Professional Documents
Culture Documents
296
296
فهرس المحتويات
I
فهرس المحتويات
الفصل الثاني :عجز الموازنة العامة للدولة وآليات عالجه 28 ....................................
المطلب الثاني :عجز الموازنة العامة للدولة عبر المذاهب االقتصادية 32........................
المبحث الثاني :دور السياسة اإلنفاقية في عالج عجز الموازنة العامة للدولة 49 ...................
المطلب األول :الجوانب النظرية للسياسة االتفاقية 49................................................
المبحث الثالث :دور اإليرادات العامة في عالج عجز الموازنة العامة للدولة 59 ...................
المطلب األول :تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة االقتراض 59........................
المطلب الثالث :تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة الضرائب 65........................
الفصل الثالث :فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة العامة للجزائر 71 ......................
II
فهرس المحتويات
III
فهرس األشكال والجداول
فهرس األشكال والجداول
فهرس األشكال
الصفحة عنوان الجدول الرقم
Error! 17 قواعد الموازنة العامة 1-I
Bookmark
not
defined.
23 أنواع الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة 2-I
57 تأثير اإلنفاق العام على الطلب 3-II
65 أثر زيادة اإلنفاق الحكومي للدولة عن طريق اإلصدار النقدي الجديد 4-II
85 5-IIIتطور معدل النمو االقتصادي خالل الفترة 2016-1995
87 6-IIIتطور رصيد الموازنة العامة خالل 2016-1993
فهرس الجداول
الصفحة عنوان الجدول الرقم
75 1-IIIتطور رصيد الموازنة العامة خالل الفترة 1998-1995
80 تطور مكونات الموازنة العامة في الجزائر خالل فترة 2014-1993 2-III
82 3-IIIتطور إيرادات الجباية العادية خالل 2014-2000
84 4-IIIمعدل الضغط الضريبي خارج المحروقات في الجزائر 2014-1995
86 5-IIIتغطية اإليرادات العادية للنفقات العامة خالل 2014-1993
V
مقدمة عامة
مقدمة عامة
مقدمة عامة
ترافق تطور الموازنة العامة مع اتساع النشاط االقتصادي فانتقلت وظيفة الموازنة العامة
من الحفاظ على التوازن الحسابي بين الموارد والنفقات إلى القيام بتحقيق التوازن االقتصادي
واالجتماعي.
لكن قيام الموازنة العامة بمهمة تحقيق التوازن االقتصادي تطلب منها االنتقال بدورها من
الحياد إلى التدخل في الشؤون االقتصادية عبر توسع في حجم اإلنفاق العام.
وأمام هذه السياسة المالية لم تعد الموارد المالية العامة قادرة على كفاية النفقات األمر الذي
أدى إلى ظهور مشكلة مالية على مستوى اقتصاد الدولة تمثلت بظهور العجز في موازنتها.
وبهذا اعتبرت الموازنة العامة أحد القضايا التي القت اهتمام المدارس االقتصادية وال تزال
قضية عجز الموازنة أحد القضايا التي تشغل االقتصاديين وأصحاب السياسة ،وتوضع كمعيار
للعديد من التقييمات االقتصادية من قبل الدول والمؤسسات االقتصادية الدولية.
أما بالنسبة للجزائر فكانت تعاني من عجز في موازنتها العامة منذ أزمة البترول سنة
1986فكان هذا العجز يشكل مشكال كبيرا ومنذ تلك الفترة تسعى الجزائر جاهدة إلى عالج هذا
العجز عن طريق إصالحات واسعة ولم تجد حال سور اللجوء إلى صندوق النقد الدولي والبنك
الدولي لالقتراض بسبب شح مواردها نتيجة اعتمادها على الجباية البترولية وكان لصندوق النقد
الدولي الدور الكبير في تحديد مسار السياسة الميزانية الضريبية ،فشرعت الجزائر في االبتعاد
عن دعم المؤسسات العمومية وتحرير األسعار وتقليص التوظيف ،وعموما استطاعت الجزائر
التحكم في نمو نفقاتها وهو ما انعكس إيجابا على رصيد الموازنة العامة ومع انتهاء مرحلة هذه
اإلصالحات دخلت الجزائر في مرحلة جديدة شهدت انتعاش أسعار البترول ما أدى إلى انتعاش
اإليرادات المالية لدولة فانتهجت الحكومة سياسة توسعية وبهذا بقت الجزائر حبيسة تقلبات أسعار
البترول ما يجعلها تعاني من عجز في الموازنة العامة.
-1اإلشكالية
وبناء على ما سبق يمكن صياغة اإلشكالية فيما يلي:
كيف يمكن معالجة الموازنة العامة في الجزائر؟
ويجرنا هذا السؤال الرئيسي إلى األسئلة الفرعية التالية:
أ
مقدمة عامة
سياسة الميزانية ودورها وتحقيق التوازن في الموازنة العامة لدولة في الجزائر باعتبار هذا العجز
يؤثر على الوضعية االقتصادية العامة للدولة.
-6المنهج المتبع
من القيام باإلجابة على األسئلة ودراسة اإلشكالية المطروحة ومحاولة إثبات صحة
الفرضيات تم االعتماد على المنهج الوصفي والمنهج التحليلي ،إذ نقوم بتتبع عجز الموازنة العامة
عبر مختلف المدارس االقتصادية ثم نقوم بعرض معطيات وتحليلها نصل إلى جملة من
االستنتاجات.
-7خطة وهيكل البحث
لقد قسمت هذه الدراسة إلى ثالثة فصول هي كاآلتي:
الفصل األول تناولنا فيه مدخال عاما إلى مفاهيم الموازنة العامة من خالل ثالث مباحث؛
فتناولنا في المبحث األول نشأة الميزانية العامة ومختلف تعاريفها ومكوناتها .والمبحث الثاني
تعرضنا فيه إلى قواعد الميزانية العامة ،أما المبحث الثالث فخصصناه ألهمية الميزانية العامة.
أما الفصل الثاني خصصناه للجوانب النظرية للعجز وكيفية عالجه فقسمناه إلى ثالث
مباحث؛ فالمبحث األول تناولنا فيه الجوانب النظرية لعجز الموازنة من تعريف وأنواع أما الثاني
تناولنا فيه كيفية عالج العجز بواسطة السياسة اإلنفاق العام ،أما الثالث خصصناه لتغطية العجز
بواسطة اإليرادات العامة للدولة.
أ ما الفصل الثالث قسمناه إلى مبحثين األول تناولنا فيه طبيعة عجز الموازنة العامة للجزائر أما
المبحث الثاني تناولنا فيه تمويل الموازنة العامة في الجزائر.
وأخيرا ختمنا البحث بخاتمة عامة تحتوي على نتائج البحث ونتائج وتوصيات ثم أفاق البحث.
ج
الفصل األول
تمثل الموازنة العامة المرآة العاكسة لمالية الدولة ،فهي تبين مختلف الموارد التي تعتمد
عليها الدولة و مجاالت إنفاق هذه الموارد في سبيل تحقيق الحاجة العامة .وقد ارتبط مفهوم
الموازنة العامة ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة ،فلما ساد مفهوم الدولة الحارسة في ظل الفكر
التقليدي اقتصر دور الموازنة العامة على بيان إيرادات الدولة ونفقاتها وعلى ضرورة تحقيق
التوازن بين جملتيهما ،ليتحول دور الدولة من الحارسة إلى المتدخلة خالل الفكر الحديث حيث
ازدادت أهمية الموازنة العامة وأصبحت أداة مهمة في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية ،ولم
يعد ي قتصر دورها بالضرورة على تحقيق التوازن المالي ذلك للبحث عن تحقيق التوازن
االقتصادي.
وعلى غرار هذا التحول مرت الميزانية بمراحل عديدة عرفت خاللها تعاريف مختلفة
وظهرت لها أشكال متعددة باإلضافة إلى تعدد أدوارها.
وهذا ما يقود إلى طرح األسئلة الموالية:
ماهية الموازنة العامة؟ كيف نشأت وكيف تطورت وما هي مختلف أنواعها وفيما تتمثل
أهميتها؟ ولإلجابة على هذه االسئلة تم تقسيم الفصل األول إلى مبحث أول يتضمن ماهية الموازنة
العامة وفي المبحث الثاني تناولنا فيه قواعد وعمليات الموازنة العامة وأخيرا تم التطرق في
المبحث الثالث إلى أهمية الوازنة العامة
1
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
()1
سعيد عبد العزيز عثمان" ،المالية العامة مدخل تحليل معاصر" ،الدار الجامعية ،لبنان ،2008 ،ص .567
()2
عبد اللطيف قطيش" ،الموازنة العامة للدولة" ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت؛ لبنان ،الطبعة األولى ،2005 ،ص .8
()3
فهمي محمود شكري" ،الموازنة العامة ماضيها حاضرها ومستقبلها" ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان،
الطبعة األولى ،1990 ،ص .13
2
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
وفي عام 1688تم إقرار وثيقة الحقوق والتي جرى بها توسيع نطاق إجازة البرلمان حتى
تشمل جميع اإليرادات أيا كان مصدرها من حاصالت أمالك التاج أو من الضرائب ،وشملت
1
اوجه االتفاق ،فلم يعد األمر سرا من أسرار الدولة.
ومع قيام الثورة الفرنسية عام ،1789تم إدخال العديد من التعديالت والتحسينات على فكرة
مضمون الموازنة العامة حيث امتد حق السلطة التشريعية ليشمل ممارسة الرقابة على السلطة
التنفيذية في جباية الضرائب واالموال العامة .كما تضمن دستور 1793نصوص ال تسمح بفرض
أي ضرائب إال في سبيل المصلحة العامة ،ولجميع األفراد أن يشاركوا في فرض الضرائب،
ويراقبوا استعمالها .ومنذ ذلك الوقت بدأت الموازنة العامة في فرنسا تكتسب مفهومها الحالي.
المطلب الثاني :مفهوم الموازنة العامة
لتوضيح مفهوم الموازنة العامة سيتم التطرق لمختلف التعاريف والتمييز بينها وبين كل ما
يمكن أن يختلط بها من مصطلحات مشابهة من حيث االسم والمعنى.
-1تعريف الموازنة العامة
إن تعريف الموازنة العامة ال يجد له تعبيرا موحدا وشامال ،إنما اختلف وتعدد فقد جاء
تعريفها في العديد من القوانين والتشريعات والكتابات بعبارات عامة وخاصة أحيانا ،كما أن
مفهوم الموازنة العامة على قدر كبير من المرونة ليتغير حسب دور الدولة وتوجهاتها
ومستجداتها.
ومن بين التعاريف العديد التي صادفناها من خالل هذا البحث نذكر منها:
" -تعتبر الموازنة العامة وثيقة هامة مصادق عليها من طرف البرلمان ،تهدف إلى تقدير
النفقات الضرورية إلشباع الحاجات العامة ،واإليرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات عن فترة
2
زمنية مقبلة عادة ما تكون سنة".
-موازنة الدولة هي الغالف المالي المخصص لمالية الدولة وهي بذلك تحمل حسابات
النفقات العامة واإليرادات العامة ،أي تسجل مختلف الضرائب ورخص اإلنفاق الخاصة بالدولة،
وهي بيان يرخص ويناقش مسبقا ويطرح في قانون المالية .كما تعتبر أداة من أدوات السياسة
3
االقتصادية.
()1
عبد اللطيف قطيش ،مرجع سابق ،ص .11
()2
سوزي عدلي ناشد" ،الوجيز في المالية العامة" ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2000 ،ص .276
)(3
Maurice baslé, «Le budget de l’état», 6ème Edition, Edition la découverte, Paris, 2000, p 3.
3
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-الموازنة العامة هي عبارة عن خطة مالية تتضمن تقديرا لنفقات الدولة وإيراداتها لمدة
محددة ومقبلة من الزمن غالبا ما تكون سنة وتعكس األهداف االقتصادية واالجتماعية التي تتبناه
1
الدولة .
من خالل التعاريف السابقة يمكن القول بأن الموازنة العامة هي عبارة عن أرقام تقديرية
لنفقات الدولة وإيراداتها خالل فترة زمنية عادة ما تكون سنة ،فهي أداة بيد الحكومة تستعملها
لبلوغ أهدافها التنموية ،وهذه الوسيلة تعكس السياسة االقتصادية واالجتماعية المتبعة وتبين
األولويات من خالل االعتمادات المرصودة .
-2خصائص الموازنة العامة
من خالل هذه التعاريف يمكن التوصل إلى أهم خصائص الموازنة العامة والمتمثلة في:
-الصفة التشريعية :قانون الموازنة هو النص المتضمن إقرار السلطة التشريعية لمشروع
الموازنة من قبل الحكومة كل سنة 2.ويعتبر هذا الحق من أقوى الحقوق التي تتمتع بها السلطة
التشريعية إذ يتوجب على الحكومة طرح قانون المالية والمتضمن الميزانية سنويا لترخيصه
وإعطاءه الصفة القانونية.
-الصفة التقديرية للنفقات واإليرادات :تعد الموازنة لسنة مقبلة ولهذا يعتمد مشروع
الميزانية على التقدير ،ألنه من الصعب التحديد بدقة وبشكل نهائي حجم النفقات التي ستصرف أو
حجم اإليرادات 3وبالتالي فالموازنة تقدير للنفقات واإليرادات التي تتعلق بفترة زمنية مستقبلية
متوقعة قد تتحقق وقد ال تتحقق.
-هي التعبير المالي لبرنامج العمل الحكومي :فغذا ما قررت الحكومة مثال زيادة
االعتمادات المقررة في الميزانية فإن ذلك يعكس سياسة حكومية معينة ،وزيادة االعتمادات
الخاصة بالتكافل االجتماعي في الميزانية يعني اتجاه إلى إعادة توزيع الدخل القومي لصالح
4
الطبقات محدودة الدخل وهكذا.
()1
محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة" ،دار المسيرة للنشر ،عمان ،2008،ص17
()2
فاطمة سويسي" ،المالية العامة-موازنة الضرائب" ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،لبنان ،2005 ،ص .12
( )3فاطمة سويسي ،نفس المرجع أعاله ،ص .12
( )4سوزي عدلي ناشد ،مرجع سابق ،ص .276
4
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-أنها برنامج لتحقيق أهداف المجتمع :فالميزانية كسياسة اقتصادية متكاملة تتأثر
بمتغيرات االقتصاد القومي والعالمي وتؤثر فيها ،ومن ثم يصبح تقييم الميزانية رهنا لقدرة
1
وأفضلية آثارها في تحقيق أهداف المجتمع.
-2الموازنة العامة في مختلف التشريعات
-1.2الموازنة العامة في التشريع الجزائري
حسب المادة السادسة ( )06من القانون " 17-84تتشكل الموازنة العامة للدولة من النفقات
واإليرادات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفق األحكام التشريعية
2
والتنظيمية المعمول بها".
وحسب المادة ( )03من القانون " 21-90الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية
مجموع اإليرادات والنفقات الخاصة بالتسيير واالستثمار ومنها التجهيز العمومي والنفقات
3
بالرأسمال وترخص بها".
-2.2الموازنة العامة في التشريع الفرنسي
عرف القانون الفرنسي لـ 19جوان 1952موازنة الدولة بانها الصيغة التشريعية التي تقدم
ّ
بموجبها أعباء الدولة ووارداتها ،ويأذن بها ويقرها البرلمان في قانون الموازنة الذي يعبر عن
أهداف الحكومة االقتصادية والمالية ،وعرفت المادة األولى من القانون الصادر بتاريخ 2جانفي
1954الموازنة التي باتت تعرف باسم "قانون المالية" بما يلي" :تقدر القوانين المالية ،وتجيز لكل
سنة مدنية مجموع موارد الدولة واعبائها .آخذة باالعتبار التوازن االقتصادي والمالي الذي تحدده
4
لها".
-3.2الموازنة العامة في التشريع المصري
الموازنة العامة هي "البرنامج المالي للخطة عن سنة مالية مقبلة لتحقيق أهداف محددة،
5
وذلك في إطار الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية ،وطبقا للسياسة العامة للدولة".
()1
حامد دراز عبد المجيد ،و سميرة إبراهيم أيوب" ، ،مبادئ المالية العامة" ،الدار الجامعية ،2002 ،ص .58
()2
قانون رقم 17-84المؤرخ في 7جويلية ،1984المتعلق بقوانين المالية ،الجريدة الرسمية رقم 28الصادرة في .1984/07/10
()3
قانون رقم 21-90المؤرخ في 15أوت ،1990المتعلق بالمحاسبة العمومية ،الجريدة الرسمية رقم 35الصادرة بتاريخ
1990.9/08/15
()4
عبد اللطيف قطيش ،مرجع سابق ،ص .17
()5
لعمارة جمال" ،تطور فكرة ومفهوم الموازنة العامة للدولة" ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد األول،
نوفمبر ،2001ص .101
5
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
()1
سليمان اللوزي وفيصل مراد وائل العكشة" ،إدارة الموازنات العامة بين النظرية والتطبيق" ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،األردن ،الطبعة األولى ،1997 ،ص .17
( )2سليمان اللوزي وفيصل مراد وائل العكشة ،مرجع سابق ،ص.19 .
()3
طارق الحاج" ،المالية العامة" ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ، ،2009 ،ص .162
6
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
()1
المادة ( )01من القانون .17-84
()2
محمد مسعي" ،المحاسبة العمومية" ،دار الهدى ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2003 ،ص .8
7
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-2.2.5المحاسب العمومي :يعد محاسبا عموميا كل شخص يعين قانونا للقيام بالعمليات الخاصة
بأموال الدولة سواء تعلق األمر بتحصيل اإليرادات او بدفع النفقات ،كما يعتبر محاسبا عموميا
كذلك كل من يكلف قانونا يمسك الحسابات الخاصة باألموال العمومية أو حراستها.
المطلب الرابع :مكونات الموازنة العامة
تتكون الموازنة العامة من جانبين أساسيين تتمثالن في اإليرادات العامة والنفقات العامة.
-1اإليرادات العامة
إن اتساع دور الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية وتطورها من الدولة الحارسة إلى
الدولة المتدخلة ،أدى إلى اتساع وزيادة حجم النفقات العمومية ،ومن ثم وعلى نحو حتمي اتساع
نطاق اإليرادات العامة لتتمكن من تغطية النفقات العامة .وترتب على ذلك تطور في هيكل
اإليرادات العامة وأصبحت الدولة تحصل على إيراداتها من مصادر متعددة.
-2.1تعريف اإليرادات العامة
يقصد باإليرادات العامة مجموع الدخول التي تحصل عليها الدولة من المصادر المختلفة،
1
من أجل تغطية نفقاتها العامة وتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي.
8
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-ضرائب مباشرة :تعتبر الضريبة مباشرة إذا تم دفعها مباشرة من طرف المكلف متحمال
عبئها مثل ضرائب على الدخل.
-ضرائب غير مباشرة :تعتبر الضريبة غير مباشرة إذا اقتطعت في أي نقطة من الدورة
االقتصادية عبر مراحل البيع والشراء ،يدفعها المكلف بطريقة غير مباشرة وتكون في حالة
استهالك السلع والخدمات ،حيث يتم نقل عبئها إلى المستهلك مثل الرسم على القيم المضافة
.TVA
-2.3.1الرسوم :الرسم هو المقابل الذي يدفعه الفرد لهيئة عامة ،نظري خدمة معينة تؤديها له
1
بناء على طلبه.
من خالل هذا التعريف يتضح أن الرسم له خصائص هي الصفة النقدية وعنصر المقابل أي
يحقق النفع العام الى جانب النفع الخاص.
3-3-1الدومين :يقصد بالدومين " "Le Domaineكل ما تملكه الدولة سواء ملكية عامة أو
2
خاصة ،وسواء كانت أمواال عقارية أو منقولة .وعليه ينقسم الدومين إلى دومين عام وخاص.
-دومين عام :يشمل جميع األموال التي تمتلكها الدولة أو األشخاص العامة األخرى والتي
تخضع ألحكام القانون العام ،وتخصص للنفع العام ما ال تتقاضى الدولة ثمنا مقابل استعمال
األفراد هذه األموال.
-دومين خاص :يراد به األموال التي تملكها الدولة ملكية خاصة ،والتي تخضع بوجه عام
لقواعد القانون الخاص ،فيمكن التصرف فيه بالبيع وغيره ،والتي تدر على الدولة إيرادا.
4-3-1القروض العامة :يعرف القرض العام بأنه "عقد مالي تعقده الدولة أو من ينوب عنها من
أشخاص القانون العام مع األفراد ،او مع هيئة أو دولة أخرى ،تحصل بموجبه على مال تتعهد
3
برده مع فوائد في تاريخ معين ينص عليه العقد".
وتلجأ الدولة إلى االقتراض في حال عدم كفاية إيراداتها العامة الجارية (الضرائب،
الرسوم ،إيرادات ممتلكات الدولة) لتغطية نفقاتها العامة.
()1
محمد شاكر ،مرجع سابق ،ص 325
( )2كردودي صبرينة" ،تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي" ،دار الخلدونية ،الجزائر ،الطبعة األولى،2007،
ص .81
()3
غازي حسين عناية ،مرجع سابق ،ص .59
9
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
ويمكن أن تقسم القروض من حيث صورها وأنواعها إلى تقسيمات تختلف باختالف المعيار
الذي يستند إليه التقسيم ،والذي يذكر من بينها معيار المصدر المكاني والذي يقسم القروض العامة
إلى قروض داخلية وخارجية.
-2النفقات العامة
تعد النفقات العمومية تلك النفقات التي تنجزها الدولة ،وقد تطور مفهوم النفقة العمومية
واتسع تبعا لتطور واتساع مفهوم دور الدولة ،ففي ظل المفهوم التقليدي حيث ساد دور الدولة
الحارسة ،ارتبطت النفقات العامة بأدوار ومهام محدودة ،اشتملت على االمن الداخلي والخارجي
والقضاء.
ليتسع بعد ذلك نطاق النفقة العمومية باتساع دائرة نشاط الدولة في إطار مفهومها الحديث
"الدولة المتدخلة" ،ليظهر ما يسمى بالمفهوم االجتماعي واالقتصادي للنفقة العمومية ،حيث
أصبحت من أهم الوسائل المستعملة لتنفيذ مختلف السياسات والبرامج العمومية.
-1.2تعريف النفقة العمومية
يقصد بالنفقات العامة تلك األموال التي تصرفها الدولة الممثلة في الحكومة ،الجماعات
المحلية ،المؤسسات والهيئات العمومية.
تعرف كذلك بأنها "مجموع المصروفات التي تقوم الدولة خالل فترة زمنية معينة ،بهدف
ّ
1
إشباه حاجات عامة معينة للمجتمع الذي تنظمه هذه الدولة".
.2.2أركان النفقة العمومية
من خالل هذه التعاريف يمكننا استخالص األركان األساسية للنفقة العمومية وهي ثالثة:
-1.2.2شكل النفقة العمومية :تكون النفقة العامة في شكل مبلغ نقدي ،حيث تقوم الدولة بدورها
في اإلنفاق العام باستخدام مبلغ نقدي ثما لما تحتاجه من منتجات ،سلع وخدمات من أجل تسيير
المرافق العامة ،وثمنا لرؤوس االموال اإلنتاجية التي تحتاجها للقيام بالمشاريع االستثمارية التي
2
تتوالها ،ولمنح اإلعانات والمساعدات االقتصادية ،االجتماعية ،الثقافية وغيرها.
()1
كردودي صبرينة ،مرجع سابق ،ص .83
()2
عباس محرزي" ،اقتصاديات المالية العامة" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص .66
10
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-2.2.2مصدر النفقة العمومية :فيشترط لكي تعد من النفقات العامة أن يكون اآلمر بصرفها
شخص معنوي عام ،والمقصود بالشخص المعنوي العام ،ذلك الشخص الذي تنظم قواعد القانون
1
العام عالقاته بغيره من األشخاص الطبيعيين والمعنويين.
وعلى ذلك تعد نفقة عمومية تلك النفقات التي تصدر عن الدولة وأقسامها السياسية
وجماعاتها المحلية وكل المؤسسات والهيئات العمومية التابعة لها.
-3.2.2الهدف من النفقة العمومية :يشترط ان يكون الغرض من النفقة العمومية هو تحقيق
المنفعة العامة ،وذلك بإشباع الحاجات والرغبات العامة ،فمن منطلق العدالة والمساواة في تحمل
المواطنين واألفراد العباء العامة (الضرائب مثال) يجب ان يستفيد كذلك المواطنون من النفقة
العامة بنفس المنطلق ،أي أن توجه النفقة لخدمة المنفعة العامة.
-3.2تقسيمات النفقة العمومية
تنقسم النفقات العمومية العامة إلى أنواع عديدة باختالف معيار التقسيم وأهمها ما يلي:
-1.3.2تقسيم النفقات حسب طبيعتها :يرتكز هذا التقسيم حسب تأثير النفقات العامة على الدخل
الوطني والزيادة في اإلنتاج الوطني وتقسم إلى:
ا /النفقات الحقيقية :يقصد بالنفقات الحقيقية أو الفعلية تلك التي تقوم بها الدولة مقابل الحصول
على سلع وخدمات أو رؤوس أموال إنتاجية ،فالنفقات العامة هنا تؤدي إلى حصول الدولة على
مقابل.
ب /النفقات التحويلية :النفقات التحويلية تشكل النفقات التي تقوم بها الدولة دون أن تحصل مقابلها
على سلع أو خدمات فهي تهدف من ورائها إلى تحويل جزء من الموارد المتاحة من مساره
2
األصلي غرض تحقيق هدف اقتصادي أو مالي او اجتماعي.
-2.3.3النفقات من حيث أغراضها :تنقسم النفقات حسب الوظائف األساسية إلى:
ا /النفقات اإلدارية :يقصد بها النفقات التي تتعلق بسير المرافق العامة والالزمة لقيام الدولة ،مثل:
الدفاع ،األمن ،العدالة ،السلك الدبلوماسي.
ب/النفقات االجتماعية :هي النفقات المرتبطة بالوظائف والتدخالت االجتماعية للدولة ،ومن
امثلتها :نفقات الصحة والتعليم.
()1
حامد عبد المجيد دراز" ،مبادئ المالية العامة" ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1988 ،ص .400
()2
عادل أحمد حشيش" ،مقدمة في االقتصاد العام" ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،1998 ،ص .153
11
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
ج /النفقات االقتصادية :وهي نفقات متعلقة بخدمات الدولة ذات الطابع االقتصادي ،كخدمات النقل
والمواصالت وتسمى أيضا نفقات استثمارية حيث تهدف الدولة من ورائها لزيادة اإلنتاج القومي.
-3.3.2النفقات حسب خصائصها االقتصادية :إذ تقسم النفقات العامة وفق خصائصها االقتصادية
إلى نفقات جارية و نفقات استثمارية كم يلي:
ا /النفقات الجارية :كما يطلق عليها كذلك نفقات التسيير ،ويقصد بها تلك النفقات المستمرة
الالزمة لسير المرافق العمومية للدولة ،وتمثل مرتبات الموظفين ولوازم اإلدارة والخدمات
كالتعليم والقضاء واألمن وغيرها ،وتسمى بالمصروفات الجارية باعتبارها دورية وتتكرر سنويا
وبانتظام.
ب /النفقات االستثمارية :تضم النفقات الرأسمالية اإلنفاق على األصول الرأسمالية الثابتة التي
يزيد عمرها العادي عن عام واحد ،والتي تزيد قيمتها عن حد ادنى معين وتستعمل لغرض
اإلنتاج.
-4.3.2النفقات العادية وغير العادي :تنقسم النفقة من حيث تكرارها الدوري إلى نوعين:
ا /النفقات العادية :هي التي تتحدد كل فترة زمنية (كل سنة) كمرتبات العاملين والمهام الالزمة
لسير المرافق العامة.
ب /النفقات غير العادية :هي تلك التي ال تتكرر كل سنة وبصفة منتظمة في الميزانية ،بل تدعو
الحاجة إليها في فترات متباعدة مثل :الحروب ،الكوارث الطبيعية واالستثمارات الكبرى.
-4.2آثار النفقات العمومية
تؤثر النفقة العامة تأثيرا واضحا سواء في زيادة مقدرة على اإلنتاج او في توزيع الدخل
القومي وفي محاربة البطالة وتحقيق التشغيل الكامل.
-1.4.2تأثير النفقات العامة على االستهالك :يمكن ان تزيد النفقات العامة من استهالك السلع
والخدمات التي تدعمها الدولة ،كما يزيد االستهالك حينما تساهم النفقة العمومية في زيادة القدرة
الشرائية للمواطن من خالل إعانات البطالة ،المعاشات وفتح مناصب الشغل.
-2.4.2تأثير النفقات العامة على اإلنتاج :تؤثر النفقات العامة في اإلنتاج مباشرة ألنها تؤثر في
قدرة األفراد على العمل من جهة ،و االدخار واالستثمار من جهة أخرى ،ويظهر ذلك التأثير من
1
خالل زيادة حجم الموارد االقتصادية وزيادة تأهيلها وتنظيمها كما ترفع من الطاقة االنتاجية.
()1
محمد شاكر عصفور ،مرجع سابق ،ص 330
12
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
-3.4.2اآلثار االجتماعية للنفقة العامة :تساهم النفقات العمومية بشكل كبير في سد الحاجات
االجتماعية للمواطنين من خالل توفير الصحة ،والتعليم مثال ،كما يعتبر الحد من البطالة أثرا
واضحا للنفقة العمومية وذلك من خالل فتح الدولة لمناصب شغل وتبنيها لمشاريع تعمل على
تحقيق العدالة في توزيع الدخول ،حيث تمول هذه النفقات من ضرائب ذوي الدخول المرتفعة
ليستفيد منها ذوي الدخول المنخفضة .يضاف إلى ذلك إنفاق الدولة على الضمان والحماية
االجتماعية.
-4.4.2آثار أخرى للنفقة العامة :تضمن النفقات العمومية أيضا سير وقيام الدولة بوظائفها،
وذلك من خالل النفقات اإلدارية والسياسية والنفقات الموجهة للحفاظ على األمن واالستقرار داخل
الدولة.
-االعتبارات السياسية فالسلطة التشريعية الممثلة في الشعب تسهل لها هذه الفترة الرقابة
على الموازنة العامة قبل تنفيذها ،فهطا المبرر السياسي يستلزم عرض مشروع الموازنة سنويا
على السلطة التشريعية من أجل المصادقة عليها وذلك ما يكفل تحقيق رقابة فعالة على الخطة التي
ستنفدها الدولة ،فكلما زادت المدة عن السنة زادت صعوبة عملية الرقابة.
-في حال زادت المدة عن السنة يصعب وضع تقديرات دقيقة لنفقات العامة و االيرادات
العامة .
-تحضير الموازنة و التصويت عليها يتطلب مجهود كبير وفترة كافية ال تقل عن السنة،
ومن جانب آخر فالتقدير لفترة تزيد عن السنة ينقص و يضعف من عملية الوقوف على تذبذبات
الحاصلة الموازنة العامة .
-تمكن فترة السنة من إجراء مقارنة بين االيرادات والنفقات العامة بين سنة وأخرى
وتحديد اتجاهاتها ،مما يساعد على وضع السياسة المتبعة.
-2مبدا شمول الموازنة
استنادا لهذا المبدأ ال بد أن تكون الموازنة شاملة لكل النفقات االيرادات العامة ،فال بد أن
تندرج فيها جميع الموارد قبل ان توجه لمختلف النفقات ومبدأ الشمول يعتمد أساسا على أن تشمل
الموازنة على النفقات و االيرادات بطرفيها بشكل ناقش بين أجزاء من النفقات و االيرادات ،أو
بمعنى آخر النفقات مفصولة عن االيرادات ،أو بمعنى آخر تكون مفصولة عن االيرادات ،وال بد
أن تظهر بكل مبالغها بدون استثناء ،أي دون اقتطاع او إنقاص ،فهذا المبدأ يركز على المضمون،
وجاء هذا المبدأ لتخلص من آثار النظام المالي القديم الذي كان يعتمد على اقتطاع بعض التكاليف
من االيرادات ،وبالتالي ال بد للحكومة عند اعدادها للموازنة عدم قيامها بالمقارنة بين النفقات و
االيرادات العامة وزارية ألي دائرة خالل السنة المالية ،ولكن يتعين عليها إظهار وتبيان كل
االيرادات و النفقات ،فانتهاج هذا المبدأ يؤدي إلى فاعلية أكبر للرقابة المالية من قبل السلطة
التشريعية ،وذلك لوضوح ووجود يتيح للبرلمان أن يكون على وضوح من أمره عند التصويت
على الموازنة ،فهو يخضعها لتحليل معمق ،لذا هناك الكثير من مفكري العلوم المالية الذين
1
يعتبرون مبدأ الشمول أساسي جدا لتسهيل الرقابة من قبل السلطة التشريعية.
-3مبدأ توزان الموازنة
( ) 1لعمارة جمال" ،أساسيات الموازنة العامة للدولة" ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة،2004 ،ص 83
14
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
وفقا لهذا المبدأ يكون للدولة موازنة واجدة تحتوي على كافة النفقات في جانب وكل
االيرادات في جانب آخر ،فال بد للحكومة عند إعداداها للموازنة أن تقوم بوضع اظهار كل
النفقات وااليرادات في وثيقة واحدة ويقوم بعرضها على السلطات التشريعية من اجل اقراراها
فالحكومة تعد موازنة واحدة كل النفقات و االيرادات ،مهما تعددت مصادر االيرادات وتنوعت
اوجه االنفاق بتنوع وتعدد الهيئات العامة التي تنفق عليها الدولة ،فدكر كل االيرادات والنفقات في
جدول واحد يبسط ويسهل على السلطة التشريعية عملية الرقابة ،ويسهل عملة التقدير على
السلطة التنفيذية والتعرف على رصيد الموازنة العامة ،وبالتالي التعرف على المركز المالي
للدولة ،أما من الناحية االقتصادية فقاعدة وحجة الموازنة تسهل إجراء دراسات تحليلية لجميع
بنود لجميع بنود الموازنة مثل التعرف على نسب االيرادات العامة واالنفاق العام بالنسبة إلى
الدخل الوطني ،اما الميزة االخرى فهي من الجانب السياسي حيث تمكن البرلمان من ممارسة
عمله الرقابي على الموا زنة بشكل سهل ومبسط ،فيمكن له مراقبة أوجه االنفاق العام ومصادر
االيرادات العامة.
-4مبدأ عدم التخصص
وأساس هذه القاعدة هو عدم تخصيص إيراد معين من أجل تغطية نفقة معينة ،بمعنى ان
تقوم الحكومة بتغطية جميع النفقات بجميع االيرادات ،فتخصيص ايراد معين لنفقة معينة يفقد
الموازنة العامة مرونتها زيادة إلى ذلك يؤدي إلى االسراف ،إذا كان حجم االيراد المخصص
لإلنفاق العام كبير قد يخل بأداء الخدمة إذا كان حجم االيراد يقل عن النفقات الالزمة للخدمة،
فأساس هذه الخدمة يبن لنا كيفية توزيع االيراد للدولة على نفقاتها فهي تعارض بتخصيص أيراد
معين ،ولكن تستوجب تجميع االيرادات ثم توزيعها على جميع اوجه االنفاق وذلك حسب الخطة
المالية للدولة والتي تتماشى مع االوضاع االقتصادية و االجتماعية للدولة ،وهذه القاعدة تساعد في
تحقيق بين جميع النفقات دون الميل لنفقة على حساب لنفقة على حساب أخرى ،فهذه القاعدة ترمي
1
لتوجيه إجمالي االيرادات العامة من أجل تمويل إجمالي النفقات العامة بصورة متوازنة.
-5مبدأ الوحدة
يقصد بهذه القاعدة أن تدرج كافة االيرادات والنفقات العامة المتوقعة في وثيقة واحدة أي
موازنة واحدة ،وال يعني هذا المبدأ أن تقدم الموازنة في ورقة واحدة او مجلد واحد ،وغالبا ما
تتضمن تفصيالت وتقسيمات تتطلب عدة مجلدات ،وإنما يعني تقديمها في وثيقة واجدة أن تتضمن
كافة األرقام المتعلقة بالنشاط المالي للدولة .وأن تقدم لجهات مختصة في وقت واحد.
فالغاية من إتباع هذا المبدأ هي سياسية اقتصادية ومالية ،فمن الناحية المالية تسهل معرفة
المركز المالي للدولة من خالل عملية مقارنة بين النفقات و االيرادات في وثيقة واحدة بحيث
يمكن معرفة العجز أو الفائض.
أما من الناحية االقتصادية فيسهل تحديد نسبة النفقات او االيرادات إلى الدخل القومي لوجود
أرقام في وثيقة واحدة ،بينما لو تعددت الميزانيات فان تحديد هذه النسب يصبح صعبا نظرا
لتداخل حسابات هذه الميزانيات مع بعضها البعض ،كما أنه من المفيد معرفة تأثير الوازنة في
اإلنتاج ووسائل الدفع وفي إعادة توزيع الدخل القومي وغيرها .
أما من الناحية السياسية فإنها تكفل رقابة السلطة التشريعية على الموازنة عند توحيدها على عكس
ما إذا تعددت حيث يكون احكام الرقابة غاية في الصعوبة.
وقد ظلت قاعدة الوحدة مطبقة باحترام عند التقليديين إال انه بعد الحرب العالمية األولى تبين
للدول ضرورة عمل موازنات غير عادية لتمويل الحرب حيث تخلت تدريجيا عن المبدأ حين زاد
تدخلها في الحياة االقتصادية.
وقد يكون الخروج عن قاعدة الوحدة ألسباب إدارية ومحاسبية ،فهي المحافظة بعض
المرافق ماليا وإداريا وإبعادها عن التعقيدات االدارية ،اما االسباب المحاسبية فتتمثل في بعض
أنشطة الدولة تتطلب موازنات خاصة حتى يمكن الحكم على ربحية نشاطها.
1
ومن االستثناءات على قاعدة الوحدة ما يلي:
-الموازنات الغير العادية :وهي موازنات استثنائية طارئة .
-الموازنات الملحقة :وهي موازنات تختص ببعض االيرادات ذات االستقالل المالي.
-الموازنات المستقلة :وهي موازنات المؤسسات العامة االستثمارية التي تتمتع باستقالل
مالي واداري .
ويمكن تلخيص مبادئ الموازنة العامة من خالل الشكل التالي:
شكل رقم( :)1-Iقواعد الموازنة العامة
()1حسن عواضة "،المالية العامة" ،دار النهضة العربية ،طبعة الخامسة ،لبنان1971،
16
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
قاعدة
السنوية
قاعدة قاعدة
الوحدة قواعد الشمول
الموازنة
العامة
17
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
التنفيذية ألنها هي المسؤولة عن جباية االيرادات العامة وهي التي تسهر على توزيع االعتمادات
المالية على مختلف الهيئات العامة من اجل إنفاقها.
فتقوم وزارة المالية بإرسال تعميم لكل الوزارات والهيئات العامة من أجل وضع تقديرات
لالعتمادات المالية التي تحتجها ،فتقوم هذه الوزارات بنفس الخطوة مع كل االيرادات التابعة لها،
فمرحلة إعداد الموازنة يبدا عادة على مستوى أصغر الوحدات الحكومية ،حيث ترسل كل وحدة
تقديراتها إلى الوزارة التابعة لها وتقوم كل وزارة بدراسة هذه التقديرات النهائية وتقوم بإرسالها
لوزارة المالية ،ومن هنا يأتي الدور الحقيقي لوزارة المالية حيث تقوم بدراسة ومراجعة هذه
التقديرات وتعديلها لتتماشى مع السياسة المالية للدولة و الموارد المالية لها ،فالخطة االقتصادية
واالنمائية للدولة وحجم ايراداتها من اهم الركائز في إعداد الموازنة العامة للدولة فنالحظ ان
وزارة المالية ممثلة في وزيرها تقوم بدورها فعال في إعداد الموازنة على كل المستويات ،فتقوم
بجمع مشاريع موازنات لكل الوزارات ،وينفرد بإعداد التقديرات المتعلقة باإليرادات ألن وزارة
المالية هي المسؤولة عن جباية الضرائب و الرسوم ومختلف االيرادات االخرى من جانب آخر
فوزير المالية يتولى مسؤولية وضع المشروع النهائي للموازنة العامة وقيامه بالموازنة بين
1
النفقات وااليرادات.
وتجدر االشارة أن عملية التقدير تختلف من دولة إلى اخرى ،فمثال في جانب االيرادات
تختلف طريقة التقدير باختالف انواع االيراد الذي تعتمد عليه هذه الدولة ،وهناك عدة طرق في
عملية التقدير مثل طريقة حسابات السنة قبل األخيرة وطريقة الزيادات السنوية ،وطريقة التقدير
المباشر ،فهي تترك حرية للقائمين على إعداد الموازنة ،أما فيما يخص تقدير جانب النفقات العامة
فال يوجد قواعد خاصة لتقدير النفقات العامة ،ويرجع حسن التقدير ودقتها إلى القدرة الفنية ونزاهة
القائمين على عملية التقدير ،فعملية التقدير النفقات الثابتة يمكن ان تكون دقيقة نظرا لطبيعة
النفقات ألنها ال تتغير من سنة ألخرى ،فتقديرها يتم فقط من خالل مراجعة جداول الموظفين وكل
العاملين والمتقاعدين ،أما النفقات المتقلبة او المتغيرة كنفقات المشارع العامة والنفقات العسكرية
والنفقات االخرى ،فال يمكن تقديرها بشكل دقيق وال يستند إلى أساس ثابت ،فهي مرتبطة
بالتغيرات االقتصادية ،ويمكن االستعانة باألرقام الفعلية للسنوات األخيرة أو مجموعة من السنوات
من أجل معرفة االتجاهات العامة لهذا النوع من النفقات العامة.
-2مرحلة اعتماد الموازنة
) 1احمد عادل حشيش" ،أساسيات المالية العامة" ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،لبنان ،1992ص 339
18
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
يعتبر اعتماد الموازنة من أهم المراحل األساسية التي تمر بها دورة الموازنة ،فتنفرد
السلطة التشريعية بحق اعتماد الموازنة العامة للدولة ،واعتماد البرلمان لهذا المشروع شرط
ضروري ال يمكن تجاوزه من أجل تنفيذه ،وتعتمد هذه القاعدة على مبدأ أسبقية االعتماد على
التنفيذ ،فعرض الموازنة العامة امام البرلمان يدل على وضع السياسة العامة للدولة بجميع نواحيها
امام ممثلي الشعب ،فالحكومة ال يكمن لها أن تقوم بأي عمل ذو طابع مالي دون إجازة يقوم
بإصدارها البرلمان ،فعندما يستلم البرلمان لمشروع الموازنة تقوم لجنة مختصة بدراسة هذا
القانون وهي تعرف بلجنة المالية ،حيث تدرس المشروع بدقة وتمنح اللجنة صالحيات واسعة لكي
تطلب ما تريد من معلومات حول قانون المالية ،وبعدها يقوم البرلمان بعقد اجتماع من اجل
مناقشة المشروع حتى يستنتج اتجاهات العمل الحكومي ،وبعد الدراسة يمكن للبرلمان يمكن ان
يوافق على مشروع الموازنة او يرفضه ،ويمكن أن يقوم بتعديالت لتقديرات الموازنة ،فيحق
السلطة التشريعية إبداء مالحظات على كل أبواب مشروع الموازنة كما يحق لها تعديل
االعتمادات بالنقصان او الزيادة ،وفي حالة موافقة البرلمان على المشروع يحق باالقتراع يتم
صدور قانون الموازنة العامة ،فيحدد هذا القانون المبلغ االجمالي لكل النفقات العامة و االيرادات
1
العامة.
-3مرحلة تنفيذ الموازنة العامة
عندما اعتماد قانون المالية يتم اقراره ونشره قبل ان يصبح صالحا لتنفيذ ،وتنفيذ الموازنة
معناه تطبيق تلك اإلجراءات المتعلقة بمباشرة تحصيل االيرادات وصرف النفقات العامة ،فيمكن
للوزارات والهيئات المختلفة القيام بالبرامج وتسيير الخدمات التي اعتمدتها السلطة التشريعية
مراعية ارتفاع الكفاءة الفنية للتنفيذ وانخفاض التكاليف ،اما فيما يخص تحصيل االيرادات العامة
فتتولى الوزارات واالجهزة الحكومية تحصيل االيرادات ،حيث يتم اتباع قاعدة العدالة واليقين
وقاعدة العمومية والوحدة والوضوح واالقتصاد التي تكفل التحصيل االيجابي لإليراد ،فيتطلب
كل تحصيل تنفيذ عمليتين االولى هي الجانب االداري وهو التحقق من قيام الحق لمصلحة الدولة
ومعرفة مقداره ،أما الثانية فهي جباية وتحصيل المبالغ المحققة ،أما فيما يخص تنفيد النفقات فال
يعني مجرد فتح االعتماد في الموازنة تنفيذها فعملية التنفيذ مقيدة بقواعد ترمي وتهدف إلى مراقبة
االموال العمومية ،ومن هنا فإن تنفيذ الموازنة تحكمها اعتبارات سياسية ومالية وإدارية،
فاالعتبارات السياسية اساسها احترام امتيازات البرلمان في المجال المالي ،أما االعتبار المالي
فيرتكز على منع التبذير من قبل المسؤولين ،أما االعتبار االداري هو إدارة جيدة للمرافق
1
العمومية.
-4مرحلة الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة
إن عملية الرقابة على الموازنة العامة تساير جميع مراحلها ،وذلك من أجل التأكد من
سالمة تنفيذ الخطة المالية ،فبعد أن تتم دورة الموازنة تبدأ مرحلة أخرى هي مرحلة الرقابة على
تنفيذ الموازنة ،وذلك للتأكد من حسن إدارة األموال العمومية ،ومن مدى تطابق الرقابة على
تقديرات الموازنة على ما تحقق منها ألن السلطة التنفيذية يمكن أن تخرج عن حدودها التي حددها
القانون ومن هنا تأتي اهمية الرقابة من أجل أن يتم التنفيذ وفقا للحدود والتوجيهات والتعليمات
الصادرة من السلطة التشريعية ،فكل التشريعات المالية تتفق على أهمية الرقابة على تنفيذ بنود
الموازنة بغية التأكد من تحقيق النشاط المالي للدولة وفقا لما تقرر في الميزانية دون تبذير
لألموال العمومية وحفاظا على حسن السير المالي للمرافق العمومية ،وسوف يتم التطرق أنواع
الرقابة على تنفيد الموازنة وهي:2
-1.4الرقابة اإلدارية
تتم الرقابة االدارية داخل السلطة التنفيذية ويقوم بها المدينون و الرؤساء من موظفي الدولة
على مرؤوسيهم ،أو يقوم بها الموظفين التابعين لوزارة المالية من أجل التأكد من سالمة
التصرفات المالية بجانبيها الداري و النفاقي بالنسبة لجميع الوزارات والهيئات الحكومية من أجل
التأكد من سالمة هذه التصرفات ومطابقتها للقوانين والتعليمات المالية ،والرقابة االدارية تقوم بها
وزارة المالية على بقية الوزارات والمصالح الحكومية عن طريق القسم المالي في كل وزارة او
مصلحة والذي يشمل المراقب المالي ومديري الحسابات ،والتي تنقسم إلى نوعين هما:
-1.1.4الرقابة السابقة على الصرف
وهي تلك الرقابة الوقائية التي تكون بمثابة واقي وحاجز من الوقوع في الخطأ المالي تقوم
بعالجه قبل حدوثه ،ويقوم بهذه الرقابة الرؤساء وموظفو وزارة المالية على جميع وزارات
وهيئات الدولة ،فعلى المحاسبين التأكد من تطابق أوامر الصرف مع التعليمات المالية ،فأساس
الرقاب ة السابقة هو عدم صرف أي مبلغ إال إذا كان متطابقا للقواعد المالية واالعتمادات المالية
الواردة في الموازنة ،فلقد نص قانون الموازنة على وجوب امتناع المراقبين الماليين على التأشير
إذا لم يكن هناك اعتماد أصال أو إذا طلب الخصم على اعتماد غير مخصص لهذه النفقة أو إذا
1
طلب تنفيذ صرف نفقة تجاوزت االعتمادات المخصصة في باب من أبواب الموازنة.
-2.1.4الرقابة الالحقة على الصرف
وهي تلك الرقابة التي تتم بعد انتهاء صرف األموال او مع انتهاء السنة المالية إما على
الحسابات أو على الخزائن المالية ،يقوم بها المسؤولين اإلداريين كتدقيق الحق للصرف ،وذلك
بعد إتمام عملية اإلنفاق وتكون دائما بعد انتهاء السنة المالية واستخراج الحساب الختامي ،فهي ال
تنصب على جانب النفقات كما هو الحال في الرقابة السابقة ،إنما تمتد لتشمل الرقابة على
االيرادات لتأكد من أن الجهات اإلدارية المختصة قامت بالتحصيل وهل تم إيداع التحصيالت في
الخزينة العمومية ،وتشمل الرقابة على الحسابات والخزينة.
-2.4الرقابة البرلمانية
ال ينطوي دور الهيئات البرلمانية على مجرد التصديق على الموازنة العامة ،ولكن يتعدى
ذلك إلى الرقابة على تنفيذها من أجل التحقق من مدى التزام السلطة التنفيذية باالعتمادات
المخصصة فالرقابة على تنفيذ في الموازنة في األساس من اختصاص السلطة التشريعية ،وتعتبر
الرقابة السياسية أكثر شمولية من الرقابة اإلدارية والقضائية لما تتمتع به من رقابة مطلقة،
فاإلدارة ال يكفي أن تراقب نفسها لذلك تعتبر الرقابة التشريعية من أنواع الرقابة الممارسة على
الموازنة فتقوم بها لجنة المالية في البرلمان ،فهي تتمتع بصالحيات تدقيق البيانات واإلحصائيات
والحسابات المقدمة من طرف الهيئات الحكومية ،فتتم عملية الرقابة في مرحلة دراسة وتقييم
مشروع الموازنة وإقراره واعتماده كما تتم أيضا خالل عمليات تنفيد ويمكن للسلطة التشريعية
القيام بهذه الوظيفة عن طرق ثالث وسائل وهي:
-نقل االعتمادات الواردة في الموازنة العامة من باب ألخر لفتح اعتمادات جديدة ويكون
ذلك عن طريق تقديم طلب
-اعتماد أعضاء الوزرات وسؤالهم عن أي غموض مالي من خالل ما يخول لهم القانون
-اعتماد ومناقشة الحساب الختامي وذلك ما يساعد في التقييم األمثل للموازنة العامة ،وهو
ما يساعد في تسهيل عملية األخطاء الوارد.
-3.4الرقابة المستقلة
وهي تلك الرقابة التي يعهد بها لهيئة مستقلة من السلطة التنفيذية ،وهذا النوع من أهم أنواع
الرقابة فاعلية ،ألن هذه الرقابة تكسب موظفيها وأجهزتها طابعا استقاللية واكثر نزاهة وحزم
ودقة عند قيامها بعملية الرقابة للهيئات الحكومية فهي تراقب كل تصرفاتهم المالية وذلك البتعادها
عن اي نوع من أنواع الضغوط التي توجه إليها من األجهزة واألشخاص العاملين في الجهات
الرقابية ،إضافة إلى ذلك فهده الرقابة تتصف وتميل بالحكم في القضايا المالية بمعيار العدل
واإلنصاف ،لذلك تظهر لنا مدى أهمية الرقابة المستقلة.
وتشمل الرقابة المستقلة الرقابة المالية والمحاسبية والرقابة الفنية.
فالرقابة المالية والمحاسبية تتمثل في مراقبة اإليرادات والنفقات التي تتضمنها حسابات
الدولة من أجل التأكد من سالمتها وعدم مخالفتها للقواعد المالية ،وأيضا مراجعة حسابات التقاعد
والتأمينات االجتماعية ومراجعة الحسابات السنوية والقروض والتسهيالت االئتمانية ،وهناك
الكثير من الحسابات التي تشملها هذه الرقابة.
أما فيما يتعلق بالرقابة الفنية فتهدف إلى تقييم تصرفات المشرفين على الهيئات العامة فيما
يتعلق بأعمالهم اإلدارية نفقد تكون هذه التصرفات صحيحة من جانب المالي والمحاسبي ولكن
يشوبها خلل من الجانب الفني.
والشكل التالي يوضح أنواع الرقابة
شكل رقم( :)2-Iأنواع الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة
22
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
حسب
رقابةحسابية
نوعية
رقابة تقييمية
الرقابة
()1
عادل فليح العلي" ،مالية الدولة" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،األردن ،2008 ،ص .467
23
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
ففي حالة التضخم يستخدم الفائض لسحب القوى الشرائية للحد من الطلب الفعلي المتزايد،
أما في حالة الكساد فيستخدم العجز المنظم لرفع القوة الشرائية وذلك في محاولة لرفع الدخل
القومي.
أصبحت الموازنة تستعمل كأداة لتقديم العون والحماية الالزمة للصناعات الوطنية
لمساعدتها على الصمود في وجه منافسة المنتجات المستوردة عن طريق فرض رسوم عالية
المستوردات وإعفاء الصناعات المحلية من الرسوم والضرائب .وفي بعض الحاالت منح
القروض الميسرة لدعم قيام النشاط واإلنتاج المحلي.
المطلب الثاني :األهمية المالية
تعد الموازنة المرآة التي تعكس المركز المالي للدولة ألنها وثيقة مالية تفصل وتعدد كل
المصادر التي تدر اإليرادات العامة خالل السنة المالية .كما أنها تضع الجداول المفصلة للنفقات
1
العامة واألغراض التي اعتمدت ألجلها لذلك فهي تكشف بجالء حقيقة الوضع المالية للدولة.
كما تعتبر الميزانية الترجمة المالية للتدخالت الحكومية ،فهي ببيانها لمختلف النفقات
العمومية سواء كانت الوظيفية او االستثمارية تعكس الحجم المالي لدور الدولة في االقتصاد.
المطلب الثالث :األهمية االجتماعية
الميزانية هي أهم وسيلة لتحقيق إصالحات هيكلية ذات انعكاسات اجتماعية ،ذلك بالحديث
عن الوظيفة التوزيعية للميزانية العامة التي تهدف إلى تصحيح التفاوتات االجتماعية وضمان
2
الترابط االجتماعي.
ويتم التصحيح عن طريق فرض الضرائب التصاعدية وخاصة المباشرة منها وتوجيه
حصيلتها لتمويل بعض النفقات المساعدة للطبقات ذات الدخل المحدود مثل إعانات الضمان
االجتماعي أو دعم السلع االستهالكية ،أو مجانية التعليم والخدمات الصحية .كما أن الميزانية
يمكن ان تكون وسيلة للتوجيه االجتماعي من خالل ضرائب على السلع االستهالكية غير
المرغوب في استهالكها اجتماعيا.
()1
إبراهيم علي عبد هللا و أنور عجارمة" ،مبادئ المالي العامة" ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ،بدون ذكر سنة
نشر ،ص .31
)(2
Eric Devaux, «Finances publiques», Bréal Edition, 2002, p 28.
24
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
()1
درواسي مسعود" ،السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي" ،حالة الجزائر ،2004-1990رسالة دكتوراه دولة،
جامعة الجزائر ،2006/2005 ،ص .137
25
مدخل إلى الموازنة العامة الفصل األول
خالصة الفصل
مهما تعددت التعاريف والمفاهيم فهي تتفق في مجملها على أن الموازنة العامة بيان مالي
لمختلف العمليات للدولة من خالل رصد اإليرادات العامة وبيان مجاالت صرفها من اجل تحقيق
أهداف الحكومة في سبيل سد الحاجة العامة ،كما تتفق على الدور الكبير الذي تلعبه الميزانية في
تحقيق األهداف المالية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية للدولة.
للنفقات العامة العديد من اآلثار االقتصادية ،فهي تؤثر على اإلنتاج بطريقة مباشرة من
خالل الدور الفعال في زيادة حجم الموارد االقتصادية ،ومن جانب آخر تؤثر النفقات على
االستهالك من خالل إسهامها في زيادة الطلب على االستهالك عن طريق شراء الخدمات او
توزيع الدخول ،وتؤثر أيضا النفقات على االدخار الوطني من خالل ما تولده من زيادة في الدخل
الوطني وهو ما يؤثر على توزيع الدخل وإعادة توزيعه.
وقد سعت الجهود الفكرية خالل هذه المراحل إلى البحث عن أفضل الطرق واألساليب
إلعداد الموازنة العامة ذلك من اجل تمكين الدولة من تحقيق األهداف المرجوة ،فاستعمالها الرشيد
يعني سالمة المركز المالي للدولة أما استخدامها العشوائي فيؤدي إلى الوقوع في اختالل مالي،
وهو ما يعرف بعجز الموازنة العامة للدولة وهو ما سنتناوله في الفصل الموالي.
26
الفصل الثاني
27
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
منذ تزايد دور الدولة في الحياة االقتصادية تزايدت معه وتيرة النشاط االقتصادي ،فالدول
النامية منذ استقاللها تسعى لتشيد مشاريع تنموية ما أدى إلى تزايد كبير في حجم اإلنفاق العام
مقارنة بحجم نمو اإليرادات العامة ،استدعى توفير حجم كبير من اإليرادات للنهوض بهذه
المشاريع ومعظم هذه الدول صادراتها تتكون بنسبة كبيرة من المواد األولية لذلك فتمويل نفقاتها
مرهون بأسعار هذه الصادرات في األسواق العالمية وتذبذب أسعار هذه الصادرات يؤدي إلى
تناقص إيراداتها وبالتالي الوقوع في عجز مالي يهدد استقرارها االقتصادي.
فعجز الموازنة للدولة ينشأ جراء عدم قدرة اإليرادات العامة لتغطية نفقاتها وذلك بسبب
التسارع الكبير في نمو حجم النفقات العامة من جهة ونمو اإليرادات العامة بشكل ضعيف ال
يواكب ذلك التسارع في اإلنفاق العام ،فأسبابه قد تكون موجودة في جانب اإلنفاق أو في جانب
اإليرادات ،ومنذ خروج الدول عن مبدأ توازن الموازنة شاع هذا المصطلح والذي أصبح سياسة
تستخدمها الدول من أجل بلوغ أهدافها المختلفة بعد ذلك تقوم بتغطيته.
هناك الكثير من أنواع العجز تختلف باختالف السبب الذي يقف وراءه ومع تزايد حجم
العجز في موازنات الدول وتزايد المديونية الخارجية أصبح يمثل مشكلة حقيقة تعيق تطور
االقتصاد والوصول لتحقيق معظم األهداف وأصبح يؤثر في مختلف المؤشرات االقتصادية لذلك
أصبحت الدول تبحث عن مخرج من هذا االختالل باعتمادها على السياسات االقتصادية المتاحة
لها ومن اهم هذه السياسات االقتصادية سياسة الميزانية والتي تلعب دورا كبيرا وفعاال في معالجة
عجز الموازنة العامة للدولة.
ومن أجل توضيح كل هذه النقاط تم تقسيم الفصل الثاني إلى ثالث مباحث نبين لنا الجوانب
النظرية للعجز وكيفية استخدام آليات سياسة الميزانية في عالج عجز الموازنة العامة للدولة وقد
جاء في المبحث األول الجوانب النظرية لعجز الموازنة أما المبحث الثاني جاء فيه آليات عالج
عجز الوازنة باالعتماد على النفقات العامة وأخيرا في المبحث الثالث تم التطرق فيه إلى آليات
عجز الموازنة العامة باالعتماد على االيرادات العامة.
28
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
()1
عبد الحميد عبد المطلب" ،السياسات االقتصادية على المستوى االقتصاد الوطني" ،مجموعة النيل العربية ،2003 ،ص77
()2
حسين راتب يوسف ريان" ،حجز الموازنة وعالجه في الفقه اإلسالمي" ،دار النفائس ،األردن ،1999 ،ص .92
29
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
ومن خالل هذه التعاريف يتضح لنا جليا مفهوم العجز الموازنة للدولة حيث يمكننا القول بان
العجز الموازني هو ذلك النقص في اإليرادات الحكومية عند تمويل النفقات العامة بأشكالها
المتنوعة سواء كانت نفقات استثمارية أو جارية ،فقصور اإليرادات العامة المقدرة عن سداد
النفقات العامة وزيادة النفقات العامة عن اإليرادات العامة للدولة يعبر عن عجز في الموازنة
العامة للدولة.
-2أنواع عجز الموازنة العامة للدولة
1
لعجز الموازنة العامة للدولة أشكال متعددة ومختلفة نذكر اهمها فيما يلي:
-1.2العجز الجاري
يعبر العجز الجاري عن صافي مطالب القطاع الحكومي من الموارد والذي يجب تمويله
باالقتراض ،ويقاس هذا النوع من العجز بالفرق اإلجمالي بين مجموع انواع اإلنفاق واإليرادات
العامة لكل الهيئات الحكومية مطروحا منه اإلنفاق الحكومي المخصص لسداد الديون المتراكمة
من السنوات السابقة بمعنى آخر هو الفرق بين اإلنفاق العام الجاري واإليرادات العامة الجارية.
-2.2العجز الشامل
وهو عبارة عن التعريف التقليدي للعجز المالي ،فالعجز المالي يقيس الفرق السالب بين
إجمالي النفقات الحكومية متضمنة مدفوعات الفوائد وغير مشتملة على مدفوعات اهتالك الديون
الحكومية ،وبين اإليرادات الحكومية متضمنة اإليرادات الضريبية وغير الضريبية ،وغير مشتملة
على الدخل من االقتراض ،فالعجز الشامل يحاول توسيع مفهوم العجز ليشمل باإلضافة إلى
الجهاز الحكومي جميع الكيانات الحكومية األخرى كالهيئات المحلية والهيئات الالمركزية
والمشاريع العامة للدولة ،ومنه يصبح العجز مساويا للفرق بين مجموع إيرادات الحكومة والقطاع
العام ومجموع نفقات الحكومة والقطاع العام ،بحيث أن هذا العجز ال بد من تغطية باقتراض
جديد ،إضافة إلى ذلك فهذا العجز يقدم صورة وافية لكل أنشطة الكيانات الحكومية ،دون
اقتصارها على الحكومة المركزية والتي ال تشكل إال جزءا منها ،فالنظرة الشاملة للقطاع
الحكومي تستدعي عدم استبعاد المؤسسات المالية الحكومية عند قياس العجز مثل الخسائر التي
يتكبدها البنك المركزي لقاء الوظائف التي يقوم بها.
-3.2العجز األساسي
()1
عبد الحميد عبد المطلب ،مرجع سابق ،ص .77
30
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
يستند هذا النوع من العجز على استبعاد الفوائد المستحقة على الديون ،فهذه الفوائد هي
نتيجة لعجز سابق وليست نتيجة للنشاط المالي الحالي للدولة فهذا النوع من العجز يقدم لنا صورة
واضحة لنا عن السياسات الميزانية الحالية من خالل استبعاد الفوائد ،ويهدف هذا المقياس إلى
التعرف على مدى التحسن او التدهور الذي حدث على المديونية الحكومية نتيجة للسياسات
الميزانية الجارية ،ويقدم أيضا تقييما على مدى القدرة على تحمل العجز الحكومي ،ويعرف هذا
النوع من العجز بالعجز بدون فوائد الستبعاده لجميع اعتمادات الفوائد ،حيث يهدف هذا المقياس
إلى التعرف على تحسين أو تدهور مديونية الحكومة نتيجة للسياسة الميزانية الجارية ،ولكن ما
يؤخذ على هذا المفهوم استبعاده لعنصر عام من عناصر العجز في الدول النامية وهو الفوائد
المستحقة على الديون الخارجية ،والتي اصبحت تشكل عبئا كبيرا على هذه الدول.
-4.2العجز التشغيلي
العجز التشغيلي هو ذلك العجز الذي يمثل متطلبات االفتراض الحكومي والقطاع العام
مخصوما منه الجزء الذي دفع من فوائد من اجل تصحيح التضخم ،وذلك من خالل معامل
التصحيح النقدي ويحتوي سعر الفائدة المدفوع للدائنين جزءا من النقود لتعويضهم عن الخسائر
الناجمة نتيجة الرتفاع األسعار ،فمعظم الدول تعاني من معدالت التضخم ،لذا يشترط الدائنون
ربط قيم ديونهم وفوائدها بالتغيرات في األسعار ،الن التضخم يعمل على تخفيض القيم الحقيقية
للديون القائمة ،وغالبا ما ال تكون الفوائد التي تدفع في تغطية خسائر انخفاض القيمة الحقيقية
للديون كافية ،وفي مثل هذه الحاالت يرتفع حجم غذا تم استخدام مقياس صافي احتياجات لقطاع
الحكومي من الموارد.
-5.2العجز الهيكلي
وهو مقياس يحاول ان يمحي أثر العوامل الطارئة او المؤقتة والتي تؤثر على الموازنة
العامة مثل تغيرات األسعار وانحراف أسعار الفائدة في المدى الطويل ،ويستبعد هذا المقياس
مبيعات األصول الحكومية ألنها تمثل مردودا غير عادي ،ويبين لنا هذا العجز عجز معدالت نمو
اإليرادات الخاصة عن مسايرة معدالت نمو النفقات العامة بشكل دائم وغير مفاجئ او مؤقت ،فهو
عجز دائم يستبعد أثر العوامل المؤقتة او العارضة والتي تكون مؤثرة على العجز المالي إضافة
1
إلى التذبذبات في الدخل المحلي وأسعار الفائدة.
()1
سيد البواب " ،عجز الموازنة العامة للدولة النظرية والصراع الفكري للمذاهب االقتصادية ومناهج العالج" ،بدون دار نشر،
،2000ص .41
31
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
()1
سيد عطية عبد الواحد" ،مبادئ واقتصاديات المالية العامة" ،دار النهضة العربي ،القاهرة ،2000 ،ط ،3ص ص.03-06
( )2علي محمد خليلي وسليماني اللوزي" ،المالية العامة" ،دار زهران ،األردن ،2001 ،ص .312
32
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
-يؤدي االقتراض الحكومي من إنقاص الطاقة اإلنتاجية في المجتمع ويساهم ويشجع على
تبديد األموال العمومية بواسطة تحويل الموارد من القطاع الخاص المنتج إلى القطاع العام غير
المنتج.
-يؤدي عجز الموازنة العامة إلى طبع النقود أي ما يعرف باإلصدار النقدي الجديد وهو ما
يؤدي إلى زيادة عرض النقود المتداولة ،وبالتالي تزيد وسائل الدفع بشكل يفوق حجم السلع
المعروضة ومنه تقع الدولة في التضخم وما ينجم عنه من آثار اقتصادية سلبية.
ومنه نالحظ ان التقليديون من أجل تحقيق التوازن في الموازنة العامة وعدم الوقوع في
العجز اعتمدوا على تغطية النفقات العامة على الضرائب بشكل كبير أما القروض فال يستعملونها
إال في الحاالت االستثنائية كالحروب والكوارث واالزمات ،ويفضلون القروض قصيرة األجل،
فالتوازن بالمفهوم االقتصادي التقليدي يحرم الوقوع في العجز ،ومن جهة أخرى يستبعد التقليديون
الفائض في الموازنة العامة فهم يرون أن عجز الموازنة العامة يدفع الحكومات إلى زيادة
الضرائب وهذه الزيادة تؤدي إلى خفض اإلنفاق الخاص بالقدر نفسه وذلك ما يؤثر سلبا على
القطاعات المنتجة من حيث تراكم رأس المال في هذه القطاعات ،فالتقليديون دائما يخشون عدم
التوازن ويعارضونه قوة وبالتحديد عدم إظهار عجز في جانب التمويل مقابل النفقات ،فالدولة في
حالة تزايد العجز سوف تلجأ إلى االقتراض ،وهو ما يؤدي إلى الزيادة في اإلنفاق العام في
الموازنات الالحقة وهو ما يدفعها إلى اللجوء لالقتراض من جديد وبالتالي الوقوع في عجز ،لذلك
مبدأ التوازن الركيزة األساسية في البناء المالي التقليدي.
-2المذهب الكينزي
يعتبر ظهور الفكر الكينزي من اهم المذاهب االقتصادية التي بينت مدى أهمية عجز
الموازنة كوسيلة لمعالجة األزمات االقتصادية ،خصوصا أزمة الكساد العالمي السنة ،1929فمع
بداية القرن العشرين بدأت الدول الرأسمالية تبتعد عن مبدأ توازن الموازنة نتيجة لألحداث التي
حصلت ،ففي الحرف العالمية األولى تكبدت الدول المشاركة فيها خسائل كبيرة زادت من نفقاتها
والتي فقات إيراداتها العامة بشكل كبير ،فقامت هذه الدول على العمل من اجل تغطية هذه النفقات
والتقليل من قيمة العجز في موازنتها ،ولكن بقيت تعاني من هذا العجز ،ومع استفحال ازمة
الكساد في بداية الثالثينات وتفشي ازمة البطالة وكساد في اإلنتاج وهو ما أدى إلى نقص
اإليرادات العامة ،حيث تدخلت الدول من اجل الحد من هذه األزمات االقتصادية من خالل زيادة
نفقاتها ،وجراء هذا اإلجراء وقعت موازناتها في عجز ،وهو ما أدى بهذه الدولة إلى التخلي عن
33
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
مبدأ توازن الموازنة العامة ،فهذا المذهب يؤمن بعدم التقيد بتوازن الموازنة العامة حسابيا ،ولكن
يرتكز اهتمامه بتوازن االقتصاد الوطني والذي قد ال يمكن تحقيقه إال على حساب عجز الموازنة،
فتقوم الدولة بإحداث العجز من اجل ان يتماشى مع الظروف االقتصادية وتحقيق التوازن في
االقتصاد الوطني ،ولقد قال كينز أنه ليس من الضروري احترام مبدأ التوازن السنوي للموازنة
العامة ،ولكن المهم هو توازن الموازنة على مدار الدورة االقتصادية بأكملها ويصبح عجز
الموازنة ضروري ما دام يتعلق بزيادة اإلنتاج والتوظيف.
ولقد تبنى كينز مبدأ مرونة الموازنة العامة للدولة أي ان الموازنة تقوم بدور تعويضي
ويتجلى هذا الدور في أنه عند وجود بطالة فالتمويل بالعجز يؤدي إلى زيادة الطلب الفعلي ويتم
تعويض النقص الذي يسود طلب قطاعات االقتصاد الوطني األخرى من أجل تحقيق التعادل مع
مستوى العرض الكلي ،وفي حالة التضخم فإن الفائض في الموازنة يؤدي غلى تحقيق مستوى
الطلب الكلي إلى الوصول إلى الحد الذي يتناسب مع العرض الكلي ومنه يتحقق االستقرار في
1
االقتصاد الوطني.
حيث نادى كينز إلى ضرورة أن تقوم الحكومة بالتأثير على أسعار السلع والخدمات وكمية
االستهالك ودرجة التوظيف وتوزيع الدخل من خالل توزيعها للضرائب وشراء السلع وبيعها
وبالتالي تنشيط الطلب الفعلي الكلي ومنه التأثير على الفعالية االقتصادية ،وبالتالي نالحظ أن
المذهب الكينزي ال يتماشى مع المذهب التقليدي خصوصا ما تعلق بجانب المالية العامة ،فلقد
نادى انصار المذهب الكينزي إلى ضرورة ترك مبدأ توازن الموازنة وبانتهاج مبدأ المالية
2
الوظيفية والذي يعارض مبدأ الموازنة المتوازنة.
-3المذهب النيوكالسيكي
جاء هذا المذهب بعد انهيار نظام النقد الدولي ،فبعدما تخلت الواليات المتحدة األمريكية
المتحدة عن تحويل الدوالر للذهب سنة 1971ظهرت في األفق أزمة الركود التضخمي والتي لم
يستطع الفكر الكينزي ان يجد لها حل ،ولقد جاء المذهب النيوكالسيكي من اجل إعطاء حلول لما
كان يعانيه االقتصاد العالمي في تلك الفترة ،ويستند هذا المذهب ألفكار المدرسة الكالسيكية وذلك
بإيمانها الشديد بمبدأ اليد الخفية آلدم سميث وقانون جون باتيس ساي.
()1
السيد عطية عبد الواحد ،مرجع سابق ،ص .125
()2
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث" ،دار سيناء للنشر ،1992،ص ص ص
.45،48-44
34
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
وترتكز هذه النظرية على تحجيم دور الدولة في النشاط االقتصادي حيث ترى بأن السبب
األساسي لعجز الموازنة العامة هو تدخل الدولة في االقتصاد ،فالمذهب النيوكالسيكي يستند غلى
ما جاءت به أفكار المدرسة النقدية والتي ترى بان الهدف األساسي للسياسة االقتصادية يتمثل في
ضرورة مواجهة التضخم وليس الوصول لتحقق االستقرار االقتصادي او الوصول للتوظيف
الكامل ،فالوصول لتحقيق االستقرار النقدي لن يتحقق إال من خالل انتهاج سياسة نقدية مشددة
تحول دون زيادة كمية النقود بمستويات تفوق مستوى الناتج المحلي اإلجمالي ،كذلك نادى
أصحاب المدرسة النقدية على أهمية وضرورة التخلص من عجز الموازنة العامة ،وابتعاد الدولة
عن التدخل في النشاط االقتصادي من اجل التقليل من النفقات الجارية ،وخصوصا تلك النفقات
التي تدعم بها المواد االستهالكية والتعليم والصحة ،إضافة لذلك ركزت هذه المدرسة على
ضرورة الحد من االستثمارات الحكومية وتحويلها ليستثمر فيها القطاع الخاص من خالل تقليص
1
دور القطاع الحكومي وانتهاج طريق الخوصصة.
ولقد قام النقديون بتوجيه العديد من االنتقادات لكينزيين ومن أبرزها:
-اختالف الطرق االقتصادية واالجتماعية في فترة نجاح األفكار الكينزية عن الظروف
التي تلت تلك الفترة مثل التضخم والركود وعجز ميزان المدفوعات في جل الدول المتقدمة
والدول النامية.
-عدم فاعلية السياسات المالية الكينزية في المدى القصير فالسياسات المالية من اجل ان
تؤثر في التغيرات االقتصادية تتطلب فترة زمنية طويلة من اجل ان تظهر نتائجها ،بسبب بطئ
تفعيل التشريعات والقرارات اإلدارية لمواجهة التغيرات االقتصادية الحادثة في المجتمع.
وعلى أساس هذه االنتقادات بنت هذه المدرسة نظريتها وأفكارها حيث تألقت أفكار النقديين
المحدثين في السياسات االقتصادية واالجتماعية في البلدان الصناعية ،ولقد تبنى صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي أفكار هذه المدرسة واستخدمت من اجل التخفيف من حدة األزمات الناتجة
عن تفاقم عجز الموازنة والبطالة والركود االقتصادي ،ويستند ذلك للعالقة الوثيقة بين التخلص
من عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات وبين القضاء على عجز الموازنة العامة للدولة ولقد
استخدم صندوق النقد الدولي المنهج االنكماشي لعالج العجز في الموازنة العامة بواسطة زيادة
موارد الدولة وخفض معدل نمو اإلنفاق العام.
( )1رمزي زكي" ،التضخم المستورد" ،دار المستقبل العربي ،1986 ،ص ص .102-100
35
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
ولقد جاء بعد المذهب النيوكالسيكي المذهب النيوكينزي والذي رد على أفكار النيوكالسيك
وجاء بأفكار تتماشى مع األوضاع االقتصادية الراهنة في تلك الفترة ،وأكد المذهب النيوكينزي
على ضرورة تدخل الدولة من أجل تحقيق االستقرار االقتصادي وأن تلعب الموازنة العامة دورا
أساسيا في االقتصاد الوطني وان تكون كوسيلة وأداة لعالج الكساد والتضخم بحيث تكون كمنقذ
في حالة الكساد ،ومن جانب آخر االعتماد على فائض الموازنة العامة كموجه في حالة التضخم،
ومنه فغن مدى مالئمة تحقيق العجز او الفائض في الموازنة مرتبط بحالة االقتصاد ومن
الضروري حدوث توازن الموازنة على مدى الدورة االقتصادية وليس بالضرورة التوازن
1
السنوي.
-4المذهب اإلسالمي
تهتم الدولة اإلسالمية بكفاية المصالح والحاجات األساسية للمجتمع وذلك بما تمتلكه من
إيرادات عامة ،ففي المذهب اإلسالمي نجد ان الدولة دائما تسعى إلى التوازن المحاسبي للموازنة
العامة ألنه بمثابة مؤشر عن استقرار األوضاع االقتصادية وسالمة البنيان االقتصادي ،ففي مثل
هذه الحالة لن تلجأ الدولة إلى األدوات غير العادية لتمويل موازنتها عند وقع عجز في موازنتها
العامة ،وإذا استدعت الحاالت الطارئة التي تتطلب منها االستعانة باإليرادات غير العادية فتتخلى
عن قاعدة التوازن المحاسبي من اجل تحقيق مصلحة الدولة ،فنالحظ ان األصل في مجمل النفقات
العامة العادية للدولة اإلسالمية تتقدر وفقا لألهداف األساسية للدولة ومدى استطاعتها على
تحصيل اإليرادات ،ففي حالة عدم كفاية اإليرادات ووقوع عجز في الموازنة العامة للدولة تستعين
2
باإليرادات غير العادية من اجل سد هذا العجز.
ولقد عرف الفكر اإلسالمي نظرية العجز المقصود قبل الفكر الرأسمالي الحديث وطبقها قبل
األنظمة الوضعية ،فالدولة اإلسالمية لم تتقيد بقاعدة الموازنة العامة ،فكانت وضعية الموازنة
العامة للدولة تتماشى وتتساير مع األوضاع االقتصادية ،فوجود فائض أو عجز في الموازنة
العامة للدولة اإلسالمية وارد دائما خصوصا في صدر اإلسالم كانت نفقات الدولة اإلسالمية تفوق
إيراداتها العامة وبالتالي وجود عجز في موازنتها ،ولكن تقوم الدولة اإلسالمية بمعالجة هذا العجز
بعدة طرق ووسائل كفيلة لسد هذا العجز في الموازنة العامة للدولة.
()1
رمزي زكي" ،التضخم والتكيف الهيكلي في الدولة النامية" ،دار المستقبل العربي ،1986 ،ص ص .82-81
()2
يوسف إبراهيم" ،النفقات العامة في اإلسالم" ،دار الكتاب الجامعي ،القاهرة ،1980 ،،ص .326
36
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
وبالتالي نالحظ ان النظام االقتصادي اإلسالمي من أول األنظمة التي وضعت أسسا متينة
وصحيحة للموازنة العامة ،وأعتمد النظام االقتصادي اإلسالمي على نظرية العجز المقصود ولم
يتقيد بمبدأ توازن الموازنة العامة ووضع حلوال وأدوات ناجعة للوقوف أمام عجز الموازنة العامة
للدولة.
المطلب الثالث :أسباب عجز الموازنة العامة للدولة
هناك العديد من العوامل التي تؤدي للوقوع في عجز الموازنة ،وهذه العوامل قد تكون
عوامل سياسية او عوامل اجتماعية أو اقتصادية ،ولكن السبب الرئيسي يرجع للعوامل
االقتصادية ،فنمو اإلنفاق العام بمعدالت اكبر من معدالت نمو اإليرادات العامة من األسباب
الرئيسية لبروز العجز في الموازنة العامة ،وهو ما سنتناوله في هذا المطلب.
-1عامل النمو في اإلنفاق العام
عد ظهور مفهوم الدولة المتدخلة أصبحت الدولة تتدخل في كل نواحي الحياة االقتصادية
واالجتماعية والسياسية فأضحت النفقات العامة من أبرز الوسائل التي تعتمد عليها الدولة في
تحقيق مختلف أهدافها ،فزيادة النشاط االقتصادي للدولة تزايد معه نمو النفقات العامة ،وهناك
1
مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى زيادة معدل النفقات العامة وأبرزها:
-1.1زيادة أعباء الديون العامة المحلية والخارجية
لقد ظهر هذا العامل في عقد السبعينات والثمانينات وهذا بعد ان تخلفت العديد من الدول
النامية عن سداد ديونها بسبب تفاقم حجمها ،وجدت هذه الدول نفسها أمام خيارين صعبين إما ان
توقف عملية التنمية االقتصادية أو تقوم بخدمة الديون الخارجية ،وعليه فإذا ركزت هذه الدول
على تمويل التنمية االقتصادية فال يمكن لها ان ال تقوم بتسديد التزاماتها الخارجية ،ومنه تهتز
سمعتها لدى الدول ،وفي المقابل إذا قامت بتسديد ديونها فال يمكن لها تحقيق أهدافها التنموية،
فأعباء خدمة هذه الديون تظهر في الموازنة العامة ،فيتم حساب الفوائد المستحقة على الديون
الداخلية والخارجية ضمن النفقات الجارية ،أما أقساط الديون فتظهر في باب التحويالت
الرأسمالية ،ومع تزايد المديونية الداخلية والخارجية تزايد معها اإلنفاق الخاص بتغطية هذه الديون
-2.1اإلنفاق العسكري
()1
رمزي زكي " ،عالج عجز الموازنة العامة للدولة في ضوء المنهج االنكماشي والمنهج التنموي" ،دار الهدى للثقافة والنشر،
وسريا ،2000 ،ص ص .95-93
37
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
تعتبر النفقات العسكرية من األسباب الرئيسية لتزايد اإلنفاق العام فهي تمثل نسبة كبيرة من
النسبة اإلجمالية لمجموع النفقات العامة ،فارتفاع األعباء الدفاعية واألمنية بسبب الحروب وعدم
االستقرار السياسي زاد من حجم هذه النفقات ،فاإلنفاق العسكري لعب دورا بارزا في تفاقم وزيادة
عجز الموازنة للدول بسبب ضخامة هذه النفقات ،ففي اآلونة األخيرة ونتيجة لعدم االستقرار
األمني في أغلبية الدول نالحظ التزايد الهائل في هذه النفقات خصوصا في الدول العربية.
-3.1اتساع نمو العمالة الحكومية
تتميز العمالة في القطاع الحكومي بتزايد معدالت نموها باإلضافة إلى تزايد نسبتها إلى
إجمالي حجم التوظيف على مستوى االقتصاد الوطني ككل وهو ما يؤثر على ارتفاع حجم النفقات
الجارية من خالل زيادة الرواتب واألجور ،فعندما نتتبع موازنات الدول نجد تزايد هائل في جانب
نفقات التسيير سببه هو الزيادة الكبيرة في األجور نتيجة لنمو العمالة الحكومية ،فهذا النوع من
اإلنفاق يمثل سببا رئيسيا في زيادة اإلنفاق بشكل عام واتساع حجم عجز الموازنة العامة بشكل
خاص.
-4.1األزمات االقتصادية
تؤدي االزمات االقتصادية إلى زيادة عجز الموازنة العامة للدولة بسبب زيادة اإلنفاق العام،
ففي حالة األزمات االقتصادية تتجه معظم الدول إلى زيادة اإلنفاق العام من اجل التخفيف من
حدتها ،فمثال في حالة الركود االقتصادي تقوم الدولة بزيادة اإلنفاق العام من اجل زيادة التشغيل،
وبالتالي الزيادة في الدخل الوطني ،ويكون ذلك فعاال في الدول المتقدمة لما تتميز به من مرونة
في جهازها اإلنتاجي.
-5.1التوسع في النفقات غير الضرورية
يعتبر اإلشراف على إقامة المباني الحكومية الضخمة والفخمة وصرف نفقات كبيرة على
شراء األثاث الفاخر وتزيين هذه المرافق من األسباب الرئيسية لتزايد اإلنفاق العام ،فصرف
نفقات كبيرة على هذه المرافق اإلدارية وعلى موظفيها يزيد من اتساع حجم اإلنفاق العام بشكل
عام وبالتالي ينعكس تأثيره السلبي على رصيد الموازنة العامة.
38
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
كلما زاد اتساع نطاق تدخل الدولة في النشاط االقتصادي والحياة االقتصادية زاد معها حجم
اإلنفاق فتوجه الدولة لدعم بعض السلع المحلية ودعم المنتجين المحليين يزيد من حجم نفقاتها
التحويلية وهو ما يؤثر على الحجم الكلي لإلنفاق العام.
-7.1سياسة التمويل بالعجز
تعتبر هذه السياسة من السياسات التي تستعمل كأداة من أدوات التنمية االقتصادية ،ففي هذه
الحالة تلجأ الدولة إلى إحداث عجز مقصود في موازنتها العامة ،بحيث يتم تمويله بواسطة
اإلصدار النقدي الجديد ومنه يتم تحقيق المزيد من التشغيل للموارد العاطلة من اجل تعويض
ضعف الطلب في القطاع الخاص وهذا ما يؤدي غلى زيادة المشروعات االقتصادية ومنه ارتفاع
نسب التوظيف واإلنتاج فيزيد على إثرها العرض الكلي ،ولقد ثبت ان سياسة التمويل بالعجز قد
فشلت في تحقيق اهدافها وتعتبر من األسباب الرئيسية لتزايد نسبة عجز الموازنة العامة.
-8.1التضخم
من األسباب الرئيسية المؤدية لتزايد اإلنفاق العام هو تدهور القوة الشرائية ،حيث يؤثر ذلك
على الدولة عبر تزايد نفقات مشترياتها وكل مستلزماتها السلعية ،ففي هذه الحالة تحاول الدولة
المحافظة على نفس اإلشباع قبل فترة التضخم فتمنح لألفراد عالوة من اجل تعويض االنخفاض
الذي يطرأ على دخولهم الحقيقية ،إضافة إلى ذلك تزيد من مخصصات الدعم السلعي وترفع كلفة
االستثمار العامة ،وما تجدر إليه اإلشارة ان ارتفاع األسعار نتيجة لتدهور القوة الشرائية للنقود ال
يؤدي الرتفاع كل أنواع النفقات العامة مثل النفقات المخصصة لخدمة الديون.
-2تراجع نمو اإليرادات العامة
ال يمكن لعجز الموازنة ان يظهر بسبب االرتفاع الكبير في اإلنفاق العامة ما دام االرتفاع
في اإليرادات العامة يكون بنفس النسبة ،ولكن يظهر هذا العجز إذا ارتفعت اإليرادات العامة
بنسبة تقل عن نسبة ارتفاع النفقات العامة.
ويمكن التعرف على مدى التفاوت الحادث بين نمو النفقات ونمو اإليرادات العامة من خالل
حساب العالقة بين التغير النسبي في اإليرادات العامة والتغير النسبي في النفقات العامة للدولة
عير الزمن ،وتعرف هذه العالقة بمصطلح حساسية اإليرادات العامة للتغير في النفقات العامة،
1
والمعادلة التي تبين لنا هذه العالقة هي:
()1
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث" ،مرجع سابق ،ص .69
39
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
بحيث أن:
* :eمعامل حساسية الموارد للتغير مع النفقات العامة
𝑇∆
* :Tالتغير في موارد الدولة
* :Tموارد الدولة العادية 𝑇 = 𝑒∅
𝐸∆
* :Eالتغير في النفقات العامة 𝐸
* :Eالنفقات العامة
فإذا كان معامل حساسية الموارد للتغير مع النفقات تجه نحو التناقص عبر الزمن فيدل ذلك
على اتساع الفجوة بين نمو النفقات العامة ،ونمو اإليرادات العامة وهو ما يفسر وقوع الدولة في
مشكلة عجز الموازنة لفترات طويلة من الوقت.
أما إذا كان معامل حساسية الموارد للتغير مع النفقات اكبر من الواحد أي 1>eأو تكون
متزايدة مع مرور الوقت ،وكان هناك عجز فهو يعني أن الوضع المالي للدولة يسير في االتجاه
الصحيح بمعنى يسير نحو تقليص العجز في الموازنة العامة للدولة.
أما الحالة الثالثة والمتمثلة في ،1=e :وجد عجز في الموازنة العامة للدولة فهنا يكون أمام
الدولة عمل كبير يتطلب رفع قيمة معامل حساسية الموارد لتتغير مع النفقات من اجل ان يتحسن
الوضع المالي للدولة ويتم تقليص عجز الموازنة العامة للدولة.
1
ويمكن إبراز اهم العوامل المتعلقة بقصور الموارد العامة للدولة فيما يلي:
-1.2ضعف الجهد الضريبي
من اهم المقاييس األساسية التي وضعها االقتصاديون لقياس الجهد الضريبي هي الطاقة
الضريبية ،ففي أغلب االحيان يقاس الجهد الضريبي بنسبة اإليرادات إلى الدخل القومي ،وتتسم
الدول النامية عامة والجزائر بشكل خاص بانخفاض نسبة الحصيلة الضريبية إلى إجمالي الناتج
الوطني والسبب في ذلك يكمن في انخفاض متوسط دخل الفرد وانخفاض الوعي الضريبي لدى
المكلفين وتوسع نطاق االقتصاد غير الرسمي والذي يعرف بأنه مجموع الدخول غير الواردة في
الحسابات الوطنية وكل هذه االسباب تؤثر بشكل كبير على الجهد الضريبي.
-2.2التهرب الضريبي
()1
رمزي زكي ،نفس المرجع أعاله ،ص .97
40
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
تعتبر ظاهرة التهرب الضريبي ظاهرة عالمية قديمة اقترن وجودها بوجود الضريبة،
فالتهرب الضريبي يقلص من اهمية النظام الضريبي ويهدد وجوده ،ويختلف مستوى التهرب من
دولة ألخرى ،وازدادت اهمية التهرب الضريبي جراء النمو المتسارع للنشاط االقتصادي
الموازي وزيادة العجز في الموازنة ،فالتهرب الضريبي يؤدي إلى إنقاص الحصيلة الضريبية ما
يؤثر على الموازنة العامة للدولة الن الضرائب تمثل الجزء الكبير من اإليرادات العامة ،وعليه
يتضح لنا ان التهرب الضريبي يؤدي إلى إنقاص حصيلة اإليرادات العامة ومنه اتباع سياسة
ميزانية من شأنها تقليص حجم النفقات العامة.
-3.2جمود النظام الضريبي
النظام الضريبي هو ذلك اإلطار الذي تعمل بداخله مجموعة من الضرائب التي يراد
باختيارها وتطبيقها تحقيق أهداف السياسة الضريبية ،فهو مجموعة من العناصر اإليديولوجية
واالقتصادية الفنية التي يؤدي تركيبها إلى كيان ضريبي معين 1،فكل دولة تستخدم النظام
الضريبي للوصول للتحقيق أهدافها المختلفة ،فبطء مسايرة التطورات العالمية والمحلية يؤثر سلبا
على تطور النظام الضريبي وبالتالي صعوبة تحقيق األحداث التي تسعى غليها الدول ،فمعظم
الدول النامية تعاني من جمود نظامها الضريبي ،وعدم تطوره وهو ما عرقل مسار النمو
االقتصادي بشكل عام وأثر على إيرادات الدولة بشكل خاص.
وتتكبد الخزينة العمومية فقدان اموال كبيرة جراء جمود النظام الضريبي وعدم مرونته،
فحصيلة الضرائب في كل سنة مالية تكون عاجزة عن مواكبة التطورات التي تحصل في األسعار
والدخول وانخفاض العملة والسبب في ذلك ارتباط تغير النظام الضريبي بتغير القوانين التي
تضعها السلطة التشريعية والتي تأخذ فترة زمنية طويلة ،باإلضافة إلى عدم وجود إطارات ذات
كفاءة عالية لتطبيق هذه القوانين ومن جانب آخر التأخر في استعمال التكنولوجيا الحديثة كل هذه
2
العوامل أدت غلى جمود وتختلف األنظمة الضريبية.
وبالتالي تأثيرها السلبي على نمو إيرادات الموازنة ومنه اتساع الفجوة بينها وبين النفقات
العامة وهو ما يزيد من عجز الموازنة العامة للدولة.
-4.2كثرة اإلعفاءات والمزايا الضريبية
()1
سعيد عبد العزيز" ،النظم الضريبية" ،بيروت ،1985 ،ص .15
()2
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث" ،مرجع سابق ،ص .98
41
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
من األسباب الرئيسية التي أدت إلى تقاعس نمو اإليرادات العامة هو كثرة اإلعفاءات
والمزايا الضريبية ،فهذه اإلعفاءات تؤثر بدرجة كبيرة على إيرادات الموازنة العامة للدولة،
فنالحظ أنه عندما تريد الدولة ان تقوم بجذب االستثمارات األجنبية تقدم لها الكثير من االمتيازات
وأبرزها تكون على شكل إعفاءات ضريبية كبيرة وهو ما يؤثر سلبا على إيرادات الدولة ،وبالتالي
1
اعتماد الدولة على تقديم هذه اإلعفاءات غير المدروسة يؤدي إلى الضرر بإيراداتها السيادية.
-5.2تدهور األسعار العالمية للمواد الخام
تعاني الكثير من الدول النامية من عدم استقرار إيراداتها المالية جراء اعتماد على
صادراتها من المواد الخام ،فتدهور األسعار العالمية للمواد الخام جراء األوضاع االقتصادية
العالمية غير المستقرة يؤثر وينعكس بشكل كبير على الموارد المالية لهذه الدول ،وهو ما يؤدي
إلى قلة حصيلة النقد األجنبي وحصيلة اإليرادات العامة وهو األمر الذي ينعكس سلبا على
الموازنة العامة مسببا وقوع العجز.
-6.2ظاهرة المتأخرات المالية
تؤدي ظاهرة المتأخرات المالية إلى تدهور الموارد العامة لموازنة الدولة ،والسمات
الرئيسية لهذه الظاهرة هو التأخر في تحصيل الضريبة في مواعيدها المقررة قانونا ويرجع ذلك
للكثير من األسباب إضافة غلى تقاعس الممولين على دفع ما عليهم من ضرائب واإلهمال الكبير
من العمال المختصين بتحصيل الضرائب وضعف اإلمكانيات وكثرة التعقيدات الموجودة في
التشريعات الضريبية ،كل هذه األسباب تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة التي تؤثر بدرجة كبيرة
2
على أهم إيراد من إيرادات الموازنة العامة للدولة.
المطلب الرابع :آثار عجز الموازنة العامة للدولة
عندما تقع أي دولة في عجز في موازنتها العامة تقوم بتمويل هذا العجز بواسطة العديد من
الطرق والوسائل ،وقد يترك تمويل هذا العجز آثار متعددة وتختلف هذه اآلثار باختالف الطريقة
التي يتم بها تمويل هذا العجز ،حيث أنه ال بد من التفرقة بين اآلثار التضخمية المترتبة على زيادة
اإلصدار النقدي واالئتمان الممنوح للحكومة ،واآلثار غير التضخية الناجمة على االقتراض
الداخلي والخارجي وسوف نتناول كل هذه اآلثار فيما يلي:
()1
عبد المجيد قدي" ،المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص .206
()2
رمزي زكي ،مرجع سابق ،ص .99
42
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
()1
أحمد الشفر" ،االقتصاد المالي" ،الدار الجامعية للنشر ،عمان ،2000 ،ص .314
43
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
-ارتفاع مستويات التضخم يزيد من تعقيد مشكل عجز الموازنة العامة ،وذلك جراء عدم
استجابة الحصيلة الضريبية للزيادة مع ارتفاع المستوى العام لألسعار بسبب عدم مرونة الجهاز
الضريبي.
ومما سبق نالحظ ان االعتماد على التمويل التضخمي لعجز الموازنة مهما ادى إلى تحقيق
موارد إضافية إال أنه يؤدي إلى إعاقة النمو االقتصادي الحقيقي واإلضرار باالدخار الخاص
زيادة االستهالك كما أنه يؤثر بشكل كبير على االستثمارات من كل جوانبها.
فتزايد الكتلة النقدية المتداولة يؤدي إلى ارتفاع حجم الطلب الكلي من جهة ومن جهة أخرى
ال يرتفع عرض المواد االستهالكية بنفس النسبة ،وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب على العرض،
وبالتالي ترتفع األسعار وتنخفض قيمة العملة وعليه ترتفع مستويات التضخم من تلقاء نفسها ما
يؤدي إلى زيادة حجم النفقات العامة وبالتالي عجز جديد وتمويل تضخمي جديد وهكذا تبقى الدولة
تتخبط بين مشكل العجز والموجات العاتية للتضخم والسبب في ذلك هو ان معظم الحكومات ترى
أن هذه الوسيلة تمنحها القدرة على زيادة اإلنفاق العامة دون اللجوء لزيادة الضرائب ،إضافة إلى
ذلك عدم ترتب التزامات على الحكومة جراء اللجوء لالقتراض ،فاآلثار التي تطرقنا إليها سابقا
والتي ظهرت جراء تمويل عجز الموازنة العامة نجدها بصورة خاصة في الدول التي ال تتواجد
فيها موارد أخرى تمكنها من تمويل عجز موازنتها العامة.
-2اآلثار الناجمة على التمويل غير التضخمي
تختلف آثار عجز الموازنة العامة للدولة باختالف الطريقة المتبعة لتمويل هذا العجز ،فبعدما
تعرفنا على مختلف اآلثار الناتجة عن التمويل التضخمي سوف نعرج إلى آثار أخرى تختلف
تماما عن اآلثار األولى ألن الحكومة في هذه الحالة تعتمد على وسائل مختلفة لتمويل العجز هي
اللجوء إلى االقتراض بكل أنواعه ،الزيادة في معدالت الضريبة والسحب من احتياطات الدولية.
وسوف نتطرق إلى آثار كل تمويل فيما يلي:
-1.2آثار اللجوء لالقتراض لتمويل العجز
تختلف آثار االعتماد على االقتراض لتمويل عجز الموازنة باختالف نوع وطبيعة القرض
الذي تعتمد عليه الدولة ،لذلك سوف نتطرق إلى آثار القروض الداخلية من جهة وآثار القروض
الخارجية من جهة أخرى.
-1.1.2آثار االقتراض الداخلي
44
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
عند ما تقع الدول في عجز في موازنتها العامة عادة ما نلجأ لتمويل هذا العجز عن طريق
اللجوء إلى المدخرات المحلية وقد يكون ذلك بسبب عدم قدرة الدولة على تنمية إيراداتها العادية
خصوصا اإليرادات الضريبية ،حيث تلجأ الحكومات إلى االقتراض الداخلي وذلك عن طريق
ادوات الدين العام الداخلي بحيث يتم االقتراض من الجمهور غير المصرفي بواسطة بيع السندات
الحكومية واذونات الخزينة لألفراد والمؤسسات المالية ،لذلك تعتبر هذه الطريقة من المصادر
التمويلية غير التضخمية ألنها تعتمد على مدخرات حقيقية فال يترتب عليها تغير صافي في
عرض النقود وبالتالي هذه الطريقة ما هي إال نقل للقدرة الشرائية من قطاع إلى قطاع آخر ما
يؤدي عن طريق هذه اآللية الى انخفاض عرض النقود ،وفي الغالب ما تعتمد الدول على هذه
الطريقة لتمويل عجز موازنتها خصوصا الدول المتقدمة ،ولكن يشترط لنجاح هذه الطريقة وجود
1
عدة شروط عامة وهي:
-أن تتوفر الدولة على سوق مالي نشط يتم تداول األوراق فيه بكل أنواعها ،وهو ما يسهل
تداول ادوات الدين المحلي.
-ان يكون سعر صرف عملة الدولة مستقر.
-ال بد أن تكون الدولة تتمتع بثقة لدى األفراد والمؤسسات تؤهلها للحصول على المبالغ
التي تحتاجها عن طريق هذه السندات وأن تحترم آجال االستحقاق المحددة.
-ال يجب أن تكون نسب التضخم مرتفعة وأن تكون سعر الفائدة الذي تقدمه هذه األدوات
موجبا.
-ال بد أن تتمتع مختلف القطاعات بفوائض مالية وادخارات تمكنها من المساهمة في
العملية االقتراض.
ولكن هناك الكثير من الدول التي تلجأ إلى هذه الطريقة وال تتوفر فيها الشروط السابقة،
إضافة إلى ذلك تتمادى في استعمال هذه الطريقة لذلك تنجم عنها آثار مختلفة وأهمها:
-إذا ما تم استخدام هذه الوسيلة في تمويل العجز الهيكلي والمزمن وامتد لفترات طويلة
بحيث يكون آثرها عكسيا فعوض انه يتم عالج العجز بهذه الوسيلة تكون سببا أساسيا في زيادته
الن التمادي في كمية األذونات المصدرة وارتفاع أسعار الفائدة التي تمنح لمشتريها سترفع
()1
رمزي زكي" ،انفجار العجز" ،دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع ،2000 ,ص .122
45
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
بصورة واضحة عبء خدمة الدين العامة المحلي ،وهو ما يزيد من اإلنفاق العام الجاري وبالتالي
تتوسع فجوة العجز في الموازنة العامة.
-انخفاض المدخرات في سوق األموال المخصصة لإلقراض لتمويل اإلنفاق الخاص ،وهو
ما يعني انخفاض عرض األرصدة النقدية المتاحة لتمويل اإلنفاق االستهالكي واالستثماري للقطاع
الخاص ومنه ارتفاع أسعار الفائدة ومزاحمة النشاط الخاص ، ،وبالتالي تراجع االستثمار بسبب
ارتفاع كلفة االستثمار الخاص.
-تؤثر هذه االداة على االستثمار والنمو االقتصادي ،فالدولة عندما تقوم باللجوء إلى
االدخارات واستعمالها في تمويل عجز الموازنة العامة للدولة توجه هذه االموال لإلنفاق
االستهالكي بدال من توجيهها لالستثمارات والمشاريع االقتصادية المنتجة وهو ما يؤدي إلى
تضرر االستثمارات وتوقف عملية التنمية االقتصادية وهو ما يؤثر على النمو االقتصادي.
-اعتماد الدولة بشكل كبير على االقتراض الداخلي يؤدي إلى زيادة حجم الدين الداخلي
للدولة ،وهو ما يثقل كاهلها خصوصا مع ارتفاع األقساط والفوائد.
-تعميق التفاوت في توزيع الدخل الوطني لصالح الطبقة الغنية وأصحاب رؤوس االموال،
لذلك غالبا ما نجد ان نفقات الموظفين في الدوائر الحكومية تقل بكثير عن تلك النفقات المخصصة
لتسديد الدين العام وفوائده.
-انكماش االقتصاد الوطني وذلك بسبب رفع سعر الفائدة وهو ما يجعل تكلفة رأس المال
الثابت عالية جدا ،وهو ما يؤدي إلى خفض الميل لالستثمار ،إضافة لذلك فارتفاع كلفة رأس المال
الجاري يؤدي إلى اتجاه األسعار نحو االرتفاع.
وما تجدر إليه اإلشارة انه يمكن ان ال تظهر هذه اآلثار إذا تم استعمال هذه الطريقة
التمويلية بشكل جيد وفي الحدود المعقولة ومع توفر الشروط المذكورة سابقا.
-2.1.2آثار االقتراض الخارجي
عندما ال تتمكن الدولة من سد عجز الموازنة العامة عن طريق االقتراض الداخلي ،فإنها قد
تلجأ إلى االقتراض الخارجي ،وذلك سواء من األسواق الدولية او اإلقليمية او من مؤسسات عامة
او مؤسسات خاصة ،فعندما تعتمد الدولة على االقتراض الخارجي لتمويل عجز الموازنة العامة
1
فتظهر العديد من اآلثار والتي يمكن إبرازها فيما يلي:
()1
-رمزي زكي" ،انفجار العجز" ،مرجع سابق ،ص .133
46
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
-عندما تقوم الحكومة بإنفاق حصيلة القرض الخارجي لتمويل النفقات االستهالكية يؤدي
ذلك إلى زيادة الطلب الكلي وبالتالي ارتفاع األسعار عند جمود الجهاز اإلنتاجي.
-التزايد الكبير في أعباء خدمة الديون الخارجية سواء فيما يتعلق بالفوائد أو األقساط
خصوصا مع االعتماد الكبير للمقرضين على تعويم أسعار الفائدة.
-يؤدي اللجوء إلى االقتراض الخارجي غلى اقتطاع جزء كبير من حصيلة صادرات هذا
البلد وذلك بسبب ارتفاع معدل خدمة الديون.
-يؤدي تراكم أعباء الديون العامة الخارجية إلى السحب من االحتياطات الدولية ،وهو ما
يؤثر على حجمها وبالتالي التأثير على استقرار األوضاع االقتصادية في الدولة بشكل عام.
-تؤثر القروض الخارجية على السياسات االقتصادية الداخلية بحيث يصبح صناعة القرار
على المستوى الخارجي ،وذلك بتطبيق سياسات اقتصادية قاسية من اجل إعادة التوازن لالقتصاد
الوطني ،م ما يؤثر بشكل كبير على المستوى المعيشي لألفراد خصوصا الطبقات المحدودة الدخل.
وما تجدر إليه اإلشارة إلى أنه عندما تعتمد الدولة على طرح السندات الحكومية في األسواق
المالية الخارجية من اجل تمويل عجز الموازنة العامة للدولة فسوف يؤدي ذلك إلى التأثير في
عرض النقود ،فقيام الحكومة بتقييد حصيلة بيع السندات الحكومية في األسواق الخارجية لتمويل
اإلنفاق المحلي سوف يؤدي غلى زيادة عرض النقود.
-2.2آثار اللجوء للتمويل بواسطة الزيادة في معدالت الضرائب
إضافة لآلثار السالفة الذكر ،هناك آثار اخرى تظهر جراء اعتماد الحكومة لزيادة معدالت
الضرائب من اجل تمويل عجز الموازنة العامة ،فغالبا ما تقوم الدولة برفع معدالت الضرائب من
أجل زيادة اإليرادات لتغطية العجز في الموازنة العامة وتنجر نتيجة لهذه الزيادة في معدالت
1
الضرائب العديد من اآلثار وأبرزها.
-التأثير على القدرة الشرائية لألفراد خصوصا عندما تقوم الدولة برفع الضرائب على
القيمة المضافة ،فتؤدي هذه الزيادات إلى خفض إنفاق الطبقات المحدودة الدخل بسبب األعباء
الكبيرة للضرائب من جهة والدخل المنخفض من جهة أخرى.
-التأثير على حجم االستثمارات بحيث انه يمكن لهذه األداة ان تكون سالح ذو حدين ،وذلك
على حسب وضعيتها االقتصادية ،فيمكن من خاللها تشجيع االستثمارات من خالل اإلعفاءات
()1
عبد المنعم فوزي" ،المالية العامة والسياسات المقارنة" ،دار النهضة العربية ،لبنان ،ص .198
47
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
والتخفيضات الضريبية على بعض االستثمارات ،كما يمكن ان تكون عقبة أمام تطور
االستثمار ات في الدولة ،فعندما تقوم الدولة برفع معدالت بعض الضرائب على األنشطة
االستثمارية أو استحداث انواع اخرى من اجل تمويل عجز الموازنة فهو ما يؤثر سلبا على
االستثمار وبالتالي تأثر االقتصاد الوطني بشكل عام.
-تؤدي المعدالت المرتفعة للضرائب إلى تخفيض حجم اإلنتاج كما أنها تؤثر في حجم
العمالة في القطاعات التي تفرض عليها نسب مرتفعة من الضرائب.
-تأثر مستوى الطلب الكلي حيث يزداد التأثير الصافي في حجم الدخل القومي في
االقتصاد.
-يؤثر في رفع معدالت الضرائب الرأسمالية على االدخار بحيث ينخفض االدخار ،ألن
المدخرين يقارنون بين التضحية باقتناء الحاجات االستهالكية والعوائد المتناقضة من مدخراتهم
وهو ما يدفعهم لزيادة االستهالك على حساب االدخار.
وعموما يمكن القول ان تأثير رفع معدالت الضرائب من اجل تمويل عجز الموازنة يتحدد
على حسب معدالت الضرائب وأنواعها ،لذلك ال يمكن اعتبار الضرائب دائما ذات أثر سلبي بل
يمكن ان تستخدم كوسيلة لتوليد آثار إيجابية.
48
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
المبحث الثاني :دور السياسة اإلنفاقية في عالج عجز الموازنة العامة للدولة
من أبرز السياسات االقتصادية التي تتبعها الدول في التأثير على موازنتها العامة هي
السياسة اإلنفاقية ،وأخذت هذه السياسة مكانتها منذ االزمة العالمية لسنة ،1929حيث يتفق الكثير
من االقتصاديين في تحليلهم على أنها من بين السياسات األكثر فاعلية في تحفير النشاط
االقتصادي ،أما في بداية هذا القرن وبعد األزمة العالمية 2008استعملتها الدول من أجل تخفيض
حدة عجز الموازنة التي تعاني منه جراء األزمة ،فمعظم الدول التي مستها األزمة قامت بانتهاج
السياسة التقشفية لتخفيض حدة العجز الكبير الذي تعاني منه.
المطلب األول :الجوانب النظرية للسياسة االتفاقية
تسعى السياسة اإلنفاقية دوما لتحقيق العديد من األهداف االقتصادية للدولة ،فهي من اهم
السياسات التي تستخدمها للتحكم في العديد من المتغيرات االقتصادية ال سيما ما يتعلق بالموازنة
العامة للدولة وذلك باعتبار النفقات العامة جزء رئيسي من مكونات هذه الموازنة ،وسوف نتطرق
في هذا المطلب لمفهوم السياسة اإلنفاقية واألهداف التي تسعى لها ثم بعد ذلك نشير إلى األدوات
التي ترتكز عليها.
-1مفهوم السياسة اإلنفاقية
السياسة اإلنفاقية "هي تلك الوسائل التي يمكن من خاللها التدخل والتأثير على حجم الطلب
1
الكلي في االقتصاد الوطني".
"السياسة اإلنفاقية هي ذلك السلوك المالي للحكومة الذي يكون جوهره اإلنفاق العام وهدفه
2
تحقيق مجموعة من األهداف".
ومما سبق يمكن القول بان السياسة اإلنفاقية هي تلك السياسة التي تنتهجها الدولة من اجل
التأثير في الطلب الكلي بزيادة أو تخفيض حجم اإلنفاق الحكومي بهدف تحقيق التوازن في
االقتصاد والوصول لتحقيق األهداف المرجوة.
-2أدوات السياسة اإلنفاقية
السياسة اإلنفاقية هي أداة من ادوات السياسة الميزانية التي تستعملها الدولة باالعتماد على
مجموعة من التدابير المتعلقة باستخدام النفقات العامة من اجل التأثير عل الطلب الكلي هي
1
االقتصاد للوصول لألهداف المرجوة ،ومن اهم أدوات السياسة اإلنفاقية ما يلي:
()1
علي كنعان" ،االقتصاد المالي" ،منشورات جامعة دمسق-سوريا ،2009 ،ص .326
عبد المجيد قدي ،مرجع سابق ،ص .191-190 )(2
49
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
( )1عبد المجيد قدي" ،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية" ،مرجع سابق ،ص191-190
50
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
()1
خالد واصف الوزاني ،احمد حسين الرفاعي" ،مبادئ االقتصاد الكلي" ،دار وائل للنشر ،األردن ،1999 ،ص .329
51
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
اإلنتاج في السلع والخدمات الضرورية للحياة ومنه تتجنب االرتفاع في األسعار المصاحب للزيادة
في الدخل ،فالحكومة تسعى دائما لتخفيض الفجوات بين أصحاب الدخول المرتفعة وأصحاب
1
الدخول المنخفضة من أجل تحقيق العدالة االجتماعية.
-3.3الوصول لتحقيق االستقرار االقتصادي
تسعى السياسة اإلنفاقية لتحقيق االستقرار وذلك عن طريق التحكم في مستوى اإلنفاق العام
وانتهاج سياسة حكيمة ،وتظهر العالقة بين السياسة اإلنفاقية واالستقرار االقتصادي من خالل
الكثير من المؤشرات التي تؤثر فيها السياسة اإلنفاقية سواء الدخل أو النمو أو مستوى األسعار
وبالتالي نالحظ مدى الترابط بين هذه المؤثرات والسياسة اإلنفاقية وصوال لتحقيق االستقرار
االقتصادي ،فعملية توزيع الدخل الحقيقي لمختلف األفراد يتأثر بشكل كبير في مجهودات الدولة
في تحقيق االستقرار االقتصادي عن طريق االنفاق العام والتي تؤثر أيضا على نسب النمو
االقتصادي يبرز ذلك من خالل المضاعف فزيادة اإلنفاق االستثماري يؤدي إلى زيادة الدخل
القومي وذلك بمقدار أكبر من الزيادة في اإلنفاق ،ويتوقف أثر المضاعف على مدى مرونة
وتوسع الجهاز اإلنتاجي فكلما تجاوب مع الزيادات المتوالية في االستهالك كلما قام المضاعف
بأثره بحيث أن انتهاج سياسة توسعية هدفها الرئيسي هو الوصول إلى مستويات مقبولة من
النمو 2،وهو ما يعتبر مؤشر إيجابي على أداء االقتصاد الوطني وعلى الوضعية االقتصادية.
-4.3تحقيق التوازن في الموازنة العامة
من األهداف الرئيسية واألساسية للسياسة اإلنفاقية هو المحافظة على توازن موازنة الدولة،
فليس من المنطقي اإلخالل بالتوازن المالي للدولة إذ أنه ال بد من مراعاة جانب اإليرادات العامة،
فهذه األخيرة هي التي تتحكم وبشكل كبير في طبيعة السياسة اإلنفاقية لذلك ال بد ان يكون هناك
انسجام وتناسق بين الجانبين من اجل عدم الوقوع في عجز مالي كبير ،ألنه غالبا ما تكون
السياسة اإلنفاقية الغير مخططة بشكل جيد سببا رئيسيا في وقوع الدول في عجز مالي ال يمكن
عالجه بسهولة وفي فترة وجيزة ،فالسياسة اإلنفاقية لها دور فعال في عالج االختالل في عجز
الموازنة العامة للدولة بالتأثير على مختلف انواع اإلنفاق العام.
()1
طارق الحاج ،مرجع سابق ،ص .207
()2
عبد المجيد قدي ،مرجع سابق ،ص .196
52
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
وبشكل عام يمكن القول ان السياسة اإلنفاقية تعتبر من اهم السياسات الفعالة والناجعة لعالج
مختلف األزمات االقتصادية لمالها من تأثير من تأثير كبير في التحكم في مختلف االزمات كأزمة
التضخم وازمة الكساد.
المطلب الثاني :ترشيد اإلنفاق العام كآلية عالج العجز
يعتبر ترشيد اإلنفاق العام من أبرز الطرق المستعملة في تخفيض وعالج عجز الموازنة
العامة للدولة لذلك تقوم هذه األخيرة عند مواجهتها لعجز حاد في موازنتها غلى ترشيد نفقاتها
للتخفيف من حدته.
-1تعريف ترشيد اإلنفاق العام
يعرف ترشيد اإلنفاق العام على انه ضبط النفقات العامة ،وإحكام الرقابة عليها والوصول
بالتبذير الى الحد األدنى ،وتالفي النفقات الغير ضرورية ،وزيادة الكفاية االنتاجية ،ومحاولة
1
االستفادة القصوى من الموارد االقتصادية.
ويقصد به أيضا زيادة الكفاءة االنتاجية اإلنفاق العام في المجاالت التي يوجه اليها هذا
االنفاق ،وذلك بدعم قدرته على الحصول على افضل النتائج من هذا االنفاق ،ورفع درجة
2
مساهمته وفاعليته في حل المشاكلؤ ،وذلك كله بأقل قدر ممكن من التكاليف.
ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل لترشيد اإلنفاق العام هو تحديد الحد االمثل لإلنفاق
العام واالعتماد على الرشادة في عملية صرف النفقات العامة وتجنب إهدار االموال العمومية
وبالتالي تحقيق االهداف المرجوة.
-2ضوابط ترشيد اإلنفاق العام
3
هناك العديد من الضوابط التي تحكم عملية ترشيد اإلنفاق العامة وأهمها:
1-2االبتعاد عن اإلسراف والتبذير
غنه من األسباب الرئيسية لتزايد اإلنفاق العامة هو التبذير واإلسراف في عملية اإلنفاق
العام ،ويظهر لنا ذلك عندما ال يتعادل نفع اإلنفاق مع المبالغ المصروفة عليه ،حيث تتنافى هذه
الحالة مع قاعدة من القواعد الرئيسية لإلنفاق العام ،فتنجر عن هذه الحالة العديد من اآلثار السلبية
وأبرزها إهدار األموال العمومية للدولة وبالتالي تبديد جزء من دخل األفراد والذي تحصلت عليه
()1
محمد شاكرعصفور" ،أصول الموازنة العامة " ،مرجع سابق ،ص399
()2
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز العامة في العالم الثالث" ،مرجع سابق،ص 254
()3
إبراهيم احمد عبد هللا" ،المالية العامة والمالية العامة اإلسالمية" ،مطبعة جامعة النيلين ،الخرطوم ،1996 ،ص .72
53
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
الدولة عن طريق الضرائب ،ومن جانب آخر يؤدي التمادي في اإلنفاق العام إلى تفشي ظاهرة
التهرب الضريبي وذلك ألن الممولون والمكلفون بدفع الضرائب تكون لديهم فكرة سلبية حول دفع
الضرائب وتوجيهها ،ومن اهم اآلثار السلبية األخرى والخطيرة هي إضعاف الثقة في مالية
الدولة ،كما ان هناك الكثير من اوجه التبذير واإلسراف في صرف النفقات العامة في كثير من
1
الدول خصوصا الدول النامية وأهمها:
-سوء تنظيم الجهاز الحكومي ،فالحظ تداخل في اختصاصات الوحدات اإلدارية وقيام اكثر
من جهة واحدة بأداء نفس الخدمات او خدمات متفاوتة أو متكاملة ،وهو االمر الذي يترتب عليه
ارتفاع تكاليف أداء هذه الخدمات بدون أي مبرر.
-الزيادة المفرطة في عدد العاملين في اإلدارات الحكومية ،فهذه الزيادة تنعكس سلبا على
الموازنة العامة للدولة ،و تمثل ثقال كبيرا على الموارد المالية للدولة وإهدار لألموال العمومية.
-االرتفاع الكبير في تكاليف تقديم الخدمات العمومية كالخدمات التعليمية والصحية ،بحيث
نجد أن هناك مبالغة في تقديم هذه الخدمات يفوق الطاقة المالية للدولة ،وفي كثير من األحيان ما
يقوم القائمون على تقديم هذه الخدمات بعدم ترشيد اإلنفاق فيها ومثال ذلك شراء االدوية بكميات
كبيرة ثم بعد ذلك تتلف النتهاء تاريخ صالحيتها وهناك كثير من األمثلة التي تظهر وتبين مدى
اإلشراف والتبذير في مثل هذه الخدمات.
-غياب التنسيق بين مختلف اإلدارات العمومية المكلفة بإنجاز مختلف المشاريع سواء
مشاريع توصيل الماء او الكهرباء او الغاز او تعبيد الطرق ،فعدم وجود تنسيق يؤدي إلى
اإلسراف والتبذير وإهدار األموال العمومية.
-الزيادة المفرطة في نفقات التمثيل الخارجي بسبب المبالغة في إنشاء العديد من السفارات
والقنصليات والمكاتب الثقافية والتجارية والمالية والسياحية فيترتب على ذلك نفقات كبيرة تخص
اإلدارات ومرتبات العاملين فيها ونفقات أخرى.
-2.2تحديد حجم أمثل للنفقات العامة
يعتبر الحجم األمثل لنفقات هو الحجم الذي يسمح بتحقيق أكبر مستوى من الرفاهية ألكبر
عدد من األفراد ولكن بشرط ان يراعي ما يمكن تحصيله من الموارد المالية للدولة ،فليس من
المعقول ان تتجه النفقات العامة للدولة نحو التزايد بال حدود ولكن تفرض المصلحة والحاجة بان
()1
إبراهيم احمد عبد هللا ،مرجع سابق ،ص .76
54
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
تصل النفقات العامة غلى مستوى معين وهو ما يعرف بالحجم األمثل للنفقات العامة ،وما تجدر
إليه اإلشارة ان تزايد اإلنفاق العام غالبا ما يكون مقصودا ومعتمدا ،خصوصا في ظل االتجاهات
الحديثة التي تعتمد على آليات السوق ،باالعتماد على السياسة الميزانية الهادفة إلى تحقيق أهداف
المجتمع خصوصا هدفي التنمية االقتصادية والعدالة في توزيع الدخول فترشيد اإلنفاق العام هنا قد
يؤدي إلى تدهور معدالت التنمية االقتصادية والتزايد في التفاوت في توزيع الدخول 1،وعليه يمكن
القول أنه ال بد من تحديد لحجم امثل للنفقات العامة يتماشى مع تحقيق اهداف المجتمع إلى حد
كبير وتجنب الزيادة المفرطة في اإلنفاق العام والتي ال يقابلها نفع عام.
نالحظ ان الرفاهية في أي مجتمع ترتفع كلما ارتفع متوسط دخل الفرد الحقيقي وكلما
تقلصت درجة التفاوت في توزيع الدخل الوطني بين األفراد.
-3.2فرض رقابة على اإلنفاق العام
يعتبر جانب الرقابة من أهم العناصر الفعالة في عملية ترشيد اإلنفاق العام ،لذلك نجد ان
هذه العملية مطبقة في كل الدولة وتقوم به العديد من االطراف من اجل السهر على صرف
النفقات العامة في اوجهها بشكل يضمن تحقيق أقصى نفع عام ،لذلك ظهرت الضرورة لرقابة
حازمة ودقيقة على اإلنفاق العام من اجل االقتصاد في صرفه وحسن استغالله في أحسن وجود
االستغالل ،وقد تكون الرقابة رقابة قبلية أي قبل صرف النفقات العامة وبعدية اي بعد صرف
النفقات العامة ،والهدف الرئيس منها هو التأكد من أن اإلنفاق العام يتم بالشكل الذي سطر له،
والسلطة التشريعية من أهم األطراف الفاعلة في عملية الرقابة باعتبارها الممثل الرئيسي للشعب،
فكلما كانت االطراف المكلفة بالرقابة صارمة في عملها كلما كانت هناك درجة كبيرة من العقالنية
في اإلنفاق العام ،وكل ذلك يساعد على ترشيد اإلنفاق العام.
المطلب الثالث :تخفيض اإلنفاق العام
تعتبر هذه اآللية من اهم آليات عالج عجز الموازنة العامة للدولة في ضوء المنهج
االنكماشي الن هذا المنهج يعتبر ان السبب الرئيسي لعجز الموازنة العامة للدولة يكمن في زيادة
تدخل الدولة في الحياة االقتصادية وهو ما ادى إلى زيادة حجم النفقات العامة ونموه بال اية
ضوابط.
()1
شعبان فرج" :الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر" ،دراسة حالة الجزائر ،اطروحة الدكتوراه غير
منشورة ،قسم العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،2012-2011 ،03ص .90
55
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
العرض الكلي
الطلب الكلي المخطط
الفجوة التضخمية
C2+ I2 + G2
َ
C1+ I1 + G1
56
B
توظيف الكامل واستقرار األسعار
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
المصدر :جيمس جوارتيني ،ريجارد استروب" ،االقتصاد واالختبار العام والخاص" ،ترجمة:
عبد الفتاح عبد الرحمن ،عبد العظيم محمد ،دار المريخ ،المريخ للنشر ،الرياض ،1999 ،ص
.308
من خالل الشكل إذا تم افتراض الوضع التوازني عند النقطة Aوأن Iالطلب الكلي يتكون
من C1+ I1 + G1إلى C2+ I2 + G2ولم يستطع العرض الكلي بالطلب سوف يؤدي ذلك غلى
ظهور الفجوة التضخمية وإذا ما استمرت زيادة الطلب وتوقف العرض عن الزيادة يؤدي ذلك
للتضخم غير المرغوب فيه لذلك يجب على الدولة التدخل وتخفيض حجم اإلنفاق حتى يؤدي ذلك
لتراجع الطلب للنقطة التوازنية وتتراجع األسعار ويتراجع حجم الدخل الذي بدأ يولد التضخم
وبالتالي يمكن معالجة هذا االختالل بواسطة تخفيض اإلنفاق العام.
()1
رمزي زكي" ،انفجار العجز" ،مرجع سابق ،ص ص 160-159
57
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
زيادة أسعار هذه السلع حتى تتساوى مع تكلفتها ،ولكن إذا لم يكن باستطاعة الدولة إلغاء الدعم
مباشرة نتيجة لعدة أسباب يمكن ان تلجأ إللغائه بالتدريج شريطة ان تتوصل تلك األساليب إل
تحقيق خفض مستمر وملموس لنسبة تكاليف الدعم السلعي إلى اإلنفاق العام اإلجمالي خالل فترة
اإلصالحات التي تقوم بها الدولة ،وبالتالي إذا استطاعت الدولة ان تقوم بهذه السياسة فسوف
تنقص نفقات كبيرة تعتبر من اهم أسباب تفاقم العجز.
-2.2التخلص من الدعم االقتصادي
يعتبر وجود مؤسسات اقتصادية تابعة للدولة وتحقيقها لخسائر كبيرة ومتتالية من أبرز
األسباب الرئيسية لتفاقم عجز الموازنة نظرا للنفقات الموجهة لهذه المؤسسات الفاشلة ،بحيث
يعتبر التخلص من دعم هذه المؤسسات من اهم الحلول لتخفيض عجز الموازنة ويكون ذلك عن
طريق التخلص منها بكل األساليب المتاحة سواء بيعها للقطاع الخاص او إعادة هيكلتها.
-3.2الضغط على النفقات الموجهة والتعليم
تعتبر النفقات الموجهة لقطاع الصحة وقطاع التعليم من أكبر النفقات حجما فهي تمثل نسبة
كبيرة من اإلنفاق العام لذلك ال بد للدولة ان تعيد النظر في حجم هذه النفقات وبالتالي التحكم الجيد
في نفقات الصحة والتعليم من أبرز العوامل التي تساعد على تقليص عجز الموازنة العامة للدولة
ويكون ذلك بالتوقف عن التوسع في بناء المستشفيات والمدارس العامة وإفساح المجال أمام
القطاع الخاص كي يستثمر في هذا القطاع وبالتالي يخفف العبء على ميزانية الدولة جراء
االموال الكبيرة التي تصرف على قطاع الصحة وقطاع التعليم.
-4.2تغيير سياسة الدولة تجاه التوظيف
بمعنى أن ترفع الدولة يدها تدريجيا عن االلتزام بتوظيف ،وذلك من أجل تخفيض بند
األجور والمرتبات في الموازنة من جهة ،وحتى يتسنى إعادة النشاط لعالقات العرض والطلب في
سوق العمل من جهة أخرى ،لذا البد من وضع سياسة تشغيلية محكمة ال تضر بالمجتمع من جهة
أي امتصاص البطالة ومن جهة أخرى ال تنعكس على سلبا التوازن المالي للدولة.
-5.2امتناع الدولة عن الخوض في المجاالت االستثمارية
خصوصا تلك المجاالت التي تنافس القطاع الخاص أو األجنبي وأن تركز الدولة على
المجاالت المتعلقة بتشييد البنية التحتية وتلك المشاريع التي تكمل القطاع الخاص.
58
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
المبحث الثالث :دور اإليرادات العامة في عالج عجز الموازنة العامة للدولة
يعتبر اللجوء للتأثير في اإليرادات العامة للدولة من اهم الوسائل المستخدمة في عالج عجز
الموازنة العامة للدولة ،بحيث تعتبر اإليرادات العامة من أهم األدوات المستخدمة لعالج العجز في
الموازنة العامة وذلك لما لها من تأثيرات مباشرة وفعالة وسريعة في عالج هذا العجز وفي تمويل
اإلنفاق العام ،وتختلف آليات استعمال اإليرادات العامة باختالف اإليرادات المتاحة للدولة،
وباختالف الوضعية االقتصادية وباختالف حدة العجز الذي تعاني منه الدولة ،فكل هذه العوامل
تبين كيفية لجوء الدولة الستعمالها من اجل تمويل نفقاتها العمومية ،فاالستعمال الصحيح والسليم
لهذه األدوات يساعد الدولة على تخطي ازمتها ولكن استعمالها الخاطئ يؤدي للوقوع في مشاكل
اقتصادية وخيمة ال يمكن الخروج منها بسهولة كتخبط الدولة في مديونية كبيرة او الوقوع في
ازمة تضخم يصعب القضاء على موجاته المدمرة لذلك ال بد من التخطيط الجيد الستعمال
اإليرادات في تمويل عجز الموازنة.
المطلب األول :تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة االقتراض
تلجأ الحكومة إلى االقتراض بك أنواعه من اجل تمويل عجز الموازنة العامة وقد يكون هذا
االقتراض داخليا ،او خارجيا ،بحيث يتم تحديد نوعية القرض ومبلغه ومدة االكتتاب وكل الشروط
المتعلقة بالقرض ،وتتوقف طبيعة القرض على عدة عوامل اهمها المبالغ التي تحتاجها موازنة
الدولة ومدى استعداد الجهة المقرضة لتقديم هذه المبالغ من جهة وعلى الوضعية االقتصادية
السائدة للدولة من جهة اخرى ،وبالتالي فالظروف العامة التي تعيشها الدولة هي من بين العوامل
التي تحدد معالج االقتراض الذي سوف تلجأ إليه فقد يكون قرضا داخليا وقد يكون قرضا خارجيا.
-1تمويل عجز الموازنة بواسطة االقتراض الداخلي
هناك العديد من اشكال االقتراض الداخلي حيث تلجأ إليها الدولة عندما تكون هناك قدرة
تمويل محلية ومن اهم المصادر هي البنك المركزي والبنوك التجارية او االقتراض من
1
الجمهور.
وتعتبر سندات الخزينة العمومية من اهم المكونات الرئيسية للدين العام الداخلي بالعملة
الوطنية فيمكن ان تكون سندات بمدة ثالثة أشهر أو سندات من فئة ستة أشهر او سندات من فئة
السنة بحيث تختلف نسب الفوائد اإلسمية المدفوعة باختالف الفئات ،وفي الغالب ما تقوم الدولة
()1
زغلول رزق" ،اتجاهات الدين العام المحلي في مصر وكيفية إدارته" ،مجلة االقتصاد والعلوم السياسية ،العدد ،13جامعة
القاهرة ،2002 ،ص .06
59
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
بوضع إجراءات لالكتتاب في هذه السندات من اجل تشجيع الجمهور والمؤسسات غير المصرفية
والجهاز المصرفي لالكتتاب فيها ،فنجاح هذه القروض يعتمد على توفر فائض السيولة ومدى
الثقة بالحكومة ،إضافة إلى مدى قدرة الدولة على المحافظة على القيم الحقيقية للقروض للمحافظة
على أموال الشخص المكتتب ومن بين اهم وأبرز المحددات التي تحكم القروض الداخلية ما يلي:
-1.1قدرة االقتصاد الوطني عل تقديم القروض
فترتبط هذه المقدرة بمدى قدرة البلد على االدخار أي حجم المواد التي يستهلكها األفراد من
الدخول المحققة في فترة معينة وهو بدوره يتوقف على حجم الدخل الوطني وحجم االستهالك
الوطني ،وبالتالي فغن قدرة االقتصاد على تقديم القروض ترتفع عند ارتفاع الدخل القومي او
انخفاض االستهالك.
-2.1قدرة االقتصاد على خدمة القروض
ينجر عن لجوء الدولة إلى الدين العام الداخلي التزامات مستقبلية واجبة السداد عندما يحين
تاريخ االستحقاق وهو األمر الذي يجب اخذه بعين االعتبار عندما تقوم بالحصول على هذا
القرض فيجب ان تحاول الحكومة توجيه القرض إلى المجاالت اإلنتاجية التي تحقق عوائد في
المستقبل تساعد على تسديد خدمة القروض ،ولكن غالبا ما تستخدم هذه القروض لتغطية نفقات
استهالكية وهو ما يشكل عبئا على موازنة الدولة يؤدي إلى إضعاف المركز المالي للدولة.
-3.1وجود سوق واسعة ومنظمة لألوراق المالية
والتي تتيح المجال لتداول السندات وغيرها من أدوات الدين العام وترفع من رغبة األفراد
في شراءها وذلك نظرا للسيولة العالية التي تتمتع بها.
وبشكل عام يمكن االعتماد على هذه االدوات في تمويل عجز الموازنة العامة للدولة ،غذا ما
تم توفير البيئة المناسبة والمالئمة لهذه اآللية من جهة وان ال تكون قيمة العجز كبيرة وتكون
أسبابها أسباب هيكلية ،إضافة إلى ذلك ال بد ان تتجاوز نسبة القروض الداخلية نسبة معينة من
الدخل الوطني ،وتلك النسبة تتحكم فيها األوضاع االقتصادية السائدة للدولة.
-2تمويل عجز الموازنة العامة عن طريق االقتراض الخارجي
تلجأ الدولة لهذا االقتراض عندما تعجز مصادر التمويل الداخلية بما فيها االقتراض عن
توفير التمويل الضروري ،أو تكون الدولة بحاجة لعمالت أجنبية لتغطية عجز ميزان مدفوعاتها،
وبالتالي نالحظ ان الدولة تلجأ لهذا النوع من االقتراض عندما ال تكون المصادر الداخلية
لالقتراض كافية لتمويل عجز الموازنة العامة لذلك تلجأ للمصادر الخارجية ألنه هو السبيل الوحيد
60
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
لعالج وتمويل هذا العجز ،فهو عبارة عن عقد يربط الدولة مع المؤسسات المالية الدولية كصندوق
النقد الدولي والبنك الدولي وأيضا المؤسسات اإلقليمية بحيث يكون هذا العقد بالعمالت األجنبية.
فيعتبر هذا النوع من األدوات غير التضخمية لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة ويستعمل
لسد نفقات الدولة بالعمالت األجنبية ،وذلك عند قصور المدخرات المحلية عن توفير متطلبات
حاجات النفقات العامة ،فتوفر هذه القروض قوة شرائية جديدة للدولة ومنه زيادة كمية الموارد
االقتصادية وهو ما يؤدي إلى زيادة الثروة الوطنية ومنه زيادة الموارد االقتصادية المتاحة
1
لالستعمال.
ولقد لجأت معظم الدول النامية لهذا النوع من االقتراض خصوصا في فترة الثمانينات من
القرن الماضي وتوسعت فيه وهو ما وفر لها مصدرا من مصادر التمويل من جهة ووسع ثقل
المديونية الخارجية من جهة أخرى وبالتالي نقول أن هذا النوع من االقتراض يكلف الكثير بالنسبة
للدول التي تلجأ إليه ،وتلجأ الدولة إلى هذا النوع من االقتراض في حالة عدم توفر مصادر
التمويل الداخلية من أجل تمويل عجزها الموازي ،وبالتالي عدم كفاية المدخرات المحلية لتمويل
المشاريع الضرورية للتنمية يؤدي للجوء القروض وتختلف طبيعة القروض الخارجية وشروطها
2
باختالف الجهة المقرضة وبشكل عام تقسم مصادر القروض الخارجية إلى:
-1.2القروض من البنوك التجارية وأسواق المال الدولية
وتمنح هذه القروض وفقا ألسعار السوق بأسعار فائدة مرتفعة وفترات استحقاق قصيرة،
وما تتميز به أن الحصول عليها سريع مقارنة بالمصادر األخرى.
-2.2القروض الحكومية الرسمية
وتعرف هذه القروض بالقروض الثنائية وتمنح بموجب اتفاقيات رسمية بين الدول بحيث
تختلف شروطها من دولة ألخرى ،وشروطها عادة ما تكون أسهل من حيث سعر الفائدة وفترة
االستحقاق من القروض التجارية.
-3.2القروض من المنظمات الدولية:
وتعرف هذه القروض بالقروض المسيرة وتقدم من طرف الهيئات والمنظمات الدولية مثل
صندوق النقد والبنك الدولي ومن بين مميزاتها انها تمنح بشروط ميسرة من حيث أسعار لفائدة
()1
حامد دزار" ،مبادئ االقتصاد العام" ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،دون سنة نشر ،ص .344
()2
عجام هيثم صاحب ،سعود علي محمد" ،فخ المديونية الخارجية للدول النامية األسباب واالستراتيجيات" ،دار الكندي للنشر
والتوزيع ،األردن ،2006 ،ص .75
61
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
وفترة االستحقاق وفي الغالب ما تكون موجهة ألغراض معينة ولكن بالرغم من أهمية هذا
المصدر إال أنه أصبح في السنوات االخيرة سببا رئيسيا للكثير من األزمات االقتصادية التي تعاني
منها الدول النامية بسبب التدخالت والقيود التي تفرضها الجهات المقرضة على هذه الدول.
ويمكن أن تكون هذه القروض الخارجية سببا رئيسيا في ارتفاع مديونية الدولة غذ ما تمادت
في استعمالها فعوض ان تكون أداة لعالج عجز الموازنة بشكل خاص واالختالالت االقتصادية
بشكل عام تكون وسيلة لتفاقم أزمتها االقتصادية مثل تزايد العجز في ميزان المدفوعات ،كما انها
تعد سببا في انخفاض االحتياطات النقدية الدولية ،أما أثرها على الموازنة العامة للدولة فيكمن في
زيادة أعبائها فتشكل مبالغ خدمة الدين الخارجي ممثلة في األقساط والفوائد جزءا هاما من نفقات
الموازنة العامة وهو األمر الذي يؤدي عند زيادتها غلى الحد من حرية التصرف في الموازنة
العامة ،ما يؤثر سلبا على تحقيق أهداف السياسة الميزانية.
المطلب الثاني :تمويل عجز الموازنة اإلصدار النقدي الجديد
يعتبر اإلصدار النقدي الجديد كأسلوب لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة وذلك عن طريق
خلق كمية إضافية من النقود بدون تغطية ،فهذه السياسة التي تعد تمويال بالعجز أو تمويال هي
زيادة تستهدف بها الدولة تمويل الزيادة في اإلنفاق الحكومي ،ألنه يترتب على إصدار النقود
الجديدة غير المغطاة ارتفاعا في األسعار وهذه الضغوط تفاوت قوتها على حسب مرونة الجهاز
اإلنتاجي ،ونظرا لما لهذه الطريقة ن آثار سلبية على االقتصاد فغن الدول نادرا ما تلجأ إليها في
عملية تمويل عجز الموازنة العامة ،وتستند في القيام باإلصدار النقدي الجديد على سلطتها في
اإلشراف على النظام النقدي وتوجيهه ،وتقوم بتحديد القواعد التي يسير بمقتضاها وتحديد كمية
اإلصدار.
-1مبررات اإلصدار النقدي الجديد
غالبا ما تكون عملية اإلصدار النقدي الجديد أمرا متعمدا كأحد وسائل السياسة الميزانية التي
تستخدمها لتحقيق أهدافها االقتصادية وأهمها تحقيق آثار توسعية على االقتصاد من اجل حثه على
النمو وتحقيق التشغيل الكامل فالهدف من هذا التمويل هو التعويض عن النقص الفعلي الكلي
بسبب وجود جهاز إنتاجي معطل فارتفاع الطلب الكلي يؤدي في هذه الحالة إلى ارتفاع حجم
التشغيل واإلنتاج الكلي وإلى رفع مستوى التشغيل نظرا لمرونة الجهاز اإلنتاجي او يستعمل خالل
الحروب لمواجهة المستويات المتزايدة من اإلنفاق حيث تعجز الموارد االعتيادية في الغالب على
تغطيتها ،فيرى آرثر لويس ان التضخم ي حاالت معينة له بعض الفوائد وأنه يصاحب دائما عملية
62
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
النمو االقتصادي السريع في العديد من الدول ويمكن اعتباره عامل مساعد على النمو بشرط ان
يكون في حدود معينة إضافة إلى ذلك يعتبر اإلصدار النقدي الجديد الملجأ األخير الذي تلجأ إليه
الدولة من اجل تمويل عجز الموازنة العامة وإن كان هناك بعض االقتصاديين يرون إمكانية
االعتماد على اإلصدار النقدي حتى مع وجود إمكانية القتراض من القطاع الخاص وذلك إذا كان
هذا االقتراض سيؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة ومنه التأثير على مستوى االستثمار ،ويمكن ان
تلجا الدولة من اجل استهالك القروض العامة إلى اإلصدار النقدي الجديد ،وترى النظرية الكينزية
ان اللجوء إلى اإلصدار النقدي الجديد في ظل النظام الرأسمالي ما دام هناك نقص في التشغيل
والجهاز اإلنتاجي يكون مرن شرط ان تتوقف الدولة عن عملية اإلصدار بمجرد ارتفاع مستوى
التشغيل إلى مستوى التشغيل التام ،اما الدول النامية فال يمكن لها أن تلجأ لإلصدار النقدي الجديد
إال إن كان موجها لالستثمار أو ان يستعمل بكميات صغيرة لكي ال تنجر عليه آثار تضخمية
1
وخيمة.
-2آلية تمويل اإلنفاق الحكومي بواسطة اإلصدار النقدي الجديد
يمكن توضيح آلية تمويل اإلنفاق الحكومي عن طريق اإلصدار النقدي الجديد من خالل
الشكل التالي:
()1
إبراهيم متولي حسن المغربي" ،اآلثار االقتصادية بالعجز من منظور الفقه اإلسالمي واالقتصاد الوضعي" ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،2010 ،ص .44-43
63
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
الشكل رقم ( :)4-IIأثر زيادة اإلنفاق الحكومي للدولة عن طريق اإلصدار النقدي الجديد
سعر الفائدة
Lm0
Lm2
I2
I1
I0
IS2
IS1
IS0
Y1 Y2 Y3 y
من خالل الشكل وباستعمال النموذج الكينزي ( )ISLMنالحظ ان زيادة النفقات العامة تؤدي
إلى انتقال ISمن IS0إلى ،IS1وعندما يتم تمويل الزيادة في اإلنفاق الحكومي بواسطة إصدار
النقود الجديدة سوف يزداد الرصيد النقدي وتزداد الثروة ومنه يزداد االستهالك وبالتالي ينتقل IS1
إلى IS2وذلك لزيادة االستث مارات ،فيرتفع الطلب الكلي على النقود وذلك بدرجة أقل من زيادة
المعروض النقدي لينقل LM0إلى LM2وبالتالي يرتفع الدخل ،ومنه عندما يرتفع اإلنفاق
الحكومي بقسميه Y1إلى ،Y2ومنه عندما يرتفع اإلنفاق الحكومي بقسميه الجاري واالستثماري
ويتم تمويله مرة ثانية بواسطة اإلصدار النقدي الجديد فإن التوسع المستمر في السيولة الزائدة
سوف يدفع األفراد إلى االتجاه الستبدال األصول المالية المحلية لعقارات داخلية أو بأصول مالية
خارجية وبالتالي ظهور ما يعرف بالدولرة من خالل تزايد الطلب على العمالت األجنبية 1.وعليه
فإن التوسع في العرض النقدي يؤدي إلى خفض سعر الفائدة وجذب االستثمارات اإلضافية التي
()1
علي كنعان ،مرجع سابق ،ص .381
64
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
تؤدي إلى زيادة الطلب الكلي إلى غاية نقطة التشغيل التام ،حيث ان أي زيادة بعد هذه النقطة
1
تؤدي إلى حدوث تضخم.
ولذلك قبل التطرق إلى آلية تأثير سياسة اإلنفاق الحكومي الممولة عن طريق اإلصدار
النقدي يجب إدخال السوق النقدي في تحليل أثر المزاحمة ومدى تأثيرها على استثمار القطاع
الخاص ،وعموما يمكن القول أن مواصلة الحكومة في تمويلها لعجز الميزانية بواسطة اإلصدار
النقدي الجديد يعتبر بمثابة عالج مشكلة بمشكلة اخرى وذلك رغم الحجج التي جاء بها انصار
النظرية الكينزية والتي تؤدي النتهاج الدولة لسياسة التمويل التضخمي من اجل تغطية العجز في
الموازنة العامة في ظل عدم كفاية الموارد المحلية.
المطلب الثالث :تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة الضرائب
تعتبر الضريبة من اهم الركائز األساسية لميزانية الدولة فنجد ان معظم الدول تحاول دائما
تطوير هيكلها الضريبي من اجل تحصيل أكبر قد ممكن من اإليرادات الضريبية ،وتعمل جاهدة
لمكافحة التهرب الضريبي بجميع انواعه ومعاقبة المتهربين من دفع الضرائب ،ففي الدول
المتقدمة يقدمون الضريبة لما لها من دور فعال في تمويل الموازنة العامة للدولة لذلك نجد أن
اإليرادات الضريبية تحتل نسبة عالية من إيرادات الميزانية على عكس ما هو موجود في الدول
النامية فهي تمثل نسبة قليلة ومحتشمة بسبب هشاشة االنظمة الضريبية في هذه الدول التي
ساعدت على تفشي ظاهرة التهرب الضريبي وتدني الموارد المالية للموازنة واتساع الفجوة بين
اإلنفاق العام واإليرادات العامة وبالتالي تزايد العجز في الموازنة العامة ،لذلك فغن إعادة إصالح
االنظمة الضريبية والسهر على تنظيم القطاع لضريبي يؤدي إلى التقليل من هذه اآلثار ،وتعتبر
السياسة الضريبية من اهم االدوات التي تستخدمها الدول لتمويل عجز الموازنة العامة وذلك سواء
رفع نسب ضرائب معينة او استحداث انواع جديدة من الضرائب.
-1استخدام الضرائب المباشرة في تمويل العجز
يمكن للدولة ان تؤثر في العديد من نسب الضرائب المباشرة لكي تستعمل حصيلتها في
تمويل عجز الموازنة العامة ومن أبرز هذه الضرائب المباشرة التي يمكن للدولة ان تؤثر فيها ما
2
يلي:
()1
عايب وليد عبد الحميد" ،اآلثار االقتصادية الكلية لسياسة اإلنفاق الحكومي" ،مكتبة حسين المصرية للطباعة والنشر ،لبنان،
،2010ص .180
()2
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة في العالم الثالث" ،مرجع سابق ،ص .233
65
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
66
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
الضريبة هنا مدرجة ضمن ثمن السلعة والخدمة التي يقتنيها الفرد ومن اهم الضرائب غير
1
المباشرة التي تساهم في تمويل عجز الميزانية للدولة ما يلي:
.1ضرائب اإلنتاج
يقوم المنتجين نقل هذه الضريبة إلى المستهلكين باعتبار أن المنتج تفرض عليه هذه
الضريبة عندما تمر السلعة بمرحلة اإلنتاج النهائي وبالتالي يمكن له ان يحملها للمستهلك ،وتعتبر
هذه الضرائب من أبرز الضرائب غير المباشرة والتي تدر أمواال كبيرة لخزينة الدولة بسبب
سهولة جبايتها لذلك ففي الغالب تستعمل هذه الضرائب في تمويل عجز الموازنة العامة للدولة.
-2.2الضرائب الجمركية
وهي تلك الضرائب التي تفرض على عمليات التجارة الخارجية وتكتسي هذه الضرائب
اهمية بارز ة في تمويل الموازنة لمرونتها واتساع نطاقها خصوصا وأن حركة السلع والخدمات
نشطة في مجال التجارة الخارجية لذلك تعتبر حصيلة هذه الضرائب حصيلة هامة بالنسبة لتمويل
عجز الموازنة العامة للدولة.
-3.2الضريبة على القيمة المضافة
تفرض الضريبة على القيمة المضافة على الزيادات التي تتحقق في قيمة اإلنتاج في كل
مرحلة من مراحل اإلنتاج والتوزيع ،وتتميز الضريبة على القيمة المضافة بوفرة حصيلتها
وخصوصا غذا تم االختيار الجيد لنسبتها وطرق جبايتها وتحصيلها بحيث تتصف بالديمومة طوال
العام دون التقيد بفترة زمنية محددة وتعتبر أخف وقعا على المكلفين بدفعها الندماج قيمتها في
أسعار السلع التي يقومون بشرائها وبالتالي ال يشعر بها المكلف لذلك غالبا ما تستعملها الدولة
لتمويل العجز في موازنتها لما لها من مرونة ومميزات تجعلها من أهم الضرائب المستخدمة في
عملية التمويل.
وبالتالي من اجل نجاح السياسة الضريبية في تحقيق مهامها وأهدافها ال بد للدولة ان تقوم
ببناء هيكل ونظام ضريبي مبني على أسس وقواعد سليمة وقوية تمكنها من الصرامة في تطبيق
القوانين والسهر على جباية مختلف اإليرادات الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي توعية األفراد
بمدى واهمية الضريبة في الحياة االقتصادية ،ألن الضريبة تعتبر سالح ذو حدين لذا ال بد ان تقوم
السياسة الضريبية على أسس علمية من اجل تحديد اإلمكانيات الضريبية والتي بإمكانها ان تكون
()1
رمزي زكي " ،الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز العامة في العالم الثالث" ،مرجع سابق ،ص .252
-رمزي زكي"" ،انفجار العجز ،مرجع سابق ،ص .191
67
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
دعما لإليرادات من اجل مواجهة عجز الموازنة العامة للدولة وعليه يجب مراعاة االعتبارات
التالية:
-األخذ بعين االعتبار تحقق العدالة االجتماعية والتي تستدعي ضرورة تناسب العبء
الضريبي مع القدرة على الدفع.
-األخذ بعين االعتبار المرونة التي تعتبر ضرورة لتحريك الحصيلة الضريبية في اتجاه
يوافق دائما زيادة الدخل والناتج.
68
عجز الموازنة العامة للدولة آليات عالجه الفصل الثاني
تناولنا في هذا الفصل اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة للدولة ودور أدوات سياسة
الميزانية في عالج العجز الموازني باستخدام السياسة االنفاقية أو استخدام اإليرادات العامة
وتوصلنا الستخالص أن
مفهوم عجز الموازنة يختلف عبر المدارس االقتصادية بحيث الحظنا أن المدارس االقتصادية لم
تكن على درجة واحدة من اإلنفاق واالختالف ،فالمدرسة الكالسيكية بزعامة آدم سميث ال ترى
أهمية لخلص عجز في الموازنة العامة اما كينز فدعا إلى تجاوز أفكار آدم سميث ونادى بتدخل
واسع للدولة في النشاط االقتصادي وتبني العجز المقصود ،اما المدرسة الكالسيكية الحديثة تحت
زعامة ملتون فريدمان فقد جمعت بين أفكار آدم سميث الرافضة لعجز الموازنة وأفكار كينز التي
تدعو لخلق عجز في الموازنة العامة للدولة وكل هذه المدارس تنطوي تحت لواء االقتصاد
الرأسمالي ،اما الفكر االشتراكي فيجيز تدخل الدولة في النشاط االقتصادي على أوسع نطاق
باعتبار أن الدولة التي تقوم بتنظيم اإلنتاج وتوزيع الداخل القومي ،وبالتالي يمكن لها أن تقترض
من أجل سد العجز في الموازنة العامة.
تعتبر السياسة اإلنفاقية من أبرز التي لها فعالية كبيرة في عالج عجز الموازنة العامة
للدولة لما لها من تأثير كبير في حجم النفقات العامة سواء بترشيد اإلنفاق العام او تخفيضه ويكون
ذلك على حسب الوضعية االقتصادية للدولة ،فقيام الدولة بترشيد اإلنفاق العام وتوجيهه ألوجهه
السليمة فسيؤدي ذلك لتخفيف العبء على موازنة الدولة.
يعتبر التأثير في اإليرادات العامة من أبرز الوسائل البارزة في عالج عجز الموازنة العامة
للدولة ،وتختلف فعالية اإليرادات العامة باختالف نوع اإليراد المستعمل في عالج العجز بحيث
تعتبر اإليرادات العادية من أهم اإليرادات الفعالة في عالج العجز والتي ال تنجر عليها آثار سلبية
على عكس اإليرادات غير العادية سواء كانت قروض او إصدار نقدي ،ومنه يجب العمل على
تنمية اإليرادات العادية بشتى انواعها من اجل إنعاش إيرادات الموازنة وبالتالي زيادة حصيلة
اإليرادات وهو ما يؤدي لمسايرة اإلنفاق المتزايد وبالتالي تفادي الوقوع في عجز مالي.
69
الفصل الثالث
فعالية الجباية في تمويل عجز
الموازنة العامة للجزائر
70
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
إن النشاط المالي للدولة التي يرتبط بدورها ،ذلك أن اتساع دورها يقتضي توسعا في نفقاتها
العامة وان هذا التوسع في النفقات يتطلب حصولها على أكبر قدر من الموارد المالية ،وتمثل
اإليرادات العامة مجموع األموال التي تحصل عليها الدولة في شكل تدفقات نقدية من أجل تغطية
نفقاتها العامة .وتعتمد الدولة على مصادر متعددة لإليرادات العامة وتختلف أهمية هذه المصادر
حسب النظام االقتصادي السائد ومدى تقدم الدولة والنظام السياسي المتبع ،وتنقسم هذه اإليرادات
العامة إلى إيرادات غير جبائية تتمثل في إيرادات أمالك الدولة ،والثانية في اإليرادات الجبائية
والمتكونة من رسوم وضرائب أما الثالثة فتضم كل اإليرادات العامة المتمثلة القروض العامة
والوسائل النقدية.
لقد اتبعت الجزائر غداة االستقالل استراتيجية تنموية وفق نظرة اشتراكية قائمة على أساس
التخطيط المركزي وهيمنة القطاع العام على االقتصاد وقد تبينت أهمية قطاع المحروقات في
تحقيق التنمية ،لذلك ارتبط االقتصاد الجزائري ارتباط وثيقا بعامل تحكمه التغيرات في األسواق
الدولية ،أال وهو النفط وفي عام 1986حدثت صدمة نفطية تزعزع االقتصاد وظهرت اختالالت
في االقتصاد الكلي مما استدعى القيام بإصالحات اقتصادية موسعة حيث تم التخفيف من تبعية
السياسة الميزانية لإليرادات النفطية بحيث تبنى قانون اإلصالح الضريبي سنة 1992وتبنى كذلك
استراتيجية تصحيح مدعمة من طرف المؤسسات المالية الدولية من اجل الدخول في اقتصاد يعتمد
على آليات السوق الحر ،ومع بداية األلفية الثالثة عرف االقتصاد الوطني انتعاشا ال سيما بعد
ارتفاع أسعار المحروقات ،حيث شرعت الحكومة في انتهاج سياسة توسيعية وذلك عبر
استثمارات عمومية ضخمة على طول فترة ( )2001-2014مستغلة في ذلك تحسين أسعار النفط،
معتمدة على الجباية البترولية التي وصلت %70من اإليرادات العامة خالل نفس الفترة ،مما
يؤدي إلى تأثر الموازنة العامة بشكل مباشر بالتغيرات التي تسجلها أسعار النفط في األسواق
العالمية ،في ظل هذه المعطيات تعد الضريبة من أنجع الوسائل لتمويل الموازنة العامة.
وعليه ينقسم هذا الفصل إلى مبحثين ،األول يتناول طبيعة العجز في الجزائر أما المبحث
الثاني جاء فيه تمويل الموازنة العامة في الجزائر.
71
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
72
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
محتشمة تروحت بين 15٪و ٪25من هذا المجموع .ويمكن إرجاع ذلك الى نمط التسيير المنتهج
في هذه الفترة وهو التسيير الذاتي الذي تم تطبيقه في الميدان الفالحي نظرا لسيطرة هذا القطاع
على االقتصاد آنذاك ،أين كانت مساهمته في الناتج القومي تمثل ٪16.4وكذلك ضعف القطاع
الصناعي بعد رحيل األطر الفرنسية وقلة المارد المالية ،حال دون التدخل الكبير للدولة مما ادى
الى تحقيق معدالت نمو بلغت ٪4.8-سنة ،1966اما بالنسبة البطالة بلغت في نفس السنة
.٪32.9
-2فترة التخطيط ()1970-1990
خالل هذه الفترة نرى ان السياسة الضريبية بالجزائر اعتمدت بشكل على الجباية البترولية
التي انتقلت من ٪24.7من مجموع االيرادات سنة 1970الى حوالي ٪50من هذا المجموع سنة
،1985مع تجاوزها لنسبة ٪60سنوات 1981،1980،1971نظرا الرتفاع اسعار البترول
بالمقابل عرفت الجباية العادية نوعا من االنخفاض ،اذ انتقلت من ٪ 75.3من مجموع الجباية
الكلية سنة 1970الى حوالي ٪50من هذا المجموع سنة ،1985مع تحقيق ادنى مستوى لها سنة
1981بنسبة ،٪33.6وهذا ما أدى الى بنفس الهيكل الجبائي خارج المحروقات ،مع الرفع النسبي
للضرائب خاصة الضريبة على االنتاج وعلى األجور ،غير ان انخفاض المحروقات سنة 1986
أدى الى تفاقم العجز مما جعل الجزائر تتبنى سياسة ميزانية متشددة مستمدة من أدبيات صندوق
النقد الدولي ،والتي ظهرت من خالل تخفيض النفقات و االجور ،كما عملت الحكومة على تطبيق
إصالح ضريبي بإدراج تدابير جديدة ،وسعت الى اجراء اصالح عميق في القطاع العمومي من
خالل تقليص عجزه عن طريق آلية التطهير اآللي للمؤسسات ،ولمواجهة عجز الموازنة قامت
الحكومة بتخفيض قيمة الدينار منذ سنة 1987بشكل تدريجي ليفقد ٪52من قيمته االسمية.
-3الفترة االنتقالية()1991-1998
شرعت الجزائر في تطبيق مجموعة من االصالحات االقتصادية من اجل تغيير نمط تسيير
االقتصاد والتخفيف من تبعية السياسة المالية لإليرادات النفطية ،بحيث تم تبني قانون االصالح
الضريبي سنة ،1992كما عرفت االيرادات نوعا من التحسن نتيجة ارتفاع اسعار النفط بسبب
حرب الخليج ،وعموما يمكن القول أن السياسة الميزانية المنتهجة في إطار سياسات التصحيح
الهيكلي أثرت نسبة كبيرة في عجز الموازنة من خالل تقليص نسبة العجز بالنسبة للناتج المحلي
الخام من ٪8.7سنة 1993لتصل الى ٪1.4سنة ،1995لتحقق الموازنة فائضا ٪3عام 1997
73
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
وكل هذه النتائج االيجابية كان سببها انتهاج سياسة انكماشية تهدف الى تقليص العجز باعتمادها
1
على استراتيجية منذ 1994تتكون من أربعة محاور وهي :
-العمل على تحرير االسعار المحلية وإدخال زيادات تدريجية على الرسوم وااليجارات في
اتجاه الوصول الى مستويات الخاصة بها.
-تنفيد إصالحات هيكلية بواسطة إبرام عقود األداء بما فيها خصخصة خل وكاالت استيراد
و الوكاالت العقارية العامة.
-مبادلة ما قيمته 279مليون دج من الديون المصرفية على وكاالت استراد االغدية
والوكاالت العقارية العامة والمرافق االخرى بسندات حكومية طويلة األجل.
ويمكن تتبع رصيد الموازنة العامة خالل هذه فترة االصالحات االقتصادية من خالل
الجدول التالي:
الشكل رقم ( :)1-IIIتطور رصيد الموازنة العامة خالل الفترة 1998/1994الوحدة مليار دج
1998 1997 1996 1995 1994 السنة
774.5 926.7 825.2 611.7 477.2 ايرادات
الموازنة
875.1 845.2 724.6 759.6 566.4 نفقات
الموازنة
101.2- 81.5+ 100.6+ 147.9- 89.2- رصيد
الموازنة
المصدر :من إعداد الطالب باالعتماد على البنك الجزائر
من خالل الجدول نالحظ انخفاض في عجز الموازنة وصل 89.2مليار سنة 1994بعدما
كان 162.3-مليار في سنة 1993ن ولكن في سنة 1996استطاعت الجزائر أن تحقق فائص
بقيمة 81.5مليار بسبب ارتفاع اسعار النفط ن حيث بلغ 21.6دوالر سنة 1996و 19.49سنة
، 1997ولكن تحول الفائض الى العجز حيث وصل العجز الى 101.2-مليار بسبب انهيار
اسعار النفط الذي وصل سعره الى 12.85دوالر ،ما اثر على ايرادات الجباية البترولية حيث
( ) 1كريم النشاشيبي وآخرون" ،الجزائر :تحقيق االستقرار والتحول إلى اقتصاد السوق" ،صندوق النقد الدولي ،واشنطن،1998 ،
ص 50
74
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
انخفضت االيرادات العامة من 926.7مليار سنة 1997الى 774.5مليار سنة 1998مما اوقع
الجزائر في عجز مالي كبير.
-4فترة االنعاش االقتصادي
إن عودة ارتفاع النفط بداية من سنة 1999اضفى نوع من الراحة المالية على هذه الفترة
تم استغاللها في بعث النشاط االقتصادي من خالل سياسة مالية تنموية ،عبر ما يسمى بمخطط
الدعم االقتصادي ،بحيث ارتفعت نسبة االنفاق العمومي من الناتج المحلي الخام من ٪28.31سنة
2000الى ٪34.87سنة .2003فمبلغ 155مليار دوالر الذي تم اعتماده خارج ميزانية الدولة
يعبر بوضوح رغبة الدولة في انتهاج سياسة مالية تنموية ذات طابع كينزي تهدف الى تنشيط
الطلب الكلي من خالل المشارع التنموية الكبرى مما ساهم في تحسن بعض المؤشرات
االقتصادية الكلية ،ولعل من اهمها انخفاض المديونية الخارجية الى حدود 4.88مليار دوالر سنة
،2007وارتفاع نسب النمو االقتصادي الى مستويات مقبولة.
المطلب الثاني :رصيد الميزانية
يمكن القول ان االنتعاش في اإليرادات المالية انعكس إيجابا على رصيد الموازنة العامة
للدولة ،فبعدما كان رصيد الموازنة سالبا سنة 1999بمقدار 11.2-مليار دينار جزائري ،تحول
هذا العجز إلى فائض خالل السنوات المالية إلى غاية ،2009ففي سنة 2000حققت الموازنة
العامة للدولة فائض بمقدار 40مليار دج وارتفع هذا الفائض ليصل إلى 1030.6مليار دج سنة
2005أما في سنة 2006فقد حققت الموازنة العامة فائضا يقدر بـ 1186.8مليار دج وبعد ذلك
تقلص هذا الفائض خالل 2007و 2008ليصل غلى 579.3مليون دج و 999.5مليار دج على
التوالي ،حيث كانت سنة 2009نقطة التحول في رصيد الموازنة فبعد األزمة المالية العالمية شهد
العالم ركودا اقتصاديا مس معظم دول العالم وانخفض الطلب العالمي على النفط وهو ما أدى إلى
انخفاض أسعارها ما أثر على إيرادات الجباية البترولية حيث انخفضت سنة 2009إلى 3676
مليار دج بعدما كانت 5190.5مليار دج سنة .2008
ولكن في سنة 2010ومع االرتفاع المحسوس ألسعار النفط ارتفعت معها إيرادات الجباية
البترولية حيث وصلت إلى 4392مليار دج وهو ما أدى إلى انخفاض العجز الموازي ليصل 74-
مليار دج ومع انتعاش أسعار النفط سنة 2011واصل عجو الموازنة العامة انخفاضه ليصل إلى -
63.5مليار دج سنة 2011نتيجة الرتفاع إيرادات الجباية البترولية أما سنة 2012فارتفع العجز
بشكل كبير ليصل إلى 758.6مليار دج جراء االرتفاع الكبير في اإلنفاق العامة فقد ارتفع من
75
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
5853.6مليار دج سنة 2011إلى 7169.9مليار دج سنة 2012منه ويعد قرابة عشرية من
الفوائض سجل إجمالي رصيد عمليات الخزينة عجزا بواقع %4.7من إجمالي الناتج الداخلي سنة
2012بعدما كان يمثل %1.2سنة 2011و %7.2سنة 2009وهي سنة الصدمة الخارجية ،في
حين تعززت قدرة تمويل الخزينة العمومية كما يعبر عن ذلك ارتفاع قائم ادخاراتها المالية لدى
بنك الجزائر سنة 2012والذي بلغ 5633.4مليار دج مقابل 5381.7مليار دج نهاية سنة 2011
و 4842.8مليار دج سنة 2010وبالنسبة إلى إجمالي الناتج الداخلي فتمثل قدرة التمويل %35.6
مقابل %37.1سنة 2011وذلك في ظرف يتميز بمستوى تاريخي منخفض لنسبة الدين العام
الداخلي إلى إجمالي الناتج الداخلي والذي يمثل %8.3وإذا كان تكوين قدرة التمويل للخزينة قد
ساهم في حماية المالية العامة من تقلبات أسعار المحروقات ومن الصدمات الخارجية المحتملة
فإنه من األجدر اإلشارة إلى تطور هيكل اإليرادات الخاصة بالميزانية أصبح يمثل عنصر هشاشة
1
نسبة إلى الهيكل الجديد لنفقاتها.
76
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
هي متكونة من كافة الضرائب التي تدخل صناديق الخزينة العمومية ،وأهمها ضريبة الدخل
اإلجمالي وضرائب أرباح المؤسسات اللتان أحدثا بمقتضى اإلصالح الضريبي لسنة .1991
-2.1الرسوم على رقم األعمال
تفرض على مجموع المواد االستهالكية ،وهي تحتوي على الرسم على القيمة المضافة
أساس ،والرسم الداخلية على االستهالك والرسم على المنتوجات البترولية.
-3.1الضرائب غير المباشرة
إذا كانت الضرائب على رقم األعمال تعتبر ضرائب عامة على االستهالك تفرض على
مجموع المواد االستهالكية ،فغن الضرائب غير المباشرة بمفهومها الضيق تعد ضرائب نوعية
على االستهالك ال تنصب على بعض المواد االستهالكية كالذهب والكحول.
-4.1حقوق التسجيل والطابع
هي تعرض على التداول القانوني باألموال كنقل حقوق الملكية وحق االنتفاع ،كما تفرض
على تصرفات القانونية ،اما حقوق الطابع فهي الضرائب المفروضة على األوراق الرسمية
(مدنية او قضائية) والتي تتخذ شكل طابع جبائي.
-5.1الحقوق الجمركية
تخضع لها مجموع السلع عند اجتيازها الحدود الوطنية بمناسبة استيرادها او تصديرها.
-2اإليرادات العادية الغير الجبائية
تحتوي الموارد العادية الغير الجبائية على الخصوص على حاصل أمالك الدولة،
والحواصل المختلفة للميزانية واإليرادات األخرى والتي تشتمل على كافة الموارد التي ال يكون
مصدرها الجباية أو أمالك الدولة ،نذكر من بينها :الغرامات ،التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات
المؤدات ،الموارد النظامية ،المساهمات والهبات والهدايا.
-3الجباية البترولية
هذا النوع من اإليرادات العامة يدرج نظريا ضمن اإليرادات الجبائية ،ألنه عبارة عن اقتطاعات
إجبارية تقوم بها اإلدارة المالية ،لكن الخصوصيات التي تميزه عن بقية اإليرادات الجبائية هي
التي جعلت المشرع الجزائري يفضل معالجتها في جزء منفصل خاص به فقط ،وهي تخضع
لقانون خاص بها ،ويتعلق األمر بالقانون المتعلق بنشاطات التنقيب البحث ،االستغالل ،النقل عبر
القنوات الخاصة بالمحروقات ،وتشتمل الجباية البترولية على الرسم المساحي السنوي ،الرسم
على الدخل البترولي والضريبة التكميلية على الناتج.
77
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
جدول رقم ( :)2-IIIتطور مكونات الموازنة العامة في الجزائر خالل الفترة -1993
2014
حاصل حاصل التسجيل ضرائب غير ضرائب الجباية الجباية اإليرادات النفقات السنة
الجمارك والطابع المباشرة المباشرة العادية البترولية العامة المالية
27.3 6.7 52.3 35.2 121.5 179.2 314 390.5 1993
47.9 6.9 77 44.4 176.2 222.2 477.2 461.9 1994
75.3 6.4 99.9 53.6 233.3 336.1 600.9 589.1 1995
84.4 9.2 129.7 67.5 290.8 496 825.2 724.6 1996
73.5 10.6 148.1 81.8 314 564.8 926.7 845.2 1997
75.5 11.4 154.9 88.1 329.9 378.6 774.5 875.7 1998
80.2 12.7 149.7 72.2 314.8 560.1 950.5 961.7 1999
86.3 16.2 148.5 98.5 349.5 1173 1578.1 1178.10 2000
103.7 16.8 165.5 112.2 398.2 956.4 1505.5 1321.00 2001
128.3 18.9 207.9 127.9 483 942.9 1603.2 1550.60 2002
143.8 19.3 213.8 148 524.9 1285 1974.5 1766.20 2003
138.8 19.6 168.9 168.1 495.4 1571 2229.7 1891.80 2004
143.9 19.6 235.8 241.2 640.5 2268 3082.8 2052.00 2005
114.8 23.5 324.5 258.1 720.9 2714 3639.9 2453.00 2006
133.1 28.1 295.9 309.6 766.7 2712 3687.9 3108.50 2007
78
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
المصدر :من إعداد الطالب اعتمادا على تقرير الديوان الوطني إلحصائيات وتقارير بنك
الجزائر .2014-2008
-1تطور إيرادات الجباية العادية
لقد عرفت الجباية العادية ارتفاعا منذ 1993بسبب مواصلة الحكومة إلصالحاتها للقطاع
الضريبي بهدف زيادة فعاليته ،وكذا الحد من التهرب والغش الضريبيين ،فلقد ارتفعت إيرادات
الجباية العادية من 314.8مليار دج سنة 1993إلى 766.7مليار دج سنة 2008ووصلت إلى
5719مليار دج سنة ،2014إال أن نسبة هذه اإليرادات من إجمالي اإليرادات العامة غير
مستقرة بسبب عدم استقرار النظام الضريبي في األساس والذي يمثل القاعدة األساسية للجباية
العادية ،فقد مثلت نسبة الجباية العادية إلى إجمالي اإليرادات %38.1سنة 1993وتنخفض مرة
اخرى إلى %17.5في ،2008وترتفع مرة ثانية إلى %34و %36في 2013و 2014على
التوالي .نالحظ من خالل هذه النسب أن نسبة إيرادات الجباية العادية إلى إجمالي اإليرادات العامة
غير مستقرة ،حيث تمثل نسبة %30من مجموع اإليرادات العامة في متوسط فترة الدراسة،
وجاء هذا التحسن في اإليرادات الجباية العادية بفضل العديد من العناصر الرئيسية والتي كانت
نقاط اساسية في برنامج التصحيح المطبق من طرف السلطات ومن بينها تعديل سعر الصرف،
تحرير التجارة الخارجية ،وتنفيذ التدابير الرامية إلى تقوية النظام الضريبي.
لقد أدى اإلصالح الضريبي إلى تحسين نظام الضرائب المباشرة وغير المباشرة ،فيما يتعلق
بالضرائب المباشرة طبقت الضريبة على أرباح الشركات بسجل عادي %42في سنة ،1992
الذي أصبح فيما بعد %38سنة ،1999ومعدل مخفض %5ألرباح المعاد استثمارها ،ثم
ارتفعت هذه النسبة إلى %33سنة 1995نتيجة التهرب الضريبي الذي يصعب على إدارة
الضرائب متابعته ،ولكن انعكس هذا المعدل سلبيا على مدى تحفيز المؤسسات إلعادة استثمار
أرباحها ،ولذلك أعيد تخفيضه إلى %15في سنة ،1999كما طبقت ضريبة على الدخل
79
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
األشخاص الطبيعيين لتحل محل نظام الضرائب المجدولة المتعددة ،أما الضرائب الغير المباشرة،
كما العنصر المهم في اإلصالح هو إدخال نظام الرسم على القيمة المضافة والذي يتميز ببساطة
وسمح بتوسيع القاعدة الضريبية.
لقد أسفر اإلصالح الضريبي على مجموعة النتائج التي يمكن رصدها من خالل تطور
الجباية العادية ومكوناتها ،ومعرفة األهمية التي تتمتع بها كل من الضرائب المباشرة وغير
المباشرة كما يوضحه الجدول رقم ()03
جدول رقم ( :)3-IIIتطور إيرادات الجباية العادية خالل )%(2014 -2000
2014 2013 2011 2009 2008 2005 2003 2000 1995 السنوات
42.3 40.5 56.5 49.0 51.6 37.7 28.2 28.2 25 ضرائب مباشرة/ج ع
36.8 36.5 25.9 33.0 28.2 36.8 40.7 42.5 42.8 ضرائب غ مباشرة/ج ع
17.8 19.9 14.6 14.8 17.1 22.5 27.4 24.7 31.4 حاصل الجمارك/ج ع
لقد عرفت نسبة ضرائب مباشرة إلى اإليرادات الضريبية تطورا ملحوظا إذ انتقلت من
%23في 1995إلى %28في 2000وإلى %51.6في 2008ووصلت غلى %56.5في
،2011ولقد جاء هذا التحسن بفضل إسهامات المباشرة للضريبة على المداخيل واألرباح التي
عرفت زيادة مهمة خالل هذه الفترة ،ذ ارتفعت من 112.2مليار دج في 2002إلى 462.1
مليار دج في 2009لتصل إلى 862.3مليار دج في ،2012نتيجة االقتطاعات التي خصت
الزيادات المعتبرة في أجور الوظيف العمومي ،في حين عرفت الضرائب على المداخيل واألرباح
انخفاضا في 2013حيث بلغت 817مليار دج ،رغم ذلك تبقى الضرائب المباشرة تشكل اكبر
حصة ضمن اإليرادات الضريبية بنسبة %35في متوسط هذه الفترة وال تمثل سوى %10من
1
اإليرادات الكلية للدولة وهي نسبة تعتبر ضعيفة مقارنة بكثير من مثيلتها في البلدان المشابهة لها،
ويرجع السبب إلى انخفاض األرباح في القطاع الصناعي ،وكثرة اإلعفاءات والتخفيضات الرامية
إلى تشجيع االستثمار وعدم قدرة المؤسسات الوطنية من منافسة المؤسسة األجنبية ،مما نجم عنه
()1
كريم النشاشيبي وآخرون" ،الجزائر :تحقيق االستقرار والتحول إلى اقتصاد السوق" ،صندوق النقد الدولي ،واشنطن،1998 ،
ص .51
80
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
تدني أرباح تلك المؤسسات وبالتالي تقليص األوعية الضريبية ومن ثم تدني حصيلة اإليرادات
الضريبية.
أما الضرائب غير المباشرة فقد عرفت نسبتها من اإليرادات العادية تذبذب ما بين االرتفاع
واالنخفاض فقد ارتفعت من %42.8سنة 1995إلى %47سنة 1998وانخفضت هذه النسبة
إلى %42.5في 2000وإلى %28.2في 2800لترتفع إلى %36.5و %36.8في 2013
و 2014على التوالي وبنسبة %12.4و %13.3من مجموع اإليرادات العامة ،وبذلك نالحظ ان
هناك اتجاه التنازلي للوزن النسبي للضرائب على السلع والخدمات في اإليرادات الضريبية خالل
الفترة 2014-1998من %36.8في 2014مقابل %47في سنة ،1998والمتزامن مع ازدياد
الوزن النسبي للضرائب على المداخيل واألرباح ( %26في 1998مقابل %42.1في .)2014
أما عن المكونات األخرى للجباية العادية فقد كانت نسبتها من مجموع اإليرادات منذ بداية
التسعينات ما بين االرتفاع واالنخفاض ،فقد شهدت الحقوق الجمركية تطورا ملحوظا ،إذ ارتفعت
قيمتها من 73.3مليار دج سنة 1995إلى 86.3مليار دج في 2000وإلى 369.2مليار دج في
،2004إال أن هذا االرتفاع يخص ضمنيا االنخفاض الكبير والمتتالي في قيمة العملة الوطنية
مقابل الدوالر األمريكي ،حيث لم يتجاوز مساهمة الحقوق الجمركية في اإليرادات العامة بنسبة
%6.7خالل فترة ،2014-1993كما مثلت الحقوق الجمركية في المتوسط %22.1من الجباية
العادية خالل نفس الفترة وعلى العموم يمكن القول ان متوسط نسبة اإليرادات الجباية العادية إلى
اإليرادات الكلية تقدر بـ %30خالل هذه الفترة مما يدل على ضعف حصة هذه اإليرادات في
اإليرادات الكلية.
-2تطور مستوى الضغط الضريبي خالل فترة 2014 -1995
من بين المؤشرات المستخدمة لتقييم األنظمة الضريبية نجد مستوى الضغط الضريبي الذي
هو عبارة عن نسبة االقتطاع الضريبي مقارنة بكمية الثروة المنتجة ،وسنعتمد على الناتج الداخلي
خارج المحروقات من أجل قياس نسبة اإليرادات الضريبية ،ويعتبر الضغط الضريبي مؤشر
للتقدير الكلي للضرائب على مستوى االقتصاد الوطني.
81
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
جدول رقم ( :)4-IIIمعدل الضغط الضريبي خارج المحروقات في الجزائر )%( 2014-1995
2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 السنوات
الضغط الضريبي خارج 17.3 20.3 21.5 19.5 16.4 16.9 18.1 18.6 18.1 17.5
المحروقات
2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 السنوات
18.6 19.5 20.4 19.2 19 18.4 16.8 18.5 20 الضغط الضريبي خارج 19.7
المحروقات
المصدر :من إعداد الطالب اعتمادا على تقارير الديوان الوطني إلحصائيات وتقارير بنك
الجزائر .2014-2008
نالحظ من الجدول أعاله أن معدالت الضغط الضريبي خارج المحروقات لم تتجاوز
%20.4وهي تقدر في المتوسط بنسبة %18.7خالل الفترة ( )1995-2013وهي نسبة ضعيفة
مقارنة مع المستوى الذي وضعه كولين كالرك التي تقدر بـ ،%25كما أنه يعد أقل مما هو سائد
في الكثير من الدول بحيث نجده في الدول الصناعية الكبرى ال يقل عن ،%27وعليه نستنتج عدم
مردودية النظام الضريبي بعد اإلصالحات بحيث لم يتمكن من تحسين المقدرة التكليفية للدخل
1
الوطني وذلك راجع لعدة عوامل أهمها:
-ضعف اإلدارة الضريبية في إيجاد االوعية الضريبية المالئمة ذات المردودية العالية؛
-ضعف االقتطاعات الضريبية نتيجة انخفاض الدخل الفردي وانتشار ظاهرتي الغش
والتهرب الضريبي الذي بلغت قيمتها ما يقارب 600مليار دج للفترة 2011-1990ويعتبر قيمته
جد معتبرة.
-انتشار البطالة التي تفوت على الدولة إخضاع فئة كبيرة من أفراد المجتمع ،باإلضافة إلى
اتساع حجم االقتصاد غير الرسمي حيث تشير اإلحصائيات إلى ان السوق الموازية تحتكر على
4500مليار دج ما يعادل %50من الكمية ،مما يؤثر سلبا على حجم الحصيلة الضريبية.
-ارتفاع حدة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية ،مما يخفض القيمة الحقيقية لحصيلة
الضرائب.
( )1ناصر مراد "،تقييم اإلصالحات الضريبية في الجزائر" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلة 25العدد الثاني
،2009ص .192
82
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
-ضعف معدالت نمو االقتصاد الوطني ،فقد وصل في سنة 2003إلى حد أقصى بـ%6.8
و %3.8في سنة 2014كما هو مبين في الشكل أدناه.
7
6
5
4
معدل النمو االقتصادي%
3
2
1
0
1997
2005
2012
2013
1996
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2014
2015
2016
83
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
رغم اإلصالحات التي مست المجال الضريبي والتعديالت التي جاءت في مختلف القوانين
المالية ،تبقى المردودية المالية للنظام الضريبي الجزائري ضعيفة إذا ما قورنت بالنفقات العامة
كما يوضحه الجدول (.)06
جدول رقم ( :)5-IIIتغطية اإليرادات العادية للنفقات العامة خالل )%( 2014-1993
2004 2003 2001 2000 1999 1997 1995 1993 السنوات
إ ج ع ن ع 31.2 29.7 30.1 29.7 37.2 37.2 39.6 31.1
51.4 46.1 49.9 40.8 40.6 48.8 49.2 إ ج ع ن ت 41.7
2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 السنوات
29.8 33.1 27.0 26.1 29.1 27.0 21.4 24.7 إجعنع
46.3 48.0 39.9 39.4 48.8 49.9 40.4 45.8 إجعنت
المصدر :من إعدادنا اعتمادا على معطيات بنك الجزائر الديوان الوطني لإلحصائيات
حيث تمثل :ن ع :النفقات العامة – ن ت :النفقات التسيير – إج ع :إيرادات الجباية العادية
يبين الجدول أعاله أن نسبة تغطية الجباية العادية للنفقات العامة لم تبلغ سوى %31في
المتوسط الفترة ،في حيم لم تتمكن الجباية العادية من تغطية نفقات التسيير إال في حدود %46في
متوسط الفترة ،مما يدل أن باقي نفقات التسيير يتم تمويلها بالجباية البترولية.
-3إيرادات الجباية البترولية
تعد الجباية البترولي ة المورد الرئيسي إليرادات العامة للدولة ،مما يؤدي إلى تأثر الموازنة
العامة للدولة بشكل مباشر بالتغيرات التي تسجلها أسعار النفط في األسواق العالمية ،والتي تتميز
بعدم استقرارها بالنظر لتأثيرها بمجموعة من العوامل االقتصادية والسياسية ،فأي تغير في أسعار
النفط سيؤدي بالضرورة إلى حدوث تغيير في الجباية البترولية ،فلقد عرفت بداية األلفية الثالثة
ارتفاع في أسعار النفط من 17.8دوالر سنة 1999إلى 28.5دوالر في 2000وارتفعت معه
إيرادات الجباية البترولية بنسبة زيادة تقدر بـ ،%109.4كما ارتفعت أسعار النفط في سنة 2008
حيث وصلت ما يقارب 100دوالر ،وارتفعت معها الجباية البترولية إلى 4088.6مليار دج
ووصلت نسبتها إلى إجمالي اإليرادات العامة إلى رقم قياسي ،%80بينما عرفت سنة 2009
تراجع في أسعار النفط إلى 62.2دوالر وتراجعت معها الجباية البترولية بمبلغ ( 1675.9 -مليار
دج) بنسبة نمو مالية %33.6مقارنة بسنة ،2008وانخفضت إيرادات الجباية البترولية في
84
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
2013بنسبة %12.1مقارنة بسنة ،2012وبعدها عانت أسعار العالمية النفط بشدة ،حيث انتقل
سعره من 110دوالر في 2014إلى أقل من 40دوالر في نهاية سنة 2015لتصل االيرادات
العامة إلى 27.5مليار نهاية سنة 2016بعد أن كانت 60مليار سنة .2014
من هنا نستنتج أن أي تقلب في أسعار النفط ستؤثر تأثيرا مباشرا في وضعية الموازنة
العامة للدولة ،ومن المفترض أن يعقد االعتماد الشديد على إيرادات النفط ذات الصفة المتقلبة
عاجال أو آجال على السياسة الميزانية في الجزائر ومن تم رصيد الموازنة.
-4نسبة رصيد الميزانية من الناتج المحلي االجمالي
مع تطور االيرادات المالية للوازنة العامة أصبح رصيد الموازنة يمثل نسبة معتبرة من
الناتج المحلي االجمالي ويمكن تتبع الرصيد من خالل الشكل أدناه
الشكل رقم ( :)6-IIIتطور رصيد الموازنة العامة خالل 2016-1993
15
10
5
-10
-15
-20
المصدر :من إعداد الطالب اعتمادا على معطيات بنك الجزائر-الديوان الوطني لإلحصائيات
من الشكل يتبين انخفاض العجز الموازني من %13.7من اإلجمالي الناتج الداخلي في
1993إلى %3.5و %0.35من نفس النسبة في 1998و 1999على التوالي ،والسبب في ذلك
هو اإلجراءات المنتهجة من طرف الدولة والمتمثلة في تعميق اإلصالحات الهيكلية ،ولقد سجلت
الفترة 2008-2000بتسجيل فوائض في رصيد الموازنة ،قد ارتفع هذا الفائض من %9.76من
إجمالي الناتج الداخلي في 2000إلى %13.94من نفس النسبة في ،2006ويرجع السبب في
ذلك إلى االرتفاع في اإليرادات العامة السيما عائدات المحروقات ،وسجلت 2009عجزا بعد
85
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
تسجيل فوائض خالل عشرية تقريبا بسبب تأثير االزمة المالية الدولية وعواقبها السلبية على
الوضع االقتصادي العالمي ،حيث شهد العالم ركودا اقتصاديا مس معظم دول العالم وانخفض
الطلب العالمي على النفط مما أدى إلى انخفاض أسعارها والتي أثرت على اإليرادات العامة،
حيث وصل العجز إلى %5.68من إجمالي الناتج في 2009ويرتفع إلى %7.33في .2004
وفي سنة 2015بسجل رصيد الميزانية عجزا قياسيا بلغ 2553.2مليار دينار ،أي %15.4تنج
هذا العجز المعتبر من ارتفاع النفقات العمومية( 660.6+مليار دينار) ومن انخفاض االيرادات(-
635.3مليار دينار) ،وبهذا تشكل تطورات الجباية البترولية ،ارتباطا بتوجه حجم الصادرات
للمحروقات وهيكل اإليرادات الضريبية خارج المحروقات ،عناصر هشاشة أمام الهيكل الجديد
لنفقات الموازنة العامة ،إن ارتفاع نسبة مساهمة إيرادات الجباية البترولية في تمويل الموازنة
العامة والتي تمثل أكثر من %64من اإليرادات العامة ،يعني تخلف في مساهمات قطاعات
الصناعة والزراعة والخدمات وضعف الجهاز الضريبي في خلق موارد إضافية للموازنة العامة.
-5عالقة صندوق ضبط الموارد بالموازنة العامة للدولة
لقد قامت الجزائر في سنة 2000في قانون المالية التكميلي بإنشاء حساب تخصيص خاص
تحت مسؤولية وزير المالية وسمي بصندوق ضبط الموارد.
فبموجب المادة 10من القانون 02.00المؤرخ في 27جوان 2000ثم إنشاء هذا الصندوق
بحيث نصت المادة على أنه" :يقيد في هذا الحساب:
اإليرادات:
* فوائض القيمة الجبائية الناتجة عن مستوى أعلى ألسعار المحروقات على تلك المتوقعة
ضمن قانون المالية.
* كل اإليرادات االخرى المتعلقة بتسيير الصندوق.
النفقات:
* ضبط نفقات وتوازن الميزانية المحددة بواسطة قانون المالية السنوي.
* تخفيض الدين العمومي بواسطة:
-تسديد أصل الدين العمومي الداخلي والخارجي المستحق للتسديد.
-كل تسديد مسبق للدين العمومي.
86
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
وبالتالي يمكن القول أن الهدف الرئيسي من إنشاء صندوق ضبط اإليرادات هو امتصاص
الفائض من موارد الميزانية ،التي انعشت هذا الصندوق منذ إنشائه.
ومنه نالحظ ان الهدف من إنشاء صندوق ضبط الموارد هو امتصاص الفائض من موارد
الميزانية ،بحيث تتكون إيرادات الصندوق من فوائض القيمة الجبائية الناتجة عن مستوى أعلى
ألسعار المحروقات على تلك األسعار المتوقعة التي بنيت عليها اإليرادات في قانون المالية،
إضافة إلى كل اإليرادات األخرى المتعلقة بتسيير الصندوق ،أما نفقاته فتتكون من ضبط النفقات
وتوازن الميزانية المحدد عن طريق قانون المالية السنوي وتخفيض الدين.
وبالتالي نالحظ أن نفقات صندوق ضبط اإليرادات موجهة بالدرجة األولى لضبط توازن
الموازنة العامة للدولة وتخفيض قيمة الدين العمومي ومن أجل ذلك يهدف هذا الصندوق إلى إبقاء
عجز الموازنة العامة للدولة في المستوى المقرر في قانون المالية وتمويل هذا العجز.
وبالتالي نالحظ ان مشاريع قوانين المالية لكل سنة تحتوي عجزا في الميزانية العامة للدولة
ويسوى هذا العجز بواسطة صندوق ضبط اإليرادات ،وبالتالي يمكن القول أن هذا الصندوق ما
هو إال وسيلة تستخدمها الحكومة من أجل التصرف بشكل مدروس اتجاه االرتفاع المفاجئ ألسعار
البترول وتحقيقها لفوائض مالية معتبرة جراء ارتفاع إيرادات الجباية البترولية ،فهو اداة هدفها
التسيير المحكم للموارد النفطية وتوجيهها لمواجهة أي انخفاض في أسعار النفط في األسواق
العالية وبالتالي يعتبر كأداة حماية إلبقاء الموازنة في وضعية التوازن ،خصوصا وأن الجزائر
تستعمل العجز الميزاني كأداة من اجل تحقيق مختلف أهدافها التنموية ثم بعد ذلك تقوم بتغطية هذا
العجز ،والجدول الموالي يبين موارد ونفقات صندوق ضبط الموارد لبعض السنوات.
جدول رقم ( :)6-IIIتطور صندوق ضبط الموارد خالل الفترة 2016-2000الوحدة مليار دج
تمويل عجز الموازنة رصيد الوازنة الموارد السنوات
0 -53.2 435.23 2000
7
0 +68.7 356.00 2001
1
0 +26.1 198.03 2002
8
0 -164.7 476.09 2003
2
0 -285.4 944.39 2004
87
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
1
0 338- 2090.5 2005
24
91.530 -611.2 3640.6 2006
86
531.952 -1281.954 4669.8 2007
39
758.180 -1381.158 5503.6 2008
90
364.282 -1113.701 4680.7 2009
47
791.939 -1496.476 4316.4 2010
65
1761.455 -2468.847 4848.8 2011
37
2283.260 -3246.197 9719.0 2012
12
1138.527 -2205945 7005.1 2013
69
277.892 -3185.994 8056.7 2014
40
3489.710 -3172.340 7919.0 2015
09
1387.938 -2343.735 2172.3 2016
96
88
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
األسواق وبالتالي فعجز الموازنة العامة للدولة عجز مدروس ومقصود خالل هذه الفترة لم نعكس
سلبا على المتغيرات والمؤشرات االقتصادية الكلية ،فنتيجة للفوائض المالية قامت الدولة بتسديد
ديونها الخارجية خالل هذه الفترة فقد انخفضت من 28.31مليار دوالر سنة 1999إلى 16.4
مليار دوالر سنة 2005إلى 4.2مليار دوالر سنة 2008حتى وصلت إلى 617.9مليون دوالر
سنة .2011
أما نسبة التضخم فلقد عرفت ارتفاعا في اآلونة األخيرة حيث وصلت ما يقارب %9سنة
2012جراء السياسة اإلنفاقية التوسعية التي قامت بها الحكومة ولكن مع الثالثي الثاني من سنة
2013فقد انخفضت إلى حدود %5وعموما خالل الفترة 1999إلى 2011كانت في الحدود
المعقولة فكانت سنة 1999تمثل نسبة %2.6انخفضت سنة 2005لحوالي %1.5ثم ارتفعت
لتصل إلى %4.4سنة 2008وهذا االرتفاع هو منطقي نتيجة للسياسة النقدية التوسعية التي
انتهجتها الدولة خالل هذه الفترة لتتماشى مع المشاريع التنموية التي كانت تقوم بها ،أما نسبة
البطالة فلقد انخفضت بشكل محسوس فقد وصلت إلى %11.3بعدما كانت في حدود %30سنة
1999وفي سنة 2012قدرت نسبتها بحوالي .%10
أما احتياطات الصرف فلقد ارتفعت من 6.8مليار دوالر سنة 1999لتصل إلى 143.1
مليار دوالر سنة 2008وارتفعت نهاية سنة 2012لتصل إلى حدود 194.5مليار دوالر ،كل
هذه المؤشرات تعتبر مؤشرات إيجابية حول الوضعية العامة لالقتصاد الجزائري ،لكن بعد أزمة
إنخفاض أسعار النفط سنة 2014دخلت الجزائر في وضعية حرجة للغاية حيث تهاوت المداخيل
البترولية ومعه زاد رصيد الموازنة السالب مما أدى إلى إفراغ صندوق ضبط االيرادات.
89
فعالية الجباية في تمويل عجز الموازنة للجزائر الفصل الثالث
90
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
لقد تناولنا في هذه الدراسة كل الحوادث النظرية المتعلقة بعجز الموازنة العامة وآليات
عالجه ،كما قمنا بإسقاط الجوانب النظرية على أرض الواقع من خالل إسقاط نقاط الدراسة على
الجزائر فمن بين المشاكل التي تعاني منها معظم الدول سواء كانت متقدمة او نامية هي شكلة
العجز الموازني والذي ظهر منذ التخلي عن القاعدة الكالسيكية ،وهي توازن الميزانية فلقد
أصبحت الدول تخلق العجز في موازنتها لتحقيق أهدافها المتلفة ثم بعد ذلك تعالجه ،لكن هذا
األسلوب قريب من المجازفة بشكل كبير ،ألنه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وقد يتراكم هذا العجز
وال تستطيع الدولة عالجه ،إضافة غلى تزايد حجم المديونية اصبحت الدول تعاني بشكل كبير من
عجز الموازنة العامة خصوصا مع ندرة وشح الموارد التي تمول بها نفقاتها العامة ،فهناك عدة
دول تلجا إلى اإلصدار النقدي الجديد ،مما يؤدي غلى معالجة العجز بالعجز او اللجوء إلى
االقتراض فيولد ذلك مشكلة المديونية ،لذلك أصبح من الضروري انتهاج سياسة محكمة يتم من
خاللها تجنب الوقوع في مشكلة العجز الموازني وأصبحت السياسة الميزانية من أبرز السياسات
التي تنتهجها الدول لتخفيف العجز الموازني فتؤثر أدواتها في السياسة اإلنفاقية او السياسة
السياسية الضريبية من أجل ان نتحكم في نفقاتهم وتوجيهها توجيها صحيحا ،وتقوم بتنمية إيراداتها
لتتمكن من تغطية وتلبية حجم اإلنفاق العام.
ففي الجزائر نالحظ انه في سنة 1986انخفض سعر البترول مما أدى إلى ازمة اقتصادية
جعل الجزائ ر تلجأ إلى اإلصدار النقدي الذي زاد من حدة االزمة ،لذلك لم تجد من ملجا غير
اللجوء إلى االفتراض الخارجي عن طريق صندوق النقد الدولي ،الذي أرغمها على انتهاج سياسة
ميزانية انكماشية حتى سنة ،1999لكن بعد انتعاش أسعار البترول تمتعت الجزائر بفوائض مالية
أدى بها إلى تنفيذ برامج تنموية واسعة ،وإنشاء صندوق ضبط اإليرادات لتسيير تلك الفوائض،
ومع تدهور أسعار البترول مرة اخرى سنة 2009أدى بها إلى انتهاج سياسة حذرة تجاه نفقاتها
العامة.
-1اختبار صحة الفرضيات
-1إن الموازنة العامة تعكس فعال التطورات الحاصلة و اختيارات الدولة ،فهي وسيلة
لتحقيق األهداف المرجوة
91
الخاتمة العامة
-2التوسع في النفقات العامة وعدم تغطية االيرادات العامة من االسباب الرئيسية لعجز
الموازنة العامة
-3تعد الضريبة من وسائل تمويل العجز الموازني خاصة وأن أوعيتها دائمة كما أن
تصحيح التشوهات الهيكلية في نظام الضرائب يساعد على تخفيض العجز الموازني.
-4إن لجوء الدولة لالقتراض الخارجي يعتبر أكبر مأزق تقع فيه كونه يعتبر عكس
الضريبة ،فزيادة المديونية الخارجية يؤدي تقويض السياسة االقتصادية.
-2نتائج البحث
تم التوصل إلى أنه من أهم الركائز لمعالجة العجز الموازني هي السياسة اإلنفاق العام عن
طريق ترشيد النفقات ،فمن األسباب الرئيسية للعجز هو اإلفراط في النفقات االستهالكية ،لذلك
تعتمد السياسة اإلنفاقية على إعادة توجيه اإلنفاق العام إلى القطاعات المنتجة واالبتعاد عن النفقات
االستهالكية.
أما الركيزة األخرى هي تنمية اإليرادات العامة للدولة ،فتقوية السياسة الضريبية وتفعيلها
من أبرز النقاط الرئيسية ويكون ذلك بواسطة بناء نظام ضريبي قوي وفعال مما يساعد على
االبتعاد عن اإليرادات الغير العادية التي لها اثر سلبي خصوصا اإلصدار النقدي الجديد
واالقتراض الخارجي.
-3االقتراحات
-1ضرورة التنسيق بين أدوات السياسة المالية والسياسة النقدية.
-2إعادة النظر في المنظومة الرقابية على الموازنة العامة في الجزائر لمعرفة الوضعية
الحقيقة للموازنة.
-3العمل على تنشيط مصادر التمويل الداخلي.
-4باعتبار االقتصاد الجزائري مرتبط بدرجة كبيرة بتغيرات أسعار البترول وأن معدالت
النمو هي نتاج التطور الذي يحدث في قطاع المحروقات لذلك يجب على الحكومة العمل على
تنويع القاعدة اإلنتاجية كالصناعة والسياحة مما يحقق رفع القدرة التنافسية في القطاعات اإلنتاجية
ومن تم التقليل من أثر التغيرات الخارجية والعمل على إحالل الجباية العادية محل الجباية
البترولية.
-5الدفع من مردودية الضريبة وذلك عبر تحريك القطاعات اإلنتاجية لرفع الدخل الوطني
مما يسمح بزيادة اإليرادات الضريبية وتوسع الوعاء الضريبي.
92
الخاتمة العامة
-6تهيئة المناخ االستثماري المالئم لتطوير وجذب المشاريع اإلنتاجية المهمة سواء كان
ذلك متعلقا بإيجاد بنية قانونية وتشريعية مناسبة وإما باتباع سياسة ميزانية ونقدية داعمة لهذه
القطاعات.
-7تقوية الجهاز الضريبي من خالل سن القوانين لمعالجة حالة التهرب والغش الضريبي،
ومحاربة االقتصاد الموازي بإحصاء األنشطة الموازية وإخضاعها لفرض الضريبة.
-4آفاق البحث
لقد تناول هذا البحث موضوع معاجلة عجز الموازنة العامة في الجزائر ،حيث حاولت
الدراسة إظهار أهمية معالجة العجز ،ومن خالل الدراسة تبين ان هناك جوانب ما زالت بحاجة
إلى دراسة اعمق بسبب تشعب الموضوع ،ومنه فهذا الموضوع بحاجة إلى دراسات وبحوث
أخرى تثري الموضوع وذلك من خالل اإلشكاليات المقترحة التالية:
-تمويل عجز الموازنة العامة للدولة من المنظور اإلسالمي.
-دور التحديث الميزاني على عجز الموازنة العامة للدولة.
-أثر االزمات االقتصادية على عجز الموازنة العامة للدولة.
93
قائمة المراجع
قائمة المراجع
أوال :المراجع باللغة العربية
-Iالكتب
.1أحمد الشقر ،االقتصاد الكلي ،الدار الجامعية للنشر ،عمان.2000 ،
.2إبراهيم عبد هللا العجارمة ،مبادئ المالية العامة ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع،
األردن.2000 ،
.3السيد عطية عبد الواحد ،مبادئ واقتصاديات المالية العامة ،دار النهضة العربية ،مصر،
.2000
.4غازي حسين عناية ،المالية العامة والتشريع الضريبي ،دار البيان ،األردن.1998 ،
.5فليح حسن خلف ،المالية العامة ،جدارا للكتاب العالمي وعالم الكتب الحديثة ،األردن ،طبعة
أولى.2008 ،
.6حامد عبد المجيد دراز ،مبادئ االقتصاد العام ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2003 ،
.7حامد عبد المجيد دراز ،مبادئ المالية العامة ،دار الصفاء للنشر ،عمان.1999 ،
.8حسين صغير ،المحاسبة العمومية ،دار المحمدية ،الجزائر.2001 ،
.9حسين راتب يوسف ريان ،عجز الموازنة وعالجه في الفقه اإلسالمي ،دار النفائس ،األردن،
.1999
خالد واصف الوزاني ،احمد حسين الرفاعي ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار وائل للنشر، .10
األردن.1999 ،
خالد عبد العظيم أبو غابة ،حسين محمد جاد الرب ،اإلنفاق العام ومدى دور الدولة في .11
الرقابة عليه ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2011 ،
خالد شحادة الخطيب ،احمد زهير شامية ،اسس المالية العامة ،دار وائل للنشر ،األردن، .12
الطبعة الثالثة.2007 ،
رمزي زكي ،عالج عجز الموازنة العامة ،الدولة في ضوء المنهج االنكماشي والمنهج .13
التنموي ،دار الهدى للثقافة والنشر ،سوريا.2000 ،
زينب حسين عوض هللا ،مبادئ المالية العامة ،دار الفتح للنشر ،القاهرة.2003 ، .14
94
قائمة المراجع
سعيد عبد العزيز عثمان ،المالية العامة مدخل تحليلي معاصر ،الدار الجامعية ،لبنان، .15
.2008
سليمان اللوزي ،فيصل مراد ،وائل العكشة ،إدارة الموازنات العامة بين النظرية .16
والتطبيق ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،األردن ،الطبعة االولى.1997 ،
سوزي عبدلي ناشد ،الوجيز في المالية العامة ،دار الجامعة الجديدة ،مصر.2000 ، .17
طارق الحاج ،المالية العامة ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة االولى، .18
.2009
عادل فليح العلي ،مالية الدولة ،دار زهران للنشر والتوزيع ،األردن.2008 ، .19
عادل أحمد حشيش ،مقدمة في االقتصاد العام ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر، .20
.1998
عباس محرزي ،اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر، .21
.2003
عبد المجيد قدي ،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية ،ديوان المطبوعات الجامعية، .22
.2003
عايب وليد عبد المجيد ،اآلثار االقتصادية الكلية ،سياسة اإلنفاق الحكومي ،مكتبة حسين .23
المصرية للطباعة والنشر ،لبنان.2010 ،
عبد اللطيف قطيش ،الموازنة العامة للدولة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،طبعة .24
أولى.2005 ،
علي محمد خليل ،سليمان اللوزي ،المالية العامة ،دار زهران ،األردن.2001 ، .25
علي كنعان ،االقتصاد المالي ،منشورات جامعة دمشق ،سوريا.2009 ، .26
فهمي محمود شكري ،الموازنة العامة ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،المؤسسة الجامعية .27
للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان ،الطبعة األولى.1990 ،
كردودي صبرينة ،تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي ،دار .28
الخلدونية ،الجزائر ،طبعة اولى.2007 ،
كريم النشاشيبي وآخرون ،الجزائر :تحقيق االستقرار والتحول إلى اقتصاد السوق، .29
صندوق النقد الدولي ،واشنطن1998 ،
95
قائمة المراجع
لعمارة جمال ،أساسيات الموازنة العامة للدولة ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر، .30
.2004
محمد شاكر عصفور ،أصول الموازنة العامة ،دار المسير للنشر والطباعة والتوزيع، .31
عمان ،الطبعة األولى.2008 ،
محمد مسعي ،المحاسبة العمومية ،دار الهدى ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2003 ،ص 8 .32
-IIالمجالت والندوات والبحوث والدراسات
.1طارق نوير ،نحو تطبيق موازنة األداء لتحقيق اإلدارة الرشيدة في الدول العربية ،ندوة
األساليب الحديثة في إدارة المالية العامة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،سبتمر،
.2006
.2العمارة جمال ،تطور فكرة ومفهوم الموازنة العامة ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،العدد االول ،نوفمبر .2001
-IIIالمذكرات والرسائل
.1درواسي مسعود ،دور السياسة المالية في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر-1990 ،
.2004أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة الجزائر.2006-2005 ،
.2شعبان فرج ،الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر ،أطروحة
دكتوراه غير منشورة ،كلية االقتصاد جامعة الجزائر ،3-السنة الجامعية .2012-2011
.3عبد المجيد قدي ،فعالية تمويل الضريبة في ظل التغيرات الدولية ،دراسة حالة النظام
الجزائري ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،معهد االقتصاد ،جامعة الجزائر.1995 ،
-IVالقوانين والمراسيم
.1قانون 84/17المؤرخ في 07جويلية 1984المتعلق بقوانين المالية ،الجريدة الرسمية رقم 28
الصادرة في .10/07/1984
.2قانون رقم 90/21المؤرخ في 15أوت 1990المتعلق بالمحاسبة العمومية الجريدة الرسمية
رقم 35الصادرة في .15/08/1990
-Vالتقارير
.1التقارير السنوية لبنك الجزائر من 2000إلى .2014
.2التقارير السنوية لصندوق النقد العربي 1995من 2001إلى .2012
ثانيا :المراجع باللغة الفرنسية
96
قائمة المراجع
I- Les ouvrages
1. Maurice Baslé, Le budget de l’état, 6ème Edition, Edition La découverte,
Paris.
2. Eric Devaux, Finances publiques, Bréal Edition, 2002, p 28.
97
الملخص
يعتبر موضوع عجز الموازنة العامة للدولة من أهم المواضيع التي يولي لها االقتصاديين
اهتماما كبيرا وذلك لما تمثله الموازنة العامة من أهمية في االقتصاد الوطني ،حيث تحاول معظم
الدول سواء كانت متقدمة او نامية الوصول إلى تحقيق التوازن االقتصادي على جميع األصعدة،
خصوصا ما تعلق بالتوازن في الموازنة العامة ،لذلك تسعى الدول جاهدة إلى تنويع إيراداتها
وتنميتها من جهة وترشيد نفقاتها من جهة أخرى ،إال انه من الواضح ان معظم الدول تعاني من
مشكل عجز الموازنة العامة وذلك بسبب التزايد الهائل في نفقاتها العامة ومحدودية إيراداتها،
والتي أصبحت ال تستطيع تغطية نفقاتها من جهة ومن جهة أخرى تركز إيراداتها على مصادر
محدودة وغير مستقرة ،وذلك ما تعاني منه الدول النامية بوجه التحديد والجزائر بوجه
الخصوص.
الكلمات المفتاحية :الموازنة العامة ،عجز الموازنة العامة ،النفقات العامة ،االيرادات العامة،
ترشيد النفقات
Abstract
The deficiency in general balancing is considered as one of the Most
important state’s issues for the economists because the great important in
the national economy since different countries either developed or
undeveloped try to realize the economic balance on all scales specially
what’s considered with the expenditures balance and in order to get it more
developed but it so clear that most of countries suffer from the general
balancing problem and this is because of the great raising in their general
expenditures and in the other side its incomes focused on limited unstable
resources and the undeveloped countries suffer from specially Algeria.
99