Professional Documents
Culture Documents
الحراث محمد
تحت اشراف األستاذ: احداد مريم
االستاذ اليحياوي حسن ودي عبد العالي
اشكاك عتيق
0202/0202
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
املقدمة
تعتبر الديون العمومية في الدول الديموقراطية الحديثة من أهم مصادر تمويل ميزانية هاته الدول ،وتنفيذ
سياستها االقتصادية واالجتماعية ،الش يء الذي يجعلها تعتني بها اعتناء كبيرا ،فتصدر لها نصوص تشريعية
وتنظيمية ،وتعمل على تغيير هاته النصوص كلما دعت الحاجة الى ذلك ،محاولة منها لضمان تحمل العباء
عرف املغرب في العقد الخير من القرن العشرين ،قفزة نوعية في تحديث القوانين املتعلقة بتحصيل الديون
العمومية وجعلها مسايرة لروح العصر ،إال أنه بدأ في ضبطها و تنظيمها منذ االستعمار حيث أصدرت في ذلك
مجموعة من التشريعات ،كان في مقدمتها ظهير 12غشت 1935الذي تم التعامل به ملا يقارب 08سنة ،و نتيجة
االختالالت التي كانت تشوب هذا القانون ،سواء على مستوى الصياغة أو املضمون فقد تم إصدار مدونة جديد
10من محرم 2212املوافق لتحصيل الديون العمومية بمقتض ى الظهير الشريف رقم 2.0.88.2الصادر في
12ماي 2000بتنفيذ القانون رقم 5..20بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،وذلك لتحسين مردود
الخزينة من جهة ،وتأسيس نهج جديد في العالقة بين اإلدارة واملدين من جهة ثانية ،ومن أهم التعديالت التي
جاء بها هذا القانون هو جعل املسطرة اإلدارية مرحلة إجبارية قبل سلك املسطر ة القضائية قبل ما كانت
اختيارية في القانون السابق .ويقصد بتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة ،العملية التي تهدف الى
استخالص مجموع املبالغ املالية الثابتة واملترتبة في ذمة املدنيين أصليين كانوا أو متضامنين ،أشخاصا طبعيين
أو اعتباريين.
وقد عرف املشرع التحصيل في املادة الولى من املدونة الجديدة بما يلي ":هو مجموع العمليات واإلجراءات التي
تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات املحلية وهيئاتها واملؤسسات والنظمة الجاري بها العمل ،أو الناتجة
1
المادة 2من مدونة تحصيل الديون العمومية.
0
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
فالدولة إذا كانت مدعوة إلى تدبر املرفق العمومي فإنها ملزمة باستخالص مختلف املبالغ املقررة بواسطة
الجداول الضريبية وقوائم اإلرادات وأوامر املداخيل الصادرة باسم من هم ملزمين قانونا بالداء ومن أجل ترجمة
هذا املسعى فقد خول املشرع لإلدارة املكلفة باستفاء تلك املوارد ،سلطات واسعة إلنجاز املهمة باعتبار أن
كما أن القضاء املغربي بمختلف أنواعه ودرجاته ،يولي بدره أهمية للموضوع من خالل ما يعرضه عليه من
القضايا ونزاعات تنشأ أثناء تطبيق وتنفيذ اإلدارة للقانون املتعلق بتحصيل الدين العمومية.
من خالل موضعنا هذا سوف نتحدث عن التحصيل اإلرادي للدين الجمركي الذي يدخل ضمن رزمة الديون
إلى أي حد استطاع املشرع حماية املال العام وإجراء عملية التحصيل دون اإلضرار بمصالح وحقوق
امللزم؟
3
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
4
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
تودع التصاريح املفصلة وجوبا على البضائع املستوردة أو املقدمة للتصدير لدى املكاتب الجمركية املؤهلة لذلك
أو بالساحات واملخازن الجمركية أو باملحالت املهنية داخل الجل القانوني ووفق الشروط والشكليات املحددة في
هذا الصدد من أجل اداء املستحقات الجمركية واستخراج البضاعة ،ولذلك أعطى املشرع املغربي هذا الحق
لكل من مالكي البضاعة أو ناقليها أو حائزيها أو املسافرون ،إضافة إلى سكان الحدود وكذلك بعض الشخاص
الذاتيين واملعنويين.
لم يكن هناك وجود لهذا املفهوم قبل فترة الحماية ،بل كان التاجر في شخص املورد أو املستورد هو الذي
يقوم شخصيا بكل ما تتطلب عملية تخليص أو االفراج الجمركي من دفع الرسوم أو املكو الجمركية التي كانت
تعرف بالعشور ،إلى أن التطورات االقتصادية في عملية التبادل التجاري الحر أسهمت في ظهور املعشر بإعبتاره
ذلك الشخص الذي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات الجمركية املتعلقة بتقديم التصاريح املفصلة
بالبضائع املستوردة أو املصدرة أو العابرة للتراب الجمركي وعلى هذا السا عمد املشرع الجمركي املغربي إلى
التنصيص على تعريف املعشر من خالل التعديالت القانونية ملدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة من الفصل
1-7.بأنه " يعتبر بمثابة معشر كل شخص ذاتي أو معنوي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات
الجمركية املتعلقة بالتصريح املفصل بالبضائع سواء كانت هذه املهنة ممارسة بصفة رئيسية أو بصفة
ثانوية وكيف ما كان نوع التوكيل املخول إياه ".
وحتى يتمكن املعشر من القيام باملهام املوكولة إليه يتعين أن يكون حاصال على ترخيص 2من إدارة الجمارك
بعد توفر الشروط املنصوص عليها بهذا الشأن في مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة واملرسوم التطبيقي
للمدونة في الفصول من 5إلى 01منه.
- 2هذه الرخصة تمنح بصفة شخصية وإذا تعلق االمر بشخص معنوي وجب الحصول على هذه الرخصة بالنسبة لشركة الشخص المؤهل لتقديم التصريحات
لحسابها ويجب ان تكون طلبات الرخصة القبول مرفقة بالوثاق المضمنة في الفص 76من م.ج.
5
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
إضافة إلى املعشر الذي يقوم بإجراءات التخليص الجمركي للبضائع لفائدة الغير مقتض ى الحق الذي تمنحه
رخصة قبول املعشر لدى إدارة الجمارك ،فإن املشرع الجمركي املغربي كغيره من التشريعات الخرى.3
ويتحدد هؤالء االشخاص في مالكو البضائع والناقلون واملسافرون وسكان الحدود باإلضافة إلى االشخاص
املؤذون لهم بقوة القانون لهذا التقديم.
مالكو البضائع
يقصد بمالكي البضائع الحائزين القانونيين للبضائع محل التخليص الجمركي ،ويكون هذا املالك مستوردا أو
مصدرا أو صاحب بضائع عابرة للتراب الخاضع ،وتتجلى هذه الحيازة للبضائع في تقديم سند امللكية من طرف
املالك أو فاتورة شراء البضائع أو سندات النقل املحررة بإسمه الخاص أو بأمر منه ،وتسمح هذه الحيازة
القانونية لهذا املالك باعتماده وكيل ومعشر لتخليص بضائعه من الجمرك ،كما تسمح له القيام بالصفة
الشخصية بإيداع التصريح املفصل ،غير أن ذلك يتوقف على إثبات صفته كمالك لتلك البضائع وذلك بتقديم
املستندات التالية :
-الوثائق التجارية التي تنبث أن شراء أو بيع هذه البضائع قد تم باسمه الخاصة.
-سندات النقل املحررة في أسمه الخاص أو بأمر منه.
وبما أن املالك الحائز للبضاعة هو مقدم التصريح ،فإن هذا الخير يتحمل كامل املسؤولية عن بيانات التصريح
املقدم من طرفه ،وعلى هذا السا يعتبر املالك املسؤول الوحيد أمام اإلدارة الجمركية والقضاء عن كل غش
يرتكب من طرفه عند ثبوت تزوير أو تزييف أو إغفال لحد البيانات التي تميز البضاعة املقدمة لتخليص أو
باعتباره متواطئا أو شريكا في بعض العمال أو الفعال التي تشكل مخالفات أو جنح جمركية ،إضافة إلى ما سبق
فإن املالك إذا تبت تملكه للبضاعة عن سوء النية بارتكاب
جنائيا4 الغش عليها فإنه يسأل
- 3يقابل الفصل 76من م.ج المحدد لألشخاص المسموح لهم بتقديم التصريح الجمركي بالجمرك ،المادة 64من مجلة الديوانة التونسية التي حددت هؤالء
االشخاص في أصحاب البضائع أو االشخاص أو المصالح الموافقة عليهم بصفة السماسرة في الجمرك.أو الذين لهم رخصة القيام بعملية االخراج من الجمرك
بضائع معينة ،وفي نفس اإلطار حددت المادة 67من القانون الجمارك الجزائري هؤالء االشخاص في مالك البضائع ومن طرف شخص طبيعي أو معنوي
معتمد كوكالء لدى الجمارك أو الناقض ويمكن القول ان المشرع الجمركي كان أكثر وضوحا واتساعا في هذا الصدد .
- 4الفصل 000من م.ج.
7
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
ناقلو البضائع
يعتبر ن اقلو البضائع سواء كانوا اشخاص طبيعيين أو معنويين بمثابة مالكي البضائع أثناء نقلها أو تقديمها
أو سوقها للمركز أو املكتب الجمركي املختص بغض النظر عن طبيعة البضائع أو نوع العمليات التجارة التي يقع
نقلها – استيراد أو تصدير – وذلك عن كل نقل طرقي دولي للبضائع ،حيث يعتبر هذا الناقل ملزم بتقديم تصريح
بالبضائع محل عملية النقل سواء عند دخولها أو خروجها .وينطبق نفس المر كذلك عندما يتعلق المر لنقل
بحري أو جوي للبضائع املستوردة حيث يعمل الناقل أو الربان أو القائد عند رسو الباخرة بامليناء او هبوط
الطائرة باملطار إلى القيام بوضعها تحث تصرف الشاحن وتقديم البيان التجاري 5للباخرة أو الطائرة أو البيان
العام لحمولتها لعوان اإلدارة الذين يصعدون إلى الباخرة أو الطائرة للتأشير عليه وتسليم نسخة منه 6وذلك
قبل تقديم التصريح املوجز داخل اآلجال املحددة قانونا وعندئذ تنتهي عملية النقل وبالتالي تنتهي مهامه كناقل
وال يمكن اعتباره في هذه الحالة كمالك للبضائع بحسب مفهوم الفصل 7.في فقرته (أ) من م.ج غير أنه يظل
بمثابة مالكا وناقال لها في حالة االحتفاظ بها أو تخزينيها أو إيداعها باملخازن أو الساحات املخصصة لتخليصها
وذلك تحت مسؤوليتها ،غير أن الشركات الخاصة غالبا ما تسعى إلى طلب رخصة املعشر لنها تعمل على نقل
البضائع وتخليصها من الجمارك في أن واحد ،تبسيطا إلجراءات التخليص إذ تجمع بين مهمة التعشير واحتراف
النقل الدولي البضائع.
وعموما تظل مسؤولية الناقلين الجنائية قائمة على توقيع التصاريح فيما يخص اإلغفاالت والبيانات غير
الصحيحة املالحظة في تصريحاتهم وكذا كل الجنح واملخالفات املرتبطة بهذا التقديم ما لم يثبت أنهم ارتكبوا
االفعال بحسن النية وبشكل غير متعمد حيث تطبق في حقهم الغرامات واملصادرات دون العقوبات الحبسية
كما قد تكون مسؤوليتهم املدنية دون الجنائية عن فعل مستخدميهم املرتكبين لعمال الغش بمناسبة تقديم
التصريح املفصل 7
يعتبر مسافرا كل شخص يتجاوز حدود املكتب الجمركي سواء عند الدخول أم الخروج من وإلى التراب
الخاضع في حين يعتبر من سكان الحدود كل شخص يسكن او يقيم في حدود الدائرة الجمركية والذي يمار
اعماال من هذا الجانب او أخر من الحدود ،حيث عمد املشرع الجمركي املغربي في هذا الصدد على إعفاء
املسافرين وسكان الحدود من تقديم او إيداع تصريح كتابي واكتفى بتقديم تصريح شفوي 8بالشياء التي
- 5البيان التجاري للباخرة هو وثيقة للنقل الدولي للبضائع تتضمن مجموعة من البيانات أهمها اسم الباخرة والعلم التي تحمله ورقم السندات الشحن وعدد
الطرود النوع ووزن البضائع .
- 6عبدهللا ولد ،مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة مع اجتهاد القضاء المغربي والمقارن ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء ط 2سنة 0225ص
77و 60,
- 7أمحمد برادة اغزيول ،مدونة وتنظيمات الجمارك والضرائب غير المباشرة مرجع سابق ص 022و . 002
- 8يكون هذا التص ريح في الغالب باإلجابة على سؤال يطرحه اعوان اإلدارة الجمركية " هل لديكم ما تصرحون به ؟" .
6
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
يحملونها من البضائع ومواد غذائية وأشياء وأمتعة موجهة فقط لالستهالك او االستغالل الشخص ي او العائلي
والتي ال تدخل في العمال التجارية ،ويعزز هذا التصريح بإثبات ملكيتهم لتلك الشياء بالوثائق أو املستندات (
فاتورة الشراء أو البيع )...عند الضرورة.
يعمل بعض الشخاص الذاتيين أو تجارية على التواصل مع إدارة الجمارك املراكز الجمركية بشكل مستمر
واالستفادة من خدماتها من أجل عملية االستخالص الجمركي وعلى هذا السا خول املشرع املغربي لهذه الفئة
دون ان تكون مزاولة ملهنة معشر لدى الجمرك ،إمكانية تقديم تصريحات إلى املراكز الجمركية لفائدة الغير بعد
الحصول على إذن باستخالص البضائع من الجمرك وفق الشروط والكيفيات الخاصة بحصول املعشر على
رخصة ممارسة مهنة التعشير الواردة في الفصل 70من م.ج ،ويكون هذا اإلذن بخصوص عمليات تتعلق ببضائع
معينة وعلى غرار مسؤولية املعشر املطلقة هن كل البيانات التي يدلي بها في انجاز التصاريح املفصلة ،فإن املشرع
الجمركي بدوره ألقى على عاتق طالب اإلذن باستخالص البضائع من الجمرك مسؤولية صحة البيانات املدرجة
في التصريح املفصل من عدمها ،ومن جهة اخرى فإن الشخاص الحاصلين على إذن خاص بتقديم التصريح
املفصل ،وفي حالة ثبوت اخطاء مهنية من قبلهم تتعلق ببيانات او معلومات التصريح املفصل أو عدم الوفاء
بالتزاماتهم اتجاه اإلدارة أو اإلخالل بقواعد ممارسة االستخالص الجمركي ،وقد تعرضهم لعقوبات جنحيه أو أداء
غرامات مالية إضافة إلى سحب رخصة التعشير كما هو الشأن في مسؤولية املعشر.
طرق األداء:
املشرع املغربي من خالل مدونة الجمارك الفصل 950جاء بكيفية الداء للرسوم واملكو املقررة في الفصل 51
من نفس املدونة وكذلك الغرامات وجميع املبالغ املستحقة لإلدارة .فقد نص على أن لإلدارة الحق في استخالصها
بجميع الوسائل املنصوص عليها قانونا وسوف نأتي بالذكر ما تم التنصيص عليه في إطار مدونة تحصيل الدين
العمومية.
وقد استثناء هذا الفصل االداء النقدي فيما كان الوسيلة املستعملة إلكترونية.
9تم نسخ و تعويض المادة ،25بمقتضى المادة 3من القانون رقم ،77.26السالف الذكر.
7
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
فبالنسبة ملا جاء به املشرع في مدونة التحصيل العمومية ،نص املشرع في املادة 18من مدونة تحصيل الديون
العمومية على أن الداء يكون إما:
نقدا :وهي العملية التي تحصل عندما يختار امللزم الداء نقدا ويسلم له وصل مقابل ذلك وقد يتم بواسطة
الشيك :يتم تحريره في اسم القابض املكلف بالتحصيل بحيث يعتمد في هذه الحالة على صفة القابض وليس
على اسمه الشخص ي والعائلي الن الشيك املراد تحصيله هو لفائدة القباضة وليس لحساب شخص ي للقابض ،
كما يمكن أن يتم الداء عن طريق ؛
التحويل :أو الدفع في حساب مفتوح في اسم القابض وغالبا ما يكون هذا الحساب مفتوحا في مركز الشيكات
البريدية وبصفة عامة يمكن أن يكون الداء باية وسيلة أخرى بشرط أن تكون منصوص عليها في القوانين الجاري
بها العمل.
آجالت األداء:
اآلجالت املحددة حسب مدونة الجمارك ،تم التنصيص عليها في الفصل 51من املدونة و ذكر على أنه هذه
اآلجال تحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من الوزير املكلف باملالية.
اآلجال املقررة بالنسبة للعمليات موضوع التصاريح االحتياطية املشار اليها في الفصل .7املكرر 10من م.ج ال
يحتسب سريان اآلجال إلى من التاريخ املحدد للتصريح بالعناصر الكمية النهائية.
جزاءات التأخير:
إذا لم يتم الداء قبل تاريخ االستحقاق فإن املبالغ غير املسددة تخضع لزيادة عن التأخير قدرھا % 0بالنسبة
إلى الشھر االول عن التأخير و % 08.8عن كل شھر أو جزء شھر إضافي.
تخضع الضرائب والرسوم التي يتم إصدارها على سبيل التسوية بواسطة جداول أو قوائم إيرادات لزيادة عن
التأخير بنسبة % 0عن الشھر الول من التأخير و % 08،8عن كل شھر أو جزء شھر إضافي تطبق ابتداء من
تاريخ استحقاقها إلى تاريخ إصدارها.
10الفصل 67مكرر.
2
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
املشرع املغربي من خالل م.ج 12من الفصل 57إلى الفصل 55وكدى الفصل 52من نفس املدونة ،جاء بمجموعة
من الضمانات لفائدة اإلدارة قصد ضمان استخالص ما على امللزم من مستحقات.
رغم أن الفصل 52من م.ج مذكور بالقسم الثاني :أداء الرسوم و املكو ،غير انه يتضمن إحدى الضمانات
املخولة لإلدارة إتباعها وهي اإلمكانية بقبول سندات مكفولة.
غير أن عملية الداء بسندات مكفولة يترتب عنها زيادة تحدد بمرسوم مقترح من طرف وزير املالية ،على ان يدفع
نصف مبلغ الزيادة إلى خزينة الدولة والنصف اآلخر إلى الصندوق املشترك للمحجوزات.13
التأخير14 و تفرض على املوقعين على السندات في حالة عدم الوفاء في تاريخ االستحقاق ،أداء فائدة عن هذا
تحتسب من يوم االستحقاق إلى يوم االستخالص ،كما يتحمل املوقع جميع املصاريف املدفوعة من اإلدارة بغية
استخالص السند.
الفصل 57من م.ج نص ،أوال على إمكانية امللتزم تقديم تعهد مكفول يتضمن االلتزام ب:
أ .أداء الرسوم واملكو والغرامات وكل املبالغ الخرى املستحقة التي يرجع استفاءها لإلدارة.
ب .الدفع في حالة عدم الداء للرسوم واملكو والغرامات وكل املبالغ الخرى املستحقة التي يرجع
استيفاؤها لإلدارة ،داخل الجل املعين ،فوائد تأخير تستحق من اليوم التالي ليوم حلول الجل إلى غاية
يوم التحصيل.
11
الفصل 20من م.ج:
-2إن الرسوم الجمركية وغيرها من الرسوم والمكوس الواجب أداؤها عند االستيراد أو التصدير ،يشرع في تحصيلها بمقتضى سند مدخول صادر عن
اآلمر بالصرف.
-0تؤدى هذه الرسوم والمكوس أو تضمن وفق الشروط المحددة في الفصل 23وما يليه إلى الفصل 22بعده.
12م.ج :الجزء الرابع :عمليات االستخالص الجمركي ،الباب الرابع :تسديد وضمان الرسوم والمكوس ،القسم الثالث :ضمان أداء الرسوم والمكوس.
13محدث بالفصل 3من قرار وزير المالية رقم 335.77المؤرخ في 7يونيو .2277
14تحدد الفائدة بمرسوم يتخذ باقتراح من الزير المكلف بالمالية سعر الفائدة عن التأخير وكذا كيفية تطبيقها.
22
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
ت .الداء في نفس الوقت زيادة على الرسوم واملكو والغرامات وكل املبالغ الخرى املستحقة التي يرجع
استيفاؤها لإلدارة ،عمولة تحسب باعتبار مبلغ الرسوم واملكو املذكورة ومراعاة لجل أخذ البضائع.
ثانيا :على أن يتم تخصيص فائد التأخير والعمولة املشار إليهما أعاله (ب) تخصص لخزينة الدولة (ج) تخصص
ملوظفي اإلدارة.
ثلتا :يتم تحديد آجال أداء الرسوم واملكو املشار اليها في الفصل 51والغرامات وكل املبالغ املستحقة التي يرجع
استفاؤها لإلدارة ،وسعر فوائد التأخير والعملة وكذا كيفية التطبيق لهذا الفصل بموجب مرسم يتخذ باقتراح
من وزير املالية.
من خالل هذا النص يمكن القول على أن اإلدارة تنشأ التزاما تعاقديا مع امللزم يتضمن مجموعة من املقتضيات
التي تسري في حق هذا الخير (امللزم) بمجرد أخد بضائعه ،والتي جاء ذكرها في الفقرة الولى من هذا الفصل
وذلك لحث امللزم على الداء اإلرادي ملستحقات اإلدارة تفاديا لتكاثر فوائد التأخير.
الفصل 5.من م.ج ،أجاز لوزير املالية أو الشخص املفض من طرفه إمكانية تبرئة واإلعفاء من جميع أو بعض
مبلغ الفائدة عن التأخير املنصوص عليها في الفصول ،50 ،57 ،52 ،51و 55املكرر.
حسب هذا الفصل فاملشرع أعطى صالحية لوزير املالية أو الشخص املفوض لهذا الغرض إمكانية اإلعفاء الكلي
أو الجزئي للملزم وذلك في حالة اعساره او جود قوة قاهرة حالة دون الداء داخل االجل املقررة.
بخصوص الفصل 50من م.ج ،جاء متضمنا لربعة نقط أساسية متعلقة بكفالة تضع بصندوق العون املكلف
بالتحصيل.
إمكانية امللزمين إيداع مبلغا بصندوق العون املكلف بالتحصيل ،ذلك لضمان دفع
الرسوم واملكو على أسا عناصر الضريبة املعتمدة من قبل اإلدارة الجمركية .كما أنه
في حلة النزاع يمكن لإلدارة طلب إيداع مبلغ العقوبات املستحقة.
بانصرام أجل ستة أشهر من يوم اإليداع ودون أن يقوم امللزم بتسية وضعيته (الداء)،
جاز لإلدارة أن تقوم تلقائيا بتصفية نهائية للرسوم واملكو املتعلقة به وكذا العقوبات
املستحقة وتخصيصها ما عدا إذا كان عدم تسوية اإليداع يعزى لإلدارة.
في حالة كان املبلغ املودع أقل من مبلغ الرسوم واملكو املستحقة حين تسوية اإليداع
سواء بصورة تلقائية أو بمبادرة من امللزم ،استوفت اإلدارة عن التكملة الواجب تحصيلها
فائدة عن التأخير تستحق من يوم اإليداع إلى غاية يوم التحصيل.
22
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
عندما يفوق املبلغ املودع ،مبلغ الرسوم واملكو والعقوبات املستحقة ،يرجع إلى امللزم
داخل ثالثين يوما.
هذا الفصل يبين إمكانية اإلدارة قبول مبلغ يودع بصندوق خاص (صندوق العون املكلف بالتحصيل) كضمانة
الستخراج البضائع والداء الالحق ملستحقات اإلدارة.
فاإلدارة حسب نص الفصل تخول للملزم أجل 7اشهر لتسوية وضعيته أو تقوم بالتحصيل من الضمانة املودعة
بصندوق العون املكلف بالتحصيل ،لكن إذا كان مبلغ الضمانة أقل من املبلغ املستحق ،فاإلدارة تفرض فائدة
عن التأخير من يوم إيداع مبلغ الضمان بالصندوق.
وإذا كان املبلغ املودع أكثر من املبلغ املستحق فاإلدارة ملزمة بإعادة الباقي للملزم داخل أجل 18يوما.
أخيرا الفصل 55أدرج على انه عالوة على الرسوم واملكو املقررة في الفصل 51من املدونة ،فإن كذلك الرسوم
واملكو الخرى التي يحق لإلدارة تحصيلها يمكن أن تطبق عليها نفس الضمانات التي جاءت بها الفصول أعاله.
بهذا يمكن القول على أن املشرع نظم مجمع الضمانات املتيح إلدارة الجمارك ضمان استخالص مستحقاتها
وإمكانية امللزم أخذ بضائعه من اإلدارة قبل الداء ،كما يالحظ ترك مجموعة من الصالحيات املتعلق بالخصوص
بتحديد الفوائد والعالوات لوزير املالية لكون النظام الجمركي متعلق بشكل مباشر بالسياسة املالية لدولة
وبالخص بقانون املالية السنوي.
الفقرة الثانية :الضمانات حسب املبادئ التوجيهية الجمركية لغرفة التجارة الدولية.
لقد جاء في ضمن املبادئ التوجيهية الجمركية لغرفة التجارة الدولية تعريف الضمان و نطاقه ،في حين أن
املشرع املغربي قد سكت ولم يأتي بتعريف خاص للضمان في املجال الجمركي واكتفى بذكر مجموعة من
الضمانات املعتمدة.
التعريف الذي جاء واردا في املبادئ التوجيهية الجمركية لغرفة التجارة الدولية هو التالي:
الضمان وسيلة طمأنة بالوفاء بالتزام أو التزامات نحو الجمارك ،مثل دفع الرسوم والضرائب ،خالل فترة معينة.
ُويطلب الضمان عادة في الحاالت التي يتم فيها تبسيط اإلجراءات العادية مثل اإلفراج قبل التخليص ،والدفع
اآلجل ،أو اإلفراج املؤقت حين تكون إحدى املستندات املؤيدة مفقودة ،على سبيل املثال ،أو يكون إقرار السلع
ً
مؤقتا .كما ُيطلب الضمان والتأمين في اإلجراءات الجمركية للسلع العابرة.
كما أنه جاء في إطار هذه املبادئ لغرفة التجارة الدولية وفي نطاق الضمان والتأمين إرشادات التنفيذ التالية:
20
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
ً
على أنه ينبغي أن تكون للجمارك قواعد واضحة ،وشفافة ،ودقيقة ،ويستحسن أن تكون منصوصا عليها في
ً
التشريعات الوطنية تتحدد بمقتضاها أنواع الضمان املقبولة وكيفية احتساب مبلغ الضمان .فوفقا للمعيار 0
( )2من اتفاقية كيوتو املعدلة ،15على الجمارك أن تعدد الحاالت التي تستلزم الضمان ،وأن تحدد الشكال التي
يتم بها توفير الضمان .تشمل أشكال الضمان :الضمان املصرفي ،والشيكات ،وااليداع النقدي ،والتأمين ،الخ.
ً
ولكن وفقا للمعيار )1( 0من االتفاقية ،يكون اختيار شكل الضمان من حق الشخص املطالب بتوفير الضمان.
ً
أما املعيار )1( 0فيطلب من الجمارك أن تبقى الضمان منخفضا قدر االمكان وأال يتجاوز املبلغ املحتمل جبايته.
ممن لهم أحجام كبيرة من االقرارات الجمركية ،والسيما وسطاء الجمارك والشخاص بالنسبة للتجار املنتظمين ّ
املعتمدون ،يجب على الجمارك أن توفر لهم ،إضافة إلى الضمانات الصالحة ملعاملة واحدة ،إمكانية استخدام
ضمان ملدة عام لتغطية االلتزامات أو كل املعامالت خالل فترة زمنية معينة ،وللمعامالت التي تتم في أكثر من
مكتب جمركي واحد .وتتطلب نظم الضمانات هذه آلية مالئمة وسريعة لتتبع االلتزامات وتصريف املعامالت
ً
املكتملة فورا ،ومن شأن أثمنة الجمارك تيسير هذا العمل بصورة ملحوظة.
ُ 15تع ّد اتفاقية كيوتو المعدلة االتفاقية الجمركية الرئيسة لتيسير التجارة .وأعدت منظمة الجمارك العالمية هذه االتفاقية التي دخلت حيّز النفاذ في 3فبراير
0227م .وهذه االتفاقية نسخة محدّثة معدلة لالتفاقية الدولية لتبسيط وتنسيق اإلجراءات الجمركية (اتفاقية كيوتو) التي أُقرت في 2264-2263م .وتهدف
اتفاقية كيوتو المعدلة إلى تيسير التجارية عن طريق توحيد اإلجراءات والممارسات الجمركية وتبسيطها .ولتحقيق ذلك ،توفر االتفاقية المعايير والممارسات
المُعتمدة لإلجراءات واألساليب الجمركية الحديثة.
الشفافية والتنبؤ باإلجراءات الجمركية؛
توحيد وتبسيط إجراءات اقرارات السلع والمستندات المؤيدة؛
اإلجراءات المبسّطة لألشخاص المعتمدين؛
االستخدام األمثل لتقنية المعلومات؛
رقابة جمركية أقل ضمانا ً للتقيد باللوائح؛
استخدام إدارة المخاطر والرقابة القائمة على المراجعة
التدخالت المنسقة مع الوكاالت الحدودية األخرى؛
الشراكة مع التجارة.
23
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
خاتمة
ختما يمكن القول على أن إدارة الجمارك تعد إدارة جبائية من الدرجة الولى ،حيث أن أهم مهما ينحصر في
تحصيل الديون الجمركية من رسوم ومكو ،كما أن املشرع مكن اإلدارة مجموعة من الوسائل القانونية وخول
لها اللجوء غلى مجموعة من اإلجراءات قصد ضمان التحصيل الفعال للديون املستحقة لها.
هذا وتختلف هذه الوسائل بحسب درجة سهولة التحصيل ،فقد رأينا ان اإلدارة تلجئ إلى مجموعة من الضمانات
الستخالص مستحقتها في إطار التحصيل اإلرادي ،وذلك لوجود نية واضحة وحسنة لدى امللزم لدفع ما عليه
من ديون اتجاه اإلدارة الجمركية.
غير أن اإلدارة لها الحق على اجبار امللزم بالداء ما عليه من مستحقات وذلك في نطاق التحصيل الجبري ،بهذا
نطرح تساؤلنا :كيف تتم إجراءات التحصيل الجبري؟ ومتى تعمد اإلدارة إلى هذا النوع من التحصيل؟ وكيف
نظمه املشرع في نطاق مدونة الجمارك؟
24
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
الئحة املراجع
كتب:
عبد هللا ولد ،مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة مع اجتهاد القضاء المغربي والمقارن ،مطبعة النجاح الجديدة الدار -
البيضاء ط 1سنة 5002
أمحمد برادة اغزيول ،مدونة وتنظيمات الجمارك والضرائب غير المباشرة -
قوانين:
مختصرات:
25
التحصيل الارادي لدلين امجلريك
الفهرس
املقدمة2 ...................................................................................................................................
الفقرة الثانية :الضمانات حسب املبادئ التوجيهية الجمركية لغرفة التجارة الدولية02 ............ .
خاتمة01 ...................................................................................................................................
27