Professional Documents
Culture Documents
المحاسبة العمومية كآلية للمحافظة على المال العام
المحاسبة العمومية كآلية للمحافظة على المال العام
قسم الحقوق.
و صحبُ و سله
قال اهلل تعالي ( :و لئن شكرمت ألزيدنكم) اآلية 70سوزة إبساٍيه
لم احلند زبي حتى تسضى و لم احلند إذا زضيت و لم احلند محدا كثريا طيبا مبازكا فيُ على
مجيع ىعنم كنا ييبغي جلالل وجَم و عظيه سلطاىم ملا وفكتيا إليُ.
يشسىي أٌ ىتكدو بالشلس اجلزيل و أجل العسفاٌ إىل استاذىا املشسف الدكتوز
فواز جللط
الري دعنيا بيصائحُ و إزشاداتُ و توجيَاتُ الكينة فشلسا لم ملا برلت و تبرل يف سبيل حتسيس
عكوليا مً عبودية اجلَل إىل ىوز اليكني فلاٌ اليجاح املغنوز بالثياء و العسفاٌ
كنا ىتكدو بالشلس اجلزيل للل أساترة كلية احلكوق الريً قدموا ليا يد العوٌ و املشاعدة
فجزاٍه اهلل عيا خري اجلزاء كنا ال يفوتيا تكديه جزيل الشلس إىل كل الزمالء و إىل كل
2
أ
مقدمة
لقد صاحب تقددم المجتمعدات و كبدر حجميدا تطدور الحكومدات و أدوارىدا المنوطد بيدا فد
معالج المشكالت االجتماعي و االقتصادي و المالي الت تواجدو مجتمعاتيدا و كاندت األسدباب
الدولد فييدا مدن دولد حارسد الت دعمت تطور الحكومات الحديث متعددة فقد تغيدرت وظداف
وظيفتيا الدفاع و األمن و حفظ النظام و جباي الضرافب إلى دول متدخم ثم إلى دول رخدا و
رفاىي و خدمات.
و تمارس الدول نشاطاتيا المختمف عن طريق استغالل األموال العمومي حيث يمكن أن
الييفات العمومي تستغميا بصف مباشرة أو تفوضيا لييفات أخرى كالجماعات المحمي
أنيا عصب الحياة بالنسب لكينون المصالح الخارجي ان أىمي األموال العمومي تكمن ف
و وسيمتيا األساسي ف الحفاظ عمى وجودىا وتأمين العيش الكريم لمواطنييا و ى الدول
مجاالت الحياة ال بل تأمين الرفاىي الوسيم الت يمكن من خالليا تحقيق التنمي ف مختم
ففات الشعب. بأجل صورىا لمختم
فالمحاسب العمومي تقوم بتوفير التقارير المالي الدوري السنوي الت تشمل مختم
مصادر تدفقات المال العام كما تمعب دو ار حيويا ف توفير المعمومات الت تساىم ف خمق
إلى تحقيق الشفافي والرقاب عمى التصر بالمال العام. نظام إعالم فعال ييد
األصعدة فرضت حتمي التغيير عمى الدول القيام بمجموع من اإلصالحات عمى مختم
فبرزت صورة تطوير المحاسب العمومي ف ترشيد والمستويات السيما ف مجال المالي العام
و عقمن تسيير األموال العمومي وكذا إعطا صورة واضح ومتكامم لنشاط الدول ف
العشريتين األخيرتين (الثمانينات والتسعينات) وف ظل تطور حجم أجيزة القطاع العام عمى
تحولت إلى االقتصاد مدى العصور أجرت معظم دول العالم ذات االقتصاد الحر أو الت
الحر إصالحات جذري عمى نظم المعمومات المحاسبي بأجيزتيا الحكومي رغب منيا ف رفع
كفا ة ىاتو األجيزة واستجاب لرغب الجميور ف الحصول عمى خدمات عام بجودة أعمى
والقتناعيا– الدول -بأن إصالح جياز القطاع العام يبدأ من تطوير نظم المعمومات المحاسبي
والرقاب الفعال والشفافي ف عرض المعمومات الكاشف لألخطا وذلك ألن التخطيط الك
والباعث عمى التطوير واالبتكار تعتمد جميعيا عمى نظام معمومات محاسب عموم قادر عمى
توفير بيانات شامم ودقيق .
ونظ ار الىتمام الدول بتطوير نظام محاسب عمومي يتماشى وتطورات أجيزة قطاعيا العام
واتساع نشاطاتيا يضمن ليا – نظام المحاسب العمومي – االستعمال األمثل لمموارد
واالستخدامات العمومي والرقاب عمى تنفيذىا عممت منظمات عديدة ف كثير من الدول عمى
الجيود المبذول من طرفيا مما يطرح اإلشكالي التالي : تطوير نظاميا عبر مختم
ت
الفرضيات:
الفرضيات الفرعية:
تعتبر المحاسب العمومي أداة لقياس نتافج النشاط االقتصادي عمى مستوى الوحدة
المحاسبي الكمي ( المجتمع ) خالل فترة زمني معين وقياس نتيج تعامل الوحدة
المحاسبي المحمي مع الوحدات المحاسبي الخارجي .
العمومي بمفيومو الحديث عمى أساليب عممي وتكنولوجي يعتمد نظام المحاسب
باستعمال نظام محاسب محوسب ويخضع لمعايير ومقاييس دولي لمقطاع العام.
يتم تحديث نظام المحاسب العمومي عن طريق تحديث النظام المحاسب لمدول ونظام
الموازن العام والرقاب المالي ف القطاع العام.
ث
كم أنو و نظ ار لكون اإلنسان خميف لو ف األرض فمن تستقر الداخم و حتى الدول
حياتو إال بالمال ليذا فقد سن اإلسالم ىذه التشريعات لضبط التصر ف المال العام
و ىذا ما يحقق العدال و التنمي االجتماعي و االقتصادي و تجاوز كل ظمم أو انح ار
لمدول .
دراس المحاسب العمومي تؤدي بنا إلى معرف و إتباع أنجع السبل المتوفرة إلدارة المال
و الدول وصوال الى االكتفا و االعتماد عمى الذات لضمان العيش الين العام ف
ارسا نظام ف ىو التوصل الى إبراز عظم التشريع اإلسالم لعل أىم األىدا
اقتصادي يظير مدى صالحي األنظم ف جانب الرقاب المالي عمى مالي الدول ف
كل وقت و حين.
أهداف الدراسة:
ج
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
يقصد بالماؿ العاـ الموارد المالية التي تحصؿ عمييا اإلدارات العامة ( الحكومية ػ ػ ػ
الرسمية) عمى جميع المستويات ،و ما يقابميا مف نفقات عامة تقوـ بيا تمؾ اإلدارات.
فالماؿ العاـ يعني النشاطات التي تقوـ بيا اإلدارات و المؤسسات و جميع ما يتبعيا مف
منشآت و مصالح و مرافؽ و غيرىا ،الممموكة مف قبؿ المجتمع كميا أو جزئيا ،مف أجؿ
الحصوؿ عمى الموارد المالية ( االيرادات العامة ) recettes publiquesلغرض إعادة
1
صرفيا في النفقات العامة لصالح المجتمع نفسو.
و ال يمكف التطرؽ إلى األمواؿ العمومية دوف التطرؽ إلى كيفية تسيير ميزانيات اإلدارات
العمومية ،فدراسة المالية العمومية ال تكفي لئلطبلع عمى جميع األمواؿ العمومية وتوزيعيا
2
(إيرادات ،نفقات) لذا قمنا بالمجوء إلى دراسة المحاسبة العمومية.
ويرتبط النظاـ المحاسبي الحكومي ،بالموازنة العامة التي ىي في حقيقتيا تخطيط إليرادات
الدولة و نفقاتيا عف فترة مقبمة " ىي سنة في الغالب" ،و ىي تعد أداة لمتخطيط و الرقابة
واتخاذ الق اررات ،إذ يتـ مقارنة األداء المخطط مع الحساب الختامي لموحدات الحكومية و يتـ
مناقشتيا في المجالس النيابية و التشريعية.
لذلؾ سنتعرض لدور المحاسبة العمومية والنظاـ المحاسبي الحكومي في تحقيؽ الحماية
لمماؿ العاـ وليذا سنحاوؿ التعرؼ مف خبلؿ ىذا الفصؿ عمى ماىية المحاسبة العمومية
والقواعد التي تحكميا في التشريع الجزائري ،كما سنتطرؽ إلى األىداؼ التي يسعى النظاـ
المحاسبي الحكومي إلى تحقيقيا و أيضا العناصر و المقومات التي تتوقؼ عمييا كفاءة النظاـ
المحاسبي و أخي ار سنعرض المفاىيـ المتصمة بيذا النظاـ كتنفيذ الميزانية العامة و األعواف
المكمفوف بذلؾ و صبلحياتيـ و مسؤولياتيـ.
.1تحٕث ٔأٔراق عًم انًهتمٗ انعرت ٙانثانج تعُٕاٌ " آنٍاث حًاٌت انًال انعاو وانحد يٍ انفساد االداري" انًُعمد تانرتاط انًًهكح انًغرتٛح ،يا٘
،2008انًُظًح انعرتٛح نهتًُٛح االدارٚح،ص.6
.2درٔش ف ٙانًحاسبت انعًويٍت " نثٕنرٔاح يحًد" www.etudiantdz.com ،2005-2004
6
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
اتسعت نشاطات الدوؿ التي تتحمؿ مسئولية تنفيذىا الدولة في النصؼ الثاني مف القرف
العشريف ،فقد أقدمت عمى تأسيس الكثير مف المشروعات ذات الطابع االقتصادي سواء كانت
مشروعات خدمية أو إنتاجية صناعية ،زراعية ،نقؿ ،اتصاالت ،سياحية ،تجارة داخمية
وخارجية ...وىي ظاىرة حديثة انتشرت بيف كثير مف دوؿ العالـ المتقدمة منيا والنامية عمى
اختبلؼ مستوياتيا ،غير أف تأثيرىا يبدو أكثر وضوحا في الدوؿ المتقدمة واف تعددت أنظمتيا
االقتصادية والسياسية ،إما إلحجاـ القطاع الخاص عف ولوج ميداف االستثمار في مثؿ ىذه
المشروعات ،أو رغبة الدولة في تنفيذىا في إطار اإلسراع وذلؾ نتيجة استكماؿ البنية
االقتصادية أو تحت تأثير الفمسفة السياسية واالقتصادية لمدولة.
و مع ىذا التنوع في دور الدولة الحديثة؛ برزت مبلمح المحاسبة العمومية خاصة بعد
فترة الكساد الذي شيده العالـ سنة 1929ـ ،فأصبحت الدولة تقوـ بمياـ المحاسبة والرقابة
عمى الماؿ العاـ وتوفير الشفافية.
تعريؼ المحاسبة العمومية ونشأتيا ،مرو ار بمجاالت تطبيقيا والقوانيف التي تستند الييا
وصوال الى المبادئ والنظريات واألسس التي تحكميا.
7
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
تتماشى تعاريؼ المحاسبة العمومية مع تغير الدور الحديث لمدولة ،والذي قادىا إلى
التدخؿ في النشاط االقتصادي مف أجؿ توسيع نطاقيا ،وتشمؿ المحاسبة العمومية عمى تعاريؼ
تخص كؿ فترة مف فترات تغير فمسفة الدولة في كيفية ممارسة السياسة العامة التدخمية
واألىداؼ التي تسعى إلى تحقيقيا ،ومف أىـ ىذه التعريفات:
.1التعاريف التقميدية:
ىي مجموعة المبادئ واألسس التي تيدؼ إلى المساعدة في فرض الرقابة المالية
والقانونية عمى موارد الحكومة المالية ونفقاتيا ،وىي النوع الذي ال ييدؼ إلى الربح وانما
تسعى لخدمة المواطنيف والمجتمع ،وتتضمف تقديـ التقارير الدورية عف صرؼ وتحصيؿ
الموارد الحكومية التنفيذية والتشريعية ،وبذلؾ فيي تخدـ أغراض التخطيط والمتابعة
1
والرقابة عمى أمواؿ الدولة.
وقد عرؼ كيولر المحاسبة العمومية بأنيا المبادئ والتقاليد واإلجراءات المرتبطة
بالمحاسبة عف المحميات والمحافظات والوحدات الحكومية الوطنية ،وأنيا تتصؼ
بالتسجيؿ في السجبلت والقوائـ المالية لحسابات الموازنة العامة لمدولة ،ومراعاة القيود
2
القانونية واإلدارية المفروضة عمى اإلنفاؽ وتسجيؿ االلتزامات.
وتعرؼ بأنيا كافة عمميات إثبات وتحصيؿ وصرؼ الموارد الحكومية ثـ تقديـ التقارير
3
الدورية عف تمؾ العمميات ونتائجيا لمجيات المختمفة.
.1يحًد انٕٓر ،أساسٍاث فً انًحاسبت انحكويٍت ،ط ،1دار ٔائم نهُشر ،عًاٌ ،1998 ،ص.7
.2يحًد انفٕٛي ٙيحًد ،أصول انًحاسبت انحكويٍت وانًحاسبت انقويٍت ،دار انُٓضح انعرتٛح ،تٛرٔخ ،1988 ،ص.12
. 3آل دأٔد ٕٚضف ،انًحاسبت انحكويٍت ،يُتدٖ انًحاضث ٍٛانعرب ،يتاح عهٗwww.acc4 :
8
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
.2التعريف الحديث:
ىي المجاؿ المحاسبي المتخصص بعممية تقدير وقياس وتسجيؿ وتبويب العمميات
المالية ،في وحدات الجياز الحكومي ،ثـ انتاج المعمومات التي تفيد في اتخاذ الق اررات،
وتوصيميا الى الجيات ذوات العبلقة فيما بينيا ،كما تنظميا التشريعات الرسمية
1
والمبادئ والقواعد الخاصة بذلؾ.
والجدير بالذكر أنو مف خبلؿ البحث عف تعاريؼ لممحاسبة العمومية ،وجدت عدة
تعاريؼ تختمؼ عف بعضيا وذلؾ نتيجة لتطور النشاط الحكومي ،وتوسع نطاقو ،حيث أدى
ذلؾ الى تطور مفيوـ المحاسبة العمومية عبر الزمف ،ومف ىذه التعاريؼ.
.1أنيا دراسة لمجموعة المبادئ واألنشطة والمعايير المتعارؼ عمييا ودراسة تطبيقية لؤلساليب
الفنية ،مف تجميع وتبويب وتمخيص وتحميؿ البيانات المتعمقة بالنشاط الحكومي ،بغرض فرض
الرقابة المالية والقانونية عمى ايرادات ومصروفات الحكومة ،وكذلؾ بغرض اتخاذ الق اررات
2
المناسبة في الوقت المناسب.
.2ىي فرع مف فروع المحاسبة تختص بدراسة المبادئ التي تحكـ عمميات التقدير المحاسبي
3
عف األنشطة التي تقوـ بيا الحكومة.
.3ىي مجموع المبادئ واألسس التي تيدؼ الى المساعدة في فرض الرقابة المالية والقانونية
عمى موارد الحكومة المالية ونفقاتيا ،وىي النوع الذي ال ييدؼ الى الربح ،وانما تسمى لخدمة
المواطنيف والمجتمع وتتضمف تقدير التقارير الدورية عف صرؼ وتحصيؿ الموارد الحكومية
4
التنفيذية والتشريعية ،وبذلؾ فيي تخدـ أغراض التخطيط والمتابعة والرقابة عمى أمواؿ الدولة.
. 1اضًاعٛم حط ٍٛأحًر ،انًحاسبت انحكويٍت يٍ انتقهٍد انى انحداثت ،ط ،1دار انًطٛرج نهُشر ٔانتٕزٚع عًاٌ :األردٌ ،2003 ،ص.35
. 2اتراْٛى انطٛد انًهٛج ،ٙانًحاسبت فً انوحداث انحكويٍت ،ط ،1اإلضكُدرٚح يصر ،2002 ،ص.3
. 3يحًد احًد حجاز٘ ،انًحاسبت انحكويٍت واإلدارة انًانٍت انعايت ،ط ،4عًاٌ :األردٌ ،1998 ،ص.4
. 4يحًد انٕٓر ،انًرجع انطاتك،ص.7
9
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
.4عرفت هيئة األمم المتحدة المحاسبة العمومية عمى أنيا المحاسبة التي تختص بقياس
وتبويب وتقسيـ ،ومعالجة وتحصيؿ ومراقبة وتأكيد صحة االيرادات والنفقات لؤلنشطة المرتبطة
1
بالقطاع الحكومي.
.5نص قانون المحاسبة العمومية الجزائري رقـ .21 /90المؤرخ في 1990 /08/15في
مادتو األولى عمى ما يمي ":يقصد بالمحاسبة العمومية (الحكومية) كؿ القواعد واألحكاـ
القانونية التي تبيف وتحكـ ،كيفية تنفيذ ومراقبة الميزانيات الحسابات العمميات الخاصة بالدولة
والمجمس الدستوري ،والمجمس الشعبي الوطني ،ومجمس المحاسبة والميزانيات الممحقة
والميزانيات مف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية ،ذات الطابع االداري ،كما يبيف أيضا
االلتزامات األمريف بالصرؼ ،والمحاسبيف العمومييف ومسؤولياتيـ ،ويقصد بتنفيذ الميزانية كؿ
مف تنفيذ النفقات وتحصيؿ االيرادات".
وبمفيوـ محتوى ىذه المادة نستخمص أف المحاسبة العمومية ،ىي األحكاـ التنفيذية التي
تطبؽ عمى الميزانيات والعمميات المالية التي تشمؿ عمميات تنفيذ االيرادات والنفقات وعمميات
الخزينة ،وكذلؾ نظاـ محاسبتيا والخاصة بالدولة ،المجمس الدستوري ـ.ش.و /ـ المحاسبة،
2
الميزانيات الممحقة ،الجماعات االقميمية واالدارية ،ذات الطابع االداري".
.6ىي عممية قياس وتسجيؿ العمميات المالية واألحداث المتعمقة بجمع واستخداـ الموارد المالية
العامة ،المتعمقة بوحدات الجياز الحكومي وانتاج وتوصيؿ المعمومات البلزمة التخاذ الق اررات.
مف خبلؿ ىذا التعريؼ نجد أنو يضع المحاسبة العمومية في اطارىا الصحيح الذي أسفرت
عنو التطورات الحديثة والتي خرجت بالمحاسبة العمومية عف مجرد تسجيؿ وتصنيؼ العمميات
المالية والذي يركز عمى الجوانب االجرائية والتنفيذية لتحصيؿ وصرؼ اعتمادات الموازنة ،بؿ
. 1يحًد انعسٚس أتٕرْاٌَ ،ظرٌت انًحاسبت انحكويٍت ،يكتثح األَجهٕ انًصرٚح ،1989 ،ص.8
. 2انجًٕٓرٚح انجسائرٚح اندًٚمراطٛح انشعثٛح" ،قاَوٌ رقى 12 -09انًتعهق بانًحاسبت انعًويٍت" ،انًؤرخ ف 24 ٙيحرو 1411انًٕافك/08 /15 :
،1990انًادج (ٔ )1انًادج (.)2
10
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
تعتبر جزء رئيسي في البينة األساسية لمنظاـ المالي واالقتصادي لمدولة ،واداة مف أدوات االدارة
العامة وأكثرىا فعالية في ممارسة وظائؼ التخطيط والرقابة وتقويـ األداء.
كما أنو يبرز بشكؿ أساسي أف المحاسبة العمومية ،نتيجة لذلؾ أصبحت نظاـ متخصص
لممعمومات المحاسبية.
وىناؾ مف عرؼ المحاسبة العمومية ،حسب الزاوية التي ينظر مف خبلليا ،وعميو ىناؾ
ثبلثة وجيات نظر رئيسية تمثمت فيما يمي:
ظؿ ىذا التعريؼ ساري المفعوؿ طيمة قرف مف الزمف الى غاية صدور مرسوـ 29
ديسمبر ،1962الذي اعتبر التعريؼ السابؽ بعيدا عف الواقع بفعؿ التطور الحاصؿ في نطاؽ
المحاسبة العمومية ،فعبارة النقود العامة وعمى الرغـ مف التوسع في مدلوليا لتشمؿ كؿ األمواؿ
ذات الطابع النقد ي أي كؿ وسائؿ الدفع التي ليا قوة اجرائية وكذا قيد المحفظة أي كؿ سندات
. 1لاضى اتراْٛى انحط ،ُٙٛانًحاسبت انحكويٍت وانًٍزاٍَت انعايت نهدونت ،يؤضطح انٕراق ،عًاٌ :األردٌ ،1999 ،ص.47
11
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
الحقوؽ والديوف المحولة آجبل الى تحصيبلت ومدفوعات ،اال أنيا تستثني األمواؿ غير النقدية
مثؿ العقارات والمنقوالت والمواد التي أصبحت اليوـ ضمف مجاؿ تطبيؽ المحاسبة العمومية.
تقنيا تعرؼ " بأنيا قواعد عرض الحسابات العمومية وتنظيـ وظيفة المحاسبة
العمومية" ،غير أف ىذا التعريؼ ضيؽ حيث يحصر مدلوؿ المحاسبة العمومية في تقنية عرض
حسابات الييئات العمومية غير أف مجاليا يشمؿ اضافة الى العمميات المالية لآلمريف بالصرؼ
1
والمحاسبيف العمومييف والتزاماتيـ ومسؤولياتيـ.
مف وجية نظر ادارية تعرؼ المحاسبة العمومية " أنيا قواعد عرض الحسابات العمومية
وتنظيـ وظيفة المحاسبيف العمومييف" غير اف ىذا التعريؼ يبقى ىو اآلخر محدود كوف أف
السمة االدارية في ىذا التعريؼ تتسـ في تنظيـ وظيفة المحاسبيف العمومييف وتستثني تنظيـ
وظيفة األمريف بالصرؼ ،اضافة الى مختمؼ الجوانب األخرى التي تدخؿ ضمف تطبيؽ قواعد
2
المحاسبة العمومية.
. 1يُصٕر٘ انس ،ٍٚيحاسبت عًويٍت ،يحاضرج تكهٛح انعهٕو االلتصادٚح ٔعهٕو انتطٛٛر تجايعح ضعد دحهة ،انثهٛدج :انجسائر،
. 2انًرجع َفطّ.
12
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
ارتبط نشوء المحاسبة العمومية بعامميف أساسييف تمثؿ في تطور مفيوـ المحاسبة و نشأة
الدولة التي اقتضى قياميا تقديـ الخدمات العامة لممواطنيف ،والحصوؿ عمى الموارد البلزمة
لتمويؿ ىذه الخدمات ،وىو ما استدعى البحث عف وسيمة تستطيع الدولة مف خبلليا تنظيـ
الموارد والنفقات العامة و فرض المراقبة عمى الماؿ العاـ ،وكانت ىذه الوسيمة ىي المحاسبة
العمومية.
.1العامل األول :نشأة المحاسبة ،وتطورىا بأسموبيا الحديث ،نتيجة تطور التجارة في أوروبا
إذ ظير أسموب القيد المزدوج في تسجيؿ المعامبلت المالية وكاف ذلؾ في شماؿ ايطاليا ،وتـ
استخدامو مف طرؼ التجار سنة 1458عندما كتب بينديتو كوتروكمي (Bendetto
) cotrgliعف ذلؾ ولكف تأخر طبع الكتاب الى عاـ 1573ـ ،وقد اشتير األب لوقا باسيميو
( )Luca Bacioloكأوؿ مف كتب في القيد المزدوج عاـ 1494ـ ،ونظ ار لتوسع المعامبلت
التجارية مع بمداف حوض البحر األبيض المتوسط كاف ليا أثر بارز في تطور المحاسبة في
1
ىذه المحاسبة.
.2العامل الثاني :ظيور الدولة بمفيوميا الحديث ،ليشمؿ الى جانب وظائفيا التقميدية السير
عمى كافة النشاطات االقتصادية في الدولة ،والتحقؽ مف أف ىذه النشاطات المختمفة تسير في
تناسؽ وتتقدـ نحو تحقيؽ أىداؼ المجتمع االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،وترتب عف ذلؾ
وجوب تدخؿ الدولة لتعالج استخدامات الموارد االقتصادية ،وتوجيييا وتقرير تحقيقا لصالح
2
المجتمع.
. 1أضايح رشٛد زَكح ،ضهًاٌ زَكُح ( ،انُظاو انًحاسبً فً انوحداث انحكويٍت ويجاالث تطوٌرِ) ،ط ،1دار دجهح ،عًاٌ ،2008 ،ص ص.29 ،28 ،
. 2حايد عثد انًجٛد دراز ،يبادئ انًانٍت انعايت ،اندار انجايعٛح ،االضكُدرٚح ،1988 ،ص.133
13
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
ومع ىذا التطور في دور الدولة الحديثة ،وفي مفيوـ المحاسبة بوجود تقنيات جديدة تعتمد
أساسا عمى مبدأ القيد المزدوج ،أدى الى انشاء حسابات لمدولة مف خبلليا تستطيع تقدير
ايراداتيا ونفقاتيا.
مر نظاـ المحاسبة العمومية بمراحؿ مختمفة أثناء االستعمار وبعد االستقبلؿ الى غاية
ايجاد قانوف يحدد االطار القانوني لنظاـ المحاسبة العمومية وشممت ىذه المراحؿ ما يمي:
كاف نظاـ المحاسبة العمومية في الجزائر خاضعا لمنظاـ الفرنسي ،حيث استمر العمؿ
بمعظـ النصوص التشريعية والتنظيمية ،التي كانت تحكـ نظاـ المحاسبة العمومية في فرنسا
بصفة عامة ال سيما المرسوـ االمبراطوري المؤرخ في 31ماي ،1862المتضمف المحاسبة
العمومية.
قامت الجزائر في ىذه المرحمة بالعمؿ عمى اصدار مجموعة مف النصوص ألتنظيمية
التي عوضت النصوص الفرنسية المطبقة في مختمؼ الجوانب مف مجاؿ المحاسبة العمومية
وعممت عمى تكييفيا مع الواقع الجزائري ،ولعؿ أىـ نص تنظيمي يمكف ذكره في ىذا السياؽ ىو
المرسوـ رقـ 259 – 65المؤرخ في 14أكتوبر 1965والحدد اللتزامات ومسؤوليات
14
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
المحاسبيف المنتميف ا لى القطاع العاـ ،بما فييـ أولئؾ الذيف لـ تكف ليـ صفة محاسب عمومي
1
بمفيوـ نظاـ المحاسبة العمومية.
تـ ابطاؿ كؿ النصوص والقوانيف واألنظمة العائدة لمحقبة االستعمارية الفرنسية في 05
جويمية ،1975تطبيقا ألحكاـ األمر رقـ 29 -73المؤرخ في 05جويمية ،1973وأصدرت
أحكاـ تشريعية متعمقة بالمحاسبة العمومية ،وال سيما تمؾ الواردة في القانوف المعدؿ والمتمـ
والمتعمؽ بقوانيف المالية رقـ 17 -84المؤرخ في 07جويمية ،1984كما تميزت ىذه المرحمة
بوجود ما يسمى بالفراغ القانوني لنظاـ المحاسبة العمومية ،أي عدـ وجود نص تشريعي أو
تنظيمي يكوف بمثابة االطار العاـ لممحاسبة العمومية ،والجامع لمبادئيا وقواعدىا ،والمرجع
األوؿ واألساسي ليا.
تعد ىذه المرحمة بداية ظيور االطار القانوني الذي يحكـ المحاسبة العمومية وينظميا
ويحدد مجاؿ ونطاؽ تطبيقيا بإصدار القانوف رقـ 21-90المؤرخ في 15أوت .1990
باالضافة الى المراسيـ التنفيذية المتعمقة بأشخاص المحاسبة العمومية المتمثمة فيما يمي:
فيذه المرحمة سمحت بظيور القيد المزدوج لمعمميات المحاسبية لمدولة ،بصدور التعميمة رقـ
078في 17أوت 1991مف اجؿ تسييؿ دورة العمميات المحاسبية والرقابة عمى الماؿ العاـ،
حيث أف كؿ عممية تضـ حساب دائف وحساب مديف ،كما حددت نطاؽ المحاسبيف العمومييف
2
واآلمريف بالصرؼ ومسئولياتيـ ونطاؽ عمميـ والعقوبات جراء تقصيرىـ في أداء عمميـ.
اف المحاسبة العمومية ىي أحد فروع المحاسبة ،وليا مجاؿ تطبيؽ ،كما أف ليا أىداؼ
منوطة بيا ،تسعى لتحقيقيا.
تطبؽ المحاسبة العمومية في الييئات العمومية ،والمذكورة ضمف محتوى المادة األولى
مف قانوف المحاسبة العمومية وىي تتمثؿ في ( :الدولة ،المجمس الدستوري ،المجمس الشعبي
الوطني ،مجمس المحاسبة ،الجماعات االقميمية وتشمؿ " أي الجماعات المحمية ،أي البمديات
والواليات" ،المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري تمثمت في " المستشفيات والمعاىد
والجامعات) 1.يضاؼ الييا مجمس األمة بعد انشائو بموجب الدستور الصادر سنة .1996
اف ىذه الييئات العمومية تختمؼ عف المؤسسات االقتصادية األخرى ( ذات الطابع
التجاري ،أو الصناعي والتي تطبؽ المحاسبة الخاصة) كونيا أشخاص اعتبارية خاضعة
لمقانوف العاـ ،ومف ىنا فاف تسيير ادارتيا تكوف وفؽ قواعد القانوف االداري.
كما أف ىذه الييئات العمومية الخاضعة لمجاؿ المحاسبة العمومية ،تتميز عف غيرىا
المؤسسات االقتصادية بأنو يتـ تعييف او اعتماد محاسبييف عمومييف ليا مف قبؿ و ازرة المالية
حيث يتـ تكميفيـ بتحصيؿ االيرادات ودفع لمنفقات الخاصة بيذه الييئات العمومية والقياـ بكؿ
العمميات المحاسبية الخاصة بيا ،وكذلؾ العمميات المالية الخاصة بتنفيذ الميزانية ،مف حيث
بيانات تقدير االيرادات والنفقات مف طرؼ اآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف ،فيي تتعمؽ
بصفة عامة ب ػ :
2
صيانة واستعماؿ الممتمكات المنقولة والعقارية المخصصة ليـ مف األمواؿ العمومية.
. 1يحًد يطعٗ :انًحاسبت انعًويٍت ،دار انٓدٖ ،يهٛهح :انجسائر ،2003 ،ص.12
. 2انًرجع َفطّ ،ص.13
17
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
تسعى المحاسبة العمومية كنظاـ محاسبي مف حيث التسيير والمراقبة واالعبلـ ،بتحقيؽ
العديد مف األىداؼ مف أىميا وأوليا حماية األمواؿ العمومية ،وضماف احتراـ ترخيصات
الميزانية ،وحسف تسيير الييئات العمومية ،باإلضافة الى توجيو النفقات في مجاليا الصحيح
المرخص بو ،ومف اىدافيا :
المحاسبة العمومية ال تيدؼ الى تحقيؽ الربح ،بؿ الى تقديـ خدمات عامة.
ضماف مشروعية العمميات المالية لمدولة ومطابقتيا لمقوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا.
اظيار نتائج تنفيذ قانوف المالية مع تقديـ البيانات البلزمة لتوضيح النتائج االقتصادية
والمالية المترتبة عمى أنشطة الحكومة.
تسييؿ أعماؿ الرقابة الداخمية والخارجية وتقييـ تسيير األمواؿ العمومية.
1
توفير البيانات والمعمومات البلزمة التخاذ الق اررات.
فرض الرقابة المالية والقانونية عمى ايرادات الدولة ،وذلؾ بتتبع عمميات تحصيؿ
االيرادات والتأكد مف أف جميع االيرادات المستحقة لمدولة قد تـ تحصيميا وفؽ القوانيف
والتنظيمات المعموؿ بيا.
فرض الرقابة المالية والقانونية عمى مصروفات الدولة ،وذلؾ بتسجيؿ عمميات االنفاؽ
أوال بأوؿ ،بطريقة تمكف مف تتبع االنفاؽ بحيث ال تتجاوز المصروفات االعتمادات
المخصصة مف قبؿ السمطة ( أي أف االنفاؽ تـ في األوجو المخصصة ليا).
المساعدة في اتخاذ القرار وذلؾ عف طريؽ توفير البيانات التحميمية البلزمة .
تحديد العبلقة بيف كؿ أعوانيا خاصة اآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف.
اظيار نتائج تنفيذ قانوف المالية مع تقديـ البيانات البلزمة لتوضيح النتائج االقتصادية
والمالية المترتبة عمى أنشطة الدولة وتقييـ تسيير األمواؿ العمومية.
1عثد انح ٙيرع ،ٙيحًد انمٕٛي ،ٙانًحاسبت انعًويٍت وانقويٍت ،اصدار اندار انجايعٛح ،1990ص.27
18
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
اضافة الى ىذه األىداؼ ىناؾ مف يرى أف النظاـ المحاسبي الفعاؿ يجب أف يصمـ ،حيث
يؤدي الى رقابة ادارية عمى األمواؿ والعمميات وادارة البرامج والمراجعة الداخمية والتقييـ بحيث
يفحص النتائج االقتصادية لمبرامج الحكومية بما في ذلؾ تحديد تكمفة االيرادات وقياس كفاءة
1
أداء الجيات االدارية في تنفيذ البرامج واألنشطة المخطط ليا.
تعتمد المحاسبة العمومية عمى قواعد ومصادر قانونية وتقنية ،تتمثؿ أساسا في قانوف
المحاسبة العمومية رقـ 90ػ ػ ػ 21الصادر في 15أوت ،1990حيث يعتبر ىذا القانوف
المصدر الرئيسي لقواعد وأسس المحاسبة العمومية ؼ الجزائر.
في السنوات األولى مف االستقبلؿ ظمت النصوص الفرنسية التي كانت مطبقة في عيد
االستعمار ،والمتمثمة خاصة في المرسوـ االمبراطوري المؤرخ في 31ماي ،1862والمتضمف
تنظيـ المحاسبة العمومية ،وكذلؾ المرسوـ رقـ 50ػ ػ ػ ،1413المؤرخ في 13نوفمبر 1950
والمتعمؽ بالنظاـ المالي في الجزائر ،سارية المفعوؿ الى غاية صدور مجموعة معتبرة وىامة
مف النصوص التنظيمية التي عوضت النصوص الفرنسية المطبقة في مجاؿ المحاسبة
العمومية ،وكانت مكيفة مع الواقع الجزائري ،وأىـ نص تنظيمي في ىذا المجاؿ ىو المرسوـ
رقـ 65ػ ػ 259المؤرخ في 14أكتوبر ،1965والمتعمؽ بالتزامات ومسؤوليات المحاسبيف
1
المنتميف الى القطاع العاـ.
باإلضافة الى مختمؼ النصوص التنظيمية التي كانت تصدر تباعا عف الو ازرة المكمفة
بالمالية سواء كانت ( ق اررات ػ ػ مناشير ػ ػ تعميمات) ،كما يوجد العديد مف األحكاـ التشريعية
خاصة بالمحاسبة العمومية ،وال سيما ذلؾ الواردة في القانوف رقـ 84ػ ػ 17المؤرخ في 07
جويمية ،1984المعدؿ والمتمـ والمتعمؽ بقوانيف المالية وكذلؾ مختمؼ قوانيف المالية الصادرة
كؿ سنة 2.الى غاية صدور قانوف المحاسبة العمومية لسنة ،1990والذي يعتبر النص
التشريعي والتنظيمي ،واإلطار العاـ لممحاسبة العمومية ،والجامع لمبادئيا وقواعدىا والمرجع
األوؿ واألساسي ليا ،كما أف ىناؾ مصادر أخرى لقواعد المحاسبة العمومية تتمثؿ عمى وجو
الخصوص في الدستور وخاصة ما يتعمؽ منيا بالرقابة البرلمانية في اق ارره عمى استعماؿ
االعتمادات المالية مف طرؼ الحكومة ،أو األحكاـ الخاصة بتكميؼ أجيزة الرقابة بالمراقبة
والتحقؽ مف طرؽ استخداـ الوسائؿ المادية واألمواؿ العمومية وتسييرىا ،وكذلؾ الرقابة القضائية
المتمثمة في مجمس المحاسبة باعتباره ىيئة قضائية مالية ،حيث يمكف المجوء الييا إلعطاء
التفسيرات والحموؿ عند وجود أي غموض أثناء تطبيؽ قواعد المحاسبة العمومية وخاصة في
1
الجانب القانوني.
كما أف ىناؾ قواعد تقنية خاصة بالمحاسبة العمومية وخاصة فيما يتعمؽ بالعمميات المالية
لمييئات العمومية في تحديد كيفيات وطرؽ تسجيؿ ىذه العمميات وعرض البيانات والحسابات
الخاصة بيا ،وتكوف ىذه القواعد التقنية في أغمب األحياف محددة في مجموعة مف التعميمات
2
والتوجييات الصادرة مف الجية المختصة والمتمثمة خاصة في و ازرة المالية.
22
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
يجب أف يكوف النظاـ قاد ار عمى توضيح ما إذا كانت الوحدة قد التزمت بتطبيؽ القوانيف
والتعميمات عند تحصيميا لئليرادات وانفاقيا لممصروفات وما إذا كانت كؿ التصرفات قد
تمت وفؽ الطريقة المحددة ليا واألىداؼ المرسومة.
إذا ما تعارضت النصوص القانونية مع المبادئ المحاسبية فإنو يجب االلتزاـ بالقوانيف
والتعميمات مع لفت النظر إلى ذلؾ.
يجب أف يقوـ نظاـ حسابات الحكومة عمى أساس نظرية القيد المزدوج مع استخداـ
مجموعة دفترية كافية لتحقيؽ الرقابة الفعالة عمى المصروفات واإليرادات.
ينبغي التقميؿ مف عدد االعتمادات حتى تتوفر المرونة البلزمة لنجاح النظاـ المالي.
يجب أف يتوفر لكؿ اعتماد مجموعة متوازنة مع الحسابات قادرة عمى إعطاء صورة
واضحة عف فروع النشاط المتعمقة ببنود االعتماد باإلضافة إلى بياف مدى االلتزاـ
بالقوانيف و التعميمات المالية واإلدارية.
ينبغي أف تكوف الحسابات قادرة عمى توفير البيانات البلزمة ألحكاـ الرقابة المالية
1
واإلدارية عمى عناصر اإليرادات.
إتباع أساس االستحقاؽ في قيد اإليرادات والمصروفات العمومية كمما كاف ذلؾ ممكف.
يجب تقسيـ اإليرادات طبقا لمصدرىا مف ناحية ،و طبقا لئلعتمادات المخصصة ليا مف
ناحية أخرى.
استخداـ نظاـ لحساب التكاليؼ كمما أمكف و ذلؾ لقياس تكمفة الوحدة الخدمية المنجزة.
.1يحًد يطع ،ٙانًحاسبت انعًويٍت ،دار انٓدٖ ،ع ٍٛيهٛهح ،انجسائر،2003 ،ص.12
23
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
يجب أف يقوـ النظاـ المحاسبي عمى أساس مؤكد مف المصطمحات والحسابات والقوائـ
و التقارير ،سواء كاف ذلؾ عند إعداد موازنة الدولة أو عند إعداد الحسابات الختامية و
إعداد التقارير عمى نشاط الحكومة.1
وىي التي تتحكـ أساسا في تحديد أرصدة الحسابات التي تقفؿ في أرصدة حسابات قياس
النتيجة (الحسابات الختامية) ،في ختاـ السنة المالية.
.1األساس النقدي:
يعتمد ىذا األساس عمى تحميؿ حسابات االستخدامات المختصة ،وبالتالي حساب
النتيجة بالمبالغ المدفوعة فعبل خبلؿ السنة المالية بغض النظر عما اذا كاف الصرؼ متحقؽ
خبلؿ السنة أو خبلؿ السنوات السابقة أو يستحؽ صرفو خبلؿ سنة مالية الحقة.
وكذلؾ األمر بالنسبة لمموارد ،حيث يتحمؿ حساب المصدر بموجب ىذا األساس
المحاسبي االيرادات التي يتـ قبضيا فعبل خبلؿ السنة بغض النظر عف تاريخ تحقيقيا ،الميـ
ىنا ىو حدوث واقعة االنفاؽ أو تحقؽ االيراد فعبل بغض النظر عف زمف وقوعو.
ومف مميزات األساس النقدي :البساطة وسيولة فيـ القوائـ المالية ،الرقابة والسيطرة عمى
التدفقات النقدية ،وسرعة الحصوؿ عمى النتائج ،وىذا يساعد عمى اعداد تقديرات الموازنة
2
بسيولة.
أما فيما يتعمؽ مساوئ األساس النقدي :رغـ اتساع استخداـ األساس النقدي اال أنو غير
معترؼ بو في المحاسبة المالية وأىـ مساوئو :ال يساعد عمى التخطيط وال يقدـ معمومات عف
تكمفة الخدمات العمومية ،تصعب بموجبو الرقابة عمى األداء وعمى اجراء المقارنة بيف السنوات
بسبب سماح ىذا األساس بتداخؿ نتائج أعماؿ السنوات.
.2أساس االستحقاق:
يعترؼ ىذا األساس بالعمميات واالحداث المالية خبلؿ الفترة التي وقعت فييا ،بغض
النظر عف حركة النقدية الخاصة بيا ،ويترتب عمى ذلؾ اظيار األصوؿ وااللتزامات والتسويات
الختامية كام مة ،مما يسيؿ أداء كؿ سنة مالية عف غيرىا ،وبطبيعة الحاؿ فاف ىذا األساس ال
يختمؼ بيف أنواع المؤسسات سواء كانت حكومية أو غير حكومية ،وفؽ ىذا األساس يتـ
االعتراؼ بالموارد االقتصادية كافة ( المالية والعينية) والتغيرات التي تط أر عمييا ،وتتكوف
عناصر القوائـ المالية مف االيرادات والنفقات (المصروفات) بما فييا االستيبلكات واألصوؿ
المالية والعينية وااللتزامات وصافي األصوؿ.
. 1اضًاعٛم حط ٍٛأحًرٔ ،انًرجع انطاتك ،ص ص.140 ،138 ،
25
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
يعتمد ىذا األساس تحميؿ حساب االستخدامات المتعمقة بالمصروفات الممتزـ بيا
"المتعاقد عمييا" بتاريخ االلتزاـ (التعاقد) بمعزؿ عف تاريخ تنفيذ العقد ،وتحقؽ الصرؼ أو دمج
1
مبمغو أو جزء مف مبمغو.
وتأتي أىمية ىذا األساس محاسبيا في كونو يؤمف تثبيت التزامات الوحدة المحاسبية
دفتريا ،وتزداد أىميتو في محاسبة االمواؿ العامة ( المحاسبة العمومية ) مف العبلقة بيف التزاـ
المتعاقديف والتخصيص المعتمد في حساب المختص ( الغرض مف االلتزاـ في الموازنة).
يوفر البيانات المحاسبية البلزمة لمعرفة حدود تقيد الوحدة المحاسبية بالتخصيص المعتمد
في أوسع نطاقو وىو االلتزاـ وىي الحالة التي ال يظيرىا محاسبيا أي مف األساس النقدي أو
2
أساس االستحقاؽ.
ومف ىنا نبلحظ أف تطبيقو في المحاسبة العمومية ينحصر في االستخدامات وتزداد أثاره
المحاسبية في المشروعات والعقود التي يتطمب تنفيذىا فترة زمنية قد ال تتجاوز السنة المالية
التي تـ فييا التعاقد أو اكثر مف سنة مالية ،وذلؾ في نشاط قطاع المقاوالت والتشييد والبناء.
نظ ار لتطور المشاريع أالقتصادية ظيرت النظريات المحاسبية لتفسير األساس العممي
لمنظـ المحاسبية ،وتعد األسس المحاسبة العممية الناجعة في إثبات اإليرادات والنفقات بيدؼ
قياس النتائج وعرضيا بطريقة مناسبة.
ظيرت نظرية الممكية الشخصية في بداية القرف ،19وفي ىذه المرحمة كاف النشاط
االقتصادي مقتص ار عمى المشاريع الفردية ،وشركات األشخاص ،وكانت مثؿ ىذه المشاريع ذات
نشاطات تجارية محدودة ،كما كانت شخصيتيا متداخمة مع شخصية مالكييا ،حيث أنيـ
يسالوف في أمواليـ الخاصة عف ديوف المشروع ،كما أف المقرضيف كانت تربطيـ في الغالب
عبلقات شخصية بمالؾ المشروع ،بالتالي فاف أرباح المشروع مف حؽ مالكيو وىـ الذيف
يتحمموف الخسارة ويتولوف تسديد ديوف المشروع مف أمواليـ الخاصة ،كوف حسابات رأس الماؿ
المشروع تمثؿ أصحاب المشروع ومؤدى ىذه النظرية :أف السجبلت المحاسبية تمسؾ ،والقوائـ
المالية تعد مف وجية نظر صاحب أو أصحاب المشروع ،وأف وظيفة المحاسبة في مثؿ ىذه
المشاريع تتبع التغيرات التي تط أر عمى القيمة الصافية لممشروع ،وتحميؿ تمؾ التغيرات الى
اسبابيا ،وقياس مقدارىا مف مدة محاسبية الى أخرى ،بناء عمى ىذه المعطيات فاف أىـ المفاىيـ
1
المحاسبية التي جاءت بيا ىذه النظرية:
. 1عمهح يحًد ٕٚضف انًثٛض ،ٍٛانُظاو انًحاسبً انحكويً وادارتّ ،ط ،1دار ٔائم نهُشر ،األردٌ ،عًاٌ ،1999 ،ص ص.55 ،54 ،
27
انفصم األول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ياٍْت انًحاسبت انعًويٍت
.3االيرادات والمصروفات :تعد بمثابة عناصر موجبة أو سالبة بالنسبة لحساب رأس الماؿ وىو
الحساب الذي يمثؿ صاحب أو أصحاب المؤسسة.
وتيدؼ المحاسبة في ىذه المشاريع التي تتبع التغيرات التي تط أر عمى القيمة الصافية
لمشروع وقياس ىذه القيمة ،بما أف ىدؼ أي مشروع مف ىذا النمط ىو تعظيـ أرباح مالكيو
فاف الصفقات التجارية أو المعامبلت المالية التي يعقدىا المشروع ىي تنفيذ لسياسة ىؤالء
المالكيف لزيادة أرباحيـ.
استنادا الى ق اررات ادارية يحددىا الحراز ىذه النتيجة ،بالتالي ال يكوف ىناؾ أي مجاؿ
لمتمييز بيف العناصر التي تؤدي الى زيادة القيمة الصافية لممشروع ،سواء كانت ايرادات عادية
أو غير عادية ،وتكوف نتيجة أعماؿ المشروع عف فترة معينة متمثمة بالفرؽ بيف حقوؽ صاحب
أو أصحاب المشروع في نياية الفترة وحقوقو أو حقوقيـ في بدايتيا كما يمي:
ا لنتيجة عف فترة معينة :حقوؽ صاحب أو أصحاب المشروع في آخر الفترة مطروح منيا
حقوؽ أو أصحاب المشروع في بداية الفترة فاذا كانت النتيجة بالزيادة تحقؽ ربح
لممشروع ،أما اذا كانت نقصا تحقؽ خسارة.
النتيجة التي تحسب عمى ىذا األساس تعد حصيمة عوائد االستثمار النقدي ( الفائدة )
وعمى المجيود الشخصي الذي يبذلو صاحب المشروع في ادارتو وأجور وعائد المخاطرة ( الربح
) باإلضافة الى العوائد مف األرباح العارضة والرأسمالية ،وتتمثؿ ىذه النظرية بالمعادلة التالية
1
األصوؿ ( الموجودات )= الخصوـ (المطموبات) المتمثمة في رأس الماؿ وااللتزامات.
ظيرت ىذه النظرية تمبية لمتغير الكبير في مفيوـ المشروع وادارتو المستقمة عمى مبلكو
بالتالي ركزت ىذه النظرية عمى المشروع نفسو باعتباره شخصية مستقمة ذات كياف مادي أو
معنوي بعكس النظرية السابقة التي ركزت عمى أصحاب المشروع.
وفقا لمفيوـ ىذه النظرية فاف رأس الماؿ المشروع ،يتكوف مف المساىميف اضافة الى
الدائنيف ،ويعتبر كبل الطرفيف مستثمريف في المشروع ويحرصاف عمى نجاحو ،وبناء عميو فاف
معادلة الميزانية ىي :الموجودات = المطموبات بما فييا رأس الماؿ
فيذه الموجودات تعتبر ممكا لممشروع وليس ألصحابو ،واف المطموبات تمثؿ التزامات عمى
صاحب المشروع وتقسـ ىذه االلتزامات الى مجموعتيف رئيستيف ىما:
وتبعا ليذه النظرية ،فاف اليدؼ الرئيسي لممشروع ىو انتاج الدخؿ ،األمر الذي أدى
بالمحاسبة الى التركيز عمى تحديد الدخؿ المتاح لممستثمريف ( مساىميف ودائنيف).
1
والمعادلة التي توضح ىذه النظرية ىي :صافي الربح أو الخسارة = االيرادات -المصاريؼ.
بسبب عجز النظريتيف السابقتيف في اعطاء تفسير عممي سميـ لمصدر القدرة االنفاقية
لموحدة المحاسبية العمومية ،وما يعكس ىذا العجز مف آثار سمبية عمى المفاىيـ الخاصة
بموجودات الوحدة ومطموباتيا وايراداتيا ومصروفاتيا ،أدى الى ظيور نظرية األمواؿ
1
المخصصة ،وقد استطاعت ىذه النظرية أف تسد الثغرات في مفاىيـ النظريتيف السابقتيف.
ومؤدى ىذه النظرية " :اف القدرة االنفاقية لموحدة الحكومية تحدد كما ونوعا بما يوضع
تحت تصرفاتيا لفترة زمنية معينة".
ىذه النظرية جاء بيا William Vatterسنة 1947تركز عمى األمواؿ باعتبارىا وحدة
العمميات ومركز االىتماـ وقد جاءت لتفسير الممارسات المالية التي كانت تطبؽ في الوحدات
الحكومية فيي تجد قبوال أوسع في االطار المحاسبي العمومي ،ألنيا أقرب الى تفسير أىداؼ
2
وخصائص النشاط الحكومي مف النظريات المختمفة.
وتعرؼ عمى أنيا ":وحدة مالية محاسبية ذات مجموعة مف الحسابات المتوازنة ذاتيا والتي
تسجؿ بيا كؿ مف الموارد النقدية ،وكذلؾ ما يرتبط بيا مف التزامات وفائض في الحقوؽ
3
األرصدة والتغيير فييا".
أما عبلقة النظاـ المحاسبي العمومي بنظرية األمواؿ المخصصة تمثؿ فيما يمي:
تستمد الوحدة المحاسبية العمومية قدرتيا االنفاقية مف التخصيصات التي توضع تحت
تصرفيا كما ونوعا.
تعتبر الموازنة األداة الوحيدة لتنفيذ ذلؾ.
ترتبط الوحدة المحاسبية باستخداـ التخصيصات المعتمدة ليا في الموازنة بالفترة الزمنية
المقررة ليا والتي غالبا ما تكوف سنة.
ليس لموحدة المحاسبية زيادة تخصيصات بأي نوع مف أنواع االيراد أو االفتراض أو أي
مف مصادر التمويؿ الخاصة.
ابراز نظاـ المحاسبة العمومية مدى التزاـ الوحدة بالقانوف واإلجراءات االدارية.
السند القانوني أقوى مف السند المحاسبي ،فيما يختص بالقواعد المبلئمة لمتطبيؽ في
نظاـ المحاسبة العمومية.
أف يقوـ نظاـ المحاسبة العمومية عمى مبدأ القيد المزدوج ،ويجب أف يشتمؿ في
المجموعة الدفترية عمى دفتر اسناد عاـ يتـ فيو تسجيؿ العمميات كافة عمى أساس
ممخص بجانب مجموعة مف السجبلت المساعدة.
أف يتـ تقسيـ االعتمادات بما يتطابؽ مع مجموعة التقسيـ المتبع في الميزانية العامة
1
لمدولة.
خالصة الفصل:
مف خبلؿ ما سبؽ بعد التطرؽ الى التعاريؼ المختمفة الى المحاسبة العمومية ونشأتيا
واألىداؼ التي ترمي الييا وصوال الى نظرياتيا ،نستنتج أف المحاسبة العمومية مصد ار ميما
لتزويد الميتميف بيا بالبيانات البلزمة والميمة ،حيث تمتقي مع المحاسبة المالية في بعض
النقاط والمبادئ وتختمؼ عنيا في أخرى ،كما أف المفاىيـ المحاسبية التي تفسر األساس العممي
لممحاسبة العمومية مستمدة مف نظرية األمواؿ المخصصة ،وىي احدى النظريات الثبلثة التي
ظيرت تاريخيا لتتناسب مع النشاطات االقتصادية واالدارية المختمفة.
32
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
يعد النظام المحاسبي الحكومي بمثابة الجانب التطبيقي لممحاسبة الحكومية ،يضم اإلطار
المحاسبي لتنفيذ الميزانية العامة في ضوء مجموعة من المقومات المحاسبية.
المحاسبة العمومية موجودة إلقامة قواعد محددة تضمن تنفيذ الميزانية ،و بالتالي فهي
تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين :التنفيذ و الرقابة و ستؤدي إلى بروز قاعدتين أساسيتين:
**
األولى :من طبيعة قانونية ترتكز عمى قاعدة التفرقة بين" المشروعية"* و "المالئمة".
الثانية :من طبيعة إدارية نجدها في مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب
العمومي.
أن اآلمر بالصرف يخصص له العمل في مجال المبلئمة في حين أن المحاسب العمومي
يعمل في مجال المشروعية.
الدستور :حيث نص دستور 1996عمى بعض األحكام المتعمقة باألموال العامة كتمك
المتعمقة برقابة البرلمان عمى استعمال االعتمادات المالية من طرف الحكومة ،أو تمك الخاصة
بتكميف أجهزة الرقابة بالتحقيق في مبلئمة استخدام وتسيير الوسائل المادية واألموال العمومية.
*
رقابت انًشروعيت :تعُٗ اٌ انماضُٚ ٙضل سلاتتّ عهٗ انمشاس االداسٖ نٛتأكذ يٍ يششٔعٛح ْزا انمشاس اٖ يذٖ اتفالّ يع لٕاعذ انمإٌَ ٔيذٖ تٕافش
أسكاَّ.
**
رقابت انًالئًت :تعُ ٙيذٖ تُاعة انجضاء انًٕلع عهٗ انًٕظف يع انًخانفح انتٗ استكثٓا.
34
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
المبلحظ في الجزائر أنه قبل صدور هذا القانون لم يوجد نص تشريعي أو تنظيمي يكون
بمثابة االطار العام لممحاسبة العمومية ،والجامع لمبادئها وقواعدها والمرجع األساسي لها.
المراسيم التنفيذية :هي مجموعة من النصوص التنظيمية المطبقة عمى مختمف الجوانب
في مجال المحاسبة العمومية منها:
35
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
تمتقي المحاسبة العمومية ( الحكومية) والمحاسبة المالية في نقاط عدة ،وتختمفان في أخرى
ويمكن حصر أوجه الشبه واالختبلف بينهما في النقاط التالية:
.1طبيعة النشاط :ان طبيعة النشاط العمومي ،نشاط مستمر نتيجة الستقرار حاجة المجتمع
الى ا لتضامن االجتماعي ولحفظ األمن الداخمي ،بينما النشاط التجاري متوفر بالنسبة لممشروع
لمواحد ،اذا حقق خسائر وقام بالتصفية ولكن سوف يستمر بظهور مشاريع أخرى في نفس
النشاط.
.2الوحدة المحاسبية :الوحدة المحاسبية في االطار الحكوي تممك رأس مال تسعى الى
استغبلله في األ صول المختمفة ،كما ال يترتب عمى نشاط الوحدة أي التزمات عمى هذ األموال
كما في الوحدات التي تزاول نشاط تجاري ،كما تتغير الوحدة المحاسبية ألغراض المحاسبة
المالية بمزاولتها نشاط اقتصادي يهدف غالبا الى تحقيق ربح ،كما أنه يوجد لها شخصية
قانونية.
.1اليدف :تهدف المحاسبة المالية الى تطوير المركز المالي لقياس نتيجة النشاط االقتصادي
لموحدة ،أي أن الغرض األساسي هو المحافظة عمى رأس المال المستثمر في الوحدة
. 1دغ ٍٛتٕيذ ،ٍٚيحاضرة حىل انًحاسبت انعًىييت ،يذسعح انذكتٕساِ ف ٙانًانٛح انعايح ،جايعح تهًغاٌ :انجضائش.2009 -2008 ،
36
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
االقتصادية ،بينما تهدف المحاسبة العمومية الى فرض رقابة مالية وقانونية عمى ايرادات الدولة
ومصروفاتها ،وذلك في حدود االعتمادات المخصصة لها من قبل السمطة التنفيذية.
.2مبدأ القيد المزدوج :يقوم كل النظامين عمى مبدأ القيد المزدوج ،كما يشمل كل منهما عمى
مجموعة من المستندات والدفاتر وحسابات متوازنة.
.3سنوية المحاسبة :يقوم كل من النظامين عمى مبدأ استقبلل السنوات المالية ،ففي المحاسبة
المالية يتم قياس نتيجة النشاط االقتصادي لموحدة في نهاية السنة المالية ،وذلك بمقابمة
االيرادات بالمصروفات وكذلك الحال في المحاسبة العمومية فيتم اعداد الموازنة سنة مالية
واحدة.
.4ثبات وحدة القياس ( النقود ) :تفرض كل من المحاسبة العمومية والمالية ثبات وحدة وعدد
النقود ،ومن ثم فان أي تقمبات في القوة الشرائية ال تؤثر كثي ار عمى نتاج النظام المحاسبي
المتبع في الوحدة االقتصادية ،أو في الوحدة الحكومية.
.5األساس المستخدم باإلثبات في الدفاتر :تهدف المحاسبة المالية الى اظهار نتيجة األعمال
من ربح أو خسارة ،وعميه فانها تهدف الى تحقيق الربح ،بينما يهدف النشاط الحكومي الى تقديم
خدمات.
.6االستيالك :ال تظهر المحاسبة العمومية حسابات خاصة باألموال الثابتة لعدم وجودها في
السجبلت المحاسبية بوصفها مصروفات تخص السنة المالية بعكس المحاسبة المالية ،حيث
توزع تكمفة األصل عمى عمر االنتاجي.
.7الجرد وبضاعة آخر المدة :المحاسبة العمومية تقوم عمى األساس النقدي لذا يبدو منطقيا
عدم االهتمام آخر المدة كعنصر من عناصر قياس االنتاج.
غير أن عدم اهتمام المحاسبة العمومية ببضاعة آخر المدة ال يعني عدم اهمية اجراءات الجرد
حيث أن لمجرد أغراض أخرى هي الرقابة عمى أموال الدولة والتأكد من سبلمة أموال الحكومة.
37
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
يعتبر نظام المحاسبة العمومية مجموعة عناصر متفاعمة تعمل معا من اجل تحقيق هدف
أو مجموعة من األهداف ويمكن تجزئة كل عنصر في النظام إلى مكونات و هي:
يعد النظام المحاسبي العمومي الوسيمة التي من خبللها يتم تقديم المعمومات المفيدة لتقدير
اإليرادات والنفقات السنوية الحكومية.
ويعرف عمى أنه مجموعة من الطرق واإلجراءات والتعميمات المحاسبية المناسبة ،تستخدم
2
مجموعة وقوائم مالية تعكس نتائج النشاط الحكومي.
ويعرف أيضا أنه مجموعة من المفاهيم والمبادئ العممية المتعمقة باستخبلص النتائج
الخاصة بهذا النشاط بصفة دورية وتقديمها لمجهات المسؤولة عن ادارة األموال العامة
3
ومراقبتها.
متابعة ما يستحق لمدولة عمى األفراد والمؤسسات من ضرائب ورسوم او ديون أو أي
التزامات أخرى والعمل عمى تحصيمها وحفظ قيودها وسجبلتها.
فرض الرقابة عمى األموال العامة لمنع وقوع ضياع أو اختبلس أو سوء استخدام لها،
وكشف األخطاء أو التبلعب الذي يمكن أن يحدث لها.
توفير البيانات البلزمة المتعمقة بتوفير الموازنة وبيان المركز المالي لمدولة واظهار
الفائض أو العجز
توفير البيانات والمعمومات البلزمة التي تسهل عممية التحميل االقتصادي ودراسة اآلثار
االقتصادية المترتبة عمى اإليرادات العامة واستخداماتها.
توفير التقارير البلزمة عن تنفيذ البرامج والخدمات التي تؤدي األجهزة الحكومية ،بحيث
تسهل عمميات تقييمها.
39
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
توفير البيانات والمعمومات من مختمف الجهات الستخدامها كمؤشرات اتخاذ الق اررات
ورسم السياسات ،أو اخضاعها لعممية الدراسة والتحميل أو لغاية فرض الرقابة عمى
1
النشاط العمومي المالي.
أن ترتبط تصنيفات النظام المحاسبي مع تصنيفات الموازنة ارتباطا وثيقا عمى اعتبار
أن وظائف الحسابات من الموازنة من العناصر المتكاممة لئلدارة المالية العامة.
يجب أن تنظم الحسابات بطريقة تفصح بوضوح أن األغراض التي من أجمها حصمت
و أنفقت األموال العامة و المستويات اإلدارية المسؤولة عن الجباية و اإلنفاق عمى
البرامج.
أن يكون لمنظام المحاسبي العمومي القدرة عمى اإلفصاح الكامل عن المركز المالي
لمدولة.
أن يكون لمنظام المحاسبي العمومي القدرة عمى بيان مدى التزام السمطة التنفيذية
بمختمف وحداتها اإلدارية بالقوانين و األنظمة.2
.3التقارير والقوائم المالية :هي تمك التقارير التي تبين الوضعيات المالية لموحدة العمومية،
والتي تكون اما دورية أو تكون عند حدوث ما يتطمب ارسال تقارير الى الجهات المعنية من
قبل المحاسبين اوالمدراء العموميين.
.4استخراج النتائج وقائمة المركز المالي :هي النتائج التي تحققت من خبلل ممارسة
الوحدات الحكومية لنشاطها والتي تبين المركز المالي لها.
.5اآلالت :هي الوسائل المستخدمة في اطار القيام بالمحاسبة كاستخدام أجهزة االعبلم اآللي،
واألجهزة الحديثة في االتصال.
41
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
.6التعميمات :هي التي يتمقاها المدراء العموميون والمحاسبون العموميون التي تمكن من األداء
الحسن لموحدات الحكومية.
.7الموظفون :هم األشخاص المؤهمون والمكمفون بالسهر عمى االستخدام األمثل والرشيد
1
لؤلموال العامة.
.1مسؤولية اإلشراف عمى الحسابات يجب أن تتركز في يد مسؤول واحد وهو الذي يصدر
التعميمات المالية.
.2عمى كل وحدة إدارية محمية أو مركزية أن تعد الموازنة الخاصة بها ،حيث تبين ايراداتها
ونفقاتها.
.3تخصم جميع االرتباطات عمى بنود اإلعتمادات الخاصة بها في الوقت الذي يتم توقيع
عقود االرتباطات أو أوامر التوريد.
.5يجب تطبيق المبادئ المحاسبية والقواعد األساسية حالة قيام الدولة بمزاولة نشاط
اقتصادي أو صناعي عن طريق وحداتها المختمفة
.6إيجاد نظام لممراجعة الدورية في الوحدات اإلدارية يقوم بها مراجع مستقل.
. 1لطاس يذًذ "،انًحاسبت انحكىييت يجانها واننظرياث واألسس انًبنيت عهيها ".يزكشج نٛغاَظ يذاعثح غٛش يُشٕسج ،يعٓذ انعهٕو انتجاسٚح
ٔااللتصادٚح ٔعهٕو انتغٛٛش،انًذٚح ،2004 ،ص ص.46 ،45 ،
42
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
.7إعداد تقارير شهرية مالية عن الوحدات الحكومية ،بحيث تظهر هذ التقارير الوضع
المالي من أجل إحكام المراقبة المالية والقانونية.
.8يجب أن تكون جميع التقارير مبنية عمى أساس موحد ولو عمى أساس مجموعات من
الوحدات اإلدارية المتماثمة في طبيعة النشاط والحجم.1
.1تحديد سنة مالية ذات فترة زمنية ثابتة يتم عمى أساسها اعداد مشروع الموازنة العامة لمدولة،
خبلل السنة المالية التالية.
.3تنفيذ ما ورد بالميزانية عن طريق توزيع قوائم االيرادات والمصروفات عمى الوحدات
المحاسبية الموجودة في مختمف الوحدات االدارية الحكوية.
.4مباشرة تنفيذ الموازنة طبقا لقواعد تنفيذها وتوزيع االعتمادات وتحصيل االيرادات وفقا
لمتوزيع المخطط في الموازنة.
.5اثبات العمميات المالية الفعمية من خبلل النظام المحاسبي العمومي وفقا لنفس األسموب
المطبق في النظام المحاسبي المالي ،وذلك فيما يتعمق بحصر وتسجيل العمميات عمى أساس
تاريخي ووفقا لنظام القيد المزدوج في دفاتر اليوميات المختمفة ،ثم تبويبها الى حساباتها في
دفاتر األستاذ وفقا لؤلحكام الخاصة باستخدام االستثمارات الحكومية.
.6في مرحمة تمخيص البيانات و هي المرحمة الثالثة من مراحل تشغيل النظام المحاسبي
المالي العمومي تختمف المبادئ التي تخضع لها إجراءات التمخيص كما هو متبع في النظام
المحاسبي المالي فبل مجال إلعداد حسابات ختامية يقابل فيها جانب اإليرادات والمصروفات
عمى النحو المتبع في النظام المحاسبي المالي وانما يعد الحساب الختامي عمى أساس التأكد
من موازنة اإليرادات والمصروفات وتقوم كل وحدة حكومية إدارية بإعداد حساب ختامي لها
حتى يتسنى إعداد الحساب الختامي لمدولة ،الذي يشتمل عمى إجمالي الممخصات الدفترية.
يعتمد نظام المحاسبة العمومية عمى مبدأ الفصل بين مهام اآلمر بالصرف والمحاسب
العمومي في تنفيذ الميزانية العامة لمدولة ،حيث يتناول هذا المحبث عرض مختمف أعوان
المحاسبة العمومية عن طريق دراسة مهام كل من :
المحاسب العمومي
اآلمر بالصرف
المراقب المالي
أوال:المحاسب العمومي
يقصد به هو كل موظف او عون له الصفة الصفة القانونية لممارسة باسم الدولة أو
الجماعات المحمية والهيئات العمومية ،عمميات االيرادات والنفقات وحيازة وتداول األموال والقيم
1
العمومية.
وأما المشرع الجزائري فيعرفه عن طريق تعداد المهام المنوطة به ،ذلك حسب المادة 33
من القانون رقم 90-21المتعمق بالمحاسبة العمومية حيث يعد محاسبا عموميا كل شخص
يعين قانونا لمقيام بالعمميات الموالية:
أما بخصوص تصنيف المحاسب العمومي ،فيمكن تصنيفه من حيث ،طبيعة المهام ،ومن حيث
طبيعة المرافق التي يتولى مسك محاسبتها.
1.1المحاسب الرئيسي:
هو المحاسب المؤهل قانونا لمقيام بعمميات القيد المحاسبي النهائي لمعمميات المالية لمدولة
المتعمقة بعمميات النفقات وااليرادات المكمف بها وفقا لبنود الميزانية العامة لمدولة.
2.1المحاسب الثانوي
هو المحاسب العمومي الذي ينفذ العمميات الخاصة بااليرادات والنفقات لصالح المحاسب
العمومي الرئيسي ،وعميه فالمحاسب المفوض يقوم بارسال العمميات المالية التي قام بها الى
المحاسب المكمف المؤهل قانونا لمقيام بالقيد المحاسبي النهائي لهذ العمميات.
3.1شبو المحاسب
هو كل شخص أو موظف يحوز أو يتداول األموال والقيم العمومية بدون أن تكون له الصفة
القانونية لممحاسب العمومي.
45
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
هو كل المحاسب الذي يمم ك الصفة القانونية لممحاسب العمومي دون أن يقوم بحيازة أو
تداول األموال العمومية ،أي محاسب بدون صندوق ،حيث يكسب صفة محاسب عمومي
مركزي يقوم بدمج محاسبة المحاسبيين العموميين والذي يعرف باسم الوكيل المحاسبي المركزي
1
لمخزينة.
هو التصن يف الذي وضعه المشرع الجزائري ،الناتج عن تقسيم االدارة المالية لمدولة وذلك
وفقا المرسوم التنفيذي رقم 311-91المؤرخ في 07سبتمبر 1991المتعمق بتعيين المحاسبين
العموميين واعتمادهم والذي يقدم التصنيف كالتالي:
وهو المحاسب المكمف بتنفيذ األوامر الخاصة بالعمميات المالية لمدولة لمختمف الو ازرات
والهيئات االدارية ذات الطابع الوطني ،ومراقبة صناديق التسبيقات وااليرادات لدى مختمف
الو ازرات.
المكمف بتنفيذ العمميات المالية المتعمقة بالحسابات الخاصة لمخزينة ويعين المحاسب
العمومي المكمف بالنسبة لمعاشات ومنح المجاهدين وذوي الحقوق ،معاشات أفراد الجيش
والتقاعدات المدفوعة من ميزانية الدولة.
هو محاسب بدون صندوق بحيث يقوم بدمج وتركيز محاسبة أمناء الخزينة لمختمف
الواليات ،ومكمف كذلك بجمع االحصائيات المتعمقة بالوضعية المالية لمخزينة وتنفيذ العمميات
الخاصة بالحساب الجاري لمخزينة المفتوح لدى البنك المركزي ،اضافة الى مراقبة العمميات التي
تتم بواسطة الحساب الجاري البريدي المفتوح لدى الخزينة ،وتسيير الحساب الخاص لمخزينة
المتعمق بالتسبيقات ،القروض ،كذلك مسك حساب التسديد مع الخارج الى جانب متابعة وتسيير
المديونية العمومية.
هو المحاسب العمومي الرئيسي المنصب من طرف وزير المالية عمى رأس خزينة كل
والية ،و المكمف بتنفيذ عمميات االيرادات والنفقات لميزانية الدولة وميزانية الوالية ،والهيئات
العمومية ذات الطابع االداري الموجودة في اقميم الوالية ،ويقوم كذلك بمراقبة صناديق التسبيقات
وااليرادات أعوان المحاسبة لمهيئات االدارية عمى مستوى الوالية ،اضافة الى ذلك يقوم بالتحقق
من تطابق حساب التسيير لديه مع الحساب االداري لآلمر بالصرف في الوالية ،الى جانب
االرسال الشهري لموضعية المالية لخزينة الوالية الى العون المحاسبي المركزي لمخزينة.
قابضي الضرائب
قابضي الجمارك
قابضي المحافظة العقارية
قابضي البريد والمواصبلت
47
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
ويجدر الذكر هنا أن المحاسب العمومي الرئيسي المكمف بتنفيذ ميزانية الوالية هو أمين
خزينة الوالية ،أما بالنسبة لمبمديات فالمحاسب المكمف بتنفيذ ميزانية البمدية هو قابض الضرائب
ما بين البمديات.
أما بالنسبة لتسيير المرافق العمومية ذات الطابع االداري فالمحاسب الرئيسي المكمف بقيد
العمميات المالية الخاصة بها وهو العون المحاسبي المنصب لدى االدارة العمومية من طرف
1
وزير المالية أو مفوضه.
يقوم المحاسب العمومي بتنفيذ أوامر اآلمر بالصرف المتعمقة بتسديد النفقات وتحصيل
االيرادات المرخصة في ميزانية الدولة ،بعد التحقق من مشروعية العمميات المالية عن طريق
مراقبة وثائق اثبات عمميات االيرادات والنفقات ومطابقتها لمقوانين واألنظمة المعمول بها.
-يجب عمى المحاسب العمومي قبل قبول دفع أي نفقة عمومية يتحقق من:
. 1انًادت 33 ٔ 32 ٍٛيٍ انًشعٕو انتُفٛز٘ سلى 91 -313انًؤسر ف 07 ٙعثتًثش 1991انًتعهك تتُصٛة ٔتع ٍٛٛانًذاعث ٍٛانعًٕي.ٍٛٛ
48
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
صفة اآلمر بالصرف ،بأن له الصفة القانونية التي تؤهمه لمقيام بالعمميات المالية لميزانية
الدولة أو الجماعات المحمية اضافة الى أن اآلمر بالصرف ممزم عند تنصيبه بايداع
نسخة من االمضاء الذي يوقعه عمى السند األمر بالصرف لدى المحاسب.
شرعية عمميات تصفية النفقات.
توفر االعتمادات المالية.
أن الديون لم تسقط آجالها أو أنها محل معارضة.
الطابع االبرائي لمدفع ،والذي يؤكد عن طريقه اآلمر بالصرف اثبات أداء الخدمة.
الصحة القانونية لممكسب االبرائي ،حيث يتحقق المحاسب العمومي أن الدفع يتم لصالح
الدائن األصمي.
وجود تأشيرة المراقب المالي.
يختص المحاسب العمومي بعممية التحصيل والتي تعتبر المرحمة النهائية من مراحل تنفيذ
عمميات الميزانية من جانب االيرادات ،بحيث يتكفل المحاسب العمومي تحت مسؤوليته
الشخصية والمالية بتحصيل االيرادات المرسمة من طرف اآلمر بالصرف ،وذلك بعد التحقق من
مشروعية سند التحصيل ،ووجود ترخيص تحصيل االيرادات في قانون المالية.
الجدير بالذكر أن مهمة المحاسب العمومي تقتصير عمى المراقبة والتحقق من مشروعية
العمميات المالية عن طريق مراقبة وثائق اثبات النفقات وااليرادات ،دون أن يتدخل في مضمون
العمميات المالية ،أي عدم التدخل في مجال التسيير والمبلئمة التي هي من اختصاص اآلمر
بالصرف ،الذي يقرر مجال استعمال األموال العمومية.
اضافة الى المهام المذكورة أعبل ،يختص المحاسب العمومي بمهمة ضمان حراسه
وتداول القيم واألموال العمومية وتسيير حسابات المواجودات ،اضافة الى مهمة مسك الحسابات
49
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
والمحافظة عمى سندات االثبات ووثائق المحاسبة لجميع العمميات التي يقوم بها ،كما يقوم
كذلك باعداد حساب التسيير السنوي الذي يسجل فيه جميع العمميات المالية وعمميات تنفيذ
الميزانية التي قام بها خبلل السنة.
تعتبر مسؤولية المحاسب العمومي مسؤولية خاصة تختمف عن مسؤولية باقي موظفي
الدولة ،من أجل فهم خصوصية هذ المسؤولية سيتم التطرق الى مايمي:
نظ ار لطبيعة المهام الموكمة لممحاسب العمومي السيما في مجال التحقق من مشروعية
العمميات المالية التي يقوم بها وحيازة وتداول األموال العمومية وحسابات الموجودات ،فان
مسؤولية المحاسب هي مسؤولية ذات طابع خاص ،حيث أن القاعدة العامة تنص عمى أن
1
المحاسب العمومي مسؤول مسؤولية شخصية ومالية عمى جميع العمميات المكمف بها.
حسب المادة 46من القانون رقم 90-21المتعمق بالمحاسبة العمومية ،ال يأخذ
بمسؤولية المحاسبين العمومين اال الوزير المكمف بالمالية أو عن طريق مجمس المحاسبة ،حيث
يتم ادانة المحاسب العمومي الذي يعتبر مدينا لمخزينة من أجل أن يعوض من أمواله الخاصة
كل نقص في ح سابات الموجودات أو الصندوق أو أي مخالفة صريحة في تنفيذ العمميات
المرخصة في الميزانية كما يمتمك وزير المالية الصبلحيات االدارية التي تمكنه من وضع أي
محاسب عمومي في وضع مدين عن طريق مراقبة المفتشية العامة لممالية.
1
. J. ORSONI, Finance publique, édition Publisher, 1989, p : 190.
50
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
أما مجمس المحاسبة فيمتمك الصبلحيات الجزائية إلقرار وادانة المحاسب العمومي بصفتها
هيئة مستقمة لمرقابة المالية البلحقة ،عن طريق المراقبة البلحقة لحساب التسيير لممحاسبين
العموميين ،بعد الفحص والتحقيق ،يمكن أن يضع مجمس المحاسبة أي محاسب عمومي ارتكب
مخالفة في تنفيذ العمميات المالية المكمف بها في وضعية مدين.
يعتبر اآلمر بالصرف متصرف اداري باسم الدولة ،الى جانب هذ المهام االدارية،
يضطمع هذا األخير بمهام مالية مكممة لنشاطه االداري يتناول هذا المطمب دراسة وظائف
1
اآلمر بالصرف التي تدرج ضمن المحاسبة العمومية عن طريق التطريق الى:
وفقا لممادة 23من القانون رقم 90 -21المتعمق بالمحاسبة العمومية يعتبر آمر
بالصرف كل شخص مؤهل قانونا بتنفيذ عمميات الميزانية المتعمقة باجراءات االثبات والتصفية
واصدار سند األمر بالتحصيل من جانب االيرادات والقيام باجراءات االلتزام والتصفية واألمر
بالصرف ،أو تحرير حوالت الدفع من جانب النفقات ،اذ أن اآلمر الصرف ال ينتمي الى ادارة
مالية مختصة لكونه يمتمك صفة مسير اداري ،مكمف بادارة وتسيير مرفق عام ،وصبلحياته
2
المالية ما هي اال مكممة لنشاطه االداري.
. 1يذًذ عثاط يذشص٘ ،التصادٚاخ انًانٛح انعايح ،دٕٚاٌ انًطثٕعاخ انجايعٛح ،ط ،2010 ،4ص.374
. 2انًادج 48يٍ انمإٌَ سلى 90-21انًؤسر ف 15 ٙأخ ،1990انًتعهك تانًذاعثح انعًٕيٛح.
51
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
وعميه ،فان اآلمر بالصرف هو موظف ،يتصرف باسم الدولة أو الجماعات المحمية أو
المرافق العامة ذات الطابع االداري ،يختص بتسيير وادارة مرفق عام ،الى جانب االختصاص
االداري لآلمر بالصرف يمتاز باختصاص مالي في مجال المحاسبة العمومية ،حيث يقوم
بتحرير أوامر صرف النفقات و أوامر تحصيل االيرادات والتي تمثل السند القانوني الذي
1
بواسطته يقوم المحاسب العمومي بتنفيذ العمميات المالية المرخصة في الميزانية.
والجذير بالذكر أن اآلمر بالصرف هو العون المؤهل قانونا بتحديد مجال استعمال األموال
العمومية سواء من حيث طرق التعاقد مع المتعاممين االقتصاديين ،السعر ،الكمية ،أو نوع
السمع ،والخدمات التي يريد اقتناؤها ،ذلك في حدود االعتمادات المرخصة في الميزانية ،وفي
ظل احترام وتطبيق القوانين والتنظيمات المعمول بها وهو ما يعرف بمجال المبلئمة في
األموال العمومية والذي يختص به اآلمر بالصرف دون غير .
وفقا لممادة 25من القانون 90-21المتعمق بالمحاسبة العمومية يكون اآلمر بالصرف
رئيسي أو آمر بالصرف ثانوي.
اآلمرون بالصرف الرئيسين هم الذين يصدورن أوامر الدفع لفائدة الدائنين وأوامر االيرادات
ضد المدينين ،وأوامر تفويض االعتمادات لفائدة اآلمرين بالصرف الثانويين الخاضعون
لسمطتهم وذلك في حدود رخص البرامج واالعتمادات المرخصة في الميزانية.
-يمنح قانون المحاسبة العمومية صفة اآلمر بالصرف الرئيسي لكل من:
الوزراء في حدود االعتمادات المفتوحة في ميزانية الدولة المخصصة لتسيير الو ازرة
اضافة الى الحسابات الخاصة لمخزينة المرخصة في قانون المالية.
الوالي في حدود ميزانية الوالية.
رؤساء المجالس البمدية الذين يتصرفون لحساب البمديات.
1
المسؤولين المعينين قانونا عمى مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ممحقة.
اآلمرون بالصرف الثانويين هم المسؤولون المنصبون عمى رأس المصالح العمومية الغير
مركزية ،ويقومون باصدار حواالت الدفع لفائدة الدائنين وأوامر االيرادات ضد المدنيين في حدود
االعتمادات المفوضة من طرف اآلمر بالصرف الرئيسي.
بالتالي اآلمرين بالصرف الثانويين مكونين من المديرين الجهويين والمديرين الذين يمثمون
المصالح الغير مركزية لكل و ازرة عمى مستوى الوالية ،في حدود االعتمادات المفوضة لهم سواء
اعتمادات التسيير أو التجهيز التي تأخذ شكل رخص برامج المتددة السنوات ورخص الدفع التي
تحد الحد األعمى لبلعتمادات الدفع الخاصة بمي ازنية التجهيز المرخصة خبلل السنة.
اضافة الى صفة اآلمر بالصرف الرئيسي الذي يمتمكها الوالي بالنسبة لتنفيذ ميزانية الوالية
فانه يمتمك صفة اآلمر بالصرف الوحيد بالنسبة لتنفيذ برامج التجيهز البلمركزي لمدولة ،عمى
مستوى الوالية ،بحيث ترخص عمى أساس ميزانية الدولة واعتمادات بالرقم التسمسمي لموالي الذي
يتولى تنفيذها وفقا لبرنامج التجهيز السنوي المقرر من طرف الحكومة.
يمكن لآلمر بالصرف الرئيسي أو الثانوي تفويض التوقيع لمموظفين المرسمين العاممين
تحت سمطتهم المباشرة وذلك في حدود الصبلحيات المخولة لهم وتحت مسؤوليتهم ،بالتالي
يستطع اآلمر بالصرف المفوض بتنفيذ العمميات المالية في حدود صبلحيات التفويض وتحت
مسؤولية ومراقبة اآلمر بالصرف الذي منحه تفويض التوقيع.
وي ستطع اآلمرين بالصرف في حالة غياب أو مانع تعيين المستخمف الذي يتولى مهام
تسيير وادارة المرفق العام بعد اعبلم المحاسب العمومي.
لكي يستطيع اآلمر بالصرف ممارسة مهامه يجب أن يكون معتمدا لدى المحاسب
العمومي عن طريق ارسال اثبات تنصيب اآلمر بالصرف عمى رأس مرفق عام ونسخة عن
التوقيع ،والذي بواسطته يستطيع المحاسب العمومي تحقيق وفحص صفة هذا األخير عمى سند
األمر بالصرف أو سند األمر بالتحصيل.
وتعتبر وظيفة اآلمر بالصرف وظيفة أساسا ادارية بحيث يختص بتسيير وادارة المرافق
العامة ،وأما المهام المالية فتمثل النتيجة المباشرة لنشاطه االداري ،ويمكن تقسيم االختصاص
المالي لآلمر بالصرف من جهة النفقات وااليرادات كما يمي:
اجراءات االلتزام.
اجراءات التصفية.
تحرير سند اآلمر بالصرف أو حواالت الدفع.
54
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
ويجدر ال ذكر أن اآلمر بالصرف هو الذي يختص دون غير في مجال مبلئمة النفقات
العمومية أي هو الذي يقوم باجراءات اثبات انشاء الدين ،ويحدد مجال صرف واستعمال
األموال العمومية في ظل احترام الميزانية والقوانين واألنظمة المعمول بها.
يقوم اآلمر بالصرف بمسك محاسبة لبليرادات والنفقات التي يقوم بها خبلل السنة المالية،
بحيث يتضمن الحساب االداري لآلمر بالصرف محاسبة االيرادات ،ومحاسبة االلتزامات ،و
محاسبة أوامر الصرف.
يعتبر اآلمر بالصرف مسؤول مدنيا وجزائيا عمى العمميات البلشرعية التي يقوم بها وعمى
االخطاء التي يرتكبها في تسيير المرافق العامة ،فهو مسؤول عمى كل المخالفات الصريحة
لمقوانين والتنظيمات المعمول بها ،والتي يتم اثباتها بعد التحقيق والتدقيق من طرف هيئات
المراقبة من أجل دراسة طبيعة مسؤولية اآلمر بالصرف يجب االطبلع عمى مايمي:
المسؤولية السياسية.
المسؤولية المدنية والجزائية.
المسؤولية أمام مجمس المحاسبة.
المسؤولية المالية.
55
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
يمثل المال العام العمود الفقري لنشأة الدول قيام الجماعات و هو لب الصراعات المستمرة
بين اإلنسان و الطبيعة و بين المال واإلنسان و أخيه اإلنسان،و لذلك حرصت الشرائع القديمة
عمى حمايته و إيجاد الوسائل الكفيمة بتنظيمه من حيث اإلنفاق و التحصيل ففرضت الضرائب
الجمارك و نظمت القيود والسجبلت المحاسبية ،و فرضت الجزاءات القانونية عمى المخالفين
ألحكام القوانين أصبحت السمطة مسؤولة أمام الشعب عن حسن إدارة األموال وتحقيق األهداف
منها.
إن محاولة فهم معنى الرقابة يعني التعرف عمى مظاهرها ،آلياتها طرق ممارستها و أيضا
انعكاساتها ،فالمعرفة الجيدة لذلك يمكن المسير العمومي من أن يمارس عممه بفعالية و كفاءة
كبيرين .و لهذا فمن الضروري تعريف الرقابة بشكل واسع و األخذ بعين االعتبار كل مظاهرها
و خاصة منها التقنية و المحاسبية.
لغويا :هي المحافظة واالنتظار ،فالرقيب يعني الحافظ والمراقب ،والرقيب :هو الحافظ الذي ال
أمر ما ،والرقيب :الحارس ،والرقيب من الجيش :الطميعة
يغيب عنه شيء والرقيب من يبلحظ ًا
وجمعه رقباء .والمراقب :من يقوم بالرقابة ،والرقيب :اسم من أسماء اهلل الحسنى ،ومعنا الحفيظ
الذي ال يغفل أو الحاضر الذي ال يغيب ،ومن مجموع النصوص القرآنية يتضح لنا أن معنى
الرقابة :الدعاية ،أو الحفظ ،أو االنتظار.1
. 1يذًذ أدًذ عٕٚظ ،انرقابت انًانيت في اندونت اإلسالييت ،يجهح انٕع ٙانعشت ، ٙسلى انعذدmailto:alwaei@awkaf.net : 451
56
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
اصطالحا :الرقابة هي إحدى جوانب العممية اإلدارية و تعني " قياس األداء الحالي و مقارنته
بالمعايير المتوقعة لؤلداء و السابق تحديدها ،و من واقع هذ المقارنة يصبح من الممكن
تحديد ما إذا كان األمر يحتاج إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية إلعادة مستوى األداء إلى
المستوى المخطط و المعبر عنه بالمعايير السابق تحديدها "و لذلك وظيفة الرقابة تمارس
بطريقة دائمة و مستمرة و اتصالها األكبر عادة ما يكون بوظيفة التخطيط.1
ولقد تعددت تعاريف الباحثين لمرقابة بشكل عام ،ومنها الرقابة المالية ،ويرجع السبب الى
الوظفية التي ينظر اليها من خبللها واألهداف التي يجب تحقيقها ،واألجهزة التي تقوم بها.
والمبلحظ أن معظم المختصين يصطمح لها عدة مفاهيم كالمبلحظة ،الفحص ،التوجيه
المقارنة ،التفتيش ،وخصوصية المالية العامة تدفعنا الى استعمال مصطمح التدقيق Auditحيث
يسعى المدقق الى التأكد من أن ادارة األموال العامة قد تم بشكل جيد ،وذلك من خبلل مقارنة
البيانات المالية والمعطيات الميدانية وتقييم مدى مطابقتها لمقوانين والموائح التنظيمية والقواعد
المحاسبية المتعارف عميها ،وهذا بإجراء فحوصات موضوعية مستقمة قائمة عمى أساس اقتفاء
2
أثر المعطيات والمعمومات في دورة سير العمميات المالية داخل نظام الهيئة الخاضعة لمرقابة.
و الحقيقة أن دور التدقيق أصبح يتجاوز رقابة المشروعية القائمة عمى كشف األخطاء
والمخالفات إلى تحسين مستوى العمل و القضاء النهائي عمى النقائص من خبلل تأطير المسير
و توجيهه .فقد بين المؤتمر العربي األول لمرقابة المالية المنعقد عام 1977أن الرقابة " منهج
عممي شامل يتطمب التكامل و االندماج بين المفاهيم القانونية واالقتصادية ،و المحاسبية
واإلدارية و يهدف إلى التأكد من المحافظة عمى األموال العامة ورفع كفاءة استخدامها و تحقيق
الفعالية في النتائج المحققة.3
. 1أكشو اتشاْٛى دًاد ،انرقابت انًانيت في انقطاع انحكىيي ،داس جُٓٛح نهُشش ٔانتٕصٚع ،عًاٌ ،2004 ،ص.18
. 2يذًذ سعٕل انعًٕس٘ ،انرقابت انًانيت انعهيا ،يُشٕساخ انذهث ٙانذمٕلٛح تٛشٔخ ، 2005 ،ص.19
. 3دًذ٘ عذًٛاخ انمثٛالخ ،انرقابت االداريت وانًانيت نألجهسة انحكىييت ،يشكض داس انثمافح ،عًاٌ :األسدٌ ،1998 ،ص.129
57
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
و إذا عرضناها بمدلول قانوني فالرقابة المالية هي الرقابة التي تقوم بها هيئات يتم إنشاؤها
بقانون أو نظام أو أي سند قانوني آخر ،وتحدد اختصاصاتها بموجب ذلك السند القانوني
وتهدف إلى مطابقة العمل ذي اآلثار المالية لمقانون أو بمعنى أدق مطابقته لمختمف القواعد
القانونية التي تحكمه سواء ما كان منها داخ ًً ال في إطار الشكل القانوني ،أي أن يكون
العمل المالي مطابقًا لمتصرف القانوني ،أو ما كان منها داخ ًً ال في إطار الموضوع القانوني
وهي التي تنظر في طبيعة التصرف وفحوا ومكوناته ،ويتم بموجب هذا النوع من الرقابة رقابة
1
التصرف المالي من حيث النفقات أو اإليرادات العامة.
ان مفهوم الرقابة المالية يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم اإلدارة العامة ذلك أن إدارة األموال
العامة تتطمب الثقة و تمثل نوعا من المسؤولية و الرقابة المالية ليست هدفا أساسيا بحد ذاتها
وانما هي جزء أساسي من نظام الرقابة.2
و السؤال الذي يطرح هنا هو" لماذا نراقب األموال العامة؟ "و اإلجابة عمى ذلك هو أن
الرقابة عمى المال العام تهدف إلى تفادي االختبلسات و الحفاظ عمى المال العام فالرقابة التي
تتم عمى كل من اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي تسعى إلى ضمان مشروعية الصرف أو
التحصيل ،ففي كل البمدان يمكن أن نبلحظ أن الرقابة تعطي أولوية كبرى لشرعية العمميات
المالية حتى يتم اكتشاف عمميات الغش و ضمانا لمتوافق مع ترخيصات الميزانية و أيضا
لمعاقبة المسؤولين المتسببين في المخالفات.3
-مهما اختمفت أهداف الرقابة المالية وتنوعت فانها تنحصر غالبا في هدفين أساسيين:
ان ارادة الرقابة والتحكم في األموال العمومية والتي تعد في حد ذاتها مهمة أساسية لمدولة،
ال يمكن فصمها عن المنظومة التشريعية ،حيث أن هذ األخيرة تحيط بكل العمميات المالية
لمدولة وبمختمف وحداتها.
كما أن تنفيذ المالية العامة مصطمح سياسي ،اقتصادي ومالي ،اذن ليس له من سبيل
الجتناب الرقابة ،فمن الخطر عمى االقتصاد الوطني أن يترك المسؤولية كاممة في يد الذين
يسيرون رؤوس األموال والممتمكات العامة وبالتالي فانعدام الرقابة سيؤدي حتما الى ظهور
أشكال التعسف والتبذير لؤلموال العامة عمى حساب المجتمع.
وتبعا لذلك فقد تم في ببلدنا انشاء نظام رقابي عمى كل المستويات بغض النظر عن
األشخاص ورتبتهم في هيكل الدولة ،وهكذا قامت الدولة الجزائرية بوضع جهاز رقابي يهدف
1
الى ضمان تسيير يقوم عمى المصداقية ويخضع لق اررات السمطة المكمفة بالميزانية.
كما حرص الدستور والتشريعات الى ايجاد ضوابط لمنفقات وااليرادات العامة ،تمثمت
بانشاء أجهزة رقابة مالية وادارية تحت مسميات مختمفة ،وأضفت عمى بعضها صفة االستقبللية
لضمان حيادتها وعدالة رأيها تحقيقا لؤلهداف الرقابية.
ونظ ار التساع مجاالت استخدام المالية العمومية وتعددها ،تمارس مراقبتها من طرف أجهزة
متنوعة المهام ومتباينة الطبيعة ولكنها تشترك في هدف واحد وهو استخدام جدي و مشروع
. 1تغاعذ عه ،ٙانًانٛح انعًٕيٛح ،انًعٓذ انٕطُ ٙنهًانٛح ،انذساعاخ انعهٛا نهًانٛح.1992 ،
59
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
لبلعتمادات ،بالتمي تبرز أنواع الرقابة من خبلل زوايا متعددة غير أنها من الناحية العممية
1
متداخمة مع بعضها.
يمكن تقسيم الرقابة المالية إلى عدة أقسام حسب زاوية الدارسة:
-من حيث الموضوع :الرقابة عمى المعامبلت و الرقابة عمى األشخاص التي يدخل ضمنها:
الرقابة السابقة.
الرقابة البلحقة.
رقابة ادارية.
رقابة قضائية.
رقابة شعبية.
رقابة داخمية.
رقابة خارجية.
. 1نعًاسج جًال ،أساسياث انًىازنت انعايت نهدونت :انًفاهيى و انقىاعد و انًراحم و االتجاهاث انحديثت ،داس انفجش ،انماْشج ، 2004 ،ص161
60
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
إضافة إلى دور في تنفيذ النفقات و اإليرادات العامة يؤدي المحاسب العمومي دو ار رقابيا
مهما يتمثل هذا الدور الرقابي في مراقبة أعمال اآلمرين بالصرف و التدقيق في شرعية الوثائق
التي صادقوا عميها ،و تكون رقابة المحاسب العمومي موالية لمرقابة التي يمارسها المراقب
المالي عمى اآلمر بالصرف و يمكن أن نتعرف عمى هذ المجاالت من خبلل المادة 36من
قانون المحاسبة العمومية و هي تتمثل في:
اذن يجب التأكد من العناصر السابقة حتى يتسنى لممحاسب العمومي قبل مباشرة اجراءات
الدفع أن يتأكد من أن األمر بالدفع الموجه اليه يكتسي الطابع الشرعي وأن المبمغ المستحق
مسجل في الفصل والبند الذي ب شأنه تجري عممية الدفع ،أما اذا رأى فيه مخالفة لها ،رفض
قبول الصرف لتمك النفقة ،اال أن القانون خول لآلمر بالصرف كونه الساهر عمى السير الحسن
لممرافق العامة وتمبية لممصالح العامة وسيمة أخرى تمكنه من تمرير األمر بالصرف رفض
المحاسب العمومي وهذا ما يعرف بالتسخير المكتوب وهذا ما أكدته المادة 47من قانون
1
21/90وأيضا المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم .314 /91
بقولها أن " :يمكن لآلمر بالصرف اذا ما قام المحاسب العمومي بايقاف عممية دفع أن
يطمب منه كتابيا وتحت مسؤوليته دفعها"
بالتالي اذا امتثل المحاسب العمومي ألمر التسخير هذا فستب أر ذمته من أي مسؤولية مالية او
شخصية ،والمبلحظ أنه حتى وان كان هناك أمر بالتسخير فتبقى لممحاسب العمومي سمطة
رفض النفقة ورفض االمتثال لآلمر 2ولكن عميه أن يبرر هذا الرفض بأحد األسباب التالية:
عدم وجود اعتمادات المالية المخصصة لمنفقة الممتزم بها من قبل الدائن المستحق
لمنفقة.
عدم توفر أموال لمخزينة ،ما عدا بالنسبة لمدولة ،لتسديد هذ النفقات.
انعدام اثبات أداء الخدمة.
طابع النفقة غير البرائي أي الشخص المعني بالدفع هنا هو غير الدائن الحقيقي.
انعدام تأشيرة المراقب المالي أو تأشيرة الصفقات عند الضرورة.
نجد في مجال الرقابة أن لو ازرة المالية دورها البارز حيث أنها تسهر عمى رعاية ورقابة
مالية الدولة وعمى رأس هذ الو ازرة نجد وزير المالية الذي يتمتع بالعديد من الصبلحيات الرقابية
3
بموجب المرسوم التنفيذي .54 /95
وقد تم تنظيم االدارة المركزية لو ازرة المالية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 155 /95وفي
ها الصدد نجد أن مجال الرقابة عمى تنفيذ الميزانية تمتد أساسا الى المديرية العامة لمميزانية،
. 1انًؤسر ف 1991 09/07 ٙانز٘ ٚذذد اجشاءاخ تغخٛش انًذاعث ٍٛانعًٕي ٍٛٛيٍ طشف اٜيش تانصشف.
. 2انًادج 48يٍ لإٌَ انًذاعثح انعًٕيٛح .21 /90
. 3انًؤسر ف 1995 /02 /15 ٙانًذذد نصالدٛاخ ٔصٚش انًانٛح ،ج.س .انعذد.15
62
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
بو ازرة المالية وذلك عن طريق التقارير التي يعدها المراقب والمتعمقة بعمميات التحصيل واالنفاق
من قبل المؤسسات والهيئات الخاضعة لمتأشيرة وكذا استغبلل الوثائق والمستندات التي ترسل
من طرف الهيئات والمصالح المعنية ،وما يهمنا في اطار مصالح و ازرة المالية هو المفتشية
العامة لممالية ومفتشية مصالح المحاسبة.
إن االهتمام بصحة و صرامة تسيير األموال العمومية و ضمان عدم ضياعها قد أدى
و باعتبار و ازرة المالية مكمفة بمسك مالية الدولة ،خاصة من خبلل مسك جميع اإليرادات
و التكفل بمنح االعتمادات لكافة الو ازرات قد أدى بها إلى تأسيس هيئة رقابية تابعة لها تتولى
مراقبة التسيير المالي و المحاسبي لمصالح الدولة و هذا وفق اإلجراءات و التنظيمات المعمول
بها.2
أنشئت المفتشية العامة لممالية سنة 1980بموجب المرسوم رقم 53 -80المؤرخ في أول
مارس 1980والذي كان المحدد لتنظيمها وسيرها وصبلحياتها قبل صدور:
. 1انًشعٕو انتُفٛز٘ 55 /95انًؤسر ف 1995/02/15 ٙانًتضًٍ تُظٛى االداسج انًشكضٚح فٔ ٙصاسج انًانٛح ،ج.س .انعذد .15
. 2عُاطٕس خانذ ،يزكشج تخشج يٍ انًذسعح انٕطُٛح نالداسج تعُٕاٌ ":سلاتح انًفتشٛح انعايح نهًانٛح عهٗ انًؤعغاخ انعًٕيٛح راخ انطاتع االداس٘"
( )2006 /2005ص.34
63
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
يخضع تنظيم الهياكل المركزية لممفتشية العامة لممالية ألحكام المرسوم التنفيذي رقم -08
273و تعمل كمها تحت سمطة رئيس الم .الع .لمم .الذي يعين بمرسوم رئاسي ( المادة 2من
المرسوم) و يسهر عمى حسن سير الهياكل المركزية -و الجهوية – و يضمن ادارة و تسيير
المستخدمين والوسائل بالمفتشية ( المادة .)3
أوال :ىياكل الرقابة والتدقيق والتقييم :توكل مهام الرقابة والتدقيق والتقييم و الخبرة المنوطة
لممراقبين عامين لممالية موضوعين تحت سمطة الرئيس ،وعددهم أربعة يمارسون اختصاصا
عمى عدة قطاعات نشاط.
مديرو البعثات :يتمثل عددهم في 20مدير و يعممون تحت إشراف المراقبين العاميين لممالية
يقوم مدير البعثة باقتراح عمميات الرقابة لوحدات العممية التابعة لموحدات المركزية و يتابعها
كما يضمن التناسق مع جميع الهياكل الجهوية لممفتشية و في هذا االطار يسهر عمى تحضير
أشغال المهمات و تنظيمها و تقديم االقتراحات المتعمقة بقوام و مدة و مناطق تدخل كل وحدة
64
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
من الوحدات العممية ،وتوزيع األعمال بينها و غيرها من المهام التي تضمنتها المادة -08
273و التي من شأنها تحسين فعالية ممارسة رقابة الم .الع .لمم.1
المكمفون بالتفتيش:
يدير فرق الرقابة مكمفون بالتفتيش محدد عدهم بثبلثين ) ( 30و يمارسون تحت ادارة
مديري البعثات الموكمة لهم عمميات الرقابة( المادة .)12
يحضر المكمف بالتفتيش عمميات الرقابة المسندة إلى الفرقة و ينظمها و يتابعها و يقودها
و من بين مهامه توزيع المهمات بين المفتشين الذين يشكمون الفرقة و متابعة سير األعمال.
.3مديرية الوسائل.
ان المفتشية العامة لممالية جهاز رقابي بالدرجة األولى ،لكن التوجيهات الجديدة
االقتصادية الجزائرية والتغيرات المصاحبة في المالية العمومية ،أدى الى توسع دورها وبصفة
عامة فان ممارستها لوظائفها ومهما يكون وفق اجراءات ونماج محددة تنضبط طرق سير
عممها ونتائجها.
. 1انصذٍ عثذ انفتاح ،يثادئ ٔأعظ انًشاجعح عهًا ٔعًال ،ط ،2يؤعغح شثاب جايعح االعكُذسٚح ،1974 ،ص.05
65
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
ظمت المفتشية العامة لممالية جها از رقابيا فقط منذ تأسيسها سنة 1980و حتى نهاية
الثمانينيات و هذا بالنظر إلى الوضعية المستقرة التي كانت تميز االقتصاد الوطني المخطط
والمالية العمومية لكن الهزة البترولية لسنة 1986أثبتت غير ذلك ،و هذا ما أدى إلى تحرير
االقتصاد والتخمي عن االشتراكية مما يعني ظهور مفاهيم و معطيات جديدة تتطمب تطور
أجهزة الدولة وظائفها بما في ذلك مهام المفتشية العامة لممالية.1
المقصود بها تمك التي كانت معتمدة في ظل النظام االشتراكي قبل ،1992وهي منحصرة
في أساسها في الرقابة المالية والمحاسبية في الهيئات العمومية ومهمة الدراسات والخبرات.
تعتبر مراقبة التسيير المهمة األصمية لممفتشية العامة لممالية وهي تهدف الى التأكد من
مدى احترام المعايير والمقاييس القانونية لضمان مشروعية ودقة الحسابات المالية.
تمارس الم .الع .لمم .رقابتها عمى التسيير المالي والمحاسبي لمصالح الدولة والجماعات
2
المحمية والهيئات العمومية ذات الطابع االداري.
. 1عثذ انكشٚى صادق تشكاخَٕٚ ،ظ أدًذ انثطشٚك ،دايذ عثذ انًجٛذ انذساص :انًانيت انعايت ،انذاس انجايعٛح ،تٛشٔخ ،1986 ،ص.441
. 2عثذ انكشٚى صادق تشكاخ ،انًشجع انغاتك ،ص.447
66
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
هيئات الضمان االجتماعي التابعة لمنظام العام واإلجباري وكذا كل الهيئات ذات الطابع
1
االجتماعي والثقافي التي تستفيد من مساعدة الدولة أو الهيئات العمومية.
2
كل مؤسسة عمومية أخرى مهما كان نظامها القانوني.
ويمكن أن تمارس رقابتها عمى كل شخص معنوي آخر يستفيد من المساعدة المالية من
الدولة أو جماعة محمية أو هيئة عمومية ( المادة 3من المرسوم .)272 -08
مجال الرقابة :ان تدخبلت المفتشية غير مطمق وانما يخضع لمجال محدد يشمل خاصة جانب
المشروعية ودقة الحسابات واليمكن أن تمتد لتشمل المبلئمة التي تبقى اختصاصا أصيبل
لممسير ،وهي تشمل خاصة مراقبة مايل:
كيفية تسيير األموال العمومية ،ومدى فعاليته ووضعية الهيئات الخاضعة لمرقابة.
مدى دقة حسابات الهيئات الخاضة لمرقابة ومدى توفر الوثائق وسندات المحاسبة
والفواتير المطابقة لبلنجازات.
ظروف استعمال االعتمادات والوسائل الموضوعة تحت تصرف الهيئات الخاضعة
لرقابتها.
التدقيق في وضعية الصناديق والقيم والسندات التي هي بحوزة المسيرين والمحاسبين
العموميين.
ظروف تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية خاصة منها المتعمقة بالجانب المالي
والمحاسبي وكذا تمك المتعمقة بالتنظيم الهيكمي ،وذلك من ناحية تناسقها وتكيفها مع
األهداف المحددة.
تكمف المفتشية باجراء دراسات واعداد خبرات عن مختمف المجاالت االقتصادية ،المالية
الميزانية ،المحاسبية والتقنية ،في هذا المجال تكمف بــ:
القيام بالدراسات والتحاليل المالية واالقتصادية من أجل تقدير فاعمية وفعالية ادارة
وتسيير الموارد المالية والوسائل العمومية األخرى.
اجراء دراسات مقارنة تطورية لمجموعات قطاعات أو ما بين القطاعات.
تم تأهيل موظفي المفتشية العامة لممالية المعينون بقرار وزاري مشترك بين وزير المالية
ووزير العدل لمعاينة جرائم مخالفة التشريع و التنظيم الخاصين بالصرف و حركة رؤوس
األموال من و إلى الخارج .و مع ذلك فان هذ المهمة تبقى استثنائية ،و أقل أهمية بالمقارنة
ألن هيئات أخرى مؤهمة لمقيام بذلك.1
تعد المفتشية العامة لممالية هيئة رقابية ذات دور بالغ األهمية و ال يمكن االستغناء عن
المهام التي تؤديها في مجال المراقبة و التقويم االقتصادي و كذا الدراسات و التحاليل ،و لكن
رغم هذا الدور الذي تمعبه المفتشية و التعديبلت التي شهدتها األحكام التشريعية المتعمقة
بتنظيمها و دورها إال أن هناك الكثير من الحدود و العقبات التي تحد من فعالية عممها و من
بينها:
أن هناك الكثير من الهيئات ال تخضع لرقابة المفتشية العامة لممالية ،ان لم نقل ال
تخضع ألي رقابة وهي تتمثل في رئاسة الجمهورية ،و ازرة الدفاع الوطني ،وبعض
المؤسسات العمومية االقتصادية.
ما يعاب عميها أن محققي المفتشية يحققون في تسيير أموال عمومية تقدر بالمبليير
مقابل أجرة ال تتوافق مع أهمية وصعوبة عممهم الرقابي.
يبلحظ أن المفتشية العامة لممالية ينحصر دورها في الرقابة واعداد التقارير دون أن
يكون لها صبلحية البت أو اصدار أي أحكام او ق اررات.
عدم وجود أي تنسيق بين عمل هذ المفتشية وعمل باقي الهيئات الرقابية خاصة مجمس
1
المحاسبة.
وعميه فإن لمرقابة أهمية كبيرة في الحفاظ عمى المال العام ،وضمان نجاح أية صفقة
عمومية ،إال أنه ورغم هذ الرقابة الصارمة المطبقة عمى المال العام ،إال أنها لم تستطع أن
تحد من الفساد المالي.
اضافة الى ذلك أنه لم يجر تحديد مفهوم الرقابة عمى األموال العامة بصورة دقيقة في
وقت من األوقات ،فعبارة " الرقابة " في موضوع المالية العامة غالبا ما كانت تستعمل لمداللة
عمى التأكد من أن شيئا ما ،هو مطابق لما ينبغي أن يكون عميه وفق نظامه الخاص ،و لكن
عبارة الرقابة تكتسب اليوم داللة أكثر دقة ،فالرقابة عمى األموال العمومية قد ال تكتفي بالرجوع
إلى األحكام القانونية و التنظيمية التي ترعاها و إنما أيضا إلى المبادئ العامة التي تسعى إلى
الوصول لؤلداء المالي من خبلل معايير االقتصاد و الكفاءة و الفعالية في تسيير المالية
العامة.
. 1ياَع عثذ انذفٛع ،يزكشج نُٛم شٓادج انًاجغتٛش تعُٕاٌ " طشق إتشاو انصفماخ انعًٕيٛح ٔ آٚفٛح انشلاتح عهٓٛا ف ٙظم انمإٌَ انجضائش٘ ،جايعح
،. 2008ص 110 /تهًغاٌ 20،
69
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دور النظام المحاسبي ومصادره القانونية
أخي ار يمكن الخبلص الى أن القيام بالرقابة مهما كان نوعها يعتبر من جهة أم ار إبداعيا
إذ أن الشخص الذي يتولى هذ المهمة يستخدم أساليب مكتوبة و أساليب ذاتية غير مكتوبة
تمكنه من تحقيق األهداف الرقابية و لكن من جهة أخرى فمن الضروري عمى المشرع الجزائري
أن يأخذ في عين اإلعتبار هذ األساليب و المفاهيم الجديدة لتسيير المالية العامة و الرقابة
عميها حتى يستفيد منها في تسيير ماله العام و الرقابة عميه و أول ما يجب الشروع به فيما
يخص عصرنة النظام الميزاني هو اإلسراع بإعداد قانون عضوي متعمق بقوانين المالية ووضعه
في حيز التنفيذ.
وعميه ،فان المحاسبة العمومية تعتبر مصد ار مهما لتزويد المهتمين بها بالبيانات
البلزمة والمهمة ،تمتقي مع المحاسبة المالية في بعض النقاط والمبادئ وتختمف عنها في نقاط
أخرى كما أن المفاهيم المحاسبية التي تفسر األساس العممي لممحاسبة العمومية مستمدة من
نظرية األموال المخصصة ،وهي إحدى النظريات الثبلثة التي ظهرت تاريخيا لتتناسب مع
النشاطات االقتصادية و اإلدارية المختمفة.
يعتبر النظام المحاسبي العمومي نظام رقابة ومعمومات ،كما يرتبط بالموازنة العامة التي
تعتبر الخطة المالية التي تعكس نشاطات الدولة وبرامجها وسياستها من خبلل النفقات المقررة
لها ،ومصادر التمويل المتوقعة لتغطيتها ،ومن أهم مهامه األساسية معرفة نتيجة تنفيذ الموازنة
بيان المركز المالي لمدولة والتأكد من عدم تجاوز الوحدات المحاسبية المخصصات المقررة في
الموازنة.
70
الخاتمة
ختاما ليذه المذكرة يجب القول أن التحقق من مشروعية و نظامية العمميات المالية ىي
من الميام األساسية لمرقابة المالية العامة ،الجزائر ككل بمد سائر في طريق النمو يجب أن
تستغل كل اإلمكانيات و الييئات الرقابية الموجودة لدييا.
و تبقى ميمة المحاسبة العمومية أساسية لمحفاظ عمى المال العام و ىذه الضرورة يجب
أن تتأقمم مع اآلليات و األنظمة الحديثة ،فاإلشكالية الكبرى لمتسيير اإلداري ىي البحث عن
الفعالية في التسيير العمومي ،حيث أن ىذا األخير يعتبر عامل نمو و استقرار لألموال العامة
ولذلك فمن الضروري أن تتجو آليات الرقابة نحو االستعمال العقالني لمموارد العمومية من جية
و من جية أخرى يجب أن تساىم ىذه اآلليات الرقابية في فعالية و كفاءة التسيير العمومي.
إن تحميل مختمف أنواع الرقابة المتبعة في بالدنا يجعمنا نتساءل ىل توصمت ىذه اآلليات
الرقابية إلى تحقيق األىداف التي حددتيا ؟ والواقع يبين أن مظاىر االختالس و التبذير لألموال
العمومية ما زالت مصرة عمى البقاء و ىذا يجعمنا نستنتج أن آليات الرقابة المتبعة في الجزائر
لم تصل بعد إلى تحقيق طموحاتيا المرجوة و أىدافيا المحددة .والسبب في ذلك ىو عدم
معالجة النقائص و الصعوبات التي تقف في طريقيا ،فقمة اإلمكانيات البشرية و المادية التي
تعاني منيا المفتشية العامة لممالية و مجمس المحاسبة و غيرىا ال تسمح بتحقيق األىداف
المحددة.
-وختاما لكل ما سبق نخمص الى العديد من االستنتاجات نوردىا كما يمي:
وجوب خضوع األموال العمومية لمقواعد المالية و لمتشريع الميزاني و الذي يتميز في
نفس الوقت بالصرامة و الميونة فالصرامة تترجم بمبدأ السيادة و النظام العام و الميونة
تترجم بالمعرقالت التي تقف في طريق تسيير العمومي ،و ليذا يجب تحقيق التكامل
بين كال المفيومين.
ضرورة استقاللية ميادين المالية والمحاسبة والرقابة وذلك بعدم تركيا لمتيارات السياسة
تتجاذبيا كل إلى جيتيا ،وتجسيد ىذه االستقاللية يكون بدعم الييئات الحاصمة بالمزيد
27
من الحيادية والنزاىة في أداء مياميا واضفاء االستقاللية التامة عمى أعوانيا القائمين
بيا.
حفظ المال و الرقابة عميو في زمن تعددت فيو و تطورت وسائل النيب ،يتطمب إرادة
سياسية حقيقية من جانب جميع السمطات التنفيذية ،التشريعية و القضائية و حتى
اإلعالمية.
جعل مدونة تبين شروط اختيار المراقبين الماليين والمحاسبين العموميين ومن قام
مقاميم كشرط الكفاءة العمل و األمانة في الخدمة ،واألخالق ،باإلضافة إلى عقد
دورات تدريبية ليم إلطالعيم عمى األساليب الحديثة في مجال الرقابة و إلى جانب ذلك
يجب االىتمام بتحسين رواتبيم ضمانا لمعيش الينيء و حتى ال تسول ليم أنفسيم
باالعتداء عمى أموال األمة.
عمى أولي األمر دعم نظام التحفيز لممتميزين في صيانتيم و حمايتيم لممال العام
واألخذ عمى يد المعتدين بعقوبات صارمة و حازمة لردعيم بدون تمييز بين القوي
والضعيف.
وجوب اعتماد األنظمة الرقابية التي يسيل فيميا وتطبيقيا بما يضمن األداء الحسن
والفعال ،والكف عن االستيراد الجاىز لمقوانين بما ال يتالءم مع واقعنا وال أنظمتنا
السائدة.
أخي ار نوصي المسؤولين عمى المال العام بمراقبة اهلل عز وجل في السر و العمن ألن
انعدام تمك الرقابة يؤدي إلى الخمل و بالتالي لن تجدي أية رقابة أخرى و لن تؤتي
ثمارىا إال اذا توفرت الرقابة الذاتية عمى المال العام.
27
47
قائمة المصادر والمراجع:
-1ابراهيم السيد المميجي ،المحاسبة في الوحدات الحكومية ،ط ،1اإلسكندرية مصر.2002 ،
-2أسامة رشيد زنكة ،سممان زنكنة( ،النظام المحاسبي في الوحدات الحكومية ومجاالت
تطويره) ،ط ،1دار دجمة ،عمان.2008 ،
-3اسماعيل حسين أحمر ،المحاسبة الحكومية من التقميد الى الحداثة ،ط ،1ط ،2دار
المسيرة لمنشر والتوزيع عمان :األردن.2003 ،
-4أكرم ابراهيم حماد ،الرقابة المالية في القطاع الحكومي ،دار جهينة لمنشر والتوزيع ،عمان،
.2004
-5بحوث وأوراق عمل الممتقى العربي الثالث بعنوان " آليات حماية المال العام والحد من
الفساد االداري" المنعقد بالرباط المممكة المغربية ،ماي ،2008المنظمة العربية لمتنمية
االدارية.
-7حامد عبد المجيد دراز ،مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية ،االسكندرية.1988 ،
-9حسين بومدين ،محاضرة حول المحاسبة العمومية ،مدرسة الدكتوراه في المالية العامة،
جامعة تممسان :الجزائر.2009 -2008 ،
47
-10حمدي سحيمات القبيالت ،الرقابة االدارية والمالية لألجيزة الحكومية ،مركز دار
الثقافة ،عمان :األردن،1998 ،
-11حنا رزوقي الصائغ ،محاسبة وادارة األموال العامة ( المحاسبة الحكومية)،ط ،1الجامعة
المفتوحة ،طرابمس.1998 ،
-13سناطور خالد ،مذكرة تخرج من المدرسة الوطنية لالدارة بعنوان ":رقابة المفتشية العامة
لممالية عمى المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري" (.)2006 /2005
-15الصحن عبد الفتاح ،مبادئ وأسس المراجعة عمما وعمال ،ط ،2مؤسسة شباب جامعة
االسكندرية،1974 ،
-16عبد الحي مرعي ،محمد القيومي ،المحاسبة العمومية والقومية ،اصدار الدار
الجامعية1990.
-17عبد الكريم صادق بركات ،يونس أحمد البطريق ،حامد عبد المجيد الدراز :المالية
العامة ،الدار الجامعية ،بيروت،1986 ،
-18عقمة محمد يوسف المبيضين ،النظام المحاسبي الحكومي وادارتو ،ط ،1دار وائل
لمنشر ،األردن ،عمان.1999 ،
-19قطار محمد "،المحاسبة الحكومية مجاليا والنظريات واألسس المبنية عمييا ".مذكرة
ليسانس محاسبة غير منشورة ،معهد العموم التجارية واالقتصادية وعموم التسيير،المدية،
.2004
-22محمد احمد حجازي ،المحاسبة الحكومية واإلدارة المالية العامة ،ط ،4عمان :األردن،
،1998
-23محمد أحمد عويس ،الرقابة المالية في الدولة اإلسالمية ،مجمة الوعي العربي ،رقم
العددmailto:alwaei@awkaf.net : 451
-24محمد العزيز أبورهان ،نظرية المحاسبة الحكومية ،مكتبة األنجمو المصرية.1989 ،
-25محمد الفيومي محمد ،أصول المحاسبة الحكومية والمحاسبة القومية ،دار النهضة
العربية ،بيروت.1988 ،
-26محمد الهور ،أساسيات في المحاسبة الحكومية ،ط ،1دار وائل لمنشر ،عمان.1998 ،
-27محمد رسول العموري ،الرقابة المالية العميا ،منشورات الحمبي الحقوقية بيروت،
.2005
-28محمد رشيد عبده الجمال ،عالء الدين محمد الدميري ،دراسات في المحاسبة الحكومية،
الدار الجامعية ،االسكندرية2004 ،
-29محمد عباس محرزي ،اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط،4
.2010
44
بالمغة األجنبية: ثانيا
47