You are on page 1of 123

‫املركز اجلامعي بلحاج بوشعيب – عني متوشنت‬

‫معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬التسيري والعلوم التجارية‬


‫قسم علوم التسيري‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماسرت‬


‫يف ميدان‪ :‬العلوم االقتصادية‪ ،‬التسيري والعلوم التجارية‬
‫ختصص حماسبة وجباية معمقة‬

‫بعنوان‪:‬‬

‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬


‫‪ -‬دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت ‪-‬‬

‫حتت اشراف األستاذ‪ :‬قريش حممد‬ ‫من اعداد الطالبني‪:‬‬


‫▪ دمحان كمال الدين‬
‫▪ انشي حممد عبد الصمد‬

‫نوقشت وأجيزت علنا بتاريخ ‪2018 /06/ 04:‬‬

‫أمام اللجنة املكونة من السادة‪:‬‬


‫‪ -‬األستاذ‪ :‬بن سليمان جنيب (رئيسا)‬

‫‪ -‬األستاذة‪ :‬قديد ايقوت (مناقشا)‬

‫‪ -‬األستاذ‪ :‬قريش حممد (مشرفا)‬

‫الس ـنــة اجلـامعية‪2018-2017 :‬‬


‫كلمة شكر‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫ك ـلـمـة شـكـر‬
‫نتوجه جبزيل الشكر والعرفان اىل عون املتابعة السيد خميسي اول عبد القادر‪ ،‬وكذا األعوان مبصلحة‬

‫املتابعة مبركز الضرائب لوالية عني متوشنت الذين رافقوان طيلة الدراسة امليدانية ومل يبخلوا علينا ابخلربة‬

‫املهنية الذين اكتسبوها يف جمال التحصيل واملتابعة‪.‬‬

‫كما نتقدم الشكر إىل األستاذ قريش حممد إلشرافه على هذا املوضوع‪.‬‬

‫و أيضا إىل جلنة املناقشة لتقييمها هلذا العمل‪.‬‬

‫ويف االخري ال يسعنا اال ان نشكر كل من ساهم يف هذا العمل سواء من قريب او من بعيد‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫إهداء‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫إهداء‬
‫هندي عملنا هذا‪:‬‬

‫‪ -‬إىل اعز ما عندان يف الدنيا الوالدين حفظهما هللا‪.‬‬

‫‪ -‬إىل اإلخوة و األخوات‪.‬‬

‫‪ -‬إىل كل زمالء الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬إىل كل االحباب و األصدقاء‪.‬‬

‫‪ -‬و إىل كل من قدم يد املساعدة و النصح‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس احملتوايت‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫الصفحات‬ ‫فهرس احملتوايت‬


‫‪I‬‬ ‫كلمة شكر‬
‫‪II‬‬ ‫إهداء‬
‫‪III‬‬ ‫فهرس احملتوايت‬
‫‪VII‬‬ ‫قائمة اجلداول‬
‫‪VIII‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪IX‬‬ ‫قائمة املالحق‬
‫‪X‬‬ ‫قائمة االختصارات والرموز‬
‫أ‪-‬ح‬ ‫املقدمة‬
‫‪31-01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬
‫‪02‬‬ ‫متهيد‬
‫‪03‬‬ ‫املبحث االول‪ :‬مفهوم ونطاق التحصيل الضرييب‬
‫‪03‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املقصود ابلتحصيل الضرييب‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحصيل الضرييب‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬قواعد التحصيل الضرييب‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف وأمهية عملية التحصيل الضرييب‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬نطاق التحصيل الضرييب‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اهليئة املختصة ابلتحصيل الضرييب‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املكلف ابلضريبة‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬النطاق الزمين للتحصيل الضرييب‬
‫‪09‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬
‫‪09‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التحصيل العادي للضريبة‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طرق التحصيل العادي‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل العادي‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خمتلف طرق التسديد‬
‫‪12‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬التحصيل اجلربي للضريبة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحصيل اجلربي‬

‫‪III‬‬
‫فهرس احملتوايت‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬اإلجراءات السابقة للمتابعة‬


‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ إجراءات املتابعة‬
‫‪18‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬
‫‪18‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الضرائب على الدخل واألرابح‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الضريبة على الدخل اإلمجايل (‪)IRG‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬الضريبة على أرابح الشركات (‪)IBS‬‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الضريبة اجلزافية الوحيدة (‪)IFU‬‬
‫‪25‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬الرسوم على رقم االعمال‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرسم على القيمة املضافة (‪)TVA‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬الرسم على النشاط املهين (‪)TAP‬‬
‫‪31‬‬ ‫خامتة الفصل األول‬
‫‪55-32‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬
‫‪33‬‬ ‫متهيد‬
‫‪34‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬عوائق تتعلق ابإلدارة والتشريع اجلبائي‬
‫‪34‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬اإلدارة اجلبائية والعوائق اخلاصة هبا‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة اجلبائية‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أمهية اإلدارة اجلبائية‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العوائق املرتبطة ابإلدارة اجلبائية‬
‫‪37‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬التشريع اجلبائي والعوائق املرتبطة به‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التشريع اجلبائي‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬العوائق املرتبطة ابلتشريع اجلبائي‬
‫‪40‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬نقص الوعي الضرييب واتساع حجم االقتصاد املوازي‬
‫‪40‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الوعي الضرييب وأمهيته‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الوعي الضرييب‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أمهية الوعي الضرييب‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور املؤسسات يف نشر الوعي الضرييب‬
‫‪42‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬االقتصاد املوازي‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف االقتصاد املوازي‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس احملتوايت‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب تنامي االقتصاد املوازي‬


‫‪44‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اخلصائص اليت متيز االقتصاد املوازي‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬عالقة االقتصاد املوازي ابلتحصيل الضرييب‬
‫‪46‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬االزدواج الضرييب وتفشي ظاهرة الغش والتهرب الضرييب‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التهرب الضرييب والغش الضرييب‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التهرب والغش الضرييب‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب التهرب والغش الضرييب‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬آاثر التهرب والغش الضرييب‬
‫‪51‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬االزدواج الضرييب‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االزدواج الضرييب‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬شروط االزدواج الضرييب‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع االزدواج الضرييب‬
‫‪55‬‬ ‫خامتة الفصل الثاين‬
‫‪78-56‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة حالة مبركز الضرائب عني متوشنت‬
‫‪57‬‬ ‫متهيد‬
‫‪58‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬تقدمي عام ملركز الضرائب )‪ (CDI‬لوالية عني متوشنت‬
‫‪58‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تقدمي مركز الضرائب لعني متوشنت‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف مبركز الضرائب لعني متوشنت ودوره اجلبائي‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أهم الضرائب واملؤسسات التابعة ملركز الضرائب‬
‫‪61‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب ومهامه‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب بعني متوشنت‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬مهام اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب بعني متوشنت‬
‫‪67‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬آلية التحصيل الضرييب يف مركز الضرائب‬
‫‪67‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تكوين امللف وحتضري اإلشعار ابلدفع‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تكوين امللف‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬تقدمي التصرحيات‬
‫‪69‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬طرق التحصيل وإجراءات املتابعة‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طرق التحصيل‬

‫‪V‬‬
‫فهرس احملتوايت‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات املتابعة‬


‫‪72‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬دراسة حالة للتحصيل اجلربي واحصائيات مركز الضرائب‬
‫‪72‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬دراسة حالة للتحصيل اجلربي‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خصائص املكلف ابلضريبة املتابع‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات املتابعة الودية‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيق املتابعة اإلجبارية على املكلف املعين‬
‫‪76‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬احصائيات مركز الضرائب لعني متوشنت‬
‫‪78‬‬ ‫خامتة الفصل الثالث‬
‫‪79‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪83‬‬ ‫املصادر واملراجع‬
‫‪90‬‬ ‫املالحق‬
‫‪91‬‬ ‫امللحق ‪ -1‬التصريح التقديري اخلاص بـ ‪IFU‬‬
‫‪95‬‬ ‫امللحق ‪ IFU -2‬إشعار ابلدفع‬
‫‪97‬‬ ‫امللحق ‪ -3‬تصريح ‪G50‬‬
‫‪101‬‬ ‫امللحق ‪ -4‬رسالة تذكري (‪)Lettre de Rappelle‬‬
‫‪102‬‬ ‫امللحق ‪ -5‬إشعار ابلدفع )‪(Avis a Payer‬‬
‫‪104‬‬ ‫امللحق ‪ -6‬التنبيه (‪)Commandement‬‬
‫‪105‬‬ ‫امللحق ‪ -7‬التنبيه (‪)Commandement‬‬

‫‪VI‬‬
‫قائمة اجلداول‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫قائمة اجلداول‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪20‬‬ ‫اجلدول التصاعدي للضريبة على الدخل اإلمجايل‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪76‬‬ ‫التحصيل اجلبائي ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت يف الفرتة ما بني (‪)2014-2017‬‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪76‬‬ ‫نسب تطور التحصيل اجلبائي ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت يف الفرتة ما بني‬
‫‪2-3‬‬
‫(‪)2017-2014‬‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة األشكال‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫قائمة األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪77‬‬ ‫التحصيل اجلبائي ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت يف الفرتة ما بني (‪)2014-2017‬‬ ‫‪1-3‬‬

‫‪VIII‬‬
‫قائمة املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫قائمة املالحق‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان امللحق‬ ‫الرقم‬
‫‪91‬‬ ‫التصريح التقديري اخلاص بـ ‪IFU‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪ IFU‬إشعار ابلدفع‬ ‫‪02‬‬
‫‪97‬‬ ‫تصريح ‪G50‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪101‬‬ ‫رسالة تذكري (‪)Lettre de Rappelle‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪102‬‬ ‫إشعار ابلدفع )‪(Avis a Payer‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪104‬‬ ‫التنبيه (‪)Commandement‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪105‬‬ ‫التنبيه (‪)Commandement‬‬ ‫‪07‬‬

‫‪IX‬‬
‫قائمة االختصارات والرموز‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫قائمة االختصارات والرموز‬


‫االختصارات‬ ‫الداللة‬
Agence Nationale de Gestion du ‫الوكالة الوطنیة لدعم القرض املصغر‬
ANGEM
Micro-Crédit
Agence Nationale de Soutien à ‫الصندوق الوطين لدعم تشغیل الشباب‬
ANSEJ
l'Emploi des Jeunes
ATD Avis à tiers détenteur ‫إشعار الغری احلائز‬
CDI Centre des Impôt ‫مركز الضرائب‬
Caisse Nationale d’Assurance ‫الصندوق الوطين للتأمنی عن البطالة‬
CNAC
Chômage
ETB Entreprise Travaux Bâtiment ‫مؤسسة األشغال والبناء‬
Entreprise Unipersonnelle à ‫شركة ذات مسؤولیة حمدودة‬
EURL
Responsabilité Limitée
IBS Impôt sur les Bénéfices des Sociétés ‫الضريبة على أرابح الشركات‬
IFU Impôt Forfaitaire Unique ‫الضريبة اجلزافیة الوحیدة‬
IRG Impôt sur le Revenus Global ‫الضريبة على الدخل اإلمجايل‬
SPA Société Par Actions ‫شركة ذات أسهم‬
TAP Taxe sur Activité Professionnelle ‫الرسم على النشاط املهين‬
TVA Taxe sur Valeur Ajouter ‫الرسم على القیمة املضافة‬

X
‫الـمـقـدمة‬
‫املقدمة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫بعد إهنیار أسعار البرتول يف السنوات األخریة تقلصت العائدات اجلبائیة اليت حتتل املرتبة األوىل من حیث‬
‫اإليرادات اليت تتحصل علیها الدولة لتمويل میزانیتها‪ ،‬مما جعل التفكری يف موارد أخرى لتمويل اخلزينة العمومیة‪،‬‬
‫وذلك ابلتوجه إىل اجلباية العادية لكون هذه األخریة تعترب موردا أساسیا لتغطیة النفقات‪ .‬ومع تزايد التحدایت اليت‬
‫تواجه املالیة العامة يف أعقاب األزمة النفطیة العاملیة‪ ،‬زادت أمهیة الضرائب بشكل كبری‪ ،‬إذ تشكل شراین احلیاة‬
‫الذي مید اخلزائن العامة للحكومة‪ ،‬حیث تكتسي االقتطاعات الضريبیة أمهیة قصوى ابلنسبة ملداخیل املیزانیة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬إذ تلجأ هذه األخریة إىل اقتطاع جزء من دخول األفراد عن طريق فرض الضرائب والرسوم وغریها‬
‫من املداخیل العمومیة‪ .‬ويستمد هذا االقتطاع مشروعیته الضريبیة أساسا من جمموعة من القناعات ومن املبادئ‬
‫القانونیة‪ .‬وهي اليت جتعل املواطن ينخرط بكیفیة تلقائیة وعن طواعیة يف األداء الضرييب‪.‬‬

‫فهذا الفرض تنشأ عنه التزامات ضريبیة ختضع ألنظمة قانونیة معینة اثناء مرحلة حمددة قد تكون إما‪:‬‬

‫مرحلة حتديد وعائها‪ ،‬أي تعینی أساس فرض الضريبة واحتساهبا أو مراجعتها عند االقتضاء‪ ،‬مرحلة تقدير‬
‫وحتديد مبلغ الدين الضرييب أي تصفیته‪ ،‬مرحلة انقضاء االلتزام وتدعى مرحلة التحصیل‪.‬‬

‫ونظرا للطابع احلیوي الذي تتمیز به املداخیل الضريبیة‪ ،‬تقوم الدولة حبث مواطنیها على ضرورة أداء واجباهتم‬
‫جتاه اخلزينة العامة‪ ،‬وتسعى إىل أن يتم ذلك عن طريق تشريع تصدره خصیصا هلذا الغرض‪ ،‬يتمثل يف خمتلف‬
‫القواننی والتشريعات اجلبائیة‪.‬‬

‫إذن فالتحصیل هو اهلدف من تطبیق القانون الضرييب‪ ،‬بواسطته تستطیع املصاحل املؤهلة قانوان‪ ،‬حتويل املبالغ‬
‫الضريبیة املتأتیة من أموال وممتلكات املديننی (املكلفنی) إىل خزينة الدولة‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد جند أن املشرع اجلزائري قسم عملیة التحصیل إىل مرحلتنی‪:‬‬

‫مرحلة التحصیل الودي‪ :‬واليت تعترب إجراء عادي يتضمن استدعاء مباشر للمكلف قصد تسديد مستحقاته‬
‫الضريبیة يف الوقت احملدد طبقا للتنظیمات اجلاري العمل هبا‪ ،‬وهي متتد من اتريخ الشروع يف التحصیل إىل اتريخ‬
‫االستحقاق (أي من اتريخ اإلصدار إىل اتريخ االستحقاق)‪.‬‬

‫ومرحلة التحصیل اجلربي‪ :‬حبیث يتم اللجوء إىل االجراءات اجلربية يف حالة عدم جناح االجراءات الودية‬
‫للتحصیل‪ ،‬هي وسیلة فعالة هدفها إجبار املتهاوننی على تسديد ما بذمتهم من ديون جبائیة‪.‬‬

‫وقد تشوب إجراءات التحصیل الضرييب عدة عوائق ومشاكل اليت متثل موضوع دراستنا حیث منها ما يتعلق‬
‫إبدارة الضرائب والتشريع اجلبائي ومنها ما يتعلق ابملكلف ابلضريبة من هترب ووعي ضرييب‪.‬‬

‫ب‬
‫املقدمة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫وهذه العوائق حتول دون بلوغ اهلدف الرئیسي ملصلحة الضرائب واملتمثل يف حتصیل أكرب قدر ممكن من‬
‫احلصیلة الضريبیة‪ .‬وبناءا على ما سبق میكن لنا صیاغة إشكالیة حبثنا عن طريق طرح السؤال اجلوهري التايل‪:‬‬

‫ماهي العوائق اليت تواجهها إدارة الضرائب من أجل حتصيل اإليرادات اجلبائية يف اجلزائر؟‬

‫يقودان هذا اإلشكال احملوري إىل طرح جمموعة من األسئلة الفرعیة على النحو التايل‪:‬‬

‫أ‪ -‬ماذا نقصد ابلتحصیل الضرييب؟‬


‫ب‪ -‬كیف تتم عملیة التحصیل الضرييب يف اجلزائر؟‬
‫ج‪ -‬ما هي األجهزة املكلفة بعملیة التحصیل الضرييب؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫إن الفرضیات اليت اعتمدت كمنطلق وأساس ملناقشة البحث واإلجابة على األسئلة املطروحة متثلت فیما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إن غیاب الوعي والثقافة الضريبیة لدى املكلف ابلضريبة يؤثر على عملیة التحصیل‪.‬‬
‫ب‪ -‬يلعب السوق املوازي دورا هام يف التأثری على عملیة التحصیل الضرييب‪.‬‬
‫ج‪ -‬املشاكل اليت تواجهها عملیة التحصیل هي الغش والتهرب الضرييب‪.‬‬

‫مربرات اختيار املوضوع‪:‬‬


‫هناك مربرات موضوعیة وشخصیة دفعتنا للبحث يف هذا املوضوع‪ ،‬من أمهها جند‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة الشخصیة للبحث يف هذا املوضوع ابلذات حبكم التخصص العلمي والوظیفي وحداثة املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة تزويد القراء ببعض املعارف واملبادئ العلمیة يف املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء املكتبة مبرجع خیص الضرائب نظرا لنقص املراجع قلة الدراسات املعاجلة لعملیة التحصیل الضرييب‪.‬‬

‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أمهیة هذا البحث يف دراسة عملیة التحصیل الضرييب ابجلزائر اليت تكتسي أمهیة قصوى ابلنسبة ملداخیل‬
‫اخلزينة العامة للدولة‪ ،‬والدور الذي تلعبه يف حتقیق أهداف الدولة يف شىت اجملاالت‪ ،‬وما مدى أتثری العوائق‬
‫والعراقیل علیها‪ .‬ومن خالل هذا البحث نبنی هذه العوائق واملشاكل‪.‬‬

‫ت‬
‫املقدمة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫يسعى هذا البحث إىل حتقیق األهداف التالیة‪:‬‬

‫‪ -‬اإلجابة على اإلشكالیة املطروحة واألسئلة املرافقة هلا‪.‬‬


‫‪ -‬توضیح عملیة التحصیل الضرييب يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬تبیان العوائق اليت تواجه عملیة التحصیل الضرييب‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫اقتصرت دراستنا على عملیة التحصیل والعوائق اليت تواجها‪ ،‬وقد قمنا بدراسة حالة للتحصیل اجلربي مبصلحة‬
‫املتابعة التابعة ملركز الضرائب عنی متوشنت حیث تناولنا احصائیات التحصیل الضرييب ما بنی ‪ 2014‬إىل‬
‫‪.2017‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫لإلجابة عن إشكالیة البحث واختبار فرضیاته‪ ،‬مت استخدام املناهج املعتمدة يف الدراسات االقتصادية عموما‬
‫وعلیه يعتمد على املنهج الوصفي يف الدراسة من خالل التعاريف املقدمة لكل من التحصیل الضرييب‪ ،‬إجراءات‬
‫التحصیل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬وكذا مصادر التحصیل الضرييب‪ ،‬و اتبعنا نفس املنهج خالل الفصل التطبیقي اخلاص‬
‫بدراسة حالة مبركز الضرائب لعنی متوشنت‪.‬‬

‫الدراسات السابقة للموضوع‪:‬‬


‫من بنی الدراسات اليت مت االعتماد علیها‪:‬‬
‫‪ -1‬حممد داودي‪ ،‬اإلدارة اجلبائیة والتحصیل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستری‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل تبینی التصرف السلیم و العقالين لتحسنی التحصیل الضرييب و أداء الضريبة املايل و‬
‫االقتصادي‪ ،‬و أداء اإلدارة اجلبائیة و املكلف ابلضريبة و ثقافته يف اجملال اجلبائي‪.‬‬

‫‪ -2‬عبد الرمحان مغاري‪ ،‬بالل شیخي‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائیة يف تنمیة التحصیل الضرييب عن طريق تفعیل الرقابة‬
‫اجلبائیة يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات جبائیة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬اجلزائر‪ ،‬جوان ‪.2013‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل وضع جمموعة من االقرتاحات اليت من شأهنا تفعیل الرقابة اجلبائیة يف اجلزائر من‬
‫أجل تفعیل التحصیل الضرييب‪.‬‬

‫ث‬
‫املقدمة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪ -3‬اغیث مسكیة‪ ،‬محیدوش ثنینیة‪ ،‬اشكالیة التحصیل الضرييب‪ :‬بنی امتیازات ادارة الضرائب وضماانت‬
‫املكلف ابلضريبة‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مریة‪ ،‬جباية‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل معاجلة موضوع التحصیل الضرييب ودراسة مسألة التوازن بنی اإلدارة اجلبائیة واملكلف‬
‫ابلضريبة‪ ،‬من خالل تبیان امتیازات إدارة الضرائب يف جمال التحصیل وضماانت املكلف من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬سفیان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصیل اجلبائي ومسامهتها يف املیزانیة العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بنی‬
‫‪ ،2010-2000‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2016 ،‬‬
‫كان هدف هذه الدراسة إبراز األمهیة االقتصادية واملالیة واالجتماعیة للضريبة‪ ،‬و تبیان دور السیاسة‬
‫الضريبیة يف التنمیة االقتصادية؛ و كذا التعرف على أهم مالمح النظام الضرييب احملقق يف اجلزائر‪.‬‬

‫مميزات الدراسة عن الدراسات السابقة‪:‬‬


‫تتمیز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة يف كوهنا حتتوي على جمموعة من عوائق التحصیل الضرييب اليت مل تتناوهلا‬
‫هذه الدراسات‪.‬‬

‫صعوابت الدراسة‪:‬‬
‫لقد تعرضنا عند القیام هبذه الدراسة إىل مجلة من الصعوابت منها‪:‬‬

‫‪ -‬افتقار مكتبة اجلامعة للمراجع املتخصصة يف موضوع الدراسة‪.‬‬


‫‪ -‬قلة املراجع املتعلقة بعوائق ومشاكل التحصیل الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود املعلومات املطلوبة والكافیة اخلاصة ابملوضوع يف اجلانب التطبیقي‪.‬‬

‫هيكل الدراسة‪:‬‬
‫انطالق من طبیعة املوضوع واألهداف املطلوبة‪ ،‬ومن اجل اإلجابة عن اإلشكالیة املطروحة مت تقسیم البحث‬
‫إىل ثالثة فصول بعد املقدمة‪ ،‬الفصل األول خاص ابلتحصیل الضرييب يف اجلزائر ويتكون من ثالثة مباحث وتتمثل‬
‫يف مبحث أول نتطرق فیه إىل مفهوم ونطاق التحصیل الضرييب‪ ،‬واملبحث الثاين يتمثل يف إجراءات التحصیل‬
‫الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬ومبحث اثلث يتمثل يف مصادر التحصیل الضرييب يف اجلزائر‪ .‬أما الفصل الثاين فخصصناه‬
‫لعوائق التحصیل الضرييب وينقسم أيضا إىل ثالثة مباحث حبیث املبحث األول نتطرق فیه إىل العوائق اليت تتعلق‬
‫ابإلدارة والتشريع اجلبائي‪ ،‬واملبحث الثاين يتمثل يف نقص الوعي الضرييب واتساع حجم االقتصاد املوازي‪ ،‬ومبحث‬

‫ج‬
‫املقدمة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫اثلث يتمثل يف االزدواج الضرييب وتفشي ظاهرة الغش والتهرب الضرييب‪ .‬أما الفصل الثالث فیتمثل يف دراسة حالة‬
‫للتحصیل اجلربي وحتلیل إلحصائیات التحصیل الضرييب اخلاصة مبركز الضرائب لعنی متوشنت‪.‬‬

‫ح‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لعملية‬
‫التحصيل الضريبي في الجزائر‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫تعترب الضرائب من أهم إيرادات الدولة‪ ،‬لذلك فهي فتسعى إىل وضع قوانني وإجراءات خاصة هبا ذلك هبدف‬
‫توعية املكلفني هبا وبضرورة مشاركتهم يف أعباء الدولة وذلك من خالل دفعهم للضرائب املفروضة يف األوقات‬
‫وابألساليب احملددة قانوان‪.‬‬

‫هلذا ميكن القول أن عملية التحصيل من أهم العمليات ألن فيها يتم مجع حصيلة الدولة من ضرائب و رسوم‪،‬‬
‫لكن هذه العملية تستوجب احرتام عدة قواعد أمهها وجوب حتقق الفعل املولد للضريبة كما جيب احرتام‬
‫األوقات املالئمة للقيام هبذه العملية‪ ،‬إضافة إىل قاعدة االقتصاد يف النفقات وقاعدة السنوية‪.‬‬
‫وخولت هذه املهمة إلدارة الضرائب وابلتحديد قباضات الضرائب‪ ،‬حبيث تتبع طرق حتصيل خمتلفة قد تكون ودية أو‬
‫جربية‪ ،‬و يكون حتصيل الضريبة إما من طرف املكلفني حبد ذاهتم أو شخص آخر يقوم مقامهم‪ ،‬وختتلف مصادر‬
‫التحصيل ابختالف نوع النشاط الذي ميارسه املكلفون‪.‬‬

‫ولإلحاطة ابإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر قسمنا هذا الفصل إىل ثالث مباحث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم ونطاق التحصيل الضرييب‬

‫املبحث الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث االول‪ :‬مفهوم ونطاق التحصيل الضرييب‬


‫من خالل هذا املبحث سنحاول التطرق إىل مفهوم التحصيل الضرييب وهذا بتحديد مقصوده يف املطلب األول‬
‫واإلحاطة بنطاقه يف املطلب الثاين‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املقصود ابلتحصيل الضرييب‬
‫يف هذا املطلب سيتم تناول خمتلف التعاريف اخلاصة ابلتحصيل الضرييب ابإلضافة إىل حتديد قواعده‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحصيل الضرييب‬
‫من أهم التعريفات اليت تطرقت إىل التحصيل الضرييب نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف األول‪:‬‬
‫يقصد بتحصيل الضريبة جمموع العمليات اليت تقوم هبا اإلدارة املالية يف سبيل وضع القوانني واألنظمة الضريبية‬
‫‪1‬‬
‫موضع التنفيذ وابلتايل إيصال حصاالت الضرائب إىل خزينة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف الثاين‪:‬‬
‫ميكن تعريفه ايضا على انه مبلغ مايل تقتطعه الدولة من االشخاص الذين تتحقق فيهم شروط دفع الضرائب‬
‫‪2‬‬
‫من اجل استيفاء حقها من الضرائب على النحو املنصوص عليه قانوان‪.‬‬
‫‪ -3‬التعريف الثالث‪:‬‬
‫ويعرف على انه جمموعة من العمليات واالجراءات اليت تؤدي اىل دين الضريبة من ذمة املكلف ابلضريبة اىل‬
‫‪3‬‬
‫اخلزينة العمومية وفقا للقواعد القانونية والضريبة املطبقة يف هذا اإلطار‪.‬‬
‫‪ -4‬التعريف الرابع‪:‬‬
‫التحصيل الضرييب هو جمموع العمليات واإلجراءات اليت هتدف إىل محل مديين الدولة واجلماعات احمللية‬
‫وهيئاهتا واملؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون مبقتضى القوانني واألنظمة اجلاري هبا العمل‪ ،‬أو‬
‫‪4‬‬
‫انجتة عن أحكام وقرارات القضاء أو عن االتفاقات‪.‬‬
‫‪ -5‬التعريف اخلامس‪:‬‬
‫نعين بتحصيل الضريبة جمموعة العمليات واالجراءات اليت تؤدي اىل نقل دين من ذمة املكلف ابلضريبة اىل‬
‫‪5‬‬
‫اخلزينة العمومية وفقا للقواعد القانونية والضريبة املطبقة يف هذا اإلطار‪.‬‬

‫‪ 1‬على زغدود‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.230‬‬
‫‪ 2‬انصر حممد عبد العزيز حسني‪ ،‬التحصيل الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة دكتورة يف احلقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.3‬‬
‫سفيان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصيل اجلبائي ومسامهتها يف امليزانية العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بني ‪ ،2010-2000‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.147‬‬


‫‪ 4‬عبد العايل قراوي‪ ،‬نزاعات التحصيل يف املادة الضريبية‪ ،‬جملة القانون واالعمال‪ ،‬املغرب‪ ،2017 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 5‬حممد عباس حمرزي‪ ،‬اقتصادايت اجلباية والضرائب‪ ،‬دار اهلومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.156‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬التعريف السادس‪:‬‬
‫يقصد بتحصيل الضريبة مبجموعة اإلجراءات والقواعد املتبعة لنقل الضريبة من ذمة املكلف هبا إىل اخلزينة‬
‫العمومية على أساس الواقعة املنشئة هلا‪ ،‬بعد اختيار املادة اخلاضعة وتقديرها وحساب مبلغها للوصول إىل آخر‬
‫‪1‬‬
‫عملية وهي دفع الضريبة‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة الذكر ميكننا ان نستنتج ابن التحصيل الضرييب هو عملية نقل الذمم اجلبائية من‬
‫خمتلف االشخاص املكلفني بدفع الضريبة اىل اخلزينة العمومية استنادا على قواعد قانونية وتشريعية حمددة وأجال معينة‬
‫لغرض حتقيق اهداف السياسة الضريبية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬قواعد التحصيل الضرييب‬


‫يقصد بقواعد التحصيل الضرييب جمموعة القواعد واملبادئ اليت حتكم عملية التحصيل الضرييب‪ ،‬ويتعني على املشرع‬
‫املايل مراعاهتا واالسرتشاد هبا ففي حالة غياهبا يؤذي ذلك إىل عدم شرعية التحصيل الضرييب اليت متارسه االدارة‬
‫اجلبائية‪ ،‬وتتمثل هذه القواعد يف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬احلدث املنشأ‬
‫حددته القوانني والنصوص اجلبائية الفعل املولد للضريبة أبنه السلوك او الواقعة اليت تؤدي اىل حتصيل حق الدين‬
‫الضرييب من طرف مصاحل االدارة اجلبائية على املكلفني ابلضريبة وابلتايل هو احلدث الذي يتبعه حتمل عبئ الضريبة‪،‬‬
‫وخيتلف احلدث املنشأ من ضريبة اىل اخرى‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة لضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضريبة على الدخل االمجايل‪ :‬تستحق الضريبة مبجرد دفع الفوائد مهما كانت الطريقة اليت تتم‬
‫هبا‪ 2،‬اي يكون احلدث املنشأ مبجرد وضع القيم اخلاضعة للضريبة حتت تصرف مستحقيها او اهناء السنة‬
‫امليالدية بتحقيق الدخول‪ ،‬اما الضريبة على االجور واملرتبات فيكون مبجرد حصول على املرتبات‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضريبة على األرابح صناعية والتجارية واحلرفية وأرابح املهن احلرة‪ :‬يتحقق الفعل املولد للضريبة‬
‫‪3‬‬ ‫مبجرد حتقق ربح يف هناية السنة املالية‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلنسبة للضرائب الغري املباشرة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عملية االسترياد والتصدير‪ :‬يتحقق احلدث املنشأ لضريبة مبجرد عبور السلع حدود االقليمية سواء‬
‫‪4‬‬
‫ابلنسبة لعملية االستياد او التصدير‪.‬‬

‫‪ 1‬عائشة بن عمور‪ ،‬الوضعية القانونية للمكلف ابلضريبة املمتنع عن دفع احلقوق اجلبائية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪،2017 ،‬‬
‫ص‪.46‬‬
‫املادة ‪ ،57‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون االجراءات اجلبائية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫سفيان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصيل اجلبائي ومسامهتها يف امليزانية العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بني ‪ ،2010-2000‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪3‬‬

‫عائشة بن عمور‪ ،‬الوضعية القانونية للمكلف ابلضريبة املمتنع عن دفع احلقوق اجلبائية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬عملية انتاج السلع‪ :‬يكون احلدث املنشئ مبجرد انتقال السلعة من مرحلة االنتاج اىل مرحلة‬
‫التداول‪ .‬ويف مجيع االحوال تدفع الضريبة من طرف املنتج الذي يرفع من مثن السلعة حىت يتحمل املستهلك‬
‫‪1‬‬
‫االخي عبئها‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضريبة الطابع‪ :‬ان كتابة احملررات والواثئق املفروضة عليها الضريبة يعترب هو احلدث املنشأ هلذه‬
‫‪2‬‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬املالءمة يف التحصيل‬
‫يقصد هبا ضرورة تبسيط اجراءات التحصيل بصورة تالئم املكلفني هبا خاصة فيما يتعلق مبيعاد التحصيل وطريقته‬
‫واجراءاته واوقاته‪ ،‬وهتدف هذه القاعدة اىل عدم تعسف االدارة اجلبائية ابستعمال سلطتها فيما يتعلق إبجراءات ربط‬
‫وحتصيل الضريبة‪ ،‬فتكون القواعد املتعلقة بكل ضريبة مالئمة مع طبيعتها الذاتية واالشخاص اخلاضعني هلا لتجنب‬
‫‪3‬‬
‫العديد من املشاكل واملنازعات يف حالة خمالفة هذه القاعدة‪.‬‬
‫وما يالحظ ان هذه القاعدة أخذت بعني االعتبار من طرف املشرع اجلزائري‪ ،‬فالضرائب على االجور واملرتبات‬
‫تقتطع من املصدر وقت دفعها وذلك هناية كل شهر وهو أفضل وقت ابلنسبة للموظفني‪ ،‬اما ابلنسبة للضريبة على‬
‫الدخل اإلمجايل )‪ (IRG‬والضريبة على ارابح الشركات )‪ (IBS‬فإهنا تدفع مرة واحدة سنواي وذلك يف السنة املوالية‬
‫‪4‬‬
‫للسنة اليت حققت فيها االرابح واملداخيل‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬قاعدة االقتصاد يف النفقات‬
‫نقصد هبا ان عملية حتصيل الضرائب تكون أبسهل وأيسر الطرق اليت ال تكلف اإلدارة اجلبائية نفقات كبية‬
‫خاصة يف ظل اإلجراءات املعقدة والروتني‪ 5،‬أي أن تكون مداخيل الضرائب أكثر من املبالغ اليت تنفق يف التحصيل‪،‬‬
‫وذلك الن ارتفاع نفقات التحصيل يقابلها اخنفاض نسبة مداخيل اخلزينة العمومية والعكس صحيح‪ .‬وهذه القاعدة‬
‫تتماشى مع غرض الضريبة املايل واعتبارها مورد مايل تعتمد عليه الدولة كحصيلة وذلك دون ضياع جزء كبي منها يف‬
‫‪6‬‬
‫سبيل احلصول عليها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف وأمهية عملية التحصيل الضرييب‬
‫أوال‪ :‬أهداف عملية التحصيل الضرييب‬
‫نظرا لألمهية البالغة اليت متثلها الضريبة من الناحية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية ميكن أن نستخلص اهم‬
‫‪7‬‬
‫االهداف اليت تسعى اىل حتقيقها ادارة الضرائب من وراء عملية التحصيل كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬عائشة بن عمور‪ ،‬الوضعية القانونية للمكلف ابلضريبة املمتنع عن دفع احلقوق اجلبائية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫سفيان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصيل اجلبائي ومسامهتها يف امليزانية العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بني ‪ ،2010-2000‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬رانيا حممود عمارة‪ ،‬املالية العامة‪ :‬االيرادات العامة‪ ،‬مركز الدراسات العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،2015،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 4‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 5‬رانيا حممود عمارة‪ ،‬املالية العامة‪ :‬االيرادات العامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 6‬حيي خلضر‪ ،‬دور اإلمتيازات الضريبية يف دعم القدرة التنافسية للمؤسسة االقتصادية اجلزائرية ‪-‬دراسة حالة املطاحن الكربى للجنوب‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪،‬‬
‫املسيلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ 7‬حيي خلضر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬خلق التوازن بني االيرادات والنفقات العامة وحتقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬


‫‪ -‬حتقيق النمو االقتصادي‪ ،‬وذلك من خالل عدة آليات أمهها اإلعفاء والتخفيض الضريبيني الذي يؤدي إىل‬
‫زايدة الدخل املثايل لدي األفراد واملستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاض على االقتصاد الوطين بفضل التمويل املتواصل مليزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم الدولة وتسيي مالحقها‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل الوطين لفائدة الفئات الفقية حمدودة الدخل‬
‫‪ -‬املسامهة يف حتقيق التنمية االقتصادية يف الدولة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬امهية عملية التحصيل الضرييب‬
‫‪1‬‬
‫تتجلى أمهية عملية التحصيل يف‪:‬‬
‫‪ -‬كون ان الضرائب من اهم املوارد املالية اليت تساهم يف متويل ميزانية الدولة واجلمعات احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب عملية التحصيل من اهم املراحل كوهنا يتم فيها مجع احلصيلة الضريبية هذا من جهة ومن جهة اخرى هي‬
‫تتويج للخطوات السابقة هلا‪.‬‬
‫‪ -‬ان االخفاق يف عملية التحصيل مهما كان سببه يضر ابخلزينة العمومية وقد يؤدي حىت العجز يف املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التحصيل تساعد على االكتفاء الذايت وعدم اللجوء اىل القروض‪.‬‬
‫‪ -‬جناح عملية التحصيل تؤدي اىل جلوء الدولة اىل االستثمارات اليت حتقق تنمية الدولة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬نطاق التحصيل الضرييب‬


‫يشمل نطاق التحصيل الضرييب كل االطراف االساسية هلذه العملية بداية من اهليئة املختصة ابلتحصيل وهذا ما‬
‫سنراه يف الفرع االول كما سنتعرف على املكلف ابلضريبة يف الفرع الثاين اخيا سنحدد النطاق الزمين لعملية التحصيل‬
‫الضرييب يف الفرع الثالث‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬اهليئة املختصة ابلتحصيل الضرييب‬
‫تعترب مصلحة قباضة الضرائب هي املصلحة واهليئة الوحيدة املخول هلا القيام بعملية التحصيل وهذا حتت اشراف‬
‫االدارة اجلبائية املخولة من طرف وزارة املالية‪.‬‬
‫فعمل قباضة الضرائب يتمثل اساسا يف حتصيل الضرائب والرسوم والغرامات وقبض خمتلف االرادات اجلبائية‬
‫وحماسبة املكلفني ابلضريبة اخلاضعني للنظام احلقيقي‪ .‬وميثل هذه اهليئة عضوين مها قابض الضرائب وانئبه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتضم القباضة ‪ 03‬مصاحل وهي‪:‬‬
‫مصلحة الصندوق‪ ،‬مصلحة احملاسبة ومصلحة املتابعات‪.‬‬

‫‪ 1‬اغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينية‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مية‪ ،‬جباية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.16‬‬
‫املادة ‪ ،99‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬مصلحة الصندوق‪:‬‬
‫هي اول مصلحة تستقبل املكلف ابلضريبة احلامل لتصرحيه من اجل دفع املبلغ احملدد عليه اىل امني الصندوق ففي‬
‫هذه املصلحة تقبض الضريبة وتسجل يف حساب خاص هبا ابلدفرت ‪.H81‬‬
‫فبعد حتقق امني الصندوق منم طبيعة الضريبة يقوم بتسجيل املبلغ املقبوض حسب نوعية الضريبة يف سجل يدعى‬
‫"سجل املعاينة" يف وصلني‪ ،‬واحد يبقى لدى الصندوق والثاين يسمى "وصل االيداع" يسلم للمكلف كدليل على‬
‫‪2‬‬
‫دفعه حق الضريبة‪ .‬ويف حالة النسيان يقدمه املكلف اىل ادارة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -2‬مصلحة احملاسبة‪:‬‬
‫دور هذه املصلحة يتمثل يف متابعة صحة العمليات اليت يقوم هبا امني الصندوق‪ ،‬وتتكون هذه االخية من ‪03‬‬
‫‪3‬‬
‫مكاتب وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مكتب املعاينة‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب احلصاء والذي تتم فيه االحصائيات اليت تصدر عن القباضة‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب التحرير اليومي والذي حيتوي على دفرت اليومية وفيه يوضح جمموع املداخيل اليومية للقباضة‪.‬‬
‫‪ -3‬مصلحة املتابعة‪:‬‬
‫يسيها رئيس مصلحة املتابعات ‪ chef service poursuites‬حيث حتصل الضرائب هنا ميدانيا حبيث يكون‬
‫حبوزة أعوان املتابعة قائمة املكلفني ابلضرائب الذين مل يسددوا مستحقاهتم‪ ،‬ويف حالة عدم التسديد حتدد غرامات‬
‫جبائية فتقوم إبرسال االشعارات للدفع بعدها االنذارات والتنبيهات ويف حالة عدم الدفع تقوم ابحلجز على اموال‬
‫‪4‬‬
‫املكلف او ممتلكاته مث بيعها يف املزاد وابلتايل حتصل حقوقها جربا‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬املكلف ابلضريبة‬


‫تنشأ عالقة حتصيل الضريبة بني طرفني أوهلما قباضة الضرائب و الطرف الثاين هو املكلف ابلضريبة‪ ،‬فاملكلف‬
‫ابلضريبة هو الشخص الطبيعي او املعنوي الذي يعينه القانون بدفع الضريبة‪، 5‬و الذي يكون عليه واجب اإللتزام‬
‫ابملسامهة يف األعباء العامة اليت تتحملها الدولة و يعرف ايضا ابنه دافع الضريبة الذي يكون عليه واجب االلتزام بدفع‬
‫الضريبة نتيجة قيامه بنشاط حمدد أ نتيجة األرابح و الفوائد اليت حيصل عليها من رؤوس أمواله ‪،‬مبعىن ان املكلف‬
‫ابلضريبة ككل شخص ملزم بدفع املسامهات الضريبية من ضرائب و رسوم اليت يكون حتصيلها مصرح به وفقا‬
‫‪6‬‬
‫للقانون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: H8‬هو عبارة عن يومية تسجل فيها كل املبالغ املدفوعة يوميا و ينقسم اىل قسمني مدين و دائن‪.‬‬
‫حممد داودي‪ ،‬اإلدارة اجلبائية والتحصيل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫حممد داودي‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪4‬‬

‫فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لالشخاص اخلضعني للضريبة‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪5‬‬

‫هاين حممد حسن شبيطة‪ ،‬حدود التوازن بني سلطات اإلدارة الضريبية وضامنات املكلفني‪ ،‬اطروحة املاجستي‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية فلسطني‪ ،2006 ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من التعريف السابق يتضح ان املكلفني ابلضريبة نوعان فيمكن ان يكونوا اشخاص طبعيني او أشخص معنويني‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املكلف شخص طبيعي‬
‫الشخصية الطبيعية األصلية يف القانون الضرييب هو اإلنسان املكلف ابلضريبة ذو الذمة املالية املستقلة والذي يتوفر‬
‫لديه كامل األهلية‪ ،‬والتميز واإلرادة النوعية‪ 1،‬فالشخص الطبعي هو املكلف‪ ،‬الفرد والشريك يف شركة التضامن وشركة‬
‫‪2‬‬
‫التوصية البسيطة وأية شركة اشخاص حيددها القانون‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬املكلف شخص معنوي‬
‫األشخاص املعنوية اخلاصة هو اجتماع عدة أشخاص من أجل حتقيق هدف معني‪ 3،‬فالشخص املعنوي هو كل‬
‫ادارة او مؤسسة مينحها القانون شخصية معنوية كشركات املسامهة (‪ )SPA‬او ذات املسؤولية احملدودة (‪)EURL‬‬
‫وشركات التوصية ابألسهم وكذلك الشركات التوصية ابألسهم وكذلك الشركات األجنبية سواء كانت مقيمة او غي‬
‫‪4‬‬
‫مقيمة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النطاق الزمين للتحصيل‬


‫سنعرض يف هذا الفرع النطاق الزمين للتحصيل من تباين املواعيد اليت حيددها القانون للمكلف ابلضريبة من أجل‬
‫الوفاء ابلتزاماهتم هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى فإن إدارة الضرائب ختضع ألجال التقادم اليت ال ميكن ان تتجاوزها‪.‬‬
‫اوال‪ :‬مواعيد التحصيل‬
‫لقد حدد املشرع موعدا حمدد لتحصيل الضريبة وهذا من أجل ضمان التوريد املستمر خلزينة الدولة من جهة ومن‬
‫جهة أخرى مراعات مصلحة املكلف ابلضريبة وختتلف مواعيد التحصيل ابختالف نوع الضريبة‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرائب املباشرة‪:‬‬
‫حتصل يف فرتة معينة من طرف إدارة الضرائب‪ ،‬فتفرض الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة يف اليوم األول من الشهر‬
‫‪5‬‬
‫الثالث الذي يدرج فيه اجلدول التحصيل‪.‬‬
‫ونفس الشيء ابلنسبة لريوع القيمة املنقولة‪ ،‬وابلنسبة لريوع الودائع والكفاالت فيودعها املكلف خالل ‪ 20‬يوم‬
‫املوالية لكل ثالثي‪ 6،‬اما ابلنسبة للمداخيل املتأتية من اإلجيار فتؤدى يف أجل أقصاه ‪ 30‬يوم ابتداء من اتريخ حتصيل‬
‫اإلجيار‪ 7،‬اما الضرائب على األجور فتحصل بصورة شهرية‪.‬‬

‫فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لالشخاص اخلضعني للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫هاين حممد حسن شبيطة‪ ،‬حدود التوازن بني سلطات اإلدارة الضريبية وضامنات املكلفني‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫هاين حممد حسن شبيطة‪ ،‬حدود التوازن بني سلطات اإلدارة الضريبية وضامنات املكلفني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪4‬‬

‫املادة ‪ ،354‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.88‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫املادتني ‪ ،123،121‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪7‬‬
‫املادة ‪ 42‬الفقرة ‪ ،3‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬الضرائب غري املباشرة‪:‬‬


‫هذا النوع من الضرائب ليس له وقت حمدد وحتصيلها موزع على مدار السنة‪ 1 ،‬كالضرائب املفروضة على املبيعات‬
‫والضرائب على الواردات‪ ،‬الصادرات‪ ،‬اإلنتاج واالستهالك‪.‬‬
‫ومثال ذلك الضرائب على عملية االستياد والتصدير اليت تفرض عليها الضريبة مبجرد عبورها للحدود اإلقليمية‪،‬‬
‫أيضا ضريبة الطابع اليت تفرض وقت الشراء الطابع على احملررات املفروضة عليها الضرائب‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬آجال التقادم‬
‫يعترب التقادم أحد اسباب انقضاء اإللتزام‪ ،‬ويف هذا السياق فإن القابضون يفقدون حق املراجعة وتسقط كل‬
‫‪2‬‬
‫الدعاوى اليت يباشروهنا يف حالة عدم قيامهم أبي إجراء ضد املكلف ابلضريبة طيلة املدة أربعة (‪ )04‬سنوات متتالية‬
‫إبتداءا من يوم وجوب حتصيل احلقوق اما ابلنسبة للرسوم على املداخيل فيبدأ أجل التقادم اعتبارا من اليوم االخي اليت‬
‫مت فيها فرض هذه الرسوم‪ ،‬وابلنسبة للغرامات الثابتة ذات الطابع الضرييب فيبدأ التقادم اعتبارا من اليوم األخي من‬
‫السنة اليت ارتكبت اثناءها املخالفة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويف حالة أتكد اإلدارة اجلبائية ان املكلف ابلضريبة استعمل طرق تدليسية‪ ،‬فيمدد اجل التقادم بسنتني (‪.)02‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إجراءات التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬


‫يتميز عمل اإلدارة اجلبائية ابلتعقيد واحلساسية‪ ،‬لذلك متر عملية التحصيل الضرييب بعدة طرق ويتبع يف حتصيلها‬
‫عدة إجراءات نص عليها التشريع الضرييب‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التحصيل العادي للضريبة‬
‫التحصيل العادي للضريبة هو إجراء ودي يتضمن استدعاء مباشر للمكلف قصد تسديد مستحقاته الضريبية يف‬
‫الوقت احملدد طبقا للتنظيمات اجلاري العمل هبا‪ ،‬وذلك بتوجه املعين من تلقاء نفسه إىل إدارة الضرائب ليقوم بدفع‬
‫األموال املستحقة عليه بنفسه وذلك يف اآلجال احملددة قانوان‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ويف هذا املطلب سنتعرض اىل خمتلف طرق وأساليب التحصيل العادي للضريبة‪ ،‬حيث يكمن االختالف بني طرق‬
‫األول يشمل أنواع التحصيل بشكل عام‪ ،‬أما الثاين فكل أسلوب خيص نوعا معينا من‬ ‫التحصيل وأساليبه يف أ ّن ّ‬
‫الضرائب‪ ،‬وكذلك إجراءات التحصيل وخمتلف طرق التسديد‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد داودي‪ ،‬اإلدارة اجلبائية والتحصيل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 79‬من القانون رقم ‪ 21-01‬املؤرخ يف ‪ 7‬شوال ‪ 1422‬املوافق ‪ 22‬ديسمرب ‪ 2001‬املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ ،2002‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪،79‬‬
‫املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،106‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 4‬أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طرق التحصيل العادي‬


‫منيز بني نوعني من الطرق يف التحصيل‪ ،‬الطرق الرئيسية والطرق الفرعية‬
‫أوال‪ :‬طرق التحصيل الرئيسية‬
‫وتنقسم بدورها إىل طريقتني‪:‬‬
‫‪ -1‬طريقة الدفع املباشر‪:‬‬
‫إن القاعدة العامة يف حتصيل الضريبة أن يلتزم املكلف بدفعها إىل إدارة الضرائب من تلقاء نفسه دون مطالبة من‬
‫اإلدارة أبدائها‪ .‬إذ يقوم املكلف بدفع الضريبة املستحقة عليه إىل املصلحة املختصة مباشرة دون املرور بوسيط أو‬
‫مكلف آخر‪ ،‬وهي الطريقة األكثر شيوعا‪ .‬وحسب هذ الطريقة ختطر اإلدارة الضريبية املكلف مبقدار الضريبة‬
‫املستحقة عليه‪ ،‬ميعاد دفعها‪ ،‬واإلجراءات اليت جيب اتباعها بتوريد قيمة الضريبة إىل اجلهة املختصة )قباضة الضرائب)‬
‫‪1‬‬
‫يف امليعاد أو املواعيد احملددة‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة احلجز من املنبع‪:‬‬
‫ومضموهنا أن يكلف املشرع شخصا اخر حبيث يعترب هذا الشخص طرفا اثلث يساهم يف حتصيل دين الضريبة يف‬
‫اآلجال واملواعيد القانونية ألجل ضمان حق الدولة من الضياع‪.‬‬
‫ويلجئ إىل هذه الطريقة ابلنسبة للضرائب على االجور واملرتبات‪......‬اخل‪ ،‬ومقتضاها ان يقوم صاحب العمل‬
‫"املكلف القانوين" الذي يدفع الدخل اىل املكلف ابلضريبة‪ ،‬خبصم هذه االخية من الدخل قبل توزيعه حبيث يستلم‬
‫‪2‬‬
‫املكلف الفعلي دخال صافيا من الضريبة‪ ،‬اي ان حتصيل الضريبة هنا يكون عند نشوء الدخل وليس عند استالمه‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬طرق التحصيل الفرعية‬
‫إىل جانب طرق التحصيل الرئيسية ميكن لإلدارة اجلبائية أن تلجأ أثناء قيامها بعملية التحصيل إىل طرق استثنائية‬
‫أخرى تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬طريفة الدفع ابألقساط‪:‬‬
‫ان مصلحة الضرائب ال تنتظر حىت هناية السنة لتحصيل مستحقاهتا من املكلفني وامنا تلزمهم الوفاء بديوهنم‪ 3،‬من‬
‫خالل تقسيمها اىل اقساط يف الغالب ما تكون ثالثة دفعات والرابعة لتسوية ابلزايدة او النقصان (املقاصة) وهذا من‬
‫اجل ضمان التوريد املستمر للخزينة العمومية‪ ،4‬وكذلك ختفيق العبء الضرييب على املكلف‪.‬‬

‫‪ 1‬عائشة بن عمور‪ ،‬الوضعية القانونية للمكلف ابلضريبة املمتنع عن دفع احلقوق اجلبائية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ 2‬حممد عباس حمرزي‪ ،‬اقتصادايت اجلباية والضرائب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ 3‬اثبيت خدجية‪ ،‬دراسة حتليلية حول الضريبة والقطاع اخلاص ‪-‬دراسة حالة والية تلمسان‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 4‬سفيان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصيل اجلبائي ومسامهتها يف امليزانية العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بني ‪ ،2010-2000‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬الورد االمسي‪(Rolle Nominatif) :‬‬


‫هو عبارة عن قرار إداري جبائي صادر عن املصلحة الضريبية يف شكل جداول‪ ،‬وال يتم حتصيل الضرائب إال عند‬
‫ادخال هذه اجلداول حيز التنفيذ من قبل وزير املالية أو ممثليه‪.‬‬
‫وتتضمن هذه اجلداول قائمة امسية للمكلفني ابلضريبة لاللتزام بدينهم‪ ،‬من خالل السجالت اليت قد تكون اما فردية‬
‫او مجاعية‪ ،‬هذه القائمة يذكر فيها نشاط املكلفني يف سجل‪ ،‬مع اعادة النظر يف الوعاء اخلاضع للضريبة والسعر‬
‫‪1‬‬
‫املستحق‪ ،‬وحيدد فيه اتريخ وآجال التحصيل‪ ،‬وذكر املصلحة اخلاضع هلا واليت اصدرت الورد وكذا اتريخ إصداره‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل العادي‬


‫حتصل الضرائب املباشرة عن طريق الدفع بواسطة املكلف ابلضريبة مباشرة‪ ،‬أو عن طريق الدفع مبعرفة شخص أخر‬
‫غي املكلف ابلضريبة (احلجز عند املنبع)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدفع بواسطة املكلف املباشرة‬
‫التحصيل الودي للضريبة هو إجراء عادي يتضمن استدعاء مباشر للمكلف قصد تسديد مستحقاته الضريبية يف‬
‫الوقت احملدد طبقا للتنظيمات اجلاري العمل هبا‪ ،‬وهذه العملية تعين توجه املكلف من تلقاء نفسه إىل اإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬وتلي عملية دفع األموال املستحقة عليه بنفسه ويف أجلها احملددة‪.‬‬
‫ولقد حددت إجراءات التحصيل الودي للضريبة وفقا للمديرية العامة للضرائب اوجب على قابض الضرائب توجيه‬
‫استدعاءات ودية للمدينني ابلضريبة قصد تسوية ديوهنم الضريبية‪.‬‬
‫كما أكدت املديرية العامة للضرائب‪ ،‬انه ويف حالة عدم االلتزام ابالستدعاء األول يوجه له استدعاء اثين يف‬
‫حدود (‪ )05‬اايم لتسوية وضعيته اجلبائية قصد التوصل إىل تسوية هنائية من خالل إعداد او االتفاق على رزانمة دفع‬
‫او االتفاق على رزانمة دفع أو جدول زمين للدفع‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن إجراءات التحصيل الضرييب هذه ختص فئة املكلفني املتقاعسني‪ ،‬ومع ذلك تظل إجراءات‬
‫التحصيل ودية‪ ،‬ألن اهلدف األول واألخي هو الوصول إىل تسوية ودية للضريبة بني املكلف هبا واإلدارة اجلبائية دون‬
‫اختاذ أي من اإلجراءات الردعية‪ ،‬بل القصد من هذه اإلجراءات هو تذكي هؤالء املكلفني اباللتزامات الضريبية واليت‬
‫‪2‬‬
‫هي على عاتقهم وإجياد إطار تفاهم بني الطرفني‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الدفع بواسطة الغري‬
‫قد يكلف غي املكلف ابلضريبة يف بعض احلالت حبجز الضريبة وتوريدها اىل االدارة الضريبية‪ ،‬وتعد هذه الطريقة‬
‫أكثر مالئمة لتحديد املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬خاصة أن الغي ليس له مصلحة يف خفاء مقدار الدخل او التهرب من‬
‫الضريبة‪ ،‬بل املكلف هو الذي يتحمل الضريبة‪ ،‬إذا اهنا من دخله مباشرة‪ ،‬اما الغي فيقتصر دوره على حجز الضريبة‬

‫‪ 1‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬إجراءات حتصيل الضرائب املباشرة ومنزعتها‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪ ،1945‬اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 2‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتوريدها اىل إدارة الضرائب‪ .‬وهنا يتعلق األمر أبقساط حيجزها املدين من مبالغ خاضعة للضريبة ويصرح بدفعها‬
‫ملستحقيها‪ ،‬فبدال من ان يدفع هذه املبالغ كلها ملستحقها ويقوم االخي ابلتصريح هبا ودفع الضريبة الواجبة عنها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يتوىل املدين خصم جزء من املستحقات ودفعه اىل اإلدارة اجلبائية نيابة عن اخلاضع للضريبة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خمتلف طرق التسديد‬


‫ميكن املكلفني تسديد مستحقاهتم الضريبية كاآليت‪:‬‬
‫التسديد نقدا لدى قابضة الضرائب‪ ،‬أو بواسطة شيكات‪ ،‬كما ميكن ذلك عن طريق احلساب الربيدي اجلاري‪ ،‬أو‬
‫بواسطة سندات وشروط معينة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التسديد نقدا‬
‫القاعدة العامة أن تدفع الضريبة نقدا ألن األصل يف الضريبة أهنا اقتطاع نقدي‪ ،‬وال وجود للدفع العيين والذي مت‬
‫التخلي عنه من طرف التشريعات احلديثة حيث يقوم املكلف ابلضريبة بدفع نقدا ملصلحة الضرائب‪ ،‬على ان يسلمه‬
‫‪2‬‬
‫قابض الضريبة وصال ابلتسليم بعد أن يقيد أداؤه يف السجالت املعدة خصيصا لذلك‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬التسديد بشيك بنكي أو ابلصكوك الربيدية‬
‫ميكن للمكلف ابلضريبة سداد قيمة الضريبة عن طريق شيك يسحبه من احدى املصارف اخلاضعة للقانون‬
‫اجلزائري‪ ،‬كما ميكن للمكلف ابلضريبة أن يسدد الضريبة املفروضة عليه عن طريف الربيد يف حالة تسليمه صك الدفع‬
‫‪3‬‬
‫الربيدي لقابض الضرائب‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬التسديد ابملقاصة‬
‫هذه الطريقة لديها خاصية يف الدفع يستعملها القابض يف حالة انقضاء آجال االستحقاق أو بطلب من املكلف‬
‫حيث ميكن للقابض حق املقاصة على دفعات املدين الواردة يف تسجيالته‪ ،‬وتنجز هذه العملية يف يومية إضافية أمر‬
‫‪ H44‬من اإليرادات‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التحصيل اجلربي للضريبة‬


‫كي تضمن إدارة الضرائب احلصول على مستحقاهتا من املكلفني الذين حياولون عدم التسديد بنية التهرب‬
‫الضرييب أو إخفاء ممتلكاهتم ومداخيلهم‪ ،‬حدد هلا القانون عدة إجراءات غي الطرق واألساليب العادية أال وهي طرق‬
‫التحصيل اجلربي‪ ،‬ومن أجل مباشرة هذه الطريقة يف التحصيل يستدعي ذلك القيام إبجراءات متهيدية تسبق عملية‬
‫املتابعة‪.‬‬

‫‪1‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬إجراءات حتصيل الضرائب املباشرة ومنزعتها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 2‬زانيت فريدة‪ ،‬العالقة القانونية بني املكلف ابلضريبة وإدارة الضرائب‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أمحد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 3‬زانيت فريدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ : H44‬هو دفرت العمليات املختلفة‪ ,‬يسجل فيه احملاسب العمليات الداخلية و اليت تتمثل يف الصكوك املرسلة من خزينة الوالية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحصيل اجلربي‬


‫التحصيل اجلربي هو وسيلة فعالة هدفها إجبار املتهاونني على أتدية واجباهتم الضريبية فيدفعون بفضله كل ما‬
‫عليهم من مبالغ‪ ،‬فتسرتجع الدولة بذلك كل أمواهلا لدى املكلفني‪ ،‬ابلتايل يتم اللجوء إىل االجراءات اجلربية يف حالة‬
‫عدم جناح االجراءات الودية للتحصيل‪ ،‬ويشتمل التحصيل اجلربي على الغلق املؤقت للمحل التجاري‪ ،‬إضافة إىل‬
‫احلجز على البضائع واملعدات وغيها من املمتلكات سواء املنقوالت أو العقا ا رت‪ ،‬ويف األخي إجراء البيع الذي يقع‬
‫على هذه احملجوزات يف حال عدم رضوخ وتسديد املدين لديه يف مرحلة احلجز وبذلك تضمن اإلدارة حتصيل معظم‬
‫‪1‬‬
‫ديوهنا إضافة إىل العديد من االجراءات اليت سنفصلها الحقا‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اإلجراءات السابقة للمتابعة‬


‫يتم تنفيذ إجراءات املتابعة يف إطار عملية التحصيل الضرييب عن طريق التحصيل اجلربي‪ ،‬حيث تتمتع االدارة‬
‫اجلبائية ابختاذ إجراءات خاصة قبل تنفيذ املتابعات وتبليغها اىل املعين‪ ،‬ختتلف اجراءات املتابعة حسب القابض‬
‫املكلف ابلتحصيل فيمكن ان تكون رسالة تذكي‪ ،‬او اشعار بوضع التحصيل او انذار املدين بتنفيذ االلتزام او التنبيه‬
‫ابلدفع واحلجز‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رسالة تذكري‬
‫ابلنسبة للضرائب احملصلة من طرف قابض الضرائب ابعتباره احملاسب الثانوي للحزينة العامة ‪ ،‬ترسل رسالة تذكي‬
‫للمكلف بدفع الضريبة الذي مل يؤدي مستحقاهتا يف اآلجال القانونية احملددة هلا ‪ ،‬و تتضمن املعلومات اليت سبق و‬
‫ان تضمنها االشعار ابلفرض و تعلم املكلف املدين ابملتابعات اليت سيتعرض هلا اذا ختلف عن الدفع وتشكل آخر‬
‫اشعار قبل املتابعة ‪ ،‬ففي حالة التقدير العادي للضريبة حيدد اتريخ دخول الضريبة حيز التحصيل بداية من آخر يوم‬
‫من شهر املوايل لتاريخ املصادقة على اجلدول‪ ،‬و ال تصبح هذه الضرائب مستحقة الدفع إال يف يوم االخي من الشهر‬
‫املوايل لتاريخ املصادقة على اجلداول ‪ ،‬اما يف حالة وجود خطا يف اجلداول اليت مت من خالهلا ادراج الضريبة حيز‬
‫‪2‬‬
‫التنفيذ فبيتم اعادة صياغتها من طرف مدير الضرائب ابلوالية و يضع هذه الكشوف لرتفق به كوثيقة اثبات‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬االنذار‬
‫يعد االنذار بداية مرحلة املتابعة‪ ،‬ولقد ألزم املشرع اجلبائي قابض الضرائب بعدم اللجوء اىل إجراءات التنفيذ‬
‫اجلربي‪ ،‬اال بعد سلوك االجراءات القانونية الردعية واملتمثلة يف توجيه انذار اىل املكلف املدين‪ 3،‬واملسجل يف جداول‬
‫الضرائب من طرف قابض الضرائب وزايدة على جمموعة كل حصة املبالغ املطلوب أداؤها‪ ،‬وشروط االستحقاق وكذا‬

‫‪ 1‬أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 2‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬إجراءات حتصيل الضرائب املباشرة ومنزعتها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 3‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اتريخ الشروع يف التحصيل‪ ،‬كما يتضمن االنذار نفس املعلومات اليت حيتويها االشعار ابلدفع‪ ،‬ويشرتط يف هذه‬
‫‪1‬‬
‫اإلنذارات ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬ارفقها حبوالة اخلزينة حمررة سلفا‪،‬‬
‫‪ -‬ارسال االنذارات املتعلقة ابلضرائب والرسوم املذكورة يف املادة ‪ 291‬من قنون الضرائب واملباشرة والرسوم‬
‫املماثلة اىل املكلفني ابلضريبة يف ظرف خمتوم‪.‬‬
‫ابلنسبة للضرائب احملصلة من طرف قابض الضرائب املختص واملكلف واليت ال تكون حمل جداول امسية جيب على‬
‫قابض الضرائب ان يبلغ اشعار بوضع التحصيل وعلى هذه الوثيقة تظهر خمتلف الضرائب واملبلغ الذي سيدفع وإذا مل‬
‫ينفذ املدين يرسل له انذار بتنقيد االلتزام‪ ،‬هذا االخي مثله مثل االشعار بوضع التحصيل‪ ،‬يعلم املكلف ابملتابعات اليت‬
‫سيتعرض هلا إذا ختلف عن دفع الضريبة خالل ‪ 15‬أايم‪ 2،‬ويف حالة امتناعه عن التسديد تتخذ االدارة اجلبائية‬
‫االجراءات الردعية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬التنبيه ابلدفع‬
‫يقتضي التشريع اجلبائي اجلزائري التمهيد ألعمال املتابعة بتنبيه املدين اىل انه سوف جيرب على الوفاء بدين الضريبة‪،‬‬
‫واصرار التشريع اجلبائي على التنبيه يرجع اىل حرصه على التحصيل الديون العمومية أبقل تكلفة وجتنب اعمال التنفيذ‬
‫اجلربي ملا حتدثه من ضرر للمكلفني ابلضريبة‪.‬‬
‫يعد التنبيه وثيقة تستعمل من طرف االدارة الضريبية‪ ،‬حترر مرة واحدة يف السنة مدته ثالثة (‪ )03‬أايم تسلمه ادارة‬
‫الضرائب شخصيا او تبلغه عن طريق الربيد مبوجب رسالة موصى عليها‪ ،‬كما يشكل التنبيه اجراء جوهري والزامي يبدأ‬
‫به التحصيل اجلربي يف املرحلة االولية‪.‬‬
‫إذا مل يقم املكلف بدفع الضريبة الواجبة يف اجل ‪ 10‬أايم بعد تبليغه رسالة التذكي أو االنذار‪ ،‬ابلتنفيذ االلتزام‬
‫ميكن لقابض الضرائب املكلف ابلتحصيل أن يضع موضع تنفيذ اجراءات على امواله‪ ،‬أتخذ شكل التنبيه ابلدفع‬
‫واحلجز‪ ،‬هبذا اإلجراء يتم إنذار املكلف بدفع دينه دون أجل‪ ،‬ويبلغ التنبيه ابلدفع من طرف حمضر قضائي او من‬
‫طرف عون إدارة الضرائب املؤهلة قانوان عمال بنص املادة ‪ 146‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ إجراءات املتابعة‬


‫بعد استيفاء كافة اإلجراءات القانونية املتبعة يف املرحلة السابقة للمتابعة‪ ،‬ودون أي رد إجيايب من قبل املكلف‬
‫ابلضريبة خالل املهلة القانونية املمنوحة له‪ ،‬يتم اللجوء إىل تنفيذ وممارسة إجراءات املتابعة واليت تتمثل يف الغلق املؤقت‬
‫واحلجز‪ ،‬ابإلضافة إىل البيع‪ ،‬وذلك ما سنتطرق اليه يف هذا الفرع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الغلق املؤقت‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،144‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 144‬مكرر‪ ،‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لقد منح املشرع إدارة الضرائب هذا االمتياز للحفاظ على أموال اخلزينة العمومية فتقوم إبجراء الغلق يف حالة تعذر‬
‫التحصيل العادي أو الودي‪ ،‬ويعترب هذا االجراء عمال هتديداي إلجبار املكلف ابلضريبة على الوفاء مبستحقاته‪ ،‬وجتدر‬
‫اإلشارة اىل أنه ال ميكن أن تتجاوز مدة الغلق ستة (‪ )06‬أشهر‪ ،‬وختضع عملية الغلق املؤقت (للمحل التجاري أو‬
‫‪1‬‬
‫املهين) جلملة من القواعد والشروط العامة واليت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يبلغ قرار الغلق من طرف عون املتابعة املوكل قانوان أو احملضر القضائي‪،‬‬
‫‪ -‬إذا مل يتحرر املكلف ابلضريبة املعين من دينه الضرييب أو مل يكتتب سجال لالستحقاق يوافق عليه قابض‬
‫الضرائب صراحة‪ ،‬يف أجل عشرة (‪ )10‬أايم ابتداءا من اتريخ التبليغ‪ ،‬يقوم احملضر القضائي والعون املتابع‬
‫بتنفيذ قرار الغلق‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن للمكلف ابلضريبة املدين املعين إبجراء الغلق املؤقت أن يطعن يف القرار من أجل رفع اليد‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعلق األمر مبواد أو السلع احملجوزة قابلة للتلف‪ ،‬أو أي سلعة قابلة للتعفن أو التحلل‪ ،‬أو تشكل خطر على‬
‫احمليط‪ ،‬ميكن الشروع يف البيع املستعجل بناء على ترخيص من طرف مدير الضرائب ابلوالية‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬احلجز‬
‫يعترب نظام احلجز نظاماً خاصاً اتبعه املشرع اجلزائري ليسهل على إدارة الضرائب عملية حتصيل ديوهنا من أموال‬
‫املكلف ابلضريبة‪.‬‬
‫فاحلجز هو وضع أمالك املكلف املمتنع عن التسديد بيد إدارة الضرائب‪ ،‬وفور حجز اإلدارة ملمتلكاته يفقد هذا‬
‫‪2‬‬
‫األخي حرية التصرف يف أمالكه احملجوزة‪.‬‬
‫ويعرف احلجز ابإلجراءات اليت تقوم هبا إدارة الضرائب بوضع املال حتت يدها وبيعه الستفاء حقوقها مبوجب قرار‬
‫‪3‬‬
‫صادر عن املدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫كما يعرف أبنه وضع األموال اليت يراد التنفيذ عليها حتت سيطرة القضاء ملنع التصرف فيها أبي تصرف يضر‬
‫‪4‬‬
‫حبقوق الدائن احلاجز وغايته حتديد األموال اليت سيجرى التنفيذ عليها والتحفظ على األموال احملجوزة‪.‬‬
‫ويشرتط يف احلجز أن يكون صادرا من أعوان اإلدارة املعتمدين قانوان أو احملضرين القضائيني‪ ،‬وأن يسبق إبخطار‬
‫‪5‬‬
‫وهذا األخي يتم تبليغه بعد يوم كامل من اتريخ استحقاق الضريبة‪.‬‬
‫وللحجز أنواع خمتلفة منها‪:‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،146‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ 2‬أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 3‬فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لالشخاص اخلضعني للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ 4‬فاطمة زعزوعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ ،145‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬إشعار الغري احلائز‪Avis à tiers détenteur :‬‬


‫يتوىل قابض الضرائب هذا اإلجراء يف حق املكلف ابلضريبة يف حالة استنفاذه لطرق املتابعة العادية‪ ،‬إذ يعترب إجراء‬
‫تنفيذي خاص ابجملال اجلبائي‪ ،‬يلجأ من خالله قابض الضرائب الستجاع املبالغ املستحق من قبل مدين املكلف‬
‫ابلضريبة بناءا على االموال املودعة لديه‪ ،‬يعرف هذا االجراء حبجز ما للمدين لدى الغي يف قانون االجرارءات املدنية‬
‫واالدارية‪.‬‬
‫برغم من أن املشرع اجلزائري قد نص على االشعار للغي احلائز يف القوانني الضريبية‪ ،‬إال أنه مل يضع شكليات‬
‫‪1‬‬
‫وشروط اخلاص له مما يضطر اىل اللجوء لقواعد الشريعة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلجز التحفظي‪La saisie conservatoire :‬‬
‫احلجز التحفظي هو ذلك احلجز الذي يكون هدفه الوحيد جمرد وضع األموال اليت ميلكها املدين حتت يد القضاء‬
‫وذلك ملنعه من التصرف الذي قد يضر ابحلاجز‪ ،‬بعبارة أخرى فإن اهلدف من احلجز التحفظي هو محاية الدائن من‬
‫خطر قيام املدين ابلتصرف يف ممتلكاته ملا كان حق اخلزينة العامة أوىل ابحلماية‪ ،‬فان التشريعات الضريبية تقر حبق‬
‫اإلدارة الضريبية يف أن يقع احلجز التحفظي على أموال املكلف إذا ما تبني لإلدارة الضريبة أن حقوق‬
‫اخلزينة العمومية مهدد بضياع‪.‬‬
‫ويعترب احلجز التحفظي أداة مهمة يف يد اإلدارة الضريبية لتحصيل دين الضريبة فإنه يف نفس الوقت جيب على‬
‫اإلدارة الضريبية أن تقدر دين الضريبة وأن تبلغ املكلف القانوين ابلقرار ومقدار الدين املستحقة عليه‪ ،‬فإذا قام بدفع‬
‫دين الضريبة أزيل قرار احلجز‪ ،‬يف حالة االمتناع تقوم اإلدارة الضريبية ابلتصرف ابألموال احملجوز عليها لتحصيل دين‬
‫‪2‬‬
‫الضريبة بعد حتديد وتبليغ املكلف القانوين مبقداره‪.‬‬
‫‪ -3‬احلجز التنفيذي‪:‬‬
‫هو إجراء يسمح بوضع منقوالت املتقاعس عن دفع الضريبة‪ ،‬واليت تكون يف حوزته أو ملك له حتت يد العدالة‪،‬‬
‫قصد بيعها لتصفية الدين الذي هو على عاتقه‪ ،‬ويطبق احلجز التنفيذي على املنقول وعلى العقار‪ 3،‬و‪/‬أو األسهم‬
‫و‪/‬أو حصص األرابح يف الشركات و‪/‬أو السندات املالية للمدين‪ ،‬ميكن إلدارة الضرائب أن تقوم ابستصدار حمضر‬
‫‪4‬‬
‫احلجز التنفيذي بنفسها أي دون احلاجة إىل األمر على العريضة الذي يصدره رئيس احملكمة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬البيع‬
‫فبعد انقضاء املهلة القانونية إلجراء غلق احملل التجاري او املهين واحملددة بستة (‪ )06‬أشهر‪ ،‬وإجراء احلجز احملدد‬
‫بعشرة (‪ )10‬أايم‪ ،‬ويف حالة عدم استجابة املكلف ابلضريبة احملجوز عليه‪ ،‬يكون من حق اإلدارة اجلبائية مباشرة‬
‫إجراءات عملية بيع احملجوزات‪.‬‬

‫‪ 1‬حسناء إخلف‪ ،‬منازعات التحصيل الضرييب ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬حممد بن أمحد‪ ،‬وهران‪ ،‬اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 2‬حسناء إخلف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 3‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬إجراءات حتصيل الضرائب املباشرة ومنزعتها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 4‬أغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينة‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويقصد ابلبيع هنا بيع احملجوزات اليت مت حجزها من قبل إدارة الضرائب وتعترب آخر مرحلة من مراحل التحصيل‬
‫الضرييب ويكون من اختصاص وسلطات إدارة الضرائب‪ ،‬واهلدف من البيع هو احلصول على مبالغ تستويف من خالهلا‬
‫للمحل‬
‫ّ‬ ‫إدارة الضرائب حقها من خالل األموال احملجوزة‪ ،‬ويتم البيع بصفة منفردة لواحدة أو عدة عناصر مكونة‬
‫‪1‬‬
‫للمحل التجاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التجاري؛ أو يتم عن طريق البيع اإلمجايل‬
‫‪2‬‬
‫وخيضع البيع إىل مجلة من اإلجراءات تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬الرتخيص ابلبيع‪:‬‬
‫البد من وجود رخصة تعطى لقابض الضرائب ابلوالية‪ ،‬من طرف الوايل أو أي سلطة أخرى تقوم مقامه‪ ،‬وإذا مل‬
‫حيصل على الرخصة يف أجل ثالثني (‪ )30‬يوماً من اتريخ إرسال الطلب إىل الوايل أو من يقوم مقامه‪ ،‬ميكن ملدير‬
‫الضرائب أن يرخص قانوان لقابض الضرائب املباشرة يف إجراءات البيع‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعالن أو اإلشهار‪:‬‬
‫تتم عملية اإلشهار مباشرة بعد احلصول على الرتخيص ابلبيع‪ ،‬وهي العملية اليت تسبق البيع‪ ،‬ويف خالل هذه‬
‫املرحلة تلصق اإلعالانت املتضمنة ابلبياانت الالزمة والضرورية واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫احملل التجاري والقابض املباشر للمتابعة وموطنيهما‪.‬‬
‫‪ -‬لقب واسم كل من صاحب ّ‬
‫‪ -‬الرخصة اليت يتصرف مبوجبها القابض‪.‬‬
‫للمحل التجاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬خمتلف العناصر املكونة‬
‫احملل التجاري وتقدير مثنه املطابق للتقدير الصادر عن إدارة التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة عمليات ووضعية ّ‬
‫‪ -‬مكان ويوم وساعة فتح املزاد‪ ،‬ولقب القابض الذي يباشر البيع وعنوان مكتب القباضة‪.‬‬
‫وتتم عملية اإللصاق وجوابً على الباب الرئيسي للعمارة؛ وكذا مقر اجمللس الشعيب البلدي املتواجد على مستواه‬
‫احملل التجاري ومكتب القابض املكلّف ابلبيع‪ ،‬ويدرج اإلعالن قبل عشرة ‪ 10‬أايم من البيع يف جريدة مؤهلة‬ ‫اإلقليمي ّ‬
‫احملل التجاري‪ ،‬وجيب اإلشارة إىل اإلشهار يف حمضر‬
‫لنشر اإلعالانت القانونية يف الدائرة أو الوالية اليت يوجد هبا ّ‬
‫البيع‪.‬‬
‫‪ -3‬عملية البيع العلين وحترير حمضر البيع‪:‬‬
‫بعد احلصول على الرتخيص ابلبيع من قبل الوايل‪ ،‬وامتام إجراءات اإلشهار بيع احملل أتيت املرحلة الثالثة واملتمثلة يف‬
‫بثمن يساوي أو يفوق السعر‬ ‫احملل علنيا‪ ،‬حيث يرسى مزاد احملل التجاري على املزاد األعلى ّ‬‫عملية البيع حبيث يتم بيع ّ‬
‫االفتتاحي ويف حالة قصور املزادات يباع احملل التجاري ابلرتاضي‪ ،‬وتتم البيوع العالنية ملنقوالت املكلّفني ابلضريبة‬
‫املتأخرين‪ ،‬إما على يد أعوان املتابعات‪ ،‬واما على يد احملضرين القضائيني أو حمافظي البيع ابملزاد‪.‬‬

‫‪ 1‬فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لالشخاص اخلضعني للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 2‬املواد ‪ 146‬الفقر ‪ ،4‬املادة ‪ 146‬الفقر ‪ ،1-152 ،3-151 ،2- 151 ،5‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويف احلالة اليت ال تصل فيها العروض اليت تستقر عندها جلستا (‪ )02‬بيع ابملزاد العلين إىل مبلغ السعر االفتتاحي‪،‬‬
‫جيوز لقابض الضرائب املباشر للمتابعات أن جيري البيع ابلرتاضي مببلغ يساوي مبلغ السعر االفتتاحي‪ ،‬وذلف بناءًا‬
‫على ترخيص من املدير املكلّف ابملؤسسات الكربى أو املدير اجلهوي للضرائب أو مدير الضرائب ابلوالية‪ ،‬وفقا‬
‫‪1‬‬
‫لقواعد االختصاص احملدد مبوجب قرار من املدير العام للضرائب‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من عملية البيع حيرر حمضر عن ذلك من قبل القابض و تسلّم نسخة منه للمشرتي مشتمال على‬
‫جمموعة من البياانت كتاريخ البيع‪ ،‬ذكر السند التنفيذي‪ ،‬ذكر حمضر احلجز‪ ،‬اتريخ و اسم العون الذي حرره‪ ،‬اتريخ‬
‫اإلعالن و العون املكلّف ابلبيع‪ ،‬اتريخ إصدار التصريح ابلبيع‪ ،‬اتريخ حترير حمضر التأكد من األشياء احملجوزة‪ ،‬ذكر‬
‫حضور أو عدم حضور احملجوز عليه يوم البيع‪ ،‬ذكر مكان البيع‪ ،‬ذكر وسائل اإلشهار‪ ،‬ذكر شروط البيع‪ ،‬ذكر مثن‬
‫األشياء املباعة‪ ،‬جمموع مثن املبيعات و كتابتها ابحلروف‪ ،‬وقت البيع‪ ،‬نفقات البيع‪ ،‬نفقات األتعاب األخرى و‬
‫‪2‬‬
‫إمضاءات احلراس و القابض و األعوان املكلّفني ابلبيع‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مصادر التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬


‫إ ّن اختالف املكلفني ابلضريبة يؤدي حتما إىل تنوع األموال اليت تفرض عليها الضريبة‪ ،‬وابلتايل تعدد الضرائب‬
‫املفروضة‪ ،‬فمن خالل هذا املبحث سنتعرض إىل أهم الضرائب احملصلة من طرف اإلدارة الضريبة يف اجلزائر‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الضرائب على الدخل واألرابح‬
‫من خالل هذا املطلب سنتعرض أهم الضرائب اليت تفرض على خمتلف الدخول واألرابح‪ ،‬حبيث سنتطرق إىل‬
‫الضريبة على الدخل اإلمجايل يف الفرع األول‪ ،‬وكذا الضريبة على أرابح الشركات الفرع الثاين‪ ،‬ابإلضافة الضريبة‬
‫اجلزافية الوحيدة يف الفرع الثالث‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضريبة على الدخل اإلمجايل )‪(IRG‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم وخصائص الضريبة على الدخل اإلمجايل‬
‫‪ -1‬مفهوم الضريبة على الدخل اإلمجايل‪:‬‬
‫هي ضريبة سنوية وحيدة تؤسس على دخل االشخاص الطبيعيني تسمى الضريبة على الدخل االمجايل وتفرض‬
‫هذه الضريبة على الصايف االمجايل للمكلف ابلضريبة‪ ،‬احملدد وفقا ألحكام املواد من ‪ 85‬إىل ‪ 98‬من قانون‬
‫‪3‬‬
‫الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذا التعريف أن الضريبة على الدخل اإلمجايل تتضمن العنصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضريبة سنوية حبيث تفرض مرة واحدة يف السنة‪.‬‬

‫‪ 1‬سليمة حساوي‪ ،‬حنان ايحي‪ ،‬اآلليات القانونية للتحصيل اجلربي للضريبة يف ضل قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مذكره ماسرت‪ ،‬جامعة زاين عاشور‪ ،‬اجللفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2017،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 2‬فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لالشخاص اخلضعني للضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،01‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ضريبة وحيدة حيث انه تفرض على كافة األرابح الصافية اإلمجالية اليت حيققه الشخص من خمتلف‬
‫نشاطاته‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص الضريبة على الدخل اإلمجايل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تتميز الضريبة على الدخل اإلمجايل ابخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أهنا تطبق على دخل األشخاص الطبيعيني‪.‬‬
‫‪ -‬إهنا ضريبة سنوية‪ :‬تستحق الضريبة كل سنة على أساس األرابح اليت حققها املكلف ابلضريبة أو اليت حتصل‬
‫عليها خالل السنة‪.‬‬
‫‪ -‬إهنا ضريبة إمجالية‪ :‬تفرض على الدخل اإلمجايل الصايف‪.‬‬
‫‪ -‬إهنا ضريبة أحادية‪ :‬تشمل كل فئات الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬إهنا ضريبة تصاعدية‪ :‬حتسب الضريبة وفقا لسلم التصاعدي مقسم اىل شرائح من الدخول‪ ،‬وهذا ما يسمح‬
‫بتطبيق معدل تصاعدي حبيث كلما زاد دحل املكلف كلما ارتفع دخل الضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة تصرحيية‪ :‬حيث يتعني على املكلف بتقدمي تصريح سنوي جيمع مداخيله اىل مفتشية الضرائب التابعة‬
‫حملل إقامته‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬جمال تطبيق الضريبة على الدخل اإلمجايل‬
‫‪2‬‬
‫يتمثل األشخاص اخلاضعون للضريبة على الدخل اإلمجايل يف‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء شركات األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬الشركاء يف الشركات املدنية املهنية‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء شركات املسامهة الذين هلم مسؤولية تضامنية وغي حمددة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء الشركات املدنية اخلاضعة لنفس النظام الذي ختضع هلا شركات التضامن‪.‬‬
‫ّأما املداخيل اخلاضعة هلذه الضريبة‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ -‬األرابح املهنية‪.‬‬
‫‪ -‬املداخيل الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬املداخيل اإلجيارية الناجتة عن أتجي العقارات‪.‬‬
‫‪ -‬ريوع رؤوس األموال املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬الرواتب واألجور‪.‬‬

‫بوعالم وهلي‪ ،‬الضريبة على األجور واملرتبات وإشكالية التوظيف دراسة تطبيقية – حالة اجلزائر–‪ ،‬مداخلة‪ ،‬امللتقـى الدويل ح ــول” إسرتاتيجية احلكومة للقضاء على البطالة وحتقيق‬ ‫‪1‬‬

‫التنمية املستدامة “‪ ،‬جامعة املسيلة خالل الفرتة ‪ 16-15‬نوفمرب ‪ ،2011‬ص‪.3‬‬


‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬مديرية الضرائب‪ ،‬مصلحة االعالم واالتصال‪ ،‬النظام اجلبائي اجلزائري‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬فوائض القيمة الناجتة عن التنازل مبقابل عن العقارات املبنية أو غي املبنية‪.‬‬


‫ووفقا للمادة ‪ 85‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة يسمح خبصم التكاليف التالية من الدخل االمجايل‬
‫‪1‬‬
‫الصايف‪:‬‬
‫‪ -‬فوائد القروض والديون املقرتضة ألغراض مهنية‪ ،‬وتلك املقرتضة لشراء مساكن أو بنائها واليت هي على عاتق‬
‫املكلف ابلضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬اشرتاكات منح الشيخوخة والضمان االجتماعي اليت يدفعها املكلف ابلضريبة بصفة شخصية‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات االطعام‪.‬‬
‫‪ -‬عقد التأمني الذي يربمه املالك املؤجر‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬املعدالت املطبقة‬


‫حتسب الضريبة على الدخل االمجال وفقا للجدول التصاعدي الذي مت تعديله اجلدول التصاعدي مبوجب املادة‬
‫‪ 05‬من اجلريدة الرمسية لسنة ‪ 2007‬العدد ‪ .82‬ويتم حساب الضريبة على الدخل اإلمجايل وفقا للجدول التايل‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ : )1-1‬اجلدول التصاعدي للضريبة على الدخل اإلمجايل‬
‫املعدل‬ ‫قسط الدخل اخلاضع للضريبة (ابلدينار)‬
‫‪%0‬‬ ‫ال يتجاوز ‪120.000‬‬
‫‪%20‬‬ ‫من ‪ 120.001‬إىل ‪360.000‬‬
‫‪%30‬‬ ‫من ‪ 360.001‬إىل ‪1.440.000‬‬
‫‪%35‬‬ ‫أكثر من ‪1.440.000‬‬
‫املصدر‪ :‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪2007 ،‬‬
‫وأيضا حتسب وفق معدالت االقتطاع من املصدر اليت نص عليها قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دفع الضريبة على الدخل اإلمجايل‬


‫يتم دفع الضريبة على الدخل اإلمجايل وفق نظامني وذلك حسب الشروط املنصوص عليها قانوان‪:‬‬
‫‪ -1‬النظام احلقيقي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب هذا النظام يتم دفع الضريبة يف شكل تسبيقني كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التسبيق األول‪ :‬من ‪ 20‬فيفري إىل ‪ 20‬مارس‪.‬‬
‫‪ -‬التسبيق الثاين‪ :‬من ‪ 20‬ماي إىل ‪ 20‬جوان‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،85‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الدليل التطبيقي للمكلف ابلضريبة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قيمة كل تسبيق ‪ %30‬من مبلغ الضريبة على الدخل اإلمجايل املفروضة على املكلف يف السنة األخية‪ ،‬والباقي‬
‫هو رصيد التسوية الذي حتسب قيمته من خالل الفرق بني قيمة الضريبة لسنة االستغالل وجمموع التسبيقني‬
‫السابقني‪ ،‬ويس ّدد رصيد التصفية خالل شهرين من اتريخ استالم التبليغ والذي عادة ما ترسله إدارة الضرائب يف‬
‫‪1‬‬
‫املوالية لسنة االستغالل‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام االقتطاع من املصدر‪:‬‬
‫حسب هذا النظام جيب أن تكون االقتطاعات املخصصة للمدفوعات خالل شهر حمدد مدفوعة يف العشرين‬
‫(‪ )20‬يوما األوىل من الشهر املوايل لدى صندوق قابض الضرائب‪ ،‬حيث يرفق املدين ابستمارة التصريح )‪،(G50‬‬
‫غي أن تسديد املبالغ املستحقة بعنوان دفوعات السنة اجلارية ميكن أن يقوم به خالل العشرين (‪ )20‬يوما األوىل من‬
‫كل ثالثة أشهر مدنية ابلنسبة للثالثي املنصرم املستخدمون واملدينون اخلاضعون للضريبة حسب النظام املبسط وكذا‬
‫‪2‬‬
‫أولئك اخلاضعون لنظام التصريح املراقب‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الضريبة على أرابح الشركات )‪(IBS‬‬


‫يعترب أتسيس الضريبة على أرابح الشركات جتسيدا ملبدأ فصل الضريبة على دخل األشخاص والضريبة على دخل‬
‫الشركات‪ ،‬من خالل هذا الفرع سنقوم مبعاجلة الضريبة على أرابح الشركات من خالل تعريفها وحتديد خصائصها‬
‫وكافة جماالت تطبيقها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الضريبة على أرابح الشركات وخصائصها‬
‫‪ -1‬مفهوم الضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫ينص قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة على أنه‪ " :‬تؤسس ضريبة سنوية على جممل األرابح أو املداخيل اليت‬
‫حتققها الشركات وغي ها من األشخاص املعنويني املشار إليهم يف املادة ‪ 136‬وتسمى هذه الضريبة "الضريبة على‬
‫‪3‬‬
‫أرابح الشركات"‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص الضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫من خالل التعريف السابق الذكر ميكن استخالص بعض اخلصائص اليت تتميز هبا الضريبة على أرابح الشركات‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫واليت ميكن أن جنملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضريبة وحيدة‪ :‬حيث أهنا تتعلق بضريبة واحدة تفرض على األشخاص املعنويني‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة عامة‪ :‬تفرض على جممل األرابح دون التمييز لطبيعتها‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة سنوية‪ :‬يتضمن وعائها الربح السنوي للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد احلميد عفيف‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬الدليل التطبيقي للمكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،135‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 4‬عبد الناصر نور‪ ،‬انئل حسن عدس‪ ،‬عليان الشريف‪ ،‬الضرائب وحماسبتها‪ ،‬دار املسية للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.177‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ضريبة نسبية‪ :‬حيث خيضع الربح الضرييب ملعدل اثبت وليس جلدول تصاعدي‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة تصرحيية‪ :‬حيث بقوم املكلف بتقدمي تصريح سنوي متضمن مجيع أرابحه لدي إدارة الضرائب (قبل‬
‫الفاتح من أفريل من كل سنة تلي سنة الربح)‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬جمال تطبيق الضريبة على أرابح الشركات‬


‫ختضع الشركات هلذا النوع من الضرائب إما إجباراي أو اختياراي‬
‫‪ -1‬الشركات اخلاضعة إجباراي للضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫تفرض هذه الضريبة على األشخاص املعنوية واستنادا إىل املادة ‪ 136‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الشركات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬شركات األموال‪ :‬كما حددها القانون التجاري اجلزائري يف األنواع الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬شركات األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬شركات ذات مسؤولية حمدودة‪.‬‬
‫‪ -‬شركة التوصية البسيطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬شركات أخرى‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬الشركات املدنية اليت أتسست على شكل شركات أسهم‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسات واهليئات ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات التعاونية واإلحتادات التابعة هلا‪.‬‬
‫‪ -2‬الشركات اخلاضعة اختياراي للضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫ميكن للشركات اخلاضعة للضريبة على الدخل اإلمجايل اختيار اخلضوع للضريبة على أرابح الشركات ويف هذه احلالة‬
‫يرتتب عليها تقدمي طلب االختيار مرفق ابلتصريح املنصوص عليه يف املادة رقم ‪ 151‬من قانون الضرائب املباشرة لدى‬
‫‪2‬‬
‫مفتشية الضرائب املعنية‪ ،‬ويكون هذا االختيار هنائي أي ال رجعة فيه مدى حياة الشركة‪.‬‬
‫هذه الشركات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫شركات األشخاص‪ :‬وتكون يف شكل الشركات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬شركات التضامن‪.‬‬
‫‪ -‬شركات التوصية البسيطة‪.‬‬

‫‪ 1‬حممود مجام‪ ،‬النظام الضرييب آاثره على التنمية االقتصادية‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة حممود منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.125‬‬
‫‪ 2‬مصطفى سنوسي‪ ،‬يزيد ولد يونس‪ ،‬النفقات اجلبائية ودورها يف تشجيع االستثمار‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة اجلياليل ليابس‪ ،‬سيدي بلعباس اجلزئر‪ ،2014 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ 3‬عبد الناصر نور‪ ،‬انئل حسن عدس‪ ،‬عليان الشريف‪ ،‬الضرائب وحماسبتها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اثلثا‪ :‬األساس اخلاضع للضريبة على أرابح الشركات ومعدالهتا‬


‫‪ -1‬األساس اخلاضع للضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫يتمثل يف الربح الصايف الناتج عن الفرق بني النتائج احملققة من طرف املؤسسة (مبيعات‪ ،‬عائدات استثنائية) انقص‬
‫األعباء املتحملة يف إطار ممارسة النشاط‪ 1،‬غي أن الضريبة تطبق على الربح الصايف بعد طرح كل التكاليف القابلة‬
‫للخصم مثل (اإلهتالكات املالية اليت متت فعال ويف احلدود املقبولة‪ ،‬أو الضرائب املدفوعة خالل السنة املالية‪ ،‬أو‬
‫‪2‬‬
‫مؤونة اخلسائر اليت يتوقع حدوثها بفعل األحداث الواقعة ‪ ...‬إخل)‪.‬‬
‫‪ -2‬معدالت الضريبة على أرابح الشركات‪:‬‬
‫حتسب الضريبة على أرابح الشركات وفقا لعدة معدالت نصت عليها املادة ‪ 150‬من قانون الضرائب املباشرة‬
‫والرسوم املماثلة‪ ،‬حبيث منيز املعدل العام والذي حسب هذا النظام يكون معدل الضريبة على أرابح الشركات كما‬
‫‪3‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ %19 -‬ابلنسبة ألنشطة إنتاج السلع‪.‬‬
‫‪ %23 -‬ابلنسبة ألنشطة البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬و كذا األنشطة السياحية و احلمامات‪ ،‬ابستثناء‬
‫وكاالت السفر‪.‬‬
‫‪ %26 -‬ابلنسبة لألنشطة األخرى‪.‬‬
‫فيما خيص األشخاص املعنويني اخلاضعني للضريبة على أرابح ا ملؤسسات الذين ميارسون العديد من األنشطة يف‬
‫نفس الوقت‪ ،‬جيب على أن يقدموا حماسبة منفصلة هلذه األنشطة‪ ،‬تسمح بتحديد حصة األرابح عن كل نشاط‬
‫مناسب ملعدل الضريبة على أرابح الشركات الواجب تطبيقها‪ .‬عدم احرتام مسك حماسبة منفصلة يؤدي إىل تطبيق‬
‫منهجي ملعدل ‪.%26‬‬
‫وهناك أيضا معدالت االقتطاع من املصدر اليت حددها قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دفع الضريبة على أرابح الشركات‬


‫يتم دفع الضريبة على أرابح الشركات عن طريق نظام التسديد التلقائي‪ ،‬وهناك طريقة االقتطاع من املصدر‪.‬‬
‫‪ -1‬نظام التسديد التلقائي‪ :‬تدفع الضريبة على أرابح الشركات بصفة تلقائية لدى صندوق قباضات الضرائب‬
‫‪4‬‬
‫املختلفة دون إشعار املكلف ابلضريبة مسبقا من طرف مصلحة الضرائب‪.‬‬
‫ويتم تسديد الضريبة املستحقة وفقا لثالث أقساط متبوعة بقسط التسوية الذي يعرب عن الرصيد الباقي من الضريبة‬
‫الواجب دفعها‪ ،‬حبيث مبلغ القسط الواجب الدفع ميثل ‪ %30‬من الضريبة املستحقة على أرابح الدورة األخية‪،‬‬

‫‪1‬وزارة املالية‪ ،‬النظام اجلبائي اجلزائري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ ،141‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،150‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 4‬حممد لعالوي‪ ،‬دراسة حتليلية لقواعد أتسيس وحتصيل الضرائب ابجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.61‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وتدفع هذه األقساط يف الدورة املعنية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القسط األول‪ :‬من ‪ 20‬فيفري إىل ‪ 20‬مارس‪.‬‬
‫‪ -‬القسط الثاين‪ :‬من ‪ 20‬ماي إىل ‪ 20‬جوان‪.‬‬
‫‪ -‬القسط الثالث‪ 20 :‬أكتوبر إىل ‪ 20‬نوفمرب‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام االقتطاع من املصدر‪ :‬يعترب نظاما استثنائيا‪ ،‬حيث ّ‬
‫نص املشرع على خضوع بعض املداخيل لتقنية‬
‫االقتطاع من املصدر اليت سبق وذكرها‪ ،‬مثل املداخيل احملققة عن طريق املؤسسات األجنبية‪ ،‬وكذا اإليرادات‬
‫املتأتية من سندات الصندوق غي اإلمسية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضريبة اجلزافية الوحيد (‪)IFU‬‬


‫أوال‪ :‬مفهوم الضريبة اجلزافية الوحيدة‬
‫مت أتسيس الضريبة اجلزافية الوحيدة مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ،2007‬وينص قانون الضرائب املباشرة والرسوم‬
‫املماثلة على ما يلي‪" :‬تؤسس ضريبة جزافية وحيدة حتل حمل النظام اجلزايف للضريبة على الدخل وتعوض الضريبة على‬
‫‪2‬‬
‫الدخل اإلمجايل والرسم على القيمة املضافة‪ ،‬وكذا الرسم على النشاط املهين‪".‬‬
‫عرفت الضريبة اجلزافية الوحيدة اليت مت استحداثها مبوجب قانون املالية ‪ 2007‬عدة تعديالت جوهرية من خالل‬
‫توسيع وعائها و تبسيط إجراءاهتا املتعلقة ابلتصريح و الدفع ‪ ،‬ال سيما ما جاء به آخر قانون للمالية لسنة ‪.2017‬‬
‫وعليه فإن وضع إجراءات التصفية الذاتية للضريبة اجلزافية الوحيدة‪ ،‬مينح للمكلف ابلضريبة احلق ابلتصريح بنفسه‬
‫برقم األعمال املتوقع حتقيقه و دفع الضريبة املوافقة له وهذا على عكس اإلجراء السابق املسمى "اإلجراء التناقضي "‬
‫مما مسح بتقليص كبي لتنقالت املكلفني ابلضريبة و التخفيف عن مصاحل اإلدارة اجلبائية القاعدية عناء تسيي هذه‬
‫‪3‬‬
‫امللفات اجلبائية بغية التوجه إىل الرتكيز على املهام االسرتاتيجية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬جمال تطبيق الضريبة اجلزافية الوحيدة‬


‫‪4‬‬
‫خيضع لنظام الضريبة اجلزافية الوحيدة‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو املعنويون‪ ،‬الشركات والتعاونيات اليت متارس نشاط صناعي‪ ،‬أو جتاري‪ ،‬أو حريف‪ ،‬أو‬
‫مهنة غي جتارية واليت ال يتجاوز رقم أعماهلم السنوي ثالثني مليون دينار ‪ 30.000.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬املستثمرون الذين اليت ميارسون املشاريع االستثمارية أو األنشطة املؤهلة لالستفادة من دعم "الصندوق الوطين‬
‫لدعم تشغيل الشباب" )‪ (ANSEJ‬أو "الوكالة الوطنية لدعم القرض املصغر" )‪ (ANGEM‬أو "الصندوق‬
‫الوطين للتأمني عن البطالة" )‪.(CNAC‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬الدليل التطبيقي للمكلف ابلضريبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،282‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 3‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬نشرة املديرية العامة للضرائب‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة تبسيط معترب لإلجراءات‪ ،‬رقم ‪ ،842017‬سنة ‪ ،2017‬ص‪.7‬‬
‫‪ 4‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة جمال التطبيق‪ ،2017 ،‬ص‪.3‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬عندما يقوم مكلف ابلضريبة يف آن واحد ويف نفس ا ملنطقة أو يف مناطق خمتلفة ابستغالل عدة مؤسسات أو‬
‫دكاكني أو متاجر أو ورشات أو أماكن أخرى ملمارسة نشاط ما‪ ،‬تعترب كل واحدة منها مبثابة مؤسسة مستغلة‬
‫بصورة مغايرة وتكون يف كل احلاالت خاضعة للضريبة بصفة منفصلة ما دام رقم األعمال الكلي احملقق بعنوان‬
‫جمموع األنشطة املمارسة ال يتجاوز سقف السنوي ثالثني مليون دينار (‪ 30.000.000‬دج)‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬معدالت الضريبة اجلزافية الوحيدة‬


‫‪1‬‬
‫حيدد معدل الضريبة اجلزافية الوحيدة كما يلي‪:‬‬
‫‪ %5 -‬ابلنسبة ألنشطة اإلنتاج و بيع السلع‪.‬‬
‫‪ %12 -‬ابلنسبة لألنشطة األخرى‪.‬‬
‫إذا كان املكلف ميارس نشاطني معا خاضعني ملعدلني خمتلفني للضريبة اجلزافية الوحيدة‪ ،‬حتسب الضريبة بشكل‬
‫‪2‬‬
‫منفصل بتطبيق املعدل اخلاص بكل نشاط على رقم االعمال املوافق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دفع الضريبة اجلزافية الوحيدة‬


‫‪3‬‬
‫تدفع الضريبة اجلزافية الوحيدة وفقا لألسلوبني‪:‬‬
‫‪ -1‬الدفع اإلمجايل‪:‬‬
‫حسب هذا األسلوب يتعني على املكلف دفع حقوق الضريبة اجلزافية الوحيدة يف جمملها عند إيداع التصريح‬
‫التقديري (‪( )G12‬امللحق رقم ‪ )01‬من ‪ 01‬إىل ‪ 30‬جوان ‪.2017‬‬
‫يعد أيضا هذا التصريح التقديري كجدول إشعار بدفع هذه الضريبة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدفع اجلزئي‪:‬‬
‫إذا اختار املكلف ابلضريبة هذا االسلوب‪ ،‬يتعني عليه دفع ‪ %50‬من املبلغ اإلمجايل السنوي للضريبة اجلزافية‬
‫الوحيدة عند إيداع التصريح التقديري (‪ )G12‬ويعد أيضا هذا التصريح التقديري كجدول إشعار بدفع هذه الضريبة‬
‫حيث يتعني عليه تسديد ‪ %50‬املتبقية على دفعتني متساويتني‪:‬‬
‫‪ -‬الدفعة األوىل‪ %25 :‬من املبلغ السنوي اإلمجايل للضريبة اجلزافية الوحيدة من ‪ 01‬إىل ‪ 15‬سبتمرب‪ ،‬عن طريق‬
‫جدول إشعار ابلدفع اجلزئي للضريبة اجلزافية الوحيدة (‪.)G50 Bis‬‬
‫‪ -‬الدفعة الثانية‪ %25 :‬من املبلغ السنوي اإلمجايل للضريبة اجلزافية الوحيدة من‪ 01‬إىل ‪ 15‬ديسمرب من السنة‪،‬‬
‫عن طريق جدول إشعار ابلدفع اجلزئي لضريبة اجلزافية الوحيدة (‪( )G50 Bis‬امللحق رقم ‪.)02‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة دفع الضريبة اجلزافية الوحيدة والتزامات املكلفني ابلضريبة‪ ،2017 ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة تبسيط معترب لإلجراءات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ 3‬وزارة املالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الرسوم على رقم االعمال‬


‫يف هذا املطلب سنتطرق إىل الرسوم اليت تفرض على أرقام االعمال واملتمثلة يف الرسم على القيمة املضافة‬
‫)‪ (TVA‬والرسم على النشاط املهين )‪(TAP‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الرسم على القيمة املضافة (‪)TVA‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الرسم على القيمة املضافة وخصائصه‬
‫يعترب الرسم على القيمة املضافة (‪ )TVA‬صورة من صور الضرائب النوعية على اإلنفاق تطبق يف كل مرحلة من‬
‫مراحل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫يعترب الرسم على القيمة املضافة (‪ )TVA‬ضريبة عامة لالستهالك‪ ،‬ختص العمليات ذات الطابع الصناعي‬
‫‪1‬‬
‫والتجاري‪ ،‬احلريف أو احلر‪ ،‬حتصل الضريبة بصفة منتظمة كلما متت معاملة خاضعة للرسم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬خصائص الرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫من أهم خصائص الرسم على القيمة املضافة نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬ضريبة حقيقية‪ :‬ختص استعمال املداخيل أو االستهالك النهائي للسلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة غري مباشرة‪ :‬تدفع للخزينة ليس بصفة مباشرة من طرف املستهلك النهائي الذي يعترب املدين احلقيقي‬
‫ولكن من طرف املؤسسة اليت هي املدين الشرعي الذي يضمن إنتاج وتوزيع السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة نسبية للقيمة‪ :‬حتصل بنسبة قيمة املنتجات وليس ابالستناد إىل النوعية املادية للمنتوج (احلجم أو‬
‫الكمية)‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة مؤسسة حسب آلية عمل الدفعات المجزئة‪ :‬يف كل مرحلة توزيع إن الرسم على القيمة املضافة خيص‬
‫فقط القيمة املضافة املمنوحة للمنتوج حبيث أن يف هناية احللقة اليت إتبعها املنتوج التكلفة اجلبائية اإلمجالية تطابق‬
‫الرسم احملسوب بواسطة سعر البيع للمستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة تتوقف على آلية اخلصم‪ :‬حيث يتم حساب الرسم الواجب على املبيعات أو اخلدمات املقدمة (الواجب‬
‫الدفع) ويطرح منه مبلغ الرسم الذي حتملته املؤسسة ضمن التكاليف (الواجب اخلصم)‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة حمايدة‪ :‬الرسم على القيمة املضافة ضريبة حمايدة ابلنسبة للمدينني الشرعيني مبا أنه متحمل من طرف‬
‫املستهلك النهائي‪.‬‬

‫‪ 1‬مسية بوعكاز‪ ،‬مسامهة فعالية التدقيق اجلبائي يف احلد من التهرب الضرييب‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة جممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬الدليل التطبيقي للرسم على القيمة املضافة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬جمال تطبيق الرسم على القيمة املضافة‬


‫‪1‬‬
‫ختضع للرسم على القيمة املضافة العمليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات البيع واألعمال العقارية واخلدمات من غي تلك اخلاضعة للرسوم اخلاصة‪ ،‬اليت تكتسي طابعا صناعيا أو‬
‫جتاراي أو حرفيا‪ ،‬ويتم اجنازها يف اجلزائر بصفة اعتيادية أو عرضية‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات االستياد‪.‬‬
‫ويطبق هذا الرسم‪ ،‬أاي كان الوضع القانوين لألشخاص الذين يتدخلون يف إجناز األعمال اخلاضعة للضريبة أو‬
‫وضعيتهم‪ ،‬أو شكل أو طبيعة تدخل هؤالء األشخاص‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬قواعد أتسيس الرسم على القيمة املضافة‬


‫‪ -1‬احلدث املنشئ للرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫يتكون احلدث املنشئ للرسم على القيمة املضافة من‪:‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للمبيعات‪ ،‬من التسليم القانوين أو املادي للبضاعة‪ ،‬غي أن املؤسسات اليت توزع املاء الصاحل للشرب‪،‬‬
‫فإن احلدث الذي ينشئ الرسم على القيمة املضافة بصدده‪ ،‬يتمثل يف حتصيل الثمن كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة لألشغال العقارية‪ ،‬من قبض الثمن كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫ابلنسبة لألشغال العقارية املنجزة من طرف مؤسسات الرتقية العقارية يف اإلطار اخلاص بنشاطهم‪ ،‬يتكون احلدث‬
‫املنشئ للضريبة ابلتسليم القانوين أو املادي للملك إىل املستفيد‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للتسليمات للذات من املنقوالت املصنوعة ومن األشغال العقارية‪ ،‬يتكون احلدث املنشئ من التسليم‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للواردات‪ ،‬من إدخال البضاعة عند اجلمارك‪ ،‬واملدين بهذا الرسم هو املصرح لدى اجلمارك‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للصادرات من املنتوجات اخلاضعة للضريبة‪ ،‬من تقدميها للجمارك‪ ،‬واملدين بهذا الرسم هو املصرح لدى‬
‫اجلمارك‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للخدمات عموما‪ ،‬بقبض الثمن جزئيا أو كليا‪ .‬وفيما يتعلق ابحلفالت واأللعاب التسليات مبختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬ميكن أن يتكون احلدث املنشئ للرسم‪ ،‬إن تعذر القبض‪ ،‬من تسليم التذكرة‪.‬‬
‫‪ -2‬أساس الرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫هناك فرق يف أساس الرسم على القيمة املضافة بني العمليات اليت تتم يف الداخل‪ ،‬وتلك اليت تتم عند االستياد أو‬
‫التصدير‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يف الداخل‪ :‬يشمل رقم األعمال اخلاضع للرسم مثن البضائع أو األشغال أو اخلدمات مبا فيه كل‬
‫‪3‬‬
‫املصاريف واحلقوق والرسوم‪ ،‬ابستثناء الرسم على القيمة املضافة ذاته‪ ،‬ويتكون‪:‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون الرسوم على رقم االعمال‪ ،‬اجلزائر‪ ،2018،‬املادة ‪ ،01‬ص‪.4‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،14‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 3‬عبد احلميد عفيف‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ابلنسبة لعمليات البيع‪ ،‬من املبلغ اإلمجايل للمبيعات‪ ،‬وتتمثل العناصر الواجب إدخاهلا يف‬
‫األساس اخلاضع يف مصاريف النقل إذا كانت على عبء البائع‪ ،‬ومصاريف التغليف إذا كانت‬
‫السلع مباعة بغالف غي مسرتجع‪ ،‬وكذا احلقوق والرسوم املطبقة على املواد أو السلع عند‬
‫استهالكها أو عند ختليصها من اجلمارك‪ ،‬إضافة إىل كل املصاريف املسددة من طرف البائع‪.‬‬
‫ّأم ا العناصر اليت حتذف من األساس اخلاضع فتتمثل يف التخفيضات املمنوحة وحقوق الطوابع‬
‫اجلبائية‪ ،‬وكذا املدفوعات املرتتبة على النقل الذي قام به املدين نفسه لتسليم البضائع‪ ،‬إضافة‬
‫إىل املبلغ املودع ابألمانة على التغليفات اليت جيب إعادتها إىل البائع مقابل تسديد هذا املبلغ‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة لعمليات تبادل البضائع أو املواد اخلاضعة للرسم‪ ،‬من قيمة املواد أو البضائع املسلمة‬
‫مقابل تلك املستلمة‪ ،‬بزايدة معدل الفرق عند االقتضاء‪ ،‬وذلك بني يدي كل طرف يف التبادل‪.‬‬
‫‪ -‬ابلنسبة للتسليمات للذات‪:‬‬
‫▪ األموال املنقولة‪ ،‬من مثن البيع ابجلملة للمنتوجات املماثلة‪ ،‬أو من مثن التكلفة‪،‬‬
‫يضاف إليه الربح العادي للمنتوج املصنّع‪.‬‬
‫▪ األموال العقارية‪ ،‬من مثن تكلفة االجناز‪.‬‬
‫ب‪ -‬عند االسترياد‪ :‬يتشكل أساس الفرض الضرييب من الثمن املدفوع أو للدفع من طرف املرسل له مضاف‬
‫‪1‬‬
‫إليه بعض مصاريف النقل والتامني للرسوم والرسوم اإلضافية اجلمركية دون الرسم على القيمة املضافة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عند التصدير‪ :‬يتشكل أساس الفرض الضرييب ابلنسبة للعمليات اخلاضعة للرسم على القيمة املضافة من‬
‫‪2‬‬
‫مثن البضائع أثناء التصدير مضاف إليه كل احلقوق والرسوم اجلمركية دون الرسم على القيمة املضافة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬معدالت الرسم على القيمة املضافة وطريقة دفعه‬


‫‪ -1‬معدالت الرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫حيدد معدل الرسم على القيمة املضافة يف معدلني نص عليهما قانون الرسوم على رقم األعمال وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املعدل املخفض ‪ %9‬بطبق على السلع واخلدمات اليت متثل منفعة خاصة على الصعيد االقتصادي أو‬
‫االجتماعي أو ثقايف‪ ،‬إذ يطبق على املنتجات‪ ،‬األموال‪ ،‬األدوات والبضائع املشار إليها يف املادة ‪ 23‬من‬
‫قانون الرسوم على رقم االعمال‪.‬‬
‫‪ -‬املعدل العادي ‪ %19‬ويطبق على املنتجات‪ ،‬البضائع واخلدمات اليت ال ختضع للمعدل املخفض‪.‬‬
‫‪ -2‬دفع الرسم على القيمة املضافة‪:‬‬
‫هناك ثالث طرق لدفع الرسم على القيمة املضافة واملتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬الدليل التطبيقي للرسم على القيمة املضافة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 21‬و‪ ،23‬قانون الرسوم على رقم االعمال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظام العام‪:‬‬


‫يتعني عل كل مكلف ابلضريبة خاضع للنظام الضرييب احلقيقي يقوم بعمليات خاضعة للرسم على القيمة املضافة‬
‫أن يرسل قبل العشرين (‪ )20‬يوم األوىل من كل شهر إىل قابض الضرائب املختلفة الذي يوجد مبقره أو إقامته الرئيسية‬
‫يف دائرة إختصاصه‪ ،‬كشفا (‪( )G50‬امللحق رقم ‪ )03‬يبني فيه مبلغ العمليات احملققة من طرف جمموع عمليات‬
‫‪1‬‬
‫اخلاضعة للضريبة‪ ،‬وميكن أال يتم دفع الضريبة املستحقة يوم ايداع التصريح‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام األقساط الوقتية‪:‬‬
‫يطبق هذا النظام على املكلفني ابلضريبة الذين ميلكون إقامة دائمة والذين ميارسون نشاطاتهم منذ ستة (‪ )06‬أشهر‬
‫على األقل‪ ،‬وهذا بناءا على طلب منهم من أجل اخلضوع إىل هذا النظام‪ ،‬ومن أجل ذلك جيب تقدمي الطلب قبل‬
‫أول فيفري‪ ،‬ويعترب هذا األخي صاحلا للسنة املالية أبكملها‪ ،‬ابستثناء حاليت التنازل عن املؤسسة أو التوقف عن‬
‫النشاط‪.‬‬
‫ويتم تسديد الرسم شهراي على أساس (‪ )12/1‬من رقم األعمال املصرح به يف السنة املاضية‪ ،‬على أن تتم التسوية قبل‬
‫‪2‬‬
‫أول أفريل من السنة املوالية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الرسم على النشاط املهين (‪)TAP‬‬


‫أوال‪ :‬اإلطار العام للرسم على النشاط املهين وجمال تطبيقه‬
‫لقد استحدث الرسم على النشاط املهين مبوجب املادة ‪ 21‬من قانون املالية لسنة ‪ ،1996‬حيث يستحق الرسم‬
‫بصدد رقم اعمال حمقق يف اجلزائر من طرف املكلفني ابلضريبة الدين ميارسون نشاطا ختضع أرابحه للضريبة على‬
‫‪3‬‬
‫الدخل اإلمجايل‪ ،‬يف صنف األرابح املهنية أو للضريبة على أرابح الشركات‪.‬‬
‫ويطبق هذا الرسم على النشاط املهين على‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيني واملعنويني املمارسني لنشاط ختضع عائداته إىل الضريبة على الدخل اإلمجايل )‪،(IRG‬‬
‫فئة األرابح الصناعية والتجارية والضريبة على أرابح الشركات )‪،(IBS‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيني اخلاضعني للضريبة على الدخل اإلمجايل فئة األرابح غي جتارية‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬األساس اخلاضع للرسم على النشاط املهين ومعدالته‬
‫‪ -1‬األساس اخلاضع للرسم على النشاط املهين‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫ابلنسبة لألساس اخلاضع للضريبة فهو‪:‬‬
‫‪ -‬رقم األعمال بدون الرسم على القيمة املضافة ابلنسبة للخاضعني للرسم على القيمة املضافة‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬الدليل التطبيقي للرسم على القيمة املضافة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،217‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 4‬وزارة املالية‪ ،‬النظام اجلبائي اجلزائري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬رقم األعمال مبا يف ذلك الرسم على القيمة املضافة ابلنسبة لغي اخلاضعني للرسم على القيمة املضافة‪.‬‬
‫‪ -2‬معدالت الرسم على النشاط املهين‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حتدد معدالت الرسم على النشاط املهين كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معدل ‪ %1‬ابلنسبة ألنشطة اإلنتاج االستفادة من التخفيضات‪.‬‬
‫‪ -‬معدل ‪ %2‬ابلنسبة لباقي األنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬معدل ‪ %3‬ابلنسبة رقم األعمال الناتج عن نشاط نقل احملروقات بواسطة األانبيب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اثلثا‪ :‬التخفيضات يف جمال الرسم على النشاط املهين‬
‫‪ -1‬يستفيد من ختفيض قدره ‪:%25‬‬
‫‪ -‬نشاطات البناء واألشغال العمومية والري‪.‬‬
‫‪ -2‬يستفيد من ختفيض قدره ‪:%30‬‬
‫‪ -‬مبلغ عمليات البيع ابجلملة‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ عمليات البيع ابلتجزئة‪ ،‬واملتعلقة مبواد يشتمل سعر بيعها ابلتجزئة على ما يزيد عن ‪ %50‬من‬
‫احلقوق غي املباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬يستفيد من ختفيض قدره ‪:%50‬‬
‫‪ -‬مبلغ عمليات بيع ابجلملة اخلاصة ابملواد اليت يتضمن سعر بيعها ابلتجزئة أكثر من ‪ %50‬من احلقوق غي‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ عمليات البيع ابلتجزئة‪ ،‬اخلاصة ابألدوية‪ ،‬بشرط ان‪:‬‬
‫▪ تكون مصنفة ضمن املواد االسرتاتيجية كما ينص عليها املرسوم التنفيذي ‪ 31-90‬املؤرخ يف ‪15‬‬
‫يناير ‪.1996‬‬
‫▪ وأن يكون معدل الربح للبيع ابلتجزئة يرتاوح ما بني ‪ %10‬و‪.%30‬‬
‫‪ -4‬يستفيد من ختفيض قدره ‪:%75‬‬
‫‪ -‬مبلغ عمليات البيع ابلتجزئة للبنزين املمتاز والعادي والغازوال‪ ،‬ومينح جتار التجزئة الذين هلم صفة عضو‬
‫جيش التحرير الوطين أو املنظمة املدنية جلبهة التحرير الوطين وارامل الشهداء‪ ،‬حتفيضا ابلنسبة ‪ %30‬من‬
‫رقم األعمال اخلاضع للضريبة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،222‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،219‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لعملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خامتة الفصل‪:‬‬
‫من خالل ما سبق نستخلص أن عملية التحصيل الضرييب هلا أمهية كبية حيث حتتل وابلدرجة األوىل املركز األول‬
‫لإليرادات املختلفة الدولة‪ ،‬لذلك تسهر إدارة الضرائب على ضمان فرضها وحتصيلها مبختلف الطرق والوسائل‪ ،‬بداية‬
‫ابلطرق الودية واليت حتدث مبجرد حلول آجال دفع دين الضريبة‪ ،‬وصوال إىل الطرق اجلربية واليت يتصدرها اإلنذار‬
‫وبعدها إشعار الغي احلائز مرورا ابحلجز بكل أنواعه مث الوصول أخيا إىل البيع‪.‬‬
‫وقد أوكلت مهمة التحصيل إىل هيئة تسمى بقباضة الضرائب حيث جندها يف كل الوالايت‪ ،‬فتسعى الدولة دائما‬
‫إىل الزايدة يف معدل التحصيل‪ ،‬ابلتايل ميكن القول هنا أن املكلف سواء كان شخصا طبيعيا أو معنواي فهو ملزم بدفع‬
‫ما عليه من ضرائب وذلك تفاداي للمشاكل اليت ميكن أن تعرتضه من وراء اإلجراءات اليت ميكن أن تتخذها إدارة‬
‫الضرائب حال عدم أدائه هلا يف األوقات احملددة وابلنسب املفروضة عليه‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫عوائق التحصيل الضريبي‬
‫في الجزائر‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫متهيد‪:‬‬

‫تعترب الضريبة أحد أهم الوسائل لتغطية األعباء العامة للدولة ومتويل اخلزينة العمومية‪ ،‬فهي اقتطاع مايل إجباري‬
‫من الذمة املالية للمكلف لتحقيق أهداف تنموية تسطرها الدولة‪ ،‬هلذا فهي تعطي أمهية كبية لعملية حتصيلها‪ ،‬اىل‬
‫أهنا تواجه يف ذلك عدة عوائق ومشاكل أثناء عملية التحصيل‪ ،‬هذا ما سنحاول إيضاحه من خالل هذا الفصل‬
‫بتقسيمه إىل املباحث التالية‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬عوائق تتعلق ابإلدارة والتشريع الضرييب‬

‫املبحث الثاين‪ :‬نقص الوعي الضرييب واتساع حجم االقتصاد املوازي‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االزدواج الضرييب وتفشي ظاهرة الغش والتهرب الضرييب‬

‫‪33‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬عوائق تتعلق ابإلدارة والتشريع اجلبائي‬


‫تواجه عملية التحصيل الضرييب عدة عوائق منها ما يتعلق ابإلدارة اجلبائية ومنها ما هو متعلق ابلتشريع اجلبائي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اإلدارة اجلبائية والعوائق اخلاصة هبا‬
‫تعترب اإلدارة الضريبية أداة تنفيذ النظام الضرييب‪ ،‬وهي بذلك ميكن أن تواجه عوائق ومشاكل خالل عملية‬
‫التحصيل اليت تعترب جزء من مهاما‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة اجلبائية‬

‫تعترب اإلدارة اجلبائية جزءا من اإلدارة املالية واليت هي بدورها جزءا من اإلدارة العامة‪ ،‬واإلدارة العامة هي (كل‬
‫جهد أو نشاط مجاعي داخل املنظمات العامة يتصل إبمتام أو تنفيذ األعمال بواسطة املوظفني عن طريق ختطيط‬
‫وتنظيم وتنسيق ورقابة جمهود اهتم وتصرفاهتم من جانب‪ ،‬واستخدام اإلمكاانت املادية على الوجه األمثل من‬
‫جانب آخر قاصدة بذلك إشباع احلاجات العامة على مقتضى أحكام الدستور والقوانني)‪.‬‬

‫أما اإلدارة اجلبائية فهي جزءا من السلطة التنفيذية يف الدولة‪ ،‬تتوىل تنفيذ وتطبيق القانون الضرييب وهي جهة‬
‫إدارية اتبعة لوزارة املالية‪ ،‬وختتص اإلدارة اجلبائية بتنفيذ القانون الضرييب والتحقق من سالمة تطبيقه وذلك محاية‬
‫ملصاحل اخلزينة من جهة‪ ،‬وحقوق املمولني من جهة أخرى‪ ،‬وحيدد القانون الضرييب عالقة اإلدارة اجلبائية ابملمولني‪،‬‬
‫من حيث بيان حقوق وواجبات كل طرف‪ ،‬فالقانون الضرييب يفرض على املمول تقدمي إقرار ضرييب عن دخله‬
‫‪1‬‬
‫خالل الفرتة احملددة لذلك يف القانون‪ ،‬ويتحمل املمول مسؤولية ما جاء يف هذا اإلقرار من معلومات‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أمهية اإلدارة اجلبائية‬


‫‪2‬‬
‫تكمن أمهية اإلدارة اجلبائية يف جمالني أساسيني مها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تنفيذ القوانني الضريبية بشكل يضمن محاية حقوق اخلزينة العامة من جهة ومحاية حقوق املمولني من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اقرتاح التعديالت الالزمة على القوانني الضريبية إلجياد قانون ضرييب عصري يالئم احتياجات اجملتمع‪ .‬وعليه‬
‫فانه يقع على عاتق اإلدارة اجلبائية مهام كبية أمهها التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‪ .‬ففي جمال التخطيط تعمل‬

‫‪ 1‬جمدي نبيل حمود شرعب‪ ،‬امتيازات اإلدارة الضريبية‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطني‪ ،2006 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ 2‬جمدي نبيل حمود شرعب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪34‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫اإلدارة اجلبائية على حتليل األهداف الواجب حتقيقها‪ .‬ورسم السياسات الضريبية وتنسيق األنشطة‪ ،‬لتحديد‬
‫حصيلة اإليرادات السنوية من ضريبة الدخل حيث يساعد ذلك على وضع اخلطط والربامج دون إرهاق للميزانية‪.‬‬

‫أما يف جمال التنظيم فيقع على عاتق اإلدارة اجلبائية تشكيل اهليكل التنظيمي للدائرة وحتديد الوظائف‬
‫الصالحيات مبوجب القوانني واألنظمة‪ .‬ويف جمال التوجيه تقوم اإلدارة اجلبائية إبصدار األنظمة والتعليمات اليت‬
‫تساعد املوظفني يف عملهم كإصدار الكشوفات اخلاصة ابلتقدير والربط والتحصيل‪ .‬ويف جمال الرقابة تقوم اإلدارة‬
‫اجلبائية بعمل رقابة دورية على املوظفني على كيفية إجنازهم لعملهم‪ ،‬ابإلضافة لتقييم العمل وحتديد العقبات اليت‬
‫حالت دون الوصول إىل األهداف املرجوة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العوائق املرتبطة ابإلدارة اجلبائية‬

‫ابعتبار اإلدارة اجلبائية مهزة الوصل بني املكلف واإلدارة اجلبائية البد هلاته األخية أن ترقى ملستوى الواجب‬
‫املطلوب منها يف حتصيل الضرائب مبختلف أنواعها دون أن تواجه يف ذلك أي تعقيدات أو عراقيل‪ ،‬واليت تتمثل‬
‫أساسا يف نقص الكفاءات واإلمكانيات البشرية واملادية وكذا احلماية املقررة للمراقبني وأعوان املالحقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قصور اإلمكانيات والكفاءة البشرية‬

‫حيث تعرف اإلدارة اجلبائية قصور يف أعواهنا وموظفيها سواء من انحية العدد أو من انحية التأهيل والكفاءة‪.‬‬
‫فتضخم مهام اإلدارة وتعدد وظائفها وكثرة امللفات مقارنة ابلكفاءات الضرورية ملراقبتها يفسر إىل حد كبي الفرتات‬
‫‪1‬‬
‫املتباعدة حلمالت الرقابة وطول مدة إجراءاهتا‪ ،‬هذا ما يفتح ابب واسع للمكلفني للتهرب من واجبهم الضرييب‪،‬‬
‫يف ضل التطور املستمر لطرق التهرب الضرييب واستعانة املتهربني من ذوي اخلربة ابستعمال طرق ال يتم اكتشافها‬
‫إال من طرف مراقبني ذوي خربة مهنية يف هذا اجملال‪ .‬كما تساعد اخلربة والكفاءة يف كسب الوقت من خالل‬
‫سرعة اكتشاف األخطاء والتالعبات واليت ميكن أن يقوم العون مبجرد االطالع على وضعية املكلف ونوع نشاطه‬
‫واملخالفات اليت يرتكبها‪.‬‬

‫كما تعاين االدارة اجلبائية من نقص املراقبني ‪ ،‬وخاصة أن قانون االجراءات اجلبائية ينص على أن عملية الرقابة‬
‫اجلبائية ال تتم إال من طرف أعوان اإلدارة اجلبائية الذين هلم رتبة مفتش على األقل‪ ،‬حبيث ال يوجد تناسب بني‬
‫‪2‬‬
‫عدد املكلفني وعدد املفتشني يف اإلدارة اجلبائية ‪ ،‬وهو ما يدل على ضعف األمهية املمنوحة لإلدارة اجلبائية ‪،‬‬

‫‪ 1‬عبد الرمحان مغاري‪ ،‬بالل شيخي‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائية يف تنمية التحصيل الضرييب عن طريق تفعيل الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬اجلزائر‪ ،‬جوان‬
‫‪ ،2013‬ص‪.42‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،19‬قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪35‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫خاصة يف هذه الفرتة اليت تعرف انتعاش اقتصادي متيز ابحلجم الكبي لإلنفاق العمومي وكثرة املتعاملني‬
‫‪1‬‬
‫االقتصاديني‪ ،‬مما يقوض من الية الرقابة اجلبائية على كثي من امللفات‪ ،‬ويشجع املكلفني على التهرب الضرييب‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬نقص االمكانيات والوسائل املادية‬

‫تعرف االدارة اجلبائية يف اجلزائر مشاكل تؤثر ابستمرار على عملها التحصيلي الرقايب تتمثل اساسا يف ضعف‬
‫االمكانيات املادية املرتبطة بتجهيز املقرات مبختلف الوسائل املساعدة يف هذا اإلطار وتوفي وسائل نقل األعوان‬
‫اىل مقرات املكلفني ابلضريبة إلجراء التحقيقات حيث يلجأ األعوان إىل استعمال وسائلهم اخلاصة يف أغلب‬
‫األحيان من أجل أداء مهامهم‪ 2.‬وربط اإلدارة اجلبائية بوسائل االتصال احلديثة لتسهيل عملية تبادل املعلومات‬
‫واملعطيات بني هياكل االدارة اجلبائية مبختلف مستوايهتا ‪ ،‬وامكانية ربطها مع اهليئات االخرى ذات الصلة لطلب‬
‫املعلومات‪ .‬ورغم التطور اهليكلي الذي مس االدارة اجلبائية يف اجلزائر‪ ،‬إال أهنا الزالت تعتمد على الوسائل‬
‫التقليدية يف مجيع األعمال الرقابية والتحصيلية واإلدارية يف وقت تعرف فيه تكنولوجيا املعلومات تقنيات معاجلة‬
‫‪3‬‬
‫متطورة جدا واستعمال واسعا يشمل مجيع املؤسسات العمومية واخلاصة‪.‬‬

‫فضال عن ضآلة املرتبات واملكافآت احملفزة ألعوان اإلدارة اجلبائية حيث تعاين هذه الفئة من ضعف األجور‬
‫واملراتابت واخلدمات األخرى مقارنة ابلدور الذي تلعبه يف محاية أموال الدولة من الضياع‪ ،‬اذ أن غياب أدىن‬
‫الوسائل الضرورية احملفزة على العمل يؤدي إىل قصور هذه الفئة يف أداء وظائفها ويدفعهم للتواطؤ وعدم القيام‬
‫‪4‬‬
‫بواجبهم على أكمل وجه‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬ضعف احلماية املقررة ألعوان املتابعة واملراقبني‬

‫يكفل املشرع اجلبائي للمراقبني ضمان احلماية اثناء أتدية وظائفهم الصعبة‪ ،‬اال أن هذه الضماانت غي كافية‬
‫نظرا ملا يتعرضون له من اعتداءات معنوية و جسدية من طرف بعض املكلفني‪ ،‬و لذلك فهم يف حاجة اىل‬
‫تعزيزات امنية و خاصة أثناء التحقيق بعني املكان يف املناطق النائية‪ ،‬مقارنة ابلدور احلساس الذي تلعبه يف محاية‬
‫أموال الدولة من الضياع و املبالغ املسرتجعة اليت كانت اخلزينة ستحرم منها لوال القيام بعملية الرقابة‪ ،‬اذ أن غياب‬
‫أدىن الوسائل الضرورية احملفزة على العمل يؤدي اىل قصور هذه الفئة يف أداء و وظائفها فضال عن ما ينتج عنها‬

‫‪ 1‬سوامل سفيان‪ ،‬واقع الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ :‬صعوابت تطبيقها واحللول املقرتحة لتفعيلها‪ ،‬امللتقى الوطين حول" الرقابة اجلبائية يف اجلزائر"‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قاملة يومي‬
‫‪ 28‬و‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص‪.3‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم طرشي‪ ،‬التهرب الضرييب وآليات مكافحته‪ ،‬مذكره ماسرت‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 3‬إبراهيم طرشي‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 4‬عبد الرمحان مغاري‪ ،‬بالل شيخي‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائية يف تنمية التحصيل الضرييب عن طريق تفعيل الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪36‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫من تقصي أو احنراف ي أداء مهامها جراء اغراءات املكلفني املتهربني من دفع الضريبة وهو ما يؤثر سلبا على‬
‫‪1‬‬
‫التحصيل الضرييب‪.‬‬

‫ومن خالل ما عرضناه يف هذا املطلب من نقائص ومشاكل اليت تعاين منها اإلدارة اجلبائية‪ ،‬فإن النظام الضرييب‬
‫اجلزائري ال زال بعيدا عن املعايي الدولية يف األداء والتحصيل الضرييب‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التشريع اجلبائي والعوائق املرتبطة به‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف التشريع اجلبائي‬
‫للتشريع اجلبائي مفهومان أحدمها ضيق واآلخر واسع‬
‫أوال‪ :‬املفهوم الضيق للتشريع اجلبائي‬
‫يتمثل يف جمموعة القواعد القانونية و طرق تنفيذها ميدانيا‪ ،‬و اليت تسمح للسلطات العمومية إبجراء‬
‫االقتطاعات الضريبية املشروعة (وفق التشريع) ابحرتام اإلجراءات القانونية (وفق قواعد قانون االجراءات اجلبائية )‪،‬‬
‫بدء من البحث عن املادة الضريبية ‪ ،‬اىل استغالل املعلومات و التصرحيات اجلبائية ‪ ،‬حتديد اسس الضريبة وفق‬
‫القواعد الفنية املرسومة ‪،‬اصدار الضريبة وفق جدول الفردية أو مجاعية أو االقتطاع من املنبع ‪....‬اخل‪ ،‬اىل حتصيل‬
‫الضرائب الوجبة من خالل املراحل املختلفة (خماطبة املكلف ابلضريبة‪ ،‬املتابعة‪ ،‬الدفع‪ ،‬ترصيد املبالغ احملصلة وفق‬
‫قواعد احملاسبة العمومية اىل االسناد احملاسيب)‪.‬‬

‫ويعرف النظام اجلبائي على أنه "النظام اجلبائي مبفهوم الضيق يعين جمموعة القواعد القانونية والفنية اليت متكن‬
‫‪2‬‬
‫من االقتطاع الضرييب يف مراحله املتتالية من التشريع إىل الربط والتحصيل"‬

‫اثنيا‪ :‬املفهوم الواسع للتشريع الضرييب‬


‫مفهوم التشريع الضرييب هو أكثر اتساعا ويشمل جمموعة العناصر االدارية‪ ،‬القانونية االجتماعية واالقتصادية‬
‫اليت تطبع التدابي اجلبائية لإلدارة العمومية‪ ،‬كما يشمل املفهوم املوسع للنظام الضرييب جمموعة العناصر االيديولوجية‬
‫واالقتصادية الفنية واليت يؤدي تراكبها اىل الكيان ضرييب معني‪ ،‬ويف هذا املعىن املوسع يصبح النظام اجلبائي يف‬
‫الواقع صياغة وترمجة للسياسة اجلبائية يف اجملتمع‪ ،‬فهو ميثل أساليب حتقيق اهدافها‪.‬‬

‫‪ 1‬بوشرى عبد الغين‪ ،‬فعالية الرقابة اجلبائية وأثرها يف مكافحة التهرب الضرييب يف اجلزائر (‪ ،)1999-2009‬مذكره ماجستي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.195‬‬
‫‪ 2‬قطار نور الدين‪ ،‬احلماية القانونية للبيئة يف ضل التشريع اجلبائي ‪-‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة حممد ملني دابغني‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪37‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وعليه‪ ،‬فان النظام الضرييب يف مفهومه الواسع يتعدى تطبيق الفين للقواعد التشريعية بغرض أتسيس الضريبة‬
‫وحتصيلها‪ ،‬ليصبح اداة لتنفيذ السياسة اجلبائية للدولة‪ ،‬وهو ابلتايل جزء من النظام املايل‪ ،‬وهو ايضا أحد مكوانت‬
‫‪1‬‬
‫النظام االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬العوائق املرتبطة ابلتشريع اجلبائي‬


‫يتصف التشريع الضرييب خبصائص ختتلف عما متتاز به التشريعات الوضعية عامة‪ ،‬وتكون ابعثًا للمكلف‬
‫للتهرب من الضريبة‪.‬‬

‫تبعا للسياسة املالية واحلالة االقتصادية يف البالد‬


‫إن التشريع الضرييب غي مستقر ويتعدل بصورة متواصلة ً‬
‫متاما بعد‪ ،‬فقد‬
‫العتبارات فنية عديدة‪ .‬وهذه احلقيقة ما زالت موجودة حىت اآلن ذلك أن النظام الضرييب مل يستقر ً‬
‫توالت حىت اآلن قوانني فرض الضرائب املتعددة العادية والنوعية واالستثنائية والعامة والنسبية والتصاعدية‪ .‬وما زال‬
‫هناك تعديل يف بعض أحكام الضرائب من وقت آلخر ورفع معدالت الضريبة‪ ،‬ويتبع كل هذا إجراءات عديدة‬
‫وخمتلفة مما يزيد يف تعقيد التشريع اجلبائي‪ ،‬كما يؤدي سوء التشريع وعدم مسايرته للواقع االقتصادي واالجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫يف الدولة إىل مزيد من التهرب الضرييب‪.‬‬

‫دورا يف تشجيع املكلف على التهرب‪.‬‬


‫واىل جانب الصفات العامة للتشريع الضرييب تؤدي الصياغة القانونية ً‬
‫وضوحا‪ ،‬ويرتك جماً ال أكرب لتدخل اإلدارة يف حتديد‬
‫ً‬ ‫فبقدر ما تكون الصياغة معقدة يكون القانون أقل‬
‫اإلعفاءات والتخفيضات‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل عدم قناعة املكلف ابلضريبة املفروضة عليه وإىل حماولة التهرب منها‪.‬‬
‫وبقدر ما تكون الصياغة ضعيفة تكثر يف القوانني الثغرات وتكثر التعليمات اليت ال تكون ابلضرورة موضوعية بل‬
‫‪3‬‬
‫حلاالت معينة‪ ،‬مما يدفع املكلف إىل التفتيش عن وسائل للتهرب من خالل الثغرات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كما أن تعقد التشريعات‪ ،‬وعدم وضوحها خيلق دائما عالقة متوترة ما بني املكلف وإدارة الضرائب‪،‬‬

‫ويعود هذا التعقيد إىل احلجم الكبي للنصوص القانونية واليت تعىن كل واحدة منها بنوع من أنواع الضرائب‬
‫حبيث توجد ستة قوانني منفصلة عن بعضها البعض وما حتويه كل واحدة منها من إعفاءات وختفيضات وإضافة يف‬
‫سعر الضريبة‪ ،‬وهذا التنوع يف الضرائب يصعب من مهمة األعوان اإلداريني مما يسمح للمكلف ابستغالل هذه‬
‫الوضعية بتقدمي التصريح الذي يناسبه‪.‬‬

‫‪ 1‬قطار نور الدين‪ ،‬احلماية القانونية للبيئة يف ضل التشريع اجلبائي ‪-‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ 2‬خالد خطيب‪ ،‬التهرب الضرييب‪ ،‬جملة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،‬اجمللد ‪ ،16‬العدد الثاين‪ ،2000،‬ص‪.167‬‬
‫‪ 3‬لزرق البد‪ ،‬ظاهرة التهرب الضرييب وانعكاساهتا على االقتصاد الرمسي يف اجلزائر ‪ ،‬مذكره ماجستي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012،‬ص‪.56‬‬
‫‪ 4‬قريش حممد‪ ،‬دراسة ظاهرة التهرب والقش الضرييب وآاثرها على إيرادات الدولة‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.68‬‬

‫‪38‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫إضافة إىل أن القانون الضرييب ال حيقق توازًان بني املكلف واإلدارة ألن عالقة املكلف ابلدولة ‪ ،‬فاعرتاضاته يف‬
‫تطبيق القانون تكون إىل الدولة اليت هي نفسها تفرض الضريبة بسلطاهتا وامتيازاهتا‪.‬‬

‫من خالل ما مت عرضه ميكن القول أن هذا الغموض والتعقيد وعدم االستقرار الذي مييز التشريعات الضريبية‬
‫أدى اىل احلد من فاعلية جهاز التحصيل الضرييب نظرا إىل‪:‬‬

‫‪ -‬عدم فهم املكلف للنصوص القانونية بسبب كثرة التعديالت‪ ،‬املعدالت‪ ،‬التخفيضات واإلعفاءات‪ .‬االمر‬
‫‪1‬‬
‫الذي يزيد من حاالت التهرب الضرييب وابلتايل عدم حتصيل الضريبة‪،‬‬
‫‪ -‬التعديالت املتكررة يف القوانني اليت تثي الكثي من اجلدل والنقاش‪ ،‬وتؤدي اىل الكثي من النزعات الفكرية‬
‫بني املمولني واعوان الضرائب‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عدم وجود نصوص قانونية حتمي أعوان الرقابة واملتابعة وتضمن حقوقهم يف تنفيذ مهامهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد القوانني الضريبية اىل أكثر من قانون واحد مما يصعب استيعاهبا وتطبيقها‪،‬‬
‫‪ -‬عدم مسايرة التشريعات احلالية واإلدارة لثورة االعالم واالتصال وطبيعة التجارة االلكرتونية اليت يصعب‬
‫‪3‬‬
‫مراقبتها‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرمحان مغاري‪ ،‬بالل شيخي‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائية يف تنمية التحصيل الضرييب عن طريق تفعيل الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 2‬سفيان سوامل‪ ،‬واقع الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ :‬صعوابت تطبيقها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 3‬امحد وشان‪ ،‬بن على بلعزوز‪ ،‬االصالحات الضريبية كأداة لعصرنة وتطوير اإلدارة الضريبية ابإلشارة اىل حالة اجلزائر‪ ،‬جملة األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،17‬جانفي ‪ ،2017‬ص‪.73‬‬

‫‪39‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬نقص الوعي الضرييب واتساع حجم االقتصاد املوازي‬

‫توجد صعوابت أخرى خارجة عن نطاق اإلدارة اجلبائية والتشريع اجلبائي‪ ،‬إذ أهنا ختتص أبطراف أخرى مثل‬
‫الوعي الضرييب لدى املكلفني ابلضريبة واتساع حجم االقتصاد املوازي‬

‫املطلب األول‪ :‬الوعي الضرييب وأمهيته‬

‫تتأثر العالقة بني املكلف واإلدارة اجلبائية بدرجة الوعي الضرييب‪ ،‬إذ يساهم الوعي الضرييب لدى األفراد يف‬
‫إدراكهم أمهية اإلسهام يف حتمل األعباء العامة بدفع االلتزامات املرتتبة عليهم جتاه الدولة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الوعي الضرييب‬

‫الوعي على وجه العموم هو أدراك املرء لذاته وأحواله وأفعاله إدراكا مباشراً وهو أساس كل معرفة‪ ,‬حيث يعترب‬
‫الوعي الشرط األساسي لنيل األهداف واكتساب الطموحات الرفيعة واختاذ السبل الصحيحة‪ ,‬فاإلنسان ال‬
‫يستطيع أن حيدث أي تغيي يف سلوكه وتصرفاته أال بعد املبادرة إىل تنمية وعيه ورفع مستواه الفكري‪ ,‬وبسمو‬
‫الوعي يتمكن اإلنسان من نيل حالة االستقامة والثبات‪ ,‬ومبا أن الدولة تعترب هي القوة املنظمة لشؤون اجملتمع‪,‬‬
‫ويقع على عاتقها عبء تقدمي اخلدمات العامة إىل املواطنني‪ ,‬لذلك فهي حباجة إىل نفقات عامة‪ ,‬حيث جيب أن‬
‫حتصل عليها أو على جزء منها من أفراد اجملتمع الذين يستفيدون من هذه اخلدمات وميكن أن يكون دفع الضريبة‬
‫‪1‬‬
‫هو ابرز شكل من أشكال مسامهة األفراد يف حتمل أعباء املصلحة العامة‪.‬‬

‫و يعترب انعدام الوعي الضرييب للمكلف من بني املشاكل األساسية اليت تعيق عملية الرقابة اجلبائية ‪ ،‬اضافة اىل‬
‫االعتقاد السائد أبن الضريبة أداة الفتقار الشعوب و أهنا تشكل إجحافا يف حق دافعيها ‪ ،‬و لذلك يلجأ املكلف‬
‫إىل التهرب من دفعها قدر اإلمكان حىت و لو كان مبلغها ال يشكل عبئا كبيا و خاصة يف ظل االصالحات‬
‫اجلبائية و التحفيزات املمنوحة للمكلفني ابلضريبة ‪ ،‬و تعترب ظاهرة الرشوة اليت تعكس انعدام الضمي األخالقي‬
‫لدى املكلفني ابلضريبة الذين يقمون مبنح هبات و هدااي كرشوة ألعوان اإلدارة اجلبائية لفتح جمال التهرب من دفع‬
‫الضريبة من خالل ختفيض املستحقات الضريبية و االستفادة من امتيازات غي مستحقة إخفاء الكشوفات و‬
‫املخالفات اليت يرتكبوهنا أثناء برجمة امللفات داخل مفتشية الضرائب للتهرب من دفع الضريبة ‪.‬‬

‫كما يؤدي غياب الثقافة الضريبية لدى املكلفني ابلضريبة فيما خيص الضرائب اليت خيضعون هلا‪ ،‬واجلهل‬
‫بكيفية حتديد الوعاء وطرق التحصيل إىل عدم االقتناع ابلنظام الضرييب املطبق عليهم وهو ما قد يؤدي هبم اللجوء‬

‫‪ 1‬عباس انصر سعود‪ ،‬تعزيز الثقة بني املكلف واإلدارة الضريبية‪ ،‬دراسة ميدانية يف اهليئة العامة للضرائب وفروعها‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬العراق‪ ،2010،‬ص‪.6‬‬

‫‪40‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫للتهرب من دفع الضريبة إضافة إىل جهل املكلف للدور الذي تلعبه الضريبة يف احلياة االقتصادية املعاصرة‬
‫والوظائف املالية واالقتصادية اليت تؤديها‪ ،‬إضافة إىل أهنا تطبق مبادئ العدالة واملسواة وهتدف إىل حتقيق النفع‬
‫‪1‬‬
‫العام‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أمهية الوعي الضرييب‬

‫تربز أمهية الوعي الضرييب لدى كل من املكلف واإلدارة اجلبائية يف جناح السياسة الضريبية وحتسني العالقة‬
‫‪2‬‬
‫بينهما كما حيقق الفاعلية يف تطبيق األحكام والقوانني‪ ،‬وتتجسد أمهيته من خالل االيت‪:‬‬

‫‪ -‬أن نشر الوعي الضرييب بني أفراد اجملتمع حيفزهم على أداء واجباهتم الضريبية وفقاً ألحكام القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تربز أمهية الوعي الضرييب ابلنسبة للضرائب املباشرة ألهنا تشعر املكلفني هبا وبواجباهتم الضريبية فاملكلف‬
‫يدفع الضريبة كمسامهة يف اجملتمع‪ ،‬وان ذلك سوف يدفعه ابالهتمام ابملشاكل العامة ومراقبة احلكومة يف‬
‫تصرفاهتا املالية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف املواطنني ابلضريبة وطبيعتها ومشروعية حق الدولة يف تقاضيها ووجوه أنفاقها‪ ،‬وان الشعور‬
‫ابملسؤولية جتاه دفع الضريبة أمر ال يقوم على االعتبارات املوضوعية والفنية وحدها بل يستند على الوعي‬
‫الضرييب ومتتع أفراد اجملتمع بروح االنتماء السليم إىل الوطن‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور املؤسسات يف نشر الوعي الضرييب‬

‫تلعب املؤسسات مبختلف أشكاهلا دورا مهما يف نشر الوعي الضرييب بني املكلفني واإلدارة اجلبائية فإذا كان‬
‫الناس ينظرون إىل التهرب الضرييب أبنه عمل غي أخالقي فان مستوى االلتزام الضرييب بني املكلفني سيتفع حىت‬
‫عندما تكون احتماالت اكتشاف التهرب الضرييب من قبل اإلدارة اجلبائية منخفضة أو تكون اجلزاءات قليلة‬
‫القسوة‪ ,‬وابختصار لوال الوعي الضرييب ملا نشأت األمم الكبية والشعوب القوية وملا ظهرت االقتصادايت العاملية‬
‫والدول الكربى والعظمى يف هذا العامل‪ ,‬حيث نرى أمريكا والياابن والدول األوروبية تعترب الضريبة هي الوطن فلوال‬
‫الضريبة والوعي الضرييب ملا نشأ الوطن‪ ،‬إذ جيب نشر الوعي الضرييب بني صفوف اجملتمع ككل‪ ،‬الن هذه املسؤولية‬
‫‪3‬‬
‫هي مسؤولية كل املنظمات االجتماعية والتعليمية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوشرى عبد الغين‪ ،‬فعالية الرقابة اجلبائية وأثرها يف مكافحة التهرب الضرييب يف اجلزائر (‪ ،)1999-2009‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫‪ 2‬عباس انصر سعود‪ ،‬تعزيز الثقة بني املكلف واإلدارة الضريبية‪ ،‬دراسة ميدانية يف اهليئة العامة للضرائب وفروعها‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 3‬عباس انصر سعود‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬االقتصاد املوازي‬

‫تواجه الكثي من البلدان على اختالف إيديولوجياهتا ودرجات تقدمها االقتصادي ظاهرة احنراف بعض‬
‫أنشطتها االقتصادية عن مساراهتا الصحيحة حنو قنوات غي ظاهرة لإلدارة اجلبائية‪ ،‬وبتمثل ذلك يف االقتصاد‬
‫املوازي‪ ،‬وابلتايل فانتشار هذه الظاهرة يؤثر على احلصيلة الضريبية كون أن جزء من الضرائب ال يتم حتصيله‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االقتصاد املوازي‬

‫توجد عدة تعاريف ملفهوم االقتصاد املوازي والذي أشارت إليه بعض األدبيات بتسميات عديدة حيث ورد‬
‫مصطلح االقتصاد املوازي على االقتصاد التحيت واالقتصاد األسود واالقتصاد غي الرمسي‪ ،‬واقتصاد الظل واالقتصاد‬
‫غي املرئي‪.‬‬

‫عموما ينظر إىل االقتصاد املوازي أبنه تلك األنشطة غي املدرجة ابحلساابت القومية فهي أنشطة بعيدة عن‬
‫القنوات االقتصادية املعلنة وبعيدة أيضا عن الرقابة واإلدارة االقتصادية للدول‪ ،‬وهي أما أن تكون أنشطة مشروعة‬
‫‪1‬‬
‫أو أنشطة غي مشروعة‪.‬‬

‫وكذلك االقتصاد املوازي هو عبارة عن جمموعة األنشطة االقتصادية اليت تتحقق يف هامش التشريعات اجلزائية‪،‬‬
‫االجتماعية والضريبية‪ ،‬مبعىن آخر هي األنشطة اليت تفلت من حساابت احملاسبة الوطنية‪ ،‬وللسياسة االقتصادية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبطبيعة احلال لكل قوانني الدولة"‪.‬‬

‫وتعرف أدبيات صندوق النقد الدويل االقتصاد املوازي أبنه ال يشمل األنشطة غي املشروعة فقط بل يشمل‬
‫أيضا أشكال الدخل اليت ال يبلغ عنها واملتحصلة من إنتاج السلع واخلدمات املشروعة‪ ،‬سواء من املعامالت‬
‫النقدية أو املعامالت اليت تتم بنظام املقايضة‪ .‬ومن مث فإن االقتصاد غي الرمسي يشمل مجيع األنشطة االقتصادية‬
‫‪3‬‬
‫اليت ختضع للضريبة إذا ما أبلغت هبا السلطات الضريبية‪.‬‬
‫ويعرف أيضا على أنه أنشطة مشروعة وغي مشروعة حتصل قيمتها سنواي إىل املاليني اليت تظل خارج السجالت‬
‫‪4‬‬
‫بعيدا عن جمال الضرائب واالحصائيني احلكوميني‪.‬‬

‫‪ 1‬على بودالل‪ ،‬انعكاسات االقتصاد اخلفي على االقتصاد اجلزائري (دراسة قياسية حتليلية)‪ ،‬جملة االسرتاتيجية والتنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.140‬‬
‫‪ 2‬مالك قارة‪ ،‬إشكالية االقتصاد غري الرمسي يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 3‬رشيدة محود‪ ،‬اسرتاتيجيات إدارة االقتصاد غري الرمسي يف ظل التخطيط للتنمية املستدامة‪ ،‬مذكره ماجستي‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 4‬على بودالل‪ ،‬انعكاسات االقتصاد اخلفي على االقتصاد اجلزائري (دراسة قياسية حتليلية)‪ ،‬جملة الوحدات للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،18‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.66‬‬

‫‪42‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وميكن القول أبنه جمموع الدخول املكتسبة والغي مبلغة اىل اجلهاز الضرييب‪ ،‬جمموع الدخول غي الواردة يف‬
‫احلساابت القومية‪ ،‬جمموع األنشطة غي املسجلة ضمن إطار احلساابت القومية والناتج القومي اإلمجايل اليت ال‬
‫يكشف عنها أصحاهبا للسلطات‪ ،‬كافة األنشطة املولدة للدخل الذي ال يسجل ضمن حساابت الناتج القومي‬
‫‪1‬‬
‫إما لتعمدا إخفائها هتراب من االلتزامات القانونية والضريبية أو ملخالفة هذه األنشطة للقانون يف الدولة‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة أبن أنشطة االقتصاد املوازي متارس بصفة خاصة من طرف أفراد يعملون حلساابهتم اخلاصة‪،‬‬
‫وهذا إما بشكل فردي أو مبساعدة عدد من األفراد الذين ينتمون عادة إىل نفس عائلة صاحب املهنة‪.‬‬

‫ومن خالل كل التعاريف السابقة‪ ،‬ميكننا إعطاء تعريف شامل لالقتصاد املوازي‪ ،‬حبيث االقتصاد املوازي هو‬
‫ظاهرة واقعية ظهرت يف خمتلف أحناء العامل‪ ،‬ونشاط اقتصادي حيدث من أي فرد من الدولة على أرضها ولكنها ال‬
‫تدرجه ضمن احلساابت القومية أو األجهزة الضريبية التابعة هلا‪ .‬ويوظف يف هذا االقتصاد كل من جيد فرصة العمل‬
‫فيه‪ ،‬وميتاز بتنوع القطاعات‪ :‬التجارية‪ ،‬اإلنتاجية‪ ،‬اخلدماتية‪...،‬اخل‪ .‬تتم فيه العالقات بني خمتلف املتعاملني يف‬
‫إطار غي رمسي (عدم احرتام القواعد والقوانني العمل‪...،‬اخل)‪ .‬إذن فاالقتصاد املوازي يشمل كل األنشطة اخلارجة‬
‫عن اإلطار الرمسي‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب تنامي االقتصاد املوازي‬


‫‪2‬‬
‫ميكن ذكر أسباب تنامي االقتصاد املوازي يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الضرائب‪ :‬حبيث تعد الضرائب مسؤولة عن حدوث االقتصاد املوازي إذ تشي الدراسات إىل أن أتثي‬
‫النظام الضرييب على اقتصاد الظل‪ ،‬مبعىن أن آاثر ارتفاع معدالت الضريبة‪ ،‬تنعكس يف صورة توفي دوافع‬
‫لالجتاه حنو املخاطرة‪ ،‬والتحول حنو االقتصاد املوازي ومن مث ازدهاره على املدى الطويل‪ .‬وجتدر اإلشارة‬
‫إىل أنه مع زايدة أسعار الضرائب تزداد حوافز التهريب منها وابلتايل عدم حتصيلها‪.‬‬
‫‪ -2‬البريوقراطية والفساد اإلداري‪ :‬ان ازدايد التعقيدات اإلدارية املتعمدة أو غي املتعمدة يؤدي ذلك إىل‬
‫جلوء جهود املتعاملني إىل األبواب اخللفية‪ .‬أو ما يسمى ابلسوق السوداء‪ ،‬فاحلكومة تضع التعقيدات‬
‫اإلدارية مثالً يف سبيل احلصول على الرخيصات أو التصرحيات اليت تؤدي إىل ظهور طائفة من املستفيدين‬
‫يقومون يف إهناء هذه اإلجراءات يف مقابل احلصول على عموالت أو رشاوي‪.‬‬
‫‪ -3‬القوانني املانعة‪ :‬قيام الدولة بوضع قوانني متنع أو حتظر بعض األنشطة‪ ،‬فيقوم األفراد واملؤسسات بتلك‬
‫األنشطة اباللتفاف حول تلك القوانني والتحايل عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬نسرين عبد احلميد نبيه‪ ،‬االقتصاد اخلفي‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة النشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬على بودالل‪ ،‬انعكاسات االقتصاد اخلفي على االقتصاد اجلزائري (دراسة قياسية حتليلية)‪ ،‬جملة االسرتاتيجية والتنمية‪ ،‬ص‪.142‬‬

‫‪43‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -4‬اخنفاض مستوى الدخل‪ :‬إن تدين مستوايت الدخل يف دولة ما وارتفاع نسبة البطالة والفقر فيها‪ ،‬يؤدي‬
‫إىل ارتفاع معدالت اجلرمية وإذا استمرت مستوايت الدخل يف االخنفاض سيؤدي ذلك إىل ظهور اجلرمية‬
‫الكاملة وابلتايل إىل زايدة يف حجم االقتصاد املوازي‪.‬‬
‫‪ -5‬تواضع وعدم كفاءة املؤسسات احلكومية‪ :‬مييل حجم االقتصاد املوازي إىل الصفر يف البلدان اليت تتسم‬
‫املؤسسات احلكومية فيها ابلقوة والكفاءة‪ ،‬فيما جتد أنشطة اخلفاء أرضا خصبة يف أي اقتصاد مثقل‬
‫ابللوائح تتسم فيه احلكومات بعدم الكفاءة والتعويل على السلطة التقديرية يف تطبيق القانون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اخلصائص اليت متيز االقتصاد املوازي‬

‫يتميز القطاع غي الرمسي بعدة خصائص ميكن من خالهلا تصنيفه أو متييزه عن القطاع الرمسي ونذكر من بني‬
‫‪1‬‬
‫هذه اخلصائص ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬االفتقار إىل التنظيم‪ :‬يتسم القطاع غي الرمسي يف غالبيته ابلتحرر من القيود التنظيمية اليت يتسم هبا‬
‫القطاع الرمسي يف أغلب إجراءاته من حيث تنظيم العمل‪ ،‬منط االنتاج والتوزيع‪ .‬وعملية التسويق ‪...‬‬
‫‪ -2‬املرونة‪ :‬عدم خضوع القطاع غي الرمسي للقوانني الرمسية أدى به إىل إتباع قواعد أكسبته مسات أخرى‬
‫منها املرونة يف العمل‪ ،‬األجر ونظام السوق‪.‬‬
‫‪ -3‬ضآلة رأس املال والتكنلوجيا املستخدمة‪ :‬يعتمد العمل يف القطاع غي الرمسي بصورة أساسية على‬
‫اجلهد البشري املبذول وتكييف العمالة مقابل رأس املال املستخدم‪ ،‬أمل عن التكنلوجيا فهي بسيطة‬
‫تعتمد على املوارد احمللية وال تسرف يف استخدام الطاقة ورمبا ال حتتاج إىل استخدام الطاقة على األساس‪.‬‬
‫‪ -4‬صغر حجم املنشأة‪ :‬يتسم العمل يف القطاع غي الرمسي غالبا بصغر حجم املنشأة إن وجدت‪ ،‬ففي حالة‬
‫الباعة املتجولون على سبيل املثال ال توجد منشأة على االطالق‪ ،‬كما انه هناك مكان حمدد ملمارسة‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬أما فيما خيص عدد العمال يف منشآت القطاع غي الرمسي فهي ال تتجاوز على‬
‫األقل عشر عمال‪.‬‬
‫‪ -5‬تدين مستوى املهارة للعاملني‪ :‬االعمال املمارسة يف القطاع غي الرمسي غالبا ما حتتاج إىل مستوايت‬
‫مهارية متدنية يستطيع من خالهلا العمال تبادل مواقع العمل‪ ،‬ومن السهل يف إطارها اكتساب جمموعة‬
‫خمتلفة من املهارات املتنوعة املطلوبة إلجناز العمل حبيث أن املستوى التعليمي ليس شرطا من شروط‬

‫‪ 1‬حورية بورعدة‪ ،‬االقتصاد غري الرمسي يف اجلزائر (دراسة سوق الصرف املوازي)‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.23‬‬

‫‪44‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫احلصول على فرص العمل يف هذا القطاع‪ .‬وغالبا ما يتسم العاملون يف هذا القطاع بتدين مستوايهتم‬
‫املهارية حبيث حيصلون عليها من خالل التدريب داخل منشآت هذا القطاع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬عالقة االقتصاد املوازي ابلتحصيل الضرييب‬

‫تلعب الضرائب دورا هاما يف تكوين و منو االقتصاد اخلفي‪ ،‬إذ يتزايد احلافز حنو التحول إىل العمل يف االقتصاد‬
‫املوازي إذا كانت األنشطة يف االقتصاد الرمسي تتعرض للمزيد من الضرائب من وقت آلخر و يعتمد قرار املشاركة‬
‫يف االقتصاد املوازي للتسرب من الضرائب على أساس املوازنة بني العقوابت اليت قد يتعرض هلا الفرد يف حالة‬
‫اكتشاف التهرب وكافة املخاطر األخرى‪ ،‬و بني الدخول االضافية اليت ستعود عليه معن التهرب من دفع الضرائب‬
‫أخذا يف االعتبار مدى استعداده لتحمل املخاطرة‪ ،‬و بناءا على هذه املوازنة يتخذ الفرد قراره ابلتهرب أو عدم‬
‫التهرب‪ ،‬و يؤدي منو العبء الضرييب سواء كان ذلك ابلنسبة للضرائب املباشرة أو غي املباشرة إل رفع نسبة‬
‫الضرائب إىل الناتج القومي و هو ما يدفع إما إىل حماولة جتنب الضرائب أو التهرب منها‪ ،‬و يؤدي ارتفاع العبء‬
‫الضرييب إل حتويل بعض األنشطة إل االقتصاد غي الرمسي حيث تصبح هذه األنشطة غي مسجلة‪ ،‬وابلتايل ال‬
‫تدفع ضرائب‪ .‬ويتوقع أن تؤدي كل أشكال الضرائب إل حتول املشروعات حنو االقتصاد غي الرمسي‪ ،‬إال أن أمهية‬
‫ودرجة أتثي نوع معني من الضرائب ختتلف من دولة إىل أخرى‪ .‬على سبيل املثال‪:‬‬

‫فان منو االقتصاد املوازي يف الوالايت املتحدة يعزي إىل الضرائب على الدخل‪ ،‬بينما يعزي منو االقتصاد اخلفي‬
‫يف أوراب إىل ارتفاع اشرتاكات التأمينات االجتماعية والضرائب على القيمة املضافة‪ ،‬أما إذا ما أخذان الدول النامية‬
‫يف االعتبار‪ ،‬فان الضرائب املرتفعة على التجارة اخلارجية هلذه الدول ميكن إدخاهلا أيضا يف قائمة العوامل املسؤولة‬
‫عن ختول املشروعات حنو االقتصاد اخلفي‪.‬‬

‫وكذلك متثل العالقات التبادلية بني التضخم وارتفاع مستوايت الضريبة على الدخل عامال إضافيا يؤدي إل‬
‫ازدهار أنشطة االقتصاد اخلفي‪ ،‬فعندما تزداد الدخول االمسية مع ارتفاع معدالت التضخم يتنقل دافعي الضرائب‬
‫إىل شرائح أخرى من الدخل وهو ما يؤدي إىل ارتفاع معدالت الضرائب ابلرغم من أن الدخل القابل للتصرف‬
‫بعد فرض الضريبة قد ينخفض من الناحية احلقيقية بفعل وجود التضخم‪.‬‬

‫‪ 1‬حورية بورعدة‪ ،‬االقتصاد غري الرمسي يف اجلزائر (دراسة سوق الصرف املوازي)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪45‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫لذلك يعمد بعض األفراد اىل التهرب الضرييب من خالل إخفاء جانب من دخوهلم عند كتابة إقراراهتم‪ ،‬أو قد‬
‫مييلون إل تفضيل إحراء املعامالت من خالل نظام املقايضة حىت يتجنبون اخنفاض مستوايت العيشة النامجة عن‬
‫التضخم وارتفاع معدالت الضريبة يف ذات الوقت‪.‬‬

‫وكذلك فان إدخال أشكال أخرى من الضريبة غي املباشرة مثل ضريبة القيمة املضافة (‪ ،)TVA‬أو ضريبة‬
‫املبيعات بدال معن الضرائب على الدخل‪ ،‬حيث من املمكن التهرب من ضريبة القيمة املضافة من خالل‬
‫االتفاقات اليت ميكن أن تتم بني املنتجني واملشرتين‪ ،‬وكذلك من خالل تزييف الفواتي‪ ،‬وإذا ما جنح املتعاملون يف‬
‫التهرب من الضريبة على القيمة املضافة فان ذلك سوف ميكنهم من حتصيل الضريبة واالحتفاظ هبا ألنفسهم‪.‬‬

‫ومنه فاألنظمة الضريبية غي العادلة تدفع األفراد واملنشآت إل البحث عني احليل والطرق اليت متكنهم من‬
‫التهرب من الضرائب وتزوير احلساابت‪ ،‬أي أان تقودهم إل االقتصاد املوازي بصورة مباشرة أو غي مباشرة‪ ،‬حيث‬
‫أن النظام الضرييب جيب أن يتسم مببادئ العدالة والشمول واملساواة والتوازن وان فقدان أي من هذه املبادئ قد‬
‫‪1‬‬
‫يقود ابلفعل إل ظهور مثل هذا النوع من االقتصاد املرفوض واملدمر‪.‬‬

‫ويف األخي نستنتج أنه من املساوئ الكربى لالقتصاد املوازي هو حرمان اخلزينة العمومية من أموال التحصيل‬
‫الضرييب وهذا يعترب عائق أساسي أمام اإلدارة اجلبائية‪.‬‬

‫‪ 1‬حورية بورعدة‪ ،‬االقتصاد غري الرمسي يف اجلزائر (دراسة سوق الصرف املوازي)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪46‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االزدواج الضرييب وتفشي ظاهرة الغش والتهرب الضرييب‬


‫من أبرز املشاكل والصعوابت اليت تواجه إدارة الضرائب عند قيامها جبباية وحتصيل الضريبة جند مشكلة التهرب‬
‫والغش الضرييب ابإلضافة إىل االزدواج الضرييب الذي حيرم اخلزينة العمومية جزءا من اراداهتا‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التهرب الضرييب والغش الضرييب‬


‫تعترب طاهرة التهرب الضرييب والغش الضرييب من أهم انشغاالت املشرع‪ ،‬حيث أهنا تقلص أمهية وفعالية النظام‬
‫الضرييب وهتدد وجوده‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التهرب والغش الضرييب‬
‫أوال‪ :‬تعريف التهرب الضرييب‬
‫يقصد ابلتهرب الضرييب استخدام الطرق االحتيالية الفنية‪ ،‬واالدارية‪ ،‬بقصد التخلص من دفع الضريبة‪ .‬فيحاول‬
‫بعض املكلفني التهرب من الضريبة كليا او جزئيا وبشىت الطرق واالساليب‪ ،‬كأن يعتمد إعطاء معلومات غي‬
‫صحيحة عن الدخل‪ ،‬أو ميتنع عن تقدمي تقرير التكاليف الواجبة اخلصم‪ ،‬او كامتناع عن الدفع وإخفاء امواله حىت‬
‫ال تتمكن االدارة من حتصيل دين الضريبة‪ ،‬او قد يعمد بعض املكلفني إىل استغالل نقص او غموض أو ثغرة يف‬
‫صياغة نص ضرييب‪ ،‬أو يستفيد من تفسي نص لصاحله وفقا ملبدأ التفسي الضيقة للنصوص الضريبية‪ .‬ففي مجيع‬
‫‪1‬‬
‫هذه احلالت فإن التهرب الضرييب حيمل يف طياته طابع االحتيال والغش والتخلص من العبء الضرييب‪.‬‬

‫وبعرف التهرب الضرييب أبنه ذلك السلوك الذي من خالله حياول املكلف القانوين عدم دفع الضريبة املستحقة‬
‫عليه كليا أو جزئيا دون ان ينقل عبئها اىل شخص آخر‪ ،‬ولتحقيق التهرب الضرييب يتخذ املكلف القانوين عدة‬
‫‪2‬‬
‫طرق واساليب قد تكون مشروعة أو غي مشروعة‪ ،‬وعلى هذا االساس منيز بني شكلني للتهرب الضرييب مها‪:‬‬

‫‪ -‬هترب ضرييب بدون انتهاك القانون الضرييب وهو ما يعرف ابلتجنب الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬هترب ضرييب ابنتهاك القانون الضرييب وهو ما يعرف ابلغش الضرييب‪.‬‬

‫ويعرف التهرب الضرييب كذلك على أنه حماولة املمول التخلص من الضريبة‪ ،‬عدم االلتزام القانوين أبدائها‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫حيث يسعى امللتزم بدفع الضريبة إىل التخلص منها دون ارتكاب أية خمالفة لقانون الضريبة‪.‬‬

‫‪ 1‬اعاد محود القيسي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضرييب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬االردن سنة ‪ 2015‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 2‬مراد انصر‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ،2011،‬ص‪.151‬‬
‫‪ 3‬مسية بوعكاز‪ ،‬مسامهة فعالية التدقيق اجلبائي يف احلد من التهرب الضرييب‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪47‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ومن التعاريف السابقة ميكن القول أبن التهرب الضرييب انتج عن عبئ الضريبة الواقع على الفرد‪ ،‬حيث يدفعها‬
‫عن طريق اقتطاع جزء من دخله دون أن يكون هناك مقابل حبصل عليه‪ .‬مما ايدي أن حيس الفرد بثقل عبئها‬
‫وخاصة عندما يكون حممال ابلعديد من الضرائب أو عندما تكون أسعارها مرتفعة‪ ،‬مما يدفع املكلف إىل حماولة‬
‫التخلص من هذا العبء كليا أو جزئيا بنقل عبئها أو التخلص منها عن طريق التهرب‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬تعريف الغش الضرييب‬


‫يعرف الغش الضرييب أبنه خمالفة املكلف بدفع الضريبة ألحكام والنصوص القانونية بوسائل الغش والتحايل‬
‫‪1‬‬
‫على القانون بغية التوصل إىل عدم االلتزام بدفع الضريبة وهو خمالفة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫ويعرف أيضا الغش الضرييب أبنه تصرف غي مشروع وميثل عدم احرتام إرادي ألنه انتهاك لروح القانون وإرادة‬
‫املشرع وذلك ابستخدام طرق احتيالية وتدليسية من طرف املكلف ابلضريبة كاالمتناع عن تقدمي التصريح الضرييب‬
‫أو تعمد الكذب يف مضمون هذا التصريح أو تقدمي بياانت غي صحيحة عن قيمة الوعاء الضرييب أو حقيقة املركز‬
‫املايل للمكلف ابلضريبة‪ .‬أو التمسك مبحتوى سجالت حماسبة غي دقيقة أو غي قانونية أمام مصاحل الضريبة أو‬
‫‪2‬‬
‫إخفاء وعاء الضريبة إخفاء ماداي كما هو احلال شأن السلع املهربة من اخلارج واملناطق احلرة‪.‬‬

‫وميكن تعريفه أبنه عبارة عن فعل إرادي يقوم به املمول الذي يقرر خمالفة القانون للتملص من دفع الضريبة‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة نالحظ وجود سلوك إجرامي مقصود ومتعمد‪ .‬وعليه فإن الغش الضرييب هو جزء ووجه من عدم‬
‫االنتظام الضرييب‪ ،‬ويعرفه ‪ Margairaz‬أبنه "التخلص من الضريبة بتقدمي عرض خاطئ للواقع أو تفسي‬
‫‪3‬‬
‫مضلل"‪.‬‬

‫من خالل استعراضنا للتعريفات السابقة ميكن القول أبن الغش الضرييب هو استعمال املكلف ابلضريبة وسائل‬
‫الغش والتدليس مبختلف أنواعها من أجل اإلفالت من دفع الضريبة املقررة عليه‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬الفرق بني التهرب والغش الضرييب‬

‫يتمثل التهرب الضرييب يف قيام املكلف ابلضريبة ابستغالل بعض الثغرات القانونية هبدف اإلفالت من أداء‬
‫الضريبة املفروضة عليه دون أن يكون يف موضع املخالف للقانون‪ ،‬و من جهة أخرى ميكن أن حيدث هذا النوع‬
‫من التهرب من خالل جتنب الواقعة املنشئة للضريبة‪ ،‬و يف كلىت احلالتني يتحقق التهرب الضرييب لشخص ما عن‬

‫‪ 1‬عبد الباسط على جاسم الربيدي‪ ،‬العدالة الضريبية دراسة مقارنة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 2‬جنيب زروقي‪ ،‬جرمية التملص الضرييب وآليات مكافحتها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬ابتنة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.116‬‬
‫‪ 3‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬دار اجلرير‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.215‬‬

‫‪48‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫طريق االمتناع عن التصرف املوجب للضريبة أو ابالمتناع عن الواقعة املنشئة هلا كالتوقف الكلي أو اجلزئي للمكلف‬
‫عن استهالك السلعة أو اخلدمة اليت ختضع لضريبة االستهالك‪ ،‬و ابلرجوع ألراء الفقهاء يتضح االختالف بينهما‪،‬‬
‫فمن الناحية القانونية يرى بعض الفقهاء أن هناك فرق بني التهرب و الغش الضرييب‪ ،‬حيث أن كل خمالفة صرحية‬
‫للقانون اجلبائي‪ ،‬و عدم االمتثال له يعترب غشا‪ ،‬و تدليسا ضريبيا‪ ،‬بينما التهرب الضرييب يتم ابستغالل املكلف‬
‫‪1‬‬
‫للثغرات القانونية حبيث ال يكون مسؤوال فاملسؤولية على وجود هذه الثغرة القانونية تقع على عاتق املشرع‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب التهرب الضرييب‬


‫‪2‬‬
‫مهما يكن اتساع جمال التهرب الضرييب فإنه ميكن تلخص أسبابه يف النقاط األربعة التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب االقتصادية‬
‫إن الوظيفة االقتصادية للمكلف غالبا ما حتدد تصرفاته جتاه مصلحة الضرائب وكذا تدخل الظروف االقتصادية‬
‫تساهم كثيا يف تفشي ظاهرة التهرب‪.‬‬

‫ويتساءل املكلف ابلضريبة ما إذا كان الدخل الذي جينيه من التملص الضرييب يعوض األخطار اليت سوف‬
‫يتعرض إليها من جراء ذلك ‪،‬فكلما زادت نسبة الضرائب املفروضة كلما زاد املكلف يف هتربه من دفع الضريبة‪،‬‬
‫ألن عدم دفع الضريبة جيعل دخله أكثر‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنه عندما تكون احلالة املادية للمكلف جيدة مييل إىل‬
‫دفع الضريبة من اجل جتنيب نفسه اخلطر الذي جيعله يتحمل ثقل اإلخفاء واالختالس ‪ ،‬أما إذا كانت حالته‬
‫االقتصادية مزرية فإنه مييل إىل التملص رغم املخاطر النامجة عنه ألنه يرى يف ذلك السبيل الوحيد الستمرارية‬
‫مؤسسته يف النشاط وإنقاذها من اإلفالس والتوقف‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬األسباب السياسية‬
‫إذا كان املكلف مييل إىل حماولة التهرب من االقتطاع الضرييب فإنه بسبب السياسة اليت تدعى بـ ـ ـ ‪"Le‬‬
‫"‪ fiscalisme‬هذه السياسة اليت تستعمل االقتطاع الضرييب ليس فقط ملواجهة النفقات العامة ابعتبارها اهلدف‬
‫األويل لكن أيضا‪ :‬أداة للسياسة االجتماعية حيث أنه عندما حتس الطبقة االجتماعية أ ا ظلمت من طرف الطبقة‬
‫احلاكمة ترى يف التملص من الضريبة شكال من أشكال املقاومة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬األسباب التقنية‬
‫إن السبب التقين الرئيسي للتهرب الضرييب يتمثل يف تعقد النظام اجلبائي لدرجة أن مصلحة الضرائب جتد فيه‬
‫صعوابت لفهمه وتطبيقه‪ ،‬وهو ما يعطي فرصة للمكلفني يف استغالل النقائص والثغرات اليت تتخلله لتحقيق‬

‫‪ 1‬اندية بوجلة‪ ،‬النظام القانوين جلرمية الغش الضرييب‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬جنيب زروقي‪ ،‬جرمية التملص الضرييب وآليات مكافحتها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪49‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫أغراضهم دون املساس ابلقانون أو خمالفته‪ ،‬وتعقد النظام اجلبائي يتعارض مع قابلية املراقبة الفعالة كما هو أن‬
‫التطور النظام اجلبائي وتبنيه لتقنيات أكثر تعقيدا لتقيم املادة اخلاضعة للضريبة ساهم يف تطور وتفشي ظاهرة‬
‫التملص والتهرب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آاثر التهرب والغش الضرييب‬

‫يرتتب عن التهرب الضرييب آاثر ضارة مبالية اخلزينة العامة حيث يقلل من حصيلة الضرائب فيؤدي ذلك إىل‬
‫عجز الدولة عن تنفيذ مشروعات وحرمان املواطنني من خدمات انفعة هلم‪ ،‬وميكن حصر آاثر التهرب والغش‬
‫الضرييب يف العناصر التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اآلاثر االقتصادية‬


‫تعترب الضريبة متغيا اقتصاداي هاما‪ ،‬لذلك يؤدي التهرب والغش الضرييب إىل انعكاسات سلبية على االقتصاد‬
‫الوطين وذلك من عدة جوانب‪ .‬ابلنسبة لالستثمار فإن نقص إيرادات الدولة بسبب التهرب ال يسمح بتكوين‬
‫ادخار عام‪ ،‬لذلك حيد من مقدرة الدولة على القيام ابملشاريع االستثمارية اليت تفتضيها التنمية‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك‬
‫فإن اخنفاض معدالت االدخار جيعل الدولة تقلص حجم اإلعفاءات املمنوحة يف إطار ترقية االستثمار‪ ،‬ويرتتب‬
‫على ذلك ركود اقتصادي متميز ابرتفاع معدالت التضخم والبطالة‪.‬‬

‫كما يعمل التهرب والغش الضرييب اإلخالل بقواعد املنافسة حيث تصبح املؤسسات املتهربة أفضل من تلك‬
‫اليت تؤدي واجباهتا الضريبية‪ ،‬حيث تكون هلا إمكانيات متويلية هائلة‪ ،‬تسمح بتحسني جهازها اإلنتاجي وتقوية‬
‫مكانتها يف السوق‪ .‬كما يضر التهرب والغش الضرييب إبنتاجية املؤسسة حبيث يعمل ذلك التهرب إىل توجه‬
‫عناصر اإلنتاج إىل األنشطة ذات إنتاجية ضعيفة‪ ،‬وهذا على حساب املشروعات األكثر كفاءة‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫اإلخالل ابلتوازن اجلهوي للمشاريع االستثمارية‪ .‬وتساهم ظاهرة التهرب والغش الضرييب يف توجيه االقتصاد الوطين‬
‫‪1‬‬
‫حنو إرساء اقتصاد غي رمسي أو ما يعرف ابالقتصاد املوازي والذي تطرقنا إليه سابقا‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اآلاثر املالية‬

‫تتمثل النتائج املالية للتهرب والغش الضرييب يف أنه يلحق خبزينة الدولة خسائر كبية تتمثل يف األموال الطائلة‬
‫اليت تضيع منها وتكدس من طرف املكلفني املتملصني من دفع الضرائب‪ ،‬كما أنه يؤدي إىل ختفيض الدخل‬
‫القومي وحتما سيخفض ذلك من مستوى الدخل الفردي‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك فإن التهرب الضرييب يؤدي إىل‬

‫‪ 1‬مراد انصر‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.160‬‬

‫‪50‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫اخنفاض قيمة العملة الوطنية‪ ،‬وذلك بسب عملية املصرح هبا‪ ،‬واليت تسبب بدورها يف وجود التضخم النقدي على‬
‫‪1‬‬
‫مستوى السوق النقدية‪.‬‬

‫ثلثا‪ :‬األاثر االجتماعية‬


‫بغياب العدالة الضريبية تغيب العدالة االجتماعية ‪ ،‬ابإلضافة إىل ذللك فإن التهرب و الغش الضرييب خيل‬
‫إبعادة توزيع املداخيل بني الطبقات اجملتمع و يزيد الفوارق الطبقية بينهما ‪ ،‬إبضافة إىل ذلك التهرب و الغش‬
‫الضرييب يؤثر على سيكولوجية املكلفني النزهاء لسقوط العبء الضرييب كله عليهم‪ ،‬فانتشار الغش و اخلداع بني‬
‫خمتلف طبقات اجملتمع يؤدي إىل تدهور احلس اجلبائي و غياب الوعي الفردي لدى املكلفني و تغيب الثقة يف‬
‫سياسة الدولة االقتصادية و االجتماعية و يفضل بذلك املمولني النفع اخلاص عن النفع العام و ميتنعون عن دفع‬
‫‪2‬‬
‫الضرائب و املشاركة يف النفقات العمومية‪.‬‬

‫من خالل ما تعرضنا إليه يف هذا املطلب يتضح أن التهرب والغش الضرييب يشكل عائق ومشكلة أمام التحصيل‬
‫الضرييب وهذا على ضوء األسباب اليت تعرضنا إليها أعاله وما قد يسبب من ضرر على اخلزينة العمومية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬االزدواج الضرييب‬


‫حيقق االزدواج الضرييب على املستويني الداخلي والدويل‪ ،‬آاثر ضارة على االقتصاد الوطين بشكل عام وعلى‬
‫احلصيلة اجلبائية بشكل خاص‪ ،‬إذ ميثل عبئا إضافيا على عاتق املكلف ابلضريبة‪ ،‬لتحمله لضريبتني يف نفس الوقت‬
‫وهو ما يصبح ثقال على املكلف مما يدفعه إىل التهرب من دفعها وابلتايل عدم حتصيلها من طرف إدارة الضرائب‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االزدواج الضرييب‬

‫يعرب االزدواج (التعدد) الضرييب عن فرض ضريبتني أو أكثر من نوع واحد على نفس املادة اخلاضعة للضريبة‬
‫‪3‬‬
‫خالل فرتة زمنية واحدة واقتطاعها من أموال نفس املمول‪.‬‬

‫ويعرف االزدواج الضرييب أبنه تعرض املكلف لدفع الضريبة مرتني أو أكثر‪ ،‬عن نفس الوعاء أو املادة اخلاضعة‬
‫هلا‪ ،‬ألكثر من سلطة مالية واحدة‪ .‬من هنا نالحظ أن املقصود ابالزدواج الضرييب دفع املكلف للضريبة أكثر من‬

‫‪ 1‬محيد بوزيدة‪ ،‬جباية املؤسسات‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 2‬محيد بوزيدة‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪51‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫مرة سواء تعدد دفعها مرتني أو ثالثة أو من ذلك‪ ،‬وتسمية هذه احلالة ابالزدواج الضرييب نظرا إىل احلالة الغالية‪ ،‬إذ‬
‫‪1‬‬
‫يغلب أن تعدد الضريبة مرتني‪.‬‬

‫ويقصد ابالزدواج الضرييب خضوع نفس املادة اخلاضعة للضريبة إىل نفس الضريبة مرتني أو أكثر يف فرتة زمنية‬
‫‪2‬‬
‫واحدة‪ ،‬وهو انتج عن املنافسة بني أكثر من سيادة ضريبية على الوعاء الضرييب نفسه‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يتضح أبنه جيب توفر شروط معينة لتحقق االزدواج الضرييب واليت سنذكرها يف‬
‫الفرع املوايل‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬شروط االزدواج الضرييب‬

‫لكي نكون أمام مشكلة االزدواج الضرييب جيب توفر جمموعة من الشروط اليت سنذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬وحدة الضريبة املفروضة‪ :‬يشرتط لوجود االزدواج الضرييب أن يدفع املكلف ابلضريبة عن نفس املال وعن‬
‫نفس الضريبة ذاهتا أكثر من مرة مبعىن آخر يدفع عن نفس املال ضريبتني أو أكثر من نفس النوع من‬
‫‪3‬‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫‪ -2‬وحدة الشخص املكلف ابلضريبة‪ :‬يعين هذا الشرط أن يكون الشخص الذل فرضت عليه ضريبتان هو‬
‫نفس الشخص‪ ،‬ويف هذا اجملال ال توجد صعوبة ابلنسبة لألشخاص الطبعيني‪ ،‬لكن تربز الصعوبة فيما‬
‫يتعلق ابألشخاص املعنوية‪ ،‬حبيث مثال إذا فرضت الضريبة على أراح الشركات مث على تصيب املسامهني‬
‫يف هذه األرابح‪ ،‬فمن الناحية القانونية ال يوجد ازدواج ضرييب ألن للشركة شخصية معنوية مستقلة‪ ،‬لكن‬
‫‪4‬‬
‫من الناحية االقتصادية والضريبية يعترب ازدواج ضرييب لوحدة املادة الضريبية اليت تتمثل يف األرابح‪.‬‬
‫‪ -3‬وحدة املادة اخلاضعة للضريبة‪ :‬ال يكفي القول أبن ظاهرة االزدواج الضرييب حمققة مبجرد فرض الضريبة‬
‫على الشخص ذاته مرتني أو أكثر من مرة فال بد من أن يكون املال ذاته فرض عليه الضريبة لذلك كي‬
‫‪5‬‬
‫يتحقق االزدواج الضرييب أن يكون وعاء الضريبة أو املال اخلاضع هلا حمال للضريبة أكثر من مرة واحدة‪.‬‬
‫ويتحقق ذلك بشكل واسع عند اخلروج عن قاعدة إقليمية الضريبة‪ ،‬حبيث خيضع املكلف لضريبتني على‬
‫موضوع واحد يف دولتني وهو ما يعرف ابالزدواج الضرييب الدويل‪.‬‬

‫‪ 1‬سامل حممد الشوابكة‪ ،‬املالية العامة والتشريعات الضريبية‪ ،‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2015،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 2‬رمحة انبيت‪ ،‬النظام الضرييب بني الفكر املايل املعاصر والفكر املايل اإلسالمي ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ 3‬عبد الباسط على جاسم الربيدي‪ ،‬العدالة الضريبية دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ 4‬مراد انصر‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪ 5‬عبد الباسط على جاسم الربيدي‪ ،‬العدالة الضريبية دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪52‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -4‬وحدة املدة‪ :‬حىت يتحقق االزدواج الضرييب حيب أن تفرض نفس الضريبة يف نفس املدة وليس يف أوقات‬
‫‪1‬‬
‫خمتلفة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع االزدواج الضرييب‬


‫ميكن تقسيم االزدواج الضرييب من حيث نطاقه إىل ازدواج ضرييب داخلي وازدواج ضرييب دويل‪ ،‬كما ميكن‬
‫تقسيمه من حيث االعرتاف به إىل ازدواج ضرييب مقصود وازدواج ضرييب غي مقصود‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االزدواج الضرييب من حيث نطاقه‬


‫وفقا هلذا املعيار يصنف االزدواج الضرييب وفقا جملاله ونطاقه اجلغرايف ومنيز ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬االزدواج الضرييب الداخلي‪:‬‬
‫ينشأ االزدواج الضرييب الداخلي داخل نطاق الدولة‪ ،‬إما نتيجة تعدد السلطات املالية اليت تفرض الضريبة‪ ،‬كما‬
‫لو فرضت ضريبة من قبل السلطة املركزية‪ ،‬مث فرضت نفس الضريبة من قبل اهليئات احمللية كما حيدث هذا االزدواج‬
‫‪2‬‬
‫يف الدول االحتادية نتيجة فرض الضريبة من قبل احلكومة االحتادية مث فرض نفس الضريبة من أحد الوليات‪.‬‬

‫‪ -2‬االزدواج الضرييب الدويل‪:‬‬


‫حيدث االزدواج الضرييب الدويل عندما تتحقق مجيع الشروط األربعة اليت ذكرانها سابقا خارج احلدود اجلغرافية‬
‫للدولة‪ ،‬نظرا لتطبيق الدول تشريعات وقوانني ضريبية ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬وكمثال على هذا النوع ما يلي‪:‬‬
‫قد يقيم شخصا يف اجلزائر وميلك أسهما وسندات يف فرنسا‪ ،‬فتقوم اإلدارة املالية يف اجلزائر بفرض ضريبة على‬
‫األسهم والسندات‪ ،‬بصفتها دولة املوطن "التبعية االجتماعية والسياسية"‪ ،‬وأيضا تقوم فرنسا بفرض ضريبة‬
‫ابعتبارها دولة مصدر الدخل‪" ،‬التبعية االقتصادية" أي فرض ضريبة مرتني على نفس الدخل ونفس املدة الزمنية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويظهر هذا النوع من االزدواج خاصة ابلنسبة للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬واليت ميتد نشاطها إىل أكثر من دولة‪.‬‬

‫‪ 1‬مراد انصر‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ 2‬سامل حممد الشوابكة‪ ،‬املالية العامة والتشريعات الضريبية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ 3‬رمحة انبيت‪ ،‬النظام الضرييب بني الفكر املايل املعاصر والفكر املايل اإلسالمي ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪53‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االزدواج الضرييب من حيث القصد‬


‫حسب هذا املعيار منيز نوعني من االزدواج الضرييب وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬االزدواج الضرييب املقصود‪:‬‬


‫يتحقق الضرييب املقصود إذا تعمدت السلطة‪ ،‬أو السلطات املالية فرض نفس الضريبة‪ ،‬أو ضريبة أخرى مشاهبة‬
‫على ممول معني ابلنسبة لنفس الوعاء يف نفس املدة وهي ضريبة الدخل‪.‬‬

‫يف هذه احلالة نكون امام ازدواج اقتصادي ألن فرض الضريبة على أرابح الشركات (الصناعية التجارية) للشركة‬
‫ذات مسؤولية حمدودة‪ ،‬مث إخضاع دخل نصيب الشركاء يف هذه الشركة للضريبة على مداخيل القيم املنقولة ال‬
‫يتضمن ازدواجا قانونيا يف الضريبة‪ ،‬ألن شخصية الشركة اليت تربط عليها ضريبة أرابح الشركات خمتلف عن‬
‫‪1‬‬
‫شخصية املمولني الذين تربط علهم ضريبة القيم املنقولة‪.‬‬

‫‪ -2‬االزدواج الضرييب غري املقصود‪:‬‬


‫يتحقق االزدواج الضرييب غي املقصود إذا حدث عن غي عمد‪ ،‬أو قصد من املشرع‪ ،‬والذي يعود إىل عدم‬
‫التناسق واختالف القواعد املالية اليت تقوم عليها التشريعات الضريبية يف الدول املختلفة‪ ،‬أو عدم تناسق اجلهاز‬
‫‪2‬‬
‫الضرييب‪ ،‬وحيدث نتيجة لعدم توحيد القوانني الضريبية بني الدول‪ ،‬وانفراد كل دولة بقوانني خاصة هبا‪.‬‬

‫من خالل ما تعرضنا إليه يف هذا املطلب نستنتج أبن االزدواج الضرييب ميثل عائق ومشكل أمام عملية‬
‫التحصيل الضرييب‪ ،‬نظرا ملا يسببه من ضغط وزايدة أعباء على املكلف ابلضريبة الذي يدفعه ذلك إىل عدم تسديد‬
‫مستحقاته جتاه الدولة‪ ،‬وابلتايل حرمان اخلزينة العمومية من جزء من إيراداهتا‪.‬‬

‫‪ 1‬محيد بوزيدة‪ ،‬جباية املؤسسة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬


‫‪ 2‬محيد بوزيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪54‬‬
‫عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫خامتة الفصل‪:‬‬
‫رغم اجلهود املبذولة من قبل الدولة من خالل إصالح النظام الضرييب اجلزائري وحماولة رفع احلصيلة الضريبية إىل‬
‫أهنا ال تزال تواجه عدة عوائق‪ .‬حيث تعترب عوائق التجصيل الضرييب من أهم التحدايت اليت تواجهها الدولة يف‬
‫ضل تطبيق سياستها املالية‪ ،‬ومن خالل ما عرضناه يف هذا الفصل اتضح لنا خمتلف العوائق والصعوابت اليت‬
‫تواجهها إدارة الضرائب سواء من انحية املوارد واإلمكانيات البشرية والوسائل املادية‪ ،‬أو من انحية نقص الوعي‬
‫والثقافة الضريبية للمكلفني وكذا اتساع حجم االقتصاد املوازي إضافتا إىل ظاهرة التهرب واالزدواج الضرييب‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫دراسة حالة بمركز الضرائب‬


‫لعين تموشنت‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إلجراء هذه الدراسة امليدانية توجهنا حنو مركز الضرائب لوالية عني متوشنت‪ ،‬وبعد قضائنا لفرتة الرتبص واليت‬
‫دامت ‪ 15‬يوم متكنا من تسليط الضوء على ما كنا بصدد دراسته‪ ،‬سعيا منا للقيام بدراسة تطبيقية ميدانية‬
‫للموضوع املعاجل حماولني يف ذلك إيضاح إجراءات عملية التحصيل وكيفية تنفيذها‪ ،‬واإلجابة عن كل التساؤالت‬
‫املطروحة املتعلقة ابملوضوع خاصة فيما خيص الصعوابت والعوائق اليت تواجه عملية التحصيل الضرييب‪.‬‬

‫وعليه قمنا بدراسة عامة ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت موضحني يف ذلك هيكله التنظيمي ومصاحله وكذا‬
‫مهام هذه املصاحل‪ ،‬وقد كان جل تربصنا يف مصلحة املتابعات حيث قمنا بدراسة حالة من حاالت املتابعة من‬
‫طرف أعوان املتابعة حيث بينا من خالهلا اخلصائص العامة للمكلف املتابع‪ ،‬ابإلضافة إىل حتديد اخلطوات‬
‫األساسية املتبعة ملالحقته يف ضل الصعوابت اليت يواجهوهنا‪ .‬ويف األخي قمنا بتحليل احصائيات التحصيل اخلاصة‬
‫مبركز الضرائب للسنوات املاضية حماولني إجياد عالقة بينها وبني عوائق التحصيل الضرييب‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تقدمي عام ملركز الضرائب (‪ )CDI‬لوالية عني متوشنت‬

‫من بني اهلياكل اجلديدة اليت تتوفر عليها إدارة الضرائب لوالية عني متوشنت جند مركز الضرائب والذي يدخل‬
‫يف إطار اإلصالحات اهليكلية اليت قامت هبا وزارة املالية لتتماشى مع التطورات االقتصادية وكذلك تقريب اإلدارة‬
‫من املكلف وتبسيط اإلجراءات اجلبائية من خالل مجع كل األنشطة ومهام اإلدارة يف هيكل واحد‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تقدمي مركز الضرائب لعني متوشنت‬

‫يعرت مركز الضرائب مصلحة عملية جديدة اتبعة للمديرية الوالئية للضرائب ختتص حصراي بتسيي امللفات‬
‫اجلبائية وحتصيل الضرائب املستحقة من طرف املكلفني ابلضريبة متوسطي احلجم‪ ،‬يطمح مركز الضرائب إىل تقدمي‬
‫خدمة نوعية‪ ،‬وتطوير شراكة جديدة معه ابملكلفني ابلضريبة تقوم أساسا على التواجد‪ ،‬االستماع‪ ،‬االستجابة‪،‬‬
‫ومعاجلة سريعة لكل الطلبات اليت يقدمها املكلف ابلضريبة‪ .‬ميثل مركز الضرائب ابلنسبة للمكلف ابلضريبة احملور‬
‫اجلبائي الوحيد للتسيي العرضي مللفه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف مبركز الضرائب لعني متوشنت ودوره اجلبائي‬

‫أوال‪ :‬التعريف مبركز الضرائب لعني متوشنت‬


‫هي مصلحة تنفيذية على املستوى احمللي مرتبطة مباشرة ابملديرية الوالئية للضرائب‪ ،‬مت انشاؤها سنة ‪2013‬‬
‫استجابة لضرورة حتسني التسيي والرقابة اجلبائية للمؤسسات املتوسطة واألشخاص الطبيعيني اخلاضعني للنظام‬
‫احلقيقي‪ ،‬وكذا أصحاب املهن احلرة‪ ،‬كما يقوم بتسيي لضرائب املتعلقة مبجاهلا االقليمي على أساس ملف واحد‬
‫لكل مكلف‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الدور اجلبائي ملركز الضرائب‬


‫يسهر مركز الضرائب على احرتام التنظيم والتشريع اجلبائي‪ ،‬وحتقيق األهداف احملددة له‪.‬‬
‫ويتوىل مركز الضرائب على وجه اخلصوص ما يلي‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬يف جمال الوعاء‪:‬‬
‫وتسيي امللف اجلبائي للشركات وغيها من األشخاص املعنويني برسم املداخيل اخلاضعة‬
‫‪ -‬مسك ّ‬
‫للضريبة على أرابح الشركات‪.‬‬
‫وتسيي امللفات اجلبائية للمكلفني ابلضريبة اخلاضعني للنظام احلقيقي لفرض الضريبة برسم‬
‫‪ -‬مسك ّ‬
‫عائدات األرابح الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار اجلداول وقوائم التحصيالت وشهادات اإللغاء أو التخفيض ومعاينتها واملصادقة عليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬يف جمال التحصيل‪:‬‬
‫‪ -‬التكفل ابجلداول وسندات اإليرادات وحتصيل الضرائب والرسوم واألاتوى‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العمليات املادية للدفع والقبض واستخراج النقود‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط الكتاابت ومركزة تسليم القيم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬يف جمال الرقابة‪:‬‬
‫‪ -‬البحث واستغالل عن املعلومات اجلبائية ومراقبة التصرحيات‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة وحتقيق برامج التدخــالت واملراقبة لدى اخلاضعيــن للضريبــة وتقييم نتائجــها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -4‬يف جمال املنازعات‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة ومعاجلة الشكاوى‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة املنازعات اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫‪ -‬اسرتداد قروض الرســوم على القيمة املضافة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -5‬يف جمال االستقبال واالعالم‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان مهمة استقبال وإعالم املكلفني ابلضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل ابإلجراءات اإلدارية اخلاصة ابلوعاء ال سيما تلك املتعلقة إبنشاء املؤسسات وتعديل قوانينها‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/ar/2014-03-24-14-21-49/services-exterieurs/269-2014-05-29-12-41-511‬‬
‫اتريخ االطالع (يوم ‪ 19/04/2018‬على ‪)17:37‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬مركز الضرائب تنظيم ومهام‪ ،‬نشرة ‪ ،2017‬ص‪.3‬‬
‫‪ 3‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 4‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 5‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم وتسيي املواعيد‪.‬‬


‫‪ -‬نشر املعلومات واملطبوعات لصاحل املكلفني ابلضريبة التابعني الختصاص مركز الضرائب‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أهم الضرائب واملؤسسات التابعة ملركز الضرائب‬

‫أوال‪ :‬أهم الضرائب والرسوم املسرية من طرف مركز الضرائب‬


‫‪1‬‬
‫تتمثل مهام مراكز الضرائب يف تسيي الوعاء الضرييب وحتصيل ومراقبة الضرائب والرسوم التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الضريبة على الدخل االمجايل فئة االرابح املهنية‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على ارابح الشركات‪.‬‬


‫‪ -‬الرسم على القيمة املضافة‪.‬‬

‫‪ -‬الرسم الداخلي على االستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬رسم املرور على الكحول‪.‬‬

‫‪ -‬الرسم على النشاط املهين‪.‬‬


‫‪ -‬االقتطاعات من املصدر املستحقة على االجور واملرتبات واملكافآت‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق الطابع‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املؤسسات التابعة ملركز الضرائب‬


‫‪2‬‬
‫ختضع كل مؤسسة لنوع معني من الضرائب والرسوم حسب شكلها القانوين وميكن ان منيز‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤسسات فردية خاضعة للنظام الضرييب احلقيقي أو النظام املبسط‪:‬‬
‫ختضع هذه املؤسسات للضريبة على الدخل االمجايل عند حتقيق دخل يتعلق بفئة االرابح املهنية‪ ،‬الرسم‬
‫على النشاط املهين والرسم على القيمة املضافة‬
‫‪ -2‬املؤسسات غري التابعة ملديرية كربايت املؤسسات‬
‫واليت رقم اعماهلا السنوي يفوق ثالثني مليون دينار جزائري (‪30.000.000‬دج) وختضع هذه‬
‫املؤسسات لــ‪:‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬مركز الضرائب جمال الصالحيات األشخاص والضرائب املعنيني‪ ،‬نشرة ‪ ،2017‬ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬وزارة املالية‪ ،‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أ‪ -‬ابلنسبة لشركات االموال (ذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬ذات االسهم التوصية ذات أسهم‪ )...‬ختضع لـ ــ‪:‬‬
‫الضريبة على ارابح الشركات احملققة‪ ،‬الرسم على النشاط املهين‪ ،‬الرسم على القيمة املضافة والضريبة‬
‫على الدخل االمجايل فئة مرتبات واجور على مداخيل مسيي الشركات ذات املسؤولية احملدودة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ابلنسبة لشركة األشخاص (شركات التضامن‪ ،‬املسامهة والتوصية البسيطة) ختضع لـ ــ‪:‬‬
‫الضريبة على الدخل االمجايل فئة مرتبات واجور‪ ،‬الرسم على النشاط املهين‪ ،‬الرسم على القيمة‬
‫املضافة‪.‬‬
‫‪ -3‬أعضاء املهن احلرة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب ومهامه‬


‫من خالل هذا املطلب سنقوم بعرض اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب‪ ،‬وسنبني مهام مجيع املصاحل اليت تقع‬
‫حتت مسؤولية رئيس املركز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب بعني متوشنت‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-3‬اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب بعني متوشنت‬

‫رئيس املركز‬
‫مصلحة االستقبال و‬ ‫مصلحة االعالم‬ ‫املصلحة الرئيسية‬ ‫املصلحة الرئيسية‬ ‫املصلحة الرئيسية‬
‫القباضة‬
‫االعالم‬ ‫اآليل‬ ‫للمنازعات‬ ‫للمراقبة و البحث‬ ‫لتسيري امللفات‬

‫مصلحة جباية‬
‫مصلحة الشكاوى‬ ‫مصلحة البطاقيات‬ ‫مصلحة الصندوق‬
‫القطاع الصناعي‬

‫مصلحة املنازعات القضائية‬ ‫مصلحة البحث عن املادة‬ ‫مصلحة جباية قطاع البناء و‬
‫مصلحة احملاسبة‬
‫و جلان الطعن‬ ‫اخلاضعة للضريبة‬ ‫االشغال العمومية‬

‫مصلحة التبليغات و‬ ‫مصلحة جباية‬


‫مصلحة التدخالت‬ ‫مصلحة املتابعات‬
‫االمر ابلصرف‬ ‫القطاع التجاري‬

‫مصلحة جباية قطاع‬


‫مصلحة املراقبة‬
‫اخلدمات‬

‫مصلحة جباية قطاع‬


‫املهن احلرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪61‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مهام اهليكل التنظيمي ملركز الضرائب بعني متوشنت‬


‫‪1‬‬
‫ينظم مركز الضرائب يف اثلثة (‪ )03‬مصاح رئيسية وقباضة ومصلحتني‬

‫أوال‪ :‬املصلحة الرئيسية للتسيري‬


‫‪2‬‬
‫تتكون املصلحة الرئيسية للتسيي من عدة مصاحل وتعمل على تسييها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املصلحة املكلفة جبباية القطاع الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة املكلفة جبباية قطاع البناء واالشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة املكلفة جبباية القطاع التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة املكلفة جبباية القطاع اخلدمات‪.‬‬
‫‪ -‬املصلحة املكلفة جبباية املهن احلرة‪.‬‬

‫ومن مهام املصلحة الرئيسية لتسيي نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬التكفل ابمللفات اجلبائية للمكلفني ابلضريبة التابعني ملركز الضرائب التابعني ملركز الضرائب يف جمال‬
‫الوعاء‪ ،‬واملراقبة اجلبائية ومتابعة االمتيازات اجلبائية والدراسة االولية لالحتجاجات‪.‬‬
‫‪ -‬املصادقة على اجلداول وسندات اإليرادات وتقدميها لرئيس املركز للموافقة عليها‪ ،‬بصفته وكيال‬
‫مفوضا للمدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح تسجيل املكلفني ابلضريبة للمراقبة على اساس املستندات ‪/‬أو ملراجعة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد تقارير دورية وجتميع االحصائيات واعداد خمططات العمل وتنظيم االشغال مع املصاحل‬
‫االخرى مع احلرص على انسجامها‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املصلحة الرئيسية للمراقبة والبحث‬


‫‪3‬‬
‫تتكون املصلحة الرئيسية للمراقبة والبحث من عدة مصاحل وتعمل على تسييها وهي‪:‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،88‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،88‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬املواد ‪ ،94 ،93 ،92 ،91‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬مصلحة البطاقيات واملقارانت‪ :‬وتتكفل ب ـ ـ‪:‬‬


‫تشكيل وتسيي فهرس املصادر احمللية لإلعالم واالستعالم اخلاصة بوعاء الضريبية وكذا‬ ‫‪-‬‬
‫مراقبتها وحتصيلها‪.‬‬
‫مركزة املعطيات اليت جتمعها املصاحل املعنية‪ ،‬وختزينها واسرتدادها من اجل استغالهلا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكلف بطلبات تعريف املكلفني ابلضريبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬مصلحة البحث عن املادة الضريبية‪ :‬واليت تعمل يف شكل فرق‪ ،‬وتتكفل ب ـ ـ ـ‪:‬‬
‫اعداد برانمج دوري للبحث عن املعلومة اجلبائية بعنوان تنفيذ حق االطالع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقرتاح تسجيل مكلفني ابلضريبة للمراقبة على اساس املستندات ويف عني املكان انطالقا‬ ‫‪-‬‬
‫من املعلومات واالستعالمات اجملمعة‪.‬‬
‫‪ -3‬مصلحة التدخالت‪ :‬اليت تعمل يف شكل فرق هي كذلك وتتكفل ب ـ ـ‪:‬‬
‫برجمة واجناز التدخالت بعنوان تنفيذ احلق يف التحقيق وحق الزايرة واملراقبة عند املرور وكذا‬ ‫‪-‬‬
‫اجناز يف عني املكان لكل املعاينات الضرورية لوعاء الضريبة ومراقبتها وحتصيلها‪.‬‬
‫اقرتاح مكلفني ابلضريبة ملراجعة حماسبتهم او للمراقبة على اساس املستندات انطالقا من‬ ‫‪-‬‬
‫املعلومات واالستعالمات اجملمعة‪.‬‬
‫‪ -4‬مصلحة املراقبة‪ :‬اليت تعمل بشكل فرق‪ ،‬وتكلف بـ ـ ـ ـ‪:‬‬
‫اجناز برانمج املراقبة على اساس املستندات ويف عني املكان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعداد وضعيات احصائيات دورية تتعلق بوضعية اجناز برامج املراقبة مع تقييم مردودها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫ونستطيع اجياز خمتلف مهام املصلحة الرئيسية للمراقبة والبحث فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اجناز اجراءات البحث عن املعلومة اجلبائية ومعاجلتها وختزينها وتوزعها من اجل استغالهلا‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح عمليات مراقبة واجنازها‪ ،‬بعنوان املراجعات يف عني املكان واملراقبة على اساس‬
‫املستندات لتصرحيات املكلفني التابعني ملراكز الضرائب؛ مع اعداد جداول احصائية‬
‫وحواصل تقييمية دورية‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،90‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة امللفات اجلبائية للمؤسسات اخلاضعة للنظام احلقيقي لفرض الضريبة غي اخلاضعة‬
‫جملال اختصاص مديرية كربايت املؤسسات ابإلضافة اىل جمموع املهن احلرة‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح تسجيل املكلفني ابلضريبة للمراقبة على اساس املستندات ‪/‬او ملراجعة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬اجنز اجراءات البحث عن املعلومة اجلبائية ومعاجلتها وختزينها وتوزيعها من اجل استغالهلا‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد برانمج دوري للبحث عن املعلومة اجلبائية بعنوان تنفيذ حق االطالع‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح تسجيل مكلفني ابلضريبة للمراقبة على اساس املستندات ويف عني املكان انطالقا‬
‫من املعلومات واالستعالمات اجملمعة‪.‬‬
‫‪ -‬برجمة واجناز التدخالت بعنوان تنفيذ احلق يف التحقيق وحق الزايرة واملراقبة عند املرور‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز يف عني املكان لكل املعاينات الضرورية لوعاء الضريبة ومراقبتها وحتصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح مكلفني ملراقبة حماسبتهم على اساس املستندات انطالقا من املعلومات‬
‫واالستعالمات اجملمعة‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز برامج املراقبة على اساس املستندات ويف عني املكان‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد وضعيات احصائيات دورية تتعلق بوضعية اجناز برامج املراقبة مع تقييم مردودها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اثلثا‪ :‬املصلحة الرئيسية للمنازعات القضائية‬
‫من بني املهام الرئيسية للمنازعات جند‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة كل طعن او اعفائي يوجه ملركز الضرائب وانتج عن فرض ضرائب او زايدات او غرامات‬
‫او عقوابت قررها املركز‪ ،‬وكذا طلبات اسرتجاع اقتطاعات الرسم على القيمة املضافة‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة القضااي النزاعية املقدمة اىل اهليئات القضائية‪.‬‬

‫وتتكون املصلحة الرئيسية للمنازعات من ثالث (‪ )03‬مصاحل وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬مصلحة االحتجاجات‪ :‬وتتكفل ب ـ ـ ـ‪:‬‬


‫‪ -‬دراسة الطعون املسبقة اليت هتدف اىل الغاء او ختفيض فرض ضرائب او الزايدات‬
‫والعقوابت احملتج عليها و ‪ /‬او اسرتجاع الضرائب والرسوم واحلقوق املدفوعة إثر التصرحيات‬
‫مكتتبة او مدفوعات تلقائية او مقتطعة املصدر‪.‬‬

‫‪ 1‬املواد ‪ ،98 ،97 ،96 ،95‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة طلبات تتعلق إبرجاع االقتطاعات على القيمة املضافة‬


‫‪ -‬دراسة الطعون املسبقة اليت هتدف اىل احتجاج على اعمال املتابعة او اجراءات املتعلقة هبا‬
‫او املطالبة ابألشياء احملجوزة‪.‬‬
‫‪ -‬معاجلة منازعات التحصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬مصلحة جلان الطعن واملنازعات القضائية‪ :‬وتتكفل ب ـ ـ ـ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الطعون التابعة الختصاص جلان طعن الضرائب املباشرة والرسم على القيمة املضافة‬
‫والختصاص جلان الطعن اإلعفائي‪.‬‬
‫‪ -‬املتابعة‪ ،‬ابالتصال مع املصلحة املعنية يف املديرية الوالئية‪ ،‬لطعون والشكاوى املقدمة‬
‫للهيئات القضائية‪.‬‬
‫‪ -3‬مصلحة التبليغ واالمر ابلدفع‪ :‬وتتكفل ب ـ ـ ـ‪:‬‬
‫‪ -‬تبليغ القرارات املتخذة بعنوان خمتلف الطعون للمكلفني ابلضريبة واملصاحل املعنية‪.‬‬
‫‪ -‬االمر بصرف االلغاءات واخلفيضات املقررة مع اعداد الشهادات املتعلقة هبا‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد املنتجات االحصائية الدورية املتعلقة مبعاجلة املنازعات وتبليغها للمصاحل املعنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القباضة‬
‫‪1‬‬
‫تتكفل القباضة ب ـ ـ ـ‪:‬‬
‫‪ -‬التكفل ابلتسديدات اليت يقوم هبا املكلفون ابلضريبة بعنوان التسديدات التلقائية اليت تتم او اجلداول‬
‫العامة او الفردية اليت تصدر يف حقهم وكذا متابعة وضعيتهم يف جمال التحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ التدابي املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم الساريني املفعول واملتعلقة ابلتحصيل اجلربي‬
‫للضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬مسك حماسبة املطابقة لقواعد احملاسبية العامة وتقدمي حساابت التسيي املعدة اىل جملس احملاسبة‪.‬‬

‫كما تعمل على تسيي ثالثة (‪ )03‬مصاحل وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬مصلحة الصندوق واليت تعمل على حتصيل الضريبة‬


‫‪ -2‬مصلحة احملاسبة تعمل على مسك حماسبة املطبقة لقواعد احملاسبة العامة‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،99‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬مصلحة املتابعات تعمل على متابعة وضعية املكلفني يف جمال التحصيل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مصلحة االستقبال واإلعالم‬


‫‪1‬‬
‫حتت سلطة رئيس املركز مباشرة وتتكفل ب ـ ـ ـ ـ‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم استقبال املكلفني ابلضريبة واعالمهم‪.‬‬
‫‪ -‬نشر املعلومات حول حقوقهم وواجباهتم اجلبائية اخلاصة ابملكلفني ابلضريبة التابعني الختصاص‬
‫مركز الضرائب‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مصلحة اإلعالم االيل والوسائل‬


‫‪2‬‬
‫وتتكفل مصلحة اإلعالم االيل والوسائل بـ ـ ـ‪:‬‬

‫‪ -‬استغالل التطبيقات املعلوماتية وأتمينها وكذا تسيي التأهيالت ورخص الدخول املوافقة هلا‪.‬‬
‫‪ -‬احصاء حاجيات املصاحل من عتاد ولوازم اخرى وكذا التكفل بصيانة التجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬االشراف على املهام املتصلة ابلنظافة وامن املقرات‪.‬‬

‫وبعد االطالع على خمتلف املصاحل واهلياكل املوجودة على املستوى مركز الضرائب توجهنا حنو القباضة‬
‫ومصلحة املتابعات من اجل االطالع عن قرب على عمل املصلحة وخمتلف طرق وأشكال التحصيل الضرييب‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،100‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ ،101‬نفس املرجع والصفحة سابقا‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬آلية التحصيل الضرييب يف مركز الضرائب‬

‫قبل أن تتم عملية التحصيل هناك عدة عمليات تسبقها‪ ،‬أي أن عملية التحصيل هي آخر عملية وهي أهم‬
‫العمليات‪ ،‬حيث من خالل هذه العملية تتمكن اإلدارة اجلبائية من حتصيل ماهلا من ضرائب ويتمكن املكلف من‬
‫تسديد ما عليه من ديون‬
‫املطلب األول‪ :‬تكوين امللف وحتضري اإلشعار ابلدفع‬

‫قبل التحدث عن سي آليات التحصيل الضرييب البد أن يكون املكلف على استعداد وقابلية للدفع‪ ،‬ولكي‬
‫تسي‬
‫يكون كذلك البد أن يصرح بوجود نشاط جتاري خيضعه للضريبة‪ ،‬وذلك ابمتثاله للقواعد والقوانني اليت ّ‬
‫جماالت الضريبة وتتوىل هذه املهام مصلحة التسيي مبركز الضرائب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تكوين امللف‬


‫يقوم األشخاص مهما كانت صفتهم طبيعيني أو معنويني بتكوين ملف جبائي يودع لدى مصلحة التسيي مبركز‬
‫الضرائب التابعة للمنطقة اليت سوف يزاولون فيها نشاطاهتم ويتضمن امللف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة لألشخاص الطبيعيني‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة امليالذ األصلية‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من عقد الكراء أو امللكية‪.‬‬
‫‪ -‬طلب خطي للوضعية اجلبائية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير احملضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلنسبة لألشخاص املعنويني(املؤسسات)‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة امليالد األصلية للمسي وشركائه‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة اإلقامة للمسي وشركائه‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الكراء أو امللكية‪.‬‬
‫‪ -‬طلب خطي للوضعية اجلبائية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير احملضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل املؤسسة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تقدمي التصرحيات‬


‫ان النظام اجلبائي اجلزائري هو نظام تصرحيي يعتمد على حرية املكلف‪ ،‬حيث أن املكلف هو الذي يقوم‬
‫ابلتصريح عن رقم اعماله وأرابحه‪ ،‬وتقوم مفتشية الضرائب ابستالم التصرحيات املقدمة من طرف املكلفني‬
‫ودراستها دراسة دقيقة‪ ،‬وفرض الضرائب الواجبة على تلك املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬وعلى املكلف أن يدفع قيمة‬
‫الضريبة الواجبة عليه يف الوقت احملدد وابلقيمة احملددة وإال ستفرض عليه غرامة التأخر عن الدفع‪.‬‬
‫وإن مل يقم املكلف إبعداد التصريح اخلاص به وتقدميه أو ارساله إىل مديرية الضرائب‪ ،‬تفرض عليه غرامة الوعاء‪.‬‬
‫و من بني هذه التصرحيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬التصريح الشهري برقم األعمال واملداخيل ‪:G50‬‬


‫هو تصريح شهري يقوم فيه األشخاص املكلفني طبيعيون كان أو معنويون ابلتصريح برقم أعماهلم و مداخيلهم‬
‫الشهرية‪ ،‬وجيب أن يقدم اىل مديرية الضرائب خالل ‪ 20‬يوم واألوىل من شهر‪ ،‬مثال‪ :‬التصريح برقم اعمال شهر‬
‫ماي‪ ،‬جيب على املكلف أن يقدم ‪ G50‬التصريح الشهري قبل ‪ 20‬جوان‪.‬‬
‫يف حالة اإليداع املتأخر هلذا التصريح تطبق عقوبة ‪ ،%10‬ترفع هذه العقوبة اىل ‪ % 25‬بعد اخطار املعىن‬
‫بتسوية وضعيته خالل شهر واحد‪.‬‬
‫واإلمتناع عن التصريح ابلضريبة بعد إنقضاء هذا األجل يستوجب الفرض التلقائي للضريبة بتطبيق العقوبة‬
‫اجلبائية املذكور أعاله (‪.)25%‬‬

‫‪ -2‬التصريح ابملداخيل السنوية ‪:G01‬‬


‫هو تصريح سنوي يصرح فيه املكلفون (األشخاص الطبيعيني) ابلضرائب مبداخيلهم السنوية اخلاضعة للضريبة‬
‫على الدخل اإلمجايل‪ ،‬وهذا التصريح ينبغي ارساله اىل مديرية الضرائب قبل ‪ 01‬أفريل من السنة املوالية‪ ،‬وعلى‬
‫أساس املبلغ املصرح به من طرف املكلف حتسب الضريبة على الدخل اإلمجايل‪ ،‬وعلى املكلف تسديد ما عليه يف‬
‫اآلجال احملددة وإال تفرض عليه غرامات‪.‬‬

‫‪ -3‬امليزانية اجلبائية ‪:G50‬‬


‫جيب على املكلف ابلضريبة طبيعيا كان أو معنواي ابلتصريح برقم أعماله السنوي يف هذه املوازنة‪ ،‬حيث‬
‫املكلفني ابلضريبة املعنيني هبذا التصريح هم اخلاضعني للنظام احلقيقي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وتشمل املوازنة جمموع التصرحيات الشهرية ‪ G50‬اليت صرح فيها املكلف برقم اعماله الشهري‪ ،‬وتقدم املوازنة‬
‫اىل مفتشية الضرائب قبل كل ‪ 01‬أفريل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬طرق التحصيل وإجراءات املتابعة‬


‫التحصيل هو دفع املكلف ابلضريبة ما عليه من ضرائب يف آجاهلا املستحقة اىل قباضة الضرائب‪ ،‬ويعترب‬
‫التحصيل من اهم العمليات لكون هذه العملية متثل ملديرية الضرائب عملية اسرتجاع حقها من طرف املكلفني‪،‬‬
‫أما ابلنسبة للمكلف ابلضريبة فهي عملية تربئ ذمته املالية ومتكنه من دفع ما عليه من التزاماته اجلبائية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طرق التحصيل‬
‫عند وصول موعد الدفع يتجه املكلف إىل قباضة الضرائب ويقوم بتقدمي التصرحيات الواجبة إىل أمني الصندوق‬
‫املوجود يف مصلحة الدفع أين يكون دفع مبلغ الضريبة مبختلف طرق الدفع اليت ميكن للمكلف الدفع هبا‪ ،‬ومن‬
‫أمهها‪:‬‬

‫‪ -1‬الدفع نقدا‪ :‬مقابل عملية دفع مبلغ الضريبة يقوم أمني الصندوق بتحرير وثيقة تسمى وصل‬
‫‪ Quittance‬مصدر هذا الوصل هو كتاب يتعامل به أمني الصندوق يسمى )‪ ،(H1‬وتكون خمتومة‬
‫االستالم بطابع القباضة واليت تثبت الدفع املادي للمكلف وتتضمن هذه الوثيقة البياانت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقم التعريف اجلبائي‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ غرامة التأخر‪.‬‬
‫‪ -‬نوع الضريبة املدفوعة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدفع عن طريق الشيك أو صك بريدي‪ :‬عندما تكون طريقة دفع الضريبة بشبك بنكي يقوم أمني‬
‫الصندوق بتحرير وصل االستالم؛ يثبت استالم أمني الصندوق لشيك مببلغ الضريبة‪ ،‬هذا الوصل يكون‬
‫خمتوم بطابع القباضة‪ ،‬وأيخذ الوصل من كتاب )‪ (H2‬يتعامل به أمني الصندوق‪ ،‬مث يقوم إبرسال‬
‫الشيكات إىل خزينة الوالية مرفقة بوثيقة تسمى )‪ (H10‬اليت تقوم بتحويلها إىل البنك املركزي‪.‬‬

‫هذا كل ما خيص سراين آليات حتصيل الضرائب‪ ،‬لكن يف حالة عدم دفع املكلف ملستحقاته فإن إدارة‬
‫الضرائب تلجأ إىل إجراءات وآليات أخرى هامة لتحصيل املبالغ املالية اجلبائية أين تتدخل مصلحة املتابعات ضد‬
‫املكلف الذي مل يسدد مستحقاته يف اآلجال القانونية‪ ،‬وهذه اإلجراءات سنوجزها يف الفرع املوايل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات املتابعة‬


‫قبل الشروع يف إجراءات املتابعة جيب على أعوان املتابعة الذين ميثلون القابض أو مركز الضرائب أن يكونوا‬
‫حائزين على سند حتصيل قانوي لكي ميكنهم من متابعة املكلفني بصفة قانونية‪.‬‬
‫ال ميكن ألعوان املالحقة مباشرة إجراءات املتابعة إال إذا توفر لديهم شرط استحقاق الدين‪ ،‬وقد يلغى هذا‬
‫الشرط إذا قام املكلف ابلضريبة بتمديد اجل التسديد‪ ،‬أو حصوله على رزانمة للدفع ( ‪calendrier de‬‬
‫‪ )paiement‬أو تسديد ما عليه‪.‬‬
‫يتم تطبيق غرامات التأخي اخلاصة ابجلداول الفردية )‪ (Rolle Individuel‬بنسبة ‪ %10‬يف حالة الدفع‬
‫بعد ‪ 30‬يوم من اتريخ نشأة الدين‪ ،‬أما يف حالة عدم التسديد يف اجل قدره ‪ 30‬يوم من التاريخ السابق يتم البدء‬
‫يف تطبيق غرامة متهيدية تقدر بـ ‪ %03‬عن كل شهر أتخي دون أن تتجاوز هذه الغرامة نسبة ‪.%25‬‬
‫ترسل قباضة الضرائب للمكلفني ابلضريبة الذين مل يسددوا مستحقاهتم واليت أصبحت ديوهنم الضريبية مستحقة‬
‫(‪ )Exigible‬أمر ابلدفع )‪ (AVIS A PAYER Rn°7‬حبيث جيب أن يسددوا ما عليهم خالل مدة ال‬
‫تتجاوز ‪ 30‬يوما بعدها نكون امام احلاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬رسالة تذكري‪(Lettre de Rappel):‬‬


‫ترسل رسالة تذكي للمكلف بدفع الضريبة الذي مل يؤدي مستحقاهتا يف اآلجال القانونية احملددة هلا‪ ،‬وتعلم‬
‫املكلف املدين ابملتابعات اليت سيتعرض هلا إذا ختلف عن الدفع خالل ‪ 15‬يوم‪ ،‬وتشكل آخر اشعار قبل مباشرة‬
‫إجراءات املتابعة‪.‬‬

‫‪ -2‬التنبيه‪(Commandement) :‬‬
‫هو وثيقة يتم فيها تنبيه املكلف ابلضريبة بتسديد ما عليه خالل ‪ 03‬أايم‪ ،‬وتعد أول اجراء يقوم به قابض‬
‫الضرائب يبني فيه اضافة اىل جمموع كل حصة‪ ،‬املبالغ املطلوب أداؤها‪ ،‬شروط االستحقاق وكذا اتريخ الشروع يف‬
‫التحصيل حيث حترر نسختان ويشرتط أن يكوان ابلغة العربية وال حتمالن أي شطب‪.‬‬
‫النسخة األوىل تبعث اىل املكلف يف ظرف خمتوم مبوجب رسالة موصى عليها أو عن طريق عون املتابعة‬
‫شخصيا أو عن طريق رئيس جملس الشعيب البلدي‪ ،‬والنسخة الثانية تبقى يف قباضة الضرائب‪ ،‬اما يف حالة عدم‬
‫استجابة املكلف‪ ،‬فإنه سيتعرض إىل إجراءات ردعية على أعلى مستوى‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬مرحلة الغلق املؤقت‪(Fermeture Temporaire) :‬‬


‫مبوجب املادة ‪ 24‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 1997‬أدرج املشرع اجلزائري إجراءا جديدا حيث قبل‬
‫املرحلة النهائية للحجز والبيع للمنقوالت‪ ،‬وهو الغلق املؤقت للمحل املهين اخلاص ابملكلفني املخالفني‪ ،‬ويعترب هذا‬
‫االجراء عمال هتديداي إلجبار املكلف ابلضريبة على الوفاء مبستحقاته‪ ،‬فهو وسيلة فعالة جلعله يسدد ديونه‬
‫الضريبية مؤقتا ويتم مبسامهة وترخيص مدير الضرائب وفقا القرتاح قابض الضرائب‪.‬‬
‫وال ميكن أن تتجاوز مدة الغلق ستة (‪ )06‬أشهر‪ ،‬ويبلغ قرار الغلق من طرف املوكل قانوان أو احملضر القضائي‪،‬‬
‫ويف حالة إذا مل يتحرر املكلف ابلضريبة املعين من دينه الضرييب أو مل يكتتب سجال لالستحقاق يوافق عليه قابض‬
‫الضرائب‪ ،‬يف أجل ‪ 10‬اايم من اتريخ التبليغ‪ ،‬يقوم احملضر القضائي والعون املتابع بتنفيذ قرار الغلق‪ .‬وإن مل يقم‬
‫املكلف بتسديد مستحقاته ننتقل إىل املرحلة املوالية‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة احلجز‪(La Saisie) :‬‬


‫يعترب نظام احلجز نظاماً خاصاً اتبعه املشرع اجلزائري ليسهل على إدارة الضرائب عملية حتصيل ديوهنا من أموال‬
‫املكلف ابلضريبة‪.‬‬
‫هناك عدة أنواع للحجز أمهها إشعار الغي ابحليازة )‪ (ATD‬ويتمثل يف احلجز على اموال املدين املستحقة‬
‫لدى اهليئات‪ ،‬إضافة اىل احلجز التنفيذي‪ ،‬وهو وضع يد اإلدارة اجلبائية على املمتلكات املنقولة وغي املنقولة‬
‫للمدين للمحافظة على حقوق اخلزينة‪ ،‬واحلجز التحفظي‪ ،‬ويقوم بذلك ّإما اعوان اإلدارة اجلبائية أو احملضرين‬
‫القضائيني‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة البيع ابملزاد العلين‪(La Vente) :‬‬


‫بعد الغلق الذي يدوم ‪ 06‬أشهر وبعد عملية احلجز ب ‪ 10‬اايم‪ ،‬تبدأ عملية البيع ابملزاد العلين حيث يوضع‬
‫إعالن يف اجلرائد وخمتلف وسائل اإلعالن لبيع ممتلكات املكلف‪ ،‬يتم بيع املمتلكات املنقولة للمدين بعد الرتخيص‬
‫من طرف الوايل يف خالل ‪ 30‬يوما‪ ،‬ويف حالة عدم الرد ميكن ملدير الضرائب أن يرخص للقابض القيام بعملية‬
‫البيع كما ميكن أن تستند هذه املهمة إىل احملضرين القضائيني كذلك‪ ،‬وإذا تعلق األمر ببيع مواد سريعة التلف فيتم‬
‫بيعها من طرف القابض برتخيص من مدير الضرائب فقط‪.‬‬
‫وبعد عملية البيع تصبح لدينا ‪ 3‬حاالت‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬مبلغ املبيعات أكرب من الضريبة الواجبة الدفع يف هذه احلالة يرد الفرق إىل املكلف‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫احلالة الثانية‪ :‬مبلغ املبيعات أقل من الضريبة الواجبة الدفع يف هذه احلالة تبقى عملية املتابعة قائمة‪.‬‬
‫احلالة الثالثة‪ :‬مبلغ املبيعات يساوي الضريبة الواجبة الدفع يف هذه احلالة متت تسوية وضعية املكلف وتقوم‬
‫مديرية الضرائب بتربئته‪.‬‬

‫ومن هنا يظهر لنا مدى أمهية رسالة التذكي واإلنذار ألنه مبثابة فرصة للمكلف لتفاديه الغلق املؤقت للمحل‬
‫واحلجز‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬حماولة املصاحل الضريبية تفادي احلجز هبذه اإلجراءات كي ال يتعقد عليها األمر‪ ،‬ألن‬
‫اهلدف واحد هو حتصيل األموال لفائدة اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫وقد وضعت آليات تتيح فرص عالية لتحصيل تلك املبالغ يف ظل اآلجال القانونية كإعادة جدولة الديون‬
‫اجلبائية اليت تعترب من التحفيزات املوجهة للمكلف‬

‫املبحث الثالث‪ :‬دراسة حالة للتحصيل اجلربي واحصائيات مركز الضرائب‬


‫من خالل هذا املبحث سنقوم بعرض حالة ملتابعة أحد املكلفني وحتليل احصائيات التحصيل اخلاصة مبركز‬
‫الضرائب لعني متوشنت‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬دراسة حالة للتحصيل اجلربي‬

‫سوف نتطرق يف هذا املثال اىل متابعة أحد املكلفني ابلضريبة‪ ،‬حيث سنقوم بدراسة خصائص املكلف‬
‫ابلضريبة املتابع‪ ،‬مث إجراءات املتابعة الودية‪ ،‬وأخيا تطبيق املتابعة اإلجبارية على املكلف املعين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص املكلف ابلضريبة املتابع‬


‫حىت نبني كيفية إجراء التحصيل بطريقة ودية أو إجبارية‪ ،‬سلطنا الضوء على حالة من احلاالت اليت اتبعتها‬
‫قباضة مركز الضرائب لعني متوشنت‪ ،‬فقد انصب اختياران على مؤسسة أشغال البناء )‪ (ETB‬لشخص يدعى‬
‫(ح‪.‬ق) عنواهنا ببلدية املاحل‪.‬‬

‫بلغ الدين اجلبائي هلذا املكلف اخلاص بسنة ‪ 2017‬قيمة ‪ 520.000‬دج بعد تطبيق غرامة ‪ %10‬أصبح‬
‫الدين الكلي ‪ 572.000‬دج‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن اخلصائص اليت متيز هذا املكلف هو أنه مل يستجيب لكل اإلشعارات والتنبيهات املرسلة له‪ .‬وهذا ما جعل‬
‫مصاحل املتابعة تتابعه كل مرة بطرق قانونية خمتلفة وذلك إلرغام املكلف بتسديد ما عليه من ديون‪ .‬فمن هنا‬
‫نالحظ الدور الفعال الذي يقوم به أعوان املتابعة يف كل مرحلة بدأ من إرسال اإلشعارات حىت مرحلة إشعار الغي‬
‫احلائز‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات املتابعة الودية‬


‫‪ -1‬رسالة تذكري‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 2018/02/03‬قام أعوان املتابعة إبرسال رسالة تذكي (أنظر امللحق رقم ‪ )04‬إىل املكلف من أجل‬
‫تذكيه لتسديد مستحقاته خالل مدة ‪ 15‬يوم‪ ،‬وأعلموه ابملتابعات اليت سيتعرض هلا إذا ختلف عن الدفع خالل‬
‫هذه املدة‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلشعار ابلدفع‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 2018/02/18‬أي بعد مرور مدة ‪ 15‬يوم اليت مل يستجب خالهلا املكلف لرسالة التذكي‪ ،‬أصبح‬
‫الدين الضرييب مستحق وابلتايل طبقت عليه غرامة ‪ ،%10‬حيث هذه الغرامة قابلة للرفع بنسبة ‪ %03‬عن كل‬
‫شهر أتخي دون جتاوز ‪.%25‬‬

‫قام قسم املتابعة إبرسال أول إشعار ابلدفع إىل املكلف املعين‪ ،‬حيث حيتوى هذا اإلشعار على نوع ورقم‬
‫الضريبة الواقعة على كاهل املكلف وسنة فرض الضريبة (أنظر امللحق رقم ‪ ،)05‬واملبلغ اإلمجايل الواجب التسديد‬
‫املقدر بـ ـ ــ‪ 572.000 :‬دج‪ ،‬واملبني يف ذلك أيضا الغرامة اخلاصة ابلتأخي واملقدرة بـ ـ ـ ‪ 52.000‬دج‪.‬‬

‫مت استدعاء املكلف إىل التوجه ملصلحة القباضة وتسديد ما عليه من ديون‪ ،‬ولكن الرد كان سلبيا إذ مل‬
‫يستجيب هلذا اإلشعار‪ .‬علما أن اإلشعار حيتوي يف األسفل على بعض التسهيالت اليت من شأهنا مساعدة‬
‫املكلف ابلتسديد ابلقسط لديونه طبقا للمادة ‪ 156‬من قانون اإلجراءات اجلبائية يف حالة إن مل يتمكن من‬
‫تسديدها كليا‪ ،‬وابلتايل يف حني مل يستجيب هلذه التسهيالت يكون حمل متابعة‪ ،‬وتنفذ عليه كامل الوسائل‬
‫القانونية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيق املتابعة اإلجبارية على املكلف املعين‬


‫بعد أن قامت مصلحة املتابعة بتنفيذ كل الوسائل الودية‪ ،‬من إرسال رسالة تذكي وإشعارات ابلدفع‪ ،‬ومبا أن‬
‫املكلف مل يستجب لإلجراءات السابقة فكان على مصلحة املتابعة مبادرة تدابي جد صارمة متكنها من إجبار‬
‫املكلف لتسديد ديونه‪ .‬وكان أول إجراء متخذ‪:‬‬

‫‪ -1‬التنبيه‪(Commandement) :‬‬
‫قام أعوان مصلحة املتابعة إبرسال تنبيه شخصي ابلدفع (أنظر امللحق رقم ‪ ،)06‬ذلك لعدم استعداد هذا‬
‫املكلف إىل تسديد ديونه‪ .‬حرر هذا التنبيه يف نسختني مدته ال تتجاوز ‪ 03‬أايم ويشرتط أن يكوان ابلغة العربية‬
‫وال حيمالن أي شطب‪ ،‬نسخة أرسلت إىل املكلف ابلضريبة يف ظرف خمتوم مبوجب رسالة موصى عليها‪ ،‬أما‬
‫النسخة الثانية فاحتفظت هبا مصلحة املتابعة‪ ،‬اليت قامت ببيان خمتلف الضرائب والرسوم حيث حدد يف األسفل‬
‫املبلغ اإلمجايل واملقدر ب ـ ـ ‪ 520.000‬دج والغرامة املقدرة بـ ـ ـ ‪ 52.000‬دج‪.‬‬

‫ويف ظل صياغة هذا التنبيه حدد أسفله العبارة التالية‪:‬‬

‫"يشهد احملصل املوقع أدانه أبن املدين املوضوع امسه أعاله مل يقوم ابلسداد‪ ،‬ومن مث فعلى عامل املالحقة‬
‫القضائية املبني إمسه‪ ،‬فيما بعد أن يالحقه عن طريق التنبيه وعليه بسداد كافة ما هو مطلوب من مبالغ واجبة‬
‫األداء من ضرائب ومطلوابت بدون إخالل مبا يستحق عليه من إجراءات وغرامات التأخي‪".‬‬

‫كما يتم تبيان يف ظهر هذا التنبيه كيفيات التسديد (أنظر امللحق رقم ‪.)07‬‬

‫‪ -2‬إصدار أمر على الغري حلجز أمواله‪(ATD) :‬‬


‫بعد ‪ 03‬أايم من صدور التنبيه الذي مل يستجب له املكلف‪ ،‬اختذت مصلحة املتابعة مباشرة هذا اإلجراء‪،‬‬
‫واملتمثل يف إصدار أمر للغي حلجز أمواله الذي متثل يف إصدار احلجز على حسابه البنكي وحسابه لدى اخلزينة‬
‫العمومية اليت قامت هذه األخية إبرسال وثيقة تدعى "حوالة يف انتظار الدفع"‬
‫)‪ )Mandat en instance de versement‬واليت من خالهلا تبني أن املكلف سوف يتحصل على مبلغ‬
‫مقدر ب ـ ـ ‪ 1.200.000‬دج نتيجة أحد املشاريع املنجزة من طرفه يف القطاع العمومي‪ .‬ومنه على ضوء األمر‬
‫على الغي حلجز األموال )‪ (ATD‬الذي قام به أعوان املالحقة لدى اخلزينة العمومية قام أمني اخلزينة بعد مرور‬
‫مدة ‪ 15‬يوم ابقتطاع الدين الضرييب مباشرة أي مبلغ ‪ 572.000‬دج‪ ،‬حيث قام هذا األخي أبرسال صك يثبت‬

‫‪74‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫هذا االجراء إىل مصلحة احملاسبة اليت قامت بتسجيله يف دفرت ‪ H41‬وبعدها قامت ابالتصال مبصلحة املتابعة‬
‫لتسوية الوضعية اجلبائية للمكلف‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫يف حالة ما مل يكفي املبلغ احملصل من قبل اخلزينة العمومية لتغطية الدين الضرييب للمكلف فإن األمر على الغي‬
‫حلجز األموال )‪ (ATD‬يبقا ساري املفعول ملدة سنة كاملة إىل أن يتم تسديد الدين كله‪.‬‬

‫‪ -3‬رفع اليد عن اإلعرتاض‪(Main Levé) :‬‬


‫تعترب هذه الوثيقة تكميال لإلجراءات السابقة حيث ال تسلم إال إذا قام املكلف بتسديد دينه جزئيا أو كليا‪،‬‬
‫ومنه قامت مصلحة املتابعة مبباشرة هذا العقد وبعد استشارة القابض إىل تسليم هذه الوثيقة اليت حتمل عنوان "‬
‫رفع اليد عن اعرتاض" واليت حتمل أيضا يف واجهتها أبن احملصل للضريبة املمضي أسفله يقدم اإلثبات هبذا الصك‬
‫رفع اليد بال شرط وال قيد عن االعرتاض الذي وقع بطلبه ضد املكلف ابلضريبة املعين ذلك حسب اإلعالن املوجه‬
‫إليه فيها خيص توقيف حسابه البنكي‪ .‬ويف األخي يقوم القابض بوضع اإلمضاء والدمغة القانونية على هذا‬
‫اإلجراء‪.‬‬

‫‪ : H41‬هو دفرت العمليات املختلفة‪ ,‬يسجل فيه احملاسب العمليات الداخلية و اليت تتمثل يف الصكوك املرسلة من خزينة الوالية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬احصائيات مركز الضرائب لعني متوشنت‬


‫يف هذا املطلب سنتعرض إىل احصائيات التحصيل اجلبائي اخلاصة مبركز الضرائب لوالية عني متوشنت خالل‬
‫‪ 4‬سنوات املاضية‬

‫اجلدول رقم (‪ :)1-3‬التحصيل اجلبائي ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت يف الفرتة ما بني (‪)2014-2017‬‬

‫األشهر‬
‫‪RCVR‬‬ ‫‪RCVR‬‬ ‫‪RCVR‬‬ ‫‪RCVR‬‬
‫‪MENSUELLE‬‬ ‫‪MENSUELLE‬‬ ‫‪MENSUELLE‬‬ ‫‪MENSUELLE‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪137 626 365,03‬‬ ‫‪223 356 050,03‬‬ ‫‪215 767 031,68‬‬ ‫‪134 855 599,23‬‬ ‫جانفي‬
‫‪162 012 315,17‬‬ ‫‪93 270 371,52‬‬ ‫‪113 786 795,20‬‬ ‫‪140 684 510,61‬‬ ‫فيفري‬
‫‪102 637 333,86‬‬ ‫‪293 856 265,07‬‬ ‫‪232 179 840,81‬‬ ‫‪202 216 718,55‬‬ ‫مارس‬
‫‪251 258 801,30‬‬ ‫‪163 177 114,61‬‬ ‫‪174 306 784,96‬‬ ‫‪136 948 056,84‬‬ ‫أفريل‬
‫‪185 978 140,99‬‬ ‫‪191 758 458,26‬‬ ‫‪173 527 186,29‬‬ ‫‪143 992 739,89‬‬ ‫ماي‬
‫‪93 553 794,31‬‬ ‫‪156 006 872,49‬‬ ‫‪150 629 031,59‬‬ ‫‪187 703 084,75‬‬ ‫جوان‬
‫‪107 507 331,11‬‬ ‫‪118 026 795,78‬‬ ‫‪99 377 575,47‬‬ ‫‪149 221 688,22‬‬ ‫جويلية‬
‫‪91 737 398,53‬‬ ‫‪95 562 006,51‬‬ ‫‪92 696 409,35‬‬ ‫‪88 644 513,19‬‬ ‫أوت‬
‫‪97 667 302,94‬‬ ‫‪88 286 285,76‬‬ ‫‪98 770 685,66‬‬ ‫‪86 935 314,58‬‬ ‫سبتمرب‬
‫‪129 962 099,81‬‬ ‫‪125 489 195,91‬‬ ‫‪132 321 186,93‬‬ ‫‪139 581 170,86‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪114 061 016,12‬‬ ‫‪119 786 726,76‬‬ ‫‪158 772 422,82‬‬ ‫‪159 141 761,46‬‬ ‫نوفمرب‬
‫‪162 253 500,36‬‬ ‫‪133 828 130,50‬‬ ‫‪133 798 140,81‬‬ ‫‪113 012 992,11‬‬ ‫ديسمرب‬
‫‪1 636 255 399,53 1 802 404 273,20 1 775 933 091,57 1 682 938 150,29‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬مركز الضرائب لعني متوشنت‬

‫اجلدول رقم (‪ :)2-3‬نسب تطور التحصيل اجلبائي ملركز الضرائب لوالية عني متوشنت يف الفرتة ما بني (‪)2014-2017‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫السنوات‬


‫‪1 636 255 399,53‬‬ ‫‪1 802 404 273,20‬‬ ‫‪1 775 933 091,57‬‬ ‫‪1 682 938 150,29‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪-10.15%‬‬ ‫‪1,49%‬‬ ‫‪5,52%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫التطور‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب اعتمادا على معطيات اجلدول (‪)1-3‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-1‬التحصيل الجبائي لمركز الضرائب لوالية عين تموشنت في الفترة ما بين‬
‫(‪)2017-2014‬‬
‫‪1 850 000 000,00‬‬

‫‪1 800 000 000,00‬‬

‫‪1 750 000 000,00‬‬


‫المبالغ‬

‫‪1 700 000 000,00‬‬

‫‪1 650 000 000,00‬‬

‫‪1 600 000 000,00‬‬

‫‪1 550 000 000,00‬‬


‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪RCVR‬‬ ‫‪1 682 938 150,29‬‬ ‫‪1 775 933 091,57‬‬ ‫‪1 802 404 273,20‬‬ ‫‪1 636 255 399,53‬‬
‫السنوات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب اعتمادا على معطيات اجلدول (‪)2-3‬‬

‫تفسري املنحىن واجلداول‪:‬‬


‫من خالل املنحىن البياين واجلدول رقم (‪ )2-3‬الذي يبني نسب تطور احلصيلة الضريبية نالحظ ارتفاع مبلغ‬
‫التحصيل الضرييب بنسبة ‪ 5,52%‬يف سنة ‪ 2015‬مقارنة ابلسنة املاضية‪ ،‬ونفس الشيء ابلنسبة لسنة ‪2016‬‬
‫حيث عرفت ارتفاع طفيف يف نسبة التحصيل ومقداره ‪ ،1,49%‬هذا راجع إىل أن مركز الضرائب حديث‬
‫النشأة حيث ابشر أعماله مع أواخر سنة ‪ 2013‬وكان يف طور استقبال وحتويل ملفات املكلفني ابلضريبة اجلدد‪.‬‬

‫و لكن يف سنة ‪ 2017‬و مع ارتفاع معدالت الضرائب اليت شهدهتا هذه السنة كان من املتوقع أن ترتفع‬
‫احلصيلة الضريبية‪ ،‬إىل أنه من املالحظ أهنا اخنفضت بصفة كبية إىل درجة أهنا أسوء حصيلة منذ افتتاح مركز‬
‫الضرائب‪ ،‬حيث قدر معدل االخنفاض ب ـ ـ ‪ 10,15%‬و هذا راجع لعدة أسباب منها العامل البشري أساسا‬
‫حيث عرف مركز الضرائب لعني متوشنت نقص كبي يف املوارد البشرية نتيجة إحالة عدد كبي منها إىل التقاعد و‬
‫اليت مل تعوض بسبب جتميد التوظيف من قبل الدولة هذا من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى نقص الوسائل املادية اليت‬
‫حتول دون السي احلسن ملهام أعوان املتابعة و املفتشني‪ ،‬إضافة إىل ظاهرة التهرب الضرييب اليت تفاقمت بسبب‬
‫ارتفاع معدالت الضريبة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫دراسة حالة مبركز الضرائب لعني متوشنت‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خامتة الفصل‪:‬‬
‫يف ختام هذا الفصل نستطيع أن نقول أبن قباضة الضرائب و ابألخص مصلحة املتابعة تسعى دائما لبعث‬
‫حوار متواصل و توطيد العالقـة بينها و بني املكلفني‪ ،‬و املالحظ هو اختاذ إجراءات تسهيلية لتحقيق اهلـدف‬
‫املرجو منها آال و هو التحصيل اجلبائي‪ ،‬و هذا ابختاذ آليات و إجراءات بغية حتصيل أكرب عدد ممكن من‬
‫االيرادات الضريبية مع مراعاة حالة املكلـف ‪ ،‬و هذه اإلجراءات هي مبثابة إعطاء عدة فرص للمكلفني للقيام‬
‫بتسديد مستحقاهتم قبل اختاذ اإلجراءات الردعية اليت غالبا ما متثل عائقا يف سي عملية التحصيـل و ما يرتتب‬
‫عنها من إضاعة للوقت حيث هناك حاالت أين جتد القباضة نفسها أمام واقـع صعب للتسيي كاحلجز أين يتعذر‬
‫للقباضة التحكـم يف مواردها حيث يقوم بعض املسامهني ابلتهرب الضرييب‪ ،‬لكن تبقى هذه اإلجراءات متخذة‬
‫لتصفيـة املبالغ مبختلف الطرق و هذا هو اهلدف املرجو من هذه اإلدارة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الــخــاتــمــة‬
‫اخلامتة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫لقد حولنا من خالل هذه الدراسة تسليط الضوء على املشاكل والعوائق اليت توجهها اإلدارة اجلبائية خالل‬
‫عملية التحصيل‪ ،‬وتوضيح الدور األساسي والفعال الذي ميكن أن يلعبه التحصيل كونه يعد أهم مصدر من‬
‫مصادر إيرادات اخلزينة العمومية‪.‬‬

‫لكن هذه العملية تستوجب احرتام بعض من القواعد ومن بينها وجوب حتقق الفعل املولد للضريبة إضافة إىل‬
‫قاعدة املالئمة يف التحصيل كما جند قاعدة االقتصاد يف النفقات وأخيا قاعدة السنوية‪ ،‬يكون التحصيل إما وداي‬
‫وذلك يف حالة دفع املكلف ملا عليه من ديون ضريبية أو رسوم يف األوقات وابألساليب اليت نص عليها القانون‪،‬‬
‫أما يف حالة فشل هذه اإلجراءات تتجه اإلدارة إىل الطريقة الثانية للتحصيل وهي التحصيل اجلربي‪ ،‬فاإلدارة‬
‫اجلبائية تستخدم مجيع االمتيازات املمنوحة هلاو املتمثلة يف تنبيه املكلف مرورا ابلغلق املؤقت للمحل املهين إضافتا‬
‫إىل خمتلف طرق احلجز و اخرا البيع يف املزاد العلين‪ ،‬هذا كله من أجل ضمان حتصيل مستحقاهتا لدى املكلفني‬
‫ابلضريبة‪.‬‬

‫اال أن دور التحصيل الضرييب أصبح يف تراجع مستمر يف ظل العراقيل واملشاكل اليت تواجهها هذه العملية‬
‫واليت حصرانها يف كون ان املكلف بضريبة ال يتمتع ابلثقافة والوعي الضرييب حيث يرى أن الضريبة هي عبئ عليه‬
‫وابلتايل حياول التهرب من دفعها والغش يف التصريح هبا‪ ،‬إضافتا إىل انتشار واتساع حجم االقتصاد املوازي الذي‬
‫حيرم اخلزينة العمومية من جزء من إيراداته كون أن النشطات املنتشرة يف هذا النوع من االقتصاد ال تصرح مبداخيلها‬
‫ووجودها‪ .‬ال يستثىن أيضا من عوائق التحصيل اإلدارة اجلبائية حيث تعرف هذه األخية عدة مشاكل وعراقيل‬
‫تتعلق بقصور اإلمكانيات البشرية ونقص الوسائل املادية‪ ،‬كما يشكل التشريع الضرييب عائق ايضا يف عملية‬
‫التحصيل من خالل كثرة وتشعب النصوص القانونية وغموضها وكثرة الضرائب‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -1‬انتشار ظاهرة الغش والتهرب الضرييب وتوسع السوق املوازي بشكل كبي مما انعكس سلبا على احلصيلة‬
‫اجلبائية‪ ،‬حيث أن اخلزينة العمومية تفقد من جراء ذلك مبالغ مالية ضخمة كل سنة‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة القوانني اجلبائية واإلكثار من تعديلها يؤدي بدوره إىل جهل أو عدم فهم املكلف الضرائب اليت‬
‫سيدفعها وفق لكل تعديل‪ ،‬مما يؤدي به إىل عدم أتدية الضريبة يف أوقاهتا أو التهرب منها‪ ،‬وابلتايل كلما‬
‫زادت درجة الوعي والفهم الضرييب لدى املكلف كلما زادت فرص التحصيل‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اخلامتة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪ -3‬يف حالة عدم دفع املكلف ملا عليه من مستحقات تلجأ اإلدارة اجلبائية إىل استعمال عدة طرق‬
‫واإلجراءات نص عليها القانون من أجل إجبار املكلف على الدفع‪.‬‬
‫‪ -4‬هناك بعض اإلجراءات املتبعة من طرف اإلدارة اجلبائية يف أرض الواقع غي متسايرة مع القوانني اجلبائية‬
‫(اللجوء مباشرة إشعار الغي احلائز ‪ ATD‬يف إجراءات املتابعة)‪.‬‬
‫اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫‪ -1‬ابلنسبة للفرضية األوىل‪ :‬نصت على أن غياب الوعي والثقافة الضريبية لدى املكلف ابلضريبة يؤثر على‬
‫عملية التحصيل‪ ،‬فقد مت إثبات صحة هذه الفرضية ألنه كلما زادت درجة الوعي والثقافة الضريبية لدى‬
‫املكلف ساهم ذلك يف إجناح عملية التحصيل فرص التحصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلنسبة للفرضية الثانية‪ :‬نصت على ان السوق املوازي يلعب دورا هام يف التأثي على عملية التحصيل‬
‫الضرييب‪ ،‬فهي فرضية صحيحة ألن ارقام األعمال يف هذا السوق غي مصرح هبا و ابلتايل هي غي‬
‫خاضعة للضريبة و منه يصعب حتصيلها‪.‬‬
‫‪ -3‬ابلنسبة للفرضية الثالثة‪ :‬اليت تنص على املشاكل اليت تواجهها عملية التحصيل هي الغش والتهرب‬
‫الضرييب‪ ،‬ومن أسباب هذه املشاكل تعقد التشريع اجلبائي وكثرة الضرائب وارتفاع نسبتها مما جيعل العبء‬
‫الضرييب ثقيل على املكلف‪ ،‬هي فرضية صحيحة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫ميكن تقدمي بعض التوصيات اليت نراها مناسبة لتقليل من عوائق التحصيل الضرييب وزايدة كفاءته نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العمل على استقرار ومعاجلة ثغرات التشريع اجلبائي‪.‬‬


‫‪ -2‬السعي اىل نشر الوعي والثقافة الضريبية يف أوساط اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬حماربة خمتلف مظاهر السوق املوازي من خالل طرح تسهيالت ومزااي جبائية‪.‬‬
‫‪ -4‬الرفع من كفاءة اإلدارة اجلبائية من خالل التحفيزات املالية ملوظفيها‪ ،‬توفي الوسائل املادية االزمة لسي‬
‫احلسن ملصاحل هذه اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -5‬تزويد إدارة اجلبائية ابليد العاملة املؤهلة الستدرك النقص يف املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -6‬استعمال الوسائل املتطورة إبدراج أنظمة املعلومات لربط اإلدارات اجلبائية فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -7‬تبسيط إجراءات التسييية واإلدارية لتحقيق مزيد من التصفية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫اخلامتة‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫آفاق الدراسة‪:‬‬

‫قد عاجلت هذه املذكر عوائق التحصيل الضرييب يف اجلزائر والعوائق املرتبطة به‪ ،‬يعترب هذا املوضوع ذو أبعد‬
‫متعددة وميكن تنوله من جوانب عديدة‪ ،‬معوقات التحصيل لدى اإلدارة الضريبية‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائية يف تنمية‬
‫التحصيل الضرييب‪ ،‬آلية القانونية يف التحصيل الضرييب يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫املراجع ابلغة العربية‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬حممد عباس حمرزي‪ ،‬اقتصادايت اجلباية والضرائب‪ ،‬دار اهلومة‪ ،‬اجلزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬رانيا حممود عمارة‪ ،‬املالية العامة‪ :‬االيرادات العامة‪ ،‬مركز الدراسات العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -3‬عبد الناصر نور‪ ،‬انئل حسن عدس‪ ،‬عليان الشريف‪ ،‬الضرائب وحماسبتها‪ ،‬دار املسية للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫األردن‪.2008،‬‬
‫‪ -4‬خالد خطيب‪ ،‬التهرب الضرييب‪ ،‬جملة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،‬اجمللد ‪ ،16‬العدد الثاين‪.2000،‬‬
‫‪ -5‬عباس انصر سعود‪ ،‬تعزيز الثقة بني املكلف واإلدارة الضريبية‪ ،‬دراسة ميدانية يف اهليئة العامة للضرائب‬
‫وفروعها‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬العراق‪.2010،‬‬
‫‪ -6‬نسرين عبد احلميد نبيه‪ ،‬االقتصاد اخلفي‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة النشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -7‬اعاد محود القيسي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضرييب دار الثقافة‪ ،‬االردن سنة ‪.2015‬‬
‫‪ -8‬مراد انصر‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪.2011،‬‬
‫‪ -9‬عبد الباسط على جاسم الربيدي‪ ،‬العدالة الضريبية دراسة مقارنة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2014،‬‬
‫‪ -10‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬دار اجلرير‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ -11‬محيد بوزيدة‪ ،‬جباية املؤسسات‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -12‬سامل حممد الشوابكة‪ ،‬املالية العامة والتشريعات الضريبية‪ ،‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫االردن‪.2015،‬‬
‫أطروحات الدكتورة‪:‬‬
‫‪ -1‬انصر حممد عبد العزيز حسني‪ ،‬التحصيل الضرييب بني النظرية والتطبيق‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة دكتورة يف‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪ -2‬سفيان بوزيد‪ ،‬عوائد التحصيل اجلبائي ومسامهتها يف امليزانية العامة للدولة – دراسة حالة اجلزائر ما بني‬
‫‪ ،2010-2000‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -3‬عائشة بن عمور‪ ،‬الوضعية القانونية للمكلف ابلضريبة املمتنع عن دفع احلقوق اجلبائية ‪-‬دراسة مقارنة‪،-‬‬
‫أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ -4‬فاطمة زعزوعة‪ ،‬احلماية القانونية املمنوحة لألشخاص اخلاضعني للضريبة‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -5‬حممود مجام‪ ،‬النظام الضرييب آاثره على التنمية االقتصادية‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة حممود منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -6‬حممد لعالوي‪ ،‬دراسة حتليلية لقواعد أتسيس وحتصيل الضرائب ابجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة حممد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -7‬مسية بوعكاز‪ ،‬مسامهة فعالية التدقيق اجلبائي يف احلد من التهرب الضرييب‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة جممد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2015،‬‬
‫‪ -8‬مالك قارة‪ ،‬إشكالية االقتصاد غي الرمسي يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -9‬مسية بوعكاز‪ ،‬مسامهة فعالية التدقيق اجلبائي يف احلد من التهرب الضرييب‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬جامعة حممد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫مذكرات ماجستري‪:‬‬
‫‪ -1‬حيي خلضر‪ ،‬دور االمتيازات الضريبية يف دعم القدرة التنافسية للمؤسسة االقتصادية اجلزائرية ‪-‬دراسة حالة‬
‫املطاحن الكربى للجنوب‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -2‬حممد داودي‪ ،‬اإلدارة اجلبائية والتحصيل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -3‬هاين حممد حسن شبيطة‪ ،‬حدود التوازن بني سلطات اإلدارة الضريبية وضامنات املكلفني‪ ،‬اطروحة‬
‫املاجستي‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية فلسطني‪.2006 ،‬‬
‫‪ -4‬اثبيت خدجية‪ ،‬دراسة حتليلية حول الضريبة والقطاع اخلاص ‪-‬دراسة حالة والية تلمسان‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪ -5‬زانيت فريدة‪ ،‬العالقة القانونية بني املكلف ابلضريبة وإدارة الضرائب‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أمحد بوقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،‬اجلزائر‪.2012،‬‬
‫‪ -6‬حسناء إخلف‪ ،‬منازعات التحصيل الضرييب ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬حممد بن‬
‫أمحد‪ ،‬وهران‪ ،‬اجلزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -7‬عبد احلميد عفيف‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -8‬جمدي نبيل حمود شرعب‪ ،‬امتيازات اإلدارة الضريبية‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطني‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -9‬بوشرى عبد الغين‪ ،‬فعالية الرقابة اجلبائية وأثرها يف مكافحة التهرب الضرييب يف اجلزائر (‪،)1999-2009‬‬
‫مذكره ماجستي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2011،‬‬
‫‪ -10‬قطار نور الدين‪ ،‬احلماية القانونية للبيئة يف ضل التشريع اجلبائي ‪-‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستي‪،‬‬
‫جامعة حممد ملني دابغني‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ -11‬لزرق البد‪ ،‬ظاهرة التهرب الضرييب وانعكاساهتا على االقتصاد الرمسي يف اجلزائر‪ ،‬مذكره ماجستي‪ ،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2012،‬‬
‫‪ -12‬قريش حممد‪ ،‬دراسة ظاهرة التهرب والغش الضرييب وآاثرها على إيرادات الدولة‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -13‬رشيدة محود‪ ،‬اسرتاتيجيات إدارة االقتصاد غي الرمسي يف ظل التخطيط للتنمية املستدامة‪ ،‬مذكره ماجستي‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -14‬حورية بورعدة‪ ،‬االقتصاد غي الرمسي يف اجلزائر (دراسة سوق الصرف املوازي)‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬اجلزائر‪.2014،‬‬
‫‪ -15‬جنيب زروقي‪ ،‬جرمية التملص الضرييب وآليات مكافحتها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة احلاج‬
‫خلضر‪ ،‬ابتنة‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -16‬اندية بوجلة‪ ،‬النظام القانوين جلرمية الغش الضرييب‪ ،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪86‬‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪ -17‬رمحة انبيت‪ ،‬النظام الضرييب بني الفكر املايل املعاصر والفكر املايل اإلسالمي ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫مذكرات ماسرت‪:‬‬
‫‪ -1‬اغيث مسكية‪ ،‬محيدوش ثنينية‪ ،‬اشكالية التحصيل الضرييب‪ :‬بني امتيازات ادارة الضرائب وضماانت املكلف‬
‫ابلضريبة‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مية‪ ،‬جباية‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -2‬عالء الدين خالف‪ ،‬مروة وحيدة‪ ،‬إجراءات حتصيل الضرائب املباشرة ومنزعتها‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي‬
‫‪ ،1945‬اجلزائر‪.2016،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى سنوسي‪ ،‬يزيد ولد يونس‪ ،‬النفقات اجلبائية ودورها يف تشجيع االستثمار‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة‬
‫اجلياليل ليابس‪ ،‬سيدي بلعباس اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم طرشي‪ ،‬التهرب الضرييب وآليات مكافحته‪ ،‬مذكره ماسرت‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2015،‬‬
‫مداخالت‪:‬‬
‫‪ -1‬سوامل سفيان‪ ،‬واقع الرقابة اجلبائية يف اجلزائر‪ :‬صعوابت تطبيقها واحللول املقرتحة لتفعيلها‪ ،‬امللتقى الوطين‬
‫حول ”الرقابة اجلبائية يف اجلزائر“‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قاملة يومي ‪ 28‬و‪ 29‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪ -2‬بوعالم وهلي‪ ،‬الضريبة على األجور واملرتبات وإشكالية التوظيف دراسة تطبيقية – حالة اجلزائر–‪ ،‬مداخلة‪،‬‬
‫امللتقـى الدويل ح ــول ”اسرتاتيجية احلكومة للقضاء على البطالة وحتقيق التنمية املستدامة “‪ ،‬جامعة املسيلة‬
‫خالل الفرتة ‪ 16-15‬نوفمرب‪.2011‬‬
‫منشورات‪:‬‬
‫‪ -1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬مركز الضرائب تنظيم ومهام‪ ،‬نشرة‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ -2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬مركز الضرائب جمال الصالحيات‬
‫األشخاص والضرائب املعنيني‪ ،‬نشرة‪.2017‬‬

‫‪87‬‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫القوانني واجلرائد الرمسية‪:‬‬

‫‪ -1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون االجراءات اجلبائية‪ ،‬اجلزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ -2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬اجلزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ -3‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون الرسوم على رقم االعمال‪ ،‬اجلزائر‪.2018،‬‬

‫‪ -4‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -5‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -6‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املطبعة الرمسية‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬

‫الدالئل اجلبائية‪:‬‬

‫‪ -1‬وزارة املالية‪ ،‬مديرية الضرائب‪ ،‬مصلحة االعالم واالتصال‪ ،‬النظام اجلبائي اجلزائري‪ ،‬اجلزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ -2‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الدليل التطبيقي للمكلف‬
‫ابلضريبة‪ ،‬اجلزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ -3‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬نشرة املديرية العامة للضرائب‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة تبسيط معترب‬
‫لإلجراءات‪ ،‬رقم ‪ ،842017‬سنة ‪.2017‬‬

‫‪ -4‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة جمال‬
‫التطبيق‪.2017 ،‬‬
‫‪ -5‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية العالقات العمومية واالتصال‪ ،‬الضريبة اجلزافية الوحيدة دفع‬
‫الضريبة اجلزافية الوحيدة والتزامات املكلفني ابلضريبة‪.2017 ،‬‬

‫‪ -6‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬الدليل التطبيقي للرسم على القيمة املضافة‪ ،‬اجلزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪88‬‬
‫املصادر واملراجع‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫اجملالت‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد العايل قراوي‪ ،‬نزاعات التحصيل يف املادة الضريبية‪ ،‬جملة القانون واالعمال‪ ،‬املغرب‪.2017 ،‬‬

‫‪ -2‬عبد الرمحان مغاري‪ ،‬بالل شيخي‪ ،‬دور اإلدارة اجلبائية يف تنمية التحصيل الضرييب عن طريق تفعيل الرقابة‬
‫اجلبائية يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬اجلزائر‪ ،‬جوان ‪.2013‬‬

‫‪ -3‬خالد خطيب‪ ،‬التهرب الضرييب‪ ،‬جملة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،‬اجمللد ‪ ،16‬العدد الثاين‪.2000،‬‬

‫‪ -4‬امحد وشان‪ ،‬بن على بلعزوز‪ ،‬االصالحات الضريبية كأداة لعصرنة وتطوير اإلدارة الضريبية ابإلشارة اىل حالة‬
‫اجلزائر‪ ،‬جملة األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬جانفي ‪.2017‬‬

‫‪ -5‬علي بودالل‪ ،‬انعكاسات االقتصاد اخلفي على االقتصاد اجلزائري (دراسة قياسية حتليلية)‪ ،‬جملة االسرتاتيجية‬
‫والتنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -6‬علي بودالل‪ ،‬انعكاسات االقتصاد اخلفي على االقتصاد اجلزائري (دراسة قياسية حتليلية)‪ ،‬جملة الوحدات‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،18‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬

‫املراجع ابلغة األجنبية‪:‬‬


‫‪1- Jean-Pierre Cling, Stéphane Lagrée, Mireille Razafindrakoto, François‬‬
‫‪Roubaud, L’économie informelle dans les pays en développement,‬‬
‫‪Agence Française de Développement, France, 2012.‬‬
‫املواقع اإللكرتونية‪:‬‬

‫‪www.mf.dgi.gov.dz -1‬‬
‫‪www.joradp.dz -2‬‬

‫‪89‬‬
‫المالحق‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)01‬التصريح التقديري اخلاص بـ ‪IFU‬‬

‫‪91‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪92‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪93‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪94‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ IFU :)02‬إشعار ابلدفع‬

‫‪95‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪96‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)03‬تصريح ‪G50‬‬

‫‪97‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪98‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪99‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫‪100‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)04‬رسالة تذكي‬

‫‪101‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)05‬إشعار ابلدفع )‪(Avis a Payer‬‬

‫‪102‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ )05‬اتبع‪ :‬إشعار ابلدفع )‪(Avis a Payer‬‬

‫‪103‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)06‬التنبيه (‪)Commandement‬‬

‫‪104‬‬
‫املالحق‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

‫امللحق رقم (‪ :)07‬التنبيه (‪)Commandement‬‬

‫‪105‬‬
‫ملخص‬ ‫عوائق حتصيل اإليرادات الضريبية يف اجلزائر‬

:‫ملخص‬
‫تعترب الضريبة اقتطاع مايل تفرضه الدولة ليتم دفعه من طرف اخلاضعني هلا وفقا لقواعد قانونية بصورة جربية وهنائية‬
‫ وال يتم ذلك دون املرور مبرحلة التحصيل الضرييب‬،‫دون مقابل لتغطية أعباء لدولة لغرض حتقيق أهداف معينة‬
‫واملتمثلة يف جمموع العمليات واإلجراءات اليت تؤدي إىل نقل دين الضريبة من ذمة املكلف ابلضريبة إىل اخلزينة‬
‫ لكن ميكن‬.‫ التحصيل الودي والتحصيل اجلربي‬:‫ ومن أجل نقل هذا الدين هناك طريقتني يف التحصيل‬.‫العمومية‬
‫أن تواجه هذه املرحلة عدة عوائق ومشاكل وهذا موضوع دراستنا حيث قمنا من خالل هذا البحث حبصرها يف‬
‫ وهتدف هذه الدراسة‬.‫ إضافة إىل العوائق املتعلقة ابملكلفني ابلضريبة‬،‫عوائق متعلقة ابإلدارة اجلبائية والتشريع اجلبائي‬
‫ إضافة إىل تبيان العوائق اليت تواجه‬،‫إىل حتقيق األهداف التالية املتمثلة يف توضيح عملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬
.‫عملية التحصيل الضرييب يف اجلزائر‬

.‫ إدارة الضرائب‬،‫ التحصيل اجلربي‬،‫ التحصيل الودي‬،‫ عوائق التحصيل‬،‫ التحصيل الضرييب‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Résumé :

L’impôt est Considéré comme une retenue financier imposé par l'Etat à payer
de la part des contribuables conformément aux règles juridiques et cela sans
attente, pour couvrir les charges et dépenses de l'État dans le but d'atteindre
certains objectifs, et cela ne se fait pas sans passer par l’étape de recouvrement
d’impôts qui constitue les opérations et les procédures qui conduisent au transfert
de la dette fiscale du contribuable au Trésor. Et pour transférer cette dette, il existe
deux méthodes de recouvrement : le recouvrement à l’amiable et le recouvrement
forcé. Mais cette étape de recouvrement peut faire face à plusieurs difficultés et
problèmes, ce qui est l'objet de notre étude. Et cette étude vise a Expliquer les
procédures de recouvrement d’impôts en Algérie, ainsi que Démontrer les
difficultés de ce recouvrement en Algérie.

Mots-clés : Recouvrement d’impôts, Difficultés de Recouvrement,


Recouvrement à l’amiable, Recouvrement Forcé, Administration Fiscale.

You might also like