Professional Documents
Culture Documents
يهدف المقطع األول إلى تعريف الطالب بتأثير التضخم على المعلومات المحاسبية وعلى عناصر القوائم
المالية ،و كذا معرفة مختلف األساليب و الطرق المحاسبية المستخدمة في معالجة التضخم على القوائم
المالية.
تمهيد:
يعد التضخم من المواضيع االقتصادية التي تنال أهمية بالغة وخاصة في دراسات المشاكل االقتصادية
المعاصرة ،إذ أصبح االرتفاع في المستوى العام لألسعار وما يؤول إليه من تناقص في القوة الشرائية لوحدة
النقد وما يصاحبه من ارتفاع لألجور والمضاربة ،ظاهرة من الظواهر المالزمة للحياة االقتصادية منذ
الخروج من قاعدة الذهب في بداية السبعينات من القرن الماضي ،بحيث لم تفلت أية دولة في العالم من
الوقوع في مشاكل التضخم .كما أن التضخم ينعكس على األفراد والشركات على حد سواء ،فالضرر الناجم
عن التضخم يصيب األفراد مثلما يصيب الشركات ،وخصوصا فيما يتعلق بانخفاض القوة الشرائية لرأس
كذلك يضلل التضخم بالكامل إدارات الشركات من خالل إيقاعها في أوهام تحقيق األرباح بينما هي في الواقع
ال تمثل إال أرباحا أسمية ،وذلك من خالل تشويه حسابات الربحية ،األمر الذي إلى تطبيق القوانين الضريبية
على مكاسب وهمية ،فضال عن أن التضخم يضلل عملية تقدير القيمة الحالية للشركة أو قيمة ثروتها
الفعلية.
1
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
إن أحد المبادئ الرئسيية للمحاسبة هو مبدأ التكلفة والذي يقضي بإتباع التكلفة التاريخية كأساس للتقييم
عند إعداد القوائم المالية ،ويفترض مبدأ التكلفة أن للوحدة النقدية المستخدمة في القياس قوة شرائية ثابتة
أو أن التغير في هذه القوة الشرائية ليس ذا أهمية كبيرة ،وبالنظر إلى ضرورة استخدام وحدة نقدية معينة،
الدينار مثال لقياس قيمة الموجودات أو األصول ومقدار المطلوبات أي االلتزامات ولبيان الدخل الدوري
حيث أن استخدام الوحدة النقدية في القياس هو أحد الفروض األساسية للمحاسبة المالية ،وبالرغم من أن
هذه الوحدة النقدية ألي بلد هي وسيلة هامة لتبادل السلع والخدامات ،إال أن هذه الوسيلة ال تصلح
كمخزن للقيمة وذلك لتغير القوة الشرائية لها ،فالقوة الشرائية للنقود أي مقدار السلع والخدمات التي يمكن
الحصول عليها في مقابل وحدة نقدية معينة تقل في أوقات التضخم ،وتزداد في حالة الكساد ،ومما تجدر
اإلشارة إليه أن مصطلح إنخفاض القوة الشرائية للنقود ومصطلح إرتفاع أسعار السلع والخدمات يعبران
عن شيء واحد فارتفاع األسعار ي عني بالضرورة إنخفاض قيمة العملة وذلك أن مقدار السلع والخدمات
التي يمكن الحصول عليها بمبلغ معين ،تقل باستمرار وهذا يشير بالطبع إلى وجود ما يسمى بالتضخم .
ونظر لإلنخفاض المستمر في قيمة النقود فقد وجهت إنتقادات عديدة إلى إستخدام التكلفة التاريخية التي
تفترض ثبات قيمة النقود من فترة إلى أخرى ،ذلك أنه عند ما تزيد درجة التضخم أو اإلنكماش في إقتصاد
أي بلد فإن القوائم المالية التقليدية تفقد أهميتها وال تعد معبرة عن الواقع المالي للمنشأة أو المشروع ،كما
أن المقارنة بين القوائم المالية الخاصة بفترات مختلفة التكون موضوعية وال تعطي مدلوال صحيحا إذا
كانت هذه القوائم مقاسة عن طريق وحدات نقدية ذات قيمة شرائية متغيرة.
ومن أجل ذلك ظهرت الكثير من اآلراء و اإلفتراضات التي تقضى بأن يؤخذ في اإلعتبار تغير األسعار
أو التغير في القوة الشرائية الوحدة النقدية عند إعداد القوائم المالية وذلك بإستخدام األرقام القياسية وهناك
2
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
لقد أثار مبدأ التكلفة التاريخية كثي ار من اإلنتقادات حول محدودية فائدة إستخدام القوائم المالية المعدة على
أساسه خاصة اإلنتقاد المتعلق بعدم مالءمة المعلومات إلتخاذ الق اررات ،ولقد صدرت إنتقادات عديدة من
مختلف الجهات من العلماء المحاسبين والممارسين وكذا المستخدمين المباشرين للقوائم المالية وأهمها
مايلي:
إن إعتماد مبدأ التكلفة التاريخية على فرض وحدة القياس النقدي قد يؤدي إلى ظهور أخطاء
وحدة القياس بحيث فرض وحدة القياس نفسه يعاني من نقاط ضعف أهمها ما يلي:
نطاق الفرض الذي يقتصر على العمليات المالية فقط أي اليتعامل إال مع العمليات الممكن
ترجمتها؛
اإلفتراض المتعلق بثبات وحدة القياس النقدي كغيرها من الوحدات األخرى هو غير ذلك ألن
وحدة القياس النقدي غير ثابتة بسبب التغيرات التي تط أر على ق وتها الشرائية ،ما يؤدي إلى
عدم تجانس األرقام المحاسبية بين الفترات المالية و بالتالي فقد ان ميزة وخاصية الثبات والتماثل
التعارض الناشئ مع مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات في حاالت التضخم ،حيث تقاس
المصروفات بالتكلفة التاريخية بينما اإليرادات تقاس بالقيم الجارية وبالتالي عدم موضوعية
المقابلة؛
عدم موضوعية إستخدام مبدأ التكلفة التاريخية في حال التغيرات الكبيرة في األسعار الخاصة
بعناصر األصول واإللتزامات ،حيث تكون قي مها بعيدة عن القيم الجارية لها مما يفقد القوائم
مبدأ التكلفة التاريخية يقوم بإسقاط الكثير من األصول غير الملموسة من سجالت المؤسسة مثل
العالمة التجارية ،شهرة المحل المنتجة ذاتيا المعرفة التقنية التي إكتسبتها المؤسسة والمزايا
3
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
اإلحتكارية ...إلخ نتيجة لعدم حدوث عملية تبادل حقيقية مع الطرف الخارجي الذي يشترطه
ما تزال المنشآت في مختلف البلدان ،تعد بياناتها المالية على أساس مبدأ الكلفة التاريخية دون مراعاة
ارتفاع معدالت التضخم اإلقتصادي وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها ،و إن اإلعتماد على هذا المبدأ
في ظل التضخم االقتصادي و االنخفاض النقدي يجعل العناصر المحاسبية المسجلة في كل من الميزانية
العمومية وحساب النتيجة بالتكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر عن قيمتها الحقيقية وذلك ألن
تقييمها تم بعملية نقدية فقدت جزءا من قوتها الشرائية بسبب التضخ م اإلقتصادي ،فبالنسبة إلى عناصر
مضللة وال تعبر عن حقيقتها اإلقتصادية خالل فترة التضخم اإلقتصادي حيث
الميزانية العمومية تصبح ّ
أن التضليل يصيب العناصر غير النقدية التي تتمثل في الموجودات الثابتة والمخزون ،ويؤثر بشكل غير
مباشر عل ى حقوق الملكية ،كما أن العناصر النقدية ،التي تتمثل في المدينين والبنود والقروض تفقد
قوتها الشرائية؛ حيث يؤدي التضخم إلى إرتفاع تكاليف اإلنتاج ومن ثم ينعكس أثر ذلك على رفع أسعار
بيع المنتجات األمر الذي يجعل من الربح المحاسبي مضلال وال يعكس الربح الحقيقي للفترة المالي ة ،مما
يؤدي إلى تضليل الضريبة و توزيع حصص ربحية وهمية ،ومن ثم ينعكس أثره السلبي على حفظ الطاقة
اإلنتاجية للشركة بسبب تأثر تمويل اإلستثمارات بذلك وعليه يسبب التضخم مشكالت عديدة في العناصر
الواردة بالقوائم الختامية المركز المالي ،قائمة الدخل ،مما يجعل هذه القوائم غير معبرة بصدق عن
حقيقتها.
4
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
تعتمد المحاسبة التقليدية على مبدأ التكلفة التاريخية أو ما يسمى بالمحاسبة التاريخية في تقييم عناصر
قائمة المركز المالي أو ما يسمى بالميزانية العمومية ،و تستند محاسبة التكلفة التاريخية إلى تسجيل هذه
العناصر عل ى أساس إعتماد قيمة النقد المستخدم تاريخ اإلقتناء دون األخذ في الحسبان أثر إرتفاع
األسعار و إنخفاض قيمة النقد على قيمتها ،و اإلستمرار في تسجيل البيانات المالية تبعا للمحاسبة
التاريخية خالل فترة إرتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد يجعل الميزانية العمومية مضللة وال تعبرعن
حقيقتها اإلقتصادية ،حيث أن التضليل أوالتشويه يصيب معظم عناصرالميزانية و خاصة العناصر غير
النقدية منها مثل الموجودات الثابتة والمخزون ،كما يؤثر بشكل مباشر على حقوق الملكية ،أما البنود
النقدية كالمدينين والنقود والقروض وما شابه ذلك ،فإنها ال تعدل إلى قيمتها الحالية على الرغم من تأثرها
بالقوة الشرائية .وأهم المشكالت التي يسببها التضخم لعناصر قائمة المركز المالي وهي:
الموجودات الثابتة:
تظهر الموجودات الثابتة المقتناة مند فترة طويلة بقيمة محاسبية أو قيمة دفترية تبتعد كثي ار عن قيمتها
الحقيقية بسبب مرور وقت طويل على إقتنائها ،وبسبب ما قد يحصل في هذا الوقت من تقدم تكنولوجي
وتغير في البيئة اإلقتصادية وارتفاع في األسعار ونتيجة لذلك ينشأ فارق كبير بين القيمة الدفترية
للموجودات وقيمتها الحال ية ،بحيث يصبح من غير المعقول اإلبقاء على القيمة األولى في الميزانية
فضال عن أن مبلغ الموجودات الثابتة يمثل قيمة تاريخية واحدة ال يمثل قيما حقيقية ،على الرغم من
تماثلها من ناحية طبيعتها المادية لكنها تختلف من ناحية أوقات دخولها في حوزة ملكية الشركة .وعليه
فإن اإلحتساب بالتكلفة التاريخية يخفض قيمة عناصر الموجودات الثابتة ويضفي حالة تخفيف القروض
المنسوبة إلى التآكل النقدي أو ت آكل القوة الشرائية ،أما إهتالكات الموجودات الثابتة فينخفض مجموع
أقساطها عن ما يجب أن يكون عليه ألنها تحتسب على أساس التكلفة التاريخية ا لمنخفضة للموجودات
5
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
الثابتة ،وهذا اإلنخفاض في اإلهتالكات التي تشكل إحدى عناصر الموجودات التشغيلية يؤدي بطبيعة
الحال إلى زيادة الربح التشغيلي ،ومن ثم زيادة معدل العائد على حقوق الملكية .فإذا ما حصل إرتفاع في
األسعار فإن القيمة السوقية للموجودات الثابتة التي يراد إقتناؤها أعلى من التكلفة التاريخية للموجودات
الثابتة المستخدمة التي يراد إستبدالها فإن المبالغ المستقطعة من إيرادات كل فترة مالية والمخصصة
لإلهتالك ال تساعد على تجديد الموجودات الثا بتة بمثلها بسبب إرتفاع األسعار ،وأن عدم القدرة على
إستبدال الموجودات ال ثابتة يؤدي إلى حدوث خسارة مادية مهمة جراء إنخفاض الطاقة اإلنتاجية أو
التشغيلية.
المخزون:
يتميز بعدم بقائه فترة طويلة داخل المنشأة ،و التجدد و الحركة المستمرة التي التسمح بإتساع الفارق
بين كلفته التاريخية وقيمته الحالية في ظل اإلرتفاع اإلعتيادي لألسعار ،وتبتعد عنها إذا حصلت
قفزات سريعة في األسعار ،وعليه من غير الممكن اإلعتماد على التكلفة التاريخية أساس لتقييم
المخزون واعادة تجديده في ظل إرتفاع األسعار ،ولذلك عدم تعديل إجمالي القيمة النقدية للمخزون
يمكن أن يقود إلى إنخفاض كميته المادية ومن ثم يشكل خطر حدوث خسارة مادية مهمة ،كما يظهر
المخزون في الميزانية في ظل إنخفاض قيمة النقد بقيمة منخفضة ،وتزداد أهمية هذه القيمة أو
تنخفض حسب معدل دوران المخزون وبحسب الطريقة المستخدمة في التقييم ،لذا يتعين عادة تكوين
مخصص إلنخفاض قيمة المخزون حينما تكون قيمته عند الجرد أقل من تكلفته التاريخية.
وتشمل على عناصر الموجودات المتداولة األخرى مثل القروض الممنوحة للمدينين و أوراق القبض
وماشابه ذلك ،إن هذه البنود تتأثر كذلك بالتضخم و إنخفاض قيمة العملة النقدية ،فالحقوق المترتبة
للشركة بذمة الغير تدفع بالنقود المنخفضة ،كما أن النقود تتعرض إلى خسارة مستمرة في قوتها الشرائية.
6
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
حقوق الملكية:
وتتكون من رأس المال المساهم به و اإلحتياطات و األرباح المحتجزة وأية تخصيصات أخرى تتخذ صفة
اإلحتياطات ،فحقوق الملكية تتأثر هي األخرى بال ت ضخم وانخفاض قي مة العملة النقدية فتبتعد قيمتها
التاريخية المسجلة في الميزانية عن قيمتها الحقيقية ،وهذه القيمة التاريخية لهذه البنود ال تعبرعن حقيقة
تشمل عناصر المطلوبات األخرى مثل القروض المستلمة والدائنين وأوراق الدفع والبنوك الدائنة وما شابه
ذلك ،فالنسبة للقروض بشكل عام تكون قيمتها الحقيقية أقل بكثير من القيمة التي تظهر بها في قائمة
المركز المالي ،ومن المعروف أن التضخم أو اإلنخفاض النقدي يعطي مكتسب للمقترضين ويمكن قياس
المكتسب بحساب مكتسب التضخم من مبلغ القروض في قائمة المركز المالي وذلك بمقارنة هذا المبلغ
بمبلغ القروض المعدلة ،وفي نفس الوقت يمثل خسارة بالنسبة للمقرضين بسبب فقدانهم بشكل كبير القوة
الشرائية نتيجة إرتفاع معدال ت التضخم ،لذلك تنشأ خالفات بين المقرضين والمقترضين أثناء فترة
التضخم خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة مما يؤدي إلى إلغاء العقود أو إعادة إبرامها من جديد على
وعليه قائمة المركز المالي المعدة في ظل الظروف التضخمية ال تعبر بصورة مطلقة عن الحقيقة
اإلقتصادية للشركة لذلك يتعين تعديلها محاسبيا لغرض معرفة المركز المالي الحقيقي للمنشأة.
-يؤدي التضخم إلى إرتفاع تكاليف اإلنتاج التي تحملها الشركة على أسعار مبيعاتها ،ومن المؤكد أن
إرتفاع أسعار المستلزمات السلعية و الخدمية ينعكس على أسعار بيع المنتجات ،لذلك فإن الق اررات
7
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
المتخذة بخصوص تخفيض أسعار البيع قد ال تتوافق تماما مع االرتفاع الحاصل في أسعار المستلزمات
السلعية والخدمية.
-وحينما يتجاوز إرتفاع الرواتب عوائد إنتاجية العمل فإن ذلك يؤدي إلى تشويه ربح التشغيل إال إذا
حققت الشركة إستثمارات بهدف إحالل رأس المال محل العمل ،كما أن لجوء بعض الدول خالل فترة
التضخم إلى إطالق حرية األسعار من أجل السماح للشركات بتكوين أو زيادة هوامش ربحية ضمن نطاق
المنافسة.
-وفي إطار الحديث عن حساب النتيجة أو كشف الدخل فإن التغير في المخزون يحتسب عن طريق
الفرق بين مخزون آخر المدة وأولها معب ار عنه بوحدات نقدية ذات قيم مختلفة ،إن اإلنحرافات الناجمة عن
حسابات المخزون يمكن أن تصحح جزئيا عن طريق تكوين تخصيصات إلرتفاع األسعار لكنه يصعب
تقييم التأثير اإلقتصادي لهذه اإلنحرافات ،لذلك فإن طريقة الوارد أخي ار صاد ار أوال يمكن أن تتضمن حال
مناسبا لتعلية الربح المحاسبي في فترة التضخم ال سيما أنها تستبعد تكلفة البضاعة المقتناة حديثا من
المبيعات.
-وبالنسبة لإلهتالك المحاسبي وخاصة اإلهتالك الثابت ،فإن المبالغ المتراكمة لإلهتالكات التكفي
إلعادة تجديد الموجودات الثابتة ،األمر الذي يستلزم إتباع رأي جاء به المفكر رايفزالنج والذي أكد على
ضرورة إضافة إهتالكات تكميلية لإلهتالكات المحسوبة و قد يطلق عليها تسمية إهتالكات إستثنائية
بغية المساعدة في تجديد الموجود ات الثابتة ،ومن ثم المحافظة على المعنى اإلقتصادي لقائمة المركز
المالي؛ وهذه اإلهتالكات التكميلية التعامل معاملة اإلهتالكات اإلعتيادية ضمن المصروفات التشغيلية بل
تدخل ضمن المصروفات اإلستثنائية ويجرى تسويتها بالتخصيصات التي تكونها الشركة لهذا الغرض ،كما
أن هذه اإلهتالكات قد التخصم من الربح الخاضع للضريبة بهدف تشجيع الشركات على إتباع هذا
8
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
األسلوب بالتعجيل في إحتساب اإلندثارات خالل فترة التضخم ،فضال عن أن هذه اإلهتالكات يتم
-وبالمقابل فإن المصروف الحقيقي للفوائد على القروض يخفض من المكتسب المتحقق من تسديد هذه
القروض ،ويحتسب هذا المكتسب عن طريق الفرق بين ما يجب تسديده في حالة تعديل القرض و بين
-أما بالنسبة لألرباح أو الخسائر الرأسمالية الناجمة عن عمليات التصرف بالموجودات الثابتة بالبيع،
فإنها تظهر هي األخرى بقيمة تختلف عن قيمتها الحقيقية ألنها تحتسب على أساس التكلفة التاريخية
للموجودات الثابتة ،لذلك يجب إحتساب هذه العناصر عل ى أساس القيمة الحقيقية( المعدلة ) للموجودات
وبشكل عام يمكن القول أن الربح المحاسبي للفترة المالية اليعكس الربح الحقيقي ،فالضريبة المحتسبة
على الربح المحاسبي حينما يكون هذا األخير وهمي جزئيا أو كليا ،تشكل عبئا على رأس الما ل وتستقطع
منه عالوة على أنه يجري توزيع حصص ربحية وهمية ينعكس أثرها السلبي على حفظ الطاقة اإلنتاجية
للمنشأة.
مما تقدم يتضح أن التضخم يضلل القوائم الختامية المعدة على أساس التكلفة التاريخية وخاصة في ظل
إستمرار إرتفاع معدالت التضخم ،األمر الذي يستدعي إتخاذ بعض اإلجراءات و الطرائق العملية الالزمة
لمعالجة التضخم.
تعتمد محاسبة التضخم في تعديل قيم القوائم المالية واعادة تقييمها على طرق القياس المحاسبي فإن
نموذج التكلفة التاريخية يتجاهل االعتراف و الفصل واإلفصاح عن تغيرات مستويات األسعار مما دفع
9
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
بمختلف الجمعيات واالتحادات المهنية بالبحث عن تطوير هذا النموذج و نظار لتباين واختالف وجهات
نظر المحاسبين ونتيجة لتعدد مستخدمي القوائم المالية وتنوع احتياجاتهم أدى إلى تعدد طرق محاسبة
التضخم .ويمكن القول أنه تم التوصل إلى نماذج محاسبية بديلة للقياس المحاسبي التقليدي القائم على
مبدأ التكلفة التاريخية منها ما هي جزئية ومنها ما هي شاملة في معالجتها آلثار التضخم النقدي ومن أهم
هذه النماذج أو المعلومات تلك التي يوصي بها المعيار المحاسبي الدولي IAS15والذي ألغي في
أكتوبر 3002وبقي يستعمل بصفة اختيارية إضافة إلى الطريقة المتضمنة بالمعيار .IAS29
تهدف هذه الطريقة إلى تصحيح نقائص مدخل التكلفة التاريخية في حالة تغير المستوى العام لألسعار
ألن التكلفة التاريخية تعتمد على فرض ثبات قيمة وحدة القياس النقدي أي تفترض ثبات أسعار السلع
الفترت المحاسبية وهذا شيء غير واقعي مما يجعل البيانات المحاسبية مضللة غير
ا والخدمات عبر
موثوق بها التخاذ الق اررات وحتى يمكن التخلص من ذلك ال بد من توحيد وحدة القياس إلعداد بيانات
محاسبية معبر عنها بوحدات نقدية لها نفس القوة الشرائية وهو ما يعرف بمحاسبة المستوى العام لألسعار
السلع والخدمات تقاس بمقدار السلع والخدمات التي يمكن استبداله بها.
تتمثل أسس وشروط تطبيق مدخل التكلفة التاريخية المعدلة بوحدة النقد الثابتة فيما يلي :
-1تحويل البيانات التاريخية المعدلة وفق المبادئ المحاسبية المتعارف عليها إلى بيانات تاريخية مقاسة
بوحدات نقدية ذات قوة شرائية عامة ،ألنها تكون أكثر ارتباطا بالواقع الحالي الذي يعيشه متخذ القرار،
وإلجراء هذا التحويل أو التعديل نحتاج إلى معلومات عن األرقام القياسية التي تغطي الفترة المعينة من
تاريخ نشأة البند المطلوب تعديله حتى تاريخ إعداد القوائم المالية الحالية.
10
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
-3يجب التمييز بين نوعين من التعديل حيث هناك التعديل غير الدوري والتعديل الدوري او المستمر
ويقوم أسلوب التعديل غير الدوري على فكرة إعادة تعديل القوائم المالية بتواريخ غير منتظمة عادة عندما
تزداد الفجوة بين القوة الشرائية التاريخية والقوة الشرائية الحالية ويمكن قبول هذا األسلوب إذا كانت
المعدالت السنوية للتضخم النقدي طفيفة إلى حد يمكن اإلكتفاء بحساب أثر التضخم مرة واحدة كل عدة
سنوات وفي أسلوب التعديل المستمر يعاد تعديل القوائم المالية بوحدة قياس نقدي ذات قوة شرائية عامة
باإلضافة إلى طريقة التكلفة التاريخية المعدلة بوحدة النقد الثابتة هناك أسلوب أو طريقة بديلة إلظهار اثر
التغير في األسعار على القوائم المالية وهي استخدام مفهوم التكلفة الحالية أو الجارية يطلق البعض على
مدخل القيم الجارية مفهوم المحافظة على الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة) المحافظة على رأس المال المادي (
حيث أن التدخل المحقق وفق هذا المدخل عبارة عن قيمة المبالغ التي يمكن توزيعها خالل السنة مع
احتفاظ المؤسسة على نفس طاقتها التشغيلية المتاحة لها في بداية السنة وهذا ما يتطلب إعادة إظهار
أصول والتزامات المؤسسة بقيمها الجارية بدال من التاريخية وتهتم المحاسبة على أساس القيم الجارية
بتغيرات أسعار بعض السلع والخدمات وليس بتغيرات القوة الشرائية العامة للعملة وعلى هذا تظهر القوائم
المالية آثار التغير في األسعار الخاصة لعناصر معينة ومن هنا فان مدخل القيمة الجارية يختلف عن
مدخل وحدة النقد الثابتة بفرض تخلي األول عن مفهوم التكلفة التاريخية عند إعادة تقييم أصول والتزامات
الوحدة االقتصادية في حين الثاني عملية تعديل القيم التاريخية لبنود القوائم المالية باستخدام األرقام
القياسية العامة ال تعني التخلي عن التكلفة التاريخية كأساس للقياس ولكنها إعادة التعبير عنها على ضوء
11
السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص :محاسبة مقياس مشاكل محاسبية معاصرة
يقوم تطبيق مدخل القيم الجارية من اجل تعديل القوائم المالية على عدة أسس أهمها ما يلي :
يمكن النظر إلى طريقة القيم الجارية على أنها تعديل للبيانات التاريخية وفق األسعار الخاصة
ألصول المؤسسة وليس وفق المستوى العام لألسعار ويثبت هذا التعديل في السجالت حيث
تعتمد القيم الجديدة )الجارية ( في الحسابات الختامية وهذا يعني أن محاسبة القيم الجارية تمثل
في محاسبة القيم الجارية ليس األمر مجرد إعادة التعبير عن األرقام المحاسبية التاريخية
باستخدام وحدات قياس موحدة القيمة بل إن تطبيق محاسبة التكلفة الجارية يقود إلى الخروج عن
أهم قواعد ومبادئ التكلفة التاريخية خاصة الخروج عن مبدأ تحقق اإليراد بالبيع باالعتراف
بالتغيرات في األسعار الخاصة بأصول المؤسسة وبالتالي تجنب أخطاء التوقيت الناتجة عن
في محاسبة القيم الجارية يقتصر التعديل على األصول غير النقدية وتبقى األصول النقدية دون
تعديل ألنها تظهر دائما بأسعارها الخاصة لذلك ال تظهر في محاسبة القيم الجارية مكاسب
إتباع محاسبة القيم الجارية يؤدي إلى االعتراف بمكاسب وخسائر حيازة األصول غير النقدية
وذلك بمجرد حدوث تغير في أسعارها الخاصة ارتفاعا أو انخفاضا وتعد هذه النتيجة إحدى مزايا
تطبيق محاسبة القيم الجارية إذ أن مكاسب وخسائر حيازة البنود غير النقدية تعد مؤش ار هاما
12