You are on page 1of 73

‫المانزعات الجبائية في القانون الجزائري‬

‫مقدمة‬
‫الفصل األول ‪ :‬مدخل عام للجباية في النظام الجزائري‬
‫المبحث األول ‪ :‬النظام الجبائي الجزائري‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم أسس النظام الجبائي‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أهداف وهيكلة النظام الجبائي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات الجباية وكيفية فرضها‬
‫المطلب األول ‪ :‬مكونات الجباية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساس فرض الضريبة وكيفية تحصيلهما‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المرحلة اإلدارية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل‬
‫المبحث األول ‪ :‬منازعات الوعاء ومنازعات التحصيل‬
‫المطلب األول ‪ :‬إلتماس العفو‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬منازعة أساس الضريبة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬منازعات التحصيل‬
‫المبحث الثاني إجراءات التظلم اإلداري في منازعات الوعاء والتحصيل‬
‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات التظلم اإلداري‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دراسة الشكوى على مستوى اإلدارة الجبائية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬اللجوء إلى لجان الطعن‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬المرحلة القضائية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل‬
‫المبحث األول ‪ :‬الخصومة الجبائية أمام القضاء اإلداري‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروطها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءاتها أمام الغرفة اإلدارية ومجلس الدولة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الجرائم الجبائية المطروحة أمام القضاء الجزائي‬
‫المطلب األول ‪ :‬جريمتي الغش والتهرب الجبائي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬جنحة تحصيل ضرائب غير مستحقة أو اإلعفاء منها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تنفيذ األحكام الجزائية المتعلقة بالجرائم الجبائية‬
‫خاتمة‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر الجزائر من بين دول العالم الثالث التي عرفت فيها النفقات العمومية ارتفاعا مذهال خصوصا بعد االستقالل‪ ،‬ويعود ذلك‬
‫إلى إنشاء الهياكل القاعدية واألساسية للدولة ومن أجل تسيير دواليب الحكم من جهة ‪ ،‬والنمو الديموغرافي من جهة آخر‪،‬‬
‫فلجأت بذلك لسد النفقات سواء كانت خاصة بالتسيير أو التجهيز اعتمادا على الجباية‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ 6891‬عرف االقتصاد الوطني صعوبات هيكلية بسبب االنخفاض المتوالي ألسعار البترول ‪ ،‬والذي انجر عنه فقدان‬
‫مبالغ ضخمة أوقع ميزانية الدولة في عجز دائم فاضطرت السلطات إلى القيام بوضع مخطط – برنامج – لالستقرار أو التصحيح‬
‫الهيكلي الذي يهتم بالتوازنات الكبرى هدفه تسريع النمو‪.‬‬
‫ومن خالل هذا التحول فإن الجزائر في حاجة ماسة إلى الجباية العادية لتمويل المصالح العمومية وتحقيق النمو االقتصادي‬
‫واالجتماعي خصوصا بعد التوجه الجديد الذي يلزمها بالتكامل مع النظام العالمي ‪ ،‬الذي يفرض الشفافية والعدالة في تسيير‬
‫الجباية من جهة ‪ ،‬وليونة اإلجراءات المتبعة من طرف المكلف واإلدارة الجبائية على حد سواء من جهة أخرى‪.‬‬
‫وللتذكير تميزت القوانين الجبائية الجزائرية في السنوات األخيرة خاصة منذ سنة ‪ 6881‬بنظام جبائي أساسه تصريحيا ‪ ،‬يعتمد‬
‫على تصريحات المكلفين ‪ ،‬وهذا لكون كل مسؤول واع بأهمية مساهمته في النفقات العمومية ‪ ،‬مما يتطلب منه تقديم تصريحه‬
‫بطريقة صحيحة ودقيقة ‪ ،‬غير أن تجاوز اإلدارة الضريبية لحدود النصوص التشريعية أو اعتقاد المكلف بهذا التجاوز والذي‬
‫ينشا عن عدة أسباب ‪ ،‬منها التطور االقتصادي والتقلب الدائم وعدم استقرار القوانين ووجود فراغ في هاته األخيرة ‪ .‬فكل هذا‬
‫ينشأ عنه ما يسمى بالمنازعات الجبائية التي اقر وجودها القانون الجبائي الجزائري والتي تثور بين المكلف واإلدارة الضريبة‪.‬‬
‫وبموازاة مع ذلك فاصل كلمة منازعة تدل على مجموعة خالفات تنشأ بين أصحاب الحقوق يمكن حلها باستخدام وسائل معينة‪.‬‬
‫أما لغة ‪ :‬فكلمة منازعة فتعني نزاع أو دعوى أو خصومة تهدف إلى كل شيء متنازع فيه‪.‬‬
‫ويعرفها الدكتور باكر عمر بقوله " يمكن تحديد المنازعة بصفة عامة بأنها مجموعة القواعد التي تمكن من وجود حل لقضية‬
‫متنازع فيها‪".‬‬

‫والمنازعة الجبائية تثور وفقا ألسباب نذكر منها‪:‬‬


‫‪-‬بمناسبة امتناع المكلف عن تسديد ما فرضته اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫‪-‬عند تعديل قانون الضرائب أو إلغاء نص تشريعي قد يترتب عليه استفادة دافعي الضريبة من التشريع الجديد‪.‬‬
‫‪-‬عند اعتراض المكلف عن إجراءات المتابعات‪.‬‬
‫‪-‬في حالة تهرب المكلف من دفع الضريبة أو في حالة قيامه بالغش الضريبي فهنا تأخذ المنازعة الجبائية الصفة الجزائية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تظهر أهمية المنازعة الجبائية‪ ،‬والتي هي موضوع بحثنا المتمثلة في الدفاع وحماية مصالح المكلف ومراقبة‬
‫نشاط اإلدارة الجبائية ‪ ،‬واحترام المساواة أمام قانون الضريبة‪.‬‬

‫ومن اجل كل هذا فان أهم األسباب التي جعلتنا نختار هذا الموضوع هي‪:‬‬
‫‪-‬نقص البحث في مسألة المنازعة الجبائية رغم عالقتها الوطيدة بالقضاء ‪ ،‬في خضم التعديالت التي طرأت على قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية باعتبارها جزء من المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬التحوالت التي يعرفها االقتصاد الوطني والتي يتطلب االعتماد اكثر فاكثر على الموارد الجبائية ‪ ،‬وخاصة العادية‪.‬‬
‫‪ -‬التعمق في دراسة المنازعات الجبائية من حيث الهياكل ‪ ،‬والقواعد ‪ ،‬و اإلجراءات المستعملة لحل النزاع‪.‬‬
‫‪-‬رغبتنا الشخصية في التعمق في المادة الجبائية ‪ ،‬خاصة على ضوء ما درسناه في إطار البرنامج المقرر لنا خالل التكوين‬
‫في المدرسة العليا للقضاء‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق فان التساؤل الذي يفرض نفسه في هذا الصدد‪.‬‬
‫ماهي اإلجراءات المقررة قانونا لحل المنازعات الجبائية التي يمكن أن تنشا بين اإلدارة الجبائية والمكلف بالضريبة ؟‬
‫ولإلجابة على هذا التساؤل استعملنا المنهجية اآلتي بيانها وذلك بتقسيم بحثنا إلى ثالثة فصول ‪ :‬نتطرق في الفصل األول‬
‫لمدخل عام للجباية في النظام الجزائري‪ ،‬ثم اإلجراءات‬
‫اإلدارية المتبعة لتسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل وهذا في الفصل الثاني أما في الفصل الثالث فنتناول‬
‫اإل جراءات القضائية المتبعة لتسوية المنازعات الجبائية وصوال إلى الجرائم الناجمة عن مخالفة االلتزامات الجبائية‪.‬‬

‫إن اعتماد الدولة لنظام جبائي محكم تتقاطع فيه عدة اعتبارات مالية‪ ،‬اقتصادية اجتماعية وسياسية‪ ،‬كما أن الضريبة تحتل‬
‫الصدارة في هذا النظام كونها األداة الرئيسية لكل تنمية تسعى إليها الدولة الحديثة‪.‬‬
‫و حتى نلم بالجباية في النظام الجزائري‪ ،‬سنتطرق إلى النظام الجنائي الجزائري في مبحث أول‪ ،‬ثم إلى مكونات الجباية وكيفية‬
‫فرضها في مبحث ثاني‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬مدخل عام للجباية في النظام الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظام الجبائي الجزائري‪:‬‬


‫يمكن التطرق للنظام الجبائي الجزائري من خالل تحديد مفهومه‪ ،‬أسسه‪ ،‬هيكلته وأهدافه من خالل المطالب التالية‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم وأسس النظام الجبائي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم النظام الجبائي ‪ :‬له مفهومان‬
‫أوال‪ :‬المفهوم الضيق‪:‬‬
‫ويعني مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تنظم االقتطاع الضريبي في مراحله المتتالية من التشريع إلى التحصيل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المفهوم الواسع‪:‬‬
‫يتمثل في كافة العناصر اإليديولوجية واالقتصادية‪ ،‬بمعنى مجموعة من األفكار المؤسسة على تصورات فلسفية تهدف إلى‬
‫تحقيق طموحات مقصودة والتي يؤدي تفاعلها مع بعضها البعض إلى كيان ضريبي معين ‪)6(.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أسس النظام الجبائي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬األسس القانونية للنظام الجبائي الجزائري‪:‬‬
‫بما أن الضريبة اقتطاع يجري بالطرق الجبائية من طرف السلطة العامة‪ ،‬إذن هي رمزالسيادة‪ ،‬حيث تعتبر الجباية من‬
‫اختصاص السلطة التشريعية‪ ،‬وعليه فإن القانون وحده هو أساس فرضها‪ ،‬والذي يستمد أساسه من الدستور‪،‬‬
‫وعليه فهو يقوم على القوانين التالية‪:‬‬
‫‪1/‬تقنينات التشريع الجبائي‪:‬‬
‫وضع المشرع الجزائري خمس تفنينات وقواعد لحساب الضريبة وطرق تصفيتها وتحصيلها‪،‬وهي القوانين التالية‪:‬‬
‫قانون الضرائب المباشرة الصادر بموجب األمر(‪ )616-61‬المؤرخ في‪.6861/61/18‬‬
‫قانون الضرائب غير المباشرة الصادر بموجب األمر(‪ )611-61‬المؤرخ في ‪ 6861/61/18‬قانون الرسم على رقم األعمال‬
‫الصادر بموجب األمر(‪)611-61‬المؤرخ في‪6861/61/18‬‬
‫قانون التسجيل الصادر بموجب األمر(‪ )611-61‬المؤرخ في‪.6861/61/18‬‬
‫قانون الطابع الصادر بموجب األمر (‪ )611-61‬المؤرخ في ‪)6(.6861 /61/18‬‬
‫وهي قوانين في تعديل دائم حسب المتطلبات االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية وظروف المكلف‪ ،‬وتصدر في الجرائد الرسمية‬
‫طوال السنة‪.‬‬

‫‪2/‬قوانين المالية‪:‬‬
‫يصدر قانون المالية كل سنة‪ ،‬ويحتوي على مختلف اإلجراءات والقنينات المختلفة المتعلقة بالجباية‪ ،‬الخاصة بسنة الصدور‪،‬‬
‫فتاتي بمختلف التعديالت الهامة في مجال الضريبة‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬قانون المالية لسنة ‪ 6886‬الصادر بموجب القانون ‪ 11-81‬المؤرخ في‪ 6881/61/16:‬الذي اقر إصالحا جبائيا‬
‫واستحدث على وجه الخصوص‪:‬‬
‫الضريبة على الدخل اإلجمالي) ‪( I R G‬‬
‫الضريبة على أرباح الشركات‪( ( I B S‬‬
‫الرسم على القيمة المضافة)‪( ( T V A(2‬‬
‫هذه القوانين مجتمعة تشكل القانون الجبائي الذي يعتبر وجها من أوجه القانون العام‪ ،‬يتضمن مجموعة النصوص والقواعد‬
‫الخاصة بالضريبة والجباية وهنا يطرح تساؤل‪:‬‬
‫هل القانون الجبائي مستقل عن القانون اإلداري ؟‬
‫لقد استمد القانون الجبائي مالمح عديدة من القانون اإلداري من بينها‪:‬‬

‫مبدأ مساواة الجميع أمام الضريبة‪ :‬هو مبدأ دستوري وقانوني عام ويكون بالتناسب مع القدرات التكليفية للمواطنين طبقا للمادة‬
‫‪ 11‬من الدستور‪.‬‬
‫مبدأ الشرعية‪:‬‬
‫ال يمكن وضع ضريبة قيد التنفيذ‪ ،‬إال إذا تم إصدارها بنص قانوني‪ ،‬وعادة يكون من خالل قوانين المالية بالجرائد الرسمية‪.‬‬
‫ولكن بازدياد حجم القواعد النافذة للقانون العام‪ ،‬أخذ القانون الجبائي في التميز وأصبح له مرتبة أعلى من فروع القانون العام‪،‬‬
‫مادام أن الضريبة تقوم بتمويل جميع نشاطات الدولة الرامية لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬لهذا تتمتع الدولة من خالل اإلدارة‬
‫الضريبية بصالحيات نافذة طبقا للقانون العام‪ ،‬التي يمكن من خاللها القيام بوضع وتحصيل الضريبة باالرتكاز على قواعد‬
‫خاصة بالقانون الجبائي‪ ،‬لهذا توجد أحكام خاصة بالجباية إضافة للقواعد العامة‪ ،‬وبما أنه قانون خصوصي فهو يعرف حدودا‬
‫معينة‪ ،‬كونه ال ينص على كل األحكام وفي هذه الحالة يتم الرجوع إلى القانون العام‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بتطبيقه‪ ،‬فله قواعد من حيث الزمان والمكان‪:‬‬
‫أ‪ /‬تطبيقه من حيث الزمان ‪ :‬يطبق القانون الجبائي بشكل مباشر‪ ،‬فبصدور قانون المالية يسري مفعوله ابتداء من الفاتح جانفي‬
‫من السنة المتعلقة بها‪ ،‬وليس له أثر رجعي ألن مبدأ عدم رجعية القانون الجبائي مصرح به بموجب المادة ‪ 11‬من الدستور‬
‫الجزائري لسنة ‪ ،6881‬فال يمكن فرض ضريبة أو أي حق جبائي بأثر رجعي ألن العبرة بتاريخ التصريح بالنشاط موضوع‬
‫الفرض الضريبي‪ ،‬وليس بتاريخ القيام به‪ ،‬أي أن الفعل القانوني هو األساس وليس المادي‪.‬‬
‫ب‪ /‬تطبيقه من حيث المكان ‪:‬هو مرتبط بمبدأ اإلقليمية وسيادة الدولة‪ ،‬فكل دولة تنفرد بتشريعها الجبائي الذي أسسته‪ ،‬ويهم‬
‫جميع األشخاص المقيمين على ترابها والذين لهم مداخيل على إقليمها مهما كانت أصولهم وجنسياتهم‪.‬‬

‫غير أنه يعرف بعض االستثناءات المتمثلة في‪:‬‬


‫‪-‬المناطق الحرة‪ :‬طبقا لنص المادة ‪ 11‬من المرسوم التشريعي رقم‪ 61/81 :‬المؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 6881‬المتضمن ترقية‬
‫االستثمار‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ : 94/320‬الصادر في ‪ 66‬أكتوبر ‪ 6881‬المتضمن المناطق الحرة‪ ،‬فإن هذه المناطق جزء‬
‫من إقليم الدولة‬
‫السياسي الجبائي‪ ،‬غير أن االستثمارات والمعامالت التجارية فيها معفاة من الضرائب والرسوم‪)6(.‬‬
‫‪-‬الحصانات الدبلوماسية ‪ :‬تقوم األعراف الدولية على أساس المعاملة بالمثل‪ ،‬لهذا فهي معفاة من الضرائب شرط اعتراف‬
‫الدولة المعنية بنفس الحقوق للسفارات الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬االستثناءات المتعلقة بتهيئة اإلقليم ‪:‬كل دولة تحدد بموجب نص تنظيمي مناطق تستفيد أنشطتها من إعفاءات جبائية دائمة‬
‫أو مؤقتة‪ ،‬وهي المناطق الواجب ترقيتها كالمناطق الجبلية‪ ،‬أو القليلة السكان أو التي تحملت آثار الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫إضافة أن تطبيقه من حيث المكان يعرف مشكل اإلزدواج الضريبي ويقصد به خضوع د خل معين للضريبة في بلدين أو خضوع‬
‫دخل معين لضريبتين في نفس البلد باسم المستفيد من هذا الدخل‪ ،‬ولتفاديه على المستوى الدولي يجب إبرام اتفاقيات تفادي‬
‫االزدواجية الضريبية ومحاربة التهرب الضريبي‪.‬‬
‫كما انه يجب محاربة التهرب الضريبي على المستوى الداخلي باالعتماد على مكان محل اإلقامة ‪ .‬وفي هذا اإلطار صدر قرار‬
‫عن المحكمة العليا بتاريخ ‪ 6886/16/16‬تحت رقم ‪ 11161‬جاء فيه ‪ " :‬من المقرر قانونا أنه إذا كان للمكلف بالضريبة‬
‫محل إقامة وحيد‪ ،‬فإن الضريبة تؤسس في مكان محل اإلقامة‪ ،‬والقضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا للقانون‪ ،‬ولما كان من‬
‫الثابت في قضية الحال أن الطاعن تعرض إلي ضريبة تكميلية على الدخل لسنة ‪ 6868‬مرتين رغم كونه قد صرح لإلدارة‬
‫الضريبية بالجزائر بتغيير محل إقامته من غرداية‪ ،‬فإن قضاة االستئناف برفضهم لطلبه الهادف إلى الحكم بأن الضريبة الصادرة‬
‫من مفتشية غرداية غير قانونية يكونون بقضائهم كذلك قد خالفوا القانون (‪)".1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األسس التنظيمية للنظام الجبائي الجزائري‪:‬‬
‫تتمثل في اإلدارة الجبائية بوجه عام ‪،‬وهي ذلك الجهاز الفني و اإلداري الذي يناط به مسؤولية حساب الضريبة‪ ،‬تصفيتها‪،‬‬
‫وتحصيلها‪ ،‬ومختلف اإلجراءات والتقنينات الخاصة بالضريبة‪ ،‬أي تنفيذ التشريع الجبائي‪.‬‬
‫وهي هيئات منتشرة على كافة أرجاء الوطن‪ ،‬كما أنها من حيث تنظيمها اإلقليمي تكون موحدة‪ ،‬بحيث توجد مديرية للضرائب‬
‫على مستوى كل والية‪ ،‬أما من الناحية التقنية فهي مقسمة إلى مصلحتين‪:‬‬
‫‪1/‬مصلحة الوعاء‪:‬‬
‫هي مصلحة أوكلت إليها عملية الوعاء‪ ،‬والذي يتمثل في مجموع إجراءات تحديد ومراقبة المادة الخاضعة للضريبة التي تستعمل‬
‫كقاعدة لتطبيق تسعيرة خاصة لتحديد مبلغ الضريبة الواجب تأديته‪.‬‬
‫‪2/‬مصلحة التحصيل‪ :‬يقوم قابض الضرائب المختلفة بتحصيل مختلف الضرائب كما له دور محاسب على مستوى البلديات‬
‫التابعة له عندما تدفع نفقاتها وتأتى مرحلة التحصيل بعد اختيار المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬وتقديرها وحساب مبلغ الضريبة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف وهيكلة النظام الجبائي‪:‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬أهداف النظام الجبائي‪:‬‬
‫للضرائب دور فعال في تحقيق أهداف السياسة المالية في األنظمة االقتصادية المختلفة‪ ،‬خاصة بعد توسع دور الدولة في‬
‫الحياة االقتصادية الذي يتطلب فرض ضرائب للحصول على اإليرادات الالزمة من أجل تمويل اإلنفاق الحكومي المتزايد‪ ،‬وهذا ما‬
‫يجعلها أداة مالية هامة بيد السلطة العامة كونها أداة اقتصادية تستخدم ألهداف توجيهية في إطار الفلسفة السياسية‬
‫واالقتصادية للدولة حسب الظروف التي يمر بها االقتصاد‪ ،‬لذلك أصبحت تعرف بالضرائب الوظيفية‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص هذه األهداف فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الجباية أداة للتوجيه االقتصادي و المالي‪:‬‬
‫تعتمد السلطات العمومية قصد ضمان تنفيذ الخيارات االقتصادية و المالية بالنسبة لسياسة التنمية على عدة وسائل ‪ ،‬من‬
‫أهمها الجباية بالموازاة مع تشجيع االستثمارات عن طريق اإلعفاءات الخاصة لمتعلقة بالمقاولين بواسطة قانون االستثمارات‬
‫ومختلف معايير وطرق التحضير الجبائي المنصوص عليها في قوانين المالية (‪).6‬‬
‫ثانيا ‪:‬الجباية أداة للتوازن االجتماعي‪:‬‬
‫و يقصد به العدالة االجتماعية ‪ ،‬أي إعادة توزيع الدخل الوطني بين مختلف الشرائح والطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬هيكلة النظام الجبائي‪:‬‬


‫هناك الكثير من النقائص التي كانت تشوب النظام الجبائي السابق الذي كان قبل اإلصالحات التي مست اإلدارة الجبائية ابتداء‬
‫من سنة ‪ ،6881‬وتتمثل هذه النقائص في سوء تنظيم المصالح اإلدارية والنقص في تأهيل المستخدمين‪ ،‬وندرة اإلطارات‬
‫الجامعية وانعدام الوسائل الحديثة مما أدى النعدام فعالية هذا النظام‪ ،‬لهذا عمد المشرع الجزائري من خالل اإلصالحات إلى‬
‫إعادة التنظيم اإلداري‪ ،‬والهيكلة اإلدارية‪ ،‬سواء بالنسبة لمصالحها الخارجية أو الداخلية‪ ،‬فأصبحت لكل والية مديرية مستقلة‬
‫تابعة لها‪ ،‬إال أنها تظل دائما تابعة للمديرية الجهوية في بعض األمور‪.‬‬
‫وعليه يمكن تناول الهيكلة بنوع من التفصيل كآالتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬على المستوى المركزي‪:‬‬
‫يخضع النظام الجبائي الجزائري مثله كأي نظام في تنظيمه لمختلف المصالح التابعة له إلى مبدأ احترام السلم اإلداري‪ ،‬فنجد‬
‫على رأسه‪:‬‬
‫المديرية العامة للضرائب وتكون على مستوى وزارة المالية‪ ،‬وطبقا للمادة الخامسة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11/81‬المؤرخ‬
‫في ‪ 61‬رمضان عام ‪ 6161‬الموافق ل ‪ 61‬فيفري سنة ‪ 6881‬الذي يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة المالية‪ ،‬فإن‬
‫المديرية العامة للضرائب تتكون من‪:‬‬
‫‪1-‬المفتشية العامة للمصالح الجبائية‬
‫‪2-‬مديرية التشريع الجبائي‪.‬‬
‫‪3-‬مديرية العمليات الجبائية‪.‬‬
‫‪4-‬مديرية الوسائل والمستخدمين‪.‬‬
‫‪5-‬مديرية التنظيم واإلعالم اآللي‪.‬‬
‫‪6-‬مديرية التحقيقات الجبائية‪.‬‬
‫‪7-‬مديرية المؤسسات الكبرى‪.‬‬
‫‪8-‬مديرية المنازعات ‪ :‬وتظم المدريات الفرعية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المديرية الفرعية لمنازعات ضرائب الدخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المديرية الفرعية لمنازعات الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المديرية الفرعية للمنازعات اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫د‪ -‬المديرية الفرعية للجان الطعن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬على المستوى الجهوي‪:‬‬


‫طبقا للمادة الثانية من القرار المؤرخ في‪ 69‬ربيع األول عام‪6168‬الموافق ل‪61‬جوان سنة ‪ 6889‬الذي يحدد االختصاص‬
‫اإلقليمي للمديريات الجهوية والمديريات الوالئية للضرائب وتنظيمها وصالحيتها‪ ،‬فإنه تجمع المدريات الوالئية للضرائب على‬
‫المستوى الوطني في تسع مديريات جهوية للضرائب وهي‪:‬‬
‫المديرية الجهوية لـ‪ :‬الشلف‪ ،‬بشار‪ ،‬البليدة‪ ،‬محافظة الجزائر الكبرى‪ ،‬سطيف‪ ،‬عنابة قسنطينة ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬وهران ‪)6( .‬‬
‫وطبقا لنص المادة ‪ 61‬من نفس القرار‪ ،‬فإن كل مديرية جهوية للضرائب تضم أربعة مديريات فرعية وهي‪:‬‬
‫‪1/‬المديرية الفرعية للتكوين‬
‫‪2/‬المديرية الفرعية للتنظيم والوسائل‪.‬‬
‫‪3/‬المديرية الفرعية للعمليات الجبائية‪.‬‬
‫‪4/‬المديرية الفرعية للرقابة‪.‬‬

‫ثالثا ‪/‬على المستوى الوالئي‪:‬‬


‫طبقا للمادة ‪ 18‬من القرار المؤرخ في ‪ 69‬ربيع األول عام ‪ 6168‬الموافق ل ‪ 61‬يوليو سنة ‪ 6889‬المحدد لالختصاص‬
‫اإلقليمي للمديريات الجهوية والمديريات الوالئية للضرائب وتنظيمها وصالحيتها ‪ ،‬فإن المديرية الوالئية للضرائب لوالية المسيلة‬
‫تتكون من خمس مديريات فرعية وهي‪:‬‬
‫‪1/‬المديرية الفرعية للعمليات الجبائية‬
‫‪2/‬المديرية الفرعية للتحصيل‬
‫‪3/‬المديرية الفرعية للمنازعات‬
‫‪4/‬المديرية الفرعية للمراقبة الجبائية‬
‫‪5/‬المديرية الفرعية للوسائل (‪)1‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬أن هذا القرار يحدد أيضا المديريات الفرعية لباقي المديريات الوالئية األخرى بالتفصيل ‪ ،‬كما يحدد عدد‬
‫المكاتب التي تتكون منها كل مديرية فرعية‪.‬‬

‫رابعا ‪/‬على مستوى المصالح الخارجية‪:‬‬


‫باإلضافة إلى مصلحة الوعاء والتحصيل ورغبة من المشرع الجزائري في إعطاء الفرصة لإلدارة الضريبية لتدارك األخطاء ‪،‬‬
‫والتخفيف من العبء المثقل على الجهات القضائية المختصة توفي ار للوقت والمصاريف ‪ ،‬تم إنشاء اللجان المختصة في الطعون‬
‫الجبائية على مستوى المجالس الشعبية الوالئية والدوائر‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪:‬‬
‫رغبة من المشرع في اإلصالح المكثف للنظام الجبائي ‪ ،‬باالعتماد على مركزية المصالح للوصول ألكثر فعالية والتحكم في‬
‫المصالح الخارجية‪ ،‬وتماشيا مع العولمة ‪ ،‬تم دمج القباضات و المفتشيات في مراكز للضرائب ومراكز جوارية وهذا بموجب‬
‫قانون المالية لسنة ‪.1111‬‬
‫ويكون مركز الضرائب بكل والية ويختص بتسيير الملفات الجبائية للمولين في النظام الحقيقي حسب رقم األعمال المحدد قانونا‬
‫‪.‬‬
‫أما المراكز الجوارية فتختص بتسيير ملفات المؤسسات المصغرة التي تخضع للنظام الجزافي ‪،‬و تتواجد في المناطق ذات‬
‫األهمية الجبائية والحضرية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن كل شكوى ترفع أمام أحد هذه المراكز حسب رقم األعمال أما الطعن فيكون مباشرة أمام المديرية العامة‬
‫للضرائب على مستوى وزارة المالية‪.‬‬
‫و تجسيدا لهذا اإلصالح‪ ،‬تم إنجاز مركز للضرائب بوالية الجزائر العاصمة على أن يتم تعميمه على كامل واليات القطر الجزائري‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات الجباية وكيفية فرضها‪:‬‬


‫نتطرق في هذا المبحث إلى األسس التقنية للجباية من حيث موضوعها (في المطلب األول) وكيفية تطبيق قواعد القانون‬
‫الجبائي في مجمله على المكلفين ‪ ،‬بهدف تحصيل الضرائب واألسس التي ينتهجها لتزويد الخزينة العمومية للدولة والجماعات‬
‫المحلية بالواردات(في المطلب الثاني)‪ ،‬التي تساهم في سد النفقات العامة خاصة منها تلك المتعلقة باإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكونات الجباية‪:‬‬


‫إن مفهوم الجباية أوسع من مفهوم الضريبة لكونها تحتوي عموما على الضرائب والرسوم المختلفة‪ ،‬ونظ ارً لتشعب نطاق الجباية‬
‫وأهميتها االقتصادية خاصة في معالجة األزمات والمشاكل المالية التي تواجه الدولة‪ ،‬وللحصول على مردودية أكبر أقدم المشرع‬
‫الجزائري على إدخال إصالحات مست القوانين الجبائية خالل السنوات األخيرة خاصة منذ ‪ 6881‬بهدف تبسيط وتقريب النظام‬
‫الجبائي من المكلف‪ ،‬واالرتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة‪ ،‬وفي إطار كل هذا سوف ندرس مكونات الجباية من خالل ثالث‬
‫فروع كاآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العناصر العامة للجباية والفرق بينها‪:‬‬


‫تعريف الجباية‪:‬‬
‫إن الجباية هي كل ما يؤخذ بواسطة السلطة العامة باستعمال اإلكراه لتحقيق جملة من األهداف المالية واالقتصادية‪،‬‬
‫وتضم العناصر التالية‪:‬الضريبة‪ ،‬الرسم‪ ،‬شبه الجباية و األتاوى سندرسهم باختصار ونفرق بين كل واحدة منهم‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬الضريبة‪:‬‬
‫في غياب تعريف تشريعي للضريبة يمكن القول بأنها ‪ ":‬مساهمة نقدية تفرض من طرف السلطة على المكلفين بها حسب‬
‫قدراتهم التساهمية بشكل نهائي وبدون مقابل محدد ‪ ،‬من أجل تحقيق األهداف المحددة من طرفها‪)6(.‬‬
‫كما يمكن تعريفها بأنها ‪ " :‬اقتطاع نقدي‪ ،‬بصفة نهائية‪ ،‬دون مقابل‪ ،‬منجز لفائدة الجماعات اإلقليمية (الدولة والجماعات‬
‫المحلية) أو لصالح الهيئات العمومية اإلقليمية(‪) "1‬‬
‫انطالقا من مجمل هذه التعاريف المقدمة يمكن تحديد خصائص الضريبة في أنها‪:‬‬
‫‪1/‬ذات شكل نقدي ‪ :‬فقديما كانت في شكل اقتطاعات عينية ‪ ،‬ونظ ار ألهمية النقود بالنسبة للدول فنجدها وعبر مراحل تطور‬
‫األنظمة الجبائية‪ ،‬فإنها قد حولت االقتطاعات من عينية إلى نقدية‪.‬‬
‫‪2/‬ذات طابع إجباري ونهائي ‪ :‬الضريبة هي شكل من أشكال إبراز واظهار سيادة الدولة فهي توضع ثم تحصل عن طريق‬
‫السلطة أو اإلجبار ‪ ،‬ومعناه حمل المكلف على أدائها بواسطة طرق إدارية ‪)6( .‬‬
‫وبالتالي فان الضريبة ال تدفع مقابل منفعة خاصة كما ان تحديد مقدارها ال يتم على أساس حجم استفادة الشخص من الخدمات‬
‫العامة ‪ ،‬بل وفقا لمقدرته التكليفية‪.‬‬
‫‪3/‬تغطي األعباء العامة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬الرسم‪:‬‬
‫هو اقتطاع إجباري مقترن بوجود خدمة تقدم للمكلف به‪ ،‬أو مرفق عمومي يستغله أو يقدم له خدمات‪ ،‬مثل رسم التطهير‬
‫المدفوع على فاتورة الماء والمقدر ب ‪%.11‬‬
‫كما يمكن تعريفه بأنه‪ ":‬مبلغ م ن النقود تقتطعه الدولة أو الجماعات المحلية من األفراد جب ار مقابل انتفاعهم بخدمة معينة‬
‫تؤديها لهم‪ ،‬يترتب عليها نفع خاص إلى جانب نفع عام كالمتقاضي عند رفعه لدعوى قضائية‪ ،‬أو امتياز خاص يمنح لفرد‬
‫معين كمنح جواز سفر أو تسهيالت من الدولة لمباشرة أحد األفراد عمل معين‪ ،‬كرسوم األرصفة التي تفرض على مرسى السفن‬
‫أو السماح له باستعمال مرفق عام استعماال غير عادي يكلف الدولة نفقات إضافية‪.‬‬
‫•الفرق بين الضريبة والرسم‪:‬‬
‫كال من الضريبة والرسم يفرضان بواسطة قوانين خاصة و يقتطعان بصفة إجبارية ويختلفان في أن الضريبة تفرض بدون مقابل‬
‫عكس الرسم الذي يفرض مقابل االستفادة من خدمة تقدم للمكلف‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن األموال المحصلة من الضريبة تمول خزينة الدولة‪ ،‬بينما الرسم فيحصل لتمويل خزينة الجماعات المحلية (‬
‫الوالية‪ ،‬البلدية‪).‬‬

‫ثالثا ‪ /‬شبه الجباية‪:‬‬


‫هي اقتطاعات إجبارية تنشأ بموجب قوانين المالية والتي تحدد النسب والمبالغ و شروط التخصيص والتحصيل واإلعفاءات عند‬
‫شغل األمالك العمومية وهذا ما تضمنته المادة ‪ 11‬من قانون المالية لسنة ‪ ،1116‬وتحدد النسب والمبالغ المتعلقة باألتاوى‬
‫المحصلة لشغل المطارات المفتوحة للمالحة الجوية العمومية وكذا كيفيات توزيعها عن طريق التنظيم (‪) .6‬‬
‫وبالتالي الرسوم الشبه الجبائية هي كل الحقوق والرسوم واألتاوى الواردة في الجدول الملحق بقانون المالية‪ ،‬والمحصلة لفائدة‬
‫شخص اعتباري غير الدولة والواليات والبلديات‪.‬‬
‫ويتم اقتطاع قدره ‪ % 1‬من الرسوم شبه الجبائية التي تحصل من قبل اإلدارة الجبائية لفائدة ميزانية الدولة‪.‬‬
‫•الفرق بين الضريبة وشبه الجباية‪:‬‬
‫كال من الضريبة وشبه الجباية تكون بموجب قانون حسب المادة ‪ 11‬من دستور ‪ 6881‬إال أن الضريبة ال تكون مقابل منفعة‬
‫خاصة للمكلف بها‪ ،‬بينما الشبه الجبائية تكون مقابل أداء اشتغال هيئات عمومية‪ ،‬أو امتيازات تمنح للمكلف أو تسهيالت‬
‫يستفيد منها‪.‬‬

‫رابعا ‪ /‬األتاوى‪:‬‬
‫إن األحكام الجبائية التي تطبق في هذا المجال‪ ،‬هي نفسها التي ينص عليها التشريع الجبائي المعمول به‪ ،‬وهناك نوعين من‬
‫األتاوى‪:‬‬
‫‪1/‬األتاوى اإلجبارية‪:‬‬
‫لها نفس المركز مثل الرسم الجبائي بحيث تنشأ بموجب قانون وهي تمول ميزانية الدولة‪ ،‬ويكون الوعاء هنا المحروقات‬
‫المستخرجة من الحقول البرية أو البحرية‪ ،‬وهي تقدر على أساس كميات المحروقات المنتجة والمحسوبة بعد عمليات المعالجة‬
‫في الميدان و تستثنى المحروقات التي تستهلك في سد حاجات اإلنتاج المباشرة‪ ،‬أو يعاد حقنها في الحقل أو تضيع(‪).1‬‬
‫‪2/‬األتاوى االختيارية‪:‬‬
‫ال تنشئ بموجب قانون‪ ،‬بل يحددها التنظيم أو مداولة المجالس المنتخبة ‪ ،‬وأحسن مثال على ذلك األتاوى المفروضة على‬
‫المياه ‪ ،‬حيث يتم تحديدها عن طريق مداولة المجلس الشعبي البلدي ويستطيع المواطن التخلص من دفعها باالستغناء عن‬
‫االستفادة من المياه‪.‬‬

‫الفرع الثاني " تصنيف الضريبة‪:‬‬


‫إن الضريبة يمكن أن تعرف عدة تقسيمات حسب األساس الذي يمكن اعتماده ألجل هذا فنجد مثال المباشرة والغير مباشرة تقسم‬
‫على أساس طبيعة الضريبة ‪ ،‬وقد نجد ضرائب على الدخل وأخرى على رأس المال وثالثة على اإلنفاق‪ ،‬وهذا التقسيم أساسه‬
‫النظرة االقتصادية للضريبة المنازعات غيرها من التقسيمات وهذا ما سنتطرق إليه من خالل هذا الفرع‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬التصنيف العام للضرائب‪:‬‬
‫‪1/‬الضرائب المباشرة وغير المباشرة‪:‬‬
‫هو أهم تقسيم للضرائب‪ ،‬فنجد‪:‬‬
‫الضريبة المباشرة‪ " :‬هي اقتطاعات تفرض على المكلفين بالضريبة بواسطة قوائم اسمية تدون فيها أسماء المكلفين‪ ،‬وتنصب‬
‫على الدخل والثروة‪ ( ،‬أي أنها تمس الملكية) تعود إلى الخزينة العامة‪".‬‬
‫وبتعريف آخر‪ ":‬هي كل اقتطاع قائم مباشرة على األشخاص أو على الممتلكات‪ ،‬والذي يتم تحصيله بواسطة قوائم اسمية والتي‬
‫تنتقل مباشرة من المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية(‪)6‬‬
‫الضرائب غير مباشرة ‪:‬هي " اقتطاعات تفرض على االستهالك أو الخدمات المؤداة لصالح المواطن‪".‬‬
‫ومن خالل هذه التعاريف يمكن ان تحدد اوجه االختالف وفقا للمعايير التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعيار القانوني‪:‬‬
‫أساس هذا المعيار هو عالقة المكلف بالضريبة بإدارة الضرائب من حيث التحصيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المعيار االقتصادي‪:‬‬
‫يقوم هذا المعيار على إمكانية نقل العبء الضريبي من شخص المكلف إلى شخص آخر عن طريق عالقة اقتصادية (‪ ،)1‬أي‬
‫العبرة بالمكلف بالضريبة الذي يتحملها بصورة نهائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬معيار الثبات واالستقرار‪:‬‬
‫يقوم هذا المعيار على مدى ثبات واستقرار المادة الخاضعة للضريبة‪.‬‬

‫ولقد حاول االقتصاديون البحث عن معايير أخرى ألجل الوصول إلى تعريف جامع مانع وذلك بالجمع بين المعايير الثالثة‪ ،‬وكذا‬
‫باالعتماد على المقدرة التكليفية للمكلف بالضريبة ويمكننا القول بأن‪:‬‬
‫‪-‬الضريبة المباشرة‪ :‬هي التي تفرض على الدخل عند الحصول عليه وتكون قابلة لمراعاة الظروف الشخصية للمكلف‬
‫بالضريبة‪.‬‬
‫‪-‬الضريبة غير المباشرة‪ :‬هي التي تفرض على الدخل عند اإلنفاق منه وال يمكن معها مراعاة الظروف الشخصية المكلف‬
‫بالضريبة‪)6(.‬‬

‫‪2/‬الضريبة العامة و الضريبة الخاصة‪:‬‬


‫يمكن لظروف وضع الضريبة أن تكون محال لتصنيفها إلى ضرائب عامة وخاصة كاألتي‪:‬‬
‫أ‪/‬الضريبة العامة ‪ :‬يكون تطبيق هذا النوع من الضرائب إذا تعلق األمر بالوصول إلى وضعية اقتصادية في مجملها‪ ،‬أو إلى‬
‫قيمة إجمالية‪ ،‬و هي ضريبة تركيبية ما دام أنها تقع على الدخل اإلجمالي للمكلف بالضريبة‪ .‬في الجزائر مثال) )‪، I.R.G.‬‬
‫حيث تقوم في هذا اإلطار بتركيب كل المداخيل مهما كان مصدرها‪.‬‬
‫ب‪/‬الضريبة الخاصة ‪ :‬تقع على عنصر واحد من النشاط الممارس من طرف المكلف بالضريبة‪ ،‬أو عنصر واحد من دخله‪،‬‬
‫فالضريبة على الخمور أو التبغ تكون عالية بغرض الحد أو التقليل من استهالكها‪ .‬هذه الضريبة تحليلية ألنها تحلل كل عنصر‬
‫على حدى‪.‬‬

‫‪3/‬الضريبة النسبية والضريبة التصاعدية‪:‬‬


‫أ‪ /‬الضريبة النسبية‪ :‬هي نسبة مئوية ثابتة بالنسبة لكل اقتطاع يفرض على المادة الخاضعة للضريبة وال تتغير بتغير قيمتها‪،‬‬
‫مثل الضريبة على أرباح الشركات المقدرة بـ ‪% .11‬‬
‫ب‪ /‬الضريبة التصاعدية ‪ :‬تفرض بنسب و معدالت مختلفة حسب قيمة المادة الخاضعة للضريبة أي أنها تزداد بازدياد قيمة‬
‫المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬و تستعمل لمعالجة األزمات االقتصادية‪ ،‬ومجال تطبيقها‪:‬‬
‫•الضريبة التكميلية على الدخل‪.‬‬
‫•الضريبة على المرتبات و األجور‪.‬‬
‫•الضريبة المباشرة المفروضة على شركات األموال‪.‬‬
‫•الضريبة المفروضة على الشركات األجنبية‪.‬‬
‫•الضريبة البترولية‪.‬‬

‫كل هذه الضرائب أدخلت في إطار اإلصالح الجبائي لسنة ‪ 6881‬ضمن الضريبة على الدخل اإلجمالي)‪ ، (I.R.G.‬وهو أكثر‬
‫األساليب تطبيقا من الناحية ال علمية‪ ،‬ألنه يحقق المساواة في األعباء العامة بالنسبة لطبقات المجتمع ككل‪ ،‬فالعبء يكون‬
‫حسب ثقل الثروة‪ ،‬فالفئات االجتماعية المحرومة سيقلص العبء المفروض عليها‪.‬‬
‫إال أنه يؤخذ على هذه الضريبة أنها تعرقل النشاط االقتصادي وتخلق مناخ مالئم للغش الضريبي‪.‬‬

‫‪4/‬الضرائب النوعية والتكميلية‪:‬‬


‫أ‪/‬الضرائب النوعية‪ :‬وهي‪:‬‬
‫•الضريبة على األرباح الصناعية و التجارية‪.‬‬
‫•الضريبة على أرباح المهن غير التجارية‪.‬‬
‫•الدفع الجزافي‪.‬‬
‫•الرسم الخاص على فائض القيمة‪.‬‬
‫•الرسم العقاري‪.‬‬
‫ب‪ /‬الرسوم التكميلية ‪:‬‬
‫و هي الرسوم على النشاط المهني‪ ،‬و يحسب على أساس رقم األعمال و قد سمي هكذا بعد صدور قانون المالية لسنة‬
‫‪.6881‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التصنيف الفني للضرائب‪:‬‬


‫إن األساس المعتمد في هذا التصنيف هو معرفة موضوع الضريبة‪ ،‬فالجباية تمس الثروة أو الذمة المالية للشخص المكلف في‬
‫أوقات مختلفة‪ ،‬فقد تكون ‪)6‬‬
‫‪-‬عندما تدخل الثروة إلى ذمة المكلف فنكون أمام ضريبة على الدخل‪.‬‬
‫‪-‬عندما تكمل الثروة الذمة المالية للمكلف نكون أمام ضريبة على رأس المال‪.‬‬
‫‪-‬عندما تخرج الثروة من الذمة المالية للمكلف نكون أمام ضريبة على اإلنفاق‪.‬‬

‫‪1-‬الضريبة على الدخل‪:‬‬


‫لقد عرف فقهاء القانون المدني الدخل بأنه " كل عائد آت من مصدر دائم وبصفة منتظمة"‬
‫أما فقهاء القانون الجبائي فقد وسعوا من هذا التعريف بإضافتهم المصدر المؤقت( مثل الفوز في رهانات ‪ LOTO ).‬باإلضافة‬
‫المداخيل المتأتية بصفة متقطعة‪ ،‬والدخل هنا يكون بالنسبة للشخص الطبيعي والمعنوي‪ ،‬ففي الجزائر تفرض الضريبة على‬
‫الدخل اإلجمالي )‪ (I .R .G‬أو تكون على أحد مكوناته التي سنتطرق إليها بشكل عام كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬األرباح الصناعية أو التجارية والحرفية‪:‬‬
‫هذه المداخيل هي األرباح الناتجة عن ممارسة مهنة تجارية أو صناعية أو حرفية‪ ،‬وكذا األرباح المحققة من األنشطة المنجمية‬
‫التي يقوم بها شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬
‫أما األرباح الخاصة باألشخاص الطبيعية فقط فنذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬المداخيل التي يحصل عليها الوسطاء في عمليات أو شراء عقارات أهم محالت تجارية‪.‬‬
‫‪ -‬المداخيل التي يحصل عليها األشخاص الذين يحصلون إيرادات من استغالالت المالحة أو البحيرات المالحة‪...‬‬
‫‪-‬التجار الصيادين ومجهزي السفن ومستغلي قوارب الصيد ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫ونفرض هذه الضريبة إما حسب النظام الجزافي أو الحقيقي‪ ،‬وألنه لكل قاعدة استثناء فنجد أن المشرع قد وضع فئة معفية من‬
‫تأدية الضرائب‪ ،‬وهذه اإلعفاءات تكون إما مؤقتة أو دائمة‪:‬‬
‫•اإلعفاءات الدائمة ‪ :‬تكون بالنسبة للمؤسسات التابعة لجمعيات األشخاص المعوقين المعتمدة وكذا الهياكل التابعة‪...‬‬
‫•اإلعفاءات المؤقتة‪:‬‬
‫‪-‬يستفيد الحرفيون التقليديون وكذا أولئك الممارسون لنشاط حرفي فني من إعفاء لمدة ‪ 61‬سنوات‪.‬‬
‫‪-‬يستفيد الشباب المستثمر المستفيد من إعانة " الصندوق الوطني لتدعيم تشغيل الشباب " ابتداء من تاريخ الشروع في‬
‫االستغالل من إعفاء لمدة ‪ 1‬سنوات وهذا ما أكده القرار الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ ‪ 1111/11/16‬تحت‬
‫رقم ‪ ، 111661‬والذي قضى بــ " وفقا للمادتان ‪ 1‬و ‪ 16‬من قانون المالية لسنة ‪ 6886‬فان استثمار الشباب في النشاطات‬

‫ذات الطابع اإلنتاجي وتقديم الخدمات هو الذي يكون موضوع إعفاء ‪ ،‬ضريبي لمدة ‪ 11‬سنوات أما البيع بالجملة والتجزئة‬
‫واالستيراد غير معني بهذا اإلعفاء‪).6( ".‬‬
‫واذا كانت هذه األنشطة تمارس في مناطق يجب ترقيتها فتمدد مدة اإلعفاء إلى غاية ‪ 1‬سنوات‪.‬‬

‫ب‪ /‬األرباح غير التجارية‪:‬‬


‫وهي خاصة بالمهن التي تلعب فيها العمليات الفكرية دو ار هاما مثل‪ :‬األطباء‪ ،‬المحامون المهندسون ‪ ،‬البيطريون ‪ ،‬الخبراء في‬
‫المحاسبة ‪ ...،‬الخ‬
‫باإلضافة إلى أرباح الوظائف التي ال يتمتع أصحابها بصفة التجار وتفرض هذه الضريبة حسب التصريحات ( نظام تصريح‬
‫المراقب ) بعد صدور قانون المالية لسنة ‪ 1111‬بعد ما كان خاضع لـ‪:‬‬
‫‪-‬نظام التقدير اإلداري‪.‬‬
‫‪-‬نظام التصريح المراقب‪.‬‬

‫ج‪ /‬مداخيل االستغالالت الزراعية‪:‬‬


‫وهي المداخيل الناتجة عن كل نشاط زراعي‪ ،‬كاستغالل األمالك الريفية أو استغالل الفطريات في المخازن تحت األرضية أو‬
‫نشاط تربية الحيوانات وهي تشمل كل الحيوانات كاألحصنة ‪ ،‬الدواجن ‪ ،‬النحل ‪ ... ،‬الخ‪.‬‬
‫وموضوع الضريبة هنا هو العائد الصافي (‪ )1‬الذي تحدده وزارة المالية بموجب قرار وزاري مشترك مع وزارة الفالحة حسب‬
‫الواليات في القطر‪ .‬إال أننا نجد مع فرض هذه الضريبة إعفاءات يستفيد منها المكلف إذا توفرت فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫•إعفاء دائم بالنسبة للمداخيل اإلجمالية المتأتية من زراعة الحبوب والخضر الجافة والتمور‪.‬‬
‫•إعفاء مؤقت ويكون لمدة ‪61‬سنوات وهو خاص ب‪:‬‬
‫‪-‬مداخيل األنشطة الزراعية وتربية الحيوانات التي تمارس في األراضي المستصلحة حديثا‪.‬‬
‫‪-‬مداخيل النشاطات الزراعية وتربية الحيوانات في المناطق الجبلية‪.‬‬

‫د‪ /‬فوائض القيمة الناتجة عن التنازل عن العقارات المبنية وغير المبينة من طرف الخواص‪:‬‬
‫في هذه الحالة الضريبة ال تفرض على األمالك العقارية إال عند التنازل إما عن طريق الهبة أو البيع ‪ ،‬والضريبة تفرض على‬
‫الفائض بين سعر الحيازة وسعر التنازل سواء كان الملك مبني أو غير مبني فنجد‪:‬‬
‫سعر الحيازة = سعر الشراء ‪ +‬تكاليف الموثق ‪ +‬حقوق التسجيل‬
‫سعر التنازل =السعر الحقيقي للبيع – مصاريف التنازل(حقوق التسجيل)‪...‬‬
‫وما نالحظه ان السلم التصاعدي يكون على نوعين من الضريبة من بينها الضريبة على الفائض الناتج عن التنازل عن‬
‫الملكيات المبنية والغير مبنية على النحو التالي‪:‬‬
‫مدة االحتفاظ بالملك المتنازل عنه نسبة التخفيض‪%‬‬
‫أكثر من ‪ 61‬سنة ‪%611‬‬
‫ما بين ‪ 61‬الى ‪ 61‬سنة ‪%91‬‬
‫ما بين ‪ 1‬الى ‪ 61‬سنوات ‪%11‬‬
‫ما بين ‪ 1‬الى ‪ 1‬سنوات ‪%11‬‬
‫ما بين ‪ 1‬الى ‪ 1‬سنوات ‪%11‬‬

‫ه‪ /‬المداخيل الناتجة عن تأجير األمالك المبنية وغير مبنية‪:‬‬


‫تعتبر عائدات عقارية كل العائدات الناشئة عن‪:‬‬
‫•إيجار المحالت التجارية والصناعية وتقدر الضريبة فيها بـ ‪%.61‬‬
‫•إيجار المحالت ذات االستعمال السكني وتقدر الضريبة فيها بـ ‪ %61‬على أساس مبلغ اإليجار‬

‫و‪ /‬مداخيل وعائدات القيم المنقولة‪:‬‬


‫إن المشرع الجزائري يميز بين‪:‬‬
‫•مداخيل الودائع ‪ :‬وهي تخص الحسابات الجارية وسندات الخزينة العمومية ودفاتر االدخار وتقدر الضريبة بـ ‪% .61‬‬
‫•مداخيل سندات الصندوق الغير اسمية ‪ :‬وتسري عليها نسبة ‪ % 11‬وتتميز بطابع إجرائي عند تحصيلها‪.‬‬
‫وتعفى لمدة ‪ 1‬سنوات ابتداء من ‪:1111/16/16‬‬
‫•حواصل وفوائض القيمة الناتجة عن عمليات التنازل عن األسهم‪...‬‬
‫•حواصل وفوائض القيمة الناتجة عن عمليات التنازل عن السندات واألوراق المماثلة‪.‬‬

‫ي‪ /‬المرتبات ‪،‬األجور ‪ ،‬المنح والريوع العمرية‪:‬‬


‫وهي تلك المكتسبة من طرف المكلفين بصفتهم موظفين ‪ ،‬عمال ‪ ،‬مستخدمين ‪ ...‬الخ وكل المكافآت المتحصل عليها بصفة‬
‫أجير‪...،‬الخ‪.‬‬
‫ويكون االقتطاع فيها إما بنسبة ‪ % 61‬أو ‪ % 11‬حسب الحالة‪.‬‬
‫ونجد في هذا النوع من المداخيل أن المشرع قد استثنى أيضا مجموعة منها وجعلها ال تخضع للضريبة نذكر من بينها‪:‬‬
‫•تعويض التسريح‪.‬‬
‫•المعاشات المدفوعة بصفة إلزامية على اثر حكم قضائي‪.‬‬
‫•معاشات المجاهدين ‪ ،‬األرامل‪....‬‬
‫•منح البطالة‪.‬‬
‫•المنح ذات الطابع العائلي ( منح األمومة‪) .‬‬
‫كما يعــــــفى‪:‬‬
‫•األشخاص من جنسية أجنبية الذين يعملون في الجزائر في إطار مساعدة بدون مقابل حسب اتفاق دولي‪.‬‬
‫• األشخاص من جنسية أجنبية الذين يعملون في المخازن المركزية للتموين التي أنشئ نظامها الجمركي بمقتضى قانون‬
‫الجمارك‪.‬‬
‫•باإلضافة للسفراء واألعوان الدبلوماسيين‪ ،‬القناصل وأعوان القناصل ذوي الجنسية األجنبية ‪ ...‬الخ‬
‫•وكذا األشخاص الذين تم فرض ضريبة عليهم في بلد آخر بموجب اتفاق دولي ( لتفادي االزدواج الضريبي‪) .‬‬

‫‪2/‬الضريبة على رأس المال‪:‬‬


‫يقصد برأس المال من الوجهة الضريبة‪ " :‬مجموعة األموال العقارية والمنقولة القابلة للتقييم النقدي ‪ ،‬والتي يملكها شخص‬
‫المكلف في لحظة معينة "‪ ،‬و ينقسم إلى جزئين هما‪:‬‬
‫أ‪ /‬االستثمار‪:‬‬
‫وهو الجزء المخصص لممارسة مهنة أو المدرج في الدورة االقتصادية‪ ،‬وهذا الجزء ال تفرض عليه ضرائب إال تلك المتعلقة‬
‫بالملكية و واجبات المالك‪ ،‬كالرسم العقاري أو حقوق التسجيل‪ ،‬وهي أعباء يمكنه استرجاعها وخصمها من الربح‪.‬‬
‫ب‪ /‬الثروة‪:‬‬
‫وهو القسم الموجه لتلبية الحاجيات الشخصية و العائلية‪ ،‬وألنه يبين الموقع االجتماعي للفرد‪ ،‬فإذا تجاوز حدا معينا تفرض‬
‫عليه الضريبة‪ ،‬وهذا النوع من الضرائب جديد في الجزائر‪ ،‬حيث أنها فرضت بعد سنة ‪ ،6881‬و تقدر ب‪ % 11‬موجهة‬
‫للصندوق الوطني لترقية السكن و جزء منها للبلدية‪ ،‬تعتبر هذه الضريبة نوعا من تضامن المالكين مع غير المالكين‪.‬‬

‫مثل ‪:‬حقوق التسجيل كالرسوم الثابتة على العقود القضائية وغير القضائية‪ ،‬وكذا الضرائب السنوية على راس المال‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه انه ال يجب ان تتسبب الضريبة على رأس المال في إنقاصه فالضريبة تكون على رأس المال المتغير‬
‫والمتجدد والذي يكون مرتفع القيمة‪.‬‬

‫‪3/‬الضريبة على اإلنفاق‪:‬‬


‫وهي مجموعة الضرائب غير المباشرة والرسوم التي تفرض عند استهالك بعض المنتجات أو السلع عند استخدام الدخل‬
‫والتصرف بالثروة وتداولها‪ ،‬هذه الضريبة تمس في مجملها المستهلك فقط‪ ،‬وليس التاجر‪ ،‬وتحصل لفائدة ميزانية الدولة أو‬
‫الجماعات المحلية وقد ميز القانون الجبائي بين نوعين من الضرائب على اإلنفاق‪:‬‬
‫أ‪ /‬الضرائب التي تمس المواد و الخدمات ‪ :‬و المقدرة حسب قيمتها بالنقود كما هو الشأن بالنسبة للرسم على القيمة المضافة‬
‫)‪ ، (T.V.A.‬حيث يتحمل المستهلك الرسم النهائي للسلع وتحسب على أساس سعر البيع‪ ،‬حيث يتكفل التاجر أو مقدم الخدمة‬
‫باقتطاعها من المستهلك و دفعها للخزينة العمومية‪.‬‬
‫ب‪ /‬الضرائب النوعية على اإلنفاق ‪ :‬تمس بعض السلع التي يرغب المشرع في الحد من استهالكها ‪ ،‬أو التحكم في حركيتها‬
‫مثل ‪ :‬التبغ ‪ ،‬الخمور ‪ ،‬الذهب ‪ ... ،‬الخ‬
‫هذه الضرائب تعتمد على موضوع الضريبة وليس على قيمتها وال يمكن تخفيضها مهما كان إلى جانب هذا قد يعتمد المشرع‬
‫عند فرض الضريبة على اإلنفاق على صفة المكلف كالممارس لنشاط معين كما هو الشأن بالنسبة للرسم على النشاط المهني‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الجباية قبل وبعد إصالحات ‪:6881‬‬


‫لقد مست اإلصالحات الجبائية المباشرة وغير المباشرة لذا سوف نتطرق للفر وقات الموجودة بين المرحلتين‪.‬‬
‫أوال) الجباية قبل اإلصالحات ‪:6881‬‬
‫‪1/‬الجباية المباشرة ‪:‬تتمحور الضرائب التي كانت مفروضة على الدخل حسب طبيعته فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضرائب النوعية ‪ :‬وهي التي سبق لنا ذكرها في تصنيفات الضرائب ( الضرائب النوعية والتكميلية)‬
‫ب‪ -‬الرسوم التكميلية‪ :‬تتمثل في الضرائب المكملة على األرباح المهنية وتحصل لفائدة الجماعات المحلية ( الوالية‪ ،‬البلدية‪):‬‬
‫•الرسم على النشاط الصناعي والتجاري بنسبة ‪% (T A I C)1.11‬‬
‫•الرسم على النشاط غير الصناعي بنسبة ‪%(T A N C) .(1)1.11‬‬
‫ج‪ -‬الضريبة التصاعدية‪:‬هي ضريبة تقتطع من المصدر وتكون على عاتق العامل وتنقسم إلى‪:‬‬
‫•الضريبة التكميلية على الدخل)‪(I C R‬‬
‫•الضريبة على المرتبات واألجور ( أجور‪ ،‬مرتبات‪ ،‬معاشات)‪... ) (I T S‬‬
‫د‪ -‬الضريبة المباشرة المفروضة على شركات األموال بنسبة ‪ %11‬على األرباح المحققة ابتداء من سنة ‪.6896‬‬
‫و‪ -‬الضريبة المفروضة على الشركة األجنبية ( ضريبة جزافية بنسبة ‪% )9‬‬
‫ن‪ -‬الضريبة المباشرة البترولية‪ :‬وتكون على المبيعات البترولية‬
‫‪2 /‬الجباية غير المباشرة وتتكون من‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضرائب غير المباشرة البحتة ( الذهب‪ ،‬الفضة ‪ ،‬البالتين)‬
‫ب‪ -‬الضرائب العامة على اإلنفاق وتتكون من‪:‬‬
‫•الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫•الرسم على الرقم األعمال ‪:‬و الذي يتكون من‪:‬‬
‫‪-‬الرسم اإلجمالي الوحيد على اإلنتاج)‪(T U G P‬‬
‫‪-‬الرسم اإلجمالي الوحيد على تأدية الخدمات)‪(T U G P S‬‬
‫ج‪ -‬الضرائب الخاصة على اإلنفاق وتتكون من‪:‬‬
‫•الرسم على عقود التأمينات‪.‬‬
‫•الرسم البلدي على المالهي ‪)6( ....‬‬

‫‪3/‬الجباية على رأس المال ( حق التسجيل‪):‬‬


‫إن الجباية على رأس المال أو الثروة هي التي تفرض على أساس الثروة المكتسبة‪ ،‬ويقصد بها ما يملكه الممول من أموال‬
‫عقارية أو منقولة وتدعى بحقوق التسجيل والطابع ونذكر على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪-‬ضريبة التركة‪ :‬وتكون عند نقل رأس المال عن طريق الوفاة‪.‬‬
‫‪-‬الضريبة على الحصة في شركة تجارية‪ :‬وتكون عند التنازل عن األسهم أو الحصص في الشركة‪.‬‬
‫‪-‬الرسوم الثابتة على العقود القضائية وغير القضائية‪.‬‬

‫ثانيا) الجباية بعد إصالحات ‪:6881‬‬


‫شمل اإلصالح الجبائي الذي تضمنه قانون المالية لسنة ‪ 6886‬رقم ‪ 11/81‬المؤرخ في ‪ 6881/61/16‬والذي دخل حيز‬
‫التنفيذ سنة ‪ 6881‬مجال الجباية المباشرة وغير المباشرة كاألتي‪:‬‬
‫‪1/‬الجباية المباشرة‪:‬‬
‫استحدث اإلصالح الجبائي نوعين من الضرائب هي‪:‬‬
‫أ‪/‬الضريبة على الدخل اإلجمالي)‪(I R G‬‬
‫التي حلت محل الضرائب المفروضة على مختلف المداخيل المكونة للجباية المباشرة المذكورة سابقا ‪ )6( ....‬وهي ضريبة‬
‫تصاعدية من ( ‪ % 1‬إلى ‪ ) %11‬تقرض على مداخيل األشخاص الطبيعيين التالية‪:‬‬
‫حيث تحصل الضرائب التالية‪:‬‬
‫•الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫•الضريبة على األرباح غير التجارية‪.‬‬
‫•الضريبة على مداخيل الديون والودائع والكفاالت‪.‬‬
‫•الضريبة التكميلية على الدخل والضريبة المطبق على الرواتب واألجور‪.‬‬
‫•الرسم العقاري والمفروض على الملكيات المبنية‪.‬‬
‫ويخضع للضريبة على الدخل اإلجمالي )‪(I.R.G.‬أيضا‪:‬‬
‫•األرباح الصناعية و التجارية والحرفية‪.‬‬
‫•األرباح غير تجارية‪.‬‬
‫•العائدات الفالحية‪.‬‬
‫•المداخيل العقارية الناتجة عن إيجار األمالك المبنية وغير المبينة‪.‬‬
‫•ريوع رؤوس أموال غير منقولة‪.‬‬
‫•المرتبات من المستهلك والمنح والريوع العمرية‪.‬‬
‫•فوائض القيمة الناتجة عن التنازل بمقابل عن العقارات المبنية وغير المبنية‪.‬‬
‫ب‪ /‬الضريبة على أرباح الشركات)‪(I B S‬‬
‫أصبحت هذه الضريبة فرع مستقل عن فروع القانون الجبائي‪ ،‬حيث بإحداثها تم وضع أساس ونظام قانوني جبائي لألشخاص‬
‫المعنوية مثلها مثل الشخص الطبيعي وفي ظل هذه اإلصالحات تخضع األرباح الخاصة بالشركات ( جزائرية أو أجنبية ) إلى‬
‫نظام جبائي موحد بمعدل عام قدره ‪% .11‬‬

‫‪2/‬الجباية غير المباشرة‪:‬‬


‫لقد استحدثت اإلصالحات الرسم على القيمة المضافة )‪ (T V A‬الذي عوض الرسم على رقم األعمال )‪ (T C A‬والرسم على‬
‫عقود التأمينات وكذا العمليات المصرفية والرسم البلدي على المالهي‪.‬‬
‫ويخضع له المنتوجات والسلع والخدمات بمعدالت مختلفة ومتغيرة كانت ‪ % 16 %61 ، % 6‬حسب قانون المالية ‪، 6881‬‬
‫وقد عدلت هذه النسب بموجب قانون المالية لسنة ‪ 1116‬إلى ‪ % 6‬كمعدل منخفض و ‪ % 66‬كمعدل عادي‪.‬‬
‫ويجدر بالذكر أن الرسم على عمليات البنوك والتأمينات قد استحدث ضمن اإلصالحات غير أنه تم إدراج هذا الرسم ضمن الرسم‬
‫على القيمة المضافة بموجب المادة ‪ 19‬من قانون المالية لسنة ‪ 6881‬الصادر بتاريخ‪ 18 :‬ديسمبر ‪.6881‬‬
‫وفي هذا اإلطار نشير إلى ان اإلصالح الجبائي لم يشمل الضرائب غير المباشرة البحتة وكذا نظام الرسوم الجمركية والجباية‬
‫على الثروة المتمثلة في ضريبة الرسم والطابع‪)6( .‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس فرض الضريبة وكيفية تحصيلها‪:‬‬


‫قبل التحدث عن أساس الفرض واجراءاته ال بد من القول ان الجباية‪ ،‬وبتعبير أدق الضريبة تطبق على أساس مبدأ آدم سميث‪،‬‬
‫والذي مفاده المساواة أمام األعباء العامة‪ ،‬أي خضوع أفراد المجتمع لها حسب دخلهم وبنسبة مقدرتهم مع إعفاء أصحاب‬
‫الدخل الضعيف والمعوزين وذلك باالعتماد على اليقين‪ ،‬أي ان يكون المقدار المدفوع من الضريبة واضحا بالنسبة للمكلف من‬
‫ناحية القيمة والوقت والطريقة التي يدفع بها‪ ،‬وكذا المالئمة في التحصيل بمعنى حصول الضريبة وقت تحقق الدخل وبهذا‬
‫تتحقق العدالة الضريبية ‪ ،‬مع العلم أنه عند فرض الضريبة يجب األخذ بعين االعتبار‪:‬‬
‫‪-1-‬مصلحة خزينة الدولة‪.‬‬
‫‪-2-‬مصلحة الممول‪.‬‬
‫‪-3-‬مصلحة المجتمع‪.‬‬

‫وتعتمد اإلدارة في فرض الجباية وتحصيلها طرق مختلفة حسب نوعها بهدف نقل قيمتها من ذمة المكلف بها إلى الخزينة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫إن أساس فرض الضريبة هو الواقعة المنشأة‪ ،‬أي اختيار المادة الخاضعة للضريبة والتي يعتمد في تحقيقها وتحديد مقدارها‬
‫وقيمتها وكذا للنظر فيما إذا كانت خاضعة ألية إعفاءات أو خصومات على ما يقرره المشرع ‪ ،‬وبعد إتمام هذه المراحل يتم‬
‫تحديد معدل الضريبة على ما تبقى من المادة الخاضعة للضريبة وهنا فقط يتم تصفيتها وتصبح واجبة التحصيل ‪ ،‬ويكون من‬
‫حق المكلف الطعن بالطرق التي يحددها القانون في قرار التصفية ويمنح صاحب الطعن حق تأجيل دفع الضريبة لغاية الفصل‬
‫فيه‪.‬‬

‫ويعتمد في تصنيف الواقعة المنشأة على المعيار االقتصادي والتي تتكون من ‪ :‬الدخل رأس المال‪ ،‬واإلنفاق لكن المشكل هو‬
‫كيفية معرفة وبدقة مبلغ دخل الممول الذي يكون قاعدة لتأسيس أو فرض الضريبة هذا بغض النظر عن الضرائب على رأس‬
‫المال واالستهالك وكمثال الواقعة المنشأة في األرباح الصناعية والتجارية تكون بتحقق الربح في نهاية السنة المالية‪ ،‬أما في‬
‫األجور والمرتبات فإن الواقعة المنشئة هي حصول الفرد على المرتب‪ ،‬وفي الضرائب غير المباشرة يعتبر اجتياز السلعة للحدود‬
‫اإلقليمية للدولة هي الواقعة المنشئة‪ ،‬كما يعتبر إنتاج السلعة هو الواقعة المنشئة للضريبة على اإلنتاج وبانتقال السلعة من‬
‫مراحل إنتاجها أو تداولها هو الواقعة المنشئة للرسوم على رقم األعمال ـ الرسم على القيمة المضافة حاليا ـ ويعتبر توثيق العقد‬
‫ه و الواقعة المنشئة للضريبة على انتقال الملكية مثال وبالنسبة إلى ضريبة الطابع فإن كتابة الوثائق أو المحررات المفروضة‬
‫هي الواقعة المنشئة‪.‬‬

‫و يستعمل في تقدير المادة الخاضعة على أربع طرق وهي‪:‬‬


‫)‪1‬طريقة التصريح المراقب‪:‬‬
‫وتقدر الضريبة هنا بناءا على تصريح يقدمه الممول عن كامل نشاطه وتستدعي هذه الطريقة صدق وحسن نية الممول‪.‬‬
‫)‪2‬طريقة التقدير الجزافي‪:‬‬
‫وهذا باالعتماد على قواعد جزافية مستمدة عن قرائن قانونية أو تنظيمية‪ ،‬مثال‪ :‬افتراض أن عدد معين من البنجر ينتج كمية‬
‫معينة من السكر‪.‬‬
‫)‪3‬التقدير على أساس المظاهر والعالمات الخارجية‪:‬‬
‫وذلك باالعتماد على بعض العالمات والمظاهر الخارجية المدله على نمط عيش الممول ومستوى رفاهيته مثال‪ :‬المنزل والسيارة‬
‫والمهنة‪.....‬الخ‪.‬‬
‫)‪4‬طريقة التسعير التلقائي ‪:‬‬
‫وتقدر الضريبة بناءا على مختلف المعلومات التي تحصل عليها إدارة الضرائب خاصة إذا أخل الممول بواجباته الجبائية‬
‫والمحاسبية كعدم التصريح وعدم مسك الدفاتر المحاسبية ‪)6(.‬‬
‫•والمكلف بالضريبة ملزم بدفعها حسب معدلها ووفقا لما هو قائم وقت تحقق الواقعة المنشئة بغض النظر عن صدور أي‬
‫قانون جديد يقضي برفع معدلها أو تخفيضه‪ ،‬ويجب إتباع هذه القاعدة حتى في حالة إلغاء الضريبة جزئيا أو كليا‪ ،‬فيجب‬
‫االستمرار في تحصيلها بالنسبة للضرائب التي تمت فيها الواقعة المنشئة قبل اإللغاء‪ ،‬إال إذا نص القانون الجديد صراحة بإلغاء‬
‫الضريبة بأثر رجعي ‪)1(.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنماط فرض الضريبة وكيفية إجراء المراقبة الجبائية‪:‬‬


‫أوال ) أنماط فرض الضريبة‪:‬‬
‫لقد أخضع المشرع الجبائي لكل ضريبة نمط خاص في كيفية فرضها ولهذا سنتحدث بإيجاز عن األنظمة الشائعة والمطبقة على‬
‫مختلف أنواع الضرائب‪.‬‬
‫‪-‬فيما يخص الضريبة على الدخل اإلجمالي يجب تحديد هذا الدخل والذي يساوي مجموع المداخيل الفئوية المحددة‪.‬‬

‫‪1-‬األرباح الصناعية أو التجارية أو الحرفية‪:‬‬


‫طريقة تحديد األرباح تكون إما حسب النظام الجزافي أو النظام الحقيقي والذي يطبق على أساس رقم األعمال المحقق وطبيعة‬
‫النشاط الممارس‪.‬‬
‫أ‪ /‬النظام الجزافي‪:‬‬
‫ويطبق هذا النظام عندما ال يتجاوز رقم األعمال مبلغ ‪ 6111.111‬د ج إذا كان النشاط الرئيسي يتمثل في بيع سلع أو أشياء‬
‫وتموينات ومواد مخصصة إما ألخذها أو استهالكها أو من اجل توفير السكن‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 16‬قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫‪-‬ال يتجاوز مبلغ ‪ 911.111‬د ج إذا تعلق النشاط بتأدية الخدمات‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان نشاط المكلف بالضريبة ينتمي في آن واحد إلى الصنفين المحددين أعاله فال يطبق النظام الجزافي إال إذا كان رقم‬
‫األعمال ال يتجاوز الحد المذكور أعاله في كال النشاطين‪.‬‬
‫‪ -‬ويجدر التوضيح أن رقم األعمال الواجب اعتماده فيما يتعلق بالرسم على القيمة المضافة هو الحد األقصى لهذا الرقم وذلك‬
‫من خالل إدراج كل الحقوق والرسوم بما فيه الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪-‬يستثنى من تطبيق هذا النظام العمليات التالية‪:‬‬
‫)‪01‬البيع بالجملة‪.‬‬
‫)‪02‬البيوع التي يقوم بها وكالء البيع‪.‬‬
‫)‪03‬إيجار العتاد أو المواد االستهالكية الدائمة ما عدا الحاالت التي تكتسي فيها طابع ثانوي وملحق لمؤسسة صناعية‬
‫وتجارية‪.‬‬
‫)‪04‬العمليات التي يقوم بها مقاولو األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬و ما يمكن مالحظته هو أنه يمكن للخاضعين للنظام الجزافي الذين يحوزون على محاسبة موثوقة أن يختاروا الخضوع‬
‫للنظام الحقيقي‪ ،‬ويجب أن تبلغ اإلدارة قبل ‪ 16‬فيفري من السنة األولى لمدة الخضوع النظام الجزافي مع إيجابية تحديد هذا‬
‫االختيار صراحة حسب نص المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫كيف يتم الخضوع للنظام الجزافي ؟‬

‫يتم تقدير هذا الربح جزافيا في كل سنة مدنية ولمدة سنتين‪ ،‬وبهذا يمكن ان تختلف المبالغ المعتمدة كأساس للضريبة من سنة‬
‫ألخرى‪ ،‬يختم بعد انقضاء السنة األولى من فترة السنتين التي حدد لها‪.‬‬
‫‪-‬من بين التزامات الخاضع لهذا النظام هو إرسال تصريح خاص باألرباح يرسل قبل ‪ 16‬أفريل من كل سنة‪ ،‬ويدرج فيه أيضا‬
‫الربح الجزافي في تصريح المداخيل اإلجمالية إلى مفتش الضرائب مكان ممارسة النشاط أو اإلقامة‪.‬‬
‫‪-‬كما يلتزم بمسك سجـل المشتريات واالحتفاظ بالفاتورات وكذا سجل المبيعات‪ ،‬ويكون مرقم من طرف اإلدارة الجبائية حسب‬
‫نص المادة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫‪-‬المكلف بالضريبة الخاضع لهذا النظام ملزم بالدفع بالتقسيط كل ‪ 11‬أشهر‪.‬‬
‫‪-‬يمكن إلغاء هذا التقدير الجزافي من طرف المكلف أو اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫من طرف اإلدارة ‪:‬‬
‫خالل األشهر الثالثة األولى من نفس السنة والتي يحقق خاللها المكلف بالضريبة إنهاء الخضوع لهذا النظام‪ ،‬وذلك عندما‬
‫يتجاوز رقم األعمال المبلغ المحدد في المادة ‪ 16 – 61‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة والمادة ‪ 98‬من قانون‬
‫الرسم على األعمال وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫من طرف المكلف بها‪:‬‬
‫قبل الفاتح أفريل من السنة الثانية لفترة السنتين التي حدد بشأنها هذا التقدير وهذا حسب ما هو وارد في المادة ‪ 16 – 61‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫ب‪/‬النظام الحقيقي ‪:‬‬


‫ويكون الربـح الخاضع لهذا النظام هو الربح الصافي المحدد بعد خصم األعباء التي يحددها القانون وتتكون ال سيما من‪:‬‬
‫ويجب أن تتوفر شروط وهي‪:‬‬
‫أن تستغل هذه األعباء في إطار التسيير العادي للمؤسسة‪ ،‬و أن يكون العبء فعلي ومدعم بمبررات كافية‪ ،‬ويترتب عليه‬
‫تخفيض في األصول الصافية والتي تكون مدرجة ضمن أعباء السنة المالية التي صرفت خاللها‪.‬‬
‫‪-‬يقع على عاتق الخاضعين لهذا النظام اكتتاب قبل ‪ 16‬أفريل من كل سنة‪ ،‬تصريح خاص يتضمن مبلغ الربح الصافي للسنة‬
‫المالية السابقة لمفتش الضرائب مع إدراج األرباح المصرح بها في هذا التصريح بالدفع اإلجمالي ضمن نفس الشروط‪ ،‬ويتضمن‬
‫هذا التصريح مختلف المداخيل واألرباح الخاصة بالضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬ويرسل إلى مفتش الضرائب مكان اإلقامة قبل‬
‫‪ 16‬أفريل من كل سنة وتقدم المطبوعة من طرف اإلدارة (‪).6‬‬
‫‪-‬يجب على الخاضع لهذا النظام مسك محاسبة منتظمة طبقا للقوانين والمنتظمات المعمول بها مع دفاتر أخرى كالدفتر اليومي‬
‫ودفتر األستاذ ‪ ...‬الخ‬
‫‪-‬كما انه ملزم بإعداد فاتورات يبين فيها معدل ومبلغ الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪-‬المعني باألمر يدفع مرة كل سنة‪.‬‬
‫‪-‬التخفيضات التي يمكن االستفادة منها‪:‬‬
‫•بالنسبة للتابعين للنظام الجزافي‪:‬‬
‫‪- 25 %‬على الربح الناتج عن نشاط المخبزة‪.‬‬
‫‪ - 25 %‬على الربح المحقق خالل السنتين األوليين من ممارسة النشاط من طرف األشخاص الذين لهم صفة عضو سابق في‬
‫جيش أو جبهة التحرير الوطني أو أرامل الشهداء‪.‬‬
‫•بالنسبة للخاضعين للنظام الحقيقي‪:‬‬
‫‪- 25 %‬على ربح نشاط المخبزة‪.‬‬
‫‪- 30 %‬على األرباح المعاد استثمارها‪.‬‬

‫‪2-‬في األرباح غير التجارية‪:‬‬


‫تحدد األرباح أصال حسب نظام التصريح المؤقت وتخضع بعض المداخيل لنظام االقتطاع من المصدر‪.‬‬
‫أ‪ /‬نظام التصريح المراقب‪:‬‬
‫يتوجب على الخاضعين لهذا النظام التصريح بالمقدار الصحيح لألرباح‪ ،‬والذي يعتبر األساس في فرض الضريبة ويشبه هذا‬
‫النظام‪ ،‬النظام الحقيقي المطبق على األرباح الصناعية والتجارية إذ يقع على عبء المكلف به التصريح عن المبلغ المضبوط‬
‫للربح الصافي وتدعيمه بكل الوثائق المثبتة‪ ،‬يرسل قبل ‪ 16‬أفريل من كل سنة إلى مفتش الضرائب التابع لمقر النشاط المهني‬
‫مع تقييد الربح المصرح به في تصريح الدخل اإلجمالي‪.‬‬
‫وكذا عليه مسك محاسبة مبسطة مع سجل يومي موقع ومرقم من قبل رئيس مفتشية الضرائب‪.‬‬
‫كما يجب االحتفاظ بالسجالت وكل الوثائق المثبتة المتضمنة تاريخ االقتناء وسعر التكلفة‪....‬الخ إلى غاية انقضاء السنة‬
‫الرابعة التي تلي السنة التي تم فيها قيد اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫ب‪ /‬نظام االقتطاع من المصدر‪:‬‬
‫تخضع بعض المداخيل التي تنتمي لهذه الفئة من األرباح إلى االقتطاع من المصدر والمطبق على المبالغ اإلجمالية للمداخيل‬
‫الخاضعة للرسم والتي يمكن أن تحقق من‪:‬‬
‫)‪ 1‬طرف أشخاص يقع مقرهم الجبائي خارج الجزائر ويتعلق األمر بالمداخيل التي يدفعها المدينون المقيمون في الجزائر لصالح‬
‫المستفيدين غير المقيمين في الجزائر والمشكلة مثال من‪:‬‬
‫‪-‬المبالغ المدفوعة كأجرة مقابل نشاط منجز في الجزائر من خالل ممارسة مهنة غير التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬الريوع المحصلة من طرف المخترعين من خالل منح براءات االستغالل أو براءات االختراع أو التنازل عنها‪.‬‬
‫‪-‬يلتزم كل خاضع لهذا النظام ‪ :‬التصريح بوجود في خالل ‪ 11‬يوم من بداية النشاط يرسل إلى مكان اإلقامة وفي حالة تعدد‬
‫االقامات يرسل إلى المقر الرئيسي‪.‬‬
‫‪-‬في حالة ممارسة النشاط في الجزائر بدون مقر جبائي يبعث التصريح إلى مكان الحيازة على أكبر فائدة بالجزائر ويتضمن‬
‫هذا التصريح المقدار الصحيح للربح الصافي وذلك قبل ‪ 6‬أفريل من كل سنة والذي يكون مطابق للنموذج المرسل من طرف‬
‫اإلدارة الجبائية ويرسل إلى مفتشية الضرائب التابعة لمقر النشاط المهني‪ ،‬وكذا يرسل التصريح بالدخل اإلجمالي في نفس‬
‫الميعاد إلى المفتشية التابعة لمقر السكن‪.‬‬
‫‪-‬الخاضع لهذا النظام ملزم بمسك محاسبة تتضمن سجل يومي موقع ومرقم وسجل للتثبيتات واإلستهالكات‪.‬‬
‫‪-‬التسديد في هذا النظام يكـون على دفعتيـن من األقسـاط تدفع بين‪ 11/61 :‬إلى ‪ 11/61‬وبين ‪ 11/61‬إلى ‪ 11/61‬وكذا‬
‫رصيد التصفية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة ‪ :‬ان مختلف الضرائب المتبقية والمفروضة على الدخل اإلجمالي يطبق عليها النظام الجزافي كما هو الحال في‬
‫األرباح الفالحية وكذا النظام الحقيقي‪.‬‬
‫‪-‬هذا بإيجار عن األنظمة المطبقة والشائعة على الضرائب المفروضة على الدخل اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬وحتى تطبق اإلدارة الجبائية أحد هذه األنظمة يقع على عاتقها إجراء مراقبة للضريبة وذلك من خالل مراقبة التصريحات‬
‫المرسلة إليها وكذا قيامها بالتحقيق الجبائي فيها من خالل فحص المحاسبة وكذا الفحص المعمق للوضعية الجبائية الشاملة‬
‫وهذا ما سنتعرض إليه في النقطة الثانية من هذا الفرع‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حق اإلدارة الجبائية في مراقبة الضريبة‪:‬‬


‫تتمتع اإلدارة بصالحيات الرقابة لتصريحات المكلفين بالضريبة وذلك كون النظام الجبائي مبني على أساس مبدأ التصريح‬
‫العفوي وذلك لتحقيق مبدأ المساواة بين الخاضعين لها من خالل التوزيع العادل للعبء الضريبي‪.‬‬
‫وتجري اإلدارة عمليات الرقابة بصفة دورية معتمدة في ذلك على تبادل المراسالت مع المكلفين بها وتعتبر تصريحاتهم صادقة‬
‫مبدئيا ودليل عدم صحتها يقع على عاتق اإلدارة وتعهد هذه المهام لجهازان ‪) :6(.‬‬
‫‪-‬مصالح األبحاث والمراجعات ) ‪( S R V‬والتابعة لمديرية البحث و المراجعات المتواجدة بالجزائر وهران ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬والتي‬
‫تتمتع بصالحيات التدخل على مستوى القطر الوطني للتحقيق في وضعية المكلفين‪.‬‬
‫‪-‬المصالح الفرعية للرقابة الجبائية )‪( S D C F‬والتابعة للمديريات الوالئية للضرائب في إطار اإلقليم اإلداري للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬في الحالة العامة تكون مدة هذه الرقابة في التصريحات الخاصة هي األربع سنوات األخيرة لرقم األعمال والمداخيل واألرباح‬
‫وهذا ما تضمنته المادة ‪ 111‬قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫فمثال ‪ :‬خالل سنة ‪ 6888‬يمكن لإلدارة الجبائية التحقيق في تصريحات الدخل لسنة ‪.6881-6881-6886-6889‬‬
‫‪-‬في حالة االستثناء يضاف سنتين للتقادم المذكور في الحالة العامة عند ما تقوم اإلدارة برفع دعوى قضائية حالة ثبوت لجوء‬
‫المكلف لطرق تدليسية‪.‬‬

‫وتقوم اإلدارة الجبائية أيضا بالتحقيق الجبائي في هذه التصريحات وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪1-‬التحقيق في المحاسبة ‪ ( :‬يخص النشاط الخاضع للنظام الحقيقي‪) .V F‬‬
‫‪-‬تنص عليه المادة ‪ 11‬وما يليها من قانون اإلجراءات الجبائية وهو مجموعة العمليات التي تهدف إلى مراقبة التصريحات‬
‫الجبائية المكتتبة من طرف المكلف بالضريبة‪ ،‬وكذا فحص محاسبة والتأكد من مدى تطابقها مع بعض المعطيات‬
‫‪ -‬بما فيها المادية منها حتى يتسنى لها معرفة مصداقيتها‪ ،‬لهذا فهذا النوع من التحقيق ليس له غرض المراقبة الجبائية‬
‫فحسب بل يمكن كذلك المؤسسات والمعنيين بالضريبة من االطالع على واجباتهم وحقوقهم الجبائية وأثناء التحقيق يطلع عون‬
‫اإلدارة المكلف بالضريبة على األخطاء التي يمكن أن يكون قد وقع فيها والتي ترتكب أحياناً عن غير قصد ويمكن طلب تخفيض‬
‫الزيادات المنجرة عنها وكذا يطلعه عن كيفية تقديم الطعون الالزمة‪.‬‬

‫‪&zwnj‬إجراءاته‪:‬‬ ‫أ‬
‫ال يمكن إجراء هذا التحقيق دون إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق وهذا حسب ما جاء في نص المادة‪ 11‬فقرة‪ 16‬النقطة ‪ 1‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وما أكده مجلس الدولة في اجتهاد له في القرار رقم ‪ 116896‬بتاريخ ‪ 1116/16/11‬منشور‬
‫بمجلة مجلس الدولة عدد خاص منازعات ضريبية سنة ‪ ، 1111‬حيث اعتمد على إجراء اإلشعار في إبطال إجراءات التحقيق‬
‫التي قامت بها إدارة الضرائب" ‪ ....‬حيث أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 661‬فقرة ‪ 1‬من قانون الرسم على األعمال والمادة ‪ 681‬فقرة‬
‫‪ 1‬من قانون الضرائب‪ ،‬فإنهما تلزمان المحققون القيام بإشعار المكلف بالضريبة بإجراءات التحقيق تحت طائلة البطالن‪ ،‬غير‬
‫أن هذا اإلجراء لم يحترم مما يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق التي قامت بها إدارة الضرائب‪..." .‬‬
‫ويستفيد المكلف بالضريبة من مدة ‪61‬أيام ( المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 11‬من قانون المالية ‪ )1111‬يتضمن هذا اإلشعار وجوبا‪ :‬لقب‬
‫واسم ورتبة المحقق وكذا تاريخ وساعة أول تدخل والفترة التي يتم فيها هذا التحقيق والرسوم والضرائب والحقوق واألتاوى‬
‫المعنية وكذا الوثائق الواجب االطالع عليها وان يشير صراحة وتحت طائلة البطالن‬
‫– إن للمكلف بالضريبة الحق في االستعانة بمستشار من اختياره أثناء إجراء المراقبة المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات الجبائية‬
‫وهذا ما جاء في قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا تحت رقم‪ 611611‬بتاريخ‪ "... 6881/11/11:‬للمكلف حق في اختيار‬
‫مستشار خالل المراقبة الجبائية عند اقتراح الزيادة في مبلغ الضريبة ‪)6( " .. .‬‬

‫‪-‬عدم قبول هذه اإلشعار من طرف المكلف بالضريبة ال يعني منع إجراء التحقيق وفي هذه الحالة تفرض الضريبة تلقائيا كما‬
‫سيوضح فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن للمحقق القيام بمراقبة مفاجئة ترمي إلى المعاينة المادية للعناصر المادية المستعملة من قبل المؤسسة أو للتثبت‬
‫من وجود الوثائق المحاسبية وفي هذه الحالة يسلم اإلشعار بالتحقيق مع بداية عملية المراقبة‪ ،‬ويمكن للمحقق طلب كل الوثائق‬
‫التي يمكن من وراء فحصها التأكد من مدى مصداقية التصريحات الجبائية‪ ،‬وفي حالة عدم تقييم المحاسبة في محضر يؤشر‬
‫عليه من طرف المكلف بالضريبة مع إلزام ذكر الرفض المحتمل‪.‬‬
‫‪ -‬مدة التحقيق في التصريحات والوثائق المحاسبية محددة طبقا لرقم األعمال المحقق وطبيعة نشاط المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬وتكون أربعة اشهر في المؤسسات التي يكون نشاطها تأدية خدمة إذا كان رقم األعمال ال يتعدى ‪ 1.111.111‬د ج لكل‬
‫سنة مالية محقق فيها ونفس الشيء بالنسبة للمؤسسات األخرى‪.‬‬
‫‪-‬ستة أشهر إذا كان رقم األعمال يتعدى ‪ 1.111.111‬د ج واقل من ‪1.111.111‬د ج لكل سنة مالية محقق فيها‪.‬‬
‫‪-‬نفس الشيء بالنسبة للمؤسسات األخرى بشرط أن يقل عن مبلغ ‪ 61.111.111‬د ج‬
‫‪-‬في جميع الحاالت األخرى ال تتعدى مدة التحقيق السنة مع أنها ال تطبق في حالة استعمال طرق تدليسية مثبة قانونا أو‬
‫حالة تقديم معلومات خاطئة وغير كاملة أو حالة عدم االستجابة لطلبات التوضيح و التبرير من طرف المكلف‪ ،‬وكذا في حالة‬
‫فحص مالحظات وطلبات المكلف بعد انتهاء التحقيق‪.‬‬

‫‪- 2-‬التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية العامة‪: V A S F E‬‬


‫تنص عليه المادة ‪ 16‬وما يليها من قانون اإلجراءات الجبائية ويقصد به مجموعة العمليات التي ترمي إلى الكشف عن كل‬
‫فارق بين الدخل الحقيقي للمكلف والدخل المصرح به ‪ ،‬أي بصفة عامة التأكد من التصريحات على الدخل العام (المداخيل‬
‫العقارية‪ ،‬المداخيل المحققة خارج الجزائر‪ ،‬فوائض القيم الناتجة عن التنازل بمقابل عن العقارات المبنية وغير مبنية‪ ..‬الخ)‬
‫‪ -‬يستلزم هذا اإلجراء مقارنة المداخيل المصرح بها بالمداخيل المستنتجة من وضعية أمالك المكلف ‪ ،‬حالة خزينته وكذا‬
‫العناصر المشكلة للنمط المعيشي ألفراد أسرته ‪ ،‬ويمكن برمجة هذا التحقيق إثر تحقيق في المحاسبة سواء باسم المستغل‬
‫الشخصي للمؤسسة أو الرؤساء والشركاء األساسيين للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬وينفذ كذلك هذا النوع من التحقيق في حالة وجود فارق حساس بين الدخل المصرح به من طرف المكلف من جهة وعناصر‬
‫نمطه المعيشي والنفقات المخصصة لصيانة أمالكه من جهة أخرى‪ ،‬تقوم اإلدارة بطلب التبريرات والتوضيحات التي تراها‬
‫أساسية والتي تعتمدها إلعادة تقويم الوعاء الضريبي وهذا عن طريق التصحيح الحضوري أو التلقائي‪.‬‬
‫وتلتمس اإلدارة من المكلف التبريرات في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-1-‬فيما يخص وضعيته الجبائية‪.‬‬
‫‪-2-‬فيما يخص التكاليف التي تم خصمها من الدخل اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -3-‬حين تتوفر لدى اإلدارة عناصر تثبت ان المكلف يتمتع بمداخيل هامة مقارنة مع المصرح بها وعليه تتمتع إدارة الجباية‬
‫بإمكانية اخذ المبالغ المخصصة لتغطية أعباء المكلف هذا األخير يمكنه إثبات ان المبالغ المستعملة ليست صادرة عن تدليس‪.‬‬
‫قد تلتمس اإلدارة منح توضيحات من المكلف قصد رفع الشك عن كل غموض في تصريحاته وذلك في أية نقطة كانت‪.‬‬

‫إجراءاته‪:‬‬
‫يسبق هذا التحقيق إشعار يحدد فيه السنوات موضوع التحقيق إلى جانب األجل القانوني األدنى المخول للمكلف لتسوية أموره‬
‫وتهيئة نفسه خالل ‪ 61‬أيام ابتداء من تاريخ استالم اإلشعار‪ ،‬وله الحق في االستعانة بمستشار من اختياره‪.‬‬
‫إذا انتهى التحقيق وفيما عدى حالة استعمال طرق تدليسية من طرف المكلف أو إدالءه بمعلومات خاطئة أثنائه‪ ،‬فإن اإلدارة ال‬
‫تستطيع القيام بتحقيق جديد وكذلك ال يعاد تقويم الوعاء الضريبي إذا اثبت المكلف انه التزم بحسن نية تأويل نص جبائي‬
‫معترفا به لدى اإلدارة سواء عن طريق إجراء عام أو قرار يخصه شخصيا‪.‬‬
‫استثناء ال يعتد بهذا األجل في حالة ثبوت استعمال طرق تدليسية أو اإلدالء‬
‫ً‬ ‫‪-‬ال يمكن ان تتجاوز مدة التحقيق السنة و‬
‫بمعلومات خاطئة أو االمتناع عن الرد على طلبات التبرير والتوضيح من طرف المكلف‪.‬‬
‫•نتائج التحقيق‪:‬‬
‫‪ -‬يجب على المحقق إشعار المكلف بالضريبة بنتائج المراقبة وهذا حتى في حالة غياب أي تقويم ‪ ،‬ويكون هذا اإلشعار مفصال‬
‫بقدر كاف ومعلال بطريقة تسمح للمكلف بتقديم مالحظاته أو اإلعالن عن قبوله‪ ،‬ويتضمن هذا اإلشعار طرق التقويم المؤدية‬
‫للتعديالت المزمع القيام بها ويمكن للمكلف االستعانة بمستشار لدراسة مقترحات اإلدارة أو الرد عليها‪ ،‬وتعطى له مهلة ‪ 11‬يوم‬
‫لكي يفحص نتائج التقويم واإلبالغ عن إجابته وهذا ما تضمنته المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 6‬النقطة الخامسة من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫‪-‬تقوم اإلدارة بإعادة التقويم في حالة ما إذا ثبت لها وجود نقائص ‪ ،‬أخطاء‪ ،‬اغفاالت أو إخفاء في العمليات التي تقيم على‬
‫أساسها الضريبة ‪ ،‬حيث تقوم إما‪:‬‬
‫‪- 1-‬باتباع اإلجراءات التناقضية لفرض أساس الضريبة ويسمى بالتصحيح الحضوري‪.‬‬
‫‪- 2-‬فرض الضريبة حسب اإلجراءات غير التناقضية ويسمى بالتصحيح التلقائي‪.‬‬
‫•التقدير الحضوري أو المتعارض(التصحيح المتعارض‪):La Procédure Contradictoire‬‬
‫ويسمى كذلك لوجود نقاش بين المكلف بالضريبة واإلدارة الجبائية ‪ ،‬ويكون في حالة رفض المحاسبة كما جاء في المادة ‪11‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬أيضا في حالة مسك دفاتر تجارية غير مطابقة ألحكام المواد ‪ 8‬و‪ 66‬من القانون التجاري‪ ،‬أو‬
‫عند انعدام الوثائق الثبوتية وبالتالي عدم احتواء المحاسبة على أية قيمة مقنعة وكذا عندما تتضمن المحاسبة أخطاء أو‬
‫اغفاالت أو معلومات غير صحيحة وخطيرة‪.‬‬

‫وتقوم اإلدارة بتبيين للمكلف التعديالت المطروحة على أسس الضريبة المزمع إجراؤها كما يتسنى له معرفة مصدر التعديالت وله‬
‫أجل ‪ 11‬يوم من إرسال إشعار بالتقويم لإلدالء بمالحظاته‪ ،‬كما يستطيع ان يطلب من اإلدارة‪:‬‬
‫‪- 1-‬توضيحات مفصلة تمكنه قبول التعديالت على دراية‪.‬‬
‫‪- 2-‬مدى تأثير قبوله فيما يخص التزاماته الضريبية بصفة عامة‪.‬‬
‫في حالة القبول تدرج الجداول للتحصيل ‪ ،‬وتخصم الحقوق الواجب خصمها تلقائيا دون طلب من المكلفين ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تصبح قاعدة فرض الضريبة المحددة نهائية وال يمكن االعتراض عليها من طرف اإلدارة‪ ،‬ما عدا في حالة استعمال المكلف‬
‫بالضريبة طرق ت دليسية أو تقديم معلومات غير صحيحة أثناء التحقيق ‪ ،‬كما ال يمكن له في هذه الحالة االعتراض عليها عن‬
‫طريق الطعن‪.‬‬
‫‪-3-‬إذا رفضت اإلدارة مالحظات المكلف فإنها ملزمة بان تعلمه بذلك عن طريق مراسلة مفصلة ومعللة‪.‬‬
‫•التقدير التلقائي ( ‪: la taxation d’office‬التصحيح التلقائي‪):‬‬
‫وتوقع في حاالت محددة في المادة ‪ 11‬قانون إجراءات الجبائية وهي‪:‬‬
‫‪1/‬رفض المعني لعمليات المراقبة الجبائية‪.‬‬
‫‪2/‬التصرف بأية طريقة كانت بحيث يتعين على األعوان القيام بمهامهم وعندما ال يصرح في اآلجال المحددة قانونا بالمداخيل‬
‫والرسوم ‪ ....‬الخ‬
‫‪3/‬عندما ال يطبق محاسبة أو تم رفضها لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪-‬كونها ممسوكة بطريقة غير مطابقة للقوانين السارية المفعول ولشروط وكيفيات تطبيق المخطط المحاسبي الوطني‪.‬‬
‫‪-‬كون المحاسبة ال تحتوي على أية قيمة مقنعة النعدام الوثائق االثباتية‪.‬‬
‫‪-‬تضمنها ألخطاء أو اغفاالت أو معلومات غير صحيحة‪.‬‬
‫حتى في حالة رفض المحاسبة أو التصحيح التلقائي يجب إشعار المعني بهذا إلى جانب اطالعه على أسس الجديدة (‪) .6‬‬
‫‪-‬في حالة ما إذا كانت المحاسبة غير متضمنة ألخطاء خطيرة ومتكررة‪ ،‬لكن اثبت العون عدم صحتها‪ ،‬يمكن رفضها واجراء‬
‫التصحيح التناقضي كما نص عليه سابقا‪.‬‬

‫ضمانات المكلف‪:‬‬
‫‪-1-‬االستعانة بمستشار‪.‬‬
‫‪-2-‬عدا الحاالت التي استعملت فيها طرق تدليسية ‪ ...‬الخ فان اإلدارة ال يمكنها القيام بتحقيق جديد في نفس الدفاتر وتعتبر‬
‫المراجعة منتهية إذا تم تحديد مبالغ التقويمات بصفة نهائية‪ .‬مثال لو عبر المكلف عن قبول نتائج التحقيق أو امتنع عن ذلك‬
‫في اجل أقصاه ‪ 11‬يوم في حالة انعدام التقويمات ينتهي التحقيق اثر إبالغ المكلف بوضعيته الجبائية‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫في جميع حاالت إعادة التقويم فان القواعد المحددة من طرف اإلدارة يجب ان تقترب قدر المستطاع من الحقيقة دون أي تجاوز‬
‫أو تعسف أو سوء تقويم‪.‬‬

‫‪3/‬طرق الطعن‪:‬‬
‫من بين ضمانات المكلف هو إعالمه من طرف مفتش الضرائب بظروف سير التحقيق والنتائج المترتبة عنه وامكانية لجوءه إلى‬
‫المدير الوالئي للضرائب أو رئيس مصلحة األبحاث والمراجعات للنظر في الصعوبات التي تنشأ خالل التحقيق أو بعده‪.‬‬
‫كما يمكنه القيام بالط عن النزاعي والذي يعتبر ضمانا أساسيا لصيانة حقوقه إذا تبين أنه أخضع جو ار وعلى أسس مفرطة وذلك‬
‫عن طريق إرسال شكوى إلى المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫كما يمكنه التماس وقف تحصيل الضريبة المتنازع فيها وطلب الدفع المؤجل وغالبا ما تشترط مصلحة التحصيل ضمانات‬
‫لالستجابة لهذا الطلب‪.‬‬
‫كما يمكنه اللجوء للجان الطعن المتواجدة على مستوى الدائرة‪ ،‬الوالية‪ ،‬اإلدارة المركزية أو أمام الغرفة اإلدارية‪ ،‬علما بان الطعن‬
‫ال يوقف تسديد الضريبة‪.‬‬
‫يحق للمشتكي ان يلتمس عدم تسديد العقوبة المطالب بها (الغرامة الجبائية) أو بعضا منها وترسل هذه الطلبات إلى مدير‬
‫الضرائب ويعتمد في فحصها على اإلمكانيات المالية له في التسديد وكذا الظروف الخاصة التي تدعم ملفه وتصرفاته‬

‫إلى جانب المخالفات التي اقترفها سابقا‪ ،‬ال يمكن مراجعة مبلغ الحقوق المستحقة إال إذا تعلق األمر بالضرائب المباشرة أو كان‬
‫المشتكي عاج از تماما عن تسديد ما عليه من ديون اتجاه الخزينة‪.‬‬
‫مالحظة هامة ‪ :‬وما يجدر ذكره ان صالحيات إجراء التحقيق المخولة للمصالح المذكورة آنفا قد أوكلت مؤخ ار إلى مدير الضرائب‬
‫بالوالية بموجب التعليمة الوزارية للمديرية العامة للضرائب رقم‪ 686 :‬بتاريخ ‪ 1111/11/11‬بحيث أصبح مدير الضرائب هو‬
‫الذي يشرف من خالل معالجة ملفات االحتجاجات المرفوعة من طرف المكلفين بالضريبة على عمليات التحقيق التي قام بها‬
‫الجهازين المذكورين أعاله‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ممارسة المتابعة وكيفية تصفية الدين الجبائي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬طرق التحصيل‪:‬‬
‫يقصد بها العمليات التي تؤدي إلى نقل دين الضريبة من ذمة المكلف بها إلى الخزينة العمومية وفقا للقواعد القانونية‬
‫والتنظيمية المطبقة في هذا اإلطار ‪ ،‬وقد تدخل المشرع الجبائي بوضع قواعد تضمن تحصيل دين الضريبة دون حدوث أية‬
‫عقبات تمنع الدولة من الحصول على حقها‪ ،‬وقد يتم التحصيل بصورة نقدية أو ما يقوم مقامها من شيكات أو حواالت بريدية‪،‬‬
‫وقد يكون بصورة عينية وتكون استثناء بالنسبة للمجتمعات الزراعية‪ ،‬إال ان هذا استثناء من القاعدة العامة وال يجب التوسع‬
‫فيه (‪).6‬‬
‫‪-‬كقاعدة عامة يتم التحصيل بقيام المكلف بالدفع من تلقاء نفسه دون مطالبة اإلدارة له بأدائها وهذا األكثر شيوعا وتسمى‬
‫بطريقة التوريد المباشر‪.‬‬
‫‪-‬قد يكون دفع الضريبة بمعرفة شخص آخر غير المكلف بها وهذا كاستثناء‪ ،‬وتسري هذه الطريقة بصورة عامة في الضرائب‬
‫الغير مباشرة وان كان من المتصور تطبيقها بشان عدد محدود من الضرائب المباشرة ومضمونها ان يكلف المشرع شخصا آخر‬
‫(المكلف القانوني أو الوسيط الضريبي) ‪ ،‬غير المكلف الفعلي بدفع مبلغ الضريبة إلى الخزينة العمومية على ان يقوم‬
‫بتحصيلها فيما بعد من المكلف بالضريبة الفعلي‪ ،‬ويلجئ إلى هذه الطريقة بالنسبة للضرائب على الدخل‪ ،‬وتدعى باالقتطاع من‬
‫المنبع )‪ LA RETENUE A LA SOURCE (2‬ومقتضاها ان يقوم رب العمل ( المكلف القانوني) الذي يدفع الدخل إلى‬
‫المكلف بالضريبة بخصم قيمة الضريبة من الدخل قبل توزيعه‪ ،‬أي يتم التحصيل عند نشوء الدخل وتطبق هذه الضريبة على‬
‫مداخيل العمل ( األجور المرتبات ‪ ) ..‬إيرادات القيم المنقولة وكذلك في ضرائب‬
‫اإلنتا ج واالستهالك‪ ،‬فالضريبة تحصل من المنتج أو التاجر أو المستورد الذي يحصلها بدوره من المستهلك عن طريق‪:‬‬
‫‪-‬رفع سعر السلعة بمقدار الضريبة ‪ ،‬بالنسبة لضرائب الطابع يتم تحصيلها عن طريق وضع الطوابع الجبائية على الوثائق‬
‫القانونية ( يقوم بائعها بتوريد حصيلتها إلى مصلحة الضرائب‪).‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ضمانات التحصيل‪:‬‬


‫حدد القانون العديد من الضمانات من اجل ضمان الدولة تحصيل مستحقاتها ‪ ،‬وتتم المتابعات على يد أعوان اإلدارة المعتمدين‬
‫قانونا أو المحضرين القضائيين فيما يخص الحجز التنفيذي وتتم هذه المتابعات بحكم القوة التنفيذية الممنوحة للجداول من‬
‫طرف الوزير المكلف بالمالية وتتمثل اإلجراءات التنفيذية في‪:‬‬
‫‪-‬الغلق المؤقت للمحل المهني‪.‬‬
‫‪-‬الحجز‪.‬‬
‫‪-‬البيع‪.‬‬
‫يجب أن يسبق إجراء الغلق أو الحجز وجوبا وتحت طائلة البطالن إخطار يبلغ بعد يوم كامل من تاريخ استحقاق الضريبة وذلك‬
‫عن طريق البريد وهذا ما جاء في قرار الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى في ‪...": 6891/11/61‬من المقرر قانونا ان الحجز‬
‫على منقوالت المكلف يكون من الالزم مسبوقا بتنبيه يبلغ عن طريق البريد ‪ ...‬الخ‪".‬‬
‫وكذا ما جاء في اجتهاد مجلس الدولة في قرار له تحت رقم ‪ 1661‬بتاريخ ‪ ...." 1111/16/19‬تكمن إجراءات التنفيذ في‬
‫غلق المحل التجاري والحجز والبيع‪ ،‬غير ان غلق المحل التجاري والحجز يسبقان وجوبا بتنبيه يمكن تبليغه يوما كامال بعد‬
‫تاريخ وجوب استحقاق تحصيل الضريبة ‪) .6( " ...‬‬
‫ومن الضمانات الممنوحة أيضا من طرف المشرع إلدارة الضرائب هو حق امتياز دينها على معظم الديون األخرى‪ ،‬حيث يستوفى‬
‫دين الضريبة قبل غيره من الديون وهذا ما جاء في اجتهاد مجلس الدولة في قرار له تحت رقم ‪ 116611‬بتاريخ‬
‫‪: "1116/16/11‬‬

‫"تتمتع إدارة الضرائب طبقا للمادة ‪ 886‬من القانون المدني والمادة ‪ 191‬من قانون الضرائب المباشرة بحق امتياز الخزينة‬
‫العامة في مادة التحصيل وحق األفضلية في استيفاء ديونها من المكلفين بالضريبة‪ ، "...‬وبهذا فإدارة الضرائب من خالل‬
‫استعمالها لحق االمتياز يمكنها ان تملك عقارات المكلف بالضريبة تبعا لألشكال المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫من المواد ‪ 168‬إلى ‪ 191‬منه ‪،‬إال ان هذا غير مطبق في الساحة العملية‪.‬‬
‫كما تطبق قاعدة " الدفع ثم االسترداد " ‪ ،‬حيث يلتزم المكلف بدفع دين الضريبة إلى الجهة المختصة ثم يستطيع ان يطعن في‬
‫أساس فرضها أو مقدارها أو حتى استردادها وذلك بغرض استقرار المعامالت الضريبية ومراعاة لمصلحة الخزينة العمومية ‪،‬‬
‫وحتى ال يستغل المكلفون حقهم في الطعن ويتأخرون عن دفع دين الضريبة ‪،‬كما ان كافة وسائل محاربة التهرب الضريبي هي‬
‫ضمانات لتحصيل الضريبة‪.‬‬
‫وبهذا فان اإلجراءات التنفيذية التي تقوم بها اإلدارة الجبائية البد أن تكون عن طريق عقود المتابعة التي لها قيمة عريضة‬
‫مبلغة قانونا وهذا ما جاء في المادة ‪611‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫كما أنه كل سند يتم تبليغه يعد لتحصيل جميع األقساط من نفس الحصص التي حل استحقاقها وليس من اجل تحصيل القسط‬
‫الواجب تحصيله فقط من الحصص المقيدة وهذا حسب المادة ‪ 619‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫اإلجراءات التنفيذية‪ :‬هي‪:‬‬


‫‪1/‬الغلق‪:‬‬
‫تنص عليه المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ،‬ويتخذ قرار الغلق من مدير الضرائب بالوالية بناءا على تقرير مقدم من‬
‫طرف المحاسب المتابع وال يمكن ان تتجاوز مدة الغلق ‪ 1‬أشهر ويبلغ هذا القرار من طرف العون‪.‬‬
‫ينفذ قرار الغلق بعد ‪ 61‬أيام من التبليغ وذلك إذا لم يقم المعنى بدفع دينه الضريبي أو لم يقم باكتتاب سجل االستحقاقات‬
‫المنجز من طرف المحضر القضائي والعون المتابع‪.‬‬
‫‪2/‬البيع‪:‬‬
‫البد أن يكون برخصة تعطى للقابض بعد اخذ رأي مدير الضرائب من طرف الوالي أو أي سلطة أخرى تقوم مقامه وذلك في حالة‬
‫عدم الحصول على الرخصة من الوالي في اجل ‪ 11‬يوم من إرسال الطلب إليه أو السلطة التي تقوم مقامه‪ ،‬يمكن لمدير‬
‫الضرائب ان يرفض قانونا لقابض الضرائب قيامه لمباشرة الشروع في البيع‪.‬‬
‫يكون البيع المستعجل في حالة وجود مواد أو سلع محجوزة قابلة للتلف أو التحلل أو تشكل خط ار على المحيط وهنا مدير‬
‫الضرائب هو الذي يرخص بهذا البيع‪.‬‬
‫وكما تنص عليه المادة ‪ 616‬من قانون اإلجراءات الجبائية يجوز البيع المنفرد لواحد أو عدة من العناصر المادية المكونة‬
‫للمحل التجاري المحجوز بنفس الترخيص السابق المنصوص عليه في المادة ‪ 611‬أي بترخيص مدير الضرائب‪.‬‬
‫كما خول القانون لكل دائن حجز تحفظيا قبل تبليغ المكلف بالضريبة بقرار البيع‪ ،‬ان يطلب من قابض الضرائب المتابع إجراء‬
‫بيع المحل بالجملة‪.‬‬
‫‪3/‬الحجز‪:‬‬
‫يجوز لإلدارة الجبائية الحجز على أموال المكلف بالضريبة الستيفاء أموالها وفي حاالت التحصيل الفوري المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 111‬من قانون الضرائب المباشرة والتي يحدد القانون أحكام خاصة بها‪ ،‬فان التنبيه يوجه بال مصاريف إلى المكلف‬
‫بالضريبة بمجرد توفر وجوب هذا التحصيل‪ .‬والحجز يكون بعد يوم من التبليغ كما أن مصاريف الحراسة تكون محددة من طرف‬
‫اإلدارة وتقع على عاتق المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫يمكن للمعني بالحجز الطعن في قرار الحجز عن طريق طلب وقف تنفيذ الحجز أمام الغرفة اإلدارية االستعجالية بعد التظلم أمام‬
‫الجهة المصدرة له ‪ ،‬ولكن ال يمكن األمر بوقف تنفيذ الحجز المضروب من طرف إدارة الضرائب على أموال المكلف بالضريبة إال‬
‫في حالة طرح النزاع أمام القضاء المختص وهذا ما أقره مجلس الدولة في قرار له مؤرخ بتاريخ ‪ 1111/61/61‬تحت رقم‬
‫‪ .. " 111111‬حيث أن رفع الحجز المضروب على المكلف بالضريبة كان يجب أن يكون مؤقتا وتحفظيا وأنه في هذه الحالة‬
‫كان يجب أن يثبت المكلف بالضريبة أن المبلغ المطلوب دفعه أو إجراءات فرض الضريبة عليه هي موضوع النزاع المطروح‬
‫أمام القضاء‪... ".‬‬
‫ويكون وقف تنفيذ الحجز من اختصاص قاضي االستعجال وهذا ما جاء في اجتهاد مجلس الدولة في قرار له بتاريخ‬
‫‪ 1111/61/66‬تحت رقم ‪ "..1166‬يكون من اختصاص قاضي االستعجال قرار وقف تنفيذ الحجز التنفيذي باعتبار هذا القرار‬
‫أمر تحفظي مؤقت ال يمس بأصل الحق وال يضر بمصالح وحقوق األطراف‪.. " .‬‬
‫وكمثال على الحجز يمكن لإلدارة الجبائية من أجل تحصيل الضرائب حجز ما للمكلف (المدين) لدى الغير عن طريق تجميد‬
‫حساباته البنكية على أن ال تزيد مدة الحجز عن سنة(‪ )16‬من تاريخ الحجز وهذا ما جاء في قرار للغرفة اإلدارية للمحكمة‬
‫العليا بتاريخ ‪ 6881/11/66‬تحت رقم ‪ ..." 98818‬من المقرر قانونا أنه لتحصيل الضريبة المطالب بها يحق إلدارة الضرائب‬

‫أثناء مرحلة التنفيذ استعمال كل الطرق القانونية ومن بينها حجز ما للمدين لدى الغير على أن تجميد الحسابات البنكية تبقى‬
‫سارية المفعول لمدة سنة ابتداء من تاريخ حجز ما للمدين لدى الغير"‪..‬‬
‫ويجدر الذكر أن للمكلف بالضريبة ضمانات وحقوق تمكنه من االعتراض على إجراءات المتابعة وهذا ما سيلي شرحه في‬
‫الفصل الموالي‪.‬‬

‫تنقسم المنازعات الجبائية إلى منازعات الوعاء ومنازعات التحصيل‪.‬‬


‫حيث أن المكلف بالضريبة في منازعات الوعاء‪ ،‬ينازع اإلدارة الجبائية في األساس الذي بناءا عليه تم فرض الضريبة‪.‬‬
‫أما في منازعات التحصيل‪ ،‬فإن المكلف بالضريبة ال يطعن في حساب الضريبة وانما في التحصيل في حد ذاته أو في اإلجراءات‬
‫التي تم بها التحصيل على أساس أن اإلدارة الجبائية لم تحترم هذه اإلجراءات سواء كان التحصيل وديا أو جبريا‪.‬‬
‫وتنقسم منازعات الوعاء بدورها إلى صنفين من المنازعات‪:‬‬
‫‪1-‬التماس العفو ‪ :‬وفيه يعترف المكلف بالضريبة‪ ،‬بالضريبة المفروضة عليه إال أنه يلتمس من اإلدارة الجبائية إعفاءه أو‬
‫التخفيض منها نظ ار لظروفه المادية‪ ،‬أو أنه يلتمس اإلعفاء أو التخفيض من الزيادات في الضرائب أو الغرامات الجبائية التي‬
‫يتعرض لها لعدم مراعاته النصوص القانونية وهذا ما يسمى بالتظلم الوالئي‪.‬‬
‫‪2-‬الخصومة الجبائية ‪ :‬وفيها ينازع المكلف بالضريبة اإلدارة الجبائية قصد الحصول إما على استدراك األخطاء المرتكبة في‬
‫وعاء الضريبة أو في حسابها واما االستفادة من حق ناتج عن نص تشريعي أو تنظيمي ‪.‬كما قد يقصد االستفادة من التأجيل‬
‫القانوني للدفع وهذا ما يسمى بالطعن النزاعي‪.‬‬
‫تمر الخصومة الجبائية بمرحلتين ‪ :‬مرحلة إدارية وأخرى قضائية ‪،‬خالل المرحلة اإلدارية يمكن للمكلف بالضريبة اللجوء إلى‬
‫اإلدارة الجبائية ذاتها التي أصدرت القرار الذي فرض الضريبة ‪ ،‬وذلك عن طريق الشكاية‪ .‬أو عن طريق لجان الطعن‪ ،‬فإذا لم‬
‫يحل النزاع على مستوى المرحلة اإلدارية ‪ ،‬يحق للمكلف بالضريبة عندئذ اللجوء إلى القضاء‬
‫‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المرحلة اإلدارية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل‬

‫المبحث األول ‪ :‬منازعات الوعاء ومنازعات التحصيل‬


‫إذا كان المكلف بالضريبة في حالة عوز أو ضيق يتعذر بموجبه إبراء ذمته تجاه الخزينة العامة‪ ،‬فإن المشرع أعطى له إمكانية‬
‫التماس العفو من اإلدارة الجبائية قصد إعفائه كليا أو جزئيا من الضرائب المفروضة قانونا (المطلب األول‪).‬‬
‫إما إذا نازع في أساس الضريبة أو طلب االستفادة من حق ناتج عن تدبير تشريعي أو تنظيمي‪ ،‬فإن ذلك يتم بموجب شكوى‬
‫يقدمها على مستوى اإلدارة الجبائية (المطلب الثاني‪).‬‬
‫كما يمكن له ان ينازع في تحصيل الضريبة أو في اإلجراءات التي تم بها هذا التحصيل إذا كانت مخالفة للقانون ( المطلب‬
‫الثالث‪) .‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التماس العفو‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجبائية على أنه ‪ " :‬تختص السلطة اإلدارية طبقا للقوانين والتنظيمات الجاري بها العمل‬
‫للنظر في الطلبات التي تلتمس من حضرتها اإلعفاء من الضرائب المفروضة قانونا أو التخفيف من عبئها في حالة عوز أو‬
‫ضيق تضع المدين بالضرائب في حالة عجز على إبراء ذمته إزاء الخزينة كما أنها تبت طبقا للقوانين و التنظيمات في شكاوي‬
‫قابض الضرائب المختلفة الملتمس بها جعل الحصص غير القابلة للتحصيل في حكم عديم القيمة أو الحصول على تأجيل‬

‫الدفع أو إبراء من المسؤولية وكذا شكوى المكلفين بالضرائب الملتمس بها اإلعفاء من الزيادات في الضرائب والغرامات الجبائية‬
‫والتخفيف من قيمتها‪".‬‬
‫فالمكلف بدفع الضريبة يجوز له أن يلتمس اإلعفاء منها في حالة العجز أو العوز التي تجعله غير قادر على إبراء ذمته‬
‫المالية إزاء الخزينة العامة أو أن يطلب اإلعفاء أو التخفيض من الزيادات في الضرائب آو الغرامات الجبائية التي تعرض لها‬
‫بسبب عدم مراعاة األحكام القانونية ( الفرع ‪) .16‬‬
‫كذلك قابضي الضرائب المختلفة يمكنهم ان يوجهوا طلباتهم المتعلقة بانعدام قيمة الحصص الغير قابلة للتحصيل أو تأجيل الدفع‬
‫أو إلغاء أو تخفيف المسؤولية ( فرع ‪) .11‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التماس العفو من طرف المكلف بالضريبة‪.‬‬


‫طبقا ألحكام المادة ‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬فإنه يجوز للمكلف بالضريبة أن يلتمس من اإلدارة الجبائية اإلعفاء من‬
‫الضريبة المفروضة عليه قانونا أو التخفيف من عبئها في حالة العوز أو ضيق الحال الذي يحول بينه وبين إبراء ذمته المالية‬
‫إزاء الخزينة العامة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المكلف بالضريبة يجوز له التماس العفو في جميع أنواع الضرائب ما عدا الرسم على القيمة المضافة‪،‬‬
‫ألن هذه األخيرة يتحملها المستهلك وليس الممول‪.‬‬
‫يتم إثبات حالة العوز بالنسبة للمعني بناءا على المعلومات التي يقدمها قابض الضرائب ورئيس المفتشية‪ ،‬الذي يقيم في دائرة‬
‫اختصاصه المكلف بالضريبة ملتمس العفو‪.‬‬
‫كما يم كن للمكلف بالضريبة أن يلتمس اإلعفاء أو التخفيض من الزيادات في الضرائب أو الغرامات الجبائية التي يتعرض لها‬
‫لعدم مراعاته النصوص القانونية‪ ،‬ويبت في ذلك باالعتماد على عدد المخالفات المرتكبة من طرف المعني‪.‬‬
‫يرسل الطلب على ورق عادي إلى مدير الضرائب بالوالية الذي يتبعه مكان فرض الضريبة أو العقوبة الجبائية مرفقة باإلنذار‬
‫المتعلق بالضريبة‪ ،‬وفي حالة عدم تقديم هذه الوثيقة( اإلنذار) البد من ذكر رقم المادة من الجدول التي سجلت تحتها هذه‬
‫الضريبة أو العقوبة المعنية بالطلب ويمكن عرض هذه الطلبات على رئيس المجلس الشعبي البلدي إلبداء رأيه إذا كانت هذه‬
‫الرسوم المخصصة لميزانية البلدية (‪) .6‬‬
‫تخول سلطة الفصل في الطلب إلى‪:‬‬
‫• المدير الوالئي للضرائب بعد أخذ رأي اللجنة الوالية المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬عندما ال يتعدى مبلغ الحصة الضريبة أما‬
‫الغرامة قيمة ‪ 111.111‬د ج (‪) .1‬‬
‫•المدير الجهوي المختص إقليميا بعد اخذ رأي اللجنة الجهوية عندما يفوق مبلغ الحصص الضريبية أو الغرامة قيمة‬
‫‪ 111.111‬د ج (‪) .1‬‬
‫• المدير العام للضرائب بالنسبة للمكلفين بالضريبة التابعين لمجال اختصاص مديرية المؤسسات الكبرى‪ ،‬بناءا على تقرير‬
‫مفصل يعده مدير هذه الهيئة ( ‪) .1‬‬
‫وتكون القرارات الصادرة عن المدير الوالئي للضرائب قابلة للطعن فيها أمام المدير الجهوي للضرائب المختص إقليميا‪ .‬تبلغ هذه‬
‫الق اررات للمعنيين في ظرف مغلق طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪)1 ( .‬‬

‫هناك نوعين من اللجان تختص بالنظر في الطلبات المتعلقة بالتماس العفو أقرها القرار رقم ‪ 61‬المؤرخ في ‪.6886/11/ 19‬‬
‫األولى موجودة على مستوى الوالية ومقرها المدرية الوالئية للضرائب‪ ،‬والثانية جهوية موجودة على مستوى مقر المديرية‬
‫الجهوية للضرائب ‪ .‬فبالنسبة اللجنة الوالئية فقد نصت المادة ‪ 11‬من قرار رقم ‪ 61‬المؤرخ في ‪ 6886/11/19‬المتضمن‬
‫إنشاء وتكوين وسير أعمال هذه اللجنة على أن هذه األخيرة تتكون من‪:‬‬
‫•مدير الضرائب رئيسا‪.‬‬
‫•نائب مدير مكلف بالمنازعات عضوا‪.‬‬
‫•نائب مدير مكلف بالعمليات الجبائية عضوا‪.‬‬
‫•نائب مدير مكلف بالتحصيل عضوا‪.‬‬
‫•نائب مدير مكلف بالرقابة الجبائية عضوا‪.‬‬
‫•قابض الضرائب المختلفة يعينه مدير الضرائب الوالئي لمدة سنة‪.‬‬
‫•رئيس مفتشية الضرائب يعينه مدير الضرائب الوالئي لمدة سنة‪.‬‬
‫•كاتب اللجنة (السكرتارية ) يعينه رئيس مكتب المنازعات اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫تختص هذه اللجنة باستقبال الطلبات التي يرمي المكلف بالضريبة من خاللها إبراء ذمته تجاه الحصص المفروضة عليه أو تلك‬
‫التي يقدمها قابض الضرائب المختلفة شريطة أن تكون فيها كل حصة ضريبية أقل أو يساوي ‪ 111.111‬دج‪.‬‬
‫تجتمع اللجنة الوالئية من أجل العفو مرة كل أسبوع على األقل بناءا على طلب رئيسها مدير الضرائب الوالئي ويجب أن يعلم‬
‫األعضاء بتاريخ االجتماع ثمانية ( أيام على األقل‪ ،‬قبل انعقاد جلسة المداوالت‪.‬‬
‫تتجمع اللجنة بحضور ثلثي ‪ 1/1‬أعضائها على األقل‪ ،‬يقوم رئيس اللجنة قبل بداية كل اجتماع بوضع جدول سير األعمال التي‬
‫يتبعها أعضاء اللجنة إلى غاية اتخاذ القرار في الطلب محل االجتماع‪ ،‬تتخذ اللجنة قرارها بأغلبية األصوات وفي حالة تساوي‬
‫األصوات يرجح صوت الرئيس‪.‬‬
‫تكون ق اررات اللجنة الوالئية ملزمة لإلدارة الضريبية‪ ،‬وتبلغ للمعني أو قابض الضرائب ‪ ،‬حسب مقدم الطلب في خالل خمسة‬
‫عشرة ( ‪ )61‬يوما التي تلي انعقادها‬
‫ويمكن الطعن في قرار اللجنة الوالئية من قبل المكلف بالضريبة أو قابض الضرائب المختلفة أمام اللجنة الجهوية المختصة ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫أما بالنسبة للجنة الجهوية فقد نصت المادة ‪ 11‬من قرار رقم ‪ 61‬المؤرخ في ‪ 6886/11/19‬على أن هذه األخيرة تتكون من‬
‫‪:‬‬
‫•مدير الضرائب الجهوي رئيسا‪.‬‬
‫•نائب مكلف بالعمليات الجبائية عضوا‪.‬‬
‫•مديرين والئيين للضرائب يعينهما مدير الضرائب الجهوي لمدة سنة كاملة‪.‬‬
‫•كاتب اللجنة يكلف بتعينه رئيس الطعون من أجل العفو‪.‬‬
‫تختص اللجنة الجهوية باستقبال االلتماسات المتعلقة بالعفو التي يتقدم بها المكلفين بالضريبة أو قابض الضرائب المختلفة‪،‬‬
‫والتي يتجاوز مبلغ الحصة فيها قيمة ‪ 111.111‬دج كما تختص أيضا بالنظر في الطعون المقدمة ضد ق اررات اللجنة الوالئية‬
‫‪.‬‬

‫تجتمع اللجنة الجهوية مرة كل شهر‪ ،‬ويجب أن يعلم أعضائها بتاريخ االجتماع بثمانية ( أيام قبل انعقاده‪ .‬يعقد اجتماع اللجنة‬
‫بناءا على طلب رئيسها المدير الجهوي للض ارئب بحضور ثلثي ‪ 1/1‬أعضائها على األقل ‪ .‬تتخذ ق اررات اللجنة بأغلبية‬
‫األصوات‪ ،‬وفي حالة تساويها يرجح صوت الرئيس‪ ،‬تكون ق اررات اللجنة الجهوية ملزمة لإلدارة الضريبية‪ ،‬وتبلغ للمكلف‬
‫بالضريبة المعني أو قابض الضرائب المختلفة في أجل أقصاه خمسة عشرة (‪ )61‬يوما من تاريخ صدورها بواسطة المديرية‬
‫الوالئية للضرائب (‪).1‬‬
‫و باعتبار أن ق اررات اللجنة الجهوية ال يمكن الطعن فيها أمام أي جهة أخرى‪ ،‬فإن قرار مدير الضرائب الوالئي يجب أن يوافق‬
‫هذه القرارات (‪) .1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طلبات قابض الضرائب المختلفة‪.‬‬


‫نصت على هذه الطلبات المادة ‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬فحسب هذه المادة فإن قابضي الضرائب المختلفة يمكنهم أن‬
‫يتقدموا أمام المدير الوالئي للضرائب بنوعين من الطلبات‪:‬‬
‫•طلبات إقرار انعدام قيمة الحصص الغير قابلة للتحصيل‪.‬‬
‫•طلبات اإلبراء أو تخفيف المسؤولية‪.‬‬
‫فبالنسبة لطلبات إقرار انعدام قيمة الحصص غير القابلة لتحصيل‪ ،‬فإنه يجوز لقابضي الضرائب أن يطلبوا ابتداء من السنة‬
‫الخامسة التي تلي إدراج الجدول في التحصيل‪ ،‬إقرار انعدام قيمة الحصص غير القابلة للتحصيل‪.‬‬
‫غير أن هذه الطلبات المقدمة من طرف قابض الضرائب ال أثر لها سوى إبراء قابض الضرائب من مسئوليته ولكنها التبرء ذمة‬
‫المكلفين بالضريبة الذين يجب معاودة اتخاذ اإلجراءات القصرية ضدهم إذا تيسر حالهم من جديد طالما لم يتم التقادم ‪)6(.‬‬
‫إن طلبات قابض الضرائب المختلفة بإلغاء تحصيل الحصص غير المحصلة تتعلق بالحصص التي تقع على ذمة المكلفين‬
‫المفقودين أو المتوفين أو المتبوعين بدون جدوى أو بالحصص الضريبية التي تم فرضها مرتين أو نتيجة خطأ‪)1(.‬‬
‫طلبات إلغاء تحصيل الحصص غير المحصلة توجه إلى مدير الضرائب الوالئي أو المدير الجهوي للضرائب حسب الكيفيات‬
‫ودرجة االختصاص المحددة في قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ‪)1(.‬‬
‫عند انقضاء السنة العاشرة التي تلي تاريخ إدراج الجدول في التحصيل تعتبر الحصص التي لم يتم تحصيلها في حكم الملغاة‬
‫‪)1(.‬‬
‫أما بالنسبة لطلبات اإلبراء أو تخفيف المسؤولية‪ ،‬فقد نصت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجبائية على أنه‬
‫" ال يجوز أن تكون موضوع طلبات اإلبراء أو تخفيف المسؤولية إال الحصص الضريبة التي تم إدراجها في كشوف الحصص‬
‫غير القابلة للتحصيل ثم شطبت من هذه الكشوف‪" .‬‬
‫فحسب نص هذه المادة‪ ،‬فإن طلبات إبراء أو تخفيف المسؤولية التي يتقدم بها قابض الضرائب المختلفة يجب أن تتعلق‬
‫بالحصص التي قيدت في كشوف الحصص التي ال يمكن تحصيلها أبدا‪ ،‬ثم تم شطبها من تلك الكشوف‪.‬‬

‫كما انه يجوز لقابض الضرائب المختلفة ان يتقدم بطلب تأجيل دفع الحصص حتى وان لم تقيد الحصص الضريبة المعنية بها‬
‫في كشوف الحصص الغير قابلة للتحصيل ‪ ،‬ويمنح التأجيل بالدفع لهذه الحصص لمدة سنة كاملة ويمكن تجديده بناءا على‬
‫طلب الحق من قابض الضرائب المختلفة‪ .‬توجه طلبات تأجيل الدفع حسب قيمة الحصص إلى‪:‬‬
‫‪-‬مدير الضرائب الوالئي ‪ :‬إذا كانت الحصص الضريبية المعنية اقل أو تساوي ‪ 111.111‬دج لكل حصة ضريبية بعد اخذ رأي‬
‫اللجنة المخصصة لهذا الغرض على مستوى الوالية‪.‬‬
‫‪-‬مدير الضرائب الجهوي‪ :‬إذا كانت الحصة المعنية تتجاوز مبلغ ‪ 111.111‬دج لكل حصة ضريبية بعد اخذ رأي اللجنة‬
‫الجهوية المخصصة لهذا الغرض‬

‫تقيد االقتراحات الصادرة عن قابض الضرائب في كشوفات وجهها إلى مفتشية الضرائب من اجل التصرف بشأنها ‪،‬كما يجوز‬
‫لمدير الضرائب بالوالية ان يفوض كليا أو جزئيا سلطته التقريرية إلى األعوان المعنيين الذين لهم على األقل رتبة مفتش رئيسي‬
‫وهذا طبقا ألحكام المادة ‪ 81‬الفقرتين ‪ 11،11‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬منازعة أساس الضريبة‪:‬‬


‫طبقا ألحكام المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬فإنه تدخل في اختصاص الطعن النزاعي الشكاوي المتعلقة بالضرائب أو‬
‫الرسوم أو الحقوق أو الغرامات التي توضع من قبل مصلحة الضرائب عندما يكون الغرض منها الحصول إما على استدراك‬
‫األخطاء المرتكبة في وعاء الضريبة أو في حسابها ‪ ،‬و إما االستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫و يفهم من ذلك أن النزاع في أساس الضريبة قد يكون الغرض منه‪:‬‬
‫•إما استدراك األخطاء المرتكبة في تقييم وعاء الضريبة‪.‬‬
‫•إما استدراك األخطاء المرتكبة في حساب الضريبة‪.‬‬
‫•و إما االستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫ويتم ذلك عن طريق تقديم شكوى من طرف المكلف بالضريبة إلى‪:‬‬
‫•مدير الضرائب بالوالية (‪ )6‬بالنسبة للمكلفين بالضريبة ذوي الحجم الصغير‪.‬‬
‫•رئيس مركز الضرائب التابع له مكان فرض الضريبة (‪ )1‬بالنسبة للمكلفين بالضريبة ذوي الحجم المتوسط‪.‬‬
‫•إلى مدير المؤسسات الكبرى بالنسبة للمكلفين بالضريبة التابعة لمجال اختصاص هذه الهيئة (المكلفين بالضريبة ذوي الحجم‬
‫الكبير )‪)1(.‬‬
‫يسلم عن ذلك وصل إلى المكلف بالضريبة‪:‬‬
‫وطبقا ألحكام المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية فإنه يجوز للمكلف بالضريبة الذي ينازع من خالل شكوى تقدم ضمن‬
‫الشروط المحددة في المواد ‪ 61،61،61،61‬من نفس القانون‪ ،‬في صحة أو مقدار الضرائب المفروضة عليه ‪ ،‬أن يرجئ دفع‬
‫القدر المتنازع فيه من الضرائب المذكورة‪ ،‬إذا طالب في عريضة افتتاح دعواه(‪ ،)1‬باالستفادة من األحكام الواردة في هذه المادة‬
‫وحدد المبلغ أو بين أسس التخفيض الذي يأمله و شريطة أن يقدم ضمانات كفيلة بتحصيل الضريبة‪.‬‬

‫فالمشرع من خالل نص هذه المادة حفظ للمكلف بالضريبة حق إرجاء دفع الضريبة إلى غاية اتخاذ قرار نهائي بشأن الضريبة‬
‫المتنازع فيها شريطة استيفائه الشروط األربعة التالية‪)1( :‬‬
‫‪1/‬التقدم بشكاية لدى المديرية الوالئية للضرائب المختصة إقليميا‪:‬‬
‫يجب على المكلف بالضريبة أن يتوجه بشكاية لدى مدير الضرائب للوالية التي يشمل إقليمها مكان فرض الضريبة‪ ،‬ينازع من‬
‫خاللها كليا أما جزئيا الضرائب التي فرضت عليه‪.‬‬
‫‪2/‬المطالبة صراحة باالستفادة من إجراء إرجاء دفع الضريبة التي ينازع فيها‪:‬‬
‫يجب على المكلف بالضريبة أن يطالب في شكوا ه االستفادة من أحكام المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية مع إبرازه‬
‫صراحة طلب إرجاء دفع حصة الضرائب التي هي موضوع النزاع‪.‬‬
‫‪3/‬تحديد مبلغ أو على األقل إبراز أسس التخفيض المطالبة به‪:‬‬
‫يجب على المكلف بالضريبة أن يحدد في الشكاية مبلغ أو على األقل يبين أسس حساب التخفيض الذي يأمله‪.‬‬
‫‪4/‬تقديم ضمانات كفيلة بضمان تحصيل الضريبة‪:‬‬
‫حتى يتمكن من االستفادة من إرجاء الدفع يجب على المكلف بالضريبة أن يذكر في عريضة افتتاح دعواه بأنه مستعد لتقديم‬
‫ضمانات في شكل عقارات أو منقوالت ذات قيمة تكون على األقل تساوى حصة الضرائب موضوع الشكوى‪.‬‬
‫واذا لم يتم تقديم الضمانات ‪ ،‬ال يجوز متابعة المكلف بالضريبة الذي طالب االستفادة من أحكام المادة ‪ 61‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية عن طريق البيع فيما يخص الجزء المتنازع فبه من الضريبة‪ ،‬إال إذا تم اتخاذ قرار إداري نهائي من قبل مدير‬
‫الضرائب بالوالية غير أنه يجوز لإلدارة اتخاذ جميع التدابير التحفظية الكفيلة بضمان حقوقها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬منازعات التحصيل‪:‬‬


‫تنقسم منازعات التحصيل إلى صنفين من المنازعات‪:‬‬
‫‪1-‬منازعات تتعلق بااللتزام في حد ذاته ‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق اعتراض المكلف بالضريبة على التحصيل القصري‪.‬‬
‫‪ 2-‬منازعات تتعلق بإجراءات المتابعة ‪ ،‬ويتم ذلك من خالل اعتراض المكلف بالضريبة على إجراء المتابعة في حد ذاته‪.‬‬
‫أوجب المشرع ل حل هذه المنازعات ‪ ،‬لجوء المكلف بالضريبة‪ ،‬إلى اإلدارة الجبائية كمرحلة أولية ‪ ،‬فإذا لم يتم حل النزاع على‬
‫مستوى اإلدارة يحق له حينئذ اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫على مستوى المرحلة اإلدارية ‪ :‬المنازعات المتعلقة باعتراض المكلف بالضريبة على التحصيل القصري‪ ،‬كإجراء إجباري ‪ ،‬أوجب‬
‫المشرع الجبائي على المكلف المعترض تقديم شكوى أمام المدير الوالئي للضرائب المختص ‪ ،‬ابتداء من تاريخ تبليغ السند‬
‫األول الذي يقضي بالتصرف طبقا لألحكام المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫إما بالنسبة للمنازعات المتعلقة باالعتراض على إجراءات المتابعة ‪ ،‬فان المشرع منح للمكلف بالضريبة حق االعتراض على‬
‫إجراءات المتابعة في المواد ‪ 611 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكن للمكلف بالضريبة‪:‬‬
‫•ان يعترض على سند إجراء المتابعة‪.‬‬
‫•أو ان يطلب إلغاء الغلق المؤقت‪.‬‬
‫•أو ان يطلب استرجاع األشياء المحجوزة‪.‬‬
‫فبالنسبة لالعتراض على سند إجراء المتابعة ‪ ،‬فقد أوجب المشرع في المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية تقديم شكوى‬
‫أمام مدير الضرائب بالوالية ‪ ،‬فإذا كان الرد سلبيا بالنسبة للمعترض ‪ ،‬يحق لهذا األخير حينئذ اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫يتم االعتراض على الغلق المؤقت من قبل المكلف بالضريبة برفع اليد‪ ،‬بموجب عريضة يقدمها إلى رئيس المحكمة اإلدارية‬
‫المختصة إقليميا الذي يفصل كما هو معمول به في حاالت االستعجال‪).6(.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا اإلجراء ال يوقف تنفيذ قرار الغلق المؤقت‪.‬‬
‫إما فيما يتعلق باسترجاع األشياء المحجوزة ‪ ،‬فقد خول المشرع الجبائي من خالل نص المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬للمكلفين بالضريبة حق استرجاع األشياء المحجوزة من منقوالت وأثاث لدفع الضرائب والغرامات والرسوم الواقعة تحت‬
‫المتابعة ‪.‬حيث انه يجب على المكلف بالضريبة ان يقدم طلبه الرامي إلى استرجاع األشياء المحجوزة إلى مدير الضرائب بالوالية‬
‫لمكان الحجز‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات التظلم اإلداري في منازعات الوعاء والتحصيل‪:‬‬
‫بموجب إجراءات التظلم اإلداري ‪ ،‬يمكن أن يتوجه المكلف بالضريبة إلى اإلدارة الجبائية المختصة ‪،‬قصد طلب تخفيف أو‬
‫مساعدة في حالة االعتراف بصحة اإلجراءات اإلدارية ‪ ،‬ويعرف بالمجال الوالئي أو اإلعفائي ‪ .‬وهو ما تعرضنا له في المبحث‬
‫األول من هذا الفصل‪.‬‬
‫واما قصد المطالبة بتصحيح خطا مصلحي في وعاء أو تحصيل الضريبة‪،‬وتصفية مقدارها أو لالستفادة من حق تشريعي أو‬
‫تنظيمي نتيجة تعديل قانون الجباية أو إلغاء نص تشريعي‪،‬وهو ما يعرف بالمجال النزاعي الذي يختص بالبت في الشكاوي‬
‫المودعة من طرف المكلفون بالجباية‪.‬‬

‫هذه األخيرة ( الشكوى ) ‪ ،‬يجب أن تكون سابقة عن الدعوى القضائية واال كانت الدعوى غير مقبولة‪ ،‬إذ ال يتم كتابة الشكوى‬
‫إال بعد أن يتم استخراج القيمة النهائية للجباية الواجبة الدفع من طرف اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫فالشكوى الجبائية هي ‪ " :‬عبارة عن مجموعة من القواعد الواجب إتباعها للمطالبة ببعض الحقوق أو لتسوية بعض الوضعيات‬
‫القانونية " (‪)6‬‬
‫كما تعد سبيل الحوار بين المكلف بالجباية واإلدارة الجبائية‪،‬اقرها المشرع قصد تحقيق غايتين‪:‬‬
‫•تجنب إغراق الجهات القضائية‪،‬بكمية كبيرة من النزاعات التي توجد على مستوى إدارة الضرائب‪.‬‬
‫•تسمح باستمرارية الحوار بين المكلف بالضريبة واإلدارة الضريبية‪ ،‬بهدف حصر محتوى الدعوى القضائية عند االقتضاء‪،‬‬
‫وضمان حسن تسييرها الحقا‪ .‬وهو ما أكدته المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية التي تنص‪ " :‬تدخل الشكاوي المتعلقة‬
‫بالضرائب أو الرسوم أو الحقوق أو الغرامات التي توضع من قبل مصلحة الض ارئب في اختصاص الطعن النزاعي‪،‬عندما يكون‬
‫الغرض منها الحصول إما على استدراك األخطاء المرتكبة في وعاء الضريبة أو في حسابها واما االستفادة من حق ناتج عن‬
‫حكم تشريعي أو تنظيمي"‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فإن الشكوى تعد تظلم إداري‪ ،‬يقدمه المكلف بالضريبة ضد ق اررات اإلدارة الجبائية‪ ،‬قصد استدراك األخطاء الواقعة‪،‬‬
‫وتعد سابقة إجبارية للمكلف الذي عليه إيداعها في اآلجال القانونية‪ ،‬وهي إجراء حتمي يتم بعد تحديد وعاء الضريبة من قبل‬
‫المصالح الجبائية واخطار المكلف بدفعها‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك‪ ،‬فإن الشكوى تستوجب منا دراسـة محتواهـا ومواصفاتهـا وكذا شروط وآجـال إيداعها ( في المطلب األول ) ‪،‬‬
‫وكيفيات دراستها على مستوى اإلدارة الجبائية ( المطلب الثاني ) وحتى إمكانية لجوء الشاكي بعد ذلك‪ ،‬بصفة اختيارية إلى‬
‫لجان الطعن‪ ،‬قبل اللجوء للقضاء( المطلب الثالث‪) .‬‬

‫المطلب األول ‪:‬إجراءات التظلم اإلداري‪:‬‬


‫نتعرض في هذا المطلب إلى محتوى الشكوى من زاوية موضوعها(الفرع األول ) ومن زاوية شروطها وآجال إيداعها (الفرع‬
‫الثاني‪).‬‬
‫الفرع األول‪ :‬محتوى الشكوى‪.‬‬
‫لقد اشترط المشرع الجبائي الجزائري من خالل نص المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية النقاط التي يجب أن تحتوي عليها‬
‫الشكوى ال موجهة إلى المدير الوالئي للضرائب الذي يشمل مكان فرض الضريبة أو رئيس مركز الضرائب التابعة له مكان فرض‬
‫الضريبة‪ ،‬فيجب أن تحتوي على‪:‬‬
‫‪1 -‬عرض الدفوع‪:‬‬
‫ويقصد بها تبيان المكلف بالضريبة كل األسباب التي جعلته يتقدم بشكوى إلى مدير الوالئي للضرائب والتي دفعته إلى عدم قبول‬
‫الضريبة المفروضة عليه‪.‬‬
‫‪2-‬عرض الوسائل والطلبات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الوسائل ‪ :‬ويقصد بها تبيان المبررات والحجج القانونية‪،‬التي يقدمها المكلف بدفع الضريبة بهدف تصحيح الخطأ سواء كان‬
‫مادي بسيط أم ال‪ ،‬والذي وقع في حقه من طرف اإلدارة الجبائية ‪ ،‬فيعرض بإيجاز أسباب ظهور الخطأ بصفة جلية موضحا‬
‫طبيعة الخطأ المرتكب من اإلدارة الجبائية حتى يتسنى تصحيحه الحقا‪ ،‬ومن فائدة المشتكي أن يتقدم بتوضيحات ذات أهمية‬
‫بالعمليات التي قام بها ‪ ،‬فعليه تدعيم شكواه بوثائق إثباتية مثل ‪ :‬مستخرجات من سجل المحاسبة‪ ،‬نسخ من الرسائل ‪،‬‬
‫شهادات ‪ ،‬وكل وثيقة من شأنها أن تبين بوضوح الغموض الذي يكتنف الضريبة المفروضة عليه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الطلبات ‪ :‬وهي طلبات تخص المنازعات الواقعة سواء في التحصيل أو وعاء الضريبة‪،‬فعلى المكلف بالضريبة أن يحدد‬
‫طلباته بوضوح ودقة‪ ،‬بتحديد الوضعية والحالة الحقيقية لألمالك التي استعملت كقاعدة لوعاء الضريبة في طلباته‪ ،‬أو تحديد‬
‫االعتراض على إجراءات المتابعة‪ .‬كما عليه ان يتطرق إلى إجراءات فرض الضريبـة ومدى احترام القواعـد المقـررة لفرضهـا من‬
‫طرف مصلحـة الوعـاء باإلدارة الجبائيـة معطيـا عرض موجز لوجهة نظره(‪) .6‬‬
‫ويمكن للمكلف بالضريبة أن يبين في طلبه أن الضريبة المفروضة عليه مرتفعة بأكثر مما يجب أن تكون عليه‪.‬‬

‫فالمكلف بالضريبة طبقا للمادة ‪ 61‬من قانون إجراءات جبائية‪ ،‬يمكنه طلب إرجاء دفع القدر المتنازع فيه من الضرائب‪ ،‬إلى‬
‫غاية اتخاذ اإلدارة الجبائية ق ارراتها بشان الضريبة المتنازع فيها‪ ،‬بموجب شكوى في صحة أو مقدار الضرائب المفروضة عليه‪،‬‬
‫على أن يحدد المبلغ بوضوح ويبين أسس التخفيض الذي يأمله‪ ،‬شريطة تقديمه ضمانات بتحصيل الضريبة‪.‬‬
‫فالمكلف يبين الطلب بدقة‪ ،‬سواء إعفاءا أو تخفيضا أو تصحيحا على أن تكون هذه االلتماسات والطلبات متماشية مع الوسائل‬
‫والدفوع المعروضة‪.‬‬
‫‪3-‬طبيعة الضريبة المتنازع فيها‪:‬‬
‫على المكلف أن يحدد في طلباته طبيعة الضريبة المتنازع فيها‪ ،‬ومثاال على ذلك تبيان ما إذا كانت الشكوى تخص الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة أو الحقوق والغرامات الخاصة بها أو غرامات التأخير المتعلقة بالرسم على القيمة المضافة‪...‬‬
‫‪4-‬إمضاء الشكوى ‪:‬يجب أن تكون الشكوى محررة على رسالة عادية ممضية من طرف المكلف‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شروطها وآجالها‪:‬‬


‫بصفة عامة ‪ ،‬فان االحتجاجات المتعلقة بالضرائب والرسوم والحقوق والغرامات‪،‬والتي تكون الطعن النزاعي‪ ،‬يجب أن تتوفر على‬
‫شروط سواء كانت عامة أو خاصة محددة في المادتين ‪ 61‬و ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية (أوال) وان تتم في آجال مقررة‬
‫قانونا لها‪ ،‬حددتها المادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية ( ثانيا‪) .‬‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الشكوى‪:‬‬
‫هناك بيانات وشروط عديدة‪ ،‬يجب توفرها في الشكوى تحت طائلـة عـدم قبولهـا عددتها المادتين ‪ 61‬و ‪ 61‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وهي نفس الشروط التي تستوجبها الشكوى في مجال طلبات اإلعفاء أو التخفيف ‪.‬وهي بيانات إما عامة أو‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪1/‬البيانات العامة‪ :‬وهي‪:‬‬
‫•تبيان الضريبة محل المنازعة ‪ :‬يجب أن تتعلق الشكوى المعروضة من طرف الشاكي كقاعدة عامة‪،‬بالضرائب أو الرسوم أو‬
‫الحقوق أو الغرامات التي توضع من قبل مصلحة الضرائب ‪ ،‬والمنصوص عليها بالمادة ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫فالمدين في مادة الرسم على القيمة المضافة ) ‪ ، (T V A‬يمكنه التقدم بشكوى(‪ )6‬إلى إدارة الجباية مصدرة القرار القاضي‬
‫بفرض الرسم التلقائي ‪ taxation d’office‬الناتج عن التقويم التلقائي فقط‪ ،‬في حالة تقاعس المدين في التصريح عن رقم‬
‫األعمال المحقق فعليا في المدة المحددة قانونا‪ ،‬وانه قدم مبلغا اقل بكثير عن رقم األعمال الحقيقي ‪.‬عمال بالمادة ‪ 619‬من‬
‫قانون الرسم على القيمة المضافة التي ألغيت أحكامها بموجب قانون المالية لعام ‪ ، 1111‬وحولت إلى قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية ‪ ،‬ليسري عليها أحكامه‪.‬‬
‫أما في مجال طلبات اإلعفاء أو التخفيف ‪ ،‬فالشكوى تنصب على الضرائب المباشـرة والرسوم مماثلة ( حقوق وغرامات ) أو‬
‫على غرامات التأخير‪،‬وكذا الغرامات وعقوبات التأخير المتعلقة بالرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫ونشير إلى انه يفهم من نص المادة ‪ 118‬من قانون التسجيل التي ألغيت بموجب قانون المالية لعام ‪ 1111‬وأدمجت في‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية وكذا المادة ‪ 198‬من قانون الضرائب غير المباشرة كاستثناء عن القاعدة العامة ‪ ،‬ان المكلف في‬
‫مجال حقوق التسجيل والضرائب غير المباشرة ليس بحاجة لتقديم شكوى ابتدائية أو مسبقة إلى اإلدارة الجبائية‪ ،‬وأن مدير‬
‫الضرائب غير مختص بنظر الشكاوى المتعلقة بها وللمكلف ان يلجأ مباشرة للقضاء‪.‬‬

‫في حين أن قانون الطابع لم ينص على أحكام خاصة بالمنازعات‪،‬ماعدا ما جاء في المادة ‪ 11‬منه التي أحالته على قانون‬
‫التسجيل فيما يتعلق بالغرامات والمخالفات المتعلقة بالطابع‪.‬‬
‫•أن تحرر الشكوى في ورق عادي وغير مدموغ (‪ )1‬المادة ‪ 1/61‬ق ا ج‪):‬‬
‫إذ أن كتابة الشكوى على ورق عادي وحر‪ ،‬ال يتم إال بعد أن يتم استخراج القيمة النهائية للجباية الواجبة الدفع ‪) (LE ROLE‬‬
‫من طرف اإلدارة الجبائية‪.‬‬

‫كما انه ال يشترط تحرير الشكوى على ورق مدموغ وانما عادي‪ ،‬وان كان بعض التشريعات تلجأ إلى إحداث هذا الشرط‪ ،‬قصد‬
‫التقليص قدر اإلمكان من الطلبات غير المؤسسة‬
‫للمكلفين بالضريبة‪ ،‬على أساس أن مصاريف الورق المدموغ المدفوعة من المكلفين بالضريبة غير قابلة لالسترجاع‪.‬‬
‫•يجب أن تكون الشكوى فردية ‪ :‬كأصل عام‪،‬إال انه وكاستثناء‪،‬فيما يخص الضرائب التي تمس ملكيات على الشيوع أو فيما‬
‫يخص الضرائب الخاصة بشركات األشخاص( على أساس المسؤولية التضامنية للشركاء) ‪،‬فإن الشكوى تكون جماعية‪.‬‬
‫•يجب ان يكون التظلم منفصل ‪ :‬يقصد به وجوب تقديم شكوى عن كل بلدية فرضت فيها الضريبة ‪ ،‬و عليه فان الشكوى‬
‫المتعلقة ببلديات متعددة غير مقبولة شكال‪ ،‬بل هي مقبولة عن البلدية المذكورة في أول الطلب ال غير‪.‬‬
‫•يجب ان يتضمن التظلم رقم الضريبة في الجدول أو الورد ‪ :‬في حالة عدم تقديم نسخة من اإلنذار ‪ ،‬وفي حالة عدم ذكرهما ‪.‬‬
‫عليه إرفاق الطلب بنسخة من اإلشعار بالدفع أو نسخة من مستخرج الورد‪.‬‬
‫ويؤدي عدم ذكر إحدى هذه المعلومات أو عدم إرفاقها نسخة منها‪،‬يؤدي بإدارة الضرائب إلى رفض الطلب وعدم النظر فيه‪.‬‬
‫•تقديم وثيقة تثبت مبلغ االقتطاع أو الدفع‪ :‬في صورة ما إذا كانت الضريبة ال تحصل بواسطة جدول‪.‬‬
‫•توقيع الشكوى بخط محررها ‪ :‬كل تظلم جبائي‪،‬يجب ان يوقع من طرف صاحبه وعليه تحديد االسم واللقب والعنوان مع إثبات‬
‫سبب تغيير العنوان‪،‬في حالة ما إذا كان العنوان الجديد غير العنوان المثبت لدى اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫•وجوب التوفر على وكالة ‪ :‬وهذا بالنسبة لكل شخص يقدم شكوى باسم الغير‪،‬وتحرر هذه الوكالة وجوبا على ورق مدموغ‬
‫وتسجل‪ ،‬إال ان هذه الوكالة ال تشترط على المحامين المسجلين في نقابة المحامين‪،‬وال على األشخاص الذين يستمدون من‬
‫وظائفهم أو من صفاتهم حق التصرف باسم المكلف بالضريبة‪ ،‬كالمسيرين في حالة الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو‬
‫الرؤساء المدراء العامين في حالة شركات المساهمة‪،‬وكذا مجموع المستخدمين الحاملين لصفات مدير‪ ،‬مدير فرعي‪،‬مدير‬
‫مالي‪،‬الوصي على القصر‪...‬‬
‫وكذا الذين يحوزون على وكالة تجيز لهم التصرف واإلمضاء على المحررات والعقود‪ ،‬فال يملك صفة الوكيل باق المهن الحرة إال‬
‫بموجب وكالة محررة كالخبير المحاسبي المستشار الجبائي‪،‬محافظ الحسابات‪،‬المحضر القضائي‪،‬الموثق ‪ ...‬فهم ليس لهم صفة‬
‫الممثل القانوني ومنه ال يمكنهم تمثيل الشخص إال بموجب وكالة‪.‬‬
‫•عرض موجز ألوجه دفوع وطلبات المكلف بالضريبة ‪ :‬بصفة واضحة ودقيقة‬

‫‪2/‬البيانات الخاصة‪:‬‬
‫وتنحصر في وجوب اختيار الشاكي المقيم في الخارج‪ ،‬موطنا له في الجزائر طبقا للمادة ‪ 1/61‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪،‬فالشخص المقيم في الخارج حتى يقبل تظلمه بخصوص الضرائب المفروضة عليه في الجزائر‪ ،‬يجب عليه ان يختار‬
‫موطن له في الجزائر أو تعيين ممثل مقيم في الجزائر بالنسبة للشركات التي ليس لها مقر دائم في الجزائر‪.‬‬
‫ويكون شرط اختيار موطن في الجزائر متوف ار في نظر الفقه القانوني في الحاالت التالية (‪):6‬‬
‫• اختيار الشاكي موطنه بمكتب محاميه‪ ،‬يعني ان المكلف بالضريبة المقيم بالخارج قدمت شكوى باسمه من طرف محام‪.‬‬
‫•تقديم الشكوى من طرف الوكيل‪،‬قرينة على اختيار الموطن بعنوان الموقع‪.‬‬
‫• يعد المكلف بالضريبة اختار موطنه بإحدى مراكز مصالحه بالداخل‪ ،‬في حالة ما صدرت الشكوى من شخص طبيعي أو معنوي‬
‫مقيم بالخارج‪ ،‬وله في الداخل مركز أو عدة مراكز‪ ،‬مصالح ( إقامة ثانوية‪ ،‬وكالة‪ ،‬شركة فرعية)‪....‬‬
‫رغم ان المشرع الجبائي (‪ ،)1‬نص على وجوب توفر جميع هذه البيانات في كل شكوى تحت طائلة البطالن‪ ،‬كونها إجراءات‬
‫جوهرية إال أنه و بموجب نص المادة ‪ 11/91‬قانون إجراءات جبائية قرر باستثناء شرط عدم التوقيع على الشكوى‪ ،‬إمكانية‬
‫تدارك العيوب الشكلية المتعلقة بها و ذلك بتصحيحها على مستوى الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي‪ ،‬في حالة ما رفضت‬
‫الشكوى من طرف المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫كما يعد تقديم الشكوى في الطعن النزاعي‪ ،‬إجراء جوهري و وجوبي من النظام العام‪ ،‬تخلفه يؤدي إلى عدم قبول الدعوى‬
‫الموجهة إلى المحكمة اإلدارية شكال وهو ما اقره مجلس الدولة الغرفة الثانية(‪) " .1‬‬

‫حيث انه بالرجوع إلى القانون ‪ 11/81‬المؤرخ في ‪ 6881/19/69‬والمتضمن تعديل قانون اإلجراءات المدنية في مادتين‬
‫‪ 618‬و ‪ 618‬مكرر‪ ،‬فانه يجوز فعال رفع الدعوى اإلدارية مباشرة أمام الجهات القضائية اإلدارية االبتدائية التابعة للمجالس‬
‫القضائية‪ ،‬دون حاجة إلى تظلم مسبق‪.‬‬
‫ولكن حيث ان المادة ‪ 619‬من نفس القانون تنص صراحة ان المنازعات الخاصة‪،‬ومن بينها المنازعات الضريبية تحكمها‬
‫إجراءات خاصة‪.‬‬
‫وحيث ان التظلم المسبق في مادة الضرائب من اإلجراءات الجوهرية وهي من النظام العام طبقا للمادتين ‪ 111‬و‪ 116‬من‬
‫قانون الضرائب المباشر والرسوم المماثلة‪.‬‬
‫وحيث ان رفع المدعى المستأنف دعواه خرقا لهذا اإلجراء‪ ،‬يتعين معه القضاء بعدم قبول الدعوى شكال‪" .‬‬
‫وفي قرار آخر للغرفة الثانية لمجلس الدولة(‪ ، )6‬أكد إلزامية الطعن المسبق‪ " :‬حيث ان المستأنف أنتظر اتخاذ إجراء غلق‬
‫محله التجاري أي الشروع في تحصيل الضريبة بالطرق الزجرية لرفع الدعوى الحالية مباشرة أمام القضاء دون توجيه شكوى‬
‫بشأنها أمام إدارة الضرائب‪.‬‬
‫وحيث أن كل نزاع ضريبي يشترط فيه رفع تظلم إداري مسبق طبقا للمادة ‪ 116‬من قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫وحيث ان عدم احترام المستأنف لهذا اإلجراء‪،‬الذي يعتبر من النظام العام‪،‬إذ يمكن للقاضي إثارته تلقائيا‪ ،‬يجعل طعنه المرفوع‬
‫مباشرة أمام القضاء مقبول شكال"‪.‬‬
‫كما أصدرت الغرفة الثانية لمجلس الدولة قرار تحت رقم ‪ 11119‬بتاريخ ‪ 6888/11/11‬في نفس النقطة مفاده‪:‬‬

‫"حيث انه تبين من عناصر الملف بان المدعى المستأنف عليه لم يحترم اإلجراءات المنصوص عليها في المواد ‪ 186‬و‪189‬‬
‫من قانون الضرائب المباشرة‪ ،‬ذلك ان دعواه القضائية لم يسبق لها تظلم إداري كما هو منصوص عليه في المادتين المذكورتين‬
‫فهي غير صحيحة شكال ويتعين رفضها"‪.‬‬

‫كما قرر مجلس الدولة الغرفة الثانية (‪ ، )6‬انه ‪ " :‬حول الوجه المأخوذ من عدم قبول الدعوى األصلية للمستأنف عليها ‪ ،‬فإن‬
‫المادتين ‪ 189 ، 186‬من قانون الضرائب المباشرة والمثارة من طرف المستأنفة ال مجال لتطبيقها في قضية الحال ‪ ،‬لكونها‬
‫تتعلق بمالحقات وبالتحديد باسترجاع المحجوزات ‪ ،‬بينما الدعوى الحالية تنصب على استرجاع مبالغ تم تحصيلها‪ ،‬بناء على‬
‫سند تحصيل أبطل قضائيا بموجب قرار ‪.6881/61/11‬‬

‫وحيث ان الدفع بالتالي بعدم صحة اإلجراءات نتيجة عدم تقديم المدعية للشكوى الضريبية قبل رفعها للدعوى الحالية غير جدي‬
‫بالنظر إلى طبيعة المنازعة المطروحة من خاللها والتي ال تخضع إلجراء الطعن اإلداري المسبق بمفهوم المادة ‪ 118‬من قانون‬
‫الضرائب المباشرة‪".‬‬
‫فهذا القرار يميز بين أنواع المنازعات الضريبية‪ ،‬التي يشترط في غالبيتها تقديم شكوى مسبقة ‪ ،‬في حين هناك منازعات يمكن‬
‫رفعها مباشرة أمام القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلجال‪:‬‬
‫لقد نظم المشروع الجزائري طريقة تقديم االحتجاجات‪،‬وكذا المهل الممنوحة لذلك‪،‬فقد قرر قانون إجراءات جبائية(‪، )1‬ضرورة‬
‫تقديم االحتجاجات واالعتراضات على الضرائب والرسوم والحقوق والغرامات إلى الجهات الجبائية المختصة في آجال محددة‪.‬‬

‫‪-1-‬إذ تقبل الشكاوى إلى غاية ‪ 16‬ديسمبر من السنة التي تلي سنة إدراج الجدول في التحصيل أو حصول األحداث الموجبة‬
‫لهذه الشكاوى‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد قضت الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا(‪ )1‬انه ‪ " :‬من المقرر قانونا ان الشكايات الرامية إلى تخفيض الضريبة‬
‫تقبل لغاية ‪ 16‬مارس من السنة التي تلي تحصيل الجداول أو حصول األحداث التي تسبب هذه الشكايات ‪.‬ومن ثم فان النعي‬
‫على القرار المستأنف بمخالفة القانون والخطأ في تطبيقه في غير محله‪.‬‬
‫ولما كان الثابت‪ -‬في قضية الحال‪ -‬ان المدعى سدد دينه الضريبي في ‪ 6891/16/11‬بعد التبليغ الذي سلم فيه في‬
‫‪ 6896/61/19‬في حين ان طلب التخفيض لم يقدم إال في ‪ 6891/19/11‬أي بعد انقضاء األجل المنصوص عليه قانونا‪،‬فان‬
‫المجلس القضائي عندما صرح بعدم قبول الدعوى طبق القانون تطبيقا سليما"‪.‬‬

‫‪-2-‬كذلك تقدم الشكوى في اآلجال المحددة لها قانونا‪،‬وفواتها يؤدي النقضائها وعدم قبولها إذ تقبل الشكوى قبل اآلجال‬
‫التالية‪:‬‬
‫•يوم ‪ 16‬ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تأكد فيها المكلف بالضريبة‪،‬من وجود حصص جبائية فرضت عليه بغير‬
‫أساس القانوني من جراء خطا أو تكرار‪.‬‬
‫•يوم ‪ 16‬ديسمبر من السنة التي السنة التي استلم خاللها المكلف بالضريبة إنذارات جديدة في حالة أو اثر وقوع أخطاء في‬
‫اإلرسال‪،‬أين توجه له مثل هذه اإلنذارات من قبل مدير الضرائب بالوالية‪.‬‬

‫‪-3-‬كما تقبل الشكوى المقدمة في اآلجال آالتية‪ ،‬عندما ال تستوجب الضريبة وضع جدول(‪).6‬‬
‫•إلى غاية ‪ 16‬ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تمت فيها االنقطاعات إذا ما تعلق األمر باعتراضات تخص تطبيق‬
‫اقتطاع من المصدر( إذ الضريبة تحصل دون جدول‪) .‬‬
‫•إلى غاية ‪ 16‬ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تدفع الضريبة برسمها في الحاالت األخرى‪.‬‬

‫‪-4-‬يجب تقديم الشكوى بدعوى عدم استغالل العقارات ذات االستعمال التجاري أو الصناعي‪ ،‬المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 111‬من قانون الضرائب المباشرة‪،‬قبل ‪ 16‬ديسمبر على األكثر من السنة التي تلي السنة التي حصل فيها عدم االستغالل‬
‫المستوفي للشروط المحددة في المادة ‪.111‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اآلجل المتعلق بتقديم الشكوى في مجال طلب التخفيف أو اإلعفاء إلى مدير الضرائب‪،‬فان المكلف يمكنه‬
‫تقديمها دون التقيد باألجل‪،‬كون هذا اإلجراء قرر لمساعدة المكلفين بالضريبة عند حلول أزمة أو ضيق مالي بهم‪،‬والذين يؤدون‬
‫التزاماتهم ويتمتعون بسلوك حسن اتجاه اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫أما الشكوى حول الرسم التلقائي على القيمة المضافة‪،‬فكانت تقدم من طرف المدين خالل مدة ‪ 11‬أشهر‪ ،‬ابتداء من تسلمه‬
‫جد ول استحقاق الرسم المبلغ إليه من قبل المدير الوالئي للضرائب‪ ،‬إال ان التعديل الجديد لقانون اإلجراءات الجبائية وحد اآلجال‬
‫الخاصة بالشكاوى‪ ،‬فمدد اجل رفع الشكاية الخاصة بالرسم التلقائي على القيمة المضافة إلى غاية ‪ 61/ 16‬من السنة التي‬
‫تلي السنة التي حدث فيها الح دث المنشئ للدين الجبائي ‪ ،‬هذا التوسيع الهدف منه إحداث نوع من الليونة حتى يتمكن المكلف‬
‫من استرجاع حقه‪.‬‬

‫في حين أن الشكاية المتضمنة طلب إ رجاء الدفع‪،‬فطبقا للمادة ‪ 6/661‬قانون إجراءات جبائية‪،‬تقبل إلى غاية ‪ 16‬ديسمبر من‬
‫السنة التي تلي سنة إدراج الجدول في التحصيل او حصول األحداث الموجبة لهذه الشكاوى‪.‬‬
‫وتقدم الشكوى تحت طائلة البطالن خالل شهر ابتداء‪:‬‬
‫• من تاريخ تبليغ السند األول بالتحصيل القصري‪ ،‬فيما يخص منازعات التحصيل المتعلقة باالعتراض على التحصيل القصري‪.‬‬
‫•من تاريخ تبليغ سند اإلجراء‪ ،‬فيما يخص منازعة االعتراض على سند إجراء المتابعة‪.‬‬
‫•من تاريخ تبليغ المكلف بالحجز‪ ،‬فيما يخص طلبات استرجاع األشياء المحجوزة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دراسة الشكوى على مستوى اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫بعد التقديم النهائي للشكوى ‪ ،‬والتي توجه إلى الجهة المختصة بنظرها ‪ ،‬سواء كانت المديرية الوالئية للض ارئب أو رئيس مركز‬
‫الضرائب ‪ ،‬التابع له مكان فرض الضريبة ‪ ،‬ليتم تحديد مدى احترام قواعد الشكل ‪ ،‬وفحص المضمون ‪ ،‬فانه يتم تسجيل‬
‫الشكوى في سجل مخصص لهذا الغرض‪.‬‬
‫ولقد أعطى المشرع حق التحقيق فيها‪ ،‬للتمكن من معرفة المعلومات التي تضمنتها الضريبة محل النزاع‪ ،‬وبالتالي اتخاذ القرار‬
‫بالقبول كان أو الرفض الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫وهو ما سنتطرق له في الفروع التالية‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬البت في الشكوى من طرف المدير الوالئي للضرائب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬فيما يخص منازعات الوعاء‪:‬‬
‫بعد أن توجه الشكاوى من طرف المكلف بالضريبة إلى المدير الوالئي للضرائب بمكان فرض الضريبة‪ ،‬أين تسجل في سجل‬
‫خاص بها ‪ ،‬ويسلم له وصل استالم مقابل ذلك فإن المدير الوالئي للضرائب يحقق في الشكاوى بواسطة مصالحه ‪ ،‬بعد تحويلها‬
‫لهم ‪ ،‬ليتم النظر فيها من قبل المفتش المختص‪ ،‬للتحقيق فيها طبقا للمادة ‪ 6/61‬قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬رغم أنه يمكن‬
‫للمدير الوالئي اتخاذ القرار مباشرة إذا كانت الشكوى مشوبة بعيب ال يمكن إصالحه كفوات اآلجال المقرر قانونا إليداعها أو‬
‫قبولها‪.‬‬
‫وبعد تحويل الشكـوى إلى مفتش الضرائب ‪ ،‬ورأى أنها مشوبة بعيب شكلي ‪ ،‬يمكن تداركه وتصحيحه ‪ ،‬فإنه يبلغ المدير الوالئي‬
‫للضرائب ‪ ،‬ثم يطلب من المشتكي أن يصلح العيب الوارد فيها‪ ،‬كما يمكن للمدير الوالئي للضرائب طبقا للمادة ‪ 1/68‬من قانون‬
‫إجراءات جبائية ‪ ،‬أن يخضع النزاع بصفة تلقائية لقرار المحكمة اإلدارية ‪ ،‬بشرط تبليغ المشتكي بهذا اإلجراء مع تحرير طلبه‬
‫على عريضة مدموغة ‪ ،‬وبعد قبول الشكوى شكال ‪ ،‬يفتح التحقيق في الشكاوى ‪ ،‬باستثناء تلك المتعلقة بالضرائب والرسوم‬
‫وحقوق الطابع المشمولة بالسر المهني ‪ ،‬وكذا الشكاوى المتعلقة بالغرامات الجبائية المنصوص عليها في المادة ‪ 191‬من‬
‫قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫ويبت المديرالوالئي للضرائب في الشكاوى المتعلقة باألعمال التي ال يتجاوز مبلغها اإلجمالي للحقوق والعقوبات عشرة ماليين‬
‫دينار ( ‪ 61.111.111‬د ج ) في أجل ال يتعدى ( ‪ ) 11‬أشهر الموالية لتاريخ تقديمها ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 61‬من قانون إجراءات‬
‫جبائية‪.‬‬
‫و أقرت المادة ‪ 69‬قانون إجراءات جبائية للمدير الوالئي للضرائب صالحية تفويض سلطة قراره كلها أو جزء منها لقبول‬
‫الشكاوى ‪ ،‬لألعوان المعنيين الذين لهم رتبة مفتش رئيسي على األقل‪.‬‬
‫وسلطة البت في الشكاوى تمارس عن طريق التفويض بالنسبة لتسوية القضايا المتعلقة بتخفيض ضريبي‪ ،‬أقصاه مائة ألف‬
‫دينار ( ‪ 611.111‬د ج ) عن كل حصة‪ ،‬كما أن مدير الضرائب ينفرد بسلطة النطق بالرفض أو القبول الجزئي للشكاوى‪.‬‬
‫إال انه هذا الرفض أو القبول الجزئي إذا تعلق بأعمال يتجاوز فيها المبلغ اإلجمالي للحقوق والعقوبات عشرة ماليين دينار (‬
‫‪ 61.111.111‬د ج )‪ ،‬فإنه يجب عليه األخذ برأي وموافقة اإلدارة المركزية ‪ ،‬وعندئذ يمدد أجل البت في الشكوى بشهرين‪.‬‬
‫وعلى كل فإن مفتش الضرائب المختص ‪ ،‬يكلف بالقيام بالتحقيق الالزم فيها ‪ ،‬ليدرسها من الجانب الشكلي ‪ ،‬ومن الجانب‬
‫الموضوعي ‪ ،‬وذلك بدراسة وفحص الوسائل المعروضة في الشكوى ‪ ،‬وكذا دراسة اإلثباتات التي يتخذ بناءا عليها القرار أخذا‬
‫بالحسبان القواعد القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪1/‬فالمفتش يدرس الوسائل المعروضة عليه بإتباع ما يلي‪:‬‬
‫•للمحقق صالحية اإلطالع على الوثائق التي تمتلكها المؤسسات العامة أو الخاصة‪ ،‬التي لها عالقة بالمشتكي ( يعرف‬
‫بالتحقيق عن طريق المراسلة‪).‬‬

‫•كما يمكن للمفتش التنقل إلى مقر المشتكي‪ ،‬وطلب كل الوثائق التي يراها تساعده على دراسة الشكوى ( يسمى التحقيق بعين‬
‫المكان‪).‬‬
‫• كما قرر المشرع للمفتش المختص‪ ،‬صالحية إرسال ملخص عن الشكاية إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬إلبداء رأيه فيها‬
‫‪ ،‬وفي حالة ما لم يصله هذا الرأي في أجل ( ‪ ) 61‬يوم ‪ ،‬يقوم المفتش بتحرير اقتراحاته‪.‬‬
‫‪2/‬كما ان المفتش أثناء دراسته لوسائل وطلبات المشتكي ‪ :‬يقوم بتحليلها تحليال دقيقا ‪ ،‬وفي هذا الصدد نفرق بين حالتين‪:‬‬
‫أ‪ /‬وقوع عبء اإلثبات على المشتكي‪ :‬يمكن حصر الحاالت التي يقع عبء اإلثبات فيها على المشتكين فيما يلي‪:‬‬
‫•في حالة ارتكابه خطأ في التصريح ‪ ،‬وقامت اإلدارة الجبائية بإخضاعه عن طريق التسعيرة اإلدارية‪.‬‬
‫•في حالة ما إذا كان اإلخضاع‪ ،‬قد تم عن طريق تقويم إداري‪ ،‬استنادا لما جاء في تصريح المشتكي‪.‬‬
‫•بعد منع عملية الرقابة‪ ،‬أو رفض إعطاء معلومات لألعوان‪ ،‬فاإلدارة هنا تقوم بالتقييم ثم اقتراح الوعاء الضريبي‪ ،‬وحساب‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫كما انه في هذه الحالة ‪ ،‬إذا صرح المشتكي أو وافق على اإلخضاع ‪ ،‬الذي قامت به اإلدارة الجبائية ‪ ،‬ثم بعدها قدم شكوى ضد‬
‫هذا اإلخضاع ‪ ،‬فإن عبء اإلثبات يقع عليه‪.‬‬
‫ب‪ /‬وقوع عبء اإلثبات على اإلدارة الجبائية‪:‬‬
‫هنا على مفتش الضرائب المكلف بالتحقيق‪ ،‬أن يبحث من اجل إثبات أن اإلخضاع الذي يقع على المشتكي صحيح ‪ ،‬ومنه‬
‫عبء اإلثبات يقع على اإلدارة الجبائية في الحاالت اآلتية (‪):6‬‬
‫•إذا اإلدارة الجبائية أخضعت المكلف بالضريبة دون وجود تصريح منه‪.‬‬
‫•إذا قامت بحساب الضريبة وفق تصريح المشتكي وأنكره هذا األخير‪.‬‬

‫•إذا لم يبلغ المشتكي باإلخضاع‪ ،‬الذي وقع عليه في اآلجال القانونية‪.‬‬


‫• إذا ارتكبت اإلدارة الجبائية‪ ،‬أثناء تسلمها الشكاية خطأ في التحقيق من وجود كل الوثائق المرسلة معها‪ ،‬إذ المكلف هنا يثبت‬
‫أنه قدم الشكوى مع عرض كل اإلثباتات الالزمة لقبولها‪.‬‬
‫وبعد قيام المفتش بالتحقيق في الجوانب المتعلقة بقبول الشكوى والفصل فيها‪ ،‬يجب عليه أن يحرر تقريرا‪ ،‬يثبت فيه جميع‬
‫االقتراحات التي يراها مناسبة لحل النزاع‪.‬‬
‫وبعدها يرسل الملف إلى المدير الوالئي للضرائب ‪ ،‬ليتخذ قراره النهائي بالفصل في النزاع‪ ،‬و يبلغ المشتكي بقرار المدير الوال ئي‬
‫في اآلجال القانونية كما يقوم مدير الضرائب بإرسال قرار إلى قابض الضرائب المختص‪ ،‬بعدم تحصيل الحصص محل التخفيض‬
‫أو إعادتها إذا كانت قد حصلت‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة عدم استجابة المدير الوالئي للضرائب تمام االستجابة للشكوى‪ ،‬عليه أن يبين في قراره بإيجاز‬
‫األسباب التي بني عليها الرفض‪.‬‬
‫أما الشكاوى النزاعية الخاصة بالمكلفين بالضريبة التابعين لمركز الضرائب والمتعلقة باالقتطاعات من المصدر‪ ،‬المطبقة على‬
‫المداخيل الخاضعة للضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬وكذا الشكاوى المتعلقة بالضرائب والرسوم والغرامات والحقوق‬

‫التابعة الختصاص مركز الضرائب‪ ،‬فترسل إلى رئيس مركز الضرائب عمال بالمادة ‪ 1/61‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وهو‬
‫يمارس سلطة البت في القضايا التي ال يفوق مبلغها اإلجمالي خمسة ماليين دينار ‪ 1.111.111‬د ج حيث يمكنه إصدار‬
‫ق اررات التخفيف أو القبول الجزئي أو الرفض بشأنها‪.‬‬
‫ويمكن للمكلفين بالضريبة الذين لم يرضيهم القرار‪ ،‬الصادر عن رئيس مركز الضرائب فيما يخص الشكاوى النزاعية‪ ،‬وكذا‬
‫الق اررات الصادرة تلقائيا في مجال نقل الحصص‪ ،‬تقديم طعن أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬خالل (‪ )11‬أشهر اعتبا ار من تاريخ استالم‬
‫اإلشعار الذي يبلغ بمقتضاه مدير الضرائب بالوالية المكلف بالضريبة بالقرار الصادر بشأن شكواه وهو موضوع دراستنا في‬
‫الفصل الثالث من هذا العمل‪.‬‬
‫أما فيما يخص الشكاوى (‪ )6‬المتضمنة طلب إرجاء الدفع‪ ،‬فتقوم المنازعات لدى مديرية الضرائب للوالية بعد استالمها وقبولها‬
‫من حيث الشكل باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫• تحديد مبلغ الضريبة‪ ،‬الذي يشكل موضوع طلب اإلرجاء بالدفع وذلك بناءا على المعطيات التي تتضمنها شكاية المكلف‬
‫بالضريبة‪.‬‬
‫• إبالغ قابض الضرائب المختص إقليميا‪ ،‬بموجب رسالة بنية المكلف بالضريبة في إرجاء الدفع ‪،‬التي هي موضوع الشكوى‪.‬‬
‫إذ قابض الضرائب بمجرد استالمه الرسالة الصادرة عن مصالح المنازعات لدى مديرية الضرائب للوالية‪ ،‬يتخذ كل االحتياطات‬
‫الالزمة التي من شأنها أن تجعل المكلف بالضريبة يقدم الضمانات الكفيلة بضمان تحصيل حصة الضرائب التي سيؤجل دفعها‪.‬‬
‫وقابض الضرائب يتمتع بصالحية تقدير طبيعة وقيمة الضمانات‪،‬التي يقترحها المكلف بالضريبة ‪ ،‬ويتخذ قراره عادة بناءا على‬
‫جدية هذه الضمانات وسلوك الشاكي تجاه إدارة الضرائب‪ ،‬من حيث تسديده للضرائب في أجالها‪ ،‬واحترامه لجداول التسديد‬
‫بالتقسيط الممنوحة له‪.‬‬
‫وفي حالة الرفض ‪ ،‬على قابض الضرائب ان يبلغ المكلف بالضريبة قراره برفض إرجاء دفع الضريبة‪ .‬كما يجب عليه في كل‬
‫األحوال ‪ ،‬ان يبلغ مديرية الضرائب عن النتائج المتخذة تجاه مثل هذه الطلبات سواء كان بالقبول أو بالرفض‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬إذا قبل طلب المكلف بالضريبة‪ ،‬فإن قابض الضرائب يتوقف عن متابعة الشاكي بخصوص تحصيل مبلغ الضريبة مؤجلة‬
‫الدفع‪ ،‬إلى غاية اتخاذ قرار إداري نهائي من قبل مدير الضرائب‪.‬‬
‫أما إذا رفض طلب إرجاء الدفع‪ ،‬ولم يتم توفير الضمانات‪ ،‬فإن المكلف بالضريبة يعفى من المتابعة عن طريق البيع‪ ،‬فيما‬
‫يخص الضريبة موضوع الشكوى‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 1/661‬قانون إجراءات جبائية‪ ،‬ويجوز له اللجوء إلى القضاء اإلداري المستعجل‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬فيما يخص منازعات التحصيل‪:‬‬
‫في مجال منازعات التحصيل ‪ ،‬خول المشرع الجبائي للمكلفين حق االعتراض على المتابعات في الضرائب المباشرة ‪ ،‬بموجب‬
‫شكاوى ترفع إلى الجهة اإلدارية المختصة والتي يكون موضوعها االعتراض أما‪:‬‬
‫•‬
‫•على إجراء المتابعات ‪ :‬مثل االعتراض على اإلخطار أو طلب استرجاع األشياء المحجوزة‪.‬‬
‫•أو على االلتزام بالدفع في مقداره أو استحقاق دفعه‪ ،‬والذي يعرف باالعتراض على التحصيل القصري (‪)6‬‬
‫)‪(1‬منازعات المكلف بالضريبة باالعتراض على التحصيل القصري‪:‬‬
‫خول المشرع للمكلف بالضريبة ان ينازع في شرعية حق الخزينة العمومية ‪ ،‬وذلك بان يعترض على االلتزام بالدفع أو مقداره‬
‫(‪ ، )1‬ولتسوية هذا النزاع المتعلق بالتحصيل على المعترض كإجراء إجباري ‪ ،‬ان يتقدم بشكوى خالل شهر ابتداء من تاريخ‬
‫تبليغ السند األول بالتحصيل القصري ـ تحت طائلة البطالن ـ أمام المدير الوالئي للضرائب المختص‪.‬‬
‫)‪(2‬المنازعات المتعلقة بإجراءات المتابعات ( االعتراض على إجراءات المتابعة ) ‪ :‬ونميز بين‪:‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬االعتراض على سند إجراء المتابعة ‪ :‬ال بد ان يتوفر سند المتابعة على بيانات أساسية وعدم ذكرها يدفع المكلف بالضريبة‬
‫إلى طلب إلغاء السند ‪،‬كونه غير صحيح شكال وهو ما أقرته المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ،‬هذا األخير أوجب‬
‫على المعترض تقديم شكواه تحت طائلة البطالن (‪ ، )1‬أمام المدير الوالئي للضرائب المختص‪ ،‬ويحق للمعترض اللجوء إلى‬
‫المحكمة اإلدارية في اجل شهر ابتداء من قرار المدير في حالة صدور عن هذا األخير قرار بالرفض الكلي أو الجزئي أو‬
‫الضمني‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬طلب استرجاع األشياء المحجوزة‪:‬‬
‫يجوز للمعترض ان يتوجه بشكواه المدعمة بجميع وسائل اإلثبات المقيدة إلى مدير الوالئي للضرائب ‪ ،‬لمكان الحجز ‪ ،‬قصد‬
‫طلب استرجاع األشياء المحجوزة(‪ .)1‬لقد قضى مجلس الدولة الغرفة األولى في قرار تحت رقم ‪ 666‬بتاريخ ‪1116/11/18‬‬
‫انه ‪ " :‬بعد االطالع على المادة ‪ 186‬قانون الضرائب المباشرة التي تنص على انه في حالة حجز أموال المكلف بالضريبة كما‬
‫هو الشأن في قضية الحال ‪ ،‬ال يحق المطالبة برفع اليد على األموال أمام القضاء مباشرة إال إذا كانت هذه الدعوى مسبقة برفع‬
‫طلب إلى المدير الوالئي وفصل فيه خالل شهر ابتداء من يوم إيداع الطلب ومادام ان المستأنف لم يقم باإلجراء المطلوب منه‬
‫طبقا للمادة ‪ 186‬قانون الضرائب المباشرة ‪ ،‬يتعين التصريح بعدم قبول الدعوى شكال"‪.‬‬
‫إذ المدير الوالئي للضرائب لمكان الحجز ‪ ،‬يقوم في هذه الحالة بطلب تأجيل بيع األشياء المطلوب استرجاعها من قابض‬
‫الضرائب ‪ ،‬ويستدعيه لتقديم المعلومات المتعلقة بسير القضية فبعد تقديم الشكوى التي يجب ان تحتوي على تاريخ ومكان‬
‫الحجز ‪ ،‬وذكر الشيء المحجوز إلى رئيس مصلحة المنازعات الذي يقدم مقابل وصل اإليداع‪.‬‬
‫وبعدها يقوم المدير الوالئي للضرائب خالل شهر من إيداع الشكوى ‪ ،‬باالعتماد على المعلومات المقدمة له من طرف القابض‪،‬‬
‫بمعالجة الشكاوى من حيث الشكل والمضمون‪.‬‬
‫‪-‬من حيث الشكل ‪ :‬يجب ان يكون الطلب ممضيا ومقدما في اآلجال المقررة قانونا‪.‬‬
‫‪-‬من حيث المضمون ‪ :‬فيجب ان يكون المحجوز عليه مالكا ‪ ،‬لشيء المحجوز‪.‬‬
‫وفي حالة ظهور صعوبات‪ ،‬يحال الملف إلى المدير العام للضرائب‪ ،‬ليعالج الغش في السندات‪.‬‬
‫ويتخذ المدير الوالئي للضرائب القرار خالل شهر ابتداء من إيداع الشكوى بواسطة رسالة موصى عليها مع وصل االستالم‪.‬‬
‫•فإذا قبل طلب استرجاع األشياء‪ ،‬فإنه يتم تبليغ قابض الضرائب المختلفة برفع اليد على الشيء المحجوز‪.‬‬
‫•أما إذا رفض الطلب كليا أو جزئيا‪ ،‬فان الوثائق تعاد إلى أصحابها‪.‬‬

‫وعلى كل‪ ،‬فان طلب استرجاع األشياء المحجوزة‪ ،‬ال يكون مقبوال في حالة القيام بالبيع‪ ،‬وتم توزيع مبلغ البيع‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬البت في الشكوى من طرف اإلدارة المركزية للضرائب‪:‬‬


‫أوال‪ :‬دراسة الشكوى ذات الصلة بالتدقيق‪:‬‬
‫تفصل اإلدارة المركزية بقرار في الشكاوى النزاعية المقدمة إثر التدقيقات‪ ،‬التي تقوم بها مصلحة األبحاث والتدقيقات) ‪، ( SRV‬‬
‫المكلفة بالرقابة الضريبية على المستوى الوطني‪.‬‬
‫وطبقا للتعليمية الصادرة عن المديرية العامة للضرائب في شهر أفريل من سنة ‪ 1111‬تحت رقم ‪ /686‬و م ‪ /‬م ع ض ‪/‬‬
‫بتاريخ ‪ 1111/11/11‬تتعلق بالشكاوي النزاعية‪ :‬صالحيات اإلدارة المركزية (‪ ،)6‬فإن جميع القضايا النزاعية ذات الصلة‬
‫بالتدقيقات المنجزة من طرف مصلحة البحث والتحقيق) ‪ ، ( SRV‬تخضع الختصاص اإلدارة المركزية‪ ،‬مهما‬

‫كانت المبالغ المنازع فيها‪ ،‬وطريقة التسوية المتمسك بها من طرف األعوان المدققين أثناء عملية التدقيق ‪،‬كرفض المحاسبة‪،‬‬
‫الفرض التلقائي‪ ....‬الخ‪.‬‬
‫وقد حدد أجل البت في هذه الشكوى ستة أشهر ويتم التحقيق فيها على مستويين‪:‬‬
‫•المستوى المحلي ‪ 11 :‬أشهر‪.‬‬
‫•المستوى المركزي ‪ 11 :‬شهران‪.‬‬
‫إذ ترسل الشكوى وجوبا إلى مدير الضرائب للوالية المختص إقليميا‪ ،‬في إطار اآلجال المقررة قانونا وبعد دراسة الشكوى‬
‫والتحقيق فيها محليا‬
‫يحيل مدير الضرائب للوالية الملف‪ ،‬مصحوبا وجوبا بموقفه ورأيه في القضية‪ ،‬إلى اإلدارة المركزية ممثلة في مديرية المنازعات‪،‬‬
‫والتي تحيل بدورها الملف إلى مديرية األبحاث والتدقيقات التي ترجعه إلى مديرية المنازعات مصحوبا برأيها‪.‬‬
‫فمديرية المنازعات تتولى دراسة الملف‪ ،‬بناءا على مختلف اآلراء الصادرة حوله وتصدر رأيا ملزما إلدارة الضرائب للوالية‬
‫المختصة إقليميا‪ ،‬عند اتخاذها القرار الواجب تبليغه للمكلف بالضريبة‪ ،‬بواسطة رسالة موصى عليها‪ ،‬مصحوبا بإشعار‬
‫باالستالم‪ ،‬كما أن رسالة التبليغ يجب ان تتضمن األسباب الكاملة للرفض الجزئي أو الكامل للشكوى‪.‬‬
‫وبمجرد تبليغ المكلف بالضريبة‪ ،‬يتعين على مديرية الضرائب للوالية‪ ،‬إرسال نسختين من القرار المذكور إلى مديرية المنازعات‬
‫ومديرية األبحاث والتدقيقات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة الشكوى المنصبة على مبالغ تفوق ( ‪ 61.111.111‬د ج‪) :‬‬
‫بموجب أحكام المادة ‪ 1/66‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪،‬يتعين لزاما على المدير الوالئي للض ارئب األخذ برأي اإلدارة المركزية‬
‫( المديرية العامة للضرائب) بخصوص جميع الشكاوى المتعلقة باألعمال التي يتجاوز مبلغها اإلجمالي من الحقوق والغرامات‬
‫عشرة ماليين دينار ( ‪ 61.111.111‬د ج‪) .‬‬
‫فمدير الضرائب للوالية ال يفصل قانونا في الشكاوى المتعلقة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة)‪ ،( TVA‬إال إذا‬
‫أخذ مسبقا رأي اإلدارة المركزية والتزم به (‪). 6‬‬
‫وتختص اإلدارة المركزية بالفصل في الشكاوي المنازعة في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضرائب والتسويـات الصادرة عن المصالح الضريبيـة‪ ،‬والتي يفوق مبلغهـا اإلجمالي ( ‪ 61.111.111‬د ج )‪ ،‬من الحقوق‬
‫والغرامات بعنوان الضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التصحيحات الضريبية‪ ،‬التي تقوم بها المديرية الفرعية للرقابة الضريبية في مجال الضرائب المباشرة والرسم على القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬ويفوق مبلغها ( ‪ 61.111.111‬د ج‪) .‬‬
‫ويتم النظر والفصل في هذه الشكاوى في أجل ‪ 11‬أشهر طبقا للمادة ‪ 1/66‬من قانون اإلجراءات الجبائية على المستويين ‪:‬‬
‫على المستوى المحلي‪ 11 :‬أشهر‪.‬‬
‫•على المستوى المركزي‪ 11 :‬أشهر‪.‬‬
‫إذ يحيل مدير الضرائب للوالية الملف مشفوعا برأيه‪ ،‬إلى اإلدارة المركزية (مديرية المنازعات )‪ ،‬التي تصدر رأيا ملزما لمدير‬
‫الض ارئب‪ ،‬عند اتخاذ القرار الواجب تبليغه للمكلف بالضريبة بواسطة رسالة موصى عليها مصحوبة باإلشعار باالستالم‪.‬‬
‫أما إذا تم القبول الكلي للشكوى‪ ،‬فإن التبليغ يكون برسالة عادية‪ ،‬شريطة ان تتضمن رسالة التبليغ األسباب الكاملة للرفض‬
‫الجزئي أو الكلي للشكوى‪.‬‬
‫كما انه يتعين على مدير الضرائب للوالية إرسال نسخة من القرار المذكور‪ ،‬إلى مديرية المنازعات‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬البت في الشكوى من طرف مدير المؤسسات الكبرى‪:‬‬


‫أنشأ المشروع الجبائي بموجب تعديل ‪ 1111‬هيئة جديدة مكلفة بتسيير المؤسسات الكبرى‪ ،‬والتي بموجب المادة ‪ 661‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وكاستثناء ألحكام المواد ‪ 66 ، 61 ، 66‬منه‪ ،‬فإن الشكاوى واالحتجاجات المتعلقة بتسديد الضرائب‬
‫والرسوم‪ ،‬يجب ان تقدم إلى مدير الهيئات المكلفة بتسيير المؤسسات الكبرى بالبت في كل شكاوي المكلفين بالضريبة من الحجم‬
‫الكبير‪ ،‬والمقدمة إليه من طرف األشخاص المعنوية المحددة قانونا (‪) .6‬‬
‫‪-‬ويتعين على مدير المؤسسات الكبرى ‪،‬أخذ رأي اإلدارة المركزية ( المديرية العامة للضرائب )‪ ،‬فيما إذا كانت االحتجاجات تتعلق‬
‫بعمليات تفوق قيمتها اإلجمالية من الحقوق والغرامات ثالثين مليون دينار ( ‪ 11.111.111‬د ج‪).‬‬
‫وأقر المشرع الجبائي في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 661‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ،‬أن الطعون المتعلقة بالتخفيض دون‬
‫مقابل ‪ ،‬على الحقوق أو الغرامات تتوقف على تقرير مفصل ‪ ،‬يعده مدير الهيئة المكلفة بتسيير المؤسسات الكبرى‪.‬‬
‫إال انه من الناحية العملية‪ ،‬فإن هذه الهيئة لم تستحدث بعد‪ ،‬ولم يتم العمل على مستواها‪ ،‬لقلة اإلمكانيات المادية لتشيدها‬
‫وتجهيزها في أقرب اآلجال‪ ،‬لتصبح بذلك مجرد تنظيم قانوني‪ .‬لم يكرس بعد في الميدان العملي‪ ،‬وان كان ملفات بعض‬
‫المؤسسات الكبرى علي مستوى بعض واليات الشمال بدئ الفصل فيها ‪ ،‬من طرف مدير مؤسسات الكبرى‪.‬‬
‫وعدا هذا‪ ،‬فالشكوى مازال يفصل فيها ميدانيا على المستوى المحلى والمركزي‪.‬‬
‫أ‪ /‬على مستوى المدير الوالئي للضرائب‪:‬‬
‫إذ توجه كل الشكاوي المتعلقة بالضرائب والرسوم والحقوق والغرامات ‪ ،‬إلى مدير الوالئي للضرائب ‪ ،‬بعد احترام كل اإلجراءات‬
‫الشكلية والموضوعية ‪ ،‬وتسجل في سجل الوارد بأمانة المديرية ‪ ،‬ثم ترسل إلى أمانة المديرية الفرعية للمنازعات لتسجل في‬
‫سجل مخصص لذلك ‪ ،‬ثم توضع لها ورقة تحقيق ‪ ،‬وترسل إلى مفتشيه مكان تأسيس الضريبة ‪ ،‬حيث تدرس من حيث الشكل‬
‫والمضمون‪.‬‬
‫وفي األخير ‪ ،‬يذيلها بإعطاء رأيه من خالل الملف الجبائي المتواجد أمامه‪ ،‬بعدها تعاد الشكوى االبتدائية إلى المديرية الفرعية ‪،‬‬
‫وتسجل وتدرس أمام مكتب الشكاوى ‪ ،‬حيث تدرس من جديد ‪ ،‬إذ يعطى رئيس المكتب رأيه فيها ‪ ،‬ثم تمر بالمدير الفرعي‬
‫للمنازعات الذي يعطي رأيه كذلك فيها‪.‬‬
‫و أخي ار ‪ ،‬يعطي المدير الوالئي للضرائب رأيه ‪ ،‬إما بالموافقة أو الرفض ويمضي عليها ‪ ،‬ثم يرسل التبليغ بالقرار الي المكلف‬
‫بالضريبة مع إشعار بالوصول‪.‬‬
‫ويعد سكوت اإلدارة بعدم الرد لمدة (‪ )11‬أشهر‪ ،‬قرار بالرفض وفي حالة عدم الموافقة للمكلف بالضريبة اجل ‪11‬يوما (شهر )‬
‫للطعن أمام اللجان‪.‬‬
‫ب‪ /‬على مستوى اإلدارة المركزية‪:‬‬
‫تبت اإلد ارة المركزية في الشكاوي موضوع النزاع‪ ،‬والمتعلقة بالتحقيقات المودعة من طرف الهيئة المكلفة بالمراقبة الجبائية على‬
‫المستوى الوطني‪.‬‬
‫فكل النزاعات الموجهة لإلدارة المركزية ‪ ،‬تعاد للمدير الوالئي للضرائب للتحقيق فيها‪ ،‬ودراستها‪ ،‬وابداء الرأي فيها ‪ ،‬ثم تعاد‬
‫لإلدارة المركزية للبت فيها بقرار‪.‬‬
‫هذا القرار يبلغ للمكلف بالضريبة عن طريق المدير الوالئي المختص إقليميا‪ ،‬في اجل ستة أشهر‪.‬‬
‫كذلك تبدي الرأي في كل العمليات التي تفوق مجمل الحقوق والغرامات فيها قيمة ( ‪ 61.111.111‬د ج‪).‬‬
‫فالمكلف بالضريبة بعد تبليغه قرار الرفض الكلي أو الجزئي أو سكوت اإلدارة‪ .‬بعدم الرد (‪ ، )6‬له حق االختيار في اللجوء إما‬
‫إلى لجان الطعن أو ان يرفع دعوى قضائية أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي خالل أربعة أشهر ابتداء من يوم استالم‬
‫القرار بالرفض أو انتهاء اجل أربعة أشهر في حالة سكوت اإلدارة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اللجوء إلى لجان الطعن‪.‬‬


‫طبقا ألحكام المادة ‪ 91‬من القانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬يحق للمتشكين أن يلجأ إلى لجان الطعن المنصوص عليها في المواد ‪:‬‬
‫‪ 111 ، 116 ، 111‬من القانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة للحصول إما على استدراك األخطاء المرتكبة في‬
‫تأسيس وعاء الضريبة أو في حسابها واما االستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫فالمكلفين بالضريبة يحق لهم اللجوء إلى لجان الطعن وذلك من اجل الحصول إما على استدراك األخطاء المرتكبة في تأسيس‬
‫وعاء الضريبة أو في حسابها أو لالستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي ‪ ،‬وذلك في حالة نفاذ األجل المحدد‬
‫قانون للبت في الشكوى (أربعة أشهر بالنسبة للشكاوي التي يبت فيها مدير الضرائب وستة أشهر بالنسبة للشكاوي التي تبت‬
‫فيها اإلدارة المركزية ) ‪ ،‬أو في حالة الرفض الكلي أو الجزئي للشكوى حتى قبل انقضاء األجل القانوني للبت فيها‪.‬‬

‫ت ختص هذه اللجان بالنظر في المنازعات المتعلقة بالضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة والرسم على رقم األعمال(‪. )6‬وبصفة‬
‫عامة فإن هاته اللجان تضم ممثلين عن المكلفين بالضريبة وممثلين عن القضاء وممثلين عن اإلدارة الجبائية‪ ،‬ومن ثمة فإنه‬
‫يوجد لجان طعن على مستوى الدائرة ‪ ،‬على مستوى الوالية ‪ ،‬ثم على المستوى المركزي‪ .‬وتختص كل لجنة بالنظر في الطعون‬
‫حسب قيمة الضريبة المفروضة على المكلف بها‪.‬‬
‫سنتعرض لكل لجنة من حيث تشكيلها واختصاصها (الفرع األول) ‪ ،‬ثم إلي اإلجراءات القانونية للطعن أمام هذه اللجان ( الفرع‬
‫الثاني ) ‪ ،‬وكذا اآل ارء الصادرة عن هذه اللجان (الفرع الثالث‪) .‬‬
‫كما أن المنازعات المتعلقة بحقوق التسجيل تختص بها لجنة المصالحة (التوفيق)على مستوى الوالية‪ ،‬هذه اللجنة لم ينص‬
‫عليها قانون اإلجراءات الجبائية كما أنه لم يلغي المواد التي تنص علي سيرها وتنظيمها في قانون التسجيل ‪ ،‬سنتطرق لها من‬
‫حيث التنظيم و االختصاص (الفرع الرابع‪).‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تنظيم واختصاص لجان الطعن للضرائب المباشرة و الرسم على القيمة المضافة‪:‬‬
‫أنشأت لجان الطعن اإلدارية في الجزائر بموجب المادة ‪ 11‬مكرر من قانون المالية لسنة ‪ ،6818‬وق اررات التطبيق الصادر في‬
‫أكتوبر ‪ 6818‬و ‪ 11‬مارس ‪ 6861‬حيث تضمنت تكوينها واختصاصها ‪ .‬ثم في القانون رقم ‪ 11/81‬المؤرخة في‬
‫‪ 6881/61/16‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 6886‬في المواد ‪ ،16 ،11 ،18‬منه‪ ،‬ثم في القانون رقم ‪ 11/86‬المؤرخ‬
‫‪ 6886/61/69‬المتضمن قانون المالية سنة ‪ 6881‬في المواد ‪.16.11.18 :‬‬
‫ثم في القانون رقم ‪ 11/81‬المؤرخة في ‪ 6881/61/16‬المتضمن قانون المالية سنة ‪ 6881‬في المادة ‪ 11‬منه‪ ،‬كل هذه‬
‫التعديالت جاءت من أجل أن تواكب هذه اللجان اإلصالحات االقتصادية والتحوالت التي يشدها المحيط العام (‪)1‬‬

‫أوال ‪ :‬لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة على مستوى الدائرة‪.‬‬
‫أنشأت هذه اللجنة بمقتضى األمر رقم ‪ 111/19‬المؤرخ في ‪ 6819/61/11‬المتضمن قانون المالية سنة ‪ 6818‬بموجب‬
‫المادة ‪ 11‬مكرر‪ .‬وكانت تسمى لجنة الطعن اإلدارية للبلدية‪ .‬ثم صدر األمر رقم ‪ 69-81‬المتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ 6881‬في المادة ‪ 18‬منه‪ ،‬والتي تعدل المادة ‪ 111‬في فقرتها األولى من قانون الضرائب المباشرة لتصبح ‪ :‬لجنة الطعن‬
‫اإلدارية للدائرة‪ .‬وكان أخر تعديل ط أر على هذه اللجنة بموجب نص المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11/81‬المؤرخ في‬
‫‪ 6881/61/11‬المتضمن قانون المالية لسنة‪ 6881‬المعدلة للمادة ‪ 111‬من قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫فحسب هذه المادة فإنه تنشأ لدى كل دائرة لجنة طعن في الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة تتكون من‪:‬‬
‫•رئيس الدائرة رئيسا‪.‬‬
‫•رئيس البلدية لمقر ممارسة نشاط المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫•رئيس المفتشية المختص إقليميا‪.‬‬
‫•عضوين دائمين وعضوين إضافيين من كل بلدية تعينيهم الجمعيات أو االتحادات المهنية وفي حالة عدم وجود االتحادات‬
‫المهنية والجمعيات ‪ ،‬فإنه على رؤساء المجالس الشعبية البلدية اختيار هؤالء من بين المكلفين الذين يتمتعون بخبرات‬
‫ومعلومات كافية لممارسة المهام الموكلة إليهم‪.‬‬
‫يتم تعين األعضاء في خالل الشهرين اللذين يأتيان بعد تجديد المجالس الشعبية البلدية مدة عضويتهم هي نفسها مدة عضوية‬
‫المجالس الشعبية البلدية ‪ ،‬كما يجب أن يكون هؤالء األعضاء من جنسية جزائرية‪ ،‬وأن ال يقل سن كل عضو عن ‪ 11‬سنة‪ ،‬و‬
‫يجب أن يتمتع كل عضو بحقوقه المدنية ‪ .‬كما يخضعون اللتزامات السر المهني‪ ،‬التي تفرض عليهم االمتناع عن إفشاء أسرار‬
‫األشخاص المتظلمين طبقا ألحكام المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ .‬في حالة وفاة أو عزل أو استقالة نصف عدد‬
‫األعضاء ‪ ،‬يتم إجراء تعيينات بحسب نفس الشروط المذكورة أعاله‪.‬‬
‫يتولى مهام األمانة موظف إدارة الضرائب‪ ،‬له على األقل رتبة مراقب‪ ،‬يعينه مدير الضرائب بالوالية‪.‬‬
‫تختص لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة على مستوى الدائرة بالبت في الطعون التي يكون‬
‫موضوعها طلب تصحيح خطا ارتكب عند تقييم الوعاء الضريبي أو في حساب الضريبة أو االستفادة من نص تشريعي أو‬
‫تنظيمي‪.‬‬
‫تقدم الطعون أمام هذه اللجنة‪ ،‬عندما يقل مبلغ مساهمة المكلف بالضريبة في مجال الضرائب المباشرة عن ‪ 111.111‬دج أو‬
‫يعادلها ‪ .‬وكذا بالنسبة للرسم على القيمة المضافة عندما يقل عن ‪ 111.111‬دج أو يعادلها والتي اتخذت اإلدارة مسبقا‬
‫بشأنها ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي (‪).6‬‬
‫ويجب أن تعرض الطلبات على اللجنة في اجل شهرين (‪ )1‬اعتبا ار من تاريخ تبليغ قرار اإلدارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لجنة الطعن الوالئية الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة‪:‬‬
‫نصت على تكوين هذه اللجنة المادة ‪ 116‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪ .‬يتم إنشاء اللجنة الوالئية للطعن على‬
‫مستوى كل مجلس شعبي والئي وتتكون من‪:‬‬
‫•قاضي يعينه رئيس المجلس القضائي المختص إقليميا رئيسا‪.‬‬
‫•ممثل عن الوالي ( بالنسبة لمحافظة الجزائر‪ ،‬يعن ممثل عن الوزير المحافظ‪).‬‬
‫•مدير الضرائب الوالئي‪.‬‬
‫• ممثل عن الغرفة التجارية الموجودة على مستوى الوالية‪ ،‬وان تعذر ذلك يعين ممثال عن تلك التي يمتد اختصاصها إلى الوالية‬
‫المعنية‪.‬‬
‫•خمسة(‪ )1‬أعضاء دائمين وخمسة(‪ )1‬أعضاء إضافيين يعينون من قبل الجمعيات أو االتحادات المهنية‪ ،‬وان تعذر ذلك‪،‬‬
‫يختار رئيس المجلس الشعبي الوالئي هؤالء األعضاء من بين األعضاء المكونين للمجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬شرط توافرهم على‬
‫خبرات ومعلومات ألداء مهامهم‪.‬‬
‫•ممثل عن الغرفة الفالحية للوالية‪.‬‬

‫يتم تعيين أعضاء لجنة الطعن الوالئية بعد انتخاب أعضاء المجلس الشعبي الوالئي مدة عضويتهم هي نفسها مدة عضوية‬
‫المجلس الشعبي الوالئي ‪ .‬وفي حال وفاة أو عزل أو استقالة نصف األعضاء على األقل‪ ،‬فانه يتم تعيين أعضاء جدد بنفس‬
‫الشروط‪.‬‬
‫يخضع األعضاء لنفس الشروط وااللتزامات المذكورة سابقا فيما يخص لجنة الطعن الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على‬
‫القيمة المضافة على مستوى الدائرة‪.‬‬
‫تبدي اللجنة رأيها في الطلبات الرامية إلى الحصول أما على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة أو حسابها‬
‫واما االستفادة من حق المرتكب عن حكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬

‫ويجب ان تنصب هذه الطلبات على ما يأتي‪:‬‬


‫‪-‬أقساط الضرائب المباشرة أو الرسوم المماثلة‪ ،‬التي يزيد مبلغها عن ‪ 1.11.111‬دج ويقل عن ‪ 1111.111‬دج أو يعادلها‬
‫‪ .‬وكذا مبلغ الرسم على القيمة المضافة الذي يزيد عن ‪ 111.111‬دج ويقل أو يعادل ‪ 1111.111‬دج والتي أصدرت اإلدارة‬
‫مسبقا برأي ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫‪-‬الطعون التي كانت محل رفض من لجنة الطعن على مستوى الدائرة‪.‬‬
‫ويجب ان تقدم هذه الطلبات إلى اللجنة في اجل شهرين (‪ )1‬ابتداء من تاريخ تبليغ القرار إلى اإلدارة أو استالم رأي لجنة‬
‫الطعن على مستوى الدائرة (‪) .6‬‬
‫عندما تكون آراء لجنة الطعن على مستوى الدائرة ولجنة الطعن الوالئية مخالفة صراحة ألحكام القانون الجبائي ‪ ،‬يمكن للمدير‬
‫الوالئي للضرائب في هذه الحالة ‪ ،‬توقيف تنفيذ رأي إحدى هاتين اللجنتين ‪ ،‬شريطة إبالغ الملتمس صاحب الطعن‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة‪ ،‬يقوم المدير الوالئي للضرائب بتقديم طعن ضد إحدى هذين الرأيين أمام المحكمة اإلدارية ‪،‬وهذا في اجل أقصاه‬
‫شهر (‪ )16‬واحد اعتبا ار من تاريخ اإلدالء بالرأي(‪).1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى انه ال يمكن الطعن في الق اررات المتخذة من طرف لجنة الطعون الوالئية إال أمام القضاء ( المحكمة‬
‫اإلدارية)(‪).1‬‬

‫ثالثا‪ :‬لجنة الطعن المركزية الخاصة بالضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة‬
‫نصت المادة ‪ 111‬في فقرتها األولى من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة على أنه تنشأ لدى الوزارة المكلفة بالمالية ‪،‬‬
‫لجنة مركزية للطعن في الضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة تتشكل من‪:‬‬
‫‪-‬الوزير المكلف بالمالية أو ممثله المفوض قانونا ( رئيسا‪) .‬‬
‫‪-‬ممثل وزير العدل‪ ،‬على ان يكون برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫‪-‬ممثل وزير التجهيز‪ ،‬على ان يكون برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫‪-‬ممثل وزير التجارة‪ ،‬على ان يكون برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫‪-‬المدير العام للميزانية أو ممثله برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫‪-‬المدير المركزي للخزينة أو ممثله برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫‪-‬ممثل الغرفة التجارية للوالية المعنية ‪ ،‬فان تعذر ذلك فممثل عن الغرفة الوطنية للتجارة‪.‬‬
‫‪-‬ممثل عن الغرفة الفالحية للوالية ‪ ،‬فان تعذر ذلك فممثل عن الغرفة الوطنية للفالحة‪.‬‬
‫‪-‬ممثل االتحاد المهني المعني‪.‬‬
‫‪-‬نائب مدير المنازعات اإلدارية‪ ،‬والقضائية للمديرية العامة للضرائب بصفته مقرر اللجنة‪.‬‬
‫‪-‬كاتب اللجنة الذي يكون من أعضاء مصالح المديرية العامة للضرائب‪ ،‬يعينه المدير العام للضرائب‪.‬‬
‫يشترط في أعضاء هذه اللجنة ‪ ،‬ان ال تقل أعمارهم على ‪ 11‬سنة ‪ ،‬وان يتمتعوا بحقوقهم المدنية وان يلتزموا بالسر المهني‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫تبدي اللجنة المركزية للطعن رأيها في الطلبات الرامية إلى الحصول أما على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة‬
‫أو حسابها وأما االستفادة من حق المترتب عن حكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫ويجب ان تنصب هذه الطلبات على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أقساط الضرائب المباشرة أو الرسوم المماثلة وكذا بالنسبة لفرض الرسم على القيمة المضافة على المكلفين الذين تسييرهم‬
‫الهيئة المكلفة بتسيير المؤسسات الكبرى والتي أصدرت اإلدارة الجبائية مسبقا برأي ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫‪-‬أقساط الضرائب المباشرة أو الرسوم المماثلة التي يزيد مبلغها عن ‪ 1111.111‬دج وكذا بالنسبة لفرض الرسم على القيمة‬
‫المضافة الذي يزيد عن ‪ .1.111.111‬دج والتي أصدرت اإلدارة مسبقا بشأنها ق ار ار بالرفض الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫ويجب ان تقدم هذه الطلبات إلى اللجنة في اجل شهرين (‪ )1‬ابتداء من تاريخ تبليغ القرار إلى اإلدارة (‪).6‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان اللجوء إلى لجان الطعن ال يترتب عنه توقيف إجراءات تنفيذ تحصيل الضريبة‪.‬‬
‫كما انه ال يجوز اللجوء إلى الطعن أمام هذه اللجان بعد اللجوء إلى القضاء (‪).1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلجراءات القانونية للطعن أمام لجان الطعن للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة‪:‬‬
‫سنتطرق لهذه النقطة من خالل دراسة شروط قبول الطعن وكذا سير أعمال لجان الطعن‪.‬‬
‫تخضع الطعون التي تقدم أمام لجان الطعن للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة إلى شروط شكلية وأخرى موضوعية‬
‫يجب احترامها من قبل المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط قبول الطعون‪:‬‬
‫لكي تكون الطعون المقدمة أمام لجان الطعن على مستوى الدائرة أو الوالية أو اللجنة المركزية ‪،‬مقبولة ‪ ،‬يجب ان تتوفر فيها‬
‫شروط شكلية وأخرى موضوعية هي نفسها الواردة في الشكوى المقدمة إلى المدير الوالئي للضرائب إضافة إلى شروط أخرى‬
‫نختصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬الشروط الشكلية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون المكلف بالضريبة قد قدم شكاية إلى المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫‪-‬أن ال يكون المكلف بالضريبة قد رفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬أن يقوم المكلف بالضريبة بتقديم الطعن أمام هذه اللجان خالل شهرين من تاريخ تبليغ قرار اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون تقديم الطعن حسب الحصة الضريبة المفروضة عليه‪ ،‬حيث انه بالنسبة للجان الطعن على مستوى الدائرة تكون اقل‬
‫من ‪ 111.111‬دج‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للجان الطعن على مستوى الوالية من ‪ 111.111‬دج إلى ‪ 1111.111‬دج‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للجان الطعن على المستوى المركزي‪ ،‬أكبر من ‪1111.111‬دج‪.‬‬
‫‪2-‬شروط الموضوعية‪:‬‬
‫يجب ان تعلق الطعون بالطلبات الرامية إلى الحصول على تصحيح األخطاء المرتكبة في إقرار أساس الضريبة أو في حسابها‬
‫أو االستفادة من حق ناتج عن حكم تشريعي أو تنظيمي ويتعين على المكلف بالضريبة ان يبين ذلك في شكايته‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬سير أعمال لجان الطعن اإلدارية‪:‬‬
‫بعد استالم الطعون من طرف لجان الطعن اإلدارية للضرائب المباشرة والرسم على القيمة المضافة ‪ ،‬يقوم كاتب اللجنة بتقييدها‬
‫في سجل سنوي خاص بهذا الغرض ويحولها إلى المدير الوالئي للضرائب لتشكيل ملف الطعن الذي يحوله بدوره إلى مكتب‬
‫المنازعات اإلدارية والقضائية ويسجل في السجل الخاص بذلك (‪).6‬‬
‫يأمر مدير الضرائب للوالية بتحويل الملف إلى مفتش الضرائب المختص إقليميا ليقوم بتحقيق حول الطعن ويبدي رأيه في نقاط‬
‫النزاع ويعيده لمدير الضرائب الوالئي الذي يعطي تقري ار عن ذلك‪.‬‬
‫بناء على طلب من رئيسها الذي يجب عليه ان يبلغ أعضائها‬
‫بعد تسلم لجنة الطعن تقرير المدير الوالئي للضرائب‪ ،‬تجتمع ً‬
‫(‪ )61‬عشرة أيام قبل تاريخ االجتماع‪.‬‬
‫كما يمكن استدعاء المكلف بالضريبة قصد سماعه‪ ،‬وفي هذه لحالة يجب إخطاره (‪ )61‬عشرة أيام قبل تاريخ االجتماع‪.‬‬
‫تنعقد كل لجنة بتوافر النصاب القانوني الجتماعها‪:‬‬
‫•فبالنسبة للجنة الطعن اإلدارية للدائرة‪ ،‬فان النصاب هو ثلثي ( ‪ )1/1‬األعضاء على األقل‪.‬‬
‫•بالنسبة للجنة الطعن الوالئية ‪ ،‬فان النصاب هو سبعة (‪ )6‬أعضاء على األقل‪.‬‬
‫•أما اللجنة المركزية للطعن‪ ،‬فان النصاب هو أربعة (‪ )1‬أعضاء على األقل‪.‬‬
‫تجتمع كل من اللجنة المركزية والوالئية للطعن مرة كل ثالثة (‪ )11‬أشهر على األقل‪ ،‬إ‬

‫إما فيما يخص لجنة الطعن على مستوى الدائرة فان القانون لم يحدد لها أي مدة لالجتماع‪ ،‬فيتم بناءا على استدعاء من‬
‫رئيسها‪.‬‬
‫تتخذ كل لجنة ق ارراتها باألغلبية ‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اآلراء الصادرة عن لجان الطعن اإلدارية وطبيعتها‪:‬‬


‫تقوم لجان الطعن بالفصل بالطعون المقدمة لها بعد اطالعها على تقارير المدير الوالئي للضرائب ‪ ،‬وكذا بعد االطالع على‬
‫مذكرات ووثائق األطراف المنازعة‪.‬‬
‫تبلغ لجان الطعن آراءها بواسطة كاتب اللجنة الوالئية إلى مدير الوالئي للضرائب في اجل أقصاه عشرة (‪ )61‬أيام بالنسبة ألراء‬
‫لجنة الطعن على مستوى ( الدائرة‪) .‬‬
‫وذلك ابتداء من تاريخ انتهاء األشغال ‪ .‬أما فيما يخص أراء اللجنة المركزية فإنها تبلغ في اجل أقساط عشرين (‪ )11‬يوما من‬
‫تاريخ استالمها (‪) .6‬‬
‫ويجب على مدير الضرائب بالوالية إبالغ المعني بقرار التخفيض أو الرفض الذي يجب ان يكون مطابقا لرأي لجنة الطعن وهذا‬
‫خالل شهرين من تاريخ استالم رأي اللجنة(‪).1‬‬
‫تصدر لجان الطعون على مستوى الدائرة والوالية وكذا لجنة الطعن المركزية أراء مطابقة‪ ،‬وفي هذه الحالة تصبح هذه اآلراء‬
‫ملزمة لإلدارة الجبائية ويجب ان تكون اآلراء معللة‪ ،‬وتبين عند االقتضاء مبلغ التخفيضات‪ ،‬غير انه يمكن لمدير الضرائب‬
‫بالوالية تأجيل تنفيذ رأي لجنة الطعن على مستوى الدائرة أو الوالية ‪ ،‬إذا كان يخالف صراحة حكما من أحكام القانون الجبائي ‪،‬‬
‫شريطة اإلبالغ المعني باألمر أي ملتمس الطعن(‪) .1‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬لجنة التوفيق الخاصة بحقوق التسجيل‪:‬‬


‫نص المشرع على هذه اللجنة في المواد من ‪ 616‬الى ‪ 616‬من قانون التسجيل ‪ ،‬إال أن قانون اإلجراءات الجبائية لم ينص‬
‫عليها‪.‬‬
‫ونظ ار لكون عمل هذه اللجنة يدخل في إطار الرقابة الجبائية أي إعادة تقييم الوعاء‪ ،‬فإننا سنتطرق لها من حيث التكوين‬
‫واالختصاص ‪ ،‬ثم إلى الرأي الذي يصدر عن هذه اللجنة‪.‬‬
‫فإذا كان الثمن أو التقدير الذي كان أساسا لتحصيل الرسم النسبي أو التصاعدي يقل عن القيمة التجارية الحقيقية لألموال‬
‫المنقولة أو المبنية ‪ ،‬يمكن لإلدارة الجبائية أن تقدر أو تعيد تقدير هذه األموال بالنسبة لجميع العقود أو التصريحات التي تثبت‬
‫نقل أو بيان‪:‬‬
‫‪ 1-‬الملكية أو حق االنتفاع أو التمتع باألموال العقارية والمحالت التجارية بما فيها‪ ،‬السلع الجديدة التابعة لها والزبائن والسفر‬
‫والبواخر‪.‬‬
‫‪2-‬الحق في االستفادة من وعد باإليجار لكل عقار أو جزء منه (‪) .6‬‬
‫فإذا رأت اإلدارة الجبائية ان المبلغ المصرح به ‪ ،‬ال يتالءم مع السعر الحقيقي من خالل عملية التسجيل ‪ ،‬يتم التقويم حسب‬
‫سعر السوق وذلك بناءا على المعلومات التي يقدمها المسؤولين المحليين مثل ‪ :‬مديرية أمالك الدولة ‪ ،‬الوكاالت العقارية‪.‬‬
‫فعلى مستوى مديرية الضرائب بالوالية‪ ،‬توجد مصلحة التقويم التي تعيد تقويم العقار أو الحق المعني بالتسجيل‪.‬‬
‫إذا قبل ذوي الشأن بالتقويم‪ ،‬يسدد المبلغ المحدد أمام قابض الضرائب المختص إقليما‪.‬‬
‫أما إذا لم يقبل بالتقويم‪ ،‬فله أن يقدم احتجاج أمام لجنة التوفيق والمصالحة التي توجد على مستوى مديرية الضرائب بالوالية‪.‬‬
‫تتشكل هذه اللجنة من‪:‬‬
‫‪1-‬مدير الضرائب على مستوى الوالية رئيسا‪.‬‬
‫‪2-‬مفتش التسجيل‪.‬‬
‫‪3-‬مفتش الشؤون الخاصة باألمالك الوطنية والعقارات‪.‬‬
‫‪4-‬قابض الضرائب المختلفة‪.‬‬
‫‪5-‬مفتش الضرائب المختلفة‪.‬‬
‫‪6-‬موثق يعينه رئيس الغرفة الجهوية للموثقين المعنية‪.‬‬
‫‪7-‬ممثل عن إدارة الوالية ‪)6(.‬‬
‫يقوم بمهام الكتابة مفتش التسجيل ويحضر الجلسات بصوت استشاري‪.‬‬
‫تجتمع اللجنة بدعوة من رئيسها ‪ ،‬ويشترط ان يحضر اجتماعها خمسة (‪ )1‬أعضاء على األقل بما فيهم الرئيس ‪ ،‬لكي تكون‬
‫مداوالتها صحيحة‬
‫يستدعى الخاضعون للضريبة المعنيون عشرين (‪ )11‬يوما على األقل قبل تاريخ االجتماع ويطلب منهم اإلدالء بأقوالهم أو‬
‫إرسال مالحظاتهم مكتوبة‪ ،‬ويمكنهم ان يستعينوا بمستشار يختارونه و يعينوا وكيال مؤهال قانونا‪،‬‬
‫تتخذ اللجنة ق ارراها باألغلبية‪ ،‬وفي حالة تعادل األصوات يرجح صوت الرئيس‪.‬‬
‫يعتبر الرأي الصادر عن لجنة التوفيق رأيا مطابقا بالنسبة إلدارة الضرائب يجب ان تأخذ به‪.‬أما بالنسبة للمكلف بالضريبة ‪ ،‬إذ‬
‫لم يرضى برأي اللجنة يمكنه اللجوء المشتكي إلى القضاء‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬المرحلة القضائية في تسوية المنازعات الجبائية الخاصة بالوعاء والتحصيل‬

‫سنتناول في هذا الفصل عرض منازعات الضرائب في مرحلتها القضائية‪ ,‬وهذه المرحلة التي نص عليها األمر رقم ( ‪611-11‬‬
‫) المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 6811‬والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬والمعدل والمكمل بعدة قوانين جبائية ال سيما قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية ‪ ,‬وقد شملت هذه القوانين جميع الضرائب بأنواعها‪.‬‬
‫والقانون يلزم المكلف بدفع الضريبة ‪ ,‬الذي يرغب في الطعن في الق اررات اإلدارية الضريبية أن يقدم أوال شكاية إلى المدير‬
‫الوالئي للضرائب‪ ،‬وذلك قبل تحريك دعواه أمام الجهات القضائية المختصة في مجال المنازعات اإلدارية‪ ،‬وتكمن أهمية التظلم‬
‫اإلداري المسبق في آثاره‪ ،‬إذ أن االلتجاء إلى اإلدارة بطلب إعادة النظر فيما تكون قد أصدرته من ق اررات مدعى في مشروعيتها‬
‫كثي ار ما يؤدي إلى تصفية النزاع‪ ،‬االستغناء عن الخصومة القضائية وتجنب الخصوم من المصاريف واألتعاب‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تخفيف العبء عن الجهات القضائية المختصة‪.‬‬
‫وقد حدد القانون هذه الجهات المختصة والمتمثلة في المحكمة اإلدارية ومجلس الدولة وبين المنازعات التي تختص بها‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن الهدف المتوخى من رفع الدعوى من قبل المكلف أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬هو العمل على إصالح األخطاء‬
‫التي ارتكبتها اإلدارة في حقه‪ ،‬أو االستفادة من حق ناتج عن تدبير تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫ويمكن لطرفي النزاع ( المكلف واإلدارة ) أن يتقدم بطلب االستئناف أمام مجلس الدولة إذا رفضت دعواه أمام المحكمة اإلدارية‬
‫(‪).6‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الخصومة الجبائية أمام القضاء اإلداري‪:‬‬


‫إن رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية يعتبر الخطوة األولى في المرحلة القضائية فيما يخص المنازعات الجبائية خاصة‪ ،‬وقد‬
‫قيد المشرع الجزائري هذه المرحلة بجملة من اإلجراءات القانونية و الشروط الضرورية التي توفرها لعرض قضية ما على‬
‫القاضي اإلداري‪ ،‬و التي تسمح‬

‫له و تلزمه في نفس الوقت ان يبت في موضوع الخالف طبقا لمواد قانوني اإلجراءات المدنية و اإلجراءات الجبائية(‪) .6‬‬
‫وقد اشترط قانون اإلجراءات المدنية أن تكون رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية المختصة‪ ،‬التي تتبع مقر إنجاز الضريبة محل‬
‫النزاع‪ ،‬كما نجد المادة ‪ 618‬من نفس القانون تشترط التظلم اإلداري لرفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وعلى غرار ذلك نجد أن قانون اإلجراءات الجبائية استوجب بعض الشكليات واإلجراءات بحيث ال تقبل الدعوى بدونها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬رفع الدعوى وشرط قبولها أمام المحكمة اإلدارية‬


‫إن القوانين الجبائية كلها نصت على إمكانية اللجوء إلى الغرفة اإلدارية‪ ،‬من قبل طرفي النزاع ( المكلف و اإلدارة‪).‬‬
‫وبموجب ذلك فإن الدعوى أو العريضة المقدمة يجب أن تحترم بعض الشروط التي نص عليها المشرع‪ ،‬من حيث الشكل‬
‫والمحتوى وصفة المدعي وأجل تقديم الدعوى‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أطراف الخصومة الجبائية‪:‬‬


‫إن من بديهيات التقاضي أن صاحب الدعوى هو الذي يتقدم بالدعوى‪ ،‬وفي حاالت استثنائية يمكن أن ترفع الدعوى من طرف‬
‫وكيل المعني قانونا‪ ،‬أال وهو المحامي المسجل في نقابة المحامين (‪ . )6‬وبالرجوع إلى الخصومة الجبائية فإن طرفي النزاع‬
‫يتمثالن في‪:‬‬
‫•المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫•اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫ما نجد أن المادة ‪ 118‬من قانون اإلجراءات المدنية تنص على أنه ال يجوز للمشتكي رفع دعواه أمام القضاء‪ ،‬ما لم يكن حائ از‬
‫لصفة وأهلية التقاضي وله مصلحة في ذلك‪.‬‬
‫–‪1‬تحريك الدعوى أمام الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي من قبل المكلف بالضريبة‪:‬‬
‫لقد أقر القانون للمكلف بالضريبة أن يلتجأ إلى القضاء اإلداري‪ ،‬بعد أن يكون قد استنفذ المرحلة اإلدارية ويكون في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -/‬يمكن أن ترفع الق اررات الصادرة عن مديري الضرائب للوالية‪ ،‬عن االحتياجات محل النزاع‪ ،‬والتي ال ترضي بصفة كاملة‬
‫المعنيين باألمر‪.‬‬
‫وكذلك الق اررات المتخذة بصفة تلقائية‪ ،‬فيما يخص نقل الحصص طبقا ألحكام المادة ‪)6(.111‬‬
‫ب‪ -/‬الق اررات التي تبلغها اإلدارة بعد رأي لجان الطعن البلدية‪ ،‬الوالئية والمركزية المذكورة في المواد‪ 116 ،111‬و ‪ 111‬من‬
‫قانون الضرائب المباشرة ‪)1(.‬‬
‫جـ‪ -/‬إذا لم يتحصل المكلف بالضريبة على اإلشعار بقرار مدير الضرائب للوالية في أجل أربعة أشهر‪.‬‬
‫‪2-‬تحريك الدعوى أمام الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي من قبل اإلدارة الجبائية‪:‬‬
‫يستطيع مدير الضرائب اللجوء إلى الغرفة اإلدارية تلقائيا‪ ،‬إذا كان يعارض الشكوى الموجهة إليه من طرف المكلف‪ ،‬وهذا ما‬
‫جاءت به المادتين ‪ 11/ 111‬والمادة ‪ 11/118‬من قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫ولكن مع مراعاة الشروط اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -/‬أن يعرض الخالف على الغرفة اإلدارية مع مراعاة إطالع المشتكي ‪)1(.‬‬
‫ب‪ -/‬يرسل مدير الضرائب للوالية الملف مصحوبا بطلباته إلى كتابة الضبط‪ ،‬واذا لم يكن موافقاً على قبول الطلب بتمامه فإنه‬
‫يعلم المشتكي بأن له أجال مدته عشرون ( ‪ ) 11‬يوما لإلطالع على الملف‪)1( .‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شكلها ومحتواها‪:‬‬


‫حتى تكون العريضة مقبولة قانونا أوجب المشرع الجزائري شروط شكلية و أخرى موضوعية يجب أن تتجسد فيها‪ ،‬وقبل التعرض‬
‫لهذه الشروط ال يفوتنا أن نعرف العريضة التي هي طلب يقوم بتحريره المشتكي‪ ،‬أو محرك الدعوى ويرسل إلى كتابة الضبط‬
‫بالمحكمة اإلدارية المختصة إقليميا‪ ،‬وبالموازاة مع ذلك فالعريضة يجب أن تكون مستوفية للقواعد العامة المنصوص عليها في‬
‫قانون إجراءات المدنية‪ ،‬وكذلك للقواعد المنصوص عليها في المواد ‪ 91‬إلى ‪ 86‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫أ‪ -/‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫تنص المادة‪ 618‬من قانون المالية لسنة ‪ 1111‬المتضمن قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬على الشروط الشكلية التي يجب توفرها‬
‫في الدعوى و اعتبرتها هي نفسها الشروط التي يجب توفرها في الشكاية بإشارتها إلى تطبيق أحكام المادة ‪ 661‬من نفس‬
‫القانون‪.‬‬
‫و يمكن تلخيص هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يجب تحرير الدعوى على ورق مدموغ‪ " :‬يجب تحت طائلة البطالن‪ ،‬ان تحرر الوكالة على ورق مدموغ و مسجل قبل تنفيذ‬
‫العمل المخول بموجبها(‪).6‬‬
‫ولما كان من الثابت ان النص القانوني إذا لم يجعل مذكرة غير مدموغة‪ ،‬تحت طائلة البطالن فانه يوضع قاعدة يستوجب‬
‫احترامها و لو بإصالح الخطأ بعد إيداع المذكرة األولى‪ ،‬غير أن تصحيح اإلغفال يجب ان يكون قبل وضع القضية أمام المداولة‬
‫واال يترتب البطالن على ذلك(‪). "1‬‬
‫"ومن المستقر عليه قانونا و قضاءا ‪ ،‬أن استعمال ورق مدموغ ال يكون واجبا إال في عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬القضاء بعدم‬
‫قبول الدعوى شكال بسبب عدم دفع المذكرة التعقيبية يكون خطا في تطبيق القانون (‪). "1‬‬
‫و لإلشارة أن العريضة التي تقدم من قبل المكلف بالضريبة يجب تحريرها على ورق مدموغ هذا ما جاءت به المادة‪ 16/91‬من‬
‫قانون اإلج ارءات الجبائية‪ ،‬ويجب ان تكون موقعة من صاحبها ‪ ،‬أما في حالة تقديمها من طرف وكيل‪ ،‬يتعين على هذا األخير‬
‫التوفر على وكالة قانونية‪ ،‬تحرر وجوبا على ورق مدموغ و تسجل قبل قيام الوكيل بالتصرف الذي ترخص به المادة ‪91‬و‪61‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬غير أنه يعفى من تقديم الِوكالة المحامون واألشخاص الذين يستمدون من وظيفتهم‪ ،‬و صفتهم‬
‫الحق أمام التقاضي باسم المكلف بالضريبة وتجدر اإلشارة ان تسمية الورق المدموغ‪" papier Timbré ".‬‬

‫كانت تعنى في السابق ورقا معينا يتم الحصول عليه من إدارة الضرائب بمقابل مالي أما في الوقت الحاضر فيقصد بها الورق‬
‫العادي عليه الطابع الضريبي ( طابع الدمغة) الخاضع لقانون الطابع(‪ ، )6‬و قد اصدر مجلس الدولة قرا ار رقم ‪661811‬‬
‫بتاريخ ‪ 1111/11/11‬نطق فيه بعدم قبول العريضة بسبب عدم دمغ العريضة‪.‬‬
‫على أساس ان دمغ العريضة من النظام العام‪ )1(.‬وبالمقابل يجب ان تكون الدعوى فردية إال في حالة وجود أعضاء الشركات‬
‫فيمكنهم تقديم شكاية جماعية ‪ ،‬و يجب ان تكون الدعوى تعبر عن الضريبة الواقعة في حدود بلدية واحدة‪ ،‬وفي حالة وجود‬
‫عدة بلديات ال يعتد إال بالبلدية المذكورة أوال في الدعوى (‪).1‬‬

‫ب‪ -/‬الشروط الموضوعية محتوى الدعوى‪:‬‬


‫لقد تضمنت المادة ‪ 611‬من قانون المالية لسنة ‪ 1111‬المتضمن قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬الشروط الضمنية التي يجب‬
‫توفرها في الدعوى المقدمة أمام المحكمة اإلدارية و نستطيع إجمال هذه الشروط فيما يلى‪:‬‬
‫•عرض صريح للوسائل و طلبات األطراف‪" :‬من المقرر قانونا انه في ميدان الضرائب المكلف بالضريبة هو الملزم بتقديم الدليل‬
‫لتبرير مزاعمه‪ ،‬و من ثم فان النعي على القرار المطعون فيه غير مؤسس‪ ،‬ولما كان من الثابت في قضية الحال ان الطاعن‬
‫يحتج على السعر المرجعي للبيع‪ ،‬الذي أسست عليه إدارة الضرائب لتسديد الضريبة دون أن يقدم أي دليل قطعي إلثبات العكس‬
‫‪.‬‬
‫فان قضاة المجلس برفضهم الدعوى التي أقامها الطاعن ضد إدارة الضرائب طبقوا القانون تطبيقا صحيحا"‪)1(.‬‬
‫•إرفاق صورة باإلشعار المتضمن قرار المدير الوالئي للضرائب أو برأي لجان الطعن‪.‬‬
‫•ذكر الجهة القضائية التي يعهد لها باالختصاص‪.‬‬
‫•ذكر اسم‪ ،‬لقب‪ ،‬مهنة وسكن المشتكي‪.‬‬
‫•تحديد تاريخ إيداع الدعوى لدى كتابة الضبط للمحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫•بيان الضريبة المتنازع فيها‪.‬‬
‫•ذكر رقم مادة الجدول الذي قيدت فيه الضريبة‪.‬‬
‫•إرفاق الدعوى بوثيقة مبلغ االقتطاع أو الدفع‪.‬‬
‫وبالموازاة مع ما ذكرناه فان تسبيب العريضة يكتسي طابعا متمي از يختلف باختالف ما إذا كان صاحب العريضة هو المكلف‬
‫بالضريبة‪ ،‬أم إدارة الضرائب إذ هناك من رجال الفقه القانوني من يرى بأن اإلدارة توجد في وضعية امتيازيه بدون أن يكون‬
‫هناك ما يبرر عدم التساوي‪ ،‬إذ تستفيد اإلدارة من حرية استبدال األوجه وسواء كانت مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬فإنها تستطيع‬
‫في أي مرحلة من مراحل الدعوى تغيير الوجه لتأسيس طلبها أو دفاعها‪)6(.‬‬
‫أما المكلف بالضريبة فال يمكنه الخروج عن اإلطار الذي رسمه وحده في شكواه المقدمة إلدارة الضرائب‪ ،‬فال يجوز للمدعي‬
‫االعتراض أمام المحكمة اإلدارية على حصص ضريبية غير تلك الواردة في دعواه الموجهة إلى مدير الضرائب بالوالية‪ ،‬ولكن‬
‫يجوز له في حدود التخفيض الملتمس في البداية أن يقدم طلبات جديدة شريطة أن يعبر عنها صراحة في العريضة التي يفتتح‬
‫بها الدعوى‪)1(.‬‬
‫وتطبيقا لذلك ما أكده قرار صادر عن مجلس الدولة في ‪ )1( 1111/11/61‬الذي فصل بعدم قبول الدعوى الختالف فحواها‬
‫عن فحوى الشكوى‪.‬‬
‫أما إدارة الضرائب فتستطيع إثارة ماتشاء من األوجه الجديدة من منطلق أنها ملزمة دوما باالحتجاج بالمقتضيات الضريبية‬
‫المقررة في النصوص القانونية‪ ،‬دفاعا عن مصالح الخزينة العمومية‪)1(.‬‬

‫ج‪ -/‬شرط أجل رفع الدعوى‪:‬‬


‫لقد جاءت المادة ‪ 91‬قي فقرتها الثانية من قانون اإلجراءات الجبائية على أنه " يجب أن تحرك الدعوى أمام المحكمة اإلدارية‬
‫في مدة أربعة (‪ )1‬أشهر ابتداء من يوم استالم اإلشعار‪ ،‬الذي من خالله يبلغ مدير الضرائب للوالية المكلف بالضريبة بالقرار‬
‫المتخذ بشأن شكواه‪ ،‬سواء كان هذا التبليغ تم قبل أو بعد األجلين المنصوص عليها في المادتين ‪ 1/61‬و‪ 66‬قانون إجراءات‬
‫جبائية‪ ،‬ولتوضيح أكثر يجب أن نقف عند مختلف القوانين الجبائية‪.‬‬
‫‪1/‬قانون الضرائب المباشرة ‪ :‬تنص المادة ‪ 6/116‬قانون الضرائب المباشرة على مايلي‪:‬‬
‫يمكن أن ترفع الق اررات الصادرة عن مديري الضرائب للوالية عن االحتياجات محل النزاع‪ ،‬والتي ال ترضى بصفة كاملة المعنيين‬
‫باألمر خالل (‪ )1‬أشهر‪ ،‬فيجب ان تحرك الدعوى أمام المجلس القضائي قي مدة ‪ 1‬أشهر ابتداء من يوم استالم قرار مدير‬
‫الضرائب سواء كان هذا االستالم قبل أو بعد انتهاء مدة األربعة ‪ 1‬أشهر‪ ،‬وتكون أيضا ق اررات لجان الطعن المنصوص عليها‬
‫في المواد من ‪ 111‬إلى ‪ 111‬محل الطعن أمام الغرفة اإلدارية خالل أجل أقصاه أربعة أشهر‪ ،‬ابتداء من تاريخ استالم قرار‬
‫مدير الضرائب بعد أخذ رأي اللجنة في هذا الشأن‪.‬‬
‫أما فيما يخص االعتراض على إجراء المتابعات‪ ،‬أو االعتراض على التحصيل القصري فيجب أن يبادر تحت طائلة البطالن‬
‫باالعتراض في أجل شهر اعتبا ار من تاريخ سند اإلجراء‪ ،‬وفي أجل شهر اعتبا ار من تاريخ تبليغ السند األول الذي يقضي‬
‫بالتصرف واذا تمت إحالة الطلب أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬فيجب أن يقدم في أجل شهر اعتبا ار من تاريخ قرار مدير الضرائب‬
‫بالوالية المختص‪)6(.‬‬
‫واذا كان قرار المدير متضمنا الرفض الكلي أو الجزئي أو الضمني‪ ،‬فإنه يحق للمكلف المعترض اللجوء الى لمحكمة اإلدارية في‬
‫أجل شهر ابتداء من تاريخ صدور قرار المدير‪.‬‬
‫وبالموازاة مع هذا فيجوز االستئناف أمام مجلس الدولة خالل شهر من تاريخ صدور حكم المحكمة اإلدارية‪ ،‬القاضي بالرفض‬
‫الكلي أو الجزئي إضافة إلى انه ال يترتب عن تقديم هذه الطعون توقيف الدفع‪)1(.‬‬
‫‪2/‬قانون الرسم علي القيمة المضافة ‪ :‬هي نفس الشروط الواردة في قانون الضرائب المباشرة واألجل هو ‪ 1‬أشهر‪ ،‬اعتبا ار من‬
‫يوم استالم قرار الرفض أو انقضاء أجل أربعة أشهر عند سكوت اإلدارة‪ ،‬مع مالحظة‪ :‬أن تحصيل الغرامات المستحقة يبقى‬
‫معلقا إلى غاية صدور حكم قضائي نهائي (‪).1‬‬
‫‪3/‬قانون التسجيل ‪:‬إن الوثيقة المطعون فيها هي سند التحصيل‪ ،‬والمهلة هي ‪1‬أشهر ابتداء من تاريخ استالم السند‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة فان سند التحصيل يحل محل القرار اإلداري والمكلف بالضريبة ليس في حاجة إلى تقديم شكوى ابتدائية إلى مدير‬
‫الضرائب‪)1(.‬‬
‫و تجدر المالحظة أنه إذا تعلقت الشكوى المقدمة إلى اإلدارة بمبلغ إجمالي يفوق (‪ )61‬ماليين دينار ‪61.111.111‬دج‬
‫فيتعين على مدير الضرائب بالوالية األخذ برأي اإلدارة المركزية الممثلة في المديرية العامة للضرائب و بالتالي فإن األجل يمدد‬
‫بشهرين و بالتالي البت في الشكوى يصبح اجله ‪ 1‬أشهر‪ ،‬وعليه فأجل رفع الطعن أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس هو أربعة (‪)1‬‬
‫أشهر‪ ،‬يحسب ابتداء من تاريخ استالم المكلف بالضريبة اإلشعار المتضمن إبالغه بالقرار مع مراعاة اجل الستة (‪ )1‬أشهر‪.‬‬

‫د‪ /‬موضوع المنازعة الجبائية‪:‬‬


‫لقد أقر المشرع الجبائي متابعة المكلفين الذين لم يتحرروا من دينهم الجبائي بواسطة الفعل القصري المخول لقاضي الضرائب‪،‬‬
‫والقوة التنفيذية الممنوحة للجداول من طرف الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬وتبعا لذلك فالمكلف بالضريبة يلجأ إلى القضاء اإلداري‬
‫من أجل الحصول على حل قضائي في المسائل التالية‪:‬‬
‫•إرجاء دفع الضريبة ‪ :‬والذي جاءت به المادة ‪ 661‬من قانون اإلجراءات الجبائية المؤسس بموجب المادة ‪ 11‬من القانون‬
‫رقم‪ ،16-16 :‬المؤرخ في‪ 1116/61/11:‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1111‬ويكون في حالة رفض إدارة الضرائب طلب‬
‫المكلف بالضريبة المتضمن إرجاء دفع القدر المتنازع فيه من الضرائب‪ ،‬إلى غاية اتخاذ قرار إداري أو قضائي بشأنه‪ ،‬يجوز له‬
‫اللجوء إلى القضاء المستعجل ويرفع طلبه بعريضة إلى رئيس المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا‪ ،‬ففي إطار االستعجال على‬
‫القاضي أن يتخذ قراره على وجه السرعة‪ ،‬فيما يتعلق بجدية الضمانات المقترحة ويكون الطعن أمام المحكمة اإلدارية شكال من‬
‫أشكال وقف المتابعة‪ ،‬والتي تطبق عليها أجال الطعون المنصوص عليها في المادة ‪ 681‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وفي‬
‫هذا السياق أوضح ت الفقرة الثالثة من هذه المادة على أنهً ًً إذا تمت إحالة الطلب أمام المحكمة اإلدارية يجب أن تقدم تحت‬
‫طائلة نفس العقوبة في أجل شهر‪ ،‬اعتبا ار من تاريخ قرار مدير الضرائب بالوالية المختص ‪ ،‬أو من انقضاء األجل المذكور في‬
‫الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪)6( .ًً ًً 681‬‬
‫وقد أقر قانون اإلجراءات الجبائية أشكاال من النزاعات الجبائية منها االلتزام بالدفع – مقداره – وجوب الدفع ويعرف باالعتراض‬
‫على التحصيل القصري‪)1( .‬‬

‫فرغم القوة التنفيذية الممنوحة للجداول من طرف الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬إال أنه يمكن للمكلف بالضريبة ان ينازع في شرعية‬
‫حق الخزينة العمومية (‪ ،)6‬أو بإجراء المتابعات ( صحة شكل إجراء المتابعات – طلب إلغاء الغلق المؤقت ) وفي هذه الحالة‬
‫المكلف بالضريبة الذي لم يتحرر من دينه الجبائي تتم متابعته بواسطة أعوان اإلدارة المعتمدين قانونا‪ ،‬أو المحضرين‬
‫القضائيين والتي تبدأ مباشرة بموجب تبليغ سند إجراء المتابعات بعد يوم من استحقاق الضريبة‪ ،‬والذي يسبق اإلجراءات‬
‫التنفيذية من غلق مؤقت حجز ‪ ،‬بيع ‪)1( .‬‬
‫وهذه المنازعات بغالبيتها تكون بمبادرة من المكلف بالضريبة‪ ،‬أما التي تكون بمبادرة من اإلدارة‪ ،‬فتشمل النزاع المدني والمتمثل‬
‫في البيع القصري للمحل التجاري أو إقرار مسؤولية في الشركة في حالة استعمال مناورات تدليسية‪.‬‬

‫•طلب إلغاء الغلق المؤقت‪:‬‬


‫فالغلق المؤقت للمحالت المهنية هو إجراء تنفيذي إلى جانب الحجز‪ ،‬البيع والذي يسبقه إخطار حيث ال يتم فيه نزع ملكية‬
‫المكلف للمحل المهني وال حرمانه من حق االنتفاع المؤقت من اجل تحصيل الدين الجبائي‪.‬‬
‫كما أن مدة الغلق ال تتجاوز ‪ 1 -‬أشهر – ويتم تبليغ قرار الغلق من قبل عون المتابعة الموكل قانونا‪ ،‬وبموجبه قد أقرت المادة‬
‫‪ 691‬من قانون المالية لسنة ‪ 1111‬المتضمن قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬االعتراض على الغلق المؤقت من قبل المكلف وذلك‬
‫ـ برفع اليد ـ بموجب عريضة تقدم إلى رئيس المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا‪ ،‬الذي يفصل كما هو معمول به في حاالت‬
‫االستعجال ‪)1( .‬‬
‫•طلب استرجاع األشياء المحجوزة ‪:‬لقد خول المشرع الجبائي من خالل المادة ‪ 81‬من قانون المالية المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية للمكلفين بالضريبة‪ ،‬حق استرجاع األشياء المحجوزة من منقوالت وأثاث‪ ،‬لدفع الضرائب أو الغرامات والرسوم‬
‫الواقعة تحت المتابعة‪ ،‬وفي هذه الحالة يلجأ المكلف بالضريبة إلى المحكمة اإلدارية‪ ،‬بعد أن يكون قد استنفذ الطريق اإلداري‬
‫ويكون ذلك بعد إصدار قرار من قبل مدير الضرائب بالوالية ‪ ،‬أو عدم تبليغه خالل أجل شهر ابتداءا من تاريخ إيداع المذكرة‪،‬‬
‫ومن اجل هذا أجاز قانون اإلجراءات الجبائية رفع الدعوى ضد القابض‪ ،‬أو المحاسب القائم بالحجز أمام المحكمة اإلدارية (‪) 1‬‬
‫‪.‬‬

‫وهذا ما تضمنه مجلس الدولة في قرارهً ًً حيث بالفعل بالرجوع إلى دراسة الملف وخاصة بعد اإلطالع على المادة ‪ 186‬من‬
‫قانون الضرائب المباشرة التي تنص على أنه في حالة حجز أموال المكلف بالضريبة كما هو الشأن في قضية الحال‪ ،‬ال يحق‬
‫المطالبة برفع اليد على األموال أمام القضاء مباشرة‪ ،‬إال إذا كانت هذه الدعوى مسبقة برفع الطلب إلى المدير الوالئي وفصل‬
‫فيه خالل شهر ابتداء من يوم إيداع الطلب‪ ،‬وما دام أن المستأنف لم يقم باإلجراء المطلوب منه طبقا للمادة ‪ 186‬قانون‬
‫ضرائب مباشرة يتعين التصريح بعدم قبول الدعوىً ًً ‪)6( .‬‬
‫•القضاء المستعجل في المادة الجبائية ‪ :‬من بين األمور الواجبة علينا الخوض فيها وهذا لما يكتسبه من أهمية في المادة‬
‫الجبائية بصفة خاصة‪ ،‬وعليه يستوجب علينا التوقف عند هذه اإلشكالية‪ :‬هل القضاء المستعجل مختص بتوقيف تحصيل‬
‫الضريبة ؟‬
‫إن المادة ‪ 666‬مكرر من قانون اإلجراءات المدنية في الفقرة الثالثة منها على أنهً ًً يجوز في جميع حاالت االستعجال لرئيس‬
‫المجلس القضائي‪ ،‬أو للعضو الذي ينتدبه بناءا على عريضة تكون مقبولة حتى في حالة عدم وجود قرار سابق‪ ،‬األمر بصفة‬
‫مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة‪ ،‬وذلك باستثناء ما تعلق منها بأوجه النزاع التي تمس النظام العام أو األمن العام‪،‬‬
‫ودون المساس بأصل الحق ‪ً .‬‬
‫وعليه يم كن استخالص ما يلي أنه واستنادا إلى المبررات القانونية التي تضمنتها المادة ذاتها‪ ،‬ال يمكن اللجوء عن طريق‬
‫القضاء االستعجالي بتوقيف قرار ضريبي يقضي بتحصيل الضريبة‪ ،‬ذلك أن النزاع الضريبي يمس في شموليته أصل الحق‪،‬‬
‫ومن المبادئ القضائية العامة انه متى تعلق النزاع بالموضوع‪ ،‬فإن قاضي المسائل المستعجلة يكون غير مختص‪ ،‬بل يؤول‬
‫االختصاص إلى قاضي الموضوع‪ ،‬ومن جهة أخرى وتبعا للمبررات االقتصادية‪ ،‬ال يمكن توقيف تحصيل الضريبة عن طريق‬
‫قاضي االستعجال ألن في ذلك مساس بالنظام العام واألمن العام‪ ،‬المنصوص عليه في المادة ‪ 666‬الفقرة الثالثة‪.‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬فالضريبة تعتبر موردا هاما لتغذية ميزانية الدولة أو ميزانية الجماعات المحلية ( الوالية ‪ ،‬البلدية‬
‫) ‪)1( .‬‬

‫•محاولة الصلح في المادة الجبائية‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 1/618‬من قانون اإلجراءات المدنية على أن يقوم القاضي المقرر بمحاولة الصلح في مدة أقصاها ثالثة ( ‪) 11‬‬
‫أشهر فإذا تم الصلح فإنه يفرغ في قرار يتخذه المجلس‪ ،‬وينفذ حسب إجراءات التنفيذ الواردة في قانون اإلجراءات المدنية أما‬
‫في حالة عدم االتفاق فإن القاضي يحرر محضر بعدم الصلح‪ ،‬ويتم التحقيق في القضية حسب ما هو منصوص عليه في نفس‬
‫القانون‪.‬‬
‫وبالموازاة مع المادة تجدر بنا اإلشارة إلى تطبيق محاولة الصلح في المنازعة الضريبية المعروضة على الغرفة اإلدارية‬
‫بالمجلس القضائي‪ ،‬لقبول الدعوى شكال وفي رأينا أن شرط محاولة الصلح ال ينبغي العمل به في مجال المنازعات الضريبية‪،‬‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪1/‬إن موضوع المنازعة الضريبية هو من حيث غايته النهائية تحصيل مبالغ مالية تعتبر ديونا للخزينة العمومية‪ ،‬طبقا‬
‫للرخصة السنوية للتحصيل الصادرة عن السلطة التشريعية سنويا عن طريق قانون المالية‪ ،‬عمال بالمقتضيات الدستورية‬
‫المادتين‪ 11 :‬و ‪ 61/ 611‬من دستور ‪ 6881‬وبالتالي ال يمكن إلدارة الضرائب أن تتصالح بما يمس بديون الخزينة العمومية‬
‫‪.‬‬
‫وهو ما ذكرت المديرية العامة للضرائب به أعوانها في تعليماتها المتعلقة باإلجراءات اإلدارية والقضائية للمنازعات الضريبية‪،‬‬
‫ذاهبة بذلك إلى أنه " وما دامت المسألة تتعلق بمصالح الخزينة العمومية فإنه ال مجال للمصالحة‪ ،‬غير أنه يجب مع ذلك على‬
‫المصالح الضريبية االستجابة الستدعاء القاضي بدون االلتزام بأي شيء (‪) .6‬‬
‫‪ 2/‬إن قانون الضرائب المباشرة وكذا قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬تكفال بمختلف جوانب تمكين المكلف بالضريبة من االستفادة‬
‫من الظروف المالئمة‪ ،‬ذات الصلة بإمكانياته الضريبية لتسديد ديونه الضريبية‪ ،‬مثل التأجيل القانوني للدفع والحصول من‬
‫قابض الضرائب على جدول زمني لتسديد والتخفيض‪.‬‬
‫‪ 3/‬إن قاضي الضريبة يفصل في المنازعة الضريبية باعتبارها منازعة من منازعات القضاء الكامل‪ ،‬وبالتالي يتمتع بصالحيات‬
‫واسعة في حدود ما هو منصوص عليه في التشريع الضريبي إللغاء الضريبة المفروضة بدون وجه حق‪ ،‬وفي تعديل أساسها‬
‫وتغيره واحالل أساس آخر بدلها وضمان حقوق المكلف بالضريبة‪ ،‬سواء على مستوى منازعات الوعاء أو منازعات التحصيل‪.‬‬

‫وكاستنتاج‪:‬‬
‫نجد أن إجراء محاولة الصلح المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية يطبق في المنازعات اإلدارية العامة وال يطبق في‬
‫منازعات الضرائب المباشرة لعدم جدواها‪)6( .‬‬

‫•تقادم الدعوى الجبائية‪:‬‬


‫إن التقادم هو نظام قائم على سريان مهلة ما‪ ،‬وهذا ما نجد تطبيقه كذلك في المادة الجبائية‪ ،‬ففي الضرائب المباشرة والرسوم‬
‫المماثلة يحد د األجل المتاح لإلدارة بأربعة سنوات للقيام بتحصيل جداول الضريبة‪ ،‬وفيما يخص الغرامات الثابتة ذات الطابع‬
‫الجبائي فإن أجل التقادم اعتبا ار من اليوم األخير من السنة التي ارتكبت أثنائها المخالفة المعنية‪ ،‬كما يمدد أجل التقادم‬
‫المنصوص عليه بسنتين إذا ما قامت اإلدارة بعد إثباتها أن المكلف بالضريبة عمد إلى طرق تدليسية برفع دعوى قضائية ضده‬
‫‪)1(.‬‬
‫أما بالنسبة للرسوم على رقم األعمال فالدعوى المقدمة من قبل اإلدارة يحدد أجل تقادم دعوى اإلدارة بأربعة سنوات‪:‬‬
‫•من اجل تأسيس الرسم على القيمة المضافة وتحصيله‪.‬‬
‫•قمع المخالفات ال متعلقة بالقوانين والتنظيمات المسيرة لهذا الرسم‪ ،‬ويمدد اجل التقادم إلى سنتين بمجرد أن يتبين لإلدارة أن‬
‫المكلف بالضريبة قام باستعمال طرق تدليسية ورفعت ضده دعوى قضائية ‪)1( .‬‬
‫ويوقف التقادم في مجال الرسوم على رقم األعمال في المسائل التالية والمتمثلة في‪:‬‬
‫•الطلبات المبلغة‪.‬‬
‫•دفع التسبيقات على الحساب‪.‬‬
‫•المحاضر المعدة وفقا للقواعد الخاصة بكل إدارة من اإلدارات المؤهلة لذلك وايداع طلب تخفيض العقوبات‪ ،‬وتبليغ النتائج‬
‫المتحصل عليها إثر إجراء تحقيق في المحاسبة المنصوص عليها في المادة ‪ 1/ 661‬من قانون الرسوم على األعمال‪ ،‬وان‬
‫تبليغ سند التحصيل يوقف التقادم الساري ضد اإلدارة ويحل محله التقادم الخاضع للقانون العام(‪) .1‬‬
‫وبالنسبة لدعوى استرجاع الحقوق فتتقادم دعوى استرداد المبالغ المقبوضة في مجال الرسوم على رقم اإلعمال‪ ،‬نتيجة خطأ‬
‫ارتكاب األطراف أو اإلدارة بمرور أجل ‪ 11‬سنوات اعتبا ار من يوم الدفع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 661‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫وبالموازاة مع ذلك فحقوق التسجيل تتقادم بأربع سنوات المنصوص عليها ابتداء من يوم تسجيل عقد‪ ،‬أو وثيقة أخرى أو‬
‫تصريح‪ ،‬يظهر بصفة كافية استحقاقية هذه الحقوق (‪).6‬‬
‫كما يطبق التقادم المحدد بأربعة (‪ )11‬سنوات المنصوص عليه في المادة ‪ 669‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬على الغرامات‬
‫الجبائية المنصوص عليها في قانون التسجيل ويجري هذا التقادم من اليوم الذي يتمكن فيه األعوان من إثبات المخالفات‪ ،‬وهذا‬
‫ما جاءت به المادة ‪ 668‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫كما تتقادم دعوى استرداد المبالغ المقبوضة بدون حق وبطريقة غير قانونية‪ ،‬نتيجة خطأ ارتكبه األطراف أو اإلدارة بمرور أربع‬
‫سنوات اعتبا ار من يوم الدفع‪)1(.‬‬

‫وفيما يخص حقوق الطابع يحدد اجل التقادم بأربع سنوات من أجل‪:‬‬
‫•تأسيس وتحصيل حقوق الطابع‪.‬‬
‫•قمع المخالفات المتعلقة بالقوانين والتنظيمات المسيرة لهذه الحقوق‪ ،‬ويسري أجل التقادم ابتداء من يوم استحقاق الحقوق من‬
‫اجل تأسيسها وتحصيلها‪)1(.‬‬
‫أما بالنسبة لدعوى استرداد الضرائب تتقادم دعوى استرداد الحقوق المحصلة بدون حق أو بصورة غير قانونية‪ ،‬في مجال‬
‫الضرائب الغير مباشرة نتيجة خطا ارتكبه األطراف أو اإلدارة بمرور أجل ‪ 11‬سنوات ابتداء من يوم الدفع‪.‬‬
‫وتخضع العقوبات الواردة في الق اررات‪ ،‬أو األحكام بالتقادم بمرور ‪ 11‬سنوات كاملة على تاريخ القرار أو الحكم الصادر بصفة‬
‫نهائية‪ ،‬و بالنسبة للعقوبات الصادرة عن المحاكم ابتداء من يوم اكتساب األحكام قوة الشيء المقضي به وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءاتها أمام الغرفة اإلدارية ومجلس الدولة‪:‬‬


‫عندما تخطر الغرفة اإلدارية بواسطة المكلف الذي لم يقبل قرار مدير الضرائب للوالية أولم يتلق الرد خالل األربعة أشهر التي‬
‫تلي تاريخ الشكوى‪ ،‬أو عندما تخطر مباشرة من طرف مدير الضرائب للوالية‪ ،‬تقوم الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي بعملية‬
‫تحقيق في العريضة المقدمة‪ ،‬لها وتنظر في القضية بصفتها قاضي ضريبة ‪) .6‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬التحقيق والخبرة ‪:‬‬
‫بعد أن يتم تسجيل طلبات المكلفين لدى كاتب الضبط المتواجد على مستوى المحاكم اإلدارية‪ ،‬تقوم هذه األخيرة بفتح تحقيق‪،‬‬
‫حيث يجوز للقاضي بناءا على طلب األطراف أو طلب أحدهم‪ ،‬أو من تلقاء نفسه‪ ،‬ان يأمر قبل الفصل في الموضوع ‪ ،‬وبموجب‬
‫أمر شفوي بحضور احد األطراف شخصيا بإجراء تحقيق‪ ،‬أو تقديم وثيقة وبموجب أمر كتابي بإجراء الخبرة‪ ،‬أو تحقيق في‬
‫الكتابة أو بأي إجراء آخر من إجراءات التحقيق‪ ،‬كما له ان يأمر شفهيا باالنتقال للمعاينة ما لم يرى ضرورة إصدار أمر كتابي‬
‫‪)1‬‬
‫أوال ‪ :‬افتتاح التحقيق‪:‬‬
‫فعندما تستلم المحكمة اإلدارية الدعوى تقوم بتحويلها إلى مدير الضرائب الوالئي إلبداء الرأي فيها والذي يأمر بدوره بالتحقيق‬
‫فيها ‪) 1‬‬
‫حيث يقوم مفتش الضرائب بالتحقيق ألنه هو أدرى بتأسيس الضريبة وفرضها ولكن في حالة وجود عيب شكلي أو تقديم دعوى‬
‫بعد اآلجال القانونية فان التحقيق ال يتم الن الدعوى تصبح غير مقبولة شكالً حسب ما جاءت به المادة ‪ 611‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫وفي حالة قبول الدعوى فإن مفتش الضرائب يقوم بإجراء التحقيق الالزم‪ ،‬ثم يحرر تقري ارً يضمنه رأيه ويرسله إلى المدير الوالئي‬
‫للضرائب‪ ،‬وهذا األخير يقوم بالتحقيق واعادة التدقيق إذا طلب قاضي الضريبة ذلك ثم يحرر مذكرة تتضمن‪:‬‬
‫• عرض شروط تأسيس الضريبة محل النزاع‪.‬‬
‫• اإلشادة إلى النصوص التشريعية والتنظيمية التي أسست بموجبها الضريبة والتي هي محل النزاع‪.‬‬
‫•مناقشة العروض المرسلة من قبل المشتكي‪.‬‬
‫ويرسل المدير الوالئي للضرائب الملف مصحوبا بطلباته إلى كتابة الضبط‪ ،‬واذا لم يكن موافقا على قبول الطلب بتمامه فانه‪،‬‬
‫يعلم المشتكي بأن له أجال مدته ‪ 11‬يوماً لالطالع على الملف‪ ،‬ولتقديم مالحظات مكتوبة‪ ،‬إن رأى ذلك مناسباً‪ ،‬ويعلن عن‬
‫رغبته في اللجوء إلى الخبرة‪.‬‬
‫عند انقضاء هذا األجل يسلم الملف إلى مدير الضرائب بالوالية‪ ،‬الذي يدرس عند االقتضاء المالحظات المقدمة‪ ،‬واذا ما قدمت‬
‫مصلحة الضرائب بهذه المناسبة وقائع أو أسباب جديدة يتم إعالم المدعي بذلك ‪)6‬‬
‫كما أنه يجب أن يحرر على ورق مدموغ كل ما يستظهر من مذكرات أمام المحكمة اإلدارية من طرف المدعي أو من قبل‬
‫وكيله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات التحقيق الخاصة‪:‬‬


‫لقد أقر المشرع الجبائي ثالثة(‪ )1‬إجراءات للتحقيق حيث يقوم قاضي الضريبة باألمر بإجراء عملية التحقيق الخاصة إذا رأى‬
‫أهمية لذلك‪ ،‬أو إذا أمر المكلف بدفع الضريبة بذلك قبل اتخاذ القرار في الدعوى المرفوعة أمام المحكمة اإلدارية ‪)1‬‬
‫كما أنه ذهبت المادة ‪ 91‬فقرة ‪ 16‬من قانون اإلجراءات الجبائية إلى تحديد هذه اإلجراءات التي تتخذ ثالثة أشكال وهي‪:‬‬
‫• التحقيق اإلضافي‪.‬‬
‫•مراجعة التحقيق‪.‬‬
‫• الخبرة‪.‬‬
‫ونظ ارً ألهمية هذه اإلجراءات سوف نقوم بدراستها حتى يتسنى لنا انتشال الغموض الذي يدور حولها‪:‬‬
‫‪-‬التحقيق اإلضافي ‪ :‬لقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 6-91‬من قانون اإلجراءات الجبائية ان إجراءات التحقيق الخاصة‬
‫الوحيدة التي يجوز األمر بها في مجال الضرائب المباشرة والرسم على رقم األعمال‪ ،‬هي التحقيق اإلضافي ومراجعة التحقيق‬
‫والخبرة‪.‬‬
‫ويكون التحقيق اإلضافي إلزامياً كلما قدم المكلف بالضريبة وسائل جديدة قبل الحكم‪ ،‬وفي حالة ما إذا تمت عملية إجراء‬
‫التحقيق اإلضافي‪ ،‬أن يتذرع مدير الضرائب بالوالية بوقائع أو أسباب لم يسبق للمكلف بالضريبة إن علم بها‪ ،‬يجب ان يخضع‬
‫الملف إليداع جديد ‪)6‬‬
‫‪-‬مراجعة التحقيق‪ :‬في هذه الحالة إذا ما رأت المحكمة اإلدارية ضرورة األمر بمراجعة التحقيق فان هذه العملية تتم على يد أحد‬
‫أعوان مصلحة الضرائب‪ ،‬غير تلك التي قاموا بها في التحقيق األول‪ ،‬وذلك في حضور المشتكي أو وكيله‪ ،‬أو في حالة ما إذا‬
‫كانت الدعوى تتعلق بضريبة محلية‪ ،‬يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي حضور هذه العملية‪ ،‬وكذلك يمكن استدعاء عضوين‬
‫من لجنة الطعن اإلدارية المنشئة على مستوى الدائرة‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من عملية مراجعة التحقيق يقوم العون المكلف بمراجعة التحقيق وتحرير محضر يضمنه مالحظة المشتكي‪ ،‬وكذا‬
‫عند االقتضاء مالحظات رئيس المجلس الشعبي البلدي ورأيه الخاص‪.‬‬
‫ويقوم مدير الضرائب الوالئي بإرسال ملف النزاع إلى المحكمة اإلدارية مرفقا باقتراحاته ومالحظاته التي يمكنه أن يستخلصها‬
‫بشان النزاع ‪)1‬‬
‫•الخبرة‪ :‬إن واجبات الخبير الذي تعينه المحكمة اإلدارية‪ ،‬هي نفس واجبات الخبراء التي تعينهم المحاكم األخرى‪ ،‬وعليه أن‬
‫ينفذ المهمة المسندة إليه شخصيا‪.‬‬
‫ويحترم اآلجال المضروبة له إلى جانب المحافظة على سرية التحريات الخاصة إذا تعلق األمر بما يملكه الناس من أرزاق‪،‬‬
‫ولرئيس الغرفة اإلدارية أن يضرب اآلجال المذكورة آنفا‪ ،‬وله أن يفرض احترامها واذا تعلق األمر بمشاكل مالية فإن مسؤولية‬
‫التأخير في عمليات الخبرة‪،‬قد تُحمل على الخبير‪ ،‬فالخبرة الجبائية تتطلب وقتا أطول ‪)1‬‬
‫ويمكن تعريف الخبرة على أنها معيار من معايير التحقيق الموجهة من طرف هيئة قضائية إلى شخص أو عدة أشخاص‬
‫مختارين كل حسب سلطته التأهيلية‪ ،‬لممارسة جملة من التحقيقات والمالحظات حول حدث ما‪ ،‬وفي إطار المهمة التي حددها‬
‫القاضي‪.‬‬
‫ولقد أعطى ال مشرع الجزائري لهذه العملية أهمية قصوى لكونها تمثل إجراءا تقنيا بموجبه يمكن وبكل سهولة التوصل إلى حلول‬
‫النزاعات ذات الطابع الجبائي‪ ،‬وبهذا المنطلق يمكن ان تأمر المحكمة اإلدارية بخبرة وذلك تلقائيا‪ ،‬أو بناءا على طلب من‬
‫المكلف بالضريبة أو المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى ان الخبرة قبل ‪ 6881‬كانت تسيير من طرف أحد أعوان إدارة الضرائب المباشرة‪ ،‬أما بعد ‪ 6881‬وعمال‬
‫بالمادة ‪ 16‬من قانون المالية لسنة ‪ 6881‬بحيث أصبحت توكل مهمة تسيير الخبرة للخبير المعين من الجهة القضائية‪،‬‬
‫ويهدف التعديل إلى القضاء على كل شك بخصوص استقالل الخبير عند تنفيذ المهمة المسندة إليه من السلطة القضائية‪،‬وهذا‬
‫ما أقره مجلس الدولة في عدده الخاص المتعلق بالمنازعات الضريبية‬
‫ويقوم بعملية الخبرة خبير تعينه المحكمة اإلدارية‪ ،‬كما يمكن ان يقوم بها ثالث (‪ )11‬خبراء اثنان يعينهم طرفي النزاع‬
‫والمتمثلين في المشتكي واإلدارة‪ ،‬والثالث يبقى من اختصاص المحكمة اإلدارية ويكون مسؤوال عن عملية الخبرة ‪) 6‬‬
‫ويحق لكل طرف ان يطلب رد خبير الطرف اآلخر‪ ،‬وخبير المحكمة اإلدارية ويتولى مدير الضرائب الوالئي تقديم الرد باسم اإلدارة‬
‫‪.‬‬
‫ويوجه الطلب الذي يجب ان يكون معلال إلى المحكمة اإلدارية في أجل( ‪ )19‬ثمانية أيام كاملة‪ ،‬اعتبا ارً من اليوم الذي يستلم‬
‫فيه الطرف تبليغ اسم الخبير الذي يتناوله بالرد وعلى األكثر عند بداية إجراء الخبرة‪ ،‬ويبت في هذا الطلب بتاً عاجالً بعد رفع‬
‫الدعوى على الطرف الخصم ‪)1‬‬
‫كما أنه في حالة ما إذا رفض الخبير المهمة المسندة إليه أو لم يؤديها‪ ،‬يعين خبي ار آخر بدال منه ‪،‬ويقوم بأعمال الخبرة خبير‬
‫تعينه المحكمة اإلدارية حيث يحدد يوم وساعة بدء العمليات ويعلم المصلحة الجبائية المعنية وكذا المشتكي‪ ،‬واجراءات اقتضى‬
‫األمر الخبراء اآلخرين‪،‬وذلك قبل (‪ )61‬عشرة أيام على األقل من بدء العمليات ‪)1‬‬

‫وهذا ما قضى به مجلس الدولة " حيث ان المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات المدنية تنص على انه يجب على الخبير ان يخطر‬
‫الخصوم باأليام والساعات التي سيقوم فيها بإجراء أعمال الخبرة‪.‬‬
‫حيث ان المشرع اجبر الخبير على استدعاء طرفي النزاع‪ ،‬حيث ان الخبير الذي يسهى عن هذا اإلجراء الذي هو وجوبي يعرض‬
‫خبرته للبطالن ‪ ،‬وبالتالي وبدون االلتفات إلى الدفوع األخرى"‪)6‬‬
‫ويتوجه الخبراء الثالثة إلى مكان إجراء الخبرة وبحضور ممثل عن اإلدارة الجبائية والمكلف أو ممثله‪ ،‬واذا اقتضى األمر ذلك‬
‫بحضور رئيس لجنة الطعن على مستوى الدائرة حيث يقومون بتأدية المهمة المنوطة بهم من قبل المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ويقوم عون إداري بتحرير محضر مع إضافة رأيه فيه‪ ،‬ويقوم الخبراء بتحرير إما تقرير مشترك‪ ،‬واما تقارير منفردة ‪) 1‬‬
‫ويوضع المحضر وتقارير الخبراء لدى كتابة الضبط للمحكمة اإلدارية‪ ،‬حيث يمكن لألطراف التي تم إبالغها بذلك قانونا‪ ،‬إن‬
‫تطلع عليها خالل مدة عشرين (‪ )11‬يوما كاملة‪.‬‬
‫وبعد انتهاء عملية الخبرة وايداع التقارير‪ ،‬يقوم كل خبير كشف مفصل يتضمن مبلغ أتعابه أمر تفرغه وكذا المصاريف التي‬
‫أنفقها أثناء المهام المنوطة إليه‪ ،‬ويجب أن تكون هذه المطالب مسببة ومؤسسة واال قام رئيس أو قاضي المحكمة بإلغائها‪،‬‬
‫كما يمكنهم االحتجاج واالعتراض على هاته الصفة المعلنة باألتعاب في خالل ثالثة (‪ )11‬أيام ابتداء من تاريخ تبليغ القرار من‬
‫طرف رئيس المحكمة اإلدارية ‪)1(.‬‬
‫وفي األخير إذا رأت المحكمة اإلدارية ان الخبرة كانت غير سليمة أو غير كاملة‪،‬لها ان تأمر بإجراء خبرة جديدة تكميلية تتم‬
‫وفقا للشروط السابقة الذكر ‪)1(.‬‬
‫إال انه قد تحدث عوارض تمنع أو توقف عملية الخبرة في أي لحظة أثناء اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة اإلدارية والتي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 96‬من قانون اإلجراءات الجبائية وتتمثل‪:‬‬

‫سحب الطلب ( التنازل عن الدعوى ‪ ) :‬وهي أن يسحب المكلف بدفع الضريبة طلبه قبل ان تتخذ فيه المحكمة اإلدارية القرار‬
‫النهائي‪ ،‬وهذا التنازل يجب أن يكون محر ارً على ورق عادي وموقع من قبل المكلف من له الوكالة القانونية ‪)6‬‬
‫ولكي يكون سحب الطلب شرعياً يجب أن يستجيب لبعض الشروط اآلتية‪:‬‬
‫• يجب أن يخبر بذلك قبل صدور الحكم‪.‬‬
‫• يجب أن يكون بسيط غير مقترن بقيد أو شرط‪.‬‬
‫• يجب أن يكون كتابي وممضي بيد المشتكي أو بيد وكليه وسحب الطلب شفاهيا غير مقبول‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى ان قانون اإلجراءات الجبائية الجديد‪ ،‬وكذا قانون الضرائب المباشرة قبله قد سكتا عن مسألة سقوط‬
‫الخصومة في حالة صدور قرار سابق على الفصل في الموضوع أمر بالخبرة في منازعة ضريبة ‪ ،‬وتسبب المدعي في عدم‬
‫تنفيذه طيلة سنتين فهل يطبق سقوط الخصومة المنصوص عليه في المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية على منازعات‬
‫الضرائب المباشرة ام ال يطبق ؟‬
‫ولقد تم الجواب على هذا السؤال بالقرار رقم ‪ 6118‬الصارد في ‪ 6881/11/11‬عن الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا وهو أول‬
‫قرار تصدره الغرفة اإلدارية ويجيز تطبيق المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬وبالتالي سقوط الخصومة أمام القضاء‬
‫اإلداري عند بته في منازعات الضرائب المباشرة " حيث انه إذا تسبب المدعي في عدم تنفيذ الحكم الصادر قبل الفصل في‬
‫الموضوع طيلة مدة سنتين‪ ،‬يجوز للمدعي عليه أن يطلب معاينة سقوط الخصومة‪" .‬‬
‫وقد اقر مجلس الدولة من جهته في قرار حديث ‪ ،‬إمكانية تطبيق سقوط الخصومة استنادا إلى المادة ‪ 111‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية في المنازعة الضريبة ‪ ،‬سائ ار في ذلك نهج الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا وقد جاء في قرار مجلس الدولة في‬
‫‪ " 6888/16/61‬فضال في النزاع القائم بين المكلف بالضريبة ومديرية الضرائب لوالية وهران الشرقية أكد هذا المبدأ ذاهبا إلى‬
‫ان عدم استمرار الدعوى لمدة تزيد عن سنتين وفقا ألحكام المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية يؤدي إلى سقوطها ‪)1‬‬

‫• التدخل في الخصام‪:‬‬
‫وهو تدخل شخص آخر غير المكلف المشتكي حيث ال يكون مقبوالً إال إذا اثبت الفائدة التي يتحصل عليها في حل النزاع‬
‫المطروح أمام المحكمة اإلدارية قبل صدور الحكم النهائي ‪)6‬‬

‫•الطلبات الفرعية المضادة ‪:‬‬


‫وهو أن يحرر مدير الضرائب الوالئي‪ ،‬تقري ارً يضمنه قبول الدعوى في شق منها أو إعادة تجديدها فيقوم تبليغها للمشتكي‪،‬‬
‫ويقدم تقريره إلى كاتب الضبط على مستوى المحكمة اإلدارية حيث يضمن ان هذه الدعوى أصبحت بدون موضوع‪ ،‬ومن ثم‬
‫يستوجب على المشتكي تسديد نفقات التسجيل والطابع‪.‬‬
‫ومن المالحظة ان المشرع الجزائري قد سن هذه العوارض‪ ،‬حتى يضمن السير الطبيعي لعملية التحقيق المضاف إلى ذلك‪،‬‬
‫وتوضح الرؤيا أمام الجهات اإلدارية والقضائية وتبسيط اإلجراءات من أجل حل النزاع في وقت قصير ودون تعقيد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سيرورة الق اررات اإلدارية واجراءات الطعن فيها أمام مجلس الدولة‬
‫بعد ان تجتمع جميع المعطيات المتعلقة بالنزاع أمام الغرفة اإلدارية وبعد ان تكون عملية التحقيق واجراءات التحقيق الخاصة قد‬
‫تمت‪ ،‬يقوم مقرر المحكمة اإلدارية بتحويل رأيه إلى النيابة العامة‪،‬لتقديم تقريرها ‪)1‬‬
‫وتتم عملية المداولة بدون حضور األطراف السابقة الذكر (‪ ،)1‬والمتمثلين في النيابة العامة أو األطراف أو محاميهم أو كاتب‬
‫الضبط‪ ،‬وعليه بعد تعرضنا لكيفية سير الدعوى وكيفية انعقاد الجلسة حتى المداولة بقصد اتخاذ القرار المناسب‪ ،‬وعليه نتعرض‬
‫بعدها إلى محتوى القرار ومن ثم كيفية تبليغه واآلثار التي يحدثها القرار اإلداري في مواجهة األطراف‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬شكل القرار ‪ :‬اشترطت فيه المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات المدنية ذكر بيانات الزمة نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫• يجب ان يتضمن القرار تحليال لطلبات األطراف ويستند القاضي في حكمه إلى طلبات األطراف والمذكرات المتعلقة بالتحقيق‪.‬‬
‫• يجب ان يتضمن اسم ولقب ومهنة وموطن أطراف النزاع أو موطن محاميهم ‪)6‬‬
‫• يجب ان يتضمن عنوان الشركة ونوعها ومقرها إذا تعلق األمر بالشركة‪.‬‬
‫• تالوة التقرير‪.‬‬
‫•كما يجب ان يتضمن غلق التحقيق أو فتحه مرة ثانية إذا تم ذلك‪ ،‬مع ذكر اسم قاضي المحكمة اإلدارية ومقرها‪ ،‬بيان حضور‬
‫أو تغيب الخصوم مع بيان أعضاء المحكمة اإلدارية الذين اشتركوا في القرار وبيان قيمة التخفيض إذا وجدت أو الرفض الكلي‬
‫للدعوى‪.‬‬
‫اء بقبول تخفيض مناسب أو برفض الطلب‪)1‬‬
‫•كما تتخذ الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي قرارها سو ً‬

‫ثانيا ‪ :‬تبليغ ق اررات المحكمة اإلدارية‪:‬‬


‫تبلغ القرارات التي تتخذها الغرفة اإلدارية التابعة للمجلس القضائي إلى أطراف الدعوى‪ ،‬حيث يبلغ القرار بواسطة كاتب الضبط‬
‫التابع للغرفة اإلدارية‪ ،‬إلى جميع أطراف الدعوى‪)1‬‬
‫فإذا كان القرار ضد مصلحة الضرائب فان مدير الضرائب الوالئي مباشرة بعد استالمه قرار المحكمة اإلدارية فانه يضع تحت‬
‫تصرف المكلف التخفيضات المعلن عنها‪ ،‬ويبلغ القرار إذا كان يتعلق بمصلحة من مصالح الدولة التي تابعت القضية إلى‬
‫المصلحة المذكورة‪.‬‬
‫ويبلغ القرار إلى مديرية الضرائب التي دخلت النزاع‪ ،‬أما بالنسبة للمكلف فان الغرفة اإلدارية يبلغ إلى موطنه الحقيقي الذي‬
‫اختاره‪ ،‬واذا كان المكلف بدفع الضريبة شركة فيجب ان يكون تبليغ القرار إلى مقرها الرئيسي ‪) 1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أثار قرار المحكمة اإلدارية ‪:‬‬


‫إن اآلثار التي يحدثها القرار المتخذ من قبل الغرفة اإلدارية في ميدان المنازعات الجبائية يحوز لقوة الشيء المقضي فيه‪ ،‬ما لم‬
‫يطعن فيه خالل الموعد القانوني‪ ،‬فبالنسبة لإلدارة فان اآلثار التي يحدثها القرار المتخذ عندما يعدل ما اتخذته‪ ،‬فليس من حقها‬
‫التنصل من نتائجه‪ ،‬وبإمكان المكلف بدفع الضريبة أن يقوم باالستئناف أمام مجلس الدولة إذا لم يقتنع بهذا القرار المتخذ من‬
‫قبل المحكمة اإلدارية وهذا طبقا لنص المادة ‪ 666‬من قانون اإلجراءات المدنية التي تنص على أنه " ال يوقف االستئناف‬
‫وسيران ميعاده وال المعارضة عند اقتضاء تنفيذ األحكام الصادرة في المواد اإلدارية‪".‬‬

‫وال يعلق الطعن أمام المحكمة اإلدارية تسديد المبلغ الرئيسي للحقوق المحتج عليها وعلى عكس ذلك فان تحصيل الغرامات‬
‫المستحقة يبقى معلقا إلى غاية صدور حكم قضائي نهائي ‪)6‬‬

‫إجراءات الطعن في الق اررات اإلدارية أمام مجلس الدولة‪:‬‬


‫يختص مجلس الدولة بالفصل في االستئناف المرفوع ضد الق اررات االبتدائية الصادرة عن المجالس القضائية في المسائل‬
‫اإلدارية ‪)1‬‬
‫وميعاد االستئناف شهر واحد ابتداء من التبليغ ويجوز مد هذا الميعاد وايقافه وفقا للشروط المنصوص عليها في المادتين‬
‫(‪ )611-611‬من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬كما ان المادة ‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجبائية وحسب ما نصت عليه هذه‬
‫المادة فانه يحق للمشتكي الطعن في الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية أمام مجلس الدولة عن طريق االستئناف‪ ،‬ضمن‬
‫الشروط المنصوص عليها في القانون رقم (‪ )16-89‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 6889‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة‬
‫وتنظيمه وسيره‪.‬‬
‫ويجوز لمدير الضرائب بالوالية ان يستأنف ضد القرارات التي تصدرها المحكمة اإلدارية في مجال الضرائب المباشرة والرسوم‬
‫على اختالف أنواعها‪ ،‬المؤسسة من قبل مصلحة الضرائب‪،‬ويسري األجل الممنوح لرفع االستئناف أمام مجلس الدولة بالنسبة‬
‫لإلدارة الجبائية اعتبا ارً من اليوم الذي يتم فيه التبليغ لمدير الضرائب بالوالية ‪)1‬‬
‫إال ان الطعن أمام مجلس الدولة مشروع لطرفي النزاع وهما المشتكي‪ ،‬واإلدارة الضريبية‪ ،‬التي يمكنها الطعن بواسطة مدير‬
‫الضرائب الوالئي‪ ،‬الذي لم يقنعه القرار الصادر عن المحكمة اإلدارية ‪)1‬‬
‫إال أنه لقبول الطعن ضد الق اررات اإلدارية مرهون بشروط متعلقة بالمستأنف‪ ،‬وشكل القرارات القابلة لالستئناف‪ ،‬إلى جانب إيداع‬
‫االستئناف وميعاد تقديمه والتنازل عنه‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الق اررات القابلة لالستئناف‪:‬‬
‫فيجب ان يكون طلب االستئناف ضد قرار صادر عن المحكمة اإلدارية‪ ،‬كما انه ال يمكن الطعن مباشرة أمام مجلس الدولة ضد‬
‫ق اررات مدير الضرائب الوالئي‪ ،‬إال بعد رفعها أمام لجان الطعن اإلدارية أو أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وان االستئناف يقدم ضد منطوق الحكم كله‪،‬حيث ان فهم الحكم ال يكون إال بالرجوع إلى هذا المنطوق‪)6‬‬
‫ومما يالحظ ان األحكام القطعية تقبل االستئناف دون جدال‪ ،‬المبدأ فيما يتعلق باألحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع فيجب‬
‫التمييز بين األحكام التحضيرية التي ال تدل على ما تحكم به المحكمة في أصل الدعوى‪ ،‬كالحكم باستكمال التحقيق‪ ،‬أما األحكام‬
‫التمهيدية هي األحكام التي تؤخذ منها ما يدل على ما تحكم به المحكمة في أصل الموضوع كالحكم بتحديد مهمة الخبراء ‪)1‬‬
‫وطبقا لنص المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات المدنية فانه " في جميع المواد ما لم ينص القانون على خالف ذلك يجوز‬
‫استئناف كل حكم تمهيدي قبل الحكم القطعي في الدعوى‪ ،‬أما استئناف الحكم التحضيري فال يجوز رفعه إال مع الحكم القطعي ‪.‬‬
‫‪".‬‬
‫إلى جانب الشروط السابقة يشترط شروطا شكلية وهي أن يتضمن طلب االستئناف أسماء الخصوم ومحل إقامتهم‪ ،‬واال كان هذا‬
‫الطلب غير مستوفي للشروط الشكلية وبالتالي يكون غير مقبول‪ ،‬إلى جانب ذلك إرفاق هذا الطلب بعدد من النسخ التي تؤكد‬
‫القرار الصادر عن المحكمة اإلدارية وهذا العدد يجب ان يكون مساويا لعدد الخصوم ‪)1‬‬
‫كما أنه يجب أن يقدم الطلب على ورق مدموغ‪ ،‬ويجب أن يكون طلب االستئناف مستقال‪ ،‬أي لكل حكم مطعون فيه يجب ان‬
‫يكون طلب‪ ،‬فال يجوز تقديم طعن واحد ضد عدة ق اررات صدرت في طلبات مختلفة ‪) 1‬‬
‫كما يجب ان يكون طلب االستئناف موقعا من قبل محامي مقبول لدى مجلس الدولة واال كان الطلب غير مقبول‪.‬‬

‫ثانيا الق اررات المتعلقة بالمستأنف‪:‬‬


‫إن االستئناف ال يمكن قبوله إال إذا صدر ممن كان طرفا في الخصومة التي صدر فيها قرار المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وال يمكن قبول االستئناف إال ممن له الحق في تقديمه‪ ،‬بحيث يكون من المشتكي الذي رفع الدعوى إلى المحكمة اإلدارية ضد‬
‫قرار مدير الضرائب الوالئي‪.‬‬
‫كما لمدير الضرائب الوالئي الحق في االستئناف فيما يخص قرارات المحكمة اإلدارية إلى مجلس الدولة وهذا في اآلجال‬
‫القانونية ‪)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬الدكتور زكريا محمد بيومي ‪ ،‬الطعون القضائية في ربط الضرائب على الدخل ص ‪.611‬‬
‫)‪ (2‬اإلجراءات اإلدارية والقضائية في منازعات الضرائب المباشرة في الجزائر الدكتور حسين فريجة ص ‪.661‬‬
‫)‪ (3‬و (‪ )1‬و (‪ )1‬منازعات الضرائب المباشرة في ظل اإلصالحات الجبائية في الجزائر لصاحبها حموم الهواري بومدين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إيداع طلب االستئناف وميعاد تقديمه والتنازل عنه‪:‬‬


‫يجب أن يتضمن طلب االستئناف أسماء الخصوم ومحل إقامتهم‪ ،‬واذا كان هذا الطلب غير مستوفي للشروط الشكلية يكون غير‬
‫مقبول‪)6(.‬‬
‫ويجب إيداع عريضة الطعن بكتابة الضبط لدى مجلس الدولة حيث يقوم هذا األخير بتسجيل القضية حسب تاريخ اإليداع والرقم‬
‫التسلسلي في سجل خاص‪،‬على ان يقدم للمشتكي وصل باستالم العريضة‪.‬‬
‫ابتداء من تاريخ اإليداع‪ ،‬ثم يحال على الهيئة‬
‫ً‬ ‫وتتم عملية اإليداع بعرض الطلب على رئيس مجلس الدولة في خالل ‪ 19‬أيام‬
‫المختصة لتعين عضو مقرر(‪ ،)1‬ومباشرة بعد وصول الطلب القانوني‪ ،‬العضو المقرر يأمر بتبليغه إلى أطراف النزاع مع‬
‫إخبارهم بإيداع مذكرة مصحوبة بعدد النسخ مساوية لعدد الخصوم‪،‬ويجب على كل مطعون ضده أن يودع مذكرة موقعة من قبل‬
‫محامي مقبول لدى مجلس الدولة خالل أجل شهرين من يوما التبليغ‪)1‬‬
‫وفيما يتعلق بميعاد االستئناف فيخضع استئناف األحكام أمام مجلس الدولة لمواعيد محددة قانوناً‪ ،‬وخارج هذه الحدود يسقط‬
‫ابتداء من تاريخ تبليغ القرار الصادر عن المحكمة اإلدارية بالمجلس‬
‫ً‬ ‫حق المدعي حيث يبدأ سريان ميعاد طلبات االستئناف‬
‫القضائي وذلك في أجل أقصاه شهر واحد‪ ،‬وهذا ما قضت به المادة ‪ 166‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫وهناك حالة استثنائية تتمثل في حالة ما إذا توفي المشتكي قبل أن يرفع طلبه‪ ،‬فإن هذا األجل يمدد إلى أن يتم تبليغ الورثة‬
‫حتى يبدأ سريان الميعاد طبقا للمادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬وكذلك بالنسبة لألشخاص الذين يقيمون خارج الوطن‪،‬‬
‫فاألجل يمدد إلى سنتين يوما (‪ )11‬طبقا للمادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬وفيما يخص التنازل عن االستئناف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬المادة ‪ 116‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫)‪(2‬المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫)‪(3‬المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫فيحق للطرف الذي يقدم طلب االستئناف إلى مجلس الدولة ان يتنازل عنه ويشترط فيه البساطة والوضوح ‪ ،‬كما انه تكون‬
‫هناك ضمانات كافية أمام هذا التنازل طبقا للمادة ‪ 191‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫•إجراءات التحقيق في العريضة‪:‬‬


‫إن إجراءات التحقيق المتبعة من قبل مجلس الدولة‪ ،‬تتشابه مع إجراءات المحكمة اإلدارية وهذا بنص المادة ‪ 191‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪ ،‬فخالل ثمانية ( أيام من إيداع عريضة الطعن‪ ،‬يقوم الكاتب بعرضها على الرئيس األول لمجلس الدولة الذي‬
‫يرسلها إلى رئيس الغرفة المختصة لتعين عضو مقرر إلجراء عملية التحقيق‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 119‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫ويجوز للعضو المقرر أن يمنح الخصوم ما يلزم من آجال لتمكينهم من أن يستوفوا أسانيدهم‪ ،‬وعليه أن يستبعد من القضية كل‬
‫مذكرة تودع بعد إيداع مذكرة الرد‪ ،‬تقدم بعد آخر ميعاد ممنوح‪.‬‬
‫ويجوز له أن يأمر بتقديم أي مستند منصوص عنه في قواعد اإلجراءات أو يرى أهميته لفحص الطعن طبقا للمادة ‪ 116‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫ويقوم العضو المقرر بفحص الوسائل الجديدة التي يكون قد تقدم بها طرفي النزاع والتي تبرر المذكرات وردود الدفاع‪ ،‬ثم يحرر‬
‫تقري ارً يسرد فيه الوقائ ع التي تتضمنها الدعوى‪ ،‬ويحللها ويبني بأوجه دفاع األطراف مع ملخص لطلباتهم‪ ،‬ويذكر إذا اقتضى‬
‫األمر ما وقع من إشكاالت في اإلجراءات‪.‬‬
‫ويبين النقاط األساسية التي يجب الفصل فيها‪ ،‬ثم يودع تقريره المكتوب ويصدر ق ار ار للنيابة العامة لالطالع عليه‪ ،‬حيث تقوم‬
‫هذه األخيرة بإيداع مذكراتها خالل شهر من استالم القرار‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 119‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫وبعد تمام كل هذه اإلجراءات يقوم العضو المقرر بإيداع ملف التحقيق لدى رئاسة مجلس الدولة ألجل اتخاذ القرار المناسب‬
‫فيه‪.‬‬
‫ومن بين آثار االستئناف أمام مجلس الدولة ضد الق اررات الصادرة عن المحكمة اإلدارية‪ .‬هو انه هذه األخيرة ق ارراتها غير ملزمة‬
‫بالنسبة لمجلس الدولة ويحق لها بحث الطلب والفصل فيه وفق األسباب التي تراها مناسبة‪.‬‬

‫كما انه يبلغ قرار مجلس الدولة القانوني الوزارة المكلفة بالمالية بواسطة كتاب الضبط والوزارة تقوم بدورها بتبليغه القانوني إلى‬
‫مدير الضرائب الوالئي‪،‬كما يبلغ إلى أطراف النزاع المتمثلين في محامي كل طرف وهذا بواسطة البريد المسجل مع إشعار‬
‫باالستالم‪.‬‬
‫وبالمناسبة لم يحدد قانون اإلجراءات المدنية الجزائري وال قانون اإلجراءات الجبائية المدة المعدة قانونا والتي يجب من خال لها‬
‫تبليغ أطراف النزاع بالقرار الصادر عن مجلس الدولة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قرار مجلس الدولة‪:‬‬


‫إن قرار مجلس الدولة يجب أن يكون مسببا‪ ،‬وينص على المواد القانونية التي طبقها قاضي مجلس الدولة ويجب ان يتضمن‪:‬‬
‫•أسماء وألقاب وصفات ومهن وموطن الخصوم وكذلك أسماء وعناوين محاميهم‪.‬‬
‫•المذكرات المقدمة وما حوته من أسانيد‪.‬‬
‫•أسماء أسست المحكمة التي نطقت بالحكم مع التنويه عن العضو المقرر‪.‬‬
‫•اسم ممثل النيابة العامة‪.‬‬
‫•تالوة التقرير وسماع أقوال النيابة‪.‬‬
‫•االستماع لمرافعة الموكلين الحاضرين‪.‬‬
‫•إثبات النطق بالحكم في جلسة علنية‪.‬‬
‫ولقد نصت المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات المدنية أنه يوقع على أصل الحكم رئيس الغرفة والعضو المقرر وكاتب الجلسة‪.‬‬
‫وفيما يخص تبليغ القرار فبعد صدوره والمصادقة عليه من قبل هيئة المحكمة يرسل إشعار بقرار مجلس الدولة إلى وزارة‬
‫المالية‪ ،‬على أن تبلغه بدورها إلى مدير الضرائب للوالية المعنية على أن يلتزم بتنفيذه وتبليغه‪ ،‬إلى المكلف بالضريبة بواسطة‬
‫البريد مع إشعار باالستالم‪.‬‬
‫ويجب أن تبلغ هذه األحكام بنصها الكامل‪ ،‬إلى الجهة التي أصدرت الحكم بواسطة النائب العام لدى مجلس الدولة‪.‬‬
‫وعلى قلم الكتاب ان يؤشر على هامش النسخة الرسمية لهذا الحكم بمنطوق الحكم الصادر عن مجلس الدولة وهذا ما اقتضته‬
‫المادة ‪ 161‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪ .‬والمالحظ أن المشرع الجزائري‪ ،‬لم يحدد المهلة التي يجب ان تبلغ فيها الق اررات‬
‫الصادرة عن مجلس الدولةفيما يتعلق بقانون الجباية وقانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة وكذا قانون‬

‫اإلجراءات المدنية‪ ،‬ربما فعل ذلك عن قصد ألن المرحلة التنازعية قد انتهت‪ ،‬والقرار أصبح حكماً قطعياً يرتب أث ارً قانونياً هاماً و‬
‫تمتعه بحجية الشيء المقضي فيه‪.‬‬
‫•الطعن ضد قرار مجلس الدولة‪:‬‬
‫إن قرار مجلس الدولة قطعي ال يجوز الطعن فيه‪ ،‬ألنه حائز لقوة الشيء المقضي فيه إال أن هناك حاالت استثنائية نص عليها‬
‫قانون اإلجراءات المدنية طبقاً للمادتين ‪ 181 ، 181‬نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الطعن بالتصحيح ‪ :‬تتجسد في كون قرار مجلس الدولة قد تضمن خطا مادي‪ ،‬ارتكب أثناء إصدار الحكم عندها يمكن للطرف‬
‫المعني أن يتقدم بطلب الطعن بالتصحيح القانوني أمام مجلس الدولة طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫‪-‬الطعن بالعدول ‪ :‬يمكن لمجلس الدولة أن يقدم طلب بالعدول عن قراره وهذا إذا اكتشف خطأ قد وقع منه‪ ،‬واذا رأى أنه قد‬
‫رفض لوجود طلب خاطئ قدم ألول مرة أمامها واذا كان طرف النزاع قد تمت معاقبته عن طريق طلب قدمه الطرف اآلخر‪ ،‬وكان‬
‫هذا الطلب قاطع وصحيح طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫وميعاد تقديم هذه الطعون هو شهران (‪ )11‬حيث يبدأ سريان هذا الميعاد ابتداء من تاريخ صدور الحكم المشوب بالخطأ‪ ،‬أو‬
‫من تاريخ ثبوت التزوير بصفة قاطعة ‪ ،‬إما من تاريخ الحصول على المستندات التي حال خصم المحكوم عليه ـ بغير حق ـ‬
‫دون تقديمها طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الجرائم الجبائية المطروحة أمام القضاء الجزائي ‪:‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬جريمتي الغش والتهرب الجبائي‪:‬‬
‫تشكل الضريبة عبئا على المكلف بها‪ ،‬يدفعه إلى محاولة التخلص منها إما بنقل عبئها إلى شخص آخر أو التخلص منها‬
‫بصورة جزئية أو كلية‪ ،‬وذلك لعدة أسباب سنتطرق إليها ال حقا‪.‬‬
‫والتخلص من دفع الضريبة قد يكون تخلص مسموح‪ ،‬ال يخالف القانون ويسمى "التهرب الضريبي " أو تخلص غير مسموح‬
‫نتيجة مخالفة أحكام التشريع الجبائي ويسمى" الغش الجبائي‪".‬‬
‫يقصد بالتهرب الجبائي التخلص من عبء الضريبة كليا أو جزئيا دون مخالفة أو انتهاك القانون ‪ ،‬ولكن المتهرب يكون بذلك‬
‫قد استفاد من الثغرات الموجودة فيه بالرغم من سوء نيته‪.‬‬
‫أما الغش الجبائي فيقصد به تلك السلوكيات والممارسات التي تتم بهدف التحايل وتجنب أداء الضريبة ‪ ،‬وهذا خارج إطار‬
‫القانون أي الممارسات غير المشروعة‪) 6‬‬
‫وقد يتصف التهرب الجبائي بالغش الجبائي في حالة استخدام طرق احتيالية وتدليسية من جانب المكلف بالضريبة بقصد‬
‫التخلص من عبء الضريبة‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن جوهر التفرقة بين التهرب الجبائي والغش يكمن في أن التهرب يكون بإرادة المكلف بالضريبة متجهة نحو‬
‫تخفيف العبء الضريبي‪ ،‬باستعمال طرق مشروعة‪.‬‬
‫وبالتالي فان التهرب الجبائي يتوفر فيه العنصر المعنوي وهو سوء النية دون العنصر المادي المتمثل في الطرق االحتيالية‪ ،‬أما‬
‫الغش الجبائي فإنه يصل إلى نفس النتيجة ولكن باستعمال التدليس واالحتيال‪ ،‬وبالتالي يتوفر فيه العنصر المادي والعنصر‬
‫المعنوي ولذلك ال يتعين الخلط بين التهرب والغش الجبائي‪ ،‬الن الغش الجبائي يعد حالة خاصة من حاالت التهرب الجبائي وهي‬
‫حالة التهرب غير المشروع وذلك بخرق القوانين‪.‬‬
‫إال انهما يتفقان من حيث األسباب والدوافع التي أدت الرتكابهما‪ ،‬وكذلك اآلثار الناتجة عنهما وبالتالي تكون طرق قمع‬
‫الجريمتين موحدة وهذا ما سنتطرق إليه بالتفصيل األتي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أسباب الغش و التهرب الجبائي وآثارهما‪:‬‬


‫أ وال ‪ :‬أ سباب الغش و التهرب الجبائي‪:‬‬
‫يمكن حصرها في أربعة أسباب رئيسية وهي‪:‬‬
‫• التقلبات االقتصادية السريعة‪ ،‬وارتفاع نسبة التضخم التي تفسد إلى حد كبير توقعات األسواق والمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫•ضعف المراقبة الجبائية أو عدم انتظامها‪.‬‬
‫•نقص التأطير على مستوى المصالح الجبائية بفعل مغادرة الكفاءات ‪ ،‬التي لها خبرة طويلة للعمل لمصلحة المكلفين بالضريبة‬
‫‪.‬‬
‫•اإلحساس بعدم المساواة الجبائية لدى المكلف بالضريبة بفعل االختالل في النظام الجبائي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬محمد عباس محرز ‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب طبعة ‪ 1111‬ص ‪.661‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار الغش و التهرب الجبائي‪:‬‬


‫للغش و التهرب الجبائي آثار تهدد كيان الدولة ‪ ،‬إذ ينعكس سلبيا على الحالة المالية واالقتصادية واالجتماعية للبالد ‪،‬و يفوت‬
‫على الدولة جزءا هاما من حصيلة الضرائب ‪ ،‬فيسبب خسائر معتبرة للخزينة العمومية(‪ ، )6‬كما يؤدي إلى اإلخالل بمبدأ العدالة‬
‫في توزيع األعباء العامة ‪ ،‬واعاقة التقدم االقتصادي بتجميد الجهود التي تهدف إلى رفع اإلنتاجية ‪ ،‬لذلك تعمل الدولة على‬
‫محاربة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أركان جريمتي الغش و التهرب الجبائي ‪:‬‬


‫لجريمتي الغش و التهرب الجبائي نفس األركان لذلك نتعرض لدراسة أركان جريمة الغش الجبائي بصفة معمقة‪.‬‬
‫فالغش الجبائي عبارة عن استعمال الطرق االحتيالية للتملص أو محاولة التملص من مجموع أو جزء من وعاء الضريبة أو من‬
‫تصفية طبقا للمادة ‪ 111‬من قانون الضرائب المباشرة ومنه نستخلص أنه يشترط لقيام الجريمة ركنين ‪ :‬الركن المادي والركن‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي‪ :‬يتكون من ثالثة عناصر وهي‪:‬‬
‫•استعمال طرق احتيالية‬
‫•التملص من الضريبة‬
‫•العالقة السببية بين استعمال الطرق االحتيالية والتملص من آداء الضريبة‪.‬‬
‫‪1 /‬الطرق االحتيالية‪:‬‬
‫جاءت أساليب االحتيال في التعريفات المذكورة في قوانين الضرائب على سبيل المثال‪ ،‬فقد أوردت القوانين الجبائية عدت أعمال‬
‫تعد طرقا احتيالية كل حسب القانون المنظم لها‪.‬‬
‫وبصفة عامة يتفق قانون الضرائب غير المباشرة وقانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة وقانون الرسم على رقم األعمال‬
‫على اعتبار األعمال اآلتي بيانهما طرقا احتيالية‪:‬‬
‫•اإلغفال عمدا عن تسجيل أو األمر بتسجيل حسابات غير صحيحة أو صورية في السجل اليومي و في سجل الجرد‬
‫المنصوص عليهما في المادتين ‪ 18‬و ‪ 61‬من القانون التجاري أو الوثائق التي تحل محلها عندما تتعلق األخطاء بالسنوات‬
‫المالية التي أقفلت حساباتها‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1-‬أ‪ .‬فالح محمد‪ ،‬الغش الجبائي وتأثيره على دور الجباية في التنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة ‪ 6886‬ص‪18 :‬‬

‫•إخفاء أو محاولة إخفاء مبالغ أو منتجات تطبق عليها الضرائب أو الرسوم المفروضة‪.‬‬
‫•تقديم وثائق مزورة أو غير صحيحة تدعيما لطلبات ترمي إلى الحصول ‪ ،‬إما على تخفيف الضرائب أو الرسوم ‪ ،‬أو تخفيضها‬
‫أو اإلعفاء منها أو استرجاعها ‪ ،‬واما على االستفادة من المزايا الجبائية المقررة لصالح بعض الفئات من المكلفين بالضريبة‪.‬‬
‫•اإلغفال أو التقليل عن قصد في التصريح عن رقم األعمال‪.‬‬
‫•استعمال فواتير أو اإلشارة إلى نتائج ال تتعلق بعمليات فعلية‪.‬‬
‫• استعمال الطوابع المنفصلة أو طوابع مزورة أو سبق استعمالها من أجل دفع الضرائب وكذلك بيع أو محاولة بيع الطوابع‬
‫المذكورة أو المنتجات التي تحمل تلك الطوابع‪.‬‬
‫•القيام عن قصد بتسجيل مصاريف تتحملها مؤسسة ما تحت عنوان غير صحيح‪ ،‬قصد إخفاء األرباح أو اإليرادات الخاضعة‬
‫للضريبة باسم المؤسسة نفسها أو الغير‪.‬‬
‫من كل ما سبق نستخلص أن المقصود بالطرق االحتيالية هو اإلخالل بواجب الصدق الذي فرضه القانون على الملتزم‬
‫الضريبي في اإلق اررات واألوراق التي يقدمها إلى اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫‪2 /‬التملص من الضريبة‪:‬‬
‫وذلك إما التملص من الكل أو البعض من وعاء الضريبة أو من تصفيتها أو من أداء الضريبة كلها أو بعضها‪.‬‬
‫ال يشترط القانون لقيام الجريمة الضريبية أن تؤدي إلى نتيجة معينة وهي التملص من الضريبة ‪ ،‬فالمحاولة تكفي لقيامها طبقا‬
‫للمادة ‪ 11‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪3/‬العالقة السببية بين التملص من الضريبة و الطرق االحتيالية ‪:‬‬
‫لقيام الجريمة يجب أن يتم التملص من الضريبة بناء على الطرق االحتيالية التي استعملها الجاني ‪ ،‬وبالتالي إذا تخلص‬
‫الممول من الضريبة نتيجة لخطأ ارتكبته اإلدارة الضريبية في فرض الضريبة أو في تقرير اإلعفاء ‪ ،‬فإن الجريمة تنعدم‪.‬‬
‫لكن في حالة خطأ اإلدارة كعدم اإلطالع على الوثائق المزورة التي أخفى فيها الجاني بعض المبالغ التي تسري عليها الضريبة‪،‬‬
‫فإن العالقة السببية متواجدة في هذه الحالة (‪)6‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬د‪ .‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الغش الضريبي‪ ،‬مجلة قضائية العدد األول سنة ‪ 6889‬ص‪11 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‪:‬‬


‫تعتبر الجريمة الضريبية من الجرائم العمدية ‪ ،‬فتتطلب توفر قصد جنائي عام يتمثل في علم الجاني بأنه يرتكب فعال من أفعال‬
‫االحتيال‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى التخلص من الضريبة كلها أو بعضها ‪ ،‬ونفس المسلك اتجهت إليه محكمة المسيلة في‬
‫حكمها الصادرة بتاريخ ‪ 1116/11/61‬الذي أدان المتهم الرتكابه جنحة الغش الجبائي وذلك المتناعه عن تسديد ديونه‬
‫الجبائية بصفته تاجر رغم إشعاره بعدة إنذارات وتنبيهات من طرف إدارة الضرائب‪ ،‬وهذا ما يفيد توفر الركن المعنوي لدى الجاني‬
‫وسوء نيته‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى القصد العام يجب توفر قصد خاص‪ ،‬يتمثل في اتجاه إرادة الجاني إلى التخلص من الضريبة كلها أو بعضها‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬إجراءات مكافحة الغش والتهرب الجبائي و الجزاء عليهما‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬إجراءات مكافحة الغش والتهرب الجبائي‪:‬‬
‫‪1/‬اإلجراءات اإلدارية‪:‬‬
‫تتخذ إدارة الضرائب عدة إجراءات للكشف عن محاولة الغش الجبائي التي قد ترتكب من طرف المكلفين بالضريبة‪.‬‬
‫إذ يتولى مفتش إدارة الضرائب القيام بالتحقيقات في التصريحات ويطلب التوضيحات والتبريرات كتابيا ‪ ،‬كما يمكنه أن يطلب‬
‫اإلطالع على الوثائق المحاسبية المتعلقة بها (‪ )1‬وفي هذا المجال منح قانون الضرائب المباشرة الحق ألعوان إدارة الضرائب‬
‫اإلطالع على جميع الوثائق والمعلومات التي بحوزة إدارات الدولة ‪ ،‬فليس لهذه األخيرة الدفع بالسر المهني أمام أعوان إدارة‬
‫الضرائب ‪ ،‬وكل رفض لتقديم الوثائق التي بحوزتهم ‪ ،‬يترتب عليه تطبيق أحكام المادة ‪ 161‬من قانون الضرائب المباشرة‬
‫والرسوم المماثلة التي تفرض عليهم جزاءات‪.‬‬
‫يحق للمكلف بالضريبة تقديم شروحات شفهية أو كتابية ‪ ،‬كما يمكن للمفتش أن يصحح هذه التصريحات ‪ ،‬بعد إعالم المكلف‬
‫واعطائه مدة للرد ‪ ،‬وخاصة إذا قدم المعني باألمر محاسبة دقيقة من حيث الشكل وكفيلة بتبرير النتيجة المصرح بها‪.‬‬
‫يجرى التحقيق للكشف عن الغش الجبائي ‪ ،‬بفحص الدفاتر والوثائق الحسابية ‪ ،‬ويتم ذلك بعين المكان ‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه‬
‫لمحاضر المعاينة في حالة المراقبة المفاجئة دو ار هاما ‪ ،‬بحيث يعطي لعون الضرائب الرؤية الصادقة لحقيقة رقم األعمال‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬المادة ‪ ، 696‬من قانون الضرائب المباشرة‪CID‬‬

‫وفي حالة كشف التحقيق على وجود غش جبائي مرتكب من طرف مكلف بالضريبة‪ ،‬تقوم إدارة الضرائب بتسجيله في قائمة‬
‫المتهربين جبائيا الموجودة على مستوى المديرية الوالئية للضرائب والتي ترسل إلى المديرية المركزية للضرائب لتدون في سجل‬
‫خاص‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك خول المشرع ألعوان الضرائب صالحية إثبات الجرائم الضريبية‪ ،‬بتحرير محضر إثبات المخالفة الضريبية وقد‬
‫نص قانون الضرائب غير المباشرة على إجراءات شكلية يستوجب احترامها عند تحرير المحاضر‪ ،‬مثل‪ :‬ذكر تاريخ تحرير‬
‫المحضر‪ ،‬نوع المخالفة واسم وصفة العون أو األعوان الذين حرروا المحضر وساعة اختتامه طبقا للمادة ‪ 111‬من قانون‬
‫الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫وتعد هذه المحاضرالمحررة من طرف عونين حجة أمام القضاء إلى أن يطعن فيها بالتزوير‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬ألعوان الضرائب سلطة تفتيش المنازل‪ ،‬و هذا ال يتم إال بناء على أمر من موظف سام يقدم عرضا مسببا إلى‬
‫مدير الضرائب للوالية المختص وذلك بعد الحصول على ترخيص من السلطة القضائية‪ ،‬و بحضور ضابط الشرطة القضائية‬
‫طبقا للمادتين ‪ 116 ، 188‬من قانون الضرائب غير المباشرة ‪،‬زد على ذلك منحهم سلطة اتخاذ تدابير تحفظية‪ ،‬كحجز األشياء‬
‫محل الغش والوسائل المستعملة في الغش مع تحرير محضر بذلك طبقا للمواد ‪ 166‬إلى ‪166‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وما يلفت االنتباه هو أن قانون الضرائب غير المباشرة و الطابع حصر صالحية إثبات الغش والتهرب الجبائي في أعوان إدارة‬
‫الضرائب المفوضين و المحلفين طبقا للمادة ‪ 111‬منه والمادة ‪ 16‬من قانون الطابع ‪ ،‬أما المادة ‪ 661‬من قانون الرسم على‬
‫رقم األعمال فقد خولت تلك الصالحية لضباط الشرطة القضائية ‪ ،‬وأعوان الجمارك وأعوان إدارة الضرائب المختلفة ‪ ).....‬أما‬
‫قوانين الضرائب المباشرة و التسجيل والرسوم المماثلة لم تشر إلى األشخاص المؤهلين إلثبات هذه الجريمة‪ ،‬مما يطرح التساؤل‬
‫حول ما إذا كان لضباط الشرطة القضائية هذه الصالحية أم ال ؟‬
‫رغم اختالف اآلراء حول هذه النقطة‪ ،‬إال أنه استقر الرأي الراجح في أنه يمكن لضابط الشرطة القضائية إثبات هذه الجريمة‬
‫شريطة أن ترسل المحاضر إلى إدارة الضرائب (‪).6‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1-‬أ‪ .‬جعدي عبد الكريم‪ ،‬الغش الضريبي ‪ ،‬الملتقى الجهوي لقضاة النيابة والتحقيق‪ ،‬وهران‪ ،‬مديرية البحث سنة ‪6886/81‬‬
‫ص‪11 :‬‬
‫‪/‬اإلجراءات القضائية‪:‬‬
‫نتعرض أوال لدراسة تحريك الدعوى العمومية ثم موقع إدارة الضرائب في الدعوى وأخي ار دراسة الدعوى أمام الجهة القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫أ– تحريك الدعوى العمومية‪:‬‬


‫تهدف الدعوى العمومية إلى تطبيق العقوبات الجزائية ‪ ،‬وهي الحبس والغرامة ‪ ،‬أما الدعوى الجبائية فيسعى من وراءها إلى‬
‫تحصيل الحقوق الجبائية‪ ،‬وهي الضريبة المفروضة‪ ،‬الغرامة الجبائية (التأخيرية) والمصادرة ‪ ،‬فإذا كانت النيابة العامة تستقل‬
‫بالدعوى العمومية وتباشرها طبقا ألحكام قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬فالجرائم الجبائية تتميز بوحدة الدعويين العمومية والجبائية‬
‫من حيث التحريك ‪ ،‬إذ خولت القوانين الضريبية صالحية تحريكها إلدارة الضرائب‪.‬‬
‫على أن تتم المتابعة بإيداع شكوى من المدير الوالئي للضرائب ممثال في رئيس مكتب المنازعات ‪ ،‬بدون إنذار سابق للمعنى‬
‫لتسوية وضعيته اتجاه التنظيم الجبائي(‪ )6‬ويشترط أن تقدم الشكوى مكتوبة و موقعة من طرف األشخاص الذين خول لهم‬
‫القانون ذلك ‪ ،‬و في حالة رفع الدعوى أمام القضاء قبل صدور الشكوى من الجهة المخولة لها ذلك ‪ ،‬يكون اإلجراء باطال‪ ،‬ألنه‬
‫من النظام العام ‪ ،‬فإذا كانت الدعوى أمام قاضي التحقيق يستوجب عليه إصدار أمر بانتفاء وجه الدعوى لبطالن إجراءات‬
‫المتابعة من تلقاء نفسه ‪)1‬‬
‫و بموجب التعليمة الوزارية المشتركة بين وزارتي العدل و المالية الصادرة خالل سنة ‪ ، 6888‬الموجهة إلى النواب العامون‬
‫لدى المجالس القضائية من جهة والى المدراء الوالئيين من جهة أخرى ‪ ،‬والتي تهدف إلى طلب توقيف أو تأجيل الدعوى‬
‫العمومية في إطار محاربة الغش الجبائي ‪ ،‬والتي تضمنت إمكانية سحب الشكوى في حالة ما إذا وقع المكلف بالضريبة المشكو‬
‫منه على تعهد للتسديد بالتقسيط أمام قابض الضرائب المختص ‪ ،‬طبقا لرزنامة تحددها إدارة الضرائب ‪ ،‬و يشترط عند كل منح‬
‫لرزنامة اإلستحقاقات دفع مسبق لمبلغ قدره عشرون في المائة ( ‪ ،) % 11‬أما باقي الدين فتتم تصفيته وفقا للتعليمة السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مدة تقادم الدعوى العمومية هي ثالث سنوات أما الدعوى الجبائية هي أربع سنوات طبقا للمواد ‪1/111‬‬
‫من قانون الضرائب المباشرة ‪ ،‬والمادة ‪ 1/111‬من قانون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬المادة ‪ 111‬قانون الضرائب المباشرة‪ ،‬المادة‪ ،111‬قانون الضرائب غير المباشرة المادة ‪ 668‬قانون الرسم على رقم‬
‫األعمال‪ ،‬المادة ‪ 11‬قانون الطابع‪ ،‬المادة ‪ 668‬قانون التسجيل‪.‬‬
‫)‪(2‬د‪ .‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الغش الضريبي‪ ،‬مجلة قضائية العدد اإلشعار سنة ‪ 6889‬ص‪16 :‬‬

‫الضرائب الغير مباشرة والمادة ‪ 611‬قانون الرسم على رقم األعمال والمادة ‪ 16‬من قانون الطابع إال أنهما يتحدان من حيث‬
‫بدء سريان التقادم وأسباب انقطاعه‪.‬‬
‫ب – موقع إدارة الضرائب في الدعوى‪:‬‬
‫بما أن إلدارة الضرائب صالحية مباشرة وتحريك الدعوى‪ ،‬فهل تعد طرف مدني أمر طرف منظم للنيابة ؟‬
‫لقد نصت المادة ‪ 116‬من قانون الضرائب المبشرة على أنه‪ ،‬إلدارة الضرائب الحق في التأسيس كطرف مدني في حالة فتح‬
‫تحقيق قضائي ‪ ،‬بناء على شكوى منها‪.‬‬
‫ج – دراسة الدعوى أمام الجهة القضائية المختصة‪:‬‬
‫القاعدة العامة في االختصاص المحلي ‪ ،‬أن يحدد بمحل الجريمة ‪ ،‬أو محل إقامة أحد المتهمين أو شركائهم أو محل القبض‬
‫عليهم ‪ ،‬إال انه طبقا للقوانين الجبائية ‪ ،‬فقد استثنى الجرائم الجبائية من هذه القاعدة ‪ ،‬وخولت سلطة االختيار إلدارة الضرائب ‪.‬‬
‫فيكون للمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الغرامة ‪،‬أ و مكان الحجز ‪ ،‬أو مقر المؤسسة ‪)6‬‬
‫ويجب أن يحتوي الملف المطروح أمام العدالة على محضر محرر من طرف عون محلف برتبة مراقب على األقل ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تقرير مختصر تذكر فيه األركان المادية والمعنوية المتعلقة بالجريمة الجبائية ‪ ،‬والتي تدل على وجود طرق احتيالية ‪،‬على ان‬
‫إلدارة الضرائب الحق في اإلطالع على كل المعلومات ‪ ،‬ومتابعة الملف طبقا للمادة ‪ 96‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجزاء‪:‬‬
‫‪1 /‬األشخاص الخاضعون للجزاء‪:‬‬
‫أ)– الفاعل‪ :‬هو أول من يخضع للمسألة الجزائية سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 8/111‬من‬
‫قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫ب) – الشريك‪ :‬عرفته المادة ‪ 1/111‬من قانون الضرائب المباشرة والمادة ‪ 1/111‬من قانون الطابع والمادة ‪ 6/611‬قانون‬
‫التسجيل على انه" يدخل في حكم الشريك كل من قام‬
‫بـ‪ / :‬التدخل بصفة غير قانونية لالتجار في القيم المنقولة أو تحصيل قسائم في الخارج‪.‬‬
‫‪/‬قبض قسائم يملكها الغير بأسماء هؤالء المالكين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬المادة ‪ 111‬الفقرة ‪ 1‬قانون الضرائب المباشرة‪ ،‬المادة ‪ 111‬قانون الضرائب غير مباشرة‪ ،‬المادة ‪ 11‬الفقرة ‪ ،1‬قانون‬
‫الطابع‪ ،‬المادة ‪ 668‬الفقرة ‪ 1‬قانون التسجيل‪.‬‬

‫‪2/ -‬العقوبات الجزائية‪:‬‬


‫أ) – العقوبات األصلية ‪:‬‬
‫تتمثل في الحبس والغرامة‪ ،‬على أن تكون مدة الحبس من سنة إلى ‪ 1‬سنوات وقيمة الغرامة الجزائية من ‪ 1111‬د ج إلى‬
‫‪ 11.111‬د ج طبقا للمادتين ‪ 666‬من قانون الرسم على رقم األعمال والمادة ‪ 6/668‬من قانون التسجيل والطابع‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 6/111‬من قانون الضرائب المباشرة(‪ )6‬فقد نصت على تطبيق نفس عقوبة الحبس وغرامة جزائية بقيمة ‪11.111‬‬
‫د ج إلى ‪ 611.111‬د ج عندما ال يفوق المبلغ المتملص منه ‪ 611.111‬د ج ‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنه تتضاعف مدة الحبس‬
‫وقيمة الغرامة كلما تضاعفت قيمة المبلغ المتملص منه ‪ ،‬أما قانون الضرائب غير المباشرة فقد نص في المادة ‪ 111‬منه‬
‫(‪)1‬على أن تطبق عقوبة الحبس من سنة إلى خمس سنوات وبالغرامة من ‪ 11.111‬دج إلى ‪ 111.111‬دج وال تطبق هذه‬
‫العقوبة في حالة اإلخفاء ‪ ،‬إال إذا كان هذا األخير يتجاوز عشرة (‪ )6/61‬المبلغ الخاضع للضريبة أو مبلغ ‪ 61.111‬د ج‪.‬‬
‫وقد أجمعت النصوص الضريبية على أن تضاعف العقوبات في حالة العود إلى الجريمة‪ ،‬مع تحديد مدة العود بخمس سنوات‬
‫وكذا منح المتهم الحق في استفادة من الظروف المخففة طبقا للمادة ‪ 11‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫ب)‪ -‬العقوبات التبعية‪:‬‬
‫تتمثل في نشر الحكم في الجرائد وتعليقه في األماكن التي تحددها المحكمة بموجب أمر صادر عن القاضي طبقا للمادة‬
‫‪ 1/111‬من قانون الضرائب المباشرة والمادة ‪ 111‬من قانون الضرائب غير المباشرة والمادة ‪ 1/611‬من قانون التسجيل‪.‬‬
‫وهو إجراء إلزامي في حالة العود باإلضافة إلى المنع من مزاولة المهنة‪.‬‬

‫– ‪3‬العقوبات الجبائية ‪:‬‬


‫تختلف العقوبات الجبائية من نص آلخر مضمونا ومقدا ار ‪ ،‬فمثال المادة ‪ 661‬من قانون الرسم على رقم اإلعمال تنص على‬
‫تطبيق غرامة جبائية يتراوح مبلغها بين ‪ 111‬د ج إلى ‪ 11111‬د ج ‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 111‬من قانون الضرائب غير المباشرة‬
‫نصت على غرامة جبائية‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬المادة ‪ 19‬قانون رقم ‪ 66 - 11‬المؤرخ في ‪ 1111/61/11‬المتضمن لقانون المالية لسنة ‪ 1111‬المعدلة للمادة ‪111‬‬
‫الفقرة األولى لقانون الضرائب المباشرة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 91‬سنة ‪ 1111‬ص‪8 :‬‬
‫)‪(2‬المادة ‪ 19‬قانون رقم ‪ 66 - 11‬المؤرخ في ‪ 1111/61/11‬المتضمن لقانون المالية لسنة ‪ 1111‬المعدلة للمادة ‪111‬‬
‫الفقرة األولى لقانون الضرائب المباشرة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 91‬سنة ‪ 1111‬ص‪8 :‬‬

‫تتراوح ما بين ‪ 1111‬د ج إلى ‪ 11111‬د ج‪ ،‬وهناك نصوص أخرى حددتها بأن تساوي ضعف‬
‫الحقوق المتملص منها على أال تقل عن ‪ 11.111‬د ج ‪،‬و تجدر اإلشارة إلى أن هذه الغرامات الجبائية ال يجوز الحكم بها إال‬
‫بناء على طلب إدارة الضرائب ‪ ،‬وكذلك يمنع األشخاص الذين تمت إدانتهم بصفة نهائية من ممارسة النشاط التجاري ‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 18‬من قانون المالية لسنة ‪.1111‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬جنحة تحصيل ضرائب غير مستحقة أو اإلعفاء منها ‪:‬‬
‫يقصد بهذه الجنحة اإلخالل بالتزام النزاهة الواجب على كل موظف أو صاحب سلطة عمومية‪ ،‬مكلف بتحصيل ضرائب مباشرة أو‬
‫غير مباشرة أو يضع جداولها كما نصت المادة ‪ 611‬من قانون العقوبات على ان " تطبق العقوبات المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 616‬من قانون العقوبات على صاحب سلطة عمومية يأمر بتحصيل ضرائب مباشرة أو غير مباشرة غير تلك التي‬
‫حددها القانون ‪،‬و كذلك كل موظف يضع جداولها أو يقوم بتحصيلها ‪،‬وتطبق ذات العقوبات على أصحاب السلطة العمومية أو‬
‫الموظفين الذين يمنحون على أية صورة كانت وألي سبب كان و بغير تصريح من القانون إعفاءات من التكاليف أو الضرائب‬
‫أو الرسوم العمومية ‪ ،‬أو يتجاوزون عن شيء منها أو يسلمون منتجات مؤسسات الدولة مجانا ‪ ،‬ويعاقب المستفيد باعتباره‬
‫شريكا‪" .‬‬
‫وكذلك في الجانب اإلداري ‪ ،‬يعد مرتكب هذه األفعال مرتكبا لخطأ مهني جسيم من الدرجة الثالثة ‪ ،‬طبقا للمرسوم رقم ‪111-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 6891/18/66‬المتعلق بكيفيات تطبيق األحكام التشريعية الخاصة بعالقات العمل الفردية ‪ ،‬وكل هذا يدل على أن‬
‫الجاني يتعرض لمتابعة تأديبية وجزائية في نفس الوقت ‪ ،‬وبثبوت الفعل المرتكب من طرف الجاني وتوفر أركان الجريمة ‪،‬‬
‫يخضع لعقوبات تأديبية وجزائية سنوضحها كآالتي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أركان الجريمة‪:‬‬


‫أوال‪ :‬صفة الجاني‪:‬‬
‫يشترط المشرع في هذه الجريمة أن يكون الفاعل صاحب سلطة عمومية‪ ،‬أي يجب أن يتمتع بسلطة إصدار القرار في مجال‬
‫المالية العمومية للدولة‪.‬‬
‫وكذلك الموظفين المكلفين بوضع جداول الضرائب أو بتحصيلها ‪ ،‬وهذا خالفا للجريمتين المذكورتين سابقا الغش والتهرب‬
‫الجبائي اللتان يكون مرتكبهما الشخص المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه الجريمة تأخذ صورتين و هما‪:‬‬
‫‪1/‬الصورة األولى‪ :‬تحصيل ما هو غير مستحق للدولة‪:‬‬
‫يتمثل الركن المادي في هذه الصورة في إصدار صاحب السلطة العمومية أم ار إلى مرؤوسيه بتحصيل ضريبة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة غير منصوص عليها قانونا ‪ ،‬والتي يكون أساس فرضها القانون المستمد من الدستور طبقا لنص المادة ‪ 661‬فقرة‬
‫‪ 61‬منه ‪ ،‬كما سبق شرحه آنفا والمخولة أساسا للسلطة التشريعية التي تصدر قوانين جبائية ومالية كل سنة‪.‬‬
‫نفس الحكم يطبق على الموظف الذي يعد جداول لتحصيل الضرائب‪ ،‬وكذا الموظف الذي يقوم بالتحصيل‪.‬‬
‫‪2/‬الصورة الثانية‪ :‬اإلعفاء من أداء ما هو مستحق للدولة‪:‬‬
‫الركن المادي لهذه الصورة يتجسد في األفعال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬منح إعفاء من أداء كل الضرائب أو الرسوم أو الغرامات بدون وجه حق أو التنازل عن جزء منها‪.‬‬
‫‪-‬تسليم مجانا منتجات مما تنتجها مؤسسات الدولة‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بتبديد أموال الدولة و المقصود بمؤسسات الدولة‬
‫المؤسسات التي تخضع للقانون العام‪ ،‬أي الهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي والتجاري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‪:‬‬
‫تتطلب هذه الجريمة توفر قصدا جنائيا عاما ‪ ،‬يتمثل في علم الموظف بأنه سعى إلى تحصيل ضرائب غير مستحقة للدولة ‪ ،‬أو‬
‫بأنه يتنازل عن مال مستحق للدولة ‪ ،‬وال تقوم الجريمة إذا تصرف الفاعل عن جهل إما خطأ في فهم قانون المالية مثال أو‬
‫أساء تحديد وعاء الضريبة ‪)6‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬دكتور أحسن بوسقيعة‪،‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص‪،‬الجزء الثاني طبعة سنة ‪ 1111‬ص ‪.16‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المتابعة التأديبية والجزائية والجزاء عليها‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬اإلجراءات التأديبية‬
‫يترتب عن كل خطأ مهني يرتكبه الموظف ‪ ،‬تسليط العقوبات التأديبية المنصوص عليها في أحكام المواد من ‪16‬الى ‪ 61‬من‬
‫المرسوم رقم ‪ 111-91‬المؤرخ في ‪ ، 6891/18/66‬وذلك بعد إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في القانون األساسي‬
‫النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارات العمومية مرسوم رقم ‪، 11-91‬و ذلك بعد إتباع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪1/‬التحقيق األولي‪:‬‬
‫عندما يقوم الموظف بارتكاب خطأ تأديبي معاقب عليه ‪ ،‬تقوم اإلدارة بإجراء تحقيق قصد التأكد من صحة الوقائع و تحديد‬
‫درجات المسؤولية ‪ ،‬في هذه الحالة يجب االستماع على التوالي إلى األعوان المعنيين من طرف موظفين أعلى رتبة منهم في‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪2/‬االطالع على الملف ‪:‬‬
‫إذا ثبت بعد التحقيق ‪ ،‬أن الموظف قد ارتكب خطأ تأديبي ‪ ،‬يتم الشروع في اتخاذ إجراءات ضده ‪ ،‬ويحق للموظف المحال على‬
‫لجنة التأديب االطالع على ملفه التأديبي فور الشروع في إجراءات القضية التأديبية طبقا للمادة ‪ 618‬من القانون األساسي‬
‫النموذجي المذكور أعاله‪ ،‬إذ يجب أن يتضمن الملف كل اإلجراءات المتخذة‪ ،‬حتى يقدم أمام لجنة التأديب‪ ،‬أو أمام لجنة الطعن‬
‫توضيحات كتابية أو شفوية أو إحظار شهود ‪ ،‬كما يمكنه االستعانة بمدافع يختاره للدفاع عنه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات الجزائية‪:‬‬


‫كل موظف طلب أو حصل مبالغ يعلم أنها غير مستحقة األداء ‪ ،‬أو منح إعفاءات من الحقوق أو الضرائب أو الرسوم ‪ ،‬وهذا‬
‫خالفا للنصوص القانونية أو التنظيمية أو األمر ‪ ،‬أو القيام بإجراء تخفيضات في الضرائب المباشرة أو غير المباشرة قصد‬
‫الحصول على تسديدات غير مستحقة ‪ ،‬يتم متابعته بموجب تقديم شكوى من طرف إدارة الضرائب أمام وكيل الجمهورية ضد‬
‫مرتكب الجريمة والذي يأمر بفتح تحقيق ابتدائي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن انقضاء الدعوى العمومية ال أثر لها على المتابعة التأديبية فرغم عدم ثبوت الخطأ الجزائي في حق‬
‫الموظف إال أن الخطأ المهني يبقى قائم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاء‪:‬‬
‫تطبق على الجاني عقوبات تأديبية وعقوبات جزائية والتي سنتطرق إلى ذكرها‪:‬‬
‫‪1/‬العقوبات التأديبية ‪:‬‬
‫يعد الموظف المرتكب لهذه األفعال مرتكب الخطأ مهني جسيم من الدرجة الثالثة يخضع لعقوبات خاصة مقررة في المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 11-81‬المؤرخ في ‪ 61‬فيفري ‪ ،6881‬التي وردت في المواد ‪ 66‬إلى ‪ 61‬منه(‪ ، )6‬إذ يتعرض للتوقيف لمدة‬
‫تتراوح من ‪ 61‬يوم إلى ستة ‪ 11‬أشهر ‪ ،‬النقل اإلجباري‪،‬التنزيل في الرتبة‪ ،‬الفصل أو التسريح‪.‬‬
‫‪2/‬العقوبات الجزائية ‪:‬‬
‫بتوافر أركان الجريمة السالفة الذكر يتعين تطبيق الجزاء المقرر قانونا طبقا للمادتين ‪ 616‬و ‪ 611‬من قانون العقوبات‪ ،‬أي‬
‫الحبس من سنتين إلى ‪61‬سنوات وغرامة من ‪ 111‬إلى ‪ 61.111‬دج‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تنفيذ األحكام الجزائية المتعلقة بالجرائم الجبائية‪:‬‬


‫بعد دراسة الملف أمام القضاء الجزائي ‪ ،‬يصدر الحكم الفاصل في القضية‪ ،‬فإما آن يكون قطعيا أو تمهيديا أو تحضيريا من‬
‫حيث كونه فاصل في موضوع الدعوى أو إجرائيا وكذلك تكون هذه اإلحكام حضورية وجاهية أو حضورية غير وجاهية أو‬
‫غيابية‪.‬‬
‫فالحكم القطعي هو الحكم الذي يفصل في الدعوى العمومية باإلدانة وتسليط العقوبة أو اإلعفاء منها ‪ ،‬وفي الدعوى المدنية‬
‫بالبت في مقدار التعويض ‪ ،‬فإذا كان هذا الحكم حضوري يكون قابل لالستئناف أمام الغرفة الجزائية بالمجلس القضائي طبقا‬
‫للمادة ‪ 161‬من قانون اإلجراءات الجزائية وذلك في مهلة ‪ 61‬أيام من تاريخ النطق بالحكم وطيلة هذه المدة وكذا خالل سريان‬
‫إجراءات النظر في االستئناف إلى حين صدور قرار المجلس في الموضوع ال يتخذ أي إجراء من إجراءات تنفيذ الحكم المستأنف‬
‫‪.‬‬
‫أما إذا كان الحكم غيابي فإنه يكون قابل للمعارضة من قبل الطرف الذي صدر في غيابه ‪ ،‬بعد تبليغه بالحكم سواء كان متهما‬
‫أو طرفا مدنيا ‪ ،‬وذلك خالل عشرة أيام من تاريخ التبليغ في موطنه أو بتعليقه في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية التي يوجد‬
‫موطنه في إقليمها ‪ ،‬أو بلوحة إعال نات المحكمة طبق للمادة ‪ 161‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وفي حالة تسجيل المعارضة ال تتخذ إجراءات تنفيذ الحكم أما في حالة تسجيل الطعن بالنقض ضد الحكم أمام المحكمة العليا‬
‫طبقا للمادة ‪ 189‬من قانون اإلجراءات الجزائية خالل ثمانية أيام من تاريخ صدور الحكم أو القرار‪ ،‬أو من يوم إجراء التبليغ إذا‬
‫صدر غيابيا ‪ ،‬وطيلة هذه المدة وخالل سريان إجراءات الفصل في الطعن ‪ ،‬ال يمكن تنفيذ أي حكم جزائي ما عاد الشق المدني‬
‫الذي ينفذ دون انتظار الفصل فيه‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتنفيذ الحكم الجزائي الفاصل في الجريمة الجبائية في شقه الجزائي ‪ ،‬يتم وفقا إلجراءات تنفيذ األحكام الجزائية‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬وهذا إذا كان الحكم نهائي‪ ،‬أما الشق المدني لهذا الحكم ينفذ بإجراءات خاصة من قبل إدارة الضرائب كون اإلدارة‬
‫تتمتع بامتيازات في التنفيذ ‪ ،‬ولها موقع خاص في القضية فهي طرف مدني وتتمتع صالحيات واسعة ‪ ،‬إذ تقدم طلبات وتحدد‬
‫مبلغ الغرامة الجبائية وقيمة الضريبة المفروضة على المتهم فإذا رفض المحكوم عليه الخضوع للتنفيذ يتابع جزائيا ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك فإن إلدارة الضرائب صالحية تحصيل الضرائب دون اللجوء إلى القضاء وهذا يسمح بالتقليل من القضايا الجبائية المطروحة‬
‫أمام القضاء ‪ ،‬وعلى سبيل المثال نذكر عدد القضايا الجبائية المتعلقة بالغش الجبائي المطروحة على مستوى المحاكم التابعة‬
‫لمجلس قضاء المسيلة في الجدول التالي حسب كل سنة‪.‬‬
‫السنــوات عدد القضايــا‬
‫‪8‬سنة ‪1111‬‬
‫‪8‬سنة ‪1116‬‬
‫‪180‬سنة ‪1111‬‬
‫‪16‬سنة ‪1111‬‬

‫قد حاولنا من خالل بحثنا هذا ‪ ،‬التطرق إلى أهم النقاط المتعلقة بالضريبة بصفة عامة واجراءات تسوية المنازعات التي يمكن‬
‫ان تنشأ بين المكلف بالضريبة من جهة واإلدارة الجبائية من جهة أخرى ‪ ،‬سوء تلك التي تتعلق بوعاء الضريبة أو التي تنشا‬
‫من جراء تحصيلها والتي يتم تسويتها على مستوى اإلدارة كمرحلة أولية ‪ ،‬أو على مستوى لجان الطعن أو على مستوى جهات‬
‫القضاء اإلداري ‪ ،‬أو تلك المنازعات التي تنشا نتيجة الغش أو الهرب الضريبي والتي يختص بها القاضي الجزائري ‪ ،‬وكيفية‬
‫تنفيذ األحكام الصادرة بشأنها‪ ،‬والتي نضمها المشرع في عدة نصوص قانونية من بينها اإلجراءات الجبائية الذي لم يكتمل بعد‪.‬‬

‫فهل ان اإلصالحات والتعديالت الواردة في مجال الجباية‪ ،‬حققت فعال ما يصبوا إليه المشرع ؟‬

‫نرجو ان نكون قد وفقنا ولو بالقدر القليل في معالجة هذا الموضوع خاصة وان المنازعات الجبائية تشكل جزء هام من‬
‫المنازعات التي تطرح على القضاء اإلداري والتي تتطلب تكوين وتمكن القاضي اإلداري من المادة الجبائية ‪ ،‬ولما ال التخصص‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫خاتــــــــــــــمة‬
‫األول بعد البترول في تمويل الخزينة العمومية إالّ‬
‫أن إدارة الضرائب هي المصدر ّ‬‫ما يمكن قوله في األخير هو أ ّنه بالرغم من ّ‬
‫المرجو منها والمتمثل‪ ،‬في دفع عجلة التنمية‬
‫ّ‬ ‫أ ّنها ال تتمتع بالصالحيات واالمتيازات الكافية التي تمكنها من تحقيق الهدف‬
‫وتشجيع االستثمارات‪.‬‬
‫فما لوحظ على مستوى مرافق القضاء أن إدارة الضرائب ال تستدعي إذا رفعت الشكوى من طرف إدارة الجمارك أو مديرية‬
‫المنافسة واألسعار ‪ ...‬إلخ من المصالح التي تكون القضايا المرفوعة من طرفهم تمس بمصلحة إدارة الضرائب رغم أن المادة‬
‫‪ 96‬من قانون اإلجراءات الجبائية تنص صراحة على تمكين إدارة الضرائب من اإلطالع على بعض الملفات ال سيما منها‬
‫المتعلقة أو التي تدل على وجود غش جبائي أو أية مناورة كانت نتيجة غش أو تملص من دفع ضريبة‬
‫كذلك من ناحية أخرى فإذا كانت الدعوى مرفوعة من طرف إدارة الضرائب وتغيبت عن حضور جلسات المحاكمة تسقط الدعوى‬
‫الجبائية على عكس ما هو معمول به في التشريع الجمركي أين تقدم النيابة العامة الطلبات محلها محل تغيبها عن الحضور‪.‬‬
‫فإن الوسائل المقترحة لمكافحة جريمتي الغش والتهرب الضريبي غير ناجعة‪،‬وما هي إالّ وسائل لتجنب الجرائم وليس‬
‫كذلك ّ‬
‫القضاء عليها‪ ،‬فمثال الوزارة التي تنص على إعداد قائمة مرتكبي الغش والتهرب الضريبي من طرف مدير الضرائب لكل والية‬
‫وارسالها إلى المديرية المركزية بوزارة المالية من أجل أن تسجل في سجل خاص وتحفظ هناك‪ ،‬ال تفي بالغرض كما أنها تحضر‬
‫قبل صدور حكم جزائي نهائي يدين المعني بارتكابه لهذه الجرائم‪ ،‬وبهذا فقد يصدر بشأنه حكم بالبراءة‪،‬وبهذا فان هذه القائمة‬
‫ما هي اال إجراء شكلي فقط ال يترتب عليه أية متابعات أو إجراءات وما هي اال مضيعة للوقت‪.‬‬

‫ولهذا يمكن اقتراحه‪:‬‬


‫‪ 1-‬إنشاء جهة قضائية متخصصة في مجال المنازعات الضريبية وذلك بتكوين وتأطير قضاة متخصصة في هذا المجال‬
‫متماشيا مع العصرنة والحركة التطورية التي تجتازها الجزائر من خالل انضمامها للمنضمة العالمية للتجارة وسعيها لالنضمام‬
‫لالتحاد األوربي‪ ،‬ومما قد يتولد عنه نشوء نزاعات بين الشركات االستثمارية األجنبية التي قد يوجد مقرها الجبائي بالجزائر وبين‬
‫الشركات األخرى‪ ،‬والتي قد تكون جزائرية أو أجنبية و بالتالي من األولى عرض مثل هذه النزاعات على جهة قضائية مهيكلة‪،‬‬
‫يحكمها قضاة متخصصين في هذا المجال كما هو الحال في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪ 2 -‬بما ان التشريع الجبائي هو من التشريعات المعقدة مما يصعب على القاضي التحكم فيه‪ ،‬فانه من المفيد تخصيص دورات‬
‫تكوينية للقضاة المعنيين بالغرف اإلدارية خاصة منهم الذين يترأسون لجان الطعن الوالئية‪.‬‬

‫‪ 3-‬العمل على تطبيق نص المادة ‪ 96‬من قانون اإلجراءات الجبائية وذلك من خالل استدعاء إدارة الضرائب لالطالع على‬
‫الملفات التي تعنيها وان لزم األمر تقديم طلباتها وتأسيسها كطرف مدني‪ ،‬وهذا حتى ال يتم التالعب بمصالحها‪ ،‬كذلك جعل ممثل‬
‫النيابة هو الذي يقدم الطلبات في محلها حال تخلفها وذلك في القضايا المرفوعة من طرفها كما هو معمول به في التشريع‬
‫الجمركي‪ ،‬ذلك ان مصلحة الضرائب مصلحة حساسة وبهذا من األجدر تمكينها من امتيازات تساعدها على تحصيل أموال الدولة‬
‫بشكل أحسن‪.‬‬
‫‪ 4 -‬منح إدارة الضرائب صالحيات أو سع ال سيما في إطار التسوية الجبائية وجعلها أمام القضاء لتكون أكثر مصداقية‪،‬‬
‫والتوسيع من صالحية مدير الضرائب في هذا المجال باعتباره عضو في اللجنة الوالئية وعلى علم بقضايا المكلفين بالضريبة‬
‫خاصة وانه عهدت إليه مؤخ ار مهمة اإلشراف واالطالع على عمليات التحقيق أو المراقبة وهذا من شانه ان يساعد على التقليل‬
‫من عدد القضايا ال مطروحة على القضاء وتجنا للجهود وهدر الوقت‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى إعطاء إدارة الضرائب‬
‫صالحية أوسع فيما يخص ممارسة المتابعة والتنفيذ الجبري بجميع السبل والطرق التي من شأنها ان تؤدي بها إلى استيفاء‬
‫أموالها في جميع األحوال‪.‬‬

‫‪ 5-‬إعادة النظر في األنظمة المطبقة عند فرض الضريبة وباألخص النظام الجزافي من خالل تعويضه بنظام آخر يتطلب اقل‬
‫وسائل واسهل إجراءات وهذا توفي ار للجهود والوقت فمثال في روسيا عوض هذا النظام بنظام أخر حيث تطبق ضريبة سنوية‬
‫واحدة على رقم األعمال قدرها ‪ %61‬وهي‪ L’impot s’intitique‬وتعوض جميع الضرائب ‪ ،‬وكذا العمل على تبسيط إجراءات‬
‫التصريح والدفع واجراءات حل المنازعات الناتجة عنها‪ ،‬وذلك لكونها طويلة ومعقدة لدرجة الملل منها‪ ،‬مما قد يساعد المكلف‬
‫بالضريبة على التقرب من إدارة الضرائب ومعرفة ماله وما عليه من واجبات‪.‬‬

‫‪ 6 -‬واهم شيء هو العمل من اجل القضاء على جريمتي الغش والتهرب الضريبي واستئصالهما من الجذور ‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫توحيد جهود جميع اإلدارات المعنية‪ ،‬ال سيما منها التي لها العالقة بإدارة الضرائب كمديرية المنافسة واألسعار‪ ،‬إدارة الجمارك‬
‫ومديرية التجارة ‪ . ..‬الخ وهذا من خالل إيجاد حل مشترك منجز ومسطر من طرف جميع الو ازرات المعنية‪ ،‬وبما ان النظام‬
‫الجبائي يقوم على مبدأ التصريح ‪ ،‬وان اإلخالل بااللتزامات التصريحية هي منبع هذه الجرائم فانه من األجدر اعتماد برنامج‬
‫يهدف من خالله إلى تطوير وسائل مراقبة التصريحات وأجهزة التحري والمتابعة ‪ ،‬ويعتمد على تسخير الموارد البشرية المؤهلة‬
‫وذوي الكفاءات العالية من اجل تحقيق ما يصبوا إليه المشرع من خالل اإلصالحات التي يعتمدها خاصة في العشرية األخيرة‪.‬‬

‫المراجــــع‬
‫أوال ) باللغة العربية‬
‫‪ 1‬النصوص الدستورية والتشريعية‬
‫‪ -‬دستور ‪ 19‬نوفمبر ‪6881‬‬
‫‪ -‬قانون المالية رقم ‪ 11/81‬المؤرخ في ‪ : 6881/61/16‬يتضمن قانون المالية عام ‪6886‬‬
‫‪ -‬قانون المالية رقم ‪11/86‬اللمؤرخ في ‪ 6886/61/69‬يتضمن قانون المالية عام ‪.6886‬‬
‫‪-‬قانون ‪16/16‬المؤرخ في ‪ 1116/61/11‬يتضمن قانون المالية عام ‪ 1111‬العدد ‪68‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 11/11‬المؤرخ في ‪ 1111/61/19‬يتضمن قانون المالية لعام ‪ 1111‬العدد ‪.91‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 66/11‬المؤرخ في ‪ 1111/61/11‬يتضمن قانون المالية عام ‪ 1111‬العدد ‪.91‬‬
‫‪-‬قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫‪-‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 69‬ربيع األول ‪ 6168‬الموافق ل ‪ 61‬يونيو ‪ 6889‬المحدد لالختصاص اإلقليمي للمدريات‬
‫الجهوية والمديريات الوالئية للضرائب وتنظيمها وصالحيتها ‪ .‬جريدة رسمية عدد ‪ 68‬لعام ‪.6889‬‬
‫‪ -‬المطبوعات المطوية الصادرة عن مدرسة التشريع الجبائي ‪ ،‬عن المديرية العامة للضرائب ‪ ،‬ووزارة المالية والمتعلقة بمختلف‬
‫الضرائب والرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬الدليل التطبيقي للمكلف بالضريبة والرسم على القيمة المضافة لعام ‪1111‬‬
‫‪ 2‬المجالت القضائية والرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬مجلة مجلس الدولة ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬المنازعات الضريبية لعام ‪1111‬‬
‫‪ -‬المجلة القضائية لعام ‪ 6881‬العدد الرابع‬
‫‪ -‬نشرة القضاء عدد ‪ : 11‬بحوث ودراسات النزاع الجبائي لــ قنطار رابح‬
‫‪ -‬المنازعات الجبائية الملتقى حول المستجدات قانون المالية ‪ 1111‬يومي ‪ 8/9‬جانفي ‪ 1111‬بنزل سيبوس عنابة‪.‬‬
‫‪-‬عرض حول المنازعات الجبائية عام ‪ 1116‬صادر عن المديرية الفرعية للمنازعات مديرية الضرائب لوالية جيجل‪.‬‬
‫‪-‬منازعات الضرائب المباشرة في ظل اإلصالحات الجبائية في الجزائر لــ حموم هواري بومدين مذكرة تخرج المدرسة الوطنية‬
‫للضرائب لعام ‪1111‬‬
‫‪ -‬عالقة المؤسسات بالنظام الجبائي ‪ :‬العيد والي ‪ ،‬الطاهر حشروف ‪ ،‬حدة ثابت ‪ ،‬أحالم عبادة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫ليسانس ‪ ،‬قسم علوم تجارية ‪ ،‬فرع مالية دفعة ‪1111‬‬
‫‪ -‬اإلصالحات الجبائية وأثرها على التنمية االقتصادية ‪ :‬لــ بوباعية عبد الرحمان ‪ ،‬قاسمي محمد ‪ ،‬حمادوش سعاد ‪ ،‬بن زمام‬
‫آسيا ‪.‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم التجارية ‪ ،‬تخصص مالية جوان ‪.1111‬‬
‫‪ -‬الغش الجبائي وتأثيره على دور الجباية في التنمية االقتصادية فرع تخطيط رسالة لنيل شهادة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية فرع تخطيط لصالح محمد عام ‪.6886 6881‬‬
‫‪ 3‬الكتب الفقهية ‪:‬‬
‫‪ -‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪ :‬محمد عباس محرزي ‪ ،‬دار هومة للطباعة والتوزيع طبعة ‪1111‬‬
‫‪-‬اإلجراءات اإلدارية والقضائية لمنازعات الضرائب المباشرة في الجزائر ل حسين فريجة منشورات دحلب‬
‫‪-‬الجباية‪ ،‬شبه الجباية‪ ،‬الجمارك‪ ،‬أمالك الدولة‪ :‬الوعاء والتعريفة ل‪ :‬سعيد بن عيسى‪ ،‬الطبعة ‪ ،16‬مارس ‪.1111‬‬
‫ثانيا ) باللغة الفرنسية‬
‫‪ALI BISSAD; COURS DE DROIT FISCAL ; école supérieure de banque avril 2003‬‬

You might also like