You are on page 1of 11

‫تعديل القياس المحاسبي في فترات التضخم االقتصادي‬

‫بوخالفة سميرة‬
‫أستاذة المساعدة‬
‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير بجامعة بومرداس‪.‬‬
‫الممخص‪:‬‬
‫يؤثر معدل التضخم عمى الكيفية التي يتم بيا تقييم بعض عناصر القوائم‬
‫المالية‪.‬‬
‫يمكن استخدام أسموب التكمفة التاريخية في االقتصاديات المستقرة‪ .‬في الحالة المعاكسة‪،‬‬
‫يجب استخدام التكمفة الجارية التي تدمج معدل الفائدة في تاريخ التقييم‪.‬‬
‫يوضح ىذا المقال التعديالت التي تتم عمى أسس القياس المحاسبي في فترات التضخم‬

‫الكممات الدالة‪ :‬التضخم‪ ،‬القياس المحاسبي‪ ،‬التكمفة التاريخية‪ ،‬التكمفة الجارية‪.‬‬


‫مقدمة‬
‫إن توفير المعمومات المالية المناسبة يجعل األسواق المالية قادرة عمى استقطاب رؤوس‬
‫األموال المحمية والدولية ألن المؤشرات المالية تتحدد عمى أساس القوائم المالية التي تعكس‬
‫الوضع المالي ونتائج أنشطة المنشآت االقتصادية بدرجة عالية من الدقة والشفافية‪.‬‬
‫ولتحقيق الثقة في ىذه المعمومات المالية؛ يجب االىتمام واالعتناء بأسس القياس‬
‫المحاسبي لتحقيق أىداف القوائم المالية التي يستند عمييا األطراف المستفيدة في عممية اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬
‫تعتبر القوائم المالية العنصر األساسي في أي تقرير مالي‪ ،‬والتي من خالليا يتم توصيل‬
‫نتائج القياس المحاسبي في شكل بيانات مالية ومعمومات إلى مستخدمييا‪.‬‬
‫في ىذا اإلطار‪ ،‬قام مجمس المعايير الدولي بإصدار إطار إعداد وعرض القوائم والذي‬
‫يعتبر المعيار األساسي الذي تشتق منو متطمبات القياس المحاسبي‪.‬‬
‫تعتمد األنظمة المحاسبية عمى أساس مبدأ التكمفة التاريخية في عممية القياس المحاسبي‬
‫في ظل فترات استقرار األسعار‪ ،‬غير أنو عند ارتفاع نسبة التضخم تفقد األنظمة المحاسبية‬
‫معناىا‪ ،‬ويصبح البحث عمى أساليب محاسبية جديدة لمقياس المحاسبي أمر البد منو‪ ،‬وىذا‬

‫‪40‬‬
‫حتى تكون القوائم المالية موافقة لمواقع االقتصادي في ظل ارتفاع مستويات األسعار‬
‫وانخفاض القوة الشرائية لوحدة النقد‪ ،‬من ىنا جاءت إشكالية ىذا الموضوع‪:‬‬
‫ما مدى كفاءة أسموب التقييم بالتكمفة التاريخية في ظل التضخم االقتصادي؟‬ ‫‪‬‬
‫وىذا يقودنا إلى طرح األسئمة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ماذا نعني بمحاسبة التضخم؟‬
‫‪ -2‬ما ىي مشاكل القياس المحاسبي؟‬
‫‪ -3‬كيف يتم معالجة آثار التضخم عمى البيانات المحاسبية؟‬
‫أىمية الموضوع‪:‬‬
‫ىناك اختالف بين دول العالم في تطبيق التكمفة التاريخية أو القيمة السوقية العادلة‬
‫كأساس لمقياس المحاسبي‪ ،‬فالبعض يطبق التكمفة التاريخية والبعض بطبق القيمة السوقية‬
‫فالطريقة األولى توفر درجة عالية من الموثوقية ولكنيا تسيل عامل الزمن مما يؤثر عمى‬
‫محتوى القوائم المالية خاصة في فترات التضخم‪ ،‬أما الثانية فتمتاز بضعف موثوقيتيا عمى‬
‫الرغم من مالئمة المعمومات المالية بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية‪.‬‬
‫منيجية الموضوع‪:‬‬
‫لإلجابة عمى اإلشكالية المطروحة تم تقسيم موضوع البحث إلى العناصر التالية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫المحور الثاني‪ :‬مشاكل القياس المحاسبي‬
‫المحور الثالث‪ :‬طرق معالجة آثار التضخم عمى البيانات المالية‬
‫المحور األول‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫تقوم المحاسبة الحديثة عمى المحافظة عمى رأس المال‪ ،‬ففي ظل ارتفاع مستويات أسعار‬
‫السمع والخدمات وانخفاض القوة الشرائية لوحدة النقد في فترات التضخم يتأثر محتوى القوائم‬
‫المالية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن تعديل المعمومات المالية تعتبر من األىداف التي تسعى إلى تحقيقيا المنشات‬
‫‪1‬‬
‫نذكر منيا‪:‬‬
‫تقييم حقيقي لممركز المالي لممنشأة‬ ‫–‬
‫اتخاذ الق اررات وتحديد األىداف والرقابة اإلدارية‬ ‫–‬

‫سعود جايد مشكور العامري‪ :‬محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق؛ الطبعة‪ :‬األولى؛ دار زىران‬ ‫‪1‬‬

‫لمنشر والتوزيع؛ األردن؛ ‪2006‬؛ ص‪.15‬‬


‫‪41‬‬
‫تخفيض الضرائب‬ ‫–‬
‫إن تطبيق مبدأ التكمفة التاريخية في فترات التضخم يؤدي إلى توزيع أرباح غير واقعية‪،‬‬
‫وكذا دفع ضرائب عالية مما يؤثر عمى القيمة الحقيقية لرأس المال‪ ،‬لذلك فالمحافظة عمى‬
‫رأس المال تعتبر من المفاىيم األساسية لمحاسبة التضخم‪.‬‬
‫‪ -1‬مفيوم رأس المال والمحافظة عميو‪:‬‬
‫نص اإلطار المفاىيمي لمجمس المعايير المحاسبية الدولي ( ‪ )IASB‬عمى ضرورة التفرقة‬
‫بين مفاىيم رأس المال والمحافظة عميو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أ‪ -‬مفيوم رأس المال‪ :‬ىناك مفيومين لرأس المال ىما‪:‬‬
‫مفيوم رأس المال المالي‪ :‬يعتبر رأس المال وفق ىذا المفيوم مرادف لصافي‬ ‫‪‬‬
‫األصول واألموال الخاصة في المنشاة مثل األموال المستثمرة أو القوة الشرائية المستثمرة‪،‬‬
‫وىو ال يأخذ بعين االعتبار التغير الذي يحدث في القيمة الشرائية لوحدة النقد‪.‬‬
‫مفيوم رأس المال المادي‪ :‬وىو يعتبر كل الطاقة اإلنتاجية لممنشاة والمتمثمة في‬ ‫‪‬‬
‫وحدات اإلنتاج اليومية مثال‪ ،‬وىو يراعي المحافظة عمى الطاقة اإلنتاجية لممنشاة‪.‬‬
‫إن اختيار المفيوم المناسب لرأس المال يتم عمى أساس حاجيات مستخدمي القوائم المالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يرتبط المحافظة عمى رأس المال بآثار‬ ‫ب‪ -‬المحافظة عمى رأس المال وتحديد الربح‪:‬‬
‫تغيرات أسعار األصول والخصوم التي تؤثر عمى النتيجة‪.‬‬
‫المحافظة عمى رأس المال المالي‪ :‬يتم قياس رأس المال المالي بوحدات نقدية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وعميو فالربح يتمثل في زيادة رأس المال االسمي بالنقود خالل السنة‪ ،‬وبالتالي فإن الزيادة في‬
‫قيم األصول التي بحوزة المؤسسة تمثل ربحا‪.‬‬
‫وىكذا‪ ،‬فإن ىذا المفيوم يشمل التغير الذي يحدث في القيمة الشرائية لوحدة النقد خالل‬
‫السنة‪.‬‬

‫أنظر‪ -:‬لخضر عالوي‪ :‬معايير المحاسبة الدولية؛ الطبعة؛ ؟ ؛ األوراق الزرقاء؛ الجزائر؛ ‪2012‬؛‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.47‬‬
‫‪ -‬سمسمة التسيير‪ :‬معايير المحاسبة الدولية؛ الطبعة؛ ؟؛ دار النشر؛ األوراق الزرقاء؛‬
‫الجزائر؛ ‪2008‬؛ ص ‪.95‬‬
‫‪-‬محمد مطر‪ :‬التأىيل النظري لمممارسات المينية المحاسبية؛ الطبعة األولى؛ دار وائل‬
‫لمنشر والتوزيع؛ األردن؛ ‪ 2004‬ص‪.152‬‬
‫‪2‬‬
‫; ‪C . Maillet- baudrier , A . Le mahn : normes comptables internetionales IAS /IFRS‬‬
‫‪editions berti ;France ; 2006 ; p : 28‬‬
‫‪42‬‬
‫المحافظة عمى رأس المال المادي‪ :‬يتحقق الربح وفق ىذا المفيوم عمى أساس قدرة‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاج المادية‪ ،‬وىو يمثل الزيادة في رأس المال خالل السنة‪ ،‬وكل التغييرات في األسعار‬
‫التي تمس عناصر األصول والخصوم تعتبر تغيرات في تقديرات الطاقة اإلنتاجية لممنشاة يتم‬
‫معالجتيا كتسويات لممحافظة عمى رأس المال وليس كربح‪.‬‬
‫يتبنى اإلطار المفاىيمي لمجمس المعايير المحاسبية الدولي ( ‪ )IASB‬عدة مفاىيم لرأس‬
‫المال والمحافظة عميو ‪ ،‬غير أن المنشات عمى العموم تطبق مفيوم المحافظة عمى رأس‬
‫المال المالي‪ ،‬والذي يتم التقييم فيو عمى أساس وحدات نقدية اسمية‪ ،‬كما يجب اإلشارة إلى‬
‫أن المحافظة عمى رأس المال المادي يعتبر بديل ممكن حسب ما جاء لدى مجمس المعايير‬
‫‪1‬‬
‫المحاسبية الدولي (‪.)IASB‬‬
‫‪ -2‬مفيوم القوة الشرائية لوحدة النقد‪:‬‬
‫تمثل الوحدة النقدية القوة الشرائية التي يتم بيا قياس السمع والخدمات التي يمكن الحصول‬
‫عمييا عند القيام بالمبادالت‪ ،‬غير أن ىذه القوة الشرائية تتغير من فترة ألخرى بتغير المستوى‬
‫‪2‬‬
‫العام لألسعار‪.‬‬
‫ىذه التغيرات في القوة الشرائية لوحدة النقد تنعكس عمى نتائج القياس واإلفصاح المحاسبي‬
‫في القوائم المالية‪ ،‬وىذا يعود إلى وجود وحدات نقدية ذات قوة شرائية مختمفة مدمجة مع‬
‫‪3‬‬
‫بعضيا في القوائم المالية مما يجعل المعمومات الواردة فييا غير واقعية‪ ،‬وىذا يؤدي إلى‪:‬‬
‫أن األرباح التي تفصح عمييا المنشات وىمية نتيجة التمسك بثبات وحدة النقد رغم‬ ‫–‬
‫تغير المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫عدم دقة المراكز المالية في ظل التقييم عمى أساس مبدأ التكمفة التاريخية‪.‬‬ ‫–‬
‫اتخاذ األطراف الداخمية والخارجية المستفيدة لق اررات غير سميمة نتيجة استنادىم‬ ‫–‬
‫إلى قوائم مالية مضممة‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬مشاكل القياس المحاسبي‬

‫‪1‬‬
‫‪A .Kaddouri , A. mimeche : cours de comptabilite financiere ;edition : ? ;enag‬‬
‫‪editions ; 2009 ; Algerie ; p : 71‬‬
‫محمد المبروك أبو زيد‪ :‬المحاسبة الدولية وانعكاساتيا عمى الدول العربية؛ الطبعة األولى؛ ايتراك‬ ‫‪2‬‬

‫لمنشر والتوزيع؛ مصر؛ ‪2005‬؛ ص‪.389-388‬‬


‫أمين السيد أحمد لطفي‪ :‬المحاسبة والمراجعة الدولية؛ الدار الجامعية؛ الطبعة األولى؛ مصر؛‬ ‫‪3‬‬

‫‪2010‬؛ ص ‪.199-196‬‬
‫‪43‬‬
‫إن إعداد القوائم المالية في ظل وجود معدل تضخم مرتفع يجعميا تفقد موثوقيتيا‪ ،‬لذلك‬
‫يجب عمى المنشآت أن تأخذ ىذا التطور بعين االعتبار عن طريق تكييف قوائميا المالية مع‬
‫البينة االقتصادية المحيطة بيا في ىذا اإلطار‪ ،‬تعتمد المنشآت عمى مبدأ التكمفة التاريخية‬
‫في قياس عناصر الميزانية وقائمة الدخل‪ ،‬وفي ظل ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض قيمة‬
‫العممة النقدية تصبح القوائم المالية غير مطابقة لمواقع وال تعكس المعمومات الموجودة فييا‬
‫حقيقة وطبيعتيا مما يؤثر عمى اتخاذ القرار بالنسبة لمستخدمي ىذه القوائم‪.‬‬
‫وفيما يمي عرض لممشاكل التي يعكسيا التضخم عمى عناصر الميزانية وقائمة الدخل‪.‬‬
‫‪ -1‬الميزانية‪ :‬تتأثر عناصر األصول والخصوم‬
‫أ‪ -‬األصول‪ :‬تتكون من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ىذا النوع من األصول يبقى في حوزة المنشاة لمدة طويمة‪،‬‬ ‫األصول الثابتة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وبالتالي فيو يتأثر بالتغيرات التي تحدث عمى األسعار بفعل ارتفاع معدل التضخم مما يؤدي‬
‫إلى اختالف بين القيمة المحاسبية والقيمة الحالية‪.‬‬
‫المخزونات‪ :‬تمتاز المخزونات بحركية كبيرة‪ ،‬ولكن ىذا ال يمنع تأثرىا بارتفاع‬ ‫‪‬‬
‫األسعار والذي يؤدي إلى ظيور فروقات بين القيمة السوقية والتكمفة التاريخية‪ ،‬ولمراجعة ىذه‬
‫الفروقات يجب تكوين مخصصات‪.‬‬
‫مع العمم أن تقييم المخزونات يتم بعدة طرق منيا طريقة الوارد أوال يصرف أوال ( ‪،)FIFO‬‬
‫وطريقة الوارد أخير يصرف أوال ( ‪ ،)LIFO‬وطريقة التكمفة الوسطية المرجحة ( ‪،)CuMP‬‬
‫ويبقى عمى المنشأة اختيار الطريقة المناسبة في ظل الظروف االقتصادية المحيطة بيا‪ ،‬ألن‬
‫كل طريقة ليا مزاياىا وعيوبيا‪.‬‬
‫البنود النقدية المدينة‪ :‬تتأثر ىذه الحقوق بالتضخم مما يؤدي إلى أن يدفع الغير‬ ‫‪‬‬
‫قيمة منخفضة لمنقود وىذا بسبب فقدان العممة جزءا من قوتيا الشرائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخصوم‪ :‬تتكون من العناصر التالية‪:‬‬
‫حقوق الممكية‪ :‬تتمثل في رأس المال المدفوع من طرف المساىمين واالحتياطيات‬ ‫‪‬‬
‫واألرباح المحتجزة‪.‬‬
‫؛ حيث تبتعد قيمتيا التاريخية المسجمة في‬ ‫تتأثر ىذه العناصر بالتضخم االقتصادي‬
‫الدفاتر المحاسبية عن قيمتيا الحقيقية مما يجعميا ال تعبر حقيقة عمى حقوق المساىمين‪.‬‬

‫سعود جايد مشكور العامري‪ :‬محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق؛ مرجع سبق ذكره؛ ص ‪-92‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.93‬‬
‫‪44‬‬
‫البنود النقدية الدائنة‪ :‬تتمثل في عناصر الخصوم األخرى مثل القروض وأوراق‬ ‫‪‬‬
‫الدفع‪ ،‬وىذه العناصر قيمتيا الحقيقية أقل من القيمة التي تظير في القوائم المالية‪،‬‬
‫واالنخفاض النقدي في ىذه الحالة يمثل مكسب بالنسبة لممنشأة ألنيا ستدفع أقل‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لممقرضين فيو يمثل خسارة والذي يؤدي إلى نشوء خالفات في مثل ىذه الظروف بين‬
‫المقرضين والمقترضين‪.‬‬
‫إن التمسك بالتقييم عمى أساس التكمفة التاريخية عند ارتفاع األسعار يؤدي إلى عدم الدقة‬
‫في تقييم األداء وعدم الفعالية في مقارنة نتائج السنوات المختمفة‪.‬‬
‫‪ -2‬جدول حسابات النتائج‪:‬‬
‫يؤثر التضخم االقتصادي عمى تكاليف اإلنتاج التي تتحمميا المنشأة‪ ،‬وىذا ينعكس عمى‬
‫أسعار بيع المنتجات‪ ،‬وأي قرار يتم اتخاذه من أجل تخفيض أسعار البيع في ظل ىذه‬
‫الظروف لن يكون مالئما‪.‬‬
‫بالنسبة لتقييم اإلخراجات من المخزونات سيتم عمى أساس وحدة نقدية ذات قيم مختمفة‬
‫والتي تؤدي إلى تسجيل انحرافات يتم تصحيحيا عن طريق تكوين مخصصات لمقابمة ارتفاع‬
‫‪1‬‬
‫األسعار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالىتالكات المتراكمة تصبح غير كافية لتجديد األصول الثابتة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستدعي تخصيص اىتالكات تكميمية تعتبر كمصاريف استثنائية من أجل الحفاظ عمى‬
‫‪2‬‬
‫المعنى االقتصادي لمميزانية‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكن القول بأن الربح المحاسبي لمفترة ال يعكس الربح الحقيقي‪ ،‬فالضريبة‬
‫المحسوبة عمى ىذا الربح المحاسبي الذي يعتبر وىميا تتشكل عبئا عمى رأس المال ـ يتضح‬
‫مما تقدم أن القوائم المالية المعدة وفق التكمفة التاريخية تصبح مضممة‪ ،‬وعميو يجب اتخاذ‬
‫إجراءات لمعالجة ىذه المشاكل التي يسببيا التضخم في قائمة الميزانية وقائمة الدخل‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬طرق معالجة آثار التضخم عمى البيانات المالية‬
‫ىناك إجراءات محاسبية يتم اتخاذىا لمعالجة المشاكل المترتبة عمى تطبيق مبدأ التكمفة‬
‫التاريخية ولكنيا غير كافية لمقضاء عمى آثار التضخم‪ ،‬لذلك يتم اتخاذ معالجة شاممة‪ ،‬والتي‬
‫تأخذ بعين االعتبار التغيرات في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬اإلجراءات المحاسبية المقترحة‪:‬‬

‫سعود جايد مشكور العامري‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.98 -96‬‬ ‫‪1‬‬

‫أمين السيد لطفي ‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص‪.197‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫تقترح األدبيات المحاسبية بعض اإلجراءات التي من شأنيا أن تحقق األرباح الناتجة عن‬
‫التضخم‪.‬‬
‫أ‪ -‬طريقة الوارد أخير يصرف أوال ( ‪ :)LIFO‬إن اعتماد ىذه الطريقة في تقييم المخزونات‬
‫يؤدي إلى مقابمة إيرادات المبيعات والتكاليف المرتبطة بيا بأحدث أسعار المشتريات مما‬
‫يؤدي إلى الحصول عمى دخل قريب من الواقع‪ ،‬كما يوفر األموال الالزمة الستبدال السمع‬
‫والخدمات المستنفذة من المخزون سواء بالبيع أو اإلنتاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬معالجة إىتالكات األصول الثابتة‪ :‬حيث أن االىتالك السنوي المحسوب في فترات‬
‫التضخم ال يعكس التكمفة الحقيقية مما يؤثر سمبا عمى نتيجة النشاط‪ ،‬لذلك يتم إعادة تقدير‬
‫األصول الثابتة عمى أساس التكمفة الجارية مما يضمن إظيار القوائم المالية لممنشأة بشكل‬
‫صادق‪.‬‬
‫ج‪ -‬تكوين احتياطيات‪ :‬وىذا عن طريق حجز جزء من األرباح المحققة لمواجية التكاليف‬
‫المالية لمتضخم والمتعمقة باستبدال األصول القديمة بأصول جديدة وتخفيض األرباح القابمة‬
‫لمتوزيع‪.‬‬
‫‪-2‬أساليب تعديل القياس المحاسبي في فترات التضخم‪:‬‬
‫إن قصور اإلجراءات المحاسبية السالفة الذكر في القضاء عمى آثار التضخم في ظل‬
‫استخدام مبدأ التكمفة التاريخية جعل المفكرون يمجأون لمبحث عمى طرق أخرى لمقياس وىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسموب التكمفة التاريخية المعدلة‪ :‬وفق ىذا األسموب يتم تعديل وحدة القياس النقدي‬
‫عمى أساس معدل التضخم لمفترة المعنية وىذا من أجل تثبيت قيمتيا الشرائية‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫بتعديل المعمومات الواردة في القوائم المالية باستخدام األرقام القياسية لمتغيرات في المستوى‬
‫‪2‬‬
‫العام لألسعار‪.‬‬
‫ولتعديل عناصر القوائم المالية يجب التمييز بين العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‬
‫والتي ستعكس فروقات ناتجة عن تغير القوة الشرائية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫التمييز بين العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أنظر‪ - :‬أمين السيد أحمد لطفي‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.200‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد المبروك أبو زيد‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.397 -396‬‬

‫محمد مطر‪ :‬التأىيل النظري‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.157‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد المبروك أبو زيد‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.405 -404‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫فالعناصر النقدية ىي تمك األصول أو الخصوم التي سيتم دفعيا أو تحصيميا بعدد معين‬
‫من الوحدات النقدية نذكر منيا عمى سبيل المثال‪ :‬حسابات المدينين واالستثمارات في‬
‫و أوراق القبض‪ ،‬أما الخصوم فتضم أوراق الدفع‪ ،‬حسابات‬ ‫السندات واألسيم الممتازة‬
‫الدائنين والمستحقات التي سيتم تسديدىا بوحدات نقدية محددة‪.‬‬
‫أما العناصر غير النقدية وىي باقي عناصر األصول مثل المخزونات‪ ،‬اآلالت‪ ،‬المباني‬
‫واالستثمارات في األسيم العادية والتي سداد قيمتيا في الماضي‪ ،‬أما الخصوم غير النقدية‬
‫فتمثل االلتزام بتسديد ما يعادل السمع والخدمات التي تم استيالكيا في الماضي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫بعد تحديد العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‬ ‫تعديل التكمفة التاريخية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لمميزانية وجدول حسابات النتائج‪ ،‬يتم تعديل العناصر غير النقدية عمى أساس األرقام‬
‫القياسية وفق المعادلة التالية‪:‬‬
‫ة‬
‫س‬
‫لتوضيح ذلك نسوق المثال التالي‪:‬‬
‫لدينا التكمفة اإلجمالية ألصول شركة تقدر بقيمة ‪ 15.000.000‬دج في تاريخ الحيازة‪:‬‬
‫‪ 2010 ،2008‬ىي‪180 ،150 :‬‬ ‫سنة ‪ .2005‬مع العمم أن األرقام القياسية لسنوات‪:‬‬
‫عمى التوالي‪.‬‬
‫‪ 2010‬عمى النحو‬ ‫إذن يتم تعديل قيم األصول عمى أساس القوة الشرائية لدينا لسنة‬
‫التالي‪:‬‬

‫سنة ‪:2008‬‬ ‫–‬

‫سنة ‪:2010‬‬ ‫–‬

‫مكاسب وخسائر القوة الشرائية‪ :‬ينتج عن ىذا التعديل فروقات تمثل أرباح وخسائر‬ ‫‪‬‬
‫القوة الشرائية التي تمس األصول والخصوم‪ ،‬وىذا لكون عناصر القوائم المالية أصبحت ذات‬

‫أمين السيد أحمد لطفي ‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.203‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬
‫قوة شرائية ثابتة ستنتج فروقات بين الجانب المدين والجانب الدائن لمقوائم المالية فالفروقات‬
‫المدينة تعرف بخسائر القوة الشرائية و الفروقات الدائنة تعرف بأرباح القوة الشرائية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مزايا وعيوب تطبيق ىذه الطريقة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل المزايا في‪:‬‬
‫سيولة التطبيق‪.‬‬ ‫–‬
‫تعديل القوائم المالية وفق ىذه الطريقة يجعميا قابمة لمتطبيق‪.‬‬ ‫–‬
‫تمتاز بالموضوعية فيي تساعد عمى اإلفصاح عمى آثار التضخم‪.‬‬ ‫–‬
‫تتمثل العيوب في‪:‬‬
‫صعوبة تصنيف العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‪.‬‬ ‫–‬
‫تحديد األرقام القياسية ألسعار المستيمك ليس متاحا دائما‪.‬‬ ‫–‬
‫التكاليف اإلضافية لتعديل القوائم المالية‪.‬‬ ‫–‬
‫ب‪ -‬أسموب التكمفة الجارية‪:‬إن اعتماد ىذا األسموب ال يعني التخمي عمى أسموب التكمفة‬
‫التاريخية كأساس لمقياس‪.‬‬
‫تعريف التكمفة الجارية‪ 2:‬يتم تقييم األصول بالمبمغ النقدي أو ما يعادل النقدية الذي‬ ‫‪‬‬
‫يجب تسديده لمحصول عمى أصل مماثل في الوقت الحالي‪ .‬أما بالنسبة لمخصوم‪ ،‬فتقيم‬
‫بالمبمغ غير المقيم حاليا من النقدية أو ما يعادل النقدية المطموبة لسداد الدين في الوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫كيفية تطبيق التكمفة الجارية‪ :‬عمى أساس ىذا األسموب‪ ،‬يتم االعتماد عمى األرقام‬ ‫‪‬‬
‫القياسية الخاصة لألسعار وليس األرقام القياسية العامة‪ ،‬حيث أنو يأخذ بعين االعتبار كل‬
‫أنواع المركز المالي سواء بالزيادة أو النقصان‪ ،‬وعميو فإن االعتماد عمى ىذا األسموب جد‬
‫‪3‬‬
‫مالئم لقياس الكفاءة‪ ،‬كما يعتبر وسيمة لممحافظة عمى رأس المال الحقيقي‪.‬‬
‫مزايا وعيوب تطبيق ىذه الطريقة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل المزايا فيما يمي‪:‬‬
‫أكثر مالئمة لمستخدمي القوائم المالية مما يساعد عمى الحفاظ عمى رأس المال‬ ‫–‬
‫الحقيقي‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬محمد المبروك أبو زيد‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.403‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪C . Maillet- baudrier , A . Le mahn : op . cit : p : 2‬‬
‫محمد مطر‪ :‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.172‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪48‬‬
‫ىناك تفرقة بين الدخل المحقق من حيازة األصول والدخل الناتج عن تشغيل‬ ‫–‬
‫النشاط‪.‬‬
‫تساعد في عممية التحميل المالي عن طريق استخراج النسب التي تبين لنا الواقع‬ ‫–‬
‫الفعمي ألداء المنشأة‪.‬‬
‫تتمثل العيوب فيما يمي‪:‬‬
‫عدم توفر أسعار منشورة في غالب األحيان خاصة بالنسبة لبعض المنتجات غير‬ ‫–‬
‫المعروفة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫حاولنا في ىذه الدراسة إبراز العالقة بين التضخم والقياس المحاسبي من خالل اآلثار‬
‫التي تتركيا ىذه الظاىرة عمى مدى صحة وصدق القوائم المالية‪.‬‬
‫تعرفنا إلى المفاىيم األساسية لمحاسبة التضخم والمتمثمة في مفيوم رأس المال‬
‫والمحافظة عميو ومفيوم القوة الشرائية لوحدة النقد‪ ،‬ثم أبرزنا مشاكل القياس المحاسبي التي‬
‫تنعكس عمى القوائم المالية وتجعميا مضممة في عممية اتخاذ القرار‪ ،‬لنعرج عمى أساليب‬
‫تعديل القياس المحاسبي في فترات التضخم وىما التكمفة التاريخية المعدلة والتكمفة الجارية‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫من خالل ما تم عرضو؛ حاولنا اإلجابة عمى اإلشكالية المطروحة‪:‬‬
‫إن االستمرار في اعتماد التكمفة التاريخية كأسموب لمقياس يؤدي إلى توزيع أرباح‬ ‫–‬
‫غير حقيقية وعدم المحافظة عمى رأس المال‪.‬‬
‫إن تطبيق طريقة التكمفة الجارية في فترات التضخم ىو أحسن بديل لمقياس من‬ ‫–‬
‫أجل الحصول عمى قوائم مالية مالئمة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫استنادا لمدراسة السابقة‪ ،‬يمكن اقتراح التوصيات التالية‪:‬‬
‫عند تطبيق التكمفة الجارية في قياس بنود القوائم المالية يجب االستعانة بالخبراء‬ ‫–‬
‫من أجل تقميل عنصر الذاتية‪.‬‬
‫يجب عمى المؤسسة إعادة تقييم عناصر القوائم المالية في نياية السنة المالية‬ ‫–‬
‫لمعرفة مدى تأثرىا بتغيرات األسعار‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫بالمغة العربية‪:‬‬
‫‪ - 1‬أمين السيد أحمد لطفي‪ :‬المحاسبة والمراجعة الدولية؛ الدار الجامعية؛ الطبعة األولى؛‬
‫مصر؛ ‪.2010‬‬
‫‪ -2‬سعود جايد مشكور العامري‪ :‬محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق؛ الطبعة‪:‬‬
‫األولى؛ دار زىران لمنشر والتوزيع؛ األردن؛ ‪.2006‬‬
‫‪ -3‬سمسمة التسيير‪ :‬معايير المحاسبة الدولية؛ الطبعة؛ ؟؛ دار النشر؛ األوراق الزرقاء؛‬
‫الجزائر؛ ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬لخضر عالوي‪ :‬معايير المحاسبة الدولية؛ الطبعة؛ ؟ ؛ األوراق الزرقاء؛ الجزائر؛‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -5‬محمد المبروك أبو زيد‪ :‬المحاسبة الدولية وانعكاساتيا عمى الدول العربية؛ الطبعة‬
‫األولى؛ ايتراك لمنشر والتوزيع؛ مصر؛ ‪.2005‬‬
‫‪ -6‬محمد مطر‪ :‬التأىيل النظري لمممارسات المينية المحاسبية؛ الطبعة األولى؛ دار وائل‬
‫لمنشر والتوزيع؛ األردن؛ ‪.2004‬‬
‫بالمغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1- A .Kaddouri, A. mimeche: cours‬‬ ‫;‪de comptabilite financiere‬‬
‫‪edition : ? ; enag editions; Algerie ; 2009.‬‬
‫‪2- C .Maillet- baudrier, A.Le mahn: normes comptables internetionales‬‬
‫‪IAS /IFRS; editions berti ; France; 2006.‬‬

‫‪50‬‬

You might also like