You are on page 1of 84

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪-‬المسيلة‬
‫ميدان‪ :‬علوم اقتصادٌة تجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫كلية ‪ :‬العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬
‫فرع‪ :‬العلوم االقتصادٌة‪.‬‬ ‫قسم‪ :‬العلوم االقتصادٌة‬
‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكً‪.‬‬ ‫رقم‪.......................................... :‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر األكاديمــي‬


‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫بوشيبة صالح الدين‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫واق ـع وآف ـاق تعـزيـز الشم ـول المالـ ـي في الجزائـ ـر‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيســـا‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫د‪............................. .‬‬

‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫طيبي حمزة‬ ‫د‪.‬‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫د‪............................. .‬‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫شنس وثقديس‬
‫بظم هللا السحمن السحيم‬
‫والصالة والظالم على خاثم ألاهبياء واملسطلين‬
‫طيدها محمد ألامين عليه أفضل الصلىات وأشمى التظليم‬
‫والحمد وهلل زب العاملين‪ ،‬لو الحمد يا زبي لما ينبغي لجالى وجهو‬
‫وعظيم طلطاهو وعلى مهاهو لو الحمد حتى ثسض ي ولو الحمد اذا زضيت‬
‫ولو الحمد بعد زضا‪.‬‬
‫الطعنا في هرا املقام إال أن أقف بتىجيه‬
‫شنس الجصيل وثقديس لي "دلتىز طيبي حمصة" على إزشاداثه وثىجيهاثه القيمة لي‬
‫التي طمحت لنا بإهجاش هرا العمل‪.‬‬
‫جصاك هللا عني خيرا جصاء‪.‬‬
‫لما هتىجه خالص الشنس إلى مل من مد إلينا يد العىن‬
‫واملظاعد في بحثتا هرا وال هنس ي أطاثرثنا النسام جصالم هللا‪.‬‬

‫بىشيبة صالح الدين‬


‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫إلى أغر ما أملك بالوجود بعد اهلل‪،،،،،‬إلى الذين أفتخر أن نسبت اليهما‬
‫‪ ،،،،..‬إلى من أنزل فيهما قران اعجز كل من اوتي من البالغة والفصاحة ما أوتي‪..،،،،‬‬

‫‪ ،،،‬إلى من وجدت أينما بحثت ومهما قرأت ومهما نسجت إن كل ما قيل فيهما تقصير في حقهما‪،،‬‬

‫‪ ،،،،‬إلى من كللهما اهلل بالهيبة والوقـار‪ ،،،،‬إلى من علماني العطاء بدون انتظار‪،،،،‬‬

‫الوالدين الغاليين ‪ (،،،،،،،،،،‬بكاي عائشة والبشير) ‪،،،،،،‬برا واحسان‬

‫إلى من يجري حبهم في عروقي‪ ،،،،،،،،‬إلى اخواني وأخواتي ‪(،،،،،،،،‬عيسي ‪ ،‬أسماء ‪ ،‬ونور إيمان )‬

‫إلى اخي األكبر ‪(.. ،،،،،،،،،،،،‬بوشيبة أمين )‪..،، ،،،،،،،،،،،‬رحمة اهلل علية‬

‫وأخص بذكر إلى كتكوتين ‪( ،،،،، ،،،،،،‬صابر وشريف الدين ) ‪،،،،،،،،،،،،‬قرتي عبني‬

‫إلى كل أقـاربي وأصحابي من بعد أو من قريب‪ ،،،،،‬بأخص إلى أصدقـائي عبد الصمد وحسام وعبد السالم و علي‬
‫وحمز و ومحمد وزياد نصرالدين ويوسف وزيوش محمد ‪ ،،،،،،،،،،،،،،،،،‬حبا واحتراما‬

‫وإلى كل طلبة جامعة محمد بوضياف وبأخص طلبة تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫كما أوجه بخلص الشكر إلى كل من مد لي يد العون والمساعدة في بحثي هذا وفي مشواري العلمي‬
‫وأخص بالذكر األستاذة د‪ .‬طيبي حمزة و تيطراوي كمال واستاذة اسيا نوبه لتوجيهات المتواصلة‬

‫وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬


‫فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسض‬
‫املحتىي ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫فيرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬

‫شكــــــــــــــــــــــر‬
‫إىداء‬
‫‪I‬‬ ‫فيرس المحتويات‬
‫‪IV‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪V‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫ب– د‬ ‫مقدمة عامة‬

‫الفصل األول‪ :‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪5‬‬ ‫تمييد الفصل األول‪:‬‬


‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مدخل لمشمول المالي‬
‫‪6‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية الشمول المالي‬
‫‪10‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ تحقيق الشمول المالي‬
‫‪12‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أىداف الشمول المالي‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اساسيات تعزيز الشمول المالي‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ابعاد ومؤشرات الشمول المالي‬
‫‪18‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬ركائز الشمول المالي‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬سياسات تعزيز الشمول المالي‬
‫‪23‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬محددات تعزيز الشمول المالي‬
‫‪23‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬آليات تعزيز الشمول المالي‬
‫‪24‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬عالقة الشمول المالي ببعض المتغيرات االقتصادية‬
‫‪28‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬التحديات التي تعيق الشمول المالي‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫‪I‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪31‬‬ ‫تمييد الفصل الثاني‪:‬‬


‫‪32‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع الشمول المالي في العالم‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تطورات الشمول المالي في العالم‬
‫‪34‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تطورات الشمول المالي في مختمف التكتالت العالم‬

‫‪40‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أسباب ومعيقات تطور الشمول المالي في العالم‬

‫‪42‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الشمول المالي في الجزائر وسبل تعزيزه‬


‫‪42‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬أىم إجراءات التي تبنتيا البنك الج ازئري في مجال الشمول المالي‬

‫‪43‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المؤشرات الجزئية لمشمول المالي في الجزائر‬


‫‪45‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تحديات وحمول تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬
‫‪52‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف الرقمي‬
‫‪53‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي‬
‫‪53‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أىمية الخدمات الرقمية المالية في تعزيز الشمول المالي في الجزائر ظل‬
‫جائحة (كوفيد‪)19‬‬
‫‪59‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪61‬‬ ‫خاتمة عامة‬
‫‪65‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪72‬‬ ‫المالحق‬
‫‪69‬‬ ‫الممخص‬

‫‪II‬‬
‫قائمة الجــداوى ألاشهاى‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العـــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪13‬‬ ‫أىداف الشمول المالي‬ ‫‪1-1‬‬

‫‪17‬‬ ‫أبعاد ومؤشرات الشمول المالي‬ ‫‪2-1‬‬

‫تطورات نسبة الجزئية لمتغيرات الشمول المالي لمبالغين الذين يمتمكون‬


‫‪35‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫حسابات في المؤسسات المالية (‪ 15‬سنة فما فوق)‬
‫تطورات المؤشرات الجزئية لممتغيرات الشمول المالي في العالم خالل الفترة‬
‫‪37‬‬ ‫‪2-2‬‬
‫(‪)2017-2014‬‬
‫تطور النسبة لممتغير ممكية بطاقة االئتمان في العالم خالل الفترة‬
‫‪38‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫(‪)2017-2014‬‬
‫ممكية الحسابات في مؤسسات بالنسبة من البالغين (‪ 15‬سنة فما فوق )‬
‫‪43‬‬ ‫‪4-2‬‬
‫في الجزائر خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫نسبة األفراد البالغين (‪ 15‬سنة فما فوق) الذين اقترضوا من المؤسسات‬
‫‪44‬‬ ‫‪5-2‬‬
‫المالية خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫نسبة االدخار من المصاريف والمؤسسات المالية الرسمية لألفراد البالغين‬
‫‪44‬‬ ‫‪6-2‬‬
‫(‪ 15‬سنة فما فوق ) خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫نسبة استخدامات الفروع البنكية والمصرف اآللي لألفراد البالغين(‪15‬فما‬
‫‪45‬‬ ‫‪7-2‬‬
‫فوق) خالل الفترة (‪)2019-2014‬‬
‫تطور عدد عمميات السحب والدفع االلكتروني في الجزائر خالل تفشي‬
‫‪55‬‬ ‫‪8-2‬‬
‫جائحة (كوفيد‪ )19‬لسنة ‪2020‬‬
‫تطور عمميات الدفع عبر االنترنت في الجزائر لمختمف القطاعات خالل‬
‫‪56‬‬ ‫‪9-2‬‬
‫جائحة (كوفيد‪ )19‬لسنة ‪2020‬‬

‫‪IV‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العـــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪12‬‬ ‫مبادئ تحقيق الشمول المالي‬ ‫‪1-1‬‬

‫‪15‬‬ ‫أبعاد الشمول المالي‬ ‫‪2-1‬‬

‫‪20‬‬ ‫ركائز تعزيز الشمول المالي‬ ‫‪3-1‬‬

‫‪22‬‬ ‫سياسات تعزيز الشمول المالي‬ ‫‪4-1‬‬

‫‪24‬‬ ‫العالقة العكسية لمشمول المالي واالستقرار المالي‬ ‫‪5-1‬‬

‫نسبة البالغين (‪ 15‬فما فوق) الذين يمتمكون حسابات مصرفية في‬


‫‪33‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫العالم سنة ‪2017‬‬

‫‪34‬‬ ‫نسبة الذين اليزالون بال حساب مصرفية في العالم سنة ‪2017‬‬ ‫‪2-2‬‬

‫نسبة المواطنين الذين تزايد أعمارىم عن ‪15‬سنة ويممكون حساب في‬


‫‪36‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫مؤسسة مالية في مختمف مناطق العالم لسنة ‪2017‬‬
‫تطور عدد عمميات الدفع عبر االنترنت في الجزائر خالل أزمة جائحة‬
‫‪57‬‬ ‫‪4-2‬‬
‫كورونا (كوفيد‪ )19‬لسنة ‪2020‬‬

‫‪V‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة عامة‬
‫مقدمــــــــــــــــة عامة‬

‫الشمول المالي من المفاىيم األكثر تداوال في الفترة األخيرة‪ ،‬السيما في أعقاب األزمة المالية‬
‫العالم ية‪ ،‬حيث فرضت عمى المؤسسات المالية زيادة االىتمام‪ ،‬والذي تجسد في التزاميا بتنفيذ سياسات‬
‫وبرامج لتعزيز وصول شرائح المجتمع إلى الخدمات المالية‪ ،‬ولتمكينيم من استخداميا واالستفادة منيا‬
‫بشكل سميم وفعال‪ ،‬باإلضافة إلى العمل عمى رسم استراتيجيات دولية كفيمة بتعزيز الشمول المالي‬
‫السيما في ظل العالقة التي تربطو بتحقيق االستقرار المالي‪.‬‬
‫وقد قامت غالبية دول العالم المتقدمة والنامية بتبني سياسات تضمن تحقيق الشمول المالي من‬
‫خالل تمكين جميع شرائح المجتمع من الوصول إلى الخدمات والمنتجات المالية التي تمبي إحتياجاتيم‬
‫وتتماشي مع قدراتيم وتبعدىم عن التيميش المالي‪ ،‬والتي سينعكس أثرىا اإليجابي عمى األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية ليؤالء األفراد ومن ثم عمى الدول ككل‪ ،‬وعمى غرار جميع الدول وضعت‬
‫الدول العربية استراتيجيات خاصة تضم جممة من التدابير التي تسمح ليا بتعزيز الشمول المالي ورفع‬
‫مستوياتو وفقا لبيئتا المالية‪ ،‬خاصة في ظل التحديات التي تواجييا اقتصاديات ىذه الدول والتي عمى‬
‫نموىا‪ ،‬األمر الذي يستمزم تطوير البنية التحتية وحشد الموارد لزيادة معدالت االستثمار؛‬
‫كانت لجائحة كورونا (كوفيد‪ ،)19‬تداعيات عمى الشمول المالي الرقمي في الجزائر‪ ،‬ولعل‬
‫أبرزىا التوجييات التي أصدرىا بينك الجزائر لمبنوك والمؤسسات المالية يحثيم فييا عمى تشجيع‬
‫العمالء‪ ،‬عمى إستخدام المزيد من ووسائل الدفع غير النقدية‪ ،‬السيما الشيكات والتحويالت المصرفية‬
‫والباقات المصرفية‪ ،‬نظ ار لمتطمبات المرحمة واألزمة الصحية وما تتطمبو من إج ارءات خاصة لموقاية‪،‬‬
‫كما تم تشجيع الوسطاء المعتمدين عمى تقديم خدمات مجانية تخص عمى وجو الخصوص منح‬
‫البطاقات المصرفية ودفاتر الشيكات لمعمالء‪ ،‬ومن جية اخري أكد بنك الجزائر عمى استخدام الخدمات‬
‫المصرفية اإللكتروني‪،‬‬
‫وبالرغم من كل المجيودات المبذولة من طرف الجزائر لتعزيز الشمول المالي الرقمي‪ ،‬والذي‬
‫يمعب بنك الجزائر دو ار رئيسا فيو إال أنو مازال ىناك الكثير لفعمو لالرتفاع بالخدمات المصرفية‬
‫وتطويرىا لموصول إلى خدمات مالية رقمية تضمن لنا الشمول المالي الرقمي‪.‬‬
‫‪-1‬اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬
‫ومن خالل ما ســبق نطرح اإلشكالية الرئيسية التالي‪:‬‬

‫"مــا ىو واقع وأفاق تعزيز الشـمول المالي في الجزائر؟"‬

‫ب‬
‫مقدمــــــــــــــــة عامة‬

‫‪ - 2‬األسئمة الفرعية‪:‬‬
‫تندرج ضمن االشكالية الرئيسية مجموعة من االسئمة فرعية‪ ،‬وىي كالتالي‪:‬‬
‫ىل يساعد الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ما أىمية التحول الرقمي في تحسين درجة الشمول المالي في الجزائر؟‬
‫‪ ‬إلى أي مدي ساىمت الخدمات المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي في ظل جائحة‬
‫كورونا (كوفيد‪)19‬؟‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفرضيات‪:‬‬
‫لإلجابة عمى االشكالية الرئيسية مع االسئمة الفرعية ليذه الدراسة تم صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يساعد الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي وذلك من خالل تفعيل سياسة الشمول‬
‫المالي‪ ،‬وتقميص مستوي االستبعاد المالي مما يعكس عمى تعزيز االستقرار المالي لمنظم‬
‫االقتصاد؛‬
‫‪ ‬يعمل التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر من خالل توفير الخدمات المالية‬
‫الرقمية ألكبر شريحة من العمالء؛‬
‫‪ ‬ساىمت الخدمات المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي في ظل جائحة كورونا (كوفيد‪،)19‬‬
‫وذلك من خالل تنوع خدماتيا وتخفيض في التكاليف‪.‬‬
‫‪- 4‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ترجع أسباب اختيارنا ليذا الموضوع إلى‪:‬‬
‫‪ ‬حداثة موضوع الشمول المالي وربط بأداء المؤسسات المالية في الوقت الحالي‪ ،‬وتزايد أىمية‬
‫األبحاث من خالل المؤتمرات الدولية والممتقيات العممية في معظم بمدان العالم؛‬
‫‪ ‬قمة الدراسات حول الشمول المالي وأداء المصارف في الجزائر؛‬
‫‪ ‬محاولة إبراز العالقة الشمول المالي بالمتغيرات االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫‪ ‬زيادة أىمية والحاجة لمشمول المالي في ظل جائحة كورونا (كوفيد ‪ ،)19‬وما ترتب عنيا من‬
‫قيود عمى النشاطات االقتصادية والتجارية‪.‬‬
‫‪ - 5‬أىداف الدراسة‪:‬‬
‫يمكن بمورة أىداف الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ايضاح دور تعزيز الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي؛‬

‫ج‬
‫مقدمــــــــــــــــة عامة‬

‫‪ ‬التعرف عمى مدى مساىمة التحول الرقمي في تعزيز درجة الشمول المالي؛‬
‫‪ ‬محاولة مدى قدرة المؤسسات المالية الجزائرية في تعميم الخدمات المالية الرقمية؛‬
‫‪ ‬ابراز دور الشمول الرقمي في ظل جائحة كورونا(كوفيد‪.)19‬‬
‫‪ - 6‬أىمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أىمية الدراسة إنطالقا من اإلىتمام بموضوع الشمول المالي في ضوء ما أثبتو التجارب‬
‫الدولية عمى أن الشمول المالي لو دور كبير في تحقيق االستقرار المالي والتنمية المستدامة‪ ،‬والسالمة‬
‫المالية وحماية المستيمك التي تعود بالنفع عمى البالد‪ ،‬وكذا معرفة أىم التحديات التي تواجو الخدمات‬
‫المالية الرقمية وأىم الحمول الممكن في ذلك‪.‬‬
‫‪- 7‬حدود الدراسة ‪:‬‬
‫الحدود الزمنية‪ :‬تم دراسة الشمول المالي من خالل الفترة‪.)2020-2014( :‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬تم حصر حدود الدراسة عمى الجزائر من سنة‪.‬‬
‫‪ -8‬منيج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمادنا في دراستنا عمى المنيج الوصفي لتوضيح مفيوم وأىمية الشمول المالي‪ ،‬بإضافة إلى‬
‫منيج التحميمي الذي ساعدنا عمى التعرف عمى مستوي العام الشمول المالي في الجزائر‪ ،‬وذلك‬
‫باالستعانة بمجموعة من المؤشرات المستمدة من التقارير سنوية‪.‬‬
‫‪ -9‬ىيكل الدراسة‪:‬‬
‫تم تقسيم الدراسة إلى فصمين‪ ،‬الفصل األول تطرقنا من خاللو إلى أساسيات حول الشمول‬
‫المالي‪ ،‬وقد تم تقسيم إلى ثالثة مباحث‪ ،‬تناولنا في المبحث األول مدخل الشمول المالي‪ ،‬وخصص‬
‫المبحث الثاني أساسيات حول الشمول المالي‪ ،‬ليتم التطرق في المبحث الثالث إلى محددات الشمول‬
‫المالي‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد تم تخصص لتحميل واقع الشمول المالي في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪ 2020/2014‬عمى بعض الدول العالم والجزائر‪ ،‬كما قسم ىذا الفصل بدوره إلى ثالثة مباحث‪،‬‬
‫خصص كل مبحث إلى دراسة الشمول المالي‪ ،‬حيث التطرق في مبحث األول لتحميل واقع الشمول‬
‫المالي في العالم‪ ،‬أما البحث الثاني فقد خصص لتقييم واقع الشمول المالي في الجزائر وسبل تعزيزه‪،‬‬
‫أما في المبحث الثالث التحول الرقمي ودوره في تعزيز الشمول المالي في الجزائر‪ ،‬كما تم التطرق من‬
‫خالل ىذا الفصل إلى أىم السياسات المتخذة من قبل المؤسسات المالية الجزائرية في تعزيز الشمول‬
‫المالي من أجل استقرار االقتصاد‪.‬‬

‫د‬
‫الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ألاوى‬

‫أطاطيات حىى‬
‫الشمىى املالي‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫تمييد الفصل األول‪:‬‬


‫يعد الشمول المالي من المفاىيم األكثر تداوال في الفترة األخيرة‪ ،‬فقد قامت غالبية الدول المتقدمة‬
‫والنامية منيا إتباع سياسات تتضمن تحقيق الشمول المالي‪ ،‬من خالل تمكين جميع الشرائح المجتمع‬
‫من الوصول إلى الخدمات والمنتجات المالية التي تمبي احتياجاتيم‪ ،‬ومن ىنا برز موضوع الشمول‬
‫المالي الذي حظي باىتمام واسع من قبل صناع الق ارر في مختمف دول العالم خاصة بعد أزمة صحية‬
‫( كوفيد ‪ ،)11‬ويقع عمى عاتق البنوك الدول األكبر في زيادة مساحة الشمول المالي‪ ،‬مما ينعكس‬
‫بدوره عمى معدالت األدائيا المالي‪ ،‬وانطالقا من ىذا فإن الشمول المال ىو أداة تسمح بإيصال‬
‫الخدمات المالية لجميع شرائح المجتمع وبأقل تكمفة ووقت‪.‬‬

‫بيدف إلمام بزوايا ىذا الموضوع سيتم تقسيم ىذا الفصل إلى ثالثة مباحث ليتم التطرق في‬
‫المبحث األول مدخل لمشمول المالي‪ ،‬أما المبحث الثاني فخصص ألساسيات تعزيز الشمول المالي‪،‬‬
‫والمبحث الثالث سيخصص إلى محددات الشمول المالي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل لمشمول المالي‬


‫يعتبر الشمول المالي في الوقت الراىن أداة أساسية لمنيوض باقتصاديات الدول وتدعيم‬
‫مؤسساتيا المالية بصفة عامة‪ ،‬وتحسين المستويات المعيشية لألفراد وأوضاعيم بصفة خاصة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يج عمنا نسمط الضوء عمى ىذا المصطمح‪ ،‬وىذا ما نحاول توضيحو في ىذا المبحث‪ ،‬حيث سوف‬
‫نتعرف عمى نشأة الشمول المالي وتعريف الشمول المالي وخصائصو وأىدافو ومبادئ تحقيقو‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬ماىية الشمول المالي‬
‫‪ .1‬نشأة وتطور الشمول المالي‬
‫ظير مصطمح الشمول المالي )‪( (Inclusion Financial‬عكس االقصاء) المالي األول مرة في‬
‫العام ‪ 1993‬في دراسة "ليشون وترفت" عن الخدمات المالية في جنوب شرق إنجمترا‪ ،‬تناول فييا أثر‬
‫إغالق فرع أحد البنوك عمى الوصول سكان المنطقة فعميا لمخدمات المصرفية‪ ،‬وخالل تسعينيات القرن‬
‫الماضي ظيرت العديد من الدراسات المتعمقة بالصعوبات التي تواجييا بعض فئات المجتمع في‬
‫الوصول الى الخدمات المصرفية وفي العام ‪ ،1999‬استخدم مصطمح الشمول المالي ألول مرة بشكل‬
‫أوسع لوصف محددات الوصول األفراد إلى الخدمات المصرفية المتوفرة‪ ،‬وتجدر اإلشارة ىنا إلى‬
‫ضرورة التفريق بين التخمي االختياري عن السعي وراء إستخدام المنتجات والخدمات المالية بسبب‬
‫انعدام الحاجة ليا‪ ،‬أو األسباب ثقافية أو عقائدية‪ ،‬وبين عدم إستخداميا بسبب عدم توفرىا أو بسبب‬
‫عدم القدرة عمى امتالكيا‪ ،‬وينحصر أىتمام المعنين بالشمول المالي من استيداف من جرى إقصائيم‬
‫بشكل قصري من الشمول المالي وايجاد السبل الكفيمة بالتغمب عمى أسباب وعوامل اإلقصاء‪ ،‬وال ييتم‬
‫بمن اختاروا إقصاء أنفسيم عن إستخدام المنتجات والخدمات المالية‪.‬‬
‫غير أن االىتمام الدول بالشمول المالي إزداد في عقاب االزمة المالية العالمية بنياية عام‬
‫‪ ،2007‬من خالل سياسات واجراءات تتخذىا الجيات النقدية في الدول تيدف إلى تعزيز وتسييل‬
‫وصول الخدمات المالية لكافة فئات المجتمع‪ ،‬وتمكينيم من إستخدام كافة المنتجات المالية وتوفيرىا‬
‫بتكاليف منخفضة‪ ،‬إذ تم إنشاء التحالف الدولي لمشمول المالي عام ‪ 2008‬الذي يعد أول شبكة دولية‬
‫لمتعمم من تجارب الدول في مجال الشمول المالي‪ ،‬ويضم عدد‪ 94‬دولة من الدول النامية ممثمة في‬
‫‪119‬مؤسسة تنقسم ما بين و ازرات مالية وبنوك مركزية‪ ،‬ويعمل التحالف عمى تطور األدوات المستخدمة‬
‫لتطبيق الشمول المالي وتبادل الخيرات الفنية والعممية بين الدول األعضاء ومساعدتيا في صياغة‬
‫السياسات واالستراتيجيات اإلصالحية وآليات التطبيق باإلضافة إلى إعداد الزيارات التعميمية في ذات‬
‫المجال‪ ،‬وقد عقد أول مؤتمر سنوي لمتحالف الدولي لمشمول المالي عام ‪ 2009‬بدولة كينيا ثم عقد بعد‬
‫‪1‬‬
‫ذلك في كل من إندونيسيا والمكسيك وجنوب افريقيا وماليزيا وترينداد ومصر في ‪.2017‬‬

‫‪ -1‬مفتاح غزال‪ ،‬مراد بركات‪ ،‬الث قافة المالية كألية اساسية لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية‪( ،‬مجمة أبحاث اقتصاد المعاصر‪ ،‬العدد‪،03‬‬
‫المركز الجامعي نور البشير‪ ،‬الجزائر‪ ،)2020 ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .2‬تعريف الشمول المالي‪:‬‬

‫تختمف تعاريف الشمول المالي باختالف المنيج العممي المتبع‪ ،‬ونجد من أىميم‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف البنك الدولي‪:‬‬
‫يعرف عمى أنو امكانية الوصول إلى منتجات وخدمات مالة مفيدة وبأسعار ميسورة تمبي‬
‫احتياجاتيم‪-‬المعامالت‪ ،‬المدفوعات‪ ،‬المدخرات‪ ،‬االئتمان والتأمين‪-‬ويتم تقديميا ليم بطريقة تتسم‬
‫‪1‬‬
‫بالمسؤولية واالستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف الشبكة الدولية لمتثقيف المالي(‪:)INFE‬‬
‫يعرف بأنو العممية التي يتم من خالليا تعزيز الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات المالية‬
‫الرسمية ولخاضعة لمرقابة بالسعر المعقول والشكل الكافي‪ ،‬وتوسيع نطاق استدام ىذه المنتجات من‬
‫قبل شرائح المجتمع المختمفة من خالل تطبيق مناىج مبتكرة تضم التوعية والتثقيف المالي‪ ،‬وذلك‬
‫‪2‬‬
‫بيدف تعزيز الرفاىية المالية واالندماج االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف صندوق النقد العربي‪:‬‬
‫يقصد بالشمول المالي إتاحة واستخدام كافة الخدمات المالية لمختمف فئات المجتمع بمؤسسات‬
‫وأفراد وباألخص تمك الميمشة منيا‪ ،‬وذلك من خالل القنوات الرسمية بما في ذلك الحسابات المصرفية‬
‫والتوفير‪ ،‬وخدامات الدفع والتحويل‪ ،‬وخدمات التأمين‪ ،‬وخدمات التمويل واالئتمان وابتكار خدمات مالية‬
‫‪3‬‬
‫أكثر مالئمة‪.‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقين يمكننا إدراج تعريف التالي‪:‬‬
‫الشمول المالي ىو خطة استراتيجية بعيدة األمد تعمل عمى توصيل الخدمات المالية والصريفية‬
‫‪4‬‬
‫بأسعار معقولة وبسيولة وبمسؤولية لكافة أفراد المجتمع سواء كان شخص معنوي أو طبيعي‪.‬‬
‫‪ .3‬الييئات العالمية المعنية بوضع معايير الشمول المالي‬

‫تمثل الشراكة العالمية لالشتمال المالي (‪ )GPFI‬المنبر الرئيسي لتنفيذ خطة عمل مجموعة‬
‫العشرين(‪ )G20‬بشأن االشتمال المالي‪ ،‬باندماج من القطاع الخاص المجتمع المدني غيرىا من‬

‫‪ -1‬نسرين زجال‪ ،‬دور الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر اكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص‬
‫اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة العربي بن مييدي ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،) 2021/2020 ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ -2‬مروي قاسمي‪ ،‬دور الشمول المالي في تحسين األداء البنكي‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر اكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقدي‬
‫وبنكي‪ ،‬جامعة البشير االبراىيمي‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،)2021/2020 ،‬ص ص‪.4 -3 :‬‬
‫‪ -3‬مكرود راوية‪ ،‬واقع الشمول المالي ودور التكنولوجيا المالية في تعزيزه‪ (،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر في عموم اقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫نقدي وبنكي‪ ،‬مركز الجامعي عبد الحفيظ بو الصوف‪ ،‬ميمة‪ ،)2021/2020 ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -4‬د محمد السيد الشاعر‪ ،‬التجربة المصرية نحو التحول الي الشمول المالي ودورىا في تحقيق التنمية المستدامة‪( ،‬المؤتمر العممي الدولي الثاني‬
‫لكمية االدارة واالقتصاد ونظم المعمومات بعنوان ' التحول الرقمي واثره عمى التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة مصر لمعموم والتكنولوجيا‪، 2020 ،‬ص‪.05 :‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫الجيات من بمدان مجموعة العشرين والبمدان األخرى‪ ،‬وتترأسيا دول (الترويكا) الثالث في مجموعة‬
‫‪1‬‬
‫العشرين‪ ،‬وىي كوريا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬المكسيك‪ ،‬ويساند ىذه الشركاء التنفيذين‪:‬‬
‫‪ ‬التحالف العالمي من أجل االشتمال المالي (‪ )CGAP‬و(‪ ،)AFI‬ومؤسسة التمويل‬
‫الدولي(‪ ،) IFC‬عدد من الييئات العالمية تيتم بشكل متزايد بتحقيق االشتمال المالي وذلك‬
‫بدعم وتشجيع من حكومات األعضاء ومجموعة الخبراء المعنية باإلشتمال المالي التابعة‬
‫لمجموعة العشرين‪ ،‬والشراكة العالمية لالشتمال المالي التي خمقتيا‪ ،‬وموجوعة البنك الدولي‬
‫وىذه الييئات ىي‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة بازل لمرقابة المصرفية(‪)BCBBS‬؛‬
‫‪ -‬لجنة نظم المدفوعات والتسويات؛‬
‫‪ -‬مجموعة العمل المالي (‪)FATF‬؛‬
‫‪ -‬الجمعية الدولية لضماني الودائع(‪)IADI‬؛‬
‫‪ -‬االتحاد الدولي لممشرفين عمى الشركات التأمين(‪)IAIS‬؛‬
‫‪ -‬المنظمات الدولية لييئات األوراق المالية (‪.)IOSCO‬‬

‫والتي ليا دور ىام في سالمة ومتانة النظام المالي‪ ،‬ومن جية أخري تعتبر من المؤسسات‬
‫الدولة المسؤولة عن تحقيق وتوسيع نطاق االشتمال المالي‪.‬‬
‫‪ .4‬خصائص الشمول المالي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫يتميز الشمول المالي بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬سيولة الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية وتوافرىا‪ ،‬مثل الودائع المصرفية‪ ،‬واالئتمان‪،‬‬
‫والتأمين‪ ،‬وما إلى ذلك لجميع المشاركين في االقتصاد؛‬
‫‪ -‬الستخدام النوعي لمخدمات المالية‪ ،‬إلحداث تحسن في رفاىيتيم االقتصادية؛‬
‫‪ -‬جودة الخدمات المالية المتاحة وكيف تتناسب مع إحتياجات العمالء؛‬
‫‪ -‬إمكانية زيادة الرفاىية من خالل استخدام الخدمات المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬خفيفي صميحة‪ ،‬تعزيز الشمول المالي كمدخل استراتيجي لدعم االستقرار المالي في العالم العربي‪( ،‬مجمة التكامل االقتصادي‪ ،‬العدد ‪،04‬‬
‫المجمد ‪ ،07‬مخبر الصناعة والتطور التنظيمي لممؤسسات االبداعية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،)2019/12/31 ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪ -2‬بسبع عبد القادر‪ ،‬د‪ .‬طيراوي دومة عمي‪ ،‬واقع الشمول المالي في الجزائر عمى ضوء المؤشرات العالمي لمشمول المالي‪( ،‬المؤتمر العالمي‬
‫الدولي‪ ،‬التحول الرقمي واثره عمى التنمية المستدامة‪ ،) 2017 ،‬ص‪.04 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .5‬أىمية الشمول المالي‪:‬‬

‫تتزايد أىمية الشمول المالي بشكل الكبير بالنظر إلى األىداف المجتمعية التي يسعي إلى‬
‫‪1‬‬
‫تحقيقيا وسنحاول تمخيص أىمية الشمول المالي في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يعزز الشمول المالي من فعالية الوساطة المالية‪ ،‬وذلك من خالل تجميع المدخرات األفراد‬
‫المستبعدين من التعامل مع النظام المالي الرسمي ممن يمكن من زيادة في الدخل‪ ،‬تحسين‬
‫أداء البنوك‪ ،‬تعزيز التنافسية بين المؤسسات المالية؛‬
‫‪ -‬يساىم في تحسين المشاريع الصغر والمتوسطة في زيادة في النمو االقتصادي؛‬
‫‪ -‬تعزيز فعالية السياسة المالية والنقدية؛‬
‫‪ -‬يساعد عمى تخفيف من درجة المخاطر في المؤسسات المالية والنظام المالي عمى حد السوء؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التعامل المباشر مع البنوك والمؤسسات المالية الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬ينتج خدمات مالية بأقل التكاليف واستشارات مالية من قبل البنوك والمتخصصين؛‬
‫‪ -‬توفير الخدمات المالية بطرق سيمة وبسيطة بأقل تكمفة( مثل الدفع عن طريق الياتف‬
‫‪3‬‬
‫النقال)؛‬
‫‪ -‬تؤثر الشمول المالي في الجانب االجتماعي من حيث االىتمام األكبر بالفقراء ومحدودي‬
‫الدخل مع إعطاء إىتمام خاص لممرأة‪ ،‬والوصول إلى األفراد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫ومتناىية الصغر؛‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬تحديد المعوقات التي تواجو عممية التطبيق وتحديد سبل وأليات تجاوز المعوقات والتحديات؛‬
‫يمكن لمخدمات المالية الرقمية أيضا أن تساعد الناس عمى إدارة المخاطر المالية من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫تسييل جمع األموال من األصدقاء واألقارب البعيدين في األوقات الصعبة‪.‬‬

‫‪-1‬غريب ناصر صالح الدين‪ ،‬سبل تعزيز الشمول المالي في المنظومة المصرفية الجزائرية‪( ،‬مجمة العممية ‪ ،ASJP‬العدد ‪ ،4‬جامعة ابي‬
‫بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،) 2021 ،‬ص ص‪.374- 373:‬‬
‫‪ -2‬اكرام ما لوسي‪ ،‬الشمول المالي كآلية لدفع وتيرة التنمية االقتصادية‪ ( ،‬أطروحة لنيل شيادة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬نخصص‬
‫اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بو الصفوة‪ ،‬ميمة‪ ،)2021/2020 ،‬ص‪.06:‬‬
‫‪ -3‬عمى سماي‪ ،‬عمر قاضي‪ ،‬تعزيز الشمول المالي في الجزائر آلية لدعم التنمية المستدامة‪ ( ،‬مداخمة مقدمة في ممتقي الوطني بالبميدة‬
‫بعنوان‪ ":‬واقع الشمول المالي في البنوك االسالمية الجزائرية"‪ ،‬بتاريخ‪ :‬جوان ‪، )2020‬ص‪.04:‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬نبيل‪ ،‬الش مول المالي كأداة تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي ومتطمبات تحقيقو‪ ( ،‬مجمة االقتصاد الجديد‪ ،‬العدد‪،03‬‬
‫المجمد‪ ،10،‬الجزائر‪ ،) 2019 ،‬ص‪.164 :‬‬
‫‪ -5‬د محمد السيد الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06 :‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .6‬كيفية تحقيق الشمول المالي‬


‫‪1‬‬
‫حتي تتحقق أي دولة الشمول المالي البد من‪:‬‬
‫‪ -‬عمل دراسة من أجل الخدمات المالية الموجودة وىل ىي مناسبة لممستيمك وماذا يريد بالضب‬
‫منيا وىي أول خطوه تستطيع الدولة وضع أىداف في صعبيا مستوي الشمول المالي؛‬
‫‪ -‬حماية المستيمك من أجل تزويد ثقة الشعب في القطاع المصرفي والمالي يتم عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬حصول العمميات عمى معاممة عادلة وشفافة والخدمات والمنتجات المالية بكل سيولة‬
‫بتكمفة مناسبة؛‬
‫‪ -‬تزويد العميل بكل المعمومات الالزمة في كل مراحل تعاممو مع مقدمي الخدمات المالية؛‬
‫‪ -‬توفير خدمات استشارية إذا احتاج العميل؛‬
‫‪ -‬االىتمام بشكاوي العمالء والتعامل معيا بكل حيادية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ تحقيق الشمول المالي‬


‫تبنت مجموعة العشرين من المبادئ أو التوصيات لتعزيز الشمول المالي‪ ،‬حيث تستيدف ىذه‬
‫لمبادئ تعزيز فرص وصول نحو (‪ 2‬مميار) من سكان العالم لمخدمات المالية المصرفية‪ ،‬وتيدف ىذه‬
‫المبادئ أيضا إلى تبني سياسات تمكن من تكوين بيئة تنظيمية تساعد عمى تسيل الوصول الشامل‬
‫لمخدمات المالية والمصرفية المبتكرة لكافة شرائح المجتمع بما فييا الفئات الفقراء والمحرومة من ىذه‬
‫‪2‬‬
‫الخدمات و التي تتمخص فيما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬القيادة‪ :‬غرس التزام حكومي واسع النطاق اتجاه الشمول المالي لممساعدة عمى تحقيق وطأة‬
‫الفقر؛‬
‫‪ )2‬التنوع‪ :‬تنفيذ سياسات تعزيز المنافسة وتقدم محفزات تشجيعية لموصول إلى الخدمات المالية؛‬
‫‪ )3‬االبتكار‪/‬التجديد‪ :‬تشجيع االبتكارات التقنية والمؤسسية كوسيمة لتوسيع فرص النفاذ إلى‬
‫‪3‬‬
‫الخدمات المالية‪ ،‬يتضمن ذلك تحسيس البنية التحتية؛‬
‫‪ )4‬الحماية‪ :‬إيجاد طرق شاممة لحماية المستيمك المالي بحيث تكون إجراءات الحماية مبنية عمى‬
‫توجييات حكومية واضحة ومشاركة فعالية من مزودي الخدمات المالية والعمالء‪ ،‬وذلك من‬
‫‪4‬‬
‫خالل‪:‬‬
‫توفير تعميمات تعمل عمى تعزيز الشفافية في تسعير الخدمات المالية؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬نسرين راجل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬


‫‪-2‬د محمد السيد‪ ،‬السيد الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07:‬‬
‫‪-3‬مروي قاسمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.165،164 :‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ -‬توفير آلية لمعالجة الشكاوي والنزاعات الخاصة بمستيمكي الخدامات والمنتجات‬


‫المالية؛‬
‫‪ -‬تحديد الجية اإلشرافي المسؤولة عن حماية حقوق مستيمكي الخدمات المالية‪.‬‬
‫‪ )5‬التمكن‪ :‬العمل عمى محو االمية المالية لألفراج لالستفادة من الخدمات المالية عمى نطاق‬
‫واسع؛‬
‫‪ )6‬التعاون‪ :‬خمق بنيئة مواتية لنشر الخدمات المالية في إطار واضح من المسائمة والمحاسبة‬
‫الحكومية‪ ،‬وايضا العمل عمى تشجيع الشراكة والتشاور واالستشارة بين الحكومة والقطاعات‬
‫المالية؛‬
‫‪ )7‬المعرفة‪ :‬يجب توفير بيانات كافية واستخداميا إلنشاء سياسة تستند عمى ادوات قياس لكل من‬
‫الجية الرقابية ومزوي الخدمات والمنتجات المالية‪ ،‬حيث أن توفر البيانات المناسبة والموثقة‬
‫يعتبر أم ار ضروريا لعممية تصميم واعداد سياسة الشمول المالي؛‬
‫‪ )8‬التناسب‪ :‬وضع اعتماد سياسة وتشريعات تتناسب مع المخاطر المتعمقة بالخدمات والمنتجات‬
‫المالية المبتكرة‪ ،‬بحيث تكون مبنية عمى أسس سد الفجوة وتدليل المعوقات في التشريعات‬
‫المالية؛‬
‫‪ )9‬إطار العممي‪ :‬األخذ بعين االعتبار األمور التالية في سياق اإلطار التنظيمي بما يعكس‬
‫المعايير الدولية والظروف المحمية وتدعيم مناخ قادر عمى المنافسة‪ ،‬نظام متناسب ومرن‬
‫ويستند الى المخاطر بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرىاب وشوط استخدام الوكالء‬
‫كممثمين لمتعامل مع العمالء‪ ،‬ولوائح تنظيمية واضحة تنظم القيمة المحتفظ بيا الكترونيا‪،‬‬
‫وحوافر مستندة إلى أوضاع الشوق لتحقيق اليدف طويل األجل المتمثل في التشغيل البيني‬
‫والمترابط عمى نطاق واسع‪.‬‬

‫ومن خالل يمكننا تمخيص مبادئ تحقيق الشمول المالي في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫الشكل رقم(‪ :)1-1‬مبادئ تحقيق الشمول المالي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مرجع د‪ .‬نبيل‪ ،‬الشمول المالي كأداة تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي ومتطمبات‬
‫تحقيقو‪( ،‬مجمة االقتصاد الجديد‪ ،‬العدد‪ ،03‬المجمد‪ ،10‬الجزائر‪ ،)2019 ،‬ص‪.164 :‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أىداف الشمول المالي‬


‫نظ ار لالىتمام العالمي يتوسع نطاق الشمول المالي‪ ،‬وخمق التحالفات بين الييئات والمؤسسات‬
‫المالية العالمية لمتنسيق والعمل‪ ،‬ضمن آليات مشتركة وموحدة‪ ،‬ىناك جممة من األىداف التي يسعي‬
‫الشمول المالي لموصول الييا من أجل تحقيق التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي وتتمثل في ما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز فرص وصول الخدمات المالية إلى كافة فئات المجتمع سواء كانت أفراد أو منشآت وجذب‬
‫‪1‬‬
‫المحرومين ومستبعدين ماليا الي النظام المالي من أجل تعريفيم عن أىمية الخدمات؛‬
‫‪ -‬حماية حقوق مستيمكي الخدمات المالية من خالل إعداد السياسات والتعميمات وتعريف‬
‫المتعاممين مع المؤسسات المالية بحقوقيم وواجباتيم بما يضمن حد أدني من التثقيف المالي؛‬
‫‪ -‬العمل عمى سيولة الوصول إلى مصادر التمويل واالستفادة منيا بغرض تحسسن الظروف‬
‫المعيشية لممواطنين؛‬
‫‪ -‬تعزيز المشاريع العمل الحر والنمو االقتصادي وتمكين الشريكات الصغيرة والمتوسطة من‬
‫االستثمار والتوسع؛‬

‫‪-1‬د‪ .‬مريمت عديمة‪ ،‬جواني صونيا‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الوطن العربي ‪( ،‬مجمة األبحاث االقتصادية المعاصرة‪،‬‬
‫العدد‪ ،02‬المجمد ‪ ،04‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،) 2012 ،‬ص‪.277 :‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ -‬محاربة الفقر والبطالة وتحقيق الرخاء والرفاىية االجتماعية‪ ،‬ودعم القطاع المصرفي من خالل‬
‫تنويع األصول المصرفية؛‬
‫‪ -‬نشر الوعي والتثقيف المالي بالطرق المثمى من خالل تعاون كافة األطراف المشاركة‬
‫‪1‬‬
‫باالستراتيجية؛‬

‫‪ -‬االىتمام بشكاوي العمالء والتعامل معيا بكل حرص‪ ،‬وتوفير خدمات استشارية إذا احتياج العميل‬
‫‪2‬‬
‫ليا؛‬
‫‪ -‬تمكين الشركات الصغيرة جدا من االستثمار والتوسع حفض مستويات الفقر وتحقيق الرخاء‬
‫‪3‬‬
‫والرفاىية االجتماعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ومن خالل ىذا يمكننا إدراج اىداف الشمول المالي في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)1-1‬أىداف الشمول المالي‬

‫أىداف الشمول المالي‬


‫الحماية المالية لمعمالء من خالل‪:‬‬ ‫النزاىة والسالمة من خالل‪:‬‬ ‫االستقرار المالي من خالل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-‬التثقيف المالي لمعمالء األكثر فقرا‪.‬‬ ‫‪ -‬مكافحة غسيل االموال‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬قاعدة بيانات متنوعة ومستقرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬تنظيم صياغة العقود والبنود والشروط‬ ‫‪ -‬مكافحة تمويل االرىاب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬الحد من مخاطر عدم االستقرار‬ ‫‪-‬‬
‫ومعدالت الفائدة السنوية والغرامات‪.‬‬ ‫‪ -‬السيطرة عمى إساءة استخدام‬ ‫‪-‬‬ ‫السياسي‪.‬‬
‫‪-‬حصول العميل عمى معاممة عادلة وشفافة‬ ‫النظام المالي‪.‬‬ ‫‪-‬تعزيز االستقرار االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫وبسيولة‪.‬‬ ‫‪-‬تحمل الصدمات واالختالالت المالية‬ ‫‪-‬‬

‫المصدر‪ :‬أسامة فراح‪ ،‬رحمة عبد العزيز‪ ،‬الشمول المالي ودوره في تعزيز المسؤولية االجتماعية في البنوك‪ ( ،‬مجمة طبنو لمدراسات‬
‫العممية األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المجمد ‪ ،02‬جامعة الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،)2012 ،‬ص‪.650 :‬‬

‫‪-1‬مروي قاسمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13:‬‬


‫‪ -2‬عمى سماي‪ ،‬عمر قاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04 :‬‬
‫‪ -3‬مركود راوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫‪ -4‬أسامة فراح‪ ،‬رحمة عبد العزيز‪ ،‬الشمول المالي ودوره في تعزيز المسؤولية االجتماعية في البنوك‪( ،‬مجمة طبنو لمدراسات العممية األكاديمية‪ ،‬العدد‪،04‬‬
‫المجمد‪ ،02‬جامعة الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،)2012 ،‬ص‪.650 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات تعزيز الشمول المالي‬


‫ازداد اىتمام المؤسسات الرقابية بتحقيق الشمول المالي‪ ،‬والذي جسد في التزامات بتنفيذ سياسات‬
‫وبرامج لتعزيز وتسييل وصول مختمف شرائح المجتمع إلى الخدمات المالية‪ ،‬ولتمكينيم من استخداميا‬
‫واالستفادة منيا بشكل سميم وفعال وعميو لتبيان ىذه اإلجراءات‪ ،‬وىذا ما نحاول توضيحو في ىذا‬
‫المبحث‪ ،‬حيث سوف نتعرف عمى أبعاد ومؤشرات والشمول المالي وكذا ركائزه وسياساتو المتبعة‪.‬‬
‫المطمب االول‪ :‬أبعاد ومؤشرات تعزيز الشمول المالي‬
‫أوال‪ :‬أبعاد تعزيز الشمول المالي‬
‫يتم تقييم مستويات الشمول المالي في األنظمة المالية من خالل مؤشرات تضم ثالث أبعاد‬
‫أساسية‪ ،‬بحث كانت إجماع لقادة مجموعة العشرين(‪ )G20‬وبتوصية من الشراكة العالمية من أجل‬
‫‪1‬‬
‫االشتمال المالي لدعم جيود بيانات الشمول المالي العالمي والوطني والتي تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الوصول لمخدمات المالية‪:‬‬

‫يشير إلى القدرة عمى إستخدام الخدمات المالية من المؤسسات السمية‪ ،‬حيث يتطمب تحديد‬
‫مستويات الوصول إلى تحميل العوائق المحتممة لفتح واستخدام حساب مصرفي مثل التكمفة والقرب من‬
‫نقاط الخدمات المصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬إستخدام الخدمات المالية‪:‬‬

‫يشير إلى مدى إستخدام الخدمات االلية إلى مدى استخدامات العمالت لمخدمات المالية‬
‫المقدمة بواسطة مؤسسات القطاع المصرفي‪ ،‬من خالل تخديد مدى إستخدام العمالء لمخدمات المالية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الذي يتطمب جمع بيانات حول مدى انتظام وتواتر االستخدام عبر فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬جودة الخدمات المالية‪:‬‬

‫تعتبر عممية وضع مؤشرات لقياس بعد الجودة ىو تحدي في حد ذاتو حيث أنو عمى مدى ‪ 15‬سنة‬
‫الماضية انتقل مفيوم الشمول المالي إلى أعمال الدول النامية فبعد الجودة ليس بعدا واضحا ومباش ار حيث‬
‫يوجد العديد من العوامل التي تؤثر عميو مثل تكمفة الخدمات‪ ،‬وعمى المستيمك‪ ،‬فعالية آلية التعويض‬
‫باإلضافة إلى التعويض والى خدمات حماية المستيمك والكفالة المالية‪ ،‬وشفافية المنافسة في السوق‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلى عوامل غير ممموسة مثل ثقة المستيمك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬غربي ناصر صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.373 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فالق صميحة‪ ،‬تفعيل الصناعة المالية االسالمية كمدخل لتعزيز الشمول المالي في الجزائر‪ ( ،‬مجمة المعيار‪ ،‬العدد‪ ،01:‬المجمد ‪ ،12‬جامعة‬
‫احمد بن يحي الونش ريس‪ ،‬تيسمسيمت‪ ،) 2012 ،‬ص‪.282 :‬‬
‫‪ -3‬مروي قاسمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫ومن خالل ما تم التطرق اليو يتم تمخيصو في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬أبعاد الشمول المالي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مرجع‪ :‬فالق صميحة‪ ،‬تفعيل الصناعة المالية االسالمية كمدخل لتعزيز الشمول المالي في‬
‫الجزائر‪( ،‬مجمة المعيار‪ ،‬العدد‪ ،01:‬المجمد ‪ ،12‬جامعة أحمد بن يحي الونش ريس‪ ،‬تيسمسيمت‪ ،) 2012 ،‬ص‪.282 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤشرات الشمول المالي‬


‫وقد وضع تحالف الشمول المالي مجموعة من المؤشرات لقياس بعد الجودة والتي يتم توضيحيا‬
‫‪1‬‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤشرات قياس بعد الوصول إلى الخدمات المالية‪:‬‬
‫‪ ‬عدد نقاط الوصول لكل ‪10000‬من البالغين عمى المستوي الوطني مجزأة حسب نوع الوحدة‬
‫اإلدارية؛‬
‫‪ ‬عدد أجيزة الصراف اآللي لكل ‪100‬كم؛‬
‫‪ ‬حسابات النقود االلكترونية؛‬
‫‪ ‬مدى الترابط بين نقاط تقديم الخدمة؛‬
‫‪ ‬نسبة إجمالي السكان الذين يعيشون في الوحدات اإلدارية بنقطة وصول واحدة؛‬

‫‪ -1‬د محمد شكرين‪ ،‬أزمة كوفيد‪ 19‬حافز لتعزيز الشمول المالي الرقمي بالجزائر‪( ،‬مجمة وحدة البحث في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬العدد‪ ،01‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬المجمد ‪ ،12‬جانفي ‪ ،)2021‬ص‪.337-336 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .2‬مؤشرات قياس بعد استخدام الخدمات المالية‬


‫نسبة البالغين الذين لدييم نوع واحد عمى األقل لحساب وديعة واحدة؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة البالغين الذين لدييم نوع واحد عمى األقل لحساب ائتمان؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدد المعامالت (السحب واإليداع)؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدد حممة سياسة التأمين لكل ‪ 10000‬من البالغين؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة المحتفظون لحساب بنكي خالل سنة مضت؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة البالغين الذين يتمقون تحويالت مالية محمية ودولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .3‬مؤشرات بعد قياس جودة الخدمات المالية‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة عمى تحمل التكاليف‪ :‬مدى تكمفة االحتفاظ بالحساب البنكي وخاصة لذوي الدخل‬
‫‪1‬‬
‫المنخفض‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية‪:‬‬

‫يمعب الوصول إلى المعمومات دو ار حاسما في الشمول المالي‪ ،‬حيث يجب عمى مقدمي‬
‫الخدمات المالية إن يضمنوا حصول جميع العمالت عمى المعمومات ذات الصمة بالخدمات المالية‬
‫لتمكنيم من اتخاذ ق اررات سميمة بشأنيا إستخدام الخدمات المالية‪ ،‬ويجب التأكد من سالمة ووضوح‬
‫‪2‬‬
‫ىذه المعمومات حيث تكون سيمة وخالية من أخطاء المغة‪.‬‬
‫‪ ‬الراحة والسيولة‪:‬‬

‫يقيس ىذا المؤشرات وجية نظر العمالء حول سيولة الوصول والراحة في إستخدام الخدمات‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ ‬حماية المستيمك‪:‬‬

‫يظير ىذا المؤشر في القوانين واألنظمة المصممة لضمان حقوق المستيمك وحمايتيا ومنع‬
‫الشركات من الحصول عمى مزايا غير عادلة عن طريق االحتيال والممارسات عير العادية‪.‬‬
‫‪ ‬التثقيف المالي‪ :‬ويقيس المعارف األساسية المالية وقدرة المستخدمين عمى التخطيط وموازنة‬
‫دخميم‪.‬‬

‫‪-1‬اكرام ما لوسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ ‬المديونية أو السيولة المالي‪ :‬وىي سمة ىامة لمعميل في النظام المالي ومن الضروري معرفة‬
‫كيف يتأخر المقترضين بالسداد ضمن فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪ ‬العوائق االئتمانية‪:‬‬

‫الشمول المالي ال يشمل فقط إستخدام الخدمات المالية ولكنة بمنح أيضا العمالء القدرة عمى‬
‫اختيار الخدمات والمنتجات المالية ضمن مجموعة من الخيارات‪.‬‬
‫ويوضح الجدول التالي أبعاد ومؤشرات قياس كل بعد‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)2-1‬أبعاد ومؤشرات الشمول المالي‬

‫مؤشرات قياسو‬ ‫البعد‬

‫عدد نقاط الوصول إلى الخدمات؛‬ ‫‪-‬‬


‫الوصول إلى الخدمات المالية‬
‫حسابات النقود االلكترونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫مدى الترابط بين نقاط تقديم الخدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬البالغين لدييم تعامل مصرفي؛‬
‫‪ -‬البالغين الذين لدييم حساب ائتمان منتظم؛‬
‫‪ -‬البالغين حممة وثائق التـأمين؛‬
‫‪ -‬عدد معامالت الدفع غير النقدية (اإليداع والسحب)؛‬
‫إستخدام الخدمات المالية‬
‫‪ -‬ارتفاع وتيرة استخدام الحسابات المصرفية؛‬
‫‪ -‬المحتفظين بحساب بنكي؛‬
‫‪ -‬التحويالت؛‬
‫‪ -‬الشركات التي لدييا حسابات رسمة مالية؛‬
‫‪ -‬الشركات التي لدييا قروض قائمة أو خطوط ائتمان لدى‬
‫مؤسسات نظامية‪.‬‬
‫المعرفة المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫السموك المالي؛‬ ‫‪-‬‬
‫جودة الخدمات المالية‬
‫متطمبات الشفافية؛‬ ‫‪-‬‬
‫حل النزاعات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تكاليف استخدام الخدمات المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫العوائق االئتمانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مرجع‪ :‬د محمذ شكرين‪ ،‬أزمة كوفيد‪ 91‬حافس نتعسيس انشمول انماني انرقمي بانجسائر‪،‬‬
‫(مجهت وحذة انبحج في تنميت انمىارد انبشريت‪ ،‬انعذد ‪ ،01‬انمجهذ ‪ ،12‬جانفي ‪ ،)2021‬ص‪.333،333 :‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪1‬‬
‫و ىناك شروط األساسية المؤشرات لمشمول المالي والتي تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الفائدة والمالئمة‪ :‬اختيار المؤشرات التي تساعد عمى وضع السياسات الوطنية لمشمول المالي؛‬
‫‪ -‬اال تساق‪ :‬ضمان اتساق القياس وقابمية المقارنة في الزمان والمكان؛‬
‫‪ -‬التوازن‪ :‬تناول الشمول المالي لجانبي العرض(الوصول لمخدمات المالية) والطمب (االستفادة‬
‫من ىذه الخدمات)؛‬
‫‪ -‬البراغماتية‪ :‬االعتماد قدر األماكن عمى بيانات متوفرة ومتاحة لتقميل التكمفة والجيد؛‬
‫‪ -‬المرونة‪ :‬ما من شك أن تحقيق الشمول المالي مرتبط بالسياق االقتصادي والجغرافي‬
‫واالجتماعي والثقافي لمدولة‪ ،‬ويختمف باختالف الظروف والموارد بين الدول‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫الشروط االساسية المقترحة في احتساب مؤشرات الشمول المالي تمكن البمدان من التمتع بقدر‬
‫كاف من المرونة في اختيار التعريفات أو إستخدام مؤشرات بديمة؛‬
‫‪ -‬الطموح‪ :‬قياس الشمول المالي بدقة‪ ،‬قد يتطمب بذل جيود وموارد إضافية لمقابمة الشروط‬
‫األساسية كما ىو محدد‪ ،‬مع ذلك من منطق المرونة والبراغماتية يمكن اعتماد مؤشرات بديمة‬
‫إذا تعذر الحصول عمى المؤشرات االساسية‪ ،‬عمى أن يتم تحسين المؤشرات في وقت الحق‪،‬‬
‫عمال بمبدأ الطموح المبني عمى ديناميكية الشروط األساسية؛‬

‫المطمب الثاني‪ :‬ركائز تعزيز الشمول المالي‬


‫‪2‬‬
‫إن تعزيز الشمول المالي يتطمب جممة من الركائز نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬دعم البنية التحتية المالية‪:‬‬

‫حيث تعتبر ىذه الركيزة ضرورية لتمبية متطمبات الشمول المالي وتعد من أىم الركائز التي‬
‫تحقق بيئة مالئمة وقوية لو‪ ،‬ويجب تحديد أولوية تجييز ىذه البنية والتي تتضمن ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬بيئة تشريعية مالئمة تتضمن كافة التعميمات والموائح التي تعزز الشمول المالي؛‬
‫‪ -‬االنتشار الجغرافي لشبكة فروع مقدمي الخدمات والمنتجات لمالية بمختمف أنواعيا من‬
‫فروع البنوك‪ ،‬خدمات الياتف البنكي‪ ،‬نقاط البيع‪ ،‬الصرفات اآللية‪ ،‬خدمات الـتأمين وغيرىا؛‬
‫‪ -‬تطوير وسائل ونظم الدفع والتسوية وىذا لتسييل تنفيذ العمميات وتقديم الخدمات المالية؛‬

‫‪ -1‬بن السياسي سيير‪ ،‬دور صناعة التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الدول العربية‪ ( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر أكاديمي في‬
‫العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة محمد الصديق بين يحي‪ ،‬جيجل‪ ،) 2020 ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪ -2‬جواني صونيا‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الوطن العربي‪ ( ،‬مجمة أبحاث اقتصادية معاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬المجمد ‪،04‬‬
‫‪ ،)2021‬ص‪. 278 :‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ -‬تقديم الخدمات المالية بغرض خفض تكاليف ىذه الخدمات من خالل االستفادة من‬
‫تكنولوجيا االتصال والصيرفة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬توفير قواعد بيانات شاممة‪ ،‬خاصة فيما يتعمق بالبيانات االئتمانية لألفراد والمؤسسات‬
‫المصغرة؛‬

‫‪ .2‬الحماية المالية لممستيمك‬

‫وىذ من خالل معاممة عادلة وشفافة لكل العمالء دون التمييز بينيم وتسيير الحصول عمى‬
‫الخدمات المالية بأقل التكاليف وبجودة عالية وفي الوقت المناسب وتزويدىم بالمعمومات الكافية وتوفير‬
‫خدمات االستثمار المالية ليم‪ ،‬إضافة إلى ضرورة التثقيف المالي خاصة لمفئات المستبعدة والميمشة‪.‬‬

‫‪ .3‬تطوير منتجات وخدمات مالية تمبي إحتياجات كافة فئات المجتمع‬

‫يعتبر أحد أىم ركائز تحقيق وارساء الشمول المالي من خالل تسييل الحصول عمى الخدمات‬
‫المالية والوصول الييا من طرف األفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناىية الصغر أخذا بعين‬
‫‪1‬‬
‫االعتبار ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬مراعات إحتياجات العمالء ومتطمباتيم عند تصميم الخدمات والمنتجات المالية ليم قيل‬
‫طرحيا والتسويق ليا‪ ،‬باإلضافة إلى االبتكار منتجات مالية جديدة تعتمد عمى االقراض‪،‬‬
‫االدخار التأمين‪ ،‬ووسائل الدفع مع االىتمام بالتمويل؛‬
‫‪ -‬التشجيع عمى المنافسة بين مقدمي الخدمات المالية من خالل توفير المزيد من الخيارات‬
‫لمعمالء بما يضمن جودة الخدمات المقدمة؛‬
‫‪ -‬تخفيض التكاليف المتمثمة في الرسوم والعمالء غير المبررة المفروضة عمى العمالء وكذا‬
‫الخدمات المالية غير المناسبة التي تقدم مقايل دفع عموالت‪.‬‬
‫‪ .4‬التثقيف المالي‬

‫يعتبر التثقيف المالي والنوعية المالية من الركائز التي يتوجب عمى كل الدولة اإلىتمام بيا‪،‬‬
‫من خالل وضع واعداد استراتيجية وطنية موجية لتعزيز مستويات التعمم والتثقيف المالي والعمل عمى‬
‫تطوير ىذه االستراتيجيات من طرف الجيات الحكومية والقطاع الخاص وكل األطراف ذات العالقة‪،‬‬

‫‪ -1‬بن الساسي سيير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫بيدف تعزيز الوعي والمعرفة المالية لكل الفئات الخاصة وكل الفئات المجتمع خاصة الفئات المستبعدة‬
‫والميمشة‪.‬‬
‫ومن خالل ما تم التطرق إليو يتم تمخيصو في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)3-1‬ركائز تعزيز الشمول المالي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مراجع‪:‬جىاني صىنيا‪ ،‬دور انتكنونوجيا انمانية في تعسيس انشمول انماني في انوطن‬
‫انعربي‪ (،‬مجهت ابحاث اقتصاديت معاصرة‪ ،‬انعذد ‪ ،02‬انمجهذ ‪،)2021 ،04‬ص‪.232:‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬سياسات تعزيز الشمول المال‬
‫أوجدت المؤسسة األلمانية سياسة اليوية المالية والتي تمعب دور رئيسا في تمكين فعالية لمشمول‬
‫‪1‬‬
‫المالي تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬الوكيل البنكي‪:‬‬

‫كبير‬
‫ا‬ ‫ثبت تعاقد البنوك مع نقاط البيع بالتجزئة غير المصرفية كوكالء لمخدمات المالية نجاحا‬
‫في تحسين عجمة الشمول المالي‪ ،‬حيث أن فروع البنوك وحدىا ليست مجدية اقتصاديا‪ ،‬مثل ىذه‬
‫السياسات تعتبر نفوذا البيع بالتجزئة الموجودة حاليا‪ ،‬وال تحول الصيدليات ومكاتب البريد ومحالت‬
‫السوبر ماركت إلى الوكالء لمبنوك فحسب بل إلى وكالء الشمول المالي التعاونين البنوك والوكالء‪،‬‬
‫أصبح ممكنا حيث أن التكنولوجيا خفضت تكاليف ومخاطر معمومات الصرف عن بعد إجراءات‬

‫‪ -1‬فتيحة مبروكي‪ ،‬ىاجر زياني‪ ،‬واقع الشمول المالي في الجزائر‪ ( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،)2016 ،‬ص ص‪.17-16 :‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫التحويالت المالية إلى جانب إجراءات فتح حسابات بسيطة وغيرىا من حوافز إستخدام ىذه القناة مثل‪:‬‬
‫التحويالت النقدية والتوعية بالنظام المالي باإلضافة لزيادة إعداد المستخدمين بشكل كبير‪.‬‬
‫بإضافة إلى انتشار اليواتف النقالة يفتح قناة أخرى لتوصيل الخدمات المالية لمفقراء‪ ،‬ىذه‬
‫التكنولوجيا الجديدة قممت بشكل كبير تكمفة المعامالت المالية‪ ،‬باإلضافة إلى أن التحويالت المالية‬
‫أصبحت أكثر سيولة‪ ،‬حيث يتم وصوليا بنفس الوقت وأيضا عممت عمى توسيع نطاق نقاط الوصول‬
‫الحاجة لحمل النقود بسبب وجود النقود االلكترونية‬

‫‪ ‬تنويع مقدمي الخدمات‬

‫إعتمد صناع القرار استراتيجيات تنظيمية ورقابية مختمفة إلدارة مخاطر ترخيص مجموعة‬
‫واسعة من المؤسسات لتقديم خدمات تأمينية وابداعية‪ ،‬استراتيجيات التكيف مع األنظمة المصرفية‬
‫األصغر تشمل‪ :‬تراخيص متخصصة لممؤسسات العاممة في مجال اإلبداع الصغير‪ ،‬تراخيص بنكية‬
‫لمتحويالت البنكية لممنضمات غير حكومية باإلضافة الي تراخيص المؤسسات المالية غير‬
‫‪1‬‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح البنوك الحكومية‬

‫في الكثير من البمدان‪ ،‬تمعب البنوك الممموكة لمحكومة دو ار ىاما في القطاع المصرفي‪ ،‬وفي‬
‫تحسين توصيل الخدمات المالية لمفقراء‪ ،‬تعتبر البنوك العمومية في المؤسسات المالية الوحيدة في‬
‫المناطق الريفية بفروعيا الكبيرة خاصة وأن البنوك العمومية تستخدم بشكل واسع لتشجيع االدخار‬
‫واالئتمان في مجاالت ذات اىمية تجارية قميمة مثل الزراعة واإلسكان لتنفيذ برامج اجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬حماية المستيمك‬

‫تباين المعمومات بين المستيمكين والبنوك فيما يتعمق بالمنتجات والخدمات المالية يضع ىؤالء‬
‫العمالء في دائرة سمبية‪ ،‬يتعاظم ىذا الخمل عندما يكون العمالء لدييم خبرة قميمة في حين أن الخدمات‬
‫‪2‬‬
‫المالية تكون أكثر تعقيدا‪.‬‬

‫‪ -1‬حنين محمد‪ ،‬عدر عجور‪ ،‬دور االشتمال المالي لدى المصارف الوطنية في تحقيق المسؤولية اتجاه العمالء‪( ،‬المجمة العالمية لالقتصادية‬
‫واألعمال‪ ،‬العدد‪ ،01‬المجمد‪ ،6‬مركز رفاد لمدراسات واألبحاث‪ ،)2019 ،‬ص‪.12 :‬‬
‫حنين محمد‪ ،‬عدر عجور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ ‬سياسة اليوية المالية‬

‫في معظم البمدان‪ ،‬يتم تقديم المعمومات االئتمانية فقط لبعض القروض ويتم اعفاء العمالء‬
‫الفقراء من معمومات تقميل فوائد خفض التكاليف المقدمة من سجالت االئتمان‪ ،‬واألىم من ذلك أن‬
‫بعض العمالء ال يوجد لدييم الوثيقة الشخصية المطموبة لفتح حساب‪ ،‬بدأ صناع القرار في معالجة‬
‫العوائق التي تحول دون وصول العمالء لمخدمات المالية بواسطة تضييق الفجوة بين الوثائق المرتبطة‬
‫بحسابات البنوك وبين جودة الوثائق المنتشرة بين العمالء ذوي الدخل المنخفض‪.‬‬
‫ونتيجة ذلك ىذه السياسة تزود العمالء ذوي التاريخ المالي وتقوم بتحويل تاريخ معامالتيم‬
‫المالية إلى األصول المالية التي يمكن إستخداميا لالستفادة من الحصول عمى الخدمات المصفية‬
‫واالئتمانية األخرى الخاصة بالتمويل‪.‬‬
‫ومن خالل ما تم التطرق إليو يتم تمخيصو في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)4-1‬سياسات تعزيز الشمول المالي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مراجع‪ ،‬حنين محمذ‪ ،‬عذر عجىر‪ ،‬دور االشتمال انماني ندى انمصارف انوطنية‬
‫في تحقيق انمسؤونية اتجاه انعمالء‪ ( ،‬انمجهت انعانميت نالقتصاديت واألعمال‪ ،‬انعذد‪ ،01‬انمجهذ‪ ،3‬مركس رفاد نهذراساث واألبحاث‪،‬‬
‫‪ ،)2011‬ص‪.12 :‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬محددات الشمول المالي‬


‫المطمب األ ول‪ :‬آليات تعزيز الشمول المالي‬
‫‪1‬‬
‫وتتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحسين فرص الحصول عمى الخدمات المالية‬

‫حيث يعد التوسع في إستخدام التكنولوجيا الجديدة ونماذج األعمال المبتكرة من أىم سبل تعزيز‬
‫عرض الخدمات المالية وايصاليا مثل سداد الفواتير واجراء المعامالت المالية من خالل الياتف‬
‫المحمول‪.‬‬

‫‪ .2‬التثقيف المالي‬

‫تعاظمت أىمية التثقيف المالي بعد األمة المالية العالمية وىو مزيج من الوعي والمعرفة‬
‫والميارات الضرورية التخاذ الق اررات مالية سميمة وذلك لتحقيق الرفاىية المالية لألفراد‪ ،‬كما يساىم‬
‫التثقيف المالي في زيادة عدد المنتجات والخدمات المالية عمى التطوير وزيادة معدالت االدخار‪.‬‬

‫‪ .3‬بيئة تشريعية موانيو‬

‫يتطمب تحويل المجتمع الى الشمول المالي توافر بيئة تشريعية مناسبة تحدد الحقوق والواجبات‪،‬‬
‫حيث يعتبر القانون بمثابة االطار التشريعي الذي يتيح مواجية الجرائم اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .4‬رقمنو الخدمات المالية‬

‫وجود نظام دفع حديث وأمن وفعل مثل نظام الدفع بالياتف النقال والصراف األلي ونظام عرض‬
‫وتحصيل الفواتير الكترونيا‪ ،‬يخمق مجال متكافئا لمقدمي الخدمات المالية وتمكين العمالء الماليين‪،‬‬
‫واإلستفادة من خالل خفض التكاليف وتقميل المخاطر‪ ،‬حيث تمثل الخدمات المالية الرقمية بوابة‬
‫مربحة فعالية لموصول لمخدمات المالية الرسمية‪ ،‬وىي محرك اساسي ألتمتو العمميات المالية من قطاع‬
‫األعمال لألفراد ومن الحكومة لألفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬نادية لوزري‪ ،‬واقع الشمول المالي في الدول العربية وأليات تعزيزه‪ ( ،‬مجمة البحوث االقتصادية والمناجمنت‪ ،‬العدد‪ ،02‬المجمد‪ ، 02‬كمية العموم‬
‫االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪ ،)2021 ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .5‬البيانات واألبحاث‬
‫تمعب البيانات واألبحاث في تمكين الجيات في تمكين الجيات الرقابية وصناع القرار من‬
‫تحديد التفاصيل في إستخدام الخدمات المالية من قبل العمالء من جية وتحديد المعوقات التي تواجو‬
‫مقدمي الخدمات من جية أخري‪ ،‬تسيم البيانات واألبحاث في وضع أىداف وطنية مبنية عمى أدانة‬
‫لتعزيز الشمول المالي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عالقة الشمول المالي بالمتغيرات االقتصادية واالجتماعية‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬عالقة تعزيز الشمول المالي باالستقرار المالي‬

‫كشفت الدراسات أن العالقة بين االستقرار المالي والشمول المالي ىي وجوب التعايش المشترك‬
‫فمن جية من الصعب تحقيق الشمول المالي دون استقرار النظام المصرفي ومن جية أخرى من‬
‫الصعب تصور استمرار االستقرار المالي عندما يكون قطاعا واسعا من النظام االجتماعي واالقتصادي‬
‫مستبعدا ماليا‪ ،‬أن الشمول المالي ال يرتبط باالستقرار المالي فقط بل يرتبط باالستقرار النقدي أيضا‪.‬‬
‫يوحي ذلك إلى وجود ارتباط بين االستقرار المالي والشمول المالي في كال االتجاىين كما ىو‬
‫‪1‬‬
‫موضح في الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)5-1‬العالقة العكسية لمشمول المالي واالستقرار المالي‬

‫‪1‬‬

‫االستقرار ادلايل‬ ‫الشمول ادلايل‬


‫‪2‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى مراجعايمن بىزانت‪ ،‬وفاء حميذوش‪ ،‬واقع تأثير تفعيم انشمول انماني عهي تعسيس‬
‫االستقرار انماني نهنظم انمصرفية انعربية‪( ،‬انعذد ‪ ،01‬انمجهذ ‪ ،12‬مخبر انمانيت انذونيت ودراسى انحىكمت واننهىض االقتصادي‪،‬‬
‫جامعت عنابت‪ ،‬انجسائر‪ ،)2021/01/23 ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪ -1‬أيمنى بوزانة‪ ،‬وفاء حميدوش‪ ،‬واقع تأثير الشمول المالي عمى تعزيز االستقرار المالي لمنظم المصرفية العربية‪( ،‬مجمة الدراساتالعدد‪ ،01‬المجمد‪،12‬‬
‫مخبر المالية الدولية ودراسة الحوكمة والنيوض االقتصادي‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،)2012/01/27 ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ )1‬اتجاه االرتباط من الشمول المالي اليث االستقرار المالي‬

‫يؤدي إلى النتائج التالية‪:‬‬


‫‪ -‬وجود قطاع مالي شامل يكون أكثر تنوعا‪ ،‬لو قاعدة ودائع تجزئة مستقرة تؤدي إلى زيادة‬
‫االستقرار كما يحسن من تنوع محفظة قروض العمالء ومن ثما تخفيف المخاطر النظامية؛‬
‫‪ -‬يقمل من مخاطر عدم االستقرار السياسي واالجتماعي؛‬
‫‪ -‬القدرة عمى تعزيز االستق ارر االقتصادي‪ ،‬وىو عنصر أساسي من عناصر االستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ )2‬اتجاه االرتباط العكسي من االستقرار المالي الي الشمول المالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يؤدي الي النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يبني االستقرار ويعزز ثقة المستيمك في القطاع المالي ككل‪ ،‬مما يجعمو أكثر اقباال عمى‬
‫االنضمام إلى القطاع المالي؛‬
‫‪ -‬يؤثر االستقرار بشكل إيجابي عمى العوامل التالية عمى سبيل المثال‪ :‬التضخم‪ ،‬أسعار‬
‫العائد‪ ،‬بما يعكس إيجابيا عمى تخفيض أسعار بعض المنتجات الرئيسية‪ ،‬ومن ثم اتاحة‬
‫الخدمات المالية لمفقراء بأسعار معقولة‪.‬‬

‫ومن خالل ما تم تناولو نجد أن الشمول المالي يحقق مجموعة من اإليجابيات التي تساىم في‬
‫تحقيق االستقرار المالي عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يؤدي الشمول المالي إلى تنوع األصول المصرفية بدرجة أكبر وزيادة وتنوع‬
‫محافظ االئتمان؛‬
‫‪ -‬زيادة عدد المدخرين الصغار يزيد من حجم قاعدة الودائع واستقرارىا نتيجة تعدد الفئات‬
‫المشمولة بخدمات القطاع المالي الرسمي وتوفر قدر عالية من السيولة؛‬
‫‪ -‬يساىم الشمول المالي من تحسين فعالية السياسة النقدية مما يؤدي إلى تحقيق قدرة أكبر‬
‫من استقرار المالي؛‬
‫‪ -‬االستقرار المالي يبني ثقة المستيمك في القطاع المالي ككل مما يجعل من المرجح أن‬
‫يرغب األفراد في لن يتم شموليم مالي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬ايمن بوزانة‪ ،‬وفاء حميدوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة تعزيز الشمول المالي في تحقيق التنمية المستدامة‬


‫يساىم الشمول المالي في الحد من الفقر ومكافحتو وتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫واالستقرار المالي فالخدمات المالية ترتبط ارتباط وثيقا بأداء االقتصاد وتؤدي دو ار محوريا فيس كفاءة‬
‫األسواق ولكافة القطاعات بما في ذلك األفراد كم تساىم الخدمات المالية في تحسين الناتج القومي‬
‫وخمق الفرص في ظل تنامي الخدمات المالية حجما وأىمية يصبح تعذر االستفادة منيا أو الوصول‬
‫‪1‬‬
‫إلييا عقبة حقيقية أمان تحقيق الرفاه االقتصادي السيما الفقراء منيم والنساء والشباب والمياجرين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة تعزيز الشمول المالي باإلعانة المالية لممستيمك‬


‫يسعي الشمول المالي إلى حماية المالية لممستيمك و إلى خمق التوازن في العالقة بين مقدمي‬
‫الخدمات المالية والمستيمكين‪ ،‬وتعتبر المعمومات المتوفر لدى عمالء التجزئة عن معامالتيم المالية‬
‫مما يؤدي إلى عدم ادراك العمالء لمخيارات المالية المتاحة‪ ،‬ذلك باإلضافة إلى ارتفاع معدالت أسعار‬
‫العائد السنوية‪ ،‬ويزيد أثر التباين في المعمومات عندما يكون العمالء أقل خبرة مع وجود منتجات أكثر‬
‫تعقيدا‪ ،‬وعمى الرغم من أن العديد من المؤسسات المالية تتبني ممارسات لمتأكيد من تقديم خدمات‬
‫عالية الجودة‪ ،‬إ ال أن بعض المؤسسات تيتم فقط بزيادة األرباح عمى حساب المستيمكين الذين قد‬
‫يجدون أنفسيم مثقمون بالديون الزائدة‪ ،‬أوال يوجد لدييم عائد كافي عمى استثماراتيم‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫عدم توافر سياسات لمتحكم في قوى السوق لدى تطبيق مبادئ الشمول المالي مع غياب حماية مالية‬
‫مناسبة لممستيمك قد يؤدي إلى نتائج سمبية تضر بمصالح المستيمكين نتيجة حصوليم عمى خدمات‬
‫مالية ما بين زيادة المديونية عمى العمالء وارتفاع أسعار العائد المبالغ فيو‪ ،‬وبالتالي فقدان المدخرات‬
‫أو االصول المرىونة خاصة لدى وجود مؤسسات تيدف إلى تحقيق أرباح في األجل القصير‪،‬‬
‫ويتضمن توفير الحماية المالية الكافية لممستيمك لدى تقديم الخدمات المالية والتي تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬الممارسات السوقية العادلة والمساوية في المعاممة‪:‬‬

‫يجب عمى مقدمي الخدمات المالية والوسطاء مراعاة تقديم معامالت عادلة لممستيمكين دون‬
‫ممارسة أي ضغوط لمتأثير عمييم‪ ،‬كما يجب عمى مقدمي الخدمات المالية التأكيد من أن طرق ترويج‬
‫المنتجات ليست مضممة أو صعبة الفيم‪ ،‬وشروط العقد واضحة لممستيمكين‪ ،‬كما يجب عمى مقدمي‬
‫الخدمات المالية تسيير حصول العمالء عمى الخدمات المالية‪ ،‬عمى أن يقوم بمعاممة جميع العمالء‬
‫بما فييم الفقراء الذين قد ال ينظر إلييم عمى انيم "عمالء مدرة لمدخل" باحترام ومساواة‪.‬‬

‫‪ -1‬د نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.166 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ .2‬االفصاح‪:‬‬
‫اإلفصاح الكامل بجمع المعمومات ذات الصمة لممستيمكين باستخدام لغة سيمة الفيم‪ ،‬بما في‬
‫ذلك أسعار العائد الفعمية وشروط القروض‪ ،‬ولتحسين الشفافية‪ ،‬قد تقوم الجية الرقابية أو المؤسسة‬
‫المالية بنشر قائمة بأسعار الخدمات المالية في الصحف أو غيرىا من وسائل النشر‪.1‬‬
‫‪ .3‬االنصاف‪:‬‬
‫يتعن وضع آليات لمتابعة شكاوي المستيمكين وضمان وصوليا إلى مقدمي الخدمات المالية‬
‫والجيات الرقابية‪ ،‬لذلك يجب أن يتم إنشاء نظام المسؤولية األولية لحل النزاع عمى عاتق مقدمي‬
‫الخدمات المالية‪ ،‬وزيمييا الرقابة من قبل طرف ثالث مستقل بما يعزز الثقة في النظام القائم‪.‬‬

‫‪ .4‬لتثقيف المالي لممستيمك‪:‬‬

‫يتعين تثقيف المستيمكين ماليا وتوعيتيم لتحقيق التوازن بين المعمومات المتاحة لدى‬
‫المستيمكين ومقدمي الخدمات المالية‪ ،‬وباألخص لمعمالء الجدد حيث يتعين مراعات قمة خبرتيم في‬
‫إستخدام الخدمات المالية‪ ،‬لمساعدتيم عمى إدراك حقوقيم ومسؤوليتيم‪ ،‬وقد يتم تثقيف المستيمك ماليا‬
‫من قبل البيانات الحكومية والجمعيات االستيالكية‪ ،‬وفي أغمب األحيان يتم توفير برامج توعية‬
‫لممستيمك من خالل حمالت التوعية العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديم المشورة االئتمانية‬

‫في حالة زيادة المديونية‪ ،‬فإن خدمات المشورة االئتمانية تكون فعالة في تقيم المساعدة لمعمالء‬
‫غير القادرين عمى الوفاء بالتزاماتيم المالية‪ ،‬حيث تقوم تمك البيانات بمساعدة العمالء عمى إدارة‬
‫مواردىم من خالل تثقيفيم ماليا وتقديم المشورة‪ ،‬مع وضع خطط اإلدارة الديون والتفاوض مع الدائنين‬
‫لمحاولة تخفيض األقساط المستحقة عمييم عن طريق تخفيض أسعار العائد وتيسير شروط السداد‬
‫ومدىا لفترة أطول‪ ،‬حتى يتسنى لمعمالء الوفاء بالتزاماتيم المالية‪.‬‬
‫وتنطوي عممية الحماية المالية لممستيمك في تعزيز الشمول المالي عمى العناصر التالية‪:‬‬
‫التأكد عمى حصول العميل عمى معاممة عادلة وحصولو عمى الخدمات المالية بكل يسر‬ ‫‪-‬‬
‫وسيولة وبتكمفة وجودة مناسبة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬نبيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.761 :‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫‪ -‬توفير المعمومات األزمة والدقة في جميع مراحل العميل مع البنوك‪ ،‬واالطالع العمالء عمى‬
‫المزايا والمخاطر المتعمقة بالمنتج ووضع نظام إلبقائو عمى عمم بكافة التحديثات والتغيرات التي‬
‫تط ار عمى المنتجات والخدمات بصورة منتظمة؛‬
‫‪ -‬إمكانية توفير الخدمات االستشارية بناء عمى إحتياجات ومدى تعقد المنتجات والخدمات المقدمة‬
‫الييم‪.‬‬
‫‪ -‬حماية بيانات العمالء المالية ووضع نظم رقابة مناسبة تراعي حقوقيم؛‬
‫‪ -‬توفير طرق لمتعامل مع شكاوى العمالء‪ ،‬عمى أن تكون مستقمة ونزيية وخاضعة وفعالة وفقا‬
‫ألفضل الممارسات وفي توقيت مناسب؛‬
‫‪ -‬توعية وتثقيف العمالء وبخاصة غير المستفيدين من الخدمات المالية ومقدمييا عمى مبادئ‬
‫الحماية المالية لممستيمك لفيم حقوقيم ومسؤولياتيم والوفاء بالتزاماتيم‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التحديات التي تعيق توسع الشمول المالي‬


‫أشار التقرير العربي الموحد لعام ‪ 2012‬إلى وجود عدد من التحديات التي تواجو النظم المالية‬
‫لمدول العربية وتعمل عمى الحد من فرص النفاذ لمخدمات المالية‪ ،‬وتتمثل أبرز ىذه التحديات فيما‬
‫‪1‬‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تطور البيئة التحتية لمقطاعات بالقدر الذي يكفل فرصة زيادة فرص النفاذ لمتمويل‪ ،‬فرغم‬
‫التحسين النسبي في مستويات البنية التحتية لمقطاعات المالية في اآلونة األخيرة فالزال الكثير‬
‫منيا يفتقر لوجود المقومات األساسية‪ ،‬التي تمكن من زيادة فرص النفاذ لمتمويل والتي يتمثل‬
‫أىميا في وجود نظم كفئة لالستعالم االئتماني والرىونات واالفتراض المضمون وضمان‬
‫حقوق الدائنين‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف مستويات التنافسية بين المؤسسات المالية والمصرفية وارتفاع نسب التركيز االئتماني‪،‬‬
‫سواء عمى صعيد االئتمان المقدم األفراد او الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬غياب تصنيف مالي ومحدد لمؤسسات التمويل متناىي الصغر في الدول‪ ،‬حيث تسجل‬
‫كمنظمات غير حكومية وبالتالي يصعب وضع إطار رقابي واشرافي عمى تنظيم التمويل‬
‫األصغر سواء من قبل البنك المركزي أو من جية مالية إشرافيو مستقبمية‪ ،‬وقد أدت ىذه‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بطاىر بختة‪ ،‬عقون عبد اهلل ‪ ،‬تعزيز الشمول المالي في الجزائر آلية لدعم التنمية المستدامة‪ ( ،‬مداخمة مقدمة في الممتقي األول بمستغانم بعنوان‪:‬‬
‫"الشمول المالي وسبل تعزيز في اقتصاديات الدول"‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬و‪ 28‬نوفمبر ‪ ،)2018‬ص‪.07 :‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫العقبات إلى تقميل الشفافية في نشاط قطاع التمويل األصغر‪ ،‬وتقدير قدرتو عمى تعبئة الموارد‬
‫المالية الالزمة لعممياتو المختمفة‪ ،‬من خالل استقطاب الودائع أو اقتراض‪.‬‬
‫‪ -‬بطئ تطور المؤسسات المالية غير المصرفية وبوجو خاص مؤسسات االدخار التعاقدي وصناديق‬
‫االستثمار‪ ،‬ومحدودية أدوات وأسواق الدين المحمية وبوحو الخاص أسواق السندات مما يؤدي‬
‫إلى تزايد االعتماد عمى االنتماء المصرفي والذي يوفر موارد قصيرة األجل باألساس ال تكون‬
‫مالئمة لسد االحتياجات التمويمية متوسط وطويمة األجل لألفراد والشركات‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ -------------------------------‬أساسيات حول الشمول المالي‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫يعتبر الشمول المالي ضرورة حتمية لمنيوض بالقطاع االقتصادي وذلك عن طريق تطوير‬
‫النظام المصرفي‪ ،‬فالشمول المالي ىو السبيل الوحيد لضمان الوصول إلى المنتجات والخدمات‬
‫المناسبة لجميع قطاعات المجتمع‪ ،‬بما في ذلك الفئات الضعيفة ذات الدخل المنخفض وبأسعار‬
‫معقولة وعادلة من قبل الجيات الفاعمة‪.‬‬
‫كما ييدف إلى الحد من الفقر وكذلك تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬كما حاز الشمول المالي عمى‬
‫إ ىتمام العديد من الدول لقدرتو عمى معالجة العديد من المشكالت‪ ،‬فضال عن مساىمتو الكبيرة في‬
‫تحقيق االستقرار المالي واالقتصادي‪ ،‬إال أننا نجد أن ىناك بعض الدول التزال نسب الشمول فييا‬
‫متدنية األمر الذي دعا إلى ضرورة تطوير استراتيجيات متميزة وابتكار آليات جديدة تسيم في تطوير‬
‫الشمول المالي وتوفير البنية التحتية األزمة لتعزيز الشمول المالي في الدول‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصــل الثاني‬
‫واق ـ ـع الشمىى امل ـالي‬

‫في الجـصائس‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫تمييد الفصل الثاني‪:‬‬


‫بعد تطرقنا لمجانب النظري إلى مفاىيم عامة حول الشمول المالي ودراسة مختصرة لممؤشرات‬
‫الشمول المالي‪ ،‬سنتناول في ىذا الفصل الجائب التطبيقي المتمثل في دراسة تحميمية لواقع الشمول‬
‫المالي في الجزائر وأىم إجراءات التبع في تحسين ادائو عمى مستوي البنوك‪.‬‬
‫ليذا ارتأينا تقسيم ىذا الفصل إلى ثالث مباحث محاول منا تبيين واقع تعزيز الشمول المالي‬
‫في العالم وأىم أسباب ومعيقاتو‪ ،‬ليتم تقييم الشمول المالي في الجزائر وسبل تعزيز في المبحث الثاني‪،‬‬
‫يمييا في المبحث الثالث التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المبحث األ ول‪ :‬واقع الشمول المالي في العالم‬

‫يعتبر الشمول المالي عامال أساسيا لمواجية تحديات الفقر والبطالة خاصة في العالم‪ ،‬والتي‬
‫يختمف فييا المنطقة التي تشيد ارتفاعا في مستوي الفقر‪ ،‬والذي أعتبر ضرورة حتمية لتوسيع الخدمات‬
‫المالية‪ ،‬ليذا وسنحاول التكمم عمى واقع الشمول المالي عمى المستوي بمدان العالم في ىذا المبحث‬
‫وألىم التطورات التي عرفيا الشمول المالي عالمي ودراسة المؤشرات الجزئية العالم وأسباب المعوقات‬
‫التي تواجيو‪.‬‬

‫المطمب األ ول‪ :‬تطور الشمول المالي في العالم‬


‫لقد سحمب ىذه المؤشرات الشمول المالي في العالم تحسن خالل الفترة (‪،)2017-2011‬‬
‫حيث ارتفع عدد األشخاص البالغين (أكبر من ‪ 15‬سنة) الذين يمتمكون حساب لدى مؤسسة مالية‬
‫رسمية من ‪ %15‬سنة ‪ 2011‬الى ‪ %67‬وىذا ما يدل عمى إىتمام الحكومة في مختمف الدول عمى‬
‫‪1‬‬
‫تعزيز الشمول المالي كل حسب استراتيجياتو الخاصة‪ ،‬مما أدي إلى ىذا التحسن الممحوظ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االفراد الذين يمتمكون حسابات مصرفية في العالم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جيك ىيس واخرون‪ ،‬قاعدة بيانات الشمول المالي‪( ،‬قياس مستوي الشمول المالي وثورة التكنولوجيا مجموعة البنك الدولي‪ ،)2017 ،‬ص‪.03:‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬نسبة البالغين (‪ 15‬سنة فما فوق) الذين يمتمكون حسابات مصرفية في العالم‬
‫سنة ‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬جيك ىيس واخرون‪ ،‬قاعدة بيانات الشمول المالي‪( ،‬قياس مستوي الشمول المالي وثورة التكنولوجيا مجموعة البنك‬
‫الدولي‪ ،)2017 ،‬ص‪.03:‬‬

‫عالميا يمتمك ‪%69‬من البالغين حاليا حسابات في البنك أو لدى الشركات تقوم بتقديم خدمات‬
‫عبر الياتف المحمول‪ ،‬حيث ارتفعت ىذه النسبة من ‪ %62‬سنة ‪ 2014‬ومن نسبة ال تتجاوز‪%51‬في‬
‫عام ‪ ،2011‬وفقا لقاعدة بيانات الشمول المالي العالمي‪.‬‬
‫وىناك زيادة كبيرة في استخدام اليواتف المحمولة واالنترنت إلجراء المعامالت المالية‪ ،‬ففي‬
‫القترة بين سنتي ‪ 2014‬إلى ‪ ،2017‬أسيم ذلك في نسبة مالكي الحسابات الذين يقومون بإرسال‬
‫المدفوعات رقميا أو تمقييا من ‪ %67‬إلى ‪ %76‬عالميا‪ ،‬وفي البمدان النامية من‪%67‬الى‪.%70‬‬
‫‪ -2‬من ال يزالونا بال حساب مصرفي في العالم‬
‫عالميا ىناك نحو ‪ 1.7‬مميار بائع ال يمتمكون حسابات في مؤسسات مالية أو من خالل شركات‬
‫تقييم الخدمات المالية عبر الياتف المحمول وألن عموما البالغين تقريبا يممكون حسابات في البمدان‬
‫مرتفعة الدخل‪ ،‬فإن جميع البالغين الذين ليست لدييم حسابات يعيشون في البمدان النامي وبالفعل‬
‫يعيش قرابة النصف في سبعة بمدان فقط ىي‪ :‬بنجالديش‪ ،‬الصين‪ ،‬اليند‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬المكسيك‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫نيجيريا‪ ،‬باكستانـ ويمثل النساء بـ ـ ‪ %56‬من اجمالي البالغين الذين ليست لدييم حسابات مصرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جيك ىيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03:‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫الشكل رقم(‪ :)2-2‬نسبة الذين اليزالون بال حساب مصرفية في العالم سنة ‪.2017‬‬

‫المصدر‪ :‬جيك ىيس واخرون‪ ،‬قاعدة بيانات الشمول المالي‪ ( ،‬قياس مستوي الشمول المالي وثورة التكنولوجيا مجموعة البنك‬
‫الدولي‪ ،)2017،‬ص‪.03:‬‬

‫وإللقاء الضوء عمى أسباب عدم امتالك حسابات مصرفيي‪ ،‬اشتمل المسح االستقصائي لقاعدة‬
‫بيانات المؤشرات العالمي لمشمول المالي لعام ‪ 2017‬عمى سؤال لمبالغين ممن ليست لدييم حسابات‬
‫في مؤسسات مالية عن األسباب وراء ذلك‪ ،‬وذكر معظميم سببين‪ ،‬وكان السبب األكثر شيوعا ىو أنيم‬
‫ال يمتمكون أمواال تستدعي استخدام حساب‪ ،‬وقد اثار ثمثان الي ذلك باعتبار أحد األسباب وراء عدم‬
‫امتالك حساب في مؤسسة مالية فيما أثار الخمس تقريبا إليو باعتبار السبب الوحيد وأثار نحو الربع‬
‫الى التكمفة وبعد المسافة وأفادت نسبة مماثمة أنيم ال يمتمكون حساب ألن أحد أفراد أسرتو لديو حساب‬
‫بالفعل‪ ،‬وفي المقابل أشار نحو خمس البالغين ممن ال يمتمكون حسابات في مؤسسات مالية إلى نقص‬
‫المستندات وانعدام الثقة في النظام المالي فيما أشار ‪ %6‬إلى شواغميم الدينية‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطورات الشمول المالي في مختمف التكتالت العالم‬


‫فيما يمي سنقوم ببعض الدراسات التي توضح تطور الشمول المالي اعتماد عمى مؤشرات ممكية‬
‫الحسابات لدى المؤسسات المالية الرسمية بناءات عمى قاعدة البيانات البنك الدولي في بعض مناطق‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جيك ىيس واخرون‪ ،‬مرجع سبق‪ ،‬ص‪. 03:‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬تطورات نسبة الجزئية لمتغيرات الشمول المالي لمبالغين الذين يمتمكون‬
‫حسابات في المؤسسات المالية (‪ 15‬سنة فما فوق)‬
‫الوحدة‪ )%(:‬من سكان البالغين‬

‫ممكية حساب في‬ ‫ممكية حساب في مؤسسة‬


‫مؤسسة مالية رسمية‬ ‫المنطقة‬ ‫مالية رسمية (اكبر من‬ ‫المنطقة‬ ‫السنة‬
‫(اكبر من ‪ 15‬سنة)‬ ‫‪ 15‬سنة)‬

‫‪%29‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪2014‬‬


‫الدول العربية‬ ‫العالم‬
‫‪%37‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%%52‬‬ ‫امريكا الالتينية‬ ‫‪%95‬‬ ‫‪2014‬‬
‫منطقة اليورو‬
‫‪%54‬‬ ‫والكاريبي‬ ‫‪%95‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%72‬‬ ‫شرق أسيا‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪2014‬‬
‫افريقيا جنوب الصحراء‬
‫‪%73‬‬ ‫والمحيط اليادي‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باعتماد عمى قاعدة البيانات المؤشر العالمي (‪)Global Findex Database‬‬

‫يتضح من خالل المعمومات الجدول أعاله (‪ )1-2‬نسبة الشمول المالي حسب مؤشر ممكية‬
‫االفراد البالغين(أكبر من ‪ 15‬سنة) لدي مؤسسة مالية خالل سنتي( ‪ ،)2017/2014‬فقد عرف إرتفاع‬
‫ممحوظ بنسبة ‪ %61‬سنة ‪ ،2014‬إما في سنة ‪ 2017‬فقد ارتفعت ىذه النسبة بـ ـ ‪ %67‬بالنسبة لمعالم‪.‬‬
‫وعند مقارنة نسبة ىذا المؤشر بين مختمف المناطق في العالم‪ ،‬كمنطقة اليورو و أمريكا‬
‫الالتينية شرق آسيا والمحيط اليادي وافريقيا جنوب الصحراء والدول العربية‪ ،‬يتضح أيضا أنيا شيدت‬
‫تحسن ممحوظ من حيث الشمول المالي‪ ،‬فقد بمغ عدد األفراد البالغين الذين يمتمكون حساب لدى‬
‫مؤسسات مالية رسمية سنة ‪ 2014‬بنسبة) ‪ )%29،%29 ،%72،%52،%95‬عمى الترتيب‪ ،‬أما في‬
‫سنة ‪ 2017‬فقد شيدنا زيادة ممكة الحساب في مؤسسة مالية إلى (‪)%37،%33،%73،%54،%95‬‬
‫عمى الترتيب‪.‬‬
‫ومن ىنا نستنتج أنو في سنة ‪ 2017‬تحتل منطقة اليورو المرتبة األولي حيث الشمول المالي‬
‫بنسبة ‪ ،%95‬تمييا شرق آسيا والمحيط اليادي بنسبة ‪ ،%73‬ثم أمريكا الالتينية بنسبي ‪ ،%54‬أما‬
‫إفريقيا جنوب الصحراء فقد بمغت النسبة ‪ .%33‬ومع مقارنة ىذه المناطق مع الدول العربية يتضح لنا‬
‫أن نسبة الشمول المالي لم تصل إلى الحد المطموب حيت لم تتجاوز ‪%37‬فقط سنة ‪ ،2017‬بينما‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫كانت ‪ %29‬سنة ‪ ،2014‬إذ وجب عمى بعض الدل بذل المزيد من الجيد لتوفير الخدمات المالية‬
‫عمى أوسع نطاق وتشجيع األفراد عمى االندماج في النظام المالي الرسمي لاللتحاق بمختمف مناطق‬
‫العالم‪.‬‬
‫ولتوضيح أكثر يمكننا ترتين مناطق العالم حسب مؤشرات ممكية لدي مؤسسات مالية رسمية‬
‫لسنة ‪ 2017‬كما يمي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-2‬نسبة المواطنين الذين تزايد أعمارىم عن ‪ 15‬سنة ويممكون حساب في مؤسسة‬
‫مالية في مختمف مناطق العالم لسنة ‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالب باالعتماد عمى قاعدة بيانات المؤشرات المالية (‪)Global Findex Database‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬تطورات نسبة لممتغير االدخار في مناطق العالم خالل الفترة‬
‫(‪.)2017/2014‬‬
‫الوحدة‪ )%( :‬من السكان البالغين‬

‫ادخار‬ ‫السنة‬ ‫المنطقة‬

‫‪%7‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫الوطن‬


‫‪%8‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫العربي‬
‫‪%37‬‬ ‫‪2014‬‬
‫جنوب شرق اسيا‬
‫‪%26‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%25‬‬ ‫‪2014‬‬
‫أوروبا ووسط اسيا‬
‫‪%28‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%35‬‬ ‫‪2014‬‬
‫منطقة االورو‬
‫‪%38‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‬
‫‪%12‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫الكاريبي‬
‫‪%46‬‬ ‫‪2017‬‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‪%55‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪2014‬‬
‫إفريقيا جنوب الصحراء‬
‫‪%6‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪2014‬‬
‫جنوب أسيا‬
‫‪%8‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%24‬‬ ‫‪2014‬‬
‫العالم‬
‫‪%21‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪Demirgùç-Kunt, Asli, Lenora Kiap par, Dorothy siniya Ansar, and Jake Hess.2018. The :‬‬
‫‪Global Findex Data base 2017: Mesurions Financial Inclusion and the Fin Tech Révolution. World‬‬
‫‪Bank : Washington, DC.‬‬

‫يتضح من خالل المعمومات الجدول أعاله (‪ ،)2-2‬نسبة الشمول المالي حسب مؤشر‬
‫االدخار لمبالغين (اكبر من ‪ 15‬سنة) لدي مؤسسة مالية خالل سنتي( ‪ ،)2017/2014‬فقد عرف في‬
‫سنة ‪ 2014‬بنسبة ‪ ،%24‬أما في سنة ‪ 2017‬فقد إنخفضت ىذه النسبة حيث سجمت بـ ـ‪ %21‬بالنسبة‬
‫لمعالم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫وعند المقارنة لبعص المناطق المختمفة في العالم‪ ،‬تبين أن أمريكا الشمالية تممك أكبر نسبة‬
‫حيث بمغت خالل سنة‪ 2014‬بـ ـ ـ ‪ ،%46‬لتعرف تحسن في سنة بـ ‪ %55‬خالل سنة ‪ ،2017‬تمييا‬
‫منطقة األورو بنسبة ‪ %38،%35‬خالل سنتي ‪ 2017-2014‬عمى الترتيب‪ ،‬ثم تمييا أوروبا ووسط‬
‫آسيا فتممك نسبة‪ ،%28،%25‬وىذا بفضل تطور البنية التحتية لمخدمات المالية وكذا تطور القطعات‬
‫المصرفية انخفاض التضخم مما يساعد زيادة في معدالت االدخار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبافي الدول بالنسبة لموطن العربي فكانت نسبة ادخاره في سنة ‪ 2014‬بـ ـ ‪ ،%7‬لتزيد‬
‫زيادة طفيفة سنة ‪2017‬حيث أصبحت ‪ ،%8‬أما بالنسبة إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة أما بالنسبة‬
‫مستقر خالل سنتي ‪ 2017-2014‬بـ ـ ‪ ،%6‬أما بالنسبة جنوب شرق اسيا فنالحظ سنة ‪ 2014‬كانت‬
‫نسبة ‪ %37‬لتنخفض وتصبح ‪ %26‬في سنة ‪ ،2017‬وترجع إلى تدني نسبة الشمول المالي في‬
‫معظم االقتصاديات وكذا ارتفاع في التضخم مما يؤدي إلى محدودية كفاءة الوساطة المالية في ىذه‬
‫الدول‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3-2‬تطورات النسبة لممتغير ممكية بطاقة االئتمان في العالم خالل الفترة‬
‫(‪)2017/2014‬‬
‫الوحدة‪ (%) :‬من سكان البالغين‬

‫ممكية بطاقة االئتمان‬ ‫السنة‬ ‫المنطقة‬

‫‪%5‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫الوطن‬


‫‪%5‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫العربي‬
‫‪%18‬‬ ‫‪2014‬‬
‫جنوب شرق اسيا‬
‫‪%22‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%32‬‬ ‫‪2014‬‬
‫أوروبا ووسط اسيا‬
‫‪%34‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%42‬‬ ‫‪2014‬‬
‫منطقة األورو‬
‫‪%45‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‬
‫‪%19‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫والكاريبي‬
‫‪%62‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫أمريكا‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪%67‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫الشمالية‬


‫‪%2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫إفريقيا جنوب الصحراء‬
‫‪%2‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫جنوب اسيا‬
‫‪%2‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%18‬‬ ‫‪2014‬‬
‫العالم‬
‫‪%18‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪Demirgùç-Kunt, Asli, Leora Kappa, Dorothée siniya Ansari, and jaka Hess.2018. The :‬‬
‫‪Global Findex Data base 2017:Measuring Financial Inclusion and the Fin Tech Révolution. World‬‬
‫‪Bank: Washington, DC.‬‬

‫يتضح من خالل الجدول أعاله (‪ )3-2‬أن نسبة مؤشر متغير ممكية بطاقة االئتمان لمبالغين‬
‫(أكبر من ‪ 15‬سنة) بالنسبة لممؤسسات المالية خالل الفترة (‪ ،)2017-2014‬حيث تممك أمريكا‬
‫الشمالية نسبة ‪ %62‬خالل سنة ‪ 2014‬ليرتفع ارتفاع طفيف ب ـ ‪ ،%5‬أما بالنسبة لمعالم فقد عرف‬
‫استقرار في النسبة بـ ‪%18‬خالل سنتي (‪.)2017-2014‬‬
‫ومن خالل مقارنة بالنسبة لممناطق العالم المختمفة‪ ،‬كمنطقة أورو تممك نسبة ‪%42‬خالل سنة‬
‫‪ ،2014‬لترتفع ارتفاع طفيف بنسبة ‪ %3‬خالل سنة ‪ ،2017‬تمييا منطقة أوروبا اسيا ب ـ ـ ‪ %32‬خالل‬
‫سنة ‪ ،2014‬لترتفع في سنة ‪ 2017‬بـ ‪ ،%3‬ثم تمييا أمريكا الجنوبية والكاريبي بنسبة ارتفاع‬
‫وىذا راجع إلى تبني بعض الدول العالم استراتيجية الشمول المالي‬
‫‪%5‬خالل سنتي (‪ّ )2017-2014‬‬
‫وكذلك عدم وضع شروط تعجيزية لمعمالء‪.‬‬
‫أ ما بالنسبة لباقي الدول فنالحظ كل من الوطن العربي وافريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا‬
‫استقرار في النسبة خالل سني (‪ )2017-2014‬بـ(‪ )%2 ،%2،%5‬عمى الترتيب‪ ،‬وىدا راجع إلى‬
‫عدم وجود الثقة والثقافة التعامل بين العميل اتجاه البنوك وكذا ارتفاع مستوي االستبعاد المالي مع‬
‫ضعف الكثافة المصرفية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أسباب ومعيقات تطور الشمول المالي في الدول العالم‬


‫تواجو بمدان العالم جممة من التحديات التي تعيق مسار تعزيز الشمول المالي حيث ال تزال‬
‫بعيدة عمى تحقيق مستوي مقبول لمشمول المالي‪ ،‬وفيما يمي نوضح العقبات والمعوقات التي تحول دون‬
‫نشر الشمول المالي في الدول العالم وآليات تحريرية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معوقات توسع انتشار الشمول المالي في العالم العربي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يواجو مسار تعزيز الشمول المالي عدة تحديات وعراقيل تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تطور البيئة التحتية لمقطاعات المالية في اآلونة األخيرة؛‬
‫‪ -‬ضعف مستويات المنافسة بين المؤسسات المالية والمصرفية وارتفاع نسب التركيز االئتماني‬
‫سواء عمى صعيد االئتمان المقدم لألفراد أو لشركات؛‬
‫‪ -‬غياب تصنيف مالي والقانوني محدد لممؤسسات التمويل المتناىي الصغر‪ ،‬وبالتالي يصعب‬
‫وضع إطار رقابي واشرافي في تنظيم التمويل من قبل البنك المركز‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آليات تعزيز الشمول المالي في العالم العربي‬
‫تعزيز الشمول المالي أصبح مطمبا ضروريا من أجل دعم مسار التنمية والتقميل من الفقر في‬
‫ظل زيادة االىتمام العالمي بتحقيق الشمول المالي والتي بدورىا تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬دعم البيئة التحتية المالية‪:‬‬
‫وتعد ضرورية لتمبية متطمبات الشمول المالي‪ ،‬ومن أىم ركائز األساسية لتحقيق بيئة مالئمة وقوية‪،‬‬
‫لذلك يجب تحديد أولوية تجييز ىذه وتتضمن ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬بيئة تشريعية مالئمة تتضمن كافة التعميمات والموائح التي تعزز الشمول المالي؛‬
‫‪ -‬االنتشار الجغرافي لشبكة فروع مقدمي الخدمات المالية بمختمف أنواعيا؛‬
‫‪ -‬االستفادة من تكنولوجيا االتصال والصيرفة االلكترونية في تقديم الخدمات المالية؛‬
‫‪ -‬توفير قواعد بيانات شاممة خاصة البيانات االئتمانية ألفراد ومؤسسات المصغرة‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير نظم الدفع والتسوية واالستفادة من التطورات التكنولوجيا‪:‬‬
‫وذلك من أجل تسييل تنفيذ العمميات المالية وتسويتيا بين المتعاممين في الموعد المناسب مما‬
‫يضمن استمرار تقديم الخدمات المالية‪ ،‬إضافة إلى ضرورة العمل عمى تطوير وتحسبن تبادل‬
‫المعمومات من خالل التوسع في تقديم الخدمات المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬فالق صميحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -3‬تطوير خدمات ومنتجات مالية تمبي احتياجات كافة العمالء‪:‬‬


‫لتسيير الحصول عمى الخدمات المالية والوصول إلييا وتقديميا لألفراد والمنشأة متناىية الصغر‬
‫والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إضافة إلى مراعات احتياجات ومتطمبات العمالء المستيدفين عند تصميم‬
‫المنتجات والخدمات وتخفيض الرسوم والعموالت غير المبررة المفروضة عمى العمالء إلى جانب‬
‫تعزز المنافسة بين مقدمي الخدمات لتوسيع الخيارات أمام العمالء‪.1‬‬
‫‪ -4‬نشر الثقافة المالية‬
‫من أجل األخذ بآراء المستيمكين حول الخدمات المالية المقدمة‪ ،‬كما ينبغي عمى المؤسسات المالية‬
‫توفير بيئة صالحة لحماية المستيمكين ويتعين عمى الجيات الرقابية لضمان تمبية احتياجات‬
‫المستيمكين والمؤسسات المالية وتعزيز الثقة في النظم القائم‪ ،‬وذلك من أجل تحميل الشكاوي‬
‫المستيمكين ودراسة اتجاىاتيم وممارسات السوق من خالل إكتشاف الممارسات والعوامل التي تضعف‬
‫من ثقة المستيمك في السوق عند تقييم الخدمات المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فالق صميحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الشمول المالي في الجزائر وسبل تعزيزه‬


‫تتمركز الجزائر وفقا لمؤشرات الشمول المالي المجموعة الثانية عالميا ضمن دول الشرق‬
‫األوسط وشمال إفريقيا باستثناء ذات الدخل المرتفع‪ ،‬ولمعرفة الوضع الحالي وسنحاول التكمم عمى واقع‬
‫الشمول المالي في الجزائر في ىذا المبحث وألىم اإلجراءات التي تبنيا البنك الجزائر في المجال‬
‫الشمول المالي‪ ،‬وكذا ودراسة المؤشرات الجزئية وأىم التحديات التي تواجيو في الجزائر‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أىم االجراءات التي تبناىا البنك الجزائر في المجال الشمول المالي‬
‫‪1‬‬
‫من أىم االجراءات التي تبناىا البنك الجزائر ىي كالتالي‪:‬‬
‫بناء عمى تصريح السيد محافظ بنك الجزائر في اليوم العربي لمشمول المالي ‪ 27‬أفريل ‪ 2020‬تحت‬
‫شعار" نحو بناء تعميم تعزيز الشمول المالي"‪ ،‬سيمثل االنتقال لمرحمة جديد لبنك الجزائر‪ ،‬الذي يعتزم‬
‫تنفيذ العديد من اإلجراءات وىي كالتالي‪:‬‬
‫تعميم وتحسين فئة الشباب خاصة‪ ،‬بمبادئ وأصول الثقافية المالية حسب المعايير الدولية‬ ‫‪-‬‬
‫المعتمدة‪ ،‬لتحقيق بناء ثقافة مصرفية لدى الشباب؛‬
‫وضع استراتيجية اتصال ديناميكية موجية خصوصا نحو البنوك والمؤسسات المالية العاممة‬ ‫‪-‬‬
‫بالجزائر‪ ،‬بغرض أشراكيا في ىذه المبادرة خاصة فيما يتعمق ببمورة الموائح واإلجراءات التنظيمية؛‬
‫تركز البنك خالل لقاءاتو عمى مسألة الشمول كعنصر أساسي لتنمية النشاط المصرفي‪ ،‬كأداة‬ ‫‪-‬‬
‫فعالة التنمية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬تسجيل الشمول المالي كأولوية قصوي في برامجيم والتركيز عمى فئة الشباب من خالل حمالت‬
‫ترويجية وتحسيسية تتضمن التعريف بمختمف المنتجات البنكية؛‬
‫‪ -‬توسيع الخدمات إلى كل مناطق الوطن والتي تعرف البعض منيا انعداما من الخدمات المالية‪،‬‬
‫وفي نفس السياق يستحسنيا؛‬
‫تشجيعا الستعمال المنتجات الرقمية (بطاقة مصرفية‪ ،‬كشف الحساب السنوي‪ ،‬استعمال صرف‬ ‫‪-‬‬
‫آلي‪ ،‬وتزويد التجارة بأجيزة الدفع اإللكترونية‪..‬الخ)‪ ،‬وىذا من تحفيز لمعمالء عمى إستخدام وسائل‬
‫الدفع غير النقدية من جية ودفع البنوك العاممة عمى اإلبتكار وتقديم منتجات جديد مسايرة‬
‫لمتطورات التكنولوجية‪.‬‬

‫‪ -1‬عماد غزاري‪ ،‬لشمول المالي الرقمي في الجزائر في ظل جائحة كورونا‪ -‬كوفيد ‪( ،19‬مجمة التمويل والتنمية المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،01‬المجمد‪،06:‬‬
‫جامعة المية‪ ،‬الجزائر‪ ،)2021 ،‬ص‪79:‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تحميل مؤشرات الشمول المالي في الجزائر‬


‫يعتبر الجزائر من بين الدول التي تعاني من ارتفاع لنسبة االقصاء المالي والذي قدر بنك‬
‫الجزائري سنة ‪ 2017‬بـ ـ ـ ‪ 6475‬مميار دينار جزائري‪ ،‬أما ما يعادل ‪ %33‬من الكتمة النقدية‪ ،‬حيث دق‬
‫البنك الجزائري ناقوس الخطر وضرورة تجنيد كل االمكانيات اإلمتصاص ىذه األموال واستثمارىا‪ ،‬بدل‬
‫المجوء لإلستدانة من الخارج أو التمويل غير التقميدي‪ ،‬ومن أجل تفصيل أكثر يمكننا توضيح في‬
‫الجداول التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤشرات ممكية الحسابات في مؤسسات مالية بالنسبة لمبالغين فوق ‪15‬سنة‪:‬‬
‫يقيس ىذا المؤشر النسبة المئوية لمبالغين فوق ‪ 15‬سنة في مؤسسات مالية خالل سنتي (‪-2014‬‬
‫‪.)2017‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4-2‬ممكية الحسابات في مؤسسات بالنسبة من البالغين (‪ 15‬سنة فمل فوق) في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫الوحدة‪ )%( :‬نسبة السكان البالغين‬

‫الذكور‬ ‫اإل ناث‬ ‫المجموع‬


‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫السنوات‬
‫‪%40.3‬‬ ‫‪%60.9‬‬ ‫‪%29.3‬‬ ‫‪%40.3‬‬ ‫‪%42.4‬‬ ‫‪%50.5‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات المؤشرات العالمية لمشمول المالي (‪) Global Findex Data base‬‬

‫يتضح من خالل الجدول أعاله (‪ )4-2‬تذبذب معدل الشمول المالي خالل سنتي (‪-2014‬‬
‫‪ ،)2017‬حيث سجمت في سنة ‪ 2014‬نسبة ‪ ،%50.5‬وسرعان ما تراجعت في سنة ‪ 2017‬الى‬
‫‪ ،%42.4‬وىذا راجع إلى وجود خمل في الخطة االستراتيجية المتبعة‪ ،‬والتي تيدف إلى تعزيز الشمول‬
‫المالي وبعث الثقة في المؤسسات المالية الرسمية‪.‬‬
‫كما نالحظ وجود زيادة نسبة ممن يمتمكون حسابات في المؤسسات المالية رسمية من الذكور‬
‫عمى نسبتيم من اإلناث في الجزائر خالل سنة ‪ ،2017‬حيث بمغت‪ %40.3‬لمذكور مقابل ‪%29.3‬‬
‫بالنسبة لإلناث من البالغين‪ ،‬أي ىناك فجوة واسعة بين االناث‪ ،‬مما يدل عمى نقص األدوات المالية‬
‫التي تشجع عمى الحصول عمى االئتمان في المؤسسات الرسمية في الجزائر إلى عدم إمتالك االموال‬
‫أو مصدرىا‪ ،‬باإلضافة إلى عدم الثقة في المؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -2‬مؤشرات االقتراض البالغين (فوق‪ 15‬سنة) إقتراض من المصاريف التجارية أو المؤسسات‬


‫المالية‪:‬‬
‫يعد مؤشر القرض ذا أىمية لقياس الشمول لمالي وكفاءة المؤسسات المالية في جذب شرائح‬
‫المجتمع لالستفادة من لمنتجات المالية‪ ،‬ويوضح الجدول التالي مدى اقتراض األفراد البالغين (‪ 15‬سنة‬
‫فما فوق) من المؤسسات المالية الرسمية‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)5-2‬نسبة االفراد البالغين (‪ 15‬سنة فما فوق) الذين اقترضوا من المؤسسات المالية‬
‫في الجزائر خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫الوحدة‪ %:‬من السكان البالغين‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫السنة‬


‫‪%5‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر‪The little data book on financial inclusion World bank group,2012,2015 ;2018:‬‬

‫يتضح من خالل لمعمومات الموجودة في الجدول أعاله (‪ )5-2‬أن نسبة االقتراض لمبالغين (أكثر‬
‫من ‪ 15‬سنة) الذين إقترضوا من المصارف التجارية أو المؤسسات المالية في الجزائر ضعيفة جدا‪،‬‬
‫حيث نالحظ إرتفاع طفيف من ‪ %2‬في سنة ‪ 2014‬إلى ‪ %5‬في سنة ‪ ،2017‬وىذا راجع إلى نقص‬

‫تبني استراتيجية الشمول المالي في الجزائر وكذلك وضع شروط تعجيزية لمحصول عمى قروض‪.‬‬
‫‪ -1‬مؤشرات االدخار من المصارف والمؤسسات المالية لألفراد البالغين‬
‫يقيس ىدا المؤشر مدى قيام البالغين(‪ 15‬سنة فما فوق) باالدخار من المؤسسات المالية‬
‫الرسمية‪ ،‬وفيما يمي نتائج ىذا المؤشر في الجزائر‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)6-2‬نسبة االدخار من المصاريف والمؤسسات المالية الرسمية لألفراد البالغين( ‪15‬‬
‫سنة فما فوق) خالل الفترة (‪)2017-2014‬‬
‫الوحدة‪ )%(:‬من سكان البالغين‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫السنة‬


‫‪%11‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر‪The little data book on financial inclusion World bank group2012,2015:2018:‬‬

‫يتضح لنا من خالل المعمومات الموجودة في الجدول أعاله (‪ )6-2‬أن نسبة االدخار من‬
‫المصارف التجارية أو المؤسسات المالية الرسمية لألفراد البالغين ( أكثر من ‪ 15‬سنة) في الجزائر‬
‫انخفاضا‪ ،‬حيث سجمت في سنة ‪ 2014‬نسبة ‪ %14‬لي تعود بانخفاض بنسبة ‪ %11‬في سنة‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ ،2017‬وىذا راجع إلى عدة أسباب منيا ضعف الشمول المالي في الجزائر وعدم وجود ثقة بين‬
‫العمالء والبنك…‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤشرات إستخدام الفروع البنكية والمصرف األلي لألفراد البالغين‬
‫الجدول رقم (‪ :)7-2‬نسبة استخدامات الفروع البنكية والمصرف األلي لألفراد البالغين(‪ 15‬سنة فما‬
‫فوق) خالل الفترة (‪)2019- 2014‬‬
‫الوحدة‪ )%(:‬من السكان البالغين‬

‫السنة‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المؤشر‬

‫‪%5.2‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫مؤشرات الفروع البنكية لكل ‪ 100‬الف بالغ‬
‫مؤشرات استخدام الصراف اآللي لكل ‪100‬‬
‫‪%9.64‬‬ ‫‪%9.54‬‬ ‫‪%9.34‬‬ ‫‪-‬‬
‫الف بالغ‬
‫المصدر‪ :‬باإلعتماد عمى قاعدة بيانات المؤشر العالمي لمشمول المالي‪) Global Findex Data base(:‬‬

‫يتضح لنا من خالل المعمومات الواردة في الجدول أعاله (‪ )7-2‬بالنسبة لممؤشرات الفروع البنكية‬
‫في الجزائر أنا ىناك استقرار في النسبة‪ ،‬فالجزائر ال تممك إال ‪ 05‬فروع لكل ‪ 100‬الف بالغ خالل‬
‫سنوات الدراسة‪ ،‬أي أن ىناك ضعف في إنتشار الخدمات المصرفي‪ ،‬أي أن البنوك ال زالت تعتمد‬
‫عمى النماذج التقميدية لتقديم الخدمات عبر الفروع البنكية المكمفة‪.‬‬
‫ونالحظ بالنسبة لممؤشرات إستخدام الصراف األلي في الجزائر‪ ،‬أن معدل انتشاره ضعيفة جدا‪،‬‬
‫بالرغم من تحسن الممحوظ خالل السنوات خالل السنوات‪ ،‬حيث ارتفع من ‪ %9.34‬في سنة ‪2017‬‬
‫إلى ‪ %9.64‬في سنة ‪ ،2019‬وىذا يوضح غياب مفيوم المشمول المالي في القطاع البنكي الجزائري‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬تحديات وحمول تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬
‫أوال ‪ :‬تحديات تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬
‫ييتم ىذا المطمب بحصر مجموعة من التحديات التي تواجو مسار الشمول المالي في الجزائر‪،‬‬
‫حيث اليزال الطريق طويال لتحقيق المستوي المرغوب‪ ،‬وفيما يمي يوضح العقبات التي تحول دون نشر‬
‫‪1‬‬
‫الشمول المالي في الجزائر‪:‬‬

‫‪ -1‬مروي قاسمي‪ ،‬دور الشمول المالي في تحسين االداء البنكي‪ ( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر اكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص‬
‫اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة البشير االبراىيمي‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،)2022،‬ص‪.56:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -‬إن من تداعيات األزمة المالية العالمية إنخفاض السيولة وبالتالي صعوبة المؤسسات عمى قروض‬
‫بنكية لتمويل استثماراتيا في الجزائر؛‬
‫‪ -‬إرتفاع في فاتورة الواردات‪ ،‬يرجع إلى زيادة مستويات التضخم في األسواق العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع الدينار الجزائري أمام اليورو والدوالر‪ ،‬وانخفاض مداخيل الصادرات؛‬
‫‪ -‬إ نخفاض معدالت النمو لمستويات غير كافية المتصاص البطالة‪ ،‬وعدم التمكن من تنفيذ البرامج‬
‫المسطرة‪ ،‬ومواجية المشاريع الجزائرية لصعوبة نتيجة ذلك؛‬
‫ومن جية أخرى اشار التقرير االقتصادي الموحد إلى وجود عدد من التحديات التي تواجو النظم‬
‫المالية لمجزائر‪ ،‬والتي تعمل عمى الحد من فرض النفاذ لمخدمات المالية‪ ،‬وتتمثل أبرز ىذه التحديات‬
‫‪1‬‬
‫في‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف البنية المالية التحتية‪ :‬نقصد بيا ضعف المكونات االساسية ليا‪ ،‬والمتمثمة فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬عدم مالئمة البيئة التشريعية‪:‬‬
‫‪ -‬أن البي ئة التشريعية في تنظيم النشاط المصرفي في الجزائر‪ ،‬ال تواكب التطورات الحاصمة‬
‫في الساحة المصرفية‪ ،‬ففي الدول المتطورة توضع القوانين مسبقا أي قبل حدوث ما أعدت‬
‫ألجمو؛‬
‫‪ -‬عدم وجود قوانين تؤطر الصيرفة اإلسالمية بالرغم من وجود مصرفين ينشطان في ىذا‬
‫المجال منذ أكثر من عقد من الزمن‪ ،‬فال توجد قوانين تسمح أو تمنع ممارسة الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ -‬التأخر في سن القوانين الخاصة بالصيرفة االلكترونية‪ ،‬إلنجاح التجارة االلكترونية‪ ،‬والتي‬
‫تعود بالنفع الكبير عمى الشمول المالي‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الشبكة المصرفية‬
‫في سنة ‪ 2014‬جاء قانون المالية ليعيد إلى بنك الجزائر ميمة جديدة تتمثل بالتحديد في ترقية‬
‫وتنظيم الشمول المالي بالتركيز عمى تطوير بعد االنتشار المصرفي عمى المستوي الوطني‪ ،‬وىو ما‬
‫يسمح بفتح وكاالت بنكية جديدة‪ ،‬ومنح االعتمادات لفتح بنوك خاصة ومكاتب تمثيل‪ ،‬لتعزيز القطاع‬
‫المصرفي الجزائري مع نياية ‪ 2017‬بـ ـ ـ (‪20‬وكالة جديدة)‪ ،‬حيث ارتفع عدد وكاالت الشبكة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bqnque D’ Algérie , « Brochure sur l’inclusion financière »,P02 ? http :www.bank-of- Alegria. Dz-‬‬
‫‪pdf/inclusion7.pdf, consulté le v18/01/2019.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫من (‪ 1558‬وكالة) في ‪ 2015‬إلى(‪ 1588‬وكالة) في ‪ ،2016‬أما في سنة ‪ 2017‬فقد تعززت الشبكة‬


‫المصرفية باعتماد( ‪ 27‬وكالة جديدة)‪ ،‬ليصبح العدد اإلجمالي لممؤسسات البنكية والمالية (‪1604‬‬
‫وكالة)‪ ،‬لكن ىذا النمو المتزايد في عدد المصارف ال يعني بالضرورة تحسن مستوي التغطية‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث في سنة ‪ 2017‬يعادل وكالة واحد لكل ‪ 2609‬نسمة (مقابل ‪ 25900‬في ‪2016‬‬
‫و‪ 25660‬في ‪ ،)2015‬وىي منخفضة اذا ما قورنت بالمعدل العالمي( وكالة لكل ‪ 3000‬نسمة)‪ ،‬او‬
‫‪1‬‬
‫معدل التغطية الخاص بالجزائر (وكالة لكل ‪ 5000‬نسمة مكعب)‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف وسائل الدفع وأنظمة التسوية‪:‬‬
‫توفر المصاريف في مجمميا البطاقة البنكية لمسحب (‪ )CBR‬لزبائنيا‪ ،‬والبطاقات البين‬
‫بنكية(‪ ،)CIB‬وىي تسمح لزبون بنك معين بالدفع والسحب‪ ،‬كما أنيا متاحة لفئة كبيرة من الزبائن‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنواع أخري من البطاقات االلكترونية (ماستر كارد‪ ،‬في از كارد) التي تخصص لفئة‬
‫خاصة من زبائن (رجال االعمال والمستثمرين) وفق شروط معينة‪ ،‬ومجاالت استخداميا في الجزائر‬
‫ضيقة‪.‬‬
‫لكن لألسف الواقع الصرفي والمالي يشيد ضعف استخدام ىذه البطاقات وعدم انتشارىا كما كان‬
‫مخطط لو‪ ،‬لعدة أسباب أىميا ضعف البنية التحتية المالية‪ ،‬كما يعاب عمى القطاع المصرفي في‬
‫الجزائر غياب إستخدام الياتف كوسيمة لتوصيل الخدمات المصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬قواعد البيانات‪:‬‬
‫إ ن مكاتب االستغالل االئتماني‪ ،‬التي كان معمول بيا سابقا‪ ،‬لم تعد تؤدي دورىا‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫انعدام قواعد البيانات التي تخص التاريخ االئتماني لكل من االفراد والشركات ‪ ،‬وضعف التنسيق فيما‬

‫يخص تداول بعض المعطيات بين المصاريف والمؤسسات المالية‪.‬‬


‫‪ ‬العنصر البشري‪:‬‬
‫من خالل ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف ميارات اعوان الرقابة مقارنة بالموظفين في المصارف‪ ،‬مما ادي الى تفشي عمميات‬
‫االختالس التي تستمر في بعض الحاالت عدة سنوات قبل اكتشافيا؛‬
‫‪ -‬عدم احترام االجراءات الرقابية الداخمية‪ ،‬االمر الذي اضعف الثقة في العالقة بنك والزبون؛‬

‫‪1‬‬
‫‪-SMAH H, (2017). «Pour une meilleure inclusion financière et l’accessibilité aux services bancaires et‬‬
‫‪financiers :cas de l’Algérie «. Revue critique de droit et sciences politiques, Université Mouloud Maameri de Tizi‬‬
‫‪Ouzou, numéro2,p47.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -‬تيميش الكفاءات وعم وجود مخططات واضحة وفعالة لمتكوين‪.‬‬


‫‪ ‬آليات معالجة ممفات القروض‪:‬‬
‫يشتكي االفراد المؤسسات من ثقل اجراءات طمب القروض‪ ،‬خاصة ما يتعمق بفترة دراسة ممفات‬
‫القروض‪ ،‬والرط تعجيزية فيما بخص القروض االستثمارية‪ ،‬كارتفاع المساىمة الشخصية إلى حدود‬
‫‪ %70‬من قيمة المشروع‪ ،‬اضف الى ذلك المبالغة في قيمة الضمانات التي قد تصل صعف البمغ‬
‫المقترض‪ ،‬ما يؤدي الى عزوف الشباب عتيا‪.‬‬
‫ضعف الحماية المالية لمزبون‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬أن النظام المتعمق بضمان الودائع المصرفية‪ ،‬يسمح بتعويض الزبون‪ ،‬في حالة إفالس بنك أو‬
‫توقفو عن النشاط في حدود قيمة معينة تعتبر منخفضة نسبيا وال تحفز عمى االدخار‪ ،‬وفي‬
‫اطار سياسة الشمول المالي وبعث الثقة من جديد في العالقة (بنك – زبون)‪ ،‬ثم رفع ىذه‬
‫القيمة لكنيا نبقي غير كافية‪ ،‬خاصة في ظل ارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬وانخفاض معدالت‬
‫الفائدة عمى الودائع االدخارية؛‬
‫االخالل بأىم قاعدة في النشاط المصرفي‪ ،‬وىي مبدأ السر الميني‪ ،‬الذي تشدد عميو كل‬ ‫‪-‬‬
‫البنوك المركزية في العالم‪ ،‬لحماية بيانات الزبائن المالية‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات التقميدية‪:‬‬
‫ىيمنة القطاع المصرفي العمومي أدت إلى إنعدام المنافسة‪ ،‬حيث تقدم جميع المصارف منتجات‬
‫متشابية إن لم نقل نفسيا‪ ،‬وتطبيق نفس معدالن الفائدة‪ ،‬ما عدا بعض الحاالت االستثنائية التي تنفرد‬
‫فييا المصارف الخاصة عن غيرىا بخدمات نجدىا مرتفعة التكمفة‪ ،‬وىو ما يعد استغالل ماليا‪.‬‬
‫‪ ‬نقص الثقافة المالية‪:‬‬
‫يعرف الوعي المصرفي بأنو إعتباد األفراد والمؤسسات االقتصادية عمى إيداع أرصدتيم النقدية‬
‫في المصارف‪ ،‬واعتمادىم عمى مختمف وسائل الدفع في تسوية معامالتيم االقتصادية‪ ،‬ويزداد الطمب‬
‫عمى الودائع المصرفية كمما ازداد إنتشار الوعي المصرفي والعكس يؤدي إلى تنامي ظاىرة االكتناز‪،‬‬
‫وىي الظاىر المتجذرة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وبعض الدول األخرى عمى عكس دول الخميج‪ ،‬التي‬
‫تعرف مستويات عميا من الشمول المالي تترجميا نسبة تثقيف مالي مرتفعة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫ثانيا‪ :‬الحمول المقترح لتنمية الشمول المالي في الجزائر‬


‫من أىم الركائز االساسية لتعزيز مفيوم الشمول المالي‪ ،‬ما يمي‪:1‬‬
‫‪ ‬دعم البنية التحتية‬
‫وتعد أىم المقومات الرئيسية إلرساء بيئة لتحقيق الشمول المالي‪ ،‬حيث يشترط إحترام الواليات‬
‫لتحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬ونتطرق إلى مكونات البيئة التحتية المالية فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬توفير بيئة تشريعية مالئمة‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫التقميل من المبالغ في تطبيق اإلجراءات؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التوقف عن اشتراط اي وثيقة ثبوتية في حاالت االيداع‪ ،‬حتي يتم إدماج أكبر قدر ممكن من‬
‫حجم النقد المتداول خارج الجياز المصرفي؛‬
‫‪ -‬إصدار تعميمات ومذكرات عمل جديدة (دعم الشمول المالي‪ ،‬تشريح آليات وخطوات إنجاحو‪،‬‬
‫وتنظيم األولوية مع الصرامة في التنفيذ‪ ،‬تكثيف الرقابة لمتأكيد من سالمة سير العممية)‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة معدل الكثافة المصرفية‬
‫وذلك من خالل تعزيز االنتشار الجغرافي من خالل التوسع في شبكة فروع مختمف المصارف‬
‫والمؤسسات المالية الناشطة‪ ،‬مع التركيز عمى إنشاء فروع أو مكاتب تمثيل تعني بالتمويل المتناىي‬
‫الصغر‪ ،‬اإلضافة إلى إنشاء نقاط وصول لمخدمات المالية مثل وكالء المصارف وذلك ييدف الوصول‬
‫الى مستوي معدل الكثافة المصرفية الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬تحدث وسائل الدفع وانظمة التسوية‬
‫والمقصود بيا تحسين أداء الجياز المصرفي‪ ،‬المتصاص حجم السيولة المتداولة خارج القنوات‬
‫المصرفية الرسمية‪ ،‬وىذا من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم الموزعات األلية لمنقود ( ‪ ) DAB‬عبر كامل الوكاالت المصرفية؛‬
‫‪ -‬تطوير شبكة األنترانت؛‬
‫‪ -‬تعميم العمل بمحطات الدفع االلكترونية( ‪)TPE‬؛‬
‫‪ -‬توفير خدمات الياتف المصرفي‪ ،‬وغير ذلك من وسائل الرقمية التي تسير تنفيذ العمميات‬
‫المالية وتسويتيا بين مختمف المتعاممين االقتصاديين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Intervention de Lassai M Gouvieux de la Banque d’ Algérie,(14-15 mai 2014). Op. cit, p : 03.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫تنمية العنصر البشري‬ ‫‪‬‬


‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬التكوين الدوري والمتواصل لكل موظفي المصارف بدون استثناء‪ ،‬وتحت إشراف اطارات عميا(‬
‫محمية وأجنبية)؛‬
‫‪ -‬اشتراك المؤسسات الجامعية ومراكز التكوين في ىذا الدور من خالل تكثيف الممتقيات‬
‫والمؤتمرات العممية والتخصيصات التي تعني بالصيرفة‪ ،‬مع تكييفيا والواقع االقتصادي لمدول؛‬
‫‪ -‬رد االعتبار لمكفاءات من خالل وضعيم في مراكز المسؤولية‪ ،‬بدل التيميش واالقصاء الذي‬
‫يؤدي في بعض االحيان إلى أداء سمبي دافعة االنتقام‪ ،‬إن لم يؤدي الى االختالس‪.‬‬
‫تحسين آليات معالجة ممفات القروض‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تمكين تحقيق االستراتيجية المعالجة االلكترونية باستخدام المعالجة االلكترونية‪ ،‬حيث يوفر كل‬
‫مصرف عمى موقعو المعموماتي تطبيق (‪ )APPLICATION‬أو برامج آلي (‪) LOGICIEL‬‬
‫خاص بكل نوع من أنواع القروض؛‬
‫‪ -‬تخفيف حجم الوثائق المطموبة‪ ،‬من خالل توفير أجيزة قارئة لبطاقة اليوية البيو مترية‪،‬‬
‫المخزنة لممعمومات الشخصية التي تكون الجزء اإلداري من الممف؛‬
‫‪ -‬مراجعة الفترة القانونية لدراسة الممف‪ ،‬وكذلك إعادة النظر في نسبة مساىمة المصرف في‬
‫قروض االستثمار‪ ،‬من خالل تسقيفيا عمى مستوي كل المصارف‪.‬‬
‫‪ ‬توفير حماية مالية افضل لمزبون‪:‬‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬الصرامة في تطبيق العقوبات إذا ما ثبت اإلخالل بمبدأ السر الميني‪ ،‬حفاظا عمى‬
‫خصوصيات الزبائن؛‬
‫‪ -‬وضع معدالت فائدة حقيقية موجبة‪ ،‬تعوضو عن التدىور في قيمة العممة؛‬
‫‪ -‬إعادة النظر بالزيادة في الحد األقصى الممنوح لمزبون كتعويض في حالة إفالس الصرف الذي‬
‫يتعامل معو أو توقفو عن الدفع؛‬
‫‪ -‬إمكانية توفير الخدمات االستشارية بناء عمى طمب الزبائن؛‬
‫‪ -‬توفير آليات لمتعامل مع شكاوي الزبائن؛‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -‬توعية وتثقيف العمالء خاصة بالفئات الميمشة‪ ،‬ومقدمي الخدمات المالية بمبادئ حماية‬
‫المستيمك مالية لفيم حقوقيم ومسؤولياتيم والوفاء بالتزاماتيم‪.‬‬
‫‪ ‬تنويع المنتجات المالية وتطويرىا‪:‬‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم الصيرفة االلكترونية في كل البنوك وبكل وسائميا لتوفير خدمات امام الزبائن؛‬
‫‪ -‬تخفيض الرسوم والعموالت غير المبررة المفروضة عمى العمالء؛‬
‫‪ -‬االىتمام بالقروض االستيالكية الموجية لتمويل الحاجيات الشخصية والعائمة؛‬
‫‪ -‬مراعات احتياجات ومتطمبات العمالء ‪،‬وكذا تشجيع عمى المنافسة بين مقدي المنتجات‪.‬‬
‫في سياق تعزيز اإلطار التنظيمي لمشمول المالي عممت مصالح بنك الجزائر عمى تحضير‬
‫تعميمتين في ىذا إحداىما تتعمق بالشروط العامة والخاصة الضرورية والتفاقية حساب الودائع وألخري‬
‫تتعمق باإلجراءات التسييمية لمخدمات المالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى إجراءات أخرى تمت لتعزير الشمول المالي‪ ،‬نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬مكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرىاب‬
‫يسمح تحسين االطار القانوني التنظيمي في ىذا المجال بإخراج الجزائر منذ فيفري ‪ 2016‬من‬
‫البيان العام لمجموعة العمل المالي‪ ،‬الذي يتضمن قائمة البمدان التي تعرف اخفاقات استراتيجية في‬
‫ىذا المجال‪.‬‬
‫‪ -2‬مجال الشمول المالي‬
‫تعزز النظام المصرفي في عام ‪ 2016‬بعشرين(‪ )20‬وكالة جديد‪ ،‬و(‪ )35‬وكالة في عام‬
‫‪ ،2017‬وىذا وال تزال الشبكة العمومية مييمنة إلى حد كبير‪ ،‬مع ذلك تبقي الوساطة المصرفية ضعيفة‬
‫نسبيا وفي حاجة الى تحفيز كبير شيدت القروض الموجية لممؤسسات والصناعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ارتفاعا بنسبة (‪%14.92‬و‪ )%10.13‬خالل سنة ‪ 2015‬و‪ 2016‬عمى التوالي‪ ،‬ارتفعت‬
‫القروض الموجية لألسر بنسبة ‪%15.13‬في عام ‪ 2015‬و ‪%15.36‬خالل سنة ‪ 2016‬ولإلشارة‬
‫فان القروض الممنوحة لألسر متمثل أساسا القروض الرىنية‪.‬‬

‫‪ -1‬نسرين رجال‪ ،‬مرجع سبق‪ ،‬ص ص‪.60-59 :‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر‬


‫يعد التحول الرقمي ضرورة حتمية يفرضيا التطور التكنولوجي حالي لكافة األطراف ولجميع‬
‫المعامالت البنكية‪ ،‬حيث يعتبر وبكل بساطة استثمار جديد يساعد عمى تحسين وتنوع أساليب‬
‫الخدمات المالية في تعزيز الشمول المالي والخروج من األزمة الصحية الحالية‪.‬‬
‫ليذا وسنحاول التكمم عن التحول الرقمي في المبحث األول وأىمتو بالنسبة لتعزيز الشمول‬
‫المبحث الثاني‪ ،‬اما بالنسبة لممبحث الثاني تناولنا فيو عن أىمية الخدمات المالية الرقمية‬ ‫المالي في‬
‫في تعزيز الشمول المالي في الجزائر في ظل جائحة كورونا( كوفيد‪.)19‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف التحول الرقمي‬
‫يمكن تعريف التحول الرقمي إلى النحو التالي‪:‬‬
‫التعريف االول‪:‬‬
‫عبارة عن عممية التي تيدف إلى تحسين الوحدة من خالل أحداث تغييرات أساسية في ىيكميا‬
‫من خالل الجمع بين التكنولوجيا المعمومات وتكنولوجيا المعمومات االتصاالت واالتصال‪ ،‬ووفقا لذلك‬
‫فان التحول الرقمي يتضمن مفيوما واسعا لمخدمات المصرفية‪ ،‬وىي رقمنو المستندات‪ ،‬والتوقيع‬
‫االلكتروني لممعامالت‪ ،‬والكشوفات االلكترونية‪ ،‬والمدفوعات االلكترونية‪ ،‬يتزايد إستخدام العمالء‬
‫لالضطرابات الرقمية‪ ،‬وتظير أنواع جديدة من الحمول في ىذا القطاع‪ ،‬والتالي فان نماذج األعمال‬
‫‪1‬‬
‫الجديدة ضرورية في الصناعة المصرفية لتسميط الضوء عمى جميع العمميات المصرفية اليامة‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪:‬‬
‫ىو التغير المرتبط بتطبيق التكنولوجيا الرقمية ال حداث تغير جذري في طريقة العمل‪ ،‬ولخدمة‬
‫المستفيدين بشكل اسرع وافضل وىو ايضا تحول تنظيمي متكامل‪ ،‬بغرض تسييل االجراءات والعمميات‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية ورفع جودتيا‪ ،‬لموصول إلى مرحمة النضج الرقمي‪.‬‬

‫‪ -1‬د ‪.‬طيبي حمزة‪ ،‬واقع وتحديات مساىمة وباء كوفيد‪ 19‬في تعزيز الشمول المالي الرقمي‪(،‬مداخمة مقدمة المؤتمر الدولي األول بالمسيمة بعنوان‪:‬‬
‫"تفعيالت التعامالت االلكترونية في خدمة االقتصاد الرقمي في ظل جائحة كوفيد‪ ،"19‬بتاريخ‪ ،)2022 ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬خواثرة سامية‪ ،‬التحول الرقمي خالل جائحة كورونا وما بعدما‪ ( ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية واالنسانية‪ ،‬المجمد ‪ ،02‬العدد‪ ،58‬جامعة‬
‫أحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،)2021 ،‬ص‪.109 :‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية التحول الرقمي بالنسبة لمشمول المالي‬


‫‪1‬‬
‫وتتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬ظيور خدمات مبتكرة وسرعة في نقل المعمومات؛‬
‫‪ -‬المساىمة في تنظيم اإلدارة عمميات القطاع المالية وتسييل استخداميا؛‬
‫‪ -‬يساىم التحول الرقمي في تعزيز برامج الحماية االجتماعية مثل‪ :‬وصول مبالغ الضمان االجتماعي‬
‫لمستحقيو‪ ،‬وكذا مساعد رجال األعمال والتجار عمى القيام بعمميات السداد الرقمي وسيولة‬
‫الوصول إلى خطوط االئتمان؛‬
‫‪ -‬القضاء عمى القفر؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سيولة وسرعة ومرونة تطبيق خدمات جديد؛‬
‫‪ -‬رفع مستويات الشفافية والحكومة مما يؤدي إلى تقميل األخطاء واإلنفاق؛‬
‫‪ -‬زيادة االنتاجية وتحسين المنتجات مما يحقق استم اررية األعمال والخدمات‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أىمية الخدمات المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي في الجزائر في ظل جائحة‬
‫كورونا( كوفيد‪)19‬‬
‫أوال‪ :‬آثار جائحة كورنا (كوفيد‪ )19‬عمى االقتصاد الجزائري‪:‬‬
‫في ظل غياب المعطيات الرقمية واالحصائية بالقدر الكافي عن اآلثار التي خمفتيا جائحة كورونا‬
‫ليذا يمكن التطرق الى أثارىا السمبية‬ ‫(كوفيد ‪ ،)19‬عمى المؤشرات االقتصادية الجزائرية‪،‬‬
‫وااليجابية عمى االقتصاد الج ازئري‪:3‬‬
‫‪ -1‬األثار اإليجابية‪:‬‬
‫رغم األثار االيجابية التي خمفتيا جائحة كورونا( كوفيد ‪ )19‬عمى االقتصاد الجزائري‪ ،‬إال أنيا‬
‫خمفت جممة من ايجابيات عمى االقتصاد من أجل استغالليا وتعزيزىا مستقبال ‪ ،‬ويمكن حصرىا فيما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة ىيكمة االنفاق الحكومي وترشيده؛‬

‫‪ -1‬بوزانو ايمن‪ ،‬حميدوش وفاء‪ ،‬مساىمة الحمول الرقمية في تعزيز درجة الشمول المالي‪ (،‬مجمة الدراسات‪ ،‬العدد‪ ،01:‬المجمد‪ ،12‬مخبر المالية‬
‫الدولية ودراسة الحوكمة والنيوض االقتصادي‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزئر‪ ،)2021/01/27،‬ص‪.07:‬‬
‫‪ -2‬حسيني حازية‪ ،‬تعميم الخدمات المالية الرقمية لدعم الشمول المالي في الدول العربية‪ ( ،‬مجمة اقتصاديات الشمال افريقيا‪ ،‬العدد‪ ،23‬المجمد‪،16:‬‬
‫جامعة الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،)2020 ،‬ص‪.111:‬‬
‫‪ -3‬سفيان خموفي‪ ،‬كمال شريط‪ ،‬أثر جائحة كورونا كوفيد‪ 19 -‬عمى مؤشرات االقتصاد العالمي خالل الربع األول من ‪ 2020‬مع االشارة إلى حالة‬
‫االقتصاد‪( ،‬مجمة العموم االنسانية‪ ،‬العدد‪ ،03 :‬العدد‪ ،08:‬أم البواقي‪ ،‬ديسمبر ‪ ،)2021‬ص‪.1668:‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -‬تفعيل اليقظة االستراتيجية أتجاه المخاطر الوبائية مستقبال؛‬


‫‪ -‬تخفيف األعباء الضريبة والرسوم لممؤسسات االقتصادية؛‬
‫‪ -‬انتشار الرقمية لبعض القطاعات والتعامالت‪.‬‬
‫‪ -2‬االثار السمبية‪:‬‬
‫يمكننا حصر أثار السمبية التي خمفتيا جائحة كورونا عمي االقتصاد الجزائري في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اعاقة مختمف النشاطات االقتصادية ألثر من(‪6‬أشير)‪ ،‬مما خمف مجموعة من الخسائر لدى‬
‫المؤسسات الكبرى مثل‪ :‬شركة خطوط الجوية ؛‬
‫ارتفاع تكاليف التصدي واالحتواء نتيجة تحويل االعتمادات مالي مختمفة‪ ،‬الى و ازرة الصحة‬ ‫‪-‬‬
‫حسب العدد ‪ 19‬من الجريدة الرسمة‪،‬‬
‫‪ -‬غمق النشاطات االقتصادية والتخفيف من حركات تنقل األشخاص؛‬
‫‪ -‬خسائر في شركات النقل الجوي التي بمغت لحد األن ‪ 38‬مميار دينار جزائري‬
‫‪ -‬انخفاض أسعار البترول خالل الربع األول من سنة ‪ 2020‬إلى أقل من ‪ 20‬دوالر أمريكي‬
‫لمبرميل وتعتبر أخر أزمة مالية في الجزائر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور الخدمات المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي في ظل جائحة كورونا (كوفيد‪:)19‬‬
‫تعد الخدمات المالية الرقمية وسيمة تساعد عمى إخراج الناس من الفقر‪ ،‬ويقوم الشمول المالي‬
‫بإتاحة الفرص لممزيد من األشخاص لكي يقوموا بإنشاء مشروعاتيم الخاصة وكسب دخل ثابت‪،‬‬
‫والمؤسسات التي تعمل في ىذا المجال ال تقوم فقط بتوفير الفرص المالية بل تقوم أيضا بتثقيف الناس‬
‫حول كيفية إدارة االئتمان والتطور أعماليم الخاصة‪ ،‬حيث تعرض الجزائر مثميا مثل الدول العالم‬
‫لصدمة وصحية المعتادة وىذا بسبب جائحة (كوفيد ‪ )19‬حيث ساىمت الخدمات المالية الرقمية دور‬
‫كبي ار في تصدي لجائحة (كوفيد‪ )19‬وذلك في ظل جائحة (كوفيد‪ )19‬من أجل تعزيز الشمول المالي‬
‫‪1‬‬
‫إلى‪:‬‬
‫تسمح المدفوعات الرقمية لممستيمك بتحويل األموال بدفع الفواتير و دفع ثمن السمع‬ ‫‪-‬‬
‫والخدمات من منزلو؛‬

‫‪1‬‬
‫‪https:// www.blogs.worldbank.org/arabvoices/how-digital-financil-services-can-provids-pah-oward-‬‬
‫‪economic-recovery-algeria.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫‪ -‬التخفيض بشكل كبير عن الحاجة إلى االتصال المادي في المعامالت التجارية والمادية‪،‬‬
‫مما يبقي الشركات المحمية مفتوحة اثناء اإلغالق االقتصادي؛‬
‫‪ -‬سرعة واألمان وتنوع في الخدمات المالية الرقمية؛‬
‫تحسين تنافسية القطاع المالي وتعزيز الثقافة المالية في المجتمع؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تطوير البنية التحتية الرقمية االلكترونية وذلك بتوفير شبكات األنترانت ذات تدفق عالي؛‬
‫‪ -‬تشجيع المصاريف عمى تحسين خدماتيا بإدماج التكنولوجيات الرقمية وطرح منتجاتيا مبتكرة‪،‬‬
‫‪ -‬ازدياد الوعي لدي شريحة من الجزائريين بأىمية استخدام أدوات الدفع اال تالمسيو‪.‬‬
‫وقد قامت الحكومة الجزائرية بمجموعة من اإلجراءات لتصدي االقتصادية لجائحة كورونا‬
‫(كوفيد‪ ،)19‬بيدف تعزيز الشمول المالي وتطوير قطاع الرقمنة‪ ،‬وتقديم خدمات مالية رقمية ألكبر‬
‫شريحة من المواطنين والمؤسسات وتكمن أىم االجراءات فيمايمي‪:‬‬
‫‪ -1‬خدمات السحب والدفع االلكتروني في ظل جائحة (كوفيد ‪:)19‬‬
‫ونقصد بعممية السحب االلكتروني ىو إستخدام أجيزة السحب اآللية واستخدام البطاقات البنكية‬
‫والتي سبق شروع اصدارىا في سنة ‪ ،1997‬أما بالنسبة لعممية الدفع االلكتروني فقد اصدر في سنة‬
‫‪ 2009‬إال أىا بقيت محدودة لمغاية‪.1‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)8-2‬تطوير عدد عمميات السحب والدفع االلكتروني في الجزائر خالل تفشي جائحة‬
‫(كوفيد ‪ )19‬لسنة ‪2020‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون (دج)‬
‫العدد االجمالي‬ ‫عدد أجيزة‬ ‫إجمالي عدد‬ ‫عدد أجيزة‬
‫سنة ‪2020‬‬
‫لعمميات الدفع‬ ‫نيائي الدفع‬ ‫عمميات السحب‬ ‫السحب اآللي‬

‫‪27399‬‬ ‫‪5570786‬‬ ‫مارس‬

‫‪19590‬‬ ‫‪4927910‬‬ ‫أفريل‬


‫بعد‬
‫‪19867‬‬ ‫‪538135‬‬ ‫ماي‬
‫الجائحة‬
‫‪29479‬‬ ‫‪5756339‬‬ ‫جوان‬
‫‪44782‬‬ ‫‪30178‬‬ ‫‪5143904‬‬ ‫‪3030‬‬ ‫جويمية‬
‫‪159117‬‬ ‫‪26780774‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬إحصائيات تجمع النقدي اآللي‪ ،‬عبر موقع عمى األنترنت‬
‫‪https://giemonetique.dz/ar/activite-retrait-sur-atm/‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد شكرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫من خالل الجدول أعاله رقم (‪ )8-2‬بالنسبة لتطور عدد عمميات السحب والدفع االلكتروني في‬
‫الجزائر خالل جائحة (كوفيد ‪ ،)19‬حيث بمغت عممية السحب خالل شير مارس ‪ 5570786‬عممية‬
‫لترتفع إلى ‪ 5756336‬عممية في شير جوان‪ ،‬ومن ىنا نالحظ ان عممية السحب بقيت غفي نفس‬
‫المستوي في حدود ‪ 5‬ماليين‪ ،‬أما بالنسبة لعممية الدفع االلكتروني فنالحظ تراجع بمقدار ‪ 2080‬عممية‬
‫خالل فترة تشديد الحجر الصحي‪ ،‬ليرتفع في شير جويمىة إلى مستوي قياسي جديد عند ‪44782‬‬
‫عممية‪ ،‬ويعود سبب عدم اقبار عمى ىذه العمميات خالل الجائحة كورونا(كوفيد ‪ )19‬الى‪:‬‬
‫‪ -‬تعود أغمب الحسابات البنكية إلى الموظفين في مختمف القطاعات والمتقاعدين؛‬
‫قمة عدد األجيزة السحب حيث يبمغ ‪ 9.38‬جياز لكل ‪ 100‬ألف نسمة‪ ،‬وكثرة توقفيم عن‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمة بسبب األعطال أو لعدم تزويدىم باألوراق النقدية؛‬
‫‪ -‬ضعف الترويج لخدمات المالية الرقمية من قبل القائمين‪،‬‬
‫‪ -‬تدني الثقافة المالية والرقمية في المجتمع‪ ،‬مع انخفاض مستوي ربط األنترنت؛‬
‫تخوف من امكانية استخدام ىذه التقنيات من أجل الرقابة الضريبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬خدمات الدفع عبر شبكة األنترنت لمختمف القطاعات‪:‬‬
‫يمكن توضيح أىم العمميات الدفع عبر شبكة األنترنت لمختمف القطاعات خالل جائحة كورونا‬
‫(كوفيد‪ )19‬من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)9-2‬تطور عمميات الدفع عبر األنترانت في الجزائر لمختمف القطاعات‬
‫خالل جائحة كورونا (كوفيد ‪ )19‬لسنة ‪2020‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون (دج)‬
‫خالل جائحة ( كوفيد ‪ )19‬خالل الفترة ‪2020‬‬
‫جويمية‬ ‫جوان‬ ‫ماي‬ ‫أفريل‬ ‫مارس‬ ‫القطاعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪585‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪1813‬‬ ‫النقل‬
‫‪358‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪787‬‬ ‫التأمين‬
‫‪8776‬‬ ‫‪13591‬‬ ‫‪4101‬‬ ‫‪2609‬‬ ‫‪5487‬‬ ‫الكيرباء والماء‬
‫‪86‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪274‬‬ ‫الخدمات االدارية‬
‫‪20664‬‬ ‫‪28914‬‬ ‫‪9871‬‬ ‫‪6597‬‬ ‫‪8545‬‬ ‫مقدمو الخدمات‬
‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بيع البضائع‬
‫‪29948‬‬ ‫‪43259‬‬ ‫‪14280‬‬ ‫‪9557‬‬ ‫‪16906‬‬ ‫العدد االجمالي لمعمميات‬
‫المصدر‪https ://giemonetique.dz/ar/qui-sommes-nous/activite-paiement-sur-internet/:‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫من خالل الجدول أعاله (‪ )9-2‬بالنسبة لتطور العمميات الدفع عبر االنترنت في الجزائر‬
‫خالل جائحة كورونا (كوفيد ‪ ،)19‬حيث نالحظ ارتفاع تدريجي لعمميات الدفع عبر االنترنت‪ ،‬حيث‬
‫بمغ في شير مارس ‪ 16906‬عممية‪ ،‬لي تصل ذروتيا إلى ‪ 43259‬في شير جوان‪ ،‬وىذا راجع إلى‬
‫فرض وتشديد اجراءات الحجر الصحي والتباعد‪.‬‬
‫حيث كانت أكبر زيادة في الخدمات الذي ارتفع عدد عممياتو من ‪ 8548‬عممية في شير‬
‫مارس إلى ‪ 28914‬في شير جوان‪ ،‬أي ارتفاع ب ـ ‪ 20366‬عممية‪ ،‬تم قطاع الكيرباء والماء حسي‬
‫سجل في شير مارس ‪ 5487‬عممية وفي شير جوان ب ـ ـ ‪ 13591‬عممية‪ ،‬أي ارتفاع ب ـ ـ ‪8104‬‬
‫عممية‪ ،‬ثم تميو قطاع بيع البضاعة عبر االنترنت ألول مرة تسجيل ‪ 59‬عمميو خالل االشير االولي‬
‫من بداية الجائحة (كوفيد‪ )19‬خالل سنة ‪.2020‬‬
‫ولتوضيح اكثر لتطورات عمميات عبر األنترانت في الجزائر لمختمف القطاعات خالل جائحة‬
‫كورونا (كوفيد ‪ )19‬لسنة ‪ ،2020‬قمنا بعرصيا بيانيا خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-2‬تطور عدد عمميات الدفع عبر اال نترنت في الجزائر خالل أزمة جائحة كورونا‬
‫(كوفيد‪ )19‬سنة ‪2020‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون (دج)‬

‫‪0,5‬‬
‫‪x 100000‬‬

‫‪0,4‬‬
‫بٌ الب ا‬
‫‪0,3‬‬ ‫قد و ال د ا‬
‫النسبة‬

‫‪0,2‬‬ ‫االدارٌة‬ ‫ال د ا‬


‫الك ربا وال ا‬
‫‪0,1‬‬
‫التا ٌ‬
‫‪0‬‬
‫ار‬ ‫رٌ‬ ‫اي‬ ‫جوا‬ ‫جوٌلة‬ ‫النق‬

‫السنوات‬

‫المصدر‪https://giemonetique.dz/ar/qui-sommes-nous/activite-paiement-sur-internet/:‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل رقم (‪ )2-2‬يمكننا تفسري ىذا االرتفاع بالنسبة لمبضائع إلي‬
‫االستم اررية في األنشطة التجارية والخدماتية خالل جائحة كورونا (كوفيد‪ ،)19‬مما ساعد عمى ارتفاع‬
‫في حجم االتصاالت الياتفية خالل فترة الحجر الصحي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ ------------------------------‬واقع الشمول المالي في الجزائر‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫مما سبق نستنتج أن الخدمات المالية تمعب دور كبير في تعزيز الشمول المالي وذلك بوصول‬
‫الخدمات المالية لجميع أفراد المجتمع المتنوعة والمبتكرة بتكاليف أقل وفي األوقات المناسبة‪ ،‬إال أن‬
‫الجزائر الزالت بعيدة كل البعد عمى الوصول لتعزيز الشمول المالي باستخدام التقنيات التكنولوجيا‬
‫المالية‪ ،‬ويعود السبب في ذلك لمجموعة من العوائق التي تواجو األفراد والمؤسسات المالية والدولة في‬
‫حد ذاتيا‪ ،‬كضعف في البنية التحتية ونقص التثقيف المالي‪ ،‬عمى عكس دول أخرى نجحت في تبني‬
‫تقنيات ىذه االستراتيجية من خالل مواكبة التطور اليائل في التكنولوجيا عن طريق مجموعة من‬
‫السياسات التي انتيجتيا في سبل تعزيز الشمول المالي‪.‬‬
‫وبالطبع ال تكفي التكنولوجيا الرقمية بمفردىا عمى الزيادة مستوي الشمول المالي نظ ار لوجود‬
‫عالقة تكاممية بينيما‪ ،‬نتيجة لمدور اإليجابي الذي تمعبو في توفير البيئة التحتية‪ ،‬مما يساىم في‬
‫حصول كافة شرائح المجتمع عمى الخدمات المالية الرقمية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ــاثم ـ ـ ــة عامة‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫خـاتمـــة عامـــــة‬

‫تساىم الخدمات المالية إسياما رئيسيا في تحقيق النمو االقتصادي شامل لكافة القطاعات‪ ،‬إال‬
‫أنا ىناك عدة عوامل تساىم في نقص فرص الحصول عمى الخدمات المالية‪ ،‬وىي عوامل تؤثر بوجو‬
‫خاص عمى تعزيز الشمول المالي والتحول الرقمي في مجال الخدمات المالية في الجزائر‪ ،‬أيضا لدعم‬
‫ومواكبة التقدم التكنولوجي المصرفي وتحقيق االندماج في عالم االقتصادي‪.‬‬
‫يمكن تمخيص أىم النتائج التي توصمنا فييا من خالل الدراسة فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬يتجسد تفعيل سياسات الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي من خالل تحسين كفاءة‬
‫عممية الوساطة المالية بين االدخار واالستثمار القائم عمى االبتكار المالي الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬تدني مستوي الشمول المالي في الجزائر وغياب استراتيجية وطنية لمشمول المالي‪.‬‬
‫‪ ‬تتجمي أىمية الشمول المالي االقتصادية واالجتماعية من خالل مساىمتو في الحد من الفقر‪،‬‬
‫وتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية واالستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم البنوك بدور أساسي في تعزيز الشمول المالي من خالل وضع القواعد المنظمة والتي‬
‫تيدف إلى تسميط االجراءات والمعامالت المصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬اعداد استراتيجية مالئمة لمتثقيف المالي وكسب ثقة المستخدمين أفراد ومؤسسات في الخدمات‬
‫المالية الرقمية واالسراع في استخداميا‪.‬‬
‫‪ ‬اظيرت جائحة كورونا (كوفيد‪ ،)19‬مدى الحاجة إلى تطور الخدمات المالية الرقمية وتعزيز‬
‫الشمول المالي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬التحول الرقمي لم يعد اختيار بل أصيخ ضرورية حتمية‪ ،‬حيث انو يواجو عدة تحديات أىميا‬
‫تطوير البنية التحتية الرقميةـ‪ ،‬تحسين التنافسية القطاع المالي ومقاومة مجموعات المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر جائحة كورونا( كوفيد‪ )19‬فرصة ونقطة انطالق لتطير الخدمات المالية الرقمية في‬
‫الجزائر مستقبال‪ ،‬وبوتير أسرع وبجودة تضمن استقطاب أكبر شريحة ممكن من المستخدمين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫‪ ‬تم التأكد من الفرضية األولي‪ ،‬فيي صحيحة حيث يأثر الشمول المالي عمى االستقرار المالي‪،‬‬
‫من خالل مساعدتو عمى تحسين الكفاءات بين المستخدمين وكذا تقميا من المخاطر البنكية؛‬
‫‪ ‬فيما يخص الفرضية الثانية التي تنص عمى أن التحول الرقمي يساعد عمى تحسين الشمول‬
‫المالي في الجزائر‪ ،‬فقد اثبت الدراسة التي قمنا بيا بصحة ىذه الفرضية‪ ،‬لكن ال تزال الجزائر‬

‫‪61‬‬
‫خـاتمـــة عامـــــة‬

‫في أدني المستويات مقارنتا بالدول األخرى من حيث مستوي الشمول المالي‪ ،‬وكذا عدم فعالية‬
‫التكنولوجيا المالية بالنسبة أكبر في تعزيزىا‪،‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لمفرضية الثالثة ىي األخرى أثبتت الدراسة صحتيا‪ ،‬فقد ساعدة الخدمات المالية‬
‫الرقمية في تعزيز الشمول المالي في ظل جائحة كورونا (كوفيد‪ ،)19‬من خالل تنوع في‬
‫الخدمات المالية الرقمية وبأقل تكمفة ووقت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوصيات‬
‫‪ ‬البد من تطور البنية تحتية مالية قوية‪ ،‬تضمن توفير بيئة قانونية مالئمة وداعمة لالنتقاء‬
‫لمشمول المالي‪ ،‬وتيتم بالفئة الميمشة ماليا سواء كنت أفراد أو شركات مصغرة‪ ،‬كما تدعم‬
‫االنتشار الجغرافي في البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ونظم ووسائل الدفع والتسوية؛‬
‫‪ ‬االستفادة من الخبرات الدولية والعربية الناجحة في مجال الشمول المالي واالستخدام األفضل‬
‫لتكنولوجيا المعمومات من أجل ابتكار الخدمات المالية ترضي العمالء وتحقق ربحية‬
‫لممؤسسات المالية؛‬
‫‪ ‬تكوين اإلطار في المجال المالي والمصرفي إلنجاح عممية الشمول المالي؛‬
‫‪ ‬توفير العدالة والشفافية من تقديم الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬حتمية يفرضيا الواقع لحماية‬
‫الزبون من االستغالل المالي‪ ،‬وزيادة الثقة في النظام المالي والمصرفي بالتالي إدماج شرائح‬
‫مجتمعية أكثر مع الوقت؛‬
‫‪ ‬اإلبتكار خدمات مالية تناسب كل الفئات المجتمعة يحسب حاجاتيم وقدراتيم وتطمعاتيم‪،‬‬
‫وسيمة الوصول إلييا‪ ،‬عمى أن تكون مالئمة من حيث النوعية والتكمفة؛‬
‫‪ ‬االىتمام بالتثقيف المالي من خالل تبني استراتيجيات وطنية لمتربية المالية‪ ،‬مثل برامج محو‬
‫االمية المالية المستحدثة في بعض دول الخميج وادراج التثقيف المالي في برامج التربية‬
‫لضمان الوصول إلى أكبر قاعدة من الزبائن في المستقبل؛‬
‫‪ ‬وضع استراتيجيات وطنية لمشمول المالي تنفذ عبر مراحل‪ ،‬وذلك من خالل تحديد الحاجات‬
‫والفجوات المالية القائمة بو‪ ،‬ثم وضع األىداف واآلليات‪ ،‬وتقسيم التقدم المحقق لتعديل‬
‫االنحرافات؛‬
‫‪ ‬ضرورة توسع الجزائر في إعتمادا عمى التجارة االلكترونية؛‬
‫‪ ‬السعي نحو تطور آليات رقابية قوية لتوفير الحماية لممستيمكين‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خـاتمـــة عامـــــة‬

‫رابعا‪ :‬افاق الدراسة‪:‬‬


‫من خالل دراستنا لمموضوع نقترح بعض أفاق الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬مساىمة الحمول الرقمية لتعزيز الشمول المالي في الجزائر ما بعد كورونا؛‬
‫‪ ‬تعزيز الشمول المالي آلية لدعم التنمية المستدامة في الجزائر‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ق ـ ـ ــائمـ ـ ــة املصادز‬
‫و املساجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -I‬المراجع باللغة العربية‬

‫أوال‪ :‬االطروحات والمذكرات‬

‫‪ .1‬بختة بطاىر‪ ،‬عبد اهلل عقون‪ ،‬تعزيز الشمول المالي في الجزائر آلية لدعم التنمية‬
‫المستدامة‪ (،‬مداخمة مقدمة في الممتقي األول بمستغانم بعنوان‪" :‬الشمول المالي وسبل تعزيز في‬
‫اقتصاديات الدول" بتاريخ ‪27‬و‪ 28‬نوفمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ .2‬راوية مكرود‪ ،‬واقع الشمول المالي ودور التكنولوجيا المالية في تعزيزه‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شيادة ماستر في عموم اقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬مركز الجامعي عبد الحفيظ بو‬
‫الصوف‪ ،‬ميمة‪.)2021/2020 ،‬‬
‫‪ .3‬زجال نسرين‪ ،‬دور الشمول المالي في تحقيق االستقرار المالي‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة‬
‫ماستر اكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة العربي بن مييدي‬
‫أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪.)2021/2020 ،‬‬
‫‪ .4‬مبروكي فتيحة‪ ،‬زياني ىاجر‪ ،‬واقع الشمول المالي في الجزائر‪ (،‬أطروحة مقدمة لي نيل‬
‫شيادة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة باتنة‪.)2016 ،‬‬
‫‪ .5‬ما لوسي إكرام‪ ،‬الشمول المالي كآلية لدفع وتيرة التنمية االقتصادية‪( ،‬أطروحة لنيل شيادة‬
‫ما ستر في العموم االقتصادية‪ ،‬نخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بو‬
‫الصفوة‪ ،‬ميمة‪.)2021/2020 ،‬‬

‫‪ .6‬سيير بن السياسي‪ ،‬دور صناعة التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الدول‬
‫العربية‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة ماستر أكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة محمد الصديق بين يحي‪ ،‬جيجل‪.)2020 ،‬‬
‫‪ .7‬قاسيمي مروي‪ ،‬دور الشمول المالي في تحسين االداء البنكي‪( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة‬
‫ماستر اكاديمي في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة البشير االبراىيمي‪،‬‬
‫برج بوعريريج‪.)2022 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬الملتقيات والمؤتمرات‬

‫‪ .1‬السيد الشاعر محمد‪ ،‬التجربة المصرية نحو التحول الشمول المالي ودورىا في تحقيق‬
‫التنمية المستدامة‪ ( ،‬المؤتمر العممي الدولي الثاني لكمية االدارة واالقتصاد ونظم المعمومات‬
‫بعنوان‪" :‬التحول الرقمي واثره عمى التنمية المستدامة"‪ ،‬جامعة مصر لمعموم والتكنولوجيا‪2020 ،‬‬
‫)‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .2‬حمزة طيبي‪ ،‬واقع وتحديات مساىمة وباء كوفيد‪ 19‬في تعزيز الشمول المالي الرقمي‪،‬‬
‫(المؤتمر الدولي األول بعنوان‪" :‬تفعيالت التعامالت االلكترونية في خدمة االقتصاد الرقمي في‬
‫ظل جائحة كوفيد‪ ،"19‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيمة‪.)2022 ،‬‬

‫‪ .3‬عبد القادر بسبع‪ ،‬دومة عمي طيراوي ‪ ،‬واقع الشمول المالي في الجزائر عمى ضوء‬
‫المؤشرات العالمي لمشمول المالي‪( ،‬المؤتمر العالمي الدولي بعنوان‪ ":‬التحول الرقمي وأثره عمى‬
‫التنمية المستدامة"‪ ،‬الجزائر‪.)2017 ،‬‬
‫‪ .4‬سماي عمى‪ ،‬قاضي عمر‪ ،‬تعزيز الشمول المالي في الجزائر آلية لدعم التنمية المستدامة‪،‬‬
‫(مداخمة مقدمة في ممتقي الوطني بالبميدة بعنوان‪ ":‬واقع الشمول المالي في البنوك االسالمية‬
‫الجزائرية بتاريخ"‪ :‬جوان ‪.) 2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬المـ ـج ـالت‬

‫‪ .1‬بورانة أيمن‪ ،‬حميدوش وفاء‪ ،‬واقع تأثير تفعيل الشمول المالي عمى تعزيز االستقرار المالي‬
‫لمنظم المصرفية العربية‪( ،‬العدد‪ ،01‬المجمد‪ ،12‬مخبر المالية الدولية ودراسة الحوكمة والنيوض‬
‫االقتصادي‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪.)2021/01/27 ،‬‬
‫‪ .2‬حائزة حسيني‪ ،‬تعميم الخدمات المالية الرقمية لدعم الشمول المالي في الدول العربية‪( ،‬‬
‫مجمة اقتصاديات الشمال افريقيا‪ ،‬العدد‪ ،23‬المجمد‪،16:‬جامعة الشمف‪ ،‬الجزائر‪.)2020،‬‬
‫‪ .3‬خموفي سفيان‪ ،‬شريط كمال‪ ،‬أثر جائحة كورونا كوفيد‪ 19 -‬عمى مؤشرات االقتصاد العالمي‬
‫خالل الربع األول من ‪ 2020‬مع االشارة الى حالة االقتصاد‪( ،‬مجمة العموم االنسانية‪ ،‬العدد‪:‬‬
‫‪ ،03‬العدد‪ ،08:‬أم البواقي‪ ،‬ديسمبر ‪.)2021‬‬
‫‪ .4‬محمد حنين‪ ،‬عجور عدر‪ ،‬دور االشتمال المالي لدى المصارف الوطنية في تحقيق‬
‫المسؤولية اتجاه العمالء‪ ( ،‬المجمة العالمية لالقتصادية واألعمال‪ ،‬العدد‪ ،01‬المجمد‪ ،6‬مركز رقاد‬
‫لمدراسات واألبحاث‪.)2019 ،‬‬
‫‪ .5‬صونيا جواني‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الوطن العربي‪ (،‬مجمة‬
‫أبحاث اقتصادية معاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬المجمد ‪.)2021 ،04‬‬
‫‪ .6‬لوزري نادية‪ ،‬واقع الشمول المالي في الدول العربية وأليات تعزيزه‪( ،‬مجمة البحوث‬
‫االقتصادية والمناجمنت‪ ،‬العدد‪ ،02‬المجمد‪ ،02‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪.)2021،‬‬
‫‪ .7‬سامية خواثرة‪ ،‬التحول الرقمي خالل جائحة كورونا وما بعدما‪( ،‬المجمة الجزائرية لمعموم‬
‫القانونية واالنسانية‪ ،‬المجمد ‪ ،02‬العدد‪ ،58‬جامعة أحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.)2021 ،‬‬

‫‪66‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .8‬شكرين محمد‪ ،‬أزمة كوفيد‪ 19‬حافز لتعزيز الشمول المالي الرقمي بالجزائر‪( ،‬مجمة وحدة‬
‫البحث في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬العدد‪ ،01‬المجمد ‪ ،12‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪.)2021‬‬
‫‪ .9‬صميحة خفيفي‪ ،‬تعزيز الشمول المالي كمدخل استراتيجي لدعم االستقرار المالي في العالم‬
‫العربي‪( ،‬مجمة التكامل االقتصادي‪ ،‬العدد‪ ،04‬المجمد‪ ،07‬مخبر الصناعة والتطور التنظيمي‬
‫لممؤسسات االبداعية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪.)2019/12/31 ،‬‬
‫‪ .10‬صالح الدين غريب ناصر‪ ،‬سبل تعزيز الشمول المالي في المنظومة المصرفية الجزائرية‪،‬‬
‫(مجمة العممية ‪ ،ASJP‬العدد ‪ ،4‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪.)2021 ،‬‬
‫‪ .11‬صميحة فالق‪ ،‬تفعيل الصناعة المالية االسالمية كمدخل لتعزيز الشمول المالي في الجزائر‪،‬‬
‫(مجمة المعيار‪ ،‬العدد‪ ،01:‬المجمد ‪ ،12‬جامعة احمد بن يحي الونش ريس‪ ،‬تيسمسيمت‪.) 2012 ،‬‬
‫‪ .12‬عديمة مريم‪ ،‬صونيا جواني‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي في الوطن‬
‫العربي‪( ،‬مجمة األبحاث االقتصادية المعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،02‬المجمد ‪ ،04‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬
‫قالمة‪ ،‬الجزائر‪.)2012 ،‬‬
‫‪ .13‬غزاري عماد‪ ،‬الشمول المالي الرقمي في الجزائر في ظل جائحة كورونا‪ -‬كوفيد ‪( ،19‬مجمة‬
‫التمويل والتنمية المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،01‬المجمد‪ ،06:‬جامعة الميمة‪ ،‬الجزائر‪.)2021 ،‬‬
‫‪ .14‬غزال مفتاح‪ ،‬بركات مراد‪ ،‬الثقافة المالية كألية أساسية لتعزيز الشمول المالي في الدول‬
‫العربية‪( ،‬مجمة أبحاث اقتصاد المعاصر‪ ،‬العدد‪ ،03‬المركز الجامعي نور البشير‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.)2020‬‬
‫‪ .15‬فراح أسامة‪ ،‬عبد العزيز رحمة‪ ،‬الشمول المالي ودوره في تعزيز المسؤولية االجتماعية في‬
‫البنوك‪( ،‬مجمة طبنو لمدراسات العممية األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المجمد ‪ ،02‬جامعة الشمف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.)2012‬‬
‫‪ .16‬د‪ .‬نبيل‪ ،‬الشمول المالي كأداة تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي ومتطمبات تحقيقو‪،‬‬
‫(مجمة االقتصاد الجديد‪ ،‬العدد‪ ،03‬المجمد‪ ،10،‬الجزائر‪.)2019 ،‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬دراسات‪:‬‬

‫قاعدة بيانات الشمول المالي‪( ،‬قياس مستوي الشمول المالي وثورة‬ ‫‪ .1‬جيك ىيس واخرون‪،‬‬
‫التكنولوجيا مجموعة البنك الدولي‪.)2017 ،‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

:‫ مراجع باللغة األجنبية‬-II


1. Bqnque D’Algérie, « Brochure sur l’inclusion financière », P02 http :
www.bank-of- Alegria. Dz-pdf/inclusion7.pdf, consulté le v18/01/2019.
2. SMAH H, (2017). «Pour une meilleure inclusion financière et
l’accessibilité aux services bancaires et financiers : cas de l’Algérie «.
Revue critique de droit et sciences politiques, Université Mouloud
Mammeri de Tizi-Ouzou, numéro2.
3. Intervention de Lassai M Gouvieux de la Banque d’ Algérie,(14-15 mai
2014). Op. cit..
:‫ مواقع الكترونية باألجنبية‬-

1. https:// www.blogs.worldbank.org/arabvoices/how-digital-financil-services-can-
provids-pah-oward-economic-recovery-algeria.
2. : https://giemonetique.dz/ar/qui-sommes-nous/activite-paiement-sur-internet/

68
‫املالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫المالحق‬

‫‪ -‬قـائمة المصطلحات‪:‬‬

‫شرحه‬ ‫المصطلحات‬
‫هي منتدي دويل جيمع احلكومات وزلافظي البنوك ادلركزية من ‪ 91‬دولة واالحتاد االورويب‪،‬‬ ‫المجموعة العشرين (‪)G20‬‬
‫تأسست ادلنظمة سنة ‪ ،9111‬وذلك هبدف مناقشة السياسات ادلتعلقة بتعزيز االستقرار ادلايل‬
‫الدويل‪ ،‬وأيضا معاجلة القضايا ادلختلفة‬
‫ونقصد هبا توسيع اخلدمات البنوك وادلصارف لتشمل كل األشخاص الذين ال يعملون مع‬ ‫االشتمال المالي‬
‫البنوك وهذا يعين االشتمال ادلايل جلميع اخلدمات ادلصرفية ‪.‬‬
‫هي جلنة من هيئات الرقابية ادلصرفية اليت انشأها زلافظو البنوك ادلركزية جملموعة الدول العشر يف‬ ‫لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫عام ‪ 9001‬مث مرة اخري يف عام ‪ ،9092‬يف عام ‪،9091‬اليتكون من ‪ 24‬عضوا من ‪92‬‬
‫والية ويتألف من البنوك ادلركزية والسلطات ادلسؤولة عن التنظيم ادلصريف‪.‬‬
‫هي منظمة حكومية دولية مقرها ي العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬اسست سنة ‪9121‬م‪ ،‬وهتدف‬ ‫مجموعة العمل المالي‬
‫رلموعة العامل ادلايل حملاربة تزوير العمالت ومتويل االرهاب‪ ،‬ولديها ‪ 73‬عضو ي ادلنظمة‪.‬‬
‫تأسست ي مايو ‪ 9009‬من اجل حتسني عالية كفاءة انظمة ضمان الودائع ادلصرية بتطوير‬ ‫الجمعية الدولية لضمان الودائع‬
‫انظمة استحداث االدوات وارشادات‪.‬‬
‫هي منظمة تطوعية تركز على اساس ادلعايري وتتكون من مشريف ومنظمي التأمني من اكثر من‬ ‫االتحاد الدولي للمشرفين على‬
‫‪ 910‬والية قضائية ي اكثر من ‪ 920‬دولة‪.‬‬ ‫الشركات التأمين‬
‫هي مجعية من ادلنظمات اليت تنظم اسواق االوراق ادلالية والعقود اآلجلة يف العامل‪ ،‬االعضاء‬ ‫المنظمات الدولية لهيئات األوراق‬
‫عادة ما تكون اوراق مالية‪.‬‬ ‫المالية‬
‫هي السياسة اليت تعتمدها السلطة ادلالية يف الدولة ما للتحكم اما مبعدات الربح الذي يدفع‬ ‫السياسة النقدية‬
‫لالقرتاض قصري ادلدى‪ ،‬او مبعروض ادلال ‪ ،‬وتكون عادة زلاولة لتقليل التضخم او معدل‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫هي اذلياكل التنظيمية الالزمة لتشغيل اجملتمع أو ادلشروع أو اخلدمة وادلراق لالزمة لكي يعمل‬ ‫البنية التحتية‬
‫االقتصاد‪ ،‬وميكن تعريفها بصفة عامة على اهنا رلموعة من العناصر اذليكلية ادلرتبطة اليت توفر‬
‫اطار عمل يدعم اذليكل الكلي للتطوير‪.‬‬
‫وهو عبارة عن منو يف رأس ادلال لشخص رــسمايل واحد أو مجاعة من الرأمساليني عن طريق‬ ‫التركيز االئتماني‬
‫مجع أو استيعاب حيازة رأمسالية إضافية‪.‬‬
‫هو تقدير جتربة بعض الوكاالت التجارية ادلتخصصة لتقدير صالحية أو أهلية شخص‬ ‫تصنف المالي‬
‫للحصول على قروض أو جدارة شركة أو حيت دولة للحصول على قروض‪ ،‬وهي ي ذلك تقوم‬
‫بدراسة امكانيات الشركة أو الشخص أو الدولة ادلالية على مدى ائتماهنا على القرض‪.‬‬
‫هو عبارة عن وعاء مايل ميتلكه اآلالف من ادلستثمرين‪ ،‬ويكون رأس مال الصندوق مدعوما‬ ‫صناديق االستثمار‬
‫بادلاليني‪ ،‬ويدار بواسطة خرباء متخصصني يقومون بعمل دراسات عن أضل الشركات اليت‬
‫االستثمار هبا لضمان أضل عائد ممكن‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫المالحق‬

‫ قـائمة المختصرات‬-
‫االختصار‬ ‫داللته‬ ‫شرحها‬
FI ً‫االشت ا ال ال‬ Financial Inclusion
GT(G20( ٌ‫ج وعة العشر‬ Group of Twente (G20(
II ً‫الت وٌ الدول‬ Internaionq financing
Basel Commette on
BCB ‫لجنة باز للرقابة ال صر ٌة‬
Banting
FAG ً‫ج وعة الع ال ال‬ Financial Action Group
Déposait Guarantors
DGI ‫الج عٌة الدولٌة ل ا نً الودا‬
International
International Fédération
IFIS ٌ ‫االتحاد الدولً لل شر ٌ على الشركا التأ‬
of Insu rance Supervisons
International
IOSB ‫ال نظ ا الدولٌة ل ٌ ا األوراق ال الٌة‬ organisations of Securities
bodies

73
‫المالحق‬

‫‪74‬‬
:‫الممخص‬
‫ىدفت ىذه الدراسة الى الكشف عن معرفة مدي مساىمة الخدامات المالية في تعزيز الشمول المالي‬
‫ وكذا التعرف عن واقع الشمول المالي في الجزائر مع‬، ‫وذلك من خالل دراسة عمى المتغير الشمول المول المالي‬
‫وضع بعض االقتراحات لألىم العوامل المساعدة عمى تعزيز الشمول المالي في ظل التطورات المالية والمصرفية‬
‫ ومدي مساىمة التكنولوجيا المالية‬،‫) التي تشيدىا القطاع المالي في الجزائر‬19‫وأزمة الصحية الحالية (كوفيد‬
.‫الرقمية في تحسين معدل الوصول الى الخدمات المالية‬
‫تم التوصل من خالل الدراسة الى وجود تذبذب في مستوي الشمول المالي في الجزائر مقارنة ببعض الدول‬
‫ األمر الذي يمتزم ضرورة اتباع‬،‫ مما جعميا تصنف ضمن مجموعة الدول ذات الشمول المالي المتوسط‬،‫العالم‬
.‫استراتيجيات قادرة عمى تحسين خدمات المصرفية وتنوع الخدمات المالية الرقمية‬
:‫الكممات المفتاحية‬
‫ مؤشرات الشمول المالي‬،‫ الرقمنة‬،‫ التحول الرقمي‬،‫ الخدمات المالية الرقمية‬،‫الشمول المالي‬

Abstract:

This study aimed to réveil the entent to winch Financial services contribue to
the promotion of Financial inclusion th rough a study on the variable in Financial
finance, as Wells as the réalités of Financial inclusion in Alegria, Witt somme
suggestions for the Most important factorisé holding to promoteur Financial
inclusion in the crurent Financial and ban King développent and Heath crises.
(Covid-19) in Algerisas Financial secteur and the externat to winch digital fin
Tech contribues to improuvions accès to Financial services.
The sud fond a fluctuation in the lève of Financial inclusion in Alegria as
comparé to somme countries round the world, Makung It a group of countries witz
medium Financial inclusion, winch Is commette to the Ned for stratégies capable
of improuvions ban King services and the diversité of digital Financial services.
Keywords:
Financial inclusion, digital Financial services, digital transformation,
digitation, Financial inclusion indicateurs

You might also like