Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
الفصل األول :مدخل عام للجباية في النظام الجزائري
المبحث األول :النظام الجبائي الجزائري
المطلب األول :مفهوم أسس النظام الجبائي
المطلب الثاني :أهداف وهيكلة النظام الجبائي
المبحث الثاني :مكونات الجباية وكيفية فرضها
المطلب األول :مكونات الجباية
المطلب الثاني :أساس فرض الضريبة وكيفية تحصيلهما
الفصل الثاني :المرحلة اإلدارية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل
المبحث األول :منازعات الوعاء ومنازعات التحصيل
المطلب األول :إلتماس العفو
المطلب الثاني :منازعة أساس الضريبة
المطلب الثالث :منازعات التحصيل
المبحث الثاني إجراءات التظلم اإلداري في منازعات الوعاء والتحصيل
المطلب األول :إجراءات التظلم اإلداري
المطلب الثاني :دراسة الشكوى على مستوى اإلدارة الجبائية
المطلب الثالث :اللجوء إلى لجان الطعن
الفصل الثالث :المرحلة القضائية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل
المبحث األول :الخصومة الجبائية أمام القضاء اإلداري
المطلب األول :شروطها
المطلب الثاني :إجراءاتها أمام الغرفة اإلدارية ومجلس الدولة
المبحث الثاني :الجرائم الجبائية المطروحة أمام القضاء الجزائي
المطلب األول :جريمتي الغش والتهرب الجبائي
المطلب الثاني :جنحة تحصيل ضرائب غير مستحقة أو اإلعفاء منها
المطلب الثالث :تنفيذ األحكام الجزائية المتعلقة بالجرائم الجبائية
خاتمة
مقدمة
تعتبر الجزائر من بين دول العالم الثالث التي عرفت فيها النفقات العمومية ارتفاعا مذهال خصوصا بعد االستقالل ،ويعود ذلك
إلى إنشاء الهياكل القاعدية واألساسية للدولة ومن أجل تسيير دواليب الحكم من جهة ،والنمو الديموغرافي من جهة آخر،
فلجأت بذلك لسد النفقات سواء كانت خاصة بالتسيير أو التجهيز اعتمادا على الجباية.
ففي سنة 6891عرف االقتصاد الوطني صعوبات هيكلية بسبب االنخفاض المتوالي ألسعار البترول ،والذي انجر عنه فقدان
مبالغ ضخمة أوقع ميزانية الدولة في عجز دائم فاضطرت السلطات إلى القيام بوضع مخطط – برنامج – لالستقرار أو التصحيح
الهيكلي الذي يهتم بالتوازنات الكبرى هدفه تسريع النمو.
ومن خالل هذا التحول فإن الجزائر في حاجة ماسة إلى الجباية العادية لتمويل المصالح العمومية وتحقيق النمو االقتصادي
واالجتماعي خصوصا بعد التوجه الجديد الذي يلزمها بالتكامل مع النظام العالمي ،الذي يفرض الشفافية والعدالة في تسيير
الجباية من جهة ،وليونة اإلجراءات المتبعة من طرف المكلف واإلدارة الجبائية على حد سواء من جهة أخرى.
وللتذكير تميزت القوانين الجبائية الجزائرية في السنوات األخيرة خاصة منذ سنة 6881بنظام جبائي أساسه تصريحيا ،يعتمد
على تصريحات المكلفين ،وهذا لكون كل مسؤول واع بأهمية مساهمته في النفقات العمومية ،مما يتطلب منه تقديم تصريحه
بطريقة صحيحة ودقيقة ،غير أن تجاوز اإلدارة الضريبية لحدود النصوص التشريعية أو اعتقاد المكلف بهذا التجاوز والذي
ينشا عن عدة أسباب ،منها التطور االقتصادي والتقلب الدائم وعدم استقرار القوانين ووجود فراغ في هاته األخيرة .فكل هذا
ينشأ عنه ما يسمى بالمنازعات الجبائية التي اقر وجودها القانون الجبائي الجزائري والتي تثور بين المكلف واإلدارة الضريبة.
وبموازاة مع ذلك فاصل كلمة منازعة تدل على مجموعة خالفات تنشأ بين أصحاب الحقوق يمكن حلها باستخدام وسائل معينة.
أما لغة :فكلمة منازعة فتعني نزاع أو دعوى أو خصومة تهدف إلى كل شيء متنازع فيه.
ويعرفها الدكتور باكر عمر بقوله " يمكن تحديد المنازعة بصفة عامة بأنها مجموعة القواعد التي تمكن من وجود حل لقضية
متنازع فيها".
ومن اجل كل هذا فان أهم األسباب التي جعلتنا نختار هذا الموضوع هي:
-نقص البحث في مسألة المنازعة الجبائية رغم عالقتها الوطيدة بالقضاء ،في خضم التعديالت التي طرأت على قانون
اإلجراءات الجبائية باعتبارها جزء من المنازعات اإلدارية.
-التحوالت التي يعرفها االقتصاد الوطني والتي يتطلب االعتماد اكثر فاكثر على الموارد الجبائية ،وخاصة العادية.
-التعمق في دراسة المنازعات الجبائية من حيث الهياكل ،والقواعد ،و اإلجراءات المستعملة لحل النزاع.
-رغبتنا الشخصية في التعمق في المادة الجبائية ،خاصة على ضوء ما درسناه في إطار البرنامج المقرر لنا خالل التكوين
في المدرسة العليا للقضاء.
ومن هذا المنطلق فان التساؤل الذي يفرض نفسه في هذا الصدد.
ماهي اإلجراءات المقررة قانونا لحل المنازعات الجبائية التي يمكن أن تنشا بين اإلدارة الجبائية والمكلف بالضريبة ؟
ولإلجابة على هذا التساؤل استعملنا المنهجية اآلتي بيانها وذلك بتقسيم بحثنا إلى ثالثة فصول :نتطرق في الفصل األول
لمدخل عام للجباية في النظام الجزائري ،ثم اإلجراءات
اإلدارية المتبعة لتسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل وهذا في الفصل الثاني أما في الفصل الثالث فنتناول
اإل جراءات القضائية المتبعة لتسوية المنازعات الجبائية وصوال إلى الجرائم الناجمة عن مخالفة االلتزامات الجبائية.
إن اعتماد الدولة لنظام جبائي محكم تتقاطع فيه عدة اعتبارات مالية ،اقتصادية اجتماعية وسياسية ،كما أن الضريبة تحتل
الصدارة في هذا النظام كونها األداة الرئيسية لكل تنمية تسعى إليها الدولة الحديثة.
و حتى نلم بالجباية في النظام الجزائري ،سنتطرق إلى النظام الجنائي الجزائري في مبحث أول ،ثم إلى مكونات الجباية وكيفية
فرضها في مبحث ثاني.
الفصل األول :مدخل عام للجباية في النظام الجزائري
2/قوانين المالية:
يصدر قانون المالية كل سنة ،ويحتوي على مختلف اإلجراءات والقنينات المختلفة المتعلقة بالجباية ،الخاصة بسنة الصدور،
فتاتي بمختلف التعديالت الهامة في مجال الضريبة.
مثال :قانون المالية لسنة 6886الصادر بموجب القانون 11-81المؤرخ في 6881/61/16:الذي اقر إصالحا جبائيا
واستحدث على وجه الخصوص:
الضريبة على الدخل اإلجمالي) ( I R G
الضريبة على أرباح الشركات( ( I B S
الرسم على القيمة المضافة)( ( T V A(2
هذه القوانين مجتمعة تشكل القانون الجبائي الذي يعتبر وجها من أوجه القانون العام ،يتضمن مجموعة النصوص والقواعد
الخاصة بالضريبة والجباية وهنا يطرح تساؤل:
هل القانون الجبائي مستقل عن القانون اإلداري ؟
لقد استمد القانون الجبائي مالمح عديدة من القانون اإلداري من بينها:
مبدأ مساواة الجميع أمام الضريبة :هو مبدأ دستوري وقانوني عام ويكون بالتناسب مع القدرات التكليفية للمواطنين طبقا للمادة
11من الدستور.
مبدأ الشرعية:
ال يمكن وضع ضريبة قيد التنفيذ ،إال إذا تم إصدارها بنص قانوني ،وعادة يكون من خالل قوانين المالية بالجرائد الرسمية.
ولكن بازدياد حجم القواعد النافذة للقانون العام ،أخذ القانون الجبائي في التميز وأصبح له مرتبة أعلى من فروع القانون العام،
مادام أن الضريبة تقوم بتمويل جميع نشاطات الدولة الرامية لتحقيق المصلحة العامة ،لهذا تتمتع الدولة من خالل اإلدارة
الضريبية بصالحيات نافذة طبقا للقانون العام ،التي يمكن من خاللها القيام بوضع وتحصيل الضريبة باالرتكاز على قواعد
خاصة بالقانون الجبائي ،لهذا توجد أحكام خاصة بالجباية إضافة للقواعد العامة ،وبما أنه قانون خصوصي فهو يعرف حدودا
معينة ،كونه ال ينص على كل األحكام وفي هذه الحالة يتم الرجوع إلى القانون العام.
أما فيما يتعلق بتطبيقه ،فله قواعد من حيث الزمان والمكان:
أ /تطبيقه من حيث الزمان :يطبق القانون الجبائي بشكل مباشر ،فبصدور قانون المالية يسري مفعوله ابتداء من الفاتح جانفي
من السنة المتعلقة بها ،وليس له أثر رجعي ألن مبدأ عدم رجعية القانون الجبائي مصرح به بموجب المادة 11من الدستور
الجزائري لسنة ،6881فال يمكن فرض ضريبة أو أي حق جبائي بأثر رجعي ألن العبرة بتاريخ التصريح بالنشاط موضوع
الفرض الضريبي ،وليس بتاريخ القيام به ،أي أن الفعل القانوني هو األساس وليس المادي.
ب /تطبيقه من حيث المكان :هو مرتبط بمبدأ اإلقليمية وسيادة الدولة ،فكل دولة تنفرد بتشريعها الجبائي الذي أسسته ،ويهم
جميع األشخاص المقيمين على ترابها والذين لهم مداخيل على إقليمها مهما كانت أصولهم وجنسياتهم.
وما تجدر اإلشارة إليه ،أن هذا القرار يحدد أيضا المديريات الفرعية لباقي المديريات الوالئية األخرى بالتفصيل ،كما يحدد عدد
المكاتب التي تتكون منها كل مديرية فرعية.
مالحظة هامة:
رغبة من المشرع في اإلصالح المكثف للنظام الجبائي ،باالعتماد على مركزية المصالح للوصول ألكثر فعالية والتحكم في
المصالح الخارجية ،وتماشيا مع العولمة ،تم دمج القباضات و المفتشيات في مراكز للضرائب ومراكز جوارية وهذا بموجب
قانون المالية لسنة .1111
ويكون مركز الضرائب بكل والية ويختص بتسيير الملفات الجبائية للمولين في النظام الحقيقي حسب رقم األعمال المحدد قانونا
.
أما المراكز الجوارية فتختص بتسيير ملفات المؤسسات المصغرة التي تخضع للنظام الجزافي ،و تتواجد في المناطق ذات
األهمية الجبائية والحضرية.
وعلى هذا األساس فإن كل شكوى ترفع أمام أحد هذه المراكز حسب رقم األعمال أما الطعن فيكون مباشرة أمام المديرية العامة
للضرائب على مستوى وزارة المالية.
و تجسيدا لهذا اإلصالح ،تم إنجاز مركز للضرائب بوالية الجزائر العاصمة على أن يتم تعميمه على كامل واليات القطر الجزائري
مستقبال.
ثانيا /الرسم:
هو اقتطاع إجباري مقترن بوجود خدمة تقدم للمكلف به ،أو مرفق عمومي يستغله أو يقدم له خدمات ،مثل رسم التطهير
المدفوع على فاتورة الماء والمقدر ب %.11
كما يمكن تعريفه بأنه ":مبلغ م ن النقود تقتطعه الدولة أو الجماعات المحلية من األفراد جب ار مقابل انتفاعهم بخدمة معينة
تؤديها لهم ،يترتب عليها نفع خاص إلى جانب نفع عام كالمتقاضي عند رفعه لدعوى قضائية ،أو امتياز خاص يمنح لفرد
معين كمنح جواز سفر أو تسهيالت من الدولة لمباشرة أحد األفراد عمل معين ،كرسوم األرصفة التي تفرض على مرسى السفن
أو السماح له باستعمال مرفق عام استعماال غير عادي يكلف الدولة نفقات إضافية.
•الفرق بين الضريبة والرسم:
كال من الضريبة والرسم يفرضان بواسطة قوانين خاصة و يقتطعان بصفة إجبارية ويختلفان في أن الضريبة تفرض بدون مقابل
عكس الرسم الذي يفرض مقابل االستفادة من خدمة تقدم للمكلف.
باإلضافة إلى أن األموال المحصلة من الضريبة تمول خزينة الدولة ،بينما الرسم فيحصل لتمويل خزينة الجماعات المحلية (
الوالية ،البلدية).
رابعا /األتاوى:
إن األحكام الجبائية التي تطبق في هذا المجال ،هي نفسها التي ينص عليها التشريع الجبائي المعمول به ،وهناك نوعين من
األتاوى:
1/األتاوى اإلجبارية:
لها نفس المركز مثل الرسم الجبائي بحيث تنشأ بموجب قانون وهي تمول ميزانية الدولة ،ويكون الوعاء هنا المحروقات
المستخرجة من الحقول البرية أو البحرية ،وهي تقدر على أساس كميات المحروقات المنتجة والمحسوبة بعد عمليات المعالجة
في الميدان و تستثنى المحروقات التي تستهلك في سد حاجات اإلنتاج المباشرة ،أو يعاد حقنها في الحقل أو تضيع().1
2/األتاوى االختيارية:
ال تنشئ بموجب قانون ،بل يحددها التنظيم أو مداولة المجالس المنتخبة ،وأحسن مثال على ذلك األتاوى المفروضة على
المياه ،حيث يتم تحديدها عن طريق مداولة المجلس الشعبي البلدي ويستطيع المواطن التخلص من دفعها باالستغناء عن
االستفادة من المياه.
ولقد حاول االقتصاديون البحث عن معايير أخرى ألجل الوصول إلى تعريف جامع مانع وذلك بالجمع بين المعايير الثالثة ،وكذا
باالعتماد على المقدرة التكليفية للمكلف بالضريبة ويمكننا القول بأن:
-الضريبة المباشرة :هي التي تفرض على الدخل عند الحصول عليه وتكون قابلة لمراعاة الظروف الشخصية للمكلف
بالضريبة.
-الضريبة غير المباشرة :هي التي تفرض على الدخل عند اإلنفاق منه وال يمكن معها مراعاة الظروف الشخصية المكلف
بالضريبة)6(.
كل هذه الضرائب أدخلت في إطار اإلصالح الجبائي لسنة 6881ضمن الضريبة على الدخل اإلجمالي) ، (I.R.G.وهو أكثر
األساليب تطبيقا من الناحية ال علمية ،ألنه يحقق المساواة في األعباء العامة بالنسبة لطبقات المجتمع ككل ،فالعبء يكون
حسب ثقل الثروة ،فالفئات االجتماعية المحرومة سيقلص العبء المفروض عليها.
إال أنه يؤخذ على هذه الضريبة أنها تعرقل النشاط االقتصادي وتخلق مناخ مالئم للغش الضريبي.
ذات الطابع اإلنتاجي وتقديم الخدمات هو الذي يكون موضوع إعفاء ،ضريبي لمدة 11سنوات أما البيع بالجملة والتجزئة
واالستيراد غير معني بهذا اإلعفاء).6( ".
واذا كانت هذه األنشطة تمارس في مناطق يجب ترقيتها فتمدد مدة اإلعفاء إلى غاية 1سنوات.
د /فوائض القيمة الناتجة عن التنازل عن العقارات المبنية وغير المبينة من طرف الخواص:
في هذه الحالة الضريبة ال تفرض على األمالك العقارية إال عند التنازل إما عن طريق الهبة أو البيع ،والضريبة تفرض على
الفائض بين سعر الحيازة وسعر التنازل سواء كان الملك مبني أو غير مبني فنجد:
سعر الحيازة = سعر الشراء +تكاليف الموثق +حقوق التسجيل
سعر التنازل =السعر الحقيقي للبيع – مصاريف التنازل(حقوق التسجيل)...
وما نالحظه ان السلم التصاعدي يكون على نوعين من الضريبة من بينها الضريبة على الفائض الناتج عن التنازل عن
الملكيات المبنية والغير مبنية على النحو التالي:
مدة االحتفاظ بالملك المتنازل عنه نسبة التخفيض%
أكثر من 61سنة %611
ما بين 61الى 61سنة %91
ما بين 1الى 61سنوات %11
ما بين 1الى 1سنوات %11
ما بين 1الى 1سنوات %11
مثل :حقوق التسجيل كالرسوم الثابتة على العقود القضائية وغير القضائية ،وكذا الضرائب السنوية على راس المال.
وما تجدر اإلشارة إليه انه ال يجب ان تتسبب الضريبة على رأس المال في إنقاصه فالضريبة تكون على رأس المال المتغير
والمتجدد والذي يكون مرتفع القيمة.
وتعتمد اإلدارة في فرض الجباية وتحصيلها طرق مختلفة حسب نوعها بهدف نقل قيمتها من ذمة المكلف بها إلى الخزينة
العمومية.
إن أساس فرض الضريبة هو الواقعة المنشأة ،أي اختيار المادة الخاضعة للضريبة والتي يعتمد في تحقيقها وتحديد مقدارها
وقيمتها وكذا للنظر فيما إذا كانت خاضعة ألية إعفاءات أو خصومات على ما يقرره المشرع ،وبعد إتمام هذه المراحل يتم
تحديد معدل الضريبة على ما تبقى من المادة الخاضعة للضريبة وهنا فقط يتم تصفيتها وتصبح واجبة التحصيل ،ويكون من
حق المكلف الطعن بالطرق التي يحددها القانون في قرار التصفية ويمنح صاحب الطعن حق تأجيل دفع الضريبة لغاية الفصل
فيه.
ويعتمد في تصنيف الواقعة المنشأة على المعيار االقتصادي والتي تتكون من :الدخل رأس المال ،واإلنفاق لكن المشكل هو
كيفية معرفة وبدقة مبلغ دخل الممول الذي يكون قاعدة لتأسيس أو فرض الضريبة هذا بغض النظر عن الضرائب على رأس
المال واالستهالك وكمثال الواقعة المنشأة في األرباح الصناعية والتجارية تكون بتحقق الربح في نهاية السنة المالية ،أما في
األجور والمرتبات فإن الواقعة المنشئة هي حصول الفرد على المرتب ،وفي الضرائب غير المباشرة يعتبر اجتياز السلعة للحدود
اإلقليمية للدولة هي الواقعة المنشئة ،كما يعتبر إنتاج السلعة هو الواقعة المنشئة للضريبة على اإلنتاج وبانتقال السلعة من
مراحل إنتاجها أو تداولها هو الواقعة المنشئة للرسوم على رقم األعمال ـ الرسم على القيمة المضافة حاليا ـ ويعتبر توثيق العقد
ه و الواقعة المنشئة للضريبة على انتقال الملكية مثال وبالنسبة إلى ضريبة الطابع فإن كتابة الوثائق أو المحررات المفروضة
هي الواقعة المنشئة.
يتم تقدير هذا الربح جزافيا في كل سنة مدنية ولمدة سنتين ،وبهذا يمكن ان تختلف المبالغ المعتمدة كأساس للضريبة من سنة
ألخرى ،يختم بعد انقضاء السنة األولى من فترة السنتين التي حدد لها.
-من بين التزامات الخاضع لهذا النظام هو إرسال تصريح خاص باألرباح يرسل قبل 16أفريل من كل سنة ،ويدرج فيه أيضا
الربح الجزافي في تصريح المداخيل اإلجمالية إلى مفتش الضرائب مكان ممارسة النشاط أو اإلقامة.
-كما يلتزم بمسك سجـل المشتريات واالحتفاظ بالفاتورات وكذا سجل المبيعات ،ويكون مرقم من طرف اإلدارة الجبائية حسب
نص المادة 6من قانون اإلجراءات الجبائية.
-المكلف بالضريبة الخاضع لهذا النظام ملزم بالدفع بالتقسيط كل 11أشهر.
-يمكن إلغاء هذا التقدير الجزافي من طرف المكلف أو اإلدارة الجبائية.
من طرف اإلدارة :
خالل األشهر الثالثة األولى من نفس السنة والتي يحقق خاللها المكلف بالضريبة إنهاء الخضوع لهذا النظام ،وذلك عندما
يتجاوز رقم األعمال المبلغ المحدد في المادة 16 – 61من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة والمادة 98من قانون
الرسم على األعمال وهذا ما نصت عليه المادة 61من قانون اإلجراءات الجبائية.
من طرف المكلف بها:
قبل الفاتح أفريل من السنة الثانية لفترة السنتين التي حدد بشأنها هذا التقدير وهذا حسب ما هو وارد في المادة 16 – 61من
قانون اإلجراءات الجبائية.
وتقوم اإلدارة الجبائية أيضا بالتحقيق الجبائي في هذه التصريحات وذلك من خالل:
1-التحقيق في المحاسبة ( :يخص النشاط الخاضع للنظام الحقيقي) .V F
-تنص عليه المادة 11وما يليها من قانون اإلجراءات الجبائية وهو مجموعة العمليات التي تهدف إلى مراقبة التصريحات
الجبائية المكتتبة من طرف المكلف بالضريبة ،وكذا فحص محاسبة والتأكد من مدى تطابقها مع بعض المعطيات
-بما فيها المادية منها حتى يتسنى لها معرفة مصداقيتها ،لهذا فهذا النوع من التحقيق ليس له غرض المراقبة الجبائية
فحسب بل يمكن كذلك المؤسسات والمعنيين بالضريبة من االطالع على واجباتهم وحقوقهم الجبائية وأثناء التحقيق يطلع عون
اإلدارة المكلف بالضريبة على األخطاء التي يمكن أن يكون قد وقع فيها والتي ترتكب أحياناً عن غير قصد ويمكن طلب تخفيض
الزيادات المنجرة عنها وكذا يطلعه عن كيفية تقديم الطعون الالزمة.
&zwnjإجراءاته: أ
ال يمكن إجراء هذا التحقيق دون إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق وهذا حسب ما جاء في نص المادة 11فقرة 16النقطة 1من
قانون اإلجراءات الجبائية ،وما أكده مجلس الدولة في اجتهاد له في القرار رقم 116896بتاريخ 1116/16/11منشور
بمجلة مجلس الدولة عدد خاص منازعات ضريبية سنة ، 1111حيث اعتمد على إجراء اإلشعار في إبطال إجراءات التحقيق
التي قامت بها إدارة الضرائب" ....حيث أنه بالرجوع إلى المادة 661فقرة 1من قانون الرسم على األعمال والمادة 681فقرة
1من قانون الضرائب ،فإنهما تلزمان المحققون القيام بإشعار المكلف بالضريبة بإجراءات التحقيق تحت طائلة البطالن ،غير
أن هذا اإلجراء لم يحترم مما يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق التي قامت بها إدارة الضرائب..." .
ويستفيد المكلف بالضريبة من مدة 61أيام ( المادة 11فقرة 11من قانون المالية )1111يتضمن هذا اإلشعار وجوبا :لقب
واسم ورتبة المحقق وكذا تاريخ وساعة أول تدخل والفترة التي يتم فيها هذا التحقيق والرسوم والضرائب والحقوق واألتاوى
المعنية وكذا الوثائق الواجب االطالع عليها وان يشير صراحة وتحت طائلة البطالن
– إن للمكلف بالضريبة الحق في االستعانة بمستشار من اختياره أثناء إجراء المراقبة المادة 11من قانون اإلجراءات الجبائية
وهذا ما جاء في قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا تحت رقم 611611بتاريخ "... 6881/11/11:للمكلف حق في اختيار
مستشار خالل المراقبة الجبائية عند اقتراح الزيادة في مبلغ الضريبة )6( " .. .
-عدم قبول هذه اإلشعار من طرف المكلف بالضريبة ال يعني منع إجراء التحقيق وفي هذه الحالة تفرض الضريبة تلقائيا كما
سيوضح فيما بعد.
-كما يمكن للمحقق القيام بمراقبة مفاجئة ترمي إلى المعاينة المادية للعناصر المادية المستعملة من قبل المؤسسة أو للتثبت
من وجود الوثائق المحاسبية وفي هذه الحالة يسلم اإلشعار بالتحقيق مع بداية عملية المراقبة ،ويمكن للمحقق طلب كل الوثائق
التي يمكن من وراء فحصها التأكد من مدى مصداقية التصريحات الجبائية ،وفي حالة عدم تقييم المحاسبة في محضر يؤشر
عليه من طرف المكلف بالضريبة مع إلزام ذكر الرفض المحتمل.
-مدة التحقيق في التصريحات والوثائق المحاسبية محددة طبقا لرقم األعمال المحقق وطبيعة نشاط المؤسسة.
-وتكون أربعة اشهر في المؤسسات التي يكون نشاطها تأدية خدمة إذا كان رقم األعمال ال يتعدى 1.111.111د ج لكل
سنة مالية محقق فيها ونفس الشيء بالنسبة للمؤسسات األخرى.
-ستة أشهر إذا كان رقم األعمال يتعدى 1.111.111د ج واقل من 1.111.111د ج لكل سنة مالية محقق فيها.
-نفس الشيء بالنسبة للمؤسسات األخرى بشرط أن يقل عن مبلغ 61.111.111د ج
-في جميع الحاالت األخرى ال تتعدى مدة التحقيق السنة مع أنها ال تطبق في حالة استعمال طرق تدليسية مثبة قانونا أو
حالة تقديم معلومات خاطئة وغير كاملة أو حالة عدم االستجابة لطلبات التوضيح و التبرير من طرف المكلف ،وكذا في حالة
فحص مالحظات وطلبات المكلف بعد انتهاء التحقيق.
إجراءاته:
يسبق هذا التحقيق إشعار يحدد فيه السنوات موضوع التحقيق إلى جانب األجل القانوني األدنى المخول للمكلف لتسوية أموره
وتهيئة نفسه خالل 61أيام ابتداء من تاريخ استالم اإلشعار ،وله الحق في االستعانة بمستشار من اختياره.
إذا انتهى التحقيق وفيما عدى حالة استعمال طرق تدليسية من طرف المكلف أو إدالءه بمعلومات خاطئة أثنائه ،فإن اإلدارة ال
تستطيع القيام بتحقيق جديد وكذلك ال يعاد تقويم الوعاء الضريبي إذا اثبت المكلف انه التزم بحسن نية تأويل نص جبائي
معترفا به لدى اإلدارة سواء عن طريق إجراء عام أو قرار يخصه شخصيا.
استثناء ال يعتد بهذا األجل في حالة ثبوت استعمال طرق تدليسية أو اإلدالء
ً -ال يمكن ان تتجاوز مدة التحقيق السنة و
بمعلومات خاطئة أو االمتناع عن الرد على طلبات التبرير والتوضيح من طرف المكلف.
•نتائج التحقيق:
-يجب على المحقق إشعار المكلف بالضريبة بنتائج المراقبة وهذا حتى في حالة غياب أي تقويم ،ويكون هذا اإلشعار مفصال
بقدر كاف ومعلال بطريقة تسمح للمكلف بتقديم مالحظاته أو اإلعالن عن قبوله ،ويتضمن هذا اإلشعار طرق التقويم المؤدية
للتعديالت المزمع القيام بها ويمكن للمكلف االستعانة بمستشار لدراسة مقترحات اإلدارة أو الرد عليها ،وتعطى له مهلة 11يوم
لكي يفحص نتائج التقويم واإلبالغ عن إجابته وهذا ما تضمنته المادة 16الفقرة 6النقطة الخامسة من قانون اإلجراءات
الجبائية.
-تقوم اإلدارة بإعادة التقويم في حالة ما إذا ثبت لها وجود نقائص ،أخطاء ،اغفاالت أو إخفاء في العمليات التي تقيم على
أساسها الضريبة ،حيث تقوم إما:
- 1-باتباع اإلجراءات التناقضية لفرض أساس الضريبة ويسمى بالتصحيح الحضوري.
- 2-فرض الضريبة حسب اإلجراءات غير التناقضية ويسمى بالتصحيح التلقائي.
•التقدير الحضوري أو المتعارض(التصحيح المتعارض):La Procédure Contradictoire
ويسمى كذلك لوجود نقاش بين المكلف بالضريبة واإلدارة الجبائية ،ويكون في حالة رفض المحاسبة كما جاء في المادة 11
من قانون اإلجراءات الجبائية ،أيضا في حالة مسك دفاتر تجارية غير مطابقة ألحكام المواد 8و 66من القانون التجاري ،أو
عند انعدام الوثائق الثبوتية وبالتالي عدم احتواء المحاسبة على أية قيمة مقنعة وكذا عندما تتضمن المحاسبة أخطاء أو
اغفاالت أو معلومات غير صحيحة وخطيرة.
وتقوم اإلدارة بتبيين للمكلف التعديالت المطروحة على أسس الضريبة المزمع إجراؤها كما يتسنى له معرفة مصدر التعديالت وله
أجل 11يوم من إرسال إشعار بالتقويم لإلدالء بمالحظاته ،كما يستطيع ان يطلب من اإلدارة:
- 1-توضيحات مفصلة تمكنه قبول التعديالت على دراية.
- 2-مدى تأثير قبوله فيما يخص التزاماته الضريبية بصفة عامة.
في حالة القبول تدرج الجداول للتحصيل ،وتخصم الحقوق الواجب خصمها تلقائيا دون طلب من المكلفين ،وفي هذه الحالة
تصبح قاعدة فرض الضريبة المحددة نهائية وال يمكن االعتراض عليها من طرف اإلدارة ،ما عدا في حالة استعمال المكلف
بالضريبة طرق ت دليسية أو تقديم معلومات غير صحيحة أثناء التحقيق ،كما ال يمكن له في هذه الحالة االعتراض عليها عن
طريق الطعن.
-3-إذا رفضت اإلدارة مالحظات المكلف فإنها ملزمة بان تعلمه بذلك عن طريق مراسلة مفصلة ومعللة.
•التقدير التلقائي ( : la taxation d’officeالتصحيح التلقائي):
وتوقع في حاالت محددة في المادة 11قانون إجراءات الجبائية وهي:
1/رفض المعني لعمليات المراقبة الجبائية.
2/التصرف بأية طريقة كانت بحيث يتعين على األعوان القيام بمهامهم وعندما ال يصرح في اآلجال المحددة قانونا بالمداخيل
والرسوم ....الخ
3/عندما ال يطبق محاسبة أو تم رفضها لألسباب التالية:
-كونها ممسوكة بطريقة غير مطابقة للقوانين السارية المفعول ولشروط وكيفيات تطبيق المخطط المحاسبي الوطني.
-كون المحاسبة ال تحتوي على أية قيمة مقنعة النعدام الوثائق االثباتية.
-تضمنها ألخطاء أو اغفاالت أو معلومات غير صحيحة.
حتى في حالة رفض المحاسبة أو التصحيح التلقائي يجب إشعار المعني بهذا إلى جانب اطالعه على أسس الجديدة () .6
-في حالة ما إذا كانت المحاسبة غير متضمنة ألخطاء خطيرة ومتكررة ،لكن اثبت العون عدم صحتها ،يمكن رفضها واجراء
التصحيح التناقضي كما نص عليه سابقا.
ضمانات المكلف:
-1-االستعانة بمستشار.
-2-عدا الحاالت التي استعملت فيها طرق تدليسية ...الخ فان اإلدارة ال يمكنها القيام بتحقيق جديد في نفس الدفاتر وتعتبر
المراجعة منتهية إذا تم تحديد مبالغ التقويمات بصفة نهائية .مثال لو عبر المكلف عن قبول نتائج التحقيق أو امتنع عن ذلك
في اجل أقصاه 11يوم في حالة انعدام التقويمات ينتهي التحقيق اثر إبالغ المكلف بوضعيته الجبائية.
مالحظة:
في جميع حاالت إعادة التقويم فان القواعد المحددة من طرف اإلدارة يجب ان تقترب قدر المستطاع من الحقيقة دون أي تجاوز
أو تعسف أو سوء تقويم.
3/طرق الطعن:
من بين ضمانات المكلف هو إعالمه من طرف مفتش الضرائب بظروف سير التحقيق والنتائج المترتبة عنه وامكانية لجوءه إلى
المدير الوالئي للضرائب أو رئيس مصلحة األبحاث والمراجعات للنظر في الصعوبات التي تنشأ خالل التحقيق أو بعده.
كما يمكنه القيام بالط عن النزاعي والذي يعتبر ضمانا أساسيا لصيانة حقوقه إذا تبين أنه أخضع جو ار وعلى أسس مفرطة وذلك
عن طريق إرسال شكوى إلى المدير الوالئي للضرائب.
كما يمكنه التماس وقف تحصيل الضريبة المتنازع فيها وطلب الدفع المؤجل وغالبا ما تشترط مصلحة التحصيل ضمانات
لالستجابة لهذا الطلب.
كما يمكنه اللجوء للجان الطعن المتواجدة على مستوى الدائرة ،الوالية ،اإلدارة المركزية أو أمام الغرفة اإلدارية ،علما بان الطعن
ال يوقف تسديد الضريبة.
يحق للمشتكي ان يلتمس عدم تسديد العقوبة المطالب بها (الغرامة الجبائية) أو بعضا منها وترسل هذه الطلبات إلى مدير
الضرائب ويعتمد في فحصها على اإلمكانيات المالية له في التسديد وكذا الظروف الخاصة التي تدعم ملفه وتصرفاته
إلى جانب المخالفات التي اقترفها سابقا ،ال يمكن مراجعة مبلغ الحقوق المستحقة إال إذا تعلق األمر بالضرائب المباشرة أو كان
المشتكي عاج از تماما عن تسديد ما عليه من ديون اتجاه الخزينة.
مالحظة هامة :وما يجدر ذكره ان صالحيات إجراء التحقيق المخولة للمصالح المذكورة آنفا قد أوكلت مؤخ ار إلى مدير الضرائب
بالوالية بموجب التعليمة الوزارية للمديرية العامة للضرائب رقم 686 :بتاريخ 1111/11/11بحيث أصبح مدير الضرائب هو
الذي يشرف من خالل معالجة ملفات االحتجاجات المرفوعة من طرف المكلفين بالضريبة على عمليات التحقيق التي قام بها
الجهازين المذكورين أعاله.
الفرع الثاني :ممارسة المتابعة وكيفية تصفية الدين الجبائي:
أوال :طرق التحصيل:
يقصد بها العمليات التي تؤدي إلى نقل دين الضريبة من ذمة المكلف بها إلى الخزينة العمومية وفقا للقواعد القانونية
والتنظيمية المطبقة في هذا اإلطار ،وقد تدخل المشرع الجبائي بوضع قواعد تضمن تحصيل دين الضريبة دون حدوث أية
عقبات تمنع الدولة من الحصول على حقها ،وقد يتم التحصيل بصورة نقدية أو ما يقوم مقامها من شيكات أو حواالت بريدية،
وقد يكون بصورة عينية وتكون استثناء بالنسبة للمجتمعات الزراعية ،إال ان هذا استثناء من القاعدة العامة وال يجب التوسع
فيه ().6
-كقاعدة عامة يتم التحصيل بقيام المكلف بالدفع من تلقاء نفسه دون مطالبة اإلدارة له بأدائها وهذا األكثر شيوعا وتسمى
بطريقة التوريد المباشر.
-قد يكون دفع الضريبة بمعرفة شخص آخر غير المكلف بها وهذا كاستثناء ،وتسري هذه الطريقة بصورة عامة في الضرائب
الغير مباشرة وان كان من المتصور تطبيقها بشان عدد محدود من الضرائب المباشرة ومضمونها ان يكلف المشرع شخصا آخر
(المكلف القانوني أو الوسيط الضريبي) ،غير المكلف الفعلي بدفع مبلغ الضريبة إلى الخزينة العمومية على ان يقوم
بتحصيلها فيما بعد من المكلف بالضريبة الفعلي ،ويلجئ إلى هذه الطريقة بالنسبة للضرائب على الدخل ،وتدعى باالقتطاع من
المنبع ) LA RETENUE A LA SOURCE (2ومقتضاها ان يقوم رب العمل ( المكلف القانوني) الذي يدفع الدخل إلى
المكلف بالضريبة بخصم قيمة الضريبة من الدخل قبل توزيعه ،أي يتم التحصيل عند نشوء الدخل وتطبق هذه الضريبة على
مداخيل العمل ( األجور المرتبات ) ..إيرادات القيم المنقولة وكذلك في ضرائب
اإلنتا ج واالستهالك ،فالضريبة تحصل من المنتج أو التاجر أو المستورد الذي يحصلها بدوره من المستهلك عن طريق:
-رفع سعر السلعة بمقدار الضريبة ،بالنسبة لضرائب الطابع يتم تحصيلها عن طريق وضع الطوابع الجبائية على الوثائق
القانونية ( يقوم بائعها بتوريد حصيلتها إلى مصلحة الضرائب).
"تتمتع إدارة الضرائب طبقا للمادة 886من القانون المدني والمادة 191من قانون الضرائب المباشرة بحق امتياز الخزينة
العامة في مادة التحصيل وحق األفضلية في استيفاء ديونها من المكلفين بالضريبة ، "...وبهذا فإدارة الضرائب من خالل
استعمالها لحق االمتياز يمكنها ان تملك عقارات المكلف بالضريبة تبعا لألشكال المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية
من المواد 168إلى 191منه ،إال ان هذا غير مطبق في الساحة العملية.
كما تطبق قاعدة " الدفع ثم االسترداد " ،حيث يلتزم المكلف بدفع دين الضريبة إلى الجهة المختصة ثم يستطيع ان يطعن في
أساس فرضها أو مقدارها أو حتى استردادها وذلك بغرض استقرار المعامالت الضريبية ومراعاة لمصلحة الخزينة العمومية ،
وحتى ال يستغل المكلفون حقهم في الطعن ويتأخرون عن دفع دين الضريبة ،كما ان كافة وسائل محاربة التهرب الضريبي هي
ضمانات لتحصيل الضريبة.
وبهذا فان اإلجراءات التنفيذية التي تقوم بها اإلدارة الجبائية البد أن تكون عن طريق عقود المتابعة التي لها قيمة عريضة
مبلغة قانونا وهذا ما جاء في المادة 611من قانون اإلجراءات الجبائية.
كما أنه كل سند يتم تبليغه يعد لتحصيل جميع األقساط من نفس الحصص التي حل استحقاقها وليس من اجل تحصيل القسط
الواجب تحصيله فقط من الحصص المقيدة وهذا حسب المادة 619من قانون اإلجراءات الجبائية.
أثناء مرحلة التنفيذ استعمال كل الطرق القانونية ومن بينها حجز ما للمدين لدى الغير على أن تجميد الحسابات البنكية تبقى
سارية المفعول لمدة سنة ابتداء من تاريخ حجز ما للمدين لدى الغير"..
ويجدر الذكر أن للمكلف بالضريبة ضمانات وحقوق تمكنه من االعتراض على إجراءات المتابعة وهذا ما سيلي شرحه في
الفصل الموالي.
الدفع أو إبراء من المسؤولية وكذا شكوى المكلفين بالضرائب الملتمس بها اإلعفاء من الزيادات في الضرائب والغرامات الجبائية
والتخفيف من قيمتها".
فالمكلف بدفع الضريبة يجوز له أن يلتمس اإلعفاء منها في حالة العجز أو العوز التي تجعله غير قادر على إبراء ذمته
المالية إزاء الخزينة العامة أو أن يطلب اإلعفاء أو التخفيض من الزيادات في الضرائب آو الغرامات الجبائية التي تعرض لها
بسبب عدم مراعاة األحكام القانونية ( الفرع ) .16
كذلك قابضي الضرائب المختلفة يمكنهم ان يوجهوا طلباتهم المتعلقة بانعدام قيمة الحصص الغير قابلة للتحصيل أو تأجيل الدفع
أو إلغاء أو تخفيف المسؤولية ( فرع ) .11
هناك نوعين من اللجان تختص بالنظر في الطلبات المتعلقة بالتماس العفو أقرها القرار رقم 61المؤرخ في .6886/11/ 19
األولى موجودة على مستوى الوالية ومقرها المدرية الوالئية للضرائب ،والثانية جهوية موجودة على مستوى مقر المديرية
الجهوية للضرائب .فبالنسبة اللجنة الوالئية فقد نصت المادة 11من قرار رقم 61المؤرخ في 6886/11/19المتضمن
إنشاء وتكوين وسير أعمال هذه اللجنة على أن هذه األخيرة تتكون من:
•مدير الضرائب رئيسا.
•نائب مدير مكلف بالمنازعات عضوا.
•نائب مدير مكلف بالعمليات الجبائية عضوا.
•نائب مدير مكلف بالتحصيل عضوا.
•نائب مدير مكلف بالرقابة الجبائية عضوا.
•قابض الضرائب المختلفة يعينه مدير الضرائب الوالئي لمدة سنة.
•رئيس مفتشية الضرائب يعينه مدير الضرائب الوالئي لمدة سنة.
•كاتب اللجنة (السكرتارية ) يعينه رئيس مكتب المنازعات اإلدارية والقضائية.
تختص هذه اللجنة باستقبال الطلبات التي يرمي المكلف بالضريبة من خاللها إبراء ذمته تجاه الحصص المفروضة عليه أو تلك
التي يقدمها قابض الضرائب المختلفة شريطة أن تكون فيها كل حصة ضريبية أقل أو يساوي 111.111دج.
تجتمع اللجنة الوالئية من أجل العفو مرة كل أسبوع على األقل بناءا على طلب رئيسها مدير الضرائب الوالئي ويجب أن يعلم
األعضاء بتاريخ االجتماع ثمانية ( أيام على األقل ،قبل انعقاد جلسة المداوالت.
تتجمع اللجنة بحضور ثلثي 1/1أعضائها على األقل ،يقوم رئيس اللجنة قبل بداية كل اجتماع بوضع جدول سير األعمال التي
يتبعها أعضاء اللجنة إلى غاية اتخاذ القرار في الطلب محل االجتماع ،تتخذ اللجنة قرارها بأغلبية األصوات وفي حالة تساوي
األصوات يرجح صوت الرئيس.
تكون ق اررات اللجنة الوالئية ملزمة لإلدارة الضريبية ،وتبلغ للمعني أو قابض الضرائب ،حسب مقدم الطلب في خالل خمسة
عشرة ( )61يوما التي تلي انعقادها
ويمكن الطعن في قرار اللجنة الوالئية من قبل المكلف بالضريبة أو قابض الضرائب المختلفة أمام اللجنة الجهوية المختصة .
()6
أما بالنسبة للجنة الجهوية فقد نصت المادة 11من قرار رقم 61المؤرخ في 6886/11/19على أن هذه األخيرة تتكون من
:
•مدير الضرائب الجهوي رئيسا.
•نائب مكلف بالعمليات الجبائية عضوا.
•مديرين والئيين للضرائب يعينهما مدير الضرائب الجهوي لمدة سنة كاملة.
•كاتب اللجنة يكلف بتعينه رئيس الطعون من أجل العفو.
تختص اللجنة الجهوية باستقبال االلتماسات المتعلقة بالعفو التي يتقدم بها المكلفين بالضريبة أو قابض الضرائب المختلفة،
والتي يتجاوز مبلغ الحصة فيها قيمة 111.111دج كما تختص أيضا بالنظر في الطعون المقدمة ضد ق اررات اللجنة الوالئية
.
تجتمع اللجنة الجهوية مرة كل شهر ،ويجب أن يعلم أعضائها بتاريخ االجتماع بثمانية ( أيام قبل انعقاده .يعقد اجتماع اللجنة
بناءا على طلب رئيسها المدير الجهوي للض ارئب بحضور ثلثي 1/1أعضائها على األقل .تتخذ ق اررات اللجنة بأغلبية
األصوات ،وفي حالة تساويها يرجح صوت الرئيس ،تكون ق اررات اللجنة الجهوية ملزمة لإلدارة الضريبية ،وتبلغ للمكلف
بالضريبة المعني أو قابض الضرائب المختلفة في أجل أقصاه خمسة عشرة ( )61يوما من تاريخ صدورها بواسطة المديرية
الوالئية للضرائب ().1
و باعتبار أن ق اررات اللجنة الجهوية ال يمكن الطعن فيها أمام أي جهة أخرى ،فإن قرار مدير الضرائب الوالئي يجب أن يوافق
هذه القرارات () .1
كما انه يجوز لقابض الضرائب المختلفة ان يتقدم بطلب تأجيل دفع الحصص حتى وان لم تقيد الحصص الضريبة المعنية بها
في كشوف الحصص الغير قابلة للتحصيل ،ويمنح التأجيل بالدفع لهذه الحصص لمدة سنة كاملة ويمكن تجديده بناءا على
طلب الحق من قابض الضرائب المختلفة .توجه طلبات تأجيل الدفع حسب قيمة الحصص إلى:
-مدير الضرائب الوالئي :إذا كانت الحصص الضريبية المعنية اقل أو تساوي 111.111دج لكل حصة ضريبية بعد اخذ رأي
اللجنة المخصصة لهذا الغرض على مستوى الوالية.
-مدير الضرائب الجهوي :إذا كانت الحصة المعنية تتجاوز مبلغ 111.111دج لكل حصة ضريبية بعد اخذ رأي اللجنة
الجهوية المخصصة لهذا الغرض
تقيد االقتراحات الصادرة عن قابض الضرائب في كشوفات وجهها إلى مفتشية الضرائب من اجل التصرف بشأنها ،كما يجوز
لمدير الضرائب بالوالية ان يفوض كليا أو جزئيا سلطته التقريرية إلى األعوان المعنيين الذين لهم على األقل رتبة مفتش رئيسي
وهذا طبقا ألحكام المادة 81الفقرتين 11،11من قانون اإلجراءات الجبائية.
فالمشرع من خالل نص هذه المادة حفظ للمكلف بالضريبة حق إرجاء دفع الضريبة إلى غاية اتخاذ قرار نهائي بشأن الضريبة
المتنازع فيها شريطة استيفائه الشروط األربعة التالية)1( :
1/التقدم بشكاية لدى المديرية الوالئية للضرائب المختصة إقليميا:
يجب على المكلف بالضريبة أن يتوجه بشكاية لدى مدير الضرائب للوالية التي يشمل إقليمها مكان فرض الضريبة ،ينازع من
خاللها كليا أما جزئيا الضرائب التي فرضت عليه.
2/المطالبة صراحة باالستفادة من إجراء إرجاء دفع الضريبة التي ينازع فيها:
يجب على المكلف بالضريبة أن يطالب في شكوا ه االستفادة من أحكام المادة 61من قانون اإلجراءات الجبائية مع إبرازه
صراحة طلب إرجاء دفع حصة الضرائب التي هي موضوع النزاع.
3/تحديد مبلغ أو على األقل إبراز أسس التخفيض المطالبة به:
يجب على المكلف بالضريبة أن يحدد في الشكاية مبلغ أو على األقل يبين أسس حساب التخفيض الذي يأمله.
4/تقديم ضمانات كفيلة بضمان تحصيل الضريبة:
حتى يتمكن من االستفادة من إرجاء الدفع يجب على المكلف بالضريبة أن يذكر في عريضة افتتاح دعواه بأنه مستعد لتقديم
ضمانات في شكل عقارات أو منقوالت ذات قيمة تكون على األقل تساوى حصة الضرائب موضوع الشكوى.
واذا لم يتم تقديم الضمانات ،ال يجوز متابعة المكلف بالضريبة الذي طالب االستفادة من أحكام المادة 61من قانون
اإلجراءات الجبائية عن طريق البيع فيما يخص الجزء المتنازع فبه من الضريبة ،إال إذا تم اتخاذ قرار إداري نهائي من قبل مدير
الضرائب بالوالية غير أنه يجوز لإلدارة اتخاذ جميع التدابير التحفظية الكفيلة بضمان حقوقها.
هذه األخيرة ( الشكوى ) ،يجب أن تكون سابقة عن الدعوى القضائية واال كانت الدعوى غير مقبولة ،إذ ال يتم كتابة الشكوى
إال بعد أن يتم استخراج القيمة النهائية للجباية الواجبة الدفع من طرف اإلدارة الجبائية.
فالشكوى الجبائية هي " :عبارة عن مجموعة من القواعد الواجب إتباعها للمطالبة ببعض الحقوق أو لتسوية بعض الوضعيات
القانونية " ()6
كما تعد سبيل الحوار بين المكلف بالجباية واإلدارة الجبائية،اقرها المشرع قصد تحقيق غايتين:
•تجنب إغراق الجهات القضائية،بكمية كبيرة من النزاعات التي توجد على مستوى إدارة الضرائب.
•تسمح باستمرارية الحوار بين المكلف بالضريبة واإلدارة الضريبية ،بهدف حصر محتوى الدعوى القضائية عند االقتضاء،
وضمان حسن تسييرها الحقا .وهو ما أكدته المادة 61من قانون اإلجراءات الجبائية التي تنص " :تدخل الشكاوي المتعلقة
بالضرائب أو الرسوم أو الحقوق أو الغرامات التي توضع من قبل مصلحة الض ارئب في اختصاص الطعن النزاعي،عندما يكون
الغرض منها الحصول إما على استدراك األخطاء المرتكبة في وعاء الضريبة أو في حسابها واما االستفادة من حق ناتج عن
حكم تشريعي أو تنظيمي".
وتبعا لذلك فإن الشكوى تعد تظلم إداري ،يقدمه المكلف بالضريبة ضد ق اررات اإلدارة الجبائية ،قصد استدراك األخطاء الواقعة،
وتعد سابقة إجبارية للمكلف الذي عليه إيداعها في اآلجال القانونية ،وهي إجراء حتمي يتم بعد تحديد وعاء الضريبة من قبل
المصالح الجبائية واخطار المكلف بدفعها.
وبناءا على ذلك ،فإن الشكوى تستوجب منا دراسـة محتواهـا ومواصفاتهـا وكذا شروط وآجـال إيداعها ( في المطلب األول ) ،
وكيفيات دراستها على مستوى اإلدارة الجبائية ( المطلب الثاني ) وحتى إمكانية لجوء الشاكي بعد ذلك ،بصفة اختيارية إلى
لجان الطعن ،قبل اللجوء للقضاء( المطلب الثالث) .
فالمكلف بالضريبة طبقا للمادة 61من قانون إجراءات جبائية ،يمكنه طلب إرجاء دفع القدر المتنازع فيه من الضرائب ،إلى
غاية اتخاذ اإلدارة الجبائية ق ارراتها بشان الضريبة المتنازع فيها ،بموجب شكوى في صحة أو مقدار الضرائب المفروضة عليه،
على أن يحدد المبلغ بوضوح ويبين أسس التخفيض الذي يأمله ،شريطة تقديمه ضمانات بتحصيل الضريبة.
فالمكلف يبين الطلب بدقة ،سواء إعفاءا أو تخفيضا أو تصحيحا على أن تكون هذه االلتماسات والطلبات متماشية مع الوسائل
والدفوع المعروضة.
3-طبيعة الضريبة المتنازع فيها:
على المكلف أن يحدد في طلباته طبيعة الضريبة المتنازع فيها ،ومثاال على ذلك تبيان ما إذا كانت الشكوى تخص الضرائب
المباشرة والرسوم المماثلة أو الحقوق والغرامات الخاصة بها أو غرامات التأخير المتعلقة بالرسم على القيمة المضافة...
4-إمضاء الشكوى :يجب أن تكون الشكوى محررة على رسالة عادية ممضية من طرف المكلف.
في حين أن قانون الطابع لم ينص على أحكام خاصة بالمنازعات،ماعدا ما جاء في المادة 11منه التي أحالته على قانون
التسجيل فيما يتعلق بالغرامات والمخالفات المتعلقة بالطابع.
•أن تحرر الشكوى في ورق عادي وغير مدموغ ( )1المادة 1/61ق ا ج):
إذ أن كتابة الشكوى على ورق عادي وحر ،ال يتم إال بعد أن يتم استخراج القيمة النهائية للجباية الواجبة الدفع ) (LE ROLE
من طرف اإلدارة الجبائية.
كما انه ال يشترط تحرير الشكوى على ورق مدموغ وانما عادي ،وان كان بعض التشريعات تلجأ إلى إحداث هذا الشرط ،قصد
التقليص قدر اإلمكان من الطلبات غير المؤسسة
للمكلفين بالضريبة ،على أساس أن مصاريف الورق المدموغ المدفوعة من المكلفين بالضريبة غير قابلة لالسترجاع.
•يجب أن تكون الشكوى فردية :كأصل عام،إال انه وكاستثناء،فيما يخص الضرائب التي تمس ملكيات على الشيوع أو فيما
يخص الضرائب الخاصة بشركات األشخاص( على أساس المسؤولية التضامنية للشركاء) ،فإن الشكوى تكون جماعية.
•يجب ان يكون التظلم منفصل :يقصد به وجوب تقديم شكوى عن كل بلدية فرضت فيها الضريبة ،و عليه فان الشكوى
المتعلقة ببلديات متعددة غير مقبولة شكال ،بل هي مقبولة عن البلدية المذكورة في أول الطلب ال غير.
•يجب ان يتضمن التظلم رقم الضريبة في الجدول أو الورد :في حالة عدم تقديم نسخة من اإلنذار ،وفي حالة عدم ذكرهما .
عليه إرفاق الطلب بنسخة من اإلشعار بالدفع أو نسخة من مستخرج الورد.
ويؤدي عدم ذكر إحدى هذه المعلومات أو عدم إرفاقها نسخة منها،يؤدي بإدارة الضرائب إلى رفض الطلب وعدم النظر فيه.
•تقديم وثيقة تثبت مبلغ االقتطاع أو الدفع :في صورة ما إذا كانت الضريبة ال تحصل بواسطة جدول.
•توقيع الشكوى بخط محررها :كل تظلم جبائي،يجب ان يوقع من طرف صاحبه وعليه تحديد االسم واللقب والعنوان مع إثبات
سبب تغيير العنوان،في حالة ما إذا كان العنوان الجديد غير العنوان المثبت لدى اإلدارة الجبائية.
•وجوب التوفر على وكالة :وهذا بالنسبة لكل شخص يقدم شكوى باسم الغير،وتحرر هذه الوكالة وجوبا على ورق مدموغ
وتسجل ،إال ان هذه الوكالة ال تشترط على المحامين المسجلين في نقابة المحامين،وال على األشخاص الذين يستمدون من
وظائفهم أو من صفاتهم حق التصرف باسم المكلف بالضريبة ،كالمسيرين في حالة الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو
الرؤساء المدراء العامين في حالة شركات المساهمة،وكذا مجموع المستخدمين الحاملين لصفات مدير ،مدير فرعي،مدير
مالي،الوصي على القصر...
وكذا الذين يحوزون على وكالة تجيز لهم التصرف واإلمضاء على المحررات والعقود ،فال يملك صفة الوكيل باق المهن الحرة إال
بموجب وكالة محررة كالخبير المحاسبي المستشار الجبائي،محافظ الحسابات،المحضر القضائي،الموثق ...فهم ليس لهم صفة
الممثل القانوني ومنه ال يمكنهم تمثيل الشخص إال بموجب وكالة.
•عرض موجز ألوجه دفوع وطلبات المكلف بالضريبة :بصفة واضحة ودقيقة
2/البيانات الخاصة:
وتنحصر في وجوب اختيار الشاكي المقيم في الخارج ،موطنا له في الجزائر طبقا للمادة 1/61من قانون اإلجراءات
الجبائية،فالشخص المقيم في الخارج حتى يقبل تظلمه بخصوص الضرائب المفروضة عليه في الجزائر ،يجب عليه ان يختار
موطن له في الجزائر أو تعيين ممثل مقيم في الجزائر بالنسبة للشركات التي ليس لها مقر دائم في الجزائر.
ويكون شرط اختيار موطن في الجزائر متوف ار في نظر الفقه القانوني في الحاالت التالية ():6
• اختيار الشاكي موطنه بمكتب محاميه ،يعني ان المكلف بالضريبة المقيم بالخارج قدمت شكوى باسمه من طرف محام.
•تقديم الشكوى من طرف الوكيل،قرينة على اختيار الموطن بعنوان الموقع.
• يعد المكلف بالضريبة اختار موطنه بإحدى مراكز مصالحه بالداخل ،في حالة ما صدرت الشكوى من شخص طبيعي أو معنوي
مقيم بالخارج ،وله في الداخل مركز أو عدة مراكز ،مصالح ( إقامة ثانوية ،وكالة ،شركة فرعية)....
رغم ان المشرع الجبائي ( ،)1نص على وجوب توفر جميع هذه البيانات في كل شكوى تحت طائلة البطالن ،كونها إجراءات
جوهرية إال أنه و بموجب نص المادة 11/91قانون إجراءات جبائية قرر باستثناء شرط عدم التوقيع على الشكوى ،إمكانية
تدارك العيوب الشكلية المتعلقة بها و ذلك بتصحيحها على مستوى الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي ،في حالة ما رفضت
الشكوى من طرف المدير الوالئي للضرائب.
كما يعد تقديم الشكوى في الطعن النزاعي ،إجراء جوهري و وجوبي من النظام العام ،تخلفه يؤدي إلى عدم قبول الدعوى
الموجهة إلى المحكمة اإلدارية شكال وهو ما اقره مجلس الدولة الغرفة الثانية() " .1
حيث انه بالرجوع إلى القانون 11/81المؤرخ في 6881/19/69والمتضمن تعديل قانون اإلجراءات المدنية في مادتين
618و 618مكرر ،فانه يجوز فعال رفع الدعوى اإلدارية مباشرة أمام الجهات القضائية اإلدارية االبتدائية التابعة للمجالس
القضائية ،دون حاجة إلى تظلم مسبق.
ولكن حيث ان المادة 619من نفس القانون تنص صراحة ان المنازعات الخاصة،ومن بينها المنازعات الضريبية تحكمها
إجراءات خاصة.
وحيث ان التظلم المسبق في مادة الضرائب من اإلجراءات الجوهرية وهي من النظام العام طبقا للمادتين 111و 116من
قانون الضرائب المباشر والرسوم المماثلة.
وحيث ان رفع المدعى المستأنف دعواه خرقا لهذا اإلجراء ،يتعين معه القضاء بعدم قبول الدعوى شكال" .
وفي قرار آخر للغرفة الثانية لمجلس الدولة( ، )6أكد إلزامية الطعن المسبق " :حيث ان المستأنف أنتظر اتخاذ إجراء غلق
محله التجاري أي الشروع في تحصيل الضريبة بالطرق الزجرية لرفع الدعوى الحالية مباشرة أمام القضاء دون توجيه شكوى
بشأنها أمام إدارة الضرائب.
وحيث أن كل نزاع ضريبي يشترط فيه رفع تظلم إداري مسبق طبقا للمادة 116من قانون الضرائب المباشرة.
وحيث ان عدم احترام المستأنف لهذا اإلجراء،الذي يعتبر من النظام العام،إذ يمكن للقاضي إثارته تلقائيا ،يجعل طعنه المرفوع
مباشرة أمام القضاء مقبول شكال".
كما أصدرت الغرفة الثانية لمجلس الدولة قرار تحت رقم 11119بتاريخ 6888/11/11في نفس النقطة مفاده:
"حيث انه تبين من عناصر الملف بان المدعى المستأنف عليه لم يحترم اإلجراءات المنصوص عليها في المواد 186و189
من قانون الضرائب المباشرة ،ذلك ان دعواه القضائية لم يسبق لها تظلم إداري كما هو منصوص عليه في المادتين المذكورتين
فهي غير صحيحة شكال ويتعين رفضها".
كما قرر مجلس الدولة الغرفة الثانية ( ، )6انه " :حول الوجه المأخوذ من عدم قبول الدعوى األصلية للمستأنف عليها ،فإن
المادتين 189 ، 186من قانون الضرائب المباشرة والمثارة من طرف المستأنفة ال مجال لتطبيقها في قضية الحال ،لكونها
تتعلق بمالحقات وبالتحديد باسترجاع المحجوزات ،بينما الدعوى الحالية تنصب على استرجاع مبالغ تم تحصيلها ،بناء على
سند تحصيل أبطل قضائيا بموجب قرار .6881/61/11
وحيث ان الدفع بالتالي بعدم صحة اإلجراءات نتيجة عدم تقديم المدعية للشكوى الضريبية قبل رفعها للدعوى الحالية غير جدي
بالنظر إلى طبيعة المنازعة المطروحة من خاللها والتي ال تخضع إلجراء الطعن اإلداري المسبق بمفهوم المادة 118من قانون
الضرائب المباشرة".
فهذا القرار يميز بين أنواع المنازعات الضريبية ،التي يشترط في غالبيتها تقديم شكوى مسبقة ،في حين هناك منازعات يمكن
رفعها مباشرة أمام القضاء.
ثانيا :اآلجال:
لقد نظم المشروع الجزائري طريقة تقديم االحتجاجات،وكذا المهل الممنوحة لذلك،فقد قرر قانون إجراءات جبائية(، )1ضرورة
تقديم االحتجاجات واالعتراضات على الضرائب والرسوم والحقوق والغرامات إلى الجهات الجبائية المختصة في آجال محددة.
-1-إذ تقبل الشكاوى إلى غاية 16ديسمبر من السنة التي تلي سنة إدراج الجدول في التحصيل أو حصول األحداث الموجبة
لهذه الشكاوى.
وفي هذا الصدد قضت الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا( )1انه " :من المقرر قانونا ان الشكايات الرامية إلى تخفيض الضريبة
تقبل لغاية 16مارس من السنة التي تلي تحصيل الجداول أو حصول األحداث التي تسبب هذه الشكايات .ومن ثم فان النعي
على القرار المستأنف بمخالفة القانون والخطأ في تطبيقه في غير محله.
ولما كان الثابت -في قضية الحال -ان المدعى سدد دينه الضريبي في 6891/16/11بعد التبليغ الذي سلم فيه في
6896/61/19في حين ان طلب التخفيض لم يقدم إال في 6891/19/11أي بعد انقضاء األجل المنصوص عليه قانونا،فان
المجلس القضائي عندما صرح بعدم قبول الدعوى طبق القانون تطبيقا سليما".
-2-كذلك تقدم الشكوى في اآلجال المحددة لها قانونا،وفواتها يؤدي النقضائها وعدم قبولها إذ تقبل الشكوى قبل اآلجال
التالية:
•يوم 16ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تأكد فيها المكلف بالضريبة،من وجود حصص جبائية فرضت عليه بغير
أساس القانوني من جراء خطا أو تكرار.
•يوم 16ديسمبر من السنة التي السنة التي استلم خاللها المكلف بالضريبة إنذارات جديدة في حالة أو اثر وقوع أخطاء في
اإلرسال،أين توجه له مثل هذه اإلنذارات من قبل مدير الضرائب بالوالية.
-3-كما تقبل الشكوى المقدمة في اآلجال آالتية ،عندما ال تستوجب الضريبة وضع جدول().6
•إلى غاية 16ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تمت فيها االنقطاعات إذا ما تعلق األمر باعتراضات تخص تطبيق
اقتطاع من المصدر( إذ الضريبة تحصل دون جدول) .
•إلى غاية 16ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تدفع الضريبة برسمها في الحاالت األخرى.
-4-يجب تقديم الشكوى بدعوى عدم استغالل العقارات ذات االستعمال التجاري أو الصناعي ،المنصوص عليها في المادة
111من قانون الضرائب المباشرة،قبل 16ديسمبر على األكثر من السنة التي تلي السنة التي حصل فيها عدم االستغالل
المستوفي للشروط المحددة في المادة .111
وتجدر اإلشارة إلى أن اآلجل المتعلق بتقديم الشكوى في مجال طلب التخفيف أو اإلعفاء إلى مدير الضرائب،فان المكلف يمكنه
تقديمها دون التقيد باألجل،كون هذا اإلجراء قرر لمساعدة المكلفين بالضريبة عند حلول أزمة أو ضيق مالي بهم،والذين يؤدون
التزاماتهم ويتمتعون بسلوك حسن اتجاه اإلدارة الجبائية.
أما الشكوى حول الرسم التلقائي على القيمة المضافة،فكانت تقدم من طرف المدين خالل مدة 11أشهر ،ابتداء من تسلمه
جد ول استحقاق الرسم المبلغ إليه من قبل المدير الوالئي للضرائب ،إال ان التعديل الجديد لقانون اإلجراءات الجبائية وحد اآلجال
الخاصة بالشكاوى ،فمدد اجل رفع الشكاية الخاصة بالرسم التلقائي على القيمة المضافة إلى غاية 61/ 16من السنة التي
تلي السنة التي حدث فيها الح دث المنشئ للدين الجبائي ،هذا التوسيع الهدف منه إحداث نوع من الليونة حتى يتمكن المكلف
من استرجاع حقه.
في حين أن الشكاية المتضمنة طلب إ رجاء الدفع،فطبقا للمادة 6/661قانون إجراءات جبائية،تقبل إلى غاية 16ديسمبر من
السنة التي تلي سنة إدراج الجدول في التحصيل او حصول األحداث الموجبة لهذه الشكاوى.
وتقدم الشكوى تحت طائلة البطالن خالل شهر ابتداء:
• من تاريخ تبليغ السند األول بالتحصيل القصري ،فيما يخص منازعات التحصيل المتعلقة باالعتراض على التحصيل القصري.
•من تاريخ تبليغ سند اإلجراء ،فيما يخص منازعة االعتراض على سند إجراء المتابعة.
•من تاريخ تبليغ المكلف بالحجز ،فيما يخص طلبات استرجاع األشياء المحجوزة.
المطلب الثاني :دراسة الشكوى على مستوى اإلدارة الجبائية.
بعد التقديم النهائي للشكوى ،والتي توجه إلى الجهة المختصة بنظرها ،سواء كانت المديرية الوالئية للض ارئب أو رئيس مركز
الضرائب ،التابع له مكان فرض الضريبة ،ليتم تحديد مدى احترام قواعد الشكل ،وفحص المضمون ،فانه يتم تسجيل
الشكوى في سجل مخصص لهذا الغرض.
ولقد أعطى المشرع حق التحقيق فيها ،للتمكن من معرفة المعلومات التي تضمنتها الضريبة محل النزاع ،وبالتالي اتخاذ القرار
بالقبول كان أو الرفض الكلي أو الجزئي.
وهو ما سنتطرق له في الفروع التالية:
الفرع األول :البت في الشكوى من طرف المدير الوالئي للضرائب:
أوال :فيما يخص منازعات الوعاء:
بعد أن توجه الشكاوى من طرف المكلف بالضريبة إلى المدير الوالئي للضرائب بمكان فرض الضريبة ،أين تسجل في سجل
خاص بها ،ويسلم له وصل استالم مقابل ذلك فإن المدير الوالئي للضرائب يحقق في الشكاوى بواسطة مصالحه ،بعد تحويلها
لهم ،ليتم النظر فيها من قبل المفتش المختص ،للتحقيق فيها طبقا للمادة 6/61قانون اإلجراءات الجبائية ،رغم أنه يمكن
للمدير الوالئي اتخاذ القرار مباشرة إذا كانت الشكوى مشوبة بعيب ال يمكن إصالحه كفوات اآلجال المقرر قانونا إليداعها أو
قبولها.
وبعد تحويل الشكـوى إلى مفتش الضرائب ،ورأى أنها مشوبة بعيب شكلي ،يمكن تداركه وتصحيحه ،فإنه يبلغ المدير الوالئي
للضرائب ،ثم يطلب من المشتكي أن يصلح العيب الوارد فيها ،كما يمكن للمدير الوالئي للضرائب طبقا للمادة 1/68من قانون
إجراءات جبائية ،أن يخضع النزاع بصفة تلقائية لقرار المحكمة اإلدارية ،بشرط تبليغ المشتكي بهذا اإلجراء مع تحرير طلبه
على عريضة مدموغة ،وبعد قبول الشكوى شكال ،يفتح التحقيق في الشكاوى ،باستثناء تلك المتعلقة بالضرائب والرسوم
وحقوق الطابع المشمولة بالسر المهني ،وكذا الشكاوى المتعلقة بالغرامات الجبائية المنصوص عليها في المادة 191من
قانون الضرائب المباشرة.
ويبت المديرالوالئي للضرائب في الشكاوى المتعلقة باألعمال التي ال يتجاوز مبلغها اإلجمالي للحقوق والعقوبات عشرة ماليين
دينار ( 61.111.111د ج ) في أجل ال يتعدى ( ) 11أشهر الموالية لتاريخ تقديمها ،طبقا للمادة 61من قانون إجراءات
جبائية.
و أقرت المادة 69قانون إجراءات جبائية للمدير الوالئي للضرائب صالحية تفويض سلطة قراره كلها أو جزء منها لقبول
الشكاوى ،لألعوان المعنيين الذين لهم رتبة مفتش رئيسي على األقل.
وسلطة البت في الشكاوى تمارس عن طريق التفويض بالنسبة لتسوية القضايا المتعلقة بتخفيض ضريبي ،أقصاه مائة ألف
دينار ( 611.111د ج ) عن كل حصة ،كما أن مدير الضرائب ينفرد بسلطة النطق بالرفض أو القبول الجزئي للشكاوى.
إال انه هذا الرفض أو القبول الجزئي إذا تعلق بأعمال يتجاوز فيها المبلغ اإلجمالي للحقوق والعقوبات عشرة ماليين دينار (
61.111.111د ج ) ،فإنه يجب عليه األخذ برأي وموافقة اإلدارة المركزية ،وعندئذ يمدد أجل البت في الشكوى بشهرين.
وعلى كل فإن مفتش الضرائب المختص ،يكلف بالقيام بالتحقيق الالزم فيها ،ليدرسها من الجانب الشكلي ،ومن الجانب
الموضوعي ،وذلك بدراسة وفحص الوسائل المعروضة في الشكوى ،وكذا دراسة اإلثباتات التي يتخذ بناءا عليها القرار أخذا
بالحسبان القواعد القانونية والتنظيمية.
1/فالمفتش يدرس الوسائل المعروضة عليه بإتباع ما يلي:
•للمحقق صالحية اإلطالع على الوثائق التي تمتلكها المؤسسات العامة أو الخاصة ،التي لها عالقة بالمشتكي ( يعرف
بالتحقيق عن طريق المراسلة).
•كما يمكن للمفتش التنقل إلى مقر المشتكي ،وطلب كل الوثائق التي يراها تساعده على دراسة الشكوى ( يسمى التحقيق بعين
المكان).
• كما قرر المشرع للمفتش المختص ،صالحية إرسال ملخص عن الشكاية إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي ،إلبداء رأيه فيها
،وفي حالة ما لم يصله هذا الرأي في أجل ( ) 61يوم ،يقوم المفتش بتحرير اقتراحاته.
2/كما ان المفتش أثناء دراسته لوسائل وطلبات المشتكي :يقوم بتحليلها تحليال دقيقا ،وفي هذا الصدد نفرق بين حالتين:
أ /وقوع عبء اإلثبات على المشتكي :يمكن حصر الحاالت التي يقع عبء اإلثبات فيها على المشتكين فيما يلي:
•في حالة ارتكابه خطأ في التصريح ،وقامت اإلدارة الجبائية بإخضاعه عن طريق التسعيرة اإلدارية.
•في حالة ما إذا كان اإلخضاع ،قد تم عن طريق تقويم إداري ،استنادا لما جاء في تصريح المشتكي.
•بعد منع عملية الرقابة ،أو رفض إعطاء معلومات لألعوان ،فاإلدارة هنا تقوم بالتقييم ثم اقتراح الوعاء الضريبي ،وحساب
الضريبة.
كما انه في هذه الحالة ،إذا صرح المشتكي أو وافق على اإلخضاع ،الذي قامت به اإلدارة الجبائية ،ثم بعدها قدم شكوى ضد
هذا اإلخضاع ،فإن عبء اإلثبات يقع عليه.
ب /وقوع عبء اإلثبات على اإلدارة الجبائية:
هنا على مفتش الضرائب المكلف بالتحقيق ،أن يبحث من اجل إثبات أن اإلخضاع الذي يقع على المشتكي صحيح ،ومنه
عبء اإلثبات يقع على اإلدارة الجبائية في الحاالت اآلتية ():6
•إذا اإلدارة الجبائية أخضعت المكلف بالضريبة دون وجود تصريح منه.
•إذا قامت بحساب الضريبة وفق تصريح المشتكي وأنكره هذا األخير.
التابعة الختصاص مركز الضرائب ،فترسل إلى رئيس مركز الضرائب عمال بالمادة 1/61من قانون اإلجراءات الجبائية ،وهو
يمارس سلطة البت في القضايا التي ال يفوق مبلغها اإلجمالي خمسة ماليين دينار 1.111.111د ج حيث يمكنه إصدار
ق اررات التخفيف أو القبول الجزئي أو الرفض بشأنها.
ويمكن للمكلفين بالضريبة الذين لم يرضيهم القرار ،الصادر عن رئيس مركز الضرائب فيما يخص الشكاوى النزاعية ،وكذا
الق اررات الصادرة تلقائيا في مجال نقل الحصص ،تقديم طعن أمام المحكمة اإلدارية ،خالل ( )11أشهر اعتبا ار من تاريخ استالم
اإلشعار الذي يبلغ بمقتضاه مدير الضرائب بالوالية المكلف بالضريبة بالقرار الصادر بشأن شكواه وهو موضوع دراستنا في
الفصل الثالث من هذا العمل.
أما فيما يخص الشكاوى ( )6المتضمنة طلب إرجاء الدفع ،فتقوم المنازعات لدى مديرية الضرائب للوالية بعد استالمها وقبولها
من حيث الشكل باإلجراءات التالية:
• تحديد مبلغ الضريبة ،الذي يشكل موضوع طلب اإلرجاء بالدفع وذلك بناءا على المعطيات التي تتضمنها شكاية المكلف
بالضريبة.
• إبالغ قابض الضرائب المختص إقليميا ،بموجب رسالة بنية المكلف بالضريبة في إرجاء الدفع ،التي هي موضوع الشكوى.
إذ قابض الضرائب بمجرد استالمه الرسالة الصادرة عن مصالح المنازعات لدى مديرية الضرائب للوالية ،يتخذ كل االحتياطات
الالزمة التي من شأنها أن تجعل المكلف بالضريبة يقدم الضمانات الكفيلة بضمان تحصيل حصة الضرائب التي سيؤجل دفعها.
وقابض الضرائب يتمتع بصالحية تقدير طبيعة وقيمة الضمانات،التي يقترحها المكلف بالضريبة ،ويتخذ قراره عادة بناءا على
جدية هذه الضمانات وسلوك الشاكي تجاه إدارة الضرائب ،من حيث تسديده للضرائب في أجالها ،واحترامه لجداول التسديد
بالتقسيط الممنوحة له.
وفي حالة الرفض ،على قابض الضرائب ان يبلغ المكلف بالضريبة قراره برفض إرجاء دفع الضريبة .كما يجب عليه في كل
األحوال ،ان يبلغ مديرية الضرائب عن النتائج المتخذة تجاه مثل هذه الطلبات سواء كان بالقبول أو بالرفض.
وعليه ،إذا قبل طلب المكلف بالضريبة ،فإن قابض الضرائب يتوقف عن متابعة الشاكي بخصوص تحصيل مبلغ الضريبة مؤجلة
الدفع ،إلى غاية اتخاذ قرار إداري نهائي من قبل مدير الضرائب.
أما إذا رفض طلب إرجاء الدفع ،ولم يتم توفير الضمانات ،فإن المكلف بالضريبة يعفى من المتابعة عن طريق البيع ،فيما
يخص الضريبة موضوع الشكوى ،طبقا للمادة 1/661قانون إجراءات جبائية ،ويجوز له اللجوء إلى القضاء اإلداري المستعجل
.
ثانيا :فيما يخص منازعات التحصيل:
في مجال منازعات التحصيل ،خول المشرع الجبائي للمكلفين حق االعتراض على المتابعات في الضرائب المباشرة ،بموجب
شكاوى ترفع إلى الجهة اإلدارية المختصة والتي يكون موضوعها االعتراض أما:
•
•على إجراء المتابعات :مثل االعتراض على اإلخطار أو طلب استرجاع األشياء المحجوزة.
•أو على االلتزام بالدفع في مقداره أو استحقاق دفعه ،والذي يعرف باالعتراض على التحصيل القصري ()6
)(1منازعات المكلف بالضريبة باالعتراض على التحصيل القصري:
خول المشرع للمكلف بالضريبة ان ينازع في شرعية حق الخزينة العمومية ،وذلك بان يعترض على االلتزام بالدفع أو مقداره
( ، )1ولتسوية هذا النزاع المتعلق بالتحصيل على المعترض كإجراء إجباري ،ان يتقدم بشكوى خالل شهر ابتداء من تاريخ
تبليغ السند األول بالتحصيل القصري ـ تحت طائلة البطالن ـ أمام المدير الوالئي للضرائب المختص.
)(2المنازعات المتعلقة بإجراءات المتابعات ( االعتراض على إجراءات المتابعة ) :ونميز بين:
-أ -االعتراض على سند إجراء المتابعة :ال بد ان يتوفر سند المتابعة على بيانات أساسية وعدم ذكرها يدفع المكلف بالضريبة
إلى طلب إلغاء السند ،كونه غير صحيح شكال وهو ما أقرته المادة 611من قانون اإلجراءات الجبائية ،هذا األخير أوجب
على المعترض تقديم شكواه تحت طائلة البطالن ( ، )1أمام المدير الوالئي للضرائب المختص ،ويحق للمعترض اللجوء إلى
المحكمة اإلدارية في اجل شهر ابتداء من قرار المدير في حالة صدور عن هذا األخير قرار بالرفض الكلي أو الجزئي أو
الضمني.
-ب -طلب استرجاع األشياء المحجوزة:
يجوز للمعترض ان يتوجه بشكواه المدعمة بجميع وسائل اإلثبات المقيدة إلى مدير الوالئي للضرائب ،لمكان الحجز ،قصد
طلب استرجاع األشياء المحجوزة( .)1لقد قضى مجلس الدولة الغرفة األولى في قرار تحت رقم 666بتاريخ 1116/11/18
انه " :بعد االطالع على المادة 186قانون الضرائب المباشرة التي تنص على انه في حالة حجز أموال المكلف بالضريبة كما
هو الشأن في قضية الحال ،ال يحق المطالبة برفع اليد على األموال أمام القضاء مباشرة إال إذا كانت هذه الدعوى مسبقة برفع
طلب إلى المدير الوالئي وفصل فيه خالل شهر ابتداء من يوم إيداع الطلب ومادام ان المستأنف لم يقم باإلجراء المطلوب منه
طبقا للمادة 186قانون الضرائب المباشرة ،يتعين التصريح بعدم قبول الدعوى شكال".
إذ المدير الوالئي للضرائب لمكان الحجز ،يقوم في هذه الحالة بطلب تأجيل بيع األشياء المطلوب استرجاعها من قابض
الضرائب ،ويستدعيه لتقديم المعلومات المتعلقة بسير القضية فبعد تقديم الشكوى التي يجب ان تحتوي على تاريخ ومكان
الحجز ،وذكر الشيء المحجوز إلى رئيس مصلحة المنازعات الذي يقدم مقابل وصل اإليداع.
وبعدها يقوم المدير الوالئي للضرائب خالل شهر من إيداع الشكوى ،باالعتماد على المعلومات المقدمة له من طرف القابض،
بمعالجة الشكاوى من حيث الشكل والمضمون.
-من حيث الشكل :يجب ان يكون الطلب ممضيا ومقدما في اآلجال المقررة قانونا.
-من حيث المضمون :فيجب ان يكون المحجوز عليه مالكا ،لشيء المحجوز.
وفي حالة ظهور صعوبات ،يحال الملف إلى المدير العام للضرائب ،ليعالج الغش في السندات.
ويتخذ المدير الوالئي للضرائب القرار خالل شهر ابتداء من إيداع الشكوى بواسطة رسالة موصى عليها مع وصل االستالم.
•فإذا قبل طلب استرجاع األشياء ،فإنه يتم تبليغ قابض الضرائب المختلفة برفع اليد على الشيء المحجوز.
•أما إذا رفض الطلب كليا أو جزئيا ،فان الوثائق تعاد إلى أصحابها.
وعلى كل ،فان طلب استرجاع األشياء المحجوزة ،ال يكون مقبوال في حالة القيام بالبيع ،وتم توزيع مبلغ البيع.
كانت المبالغ المنازع فيها ،وطريقة التسوية المتمسك بها من طرف األعوان المدققين أثناء عملية التدقيق ،كرفض المحاسبة،
الفرض التلقائي ....الخ.
وقد حدد أجل البت في هذه الشكوى ستة أشهر ويتم التحقيق فيها على مستويين:
•المستوى المحلي 11 :أشهر.
•المستوى المركزي 11 :شهران.
إذ ترسل الشكوى وجوبا إلى مدير الضرائب للوالية المختص إقليميا ،في إطار اآلجال المقررة قانونا وبعد دراسة الشكوى
والتحقيق فيها محليا
يحيل مدير الضرائب للوالية الملف ،مصحوبا وجوبا بموقفه ورأيه في القضية ،إلى اإلدارة المركزية ممثلة في مديرية المنازعات،
والتي تحيل بدورها الملف إلى مديرية األبحاث والتدقيقات التي ترجعه إلى مديرية المنازعات مصحوبا برأيها.
فمديرية المنازعات تتولى دراسة الملف ،بناءا على مختلف اآلراء الصادرة حوله وتصدر رأيا ملزما إلدارة الضرائب للوالية
المختصة إقليميا ،عند اتخاذها القرار الواجب تبليغه للمكلف بالضريبة ،بواسطة رسالة موصى عليها ،مصحوبا بإشعار
باالستالم ،كما أن رسالة التبليغ يجب ان تتضمن األسباب الكاملة للرفض الجزئي أو الكامل للشكوى.
وبمجرد تبليغ المكلف بالضريبة ،يتعين على مديرية الضرائب للوالية ،إرسال نسختين من القرار المذكور إلى مديرية المنازعات
ومديرية األبحاث والتدقيقات.
ثانيا :دراسة الشكوى المنصبة على مبالغ تفوق ( 61.111.111د ج) :
بموجب أحكام المادة 1/66من قانون اإلجراءات الجبائية،يتعين لزاما على المدير الوالئي للض ارئب األخذ برأي اإلدارة المركزية
( المديرية العامة للضرائب) بخصوص جميع الشكاوى المتعلقة باألعمال التي يتجاوز مبلغها اإلجمالي من الحقوق والغرامات
عشرة ماليين دينار ( 61.111.111د ج) .
فمدير الضرائب للوالية ال يفصل قانونا في الشكاوى المتعلقة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة) ،( TVAإال إذا
أخذ مسبقا رأي اإلدارة المركزية والتزم به (). 6
وتختص اإلدارة المركزية بالفصل في الشكاوي المنازعة في:
أ -الضرائب والتسويـات الصادرة عن المصالح الضريبيـة ،والتي يفوق مبلغهـا اإلجمالي ( 61.111.111د ج ) ،من الحقوق
والغرامات بعنوان الضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة.
ب -التصحيحات الضريبية ،التي تقوم بها المديرية الفرعية للرقابة الضريبية في مجال الضرائب المباشرة والرسم على القيمة
المضافة ،ويفوق مبلغها ( 61.111.111د ج) .
ويتم النظر والفصل في هذه الشكاوى في أجل 11أشهر طبقا للمادة 1/66من قانون اإلجراءات الجبائية على المستويين :
على المستوى المحلي 11 :أشهر.
•على المستوى المركزي 11 :أشهر.
إذ يحيل مدير الضرائب للوالية الملف مشفوعا برأيه ،إلى اإلدارة المركزية (مديرية المنازعات ) ،التي تصدر رأيا ملزما لمدير
الض ارئب ،عند اتخاذ القرار الواجب تبليغه للمكلف بالضريبة بواسطة رسالة موصى عليها مصحوبة باإلشعار باالستالم.
أما إذا تم القبول الكلي للشكوى ،فإن التبليغ يكون برسالة عادية ،شريطة ان تتضمن رسالة التبليغ األسباب الكاملة للرفض
الجزئي أو الكلي للشكوى.
كما انه يتعين على مدير الضرائب للوالية إرسال نسخة من القرار المذكور ،إلى مديرية المنازعات.
ت ختص هذه اللجان بالنظر في المنازعات المتعلقة بالضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة والرسم على رقم األعمال(. )6وبصفة
عامة فإن هاته اللجان تضم ممثلين عن المكلفين بالضريبة وممثلين عن القضاء وممثلين عن اإلدارة الجبائية ،ومن ثمة فإنه
يوجد لجان طعن على مستوى الدائرة ،على مستوى الوالية ،ثم على المستوى المركزي .وتختص كل لجنة بالنظر في الطعون
حسب قيمة الضريبة المفروضة على المكلف بها.
سنتعرض لكل لجنة من حيث تشكيلها واختصاصها (الفرع األول) ،ثم إلي اإلجراءات القانونية للطعن أمام هذه اللجان ( الفرع
الثاني ) ،وكذا اآل ارء الصادرة عن هذه اللجان (الفرع الثالث) .
كما أن المنازعات المتعلقة بحقوق التسجيل تختص بها لجنة المصالحة (التوفيق)على مستوى الوالية ،هذه اللجنة لم ينص
عليها قانون اإلجراءات الجبائية كما أنه لم يلغي المواد التي تنص علي سيرها وتنظيمها في قانون التسجيل ،سنتطرق لها من
حيث التنظيم و االختصاص (الفرع الرابع).
الفرع األول :تنظيم واختصاص لجان الطعن للضرائب المباشرة و الرسم على القيمة المضافة:
أنشأت لجان الطعن اإلدارية في الجزائر بموجب المادة 11مكرر من قانون المالية لسنة ،6818وق اررات التطبيق الصادر في
أكتوبر 6818و 11مارس 6861حيث تضمنت تكوينها واختصاصها .ثم في القانون رقم 11/81المؤرخة في
6881/61/16المتضمن قانون المالية لسنة 6886في المواد ،16 ،11 ،18منه ،ثم في القانون رقم 11/86المؤرخ
6886/61/69المتضمن قانون المالية سنة 6881في المواد .16.11.18 :
ثم في القانون رقم 11/81المؤرخة في 6881/61/16المتضمن قانون المالية سنة 6881في المادة 11منه ،كل هذه
التعديالت جاءت من أجل أن تواكب هذه اللجان اإلصالحات االقتصادية والتحوالت التي يشدها المحيط العام ()1
أوال :لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة على مستوى الدائرة.
أنشأت هذه اللجنة بمقتضى األمر رقم 111/19المؤرخ في 6819/61/11المتضمن قانون المالية سنة 6818بموجب
المادة 11مكرر .وكانت تسمى لجنة الطعن اإلدارية للبلدية .ثم صدر األمر رقم 69-81المتضمن قانون المالية لسنة
6881في المادة 18منه ،والتي تعدل المادة 111في فقرتها األولى من قانون الضرائب المباشرة لتصبح :لجنة الطعن
اإلدارية للدائرة .وكان أخر تعديل ط أر على هذه اللجنة بموجب نص المادة 11من القانون رقم 11/81المؤرخ في
6881/61/11المتضمن قانون المالية لسنة 6881المعدلة للمادة 111من قانون الضرائب المباشرة.
فحسب هذه المادة فإنه تنشأ لدى كل دائرة لجنة طعن في الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة تتكون من:
•رئيس الدائرة رئيسا.
•رئيس البلدية لمقر ممارسة نشاط المكلف بالضريبة.
•رئيس المفتشية المختص إقليميا.
•عضوين دائمين وعضوين إضافيين من كل بلدية تعينيهم الجمعيات أو االتحادات المهنية وفي حالة عدم وجود االتحادات
المهنية والجمعيات ،فإنه على رؤساء المجالس الشعبية البلدية اختيار هؤالء من بين المكلفين الذين يتمتعون بخبرات
ومعلومات كافية لممارسة المهام الموكلة إليهم.
يتم تعين األعضاء في خالل الشهرين اللذين يأتيان بعد تجديد المجالس الشعبية البلدية مدة عضويتهم هي نفسها مدة عضوية
المجالس الشعبية البلدية ،كما يجب أن يكون هؤالء األعضاء من جنسية جزائرية ،وأن ال يقل سن كل عضو عن 11سنة ،و
يجب أن يتمتع كل عضو بحقوقه المدنية .كما يخضعون اللتزامات السر المهني ،التي تفرض عليهم االمتناع عن إفشاء أسرار
األشخاص المتظلمين طبقا ألحكام المادة 11من قانون اإلجراءات الجبائية .في حالة وفاة أو عزل أو استقالة نصف عدد
األعضاء ،يتم إجراء تعيينات بحسب نفس الشروط المذكورة أعاله.
يتولى مهام األمانة موظف إدارة الضرائب ،له على األقل رتبة مراقب ،يعينه مدير الضرائب بالوالية.
تختص لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة على مستوى الدائرة بالبت في الطعون التي يكون
موضوعها طلب تصحيح خطا ارتكب عند تقييم الوعاء الضريبي أو في حساب الضريبة أو االستفادة من نص تشريعي أو
تنظيمي.
تقدم الطعون أمام هذه اللجنة ،عندما يقل مبلغ مساهمة المكلف بالضريبة في مجال الضرائب المباشرة عن 111.111دج أو
يعادلها .وكذا بالنسبة للرسم على القيمة المضافة عندما يقل عن 111.111دج أو يعادلها والتي اتخذت اإلدارة مسبقا
بشأنها ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي ().6
ويجب أن تعرض الطلبات على اللجنة في اجل شهرين ( )1اعتبا ار من تاريخ تبليغ قرار اإلدارة.
ثانيا :لجنة الطعن الوالئية الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة:
نصت على تكوين هذه اللجنة المادة 116من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة .يتم إنشاء اللجنة الوالئية للطعن على
مستوى كل مجلس شعبي والئي وتتكون من:
•قاضي يعينه رئيس المجلس القضائي المختص إقليميا رئيسا.
•ممثل عن الوالي ( بالنسبة لمحافظة الجزائر ،يعن ممثل عن الوزير المحافظ).
•مدير الضرائب الوالئي.
• ممثل عن الغرفة التجارية الموجودة على مستوى الوالية ،وان تعذر ذلك يعين ممثال عن تلك التي يمتد اختصاصها إلى الوالية
المعنية.
•خمسة( )1أعضاء دائمين وخمسة( )1أعضاء إضافيين يعينون من قبل الجمعيات أو االتحادات المهنية ،وان تعذر ذلك،
يختار رئيس المجلس الشعبي الوالئي هؤالء األعضاء من بين األعضاء المكونين للمجلس الشعبي الوالئي ،شرط توافرهم على
خبرات ومعلومات ألداء مهامهم.
•ممثل عن الغرفة الفالحية للوالية.
يتم تعيين أعضاء لجنة الطعن الوالئية بعد انتخاب أعضاء المجلس الشعبي الوالئي مدة عضويتهم هي نفسها مدة عضوية
المجلس الشعبي الوالئي .وفي حال وفاة أو عزل أو استقالة نصف األعضاء على األقل ،فانه يتم تعيين أعضاء جدد بنفس
الشروط.
يخضع األعضاء لنفس الشروط وااللتزامات المذكورة سابقا فيما يخص لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على
القيمة المضافة على مستوى الدائرة.
تبدي اللجنة رأيها في الطلبات الرامية إلى الحصول أما على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة أو حسابها
واما االستفادة من حق المرتكب عن حكم تشريعي أو تنظيمي.
ثالثا :لجنة الطعن المركزية الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة
نصت المادة 111في فقرتها األولى من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة على أنه تنشأ لدى الوزارة المكلفة بالمالية ،
لجنة مركزية للطعن في الضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة تتشكل من:
-الوزير المكلف بالمالية أو ممثله المفوض قانونا ( رئيسا) .
-ممثل وزير العدل ،على ان يكون برتبة مدير على األقل.
-ممثل وزير التجهيز ،على ان يكون برتبة مدير على األقل.
-ممثل وزير التجارة ،على ان يكون برتبة مدير على األقل.
-المدير العام للميزانية أو ممثله برتبة مدير على األقل.
-المدير المركزي للخزينة أو ممثله برتبة مدير على األقل.
-ممثل الغرفة التجارية للوالية المعنية ،فان تعذر ذلك فممثل عن الغرفة الوطنية للتجارة.
-ممثل عن الغرفة الفالحية للوالية ،فان تعذر ذلك فممثل عن الغرفة الوطنية للفالحة.
-ممثل االتحاد المهني المعني.
-نائب مدير المنازعات اإلدارية ،والقضائية للمديرية العامة للضرائب بصفته مقرر اللجنة.
-كاتب اللجنة الذي يكون من أعضاء مصالح المديرية العامة للضرائب ،يعينه المدير العام للضرائب.
يشترط في أعضاء هذه اللجنة ،ان ال تقل أعمارهم على 11سنة ،وان يتمتعوا بحقوقهم المدنية وان يلتزموا بالسر المهني
المنصوص عليه في المادة 11من قانون اإلجراءات الجبائية.
تبدي اللجنة المركزية للطعن رأيها في الطلبات الرامية إلى الحصول أما على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة
أو حسابها وأما االستفادة من حق المترتب عن حكم تشريعي أو تنظيمي.
ويجب ان تنصب هذه الطلبات على ما يأتي:
-أقساط الضرائب المباشرة أو الرسوم المماثلة وكذا بالنسبة لفرض الرسم على القيمة المضافة على المكلفين الذين تسييرهم
الهيئة المكلفة بتسيير المؤسسات الكبرى والتي أصدرت اإلدارة الجبائية مسبقا برأي ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي.
-أقساط الضرائب المباشرة أو الرسوم المماثلة التي يزيد مبلغها عن 1111.111دج وكذا بالنسبة لفرض الرسم على القيمة
المضافة الذي يزيد عن .1.111.111دج والتي أصدرت اإلدارة مسبقا بشأنها ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي.
ويجب ان تقدم هذه الطلبات إلى اللجنة في اجل شهرين ( )1ابتداء من تاريخ تبليغ القرار إلى اإلدارة ().6
وتجدر اإلشارة إلى ان اللجوء إلى لجان الطعن ال يترتب عنه توقيف إجراءات تنفيذ تحصيل الضريبة.
كما انه ال يجوز اللجوء إلى الطعن أمام هذه اللجان بعد اللجوء إلى القضاء ().1
الفرع الثاني :اإلجراءات القانونية للطعن أمام لجان الطعن للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة:
سنتطرق لهذه النقطة من خالل دراسة شروط قبول الطعن وكذا سير أعمال لجان الطعن.
تخضع الطعون التي تقدم أمام لجان الطعن للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة إلى شروط شكلية وأخرى موضوعية
يجب احترامها من قبل المكلف بالضريبة.
أوال :شروط قبول الطعون:
لكي تكون الطعون المقدمة أمام لجان الطعن على مستوى الدائرة أو الوالية أو اللجنة المركزية ،مقبولة ،يجب ان تتوفر فيها
شروط شكلية وأخرى موضوعية هي نفسها الواردة في الشكوى المقدمة إلى المدير الوالئي للضرائب إضافة إلى شروط أخرى
نختصرها فيما يلي:
1-الشروط الشكلية تتمثل فيما يلي:
-أن يكون المكلف بالضريبة قد قدم شكاية إلى المدير الوالئي للضرائب.
-أن ال يكون المكلف بالضريبة قد رفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية.
-أن يقوم المكلف بالضريبة بتقديم الطعن أمام هذه اللجان خالل شهرين من تاريخ تبليغ قرار اإلدارة.
-أن يكون تقديم الطعن حسب الحصة الضريبة المفروضة عليه ،حيث انه بالنسبة للجان الطعن على مستوى الدائرة تكون اقل
من 111.111دج.
-بالنسبة للجان الطعن على مستوى الوالية من 111.111دج إلى 1111.111دج.
-بالنسبة للجان الطعن على المستوى المركزي ،أكبر من 1111.111دج.
2-شروط الموضوعية:
يجب ان تعلق الطعون بالطلبات الرامية إلى الحصول على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة أو في حسابها
أو االستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي ويتعين على المكلف بالضريبة ان يبين ذلك في شكايته.
ثانيا :سير أعمال لجان الطعن اإلدارية:
بعد استالم الطعون من طرف لجان الطعن اإلدارية للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة ،يقوم كاتب اللجنة بتقييدها
في سجل سنوي خاص بهذا الغرض ويحولها إلى المدير الوالئي للضرائب لتشكيل ملف الطعن الذي يحوله بدوره إلى مكتب
المنازعات اإلدارية والقضائية ويسجل في السجل الخاص بذلك ().6
يأمر مدير الضرائب للوالية بتحويل الملف إلى مفتش الضرائب المختص إقليميا ليقوم بتحقيق حول الطعن ويبدي رأيه في نقاط
النزاع ويعيده لمدير الضرائب الوالئي الذي يعطي تقري ار عن ذلك.
بناء على طلب من رئيسها الذي يجب عليه ان يبلغ أعضائها
بعد تسلم لجنة الطعن تقرير المدير الوالئي للضرائب ،تجتمع ً
( )61عشرة أيام قبل تاريخ االجتماع.
كما يمكن استدعاء المكلف بالضريبة قصد سماعه ،وفي هذه لحالة يجب إخطاره ( )61عشرة أيام قبل تاريخ االجتماع.
تنعقد كل لجنة بتوافر النصاب القانوني الجتماعها:
•فبالنسبة للجنة الطعن اإلدارية للدائرة ،فان النصاب هو ثلثي ( )1/1األعضاء على األقل.
•بالنسبة للجنة الطعن الوالئية ،فان النصاب هو سبعة ( )6أعضاء على األقل.
•أما اللجنة المركزية للطعن ،فان النصاب هو أربعة ( )1أعضاء على األقل.
تجتمع كل من اللجنة المركزية والوالئية للطعن مرة كل ثالثة ( )11أشهر على األقل ،إ
إما فيما يخص لجنة الطعن على مستوى الدائرة فان القانون لم يحدد لها أي مدة لالجتماع ،فيتم بناءا على استدعاء من
رئيسها.
تتخذ كل لجنة ق ارراتها باألغلبية ،وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس.
الفصل الثالث :المرحلة القضائية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل
سنتناول في هذا الفصل عرض منازعات الضرائب في مرحلتها القضائية ,وهذه المرحلة التي نص عليها األمر رقم ( 611-11
) المؤرخ في 19جوان 6811والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،والمعدل والمكمل بعدة قوانين جبائية ال سيما قانون
اإلجراءات الجبائية ,وقد شملت هذه القوانين جميع الضرائب بأنواعها.
والقانون يلزم المكلف بدفع الضريبة ,الذي يرغب في الطعن في الق اررات اإلدارية الضريبية أن يقدم أوال شكاية إلى المدير
الوالئي للضرائب ،وذلك قبل تحريك دعواه أمام الجهات القضائية المختصة في مجال المنازعات اإلدارية ،وتكمن أهمية التظلم
اإلداري المسبق في آثاره ،إذ أن االلتجاء إلى اإلدارة بطلب إعادة النظر فيما تكون قد أصدرته من ق اررات مدعى في مشروعيتها
كثي ار ما يؤدي إلى تصفية النزاع ،االستغناء عن الخصومة القضائية وتجنب الخصوم من المصاريف واألتعاب ،إضافة إلى
تخفيف العبء عن الجهات القضائية المختصة.
وقد حدد القانون هذه الجهات المختصة والمتمثلة في المحكمة اإلدارية ومجلس الدولة وبين المنازعات التي تختص بها.
ومما ال شك فيه أن الهدف المتوخى من رفع الدعوى من قبل المكلف أمام المحكمة اإلدارية ،هو العمل على إصالح األخطاء
التي ارتكبتها اإلدارة في حقه ،أو االستفادة من حق ناتج عن تدبير تشريعي أو تنظيمي.
ويمكن لطرفي النزاع ( المكلف واإلدارة ) أن يتقدم بطلب االستئناف أمام مجلس الدولة إذا رفضت دعواه أمام المحكمة اإلدارية
().6
له و تلزمه في نفس الوقت ان يبت في موضوع الخالف طبقا لمواد قانوني اإلجراءات المدنية و اإلجراءات الجبائية() .6
وقد اشترط قانون اإلجراءات المدنية أن تكون رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية المختصة ،التي تتبع مقر إنجاز الضريبة محل
النزاع ،كما نجد المادة 618من نفس القانون تشترط التظلم اإلداري لرفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية.
وعلى غرار ذلك نجد أن قانون اإلجراءات الجبائية استوجب بعض الشكليات واإلجراءات بحيث ال تقبل الدعوى بدونها.
كانت تعنى في السابق ورقا معينا يتم الحصول عليه من إدارة الضرائب بمقابل مالي أما في الوقت الحاضر فيقصد بها الورق
العادي عليه الطابع الضريبي ( طابع الدمغة) الخاضع لقانون الطابع( ، )6و قد اصدر مجلس الدولة قرا ار رقم 661811
بتاريخ 1111/11/11نطق فيه بعدم قبول العريضة بسبب عدم دمغ العريضة.
على أساس ان دمغ العريضة من النظام العام )1(.وبالمقابل يجب ان تكون الدعوى فردية إال في حالة وجود أعضاء الشركات
فيمكنهم تقديم شكاية جماعية ،و يجب ان تكون الدعوى تعبر عن الضريبة الواقعة في حدود بلدية واحدة ،وفي حالة وجود
عدة بلديات ال يعتد إال بالبلدية المذكورة أوال في الدعوى ().1
فرغم القوة التنفيذية الممنوحة للجداول من طرف الوزير المكلف بالمالية ،إال أنه يمكن للمكلف بالضريبة ان ينازع في شرعية
حق الخزينة العمومية ( ،)6أو بإجراء المتابعات ( صحة شكل إجراء المتابعات – طلب إلغاء الغلق المؤقت ) وفي هذه الحالة
المكلف بالضريبة الذي لم يتحرر من دينه الجبائي تتم متابعته بواسطة أعوان اإلدارة المعتمدين قانونا ،أو المحضرين
القضائيين والتي تبدأ مباشرة بموجب تبليغ سند إجراء المتابعات بعد يوم من استحقاق الضريبة ،والذي يسبق اإلجراءات
التنفيذية من غلق مؤقت حجز ،بيع )1( .
وهذه المنازعات بغالبيتها تكون بمبادرة من المكلف بالضريبة ،أما التي تكون بمبادرة من اإلدارة ،فتشمل النزاع المدني والمتمثل
في البيع القصري للمحل التجاري أو إقرار مسؤولية في الشركة في حالة استعمال مناورات تدليسية.
وهذا ما تضمنه مجلس الدولة في قرارهً ًً حيث بالفعل بالرجوع إلى دراسة الملف وخاصة بعد اإلطالع على المادة 186من
قانون الضرائب المباشرة التي تنص على أنه في حالة حجز أموال المكلف بالضريبة كما هو الشأن في قضية الحال ،ال يحق
المطالبة برفع اليد على األموال أمام القضاء مباشرة ،إال إذا كانت هذه الدعوى مسبقة برفع الطلب إلى المدير الوالئي وفصل
فيه خالل شهر ابتداء من يوم إيداع الطلب ،وما دام أن المستأنف لم يقم باإلجراء المطلوب منه طبقا للمادة 186قانون
ضرائب مباشرة يتعين التصريح بعدم قبول الدعوىً ًً )6( .
•القضاء المستعجل في المادة الجبائية :من بين األمور الواجبة علينا الخوض فيها وهذا لما يكتسبه من أهمية في المادة
الجبائية بصفة خاصة ،وعليه يستوجب علينا التوقف عند هذه اإلشكالية :هل القضاء المستعجل مختص بتوقيف تحصيل
الضريبة ؟
إن المادة 666مكرر من قانون اإلجراءات المدنية في الفقرة الثالثة منها على أنهً ًً يجوز في جميع حاالت االستعجال لرئيس
المجلس القضائي ،أو للعضو الذي ينتدبه بناءا على عريضة تكون مقبولة حتى في حالة عدم وجود قرار سابق ،األمر بصفة
مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة ،وذلك باستثناء ما تعلق منها بأوجه النزاع التي تمس النظام العام أو األمن العام،
ودون المساس بأصل الحق ً .
وعليه يم كن استخالص ما يلي أنه واستنادا إلى المبررات القانونية التي تضمنتها المادة ذاتها ،ال يمكن اللجوء عن طريق
القضاء االستعجالي بتوقيف قرار ضريبي يقضي بتحصيل الضريبة ،ذلك أن النزاع الضريبي يمس في شموليته أصل الحق،
ومن المبادئ القضائية العامة انه متى تعلق النزاع بالموضوع ،فإن قاضي المسائل المستعجلة يكون غير مختص ،بل يؤول
االختصاص إلى قاضي الموضوع ،ومن جهة أخرى وتبعا للمبررات االقتصادية ،ال يمكن توقيف تحصيل الضريبة عن طريق
قاضي االستعجال ألن في ذلك مساس بالنظام العام واألمن العام ،المنصوص عليه في المادة 666الفقرة الثالثة.
من قانون اإلجراءات المدنية ،فالضريبة تعتبر موردا هاما لتغذية ميزانية الدولة أو ميزانية الجماعات المحلية ( الوالية ،البلدية
) )1( .
وكاستنتاج:
نجد أن إجراء محاولة الصلح المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية يطبق في المنازعات اإلدارية العامة وال يطبق في
منازعات الضرائب المباشرة لعدم جدواها)6( .
وفيما يخص حقوق الطابع يحدد اجل التقادم بأربع سنوات من أجل:
•تأسيس وتحصيل حقوق الطابع.
•قمع المخالفات المتعلقة بالقوانين والتنظيمات المسيرة لهذه الحقوق ،ويسري أجل التقادم ابتداء من يوم استحقاق الحقوق من
اجل تأسيسها وتحصيلها)1(.
أما بالنسبة لدعوى استرداد الضرائب تتقادم دعوى استرداد الحقوق المحصلة بدون حق أو بصورة غير قانونية ،في مجال
الضرائب الغير مباشرة نتيجة خطا ارتكبه األطراف أو اإلدارة بمرور أجل 11سنوات ابتداء من يوم الدفع.
وتخضع العقوبات الواردة في الق اررات ،أو األحكام بالتقادم بمرور 11سنوات كاملة على تاريخ القرار أو الحكم الصادر بصفة
نهائية ،و بالنسبة للعقوبات الصادرة عن المحاكم ابتداء من يوم اكتساب األحكام قوة الشيء المقضي به وهذا ما نصت عليه
المادة 611من قانون اإلجراءات الجبائية.
وهذا ما قضى به مجلس الدولة " حيث ان المادة 11من قانون اإلجراءات المدنية تنص على انه يجب على الخبير ان يخطر
الخصوم باأليام والساعات التي سيقوم فيها بإجراء أعمال الخبرة.
حيث ان المشرع اجبر الخبير على استدعاء طرفي النزاع ،حيث ان الخبير الذي يسهى عن هذا اإلجراء الذي هو وجوبي يعرض
خبرته للبطالن ،وبالتالي وبدون االلتفات إلى الدفوع األخرى")6
ويتوجه الخبراء الثالثة إلى مكان إجراء الخبرة وبحضور ممثل عن اإلدارة الجبائية والمكلف أو ممثله ،واذا اقتضى األمر ذلك
بحضور رئيس لجنة الطعن على مستوى الدائرة حيث يقومون بتأدية المهمة المنوطة بهم من قبل المحكمة اإلدارية.
ويقوم عون إداري بتحرير محضر مع إضافة رأيه فيه ،ويقوم الخبراء بتحرير إما تقرير مشترك ،واما تقارير منفردة ) 1
ويوضع المحضر وتقارير الخبراء لدى كتابة الضبط للمحكمة اإلدارية ،حيث يمكن لألطراف التي تم إبالغها بذلك قانونا ،إن
تطلع عليها خالل مدة عشرين ( )11يوما كاملة.
وبعد انتهاء عملية الخبرة وايداع التقارير ،يقوم كل خبير كشف مفصل يتضمن مبلغ أتعابه أمر تفرغه وكذا المصاريف التي
أنفقها أثناء المهام المنوطة إليه ،ويجب أن تكون هذه المطالب مسببة ومؤسسة واال قام رئيس أو قاضي المحكمة بإلغائها،
كما يمكنهم االحتجاج واالعتراض على هاته الصفة المعلنة باألتعاب في خالل ثالثة ( )11أيام ابتداء من تاريخ تبليغ القرار من
طرف رئيس المحكمة اإلدارية )1(.
وفي األخير إذا رأت المحكمة اإلدارية ان الخبرة كانت غير سليمة أو غير كاملة،لها ان تأمر بإجراء خبرة جديدة تكميلية تتم
وفقا للشروط السابقة الذكر )1(.
إال انه قد تحدث عوارض تمنع أو توقف عملية الخبرة في أي لحظة أثناء اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة اإلدارية والتي
نصت عليها المادة 96من قانون اإلجراءات الجبائية وتتمثل:
سحب الطلب ( التنازل عن الدعوى ) :وهي أن يسحب المكلف بدفع الضريبة طلبه قبل ان تتخذ فيه المحكمة اإلدارية القرار
النهائي ،وهذا التنازل يجب أن يكون محر ارً على ورق عادي وموقع من قبل المكلف من له الوكالة القانونية )6
ولكي يكون سحب الطلب شرعياً يجب أن يستجيب لبعض الشروط اآلتية:
• يجب أن يخبر بذلك قبل صدور الحكم.
• يجب أن يكون بسيط غير مقترن بقيد أو شرط.
• يجب أن يكون كتابي وممضي بيد المشتكي أو بيد وكليه وسحب الطلب شفاهيا غير مقبول.
كما تجدر اإلشارة إلى ان قانون اإلجراءات الجبائية الجديد ،وكذا قانون الضرائب المباشرة قبله قد سكتا عن مسألة سقوط
الخصومة في حالة صدور قرار سابق على الفصل في الموضوع أمر بالخبرة في منازعة ضريبة ،وتسبب المدعي في عدم
تنفيذه طيلة سنتين فهل يطبق سقوط الخصومة المنصوص عليه في المادة 111من قانون اإلجراءات المدنية على منازعات
الضرائب المباشرة ام ال يطبق ؟
ولقد تم الجواب على هذا السؤال بالقرار رقم 6118الصارد في 6881/11/11عن الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا وهو أول
قرار تصدره الغرفة اإلدارية ويجيز تطبيق المادة 111من قانون اإلجراءات المدنية ،وبالتالي سقوط الخصومة أمام القضاء
اإلداري عند بته في منازعات الضرائب المباشرة " حيث انه إذا تسبب المدعي في عدم تنفيذ الحكم الصادر قبل الفصل في
الموضوع طيلة مدة سنتين ،يجوز للمدعي عليه أن يطلب معاينة سقوط الخصومة" .
وقد اقر مجلس الدولة من جهته في قرار حديث ،إمكانية تطبيق سقوط الخصومة استنادا إلى المادة 111من قانون
اإلجراءات المدنية في المنازعة الضريبة ،سائ ار في ذلك نهج الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا وقد جاء في قرار مجلس الدولة في
" 6888/16/61فضال في النزاع القائم بين المكلف بالضريبة ومديرية الضرائب لوالية وهران الشرقية أكد هذا المبدأ ذاهبا إلى
ان عدم استمرار الدعوى لمدة تزيد عن سنتين وفقا ألحكام المادة 111من قانون اإلجراءات المدنية يؤدي إلى سقوطها )1
• التدخل في الخصام:
وهو تدخل شخص آخر غير المكلف المشتكي حيث ال يكون مقبوالً إال إذا اثبت الفائدة التي يتحصل عليها في حل النزاع
المطروح أمام المحكمة اإلدارية قبل صدور الحكم النهائي )6
الفرع الثاني :سيرورة الق اررات اإلدارية واجراءات الطعن فيها أمام مجلس الدولة
بعد ان تجتمع جميع المعطيات المتعلقة بالنزاع أمام الغرفة اإلدارية وبعد ان تكون عملية التحقيق واجراءات التحقيق الخاصة قد
تمت ،يقوم مقرر المحكمة اإلدارية بتحويل رأيه إلى النيابة العامة،لتقديم تقريرها )1
وتتم عملية المداولة بدون حضور األطراف السابقة الذكر ( ،)1والمتمثلين في النيابة العامة أو األطراف أو محاميهم أو كاتب
الضبط ،وعليه بعد تعرضنا لكيفية سير الدعوى وكيفية انعقاد الجلسة حتى المداولة بقصد اتخاذ القرار المناسب ،وعليه نتعرض
بعدها إلى محتوى القرار ومن ثم كيفية تبليغه واآلثار التي يحدثها القرار اإلداري في مواجهة األطراف.
أوال :شكل القرار :اشترطت فيه المادة 611من قانون اإلجراءات المدنية ذكر بيانات الزمة نلخصها فيما يلي:
• يجب ان يتضمن القرار تحليال لطلبات األطراف ويستند القاضي في حكمه إلى طلبات األطراف والمذكرات المتعلقة بالتحقيق.
• يجب ان يتضمن اسم ولقب ومهنة وموطن أطراف النزاع أو موطن محاميهم )6
• يجب ان يتضمن عنوان الشركة ونوعها ومقرها إذا تعلق األمر بالشركة.
• تالوة التقرير.
•كما يجب ان يتضمن غلق التحقيق أو فتحه مرة ثانية إذا تم ذلك ،مع ذكر اسم قاضي المحكمة اإلدارية ومقرها ،بيان حضور
أو تغيب الخصوم مع بيان أعضاء المحكمة اإلدارية الذين اشتركوا في القرار وبيان قيمة التخفيض إذا وجدت أو الرفض الكلي
للدعوى.
اء بقبول تخفيض مناسب أو برفض الطلب)1
•كما تتخذ الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي قرارها سو ً
وال يعلق الطعن أمام المحكمة اإلدارية تسديد المبلغ الرئيسي للحقوق المحتج عليها وعلى عكس ذلك فان تحصيل الغرامات
المستحقة يبقى معلقا إلى غاية صدور حكم قضائي نهائي )6
فيحق للطرف الذي يقدم طلب االستئناف إلى مجلس الدولة ان يتنازل عنه ويشترط فيه البساطة والوضوح ،كما انه تكون
هناك ضمانات كافية أمام هذا التنازل طبقا للمادة 191من قانون اإلجراءات المدنية.
كما انه يبلغ قرار مجلس الدولة القانوني الوزارة المكلفة بالمالية بواسطة كتاب الضبط والوزارة تقوم بدورها بتبليغه القانوني إلى
مدير الضرائب الوالئي،كما يبلغ إلى أطراف النزاع المتمثلين في محامي كل طرف وهذا بواسطة البريد المسجل مع إشعار
باالستالم.
وبالمناسبة لم يحدد قانون اإلجراءات المدنية الجزائري وال قانون اإلجراءات الجبائية المدة المعدة قانونا والتي يجب من خال لها
تبليغ أطراف النزاع بالقرار الصادر عن مجلس الدولة.
اإلجراءات المدنية ،ربما فعل ذلك عن قصد ألن المرحلة التنازعية قد انتهت ،والقرار أصبح حكماً قطعياً يرتب أث ارً قانونياً هاماً و
تمتعه بحجية الشيء المقضي فيه.
•الطعن ضد قرار مجلس الدولة:
إن قرار مجلس الدولة قطعي ال يجوز الطعن فيه ،ألنه حائز لقوة الشيء المقضي فيه إال أن هناك حاالت استثنائية نص عليها
قانون اإلجراءات المدنية طبقاً للمادتين 181 ، 181نجملها فيما يلي:
-الطعن بالتصحيح :تتجسد في كون قرار مجلس الدولة قد تضمن خطا مادي ،ارتكب أثناء إصدار الحكم عندها يمكن للطرف
المعني أن يتقدم بطلب الطعن بالتصحيح القانوني أمام مجلس الدولة طبقا للمادة 181من قانون اإلجراءات المدنية.
-الطعن بالعدول :يمكن لمجلس الدولة أن يقدم طلب بالعدول عن قراره وهذا إذا اكتشف خطأ قد وقع منه ،واذا رأى أنه قد
رفض لوجود طلب خاطئ قدم ألول مرة أمامها واذا كان طرف النزاع قد تمت معاقبته عن طريق طلب قدمه الطرف اآلخر ،وكان
هذا الطلب قاطع وصحيح طبقا للمادة 181من قانون اإلجراءات المدنية.
وميعاد تقديم هذه الطعون هو شهران ( )11حيث يبدأ سريان هذا الميعاد ابتداء من تاريخ صدور الحكم المشوب بالخطأ ،أو
من تاريخ ثبوت التزوير بصفة قاطعة ،إما من تاريخ الحصول على المستندات التي حال خصم المحكوم عليه ـ بغير حق ـ
دون تقديمها طبقا للمادة 181من قانون اإلجراءات المدنية.
ــــــــــــــــــــ
)(1محمد عباس محرز ،اقتصاديات الجباية والضرائب طبعة 1111ص .661
•إخفاء أو محاولة إخفاء مبالغ أو منتجات تطبق عليها الضرائب أو الرسوم المفروضة.
•تقديم وثائق مزورة أو غير صحيحة تدعيما لطلبات ترمي إلى الحصول ،إما على تخفيف الضرائب أو الرسوم ،أو تخفيضها
أو اإلعفاء منها أو استرجاعها ،واما على االستفادة من المزايا الجبائية المقررة لصالح بعض الفئات من المكلفين بالضريبة.
•اإلغفال أو التقليل عن قصد في التصريح عن رقم األعمال.
•استعمال فواتير أو اإلشارة إلى نتائج ال تتعلق بعمليات فعلية.
• استعمال الطوابع المنفصلة أو طوابع مزورة أو سبق استعمالها من أجل دفع الضرائب وكذلك بيع أو محاولة بيع الطوابع
المذكورة أو المنتجات التي تحمل تلك الطوابع.
•القيام عن قصد بتسجيل مصاريف تتحملها مؤسسة ما تحت عنوان غير صحيح ،قصد إخفاء األرباح أو اإليرادات الخاضعة
للضريبة باسم المؤسسة نفسها أو الغير.
من كل ما سبق نستخلص أن المقصود بالطرق االحتيالية هو اإلخالل بواجب الصدق الذي فرضه القانون على الملتزم
الضريبي في اإلق اررات واألوراق التي يقدمها إلى اإلدارة الضريبية.
2 /التملص من الضريبة:
وذلك إما التملص من الكل أو البعض من وعاء الضريبة أو من تصفيتها أو من أداء الضريبة كلها أو بعضها.
ال يشترط القانون لقيام الجريمة الضريبية أن تؤدي إلى نتيجة معينة وهي التملص من الضريبة ،فالمحاولة تكفي لقيامها طبقا
للمادة 11من قانون العقوبات.
3/العالقة السببية بين التملص من الضريبة و الطرق االحتيالية :
لقيام الجريمة يجب أن يتم التملص من الضريبة بناء على الطرق االحتيالية التي استعملها الجاني ،وبالتالي إذا تخلص
الممول من الضريبة نتيجة لخطأ ارتكبته اإلدارة الضريبية في فرض الضريبة أو في تقرير اإلعفاء ،فإن الجريمة تنعدم.
لكن في حالة خطأ اإلدارة كعدم اإلطالع على الوثائق المزورة التي أخفى فيها الجاني بعض المبالغ التي تسري عليها الضريبة،
فإن العالقة السببية متواجدة في هذه الحالة ()6
ــــــــــــــــــــــــــــ
)(1د .أحسن بوسقيعة ،الغش الضريبي ،مجلة قضائية العدد األول سنة 6889ص11 :
وفي حالة كشف التحقيق على وجود غش جبائي مرتكب من طرف مكلف بالضريبة ،تقوم إدارة الضرائب بتسجيله في قائمة
المتهربين جبائيا الموجودة على مستوى المديرية الوالئية للضرائب والتي ترسل إلى المديرية المركزية للضرائب لتدون في سجل
خاص.
إضافة إلى ذلك خول المشرع ألعوان الضرائب صالحية إثبات الجرائم الضريبية ،بتحرير محضر إثبات المخالفة الضريبية وقد
نص قانون الضرائب غير المباشرة على إجراءات شكلية يستوجب احترامها عند تحرير المحاضر ،مثل :ذكر تاريخ تحرير
المحضر ،نوع المخالفة واسم وصفة العون أو األعوان الذين حرروا المحضر وساعة اختتامه طبقا للمادة 111من قانون
الضرائب غير المباشرة.
وتعد هذه المحاضرالمحررة من طرف عونين حجة أمام القضاء إلى أن يطعن فيها بالتزوير.
وفضال عن ذلك ،ألعوان الضرائب سلطة تفتيش المنازل ،و هذا ال يتم إال بناء على أمر من موظف سام يقدم عرضا مسببا إلى
مدير الضرائب للوالية المختص وذلك بعد الحصول على ترخيص من السلطة القضائية ،و بحضور ضابط الشرطة القضائية
طبقا للمادتين 116 ، 188من قانون الضرائب غير المباشرة ،زد على ذلك منحهم سلطة اتخاذ تدابير تحفظية ،كحجز األشياء
محل الغش والوسائل المستعملة في الغش مع تحرير محضر بذلك طبقا للمواد 166إلى 166من نفس القانون.
وما يلفت االنتباه هو أن قانون الضرائب غير المباشرة و الطابع حصر صالحية إثبات الغش والتهرب الجبائي في أعوان إدارة
الضرائب المفوضين و المحلفين طبقا للمادة 111منه والمادة 16من قانون الطابع ،أما المادة 661من قانون الرسم على
رقم األعمال فقد خولت تلك الصالحية لضباط الشرطة القضائية ،وأعوان الجمارك وأعوان إدارة الضرائب المختلفة ).....أما
قوانين الضرائب المباشرة و التسجيل والرسوم المماثلة لم تشر إلى األشخاص المؤهلين إلثبات هذه الجريمة ،مما يطرح التساؤل
حول ما إذا كان لضباط الشرطة القضائية هذه الصالحية أم ال ؟
رغم اختالف اآلراء حول هذه النقطة ،إال أنه استقر الرأي الراجح في أنه يمكن لضابط الشرطة القضائية إثبات هذه الجريمة
شريطة أن ترسل المحاضر إلى إدارة الضرائب ().6
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1-أ .جعدي عبد الكريم ،الغش الضريبي ،الملتقى الجهوي لقضاة النيابة والتحقيق ،وهران ،مديرية البحث سنة 6886/81
ص11 :
/اإلجراءات القضائية:
نتعرض أوال لدراسة تحريك الدعوى العمومية ثم موقع إدارة الضرائب في الدعوى وأخي ار دراسة الدعوى أمام الجهة القضائية
المختصة.
الضرائب الغير مباشرة والمادة 611قانون الرسم على رقم األعمال والمادة 16من قانون الطابع إال أنهما يتحدان من حيث
بدء سريان التقادم وأسباب انقطاعه.
ب – موقع إدارة الضرائب في الدعوى:
بما أن إلدارة الضرائب صالحية مباشرة وتحريك الدعوى ،فهل تعد طرف مدني أمر طرف منظم للنيابة ؟
لقد نصت المادة 116من قانون الضرائب المبشرة على أنه ،إلدارة الضرائب الحق في التأسيس كطرف مدني في حالة فتح
تحقيق قضائي ،بناء على شكوى منها.
ج – دراسة الدعوى أمام الجهة القضائية المختصة:
القاعدة العامة في االختصاص المحلي ،أن يحدد بمحل الجريمة ،أو محل إقامة أحد المتهمين أو شركائهم أو محل القبض
عليهم ،إال انه طبقا للقوانين الجبائية ،فقد استثنى الجرائم الجبائية من هذه القاعدة ،وخولت سلطة االختيار إلدارة الضرائب .
فيكون للمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الغرامة ،أ و مكان الحجز ،أو مقر المؤسسة )6
ويجب أن يحتوي الملف المطروح أمام العدالة على محضر محرر من طرف عون محلف برتبة مراقب على األقل ،باإلضافة إلى
تقرير مختصر تذكر فيه األركان المادية والمعنوية المتعلقة بالجريمة الجبائية ،والتي تدل على وجود طرق احتيالية ،على ان
إلدارة الضرائب الحق في اإلطالع على كل المعلومات ،ومتابعة الملف طبقا للمادة 96من قانون اإلجراءات الجبائية.
ثانيا :الجزاء:
1 /األشخاص الخاضعون للجزاء:
أ)– الفاعل :هو أول من يخضع للمسألة الجزائية سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا ،كما نصت على ذلك المادة 8/111من
قانون الضرائب المباشرة.
ب) – الشريك :عرفته المادة 1/111من قانون الضرائب المباشرة والمادة 1/111من قانون الطابع والمادة 6/611قانون
التسجيل على انه" يدخل في حكم الشريك كل من قام
بـ / :التدخل بصفة غير قانونية لالتجار في القيم المنقولة أو تحصيل قسائم في الخارج.
/قبض قسائم يملكها الغير بأسماء هؤالء المالكين.
ــــــــــــــــــــ
)(1المادة 111الفقرة 1قانون الضرائب المباشرة ،المادة 111قانون الضرائب غير مباشرة ،المادة 11الفقرة ،1قانون
الطابع ،المادة 668الفقرة 1قانون التسجيل.
تتراوح ما بين 1111د ج إلى 11111د ج ،وهناك نصوص أخرى حددتها بأن تساوي ضعف
الحقوق المتملص منها على أال تقل عن 11.111د ج ،و تجدر اإلشارة إلى أن هذه الغرامات الجبائية ال يجوز الحكم بها إال
بناء على طلب إدارة الضرائب ،وكذلك يمنع األشخاص الذين تمت إدانتهم بصفة نهائية من ممارسة النشاط التجاري ،طبقا
للمادة 18من قانون المالية لسنة .1111
المطلب الثاني :جنحة تحصيل ضرائب غير مستحقة أو اإلعفاء منها :
يقصد بهذه الجنحة اإلخالل بالتزام النزاهة الواجب على كل موظف أو صاحب سلطة عمومية ،مكلف بتحصيل ضرائب مباشرة أو
غير مباشرة أو يضع جداولها كما نصت المادة 611من قانون العقوبات على ان " تطبق العقوبات المنصوص عليها في
المادة 616من قانون العقوبات على صاحب سلطة عمومية يأمر بتحصيل ضرائب مباشرة أو غير مباشرة غير تلك التي
حددها القانون ،و كذلك كل موظف يضع جداولها أو يقوم بتحصيلها ،وتطبق ذات العقوبات على أصحاب السلطة العمومية أو
الموظفين الذين يمنحون على أية صورة كانت وألي سبب كان و بغير تصريح من القانون إعفاءات من التكاليف أو الضرائب
أو الرسوم العمومية ،أو يتجاوزون عن شيء منها أو يسلمون منتجات مؤسسات الدولة مجانا ،ويعاقب المستفيد باعتباره
شريكا" .
وكذلك في الجانب اإلداري ،يعد مرتكب هذه األفعال مرتكبا لخطأ مهني جسيم من الدرجة الثالثة ،طبقا للمرسوم رقم 111-91
المؤرخ في 6891/18/66المتعلق بكيفيات تطبيق األحكام التشريعية الخاصة بعالقات العمل الفردية ،وكل هذا يدل على أن
الجاني يتعرض لمتابعة تأديبية وجزائية في نفس الوقت ،وبثبوت الفعل المرتكب من طرف الجاني وتوفر أركان الجريمة ،
يخضع لعقوبات تأديبية وجزائية سنوضحها كآالتي :
ثالثا :الجزاء:
تطبق على الجاني عقوبات تأديبية وعقوبات جزائية والتي سنتطرق إلى ذكرها:
1/العقوبات التأديبية :
يعد الموظف المرتكب لهذه األفعال مرتكب الخطأ مهني جسيم من الدرجة الثالثة يخضع لعقوبات خاصة مقررة في المرسوم
التنفيذي رقم 11-81المؤرخ في 61فيفري ،6881التي وردت في المواد 66إلى 61منه( ، )6إذ يتعرض للتوقيف لمدة
تتراوح من 61يوم إلى ستة 11أشهر ،النقل اإلجباري،التنزيل في الرتبة ،الفصل أو التسريح.
2/العقوبات الجزائية :
بتوافر أركان الجريمة السالفة الذكر يتعين تطبيق الجزاء المقرر قانونا طبقا للمادتين 616و 611من قانون العقوبات ،أي
الحبس من سنتين إلى 61سنوات وغرامة من 111إلى 61.111دج.
وفي حالة تسجيل المعارضة ال تتخذ إجراءات تنفيذ الحكم أما في حالة تسجيل الطعن بالنقض ضد الحكم أمام المحكمة العليا
طبقا للمادة 189من قانون اإلجراءات الجزائية خالل ثمانية أيام من تاريخ صدور الحكم أو القرار ،أو من يوم إجراء التبليغ إذا
صدر غيابيا ،وطيلة هذه المدة وخالل سريان إجراءات الفصل في الطعن ،ال يمكن تنفيذ أي حكم جزائي ما عاد الشق المدني
الذي ينفذ دون انتظار الفصل فيه.
أما بالنسبة لتنفيذ الحكم الجزائي الفاصل في الجريمة الجبائية في شقه الجزائي ،يتم وفقا إلجراءات تنفيذ األحكام الجزائية
بصفة عامة ،وهذا إذا كان الحكم نهائي ،أما الشق المدني لهذا الحكم ينفذ بإجراءات خاصة من قبل إدارة الضرائب كون اإلدارة
تتمتع بامتيازات في التنفيذ ،ولها موقع خاص في القضية فهي طرف مدني وتتمتع صالحيات واسعة ،إذ تقدم طلبات وتحدد
مبلغ الغرامة الجبائية وقيمة الضريبة المفروضة على المتهم فإذا رفض المحكوم عليه الخضوع للتنفيذ يتابع جزائيا ،إضافة إلى
ذلك فإن إلدارة الضرائب صالحية تحصيل الضرائب دون اللجوء إلى القضاء وهذا يسمح بالتقليل من القضايا الجبائية المطروحة
أمام القضاء ،وعلى سبيل المثال نذكر عدد القضايا الجبائية المتعلقة بالغش الجبائي المطروحة على مستوى المحاكم التابعة
لمجلس قضاء المسيلة في الجدول التالي حسب كل سنة.
السنــوات عدد القضايــا
8سنة 1111
8سنة 1116
180سنة 1111
16سنة 1111
قد حاولنا من خالل بحثنا هذا ،التطرق إلى أهم النقاط المتعلقة بالضريبة بصفة عامة واجراءات تسوية المنازعات التي يمكن
ان تنشأ بين المكلف بالضريبة من جهة واإلدارة الجبائية من جهة أخرى ،سوء تلك التي تتعلق بوعاء الضريبة أو التي تنشا
من جراء تحصيلها والتي يتم تسويتها على مستوى اإلدارة كمرحلة أولية ،أو على مستوى لجان الطعن أو على مستوى جهات
القضاء اإلداري ،أو تلك المنازعات التي تنشا نتيجة الغش أو الهرب الضريبي والتي يختص بها القاضي الجزائري ،وكيفية
تنفيذ األحكام الصادرة بشأنها ،والتي نضمها المشرع في عدة نصوص قانونية من بينها اإلجراءات الجبائية الذي لم يكتمل بعد.
فهل ان اإلصالحات والتعديالت الواردة في مجال الجباية ،حققت فعال ما يصبوا إليه المشرع ؟
نرجو ان نكون قد وفقنا ولو بالقدر القليل في معالجة هذا الموضوع خاصة وان المنازعات الجبائية تشكل جزء هام من
المنازعات التي تطرح على القضاء اإلداري والتي تتطلب تكوين وتمكن القاضي اإلداري من المادة الجبائية ،ولما ال التخصص
في هذا المجال.
خاتــــــــــــــمة
األول بعد البترول في تمويل الخزينة العمومية إالّ
أن إدارة الضرائب هي المصدر ّما يمكن قوله في األخير هو أ ّنه بالرغم من ّ
المرجو منها والمتمثل ،في دفع عجلة التنمية
ّ أ ّنها ال تتمتع بالصالحيات واالمتيازات الكافية التي تمكنها من تحقيق الهدف
وتشجيع االستثمارات.
فما لوحظ على مستوى مرافق القضاء أن إدارة الضرائب ال تستدعي إذا رفعت الشكوى من طرف إدارة الجمارك أو مديرية
المنافسة واألسعار ...إلخ من المصالح التي تكون القضايا المرفوعة من طرفهم تمس بمصلحة إدارة الضرائب رغم أن المادة
96من قانون اإلجراءات الجبائية تنص صراحة على تمكين إدارة الضرائب من اإلطالع على بعض الملفات ال سيما منها
المتعلقة أو التي تدل على وجود غش جبائي أو أية مناورة كانت نتيجة غش أو تملص من دفع ضريبة
كذلك من ناحية أخرى فإذا كانت الدعوى مرفوعة من طرف إدارة الضرائب وتغيبت عن حضور جلسات المحاكمة تسقط الدعوى
الجبائية على عكس ما هو معمول به في التشريع الجمركي أين تقدم النيابة العامة الطلبات محلها محل تغيبها عن الحضور.
فإن الوسائل المقترحة لمكافحة جريمتي الغش والتهرب الضريبي غير ناجعة،وما هي إالّ وسائل لتجنب الجرائم وليس
كذلك ّ
القضاء عليها ،فمثال الوزارة التي تنص على إعداد قائمة مرتكبي الغش والتهرب الضريبي من طرف مدير الضرائب لكل والية
وارسالها إلى المديرية المركزية بوزارة المالية من أجل أن تسجل في سجل خاص وتحفظ هناك ،ال تفي بالغرض كما أنها تحضر
قبل صدور حكم جزائي نهائي يدين المعني بارتكابه لهذه الجرائم ،وبهذا فقد يصدر بشأنه حكم بالبراءة،وبهذا فان هذه القائمة
ما هي اال إجراء شكلي فقط ال يترتب عليه أية متابعات أو إجراءات وما هي اال مضيعة للوقت.
2 -بما ان التشريع الجبائي هو من التشريعات المعقدة مما يصعب على القاضي التحكم فيه ،فانه من المفيد تخصيص دورات
تكوينية للقضاة المعنيين بالغرف اإلدارية خاصة منهم الذين يترأسون لجان الطعن الوالئية.
3-العمل على تطبيق نص المادة 96من قانون اإلجراءات الجبائية وذلك من خالل استدعاء إدارة الضرائب لالطالع على
الملفات التي تعنيها وان لزم األمر تقديم طلباتها وتأسيسها كطرف مدني ،وهذا حتى ال يتم التالعب بمصالحها ،كذلك جعل ممثل
النيابة هو الذي يقدم الطلبات في محلها حال تخلفها وذلك في القضايا المرفوعة من طرفها كما هو معمول به في التشريع
الجمركي ،ذلك ان مصلحة الضرائب مصلحة حساسة وبهذا من األجدر تمكينها من امتيازات تساعدها على تحصيل أموال الدولة
بشكل أحسن.
4 -منح إدارة الضرائب صالحيات أو سع ال سيما في إطار التسوية الجبائية وجعلها أمام القضاء لتكون أكثر مصداقية،
والتوسيع من صالحية مدير الضرائب في هذا المجال باعتباره عضو في اللجنة الوالئية وعلى علم بقضايا المكلفين بالضريبة
خاصة وانه عهدت إليه مؤخ ار مهمة اإلشراف واالطالع على عمليات التحقيق أو المراقبة وهذا من شانه ان يساعد على التقليل
من عدد القضايا ال مطروحة على القضاء وتجنا للجهود وهدر الوقت ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى إعطاء إدارة الضرائب
صالحية أوسع فيما يخص ممارسة المتابعة والتنفيذ الجبري بجميع السبل والطرق التي من شأنها ان تؤدي بها إلى استيفاء
أموالها في جميع األحوال.
5-إعادة النظر في األنظمة المطبقة عند فرض الضريبة وباألخص النظام الجزافي من خالل تعويضه بنظام آخر يتطلب اقل
وسائل واسهل إجراءات وهذا توفي ار للجهود والوقت فمثال في روسيا عوض هذا النظام بنظام أخر حيث تطبق ضريبة سنوية
واحدة على رقم األعمال قدرها %61وهي L’impot s’intitiqueوتعوض جميع الضرائب ،وكذا العمل على تبسيط إجراءات
التصريح والدفع واجراءات حل المنازعات الناتجة عنها ،وذلك لكونها طويلة ومعقدة لدرجة الملل منها ،مما قد يساعد المكلف
بالضريبة على التقرب من إدارة الضرائب ومعرفة ماله وما عليه من واجبات.
6 -واهم شيء هو العمل من اجل القضاء على جريمتي الغش والتهرب الضريبي واستئصالهما من الجذور ،وذلك من خالل
توحيد جهود جميع اإلدارات المعنية ،ال سيما منها التي لها العالقة بإدارة الضرائب كمديرية المنافسة واألسعار ،إدارة الجمارك
ومديرية التجارة . ..الخ وهذا من خالل إيجاد حل مشترك منجز ومسطر من طرف جميع الو ازرات المعنية ،وبما ان النظام
الجبائي يقوم على مبدأ التصريح ،وان اإلخالل بااللتزامات التصريحية هي منبع هذه الجرائم فانه من األجدر اعتماد برنامج
يهدف من خالله إلى تطوير وسائل مراقبة التصريحات وأجهزة التحري والمتابعة ،ويعتمد على تسخير الموارد البشرية المؤهلة
وذوي الكفاءات العالية من اجل تحقيق ما يصبوا إليه المشرع من خالل اإلصالحات التي يعتمدها خاصة في العشرية األخيرة.
المراجــــع
أوال ) باللغة العربية
1النصوص الدستورية والتشريعية
-دستور 19نوفمبر 6881
-قانون المالية رقم 11/81المؤرخ في : 6881/61/16يتضمن قانون المالية عام 6886
-قانون المالية رقم 11/86اللمؤرخ في 6886/61/69يتضمن قانون المالية عام .6886
-قانون 16/16المؤرخ في 1116/61/11يتضمن قانون المالية عام 1111العدد 68
-قانون رقم 11/11المؤرخ في 1111/61/19يتضمن قانون المالية لعام 1111العدد .91
-قانون رقم 66/11المؤرخ في 1111/61/11يتضمن قانون المالية عام 1111العدد .91
-قانون اإلجراءات الجبائية.
-قانون الضرائب المباشرة.
-قانون اإلجراءات المدنية.
-القرار الوزاري المؤرخ في 69ربيع األول 6168الموافق ل 61يونيو 6889المحدد لالختصاص اإلقليمي للمدريات
الجهوية والمديريات الوالئية للضرائب وتنظيمها وصالحيتها .جريدة رسمية عدد 68لعام .6889
-المطبوعات المطوية الصادرة عن مدرسة التشريع الجبائي ،عن المديرية العامة للضرائب ،ووزارة المالية والمتعلقة بمختلف
الضرائب والرسوم.
-الدليل التطبيقي للمكلف بالضريبة والرسم على القيمة المضافة لعام 1111
2المجالت القضائية والرسائل:
-مجلة مجلس الدولة ،عدد خاص ،المنازعات الضريبية لعام 1111
-المجلة القضائية لعام 6881العدد الرابع
-نشرة القضاء عدد : 11بحوث ودراسات النزاع الجبائي لــ قنطار رابح
-المنازعات الجبائية الملتقى حول المستجدات قانون المالية 1111يومي 8/9جانفي 1111بنزل سيبوس عنابة.
-عرض حول المنازعات الجبائية عام 1116صادر عن المديرية الفرعية للمنازعات مديرية الضرائب لوالية جيجل.
-منازعات الضرائب المباشرة في ظل اإلصالحات الجبائية في الجزائر لــ حموم هواري بومدين مذكرة تخرج المدرسة الوطنية
للضرائب لعام 1111
-عالقة المؤسسات بالنظام الجبائي :العيد والي ،الطاهر حشروف ،حدة ثابت ،أحالم عبادة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
ليسانس ،قسم علوم تجارية ،فرع مالية دفعة 1111
-اإلصالحات الجبائية وأثرها على التنمية االقتصادية :لــ بوباعية عبد الرحمان ،قاسمي محمد ،حمادوش سعاد ،بن زمام
آسيا .مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم التجارية ،تخصص مالية جوان .1111
-الغش الجبائي وتأثيره على دور الجباية في التنمية االقتصادية فرع تخطيط رسالة لنيل شهادة ماجستير في العلوم
االقتصادية فرع تخطيط لصالح محمد عام .6886 6881
3الكتب الفقهية :
-اقتصاديات الجباية والضرائب :محمد عباس محرزي ،دار هومة للطباعة والتوزيع طبعة 1111
-اإلجراءات اإلدارية والقضائية لمنازعات الضرائب المباشرة في الجزائر ل حسين فريجة منشورات دحلب
-الجباية ،شبه الجباية ،الجمارك ،أمالك الدولة :الوعاء والتعريفة ل :سعيد بن عيسى ،الطبعة ،16مارس .1111
ثانيا ) باللغة الفرنسية
ALI BISSAD; COURS DE DROIT FISCAL ; école supérieure de banque avril 2003