You are on page 1of 98

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم اإلقتصادية‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬

‫التخصص‪ :‬إقتصاد نقدي وبنكي‬ ‫الشعبة‪ :‬علوم إقتصادية‬

‫قروض تمويل املستثمرات الفالحية في الجزائر‬

‫دراسة حالة لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫مقدمة من طرف الطالبة‪:‬‬

‫وهراني مجدوب‬ ‫شراد نادية‬

‫أعضاء لجنة املناقشة‪:‬‬

‫عن الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫اإلسم واللقب‬ ‫الصفة‬


‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضر‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫د‪.‬محمد عيس ى محمود‬ ‫رئيسا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫مجدوب وهراني‬ ‫مقررا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ مساعد ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫دقيش مختار‬ ‫مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017:‬‬
‫اإلهداء‬
‫إلى نور بصري وبصيرتي ونبراس عق لي‪ ،‬إلى من هام بهما ق لبي‪.‬‬

‫إلى رمز األبوة ومفخرة عزتي ومثلي األعلى وق لب األسرة النابض‪...‬أبي‪.‬‬

‫إلى ينبوع الحنان إلى التي امتأل ق لبي بحنانها وعلمتني أبجديات الحياة فكانت خير المدارس إلى‬
‫من تعجز كل كلمات الشكر والوف اء عن شكرها‪...‬أمي‪ .‬وإلى أخي العزيز أحمد‪.‬‬

‫إلى كل صديق ات وأصدق ائي الذين وقفو بجانبي ولو‬

‫بكلمة تشجيع إلى كل من أحبني وأحبتهم في اهلل‬

‫وتمنى لي النجاح والتفوق‬

‫نادية‬
‫شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪-‬سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد‪.‬‬

‫في البداية أحمد اهلل عزوجل وأشكره ألنه ألهمني الصبر وأعطاني القدرة على إكمال هذه‬
‫المذكرة‪ ،‬وال أنسى والدي الكريمين حفظهما اهلل وأطال عمرهما وكافة أفراد أسرتي على الدعم‬
‫المعنوي الذي قدموه لي ف ليجازيهم اهلل ألف خير‪.‬‬

‫وأتقدم بالشكر ألستاذي الف اضل" وهراني مجدوب" على تكرمه باإلشراف على مذكرتي‬
‫المتواضعة وعلى دعمه وتشجيعه الكبير لي‪.‬‬

‫كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لألساتذة األف اضل أعضاء لجنة المناقشة الموقرين على ما بذلوه‬
‫من جهد في قراءة مذكرتي وعلى ما أبدوه من مالحظات ومقترحات حولها‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر إلى كل موظفي بنك الف الحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر على‬
‫المعلومات التي أف ادوني بها وعلى رأسهم المديرة والمكلف بالزبائن وكل من ساعدني ولو‬
‫بكلمة ف ليجازهم اهلل ألف خير‪.‬‬

‫وفي األخير أخص بالشكر أعز صديق اتي بالدرجة األولى وكل زمالئي وزميالتي وكل من ساهم‬
‫وساعد ونصح وأرشد من قريب أومن بعيد وسهوت عن ذكر فضله وشكره‪.‬‬
‫ال ف ه رس‬
‫الفهرس‬

‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫كلمة شكر‬
‫اإلهداء‬
‫‪II -I‬‬ ‫فهرس املحتويات‬
‫‪III‬‬ ‫فهرس األشكال والجداول‬
‫‪IV‬‬ ‫قائمة املختصرات‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫الفصل األول‪ :‬نظرة حول تمويل املستثمرات الفالحية‬
‫‪06‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪07‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬أساسيات حول التمويل الفالحي‬
‫‪07‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التمويل الفالحي وأنواعه‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تصنيف وأهداف التمويل الفالحي‬
‫‪14‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬شروط نجاح سياسة التمويل الفالحي‬
‫‪15‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬الدعم الفالحي‬
‫‪15‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نظرة عامة حول الدعم الفالحي‬
‫‪16‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أثر الدعم الفالحي‬
‫‪21‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬املستثمرات الفالحية ونقائص وعيوب القطاع الفالحي‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مضمون قانون املستثمرات الفالحية وأهدافه‬
‫‪23‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬اإلمتياز الفالحي‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬نقائص وعيوب القطاع الفالحي‬
‫‪29‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019 -2000‬‬
‫‪31‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪32‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( ‪)2005 -2000‬‬
‫‪32‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املخطط الوطني لتنمية الفالحية وآليات تنفيذه‬
‫‪35‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬آليات تمويل برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية‬
‫‪36‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬النتائج املحقق لتطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية‬
‫‪38‬‬ ‫املبحث الثاني‪:‬تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪)2009 -2005‬‬
‫‪38‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مضمون برنامج دعم النمو اإلقتصادي للقطاع الفالحي‬
‫‪40‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬إحصائيات تمويل القطاع الفالحي من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية‬

‫‪I‬‬
‫الفهرس‬

‫في إطار قرض الرفيق‬


‫‪40‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم نتائج برنامج دعم النمو اإلقتصادي على القطاع الفالحي‬
‫‪43‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬سياسة التجديد الفالحي والريفي(‪)2014 -2010‬وأفاق برنامج اإلقتصاد‬
‫األخضر (‪)2019 -2015‬‬
‫‪43‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬سياسة التجديد الفالحي والريفي‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تقييم سياسة التجديد الفالحي والريفي (‪)2014 -2010‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف برنامج اإلقتصاد األخضر (‪ )2019 -2015‬والحلول املمكنة للفالحة‬
‫‪48‬‬
‫في الجزائر‬
‫‪51‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي‬
‫لخضر‬
‫‪53‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪54‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬ماهية بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪54‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف ومبادئ بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪55‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬دور ومهام بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪56‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر "‪"867‬‬
‫‪58‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬القروض املوجهة لتمويل املستثمرات الفالحية‬
‫‪58‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تقديم ملف قرض الرفيق‬
‫‪59‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تقديم ملف طلب قرض التحدي‬
‫‪61‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬محتوى ومميزات قرض التحدي‬
‫‪62‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لقرض التحدي‬
‫‪62‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تقديم ودراسة ملف القرض‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تقديم املشروع‬
‫‪64‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الدراسة املالية للمشروع‬
‫‪69‬‬ ‫خالصة‬
‫‪71‬‬ ‫خاتمة عامة‬
‫‪75‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫امللخص‬
‫قائمة املالحق‬

‫‪II‬‬
‫ق ائمة األشكال‬
‫والجداول‬
‫قائمة األشكال و الجداول‬

‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقم الجدول عنوان الجدول‬


‫‪17‬‬ ‫األهداف العينية لبرامج اإلستثمارات الفالحية الدعمة‬ ‫(‪)1 -I‬‬
‫‪27‬‬ ‫يبين املساحة املتصحرة واملهدد بالتصحر ‪.2002‬‬ ‫(‪)2 -I‬‬
‫‪33‬‬ ‫هيكل الغالف املالي املوجه لدعم قطاع الفالحة ( ‪ )2004 -2001‬الوحدة‬ ‫(‪)1-II‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬دج‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫عدد مناصب الشغل املستحدثة خالل الفترة ( ‪.)2009 – 2005‬‬ ‫(‪)2 -II‬‬
‫‪45‬‬ ‫مشاريع التجديد الريفي املبرمجة للفترة ( ‪. )2014 -2010‬‬ ‫(‪)3 -II‬‬
‫‪47‬‬ ‫تطور إنتاج أهم املنتجات النباتية والحيوانية خالل فترة ( ‪.)2011 -2009‬‬ ‫(‪)4 -II‬‬
‫‪64‬‬ ‫التقدير املالي للمستثمر الفالحي‪.‬‬ ‫(‪)1 -III‬‬
‫‪64‬‬ ‫(‪ )2 -III‬الدعم املقدم من طرف الوكالة في إطار قرض التحدي‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫طريقة تمويل املشروع‪.‬‬ ‫(‪)3 -III‬‬
‫‪67‬‬ ‫(‪ )4 -III‬يبين الفرق بين قرض التحدي وقرض الرفيق‪.‬‬

‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪57‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لوكالة سيدي لخضر"‪"867‬‬ ‫(‪)1 -III‬‬

‫‪III‬‬
‫قائمة األشكال و الجداول‬

‫قائمة املختصرات‪:‬‬

‫املعنى‬ ‫الرمز‬ ‫الرقم‬


‫املخطط الوطني للتنمية الفالحية‬ ‫‪PNDA‬‬ ‫‪1‬‬
‫صندوق الضبط والتنمية الفالحية‬ ‫‪FRNDA‬‬ ‫‪2‬‬
‫بنك الفالحة والتنمية الفالحية‬ ‫‪BADR‬‬ ‫‪3‬‬
‫األمم املتحدة للتغذية والزراعة‬ ‫‪FAO‬‬ ‫‪4‬‬
‫البنك الوطني الجزائري‬ ‫‪BNA‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪IV‬‬
:‫امللخص‬

‫ فالدولة التي تهتم بقطاعها الزراعي لتضمن‬،‫يعتبر القطاع الزراعي العصب الحساس في إقتصاديات بلدان العالم‬
‫ من خالل تحقيق أقص ى ما يمكن من اإلنتاج الزراعي هي أمة جديرة باإلحترام ألنها تنطلق من‬،‫العيش الكريم لشعبها‬
‫ ويمكن القول أنه بإعتباره القطاع‬،‫اإلهتمام بمتطلبات الشعب وضرورة تحقيق مستوى معين من األمن الغذائي‬
‫ حيث‬،‫ إضافة إلى تأثره هو بالتغيرات التي تحصل في القطاعات األخرى‬،‫الذي يؤثر في القطاعات األخرى بدرجة كبيرة‬
‫يعتبر التمويل الوسيلة املحركة لهذا القطاع ملا له من أهمية بالغة لنجاح السياسة التنموية املتبعة للنهوض بهذا‬
.‫القطاع‬

‫ والتي تهدف في مجملها إلى ترقيته‬،‫قامت الحكومة الجزائرية بإقامة العديد من الهياكل والبرامج الداعمة لهذا القطاع‬
‫ ومن بين هذه اآلليات والتي ركزت عليها دراستنا هي تمويل القطاع الفالحي في إطار‬،‫وتنميته والتقليل من مشاكله‬
‫ والتي لها أثر ملموس في إحداث تغيرات إيجابية في القطاع وتحقيق تقدم في‬،2019 ‫ إلى‬2000 ‫البرامج التنمية من‬
‫ ورغم التطورات التي تميز بها القطاع الفالحي عن باقي القطاعات وقدرته الكبيرة في تحقيق‬،‫نسب النمو الفالحي‬
‫ إال أننا نجده‬،‫التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية في مختلف أقطار العالم املتقدم أو الدول النامية على حد سواء‬
.‫يواجه العديد من املشاكل والعراقيل التي تعيق إستمراره وتقليل من فعاليته‬

.‫ املخطط الوطني للتنمية الفالحية‬،‫ البرامج التنموية‬،‫ الدعم الفالحي‬،‫ التمويل الفالحي‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Résumé:

Le secteur agricole est le nerf le plus sensible dans les économies du monde.Un pays qui se soucie de son
secteur agricole pour assurer une vie décente à sa population en maximisant la production agricole est
une nation respectable parce qu'elle tient compte des besoins de la population et de la nécessité
d'atteindre un certain niveau de sécurité alimentaire. On peut dire que c'est le secteur qui affecte
largement les autres secteurs, en plus d'être affecté par les changements dans d'autres secteurs, où la
finance est le moteur de ce secteur car il est très important pour le succès de la politique de
développement de promouvoir ce secteur.

Le gouvernement algérien a mis en place un certain nombre de structures et de programmes d'appui à ce


secteur visant à promouvoir et à développer ce secteur et à en réduire les problèmes, notamment le
financement du secteur agricole dans le cadre des programmes de développement 2000-2019.
Changements positifs dans le secteur et progrès des taux de croissance agricole Malgré les évolutions qui
distinguent le secteur agricole des autres secteurs et sa grande capacité à réaliser le développement
économique et social dans différents pays développés ou en développement, nous sommes confrontés à
de nombreux problèmes. Obstacles qui entravent sa poursuite et réduisent son efficacité.

Mots clés: Financement agricole, Soutien agricole, Les programmes de développement, Le plan national
de développement agricole.
‫الم قدم ة‬
‫مقدمة عامة‬

‫تعتبر الجزائر من بين أكبر الدول الغنية باألراض ي الفالحية‪ ،‬وهذا راجع للطبيعة الجيولوجية والجغرافية‬
‫واملناخية لهذه الدولة مما يجعل القطاع الفالحي العصب الحساس ألن له أهمية ودورا في تطوير اإلقتصاد‬
‫الوطني وتنمية‪ ،‬وفي اآلونة األخيرة عرف هذا القطاع تطورا تنظيميا سواء من حيث القوانين أو الهياكل أو‬
‫البرامج وتم ذلك وفق مقتضيات التغير اإلجتماعي‪ ،‬وتحوالت اإلقتصادية‪ ،‬وخاصة بعد الظروف التي مرة بها‬
‫الدولة من إنخفاض أسعار البترول وإنخفاض سعر صرف الدوالر‪ ،‬أدى إلى إرتفاع أسعار عوامل اإلنتاج‬
‫ومدخالت اإلنتاج الوسطية ( البذور‪ ،‬األسمدة‪ ،‬املبيدات‪ )......،‬وإرتفاع املديونية الخارجية التي كانت عائق في‬
‫تحقيق األهداف املسطرة ملخططات التنمية الزراعية‪.‬‬

‫حيث يستوجب مرونة وتنوع طرق في إجراءات التمويل ألنه يعتبر الوسيلة املحركة للمستثمرات الفالحية حتى‬
‫يلعب اإلئتمان الفالحي دورا محفزا إلنعاش املشاريع اإلقتصادية‪ ،‬ولذلك إنتهجت الجزائر سياسة زراعية‬
‫تعتمد على الدعم القطاع الفالحي من لتحقيق األمن الغذائي وتحسين ورفع املنتوجات الزراعية واملساهمة‬
‫في اإلنتاج العالمي‪.‬‬

‫وبالتالي صدرت عدة قوانين لتنظيم هذا القطاع من أجل تنظيمه والنهوض به وإعادة إعتبار للفالح وزيادة‬
‫مردوديته مع إستغالل كل إمكانياته املتاحة له حيث عرفت الجزائر تحول تدريجي من إقتصاد موجه إلى‬
‫إقتصاد السوق حيث بدأة بتجربة قانون إعادة تنظيم املستثمرات الفالحية سنة ‪ 1987‬لكن هذه اإلصالحات‬
‫لم تستجب إلى تطلعات الجزائر خاصة في تحسين الظروف املعيشية واإلكتفاء الذاتي ولهذا قررت الحكومة‬
‫بتطبيق برامج تنموية للنمو بهذا القطاع كبديل عن قطاع املحروقات وكانت بداية ببرنامج اإلنعاش‬
‫اإلقتصادي ‪ 2001 -2004‬ثم برنامج دعم النمو ‪ 2009 -2005‬وثم برنامج الخماس ي للتنمة ‪2014 -2010‬‬
‫وكذلك برنامج الخماس ي الجديد للنمو ‪ 2015 -2019‬واملسمى باإلقتصاد األخضر حيث ركزت هذه البرامج‬
‫على النهوص باإلقتصاد وتحقيق التنمية اإلقتصادية‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫"ماهي الصعوبات التمويلية التي تواجه كل من البنوك وأصحاب املستثمرات الفالحية؟ "‬

‫ومن هذه اإلشكالية يمكننا طرح بعض األسئلة الفرعية لإلحاطة بالبحث‪:‬‬

‫فيما تكمن أهمية تمويل القطاع الفالحي؟‬ ‫‪.1‬‬


‫ماهو نوع القروض املوجهة للقطاع الفالحي من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ماهو اإلختالف بين الضمانات املقدمة لإلئتمان الفالحي؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ماهي أهم شروط نجاح سياسة التمويل البنكي للقطاع الفالحي؟‬ ‫‪.4‬‬
‫ماهي أهم البرامج واإلجراءات التي قامت بها الدولة من أجل النهوض بهذا القطاع وترقية والحد من‬ ‫‪.5‬‬
‫مشاكله؟‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫تكمن أهمية تمويل القطاع الفالحي في نجاح السياسة املتبعة للتمويل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يقدم بنك الفالحة والتنمية الريفية قروض طويلة ومتوسطة وقصيرة املدى‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تختلف الضمانات املقدمة بإختالف مبلغ القرض والغرض منه وآجال تسديده‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أهم شروط نجاح سياسة التمويل البنكي للقطاع الفالحي هو تهيئة املناخ املناسب للقرض الفالحي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إهتمت الجزائر بالقطاع الفالحي من خالل إقامة العديد من الهيئات والبرامج الدائمة له وهذا ناتج‬ ‫‪.5‬‬
‫عن التحوالت التي عرفتها في هذا املجال خاصة خالل السنوات األخيرة‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫التعرف على التمويل الفالحي في الجزائر‬ ‫‪‬‬


‫التعرف على القروض التي يمنحها القطاع الفالحي‬ ‫‪‬‬
‫الوقوف على املشاكل التي تواجه القطاع الفالحي ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على البرامج التنموية التي شاهدتها الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دوافع وأهمية البحث‪:‬‬

‫إن إختيارنا لهذا املوضوع "قروض تمويل املستثمرات الفالحية في الجزائر" ينبع من إهتمامنا بتعدد البرامج‬
‫التنمية واإلجراءات التحفيزية للقطاع الفالحي للنهوض باإلقتصاد وتبرز األهمية العلمية لهذا املوضوع في‬
‫الوقت الحاضر لإلمكانات املتوفرة من حيث املوارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬كذالك اإلمكانات املالية خاصة في‬
‫وقت البحبوحة املالية ومع إنخفاض أسعار البترول وإنخفاض املداخيل أصبح والبد من البحث عن قطاع‬
‫بديل عن املحروقات وكانت الفالحة هي البديل‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ -‬كتفي سلطانة‪ ،‬تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية(‪ )2005 -2000‬في والية قسنطينة‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شهادة املاجستير في التهيئة العمرانية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2006/2005 ،‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تطبيق ونتائج املخطط الوطني وما مدى فعالية على القطاع الفالحي بصفة خاصة‬
‫واملجتمع الريفي عامة‪ ،‬وقد سمحت النتائج املتحصل عليها بقياس األثر اإلقتصادي واإلجتماعي لذه‬
‫السياسة‪..‬‬

‫‪ -‬دالل بن سمينة‪" ،‬التمويل البنكي للقطاع الفالحي في الجزائر (‪ )2000 -1990‬دراسة حالة بنك ‪BADR‬‬
‫وكالة بسكرة"‪،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة املاجستير في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويل‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2004 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫من أسباب هذه الدراسة البحث عن الخلل املوجود عند تمويل الجهاز البنكي للقطاع الفالحي في ظل‬
‫التخطيط املركزي ومحاولة الوقوف على مدى فعالية القوانين الصادرة لإلصالح خاصة قانون النقد والقرض‬
‫إعتبار العشرية األخيرة (‪ )2000 -1990‬محصلة هامة إلصالح كل من الجهاز البنكي والقطاع الفالحي‪ ،‬تبرير‬
‫املواقف والقرارات في القطاع الفالحي‪ ،‬يرجع فشله لنقص األموال الالزمة للقيام بنشاطه وإمتناع الجهاز‬
‫البنكي بتقديمها إياه إعتبار البنوك محور التطور اإلقتصادي وسيلة فعالة للتحقيق التنمية‪.‬‬

‫ومن نتائج هذه الدراسة القرارات التي أخذت في فترة التخطيط املركزي كانت تدور حول نهوض بالقطاع‬
‫الفالحي بدال من وضع سياسة عقالنية محكمة تعتمد على نموذج تنمية يالئم وضعية اإلقتصاد في تلك‬
‫الفترة‪ ،‬عملية الهيكلة تهدف إلى إقامة مبدأ التخصيص البنكي وتركيز إهتمامات البنوك إن فعالية القطاع‬
‫الفالحي الجزائري تقتض ي توسيع حدود أغلبية املستثمرات‪.‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬

‫من أجل دراسة اإلشكالية واإلجابة على األسئلة املطروحة‪ ،‬ونظرا ألهمية املوضوع تم اإلعتماد على املنهج‬
‫الوصفي والتحليلي‪ ،‬فعتمدنا على املنهج الوصفي من أجل جمع املعلومات املتعلقة بالجانب النظري للدراسة‬
‫وإبراز املفاهيم املرتبطة باملوضوع‪ ،‬وإعتمدنا املنهج التحليلي في الفصل التطبيقي الخاص بدراسة تطبيقية‬
‫لحالة قرض إستثماري(التحدي)‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫من ب ين الصعوبات التي واجهتنا إلنجاز هذا البحث هي قلة املراجع وقدم الكثير منها وعدم حصولنا على‬
‫إحصائيات الالزمة للبرنامج التنموي األخير (‪ )2019 -2015‬رغم محاوالتنا الكثيرة دون جدوى‪ ،‬وهذا ال يعني‬
‫عدم حصولنا على البعض منها‪.‬‬

‫صعوبة الحصول وجمع املعلومات في الوكالة نظرا لسرية امللفات‪.‬‬

‫محتويات الدراسة‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية املطروحة واختبار الفرضيات‪ ،‬فقد جاءت الدراسة في ثالثة فصول مع مقدمة وخاتمة‪،‬‬
‫وهذه الفصول هي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬قسمنا هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪ ،‬املبحث األول كان حول التمويل الفالحي من تعريف‪،‬من‬
‫أنواع وتصنيف وأهداف وشروط نجاح سياسة التمويل الفالحي‪ ،‬أما في املبحث الثاني تطرقنا فية إلى مفهوم‬
‫الدعم الفالحي وأثر الدعم الفالحي‪ ،‬أما املبحث الثالث فكان يخص قوانين املستثمرات الفالحية وبعض‬
‫نقائص وعيوب القطاع الفالحي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪ ،‬املبحث األول كان حول تمويل القطاع الفالحي في‬
‫إطار اإلنعاش اإلقتصادي(‪ ،)2004 -2000‬أما في املبحث الثاني تطرقنا إلى تمويل القطاع الفالحي في إطار‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪ ،)2009 -2005‬أما املبحث الثالث فكان يخص أهداف برنامج اإلقتصاد‬
‫األخضر والحلول املمكنة للفالحة في الجزائر‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬املبحث األول كان حول بنك الفالحة والتنمية الريفية‪،‬‬
‫أما في املبحث الثاني تطرقنا إلى القروض املوجهة لتمويل املستثمرات الفالحية‪ ،‬أما املبحث الثالث فقمنا‬
‫بدراسة تطبيقية لقرض التحدي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫نظرة عامة حول تمويل المستثمرات‬
‫الف الحية‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد فعالية الجهاز املصرفي ومدى قدرته على تجميع اإلدخارات وتوفير املوارد املالية ملختلف األعوان‬
‫اإلقتصادية أساس نجاح النظام اإلقتصادي في الوقت الحاضر‪ ،‬خاصة مع قلة مصادر التمويل‪.‬‬

‫حيث يعتبر القطاع الفالحي هو اآلخر من بين القطاعات التي تحتاج إلى تمويل سواء كان تمويل ذاتيا أو تمويل‬
‫خارجي عن طريق القروض البنكية‪ ،‬وهذا من أجل الوصول بالقطاع الفالحي إلى تحقيق التنمية الفالحية‬
‫والتي من أولويتها تحقيق اإلكتفاء الذاتي‪،‬حيث إستفاد القطاع منذ عام ‪ 2000‬بمخطط يتمثل في املخطط‬
‫الوطني للتنمية الفالحية (‪ ،)PNDA‬الذي يندرج ضمن مسعى إعادة تأهيل املستثمرات الفالحية ملواجهة‬
‫التحديات اإلقتصادية العاملية‪.‬‬

‫حيث تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪:‬‬

‫‪ -1‬املبحث األول‪ :‬أساسيات حول التمويل الفالحي‪.‬‬


‫‪ -2‬املبحث الثاني‪ :‬الدعم الفالحي‪.‬‬
‫‪ -3‬املبحث الثالث‪ :‬املستثمرات الفالحية ونقائص وعيوب القطاع الفالحي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث األول‪ :‬أساسيات حول التمويل الفالحي‪.‬‬

‫يعتبر التمويل حاجة ضرورية لإلنجاز املشاريع اإلنتاجية في وقتها ألن التمويل الذاتي للمؤسسات اليكفيها‬
‫إلنجازها فتتوجه إلى طلب التمويل من جهات خارجية فالقطاع الفالحي هو األخر يحتاج ملثل هذا التمويل‬
‫كغيره من القطاعات لنهوض بهذا القطاع و إزدهاره‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التمويل الفالحي وأنواعه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل الفالحي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫" هو توفير واستخدام األموال الالزمة لتطوير الزراعة و تحسين دخول املزارعين وتحسين معيشتهم "‬

‫" التمويل الفالحي يتمثل في منح الفالحين املستثمرين فرصة إستغالل أراضيهم وكذلك إستصالح األراض ي‬
‫الصحراوية من خالل قدرتهم على إقتناء أنواع مختلفة من املبيدات واألسمدة واآلالت الخاصة بإستصالح‬
‫‪2‬‬
‫األراض ي وتهيئتها وتدعيم الري الستغالل األراض ي في أكثر من دورة إنتاجية خالل السنة"‬

‫ثانيا‪:‬أنواع التمويل الفالحي‪.‬‬

‫‪ .1‬التمويل الذاتي‪:‬إن هذا النوع من التمويل يعتمد على املوارد الذاتية املتاحة أي إمكانية تمويل نشاط‬
‫معين إنطالقا من املوارد الداخلية دون التوجه أو اللجؤ إلى مصادر خارجية وهو دليل على قدرة‬
‫املستثمر في حالة صعوبة املصادر األخرى و تعذرها على تمويله‪.‬‬
‫‪ .2‬القروض البنكية‪ :‬وهي عملية يرتض ي بمقتضاها البنك مقابل فائدة معينة و محددة أن يمنح عميال‬
‫بناءا على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين لتسهيالت في صورة أموال نقدية أو أي صورة أخرى‬
‫وذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه املعتاد أو إقراض العميل ألغراض‬
‫إستثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للعميل نيابة عن العميل لدى الغير‪.‬‬

‫وقد تتمثل هذه القروض البنكية في القروض الزراعية (القروض الفالحية)‪.‬‬

‫‪ -1.2‬مفهوم القروض الفالحية‪ :‬وهي قروض في غالبيتها قصيرة أو متوسطة األجل وقليل منها مخصص‬
‫‪3‬‬
‫لألجل الطويل و الهدف منها تمويل املحصول و اإلنتاج الزراعي الجاري و األجهزة و األبنية‪.‬‬

‫‪ 1‬شويخي هناء ‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية‪،‬‬
‫تخصص نقود مالية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬سنة ‪ ،2013/2012‬ص‪.23‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 3‬مصطفى رشدي شيحة‪،‬النقود واملصارف و اإلئتمان‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.116‬‬

‫‪7‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2.2‬طبيعة اإلئتمان الفالحي‪ :‬إن التمويل البنكي للقطاع الفالحي يجب أن يراعي الخصائص الذاتية‬
‫‪1‬‬
‫لهذا القطاع من حيث‪:‬‬

‫الطبيعة اإلحتمالية و املتغيرة لإلنتاج و الدخل و األسعار حيث تعتمد الحياة الفالحية على‬ ‫‪‬‬
‫معطيات وظواهر متغيرة وغير مؤكدة و كذلك ال يمكن تحديد الدخل بدقة لصعوبة تحديد‬
‫النفقات كما أن األسعار الفالحية تتوقف على العرض اإلنتاجي غير مرن مما يهدد السيولة‬
‫الالزمة لتمويل اإلنتاج؛‬
‫تفتيت امللكية و تعدد االستغالليات الفالحية إضافة إلى تعدد األشكال القانونية لالستغالل و‬ ‫‪‬‬
‫تنوع العالقات اإلنتاج الفالحي؛‬
‫املستوى املتخلف من التكنولوجيا الفالحية و ضرورة إمتداد االئتمان إلى امللكية و املرافق‬ ‫‪‬‬
‫األساسية و تصنيع الريق؛‬
‫إرتباط االئتمان الفالحي بالسوق العاملية لتصدير؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3.2‬ضمانات االئتمان الفالحي‪:‬‬

‫تختلف الضمانات التي يقدمها الفالح للبنك بإختالف مبلغ القرض و الغرض منه و آجاله فالضمان‬
‫املقدم في حالة االئتمان القصير و املتوسط األجل يمكن أن يكون في شكل ضمانات شخصية كالكفالة مثال أو‬
‫في شكل رهن لآلالت و املعدات و املواش ي و املحاصيل الناتجة عن إستخدام القروض أما في حالة االئتمان‬
‫طويل األجل تطالب البنوك بضمانات أقوى زيادة في األمان لذلك تطالب عادة برهن األصول الثابتة‬
‫كالعقارات األراض ي البنايات السكنات الريفية ‪....‬الخ‪ .‬و باإلضافة إلى ضمانات املذكورة يبقى اإلئتمان بحاجة‬
‫إلى سند أقوى من طرف مؤسسات كبرى أو شركات تأمين وهذه الضمانات عبارة عن ضمانات مكملة و أهمها‬
‫‪2‬‬
‫التأمين على الحياة و التأمين على األخطار ( الحرائق‪ ،‬املباني‪ ،‬العتاد‪.).....‬‬

‫‪ -4.2‬مخاطر االئتمان الفالحي‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫يواجه االئتمان الفالحي جملة من املخاطر نذكر منها‪:‬‬

‫‪ 1‬شويخي هناء‪ ،‬نفس املرجع سابق ذكره‪،‬ص‪.24‬‬


‫‪ 2‬معوش إيمان بورحلة نسيمة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك الفالحة‬
‫والتنمية الريفية بعين بسام‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص إقتصاديات املالية والبنوك‪ ،‬جامعة آكلي محند‬
‫أولحاج ‪ ،‬البويرة‪ ،‬سنة ‪ ،2015/2014‬ص ص ‪.71-70‬‬

‫‪ 3‬دالل بن سمينة عزيزة بن سمينة‪ ،‬مداخلة سياسة التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في اإلصالحات اإلقتصادية‪ ،‬ملتقى دولي حول سياسات‬
‫التمويل وأثرها على االقتصاديات املؤسسات‪،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪،‬يومي ‪22-21‬نوفمبر ‪،2006‬‬
‫ص‪.3‬‬

‫‪8‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫تأثير العوامل الجوية (البرودة‪،‬الحرارة‪،‬السيولة) و البيولوجية(اآلفاق‪،‬األمراض) على الحصول مما‬ ‫‪‬‬


‫يعرضه للكثير من املخاطر الش ئ الذي ينعكس غلى الفالحين‪ ،‬فيسبب لهم كثيرا من الخسائر مما يزيد‬
‫في أعباء إقتراضهم األموال؛‬
‫طول الدورة اإلنتاجية في القطاع الفالحي يستلزم بقاء القرض عند الفالح لفترة طويلة والذي ليس‬ ‫‪‬‬
‫في صالح البنك الذي يسعى إلى تحقيق الدوران السريع لرأس املال ليعود عليه بأكبر فائدة ممكنة؛‬
‫عدم التحكم في املردودية اإلنتاجية و قانون تناقص الغلة؛‬ ‫‪‬‬
‫عدم قدرة الفالح على فرض األسعار التي تضمن له تغطية تكاليف اإلنتاج بما فيها فائدة القرض‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فبمجر ظهور املحصول الزراعي يعرضه في السوق بالسعر الجاري ألن املنتوجات الفالحية سريعة‬
‫التلف وقد يزيد العرض فينخفض السعر‪ ،‬مما يؤثر في صافي دخله و قدرته على سداد القرض؛‬
‫وجود أخطاء في السياسة اإلئتمانية للبنك وعدم تالؤمها مع طبيعة القطاع الفالحي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -5.2‬األهمية اإلقتصادية لإلقراض الفالحي‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫يخلق ويحافظ على حجم كاف من املخرجات (اإلنتاج)؛‬ ‫‪‬‬


‫زيادة الكفاءة‪:‬يمكن لإلقراض أن يحسن من كفاءة العمل املزرعي من خالل شراء كميات أفضل من‬ ‫‪‬‬
‫وسائل اإلنتاج املتاحة؛‬
‫التكيف مع الظروف اإلقتصادية املتغيرة‪ :‬قد يستدعي املتغيرات التقنية الحديثة أو الظروف‬ ‫‪‬‬
‫التسويق املتغيرة إلى إجراء تعديالت رئيسية في املزراعة كتبديل أدوات الطاقة وخاصة عندما‬
‫تنخفض األسعار و تزداد التكاليف‪ ،‬فاإلقراض مصدر رئيس ي إلجراء هذه التعديالت و التغيرات؛‬
‫مواجهة التقلبات املوسمية و السنوية في الدخل و النفقات‪ :‬وذلك ألن مدخالت اإلنتاج يتم شراؤها‬ ‫‪‬‬
‫في فترة معينة من السنة و بيع اإلنتاج يتم في فترة معيتة أيضا لهذا فالتدفقات الداخلية و الخارجية‬
‫ال تحصل في نفس الوقت مما يؤدي إلى العجز النقدي من وقت الشراء حتى موعد البيع في بعض‬
‫املنتجات و لذلك فاستعمال القروض لتسوية هذه التقلبات أمر ضروري لنجاح العمل بصورة جيدة‪.‬‬
‫الحماية في الظروف املعاكسة (تجنب األخطار)‪ :‬ألنه من غير املمكن إزالة كل املخاطر الزراعية‬ ‫‪‬‬
‫فالطقس و السعر هي أخطار ال يمكن التحكم بها كليا؛‬

‫‪.3‬التمويل التعاوني‪:‬‬

‫وهو يعني توفير األموال الالزمة لتنفيذ املشاريع الزراعية الضرورية و الجماعية ضمن إطار التنظيم‬
‫‪2‬‬
‫التعاوني وتكون أموال الجمعية إما مالكا لها أو تقترضها من مصادر اإلقراض املتوفرة‪.‬‬

‫‪ 1‬شويخي هناء‪ ،‬نفس املرجع‪،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ 2‬علي محمود فارس وآخرون‪،‬أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني‪ ،‬منشورات جامعة املختار البيضاء‪ ،‬ليبيا‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.294-293‬‬

‫‪9‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1.3‬مصادر التمويل التعاوني‪ :‬وتتمثل في كل مايلي‬

‫رأس املال اإلحتياطي‪:‬ويقصد به الرأس املال الذي تحتفظ به الجمعية قصد مواجهة أي‬ ‫‪‬‬
‫خسائر قد تتعرض لها في املستقبل هذا من جانب و من جانب أخر تحتفظ به من أجل دعم‬
‫مركزها املالي و قدرتها على اإلقتراض و زيادة خدماتها و التوسع في مشاريعها ‪ ،‬ويتكون من‬
‫املبالغ التي تحول إلى الجمعية سنويا من الفائض الصافي لعمليات الجمعية بحيث اليقل‬
‫عن نسبة مئوية معينة تحددها التشريعات التعاونية باإلضافة إلى الهبات و املساعدات؛‬
‫اإلحتياطات األخرى‪ :‬باإلضافة إلى رأس املال اإلحتياطي يوجد بالجمعية إحتياطات أخرى‬ ‫‪‬‬
‫كإحتياطي إستهالك املكائن و املعدات و املنشأت و غيرها من املوجودات وإحتياطي التعويض‬
‫على العمال و املستخدمين ومخصصات الديون املشكوك فيها‪ ،‬و بعض اإلحتياطات تحمل‬
‫على حساب املصروفات و بعضها يؤخذ من حساب اإلحتياطات؛‬
‫العوائد على التعامل‪ :‬تتلقى الجمعية عمولة من جراء ما تقدمه من خدمات مختلفة وهي‬ ‫‪‬‬
‫تحصيل على هامش ربح ذلك من عمليات التوريد و التسويق و التموين املنزلي و التشريعات‬
‫القانونية تسمح بتوزيع العائد على أعضاء الجمعية لكل حسب تعامله مع الجمعية؛‬
‫الوافرات و الودائع‪ :‬وهي املبالغ التي تودع بالجمعية سواء من أعضائها أو من غير األعضاء‬ ‫‪‬‬
‫وفقا لشروط معينة و تكون الوديعة إما جارية أو ألجل وفي العادة الودائع الجارية من‬
‫األعضاء فقط‪ ،‬أما الوديعة ألجل عادة تقبل من غير األعضاء مقابل فائدة؛‬
‫رأس املال الدوار‪ :‬يتكون من أموال ترد إلى الجمعية أو توضع تحت تصرفها لتستثمرها‬ ‫‪‬‬
‫بصفة دائمة و ملدة زمنية طويلة نسبيا وهذه األموال التي تستعملها الجمعية بصورة دائمة‬
‫يكون مصدرها خارجي أي مصادر حكومية أو شبه حكومية؛‬
‫الهيئات و املساعدات‪ :‬الكثير من الجهات تقدم لبعض الجمعيات التعاونية الهبات و‬ ‫‪‬‬
‫املساعدات بصورة نقدية أو عينية وذلك قصد تغطية بعض نفقاتها اإلدارية أو تستخدمها‬
‫كرأسمال تشغيل في أعمالها وتكون في صورة املوجودات الثابتة و التي تبقى عند الجمعية‬
‫كرأس مال دوار فال تعتبر دخال و إنما تحول إلى رأس مال إحتياطي خاص؛‬
‫السندات‪ :‬عندما تكون الجمعيات التعاونية ناجحة و قوية تسمح لها القوانين أن تطرح‬ ‫‪‬‬
‫سندات دين للبيع يحمل كل منها قيمة معينة و هذا في بعض الدول و قد تطرح هذه‬
‫السندات للبيع لألعضاء في هذه الحالة تكون مصادر التمويل التعاوني داخلية و تكون‬
‫مصادر التمويل خارجية عندما تطرح هذه السندات للبيع لغير األعضاء؛‬
‫القروض من املصادر التعاونية‪ :‬تعتبر هذه القروض من املصادر الداخلية للتمويل التعاوني‬ ‫‪‬‬
‫ألنها تحصل عليها الجمعية من داخل الحركة التعاونية‪ ،‬بإمكان الجمعية التعاونية أن‬
‫تقترض من أعضائها أو من جمعية أخرى و في هذه الحالة تكون شروط اإلقتراض يسيرة‬
‫مقارنة مع اإلقتراض من مصادر أخرى غير تعاونية؛‬

‫‪ 1‬علي محمود فارس وآخرون‪،‬أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.306-301‬‬

‫‪10‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬القروض و املصادر الخارجية‪ :‬تتوجه الجمعيات التعاونية إلى املصادر الخارجية وقد‬
‫تتحصل الجمعية على قروض من هذه املصادر على أن تسدد القروض في تاريخ إستحقاقها‬
‫و عادة تبيع هذه القروض بفائدة بسيطة أو بدون فائدة‪ ،‬وقد يكون التمويل في شكل‬
‫مساهمة في رؤوس أموال الجمعيات أو في شكل ودائع تودعها الدولة لدى الجمعيات أو تقوم‬
‫بشراء السندات التي تطرحها‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تصنيف وأهداف التمويل الفالحي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف التمويل الفالحي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫يصنف التمويل الفالحي حسب املعاير التالية‪:‬‬

‫التصنيف بحسب إستعمالتها الرئيسية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫القروض العقارية‪ :‬و الغرض منها شراء مزرعة أو أراض ي إضافية للمزرعة أو شراء مباني واإلنفاق‬ ‫‪)a‬‬
‫على املشروعات الري و الصرف وإستصالح األراض ي واإلنفاق على البستنة وأية تحسينات أخرى في‬
‫مزرعة‪ ،‬وتكون هذه القروض طويلة األجل؛‬
‫القروض اإلنتاجية‪ :‬وهي التي تستخدم لغرض شراء مستلزمات اإلنتاج الزراعي كالبذور و األسمدة و‬ ‫‪)b‬‬
‫مواد العلف و اآلالت واملاشية؛‬
‫قروض التنظيمات التعاونية الفالحية‪ :‬وهي تستخدم ملجابهة مصاريف التشغيل واإلنفاق على‬ ‫‪)c‬‬
‫الجمعية التعاونية وعلى املخزون السلعي وعلى األبنية واملعدات وشراء العقارات الالزمة للجمعية‬
‫التعاونية؛‬
‫القروض اإلستهالكية‪ :‬تستعمل على السلع و الخدمات و التي ال تتصل إتصاال مباشرا باإلنتاج‬ ‫‪)d‬‬
‫الزراعي وإنما تشبع رغبة املقترض بشكل مباشر؛‬
‫التصنيف حسب أجال القروض‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القروض القصيرة األجل‪ :‬وهي القروض التي تمنح للمزارعين لسد إحتياجاتهم الزراعية املوسمية‬ ‫‪)a‬‬
‫كالبذور و األسمدة و األشتال و دفع أجور العمال و الحراثة والحصاد والري وما إلى ذلك من نفقات‬
‫إنتاجية ويتراوح أجل هذه القروض من السنة إلى سنتين؛‬
‫القروض املتوسطة األجل‪ :‬وهي التي تمنح للمزارعين لتمويل مشروعات تعطي إنتاجها خالل فترة‬ ‫‪)b‬‬
‫زمنية متوسطة ويتراوح أجلها في الغالب من السنة إلى الخمس سنوات؛‬
‫القروض طويلة األجل‪ :‬تصرف هذه القروض لتنفيذ املشاريع التي تقتض ي طبيعة اإلستثمار فيها‬ ‫‪)c‬‬
‫إلسترداد ما أنفق عليها خالل فترة طويلة األجل كشراء األراض ي وإقامة املنشأت واملباني واملصانع‬
‫وحفر اآلبار ومشاريع اإلستصالح الكبيرة ومشاريع الري والصرف الكبرى‪ ،‬ومدتها تصل إلى عشرين‬
‫سنة في بعض البلدان‪.‬‬

‫‪ 1‬هناء شويخي ‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.30-27‬‬

‫‪11‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫التصنيف بحسب األغراض أو األهداف‪ :‬يمكن تصنيف القروض حسب األغراض التي تستعمل فيها‬ ‫‪-3‬‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ ‬قروض الزراعات الروية؛‬
‫‪ ‬قروض الزراعات البعلية (املطرية)؛‬
‫‪ ‬قروض الثروة الحيوانية؛‬
‫‪ ‬قروض املكينة الزراعية؛‬
‫‪ ‬قروض التصنيع الزراعي؛‬
‫‪ ‬قروض اإلسكان الريفي؛‬
‫‪ ‬قروض التسويق الزراعي‪.‬‬
‫التصنيف حسب الجهات املستفيدة‪ :‬ويشمل كل من ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ‬قروض األفراد؛‬
‫‪ ‬قروض التعاونيات؛‬
‫‪ ‬قروض الشركات؛‬
‫‪ ‬قروض القطاع العام‪.‬‬
‫التصنيف تبعا لنوع املحصول الزراعي‪ :‬يتضمن األنشطة التالية‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ ‬البستنة‪.‬‬
‫‪ ‬املحاصيل الحقلية‪.‬‬
‫‪ ‬الثروة والتي تتضمن املاشية على إختالف أنواعها‪.‬‬
‫‪ ‬الثروة السمكية‪.‬‬
‫‪ ‬محاصيل الخضر الصيفية والشتوية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫التصنيف حسب نوع الضمانات‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ ‬قروض غير مضمونة‪ :‬وتكون غير مضمون بضمان مادي ملموس ولكنها تكون مضمونة‬
‫بكفالة شخصية فقط وخاصة بالنسبة للقروض قصيرة األجل‪.‬‬
‫‪ ‬قروض مضمونة بأموال منقولة‪ :‬وهذه خاصة بالقروض التي تكون برهن األموال املنقولة‬
‫مثل املحاصيل والجرارات والحيوانات أو الذهب أو بعض األجهزة الكهربائية أو قطع‬
‫األثاث‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬قروض مضمونة بأموال غير منقولة‪ :‬وهي تشمل القروض املضمونة بأصول ثابتة مثل‬
‫األراض ي و العقارات ‪.‬‬
‫التصنيف حسب اإلنتاجية املتوقعة للقرض‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪1‬‬
‫شويخي هناء‪ ،‬أنظر املرجع أعاله‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬القروض اإليجابية‪ :‬وهي تلك القروض التي تمكن املقترض من الحصول على فائض صافي‬
‫أي حصول املقترض على دخل يمكنه من إبقاء مبلغ القرض و الفائدة املترتبة عليه مع‬
‫تحقيق فائض إقتصادي بجانب ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬القروض املحايدة‪ :‬وهي تتضمن شكلين األول اإلستثمارات الجديدة التي تكون بين حدود‬
‫الربح و الخسارة و الثانية قروض التجديد وهي القروض التي يجري تجديدها بسبب عدم‬
‫تسديدها في املوعد املحدد لها لسبب أو ألخر ويترتب عليها إستخدام هذه القروض زيادة في‬
‫الدخل تكفي لتسديد أصل املبلغ مع الفائدة عليه فقط دون تحقيق أي فائض ويطلق عليها‬
‫القروض الحدية‪.‬‬
‫‪ ‬القروض السلبية‪ :‬وهي تلك القروض التي ال يترتب على إستخدامها زيادة في الدخل بالقدر‬
‫الكافي الذي يغطي أصل الدين والفائدة املترتبة عليه لذلك فإنها تسمى بالقروض غير املنتجة‬
‫أو تحت الحدية‪.‬‬
‫‪ -8‬تصنف القروض تبعا ملصدر القرض أو لنوع املقرضين‪:‬‬
‫‪ ‬قروض األقارب أو املعارف‪.‬‬
‫‪ ‬قروض املستثمرين األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬قروض املصارف التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬قروض شركات اإلقراض الخاصة باملواش ي‪.‬‬
‫‪ ‬قروض مصاريف الجمعيات التعاونية‪.‬‬
‫‪ ‬قروض الوسطاء والتجار‪.‬‬
‫‪ ‬قروض شركات التأمين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف التمويل الفالحي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫يمكن إستعراض التمويل الفالحي من خالل مايلي‪:‬‬

‫زيادة التكوين الرأسمالي في الزراعة ملواجهة اإلحتياطات املختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫املحافظة على حجم نشاط زراعي مالئم واإلستفادة من وفرات الحجم وزيادة كفاءة اإلنتاج من‬ ‫‪‬‬
‫خالل اإلستخدام األمثل للموارد املتوفرة وتطويريها‪.‬‬
‫زيادة املقدرة على مواجهة الظروف اإلقتصادية املتغيرة كتلك املتعلقة بالتكنولوجيا واألخرى املتعلقة‬ ‫‪‬‬
‫بظروف السوق ومواجهة التقلبات املوسمية في الدخل والنفقات والحماية من الظروف الطبيعية‬
‫غير املواتية وتوفير مقدرة إئتمانية تساعد في مواجهة تلك الظروف‪.‬‬
‫إتاحة التملك ضمن فترة يكون بها املزارع قادر على العمل واإلستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬هناء شويخي‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪13‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثالث‪ :‬شروط نجاح سياسة التمويل الفالحي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫حتى تكون سياسة التمويل ناجحة وفعالة يجب أن تراعى األسس التالية‪:‬‬

‫تهيئة املناخ املناسب إلستخدام القرض حتى يؤدي إلى زيادة اإلنتاج الذي يترتب عليه زيادة الدخل‬ ‫‪‬‬
‫الفالحي‪ ،‬فزيادة اإلنتاج إذا صاحبها نظام سليم للتسويق مع إعداد الطرق ووسائل النقل املناسبة‬
‫تؤدي إلى تحقيق الرخاء وهو هدف منح القرض؛‬
‫أخذ النظام اإلئتمان بعين اإلعتبار أي تقديم القروض بسعر فائدة مناسب ألن إمكانية الفالح‬ ‫‪‬‬
‫محدودة وأسعار املحاصيل متغيرة ؛‬
‫منح اإلئتمان يجب أن يؤسس على الحيازة وليس امللكية‪ ،‬ذلك ألن الكثير من الفالحين ليس لهم‬ ‫‪‬‬
‫ملكية ثابتة وهذا يقيد من طاقاتهم على اإلقتراض؛‬
‫على املؤسسة املقرضة أن تضع خطة بسيطة توضح فيها شروط اإلقراض حتى يستطيع كل فالح‬ ‫‪‬‬
‫اإلستفادة من القروض وإستخدامها في الوقت املناسب؛‬
‫يجب على الفالحين مهما كانت مستوياتهم أن يعملوا على الوفاء بإلتزاماتهم تجاه مؤسسة اإلقراض‬ ‫‪‬‬
‫يمكن لهم ذلك عن طريق إتباعهم أساليب اإلنتاج الحديثة سواء عن طريق تنويع اإلنتاج الفالحي‬
‫وإدخال مختلف تقنيات اإلنتاج أو عن طريق التسويق املنظم للمنتجات؛‬
‫يجب على الفالحين القيام بعملية التأمين على املحاصيل الفالحية لدى املؤسسات املختصة؛‬ ‫‪‬‬
‫يجب تحديد قيمة القروض على أساس قواعد منظمة يراعى فيها إحتياجات مختلف مناطق اإلنتاج‬ ‫‪‬‬
‫وطبقات املقترضين وهذا التنظيم يحتاج إلى تدعيم مؤسسات اإلئتمان حتى تصبح قادرة على القيام‬
‫بهذه املهام بكفاءة وخاصة بالنسبة لصغار الفالحين؛‬
‫يجب إستخدام القروض الفالحية في األغراض التي صرفت من أجلها كما أن وظيفة البنوك ال‬ ‫‪‬‬
‫تتوقف على منح القروض فقط وإنما إمتدادها إلى متابعة إستخدامها في األغراض التي منحت من‬
‫أجلها؛‬
‫يجب أن تكون مواعيد سداد القروض تبعا ملواعيد إستالم الدخل وعلى أقساط تسهيال لدفع؛‬ ‫‪‬‬
‫يجب على البنوك التأكد من أن إستخدام القروض املمنوحة سوف يعطي إيراد يكفي لتسديد‬ ‫‪‬‬
‫القرض ودفع الفوائد املترتبة عليه مع ترك ربح مناسب للفالح‪.‬‬

‫‪ 1‬هناء شويخي‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪14‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الدعم الفالحي‪.‬‬

‫إنتهجت الجزائر سياسة زراعية تعتمد على الدعم للقطاع الفالحي من الدولة و ذلك من أجل تحقيق األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬تحسين و رفع املنتوجات الزراعية‪ ،‬املساهمة في اإلنتاج العالمي لهذا القطاع و من أجل تحقيق هذه‬
‫األبعاد يجب على الدولة إتباع إستراتيجية تنموية فعالة و هذا ما حاولت القيام به من خالل املخطط الوطني‬
‫للتنمية الفالحية ( ‪.)PNDA‬‬

‫املطلب األول‪:‬حول الدعم الفالحي‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم الدعم الفالحي‪:‬‬

‫هو عبارة عن املساهمة املالية للدولة التي تقدمها من خالل الصندوق الوطني للضبط و التنمية الفالحية‬
‫(‪ )FNDRA‬و هي تشجيع الفالحين على اإلستثمار و تحديد قيمة هذه املساهمة على حسب األنشطة و‬
‫‪1‬‬
‫العمليات املراد القيام بها من طرف الفالح و التركيبة املالية للمشروع ‪.‬‬

‫اإلستثمار الكلي = املساهمة الذاتية ‪ +‬القرض البنكي ‪ +‬الدعم املقدم من طرف الصندوق‪.‬‬

‫‪-2‬الظروف التي مر بها الدعم‪:‬‬

‫تميز دعم الدولة للقطاع بين التكفل التام بإحتياجاته في مجال اإلستغالل و اإلستثمار‪ ،‬و ذلك بين مزارع‬
‫القطاع العمومي و بين الدعم املباشر من خالل أسعار عوامل اإلنتاج و الدعم الغير املباشرة من خالل‬
‫معدالت الفائدة التفضيلية على القروض الفالحية بالنسبة للقطاع الخاص‪ ،‬و رغم هذا فقد عجز قطاع‬
‫الفالحة على تغطية الطلب الوطني من املنتوجات الفالحية خاصة السلع الغذائية األساسية ( كالحبوب‬
‫البقول الجافة‪ ،‬الحليب ) حيث بلغت الفجوة الغذائية دورتها بالقيمة و الكمية ‪.‬‬

‫أما في إعادة هيكلة القطاع الفالحي األول عام ‪ 1991‬و منح مزارعه حرية تسويق منتوجاتها إال أنها بقيت نسبة‬
‫من املزارع العاجزة تدور حول ‪ 75%‬إلى ‪ 1986‬بمبلغ قدره ‪ 1821‬مليون دج في السنة تتحمله الدولة في كل‬
‫مرة‪ ،‬أما في منتصف الثمانينات فكانت الجزائر تعيش أزمة مالية مما جعل الدولة غير قادرة على اإلستمرار في‬
‫سياسة الدعم العام لإلنتاج و اإلستهالك‪ ،‬حيث شرعت في عدة من اإلصالحات اإلقتصادية من أجل تقليص‬
‫اإلنفاق العام و تخفيض عجز املوازن في هذا القطاع الفالحي من خالل املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 09‬جانفي‬
‫‪ 1982‬املتضمن التحرير التدريجي ألسعار املنتوجات و مستلزمات اإلنتاج الزراعي و في سنة ‪ 1983‬بموجب هذا‬
‫املرسوم تم الشروع في تقليص دعم الدولة للقطاع الفالحي‪ ،‬حيث إستمرت إدارة الدولة في التخلي عن دعم‬
‫القطاع إلى غاية إصالح ‪ 1987‬النتضمن إعادة تنظيم املزارعين املنتجين بها بإستثناء األراض التي بقيت ملكا‬
‫للدولة‪،‬‬

‫‪ 1‬سلطانة كتفي‪ ،‬تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية (‪ ،)2005-2000‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستر في التهيئة العمرانية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪،2006/2005 ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪15‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث منحت الفالحين حق اإلنتفاع بها مقابل دفع أتاوة يحددها سنويا قانون املالية و بهذا اإلصالح تخلصت‬
‫الدولة من عبئ القطاع العام‪.‬‬

‫ثم جاء قانون رقم ‪ 12-89‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪ 1989‬املتضمن شروط السلع و الخدمات و آليات الضبط‬
‫اإلقتصادي بواسطة األسعار و الذي نص بالنسبة لقطاع الفالحة إلى اإلنتقال كليا إلى األسعار الحقيقية‬
‫بالنسبة لعوامل اإلنتاج فكانت سنة ‪ 1991‬نهاية دعم الدولة ألسعارها‪ ،‬و لكن دعم الدولة للقطاع تواصل من‬
‫خالل هذا القانون املتمثل في آلية السعر األدنى املضمون عند اإلنتاج الذي شمل ‪ 7‬سلع بالنظر إلى أهميتها‬
‫‪1‬‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫غير أن دعمها لم يعد من خزينة الدولة بل عن طريق صندوق التعويض الذي يمول من حصيلة الرسوم عند‬
‫اإلستيراد و عند اإلنتاج الوطني لبعض املواد‪ .‬لقد أظهر الواقع أن تطبيق آلية دعم األسعار عند اإلنتاج تميز‬
‫بغموض أصبح من الصعب تقدير الدعم الحقيقي‪ ،‬و لم يكن له إال أثر محدود على قطاع الفالحة‬

‫*إن األسعار الدنيا للمواد املصنفة إستراتيجية لم يستفد منها إال صنف محدود جدا من املستثمرات الفالحية‬
‫و تشكيلة ضيقة من املواد ( الحبوب و البقول الجافة) ‪.‬‬

‫*غياب النص التنظيمي لضبط األسواق لم يسمح للمنتجين عندما يكون السوق غير مالئم باإلستفادة من‬
‫األسعار املضمونة‪.‬‬

‫*النشر املتأخر لألسعار الدنيا املضمونة املرتبط بطبيعة النصوص التنظيمية ( املراسيم ) لم يكن له أثر على‬
‫توجيه اإلنتاج‪.‬‬

‫*إن تثبيت أسعار دنيا مضمونة على أساس تكاليف اإلنتاج املعيارية‪ ،‬له مفعول محدود في التحريض على‬
‫تحسين اإلنتاجية بإستعمال األساليب الحديثة و عوامل التكثيف الزراعي‪.‬‬

‫*إن اإلتفاقية التي و قعتها الجزائر في ‪ 03‬جوان ‪ 1991‬مع صندوق النقد الدولي ثم إتفاق ستاند باي في أفريل‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1994‬أدى إلى األلغاء التام للدعم في نهاية سنة ‪ ( 1995‬إلى الخبز و الحليب )‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪:‬أثر الدعم الفالحي‪.‬‬

‫أ‪ -‬أثر إلغاء الدعم الفالحي‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫لقد ظهرت أثار إلغاء الدعم الفالحي على كل ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬هناء شويخي‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر – دراسة تحليلية وتقيمية‪ ، -‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬
‫‪ 2‬رابح زبيري‪ ،‬حدود وفعالية دعم الدولة في السياسة الزراعية الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2003‬ص ص ‪.203-202‬‬
‫‪ 3‬رابح زبيري‪ ،‬نفس املرجع سابق ذكرة‪ ،‬ص ص ‪.204-203‬‬

‫‪16‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-1‬على أسعار وسائل و مستلزمات اإلنتاج‪ :‬عرفت أسعار جميع مستلزمات اإلنتاج ( بذور ‪ ،‬أسمدة ) إرتفاعا‬
‫متواصال منذ بداية سنة ‪ 1983‬ليصبح مهوال مع بداية سنة ‪ 1991‬التي إقترح فيها إلغاء الدعم نهائيا‬
‫واإلنتقال إلى األسعار الحقيقية‪ ،‬بتخفيض قيمة الدينار الجزائري بحوالي ‪ %97‬كما شهدت أسعار وسائل‬
‫اإلنتاج ( أآلت‪ ،‬معدات ‪ )...‬إرتفاعا حادا بمعدالت أكبر من أسعار مستلزمات اإلنتاج الوسيطية‪ ،‬بحيث تم رفع‬
‫أسعار معظم أنواع العتاد الفالحي مرتين خالل سنة ‪ 1991‬مما جعل املؤسسة الوطنية إلنتاج العتاد‬
‫الفالحي تشكو من كساد منتوجاتها التي لم تعد أسعارها في متناول القدرة الشرائية للفالحين‪ ،‬رغم حاجتهم‬
‫املاسة ملختلف أنواع العتاد والتجهيزات الالزمة للتكثيف الزراعي‪.‬‬

‫‪ -2‬على التمويل والقرض الفالحي‪ :‬ترجم تقليص دعم الدولة لقطاع الفالحة على مستوى التمويل بالجزئين‬
‫التاليين‪:‬‬

‫‪ ‬حصر التمويل بقروض الخزينة منذ ‪ 1987‬في اإلستثمارات املنجزة من طرف الشباب في إطار إكتساب‬
‫امللكية العقارية الفالحية عن طريق اإلستصالح‪ ،‬وفالحي املناطق الجبلية‪ ،‬أما تمويل املستثمرات‬
‫فأصبح يعتمد على املوارد الخاصة لبنك الفالحة والتنمية الريفية الذي أصبح يتعامل معها وفق‬
‫قواعد تجارية محضة‪ ،‬ترتب عنها إنخفاض مستمر في القروض املمنوحة واملحققة‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)1 -I‬األهداف العينية لبرامج اإلستثمارات الفالحية الدعمة‬

‫الفروق‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999/1998‬‬ ‫التخصيص‬


‫‪-‬‬ ‫‪62.365‬ه‬ ‫‪-‬‬ ‫الري‬
‫‪364.326‬ه‬ ‫‪544.326‬ه‬ ‫‪180.000‬ه‬ ‫تكثيف الحبوب‬
‫‪25.574‬ه‬ ‫‪36.336‬ه‬ ‫‪10.762‬ه‬ ‫زراعة الزيتون‬
‫‪7.793‬ه‬ ‫‪8.432‬ه‬ ‫‪3.639‬ه‬ ‫زراعة الحمضيات‬
‫‪21.464‬ه‬ ‫‪26.438‬ه‬ ‫‪4.974‬ه‬ ‫زراعة الكروم‬
‫‪43.818‬ه‬ ‫‪49.659‬ه‬ ‫‪5.841‬ه‬ ‫أنواع أخرى‬
‫املصدر‪ :‬زبيري رابح‪ ،‬حدود وفعالية دعم الدولة في السياسة الزراعية الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪،‬ديسمبر ‪.2003‬‬

‫‪17‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬وقف العمل بمعدالت الفائدة التفضيلية على القروض الفالحية‪ ،‬التي عرفت إبتداءا من‬
‫‪ 1990/05/02‬إرتفاعا عنيفا ومفاجئا بحيث أصبحت تتراوح بين ‪ %13‬و‪ %23.5‬بالنسبة للقروض‬
‫القصيرة و القروض املتوسطة األجل‪ ،‬وبين ‪%15‬و ‪ %23.5‬للقروض الطويلة األجل ( حسب فرع‬
‫اإلنتاج ) فيما بين ‪ 1990/05/02‬و ‪ 1992/10/01‬بعد أن كانت تتراوح بين ‪ %4‬و‪ %6‬لجميع أنواع‬
‫القروض خالل الفترة ‪.1990-1986‬‬
‫‪ ‬لقد كان إلرتفاع معدالت الفائدة وطأة شديدة على الفالحين الذين أصبحوا يتخوفون من اإلقتراض‪،‬‬
‫نظرا إلرتفاع كلفته‪ ،‬خاصة وأنه كان على املقترض في حالة إرتفاع معدل الفائدة‪ ،‬أن يدفع الفائدة‬
‫الجارية يوم تسديد القرض وليست تلك التي أمض ى عليها العقد‪.‬‬

‫‪ -3‬على الجباية الفالحية‪ :‬بعد إعفاءه لسنوات طويلة من الجباية‪ ،‬شهد قطاع اإلنتاج الفالحي تطبيق ضريبة‬
‫مباشرة على دخل املستثمرات أنشأها قانون املالية لسنة ‪ 1984‬في شكل «مساهمة وحيدة فالحية‬
‫‪ » contribution unique agricole‬بمعدل ‪ %4‬من الدخل السنوي الصافي الذي يفوق ‪60‬ألف دج‪ ،‬وفي مجال‬
‫الجباية غير املباشرة‪،‬أخضعت جميع وسائل ومستلزمات اإلنتاج الفالحية إلتاوة جزافية وأخرى جمركية‬
‫بنسبة ‪ %2‬و‪ %4‬على الترتيب من سعرها على أساس ‪ caf‬يضاف إليها ( حسب الحاالت وتبعا ألحكام قانون‬
‫املالية) حقوق الجمارك ورسوم إضافة بالنسبة لبعض وسائل ومستلزمات اإلنتاج‪ ،‬كتحديد حقوق الجمارك‬
‫عند اإلستيراد بـ‪ %25 :‬ملواد الصحة النباتية و ‪ %15‬لقطع الغيار و‪ %3‬للمواد البيطرية واألدوات الصغيرة ‪.‬‬

‫كما أدخل قانون املالية لسنة ‪ 1991‬الرسم التعويض ي بنسبة موحدة ‪ %25‬تسري على جميع التجهيزات‬
‫الفالحية التي تستورد واإلنتاج الفالحي‪.‬‬

‫‪ -4‬على إسستخدام تقنيات ومستلزمات الفالحة العصرية ‪ :‬إن اآلثار السلبية إللغاء الدعم على العناصر‬
‫الثالثة السالفة الذكر‪،‬تولد عنها تراجع ملحوظ في استخدام مستلزمات الفالحة العصرية‪ ،‬ويمكننا أن نلمس‬
‫‪1‬‬
‫ذلك من خالل املؤشرات التالية‪:‬‬

‫إنخفاض متوسط كمية األسمدة املستعملة سنويا ‪517‬ألف طن خالل ‪1986/84‬إلى ‪290‬ألف طن‬ ‫‪‬‬
‫خالل ‪.1994/92‬‬
‫إنخفاض نسبة البذور املحسنة من مجموع البذور املسلمة للفالحين من ‪ %56‬خالل املوسم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1981/80‬إلى ‪.1994/93 %27‬‬
‫إنخفاض متوسط كمية مواد الصحة املستعملة سنويا من ‪ 16.5‬ألف هكتار خالل ‪ 1984/84‬إلى‬ ‫‪‬‬
‫‪9.6‬ألف طن خالل ‪.1994/92‬‬
‫إنخفاض مساحة بساتين املثمرة الهشة ‪ fragile‬من ‪624‬ألف هكتار خالل ‪ 1984/80‬إلى ‪572‬ألف‬ ‫‪‬‬
‫هكتار خالل ‪ ،1994/90‬وباملقابل إرتفاع بساتين األشجار املقاومة ‪ rustique‬في نفس الفترة من‬

‫‪ 1‬رابح زبيري‪ ،‬أنظر املرجع أعاله‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪140‬ألف هكتار إلى ‪159‬ألف هكتار‪ ،‬ألن الصنف األول يحتاج إلى مدخالت ( أسمدة‪ ،‬عالج‪)...،‬‬
‫وعناية أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬إنخفاض نسبة املساحة املزروعة من مجموع املساحة الصالحة للزراعة من ‪ %47.1‬خالل ‪1987/83‬‬
‫إلى ‪ %40.9‬خالل ‪.1993‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر العودة إلى الدعم الفالحي‪.‬‬

‫نتيجة لآلثار السلبية الناتجة عن إلغاء الدعم الفالحي واالستجابة لنداء الفالحين قررت الدولة العودة إلى‬
‫دعم القطاع الفالحي وفق سياسة جديدة تقوم على مبدأ توجيه الدعم مباشرة للفالحين املنتجين عوض‬
‫‪1‬‬
‫تقديم الدعم للجميع وهذا من يظهر من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض نسب الفوائد على القروض‪ :‬بدأ العمل بهذا اإلجراء بموجب قانون املالية لسنة ‪1993‬‬
‫الذي نص على تخصيص مبلغ مالي بمبلغ مليار دينار جزائري لتحمل نسبة من الفوائد على القروض‬
‫الفالحية إزاء البنك قدرها ‪ %15.5‬للقروض القصيرة األجل ‪ %17.5‬للقروض املتوسطة والطويلة‬
‫األجل على أن يتحمل الفالح املقترض ‪ %8‬و‪ %6‬على الترتيب ثم تدعم هذا اإلجراء بإعادة جدولة‬
‫ديون الفالحين( في جويلية ‪ 94‬وماي ‪ )97‬وتحمل لجزء من الفوائد املستحقة عليهم للبنك‪ ،‬أما في‬
‫إطار تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية ثم توسيع وتكييف دعم الدولة املالي املباشر للفالحة‬
‫من خالل الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية ‪ FNDR‬ليشمل هذا الصندوق منح القروض‬
‫بدون فوائد وتقديم إعانات نهائية للفالحين الذين يلتزمون بإنجاز برامج ونشاطات تندرج في املحاور‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير اإلنتاج واإلنتاجية في مختلف فروعه‪.‬‬
‫‪ -‬تكييف وتحويل أنظمة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬إستصالح األراض ي الزراعية عن طريق الدعم‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء صناديق متخصصة للدعم‪ :‬من بين أثار العودة إلى الدعم الفالحي تم إنشاء مجموعة من‬
‫الصناديق بلغ عددها ‪ 09‬صناديق متخصصة في دعم مختلف نشاطات فروع اإلنتاج الفالحي‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫تتلقى سنويا أغلفة مالية من ميزانية الدولة تقوم بصرفها كدعم على الفالحين‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعانات ( اإلعفاءات) الجبائية و شبه الجبائية‪ :‬في إطار تشغيل الشباب و تشجيعه على إمتهان‬
‫النشاط الفالحي قامت الدولة بتقديم تسهيالت جبائية و شبه جبائية للمؤسسات املصغرة و‬
‫الوحدات الفالحية املتخصصة وذلك من خالل مرحلتي تنفيذ املشروع كما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬خالل تنفيذ املشروع ‪:‬يستفيد أصحاب املشروع من‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعفاء من ‪ TVA‬لشراء تجهيزات التي تدخل مباشرة في تنفيذ املشروع؛‬

‫‪ 1‬رابح زبيري‪ ،‬نفس املرجع سابق ذكره‪.205-204 ،‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.205‬‬

‫‪19‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تطبيق املعدل املنخفض فيما يخص الحقوق الجمركية للتجهيزات املستوردة التي تدخل مباشرة‬
‫في تنفيذ املشروع؛‬
‫‪ ‬اإلعفاء من الرسم على نقل امللكية ل ‪ %8‬على اإلكتسبات العقارية؛‬
‫‪ ‬اإلعفاء من حقوق التسجيل على عقود تأسيس املؤسسات الصغيرة؛‬
‫‪ ‬اإلعفاء من الرسم العقاري على البناءات و إضافات البناءات‪.‬‬

‫‪ -2‬خالل مرحلة إستغالل املشروع ‪ :‬يستفيد املشروع إبتداء من تاريخ إنطالقه ملدة تمتد من ‪ 3‬إلى ‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫سنوات من التسهيالت التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعفاء الكلي من الضريبة على األرباح الشركات و الضريبة على الدخل اإلجمالي و الدفع الجزافي‬
‫و الرسم على النشاط املنهي؛‬
‫‪ ‬اإلستتفادة من ‪ %7‬املعدل املنخفض إلشتراكات أصحاب العمل فيما يخص املرتبات املدفوعة‬
‫إلجراء املؤسسات املصغرة‪.‬‬

‫‪1‬رابح زبيري‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪20‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثالث‪ :‬املستثمرات الفالحية ونقائص وعيوب القطاع الفالحي‪.‬‬

‫بعد النتائج السلبية إلعادة هيكلة القطاع الفالحي من ضعف اإلنتاج واإلنتاجية وسوء التسيير‪ ،‬والالمباالة‬
‫وتراكم حجم املديونية‪ ،‬وتحمل الدولة جميع أعباء القطاع إلى جانب مشاكل أخرى كانت وليدة النظام‬
‫اإلقتصادي السائد آنذاك كتهميش القطاع الزراعي أمام الخيارات الصناعية‪ ،‬وسيطرة العقلية البيروقراطية‬
‫اإلدارية وطول مدة تنفيذ القرارات التي تميزت بنوع اإلرتجالية حولت الفالح من صاحب مهنة إلى أجير غير‬
‫مرتبط دخله مباشرة بإنتاج األرض‪،‬جاء إصالح وقانون ‪ 1987‬الذي وفر املناخ العام للعمل الفالحي وفق أطر‬
‫عقالنية ونحرر من خاللها ممن القيود اإلدارية والتي كانت عائقا أمام روح املبادرة والعمل الجاد‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مضمون قانون املستثمرات الفالحية وأهدافه‪.‬‬


‫أوال‪ -‬مضمون قانون املستثمرات الفالحية‬
‫أصدر قانون املستثمرات الفالحية رقم ‪ 19/87‬املؤرخ في ‪ 1987/12/08‬يعتبر إجراء عرفته الفالحة الجزائرية‪،‬‬
‫فمن خالله يتم تحديد حقوق وواجبات املتجين وتحديد كيفيات اإلستغالل الزراعي بهدف تلبية الحاجات‬
‫‪1‬‬
‫الغذائية وإحتياجات اإلقتصاد الوطني‪ ،‬فجاء هذا القانون بمايلي‪:‬‬

‫يقض ي بنهاية الثورة الزراعية وحل املزارع اإلشتراكية‪ ،‬وتوزيع ممتلكاتها على العمال في شكل‬ ‫‪‬‬
‫إستفادات فردية أو جماعية مع إحتفاظ الدولة بملكية األرض؛‬
‫حرية إدارة تسيير املستثمرات الفالحية الفردية أو الجماعية وإتخاذ القرارات املناسبة مع ترك الحرية‬ ‫‪‬‬
‫الكاملة للمزرعة في ذلك؛‬
‫إلزام املستفيدين كان فرا أو جماعة باملحافظة على الطابع الفالحي لألرض وإستغاللها؛‬ ‫‪‬‬
‫إحتفاظ الدولة بحق اإلشراف والتوجيه بحيث أصبح دور الدولة يتمثل في التوجيه العام لألنشطة‬ ‫‪‬‬
‫الزراعية‪ ،‬وتحديد املحاور الكبرى للخطة الزراعية دون التدخل في إتخاذ القرارات املتعلقة باإلنتاج‬
‫كما ونوعا وفي حجم العمال؛‬
‫وضع مسيري للمستثمرات الفالحية أمام مسؤولياتهم وذلك بسبب تراكم الديون والالمباالة بإعتبار‬ ‫‪‬‬
‫الدولة وحدها التي كانت تدفع أجور العمال وتغطي العجز الذي كانت تعاني منه نسبة كبيرة من‬
‫مستثمرات القطاع العام؛‬
‫ربط الدخل باإلنتاج ألنه لوحظ أن عمال القطاع الفالحي يتقاضون أجورا دون أن ينتجوا إنتاجا‬ ‫‪‬‬
‫ماديا لقاء أجورهم مع أنه بإمكانهم ذلك‪ ،‬فجاء هذا القانون من أجل تجنب هذا العجز يجعل‬
‫الفالحين ينتجون دخولهم؛‬
‫تجانس الوحدات الفالحية من حيث املساحة والتخصص في اإلنتاج حسب عمل كل مستثمرة‬ ‫‪‬‬
‫وإختصاصها أو حسب العدد الذي تتشكل منه املستثمرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الطيب هاشمي‪،‬تقييم برنامج المخطط الوطني لتنمية الفالحية في الجزائر الفترة ‪ _ 2006 -2000‬نموذج تطبيقي للمخطط بوالية‬
‫بوسعدة_ مذكرة ماجستير‪،‬علوم إقتصادية وتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص إقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪،2007/2006،‬ص ‪.62‬‬

‫‪21‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫أشكال املستثمرات الفالحية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مستثمرات فالحية جماعية‪ :‬وتشمل ‪ 28.909‬إستغالالت زراعية جماعية تتكون الواحدة منها من ‪3‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫إلى ‪ 6‬مزارعين وتتربع على مساحة ‪ 80‬هكتار من األراض ي‪.‬‬
‫مستثمرات فالحية فردية‪ :‬حيث املساحة املخصصة جد صغيرة ال يمكنها أن تتحمل أكثر من فالح‬ ‫ب‪-‬‬
‫وتشمل ‪ 16.439‬إستغالالت فالحية‪.‬‬
‫مزارع نموذجية‪ :‬وتشمل ‪ 188‬مزرعة فالحية متخصصة في إنتاج النباتات النموذجية والحيوانات‬ ‫ت‪-‬‬
‫وتكوين الفالحين‪ .‬اإل أن املالحظ هو أن املزارع النموذجية تم إختيارها على أسس غير واقعية وغير‬
‫موضوعية وكذلك األمر بالنسبة لتقسيم املمتلكات فاملستثمرات الفالحية املمتدة على مساحة تقدر‬
‫ب ـ ـ ‪ 3.8‬مليون هكتار حيث أن كل مستفيد بإمكانه أن يتمتع بامللكية الخاصة لجزء أو كل من رأس‬
‫املال املستثمرة الفالحية ما عدا األراض ي التي تبقى ملكيتها تابعة للدولة‪ ،‬أي أن املنتجين الفالحين‬
‫يتمتعون بحق إمتالك‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهداف قانون املستثمرات الفالحية‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫كان الهدف من هذا القانون ‪ 87-19‬هو‪:‬‬

‫تحسين اإلنتاج و املردودية عن طريق تحرير املبادرة الفردية التي عطلت عن طريق بيروقراطية‬ ‫‪‬‬
‫القوانين في املراحل السابقة؛‬
‫تقوية القطاع باملتخرجين من املدارس املتخصصة حيث أن إصالح ‪ 1987‬كان عدد العمال في‬ ‫‪‬‬
‫القطاع اإلشتراكي يقدر بـ ـ ‪ 224000‬عامل و ‪ 760000‬عامل في القطاع الخاص نسبة كبيرة من هؤالء‬
‫العمال يفوق سنهم ‪ 40‬سنة؛‬
‫منح املنتجين الفالحين حق التمتع باإلستغالالت الفالحية الجماعية؛‬ ‫‪‬‬
‫عصرنة وسائل اإلنتاج بما يقدم اإلطار العام للمستثمر دون تبذير أو إسراف؛‬ ‫‪‬‬
‫إقامة منظومة تمويلية ال مركزية تساهم في عملية التنمية الفالحية وهذا عن طريق تسهيل عملية‬ ‫‪‬‬
‫الحصول عن طريق؛‬
‫رفع الوصاية املباشرة على الفالح وتحضيره ألجل بذل املزيد من الجهود؛‬ ‫‪‬‬
‫تقليص التبعية الغذائية خاصة في الريف‪،‬ومحاربة النزوح الريفي نحو املدن؛‬ ‫‪‬‬
‫وضع سياسة عقارية تسمح بتجديد سياسة توجيهية للقطاع الفالحي يمنح حقوق التمتع بأراض ي‬ ‫‪‬‬
‫القطاع اإلشتراكي ملن له الحق مع إمكانية التنازل لشخص آخر في حالة وفاة‪.‬‬

‫‪ 1‬الطيب هاشمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.63 -62‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثاني‪ :‬اإلمتياز الفالحي‪.‬‬

‫‪ -1‬التعريف بعقد اإلمتياز الواقع على األراض ي الفالحية‪.‬‬

‫إن أول تطبيق لإلمتيازات في مجال العقار الفالحي في الجزائر كان في إطار القانون رقم ‪،118 -83‬وذلك بموجب‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 483 -97‬املؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1997‬املحدد لكيفيات منح اإلمتياز قطع أرضية‬
‫بموجب القانون املتعلق بالتوجيه الفالحي‪ ،‬وبعد ذلك بموجب القانون رقم ‪ 03 -10‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪،2010‬‬
‫املحدد لشروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى دفتر الشروط امللحق باملرسوم التنفيذي رقم ‪ ،2483 -97‬نجده قد عرف اإلمتياز في نص املادة‬
‫الثانية على الشكل التالي‪ " :‬اإلمتياز في مفهوم القانون املشار إليه هو تصرف تمنح الدولة بموجبه وملدة معينة‪،‬‬
‫حق اإلنتفاع بأراض متوافرة تابعة لألمالك الوطنية الخاصة لكل شخص طبيعي أو معنوي في إطار اإلستصالح‬
‫في املناطق الصحراوية الجبلية والسهلية"‬

‫أما القانون رقم ‪ 16 -08‬فقد عرف اإلمتياز كمايلي‪" :‬يقصد في مفهوم هذا القانون اإلمتياز هو عقد تمنح‬
‫‪3‬‬
‫بموجبه السلطة املانحة لشخص حق إستغالل العقارات الفالحية ملدة محددة مقابل دفع إتاوة سنوية"‪.‬‬

‫أما اإلمتياز في إطار القانون رقم ‪ 03 -10‬فقد عرفته املادة ‪ 04‬كمايلي ‪ " :‬هو العقد الذي تمنح بموجبه الدولة‬
‫شخصا طبيعيا من جنسية جزائرية يدعى في صلب " املستثمر صاحب اإلمتياز" حق إستغالل األراض ي‬
‫الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة وكذا األمالك السطحية املتصلة بها بناء على دفتر شروط يحدد عن‬
‫طريق التنظيم ملدة أقصاها ‪ 40‬سنة قابلة للتجديد مقابل دفع إتاوة سنوية يتم تحديدها وتحصيلها‬
‫‪4‬‬
‫وتخصيصها بموجب قانون املالية"‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص عقد اإلمتياز الفالحي‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬


‫أ‪ -‬اإلمتياز حق عيني‪ :‬نص القانون رقم ‪ " :03 -10‬بغض النظر عن أحكام القانون املدني يخول حق‬
‫اإلمتيياز املنصوص عليه في هذا القانون حق تأسيس رهن يثقل الحق العيني العقاري الناتج عن‬
‫‪5‬‬
‫اإلمتياز لفائدة هيئات القرض"‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪، 18 -83‬املؤرخ في ‪ 13‬أوت ‪ ،1983‬يتعلق بحيازة امللكية العقارية الفالحية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬الصادرة بتاريخ ‪ 16‬أوت‬
‫‪.1983‬‬
‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،483 -97‬املؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1997‬الذي يحدد كيفيات منح حق اإلمتياز قطع أرضية من األمالك الوطنية الخاصة‬
‫التابعة للدولة في املساحات اإلستصالحية وأعبائه وشروطه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪.1887‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،16 -08‬املؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2008‬املتضمن التوجيه الفالحي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬أوت‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 04‬من القانو رقم ‪ ، 03 -10‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬الذي يحدد شروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة‬
‫ن‬
‫للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة ‪ 18‬أوت ‪.2010‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل هذه املادة يتضح أن اإلمتياز حق عيني عقاري حيث يعرف الحق العيني على أنه هو الحق الذي يرد‬
‫على ش يء مادي ويخول صاحبه سلطة مباشرة على الش يء فيكون لصاحب الحق إستعماله مباشرة دون‬
‫حاجة إلى تدخل شخص أخر ليمكنه من إستعمال حقه‪،‬فال يوجد وسيط بين صاحب الحق والش يء موضوع‬
‫الحق وتطلق على هذه الحقوق تسمية ( العينية) ألنها متعلقة بالعين أو الش يء املادي‪.‬‬

‫وتنقسم الحقوق العينية إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬حقوق عينية أصلية‪ :‬حق امللكية‪ ،‬حق اإلنتفاع‪،‬حق اإلستعمال والسكن‪ ،‬حق اإلرتفاق‪،‬‬
‫‪ -2‬حقوق عينية تبعية‪ :‬حق الرهن الرسمي‪ ،‬حق الرهن الحيازي‪ ،‬حق اإلمتياز‪ ،‬حق التخصص‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلمتياز عقد محدد املدة‪:‬‬

‫عقد اإلمتياز الجديد له خصوصية من حيث تأقيت الحق مع إبقاء على إمكانية إستخالفه فجاء الحق‬
‫وسيطا بين إعتبار شخص" املستثمر صاحب اإلمتياز" محل إعتبار من جهة وعدم توقف إستغالل‬
‫األراض ي الفالحية ففي حالة وفاة أو فسخ عقد أحد املستثميرين لوظيفة األرض الفالحية من جهة أخرى‪.‬‬

‫ويعد عقد اإلمتياز من العقود محددة املدة‪ ،‬حيث منح املشرع الجزائري للمستثمر صاحب اإلمتياز مدة معينة‬
‫‪1‬‬
‫تقدر بأربعين (‪ )40‬سنة قابلة للتجديد إلستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬

‫كما نجد املادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،2326 -10‬جاءت طبقا للمادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪03 -10‬‬
‫حيث نصت على أن" اإلمتياز يمنح ملدة أقصاها أربعون (‪ )40‬سنة قابلة للتجديد"‪.‬‬

‫ويجدد اإلمتياز بطلب خطي من املستثمرين أصحاب اإلمتياز ويودع لدى الديوان الوطني لألراض ي الفالحية‬
‫‪3‬‬
‫خالل إثنا عشر ( ‪ 12‬شهرا) على األقل قبل تاريخ إنقضائه‪.‬‬

‫ت‪ -‬عقد اإلمتياز وارد على األراض ي الفالحية‪:‬‬

‫يعد اإلمتياز نمط إلستغالل األراض ي الفالحية بناءا على دفتر الشروط في شكل مستثمرات فالحية جماعية أو‬
‫فردية يهدف من خالله إلى رفع مستوى القطاع الفالحي من خالل تشجيع اإلستثمار ‪ ،‬وذلك بعصرنة وسائل‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬و تحسين مداخيل املستثمرين أصحاب اإلمتياز ‪ ،‬و ظروفهم املعيشية من أجل تحقيق اإلكتفاء‬
‫‪4‬‬
‫الذاتي‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪،03-10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،326-10‬املؤرخ في ‪ 23‬سبتمبر ‪،2010‬يحدد كيفيات تطبيق حق اإلمتياز إلستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة‬
‫للدولة‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪،02/14‬من املرسوم التنفيذي ‪،326 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 4‬زكية بوزنق‪ ،‬إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة في ظل القانون رقم ‪ ،03 -10‬مذكرة ماستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬تخصص قانون العام املعمق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪ ،2016 -2015‬ص ‪.16‬‬

‫‪24‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫ث‪ -‬عقد اإلمتياز عقد بمقابل‪:‬‬

‫اإلمتياز عقد يعوض أي يلتزم كل من الطرفين بإعطاء أو فعل شيئ ما ‪ ،‬و يمنح اإلمتياز املتعلق باألراض ي‬
‫الفالحية مقابل دفع إتاوة سنوية تعتبر كضريبة على األراض ي ال على اإلنتاج والدخل و ال يستطيع املستفيد‬
‫‪1‬‬
‫التهرب من دفع اإلتاوة عند إهماله األرض أو ضياع منها أو في حالة جفاف أو حدوث كوارث طبيعية‪.‬‬

‫و قد إشترط قانون رقم ‪ 03 -10‬على أن يتم منح عقد اإلمتياز على األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة‬
‫للدولة لكل شخص من جنسية جزائرية ملدة ‪ 40‬سنة قابلة لتجديد مقابل دفع إتاوة سنوية يتم تحديدها و‬
‫‪2‬‬
‫تحصيلها وتخصيصها بموجب قانون املالية‪.‬‬

‫حيث تدفع هذه اإلتاوة في شكل أقساط وفي أجالها املحددة إلى صندوق مفتشية أمالك الدولة املختصة‬
‫إقليميا من طرف الديوان الوطني لألراض ي الفالحية بعد تقديمها من طرف املستثمر صاحب اإلمتياز‪ ،3‬ونفس‬
‫األمر نجده بالنسبة للقانون رقم ‪ 19 -87‬الذي كان يتيح منح حق اإلنتفاع الدائم مقابل دفع إتاوة سنوية‬
‫وذلك من خالل نص املادة ‪ 06‬التي تنص على مايلي ‪ ":‬يمنح حق اإلنتفاع الدائم مقابل دفع إتاوة سنوية من‬
‫‪4‬‬
‫طرف املستفيدين يحدد وعائها وكيفيات تحصيلها وتخصيصها في قوانين املالية"‪.‬‬

‫أوجه التشابه واإلختالف بينهما بين القانون ‪ 19 -87‬و‪:03 -10‬‬ ‫‪-3‬‬


‫أوجه التشابه‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫كل منها يرد على األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫كال هما يتضمن إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫يمنح كل من حق اإلنتفاع الوارد في القانون رقم ‪ 19 -87‬وعقد اإلمتياز في القانون رقم ‪ 03 -10‬مقابل‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫دفع إتاوة سنوية؛‬
‫‪7‬‬
‫يعتبر كالهما من الحقوق العينية العقارية‪ ،‬قابالن للتنازل والحجز والنقل؛‬ ‫‪-‬‬
‫يمنح كالهما بموجب عقد إداري وملدة معينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬زكية بوزنق‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 09‬من دفتر الشروط امللحق باملرسوم التنفيذي رقم ‪ ،326 -10‬املؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ ،2010‬يحدد كيفيات تطبيق حق اإلمتياز إلستغالل‬
‫األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪.‬واملادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 6‬املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪ .‬واملادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 7‬املادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪ .‬واملادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوجه اإلختالف‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫حق اإلنتفاع الوارد في القانون رقم ‪ 19 -87‬هو حق إنتفاع دائم‪ ،‬أما اإلمتياز الوارد في القانون رقم‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 03-10‬فهو حق مؤقت ملدة أقصاها ‪40‬سنة قابلة للتجديد؛‬
‫الشخص الذي يبرم معه العقد هو املنتفع في القانون رقم ‪ 19 -87‬أما في القانون رقم ‪03 -10‬‬ ‫‪-‬‬
‫فالشخص يدعي املستثمر صاحب اإلمتياز؛‬
‫في ظل القانون رقم ‪ 03 -10‬املتضمن عقد اإلمتياز هناك حق توسيع مساحة املستثمرة‪ ،‬بينما في ظل‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 19 -87‬السابق املتضمن حق اإلنتفاع فقد منع توسيع مساحة املستثمرة؛‬
‫في عقد اإلمتياز إمكانية إكتساب عدة حصص وإدماجها في حصة واحدة أكبر لتوسيع مساحة‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫املستثمرة‪ ،‬أما في حق اإلنتفاع إكتساب حصة واحدة وال يمكن اإلنضمام إلى أكثر من جماعة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬نقائص ومعوقات القطاع الفالحي‪.‬‬

‫رغم اإلجراءات والقوانين والبرامج التي وضعتها الجزائر للنهوض بهذا القطاع اإل أنها لم تصل إلى األهداف‬
‫الرجوة بسبب عدة مشاكل من بينها مايلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬مشاكل ومعوقات تتعلق باملوارد الطبيعية‪:‬‬

‫التقليص العمدي من طرف اإلنسان‪ :‬وهي تشمل مجموعة أعمال التجريف والتبوير والبناء‬ ‫‪‬‬
‫على األراض ي الفالحية‪ ،‬حيث أدت هذه العملية إلى فقدان مساحة كبيرة من أجود األراض ي‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫فقدان األراض ي بسبب متطلبات الزراعة‪ :‬حيث تساهم الزراعة نفسها في فقدان قدر مهم‬ ‫‪‬‬
‫من األراض ي الزراعية ولعل أهم أسباب ذلك هو إنتشار ظاهرة تفكك امللكيات والخيارات‬
‫مما أدى إلى فقدان الكثير من مساحات األراض ي الزراعية‪.‬‬
‫إنتشار األراض ي املتأثرة باألمالح‪ :‬يؤدي إرتفاع مستوى املياه الجوفية إلى قرب سطح األرض‬ ‫‪‬‬
‫في الكثير من األحيان إلى تراكم األمالح وبعض املخلفات الضارة مما يؤثر على خصائص التربة‬
‫وعلى النباتات التى تنمو فوقها‪.‬‬
‫التصحر ‪ :‬تعد هذه الظاهرة خطيرة في الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪ .‬واملادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ ،19 -87‬مرجع سابق ذكره‪ .‬واملادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ ،03 -10‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 3‬شويخي هناء ‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية‪،‬‬
‫تخصص نقود مالية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬سنة ‪ ،2013/2012‬ص ص ‪.54-53‬‬

‫‪26‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ : )2 -I‬يبين املساحة املتصحرة واملهدد بالتصحر ‪.2002‬‬

‫املساحة املهدد بالتصحر‬ ‫املساحة املتصحرة‬ ‫املساحة الكلية‬ ‫الدولة‬


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%‬‬ ‫ألف كم‬ ‫‪%‬‬ ‫ألف كم‬ ‫ألف كم‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪82.7‬‬ ‫‪1.970‬‬ ‫‪2.382‬‬ ‫الجزائر‬
‫املصدر‪ :‬شويخي هناء ‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬سنة ‪،2013/2012‬ص ‪.54‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشاكل ومعوقات تتعلق باملوارد البشرية‪.‬‬

‫‪ ‬ضعف البرامج التدربية‪ :‬التخفي على املختصين بهذا الشأن أن البرامج التدريبية املتبعة‬
‫تبقى منقوصة في مجملها بحيث ال توفر في أغلب األحيان التكوين الالزم بالنسبة لإلطارات‬
‫املتكونة‪.‬‬
‫‪ ‬إنتشار األمية وإنخفاض املستوى التعليمي‪ :‬إلخالف أن ظاهرة األمية هي القاسم املشترك‬
‫األكبر بين كل الدول النامية وهي الخطر الدائم الذي يعرقل كل مساعي التنمية بكل أنواعها‬
‫في جميع املجاالت والقطاعات‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬مشاكل أخرى‬

‫‪ ‬نقص العمالة الزراعة املدربة‪:‬على الرغم من وفرة املوارد البشرية إلرتباطها باألعداد‬
‫املتزايدة للسكان اإل أن هذه اإلعتبارات تتعلق بإتجاهات التعليم والتدريب فإن املشروعات‬
‫اإلستثمارية عادة ما تواجهها مشكلة نقص العما لة ذات الخبرة واملهارة املدربة على‬
‫إستخدام األساليب التكنولوجية الحديثة في اإلنتاج وعادة ما تكون إحدى أولويات األهداف‬
‫ألي مشروع‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أنه هناك مشاكل أخرى من بينها ‪:‬‬

‫‪ ‬مشاكل التسويق‪ :‬هو عبارة عن إنتقال السلعة الزراعية من املنتج إلى املستهلك وتبادلها وهناك عدة‬
‫مشاكل تحول دون وصوله إلى املستوى املطلوب فهذا يعرف بتدني في نوعية املنتجات الزراعية‬
‫املعروضة في األسواق‪ ،‬ونقص كبير في الخدمات التسويقية املتوفرة في مجال البحوث التسويقية‬
‫ودراسة األسواق والعجز في الكفاءات التسويقية املدربة‪....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل متعلقة بالصادرات‪ :‬تتصف الصادرات الزراعية الجزائرية بصفة العشوائية باإلضافة إلى‬
‫تذبذب اإلنتاج نتيجة إعتماد معظم الزراعة على األمطار مما يؤدي إلى تقلب في كمية السلع الزراعية‬
‫املصدرة من سنة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪. 55-54‬‬

‫‪27‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬مشاكل التسيير اإلداري للزراعة‪ :‬يتفق الجميع أن الزراعة الجزائرية تتوفر على إمكانيات بشرية‬
‫وفنية‬

‫معتبرة ولكنها ليست مستغلة ومصخرة لتفعيل األنشطة والتنمية املختلفة‬

‫‪28‬‬
‫نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‪:‬‬

‫في هذا الفصل تطرقنا إلى أهمية التمويل الفالحي وإلى أهم أنواع التمويل‪ ،‬ومن خالل هذا توصلنا إلى أن‬
‫التمويل له أهمية كبيرة في جميع مراحل الدورة اإلنتاجية‪ ،‬وفي األخير توصلنا إلى الشروط الواجبة لنجاح‬
‫سياسة التمويل والتي حسب رأينا أهم شرط فيها هو تهيئة املناخ املناسب للقرض‪ ،‬أي معرفة إلى أي مدى‬
‫يمكن إستغالل هذا القرض‪.‬‬

‫وكذالك تطرقنا إلى الدعم الفالحي الذي أعطته الدولة أهمية بالغة لجعله قادرا على زيادة اإلنتاج وتحسين‬
‫اإلنتاج بشكل يسمح له بمواجهة الطلب الوطني املتزايد على املنتوجات الفالحية‪.‬‬

‫وتطرقنا إلى قانون املستثمرات الفالحية ‪ 19/87‬املؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 1987‬املتضمن ضبط كيفية إستغالل‬
‫األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية‪ ،‬والذي تم إلغاءه بموجب القانون ‪ 03/10‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪2010‬‬
‫ومراسيمها التنفيذية ‪ 326/10‬املؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 2010‬الذي يحدد كيفيات تطبيق عقد اإلمتياز إلستغالل‬
‫األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬

‫وفي األخير تناولنا بعض املشاكل واملعوقات التي تصيب القطاع الفالحي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تمويل القطاع الف الحي في إطار‬
‫البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نظرا لفشل اإلصالحات اإلقتصادية التي قامت بها الجزائر خالل فترة التسعينات في تحقيق األهداف املسطرة‬
‫وعلى رأسها اإلكتفاء الذاتي‪،‬إضافة إلى ضعف القطاع في تحقيق التنمية فكان البد من إيجاد إستراتيجية‬
‫فالحية جديدة تنطلق من فكرة األمن الغذائي بدال من اإلكتفاء الذاتي تسمح بإستغالل جميع اإلمكانيات‬
‫املتوفرة لدى القطاع من رسم األهداف القابلة للتحقيق في مدى املتوسط والطويل‪.‬‬

‫ولذلك يجب أن يحظى هذا القطاع بأهمية معتبرة بإعتباره يؤثر على القطاعات األخرى بدرجة كبيرة‪ ،‬وتأثره‬
‫هو اآلخر بالتغيرات الحاصلة في هذه القطاعات‪ ،‬وفي هذا الفصل سوف نتطرق إلى واقع تمويل القطاع‬
‫الفالحي في ظل البرامج التنموية في الفترة ( ‪.)2019 -2000‬‬

‫ولهذا قمنا بتقسيمه إلى ثالث مباحث‪:‬‬

‫‪ -1‬املبحث األول‪ :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( ‪.)2005 -2000‬‬
‫‪ -2‬املبحث الثاني‪ :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ( ‪.)2009 -2005‬‬
‫‪ -3‬املبحث الثالث‪ :‬سياسة التجديد الفالحي والريفي ( ‪ )2014 -2010‬وآفاق برنامج اإلقتصاد األخضر (‬
‫‪.)2019 -2015‬‬

‫‪31‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث األول‪ :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( ‪.)2005 -2000‬‬

‫وضعت وزارة الفالحة والتنمة الريفية املخطط الوطني للتنمية الفالحية (‪ )PNDA‬كأجندة إستراتيجية كلية‬
‫تهدف إلى تطوير وزيادة فعالية القطاع الفالحي ومثلت مخطط اإلنعاش اإلقتصادي في ميدان الفالحة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املخطط الوطني للتنمية الفالحية وآليات تنفيذه‪.‬‬

‫‪ .1‬املخطط الوطني للتنمية الفالحية‪:‬‬

‫شرع في تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية ( ‪ )pnda‬في شهر سبتمبر ‪ 2000‬من خالل محاوالت النهوض‬
‫‪4‬‬
‫باإلنتاج الفالحي وتحسين مستوى املستثمرات الفالحية‪.‬‬

‫فاملخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬وبالتالي برنامج اإلنعاش اإلقتصادي يسمحان بضمان اإلنتقال النهائي من‬
‫التسيير املخطط إلى تسيير طلبات اإلستثمار الفالحي‪.‬‬

‫ويهدف املخطط أساسا لترقية القدرة التنافسية للفالحة الجزائرية وإدماجها في اإلقتصاد العالمي عن طريق‬
‫اإلستغالل العقالني األمثل للموارد الطبيعية واملحافظة على البيئة بما يساهم في تحقيق تنمية زراعية‬
‫مستدامة هذا األخير يهدف إلى تحسين مستوى األمن الغذائي للسكان وحماية املوارد الطبيعية‪ ،‬وتشجيع‬
‫‪5‬‬
‫ودعم املزارعين كما يمكن حصر أهم أهداف هذا املخطط فيمايلي‪:‬‬

‫تحسين مستدام في مستوى األمن الغذائي الوطني من خالل اإلنتاج الزراعي وتنويعه؛‬ ‫‪‬‬
‫اإلستخدام الحكيم واملستدام للموارد الطبيعية؛‬ ‫‪‬‬
‫إبراز وتعزيز امليزة النسبية لإلنتاج من أجل التصدير؛‬ ‫‪‬‬
‫الحفاظ على العمالة الزراعية وزيادة قدرة القطاع الزراعي في العمالة من خالل تعزيز وتشجيع‬ ‫‪‬‬
‫اإلستثمار؛‬
‫تحسين ظروف املعيشة والدخل للمزارعين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد قدر حجم الغالف املالي الذي إستفاد منه القطاع الفالحي على شكل إعانة للمخطط الوطني للتنمية‬
‫الفالحية( ‪)pnda‬ب ‪ 55.89‬مليار دج ووزع على ثالث صناديق مكلفة بتمويل مشاريع الدعم املسجلة باملخطط‬
‫الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬وهو ما يلخصه الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪ ،2014-2000‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية‬
‫تخصص تحليل إقتصادي‪،‬جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم‪ ،‬سنة ‪ ،2016 -2015‬ص‪.47‬‬

‫‪ 5‬أمال حفناوي‪ ،‬تقييم أثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو اإلقتصادي خالل الفترة ‪ ، 2014 -2001‬أوراق‬
‫عمل مقدمة ضمن امللتقى العلمي الدولي بعنوان مشاريع الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع‬
‫والطموح‪ ،‬جامعة سطيف ‪11 ،1‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2013‬ص ‪.5‬‬

‫‪32‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول رقم(‪:)1 -II‬هيكل الغالف املالي املوجه لدعم قطاع الفالحة ( ‪ )2004 -2001‬الوحدة ‪ 109‬دج‪.‬‬
‫‪ 2004 2003 2002 2001‬املجموع‬
‫‪53.4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18.8 15.1‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحة‬
‫‪0.21‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.07 0.07 0.07‬‬ ‫الصندوق الوطني لحماية الصحة الحيوانية والنباتية‬
‫‪2.28‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1.14 1.14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫صندوق ضمان املخاطر الفالحية‬
‫‪55.89‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪20.01 16.31 7.57‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاديات املالية والبنوك‪ ،‬جامعة‬
‫أكلي محند ‪ ،‬البويرة ‪ ،‬سنة ‪،2015 -2014‬ص ‪.83‬‬

‫يبين الجدول أن الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية يعتبر أكبر ممول لبرنامج دعم اإلنعاش‬
‫اإلقتصادي في إطار التنمية الفالحية حيث يساهم هذا األخير بنسبة تقدر ب ‪ %95.9‬من املبالغ املخصصة‬
‫للقطاع الفالحي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قدرت تكلفة برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية بحوالي ‪ 55.9‬مليار دج‪ 46.8 ،‬مليار دج خصصت ل‪:‬‬

‫‪ ‬تكثيف اإلنتاج الفالحي؛‬


‫‪ ‬تأهيل النظام اإلنتاجي؛‬
‫‪ ‬الوقاية الصحية لإلنتاج الفالحي ومكافحة الكوارث الفالحية‪.‬‬

‫ولقد تضمن برنامج اإلنعاش اإلقتصادي إجراءات إضافية محددة‪ ،‬تراعي القيود املناخية الزراعية بما في‬
‫ذلك املناخ الجاف الذي يؤثر على جزء كبير من البالد‪ ،‬والتحفيض الالزم من درجات الفقر والعزلة في املناطق‬
‫‪2‬‬
‫الريفية‪ ،‬واإلستخدام املستدام للموارد الطبيعية‪ .‬وتشمل هذه البرامج‪:‬‬

‫برنامج تكثيف اإلنتاج الزراعي الذي يشمل أساسا منتجات اإلستهالك الواسع واملنتجات ذات امليزة‬ ‫‪‬‬
‫النسبية املواجهة للتصدير ( برنامج التنمية حسب القطاع)؛‬
‫برنامج تحويل نظم اإلنتاج الذي يهدف إلى اإلهتمام أكثر بظاهرة الجفاف في إطار نهج محدد؛‬ ‫‪‬‬
‫برنامج حماية املستجمعات املالية( ‪ )versants bassins‬والتوسع في العمالة الريفية؛‬ ‫‪‬‬
‫برنامج تطوير املراعي وحماية السهوب الذي يضع التركيز بشكل خاص على حماية النظام البيئي‬ ‫‪‬‬
‫الرعوي‪ ،‬وتحسين إمدادات العلف وزيادة دخل السكان املحلين‪.‬‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاديات املالية والبنوك‪ ،‬جامعة أكلي‬
‫محند ‪ ،‬البويرة ‪ ،‬سنة ‪ ،2015 -2014‬ص ‪.83‬‬
‫‪ 2‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪،2014-2000‬نفس املرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 47‬‬

‫‪33‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬آليات تنفيذ برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫لتنفيذ البرامج السابقة حدد املخطط تدابير ومناهج معينة خاصة بكل برنامج كمايلي‪:‬‬

‫برنامج تطوير اإلنتاج واإلنتاجية‪ :‬ففي إطار تقليص الفاتورة الغذائية ودعم اإلنتاج الوطني‪ ،‬تم‬ ‫‪‬‬
‫توظيف املزراع النموذجية كوحدات لتكثيف املدخالت الفالحية ( بذور‪ ،‬شتالت وفصائل حيوانية)‪،‬‬
‫واملحافظة على املوارد الوراثية وتطويرها لتصبح وحدات تجارب‪ ،‬مع زيادة توظيف التقنيات‬
‫الحديثة‪ ،‬كما أنها ستولي إهتماما خاصا وعناية للمنتجات ذات املزايا التفاضلية التي يمكن أن تكون‬
‫محل تصدير‪.‬‬
‫ويهدف هذا البرنامج إلى تقوية وتحديث السالالت النباتية والحيوانية و اإلستعمال العقالني‬
‫واألمثل ملوارد اإلنتاج وتدعيم اإلستثمارات املنتجة وإعادة تحريك مشاريع الزراعات ذات‬
‫‪2‬‬
‫األولوية‪.‬‬
‫برنامج تكثيف وتحويل أنظمة اإلنتاج‪ :‬يتم تكثيف األنظمة اإلنتاجية القائمة وتوجيهها ملا يحقق‬ ‫‪‬‬
‫اإلستغالل األمثل لإلمكانات املتاحة والظروف املناخية املالئمة لإلنتاج‪ ،‬من خالل توجيه الزراعات‬
‫(تحويلها) حسب املناطق ( جافة وشبه جافة) وحسب املناخ املالئم لكل محصول ‪ .‬والهدف من هذا‬
‫البرنامج هو تشجيع الفالحين وإعتماد نظام إنتاج بإختيار الزراعة الالزمة لكل مناخ ولكل أرض‪ ،‬حث‬
‫سكان الريف على اإلستقرار وخدمة األرض‪ ،‬وزيادة متناسقة لإلنتاج واإلنتاجية الزراعية‪.‬‬
‫البرنامج الوطني للتشجير ‪ :‬تم فيه توسيع عمليات التشجير‪ ،‬عن طريق إعادة تجديد الثروة الغابية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بغرس أشجار الفلين‪ ،‬والحفاظ على األحواض املنحدرة للسدود‪ ،‬لكن مع إعطاء األولوية لألشجار‬
‫ذات الفائدة اإلقتصادية كأشجار الزيتون والتين والكرز ‪ ،...‬والتي لها فائدة بيئية ( الحفاظ على‬
‫التربة) وفائدة إجتماعية ( توفير مداخيل للفالحين)‪.‬‬
‫برنامج استصالح األراض ي عن طريق اإلمتياز‪ :‬إدخال تعديالت على نظام املصادقة وتنفيذ املشاريع‬ ‫‪‬‬
‫دفع وتيرة اإلنجازات في امليدان تشرك هذه التعديالت بطريقة مباشرة الوالة ومدراء املصالح الفالحية‬
‫ومحافظي الغابات في عملية قبول تنشيط ومتابعة املشاريع‪.‬‬
‫برنامج إستصالح أراض ي الجنوب و األراض ي املحيطة بالواحات ‪ :‬إستصالح األراض ي املحاذية‬ ‫‪‬‬
‫للواحات يدخل في برنامج اإلمتيازات‪ ،‬أما اإلستصالحات الكبرى والتي تتطلب وسائل وتقنيات‬
‫وتكاليف فإنها تفتح إلستثمارات الوطنية واألجنبية‪.‬‬

‫وتقوم الدولة إلنجاح كل هذه املشاريع الهامة‪ ،‬بوضع نظام للتأطير التقني يكون أقرب للفالحين‪ ،‬حيث ينطلق‬
‫من املستثمرة بإعتبارها القاعدة األساسية لعمليات اإلنتاج الفالحي‪ .‬وبالتالي املختصون اإلداريون واملهندسون‬

‫‪ 1‬املنشور رقم ‪ 330‬املؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 2000‬املتضمن إستراتجية تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬املخطط الوطني للتنمية الفالحية‬
‫‪ ،2000‬ص ص ‪.77 -74‬‬
‫‪ 2‬فاتح حركاتي‪ ،‬اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة عالم الرياضة والنشر ودار الوفاء لدنيا‬
‫الطباعة‪ ،2015 ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪34‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والتقنيون‪ ،‬سوف يقومون بمهامهم في امليدان‪ ،‬ألن هذه الطريقة تقربهم وتجعل عالقتهم مباشرة مع‬
‫املستثمرات‪،‬‬

‫ويتم ذلك من خالل إنشاء خاليا على املستوى املحلي‪ ،‬دورها العمل على تحقيق اإلنسجام بين مختلف‬
‫املشاريع التنموية التي تقوم بها املستثمرات ‪،‬واملخطط التوجيهي الذي يعمل على تهيئة األرضية التي تقوم‬
‫عليها اإلستثمارات الفالحية‪ ،‬كما يتكفل هذا النظام بالتكوين واإلرشاد واإلعالم واإلتصال‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬آليات تمويل برنامج املخطط للتنمية الفالحية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ .A‬صندوق الضبط والتنمية الفالحية ( ‪: )FRNDA‬‬
‫إن املخطط الوطني للتنمية الفالحية يتضمن عدة برامج ممولة بنسبة ( ‪ )%100‬من طرف الدولة‬
‫ويتم تحقيقها من قبل هيئات وزارة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬ويتم تطبيق هذه البرامج من طرف‬
‫الفالحين ومستغلي األراض ي الفالحية وهذا من خالل الدعم املالي الذي تقدمه الدولة من خالل‬
‫الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية والذي تم إنشاءه من خالل إنشاء الحساب الخاص رقم‬
‫‪ 067 -302‬بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 118/2000‬املؤرخ في ‪30‬ماي ‪ 2000‬واملحدد لكيفية عمل‬
‫الحساب الخاص‪.‬وكذا التعليمة الوزارية املشتركة رقم ‪ 586‬املؤرخة في ‪ 25‬جوان ‪ 2000‬املحدد‬
‫ملدونة املوارد والنفقات الخاصة بالحساب ‪ 067 -302‬بعنوان « الصندوق الوطني لضبط والتنمية‬
‫الفالحية» من خالل هذا الصندوق يتم تقديم مساعدات مالية للفالحين وذلك من أجل إنشاء‬
‫وتطوير إستثمراتهم في القطاع الفالحي ‪،‬وكي يستفيد أي مشروع فالحي من الدعم املقدم من‬
‫الصندوق يجب أن تتوفر فيه ثالث شروط عامة‪:‬‬
‫‪ ‬املردودية اإلقتصادية للمشروع؛‬
‫‪ ‬تحقيق أهداف إجتماعية ( مناصب عمل) ؛‬
‫‪ ‬اإلستمرارية‪.‬‬

‫وال يتم تقديم الدعم املالي مباشرة للفالح ولكن يتم ذلك عن طريق الهيئات املالية املتخصصة ( بنك‬
‫الفالحة والتنمة الريفية) التي تقوم بدفع األموال إلى املوردين ومقدمي الخدمات‪ ،‬الذين قاموا بتوفير‬
‫التجهيزات واملواد للفالحين أو أدوا خدمات معينة للفالحين وذلك بعد تقديم الوثائق املثبتة ألداء‬
‫الخدمة‪.‬‬

‫‪ .B‬صندوق التنمية الريفية وإستصالح األراض ي عن طريق اإلمتياز‪:‬‬


‫أنش ئ بمقتض ى القانون ‪ 11 -02‬املؤرخ في ‪ 20‬شوال‪ 1423‬ل ‪ 2002/12/24‬املتضمن قانون املالية‬
‫لسنة ‪ 2003‬ليحل محل الصندوق الخاص بإستصالح األراض ي عن طريق اإلمتياز‪ ،‬يستفيد من هذا‬
‫الصندوق الفاعلين اإلقتصادين‪ ،‬األفراد أو الجماعات الذين لهم مشاريع جوارية في عمليات تعيد‬
‫بعث حيوية النشاطات الفالحيةفي الوسط الريفي‪.‬‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.84 ،83‬‬

‫‪35‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .C‬الصندوق الوطني للتعاون الفالحي ‪:‬‬


‫من مهام هذا الصندوق توفير التسهيالت للمستفيدين من املخطط الوطني للتنمية الفالحية‪،‬‬
‫واملتمثلة في التأمين اإلقتصادي والفالحي من جهة‪ ،‬والقروض التي يمنحها للفالحين و القروض‬
‫املمنوحة من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪ BADR‬من جهة أخرى‪ ،‬ومن أجل إعادة اإلعتبار‬
‫للبعد اإلقتصادي للعمل الفالحي واإلستثمارات املتعلقة به‪ ،‬حيث ينبغي عدم إعتبار األموال‬
‫العمومية املورد الوحيد لتمويل برنامج التنمية الفالحية‪ ،‬ولكن كمساهمة من السلطات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫لجهود التمويل الذاتي الواجب بذلها من طرف الفالحين واملتعاملين اإلقتصادين املعنين‪،‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬النتائج املحققة لتطبيق املخطط الوطني للتنمة الفالحية‪.‬‬

‫لقد عرف القطاع الفالحي تقدما معتبرا خالل السنوات األخيرة بفضل املخطط الوطني للتنمة الفالحية‪ ،‬ومن‬
‫‪2‬‬
‫أهم اإلنجازات التي حققها منذ بداية إنطالقه إلى غاية ‪ 2006‬هي مايلي ‪:‬‬

‫املساحة املستصلحة سنة ‪ 2006‬قدرت ب ‪ 488.000‬هكتار بعدما كانت في سنة ‪ 2001‬ب‬ ‫‪.1‬‬
‫‪50.000‬هكتار‪ .‬غير أنه لم يستصلح من أراض ي الجنوب سوى ‪ 6.200‬هكتار من مجموع ‪ 50‬ألفا؛‬
‫القضاء على ظاهرة الجراد نهائيا وإتخذت الوزارة كل اإلجراءات ملراقبة وتفادي أنفلونزا الطيور‬ ‫‪.2‬‬
‫ببالدنا؛‬
‫املساحة املستغلة في عملية التكثيف الزراعي واملوجهة للحبوب قدرت ب ـ ‪ 3‬ماليين هكتار مع إنتاج بلغ‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ 33‬مليون قنطار مقابل ‪ 4‬ماليين هكتار بإنتاج ‪ 22‬مليون قنطار خالل السنوات السابقة‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على أن هناك عملية التكثيف وتغيير اإلنتاج و اإلنتاجية؛‬
‫إتساع في املساحة األشجار املثمرة حيث بلغت مليون هكتار سنة ‪ 2006‬بعدما كانت ‪ 70.183‬هكتار‬ ‫‪.4‬‬
‫في سنة ‪ ،2001‬واملساحة التي هي في طور التجهيز قدرت ب ‪ 173.03‬هكتار ؛‬
‫بلغت قيمة اإلنتاج الفالحي ( النباتي والحيواني) سنة ‪ 2005‬بـ ‪ 8.8‬مليار دوالر أي نسبة نمو ‪%20‬‬ ‫‪.5‬‬
‫بعدما كان ‪ %10‬في سنة ‪2004‬؛‬
‫إدماج ‪ 348.000‬مستثمرة في البرنامج وهذا في إطار تطوير وترقية املستثمرات الفالحية‪ ،‬حيث‬ ‫‪.6‬‬
‫إستفادت من دعم خالل السنوات الست املاضية ما قيمته ‪ 229‬مليار دينار جزائري‪.‬‬
‫أما ما يخص برنامج اإلستصالح عن طريق اإلمتياز فقد سمحت بإستصالح ‪ 700‬ألف هكتار وهي‬ ‫‪.7‬‬
‫تمثل نسبة ‪ %9‬من املساحة الصالحة للزراعة‪ ،‬مقابل ‪ 54‬ألف هكتار سنة ‪ 2002‬أي معدل نمو‬
‫‪%9‬؛‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص ‪.85‬‬


‫‪ 2‬الطيب هاشمي‪ ،‬تقييم برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية في الجزائر الفترة ‪ – 2006 -2000‬نموذج تطبيقي للمخطط بوالية سعيدة – ‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪ ،2007/2006‬ص ص‬
‫‪. 117 ، 116‬‬

‫‪36‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .8‬كما حقق برنامج حماية الغابات ومكافحة التصحر من تشجير ‪ 200‬ألف هكتار‪ ،‬كذلك العمليات‬
‫املنجزة على مستوى املناطق السهبية تم إعادة تشجير أكثر من ‪ 3‬ماليين هكتار من مجموع ‪ 7‬ماليين‬
‫هكتار مهددة بالتصحر ‪ ،‬وهذا بفضل املساحات املحمية والغراسة الرعوية؛‬
‫‪ .9‬تم إنشاء ‪ 495‬مؤسسة للخدمات الفالحية بدأت تعمل؛‬
‫‪ .10‬فتح مسالك بطول ‪ 308‬كلم ومد الكهرباء بطول ‪ 70‬كلم في إطار تطوير الهياكل القاعدية؛ذ‬
‫‪ .11‬املخطط الوطني للتنمية الفالحية والريفية كان له الفضل في التحسين املسجل في مجال مكافحة‬
‫الفقر منذ سنة ‪ 2000‬فقد وفر مليون وثمانية آالف منصب شغل مما أدى لتقليص نسبة البطالة‪.‬‬

‫ولكن رغم كل هذه اإلنجازات اإليجابية التي حققها هذا البرنامج اإل أنها نسبية‪ ،‬وهذا راجع إلى وجود بعض‬
‫‪1‬‬
‫النقائص واملشاكل التي عرقلت نوعا ما من الوصول إلى طموحاته املسطرة وتمثلت في مايلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬عجز في بعض املنتوجات كالحبوب والحليب وإنتاج اللحوم؛‬


‫‪ .2‬تقليص األراض ي الفالحية الخصبة فقد تم تحويل ‪ 600‬ألف هكتار إلى مساحات للتعمير والبناء مع‬
‫عدم تعويض أصحابها من خالل عملية التنازل؛‬
‫‪ .3‬إرتفاع أسعار مدخالت اإلنتاج وضعف التموين بوسائل اإلنتاج الضرورية نتيجة قلة إستيرادها‬
‫وإرتفاع أسعارها؛‬
‫‪ .4‬مشكل العقار الذي يبقي هاجس أمام أصحاب املستثمرات الفالحية للقيام بإستثمارات طويلة املدى؛‬
‫‪ .5‬ضعف مستوى التأطير في املجال الفالحي الذي لم يسهل عملية الحصول الدعم املناسب وعلى‬
‫املوارد املالية واملادية في الوقت املناسب وفي أقصر مدة؛‬
‫‪ .6‬قيام السلطات بإنتزاع مستثمرات من الفالحين على أساس اإلنتفاع وليس على أساس اإلمتياز؛‬
‫‪ .7‬قلة اإلرشاد والتوجيه الزراعي وخاصة لدى أصحاب الثروة الحيوانية؛‬
‫‪ .8‬ضعف اإلمكانيات املادية والبشرية للبحوث الزراعية والتي نتج عنها ضعف نقل املعلومات التقنية‬
‫والتي تعد من املادة األساسية لإلرشاد الزراعي؛‬
‫‪ .9‬عدم الرقابة واملتابعة امليدنية مما أدى إلى صرف أموال الدعم إلى مصالح شخصية؛‬
‫‪ .10‬ضعف مشاركة وتدخل املسؤولين في املراحل املختلفة لعملية إنجاز املشاريع الفالحية وتقييمها؛‬
‫‪ .11‬نقص اإلهتمام بتنمية مناطق الجنوب من خالل قلة الدعم املالي‪ ،‬ونقص الدعم غير املباشر؛‬
‫‪ .12‬عدم وجود هيئة عليا تتكفل بأمور الفالحين وتحمي حقوقهم؛‬
‫‪ .13‬تعرض املناطق السهبية التي تعتبر رعوية للسطو والنهب املتواصل من خالل الحرث العشوائي مما‬
‫أدى إلى القضاء على الغطاء النباتي بنسبة ‪ %70‬من إجمالي املساحة‪.‬‬

‫‪ 1‬الطيب هاشمي‪ ،‬نفس املرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.125 ، 124‬‬

‫‪37‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث الثاني‪ : :‬تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ( ‪.)2009 -2005‬‬

‫تم خالل الفترة ‪ 2009 -2005‬إطالق البرنامج التكميلي لدعم النمو اإلقتصادي معززا ببرامج تكميلية خاصة‬
‫لتنمية مناطق الجنوب والهضاب العليا‪ ،‬من أجل دعم مستويات النمو‪ ،‬بميزانية قيمتها ‪ 17000‬مليار دينار أو‬
‫مايعادل ‪ 240‬مليار دوالر أمريكي موجهة ملواصلة تطوير املنشآت القاعدية واإلستجابة للحاجيات اإلجتماعية‪.‬‬
‫وهذا من أجل إكمال مسيرة اإلنعاش اإلقتصادي التي كانت تنفذ وفق املخطط السابق‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مضمون برامج دعم النمو اإلقتصادي للقطاع الفالحي‪.‬‬

‫كانت أهم أعمال برنامح دعم النمو اإلقتصادي للفترة ‪2009-2005‬في مجال الفالحة تلك املتعلقة بزيادة‬
‫فعاليات وسبل تطبيق املخطط الوطني للتنمة الفالحية والريفية‪ .‬سعيا من الدولة لتحقيق تنمية زراعية‬
‫مستدامة تراعي األسس االلبيئية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬إضافة إلى دعم اإلنتاج الوطني وتوفير الظروف‬
‫الالزمة لنموه ودفعه لدخول السوق العالمي وبكفاءة‪ ،‬أخذة في اإلعتبار املتغيرات العاملية حيث قدرت‬
‫‪1‬‬
‫إعتمادات تمويل هذا القطاع بحوالي ‪ 300‬مليار دينار جزائري من أجل إنجاز األعمال التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تطوير املستثمرات الفالحية والضبط؛‬

‫‪ ‬تطوير النشاطات اإلقتصادية الريفية وإنشاء مستثمرات فالحية جديدة والتشجيع على اإلنتاج؛‬

‫‪ ‬مشاريع جوارية ملحاربة التصحر وحماية تربة املواش ي وتطويرها؛‬

‫‪ ‬حماية األحواض املنحدرة وتوسيع التراث الغابي؛‬

‫‪ ‬تأطير عمليات حماية السهوب وتنميتها؛‬

‫‪ ‬تهيئة املرافق اإلدارية والتجهيزات واملعلومات‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫وستواجه اإلعانة والحوافز العمومية لتنمية الفالحة نحو مايلي ‪:‬‬

‫‪ ‬تحسين نتائج املستثمرات من خالل هيكلة الفروع وتعميم التكوين واإلرشاد؛‬

‫‪ ‬ت نمية تربية املواش ي والدواجن وتنويعها والسيما في الهضاب العليا وفي املناطق الجبلية‪ ،‬مع السهر على‬
‫حماية التراث الجيني؛‬

‫‪ ‬الدعم اإلنتقائي واإلنتقالي لعمليات تحول النشاط وإعادة توجيه القدرات الفالحية؛‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – ‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ 2‬فاتح حركاتي‪ ،‬اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص ص‪.165 ، 164‬‬

‫‪38‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬تحسين محيط املستثمرات بواسطة تنمية املؤسسات الصغيرة للخدمات وصناعة التبريد وتشجيع‬
‫التكامل بين املنتجين والصناعة الغذائية الفالحية‪ ،‬وترقية منظومات الضبط املنهي واملشترك بين املهن‪،‬‬
‫وتعزيز طاقات غرفة الفالحة ودورها؛‬

‫‪ ‬ترقية الصادرات الفالحية وال سيما منها املنتوجات املحلية والفالحية والحيوية ( البيولوجية ) وحمايتها‬
‫عن طريق ترتيب التصديق والتنويع؛‬

‫‪ ‬تعزيز إستخدمات مناصب الشغل في القطاع الفالحي من خالل دعم إندماج الشباب ذوي الشهادات‬
‫وكذا اإلندماج الفعلي للتشغيل الفالحي ضمن ترتيب الحماية اإلجتماعية ؛‬

‫‪ ‬تطوير وسائل مكافحة اآلفات الزراعية بما فيها الجرد والطفيليات والوقاية منها‪ ،‬بما في ذلك رد اإلعتبار‬
‫إلى وسائل العمل الجوي؛‬

‫والجدير بالذكر كذلك أن الحكومة تقترح خالل هذه الفترة بالنسبة للعقار الفالحي وضمن برنامج دعم النمو‬
‫اإلقتصادي تشريعا يؤسس لنظام اإلمتياز بالنسبة لألراض ي الفالحية التابعة لألمالك الدولة‪ ،‬سيسمح بإقامة‬
‫صلة متينة بين األراض ومستغليها‪ ،‬وسيقض ي إلى حماية هذه الثروة الوطنية من تحويلها عن طابعها األصلي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وسيسهل للفالح في نهاية املطاف عملية الحصول على القرض الضروري لتنمية النشاط الفالحي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويرافق إنعاش الفالحة مواصلة بذل الجهود في مجال التنمية الريفية‪ ،‬وال سيما من خالل‪:‬‬

‫دعم النشاطات املدرة للمداخيل واملستحدثة ملناصب الشغل‪ ،‬واإلنتاج املساهم في تحسين األمن‬ ‫‪.1‬‬
‫الغذائي للعائالت؛‬
‫مواكبة التنمية بالحصول على وسائل التقنية وعلى قروض؛‬ ‫‪.2‬‬
‫برامج تسيير وتنمية الغابات والسهوب التي تستحدث مناصب الشغل وتحافظ على الوسيط‬ ‫‪.3‬‬
‫الطبيعي؛‬
‫تعزيز عملية حصول سكان األرياف على الخدمات األساسية ( املاء والكهرباء‪ ،‬والغاز) ومواصلة برامج‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلسكان الريفي‪.‬‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ 2‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪،2014-2000‬نفس املرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 54‬‬

‫‪39‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬إحصائيات تمويل القطاع الفالحي من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية في إطار قرض‬
‫الرفيق‪.‬‬

‫في إطار هذا املخطط منح بنك الفالحة والتنمية الريفية مبلغا قيمته ‪ 6.84‬مليار دج للفالحين في إطار قرض‬
‫رفيق منذ إنطالقته الفعلية في أكتوبر ‪ 2008‬إلى غاية نهاية شهر جوان ‪.2009‬‬

‫وقد عرف هذا اإلجراء بعد سنة فقط من إنطالقه نجاحا كبيرا وسمح بمرافقة ‪ 7555‬زبون بين فالحين‬
‫خواص ومزارع نموذجية وتعاونيات للحبوب ومؤسسات عمومية بقيمة ‪ 6.84‬مليار دج؛‬

‫و يذكر أن هذا املنتوج الجديد الذي هو بمثابة قرض دون فوائد موجه لتمويل القطاع الفالحي وبعض‬
‫النشاطات امللحقة بقطاع الفالحة قد تمت املبادرة به في إطار تطبيق ترتيبات قانون التوجيه الفالحي وبرنامج‬
‫تجديد اإلقتصاد الفالحي والريفي؛‬

‫وحسب الفروع فقد نال فرع زراعة الحبوب حصة األسد من خالل منحه ‪ 6707‬قرض بقيمة ‪ 3.74‬مليار دج‬
‫يليه فرع تربية املواش ي ب ـ ‪ 312‬قرض بقيمة ‪ 779.8‬مليون دج ؛‬

‫وقد إستفاد فرع البطاطا من ‪ 263‬قرض بقيمة ‪ 1.48‬مليار دج متبوعا بفرع تربية الدواجن ( ‪ 126‬قرض –‬
‫‪ 558.8‬مليون دج ) والبقول األخرى ( ‪ 60‬قرض بقيمة ‪ 80.98‬مليون دج ) وغرس األشجار ( ‪ 49‬قرض بقيمة‬
‫‪ 80.13‬مليون دج ) وتربية األبقار ب ـ ‪ 31‬قرض بقيمة ‪ 62.47‬مليون دج وفروع أخرى ( ‪ 7‬قروض بقيمة ‪51.12‬‬
‫مليون دج )؛‬

‫وحسب الواليات تأتي تيارت في املركز األول من حيث عدد القروض املمنوحة ب ـ ‪ 720‬قرض متبوعة بقسنطينة‬
‫ب ـ ـ ‪ 658‬قرض وميلة ‪ 362‬قرض و قاملة واألغواط ‪ 341‬قرض لكل منهما وغليزان ‪ 334‬قرض وسكيكدة ‪332‬‬
‫وخنشلة ‪... 292‬إلخ‪.‬‬

‫ويعمل بنك الفالحة والتنمية الريفية على تطوير بعض الفروع مثل تربية الدواجن‪ ،‬واملبدأ بالنسبة لهذه‬
‫العملية يكمن في مرافقة املذابح من خالل قروض رفيق وبالتالي تمكينها من تطوير نسيج من املنتجين في هذا‬
‫‪1‬‬
‫الفرع يمكنهم بدورهم اإلستفادة من هذا النوع من القرض‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬تقييم نتائج برنامج دعم النمو اإلقتصادي على القطاع الفالحي‪.‬‬

‫إن إستعادة التوازنات اإلقتصادية واملالية الكلية وتعزيز النمو اإلقتصادي بدأ يسجالن نتائج محسوسة في‬
‫مختلف دوائر النشاط‪ ،‬فقد عرف قطاع الفالحة الذي يكتس ي بعدا إستراتيجيا ضمن اإلقتصاد الوطني‬
‫ويستفيد من برامج تنموية طموحة نموا مضطردا إذ إرتفع من ‪ %1.9‬سنة ‪ 2005‬إلى ‪ %5‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪ 1‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 88 ،87‬‬

‫‪40‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولقد سجل اإلنتاج الفالحي إرتفاعا قيما‪ ،‬حيث إنتقلت قيمته من ‪ 359‬مليار دينار سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 668‬مليار‬
‫دينار في سنة ‪ .2006‬وكذلك زيادة في القيمة املضافة الزراعية من ‪ 322‬مليار دينار إلى ‪ 548‬مليار دينار خالل‬
‫نفس الفترة‪ ،‬وتمثلت متوسط نسبة مساهمة القطاع الفالحي ‪ %8‬من الناتج املحلي اإلجمالي سنويا‪ ،‬وقد‬
‫تحقق هذا األداء على الرغم من اإلنخفاض الكبير في ميزانية القطاع عام ‪ 73 ( 2006‬مليار دينار في ‪2006‬‬
‫مقابل ‪ 79‬مليار دينار في عام ‪ )2005‬إذ بقيت عند نسبة ‪ %3‬من امليزانية الوطنية للعام الثالث على التوالي‬
‫ولقد إستحدث القطاع الفالحي خالل الفترة ( ‪ )2009 – 2005‬مناصب شغل معتبرة كما يبينه الجدول‬
‫املوالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ : )2 -II‬عدد مناصب الشغل املستحدثة خالل الفترة ( ‪.)2009 – 2005‬‬
‫املجموع‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫السنوات‬
‫مناصب الشغل املستحدثة في إطار‬
‫‪666505 243854 83903 101977 104323 132428‬‬
‫إستثمارات منجزة في قطاع الفالحة‬
‫مناصب الشغل املستحدثة‬
‫‪5030562 1459898 1124761 899654 861688 684561‬‬
‫اإلجمالية‬
‫‪13.25‬‬ ‫‪16.70‬‬ ‫‪7.46‬‬ ‫‪11.34‬‬ ‫‪12.11‬‬ ‫‪19.34‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫املصدر‪ :‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪ ،2014-2000‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية‬
‫تخصص تحليل إقتصادي‪،‬جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم‪ ،‬سنة ‪،2016 -2015‬ص ‪.55‬‬

‫شهدت الجزائر في سنة ‪ 2009‬فتح مناصب شغل فالحية معتبرة‪ ،‬حيث إنتقل عدد املناصب املستحدثة في‬
‫إطار اإلستثمارات املنجزة في قطاع الفالحة من ‪ 132428‬منصب عمل سنة ‪ 2005‬إلى ‪ 24385‬منصب عمل‬
‫سنة ‪ ،2009‬أي أكثر منها بحوالي ‪ 111426‬منصب شغل‪ ،‬وفي نفس الوقت أكبر من السنة التي سبقها ‪2008‬‬
‫بحوالي ‪ 159951‬منصب شغل وهذا راجع إلى الوضعية اإلقتصادية الجيدة التي شهدتها الجزائر في تلك السنة‬
‫حيث حققت نموا في العديد من املؤشرات اإلقتصادية والتي كان معدل النمو الزراعي أهم املساهمين فيها‪.‬‬

‫أما فيما يخص إستخدامات األرض فقد واصلت الدولة جهودها إلستصالح األراض ي الزراعية ساعية إلى‬
‫توسيع هذه األراض ي وزيادة مساحتها عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬معتمدة في ذلك على برنامج إستصالح األراض ي‬
‫باإلمتياز نظر ملا القاه هذا البرنامج من نجاح في زيادة املساحة الزراعية‪ ،‬فلقد تم سنة ‪ 2005‬إضافة ‪9‬‬
‫مشاريع إلستصالح مساحة تقدر ‪ 1.710‬هكتار عن طريق منح اإلمتياز‪ ،‬وزادت هذه املشاريع أكثر في سنة‬
‫‪ 2006‬حيث فتح ‪ 17‬مشروع إلستصالح ‪ 7.512‬هكتار‪ ،‬ورغم هذه الزيادة معتبرة اإل أنها لم تصل إلى الحد‬
‫الذي وصلت إليه في الفترة ( ‪ )2004 -2000‬وهذا نظرا لكون الفترة ( ‪ )2001 -2000‬إستفادة من الحد‬
‫األقص ى لعدد هذه املشاريع بتكاليف باهظة وكون العديد من هذه املشاريع مقدمة من السلطات املحلية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وسجلت املساحة املسبقة تزايدا ملحوظ وهذا إن دل على ش يء فهو على النجاح النسبي للخطط الوطنية في‬
‫ترشيد إستخدام املياه ومساعيه لزيادة املساحات املروية‪ ،‬إذ بلغت سنة ‪ 2005‬املساحات املروية ‪825.506‬‬
‫‪1‬‬
‫هكتار‪ ،‬لترتفع سنة ‪ 2006‬حتى ‪ 835.197‬هكتار‪.‬‬

‫أما فيما يخص اإلستثمارات املنجزة خالل فترة تطبيق برنامج دعم النمو اإلقتصادي فقد أنجز العديد من‬
‫املشاريع الفالحية‪ ،‬حيث تم خالل الفترة ( ‪ )2009 -2005‬توسيع املساحة الصالحة للزراعة بمقدار ‪235510‬‬
‫هكتار‪ ،‬وتم خالل نفس الفترة غرس ‪ 156512‬هكتار أشجار مثمرة وكروم‪ ،‬بينما إمتدت الزراعة الرعوية على‬
‫مساحة ‪ 150865‬هكتار‪ ،‬كما تم في إطار التنمية الريفية فتح مسالك لفك العزلة تصل إلى ‪ 5470‬كلم خالل‬
‫هذه الفترة‪،‬‬

‫هذه اإلجراءات وغيرها ساهمت في نمو اإلنتاج الفالحي ( النباتي والحيواني) الجزائري في هذه الفترة‪ ،‬فلقد‬
‫شهد عدد من املنتجات تزايدا مستمرا رغم الظروف السيئة التي وصفت بها بعض السنوات‪ ،‬خاصة البطاطا‬
‫التي شهدت تطورا جيدا حيث إرتفعت الكمية املنتجة منها من ‪ 164667‬ألف طن في متوسط الفترة ( ‪-2000‬‬
‫‪ )2005‬إلى ‪ 263606‬ألف طن سنة ‪ 2009‬أي ما يقارب املليون طن‪ .‬إذ أن الجدير بالذكر أن الجزائر إحتلت‬
‫املرتبة الثانية إفريقيا من حيث إنتاج البطاطا في موسم ( ‪ )2008 /2007‬حسب ما أفاد به تقرير منظمة األمم‬
‫املتحدة للتغذية والزراعة ( ‪ )FAO‬للسنة ‪ 2009‬حول حجم اإلنتاج العالمي من هذه املادة الواسعة‬
‫اإلستهالك‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن إنتاج الحبوب وصل إلى ‪ 10‬مليون قنطار خالل املوسم الفالحي ( ‪)2009 -2008‬‬
‫أي بمعدل مردودية قدرت بحوالي ‪ 16.5‬قنطار في الهكتار‪ ،‬وهي الحصيلة األولى من نوعها التي تحققها الجزائر‬
‫منذ اإلستقالل فيما يتعلق باملنتوج الزراعي وعرفت بدورها املنتوجات الفالحية األخرى خالل نفس الفترة‬
‫نتائج إيجابية‪ ،‬على غرار الزيتون الذي حقق إنتاجه زيادة في حدود ‪.%93‬‬

‫أما بالنسبة للمنتوج الحيواني فقد شهد نموا جيدا‪ ،‬خاصة اللحوم بنوعها الحمراء والبضاء حيث أن اللحوم‬
‫الحمراء شهدت تطورا ملحوظا في تلك الفترة مقارنة باللحوم البيضاء التي شهدت إضطرابات عديدة في‬
‫اإلنتاج سببتها عوامل وظروف مرت بها الجزائر وترجع الوضعية الجيدة نسبيا ملنتوج اللحوم الحمراء أساسا‬
‫لتزايد عدد رؤوس املاشية خالل الفترة ( ‪ ،)2009 -2005‬حيث سجلت سنة ‪ 2009‬ثروة حيوانية معتبرة‬
‫تمثلت في ‪ 168244‬ألف رأس من األبقار و ‪ 2140459‬ألف رأس من األغنام و ‪ 396212‬ألف رأس من املاعز و‬
‫‪ 30112‬ألف رأس من اإلبل‪.‬‬

‫ولقد إنعكست هذه املستويات إيجابيا على تراجع الفاتورة الغذائية خالل العام ‪ 2009‬إلى أكثر من ‪ 2‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬حيث سجل معدل إستيراد الحبوب والدقيق إلى غاية األشهر التسعة األولى من سنة ‪ 2010‬إنخفاضا‬
‫كبيرا بنسبة ‪ 40.90‬باملائة‪ ،‬حيث تراجعت الفاتورة من ‪ 7813‬مليون دوالر خالل سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 5863‬مليون‬

‫‪ 1‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪،2014-2000‬نفس املرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.57 -55‬‬

‫‪42‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دوالر خالل سنة ‪ ،2009‬وكذلك يالحظ تواصل إرتفاع الصادرات خاصة سنة ‪ 2008‬حيث وصلت إلى ‪119‬‬
‫مليون دوالر بعدما كانت ال تتجاوز ‪ 88‬مليون دوالر في السنة التي سبقتها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬سياسة التجديد الفالحي والريفي ( ‪ )2014 -2010‬وآفاق برنامج اإلقتصاد األخضر (‬
‫‪.)2019 -2015‬‬

‫إستفاد القطاع الفالحي ضمن املخطط الخماس ي ( ‪ )2014 -2010‬من غالف مالي يقدر بحوالي مليار دينار من‬
‫املوارد العامة اإلجمالية‪ ،‬أي ما يقدر بـ ‪ 200‬مليار سنويا‪ ،‬من أجل تنفيذ مختلف التدابير و اإلجراءات الالزمة‬
‫لتحفيز اإلستثمار الخاص ولدعم سياسة التجديد الفالحي والريفي‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬سياسة التجديد الفالحي والريفي‪.‬‬

‫‪ -1‬مضمون سياسة التجديد الفالحي والريفي ‪:‬‬

‫التجديد الفالحي والريفي خيار إستراتيجي أطلق رسميا في أوت ‪ 2009‬تؤكد هذه السياسة من جديد على‬
‫الهدف األساس ي الذي تتبعه السياسات الفالحية املتعاقبة منذ ‪ .1962‬وتستند هذه السياسة الجديدة على‬
‫تحرير املبادرات والطاقات‪ ،‬وعصرنة جهاز اإلنتاج وترجمة القدرات الكبيرة التي يحتوي عليها بلدنا ومجتمعنا‪.‬‬
‫وتهدف إلى إعادة تنظيم مختلف أجهزة التأطير املوجود عن طريق تثمين التجارب ومواجهة التحديات الجديدة‬
‫التي يفرضها الوضع الدولي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتقوم هذه السياسة في مجملها على ثالثة ركائز رئيسية‪:‬‬

‫التجديد الفالحي‪ :‬ركز على البعد اإلقتصادي ومردود القطاع لضمان وبصفة دائمة األمن الغذائي‬ ‫‪.1‬‬
‫للبالد‪ ،‬ويهدف إلى ‪:‬‬
‫تعزيز قدرات اإلنتاج؛‬ ‫‪‬‬
‫زيادة إنتاج املحاصيل واملنتجات اإلستراتيجية؛‬ ‫‪‬‬
‫تعزيز وتوسيع نطاق الجهاز التنظيمي الجديد للمنتجات ذات اإلستهالك الواسع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التجديد الريفي ‪ :‬من خالل دعم برامج التنمية الريفية املدمجة وتجديد املناطق وشروط اإلنتاج‬ ‫‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫األكثر صعوبة بالنسبة للفالحين واملتمثلة في خمس برامج تعتبر كأهداف في حد ذاتها‪:‬‬
‫حماية األحواض املائية؛‬ ‫‪‬‬
‫تسيير وحماية الثروات الغابية؛‬ ‫‪‬‬
‫مكافحة التصحر؛‬ ‫‪‬‬
‫حماية التنوع الطبيعي واملناطق املحمية وتثمين قيمة األراض ي؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬آمال حفناوي‪ ،‬مشاريع الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع والطموح‪،‬مداخلة ضمن أبحاث‬
‫املؤتمر الدولي بعنوان‪ :‬تقييم آثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو اإلقتصاد ي خالل الفترة ‪، 2014 -2001‬‬
‫جامعة سطيف‪ 12 /11 ،‬مارس ‪ ،2013‬ص ص ‪.18 -16‬‬
‫‪ 2‬فاتح حركات‪ ،‬اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر‪،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.166 -165‬‬

‫‪43‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التدخل املدمج واملتعدد القطاعات على مستوى القاعدي؛‬ ‫‪‬‬


‫دعم الطاقات البشرية واملساعدة التقنية للمنتجين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫برنامج دعم القدرات البشرية والتقنية‪ :‬تأتي هذه الركيزة كرد على الصعوبات التي يواجهها‬ ‫‪.3‬‬
‫الفاعلون لإلندماج في تنفيذ السياسة الجديدة‪،‬فيما يتعلق بعنصر املعرفة والتحكم في تقنيات‬
‫اإلنتاج الحديثة‪ .‬حيث ترمي هذه اإلستراتيجية إلى تحسين قدرات وطرق العمل لكل الفاعلين(‬
‫الفالحين واملربين واملتعاملين واملسهلين واإلدارة والبنوك والتأمينات‪ )...‬ويعزز هذا البرنامج إمكانيات‬
‫السلطات الوطنية للصحة النباتية والبيطرية والغابية وكذا وسائل التنشيط واملراقبة وعصرنة‬
‫أنظمة اإلعالم واإلتصال لإلدارة الفالحية‪ .‬فمن الالزم تزويد املربين واملتعاملين اإلقتصاديين‬
‫بالتكنولوجيا واملهارة لجعل اإلنتاج يستقر عند مستويات مرتفعة‪ ،‬والعمل على تطوير زراعة عصرية‬
‫مستدامة‪ .‬وتصميم هذا البرنامج يتبع النهج الديناميكي حيث يسمح بدمجه كلما إقتضت الضرورة‪،‬‬
‫مع اإلجراءات الجديدة لتلبية اإلحتياجات املعرب عنها أثناء تنفيذ برامج السياسة القطاعية‪.‬‬
‫آليات تنفيذ سياسة التجديد الفالحي والريفي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫من أجل تحقيق أهداف سياسة التجديد الفالحي والريفي تم تحديد أربع برامج تستند على األدوات‬
‫‪1‬‬
‫التالية ‪:‬‬

‫نظام املعلومات لبرنامج دعم اإلنتاج الريفي‪ :‬من أجل تجميع املعلومات املنتجة في إطار عملية‬ ‫‪‬‬
‫التشخيص خالل املراحل املختلفة لتنفيذ البرامج واملشاريع كما يسمح هذا النظام بتقييم قدرات‬
‫املجتمعات الريفية واملؤسسات املعنية باملشاريع وتحديد نسبة نجاحها‪.‬‬
‫النظام الوطني لدعم إتخاذ القرارات من أجل التنمية املستدامة ‪ :‬ألغراض التشخيص والبرمجة‬ ‫‪‬‬
‫لتنمية مختلف املناطق‪ .‬يتيح هذا النظام رؤية واضحة لقدرات مختلف املناطق‪ ،‬توجيه وبرمجة‬
‫التدخالت وتقييم مشاريع التنمية املختلفة‪.‬‬
‫املشاريع الجوارية للتنمية الريفية املدمجة واملشاريع الجوارية ملكافحة التصحر‪ :‬من أجل الحماية‬ ‫‪‬‬
‫والحفاظ على املوارد الطبيعية من جهة وإستغالل وتثمين املعرفة واألنشطة املحلية املولدة للثروة‬
‫من جهة أخرى‪ .‬وقد أسفرت هذه السياسة على التوقيع على عقدي كفاءة لخمس سنوات مع جميع‬
‫الوطن‪.‬‬
‫عقد كفاءة للتنمية الزراعية ‪ :‬تم توقيعه مع مديريات املصالح الفالحية‪ ،‬والغرض منه تحديد‬ ‫‪‬‬
‫أهداف اإلنتاج سنويا إستنادا في ذلك على تاريخ التنمية الزراعية وخصوصيات وقدرات كل والية‪،‬‬
‫يتم تقييم األداء بالتركيز على التغييرات في معدل اإلنتاج الزراعي واإلنتاجية‪.‬‬
‫عقد كفاءة للتنمية الريفية‪ :‬تم توقيعه مع محافظات الغابات والغرض منه تحديد املساحات‬ ‫‪‬‬
‫الريفية املعنية‪ ،‬تحديد املجتمعات الريفية التي يغطيها املشروع ( األسر)‪ .‬تحديد األثر على الحماية‬
‫وتثمين املوارد الطبيعية‪ .‬تقييم األداء يستند على عدد املشاريع الجوارية للتنمية الريفية املدمجة‬

‫‪ 1‬فتحي حسين دندن‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.61 -60‬‬

‫‪44‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املشعرة واملنفذة‪ ،‬توسيع مجال اإلنتاج‪ ،‬حماية املوارد الطبيعية وعدد فرص العمل التي تم‬
‫إستحداثها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتترجم هذه السياسة على أرض الواقع من خالل تطبيق سلسلة من برامج التنمية حسب كل قسم كمايلي ‪:‬‬

‫برنامج تكثيف اإلنتاج‪ :‬يهدف هذا البرنامج خالل الفترة ‪ 2014 -2010‬إلى تحقيق إنتاج حبوب يصل‬ ‫أ‪-‬‬
‫إلى ‪ 50.2‬مليون قنطار‪ 34.4 ،‬مليون قنطار منها تكون من منتوج القمح‪ ،‬فهذا البرنامج يسعى أساسا‬
‫إلى تحقيق زيادة اإلنتاج واإلنتاجية وتكامل القطاع‪.‬‬
‫البرنامج املتخصص ( البذور والشتالت)‪ :‬يسعى هذا البرنامج إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪ ‬ضمان معدل تغطية من البذور والشتالت ذات النوعية الجيدة تستطيع تلبية إحتياجات‬
‫مختلف برامج التكثيف؛‬
‫‪ ‬إفادة الفالحين من التطور الجيني‪ ،‬عن طريق توفير األنواع الفعالية والبذور ذات النوعية‬
‫الجيدة؛‬
‫‪ ‬ضمان مخزون األمان‪ ،‬عن طريق إنشاء إحتياطات إستراتيجية من املواد النباتية لإلنطالق‪.‬‬
‫برنامج السقي عن طريق نظم إقتصاد املياه‪ :‬يعتمد هذا البرنامج على تنمية نظم إقتصاد املياه في‬ ‫ت‪-‬‬
‫الحقول املنتشرة على مساحة ‪ 461000‬هكتار‪ ،‬تتكون من ‪ 278000‬هكتار تحويل النظم التقليدية‬
‫و‪ 183000‬هكتار مخططات جديدة‪.‬‬
‫برنامج التجديد الريفي‪ :‬أهم املشاريع املبرمجة تنفيذها في هذا املجال واملقدرة ب ـ ‪ 10200‬مشروع‬ ‫ث‪-‬‬
‫للتجديد الريفي للفترة ‪ 2014 -2010‬تتم من خالل مايلي ‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)3 -II‬مشاريع التجديد الريفي املبرمجة للفترة ( ‪. )2014 -2010‬‬
‫املساحات‬
‫اإلستصالح عن طريق‬ ‫مناصب‬ ‫السكان‬
‫املعالجة‬ ‫األسر‬ ‫املواقع‬ ‫البلديات‬
‫اإلمتياز ( هكتار)‬ ‫الشغل‬ ‫املعنيين‬
‫( هكتار)‬
‫‪250.000‬‬ ‫‪8192000 1000.000 4470900 726820‬‬ ‫‪2174‬‬ ‫‪1169‬‬
‫املصدر ‪ :‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪ ،2014-2000‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية‬
‫تخصص تحليل إقتصادي‪،‬جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم‪ ،‬سنة ‪ ،2016 -2015‬ص ‪.62‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪45‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تقييم سياسة التجديد الفالحي والريفي ( ‪)2014 -2010‬‬

‫تم خالل فترة تنفيذ برامج التجديد الفالحي والريفي تحقيق نتائج قيمة فيها ما لم يصل بعد للمستويات‬
‫املطلوبة واملقررة في عقود النجاعة‪ ،‬حيث أن الجدير بالذكر أنه سنة ‪ 2015‬تم إستحداث ‪ 921678‬منصب‬
‫شغل في القطاع الفالحي وحده‪ ،‬وقدرت قيمة اإلستثمارات املنجزة خالل سنة ‪ 2011‬والبالغ عددها ‪24.350‬‬
‫‪1‬‬
‫مشروع ب ـ ‪ 47.369‬مليون دينار‪.‬‬

‫ولقد تم خالل نفس السنة غرس أشجار فواكه وكروم على مساحة ‪ 45455‬هكتار باإلضافة إلى ترقية حوالي‬
‫‪ 13000‬مستثمرة فالحية‪ ،‬زراعات رعوية على مساحة ‪ 8833‬هكتار‪ .‬فك العزلة من خالل فتح طرقات على‬
‫طول ‪ 645‬كلم‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 686‬مشروع ملكافحة التصحر‪ ،‬ومساحة ‪ 39595‬هكتار حراج وغابات‪.‬‬

‫ولقد سجلت املساحة املسقية إرتفاعا محسوسا من ‪ 936.862‬هكتار سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 1004530‬هكتار سنة‬
‫‪ 2011‬أي بزيادة تقدر ب ـ ـ ‪ 67.668‬هكتار‪ ،‬مع العلم أنه الهدف املقرر ضمن سياسة التجديد الفالحي والريفي‬
‫هو بلوغ املساحة املسقية مساحة ‪ 1.6‬مليون هكتار في ‪. 2014‬‬

‫هذا ما ساهم في التطوير الجيد للمنتوج الفالحي عموما‪ ،‬حيث إنتقلت قيمة اإلنتاج الكلي من ‪ 1015‬مليار‬
‫دينار سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 1771‬مليار دينار سنة ‪ 2014‬الش يء الذي أثر إيجابا على قيمة الصادرات الغذائية حيث‬
‫بلغ سنتي ‪ 2010‬و‪ 2011‬ما قيمته ‪ 153‬مليون دوالر أمريكي و ‪ 355‬مليون دوالر على التوالي‪ ،‬وهي قيمة جيدة لم‬
‫يتم الوصول إليها طيلة العشر سنوات السابقة‪ ،‬حيث حققت نسبة صادرات املواد الزراعية مقارنة بالواردات‬
‫قفزة نوعية حيث وصلت في هتين السنتين إلى ‪ %5.2‬و ‪ %3.6‬على التوالي من واردات املواد الغذائية‪ ،‬مقابل‬
‫‪ %1.9‬سنة ‪ 2009‬اإل أنها لم ترق بعد إلى مستويات طموحات سياسة التجديد الفالحي والريفي‪ ،‬مما يعني أن‬
‫‪2‬‬
‫الجزائر مازالت دائما تحت رحمة التبعية الغذائية للخارج‪.‬‬

‫‪ 1‬فتحي حسين دندن‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ 2‬آمال حفناوي ‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪46‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم(‪ :)4 -II‬تطور إنتاج أهم املنتجات النباتية والحيوانية خالل فترة ( ‪.)2011 -2009‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫متوسط الفترة ( ‪)2008 -2000‬‬ ‫السنة‬
‫‪42.5‬‬ ‫‪45.6‬‬ ‫‪61.2‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫الحبوب‬
‫‪2.93‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الحليب ( مليار لتر)‬
‫‪38.6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪26.8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫البطاطس‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪7.88‬‬ ‫‪8.44‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫الحمضيات‬
‫‪7.24‬‬ ‫‪6.45‬‬ ‫‪6.01‬‬ ‫‪4.72‬‬ ‫التمور‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫الزيتون‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫اللحوم الحمراء‬
‫‪3.36‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫‪1.95‬‬ ‫اللحوم البيضاء‬
‫املصدر‪ :‬آمال حفناوي ‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫ويبين تحليل تطور نسبة نمو اإلنتاج الفالحي الكلي أنه إرتفع ما بين سنتي ‪2001‬و ‪ 2011‬ب ـ ‪ %7.3‬يسلط هذا‬
‫النمو الضوء على الحيوية املدعمة للقطاع الفالحي‪ .‬فحجم معظم املواد قد تضاعف مرتين أو ثالث مرات‪،‬‬
‫غير أن هذا التحليل يخفي التغيرات الهامة من سنة إلى أخرى ( ‪ %7.4‬سنة ‪ 2008‬و‪ %31.5‬سنة ‪)2011‬‬
‫والجدير بالذكر أن نسبة النمو املسجل بالحجم للفترة ( ‪ )2001 -2009‬كان كالتالي ‪ %31.5‬سنة ‪2009‬‬
‫و‪%8.5‬سنة ‪ 2010‬و‪ %10.6‬سنة ‪ ،2011‬وهي نسب جيدة مقارنة باملعدل املرجو تحقيقه من خالل سياسة‬
‫‪1‬‬
‫التجديد الفالحي والريفي و املقدر ب ـ ‪.%8.33‬‬

‫إن النتائج املتحصل عليها خالل السنوات الستة األخيرة تعد هامة إذا ما نظرنا للتغيرات الحاصلة في البوادي‬
‫وتحسن التغذية لجموع السكان‪ .‬إن هذا التقدم يمكن أن يضاف إلى حساب تنمية االقتصاد الوطني وتحسين‬
‫مستوى املعيشة‪.‬غير أن هناك عراقيل الزالت تقف في عائق تطوير القطاع الفالحي تتعلق أساسا بالسياق‬
‫االجتماعي رغم النتائج الجيدة املحققة‪ ،‬إذ يجب االستعداد لها والتفكير في تدابير للتأقلم معها والتقليص‬
‫منها‪ .‬فان األزمة مالية أو تحوالت ظرفية ونظرا للتبعية القوية للموارد النفطية‪ ،‬يمكن أن تشرع في تقليص أو‬
‫توقيف كيفيات دعم القطاع الفئات املعنية واألضرار بتنفيذ برامج التجديد الفالحي والريفي ‪.‬وجدير بالذكر أنه‬
‫هناك نقص في املعطيات املقدمة للمستثمرين والفروع الش يء الذي يعيق متابعة املداخيل التي تدرها املشاريع‬
‫ومرافقة حاملي املشاريع في التسيير الدائم لنشاطهم‪ ،‬مما يستدعي ضرورة تعزيز قدرات تحليل النمو االقتصادي‬
‫على املستوى املحلي‪ .‬وعليه ونظرا ألهمية وضخامة املشاريع املنفذة ضمن سياسة التجديد الفالحي والريفي و‬
‫االظرفة املالية التي تدعمت بها ضمن برنامج توطيد النمو االقتصادي فانه أصبح من الضروري على املسؤولين‬
‫وكل الفاعلين في القطاع الفالحي دعم وتنفيذ هذه السياسة بمرونة وصرامة في السنوات القادمة في برامج‬
‫تنموية أخرى مع توافر روح اإلبداع الالزمة لذلك‪ .‬وهذا ما يبرز أهمية وضرورة تقوية ودعم برنامج تعزيز‬
‫القدرات البشرية واملرافقة التقنية‪.2‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪47‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف برنامج اإلقتصاد األخضر (‪ )2019 -2015‬والحلول املمكنة للفالحة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -1‬برنامج اإلقتصاد األخضر ( ‪:)2019 -2015‬‬
‫قام الوزير بإستعراض النتائج املحققة خالل الخماس ي األخير‪ ،‬حيث بلغت نسبة النمو في الفالحة والصيد‬
‫البحري والغابات‪ ،‬أي ما يعادل نسبة ‪ ،%11‬مقابل تطور نسبة اإلستهالك لتبلغ ‪ %10‬كما عرفت التنمية‬
‫‪1‬‬
‫الريفية تنفيذ ‪10‬اآلف مشروع‪ ،‬حيث سمح اإلستثمار في قطاع الصيد البحري بتوفير ‪12‬اآلف منصب شغل‪.‬‬
‫و ينظــر لالقتصــاد األخضــر فــي الجزائــر علــى أنــه محــور للتنميــة يمكــن أن يســاهم فــي تنويــع االقتصــاد وإنشــاء‬
‫مناصــب الشــغل‪ ،‬وهمــا رهانــان أساســيان بالنســبة للبلــد‪ ،2‬حيث رصدت الدولة نحو ‪ 262‬مليار دوالر ملخطط‬
‫خماس ي للنمو ‪ 2019-2015‬أي ما يعادل ‪ 21000‬مليار دج‪ ،3‬وكما تم فتح حساب رقم ‪ 302-143‬و الذي‬
‫عنوانه صندوق تسيير عمليات االستثمارات العمومية املسجلة بعنوان برنامج توطيد النمو اإلقتصادي ‪-2015‬‬
‫‪ 2019‬هذا كما جاء في التعليمة رقم ‪ 14‬املؤرخة في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 2015‬حيث أشار إلى كل التسجيالت الخاصة‬
‫بكل الحسابات وكيفية التعامل معها‪ .‬ومن أجل تعزيز النتائج املحرزة وتجسيد االلتزامات الواردة في البرنامج‬
‫الرئاس ي‪ ،‬ستقوم الحكومة في إطار التشاور بإعداد مخطط خماس ي للنمو ‪ 2019 -2015‬تتمثل أهدافه في‬
‫تخفيض نسبة البطالة وتحسين ظروف معيشة املواطنين وتحقيق نسبة سنوية للنمو قدرها ‪ ،% 7‬وضمان‬
‫‪4‬‬
‫تسيير وصيانة املنشآت األساسية املنجزة وتنويع االقتصاد الوطني‪ ،‬وذلك بتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج استثمارات عمومية بمبلغ ‪ 22.100‬مليار دينار أي ما يعادل ‪ 280‬مليار دوالر؛‬
‫‪ -‬منح األولوية لتحسين ظروف معيشة السكان في قطاعات السكن‪ ،‬التربية والتكوين والصحة العمومية‬
‫وربط البيوت بشبكات املاء والكهرباء والغاز ‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬نمو قوي للناتج الداخلي الخام؛‬
‫‪ -‬تنويع االقتصاد ونمو الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬واستحداث مناصب الشغل؛‬
‫‪ -‬مواصلة جهد مكافحة البطالة وتشجيع االستثمار املنتج املحدث للثروة ومناصب العمل؛‬
‫‪ -‬إعطاء عناية خاصة للتنمية الفالحية والريفية بسبب مساهمتها في األمن الغذائي؛‬
‫‪ -‬ترقية ودعم األنشطة االقتصادية القائمة على املعرفة وذات القيمة التكنولوجية القوية‪ ،‬ودعم املؤسسات‬
‫املصغرة التي يبادر بها الشباب من حاملي الشهادات وترقية املناولة؛‬
‫‪ -‬تحسين مناخ األعمال من خالل تبسيط إجراءات إنشاء املؤسسة‪ ،‬والسيما توفير العقار والحصول على‬
‫القرض وعلى خدمات عمومية جيدة ‪.‬‬

‫ولقد تبنى قطاع الفالحة إستراتجية ترتكز على تقوية القاعدة اإلنتاجية مع املحافظة في نفس الوقت على‬
‫املوارد وذلك بهدف الوصول إلى زيادة ملموسة في حجم إنتاج الحليب والحبوب والخضار الطازجة والتمور‬

‫‪ 1 .‬املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬التقرير التمهيدي عن مشروع قانون املالية لسنة ‪ ،2016‬الفترة التشريعية السابعة‪ ،‬دورة الخريف ‪ ،2015‬ت‪.‬أ‪.‬‬
‫‪ 2015/43/04‬نوفمبر ‪،2015‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪http://www.elkhabar.com/ar/economie/421504.html.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪https://m.facebook.com.php.?story- fbid.‬‬

‫‪48‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واللحوم بأنواعها في أفاق ‪ ،2019‬وذلك بهدف تقليص عمليات إستيراد املنتجات الغذائية واإلتجاه نحو تفعيل‬
‫تصدير املنتجات الفالحية‪ ،‬وهو ما يفسر املجهودات املبذولة من قبل الحكومة من خالل توسيع املساحات‬
‫املسقية التي يتوقع أن ترتفع إلى ‪ 2‬مليون هكتار بحلول سنة ‪.2019‬‬
‫وبخصوص التدابير التشريعية تطرق السيد الوزير إلى بعض اإلعفاءات الجمركية وكذا إحداث أتاوى على‬
‫سفن صيد املرجان‪ ،‬وتدابير تهدف إلى تشجيع الفالحين للتسجيل في نظام التقاعد من أجل الحفاظ على‬
‫ديمومة النشاط الفالحي‪.‬‬
‫وفي سياق الدعم الحكومي أكد أعضاء اللجنة على ضرورة فرض رقابة صارمة على صرف األموال في هذا‬
‫الجانب‪ ،‬والحرص على متابعة تنفيذ املشاريع الفالحية التي تحظى بدعم الدولة‪ ،‬إلى جانب مراجعة سياسة‬
‫القطاع الطويلة املدى‪ ،‬والعمل على إيجاد اآلليات الكفيلة بتحقيق اإلكتفاء الذاتي من املنتجات الفالحية‬
‫‪1‬‬
‫وتقليص اإلستيراد الذي يكلف خزينة الدولة أمواال باهضة‪.‬‬
‫‪ -2‬بعض الحلول املمكنة للفالحة في الجزائر‪:‬‬
‫يعتبر القطاع الزراعي من بين القطاعات الهامة في تحقيق التنمية اإلقتصادية إذ يمكن له أن يصبح موردا‬
‫لرؤوس األموال الضرورية لتحقيق النمو اإلقتصادي من خالل العمل على تحقيق اإلكتفاء الذاتي لكن‬
‫‪2‬‬
‫لتحقيق هذا الهدف يتطلب خلق فعالية إنتاجية في قطاع الزراعي وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تكوين الفالحين واإلطارات واملختصين وتشجيع الشباب على العمل في القطاع الزراعي وإستخدام‬
‫الوسائل الحديثة في هذا القطاع؛‬
‫ب‪ -‬ضرورة اإلهتمام بالقوانين التي تنظم العقارات ألن هذه األخيرة لها آثار كبيرة على اإلنتاجية الفالحية‪،‬‬
‫ألن الشخص الذي يملك قطعة أرض يعلم مسبقا أن ثمرة جهوده هي اإلنتاج املتزايد وبالتالي زيادة‬
‫دخله‪ ،‬وهذا من شأنه أن يخلف لديه روح اإلرتباط واإلهتمام باألرض أكثر مما لو كانت هذه األرض‬
‫ملكا لغيره؛‬
‫ت‪ -‬ضرورة خلق وتوسيع البنوك الريفية وتعاونيات القرض؛‬
‫ث‪ -‬ضرورة خلق وتوسيع األسواق الريفية لتمكين الفالحين من تسويق فائض إنتاجهم مع ضرورة‬
‫اإلهتمام بتحسين وتخفيض تكاليف النقل والتسويق والتخزين وإلغاء اإلحتكار؛‬
‫ج‪ -‬العمل على تحرير أسعار املنتجات الفالحية وذلك ألن مرحلة التخطيط املركزي وما عرفته من تحديد‬
‫دون املستوى ألسعار املنتجات الفالحية قد أثر سلبا على هذه أخيرة؛‬
‫ح‪ -‬العمل على تحفيز اإلدخار من أجل خلق التراكم الرأسمالي إلى جانب أسلوب الفالحة الصحراوية‬
‫والعمل على رفع نسبة األاض ي املسقية منها وذلك من خالل السدود وخلق إحتياطي ما يكفي‬
‫وتحديد‬

‫‪ 1‬املجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬


‫‪ 2‬إيمان معوش‪ ،‬نسيمة بورحلة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاديات املالية والبنوك‪ ،‬جامعة أكلي‬
‫محند ‪ ،‬البويرة ‪ ،‬سنة ‪،2015 -2014‬ص ص ‪.55،56‬‬

‫‪49‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أسعار املنتجات الفالحية ليتمكن الفالحون من تحقيق دخل يمكنهم من إعادة توظيفه بدال من‬
‫إستهالكه والعمل على زيادة اإلستثمارات املالية في الزراعة املوجهة ألغراض توفير مستلزمات اإلنتاج‬
‫املادي والخدماتي للزراعة؛‬
‫خ‪ -‬العمل على ترقية الصادرات خارج املحروقات ويأتي هذا من خالل تطور القطاع الزراعي وتنويعه‬
‫ليتمكن من تأمين الحاجات الداخلية وتصدير الفائض‪.‬‬
‫ومن بين الحلول املمكنة التي تجعل الزراعة في الجزائر تحقق دورها في الوصول إلى أكبر قدر من اإلنتاجية‬
‫‪1‬‬
‫والتي تتمثل في إتباع إستراتيجية للتنمية الزراعية تهدف إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة إنتاجية األرض الزراعية؛‬
‫‪ ‬تبني إستراتيجية واضحة للتصدير‪ :‬يجب العمل على إيجاد إستراتيجية للصادرات الزراعية‬
‫متضمنة أهداف التصدير بحيث تؤدي إلى زيادة اإلنتاج‪ ،‬من أهم املحاصيل التصديرية التقليدية‬
‫كالتمور والفلين‪ ،‬وتطور اإلنتاج من املحاصيل غير التقليدية كالبرتقال والليمون والبطاطا؛‬
‫‪ ‬نشر الصناعات الزراعية الصغيرة واملتوسطة‪ :‬إن تطور القطاع الزراعي وتضمينه أنشطة‬
‫الصناعات الحرفية الصغيرة والقائمة على أسس تعاونية‪ ،‬من املمكن أن يفتح مجاالت واسعة‬
‫للعمل كما تؤدي املشاريع الزراعية إلى زيادة القيمة املضافة لإلنتاج الزراعي وإستمرار عرض السلع‬
‫بما يعمل على ثبات األسعار وخفض الواردات؛‬
‫‪ ‬دعم القطاع الزراعي‪ :‬يحتل هذا القطاع الزراعي مكانة هامة في اإلقتصاد الجزائري وفي التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية لكونه يساهم بنسبة ‪ %12‬في اإلنتاج الداخلي الخام ويوظف ‪ %21‬من اليد‬
‫العاملة النشطة‪ ،‬وبالرغم من ذلك نجد أن الجزائر تعد من البلدان التي ال تقدم دعما كبيرا‬
‫لقطاعها الزراعي والذي يقدر بنسبة ‪ %4.5‬من قيمة اإلنتاج الزراعي أما الدعم املقدم من خالل‬
‫املخطط الوطني للتنمية الفالحية والذي خصص ‪ %80‬من مصاريفه لدعم اإلستثمار الفالحي والذي‬
‫يسمح بتوسيع املساحة الصالحة للزراعة بقيمة قدرها ‪ 419000‬هكتار منها ‪ 210000‬مساحة‬
‫مسقية وهذا يتطلب إستهالك غالف مالي قدر بـ ـ ـ ‪ 164‬مليار دج‪.‬‬

‫‪ 1‬كمال رواينية‪ ،‬تحرير التجارة الزراعية وأثره على التنمية الزراعية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬ماي ‪،2007‬ص ص ‪.241 -240‬‬

‫‪50‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية (‪)2019-2000‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‪:‬‬
‫نظرا ألهمية الزراعة كمصدر أساس ي للغذاء واملواد األولية‪ ،‬فقد مر القطاع الزراعي بعدة مراحل وصوال إلى‬
‫مخططات اإلنعاش اإلقتصادي ودعم النمو وتوطيد النمو اإلقتصادي برنامج اإلقتصاد األخضر‪ ،‬اللذين كانوا‬
‫بمثابة دعم فعلي لتطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية وسياسة التجديد الفالحي والريفي‪ ،‬والتي تهدف‬
‫بالدرجة األولى إلى إستغالل األمثل للموارد الطبيعية والبشرية والنهوض بالقطاع ورفع أدائه لتأمين متطلبات‬
‫السكان‪.‬‬
‫ورغم كون تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية عانى من الكثير من املعيقات التسييرية والتقنية فقد كان‬
‫هذا املخطط متجددا في كل مرة تراعي فيه النقائص التي تكتشف عند تطبيق املخطط الذي قبله‪.‬‬
‫وفي األخير تناولنا بعض الحلول املمكنة التي سوف تؤدي بالقطاع الفالحي إلى اإلزدهار والتنمية الفالحية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك‬
‫الف الحة والتنمية الريفية وكالة سيدي‬
‫لخضر ‪867‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعد دراستنا للجانب النظري ملوضوع قروض تمويل املستثمرات الفالحية في الجزائر سنحاول من خالل هذا‬
‫الفصل إسقاط ما تم الوصول إليه نظريا على ما هو موجود في الواقع ومن ثم إبراز الفجوة بينهما ومحاولة‬
‫معالجتها‪.‬‬

‫لذلك قمنا بتربص ميداني في بنك الفالحة والتنمية الريفية بسيدي لخضر من أجل الوقوف على كيفية تمويل‬
‫مشروع إستثماري‪ ،‬ولدراستنا للجانب التطبيقي تم اإلعتماد على عدة طرق منها املقابالت الشخصية للحصول‬
‫على معلومات خاصة بالخدمات املقدمة من طرف الوكالة والهياكل التنظيمية كما إعتمدنا على الوثائق‬
‫الداخلية لهذه الوكالة‪.‬‬

‫وإنطالق من الدراسة امليدانية لبنك الفالحة والتنمية الريفية‪،BADR‬سنتطرق إلى نظرة شاملة عن البنك‬
‫وذلك من خالل تقسيمنا لهذا التقرير إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬املبحث األول‪ :‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬


‫‪ -2‬املبحث الثاني‪ :‬القروض املوجهة لتمويل املستثمرات الفالحية‪.‬‬
‫‪ -3‬املبحث الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لقرض التحدي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث األول‪ :‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬

‫لقد تعددت الهيئات البنكية املتخصصة في تمويل القطاع الفالحي ولكل واحدة منها سياسة خاصة في ذلك‪،‬‬
‫وأهم هذه الهيئات‪ :‬بنك الفالحة والتنمية الريفية الذي ورث هذا النشاط من البنك الجزائري سنة ‪.1982‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف ومبادئ بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف بنك الفالحة والتنمية الريفية ونشأته‪:‬‬

‫تعريفه‪ :‬هو مؤسسة مالية تنصب عملياتها الرئيسية على جمع املوارد املالية الفائضة عن حاجة الجمهور‬
‫واألعوان اإلقتصادية لغرض إقراضها لآلخرين الذين هم في حاجة إلى تمويل ‪ ،‬وينصب نشاطها على تنمية‬
‫القطاع وإنعاشه وقد وسعت من مجال نشاطها ليمس جميع القطاعات اإلقتصادية‪.‬‬

‫نشأته‪ :‬أنش ئ بنك الفالحة والتنمية الريفية بموجب املرسوم ‪ 106/82‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 1982‬وهو مؤسسة‬
‫مالية وطنية تنتمي إلى القطاع العمومي‪ ،‬ومع بداية التسوية اإلقتصادية سنة ‪ 1988‬عدل وأكمل بقانون‬
‫‪ 01/88‬الذي حدد نهائيا بتاريخ ‪12‬جانفي ‪ 1988‬ووضع طرق العمل وإجراءات التمويل فتحول بنك الفالحة‬
‫والتنمية الريفية إلى شركة ذات أسهم وهذا التحول سجل بعقد أصلي بتاريخ ‪ 19‬فيفري ‪ 1989‬لدى مكتب‬
‫التوثيق" مينداسان" موثق الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫جاء بنك الفالحة والتنمية الريفية ملهمة تطوير القطاع الفالحي وترقية العالم الريفي‪ ،‬رقم أعماله اليوم‬
‫‪ 54.000.000.000‬دج‪.‬‬

‫في بداية املشوار كان مكون من ‪ 140‬وكالة متنازل عنها من طرف البنك الوطني الجزائري ل‪ ،BNA‬وأصبحت‬
‫اليوم مكونة من ‪39‬مديرية و‪ 300‬وكالة موزعة على املستوى الوطني ويشغل بنك ‪ BADR‬حوالي ‪ 7000‬عامل‬
‫بين إطار موظف نظرا لكثافة شبكته وأهمية تشكيليه البشرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬املبادئ التي يرتكز عليها بنك الفالحة والتنمية الريفية‪:‬‬

‫يقوم بنك الفالحة والتنمية الريفية على مجموعة من املبادئ واألسس من أجل القيام بمهامه على أحسن‬
‫‪6‬‬
‫وجه لتسهيل عملية توزيع األموال على األفراد‪ ،‬وتتمثل هذه املبادئ فيمايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ اإلستغالل ‪:‬‬


‫يهتم البنك عموما بالزبون ويحرص على حسن إستقباله ويقدم له الخدمات املطلوبة ويبادر بإعطائه‬
‫املعلومات الصحيحة والدقيقة حتى يكون على علم بما يحدث في الساحة اإلقتصادية‪ ،‬هذا ما‬
‫يدفعه ليكون مستقال عن الحكومة وعن الخارج‪.‬‬

‫‪ 6‬معلومات مقدمة من طرف الوكالة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مبدأ القرض واملخاطرة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫بما أن البنك هو املؤتمن على أموال املودعين له الذين وضعوا ثقتهم فيه‪ ،‬فهو بذلك حريص عليهم‬
‫حرصا يمليه املنطق والقانون حتى يكون في مستوى الثقة‪،‬وهو ملزم بإعادة الحق إلى أهله خاصة وأن‬
‫هناك إثبات خطي ويتمثل هذا الحرص في الضمانات التي يقدمها البنك‪.‬‬
‫مبدأ السيولة‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫يتعامل البنك مع الناس لذا نجده مجبرا ليكون جاهزا لطلباتهم إذا رغبوا في سحب ودائعهم وهذا ما‬
‫يفسر مبدأ توفير السيولة‪ ،‬أي املال النقدي الجاهز ملواجهة طلبات السحب اآلتية من قبل الزبائن‪.‬‬
‫مبدأ الخزينة‪:‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫ويتمثل في وجوب ترك نسبة معينة في خزينة البنك لتغطية الحسابات ومعامالت الزبائن‪،‬أما الفائض‬
‫منها فيرسل إلى البنك املركزي‪.‬‬
‫مبدأ األمن‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫وهنا يلجأ املواطن إلى املصرف من خالل تعامالته التجارية وإدخار أمواله تفاديا للمخاطر التي‬
‫يتعرض لها كالسرقة مثال فالبنك كجهاز أمن مطالب بل ملزم باملراقبة الصارمة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬دور ومهام بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫أوال‪ -‬دور بنك الفالحة والتنمية الريفية‪:‬‬

‫بنك الفالحة والتنمية الريفية هو عبارة عن وسيلة تستعملها الدولة لتحقيق التنمية في املجال الفالحي‬
‫والريفي‪ ،‬وهذه النظرة بنك الفالحة والتنمية الريفية بها مهمتين وهذه األخيرة تقوم بوظيفتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬جمع الودائع‪.‬‬
‫‪ -2‬توزيع القروض‪.‬‬

‫وهذا حسب املادة ‪ 4‬من القانون األساس ي لبنك الفالحة والتنمية الريفية التي تحدد مجاالت هذا األخير‪.‬‬

‫نص املادة‪":‬تتمثل مهمة بنك الفالحة والتنمية الريفية في تنفيذ جميع العمليات املصرفية واإلعتمادات املالية‬
‫على مختلف أشكالها طبقا للقوانين والتنظيمات الجاري العمل بها‪ ،‬وفي منح القروض واملساهمة فيمايلي‬
‫طبقا لسياسة الحكومة‪:‬‬

‫‪ -‬تنمية مجموع قطاع الفالحة‪.‬‬


‫‪ -‬ترقية النشاطات الفالحية‪ ،‬كما تزوده الدولة بقروض أخرى قصد ضمان التمويل‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يقوم بنك الفالحة والتنمية بتخصيص تمويله ل ـ ‪:‬‬

‫‪ -‬املؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪ 1‬معلومات مقدمة من طرف الوكالة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مزارع القطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تعاونية الكروم الخمور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاونية الخدمات مثل تصليح اآلالت الفالحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركز تنظيم الغابات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصيد البحري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاونية التسويق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسات الفالحية الصناعية بكل أنواعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ -‬مهام بنك الفالحة والتنمية الريفية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫يمكن تلخيص مهام البنك األساسية فيمايلي‪:‬‬

‫وضع اإلمكانيات املالية املمنوحة من قبل الدولة الجزائرية ألجل القطاع؛‬ ‫أ‪-‬‬
‫القيام باملساهمات املالية الضرورية والنشاطات املتعلقة باملؤسسات والنشاطات الخاصة والتي‬ ‫ب‪-‬‬
‫تساهم في التنمية الريفية؛‬
‫التطور اإلقتصادي للوسط الفني إضافة إلى ذلك فإن بنك الفالحة والتنمية الريفية مثل أي‬ ‫ت‪-‬‬
‫بنك يقوم بالعمليات املصرفية املتمثلة في‪:‬‬
‫منح القروض بكل أنواعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معالجة جميع عمليات البنك من قروض‪ ،‬صرف‪ ،‬خزينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعامل مع املؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإللتزام والقيام بالضمانات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمويل مختلف العمليات املتعلقة بالتجارة الخارجية من إستراد وتصدير كما أن البنك يقدم‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدات خاصة لكل املؤسسات التي تساهم في تنمية املجتمع الريفي خاصة أطباء وصيادلة‪.‬‬

‫ومن كل هذا يمكن القول أن البنك يعمل على تنمية القطاع الفالحي والريفي‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر "‪."867‬‬

‫تقسم املهام في الوكالة‪:‬‬

‫‪ -1‬املديرة‪ :‬مهمته التوجيه‪ ،‬التنشيط‪ ،‬املراقبة‪ ،‬تنسيق نشاطات الفرع‪ ،‬تقسيم العمل بين مختلف‬
‫املصارف‪.‬‬

‫السكرتارية(أمانة املديرية)‪ :‬تقوم بتنظيم وظائف املسؤول‪.‬‬

‫‪ -2‬مكاتب الواجهة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫معلومات مقدمة من طرف الوكالة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قطب العمالء‪ :‬يتكون من املشرف‪ ،‬اإلستقبال والتوجيه‪ ،‬مكلف بالزبائن( أي مؤسسة تتعامل مع كل‬
‫العمليات أو زيارة ميدانية)‪ ،‬مكلف بالزبائن متخصص باألفراد‪.‬‬

‫قطب املعامالت‪ :‬يتكون من املشرف عليه‪ ،‬الصندوق الرئيس ي‪ ،‬الخدمة السريعة‪ ،‬محاسبة املدفوعات‪.‬‬

‫‪ -3‬مكاتب خلفية‪ :‬يتكون من املشرف عليها يقوم بالتوجيه‪ ،‬وظيفة اإلئتمان والقرض (دراسة ملفات‬
‫مصلحة القروض)‪ ،‬وظيفة التحويالت والتعويضات‪ ،‬وظيفة التجارة الخارجية و وظيفة الشؤون‬
‫اإلدارية واملحاسبية‪.‬‬

‫ويمكن توضيح الهيكل التنظيمي لوكالة سيدي لخضر التابعة لبنك الفالحة والتنمية الريفية من خالل الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01 -III‬الهيكل التنظيمي لوكالة سيدي لخضر "‪"867‬‬


‫مديرة الوكالة‬ ‫السكرتارية‬

‫مكاتب الواجهة‬ ‫مكاتب الخلفية‬

‫مصلحة دراسة القروض‬


‫قطب العمالء‬ ‫قطب املعامالت‬

‫مصلحة وسائل الدفع‬


‫اإلستقبال والتوجيه‬ ‫الصندوق الرئيس ي‬

‫مصلحة التجارة الخارجية‬


‫مكلف بالزبائن (مؤسسة)‬ ‫الخدمة السريعة‬
‫الشؤون اإلدارية واملحاسبية‬
‫مكلف بالزبائن متخصص‬ ‫محاسبة املدفوعات‬
‫باألفراد‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالبة إستنادا على وثائق مقدمة من طرف البنك‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث الثاني‪ :‬القروض املوجهة لتمويل املستثمرات الفالحية‪.‬‬

‫يقوم بنك الفالحة والتنمية الريفية بدعم املستثمرات الفالحية عن طريق منح قروض يستفيد منها كل‬
‫األشخاص الطبيعين واملعنويين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تقديم ملف قرض الرفيق‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف قرض الرفيق‪ :‬هو قرض دخل حيز التنفيذ في ‪ 1‬أوت ‪ 2008‬وهو قرض إستغاللي‪،‬مدعم من‬
‫طرف الدولة ‪ %100‬مخصص إلى تمويل الفالحين ‪،‬املربين‪ ،‬الخواص منهم‪ ،‬التعاونيات‪،‬وحدات‬
‫الخدمات الفالحية‪ ،‬مدته سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬مميزات قرض الرفيق‪:‬‬
‫‪ -‬مدته سنة واحدة قابلة لتمديد ‪ 6‬أشهر في حالة الظروف القاهرة و في حاالت نادرة تضاف‬
‫‪6‬أشهر أخرى؛‬
‫‪ -‬الفائدة ‪ %5.5‬على عاتق وزارة الفالحة والتنمية الريفية أي أن الزبون ال يتحمل معدل الفائدة‪.‬‬
‫‪ -3‬املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض"الرفيق"‪:‬‬
‫‪ -‬إقتناء املدخالت الضرورية لنشاط املستثمرات الفالحية ( بذور‪ ،‬شتائل‪ ،‬أسمدة‪،‬مواد صحية‬
‫نباتية)؛‬
‫‪ -‬إقتناء األغذية بالنسبة للحيوانات ( كل األصناف)‪،‬وسائل الشرب ومنتجات األدوية البيطرية؛‬
‫‪ -‬إقتناء املنتجات الفالحية بتخزينها في إطار نظام ضبط املنتجات ذات اإلستهالك الواسع؛‬
‫‪ -‬تعزيز قدرات املستثمرات الفالحية؛‬
‫‪ -‬تحسين نظام السقي( للتجميع واإلستعمال املقتصد للمياه)؛‬
‫‪ -‬إقتناء العتاد الفالحي في إطار قروض البيع باإليجار للمنتجات املصنعة في الجزائر؛‬
‫‪ -‬بناء أو تجديد هياكل تربية الحيوانات والتخزين على مستوى املستثمرات الفالحية وبناء وإقامة‬
‫البيوت البالستيكية املتعددة القبب‪،‬مع إعادة تعمير اإلسطبالت والحظائر الحيوانية‪.‬‬

‫ولإلشارة فإن كل مستفيد من قرض الرفيق ال يسدد مستحقاته في أجل سنة واحدة ( ممددة بـ ـ ‪6‬أشهر)‬
‫يفقد الحق في أن تدفع له وزارة الفالحة والتنمية الريفية الفوائد املترتبة عن هذا القرض وإمكانية اإلستفادة‬
‫من قروض جديدة علما بأن الوزارة الوصية قد أخذت على عاتقها مهمة الفوائد املترتبة عن هذا‬
‫القرض‪،‬وكذا الحصول على قرض آخر في حالة تسديد كل مستفيد في أجل قدره سنة كاملة‪.‬‬

‫‪ -4‬مضمون امللف ‪:‬‬


‫‪ -‬طلب الحصول على قرض؛‬
‫‪ -‬الحالة الجبائية؛‬
‫‪ -‬فواتير شكلية؛‬

‫‪ 1‬معلومات مقدمة من طرف املكلف بالزبائن‪ ،‬مقابلة شخصية ‪.2018/03/20‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬عقد امللكية؛‬
‫‪ -‬بطاقة الفالح؛‬
‫‪ -‬شهادة عدم اإلستفادة من الصندوق الوطني للتعاضد الفالحي؛‬
‫‪ -‬املخطط اإلنتاجي؛‬
‫‪ -‬امليزانية التنبؤية‪.‬‬
‫‪ -5‬الضمانات‪ :‬بعض األحيان يطلب البنك ضمانات متمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬ضمانات عينية؛‬
‫‪ -‬رهن العتاد؛‬
‫‪ -‬رهون حيازية؛‬
‫‪ -‬الرهون العقارية‪.‬‬
‫‪ -6‬شروط القرض‪ :‬هذا القرض يقوم على شروط خاصة أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬املبلغ املحدود؛‬
‫‪ -‬األجل املعطى لتحقيق ال يتجاوز ‪ 12‬شهر ( وهو أجل ثابت في دفتر الشروط)؛‬
‫‪ -‬معدل الفائدة املطبق هو ‪.%5.5‬‬
‫‪1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تقديم ملف طلب قرض"التحدي"‪.‬‬

‫تعريف قرض التحدي‪ :‬هو قرض موجه لإلستثمارات املدعومة جزئيا‪ ،‬يمنح من أجل خلق‬ ‫‪-1‬‬
‫مستثمرات فالحية وحيوانية واملزارع القائمة على األراض ي الفالحية غير املستغلة التابعة للملكية‬
‫الخاصة أو األمالك الخاصة بالدولة‪ ،‬وقد يكون طويل أو متوسط املدى‪.‬‬
‫الفئات املستهدفة من القرض‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعين أو املعنوين‪ ،‬مرفوقين بسجل األعباء املصادق عليه من طرف الجهات‬
‫املخول لها من طرف وزارة الفالحة والتنمية الريفية؛‬
‫‪ -‬مالك األراض ي الخاصة غير املستغلة وأصحاب املستثمرات الفالحية أو الحيوانية الجديدة‬
‫التابعة لألمالك الخاصة بالدولة؛‬
‫‪ -‬املزارعين ومربي الحيوانات سواء كانوا فرديين أو منظمتين في تعاونيات أو مجموعات مكونة‬
‫قانونيا؛‬
‫‪ -‬املؤسسات اإلقتصادية العامة أو الخاصة الناشطة في مجال اإلنتاج الفالحي‪ ،‬أو توزيع املنتوجات‬
‫الفالحية؛‬
‫‪ -‬املزارع التجريبية والنموذجية‪.‬‬
‫املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض "التحدي"‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فيما يتعلق بأشغال التهيئة وحماية األراض ي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪ 1‬معلومات مقدمة من طرف املكلف بالزبائن‪،‬مقابلة شخصية يوم ‪. 2018/03/27‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الصرف والتطهير‪.‬‬
‫‪ -‬أشغال التوجيه وإزالة الحجارة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع مصدات الرياح‪.‬‬
‫‪ -‬التعديل‪.‬‬
‫‪ -‬أشغال التسوية وتهيئة األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬فتح األراض ي الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬جلب الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬عمليات تطوير السقي الفالحي‪:‬‬
‫‪ -‬تجنيد معدات الري وتهيئة وإنجاز اآلبار الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إستقطاعات التالل‪،‬العثور على مصادر املياه‪ ،‬تحويل املاء‪ ،‬الحفر اآلبار‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز أحواض لتخزين املياه‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز مضخات املياه‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء شبكات توزيع املياه‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء وإعادة تهيئة قنوات الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تصليح املضخات املوجهة لإلستغالل الفالحي‪.‬‬
‫ت‪ -‬وسائل اإلنتاج وإكتساب املؤهالت‪:‬‬
‫‪ -‬الحصول على املواد األولية"بذور‪،‬نباتات‪ ،‬أسمدة ومنتوجات فيزيو تقنية "‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج الحيوني‪ :‬منتوجات صيدالنية‪ ،‬أشغال التهيئة‪ ،‬إعادة تأهيل الهيئات املوجهة لتغذية‬
‫املاشية‪.‬‬
‫‪ -‬قلع النباتات التي عمرت طويال‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات تطعيم النباتات‪.‬‬
‫‪ -‬إقتناء العتاد الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬إقتناء وسائل النقل الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬إقتناء عتاد وتجهيزات تربية املواش ي‪.‬‬
‫ث‪ -‬إنجاز منشآت التخزين‪ ،‬التحويل‪ ،‬التعبئة‪ ،‬التغليف والتقييم‪:‬‬
‫‪ -‬إنجاز وتجديد الصناعات التحويلية واملنتوجات الفالحية الكائنة بالقرب أو على املزارع‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز منشآت تخزين املنتوجات الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬بناء أو تهيئة املنشآت الخاصة بمنتوجات التعبئة والتغليف لستعمالها في املجال الفالحي‬
‫والصناعات الغذائية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثالث‪ :‬محتوى ومميزات قرض التحدي‪.‬‬

‫أوال‪ -‬محتوى ملف القرض‪ ( :‬ملحق ‪)1‬‬

‫طلب الحصول على قرض؛‬ ‫‪-‬‬


‫فاتورة شكلية؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسخة من بطاقة التعريف الوطنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة امليالد؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة اإلقامة؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة أداء املستحقات؛‬ ‫‪-‬‬
‫مستخرج ضريبي؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة من صندوق التأمين على الحوادث العمل؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسخة من السجل التجاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة تخصص الزبون؛‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة الخبرة امليدانية؛‬ ‫‪-‬‬
‫عقد التأمين متعدد األخطار املهنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫إثبات فتح الحساب الجاري لدى بنك الفالحة والتنمية الريفية؛‬ ‫‪-‬‬
‫خمس ميزانيات محاسبية متوقعة وجدول حسابات النتائج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ -‬مميزات قرض التحدي‪:‬‬

‫قيمة قرض التحدي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -‬القرض متوسط املدى‪ :‬من ‪1000.000‬دج إلى ‪100.000.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬القرض طويل املدى‪ :‬من ‪1000.000‬دج إلى ‪100.000.000‬دج‪.‬‬
‫مدة التأجيل‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬القرض متوسط املدى‪ :‬من سنة إلى سنتين‪.‬‬
‫‪ -‬القرض طويل املدى ‪ :‬من سنة إلى خمس سنوات‪.‬‬
‫مدة القرض‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬القرض متوسط املدى‪ :‬من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬القرض طويل املدى‪ :‬من ‪ 8‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة‪.‬‬
‫آجال اإلستعمال‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -‬القرض متوسط املدى‪ :‬من ‪ 6‬إلى ‪ 12‬شهر كأقص ى حد إبتداءا من إستالم القرض‪.‬‬
‫‪ -‬القرض طويل املدى‪ :‬من ‪ 6‬إلى ‪ 24‬شهر كأقص ى حد إبتداءا من إستالم القرض‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املساهمة الشخصية‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫‪ -‬على األقل ‪ %10‬من قيمة املشروع ملساحة أقل أو تساوي ‪ 10‬هكتار‪.‬‬
‫‪ -‬على األقل ‪ %20‬من قيمة املشروع بالنسبة للمستثمرات التي تفوق ‪ 10‬هكتار‪.‬‬
‫نسبة اإلمتيازات‪ /‬نسبة الفوائد‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫القرض متوسط املدى ‪ :%5.25‬إمتيازات على عاتق الزبون‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ %0 -‬بالنسبة للسنوات الخمسة األولى‪.‬‬
‫‪ %1 -‬بالنسبة لسنة السادسة والسابعة‪.‬‬
‫القرض طويل األجل ‪ : %5.25‬إمتيازات على عاتق الزبون‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪ %0 -‬بالنسبة لسنوات الخمس األولى‪.‬‬
‫‪ %1 -‬بالنسبة لسنة السادسة والسابعة‪.‬‬
‫‪ %3 -‬بالنسبة لسنة الثامنة والتاسعة‪.‬‬
‫‪ -‬إبتداء من السنة العاشرة إمتيازات غير موجودة‪.‬‬
‫الضمانات واإلحتياطات‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -‬رهن قانوني لألمالك الحقيقية والعقارية الناتجة عن التنازل واإللتزام بالرهانات على البناء‬
‫املنجز على التراب املمنوح؛‬
‫‪ -‬رهن قانوني للمستثمرات املتعلقة بامللكية الخاصة؛‬
‫‪ -‬عربون متضامن للشركاء املتعاونين أو أعضاء املجموعة املكونة قانونيا بالنسبة لألشخاص‬
‫املعنويين‪.‬‬
‫إستهالك الدين‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -‬متناقص‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لقرض التحدي‪.‬‬

‫تقدم السيد "ج" لبنك الفالحة والتنمية الريفية من أجل طلب قرض بهدف إنشاء مستثمرة فالحية مرفق‬
‫بالوثائق املبينة في (امللحق‪.) 1‬‬
‫‪1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تقديم ودراسة امللف‪.‬‬

‫إن ملف القرض الفالحي يبدأ أوال بحضور الزبون إلى البنك وتقديم ملفه املذكور أعاله أمام املكلف بالزبائن‪،‬‬
‫حيث يقوم هذا األخير بإجراء مقابلة خاصة مع الزبون وذلك من أجل الدافع األساس ي الذي جعله يطلب هذا‬
‫القرض‪ ،‬ويتم معرفة املشروع الذي سينجزه‪ ،‬ثم يتم إصدار وصل إستالم امللف ( امللحق‪ )2‬ويتم تحديد‬
‫موعد املعاينة امليدانية التي تكون من طرف لجنة من البنك ومكون على األقل من املديرة وموظفين من‬
‫مصالح القروض والزبون ملعاينة مقر املشروع‪ ،‬واإلضطالع على املساهمات العينية التي يساهم بها العميل في‬
‫هذا املشروع‪ ،‬وبعدها تقوم هذه اللجنة بتحرير محضر املعاينة والتوقيع عليه‪ ( .‬امللحق‪) 3‬‬

‫‪ 1‬معلومات مقدمة من طرف املكلف بالزبائن‪ ،‬مقابلة شخصية يوم ‪.2018/04/03‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثم يحول امللف إلى املكاتب الخلفية عبر املشرفين( مشرف املكاتب الواجهة‪ +‬مشرف عن املكاتب الخلفية)‬
‫وهذا األخير يقوم بتحويل امللف إلى املكلفين بالدراسات أين يتم دراسة امللف مرة أخرى ثم يعقد إجتماع‬
‫لجنة القروض إلعداد املحضر والتوقيع عليه ثم يبعث إلى املديرية الجهوية إلعادة دراسة وإتخاذ القرار ويعاد‬
‫إلى الوكالة مع قبول القرض‪.‬‬

‫وبعد كل هذه املراحل تم منحه القرض وسلمه البنك شيك أولي أخذه الزبون"ج"وسلمه إلى املمول إلقتناء‬
‫العتاد وبعد ذلك يقوم البنك بزيارة ميدانية أخرى من أجل التأكد من أن العتاد موجود ويحرر محضر أخر‬
‫( امللحق‪ )4‬وبعد هذا يقوم البنك بتسليم الزبون الشيك النهائي بقيمة القرض‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تقدم املشروع‪.‬‬

‫بعد الدراسة لهذا املشروع من طرف البنك توفرت املعلومات التالية‪:‬‬

‫السيد "ج" البالغ من العمر ‪ 38‬سنة والذي تحصل على قرض من بنك الفالحة والتنمية الريفية من أجل‬
‫إنشاء مستثمرة فالحية في إطار قرض التحدي‪.‬‬

‫تكلفة املشروع قدرت ب ـ ـ ـ ‪2680000.00 :‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬نوعية القرض‪:‬‬

‫قرض طويل املدى ومتوسط املدى في إطار قرض التحدي لدعم املستثمرات الفالحية‪.‬‬

‫املشروع‪ :‬إقتناء معدات فالحية( جرار‪ ،‬مقطورة‪ ،‬محراث‪ ،‬خزان سعته ‪.)3000L‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدة القرض‪ :‬متوسط األجل ‪7‬سنوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فترة السداد‪ :‬سنتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة الفوائد ( نسبة اإلمتيازات)‪ :‬متوسط املدى‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة الفوائد لهذا القرض ‪ %0‬بالنسبة لخمس سنوات األولى‪.‬‬
‫‪ %1‬بالنسبة لسنة السادسة‪.‬‬
‫‪ %1‬بالنسبة لسنة السابعة‪.‬‬
‫الضمانات املقدمة‪ ( :‬امللحق ‪)5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يوافق البنك على منح القروض لكن بشرط تقديم ضمانات وهي عديدة‬

‫والضمانات املقدمة في هذا املشروع‪:‬‬

‫‪ -‬ضمانات رهنية‪ :‬يقوم الزبون برهن قطعة أرض بعد تقييمها عند الخبير‪.‬‬
‫‪ -‬املوافقة القبلية لتسجيل في صندوق ضمان القروض الفالحية وهو صندوق يقوم بإرجاع للبنك‬
‫نسبة ‪ %70‬من القروض املقدم في حالة عدم تسديد الدين‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الدراسة املالية للمشروع ( ملحق‪) 6‬‬

‫بعد الدراسة التي قمنا بها لهذ امللف تأتي الدراسة املالية‪.‬‬

‫أ‪ -‬اإلستثمارات‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01 -III‬التقدير املالي للمستثمر الفالحي‪.‬‬


‫تكلفة اإلستثمارية‬ ‫سعر الوحدة‬ ‫الكمية‬ ‫التعين‬ ‫رقم‬
‫‪1750.000.00‬‬ ‫‪1750.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫جرار نوع‪DI 75 RX 2WD‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪280.000.00‬‬ ‫‪280.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫مقطورة ‪ 4‬طن جرجرة‬ ‫‪02‬‬
‫‪180.000.00‬‬ ‫‪180.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫خزان املجلفن ‪3000L‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪230.000.00‬‬ ‫‪230.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫جيرو أندنينور‬ ‫‪04‬‬
‫‪160.000.00‬‬ ‫‪160.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫آلة حصاد‬ ‫‪05‬‬
‫‪80.000.00‬‬ ‫‪80.000.00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫محراث ‪2 SOCS‬‬ ‫‪06‬‬

‫‪2.680.000.00‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة إعتمادا على وثائق مقدمة من طرف البنك‪.‬‬

‫قدرت التكلفة اإلستثمارية لهذا املشروع ب ـ ـ ‪2.680.000.00‬دج وهو إستثمار متوسط املدى‪.‬‬

‫ب‪ -‬التركيب املالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)02 -III‬الدعم املقدم من طرف الوكالة في إطار قرض التحدي‪.‬‬
‫قرض التحدي‬ ‫املساهمة الشخصية‬ ‫التكلفة اإلستثمارية‬
‫‪2.680.000.00‬‬
‫‪2.144.000.00‬‬ ‫‪53.600.000‬‬ ‫إقتناء جرار ولواحقه‬

‫‪2.680.000.00‬‬
‫‪2.144.000.00‬‬ ‫‪53.600.000‬‬ ‫املجموع‬

‫‪%80‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫املعدل‬


‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة إعتمادا على وثائق مقدمة من طرف البنك‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املساهمة الشخصية هي املبلغ الذي يساهم به طالب القرض‪،‬وتمثل ‪ % 20‬من التكلفة االستثمارية‪.‬‬

‫و ‪ % 80‬من التكلفة االستثمارية يقدمها بنك الفالحة والتنمية الريفية في شكل قرض التحدي‪.‬‬

‫القرض املقدم في إطار التحدي يخص املشاريع متوسطة املدي ب ـ ـ ‪ 2.144.000.00‬دج‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03-III‬طريقة تمويل املشروع‪.‬‬


‫‪2.680.000.00‬‬ ‫مبلغ اإلستثمار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫قرض التحدي (طويل املدى)‬
‫لـ ـ ‪ 7‬سنوات‬ ‫‪2.144.000.00‬‬ ‫قرض التحدي (متوسط املدى)‬
‫‪53.600.000‬‬ ‫املساهمة الشخصية‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة إعتمادا على وثائق مقدمة من طرف البنك‪.‬‬

‫من خالل كل هذه املعلومات نقول أنه تم تمويل هذا املشروع من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية عن‬
‫طريق قرض التحدي متوسط املدى وبلغة قيمته ب ـ ـ ‪2.144.000.00‬دج مخصص إلقتناء وسائل متخصصة‬
‫باألرض ملدة ‪7‬سنوات‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمساهمة الشخصية لطالب القرض فبلغة قيمتها بـ ـ ‪53.600.000‬دج ‪.‬‬

‫وفي األخير قمنا بطرح بعض األسئلة للمكلف بالزبائن مؤسسات السيد‪ :‬قيومري أمين بوبكر‪.‬‬

‫‪ -1‬ماهي املهام التي تقوم بها أي (املكلف بالزبائن )؟‬

‫املهام التي يقوم بها هي‪:‬‬

‫القيام بالبحث عن الزبائن املرتقبين (الزبائن الجدد) وجلبهم؛‬ ‫‪-‬‬


‫فتح الحسابات؛‬ ‫‪-‬‬
‫إستقبال الزبائن والرفق بهم من خالل توفير كل إحتياجتهم من شيكات‪ ،‬بطاقات دفع أو إئتمان أو‬ ‫‪-‬‬
‫توفير؛‬
‫القيام بإعالم الزبائن حول كل ما يتعلق بالحساب من عمليات محاسبية( كشف الحسابات‪ ....‬إلخ)؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلتصال بالزبائن هاتفيا وبعث الرسائل لهم؛‬ ‫‪-‬‬
‫إستقبال ملفات القروض املقدمة؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام باملعاينة امليدانية للمشاريع املراد تمويلها أو املمول مسبقا؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بالتحويالت الداخلية وكذا إستقبال التحوالت والشيكات املراد تمريرها عبر املقاصة إلى‬ ‫‪-‬‬
‫املصلحة املعنية( مصلحة التحويالت)؛‬
‫متابعة الزبائن في حالة التسديد للفترة األولى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي القروض األكثر طلب في الوكالة؟وملاذا؟‬ ‫‪-2‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القروض األكثر طلبا هي قرض التحدي وقرض الرفيق وفي القروض اإلستثمارية قرض التحدي وفي القروض‬
‫اإلستغاللية قرض الرفيق واألكثر طلبا بالدرجة األولى قرض التحدي‪ ،‬ألن الفالحون يميلون للقروض‬
‫اإلستثمارية ( من أجل شراء العتاد الفالحي وخاصة الجرارات) أكثر من اإلستغاللية التي تمول لشراء البذور‬
‫واألسمدة‪.‬‬

‫‪ -3‬ما هي مميزات قرض التحدي؟‬

‫مميزات قرض التحدي هي‪:‬‬

‫قروض متوسطة املدى وطويلة املدى‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مدة التأجيل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قرض متوسط‪ :‬من سنة إلى سنتين‪.‬‬
‫‪ ‬قرض طويل‪ :‬من سنة إلى ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫مدة القرض‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬متوسط‪ :‬من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬طويل‪ :‬من ‪ 8‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة‪.‬‬
‫آجال اإلستعمال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬متوسط‪ :‬من ‪ 6‬إلى ‪ 12‬شهرا كأقص ى حد إبتداء من إستالم القرض‪.‬‬
‫‪ ‬طويل‪ :‬من ‪ 6‬إلى ‪ 24‬شهرا كأقص ى حد إبتداء من إستالم القرض‪.‬‬
‫املساهمة الشخصية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ %10 ‬من قيمة املشروع ملساحة ≤ ‪ 10‬هكتار‪.‬‬
‫‪ %20 ‬من قيمة املشروع ملساحة ≥ ‪ 10‬هكتار‪.‬‬
‫نسبة اإلمتيازات ‪ /‬نسبة الفائدة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قرض متوسط‪ :‬الفائدة ‪ %5.25‬تكون على عاتق الزبون‪.‬‬
‫‪ ‬قرض طويل‪ :‬الفائدة ‪ %5.25‬إمتيازات على عاتق الزبون‪.‬‬
‫إستهالك الدين يكون متناقص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما الفرق بين قرض التحدي وقرض الرفيق؟‬ ‫‪-4‬‬

‫الفرق بينهما يكون فيالجدول التالي‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)4 -III‬يبين الفرق بين قرض التحدي وقرض الرفيق‪.‬‬

‫قرض الرفيق‬ ‫قرض التحدي‬


‫موجه للمشاريع اإلستغاللية‬ ‫موجه للمشاريع اإلستثمارية‬
‫قصير املدى‬ ‫طويل ومتوسط املدى‬
‫الفائدة ‪ %5.5‬على عاتق الدولة‬ ‫الفائدة ‪ %5.25‬على عاتق الزبون‬
‫من سنة إلى ‪2‬سنوات‬ ‫املدة‪ :‬من ‪ 8‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة‬
‫‪ -5‬ما هو عدد القروض املمنوحة من طرف الوكالة؟‬

‫عدد القروض املمنوحة من طرف الوكالة ال يمكن إحصائها ولكن بالتقريب ‪ 15‬ملف قروض إستثمارية‬
‫كالسيكية (التحدي)‪ ،‬و‪ 20‬ملف قروض إستغاللية (الرفيق)‪.‬‬

‫‪ -6‬متى دخل قرض التحدي وقرض الرفيق حيز التنفيذ؟‬

‫دخل قرض التحدي حيز التنفيذ في سنة ‪ ،2013‬وقرض الرفيق في ‪ 01‬أوت ‪.2008‬‬

‫‪ -7‬ماهي الشروط الخاصة بقرض الرفيق؟‬

‫الشروط الخاصة بقرض الرفيق هي‪:‬‬

‫‪ -‬املبلغ املحدود؛‬
‫‪ -‬األجل املعطى لتحقيق ال يتجاوز ‪ 12‬شهر ( وهو أجل ثابت في دفتر الشروط)؛‬
‫‪ -‬معدل الفائدة املطبق هو ‪.%5.5‬‬
‫‪ -8‬ما هي املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض الرفيق؟‬

‫املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض"الرفيق"‪:‬‬

‫إقتناء املدخالت الضرورية لنشاط املستثمرات الفالحية ( بذور‪ ،‬شتائل‪ ،‬أسمدة‪،‬مواد صحية نباتية)؛‬ ‫‪‬‬
‫إقتناء األغذية بالنسبة للحيوانات ( كل األصناف)‪،‬وسائل الشرب ومنتجات األدوية البيطرية؛‬ ‫‪‬‬
‫إقتناء املنتجات الفالحية بتخزينها في إطار نظام ضبط املنتجات ذات اإلستهالك الواسع؛‬ ‫‪‬‬
‫تعزيز قدرات املستثمرات الفالحية؛‬ ‫‪‬‬
‫تحسين نظام السقي( للتجميع واإلستعمال املقتصد للمياه)؛‬ ‫‪‬‬
‫إقتناء العتاد الفالحي في إطار قروض البيع باإليجار للمنتجات املصنعة في الجزائر؛‬ ‫‪‬‬
‫بناء أو تجديد هياكل تربية الحيوانات والتخزين على مستوى املستثمرات الفالحية وبناء وإقامة‬ ‫‪‬‬
‫البيوت البالستيكية املتعددة القبب‪،‬مع إعادة تعمير اإلسطبالت والحظائر الحيوانية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -9‬ما هي املخاطر التي يتعرض لها البنك؟‬

‫املخاطر التي يتعرض لها البنك هي‪:‬‬

‫‪ ‬خطر عدم السداد‪،‬‬


‫‪ ‬الصعوبة في التحصيل‪ ،‬وكذا في حجز املمتلكات املرهونة من خالل اإلجراءات القانونية؛‬
‫‪ ‬خطر التأمين على املمتلكات‪.‬‬
‫‪ -10‬ما هي اإلجراءات التي يتخذها البنك في حالة عدم السداد؟‬

‫اإلجراءات التي يتخذها البنك في حالة عدم السداد هي‪:‬‬

‫البعث برسائل إنذار وإعذار وإخطار قبل املتابعة القضائية؛‬ ‫‪‬‬


‫التحاور مع الزبائن ومحاولة إقناعهم بطلب إعادة جدولة الديون ( شرط أن يكون املشروع‬ ‫‪‬‬
‫ناجحا)؛‬
‫القيام بزيارات ميدانية للوقوف على نجاح املشروع املمول من عدمه؛‬ ‫‪‬‬
‫املتابعة القضائية من خالل حجز املمتلكات املرهونة وكذا حجز العتاد املمول‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر ‪867‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة‪:‬‬

‫يعتبر بنك الفالحة والتنمية الريفية من بين أهم البنوك على الساحة الوطنية لكونه يمتلك أبرز شبكة مصرفية‬
‫في الجزائر هذا من جهة ومن جهة أخرى لعدد املشاريع التي يقوم بتمويلها والتي يرمي من خاللها إلى تحقيق‬
‫أهداف مسطر لها مسبقا وفق مخططات تنموية‪.‬‬
‫فبنك الفالحة و التنمية الريفية يعمل على دفع عجلة التنمية وذلك من خالل منح القروض إلى الزبائن الطالبة‬
‫للقرض فهي تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على كل من االنتاج واالستهالك والشغل وغيرها من املتغيرات‬
‫االقتصادية التي تندرج ضمن التنمية ‪.‬ومنح القروض يتطلب توفير سياسة إقراضية واتباع معايير و اجراءات‬
‫تكون فعالة و ناجحة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الخ ات م ة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫يعتبر القطاع الفالحي القاعدة األساسية التي تقام عليها هيكلة النظام اإلقتصادي في البالد‪ ،‬وهذا راجع للدور‬
‫الحيوي الذي يلعبه‪ ،‬لعالقته املباشرة بباقي القطاعات ولكون القطاع حساس وضروري للغاية فهو يمتاز‬
‫بدرجة مخاطرة كبيرة لصعوبة التحكم في موارده‪.‬‬

‫لقد عرف القطاع الفالحي كثيرا من التغيرات في بنيته الهيكلية‪ ،‬فقد شهد عدة تجارب منذ اإلستقالل وصوال‬
‫إلى البرامج التنموية املتبعة في السنوات األخيرة‪ ،‬أول برنامج هو سياسة اإلنعاش اإلقتصادي وكان برنامج‬
‫املخطط الوطني للتنمية الفالحية هو مضمون هذه السياسة وكانت أهدافها توسيع األراض ي الفالحية بكل‬
‫أنواعها‪ ،‬وفي ظل إرتفاع عائدات النفط إضطرت الدولة إلى زيادة الدعم لبرنامج املخطط الوطني للتنمية‬
‫الفالحين من خالل برنامج دعم النمو اإلقتصادي وكان له هذا حيث قدرت إعتمادات تمويل القطاع بحوالي‬
‫‪ 300‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ومن أجل تحسين أكثر للقطاع الفالحي كان البد من تغيير إستراتيجيتها حيث وضعت‬
‫الدولة الجزائرية برنامج خم اس ي آخر هو سياسة التجديد الفالحي والريفي‪ ،‬قصد تنظيم وحماية مردود‬
‫الفالحين من خالل تعزيز نظام ضبط املنتجات الفالحية‪ ،‬وآخر برنامج هو توطيد النمو اإلقتصادي (‬
‫اإلقتصاد األخضر ) الذي هو في إطار التنفيذ حيث تبنى إستراتيجية ترتكز على تقوية القاعدة اإلنتاجية مع‬
‫املحافظة في نفس الوقت على املوارد وذلك بهدف الوصول إلى زيادة ملموسة في حجم املنتجات الفالحية‪،‬‬
‫وتقليص عمليات اإلستيراد‪ ،‬واإلتجاه نحو تفعيل تصدير املنتجات الفالحية‪.‬‬

‫إختبار الفرضيات‪ :‬التأكيد على صحة الفرضيات‪.‬‬

‫* الفرضية األول‪ :‬تكمن أهمية التمويل في نجاح السياسة املتبعة للتمويل ألن نجاح املسيير في إختيار‬
‫التمويل املناسب الذي يحقق أكبر عائد بأقل تكلفة أكيد لنجاح سياسة التمويل املنتهجة‪.‬‬

‫* الفرضية الثانية‪ :‬يقدم بنك الفالحة والتنمية الريفية قروض بكل أنواعها من بينها‪ :‬قرض في إطار التحدي‬
‫الذي يمنح للفالح لتمويل نشاطاته الطويلة واملتوسطة املدى إضافة إلى قرض الرفيق الذي يمنح لتمويل‬
‫نشاطات قصيرة املدى‪.‬‬

‫* الفرضية الثالثة‪ :‬إن عدم تشابه كل من حجم املبالغ املقدمة واألغراض من إستخدامها وفترات تسديدها‬
‫يؤدي إلى عدم تشابه الضمانات املقدمة ألن تقديم قرض طويل األجل ليس مثل تقديم قرض قصير األجل‪.‬‬

‫* الفرضية الرابعة‪ :‬لكي يكون القرض ذا فعالية يجب أن يهيأ املناخ املناسب إلستخدامه حتى يؤدي إلى زيادة‬
‫اإلنتاج الذي يترتب عليه زيادة الدخل الفالحي‪.‬‬

‫* الفرضية الخامسة‪ :‬قامت الجزائر بإقامة العديد من الهيئات والبرامج التي تعمل على مساعدة وتنمية‬
‫القطاع الفالحي‪ ،‬ومن بين هذه البرامج لدينا املخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬برنامج اإلنعاش‪ ،‬برنامج دعم‬
‫النمو‪ ،‬وبرنامج اإلقتصاد األخضر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الخاتمة‬

‫النتائج‪:‬‬

‫يتسم قطاع الفالحة بتركز أغلب األنشطة الزراعية لدى الفالحين الريفيين الذين يمارسون هذه‬ ‫‪‬‬
‫الحرفة بهدف سد إحتياجاتهم الضرورية وتأمين رغيف العيش‪ ،‬هؤالء يمارسون مهنة الفالحة‬
‫بأساليب تقليدية مما يستقر عنه محدودية في السلع الزراعية من حيث الكمية والنوعية؛‬
‫رغم ما تزخر به الجزائر من موارد طبيعية ورأس مال بشري‪ ،‬وثروات نباتية وحيوانية ال يستهان بها‬ ‫‪‬‬
‫اإل أن سوء إستغاللها وضعف اإلدارة في تحسين مردوديتها جعل الجزائر تلجأ للخارج دوما ألجل توفير‬
‫مستلزمات القطاع الفالحي وترقيته والنهوض به؛‬
‫السياسات واإلستراتيجيات الكفيلة بتحقيق اإلكتفاء الغذائي للجزائر على املستوى املحلي تفتقر‬ ‫‪‬‬
‫لإلرادة السياسة القوية‪ ،‬فالبرامج التنموية أغلبها عرف تماطل من طرف السلطات املعنية في تطبيق‬
‫الفعلي والجاد؛‬
‫يمثل التمويل أحد أهم مصادر قيام القطاع الفالحي‪ ،‬حيث يعد التمويل البنكي آلية من آليات‬ ‫‪‬‬
‫تمويل القطاع الفالحي؛‬
‫ال تقتصر آليات التمويل الفالحي على التمويل البنكي فقط بل يعتبر الدعم الفالحي املتبع من طرف‬ ‫‪‬‬
‫الدولة هو اآلخر آلية من آليات التمويل لهذا القطاع؛‬
‫اإلصالحات التي قامت بها الجزائر تعد بمثابة تمهيد للنهوض بالقطاع الفالحي؛‬ ‫‪‬‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية يعمل على دفع عجلة التنمية وذلك من خالل منح القروض إلى الزبائن‬ ‫‪‬‬
‫الطالبة للقرض؛‬
‫يتعامل البنك عند منحه القروض بحذر وذلك من أجل التقليل من أخطار عدم التسديد وذلك باتخاذ‬ ‫‪‬‬
‫إجراءات وقائية حيث تعتبر الدراسة التي يقوم بها البنك غير كافية لحمايته من املخاطر‪.‬‬

‫التوصيات واإلقتراحات‪:‬‬

‫إتخاذ إجراءات عملية تهدف إلى ترقية القطاع الزراعي وتأهيله ليصبح قادرا على املنافسة في‬ ‫‪‬‬
‫األسواق العاملية‪ ،‬في ظل اإلمكانيات املتوفرة من أراض ي فالحية ويد عاملة إضافة للغطاء املالي الكثير‬
‫املخصص لهذا القطاع؛‬
‫ضرورة إقامة برامج ومراكز توعية‪ ،‬وتأهيل الشباب وتشجيعهم على خدمة القطاع الفالحي؛‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة توفير التمويل الالزم ألصحاب املستثمرات الفالحية والفالحين بصفة عامة من قبل البنوك‬ ‫‪‬‬
‫والهيئات الداعمة للقطاع وإعطائهم األولوية في ذلك‪ ،‬من خالل دراسة طلبات القروض املقدمة‬
‫وعدم إهمال هذه امللفات؛‬
‫وضع سياسات زراعية واضحة تمكن الفالح من العمل في إطارها بإطمئنان من ناحية األسعار‬ ‫‪‬‬
‫واإلستيراد والتصدير والدعم‪ ،‬كما يجب أن تكون تلك السياسة مستقرة ومستمرة في املديين القصير‬
‫واملتوسط على األقل؛‬

‫‪72‬‬
‫الخاتمة‬

‫صيانة املوارد الطبيعية من غابات وتربة ومصادر مياه‪...‬إلخ‪ ،‬وترشيد إستغاللها وإعادة صياغة‬ ‫‪‬‬
‫القوانين والتشريعات الزراعية لحمايتها؛‬
‫املحافظة على املساحة الصالحة للزراعة‪ ،‬وزيادة نصيب الحبوب منها وإنقاص املساحات البور إلى‬ ‫‪‬‬
‫حدها األدنى؛‬
‫تشجيع إستصالح األراض ي الزراعية بالسهر على توفير مستلزمات وذلك بشروط ميسرة؛‬ ‫‪‬‬
‫توفير الخبرة واأليدي املدربة لتنفيذ وإدارة مشروعات التنمية الزراعية‪ ،‬إلحداث التغيير من‬ ‫‪‬‬
‫الناحيتين الكمية والنوعية؛‬
‫تشجيع إستخدام األساليب الحديثة‪ ،‬وتشجيع اإلنتاج الزراعي على إنتاج القمح‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫‪‬‬
‫منح الفالحين قروضا بدون فوائد‪ ،‬وإبعاد كل الطفيليين عن العملية؛‬
‫تشجيع اإلستخدام الواسع للتكنولوجيا وتسهيل توفيرها في مختلف مراحل اإلنتاج؛‬ ‫‪‬‬
‫معالجة مسألة عالقات اإلنتاج في الزراعة‪ ،‬والعمل على رفع مستوى اإلنتاج بما يتفق ومصلحة‬ ‫‪‬‬
‫اإلقتصاد الوطني‪ ،‬وتحسين املستوى املعيش ي للعاملين في القطاع الزراعي وتحفيزهم‪ ،‬ومعالجة‬
‫قضايا تكاليف اإلنتاج املرتفعة‪ ،‬واإلستفادة من املزايا النسبية للمشاريع الزراعية؛‬
‫تعزيز اإلستفادة من البحوث العلمية في مجال الزراعة‪ ،‬وتوسيع مراكز التعليم والتكوين الفالحي عبر‬ ‫‪‬‬
‫مختلف جهات الوطن؛‬
‫منح إمتيازات وتفضيالت للمستثمرين الراغبين في اإلستثمار في القطاع الفالحي‪ ،‬والعمل على تحديث‬ ‫‪‬‬
‫القوانين والتشريعات ملواكبة التغيرات الدولية والسعي لتحقيق اإلستقرار فيها ملا له من أهمية في‬
‫خلق الثقة لدى املستثمر وجذب اإلستثمارات لهذا القطاع‪.‬‬

‫آفاق البحث‪:‬‬

‫لقد حاولنا من خالل دراستنا لهذا املوضوع االملام بالجوانب التي رأيناها مهمة‪ ،‬ويبقى املجال مفتوح لدراسات‬
‫أخرى حول هذا املوضوع مثل‪:‬‬
‫‪ -‬دور االستثمارات الفالحية في التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬أثر مخطط التنمية األخير (‪ )2019 -2015‬على اإلنتاج الفالحي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ق ائمة المراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬مصطفى رشدي شيحة‪،‬النقود واملصارف و اإلئتمان‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬

‫‪ -2‬علي محمود فارس وآخرون‪،‬أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني‪ ،‬منشورات جامعة املختار‬
‫البيضاء‪ ،‬ليبيا‪.2005 ،‬‬

‫‪ -3‬فاتح حركاتي‪ ،‬اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة‬
‫عالم الرياضة والنشر ودار الوفاء لدنيا الطباعة‪.2015 ،‬‬

‫املذكرات‪:‬‬

‫‪ -1‬إيمان معوش ‪،‬بورحلة نسيمة‪ ،‬واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر دراسة حالة تمويل‬
‫مشروع إستثماري من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر‬
‫في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص إقتصاديات املالية والبنوك‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج ‪ ،‬البويرة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2015/2014‬‬

‫‪ -2‬الطيب هاشمي‪،‬تقييم برنامج املخطط الوطني لتنمية الفالحية في الجزائر الفترة ‪ _ 2006 -2000‬نموذج‬
‫تطبيقي للمخطط بوالية بوسعدة_ مذكرة ماجستير‪،‬علوم إقتصادية وتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص‬
‫إقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2007/2006،‬‬

‫‪ -3‬سلطانة كتفي‪ ،‬تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية (‪ ،)2005-2000‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاجستر في التهيئة العمرانية‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪.2006/2005 ،‬‬

‫‪ -4‬هناء شويخي ‪ ،‬آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية‪،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2013/2012‬‬

‫‪ -5‬زكية بوزنق‪ ،‬إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة في ظل القانون رقم ‪،03 -10‬‬
‫مذكرة ماستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬تخصص قانون العام املعمق‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪.2016 -2015‬‬

‫‪ -6‬فتحي حسين دندن‪ ،‬تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ‪ ،2014-2000‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص تحليل إقتصادي‪،‬جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم‪،‬‬
‫سنة ‪.2016 -2015‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫األوراق البحثية‪:‬‬

‫‪ -1‬رابح زبيري‪ ،‬حدود وفعالية دعم الدولة في السياسة الزراعية الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫الثالث‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬

‫‪ -2‬كمال رواينية‪ ،‬تحرير التجارة الزراعية وأثره على التنمية الزراعية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،11‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ماي ‪.2007‬‬

‫املداخالت العلمية‪:‬‬

‫‪ -1‬أمال حفناوي‪ ،‬تقييم أثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو‬
‫اإلقتصادي خالل الفترة ‪ ، 2014 -2001‬أوراق عمل مقدمة ضمن امللتقى العلمي الدولي بعنوان مشاريع‬
‫الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع والطموح‪ ،‬جامعة‬
‫سطيف ‪11 ،1‬و‪ 12‬مارس ‪.2013‬‬

‫‪ -2‬دالل بن سمينة عزيزة بن سمينة‪ ،‬مداخلة سياسة التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في اإلصالحات‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬ملتقى دولي حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات املؤسسات‪،‬كلية العلوم‬
‫اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪،‬يومي ‪22-21‬نوفمبر ‪.2006‬‬

‫‪ -3‬علي محمود فارس وآخرون‪،‬أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني‪ ،‬منشورات جامعة املختار‬
‫البيضاء‪ ،‬ليبيا‪.2005 ،‬‬

‫القوانين واملراسيم‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪، 18 -83‬املؤرخ في ‪ 13‬أوت ‪ ،1983‬يتعلق بحيازة امللكية العقارية الفالحية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬الصادرة بتاريخ ‪ 16‬أوت ‪.1983‬‬
‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،483 -97‬املؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1997‬الذي يحدد كيفيات منح حق اإلمتياز قطع‬
‫أرضية من األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في املساحات اإلستصالحية وأعبائه وشروطه‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪.1887‬‬
‫‪ -3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،326-10‬املؤرخ في ‪ 23‬سبتمبر ‪،2010‬يحدد كيفيات تطبيق حق اإلمتياز إلستغالل‬
‫األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ ،16 -08‬املؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2008‬املتضمن التوجيه الفالحي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،46‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪.2008‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ ،03 -10‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬الذي يحدد شروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة في ‪ 18‬أوت ‪.2010‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ -6‬املنشور رقم ‪ ،330‬املؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 2000‬املتضمن إستراتجية تنفيذ املخطط الوطني للتنمية‬
‫الفالحية‪ ،‬املخطط الوطني للتنمية الفالحية ‪.2000‬‬
‫‪ -7‬املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬التقرير التمهيدي عن مشروع قانون املالية لسنة ‪ ،2016‬الفترة التشريعية‬
‫السابعة‪ ،‬دورة الخريف ‪ ،2015‬ت‪.‬أ‪ 2015/43/04 .‬نوفمبر ‪.2015‬‬
‫املواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪1- http://www.elkhabar.com/ar/economie/421504.html.‬‬
‫‪2- https://m.facebook.com.php.?story-fbid.‬‬

‫‪77‬‬
‫ال م الح ق‬

You might also like