You are on page 1of 96

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫قسم العلوم املالية و املحاسبة‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬

‫التخصص ‪ :‬تدقيق ومر اقبة التسيير‬ ‫الشعبة ‪ :‬العلوم املالية و املحاسبة‬

‫أثر العالقة ما بين املكلفين بالضريبة وادارة الضرائب على مردودية الضريبة‬

‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬

‫تحت إشراف ألاستاذ ‪:‬‬ ‫مقدمة من طرف الطالبة ‪:‬‬

‫إبراهيمي عمر‬ ‫الاحول إيمان‬

‫عن الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫الاسم واللقب‬ ‫الصفة‬


‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضرا‬ ‫بوزيان العجال‬ ‫رئيسا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ مساعدا‬ ‫إبراهيمي عمر‬ ‫مقررا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضرا‬ ‫بشني يوسف‬ ‫مناقشا‬

‫السنة الجامعية ‪0202/0202 :‬‬


‫وألنه ال شكر قبل شكر هللا العايل الرزاق الذي منحنا الصحة ووهبنا العقل وهداان به النور العلم ووقاان من‬

‫ظلمات اجلهل‪.‬‬

‫واعرتافا ابجلميل يسعدان ويشرفنا أن نتقدم جبزيل الشكر و العرفان إىل كل من أعاننا يف إجناز هذا العمل املتواضع‬

‫‪ ،‬على رأسهم األستاذ "براهيمي عمر" ‪ ،‬نتقدم هلم جبزيل الشكر‪.‬‬

‫كما نشكر كل من قدم لنا معروف " لوجه هللا ‪ ...‬إىل كل هؤوالء ألف شكر وتقدير وجزاكم هللا عنا ألف خري‬
‫إلى من كلله هللا بالهيبة والوقـار ‪ ..‬إلى من علمني العطاء بدون انتظار ‪ ..‬إلى من أحمل اسمه بكل افتخار ‪..‬‬

‫" أنت أيب العزيز أطال هللا يف عمرك "‬

‫إلى بسمة حياتي و سر وجودي ‪ ..‬إلى معنى الحب و الحنان و التفـاني‪ ..‬إلى من كان دعائها سر نجاحي إلى أغلى الحبايب ‪..‬‬

‫" أنت أمي الغالية أطال هللا يف عمرك "‬

‫زوجي العزيز وبناتي الاء و انفال وفي الاخير أهدي تحياتي الطيبة الى صديقتي واختي حورية وكل من رافقوني في مشواري‬

‫الدراس ي و قاموا يساعدتي على انجاز هذه املذكرة الاستاذ "ابراهيمي عمر"‬

‫شكرا جزيال‬
‫الفهرس‬

‫إلاهداء‬
‫تشكرات‬
‫‪10‬‬ ‫املقدمة العامة‬
‫‪53-70‬‬ ‫الفصل ألاول‪ :‬مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬
‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪10‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية الضريبة‬
‫‪10‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم الضريبة وخصائصها‬
‫‪01‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬قواعد الضريبة وأهدافها‬
‫‪01‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬تصنيفات الضرائب‬
‫‪16‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬مكلف بالضريبة‬
‫‪16‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم املكلف بالضريبة‬
‫‪17‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬حقوق و ضمانات املكلف‬
‫‪19‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الالتزامات التي تقع علي املكلف‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬إلادارة الضريبية‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية إلادارة الضريبية ‪،‬مقوماتها‪ ،‬و شروط عملها‬
‫‪26‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬سلطات والتزامات الضريبة‬
‫‪31‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مركز الضرائب ومصلحة الرئيسية للتسيير‬
‫‪53‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪26-50‬‬ ‫الفصل الثاني العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬
‫‪50‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪50‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬مدخل إلى العالقة الضريبية‬
‫‪50‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬طبيعة العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬نظرة املكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب و الضرائب‬
‫‪22‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تعزيز الثقة بين املكلف وإلادارة الضريبية‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬التحصيل الضريبي‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية التحصيل الضريبي‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬إجراءات التحصيل الضريبي‬
‫‪30‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬ضمانات التحصيل الضريبي‬
‫‪53‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على املردودية‬
‫‪53‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬عوامل متعلقة باملكلف بالضريبة‬
‫‪56‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬عوامل متعلقة بالنظام الضريبي و إلادارة الضريبية‬

‫‪I‬‬
‫‪59‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬آثار وطرق التهرب الضريبي‬
‫‪41‬‬ ‫الخالصة الفصل‬
‫‪83-26‬‬ ‫الفصل الثالث دراسة ميدانية ملركزالضرائب لوالية مستغانم‬
‫‪42‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪43‬‬ ‫املبحث ألاول ‪ :‬تقديم مركز الضرائب لوالية مستغانم‬
‫‪43‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬التعريف والدور الجبائي بمركز الضرائب لوالية مستغانم‬
‫‪40‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬
‫‪40‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬الدراسة امليدانية في طرق الرقابة الجبائية‬
‫‪40‬‬ ‫املطلب ألاول ‪:‬املرحلة التحضيرية‬
‫‪01‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬املرحلة امليدانية‬
‫‪78‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬املرحلة الختامية‬
‫‪79‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬تحليل و تفسير النتائج‬
‫‪79‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬التحكم في أدوات التدقيق في إطار الرقابة الجبائية‬
‫‪81‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل في إطار الرقابة الجبائية‬
‫‪82‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬فحص محاسبة املكلف من حيث املضمون في إطار الرقابة الجبائية‬
‫‪85‬‬ ‫الخ ــاتمة العــامة‬
‫‪88‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫‪II‬‬
‫قائمة الجدوال‬

‫الصفحة‬ ‫إلاسم الجداول‬ ‫رقم‬


‫‪01‬‬ ‫حالة مقارنة امليزانيات‬ ‫‪01-III‬‬
‫‪00‬‬ ‫كشف املحاسبة‬ ‫‪02-III‬‬
‫‪73‬‬ ‫إعادة تشكيل رقم ألاعمال الخاضع للرسم‬ ‫‪03-III‬‬
‫‪74‬‬ ‫تسوية الرسم على النشاط املنهي‬ ‫‪04-III‬‬
‫‪74‬‬ ‫تسوية الرسم على القيمة املضافة‬ ‫‪05-III‬‬
‫‪75‬‬ ‫تسوية الرسم املسترجع على املشتريات‬ ‫‪06-III‬‬
‫‪76‬‬ ‫تسوية الضريبة على أرباح الشركات‬ ‫‪07-III‬‬
‫‪76‬‬ ‫تسوية الضريبة على الدخل إلاجمالي‬ ‫‪08-III‬‬
‫‪77‬‬ ‫التقييم ألاولي لتسوية الوضعية الجبائية‬ ‫‪09-III‬‬
‫‪78‬‬ ‫التقييم النهائي الوضعية الجبائية‬ ‫‪10-III‬‬
‫‪82‬‬ ‫نتائج رقم ألاعمال الخاضع للرسوم‬ ‫‪11-III‬‬
‫‪82‬‬ ‫نتائج ألارباح الخاضعة للضرائب‬ ‫‪12-III‬‬

‫قائمة ألاشكال‬

‫الصفحة‬ ‫إلاسم شكل‬ ‫رقم‬


‫‪43‬‬ ‫مهام مركز الضرائب‬ ‫‪01-III‬‬
‫‪40‬‬ ‫الهيكل التنظيمي ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫‪02-III‬‬
‫‪40‬‬ ‫نمودج الدراسة امليدانية‬ ‫‪03-III‬‬

‫‪III‬‬
‫املقدمة العامة‬
‫املقدمة العامة‬

‫لقد احتلت الضرائب بشكل عام مركزا مميزا باعتبارها احدي ألادوات الهامة فالضريبة كانت وال تزال‬
‫الوسيلة الرئيسية التي تحقق أهداف الدولة فهي تعتبر من مصادر التمويل ألاساسية لألنشطة ونفقات الدولة‬
‫وتلعب دورا مهما في الاقتصاد الوطني فهي السبب ألاساس ي لتمويل نفقات الدولة وهي أيضا وسيلة فعالة تمكنها‬
‫من التدخل في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية‪.‬‬

‫و انطالقا من تلك ألاهمية تسعي إلادارة الضريبة و التي هي احدي إدارات الدولة إلى تحقيق الهدف‬
‫ألاساس ي وهو تطبيق القانون الضريبي و تحقيق اكبر قدر ممكن من إلارادات للخزينة من خالل تطبيق نصوص‬
‫القانون الضريبي وتسعي دائما إلى تطوير و استخدام كل الوسائل التي من شأنها مد أواصر التعاون والتعامل‬
‫والتي تجعل املكلف بالضريبة يقبل على القيام بالتزاماته الضريبية وذلك من خالل تعريف دافعي الضرائب‬
‫بالحقوق والواجبات القانونية املفروضة عليهم و هدا ما يعرف بالوعي الضريبي‪.‬‬

‫فالضريبة يمكن تعريفها بأنها أداة مالية يتم بموجبها تحويل املوارد من الاستخدام العام فهي أداة تقطع‬
‫جزءا من دخول وثروات آلاخرين وتقوم بتحويله إلى الدولة لتحقيق أغراضها وإشباع الحاجات العامة و قد تعرف‬
‫بأنها مبلغ من النقود يدفعه ألافراد سواء كانوا طبيعيين أو معنويين جبرا إلى الدولة لتغطية النفقات العامة دون‬
‫أن يكون هناك مقابل لها‪.‬‬

‫إذن نالحظ أن العالقة الضريبية تتكون عادة من طرفين هما املكلف و إلادارة الضريبية حيت يكون‬
‫املكلف مطالب و مدين وملتزم بدفع الضرائب أما الطرف الثاني من هده العالقة أال وهو إلادارة الضريبية فهو‬
‫الذي يطلب ويفحص ويراقب وينفد ويمكن القول انه إذا ما وجد ألاشخاص في أي نظام فال بد أن يكون هناك‬
‫طرف ضعيف و آخر قوي‪ ،‬أو أن يكون هناك تعادل في القوانين‪ ،‬و لكن إدا ما تحددت هده العالقة جبرا أو قهرا‪،‬‬
‫فال بد أن تنفي عالقة التعادل و يصبح أحد الطرفين هو ألاقوى و ألاخر هو ألاضعف و في هده الحالة نجد إن‬
‫املكلف هو الطرف الضعيف ألنه يكون دائما ملزما و مطالبا بدفع املبالغ الضريبية املستحقة عليه و إذا ما تواني‬
‫أو أخل بهذا الالتزام فإنه يتعرض للجزاءات والعقوبات حتى يقوم بدفع ما أستحق عليه من ضرائب أما إلادارة‬
‫الضريبية فهي الطرف ألاقوى حيت أنها هي املعينة بتطبيق وتنفيذ القوانين الضريبية نظرا ملا تمتلكه من حقوق‬
‫وسلطات خولها لها القانون‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬ومع توسع نطاق و أنواع الضرائب نتج عنه ظاهرة خطيرة سميت بالتهرب الضريبي وهو العمل على‬
‫عدم الالتزام بها كليا أو جزئيا أو التهرب من دفعها بعد استحقاقها فهده ألاخيرة أصبحت‚تهدد اقتصاديات الدول‬

‫وتحايل املكلفين بالضريبة على إلادارة مستخدمين في ذلك طرق وأساليب عديدة فهدا يحول دون تحقيق‬
‫الدولة ألهدافها و سياسا‚تها الاقتصادية الاجتماعية‪ .‬لدا تسعي ملعالجة هده الظاهرة بتجنيد كل من طاقاتها‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫وإمكانياتها املالية و البشرية‪ ،‬حيت أن إلادارة تعمل على املراقبة املستمرة من أجل تنمية الوعي الضريبي لدي‬
‫املكلف و كذلك تحسين العالقة بينه و بين إلادارة إضافة إلى تبسيط إجراءات التحصيل و ضرورة توفر الكفاءة‬
‫و ألامانة لدي القرارات إلادارية‪.‬‬

‫لدراسة العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية و أثرها على املرد ودية البد من تعريف كل من املكلف‬
‫وإلادارة الضريبية والتحصيل الضريبي حيت أن حجم التحصيل يتعلق بنسبة ما تم تحصيله من الضرائب التي‬
‫تتوقف على طبيعة العالقة التي تنشأ بين املكلف من جهة وإلادارة الضريبية من جهة أخري‪.‬‬

‫ونالحظ أن موضوع العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية يحظي بأهمية خاصة ملا لهده العالقة من تأثير‬
‫على الخزينة العامة وألن املوازنة الحكومية تستخدم ألاساس النقدي الذي يقوم علي قياس ما ثم تحصيله فعال‬
‫في السنة املالية وليس ما تم تقديره على املكلفين‪.‬‬

‫جاء هذا البحت ملحاولة الكشف عن تأثير العالقة بين املكلف و إدارة الضرائب و أثرها على مرد ودية‬
‫الضريبة في زيادة املبالغ الضريبة املحصلة و تحقيق الاستقرار الاقتصادي في املجتمع ودفع العجلة الاقتصادية‬
‫إلي ألامام‪.‬‬

‫‪ -‬إشكالية البحت‪:‬‬

‫مما سبق طرحه‪ ،‬وفي ظل الظروف و املتغيرات و لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬قمن بطرح إشكالية دراستنا عن طريق‬
‫طرح السؤال الجوهري التالي‪:‬‬

‫إلي أي مدي يمكن أن تساهم العالقة الضريبية ما بين املكلف و إلادارة الضريبية في التأثير على مردودية‬
‫الخزينة ؟‬

‫ويتفرع عن هذا السؤال الجوهري ألاسئلة الجزئية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ماهي أسس و قواعد فرض الضريبة ؟‬


‫‪ ‬ماهي حقوق و التزامات املكلف بالضريبة؟‬
‫‪ ‬ماهي أهم هياكل سلطات و التزامات إلادارة الضريبية؟‬
‫‪ ‬ماهو واقع العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية و حجم املردودية املترتبة على هذه العالقة؟‬

‫‪ -‬فرضيات البحت‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫من أجل إلاجابة عن إشكالية هذا البحث قمنا بصياغة الفرضيتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ -‬إن العالقة مابين املكلف و إلادارة متأزمة‬


‫‪ -‬إن تطور أنظمة إلادارة الضريبية و تحسينها يؤتر إيجابا على سلوك املكلف إتجاه إلادارة الضريبية و‬
‫الضريبة بحد ذا‚تها‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫إن تحديد العالقة مابين املكلف و إلادارة الضريبية من أهم املوضوعات الضريبية و أكترها حساسية و‬
‫ذلك من خالل معرفة حقوق وواجبات و التزامات كل من املكلف و إدارة الضرائب حيت يقتض ي أن نهتم بطرفي‬
‫العالقة الضريبية ملا لها من تأثير علي املر دودية‪ ،‬بحيث كلما كانت هده العالقة واضحة و قائمة على التوازن كلما‬
‫كانت الحصيلة كبيرة و العكس صحيح‪.‬‬

‫فاملكلف يري في إلادارة الضريبية دور السلطة أو القوة العمومية الجابية‪ ،‬و يري أنها تغتصبه في أمواله وفي‬
‫حقوقه وفي املقابل تري إلادارة الضريبية أن املكلف يخالف القانون من أجل التهرب و تعظيم أرباحه‪.‬‬

‫كما تعتبر الامتيازات املمنوحة لإلدارة الضريبية وسيلة لتحقيق غاية مهمة وهي املحافظة على حقوق‬
‫الخزينة ورعاية مصالحها حتى تنهض باألعباء امللقاة على عاتقها‪،‬كما أنها ضمانة لجمع كل مال الدولة لدي الغير‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمكلف فقد منح له املشرع ضمانات تكفله للحفاظ على حقوقه في حالة استعمال إلادارة‬
‫المتيازاتها بطريقة تعسفية‪.‬‬

‫و من أجل ذلك عملت مدونة الضرائب على تأطير هده العالقة و أصبح كل طرف على علم و دراية‬
‫بحقوقه وواجباته‪.‬‬

‫‪ ‬أسباب اختيارالبحت‪:‬‬

‫من البديهي أن كل باحث أراد الخوض في دراسة ما‪ ،‬له أسباب و دوافع تجعله يتمسك بموضوع بحثه منها ما هو‬
‫ذاتي و منها ما هو موضوعي ومن ألاسباب التي جعلتنا نختار هذا املوضوع دون غيره هو‪:‬‬

‫‪ -‬أن هذا املوضوع يندرج في تخصص الطالب (محاسبة وجباية(‬


‫‪ -‬امليول الشخص ي ملواضيع خاصة بالجباية‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا ألهمية الضرائب في بالدنا و اعتبارها موردا أساسيا للدولة و تعرضها للنهب و السلب بطرق‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ -‬أهمية املوضوع باعتبار أن نوعية العالقة الضريبية تعبر عن مستوي التزام املكلفين تجاهها بأداء‬
‫ضرائبهم‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن اختيار املوضوع ليس وليد الصدفة فقد سبق و أن تناولنا مسألة الضرائب أثناء مسار‬
‫دراستنا الجامعية حيت تم الوقوف من خاللها على أهم جوانب الضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف البحث‪:‬‬

‫إذا كان من أسباب دراسة أي موضوع هو الوصول إلى أهداف معينة‪ ،‬فإن هده الدراسة‚دف إلى تحقيق ألاهداف‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى مفهوم شامل و بسيط عن الضرائب‪.‬‬


‫‪ -‬إبراز آلاثار الناجمة عن عالقة املكلف و إلادارة الضريبية على مردودية الخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة الكشف عن أهم العوامل التي كانت السبب في تأزم العالقة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تحسين العالقة بما يضمن تحقيق التوازن بين أهداف إلادارة واملكلفين‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫من أهم الصعوبات التي واجهتنا في إنجاز هذا البحث نجد‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة الحصول علي املراجع ذات الصلة باملوضوع‪ ،‬وقلتها على مستوى املكتبات الجامعية‪ ،‬وخاصة‬
‫مكتبة املركز الجامعي‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على املعلومات و إلاحصائيات من مركز الضرائب بتعدد الحجج منها السر املنهي‬
‫‪ ‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫يمكن تحديد إطار الدراسة من خالل البعدين الزماني و املكاني‪:‬‬

‫‪ -‬البعد الزماني و املكاني‪:‬‬

‫ركزت هده الدراسة في جانبها املوضوعي على إعطاء مفاهيم حول كل من املكلف بالضريبة و إلادارة الضريبية‪،‬‬
‫وتوضيح العالقة بينهما‪ ،‬من خالل تحسين و توضيح العالقة الضريبية التي لها أثر فعال على حصيلة الضرائب و‬
‫مردوديتها حيت كان محل الدراسة مركز الضرائب لوالية مستغانم‬

‫أما عن البعد الزماني فقد كانت الدراسة متعلقة بالفترة الزمنية من شهر مارس إلى شهر جوان‪9102‬‬

‫‪ -‬املنهج املتبع‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫من أجل إلاجابة على إلاشكالية و اختيار صحة الفرضيات تم الاعتماد على املنهج الوصفي وذلك‬
‫باستعراض املفاهيم ألاساسية سواء تعلقت بالضريبة‪ ،‬و املكلف الضريبي و إلادارة الضريبية‪.‬‬

‫و كذلك املنهج إلاستقرائي حيث تم استخدام ألاسلوب التحليلي لدراسة تطبيقية للبحث و املتمثلة في‬
‫دراسة حالة بمركز الضرائب لوالية مستغانم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول‬
‫الضرائب واملكلف وإدارة‬
‫الضرائب‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫تعد الضرائب من أهم مصادر الايرادات العامة للدولة فهي التي تقوم بتوفير املوارد الضرورية التي‬
‫تحتاجها ملواجهة نفقاتها و أعبائها خاصة مع التطور السريع الذي يشهده العالم و التغيير املستمر الذي‬
‫يشهده القانون الضريبي باإلضافة إلى التعقيد‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من صعوبة في التفسير و التطبيق‪،‬‬
‫وبالتالي جهل امللزمين في كثير من ألاحيان بها لذلك تسعى إلادارة الضريبية لتوعية املكلف و محاولة‬
‫تبسيطها للقوانين الضريبية و ذلك لضرورة مشاركته في أعباء الدولة و ذلك من خالل دفعه للضرائب‬
‫املفروضة عليه في ألاوقات و ألاساليب املحددة قانونا ‪.‬‬

‫من هذا املنطلق و بغية معرفة جوهر هدا النظام ارتأينا تقسيم هذا الفصل إلى املباحث التالية‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية الضريبة‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬مكلف بالضريبة‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إلادارة الضريبية‬

‫‪7‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية الضريبة‬

‫تعتبر الضرائب مصدرا من مصادر إلايرادات العامة للدولة‪ ،‬وهي من أهم أدوات السياسة املالية التي‬
‫تستخدمها للتأثير على النشاط الاقتصادي بهدف تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وسنتناول في هذا املبحث‬
‫تعريف الضريبة وقواعدها‪ ،‬أهدافها باإلضافة إلى تصنيفاتها‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم الضريبة وخصائصها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الضريبة‬

‫للضريبة عدة تعاريف نذكر منها ‪:‬‬

‫التعريف ألاول‪ :‬الضريبة استقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة على ألاشخاص الطبيعيين الاعتباريين وفقا‬
‫لقدراتهم التكلفية بطريقة نهائية وبال مقابل قصد تغطية ألاعباء العامة بتدخل الدولة‪.1‬‬

‫التعريف الثاني ‪ :‬هي اقتطاع نقدي جبري نهائي يتحمله املكلف ويقوم بدفعه بال مقابل وفقا ملقدرته على الدفع‬
‫ومساهمته في ألاعباء العامة أو لتدخل الدولة لتحقيق أهداف معينة‪.2‬‬

‫التعريف الثالث ‪ :‬هي استقطاع سيادي عن طريق السلطات العامة لتحقيق أهداف عامة وتوزيع عبئها حسب‬
‫الطاقة الضريبية للمواطن‪.3‬‬

‫التعريف الرابع ‪ :‬هي تحويالت إجبارية يتلقاها قطاع الحكومة العامة وتشمل الضرائب على الرسوم التي ال‬
‫تتناسب على إلاطالق مع تكاليف تقديم الخدمة‪ ،‬ولكن تستبعد املساهمات إلاجتماعية والغرامات والجزاءات‪.4‬‬

‫ولعل أشمل تعريف للضريبة يتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫الضريبة فريضة نقدية يجبر ألافراد على أدائها للسلطات العامة بصفة نهائية دون مقابل معين وفقا لقواعد‬
‫مقدرة بقصد تحقيق منفعة أو مصلحة عامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد شحاد الخطيب‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان ألاردن‪ ،‬ص ‪.146– 541‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان ألاردن‪ ،2007 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪3‬‬
‫أعاد محمود القيس ي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬ألاردن ‪، 2008،‬ص ‪.124‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد املجيد قدي‪ ،‬دراسات في علم الضرائب‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن ‪، 2011،‬ص ‪.25‬‬

‫‪8‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الضريبة‬

‫من خالل هذه التعاريف يتضح أن للضريبة خصائص نذكرها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الضريبة اقتطاع مالي تتم بصورة نقدية‬

‫ويقصد بها أنها استقطاع نقدي من ثروة أو دخل ألاشخاص الطبيعيين أو املعنويين وبما أنها فريضة نقدية‬
‫فإن ما يتم جبايته من ألافراد يجب أن يأخذ صفة النقد خالفا للنظم الضريبية السابقة التي كانت تفرض‬
‫وتحصل في شكل عيني ‪.5‬‬

‫‪ -2‬الضريبة تفرض جبرا‬

‫أي تدفع بصفة إلزامية إجبارية من قبل ألافراد وذلك لإلنفراد الدولة عن طريق القانون الجبائي بتحديد طرق‬
‫الربط والتحصيل وإجراءات املتابعات واملنازعات‪.6‬‬

‫‪ -3‬الضريبة تدفع بدون مباشر‬

‫أي أن دافع الضريبة ال يعرف مقدار وال طبيعة املنفعة التي ستعود عليه من خالل النفع العام الذي تحققه‬
‫الضريبة‪ ،‬وبهذا مقابل خاص يعود على دافع الضريبة‪.7‬‬

‫‪ -4‬الضريبة تدفع بصفة نهائية‬

‫أي أنها غير قابلة لالسترداد فهي ليست أمانة أو وديعة يستردها صاحبها فيما بعد‪ ،‬بمعنى أن الدولة ال‬
‫تلتزم برد قيمتها لهم وبدفع آية فوائد عنها لذلك تختلف الضريبة عن القرض العام التي تلتزم الدولة برده‬
‫إلى املتتبين فيه كما تلتزم بدفع فوائد عن قيمة القرض‪.8‬‬

‫‪ -5‬الضريبة فريضة عامة‬

‫تكون إلزاما شخصيا يكون شامال ويطبق على جميع ألافراد الذين تتوفر فيهم شروط فرض الضريبة في الدولة‬
‫سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪،‬حسب التبعية الاقتصادية وليس حسب التبعية السياسية أو إلاقليمية‪.9‬‬

‫‪5‬‬
‫عبد الحميد دمحم القاض ي‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬دار جامعة املصرية‪ ،‬مصر ‪ ،1974،‬ص ‪6 4‬‬
‫‪6‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪، 2003،‬ص‪. 551‬‬
‫‪7‬‬
‫محمود حسين الوداي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪8‬‬
‫زينب حسين عوض هللا‪ ،‬املبادئ العامة‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،1998،‬ص ‪.521‬‬
‫‪9‬‬
‫حميد بوزيدة‪ ،‬جباية املؤسسة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2007،‬ص ‪. 8‬‬

‫‪9‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬قواعد الضريبة وأهدافها‬

‫أوال‪ :‬قواعد الضريبة‬

‫ونعني بها تلك ألاسس و الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند فرض الضريبة وتهدف هذه القواعد إلى التوفيق‬
‫بين مصلحتي الدولة واملكلفين ومن بين أهم هذه القواعد نذكر ‪:‬‬

‫‪ -1‬قاعدة العدالة‬

‫أن يساهم كل فرد في تغطية النفقات العامة ويقصد بالعدالة أن يوزع العبء املالي على أفراد املجتمع كل‬
‫حسب مقدرته‪ ،‬أي مراعاة تحقيق العدالة في توزيع ألاعباء العامة بين ألافراد‪.‬‬

‫‪ -2‬قاعدة اليقين‬

‫أن تكون الضريبة محددة بوضوح من حيث أسس حسابها وميعاد الوفاء بها والهدف من ذلك هو حماية دافع‬
‫الضريبة من التعسف املمكن حدوثه من موظفين إلادارة الضريبية‪.10‬‬

‫‪ -3‬قاعدة الاقتصاد في النفقات‬

‫يعني أن يكون إلانفاق الذي يتم بشكل تكاليف لتحصيل الضرائب بأدنى قدر ممكن وبحيث تكون حصيلة‬
‫إلايرادات الضريبية التي تدخل في خزينة الدولة أكبر ما يكون‪ ،‬وإال أصبح فرضها عديم ألاهمية عندما تصبح‬
‫التكاليف الجبائية أكثر من حصيلتها‪.11‬‬

‫‪ -4‬مبدأ املالئمة‬

‫يجب أن تحصل كل الضرائب في الفترة وحسب النمط الذي يمكن أن نراه ألاكثر مالئمة في جباية الضرائب‬
‫أي يجب أن تكون موعد دفع الضريبة من ممول إلى الخزينة العمومية بتالئم مع موعد تحقق الوعاء الخاضع‬
‫للضريبة‪.‬‬

‫‪ -5‬قاعدة الثبات‬

‫أن ال تتغير حصيلة الضرائب تبعا للتغيرات التي تطرأ على الحياة الاقتصادية خصوصا أوقات الكساد وذلك‬
‫أن حصيلة الضريبة تزداد عادة في أوقات الرخاء بسبب ازدياد الدخول وإلانتاج والعكس في أوقات الكساد مما‬
‫يعرض السلطات العامة ملضايقات مالية كبيرة بالنسبة ملسؤولياتها التي تزداد في هذه ألاوقات‪.12‬‬

‫‪10‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬علم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن ‪ ،2008،‬ص ‪.181‬‬
‫‪11‬‬
‫عبد املنعم فوزي‪ ،‬املالية العامة والسياسات املالية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،1995،‬ص ‪.51‬‬
‫‪12‬‬
‫خالد شحادة الخطيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 581‬‬

‫‪10‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف الضريبة‬

‫تصبوا الضريبة في أي مجتمع إلى تحقيق الاستقرار والتنوع من خالل مجموعة من ألاهداف في املجال املالي‪،‬‬
‫الاقتصادي‪ ،‬الاجتماعي والسياس ي‪.‬‬

‫‪ -1‬ألاهداف املالية‬

‫يعتبر من ألاهداف الرئيسية والهامة للضريبة حيث تمثل مصدر داخلي دائم من إيرادات الدولة لتمويل‬
‫خزينتها وتضمن لها الوفاء بالتزاماتها اتجاه إلانفاق العام كتمويل إلانفاق على الخدمات وعلى استثمارات إلادارة‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫‪ -2‬ألاهداف الاقتصادية‬

‫يقصد بها أن الضريبة تستخدم بهدف الوصول إلى حالة الاستقرار الاقتصادي غير مشوب بالتضخم أو‬
‫الانكماش وأصبحت في إطار الدولة الحديثة أداة للتأثير في ألاوضاع الاقتصادية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي‪،‬‬
‫ويمكن إيجاز أهم ألاهداف الاقتصادية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تشجيع بعض أنواع املشروعات العتبارات معينة فتعفيها من الضرائب كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫‪ -‬حماية الصناعات الوطنية ومعالجة العجز في ميزان املدفوعات ويتم ذلك بفرض ضرائب جمركية مرتفعة‬
‫على الاستيراد من الخارج وبإعفاء الصادرات من الضرائب كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيض معدل الضريبة على ألارباح املعاد استثمارها من أجل توسيع الاستثمار‪.13‬‬

‫‪ -3‬ألاهداف الاجتماعية‬

‫تعمل الضريبة على تحقيق بعض ألاغراض الاجتماعية من أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬تخفيف حدة التفاوت بين الدخول والثروات املرتفعة‪ ،‬وذلك بأن تعتمد الدولة على زيادة الضرائب على‬

‫أصحاب الدخول والثروات املرتفعة ثم إعادة توزيع حصيلتها على أصحاب الدخول املنخفضة‪.‬‬

‫‪ -‬املحافظة على إمكانية اقتناء بعض السلع ذات الاستهالك الواسع بفرض ضرائب منخفضة على سلع‬

‫الاستهالك كالخبز والحليب‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حميد بوزيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪51 –52‬‬

‫‪11‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على الصحة العمومية وذلك بفرض ضرائب مرتفعة املعدل على بعض السلع التي ينتج عنها‬
‫‪14‬‬
‫أضرار صحية كاملشروابت الكحولية‪ ،‬والتبغ ‪.‬‬

‫‪ -‬توجيه سياسة النسل في الدولة ومعالجة أزمة السكن‪.‬‬

‫‪ -4‬ألاهداف السياسية‬

‫تستخدم الضرائب لتحقيق سياسة لحساب طبقة على حساب طبقة أخرى‪ ،‬أو لتسهيل التجارة مع بعض‬
‫الدول أو لحد منها وذلك عن طريق خفض الضرائب الجمركية على الواردات وحتى إلاعفاء منها أو رفعها في حالة‬
‫الرغبة في الحد من التجارة معها‪ ،‬كما هو الحال في الحروب التجارية بين البلدان املتقدمة (اليابان‪ ،‬والواليات‬
‫املتحدة ألامريكية(‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬تصنيفات الضرائب‬

‫يمكن تصنيف الضرائب باالستناد إلى عدة معايير وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬معيار وعاء الضريبة‬

‫يقصد بوعاء املادة التي تفرض وتقوم عليها الضريبة بما يقتض ي تقسيم وتصنيف الضرائب على أساسه إلى‬
‫الضريبة الوحيدة والضرائب املتعددة‪.‬‬

‫‪ -1-1‬الضريبة الوحيدة‬

‫بمقتضاها ال تفرض إال ضريبة واحدة على الشخص وهي تتسم بالبساطة والعدالة وسهولة أدائها‬
‫واقتضائها أي فرض ضريبة موحدة على الدخل املتولد على مختلف املصادر بعد حكم جميع التكاليف الالزمة‬
‫للحصول على الدخل‪.15‬‬

‫‪ -2-1‬الضرائب املتعددة‬

‫هي السائدة في النظم التي تأخذ بأكثر من ضريبة سعيا إلى تخفيف عبء كل ضريبة على حدة‪،‬‬
‫الختالف مواعيد استحقاقها وهو ما يعمل على ارتفاع حصيلتها وهذه الضرائب‪ ،‬تمس أوعية متعددة وتعدد هذه‬
‫الضرائب يؤدي إلى قيام كل ضريبة بتصحيح عيوب الضرائب ألاخرى وأن املكلف الذي يستطيع التهرب من أحد‬
‫أنواع الضرائب يقع تحت طائلة أخرى‪.16‬‬

‫‪-2‬معيارالو اقعة املنشئة للضريبة ومعيارتحمل العبء‬

‫‪14‬‬
‫زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪525 –528‬‬
‫‪15‬‬
‫حميد بوزيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪58‬‬
‫‪16‬‬
‫عبد املجيد قدي‪ ،‬دراسات في علم الضرائب‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬ألاردن ‪،2011،‬ص ص‪.37-16‬‬

‫‪12‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫يقصد بالواقعة املنشئة للضريبة أن إلالتزام بالضريبة ينشأ بمجرد توافر تلك الظروف املوضوعية‬
‫والشخصية التي تؤدي إلى ظهور إلالتزام بالضريبة وطبقا لهذا املعيار‪ 17‬نميز بين الضرائب املباشرة املتمثلة في‬
‫الضرائب على رأس املال والضرائب على الدخل‪ ،‬بينما الضرائب الغير مباشرة تمثلت في معيار تحمل العبء في‬
‫الضرائب على الاستهالك وطبقا ملعيار تحمل العبء الضريبي هناك ضرائب مباشرة التي تمثلت في الضرائب على‬
‫رأس املال والضريبة على الدخل أما الضرائب الغير املباشرة تتمثل في الضرائب على الاستهالك والضرائب على‬
‫التداول‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الضرائب على رأس املال‬

‫ويقصد برأس املال من الناحية القانونية ما يملكه الشخص من أموال وقيم في زمن ما بغض النظر عن‬
‫طبيعتها‪ :‬عقارات‪ ،‬أدوات إلانتاج‪ ،‬أسهم‪.‬‬

‫ولتحديد رأس املال من الناحية الضريبية يجب حصر وبعد جرد تقويم أصول وخصوم املكلف بالضريبة‬
‫ومن أهم أشكال وصور الضريبة على رأس املالي ما يلي‪: 18‬‬

‫‪ -1-1-2‬الضريبة على عملية وو اقعية امتالك رأس املال ‪ :‬كاألسهم‪ ،‬السندات‪ ،‬العقارات‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬الضريبة على زيادة قيمة رأس املال‪ :‬وتفرض ألسباب خارجة عن صاحبه ألنها ترجع إلى‬
‫ظروف أخرى (ألاشغال العامة ) وتعرف بضريبة التحسين (إتاوة التحسين(‪.‬‬

‫‪-3-1-2‬ضريبة التركات‪ :‬وتقوم على انتقال رأس املال املستوى إلى ورثته أو املوص ى لهم وهناك نوعان‬
‫لضريبة التركات هما ‪:‬‬

‫– الضريبة على مجموعة التركة ‪ :‬وهي تفرض على مجموع التركة الصافي أي بعد خصم ديونها حيث ال تركة‬
‫إال بعد تسديد الديون‪.‬‬

‫– الضريبة على نصيب الوارث ‪ :‬حيث تفرض على نصيب كل واحد من الورثة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الضرائب على الدخل‬

‫والتي تتولد عن واقعة تحقق الدخل ويفهم من الدخل كل ما يحصل عليه الشخص من إيراد مقابل السلع‬
‫التي ينتجها أو لخدمة التي يقدمها وبذلك تكون مصادر الدخل ألاساسية هي‪ :‬العمل‪ ،‬رأس املال أو لعمل ورأس‬
‫املال معا‪ 19‬وتقدر على أساس ما يحققه املكلف من عناصر خاضعة لضريبة خالل فترة زمنية سواء كانت شهرا أو‬
‫سنة وهذه الضريبة إما تكون ضريبة نوعية على الرواتب وألاجور وكذا ألارباح التجارية والصناعية أو تكون‬
‫ضريبة عامة على مجموع عناصر دخل املكلف على اختالف أنواعها ومصادرها ومن أهم عناصر التشخيص‬

‫‪17‬‬
‫حميد بوزيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪18‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪565 –565‬‬
‫‪19‬‬
‫محمود عباس محرزي‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003،‬ص‪. 85‬‬

‫‪13‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫الضريبي إعفاء حد أدنى من الدخول التي تتناسب مع النفقات الضرورية للمعيشة كما أن هناك إعفاء أخر‬
‫يقابل أألعباء العائلية ثم إن التصاعد في معدا ت الضريبة هو أحد عناصر التشخيص الضريبي‪.20‬‬

‫‪ -3-2‬الضرائب على الاستهالك‬

‫هذه الضرائب من نتاج واقعة الاستهالك التي مفادها أن الالتزام بدفع الضريبة تنشأ بمجرد شراء السلعة‪،‬‬
‫ويقصد بالضرائب على الاستهالك تلك الضرائب التي تفرض على الدخل عند استعماله في أوجه معينة تتمثل‬
‫بالحصول على السلع الاستهالكية‪ ،‬وضرائب الاستهالك قد تفرض على استهالك وقد تفرض على جميع أنواع‬
‫معينة من السلع أي في صورة نوعية على الاستهالك‪ ،‬كالرسم الداخلي عليه وقد تفرض على جميع أنواع السلع في‬
‫صورة ضريبية عامة على الاستهالك كالرسم على القيمة املضافة ‪ ،TVA21‬وتفرض على أنواع معينة من السلع‬
‫املستهلكة أو على كافة السلع املستهلكة بغرض تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية أو مالية التي نجد منها ‪:‬‬

‫‪ -1-3-2‬الضرائب الجمركية‬

‫وتفرض على السلع املجردة املستوردة من خارج الدولة ( الواردات) كما قد تفرض على السلع املصدرة‬
‫إلى الخارج )الصادرات) وعند فرض ضريبة على الواردات البد من التميز بين بعض السلع والبعض ألاخر‪ ،‬فال‬
‫تفرض الضريبة على السلع الضرورية وإال فإنه ستنعدم املساواة في التضحية بين أفراد املجتمع وحين يدفع كل‬
‫فرد فيه قدرا واحدا من الضريبة سواء كان قادرا أو عاجز وقد تفرض الضرائب الجمركية بقصد تطبيق سياسة‬
‫الحماية وذلك بهدف تشجيع وحماية الصناعات املحلية الناشئة‪.‬‬

‫أما الضريبة الجمركية على الصادرات فتلجأ إليها الدولة بقصد إعاقة السلع املحلية عن التصدير أو‬
‫التخفيف من حجم الصادرات‪.‬‬

‫وتحقق الضرائب والرسوم الجمركية حصيلة ضخمة للخزينة ومصدرا غريرا عن مصادر إيرادات الدولة‪.22‬‬

‫‪ -2-3-2‬الضرائب على إلانتاج‬

‫تفرض على املنتجات الطبيعية أو الصناعية ويطلق عليها ( رسوم إلانتاج ) وقد تفرض في أي مرحلة من مراحل‬
‫التصنيع أو إلانتاج حيث يقوم بدفعها املنتج ويضيف قيمة الضريبة إلى سعر بيع الوحدة للمستهلك‪.‬‬

‫‪ -3-3-2‬الضريبة على املبيعات‬

‫‪20‬‬
‫عبد الناصر إبراهيم‪ ،‬نائل الحسن‪ ،‬عدس‪ ،‬الضرائب ومحاسبتها‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان‪ ،2003،‬ص‪. 55‬‬
‫‪21‬‬
‫حميد بوزيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪25‬‬
‫‪22‬‬
‫عبد الناصر إبراهيم نور‪ ،‬نائل حسن عدس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.19-18‬‬

‫‪14‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫وهي ضريبة غير مباشرة تفرض على السلع الصناعية املستوردة واملصنعة محليا‪ ،‬وعلى مجموعة من‬
‫الخدمات وتستوفي املرحلة ألاولى من تطبيقها من املستورد مباشرة ومن الصانع عند البيع ومن مؤدي الخدمات‬
‫عند تقديمها‪ ،‬ويستثني من ذلك السلع املعفاة املنصوص عليها في قائمة إلاعفاء‪ ،‬وقد فرضت لتحل محل الضريبة‬
‫على الاستهالك‪.‬‬

‫‪ -4-2‬الضريبة على التداول‬

‫وهي الضريبة التي تفرض عند حصول انتقال ش يء من ملكية شخص إلى شخص آخر‪ .23‬وتفرض هذه‬
‫الضريبة على واقعية انتقال حقوق الثروات وتداولها وغيرها من التصرفات القانونية التي تكون ألاموال محال لها‪،‬‬
‫كقيام الفرد بشراء عقارات أو بعض التصرفات بأمواله املنقولة‪ ،‬فجميع التصرفات القانونية لألفراد من بيع‬
‫وإيجار وهبات ووصايا والتي تؤدي إلى انتقال ألاموال والثروة من شخص إلى أخر لضريبة تسمى بالضريبة على‬
‫التداول‪.24‬‬

‫ومن ألامثلة على هذه الضرائب‪ ،‬رسوم التسجيل العقاري‪ ،‬والرسوم القضائية ورسوم نقل ملكية‬
‫السيارات‪.‬‬

‫اختلفت وجهات النظر في النظر وتكيف هذه الضرائب‪ ،‬فبعضهم وصفها بالرسوم‪ ،‬والبعض ألاخر أدخلها في‬
‫عداد الضرائب باملعنى الفني للضريبة‪.‬‬

‫ومهما يكن أمر تكيفها فإن النظام الضريبي للبلد هو الذي يحدد وصفها‪ ،‬فيما إذا كانت تدخل ضمن‬
‫دائرة الرسوم أو أنها تدخل في فرضها إلى املقدرة املالية للمكلف‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أعاد حمود القيس ي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪24‬‬
‫عبد الناصر إبراهيم نور‪ ،‬عليان الشريف‪ ،‬الضرائب ومحاسبتها‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان ‪ ،2002،‬ص ‪.18‬‬

‫‪15‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬مكلف بالضريبة‬

‫بما أن املكلف يمثل طرفا أساسيا في املعادلة الضريبية‪ ،‬فمن الضروري تحديد مفهومه و إبرازه‪ ،‬من خالل‬
‫العالقة التي تربطه بالطرف الثاني أال وهو إلادارة الضريبية‪ ،‬والواقع أن تحديد مفهوم املكلف بالضريبة يستلزم‬
‫التعرف على املفاهيم املختلفة له‪ ،‬بما يشتمل عليه هذا اللفظ من معطيات اجتماعية و قانونية و انطالقا من‬
‫هذا فقد ارتأى لنا تقسيم هذا املبحث إلي ثالثة مطالب حيث يتناول املطلب ألاول مفهوم املكلف بالضريبة في‬
‫حين يتناول املطلب الثاني حقوقه و ضماناته أما املطلب الثالث فيتناول الالتزامات التي تقع عليه‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم املكلف بالضريبة‬

‫الواقع أن تحديد مفهوم املكلف بالضريبة يستلزم التعرف علي املفاهيم املختلفة له ‪،‬إذ قد يكون هذا‬
‫ألاخير شخصا طبيعيا وقد يكون شخصا معنويا ممثال في مؤسسة أو شركة مثال‪ ،‬ألامر الذي يؤدي إلي تقسيم‬
‫املكلفين بالضريبة وفقا ألسس معينة يحددها املشرع و قد يحددها رقم ألاعمال أو الدخل الذي يتمتع به هدا‬
‫الطرف أي املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫فاملكلف بالضريبة هو كل شخص ملزم بدفع املساهمات الضريبية من ضرائب و رسوم و التي يكون‬
‫تحصيلها مصرح به وفقا للقانون‪ 25‬و بالتالي مهما تنوع املكلفون بالضريبة فإنهم يتفرعون حسب طبيعتهم‬
‫ووضعهم الاجتماعي أو املنهي معتمدين كما سبق الذكر في هدا التنوع علي عدة معايير فقد يعتمد علي رقم ألاعمال‬
‫أو الدخول أو الضريبة املدفوعة بواسطتهم‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف اللغوي‬
‫‪26‬‬
‫املكلف هو الشخص الذي تجري عليه أحكام القانون في دفع الضرائب و غير ذلك‬

‫‪ -‬تعريف املكلف بالضريبة من الناحية القانونية‬

‫لم يعرف املشرع املكلف بدفع الضريبة تعريفا دقيقا بل نجده في كل مرة يقوم بتحديد ألاشخاص‬
‫الخاضعين لكل نوع من أنواع الضرائب و الرسوم بحسب طبيعة النشاط املمارس أو بحجم رقم ألاعمال املحقق‬
‫خالل سنة مالية معينة أو بحسب طبيعة الشخص سواء كان شخص طبيعي أو معنوي فمثال بالنسبة للضرائب‬
‫املحصلة لحساب الدولة في مجال الضريبة علي الدخل إلاجمالي وخاصة في املادة الثالثة من قانون الضرائب‬

‫‪25‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحمایة القانونیة املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضریبة‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقاید تلمسان ‪،‬كلیة الحقوق ص‪56‬‬
‫‪26‬‬
‫ملعجم الوسیط للمعاني‪ ،‬اللغة العربیة املعاصر‪ ،‬ص‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املباشرة و الرسوم املماثلة لسنة ‪ 2155‬نجد أن املشرع حدد لنا ألاشخاص الخاضعين للضريبة علي الدخل‬
‫إلاجمالي حيث نصت املادة‪" :‬يخضع لضريبة الدخل علي كافة مدا خيلهم ألاشخاص الدين يوجد موطن‬
‫‪27‬‬
‫تكليفهم في الجزائر‪...‬الخ‪".‬‬

‫‪ -‬التعريف الفقهي للمكلف بالضريبة‬

‫في ظل غياب تعريف قانوني محدد و دقيق للمكلف بالضريبة يتوجب علينا البحث في التعريفات الفقهية‬
‫وبرجوعنا إلي الفقه نجد العديد من التعريفات للمكلف بالضريبة نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املكلف بالضريبة هو الشخص الذي يساهم في تمويل ألاعباء العامة وهو الذي يحدده املشرع الضريبي‬
‫كمدين للضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬كما عرف املكلف بالضريبة بأنه أي شخص يقوم بتزويد سلع و خدمات خاضعة للضريبة بصورة‬
‫مستقلة‪ ،‬ومنتظمة أثناء ممارسة نشاطه الاقتصادي في أي مكان و أيا كان الغرض من هذا النشاط و‬
‫مهما كانت محصلته‪ ،‬و يدخل في نطاق الضريبة املنتجون‪ ،‬التجار‪ ،‬مقدمو الخدمات‪ ،‬قطاع الزراعة و‬
‫‪28‬‬
‫ألانشطة املهنية و أي شخص يمارس هده ألانشطة بشكل موسمي يعتبر خاضعا للضريبة‬
‫‪ -‬الشخص الخاضع للضريبة سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا يسمي املكلف‪ ،‬الخاضع أو املمول‪،‬‬
‫ومعرف لكل ضريبة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حقوق و ضمانات املكلف‬

‫في الحقيقة أن دين الضريبة مفروض بحكم القانون‪ ،‬وينشأ بمجرد توافر الواقعة أو الوقائع التي يتطلبها‬
‫قانون الضريبة‪ ،‬ودون أن يتوقف نشوء دلك الدين على إرادة كل من إلادارة الضريبية أو إرادة املكلف‪ ،‬وعليه‬
‫فإن املكلف يتمني أن تكون حقوقه و ضماناته كمواطن مصانة‪ ،‬وفقا الحترام حريته الفردية‪ ،‬وحقه في الدفاع وفي‬
‫طريق الطعن وغيرها‪ ،‬وهذا يعني وجوب أن تصدر القوانين الضريبية في ظل أحكام الدستور‪ ،‬و إال طعن بعدم‬
‫دستوريتها‪.‬‬

‫ومن أهم الحقوق و الضمانات ألاساسية للمكلفين نجد‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫املادة الثالثة من قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة‪ ،‬املدیریة العامة للضرائب‪ ،‬وزارة املالیة‪ ،‬الجزائر‪2019، ،‬ص‪5.‬‬
‫‪28‬‬
‫بلھوشات حمزة‪ ،‬ضمانات املكلف بالضریبة في قانون إلاجراءات الجبائیة‪ ،‬مذكرة لنیل شھادة املاستر في الحقوق‪ ،‬كلیة الحقوق و العلوم‬
‫السیاسیة‪ ،‬جامعة دمحم خیضر‪-‬بسكرة ص ‪56‬‬

‫‪17‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في الاعتراض‬

‫يعتبر هدا الحق من الحقوق التي أصبحت مقررة من املكلف‪ ،‬و يكون حق املكلف باالعتراض ضمن مدة زمنية‬
‫محددة فإن انقضت هده املدة و لم يتقدم املكلف باعتراضه‪ ،‬أصبح التقدير قطعيا‪ ،‬إال إذا اقتنع مأمور التقدير‬
‫بأن التأخير كان ألسباب معقولة‪.29‬‬

‫‪ -‬حق اللجوء إلى القضاء‬

‫يحق للمكلف اللجوء إلى القضاء‪ ،‬في حالة تقديم الاعتراض إلى إلادارة الضريبية و لم تقبل بدلك أو لم ترد على‬
‫اعتراضه‪ ،‬فله تقديم الاعتراض إلى لجان الاستئناف التي يشكلها و زير املالية عادة برئاسة قاض ي من الصنف‬
‫‪30‬‬
‫الثاني في ألاقل وعضوية اثنين من املوظفين املختصين باألمور املالية‬

‫‪ -‬الحق في إلاعالم وإلاشعاراملسبق‪:‬‬

‫ألزم املشرع مصالح إلادارة الضريبية بضرورة إعالم املكلف قبل اتخاذ أي إجراء تحقيقي‪ ،‬وهدا لضمان الحق في‬
‫إلاعالم و التحضير للرقابة‪ ،‬و يعتبر هدا الحق من الضمانات ألاساسية التي منحت للمكلف بالضريبة‪.‬‬

‫‪ -‬حق الاستعانة بمستشار‪:‬‬

‫حتى يتسنى للمكلف بالضريبة الاستعداد للرقابة يجب علي العون املكلف بالعملية أن يقوم باإلشعار بالتحقيق‬
‫مع منح مهلة للمكلف بالضريبية من أجل تحضير وثائقه و حساباته التي من خاللها يبرر مدا خيله‪ ،‬وقد ألح‬
‫املشرع علي ضرورة منح مدة معقولة حسب طبيعة الرقابة‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان عدم إفشاء أسراراملكلفين‪:‬‬

‫حيث منع إفشاء ألاسرار التي تتعلق باملكلف و التي يطلع عليها موظف الضرائب و تكون هده ألاسرار متعلقة‬
‫باملستندات و املعلومات و الكشوفات و قرارات التقدير املتعلقة بدخل أي شخص فهي سرية‪.‬‬

‫‪ -‬ضمانات املكلفين أثناء الفحوص و املراجعات‬

‫‪29‬‬
‫حسام فایز أحمد عبد الغفور‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة‪ ،‬مدكرة املاجستير في املنازعات‬
‫الضریبیة‪ ،‬كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة في نابلس فلسطين ‪ ،2118 ،‬ص‪21‬‬
‫‪30‬‬
‫سھام دمحم جاسم‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و تأثيرھا في الحد من التھرب الضریبي‪ ،‬مجلة ألاقتصادي الخلیجي العدد ‪ 19‬سنة ‪ ،2155‬ص‪51‬‬

‫‪18‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تقوم إلادارة الضريبية عادة بإجراءات معينة بغرض مراجعة و تدقيق حاالت املكلفين الضريبية‪ ،‬وتقوم إلادارة‬
‫الضريبية بهذه الفحوصات و التدقيقات بغرض التأكد من صحة إلاقرارات الضريبية و سالمتها‪ ،‬وهنا تكون‬
‫إلادارة الضريبية ملزمة بضرورة إبالغ املكلف بنتائج الفحوصات و التدقيق الذي قامت به‪ ،‬و كذلك تلتزم إلادارة‬
‫‪31‬‬
‫الضريبية بأن تخطر و تبلغ املكلف في أغلب نتائج الفحوصات و التدقيق التي تقوم بها إلادارة الضريبية‬

‫‪ -‬ضمانات املكلف أثناء مرحلة إعادة التقويم‬

‫من آلاثار املترتبة علي ممارسة إلادارة الضريبية لحق الرقابة هو إعادة تقدير الضريبة الواجبة الدفع في الحاالت‬
‫محددة سبق إلاشارة إليها سابقا‪ ،‬إال أنه و نظرا لخطورة هدا إلاجراء فقد منحت للمكلف ضمانات أثناء هده‬
‫املرحلة‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن املشرع منح للمكلف بالضريبة حقوقا عديدة تحميه من تعسف إلادارة الضريبية وذلك‬
‫ً‬
‫نتيجة لاللتزام بواجباته‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الالتزامات التي تقع علي املكلف‬

‫لم يقتصر قانون الضرائب على حقوق و ضمانات املكلف باعتباره احد أطراف العالقة الضريبية‪ ،‬بل فرض علي‬
‫‪32‬‬
‫املكل التزامات قانونية يتوجب عليه القيام بها ومن بين هده الالتزامات نجد‬

‫‪ -‬عرض شهادة التسجيل في مكان واضح في مكان عملك‪.‬‬


‫‪ -‬أن تقوم باملطالبة و التحصيل للضريبة علي القيمة املضافة علي كل مبيعاتك مثل تاري تسجيلك‪.‬‬
‫‪ -‬سداد الضريبة املستحقة عن كل شهر بما ال يتجاوز الخامس من الشهر التالي لشهر املحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬الاحتفاظ بدفاتر و سجالت محاسبية صحيحة و منظمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم إقرار شهري للمكتب املحلي بما ال يتجاوز الخامس من الشهر التالي لشهر املحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار فواتير بأرقام مسلسلة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد و تجهيز كل سجالتك و دفاترك لتكون في متناول مراجعي الضريبة علي القيمة املضافة من فترة‬
‫ألخرى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫دمحم قلي‪ ،‬فھیمة بلول‪ ،‬الرقابة الجبائیة بين حتمیة الحفاظ على موارد الخزینة العمومیة و ضرورة حمایة حقوق املكلفين بالضریبة‪ ،‬مجلة‬
‫الاجتھادات للدراسات القانونیة و الاقتصادیة‪ ،‬املجلد ‪ 5‬العدد ‪ 6‬السنة ‪ 2158‬ص ‪561‬‬
‫‪32‬‬
‫عطا هللا السيد‪ ،‬التدريب املحاسبي و املالي‪ ،‬الطبعة ألاولي‪ 2151 ،‬دار النشر و التوزيع ألاردن‪ -‬عمان‪ ،‬اململكة ألاردنية الهاشمية رقم إلايداع لدى دائرة املكتبة الوطنية‪،‬‬
‫‪ ،2152‬ص‪66‬‬

‫‪19‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫وعليه الالتزام بالتصريحات املكتوبة في آجالها القانونية‪ ،‬كي يستفيد من حقوقه‪ ،‬ومن بين هده التصريحات‬
‫مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬التصريح بالوجود ‪:GN°08‬يجب علي كل مكلف بالضريبة‪ ،‬خاضع لضريبة ‪ IBS‬أو ‪، IRG‬أو الرسم علي‬
‫القيمة املضافة‪ ،‬يريد أن يبدأ نشاطه‪ ،‬التصريح به خالل مدة ال تتعدي شهرا واحدا في مفتشيه‬
‫الضرائب التابع لها إقليميا‪ .‬ويجب أن يتضمن هدا التصريح الاسم و اللقب أو اسم الشركة‪ ،‬العنوان‪،‬‬
‫طبيعة النشاط املنهي‪،‬شكل النشاط املمارس‪ ،‬تاري بداية النشاط‪ ،‬الشكل القانوني للمؤسسة‪ ،‬و طبيعة‬
‫النشاط الرئيس ي‪.33‬‬
‫‪ ‬التصريح الشهري ‪:GN°50‬يلزم املكلفون بالضريبة حسب نظام الربح الحقيق‪ ،‬و النظام العام للرسم‬
‫على القيمة املضافة‪ ،‬و أصحاب املهن الحرة‪ ،‬املعنيون بدفع الضرائب‪ ،‬و الرسوم فوريا أو عن طريق‬
‫الاقتطاع من املصدر‪ ،‬اكتتاب تصريحا شهريا‪ ،‬الذي يعد جدول إلاشعار الخاص بالدفع‪ .‬و يجب دفع‬
‫الحقوق املوجودة في التصريح في قباضة الضرائب التابع لها النشاط إقليميا و هدا في العشرين يوما‬
‫ألاولي التي تلي الشهر التي تصبح فيه الحقوق الجبائية مستحقة‪.‬‬
‫‪ ‬التصريح بالدخل إلاجمالي ‪ :GN°1‬ينبغي علي كل مكلف بالضريبة اكتتاب تصريحا سنويا للدخل‬
‫إلاجمالي‪ ،‬و إرساله قبل ‪ 11‬أفريل من كل سنة إلي مفتشيه الضرائب الذي يتبع لها موطنه الجبائي‪ .‬و‬
‫يجب على املكلف بالضريبة أن يصحب تصريحه السنوي ‪ GN°1‬بقائمة ألاشخاص املعتبرين جبائيا‬
‫تحت مسؤوليته‪.34‬‬
‫‪ ‬التصريحات الخاصة املهنية‪:‬هناك بعض التصريحات الخاصة املهنية يجب على املكلفين اكتتابها‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التصريحات املتعلقة باألرباح الصناعية و التجارية ‪:BIC/IRG‬يقوم باكتتاب هده التصريحات‬
‫ألاشخاص الخاضعين للنظام الحقيقي‪ ،‬و الجزافي‪ ،‬حيث ان املكلفين بالضريبة الخاضعين للنظام‬
‫الحقيقي هم مجبرون علي اكتتاب تصريحا من نوع ‪GN°11‬لدي مفتشيه الضرائب الذي يتواجد فيها‬
‫النشاط قبل ‪ 11‬ابريل من كل سنة‪ .35‬و يجب أن يرفق التصريح بامليزانية الجبائية‪ ،‬و يستلزم علي‬
‫املكلفين الخاضعين لنظام الضريبة الجزافية الوحيدة اكتتاب تصريحا من نوع ‪GN°12‬قبل أول فيفري‬
‫من كل سنة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وزارة املالیة ‪،‬املدیریة العامة للضرائب‪،‬الدلیل التطبیقي للمكلف بالضریبة ‪ 2019‬ص ‪64‬‬
‫‪34‬‬
‫دوداح رضوان‪،‬محاضرات في مقیاس املنازعات الجبائیة‪،‬جامعة الجزائر ‪3‬كلیة العلوم الاقتصادیة و التجاریة و علوم التسیير ‪ ،2017‬ص‪24‬‬
‫‪35‬‬
‫قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة ‪2019،‬املادة‪ ،18‬ص‪52‬‬

‫‪20‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬التصريحات املتعلقة باملرتبات و ألاجور ‪ : GN°29‬يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬يدفع‬
‫مرتبات‪ ،‬أجورا‪ ،‬تعويضات‪ ،‬أو عالوات‪ ،‬اكتتاب تصريحا من نوع ‪ GN°29‬لدي مفتشيه الضرائب التابع‬
‫لها إقليميا قبل أول ‪ 11‬من كل سنة‪.‬‬
‫‪ ‬التصريحات املتعلقة بالضريبة علي أرباح الشركات‪:IBS‬يجب على كل شخص معنوي خاضع للضريبة‬
‫علي أرباح الشركات‪ ،‬و كل شخص طبيعي اختار الخضوع للضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬أن يكتتب‬
‫تصريحا سنويا من نوع‪ GN°4 ،‬لدي مفتشيه الضرائب قبل ‪11‬افريل من كل سنة في مكان وجود املقر‬
‫الاجتماعي‪ ،‬أو املقر الرئيس ي لنشاطه‪.‬‬
‫‪ ‬التصريحات املتعلقة بالرسم العقاري‪ :‬يمكن مالحظة نوعين من التصريحات‪ ،‬ألاولي متعلقة بامللكيات‬
‫املبنية و ألاخرى متعلقة بامللكيات غير املبنية‪.‬‬
‫‪ ‬التصريحات املتعلقة بالرسم العقاري علي امللكيات املبنية‪ :‬يلزم بهذا التصريح‪:‬‬
‫‪ -‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مالكا أو مستعمال ملسكن شخص ي لغرض سكني و عليه بتقديم تصريح‬
‫من نوع‪.GN°31‬‬
‫‪ -‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مالكا أو مستعمال ملنزل لغرض سكني موجود في مسكن جماعي‪ ،‬وعليه أن‬
‫يكتتب تصريحا من نوع ‪.GN°32‬‬
‫‪ -‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مالكا أو مستعمال ملسكن جماعي لغرض سكني‪ ،‬وعليه أن يكتتب تصريحا‬
‫من نوع ‪.GN°33‬‬
‫‪ -‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مالكا أو مستعمال ملحالت لغرض تجاري‪ ،‬و عليه أن يكتتب تصريحا من‬
‫نوع ‪GN°34‬‬
‫‪ -‬وكذلك الالتزام بدفع الضريبة وهو التزام وواجب على املمول و هو باملقابل يضع التزاما على عاتق‬
‫إلادارة الضريبية بأن تقوم بتحصيل الضريبة و تختلف طرق دفع الضريبة من باختالف الضريبة‬
‫املطالب بدفعها املكلف بالضريبة‪ ،‬كما أن املشرع وسع من وسائل دفع الضريبة حيث لم تعد تقتصر‬
‫علي الدفع النقدي فقط وهذا ما سوف نراه فيما يلي‪:.‬‬

‫‪21‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫طرق دفع الضريبة‬

‫تختلف طرق دفع الضريبة ووقتها من ضريبة إلى أخري لدلك سوف نتطرق إلي كيفية تسديد أهم الضرائب‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للضريبة علي أرباح الشركات‪ :‬تدفع هده الضريبة علي شكل ‪ 1‬دفعات على الحساب‬
‫(تسبيقات) يعادل كل منها ‪ % 30‬من الضريبة املتعلقة بالربح املحقق في آخر سنة مالية مختتمة‪ ،‬أو‬
‫بالربح املحقق آلخر فترة لفرض الضريبة‪ ،‬تسدد هده التسبيقات عن طريق تصريح ‪G50‬حسب آلاجال‬
‫التالية‪ :‬التسبقة ألاولي من ‪ 20‬فبراير إلي ‪ 21‬مارس‪ ،‬التسبقة الثانية من ‪ 21‬ماي إلي ‪ 21‬جوان‪ ،‬التسبقة‬
‫الثالثة من ‪ 21‬أكتوبر إلي ‪ 21‬نوفمبر‪.‬‬

‫تتم تصفية الرصيد املتبقى من الضريبة من طرف املكلفين بالضريبة ويقومون بأنفسهم بدفع املبلغ املتعلق به‬
‫أيضا دون إخطار مسبق بعد خصم ألاقساط التي سبق ‪55‬دفعها بواسطة جدول إشعار بالدفع في أجل أقصاه‬
‫‪21‬‬

‫من الشهر الذي يلي يوم تسليم التصريح السنوي‪ .‬إذا تجاوزت التسبيقات املدفوعة مبلغ الضريبة على أرباح‬
‫الشركات املستحقة للسنة املالية ينتج عن الفرق فائض في الدفع يمكن خصمه من ألاقساط ا ملقبلة الخاصة‬
‫بالتسبيقات‪.36‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للضريبة علي الدخل إلاجمالي‪:‬تسدد الضريبة علي الدخل إلاجمالي وفق عدة طرق وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظام التسبيقات علي الحساب ‪:‬مهما كان النظام املتبع في تحديد ألارباح الخاضعة للضريبة سواء‬
‫النظام الجزافي أو الحقيقي يجب الالتزام بنظام التسبيقات علي الحساب في الدفع و عليه يتم دفع‬
‫تسبيقين‪:‬‬

‫التسبيق ألاول من ‪51‬فيفري إلي ‪15‬مارس‪ ،‬التسبيق الثاني من ‪51‬ماي إلي ‪51‬جوان‪.‬‬

‫يسدد الباقي من التصفية في أجل أقصاه اليوم آلاخر من الشهر الثاني للشهر الذي يدرج فيه جدول التحصيل‪،‬‬
‫يتم دفع التسبيقات في السنة التي تلي تلك التي حققت فيها ألارباح املتعددة كأساس لدفع الضريبة علي الدخل‬
‫إلاجمالي‪ ،‬حيث مبلغ القسط يساوي ‪11%‬من املدفوعات املعنية بالسنة ألاخيرة للخضوع الاقتطاع من املصدر ‪:‬‬
‫تخضع الرواتب التي تصرف لألجراء للضريبة على الدخل إلاجمالي عن طريق إجراء اقتطاع من املصدر حسب‬
‫الجدول التصاعدي املنصوص عليه في املادة ‪ 514‬ق ض م ر م و يجب أن تكون الاقتطاعات املخصصة‬

‫‪36‬‬
‫وزارة املالیة‪،‬املدیریة العامة للضرائب‪،‬دلیل الخاضع للضرائب التابع ملركز الضرائب ‪ ،2019‬ص‪58‬‬

‫‪22‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫للمدفوعات خالل شهر محدد مدفوعة في ‪21‬يوما ألاولي من الشهر املوالي لصندوق قابض الضرائب املختلف‬
‫حيث يرفق املكلف باستمارة التصريح سلسلة ‪.G537‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للرسم علي النشاط املنهي‪:‬‬


‫أ‪ -‬الدفع الشهري أو الفصلي للرسم علي النشاط املنهي ‪:‬يجب على املكلف تسديد مبلغ الرسم على‬
‫النشاط املنهي عند تسليمه للتصريح‪ serie GN°50 ،‬يتم الدفع التلقائي في توقيت شهري أو فصلي وذلك‬
‫حسب ما جاء في املواد ‪115‬إلي ‪165‬ق ض م ر م‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام التسبيقات علي الحساب ‪:‬يجوز الترخيص للمكلفين بالضريبة الدين يمارسون مند سنة علي‬
‫ألاقل وبطلب منهم أداء الرسم وفقا لنظام التسبيقات على الحساب‪ .‬يجب أن يقدم الطلب إلى رئيس‬
‫املصلحة الرئيسية لتسيير امللفات بمركز الضرائب قبل ‪ 5‬أفريل من السنة املعنية‪ ،‬ويكون اختيار هدا‬
‫النظام صالحŽمل السنة املالية ‪ :‬إال إذا حصل تنازل أو توقف فيمدد بالتجديد الضمني‪.‬‬

‫يكون كل تسديد شهري أو فصلي مساويا حسب الحالة الجزء أو الربع املبلغ الرسم املتعلق بالنشاط الخاضع‬
‫للضريبة في السنة املالية ألاخيرة التي انقض ي فيها إيداع التصريح املنصوص عليه في املادة ‪224‬ق ض م ر م يتم‬
‫التسديد عن طريق جدول إشعاري يحمل عبارة "اختيار نظام التسبيقات علي الحساب" يسدد الرسم من طرف‬
‫املكلف بالضريبة و تدفع الحقوق املطابقة له بعد خصم التسبيقات املسددة و ذلك من دون سابق إنذار وعلى‬
‫ألاكثر في الشهر املوالي لختم السنة املالية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫زناتي فریدة‪ ،‬العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة وإدارة الضرائب‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬جامعة احمد بوقرة بومرداس‪ ،‬كلیة الحقوق ‪ 2012‬ص‪16‬‬

‫‪23‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إلادارة الضريبية‬

‫تشكل إلادارة الضريبية الجهاز املنفذ للسياسة الضريبية املقررة في التشريع الضريبي للدولة في إطار هذا‬
‫التنفيذ فإنها تسعى لتحقيق عدة أهداف في مقدمتها تأمين حق الخزينة العامة في تحصيل إلايرادات املالية عن‬
‫طريق الضرائب‪،‬وتعزيز تجاوب املكلفين في العملية الضريبية ومنع التهرب الضريبي و العمل على تطوير‬
‫التشريعات من خالل أوجه العمل التطبيقية وتبسيط إلاجراءات وتحقيق أعباء املكلفين‪ .‬و انطالقا من هدا فقد‬
‫ارتاى لنا تقسيم هذا املبحث إلي ثالثة مطالب حيث يتناول املطلب ألاول ماهية إلادارة الضريبية في حين يتناول‬
‫املطلب الثاني سلطات و التزامات الضريبة اما املطلب الثالث فيتناول تنظيمات إلادارة الضريبية و هياكلها‬

‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية إلادارة الضريبية ‪،‬مقوماتها‪ ،‬و شروط عملها‬

‫مفهوم إلادارة الضريبية‬

‫تعتبر إلادارة الضريبية جزءا من إلادارة املالية والتي هي بدورها جزءا من إلادارة العامة‪ ،‬وإلادارة العامة هي‬
‫(كل جهد أو نشاط جماعي داخل املنظمات العامة يتصل بإتمام أو تنفيذ ألاعمال بواسطة املوظفين عن طريق‬
‫تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة مجهوداتهم وتصرفاتهم من جانب‪ ،‬واستخدام إلامكانات املادية على الوجه ألامثل‬
‫من جانب آخر قاصدة بذلك إشباع الحاجات العامة على مقتض ى أحكام الدستور والقوانين)‪.‬‬

‫أما إلادارة الضريبية فهي جزءا من السلطة التنفيذية في الدولة‪ ،‬تتولى تنفيذ وتطبيق القانون الضريبي‬
‫وهي جهة إدارية تابعة لوزارة املالية‪ ،‬وتختص إلادارة الضريبية بتنفيذ القانون الضريبي والتحقق من سالمة‬
‫تطبيقه وذلك حماية املصالح الخزينة من جهة‪ ،‬وحقوق املسؤولين من جهة أخرى‪ ،‬ويحدد القانون الضريبي‬
‫عالقة إلادارة الضريبية باملمولين‪ ،‬من حيث بيان حقوق وواجبات كل طرف‪ ،‬فالقانون الضريبي يفرض على‬
‫املمول تقديم إقرار ضريبي عن دخله خالل الفترة املحددة لذلك في القانون‪ ،‬ويتحمل املمول مسؤولية ما جاء في‬
‫هذا إلاقرار من معلومات‪ .38‬كما يجب على املمول أن يدفع الضريبة في املواعيد املحددة لذلك في القانون‪ ،‬وعلى‬
‫املمول أن يسمح لإلدارة الضريبية باإلطالع على ما تريد من دفاتر و مستندات لغايات تحديد بين الضريبة تحديدا‬
‫دقيقا‪ ،‬و غيرها من الالتزامات ألاخرى التي يفرضها القانون الضريبي على املمولين‪ ،‬وباملقابل فان هناك التزامات‬
‫على إلادارة الضريبية أهمها عدم التعسف في استعمال السلطات والصالحيات املقررة لها‪ ،‬وإعطاء املمول الحق‬
‫في معرفة كيفية تقدير الضريبة وتحديد وعائها‪ ،‬كما يجب إعطاء املمول الحق في الدفاع عن نفسه و إثارة ما‬
‫الضريبي‪.‬‬ ‫القضاء‬ ‫أمام‬ ‫أو‬ ‫نفسها‬ ‫الضريبية‬ ‫إلادارة‬ ‫أمام‬ ‫سواء‬ ‫الدفوع‬ ‫من‬ ‫يشاء‬
‫و يتمثل التخطيط الضريبي في تحليل ألاوضاع السائدة والتنبؤ باألوضاع املستقبلية وتحديد ألاهداف التي يجب‬
‫‪38‬‬
‫مجدي نبیل محمود شرعب‪ ،‬امتیازات الادارة الضریبیة‪،‬دراسة تحلیلیة للنظام القانوني الضریبي الفلسطیني‪،‬اطروحة لنیل درجة املاجستير‪ ،‬كلیة الدراسات العلیا في‬
‫جامعة النجاح الوطنیة‪،‬فلسطين‪ ،2116 ،‬ص‪55‬‬

‫‪24‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تحقيقها في مجال إلادارة الضريبية‪ ،‬ثم رسم السياسات والخطط والبرامج التي تساعد على تحسين ألاداء ورفع‬
‫الكفاءة و تنسيق ألانشطة إلادارية‪ ،‬بينما يهتم التنظيم في مجال إلادارة الضريبية على حصر مهام إلادارة في ظل‬
‫النظام الضريبي السائد‪ ،‬ثم تشكيل الهيكل التنظيمي تحديد أفراد إلادارة و تفويض كل فرد السلطات و‬
‫الصالحيات التي تمكنه من أداء أعماله على الوجه ألامثل‪،‬و يتضمن التوجيه إعداد النماذج املتعلقة بكافة‬
‫عمليات إلادارة الضريبية و إصدار التعليمات و التفسيرات املتعلقة بها‪ ،‬ثم إيصال كل هذه التوجيهات‬
‫للمسؤولين و ترغيبهم للعمل بها و إلاشراف على تطبيقها قصد ضمان تضافر الجهود وتوحيد املعاملة بين فروع‬
‫إلادارة الضريبية‪ .‬وتسمح الرقابة في مجال إلادارة الضريبية بتقييم انجازات إلادارة الضريبية و تسمح الرقابة في‬
‫مجال إلادارة الضريبية بتقييم انجازات إلادارة و تحديد العقبات التي عرقلت تحقيق أهداف التخطيط الضريبي‬
‫و العمل على تجنبها واكتشاف ألاخطاء و الانحرافات قصد تحليلها و معالجتها بشكل يضمن عدم تكرار في‬
‫املستقبل‪.‬‬

‫و يتم تنظيم إدارة الضرائب وفقا ملبدأ مركزية التوجيه وال مركزية التنفيذ‪،‬حيث تتولى إلادارة املركزية‬
‫وظائف التخطيط والرقابة وإصدار التعليمات والتفسيرات وتنظيم شؤون املوظفين وتدريبهم و السهر على رفع‬
‫الكفاءة إلانتاجية لإلدارة الضريبية‪،‬بينما تتولى إلادارة التنفيذية كافة أعمال التنفيذ التي تتطلبها إجراءات ربط و‬
‫تحصيل الضريبية‪.39‬‬

‫نستنتج مم سبق أن النظام الضريبي هو انعكاس لسياسة الدولة املالية و هو أحد وحدات النظام‬
‫الاقتصادي وتكمن أهمية إلادارة الضريبية في تطبيق أهم السياسات املالية للدولة لدلك تعتبر إيرادات الضرائب‬
‫عنصر مهم من عناصر موازنة الدولة‪.‬‬

‫مقومات نجاح إدارة الضرائب‪:‬‬

‫يتطلب نجاح إدارة الضرائب في تأدية وظائفها توفر عدة مقومات يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬توفر العناصر الفنية و إلادارية ذات الكفاءة العالية و الخبرة الواسعة وذلك من خالل تكوين متخصص‬
‫في الضرائب‪ ،‬والذي يرفع مستوى تأهيل و تدريب تلك العناصر مع وضع برنامج تكوين دوري قصير‬
‫املدى لتلك العناصر كلما كان جديد في امليدان الضريبي‪.‬‬
‫ترقية الحوار بين إلادارة واملكلف لتحسين العالقة بينهما وكسب ثقة املكلف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب على إلادارة الضريبية أن تضمن أحسن تطبيق للنظام الضريبي وتؤمن له الظروف املوضوعية‬ ‫‪-‬‬
‫ألخالقيات العمل الضريبي ومردوديته التامة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ناصر مراد‪ ،‬فعالیة النظام الضریبي بين النظریة و التطبیق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪554‬‬

‫‪25‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬وضع نظم رقابة ضريبية فعالة‪ ،‬و التي تتميز بدقتها وسرعة اكتشاف مختلف املخالفات املركبة‪ ،‬مع‬
‫فرض العقوبات املناسبة ملرتكبيها‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على سلوك إلاداري البيروقراطي حيث أن هذا ألاخير يثر سلبا على مرد ودية النظام الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد مختلف إلادارات الضريبية بأجهزة إلاعالم آلالي قصد إتقان العمل وسرعة تنفيذه‪،‬كما يمكن‬
‫حصر جميع املكلفين و تحديد ما يستحق عليهم املكلفين وإدارة الضرائب من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة تعاون وثيق بين إدارة الضرائب و مختلف إلادارات الحكومية مثل إدارة الجمارك و البنوك قصد‬
‫تزويد إدارة الضرائب بما تحتاجه من معلومات وتوضيحات حول نشاط املكلفين‪،‬و نشير آنذاك ذلك‬
‫التعاون يجب أن يتحقق بين مختلف إلادارات الحكومية مثل إدارة مفتشيه الضرائب وإدارة تحصيل‬
‫الضرائب‪ ،‬حتى يسهل متابعة وضعية املكلفين‪.‬‬

‫باإلضافة ملا سبق ظهرت آراء تنادي بضرورة وجود هيأة تتولى دراسة املشكالت التي تتعرض لها إدارة‬
‫الضرائب‪ ،‬باإلضافة إلى متابعة و البحث عن إمكانية الاستفادة من البحوث و الدراسات الفنية التي تقوم بها‬
‫مختلف الدول في امليدان الضريبي‪.‬‬

‫إن مراعاة املقومات السابقة يساهم في رفع مستوى كفاءة إدارة الضرائب ويضمن نجاح تلك إلادارة في‬
‫القيام بوظائفها على الوجه ألاكمل‪ ،‬مما ينعكس على فعالية النظام الضريبي‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬سلطات والتزامات الضريبة‬

‫‪ .I‬سلطات إلادارة الضريبية‬

‫إلادارة الضريبية هي احد أطراف العالقة الضريبية‪ ،‬وهي التي يقع على عاتقها تحصيل املبالغ الضريبية‬
‫من املكلفين‪ ،‬وتوريدها للخزانة العامة في مواعيدها املحددة قانونـا‪ ،‬وحتـى تستطيع إلادارة الضريبية ممارسة‬
‫مهامها والقيام بالواجبات املناطة بها على أكمل وجه لضمان عدم ضياع حق الخزانة العامة للدولة‪ ،‬فقد منح‬
‫ً‬
‫القانون لإلدارة الضريبية سلطات وحقوقا واسعة مثل سلطات الفحص والرقابة‪ ،‬وسلطات تضمن لإلدارة‬
‫الضريبية تحصيل املبالغ الضريبية مـن املكلفين‪ ،‬وكذلك سلطة توقيع الجزاءات والعقوبات‪ .‬و عليه فان دراستنا‬
‫هذه ستنقسم إلى قسمين‪ :‬ألاول‪ :‬سلطات الفحص والرقابة‪ ،‬والثاني سلطات ضمان تحصيل الضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬سلطات الفحص والرقابة ‪ :‬يمكن القول أن الضرائب تؤسس ً‬
‫بناء على إلاقرارات املقدمة من قبل‬
‫املكلفين‪ ،‬والعدالة الضريبية تتطلب التأكد من صحة املعلومات الواردة في هذا إلاقرار‪ ،‬ومن هنا جاء‬

‫‪26‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫حق إلادارة الضريبية وسلطتها في فحص وتدقيق وفرض رقابتها على كل عناصر الوعاء الضريبي‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فان سلطات إلادارة الضريبية في الفحص يتيح لها التمتع بعدة حقوق‪ 40‬أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحق في إلاطالع‬

‫يسمح حق إلاطالع ألعوان إلادارة الجبائية‪ ،‬بالحصول على املعلومات و الوثائق‪ ،‬مهما كانت وسيلة‬
‫حفظها‪،‬قصد تأسيس وعاء الضريبة و مراقبتها املادة من ‪ 41‬إلى ‪ 15‬من قانون إلاجراءات الجبائية الجزائـري‪.41‬‬

‫و يقصد به أن يكون لإلدارة الجبائية الحق في طلب ما تراه ضروريا لفرض الضريبة من دفاتر و أوراق أو‬
‫مستندات أو محررات أو ملفات‪ ،‬أو وثائق‪ ،‬أو أوراق لدى الجهات الحكومية أو غير الحكومية‪ ،‬و إنها ملزمة بتنفيذ‬
‫أ‬
‫طلب إلادارة الضريبية دون الاحتجاج بالسرية ‪،‬غير أ أن هذا الحق ال يمكن أن يمارس إال عند ألاشخاص الذي‬
‫نص عليهم القانون و على وثائق خاصة لكل منهم‪ ،‬و هو ذاتـه القانون الذي احتوى على إجراءات تسمح لإلدارة‬
‫الجبائية بمعرفة كل املعلومات التي لها أثر جبائي و تحصل من قبل إلادارات العمومية أو املؤسسات أو الهيئة‬
‫الخاضعة ملراقبة السلطات إلادارية و كذلك املؤسسات الخاصة املادة ‪46‬من قانون إلاجراءات الجبائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحق في الايضاح أو التبرير‬

‫في الحقيقة إن الايضاح ال يتضمن سوى الشرح والتفسير من جانـب املكلـف دون اشتراط لتقديم أية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مبررات أو مستندات‪ ،‬وقد يكون هذا الاستيضاح شفويا‪ ،‬أو كتابيا‪.‬‬

‫ت‪ -‬الحق في الفحص الدقيق‬

‫هذا الحق يمنح إلادارة الضريبية ويمكنها من التأكـد مـن سـالمة وصـحة إلاقـرار الضريبي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ً‬
‫مقارنة البيانات الواردة في إلاقرار الضريبي مع العناصر الخارجية‪ ،‬وقد يكون وفقا لطبيعة الحال مثل فحص أو‬
‫تدقيق الحسابات‪.‬‬

‫ث‪ -‬الحق في تفتيش املسكن‬

‫إن مما ال شك فيه أن هذا الحق يعتبر من اخطر حقوق إلادارة الضريبية‪ ،‬حيث أن هـذا الحق يعطي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلادارة الضريبية حق تفتيش مسكن املكلف‪ ،‬وهذا يعد بحد ذاته اختراقـا واضـحا للحقوق الدستورية التي يتمتع‬
‫بها الشخص‪ ،‬والتي كفلتها جميع الدساتير في العالم وبالتالي ينبغي أن يستعمل هذا الحق في أضيق الحدود‪ ،‬وان‬
‫أعطى القانون إلادارة الضريبية حق دخول وتفتـيش مكـان عمـل املكلف إال انه لم يرد نص يجيز لإلدارة الضريبية‬

‫‪40‬‬
‫حسام فایزأحمد عبد الغفور‪ ،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫‪41‬‬
‫وزارة املالیة‪ ،‬املدیریة العامة للضرائب‪ ،‬قانون إلاجراءات الجبائیة ‪ ،2155‬ص‪21‬‬

‫‪27‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫الحق في دخول مساكن املكلفـين وتفتيشـها وبالتالي ينبغي أن يكون هذا الحق وإن وجد في بعض البلدان أو الدول‬
‫في العالم أن يكون تحت رقابة القضاء املباشرة وغير املباشرة وفي أضيق الحدود‪.‬‬

‫‪ ‬سلطات ضمان تحصيل الضريبة‬

‫بعد تقديم إلاقرار الضريبي من قبل املكلفين‪ ،‬والتأكد مـن صـحة وسـالمة البيانـات املوجودة في إلاقرار الضريبي‬
‫تقوم إلادارة الضريبية بربط الضريبة لتحصيل املبالغ املقـررة‪ ،‬فإذا رفض املكلف تسديد هذه الضرائب فإن‬
‫إلادارة الضريبية تقوم بفرض مبالغ إضافية كجزاء على هذا التأخير‪ ،‬فإذا رفض املكلف ذلك‪ ،‬تقوم إلادارة‬
‫الضريبية باستخدام سلطا)ا فـي هـذا اŽال‪ ،‬حيث أن القانون الضريبي يعطي إلادارة الضريبية سلطات واسعة‬
‫لضمان حق الخزانة العامة من الضياع‪ ،‬وهذه السلطات تعود لخطورة املهمة امللقاة على عـاتق إلادارة الضـريبية‪،‬‬
‫وحتى تتمكن من القيام بهذه املهمة على أكمل وجه‪ ،‬وتستطيع أن تصل إلى كل حقوق الخزانـة العامة فقد كان ال‬
‫بد من حقوق وسلطات تتمتع بها إزاء هذه املهمة‪ .‬ومن أهم هـذه الحقـوق سلطة توقيع الحجز على أموال املدين‪،‬‬
‫وحق إلادارة في تتبع أموال املدين تحت أي يد اسـتيفاء لدين الضريبة‪ ،‬باإلضافة إلى امتياز دين الضريبة على غيره‬
‫من الديون‪.42‬‬

‫نستنتج مم سبق انه تستطيع إلادارة الضريبية ممارسة مهامها و القيام بالواجبات علي أكمل وجه لضمان عدم‬
‫ضياع حق الخزانة العامة للدولة‪ ،‬و لهدا منح القانون لإلدارة الضريبية سلطات و حقوق واسعة مقررة قانونا و‬
‫ما هذه السلطات إال حماية أموال الخزينة و مكافحة الغش الضريبي‪.‬‬

‫التزامات إلادارة الضريبية‬ ‫‪.II‬‬

‫إلادارة الضريبية مثلها مثل إلادارات العامة ألاخرى في الدولة‪ ،‬بحيث تلتزم بااللتزامات التي يشار إليها في القانون‬
‫إلاداري أو اللوائح والقوانين العامة في الدولة‪ ،‬وهـذا مـا يعـرف بااللتزامات العامة لإلدارة الضريبية‪ ،‬وبما أن إلادارة‬
‫الضريبية هي إدارة متخصصة في تأسيس الضرائب وتحصيلها‪ ،‬فانه يفرض عليها التزامات في هذا املجال‪.‬‬

‫تعمل إلادارة الجبائية باستمرار على نشر املعلومة الجبائية‪ ،‬وتسعى إلى تعميمها بهذف تحسيس املكلف بالضريبة‬
‫بحقوقه في مجال الضريبة ‪ ،‬وتوعيته وإقناعه بواجباته الضريبية وذلك عن طريق الحمالت التكوينية و‬
‫التحسيسية التي تقوم بها إلادارة الضريبية‪ ،‬ذلك أن هذه ألاخيرة يقع على عاتقها الواجب إلاعالمي للمكلفين‬
‫بالضريبة والعمل على تحسين العالقة بينها وبينه‪ .43‬ويمكن إيجاز أهم التزامات إلادارة الضريبية فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعالم وتوعية املكلف بالضريبة‬

‫‪42‬‬
‫حسام فایزأحمد عبد الغفور‪ ،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة‪ ،‬إلاسكندریة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪43‬‬
‫زناتي فریدة‪ ،‬العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة و إدارة الضرائب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪511-512‬‬

‫‪28‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫الشك أن فرص نجاح النظام الضريبي تتضاعف كلما ازدادت درجة الوعي الضريبي لدى املكلفين‬
‫بالضريبة‪،‬واقتناعهم بعدالة الضريبة و أهميتها في تمويل و تنفيذ برامج الحكومة التي تعود بالنفع على اŽتمع ككل‬
‫وبالعكس كلما انخفضت درجة الوعي الضريبي لدى املكلف كلما انعكس ذلك سلبا على التحصيل‪ ،‬لذلك يسعى‬
‫املشرع إلى إعالم املكلفين بإعطائه نظرة ايجابية اتجاه النظام الضريبي وسلبية اتجاه التهرب الضريبي ‪ .‬ومن أجل‬
‫فعالية أكبر في إلاعالم يجب استعمال كل الوسائل إلاعالمية املتاحة‪ ،‬ويتعين ممارسة واجب إلاعالم ضمن إطار‬
‫احترام قواعد كتمان السر املنهي لذا يجب على املوظف التعامل مع مستعملي املرفق العام بلباقة و دون مماطلة‪،‬‬
‫ففي هذا املجال تسهر إلادارة الجبائية على أن يتصف أعوانها بسلوك مثالي عند ممارسة مهامهم الخاصة‬
‫باستقبال وإعالم الجمهور ‪ ،‬وهو ما يتجسد من خالل إلاصالحات العميقة التي قامت بها على مستوى جميع‬
‫هياكلها سواء على املستوى املركزي أو املحلي والتي أوكلت لها مهمة استقبال املكلفين وإعالمهم بحقوقهم‬
‫‪44‬‬
‫وواجباتهم‬

‫ب‪ -‬نشاطات إلادارة الجبائية في مجال الاتصال‬

‫لقد أصبح تطوير الوعي الجبائي تحديا ينبغي على إلادارة الجبائية رفعه لذلك يجب عليها أن تبادر باالنطالق في‬
‫أنشطة تحسيسية‪ ،‬من خالل وضع مقاربة جديدة تجعل املكلف بالضريبة في صلب اهتماماتها‪ ،‬وفي صلب كل‬
‫نشاط ترفع ترقيته‪ .‬إن وضع مخطط لالتصال مرفوقا بنظام تقييم أصبح الوسيلة الوحيدة التي من شأ‪e‬ا تحقيق‬
‫هدف إنشاء إدارة خدماته وبالتالي تطوير الوعي الجبائي‪ ،‬ومن هذه ألانشطة ما يلي‪:45‬‬

‫‪ -‬تعزيز اللقاءات بالجمعيات والاتحادات املهنية ‪:‬حيث تسعى املديرية العامة للضرائب من خالل تعزيز مثل‬
‫هذه اللقاءات‪ ،‬إلى تحسين مستوى إلاعالم الجبائي لدى الجمعيات و الاتحادات املهنية التي تمثل اكبر‬
‫فئة من الخاضعين للضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات مع وسائل إلاعالم التي تعتبر وسيطا أساسيا بين إلادارة الجبائية و الجمهور تعتبر وسائل إلاعالم‬
‫بمختلف أنواعها أداة أساسية لنشر املعلومة الجبائية خاصة قوانين املالية أو أية تعديالت تشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية وسائل الاتصال الحديثة‪ :‬أضحى إلاعالم عن طريق الانترنت شائع الاستعمال لهذا أنشأت املديرية‬
‫العامة للضرائب موقع واب خاص بها وأولته اهتماما كبيرا من خالل إثرائه بمعلومات جبائية وتحيينه‬
‫بعد كل تعديل يمس التشريع الجبائي ونشر كل الوثائق الجبائية املعنية (قوانين الضرائب‪ ،‬مطويات‪،‬‬
‫كتيبات‪ )...‬توزيع مختلف الوثائق والعمل على جميع املكلفين بالضريبة من خالل هيئاتها سواء على‬
‫املستوى املركزي أو املستوى املحلي‬

‫‪44‬‬
‫هاني دمحم حسن شیطة‪ ،‬حدود التوازن بين سلطات إلادارة الضریبیة و ضمانات املكلفين‪ ،‬أطروحة لنیل درجة املاجستير في املنازعات الضریبیة‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنیة نابلس فلسطين ‪ ،2006‬ص ‪2‬‬
‫‪45‬‬
‫‪La lettre de la DGI ministère des finances N°38 février 2009‬‬

‫‪29‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ت‪ -‬اللتزام بالسراملنهي‬

‫الالتزام بمراعاة سر املهنة هو الواجهة ألاخرى لحق الاطالع ‪ ،‬فقد فرض املشرع على موظفي إدارة الضرائب‬
‫التزام بالحفاظ على سر املهنة ‪ ،‬و عدم إفشاء أية بيانات أو معلومات علم بها بمقتض ى وظيفته و الهدف من ذلك‬
‫هو حماية إلانسان وخصوصياته‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الالتزام من السلوكيات التي يجب أن يتصف بها موظفي إدارة الضرائب حتى في حالة غياب‬
‫النصوص القانونية التي تلزمه بذلك‪ ،‬وذلك نتيجة ارتباط املعلومات التي يطلع عليها املوظفين ارتباطا وثيقا‬
‫بطبيعة الوظيفة التي يؤديها والتي تمس الجوانب الشخصية للمكلف بالضريبة واملتمثلة في ممتلكاته وثرواته‬
‫ودخله السنوي ‪ .‬وقد رتب املشرع عقوبات جزائية في حالة إلاخالل بهذا الواجب ‪ ،‬غير أنه وحتى ال يتم املساس‬
‫بالسير الحسن لإلدارة الضريبية و مراعاة لضرورات املصلحة العامة‪ ،‬فقد يرد بعض الاستثناءات على هذا‬
‫الالتزام نص عليها املشرع على سبيل الحصر‪.46‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مركزالضرائب ومصلحة الرئيسية للتسيير‬

‫‪ ‬تعريف مركز الضرائب لوالية مستغانم‬

‫تعتبر مراكز الضائب من الهياكل الجديدة املستحدثة في إلادارة الجبائية ‪ ،‬غير أنه لم يتم تعميمها بعد‬
‫على كامل التراب الوطني ‪ ،‬واقتصار وجودها على بعض املناطق ‪ ،‬وفي انتظار تعميمها على كل الوطن تواصل‬
‫مفتشيات وقباضات الضرائب عملها بصفة انتقالية في انتظار إدماجها الكلي حسب الحالة في مراكز الضرائب أو‬
‫املراكز الجوارية للضرائب‪.‬‬

‫التنظيم الهيكلي الجديد يقتض ي إنشاء مركز ضرائب واحد ‪ CDI‬على مستوى الوالية يقوم بتسيير ملفات‬
‫املكلفين بالضريبة الذين يتجاوز رقم أعمالهم سقف ‪ 1( 11.111.111‬ماليير سنتيم(‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مراكز جوارية (‪ ( CPI‬تحل محل املفتشيات على مستوى الدوائر ‪ ،‬حاليا هناك ‪ 1‬مراكز تعمل‬
‫وهي املركز الجواري ملستغانم ‪" ،‬سيدي علي" و"عين تادلس" وألاخرى في طور إلانجاز مثل "ماسرى" و"حاس ي‬
‫مماش" ‪ ،‬حيث تقوم املراكز بتسيير امللفات الصغيرة للمكلفين بالضريبة الذين يقل رقم أعمالهم عن‬
‫‪47‬‬
‫‪11.111.111‬‬

‫‪ ‬مهام مركز الضرائب‬

‫‪46‬‬
‫زناتي فریدة‪ ،‬العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة و إدارة الضرائب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪555‬‬
‫‪47‬‬
‫مركز الضرائب والية مستغانم ‪CDI‬‬

‫‪30‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ينشط مركز الضرائب في املجالت الرئيسية ألاتية‪:‬‬

‫في مجال الوعاء ‪:‬‬

‫‪ -‬يمسك ويسير امللفات الجبائية للشركات وغيرها من ألاشخاص املعنيين بعنوان املداخيل الخاضعة‬
‫للضريبة على أرباح الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬مسك وتسيير امللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة الخاضعين للنظام الحقيقي إلخضاع الضريبي‬
‫بعنوان ألارباح الصناعية والتجارية وألارباح غير التجاري‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬إصدار ومعاينة واملصادقة على الجداول وقوائم التحصيالت وشهدات إلالغاء أو التخفيض‬

‫في مجال التحصيل ‪:‬‬

‫‪ -‬التكفل بالجداول وسندات إلايرادات وتحصيل الضرائب والرسوم وألاتاوى ‪.‬‬


‫‪ -‬التكفل بالعمليات املادية للدفع والتحصيل وتقدير ألاموال النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط الكتابات والحسابات ومركزة تسليم القيم‪.‬‬

‫في مجال الرقابة ‪:‬‬

‫‪ -‬البحث و تحصيل استغالل املعلومات الجبائية ومراقبة التصريحات ‪.‬‬


‫‪ -‬إعداد وإنجاز برامج التدخالت واملراقبة لدى الخاضعين للضريبة وتقييم نتائجها‪.‬‬

‫في مجال املنازعات‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة ومعالجة الشكاوى ‪.‬‬


‫‪ -‬متابعة املنازعات إلادارية والقضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد القروض والرسوم ‪.‬‬

‫في مجال الاستقبال وإلاعالم‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان مهمة استقبال وإعالم املكلفين بالضريبة ‪.‬‬


‫‪ -‬التكفل باإلجراءات إلادارية الخاصة بالوعاء السيما تلك املتعلقة بإنشاء املؤسسة وتعديل قوانينها‬
‫ألاساسية ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫بلعجال نسيرين ‪ ،‬تيرس عبدالرحمان ‪ ،‬دور الضريبة في تنمية إلاقتصادية دراسة حالة في مركز الضرائب لوالية مستغانم ‪ ،‬جامعة عبدالحميد إبن باديس مستغانم‬
‫(كلية العلوم إلاقتصادية) ‪ ، 2155/2156 ،‬ص‪62-65‬‬

‫‪31‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم وتسيير املواعيد ‪.‬‬


‫‪49‬‬
‫‪ -‬نشر املعلومات وألاراء لصالح املكلفين بالضريبة التابعين الختصاص مركز الضرائب‬
‫‪ ‬تنظيم مركز الضرائب ‪:‬‬

‫يسير مركز الضرائب رئيس املركز وهو يتشكل من‬

‫‪ -5‬ثالث مصالح رئيسية ‪:‬‬


‫‪ -‬مصلحة الرئيسية لتسيير امللفات ‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة الرئيسية للمراقبة والبحث ‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة الرئيسية للمنازعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬مصلحتين ‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة الاستقبال وإلاعالم ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬مصلحة إلاعالم ألالي والوسائل‬

‫ثانيا‪ :‬تقديم املصلحة الرئيسية للتسيير‬

‫تعريف املصلحة الرئيسية للتسيير ‪:‬‬

‫هي املصلحة املكلفة بتسيير ومراقبة امللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة (ألاشخاص الطبيعيين وألاشخاص‬
‫املعنويين) الذين يتبعون النظام الحقيقي والذين يفوق رقم أعمالهم ‪ 11.111.111‬دج‪.‬‬

‫تتشكل املصلحة الرئيسية للتسيير من خمسة أقسام وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬قسم جباية القطاع الصناعي ‪.‬‬


‫‪ -‬قسم جباية قطاع البناء وألاشغال العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم جباية القطاع التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم جباية القطاع الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم جباية قطاع املهن الحرة ‪.‬‬

‫لكل قسم من هذه ألاقسام مهام ومسؤوليات يقوم بها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫بلعجال نسيرين ‪ ،‬تيرس عبدالرحمان ‪ ،‬املرجع ‪،‬ص ‪61‬‬
‫‪50‬‬
‫بلعجال نسيرين ‪ ،‬تيرس عبدالرحمان ‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪61‬‬

‫‪32‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬هناك إستثناء لألشخاص الذين يقل رقم أعمالهم عن ‪ 11‬مليون دينار جزائري هم الذين أرادوا أن‬
‫يودعون ملفهم الجبائي في املركز لذا يقومون بتقديم طلب خطي لرئيس املصلحة ويقوم هذا ألاخير‬
‫‪51‬‬
‫دائما بالقبول‬

‫ثانيا ‪ :‬مهام املصلحة الرئيسية للتسيير‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم املصلحة الرئيسية للتسيير بالتكفل بامللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة التابعين ملركز‬
‫الضرائب في مجال الوعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة امللفات الجبائية التصريحات الشهرية ‪ G50‬والتصريحات السنوية (ميزانية) ‪.‬‬
‫‪ -‬املصادقة على الجداول و سندات إلايرادات وتقديمها لرئيس املركز للموافقة عليها بصفة وكيال‬
‫مفوضا "للمدير الوالئي للضرائب" ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على اقتراح تسجيل املكلفين بالضريبة على أساس املستندات أو املراجعة املحاسبية ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد التقارير الدورية وتجميع إلاحصائيات وإعداد مخططات العمل وتنظيم ألاشغال مع املصالح‬
‫ألاخرى والحرص على إنسجامها‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬كما تعمل على تسيير أقسامها‬

‫ثالثا ‪ :‬ظروف العمل داخل املصلحة ‪:‬‬

‫لكل قسم من أقسام املصلحة الرئيسية للتسيير مهام موزعة حسب جدول تنظيمي للمصالح (عن طرف‬
‫املصالح املركزية( ‪.‬‬

‫فما يميز مصلحة التسيير عن باقي املصالح هي ظروف العمل التي تعتبر جد ممتازة تفاهم كبير بين العمال‬
‫ورئيس املصلحة ‪ ،‬أما بالنسبة لإلتصال الداخلي في املصلحة يكون عن طريق املراسالت بين املصالح املختلفة أي‬
‫إنتقال املعلومة يكون عن طريق تحرير بطاقة معلومات‪.‬‬

‫يشرف رئيس املصلحة عن العمل عن طريق النظام املعلوماتي الجديد ‪ SAP‬والذي من خالله يتم مراقبة جميع‬
‫املوظفين داخل املصلحة ‪ ،‬كل موظف له كلمة السر داخل النظام املعلوماتي الخاص باملركز وهذا من أجل‬
‫ضمان وحسن سير العمل بطريقة جيدة‪.53‬‬

‫‪51‬‬
‫مصلحة رئيسية للتسيير ‪ ،‬مركز الضرائب والية مستغانم‬
‫‪52‬‬
‫‪ www.mfdgi.gov.dz‬تم الاطالع عليه يوم ‪. 2158/11/51‬‬
‫‪53‬‬
‫املصلحة الرئيسية للتسيير ‪ ،‬مركز الضرائب والية مستغانم ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫من خالل دراسة هذا الفصل املتعلق باملفاهيم ألاساسية حول الضرائب و املكلف و إلادارة الضريبية‬
‫باعتبارهم أهم ألاطراف لنظام ضريبي أمثل تم التطرق من خالل املبحث ألاول إلي إلاطار النظري للضريبة حيت‬
‫أنها تحتل مكانة متميزة و أهمية كبيرة في التشريعات املالية‪ ،‬باعتبارها احدي ألادوات الهامة للسياسة‬
‫الاقتصادية للدولة ومن أهم مصادر إلارادات لتمويل النفقات العامة‪ ،‬و تشكل أداة لتأدية عدة وظائف باعتبار‬
‫أن الهدف من فرض الضريبة ليس توفير ألاموال الدورية للدولة فقط بل أصبحت تؤدي أيضا أهداف أخري‪.‬‬

‫أما من خالل املبحث الثاني تم التطرق إلى املكلف بالضريبة بحيث لم يصل إلى التجرد من أنانيته بصورة‬
‫كاملة وا لنظر إلى الالتزام بدفع الضريبة على أنه واجب مقدس‪ ،‬لدى فإنه من الطبيعي أن نتوقع من جانب‬
‫املكلفين بدفع الضرائب رد فعل الذي يأخذ صورة الدفاع عن مصالحه لذلك أعطي املشرع للمكلف بالضريبة‬
‫حقوق تحميه مقابل الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫و في ألاخير تم التطرق إلى إلادارة الضريبية باعتبارها من إلادارات ذات املهام الصعبة و املهمة في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬فمهامها صعبة بحيث يناط بها تطبيق القانون الضريبي و القيام بتحصيل إلارادات التي تستخدمها‬
‫الدولة في تمويل نفقاتها كما تعتمد على هياكلها و تنظيماتها املختلفة و كل ما لديها من سلطات للوفاء بالتزاماتها‬
‫اتجاه املكلف‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫العالقة الضريبية والعوامل‬
‫املؤثرة عليها‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫لم تكن العالقة بين إلادارة الضريبية و املكلف تتمتع بسمعة حسنة على مر العصور‪ ،‬ويعود ذلك لسوء‬
‫نظرة كل منهما تجاه آلاخر‪ ،‬فاذاكان املكلف ال يرى في إلادارة الضريبية إال اداة جباية وظيفتها تحصيل أكبر قدر‬
‫ممكن من الضريبة‪ ،‬فإن إلادارة الضريبية ترى ان ما تقوم به ما هو الا واجبا مقدسا باعتبارها تهدف لتحقيق‬
‫املصلحة العامة للمجتمع دون مراعاة املصلحة الخاصة للمكلف‪ ،‬و ال شك في أن هده العالقة تعتبر العنصر‬
‫ألاساس ي في سبيل الحصول علي الضريبة كإيراد هام للدولة و ضمان وفرة مردوديتها‪.‬‬
‫ومن هدا املنطلق و بغية التعرف على واقع هذه العالقة بينهما تطرقنا إلى تقسيم هدا الفصل إلى ثالثة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث ألاول‪ :‬مدخل إلى العالقة الضريبية‬
‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬التحصيل الضريبي‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على املردودية‬

‫‪37‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مدخل إلى العالقة الضريبية‬


‫تعبر العالقة الضريبية عن الرابط القائم بين املكلف الضريبي و إلادارة الضريبية و التي تمثل بدورها‬
‫الدولة‪ ،‬حيث يمثالن طرفي العالقة في حد ذاتها وكل منهما نقيض الثاني‪ ،‬و هدا بسبب تأثر املكلف بالضريبة التي‬
‫تفرضها عليه إلادارة الضريبية‪ ،‬حيث أنه ينظر دوما أنها إدارة تجني أمواله بطرق تعسفية و دون حصوله على أي‬
‫مقابل‪.1‬‬
‫وعليه سوف نتطرق من خالل هدا املبحث إلى طبيعة العالقة بينهما و نظرة املكلف بالضريبة إلى إدارة‬
‫الضرائب والى الضرائب بصفة عامة و إلى كيفية تعزيز الثقة بينهما‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬طبيعة العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية‬
‫إن العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية هي عالقة قانونية ‪ ،‬وان السلطة التشريعية هي التي‬
‫تقبض بيدها على زمام الضريبة العامة ‪ ،‬إذ تتولى بنفسها تنظيم أوضاعها بقانون يصدر عنها متضمنة تحديد‬
‫وعائها وأسس تقديرها‪ ،‬وكيفية أدائها ‪ ،‬وضوابط تقادمها وغير ذلك مما يتصل ببيان هذه الضريبة‪ ،‬وحيث أن‬
‫هذه العالقة عالقة متكافئة‪ ،‬فاملكلف مطالب ‪ ،‬وإلادارة الضريبية هي الدائنة واملطالبة والفاحصة واملراقبة‬
‫واملنفذة ‪ ،‬وحيث أن القانون الضريبي يفرض باعتباره فرع من فروع القانون العام‪ ،‬تغلب عليه اعتبارات القانون‬
‫العام في التوفيق بين املصلحة العامة باستخدام وسائل السلطة العامة من ناحية ‪ ،‬وبين حماية حقوق ألافراد‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬ويترتب على ذلك واستنادا إلى مبدأ املقابلة بين الحقوق والواجبات ‪ ،‬منح املكلف بعض الحقوق‬
‫والضمانات حتى يكون في مأمن من تعسف إلادارة أو تجاوزها في استخدام سلطتها قبله ‪ ،‬أو بعبارة أخرى فكما أن‬
‫على املكلف التزامات يفرضها القانون الضريبي ‪ ،‬كالتزامه بتقديم إلاقرار والتسجيل ودفع الضريبة في مواعيدها‬
‫وعدم التهرب من دفعها‪ ،‬يجب بنفس الوقت موازنة تلك الالتزامات بإقرار بعض الحقوق ووضع الضوابط الالزمة‬
‫الحترام تلك الحقوق‪.2‬‬
‫وقد مرت„ذا العالقة بين الطرفين حسب طبيعتها القانونية من عالقة تعاقدية ثم عالقة تنظيمية وأخيرا‬
‫إلى عالقة مديونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمان الفندي‪ ،‬الحقوق ألاساسية للمكلف بالضريبة‪ ،‬مجلة جامعة البعث‪ ،‬ا„لد ‪39‬العدد ‪44،‬جامعة دمشق‪ 7102 ،‬ص‪10‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل فليح العلي‪ ،‬حمدي سليمان القبيالت‪ ،‬املبادئ القانونية لحقوق املكلف بالضريبة في القانون ألاردني و املصري‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للحقو السنة الثانية‪،‬‬
‫ق‬
‫„املجلد ‪ 7‬الجزء‪ 7 ،‬كانون ألاول ‪ 7102‬ص‪10‬‬

‫‪38‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .I‬العالقة التعاقدية بين الطرفين‬


‫لقد اختلف الفقهاء في تحديد العالقة بين طرفي العالقة الضريبية ومنهم من كان مؤيد للنظرية التعاقدية‬
‫ومعارض للنظرية التنظيمية في حين كان البعض آلاخر مؤيد للنظرية التنظيمية ومعارض للنظرية التعاقدية‪.‬‬
‫لقد كان الفكر السائد فيما مض ى يعتبر رابطة املكلف باإلدارة الضريبية رابطة تعاقدية أي أن املكلف‬
‫يستمد حقوقه وواجباته من عقد مبرم بينه وبين إلادارة الضريبية‪ 3‬فالعقد بصفة عامة هو توافق إدارتين على‬
‫إنشاء التزامات وروابط قانونية بين طرفين‪،‬وال فرق بين عقود القانون الخاص وعقود القانون العام‪ .‬بينما العقد‬
‫في املجال الضريبي يشير إلى اتفاق بين طرفين هما إلادارة الضريبية و املكلف بها‪ ،‬يتم بموجبه تغير سلوك‬
‫الطرفين على النحو الذي ينطوي على نفع متبادل بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬نقد نظرية التعاقد لطرفي العالقة الضريبية‪:‬‬
‫ُ‬
‫إنتقدت هده النظرية لعدم إمكانيتها من تحديد فرع العالقة بين املكلف بالضريبة و إدارة الضرائب‪ ،‬إذ ما‬
‫كان هدا العقد من عقود القانون الخاص أم القانون العام‪.‬‬
‫‪ .II‬العالقة بين املكلف وإدارة الضرائب عالقة تنظيمية‬
‫يرى الجانب آلاخر من الفقه ‪ ،‬أن العالقة بين الطرفين يحددها عادة القانون الضريبي و قوانين املالية‬
‫املتعاقبة‪،‬وتحدد أيضا القرارات التي تصدر من إلادارة الضريبية تنفيذا له‪ ،‬و ال تقوم هذه العالقة على الاتفاق‬
‫بين الطرفين‪ ،‬هذا هو الرأي الراجح و الشائع في التطبيقات القضائية‪ ،‬فالقانون هو الذي يحدد حقوق و‬
‫التزامات كل طرف‪ ،‬و ال دخل للطرفين في تحديدها‪ ،‬و بالتالي ال تعتبر إلادارة الضريبية خصما أو شريكا للمكلف‪.‬‬
‫ولقد حظيت هذه العالقة التنظيمية بالقبول‪ ،‬مقارنة مع العالقة التعاقدية نظرا لتميزها بخصائص‪.4‬‬
‫‪ -‬العمومية‪ :‬أي أن جميع ألاشخاص الذين تتوافر فيهم شروط و حاالت واقعية ‪ ،‬يتمتعون بنفس املعاملة‬
‫الضريبية من حيث الحقوق والواجبات ‪ ،‬وبدون تميز وفقا لضوابط موضوعية محددة بالقانون‪ ،‬وهو‬
‫ما ذهب إليه الدستور الجزائري باملادة ‪ ،27‬حينما نص صراحة أن كل املواطنين متساوون في أداء‬
‫الضريبة‪.5‬‬
‫‪ -‬القابلية لالستمرار ‪ :‬إن املركز القانوني للمكلف بالضريبة قابل لالستمرار‪ ،‬حتى بعد قيام إلادارة‬
‫الضريبية بمباشرة سلطتها في ربط وفرض الضريبة‪ ،‬وبعد أداء املكلف بالتزاماته اتجاهها‪ ،‬ذلك ألن املركز‬
‫القانوني للمكلف بالضريبة مستمد من القانون‪.‬‬
‫‪ -‬القابلية للتعديل ‪:‬إن القوانين الجبائية قابلة للتعديل في أي وقت‪ ،‬و بالنتيجة تعدل املراكز القانونية‬
‫للمكلف بالضريبة وفي مقابل ذلك‪ ،‬فإن إلادارة الضريبية لها حق التعديل في هذه املراكز‪ ،‬و لكن بتوفر‬

‫‪3‬‬
‫نشات إدوارد ناشد‪ ،‬كتاب ربط الضريبة على الدخل و أثره في العالقة بين املمول و إلادارة الضريبية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬د‪.‬ط القاهرة‪ 7117 ،‬ص‪00‬‬
‫‪4‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪74-70‬‬
‫‪5‬‬
‫املادة ‪27‬من الدستور الجزائري ‪،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 76‬املؤرخة في ‪ 8‬ديسمبر ‪0991‬‬

‫‪39‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شروط لحماية املكلف بالضريبة باعتباره طرف ضعيف في العالقة‪ ،‬ومنع التفرقة بين شاغلي املراكز‬
‫املتماثلة‪ ،‬بناءا على اعتبارات شخصية و هذه الشروط هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون التعديالت عامة و مجردة غير موجهة إلى مكلف بالضريبة معين‪ ،‬و إال وقع هذا التعديل تحت‬
‫طائلة البطالن‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتم التعديل وفقا ملبدأ تدرج القواعد القانونية ‪ ،‬أي بنفس ألاداة القانونية التي أنشئت املركز‬
‫القانوني أو بمستوى أعلى‪.‬‬
‫‪ ‬عدم رجعية القواعد القانونية بأثر رجعي إال إذا نص القانون صراحة‬
‫‪ .III‬العالقة بين املكلف و إدارة الضرائب عالقة مديونية‬
‫في حين يتجه الجانب آلاخر من الفقه القانوني‪ ،‬إلى القول أن عالقة املكلف باإلدارة الضريبية عالقة‬
‫مديونية بين دائن و مدين‪ ،‬ال تختلف عن سائر الالتزامات ألاخرى كون القانون الضريبي هو املصدر املباشر أو‬
‫غير املباشر لاللتزامات جميعها‪ ،‬و دلك دون تمييز بين الالتزام بدفع الضريبة عن أي التزام آخر‪ ،‬بيد أن القانون‬
‫يرتب على تحقق بعض ألاعمال القانونية و املادية أثرا في نشوء الالتزام‪ ،‬في حين يبقي مصدر الالتزام القانون‬
‫الذي يحدد تلك ألاعمال بالذات و يحدد نطاقها و يرسم مداها و يترتب عليها حكمه‪.6‬‬
‫ومنه نستخلص أنه تتكون العالقة الضريبية عادة من طرفين املكلف وإلادارة الضريبية‪،‬حيث أن املكلف‬
‫مطالبا وملتزما بدفع الضرائب أما الطرف الثاني من هذه العالقة فهو إلادارة الضريبية هي الطرف الذي يطلب‬
‫ويفحص ويراقب وينفذ ويمكننا القول بأنه إذا وجد أشخاص في أي نظام فال بد أن يكون هناك طرف ضعيف‬
‫وطرف آخر قوي‪.‬‬
‫فالعالقة بينهما هي عالقة قانونية تنظيمية‪ ،‬تستند من القانون الضريبي‪ ،‬وليست عالقة دائن ومدين كما‬
‫هو الحال في الحقوق الشخصية‪.‬‬
‫تطورالعالقة الضريبية‪:‬‬
‫لقد مرت العالقة الضريبية بتطور املعامالت بينهما ‪ ،‬من معاملة املمول كزبون أو عميل لدى إدارة‬
‫الضرائب إلى معاملته كشريك معها‪ ،‬و إلى تحولها إلى إدارة خدمات تخدم املكلف بالضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬تطورمعاملة املكلف كزبون لدى إدارة الضرائب‪:‬‬
‫لقد شهدت إلادارة الضريبية إصالحات عديدة في إطار العصرنة و الحداثة‪ ،‬و التي تضم ضمن طياتها‬
‫تغيير نظرة إلادارة الضريبية إلى املكلف‪ ،‬من مكلف أو مدين بالضريبة إلى زبون (عميل) تسهر على خدمته‪.‬‬
‫فبعدما كانت تعتبر أنه مجبر على تأدية ضرائبه لكونه مكلف قانوني‪ ،‬أصبحت تعتبره زبونا تسعى هذه إلادارة إلى‬
‫التقرب منه وإزالة غموضه و حسن معاملته‪ ،‬عن طريق تقديم خدمة بجودة عالية تجعله مرتبطا „بها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫علي هادي عطية مطر الهاللي‪ ،‬مدي ذاتية الاتبات في املنازعات الضريبية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،7100 ،‬ص‪94‬‬

‫‪40‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لهذا نجد إلادارة الضريبية قد فتحت عدة قنوات اتصال‪ ،‬و التي بواسطتها يمكن للمكلفين الحصول بطريقة‬
‫سهلة وسريعة على معلومات واضحة و دقيقة مطابقة النشغاالتهم‪ ،‬حيث وضعت تحت تصرفهم مصالح‬
‫متخصصة مكلفة باستقبالهم و تزويدهم باملعلومات التي يطلبونها‪ ،‬كما نشرت لهم عدة وثائق مجانية (دالئل‪،‬‬
‫كتيبات مطويات‪ ،‬ملخصات‪ ،‬بالغات‪...‬إلخ) و هي معدة خصيصا ملختلف أصناف املكلفين حسب نشاطاتهم‪ ،‬والى‬
‫الجمهور عامة‪ ،‬وتتميز بأسلوب واضح ونشيط وهي متاحة على مستوى جميع املصالح وكذا املوقع الالكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬تطورمعاملة املكلف كشريك لدى إدارة الضرائب‬
‫لقد عملت إلادارة الضريبية الجزائرية منذ عدة سنوات دون توقف‪ ،‬على تطوير خطا„ا الذي يهدف إلى‬
‫ترسيخ التصور الايجابي في تأسيس الضريبية‪ ،‬حيث تسعى من خالله إلى جعل املكلف شريكا كامال‪ ،‬النجاز مهمتها‬
‫واملتمثلة في تمويل ميزانية الدولة بمورد الضرائب‪.‬‬
‫و تمثل هذه الشراكة هدفا استراتيجيا بالنسبة إلدارة الضرائب ‪ ،‬في جعل سلوك املكلف بالضريبة ضمن‬
‫مقاربة في غاية التمدن‪ ،‬و وضعه في املرتبة الالئقة به ضمن هذه العالقات الجديدة املتعلقة بالتعاون و التشاور‪،‬‬
‫التي تميز عالقات إلادارة الضريبية بمتعامليها‪.‬‬
‫‪ ‬تطورإلادارة الضريبية إلى إدارة خدماتية‪:‬‬
‫تتحول إدارة الضرائب من إدارة ضريبية إلى إدارة الخدمات‪ ،‬إذ تتمثل هذه الخدمة في إعانة املكلف‬
‫بالضريبة على الوفاء بالتزاماته الضريبية‪ ،‬و ابتعاده عن الوقوع في املخالفات التي تعرضه إلى توقيع العقوبات‪ ،‬إذ‬
‫أن املكلف بالضريبة يشعره أن إلادارة الضرائب تخدمه‪،‬وأن خدمتها تعود عليه بالنفع في هذا الصدد‪،‬وهذا يجنبه‬
‫في املقابل أن يتحمل تكلفة هذه الخدمة بعدم استعانته بالخبراء و املختصين في الاستفسار عن أمور معقدة‪ ،‬ألن‬
‫هذه‬
‫الخدمات املقدمة إلى املكلف بالضريبة في املواقع يمكن ترجمتها إلى مبالغ نقدية‪ ،‬يمكن توفيرها دون‬
‫الحاجة إلى ذوي الخبرات‪.7‬‬
‫ومن هنا نستنتج أن إلادارة الضريبية مؤسسة إنتاجية تتمثل مدخالتها في املوظفين و املعلومات‪ ،‬أما‬
‫مخرجاتها فهي إلادارات التي تعود إلى صالح الدولة والعدالة التي تتحقق للمكلفين‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نظرة املكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب و الضرائب‬
‫في حد ذاتها لم تكن العالقة بين إدارة الضرائب و املكلف بالضريبة على مر العصور تتمتع بسمعة حسنة‪،‬‬
‫و ذلك في معظم ا„تمعات و ذلك الختالف نظرة كل منهما لآلخر‪ ،‬وما هو إال تعبير عن ردود الفعل النفسية من‬
‫املكلف بالضريبية‪ ،‬اتجاه إلادارة الضريبية و ترجع هذه النظرة أيضا إلى املواجهة التي يجد املكلف بالضريبة‬
‫نفسه خاضعا لها إزاء إلادارة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫بلعوجة حسينة‪ ،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية في الجزائر‪ ،‬أطروحة نيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ص ‪ ،7102-7101‬ص‪722-722‬‬

‫‪41‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .1‬النواحي النفسية و الاجتماعية للمكلف بالضريبة اتجاه الضريبة و إلادارة املوجهة لها‬
‫إن الواقع العملي أثبت أن هناك أسباب أو نواحي نفسية وأخرى اجتماعية‪ ،‬تكتنف املكلف بالضريبة مما‬
‫تظهر تنافرا في العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى املكلف بالضريبة ينظر إلى‬
‫الخزينة العمومية كخصم أو كعدو له‪.‬‬
‫‪ .1.1‬النواحي النفسية و الاجتماعية للمكلف بالضريية اتجاه إدارة الضرائب‬
‫يقصد بالنواحي النفسية‪ ،‬ذلك الشعور لدى بعض املكلفين بالضريبة بحرمانهم من الاستفادة من‬
‫استهالك معين فيؤدي ذلك إلى التقليل من استهالك بعض املوارد و بالتالي التقليل من إلانفاق من دخلهم‪.‬‬
‫ولعل السبب الرئيس ي لهذه النواحي النفسية يرجع إلى أسباب تاريخية ورثتها الشعوب عن الاستعمار‪ ،‬فكان‬
‫الاستعمار الفرنس ي مثال في الجزائر يستعمل الضريبة كوسيلة ملصادرة و فرة أموال ألافراد مما انعكس سلبا على‬
‫املجتمع اتجاه فرض الضرائب أنها اقتطاع مالي دون مقابل بل و هذا ما أدى إلى إحساسهم بأن الضريبة تحد من‬
‫حرياتهم ويذهب البعض إلى اعتقادهم في عدم عدالتها على مستوى توزيع العبء الضريبي بالتساوي‪ ،‬فيبدأ‬
‫املقارنة بين مبلغ الضريبة املخصص له و بين ما يدفعه آلاخرون فيحتج لشعوره بالظلم الضريبي‪.8‬‬
‫‪ .7.0‬مواجهة املكلف بالضريبة الدارة الضرائب‬
‫من املعروف أن هناك عالقة تنجم عن تطبيق إلادارة الضريبية للقواعد القانونية‪ ،‬سواء بتأسپس‬
‫الضرائب أو تحصيلها و املكلف بالضريبية الذي تطبق عليه هذه القواعد‪ ،‬فيؤدي ألامر إلى مواجهة بينهما‪ ،‬إذ أن‬
‫املواجهة تتضمن التالقي بين إلادارة الضريبية إدارة متخصصة و املكلف بالضريبة والذي قد يكون الكثير منهم‬
‫ممن يجهل هذه القوانين الضريبية أو قد ال يكون على دراية كافية في كيفية التعامل مع إلادارة الضريبية‪.9‬‬

‫و من أهم هذه املواجهات قد نجد‪:‬‬


‫أ‪ .‬قواعد ثقيلة لإلثبات‪:‬‬
‫يواجه املكلف بالضريبية في عالقاته باإلدارة الضريبية مشكلة قواعد إلاثبات الثقيلة التي تفرض عليه‬
‫ليثبت صحة البيانات التي تطلبها منه إلادارة و التأكد من سالمتها‪ ،‬مثال إدا لم يقدم املكلف بالضريبة إقراره‬
‫الضريبي أو قدمه ناقصا فتتولى إلادارة الضريبية فرض ضريبتها على أساس املظاهر و العالمات الخارجية و هنا‬
‫يكون على املكلف بالضريبة عبء إثبات أن هدا الفرض للضريبة غير مطابق للحقيقة‪.‬‬
‫ب‪ .‬كثرة القوانين الضريبية‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪011-012‬‬
‫‪9‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ‪017‬‬

‫‪42‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الواقع أن املكلف بالضريبة يفرض عليه أن يعيش وسط مجموعة من القوانين واللوائح الضريبية التي‬
‫تحتاج منه الشرح والتفسير‪ ،‬و يحدث ألامر كذلك مع تفسيراتها املستمرة‪ ،‬ألامر الذي قد يؤدي باملكلف بالضريبة‬
‫إلى إيجاد صعوبة في مالحقة هذه القوانين و تغيراتها املستمرة بالفهم و التفسير‪.‬‬
‫ت‪ .‬التعقيدات الضريبية‬
‫إن كثرة النصوص القانونية امللمة بالضريبة قد يؤدي إلى بعض التعقيدات في فهم و فحوى بعض‬
‫النصوص‪ ،‬فقد نجد مثال صعوبة في التفريق بين الضريبة و ما يشاكها من التزامات أخرى مثل الرسم‪ ،‬و هذا‬
‫الخلط قد يقع فيه املشرع ذاته‪.‬‬
‫ث‪ .‬عدم الاستقرارفي تطبيق القواعد الضريبية‪:‬‬
‫إن التعقيدات في النصوص الضريبية و الصياغة السيئة لبعض النصوص و غموضها من جهة أخرى‬
‫ألسباب واضحة و أساسية في عدم استقرار تطبيق القواعد الضريبية‪.10‬‬
‫نستنتج أنه أهتم علماء النفس على شخصية املكلف بالضريبة و القيم التي يتحلي„بها غير أن التركيز على‬
‫العنصر النفس ي وحده غير كافي إلعطاء الانطباع عن شخصية املكلف بالضريبة‪ ،‬و أنه إلى جانب العوامل‬
‫النفسية هناك عوامل اجتماعية دفعت باملكلف بالضريبة إلى عدم احترامه إلدارة الضرائب باإلضافة إلى وجود‬
‫عدة مواجهات تنجم عن تطبيق إلادارة للقواعد القانونية على املكلف مما يدفعه إلى الغش و التهرب الضريبي‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬تعزيزالثقة بين املكلف وإلادارة الضريبية‪.‬‬


‫تعتبر الثقة بين املكلف والجهات الضريبية ً‬
‫جزءا من الثقة بين الدولة واملواطن‪ ،‬فاملواطن الذي يؤمن بان‬
‫إلانفاق الحكومي هو إنفاق رشيد وعادل ونزيه‪ ،‬يكون اقرب إلى الالتزام بواجباته الوطنية ومنها الواجبات‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل تدعيم الثقة بين املكلف وإلادارة الضريبية‪:‬‬
‫من اجل تعزيز الثقة بين املكلف وإلادارة الضريبية يجب إتباع الخطوات آلاتية‪:11‬‬
‫‪ .0‬مكافحة التهرب الضريبي بكافة الوسائل املمكنة‪:‬‬
‫إن مسؤولية التهرب وتبعاتها تقع على عاتق كل من إلادارة الضريبية‪ ،‬واملكلف‪ ،‬فاإلصالح الضريبي يمكن أن‬
‫يحد من التهرب الضريبي‪ ،‬فإصدار تشريعات تتسم بالبساطة والوضوح مع معدالت ضريبية مناسبة ومعقولة‬
‫إضافة إلى تفعيل دور القضاء الضريبي ملواجهة جرائم التهرب الضريبي كلها تعد أمور حاسمة في الحد من هذه‬
‫الظاهرة إضافة إلى إجراءات إلادارة الضريبية املعتادة مثل توفر الكادر وبمستوى دعم سياس ي ومادي ومعنوي‬

‫‪10‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪001-019‬‬
‫‪11‬‬
‫عباس ناصر سعدون‪ ،‬تعزيز الثقة بين املكلف و إلادارة الضريبية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،7101 ،‬ص‪11‬‬

‫‪43‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يكفل إشباع الحاجات‪ ،‬وبتوفر نظم معلومات كفء قادرة على معالجة الكم الكبير من البيانات واملعلومات‬
‫واعتماد طرق فحص كفوءة‪.‬‬

‫‪ .7‬العمل على إيجاد جهازضريبي منظم ومتفهم وقادرعلى التطبيق الصحيح للقانون‪:‬‬
‫تعتبر إلادارة الضريبية مركز الثقل في نظام التحاسب الضريبي والجزء الذي يمكن أن يبث الحركة في بقية‬
‫أجزائه بطريقة منضبطة لتحويله إلى نظام عامل وفعال يحقق ألاهداف املحددة له‪ ،‬لذلك تبقى إلادارة الضريبية‬
‫هي ألاساس في نجاح أي نظام ضريبي إذ تقع عليها مسؤولية تنفيذ التشريع الضريبي من خالل أجهزتها املختصة‬
‫فتقوم بفرض الضريبية وتحصيلها‪ ،‬فاعتماد أفضل التشريعات وأتباع أفضل السياسات ال يمكن أن يحقق‬
‫النتيجة املرتقبة إذا كانت أداة التنفيذ إلادارية عاجزة عن استيعابها وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ .0‬تنمية الوعي الضريبي لدى املكلفين من خالل وسائل إلاعالم املختلفة‪:12‬‬
‫لكي يتصرف املكلف بايجابية تجاه الضريبة وبسلبية نحو التهرب الضريبي يجب على إلادارة توعيته‪ ،‬فكثير‬
‫ما يتم التساؤل هل من املمكن محاربة وبفعالية التهرب الضريبي وذلك بتشجيع املكلف على التصريح بضرائبه‬
‫فإحساس املتهرب بخطر قد يترقبه‪ ،‬يكون له تأثير تربوي في الجانب الاجتماعي‪ ،‬فيدفعه بذلك إلى عدم املجازفة‬
‫بمكانته الاجتماعية‪،‬لذلك يجب على إلادارة تقديم يد املساعدة للمواطنين واملؤسسات في تحديد الوعاء الخاضع‬
‫للضريبة ومن واجبها أن تضع في تصرفهم إرشادات إعالمية وكتيبات لشرح بعض إلاجراءات الخاصة بالضريبة‬
‫وعليه فان توجيه املكلف بالضريبة تأتي كمرحلة ابتدائية منذ بداية تعامله مع إلادارة الضريبية ألن تصرفه ال‬
‫يخضع ألي حساب علمي وإنما يخضع إلى دوافع نفسية‪.‬‬
‫‪ .4‬إيجاد جهة تنظم العالقة بين املكلف وإلادارة الضريبية‪:‬‬
‫تشوب العالقة بين املكلف وإلادارة الضريبية حاالت الشك وعدم الثقة‪ ،‬مما يولد مشاكل عديد تعقد‬
‫عملية التحاسب الضريبي‪ ،‬علما بأن املكلفين دائما ما يشعرون بان إلادارة الضريبية تحاول بشتى السبل اقتطاع‬
‫ً‬
‫جزء من دخلهم الذي بذلوا جهدا في الحصول عليه فضال عن تعسفها في هذا الاقتطاع‪ ،‬فهم غير مقتنعين‬
‫بعدالة ما يستحصل منهم‪ ،‬وعلى هذا ألاساس تبرز أهمية تنسيق وتنظيم العالقة بين إلادارة الضريبية واملكلفين‬
‫بالشكل الذي يخلق أجواء الثقة والقناعة ‪ ،‬ولتنظيم هذه العالقة يجب أن تكون هناك جهة قادرة على مد جسور‬
‫الثقة بين طرفي القضية بما ينعكس إيجابا على الحصيلة الضريبية وإيفاء املكلف بالتزاماته‪.‬‬

‫‪ .2‬مراجعة التشريعات الضريبية‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫م‪.‬عباس ناصر سعدون‪ ،‬تعزيز الثقة بين املكلف و إلادارة الضريبية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪44‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتكون التشريع الضريبي الجيد من مجموعة من الصفات من حيث حسن الصياغة وانسجامه مع الوضع‬
‫الاقتصادي السائد‪ ،‬فالتشريع املالي الجيد واملنسجم واملترابط عليه أن ال يتضمن ثغرات تترك مجاال للتهرب وهذه‬
‫ألامور تتطلب أيضا تحسين إلاجراءات إلادارية من حيث اختصار إجراءات التحقيق والتحصيل مما يساعد على‬
‫سرعة تحقيق الضريبة وجبايته‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أنه لكي تكون إدارة الضرائب في املستوي املطلوب و تقدم أعمالها على أحسن وجه يجب‬
‫تدعيم و تكتيف جهود إلاعالم كما يجب إنشاء مكاتب مخصصة تتكلف بتوعية املكلفين بالتزاماتهم و حقوقهم‬
‫وذلك حتى تستطيع ضمان ديمومة حسن العالقة بينها وبين املكلفين بالضريبة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التحصيل الضريبي‬


‫يقصد بقواعد تأسيس وتحصيل الضرائب إلاجراءات الجبائية املحددة واملفصلة لفرض وتأسيس‬
‫الضريبة وتحصيلها ومتابعة أثارها على الهيكل الضريبي تنظيما وتنسيقا ومختلف الصور التقنية للضرائب‬
‫بمختلف تطوراتها‪ ،‬ومتابعتها حيث يتوقف نجاح الدولة في اختيار النظام الضريبي ألامثل على معرفة كاملة‬
‫بإيديولوجيات ا„تمع وكافة أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‪ ،‬وألاهداف التي تسعى إلى تحقيقها وعلى‬
‫تفهم متعمق باألسس والقواعد العلمية لرسم السياسية الضريبية‪ ،‬فالتأسيس للضريبة حتى تحصيلها يبدأ من‬
‫تفكير الدولة في الضريبة كمشروع إلى غاية تسديدها من طرف املكلف إلى الخزينة العمومية‪.13‬‬
‫وعليه سيتم التطرق من خالل هدا املبحث إلى ماهية التحصيل الضريبي و إجراءاته و كذلك ضمانات هدا‬
‫التحصيل‬
‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية التحصيل الضريبي‬
‫‪ -1‬تعريف التحصيل الضريبي‪:‬‬
‫يقصـد بتحصــيل الضــريبة مجموعــة مــن العمليــات وإلاج ـراءات التي تــؤدي إلى نقــل ديــن الضــريبة مــن ذمــة‬
‫املكلف بالضريبة إلى‪ ،‬الخزينة العمومية وفقا للقواعد القانونية والضريبة املطبقة في هذا إلاطار‪.14‬‬
‫ويعرف بأنه تلك العملية القاضية بإبراء ذمة ألافراد اتجاه الخزينة العمومية وبذلك فهو يعتبر املرحلة املحاسبية‬
‫التي تلزم املحاسب بالتكفل بسند التحصيل بعد مراقبة شرعية وبعدها تقاض ي مبلغ الضريبة املبين في السند‬
‫ملتزما بـ‪:‬‬
‫‪ -‬املبلغ املحدد قانونا في السند‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الاستحقاق‪.‬‬
‫العقوبة املترتبة عن عدم التسديد في ألاجل املحدد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نستنتج أن التحصيل الضريبي ما هو إال مجموع العمليات و إلاجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة و‬
‫الجماعات املحلية وهيئاتها و املؤسسات العمومية إلى تسديد مابذمتهم من ديون بمقتض ى القوانين و التنظيمات‬
‫املعمول بها‪ ،‬و„دف ضمان حق الدولة في استيفاء الضريبة اتخذ املشرع الضريبي جملة من إلاجراءات قصد منها‬
‫حث ألافراد وإجبارهم على تسديد ما يستحق عليهم من ديون ضريبية في مواعيدها املحددة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫دمحم لعالوي‪ ،‬دراسة تحليلية لقواعد تأسيس و تحصيل الضرائب بالجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص علوم اقتصادية ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪،‬بسكرة‪7102،،‬ص‬
‫‪14‬‬
‫مبروكة حجار‪ ،‬محاضرات في القانون الجبائي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،7107،،‬ص‪00‬‬

‫‪46‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أهداف التحصيل الضريبي‪:‬‬


‫تلعب الضرائب دورا هاما في تزويد الخزينة العمومية للدولة التي تقوم بدورها بتزويد املرافق العمومية‬
‫ومختلف النفقات العامة وتغطيتها وتحقيق توازن اجتماعي واقتصادي‪ ,‬لذلك تهدف الدولة من وراء عملية‬
‫التحصيل إلى‪:15‬‬
‫‪ -‬خلق التوازن بين إلايرادات والنفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على الاقتصاد الوطني بفضل التموين املتواصل مليزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬فرض الضرائب من أعمال السلطة العامة وبالتالي ضمان تحصيلها‪.‬‬
‫تنظيم الدولة وتسيير مرافقها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منع التهرب عن طريق مختلف العقوبات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬أهمية التحصيل‪:‬‬
‫تكمن اهمية التحصيل فيما يلي‪:16‬‬
‫‪ -‬تعد الضرائب من أهم املوارد املالية التي تساهم في تموين ميزانية الدولة و الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تعد مرحلة التحصيل أهم مرحلة لسببين‪ ،‬ففيها يتم جمع الحصيلة التي تم تقديرها سالفا‪ ،‬كما أنها‬
‫تجعل جميع‬
‫‪ -‬الخطوات السابقة لها ال قيمة لها في حالة عدم إتمام عملية التحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬إن إلاخفاق في عملية التحصيل ومهما كان سببه يضر بالخزينة العمومية وقد يؤدي حتى إلى العجز في‬
‫املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم لجوء الدول إلى القروض وذلك كون عميلة التحصيل تساعدها على تحقيق اكتفاءها الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬نجاح عملية التحصيل تؤدي إلى لجوء الدولة إلى الاستثمارات التي تحقق تنمية الدول‪.‬‬
‫‪ -4‬مشاكل التحصيل‪:‬‬
‫توجد عدة عوامل تعيق فعالية التحصيل الضريبي كما ينعكس سلبا على دور وأهمية الضريبة في املجتمع‬
‫لذلك يجب معالجتها وتجنبها قدر إلامكان‪ ،‬و تتمحور هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫خالف عالء الدين‪ ،‬إجراءات التحصيل الضرائب املباشرة و منازعاتها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في القانون‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪17‬ماي‬
‫‪1945،‬قاملة‪ ،7101 ،‬ص‪14‬‬
‫‪16‬‬
‫غيت مسيكة‪ ،‬إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،7101 ،‬ص‪07‬‬

‫‪47‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ .‬الجمود الضريبي‪:‬‬


‫يصعب إحداث أي تغيير في النظام سواء يفرض ضرائب جديدة أو إلغاء و تعديل ضرائب قائمة لذلك‬
‫بشكل الجمود الضريبي كعائق كبير أي إصالح ضريبي‪ ،‬و يعتبر الجمود الضريبي نتيجة لظاهرة الاعتياد التي تفسر‬
‫بطأ إلاجراءات الضريبية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الازدواج الضريبي‪:‬‬
‫تعتبر ظاهرة الازدواج الضريبي من الظواهر التي تكتس ي اهتماما واسعا على املستوى املحلي والدولي‪ ،‬وهي‬
‫إحدى املشكالت التي تطرح عند تقرير أي نظام ضريبي‪.‬‬
‫و يقصد به فرض نفس الضريبة أو ضريبة متشا„ة لها أكثر من مرة على نفس الشخص‪ ،‬وعن نفس املال‬
‫ونفس املدة‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أن عملية التحصيل الضريبي تكتس ي أهمية قصوى بالنسبة ملداخيل امليزانية العامة‬
‫حيث تمثل حسب إحصائيات املصدر الثاني التي تعتمد عليه الدولة لتحقيق التوازن بين إيراداتها و نفقاتها و لها‬
‫أثر مباشر في العالقة بين املكلف و إلادارة إال جانب أنه يوجد عدة مشاكل تعيق فعالية التحصيل الضريبي مما‬
‫ينعكس سلبا على الضريبة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إجراءات التحصيل الضريبي‬
‫بعد أن يتم احتساب الضريبة املستحقة على املكلف تأتي مرحلة التحصيل و التي تعتبر أخر املراحل‬
‫الهامة التي بموجبها يتم توريد مقدار الضريبة لخزينة الدولة و هناك عدة طرق يتم بواسطتها تحصيل الضريبة‬
‫من املكلفين هي‪:17‬‬
‫‪ .I‬إجراءات التحصيل الودية‪:‬‬
‫التحصيل الودي هو إجراء عادي يتضمن استدعاء مباشر للمكلف قصد تسديد مستحقاته الضريبية في‬
‫الوقت املحدد طبقا للتنظيمات الجاري العمل بها‪ ،‬وذلك بتوجه املعني من تلقاء نفسه إلى إدارة الضرائب ليقوم‬
‫‪18‬‬
‫بدفع ألاموال املستحقة عليه بنفسه وذلك في آلاجال املحددة‬
‫وفي هذه الحالة يتم تحصيل الضريبة وفق العديد من الطرق و التقنيات يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫اوفلة ليندة‪ ،‬اثر الضرائب و الرسوم على الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر ألاكاديمي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و و التجارية و علوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة بومرداس‪ ،7102 ،‬ص‪01‬‬
‫‪18‬‬
‫اغيت مسيكة‪ ،‬إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪72‬‬

‫‪48‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .1‬طريقة التسديد املباشرمن قبل املكلف نفسه‪:‬‬


‫القاعدة العامة أن يلتزم املكلف بدفع الضريبة إلى إلادارة الجبائية من تلقاء نفسه دون مطالبة إلادارة له‬
‫بأدائها في محل إقامته‪ ،‬وهذه الطريقة تعد أكثر شيوعا ‪ ،‬تقوم هذه الطريقة دفع عن طريق نظام الجداول‬
‫الضريبية أو على نظام التسبيقات على الحساب‪.‬‬
‫‪ .2‬الدفع عن طريق شخص أخر‬
‫تقوم هذه الطريقة على دفع الضريبة بمعرفة شخص أخر غير املكلف بالضريبة و يعد هذه إستثناء عن‬
‫القاعدة العامة و يسري هذا النوع من الدفع على الضرائب غير املباشرة كالرسم على القيمة املضافة‪ .‬مضمونها‬
‫أن يكلف املشرع شخصا (املكلف القانوني أو الوسيط الضريبي) بدفع مبلغ الضريبة للخزينة العمومية‪ ،‬على أن‬
‫يقوم بتحصيلها من املكلف بالضريبة الفعلي‪.‬‬
‫‪ .3‬طريقة الاقتطاع من املصدر‬
‫يقوم املكلف القانوني باقتطاع الضريبة قبل تسديد املبلغ إلى املستفيد‪ ،‬إذ تعتبر من أهم طرق تحصيل‬
‫الضرائب‪ .‬تنطبق هذه الطريقة عادة على املداخيل الخاضعة للضريبة على الدخل إلاجمالي عن طريق إلاقتطاع‬
‫من املصدر الفئات التالية‪:19‬‬
‫‪ -‬الرواتب و ألاجور املدفوعة من طرف املستخدمين‪.‬‬
‫ألارباح غير التجارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مداخيل رؤوس ألاموال املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬املداخيل املتأتية من تأجير ألامالك العقارية ذات الاستعمال السكني‪.‬‬
‫كذلك قد يلجأ إليها بالنسبة للضريبة على أرباح الشركات و لالقتطاع من املصدر وتتعلق‪:‬‬
‫‪ -‬املداخيل املحققة من طرف الشركات ألاجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬داخيل ألاموال املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات تأجير قاعات الحفالت و الحفالت السوقية و السيرك‪.‬‬
‫و مقتضاها ان يقوم املكلف القانوني بخصم قيمة الضريبة من الدخل قبل توزيعه‪ ،‬بحيث يتم تسليم‬
‫املكلف الفعلي دخال صافيا من الضريبة‪.‬‬
‫‪ .II‬إجراءات التحصيل الجبرية‬
‫في حالة عدم تسوية الضريبة وديا‪ ،‬تبدأ عملية التحصيل الجبري بوسائل معروفة منها‪ ،‬التنبيه‪ ،‬غلق‬
‫الحساب البنكي للمدين‪ ،‬الغلق املؤقت للمحل املنهي‪ ،‬حجز أموال املدين املنقولة والعقارية‪ ،‬البيع باملزاد العلني‬
‫‪...‬الخ‬

‫‪19‬‬
‫خلف حسناء‪ ،‬منازعات التحصيل الضريبي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران ‪7‬دمحم بن أحمد‪،‬وهران‪ ،7101 ،‬ص‪02-04‬‬

‫‪49‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .1‬التنبيه‪:‬‬
‫هو إجراء يسمح لقابض الضرائب املختص من استعمال إلاجراءات الردعية‪ ،‬ويوجه هذا إلاجراء الوقائي‬
‫إلى املدينين بالضريبة قبل اللجوء إلى إجراءات مثل‪ :‬البيع باملزاد العلني والغلق إلاداري‪،‬حيث يتضمن هذا إلاجراء‬
‫بعض البيانات وهي ‪ :‬اسم ولقب املدين بالضريبة‪ ،‬سنة فرض الضريبة‪ ،‬نوع الضريبة‪ ،‬العقوبات‪ٕ ،‬وامضاء قابض‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا لم تجد هذه الوسيلة نفعا‪ ،‬يلجأ قابض الضريبة إلى وسيلة أكثر ردعا وهي ‪ :‬غلق الحساب‬
‫البنكي للمدين بالضريبة أو الغلق املؤقت للمحل املنهي‪.‬‬
‫‪ .2‬الحجز‪:‬‬
‫‪20‬‬
‫توجد عدة أشكال للحجز‪ ،‬نعرض أهمها فيما يلي‬
‫أ‪ .‬الحجزالتنفيذي ‪la saisie d’exécution‬‬
‫هو إجراء يسمح بوضع منقوالت املتقاعس عن دفع الضريبة والتي تكون في حوزته أو ملك له تحت يد العدالة‬
‫قصد بيعها لتصفية الدين الذي هو على عاتقه‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحجزعلى التحصيل الزراعي ‪: la saisie brandon‬‬
‫وهو إجراء يسمح بوضع ثمار أو مزروعات أو غرس تحت يد العدالة تكون أصال ملكا للمتقاعس عن دفع‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫ت‪ .‬الحجزعلى ألاثاث واملبيعات ‪: la saisie foraine‬‬
‫وهو إجراء يسمح بحجز ألاثاث واملبيعات في ألاسواق واملعارض تكون في متناول املتقاعس عن دفع‬
‫الضريبة بترخيص من قاض ي الاستعماالت أو رئيس املحكمة‪.‬‬
‫ث‪ .‬الحجزاالتوقيفي أو الحدي‪: la saisie arrêt‬‬
‫وهو إجراء تنفيذي يساهم فيه ثالثة أطراف ألنه يخص ثالثة أشخاص هو الدائن ألاصلي من له حق‬
‫الحجز لدى املدين وله هو آلاخر دين على عاتق شخص ثالث و يسمح هذا إلاجراء للمدين أن يحصل دينه قصد‬
‫تبرئة ذمته لدى الدائن ألاصلي‪.‬‬

‫ج‪ .‬الحجزالعقاري للعقارات ‪la saisie immobilière des immeubles‬‬


‫هو إجراء يتيح لإلدارة الضريبية بأن تطلب من القاض ي منحها ترخيص بحجز أمالك عقارية للمتقاعس‬
‫عن الضريبة قصد تحصيل الديون الجبائية التي هي على عاتقه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ميهوبي مراد‪ ،‬إجراءات تحصيل الضريبة‪ ،‬مجلة التواصل في الاقتصاد و إلادارة و القانون‪ ،‬العدد ‪09،‬سبتمبر ‪ ،7104،‬ص‪71‬‬

‫‪50‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املالحظ أنه في إطار نشاطها الردعي ضد املتقاعسين عن دفع الضريبة‪ ،‬فإن إلادارة الضريبية مدعوة‬
‫للجوء إلى إلاجراءات القضائية التي تضاف أو تتمم طرق التنفيذ خارج القضاء‪.‬‬
‫‪ .3‬بيع املحجوزات‬
‫من أهم التصرفات القانونية التي ِترد على املحل التجاري هي بيعه ولقد ّعرفت املادة ‪020‬من القانون‬
‫املدني الجزائري البيع بأنه "عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية ش ي أو حقا ماليا آخر في‬
‫مقابل ّثمن نقدي‪ "21‬إذ يشترط النعقاد بيع املحل التجاري توافر ألاركان العامة للعقد وهي الرضا واملحل والسبب‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالرضا يكون متى اتفاقا إرادتين على البيع واملبيع والثمن‪ ،‬أما محل البيع فيقصد به الش يء املبيع وهو‬
‫املحل التجاري‪ ،‬فيجب أن يكون مما يجوز التعامل فيه وأن يكون معينا أو قابال للتعيين وأن يكون املبيع مما‬
‫ينطبق عليه وصف املحل التجاري وبخصوص السبب أو الغرض فيجب أن يكون الغرض من استغالل املحل‬
‫مشروعا ولقد نظم املشرع الجزائري أحكام عقد بيع املحل التجاري في املادة ‪29‬من القانون التجاري وما يليها‬
‫نستنتج مما سبق أنه تلجأ إلادارة الضريبية إلى تحصيل الضريبة بإرادة منفردة‪ ،‬و تتمتع في هدا ا„ال‬
‫امتيازات السلطة العامة لدلك يبقي التساؤل حول ما إدا كانت إجراءات تحصيل الضريبة الجاري العمل„بها‬
‫سواء تعلق ألامر بإجراءات التحصيل الودية أو إجراءات التحصيل الجبرية تحقق الفعالية املرجوة‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ضمانات التحصيل الضريبي‬


‫لقد وضع املشرع مجموعة من الضمانات تتعلق بتحصيل الضريبة وذلك حرصا على مصلحة الخزينة‬
‫العمومية وبغية تمكينها من حقها‪ ،‬وهو الحصول على مستحقاتها من الضرائب والتي تعتبر من أهم إلايرادات‬
‫بالنسبة لها أهمها هي‪:22‬‬
‫‪ -‬النص على حق امتياز لدين الضريبة على معظم الديون ألاخرى‪ ،‬حيث يستوفي دين الضريبة قبل غيرها‬
‫من الديون ألاخرى‪ ،‬ويكون للخزينة العمومية حق املتابعة للحصول على املبالغ املستحقة ضمانا‬
‫للتحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حق إصدار أمر بالحجز إلاداري على ألاموال ضد املكلفين الذين يتأخرون عن سداد دين الضريبة‪.‬‬
‫ويعتبر الحجز هنا حجرا تحفظيا وال يجوز التصرف في هذه ألاموال إال إذا رفع الحجز بحكم من املحكمة‬
‫أو بقرار من املدير العام للضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬منح املشرع املوظفين املختصين على مستوى املصالح الضريبية حق إلاطالع على الوثائق وألاوراق والدفاتر‬
‫املوجودة لدى املكلف بالضريبة أو الغير‪ ،‬من أجل تمكينهم من تحديد دين الضريبة‪ .‬بل ويجوز للنيابة‬

‫‪21‬‬
‫ألمانة العامة للحكومة‪ ،‬القانون املدني‪ ،‬املادة ‪ ،7102 ،020‬ص‪20‬‬
‫‪22‬‬
‫حساوي سليمة‪ ،‬ياحي حنان‪ ،‬آلاليات القانونية للتحصيل الجبري للضريبة في ظل قانون إلاجراءات الجبائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلف‪ ،7102 ،‬ص‪40‬‬

‫‪51‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العامة أن تطلعهم على ملفات أية دعوى مدنية أو جنائية تساعدهم في تحديد مبلغ الدين‪ .‬وقد وضع‬
‫املشرع سلسة من العقوبات على من يعرقل استخدام هذا الحق سواء باالمتناع أو إلاتالف قبل انقضاء‬
‫مدة التقادم التي يسقط بعدها حق إدارة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬تفرض قاعدة »الدفع ثم الاسترداد«‪ ،‬وهي قاعدة مقررة في التشريع الضريبي‪ ،‬حيث يلتزم املكلف بدفع دين‬
‫الضريبة إلى الجهة املختصة ثم يستطيع أن يطعن في فرضها أساسا أو في مقدارها أو حتى استردادها‪،‬‬
‫والغرض من ذلك استقرار املعامالت الضريبية‪ ،‬و مراعاة مصلحة الخزينة العمومية‪ ،‬وحتى ال يستغل‬
‫املكلفون حقهم في الطعن ويتأخرون في دفع دين الضريبة‪.‬‬
‫تعد كافة وسائل محاربة التهرب الضريبي في نفس الوقت ضمانات التحصيل الضريبة‪ .‬نستنج مما سبق أنه‬
‫تعمل جميع الدول و دون استثناء على ضمان فرضها و تحصيلها بمختلف الطرق و الوسائل‪ ،‬بداية بالطرق‬
‫الودية و التي تحدث بمجرد حلول آجال دفع دين الضريبة و في حالة فشل هده إلاجراءات تتوجه إلادارة مباشرة‬
‫إلى الطرق الجبرية و التي يتصدرها إلانذار و بعدها إشعار الغير مرورا بالحجز بكل أنواعه تم الوصول أخيرا إلى‬
‫البيع‪ ،‬و حتى تضمن الدولة الحصول على مستحقاتها فقد حدد القانون للخزينة العمومية عدة ضمانات‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على املردودية‬


‫لم تكن العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية دائما تتمتع بسمعة حسنة على مر العصور في معظم‬
‫املجتمعات‪ ،‬وذلك نظرا الختالف نظرة كل منهما لآلخر‪ ،‬فاملكلف بالضريبة ينظر دوما لإلدارة الضريبية على أنها‬
‫إدارة تجبي أمواله بطرق تعسفية‪ ،‬رغما عنه و ذلك دون حصوله على أي مقابل مما أدي إلى تأزم العالقة بينهما‬
‫حيث يطبعها النفور و الكراهية‪ ،‬وهذه العالقة تتحكم„بها عدة عوامل فهي تأثر علي كال الطرفين و باألخص تؤثر‬
‫على مرد ودية الضريبة و بالتالي حجم التحصيالت‪.‬‬
‫وعليه سيتم التطرق من خالل هذا املبحث إلى أهم العوامل و التي يمكن تصنيفها إلى عوامل متعلقة‬
‫باملكلف الضريبي و عوامل بالنظام الضريبي باعتبارهم ألاطراف ألاساسية والفاعلة في تحديد مردودية الضريبة‬

‫املطلب ألاول‪ :‬عوامل متعلقة باملكلف بالضريبة‬


‫أثبت الواقع العملي أن هناك عوامل مختلفة الطبيعة تجعل املكلف بالضريبة ينظر للضرائب نظرة سلبية‬
‫و إلى الخزينة كخصم أو كعدو له وهذا ما يشجعه على تهربه من أدائها فالظروف املحيطة بأي مجتمع تلعب دورا‬
‫أساسيا في تشكيل الثقافة السائدة فيه‪ ،‬إضافة إلى طول الفترة الزمنية التي تشكلت فيها تلك الثقافة وقوة‬
‫العوامل املؤثرة في هذا املجتمعات تتضافر معا لتؤثر في املجتمعات لتشكيل ثقافة ما‪.‬‬
‫وتتمثل هذه العوامل في عوامل نفسية و عوامل اجتماعية و عوامل إدارية و أخري قانونية وهيكما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العوامل النفسية ‪:‬تتمثل هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الوعي الضريبي و ألاخالقي‬
‫الوعي ضرورة من ضرورات املجتمع‪ ،‬بل هو ضرورة أساسية لقيام املجتمعات‪ ،‬ذلك أن املجتمع ال يمكن‬
‫ان يتقدم إال إذا تحقق ألفراده الوعي و إلادراك لحاجات النوع إلانساني و ظروفه و إمكانياته‪ ،‬و املجتمع الذي‬
‫ينعدم فيه الوعي‪ ،‬أما أن يكون مجتمعا بدائيا‪ ،‬أو ان يكون مجتمعا تسوده حالة التفكك بفعل دوافع غير‬
‫طبيعية‪.‬‬
‫إن املبادئ ألاخالقية و الثقافية في املجتمع‪ ،‬و الوعي الضريبي لذي املكلف‪ ،‬تعكس مدي التزامه و تطبيقه‬
‫للمبادئ القانونية في دفع الضريبة‪،‬و نقصد بالوعي الضريبي أنه إلادراك الكامل من قبل املكلفين ملسؤولياتهم‬
‫املالية إزاء املجتمع والدولة‪ ،‬وأن يقتنع املكلف بدفع الضريبة املترتبة عليه‪ ،‬و هذا ألامر يتطلب أن تقوم السلطة‬
‫بترشيد إلانفاق العام‪،‬بما يخدم الصالح العام حتى يشعر دافع الضريبة ان املوارد العامة تعود عليه في شكل‬
‫منافع و خدمات مباشرة و غير مباشرة‪.23‬‬

‫‪23‬‬
‫أحمد صالح حسن‪ ،‬حسام حميد سلطان‪،‬إلاعالن و انعكاساته على زيادة الوعي الضريبي‪ ،‬مجلة الدنانير‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬العراق ‪ ،2017‬ص‪440‬‬

‫‪53‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فكلما كان الوعي ألاخالقي و الضريبي و إلانتمائي مرتفعا ‪ ،‬كلما كانت نظرة املكلف للضريبة ايجابية‪،‬‬
‫والعكس صحيح كلما كان الوعي الضريبي ضعيفا كان الباعث النفس ي على التهرب من دفع الضريبة قويا و سادت‬
‫كراهية الضريبة‪ ،24‬فاملكلفون لم يقتنعوا أن ألاموال التي تأخذ منهم كضرائب يتم إنفاقها لصالح املجتمع‪ ،‬و‬
‫انعدام روح التضامن يأتي ذلك نتيجة تدني املستوي الخلقي في بلد من البلدان‪ ،‬فيؤدي إلى ضالة شعورهم‬
‫بواجباتهم إزاء الدولة و الجماعة‪ .‬و هذا الشعور ال يمكن فرضه على ألافراد‪ ،‬و إنما يأتي نتيجة التكامل مع الزمن‬
‫و يتطور من جيل آلخر‪،‬و يختلف من مجتمع آلخر حسب الشعوب و ألامم‪.‬‬
‫‪ .2‬حب الذات واملال‬
‫إن إلانسان بطبيعته محب للمال حريص كل الحرص على الاحتفاظ به‪ ،‬و أن هدا الشعور الزم إلانسان‬
‫مند قديم الزمان و ما صاحبه من فرض الضرائب و جبايتها و ما„ا من ظلم ووسائل إكراه و إجبار‪ ،‬مما جعل آدم‬
‫سميث يقرر" ليس أثقل على إلانسان من ظل جابي الضرائب" مما جعل إلانسان ال يستطيع أن يتخلص كلية من‬
‫نظرته السلبية و املعادية للضرائب‪ ،‬و منه حب املال و ألانانية من العوامل النفسية التي تتعلق باملكلف نفسه‪ ،‬و‬
‫يمكن أن تنشأ من خالل إلاحساس الذي يخالجه تجاه الضريبة‪ ،‬عن طريق الاهتمام بامللكية الفردية و عدم‬
‫الاكتراث باملصلحة العامة‪ ،‬حيث أكد علم النفس الاجتماعي للضريبة‪ ،‬أن هناك ردود فعل قد تنشأ لدى املمول‪،‬‬
‫فتغير سلوكياته واتجاهاته الاقتصادية‪ .25‬و أيضا من خالل غزيرة التملك لدى املكلف بالضريبة و التي تدفعه إلى‬
‫الاحتفاظ بأمواله والتمتع بمنافعها عوضا عن التنازل عنها للدولة عن طريق الضريبة‪ ،‬خاصة و أنه متيقنا من أن‬
‫كافة الخدمات التي ستقدمها الدولة سوف يستفيد منها و يتمتع„ا سواء دفع الضريبة أو لم يدفعها‪ ،‬كما أن‬
‫أنماط التفكير لذي الشعوب تسهم بدورها في تشكيل الظروف النفسية للمكلف ‪ ،‬كما هو الحال في فرنسا‬
‫والدول املتأثرة بها و التي تعتقد أن املكلف الذي يسرق الدولة التي تسرقه ال تشكل سرقة‪ ،‬و هو ما تنطوي عليه‬
‫العبارة الفرنسية الشهيرة " ‪ "volet le fiscale n’est pas vole‬أي ان سرقة الضريبة ليست سرقة‪.26‬‬
‫‪ ‬عوامل اجتماعية‪:‬وتتمثل هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬املستوي املعيش ي لألفراد‬
‫تتأثر مرد ودية الضريبة بالظروف الاقتصادية التي تسود البلدان فكثرة التقلبات الاقتصادية وارتفاع ألاسعار‪،‬‬
‫وتدني معدالت النمو في الاقتصاد الوطني و عدم توفير فرص الاستثمار الجيدة‪ ،‬مع رغبة املواطن في زيادة دخله‬
‫املتاح من خالل الامتناع عن كل أو بعض الضريبة املستحقة عليه‪ 27‬ولذلك يعتبر تغيير السياسات أو إلاجراءات‬

‫‪24‬‬
‫محمود جمام‪ ،‬النظام الضريبي و آثاره على التنمية الاقتصادية)دراسة حالة الجزائر(‪،‬أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة محمود منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،7101-7119 ،‬ص‪42‬‬
‫‪25‬‬
‫مليكاوي مولود‪،‬إلانفاق الضريبي في الجزائر بين آفاق التحريض إلاستثماري و تحديات التهرب الضريبي من فترة ‪2008-1992،‬مدكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،7101-7119 ،0‬ص‪10‬‬
‫‪26‬‬
‫بلعوجة حسينة‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية (العوامل املؤثرة علي سلوك املكلف تجاه الادارة الضريبية و الضريبة في حد داتها)‪ ،‬مرجع سبق دكره‪ ،‬ص‪000‬‬
‫‪27‬‬
‫طارق حمدي حمدان أبو سنينة‪ ،‬العوامل املؤثرة في التهرب و الت جنب الضريبي و عالقتها بالشكل القانوني ملكتب التدقيق و املحاسبة و الشكل القانوني للشركة‬
‫الصناعية‪ ،‬مذكرة ماجستير في املحاسبة‪ ،‬كلية العلوم الادارية و املالية‪ ،‬جامعة الشرق الاوسط‪ ،7117 ،‬ص‪02‬‬

‫‪54‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املتعلقة باالستثمار املستمر دون مبرر و تعقيد هده إلاجراءات عامال مساعدا على التهرب من دفع الضريبة‪ ،‬ألن‬
‫الاستقرار الاقتصادي يعتبر عامل مهم ملمارسة النشاط الاقتصادي بالنسبة للمواطنين و من الحوافز املهمة‪،‬‬
‫التي تجعل املواطن ليصرح عن دخله الحقيق و دفع الضريبة املستحقة عليه‪ ،‬ففي وقت الكساد ينخفض‬
‫متوسط الدخل الفردي وهنا تصبح قدرة املكلف على تسديد الضريبة منخفضة لذا يلجأ إلى مسالك التهرب من‬
‫دفعها‪ ،‬في حين نالحظ أن في فترة الازدهار و الرخاء ترتفع املرد ودية و هذا أمر بديهي ألن دخل املكلف يكون مرتفع‬
‫و هنالك وفرة في مدخوالته‪ ،28‬لذلك عرفت السياسات الضريبية خالل السنوات ألاخيرة توجها نحو رفع مستوي‬
‫املعيشة من خالل دعم مداخيل الطبقات الاجتماعية الضعيفة‪ ،‬و رفع القدرة الشرائية للمواطن‪ ،‬و يأتي هدا‬
‫التوجه بعد آلاثار السلبية لإلصالحات‪ ،‬التي قامت „بها السلطات العمومية بداية التسعينات على النواحي‬
‫الاجتماعية‪ ،‬وكدا بفضل تحسن الوضع املالي للبالد بعد ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬و تتلخص أهم إلاجراءات‬
‫الضريبية التي قامت بها الجزائر لرفع مستوي املعيشة بغية رفع القدرة الشرائية للمواطن‪ ،‬في إعفاء بعض السلع‬
‫من الرسم على القيمة املضافة وإخضاع السلع ألاخرى ذات الاستهالك الواسع إلى معدل مخفض يقدر ب ‪،%07‬‬
‫و كذا رفع الحد ألادنى املعفى من الضريبة على الدخل إلاجمالي‪ ،‬أما فيما يخص رفع مداخيل الفئات الاجتماعية‬
‫الضعيفة‪ ،‬و كدا تلك املدفوعة في إطار الحماية الاجتماعية فقد نصت املادة ‪ 68‬من قانون الضرائب املباشرة و‬
‫الرسوم املماثلة على إلاعفاءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العمال املعوقون حركيا أو عقليا أو بصريا أو الصم البكم الذين تقـل أجورهم أو معاشاتهم عن عشرين‬
‫ألف دينار جزائري ‪20 000‬دج شهريا و كذا العمال املتقاعدون الذين تقـل معاشاتهم في النظام العام‬
‫عن هدا املبلغ‪.‬‬
‫‪ -‬التعويضات املرصودة ملصاريف التنقل أو املهمة‪.‬‬
‫‪ -‬التعويضات عن املنطقة الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬املنح ذات الطابع العائلي التي ينص عليها التشريع الاجتماعي مثل‪ :‬ألاجر الوحيد واملنح العائلية ومنحة‬
‫ألامومة‪ ،‬التعويضات املؤقتة واملنح و الريوع العمرية املدفوعة لضحايا حوادث العمل أو لذوي حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -‬منح البطالة والتعويضات واملنح املدفوعة على أي شكل كان من قبل الدولة والجماعات املحلية‬
‫واملؤسسات العمومية تطبيقا للقوانين واملراسيم الخاصة باملساعدة والتأمين‪.‬‬
‫‪ -‬الريوع العمرية املدفوعة كتعويضات عن الضرر بمقتض ى حكم قضائي من أجل تعويض ضرر جسماني‬
‫نتج عنه بالنسبة للضحية‪ ،‬عجز دائم كلي ألزمه اللجوء إلى مساعدة الغير للقيام باألفعال العادية‬
‫للحياة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ميثم لعيبي إسماعيل‪ ،‬املالية العامة مقايضات الكفاءة و العدالة (مدخل النظرية الجزئية)‪ ،‬مكتب الهاشمي للكتاب الجامعي ‪ ،‬اململكة ألاردنية الهاشمية‪ ،‬رقم إلايداع‬
‫لدي دائرة املكتبة الوطنية‪ ،‬العراق‪ -‬بغداد‪ -‬املستنصرية‪7101 ،‬م‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬ص ‪71-72‬‬

‫‪55‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬معاشات ا„اهدين وألارامل وألاصول من جراء وقائع حرب التحرير الوطنية‪.‬‬


‫‪ -‬املعاشات املدفوعة بصفة إلزامية على إثر حكم قضائي و كدا تعويضات التسريح‪.‬‬
‫‪ .7‬العدالة الاجتماعية‬
‫ً‬
‫إن العدل فكرة نسبية مجردة تختلف باختالف الزمان واملكان‪ ،‬و هي فكرة ترتبط ارتباطا كامال بأسلوب إلانسان‬
‫وطريقة تفكيره عبر العصور‪ ،‬فالعدل في حقيقته ومعناه هو فضيلة و سلوك لإلنسان في عالقاته الاجتماعية‬
‫يجب أن تتحقق و لو لم يكن هناك قانون أو دولة بسبب ظروف قاهرة معينة‪ ،‬و غالبا ما يرتبط مفهوم العدالة‬
‫بظواهر محددة و من بينها ظاهرة توزيع الدخول و ظاهرة توزيع الثروات و ظاهرة الرفاهية الاقتصادية و‬
‫الاجتماعية‪.‬‬
‫يختلف معنى العدالة الاجتماعية من فكر اقتصادي آلخر‪ ،‬وقد يختلف مدلولها داخل الفكر الاقتصادي من فترة‬
‫زمنية ألخرى‪ ،‬و قد تختلف داللتها من شخص ألخر فمنهم من رأى بأنها هي التكافل الاجتماعي‪ ،‬ومنهم من يرى بأنها‬
‫تكافئ الفرص‪ ،‬و آخرون يرون بأنها عدالة توزيع الدخل و الثروة بين أفراد املجتمع‪ ،‬و فئة أخرى ترى بأنها عدالة‬
‫إنسانية شاملة لكل جوانب الحياة إلانسانية و مقوماتها املادية و املعنوية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬عوامل متعلقة بالنظام الضريبي و إلادارة الضريبية‬


‫ينعكس اثر النظام الضريبي على املكلف بالضريبة‪ ،‬فهدا ألاخير يأخذ انطباعه ألاول عن الضريبة في بلد‬
‫معين عندما تقتطع جزءا من دخله أو ثروته‪ ،‬فينعكس ذلك على التحصيل‪ ،‬فيؤثر في مردودية الضريبة‪ ،‬لذا البد‬
‫لهم من اختيار نظام ضريبي يتوافق مع واقع ا„تمع من خالل اكتشاف نقاط القوة في هذا النظام و محاولة العمل‬
‫„بها و كذا اكتشاف نقاط الضعف و إيجاد الحلول املناسبة لها‪ ،‬لذا يستوجب مراعاة املتضمنات السلوكية التي‬
‫ترتبط بعناصره وأطرافه‪ ،‬سواء عند صياغة القوانين و التشريعات الضريبية أو بالنسبة للجهات املرتبطة‬
‫بالتنفيذ أو املتعلقة باملمولين الخاضعين للضريبة‪.‬ويمكن تلخيص هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬عدالة النظام الضريبي‬
‫من البديهي أن غاية العدالة الضريبية تنصرف إلى تحقيق عدالة النظام الضريبي ككل‪ ،‬و املقصود بعدالة‬
‫النظام الضريبي هنا أن تتحقق العدالة الضريبية في توزيع ألاعباء بين ممولي كل ضريبة على حدة بصورة عادلة‪،‬‬
‫وأن تتحقق في الوقت نفسه العدالة الضريبية في توزيع ألاعباء بين ممولي الضرائب جميعها‪ .‬ذلك ال خالف بشأنه‬
‫و لكن املشكلة ألاساسية في تحديد مدلول العدالة‪ ،‬فالعدالة اصطالح ال يخضع رغم العديد من املحاوالت‬
‫للتحليل الاقتصادي البحت‪.‬‬
‫إن مفهوم العدالة الضريبية مفهوم حساس و له انعكاسات سياسية‪ ،‬و قد تبلور مبدأ العدالة الضريبية‬
‫و تأصل ضمن إطار علمي صحيح عندما زاد حجم النفقات العامة‪ ،‬و زادت باملقابل التكاليف العامة‪ ،‬و أصبح‬

‫‪56‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املكلف يشعر بوطأة الضريبة‪ ،‬فكان البد من املطالبة بعدالتها‪ ،‬و مفهوم العدالة الضريبية مفهوم نسبي يختلف‬
‫من طبقة إلى أخرى‪ ،‬من دولة إلى أخرى‪ ،‬فالغني قد يري العدالة بتطبيق ضريبة عامة‪ ،‬أي بتوحيد نسبتها على‬
‫املكلفين جميعهم‪ ،‬في حين يراها الفقير في املساواة و التضحية‪ ،‬أي بإسهام املكلف باألعباء العامة للدولة وفق‬
‫حالته املادية و العائلية‪ ،‬و يختلف مفهوم العدالة بين الدول تبعا للنظام السياس ي و الاقتصادي لكل منها‪ ،‬فال‬
‫تنظر الدول الرأسمالية للعدالة الضريبية نظرة الدول الاشتراكية‪.29‬‬
‫على الرغم من اختالف مفهوم العدالة لكن ُيتفق على أن العدالة هي أن يتحمل كل مكلف نصيبه في تمويل‬
‫النفقات العامة الضرائب على تخفيف حدة التفاوت الاجتماعية و تعمل على إعادة توزيع الدخل والثروات بحيث‬
‫تقض ي نوعا ما على التمايز و التفاوت بين طبقات املجتمع و فئاته‪ ،‬و يرى الدكتور رياض الشيخ أن العدالة في‬
‫أبسط معانيها مفهوم فلسفي وأخالقي يختلف في مضمونه و محتواه باختالف الظروف الاجتماعية و التاريخية‪.‬‬
‫بينما يشير الدكتور سمير عبد العزيز على أن العدالة الضريبية هي توزيع ألاعباء الضريبية املراد تحصيلها‬
‫بين أفراد املجتمع على إلايديولوجية السياسية و الاجتماعية السائد في املجتمع في فترة معينة من الزمن بحيث‬
‫يمكن القول بأنها النظام العادل هو ذلك النظام الذي يترتب عليه معاملة ضريبية يؤمن أفراد املجتمع ممثال في‬
‫مجالسة النيابة بعدالتها‪.30‬‬
‫كما أن تقدير وعاء الضريبة على أسس واقعية‪ ،‬مع تحديده بدقة‪ ،‬يعد من املبادئ ألاساسية للمحافظة‬
‫على املال العام من جهة‪ ،‬و بالتالي الالتزام بمبدأ املساواة أمام القانون الضريبي‪ .‬فتقدير الوعاء بهذه الطريقة‬
‫يضمن املساهمة في ألاعباء العامة‪ ،‬بنسب تأخذ بعين الاعتبار قيمة املال الخاضع للضريبة‪ ،‬فبدون هذا الضابط‬
‫الذي ال يمكن أن يتحقق إال بقواعد قانونية واضحة و مستقرة‪ ،‬و بممارسة إدارية شفافة‪ ،‬يمكن أن نتصور‬
‫فرض أعباء على املكلف‪ ،‬تفتقد للعدل فيما يتعلق بأسس تحديد وعائها الضريبي‪ ،‬فتتحول الضريبة من مساهمة‬
‫مقبولة‪ ،‬يقتنع„بها املكلف و يسددها بمحض إرادته‪ ،‬إلى عقوبة مفروضة يحاول بشتى الوسائل التملص من‬
‫الخضوع لعقابها‪.‬‬

‫‪ .7‬وضوح النظام الضريبي و مرونته‬


‫إن النظام الضريبي باعتباره أحد الظواهر الاجتماعية‪ ،‬البد و أن يعكس جميع التطورات الاقتصادية و‬
‫السياسية ولذلك يتعين أن يكون هدا النظام الضريبي على جانب من املرونة و الوضوح بالقدر الذي يسمح‬
‫باستمراره كعنصر فعال و متطور من عناصر النظام الاقتصادي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫زياد أحمد علي عرباس ي‪ ،‬العدالة الضريبية من وجهة نظر أرباب الصناعات الفلسطينية‪ ،‬مذكرة ماجستير في املنازعات الضريبية‪ ،‬كلية الدراسات العليا في جامعة‬
‫النجاح الوطنية في نابلس فلسطين‪ ،7117 ،‬ص‪02‬‬
‫‪30‬‬

‫‪57‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فكثرة النصوص القانونية امللمة بالضريبة‪ ،‬قد يؤدي إلى بعض التعقيدات في فهم محتوي بعض‬
‫النصوص فقد نجد مثال صعوبة في التفريق بين الضريبة و ما يشا„بهها من التزامات أخري مثل الرسم‪ ،‬و هدا‬
‫الخلط قد يقع فيه املشرع ذاته‪ ،‬فقد ينص على رسم في حين أنه يقصد به ضريبة و العكس صحيح‪ ،‬مثال من‬
‫الدول ما تستخد م تعبير الرسوم الجمركية للداللة على الضرائب الجمركية‪ ،‬فهده التعقيدات تؤدي باملكلف إلى‬
‫السؤال عنها‪ ،‬مما يؤدي به إلى مواجهة مع إلادارة الضريبية‪.31‬‬
‫أما املرونة فتعبر عن مدي استجابة النظام الضريبي للتغيرات الحاصلة في ألاوضاع الاقتصادية‬
‫السائدة‪ ،‬خاصة عند تأثيرها على املادة الخاضعة للضريبة انخفاضا أو ارتفاعا‪ ،‬و هناك مجموعة من املؤشرات‬
‫يمكن على ضوئها قياس مرونة النظام الضريبي‪.‬‬
‫‪ .0‬استقرارالتشريع الضريبي‬
‫إن التشريع الضريبي ينظم العالقة بين مصلحة الضرائب من جهة و ممولي الضرائب املختلفة من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬بهدف تمويل الخزينة العمومية‪ ،‬و مما الشك فيه أن التشريع الجبائي الجزائر قد تأثر كغيره من‬
‫التشريعات الجبائية في الدول النامية بنفوذ الدولة التي استعمرتها‪ ،‬ذلك أن الجزائر و مند استقاللها قد تبنت‬
‫نظاما ضريبيا مستوحي من النظام الضريبي الفرنس ي‪ ،‬و باعتبار أن النظام الضريبي الجزائر يعتمد في أساسه على‬
‫النظام التصريحى‪ ،‬على غرار أغلب ألانظمة العاملية و الذي يختلف عن النظام الاقتطاع من املصدر‪ ،‬بحيث أن‬
‫املكلف بالضريبة يقوم بنفسه بإيداع التصريح‪ ،‬و باملقابل يمنح املشرع لإلدارة الجبائية الحق في مراقبة هده‬
‫التصريحات‪.32‬‬
‫إذ تؤدي التغيرات الدائمة في التشريع الجبائي إلى غموض النظام الجبائي بسبب تعدد القوانين ‪ ،‬كما تؤدي‬
‫إلى عدم ثقة املكلف بالنظام الجبائي وبالتالي هدا ما يجعل مسايرة هده إلاجراءات من قبل املكلفين بتطبيقها غاية‬
‫في الصعوبة‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬آثاروطرق التهرب الضريبي‬
‫‪ .I‬أثار التهرب الضريبي‬
‫تعتبر الضرائب من أهم مصادر الدولة لتمويل نفقاتها و النهوض باقتصادها‪،‬و يشكل التهرب الضريبي عائقا‬
‫أمام التنمية الاقتصادية في جميع الدول باختالف مستوياتها الاقتصادية‪،‬حيث تعد مشكلة التهرب الضريبي‬
‫إحدى مظاهر الانحالل السياس ي و الاقتصادي و الاجتماعي‪ ،‬وتترتب عنه آثار سلبية في مختلف امليادين‪.33‬‬
‫أوال ‪ :‬آلاثاراملالية ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪32‬‬
‫بلعوجة حسينة‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية (العوامل املؤثرة علي سلوك املكلف تجاه إلادارة الضريبية و الضريبة في حد ذاتها) مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪720‬‬
‫‪33‬‬
‫يونس أحمد البطريق ‪.‬اقتصاديات املالية العامة ‪.‬الدار الجامعية‪ .‬بيروت ‪ .0971.‬ص‪.004‬‬

‫‪58‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهي أول ألاعراض التي تظهر بحيث أن التهرب الجبائي يحدث نزيفا للمالية العمومية و يتسبب في خسائر‬
‫معتبر ة للخزينة العمومية ‪،‬وهكذا فإن الدولة تستثمر أقل‪ ،‬كا إلنفاق من أجل إنجاز الهياكل القاعدية وأمام هذا‬
‫ال وضع تلجأ إلى طلب املزيد من الذين ال يمكنهم التهرب وتتوقف عن تقديم إلاعانات و إلعفاءات الجبائية املوجهة‬
‫لدعم و ترقية الحياة الاقتصادية و الاجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آلاثارالاقتصادية‬
‫تعتبر أداة للتحكم في النشاط الاقتصادي من خالل تمويل و توجيه ألانشطة الاقتصادية‪ ،‬ويؤدي التهرب من‬
‫دفعها إلى إضعاف دور الدولة في املجال الاقتصادي ‪،‬و يمكن تحليل آلاثار الاقتصادية للتهرب الضريبي كما يلي‪:34‬‬
‫أ التأثيرعلى املنافسة ‪:‬‬
‫يقود التهرب الضريبي باإلخالل بقواعد املنافسة حيث تكون املؤسسات املتهربة من دفع الضرائب أحسن‬
‫وضعية من املؤسسات التي تلتزم بأداء واجباها الضريبية و خاصة عندما تكون الضرائب مرتفعة‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق الاستفادة من مبالغ الضرائب غير املتقطعة ومساهمتها في التمويل و مقوية مكانتها في السوق‪.‬‬
‫ب التأثيرعلى توجيه النشاط الاقتصادي‪:‬‬
‫يؤدي التهرب الضريبي إلى جذب عناصر إلانتاج نحو ألانشطة التي تكثر فيها هذه الظاهرة ‪ ،‬حيث يقوم‬
‫املكلفون باختيار النشاط بناء على اعتبارات جبائية كمعدل الضرائب الخاص بالنشاط ‪ ،‬و طريقة التحصيل‬
‫ودرجة الحساسية اتجاه التهرب الضريبي وتوفر طرق التهرب من دفع الضريبة‪ ،‬ومدى إمكانية إلافالت من قبضة‬
‫الرقابة الجبائية ‪ ،‬وهو ما يوجه النشاط الاقتصادي إلى وجهة قد ال تخدم سياسية الدولة في توظيفها للضريبة‪.‬‬
‫ﭴ التأثيرعلى الصناعة الوطنية ‪:‬‬
‫يؤدي التهرب الضريبي إلى زيادة حجم النقد املتاح في أيدي املتهربين ‪،‬مما يدفعهم على زيادة إنفاقهم الاستهالكي‬
‫و زيادة إقبالهم على السلع املستوردة و ألاجنبية أحيانا‪ ،‬والتي يسعى املشرع في الدول النامية إلى حماية إلانتاج‬
‫الوطني منها وذلك نظير تمتعها بعامل الجودة و التنوع‪ ،‬وهو ما كانت تفتقده الصناعة الوطنية في بداية نشأتها‪،‬‬
‫وهو ما يؤدي إلى انخفاض حجم الطلب عليها بما يؤثر على سير تلك املشروعات و يضعف صمودها أمام منافسة‬
‫السلع ألاجنبية‪.‬‬
‫وفي ألاخير يمكن القول أن التهرب الضريبي يؤدي إلى عرقلة مشاريع الدول و الحكومات في التنمية‬
‫الاقتصادية و النهوض بالبالد‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫بشرى عبد الغاني‪.‬فعالية الرقابة الجبائية و أثارها في مكافحة التهرب الضريبي في الجزائر ‪.7119 -0999‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير في العلوم‬
‫الاقتصادية تخصص نقود مالية وبنوك‪.‬جامعة تلمسان‪. 7100 -7101.‬ص ص‪. 010 -99‬‬

‫‪59‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .II‬طرق الـتهرب الضـريـبي‬


‫تتعدد أشكال التهرب الضريبي باختالف نوع النشاط و مهارة املتهرب ‪،‬وقد أدى التفتح و التطور التكنولوجي و‬
‫زيادة التعامالت الاقتصادية إلى تطور الطرق و ألاساليب املتبعة في التهرب الضريبي‪ ،‬ومن أبرز هذه الطرق‬
‫وألاساليب املستعملة في ذلك ما يلي‪:35‬‬
‫التهرب الضريبي عن طريق تقديم معلومات محاسبية غيرحقيقية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫و ذلك بلجوء املكلف إلى تقديم إقرار ضريبي استنادا إلى دفاتر و سجالت و حسابات مصطنعة مخالفة‬
‫للدفاتر و السجالت الحقيقية بهدف التقليل من إلايرادات و زيادة النفقات‪،‬ومن ألامثلة العملية لهذه الطريقة‬
‫من التهرب‪:‬‬
‫– اصطناع أو تغيير فواتير الشراء أو البيع‪.‬‬
‫– توزيع ألارباح على شركاء وهميين أي غير موجودين أصال‪.‬‬
‫– التسجيل الوهمي ملبيعات مسترجعة أو خصومات تجارية ممنوحة‪.‬‬
‫– تسجيل قيمة املبيعات بأقل من ثمنها الحقيقي بالتواطؤ مع الزبون‪.‬‬
‫التهرب عن طريق إخفاء املمتلكات‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫يعتمد هذا النوع من التهرب على إلاخفاء املتعمد لبعض املمتلكات مثل املخزونات ‪،‬وهذا يكون كلي أو‬
‫جزئي‪،‬ومن ألامثلة العملية لهذه الطريقة من طرق التهرب الجبائي ما يلي‪:‬‬
‫‪ −‬إخفاء جزء من املخزونات و بيعها سرا في السوق املوازية‪.‬‬
‫‪ −‬عدم التصريح بكل ألانشطة املمارسة من قبل املكلف‪.‬‬

‫التهرب عن طريق استغالل القانون‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫ويتم ذلك باستغالل الامتيازات القانونية املمنوحة لبعض العمليات و النشاطات‪،‬حيث يقوم بعض املكلفين‬
‫بإدراج جزء من أنشطتهم ضمن ألانشطة املعفية أو التي لها إعفاء جزئي ‪ ،‬ومن ألامثلة الحية عن ذلك‪:‬‬
‫‪ −‬تسجيل عملية بيع أصل من ألاصول على أنها هبة‪.‬‬
‫‪ −‬اعتبار عمليات توزيع ألارباح على املساهمين أنها رواتب و أجور‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫سليمان عتير ‪ .‬مرحع سبق ذكره‪ .‬ص ص‪.71 -29‬‬

‫‪60‬‬
‫العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخالصة الفصل‬

‫إن العالقة التي تجمع املكلف بالضريبة مع إلادارة الضريبية هي عالقة هامة وال بد أن ننظر نظرة واقعية‬
‫لهده العالقة ألن إلادارة الضريبية في تعاملها مع املوظفين وألافراد هي في حاجة ماسة إلي تحسين هده العالقة من‬
‫أجل تسهيل مهمتها في عملية الجباية دون عناء وال منازعة‪ ،‬فتسعي جاهدة إلي العمل على راحة املكلفين بالضريبة‬
‫وتسهيل مهامه و تلطيف العالقة معهم حتى يشعروا بالرضاء بدفع الضريبة دون أي انعكاسات نفسية أو‬
‫اجتماعية التي تشكلت من خالل العوامل املحيطة„م بحيث يجب أن نهتم بهذه العالقة ملا لها من أهمية كبيرة‬
‫وتأثير في تحسين العالقة بين الطرفين وبالتالي لها أثر على مردودية الضريبة‪ ،‬بحيث كلما كانت هده العالقة‬
‫واضحة وقائمة على التوازن كلما كانت الحصيلة الضريبية كبيرة والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب‬
‫لوالية مستغانم‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫بعدما تناولنا في الجانب النظري من البحث موضوع الدراسة‪ ،‬كان الزما علينا أن نجسد ذلك في الواقع‪ ،‬إذ‬
‫أنه ال يكفي أن نتكلم عن العالقة مابين املكلف و إلادارة الضريبية‪ ،‬دون أن نربط ذلك بما يحصل على أرض‬
‫الواقع‪.‬‬

‫لدا تطرقنا في هذا الفصل بتقديم ميدانا للدراسة‪ ،‬و املتمثلة في مركز الضرائب لوالية مستغانم‪ ،‬وذلك‬
‫عبر التعرض لنبده تاريخية‪ ،‬تقديم الهيكل التنظيمي‪ ،‬وكذا التعرف على طرق الرقابية التي تفرضها إلادارة‬
‫الضريبية على املكلف الضريبي‪ ،‬حيث قد تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪:‬‬

‫‪ ‬املبحث ألاول ‪ :‬تقديم مركزالضرائب لوالية مستغانم‬


‫‪ ‬املبحث الثاني ‪ :‬الدراسة امليدانية في طرق الرقابة الجبائية‬
‫‪ ‬املبحث الثالث ‪ :‬تحليل و تفسير النتائج‬

‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث ألاول ‪ :‬تقديم مركزالضرائب لوالية مستغانم‬

‫نظرا ألهمية التدقيق املحاسبي في مجال الرقابة الضريبية تم اختيار مركز الضرائب لوالية مستغانم و‬
‫بالتحديد مكتب ألابحاث و املراجعات‪.‬‬

‫في هذا املبحث سنتعرف على تنظيم و مهام مركز الضرائب لوالية مستغانم‪ ،‬وذلك من خالل إلاطالع على‬
‫هيكلها إلاداري و التنظيمي‪ ،‬إضافة إلى عرض تنظيم و خصائص و املهام املخولة ملركز الضرائب ‪.‬‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬التعريف والدورالضريبي بمركز الضرائب لوالية مستغانم‬

‫مركز الضرائب هو مركز تسيير موحد يجمع تحت إشراف رئيس املركز كل مهام التسيير والتحصيل ‪،‬و املراقبة و‬
‫املنازعات التي تتكفل بها حاليا املفتشيات و القباضات ‪،‬و مديريات الضرائب الوالئية‪. 1‬‬

‫بهذا الصدد ‪،‬يشر مركز الضرائب املحاور الضريبي الوحيد للمكلفين بالضريبة التابعين بمجال اختصاصه وهم‪:‬‬

‫‪ -‬املؤسسات الخاضعة للنظام الحقيقي و النظام املبسط‪.‬‬


‫‪ -‬املهن الحرة‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسات غير الخاضعة ملجال اختصاص مديرية كبريات املؤسسات‪.‬‬
‫ينشط مركز الضرائب في املجالت الرئيسية املوضح في الشكل التالي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ ) 01-III‬مهام مركزالضرائب‬

‫ينشط مركزالضرائب في املجالت‬


‫‪:‬‬

‫في املجال إلاستقبال و‬ ‫في مجال الوعاء‬


‫في مجال املنازعات‬ ‫في مجال الرقابة‬ ‫في مجال التحصيل‬
‫إلاعالم‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على املعلومات‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪،‬وزارة املالية ‪،‬املديرية العامة للضرائب‪"،‬الدليل التطبيقي للمكلف بالضريبة"‪2017،‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في مجال الوعاء‬ ‫أ‪.‬‬


‫يمسك و يسير امللفات الضريبية للشركات وغيرها من ألاشخاص املعنيين بعنوان املداخيل الخاضعة‬ ‫‪-‬‬
‫للضريبة على أرباح الشركات‪.‬‬
‫مسك و تسيير امللفات الضريبية للمكلفين بالضريبة الخاضعين للنظام الحقيقي لإلخضاع الضريبي‬ ‫‪-‬‬
‫بعنوان إلارباح الصناعية والتجارية و إلارباح الغير التجارية‪.‬‬
‫إصدار و معاينة و املصادقة على الجداول و قوائم التحصيالت و شهادات إلالغاء أو التخفيض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مجال التحصيل‬ ‫ب‪.‬‬
‫التكفل بالجداول و سندات إلايرادات و تحص ي الضرائب و الرسوم و ألاتاوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكفل بالعمليات املادية للدفع و التحصيل و تقدير ألاموال النقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضبط الكتابات و الحسابات و مركزة تسليم القيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مجال الرقابة‬ ‫ت‪.‬‬
‫البحث و تحصيل و استغالل املعلومات الضريبية و مراقبة التصريحات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد و انجاز برامج التدخالت و املراقبة لدى الخاضعين للضريبة و تقييم نتائجها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مجال املنازعات‬ ‫ث‪.‬‬
‫دراسة و معالجة الشكاوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة املنازعات إلادارية و القضائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسديد قروض الرسوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مجال الاستقبال و إلاعالم‬ ‫ج‪.‬‬
‫ضمان مهمة استقبال و إعالم املكلفين بالضريبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكفل باإلجراءات إلادارية الخاصة بالوعاء الضريبي ال سيما تلك املتعلقة بإنشاء املؤسسات و تعديل‬ ‫‪-‬‬
‫قوانينها ألاساسية‪.‬‬
‫تنظيم و تسيير املواعيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نشر املعلومات و آلاراء لصالح املكلفين بالضريبة التابعين الختصاص مركز الضرائب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي ملركزالضرائب لوالية مستغانم‬

‫إن إلادارة الضريبية لها عدة هياكل مركزية و جهوية و أخرى والئية وفق قوانين تشريعية و تنظيمية تحدد‬
‫فيها الاختصاصات إلاقليمية لكل هيئة إدارية‪،‬و عليه سنعرض الهيكل التنظيمي ملركز الضرائب لوالية مستغانم‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ ) III-02‬الهيكل التنظيمي ملركزالضرائب لوالية مستغانم‬

‫مصلحة إلاعالم آللي‬ ‫رئ ــيس ال ـ ـم ــركـ ــز‬ ‫مصلحة الاستقبال و إلاعالم‬

‫املصلحة الرئيسية‬ ‫املصلحة الرئيسية‬ ‫للمنازعات املصلحة‬


‫القباضة‬
‫للمر اقبة و البحث‬ ‫الرئيسية‬
‫املصلحة الضريبية‬
‫مصلحة البطاقات و‬ ‫مصلحة الشكاوي‬
‫الخاصة بقطاع الصناعي‬
‫مصلحة‬ ‫مقارنة املعلومات‬
‫الصندوق‬
‫املصلحة الضريبية‬ ‫مصلحة البحث عن املادة‬ ‫مصلحة املنازعات‬
‫الخاصة بقطاع البناء‬ ‫الخاضعة‬ ‫القضائية ولجان‬
‫مصلحة‬ ‫الطعن‬
‫مصلحة التدخالت‬ ‫مصلحة التبليغات و‬
‫املصلحة الضريبية‬ ‫املحاسبة‬
‫ألامربالصرف‬
‫الخاصة بقطاع التجاري‬
‫مصلحة الرقابة‬
‫املصلحة الضريبية‬ ‫مصلحة‬
‫الخاصة بقطاع الخدمات‬ ‫املتابعة‬

‫املصلحة الضريبية‬
‫الخاصة بمهن الحرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على املعلومات‬

‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬الدراسة امليدانية في طرق الرقابة الضريبية‬

‫انتقلنا إلى مديرية الضرائب لوالية مستغانم و بالتحديد ملكتب ألابحاث و املراجعات التابع للمديرية‬
‫الفرعية للرقابة الضريبية بقصد إجراء دراسة حالة عن موضوع البحث و هذا بغرض إلاجابة على إشكالية‬
‫البحث و اختبار الفرضيات املوضوعة من طرفنا ‪،‬تم اختيار ملف ضريبي خاضع للرقابة الضريبية و باألخص‬
‫التدقيق في محاسبة املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫املطلب ألاول ‪:‬املرحلة التحضيرية‬

‫إلاجراءات التحضيرية هي أولى ألاشغال التي يقوم بها العون املدقق قبل أن يبدأ عمله ‪،‬و التي تنحصر في‬
‫جلب امللف الضريبي املوجود على مستوى مفتشية الضرائب التابع لها و دراسته‪.‬‬

‫و الشكل التالي يوضح نموذج الدراسة امليدانية للبحث ‪:‬‬

‫الشكل (‪ )III-03‬نمودج الدراسة امليدانية‬

‫املكلف خالد عثمان‬ ‫‪-‬‬


‫نشاط خدمي‬ ‫‪-‬‬
‫عيادة طبية و جراحية‬ ‫‪-‬‬

‫مؤسسة ذات الشخص وحيد و‬ ‫‪-‬‬


‫ذات مسؤولية محدودة‬ ‫محاسبة في التدقي‬
‫شخص معنوي‬ ‫‪-‬‬ ‫املكلفين‬

‫للرقابة الخاضعين‬
‫الفرقـ ـ ـ ـ ـ ــة ألاولـ ـ ـ ـ ـ ــى للتـ ـ ـ ـ ـ ــدقي‬ ‫‪-‬‬ ‫الضريبية‬
‫املحاسبي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على امللف الضريبي للمكلف الخاضع للرقابة الضريبية‪.‬‬

‫‪ .1‬التعرف على الهوية الضريبية للمكلف‬


‫املكلف السيد خالد عثمان املعني بعملية التدقيق املحاسبي يمثل صاحب مؤسسة ذات شخص وحيد و‬
‫ذات مسؤولية محدودة ‪ EURL‬رأسمالها الاجتماعي بلغ ‪ 0.616.222‬دج و الكائن مقرها بوالية مستغانم ‪،‬و تمارس‬
‫نشاط خدمي يتمثل في عيادة طبية و جراحية ‪،‬والتي ثم إنشائها ‪0222/20/00‬‬

‫يخضع هذا النوع من النشاط الخدمي إلى كل من‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬الرسم على النشاط املنهي ‪. TAP‬‬


‫‪ -‬الرسم على القيمة املضافة ‪.TAV‬‬
‫‪ -‬الضريبة على أرباح الشركات ‪.IBS‬‬
‫‪ -‬الضريبة على الدخل إلاجمالي ‪.IRG‬‬
‫في حين السنوات املعنية بالتدقيق و التي لم يمسها التقادم هي ‪ ، 0212 – 0212 – 0216 --0212‬والقضية‬
‫منجزة من الفرقة ألاولى‪.‬‬

‫‪ .1.1‬إلاجراءات التمهيدية‬
‫بعد إلاطالع على الهوية الضريبية للمكلف السيد خالد عثمان قام العون املدقق باإلجراءات التمهيدية‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إرسال إشعار بالتدقيق في املحاسبة رقم ‪ 140-20‬الصادر بتاريخ ‪ 0210/20/12‬إلى املكلف السيد خالد‬
‫عثمان و مرفق بميثاق حقوق و واجبات املكلف الخاضع للرقابة الضريبية و تم التسليم إلى املسير‬
‫شخصيا‪ ،‬مع إعالمه باملدة التي يمنحها القانون و هي عشرة (‪ )12‬أيام لتحضير الدفاتر و الوثائق‬
‫املحاسبية الالزمة‪،‬و بإمكانه الاستعانة بوكيل من اختياره‪.‬‬
‫‪ -‬سحب امللف الضريبي من مفتشية الضرائب املسيرة للملف مقابل وصل استالم بعد تحرير طلب‬
‫السحبو هذا بغرض دراسة امللف مع استغالل املعلومات و الوثائق املوجودة فيه أحسن استغالل‪.‬‬
‫‪ -‬فحص مختلف الوثائق و التصريحات التي تضمنها امللف الضريبي ‪،‬و الاطالع على مواعيد اكتتاب‬
‫مختلف التصريحات الدورية املعنية بعملية التدقيق خاصة منها تصريحات امليزانية و لواحقها‪.‬‬
‫‪ -‬نقل مباشر ألصول و خصوم امليزانية مع جدول حسابات النتائج للسنوات محل التدقيق على جدول‬
‫مقارنة امليزانيات و كشف املحاسبة التي تعتبر استمارات تخص إلادارة الضريبية اململوءة من طرف‬
‫املفتشية و التي تعتبر وثيقة تلخيصية‪ G50 -‬فحص وثيقة مراقبة التصريحات الشهرية للتصريحات املقدمة‪.‬‬

‫مرورا باإلجراءات التمهيدية أعاله تم الحصول على الجدولين التاليين )الحالة املقارنة للميزانيات و كشف‬
‫املحاسبة(و املتعلقة باملكلف املعني بالتدقيق و التي من خاللها نستطيع معرفة مختلف حسابات امليزانية و‬
‫حسابات التسيير و النتائج للسنوات املعنية بالتدقيق من أجل مقارنتها الكتشاف النقائص و التجاوزات التي‬
‫يمكن أن تحدث من طرف املكلف‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الوحدة (دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-01‬حالة مقارنة امليزانيات‬

‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬


‫العناصر‬
‫إلى‪5112/15/11‬‬ ‫إلى ‪5112/15/11‬‬ ‫إلى ‪5112/15/11‬‬ ‫إلى ‪5112/15/11‬‬
‫‪2.159.112‬‬ ‫‪2.929.211‬‬ ‫‪2.299.254‬‬ ‫‪2.522.222‬‬ ‫ألاصول‪:‬‬
‫املباني‬
‫‪9.129.191‬‬ ‫‪1.21.122‬‬ ‫‪1.494.224‬‬ ‫‪2.522.222‬‬ ‫معدات و أدوات‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫معدات النقل‬
‫‪42.242‬‬ ‫‪112.922‬‬ ‫‪122.522‬‬ ‫‪141.292‬‬ ‫تجهيزات أخرى‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.222.242‬‬ ‫‪1.222.242‬‬ ‫‪1‬‬ ‫استثمارات قيد التنفيد‬
‫‪229.225‬‬ ‫‪121.112‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املخزونات‬
‫‪22.211‬‬ ‫‪22.211‬‬ ‫‪22.211‬‬ ‫‪22.211‬‬ ‫مدينو الاستثمارات‬
‫‪522.242‬‬ ‫‪522.242‬‬ ‫‪195.222‬‬ ‫‪14.292‬‬ ‫حساب جاري للشركاء‬
‫‪9.545‬‬ ‫‪9.545‬‬ ‫‪9.545‬‬ ‫‪9.112‬‬ ‫ديون الزبائن‬
‫‪1.224.114‬‬ ‫‪1.211.251‬‬ ‫‪1.222.142‬‬ ‫‪212.292‬‬ ‫تسبيقات الاستغالل‬
‫‪4.591.129‬‬ ‫‪2.412.221‬‬ ‫‪2.124.222‬‬ ‫‪11.949.291‬‬ ‫النقديات‬
‫‪19.122‬‬ ‫‪19.122‬‬ ‫‪19.122‬‬ ‫‪19.122‬‬ ‫حساب الخصوم املدينة‬

‫‪51.215.422‬‬ ‫‪51.125.244‬‬ ‫‪55.225.521‬‬ ‫‪51.121.211‬‬ ‫إجمالي ألاصول‬


‫‪5.212.111‬‬ ‫‪5.212.111‬‬ ‫‪5.212.111‬‬ ‫الخصوم‪ :‬راس مال الاجتماعي ‪5.212.111‬‬
‫‪521.512‬‬ ‫‪521.512‬‬ ‫‪521.512‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احتياطات قانونية‬
‫‪1.422.252‬‬ ‫‪1.422.252‬‬ ‫‪1.422.252‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احتياطات أخرى‬
‫‪9.122.111‬‬ ‫‪9.122.111‬‬ ‫‪9.122.111‬‬ ‫فائض القيمة الناتج عن ‪1‬‬
‫التنازل‬
‫‪9.122.111‬‬ ‫‪9.122.111‬‬ ‫‪9.122.111‬‬ ‫فائض القيمة من إعادة ‪9.522.242‬‬
‫التقدير‬
‫‪922.222‬‬ ‫‪951.225‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.525.912‬‬ ‫نتائح رهن التخصيص‬
‫‪51.111‬‬ ‫‪51.111‬‬ ‫‪51.111‬‬ ‫‪51.111‬‬ ‫قروض أخرى‬
‫‪1‬‬ ‫‪241.229‬‬ ‫‪241.229‬‬ ‫‪241.229‬‬ ‫حساب جاري للشركاء‬
‫‪222.211‬‬ ‫‪192.225‬‬ ‫‪29.122‬‬ ‫‪22.191‬‬ ‫ديون املوردين‬
‫‪1214.211‬‬ ‫‪1.921.125‬‬ ‫‪1.922.192‬‬ ‫‪141.415‬‬ ‫ضرائب ورسوم مستحقة‬
‫‪9.212.215‬‬ ‫‪5.122.112‬‬ ‫‪9.151.215‬‬ ‫‪1.122.122‬‬ ‫تسبيقات بنكية‬
‫‪5.522.299‬‬ ‫‪5.122.112‬‬ ‫‪5.111.492‬‬ ‫‪5.121.921‬‬ ‫ديون استغالل أخرى‬
‫‪129.112‬‬ ‫‪21.222‬‬ ‫‪451.229‬‬ ‫‪2.222.914‬‬ ‫نتيجة الدورة ربح‬

‫‪51.215.422‬‬ ‫‪51.125.224‬‬ ‫‪55.225.521‬‬ ‫‪51.121.211‬‬ ‫إجمالي الخصوم‬


‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم ‪ ،‬سنة‪. 5114‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الوحدة (دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-02‬كشف املحاسبة‬
‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬ ‫من‪5112/11/11‬‬
‫إلى‪5112/15/11‬‬ ‫إلى‪5112/15/11‬‬ ‫إلى‪5112/15/11‬‬ ‫إلى ‪5112/15/11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪291.211‬‬ ‫‪5.212.211‬‬ ‫‪2.919.111‬‬ ‫مبيعات بضاعة‬ ‫دائن‬

‫الهامش إلاجمالي‬
‫‪-‬‬ ‫‪291.211‬‬ ‫‪5.212.211‬‬ ‫‪1.119.154‬‬ ‫بضاعة مستهلكة‬ ‫مدين‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5.914.421‬‬ ‫الربح الخام(دائن‪-‬مدين)(‪)1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%99.21‬‬ ‫النسبة الخامة = الربح الخام * ‪/111‬املبيعات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إنتاج مباع‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إنتاج مخزن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إنتاج مؤسسة لنفسها‬ ‫دائن‬
‫‪2.1119.111‬‬ ‫‪1.915.411‬‬ ‫‪9.411.522‬‬ ‫‪2.112.911‬‬ ‫أداء خدمات‬

‫القيمة املضافة‬
‫‪22.512‬‬ ‫تحويل تكاليف إلانتاج‬
‫‪2.119.111‬‬ ‫‪1.951.411‬‬ ‫‪9.141.522‬‬ ‫‪2.552.212‬‬ ‫إجمالي الدائن‬
‫‪1.221.222‬‬ ‫‪5.915.212‬‬ ‫‪1.222.422‬‬ ‫‪2.119.111‬‬ ‫موارد و لوازم املستهلكة‬ ‫مدين‬
‫‪%22.54‬‬ ‫‪21.12%‬‬ ‫‪%21.21‬‬ ‫‪%29.14‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪5211.112‬‬ ‫‪424.122‬‬ ‫‪1.192.111‬‬ ‫‪1.522.111‬‬ ‫إجمالي املدين‬
‫‪1.221.222‬‬ ‫‪5.915.212‬‬ ‫‪1.222.422‬‬ ‫‪2.412.522‬‬ ‫لربح الخام(دائن‪-‬مدين) (‪)5‬‬
‫‪%22.54‬‬ ‫‪21.12%‬‬ ‫‪%21.21‬‬ ‫‪%29.14‬‬ ‫النسبة الخامة= القيمة املضافة *‪/111‬إلانتاج م‬
‫‪1.221.222‬‬ ‫‪5.915.212‬‬ ‫‪1.222.422‬‬ ‫‪4.122.522‬‬ ‫الربح الخام ‪5+1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫منتوجات متنوعة‬ ‫دائن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19.129‬‬ ‫‪15.112‬‬ ‫تحويل أعباء الاستغالل‬
‫‪1.221.222‬‬ ‫‪5.915.212‬‬ ‫‪1.225.115‬‬ ‫‪4.124.142‬‬ ‫إجمالي الدائن‬

‫نتيجة إلاستغالل‬
‫‪1.221952‬‬ ‫‪1221.222‬‬ ‫‪5.594.125‬‬ ‫‪1.295.911‬‬ ‫مصاريف املستخدمين‬
‫‪155.222‬‬ ‫‪41.211‬‬ ‫‪125.121‬‬ ‫‪542.212‬‬ ‫ضرائب و رسوم‬ ‫مدين‬
‫‪21.491‬‬ ‫‪29.591‬‬ ‫‪22.912‬‬ ‫مصاريف متنوعة‬
‫‪2.121‬‬ ‫‪9.155‬‬ ‫‪22.112‬‬ ‫‪112.121‬‬ ‫الاهتالكات‬
‫‪1.251.514‬‬ ‫‪991.942‬‬ ‫‪221.229‬‬ ‫‪242.925‬‬ ‫املؤونات‬
‫‪1.119.221‬‬ ‫‪5.122.252‬‬ ‫‪1.111.225‬‬ ‫‪5.2112.252‬‬ ‫إجمالي املدين‬
‫‪1.22.519‬‬ ‫‪21.222‬‬ ‫‪922.211‬‬ ‫‪2.225.222‬‬ ‫رصيد نتيجة إلاستغالل‬ ‫دائن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪551.212‬‬ ‫منتوجات اخرى‬
‫‪122.519‬‬ ‫‪21.222‬‬ ‫‪922.211‬‬ ‫‪2.242.529‬‬ ‫إجمالي الدائن‬
‫النتيجة الصافية‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪551.212‬‬ ‫رصيد نتيجة الاستغالل‬


‫مدين‬
‫‪5.142‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22.222‬‬ ‫‪111.222‬‬ ‫أعباء أخرى‬
‫‪-‬‬
‫‪5.142‬‬ ‫‪951.229‬‬ ‫‪45.295‬‬ ‫إجمالي املدين‬
‫‪5.142‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪95.211‬‬ ‫‪2.121‬‬ ‫أعباء غيرقابلة للتخفيض‬
‫‪1.22.519‬‬ ‫‪21.222‬‬ ‫‪929.122‬‬ ‫‪2.225.225‬‬ ‫الربح الصافي (دائن‪-‬مدين)‬
‫‪2.24‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫‪94.22‬‬ ‫نسبة صافية=الربح الصافي*‪/111‬رقم الاعمال‬
‫املصدر‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم ‪ ،‬سنة ‪5114‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬املرحلة امليدانية‬

‫بعد قيام العون املدقق باإلجراءات التمهيدية و جمع املعلومات الالزمة ملباشرة مهامه التي دامت حوالي‬
‫أربع ‪ 24‬أشهر من الفحص و التدقيق في امللف الضريبي للمكلف السيد خالد عثمان من جهة و من الدفاتر و‬
‫الوثائق املحاسبية من جهة أخرى ‪،‬و التي أفرزت عدة تجاوزات نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التقييم ألاولي لعملية التدقي املحاسبي‬


‫قام العون املدقق بتسليم التبليغ ألاولي رقم ‪ 042/16‬الصادر بتاريخ ‪ 0210/20/22‬و املتضمن أهم‬
‫املالحظات و النتائج ألاولية التي تحص عليها أثناء قيامه بمقارنة امليزانيات و كشف املحاسبة تعرض ألاحداث‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬بعد انتهاء املدة القانونية من تبليغ إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة انتقل العون املدقق إلى مقر املكلف‬
‫يثبت من حيث الشكل وخاصة بتقديم الدفاتر املحاسبيةالتي كانت إيجابية بمطابقتها للنصوص‬
‫القانونية ‪ ،‬أما من حيث مضمون املحاسبة فقد ثم كشف عدة نقائص و تجاوزات في كل سنوات ومن‬
‫أهمها نجد ‪:‬‬
‫‪ ‬الدفاتر الخاصة باملرض ى املقبولين إلجراء عمليات جراحية و املقدم من طرف املكلف غير‬
‫مؤشر من الجهة املختصة وهذا مايفقده املصداقية ‪.‬‬
‫‪ ‬خطأ بعدم تصريح إلايرادات املتعلقة برقم ألاعمال الخاضع للرسم القيمة املضافة بنسبة ‪. %2‬‬
‫‪ ‬عدم التصريح الفعلي لإليردات املحققة و املتعلقة بالعمليات الجراحية مع إغفال إلايواء و‬
‫إلاطعام الخاصة باملرض ى ‪.‬‬
‫‪ ‬التقليل في التصريح باألرباح املحققة وهذا باستعمال التضخيم في ألاعباء ‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لسنة ‪: 5112‬‬
‫‪ ‬وجود مرض ى أجريت لهم عمليات جراحية و غير مسجلين في السجل القانوني ويتعلق ألامر‬
‫باإلتفاقية املبرمة مع موظفي التربية للوالية ‪.‬‬
‫‪ ‬تسجيل مشتريات قارورات الدم بمبلغ ‪ 1122.222‬دج لكن حسب وصل الشراء بلغت‬
‫‪1.222‬دج‬
‫‪ ‬مشتريات مواد البناء بفاتورتين رقم ‪ 262-22‬بقيمة ‪122.022‬دج و ‪ 226-22‬بقيمة ‪602.442‬دج‬
‫فتم تحميلها ضمن موا د املستهلكة دون ظهور أي تغيير في حساب املباني ‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لسنة ‪: 5112‬‬
‫‪ ‬عدم التسجيل املحاسبي للتحويالت املالية الخاصة بالحساب البنكي و تسجيل مشتريات دون‬
‫سند قانوني ‪.‬‬
‫‪ ‬الاستثمارات قيد التنفيد بقيمة ‪ 0.266.206‬دج تتعلق بمشروع قيد إلانجاز ‪ ،‬لكن وجدنا أن‬
‫املكلف اقتنى تجهيزات تامة الصنع ال تحتاج الانتظار لكي ترحل إلى حساب التجهيزات‬
‫الاجتماعية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬الفاتورة املقدمة رقم ‪ 16-26‬املتعلقة باقتناء التجهيزات الجراحية والتي ال تتطابق مع الشروط‬
‫القانونية التي تحدد صيغ تحرير الفاتورة ‪ ،‬وهذا بوجود نقائص مهمة كالهوية الضريبية للمورد‬
‫وعدم تقييدها محاسبيا ‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لسنة ‪:5112‬‬
‫‪ ‬الاختالف في أرصدة حساب الرسوم املسترجعة في محاسبة املكلف وفي التصريحات الشهرية ‪22‬‬
‫‪.G‬‬
‫‪ ‬عدم التصريح ببعض إلايرادات بعملية الوالدة العادية و الوالدة القيصرية مع إغفال بعض‬
‫العمليات الجراحية و إلايرادات املتعلقة باإليواء و إلاطعام ‪.‬‬
‫‪ ‬لسنة بالنسبة ‪: 5112‬‬
‫‪ ‬تباين في التصريح برقم ألاعمال السنوي في امليزانية و التصريحات ‪ G50‬بفارق ‪0.200.22‬دج‬
‫‪ ‬تقديم فاتورة شراء أدوية من صيدلية بختم و إمضاء صيدلية أخرى مع وجود نقائص في الهوية‬
‫الضريبية ‪.‬‬
‫و بعد كل هذه التجاوزات و الاغفاالت على مستوى الكشوفات ‪،‬يرى العون املدقق برفض محاسبة املكلف طبقا‬
‫ألحكام املادة ‪ 43‬من قانون إلاجراءات الضريبية ‪،‬كما يتم تسوية الوضعية عن طريق إعادة تقدير رقم ألاعمال‬
‫الخاضع طبقا ألحكام املادة ‪ 44‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة تشكيل رقم ألاعمال الخاضع للرسم‬


‫حسب املادة ‪ 217‬من قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املتماثلة يتم إعادة تقدير رقم ألاعمال عن طريق‬
‫إلايردات الصافية املحققة من نشاطات العيادة و هذا باالعتماد على عدة مصادر كمديرية الصحة ‪،‬سجل‬
‫املواليد ‪ ،‬تصريحات و توضيحات املكلف أو عن طريق الحوار التفاوض ي بين العون املدقق و املكلف ‪.‬‬
‫الوحدة (دح)‬
‫الجدول رقم (‪ : )III-03‬إعادة تشكيل رقم ألاعمال الخاضع للرسم‬

‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬


‫التعيين‬
‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬
‫‪2.111‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪4.911‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪4.911‬‬ ‫‪111‬‬ ‫عمليات الوالدة العادية‬
‫‪1.511‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1.511‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪1.511‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1.511‬‬ ‫‪14‬‬ ‫عمليات الختان‬
‫‪511‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫فحص طبي عام‬
‫‪211‬‬ ‫‪521‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫فحص طبي خاص‬
‫‪2.111‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9.111‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪5.111‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪5.111‬‬ ‫‪922‬‬ ‫إلاطعام للمرض ى‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪1.111‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪1.111‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪1.111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫إطعام الحوامل‬
‫‪1.229.111‬‬ ‫‪1.122.111‬‬ ‫‪2.52.122‬‬ ‫‪11.222.441‬‬ ‫العمليات الجراحية‬

‫‪1.121.111‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التحاليل‬ ‫خدمات‬


‫الطبية‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪2.252.211‬‬ ‫‪2.424.911‬‬ ‫‪4.151.122‬‬ ‫‪12.212.241‬‬ ‫رقم ألاعمال محق‬

‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم ‪ ،‬سنة‪.5114‬‬

‫أ‪ .‬تسوية الرسم على النشاط املنهي‬


‫بعد تحديد رقم ألاعمال الخاضع للرسم على النشاط املنهي حسب املادة ‪ 222‬من قانون الضرائب املباشرة و‬
‫الرسوم املتماثلة ‪.‬‬
‫الوحدة( دج)‬
‫الجدول رقم (‪ : )III-04‬تسوية الرسم على النشاط املنهي‬

‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعيين‬


‫‪2.252.211‬‬ ‫‪2.424.911‬‬ ‫‪4.151.122‬‬ ‫‪12.212.241‬‬ ‫رقم ألاعمال املحق‬
‫‪1.555.111‬‬ ‫‪9.121.211‬‬ ‫‪2.255.122‬‬ ‫‪11.221.211‬‬ ‫رقم ألاعمال املصرح به‬
‫‪9.912.211‬‬ ‫‪1.242.211‬‬ ‫‪1.942.111‬‬ ‫‪5.422.121‬‬ ‫ألاعمال‬ ‫رقم‬ ‫فرق‬
‫الخاضع‬

‫الرسم على النشاط‬


‫‪22.112‬‬ ‫‪12.419‬‬ ‫‪54.422‬‬ ‫‪24.151‬‬ ‫املنهي ‪%5‬‬
‫‪11.551‬‬ ‫‪1.241‬‬ ‫‪5.442‬‬ ‫‪2.242‬‬ ‫العقوبات املفروضة‬
‫‪111.122‬‬ ‫‪14.212‬‬ ‫‪15.425‬‬ ‫‪22.514‬‬ ‫و‬ ‫الحقوق‬ ‫مجموع‬
‫العقوبات‬
‫املصدر‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم ‪ ،‬سنة ‪. 5114‬‬

‫ب‪ .‬تسوية الرسم على القيمة املضافة‬


‫حسب املادتين ‪ 1-00‬و ‪ 1-00‬من قانون الرسم على رقم ألاعمال و النشاط املمارس من طرف املكلف‬
‫يخضع رقم ألاعمال املتعلق بنشاط العيادات الطبية إلى الرسم على القيمة املضافة بمعدلين ‪ % 9 :‬للفحوصات‬
‫الطبية ‪ ،‬أما املعدل ‪ % 10‬متعلق باإليواء و إلاطعام ‪.‬‬
‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ : )III-05‬تسوية الرسم على القيمة املضافة‬
‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعين‬
‫‪2.252.211‬‬ ‫‪2.424.911‬‬ ‫‪4.151.122‬‬ ‫‪12.212241‬‬ ‫رقم ألارقام املحق‬
‫‪1.515.111‬‬ ‫‪1.951.411‬‬ ‫‪9.411.522‬‬ ‫‪2.112.911‬‬ ‫رقم ألارقام املصرح به‬
‫‪9.142.211‬‬ ‫‪5.212.211‬‬ ‫‪9.512.111‬‬ ‫‪2.911.141‬‬ ‫فرق رقم ألاعمال الخاضع‬
‫‪122.222‬‬ ‫‪129.552‬‬ ‫‪125.142‬‬ ‫‪991.922‬‬ ‫الرسم على قيمة املضافة‬
‫‪42.199‬‬ ‫‪59.211‬‬ ‫‪52.154‬‬ ‫‪111.124‬‬ ‫العقوبات املفروضة‬
‫‪922.251‬‬ ‫‪122.222‬‬ ‫‪514.252‬‬ ‫‪221.292‬‬ ‫مجموع الحقوق و العقوبات‬

‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم ‪ 5114‬سنة‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ت‪ .‬تسوية الرسم املسترجع على املشتريات‬


‫حسب املادتين ‪00‬و ‪ 41‬من قانون الرسم على رقم ألاعمال نجد ان املكلف الحق في إسترجاع الرسم على‬
‫املشتريات في حاالت حددها القانون‪ ،‬و عليه تبين وجود عدة تجاوزات من طرف املكلف ‪ ،‬بالنسبة لسنة‬
‫‪0212‬الرسم املسترجع خاص بفاتورتي شراء و موادبناء ‪ ،‬أما الدورة ‪ 0216‬الرسم املسترجع يتعلق بمشتريات غير‬
‫مصرح بها الخاصة بالعتاد الطبي مع عدم وجود وثائق تثبت صحة وجود مشروع للبناء داخل العيادة ‪.‬‬
‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-06‬تسوية الرسم املسترجع على املشتريات‬

‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعيين‬


‫‪--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪224.499‬‬ ‫الرسم على املشتريات ‪592.215‬‬
‫املعترف به‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪515.221‬‬ ‫الرسم على املشتريات ‪121.191‬‬
‫املصرح به‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪222.121‬‬ ‫الرسم املسترجع على ‪22.125‬‬
‫املشتريات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪129.191‬‬ ‫‪11.129‬‬ ‫العقوبات املفروضة‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪251.212‬‬ ‫‪22.512‬‬ ‫و‬ ‫الحقوق‬ ‫مجموع‬


‫العقوبات‬
‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم ‪ 5114‬سنة‬

‫‪ ‬تحديد ألارباح الخاضعة للضرائب‬


‫تم تحديد رقم ألاعمال تحديد ألارباح الخاضعة للضريبة بناءا على رقم ألاعمال املحقق و هذا بفرض معدل‬
‫هامش ربح صافي وسطي يقدره العون املدقق في النشطات الخدمية ‪ %30‬وعلى هذا أساس الربح املقدر يخضع إلى‬
‫الضريبة على أرباح الشركات و للضريبة على دخل إلاجمالي بالنسبة لألرباح املوزعة على الشركاء والتي تعتبر‬
‫اقتطاع من املصدر ‪.‬‬
‫أ‪ .‬تسوية الضريبة على أرباح الشركات‬
‫حسب املادة ‪ 122‬الفقرة ‪ 1‬من قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة نجد أن معدل الضريبة على ارباح‬
‫الشركات ‪ IBS‬في سنة ‪ 0212‬بنسبة ‪ % 02‬أما السنوات املوالية بنسبة ‪.% 02‬‬

‫الوحدة (دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-07‬تسوية الضريبة على أرباح الشركات‬
‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعين‬
‫‪5.522.291‬‬ ‫‪1.222.251‬‬ ‫‪5.212.111‬‬ ‫ألارباح الخاضعة للضريبة ‪2.225.225‬‬
‫‪122.519‬‬ ‫‪21.222‬‬ ‫‪929.122‬‬ ‫‪2.225.225‬‬ ‫ألارباح املصرح بها‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1.455.912‬‬ ‫‪1.259.111‬‬ ‫‪5.521.212‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فرق ألارباح الخاضعة‬


‫‪921.214‬‬ ‫‪911.112‬‬ ‫‪222.411‬‬ ‫ارباح ‪-‬‬ ‫على‬ ‫الضريبة‬
‫‪151.125‬‬ ‫‪112.225‬‬ ‫‪191.421‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الشركات‬
‫العقوبات املفروضة‬
‫مجموع الحقوق و‬
‫‪-‬‬
‫‪211.221‬‬ ‫‪212.221‬‬ ‫‪214.412‬‬ ‫العقوبات‬
‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم سنة ‪. 5114‬‬

‫ب‪ .‬تسوية الضريبة على الدخل إلاجمالي‬


‫بعد إقتطاع الضريبة على ألارباح الشركات يعتبر الباقي موزع على الشركاء ليخضع للضريبة على الدخل‬
‫إلاجمالي و تقتطع من املصدر بنسبة ‪ % 12‬للسنتين ‪ 0216 ، 0212‬ونسبة ‪ % 12‬للسنتين ‪0212 ، 0212‬‬
‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-08‬تسوية الضريبة على الدخل إلاجمالي‬

‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعين‬


‫‪1.991.252‬‬ ‫‪1.541.152‬‬ ‫‪1.211215‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ألارباح املوزعة و الخاضعة‬
‫‪199.125‬‬ ‫‪154.115‬‬ ‫‪522.221‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الدخل‬ ‫على‬ ‫الضريبة‬
‫‪51.252‬‬ ‫‪14.142‬‬ ‫‪21.245‬‬ ‫إلاجمالي‬
‫‪-‬‬
‫العقوبات املفروضة‬
‫‪122.214‬‬ ‫‪192.242‬‬ ‫‪114.925‬‬ ‫‪-‬‬ ‫و‬ ‫الحقوق‬ ‫مجموع‬
‫العقوبات‬
‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم سنة ‪.5114‬‬
‫‪ ‬التقييم ألاولي لتسوية الوضعية الضريبية‬
‫بناءا على إعادة تشكيل رقم ألاعمال و تحديد ألارباح الخاضعة ملختلف الضرائب و الرسوم تم إعداد تقييم أولي‬
‫عن مختلف الضرائب و الرسوم لكل سنة مدقق فيها و امللخصة في الجدول التالي‪:‬‬
‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-09‬التقييم ألاولي لتسوية الوضعية الضريبية‬

‫املجموع‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعيين‬


‫‪511.112‬‬ ‫‪22.112‬‬ ‫‪12.419‬‬ ‫‪54.422‬‬ ‫‪24.151‬‬ ‫الرسم على النشاط املنهي‬
‫‪1.122.922‬‬ ‫‪122.222‬‬ ‫‪129.552‬‬ ‫‪125.142‬‬ ‫‪991.922‬‬ ‫الرسم على القيمة املضافة‬
‫الرسم املسترجع على املشتريات‬
‫‪259.212‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪222.121‬‬ ‫‪22.125‬‬ ‫الضريبة على أرباح الشركات‬
‫‪1.924.221‬‬ ‫‪921.214‬‬ ‫‪911112‬‬ ‫‪222.411‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الضريبة على الدخل إلاجمالي‬
‫‪254.129‬‬ ‫‪199.125‬‬ ‫‪154.115‬‬ ‫‪522.221‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪9.155.421‬‬ ‫‪1.111.211‬‬ ‫‪221.994‬‬ ‫‪1.241.114‬‬ ‫‪222.421‬‬ ‫مجموع الحقوق املطلوبة‬


‫‪412.142‬‬ ‫‪525.191‬‬ ‫‪122.121‬‬ ‫‪911.291‬‬ ‫‪154.191‬‬ ‫مجموع العقوبات املفروضة‬
‫‪2.121.194‬‬ ‫‪1121.292‬‬ ‫‪412.251‬‬ ‫‪5.141.225‬‬ ‫‪242.111‬‬ ‫مجموع الضرائب و الرسوم‬

‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم سنة ‪5114‬‬

‫‪ .5‬رد املكلف بالضريبة عن التقييم ألاولي‬


‫بعد استالم التبليغ ألاولي رقم‪ 042/16‬الصادر بتاريخ ‪ 0210/20/22‬من طرف العون املدقق‪،‬قام املكلف‬
‫بإرسال رد عن التقييم ألاولي و هذا بتاريخ ‪ 0210/20/10‬و املرفق ببعض الوثائق التبريرية و الذي يعبر فيه عن‬
‫عدم رضاه بالتسوية الضريبية مدعما احتجاجه لبعض النقاط التالية أبرزها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم التسجيل املحاسبي لتحويالت مالية من حساب املسير إلى حساب املؤسسة يتعلق بسلفة مقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل مشتريات دون فواتير قد تم تسويتها من طرف الصيدلية ‪.‬‬
‫‪ -‬قامت املؤسسة بتسديد بعض املصاريف الخاصة باملسير لكن تم تسويتها بالحساب الجاري له ‪.‬‬
‫‪ -‬إلاختالف في أرصدة حساب الرسوم املسترجعة بين محاسبة املكلف و التصريحات املكتتبة ‪G22‬‬
‫‪ -‬تقديم فاتورة شراء أدوية من صيدلية بختم و إمضاء صيدلية أخرى يرجع إلى تنظيم الداخلي للمورد‪.‬‬
‫‪ .1‬التقييم النهائي لعملية التدقي املحاسبي‬
‫قام العون املدقق بتسليم التبليغ النهائي رقم‪ 426/ 4‬الصادر بالتاريخ ‪ 0210/24/20‬و املتضمن أهم‬
‫املالحظات و النتائج املتوصل إليها‪،‬كما تم مراجعة النتائج املتعلقة بالتقييم ألاولي و استغالل املعلومات املطلوبة‬
‫من املتعاملين فكانت التعديالت املرتبطة بالنقاط املثارة في رد املكلف كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لفواتير مواد البناء احتفظت الفرقة املدققة باسترجاع الرسم على املشتريات لعدم تقديم‬
‫وضعية أشغال تبين إنجاز أو إعادة تهيئة العيادة‪ ،‬إضافة إلى ذلك حساب املباني لم يطرأ عليه أي تغيير ‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يخص الاستثمارات قيد التنفيد بقيمة ‪ 0.266.206‬دج استفادت املؤسسة من الرسوم على‬
‫املشتريات حسب التصريحات ‪ 0216‬دون تقديم فاتورة مع عدم تقديم وضعية أشغال تبين إنجاز‬
‫املشروع ‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يتعلق بتحديد ألارباح الخاضعة للضرائب قرر العون املدقق الاعتماد على هامش ‪ %02‬بدال من‬
‫‪ %30‬املطبق سابقا ‪.‬‬
‫وبعد عرض كل هذه املالحظات و التعديالت يتم تصحيح التسوية الضريبية بناء على عدة تغيرات على مستوى‬
‫رقم ألاعمال الخاضع و ألارباح املستخرجة منها ‪ ،‬ليكن التقييم النهائي على النحو التالي ‪:‬‬

‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-10‬التقييم النهائي الوضعية الضريبية‬
‫املجموع‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫التعيين‬
‫‪122.452‬‬ ‫‪21.291‬‬ ‫‪52.152‬‬ ‫‪12.221‬‬ ‫‪92.524‬‬ ‫الرسم على النشاط املنهي‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1.111.511‬‬ ‫‪125.191‬‬ ‫‪115.422‬‬ ‫‪119.221‬‬ ‫‪141.122‬‬ ‫الرسم على القيمة املضافة‬


‫‪259.212‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪222.121‬‬ ‫‪22.125‬‬ ‫الرسم املسترجع على املشتريات‬
‫‪292.141‬‬ ‫‪529.121‬‬ ‫‪525.222‬‬ ‫‪111.222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الضريبة على أرباح الشركات‬
‫‪111.524‬‬ ‫‪25.592‬‬ ‫‪22.222‬‬ ‫‪191.522‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ضريبة على الدخل إلاجمالي‬
‫‪1.121.125‬‬ ‫‪241.522‬‬ ‫‪215.919‬‬ ‫‪1.525.292‬‬ ‫‪219.212‬‬ ‫مجموع الحقوق املطلوبة‬
‫‪214.522‬‬ ‫‪124.129‬‬ ‫‪112.122‬‬ ‫‪544.959‬‬ ‫‪115.141‬‬ ‫مجموع العقوبات‬
‫‪1.224.214‬‬ ‫‪424.242‬‬ ‫‪211.211‬‬ ‫‪1.225.521‬‬ ‫‪212.514‬‬ ‫مجموع الضرائب و الرسوم‬
‫املصدر‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم سنة ‪5114‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬املرحلة الختامية‬

‫بعد تسليم التبليغ النهائي للمكلف يقوم العون املدقق بتحرير التقرير كخالصة العمل املنجز للتدقيق في‬
‫املحاسبة رقم ‪ 0210/20‬و املتضمن كل التفاصيل و ألاحداث املتعلقة باملراحل املنجزة من إرسال إلاشعار‬
‫بالتدقيق في املحاسبة إلى غاية صدور الجداول الخاصة بالتسوية الضريبية إلرسالها لقابضة الضرائب من أجل‬
‫تحصيلهاو التقرير النهائي املتعلق بعملية التدقيق املحاسبي يتضمن التفاصيل التالية‪:‬‬

‫تقرير التدقيق في املحاسبة رقم ‪ 20/16‬الصادر بتاريخ ‪0210/26/00‬املنجز من طرف فرقة التدقيق‬ ‫‪-‬‬
‫ألاولى التابعة ملركز الضرائب لوالية مستغانم‪.‬‬
‫عموميات عن الهوية الضريبية للمكلف بالضريبة الخاضع لعملية الرقابة الضريبية و للتدقيق‬ ‫‪-‬‬
‫املحاسبي‪.‬‬
‫إجراءات التدقيق متضمنة كل الخطوات املتبعة من طرف العون املدقق مع إرفاقها بالوثائق إلاثباتية‬ ‫‪-‬‬
‫مثل‪ :‬إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة ‪،‬التبليغ ألاولي‪،‬رد املكلف‪،‬التبليغ النهائي و العمل التلخيص ي‪.‬‬
‫إنهاء عملية التدقيق كانت بموافقة رئيس فرقة التدقيق و نائب املدير املكلف بالرقابة الضريبية على‬ ‫‪-‬‬
‫حسن إجراء عملية التدقيق و عدم خرقها ألية تجاوزات من طرف العون املدقق ‪.‬‬
‫النظام املحاسبي يعالج باستعمال إلاعالم آلالي ‪،‬مع وجود كل دفاتر املحاسبية و السجالت املساعدة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معلومات مهمة مستخرجة من امللف الضريبي و تخص نتائج الرقابة الشاملة املنجزة من طرف املفتشية‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬تم رفض محاسبة املكلف من حيث املضمون بسبب افتقارها ملصداقية و صحة التسجيالت املحاسبية‬
‫‪.‬‬
‫ألارباح الخاضعة للضريبة تمت بتطبيق هامش ربح صافي بنسبة ‪ %30‬ثم عدل ليصبح ‪.%02‬‬ ‫‪-‬‬
‫معدل الرسم على القيمة املضافة ‪ %0‬للعمليات الجراحية و معدل ‪ %10‬إليردات إلايواء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسوية الرسوم املسترجعة على املشتريات و املتعلقة بالدورتين ‪ 0212‬و‪ 0216‬بقيمة ‪. 204.202‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمت أبحاث خارجية و ميدانية ملختلف املتعاملين‪ ،‬كالبنوك‪،‬مديرية الصحة‪ ،‬مصالح الحالة املدنية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ألاعمال املدقق فيه بلغ في التقييم ألاولي ‪00.046.022‬دج‪ ،‬التقييم النهائي ‪ 02.022.222‬دج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النتائج املتوصل مدونة في الورد الفردي املسلم نسخة منه لقابض الضرائب من أجل التحصيل‬ ‫‪-‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬تحليل و تفسير النتائج‬

‫بعد عرض الدراسة امليدانية املتمثلة في دراسة حالة تطبيقية لنشاط خدمي عيادة طبية وجراحية التي تم‬
‫اختيارها من مجموع امللفات الضريبية املوجودة في مركز الضرائب لوالية مستغانم ‪،‬و التي تم من خاللها التوصل‬
‫إلى أهم النتائج التي سنستعرضها وفقا للفرضيات املتبناة من طرفنا حسب الدراسة التطبيقية‪:‬‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬التحكم في أدوات التدقي في إطار الرقابة الضريبية‬

‫‪ .1‬دور دليل املدق في إطار الرقابة الضريبية‬


‫بعد دراسة الحالة التطبيقية تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إتباع ألاعوان املدققين لخطوات و إجراءات عملية التدقيق وفقا لدليل املدقق في املحاسبة و هذا تفاديا‬
‫لوقوع أي خطأ ‪،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار أن إرسال و تبليغ إلاشعارات سلمت للمكلف شخصيا أو إرسالها عن‬
‫طريق البريد املوص ى عليه مع إشعار بالتسليم ‪،‬و هذا ما ملسناه في الدراسة التطبيقية للبحث ‪:‬‬

‫‪ ‬تسليم إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة إلى املكلف املعني مرفق بميثاق حقوق و واجبات املكلف الخاضع‬
‫للرقابة الضريبية و هذا من أجل التهيئة و التحضير لهذه العملية في آجال قانونية حددت ب ) ‪ ( 10‬أيام‪.‬‬

‫‪ ‬تسليم التبليغ ألاولي للمكلف املعني و املعبر عن نتائج التقييم ألاولي و للمكلف الحق في الرد عليها‬
‫بتوضيحات و تبريرات في أجال حددها القانون بأربعين(‪) 42‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬بعد انقضاء مدة ‪ 40‬يوما من استالم إلاشعار بالتبليغ النهائي ‪،‬و لم ترد املصلحة أي رد من طرف املكلف‬
‫بالضريبة ارتأت بحفظ التقويم ألاولي كالنهائي ‪،‬و أن عدم الرد يعتبر قبول ضمني للمكلف بالضريبة‪.‬‬

‫تم التبليغ النهائي عن عملية التدقيق في املحاسبة الذي يبين تسوية الوضعية الضريبية للمكلف املعني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام العون املدقق بالتحقق من الهوية الضريبية للمكلف الخاضع للرقابة الضريبية لتحديد مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫الضرائب و الرسوم التي تعتبر محل التدقيق وفقا لطبيعة النشاط املمارس و الشكل القانوني للمكلف ‪:‬‬
‫دراسة حالة التطبيقية ‪،‬املكلف خالد عثمان يمثل صاحب مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات‬ ‫‪‬‬
‫املسؤولية املحدودة ‪ EURL‬تمارس نشاط خدمي يتمثل في عيادة طبية و جراحية وتخضع إلى الضرائب و‬
‫الرسوم التالية ‪ :‬الرسم على النشاط املنهي‪،TAP‬الرسم على القيمة املضافة‪ ،TAV‬الضريبة على أرباح‬
‫الشركات ‪IBS‬و الضريبة على الدخل إلاجمالي املتعلق باألرباح املوزعة على الشركاء ‪.IRG‬‬
‫الحرص على تطبيق حق إلاطالع و املعاينة ساعدت ألاعوان املدققين على كشف ألاخطاء و التجاوزات‬ ‫‪-‬‬
‫التي ارتكبها املكلف بالضريبة عن قصد أو دون قصد ‪،‬و طلب معلومات عديدة من كل ألاطراف‪.‬‬

‫‪ .5‬تحيين القوانين الضريبية في إطار الرقابة الضريبية‬


‫بعد دراسة الحالة التطبيقية تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬إلاطالع الدائم على القوانين الضريبية و خاصة منها قانون إلاجراءات الضريبية مع كل املستجدات‬
‫املتعلقة‬
‫بتحينها عن طريق قوانين املالية أو كل املراسالت و التعليمات الصادرة من طرف مركز الضرائب و خاصة ما‬
‫يتعلق منها بمكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬توصلنا إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حسب املادتين ‪ 1-00‬و ‪ 1-00‬من قانون الرسم على رقم ألاعمال و حسب النشاط الخدمي املمارس من‬
‫طرف املكلف يخضع رقم ألاعمال إلى الرسم على القيمة املضافة بمعدلين ‪ %0‬الفحوصات الطبية و‬
‫العمليات الجراحية ‪،‬ومعدل ‪ %19‬متعلق بخدمات إلايواء ‪.‬‬
‫‪ ‬حسب املادتين ‪00‬و‪ 41‬من قانون الرسم على رقم ألاعمال نجد أن للمكلف الحق في استرجاع الرسم على‬
‫املشتريات في حاالت حددها القانون ‪،‬وعليه تمت التسوية الضريبية فيما يتعلق بالرسم على القيمة املضافة‬
‫املسترجع من املشتريات بسبب كشف مناورات تدليسية‪.‬‬

‫‪ ‬تم تحديد معدل هامش الربح الصافي بعد تعديله ‪ %02‬من رقم ألاعمال ‪،‬وتخضع هذه ألارباح للضريبة‬
‫على أرباح الشركات بنسبة ‪ 02%‬للدورة ‪ 0212‬أما السنوات املوالية تخضع ملعدل ‪، %02‬في حين ألارباح‬
‫املوزعة على الشركاء تخضع للضريبة على الدخل إلاجمالي واقتطاع من املصدر بمعدل نسبي ‪%15‬‬
‫للسنتين ‪ 0212‬و‪ 0216‬ومعدل نسبي ‪ %10‬للسنتين ‪0212‬و‪.0212‬‬
‫‪ -‬طبقا ألحكام املادة ‪ 43‬من قانون اإلجراءات الضريبية ‪،‬ثم قبول محاسبة املكلف شكال وكانت مستوفية‬
‫الشروط القانونية ‪،‬إال أن مضمونها تم رفضه بسبب وجود عدة تناقضات وتجاوزات في املعالجة‬
‫املحاسبية والتي مست املبادئ املحاسبية املتعارف عليها ‪ ،‬مما تفقدها املصداقية املطلوبة ‪.‬‬
‫‪ .1‬املبادئ املحاسبية في إطار الرقابة الضريبية‬
‫بعد دراسة الحالة التطبيقية تم التوصل إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عدة مبادئ و فروض محاسبية يجب على العون املدقق التعرف عليها و هذا من أجل ممارسة‬
‫مهامه على أكمل وجه لكشف ألاخطاء و التجاوزات ‪،‬أما النتائج املتوصل إليها والتي تعتبر تجاوزات‬
‫محاسبية تم كشفها من خالل الدراسة التطبيقية ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحظ في الدراسة امليدانية بعض الحسابات لم تحترم مبدأ إلاسناد السليم من جهة ‪ ،‬كما تم تحميل‬
‫الدورة بأعباء متعلقة بدورتين ‪،‬وهذا دون الالتزام بمبدأ الاستقاللية الدورات املحاسبية ‪،‬أما حساب‬
‫حصص إلاهتالكات املعاد تقييمها تعتبر حصص تكميلية للسنوات املاضية التي حملت على الدورة‬
‫الواحدة ‪،‬وهذا يعتبر كذلك خلل في املبدأ املحاسبي و تضخيم ألعباء بهدف تقليل من ألارباح ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل في إطار الرقابة الضريبية‬

‫‪ .1‬فحص الدفاتر املحاسبية في إطار الرقابة الضريبية‬


‫بعد انتهاء املدة القانونية من تبليغ إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة قام ألاعوان املدققين بفحص محاسبة‬
‫املكلف من حيث الشكل و هذا باإلطالع على الدفاتر املحاسبية القانونية و مدى مطابقتها للشروط املنصوص‬
‫عليها في املواد من ‪ 9‬إلى ‪ 11‬من القانون التجاري وعليه تم التوصل إلى أنه تم قبول محاسبة املكلف من حيث‬
‫الشكل وكانت مستوفية للشروط القانونية ‪.‬‬

‫‪ .5‬فحص الوثائ الختامية في إطار الرقابة الضريبية‬


‫قام ألاعوان املدققين في الدراسة امليدانية بفحص الوثائق الختامية املتمثلة في امليزانية املحاسبية و جدول‬
‫حسابات النتائج ‪،‬و التي على أساس تلك الوثائق تم نقلهم على استمارات خاصة باإلدارة الضريبية والتي تعتبر‬
‫قاعدة بيانات أساسية لتحديد التجاوزات و ألاخطاء التي يمكن حدوثها عن طريق املقارنة بين السنوات املدقق‬
‫فيها ( ‪.) 5112 -5112 -5112 -5112‬‬

‫‪ .1‬فحص الوثائ إلاثباتية في إطار الرقابة الضريبية‬


‫لوحظ يف دراسة احلالة امليدانية أن فحص احملاسبة من حيث الشكل رغم قبول البعض منها إال أهنا تفتقر‬
‫للواثئق اإلثباتية الالزمة خاصة منها فواتري البيع و الشراء اليت مل حترتم الشروط القانونية احملددة لكيفية حترير فاتورة‬
‫رمسية ‪،‬و من خالل الدراسة امليدانية لوحظ غياب فاتورة تقديم الخدمة نظرا لطبيعة املتعاملين ال يكتسبون‬
‫صفة التاجر ‪،‬وعليه تم إعادة تقدير رقم ألاعمال عن طريق الحصول على معلومات من مصادر مختلفة تثبت‬
‫حقيقة إلايرادات ‪،‬كما لوحظ وجود فواتير شراء يشوبها الغموض ‪،‬كالفاتورة املتعلقة باقتناء عتاد طبي بقيمة‬
‫‪ 0.266.206‬دج خارج الرسم التي تعتبر ضمن القائمة الخاصة باألرباح مع غياب إثباتات مبررة حول ديون‬
‫املوردين و القروض ألاخرى بمبالغ جد معتبرة ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬فحص محاسبة املكلف من حيث املضمون في إطار الرقابة الضريبية‬

‫بعد قيام فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل و التي على إثرها تم قبول محاسبة املكلف إال أن‬
‫مضمونها تم تصحيحه بسبب أنها تفتقد للمصداقية مع افتقارها لإلثباتات الالزمة كالفواتير مع وجود تجاوزات‬
‫في املعالجة املحاسبية لعدة حسابات و التي لم تحترم املبادئ املحاسبية ‪،‬و عليه تم إجراء تسوية الوضعية‬
‫الضريبية للمكلف بالضريبة بناءا على إعادة تقدير رقم ألاعمال الخاضع للضريبة مع استخراج ألارباح لتأسيس‬
‫القاعدة املنشئة للضريبة طبقا ألحكام املادة ‪ 44‬من قانون إلاجراءات الضريبية‪.‬‬
‫‪ .1‬رقم ألاعمال الخدمي في إطار الرقابة الضريبية‬
‫عند إعادة تقدير رقم أعمال النشاط الخدمي للمكلف كانت النتائج كالتالي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تم إعادة تقدير رقم ألاعمال بعد رفض محاسبة املكلف على أساس إلايرادات الصافية املحققة من نشاطات‬
‫العيادة املختلفة بأسعار حددها املكلف حسب تصريحاته ‪،‬كما تم معاينة تناقض واضح بين رقم ألاعمال املصرح‬
‫به و رقم ألاعمال املقدر مما يفسر مدى مبالغة املكلف في القيام بالتجاوزات ‪،‬فكانت نتائج رقم ألاعمال خالل‬
‫السنوات املدقق فيها ملخصة في الجدول التالي‪:‬‬
‫الوحدة (دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-11‬نتائج رقم ألاعمال الخاضع للرسوم‬
‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫السنوات املدق فيها‬
‫‪2.119.111‬‬ ‫‪2.221.111‬‬ ‫‪2.222.222‬‬ ‫‪12.412.141‬‬ ‫رقم ألاعمال الخاضع‬
‫‪1.555.1111‬‬ ‫‪9.121.211‬‬ ‫‪2.255.122‬‬ ‫‪11.221.211‬‬ ‫رقم ألاعمال املصرح‬
‫‪9.145.111‬‬ ‫‪1.912.111‬‬ ‫‪411.211‬‬ ‫‪5.129.921‬‬ ‫فرق رقم ألاعمال الخاضع‬
‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم سنة ‪5114‬‬
‫‪ -‬يتم تحديد ألارباح الخاضعة للضرائب املباشرة وهذا حسب سلطته التقديرية و إطالعه على الوضعية‬
‫املكلف باستخدام هامش الربح وسطي بنسبة ‪ 02‬تم تعديله في التقييم النهائي ليصبح بنسبة ‪ 02‬وهذا‬
‫مراعاة الخدمات إلانسانية ‪،‬علما أن هذه ألارباح املحققة لكل دورة تخضع للضريبة على أرباح الشركات‬
‫بنسبة ‪ 02‬للدورة ‪ 0212‬و ‪ 02‬للسنوات املوالية ‪|،‬أما ألارباح املوزعة على الشركاء تخضع للضريبة على‬
‫الدخل إلاجمالي ‪،‬وهذا لكون ملف شخص معنوي ‪،‬فكانت نتائج ألارباح الخاضعة خالل السنوات املدقق‬
‫فيها ملخصة في الجدول التالي ‪:‬‬
‫الوحدة(دج)‬
‫الجدول رقم (‪ )III-12‬نتائج ألارباح الخاضعة للضرائب‬
‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫‪5112‬‬ ‫السنوات املدقق فيها‬
‫‪1.925.211‬‬ ‫‪1.119.111‬‬ ‫‪1.211.111‬‬ ‫‪2.225.225‬‬ ‫األرابح اخلاضعة للضرائب‬
‫‪122.511‬‬ ‫‪21.221‬‬ ‫‪929.121‬‬ ‫‪2.225.225‬‬ ‫األرابح املصرح هبا‬
‫‪1.142.211‬‬ ‫‪1.121.551‬‬ ‫‪1.592.291‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فرق األرابح اخلاضعة‬
‫املصدر ‪ :‬ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ‪،‬مكتب ألابحاث و املراجعات‪،‬مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم سنة ‪5114‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الخ ــاتمة العــامة ‪:‬‬

‫تعتبر الجباية العامة موردا هاما لتمويل نفقات الدولة خاصة في الفترات ألاخيرة بعد انخفاض إلايرادات‬
‫البتروليـة ‪ ,‬و بدخول الجزائـر في اقتصاد السوق أصبح من الضروري أن يتفاعل النظـام الضريبي مع متطلبات‬
‫السوق الحر و العوملة الاقتصادية خاصة بعد أن إتضح أن املوارد النفطية و الجمركية تتسم بعدم الاستقـرار‬
‫فالبد من التحكم ألامثل في الجباية العادية ‪ ,‬حيث تعتبر ألاساس الذي ترتكز عليه البلـدان املصنعة في تحقيق و‬
‫توجيه برامجها إلانمائية إذ يمكن اعتبار هذا النوع من الجباية ألاداة الناجعة في يد الدولة الحتواء بعض الظواهر‬
‫الاقتصادية ‪ ,‬لتشجيـع بعض النشاطـات أو الحد من البعض آلاخر ‪ ,‬فالدولـة الجزائرية تفكر جليا في البحث عن‬
‫املوارد املالية الضرورية لتغطية النفقات العامـة و ذلك خـارج مجال املحروقات ولتحقيق ذلك البد عليها أن تفكر‬
‫في النهوض بالقطاعات ألاخرى و جلب الاستثمارات سواء كانت محلية أو دولية بهدف تحقيق إيـرادات ضريبية‬
‫معتبرة حتى توفير مناصب شغـل يوفر لها مداخيل جبائية هامة و اتخاذ آليات فعالة لتحصيلها و للتوفيق في‬
‫تحصيل هذه املبالغ تعتمد الدولة على نظام جبائي فعال و يتضاعف نجاح هذه العملية كلما كانت درجة الوعي‬
‫لدى املكلفين عالية من جهة و مدى فعالية النظام الجبائي من قوانين و إمكانيات من جهة أخرى و هنا يكمن‬
‫النقص الكبير بالرغم من إصالحات فال يوجد تغيير محسوس يذكر و هنا يكمن إلاشكال و جوهر نجاح العمليات‬
‫التحصيلية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‬

‫من خالل دراستنا ملوضوع أثر العالقة ما بين املكلفين بالضريبة و إدارة الضرائب على مردودية الضريبة‪،‬‬
‫يمكن القول بأنه تحتل الضرائب مكانة متميزة و أهي كبيرة في التشريعات املالية ملالها من نتائج إيجابية اليستهان‬
‫بها في دعم الخزينة العمومية باعتبارها إحدى ألادوات الهامة للسياسة الاقتصادية للدولة باإلضافة إلى ما تحققه‬
‫من أهداف في مختلف املجاالت‪ ،‬كما وتعتبر الضرائب في كثير من دول العالم من أهم مصادر إلايرادات العامة‬
‫لتمويل النفقات العامة لتحقيق تنمية شاملة في مختلف ألاصعدة و املجاالت‪.‬‬

‫و انطالقا من تلك ألاهمية تسعى إلادارة الضريبية في كونها ألاداة التي ترتكز عليها الدولة في تطبيق إحدى‬
‫أهم السياسات املالية للدولة على تحقيق ألاهداف التي تؤمن للمواطن عيشا كريما في ظل نظام سليم‪ ،‬ذلك أن‬
‫حياة املواطن إلايجابية تحقق بنجاح الدولة في تطبيق السياسات الاقتصادية فقد أوكلت مهمة إدارة الضرائب‬
‫على تحصيل إلايرادات املالية عن طريق الضرائب و تعزيز تجاوب املكلفين في العملية الضريبية و منع التهرب‬
‫الضريبي وذلك من أجل ضمان أكبر للحصيلة الضريبية فاملشرع أعطى أهمية بالغة للتحصيل الضريبي‪ ،‬حيث‬
‫نجد أغلبية الدول تعمل على جمع كل أموالها لدى الغير‪ ،‬ومن هنا يمكن القول بأن التحصيل الضريبي مجموعة‬
‫إلاجراءات التي تهدف من ورائها الدولة لنقل دين الضريبة من ذمة املكلف إلى إدارة الضرائب و التي بدورها تتكفل‬
‫بنقله إلى خزينة العمومية‪.‬‬

‫أما بخصوص العالقة الضريبية‪ ،‬تقف على حجم املجهوادت املبذولة من طرف الدولة في محاولة تحسين‬
‫العالقة بين الطرفين و تغيير تلك النظرة السيئة إلى الضريبة فإنه يمكن القول إنه ال يمكن حجب حقيقة‬
‫الصراع الذي يطبع العالقة بين إلادارة الضريبية و املكلف ويرجع هذا الصراع إلى عدة أسباب منها ما يتعلق‬
‫بالقانون بحد ذاته و منها ما يعود إلى عقلية املواطن الذي ترفض أي التزام من الدولة‪ ،‬بحيث أنه يشعر بأن أموال‬
‫الضرائب التي يتم تحصيلها ال يتم إنفاقها في أوجهها الصحيحة‪.‬‬

‫والواقع أن هذه الوضعية طرحت على الساحة عدة تساؤالت حول الحلول الواجب اتخاذها لتحقيق بيئة‬
‫ضريبية مناسبة تمكن من تحسين العالقة ما بين املكلف و إدارة الضرائب‪ ،‬لذلك يجب إعالم املكلف بكافة‬
‫حقوقه والتزاماته الضريبية‪ .‬وإطالعه على فائدة الوفاء بالتزاماته الضريبية‪ ،‬وإطالعه على كيفية صرف املذاخيل‪.‬‬

‫فضرورة التركيز على تنمية الوعي الضريبي لدى املكلفين بالضريبة لها أهمية بالغة في مكافحة التهرب من‬
‫دفع لضريبة و ذلك من خالل ألايام الدراسية و الحمالت التحسيسية على مستوى كل البلديات ووسائل إلاعالم‬
‫املختلفة باإلضافة إلى عدم إغفال فكرة تكريس الوعي الجبائي ملاله من دول إقناع املكلف بشرعية املقرر الجبائي‬
‫وكذا وقوف املشرع على العيوب و الثغرات املوجودة في النصوص الجبائية والتي تفرزها املمارسة و التطبيق وفي‬
‫هدا السياق باشرت الجزائر بحملة من إلاصالحات لنظامها الجبائي و يمكن القول أن الثورة املعلوماتية الهائلة‬

‫‪85‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫التي حدثت في العالم أدت إلى ظهور مصطلح جديد يكمن في إلادارة الالكترونية و التي ساهمت بشكل كبير في‬
‫زيادة مردودية الخزينة العمومية‪.‬‬
‫نتائج اختبارالفرضيات‪:‬‬
‫إن الحكم على صحة الفرضيات أو عدمها يتضح من خالل ما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة للفرضية ألاولى‪ :‬ومن الدراسة تبين لنا أن العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية غير متأزمة و في تحسن‬
‫ملحوظ وهدا ما ينفي الفرضية ألاولى أما الفرضية الثانية "إن تطور أنظمة إلادارة الضريبية و تحسينها‪ ،‬يؤثر‬
‫إيجابا على سلوك املكلف اتجاه إلادارة الضريبية و الضريبة" هده الفرضية صحيحة وقمنا بتأكيد صحتها من‬
‫خالل الدراسة امليدانية التي أجريناها‪ ،‬وخلصنا من خاللها أن النظام الدفع و التصريح الجديد الذي جاءت به‬
‫مديرية الضرائب أدي إلى زيادة املردودية الضريبية و لو بنسب قليلة و ينتظر منه مستقبال نتائج جيدة في مجال‬
‫التحصيل الضريبي‪.‬‬
‫تم التوصل من خالل هدا البحث إلى النتائج املوالية‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة هي أهم مورد مالي تستخدمه الدولة في تغطية نفقا‪s‬ا املتزايدة من أجل تحقيق أغراضها‬
‫السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة الحسنة بين املكلف و إلادارة الضريبية تزيد من املردودية و العالقة السيئة تنقص املردودية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اقتناع املكلف بوجود عدالة ضريبية وبوجود منافع اجتماعية تنجز عن تسديدهم للضرائب‪ ،‬هدا‬
‫إلاحساس جعله يجتهد في تفادي دفع الضريبية و بالتالي نقص املردودية‬
‫‪ -‬إن نظرة املكلف بالضريبة ماهو إال انعكاس للعوامل والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‬
‫وإلادارية املنتهجة من طرف الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة النظام الجبائي يدعم التواصل بين إلادارة الجبائية و املكلفين‪.‬‬
‫أما بخصوص توصيات البحت يمكن اقتراح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي الضريبي باستعمال عدة طرق كالصحافة‪ ،‬إقامة مكاتب إلارشاد الضريبي و كذلك تنظيم‬
‫ملتقيات حول النظام الضريبي و مستجداته‪ ،‬و تبسيط إلاجراءات و تسهيلها تحفيزا للدفع في الوقت‬
‫املناسب‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية الحوار بين إلادارة و املكلف لتحسين العالقة بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬تجسيد العدالة الضريبية في الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم إلادارة الالكترونية للنظام الجبائي فيما يخص الدفع عن بعد‪ ،‬فمند إلارساء القانوني لهدا النظام‬
‫ال يزال يقتصر على مديرية كبريات املؤسسات و بعض املديريات فقط في انتظار تعميمه على باقي‬
‫املكلفين بالضريبة‬

‫‪86‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫املراجع بالغة العربية‬

‫‪ ‬الكتب‬

‫نشات إدوارد ناشد‪ ،‬كتاب ربط الضريبة على الدخل و أثره في العالقة بين املمول و إلادارة الضريبية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬د‪.‬ط القاهرة‪8002 ،‬‬
‫عبد الحميد دمحم القاض ي‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬دار جامعة املصرية‪ ،‬مصر ‪1974،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪2003،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ميثم لعيبي إسماعيل‪ ،‬املالية العامة مقايضات الكفاءة و العدالة (مدخل النظرية الجزئية)‪ ،‬مكتب‬ ‫‪-‬‬
‫الهاشمي للكتاب الجامعي ‪ ،‬اململكة ألاردنية الهاشمية‪ ،‬رقم إلايداع لدي دائرة املكتبة الوطنية‪ ،‬العراق‪-‬‬
‫بغداد‪ -‬املستنصرية‪8002 ،‬م‪ ،‬الطبعة ألاولى‬
‫يونس أحمد البطريق ‪.‬اقتصاديات املالية العامة ‪.‬الدار الجامعية‪ .‬بيروت ‪0820.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خالد شحاد الخطيب‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان ألاردن‬ ‫‪-‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان ألاردن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2007‬‬
‫أعاد محمود القيس ي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألاردن ‪2008،‬‬
‫عبد املجيد قدي‪ ،‬دراسات في علم الضرائب‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألاردن ‪2011،‬‬

‫الرسائل الجامعية‬ ‫‪‬‬


‫بلعوجة حسينة‪ ،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية في الجزائر‪ ،‬أطروحة نيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ص ‪8002-8002‬‬
‫عباس ناصر سعدون‪ ،‬تعزيز الثقة بين املكلف و إلادارة الضريبية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القادسية‪8002 ،‬‬
‫دمحم لعالوي‪ ،‬دراسة تحليلية لقواعد تأسيس و تحصيل الضرائب بالجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتوراه في العلوم تخصص علوم اقتصادية ‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة دمحم خيضر‪،‬بسكرة‪8002،‬‬
‫مبروكة حجار‪ ،‬محاضرات في القانون الجبائي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة دمحم‬ ‫‪-‬‬
‫بوضياف‪ ،‬املسيلة‪8002،‬‬
‫خالف عالء الدين‪ ،‬إجراءات التحصيل الضرائب املباشرة و منازعاتها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في‬ ‫‪-‬‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪02‬ماي ‪1945،‬قاملة‪8002 ،‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫غيت مسيكة‪ ،‬إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪8002 ،‬‬
‫اوفلة ليندة‪ ،‬اثر الضرائب و الرسوم على الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‬ ‫‪-‬‬
‫ألاكاديمي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و و التجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة بومرداس‪8002 ،‬‬
‫خلف حسناء‪ ،‬منازعات التحصيل الضريبي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬ ‫‪-‬‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة وهران ‪8‬دمحم بن أحمد‪،‬وهران‪8002 ،‬‬
‫حساوي سليمة‪ ،‬ياحي حنان‪ ،‬آلاليات القانونية للتحصيل الجبري للضريبة في ظل قانون إلاجراءات‬ ‫‪-‬‬
‫الجبائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪ ،‬الجلف‪8002 ،‬‬
‫محمود جمام‪ ،‬النظام الضريبي و آثاره على التنمية الاقتصادية)دراسة حالة الجزائر(‪،‬أطروحة دكتوراه‬ ‫‪-‬‬
‫في العلوم الاقتصادية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة محمود منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪8000-8008‬‬
‫مليكاوي مولود‪،‬إلانفاق الضريبي في الجزائر بين آفاق التحريض إلاستثماري و تحديات التهرب الضريبي‬ ‫‪-‬‬
‫من فترة ‪2008-1992،‬مدكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪8000-8008 ،3‬‬
‫طارق حمدي حمدان أبو سنينة‪ ،‬العوامل املؤثرة في التهرب و التجنب الضريبي و عالقتها بالشكل‬ ‫‪-‬‬
‫القانوني ملكتب التدقيق و املحاسبة و الشكل القانوني للشركة الصناعية‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫املحاسبة‪ ،‬كلية العلوم الادارية و املالية‪ ،‬جامعة الشرق الاوسط‪8002 ،‬‬
‫زياد أحمد علي عرباس ي‪ ،‬العدالة الضريبية من وجهة نظر أرباب الصناعات الفلسطينية‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستير في املنازعات الضريبية‪ ،‬كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس فلسطين‪،‬‬
‫‪8002‬‬
‫بشرى عبد الغاني‪.‬فعالية الرقابة الجبائية و أثارها في مكافحة التهرب الضريبي في الجزائر ‪-0888‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.8008‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية تخصص نقود مالية‬
‫وبنوك‪.‬جامعة تلمسان‪8000 -8000.‬‬
‫زعزوعة فاطمة‪ ،‬الحمایة القانونیة املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضریبة‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون‬ ‫‪-‬‬
‫العام‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقاید تلمسان ‪،‬كلیة الحقوق‬
‫بلھوشات حمزة‪ ،‬ضمانات املكلف بالضریبة في قانون إلاجراءات الجبائیة‪ ،‬مذكرة لنیل شھادة املاستر في‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق‪ ،‬كلیة الحقوق و العلوم السیاسیة‪ ،‬جامعة دمحم خیضر‪-‬بسكرة‬
‫حسام فایز أحمد عبد الغفور‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدكرة املاجستير في املنازعات الضریبیة‪ ،‬كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة في نابلس‬
‫فلسطين ‪8002 ،‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ -‬مجدي نبیل محمود شرعب‪ ،‬امتیازات الادارة الضریبیة‪،‬دراسة تحلیلیة للنظام القانوني الضریبي‬
‫الفلسطیني‪ ،‬اطروحة لنیل درجة املاجستير‪ ،‬كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة‪،‬فلسطين‪،‬‬
‫‪8002‬‬

‫‪ ‬املجالت‬
‫سليمان الفندي‪ ،‬الحقوق ألاساسية للمكلف بالضريبة‪ ،‬مجلة جامعة البعث‪ ،‬ا†لد ‪39‬العدد ‪44،‬جامعة‬ ‫‪-‬‬
‫دمشق‪8002 ،‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬حمدي سليمان القبيالت‪ ،‬املبادئ القانونية لحقوق املكلف بالضريبة في القانون‬
‫ألاردني و املصري‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة الثانية‪ ،‬ا†ملجلد ‪ 8‬الجزء‪ 8 ،‬كانون ألاول ‪8002‬‬
‫‪ -‬علي هادي عطية مطر الهاللي‪ ،‬مدي ذاتية الاتبات في املنازعات الضريبية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪،‬‬
‫جامعة بغداد‪8000 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد صالح حسن‪ ،‬حسام حميد سلطان‪،‬إلاعالن و انعكاساته على زيادة الوعي الضريبي‪ ،‬مجلة‬
‫الدنانير‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬العراق ‪2017‬‬
‫‪ -‬سھام دمحم جاسم‪،‬العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و تأثيرھا في الحد من التھرب الضریبي‪ ،‬مجلة‬
‫ألاقتصادي الخلیجي العدد ‪ 19‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ -‬دمحم قلي‪ ،‬فھیمة بلول‪ ،‬الرقابة الجبائیة بين حتمیة الحفاظ على موارد الخزینة العمومیة و ضرورة حمایة‬
‫حقوق املكلفين بالضریبة‪ ،‬مجلة‬

‫‪90‬‬
‫ملخص‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى كشف عن الرابط القائم بين املكلف بالضريبة و إلادارة الضريبية و أثره على‬

‫ هده العالقة الضريبية لم تتمتع بسمعة حسنة على مر العصور‬،‫ و الذي يمثل بدوره الدولة‬،‫مردودية الضريبية‬

‫ حيث ينظر دوما أنها‬،‫في معظم املجتمعات وهدا بسبب تأثر املكلف بالضريبة التي تفرضها عليه إلادارة الضريبية‬

‫ مما يولد لديه رد فعل متمثل في سلوك إيجابي‬،‫إدارة تحبي أموله بطرق تعسفية دون حصوله على أي مقابل‬

.‫ حيث أن هدا السلوك تتحكم فيه عدة عوامل طبيعية مختلفة‬،‫(الالتزام) أو سلبي (التهرب) تجاهها‬

‫من خالل بحتنا حاولنا تشخيص أهم املفاهيم ألاساسية حول الضريبية و املكلف و إلادارة الضريبية و‬

.‫أهم العوامل التي من شأنها تأثير على نظرة املكلف و سلوكه اتجاه إلادارة الضريبية‬

‫ التهرب‬،‫ إدارة الضرائب‬،‫ املكلف بالضريبة‬،‫ العالقة الضريبية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract

Cette étude vise à révéler le lien entre le contribuable et l'administration fiscale et son impact

sur la déclaration d'impôt, qui à son tour représente l'État.Où on voit toujours que c'est une

administration qui aime son argent de manière arbitraire sans rien obtenir en retour, qui génère

une réaction représentée par un comportement positif (engagement) ou négatif (évasion) à son

égard, car ce comportement est contrôlé par plusieurs facteurs naturels différents.

Grâce à nos recherches, nous avons essayé de diagnostiquer les concepts de base les plus

importants concernant la fiscalité, le contribuable et l'administration fiscale, et les facteurs les plus

importants qui affecteraient la vision et le comportement du contribuable envers l'administration

fiscale.

Mots-clés : relation fiscale, contribuable, administration fiscale, fraude

You might also like