You are on page 1of 12

‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫المقطع األول‪ :‬محاسبة التضخم‬

‫أهداف المقطع األول‪:‬‬

‫يهدف المقطع األول إلى تعريف الطالب بتأثير التضخم على المعلومات المحاسبية وعلى عناصر القوائم‬
‫المالية‪ ،‬و كذا معرفة مختلف األساليب و الطرق المحاسبية المستخدمة في معالجة التضخم على القوائم‬
‫المالية‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعد التضخم من المواضيع االقتصادية التي تنال أهمية بالغة وخاصة في دراسات المشاكل االقتصادية‬

‫المعاصرة ‪ ،‬إذ أصبح االرتفاع في المستوى العام لألسعار وما يؤول إليه من تناقص في القوة الشرائية لوحدة‬

‫النقد وما يصاحبه من ارتفاع لألجور والمضاربة ‪ ،‬ظاهرة من الظواهر المالزمة للحياة االقتصادية منذ‬

‫الخروج من قاعدة الذهب في بداية السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬بحيث لم تفلت أية دولة في العالم من‬

‫الوقوع في مشاكل التضخم‪ .‬كما أن التضخم ينعكس على األفراد والشركات على حد سواء‪ ،‬فالضرر الناجم‬

‫عن التضخم يصيب األفراد مثلما يصيب الشركات‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق بانخفاض القوة الشرائية لرأس‬

‫المال والفوائد بالنسبة للمدخرين والمستثمرين‪.‬‬

‫كذلك يضلل التضخم بالكامل إدارات الشركات من خالل إيقاعها في أوهام تحقيق األرباح بينما هي في الواقع‬

‫ال تمثل إال أرباحا أسمية ‪،‬وذلك من خالل تشويه حسابات الربحية ‪،‬األمر الذي إلى تطبيق القوانين الضريبية‬

‫على مكاسب وهمية ‪ ،‬فضال عن أن التضخم يضلل عملية تقدير القيمة الحالية للشركة أو قيمة ثروتها‬

‫الفعلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫الفقرة األولى‪:‬عالقة التضخم بالمحاسبة‬

‫إن أحد المبادئ الرئسيية للمحاسبة هو مبدأ التكلفة والذي يقضي بإتباع التكلفة التاريخية كأساس للتقييم‬

‫عند إعداد القوائم المالية‪ ،‬ويفترض مبدأ التكلفة أن للوحدة النقدية المستخدمة في القياس قوة شرائية ثابتة‬

‫أو أن التغير في هذه القوة الشرائية ليس ذا أهمية كبيرة‪ ،‬وبالنظر إلى ضرورة استخدام وحدة نقدية معينة‪،‬‬

‫الدينار مثال لقياس قيمة الموجودات أو األصول ومقدار المطلوبات أي االلتزامات ولبيان الدخل الدوري‬

‫حيث أن استخدام الوحدة النقدية في القياس هو أحد الفروض األساسية للمحاسبة المالية‪ ،‬وبالرغم من أن‬

‫هذه الوحدة النقدية ألي بلد هي وسيلة هامة لتبادل السلع والخدامات‪ ،‬إال أن هذه الوسيلة ال تصلح‬

‫كمخزن للقيمة وذلك لتغير القوة الشرائية لها‪ ،‬فالقوة الشرائية للنقود أي مقدار السلع والخدمات التي يمكن‬

‫الحصول عليها في مقابل وحدة نقدية معينة تقل في أوقات التضخم‪ ،‬وتزداد في حالة الكساد‪ ،‬ومما تجدر‬

‫اإلشارة إليه أن مصطلح إنخفاض القوة الشرائية للنقود ومصطلح إرتفاع أسعار السلع والخدمات يعبران‬

‫عن شيء واحد فارتفاع األسعار ي عني بالضرورة إنخفاض قيمة العملة وذلك أن مقدار السلع والخدمات‬

‫التي يمكن الحصول عليها بمبلغ معين‪ ،‬تقل باستمرار وهذا يشير بالطبع إلى وجود ما يسمى بالتضخم ‪.‬‬

‫ونظر لإلنخفاض المستمر في قيمة النقود فقد وجهت إنتقادات عديدة إلى إستخدام التكلفة التاريخية التي‬

‫تفترض ثبات قيمة النقود من فترة إلى أخرى‪ ،‬ذلك أنه عند ما تزيد درجة التضخم أو اإلنكماش في إقتصاد‬

‫أي بلد فإن القوائم المالية التقليدية تفقد أهميتها وال تعد معبرة عن الواقع المالي للمنشأة أو المشروع‪ ،‬كما‬

‫أن المقارنة بين القوائم المالية الخاصة بفترات مختلفة التكون موضوعية وال تعطي مدلوال صحيحا إذا‬

‫كانت هذه القوائم مقاسة عن طريق وحدات نقدية ذات قيمة شرائية متغيرة‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك ظهرت الكثير من اآلراء و اإلفتراضات التي تقضى بأن يؤخذ في اإلعتبار تغير األسعار‬

‫أو التغير في القوة الشرائية الوحدة النقدية عند إعداد القوائم المالية وذلك بإستخدام األرقام القياسية وهناك‬

‫من نادى بإستخدام التكلفة الجارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫لقد أثار مبدأ التكلفة التاريخية كثي ار من اإلنتقادات حول محدودية فائدة إستخدام القوائم المالية المعدة على‬

‫أساسه خاصة اإلنتقاد المتعلق بعدم مالءمة المعلومات إلتخاذ الق اررات ‪ ،‬ولقد صدرت إنتقادات عديدة من‬

‫مختلف الجهات من العلماء المحاسبين والممارسين وكذا المستخدمين المباشرين للقوائم المالية وأهمها‬

‫مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬إن إعتماد مبدأ التكلفة التاريخية على فرض وحدة القياس النقدي قد يؤدي إلى ظهور أخطاء‬

‫وحدة القياس بحيث فرض وحدة القياس نفسه يعاني من نقاط ضعف أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬نطاق الفرض الذي يقتصر على العمليات المالية فقط أي اليتعامل إال مع العمليات الممكن‬

‫ترجمتها؛‬

‫‪ ‬اإلفتراض المتعلق بثبات وحدة القياس النقدي كغيرها من الوحدات األخرى هو غير ذلك ألن‬

‫وحدة القياس النقدي غير ثابتة بسبب التغيرات التي تط أر على ق وتها الشرائية‪ ،‬ما يؤدي إلى‬

‫عدم تجانس األرقام المحاسبية بين الفترات المالية و بالتالي فقد ان ميزة وخاصية الثبات والتماثل‬

‫وعدم قابلية المعلومات المحاسبية للمقارنة؛‬

‫‪ ‬التعارض الناشئ مع مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات في حاالت التضخم‪ ،‬حيث تقاس‬

‫المصروفات بالتكلفة التاريخية بينما اإليرادات تقاس بالقيم الجارية وبالتالي عدم موضوعية‬

‫المقابلة؛‬

‫‪ ‬عدم موضوعية إستخدام مبدأ التكلفة التاريخية في حال التغيرات الكبيرة في األسعار الخاصة‬

‫بعناصر األصول واإللتزامات‪ ،‬حيث تكون قي مها بعيدة عن القيم الجارية لها مما يفقد القوائم‬

‫المالية الكثير من فوائدها؛‬

‫‪ ‬مبدأ التكلفة التاريخية يقوم بإسقاط الكثير من األصول غير الملموسة من سجالت المؤسسة مثل‬

‫العالمة التجارية‪ ،‬شهرة المحل المنتجة ذاتيا المعرفة التقنية التي إكتسبتها المؤسسة والمزايا‬

‫‪3‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫اإلحتكارية‪ ...‬إلخ نتيجة لعدم حدوث عملية تبادل حقيقية مع الطرف الخارجي الذي يشترطه‬

‫المبدأ في إثبات األحداث المالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬آثار التضخم على القوائم المالية‬

‫ما تزال المنشآت في مختلف البلدان‪ ،‬تعد بياناتها المالية على أساس مبدأ الكلفة التاريخية دون مراعاة‬

‫ارتفاع معدالت التضخم اإلقتصادي وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها‪ ،‬و إن اإلعتماد على هذا المبدأ‬

‫في ظل التضخم االقتصادي و االنخفاض النقدي يجعل العناصر المحاسبية المسجلة في كل من الميزانية‬

‫العمومية وحساب النتيجة بالتكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر عن قيمتها الحقيقية وذلك ألن‬

‫تقييمها تم بعملية نقدية فقدت جزءا من قوتها الشرائية بسبب التضخ م اإلقتصادي‪ ،‬فبالنسبة إلى عناصر‬

‫مضللة وال تعبر عن حقيقتها اإلقتصادية خالل فترة التضخم اإلقتصادي حيث‬
‫الميزانية العمومية تصبح ّ‬

‫أن التضليل يصيب العناصر غير النقدية التي تتمثل في الموجودات الثابتة والمخزون‪ ،‬ويؤثر بشكل غير‬

‫مباشر عل ى حقوق الملكية‪ ،‬كما أن العناصر النقدية‪ ،‬التي تتمثل في المدينين والبنود والقروض تفقد‬

‫قوتها الشرائية؛ حيث يؤدي التضخم إلى إرتفاع تكاليف اإلنتاج ومن ثم ينعكس أثر ذلك على رفع أسعار‬

‫بيع المنتجات األمر الذي يجعل من الربح المحاسبي مضلال وال يعكس الربح الحقيقي للفترة المالي ة‪ ،‬مما‬

‫يؤدي إلى تضليل الضريبة و توزيع حصص ربحية وهمية‪ ،‬ومن ثم ينعكس أثره السلبي على حفظ الطاقة‬

‫اإلنتاجية للشركة بسبب تأثر تمويل اإلستثمارات بذلك وعليه يسبب التضخم مشكالت عديدة في العناصر‬

‫الواردة بالقوائم الختامية المركز المالي‪ ،‬قائمة الدخل ‪ ،‬مما يجعل هذه القوائم غير معبرة بصدق عن‬

‫حقيقتها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫‪ ‬أثر التضخم على قائمة المركز المالي‪:‬‬

‫تعتمد المحاسبة التقليدية على مبدأ التكلفة التاريخية أو ما يسمى بالمحاسبة التاريخية في تقييم عناصر‬

‫قائمة المركز المالي أو ما يسمى بالميزانية العمومية‪ ،‬و تستند محاسبة التكلفة التاريخية إلى تسجيل هذه‬

‫العناصر عل ى أساس إعتماد قيمة النقد المستخدم تاريخ اإلقتناء دون األخذ في الحسبان أثر إرتفاع‬

‫األسعار و إنخفاض قيمة النقد على قيمتها‪ ،‬و اإلستمرار في تسجيل البيانات المالية تبعا للمحاسبة‬

‫التاريخية خالل فترة إرتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد يجعل الميزانية العمومية مضللة وال تعبرعن‬

‫حقيقتها اإلقتصادية‪ ،‬حيث أن التضليل أوالتشويه يصيب معظم عناصرالميزانية و خاصة العناصر غير‬

‫النقدية منها مثل الموجودات الثابتة والمخزون‪ ،‬كما يؤثر بشكل مباشر على حقوق الملكية‪ ،‬أما البنود‬

‫النقدية كالمدينين والنقود والقروض وما شابه ذلك‪ ،‬فإنها ال تعدل إلى قيمتها الحالية على الرغم من تأثرها‬

‫بالقوة الشرائية ‪.‬وأهم المشكالت التي يسببها التضخم لعناصر قائمة المركز المالي وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الموجودات الثابتة‪:‬‬

‫تظهر الموجودات الثابتة المقتناة مند فترة طويلة بقيمة محاسبية أو قيمة دفترية تبتعد كثي ار عن قيمتها‬

‫الحقيقية بسبب مرور وقت طويل على إقتنائها‪ ،‬وبسبب ما قد يحصل في هذا الوقت من تقدم تكنولوجي‬

‫وتغير في البيئة اإلقتصادية وارتفاع في األسعار ونتيجة لذلك ينشأ فارق كبير بين القيمة الدفترية‬

‫للموجودات وقيمتها الحال ية‪ ،‬بحيث يصبح من غير المعقول اإلبقاء على القيمة األولى في الميزانية‬

‫فضال عن أن مبلغ الموجودات الثابتة يمثل قيمة تاريخية واحدة ال يمثل قيما حقيقية‪ ،‬على الرغم من‬

‫تماثلها من ناحية طبيعتها المادية لكنها تختلف من ناحية أوقات دخولها في حوزة ملكية الشركة‪ .‬وعليه‬

‫فإن اإلحتساب بالتكلفة التاريخية يخفض قيمة عناصر الموجودات الثابتة ويضفي حالة تخفيف القروض‬

‫المنسوبة إلى التآكل النقدي أو ت آكل القوة الشرائية‪ ،‬أما إهتالكات الموجودات الثابتة فينخفض مجموع‬

‫أقساطها عن ما يجب أن يكون عليه ألنها تحتسب على أساس التكلفة التاريخية ا لمنخفضة للموجودات‬

‫‪5‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫الثابتة‪ ،‬وهذا اإلنخفاض في اإلهتالكات التي تشكل إحدى عناصر الموجودات التشغيلية يؤدي بطبيعة‬

‫الحال إلى زيادة الربح التشغيلي‪ ،‬ومن ثم زيادة معدل العائد على حقوق الملكية‪ .‬فإذا ما حصل إرتفاع في‬

‫األسعار فإن القيمة السوقية للموجودات الثابتة التي يراد إقتناؤها أعلى من التكلفة التاريخية للموجودات‬

‫الثابتة المستخدمة التي يراد إستبدالها فإن المبالغ المستقطعة من إيرادات كل فترة مالية والمخصصة‬

‫لإلهتالك ال تساعد على تجديد الموجودات الثا بتة بمثلها بسبب إرتفاع األسعار‪ ،‬وأن عدم القدرة على‬

‫إستبدال الموجودات ال ثابتة يؤدي إلى حدوث خسارة مادية مهمة جراء إنخفاض الطاقة اإلنتاجية أو‬

‫التشغيلية‪.‬‬

‫‪ ‬المخزون‪:‬‬

‫يتميز بعدم بقائه فترة طويلة داخل المنشأة‪ ،‬و التجدد و الحركة المستمرة التي التسمح بإتساع الفارق‬

‫بين كلفته التاريخية وقيمته الحالية في ظل اإلرتفاع اإلعتيادي لألسعار‪ ،‬وتبتعد عنها إذا حصلت‬

‫قفزات سريعة في األسعار‪ ،‬وعليه من غير الممكن اإلعتماد على التكلفة التاريخية أساس لتقييم‬

‫المخزون واعادة تجديده في ظل إرتفاع األسعار‪ ،‬ولذلك عدم تعديل إجمالي القيمة النقدية للمخزون‬

‫يمكن أن يقود إلى إنخفاض كميته المادية ومن ثم يشكل خطر حدوث خسارة مادية مهمة‪ ،‬كما يظهر‬

‫المخزون في الميزانية في ظل إنخفاض قيمة النقد بقيمة منخفضة‪ ،‬وتزداد أهمية هذه القيمة أو‬

‫تنخفض حسب معدل دوران المخزون وبحسب الطريقة المستخدمة في التقييم‪ ،‬لذا يتعين عادة تكوين‬

‫مخصص إلنخفاض قيمة المخزون حينما تكون قيمته عند الجرد أقل من تكلفته التاريخية‪.‬‬

‫‪ ‬البنود النقدية المدينة‪:‬‬

‫وتشمل على عناصر الموجودات المتداولة األخرى مثل القروض الممنوحة للمدينين و أوراق القبض‬

‫وماشابه ذلك‪ ،‬إن هذه البنود تتأثر كذلك بالتضخم و إنخفاض قيمة العملة النقدية‪ ،‬فالحقوق المترتبة‬

‫للشركة بذمة الغير تدفع بالنقود المنخفضة‪ ،‬كما أن النقود تتعرض إلى خسارة مستمرة في قوتها الشرائية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫‪ ‬حقوق الملكية‪:‬‬

‫وتتكون من رأس المال المساهم به و اإلحتياطات و األرباح المحتجزة وأية تخصيصات أخرى تتخذ صفة‬

‫اإلحتياطات‪ ،‬فحقوق الملكية تتأثر هي األخرى بال ت ضخم وانخفاض قي مة العملة النقدية فتبتعد قيمتها‬

‫التاريخية المسجلة في الميزانية عن قيمتها الحقيقية‪ ،‬وهذه القيمة التاريخية لهذه البنود ال تعبرعن حقيقة‬

‫حقوق المساهمين في المنشأة‪.‬‬

‫‪ ‬البنود النقدية الدائنة‪:‬‬

‫تشمل عناصر المطلوبات األخرى مثل القروض المستلمة والدائنين وأوراق الدفع والبنوك الدائنة وما شابه‬

‫ذلك‪ ،‬فالنسبة للقروض بشكل عام تكون قيمتها الحقيقية أقل بكثير من القيمة التي تظهر بها في قائمة‬

‫المركز المالي‪ ،‬ومن المعروف أن التضخم أو اإلنخفاض النقدي يعطي مكتسب للمقترضين ويمكن قياس‬

‫المكتسب بحساب مكتسب التضخم من مبلغ القروض في قائمة المركز المالي وذلك بمقارنة هذا المبلغ‬

‫بمبلغ القروض المعدلة‪ ،‬وفي نفس الوقت يمثل خسارة بالنسبة للمقرضين بسبب فقدانهم بشكل كبير القوة‬

‫الشرائية نتيجة إرتفاع معدال ت التضخم‪ ،‬لذلك تنشأ خالفات بين المقرضين والمقترضين أثناء فترة‬

‫التضخم خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة مما يؤدي إلى إلغاء العقود أو إعادة إبرامها من جديد على‬

‫أساس أسعار الفائدة المتضمنة معدالت التضخم‪.‬‬

‫وعليه قائمة المركز المالي المعدة في ظل الظروف التضخمية ال تعبر بصورة مطلقة عن الحقيقة‬

‫اإلقتصادية للشركة لذلك يتعين تعديلها محاسبيا لغرض معرفة المركز المالي الحقيقي للمنشأة‪.‬‬

‫‪ ‬أثر التضخم على عناصر قائمة الدخل ‪ -‬حساب النتيجة ‪:-‬‬

‫‪-‬يؤدي التضخم إلى إرتفاع تكاليف اإلنتاج التي تحملها الشركة على أسعار مبيعاتها‪ ،‬ومن المؤكد أن‬

‫إرتفاع أسعار المستلزمات السلعية و الخدمية ينعكس على أسعار بيع المنتجات‪ ،‬لذلك فإن الق اررات‬

‫‪7‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫المتخذة بخصوص تخفيض أسعار البيع قد ال تتوافق تماما مع االرتفاع الحاصل في أسعار المستلزمات‬

‫السلعية والخدمية‪.‬‬

‫‪-‬وحينما يتجاوز إرتفاع الرواتب عوائد إنتاجية العمل فإن ذلك يؤدي إلى تشويه ربح التشغيل إال إذا‬

‫حققت الشركة إستثمارات بهدف إحالل رأس المال محل العمل ‪ ،‬كما أن لجوء بعض الدول خالل فترة‬

‫التضخم إلى إطالق حرية األسعار من أجل السماح للشركات بتكوين أو زيادة هوامش ربحية ضمن نطاق‬

‫المنافسة‪.‬‬

‫‪-‬وفي إطار الحديث عن حساب النتيجة أو كشف الدخل فإن التغير في المخزون يحتسب عن طريق‬

‫الفرق بين مخزون آخر المدة وأولها معب ار عنه بوحدات نقدية ذات قيم مختلفة‪ ،‬إن اإلنحرافات الناجمة عن‬

‫حسابات المخزون يمكن أن تصحح جزئيا عن طريق تكوين تخصيصات إلرتفاع األسعار لكنه يصعب‬

‫تقييم التأثير اإلقتصادي لهذه اإلنحرافات ‪ ،‬لذلك فإن طريقة الوارد أخي ار صاد ار أوال يمكن أن تتضمن حال‬

‫مناسبا لتعلية الربح المحاسبي في فترة التضخم ال سيما أنها تستبعد تكلفة البضاعة المقتناة حديثا من‬

‫المبيعات‪.‬‬

‫‪-‬وبالنسبة لإلهتالك المحاسبي وخاصة اإلهتالك الثابت‪ ،‬فإن المبالغ المتراكمة لإلهتالكات التكفي‬

‫إلعادة تجديد الموجودات الثابتة‪ ،‬األمر الذي يستلزم إتباع رأي جاء به المفكر رايفزالنج والذي أكد على‬

‫ضرورة إضافة إهتالكات تكميلية لإلهتالكات المحسوبة و قد يطلق عليها تسمية إهتالكات إستثنائية‬

‫بغية المساعدة في تجديد الموجود ات الثابتة‪ ،‬ومن ثم المحافظة على المعنى اإلقتصادي لقائمة المركز‬

‫المالي؛ وهذه اإلهتالكات التكميلية التعامل معاملة اإلهتالكات اإلعتيادية ضمن المصروفات التشغيلية بل‬

‫تدخل ضمن المصروفات اإلستثنائية ويجرى تسويتها بالتخصيصات التي تكونها الشركة لهذا الغرض‪ ،‬كما‬

‫أن هذه اإلهتالكات قد التخصم من الربح الخاضع للضريبة بهدف تشجيع الشركات على إتباع هذا‬

‫‪8‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫األسلوب بالتعجيل في إحتساب اإلندثارات خالل فترة التضخم‪ ،‬فضال عن أن هذه اإلهتالكات يتم‬

‫إحتسابها سنويا خالل الفترة المعنية‪.‬‬

‫‪-‬وبالمقابل فإن المصروف الحقيقي للفوائد على القروض يخفض من المكتسب المتحقق من تسديد هذه‬

‫القروض‪ ،‬ويحتسب هذا المكتسب عن طريق الفرق بين ما يجب تسديده في حالة تعديل القرض و بين‬

‫قسط التسديد الفعلي‪.‬‬

‫‪-‬أما بالنسبة لألرباح أو الخسائر الرأسمالية الناجمة عن عمليات التصرف بالموجودات الثابتة بالبيع‪،‬‬

‫فإنها تظهر هي األخرى بقيمة تختلف عن قيمتها الحقيقية ألنها تحتسب على أساس التكلفة التاريخية‬

‫للموجودات الثابتة‪ ،‬لذلك يجب إحتساب هذه العناصر عل ى أساس القيمة الحقيقية( المعدلة ) للموجودات‬

‫التي يتم التخلي عنها‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول أن الربح المحاسبي للفترة المالية اليعكس الربح الحقيقي‪ ،‬فالضريبة المحتسبة‬

‫على الربح المحاسبي حينما يكون هذا األخير وهمي جزئيا أو كليا‪ ،‬تشكل عبئا على رأس الما ل وتستقطع‬

‫منه عالوة على أنه يجري توزيع حصص ربحية وهمية ينعكس أثرها السلبي على حفظ الطاقة اإلنتاجية‬

‫للمنشأة‪.‬‬

‫مما تقدم يتضح أن التضخم يضلل القوائم الختامية المعدة على أساس التكلفة التاريخية وخاصة في ظل‬

‫إستمرار إرتفاع معدالت التضخم‪ ،‬األمر الذي يستدعي إتخاذ بعض اإلجراءات و الطرائق العملية الالزمة‬

‫لمعالجة التضخم‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬طرق معالجة أثر التضخم على القوائم المالية‬

‫تعتمد محاسبة التضخم في تعديل قيم القوائم المالية واعادة تقييمها على طرق القياس المحاسبي فإن‬

‫نموذج التكلفة التاريخية يتجاهل االعتراف و الفصل واإلفصاح عن تغيرات مستويات األسعار مما دفع‬

‫‪9‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫بمختلف الجمعيات واالتحادات المهنية بالبحث عن تطوير هذا النموذج و نظار لتباين واختالف وجهات‬

‫نظر المحاسبين ونتيجة لتعدد مستخدمي القوائم المالية وتنوع احتياجاتهم أدى إلى تعدد طرق محاسبة‬

‫التضخم‪ .‬ويمكن القول أنه تم التوصل إلى نماذج محاسبية بديلة للقياس المحاسبي التقليدي القائم على‬

‫مبدأ التكلفة التاريخية منها ما هي جزئية ومنها ما هي شاملة في معالجتها آلثار التضخم النقدي ومن أهم‬

‫هذه النماذج أو المعلومات تلك التي يوصي بها المعيار المحاسبي الدولي ‪ IAS15‬والذي ألغي في‬

‫أكتوبر ‪ 3002‬وبقي يستعمل بصفة اختيارية إضافة إلى الطريقة المتضمنة بالمعيار ‪.IAS29‬‬

‫‪ ‬طريقة التكلفة التاريخية المعدلة بوحدة النقد الثابتة‬

‫تهدف هذه الطريقة إلى تصحيح نقائص مدخل التكلفة التاريخية في حالة تغير المستوى العام لألسعار‬

‫ألن التكلفة التاريخية تعتمد على فرض ثبات قيمة وحدة القياس النقدي أي تفترض ثبات أسعار السلع‬

‫الفترت المحاسبية وهذا شيء غير واقعي مما يجعل البيانات المحاسبية مضللة غير‬
‫ا‬ ‫والخدمات عبر‬

‫موثوق بها التخاذ الق اررات وحتى يمكن التخلص من ذلك ال بد من توحيد وحدة القياس إلعداد بيانات‬

‫محاسبية معبر عنها بوحدات نقدية لها نفس القوة الشرائية وهو ما يعرف بمحاسبة المستوى العام لألسعار‬

‫الشرئية العامة فقيمة وحدة النقد المستخدمة كوسيط لتبادل‬


‫ا‬ ‫ويطلق البعض على هذه الطريقة بمدخل القوة‬

‫السلع والخدمات تقاس بمقدار السلع والخدمات التي يمكن استبداله بها‪.‬‬

‫تتمثل أسس وشروط تطبيق مدخل التكلفة التاريخية المعدلة بوحدة النقد الثابتة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحويل البيانات التاريخية المعدلة وفق المبادئ المحاسبية المتعارف عليها إلى بيانات تاريخية مقاسة‬

‫بوحدات نقدية ذات قوة شرائية عامة‪ ،‬ألنها تكون أكثر ارتباطا بالواقع الحالي الذي يعيشه متخذ القرار‪،‬‬

‫وإلجراء هذا التحويل أو التعديل نحتاج إلى معلومات عن األرقام القياسية التي تغطي الفترة المعينة من‬

‫تاريخ نشأة البند المطلوب تعديله حتى تاريخ إعداد القوائم المالية الحالية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫‪ -3‬يجب التمييز بين نوعين من التعديل حيث هناك التعديل غير الدوري والتعديل الدوري او المستمر‬

‫ويقوم أسلوب التعديل غير الدوري على فكرة إعادة تعديل القوائم المالية بتواريخ غير منتظمة عادة عندما‬

‫تزداد الفجوة بين القوة الشرائية التاريخية والقوة الشرائية الحالية ويمكن قبول هذا األسلوب إذا كانت‬

‫المعدالت السنوية للتضخم النقدي طفيفة إلى حد يمكن اإلكتفاء بحساب أثر التضخم مرة واحدة كل عدة‬

‫سنوات وفي أسلوب التعديل المستمر يعاد تعديل القوائم المالية بوحدة قياس نقدي ذات قوة شرائية عامة‬

‫في نهاية كل دورة مالية حالية‪ ....‬إلخ‬

‫‪ ‬المحاسبة على أساس التكلفة الجارية‬

‫باإلضافة إلى طريقة التكلفة التاريخية المعدلة بوحدة النقد الثابتة هناك أسلوب أو طريقة بديلة إلظهار اثر‬

‫التغير في األسعار على القوائم المالية وهي استخدام مفهوم التكلفة الحالية أو الجارية يطلق البعض على‬

‫مدخل القيم الجارية مفهوم المحافظة على الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة) المحافظة على رأس المال المادي (‬

‫حيث أن التدخل المحقق وفق هذا المدخل عبارة عن قيمة المبالغ التي يمكن توزيعها خالل السنة مع‬

‫احتفاظ المؤسسة على نفس طاقتها التشغيلية المتاحة لها في بداية السنة وهذا ما يتطلب إعادة إظهار‬

‫أصول والتزامات المؤسسة بقيمها الجارية بدال من التاريخية وتهتم المحاسبة على أساس القيم الجارية‬

‫بتغيرات أسعار بعض السلع والخدمات وليس بتغيرات القوة الشرائية العامة للعملة وعلى هذا تظهر القوائم‬

‫المالية آثار التغير في األسعار الخاصة لعناصر معينة ومن هنا فان مدخل القيمة الجارية يختلف عن‬

‫مدخل وحدة النقد الثابتة بفرض تخلي األول عن مفهوم التكلفة التاريخية عند إعادة تقييم أصول والتزامات‬

‫الوحدة االقتصادية في حين الثاني عملية تعديل القيم التاريخية لبنود القوائم المالية باستخدام األرقام‬

‫القياسية العامة ال تعني التخلي عن التكلفة التاريخية كأساس للقياس ولكنها إعادة التعبير عنها على ضوء‬

‫القيمة الجارية للبنود) القوة الشرائية لوحدة النقد في تاريخ معين(‬

‫‪11‬‬
‫السنة األولى ماستر عن بعد – تخصص‪ :‬محاسبة‬ ‫مقياس مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫يقوم تطبيق مدخل القيم الجارية من اجل تعديل القوائم المالية على عدة أسس أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬يمكن النظر إلى طريقة القيم الجارية على أنها تعديل للبيانات التاريخية وفق األسعار الخاصة‬

‫ألصول المؤسسة وليس وفق المستوى العام لألسعار ويثبت هذا التعديل في السجالت حيث‬

‫تعتمد القيم الجديدة )الجارية ( في الحسابات الختامية وهذا يعني أن محاسبة القيم الجارية تمثل‬

‫بديال للقياس المحاسبي التاريخي‪،‬‬

‫‪ ‬في محاسبة القيم الجارية ليس األمر مجرد إعادة التعبير عن األرقام المحاسبية التاريخية‬

‫باستخدام وحدات قياس موحدة القيمة بل إن تطبيق محاسبة التكلفة الجارية يقود إلى الخروج عن‬

‫أهم قواعد ومبادئ التكلفة التاريخية خاصة الخروج عن مبدأ تحقق اإليراد بالبيع باالعتراف‬

‫بالتغيرات في األسعار الخاصة بأصول المؤسسة وبالتالي تجنب أخطاء التوقيت الناتجة عن‬

‫تأجيل االعتراف بتلك التغيرات إلى غاية التخلص منها‪،‬‬

‫‪ ‬في محاسبة القيم الجارية يقتصر التعديل على األصول غير النقدية وتبقى األصول النقدية دون‬

‫تعديل ألنها تظهر دائما بأسعارها الخاصة لذلك ال تظهر في محاسبة القيم الجارية مكاسب‬

‫وخسائر القوة الشرائية للبنود النقدية‪.‬‬

‫‪ ‬إتباع محاسبة القيم الجارية يؤدي إلى االعتراف بمكاسب وخسائر حيازة األصول غير النقدية‬

‫وذلك بمجرد حدوث تغير في أسعارها الخاصة ارتفاعا أو انخفاضا وتعد هذه النتيجة إحدى مزايا‬

‫تطبيق محاسبة القيم الجارية إذ أن مكاسب وخسائر حيازة البنود غير النقدية تعد مؤش ار هاما‬

‫لتقييم األداء اإلداري خاصة في مجال المضاربة على أسعار األصول‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like