You are on page 1of 17

‫مؤشرات ودالالت التحليل المحاسبي المالي والنقدي‬

‫للقوائم المالية‬

‫أ‪.‬د‪ /‬يحيى محمد ابوطالب‬


‫استاذ المحاسبة المالية‬
‫كلية التجارة جامعة عين شمس‬

‫‪2019‬‬

‫‪1‬‬
‫مؤشرات ودالالت التحليل المحاسبي المالي والنقدي للقوائم المالية‬
‫أ‪.‬د‪ /‬يحيى محمد أبو طالب‬
‫أستاذ المحاسبة المالية‬
‫كلية التجارة جامعة عين شمس‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تجمع القوائم المالية الختامية بين ثالثة طرق في اعدادها‪ ،‬حيث أن قائمة الدخل‬
‫وقائمة الدخل الشامل و قائمة التغيرات فى حقوق الملكية و قائمة المركز المالى ُيعتمد فى‬
‫إعدادها على فرض اإلستحقاق المحاسبى‪ ،‬بينما قائمة التدفقات النقدية ُيعتمد فى إعدادها‬
‫على األساس النقدى‪ ،‬يضاف إلى ذلك قائمة اإليضاحات المتممة للقوائم المالية فهى‬
‫تعتمد على سرد المعلومات المحاسبية وغير المحاسبية‪ ،‬كذلك ُيعتمد فى إعدادها على‬
‫اإلفصاح والشفافية باإلضافة إلى أنها تربط بين القوائم المالية والسياسات المحاسبية‬
‫الواردة فى المعايير المحاسبية التى تم إتباعها عند إعداد وعرض القوائم المالية الختامية‪،‬‬
‫كما يقصد بالقوائم المالية الختامية‪ ،‬إنما تلك يتم إعدادها فى نهاية السنة المالية بعد‬
‫إقرارها من قبل مجلس االدارة وإعتمادها من مراقب الحسابات العتمادها من قبل الجمعية‬
‫العامة للشركة على أن تكون هذه القوائم المالية معدة لالستخدام العام‪ ،‬لتقديمها لكل‬
‫األطراف المستفيدة من المعلومات الواردة بها‪ ،‬بهدف مساعدتهم فى اتخاذ القرارات المالية‬
‫واألقتصادية الرشيدة ‪.‬‬

‫إن األصل تعد القوائم المالية الختامية وفقا لفرض االستحقاق المحاسبى‪ ،‬والذى‬
‫يقضى باإلعتراف بالمصروفات بمجرد الحصول علي السلعة أو الخدمة بصرف النظر عن‬
‫واقعة السداد فو ار أو مستقبال‪ ،‬كما يتم االعتراف بااليرادات بمجرد تقديم السلعة أو الخدمة‬
‫للغير‪ ،‬بصرف النظر عن واقعة التحصيل النقدى فو ار أو مستقبال‪ ،‬وهو األمر الذى يؤدى‬
‫إلى نتائج محاسبية سليمة خصوصا عند مقابلة االيرادات بالمصروفات‪ ،‬مع إجراء بعض‬
‫التسويات الجردية فى نهاية الفترة‪ ،‬باإلضافة إلى تكوين المخصصات الالزمة بأنواعها‪،‬‬
‫ولذلك يطبق فرض االستحقاق المحاسبى على كل من‪:‬‬

‫‪ .1‬قائمة الدخل و قائمة الدخل الشامل‪.‬‬


‫‪ .2‬قائمة التغير فى حقوق الملكية‪.‬‬
‫‪ .3‬قائمة المركز المالى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أما األساس الثانى فيظهر فى قائمة واحدة وفقا لمعايير التقارير المالية الدولية وهى‬
‫قائمة التدفقات النقدية حيث يتم اإلعتراف بالمصروفات بمجرد السداد النقدى بصرف النظر‬
‫عن واقعة الحصول على السلعة أو الخدمة من الغير‪ ،‬كما يتم اإلعتراف بااليرادات بمجرد‬
‫التحصيل النقدى‪ ،‬بصرف النظر عن واقعة تقديم السلعة أو الخدمة للغير‪ ،‬وهو األمر الذى‬
‫ال يؤدى إلى مقابلة سليمة بين اإليرادات والمصروفات‪ ،‬وإنما يؤدى الى مقابلة سليمة بين‬
‫التدفقات النقدية الداخلة و الخارجة وهكذا فإن كل من تطبيق فرض اإلستحقاق المحاسبى‬
‫واألساس النقدى ما يميزه عن اآلخر‪ ،‬إال أنهما مكملين لبعضهما البعض بالرغم من أن‬
‫فرض اإلستحقاق المحاسبى يمثل الفرض الرئيسى إلعداد القوائم المالية‪.‬‬

‫دالالت القوائم المالية‪:‬‬


‫إن مصطلح الضاللة والسالمة مستوحى من المعيار المحاسبى المصرى (الدولى)‬
‫األول‪ ،‬وعنوانه (عرض القوائم المالية)‪ ،‬حيث ورد فى هذا المعيار‪ ،‬أن القوائم المالية التى‬
‫تعد وفقا لمعايير التقارير المالية الدولية تعتبر قوائم مالية سليمة‪ ،‬أما فى حالة عدم‬
‫اإللتزام بتطبيق هذه المعايير فإنها تؤدى إلى قوائم مالية مضللة‪ ،‬وبهذا المعنى‪ ،‬فقد تم‬
‫تطبيق هذا المصطلح على مؤشرات ودالالت التحليل المالى والنقدى للقوائم المالية‬
‫الختامية‪ ،‬حيث يؤدى التحليل بالنسب إلى مؤشرات ذات دالالت قد تكون مضللة أو‬
‫سليمة‪ ،‬مما يؤثر على المحللين الماليين وكذلك مستخدمى القوائم المالية عند إتخاذ‬
‫الق اررات‪.‬‬

‫مؤشرات وداللة التحليل المحاسبى المالى للقوائم المالية المعدة وفقا لفرض‬
‫االستحقاق المحاسبى‪:‬‬
‫بعد التحليل بصفة عامة وسيلة كشف وقياس تستخدم فى تفسير بعض الظواهر‬
‫العملية فى مختلف المجاالت‪ ،‬والتحليل المحاسبى المالى والنقدى يمثل عملية بحث‬
‫واستقصاء وتفسير واستنتاج يتأسس على تجميع وتصنيف البيانات والمعلومات التى‬
‫تعكسها الحسابات والقوائم والتقارير المالية الختامية بصورة هادفه‪ ،‬ثم مقارنتها وقياسها‬
‫بقصد إكتشاف العالقات التى تربط بينها‪ ،‬وبحث ودراسة أسباب نتائج هذه العالقات‬
‫وداللتها بهدف الوصول إلى نتائج وق اررات سليمة تفيد فى عملية استخدام نتائج هذه‬
‫العالقات فى الوصول إلى معدالت قياسية أو نموذجية تتخذ كمؤشرات للحكم والتقييم‬
‫وإتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وبصفة عامة يوفر التحليل المحاسبى المالى البيانات والمعلومات‪ ،‬كما يقدم‬
‫مؤشرات الحكم و القياس فى كل من مراحل التخطيط والرقابة و اتخاذ الق اررات‪ ،‬فالتحليل‬
‫المحاسبى المالى من الوسائل التى تساعد ليس فقط فى مجال عرض البيانات والمعلومات‬
‫فى شكل جداول لها دالالت ومؤشرات‪ ،‬بل تمتد إلى التنبؤ والتخطيط والرقابة‪.‬‬

‫وي عتبر التحليل بالنسب المالية من أقدم أساليب التحليل المحاسبى المالى‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم من أنه يعتمد أساسا على المبدأ المعروف‪ ،‬من أن القوائم المالية الختامية تمثل‬
‫صورة ساكنة لنتائج أو موقف مالى معين‪ ،‬إال أن هذه القوائم تشمل على العديد من‬
‫البيانات والمعلومات المفيدة فى مجاالت التقييم وإتخاذ الق اررات‪ ،‬بعد إخضاعها للتحليل‬
‫الهادف‪ ،‬عن طريق ربط العالقات بين بنود القوائم المالية الختامية بشكل يسمح بتفسير‬
‫وكشف ما تخفيه هذه القوائم من معلومات ودالالت ومؤشرات‪.‬‬

‫إن النسب المالية عبارة عن عالقة منطقية بين بنود القوائم المالية الختامية‬
‫وبعض البيانات اإلحصائية والكمية‪ ،‬وهى عملية واسعة المدى‪ ،‬بمعنى أنه يمكن من‬
‫خاللها الوصول إلى مئات النسب من أرقام القوائم المالية الختامية‪ ،‬ومع ذلك فهى تركز‬
‫على النسب ذات العالقات المنطقية الهادفة ودراستها وتحليلها‪.‬‬

‫وبالرغم من تعدد وتنوع النسب المحاسبية المالية إال أنه يمكن تصنيف هذه النسب‬
‫إلى المجموعات األربعة الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -3‬نسب النشاط‪.‬‬ ‫‪ -1‬نسب السيولة‪.‬‬
‫‪ -4‬نسب حقوق الملكية‪.‬‬ ‫‪ -2‬نسب الربحية‪.‬‬

‫وتحتوى كل مجموعة من المجموعات السابقة على الكثير من العالقات المباشرة‬


‫وغير المباشرة بين بنود القوائم المالية‪ ،‬والسؤال هنا‪ ،‬هل يؤدى التحليل بالنسب المالية‬
‫للقوائم المالية المعدة وفقا لفرض االستحقاق المحاسبى الى مؤشرات ذات دالالت قد تكون‬
‫مضللة أو قد تكون سليمة؟‪ ،‬لذلك يمكن عرض التحليل المالى لمجموعة نسب السيولة‬
‫فقط ألنها موضوع هذا البحث لإلجابة عن هذا التساؤل؟‬

‫‪4‬‬
‫تحليل مجموعة نسب السيولة للقوائم المالية الختامية المعدة وفقا لفرض‬
‫االستحقاق المحاسبى للحكم على مدى ضاللة أو سالمة مؤشرات ودالالت‬
‫هذا التحليل‪:‬‬
‫يعتبر التحليل بالنسب المالية من أقدم وأهم وسائل التحليل المحاسبى والمالى وفقا‬
‫لما تقدمه من مؤشرات ودالالت‪ ،‬فهى تضم العديد من النسب ومعدالت الدوران‪ ،‬نعرضها‬
‫لمعرفة مدى ضالله أو سالمة مؤشراتها ودالالتها‪ ،‬حيث تهدف هذه المجموعة من النسب‬
‫المالية لتحليل تقييم مركز رأس المال العامل والتعرف على درجة تداول وسيولة مفرداته‬
‫للحكم على قدرة المنشأة على سداد ما عليها من ديون قصيرة األجل أى الخصوم‬
‫المتداولة والتى تستحق السداد خالل فترة سنة فأقل‪ ،‬من األصول النقدية وشبه النقدية‬
‫وتحصيل الديون‪ ،‬أى األصول المتداولة المرتبطة بدورة النشاط‪ ،‬ويمكن ترتيب هذه النسب‬
‫وفقا لدرجة الضاللة والسالمة على النحو التالى‪:‬‬

‫‪ .1‬صافى رأس المال العامل ‪:‬‬


‫قد يطلق عليه رأس المال العامل‪ ،‬ويظهر بالمعادلة التالية (األصول المتداولة ‪-‬‬
‫الخصوم المتداولة)‪ ،‬وهى أكثر المعادالت ضاللة من بين مؤشرات السيولة وذلك لما يلى‪:‬‬
‫بالرغم من استخدام هذه المعادلة فى مجال تحليل القوائم المالية‪ ،‬حتى أن المعايير الدولية‬
‫شكلت قائمة المركز المالى ليظهر فيها مباشرة رقم رأس المال العامل‪ ،‬اال انها تتعرض‬
‫لالنتقادات التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬إن مكونات األصول المتداولة والمتمثلة فى النقدية وشبه النقدية واالستثمارات المالية‬
‫قصيرة االجل والديون التجارية قصيرة األجل باإلضافة الى المخزون السلعى وهذا هو‬
‫ترتيبها بحسب درجة سيولتها‪ ،‬إال أن وجود المخزون السلعى اخر المدة ضمن مكونات‬
‫هذه المعادلة وكانت نسبته إلى باقى األصول المتداولة كبيرة ومكوناته من مخزون مواد‬
‫خام وتحت التصنيع ومخزون تام وكان رقم المخزون التام يمثل النسبة األكبر‪ ،‬فإذا كان‬
‫هناك صعوبة فى بيع هذا المخزون نتيجة التقادم أو التلف‪ ،‬فإن هذا يؤيد أن معادلة راس‬
‫المال العامل قد تكون اكثر المؤشرات المالية ضاللة وال تصلح للحكم بمفردها على قدرة‬
‫المنشأة على سداد ما عليها من التزامات متداولة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .2‬نسبة التداول ‪:‬‬
‫هذه النسبة تمثل صورة اخرى من صور رأس المال العامل ألنها ال تمثل الفرق بين‬
‫األصول المتداولة والخصوم المتداولة وإنما تمثل نسبة األصول المتداولة على الخصوم‬
‫المتداولة‪ ،‬لذك فهى تأخذ الشكل التالى‪:‬‬
‫(األصول المتداولة ‪ /‬الخصوم المتداولة)‬
‫وهى من أقدم النسب المالية وأوسعها انتشا ار‪ ،‬وتستخدم كإختبار مبدئى لمعرفة قدرة‬
‫المنشأة لمقابلة ديونها الجارية دون مشاكل‪ ،‬وتعتبر نسبة ‪ 1:2‬نسبة مقبولة أو نموذجية‬
‫وهى تدل على ان كل ‪2‬جنيه من االصول المتداولة تواجه ‪1‬جنيه من الخصوم المتداولة‪،‬‬
‫ويتوقف اإلعتماد على هذه النسبة على عدد كبير من العوامل (أى مكونات األصول‬
‫المتداولة وبصفة خاصة بند المخزون أخر المدة)‪ ،‬و بالتالى يصعب اإلعتماد عليها ايضا‬
‫للحكم على مقدرة المنشأة على سداد ديونها فهى تمثل نفس درجة ضال لة مؤشر رأس‬
‫المال العامل مع إختالف فى طريقة العرض‪.‬‬
‫‪ .3‬نسبة السيولة ‪:‬‬
‫تعتبر هذه النسبة أقل ضاللة من نسبة التداول ألنها تعتمد على األصول المتداولة‬
‫األكثر سيولة حيث تشمل كل األصول المتداولة مستبعدا منها المخزون فى نهاية المدة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى إحتياج المخزون لفترة زمنية لتحويله إلى نقدية‪ ،‬باإلضافة إلى أن مكونات‬
‫المخزون قد تأخذ شكل مواد خام أو منتجات تحت التشغيل أو إنتاج تام قد يكون جزء منه‬
‫تالف أو متقادم وتعتبر نسبة ‪ 1:1‬مقبولة نسبيا للحكم على مركز السيولة‪ ،‬حيث تتضمن‬
‫هذه النسبة حسابات المدينون وأوراق القبض ضمن األصول المتداولة‪ ،‬والتى قد يصعب‬
‫تحصيلها فى الوقت المناسب أو قد يتضمنها ديون مشكوك فى تحصيلها‪ ،‬إال أنها أقل‬
‫ضال له من نسب التداول السابقة‪.‬‬
‫‪ .4‬نسبة السيولة السريعة ‪:‬‬
‫تتمثل هذه النسبة فى النقدية فى الخزينة والبنوك واإلستثمارات المالية قصيرة األجل‬
‫إلى الخصوم المتداولة‪ ،‬وهى تمثل مؤشر للسيولة ال يأخذ فى اإلعتبار كل من بنود‬
‫المدينون وأوراق القبض والمخزون فى نهاية الفترة المالية‪ ،‬لذلك تتصف هذه النسبه‬
‫بتغير بسيط لقيمة البسط عند التصفية‪ ،‬وتعتبر نسبة ‪ 1:1‬مؤشر ودليل مقبول إلى حد‬
‫كبير‪ ،‬وهى أكثر تشددا من معدل رأس المال العامل وتشبه نسبتى التداول والسيولة‪ ،‬و‬
‫لكنها أقل ضاللة من هذه النسب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .5‬التحليل النسبى لبنود األصول المتداولة ‪:‬‬
‫يمكن الحصول على توزيع نسبى لكل أصل من األصول المتداولة بنسبته إلى مجموع‬
‫األصول المتداولة‪ ،‬و يهدف هذا التحليل الى تبيان األهمية النسبية لكل أصل من األصول‬
‫المتداولة وهو تحليل مكمل للنسب المالية السابقة‪ ،‬اال أنه تحليل مضلل الى حد ما بسبب‬
‫وجود أصول متداولة قد يصعب تحويلها الى نقدية فى المستقبل‪.‬‬

‫أما باقى مجموعات التحليل المالى الثال ثة وهى (مجموعة التحليل المالى للنشاط‬
‫وللربحية وحقوق الملكية‪ ،‬فهى تخرج عن هذه الدراسة ألن هدف الدراسة بيان أفضلية‬
‫التحليل النقدى عن التحليل المالى عند إستخدامها فى إتخاذ القرارات المتعلقة بالسيولة‪.‬‬

‫مؤشرات وداللة التحليل النقدى بين السالمة والضاللة لقائمة التدفقات‬


‫النقدية (المعدة وفقا لألساس النقدى)‪:‬‬
‫بداية فقد تم تقديم مصطلح السالمة على مصطلح الضاللة عند تحليل قائمة‬
‫التدفقات النقدية‪ ،‬عكس تقديم مصطلح الضاللة عن السالمة بالنسبة لتحليل القوائم‬
‫المالية المعدة وفقا لفرض اإلستحقاق وهو ما يمثل هدف الدراسة‪.‬‬

‫نشأة قائمة التدفقات النقدية والهدف منها‪:‬‬


‫تاريخيا كانت تطبق قائمة التدفقات النقدية فى الوحدات الحكومية والمنشات غير‬
‫الهادفة للربح‪ ،‬وكانت تسمى حساب المقبوضات والمدفوعات النقدية‪ ،‬ولم تأخذ هذه‬
‫القائمة اإلهتمام الكافى فى المنشات الهادفة للربح‪ ،‬ثم ظهرت قائمة التغير فى قائمة‬
‫المركز المالي وهى ما يطلق عليها قائمة مصادر األموال وإستخداماتها والتى أصبحت‬
‫ضمن القوائم المالية الختامية وفقا لمعايير المحاسبة الدولية فى بداية إصدار المعايير‬
‫المحاسبية‪ ،‬ثم تخلت عنها لجنة المعايير المحاسبية الدولية بعد ذلك وتم إستبدالها بقائمة‬
‫التدفقات النقدية‪.‬‬

‫أما عن أسباب اإلهتمام الكبير بقائمة التدفقات النقدية فيرجع إلى األزمة المالية‬
‫الكبيرة التى ظهرت فى الثمانينات من القرن الماضى والتى أدت إلى إفالس العديد من‬
‫الشركات العمالقة‪ ،‬وأوضح مثال لها شركة أندرو للطاقة األمريكية التى أعلنت إفالسها‪،‬‬
‫برغم تحقيقها ارباح مع ارتفاع قيمة اسهمها فى البورصة‪ ،‬ألنها لم تكن تهتم بدراسات‬
‫السيولة فتوقفت عن سداد ديونها‪ ،‬و تعرضت لهذه المشكلة العديد من المنشات حتى‬

‫‪7‬‬
‫وصلت الى بعض البنوك االمريكية‪ ،‬من هنا بدأ اإلهتمام بدراسات السيولة والنقدية‪،‬‬
‫فليست األرباح فقط هى التى تضمن إستمرار نشاط المنشآت فى مزاولة أعمالها وانما‬
‫تحقيق الربح مع القدر المناسب من السيولة النقدية‪ ،‬من هنا فرضت لجنة معايير‬
‫المحاسبة الدولية (معايير التقارير المالية الدولية)‪ ،‬قائمة التدفقات النقدية لتكون القائمة‬
‫الرابعة بعد كال من قائمة الدخل وقائمة الدخل الشامل وقائمة المركز المالى وقائمة‬
‫التغيرات فى حقوق الملكية‪ ،‬وأصدرت لها معيار خاص وهو المعيار المحاسبى الدولى‬
‫السابع ويقابله المعيار المالى المصرى الرابع وموضوعه (قائمة التدفقات النقدية)‪.‬‬

‫ان إستخدام قائمة التدفقات النقدية أصبح إتجاه نحو تأكيد وزيادة لدرجة الثقة‬
‫لمستخدمى القوائم المالية بما تقدمه من معلومات ومؤشرات تساعدهم فى مجاالت التقييم‬
‫وإتخاذ الق اررات‪ ،‬وقد إهتمت المنظمات والجمعيات المهنية للمحاسبة والمراجعة سواء على‬
‫المستوى الدولى أو المحلى نحو تطوير طرق إعداد وتبويب قائمة التدفقات النقدية‬
‫بإعتبارها وسيلة فعالة لترجمة القوائم المالية الختامية من فرض االستحقاق الى األساس‬
‫النقدى وهو األساس األكثر جاذبية لمستخدمى القوائم المالية‪ ،‬باإلضافة إلى إهتمام لجنة‬
‫معايير التقارير المالية الدولية والمعهد األمريكى للمحاسبين المعتمدين القانونى ومجلس‬
‫معايير المحاسبة المالية االمريكى بتأكيد هذا اإلهتمام‪ ،‬حيث تبنت المنظمتين تأكيد هذه‬
‫الثقة‪ ،‬وقد أسفر هذا اإلهتمام إلى تحديث طرق إعداد قائمة التدفقات النقدية‪ ،‬فظهرت عدة‬
‫تبيوبات لقائمة التدفقات النقدية تفسر العالقة بين صافى التغير فى النقدية وصافى‬
‫الدخل(األرباح والخسائر) وآخرى تفسر العالقة بين صافى التغير فى النقدية وصافى‬
‫التغييرات االخرى فى مصادر النقدية واستخداماتها‪ ،‬وأيا كانت طرق تبيوبات قائمة‬
‫التدفقات النقدية ف إنها تهدف إلى توفير معلومات عن التدفقات النقدية تفيد مستخدمى‬
‫القوائم المالية فى تقييم قدرة المنشأة على توليد النقدية وما فى حكمها و كذلك إحتياجات‬
‫المنشأة إلستخدام هذه التدفقات النقدية‪ ،‬كما تستخدم المعلومات التاريخية لقائمة التدفقات‬
‫النقدية كمؤشر لقيمة وتوقيت ومدى تأكد تحقيق التدفقات النقدية المستقبلية‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى فحص مدى دقة التقديرات السابق إعدادها للتدفقات النقدية المستقبلية وإلختبار‬
‫العالقة بين الربحية و صافى التدفقات النقدية‪.‬‬
‫تبويب قائمة التدفقات النقدية ‪:‬‬
‫تتجه معظم الجمعيات والمنظمات المهنية الدولية والمهنية ومنها لجنة معايير‬
‫التقارير المالية الدولية والتى أصدرت المعيار المحاسبى الدولى السابع وموضوعه قائمة‬

‫‪8‬‬
‫التدفقات النقدية ومقابله المعيار المحاسبى المصرى الرابع الى تبيوب قائمة التدفقات‬
‫النقدية الى ثالثة مراحل وهو التبويب األكثر شيوعا دوليا ومحليا والذى يمثل ثالثة مراحل‬
‫هى ‪-:‬‬

‫المرحلة االولى ‪ :‬مخصصة ألنشطة التشغيل الرئيسية ‪:‬‬


‫تعتبر التدفقات النقدية الناتجة من أنشطة التشغيل مؤش ار رئيسيا لبيان قدرة المنشأة‬
‫على مدى قدرة عملياتها التشغيلية لتوليد تدفقات نقدية كافية لإلحتفاظ بالمقدرة التشغيلية‬
‫للمنشأة وشراء إستثمارات جديدة وسداد ما عليها من التزامات وقروض دون الحاجة الى‬
‫االتجاه لمصادر خارجية للتمويل‪ ،‬وتعتبر المعلومات والمؤشرات واالدلة المستقاة من البنود‬
‫المرتبطة بالتدفقات النقدية التاريخية للتشغيل مع المعلومات االخرى مفيدة وسليمة للتنبؤ‬
‫بالتدفقا ت النقدية للتشغيل فى المستقبل‪ ،‬وتنشأ التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل‬
‫اساسا من انشطة توليد وتحقيق االيراد الرئيسى للمنشأة ولذلك فهى تنتج بصفة عامة من‬
‫المعامالت واالحداث االخرى التى تدخل فى تحديد صافى ربح أو خسارة المنشأة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬مخصصة ألنشطة اإلستثمار ‪:‬‬


‫تعتبر مرحلة التدفقات النقدية من أنشطة اإلستثمار مهمة ألنها تمثل مدى اإلنفاق‬
‫النقدى الذى تم للحصول على أصول طويلة األجل بهدف توليد دخلى مستقبلى وتدفقات‬
‫نقدية‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬مخصصة ألنشطة التمويل ‪:‬‬


‫تعتبر التدفقات النقدية الناتجة من انشطة التمويل مؤش ار رئيسيا فى تقديم معلومات‬
‫مفيدة عن مدى قدرة المنشاة فى توليد تدفقات نقدية من خالل اصدار اسهم جديدة‪ ،‬أو‬
‫عقد قروض وسندات طويلة االجل باإلضافة الى توفير مؤشرات وادلة عن قدرة المنشاة‬
‫على توزيع ارباح على اصحاب حقوق الملكية‪.‬‬

‫وفيما يلى نقدم قائمة للتدفقات النقدية (مقترحة) مقسمة الى ثالثة مراحل والتى يمكن‬
‫تحليلها واستخراج مؤشراتها وداللتها لفحص مدى سالمة هذه المؤشرات واالدلة للتدفقات‬
‫النقدية وتغيراتها‪ ،‬وهو ما يعكس قدرة هذه القائمة على توفير معلومات اكثر سالمة لقدرة‬
‫المنشاة على توليد واستخدام تدفقاتها النقدية (صافى التدفق النقدى) وقدرتها على‬
‫مواجهة ما عليها من التزامات سواء فى مراحل التشغيل او االستثمار او التمويل مقارنة‬

‫‪9‬‬
‫بما توفره القوائم المالية المعدة وفقا لفرض االستحقاق‪ ،‬مع تاكيدنا على ان قائمة التدفقات‬
‫النقدية ما هى اال ترجمة للقوائم المالية المعدة وفقا لفرض االستحقاق وتحويلها الى قائمة‬
‫واحدة معدة وفقا لالساس النقدى‪ ،‬وذلك لبيان الهدف من هذه الدراسة وهو اثبات افضلية‬
‫سالمة ما يمكن استنتاجه من مؤشرات ودالالت من هذه القائمة عن مؤشرات ودالالت‬
‫السيولة المستنتج من القوائم المالية المعدة وفقا لفرض االستحقاق‪.‬‬

‫تحليل النسب النقدية والمؤشرات والدالالت التى يمكن استنتاجها من قائمة‬


‫التدفقات النقدية ‪-:‬‬
‫المرحلة االولى ‪ :‬مرحلة التشغيل ‪:‬‬
‫يمكن ان تظهر هذه المرحلة مع تضمنها ارقام افتراضية كمثال كما يلى‪:‬‬

‫قائمة التدفقات النقدية‬


‫للمؤسسة المصرية للصناعات الهندسية‬
‫عن السنة المالية المنتهية فى ‪2018/12/31‬‬
‫بالطريقة المباشر (ارقام افتراضية)‬
‫مرحلة التشغيل‪:‬‬
‫اوال‪:‬التدفق النقدى من انشطة التشغيل‬ ‫جنيـــــه‬ ‫جنيـــــه‬
‫المحصل من المدينين نقدا‬ ‫‪600000‬‬
‫المحصل من الفوائد الدائنة نقدا‬ ‫‪700000‬‬

‫اجمالى التدفق النقدى الداخل من انشطة التشغيل‬ ‫‪1300000‬‬


‫يخصم منه‪:‬‬
‫المسدد للدائنين نقدا‬ ‫‪300000‬‬
‫المسدد لمصروفات التشغيل‬ ‫‪60000‬‬
‫المسدد للفوائد المدينة نقدا‬ ‫‪40000‬‬
‫المسد لضرائب الدخل‬ ‫‪20000‬‬

‫اجمالى التدفق النقدي الخارج النشطة التشغيل‬


‫‪420000‬‬
‫صافى التدفق النقدى النشطة التشغيل‬

‫‪880000‬‬

‫‪10‬‬
‫يضاف الى ذلك البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬صافى الربح‪ 48000‬جنيه‬
‫‪ .2‬صافى المبيعات ‪ 1200000‬جنيه‬
‫‪ .3‬تكلفة المبيعات‪ 800000‬جنيه‬
‫‪ .4‬متوسط مجموع االصول‪ 1900000‬جنيه‬

‫وفيما يلى اهم النسب والمؤشرات والدالالت المستخرجة من قائمة التدفقات‬


‫النقدية والمتعلقة بمرحلة التشغيل‪ ،‬وبيان مدى سالمتها ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬نسبة عائد التدفق النقدى ‪:‬‬
‫تاتى عن طريق المقارنة بين صافى الربح بصافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل‪،‬‬
‫و تاخذ هذه النسبة الشكل التالى‪:‬‬

‫صافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل ‪ /‬صافى الربح‬


‫من الواضح ان رقم صافى الربح المستخرج من قائمة الدخل ال يتفق دائما مع‬
‫صافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل‪ ،‬ومع ذلك فان المقارنة بينهما تعطى مؤش ار‬
‫وداللة هامة وسليمة‪ ،‬فعلى سبيل المثال يمكن ان تظهر قائمة الدخل صافى ربح بينما‬
‫تظهر صافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل رقما سالبا‪ ،‬فى مثل هذه الحالة البد من‬
‫البحث عن اسباب ذلك فقد يرجع الى قيام المؤسسة بزيادة حجم المخزون لظروف طارئة‪،‬‬
‫وقد يحدث العكس فتظهر قائمة الدخل صافى خسارة بينما تبين قائمة التدفقات النقدية من‬
‫انشطة التشغيل تدفق نقدى موجب‪ ،‬فى مثل هذه الحالة ايضا يستدعى االمر البحث عن‬
‫اسباب ذلك وقد يكون السبب هو تحصيل ارصدة مدينة عن فترات سابقة‪ ،‬وهذا ما يؤكد‬
‫سالمة هذه النسبة واعتبارها اكثر سالمة من مؤشرات السيولة المستخرجة من القوائم‬
‫المالية المعدة وفقا لفرض االستحقاق‪.‬‬

‫لذلك تفيد هذه النسبة فى التعرف على مقدار توليد النقدية من انشطة التشغيل وهى‬
‫نسبة ذات دالالت هامة فى الربط بين التدفق النقدى من انشطة التشغيل وصافى الربح او‬
‫الخسارة‪ ،‬وبالتطبيق على الحالة (قائمة التدفق النقدى االفتراضية للمؤسسة المصرية‬
‫للصناعات الهندسية) فانه يمكن حساب هذه النسبة كما يلى‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 1.83 = 480000/800000‬مرة‪ ،‬وتشير هذه النسبة الى ان المؤسسة المصرية‬
‫للصناعات الهندسية تحقق عائد مناسب قدره ‪ 1.83‬مرة‪ ،‬أى ان انشطة التشغيل تولد‬
‫تدفق نقدى ‪ 1.83‬مرة من صافى الربح أى اكثر من صافى الربح‪ ،‬وهى نسبة ذات داللة‬
‫سليمة وليست مضللة من وجهة نظرى‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نسبة التدفق النقدى الى المبيعات ‪:‬‬


‫هى نسبة ذات داللة هامه ألنها تبين بوضوح العالقة بين صافى التدفق النقدى من‬
‫انشطة التشغيل بصافى المبيعات وتاخذ هذه النسبة الشكل التالى‪:‬‬
‫(صافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل‪/‬صافى المبيعات)×‪100‬‬

‫وبتطبيق هذه النسبة على المؤسسة العامة للصناعات الهندسية يظهر ما يلى‪:‬‬

‫(‪%7.30 = 100× )1200000/880000‬‬

‫وتظهر هذه النسبة حقيقة سليمة وذات داللة واضحة وهى تبين ضعف التدفق النقدى‬
‫المولد من صافى المبيعات وهذا األمر يتطلب دراسة تعديل السياسات االئتمانية للمؤسسة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نسبة التدفق النقدى الى متوسط مجموعة االصول ‪:‬‬


‫تأخذ هذه النسبة الشكل التالى‪:‬‬
‫(صافى التدفق النقدى من انشطة التشغيل‪/‬متوسط مجموعة االصول) ×‪100‬‬
‫وتحسب هذه النسبة على المؤسسة العربية للصناعات الهندسية كما يلى‪:‬‬
‫(‪%4.63 = 100× )900000/880000‬‬

‫يالحظ فى هذه الحالة ان معدل التدفق النقدى لمتوسط مجموع االصول أقل من التدفق‬
‫النقدى من صافى المبيعات وهى نسبة ذات دالالت سليمة وواضحة ألنها تبين ضعف‬
‫معدل دوران متوسط مجموع األصول‪ ،‬مما يستلزم دراسة اسباب ضعف هذه النسبة وهى‬
‫ذات داللة سليمة وواضحة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مقارنة صافى المبيعات بالمحصل نقدا من المدينين(العمالء) ‪:‬‬


‫يمثل صافى المبيعات االيراد الرئيسى للمنشأة ويستخرج من قائمة الدخل بينما‬
‫المتحصالت النقدية من المدينين تستخرج من قائمة التدفقات النقدية وهو يمثل‬

‫‪12‬‬
‫المتحصالت النقدية سواء كانت عن نفس الفترة أو عن فترات سابقة أو مبالغ محصلة‬
‫مقدما‪ ،‬وتفيد هذه النسبة عند المقارنة بين صافى المبيعات والمحصل نقدا من المدينين‪،‬‬
‫لمعرفة أسباب عدم مالئمة التدفقات النقدية من المدينين وصافى المبيعات‪ ،‬فإذا كان‬
‫الفرق بينهما غير عادى يستدعى البحث عن االسباب وهو ما يتطلب تغيير السياسة‬
‫االئتمانية للمنشأة‪ ،‬باإلضافة الى فحص مخصص حساب المدينون للتعرف على سالمة‬
‫هذه المديونية من حيث قابليتها للتحصيل‪ ،‬وتشير هذه المقارنة الى داللة سليمة وواضحة‬
‫من وجهة نظرى للعالقة بين صافى المحصل نقدا من المدينين وصافى المبيعات وتساعد‬
‫فى مجال اتخاذ الق اررات اإلئتمانية‪.‬‬

‫وفى حالة المؤسسة المصرية للصناعات الهندسية فإن الفرق بين صافى المبيعات‬
‫والمحصل نقدا من المدينين يظهر كما يلى‪:‬‬

‫‪1200000‬جم صافى المبيعات (‪600000 )-‬جم المحصل نقدا من المدينين‬


‫=‪ 600000‬جنيه‪ ،‬وهو يمثل ‪ %50‬من صافى المبيعات وهى نسبة مرتفعة فى غير‬
‫صالح السيولة النقدية للمؤسسة‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل السياسة االئتمانية للمؤسسة واسباب‬
‫اخرى عديدة تظهرها نتيجة الفحص والدراسة‪ ،‬ومن وجهة نظرى فإن هذه المقارنة تمثل‬
‫نسبة سليمة وواضحة للتعرف على العالقة بين صافى المبيعات والمحصل من المدينين‬
‫نقدا و اليظهر فيها أى ضاللة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬مقارنة تكلفة المبيعات خالل الفترة بالمسدد للدائنين نقدا ‪:‬‬
‫تمثل المشتريات نسبة كبيرة من تكلفة المبيعات ولذلك يتم عقد مقارنة بين تكلفة‬
‫المبيعات خالل الفترة (الجزء االكبر منها مشتريات) مع المسدد نقدا للدائنين خالل الفترة‪،‬‬
‫سواء كانت تخص نفس الفترة او عن فترات سابقة او حتى المدفوعات المقدمة لحساب‬
‫توريدات فى المستقبل‪ ،‬و تفيد هذه النسبة فى التعرف على مدى قيام المنشاة بسداد ما‬
‫عليها للدائنين وفترة االئتمان الممنوحة لها‪ ،‬وفى حالة وجود فرق كبير بين تكلفة‬
‫المبيعات حيث تمثل المشتريات الجزء االكبر منها والمسدد للدائنين نقدا فهذا يدل على‬
‫مؤشر سلبى يشير الى تعثر المنشاة فى سداد ما عليها من ديون قصيرة االجل وهو‬
‫مؤشر سليم وواضح وليس مضلل ويفيد فى اتخاذ القرار عند التعامل مع الموردين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وفى حالة المؤسسة المصرية للصناعات الهندسية فإن الفرق بين تكلفة‬
‫المبيعات والمسدد للدائنين نقدا خالل الفترة يظهر كما يلى‪:‬‬
‫تكلفة المبيعات (من قائمة الدخل)‬ ‫جنيه‬ ‫‪800000‬‬
‫المسدد للدائنين نقدا خالل السنة (من قائمة التدفقات النقدية)‬ ‫(‪ )300000‬جنيه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 500000‬جنيه‬
‫هذا الفرق يمثل أكثر من ‪ %62.5‬من المستحق للدائنين و هو مؤشر سلبى للسيولة‪،‬‬
‫وينبغى الوقوف على اسباب هذا الفرق خوفا من تعرض المؤسسة المصرية العامة‬
‫للصناعات الهندسية للتعثر النقدى فى وقت قريب‪ ،‬وهذا مؤشر ودليل سليم وواضح وليس‬
‫مضلل من وجهة نظرى‪.‬‬

‫المرحلة الثانية والثالثة‪ :‬مرحلة االستثمار والتمويل فى قائمة التدفقات النقدية‪:‬‬

‫قائمة التدفقات النقدية للمؤسسة المصرية العامة للصناعات الهندسية‬


‫َمْرحلتى االستثمار والتمويل‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬التدفق النقدى من انشطة االستثمار‬ ‫جنيـــــــه‬ ‫جنيـــــــه‬
‫تدفق نقدى لشراء مبانى‬ ‫×‬
‫تدفق نقدى لشراء االت ومعدات‬ ‫×‬
‫تدفق نقدى من بيع استثمارات‬ ‫×‬

‫صافى التدفق النقدى من انشطة االستثمار‬ ‫×××‬

‫ثالثا‪:‬التدفق النقدى من انشطة التمويل‬


‫المحصل نقدا من اصدار سندات جديدة‬ ‫×‬
‫المحصل نقدا من اصدار اسهم عادية جديدة‬ ‫×‬
‫××‬
‫صافى التدفق النقدى الموجب والمرتبط بانشطة االستثمار‬
‫والتمويل‬ ‫‪150000‬‬

‫‪14‬‬
‫وكانت االضافات لالصول الثابتة (مبانى واالت جديدة) والمستخرجة من قائمة المركز‬
‫المالى ‪250000‬جنيه والتمويل ‪150000‬جنيه‪ ،‬لذلك يمكن من خالل المرحلة الثانية‬
‫والثالثة لقائمة التدفقات النقدية من عقد مقارنة بين االضافات لألصول الثابتة واالصدارات‬
‫الجديدة والتدفق النقدى الموجب المرتبط بأنشطة االستثمار والتمويل كما يلى‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نسبة المقارنة بين اإلضافات إلى األصول الثابتة واالستثمارات الجديدة للتدفق‬
‫النقدى من انشطة االستثمار والتمويل‪:‬‬
‫تهدف هذه النسبة الى عقد المقارنة للتعرف على مدى التدفقات النقدية من انشطة‬
‫االستثمار والتمويل مع االضافات الى االصول الثابتة واالستثمارات الجديدة خالل السنة‪،‬‬
‫فإذا ظهر فرق كبير بينهما دل ذلك على عدم كفاية التدفقات النقدية فى مواجهة التدفقات‬
‫النقدية لشراء االصول الثابتة واالستثمارات الجديدة‪ ،‬وفى حالة المؤسسة المصرية العامة‬
‫للصناعات الهندسية فإن الفرق بين قيمة اإلضافات الى األصول الثابتة واالستثمارات‬
‫الجديدة وصافى التدفقات النقدية الموجبة المرتبطة بمرحلتى االستثمار والتمويل تظهر كما‬
‫يلى‪:‬‬

‫اضافات لألصول الثابتة واالستثمارات الجديدة (من قائمة المركز‬ ‫جنيه‬ ‫‪250000‬‬
‫المالى)‬
‫(يخصم منها)‬
‫صافى التدفقات النقدية الموجبة المرتبطة باالستثمار والتمويل‬ ‫‪ 150000‬جنيه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 100000‬جنيه‬

‫يمثل الفرق ‪ %40‬من قيمة االضافات لالصول الثابتة واالستثمارات الجديدة والتى لم‬
‫تسدد وهى نسبة كبيرة تحتاج الى فحص ودراسة عن االسباب‪ ،‬فقد يكون هناك فترات‬
‫سماح كبيرة عند التعاقد او زيادة فى تكلفة االستثمارات نتيجة زيادة فترة السماح‪ ،‬وهذه‬
‫النسبة سليمة وواضحة وغير مضللة من وجهة نظرى وتساعد فى مجال اتخاذ القرار عند‬
‫الربط بين االضافات الى االصول الثابتة واالستثمارات الجديدة والتدفقات النقدية من‬
‫انشطة االستثمار والتمويل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫بعد هذه الدراسة وعقد المقارنة بين النسب المالية المتنوعة من القوائم المالية المعدة‬
‫وفقا لفرض االستحقاق والنسب النقدية المستخرجة من قائمة التدفقات النقدية يتضح مدى‬
‫سالمة المؤشرات والنسب واالدلة التى يمكن االستفادة منها من قائمة التدفقات النقدية‬
‫باعتبارها نسب ومؤشرات وأدلة سليمة وواضحة عن النسب والمؤشرات واالدلة التى قد‬
‫تكون مضللة والمستخرجة من القوائم المالية االخرى والمعدة وفقا لفرض االستحقاق‬
‫المحاسبى وهو ما تهدف اليه هذه الدراسة‪ ،‬كما يمكن االعتماد على التحليل المحاسبى‬
‫النقدى من قائمة التدفقات النقدية ذاتيا باستخراج العديد من النسب النقدية دون الرجوع‬
‫للقوائم المالية االخرى‪ ،‬بمعنى انه يمكن الوصول الى نسب نقدية عديدة من داخل مكونات‬
‫قائمة التدفقات النقدية فقط وذلك بإيجاد عالقات ونسب نقدية هادفه سواء على مستوى‬
‫كل مرحلة من مراحل إعدادها أو على مستوى البنود داخل كل مرحلة‪ ،‬كما أن االساس‬
‫النقدى يمثل أفضلية خاصة بالنسبة لفئة خاصة من مستخدمى القوائم المالية وبصفة‬
‫خاصة الدائنين والممولين وأصحاب القروض والبنوك والمساهمين حيث تساعد قائمة‬
‫التدفقات النقدية هؤالء وغيرهم على ما يلى‪:‬‬

‫‪ -1‬التنبؤ فيما يتعلق بتوليد نقدية مستقبلية‪.‬‬


‫‪ -2‬القدرة على التعرف على إجراءات توزيعات االرباح وسداد االلتزامات‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة أسباب االختالف بين صافى الربح وصافى التدفق النقدى خصوصا من أنشطة‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫‪ -4‬القدرة على التفرقة بين التدفق النقدى لنشاط االستثمار والتمويل النقدى وغير‬
‫النقدى‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك امكانية االجابة على التساؤالت التالية وهو ما ال يتاح من‬
‫القوائم المالية االخرى‪:‬‬
‫أ‪ -‬لماذا زادت النقدية رغم تحقيق صافى خسارة؟‬
‫ب‪ -‬مقدار حصيلة اصدار السندات نقدا وفيما استخدمت؟‬
‫ت‪ -‬عمليات االستثمار فى اصول مقابل اصدار سندات واوراق تجارية دون تدفق نقدى؟‬
‫ث‪ -‬عمليات تحويل السندات الى اسهم راس المال؟‬
‫ج‪ -‬التدفق النقدى الداخل لزيادة راس المال والخارج السهم الخزانة؟‬

‫‪16‬‬
‫فى النهاية فإن قائمة التدفقات النقدية تساهم فى تقييم اليسر والعسر النقدى‪ ،‬حيث‬
‫يقصد هنا باليسر النقدى قدرة المنشاة على سداد ما عليها من التزامات فى تواريخ‬
‫االستحقاق دون تعرضها ألى مشاكل تمويلية‪ ،‬بينما يقصد هنا بالعسر النقدى إخفاق‬
‫المنشاة فى سداد ما عليها من التزامات فى تواريخ االستحقاق‪ ،‬وبالتالى يمكن تقييم‬
‫اصول والتزامات المنشاة بمقدار قدرتها على توليد نقدية داخلة وخارجة‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫بيان مقدرة المنشاة على مواجهة االحداث النقدية غير المواتيه وغير المتوقعة ودرجة‬
‫المرونة فى االستجابة لها‪ ،‬كل هذا وغيره يوضح ما تقدمه استخدامات قائمة التدفقات‬
‫النقدية من نسب نقدية ومؤشرات ذات دالالت سليمة وواضحة‪ ،‬األمر الذى يساعد فى‬
‫سالمة العديد من مجاالت اتخاذ الق اررات وهذا ما قد تعجز عنه القوائم المالية المعدة فقط‬
‫وفقا لفرض االستحقاق‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like