You are on page 1of 120

‫جامعه عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم املالية و املحاسبة‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬


‫التخصص ‪ :‬التدقيق ومراقبة التسيير‬ ‫الشعبة ‪:‬العلوم املالية و املحاسبة‬

‫أثر التضخم على القوائم املالية في ظل النظام املحاسبي‬


‫املالي الجديد‬

‫تحت إشراف األستاذ‬ ‫مقدمة من طرف الطالبات ‪:‬‬

‫براهيمي عمر‬ ‫عابد سميرة‬


‫دحدوبي إيمان‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2019 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫اوال نشكر هللا ونحمده حمدا تتم به الصالحات على توفيقه لنا وإمدادنا بالعون‬
‫طيلة مشوارنا الدراس ي في إنجاز هذه املذكرة ‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى أستاذنا املشرف‪:‬‬
‫» براهيمي عمر «‬
‫الذي لم يبخل علينا بنصائحه وتوجيهاته القيمة ‪.‬‬
‫كما ال يفوتنا أن نتقدم بشكرنا الخالص مع فائق التقدير واالحترام لكل األساتذة‬
‫كما نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساعدنا من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل‬
‫واجتهد معنا بكل إخالص ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫إلى من قال هللا فيهما بعد بسم هللا الرحمان الرحيم "" و قض ى ربك أال تعبدوا إال إياه‬
‫و بالوالدين إحسانا ""‬
‫إلى من تعجز الكلمات عن الوفاء بحقها و اإلشارة بفضلها إلى التي كانت تشجعني و‬
‫كانت العين التي تحرسني و كانت أول قلب يخفق لنجاحي و التي اسمها دقة قلبي أمي‬
‫الغالية أطال هللا في عمرك‬
‫إلى من أنار الدرب و سهل لي سبيل العلم و املعرفة و حرص علي منذ صغري و اجتهد‬
‫في تربيتي و توجيهي‬

‫أبي أطال هللا في عمرك‬

‫إلى كل العائلة و األصدقاء وكل من ساعدنا من قريب أو بعيد‬

‫سميرة‬
‫اإلهداء‬

‫إلى كل من الوجود بعد هللا و رسوله ‪ ،‬سندي و قوتي و مالذي بعد هللا إلى أمي‬

‫إلى حكمتي و علمي ‪ ،‬أدبي و حلمي أمي إلى طريق الهداية‬

‫" أمي الحبيبة أطال هللا في عمرها"‬

‫يا من يرتعش قلبي لنكرك ‪ ،‬يا من أودعتني لك أهديك هذا البحث أبي الذي هو‬

‫مالكي في الحياة إلى بسمة الحياة و سر الوجود‬

‫"أبي العزيز أطال هللا في عمره"‬

‫إلى كل العائلة و األحباب وكل من ساندنا و ساعدنا في إتمام هذا‬

‫البحث املتواضع‬

‫إيمان‬
‫فهرس املحتويات‬
‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫اإلهداء‬
‫الشكر‬
‫فهرس املحتويات‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬
‫‪01‬‬ ‫املقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬


‫‪05‬‬ ‫تمهيد‬
‫املبحث األول‪ :‬املبحث األول ‪ :‬النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬
‫‪06‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املطلب األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي للنظام املحاسبي املالي (‪)SCF‬‬
‫‪06‬‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬تطبيق النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬

‫‪15‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬املطلب الثالث ‪ :‬آليات تطبيق املعايير املحاسبية الدولية في الجزائر‬

‫‪19‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬القوائم املالية‬

‫‪19‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم القوائم املالية‬

‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أساليب قياس عناصر القوائم املالية و مستخدميها‪ ،‬فرضيات إعدادها‬

‫‪25‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬مكونات القوائم ( الكشوف ) املالية حسب (‪)SCF‬‬

‫‪31‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬اإلطار العام للتضخم‬

‫‪31‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التضخم و أنواعه‬

‫‪33‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬النظريات املفسرة للتضخم‪ ،‬أسبابه و آثاره‬

‫‪39‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات والسياسات املتبعة ملعالجة التضخم‬

‫‪44‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬
‫‪46‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪47‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬محاسبة التضخم و أثره على القوائم املالية‬

‫‪47‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مفاهيم حول محاسبة التضخم‬

‫‪48‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬أسس القياس املحاسبي و مبدأ التكلفة التاريخية‬


‫املطلب الثالث ‪ :‬أثر التضخم على القوائم املالية‬
‫‪53‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬طرق معالجة أثر التضخم على القوائم املالية‬
‫‪58‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬املداخل املحاسبية الجزئية ملعالجة آثار التضخم‬
‫‪58‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة‬
‫‪60‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املحاسبة على أساس التكلفة الجارية‬
‫‪68‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬معالجة التضخم حسب النظام الجزائري‬
‫‪76‬‬
‫‪76‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬محاسبة التضخم في الجزائر‬

‫‪77‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة التقويم و املؤسسات املعنية بإعادة التقييم‬

‫‪79‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬محاسبة التضخم حسب النظام املحاسبي املالي‬

‫‪83‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬


‫‪84‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪85‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬تقديم املؤسسة محل التربص‬

‫‪85‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬بطاقة تعريفية للمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز ‪-‬مستغانم "‪"Sonalgaz‬۔‬

‫‪86‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم "‬

‫‪88‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية واملحاسبة ملؤسسة سونلغاز " مرکز مستغانم"‪ ،‬ومهامه‬

‫‪89‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة تقييم االستثمارات‬

‫‪90‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬إعادة تقييم األولى لالستثمارات ( ‪ )R1‬لسنة ‪ 1990‬م‬


‫‪92‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬إعادة التقييم الثانية لالستثمارات لسنة ‪)R2( 1993‬‬

‫‪96‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬إعادة التقييم الثالثة (‪ )R3‬لالستثمارات لسنة ‪.1996‬‬

‫‪99‬‬ ‫خالصة‬

‫‪101‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪103‬‬ ‫قائمة املصادر و املراجع‬


‫امللخص‬
‫قائمة األشكال‬
‫و الجداول‬
‫قائمة الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬
‫‪18‬‬ ‫يمثل العوائق الخاصة بتطبيق بعض املعايير املحاسبية في االقتصاد الجزائري‬ ‫‪1.I‬‬
‫‪63‬‬ ‫تصنيف البنود النقدية والبنود غير النقدية‬ ‫‪1.II‬‬
‫‪74‬‬ ‫مقارنة بين خصائص بدائل القياس املحاسبي‬ ‫‪2.II‬‬
‫‪85‬‬ ‫يوضح التشكيلة العمالية إطارات‪ ،‬أعوان تحكم و أعوان تنفيذ‪،‬‬ ‫‪1.III‬‬
‫‪90‬‬ ‫معامالت إعادة التقييم (‪ ) R1‬لسنة ‪1990‬‬ ‫‪2.III‬‬
‫‪91‬‬ ‫إعادة تقييم األولى م (‪ )R1‬لالستثمارات لسنة ‪.1983‬‬ ‫‪3.III‬‬
‫‪92‬‬ ‫معامالت إعادة تقييم (‪ )R2‬التجهيزات لسنة ‪.1993‬‬ ‫‪4.III‬‬
‫‪93‬‬ ‫معامالت إعادة التقييم العقارية لسنة ‪1993‬‬ ‫‪5.III‬‬
‫‪94‬‬ ‫جدول إعادة تقييم األولى (‪ ) R1‬لالستثمارات‬ ‫‪6.III‬‬
‫‪95‬‬ ‫جدول إعادة التقييم الثانية (‪ )R2‬لآلالت‬ ‫‪7.III‬‬
‫‪96‬‬ ‫معامالت إعادة تقييم العقارية لسنة ‪1996‬‬ ‫‪8.III‬‬
‫‪98‬‬ ‫جدول إعادة التقييم الثاني (‪ )R2‬للتجهيزات املشترات في ‪.1988‬‬ ‫‪9.III‬‬

‫قائمة األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬
‫‪15‬‬ ‫يمثل مراحل التعامل مع املعايير املحاسبية‬ ‫‪1.I‬‬
‫‪30‬‬ ‫يمثل عناصر ومكونات القوائم املالية‬ ‫‪2.I‬‬
‫‪87‬‬ ‫الهيكل التنظيمي ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم "‬ ‫‪1.III‬‬

‫‪88‬‬ ‫الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية و املحاسبة‬ ‫‪2.III‬‬


‫مقدمة‬

‫عرفت البشرية ظاهرة ارتفاع األسعار منذ أقدم العصور إبان حضارات الشرق األوسط ‪ ،‬إذ كانت قيمة عملة‬
‫املعدن الثمين تتأثر بكمية الذهب املتوفرة‪ ،‬فتتعرض قيمة النقود إلى االنخفاض عند اكتشاف مناج ذهب‬
‫جديدة أو نتيجة لزيادة كميته ‪.‬‬
‫لهذا فقد شغلت ظاهرة ارتفاع األسعار أو التضخم بال رجال السياسة واالقتصاد على السواء‪ ،‬نظرا لآلثار‬
‫السلبية التي قد تخلفها سواء من الناحية االقتصادية أو من الناحية االجتماعية في الدول املتقدمة أو الدول‬
‫النامية‪.‬‬
‫إذ يعتبر التضخم من املوضوعات الهامة التي تحظى باهتمام كبير من قبل متخذي القرار‪ ،‬ال سيما في‬
‫األقطار املتقدمة‪ ،‬حيث تعتبر أدوات السياسة النقدية أكثر فاعلية للحد من التأثي رات السلبية التي يحدثها‬
‫التضخم على االقتصاد القومي‪ ،‬باعتباره ظاهرة نقدية تعزى إلى زيادة عرض النقود بنسبة أسرع من إمكانية‬
‫االقتصاد عمى زيادة اإلنتاج‪ ،‬وتنعكس هذه الظاهرة على ارتفاع األسعار‪ ،‬أي انخفاض القوة الشرائية للنقود؛‬
‫وذلك بسبب‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة ارتباطية بين الزيادة في كمية النقود وارتفاع مستويات األسعار ‪.‬‬
‫‪‬الخوف على النشاط االقتصادي واالجتماعي من آثار التضخم‪.‬‬
‫‪ ‬توجه الحكومات املختلفة إلى االهتمام بآثار التضخم وتجنب املخاطرة عن طريق السياسات املالية والنقدية‪.‬‬
‫وعلى إثر ذكر آثار التضخم فهذه األخيرة تنعكس بدورها على القوائم املالية للمؤسسة التي تعتبر الناتج‬
‫النهائي لوظيفة املحاسبة وتتمثل أساسا في ‪ :‬قائمة املركز املالي (املي زانية)‪ ،‬قائمة الدخل‪ ،‬قائمة التدفقات‬
‫النقدية‪ ،‬قائمة األرباح املحتجزة ‪ .‬ومن الطبيعي أن تتأثر النسب املالية املشتقة منها ومم ثم على مصداقيتها‪،‬‬
‫كونيا مفيدة في إبداء رأي مستخدمي القوائم املالية عند استخدام املعلومات تحتويها تلك القوائم في اتخاذ‬
‫قراراته الهامة ‪.‬‬
‫اإلطار العام لإلشكالية‪:‬‬
‫مشكلة هذا البحث ال تنحصر أساسا في التعريف بالتضخم‪ ،‬وال بتقديم السياسات املالية والنقدية‬
‫ملعالجتها‪ ،‬وإنما تتعدى املشكلة إلى الناحية املحاسبية من أجل إعداد قوائم مالية سليمة ‪.‬‬
‫لذا أرى من الضروري صياغة اإلشكالية التالية من خالل اإلجابة على التساؤل الرئيس ي املتمثل في ‪:‬‬
‫‪ )1‬ما هي اآلثار التي تنتج عن التضخم؟‬
‫‪ )2‬وما هي األساليب املحاسبية ملعالجة أثره على القوائم املالية؟‬

‫ولإلحاطة الكاملة باملوضوع يمكننا طرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ما هي أسباب التضخم وما هي أهم أنواعه والنظريات املفسرة له؟‬
‫‪ ‬ما املقصود بالقوائم املالية وما هي طرح تحليليها؟‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬ما هي اآلثار التي تنتج عن التضخم فيما يخص القوائم املالية؟‬

‫فروض البحث‪:‬‬
‫‪ ‬التضخم يشوه البيانات املحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬التضخم يؤثر على صدق نتائج القوائم املالية‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫أستمد أهمية دارستي ملتضخم والقوائم املالية على أنها دارسة تعريفية و تحميلية هذه الظاهرة االقتصادية‬
‫التي تعتبر ظاهرة القرن ‪ 20‬بالتطرق إلى مختلف جوانب ظاهرة التضخم وكذا مسبباتها وآثارها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تتمثل أهمية البحث في املوضوع كونه من املواضيع لم يعطى لها أهمية الكافية في اإلصالحات‬
‫والسياسة املطبقة في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬املنهج املتبع‪:‬‬

‫سوف تعتمد في دراستي لهذا املوضوع على منهجين هما‪:‬‬


‫‪ ‬املنهج الوصفي التحليلي‪:‬‬

‫أعتمد على هذا املنهج من أجل وصف الظاهرة بدقة‪ ،‬وكذا القيام بالتحليل املوضوعي ملختلف األسباب‬
‫املؤدية لها والنتائج املترتبة عنها‪.‬‬
‫‪ ‬املنهج اإلحصائي الرياض ي‪:‬‬

‫وذلك من خالل ربط مختلف املتغي رات في صيغة رياضية ليسهل حساب بعض املقادير والنتائج کاملؤشرات‬
‫واألرقام القياسية املتعلقة بالظاهرة‪.‬‬
‫دوافع اختيار املوضوع ‪:‬‬
‫ويمكن إجماليا في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الرغبة في توسيع املوضوع و عد حصره في الزاوية االقتصادية والقياسية‪ ،‬وإنما دراسته من منظور االقتصاد‬
‫الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬قيمة وأهمية املوضوع ‪.‬‬
‫‪ ‬نقص الدراسات في هذا املجال‪.‬‬
‫‪ ‬رغبته الشخصية في اإلطالع على هذا املوضوع ودارسته ‪.‬‬
‫‪ ‬هذه املحاولة ستأتي يوجه جديد من خالل تقديم املوضوع من ناحية مختلفة وهي طرح املوضوع في صياغ‬
‫محاسبي ( وبالطبع هناك محاوالت من قبل هذا الشأن)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫عد وجود مؤسسة اقتصادية تقوم بتطبيق عملية إعادة تقييم استثماراتها األمر الذي عرقل سير الدارسة‬
‫امليدانية‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة جمع املعلومات حول موضوع الدارسة ‪.‬‬
‫وقد تم تقسيم هذا البحث إلى ثالثة فصول نظرية وفصل تطبيقي‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬

‫املبحث األول ‪ :‬النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬


‫‪-‬املبحث الثاني ‪ :‬القوائم املالية‬
‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬اإلطار العام للتضخم‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬

‫املبحث األول‪ :‬محاسبة التضخم و أثره على القوائم املالية‬


‫‪ -‬املبحث الثاني‪ :‬طرق معالجة أثر التضخم على القوائم املالية‬
‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬معالجة التضخم حسب النظام الجزائري‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬
‫املبحث األول ‪ :‬تقديم املؤسسة محل التربص‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة تقييم االستثمارات‪.‬‬
‫املبحث الثالث عينة من استثمارات مؤسسة سونلغاز املعاد تقييمها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬

‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬


‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‬
‫يتطلب جلب االستثمارات األجنبية في أي دولة أن توفر لهم نظام محاسبي يتماش ى مع عملية توحيد األطر‬
‫املحاسبية و املمارسات امليدانية‪ ،‬من خالل التقارب و التكيف مع معايير املحاسبة الدولية تحت مظلة مجلس‬
‫معايير املحاسبية الدولية (‪ ،) IASB‬الذي القي القبول في العديد من الدول و كسب تأييد العديد من املنظمات‬
‫املهنية‪ ،‬ذا كله من أجل تنسيق النظم املحاسبية مع املستحدثات و التطورات في عالم االقتصاد‪.‬‬
‫و باعتبار الجزائر كواحدة من الدول الساعية في مجال التوحيد‪ ،‬قامت باستحداث املخطط املحاسبي الوطني‬
‫إضافة إلى العمل على تلية التوجه االقتصادي ‪ ،‬الذي كان له األثر البالغ على النظام املحاسبي السائد و الصيغة‬
‫السياسية التي كانت تغلب عليه‪.‬‬
‫حيث تم إصالح املخطط املحاسبي الوطني الذي تم استخالفه بالنظام املحاسبي املالي املستجيب ملتطلبات‬
‫املعايير الدولية والحتياجات التوجه االقتصادي الحالي و مستخدمي املعلومات املالية‪ ،‬التي حرص النظام‬
‫املحاسبي املالي أن تكون أكثر إفصاحا‪ ،‬و معالجة املشاكل املحاسبية التي أهملت في املخطط الوطني منها مشكلة‬
‫التضخم التي تنقص من مصداقية و موثوقية القوائم املالية‪ .‬وسيتم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬املبحث األول ‪ :‬النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬
‫‪-‬املبحث الثاني ‪ :‬القوائم املالية‬
‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬اإلطار العام للتضخم‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث األول ‪ :‬النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬


‫لقد تقرر تطبيق النظام املحاسبي املالي في ‪ 01/01/2009‬إال انه تأجل إلى سنة ‪ 2010‬بموجب األمر رقم ‪- 08‬‬
‫‪ 02‬املؤرخ في ‪ 21‬رجب ‪1429‬ه املوافق ل‪ 24‬جويلية ‪ 2008‬واملتضمن قانون املالية التكميلي السنة ‪ 2008‬وبهذا‬
‫أصبح هذا القانون ساري املفعول من ‪ ، 2010/01/01‬و بدخوله حيز التنفيذ ألغي النظام املحاسبي املالي كل‬
‫األحكام املخالفة‪ ،‬السيما األمر رقم ‪ 35- 75‬املؤرخ في ‪ 17‬ربيع الثاني عام ‪1395‬ه املوافق ل ‪ 29‬أفريل ‪1975‬‬
‫واملتضمن املخطط الوطني املحاسبي ‪.‬‬
‫ويندرج النظام املالي املحاسبي في إطار تحديث اآلليات التي تصاحب اإلصالح االقتصادي الذي انتهجته‬
‫الجزائر‪ ،‬وبديل للمخطط الوطني املحاسبي الذي أصبح يعاني من نقائص عديدة تمس كل جوانبه‪ ،‬ابتداء من‬
‫املبادئ العامة التي يقوم عليها إلى القوائم املالية‪ ،‬مرورا بقواعد التقييم وتصنيف الحسابات‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي للنظام املحاسبي املالي (‪)SCF‬‬
‫‪ - 1‬تعريف النظام املحاسبي املالي وأسباب اعتماده‬
‫‪ 1- 1‬تعريف النظام املحاسبي املالي‬
‫لقد عرفت املادة الثالثة (‪ )03‬من القانون رقم ‪ 11- 07‬الصادر بتاريخ ‪ " : 25/11/2007‬املحاسبة املالية‬
‫نظام لتنظيم املعلومة املالية تسمح بتخزين معطيات قاعدية عددية وتصنيفها وتقديمها وتسجيلها وعرض‬
‫في نهاية السنة املالية ‪1.‬‬ ‫كشوف تعكس صورة صادقة عن الوضعية املالية وممتلكات املؤسسة ‪ ،‬ووضعية خزينتها‬
‫يطبق النظام الجديد على كل شخص طبيعي أو معنوي ملزم بموجب نص قانوني أو تنظيمي بمسك‬
‫املحاسبة املالية مع مراعاة األحكام الخاصة بها‪ ،‬يستثني األشخاص املعنويون الخاضعون لقواعد املحاسبة‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫مالية و هي‪2:‬‬ ‫كما تلتزم املؤسسات التالية بمسك محاسبة‬
‫‪ -‬الشركات الخاضعة ألحكام القانون التجاري ؛‬
‫‪ -‬التعاونيات ؛ ‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو املعنويون املنتجون للسلع أو الخدمات التجارية وغير التجارية إذا‬
‫كانوا يمارسون نشاطات اقتصادية مبينة على عمليات متكررة ؛‬
‫‪ -‬كل األشخاص الطبيعيين أو املعنويين الخاضعين لذلك بموجب نص قانوني أو تنظيمي ؛‬
‫‪ -‬أما الكيانات أو املؤسسات الصغيرة التي ال يتعدى رقم أعمالها و عدد مستخدميها و نشاطها الحد املعين أن‬
‫تمسك محاسبة مالية مبسطة‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬أسباب التوجه العتماد النظام املحاسبي املالي الجديد‬

‫‪1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القانون رقم ‪ 11- 07‬املتضمن النظام املحاسبي املالي‪،‬العدد‪ ، 74:‬بتاريخ ‪ ، 2007 ، 25/11/2007‬ص‪03‬‬
‫‪2‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪05‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫الدولية ما يأتي‪1:‬‬ ‫من أهم األسباب أو الدوافع التي دفعت الجزائر إلى انتهاج معايير املحاسبة‬
‫‪ 1- 2- 1‬األسباب الخارجية‬
‫‪ -‬في ظل الشراكة مع االتحاد األوربي و مشروع االنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة ‪ ،‬تظهر ضرورة‬
‫تطبيق معايير املحاسبة الدولية‪ ،‬بهدف خلق انسجام في األنظمة املحاسبية‪ ،‬وتمكين الجزائر من االندماج‬
‫في االقتصاد العالمي بأكثر فاعلية ؛‬
‫‪ -‬تطور األسواق املالية وتزايد احتياجات املؤسسات التمويل‪ ،‬مما يفرض على املؤسسات الجزائرية ضرورة‬
‫تبني معايير املحاسبة الدولية حتى تتمكن املؤسسات إلى اللجوء إلى األسواق املالية الدولية ؛‬
‫‪ -‬عادت ما تشترط األسواق املالية على الدول النامية التي ترغب في االستفادة من خب راتها‪ ،‬تطبيق معايير‬
‫املحاسبة الدولية ؛‬
‫‪ -‬االنفتاح االقتصادي على العالم الخارجي‪ ،‬يستوجب استعمال معلومات تتمتع بالشفافية واملوثوقية وموحدة‬
‫ومعدة وفقا ملعايير املحاسبة الدولية‪ ،‬قصد تسهيل نقل املعلومات االقتصادية‪ ،‬وجذب الشركات املتعددة‬
‫الجنسيات حتى ال تقع نظم املعلومات املحاسبي كحجرة عثرة أمام استقطابها و االستفادة منها في التنمية ‪.‬‬
‫‪ 2- 2- 1‬األسباب الداخلية‬
‫‪ -‬املخطط املحاسبي الوطني ‪ PCN‬يستجيب بالدرجة األولى إلى املستلزمات الجبائية‪ ،‬وال يتوافق مع‬
‫حاجات املؤسسة االقتصادية في إمكانية الحصول على تحليل لوضعيتها املالية ؛‬
‫‪ -‬النظام املحاسبي السائد ال يتماش ى مع توجه الجزائر نحو اقتصاد السوق‪ ،‬حيث يظهر جليا للعيان التحول‬
‫التدريجي للدولة من كونها طرف فعال و مسيطر على امليدان االقتصادي إلى عنصر منظم و مراقب فقط ؛‬
‫‪ -‬لقد طغت النظرة القانونية على املخطط املحاسبي القديم بشكل كبير‪ ،‬رغم أنة وضع لتسيير وإحكام الرقابة‬
‫على الحياة االقتصادية للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي أصبح ال يخدمها بل يخدم مصالح الدولة ؛‬
‫‪ -‬أن املؤسسات االقتصادية الجزائرية في ظل املخطط املحاسبي الوطني تستخدم مبدأ " الحيطة و الحذر‬
‫بصفة مبالغ فيها وأهملها بصفة كلية االعتماد على مبدأ " الصورة الوافية"‪ ،‬مما أثر سلبا على االستخدام‬
‫العقالني للمؤونات وقيامه بدور التغطية املطلوب للخسائر الحاصلة ؛‬
‫‪ -‬املخطط املحاسبي الوطني ال يلبي احتياجات التسيير وعمليات اتخاذ القرار‪ ،‬حيث نجد اعتماده على مبدأ‬
‫التكلفة التاريخية مما شكل عدم قدرة البيانات املحاسبية على ترجمة الواقع االقتصادي في ظل ظروف‬
‫التضخم‪ ،‬وإهمالها إلى إعداد قوائم مالية تصنف على أساسا وظيفي‪ ،‬وكذا عدم اعتماد جداول التدفقات‬
‫الخزينة التي تلعب دورا هاما في تحليل الدقيق للتغي رات الحاصلة في خزين ة املؤسسة و إمكانية مواجهة‬

‫‪ 1‬شوقي جباري ‪ ،‬فريد خميلي‪ ،‬النظام املحاسبي املالي في الجزائر بين متطلبات التطبيق و الطموحات‪ ،‬امللتقى الوطني حول معايير املحاسبة‬
‫الدولية واملؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬املركز الجامعي‬
‫سوق أهراس‪ ، 2010 ،‬ص ‪06‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫مخطر السيولة ؛‬
‫‪ -‬تمكين املؤسسات الجزائرية من الحصول على معلومات صادقة وشفافة تعكس الوضعية املالية الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬بنية النظام املحاسبي املالي ومراحل انجازه‬
‫‪ 1- 2‬مراحل انجاز النظام املحاسبي املالي‬
‫بداية من الثالثي الثاني لسنة ‪ 2001‬بدأت عملية اإلصالحات حول املخطط املحاسبي الوطني و‬
‫التي مولت من قبل البنك الدولي‪ ،‬هذه العملية أوكلت إلى العديد من الخب راء الفرنسيين‪ ،‬وبالتعاون مع‬
‫املجلس الوطني للمحاسبة وتحت إشراف وزارة املالية‪ ،‬بحيث وضعت تحت عاتقهم مسؤولية تطوير املخطط‬
‫املحاسبي الوطني نسخة ‪ 1975- 35‬إلى نظام جديد للمؤسسات يتوافق مع املعطيات االقتصادية الجديدة‬
‫االقتصاديون الجدد‪ ،‬وقد مرت هذه العملية بثالثة مراحل هي ‪1:‬‬ ‫واملتعاملون‬
‫‪ -‬املرحلة األولى ‪ :‬تشخيص مجال تطبيق املخطط املحاسبي الوطني مع إجراء مقارنة بينه وبين معايير املحاسبة‬
‫الدولية ؛‬
‫‪ -‬املرحلة الثانية ‪ :‬تطوير مشروع مخطط محاسبي جديد للمؤسسات ؛‬
‫‪ -‬املرحلة الثالثة ‪ :‬وضع نظام محاسبي جديد‬
‫ممكنة و هي‪2:‬‬
‫و في نهاية املرحلة األولى وضعت ثالث خيارات‬
‫الخيار األول ‪ :‬اإلبقاء على تركيبة املخطط املحاسبي الوطني وتحديد اإلصالحات تماشيا مع تغي رات املحيط‬
‫القانوني االقتصادي في الجزائر و الذي بقي ثابتا مند أن صدر قانون لتوجيه االستثمارات الوطنية االقتصادية‬
‫في ‪ ،1988‬مثال القانون الصادر في ‪ 09‬أكتوبر ‪ 1999‬املتضمن تكييف املخطط الوطني املحاسبي لنشاط الشركات‬
‫القابضة وإدماج حسابات املجمعات ؛‬
‫‪ -‬الخيار الثاني ‪ :‬ويتمثل في ضمان بعض املعالجات مع الحلول التقنية املطورة من طرف مجلس املعايير‬
‫املحاسبية الدولية (‪ ،) IASB‬ومع مرور الوقت سيتكون نظامين محاسبيين مختلفين يعطيان نظاما مختلط‬
‫ومعقد‪ ،‬وبالتالي يمكن له أن يكون مصدرا للتناقض واالختالف ؛‬
‫‪ -‬الخيار الثالث ‪ :‬هذا الخيار يتضمن انجازه نسخة جديدة للمخطط املحاسبي الوطني مع عصرنة شكله و وضع‬
‫إطاره التصوري املحاسبي‪ ،‬املبادئ والقواعد مع األخذ بعين االعتبار املعايير املحاسبية الدولية‪.‬‬
‫تم تبني الخيار األخير من قبل املجلس الوطني للمحاسبة في اجتماعه املنعقد في ‪ 05‬سبتمبر ‪ 2001‬واختيار‬
‫طبيعة املحاسبة املرجعية سواء املعايير املحاسبية الدولية ‪ IFRS / IAS‬أو معايير مجلس املعايير املحاسبة املالية‬
‫األمريكية ‪ FASB‬من خالل ‪ USGAAP‬أو التوجهات األوروبية ‪.‬‬

‫‪1‬شعیب شنوف ‪ ،‬محاسبية املؤسسة طبقا للمعايير املحاسبية الدولية ‪ ، IFRS/IAS‬الجزء األول ‪ ،‬مكتبة الشركة الجزائرية بوداود‪، ،‬‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪14‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2- 2‬بنية النظام املحاسبي املالي الجديد‬


‫املالي على مدونة حسابات مقسمة إلى سبعة أصناف وهي‪1:‬‬ ‫يحتوي النظام املحاسبي‬
‫‪ -‬الصنف األول‪ :‬حسابات األموال الخاضة‬
‫‪ -‬الصنف الثاني‪ :‬حسابات التثبيتات‬
‫حسابات املي زانية‬ ‫‪ -‬الصنف الثالث‪ :‬حسابات املخزونات و املنتوجات قيد التنفيذ‬
‫‪ -‬الصنف الرابع‪ :‬حسابات الغير‬
‫‪ -‬الصنف الخامس‪ :‬الحسابات املالية‬
‫‪ -‬الصنف السادس‪ :‬حسابات األعباء‬
‫حسابات التسيير‬
‫‪ -‬الصنف السابع‪ :‬حسابات النواتج‬
‫أما األصناف (‪ 8 ،0‬و ‪ )9‬يمكن للكيان استعمالها بحرية في التسيير من خالل محاسبة التسيير ويتفرع عن‬
‫كل صنف من األصناف املذكورة مجموعة من الحسابات التي تتفرع إلى حسابات ثانوية وتعتبر مدونة الحسابات‬
‫هذه اإلطار العام املنظم ملسك املحاسبة وفق النظام املحاسبي املالي‪ ،‬إال أن املشرع ترك لكل كيان الحرية في‬
‫تفريع الحسابات حسب الحاجة وطبيعة النشاط‪.‬‬
‫‪- 3‬أهمية النظام املحاسبي املالي الجديد واالنتقال لتطبيق‬
‫‪ 1- 3‬أهمية النظام املحاسبي املالي الجديد‬
‫‪2‬‬ ‫تكمن أهمية النظام املحاسبي املالي فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬يسمح بتوفير معلومة مالية مفصلة ودقيقة تعكس الصورة الصادقة للوضعية املالية للمؤسسة وتوضيح‬
‫املبادئ املحاسبية الواجب مراعاتها عند التسجيل املحاسبي والتقييم وكذا إعداد القوائم املالية‪ ،‬مما يقلص من‬
‫حاالت التالعب ؛‬
‫‪ -‬يستجيب الحتياجات املستثمرين الحالية واملستقبلية‪ ،‬كما أنه يسمح بإجراء املقارنة ؛‬
‫‪ -‬يساهم في تحسين تسيير املؤسسة من خال ل فهم أفضل للمعلومات التي تشكل أساس التخاذ القرار وتحسين‬
‫اتصالها مع مختلف األطراف املهتمة باملعلومة املالية ؛‬
‫‪ -‬يسمح بالتحكم في التكاليف مما يشجع االستثمار ويدعم القدرة التنافسية للمؤسسة ؛‬
‫‪ -‬يسهل عملية مراقبة الحسابات التي ترتكز على مبادئ محددة بوضوح ؛‬
‫‪ -‬يشجع االستثمار األجنبي املباشر نظرا الستجابته الحتياجات املستثمرين األجانب ؛‬

‫‪1‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 28 :‬‬


‫‪2‬شعيب شنوف‪ ،‬أهمية التوحيد املحاسبي بالنسبة للشركات الدولية‪ ،‬مجلة جديد االقتصاد‪،‬العدد األول ‪،‬الجمعية الوطنية لالقتصاديين‬
‫الجزائريين‪ ، 2007 ،‬ص‪.65:‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يضمن تطبيق املعايير املحاسبية الدولية املتعامل بها دوليا مما يدعم شفافية الحسابات وتكريس الثقة في‬
‫الوضعية املالية للمؤسسة ؛‬
‫‪ -‬إنسجام النظام املحاسبي املالي املطبق في الجزائر مع األنظمة املحاسبية العاملية ؛‬
‫‪ -‬تحسين تسيير القروض من طرف البنوك خالل توفير وضعية مالية وافية من قبل املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬يسمح بمقارنة القوائم املالية للمؤسسة مع مؤسسات أخرى لنفس القطاع سواء داخل الوطن أو خارجه‪ ،‬أي‬
‫مع الدول التي تطبق املعايير املحاسبية الدولية ؛‬
‫‪ -‬يؤدي إلى زيادة ثقة املساهمين بحيث يسمح لهم بمتابعة أموالهم في املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬يسمح للمؤسسات الصغيرة بتطبيق محاسبة مالية مبسطة ؛‬
‫‪ -‬يعتمد على القيمة العادلة في تقييم أصول املؤسسة باإلضافة إلى التكلفة التاريخية املعتمدة في املخطط‬
‫املحاسبي الوطني‪ ،‬مما يسمح بتوفير معلومات مالية تعكس الواقع ؛‬
‫‪ -‬تقديم صورة وافية عن الوضعية املالية للمؤسسة من خالل استحداث قوائم مالية جديدة‪ ،‬تتمثل في قائمتي‬
‫سيولة الخزينة و تغير األموال الخاصة‪ ،‬باإلضافة إلى جدول حسابات النتائج حسب الوظيفة‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬االنتقال إلى النظام املحاسبي املالي‬
‫بغرض تحقيق عملية االنتقال من املخطط املحاسبي الوطني (‪ )PCN‬إلى النظام املحاسبي املالي (‪ )SCF‬يجب على‬
‫اآلتية ‪1:‬‬ ‫الكيانات متابعة الخطوات‬
‫أ ‪ -‬إعداد جدول إرسال بين حسابات املخطط املحاسبي الوطني وحسابات النظام املحاسبي املالي وضمان أن‬
‫مجاميع مي زان الدخول (‪ ) SCF‬مساوية ملجاميع مي زان اإلقفال (‪ ،)PCN‬تكون إعادة فتح الحسابات محاسبيا‬
‫تحت تصرف أحكام النظام املحاسبي املالي ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إجراء إعادة ترتيب الحسابات في درجات وفصول مثل الواردة في النظام املحاسبي املالي ؛‬
‫ج ‪ -‬الشروع في إعادة معالجة الحسابات ابتداء من سنة ‪ 2009‬حسب أحكام النظام املحاسبي املالي املذكورة‬
‫فيما يأتي والسيما ‪:‬‬
‫‪ -‬احتساب بعض عناصر األصول والخصوم توافق تعاريف وشروط املحاسبة الواردة في النظام املحاسبي املالي‬
‫والتي لم تكن محتسبة حسب املخطط املحاسبي الوطني ؛‬
‫‪ -‬عدم احتساب بعض عناصر األصول والخصوم التي تظهر في املي زانية االفتتاحية والتي ال توافق تعاريف‬
‫وشروط املحاسبة في النظام املحاسبي املالي ؛‬
‫‪ -‬تقييم كل عناصر األصول والخصوم حسب األحكام الواردة في النظام املحاسبي املالي ‪.‬‬

‫‪1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تعليمة وزارية رقم ‪ 02‬املؤرخة في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2009‬تتضمن أول تطبيق لنظام املحاسبي املالي؛‬
‫كيفيات وإجراءات تنفيذ االنتقال من املخطط املحاسبي الوطني (‪ ) PCN‬إلى النظام املحاسبي املالي (‪ ،)SCF‬وزارة املالية‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للمحاسبة‪ ،‬نوفمبر ‪ ، 2009‬ص ‪06‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬تطبيق النظام املحاسبي املالي (‪) SCF‬‬


‫‪ 1‬مجاالت و أهداف تطبيق النظام املحاسبي الجديد‬
‫‪ 1- 1‬مجاالت تطبيق النظام املحاسبي الجديد‬
‫يقصد بمجال التطبيق‪ ،‬تحديد الكيانات امللزمة قانونا بمسك محاسبة مالية وفقا للنظام املحاسبي املالي‬
‫الجزائري‪ ،‬والتي حددها القانون ‪ 11- 07‬وهي ‪:‬‬
‫‪ 1- 1- 1‬الكيانات امللزمة بالتطبيق‬
‫نصت الفقرة األولى من املادة ‪ 02‬من القانون ‪ 11- 07‬على أنه تطبق أحكام هذا القانون على كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي ملزم بموجب نص قانوني أو تنظيمي بمسك محاسبة مالية‪ ،‬كما حددت املادة ‪ 04‬من نفس‬
‫القانون الكيانات امللزمة بمسك محاسبة مالية وفق النظام املحاسبي املالي وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الشركات الخاضعة ألحكام القانون التجاري ؛‬
‫‪ -‬التعاونيات ؛‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو املعنويون املنتجون للسلع والخدمات التجارية وغير التجارية إذا كانوا يمارسون‬
‫نشاطات اقتصادية مبنية على عمليات متكررة ؛‬
‫‪ -‬كل األشخاص الطبيعيين واملعنويين الخاضعين لذلك بموجب نص قانوني أو تنظيمي‪.‬‬
‫‪ 2 - 1 - 1‬الكيانات غير امللزمة بالتطبيق‬
‫نصت الفقرة الثانية من املادة ‪ 02‬من القانون ‪ 11- 07‬على أنه يستثنى من مجال تطبيق هذا القانون‬
‫األشخاص املعنويون الخاضعون لقواعد املحاسبة العمومية‪ ،‬كما يمكن للكيانات الصغيرة التي ال يتعدى رقم‬
‫أعمالها (يشمل رقم األعمال مجموع النشاطات الرئيسية والثانوية ) وعدد مستخدميها ( املستخدمين الذين‬
‫متتاليتين الحدود اآلتية ‪1:‬‬ ‫يعملون ضمن الوقت الكامل ) حسب نوعية نشاطها خالل سنتين ماليتين‬

‫‪ -‬النشاط التجاري ‪:‬‬


‫‪ ‬رقم األعمال ال يتعدى ‪ 10‬ماليين دينار‬
‫‪ ‬عدد املستخدمين ال يتعدى ‪ 9‬أجراء ؛‬
‫‪ -‬النشاط اإلنتاجي والحرفي ‪:‬‬
‫‪ ‬رقم األعمال ال يتعدى ‪ 6‬ماليين دينار‬

‫‪1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القرار املؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ، 2008‬العدد األسقف رقم األعمال وعدد املستخدمين والنشاط‬
‫املطبق على الكيانات الصغيرة بعرض مسك محاسبة مالية مبسطة ‪ ،‬العدد‪ ، 25/03/2009 ، 19:‬الجزائر‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 91 :‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬عدد املستخدمين ال يتعدى ‪ 9‬أجراء ؛‬


‫‪ -‬النشاط الخدمي والنشاطات األخرى ‪:‬‬
‫‪ ‬رقم األعمال ال يتعدى ‪ 6‬ماليين دينار‬
‫‪ ‬عدد املستخدمين ال يتعدى ‪ 9‬أجراء ‪.‬‬
‫أن تمسك محاسبة مالية مبسطة تسمى بمحاسبة الخزينة وتتضمن‪ :‬وضعية السنة املالية‪ ،‬حسابات‬
‫‪1.‬‬ ‫النتائج للسنة املالية وجدول تغي رات الخزينة خالل السنة املالية‬
‫‪ 1- 2‬أهداف تطبيق النظام املحاسبي املالي الجديد‬
‫‪2:‬‬ ‫من أهداف النظام املحاسبي املالي الجديد تحقيق ما يأتي‬
‫‪ -‬ترقية النظام املحاسبي الجزائري ليتوافق واألنظمة املحاسبية الدولية ؛‬
‫‪ -‬تعظيم االستفادة من مزايا النظام املحاسبي املالي خصوصا في مجال تسيير املعامالت املالية واملحاسبية‬
‫واملعالجات املختلفة ‪،‬‬
‫‪ -‬جذب املستثمر األجنبي للجزائر من خالل تجنيبه مشاكل اختالف الطرق املحاسبية ؛‬
‫‪ -‬االستفادة من تجربة الدول املتطورة في تطبيق النظام املحاسبي املوحد ؛‬
‫‪ -‬تسهيل مختلف املعامالت املالية واملحاسبة بين املؤسسات االقتصادية الوطنية واملؤسسات األجنبية باعتبار‬
‫أن نظام املحاسبي املالي الجديد متطابق مع معايير املحاسبة الدولية ‪ ،IFRS / IAS‬كما أن هذا التقارب يساعد‬
‫املؤسسة على تقييم الوضعية املالية الخاصة بها بكل شفافية‪ ،‬وإمكانية مقارنة نفسها مع الكيانات األجنبية ألن‬
‫القوائم املالية املفصح عنها متماثلة ؛‬
‫‪ -‬تسهيل اندماج الجزائر في االقتصاد العالمي من خالل تعزيز مكانتها وثقتها لدى املنظمات املالية والتجارية‬
‫الدولية ؛‬
‫‪ -‬تحقيق العقالنية من خالل الوصول إلى الشفافية في اإلفصاح عن املعلومات‪ ،‬مما يؤدي إلى ترسيخ أسس‬
‫حوكمة الشركات ؛‬
‫‪ -‬املساعدة في إعداد اإلحصائيات والحسابات االقتصادية لقطاع املؤسسات على املستوى الوطني من خالل‬
‫معلومات تتسم باملوضوعية واملصداقية ؛‬
‫‪ -‬تسمح الب رامج املعلوماتية للنظام املحاسبي املالي الجديد‪ ،‬مما يسمح بتدنيه التكاليف و اختصار الوقت‪.‬‬
‫‪ 2‬امتيازات تطبيق النظام املحاسبي املالي‬
‫يسوق هذا النظام املالي الجديد مجموعة من االمتيازات يمكن سردها في ما يأتي‪1:‬‬

‫‪ 1‬محمد شعیب شنوف ‪ ،‬محاسبة املؤسسة طبقا للمعايير املحاسبية الدولية ‪ ، IFRS / IAS‬الجزء األول ‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪2‬شوقي جباري ‪ ،‬فريد خميلي‪ ،‬مرجع سابق ص‪05:‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يقترح حلوال تقنية للتسجيل املحاسبي للعمليات أو املعامالت التي يعالجها املخطط الوطني املحاسبي ؛‬
‫‪ -‬يقدم الشفافية وثقة أكثر في الحسابات واملعلومات املالية التي يسوقها األمر الذي من شأنه تقوية مصداقية‬
‫املؤسسة؛‬
‫‪ -‬يسمح بتحقيق أحسن توافق من حيث زمان ومكان الحاالت املالية ؛‬
‫‪ -‬يمثل فرصة للمؤسسات من أجل تحسين تنظيمها الداخلي وجودة اتصاالتها مع األطراف املعنيين باملعلومات‬
‫املالية؛‬
‫‪ -‬يشجع االستثمار من حيث أنه يضمن مقروئية أفضل للحسابات من طرف املحللين املاليين واملستثمرين؛‬
‫‪-‬يحفز بروز السوق املالية مع ضمان سيولة رؤوس األموال ؛‬
‫‪ -‬يحسن املحفظة املالية للبنوك من خالل إنتاج املؤسسات الحاالت مالية أكثر شفافية ؛‬
‫‪ -‬يسهل رقابة الحسابات التي تستند من اآلن فصاعدا على مفاهيم وقواعد محددة بوضوح ؛‬
‫‪ -‬يفرض على املؤسسات تطبيق معايير محاسبية دولية معترف بها‪ ،‬تستوجب شفافية الحسابات‪ ،‬هذه الشفافية‬
‫التي تعتبر تدبي را أمنيا ماليا يشارك في استرجاع الثقة ؛‬
‫‪ -‬الدخول إلى أسواق املال (البورصات العاملية والعربية ؛‬
‫‪ -‬تحسين جودة املعلومات التي ينتجها النظام املحاسبي وفق املعايير الدولية‪ ،‬األمر الذي يرفع من كفاءة أداء‬
‫اإلدارة بالوصول إلى معلومات مالئمة التخاذ القرارات ؛‬
‫‪ -‬إن تأسيس معايير محاسبية دولية تلقى قبوال عاما على املستوى الدولي يؤدي إلى تأهيل محاسبين قادرين على‬
‫العمل في األسواق العربية وحتى الدولية ؛‬
‫‪ -‬توافر معايير دولية يسمح بإعداد قوائم مالية موحدة للشركات املتع ددة الجنسيات‪ ،‬مما يشجع على انفتاح‬
‫أسواق املال الوطنية وزيادة االستثمارات املالية واإلنتاجية عربيا ودوليا ‪.‬‬

‫‪ 3‬متطلبات ( شروط نجاح ) تطبيق النظام املحاسبي املالي‬


‫من أجل االنتقال إلى النظام املحاسبي الجديد يجب على الدولة واملؤسسات بشكل خاص القيام بمجموعة‬
‫‪2:‬‬ ‫من اإلجراءات واإلصالحات التي من شأنها تأهيل املؤسسات واالقتصاد الجزائري لتبني هذا النظام ‪ ،‬منها ما يأتي‬
‫‪ -‬ضرورة وضع هذا النظام تحت االختبار من خالل مرحلة انتقالية يتم فيها االستعداد لتبني هذا النظام والتعرف‬
‫على مختلف معامله ؛‬

‫‪ 1‬کلوش عاشور‪ ،‬متطلبات تطبيق النظام املحاسبي املوحد (‪ ) IFRS / IAS‬في الجزائر ‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 297‬‬
‫‪2‬کلوش عاشور‪ ،‬متطلبات تطبيق النظام املحاسبي املوحد (‪ IFRS / IAS‬في الجزائر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬التوضيح الجيد ملعالم هذا النظام من خالل العديد من املنتديات وامللتقيات ؛‬


‫‪ -‬تحديد مختلف التشريعات واإلجراءات التي تتعلق بهذا القانون وإصالح تنظيمات مختلف الهيئات املتعاملة‬
‫معه السيما مصلحة الجباية ؛‬
‫‪ -‬ضرورة دراسة واقع املؤسسات الجزائرية وتأهيل مختلف األنظمة التسيرية املرتبطة هذا النظام ؛‬
‫‪ -‬تكوين ورسكلة اإلطارات واملختصين واألكاديميين وتأهيلهم لهذا النظام املحاسبي الجديد ؛‬
‫‪ -‬تجديد الب رامج البيداغوجية الخاصة باملحاسبة العامة وتشجيع الكتابات في هذا الشأن للمساعدة في تكوين‬
‫اإلطارات والكوادر قصد التحكم في زمام األمر مستقبال ؛‬
‫‪ -‬تخصيص األظرفة املالية املناسبة لتغطية تكاليف إعداد النظام الجديد ؛‬
‫‪ -‬االعتماد على تطوير نظام فعال النتقال املعلومات يسمح بانتقالها بسرعة وتخزينها بالكيفية التي تمكن طالبيها‬
‫من الحصول عليها في األوقات املناسبة والتمكن من تجديدها بالطرق التي تتالئم مع هذا النظام ؛‬
‫‪ -‬مد جسر التعاون بين املؤسسة والجامعة ألنه من شأن الجامعيين واملتربصين أن يساهموا بشكل كبير في إثراء‬
‫البحث العلمي واملساهمة في بناء املؤسسات وعدم استخدام سياسة االنطواء واالنعزال على املحيط الخارجي‬
‫واعتبار املتربصين على أنهم دخالء على املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬ضرورة تبني املؤسسات الجزائرية فكر وثقافة أنظمة املعلومات ومحاولة بناء نظام معلومات محاسبي متكامل‬
‫يساعد املؤسسات على التحكم في مختلف نشاطاتها ويعمل على أن تكون تنافسية على املستوى الدولي خاصة في‬
‫ظل االنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة ؛‬
‫‪ -‬يجب على الدولة دعم عمليات البحث والتطوير وتحفيز املؤسسات على تبني مثل هذه املشاريع ألن معظم‬
‫املؤسسات الجزائرية تركز في عمليات بحثها على جانب املنتج و تهمل البحوث املتعلقة بأنظمة التسيير‬
‫وتكنولوجيا املعلومات ؛‬
‫‪ -‬االنطالق في عملية التكوين والتأطير للطلبة واملتربصين حول املعايير الجديدة وحث السلطات العمومية على‬
‫تنظيم دوري المتحانات مهنية‪ ،‬وتنظيم أيام دراسية وتظاهرات ومؤتمرات حول املواضيع التي تهم الساحة‬
‫االقتصادية مثل النظام املحاسبي ؛‬
‫‪ -‬االنخراط في برنامج (‪ ) IFAC‬لالتحاد الدولي للمحاسبين‪ ،‬وتشجيع ظهور تعاون بين املهنيين الجزائريين‬
‫والدوليين‪ ،‬والتسجيل في العالمة الدولية لإلثبات (‪ )WEB TRUST‬للمواقع التجارية‪ ،‬حيث إن العوملة وتحرير‬
‫أسواق رأس املال لهما دالالت ضمنية للمحاسبين واملدققين‪ ،‬وال يجب فقط أن يكونوا مجهزين للعمل في هذه‬
‫األسواق ولكن يجب عليهم أيضا ضمان عملهم بكفاءة‪ ،‬كما تتطلب العوملة أن يكون مؤهل محاسبي واحد أو أكثر‬
‫قابل للنقل عبر الحدود الوطنية ‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬آليات تطبيق املعايير املحاسبية الدولية في الجزائر‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ساهمت مختلف األوضاع الواقعة على املستويين الوطني والعالمي في دفع الجزائر إلى إصالح نظامها‬
‫املحاسبي لتسهيل انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة واالندماج أكثر في االقتصاد العالمي‪:1‬‬
‫‪ - 1‬التأهيل العلمي‬
‫في ظل هذه الظروف الجديدة أصبح للمحاسب اليوم الدور األساس ي في خدمة جميع أصحاب املصلحة‬
‫خاصة خدمة اإلدارة في املنشآت االقتصادية وتقديم املعلومات الالزمة التخاذ القرارات بصورة موضوعية‬
‫وتخطيط اإلنتاج على مستوى القطاعات االقتصادية‪ ،‬لدى أصبح من الضروري تأهيله علميا وعمليا على فهم‬
‫النظام املحاسبي املالي الذي يعتمد أساسا على تبني معايير املحاسبة الدولية‪ ،‬ومن أجل تحقيق أفضل تكوين‬
‫ممكن البد باملرور باملراحل املبينة في الشكل اآلتي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :) 1-I‬يمثل مراحل التعامل مع املعايير املحاسبية‬

‫حسن استعمال املعايير‬ ‫االفتتاح بأهميتها‬ ‫الفهم الجيد للمعايير‬

‫املصدر‪ :‬مداني بن بلغيث ‪ ،‬أهمية إصالح النظام املحاسبي للمؤسسة في ضل أعمال التوحيد الدولية بالتطبيق على حالة الجزائر‪ ،‬ص‪69:‬‬
‫‪ 1- 1‬الفهم الجيد للمعايير ‪ :‬في خالل هذه املرحلة البد من الرجوع إلى خلفيات معايير املحاسبة الدولية من حيث‬
‫النشأة وتطور الفكر املحاسبي لها ومعرفة النظرية التي يتم االعتماد عليها في وضع املعايير بغية التمكن ولو‬
‫بشكل بسيط من أسباب وضع األساليب املحاسبية و أثار اعتمادها ؛‬
‫‪ 2- 1‬االقتناع بأهميتها ‪ :‬االقتناع بأهمية تبني هذه املعايير وضرورة تطبيقها‪ ،‬مما لها دور في خلق قيمة مضافة‬
‫بالنسبة للمؤسسة الجزائرية و من ثمة إمكانية نموها و تطورها و القدرة على املنافسة‪ ،‬يمثل حافز ودافع لخلق‬
‫درجة اهتمام أكثر لدى املؤسسات الجزائرية بمعايير املحاسبة الدولية ؛‬
‫‪ 3- 1‬حسن استعمال املعايير ‪ :‬و هي مرحلة تترجم املرحلتين السابقتين من خالل مدى التوافق املحقق فعال‪.‬‬
‫إن االلت زام باملراحل الثالث على الترتيب يجعل من املحاسب أكثر كفاءة ومرونة ومساهمة في تطوير نظم‬
‫محاسبية تخدم متطلبات و أهداف مجتمعه‪ ،‬من خالل امتال كه القوة التفكيرية الالزمة لتصدي والتغلب على أي‬
‫مستجدات ‪ ،‬ومن أجل إمكانية تجسيد هذه املراحل في أرض الواقع نحتاج إلى ما يأتي‪:‬‬

‫‪ 1‬محسن عواطف و مهارة أمال ‪ ،‬توافق املؤسسة الجزائرية مع معايير املحاسبية الدولية ‪ ،‬امللتقى الوطني حول معاير املحاسبة الدولية‬
‫واملؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬املركز الجامعي سوق‬
‫أهراس‪ ،‬الجزائر‪ ، 2010 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ -‬إعداد و استغالل أمثل ملخابر البحث العلمي في الجامعات الجزائرية‪ :‬تمثل املخابر العلمية ميدان‬
‫متخصص لتبادل األفكار ونتائج البحث العلمي و يعبر فيه األكاديميون عن أرائهم سواء كرأي شخص ي أو‬
‫کلجان عمل و يعتبر من أفضل امليادين العلمية ملا يمتلكه من قدرات مادية وإمكانية تشجيع التواصل مع‬
‫أطرف متنوعة عبر أرجاء الوطن و حتى خارجها ؛‬
‫ب ‪ -‬تشجيع البحث العلمي ودمج الباحث العلمي بامليدان ( املؤسسات االقتصادية خاصة) من أجل نشر الوعي‬
‫املحاسبي ‪،‬‬
‫ت ‪ -‬تشكيلة صلبة ألعضاء املجلس الوطني مع ضرورة وجود إست راتيجية اتصال قوية مع الباحثين في مجال‬
‫املحاسبة‬
‫ث ‪ -‬تطوير مناهج تدريس املحاسبة مما يتناسق مع األوضاع االقتصادية الوطنية و الدولية الحديثة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬األنظمة و القوانين‬
‫إن للقانون قوة تأثير كبيرة لتوفق في تطبيق معايير املحاسبة الدولية خاصة من خالل التنسيق بين مختلف‬
‫القوانين التي تمس ولو بشكل بسيط العمل املحاسبي ( القانون الضريبي‪ ،‬القانون املنظم لسوق األوراق املالية‪،‬‬
‫القانون التجاري ‪ )...‬البلد ما‪ ،‬ومن بين هذه القوانين ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1- 2‬الضرائب‪ :‬للجباية تأثير مباشر وكبير على ممارسة املحاسبة في املؤسسة الجزائرية وذالك من خالل التأثير‬
‫على الحسابات التي تقوم املؤسسة بإعدادها نتيجة البحث الدائم على الحلول املحاسبية التي تجلب املزايا‬
‫الجبائية للمؤسسة‪ ،‬من خالل ما يسمح به التنظيم الجبائي‪ ،‬الذي ينبغ أن تنص التشريعات الضريبية فيما‬
‫يخص إيرادات ومصاريف السجالت الخاصة ألغراض الضريبية‪ ،‬إتباع مبادئ و طرق تقييم ال تتعارض بما جاء‬
‫في معايير املحاسبة الدولية ؛‬
‫‪ 2- 2‬القانون والنظم املخصصة لتنظيم العمل املحاسبي‪ :‬أن تعتمد هذه القوانين في إعداده بما ال يتعارض مع‬
‫معايير املحاسبة الدولية‪ ،‬بل أكثر من ذالك أن تكون مبنية على أسس و قواعد ضبط أحكام املهنة والرقابة‬
‫الذاتية للمهنة من أجل العمل على تطبيق العمل املحاسبة بشكل موافق لهذه املعايير في مختلف مراحل‬
‫التطبيق؛‬
‫‪ 3- 2‬القوانين األخرى ‪ :‬يجب التأكد من عدم معارضة أي قانون له عالقة مباشرة أو غير مباشرة ( قوانين و نظم‬
‫مصادر التمويل‪ ،‬قوانين التي تحكم الروابط االقتصادية و السياسية و قوانين الرقابة املهنية أو القانونية ‪)...‬‬
‫بالعمل الحاسبي مع ما جاء في معايير املحاسبة الدولية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬االستفادة من تجارب الدول األخرى‬
‫يمكن االستفادة من تجارب بعض الدول في تبني تطبيق معايير املحاسبة الدولية خاصة تلك الدول املشابهة‬
‫للجزائر من حيث النظم املحاسبية و التي ناتجة عن التشابه في العوامل املؤثرة على هذه النظم واملتمثلة في‬
‫النظام القانوني‪ ،‬الضرائب‪ ،‬مستوى التطور االقتصادي و العلمي و الثقافة ‪......‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫إن تطبيق املعايير يتطلب تكوين مستمر ومراقبة دائمة حتى يتمكن من إنجاح العملية وتصحيح األخطاء في‬
‫حينها ويمكن تلخيص أهم اإلجراءات الواجب اتخاذها من طرف املؤسسة‪1.‬‬

‫املرحلة األولى ‪ :‬االستعداد لتطبيق املعايير‬


‫‪ -‬جرد كامل لكل العقود‪ ،‬اآلالت‪ ،‬وسائل اإلنتاج املستخدمة في املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬مراجعة املعايير املستخدمة حاليا في املؤسسة ومقارنتها باملعايير الدولية ‪،‬‬
‫‪-‬إخضاع كل وظائف املؤسسة للمراجعة املحاسبية ؛‬
‫‪-‬إنشاء فرق عمل لدراسة آثار تطبيق املعايير الدولية على املؤسسة وكيفي ة تكييفها مع واقع املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬إيجاد نظام معلومات جديدة يأخذ بعين االعتبار املعالجة الجديدة و إعالم إطارات وعمال املؤسسة بتقدم‬
‫أشغال فرق العمل مع توضيح أهمية تطبيق املعايير على مستقبل املؤسسة‬
‫‪ -‬إجراء تغي رات فعلية على مستوى وظائف املؤسسة ملواكبة تغير إطار العمل املحاسبي ‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪ :‬تطبيق املعايير الدولية داخل املؤسسة‬
‫‪ -‬وضع نظام معلومات مناسب ؛‬
‫‪-‬تطوير الوظائف املرتبطة بتطبيق املعايير ؛‬
‫‪-‬تكوين مستعملي املعايير الجديدة والنظام املعلوماتي الجديد ؛‬
‫‪-‬إعالم دوري داخلي بمختلف مراحل التطبيق الفعلي للمعايير ؛‬
‫‪-‬متابعة مستمرة للقوائم املالية والتأكد من كفاءة نظام املعلومات ؛‬
‫‪ -‬تصحيح األخطاء ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ : ) 1-I‬يمثل العوائق الخاصة بتطبيق بعض املعايير املحاسبية في االقتصاد الجزائري‬
‫العراقيل املمكنة للتطبيق في الجزائر‬ ‫موضوع املعيار‬ ‫رقم املعيار‬
‫ال توجد أسواق واضحة للسلع واملواد املقارنة أسعرها عند نهاية السنة‬ ‫املخزون‬ ‫(‪IAS )02‬‬
‫مع سعر التكلفة‬
‫انعدام أسواق مالية تسمح للمؤسسة بتغيير سياساتها املحاسبية‬ ‫السياسات املحاسبية‬ ‫(‪IAS )08‬‬
‫قصد تحقيق أهداف خاصة‪ ،‬مع تقييم نتائج ذلك‬ ‫التغيرات في التقدير‬
‫املحاسبي‬
‫‪ -‬إن العقود التي تنجزها املؤسسات هي عقود لفائدة الدولة‪ ،‬ومبلغها‬ ‫عقود البناء‬ ‫(‪IAS )11‬‬
‫معروف وال تحقق فيها أية خسائر‪ ،‬وهذا املعيار ال يجد تطبيقه إال في‬
‫حاالت نادرة‪.‬‬

‫‪1‬بورس أحمد‪ ،‬کرمانی هدى‪ ،‬أثر املعايير املحاسبية الدولية على ال هياكل املؤسساتية للمحاسبة وعلى تسيير املؤسسات ‪ ،‬امللتقى الوطني‬
‫حول املؤسسة على ضوء التحوالت املحاسبية الدولية ‪ ،‬كلية العلوم االتصالية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة عنابة ‪2007 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 19‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬رغم أهمية املعيار‪ ،‬إال أنه في الواقع الجزائري املشكلة األساسية في‬ ‫عقود اإليجار‬ ‫(‪IAS )17‬‬
‫وجود سعرين لإليجار السعر الحقيقي ‪ ،‬والسعر املصرح به ‪.‬‬
‫آثار التغيرات في أسعار رغم أهمية هذا املعيار‪ ،‬وإمكانية املؤسسة في استعمال تغي رات سعر‬ ‫(‪IAS)21‬‬
‫صرف العمالت كوسيلة لتنويع العمالت املتعامل بها‪ ،‬إال أنه بالنسبة‬ ‫صرف العملة األجنبية‬
‫للمؤسسات الجزائرية ليس لها اختيار العملة‪،‬إنما البنك الذي تتعامل‬
‫معه هو الذي يحدد لها العملة‪ ،‬وغالبا ال تخرج عن عملة واحدة هي‬
‫األورو‪ ،‬وإن تنوعت فال تتعدى عملتين‪ :‬األورو والدوالر‬
‫‪ -‬يختص هذا املعيار أساسا بمحاسبة آثار العالقات التحكمية‬ ‫اإلفصاح عن األطراف‬ ‫(‪IAS )24‬‬
‫والسيطرة في الشركات‪ ،‬لكن في الوضعية الجزائرية أن هذه السيطرة‬ ‫ذات‬
‫ليست على أساس شراء أسهم أو الدخول في رأس املال‪ ،‬إنما باستثناء‬ ‫العالقة‬
‫قطاع املحروقات إلى حد ما‪ ،‬فإن هذه العالقة ليست مالية إنما قرارات‬
‫إدارية مثل ما حدث عند إنشاء الشركات القابضة وعند إنشاء شركات‬
‫تسيير مساهمات الدولة‬
‫‪ -‬ينطلق هذا املعيار من مقارنة أسعار املوجودات وأسعارها في األسواق‬ ‫االنخفاض في قيمة‬ ‫(‪IAS )36‬‬
‫املعنية‪ ،‬وعندما تغيب هذه األسواق فال توجد إمكانية إجراء املقارنة‬ ‫األصول‬
‫وال تطبيق املعيار ‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬مختار مسامح ‪ ،‬النظام املحاسبي املالي الجزائري الجديد‪ ،‬وإشكالية تطبيق املعايير املحاسبية الدولية في اقتصاد غير مؤهل ‪،‬‬
‫امللتقى الدولي األول حول النظام املحاسبي واملالي الجديد في ظل معايير املحاسبة الدولية ‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية املركز الجامعي بالوادي‪،‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪.17‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬القوائم املالية‬
‫املحاسبة هي نظام يقوم بتنظيم املعلومة املحاسبية التي تسمح بتسجيل وترتيب وحفظ املعطيات على‬
‫أساس کمى‪ ،‬و تمكن املؤسسة من إعداد قوائمها املالية وتعطي الصورة الصادقة لوضعيتها املالية‪ ،‬وأدائها‪،‬‬
‫وتغي رات الوضعية املالية للمؤسسة حتى نهاية أعمال الدورة القوائم املالية هي املخرجات النهائية للنظام‬
‫املحاسبي املتبع في املؤسسة‪ ،‬وتمثل الجزء األساس ي للتقارير املالية‪ ،‬حيث ال يدرج في القوائم املالية أي عنصر إال‬
‫إذا توفر فيه شرطان هما أن يتوقع منه تدفق املنافع االقتصادية من املؤسسة وإليها‪ ،‬و يمكن قياس تكلفته أو‬
‫قيمته بشكل موثوق به‪ .‬و سيتم التركيز في هذا املبحث على مخرجات النظام املحاسبي (القوائم املالية)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم القوائم املالية‬
‫‪ - 1‬تعريف القوائم املالية‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫تعتبر القوائم املالية الوسيلة األساسية لإلبالغ املالي عن املنشئة‪ ،‬حيث ينظر للمعلومات الواردة فيها بأنها‬
‫تقتبس املركز املالي للمنشئة وأدائها املالي وتدفقاتها النقدية‪ ،‬ويمكن كذلك التعرف على التغيي رات في املركز املالي‬
‫وحقوق امللكية‪ ،‬حيث أنها تمثل نتاج النشاط في املنشأة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬أو بعبارة أخرى هي ملخص كمي‬
‫للعمليات واألحداث املالية وتأثي راتها على أصول والت زامات املنشأة وحقوق ملكيتها‪ ،‬وتعتبر أداة مهمة في اتخاذ‬
‫القرارات املالية‪. 1‬‬
‫وقد تطرق املعيار (‪ ) IAS 01‬إلى عرض القوائم املالية‪ ،‬وكذلك صدر عن مجلس املعايير املحاسبية (‪)IASB‬‬
‫دليل عن كيفية إعداد القوائم املالية استنادا إلى معايير التقارير املالية الدولية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬خصائص القوائم املالية‬
‫تعتبر القوائم املالية أهم وسيلة لإلفصاح (أو اإلبالغ املالي عن وضعية املؤسسة‪ ،‬وهي تمكن كافة مستعملي‬
‫املناسبة‪ ،‬حيث تحتوي على الخصوصيات النوعية اآلتية ‪2:‬‬ ‫هذه القوائم من اتخاذ القرارات‬
‫‪ 1- 2‬القابلية للفهم ‪ :‬إن إحدى الخصائص األساسية للمعلومات الظاهرة بالقوائم املالية هي قابليتها للفهم‬
‫املباشر من قبل املستخدمين لهذا الغرض فإنه من املفترض أن لدى املستخدمين مستوى معقول من املعرفة في‬
‫األعمال والنشاطات االقتصادية واملحاسبية وأن لديهم الرغبة في دراسة املعلومات بقدر معقول من العناية‪،‬‬
‫وعلى أية حال فإنه يجب عدم تنحية املعلومات الخاصة باملسائل املعقدة التي يجب إدراجها في القوائم املالية إن‬
‫كانت مالئمة الحتياجات صانعي القرارات االقتصادية بحجة أنه من الصعب فهمها من قبل املستخدمين ؛‬
‫‪ 2- 2‬املالئمة ‪ :‬حتى تكون املعلومات مفيدة فإنها يجب أن تكون مالئمة ملتطلبات صناع القرارات‪ ،‬وتتوفر في هذه‬
‫املعلومات خاصية املالئمة عندما تؤثر على القرارات االقتصادية للمستخدمين بمساعدتهم في تقييم األحداث‬
‫املاضية والحاضرة واملستقبلية أو عندما تؤكد أو تصحح تقييماتهم املاضية ؛‬
‫‪ 3- 2‬املادية (األهمية النسبية )‪ :‬تتأثر مالئمة املعلومات بطبيعتها وبأهميتها النسبية‪ ،‬فتعتبر املعلومات ذات‬
‫أهمية نسبية إذا كان حذفها تحريفها يمكن أن يؤثر على القرارات االقتصادية التي يتخذها املستخدمون اعتمادا‬
‫على القوائم املالية‪ ،‬وتعتمد األهمية النسبية على حجم البند أو الخطأ املقدر في ضوء الظروف الخاصة بالحذف‬
‫أو التحريف ؛‬
‫‪ 4- 2‬القابلية املقارنة ‪ :‬يقصد بقابلية املقارنة للقوائم املالية إمكانية مقارنة القوائم املالية لفترة معينة مع‬
‫القوائم املالية لفترة أو فت رات أخرى سابقة لنفس املنشأة ‪ ،‬أو مقارنة القوائم املالية للمنشأة مع القوائم املالية‬
‫املنشة أخرى ولنفس الفترة ؛‬

‫‪1‬خالد جمال الجعارات و مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪93‬‬


‫‪. 2‬طارق عبد العال حماد ‪ ،‬دليل تطبيق معايير املحاسبة الدولية واملعايير العربية املتوافقة معها في حاالت عملية محلولة ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 5- 2‬املوثوقية ‪ :‬حتى تكون املعلومات مفيدة فإنه يجب أن تكون موثوقة ويعتمد عليها‪ ،‬وتمتلك املعلومات خاصية‬
‫املوثوقية إذا كانت خالية من األخطاء الهامة والتحيز‪ ،‬وكان باستطاعة املستخدمين االعتماد عليها كمعلومات‬
‫تعبر بصدق عما يقصد أن تعبر عنه أو املتوقع أن تعبر عنه ‪.‬‬
‫الفرعية اآلتية ‪1:‬‬ ‫وقد بين مجلس معايير املحاسبة الدولية أن هذه الخاصية تتحقق من خالل الخصائص‬
‫‪ 1- 5- 2‬التمثيل الصادق‪ :‬لتكون املعلومة موثوق فيها يجب أن تمثل املعلومات بصدق العمليات املالية واألحداث‬
‫األخرى التي يفهم أنها تمثلها أو من املتوقع أن تعبر عنها ؛‬
‫‪ - 2- 5- 2‬الجوهر فوق الشكل‪ :‬لكي تمثل املعلومات تمثيال صادقة للعمليات املالية واألحداث األخرى التي يفهم‬
‫أنها تمثلها‪ ،‬فمن الضروري أن تكون قد تمت املحاسبة عنها وقدمت طبقا لجوهرها وحقيقتها االقتصادية وليس‬
‫ملجرد شكلها القانوني ؛‬
‫‪ - 3- 5- 2‬الحياد‪ :‬حتى تكون موثوقة فإن املعلومات املحتواة فيها يجب أن تكون محايدة أي خالية من التحيز‪ ،‬وال‬
‫تعتبر القوائم املالية محايدة إذا كانت طريقة اختيار أو عرض املعلومات تؤثر على صنع القرار أو الحكم بهدف‬
‫تحقيق نتيجة محددة سلفا ؛‬
‫‪ - 4- 5- 2‬الحيطة والحذر‪ :‬البد من أن يجابه معدي القوائم املالية حاالت عدم التأكد املحيطة واملالزمة الكثير من‬
‫األحداث والظروف‪ ،‬مثل قابلية الديون املشكوك فيها للتحصيل‪ ،‬وتقدير العمر االقتصادي للمصنع واملعدات‬
‫وعدد مطالبات الكفاالت التي يمكن أن تحدث ‪،‬‬
‫‪ - 5- 5- 2‬االكتمال ‪ :‬لتكون موثوقة‪ ،‬فإن املعلومات في القوائم املالية يجب أن تكون كاملة ضمن حدود األهمية‬
‫النسبية و التكلفة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أهداف القوائم املالية‬
‫الفقرات ‪ 13 ،12 :‬و‪ 14‬من اإلطار النظري الذي تم نشره سنة ‪ 2008‬من طرف اتحادية لجنة معايير املحاسبة‬
‫الدولية ( ‪)IASCF‬‬
‫‪2:‬‬ ‫حددت األهداف التي تسعى القوائم املالية إلى تحقيقها في ما يأتي‬
‫‪ -‬تهدف البيانات املالية إلى توفير معلومات حول املركز املالي ‪ ،‬واألداء والتغي رات في املركز املالي املشروع تكون‬
‫صالحة لقاعدة عريضة من املستخدمين في اتخاذ القرارات االقتصادية ؛‬
‫‪ -‬أن البيانات املالية املعدة لهذا الغرض تلبي االحتياجات املشتركة لغالبية املستخدمين ولكن البيانات املالية في‬
‫كل حال ال توفر كافة املعلومات التي يمكن أن يحتاجها املستخدم لصنع القرارات االقتصادية ‪ ،‬ألن هذه البيانات‬
‫وإلى حد كبير تعكس اآلثار املالية لألحداث السابقة وال توفر بالضرورة معلومات غير مالية ؛‬

‫‪ 1‬محمد أبو نصار‪ ،‬جمعة حميدات ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪08‬‬


‫‪ 2‬مؤسسة لجنة معايير املحاسبة الدولية ‪ ،‬املعايير الدولية إلعداد التقارير املالية ‪ ، 2008‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪19 76‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تظهر البيانات املالية كذلك نتائج التدبير اإلداري ‪ ،‬املحاسبة اإلدارة عن املوارد التي عهدت إليها وهؤالء‬
‫املستخدمين الذين يرغبون بتقييم التدبير اإلدارية أو محاسبة الغدارة ‪ ،‬غنما يقومون بذلك من أجل اتخاذ‬
‫قرارات ا قتصادية تضم فعلى سبيل املثال قرارات االحتفاظ باستثماراتها في املشروع أو بيعها أو ما كانوا‬
‫سيعيدون تعيين اإلدارة أو إحالل أخرى مكانها ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أساليب قياس عناصر القوائم املالية و مستخدميها‪ ،‬فرضيات إعدادها‬
‫‪ - 1‬أساليب قياس عناصر القوائم املالية‬
‫عملية القياس تتمثل في تحديد القيم املالية التي يتم بموجبها إقرار وإدراج عناصر البيانات املالية في‬
‫املي زانية العمومية وبيان الدخل‪ ،‬ويتطلب ذلك اختيار أساس معين للقياس‪ ،‬وقد تم وضع مبادئ قاعدتها املبادئ‬
‫املحاسبية املتعارف عليها بإضافة عنصر الشفافية إلى العناصر التي اعت مدت املبادئ عليها والتي انطلقت من‬
‫عنصر األمانة ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص هذه األسس في‪1:‬‬

‫‪ 1- 1‬التكلفة التاريخية ‪ :‬بموجب هذا األساس‪ ،‬تسجل املوجودات بقيمة النقد املدفوع أو ما يعادله أو بالقيمة‬
‫العادلة ملقابل الحصول على املوجودات كما بتاريخ اقتناؤها‪ .‬أما املطلويات‪ ،‬فتسجل بقيمة املوجودات التي تم‬
‫استالمها مقابل االلت زام‪ ،‬أو معادل النقد املتوقع دفعة لتسوية تلك املطلوبات ضمن النشاط العادي للمؤسسة ؛‬
‫‪ 2- 1‬التكلفة الجارية ‪ :‬بموجب هذا األساس‪ ،‬تدرج املوجودات بقيمة النقد أو النقد املعادل الذي يتوجب دفعة‬
‫حاليا مقابل الحصول على أصل مماثل‪ .‬وتدرج املطلوبات بالقيمة غير املخصومة (القيمة االسمية) للنقد ومعادل‬
‫النقد املطلوب دفعة حاليا لتسديد االلت زام ؛‬
‫‪ 3- 1‬القيمة القابلة للتحقيق ‪ :‬بموجب هذا األساس‪ ،‬تدرج املوجودات بقيمة النقد‪ ،‬أو النقد املعادل الذي يمكن‬
‫الحصول علية حاليا إذا بيع األصل بطريقة منظمة‪ ،‬وتدرج املطلوبات بالقيم التي يمكن تسويتها بها‪ ،‬أي بالقيم‬
‫غير املخصومة (االسمية) للنقد أو معادل النقد الذي يتوقع دفعه لتسوية االلت زامات ضمن النشاط العادي‬
‫للمؤسسة ؛‬
‫‪ 4- 1‬القيمة الحالية ‪ :‬بموجب هذا األساس‪ ،‬تدرج املوجودات بالقيمة الحالية املخصومة لصافي التدفقات‬
‫النقدية الواردة‪ ،‬واملتوقع الحصول عليها من هذا البند في املستقبل وذلك ضمن النشاط العادي للمؤسسة وتدرج‬
‫املوجودات بالقيمة الحالية املخصومة الصافي التدفقات النقدية الصادرة املتوقع استخدامها في تسوية االلت زام‬
‫خالل الدورة العادية النشاط املؤسسة ‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد سليم وهبه ‪ ،‬البيانات املالية ومعايير املحاسبة الدولية ‪ ،‬مجلة املحاسب املجاز ‪ ،‬العدد‪ ، 23‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الفصل الثالث سنة‬
‫‪ ، 2005‬ص ‪16‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫رغم أن التكلفة التاريخية هي أكثر أسس القياس استخداما من قبل املؤسسات في إعداد قوائمها املالية‪،‬‬
‫فإنه يستخدم عادة جنبا إلى جنب مع أسس أخرى للقياس‪ ،‬فالبضاعة تدرج عادة بالتكلفة أو القيمة القابلة‬
‫للتحقق أيهما أقل‪ ،‬أما األوراق املالية القابلة للتسويق فيمكن أدراجها بالقيمة السوقية‪ ،‬لكن االلت زامات الخاصة‬
‫بأجور التقاعد فيتم إدراجها على أساس قيمتها الحالية‪ ،‬وتستخدم بعض املؤسسات أساس التكلفة الجارية على‬
‫ضوء عدم قدرتها استخدام نموذج التكلفة التاريخية في التعامل مع آثار األسعار املتغيرة للموجودات غير‬
‫النقدية‪.‬‬
‫‪ - 2‬املستخدمون للقوائم املالية واإلقرار بإعدادها‬
‫‪ 1- 2‬اإلقرار بعناصر القوائم املالية‬
‫اآلتية‪1:‬‬ ‫يقصد بمصطلح اإلقرار‪ ،‬ما يضمن أن القوائم املالية تحقق العناصر‬
‫أ‪ .‬احتمال املنفعة االقتصادية املستقبلية‪ :‬يستخدم مفهوم االحتمال في نطاق شروط اإلقرار‪ ،‬ليشير إلى درجة‬
‫عدم التأكد املتعلقة بتدفق املنافع االقتصادية املستقبلية املرتبطة بيند ما‪ ،‬إلى أو من املؤسسة ويتم تقدير‬
‫درجة عدم التأكد املرتبطة بتدفق املنافع االقتصادية املستقبلية بناء على القرائن املتاحة عند إعداد البيانات‬
‫املالية ؛‬
‫ب‪ .‬مدى ثقة القياس‪ :‬وان استخدام التقديرات املعقولة يشكل جزءا ال يتجزأ من عملية إعداد البيانات املالية‪،‬‬
‫فعندما ال يكون باإلمكان تقدير تكلفة البند أو قيمته بقدر من املعقولية‪ ،‬فال يجوز حينئذ إثبات هذا البند في‬
‫املي زانية العمومية أوفي بيان الدخل ؛‬
‫ت‪ .‬اإلقرار باملوجودات‪ :‬يقر باألصل في مي زانية العمومية عندما تكون املنافع االقتصادية املستقبلية املتوقعة‬
‫منه للمؤسسة محتملة الحدوث حين يمكن قياس تكلفة أو قيمته بصورة موثوق بها‪ ،‬وال يمكن اإلقرار باألصل في‬
‫املي زانية العمومية‪ ،‬عند تكبد نفقة تكون املنافع االقتصادية املستقبلية املتوقعة منها للمؤسسة غير محتملة‬
‫الحدوث لفترة تتعدى الفترة املالية الجارية ‪ ،‬وبدال من ذلك ينتج عن هذه العملية مصروف يقر به في بيان‬
‫الدخل؛‬
‫ث‪ .‬اإلقرار باملطلوبات‪ :‬ويقر باملطلوبات في املي زانية العمومية‪ ،‬متى كان محتمال أن تؤدي إلى تدفق املوارد مقابل‬
‫املنافع االقتصادية إلى خارج املؤسسة‪ ،‬وذلك لدى تسوية الت زام جار‪ ،‬وإذا ما كان باإلمكان قياس قيمة هذه‬
‫التسوية بصورة موثوق بها ؛‬
‫ج‪ .‬اإلقرار بالدخل‪ :‬يقر بعناصر الدخل بیان الدخ ل عندما تحدث زيادة في املنافع االقتصادية املستقبلية تنتج‬
‫عن زيادة في أصل أو نقص في مطلوب ما‪ ،‬وعندما يكون باإلمكان قياس هذه الزيادة بصورة موثوق بها ؛‬

‫‪ 1‬محمد سليم وهبه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ح‪ .‬اإلقرار باملصاريف‪ :‬يقر باملصاريف في بيان الدخل‪ ،‬عندما يحدث نقص في املنافع االقتصادية املستقبلية‬
‫بسبب نق ص يحدث في أصل ما أو زيادة مطلوب ما‪ ،‬يكون قياس هذا النقص في املنافع بقدر معقول من‬
‫املوثوقية‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬املستخدمون للقوائم املالية‬
‫تتعدد الفئات املستخدمة للتقارير املالية‪ ،‬منها من له عالقة مباشرة ودائمة بالوحدة املحاسبية كاملسيرين‬
‫واملالك‪ ،‬ومنها من له عالقة غير مباشرة (عالقة تعامل ظرفية تحددها املصلحة املشتركة مثل املقرضين‪،‬‬
‫املوردين‪ ...‬ولقد نشأت عن هذا التعدد في االستعماالت رغبات في املعلومات املطلوبة تتوقف إلى حد كبير على‬
‫مجال القرار الذي يراد اتخاذه‪ ،‬يمكن حصر أهم الفئات املستفيدة من القوائم املالية‬
‫‪1:‬‬ ‫فيما يأتي‬
‫أ‪ .‬املستثمرين ‪ :‬يهتم املساهمون ومستشاريهم باملخاطر والعوائد املتعلقة باستثماراتهم‪ ،‬وتتطلب تلك الفئة من‬
‫املستخدمين معلومات تساعد في اتخاذ قرارات تتعلق بشراء أو االحتفاظ أو بيع االستثمارات‪ ،‬ويحتاج املساهمين‬
‫أيضا إلى معلومات تمكنهم من تقييم قدرة املؤسسة على إجراء توزيعات أرباح ؛‬
‫ب‪ .‬العاملين ‪ :‬يهتم العاملون واملجموعات التي تمثلهم باملعلومات املتعلقة بربحية واستقرار املؤسسات التي‬
‫يعملون بها‪ ،‬كما يهتم هؤالء أيضا باملعلومات التي تساعدهم في تقييم قدرة منشأتهم على توفير املكافآت ومنافع‬
‫التقاعد وفرص التوظيف ؛‬
‫ت‪ .‬املقرضين ‪ :‬يهتمون باملعلومات التي تمكنهم من تحديد ما إذا كانت قروضهم وفوائدها سيتم سدادها في‬
‫مواعيد استحقاقها ؛‬
‫ث‪ .‬املوردون وغيرهم من الدائنين التجاريين ‪ :‬يهتم هؤالء باملعلومات التي تمكنهم من معرفة ما إذا كانت املبالغ‬
‫املستحقة لهم سوف تسدد في موعدها‪ ،‬وعلى عكس املقرضون فان الدائنون التجاريون يركزون اهتمامهم على‬
‫املؤسسة في األجل القصير ويستثنى من ذلك حالة اعتمادهم على املؤسسة في األجل الطويل كزبون رئیس ى‬
‫ج‪ .‬الزبائن ‪ :‬يهتمون باملعلومات املتعلقة باستمرارية املؤسسة خاصة في حالة ارتباطهم أو اعتمادهم على‬
‫املؤسسة في األجل الطويل ؛‬
‫ح‪ .‬الجهات الحكومية ‪ :‬تهتم الجهات الحكومية بتوزيع املوارد وبالتالي بأنشطة املؤسسات املختلفة‪ .‬وتحتاج تلك‬
‫الجهات إلى معلومات الستخدامها في توجيه و تنظيم تلك األنشطة ووضع السياسات الضريبية وكذلك كأساس‬
‫لإلحصاءات املتعلقة بالدخل الوطني وما يماثلها ؛‬
‫خ‪ .‬الجمهور العام ‪ :‬تؤثر املؤسسات على الجمهور العام بطرق متعددة فمثال قد تقدم املؤسسات مساهمة‬
‫فعالة في االقتصاد املحلي عن طريق توفير فرص عمل أو دعم املوردين املحليين‪ ،‬وقد تساعد البيانات املالية‬

‫‪1‬محمد أبو نصار‪ ،‬جمعة حميدات ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪04‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫الجمهور العام عن طريق تزويده باملعلومات املتعلقة باتجاهات أنشطة املؤسسة واملستجدات املتعلقة بأنشطتها‬
‫وفرص ازدهارها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفرضيات األساسية إلعداد القوائم املالية‬
‫املالية يجب أن تعد تلك القوائم وفق الفرضيتين اآلتيتين ‪1:‬‬ ‫لتحقيق أهداف القوائم‬
‫‪ 1- 3‬أساس االستحقاق ‪:‬‬
‫وطبقا لهذا األساس فإنه يتم االعت راف بآثار العمليات واألحداث األخرى عند حدوثها (وليس عند استالم أو‬
‫دفع النقدية وما يعادلها)‪ ،‬كما يتم إثباتها بالدفاتر املحاسبية والتقرير عنها بالبيانات املالية للفت رات التي تخصها‪،‬‬
‫وال تقتصر البيانات املالية املعدة طبقا ألساس االستحقاق على بيان العمليات التي حدثت في املاض ي وما تضمنته‬
‫من استالم ودفع نقدية ولكنها توضح أيضا ملستخدميها االلت زامات بدفع نقدية في املستقبل واملوارد التي سوف يتم‬
‫الحصول عليها في صورة نقدية في املستقبل‪ ،‬ولذا فالبيانات املالية توفر معلومات عن العمليات املنصرمة وغيرها‬
‫من األحداث التي تعتبر هامة للمستخدمين في اتخاذ قراراتهم االقتصادية ؛‬
‫‪ 2- 3‬فرضية االستمرارية ‪:‬‬
‫يتم في العادة إعداد البيانات املالية بافت راض أن املؤسسة مستمرة في أعمالها وسوف تستمر في أنشطتها في‬
‫املستقبل املنظور‪ ،‬ولذا يفترض بأن املؤسسة ال تنوي وليست بحاجة التصفية أنشطتها أو تقليصها بدرجة كبيرة‪،‬‬
‫وفي حالة وجود مثل تلك النية أو الحاجة فانه قد يكون من الواجب إعداد البيانات املالية طبقا ألساس مختلف‪،‬‬
‫وفي هذا الحالة يجب اإلفصاح عن األساس املستخدم‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬مكونات القوائم ( الكشوف ) املالية حسب (‪)SCF‬‬
‫كل كيان يدخل في مجال تطبيق هذا النظام املحاسبي املالي يتولى سنويا إعداد کشوف مالية ‪ ،‬والكشوف‬
‫املالية الخاصة بالكيانات غير الصغيرة تشمل على ‪:‬‬
‫‪ 1‬املي زانية ( قائمة املركز املالي )‬
‫‪ 1- 1‬التعريف‪ :‬هي كشف ملخص ألصول الكيان وخصومه وحقوق املساهمين عند تاريخ إغالق السنة املحاسبية‬
‫فتقدم موجودات (األصول) الكيان والت زاماته (الخصوم )‪ ،‬وتشمل معطيات السنة املالية الجارية وأرصدة‬
‫حسابات السنة املالية املاضية‪ ،‬ويجب أن يبرز عرض املي زانية التمييز بين األصول الجارية وغير الجارية‬
‫والخصوم الجارية وغير الجارية‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬املضمون ( املكونات )‪ :‬يتمثل في األصول و الخصوم‬
‫‪ 1- 2- 1‬األصول‪ :‬هي موارد يسيطر عليها الكيان‪ ،‬نتيجة ألحداث ماضية ويتوقع منها منافع مستقبلية وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬التثبيتات املعنوية‪ 1‬؛‬

‫‪1‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬التثبيتات العينية ؛‬
‫‪ -‬اإلهتالكات ؛‬
‫‪ -‬املساهمات ؛‬
‫‪ -‬األصول املالية ؛‬
‫‪ -‬املخزونات ؛‬
‫‪ -‬أصول الضريبة ؛‬
‫‪ -‬الزبائن واملدينين اآلخرين واألصول األخرى املماثلة ( أعباء مثبتة مسبق)؛‬
‫‪ -‬خزينة األموال اإليجابية ومعادالت الخزينة اإليجابية‪.‬‬
‫‪ 2- 2- 1‬الخصوم‪ :‬هي اإللت زامات الحالية للكيان الناشئة عن األحداث املاضية ‪ ،‬والتي من شأنها أن تؤدي على‬
‫خروج موارد يتوقع منها الكيان أن تحقق له منافع مستقبلية وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬رؤوس املوال الخاصة ؛‬
‫‪ -‬الخصوم غير الجارية ؛‬
‫‪ -‬املوردون والدائنون اآلخرون؛‬
‫‪ -‬خصوم الضريبة ؛‬
‫‪ -‬املرصودات لألعباء والخصوم املماثلة ( نواتج مثبتة مسبقا )؛‬
‫‪ -‬خزينة األموال السلبية ومعادالت الخزينة السلبية ‪.‬‬
‫‪ 3- 1‬األهمية‪ :‬تعمل قائمة املركز املالي على إيضاح ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬بیان املركز املالي للمنشأة في تاريخ إعداد املي زانية حيث تتضمن ما للمنشأة من حقوق وما عليها من الت زامات‬
‫‪ -‬تقييم القدرة االئتمانية للمنشأة من خالل مقارنة الت زامات بحقوق ملكيتها ملعرفة مدى تغطية حقوق ملكية‬
‫املنشأة اللت زاماتها ؛‬
‫‪ -‬معرفة قدرة املنشأة على سداد الت زاماتها املستحقة ‪ ،‬بقياس نسب التداول والسيولة ؛‬
‫‪-‬معرفة مدى اعتماد املنشأة على التمويل الذاتي بقيم ة األرباح املحتجزة‪ ،‬أو التمويل الخارجي بنسبة االلت زامات‬
‫إلى حقوق امللكية ؛‬
‫‪ -‬تقييم قدرة اإلدارة على القيام بواجباتها ووظائفها من خالل التعرف على اتجاه نمو الشركة من ناحية إجمالي‬
‫أصولها وكذلك حقوق ملكيتها ؛‬

‫‪1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القرار املؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ، 2008‬املحدد لقواعد التقييم واملحاسبة ومحتوى الكشوف وعرضها‬
‫وكذا مدونة الحسابات وقواعد سيرها ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪23‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬القيام بعمليات التحليل املالي مثل تحليل درجة الرفع املالي أو النسب املتعلقة بالهيكل املالي ونسب التداول‬
‫وغيرها ؛‬
‫‪ -‬بيان مدى الت زام املنشاة بالقوانين والتشريعات املحلية واملعايير املحاسبية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على استمرارية املنشأة‪ ،‬أو أن مي زانيتها تم إعدادها على أساس التصفية ؛‬
‫‪ -‬معرفة سياسات الشركة تجاه استثماراتها املالية‪.‬‬
‫‪ 2‬جدول حسابات النتائج ( قائمة الدخل )‬
‫‪1- 2‬التعريف‪ :‬هو كشف ملخص لألعباء والنواتج املنجزة من الكيان خالل السنة املالية دون األخذ في الحسبان‬
‫تاريخ التحصيل أو السحب‪ ،‬ويبز من خالل الفرق النتيجة الصافية للسنة املالية ربح أو خسارة ( النواتج ‪ -‬األعباء‬
‫= النتيجة الصافية ) ‪،‬‬
‫‪ :‬يتضمن على األقل على املعلومات اآلتية‪1:‬‬ ‫‪ 2- 2‬املضمون ( املكونات)‬
‫‪ -‬حوصلة األعباء حسب طبيعتها والذي يسمح بتحديد مجاميع التسيير الرئيسية ( الهامش اإلجمالي ‪ ،‬القيمة‬
‫املضافة‪ ،‬الفائض اإلجمالي عن االستغالل ؛‬
‫‪ -‬نواتج األنشطة العادية ؛‬
‫‪ -‬النواتج املالية واألعباء املالية ؛‬
‫‪ -‬أعباء املستخدمين؛‬
‫‪ -‬الضرائب والرسوم والتسديدات املماثلة ؛‬
‫‪ -‬مخصصات اإلهتالكات وخسائر القيمة التي تخص التثبيتات العينية واملعنوية ؛‬
‫‪ -‬نتيجة األنشطة العادية ؛‬
‫‪ -‬العناصر غير العادية ( نواتج‪ ،‬أعباء ) ؛‬
‫‪ -‬النتيجة الصافية للفترة قبل التوزيع ؛‬
‫‪-‬النتيجة الصافية لكل سهم من األسهم بالنسبة لشركات املساهمة ‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬األهمية‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على نتيجة نشاط املؤسسة من ربح أو خسارة ؛‬
‫‪-‬التمييز بين الريح التشغيلي وصافي الدخل بسبب وجود مكاسب أو خسائر من العمليات غير املستمرة أو غير‬
‫عادية؛‬
‫‪ -‬تقييم كفاءة التسيير في املؤسسة من خالل األداء املالي حيث يستخدم الربح كمعيار للقياس؛‬
‫‪ -‬التعرف على مقدار ضريبة على األرباح الواجب دفعها و اضغط الضريبي على املؤسسة ؛‬

‫‪ 1‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬معرفة ربحية السهم الواحد للمساعدة على اتخاذ القرارات االستثمارية ‪.‬‬
‫‪ 3‬جدول سيولة الخزينة ( قائمة التدفقات النقدية )‬
‫‪ 3- 1‬التعريف‪ :‬يمثل تلك األداة الدقيقة املستخدمة للحكم على فعالية تسيير املوارد املالية واستخداماتها‪ ،‬وذلك‬
‫اعتمادا على عنصر الخزينة الذي يعد املعيار األكثر موضوعية في الحكم على تسيير مالية املؤسسة‪ ،‬ويعتبر‬
‫كجدول قيادة في يد القمة اإلست راتيجية (اإلدارة العليا) تتخذ على ضوئها مجموعة من القرارات الهامة كتغيير‬
‫غيرها ‪1.‬‬ ‫النشاط أو توسيعه أو االنسحاب منه أو النمو و‬
‫ويقدم جدول التدفقات الخزينة مدخالت ومخرجات ( األموال ) السيولة التي تحصل خالل الدورة حسب‬
‫مصدرها ‪:‬‬
‫‪ -‬التدفقات الناتجة عن أنشطة االستثمار ؛‬
‫‪ -‬التدفقات الناتجة عن أنشطة التشغيل ؛‬
‫‪ -‬تدفقات ناتجة عن أنشطة التمويل ‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬املضمون ( املكونات )‪:‬‬
‫‪ 1- 2- 3‬الطريقة املباشرة‪ :‬وهي التي أوص ى بها املشرع الجزائري ترتكز أساسا على تقديم األجزاء الرئيسية الدخول‬
‫وخروج التدفقات النقدية اإلجمالية في شكل عناصر رئيسية قصد إبراز التدفق الصافي املالي ( الزبائن‪،‬‬
‫املوردون‪ ،‬الضرائب‪ )...‬قصد الحصول على تدفق الخزينة الصافي ومقارنته مع النتيجة قبل الضريبة للفترة‬
‫املغنية ‪.‬‬
‫‪ 2- 2- 3‬الطريقة غير املباشرة‪ :‬تقوم على تصحيح وتسوية النتيجة الصافية للسنة املالية ‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬آثار املعامالت التي ال تؤثر في الخزينة ( اإلهتالكات‪ ،‬تغي رات املوردين املخزونات‪).. ،‬؛‬
‫‪ -‬التسويات مثل الضرائب املؤجلة ؛‬
‫‪ -‬التدفقات املالية املرتبطة بأنشطة االستثمار أو التمويل والتي تقدم كل على حدا ‪.‬‬
‫‪ 3- 3‬األهمية‪ :‬تكتس ي دراسة تدفقات الخزينة أهمية كبيرة من حيث أنها تعد وسيلة مفضلة ‪ ،‬لتشكيل مؤشرات‬
‫تمننا من التنبؤ بخطر اإلفالس‪ ،‬وباملشاكل التي تواجهها املؤسسة فهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أداة ضرورية في التسيير التقديري‪،‬‬
‫‪ -‬أداة للحكم على التسيير املالي للمؤسسة ؛‬
‫‪ -‬أداة تمثيل صحيح العالقة بين املردودية والخاطرة ؛‬

‫‪1‬أحمد طرطار و شوقي جباري ‪ ،‬اإلفصاح املحاسبي في قائمة تدفقات الخزينة ‪ ،‬امللتقى الوطني حول معايير املحاسبة الدولية واملؤسسة‬
‫االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬املركز الجامعي سوق أهراس ‪،‬‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪08‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أداة لفهم الحركات والتدفقات املالية في املؤسسة ؛‬


‫‪ -‬أداة تنبيه وإخبار وعنصر معلوماتي هام للمؤسسة ؛‬
‫‪ -‬أداة الختبار أثار القرارات اإلست راتيجية للمؤسسة ؛‬
‫‪ -‬أداة مهمة في التشخيص الذي يقوم به البنك التحليل احتياجات املؤسسة التمويلية ‪.‬‬
‫‪ 4‬جدول تغيرات األموال الخاصة ( قائمة التغيرات في حقوق امللكية)‬
‫‪ 1- 4‬التعريف‪ :‬يشكل عرض تحليلي للحركات التي أثرت في كل عنصر من العناصر املكونة لرؤوس املوال الخاصة‬
‫خالل السنة املالية ‪1.‬‬ ‫للكيان‬
‫‪2- 4‬املضمون ( املكونات) ‪ :‬يجب أن يحتوي على األقل عن معلومات مرتبطة بحركة العناصر اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬النتيجة الصافية للسنة املالية ؛‬
‫‪ -‬تغيير الطرق املحاسبية وتصحيحات األخطاء املسجل التي تؤثر مباشرة على رؤوس األموال ؛‬
‫‪ -‬النواتج واألعباء األخرى املسجلة مباشرة في رؤوس األموال ضمن تصحيح أخطاء هامة ؛‬
‫‪ -‬عمليات الرسملة ( االرتفاع‪ ،‬االنخفاض‪ ،‬التسديدات‪)... ،‬؛‬
‫‪ -‬توزيع النتيجة والتخصصات املقررة خالل السنة املالية ‪.‬‬
‫‪ 3- 4‬األهمية‬
‫‪ -‬يظهر رصيد الربح أو الخسارة املت راكمة في بداية الفترة وفي تاريخ املي زانية العمومية والتغي رات خالل الفترة وصافي‬
‫الربح والخسارة للفترة ؛‬
‫‪ -‬كل بند من بنود الدخل أو املصروف أو الربح أو الخسارة التي يتم االعت راف بها حسب متطلبات املعايير األخرى‬
‫بشكل مباشر في حقوق املساهمين؛‬
‫‪ -‬يوضح إجمالي الدخل واملصروف للفترة ؛‬
‫‪ -‬األثر الت راكمي للتغي رات في السياسة املحاسبية وتصحيح األخطاء الرئيسية التي تم التعامل معها بموجب‬
‫املعالجات القياسية ؛‬
‫‪ -‬املعامالت الرأسمالية مع املالكين والتوزيعات للمالكين ‪.‬‬
‫‪- 5‬ملحق القوائم املالية‬
‫‪ 1- 5‬التعريف‪ :‬يحتوي على كل املعلومات الضرورية واملفيدة لفهم العمليات الواردة في الكشوف املالية‪ ،‬والكفيلة‬
‫بالتأثير على القرارات التي يتخذها مستعملي الكشوف عن ممتلكات الكيان ونجاعته ووضعيته املالية ونتيجة‬
‫نشاطه‪.‬‬

‫‪1‬حكيمة بوسلمة ‪ ،‬عرض املعيار املحاسبي الدولي رقم ‪ ، 01‬النظام املحاسبي املالي الجديد في الجزائر ‪ ،‬امللتقى الدولي حول اإلطار املفاهيمي للنظام‬
‫املحاسبي املالي الجزائري وآليات تطبيقية في ضل املعايير املحاسبية الدولية ‪ ، IFRS / IAS‬جامعة البليدة‪ ، 2009 ، ،‬ص ‪06‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫مثل‪1:‬‬ ‫‪ 2- 5‬املضمون ( املكونات )‪ :‬هناك العديد من نماذج الجداول التي يمكن إدراجها‬
‫‪ -‬جدول تطور التثبيتات واألصول املالية غير الجارية ؛‬
‫‪ -‬جدول اإلهتالكات ؛‬
‫‪ -‬جدول املؤونات ؛‬
‫‪ -‬جدول خسائر القيمة عن التثبيتات واألصول األخرى غير الجارية؛‬
‫‪ -‬کشف استحقاقات الحسابات الدائنة والديون عند إقفال السنة املالية ؛‬
‫‪ -‬جدول املساهمات‬
‫‪ 5- 3‬األهمية‪ :‬تكمن أهمية املالحق فيمل تحتويه من‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات عن القواعد والطرق املحاسبية املعتمدة في مسك املحاسبة وإعداد الكشوف كلما كانت هامة ؛‬
‫‪ -‬املعلومات املكملة لفهم أفضل للكشوف املالية؛‬
‫‪ -‬املعلومات التي تخص الكيانات املشاركة واملؤسسات املشتركة والفروع والشركة األم ؛‬
‫‪ -‬املعلومات ذات الطابع العام أو التي تخص بعض العمليات الخاصة والضرورية للحصول على صورة أوضح‬
‫وأشمل‪ .‬؛‬

‫‪ 1‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪08‬‬

‫‪29‬‬
‫الشكل رقم (‪ )2-I‬يمثل عناصر ومكونات القوائم املالية‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اإلطار العام للتضخم‬


‫تعتبر مشكلة التضخم من إحدى الصعوبات االقتصادية الهامة التي تواجه الكثير من دول العالم‪،‬‬
‫املتقدمة منها والنامية على حد سواء‪ ،‬حيث يأتي التضخم في مقدمة االختالالت املالية والنقدية التي تعاني منها‬
‫هذه الدول‪ ،‬ويترتب عليه العديد من اآلثار السلبية على كافة جوانب الحياة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية‬
‫و تنشأ مشكلة التضخم ابتدءا من سبب معين ثم ال تلبث أن تتحول إلى عملية تراكم آثارها خالل بعد زمني معين‪،‬‬
‫أما أنها تظهر وتستمر نتيجة تفاعل مجموعة متداخلة من العوامل النقدية والسيكولوجية والهيكلية وسوف‬
‫نعالج موضوع التضخم هنا بصورة مبسطة ومختصرة بما يتفق مع طبيعة الدراسة في هذا املستوى‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التضخم و أنواعه‬
‫‪ - 1‬مفهوم التضخم‬
‫لم يتوصل علماء االقتصاد إلى يومنا هذا إلى وضع تعريف لظاهرة التضخم يلقى قبوال عاما نتيجة‬
‫لالختالف الفكري و املذهبي بين املدارس‪ ،‬و نظرا العتماد كل مفسر على أساس معين في تفسيره‪ ،‬إال أن املعنى‬
‫املتداول بكثرة بين جل العلماء هو أن التضخم ‪ :‬ارتفاع غير طبيعي في املستوى العام لألسعار‪ ،‬فقد عرف مثال‬
‫کاردنير أكلى التضخم بأنه ‪ :‬االرتفاع املستمر املحسوس في املستوى العام لألسعار أو معدل األسعار‪ ،‬و استنادا‬
‫إلى هذا ال يعد تضخما الحالة التي ترتفع فيها األسعار بشكل قليل أو منقطع و يضيف أكلى قائال أن هذه الظاهرة‬
‫تعبر عن حالة عدم التوازن بين العرض الكلى و الطلب الكلى في االقتصاد ‪.‬‬
‫إضافة إلى تعريف التضخم بارتفاع األسعار يمكن كذلك أن يطلق مصطلح التضخم على حاالت وظواهر‬
‫من أهمها‪1 :‬‬ ‫أخرى‬
‫‪-‬اإلفراط في إصدار النقود‪ ،‬و هو يشمل كل زيادة كبيرة في النقود املتداولة في األسواق مما يؤدي إلى انخفاض‬
‫القوة الشرائية للنقود‪ ،‬يسمى هذا بتضخم العملة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع املداخيل النقدية لألفراد بشكل غير مألوف أو ارتفاع عنصر من عناصر الدخل النقدي مثل األجور أو‬
‫األرباح‪ ،‬يدعى هذا النوع يتضخم الدخل؛‬
‫‪-‬ارتفاع تكاليف عناصر اإلنتاج‪ ،‬و هو تضخم التكاليف ‪.‬‬
‫و يمكن إرجاع ضوابط وأسس تعريف التضخم إلى نوعين من املعايير وهي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التعاريف املبنية على األسباب املنشئة للتضخم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التعاريف املبنية على خصائص ومظاهر التضخم‪.‬‬

‫‪ 1- 1‬تعريف التضخم بناءا على األسباب املنشئة له‬

‫‪1‬ضياء مجيد املوسوي ‪ ،‬االقصة النقدي و قواع‪ ،‬نظم‪ ،‬نظریات‪ ،‬سياساته مؤسسات نقية‪ ،‬مطيعة النخلة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬مر‪215‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫يتم تعريف التضخم وفقا ألسبابه من خالل ثالث اتجاهات وهي ‪ :‬التعاريف املبنية على النظرية الكمية‬
‫النقدية‪ ،‬التعاريف املبنية على عاملي العرض و الطلب و تلك املبنية على عاملي الدخل و اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬تعريف التضخم على أساس النظرية الكمية النقدية‬
‫انتهجت املدرسة النقدية في تفسيرها للتضخم مذهبا نقديا‪ ،‬حيث اعتبر االقتصاديون الكالسيكيون‬
‫التضخم ظاهرة نقدية تعود أسبابها إلى عوامل شقية بحته‪ ،‬فالتضخم النقدي وفق هذه النظرية يعني كل زيادة‬
‫في كمية النقود املتداولة تؤدي إلى زيادة في املستوى العام لألسعار"‪ ،‬هذا التعريف الخاص بالتضخم يقض ي بان‬
‫الزيادة في إصدار النقود هو سبب حدوث الظواهر التضخمية‪ ،‬ومنه ارتفاع املستوى العام لألسعار السائدة ‪.1‬‬
‫تعد هذه النظرية من أولى النظريات التي حاولت تفسير تقلبات املستوى العام لألسعار‪ ،‬ولقد كان األمریکي‬
‫ایرفنج فيش ر األول من النهج النظرية الكمية ودافع عنها في بداية القرن العشرين حيث نشر كتابا بعنوان القدرة‬
‫الشرائية للعملة‪ ،‬ولقد صاغ أفكار هذه النظرية في معادلته املعروفة بمعادلة التبادل‪ ،‬التي تعمل على عوامل‬
‫متعددة تشارك في تحديد املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ولقد كان أصحاب هذه النظرية يؤيدون آرائهم بحجج ومبررات اقتصادية‪ ،‬كارتفاع األسعار واستفحال‬
‫آثارها الشديدة خاصة عقب انتهاء الحرب العاملية األولى‪ ،‬ومع ما أصاب العمالت من انخفاض في قيمتها نتيجة‬
‫ارتفاع األسعار ‪ ،‬ق اضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات للحد من استفحال انتشار هذه الظواهر التضخمية‪،‬‬
‫والحد من ارتفاع األسعار املستمر‪ ،‬لتوفير التوازن في اقتصادها‪.‬‬
‫و التساؤل املطروح هنا هو متى يعتبر الفائض التقدي تضخما ؟ ففي فترة الكساد الكبير (‪1933 - 1929‬م)‬
‫لم يظهر التضخم مع أنه عرضت كميات كبيرة من النقود للتداول من قبل الحكومات التمويل مشاريعها وإعادة‬
‫بناء اقتصادها‪ ،‬مما يدفع إلى التساؤل حول صالحية هذا املعيار في تعريف التضخم وتحليله‬
‫‪ 3- 1‬تعريف التضخم بناءا على نظرية الدخل واإلنفاق‬
‫يأ خذ بعض االقتصاديين بنظرية الدخل و اإلنفاق كمعيار لتحديد معنى التضخم والتي يمكن أن تعد‬
‫کسبب من أسباب نشوئها ؛ فتقض ي هذه النظرية في تحديدها ملعنى التضخم ‪ :‬بأنه الزيادة في معدل اإلنفاق‬
‫والدخل ‪ -‬فازدياد اإلنفاق النقدي و من ثم الدخل النقدي يسبب ارتفاع األسعار وتضخمها على فرض بقاء كمية‬
‫السلع املوجودة في حالة ثبات ‪ ،‬والفت راض صالحية هذه النظرية كمعيار لتعريف التضخم ينبغي أن تكون الزيادة‬
‫في اإلنفاق شاملة وعامة وبنسبة تفوق الزيادة في اإلنتاج‪.‬‬
‫وانتقادا لهذه النظرية فإنه ال يمكن وصف الرواج‪ ،‬وازدياد الدخل النقدي في حالة االنتقال من الكساد إلى‬
‫الرخاء بأنه حالة تضخمية ؟ وكذلك يفترض هذا األساس ارتفاع األسعار العامة كلها في املجتمع نتيجة ارتفاع‬
‫الدخل النقدي‪ ،‬ولكن قد يحدث أن ترتفع أسعار بعض السلع دون أخرى فكيف نفسر هذا االرتفاع ؟‬

‫‪ 1‬غازي حسين عملية التضخم املالي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية‪، 2006 ،‬ص ‪14‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1- 4‬تعريف التضخم بناءا على نظرية العرض والطلب‬


‫ينتج التضخم وفق هذه النظرية جراء حدوث خلل في التوازن بين العرض والطلب‪ ،‬فهناك من االقتصاديين‬
‫من بني تعريفه للتضخم على القوى التي تحكم هذه العالقة فعرفه بأنه " زيادة الطلب على العرض زيادة تؤدي إلى‬
‫ارتفاع األسعار " وليكون هذا التحليل صحيحا يشترط أن يتم ارتفاع األسعار بشكل فجائي وغير متوقع ‪ ،‬وكذلك‬
‫يوجد من االقتصاديين من اشترط أن يكون مستوى األسعار العام هو املقصود باألسعار املرتفعة بحيث يشمل‬
‫أسواق السلع وأسواق عوامل اإلنتاج‪ ،‬ومن املفكرين االقتصاديين الذين نادوا بهذه النظرية واعتبروها أساسا‬
‫صالحا لتحليل أسباب التضخم هم‪ :‬املفكر بيرو والعالم ليرنر والعالم" كينز‪ .‬ولكن لهذه النظرية انتقادات تتضح‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬متى يكون هناك فائض إيجابي في الطلب ومتى يكون الفائض سلبيا‪ ،‬وهل يشمل ذلك جميع الفوائض في‬
‫األسواق حتى نحكم بوجود فائض في الطلب؟‬
‫‪ -‬لم يحدد التعريف بدقة املقصود بارتفاع األسعار‪ ،‬وهل هو املستوى العام لألسعار في أسواق عوامل اإلنتاج‬
‫و أسواق السلع أو كالهما معا ؟‬
‫‪ -‬في السوق الواحد قد ترتفع أسعار بعض السلع فيه دون أن ترتف ع أسعار بقية السلع‪ ،‬فهل نحكم بوجود‬
‫فائض تضخم في الطلب أو في األسعار ؟‬
‫‪ 1- 5‬تعريف التضخم بناءا على خصائصه‬
‫يبني تعريف التضخم وفق هذا األساس على الخصائص واآلثار الناتجة عنه وأهمها ارتفاع األسعار‪ ،‬ومن‬
‫االقتصاديين الذين اعتمدوا هذا األساس هم مارشال ‪ ،‬روبنس" فالمان وغيرهم‪ ،‬فيعرف روبنس"‬
‫التضخم ‪ :‬بأنه ارتفاع غير منتظم لألسعار‪ ،‬بينما يعرفه فالمان ‪ :‬بأنه حركة االرتفاع العام لألسعار ويعرفه كنوزو‬
‫‪ :‬بأنه الحركات العامة الرتفاع األسعار الناشئة عن العنصر النقدي كعامل محرك دافع"‪.‬‬
‫لقد أصبح هذا التعريف العام للتضخم سائدا ومتداوال بكثرة‪ ،‬وذلك لسرعة وسهولة مالحظته من قبل‬
‫العامة ‪ ،‬وقد أرجع أصحاب هذا املعيار ظهور التضخم في األسعار شرط دوام هذا االرتفاع واستمراره‪ ،‬ولهذا ال‬
‫يمكن تسمية االرتفاع املؤقت لألسعار بأنه ارتفاع تضخمي‪.‬‬
‫والتعريف الذي يمكن إعطائه التضخم والذي تراه تعريفا شامال لكل التعاريف السابقة هو ‪ :‬كل زيادة في‬
‫التداول النقدي يترتب عنها زيادة في الطلب الكلي الفعال عن العرض الكلي للسلع والخدمات‪ ،‬في فترة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬تؤدي إلى زيادة في املستوى العام لألسعار"‪.‬‬

‫أنواع التضخم‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫نظرا الن معدالت التضخم تتفاوت فيما بين الدول وحتى في نفس الدولة من فترة إلى أخرى‪ ،‬فينقسم‬
‫التضخم وفقا لذلك إلى‪1:‬‬

‫‪ 1 - 2‬التضخم املعتدل‬
‫وهو ارتفاع محدود في املستوى العام لألسعار‪ ،‬ويكون ارتفاع مستوى األسعار مستقرا إلى حد ما‪ ،‬وفي حالة‬
‫استمراره لفترة زمنية طويلة يطلق عليه بالتضخم الزاحف‪ ،‬وفي ظله تنخفض قيمة العملة باستمرار غير أن‬
‫النظام النقدي يؤدي وظائفه بكفاءة‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬التضخم املرتفع (الجامح)‬
‫يعد هذا النوع من أكثر أنواع التضخم ضررا على االقتصاد الوطني‪ ،‬وذلك نظرا الرتفاع املستوى العام‬
‫لألسعار بصورة سريعة ومتوالية دون توقف‪ ،‬بحيث ينجم عنه أثارا اقتصادية كبيرة يصعب على السلطات‬
‫الحكومية الحد منها أو معالجتها في األجل القصير‪ ،‬حيث تفقد النقود لقوتها الشرائية ووظيفتها كمخزن للقيمة‪،‬‬
‫مما يترتب عليه قيام األفراد بالتخلص من النقود التي بحوزتهم واستبدالها بعالت أخرى‪ ،‬أو استخدامها في اقتناء‬
‫أصول عينية‪ ،‬أو استثمارها في قطاعات غير إنتاجية‪ ،‬مما يترتب عليه انخفاض في إجمالي قيمة املدخرات القومية‬
‫ويحدث هذا التضخم نتيجة اإلفراط في عرض النقود‪ ،‬والنقص غير الطبيعي في عرض السلع الناجم عن حاالت‬
‫الحروب واالضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫‪ 3- 2‬التضخم املكبوت‬
‫يشير هذا النوع إلى التضخم املستمر غير الواضح‪ ،‬نظرا لتدخل السلطات الحكومية في توجيه سير حركة‬
‫األسعار‪ ،‬من خالل إصدار التشريعات والضوابط اإلدارية مما يحد من حرية العوامل االقتصادية في العمل‬
‫بحرية تامة‪ ،‬وتهدف الدولة من ذلك إلى الحد من االرتفاعات املستمرة في األسعار بتحديد املستويات العليا لها‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال يعني القضاء على الظواهر التضخمية إنما محاولة التخفيف من حدتها‪.‬‬
‫عند النظر في وجود مثل هذه االختالفات فيما يتعلق بمعدالت اإلرتفاع في املستوى العام لألسعار وسرعة‬
‫تزايدها‪ ،‬تتأكد من املعنى الحقيقي للتضخم باعتباره عملية تحدث في بعد زمني معين إبتدأ يصدمات تعرف‬
‫بالصدمات التضخمية‪ ،‬يكون مصدرها جانب الطلب أو جانب العرض أو بسبب توافر مجموعة عوامل أخرى‬
‫مرتبطة بهيكل االقتصاد ومعدالت نمو مختلف األنشطة فيه‪ ،‬وهذه العملية تستمر في أن تغدي نفسها بسبب‬
‫عوامل أخرى أثيرة من أهمها عامل التوقعات‪".‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬النظريات املفسرة للتضخم‪ ،‬أسبابه و آثاره‬

‫‪1‬اغري حسون عناية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪57‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ - 1‬أسباب التضخم‬
‫‪ 1- 1‬التضخم بارتفاع الطلب الكلي‪:‬‬
‫من البديهي أن التضخم يتولد عند اختالل بين الطلب والعرض‪ ،‬وبسبب زيادة الطلب النقدي على العرض‬
‫النقدي فانه ينشا زيادة في الدخول النقدية لألفراد دون أن يقابل هذه الزيادة في الدخول زيادة في اإلنتاج من‬
‫األفراد الدين تحصلوا على هذه األرصدة النقدية‪ ،‬مما ينتج عنه ارتفاع في املستوي العام لألسعار لقلة املعروض‬
‫من النقود‪ .‬ولبحث عن جذور هذه الظاهرة البد من التعرض إلى األسباب الحقيقية املؤدية إلى زيادة الطلب الكلى‬
‫و العوامل الدافعة إلى هد االرتفاع و نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق االستهالكي واالستثماري‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في فتح االعتماد من قبل املصارف‪.‬‬
‫‪ -‬قصور البنوك في تحقيق رغبات األفراد في االدخار‬
‫‪ -‬تمويل العمليات الحربية‬
‫‪ -‬العجز في املي زانية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت األجور‬
‫‪ 2- 1‬التضخم بزيادة التكاليف‪:‬‬
‫في هذا النوع من التضخم يكون ارتفاع األسعار راجع إلى زيادة نفقات عناصر اإلنتاج مع ثبات مستوى‬
‫الطلب‪ ،‬وعنصر اإلنتاج الذي يكون ممثال لتكلفة مت زايدة هو عنصر العمل حسب آراء االقتصاديين الرأسماليين‪.‬‬
‫و الزيادة في نفقات العمال تترجم غالب األحيان إلى زيادة في معدالت األجور وهذا بسبب مطالبة العمال‬
‫بزيادة األجور باإلضافة إلى ارتفاع معدالت األجور فان التضخم بالتكاليف يرتبط بعوامل أخرى مسببة منها‪:‬‬
‫‪ -‬التضخم بسبب ارتفاع أسعار السلع واملواد األولية املستوردة التي تؤدي إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج السلع معينة‬
‫وبالتالي ارتفاع أسعارها ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة حجم األرباح التي يحصل عليها رجال العمال من خالل توسيع الفجوة بين سعر البيع للوحدات املنتجة و‬
‫تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ 3- 1‬التضخم بانخفاض العرض الكلي ‪:‬‬
‫ينتج هذا النوع من التضخم بسبب اختالل التوازن بين العرض الكلى والطلب الكلى‪ ،‬فاالنخفاض في العرض‬
‫السلعي مقارنة بالطلب الكلي السائد عند مستوى التشغيل التام يعود إلى سياسة اإلنفاق العمومي وفائض النقد‬
‫املتداول لتحقيق الب رامج‪.‬‬
‫واألهداف االقتصادية واالجتماعية التي خططتها الحكومة كما يعود هذا االختالل إلى النقص في الثروة‬
‫اإلنتاجية التي يمكن للجهاز اإلنتاج ي توفيرها عند مستوى التشغيل التام و يرجع هذا النقص إلى عدم كفاية‬
‫الجهاز اإلنتاجي و عدم مرونته‪ ،‬وقد يرجع ضعف الجهاز اإلنتاجي إلى عدة أسباب نذكر منها‪:‬‬
‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تحقيق مرحلة االستخدام الكامل‬


‫‪ -‬عدم كفاية الجهاز اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ -‬النقص في العناصر اإلنتاجية‪.‬‬
‫النقص في رأس املال العيني‪.‬‬
‫ن شير إلى أن هناك عدة عوامل أساسية أخرى تؤثر على العرض منها عجز املشاريع على التوسع األسباب‬
‫تقنية‪ ،‬أو بسبب حدوث طوارئ من شانها تعطيل العملية اإلنتاجية كالحرب‪ ،‬و االنخفاض في احتياطي العملة‬
‫األجنبية إذا كانت تابعة من حيث املواد األولية للخارج‪.‬‬
‫‪ 4- 1‬التضخم الهيكلي‪ :‬يتمثل في مجموعة من العالقات و النسب الثابتة املمتدة من خالل الزمان و املكان و‬
‫الكميات و التيارات االقتصادية املرتبطة بالعملية اإلنتاجية‪ ،‬و توزیع للموارد املالية و املادية داخل‬
‫املجتمع‪ .‬والضغوط التضخمية تعكس آثارها على الطلب‪ ،‬النفقة اإلنتاج‪ ،‬وتنعكس على سلوك العناصر‬
‫البنائية أو هيكلية لالقتصاد مثل السكان أو شكل املشروعات أو هيكل األسواق وإما في جمود العالقات‬
‫بين لك العناصر‪ ،‬ومن مظاهر التضخم الهيكلي في االقتصاد الرأسمالي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬شكل املشروعات املكونة للوحدات االقتصادية اإلنتاجية الصناعية في االقتصاد الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -‬التناقض بين القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة توزيع الدخل في البناء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تخل الدولة في النشاط االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الهيكل السكاني‪.‬‬
‫‪ - 2‬أثار التضخم‬
‫يعتبر التضخم موضوعا شائكا و ظاهرة غير مرغوب فيها‪ ،‬ينجم عنها آثار سلبية سواء كانت اقتصادية أو‬
‫اجتماعية‪ ،‬تصيب جميع دول العالم‪ ،‬بمعدالت متباينة‪ ،‬تهز من صورة االقتصاد أمام العالم الخارجي‪ ،‬و من‬
‫خالل هذا املطلب سوف نتطرق إلى اآلثار االقتصادية ‪ ،‬و اآلثار االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬اآلثار االقتصادية‬
‫يترتب على التضخم آثار اقتصادية ضارة يمكن إجمالها في ما يلي‪1:‬‬

‫‪-‬اختالل مي زان املدفوعات نتيجة لزيادة حجم الواردات و انخفاض حجم الصادرات فالزيادة التضخمية في‬
‫اإلنفاق القومي يترتب إليها زيادة في الطلب على السلع املستوردة إلى جانب السلع املحلية و إذا كان اإلست راد طليقا‬
‫يرتفع حجمه‪ ،‬و يضغط على امتصاص موارد الدولة من النقد األجنبي‪ ،‬أما إذا كان اإلست راد مقيدا ‪ ،‬فيحول‬

‫‪ 1‬مجدي عبد الناح مسلمان‪ ،‬عالج التضخم والركود االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬دار عرب‪ ،‬للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2002‬ص ‪39‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫فائض القوة الشرائية من الخارج إلى السوق املحلية‪ ،‬فيزيد الطلب على السلع املنتجة محليا‪ ،‬خاصة السلع‬
‫البديلة للواردات‪ ،‬فيشك ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬يخفض التضخم من حجم السلع القابلة للتصدير‪ ،‬و يضعف من مركزها التنافس ي في األسواق الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه رؤوس األموال إلى فروع النشاط االقتصادي غير مفيدة للتنمية في مراحلها األولى‪ ،‬فتتجه إلى املضاربة‬
‫على أسعار األراض ي الزراعية و إلى بناء املنازل الفاخرة‪ ،‬و إنتاج السلع الترفيهية التي يكثر عليها الطلب من طرف‬
‫أصحاب الدخول العالية‪.‬‬
‫‪ -‬إ ن استمرار تصاعد األسعار يؤدي إلى ارتباك في تنفيذ مشروعات التنمية‪ ،‬نظرا الستحالة تحديد تكاليف‬
‫اإلنشاء بصورة نهائية‪ ،‬متسببا في علم میسورية التخطيط القومي‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان النقود لوظيفتها كمستودع للقيمة بسبب اتجاه قيمتها إلى التدهور املستمر مما يقلل من التفصيل‬
‫النقدي على حساب التفضيل السلعي‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض ميل األفراد لالدخار وزيادة ميلهم لالستهالك‪ ،‬و تحويل األرصدة التي لديهم إلى ذهب و عمالت أجنبية‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬اآلثار االجتماعية‬
‫عدة آثار تمس الجانب االجتماعي و التي تتمثل في‪1:‬‬ ‫يترتب على التضخم‬
‫‪ -‬يعمق التضخم التفاوت في توزيع الدخول و الثروات‪.‬‬
‫‪ -‬تهديد جسور االستقرار السياس ي و االجتماعي بسبب خلق موجات من التوتر و التذمر االجتماعي‪ ،‬مما يعيق‬
‫دفع عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على التضخم ظلم اجتماعي يلحق بأصحاب الدخول الثابتة‪ ،‬كأرباب املعاشات وحملة السندات‪ ،‬والدين‬
‫تعجز دخولهم النقدية عن اللحاق بتصاعد األسعار في حين يستفيد أصحاب الدخول املتغيرة من تجار ومنتجين‪.‬‬
‫‪ -‬يعاني الدائنون من التضخم حيث أنهم ملزمون بقبول قيمة قروضهم ممثلة في قوة شرائية أقل مما أفرضت‬
‫االنخفاض قيمة النقود‪ ،‬و بتعبير آخر أنهم استرجعوا قوة شرائية تمثل كمية من السلع و الخدمات اقل مما‬
‫كانت تملها وقت منح هذه القروض‪ ،‬بينما يستفيد املدينون من انخفاض قيمة النقود ألنهم يسددون القرض‬
‫بقيمته االسمية التي تقل عن قيمته الحقيقية وقت االقت راض‪.‬‬
‫‪ - 3‬النظريات املفسرة للتضخم‬
‫‪ 1- 3‬النظرية النقدية التضخم‬
‫تعتبر هذه النظرية أن التضخم هو ظاهرة نقدية‪ ،‬و مالية بحتة‪ ،‬و تعرف التضخم بأنه كل زيادة في الكمية‬
‫النقدية تؤدي إلى الزيادة في األسعار‪ ،‬و أن أساس التضخم هو التوسع النقدي الناتج عن زيادة اإلصدار التقدي‪،‬‬

‫‪1‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪80‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫مما يتسبب في زيادة الدخول النقدية على حساب العروض السلعية‪ ،‬محدثا الزيادة في األسعار وتشترك النظرية‬
‫نقدية‪1.‬‬ ‫النقدية مع النظرية الكمية في أن التضخم ظاهرة سببها إجراءات‬
‫‪ -‬تعتبر مدرسة شيغاغو من أهم املدارس النقدية في تحليل و تفسير الظواهر التضخمية‪ ،‬و من إتباعها ملتون‪،‬‬
‫فریدمان و هاري جونسون‪ ،‬و ولتز و معظم اقتصاديي صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫أن ارتفاعات األسعار املصاحبة لعمليات استحداث التنمية سببها حقن االقتصاد بالنقد الزائد الذي‬
‫يتسبب في تفوق الطلب الكلي على العرض الكلي‪.‬‬
‫و يتلخص مضمون هذه النظرية ‪ ،‬في أن التضخم ظاهرة نقدية بحتة‪ ،‬أثرها املباشر االرتفاعات التضخمية‬
‫ف األسعار‪.‬‬
‫وتتم معالجة التضخم حسب هذه النظرية بالتأثير في تلك العوامل النقدية بالحد من التوسع في اإلصدار‬
‫النقدي‪ ،‬و تقليل حجم التداول من النقد في األسواق و بعبارة أخرى التأثير في حجم الطلب الكلي‪ ،‬بالتقليل من‬
‫العوائد النقدية‪ ،‬و إيقاف العوامل النقدية الحافزة الطلب الكلي على االرتفاع‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬النظرية العينية للتضخم‬
‫بناءا على النظرية العينية تم تعريف التضخم بأنه كل زيادة في األسعار نتيجة عدم كفاية العرض من السلع‬
‫و يتميز هذا التعريف بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التضخم في األسعار‪ ،‬هو ظاهرة من ظواهر التضخم االقتصادي‪ ،‬و ليس كسبب له‪.‬‬
‫‪ -‬يعود التضخم االقتصادي ألسباب عينية‪ ،‬تتمثل في عدم كفاية املعروض السلعي‪ ،‬و ال يعود ألسباب نقدية ‪-‬‬
‫إن الخل ل في التوازن ما بين فوائض الطلب الكلي النقدي‪ ،‬و فوائض العرض الكلي السلعي يعبر عن التضخم‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاعات األسعار تعتبر من آثار التضخم االقتصادي و ليس التضخم ذاته تعتبر هذه النظرية التضخم أنه‬
‫ظاهرة هيكلية اقتصادية و ليست ظاهرة نقية‪ .‬وتتمثل العوامل الهيكلية التي تأثر على ارتفاعات األسعار في‬
‫البنيان اإلنتاجي لالقتصاد القومي الذي يتصف في االقتصاد النامي بالجمود و عدم املرونة و االستجابة‬
‫إلستعاب الحقن النقدي املت زايد‪ ،‬عكس االقتصاد املتقدم الذي وصل إلى مرحلة التشغيل الكامل‪ .‬و بعبارة أخرى‬
‫‪ ،‬فإن ارتفاعات األس عار‪ ،‬و خلل التوازن ما بين فوائض الطلب الكلي النقدي و العرض الكلي السلعي ال يعود إلى‬
‫العوامل النقدية‪ ،‬و إنما يعود إلى ضعف مستويات اإلنتاجية‪ ،‬و انخفاض الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬و علم مالئمة‬
‫معدالت التوسع السكاني‪ ،‬و النقدي في االقتصاديات اآلخذة بالنمو‪.‬‬

‫‪1‬تیجانی بالرقی‪ ،‬د راسة أثر التضخم على النظرية التقليدية للمحاسبة مع نموذج مقترح الستبعاد أثر التضخم على القوائم املالية‪،‬‬
‫أطروحة دكتورة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عالمى سطيف‪ ، 200 ،‬ص ‪196‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبر العرض السلعي هو سبب ارتفاعات األسعار التضخمية‪ ،‬ال الطلب النقدي‪ ،‬فالتضخم هذا سلعي‬
‫عيني النشأة‪ ،‬و يتميز بالطابع الهيكلي‪ ،‬و ليس بالطابع النقدي ‪.‬‬
‫ومن أبرز مظاهر التضخم في البلدان اآلخذة بالنمو ذات االقتصاديات الزراعية‪ ،‬التضخم الهيكلي و‬
‫ملعالجة هذا النوع من التضخم‪ ،‬يجب إحداث تغي رات جوهرية في الهياكل والقطاعات االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات والسياسات املتبعة ملعالجة التضخم‬
‫‪ - 1‬اإلجراءات املتبعة ملعالجة التضخم‬
‫‪ 1- 1‬املنهج النقدي ملعالجة التضخم‬
‫إن التضخم من وجهة نظرا هذا الفريق هو ظاهرة نقدية بحتة‪ ،‬ناتجة عن زيادة الطلب نتيجة زيادة عرض‬
‫النقود داخل االقتصاد‪ ،‬لذلك فإنهم ينادون بضرورة حرص الدولة على توفير االستقرار النقدي و السعي في‬
‫االقتصاد القومي‪ ،‬و تتمثل اإلجراءات التي يقترحونها ملعالجة هذه الظاهرة في‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في املتغي رات النقدية‪ ،‬و ضبط الطلب الكلي ‪ ،‬حتى تعود الكمية النقدية إلى حالتها املالئمة‪ ،‬التي تتناسب‬
‫مع العرض الحقيقي من السلع و الخدمات املتاحة‪.‬‬
‫و تتصرف هذه اإلجراءات إلى تعديل سياسة األجور‪ ،‬و سياسة الدعم‪ ،‬و علم فرض القيود على املدفوعات‬
‫الخارجية‪ ،‬و السماح لقوى السوق بالحركة بحرية تامة‪ ،‬و إحداث تغي رات ملموسة في سعر الفائدة و سعر‬
‫الصرف ‪.‬فضال عن استخدام أدوات السياسة املالية‪ ،‬و زيادة الضرائب ‪،‬و تخفيض اإلنفاق العام اإلدارة والطلب‬
‫الكلي‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬املنهج الهيكلي ملعالجة التضخم‬
‫حسب رأي االقتصاديين الهيكليي ن‪ ،‬التضخم ينتج عن اإلختالالت االقتصادية و االجتماعية في الهياكل‬
‫االقتصادية للدول املتخلفة‪ ،‬و ال تلعب العوامل النقدية و املالية إال األدوار الثانوية لظاهرة التضخم في الدول‬
‫املتخلفة لها ميزة خاصة عن غيرها من الدول األخرى نظرا إلنفرادها بخصائص هيكلية تضخمية مما يفسر‬
‫اختالف األساليب املستعملة ملواجهة هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫و يتصل التضخم بجانب العرض أكثر من اتصاله بجانب الطلب ويحدث تغي رات مستمرة في هيكل‬
‫االستثمار واالستهالك و اإلنتاج و التوزيع و يقدم الهيكلیون مقترحاتهم املعالجة هذه الظاهرة‪ ،‬تلخص في‬
‫‪1‬‬ ‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫الجانب األول‪ :‬يركز على ضرورة حل مشكلة القطاع الزراعي‪ ،‬حيث يطالب الهيكلیون بضرورة تطوير وتحديث‬
‫القطاع الزراعي‪ ،‬باستخدام الفنون اإلنتاجية املتقدمة‪ ،‬و استعمال الطرق الحديثة في الزراعة والري‪ ،‬وإدخال‬

‫‪1‬غازي حسين عناية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪15‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫اآلالت الزراعية الحديثة‪ ،‬و تحسين العمل عن طريق الجمعيات و املؤسسات املناسبة‪ ،‬وتطوير الزراعة و تسهيل‬
‫تسويق اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫كل هذا من شأنه أن يزيد عرض املنتجات الزراعية‪ ،‬و يجعلها تستجيب لتلبية الطلب املت زايد عليها فتوفر‬
‫املواد الغذائية لألعداد املت زايدة من السكان‪ ،‬و تؤمن حاجة الصناعات املحلية‪ ،‬املستخدمة للمواد األولية‬
‫الزراعية في عملية اإلنتاج و تعتبر الزراعة في الدول املتخلفة ذات أهمية خاصة ملعالجة مشكلة التضخم في هذه‬
‫الدول‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬و يستحوذ القطاع الصناعي‪ ،‬حيث يقترح الهيكليون تلبية حاجة السوق الداخلية بالعمل على‬
‫إنشاء الصناعات املحلية‪ ،‬و إشباع حاجة األفراد من السلع املصنعة املختلفة‪.‬‬
‫و تكون هذه السياسة أقرب إلى الصواب إذ اتجهت إلى الفتاح السلع الضرورية التي يستهلكها غالبية أفراد‬
‫الشعب‪ ،‬و لتيهئ الدولة لهذه السياسة طريق النجاح يجب أن توفر لها الحماية الكافية للصمود أمام املنافسة‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫الجانب الثالث‪ :‬و يتمثل في ضرورة تغيير هيكل اإلنتاج و تنويعه لتحرير االقتصاد من التبعية االقتصادية‬
‫لالقتصاديات املتقدمة‪ ،‬و يبعده عن خطر االعتماد على صادرات الساعة الواحدة‪ ،‬أو العدد املحدود من السلع‪،‬‬
‫و تجنيبه خطر التقلبات الدورية التي تتعرض لها االقتصاديات املتقدمة‪.‬‬
‫الجانب الرابع‪ :‬يتمثل في إتباع سياسة إعادة توزيع الدخل القومي للتقليل من سوء التوزيع و زيادة امليل إلى‬
‫االدخار‪ ،‬الذي يؤدي إلى زيادة االدخار املتاح‪ ،‬و التقليل من نمو قوي االستهالك‪ ,‬ألن االقتصاديات املتخلفة تتميز‬
‫بالتفاوت في الدخول‪ ،‬ومستويات املعيشة بين الطبقات االجتماعية املختلفة‪ ،‬و بين املناطق اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ - 2‬السياسات املتبعة ملعالجة التضخم‬


‫‪ 1- 2‬أدوات السياسة النقدية للحد من التضخم‪1‬‬

‫‪1- 1- 2‬سياسة سعر إعادة الخصم‬


‫تقوم البنوك التجارية بعملية خصم األوراق التجارية الصالح عمالئها‪ ،‬حيث أن البنك التجاري يقوم في‬
‫هذه العملية بإعطاء العميل القيمة الحالية لألوراق املخصومة‪ ،‬و هي عبارة عن القيمة االسمية لهذه األوراق‬

‫‪1‬أحمد محمد صالح املالء ‪ ،‬دور السياسات النقدية و املالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية حلة الجمهورية اليمنية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجور في علوم د جامعة الجزائر ‪ ، 2005،‬من ‪42‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫التجارية مخصوما منها فائدة بمعدل معين يسمى سعر الخصم‪ ،‬بحيث كلما زاد هذا املعدل كلما زادت تكلفة‬
‫الخصم و العكس صحيح‪ ،‬بعدها تلجا تلك البنوك بدورها إلى البنك املركزي إلعادة خصم ما لديها من أوراق‬
‫تجارية مخصومة‪ ،‬و ذلك للحصول على ما يلزمها من سيولة للقيام بأنشطتها املختلفة‪.‬‬
‫ومن يعرف سعر إعادة الخصم بأنه الثمن الذي يتقاضاه البنك املركزي مقابل إعادة خصم األوراق‬
‫التجارية للبنوك التجارية‪ ،‬وتحويلها إلى نقود قانونية‪ ،‬حيث يحدد هذا السعر وفق أهداف السياسة النقدية‪.‬‬
‫و منه فإذا رأى البنك املركزي بأن النقود املعروضة أكثر من الحجم املناسب رفع من سعر إعادة الخصم‪،‬‬
‫فتحجم البنوك التجارية عن االقت راض منه و يتقلص حجم الودائع النقدية و ينخفض عرض النقود‪ ،‬مما‬
‫تضطر البنوك التجارية إلى رفع أسعار الفائدة على قروضها لعمالئها‪ ،‬و بذلك ينكمش حجم القروض ويقل حجم‬
‫النقود املتداولة على املستوى االقتصاد الوطني ككل‪ ،‬ويقل الطلب على السلع و الخدمات حتى يتوازن مع‬
‫املعروض املتاح منها و نقل بالتالي حدة االتجاه التضخمي ‪.‬‬
‫فقد تت راجع فاعلية هذه األداة للوصول إلى أهدافها نتيجة ملا يلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬قلة استخدام األوراق التجارية كأداة للتمويل بسبب استخدام طرق أخرى للتمويل كالحسابات املفتوحة و‬
‫السلف املصرفية‪ ،‬مما يقلل لجوء البنوك التجارية إلى البنك املركزي لخصم األوراق التجارية التي لديه؛‬
‫ب ‪ -‬امتالك البنوك التجارية على احتياطات نقدية معتبرة تعتمد عليها في تقديم القروض و بالتالي علم اللجوء‬
‫إلى خصم األوراق التجارية‪ ،‬مما يحد من دور هذه األداة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تخضع فاعلية هذه األداة للظروف االقتصادية‪ ،‬ففي حالة تفاؤل رجال األعمال بالنسبة للطلب وارتفاع‬
‫األسعار واألرباح فإن زيادة سعر إعادة الخصم ال يؤثر على حجم االئتمان إلمكانية تعويضه عن طريق رفع‬
‫أسعار السلع املنتجة لكون األرباح املتوقعة تفوق بكثير تكلفة االقت راض من البنوك‪.‬‬

‫‪ 2- 1- 2‬سياسة السوق املفتوحة‬


‫وهي دخول البنك املركزي للسوق املالية بصفته بائعا أو مشتريا لألوراق املالية و أذونات الخزينة واألوراق‬
‫التجارية في السوق النقدية لحسابه الخاص‪ ،‬ويمكن أن يكون أطراف التعامل بنوكا أو مؤسسات أو أفراد‪ ،‬وهذا‬
‫بهدف التحكم في حجم السيولة املتداولة في املجتمع‪.‬‬
‫ففي حالة التضخم يقوم البنك املركزي ببيع هذه األوراق للحصول على قيمتها‪ ،‬مما يؤدي إلى نقص كمية‬
‫النقد املتداولة‪ ،‬فتنخفض سيولة البنوك التجارية‪ ،‬ألن شراء األفراد لهذه األوراق يعني سحب املبالغ املقابل لها‬
‫من البنوك التجارية مما يحد من قدرتها على منح االئتمان و تستخدم هذه السياسة مصحوبة بسياسة سعر‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫إعادة الخصم و في نفس االتجاه حتى ال تقوم البنوك في حالة شرائها لألوراق املالية ونقص أرصدتها النقية‬
‫بالتقدم إلى البنك املركزي للحصول على موارد نقدية تعوضها‪.‬‬
‫و لقد تعرضت هذه الوسيلة أيضا النتقادات عديدة منها ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تتوقف قدرة البنك املركزي في توجيهه للسياسة النقدية من خالل عمليات السوق املفتوحة على الكمية‬
‫التي لديه من األوراق املالية‪ ،‬بحيث يتطلب األمر قدرته في بيعها بأسعار منخفضة لضمان اإلقبال على‬
‫شرائها‪ ،‬و بالتالي فإن ذلك متوقف على مدى استعداده لتحمل الخسارة من أجل تحقيق األهداف املرجوة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ال يستطيع البنك املركزي إجبار البنوك التجارية على تقليص حجم قروضها‪ ،‬وبالتالي فإن سياسة البنك‬
‫املركزي يمكن إبطالها من طرف البنوك التجارية عندما تعود إليه كملجأ أخير لإلقراض‪.‬‬
‫‪ 3- 1- 2‬سياسة تغيير نسبة االحتياطي القانوني‬
‫في حاالت التضخم إذا الحظ البنك املركزي أن حجم االئتمان الذي قامت به البنوك التجارية في تجاوز‬
‫املستوى املرغوب فيه‪ ،‬فسوف يلجأ إلى رفع نسبة االحتياطي القانوني ويترتب على ذلك تقليل سيولة هذه البنوك‬
‫عن طريق تجميد جزء من احتياطاتها النقدية‪ ،‬مما يترتب عليه التقليل من قدرها على التوسع في عمليات‬
‫اإلقراض و خلق ودائع جديدة‪ ،‬إذ قد تضطر البنوك التجارية إلى التوقف عن منح االئتمان الفترة من الزمن حتى‬
‫يمكنها رفع رصيدها لدى البنك املركزي‪ ،‬و هذا يقل الطلب الكلى مما يؤدي إلى انخفاض األسعار و التقليل من‬
‫حدة املوجة التضخمية‪.‬‬
‫أدوات السياسة املالية للحد من التضخم‪1‬‬ ‫‪2- 2‬‬
‫‪ 1- 2- 2‬الرقابة الضريبية‬
‫تعد الرقابة الضريبية األداة األكثر فاعلية في ضبط حركات التضخم و االنكماش‪ ،‬ففي حاالت التضخم تلجا‬
‫الحكومة إلى تقييد الزيادة في حجم الطلب من خالل الزيادة في معدالت الضريبة الحالية أو فرض ضرائب‬
‫جديدة‪ ،‬مما يعمل على انخفاض القوة الشرائية لدى األفراد نتيجة انخفاض دخولهم النقدية الحقيقية و كذا‬
‫انخفاض األرباح التي تحققها املشروعات االستثمارية‪ ،‬فيؤدي هذا إلى انخفاض الطلب الكلي على السلع و‬
‫الخدمات و إعادة التوازن إلى االقتصاد‪ ،‬باإلضافة إلى رفع معدالت الضرائب فإن هذا يزيد في نفس الوقت من‬
‫الحصيلة الضريبية أي أن سياسة الرقابة الضريبية تستحدث موارد جديدة لتمويل التنمية‪ ،‬هذا ما يجعل‬
‫استخدام الضرائب يكون أكثر فعالية في الدول النامية ألن تطبيقها ال يتطلب أسواقا مالية ونقدية متطورة‪.‬‬
‫‪ 2- 2- 2‬سياسة اإلنفاق العام‬
‫ي مثل اإلنفاق العام بشقيه االستهالكي و االستثماري أهم مكونات مي زانية الدولة‪ ،‬حيث يؤدي تضخم حجم‬
‫العمالة في املؤسسات الحكومية إلى زيادة اإلنفاق على األجور واملرتبات في املي زانية العامة‪ ،‬كما أن مبالغ الدعم‬

‫‪1‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪21‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫التي تدفعها الدولة إلى بعض الفئات‪ ،‬تؤدي إلى زيادة حجم ا إلنفاق العام‪ ،‬حيث يتم استخدام سياسة اإلنفاق‬
‫العام بهدف الحد من التضخم من خالل تخفيض اإلنفاق العام فيؤدي ذلك إلى انخفاض اإلنفاق االستهالكي‬
‫واالستثماري ثم انخفاض الدخول التي تولدها تلك النفقات وبالتالي انخفاض مستوى الطلب الكلى على السلع‬
‫والخدمات مما يحقق است قرارا نسبيا في مستويات األسعار ‪.‬‬
‫‪ 3- 2- 2‬سياسة الرقابة على األجور‬
‫تمثل األجور العنصر األكثر أهمية في تكاليف اإلنتاج‪ ،‬حيث تؤدي االرتفاعات غير املنتظمة و املتسارعة في‬
‫معدالت األجور إلى حدوث ارتفاعات متوالية لألسعار و بصورة خاصة عند زيادة معدالت األجور بنسبة تفوق‬
‫الزيادة في معدالت إنتاجيتها مما يزيد من حدة الضغوط التضخمية في االقتصاد‪ ،‬ونظرا لذلك فإن الضرورة‬
‫تقتض ي حتمية التدخل الحكومي لوضع حد لالرتفاعات الخاصة في األجور‪ ،‬من خالل وضع ضوابط تكفل تحقيق‬
‫عالقة تناسبية بين الزيادة في معدالت األجور واإلنتاجية وبما يكفل تحقيق االستقرار في األسعار‪.‬‬
‫‪ 2- 2- 4‬سياسة الرقابة على األسعار‬
‫يع د االعتماد على قوى العرض و الطلب لتحقيق التوازن في سوق السلع و الخدمات و تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي محدود الفعالية‪ ،‬لذلك تتجه الحكومة إلى استخدام أدوات جديدة بهدف من خاللها إلى تحقيق‬
‫االستقرار في مستويات األسعار‪ ،‬تعد الرقابة على األسعار من أهم تلك األدوات‪ ،‬بحيث تطبق هذه األداة من‬
‫خالل وضع ضوابط قانونية تعمل على وقف االرتفاع في األسعار‪ ،‬و بما يعمل على توفير السلع األساسية بأثمان‬
‫تناسب القدرة الشرائية ملختلف شرائح املجتمع‪ ،‬و يتم تثبيت األسعار من خالل وضع حد أعلى ألسعار السلع‬
‫يجب عدم تجاوزه‪.‬‬

‫خالصة‬
‫تبين لنا من خالل العرض السابق لدراسة مسار التوحيد في الجر أن هذه العملية موكلة إلى الدولة‪ ،‬وهي‬
‫التي تتطلع من خاللها بوظيفة إعداد املعايير املحاسبية ‪ ،‬وتتم عملية التوحيد املحاسبي تحت إشراف اإلدارة‬
‫الوصية واملتمثلة في وزارة املالية ‪ ،‬وهي تملك سلطة فرضها ومتابعتها وااللت زام بها وتعديلها أو إلغائها إذا دعت‬
‫الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫أما فيما يخص (‪ )PCN‬وما انطوى عليه من ن قاص عديدة ‪ ،‬خصوصا فيما تعلق باإلفصاح عن املعلومات‬
‫الالزمة ‪ ،‬وذلك من خالل إفصاح عن معلومات أغلبها ليست بذات نفع ملختلف املستخدمون و إغفاله عن‬
‫جوانب عديدة هامة حسب ما هو منصوص عليه في املعايير الدولية ‪ .‬لذا توجب استحداث املخطط املحاسبي‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار النظري للقوائم املالية و التضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫الوطني بالنظام املحاسبي املالي الذي يتماش ى و املعايير الدولية و الذي يكون أكثر مصداقية و نفعا في بياناته‬
‫املالية‪ ،‬من خالل معالجة املشاكل التي تصادف قوائم املالية و خاصة منها ظاهرة التضخم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية‬
‫و آليات استبعادها‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫من املتعارف عليه أن القوائم املالية يتم إعدادها وفقا للمبادئ املحاسبية املتعارف عليها لتوفير معلومات مالئمة‬
‫ألغراض اتخاذ القرارات‪ ،‬وقد تم صياغة هذه املبادئ استنادا إلى افت راض وجود ثبات نسبي في املستوى العام‬
‫لألسعار‪ ،‬ولكن أصبح هذا االقت راض غير حقيقي أن سادت دول العالم موجة تضخمية مستمرة تزايدت معها‬
‫األسعار ‪ .‬وأصبح التضخم من املظاهر املألوفة في االقتصاد املعاصر‪ ،‬وقد أثر ذلك على أساس القياس ووحدة‬
‫القياس املحاسبي وانعكس بدوره على طبيعة املعلومات املحاسبية‪ ،‬فأصبحت في أغلب األحوال غير مالئمة‬
‫التخاذ القرارات ألنه ا في ظل التضخم هذا التغير ال تفصح عن الحقائق االقتصادية سواء كانت متعلقة بنتيجة‬
‫العمليات املالية أم باملركز املالي أو ما كان متعلقا بعناصر املي زانية‪ ،‬وبذلك أثبت النظام املحاسبي التقليدي فشله‬
‫في إعداد وتقديم البيانات و املعلومات املحاسبية الصحيحة في ظل تزاي د األسعار املستمرة وهو ما ال يظهر‬
‫حقيقة البيانات املحاسبية و املعلومات الصحيحة الواقعية التي تظهر واقع املركز املالي للمؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫و من ذلك فسنتطرق في هذا الفصل على تأثير التضخم على املعلومات املحاسبية وعلى عناصر القوائم املالية‪،‬‬
‫ثم نعرض بالتفصيل لل دراسات املحاسبية التي صدرت واألساليب التي أتبعت املواجهة القصور في املعلومات‬
‫املحاسبية‪ .‬وقد تم تقسيم هذا الفصل إلى‬
‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬محاسبة التضخم و أثره على القوائم املالية‬
‫‪ -‬املبحث الثاني‪ :‬طرق معالجة أثر التضخم على القوائم املالية‬
‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬معالجة التضخم حسب النظام الجزائري‬

‫‪46‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث األول‪ :‬محاسبة التضخم و أثره على القوائم املالية‬


‫نتيجة لعدم مالئمة القوائم املالية الحتياجات املستخدمين وتأثر محتواها بظاهرة التضخم‪ ،‬ونتيجة‬
‫لعدم مواكبة التكلفة التاريخية التطورات الحاصلة في مجال املحاسبة‪ ،‬ظهرت طرق محاسبية بديلة ملعالجة آثار‬
‫التضخم والتي تسعى إلى تقويم القوائم املالية وهو ما يسمى بمحاسبة التضخم‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفاهيم حول محاسبة التضخم‬
‫‪ .1‬تعريف محاسبة التضخم‬
‫املحاسبة عن التضخم هي مجموعة األسس واألساليب التي يعتمد عليها واإلجراءات التي تتبع لتعديل قيم‬
‫العناصر أو البنود التي تظهر في القوائم املالية في ضوء ما يحدث من ارتفاع في األسعار وانخفاض في القوة‬
‫الشرائية لوحدات النقود‪ ،‬ثم بيان كيفية إظهار هذا التعديل إما في القوائم املالية األساسية أو في قوائم ملحقه‪،‬‬
‫وكيفية معالجة الفروق التي تحدث نتيجة لهذه التعديالت كمكاسب أو خسائر رأسمالية أو عادية ويتم ذلك من‬
‫خالل إضافة معطيات جديدة لتكملة املعطيات املحاسبية الرسمية‪ ،‬بشكل يزيد من فعالية البيانات املحاسبية‬
‫وتتم عملية إعادة التقييم للقوائم املالية وفق طرق مختلفة للقياس املحاسبي تعتبر وليدة مداخل القياس‬
‫املحاسبي الحديث حيث تختلف خصوصياتها وطبيعتها وأهدافها من طريقة إلى أخرى‪.1‬‬
‫‪ .2‬الهدف من املحاسبة عن التضخم‬
‫ربما يثور تساؤل هنا «ما هي الفائدة التي تعود من تعديل قيمة البنود من التاريخية إلى قيمتها الحاضرة‬
‫عند إعداد القوائم املالية في ظل التضخم؟‬
‫أن اإلجابة على هذا التساؤل تظهر بوضوح إذا تمت صياغته بشكل عكس ي بمعنى أنه إذا لم يتم التعديل فما هي‬
‫األضرار التي يمكن أن تحدث ؟‪ ،‬وبالتالي يلزم ضرورة إجراء التعديل أو املحاسبة عن التضخم لتالفی هذه األضرار‪.‬‬
‫ولإلجابة على ذلك نقول إن املحاسبة تتيح بيانات ومعلومات تؤدي إلى تحديد الحقوق وااللت زامات فيما بين‬
‫املشروع ومالكه‪ ،‬وفيما بينه وبين األطراف الخارجية التي تتعامل معه فضال عن توفير البيانات الالزمة التخاذ‬
‫القرارات التنظيم هذه العالقة‪ ،‬وهذه البيانات تظهر في القوائم املالية وعلى األخص في كل من قائمة الدخل التي‬
‫تحدد الربح والخسارة وقائمة املركز املالي التي تحدد الحقوق وااللت زامات‪ ،‬وإظهار هذه البنود بالقيمة التاريخية‬
‫التي حدثت بها في ظل التضخم يؤدي إلى ما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬عدم إظهار نتيجة األعمال من ربح أو خسارة بصورة صحيحة ذلك أنه في ظل التضخم ترتفع أسعار املوجودات‬
‫غير النقدية دون تدخل من إدارة املشروع وينتج عن ذلك ربحا حيازيا‪ ،‬وإظهاره ضمن الريح العادي للمشروع ال‬
‫يعكس حقيقة النشاط أو كفاءة اإلدارة بها‪ ،‬كما أن توزيع هذا الجزء من الربح یعنى توزيع جزء من رأس املال‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد الحليم عبر‪ ،‬املعالجة املحاسبية اآلثار التضخم على الحقوق و االلتزامات بالتطبيق على البنوك اإلسالمية‪ ،‬ندوة حول التضخم‬
‫و أثاره على املجتمعات‪ .‬الحل اإلسالمي‪ ،‬املنامة البحرين‪ 29 ،‬أفريل إلى ‪ 1‬ماي ‪ 1997‬م‪ ،‬ص ‪02‬‬
‫‪2‬نفس املرجع السابق ص ‪5‬‬

‫‪47‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬عدم املحافظة على رأس املال وذلك ألن رأس املال‪ ،‬في صورته النقدية تنخفض قيمته بانخفاض القوة الشرائية‬
‫للنقود‪ ،‬ويتطلب األمر للمحافظة عليه ضرورة تعويض ما تقص من قيمته من اإليرادات‪ ،‬وذلك یعنى يجب عدم‬
‫االعت راف بأية أرباح قبل الوصول برأس املال إلى القدر الذي يمكن به استرداد ما استخدم من موجودات ساهمت‬
‫في تحقيق هذه األرباح‪.‬‬
‫‪ -‬أنه إذا كانت الفئات املختلفة تعتمد في اتخاذ قراراتها على البيانات املحاسبية التي تظهر بالقوائم املالية‪ ،‬فإن‬
‫هذه البيانات تكون غير دقيقة إلظهار العناصر أو البنود املالية في ظل التضخم بقيمة أقل من القيمة الحاضرة‬
‫لها‪.‬‬
‫املحاسبة عن التضخم‪1‬‬ ‫‪ .3‬تقييم‬
‫‪ 1- 3‬إيجابيات محاسبة التضخم‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل البيانات التاريخية وفق تغي رات القوة الشرائية العامة والتعبير عنها بداللة وحدة القياس النقدية ذات‬
‫قوة شرائية عامة يجعل بيانات هذه القوائم املالية موثقا بها وصالحة التخاذ القرارات؛‬
‫‪ -‬قابلية املقارنة عبر الدورات املالية ملراعاة تغير األسعار املستمرة؛ استبعاد وجود التضخم النقدي الصوري ‪--‬‬
‫سهولة التطبيق و تساعد في حل مشكلة استبدال األصول‪.‬‬
‫‪2- 3‬سلبيات محاسبة التضخم‪:‬‬
‫تعد األرقام القياسية لألسعار غير قابلة للتطبيق في كل املؤسسات االقتصادية وال على كل األصول؛‬
‫وجود خلط وعدم دقة‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬أسس القياس املحاسبي و مبدأ التكلفة التاريخية‬
‫‪- 1‬أسس القياس املحاسبي‬
‫يعتبر القياس في املحاسبة من أهم العمليات التي يقوم بها املحاسب‪ ،‬فإن ارتكز قياسه على أسس سليمة‬
‫ظهرت نتائجه في كفاءة األرقام املفصح عنها في القوائم املالية‪ ،‬فالقياس املحاسبي يتمثل في عملية تقييم األحداث‬
‫االقتصادية الناتجة عن أداء نشاط معين و املرتبطة بالوحدة االقتصادية‪ ،‬يظهر أثر تلك األحداث على قائمتي‬
‫الدخل و املي زانية‬
‫ولقد عرفت جمعية املحاسبة األمريكية القياس املحاسبي بأنه ‪" :‬عملية قرن األعداد باألحداث املاضية و الحالية‬
‫و املستقبلية للمنشأة و ذلك بناءا على مالحظات ماضية أو حالية و استنادا إلى قواعد محددة ‪.‬ويتم القياس‬
‫املحاسبي باستعمال أدوات هي املقاييس و تتبع أساليب القياس في استخدام هذه املقاييس و ذلك بغية الوصول‬
‫إلى الهدف املرغوب من عملية القياس ‪.‬‬
‫و تتمثل أسس عملية القياس في املحاسبة على أربعة أسس و هي‪:1‬‬

‫‪1‬تيجاني بالرقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.356‬‬

‫‪48‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 1- 1‬الخاصية محل القياس‪ :‬تتركز كل عملية قياس على خاصية معينة لش يء معين‪ ،‬وفي مجاالت القياس‬
‫املحاسبي إذا ما اعتبرنا أن املؤسسة في مجال القياس‪ ،‬فإن الخاصية التي ينصب عليها القياس قد تكون التعدد‬
‫النقدي لش يء معين هو حدث من األحداث االقتصادية للمؤسس كمشترياته أو مبيعاته مثال‪ ،‬كما قد تنصب‬
‫عملية القياس على خاصية أخرى غير خاصية التعدد النقدي كالطاقة اإلنتاجية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ 2- 1‬املقياس املناسب للخاصية محل القياس‪ :‬يتبع نوع املقياس املستخدم في عملية القياس على خاصية محل‬
‫القياس‪ ،‬فبالنسبة للمشروع االقتصادي إذا كانت خاصية التعدد النقدي للربح مثال هي الخاصية محل القياس‪،‬‬
‫فاملقياس املستخدم هو مقياس القيمة (وحدة النقد)‪ ،‬أما إذا كانت الخاصية محل القياس الطاقة اإلنتاجية‬
‫فامل قياس املستخدم هنا يكون مقياسا للطاقة عدد الوحدات املنتجة في الساعة الواحدة مثال‪.‬‬
‫‪ 3- 1‬وحدة القياس املميزة للخاصية محل القياس ‪ :‬عندما يكون الهدف من عملية القياس هو قياس املحتوى‬
‫الكمي لخاصية معينة لش يء ما‪ ،‬فإنه ال يكفي تحديد نوع املقياس املناسب لعملية القياس ‪ ،‬بل البد تحديد نوع‬
‫وحدة القياس أيضا ‪ .‬فمثال لو كان قيمة النتيجة هي محل القياس في هذه الحالة فباإلضافة إلى تحديد نوع‬
‫املقياس املستخدم وهو وحد النقد البد أيضا تحديد نوع وحدة النقد املميزة لهذه القيمة‪ ،‬الدينار أو الدوالر‪...‬‬
‫‪ 4 - 1‬الشخص القائم بعملية القياس‪ :‬يعد الشخص القائم بعملية القياس عنصرا هاما في هذه العملية‬
‫خصوصا في حالة عدم توفر املقاييس املوضوعية للقياس‪ ،‬فاملحاسب يؤثر في القياس املحاسبي ألنه الشخص‬
‫القائم على هذه العملية‪ ،‬وألن املحاسبة تعتمد في كثير من القياس على أساليب تحكيمية مما يؤدي إلى تحيز‬
‫قياس املحاسبي‪.‬‬
‫‪- 2‬مبدأ التكلفة التاريخية‬
‫‪ 1- 2‬مفهوم التكلفة التاريخية‬
‫يمكن تعريف التكلفة التاريخية ‪ :‬بأنها تلك القيمة التي تسجل بها السلع وقت دخولها إلى ممتلكات املؤسسة‪،‬‬
‫فهي عبارة عن قيمة واحدة تأسست بناءا على مبادلة حقيقية‪.‬‬

‫كما عرفها (‪ )Kieso and Others‬في كتابهم املحاسبة املتوسطة بأنها ‪ : "2‬سعر أو تكلفة األصل أو االلت زام‬
‫أثناء حيازته أو حدوثه وهي أداة قياس معظم األصول و االلت زامات ‪.‬‬

‫‪1‬روال كاسر اليقة‪ ،‬القياس و اإلفصاح املحامي في القوائم املالية املصارف و دورها في ترشيد قرارات االستثمار‪ ،‬رسالة ماجستر في املحاسبة‬
‫املصرفية‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬سورية‪ ، 2007 ،‬ص‪04‬‬
‫‪2‬پوکساني رشيد‪ ،‬أوكيل نسيمة‪ ،‬العرابي حمزة‪ ،‬مبدأ التكلفة التاريخية بين االنتقاء التأني في ظل توجه املعايير املحاسبية الدولية نحو القيمة‬
‫السوقية العادلة‪ ،‬ملتقى دولي حول النظام املحاسبي الجديد في ظل معايير املحاسبة الدولية‪ ،‬املركز الجامعي بالوادي‪، 2010،‬ص ‪06‬‬

‫‪49‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث ترتكز القيمة التاريخية على قيمة التضحية االقتصادية الواقعة السوق أثناء حيازة األصل أو وقوع‬
‫االلت زام‪.‬‬
‫فمن خالل ما سبق تقول بأنه وفق مبدأ التكلفة التاريخية يتم تقييم عناصر األصول والخصوم واملصروفات‬
‫واإليرادات والتعبير عنها في القوائم املالية بقيمتها األصلية دون النظر إلى التقليات التي تتعرض لها هذه القيمة‬
‫االقتصادية نتيجة التغي رات الحادثة في القوة الشرائية للنقود بسبب التضخم واالنكماش والركود‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬العناصر الفكرية التي يرتكز عليها مبدأ التكلفة التاريخية‬
‫يستند القياس املحاسبي وفق مبدأ التكلفة التاريخية إلى مبررات و مبادئ و فروض محاسبية يمكن أن تعد‬
‫بمثابة حجج ملؤيدي هذا املبدأ‪ ،‬وفي نفس الوقت تعد مزايا يتمتع بها‪ ،‬ونذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬إمكانية التحقق من بيانات التكلفة التاريخية ألنها ترتكز على إثباتات موضوعية خالية من الحكم الشخص ي‬
‫وألنها نتجت عن عملية مبادلة حقيقية‪ ،‬األمر الذي يوفر لنا درجة أكبر من املوضوعية و وجود موثوقية عالية‬
‫فيها ‪ ،‬وبالتالي إمكانية االعتماد على البيانات املحاسبية؛‬
‫‪ -‬فرض استمرارية النشاط والذي يقض ي بأن املؤسسة في حالة استمرار بأعمالها االعتيادية خالل الفترة‬
‫املنظورة‪ ،‬وبالتالي ال تستخدم القيم الجارية لألصول إال في حالة واحدة فقط هي حالة التصفية؛‬
‫‪ -‬مبدأ القياس الفعلي والذي يقض ي بأن اإلثبات في الدفاتر والقوائم املالية يجب أن يقتصر على ما تم فعال طبقا‬
‫للقيم األصلية وليس أي وضع افت راض ي؛‬
‫‪ -‬يقوم أساس التكلفة التاريخية على مبدأ الثبات الذي يقض ي بأن األصول والخصوم تظل مقومة بالتكلفة من‬
‫فترة إلى أخرى بغض النظر عن أي تغي رات في األسعار؛‬
‫‪ -‬فرض وحدة القياس النقدي يقض ي باستخدام الوحدات النقدية األصلية في اإلثبات وتجاهل أي تغير في قيمتها‬
‫نتيجة التضخم أو االنكماش؟‬
‫‪ -‬مبدا تحقق اإليرادات والذي يقض ي طبقا ملفهومه التقليدي بعدم االعت راف بأي تغي رات في قيم األصول‬
‫والخصوم إال بعد تحققها عن طريق إجراء تبادل مع طرف آخر؛‬
‫مبدأ مقابلة اإليرادات باملصروفات والذي يقض ي بتحديد الدخل عن طريق مقابلة إيرادات الفترة بتكاليف هذه‬
‫الفترة فقط‪ ،‬و ليس عن طريق مقارنة صافي قيمة األصول أول وأخر الفترة املحاسبية؛‬
‫‪ -‬من ضمن القيود التي تفرضها املحاسبة هو الحيطة والحذر "‪ ،‬حيث يتم تجاهل ارتفاع أسعار األصول‪ ،‬وهذا‬
‫من شأنه أن يؤدي إلى إظهارها في قائمة املركز املالي بقيم متحفظة؛‬
‫‪ -‬تبين التكلفة التاريخية املكاسب و الخسائر الحاصلة نتيجة البيع و تسوية االلت زامات حتى و إن كان البيع و‬
‫التسوية ليست الحدث الذي نتج عنها املكاسب أو الخسائر‬

‫‪50‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تمكن التكلفة التاريخية من الحصول على كميات من املعلومات املتاحة عن الدورات املتعلقة بعمليات املاض ي‪،‬‬
‫دون الحاجة إلى الرجوع إلى البيانات الخارجية من السوق ‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬االنتقادات املوجهة إلى مبدأ التكلفة التاريخية‬
‫يؤدي االعتماد على أساس التكلفة التاريخية إلى قياس غير سليم للربح الدوري لسببي ‪:1‬‬
‫أ ‪ -‬أن مقابلة اإليرادات التي تمثل القيمة الجارية للنتائج مع املصروفات املقاسة على أساس القيم التاريخية‬
‫سوف يؤدي إلى إدماج ناتج النشاط الجاري مع ناتج املضاربة على أسعار عوامل اإلنتاج‪ ،‬حيث أن ناتج النشاط‬
‫الجاري يتطلب مقابلة لكل من اإليرادات واملصروفات على أساس األسعار الجارية؛‬
‫ب ‪ -‬إن تأجيل االعت راف بالتغير في قيم األصول والخصوم حتى يتم تبادل حقيقي مع طرف خارجي سوف يؤدي إلى‬
‫تداخل نتائج الدورات املحاسبية املختلفة وهو أمر يتعارض مع فرض الدورية أي أن الريح الدوري الخاص بدورة‬
‫محاسبية معينة سوف يعكس ناتج األحداث االقتصادية التي نشأت في دورات سابقة ولم تتحقق إال خالل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬كما أن هذا الربح لن يعكس نتائج أحداث الدورة الحالية بالكامل ذلك أن جزءا من هذه األحداث غير‬
‫املحققة سوف يتم االعت راف به في دورات محاسبية مقبلة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬كذلك فإن أساس التكلفة التاريخية ي شترط حدوث عملية تبادلية مع طرف آخر قبل االعت راف بأي تغير في‬
‫عناصر املركز املالي‪ ،‬هذا سوف يؤدي إلى استبعاد كثير من القيم في السجالت املحاسبية‪ ،‬تتمثل في األصول‬
‫املعنوية‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك شهرة املحل‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬ونظام املعلومات املتوفر لدي املؤسسة وغير ذلك‬
‫من العناصر غير امللموسة التي قد تمتاز بها الوحدة املحاسبية عن غيرها من الوحدات األخرى؛‬
‫د ‪ -‬يستند هذا املبدأ على تجاهل التغير في القوة الشرائية للنقود‪ ،‬و إن أخذ تغي رات القوة الشرائية للنقود في‬
‫االعتبار يعتبر خروجا عن هذا املبدأ ‪ ،‬حيث أن تجاهل التغي رات في املستوى العام لألسعار سوف يجعل القيم‬
‫الواردة في القوائم املالية غير قابلة للتجميع والتلخيص؛‬
‫ه ‪ -‬إن االعتماد على أساس التكلفة التاريخية في حالة التغي رات الكبيرة في األسعار الخاصة بعناصر املي زانية‬
‫يجعل األرقام املحاسبية بعيدة كل البعد عن التعبير عن القيم الجارية لهذه العناصر‪ ،‬األمر الذي يفقد القوائم‬
‫املالية كثي را من فائدتها في االستخدام العملي‪ ،‬وعلى ذلك فإن هذا املبدأ عاجز عن تصوير الحقائق االقتصادية‬
‫وعن مقابلة احتياجات متخذي القرارات وخاصة في تقدير التدفقات النقدية املتوقعة؛‬
‫و ‪ -‬إن إظهار األصول الثابتة بقيمتها التاريخية يؤدي إلى إنتاج ربح مختلف بين املؤسسات ذات األصول املتماثلة‪،‬‬
‫فاملؤسسات ذات األصول القديمة املشترىة قبل عدة دورات تنتج أرباحا أكبر من املؤسسات ذات األصول‬
‫الحديثة‪ ،‬أي أن النتيجة املحاسبية تختلف باختالق تواريخ اقتناء األصول‬
‫‪ 4- 2‬االستثناءات من أساس التكلفة التاريخية‬

‫‪ 1‬عباس مهدي الشيرازي ‪ ،‬نظرية املحاسبة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ذات السالسل الطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ، 1990 ،‬ص ‪314‬‬

‫‪51‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أجل التخفيف من االنتقادات املوجهة إلى أساس التكلفة التاريخية‪ ،‬فقد تم قبول بعض االستثناءات في‬
‫تطبيق هذا األساس والتي منها‪: 1‬‬
‫‪ 1-4-2‬تقييم املخزون السلعي‪ :‬بالنسبة للمخزون السلعي آخر الدورة فالقاعدة العامة للتقويم هي قاعدة‬
‫التكل فة أو السوق أيهما أقل‪ ،‬إال أنه توجد حاالت خاصة كثيرة تستدعي الخروج عن هذه القاعدة‪ ،‬ففي حالة‬
‫وجود سوق شبه مؤكدة للمنتج والتكاليف الالزمة للتسويق يمكن قياسها باستخدام أسعار السوق للوصول إلى‬
‫صافي القيمة البيعية لتقويم بضاعة آخر املدة‪ ،‬وبغض النظر عن كون هذه ال قيمة أكبر من التكلفة أو أقل منها؛‬
‫‪ 2-4-2‬قيمة العمالء ‪ :‬تظهر أرصدة املدينين في املي زانية باملبالغ املستحقة على العمالء املدينين واملنتظر أن يتم‬
‫تحصيلها نقدا‪ ،‬ومن ثم تعد التقديرات في نهاية الفترة ملعرفة املردودات واملبالغ املتوقع تحصيلها‪ ،‬كما أن‬
‫مخصص الديون املشكوك فيها يظهر في املي زانية مطروحا من مبلغ املدينين باعتباره مخصص التقييم ‪ .‬وعلى ذلك‬
‫يمكن القول أن أساس تقييم بند العمالء هو صافي القيمة املنتظر تحصيلها؛‬
‫‪ 3-4-2‬أوراق القبض ‪ :‬في تاريخ إعداد القوائم املالية يتم تقييم أوراق القبض بقيمتها الحالية املالية وذلك‬
‫يتطلب االعت راف دوريا بإيرادات الفوائد الدائنة على تلك األوراق ؛‬
‫‪ 4-4-2‬األصول الثابتة ‪ :‬قصيرة األجل ‪:‬بالنسبة لألصول الثابتة قصيرة األجل فالقاعدة هي أن يكون التقويم على‬
‫أساس إجمالي التكلفة أو إجمالي التكلفة السوقية أيهما أقل‪ ،‬على أن يكون قياس إجمالي القيمة السوقية في تاريخ‬
‫إعداد املي زانية‪ ،‬و يالحظ أن التحسن في أسعار السوق في الفت رات املالية املوالية يؤخذ في الحسبان ولكن بشرط‬
‫أال تزيد القيمة املعدلة عن التكلفة األصلية‪ ،‬وأن التعديل بالنقص في رصيد حساب مخصص هبوط القيمة‬
‫السوقية يعتبر تغي را في التقديرات املحاسبية للخسائر غير املحققة؛‬
‫‪ 5-4-2‬األصول الثابتة طويلة األجل ‪ :‬األساس في التقويم بالنسبة لألصول الثابتة طويلة األجل هو التكلفة إال‬
‫إذا كان هناك انخفاض جوهري في أسعار السوق فتعد ل التكلفة بقيمة هذا االنخفاض‪ ،‬وتمثل القيمة املعدلة‬
‫األساس الجديد للتكلفة‪ ،‬وتظهر الخسائر ضمن عناصر قائمة الدخل‪ ،‬أما إذا كان االنخفاض في أسعار السوق‬
‫انخفاضا مؤقتا فيمكن تطبيق قاعدة التكلفة أو السوق أيهما أقل كما هو الحال في االستثمارات قصيرة األجل‬
‫ولكن مع اختالف بسيط هو أن التعديالت على مخصص انخفاض القيمة السوقية يعالج كجزء من حقوق‬
‫امللكية ويظهر مستقال في قائمة املركز املالي دون أن يؤثر على عناصر قائمة الدخل؛‬
‫‪ 6- 4- 2‬حاالت أخرى لألصول الثابتة ‪ :‬هناك حاالت كثيرة في املحاسبة عن األصول الثابتة تمثل خروجا عن مبدأ‬
‫التكلفة التاريخية فمثال في حالة األصول املهلكة دفتريا وال زالت تعمل كطاقة إنتاجية مستقبلية‪ ،‬أو في حالة‬
‫االنخفاض الدائم في قيمة األصول الثابتة نتيجة للتقادم أو في حالة األصول الحيوانية (التكاثر)‪ ،‬في مثل هذه‬
‫الحاالت يلزم إعادة تقييم األصول الثابتة لالعت راف بالنقص الدائم أو الزيادة الدائمة في القيمة؛‬

‫‪1‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬النموذج املحاسبي املعاصر من املبادئ إلى املعايير ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ، 2003 ،‬ص ‪433‬‬

‫‪52‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 7- 4- 2‬املبادالت غير نقدية ‪ :‬القاعدة العامة هي أن األصول غير النقدية موضع تبادل يجب إثباتها بما يعادل‬
‫القيمة السوقية لألصل املتنازل عنه أو القيمة السوقية لألصل املتحصل عليه أيهما أكثر تحديدا‪ ،‬وإذا ظهر تعذر‬
‫في تقدي ر القيمة الحقيقية العادلة لكال األصلين يمكن االعتماد على القيمة الدفترية لألصل املتنازل عنه كأساس‬
‫إلثبات حيازة األصل الجديد وبدون االعت راف بمكاسب أو خسائر عملية التبادل‪ ،‬والقيمة العادلة لألصل غير‬
‫النقدي تقدر على أساس صافي القيمة البيعية أو ثمن الشراء ألصل مماثل حاليا أو استخدام طريقة التقييم‬
‫املباشر‪.1‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أثر التضخم على القوائم املالية‬
‫ينجر عن التضخم آثار عديدة على مستوى بعض العناصر التقليدية املكونة لإلطار النظري للمحاسبة من‬
‫مفاهيم وفروض ومبادئ نتيجة جمودها وعدم مواكبتها للتغي رات االقتصادية‪ ،‬وكذلك فإن القوائم املالية تتأثر‬
‫قيمها املحاسبية هذه الظاهرة حيث تبتعد عن الواقع االقتصادي الحقيقي لها‪ ،‬نتيجة إتباع املؤسسة السياسات‬
‫وإجراءات محاسبية تقليدية‬
‫‪ - 1‬أثر التضخم على املبادئ والفروض واملفاهيم املحاسبية‬
‫‪ 1- 1‬فرض وحدة القياس النقدي والتغيرات في األسعار‬
‫إن السمة األساسية التي يجب أن تتصف بها وحدة القياس هي صفة الثبات املطلقة‪ ،‬غير أن وحدة‬
‫القياس النقدي في املحاسبة ال تتسم بالثبات من حيث قوتها الشرائية‪ ،‬وهو االنتقاد الجوهري لفرض ثبات وحدة‬
‫القياس النقدي مما يثير الكثير من الجدل حول مدى صالحية استخدام الوحدات النقدية كمقياس للقيمة‬
‫واإلعداد القوائم املالية خاصة في ظل التغير في مستويات األسعار‪.‬‬

‫القياس والتغيرات في األسعار‪2‬‬ ‫‪ 2- 1‬ثبات طرق‬


‫يدل الثبات على استخدام نفس اإلجراءات والسياسات املحاسبية ونفس املفاهيم وطرق القياس لبنود‬
‫القوائم املالية للمنشأة‪ ،‬و استخدام إجراءات وطرق مختلفة للقياس ينتج عنه صعوبة فهم ومقارنة القوائم‬
‫املالية وصعوبة التنبؤ باالتجاهات الخاصة بنشاط املؤسسة‪ ،‬وصعوبة الفصل ب ين تغير البيانات نتيجة تعديل‬
‫اإلجراءات أو تغيرها بسبب العوامل االقتصادية الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ 3- 1‬موضوعية القياس في املحاسبة في ظل تغير األسعار‬

‫‪1‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬النموذج املحاسبي املعاصر من املبادئ إلى املعايير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪462‬‬
‫‪ 2‬مدحت فوزي عطيان وادي‪ ،‬أثر التضخم على اإلفصاح املحاسبي للقوائم املالية في الوحدات االقتصادية الفلسطينية ‪ ،‬رسالة ماجيستر‬
‫في املحاسبة والتمويل‪ ،‬الجامعة اإلسالمية عزة‪ ، 2006 ،‬ص ‪52‬‬

‫‪53‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يوجد موضوعية مطلقة في املحاسبة ألنها مسألة نسبية والدرجة العالية من املوضوعية والتحقق‬
‫املوضوعي أمر مرغوب فيه ولكن حتى التمسك باملوضوعية التامة ال يعتبر كافيا لجعل القوائم املالية موضوعية‪،‬‬
‫فمبدأ التكلفة التاريخية قد يكون موضوعيا في إثبات قيمة األصول الثابتة لكن تتناقص موضوعيته في تقدير‬
‫القيمة الدفترية التي يطرح منها قط اإلهالك الذي يدخل في حسابه العمر الزمني لألصل الثابت والذي يخضع‬
‫للتقدير الشخص ي وهو ما يؤيد عدم وجود موضوعية مطلقة‪.‬‬
‫‪ 4- 1‬األهمية النسبية والتغيرات في األسعار‬
‫إن األهمية النسبية للبنود الواردة بالقوائم املالية تؤثر على طريقة معالجة هذه البنود في الدفاتر واملشكلة‬
‫تنحصر في إيجاد مقياس سليم لألهمية النسبية‪ ،‬فهناك من يرى أن األهمية النسبية تتحدد على أساس صلة‬
‫العنصر بالدخل الجاري بعد الضريبة‪ ،‬والجدير بالذكر أن التضخم يؤثر بشكل كبير على الدخل الجاري قبل‬
‫وبعد الضريبة مما يوضح أن مشكلة التغي رات في مستويات األسعار في حالة استمرارها يصبح اإلفصاح عنها ذو‬
‫أهمية نسبية كبيرة وذلك ألن البيانات املحاسبية أصبحت مضللة‪.‬‬
‫‪ 5- 1‬مبدأ اإلفصاح املحاسبي‬
‫يعتبر اإلفصاح أهم هدف للمحاسبة ألن اإلفصاح يهتم بوظيفة التوصيل‪ ،‬فهو يعني استخدام الوسائل‬
‫واألساليب الفنية املختلفة بهدف تقديم كمية من املعلومات املحاسبية الكافية ملستخدمي القوائم املالية والتي‬
‫تمكنهم من اتخاذ قراراتهم املختلفة تدعيمة ألداء وظيفة اإلعالم املحاسبي‪ ،‬ولذا البد أن تكون املعلومات املالية‬
‫غير مضللة ولها من الشروط واملعايير ما يجعلها صالحة ملستوى اإلفصاح‪ ،‬ومفهوم املحاسبة عن آثار التضخم‬
‫يدعم ويتفق مع مبدأ اإلفصاح املحاسبي وأن تجاهل التضخم لوحدة النقد يتعارض مع هذا املبدأ‪ ،‬يعتبر هذا‬
‫حسب ‪ FASB‬هو اإلفصاح اإلعالمي الذي يحول القوائم املالية التقليدية إلى قوائم ذات إفصاح تثقيفي‪.‬‬

‫‪ 6- 1‬مفهوم الحيطة والحذر والتغيرات في مستويات األسعار‬


‫يعتمد مفهوم الحيطة والحذر على بندين هما‪:1‬‬
‫‪ -‬ضرورة أخذ الخسائر واألعباء املتوقعة في الحسبان؛‬
‫‪ -‬عدم االعت راف باألرباح املنتظرة إال في حالة تحققها‪.‬‬
‫ويرى البعض أن تطبيق مفهوم الحيطة والحذر ال يلبي الخصائص النوعية للمعلومات خاصة املالئمة‬
‫واملوثوقية وقابلية املعلومات للمقارنة والثبات‪ ،‬إضافة إلى ذلك هذا املفهوم ينتج عن تطبيقه معلومات مشوهة‬
‫تؤدي إلى اتخاذ قرارات مضللة وهو ما يتناقض جوهريا مع التوجه العام لإلطار املفاهيمي في النموذج املعاصر‬
‫النظرية املحاسبة وعليه تقل أهمية مفهوم الحيطة والحذر في سياق هذا اإلطار‪ ،‬هذا ويمكن تطوير هذا املفهوم‬

‫‪ 1‬مدحت فوزي عليان وادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪128‬‬

‫‪54‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بدال من تكوين ا الحتياطات واملخصصات في ظل التغير في مستويات األسعار‪ ،‬فيتم تعديل مفردات القوائم املالية‬
‫في الوحدة االقتصادية وفقا لألرقام القياسية العامة حتى تساير القوة الشرائية في تاريخ إعداد القوائم املالية‪.‬‬
‫‪ 7- 1‬مفهوم املحافظة على رأس املال و تغير األسعار‬
‫ال يمكن القول بأن هناك أرباحا قد تحققت في دورة محاسبية إال بعد املحافظة على القوة الشرائية لرأس‬
‫املال ‪ ،‬وعلى ذلك فإن الدخل هو ذلك املقدار الذي يمكن توزيعه بحيث تكون القوة الشرائية لرأس املال في نهاية‬
‫الفترة كما هي في بداية الفترة‪ ،‬وإن املحافظة على رأس املال من أهم أهداف محاسبة التضخم من خاللها يتم‬
‫املحافظة على القوة الشرائية لرأس املال املستثمر وفق نموذج التكلفة التاريخية املعدلة‪.‬‬
‫‪- 2‬أثر التضخم على عناصر قائمة امليزانية‬
‫بما أنه يتم املحاسبة وفق مبدأ التكلفة التاريخية الذي يتجاهل التغير في القوة الشرائية للنقود فإن بنود‬
‫املي زانية تتأثر بظاهرة التضخم النقدية منها وغير النقدية‪ ،‬خاصة العناصر غير نقدية ألنها تبقى في املؤسسة‬
‫لفترة طويلة‪ ،‬سنتطرق فيما يلي إلى أهم تلك اآلثار على مختلف بنود املي زانية‪.‬‬
‫‪ 1- 2‬األصول الثابتة‬
‫‪ -‬تظهر األصول الثابتة في قائمة املي زانية و املقتناة منذ فترة طويلة بقيمة محاسبية (دفترية) تبتعد كثي را عن‬
‫قيمتها الحقيقية بسبب مرور وقت طويل على اقتنائها وبسبب التقدم التكنولوجي الحاصل وارتفاع في األسعار‬
‫ونتيجة لذلك ينشأ فارق كبير بين القيمة الدفترية للموجودات وقيمتها الحالية‪ ،‬بحيث يصبح من غير املعقول‬
‫اإلبقاء على القيمة األولى في املي زانية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن القيم اإلجمالية لتلك األصول تحتوي على عناصر تم‬
‫اقتنائها في فت رات مختلفة مما يؤدي إلى الجمع بين أصول مختلفة من حيث الوحدات النقدية املقيمة لها؛ ‪-‬عدم‬
‫كفاية أقساط اإلهتالك الستبدال األصول الثابتة بأصول جديدة لها نفس القوة اإلنتاجية لألصول القديمة ألن‬
‫أقساط اإلهتالك السنوية حسبت على أساس التكلفة التاريخية املنخفضة لألصول الثابتة‪ ،‬فاإلهتالك من‬
‫الناحية املالية بعد تخصيصا من أجل استرجاع املبلغ املنفق في شراء األصل وذلك طيلة مدة حياته‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستلزم إتباع رأي املفكر ‪ lange - Rives‬والذي أكد على ضرورة إضافة إهتالكات تكميلية لإلهتالكات املحسوبة‬
‫وقد يطلق عليها تسمية إهتالكات استثنائية بغية املساعدة في تجديد األصول الثابتة‪ ،‬ومن ثم املحافظة على‬
‫املعنى االقتصادي لقائمة املي زانية‪ ،‬وهذه اإلهتالكات التكميلية تدخل ضمن املصروفات االستثنائية‪ ،‬كما أن هذه‬
‫اإلهتالكات قد ال تخصم من الريح الخاضع للضريبة بهدف تشجيع الشركات على إتباع هذا األسلوب بالتعجيل في‬
‫حساب اإلهتالكات خالل فترة التضخم؛‬
‫‪ -‬يؤدي انخفاض أقساط اإلهتالك عن قيمتها الحقيقية إلى زيادة الربح التشغيلي مما يؤدي إلى ظهور أرباح مبالغ‬
‫فيها بمقدار الفرق بين قسط اإلهتالك بناء على التكلفة التاريخية وقسط اإلهتالك بناء على التكلفة املعدلة‬
‫يدفع تجاهل التغي رات في مستويات األسعار إلى املغاالة في العائد على رأس املال املستثمر بدرجة أكبر من املغاالة‬

‫‪55‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في صافي الربح‪ ،‬حيث يتم تضخيم بسط النسبة املتمثل في صافي الربح وتقليل مقام النسبة عن طريق تقييم‬
‫األصول بأقل من قيمتها الحقيقية (السوقية)‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬املخزون السلعي‬
‫يتميز املخزون بعدم بقائه فترة طويلة داخل املؤسسة‪ ،‬و التجدد و الحركة املستمرة التي ال تسمح باتساع‬
‫الفارق بين تكلفته التاريخية وقيمته الحالية في ظل االرتفاع البطيء لألسعار‪ ،‬وتبتعد عنها إذا حصلت قفزات‬
‫سريعة في األسعار‪ ،‬وعليه من غير املمكن االعتماد على التكلفة التاريخية التقييم املخزون‪ ،‬ولذلك عدم تعديل‬
‫إجمالي القيمة النقدية للمخزون يمكن أن يقود إلى انخفاض كميته املادية ومن ثم يشكل خطر حدوث خسارة‬
‫مادية مهمة‪ ،‬كما يظهر املخزون في املي زانية في ظل انخفاض قيمة النقد بقيمة منخفضة‪ ،‬وتزداد أهمية هذه‬
‫القيمة أو تنخفض حسب معدل دوران املخزون وبحسب الطريقة املستخدمة في التقييم ‪ ،‬فاملؤسسات التي‬
‫تقوم بتسعير املنصرف من املخزون على أساس سياسة الوارد أخي را صادر أوال (‪ )LIFO‬سوف تتأثر بدرجة أقل‬
‫حدة من املؤسسات التي تستخدم سياسات بديلة مثل الوارد أوال صادر أوال (‪ )FIFO‬لذا يتعين إعادة‪ ،‬تكوين‬
‫مخصص االنخفاض قيمة املخزون حينما تكون قيمته عند الجرد أقل من تكلفته التاريخية‪1.‬‬

‫‪ 3- 2‬البنود النقدية املدينة والدائنة‬


‫‪ -‬يترتب على حيازة األصول النقدية خالل فترة االرتفاع في املستوى العام لألسعار خسائر في القوة الشرائية‪ ،‬ألن‬
‫قيمة املقدار الثابت من وحدات النقدية بما تحتويه من قوة شرائية يمكن تحويلها إلى سلع وخدمات‪ ،‬سوف‬
‫تنخفض ح يث تصبح هذه القيمة مساوية لعدد أقل من الوحدات النقدية بسبب انخفاض قوتها الشرائية لها؛‬
‫‪ -‬ويترتب على الخصوم النقدية في فترة االرتفاع في املستوى العام لألسعار مناسب في القوة الشرائية ألنها تمثل‬
‫الت زامات مقاسه بوحدة نقد تقل قوتها الشرائية عن وحدة النقد وقت نشوء هذه االلت زامات‪ ،‬والعكس في حالة‬
‫االنخفاض في املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ 4- 2‬رأس املال‬
‫قد تستخدم بعض الوحدات االقتصادية الربح استخدام داخلية كإجراء توسعات وبعض الوحدات قد‬
‫تعتبر أرباحها في ظل مبدأ التكلفة التاريخية ربح قابل للتوزيع وبالتالي تقوم بتوزيعه بعد دفع الضرائب عليه وهي‬
‫بذلك تقوم بتوزيع جزء من رأس املال بطريقة قد تؤدي إلى تأكل رأس املال ألنه في ظل وجود أرباح مضخمة فأي‬
‫توزيعات له ستتسبب في تأكل رأس املال نتيجة الرتفاع قيمة تلك التوزيعات‬
‫‪- 3‬أثر التضخم على عناصر جدول حساب النتائج‬
‫يؤدي تجاهل التغير في القوة الشرائية للنقود إلى تأثي رات على جدول حساب النتائج وهذا كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1- 3‬أرباح املؤسسة التي تظهر بالقوائم املالية أرباح صورية وليست حقيقية‬

‫‪1‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪128‬‬

‫‪56‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في ظل مبدأ التكلفة التاريخية تظهر اإليرادات في القوائم املالية معب را عنها بوحدة النقد الحالية السائدة‬
‫خالل العام‪ ،‬بينما تقابلها بعض املصروفات كاإلهتالك وتكلفة املبيعات التي تظهر معب را عنها بوحدات نقدية غير‬
‫متماثلة هي خليط من الوحدات النقدية لفت رات سابقة والسائدة خالل العام‪ ،‬وحتي يتم قياس أرباح املشروع‬
‫على أساس سليم ينبغي تعديلها للتعبير عنها بما يقابلها من سلع وخدمات استخدمت في سبيل الحصول على‬
‫اإليرادات ويستخدم لهذا الغرض أحد األرقام القياسية العامة أو األرقام القياسية الخاصة لتعديل كل مفردة‬
‫من مفردات مصروفات وإيرادات املنشأة لقياس القيمة الحقيقية لصافي الربح‪.‬‬
‫‪ 2- 3‬سداد ضرائب على أرباح صورية‬
‫إن إخضاع األرباح املحققة وفقا ألساس التكلفة التاريخية للضرائب يعني جزئيا تحمل رأس املال هذه‬
‫الضريبة وتقتطع منه عالوة وهو أمر يتسم بالخطورة ألنه يعني تعريض رأس املال للنقص وتعريض الشركة‬
‫للخطر‪.‬‬
‫‪ 3- 3‬تحديد سعر البيع في ضوء تكاليف تاريخية إن استعمال التكلفة التاريخية غير املعدلة تتضمن إساءة في‬
‫مالئمة التكلفة املخصصة لإلنتاج التي تعكس مستويات أسعار ماضية باإليرادات التي تعكس مستويات أسعار‬
‫جارية مما يجعل سعر البيع ال يمثل التضحية االقتصادية الحقيقية التي تقدمها الوحدة االقتصادية في املنتج ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬طرق معالجة أثر التضخم على القوائم املالية‬


‫تعتمد محاسبة التضخم في تعديل قيم القوائم املالية وإعادة تقييمها على طرق القياس املحاسبي فإن‬
‫نموذج التكلفة التاريخية يتجاهل االعت راف و الفصل واإلفصاح عن تغي رات مستويات األسعار مما دفع بمختلف‬
‫الجمعيات واالتحادات املهنية بالبحث عن تطوير هذا النموذج ونظرا لتباين واختالف وجهات نظر املحاسبين‬
‫ونتيجة لتعدد مستخدمي القوائم املالية وتنوع احتياجاتهم أدى إلى تعدد طرق محاسبة التضخم‬
‫ويمكن القول أنه تم التوصل إلى نماذج محاسبية بديلة للقياس املحاسبي التقليدي القائم على مبدأ التكلفة‬
‫التاريخية منها ما هي جزئية ومنها ما هي شاملة في معالجتها آلثار التضخم النقدي ومن أهم هذه النماذج أو الطرق‬
‫املحاسبية تلك التي يوص ي بها املعيار املحاسبي الدولي ( ‪ " ) IAS 15‬املعلومات التي تعكس آثار تغي رات األسعار "‬
‫والذي ألغي في أكتوبر ‪2003‬م وبقي يستعمل بصفة اختيارية إضافة إلى الطريقة املتضمنة باملعيار‬
‫( ‪ " ) IAS 29‬التقرير املالي في االقتصاديات ذات التضخم املرتفع القائمة على نموذج القيم الجارية مع ثبات وحدة‬
‫النقد وللتعرف على هذه الطرق سنتطرق أوال إلى املداخل املحاسبية الجزئية ثم إلى املداخل املحاسبية الشاملة‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬املداخل املحاسبية الجزئية ملعالجة آثار التضخم‬

‫‪57‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في محاولة للتغلب على آثار تضخم رقم األرباح في القوائم املالية وما يترتب عنها من مشاكل متعددة قد يلجأ‬
‫بعض املحاسبين إلى اتخاذ بعض اإلجراءات املحاسبية التي تساهم في الحد من تضخيم أرباح النشاط ومنها‪: 1‬‬
‫‪ - 1‬املداخل املحاسبية الجزئية‬
‫‪1- 1‬معالجة اهتالكات األصول الثابتة‬
‫حيث أن االستهالك السنوي لألصول الثابتة في ظل التضخم ال يمثل التكلفة الحقيقية ملا يستهلك من األصول‬
‫الثابتة مما ينعكس سلبا على موضوعية صافي نتيجة النشاط فقد حاول املحاسبون معالجة هذه املشكلة بشكل‬
‫جزئي بإحدى الطريقتين‪:‬‬
‫‪ 2- 1‬طريقة القسط املتناقص الحتساب االستهالك ( القسط املعجل)‬
‫حيث بإتباع هذه الطريقة يحاول املحاسبون التعجيل بإطفاء التكلفة التاريخية وتقليل الفترة الزمنية بين تاریخ‬
‫اقتناء األصل وتاريخ استهالكه دون التخلي عن أساليب الحاسبة ‪.‬‬

‫‪3- 1‬طريقة التكلفة االستبدالية‬


‫ووفق هذه الطرية يتم إعادة تقدير األصول الثابتة على أساس التكلفة االستبدالية لها أو باستخدام األسعار‬
‫القياسية لها وبناء على القيمة املعدلة يتم احتساب أقساط االهتالك حيث يحمل حساب مجمع االهتالك‬
‫املحسوب على أساس التكلفة التاريخية ويحمل حساب احتياطي زيادة التكلفة االستبدالية بالفرق‪.‬‬
‫‪4- 1‬حجز جزء من األرباح املحققة‬
‫ووفق هذه الطريقة يتم حجز من األرباح املحققة التي احتسبت عن طريق التكلفة التاريخية في شكل احتياطات‬
‫وذلك لغرض مواجهة تكاليف استبدال األصول القديمة بأصول جديدة وتخفيض رقم األرباح القابلة للتوزيع‪.‬‬
‫‪ 5- 1‬اعتماد طريقة ‪LIFO‬‬
‫قد تلجأ اإلدارة إلى إتباع طريقة الوارد أخ ي را صادرا أوال في تقويم املخزون السلعي نظرا ألهمية هذه الطريقة في‬
‫مقابلة إيرادات املبيعات الحالية بالتكاليف الحالية للمخزون والتي تكون أقرب ما يمكن لسعر السوق وفق هذه‬
‫الطريقة‪.‬‬
‫‪ 6 - 1‬إعادة تقدير قيمة بعض بنود املركز املالي‬
‫يتم إعادة تقدير قيم بعض بنود املركز املالي الذي تتأثر أكثر من غيرها بعوامل التضخم لتعكس قيمها‬
‫االقتصادية الجارية في تاريخ إعداد القوائم املالية وباستخدام أسلوب األرقام القياسية للبعد عن طرق إعادة‬

‫‪ 1‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬املحاسبة الدولية و انعكاساتها على الدول العربية‪ ،‬اتراك لطباعة و النشر ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪396‬‬

‫‪58‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التقدير الحكمية الغير مقبولة علميا وعليه تظهر تلك البنود في املي زانية بقيمها الجارية في تاريخ نهاية السنة‬
‫املالية ومن ثم احتساب عبء االهتالك لتلك البنود وفقا لهذه القيم الجارية بدال من التكلفة التاريخية لها‬
‫ويتطلب التطبيق العملي لهذا املدخل إتباع اإلجراءات التالية‪:1‬‬
‫أ ‪-‬اختيار الرقم القياس ي املراد استخدامه وتحديد سنة األساس واألرقام القياسية في بداية ونهاية السنة الجارية‬
‫التحويل قيم بنود املركز املالي‬
‫ب ‪ -‬تحديد األصول املراد إعادة تقدير قيمتها باألرقام القياسية وفقا التجاهات اإلدارة أو نصوص قانونية معينة‬
‫مع األخذ بعين ا العتبار أن العرف املحاسبي قد جرى على حصرها في كل من األصول الرأسمالية امللموسة‬
‫واملخزون السلعي واحتساب االهتالك السنوي لهذه األصول وفقا للقيم الجارية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إعادة تصوير املي زانية بالقيم الجارية لكل من األصول الرأسمالية امللموسة واملخزون السلعي واستنتاج الفرق‬
‫بين جانبيها ليطلق عليه احتياطي تضخم‪.‬‬
‫ت ‪-‬إجراء قيد التسوية الالزم إلظهار األصول الرأسمالية امللموسة واملخزون السلعي بالقيم الجارية املعدلة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقييم املداخل املحاسبية الجزئية ملعالجة آثار التضخم‬
‫‪ 1- 2‬املزايا‬
‫‪ -‬سهولة التطبيق حيث ال يتطلب إعادة تقدير القيمة ا الستبدالية لجميع األصول ووفقا لألسعار الجارية وقد‬
‫يلجأ البعض عند التطبيق إلى تكوين االحتياطي عن طريق نسبة حكمية من األرباح املحتجزة بدال من إجراء‬
‫عمليات التقدير لألصول الرأسمالية واملخزون السلعي ومازالت تطبق رغم وجود مداخل بديلة‪.‬‬
‫‪-‬ظهور األصول الرأسمالية امللموسة واملخزون السلعي وفقا لقيمتها الجارية في تاريخ إعداد القوائم املالية يعكس‬
‫املركز املالي الحقيقي واحتساب أعباء االستهالك الحقيقية في نهاية السنة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على إجراء عملية التقييم واملقارنات السليمة بين نتائج أعمال الفروع والشركات التابعة وتبسيط‬
‫إجراءات إعداد القوائم املالية املوحدة للمجموعة املتعددة الجنسية ككل بعد استبعاد اآلثار التضخمية‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬االنتقادات‬
‫إن احتياطي التضخم ال يعطي مؤشرا كافيا عن أثر التضخم على أصول وأنشطة املنشأة ويتم تقدير‬
‫قيمته على أساس حکمي تقديري وليس على أساس علمي كما أنه ال يمكن تكوين احتياطي التضخم إال في حالة‬
‫وجود أرباح كافية أو في حاالت الخسارة وعليه قد تجد سنوات ال تؤخذ فيها التغ ي رات في القوة الشرائية للعملة‬
‫بعين االعتبار نظرا لعدم وجود أرباح مناسبة وهذا أمر غير مقبول محاسبيا‪.2‬‬

‫‪1‬نبيه بن عبد الرحمان الجبر‪ ،‬محمد عالء الدين عبد املنعم‪ ،‬املحاسبة الدولية (اإلطار الفكري والواقع العملي) إصدارات الجمعية‬
‫السعودية للمحاسبة اإلصدار الخامس‪ ، 1998 ،‬ص ‪346‬‬
‫‪2‬نبيه بن عبد الرحمان الجبر وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪351- 345‬‬

‫‪59‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .‬أما بالنسبة إلعادة تقدير قيمة بعض بنود املي زانية فيعتبر عالج جزئي آلثار التضخم على القوائم املالية نظرا‬
‫االقتصار التركيز على املي زانية واقتصار التعديل ع لى األصول الرأسمالية امللموسة واملخزون السلعي دون غيرها‬
‫من البنود والتي تظل معب را عنها بالقيم الدفترية التاريخية لها وهناك أنواع أخرى تسمى باملداخل املحاسبية‬
‫الشاملة ملعالجة التضخم من أجل إعداد قوائم مالية أكثر موضوعية وتفاديا للقصور في القوائم املالية املعدة‬
‫على أساس التكلفة التاريخية في فت رات التضخم أو املعدلة بشكل جزئي لجأ مفكرو املحاسبة إلى البحث عن‬
‫أسس أخرى للقياس من أجل استبعاد آثار التضخم على القوائم املالية ومن هذه األسس‪. 1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة‬
‫تهدف هذه الطريقة إلى تصحيح نقائص مدخل التكلفة التاريخية في حالة تغير املستوى العام لألسعار ألن‬
‫التكلفة التاريخية تعتمد على فرض ثبات قيمة وحدة القياس النقدي أي تفترض ثبات أسعار السلع والخدمات‬
‫عبر الفت رات املحاسبية وهذا ش يء غير واقعي مما يجعل البيانات املحاسبية مضللة غير موثوق بها التخاذ‬
‫القرارات وحتى يمكن التخلص من ذلك ال بد من توحيد وحدة القياس اإلعداد بيانات محاسبية معبر عنها‬
‫بوحدات نقدية لها نفس القوة الشرائية وهو ما يعرف بمحاسبة املستوى العام لألسعار ويطلق البعض على هذه‬
‫الطريقة بمدخل القوة الشرائية العامة فقيمة وحدة النقد املستخدمة كوسيط لتبادل السلع والخدمات تقاس‬
‫بمقدار السلع والخدمات التي يمكن استبداله بها ‪.‬‬
‫‪- 1‬أسس تعديل القوائم املالية‬
‫تتمثل أسس وشروط تطبيق مدخل التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة فيما يلي‪:2‬‬
‫‪ 1- 1‬تحويل البيانات التاريخية املعدلة وفق املبادئ املحاسبية املتعارف عليها إلى بيانات تاريخية مقاسة بوحدات‬
‫نقدية ذات قوة شرائية عامة‪ ،‬ألنها تكون أكثر ارتباطا بالواقع الحالي الذي يعيشه متخذ القرار‪ ،‬وإلجراء هذا‬
‫التحويل أو التعديل نحتاج إلى معلومات عن األرقام القياسية التي تغطي الفترة املعينة من تاريخ نشأة البند‬
‫املطلوب تعديله حتى تاريخ إعداد القوائم املالية الحالية ويتم التعديل وفق الصيغة التالية‪:‬‬

‫قيمة البند املعدلة = القيمة التاريخية ‪ x‬الرقم القياس ي في تاريخ إعداد القوائم املالية‬
‫الرقم القياس ي في تاريخ تسجيل البند‬

‫‪ 2- 1‬يجب التمييز بين نوعين من التعديل حيث هناك التعديل غير الدوري والتعديل الدوري أو املستمر ويقوم‬
‫أسلوب التعديل غير الدوري على فكرة إعادة تعديل القوائم املالية بتواريخ غير منتظمة عادة عندما تزداد‬

‫‪ 1‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.398- 397‬‬
‫‪2‬رضوان حلوة حان‪ ،‬بدائل القياس املحاسبي املعاصر‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪60‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفجوة بين القوة الشرائية التاريخية والقوة الشرائية الحالية ويمكن قبول هذا األسلوب إذا كانت املعدالت‬
‫السنوية للتضخم النقدي طفيفة إلى حد يمكن االكتفاء بحساب أثر التضخم مرة واحدة كل عدة سنوات‪ .‬وفي‬
‫أسلوب التعديل املستمر يعاد تعديل القوائم املالية بوحدة قياس نقدي ذات قوة شرائية عامة في نهاية كل دورة‬
‫مالية حالية ‪ ....‬الخ وتتم عملية إعادة التعديل وفق الصيغة التالية‪:‬‬

‫قيمة البند املعاد تعديله = قيمة البند املعدل سابقا ‪ x‬الرقم القياس ي الحالي‬
‫الرقم القياس ي السابق في سنة املقارنة‬

‫و تسمى عملية إعادة التعديل هذه باإلزاحة إلى األمام وهي عملية مستمرة إلعادة تعديل من سنة إلى أخرى كما‬
‫أن عملية التعديل يجب أن تكون شاملة وتغطي كافة بنود القوائم املالية ألن التعديل الجزئي قد يكون مضلال ال‬
‫يجب تقديمه‪.‬‬

‫‪ - 2‬خطوات تعديل القوائم املالية‪ :‬تعديل القوائم املالية يتم وفق عدة خطوات وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬توفر مجموعة كاملة من القوائم املالية املعدة وفق التكلفة التاريخية ‪،‬‬
‫‪ -‬توفر مجموعة من األرقام القياسية العامة التي تغطي الفترة الزمنية من تاريخ نشأة أقدم بند في القوائم املالية‬
‫وحتى تاريخ أحدث بند في القوائم املالية‪،‬‬
‫‪ -‬تصنيف بنود القوائم املالية إلى مجموعتين بنود نقدية وبنود غير نقدية ‪،‬‬
‫‪ -‬تعديل البنود غير النقدية بواسطة معامل تعديل األرقام القياسية ‪،‬‬
‫‪ -‬حساب مكسب أو خسارة املستوى العام لألسعار الناجمة عن االحتفاظ بالبنود النقدية ‪.‬‬
‫‪- 3‬إجراءات تعديل القوائم املالية على أساس وحدة النقد الثابتة‬
‫‪ 1- 3‬امليزانية‪:‬‬
‫يمكن حصر إجراءات تعديل القوائم املالية املعدة على أساس التكلفة التاريخية إلى وحدات نقدية بقوة شرائية‬
‫ثابتة حاليا وتعتبر بسيطة رغم أنها قد تستغرق بعض الوقت فهي تتطلب اآلتي‪:2‬‬
‫‪ -‬تحديد العناصر النقدية وغير النقدية لكل من األصول والخصوم ‪،‬‬
‫‪ -‬إظهار العناصر النقدية بقيمها االسمية ألنها بطبيعتها تعتبر وحدات نقدية جارية ‪،‬‬

‫‪1‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬بدائل القياس املحاسبي املعاصر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪ 2‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.407‬‬

‫‪61‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تعديل العناصر غير النقدية بالقوة الشرائية منذ تاريخ اقتنائها ‪،‬‬
‫‪ -‬تحسب األرباح املحتجزة كمتمم حسابي لكافة املبالغ األخرى املعاد عرضها في قائمة املركز املالي‪،‬‬
‫‪ -‬عند تعديل املي زانية للسنوات السابقة من اجل مقارنتها مع املي زانية املالية للسنة الحالية يتم تعديل جميع‬
‫البنود ( النقدية وغير النقدية) وإظهارها بمستويات األسعار للسنة الحالية‪ .‬ويتضح تصنيف مفردات املي زانية إلى‬
‫مفردات نقدية وأخرى غير نقدية في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ ) 1-II‬تصنيف البنود النقدية والبنود غير النقدية‬


‫البنود غير النقدية‬ ‫البنود النقدية‬
‫املوجودات‬ ‫املوجودات‬
‫‪-‬املخزون السلعي‬ ‫‪-‬النقدية بالخزينة أو املصرف‬
‫‪-‬االستثمارات طويلة األجل في أسهم عادية‬ ‫‪-‬املدينون وأوراق القبض ومخصص الديون املشكوك فيها‬
‫‪-‬االستثمارات طويلة األجل في األسهم املمتازة والسندات غير ‪ -‬كل األصول الثابتة‬
‫‪-‬األصول الغير ملموسة مثل براءة االخت راع‬ ‫قابلة للتحويل‬
‫‪-‬سلف املوظفين‪ -‬حسابات الضمانات أو الرهونات لدى والشهرة والعالمات التجارية واملصروفات املؤجلة‬
‫الغير والقابلة لالسترداد‬
‫االلتزامات‬ ‫االلتزامات‬
‫‪-‬املبالغ املستلمة تحت حساب عقود البيع بسعر‬ ‫‪-‬الدائنون وأوراق الدفع ‪ -‬املصروفات املستحقة‬
‫محدد وااللت زامات تحت عقود الضمان‬ ‫‪-‬توزيعات مستحقة ‪ -‬السندات طويلة األجل‬
‫‪ -‬حسابات الضمانات والرهونات للغير لدى الشركة والقابلة‬
‫للرد‬
‫‪-‬عالوة أو خصم إصدار السندات‬

‫‪62‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2- 3‬قائمة الدخل ( جدول حسابات النتائج)‪:‬‬


‫عادة ما يتم تعديل قائمة الدخل بعد تعديل املي زانية لعدة اعتبارات منها أن تكلفة البضاعة املباعة‬
‫يستخدم في احتسابها رصيد املخزون املعدل وأن مصروفات االهتالك كذلك يتم احتسابها على أساس األصول‬
‫التامة املعدلة ويتم تعديل بنود قائمة الدخل من القيم التي تم تسجيلها بها عند حدوثها إلى القيم حسب‬
‫مستويات األسعار في نهاية الفترة الحالية ويتم التعديل بالخطوات التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬تعديل عناصر اإليرادات واملصروفات باستخدام األرقام القياسية لألسعار حسب تواریخ حدوثها وبالنسبة‬
‫للعناصر التي يفترض أن تكون تمت على طول الفترة املالية مثل املبيعات واملشتريات فيستخدم عند تعديلها‬
‫متوسط األرقام القياسية لألسعار ‪،‬‬
‫‪ -‬تحديد وتعديل عناصر املواد باستخدام جداول األرقام القياسية حسب تواريخ اقتناء كل عنصر‪،‬‬
‫‪ -‬حساب االهتالك على أساس قيم التكلفة التاريخية املعدلة ‪،‬‬
‫‪ -‬حساب تكلفة البضاعة املباعة ‪،‬‬
‫‪ -‬حساب خسائر وأرباح القوة الشرائية نتيجة االحتفاظ بالعناصر النقدية‪.‬‬
‫‪ 3- 3‬حساب ومعالجة مكاسب أو خسائر القوة الشرائية للبنود النقدية‪:‬‬
‫إن التعامل مع البنود النقدية ينتج عنه مکاسب وخسائر القوة الشرائية دون أن يتكبد أي مصروف أو‬
‫يتحصل على أي إيراد ففي فترة التضخم تتعرض األصول النقدية لخسائر في القوة والشرائية العامة بينما‬
‫تتحقق االلت زامات النقدية مكاسب القوة الشرائية العامة والعكس صحيح في حالة االنكماش‪2.‬‬

‫والستخراج قيمة األرباح أو الخسائر عن التغير املستوى العام األسعار للمفردات النقدية فإنه يجب إتباع‬
‫الخطوات التالية‪: 3‬‬
‫‪ -‬يعدل صافي املركز النقدي في بداية العام باستخدام وحدة النقد في نهاية العام ويتم ذلك بضرب صافي املركز‬
‫النقدي لبداية العام في نسبة الرقم القياس ي ألسعار نهاية العام إلى الرقم القياس ي ألسعار بداية العام‪.‬‬
‫‪ -‬تعدل العمليات املنطوية على العناصر النقدية التي حدثت خالل العام باستخدام وحدة النقد في نهاية العام‬
‫وتضاف أو تطرح البيانات املعدلة من صافي املركز النقدي املعدل لبداية العام ( عموما تزيد العناصر النقدية‬
‫باملبيعات وتنخفض باملشتريات ومصروفات العمليات) فنحصل على صافي املركز النقدي لنهاية العام‬

‫‪ 1‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.408‬‬


‫‪2‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬بدائل القياس املحاسبي املعاصر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ 3‬وصفي عبد الفتاح أبو املكارم‪ ،‬دراسات متقدمة في مجال املحاسبة املالية‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2004 ،‬ص‬
‫‪478‬‬

‫‪63‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يقارن صافي املركز النقدي الفعلي ( االسمي) في نهاية العام مع النتيجة التي توصلنا إليها في الخطوة السابقة فإذا‬
‫كان صافي املركز النقدي الفعلي أقل من صافي املركز النقدي املحسوب في الخطوة السابقة تكون املؤسسة قد‬
‫تحملت خسائر في القوة الشرائية أما إذا كان العكس تكون املؤسسة قد حققت مكاسب في القوة الشرائية ‪.‬‬
‫هذا فيما يخص املفردات النقدية أما بالنسبة إليجاد أثر تغير األسعار على املفردات غير النقدية فإنه يتم‬
‫تعديل أرصدة هذه املفردات بالقوائم املعدلة التي تعكس املستوى العام األسعار وكما سبق أن ذكرنا أنه ال يتم‬
‫استخراج أرباح أو خسائر التغير في القوة الشرائية لهذه املفردات حيث أن القيم الخاصة بها ليست محددة‬
‫بعقد كما هو الحال بالنسبة للمفردات النقدية‬
‫لإلشارة فإنه ال يوجد إجماع في الرأي بخصوص معاملة األرباح وخسائر التغير في القوة الشرائية الخاصة‬
‫باملفردات النقدية وعليه ظهرت العديد من اآلراء بعضها يؤيد فكرة دمج أرباح أو خصم خسائر التغير في القوة‬
‫الشرائية من دخل النشاط العادي الخاص بكل فترة بينما هناك من ينادي بعدم دمج أي أرباح أو خسائر التغير‬
‫في القوة الشرائية مع دخل النشاط العادي ‪.‬‬
‫وقد يكون من املناسب اإلشارة هنا إلى أن تقرير مجلس معايير املحاسبة األمريكية ‪ FASB‬رقم ‪ 33‬ينص على‬
‫ضرورة اإلفصاح عن صافي املكاسب والخسائر الناتجة عن االحتفاظ بالعناصر النقدية ( أصول أو الت زامات )‬
‫بشكل مستقال عن صافي الدخل‪. 1‬‬
‫‪ - 3‬تقييم طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة‪:‬‬
‫مما الشك أن طريقة التكلفة التاريخية املعدة بوحدة النقد الثابتة أعادت صياغة القوائم املالية باستخدام‬
‫وحدة ذات قوة شرائية متجانسة مما يوفر لنا معلومات أكثر مالئمة ملتخذي القرارات وأن املعلومات املعدلة‬
‫يمكن االعتماد عليها فهي قابلة للتحقق ألن األرقام القياسية املستخدمة في التعديل يتم إعدادها بواسطة أجهزة‬
‫حكومية متخصصة ومحايدة وال يترتب على هذا املدخل أي مشاكل بالنسبة للمحاسب فهو ال يخرج عن املبادئ‬
‫املحاسبية املتعارف عليها‪ 2‬وطريقة تعديل املعلومات التاريخية باستخدام األرقام القياسية ومع أن التعديل يحقق‬
‫التجانس للمعلومات املحاسبية إال أن املعلومات املعدلة تستند إلى األساس التاريخي و تعبر عن املاض ي وال تعكس‬
‫الظروف الجارية إن أهم هدف للمحاسبة على أساس القوة الشرائية العامة هو تحسين نظام القياس في اإلطار‬
‫الهيكلي للعملية املحاسبية وهناك صعوبات ترتبط بالتقرير عن مكاسب وخسائر القوة الشرائية مثل‪:‬‬
‫‪ .‬تؤدي التفرقة التحكمية بين العناصر النقدية وغير النقدية إلى إضعاف الهيكل املعتبر ضعيفا من حاله‬
‫إن الهدف األساس ي من التعديل هو االستفادة من إطار ثابت للقياس وليس لقياس التغي رات في قيمة عناصر‬
‫‪ 1- 4‬مزايا محاسبة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة ‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.400‬‬


‫‪2‬وصفي عبد الفتاح أبو املكارم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪484‬‬

‫‪64‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أبرز مؤيدي تطبيق طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة هاندريكسون ( ‪)Hendriksen‬‬
‫وينظر إلى التغير في األسعار يعود إلى التغير في البيئة االقتصادية هذا يستدعي أخذ التغي رات بعين االعتبار من‬
‫أجل الحفاظ على القيمة الشرائية لرأس املال النقدي املضحي به من طرف أصحاب امللكية من خالل استثماره‬
‫في املؤسسة واملحافظة تتم من خالل تمكين هؤالء املستثمرين من اقتناء نفس السلع والخدمات التي كانت لهم‬
‫القدرة في الحصول عليها قبل استثمارها لذلك رأي (‪ )Hendriksen‬سنة ‪1963‬م أن املحافظة على القدرة‬
‫الشرائية لالستثمار لها ثالثة أبعاد يمكن أن تظهر من خاللها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املحافظة على رأس املال من خالل قدرة املؤسسة على إعادة االستثمار بنفس كمية السلع االستثمارية‬
‫للمؤسسة نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار يجب أن يكون بنفس السلع الرأسمالية املتوفرة في محيط البيئة الصناعية محل وجود املنشأة‬
‫املؤسسة وهو ما يجب أن تحافظ عليه املنشأة إذا أرادت املحافظة على رأس مالها ‪.‬‬
‫‪ -‬املحافظة على قدرة املستثمرين على شراء كمية ونوعية محددة من السلع والخدمات التي تخصهم كمستهلكين‬
‫بشكل ثابت ومستقر‬
‫هذه الطرق تطبق باستخدام مؤشرات أسعار املحافظة على رأس املال إال أن (‪ )Hendriksen‬يرى أن الطريقة‬
‫األولى تعد األنسب نظرا العتمادها على مؤشر األرقام القياسية العامة لألسعار عكس الطريقة الثانية تتطلب‬
‫استخدام مؤشر أسعار خاص بصناعة املنشأة والطريقة الثالثة تتطلب استخدام مؤشر أسعار خاص بكل‬
‫سلعة استثمارية مرغوب في املحافظة على قدرتها الشرائية‪.‬‬
‫ويمكن القول أن يوجد العديد من الكتاب يذكر مزايا طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة الثابتة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم هذه الطريقة على أساس موضوعي واحد ملعالجة كل البيانات الواردة بالقوائم املالية وتعديل اآلثار التي‬
‫تحدثها التغي رات القوة الشرائية ‪،‬‬
‫‪ -‬إن القوائم املالية املعدلة بوحدات نقدية ثابتة يجعلها أكثر قابلية للمقارنة مع املؤسسات املماثلة ومع‬
‫املؤسسة نفسها لفت رات مالية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تقيس بشكل مناسب األرباح والخسائر الناتجة عن االحتفاظ بالنقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬وفق هذه الطريقة يتم اإلفصاح عن آثار التضخم بمعزل عن أرباح النشاط وبالتالي فهي تساعد في تقييم األداء‬
‫على أساس أكثر موضوعية ‪،‬‬
‫‪-‬احتساب االهتالكات والتعديالت األخرى وفق طريقة وحدة النقد الثابتة يمكن للمؤسسة من حل مشكلة‬
‫األصول وتأكل رأس املال ‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز هذه الطريقة بالشمول حيث تصلح لكل النشاطات التجارية أو الصناعية ‪ ،‬كما هذه الطريقة تزود اإلدارة‬
‫باملعلومات املفيدة الستخدامها وتقييمها فمكاسب أو خسائر القوة الشرائية العامة الناجمة حيازة البنود‬

‫‪65‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النقدية تعكس تجارب اإلدارة وسلوكها اتجاه ظاهرة التضخم وإفصاحها عن تأثير التضخم على األرباح يساعد في‬
‫إعطاء عائد استثمار أكثر واقعية ومستخدم القوائم املالية املعدلة ال يحتاج الدراسة آثار التضخم على املنشأة‬
‫املعنية‪.1‬‬

‫‪ - 4‬االنتقادات املوجهة إلى محاسبة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة‪:‬‬
‫بغض النظر عن املزايا التي تتمتع بها محاسبة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة ( محاسبة‬
‫املستوى العام لألسعار) إال أنها تعرضت إلى انتقادات عديدة من قبل بعض املفكرين ومؤيدي طرق القياس‬
‫األخرى ومستخدمي املعلومات املحاسبية األخرى فقد انتقد (‪ )Paton‬ليس من املنطقي فرض مؤشر موحد‬
‫لألسعار على املشتري أو املستهلك‪ ،‬فله سلوكياته املختلفة في السوق تجاه املنتجات واألسعار باعتبار أن رغباته‬
‫تتحكم فيها منظومة السلع املتوفرة والقيم السوقية املتعلقة بميوله‪.‬‬
‫وقد انتقدت طريقة الوحدة النقدية الثابتة على عدة أسس منها‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة وحدة النقد الثابتة غير مصممة لتقديم معلومات عن األسعار السلع أو خدمات معينة بمعنى آخر فهي‬
‫تتجاهل تغي رات املستويات الخاصة ألسعار بعض السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬قد تكون أرباح القوة الشرائية من العناصر النقدية املضللة حيث جزء من األرباح أو الخسائر للمستوى العام‬
‫األسعار الناتجة عن االحتفاظ بالبنود النقدية غير محقق وال يمكن اعتباره مصدرا لألموال يمكن استخدامه في‬
‫شراء أصول أو توزيعات أرباح‪.‬‬
‫‪ -‬قد تزيد تكاليف إعداد القوائم املالية على أساس وحدة النقد الثابتة على املنافع املرجوة من ورائها ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تصنيف عناصر القوائم املالية إلى عناصر نقدية وغير نقدية التي تتطلبها طريقة محاسبة املستوى‬
‫العام لألسعار مثل عنصر األسهم املمتازة وبنود العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬قد ينتج تعقد إجراءات إعداد القوائم املالية وبالتالي يصعب فهمها ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد هذه الطريقة على الرقم القياس ي ألسعار املستهلك قد يكون محل انتقاد نظرا ألن هذا املقياس في بعض‬
‫الحاالت ال يقيس بشكل دقيق االرتفاع العام لألسعار ألنه يعبر عن معدل األسعار لسلة من البضائع والخدمات‬
‫حيث أن أذواق املستهلكين ومستوى معيشتهم متباينة قد يكون من الصعب اختيار البضائع التي تالئم كافة‬

‫‪1‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪106‬‬

‫‪66‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األذواق وكافة املستويات ومن ناحية أخرى في الحاالت التي تكون فيها الدولة مسؤولة عن رقابة األسعار‪ .‬تكون‬
‫هناك فروقات مهمة بين الرقم القياس ي ألسعار املستهلك والتكلفة الحقيقية املعيشة األفراد نظرا لظهور ما‬
‫يعرف بأسعار الظل ‪.‬‬
‫هناك إشكال آخر يتعلق بغياب االنسجام مع املوضوعية فأسعار األصول ال ترتفع باملستوى نفسه وفي‬
‫لحظة معينة من الزمن وأسعار بعض السلع قد تنخفض لظروف خاصة بها وعليه فتطبيق الرقم القياس ي العام‬
‫لألسعار يؤدي إلى خلط في البيانات وعدم دقتها بل قد تكون أسوء حاال من القوائم املالية التاريخية أي القيمة‬
‫التاريخية امل نسوبة إلى زمن وقوعها قد تكون أكثر مالئمة من التكلفة التاريخية املعدلة التي ال تمثل قيمة تاريخية ‪.‬‬
‫ويرى مؤيدي التكلفة الجارية أن املنشات ال تتأثر بالتضخم العام وإنما تتأثر بزيادة تكاليف تشغيل معينة‬
‫ومصروفات املصنع وعادة ما يكون تسجيل مكاسب القوة الشرائية لحيازة الديون خالل فت رات التضخم مضلال‬
‫كما قد تظهر املنشآت ذات مستوى الرافعة املالية مكاسب نقدية في حين أنها على عتبة اإلفالس كما تخاف‬
‫الشركات ذات العمليات الخارجية من احتمال تسييس األرقام القياسية العامة ومع ذالك االنتقاد املوجه إلى‬
‫مکاسب وخسائر القوة الشرائية للبنود تبقى مؤشر هام ومالئم يمكن اإلدارة من توجيه سياساتها النقدية نحو‬
‫االستفادة من التغي رات في األسعار من خالل تجنب الزيادة في صافي األصول النقدية في فت رات التضخم واتخاذ‬
‫اإلجراءات العكسية الالزمة عند االنكماش ‪.‬‬
‫يذكر أن محاسبة املستوى العام لألسعار تم اقت راحها من طرف بعض املنظمات املهنية للمحاسبة كمقياس‬
‫مالئم لكي يستخدم في معالجة القوائم املالية للمشروعات من أثار التضخم وقد استطاعت تحقيق بعض املي زات‬
‫ونالت قبول الكثير من املحاسبين ولكنها لم تسلم من النقد من قبل البعض اآلخر فكانت عرضة للقبول تارة‬
‫والرفض تارة أخرى من قبل الهيئات واملنظمات املحاسبية وفي هذا السياق قامت الحكومة البريطانية بتشكيل‬
‫لجنة خاصة بمحاسبة التضخم تحت لجنة ساندیالنز (‪ )Sandiland‬إال أنها سرعان ما أصدرت تقريرها سنة‬
‫‪ 1975‬رفضت بموجبه محاسبة القوة الشرائية العامة وأقرت محاسبة القيمة الجارية بشكل مشابه ملا حدث في‬
‫الواليات املتحدة األمريكية وهذا تكرر عند مجلس معايير املحاسبة الدولية (‪ )IASB‬ملا قام بسحب املعيار‬
‫املحاسبي الدولي (‪ ) IAS15‬املتعلق باملعلومات التي تعكس آثار تغير األسعار والتوجه نحو مدخل القيمة العادلة‬
‫بشكل كبير‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املحاسبة على أساس التكلفة الجارية‬
‫باإلضافة إلى طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة هناك أسلوب أو طريقة بديلة إلظهار اثر‬
‫التغير في األسعار على القوائم املالية وهي استخدام مفهوم التكلفة الحالية أو الجارية يطلق البعض على مدخل‬
‫القيم الجارية مفهوم املحافظة على الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة املحافظة على رأس املال املادي) حيث أن‬
‫التدخل املحقق وفق هذا املدخل عبارة عن قيمة املبالغ التي يمكن توزيعها خالل السنة مع احتفاظ املؤسسة‬

‫‪67‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على نفس طاقتها التشغيلية املتاحة لها في بداية السنة وهذا ما يتطلب إعادة إظهار أصول والت زامات املؤسسة‬
‫يقيمها الجارية بدال من التاريخية وتهتم املحاسبة على أساس القيم الجارية بتغي رات أسعار بعض السلع‬
‫والخدمات وليس بتغي رات القوة الشرائية العامة للعملة وعلى هذا تظهر القوائم املالية آثار التغير في األسعار‬
‫الخاصة لعناصر معينة ومن هنا فإن مدخل القيمة الجارية يختلف عن مدخل وحدة النقد الثابتة بفرض تخلی‬
‫األول عن مفهوم التكلفة التاريخية عند إعادة تقييم أصول والت زامات الوحدة االقتصادية في حين الثاني عملية‬
‫تعديل القيم التاريخية لبنود القوائم املالية باستخدام األرقام القياسية العامة ال تعني التخلي عن التكلفة‬
‫التاريخية كأساس للقياس ولكنها إعادة التعبير عنها على ضوء القيمة الجارية للبنود (القوة الشرائية لوحدة‬
‫النقد في تاريخ معين )‬
‫‪- 1‬أسس مدخل التكلفة الجارية‬
‫يقوم تطبيق مدخل القيم الجارية من اجل تعديل القوائم املالية على عدة أسس أهمها ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬يمكن النظر إلى طريقة القيم الجارية على أنها تعديل للبيانات التاريخية وفق األسعار الخاصة ألصول املؤسسة‬
‫وليس وفق املستوى العام لألسعار ويثبت هذا التعديل في السجالت حيث تعتمد القيم الجديدة الجارية في‬
‫الحسابات الختامية وهذا يعني أن محاسبة القيم الجارية تمثل بديال للقياس املحاسبي التاريخي‪،‬‬
‫‪ -‬في محاسبة القيم الجارية ليس األمر مجرد إعادة التعبير عن األرقام املحاسبية التاريخية باستخدام وحدات‬
‫قياس موحدة القيمة بل إن تطبيق محاسبة التكلفة الجارية يقود إلى الخروج عن أهم قواعد ومبادئ التكلفة‬
‫التاريخية خاصة الخروج عن مبدأ تحقق اإليراد بالبيع باالعت راف بالتغي رات في األسعار الخاصة بأصول املنشاة‬
‫وبالتالي تجنب أخطاء التوقيت الناتجة عن تأجيل االعت راف بتلك التغي رات إلى غاية التخلص منها‪.‬‬
‫‪ -‬في محاسبة القيم الجارية يقتصر التعديل على األصول غير النقدية وتبقى األصول النقدية دون تعديل ألنها‬
‫تظ هر دائما بأسعارها الخاصة لذلك ال تظهر في محاسبة القيم الجارية مكاسب وخسائر القوة الشرائية للبنود‬
‫النقدية‪.‬‬
‫إتباع محاسبة القيم الجارية يؤدي إلى االعت راف بمكاسب وخسائر حيازة األصول غير النقدية وذلك بمجرد‬
‫حدوث تغير في أسعارها الخاصة ارتفاعا أو انخفاضا وتعد هذه النتيجة إحدى مزايا تطبيق محاسبة القيم‬
‫الجارية إذ أن مكاسب وخسائر حيازة البنود غير النقدية تعد مؤشرا هاما لتقييم األداء اإلداري خاصة‬
‫في مجال املضاربة على أسعار األصول‪.‬‬
‫وهناك نوعين من مكاسب وخسائر الحيازة لألصول غير النقدية وهما‪:‬‬
‫‪-‬مكاسب أو خسائر الحيازة املحققة‪ :‬تمثل الفرق بين القيمة الجارية والقيمة التاريخية لألصول املباعة أو‬
‫املستفيدة‬

‫‪1‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬بدائل القياس املحاسبي املعاصر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪68‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬مكاسب أو خسائر الحيازة غير املحققة‪ :‬تعكس الزيادة أو النقص على القيم الجارية لألصول التي لم تباع أو‬
‫تستنفذ خالل الفترة املالية‬

‫‪ - 2‬طرق تحديد التكلفة الجارية‬


‫تقوم محاسبة القيمة الجارية على القيمة الخاصة بكل أصل ومن أجل التعبير عن تلك القيمة الجارية ظهرت في‬
‫أدبيات املحاسبة عدة ويمكن التفرقة بين ثالث مفاهيم رئيسية تستخدم للتعبير عن القيمة الجاري وهي‪:1‬‬
‫طريقة القيم الحالية‪:‬‬
‫تقوم هذه الطريقة على احتساب القيمة االقتصادية لألصل باستعمال التنبؤ بصافي اإليرادات التي يحققها‬
‫األصل خالل حياته اإلنتاجية ثم اختيار معدل فائدة مناسب من اجل حسم تلك التدفقات النقدية املتوقعة‬
‫واملبلغ الناجم عن ذلك هو القيمة الحالية لهذا األصل ويشترط لتطبيق هذه الطريقة معرفة املتغي رات األربعة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬النقدية املتوقعة من استخدام أو استنفاذ األصل‬
‫‪ -‬توقيت تلك التدفقات النقدية ‪ ،‬العمر اإلنتاجي الباقي لألصل‪.‬‬
‫‪ -‬معدل الخصم املالئم‬
‫‪ - 3‬إعداد القوائم املالية على أساس التكلفة الجارية‬
‫يتم إعادة أو تعديل القوائم املالية (قائمتي املركز املالي والدخل) على أساس مدخل التكلفة الجارية كما يلي‪:2‬‬
‫‪ 1- 3‬تعديل امليزانية‪:‬‬
‫يتضمن تطبيق أساس التكلفة الجارية ضرورة إظهار جميع عناصر املركز املالي بقيمها الجارية ويتطلب‬
‫ذلك ضرورة التمييز بين العناصر النقدية والعناصر غير النقدية حيث يتم إظهار جميع العناصر النقدية بنفس‬
‫القيم املثبتة في الدفاتر على أساس أنها قيم جارية لها أما العناصر غير النقدية فتعدل باستخدام األرقام‬
‫القياسية الخاصة لألسعار لتظهر في املي زانية املعدلة بالقيم الجارية بدال من التكلفة التاريخية املثبتة بها في‬
‫الدفاتر وال يتم تعديل قيمة رأس املال نظرا الفت راض عدم التغير في القوة الشرائية لوحدة النقد ‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪431‬‬


‫‪2‬إسماعيل إبراهيم جمعة‪،‬محمد سامي راض ي‪ ،‬املحاسبة املتوسطة (الجزء الثاني) إصدارات الجمعية السعودية للمحاسبة‪ ،‬اإلصدار العاشر‬
‫‪ ،‬الرياض ‪ ، 1996‬ص ‪537‬‬

‫‪69‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتتحدد األرباح بالفرق بين جانبي املي زانية كما يمكن تحديد األرباح املحتجزة في نهاية السنة بإضافة رصيدها في‬
‫بداية السنة إلى صافي الدخل املحتسب على أساس التكلفة الجارية وخصم أي توزيعات أرباح خالل السنة يتم‬
‫تعديل هذه التوزيعات عند تطبيق طريقة التكلفة الجارية‬
‫يمكن تحديد مكاسب الحيازة غير املحققة التي تعلو على أرباح الفترة بمقارنة مكاسب الحيازة غير املحققة أول‬
‫املدة بمكاسب الحيازة غير املحققة في آخر املدة الفت راض أن التكلفة الجارية في بداية السنة تتساوى مع التكلفة‬
‫التاريخية وعليه فان مكاسب الحيازة في بداية السنة تكون مساوية للصفر‪.‬‬

‫‪ 2- 3‬تعديل قائمة الدخل‪:‬‬


‫قائمة الدخل على أساس التكلفة الجارية تتضمن عادة ثالث أرقام للربح وهي الريح الجاري للعمليات املستمرة‬
‫والربح املحقق وصافي الربح على أساس التكلفة الجارية ويراعي إعداد قائمة الدخل على أساس التكلفة الجارية‬
‫إتباع القواعد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تظهر جميع اإليرادات بقيمتها املثبتة نفسها باعتبارها تمثل القيم الجارية للمبيعات‬
‫‪ -‬جميع عناصر املصروفات (بخالف املتعلقة بأصول غير النقدية) تظهر بقيمتها املثبتة مثل اإليرادات‬
‫‪-‬بالنسبة للمصروفات التي تتعلق بأصول غير النقدية مشتملة على البضاعة املباعة واالهتالكات فيجب تعديلها‬
‫بما يتماش ى مع القيم الجارية لتلك األصول‪،‬‬
‫‪-‬يجب إظهار كل من املكاسب أو الخسائر املحققة وغير املحققة نتيجة لحيازة األصول كل على حدا‬
‫وتتمثل مكاسب أو خسائر الحيازة املحققة في تلك املتعلقة بتكلفة البضاعة املباعة واالهتالكات بينما تتعلق‬
‫مكاسب أو خسائر الحيازة غير املحققة باألصول املوجودة في نهاية السنة‪.‬‬
‫‪- 4‬املحاسبة على أساس التكلفة الجارية مع وحدة النقد الثابت‬
‫على الرغم من أن أساس ي التكلفة الجارية ووحدة النقد قد تم مناقشتها كطريقتين منفصلتين ملعالجة آثار‬
‫التضخم فان العديد من النظريات ترى أن الطريقتان مکملتان لبعضهما البعض ويجب أو يوحدا في طريقة‬
‫واحدة فطريقة التكلفة الجارية تهدف ملعالجة التغي رات السعرية للبنود غير النقدية في املي زانية بينما تهدف‬
‫طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة ملعالجة التغي رات السعرية لباقي البنود في القوائم املالية‬
‫وهذا املدخل طالبت لجنة معايير املحاسبة الدولية املنشآت التي تعمل في ظل اقتصاد يعاني من ارتفاع حاد في‬
‫معدالت التضخم بتطبيقه وتعديل قوائمها املالية وفق ما ورد في املعيار الدولي رقم (‪ )IAS29‬املتعلق بالتقرير‬
‫املالي في االقتصاديات ذات التضخم املرتفع واهم أسس التعديل الواردة في هذا املعيار تتمثل في ما يلي‪: 1‬‬

‫‪ 1‬محمد أبو نصار‪ ،‬جمعة حميدات‪ ،‬معايير املحاسبة واإلبالغ املالي الدولية الجوانب النظرية والعملية‪ ،‬مطابع الدستور التجارية‪ ،‬عمان‬
‫األردن ‪، 2008‬ص ‪488.‬‬

‫‪70‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ ‪-‬إعادة عرض القوائم املالية املعدة على أساس التكلفة التاريخية يتم على أساس املؤشر العام لألسعار وهذا‬
‫يستوجب تصنیف بنود القوائم املالية إلى ثالث فئات وهي‪:‬‬
‫‪ -‬البنود النقدية ال يتم تعديلها بالرقم القياس ي العام لألسعار إال االلت زامات في حالة ما إذا كانت مشروطة بالتغير‬
‫حسب تغي رات املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪-‬البنود غير النقدية املعاد تقييمها بالقيمة الجارية مثل املخزون املقيم بصافي القيمة البيعية االستثمارات املالية‬
‫املقيمة بالسعر السوقي واألصول غير املتداولة املسجلة باملبلغ القابل لالسترداد ال يتم تعديلها بالرقم القياس ي‬
‫العام لألسعار ‪.‬‬
‫‪-‬البنود غير النقدية وغير املقيمة بالقيمة الجارية مثل املخزون املقيم بالتكلفة أو األصول غير املتداولة املقيمة‬
‫بالتكلفة أو املعاد تقييمها بالقيمة العادلة في فت رات مالية سابقة وحسب املعيار رقم (‪ )IAS 29‬يتم إعادة عرض‬
‫هذه املجموعة من البنود باستخدام التغير في مؤشر األسعار العام بين تاريخ شراء تلك البنود أو تاريخ إعادة‬
‫تقييمها في أخر مرة وتاريخ املي زانية الحالية‪.‬‬
‫ب ‪-‬يتم إعادة عرض مكونات حقوق املالكين باستثناء األرباح املحتجزة وأي فائض إعادة تقييم باستخدام املؤشر‬
‫العام لألسعار من تواريخ املساهمة بها أو نشوءها ويتم حذف أي فوائض إعادة تقييم نشأت في الفت رات السابقة‬
‫كما يجري اشتقاق رقم األرباح املحتجزة املعاد بيانها كمتمم حسابي لكافة املبالغ األخرى املعاد عرضها في املي زانية ‪.‬‬
‫ت ‪ -‬إعادة عرض بنود قائمة الدخل بتطبيق التغير في املؤشر العام لألسعار من تواريخ القيد األولية لبنود الدخل‬
‫واملصروفات في القوائم املالية‬
‫ث ‪-‬حساب أرباح أو خسائر القوة الشرائية للبنود النقدية وإدراجها ضمن قائمة الدخل ‪.‬‬
‫‪- 5‬تقييم محاسبة القيمة الجارية‬
‫‪1- 5‬مزايا طريقة التكلفة الجارية‬
‫من أهم مزايا التكلفة الجارية انه يأخذ في االعتبار التغير في أسعار األصول وفقا ألنواعها فقد ترتفع أسعار‬
‫بعض األصول وتنخفض أسعار البعض اآلخر بينما قد تكون االرتفاع أكثر حدة في بعض األصول دون البعض‬
‫اآلخر ولذلك فان هذا األساس يعكس القيمة االقتصادية الجارية للموارد املتاحة امليزة األساسية لهذا املنطق هي‬
‫أنه يقوم بعرض املوجودات الثابتة واملخزون) بالكلفة االستبدالية في تاريخ إعداد املي زانية أما املطلوبات فتظهر‬
‫بالتكلفة التاريخية كما أن مؤيدي هذا املنطق يعتبرون حصيلة املعطيات الناتجة عن تطبيقه يعود بفائدة‬
‫عظيمة على الشركة وخاصة بما يتعلق باملستثمرين املحتملين الذين توليهم الشركة اهتماما كبي را لكنه يتجاهل‬
‫احتساب األرباح والخسائر النقدية ‪.‬‬
‫تعبر التكلفة الجارية عن املقدار الذي تدفعه املنشاة حاليا للحصول على أصل أو خدمات ولذلك فإنها‬
‫تعتبر أفضل مقياس لقيمة املدخالت التي تتم مقابلتها مع اإليرادات الجارية ألغراض التنبؤ كما تعبر عن قيمة‬

‫‪71‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األصل بالنسبة للمنشأة إذا كانت مستمرة في اقتناء نفس األصول بدون إضافة قيمة إليها وقيمتها تعتبر أكثر معنى‬
‫من تجميع التكاليف التاريخية املقاسة في فت رات زمنية مختلفة‬
‫وأهم املزايا الطريقة محاسبة التكلفة الجارية هي‪:1‬‬
‫أ ‪-‬تتميز طريقة التكلفة الجارية بالكفاءة العالية في تقييم األصول غير النقدية في ظل ظروف التضخم حيث تمكن‬
‫من الوصول إلى قيم أكثر دقة وأكثر تعبي را عن القيمة الحقيقية لهذه األصول‬
‫ب ‪-‬تمكن هذه الطريقة من تحديد األرباح والخسائر الناتجة عن حيازة األصول بدرجة أكثر تفصيال ودقة‬
‫ومعالجة ‪.‬‬
‫ت ‪-‬إن البيانات املحاسبية املعبر عنها بالتكلفة الجارية تسمح بإجراء أحسن املقارنات بين املؤسسات مدخل‬
‫التكلفة الجارية يميز بشكل واضح بين أرباح وخسائر الحيازة وأرباح وخسائر تشغيل النشاط فهي تعتبر أداة‬
‫موضوعية لتقييم أداء املؤسسة واإلدارة وتوفر معلومات مالئمة للمستخدمين‪.‬‬
‫‪2- 5‬عيوب طريقة القيمة الجارية‬
‫رغم مزايا طريقة التكلفة الجارية فان هناك من ينتقدها بسبب صعوبة الحصول على التكلفة الجارية‬
‫للعديد من عناصر القوائم املالية حيث قد ال توجد لها سوق أو ال يوجد أصول مماثلة لها وهو ما يضر أحيانا‬
‫باستخدام التقدير الشخص ي والغير موضوعي كما قد يفوق تكاليف إعداد وجمع املعلومات الضرورية املنافع‬
‫من ورائها فمحاسبة القيمة الجارية يمكن أن تقدم معلومات مالئمة ملواجهة التغير في األسعار إال أن هناك‬
‫مجموعة من االنتقادات املوجهة لها ومنها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحديد التكلفة الجارية عملية غير موضوعية ب ‪ -‬في بعض الحاالت تكون عملية احتساب التكلفة الجارية‬
‫صعبة خاصة إذا كان املنتج أو األصل غير شائع بيعه مما يؤدي إلى استخدام التقديرات الشخصية غير‬
‫املوضوعية‬
‫ج ‪ -‬أرباح وخسائر القوة الشرائية غالبا ال يتم االعت راف بها في طريقة القيمة الجارية د ‪ -‬ال يوجد هناك إجماع فيما‬
‫يتعلق بمعالجة األرباح أو خسائر الحيازة هل يجب أن تظهر في قائمة الدخل أو يجب أن ترحل مباشرة إلى حقوق‬
‫امللكية باملي زانية طريقة املعالجة املختارة يكون لها تأثير مهم على األرباح املسجلة للشركة ه ‪ -‬التكلفة الجارية ليس‬
‫دائما قريبة من القيمة السوقية العادلة لألصل حيث يحدد قيمة األصل التدفقات النقدية املستقبلية الناتجة‬
‫عن حيازته كما انه ليس من الضروري أن تعبر التقلبات في التكلفة الجارية عن التغي رات في املنافع املستقبلية‬
‫املتوقعة من األصل‪.2‬‬

‫‪1‬بالرقي التيجاني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.383‬‬


‫‪ 2‬كويس ي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪72‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ )2-II‬مقارنة بين خصائص بدائل القياس املحاسبي‬

‫الخصائص‬ ‫النموذج املحاسبي‬


‫التكلفة التاريخية أساس التقويم وتحديد الدخل املحاسبي فرض ثبات القوة‬
‫الشرائية للنقود وتجاهل التغي رات في القوة الشرائية العامة للنقود اعتماد مبدأ‬ ‫محاسبة التكلفة التاريخية‬
‫القياس الفعلي وقاعدة تحقق اإليراد والريح واملكاسب املحققة بالبيع وليس‬
‫بالحيازة تطبيق مبدأ املقابلة في تحديد الدخل‬
‫‪-‬التكلفة التاريخية أساس التقويم وتحديد الدخل املحاسبي‬
‫‪-‬استبعاد فرض ثبات وحدة القياس النقدي الوطني االسمية واستخدام وحدة‬ ‫محاسبة التكلفة التاريخية‬
‫القوة الشرائية العامة للنقود كأساس للقياس ‪.‬‬ ‫املعدلة‬
‫‪-‬تطبيق مبدأ التحقق كأساس ملقابلة اإليرادات باملصروفات عند تحديد الدخل‬
‫‪-‬اعتماد أسعار الدخول الجارية (التكلفة االستبدالية) أساس لتقويم بنود القوائم‬
‫املالية وتحديد الدخل التشغيلي الجاري‬
‫‪-‬فرض ثبات القوة الشرائية للنقود وتجاهل التغي رات في القوة الشرائية العامة‬ ‫محاسبة التكلفة الجارية‬
‫للنقود‬
‫اعتماد قاعدة تحقق اإليراد والربح ومكاسب الحيازة املحققة بالبيع للغير‬

‫‪ -‬الفصل بين الدخل التشغيلي الجاري ومكاسب وخسائر الحيازة املحققة وغير‬
‫املحققة‬
‫‪-‬اعتماد أسعار الخروج الجارية (أسعار البيع) أساس لتقويم بنود القوائم املالية‬
‫صافي القيمة البيعية‬
‫وتحديد الدخل التشغيلي الجاري فرض ثبات القوة الشرائية للنقود وتجاهل‬
‫التغي رات في القوة الشرائية العامة للنقود‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اعتماد قاعدة تحقق اإليراد بالبيع للغير وإنما وفق اإلنتاج‪.‬‬

‫‪--‬الفصل بين الدخل التشغيل الجاري ومكاسب وخسائر الحيازة املحققة وغير‬
‫املحققة‬

‫‪73‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬اعتماد أسعار الدخول الجارية (التكلفة االستبدالية) أساس لتقويم بنود القوائم‬
‫املالية وتحديد الدخل التشغيلي الجاري استخدام وحدة القوة الشرائية العامة‬ ‫محاسبة التكلفة‬
‫للنقود كأساس للقياس‪.‬‬ ‫الجارية املعدلة‬
‫‪--‬الفصل بين الدخل التشغيلي الجاري ومكاسب وخسائر الحيازة الحقيقية املحققة‬
‫بالبيع أو االستخدام وغير املحققة نتيجة استمرارية االحتفاظ باألصول في نهاية‬
‫الدورة املحاسبية مكاسب الحيازة الحقيقية يتم ا العت راف بها أما الوهمية يتم‬
‫استبعادها‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد أسعار الخروج الجارية (أسعار البيع) أساس التقويم بنود لقوائم املالية‬
‫وتحديد الدخل التشغيلي الجاري استخدام وحدة القوة الشرائية العامة للنقود‬ ‫صافي القيمة‬
‫كأساس للقيام عدم اعتماد قاعدة تحقق اإليراد (أو الريح بالبيع)‪.‬‬ ‫البيعية املعدلة‬

‫‪74‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث الثالث‪ :‬معالجة التضخم حسب النظام الجزائري‬


‫قام النظام املحاسبي الجزائري بدوره باتخاذ إجراءات محاسبية بهذا الصدد‪ ،‬غير أن هذه اإلجراءات استهدفت‬
‫عناصر محددة للمي زانية و املتمثلة في التثبيتات املادية القابلة لالهتالك (االستثمارات املادية وتكمن هذه‬
‫اإلجراءات في إعادة تقييم هذه األخيرة ‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬محاسبة التضخم في الجزائر‬
‫يعتبر تقييم املؤسسة في ظل الظروف الحالية لالقتصاد الوطني من األمور املهمة و املعقدة في آن واحد ‪،‬‬
‫وترجع األهمية في التقييم إلى استبدال القيم الفعلية مع مراعاة ظاهرة التضخم‪ ،‬بينما تكمن الصعوبة في كيفية‬
‫اختيار أح سن طرق وتقنيات التقييم للعناصر املادية و املعنوية للمؤسسة ‪ ،‬وفي الجزائر انصب اهتمام‬
‫املؤسسات على كيفية تقييم العناصر املادية و املتمثلة في إعادة تقييم األصل و االهتالك‬
‫إن الجزائر قد ورثت األنظمة الفرنسية القانونية ‪ ،‬االقتصادية و املحاسبية ‪ ...‬الخ‪ ،‬بما تحمله من نقائض و‬
‫تناقضات مع طبيعة االقتصاد الوطني ‪ ،‬ومع تحقق االستقالل السياس ي و الدخول في عملية التنمية االقتصادية‬
‫برزت عدة ضرورات أهمها‪: 1‬‬
‫‪-‬ضرورة وجود نصوص قانونية محاسبية تتالءم و صالح االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫‪-‬ضرورة القيام بإصالحات محاسبية ترتقي إلى مستوى املخطط الوطني املحاسبي‪،‬‬
‫‪ -‬ضرورة إعطاء الدور الحقيقي للمؤسسات االقتصادية عن طريق إرجاع املصداقية و الدقة من قبل هذه‬
‫املؤسسات و التي تظهر عادة في مي زانياتها ‪،‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام باألثر التضخمي على حسابات املؤسسة‪.‬‬
‫وبالفعل فقد تجسدت هذه الضرورة في ظهور أول مشروع إلعادة التقويم لالستثمارات في بداية السبعينات‪،‬‬
‫وعد هذا املشروع شهد النظام املحاسبي في الجزائر فراغا كبي را في مجال إعداد قواعد التشجيع حسابات‬
‫املؤسسة من اآلثار التضخمية ‪ ،‬ونتيجة لهذه التحوالت الجذرية لالقتصاد الوطني ككل و املؤسسات‬
‫االقتصادية على وجه الخصوص ‪ ،‬ظهر اتجاه قوي نحو تحقيق األهداف السابقة ‪ ،‬و قد تجسد هذا االتجاه‬
‫في مرحلة أولى ‪ ،‬في ظهور نص إلزامي إلعادة تقويم االستثمارات امللموسة و املهلكة ‪ ،‬وفي مرحلة ثانية سمح‬
‫باستعمال طريقة االهتالك املتناقض ‪ ،‬لتظهر آخر مبادرة في هذا املجال ‪ ،‬وهو قانون إعادة التقويم السنة ‪،1993‬‬
‫وما حمله من معطيات جديدة‪.‬‬

‫‪1‬بالرقي التيجاني ‪ ،‬مرجع سبق ذكر‪ ،‬ص ‪420‬‬

‫‪75‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 1‬أسباب معالجة أثار التضخم املحاسبي في الجزائر‬


‫كانت ضرورة معالجة أثار التضخم نتيجة للمشاكل التي ترتبت عليه و املتمثلة فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬ظهور بعض استثمارات اإلنتاج في املي زانية بقيم معدومة أو رمزية ‪ ،‬وهذا بالرغم من أنها مازالت مستغلة من قبل‬
‫املؤسسات وربما حتى لسنوات أخرى‪،‬‬
‫‪ -‬اهتالك بعض االستثمارات بنسبة كبيرة بالرغم من أنها لم تدخل بعد عملية االستغالل‪،‬‬
‫‪ -‬ضعف في تقييم الذمة املالية للمؤسسة و املغاالة في النتيجة املحاسبية و الضريبية ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض في قيمة النقود ساهم و بدرجة كبيرة في التحديد الخاطئ للنتيجة ‪.‬‬
‫‪ -‬وقوع املؤسسات الوطنية في إشكالية عدم مطابقة كبيرة بين أقساط االهتالك املحسوبة على أساس القيمة‬
‫األصلية لالستثمارات و أسعارها ‪.‬‬
‫خالصة القول أن املمارسات الناتجة عن التشبث بمبادئ املحاسبة التقليدية و االستعماالت املتعلقة باالهتالك‬
‫إلى معالجة التضخم في النظام املحاسبي الجزائري أال و هو املخطط املحاسبي الوطني ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة التقويم و املؤسسات املعنية بإعادة التقييم‬
‫‪- 1‬اإلطار القانوني إلعادة التقويم‬
‫لتطبيق عملية إعادة التقييم لألصول الثابتة في املؤسسات الجزائرية بإجراءات تحضير املؤسسات‬
‫لدخولها في االستقاللية التي نص عليها قانون االستقاللية الصادر سنة ‪ ،1989‬فرقة املذكرة رقم ‪ 01‬املتعلقة‬
‫بالتطهير املحاسبي و تحديد رأس املال الصادرة عن مجلس استقاللية املؤسسات فانه يتطلب االنتقال‬
‫املؤسسات االقتصادية العمومية إلى استقاللية القيام بمجموعة من اإلجراءات نوجزها في ما يلي‪:2‬‬
‫إجراءات قانونية تهدف إلى تنظيم تكوين املؤسسات االقتصادية العمومية الجديدة ‪،‬‬
‫‪ -‬إعادة تكوين أصول صافية‬
‫‪ -‬إعادة تكوين رؤوس أموال عاملة صافية موجهة‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات محاسبية الهدف منها تحقيق مصداقية كافة حسابات املركز املالي للمؤسسة ‪.‬‬
‫ولقد نص التشريع الجزائري على عملية إعادة تقييم االستثمارات في عدة مراسيم تنفيذية ‪ ،‬مثل املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 103- 90‬املؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ 1990‬باعتبار أول مرسوم تنفيذي صدر بهذا املجال و املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 336- 96‬املؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1996‬باعتباره آخر مرسوم تنفيذي صدر بهذا الغرض ‪.‬‬

‫‪1‬نجوی عبد الصمد ما عادة تقويم األصول الثابتة كمدخل ملحاسبة التضخم مجلة الدراسات‪ ،‬الصادرة عن جامعة الخليجي األغواط العدد‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬ص ‪162‬‬
‫‪2‬بالرقي التيجاني‪ ،‬املرجع السابق ص ‪422‬‬

‫‪76‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 1- 1‬حسب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 103- 90‬املؤرخ في ‪27‬مارس ‪:1990‬‬


‫املادة ‪ :01‬تطبيقا ألحكام املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 30- 88‬املؤرخ في ‪19‬جويلية ‪ 1988‬املذكورة أعاله ‪ ،‬يمكن‬
‫إعادة تقييم الستينات املادية القابلة لالهتالك و الواردة في مي زانية املؤسسات و الهيئات الخاضعة للقانون‬
‫التجاري ضمن الشروط التي يحددها هذا املرسوم‬
‫املادة‪ :02‬يجب على املؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪ ،‬و‬
‫غيرها من الهيئات العمومية ‪ ،‬منذ الوقت الذي تمسك في حساباتها على الشكل التجاري‪ ،‬أن تعيد تقييم تثبيتاتها‬
‫املادية القابلة لالستهالك ‪.‬‬
‫املادة ‪ :03‬تنطبق إعادة التقييم على القيمة األصلية للتثبيتات املادية كما تطبق على التخصصات السنوية‬
‫لالستهالك املعمول به طبقا للقانون‬
‫املادة ‪ : 04‬تتكون القيمة األصلية التثبيت مادي من قيمة شرائها الحقيقية أو قيمة إنتاجها الحقيقية ‪.‬و عندما‬
‫تكون القيمة األصلية للتثبيت املادي مجهولة فينبغي أن يعاد تكوينها حسب آراء الخب راء أو تستخلص استنادا إلى‬
‫سلع مماثلة ‪.‬‬
‫املادة ‪ :05‬يمثل صافي القيمة املحاسبية الجديدة الفرق بين القيمة األصلية املعاد تقييمها و التخصصات‬
‫املمنوحة لالستهالك املعاد تقييمها ‪ ،‬و تستخدم كقاعدة لحساب التخصصات الجديدة لالهتالكات ‪.‬‬
‫املادة ‪ :06‬يفهم من فائض القيمة من إعادة التقييم على أنه يمثل الفرق بين القيمة املحاسبية الصافية الجديدة‬
‫و القيمة املحاسبية الصافية القديمة‬
‫املادة ‪ :07‬تتم إعادة التقييم اإلجبارية حسب قواعد املحاسبة املعمول بها ‪ ،‬وعندما يؤدي ذلك إلى فائض القيمة‬
‫فان هذا األخير يسجل كإعفاء ضريبي في احتياطي خاص خارج االستغالل‪.‬‬
‫املادة ‪ :08‬تكون معامالت الضبط محل مراجعة عند الحاجة ‪.‬‬
‫‪- 2‬املؤسسات املعنية بإعادة التقييم‬
‫بناء على املرسوم التنفيذي رقم ‪ 250 93‬املؤرخ في ‪ 24‬اکتوبر ‪ 1993‬تمثل املؤسسات املعنية في إعادة التقييم‬
‫) في‪1 :‬‬ ‫االستثمارات (املسموح لها بإجراء عملية إعادة التقييم‬
‫‪ -‬املؤسسات و الهيئات الخاضعون للقانون التجاري؛‬
‫‪ -‬شركات التضامن‪ ،‬شركات التوصية البسيطة الشركات ذات املسؤولية املحدودة‪ ،‬شركات ذات أسهم‪ ،‬و كذالك‬
‫املجمعات ؛‬
‫‪ -‬املؤسسات العمومية اقتصادية التي تأخذ شكل الشركات التجارية ( الشركات العمومية بالسهم أو الشركات‬
‫ذات املسؤولية املحدودة) ؛‬

‫‪1‬نبيه بن عبد الرحمان الجبر و آخرون ‪ ،،‬مرجع سبق ذكره ص ‪361‬‬

‫‪77‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬استثمارات املعنية إعادة التقييم‬


‫نطبق عملية إعادة التقييم على كل االستثمارات املادية القابلة لالهتالك و املتمثلة في ‪:‬‬
‫التجهي زات وتتمثل في املعدات و األدوات ‪ ،‬معدات النقل ‪ ،‬تجهي زات املكتب ‪ ،‬غالفات مسترجع‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات ‪:‬وتتمثل في املقالع و املناجم‪ ،‬املباني ‪ ،‬املنشات األساسية الهيكلية ‪ ،‬املنشات املركبة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬محاسبة التضخم حسب النظام املحاسبي املالي‬
‫لقد عملت الجزائر على غرار العديد من الدول بإصالح النظام املحاسبي ‪ ،‬و كما تطرقنا في الفصل األول للنظام‬
‫املحاسبي املالي الذي بدأ حيز التنفيذ في ‪، 2010‬و باعتبار هذا النظام مستمد من املعايير املحاسبية الدولية (‪IAS‬‬
‫‪ ، ) IFRS /‬فان هذا النظام املحاسبي بمفهوم جديد أال وهو إعادة التقسيم کانت غائبة عن املخطط الوطني‬
‫املحاسبي إال في الحاالت التي أشرنا لها سابقا ‪ )1993،1996( ،‬و نتطرق في كيفية املعايير التي تم فيها معالجة أثر‬
‫التضخم ‪.‬‬
‫‪ - 1‬املعايير الدولية التي اهتمت بمعالجة التضخم‬
‫لقد اهتمت لجنة معايير املحاسبة (‪ )IASC‬منذ نشأتها بناء على اتفاق ‪ 29‬جويلية ‪ 1973‬املوقع بين املعاهد‬
‫املهنية في كل من أست راليا و كندا و فرنسا و بريطانيا و أملانيا و املكسيك و الواليات املتحدة األمريكية و هولندا و‬
‫اليابان بظاهرة التضخم و انعكاساتها على القوائم املالية للشركات املتعددة الجنسية و خاصة مشكلة انخفاض‬
‫القوة الشرائية لوحدات النقل في الدول التي تعمل بها الفروع و املنشئات التابعة األجنبية ‪ ،‬و لذلك أصدرت في‬
‫يونيو ‪ 1977‬املعيار الدولي رقم (‪ ) IAS6‬تحت عنوان التفاعل املحاسبي مع التغير في األسعار‪ ،‬ثم ألغي هذا املعيار‬
‫واستبدل في نوفمبر ‪1981‬باملعيار الدولي رقم (‪ ) IAS15‬تحت عنوان املعلومات التي تعكس آثار تغير األسعار و‬
‫أصبح ساري املفعول اعتبارا من أول يناير ‪ ، 1983‬ثم أدخلت عليه بعض التعديالت في عام ‪ 1991‬و أخي را تم‬
‫إعادة صياغته بدون تغي رات أساسية في فقراته عام ‪.194‬‬
‫وفي يوليو ‪1983‬صدر املعيار الدولي رقم (‪IAS21‬تحت عنوان املحاسبة عن أثارا لتغي رات في أسعار الصرف‬
‫األجنبية‪ ،‬و تم تعديله في عام ‪ 993‬ليصبح أثار التغير في أسعار صرف األجنبية و أصبح ساري املفعول ابتداء من‬
‫يناير ‪ ، 1995‬حيث أشار في الفقرة (‪ ) 36‬الى أنه في حالة تغيير الفقرة الشرائية للعمالت األجنبية نتيجة التضخم‬
‫الحاد فإن الشركة املتعددة الجنسية يجب أن يقام بتطبيق ما ورد في املعيار رقم (‪. )IAS29‬‬

‫‪78‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 2‬املعيار املحاسبي رقم (‪ )IAS15‬املعلومات التي تعكس آثار تغيرات األسعار‬
‫‪- 1- 2‬مضمون املعيار املحاسبي الدولي رقم (‪ ) IAS15‬املعلومات التي تعكس آثار تغيرات األسعار‬
‫وفق نص املعيار الدولي رقم (‪ )IAS15‬يتضح أنه سمح للشركات املتعددة الجنسية في ظل ظروف تغير‬
‫األسعار في دولة ما باستخدام القيم الجارية لألصول ب دال من التكلفة التاريخية مع بيان ذلك و اإلفصاح عنه‪،‬‬
‫والتالي املعيار لم يحدد املدخل املحاسبي الواجب إتباعه و ترك ملنشأة املتعددة الجنسية الحرية في تطبيق أحد‬
‫املدخلين اآلخرين ( إعادة تقدير بعض بنود املي زانية و املحاسبة الشاملة ) بشرط اإلفصاح عن املدخل املستخدم‬
‫على القوائم املالية‪1.‬‬ ‫و أستعد طريقة تكوين احتياطي تضخم في معالجة آثار التضخم‬
‫يبدو املعيار رقم (‪ )IAS 15‬و املعاد صياغته في عام ‪ 1994‬هو األكثر شمولية في معالجة آثار التضخم بالقوائم‬
‫املالية للشركات ‪ ،‬حيث أشار هذا املعيار إلى أن املعلومات املحاسبية التي تعكس آثار التغير في مستويات األسعار‬
‫على قائمتي الدخل و املركز املالي ‪ ،‬يجب اإلفصاح عنها كمعلومات ملحقة بالقوائم املالية املنشورة و ال تدخل في‬
‫صلب مكوناتها ‪.‬‬
‫ومن خالل املعيار الدولي (‪ )IAS 15‬اقترحت (‪ IABC‬طريقتين إلعداد معلومات تأخذ بعين االعتبار تغي رات األسعار ‪:‬‬
‫‪-‬طريقة القوة الشرائية العامة و ذلك بتعديل القوائم املالية حسب تغي رات املستوى العام لألسعار وباستخدام‬
‫األرقام القياسية لألسعار ؛‬
‫‪-‬طريقة التكلفة الجارية باستخدام التكلفة االستبدالية كقاعدة للقياس و إذا زادت هذه األخيرة على القيمة‬
‫القابلة للتحقق و القي مة املالية فان يتم استخدام أيها أكبر كأساس للقياس؛‬
‫‪-‬إضافة إلى إمكانية الجمع بين الطريقتين السالفتين ‪.‬‬
‫كما بين أن طريقة القوة الشرائية العامة تحدد الدخل بعد املحافظة على القوة الشرائية لحقوق امللكية و‬
‫التكلفة الجارية ‪ ،‬فهي تحدد الدخل بعد املحافظة على الطاق ة على الطاقة التشغيلية للوحدة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ 1- 1- 2‬متطلبات اإلفصاح‪:‬‬
‫و يوص ي املعيار (‪ ) IAS 15‬بأنه يجب على املنشآت التجارية الكبيرة التي تشهد بيئتها انخفاضا في القوة الشرائية‬
‫للعملة أن تفصح في ملحقات القوائم املالية باستخدام أي من طرق التسوية اآلثار التضخم عن املعلومات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬قيم التعديالت أو القيم املعدلة إلهتالكات املمتلكات و املباني و املعدات‬
‫قيم التعديالت أو القيم املعدلة لتكلفة املبيعات؛‬
‫‪-‬التعديالت املتعلقة بالبنود النقدية؛‬

‫‪1 Robert‬‬‫‪Obert, Pratique des normes IAS/IFRS, Order des Experts- comptables , Dunod ,paris,3eme‬‬
‫‪èdition2006,449‬‬

‫‪79‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬اآلثار الكلية على الدخل (النتيجة)؛‬


‫‪-‬عند تبنب طريقة التكلفة الجارية يجب ا إلفصاح عن املمتلكات و املبادئ و املعدات و االستثمارات إذا كانت‬
‫طريقة التكلفة الجارية هي الطريقة املتبعة من الشركة ؛‬
‫‪-‬تقديم بيان عن الطرق املستخدمة في حسابات البنود السابقة‪.‬‬
‫‪- 3‬املعيار املحاسبي الدولي (‪ ) IAS29‬التقرير املالي في االقتصاديات ذات التضخم املرتفع‬
‫ضمن جهود مجلس املعايير الدولية (‪ ) IASB‬الساعية إلى التقليل من االعتقادات املوجهة للمحاسبة و استبعاد‬
‫آثار التضخم على القوائم املالية‪ ،‬تم صدور املعيار الدولي املحاسبي (‪ )IAS29‬املتعلق بالتقارير املالية في‬
‫االقتصاديات ذات معدالت التضخم املرتفعة في يونيو ‪ 1990‬و الذي أعيدت صياغته في عام ‪.1994‬‬
‫‪ 1- 3‬مضمون املعيار املحاسبي الدولي رقم (‪:)IAS29‬‬
‫تركزت محاور املعيار (‪ ) IAS29‬على تحديد مؤشرات التضخم وأثره على القوة الشرائية للنقود والتعريف بكيفية‬
‫إعادة تصوير القوائم املالية لتعكس أثر التضخم‪1.‬‬

‫فالتضخم يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للنقود بحيث تغدو االقام التي تظهر في القوائم املالية غير ذات‬
‫معنى بسبب بعدها عما تمثله ‪ ،‬ولم تصبح القوائم املعدة بعملة اقتصاد مرتفع التضخم ذات معنى فيجب إعادة‬
‫إعداد هذه القوائم املالية حسب وحدة القياس الجارية في تاريخ اإلقفال حتى تعكس االرتفاع في األسعار وقد ورد‬
‫في هذا املعيار ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬يجب تعديل قيم جميع بنود القوائم املالية و األرقام املقارنة للعام املاض ي ؛‬
‫‪ -‬يجب اإلفصاح بشكل مفصل عن املكاسب و الخسائر الناشئة من عملية إعادة التقدير؛‬
‫يجب أن توضح قائمة الدخل الكاسب أو الخسائر الناتجة عن إعادة تقدير بنودها من املصروفات و اإليرادات‬
‫‪ 2- 3‬متطلبات املعيار‬
‫إعادة تصوير القوائم املالية‪ :‬ينص املعيار رقم (‪ ) IAS29‬أنه يجب إعادة تصوير القوائم املالية للمؤسسة‬
‫املعدة بالعملة السائدة في االقتصاد نشط التضخم بوحدة القياس الجارية في تاريخ إعداد املي زانية و يجب إعادة‬
‫التصريح عن املقارنة في الفترة أو الفت رات السابقة بذات وحدة القياس الجارية ‪ ،‬حيث يؤدي هذا اإلجراء إلى‬
‫الوصول إلى أرقام متجانسة القياس يعبر عنها بوحدات قوة شرائية موحدة‪ ،‬و يكون إعادة تصوير القوائم املالية‬
‫بتطبيق الرقم القياس ي العام الذي يقوم على تعديل البنود غير النقدية وفق األرقام القياسية لألسعار في التاريخ‬
‫الذي تمت فيه العمليات املالية املتعلقة بهذه البنود‪ ،‬كما يتم إدراج الريح أو الخسارة لصافي املركز النقدي الذي‬
‫يترتب عليه إعادة قياس البنود غير النقدية في صافي الدخل‪ ،‬وكذلك يجب اإلفصاح عن العمليات التي تمت‬
‫إلعادة قياس بشكل منفرد‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Bernard Raffornier,Les Normes Comptables Internationales(IFRS/IAS),Economisa ,paris,2eme édition,2005,p282‬‬

‫‪80‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنسبة للشركات القابضة إذا كانت الشركة القابضة تعمل في اقتصاد ال يتصف بالتضخم املرتفع بينما تعمل‬
‫الشركة الزميلة أو الشركة التابعة في اقتصاد مرتفع التضخم‪ ،‬فيتوجب في هذه الحالة إعادة عرض القوائم‬
‫املالية للشركة الزميلة أو الشركة التابعة وفقا ملعيار املحاسبة الدولي رقم (‪ ،)IAS29‬بينما تستثني الشركة‬
‫القابضة من تطبيق املعيار ‪ ،‬و في الحالة العكسية يتوجب على الشركة القابضة إعادة عرض قوائمها املالية وفقا‬
‫للمعيار املحاسب الدولي رقم (‪ ، )IAS29‬كما قدم املعيار الدولي رقم (‪ )IAS29‬بعض املالحظات على تعديل القوائم‬
‫املالية املعدة على أساس التكلفة الجارية و هي‪:1‬‬
‫‪ -‬في املي زانية ال يتم تعديل البنود الظاهرة بكلفتها الجارية في تاريخ املي زانية بل تعدل البنود األخرى‪،‬‬
‫‪ -‬في كشف الدخل يتم تعديل عناصره كافة حتى تلك املقاسة بكلفتها الجارية ‪ ،‬و ذلك ألنها تكون مقاسه بكلفتها‬
‫الجارية في تاريخ حدوث العملية‪،‬‬
‫‪ -‬إلى جانب ذلك عند توقف التضخم الجامح في اقتصاد ما ‪ ،‬ال يعد مطلوبا تطبيق متطلبات املعيار الدولي رقم‬
‫(‪ ) IAS29‬و املبالغ املعدلة املقيدة في القوائم املالية املقدرة أخي را يجب استخدامها على أنها املبالغ الدفترية ‪ ،‬وال‬
‫يلزم تسويتها لتعديل املبالغ للعودة إلى قيمتها األصلية بمقتض ى األساس املحاسبي املناسب ‪ ،‬وان أمكن تتوقف‬
‫كافة املنشآت التي تعمل في نفس البيئة عن تطبيق املعيار من نفس التاريخ ‪.‬‬
‫‪ 3- 3‬اإلفصاح في معيار املحاسبة الدولي رقم (‪)IAS29‬‬
‫يتطلب اإلفصاح في املعيار ‪ IAS 29‬املعلومات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقة أنه تم إعادة عرض القوائم املالية و معلومات الفترة املقارنة األخرى وفقا للتغي رات في القوة الشرائية‬
‫العامة لعملة إعداد التقارير‪،‬‬
‫‪ -‬املكاسب و الخاسر للبنود النقدي‪،‬‬
‫‪ -‬األساس الذي تم عليه إعداد القوائم املالية أي على أساس التكلفة التاريخية أو منهج التكلفة الجارية‪،‬‬
‫‪ -‬طبيعة و مستوى مؤشر األسعار في تاريخ املي زانية العمومية وأي حركات على هذا املؤشر في فت رات إعداد التقارير‬
‫الحالية و السابقة‪.‬‬

‫‪1 Robert‬‬ ‫‪Obert, Pratique des normes IAS/IFRS , ip, p 465‬‬

‫‪81‬‬
‫آثار تجاهل التضخم على القوائم املالية و آليات استبعادها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‬
‫للتضخم آثار وخيمة في شتى املجاالت االجتماعية واالقتصادية واإلنتاجية والنقدية والتجارية‪ ،‬وفي ظل ذلك‬
‫توجد عدة أساليب تستخدم لقياس التضخم ومنها األرقام القياسية لألسعار باختالف أنواعها وأهميتها في‬
‫استبعاد آثار التضخم ‪.‬ومن جهة أخرى فمحاسبة الكلفة التاريخية ال تصلح بوصفها طريقة تستخدم في تقييم‬
‫عناصر املي زانية العمومية خالل فترة التضخم‪ ،‬بسبب أن هذه املحاسبة ال يمكن أن تجعل من العناصر الواردة‬
‫في قائمة املركز املالي معبرة تعبير اقتصاديا حينما تطبق في منشآت اقتصاد يشكو من التضخم‪ ،‬وكما هو معروف‬
‫إن محاسبة الكلفة التاريخية تقوم بتثبيت عناصر املي زانية العمومية بكلفة اقتنائها أو شرائها‪ ،‬وفي فترة التضخم‬
‫االقتصادي يحصل تفاوت قد يكون كبي را‪ ،‬بين القيم التاريخية والقيم الحالية لعناصر املي زانية‪ ،‬وعليه يجب‬
‫تسوية أو تعديل هذا التفاوت لكي تعبر قيم عناصر املي زانية عن حقيقتها االقتصادية‪ ،‬وينجم تأثير التضخم على‬
‫حساب النتيجة تضليل للربح املحاسبي املستخرج خالل الفترة املالية‪ ،‬مما ينعكس أثره على توزيع الحصص‬
‫الربحية وعلى التمويل الذاتي للشركة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة‬
‫سونلغاز" مركز مستغانم‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫بعد ما تم التطرق في الفصول السابقة إلى مختلف املفاهيم املتعمقة بظاهرة التضخم وأثرها على القوائم‬
‫املالية‪ ،‬سنحاول في هذا الفصل معالجة هذه اإلشكالية في ظل إطارها القانوني الذي اقتصر على كيفية تصحيح‬
‫األثر التضخمي لعناصر القوائم املالية باالعتماد على البيانات السنوية‪.‬‬
‫حيث تم تسلط ضوء دراستنا امليدانية على املؤسسة العمومية للكهرباء والغاز ‪ -‬مستغانم ‪ -‬باعتبارها من‬
‫أهم املؤسسات العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫وبما أن هذه الفكرة على عالقة مباشرة باستثمارات املؤسسة واهتالكاتها خاصة‪ ،‬ارتأينا أن تكون محاور‬
‫دراستنا حول إعادة تقييم هذه االستثمارات ‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار درجة فقدان قيمتها والتغير في قيمة النقود‬
‫التي تنعكس عليها ومن ثم على اهتالكاتها‪.‬‬
‫وسيضم الفصل الرابع املباحث التالية‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تقديم املؤسسة محل التربص‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة تقييم االستثمارات‪.‬‬
‫املبحث الثالث عينة من استثمارات مؤسسة سونلغاز املعاد تقييمها‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫املبحث األول‪ :‬تقديم املؤسسة محل التربص‬
‫تعتبر الجزائر من بين الدول النامية التي تحاول قدر املستطاع الخروج من نفق الضيق وذلك باالعتماد على‬
‫االقتصاد الوطني الذي هو مجموعة من سياسات املؤسسات الصغيرة التي تسعى للنهوض به ومن بين هذه‬
‫املؤسسات املؤسسة العمومية للكهرباء والغاز مستغانم‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬بطاقة تعريفية للمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز ‪-‬مستغانم "‪"Sonalgaz‬۔‬
‫تعتبر مؤسسة سونلغاز من بين املؤسسات اإلست راتيجية التي تريد التكيف مع مختلف التطورات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وللتعرف عليها أكثر يتوجب عمينا التطرق في هذا املبحث إلى تنظيميا ووصف مختلف وظائفيا‬
‫وأهدافها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف مؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم"‬
‫للتقرب أكثر من الزبائن‪ ،‬قامت مؤسسة سونلغاز بفتح عدة فروع لتوزيع الكهرباء والغاز على مستوى كافة‬
‫الت راب الوطني ومن بينها مديرية التوزيع مستغانم وهذا لجذبه والحفاظ عليه ‪ .‬وعلى مستوى كل واحدة منها يتم‬
‫طرح عدد معين من الخدمات التي تشبه احتياجاته وبذلك أصبح لسونلغاز حلول ملشاكل األفراد بالخصوص‪،‬‬
‫واملؤسسات عمى العموم‪ ،‬الذين يبحثون عن األمان والراحة‪ ،‬ولإلجابة على هذه االحتياجات تعرض سونلغاز‬
‫خدماتها‪ ،‬ومن أجل ذلك تعتبر مديرية التوزيع الخلفية األساسية املتعددة االستغالل لسونلغاز فهي قادرة بفضل‬
‫هياكلها استقبالها ومعالجتها الفعالة من أجل إشباع الزبون میما كانت طبيعتها وقطاع نشاطيا‪ ،‬فهي تستغل كل‬
‫الوسائل املتوفرة لديها لجذب الزبائن وذلك بعرض خدمات ومنتجات الكهرباء والغاز التي هم بحاجة إليها في‬
‫حياتهم الشخصية والعملية‪.‬‬
‫تتضمن التشكيلة العمالية التالية ‪ :‬إطارات‪ ،‬أعوان تحكم و أعوان تنفيذ‪ ،‬وهذا ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم( ‪ )1- III‬يوضح التشكيلة العمالية إطارات‪ ،‬أعوان تحكم و أعوان تنفيذ‪،‬‬
‫مديرية التوزيع مستغانم‬ ‫املؤسسة‬
‫‪2011‬‬ ‫سنة اإلحصاء‬
‫‪385‬‬ ‫عدد العمال‬
‫‪%21,56‬‬ ‫إطارات‬ ‫التوزيع النسبي للعمال‬
‫‪%53,77‬‬ ‫أعوان تحكم‬
‫‪%24 ,67‬‬ ‫أعوان تنفيذ‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات بناء على مقابلة مع رئيسة مصلحة تكوين وتطوير املوارد البشرية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ثانيا ‪ :‬أهداف و وظائف مؤسسة سونلغار" مركز مستغانم‬
‫فيما يلي سنحاول التطرق إلى األهداف األساسية ملؤسسة سونلغاز ألهم وظائفها الرئيسية التي تسعى‬
‫لتحقيقها‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف مؤسسة سونلغاز "مرکز مستغانم ‪" :‬‬
‫تهدف مديرية سونلغاز "مرکز مستغانم " إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تشغيل وصيانة وتوزيع الكهرباء والغاز ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير شبكات الكهرباء والغاز لربط الزبائن الجدد‪.‬‬
‫‪ ‬تسويق الكهرباء والغاز ‪.‬‬
‫وظائف مؤسسة سونغاز"مرکز مستغانم "‪:‬‬
‫سونلغاز عبارة عن مؤسسة محتكرة لثالثة وظائف أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬إنتاج الكهرباء‪.‬‬
‫‪ ‬نقل الكهرباء والغاز ‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع الكهرباء والغاز ‪.‬‬
‫ومن أجل تأدية مهامها املتغيرة والشاملة وتنفيذ مختلف عملياتها‪ ،‬ومن أجل أن تعمل في شروط جيدة‪ ،‬يجب‬
‫أن تتبنى نوع معين من التنظيمات الهيكلة الفعالة‪ .‬إذ يقوم الهيكل التنظيمي بدور هام في املديرية ملا لو من دور‬
‫تنسيقي بين جميع الوظائف ومسؤوليات كل فرد مهما كانت وظيفته‪ ،‬بمعنى يساعد على تفهم التنظيم‪ ،‬مسلك‬
‫السلطة‪ ،‬االتصال واملسؤولية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم "‬
‫تتميز هيكلة املؤسسة بأنها تنظيم هرمي‪ ،‬حيث نجد العالقة رأسية تربط الوظائف باملستويات اإلدارية‬
‫املختلفة وعليها تنطلق السلطة رأسيا من األعلى إلى القاعدة مباشرة‪.‬‬
‫و تتهيكل مديرية التوزيع مستغانم من اإلدارة العامة ومجموعة من األقسام‪ ،‬كل قسم منها يحتوي على‬
‫مصالح‪ ،‬كما يتولى كل قسم ممارسة وظائف تناسق مع وظائف األقسام األخرى وتنصب كلها في الوظائف العامة‬
‫ملديرية التوزيع من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫الشكل رقم (‪ )III-1‬الهيكل التنظيمي ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم "‬

‫مدير مديرية التوزيع‬


‫األمانة العامة‬

‫املكلف باالتصاالت‬ ‫مصلحة املنازعات‬ ‫مهندس األمن‬

‫قسم الدراسات‬ ‫قسم املوارد البشرية‬ ‫قسم العالقات التجارية‬ ‫قسم املالية واملحاسبة‬
‫وأشغال الكهرباء‬

‫قسم الوسائل‬ ‫قسم تسيير أنظمة‬ ‫قسم تقنيات‬ ‫قسم تقنيات‬


‫العامة‬ ‫اإلعالم اآللي‬ ‫استغالل الغاز‬ ‫استغالل الكهرباء‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات بناء على وثائق املؤسسة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية واملحاسبة ملؤسسة سونلغاز " مرکز مستغانم"‪ ،‬ومهامه‬
‫يضم الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية واملحاسبة ملؤسسة سونلغاز مستغانم ثالث مصالح رئيسية‪ ،‬كما أنو‬
‫لكل مصلحة مهام خاصة بها‪ ،‬يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية واملحاسبة املؤسسة سونلغاز " مركز مستغانم"‬
‫يتمثل الهيكل التنظيمي لقسم املحاسبة واملالية ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم " في املخطط التالي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )III-2‬الهيكل التنظيمي ملصلحة املالية و املحاسبة‬

‫قسم املحاسبة واملالية‬

‫مصلحة املالية والخزينة‬ ‫مصلحة استغالل‬ ‫مصلحة امليزانية ومراقبة‬


‫املحاسبة‬ ‫التسيير‬

‫مكلف بالدراسات‬
‫الخزينة‬ ‫استغالل‬
‫مكلف بالدراسة(‪)1‬‬ ‫وربط نتائج املكلف(‪)1‬‬
‫املحاسب(‪)1‬‬ ‫بالدراسات املحاسب (‪)3‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات بناء على مقابلة مع رئيس مصلحة املالية واملحاسبة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ثانيا ‪ :‬مهام مصلحة املحاسبة واملالية ملؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم"‬
‫مهام قسم كل مصلحة من مصالح املالية واملحاسبة ملؤسسة سونلغاز" مرکز مستغانم "في املهام التالية‪:‬‬
‫مصلحة املالية ‪ :‬تتمثل مهام مصلحة املالية في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تضمن التسديدات الالمركزية‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة حسابات الخزينة ومراقبة الحسابات البنكية والبريدية‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم بمتابعة تقاربات الحسابات البنكية والبريدية ‪.‬‬
‫مصلحة امليزانية ومراقبة التسيير‪ :‬تتمثل مهام مصلحة املي زانية ومراقبة التسيير في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تقوم بإعداد املي زانية السنوية الخاصة باملديرية الجهوية ‪.‬‬
‫‪ ‬انجاز جدول توضيح للمي زانية و مي زانية نشاطات املديرية الجهوية‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة االستغالل واملحاسبة ‪ :‬تتمثل مهام مصلحة االستغالل واملحاسبة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يضمن تفتيش وم ا رقبة عمليات املحاسبة ‪.‬‬
‫‪ ‬يضمن مراقبة كتابة عمليات املحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬تقدم نتائج عمليات املحاسبة للمديرية الجهوية‪.‬‬
‫‪ ‬تضمن النشاط الجبائي الالمركزي‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة ملف العقار واألجهزة‪.‬‬
‫‪ ‬تضمن الربط مع الراكز املحاسبية ومقر املديرية العامة للتوزيع‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني إلعادة تقييم االستثمارات‬
‫مرت تجربة الجزائر في مجال إعادة تقييم االستثمارات على أربع مراحل‪:‬‬
‫املرحلة األولى ‪ :‬إعادة التقييم لسنة ‪ 1990‬ابتداء من هذا التاريخ أخذت العملية طابعها الرسمي و وتجدر‬
‫اإلشارة أنها سبقت إعادة التقييم في ‪ 1971‬التي بقيت في إطارها النظري دون أن تخرج إلى الواقع العملي‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪ :‬إعادة التقييم لسنة ‪ 1993‬التي جاءت کتکملة إلعادة التقييم الخاصة بسنة ‪ 1990‬االختالف‬
‫بينهما يكمن في تغيير املعدالت بسبب تطور التضخم في تلك الفترة‪ ،‬أما االختالف الثاني فتمثل في التفرقة بين‬
‫االستثمارات املنقولة والغير املنقولة‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪ :‬إعادة التقييم لسنة ‪ 1996‬التي جاءت لتصحيح قيمة االستثمارات بعد خفض نسبة الدينار كما‬
‫أنها اكتسبت الطابع االختياري‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة ‪ :‬إعادة التقييم لسنة ‪ 2007‬التي مفادها إعادة تقييم أراض ي املؤسسة‪.1‬‬

‫‪ 1‬نور الدين خيابة اإلدارة املالية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون بلد‪ ، 1997 ،‬ص ‪115‬‬

‫‪89‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫املطلب األول ‪ :‬إعادة تقييم األولى لالستثمارات ( ‪ )R1‬لسنة ‪ 1990‬م‬
‫لقد اعتمدت التجربة الجزائرية إلعادة التقييم عمى معامالت إعادة التقييم لتصحيح قيم االستثمارات‬
‫امللموسة اإلهتالكات املوافقة لها‪ ،‬وقد أخذت هذه املعامالت الصفة الرسمية من خالل املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ :130/90‬املؤرخ في ‪ 27/03/1990‬وقد كانت هذه املعامالت كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )2.III‬معامالت إعادة التقييم (‪ ) R1‬لسنة ‪1990‬‬

‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬ ‫السنة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫املعامل ‪1.50‬‬

‫املصدر ‪ :‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 14‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ :90 103‬املؤرخ في ‪1990/03/27‬‬

‫من خالل البيان أعاله نالحظ أن معامالت إعادة التقييم لسنة ‪ 1990‬ناقص ‪ 0.05‬من سنة إلى أخرى أي من‬
‫سنة ‪ 1978‬إلى غاية سنة ‪ ،1987‬وما يمكن مالحظته أيضا صنت أو حددت بالنسبة لكل من التجهي زات‬
‫والعقارات ولم تفصل بينهما على اعتبار أنها أول تجربة تقام في الجزائر بالنسبة لالستثمارات الخاضعة للقانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫بافت راض أن مؤسسة سونلغاز تريد إعادة تقييم بناءات تم اقتناءها بداية السنة ‪100.000‬دج قد تقرر‬
‫إهتالكها في ذلك الوقت على مدار ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫املطلوب‪:‬‬
‫‪ - 1‬إعداد جدول إعادة تقييم االستثمار واهتالكاته‪.‬‬
‫‪ - 2‬تسجيل قيد إعادة التقييم في ‪.1989/12/31‬‬
‫حل املثال‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫الجدول رقم (‪ :)3-III‬إعادة تقييم األولى م (‪ )R1‬لالستثمارات لسنة ‪.1983‬‬

‫الفرق‬ ‫معامل التقييم القيمة االسمية بعد التقييم‬ ‫السنة القيم االسمية قبل التقييم‬

‫‪20.000‬‬ ‫‪120.000‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪1983‬‬

‫‪2.000‬‬ ‫‪12.000‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1983‬‬

‫‪1.500‬‬ ‫‪11.500‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1984‬‬

‫‪1.000‬‬ ‫‪11.000‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1986‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1987‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1988‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1989‬‬

‫‪4.500‬‬ ‫‪74.500‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪70.000‬‬ ‫‪ƹ‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات باالعتماد على الوثائق املحاسبية للمؤسسة‪.‬‬


‫من خالل الجدول تالحظ أن ‪:‬‬
‫القيمة األصلية املعاد تقيمها ‪ x=12.0001,2 10.000 :‬دج‬
‫القيمة األصلية ‪ 100.000‬دج‬
‫القيمة اإلضافية ‪ 2.000‬دج فرق إعادة تقييم القيمة األصلية‬
‫القيمة التاريخية لإلهتالك ‪ 70.000‬دج‬
‫القيمة الجديدة لإلهتالكات ‪: 74.500‬دج‬
‫القيمة اإلضافية ‪: 4.500‬دج فرق إعادة تقييم اإلهتالكات‬
‫القيمة املحاسبية الصافية الجديدة‪45.500 - 74.500 - 120.000 :‬دج‬
‫فرق إعادة التقييم ‪:‬ويمكن حسابه بطريقتين‪:‬‬
‫الطريقة األولى‪:‬‬
‫فرق إعادة التقييم = التغيير في القيمة األصلية التغير في مجموع اإلهتالك‬
‫=(‪15.500= )70.000 - 74.500 (- )10.000- 12.000‬‬
‫الطريقة الثانية‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫فرق إعادة التقييم = ق م ص قبل التقييم ق م ص بعد التقييم ‪.‬‬
‫=(‪15.500= )70.000 - 10.000 (- )74.500- 12.000‬‬
‫ويتم تسجيل قيد إعادة التقييم محاسبيا كما يلي ‪:‬‬
‫‪1989/12/31‬‬
‫‪20.000‬‬ ‫ح‪ /‬املباني‬ ‫‪213‬‬
‫‪4.500‬‬ ‫ح‪ /‬اهتالك املباني‬ ‫‪2813‬‬
‫‪15.500‬‬ ‫ح‪ /‬فرق إعادة التقييم‬ ‫‪105‬‬
‫إعادة التقييم األولى‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬إعادة التقييم الثانية لالستثمارات لسنة ‪)R2( 1993‬‬


‫تم اعتماد هذه التجربة بسبب انخفاض قيمة الدينار التي أثرت على قيمة االستثمارات وخلقت فارقا بين‬
‫قيمتها االسمية وقيمتها السوقية في ذلك الوقت‪.‬‬
‫املعامالت التي يمكن تطبيقيا موجودة في الجدول أدناه تختلف حسب سنة الحيازة أو اإلهتالك مع طبيعة‬
‫االستثمارات ( تجهي زات أو عقارات ) و كذلك إذا ما كانت عملية التقييم األولى لسنة ‪ 1990‬قد طبقت أوال‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4.III‬معامالت إعادة تقييم (‪ )R2‬التجهيزات لسنة ‪.1993‬‬

‫‪1985‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1979‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫السنوات‬

‫‪3.10‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫‪3.50‬‬ ‫‪3.65‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫‪4.05‬‬ ‫‪4.20‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬

‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت‬

‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫السنوات‬

‫‪1‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫املعامل‬

‫املصدر ‪ :‬الجريدة الرسمية رقم‪ 69 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 93 250‬املؤرخ في ‪24/10/1993‬‬


‫حيث أن ‪ :‬م‪ .‬ق‪.‬أ ‪ :‬معامل القيمة االسمية‪.‬‬
‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت ‪ :‬معامل القيمة االسمية املعاد تقييمها‪.‬‬
‫حسب هذا املرسوم ( سنة ) ‪ 1993‬فإن القيمة األصلية بدأت في التناقص من‪ 4.20‬إلى أن تصل إلى ‪ 1‬هذا من‬
‫سنة ‪ 1978‬إلى سنة ‪ ، 1991‬أما القيمة األصلية املعاد تقييمها کأنها معامالت موحدة ) ‪ (2.80‬من سنة ‪ 1978‬إلى‬

‫‪92‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫سنة ‪ 1986‬في حين أن هناك معامالت مشتركة بين القيمة األصلية والقيمة األصلية املعاد تقييمها من سنة ‪1986‬‬
‫إلى غاية سنة ‪.1991‬‬
‫الجدول رقم (‪)5.III‬معامالت إعادة التقييم العقارية لسنة ‪1993‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬ ‫السنوات‬

‫‪8.9‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18.5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املعامل‬

‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫السنوات‬

‫‪6.40‬‬ ‫‪6.95‬‬ ‫‪7.60‬‬ ‫‪8.20‬‬ ‫املعامل‬

‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬ ‫السنوات‬

‫‪3.3‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬

‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫السنوات‬


‫‪1.0‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬
‫‪1.0‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أم‪.‬ت‬

‫املصدر ‪ :‬الجريدة الرسمية رقم ‪ : 69 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 250 - 93‬املؤرخ في ‪.1993- 10- 24‬‬
‫من خالل البيان أعاله نالحظ أنه كل من القيمة األصلية والقيمة األصلية املعاد تقييمها ‪( ،‬يبدأ من سنة‬
‫‪ 1963‬إلى سنة ‪ 1977‬معامالت موحدة بينهما) أي من ‪ 20‬إلى ‪ 6.40‬في حين أن معامالت إعادة التقييم تت راوح بين ‪1‬‬
‫و‪ 5‬من سنة ‪ 1978‬إلى غاية ‪.1991‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫لنفترض أن مؤسسة سونلغاز اشترت آالت في بداية سنة ‪ 1985‬بمبلغ ‪ 265.000‬دج وقد تقرر إهتالكيا على مدى‬
‫عشر سنوات‪.‬‬
‫املطلوب‪:‬‬
‫‪ - 1‬تطبيق إعادة التقييم الثانية علما أنها استفادت من إعادة التقييم األولى‪.‬‬
‫‪ - 2‬تطبيق إعادة التقييم الثانية علما أنها لم تستفد من إعادة التقييم األولى‪.‬‬
‫‪ - 3‬تسجيل القيد املحاسبي لسنة ‪.1989‬‬
‫حل املثال‪:‬‬
‫بالنسبة لالستثمارات املستفادة من إعادة التقييم األولى (‪) R1‬‬

‫‪93‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫أ – املرحلة األولى ‪ :‬تطبيق إعادة التقييم األولى (‪) R1‬‬
‫الجدول رقم (‪: )6.III‬جدول إعادة تقييم األولى (‪ ) R1‬لالستثمارات‬
‫الفرق‬ ‫القيمة االسمية بعد‬ ‫القيم االسمية قبل التقييم معامل التقييم‬ ‫السنة‬
‫التقييم‬
‫‪26.500‬‬ ‫‪291.500‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪2.650‬‬ ‫‪29.150‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪2.650‬‬ ‫‪135.500‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪132.500‬‬ ‫‪ƹ‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات باالعتماد على الوثائق املحاسبية للمؤسسة‬


‫من خالل الجدول نالحظ أن ‪:‬‬
‫القيمة األصلية املعاد تقييمها ‪291.500 =1,10 × 265.000 :‬‬
‫القيمة األصلية ‪ 265.000‬دج‪.‬‬
‫القيمة اإلضافية ‪ 26.500‬دج فرق إعادة التقييم للقيمة األصلية‪.‬‬
‫القيمة التاريخية لإلهتالكات ‪ : 132.500‬دج‪.‬‬
‫القيمة الجديدة لإلهتالكات ‪ 135.150‬دج‪.‬‬
‫القيمة اإلضافية ‪ 2.650‬دج فرق إعادة تقييم االهتالكات‪.‬‬
‫القيمة املحاسبية الصافية الجديدة ‪ 156.350 =135.150 - 291.500 :‬دج‬
‫‪23.850‬ج‬
‫فرق إعادة التقييم ‪23.850 = 2.650 - 26.500 :‬‬
‫ويتم التسجيل املحاسبي كما يلي‪:‬‬
‫‪1990/12/31‬‬
‫‪26.500‬‬ ‫ح‪ /‬اآلالت‬ ‫‪215‬‬
‫‪2.650‬‬ ‫ح‪ /‬اهتالك اآلالت‬ ‫‪2815‬‬
‫‪23.850‬‬ ‫ح‪ /‬فرق إعادة التقييم‬ ‫‪105‬‬
‫إعادة التقييم األولى اآلالت‬

‫‪94‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ب ‪ -‬املرحلة الثانية ‪:‬تطبيق إعادة التقييم الثانية ق (‪)R2‬‬
‫القيمة املتبقية = القيمة األصلية لالستثمار بعد ‪ -‬مجموع القيم األصلية لإلهتالكات إعادة التقييم بعد إعادة‬
‫التقييم‪.‬‬
‫= ‪156.350 = 135.150 - 291.500‬‬
‫‪156.350‬‬
‫= ‪ 31.270‬دج‬ ‫أقساط االهتالك من سنة ‪ 1985‬إلى غاية ‪ 1989‬هي ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫جدول رقم (‪ : )7.III‬جدول إعادة التقييم الثانية (‪ )R2‬لآلالت‬
‫الفرق‬ ‫القيمة االسمية بعد التقييم‬ ‫املعامل‬ ‫القيمة االسمية قبل التقييم‬ ‫السنة‬

‫‪524.700‬‬ ‫‪816.200‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪291.500‬‬ ‫‪1985‬‬


‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات باالعتماد على الوثائق املحاسبية للمؤسسة‬
‫‪52.470‬‬ ‫‪81.620‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪29.150‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪47.700‬‬ ‫‪74.200‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪42.400‬‬ ‫‪68.900‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪37.100‬‬ ‫‪63.600‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪27.825‬‬ ‫‪54.325‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪27.500‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪15.635‬‬ ‫‪46.905‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪31.270‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪31.270‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪31.270‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪31.270‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪31.270‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪223.130‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ƹ‬‬

‫‪1990/12/31‬‬
‫‪556.500‬‬ ‫ح‪ /‬اآلالت‬ ‫‪215‬‬
‫‪223.925‬‬ ‫ح‪ /‬اهتالك اآلالت‬ ‫‪2815‬‬
‫‪332.575‬‬ ‫ح‪ /‬فرق إعادة التقييم‬ ‫‪105‬‬
‫إعادة التقييم األولى اآلالت‬

‫‪95‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬إعادة التقييم الثالثة (‪ )R3‬لالستثمارات لسنة ‪.1996‬‬
‫جاءت إعادة التقييم هذه لتصحيح قيمة االستثمارات بعد خفض الدينار‪ ،‬حيث تميزت عن سابقتها في‬
‫استحداث معامالت تصحيحية جديدة أخذت بعين االعتبار معامل التضخم بعاد سنة ‪ ، 1992‬وعليه فإن جدول‬
‫املعامالت واملعامالت املعدلة الخاصة بالتجهي زات للفترة (‪ )1985- 1978‬كما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪)8.III‬معامالت إعادة تقييم العقارية لسنة ‪1996‬‬

‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5.17‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت (‪5.15 )Vor‬‬
‫‪13.46‬‬ ‫‪14.43‬‬ ‫‪15.86‬‬ ‫‪16.58‬‬ ‫‪17.30‬‬ ‫‪18.03‬‬ ‫‪18.75‬‬ ‫‪19.47‬‬ ‫‪20.91‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت (‪21.63 )Vor‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت (‪3.86 )Vor‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫‪6.48‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت (‪7.93 )Vor‬‬

‫املصدر ‪ :‬الجريدة الرسمية رقم ‪ : 60 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 336 . 96‬املؤرخ في ‪.12/10/1996‬‬

‫من خالل البيان أعاله نالحظ وجود فرقا في املعامالت‪ ،‬حيث نرى أن معامالت القيمة األصلية كبيرة نوعا ما‬
‫في حين أن معامالت القيمة األصلية املعاد تقييمها يطرأ عليها تذبذب بقيم صغيرة ونالحظ كذلك أن عملية تقرير‬
‫التجهي زات بدأت من سنة ‪ 1986‬خالفا ملا جرى في العمليات السابقة‪ ،‬أين وجدت املعامالت لكال القيمتين ابتداء‬
‫من سنة ‪.1991‬‬

‫‪96‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪23.31‬‬ ‫‪23.31‬‬ ‫‪23.31‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪24.39‬‬ ‫‪26.24‬‬ ‫‪28.55‬‬ ‫‪30.87‬‬ ‫‪33.65‬‬ ‫‪36.40‬‬ ‫‪39.39‬‬ ‫‪42.84‬‬ ‫‪46.33‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬
‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2.32‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪10.21‬‬ ‫‪12.28‬‬ ‫‪13.11‬‬ ‫‪14.94‬‬ ‫‪16.18‬‬ ‫‪17.68‬‬ ‫‪19.06‬‬ ‫‪20.68‬‬ ‫‪22.31‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬
‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2.35‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪2.36‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪6.60‬‬ ‫‪7.65‬‬ ‫‪8.10‬‬ ‫‪8.43‬‬ ‫‪8.92‬‬ ‫‪9.13‬‬ ‫‪9.29‬‬ ‫‪9.84‬‬ ‫‪10.13‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬
‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪4.15‬‬ ‫م‪.‬ق‪.‬أ‬

‫املصدر ‪ :‬الجريدة الرسمية رقم ‪ : 60 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 336 . 96‬املؤرخ في ‪.12/10/1996‬‬

‫من خالل البيان أعاله نالحظ وجود فرق كبير بين معامالت القيمة االسمية و معامالت القيمة األصلية املعاد‬
‫تقييمها تكون تقریبا شبه ثابتة ألن معامالتها تنحصر بين (‪ 2.30‬و ‪ )2.39‬حيث من سنة ‪ 1963‬إلى ‪ 1966‬لها نفس‬
‫املعامل وكذلك من سنة ‪ 1967‬إلى ‪1976‬لها نفس املعامل ‪.‬لكن هذه املعامالت تتوحد بين القيمة االسمية والقيمة‬
‫االسمية املعاد تقييمها من سنة ‪ 1991‬إلى سنة ‪ 1995‬ومما يمكن مالحظته أن معامالت القيمة االسمية حسب‬
‫هذا املرسوم سنة ‪ 1996‬مرتفعة غير أن معامالت القيمة االسمية املعاد تقييميا تقریبا متماثلة‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫لنفترض أن مؤسسة سونلغاز اشترت تجهي زات سنة ‪ 1988‬بمبلغ ‪ 600.000‬دج و كان من املقرر إهتالكها على‬
‫مدار ‪ 10‬سنوات ابتداء من هذا التاريخ‪.‬‬
‫املطلوب‪:‬‬
‫‪ - 1‬إعادة تقييم االستثمار واهتاالکه باستعمال التجربة الثالثة علما أن االستثمار قد خضع من قبل اإلعادة‬
‫التقييم الثانية‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعادة تقييم االستثمار واهتالكاته بإعادة التقييم الثالثة مباشرة علما أنه لم يعاد تقييمه من قبل‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪- 3‬بسجیل القيود في ‪ 31/12/1995‬في كلتا الحالتين‪.‬‬
‫حل املثال‪:‬‬
‫‪ - 1‬إعادة تقييم االستثمار واهتالكاته باستعمال التجربة الثالثة عمما أن االستثمار قد خضع من قبل إلعادة‬
‫الثانية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تطبيق إعادة التقييم األولى‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪: )III-9‬جدول إعادة التقييم الثاني (‪ )R2‬للتجهيزات املشترات في ‪.1988‬‬

‫الفرق‬ ‫القيمة االسمية بعد التقييم‬ ‫املعامل‬ ‫القيمة االسمية قبل التقييم‬ ‫السنة‬

‫‪840.000‬‬ ‫‪1.440.000‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫‪600.000‬‬ ‫‪1988‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبات باالعتماد على الوثائق املحاسبية للمؤسسة‪.‬‬


‫‪840.000‬‬ ‫‪1.440.000‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫‪600.00‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪47.700‬‬ ‫‪74.200‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪42.400‬‬ ‫‪68.900‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪37.100‬‬ ‫‪63.600‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪27.825‬‬ ‫‪54.345‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪26.500‬‬ ‫‪1992‬‬

‫‪223.130‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ƹ‬‬

‫‪1990/12/31‬‬
‫‪556.500‬‬ ‫ح‪ /‬اآلالت‬ ‫‪215‬‬
‫‪223.925‬‬ ‫ح‪ /‬اهتالك اآلالت‬ ‫‪2815‬‬
‫‪332.575‬‬ ‫ح‪ /‬فرق إعادة التقييم‬ ‫‪105‬‬
‫إعادة التقييم األولى اآلالت‬

‫‪98‬‬
‫دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز" مركز مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‬
‫خالصة‬
‫إن تطبيق عملية إعادة تقييم استثمارات املؤسسة يعتبر خطوة هامة في مجال تصحيح القوائم املالية مما‬
‫يساهم في جعل املعلومات املتأتية من هذه املؤسسات أكثر دقة وأكثر مصداقية‪ ،‬وتكون فيما بعد أساسا التخاذ‬
‫قرارات هامة للمسيرين واملستثمرين‪.‬‬
‫وبعد إعداد الدارسة امليدانية مؤسسة سونلغاز والتي مفادها إعادة تقييم استثماراتها تم استخالص‬
‫مجموعة من اآلثار اإليجابية‪ ،‬إال أن هذا ال ينفي وجود آثار سلبية لهذه العملية‪ ،‬والتي نوجزها في النقاط التالية‪:‬‬
‫اآلثار اإليجابية‪:‬‬
‫*توصلنا من خالل عملية إعادة التقييم السابقة إلى أن القيمة األصلية وأقساط اإلهتالك املعاد تقيمها تكون‬
‫أكبر نتيجة لضرب القيمة األصلية في املعامل املرافق لسنة الحيازة مما ينتج فرق إعادة تقييم موجب‪.‬‬
‫* نالحظ كذلك أن االستثمارات التي كالت قيمتها املحاسبية معدومة أصبحت لها قيمة محاسبية صافية جديدة‬
‫تحسب على أساسها أقساط اإلهتالك‪ ،‬األمر الذي يسمح ليا باالستمرار في االستغالل على األقل ثالث سنوات‪.‬‬
‫*كما نالحظ أيضا أن هناك فرق إعادة التقييم نتج عن الفرق بين القيم الصافية التي تعبر عن النتيجة اإلجمالية‬
‫للعملية والهدف األساس ي لها‪.‬‬
‫اآلثار السلبية‪:‬‬
‫* االعتماد على نفس املعدالت داخل نفس العملية لعدة أنواع من االستثمارات ولم تراعي الخصوصيات املتعمقة‬
‫بكل استثمار كعمر االستثمار االفت راض ي‪ ،‬سعر االستثمار في السوق‪.‬‬
‫*هناك بعض التجاوزات التي لم تتأثر بفعل التضخم نظرا لخصوصياتها على سبيل املثال أجيزة اإلعالم اآللي‬
‫عرف سعرها انخفاضا فيما خالل السنوات املاضية وهذا مخالف ملعامل إعادة التقسيم املوحد الخاص‬
‫بالتجيهزات الذي يظهرها محاسبيا بقيمة أكبر بكثير من قيمتها السوقية‪.‬‬
‫* تم األخذ بعين االعتبار اإلهتالك املادي باملقابل لم يؤخذ بعين االعتبار اإلهتالك املعنوي‪.‬‬
‫* املؤسسات التي ال تستطيع مواجهة آثار التضخم عن طريق التحويل التضخمي أي تحويل اإلهتالكات الجديدة‬
‫على أسعار البيع قد تتفاقم وضعيتها إذا كانت تعاني من خسائر عند قيامها بعملياتها االستغاللية‪.‬‬
‫* لقد مكنت إعادة التقييم الثالثة للمؤسسات العمومية إعادة تشكيل رأس ماليا دون أن يكون هناك إضافات‬
‫مالية لهذه املؤسسة لذلك فهي تعتبر ذات طابع إداري تصحيحي آلثار التضخم وإضفاء املصداقية على املعلومات‬
‫املحاسبية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫خاتمة‬

‫من بين أهم املشكالت االقتصادية التي تواجه االقتصاد العالمي والتي عانت منها املجتمعات على اختالف‬
‫أنظمتها االقتصادية واالجتماعية واختالف درجة تطورها االقتصادي واالجتماعي تعد مشكلة التضخم‪.‬‬
‫إذ توثر هذه املشكلة على درجة تطور الدول واستقرارها في املجالين االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬كونه يمس‬
‫املستوى العام لألسعار ويدفعها لالرتفاع باستمرار‪ ،‬مما جعل أصول املؤسسات االقتصادية أكثر عرضة ملتضخم‬
‫ويبرر ذلك استعمال مبدأ التكلفة التاريخية الذي يعتمد على املوضوعية انطالقا من القوائم املالية التي قامت بها‬
‫املؤسسة كقائمة املركز املالي ( املي زانية)‪ ،‬قائمة الدخل‪ ،‬قائمة التدفقات النقدية‪ ،‬وقائمة األرباح املحتجزة‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر بدورها املخرجات الرئيسية للنظام املحاسبي‪ ،‬كما اقترح الباحثون االقتصاديون مجموعة من األساليب‬
‫املحاسبية التي تسعى ملعالجة أثر التضخم على القوائم املالية‪ ،‬لذا فإن أهم رهان تواجهه املؤسسات االقتصادية‬
‫هو كيفية التصدي لهذه الظاهرة انطالقا من قيامها بتطبيق عملية إعادة تقييم استثماراها كخطوة هامة في‬
‫مجال تصحیح‪.‬‬
‫القوائم املالية ومحاولة االبتعاد عن التشوهات التي قد يتسبب في حدوثها التضخم‪ ،‬ومن (‪)SONALGAZ‬‬
‫خالل تطبيق هذه العملية على مستوى املؤسسة العمومية للكهرباء والغاز مستغانم تمكنا من مقارنة استثماراتها‬
‫قبل وبعد التقييم وتوصلنا إلى جملة من النتائج أهمها ارتفاع القيمة األصلية وأقساط االهتالك بعد تقيمها‬
‫نتيجة لضربها في املعامل املرافق لسنة الحيازة مما ينتج فرق إعادة تقييم موجب‪.‬‬
‫وعلى الرغم من صعوبة معالجة أثر التضخم عمى القوائم املالية والتي تعذر علينا دراسة كافة جوانبها نظرا‬
‫لغياب املعلومات الكافية إال أن عملية إعادة تقييم االستثمارات أثبتت نجاعتها نسبيا في محاولة معالجة آثار‬
‫التضخم و إثبات صدق نتائج القوائم املالية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‪.‬‬
‫أ_ الكتب باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬إسماعيل إبراهيم جمعة‪،‬محمد سامي راض ي‪ ،‬املحاسبة املتوسطة (الجزء الثاني) إصدارات الجمعية‬
‫السعودية للمحاسبة‪ ،‬اإلصدار العاشر ‪ ،‬الرياض ‪.1996‬‬
‫‪ .2‬رضوان حلوة حان‪ ،‬بدائل القياس املحاسبي املعاصر‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن ‪.‬‬
‫‪ .3‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬النموذج املحاسبي املعاصر من املبادئ إلى املعايير ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫األردن‪2003 ،‬‬
‫‪ .4‬شعیب شنوف ‪ ،‬محاسبية املؤسسة طبقا للمعايير املحاسبية الدولية ‪ ، IFRS/IAS‬الجزء األول‪ ،‬مكتبة‬
‫الشركة الجزائرية بوداود‪.2008 ، ،‬‬
‫‪ .5‬طارق عبد العال حماد ‪ ،‬دليل تطبيق معايير املحاسبة الدولية واملعايير العربية املتوافقة معها في حاالت‬
‫عملية محلولة‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2008 ،‬‬
‫‪ .6‬عباس مهدي الشي رازي‪ ،‬نظرية املحاسبة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ذات السالسل الطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪. 1990‬‬
‫‪ .7‬غازي حسين عملية التضخم املالي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .8‬مجدي عبد الناح مسلمان‪ ،‬عالج التضخم والركود االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬دار عرب‪ ،‬للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة ‪.2002‬‬
‫‪ .9‬مجيد املوسوي‪ ،‬االقصة النقدي و قواع‪ ،‬نظم‪ ،‬نظریات‪ ،‬سياساته مؤسسات نقية‪ ،‬مطيعة النخلة‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬مر‪215‬‬
‫‪ .10‬محمد أبو نصار‪ ،‬جمعة حميدات‪ ،‬معايير املحاسبة واإلبالغ املالي الدولية الجوانب النظرية والعملية‪،‬‬
‫مطابع الدستور التجارية‪ ،‬عمان األردن ‪.2008‬‬
‫‪ .11‬محمد املبروك أبو زيد‪ ،‬املحاسبة الدولية و انعكاساتها على الدول العربية‪ ،‬اتراك لطباعة و النشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .12‬محمد شعیب شنوف ‪ ،‬محاسبة املؤسسة طبقا للمعايير املحاسبية الدولية ‪ ، IFRS / IAS‬الجزء األول‪.‬‬
‫‪ .13‬مؤسسة لجنة معايير املحاسبة الدولية ‪ ،‬املعايير الدولية إلعداد التقارير املالية ‪19 76 ، 2008‬‬
‫‪ .14‬نبيه بن عبد الرحمان الجبر‪ ،‬محمد عالء الدين عبد املنعم‪ ،‬املحاسبة الدولية (اإلطار الفكري والواقع‬
‫العملي) إصدارات الجمعية السعودية للمحاسبة اإلصدار الخامس‪.1998 ،‬‬
‫‪ .15‬نور الدين خيابة اإلدارة املالية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون بلد‪.1997 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ .16‬وصفي عبد الفتاح أبو املكارم‪ ،‬دراسات متقدمة في مجال املحاسبة املالية‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪. 2004 ،‬‬
‫ب_ الكتب باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪1. Bernard Raffornier,Les Normes Comptables Internationales(IFRS/IAS),Economisa , paris,‬‬
‫‪n2eme édition,2005.‬‬
‫‪2. Robert Obert, Pratique des normes IAS/IFRS, Order des Experts- comptables , Dunod ,‬‬
‫‪paris,3eme èdition2006‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرسائل الجامعية‪.‬‬
‫‪ .1‬أحمد محمد صالح املالء ‪،‬دور السياسات النقدية و املالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية حلة‬
‫الجمهورية اليمنية ‪ ،‬رسالة ماجور في علوم د جامعة الجزائر ‪. 2005،‬‬
‫‪ .2‬تیجانی بالرقی‪ ،‬دراسة أثر التضخم على النظرية التقليدية للمحاسبة مع نموذج مقترح الستبعاد أثر‬
‫التضخم على القوائم املالية‪ ،‬أطروحة دكتورة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عالمى سطيف‪0،‬‬
‫‪. 200‬‬
‫‪ .3‬روال كاسر اليقة‪ ،‬القياس و اإلفصاح املحامي في القوائم املالية املصارف و دورها في ترشيد قرارات‬
‫االستثمار‪ ،‬رسالة ماجستر في املحاسبة املصرفية‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬سورية‪.2007 ،‬‬
‫‪ .4‬مدحت فوزي عطيان وادي‪ ،‬أثر التضخم على اإلفصاح املحاسبي للقوائم املالية في الوحدات‬
‫االقتصادية الفلسطينية‪ ،‬رسال ة ماجيستر في املحاسبة والتمويل‪ ،‬الجامعة اإلسالمية عزة‪.2006 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬املجالت‪.‬‬
‫‪ .1‬شعيب شنوف‪ ،‬أهمية التوحيد املحاسبي بالنسبة للشركات الدولية‪،‬مجلة جديد االقتصاد‪،‬العدد‬
‫األول‪،‬الجمعية الوطنية لالقتصاديين الجزائريين‪.،2007 ،‬‬
‫‪ .2‬کلوش عاشور‪ ،‬متطلبات تطبيق النظام املحاسبي املوحد (‪ ) IFRS / IAS‬في الجزائر ‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.2009 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد سليم وهبه ‪ ،‬البيانات املالية ومعايير املحاسبة الدولية ‪ ،‬مجلة املحاسب املجاز ‪ ،‬العدد‪ ،23‬بيروت‬
‫‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الفصل الثالث سنة ‪. 2005‬‬
‫‪ .4‬نجوی عبد الصمد ما عادة تقويم األصول الثابتة كمدخل ملحاسبة التضخم مجلة الدراسات‪ ،‬الصادرة عن‬
‫جامعة الخليجي األغواط العدد ديسمبر ‪. 2007‬‬

‫‪104‬‬
‫رابعا‪ :‬أعمال امللتقيات‪.‬‬
‫‪ .1‬أحمد طرطار و شوقي جباري ‪ ،‬اإلفصاح املحاسبي في قائمة تدفقات الخزينة‪ ،‬امللتقى الوطني حول معايير‬
‫املحاسبة الدولية واملؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬املركز الجامعي سوق أهراس‪.2008 ،‬‬
‫‪ .2‬بورس أحمد‪ ،‬کرمانی هدى‪ ،‬أثر املعايير املحاسبية الدولية على الهياكل املؤسساتية للمحاسبة وعلى‬
‫تسيير املؤسسات ‪ ،‬امللتقى الوطني حول املؤسسة على ضوء التحوالت املحاسبية الدولية ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االتصالية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة عنابة ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ .3‬پوکساني رشيد‪ ،‬أوكيل نسيمة‪ ،‬العرابي حمزة‪ ،‬مبدأ التكلفة التاريخية بين االنتقاء التأني في ظل توجه‬
‫املعايير املحاسبية الدولية نحو القيمة السوقية العادلة‪ ،‬ملتقى دولي حول النظام املحاسبي الجديد في ظل‬
‫معايير املحاسبة الدولية‪ ،‬املركز الجامعي بالوادي‪.2010،‬‬
‫‪ .4‬حكيمة بوسلمة ‪ ،‬عرض املعيار املحاسبي الدولي رقم ‪ ، 01‬النظام املحاسبي املالي الجديد في الجزائر‪ ،‬امللتقى‬
‫الدولي حول اإلطار املفاهيمي للنظام املحاسبي املالي الجزائري وآليات تطبيقية في ضل املعايير املحاسبية‬
‫الدولية ‪ ،IFRS / IAS‬جامعة البليدة‪. 2009 ، ،‬‬
‫‪ .5‬شوقي جباري‪ ،‬فريد خميلي‪ ،‬النظام املحاسبي املالي في الجزائر بين متطلبات التطبيق و الطموحات‪ ،‬امللتقى‬
‫الوطني حول معايير املحاسبة الدولية واملؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬املركز الجامعي سوق أهراس‪.2010 ،‬‬
‫‪ .6‬محسن عواطف و مهارة أمال ‪ ،‬توافق املؤسسة الجزائرية مع معايير املحاسبية الدولية ‪ ،‬امللتقى الوطني‬
‫حول معاير املحاسبة الدولية واملؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق‪ ،‬معهد العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬املركز الجامعي سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪. 2010 ،‬‬
‫‪ .7‬محمد عبد الحليم عبر‪ ،‬املعالجة املحاسبية اآلثار التضخم على الحقوق و االلت زامات بالتطبيق على البنوك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ندوة حول التضخم و أثاره على املجتمعات‪ .‬الحل اإلسالمي‪ ،‬املنامة البحرين‪ 29 ،‬أفريل إلى ‪1‬‬
‫ماي ‪. 1997‬‬

‫‪105‬‬
‫خامسا‪ :‬النصوص القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪ .1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القانون رقم ‪ 11- 07‬املتضمن النظام املحاسبي املالي‪،‬العدد‪،74:‬‬
‫بتاريخ ‪.2007 ،25/11/2007‬‬
‫‪ .2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القرار املؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2008‬املحدد لقواعد التقييم‬
‫واملحاسبة ومحتوى الكشوف وعرضها وكذا مدونة الحسابات وقواعد سيرها‪ ،‬العدد األسقف رقم األعمال‬
‫وعدد املستخدمين والنشاط املطبق على الكيانات الصغيرة بعرض مسك محاسبة مالية مبسطة ‪،‬‬
‫العدد‪ ،25/03/2009 ،19:‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تعليمة وزارية رقم ‪ 02‬املؤرخة في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2009‬تتضمن‬
‫أول تطبيق لنظام املحاسبي املالي؛ كيفيات وإجراءات تنفيذ االنتقال من املخطط املحاسبي الوطني (‪)PCN‬‬
‫إلى النظام املحاسبي املالي (‪ ،)SCF‬وزارة املالية‪ ،‬املجلس الوطني للمحاسبة‪ ،‬نوفمبر ‪.2009‬‬

‫‪106‬‬
‫امللخص‬
: ‫امللخص‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تبيان أثر التضخم على القوائم املالية خاصة منها املي زانية و جدول حسابات النتائج‬
‫ و يرجع و ذلك بشكل أساس ي لألهمية البالغة لهذه القوائم لدى مستخدميها في اتخاذ القرارات املالية‬،
‫ إلى جانب عرض مختلف املداخل املحاسبية املقترحة من طرف املفكرين األكاديميين‬،‫املالئمة و تقييم األداء‬
‫و املحاسبين و املنظمات املهنية املحاسبية ملعالجة أثر التضخم على القوائم املالية هذا من جهة و من جهة‬
‫أخرى باعتبار أن النظام املحاسبي املالي مستمد من املعايير املحاسبية الدولية و التحقيق أهداف هذه‬
‫الدراسة تم تطبيق أحد مداخل املقترحة ملعالجة هذه الظاهرة على القوائم املالية في مؤسسة اقتصادي‬
‫جزائرية و خلصت هذه الدراسة إلى وجود فروق جوهرية بين األرقام املحاسبية للقوائم املالية املعالجة من‬
‫أثار التضخم باستخدام طريقة التكلفة التاريخية املعدلة بوحدة النقد الثابتة و املحاسبية التقليدية أي‬
. ‫ وهو ما يبين تأثير التضخم على مصداقية البيانات املالية‬، ‫املعدة على أساس التكلفة التاريخية‬

:‫الكلمات املفتاحية‬
‫ الرقم القياس ي‬،‫ التكلفة التاريخية املعدلة‬،‫ محاسبة التضخم‬،‫ القوائم املالية‬،‫النظام املحاسبي املالي‬
.‫لألسعار‬

This study aims to demonstrate the impact of inflation on the financial


statements, especially the budget and the results chart, and this is mainly due
to the extreme importance of these lists for their users in making appropriate
financial decisions and performance evaluation, in addition to presenting the
various accounting approaches proposed by academic thinkers. Accountants
and professional accounting organizations to deal with the impact of inflation
on the financial statements on the one hand and on the other hand,
considering that the financial accounting system is derived from international
accounting standards and investigating the objectives of this study. One of
the proposed approaches to address this phenomenon has been applied to the
financial statements in an Algerian economic institution.
This study concluded that there are fundamental differences between the
accounting numbers of the financial statements treated from the effects of
inflation using the modified historical cost method in the fixed cash unit and
the traditional accounting that is prepared on the basis of historical cost,
which shows the effect of inflation on the reliability of the financial
statements.

Key words :
Financial accounting system, Financial Statements- Inflation Accounting
Adjusted historical cost- Price Index.

You might also like