Professional Documents
Culture Documents
قروض تمويل المستثمرات الفلاحية في الجزائر 3
قروض تمويل المستثمرات الفلاحية في الجزائر 3
دراسة حالة لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867
السنة الجامعية2018/2017:
اإلهداء
إلى نور بصري وبصيرتي ونبراس عق لي ،إلى من هام بهما ق لبي.
إلى ينبوع الحنان إلى التي امتأل ق لبي بحنانها وعلمتني أبجديات الحياة فكانت خير المدارس إلى
من تعجز كل كلمات الشكر والوف اء عن شكرها...أمي .وإلى أخي العزيز أحمد.
نادية
شكر وتقدير
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل-سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد.
في البداية أحمد اهلل عزوجل وأشكره ألنه ألهمني الصبر وأعطاني القدرة على إكمال هذه
المذكرة ،وال أنسى والدي الكريمين حفظهما اهلل وأطال عمرهما وكافة أفراد أسرتي على الدعم
المعنوي الذي قدموه لي ف ليجازيهم اهلل ألف خير.
وأتقدم بالشكر ألستاذي الف اضل" وهراني مجدوب" على تكرمه باإلشراف على مذكرتي
المتواضعة وعلى دعمه وتشجيعه الكبير لي.
كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لألساتذة األف اضل أعضاء لجنة المناقشة الموقرين على ما بذلوه
من جهد في قراءة مذكرتي وعلى ما أبدوه من مالحظات ومقترحات حولها.
كما أتقدم بالشكر إلى كل موظفي بنك الف الحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر على
المعلومات التي أف ادوني بها وعلى رأسهم المديرة والمكلف بالزبائن وكل من ساعدني ولو
بكلمة ف ليجازهم اهلل ألف خير.
وفي األخير أخص بالشكر أعز صديق اتي بالدرجة األولى وكل زمالئي وزميالتي وكل من ساهم
وساعد ونصح وأرشد من قريب أومن بعيد وسهوت عن ذكر فضله وشكره.
ال ف ه رس
الفهرس
فهرس املحتويات
الصفحة العنوان
كلمة شكر
اإلهداء
II -I فهرس املحتويات
III فهرس األشكال والجداول
IV قائمة املختصرات
01 مقدمة عامة
الفصل األول :نظرة حول تمويل املستثمرات الفالحية
06 تمهيد
07 املبحث األول :أساسيات حول التمويل الفالحي
07 املطلب األول :مفهوم التمويل الفالحي وأنواعه
11 املطلب الثاني :تصنيف وأهداف التمويل الفالحي
14 املطلب الثالث :شروط نجاح سياسة التمويل الفالحي
15 املبحث الثاني :الدعم الفالحي
15 املطلب األول :نظرة عامة حول الدعم الفالحي
16 املطلب الثاني :أثر الدعم الفالحي
21 املبحث الثالث :املستثمرات الفالحية ونقائص وعيوب القطاع الفالحي
21 املطلب األول :مضمون قانون املستثمرات الفالحية وأهدافه
23 املطلب الثاني :اإلمتياز الفالحي.
26 املطلب الثالث :نقائص وعيوب القطاع الفالحي
29 خالصة
الفصل الثاني :تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019 -2000
31 تمهيد
32 املبحث األول :تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( )2005 -2000
32 املطلب األول :املخطط الوطني لتنمية الفالحية وآليات تنفيذه
35 املطلب الثاني :آليات تمويل برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية
36 املطلب الثالث :النتائج املحقق لتطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية
38 املبحث الثاني:تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ()2009 -2005
38 املطلب األول :مضمون برنامج دعم النمو اإلقتصادي للقطاع الفالحي
40 املطلب الثاني :إحصائيات تمويل القطاع الفالحي من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية
I
الفهرس
II
ق ائمة األشكال
والجداول
قائمة األشكال و الجداول
قائمة الجداول:
قائمة األشكال:
III
قائمة األشكال و الجداول
قائمة املختصرات:
IV
:امللخص
فالدولة التي تهتم بقطاعها الزراعي لتضمن،يعتبر القطاع الزراعي العصب الحساس في إقتصاديات بلدان العالم
من خالل تحقيق أقص ى ما يمكن من اإلنتاج الزراعي هي أمة جديرة باإلحترام ألنها تنطلق من،العيش الكريم لشعبها
ويمكن القول أنه بإعتباره القطاع،اإلهتمام بمتطلبات الشعب وضرورة تحقيق مستوى معين من األمن الغذائي
حيث، إضافة إلى تأثره هو بالتغيرات التي تحصل في القطاعات األخرى،الذي يؤثر في القطاعات األخرى بدرجة كبيرة
يعتبر التمويل الوسيلة املحركة لهذا القطاع ملا له من أهمية بالغة لنجاح السياسة التنموية املتبعة للنهوض بهذا
.القطاع
والتي تهدف في مجملها إلى ترقيته،قامت الحكومة الجزائرية بإقامة العديد من الهياكل والبرامج الداعمة لهذا القطاع
ومن بين هذه اآلليات والتي ركزت عليها دراستنا هي تمويل القطاع الفالحي في إطار،وتنميته والتقليل من مشاكله
والتي لها أثر ملموس في إحداث تغيرات إيجابية في القطاع وتحقيق تقدم في،2019 إلى2000 البرامج التنمية من
ورغم التطورات التي تميز بها القطاع الفالحي عن باقي القطاعات وقدرته الكبيرة في تحقيق،نسب النمو الفالحي
إال أننا نجده،التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية في مختلف أقطار العالم املتقدم أو الدول النامية على حد سواء
.يواجه العديد من املشاكل والعراقيل التي تعيق إستمراره وتقليل من فعاليته
. املخطط الوطني للتنمية الفالحية، البرامج التنموية، الدعم الفالحي، التمويل الفالحي:الكلمات املفتاحية
Résumé:
Le secteur agricole est le nerf le plus sensible dans les économies du monde.Un pays qui se soucie de son
secteur agricole pour assurer une vie décente à sa population en maximisant la production agricole est
une nation respectable parce qu'elle tient compte des besoins de la population et de la nécessité
d'atteindre un certain niveau de sécurité alimentaire. On peut dire que c'est le secteur qui affecte
largement les autres secteurs, en plus d'être affecté par les changements dans d'autres secteurs, où la
finance est le moteur de ce secteur car il est très important pour le succès de la politique de
développement de promouvoir ce secteur.
Mots clés: Financement agricole, Soutien agricole, Les programmes de développement, Le plan national
de développement agricole.
الم قدم ة
مقدمة عامة
تعتبر الجزائر من بين أكبر الدول الغنية باألراض ي الفالحية ،وهذا راجع للطبيعة الجيولوجية والجغرافية
واملناخية لهذه الدولة مما يجعل القطاع الفالحي العصب الحساس ألن له أهمية ودورا في تطوير اإلقتصاد
الوطني وتنمية ،وفي اآلونة األخيرة عرف هذا القطاع تطورا تنظيميا سواء من حيث القوانين أو الهياكل أو
البرامج وتم ذلك وفق مقتضيات التغير اإلجتماعي ،وتحوالت اإلقتصادية ،وخاصة بعد الظروف التي مرة بها
الدولة من إنخفاض أسعار البترول وإنخفاض سعر صرف الدوالر ،أدى إلى إرتفاع أسعار عوامل اإلنتاج
ومدخالت اإلنتاج الوسطية ( البذور ،األسمدة ،املبيدات )......،وإرتفاع املديونية الخارجية التي كانت عائق في
تحقيق األهداف املسطرة ملخططات التنمية الزراعية.
حيث يستوجب مرونة وتنوع طرق في إجراءات التمويل ألنه يعتبر الوسيلة املحركة للمستثمرات الفالحية حتى
يلعب اإلئتمان الفالحي دورا محفزا إلنعاش املشاريع اإلقتصادية ،ولذلك إنتهجت الجزائر سياسة زراعية
تعتمد على الدعم القطاع الفالحي من لتحقيق األمن الغذائي وتحسين ورفع املنتوجات الزراعية واملساهمة
في اإلنتاج العالمي.
وبالتالي صدرت عدة قوانين لتنظيم هذا القطاع من أجل تنظيمه والنهوض به وإعادة إعتبار للفالح وزيادة
مردوديته مع إستغالل كل إمكانياته املتاحة له حيث عرفت الجزائر تحول تدريجي من إقتصاد موجه إلى
إقتصاد السوق حيث بدأة بتجربة قانون إعادة تنظيم املستثمرات الفالحية سنة 1987لكن هذه اإلصالحات
لم تستجب إلى تطلعات الجزائر خاصة في تحسين الظروف املعيشية واإلكتفاء الذاتي ولهذا قررت الحكومة
بتطبيق برامج تنموية للنمو بهذا القطاع كبديل عن قطاع املحروقات وكانت بداية ببرنامج اإلنعاش
اإلقتصادي 2001 -2004ثم برنامج دعم النمو 2009 -2005وثم برنامج الخماس ي للتنمة 2014 -2010
وكذلك برنامج الخماس ي الجديد للنمو 2015 -2019واملسمى باإلقتصاد األخضر حيث ركزت هذه البرامج
على النهوص باإلقتصاد وتحقيق التنمية اإلقتصادية.
"ماهي الصعوبات التمويلية التي تواجه كل من البنوك وأصحاب املستثمرات الفالحية؟ "
ومن هذه اإلشكالية يمكننا طرح بعض األسئلة الفرعية لإلحاطة بالبحث:
1
مقدمة عامة
الفرضيات:
تكمن أهمية تمويل القطاع الفالحي في نجاح السياسة املتبعة للتمويل. .1
يقدم بنك الفالحة والتنمية الريفية قروض طويلة ومتوسطة وقصيرة املدى. .2
تختلف الضمانات املقدمة بإختالف مبلغ القرض والغرض منه وآجال تسديده. .3
أهم شروط نجاح سياسة التمويل البنكي للقطاع الفالحي هو تهيئة املناخ املناسب للقرض الفالحي. .4
إهتمت الجزائر بالقطاع الفالحي من خالل إقامة العديد من الهيئات والبرامج الدائمة له وهذا ناتج .5
عن التحوالت التي عرفتها في هذا املجال خاصة خالل السنوات األخيرة.
أهداف البحث:
إن إختيارنا لهذا املوضوع "قروض تمويل املستثمرات الفالحية في الجزائر" ينبع من إهتمامنا بتعدد البرامج
التنمية واإلجراءات التحفيزية للقطاع الفالحي للنهوض باإلقتصاد وتبرز األهمية العلمية لهذا املوضوع في
الوقت الحاضر لإلمكانات املتوفرة من حيث املوارد الطبيعية والبشرية ،كذالك اإلمكانات املالية خاصة في
وقت البحبوحة املالية ومع إنخفاض أسعار البترول وإنخفاض املداخيل أصبح والبد من البحث عن قطاع
بديل عن املحروقات وكانت الفالحة هي البديل.
الدراسات السابقة:
-كتفي سلطانة ،تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية( )2005 -2000في والية قسنطينة ،مذكرة تخرج
لنيل شهادة املاجستير في التهيئة العمرانية ،جامعة منتوري قسنطينة.2006/2005 ،
تهدف هذه الدراسة إلى تطبيق ونتائج املخطط الوطني وما مدى فعالية على القطاع الفالحي بصفة خاصة
واملجتمع الريفي عامة ،وقد سمحت النتائج املتحصل عليها بقياس األثر اإلقتصادي واإلجتماعي لذه
السياسة..
-دالل بن سمينة" ،التمويل البنكي للقطاع الفالحي في الجزائر ( )2000 -1990دراسة حالة بنك BADR
وكالة بسكرة"،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة املاجستير في العلوم اإلقتصادية ،تخصص نقود وتمويل،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2004 ،
2
مقدمة عامة
من أسباب هذه الدراسة البحث عن الخلل املوجود عند تمويل الجهاز البنكي للقطاع الفالحي في ظل
التخطيط املركزي ومحاولة الوقوف على مدى فعالية القوانين الصادرة لإلصالح خاصة قانون النقد والقرض
إعتبار العشرية األخيرة ( )2000 -1990محصلة هامة إلصالح كل من الجهاز البنكي والقطاع الفالحي ،تبرير
املواقف والقرارات في القطاع الفالحي ،يرجع فشله لنقص األموال الالزمة للقيام بنشاطه وإمتناع الجهاز
البنكي بتقديمها إياه إعتبار البنوك محور التطور اإلقتصادي وسيلة فعالة للتحقيق التنمية.
ومن نتائج هذه الدراسة القرارات التي أخذت في فترة التخطيط املركزي كانت تدور حول نهوض بالقطاع
الفالحي بدال من وضع سياسة عقالنية محكمة تعتمد على نموذج تنمية يالئم وضعية اإلقتصاد في تلك
الفترة ،عملية الهيكلة تهدف إلى إقامة مبدأ التخصيص البنكي وتركيز إهتمامات البنوك إن فعالية القطاع
الفالحي الجزائري تقتض ي توسيع حدود أغلبية املستثمرات.
منهجية البحث:
من أجل دراسة اإلشكالية واإلجابة على األسئلة املطروحة ،ونظرا ألهمية املوضوع تم اإلعتماد على املنهج
الوصفي والتحليلي ،فعتمدنا على املنهج الوصفي من أجل جمع املعلومات املتعلقة بالجانب النظري للدراسة
وإبراز املفاهيم املرتبطة باملوضوع ،وإعتمدنا املنهج التحليلي في الفصل التطبيقي الخاص بدراسة تطبيقية
لحالة قرض إستثماري(التحدي).
صعوبات البحث:
من ب ين الصعوبات التي واجهتنا إلنجاز هذا البحث هي قلة املراجع وقدم الكثير منها وعدم حصولنا على
إحصائيات الالزمة للبرنامج التنموي األخير ( )2019 -2015رغم محاوالتنا الكثيرة دون جدوى ،وهذا ال يعني
عدم حصولنا على البعض منها.
محتويات الدراسة:
لإلجابة على اإلشكالية املطروحة واختبار الفرضيات ،فقد جاءت الدراسة في ثالثة فصول مع مقدمة وخاتمة،
وهذه الفصول هي:
الفصل األول :قسمنا هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ،املبحث األول كان حول التمويل الفالحي من تعريف،من
أنواع وتصنيف وأهداف وشروط نجاح سياسة التمويل الفالحي ،أما في املبحث الثاني تطرقنا فية إلى مفهوم
الدعم الفالحي وأثر الدعم الفالحي ،أما املبحث الثالث فكان يخص قوانين املستثمرات الفالحية وبعض
نقائص وعيوب القطاع الفالحي.
الفصل الثاني :قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ،املبحث األول كان حول تمويل القطاع الفالحي في
إطار اإلنعاش اإلقتصادي( ،)2004 -2000أما في املبحث الثاني تطرقنا إلى تمويل القطاع الفالحي في إطار
3
مقدمة عامة
البرنامج التكميلي لدعم النمو ( ،)2009 -2005أما املبحث الثالث فكان يخص أهداف برنامج اإلقتصاد
األخضر والحلول املمكنة للفالحة في الجزائر.
الفصل الثالث :قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث ،املبحث األول كان حول بنك الفالحة والتنمية الريفية،
أما في املبحث الثاني تطرقنا إلى القروض املوجهة لتمويل املستثمرات الفالحية ،أما املبحث الثالث فقمنا
بدراسة تطبيقية لقرض التحدي.
4
الفصل األول
نظرة عامة حول تمويل المستثمرات
الف الحية
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
تمهيد:
تعد فعالية الجهاز املصرفي ومدى قدرته على تجميع اإلدخارات وتوفير املوارد املالية ملختلف األعوان
اإلقتصادية أساس نجاح النظام اإلقتصادي في الوقت الحاضر ،خاصة مع قلة مصادر التمويل.
حيث يعتبر القطاع الفالحي هو اآلخر من بين القطاعات التي تحتاج إلى تمويل سواء كان تمويل ذاتيا أو تمويل
خارجي عن طريق القروض البنكية ،وهذا من أجل الوصول بالقطاع الفالحي إلى تحقيق التنمية الفالحية
والتي من أولويتها تحقيق اإلكتفاء الذاتي،حيث إستفاد القطاع منذ عام 2000بمخطط يتمثل في املخطط
الوطني للتنمية الفالحية ( ،)PNDAالذي يندرج ضمن مسعى إعادة تأهيل املستثمرات الفالحية ملواجهة
التحديات اإلقتصادية العاملية.
6
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
يعتبر التمويل حاجة ضرورية لإلنجاز املشاريع اإلنتاجية في وقتها ألن التمويل الذاتي للمؤسسات اليكفيها
إلنجازها فتتوجه إلى طلب التمويل من جهات خارجية فالقطاع الفالحي هو األخر يحتاج ملثل هذا التمويل
كغيره من القطاعات لنهوض بهذا القطاع و إزدهاره.
" التمويل الفالحي يتمثل في منح الفالحين املستثمرين فرصة إستغالل أراضيهم وكذلك إستصالح األراض ي
الصحراوية من خالل قدرتهم على إقتناء أنواع مختلفة من املبيدات واألسمدة واآلالت الخاصة بإستصالح
2
األراض ي وتهيئتها وتدعيم الري الستغالل األراض ي في أكثر من دورة إنتاجية خالل السنة"
.1التمويل الذاتي:إن هذا النوع من التمويل يعتمد على املوارد الذاتية املتاحة أي إمكانية تمويل نشاط
معين إنطالقا من املوارد الداخلية دون التوجه أو اللجؤ إلى مصادر خارجية وهو دليل على قدرة
املستثمر في حالة صعوبة املصادر األخرى و تعذرها على تمويله.
.2القروض البنكية :وهي عملية يرتض ي بمقتضاها البنك مقابل فائدة معينة و محددة أن يمنح عميال
بناءا على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين لتسهيالت في صورة أموال نقدية أو أي صورة أخرى
وذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه املعتاد أو إقراض العميل ألغراض
إستثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للعميل نيابة عن العميل لدى الغير.
-1.2مفهوم القروض الفالحية :وهي قروض في غالبيتها قصيرة أو متوسطة األجل وقليل منها مخصص
3
لألجل الطويل و الهدف منها تمويل املحصول و اإلنتاج الزراعي الجاري و األجهزة و األبنية.
1شويخي هناء ،آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية،
تخصص نقود مالية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،سنة ،2013/2012ص.23
2نفس املرجع ،ص.23
3مصطفى رشدي شيحة،النقود واملصارف و اإلئتمان ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1999 ،ص.116
7
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
-2.2طبيعة اإلئتمان الفالحي :إن التمويل البنكي للقطاع الفالحي يجب أن يراعي الخصائص الذاتية
1
لهذا القطاع من حيث:
الطبيعة اإلحتمالية و املتغيرة لإلنتاج و الدخل و األسعار حيث تعتمد الحياة الفالحية على
معطيات وظواهر متغيرة وغير مؤكدة و كذلك ال يمكن تحديد الدخل بدقة لصعوبة تحديد
النفقات كما أن األسعار الفالحية تتوقف على العرض اإلنتاجي غير مرن مما يهدد السيولة
الالزمة لتمويل اإلنتاج؛
تفتيت امللكية و تعدد االستغالليات الفالحية إضافة إلى تعدد األشكال القانونية لالستغالل و
تنوع العالقات اإلنتاج الفالحي؛
املستوى املتخلف من التكنولوجيا الفالحية و ضرورة إمتداد االئتمان إلى امللكية و املرافق
األساسية و تصنيع الريق؛
إرتباط االئتمان الفالحي بالسوق العاملية لتصدير؛
تختلف الضمانات التي يقدمها الفالح للبنك بإختالف مبلغ القرض و الغرض منه و آجاله فالضمان
املقدم في حالة االئتمان القصير و املتوسط األجل يمكن أن يكون في شكل ضمانات شخصية كالكفالة مثال أو
في شكل رهن لآلالت و املعدات و املواش ي و املحاصيل الناتجة عن إستخدام القروض أما في حالة االئتمان
طويل األجل تطالب البنوك بضمانات أقوى زيادة في األمان لذلك تطالب عادة برهن األصول الثابتة
كالعقارات األراض ي البنايات السكنات الريفية ....الخ .و باإلضافة إلى ضمانات املذكورة يبقى اإلئتمان بحاجة
إلى سند أقوى من طرف مؤسسات كبرى أو شركات تأمين وهذه الضمانات عبارة عن ضمانات مكملة و أهمها
2
التأمين على الحياة و التأمين على األخطار ( الحرائق ،املباني ،العتاد.).....
3دالل بن سمينة عزيزة بن سمينة ،مداخلة سياسة التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في اإلصالحات اإلقتصادية ،ملتقى دولي حول سياسات
التمويل وأثرها على االقتصاديات املؤسسات،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،يومي 22-21نوفمبر ،2006
ص.3
8
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
.3التمويل التعاوني:
وهو يعني توفير األموال الالزمة لتنفيذ املشاريع الزراعية الضرورية و الجماعية ضمن إطار التنظيم
2
التعاوني وتكون أموال الجمعية إما مالكا لها أو تقترضها من مصادر اإلقراض املتوفرة.
9
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
1
-1.3مصادر التمويل التعاوني :وتتمثل في كل مايلي
رأس املال اإلحتياطي:ويقصد به الرأس املال الذي تحتفظ به الجمعية قصد مواجهة أي
خسائر قد تتعرض لها في املستقبل هذا من جانب و من جانب أخر تحتفظ به من أجل دعم
مركزها املالي و قدرتها على اإلقتراض و زيادة خدماتها و التوسع في مشاريعها ،ويتكون من
املبالغ التي تحول إلى الجمعية سنويا من الفائض الصافي لعمليات الجمعية بحيث اليقل
عن نسبة مئوية معينة تحددها التشريعات التعاونية باإلضافة إلى الهبات و املساعدات؛
اإلحتياطات األخرى :باإلضافة إلى رأس املال اإلحتياطي يوجد بالجمعية إحتياطات أخرى
كإحتياطي إستهالك املكائن و املعدات و املنشأت و غيرها من املوجودات وإحتياطي التعويض
على العمال و املستخدمين ومخصصات الديون املشكوك فيها ،و بعض اإلحتياطات تحمل
على حساب املصروفات و بعضها يؤخذ من حساب اإلحتياطات؛
العوائد على التعامل :تتلقى الجمعية عمولة من جراء ما تقدمه من خدمات مختلفة وهي
تحصيل على هامش ربح ذلك من عمليات التوريد و التسويق و التموين املنزلي و التشريعات
القانونية تسمح بتوزيع العائد على أعضاء الجمعية لكل حسب تعامله مع الجمعية؛
الوافرات و الودائع :وهي املبالغ التي تودع بالجمعية سواء من أعضائها أو من غير األعضاء
وفقا لشروط معينة و تكون الوديعة إما جارية أو ألجل وفي العادة الودائع الجارية من
األعضاء فقط ،أما الوديعة ألجل عادة تقبل من غير األعضاء مقابل فائدة؛
رأس املال الدوار :يتكون من أموال ترد إلى الجمعية أو توضع تحت تصرفها لتستثمرها
بصفة دائمة و ملدة زمنية طويلة نسبيا وهذه األموال التي تستعملها الجمعية بصورة دائمة
يكون مصدرها خارجي أي مصادر حكومية أو شبه حكومية؛
الهيئات و املساعدات :الكثير من الجهات تقدم لبعض الجمعيات التعاونية الهبات و
املساعدات بصورة نقدية أو عينية وذلك قصد تغطية بعض نفقاتها اإلدارية أو تستخدمها
كرأسمال تشغيل في أعمالها وتكون في صورة املوجودات الثابتة و التي تبقى عند الجمعية
كرأس مال دوار فال تعتبر دخال و إنما تحول إلى رأس مال إحتياطي خاص؛
السندات :عندما تكون الجمعيات التعاونية ناجحة و قوية تسمح لها القوانين أن تطرح
سندات دين للبيع يحمل كل منها قيمة معينة و هذا في بعض الدول و قد تطرح هذه
السندات للبيع لألعضاء في هذه الحالة تكون مصادر التمويل التعاوني داخلية و تكون
مصادر التمويل خارجية عندما تطرح هذه السندات للبيع لغير األعضاء؛
القروض من املصادر التعاونية :تعتبر هذه القروض من املصادر الداخلية للتمويل التعاوني
ألنها تحصل عليها الجمعية من داخل الحركة التعاونية ،بإمكان الجمعية التعاونية أن
تقترض من أعضائها أو من جمعية أخرى و في هذه الحالة تكون شروط اإلقتراض يسيرة
مقارنة مع اإلقتراض من مصادر أخرى غير تعاونية؛
1علي محمود فارس وآخرون،أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني ،مرجع سابق ذكره ،ص ص .306-301
10
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
القروض و املصادر الخارجية :تتوجه الجمعيات التعاونية إلى املصادر الخارجية وقد
تتحصل الجمعية على قروض من هذه املصادر على أن تسدد القروض في تاريخ إستحقاقها
و عادة تبيع هذه القروض بفائدة بسيطة أو بدون فائدة ،وقد يكون التمويل في شكل
مساهمة في رؤوس أموال الجمعيات أو في شكل ودائع تودعها الدولة لدى الجمعيات أو تقوم
بشراء السندات التي تطرحها.
1هناء شويخي ،آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية ،مرجع سابق ذكره ،ص ص .30-27
11
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
التصنيف بحسب األغراض أو األهداف :يمكن تصنيف القروض حسب األغراض التي تستعمل فيها -3
إلى:
قروض الزراعات الروية؛
قروض الزراعات البعلية (املطرية)؛
قروض الثروة الحيوانية؛
قروض املكينة الزراعية؛
قروض التصنيع الزراعي؛
قروض اإلسكان الريفي؛
قروض التسويق الزراعي.
التصنيف حسب الجهات املستفيدة :ويشمل كل من : -4
قروض األفراد؛
قروض التعاونيات؛
قروض الشركات؛
قروض القطاع العام.
التصنيف تبعا لنوع املحصول الزراعي :يتضمن األنشطة التالية -5
البستنة.
املحاصيل الحقلية.
الثروة والتي تتضمن املاشية على إختالف أنواعها.
الثروة السمكية.
محاصيل الخضر الصيفية والشتوية.
1
التصنيف حسب نوع الضمانات: -6
قروض غير مضمونة :وتكون غير مضمون بضمان مادي ملموس ولكنها تكون مضمونة
بكفالة شخصية فقط وخاصة بالنسبة للقروض قصيرة األجل.
قروض مضمونة بأموال منقولة :وهذه خاصة بالقروض التي تكون برهن األموال املنقولة
مثل املحاصيل والجرارات والحيوانات أو الذهب أو بعض األجهزة الكهربائية أو قطع
األثاث...الخ.
قروض مضمونة بأموال غير منقولة :وهي تشمل القروض املضمونة بأصول ثابتة مثل
األراض ي و العقارات .
التصنيف حسب اإلنتاجية املتوقعة للقرض: -7
1
شويخي هناء ،أنظر املرجع أعاله.
12
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
القروض اإليجابية :وهي تلك القروض التي تمكن املقترض من الحصول على فائض صافي
أي حصول املقترض على دخل يمكنه من إبقاء مبلغ القرض و الفائدة املترتبة عليه مع
تحقيق فائض إقتصادي بجانب ذلك.
القروض املحايدة :وهي تتضمن شكلين األول اإلستثمارات الجديدة التي تكون بين حدود
الربح و الخسارة و الثانية قروض التجديد وهي القروض التي يجري تجديدها بسبب عدم
تسديدها في املوعد املحدد لها لسبب أو ألخر ويترتب عليها إستخدام هذه القروض زيادة في
الدخل تكفي لتسديد أصل املبلغ مع الفائدة عليه فقط دون تحقيق أي فائض ويطلق عليها
القروض الحدية.
القروض السلبية :وهي تلك القروض التي ال يترتب على إستخدامها زيادة في الدخل بالقدر
الكافي الذي يغطي أصل الدين والفائدة املترتبة عليه لذلك فإنها تسمى بالقروض غير املنتجة
أو تحت الحدية.
-8تصنف القروض تبعا ملصدر القرض أو لنوع املقرضين:
قروض األقارب أو املعارف.
قروض املستثمرين األفراد.
قروض املصارف التجارية.
قروض شركات اإلقراض الخاصة باملواش ي.
قروض مصاريف الجمعيات التعاونية.
قروض الوسطاء والتجار.
قروض شركات التأمين.
13
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
تهيئة املناخ املناسب إلستخدام القرض حتى يؤدي إلى زيادة اإلنتاج الذي يترتب عليه زيادة الدخل
الفالحي ،فزيادة اإلنتاج إذا صاحبها نظام سليم للتسويق مع إعداد الطرق ووسائل النقل املناسبة
تؤدي إلى تحقيق الرخاء وهو هدف منح القرض؛
أخذ النظام اإلئتمان بعين اإلعتبار أي تقديم القروض بسعر فائدة مناسب ألن إمكانية الفالح
محدودة وأسعار املحاصيل متغيرة ؛
منح اإلئتمان يجب أن يؤسس على الحيازة وليس امللكية ،ذلك ألن الكثير من الفالحين ليس لهم
ملكية ثابتة وهذا يقيد من طاقاتهم على اإلقتراض؛
على املؤسسة املقرضة أن تضع خطة بسيطة توضح فيها شروط اإلقراض حتى يستطيع كل فالح
اإلستفادة من القروض وإستخدامها في الوقت املناسب؛
يجب على الفالحين مهما كانت مستوياتهم أن يعملوا على الوفاء بإلتزاماتهم تجاه مؤسسة اإلقراض
يمكن لهم ذلك عن طريق إتباعهم أساليب اإلنتاج الحديثة سواء عن طريق تنويع اإلنتاج الفالحي
وإدخال مختلف تقنيات اإلنتاج أو عن طريق التسويق املنظم للمنتجات؛
يجب على الفالحين القيام بعملية التأمين على املحاصيل الفالحية لدى املؤسسات املختصة؛
يجب تحديد قيمة القروض على أساس قواعد منظمة يراعى فيها إحتياجات مختلف مناطق اإلنتاج
وطبقات املقترضين وهذا التنظيم يحتاج إلى تدعيم مؤسسات اإلئتمان حتى تصبح قادرة على القيام
بهذه املهام بكفاءة وخاصة بالنسبة لصغار الفالحين؛
يجب إستخدام القروض الفالحية في األغراض التي صرفت من أجلها كما أن وظيفة البنوك ال
تتوقف على منح القروض فقط وإنما إمتدادها إلى متابعة إستخدامها في األغراض التي منحت من
أجلها؛
يجب أن تكون مواعيد سداد القروض تبعا ملواعيد إستالم الدخل وعلى أقساط تسهيال لدفع؛
يجب على البنوك التأكد من أن إستخدام القروض املمنوحة سوف يعطي إيراد يكفي لتسديد
القرض ودفع الفوائد املترتبة عليه مع ترك ربح مناسب للفالح.
14
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
إنتهجت الجزائر سياسة زراعية تعتمد على الدعم للقطاع الفالحي من الدولة و ذلك من أجل تحقيق األمن
الغذائي ،تحسين و رفع املنتوجات الزراعية ،املساهمة في اإلنتاج العالمي لهذا القطاع و من أجل تحقيق هذه
األبعاد يجب على الدولة إتباع إستراتيجية تنموية فعالة و هذا ما حاولت القيام به من خالل املخطط الوطني
للتنمية الفالحية ( .)PNDA
هو عبارة عن املساهمة املالية للدولة التي تقدمها من خالل الصندوق الوطني للضبط و التنمية الفالحية
( )FNDRAو هي تشجيع الفالحين على اإلستثمار و تحديد قيمة هذه املساهمة على حسب األنشطة و
1
العمليات املراد القيام بها من طرف الفالح و التركيبة املالية للمشروع .
اإلستثمار الكلي = املساهمة الذاتية +القرض البنكي +الدعم املقدم من طرف الصندوق.
تميز دعم الدولة للقطاع بين التكفل التام بإحتياجاته في مجال اإلستغالل و اإلستثمار ،و ذلك بين مزارع
القطاع العمومي و بين الدعم املباشر من خالل أسعار عوامل اإلنتاج و الدعم الغير املباشرة من خالل
معدالت الفائدة التفضيلية على القروض الفالحية بالنسبة للقطاع الخاص ،و رغم هذا فقد عجز قطاع
الفالحة على تغطية الطلب الوطني من املنتوجات الفالحية خاصة السلع الغذائية األساسية ( كالحبوب
البقول الجافة ،الحليب ) حيث بلغت الفجوة الغذائية دورتها بالقيمة و الكمية .
أما في إعادة هيكلة القطاع الفالحي األول عام 1991و منح مزارعه حرية تسويق منتوجاتها إال أنها بقيت نسبة
من املزارع العاجزة تدور حول 75%إلى 1986بمبلغ قدره 1821مليون دج في السنة تتحمله الدولة في كل
مرة ،أما في منتصف الثمانينات فكانت الجزائر تعيش أزمة مالية مما جعل الدولة غير قادرة على اإلستمرار في
سياسة الدعم العام لإلنتاج و اإلستهالك ،حيث شرعت في عدة من اإلصالحات اإلقتصادية من أجل تقليص
اإلنفاق العام و تخفيض عجز املوازن في هذا القطاع الفالحي من خالل املرسوم الرئاس ي رقم 09جانفي
1982املتضمن التحرير التدريجي ألسعار املنتوجات و مستلزمات اإلنتاج الزراعي و في سنة 1983بموجب هذا
املرسوم تم الشروع في تقليص دعم الدولة للقطاع الفالحي ،حيث إستمرت إدارة الدولة في التخلي عن دعم
القطاع إلى غاية إصالح 1987النتضمن إعادة تنظيم املزارعين املنتجين بها بإستثناء األراض التي بقيت ملكا
للدولة،
1سلطانة كتفي ،تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية ( ،)2005-2000مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستر في التهيئة العمرانية ،جامعة
منتوري ،قسنطينة،2006/2005 ،ص .115
15
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
حيث منحت الفالحين حق اإلنتفاع بها مقابل دفع أتاوة يحددها سنويا قانون املالية و بهذا اإلصالح تخلصت
الدولة من عبئ القطاع العام.
ثم جاء قانون رقم 12-89بتاريخ 5جويلية 1989املتضمن شروط السلع و الخدمات و آليات الضبط
اإلقتصادي بواسطة األسعار و الذي نص بالنسبة لقطاع الفالحة إلى اإلنتقال كليا إلى األسعار الحقيقية
بالنسبة لعوامل اإلنتاج فكانت سنة 1991نهاية دعم الدولة ألسعارها ،و لكن دعم الدولة للقطاع تواصل من
خالل هذا القانون املتمثل في آلية السعر األدنى املضمون عند اإلنتاج الذي شمل 7سلع بالنظر إلى أهميتها
1
الغذائية.
غير أن دعمها لم يعد من خزينة الدولة بل عن طريق صندوق التعويض الذي يمول من حصيلة الرسوم عند
اإلستيراد و عند اإلنتاج الوطني لبعض املواد .لقد أظهر الواقع أن تطبيق آلية دعم األسعار عند اإلنتاج تميز
بغموض أصبح من الصعب تقدير الدعم الحقيقي ،و لم يكن له إال أثر محدود على قطاع الفالحة
*إن األسعار الدنيا للمواد املصنفة إستراتيجية لم يستفد منها إال صنف محدود جدا من املستثمرات الفالحية
و تشكيلة ضيقة من املواد ( الحبوب و البقول الجافة) .
*غياب النص التنظيمي لضبط األسواق لم يسمح للمنتجين عندما يكون السوق غير مالئم باإلستفادة من
األسعار املضمونة.
*النشر املتأخر لألسعار الدنيا املضمونة املرتبط بطبيعة النصوص التنظيمية ( املراسيم ) لم يكن له أثر على
توجيه اإلنتاج.
*إن تثبيت أسعار دنيا مضمونة على أساس تكاليف اإلنتاج املعيارية ،له مفعول محدود في التحريض على
تحسين اإلنتاجية بإستعمال األساليب الحديثة و عوامل التكثيف الزراعي.
*إن اإلتفاقية التي و قعتها الجزائر في 03جوان 1991مع صندوق النقد الدولي ثم إتفاق ستاند باي في أفريل
2
1994أدى إلى األلغاء التام للدعم في نهاية سنة ( 1995إلى الخبز و الحليب ).
1هناء شويخي ،آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر – دراسة تحليلية وتقيمية ، -مرجع سابق ذكره ،ص ص .61-60
2رابح زبيري ،حدود وفعالية دعم الدولة في السياسة الزراعية الجزائرية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد الثالث ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
ديسمبر ،2003ص ص .203-202
3رابح زبيري ،نفس املرجع سابق ذكرة ،ص ص .204-203
16
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
-1على أسعار وسائل و مستلزمات اإلنتاج :عرفت أسعار جميع مستلزمات اإلنتاج ( بذور ،أسمدة ) إرتفاعا
متواصال منذ بداية سنة 1983ليصبح مهوال مع بداية سنة 1991التي إقترح فيها إلغاء الدعم نهائيا
واإلنتقال إلى األسعار الحقيقية ،بتخفيض قيمة الدينار الجزائري بحوالي %97كما شهدت أسعار وسائل
اإلنتاج ( أآلت ،معدات )...إرتفاعا حادا بمعدالت أكبر من أسعار مستلزمات اإلنتاج الوسيطية ،بحيث تم رفع
أسعار معظم أنواع العتاد الفالحي مرتين خالل سنة 1991مما جعل املؤسسة الوطنية إلنتاج العتاد
الفالحي تشكو من كساد منتوجاتها التي لم تعد أسعارها في متناول القدرة الشرائية للفالحين ،رغم حاجتهم
املاسة ملختلف أنواع العتاد والتجهيزات الالزمة للتكثيف الزراعي.
-2على التمويل والقرض الفالحي :ترجم تقليص دعم الدولة لقطاع الفالحة على مستوى التمويل بالجزئين
التاليين:
حصر التمويل بقروض الخزينة منذ 1987في اإلستثمارات املنجزة من طرف الشباب في إطار إكتساب
امللكية العقارية الفالحية عن طريق اإلستصالح ،وفالحي املناطق الجبلية ،أما تمويل املستثمرات
فأصبح يعتمد على املوارد الخاصة لبنك الفالحة والتنمية الريفية الذي أصبح يتعامل معها وفق
قواعد تجارية محضة ،ترتب عنها إنخفاض مستمر في القروض املمنوحة واملحققة.
17
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
وقف العمل بمعدالت الفائدة التفضيلية على القروض الفالحية ،التي عرفت إبتداءا من
1990/05/02إرتفاعا عنيفا ومفاجئا بحيث أصبحت تتراوح بين %13و %23.5بالنسبة للقروض
القصيرة و القروض املتوسطة األجل ،وبين %15و %23.5للقروض الطويلة األجل ( حسب فرع
اإلنتاج ) فيما بين 1990/05/02و 1992/10/01بعد أن كانت تتراوح بين %4و %6لجميع أنواع
القروض خالل الفترة .1990-1986
لقد كان إلرتفاع معدالت الفائدة وطأة شديدة على الفالحين الذين أصبحوا يتخوفون من اإلقتراض،
نظرا إلرتفاع كلفته ،خاصة وأنه كان على املقترض في حالة إرتفاع معدل الفائدة ،أن يدفع الفائدة
الجارية يوم تسديد القرض وليست تلك التي أمض ى عليها العقد.
-3على الجباية الفالحية :بعد إعفاءه لسنوات طويلة من الجباية ،شهد قطاع اإلنتاج الفالحي تطبيق ضريبة
مباشرة على دخل املستثمرات أنشأها قانون املالية لسنة 1984في شكل «مساهمة وحيدة فالحية
» contribution unique agricoleبمعدل %4من الدخل السنوي الصافي الذي يفوق 60ألف دج ،وفي مجال
الجباية غير املباشرة،أخضعت جميع وسائل ومستلزمات اإلنتاج الفالحية إلتاوة جزافية وأخرى جمركية
بنسبة %2و %4على الترتيب من سعرها على أساس cafيضاف إليها ( حسب الحاالت وتبعا ألحكام قانون
املالية) حقوق الجمارك ورسوم إضافة بالنسبة لبعض وسائل ومستلزمات اإلنتاج ،كتحديد حقوق الجمارك
عند اإلستيراد بـ %25 :ملواد الصحة النباتية و %15لقطع الغيار و %3للمواد البيطرية واألدوات الصغيرة .
كما أدخل قانون املالية لسنة 1991الرسم التعويض ي بنسبة موحدة %25تسري على جميع التجهيزات
الفالحية التي تستورد واإلنتاج الفالحي.
-4على إسستخدام تقنيات ومستلزمات الفالحة العصرية :إن اآلثار السلبية إللغاء الدعم على العناصر
الثالثة السالفة الذكر،تولد عنها تراجع ملحوظ في استخدام مستلزمات الفالحة العصرية ،ويمكننا أن نلمس
1
ذلك من خالل املؤشرات التالية:
إنخفاض متوسط كمية األسمدة املستعملة سنويا 517ألف طن خالل 1986/84إلى 290ألف طن
خالل .1994/92
إنخفاض نسبة البذور املحسنة من مجموع البذور املسلمة للفالحين من %56خالل املوسم
1981/80إلى .1994/93 %27
إنخفاض متوسط كمية مواد الصحة املستعملة سنويا من 16.5ألف هكتار خالل 1984/84إلى
9.6ألف طن خالل .1994/92
إنخفاض مساحة بساتين املثمرة الهشة fragileمن 624ألف هكتار خالل 1984/80إلى 572ألف
هكتار خالل ،1994/90وباملقابل إرتفاع بساتين األشجار املقاومة rustiqueفي نفس الفترة من
18
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
140ألف هكتار إلى 159ألف هكتار ،ألن الصنف األول يحتاج إلى مدخالت ( أسمدة ،عالج)...،
وعناية أكبر.
إنخفاض نسبة املساحة املزروعة من مجموع املساحة الصالحة للزراعة من %47.1خالل 1987/83
إلى %40.9خالل .1993
نتيجة لآلثار السلبية الناتجة عن إلغاء الدعم الفالحي واالستجابة لنداء الفالحين قررت الدولة العودة إلى
دعم القطاع الفالحي وفق سياسة جديدة تقوم على مبدأ توجيه الدعم مباشرة للفالحين املنتجين عوض
1
تقديم الدعم للجميع وهذا من يظهر من خالل مايلي:
تخفيض نسب الفوائد على القروض :بدأ العمل بهذا اإلجراء بموجب قانون املالية لسنة 1993
الذي نص على تخصيص مبلغ مالي بمبلغ مليار دينار جزائري لتحمل نسبة من الفوائد على القروض
الفالحية إزاء البنك قدرها %15.5للقروض القصيرة األجل %17.5للقروض املتوسطة والطويلة
األجل على أن يتحمل الفالح املقترض %8و %6على الترتيب ثم تدعم هذا اإلجراء بإعادة جدولة
ديون الفالحين( في جويلية 94وماي )97وتحمل لجزء من الفوائد املستحقة عليهم للبنك ،أما في
إطار تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية ثم توسيع وتكييف دعم الدولة املالي املباشر للفالحة
من خالل الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية FNDRليشمل هذا الصندوق منح القروض
بدون فوائد وتقديم إعانات نهائية للفالحين الذين يلتزمون بإنجاز برامج ونشاطات تندرج في املحاور
التالية:
-تطوير اإلنتاج واإلنتاجية في مختلف فروعه.
-تكييف وتحويل أنظمة اإلنتاج.
-إستصالح األراض ي الزراعية عن طريق الدعم.
إنشاء صناديق متخصصة للدعم :من بين أثار العودة إلى الدعم الفالحي تم إنشاء مجموعة من
الصناديق بلغ عددها 09صناديق متخصصة في دعم مختلف نشاطات فروع اإلنتاج الفالحي ،حيث
2
تتلقى سنويا أغلفة مالية من ميزانية الدولة تقوم بصرفها كدعم على الفالحين.
اإلعانات ( اإلعفاءات) الجبائية و شبه الجبائية :في إطار تشغيل الشباب و تشجيعه على إمتهان
النشاط الفالحي قامت الدولة بتقديم تسهيالت جبائية و شبه جبائية للمؤسسات املصغرة و
الوحدات الفالحية املتخصصة وذلك من خالل مرحلتي تنفيذ املشروع كما يلي :
19
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
تطبيق املعدل املنخفض فيما يخص الحقوق الجمركية للتجهيزات املستوردة التي تدخل مباشرة
في تنفيذ املشروع؛
اإلعفاء من الرسم على نقل امللكية ل %8على اإلكتسبات العقارية؛
اإلعفاء من حقوق التسجيل على عقود تأسيس املؤسسات الصغيرة؛
اإلعفاء من الرسم العقاري على البناءات و إضافات البناءات.
-2خالل مرحلة إستغالل املشروع :يستفيد املشروع إبتداء من تاريخ إنطالقه ملدة تمتد من 3إلى 6
1
سنوات من التسهيالت التالية :
اإلعفاء الكلي من الضريبة على األرباح الشركات و الضريبة على الدخل اإلجمالي و الدفع الجزافي
و الرسم على النشاط املنهي؛
اإلستتفادة من %7املعدل املنخفض إلشتراكات أصحاب العمل فيما يخص املرتبات املدفوعة
إلجراء املؤسسات املصغرة.
20
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
بعد النتائج السلبية إلعادة هيكلة القطاع الفالحي من ضعف اإلنتاج واإلنتاجية وسوء التسيير ،والالمباالة
وتراكم حجم املديونية ،وتحمل الدولة جميع أعباء القطاع إلى جانب مشاكل أخرى كانت وليدة النظام
اإلقتصادي السائد آنذاك كتهميش القطاع الزراعي أمام الخيارات الصناعية ،وسيطرة العقلية البيروقراطية
اإلدارية وطول مدة تنفيذ القرارات التي تميزت بنوع اإلرتجالية حولت الفالح من صاحب مهنة إلى أجير غير
مرتبط دخله مباشرة بإنتاج األرض،جاء إصالح وقانون 1987الذي وفر املناخ العام للعمل الفالحي وفق أطر
عقالنية ونحرر من خاللها ممن القيود اإلدارية والتي كانت عائقا أمام روح املبادرة والعمل الجاد.
يقض ي بنهاية الثورة الزراعية وحل املزارع اإلشتراكية ،وتوزيع ممتلكاتها على العمال في شكل
إستفادات فردية أو جماعية مع إحتفاظ الدولة بملكية األرض؛
حرية إدارة تسيير املستثمرات الفالحية الفردية أو الجماعية وإتخاذ القرارات املناسبة مع ترك الحرية
الكاملة للمزرعة في ذلك؛
إلزام املستفيدين كان فرا أو جماعة باملحافظة على الطابع الفالحي لألرض وإستغاللها؛
إحتفاظ الدولة بحق اإلشراف والتوجيه بحيث أصبح دور الدولة يتمثل في التوجيه العام لألنشطة
الزراعية ،وتحديد املحاور الكبرى للخطة الزراعية دون التدخل في إتخاذ القرارات املتعلقة باإلنتاج
كما ونوعا وفي حجم العمال؛
وضع مسيري للمستثمرات الفالحية أمام مسؤولياتهم وذلك بسبب تراكم الديون والالمباالة بإعتبار
الدولة وحدها التي كانت تدفع أجور العمال وتغطي العجز الذي كانت تعاني منه نسبة كبيرة من
مستثمرات القطاع العام؛
ربط الدخل باإلنتاج ألنه لوحظ أن عمال القطاع الفالحي يتقاضون أجورا دون أن ينتجوا إنتاجا
ماديا لقاء أجورهم مع أنه بإمكانهم ذلك ،فجاء هذا القانون من أجل تجنب هذا العجز يجعل
الفالحين ينتجون دخولهم؛
تجانس الوحدات الفالحية من حيث املساحة والتخصص في اإلنتاج حسب عمل كل مستثمرة
وإختصاصها أو حسب العدد الذي تتشكل منه املستثمرة.
1
الطيب هاشمي،تقييم برنامج المخطط الوطني لتنمية الفالحية في الجزائر الفترة _ 2006 -2000نموذج تطبيقي للمخطط بوالية
بوسعدة_ مذكرة ماجستير،علوم إقتصادية وتجارية وعلوم التسيير ،تخصص إقتصاد التنمية ،جامعة أبو بكر بلقايد،
تلمسان،2007/2006،ص .62
21
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
1
أشكال املستثمرات الفالحية:
مستثمرات فالحية جماعية :وتشمل 28.909إستغالالت زراعية جماعية تتكون الواحدة منها من 3 أ-
إلى 6مزارعين وتتربع على مساحة 80هكتار من األراض ي.
مستثمرات فالحية فردية :حيث املساحة املخصصة جد صغيرة ال يمكنها أن تتحمل أكثر من فالح ب-
وتشمل 16.439إستغالالت فالحية.
مزارع نموذجية :وتشمل 188مزرعة فالحية متخصصة في إنتاج النباتات النموذجية والحيوانات ت-
وتكوين الفالحين .اإل أن املالحظ هو أن املزارع النموذجية تم إختيارها على أسس غير واقعية وغير
موضوعية وكذلك األمر بالنسبة لتقسيم املمتلكات فاملستثمرات الفالحية املمتدة على مساحة تقدر
ب ـ ـ 3.8مليون هكتار حيث أن كل مستفيد بإمكانه أن يتمتع بامللكية الخاصة لجزء أو كل من رأس
املال املستثمرة الفالحية ما عدا األراض ي التي تبقى ملكيتها تابعة للدولة ،أي أن املنتجين الفالحين
يتمتعون بحق إمتالك.
تحسين اإلنتاج و املردودية عن طريق تحرير املبادرة الفردية التي عطلت عن طريق بيروقراطية
القوانين في املراحل السابقة؛
تقوية القطاع باملتخرجين من املدارس املتخصصة حيث أن إصالح 1987كان عدد العمال في
القطاع اإلشتراكي يقدر بـ ـ 224000عامل و 760000عامل في القطاع الخاص نسبة كبيرة من هؤالء
العمال يفوق سنهم 40سنة؛
منح املنتجين الفالحين حق التمتع باإلستغالالت الفالحية الجماعية؛
عصرنة وسائل اإلنتاج بما يقدم اإلطار العام للمستثمر دون تبذير أو إسراف؛
إقامة منظومة تمويلية ال مركزية تساهم في عملية التنمية الفالحية وهذا عن طريق تسهيل عملية
الحصول عن طريق؛
رفع الوصاية املباشرة على الفالح وتحضيره ألجل بذل املزيد من الجهود؛
تقليص التبعية الغذائية خاصة في الريف،ومحاربة النزوح الريفي نحو املدن؛
وضع سياسة عقارية تسمح بتجديد سياسة توجيهية للقطاع الفالحي يمنح حقوق التمتع بأراض ي
القطاع اإلشتراكي ملن له الحق مع إمكانية التنازل لشخص آخر في حالة وفاة.
22
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
إن أول تطبيق لإلمتيازات في مجال العقار الفالحي في الجزائر كان في إطار القانون رقم ،118 -83وذلك بموجب
املرسوم التنفيذي رقم 483 -97املؤرخ في 15ديسمبر 1997املحدد لكيفيات منح اإلمتياز قطع أرضية
بموجب القانون املتعلق بالتوجيه الفالحي ،وبعد ذلك بموجب القانون رقم 03 -10املؤرخ في 15أوت ،2010
املحدد لشروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة.
وبالرجوع إلى دفتر الشروط امللحق باملرسوم التنفيذي رقم ،2483 -97نجده قد عرف اإلمتياز في نص املادة
الثانية على الشكل التالي " :اإلمتياز في مفهوم القانون املشار إليه هو تصرف تمنح الدولة بموجبه وملدة معينة،
حق اإلنتفاع بأراض متوافرة تابعة لألمالك الوطنية الخاصة لكل شخص طبيعي أو معنوي في إطار اإلستصالح
في املناطق الصحراوية الجبلية والسهلية"
أما القانون رقم 16 -08فقد عرف اإلمتياز كمايلي" :يقصد في مفهوم هذا القانون اإلمتياز هو عقد تمنح
3
بموجبه السلطة املانحة لشخص حق إستغالل العقارات الفالحية ملدة محددة مقابل دفع إتاوة سنوية".
أما اإلمتياز في إطار القانون رقم 03 -10فقد عرفته املادة 04كمايلي " :هو العقد الذي تمنح بموجبه الدولة
شخصا طبيعيا من جنسية جزائرية يدعى في صلب " املستثمر صاحب اإلمتياز" حق إستغالل األراض ي
الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة وكذا األمالك السطحية املتصلة بها بناء على دفتر شروط يحدد عن
طريق التنظيم ملدة أقصاها 40سنة قابلة للتجديد مقابل دفع إتاوة سنوية يتم تحديدها وتحصيلها
4
وتخصيصها بموجب قانون املالية".
1القانون رقم ، 18 -83املؤرخ في 13أوت ،1983يتعلق بحيازة امللكية العقارية الفالحية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،34الصادرة بتاريخ 16أوت
.1983
2املرسوم التنفيذي رقم ،483 -97املؤرخ في 15ديسمبر ،1997الذي يحدد كيفيات منح حق اإلمتياز قطع أرضية من األمالك الوطنية الخاصة
التابعة للدولة في املساحات اإلستصالحية وأعبائه وشروطه ،الجريدة الرسمية ،العدد ،83الصادرة بتاريخ 17ديسمبر .1887
3املادة 03من القانون رقم ،16 -08املؤرخ في 03أوت ،2008املتضمن التوجيه الفالحي ،الجريدة الرسمية ،العدد ،46الصادرة بتاريخ 10أوت
.2008
4املادة 04من القانو رقم ، 03 -10املؤرخ في 15أوت ،2010الذي يحدد شروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة
ن
للدولة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،46الصادرة 18أوت .2010
5املادة 12من القانون رقم ،03 -10مرجع سابق ذكره.
23
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
ومن خالل هذه املادة يتضح أن اإلمتياز حق عيني عقاري حيث يعرف الحق العيني على أنه هو الحق الذي يرد
على ش يء مادي ويخول صاحبه سلطة مباشرة على الش يء فيكون لصاحب الحق إستعماله مباشرة دون
حاجة إلى تدخل شخص أخر ليمكنه من إستعمال حقه،فال يوجد وسيط بين صاحب الحق والش يء موضوع
الحق وتطلق على هذه الحقوق تسمية ( العينية) ألنها متعلقة بالعين أو الش يء املادي.
-1حقوق عينية أصلية :حق امللكية ،حق اإلنتفاع،حق اإلستعمال والسكن ،حق اإلرتفاق،
-2حقوق عينية تبعية :حق الرهن الرسمي ،حق الرهن الحيازي ،حق اإلمتياز ،حق التخصص.
ب -اإلمتياز عقد محدد املدة:
عقد اإلمتياز الجديد له خصوصية من حيث تأقيت الحق مع إبقاء على إمكانية إستخالفه فجاء الحق
وسيطا بين إعتبار شخص" املستثمر صاحب اإلمتياز" محل إعتبار من جهة وعدم توقف إستغالل
األراض ي الفالحية ففي حالة وفاة أو فسخ عقد أحد املستثميرين لوظيفة األرض الفالحية من جهة أخرى.
ويعد عقد اإلمتياز من العقود محددة املدة ،حيث منح املشرع الجزائري للمستثمر صاحب اإلمتياز مدة معينة
1
تقدر بأربعين ( )40سنة قابلة للتجديد إلستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة.
كما نجد املادة 14من املرسوم التنفيذي رقم ،2326 -10جاءت طبقا للمادة 04من القانون رقم 03 -10
حيث نصت على أن" اإلمتياز يمنح ملدة أقصاها أربعون ( )40سنة قابلة للتجديد".
ويجدد اإلمتياز بطلب خطي من املستثمرين أصحاب اإلمتياز ويودع لدى الديوان الوطني لألراض ي الفالحية
3
خالل إثنا عشر ( 12شهرا) على األقل قبل تاريخ إنقضائه.
يعد اإلمتياز نمط إلستغالل األراض ي الفالحية بناءا على دفتر الشروط في شكل مستثمرات فالحية جماعية أو
فردية يهدف من خالله إلى رفع مستوى القطاع الفالحي من خالل تشجيع اإلستثمار ،وذلك بعصرنة وسائل
اإلنتاج ،و تحسين مداخيل املستثمرين أصحاب اإلمتياز ،و ظروفهم املعيشية من أجل تحقيق اإلكتفاء
4
الذاتي.
24
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
اإلمتياز عقد يعوض أي يلتزم كل من الطرفين بإعطاء أو فعل شيئ ما ،و يمنح اإلمتياز املتعلق باألراض ي
الفالحية مقابل دفع إتاوة سنوية تعتبر كضريبة على األراض ي ال على اإلنتاج والدخل و ال يستطيع املستفيد
1
التهرب من دفع اإلتاوة عند إهماله األرض أو ضياع منها أو في حالة جفاف أو حدوث كوارث طبيعية.
و قد إشترط قانون رقم 03 -10على أن يتم منح عقد اإلمتياز على األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة
للدولة لكل شخص من جنسية جزائرية ملدة 40سنة قابلة لتجديد مقابل دفع إتاوة سنوية يتم تحديدها و
2
تحصيلها وتخصيصها بموجب قانون املالية.
حيث تدفع هذه اإلتاوة في شكل أقساط وفي أجالها املحددة إلى صندوق مفتشية أمالك الدولة املختصة
إقليميا من طرف الديوان الوطني لألراض ي الفالحية بعد تقديمها من طرف املستثمر صاحب اإلمتياز ،3ونفس
األمر نجده بالنسبة للقانون رقم 19 -87الذي كان يتيح منح حق اإلنتفاع الدائم مقابل دفع إتاوة سنوية
وذلك من خالل نص املادة 06التي تنص على مايلي ":يمنح حق اإلنتفاع الدائم مقابل دفع إتاوة سنوية من
4
طرف املستفيدين يحدد وعائها وكيفيات تحصيلها وتخصيصها في قوانين املالية".
25
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
رغم اإلجراءات والقوانين والبرامج التي وضعتها الجزائر للنهوض بهذا القطاع اإل أنها لم تصل إلى األهداف
الرجوة بسبب عدة مشاكل من بينها مايلي:
3
أوال :مشاكل ومعوقات تتعلق باملوارد الطبيعية:
التقليص العمدي من طرف اإلنسان :وهي تشمل مجموعة أعمال التجريف والتبوير والبناء
على األراض ي الفالحية ،حيث أدت هذه العملية إلى فقدان مساحة كبيرة من أجود األراض ي
الزراعية.
فقدان األراض ي بسبب متطلبات الزراعة :حيث تساهم الزراعة نفسها في فقدان قدر مهم
من األراض ي الزراعية ولعل أهم أسباب ذلك هو إنتشار ظاهرة تفكك امللكيات والخيارات
مما أدى إلى فقدان الكثير من مساحات األراض ي الزراعية.
إنتشار األراض ي املتأثرة باألمالح :يؤدي إرتفاع مستوى املياه الجوفية إلى قرب سطح األرض
في الكثير من األحيان إلى تراكم األمالح وبعض املخلفات الضارة مما يؤثر على خصائص التربة
وعلى النباتات التى تنمو فوقها.
التصحر :تعد هذه الظاهرة خطيرة في الجزائر.
1املادة 06من القانون رقم ،19 -87مرجع سابق ذكره .واملادة 04من القانون رقم ،03 -10مرجع سابق ذكره.
2املادة 09من القانون رقم ،19 -87مرجع سابق ذكره .واملادة 16من القانون رقم ،03 -10مرجع سابق ذكره.
3شويخي هناء ،آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية،
تخصص نقود مالية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،سنة ،2013/2012ص ص .54-53
26
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
1
ثانيا :مشاكل ومعوقات تتعلق باملوارد البشرية.
ضعف البرامج التدربية :التخفي على املختصين بهذا الشأن أن البرامج التدريبية املتبعة
تبقى منقوصة في مجملها بحيث ال توفر في أغلب األحيان التكوين الالزم بالنسبة لإلطارات
املتكونة.
إنتشار األمية وإنخفاض املستوى التعليمي :إلخالف أن ظاهرة األمية هي القاسم املشترك
األكبر بين كل الدول النامية وهي الخطر الدائم الذي يعرقل كل مساعي التنمية بكل أنواعها
في جميع املجاالت والقطاعات.
ثالثا:مشاكل أخرى
نقص العمالة الزراعة املدربة:على الرغم من وفرة املوارد البشرية إلرتباطها باألعداد
املتزايدة للسكان اإل أن هذه اإلعتبارات تتعلق بإتجاهات التعليم والتدريب فإن املشروعات
اإلستثمارية عادة ما تواجهها مشكلة نقص العما لة ذات الخبرة واملهارة املدربة على
إستخدام األساليب التكنولوجية الحديثة في اإلنتاج وعادة ما تكون إحدى أولويات األهداف
ألي مشروع.
مشاكل التسويق :هو عبارة عن إنتقال السلعة الزراعية من املنتج إلى املستهلك وتبادلها وهناك عدة
مشاكل تحول دون وصوله إلى املستوى املطلوب فهذا يعرف بتدني في نوعية املنتجات الزراعية
املعروضة في األسواق ،ونقص كبير في الخدمات التسويقية املتوفرة في مجال البحوث التسويقية
ودراسة األسواق والعجز في الكفاءات التسويقية املدربة....إلخ.
مشاكل متعلقة بالصادرات :تتصف الصادرات الزراعية الجزائرية بصفة العشوائية باإلضافة إلى
تذبذب اإلنتاج نتيجة إعتماد معظم الزراعة على األمطار مما يؤدي إلى تقلب في كمية السلع الزراعية
املصدرة من سنة إلى أخرى.
1
نفس املرجع ،ص ص . 55-54
27
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
مشاكل التسيير اإلداري للزراعة :يتفق الجميع أن الزراعة الجزائرية تتوفر على إمكانيات بشرية
وفنية
28
نظرية عامة حول تمويل المستثمرات الفالحية الفصل األول
خالصة:
في هذا الفصل تطرقنا إلى أهمية التمويل الفالحي وإلى أهم أنواع التمويل ،ومن خالل هذا توصلنا إلى أن
التمويل له أهمية كبيرة في جميع مراحل الدورة اإلنتاجية ،وفي األخير توصلنا إلى الشروط الواجبة لنجاح
سياسة التمويل والتي حسب رأينا أهم شرط فيها هو تهيئة املناخ املناسب للقرض ،أي معرفة إلى أي مدى
يمكن إستغالل هذا القرض.
وكذالك تطرقنا إلى الدعم الفالحي الذي أعطته الدولة أهمية بالغة لجعله قادرا على زيادة اإلنتاج وتحسين
اإلنتاج بشكل يسمح له بمواجهة الطلب الوطني املتزايد على املنتوجات الفالحية.
وتطرقنا إلى قانون املستثمرات الفالحية 19/87املؤرخ في 08ديسمبر 1987املتضمن ضبط كيفية إستغالل
األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية ،والذي تم إلغاءه بموجب القانون 03/10املؤرخ في 15أوت 2010
ومراسيمها التنفيذية 326/10املؤرخ في 23ديسمبر 2010الذي يحدد كيفيات تطبيق عقد اإلمتياز إلستغالل
األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة.
وفي األخير تناولنا بعض املشاكل واملعوقات التي تصيب القطاع الفالحي.
29
الفصل الثاني
تمويل القطاع الف الحي في إطار
البرامج التنموية ()2019-2000
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
تمهيد:
نظرا لفشل اإلصالحات اإلقتصادية التي قامت بها الجزائر خالل فترة التسعينات في تحقيق األهداف املسطرة
وعلى رأسها اإلكتفاء الذاتي،إضافة إلى ضعف القطاع في تحقيق التنمية فكان البد من إيجاد إستراتيجية
فالحية جديدة تنطلق من فكرة األمن الغذائي بدال من اإلكتفاء الذاتي تسمح بإستغالل جميع اإلمكانيات
املتوفرة لدى القطاع من رسم األهداف القابلة للتحقيق في مدى املتوسط والطويل.
ولذلك يجب أن يحظى هذا القطاع بأهمية معتبرة بإعتباره يؤثر على القطاعات األخرى بدرجة كبيرة ،وتأثره
هو اآلخر بالتغيرات الحاصلة في هذه القطاعات ،وفي هذا الفصل سوف نتطرق إلى واقع تمويل القطاع
الفالحي في ظل البرامج التنموية في الفترة ( .)2019 -2000
-1املبحث األول :تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( .)2005 -2000
-2املبحث الثاني :تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ( .)2009 -2005
-3املبحث الثالث :سياسة التجديد الفالحي والريفي ( )2014 -2010وآفاق برنامج اإلقتصاد األخضر (
.)2019 -2015
31
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
املبحث األول :تمويل القطاع الفالحي في إطار برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ( .)2005 -2000
وضعت وزارة الفالحة والتنمة الريفية املخطط الوطني للتنمية الفالحية ( )PNDAكأجندة إستراتيجية كلية
تهدف إلى تطوير وزيادة فعالية القطاع الفالحي ومثلت مخطط اإلنعاش اإلقتصادي في ميدان الفالحة.
شرع في تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية ( )pndaفي شهر سبتمبر 2000من خالل محاوالت النهوض
4
باإلنتاج الفالحي وتحسين مستوى املستثمرات الفالحية.
فاملخطط الوطني للتنمية الفالحية ،وبالتالي برنامج اإلنعاش اإلقتصادي يسمحان بضمان اإلنتقال النهائي من
التسيير املخطط إلى تسيير طلبات اإلستثمار الفالحي.
ويهدف املخطط أساسا لترقية القدرة التنافسية للفالحة الجزائرية وإدماجها في اإلقتصاد العالمي عن طريق
اإلستغالل العقالني األمثل للموارد الطبيعية واملحافظة على البيئة بما يساهم في تحقيق تنمية زراعية
مستدامة هذا األخير يهدف إلى تحسين مستوى األمن الغذائي للسكان وحماية املوارد الطبيعية ،وتشجيع
5
ودعم املزارعين كما يمكن حصر أهم أهداف هذا املخطط فيمايلي:
تحسين مستدام في مستوى األمن الغذائي الوطني من خالل اإلنتاج الزراعي وتنويعه؛
اإلستخدام الحكيم واملستدام للموارد الطبيعية؛
إبراز وتعزيز امليزة النسبية لإلنتاج من أجل التصدير؛
الحفاظ على العمالة الزراعية وزيادة قدرة القطاع الزراعي في العمالة من خالل تعزيز وتشجيع
اإلستثمار؛
تحسين ظروف املعيشة والدخل للمزارعين.
وقد قدر حجم الغالف املالي الذي إستفاد منه القطاع الفالحي على شكل إعانة للمخطط الوطني للتنمية
الفالحية( )pndaب 55.89مليار دج ووزع على ثالث صناديق مكلفة بتمويل مشاريع الدعم املسجلة باملخطط
الوطني للتنمية الفالحية ،وهو ما يلخصه الجدول اآلتي:
4
فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية
تخصص تحليل إقتصادي،جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم ،سنة ،2016 -2015ص.47
5أمال حفناوي ،تقييم أثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو اإلقتصادي خالل الفترة ، 2014 -2001أوراق
عمل مقدمة ضمن امللتقى العلمي الدولي بعنوان مشاريع الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع
والطموح ،جامعة سطيف 11 ،1و 12مارس ،2013ص .5
32
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
جدول رقم(:)1 -IIهيكل الغالف املالي املوجه لدعم قطاع الفالحة ( )2004 -2001الوحدة 109دج.
2004 2003 2002 2001املجموع
53.4 12 18.8 15.1 7.5 الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحة
0.21 0 0.07 0.07 0.07 الصندوق الوطني لحماية الصحة الحيوانية والنباتية
2.28 0 1.14 1.14 0 صندوق ضمان املخاطر الفالحية
55.89 12 20.01 16.31 7.57 املجموع
املصدر :إيمان معوش ،نسيمة بورحلة ،واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف
بنك الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاديات املالية والبنوك ،جامعة
أكلي محند ،البويرة ،سنة ،2015 -2014ص .83
يبين الجدول أن الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية يعتبر أكبر ممول لبرنامج دعم اإلنعاش
اإلقتصادي في إطار التنمية الفالحية حيث يساهم هذا األخير بنسبة تقدر ب %95.9من املبالغ املخصصة
للقطاع الفالحي.
1
قدرت تكلفة برنامج املخطط الوطني للتنمية الفالحية بحوالي 55.9مليار دج 46.8 ،مليار دج خصصت ل:
ولقد تضمن برنامج اإلنعاش اإلقتصادي إجراءات إضافية محددة ،تراعي القيود املناخية الزراعية بما في
ذلك املناخ الجاف الذي يؤثر على جزء كبير من البالد ،والتحفيض الالزم من درجات الفقر والعزلة في املناطق
2
الريفية ،واإلستخدام املستدام للموارد الطبيعية .وتشمل هذه البرامج:
برنامج تكثيف اإلنتاج الزراعي الذي يشمل أساسا منتجات اإلستهالك الواسع واملنتجات ذات امليزة
النسبية املواجهة للتصدير ( برنامج التنمية حسب القطاع)؛
برنامج تحويل نظم اإلنتاج الذي يهدف إلى اإلهتمام أكثر بظاهرة الجفاف في إطار نهج محدد؛
برنامج حماية املستجمعات املالية( )versants bassinsوالتوسع في العمالة الريفية؛
برنامج تطوير املراعي وحماية السهوب الذي يضع التركيز بشكل خاص على حماية النظام البيئي
الرعوي ،وتحسين إمدادات العلف وزيادة دخل السكان املحلين.
1إيمان معوش ،نسيمة بورحلة ،واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك
الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص إقتصاديات املالية والبنوك ،جامعة أكلي
محند ،البويرة ،سنة ،2015 -2014ص .83
2فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000نفس املرجع سابق ذكره ،ص . 47
33
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
برنامج تطوير اإلنتاج واإلنتاجية :ففي إطار تقليص الفاتورة الغذائية ودعم اإلنتاج الوطني ،تم
توظيف املزراع النموذجية كوحدات لتكثيف املدخالت الفالحية ( بذور ،شتالت وفصائل حيوانية)،
واملحافظة على املوارد الوراثية وتطويرها لتصبح وحدات تجارب ،مع زيادة توظيف التقنيات
الحديثة ،كما أنها ستولي إهتماما خاصا وعناية للمنتجات ذات املزايا التفاضلية التي يمكن أن تكون
محل تصدير.
ويهدف هذا البرنامج إلى تقوية وتحديث السالالت النباتية والحيوانية و اإلستعمال العقالني
واألمثل ملوارد اإلنتاج وتدعيم اإلستثمارات املنتجة وإعادة تحريك مشاريع الزراعات ذات
2
األولوية.
برنامج تكثيف وتحويل أنظمة اإلنتاج :يتم تكثيف األنظمة اإلنتاجية القائمة وتوجيهها ملا يحقق
اإلستغالل األمثل لإلمكانات املتاحة والظروف املناخية املالئمة لإلنتاج ،من خالل توجيه الزراعات
(تحويلها) حسب املناطق ( جافة وشبه جافة) وحسب املناخ املالئم لكل محصول .والهدف من هذا
البرنامج هو تشجيع الفالحين وإعتماد نظام إنتاج بإختيار الزراعة الالزمة لكل مناخ ولكل أرض ،حث
سكان الريف على اإلستقرار وخدمة األرض ،وزيادة متناسقة لإلنتاج واإلنتاجية الزراعية.
البرنامج الوطني للتشجير :تم فيه توسيع عمليات التشجير ،عن طريق إعادة تجديد الثروة الغابية،
بغرس أشجار الفلين ،والحفاظ على األحواض املنحدرة للسدود ،لكن مع إعطاء األولوية لألشجار
ذات الفائدة اإلقتصادية كأشجار الزيتون والتين والكرز ،...والتي لها فائدة بيئية ( الحفاظ على
التربة) وفائدة إجتماعية ( توفير مداخيل للفالحين).
برنامج استصالح األراض ي عن طريق اإلمتياز :إدخال تعديالت على نظام املصادقة وتنفيذ املشاريع
دفع وتيرة اإلنجازات في امليدان تشرك هذه التعديالت بطريقة مباشرة الوالة ومدراء املصالح الفالحية
ومحافظي الغابات في عملية قبول تنشيط ومتابعة املشاريع.
برنامج إستصالح أراض ي الجنوب و األراض ي املحيطة بالواحات :إستصالح األراض ي املحاذية
للواحات يدخل في برنامج اإلمتيازات ،أما اإلستصالحات الكبرى والتي تتطلب وسائل وتقنيات
وتكاليف فإنها تفتح إلستثمارات الوطنية واألجنبية.
وتقوم الدولة إلنجاح كل هذه املشاريع الهامة ،بوضع نظام للتأطير التقني يكون أقرب للفالحين ،حيث ينطلق
من املستثمرة بإعتبارها القاعدة األساسية لعمليات اإلنتاج الفالحي .وبالتالي املختصون اإلداريون واملهندسون
1املنشور رقم 330املؤرخ في 18جويلية 2000املتضمن إستراتجية تنفيذ املخطط الوطني للتنمية الفالحية ،املخطط الوطني للتنمية الفالحية
،2000ص ص .77 -74
2فاتح حركاتي ،اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر ،الطبعة األولى ،مؤسسة عالم الرياضة والنشر ودار الوفاء لدنيا
الطباعة ،2015 ،ص .156
34
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
والتقنيون ،سوف يقومون بمهامهم في امليدان ،ألن هذه الطريقة تقربهم وتجعل عالقتهم مباشرة مع
املستثمرات،
ويتم ذلك من خالل إنشاء خاليا على املستوى املحلي ،دورها العمل على تحقيق اإلنسجام بين مختلف
املشاريع التنموية التي تقوم بها املستثمرات ،واملخطط التوجيهي الذي يعمل على تهيئة األرضية التي تقوم
عليها اإلستثمارات الفالحية ،كما يتكفل هذا النظام بالتكوين واإلرشاد واإلعالم واإلتصال.
وال يتم تقديم الدعم املالي مباشرة للفالح ولكن يتم ذلك عن طريق الهيئات املالية املتخصصة ( بنك
الفالحة والتنمة الريفية) التي تقوم بدفع األموال إلى املوردين ومقدمي الخدمات ،الذين قاموا بتوفير
التجهيزات واملواد للفالحين أو أدوا خدمات معينة للفالحين وذلك بعد تقديم الوثائق املثبتة ألداء
الخدمة.
1إيمان معوش ،نسيمة بورحلة ،مرجع سابق ذكره ،ص ص .84 ،83
35
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
لقد عرف القطاع الفالحي تقدما معتبرا خالل السنوات األخيرة بفضل املخطط الوطني للتنمة الفالحية ،ومن
2
أهم اإلنجازات التي حققها منذ بداية إنطالقه إلى غاية 2006هي مايلي :
املساحة املستصلحة سنة 2006قدرت ب 488.000هكتار بعدما كانت في سنة 2001ب .1
50.000هكتار .غير أنه لم يستصلح من أراض ي الجنوب سوى 6.200هكتار من مجموع 50ألفا؛
القضاء على ظاهرة الجراد نهائيا وإتخذت الوزارة كل اإلجراءات ملراقبة وتفادي أنفلونزا الطيور .2
ببالدنا؛
املساحة املستغلة في عملية التكثيف الزراعي واملوجهة للحبوب قدرت ب ـ 3ماليين هكتار مع إنتاج بلغ .3
33مليون قنطار مقابل 4ماليين هكتار بإنتاج 22مليون قنطار خالل السنوات السابقة ،وهذا يدل
على أن هناك عملية التكثيف وتغيير اإلنتاج و اإلنتاجية؛
إتساع في املساحة األشجار املثمرة حيث بلغت مليون هكتار سنة 2006بعدما كانت 70.183هكتار .4
في سنة ،2001واملساحة التي هي في طور التجهيز قدرت ب 173.03هكتار ؛
بلغت قيمة اإلنتاج الفالحي ( النباتي والحيواني) سنة 2005بـ 8.8مليار دوالر أي نسبة نمو %20 .5
بعدما كان %10في سنة 2004؛
إدماج 348.000مستثمرة في البرنامج وهذا في إطار تطوير وترقية املستثمرات الفالحية ،حيث .6
إستفادت من دعم خالل السنوات الست املاضية ما قيمته 229مليار دينار جزائري.
أما ما يخص برنامج اإلستصالح عن طريق اإلمتياز فقد سمحت بإستصالح 700ألف هكتار وهي .7
تمثل نسبة %9من املساحة الصالحة للزراعة ،مقابل 54ألف هكتار سنة 2002أي معدل نمو
%9؛
36
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
.8كما حقق برنامج حماية الغابات ومكافحة التصحر من تشجير 200ألف هكتار ،كذلك العمليات
املنجزة على مستوى املناطق السهبية تم إعادة تشجير أكثر من 3ماليين هكتار من مجموع 7ماليين
هكتار مهددة بالتصحر ،وهذا بفضل املساحات املحمية والغراسة الرعوية؛
.9تم إنشاء 495مؤسسة للخدمات الفالحية بدأت تعمل؛
.10فتح مسالك بطول 308كلم ومد الكهرباء بطول 70كلم في إطار تطوير الهياكل القاعدية؛ذ
.11املخطط الوطني للتنمية الفالحية والريفية كان له الفضل في التحسين املسجل في مجال مكافحة
الفقر منذ سنة 2000فقد وفر مليون وثمانية آالف منصب شغل مما أدى لتقليص نسبة البطالة.
ولكن رغم كل هذه اإلنجازات اإليجابية التي حققها هذا البرنامج اإل أنها نسبية ،وهذا راجع إلى وجود بعض
1
النقائص واملشاكل التي عرقلت نوعا ما من الوصول إلى طموحاته املسطرة وتمثلت في مايلي :
37
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
املبحث الثاني : :تمويل القطاع الفالحي في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ( .)2009 -2005
تم خالل الفترة 2009 -2005إطالق البرنامج التكميلي لدعم النمو اإلقتصادي معززا ببرامج تكميلية خاصة
لتنمية مناطق الجنوب والهضاب العليا ،من أجل دعم مستويات النمو ،بميزانية قيمتها 17000مليار دينار أو
مايعادل 240مليار دوالر أمريكي موجهة ملواصلة تطوير املنشآت القاعدية واإلستجابة للحاجيات اإلجتماعية.
وهذا من أجل إكمال مسيرة اإلنعاش اإلقتصادي التي كانت تنفذ وفق املخطط السابق.
كانت أهم أعمال برنامح دعم النمو اإلقتصادي للفترة 2009-2005في مجال الفالحة تلك املتعلقة بزيادة
فعاليات وسبل تطبيق املخطط الوطني للتنمة الفالحية والريفية .سعيا من الدولة لتحقيق تنمية زراعية
مستدامة تراعي األسس االلبيئية واإلقتصادية واإلجتماعية ،إضافة إلى دعم اإلنتاج الوطني وتوفير الظروف
الالزمة لنموه ودفعه لدخول السوق العالمي وبكفاءة ،أخذة في اإلعتبار املتغيرات العاملية حيث قدرت
1
إعتمادات تمويل هذا القطاع بحوالي 300مليار دينار جزائري من أجل إنجاز األعمال التالية:
تطوير النشاطات اإلقتصادية الريفية وإنشاء مستثمرات فالحية جديدة والتشجيع على اإلنتاج؛
ت نمية تربية املواش ي والدواجن وتنويعها والسيما في الهضاب العليا وفي املناطق الجبلية ،مع السهر على
حماية التراث الجيني؛
الدعم اإلنتقائي واإلنتقالي لعمليات تحول النشاط وإعادة توجيه القدرات الفالحية؛
1إيمان معوش ،نسيمة بورحلة ،واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر – دراسة حالة تمويل مشروع إستثماري من طرف بنك
الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام – ،مرجع سابق ذكره ،ص .86
2فاتح حركاتي ،اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر ،مرجع سابق ذكره،ص ص.165 ، 164
38
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
تحسين محيط املستثمرات بواسطة تنمية املؤسسات الصغيرة للخدمات وصناعة التبريد وتشجيع
التكامل بين املنتجين والصناعة الغذائية الفالحية ،وترقية منظومات الضبط املنهي واملشترك بين املهن،
وتعزيز طاقات غرفة الفالحة ودورها؛
ترقية الصادرات الفالحية وال سيما منها املنتوجات املحلية والفالحية والحيوية ( البيولوجية ) وحمايتها
عن طريق ترتيب التصديق والتنويع؛
تعزيز إستخدمات مناصب الشغل في القطاع الفالحي من خالل دعم إندماج الشباب ذوي الشهادات
وكذا اإلندماج الفعلي للتشغيل الفالحي ضمن ترتيب الحماية اإلجتماعية ؛
تطوير وسائل مكافحة اآلفات الزراعية بما فيها الجرد والطفيليات والوقاية منها ،بما في ذلك رد اإلعتبار
إلى وسائل العمل الجوي؛
والجدير بالذكر كذلك أن الحكومة تقترح خالل هذه الفترة بالنسبة للعقار الفالحي وضمن برنامج دعم النمو
اإلقتصادي تشريعا يؤسس لنظام اإلمتياز بالنسبة لألراض ي الفالحية التابعة لألمالك الدولة ،سيسمح بإقامة
صلة متينة بين األراض ومستغليها ،وسيقض ي إلى حماية هذه الثروة الوطنية من تحويلها عن طابعها األصلي،
1
وسيسهل للفالح في نهاية املطاف عملية الحصول على القرض الضروري لتنمية النشاط الفالحي.
2
ويرافق إنعاش الفالحة مواصلة بذل الجهود في مجال التنمية الريفية ،وال سيما من خالل:
دعم النشاطات املدرة للمداخيل واملستحدثة ملناصب الشغل ،واإلنتاج املساهم في تحسين األمن .1
الغذائي للعائالت؛
مواكبة التنمية بالحصول على وسائل التقنية وعلى قروض؛ .2
برامج تسيير وتنمية الغابات والسهوب التي تستحدث مناصب الشغل وتحافظ على الوسيط .3
الطبيعي؛
تعزيز عملية حصول سكان األرياف على الخدمات األساسية ( املاء والكهرباء ،والغاز) ومواصلة برامج .4
اإلسكان الريفي.
39
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
املطلب الثاني :إحصائيات تمويل القطاع الفالحي من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية في إطار قرض
الرفيق.
في إطار هذا املخطط منح بنك الفالحة والتنمية الريفية مبلغا قيمته 6.84مليار دج للفالحين في إطار قرض
رفيق منذ إنطالقته الفعلية في أكتوبر 2008إلى غاية نهاية شهر جوان .2009
وقد عرف هذا اإلجراء بعد سنة فقط من إنطالقه نجاحا كبيرا وسمح بمرافقة 7555زبون بين فالحين
خواص ومزارع نموذجية وتعاونيات للحبوب ومؤسسات عمومية بقيمة 6.84مليار دج؛
و يذكر أن هذا املنتوج الجديد الذي هو بمثابة قرض دون فوائد موجه لتمويل القطاع الفالحي وبعض
النشاطات امللحقة بقطاع الفالحة قد تمت املبادرة به في إطار تطبيق ترتيبات قانون التوجيه الفالحي وبرنامج
تجديد اإلقتصاد الفالحي والريفي؛
وحسب الفروع فقد نال فرع زراعة الحبوب حصة األسد من خالل منحه 6707قرض بقيمة 3.74مليار دج
يليه فرع تربية املواش ي ب ـ 312قرض بقيمة 779.8مليون دج ؛
وقد إستفاد فرع البطاطا من 263قرض بقيمة 1.48مليار دج متبوعا بفرع تربية الدواجن ( 126قرض –
558.8مليون دج ) والبقول األخرى ( 60قرض بقيمة 80.98مليون دج ) وغرس األشجار ( 49قرض بقيمة
80.13مليون دج ) وتربية األبقار ب ـ 31قرض بقيمة 62.47مليون دج وفروع أخرى ( 7قروض بقيمة 51.12
مليون دج )؛
وحسب الواليات تأتي تيارت في املركز األول من حيث عدد القروض املمنوحة ب ـ 720قرض متبوعة بقسنطينة
ب ـ ـ 658قرض وميلة 362قرض و قاملة واألغواط 341قرض لكل منهما وغليزان 334قرض وسكيكدة 332
وخنشلة ... 292إلخ.
ويعمل بنك الفالحة والتنمية الريفية على تطوير بعض الفروع مثل تربية الدواجن ،واملبدأ بالنسبة لهذه
العملية يكمن في مرافقة املذابح من خالل قروض رفيق وبالتالي تمكينها من تطوير نسيج من املنتجين في هذا
1
الفرع يمكنهم بدورهم اإلستفادة من هذا النوع من القرض.
املطلب الثالث :تقييم نتائج برنامج دعم النمو اإلقتصادي على القطاع الفالحي.
إن إستعادة التوازنات اإلقتصادية واملالية الكلية وتعزيز النمو اإلقتصادي بدأ يسجالن نتائج محسوسة في
مختلف دوائر النشاط ،فقد عرف قطاع الفالحة الذي يكتس ي بعدا إستراتيجيا ضمن اإلقتصاد الوطني
ويستفيد من برامج تنموية طموحة نموا مضطردا إذ إرتفع من %1.9سنة 2005إلى %5سنة .2007
40
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
ولقد سجل اإلنتاج الفالحي إرتفاعا قيما ،حيث إنتقلت قيمته من 359مليار دينار سنة 2000إلى 668مليار
دينار في سنة .2006وكذلك زيادة في القيمة املضافة الزراعية من 322مليار دينار إلى 548مليار دينار خالل
نفس الفترة ،وتمثلت متوسط نسبة مساهمة القطاع الفالحي %8من الناتج املحلي اإلجمالي سنويا ،وقد
تحقق هذا األداء على الرغم من اإلنخفاض الكبير في ميزانية القطاع عام 73 ( 2006مليار دينار في 2006
مقابل 79مليار دينار في عام )2005إذ بقيت عند نسبة %3من امليزانية الوطنية للعام الثالث على التوالي
ولقد إستحدث القطاع الفالحي خالل الفترة ( )2009 – 2005مناصب شغل معتبرة كما يبينه الجدول
املوالي:
الجدول رقم( : )2 -IIعدد مناصب الشغل املستحدثة خالل الفترة ( .)2009 – 2005
املجموع 2009 2008 2007 2006 2005 السنوات
مناصب الشغل املستحدثة في إطار
666505 243854 83903 101977 104323 132428
إستثمارات منجزة في قطاع الفالحة
مناصب الشغل املستحدثة
5030562 1459898 1124761 899654 861688 684561
اإلجمالية
13.25 16.70 7.46 11.34 12.11 19.34 النسبة %
املصدر :فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية
تخصص تحليل إقتصادي،جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم ،سنة ،2016 -2015ص .55
شهدت الجزائر في سنة 2009فتح مناصب شغل فالحية معتبرة ،حيث إنتقل عدد املناصب املستحدثة في
إطار اإلستثمارات املنجزة في قطاع الفالحة من 132428منصب عمل سنة 2005إلى 24385منصب عمل
سنة ،2009أي أكثر منها بحوالي 111426منصب شغل ،وفي نفس الوقت أكبر من السنة التي سبقها 2008
بحوالي 159951منصب شغل وهذا راجع إلى الوضعية اإلقتصادية الجيدة التي شهدتها الجزائر في تلك السنة
حيث حققت نموا في العديد من املؤشرات اإلقتصادية والتي كان معدل النمو الزراعي أهم املساهمين فيها.
أما فيما يخص إستخدامات األرض فقد واصلت الدولة جهودها إلستصالح األراض ي الزراعية ساعية إلى
توسيع هذه األراض ي وزيادة مساحتها عبر كامل التراب الوطني ،معتمدة في ذلك على برنامج إستصالح األراض ي
باإلمتياز نظر ملا القاه هذا البرنامج من نجاح في زيادة املساحة الزراعية ،فلقد تم سنة 2005إضافة 9
مشاريع إلستصالح مساحة تقدر 1.710هكتار عن طريق منح اإلمتياز ،وزادت هذه املشاريع أكثر في سنة
2006حيث فتح 17مشروع إلستصالح 7.512هكتار ،ورغم هذه الزيادة معتبرة اإل أنها لم تصل إلى الحد
الذي وصلت إليه في الفترة ( )2004 -2000وهذا نظرا لكون الفترة ( )2001 -2000إستفادة من الحد
األقص ى لعدد هذه املشاريع بتكاليف باهظة وكون العديد من هذه املشاريع مقدمة من السلطات املحلية.
41
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
وسجلت املساحة املسبقة تزايدا ملحوظ وهذا إن دل على ش يء فهو على النجاح النسبي للخطط الوطنية في
ترشيد إستخدام املياه ومساعيه لزيادة املساحات املروية ،إذ بلغت سنة 2005املساحات املروية 825.506
1
هكتار ،لترتفع سنة 2006حتى 835.197هكتار.
أما فيما يخص اإلستثمارات املنجزة خالل فترة تطبيق برنامج دعم النمو اإلقتصادي فقد أنجز العديد من
املشاريع الفالحية ،حيث تم خالل الفترة ( )2009 -2005توسيع املساحة الصالحة للزراعة بمقدار 235510
هكتار ،وتم خالل نفس الفترة غرس 156512هكتار أشجار مثمرة وكروم ،بينما إمتدت الزراعة الرعوية على
مساحة 150865هكتار ،كما تم في إطار التنمية الريفية فتح مسالك لفك العزلة تصل إلى 5470كلم خالل
هذه الفترة،
هذه اإلجراءات وغيرها ساهمت في نمو اإلنتاج الفالحي ( النباتي والحيواني) الجزائري في هذه الفترة ،فلقد
شهد عدد من املنتجات تزايدا مستمرا رغم الظروف السيئة التي وصفت بها بعض السنوات ،خاصة البطاطا
التي شهدت تطورا جيدا حيث إرتفعت الكمية املنتجة منها من 164667ألف طن في متوسط الفترة ( -2000
)2005إلى 263606ألف طن سنة 2009أي ما يقارب املليون طن .إذ أن الجدير بالذكر أن الجزائر إحتلت
املرتبة الثانية إفريقيا من حيث إنتاج البطاطا في موسم ( )2008 /2007حسب ما أفاد به تقرير منظمة األمم
املتحدة للتغذية والزراعة ( )FAOللسنة 2009حول حجم اإلنتاج العالمي من هذه املادة الواسعة
اإلستهالك.
وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن إنتاج الحبوب وصل إلى 10مليون قنطار خالل املوسم الفالحي ( )2009 -2008
أي بمعدل مردودية قدرت بحوالي 16.5قنطار في الهكتار ،وهي الحصيلة األولى من نوعها التي تحققها الجزائر
منذ اإلستقالل فيما يتعلق باملنتوج الزراعي وعرفت بدورها املنتوجات الفالحية األخرى خالل نفس الفترة
نتائج إيجابية ،على غرار الزيتون الذي حقق إنتاجه زيادة في حدود .%93
أما بالنسبة للمنتوج الحيواني فقد شهد نموا جيدا ،خاصة اللحوم بنوعها الحمراء والبضاء حيث أن اللحوم
الحمراء شهدت تطورا ملحوظا في تلك الفترة مقارنة باللحوم البيضاء التي شهدت إضطرابات عديدة في
اإلنتاج سببتها عوامل وظروف مرت بها الجزائر وترجع الوضعية الجيدة نسبيا ملنتوج اللحوم الحمراء أساسا
لتزايد عدد رؤوس املاشية خالل الفترة ( ،)2009 -2005حيث سجلت سنة 2009ثروة حيوانية معتبرة
تمثلت في 168244ألف رأس من األبقار و 2140459ألف رأس من األغنام و 396212ألف رأس من املاعز و
30112ألف رأس من اإلبل.
ولقد إنعكست هذه املستويات إيجابيا على تراجع الفاتورة الغذائية خالل العام 2009إلى أكثر من 2مليار
دوالر ،حيث سجل معدل إستيراد الحبوب والدقيق إلى غاية األشهر التسعة األولى من سنة 2010إنخفاضا
كبيرا بنسبة 40.90باملائة ،حيث تراجعت الفاتورة من 7813مليون دوالر خالل سنة 2008إلى 5863مليون
1فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000نفس املرجع سابق ذكره ،ص ص .57 -55
42
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
دوالر خالل سنة ،2009وكذلك يالحظ تواصل إرتفاع الصادرات خاصة سنة 2008حيث وصلت إلى 119
مليون دوالر بعدما كانت ال تتجاوز 88مليون دوالر في السنة التي سبقتها.
املبحث الثالث :سياسة التجديد الفالحي والريفي ( )2014 -2010وآفاق برنامج اإلقتصاد األخضر (
.)2019 -2015
إستفاد القطاع الفالحي ضمن املخطط الخماس ي ( )2014 -2010من غالف مالي يقدر بحوالي مليار دينار من
املوارد العامة اإلجمالية ،أي ما يقدر بـ 200مليار سنويا ،من أجل تنفيذ مختلف التدابير و اإلجراءات الالزمة
لتحفيز اإلستثمار الخاص ولدعم سياسة التجديد الفالحي والريفي.
التجديد الفالحي والريفي خيار إستراتيجي أطلق رسميا في أوت 2009تؤكد هذه السياسة من جديد على
الهدف األساس ي الذي تتبعه السياسات الفالحية املتعاقبة منذ .1962وتستند هذه السياسة الجديدة على
تحرير املبادرات والطاقات ،وعصرنة جهاز اإلنتاج وترجمة القدرات الكبيرة التي يحتوي عليها بلدنا ومجتمعنا.
وتهدف إلى إعادة تنظيم مختلف أجهزة التأطير املوجود عن طريق تثمين التجارب ومواجهة التحديات الجديدة
التي يفرضها الوضع الدولي.
1
وتقوم هذه السياسة في مجملها على ثالثة ركائز رئيسية:
التجديد الفالحي :ركز على البعد اإلقتصادي ومردود القطاع لضمان وبصفة دائمة األمن الغذائي .1
للبالد ،ويهدف إلى :
تعزيز قدرات اإلنتاج؛
زيادة إنتاج املحاصيل واملنتجات اإلستراتيجية؛
تعزيز وتوسيع نطاق الجهاز التنظيمي الجديد للمنتجات ذات اإلستهالك الواسع.
التجديد الريفي :من خالل دعم برامج التنمية الريفية املدمجة وتجديد املناطق وشروط اإلنتاج .2
2
األكثر صعوبة بالنسبة للفالحين واملتمثلة في خمس برامج تعتبر كأهداف في حد ذاتها:
حماية األحواض املائية؛
تسيير وحماية الثروات الغابية؛
مكافحة التصحر؛
حماية التنوع الطبيعي واملناطق املحمية وتثمين قيمة األراض ي؛
1آمال حفناوي ،مشاريع الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع والطموح،مداخلة ضمن أبحاث
املؤتمر الدولي بعنوان :تقييم آثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو اإلقتصاد ي خالل الفترة ، 2014 -2001
جامعة سطيف 12 /11 ،مارس ،2013ص ص .18 -16
2فاتح حركات ،اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر،مرجع سابق ذكره ،ص ص .166 -165
43
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
من أجل تحقيق أهداف سياسة التجديد الفالحي والريفي تم تحديد أربع برامج تستند على األدوات
1
التالية :
نظام املعلومات لبرنامج دعم اإلنتاج الريفي :من أجل تجميع املعلومات املنتجة في إطار عملية
التشخيص خالل املراحل املختلفة لتنفيذ البرامج واملشاريع كما يسمح هذا النظام بتقييم قدرات
املجتمعات الريفية واملؤسسات املعنية باملشاريع وتحديد نسبة نجاحها.
النظام الوطني لدعم إتخاذ القرارات من أجل التنمية املستدامة :ألغراض التشخيص والبرمجة
لتنمية مختلف املناطق .يتيح هذا النظام رؤية واضحة لقدرات مختلف املناطق ،توجيه وبرمجة
التدخالت وتقييم مشاريع التنمية املختلفة.
املشاريع الجوارية للتنمية الريفية املدمجة واملشاريع الجوارية ملكافحة التصحر :من أجل الحماية
والحفاظ على املوارد الطبيعية من جهة وإستغالل وتثمين املعرفة واألنشطة املحلية املولدة للثروة
من جهة أخرى .وقد أسفرت هذه السياسة على التوقيع على عقدي كفاءة لخمس سنوات مع جميع
الوطن.
عقد كفاءة للتنمية الزراعية :تم توقيعه مع مديريات املصالح الفالحية ،والغرض منه تحديد
أهداف اإلنتاج سنويا إستنادا في ذلك على تاريخ التنمية الزراعية وخصوصيات وقدرات كل والية،
يتم تقييم األداء بالتركيز على التغييرات في معدل اإلنتاج الزراعي واإلنتاجية.
عقد كفاءة للتنمية الريفية :تم توقيعه مع محافظات الغابات والغرض منه تحديد املساحات
الريفية املعنية ،تحديد املجتمعات الريفية التي يغطيها املشروع ( األسر) .تحديد األثر على الحماية
وتثمين املوارد الطبيعية .تقييم األداء يستند على عدد املشاريع الجوارية للتنمية الريفية املدمجة
44
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
املشعرة واملنفذة ،توسيع مجال اإلنتاج ،حماية املوارد الطبيعية وعدد فرص العمل التي تم
إستحداثها.
1
وتترجم هذه السياسة على أرض الواقع من خالل تطبيق سلسلة من برامج التنمية حسب كل قسم كمايلي :
برنامج تكثيف اإلنتاج :يهدف هذا البرنامج خالل الفترة 2014 -2010إلى تحقيق إنتاج حبوب يصل أ-
إلى 50.2مليون قنطار 34.4 ،مليون قنطار منها تكون من منتوج القمح ،فهذا البرنامج يسعى أساسا
إلى تحقيق زيادة اإلنتاج واإلنتاجية وتكامل القطاع.
البرنامج املتخصص ( البذور والشتالت) :يسعى هذا البرنامج إلى تحقيق األهداف التالية: ب-
ضمان معدل تغطية من البذور والشتالت ذات النوعية الجيدة تستطيع تلبية إحتياجات
مختلف برامج التكثيف؛
إفادة الفالحين من التطور الجيني ،عن طريق توفير األنواع الفعالية والبذور ذات النوعية
الجيدة؛
ضمان مخزون األمان ،عن طريق إنشاء إحتياطات إستراتيجية من املواد النباتية لإلنطالق.
برنامج السقي عن طريق نظم إقتصاد املياه :يعتمد هذا البرنامج على تنمية نظم إقتصاد املياه في ت-
الحقول املنتشرة على مساحة 461000هكتار ،تتكون من 278000هكتار تحويل النظم التقليدية
و 183000هكتار مخططات جديدة.
برنامج التجديد الريفي :أهم املشاريع املبرمجة تنفيذها في هذا املجال واملقدرة ب ـ 10200مشروع ث-
للتجديد الريفي للفترة 2014 -2010تتم من خالل مايلي :
الجدول رقم( :)3 -IIمشاريع التجديد الريفي املبرمجة للفترة ( . )2014 -2010
املساحات
اإلستصالح عن طريق مناصب السكان
املعالجة األسر املواقع البلديات
اإلمتياز ( هكتار) الشغل املعنيين
( هكتار)
250.000 8192000 1000.000 4470900 726820 2174 1169
املصدر :فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية
تخصص تحليل إقتصادي،جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم ،سنة ،2016 -2015ص .62
45
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
تم خالل فترة تنفيذ برامج التجديد الفالحي والريفي تحقيق نتائج قيمة فيها ما لم يصل بعد للمستويات
املطلوبة واملقررة في عقود النجاعة ،حيث أن الجدير بالذكر أنه سنة 2015تم إستحداث 921678منصب
شغل في القطاع الفالحي وحده ،وقدرت قيمة اإلستثمارات املنجزة خالل سنة 2011والبالغ عددها 24.350
1
مشروع ب ـ 47.369مليون دينار.
ولقد تم خالل نفس السنة غرس أشجار فواكه وكروم على مساحة 45455هكتار باإلضافة إلى ترقية حوالي
13000مستثمرة فالحية ،زراعات رعوية على مساحة 8833هكتار .فك العزلة من خالل فتح طرقات على
طول 645كلم ،باإلضافة إلى 686مشروع ملكافحة التصحر ،ومساحة 39595هكتار حراج وغابات.
ولقد سجلت املساحة املسقية إرتفاعا محسوسا من 936.862هكتار سنة 2009إلى 1004530هكتار سنة
2011أي بزيادة تقدر ب ـ ـ 67.668هكتار ،مع العلم أنه الهدف املقرر ضمن سياسة التجديد الفالحي والريفي
هو بلوغ املساحة املسقية مساحة 1.6مليون هكتار في . 2014
هذا ما ساهم في التطوير الجيد للمنتوج الفالحي عموما ،حيث إنتقلت قيمة اإلنتاج الكلي من 1015مليار
دينار سنة 2010إلى 1771مليار دينار سنة 2014الش يء الذي أثر إيجابا على قيمة الصادرات الغذائية حيث
بلغ سنتي 2010و 2011ما قيمته 153مليون دوالر أمريكي و 355مليون دوالر على التوالي ،وهي قيمة جيدة لم
يتم الوصول إليها طيلة العشر سنوات السابقة ،حيث حققت نسبة صادرات املواد الزراعية مقارنة بالواردات
قفزة نوعية حيث وصلت في هتين السنتين إلى %5.2و %3.6على التوالي من واردات املواد الغذائية ،مقابل
%1.9سنة 2009اإل أنها لم ترق بعد إلى مستويات طموحات سياسة التجديد الفالحي والريفي ،مما يعني أن
2
الجزائر مازالت دائما تحت رحمة التبعية الغذائية للخارج.
46
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
الجدول رقم( :)4 -IIتطور إنتاج أهم املنتجات النباتية والحيوانية خالل فترة ( .)2011 -2009
2011 2010 2009 متوسط الفترة ( )2008 -2000 السنة
42.5 45.6 61.2 29.7 الحبوب
2.93 2.7 2.39 2 الحليب ( مليار لتر)
38.6 33 26.8 17 البطاطس
11.1 7.88 8.44 5.8 الحمضيات
7.24 6.45 6.01 4.72 التمور
6.1 3.11 3.11 2.5 الزيتون
4.2 3.82 3.82 2.6 اللحوم الحمراء
3.36 2.85 2.85 1.95 اللحوم البيضاء
املصدر :آمال حفناوي ،مرجع سابق ذكره ،ص .24
ويبين تحليل تطور نسبة نمو اإلنتاج الفالحي الكلي أنه إرتفع ما بين سنتي 2001و 2011ب ـ %7.3يسلط هذا
النمو الضوء على الحيوية املدعمة للقطاع الفالحي .فحجم معظم املواد قد تضاعف مرتين أو ثالث مرات،
غير أن هذا التحليل يخفي التغيرات الهامة من سنة إلى أخرى ( %7.4سنة 2008و %31.5سنة )2011
والجدير بالذكر أن نسبة النمو املسجل بالحجم للفترة ( )2001 -2009كان كالتالي %31.5سنة 2009
و%8.5سنة 2010و %10.6سنة ،2011وهي نسب جيدة مقارنة باملعدل املرجو تحقيقه من خالل سياسة
1
التجديد الفالحي والريفي و املقدر ب ـ .%8.33
إن النتائج املتحصل عليها خالل السنوات الستة األخيرة تعد هامة إذا ما نظرنا للتغيرات الحاصلة في البوادي
وتحسن التغذية لجموع السكان .إن هذا التقدم يمكن أن يضاف إلى حساب تنمية االقتصاد الوطني وتحسين
مستوى املعيشة.غير أن هناك عراقيل الزالت تقف في عائق تطوير القطاع الفالحي تتعلق أساسا بالسياق
االجتماعي رغم النتائج الجيدة املحققة ،إذ يجب االستعداد لها والتفكير في تدابير للتأقلم معها والتقليص
منها .فان األزمة مالية أو تحوالت ظرفية ونظرا للتبعية القوية للموارد النفطية ،يمكن أن تشرع في تقليص أو
توقيف كيفيات دعم القطاع الفئات املعنية واألضرار بتنفيذ برامج التجديد الفالحي والريفي .وجدير بالذكر أنه
هناك نقص في املعطيات املقدمة للمستثمرين والفروع الش يء الذي يعيق متابعة املداخيل التي تدرها املشاريع
ومرافقة حاملي املشاريع في التسيير الدائم لنشاطهم ،مما يستدعي ضرورة تعزيز قدرات تحليل النمو االقتصادي
على املستوى املحلي .وعليه ونظرا ألهمية وضخامة املشاريع املنفذة ضمن سياسة التجديد الفالحي والريفي و
االظرفة املالية التي تدعمت بها ضمن برنامج توطيد النمو االقتصادي فانه أصبح من الضروري على املسؤولين
وكل الفاعلين في القطاع الفالحي دعم وتنفيذ هذه السياسة بمرونة وصرامة في السنوات القادمة في برامج
تنموية أخرى مع توافر روح اإلبداع الالزمة لذلك .وهذا ما يبرز أهمية وضرورة تقوية ودعم برنامج تعزيز
القدرات البشرية واملرافقة التقنية.2
47
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
املطلب الثالث :أهداف برنامج اإلقتصاد األخضر ( )2019 -2015والحلول املمكنة للفالحة في الجزائر.
-1برنامج اإلقتصاد األخضر ( :)2019 -2015
قام الوزير بإستعراض النتائج املحققة خالل الخماس ي األخير ،حيث بلغت نسبة النمو في الفالحة والصيد
البحري والغابات ،أي ما يعادل نسبة ،%11مقابل تطور نسبة اإلستهالك لتبلغ %10كما عرفت التنمية
1
الريفية تنفيذ 10اآلف مشروع ،حيث سمح اإلستثمار في قطاع الصيد البحري بتوفير 12اآلف منصب شغل.
و ينظــر لالقتصــاد األخضــر فــي الجزائــر علــى أنــه محــور للتنميــة يمكــن أن يســاهم فــي تنويــع االقتصــاد وإنشــاء
مناصــب الشــغل ،وهمــا رهانــان أساســيان بالنســبة للبلــد ،2حيث رصدت الدولة نحو 262مليار دوالر ملخطط
خماس ي للنمو 2019-2015أي ما يعادل 21000مليار دج ،3وكما تم فتح حساب رقم 302-143و الذي
عنوانه صندوق تسيير عمليات االستثمارات العمومية املسجلة بعنوان برنامج توطيد النمو اإلقتصادي -2015
2019هذا كما جاء في التعليمة رقم 14املؤرخة في 07سبتمبر 2015حيث أشار إلى كل التسجيالت الخاصة
بكل الحسابات وكيفية التعامل معها .ومن أجل تعزيز النتائج املحرزة وتجسيد االلتزامات الواردة في البرنامج
الرئاس ي ،ستقوم الحكومة في إطار التشاور بإعداد مخطط خماس ي للنمو 2019 -2015تتمثل أهدافه في
تخفيض نسبة البطالة وتحسين ظروف معيشة املواطنين وتحقيق نسبة سنوية للنمو قدرها ،% 7وضمان
4
تسيير وصيانة املنشآت األساسية املنجزة وتنويع االقتصاد الوطني ،وذلك بتحقيق األهداف التالية:
-برنامج استثمارات عمومية بمبلغ 22.100مليار دينار أي ما يعادل 280مليار دوالر؛
-منح األولوية لتحسين ظروف معيشة السكان في قطاعات السكن ،التربية والتكوين والصحة العمومية
وربط البيوت بشبكات املاء والكهرباء والغاز ...إلخ؛
-نمو قوي للناتج الداخلي الخام؛
-تنويع االقتصاد ونمو الصادرات خارج املحروقات ،واستحداث مناصب الشغل؛
-مواصلة جهد مكافحة البطالة وتشجيع االستثمار املنتج املحدث للثروة ومناصب العمل؛
-إعطاء عناية خاصة للتنمية الفالحية والريفية بسبب مساهمتها في األمن الغذائي؛
-ترقية ودعم األنشطة االقتصادية القائمة على املعرفة وذات القيمة التكنولوجية القوية ،ودعم املؤسسات
املصغرة التي يبادر بها الشباب من حاملي الشهادات وترقية املناولة؛
-تحسين مناخ األعمال من خالل تبسيط إجراءات إنشاء املؤسسة ،والسيما توفير العقار والحصول على
القرض وعلى خدمات عمومية جيدة .
ولقد تبنى قطاع الفالحة إستراتجية ترتكز على تقوية القاعدة اإلنتاجية مع املحافظة في نفس الوقت على
املوارد وذلك بهدف الوصول إلى زيادة ملموسة في حجم إنتاج الحليب والحبوب والخضار الطازجة والتمور
1 .املجلس الشعبي الوطني ،التقرير التمهيدي عن مشروع قانون املالية لسنة ،2016الفترة التشريعية السابعة ،دورة الخريف ،2015ت.أ.
2015/43/04نوفمبر ،2015ص .9
2
3
http://www.elkhabar.com/ar/economie/421504.html.
4
https://m.facebook.com.php.?story- fbid.
48
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
واللحوم بأنواعها في أفاق ،2019وذلك بهدف تقليص عمليات إستيراد املنتجات الغذائية واإلتجاه نحو تفعيل
تصدير املنتجات الفالحية ،وهو ما يفسر املجهودات املبذولة من قبل الحكومة من خالل توسيع املساحات
املسقية التي يتوقع أن ترتفع إلى 2مليون هكتار بحلول سنة .2019
وبخصوص التدابير التشريعية تطرق السيد الوزير إلى بعض اإلعفاءات الجمركية وكذا إحداث أتاوى على
سفن صيد املرجان ،وتدابير تهدف إلى تشجيع الفالحين للتسجيل في نظام التقاعد من أجل الحفاظ على
ديمومة النشاط الفالحي.
وفي سياق الدعم الحكومي أكد أعضاء اللجنة على ضرورة فرض رقابة صارمة على صرف األموال في هذا
الجانب ،والحرص على متابعة تنفيذ املشاريع الفالحية التي تحظى بدعم الدولة ،إلى جانب مراجعة سياسة
القطاع الطويلة املدى ،والعمل على إيجاد اآلليات الكفيلة بتحقيق اإلكتفاء الذاتي من املنتجات الفالحية
1
وتقليص اإلستيراد الذي يكلف خزينة الدولة أمواال باهضة.
-2بعض الحلول املمكنة للفالحة في الجزائر:
يعتبر القطاع الزراعي من بين القطاعات الهامة في تحقيق التنمية اإلقتصادية إذ يمكن له أن يصبح موردا
لرؤوس األموال الضرورية لتحقيق النمو اإلقتصادي من خالل العمل على تحقيق اإلكتفاء الذاتي لكن
2
لتحقيق هذا الهدف يتطلب خلق فعالية إنتاجية في قطاع الزراعي وذلك من خالل ما يلي:
أ -تكوين الفالحين واإلطارات واملختصين وتشجيع الشباب على العمل في القطاع الزراعي وإستخدام
الوسائل الحديثة في هذا القطاع؛
ب -ضرورة اإلهتمام بالقوانين التي تنظم العقارات ألن هذه األخيرة لها آثار كبيرة على اإلنتاجية الفالحية،
ألن الشخص الذي يملك قطعة أرض يعلم مسبقا أن ثمرة جهوده هي اإلنتاج املتزايد وبالتالي زيادة
دخله ،وهذا من شأنه أن يخلف لديه روح اإلرتباط واإلهتمام باألرض أكثر مما لو كانت هذه األرض
ملكا لغيره؛
ت -ضرورة خلق وتوسيع البنوك الريفية وتعاونيات القرض؛
ث -ضرورة خلق وتوسيع األسواق الريفية لتمكين الفالحين من تسويق فائض إنتاجهم مع ضرورة
اإلهتمام بتحسين وتخفيض تكاليف النقل والتسويق والتخزين وإلغاء اإلحتكار؛
ج -العمل على تحرير أسعار املنتجات الفالحية وذلك ألن مرحلة التخطيط املركزي وما عرفته من تحديد
دون املستوى ألسعار املنتجات الفالحية قد أثر سلبا على هذه أخيرة؛
ح -العمل على تحفيز اإلدخار من أجل خلق التراكم الرأسمالي إلى جانب أسلوب الفالحة الصحراوية
والعمل على رفع نسبة األاض ي املسقية منها وذلك من خالل السدود وخلق إحتياطي ما يكفي
وتحديد
49
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
أسعار املنتجات الفالحية ليتمكن الفالحون من تحقيق دخل يمكنهم من إعادة توظيفه بدال من
إستهالكه والعمل على زيادة اإلستثمارات املالية في الزراعة املوجهة ألغراض توفير مستلزمات اإلنتاج
املادي والخدماتي للزراعة؛
خ -العمل على ترقية الصادرات خارج املحروقات ويأتي هذا من خالل تطور القطاع الزراعي وتنويعه
ليتمكن من تأمين الحاجات الداخلية وتصدير الفائض.
ومن بين الحلول املمكنة التي تجعل الزراعة في الجزائر تحقق دورها في الوصول إلى أكبر قدر من اإلنتاجية
1
والتي تتمثل في إتباع إستراتيجية للتنمية الزراعية تهدف إلى تحقيق ما يلي:
زيادة إنتاجية األرض الزراعية؛
تبني إستراتيجية واضحة للتصدير :يجب العمل على إيجاد إستراتيجية للصادرات الزراعية
متضمنة أهداف التصدير بحيث تؤدي إلى زيادة اإلنتاج ،من أهم املحاصيل التصديرية التقليدية
كالتمور والفلين ،وتطور اإلنتاج من املحاصيل غير التقليدية كالبرتقال والليمون والبطاطا؛
نشر الصناعات الزراعية الصغيرة واملتوسطة :إن تطور القطاع الزراعي وتضمينه أنشطة
الصناعات الحرفية الصغيرة والقائمة على أسس تعاونية ،من املمكن أن يفتح مجاالت واسعة
للعمل كما تؤدي املشاريع الزراعية إلى زيادة القيمة املضافة لإلنتاج الزراعي وإستمرار عرض السلع
بما يعمل على ثبات األسعار وخفض الواردات؛
دعم القطاع الزراعي :يحتل هذا القطاع الزراعي مكانة هامة في اإلقتصاد الجزائري وفي التنمية
اإلقتصادية واإلجتماعية لكونه يساهم بنسبة %12في اإلنتاج الداخلي الخام ويوظف %21من اليد
العاملة النشطة ،وبالرغم من ذلك نجد أن الجزائر تعد من البلدان التي ال تقدم دعما كبيرا
لقطاعها الزراعي والذي يقدر بنسبة %4.5من قيمة اإلنتاج الزراعي أما الدعم املقدم من خالل
املخطط الوطني للتنمية الفالحية والذي خصص %80من مصاريفه لدعم اإلستثمار الفالحي والذي
يسمح بتوسيع املساحة الصالحة للزراعة بقيمة قدرها 419000هكتار منها 210000مساحة
مسقية وهذا يتطلب إستهالك غالف مالي قدر بـ ـ ـ 164مليار دج.
1كمال رواينية ،تحرير التجارة الزراعية وأثره على التنمية الزراعية في الجزائر ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،11جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،ماي ،2007ص ص .241 -240
50
تمويل القطاع الفالحي في إطار البرامج التنموية ()2019-2000 الفصل الثاني
خالصة:
نظرا ألهمية الزراعة كمصدر أساس ي للغذاء واملواد األولية ،فقد مر القطاع الزراعي بعدة مراحل وصوال إلى
مخططات اإلنعاش اإلقتصادي ودعم النمو وتوطيد النمو اإلقتصادي برنامج اإلقتصاد األخضر ،اللذين كانوا
بمثابة دعم فعلي لتطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية وسياسة التجديد الفالحي والريفي ،والتي تهدف
بالدرجة األولى إلى إستغالل األمثل للموارد الطبيعية والبشرية والنهوض بالقطاع ورفع أدائه لتأمين متطلبات
السكان.
ورغم كون تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية عانى من الكثير من املعيقات التسييرية والتقنية فقد كان
هذا املخطط متجددا في كل مرة تراعي فيه النقائص التي تكتشف عند تطبيق املخطط الذي قبله.
وفي األخير تناولنا بعض الحلول املمكنة التي سوف تؤدي بالقطاع الفالحي إلى اإلزدهار والتنمية الفالحية.
51
الفصل الثالث
دراسة ميدانية على مستوى بنك
الف الحة والتنمية الريفية وكالة سيدي
لخضر 867
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
تمهيد:
بعد دراستنا للجانب النظري ملوضوع قروض تمويل املستثمرات الفالحية في الجزائر سنحاول من خالل هذا
الفصل إسقاط ما تم الوصول إليه نظريا على ما هو موجود في الواقع ومن ثم إبراز الفجوة بينهما ومحاولة
معالجتها.
لذلك قمنا بتربص ميداني في بنك الفالحة والتنمية الريفية بسيدي لخضر من أجل الوقوف على كيفية تمويل
مشروع إستثماري ،ولدراستنا للجانب التطبيقي تم اإلعتماد على عدة طرق منها املقابالت الشخصية للحصول
على معلومات خاصة بالخدمات املقدمة من طرف الوكالة والهياكل التنظيمية كما إعتمدنا على الوثائق
الداخلية لهذه الوكالة.
وإنطالق من الدراسة امليدانية لبنك الفالحة والتنمية الريفية،BADRسنتطرق إلى نظرة شاملة عن البنك
وذلك من خالل تقسيمنا لهذا التقرير إلى:
53
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
لقد تعددت الهيئات البنكية املتخصصة في تمويل القطاع الفالحي ولكل واحدة منها سياسة خاصة في ذلك،
وأهم هذه الهيئات :بنك الفالحة والتنمية الريفية الذي ورث هذا النشاط من البنك الجزائري سنة .1982
تعريفه :هو مؤسسة مالية تنصب عملياتها الرئيسية على جمع املوارد املالية الفائضة عن حاجة الجمهور
واألعوان اإلقتصادية لغرض إقراضها لآلخرين الذين هم في حاجة إلى تمويل ،وينصب نشاطها على تنمية
القطاع وإنعاشه وقد وسعت من مجال نشاطها ليمس جميع القطاعات اإلقتصادية.
نشأته :أنش ئ بنك الفالحة والتنمية الريفية بموجب املرسوم 106/82بتاريخ 13مارس 1982وهو مؤسسة
مالية وطنية تنتمي إلى القطاع العمومي ،ومع بداية التسوية اإلقتصادية سنة 1988عدل وأكمل بقانون
01/88الذي حدد نهائيا بتاريخ 12جانفي 1988ووضع طرق العمل وإجراءات التمويل فتحول بنك الفالحة
والتنمية الريفية إلى شركة ذات أسهم وهذا التحول سجل بعقد أصلي بتاريخ 19فيفري 1989لدى مكتب
التوثيق" مينداسان" موثق الجزائر العاصمة.
جاء بنك الفالحة والتنمية الريفية ملهمة تطوير القطاع الفالحي وترقية العالم الريفي ،رقم أعماله اليوم
54.000.000.000دج.
في بداية املشوار كان مكون من 140وكالة متنازل عنها من طرف البنك الوطني الجزائري ل ،BNAوأصبحت
اليوم مكونة من 39مديرية و 300وكالة موزعة على املستوى الوطني ويشغل بنك BADRحوالي 7000عامل
بين إطار موظف نظرا لكثافة شبكته وأهمية تشكيليه البشرية.
يقوم بنك الفالحة والتنمية الريفية على مجموعة من املبادئ واألسس من أجل القيام بمهامه على أحسن
6
وجه لتسهيل عملية توزيع األموال على األفراد ،وتتمثل هذه املبادئ فيمايلي:
54
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
بنك الفالحة والتنمية الريفية هو عبارة عن وسيلة تستعملها الدولة لتحقيق التنمية في املجال الفالحي
والريفي ،وهذه النظرة بنك الفالحة والتنمية الريفية بها مهمتين وهذه األخيرة تقوم بوظيفتين هما:
-1جمع الودائع.
-2توزيع القروض.
وهذا حسب املادة 4من القانون األساس ي لبنك الفالحة والتنمية الريفية التي تحدد مجاالت هذا األخير.
نص املادة":تتمثل مهمة بنك الفالحة والتنمية الريفية في تنفيذ جميع العمليات املصرفية واإلعتمادات املالية
على مختلف أشكالها طبقا للقوانين والتنظيمات الجاري العمل بها ،وفي منح القروض واملساهمة فيمايلي
طبقا لسياسة الحكومة:
وفي هذا اإلطار يقوم بنك الفالحة والتنمية بتخصيص تمويله ل ـ :
-املؤسسات املالية.
55
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
وضع اإلمكانيات املالية املمنوحة من قبل الدولة الجزائرية ألجل القطاع؛ أ-
القيام باملساهمات املالية الضرورية والنشاطات املتعلقة باملؤسسات والنشاطات الخاصة والتي ب-
تساهم في التنمية الريفية؛
التطور اإلقتصادي للوسط الفني إضافة إلى ذلك فإن بنك الفالحة والتنمية الريفية مثل أي ت-
بنك يقوم بالعمليات املصرفية املتمثلة في:
منح القروض بكل أنواعها. -
معالجة جميع عمليات البنك من قروض ،صرف ،خزينة. -
التعامل مع املؤسسات األخرى. -
اإللتزام والقيام بالضمانات. -
تمويل مختلف العمليات املتعلقة بالتجارة الخارجية من إستراد وتصدير كما أن البنك يقدم -
مساعدات خاصة لكل املؤسسات التي تساهم في تنمية املجتمع الريفي خاصة أطباء وصيادلة.
ومن كل هذا يمكن القول أن البنك يعمل على تنمية القطاع الفالحي والريفي.
املطلب الثالث :الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر "."867
-1املديرة :مهمته التوجيه ،التنشيط ،املراقبة ،تنسيق نشاطات الفرع ،تقسيم العمل بين مختلف
املصارف.
-2مكاتب الواجهة:
1
معلومات مقدمة من طرف الوكالة.
56
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
قطب العمالء :يتكون من املشرف ،اإلستقبال والتوجيه ،مكلف بالزبائن( أي مؤسسة تتعامل مع كل
العمليات أو زيارة ميدانية) ،مكلف بالزبائن متخصص باألفراد.
قطب املعامالت :يتكون من املشرف عليه ،الصندوق الرئيس ي ،الخدمة السريعة ،محاسبة املدفوعات.
-3مكاتب خلفية :يتكون من املشرف عليها يقوم بالتوجيه ،وظيفة اإلئتمان والقرض (دراسة ملفات
مصلحة القروض) ،وظيفة التحويالت والتعويضات ،وظيفة التجارة الخارجية و وظيفة الشؤون
اإلدارية واملحاسبية.
ويمكن توضيح الهيكل التنظيمي لوكالة سيدي لخضر التابعة لبنك الفالحة والتنمية الريفية من خالل الشكل
التالي:
املصدر :من إعداد الطالبة إستنادا على وثائق مقدمة من طرف البنك.
57
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
يقوم بنك الفالحة والتنمية الريفية بدعم املستثمرات الفالحية عن طريق منح قروض يستفيد منها كل
األشخاص الطبيعين واملعنويين.
1
املطلب األول :تقديم ملف قرض الرفيق.
-1تعريف قرض الرفيق :هو قرض دخل حيز التنفيذ في 1أوت 2008وهو قرض إستغاللي،مدعم من
طرف الدولة %100مخصص إلى تمويل الفالحين ،املربين ،الخواص منهم ،التعاونيات،وحدات
الخدمات الفالحية ،مدته سنة واحدة.
-2مميزات قرض الرفيق:
-مدته سنة واحدة قابلة لتمديد 6أشهر في حالة الظروف القاهرة و في حاالت نادرة تضاف
6أشهر أخرى؛
-الفائدة %5.5على عاتق وزارة الفالحة والتنمية الريفية أي أن الزبون ال يتحمل معدل الفائدة.
-3املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض"الرفيق":
-إقتناء املدخالت الضرورية لنشاط املستثمرات الفالحية ( بذور ،شتائل ،أسمدة،مواد صحية
نباتية)؛
-إقتناء األغذية بالنسبة للحيوانات ( كل األصناف)،وسائل الشرب ومنتجات األدوية البيطرية؛
-إقتناء املنتجات الفالحية بتخزينها في إطار نظام ضبط املنتجات ذات اإلستهالك الواسع؛
-تعزيز قدرات املستثمرات الفالحية؛
-تحسين نظام السقي( للتجميع واإلستعمال املقتصد للمياه)؛
-إقتناء العتاد الفالحي في إطار قروض البيع باإليجار للمنتجات املصنعة في الجزائر؛
-بناء أو تجديد هياكل تربية الحيوانات والتخزين على مستوى املستثمرات الفالحية وبناء وإقامة
البيوت البالستيكية املتعددة القبب،مع إعادة تعمير اإلسطبالت والحظائر الحيوانية.
ولإلشارة فإن كل مستفيد من قرض الرفيق ال يسدد مستحقاته في أجل سنة واحدة ( ممددة بـ ـ 6أشهر)
يفقد الحق في أن تدفع له وزارة الفالحة والتنمية الريفية الفوائد املترتبة عن هذا القرض وإمكانية اإلستفادة
من قروض جديدة علما بأن الوزارة الوصية قد أخذت على عاتقها مهمة الفوائد املترتبة عن هذا
القرض،وكذا الحصول على قرض آخر في حالة تسديد كل مستفيد في أجل قدره سنة كاملة.
58
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
-عقد امللكية؛
-بطاقة الفالح؛
-شهادة عدم اإلستفادة من الصندوق الوطني للتعاضد الفالحي؛
-املخطط اإلنتاجي؛
-امليزانية التنبؤية.
-5الضمانات :بعض األحيان يطلب البنك ضمانات متمثلة في :
-ضمانات عينية؛
-رهن العتاد؛
-رهون حيازية؛
-الرهون العقارية.
-6شروط القرض :هذا القرض يقوم على شروط خاصة أهمها:
-املبلغ املحدود؛
-األجل املعطى لتحقيق ال يتجاوز 12شهر ( وهو أجل ثابت في دفتر الشروط)؛
-معدل الفائدة املطبق هو .%5.5
1
املطلب الثاني :تقديم ملف طلب قرض"التحدي".
تعريف قرض التحدي :هو قرض موجه لإلستثمارات املدعومة جزئيا ،يمنح من أجل خلق -1
مستثمرات فالحية وحيوانية واملزارع القائمة على األراض ي الفالحية غير املستغلة التابعة للملكية
الخاصة أو األمالك الخاصة بالدولة ،وقد يكون طويل أو متوسط املدى.
الفئات املستهدفة من القرض: -2
-األشخاص الطبيعين أو املعنوين ،مرفوقين بسجل األعباء املصادق عليه من طرف الجهات
املخول لها من طرف وزارة الفالحة والتنمية الريفية؛
-مالك األراض ي الخاصة غير املستغلة وأصحاب املستثمرات الفالحية أو الحيوانية الجديدة
التابعة لألمالك الخاصة بالدولة؛
-املزارعين ومربي الحيوانات سواء كانوا فرديين أو منظمتين في تعاونيات أو مجموعات مكونة
قانونيا؛
-املؤسسات اإلقتصادية العامة أو الخاصة الناشطة في مجال اإلنتاج الفالحي ،أو توزيع املنتوجات
الفالحية؛
-املزارع التجريبية والنموذجية.
املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض "التحدي". -3
فيما يتعلق بأشغال التهيئة وحماية األراض ي: أ-
59
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
-الصرف والتطهير.
-أشغال التوجيه وإزالة الحجارة.
-وضع مصدات الرياح.
-التعديل.
-أشغال التسوية وتهيئة األرضية.
-فتح األراض ي الفالحية.
-جلب الطاقة الكهربائية.
ب -عمليات تطوير السقي الفالحي:
-تجنيد معدات الري وتهيئة وإنجاز اآلبار الجديدة.
-إستقطاعات التالل،العثور على مصادر املياه ،تحويل املاء ،الحفر اآلبار.
-إنجاز أحواض لتخزين املياه.
-تجهيز مضخات املياه.
-إنشاء شبكات توزيع املياه.
-إنشاء وإعادة تهيئة قنوات الصرف.
-تصليح املضخات املوجهة لإلستغالل الفالحي.
ت -وسائل اإلنتاج وإكتساب املؤهالت:
-الحصول على املواد األولية"بذور،نباتات ،أسمدة ومنتوجات فيزيو تقنية ".
-اإلنتاج الحيوني :منتوجات صيدالنية ،أشغال التهيئة ،إعادة تأهيل الهيئات املوجهة لتغذية
املاشية.
-قلع النباتات التي عمرت طويال.
-عمليات تطعيم النباتات.
-إقتناء العتاد الفالحي.
-إقتناء وسائل النقل الخاصة.
-إقتناء عتاد وتجهيزات تربية املواش ي.
ث -إنجاز منشآت التخزين ،التحويل ،التعبئة ،التغليف والتقييم:
-إنجاز وتجديد الصناعات التحويلية واملنتوجات الفالحية الكائنة بالقرب أو على املزارع.
-إنجاز منشآت تخزين املنتوجات الفالحية.
-بناء أو تهيئة املنشآت الخاصة بمنتوجات التعبئة والتغليف لستعمالها في املجال الفالحي
والصناعات الغذائية.
60
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
61
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
تقدم السيد "ج" لبنك الفالحة والتنمية الريفية من أجل طلب قرض بهدف إنشاء مستثمرة فالحية مرفق
بالوثائق املبينة في (امللحق.) 1
1
املطلب األول :تقديم ودراسة امللف.
إن ملف القرض الفالحي يبدأ أوال بحضور الزبون إلى البنك وتقديم ملفه املذكور أعاله أمام املكلف بالزبائن،
حيث يقوم هذا األخير بإجراء مقابلة خاصة مع الزبون وذلك من أجل الدافع األساس ي الذي جعله يطلب هذا
القرض ،ويتم معرفة املشروع الذي سينجزه ،ثم يتم إصدار وصل إستالم امللف ( امللحق )2ويتم تحديد
موعد املعاينة امليدانية التي تكون من طرف لجنة من البنك ومكون على األقل من املديرة وموظفين من
مصالح القروض والزبون ملعاينة مقر املشروع ،واإلضطالع على املساهمات العينية التي يساهم بها العميل في
هذا املشروع ،وبعدها تقوم هذه اللجنة بتحرير محضر املعاينة والتوقيع عليه ( .امللحق) 3
62
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
ثم يحول امللف إلى املكاتب الخلفية عبر املشرفين( مشرف املكاتب الواجهة +مشرف عن املكاتب الخلفية)
وهذا األخير يقوم بتحويل امللف إلى املكلفين بالدراسات أين يتم دراسة امللف مرة أخرى ثم يعقد إجتماع
لجنة القروض إلعداد املحضر والتوقيع عليه ثم يبعث إلى املديرية الجهوية إلعادة دراسة وإتخاذ القرار ويعاد
إلى الوكالة مع قبول القرض.
وبعد كل هذه املراحل تم منحه القرض وسلمه البنك شيك أولي أخذه الزبون"ج"وسلمه إلى املمول إلقتناء
العتاد وبعد ذلك يقوم البنك بزيارة ميدانية أخرى من أجل التأكد من أن العتاد موجود ويحرر محضر أخر
( امللحق )4وبعد هذا يقوم البنك بتسليم الزبون الشيك النهائي بقيمة القرض.
السيد "ج" البالغ من العمر 38سنة والذي تحصل على قرض من بنك الفالحة والتنمية الريفية من أجل
إنشاء مستثمرة فالحية في إطار قرض التحدي.
-نوعية القرض:
قرض طويل املدى ومتوسط املدى في إطار قرض التحدي لدعم املستثمرات الفالحية.
املشروع :إقتناء معدات فالحية( جرار ،مقطورة ،محراث ،خزان سعته .)3000L -
مدة القرض :متوسط األجل 7سنوات. -
فترة السداد :سنتين. -
نسبة الفوائد ( نسبة اإلمتيازات) :متوسط املدى -
نسبة الفوائد لهذا القرض %0بالنسبة لخمس سنوات األولى.
%1بالنسبة لسنة السادسة.
%1بالنسبة لسنة السابعة.
الضمانات املقدمة ( :امللحق )5 -
يوافق البنك على منح القروض لكن بشرط تقديم ضمانات وهي عديدة
-ضمانات رهنية :يقوم الزبون برهن قطعة أرض بعد تقييمها عند الخبير.
-املوافقة القبلية لتسجيل في صندوق ضمان القروض الفالحية وهو صندوق يقوم بإرجاع للبنك
نسبة %70من القروض املقدم في حالة عدم تسديد الدين.
63
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
بعد الدراسة التي قمنا بها لهذ امللف تأتي الدراسة املالية.
أ -اإلستثمارات:
2.680.000.00 املجموع
املصدر :من إعداد الطالبة إعتمادا على وثائق مقدمة من طرف البنك.
قدرت التكلفة اإلستثمارية لهذا املشروع ب ـ ـ 2.680.000.00دج وهو إستثمار متوسط املدى.
الجدول رقم( :)02 -IIIالدعم املقدم من طرف الوكالة في إطار قرض التحدي.
قرض التحدي املساهمة الشخصية التكلفة اإلستثمارية
2.680.000.00
2.144.000.00 53.600.000 إقتناء جرار ولواحقه
2.680.000.00
2.144.000.00 53.600.000 املجموع
64
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
املساهمة الشخصية هي املبلغ الذي يساهم به طالب القرض،وتمثل % 20من التكلفة االستثمارية.
و % 80من التكلفة االستثمارية يقدمها بنك الفالحة والتنمية الريفية في شكل قرض التحدي.
من خالل كل هذه املعلومات نقول أنه تم تمويل هذا املشروع من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية عن
طريق قرض التحدي متوسط املدى وبلغة قيمته ب ـ ـ 2.144.000.00دج مخصص إلقتناء وسائل متخصصة
باألرض ملدة 7سنوات.
أما بالنسبة للمساهمة الشخصية لطالب القرض فبلغة قيمتها بـ ـ 53.600.000دج .
وفي األخير قمنا بطرح بعض األسئلة للمكلف بالزبائن مؤسسات السيد :قيومري أمين بوبكر.
65
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
القروض األكثر طلبا هي قرض التحدي وقرض الرفيق وفي القروض اإلستثمارية قرض التحدي وفي القروض
اإلستغاللية قرض الرفيق واألكثر طلبا بالدرجة األولى قرض التحدي ،ألن الفالحون يميلون للقروض
اإلستثمارية ( من أجل شراء العتاد الفالحي وخاصة الجرارات) أكثر من اإلستغاللية التي تمول لشراء البذور
واألسمدة.
66
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
الجدول رقم ( :)4 -IIIيبين الفرق بين قرض التحدي وقرض الرفيق.
عدد القروض املمنوحة من طرف الوكالة ال يمكن إحصائها ولكن بالتقريب 15ملف قروض إستثمارية
كالسيكية (التحدي) ،و 20ملف قروض إستغاللية (الرفيق).
دخل قرض التحدي حيز التنفيذ في سنة ،2013وقرض الرفيق في 01أوت .2008
-املبلغ املحدود؛
-األجل املعطى لتحقيق ال يتجاوز 12شهر ( وهو أجل ثابت في دفتر الشروط)؛
-معدل الفائدة املطبق هو .%5.5
-8ما هي املشاريع املؤهلة لإلستفادة من قرض الرفيق؟
إقتناء املدخالت الضرورية لنشاط املستثمرات الفالحية ( بذور ،شتائل ،أسمدة،مواد صحية نباتية)؛
إقتناء األغذية بالنسبة للحيوانات ( كل األصناف)،وسائل الشرب ومنتجات األدوية البيطرية؛
إقتناء املنتجات الفالحية بتخزينها في إطار نظام ضبط املنتجات ذات اإلستهالك الواسع؛
تعزيز قدرات املستثمرات الفالحية؛
تحسين نظام السقي( للتجميع واإلستعمال املقتصد للمياه)؛
إقتناء العتاد الفالحي في إطار قروض البيع باإليجار للمنتجات املصنعة في الجزائر؛
بناء أو تجديد هياكل تربية الحيوانات والتخزين على مستوى املستثمرات الفالحية وبناء وإقامة
البيوت البالستيكية املتعددة القبب،مع إعادة تعمير اإلسطبالت والحظائر الحيوانية.
67
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
68
دراسة ميدانية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة سيدي لخضر 867 الفصل الثالث
خالصة:
يعتبر بنك الفالحة والتنمية الريفية من بين أهم البنوك على الساحة الوطنية لكونه يمتلك أبرز شبكة مصرفية
في الجزائر هذا من جهة ومن جهة أخرى لعدد املشاريع التي يقوم بتمويلها والتي يرمي من خاللها إلى تحقيق
أهداف مسطر لها مسبقا وفق مخططات تنموية.
فبنك الفالحة و التنمية الريفية يعمل على دفع عجلة التنمية وذلك من خالل منح القروض إلى الزبائن الطالبة
للقرض فهي تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على كل من االنتاج واالستهالك والشغل وغيرها من املتغيرات
االقتصادية التي تندرج ضمن التنمية .ومنح القروض يتطلب توفير سياسة إقراضية واتباع معايير و اجراءات
تكون فعالة و ناجحة.
69
الخ ات م ة
الخاتمة
خاتمة :
يعتبر القطاع الفالحي القاعدة األساسية التي تقام عليها هيكلة النظام اإلقتصادي في البالد ،وهذا راجع للدور
الحيوي الذي يلعبه ،لعالقته املباشرة بباقي القطاعات ولكون القطاع حساس وضروري للغاية فهو يمتاز
بدرجة مخاطرة كبيرة لصعوبة التحكم في موارده.
لقد عرف القطاع الفالحي كثيرا من التغيرات في بنيته الهيكلية ،فقد شهد عدة تجارب منذ اإلستقالل وصوال
إلى البرامج التنموية املتبعة في السنوات األخيرة ،أول برنامج هو سياسة اإلنعاش اإلقتصادي وكان برنامج
املخطط الوطني للتنمية الفالحية هو مضمون هذه السياسة وكانت أهدافها توسيع األراض ي الفالحية بكل
أنواعها ،وفي ظل إرتفاع عائدات النفط إضطرت الدولة إلى زيادة الدعم لبرنامج املخطط الوطني للتنمية
الفالحين من خالل برنامج دعم النمو اإلقتصادي وكان له هذا حيث قدرت إعتمادات تمويل القطاع بحوالي
300مليار دينار جزائري ،ومن أجل تحسين أكثر للقطاع الفالحي كان البد من تغيير إستراتيجيتها حيث وضعت
الدولة الجزائرية برنامج خم اس ي آخر هو سياسة التجديد الفالحي والريفي ،قصد تنظيم وحماية مردود
الفالحين من خالل تعزيز نظام ضبط املنتجات الفالحية ،وآخر برنامج هو توطيد النمو اإلقتصادي (
اإلقتصاد األخضر ) الذي هو في إطار التنفيذ حيث تبنى إستراتيجية ترتكز على تقوية القاعدة اإلنتاجية مع
املحافظة في نفس الوقت على املوارد وذلك بهدف الوصول إلى زيادة ملموسة في حجم املنتجات الفالحية،
وتقليص عمليات اإلستيراد ،واإلتجاه نحو تفعيل تصدير املنتجات الفالحية.
* الفرضية األول :تكمن أهمية التمويل في نجاح السياسة املتبعة للتمويل ألن نجاح املسيير في إختيار
التمويل املناسب الذي يحقق أكبر عائد بأقل تكلفة أكيد لنجاح سياسة التمويل املنتهجة.
* الفرضية الثانية :يقدم بنك الفالحة والتنمية الريفية قروض بكل أنواعها من بينها :قرض في إطار التحدي
الذي يمنح للفالح لتمويل نشاطاته الطويلة واملتوسطة املدى إضافة إلى قرض الرفيق الذي يمنح لتمويل
نشاطات قصيرة املدى.
* الفرضية الثالثة :إن عدم تشابه كل من حجم املبالغ املقدمة واألغراض من إستخدامها وفترات تسديدها
يؤدي إلى عدم تشابه الضمانات املقدمة ألن تقديم قرض طويل األجل ليس مثل تقديم قرض قصير األجل.
* الفرضية الرابعة :لكي يكون القرض ذا فعالية يجب أن يهيأ املناخ املناسب إلستخدامه حتى يؤدي إلى زيادة
اإلنتاج الذي يترتب عليه زيادة الدخل الفالحي.
* الفرضية الخامسة :قامت الجزائر بإقامة العديد من الهيئات والبرامج التي تعمل على مساعدة وتنمية
القطاع الفالحي ،ومن بين هذه البرامج لدينا املخطط الوطني للتنمية الفالحية ،برنامج اإلنعاش ،برنامج دعم
النمو ،وبرنامج اإلقتصاد األخضر.
71
الخاتمة
النتائج:
يتسم قطاع الفالحة بتركز أغلب األنشطة الزراعية لدى الفالحين الريفيين الذين يمارسون هذه
الحرفة بهدف سد إحتياجاتهم الضرورية وتأمين رغيف العيش ،هؤالء يمارسون مهنة الفالحة
بأساليب تقليدية مما يستقر عنه محدودية في السلع الزراعية من حيث الكمية والنوعية؛
رغم ما تزخر به الجزائر من موارد طبيعية ورأس مال بشري ،وثروات نباتية وحيوانية ال يستهان بها
اإل أن سوء إستغاللها وضعف اإلدارة في تحسين مردوديتها جعل الجزائر تلجأ للخارج دوما ألجل توفير
مستلزمات القطاع الفالحي وترقيته والنهوض به؛
السياسات واإلستراتيجيات الكفيلة بتحقيق اإلكتفاء الغذائي للجزائر على املستوى املحلي تفتقر
لإلرادة السياسة القوية ،فالبرامج التنموية أغلبها عرف تماطل من طرف السلطات املعنية في تطبيق
الفعلي والجاد؛
يمثل التمويل أحد أهم مصادر قيام القطاع الفالحي ،حيث يعد التمويل البنكي آلية من آليات
تمويل القطاع الفالحي؛
ال تقتصر آليات التمويل الفالحي على التمويل البنكي فقط بل يعتبر الدعم الفالحي املتبع من طرف
الدولة هو اآلخر آلية من آليات التمويل لهذا القطاع؛
اإلصالحات التي قامت بها الجزائر تعد بمثابة تمهيد للنهوض بالقطاع الفالحي؛
بنك الفالحة والتنمية الريفية يعمل على دفع عجلة التنمية وذلك من خالل منح القروض إلى الزبائن
الطالبة للقرض؛
يتعامل البنك عند منحه القروض بحذر وذلك من أجل التقليل من أخطار عدم التسديد وذلك باتخاذ
إجراءات وقائية حيث تعتبر الدراسة التي يقوم بها البنك غير كافية لحمايته من املخاطر.
التوصيات واإلقتراحات:
إتخاذ إجراءات عملية تهدف إلى ترقية القطاع الزراعي وتأهيله ليصبح قادرا على املنافسة في
األسواق العاملية ،في ظل اإلمكانيات املتوفرة من أراض ي فالحية ويد عاملة إضافة للغطاء املالي الكثير
املخصص لهذا القطاع؛
ضرورة إقامة برامج ومراكز توعية ،وتأهيل الشباب وتشجيعهم على خدمة القطاع الفالحي؛
ضرورة توفير التمويل الالزم ألصحاب املستثمرات الفالحية والفالحين بصفة عامة من قبل البنوك
والهيئات الداعمة للقطاع وإعطائهم األولوية في ذلك ،من خالل دراسة طلبات القروض املقدمة
وعدم إهمال هذه امللفات؛
وضع سياسات زراعية واضحة تمكن الفالح من العمل في إطارها بإطمئنان من ناحية األسعار
واإلستيراد والتصدير والدعم ،كما يجب أن تكون تلك السياسة مستقرة ومستمرة في املديين القصير
واملتوسط على األقل؛
72
الخاتمة
صيانة املوارد الطبيعية من غابات وتربة ومصادر مياه...إلخ ،وترشيد إستغاللها وإعادة صياغة
القوانين والتشريعات الزراعية لحمايتها؛
املحافظة على املساحة الصالحة للزراعة ،وزيادة نصيب الحبوب منها وإنقاص املساحات البور إلى
حدها األدنى؛
تشجيع إستصالح األراض ي الزراعية بالسهر على توفير مستلزمات وذلك بشروط ميسرة؛
توفير الخبرة واأليدي املدربة لتنفيذ وإدارة مشروعات التنمية الزراعية ،إلحداث التغيير من
الناحيتين الكمية والنوعية؛
تشجيع إستخدام األساليب الحديثة ،وتشجيع اإلنتاج الزراعي على إنتاج القمح ،وذلك من خالل
منح الفالحين قروضا بدون فوائد ،وإبعاد كل الطفيليين عن العملية؛
تشجيع اإلستخدام الواسع للتكنولوجيا وتسهيل توفيرها في مختلف مراحل اإلنتاج؛
معالجة مسألة عالقات اإلنتاج في الزراعة ،والعمل على رفع مستوى اإلنتاج بما يتفق ومصلحة
اإلقتصاد الوطني ،وتحسين املستوى املعيش ي للعاملين في القطاع الزراعي وتحفيزهم ،ومعالجة
قضايا تكاليف اإلنتاج املرتفعة ،واإلستفادة من املزايا النسبية للمشاريع الزراعية؛
تعزيز اإلستفادة من البحوث العلمية في مجال الزراعة ،وتوسيع مراكز التعليم والتكوين الفالحي عبر
مختلف جهات الوطن؛
منح إمتيازات وتفضيالت للمستثمرين الراغبين في اإلستثمار في القطاع الفالحي ،والعمل على تحديث
القوانين والتشريعات ملواكبة التغيرات الدولية والسعي لتحقيق اإلستقرار فيها ملا له من أهمية في
خلق الثقة لدى املستثمر وجذب اإلستثمارات لهذا القطاع.
آفاق البحث:
لقد حاولنا من خالل دراستنا لهذا املوضوع االملام بالجوانب التي رأيناها مهمة ،ويبقى املجال مفتوح لدراسات
أخرى حول هذا املوضوع مثل:
-دور االستثمارات الفالحية في التنمية االقتصادية.
-أثر مخطط التنمية األخير ( )2019 -2015على اإلنتاج الفالحي.
73
ق ائمة المراجع
قائمة املراجع
الكتب:
-1مصطفى رشدي شيحة،النقود واملصارف و اإلئتمان ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.1999 ،
-2علي محمود فارس وآخرون،أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني ،منشورات جامعة املختار
البيضاء ،ليبيا.2005 ،
-3فاتح حركاتي ،اإلكتفاء الغذائي في ظل السياسة التنموية الجديدة في الجزائر ،الطبعة األولى ،مؤسسة
عالم الرياضة والنشر ودار الوفاء لدنيا الطباعة.2015 ،
املذكرات:
-1إيمان معوش ،بورحلة نسيمة ،واقع التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في الجزائر دراسة حالة تمويل
مشروع إستثماري من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية بعين بسام ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر
في العلوم اإلقتصادية ،تخصص إقتصاديات املالية والبنوك ،جامعة آكلي محند أولحاج ،البويرة ،سنة
.2015/2014
-2الطيب هاشمي،تقييم برنامج املخطط الوطني لتنمية الفالحية في الجزائر الفترة _ 2006 -2000نموذج
تطبيقي للمخطط بوالية بوسعدة_ مذكرة ماجستير،علوم إقتصادية وتجارية وعلوم التسيير ،تخصص
إقتصاد التنمية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2007/2006،
-3سلطانة كتفي ،تطبيق املخطط الوطني للتنمية الفالحية ( ،)2005-2000مذكرة تخرج مقدمة لنيل
شهادة املاجستر في التهيئة العمرانية ،جامعة منتوري ،قسنطينة.2006/2005 ،
-4هناء شويخي ،آليات تمويل القطاع الفالحي في الجزائر دراسة تحليلية وتقيمية،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة ماستر أكاديمي في العلوم اإلقتصادية ،تخصص نقود مالية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،سنة
.2013/2012
-5زكية بوزنق ،إستغالل األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة في ظل القانون رقم ،03 -10
مذكرة ماستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،تخصص قانون العام املعمق ،جامعة أبو بكر
بلقايد،تلمسان ،سنة .2016 -2015
-6فتحي حسين دندن ،تطور القطاع الفالحي في ظل البرامج التنموية ،2014-2000مذكرة مقدمة لنيل
شهادة ماستر في العلوم اإلقتصادية تخصص تحليل إقتصادي،جامعة عبد الحميد إبن باديس مستغانم،
سنة .2016 -2015
75
قائمة املراجع
األوراق البحثية:
-1رابح زبيري ،حدود وفعالية دعم الدولة في السياسة الزراعية الجزائرية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد
الثالث ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،ديسمبر .2003
-2كمال رواينية ،تحرير التجارة الزراعية وأثره على التنمية الزراعية في الجزائر ،مجلة العلوم اإلنسانية،
العدد ،11جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،ماي .2007
املداخالت العلمية:
-1أمال حفناوي ،تقييم أثار برامج اإلستثمارات العامة وإنعكاساتها على التشغيل واإلستثمار والنمو
اإلقتصادي خالل الفترة ، 2014 -2001أوراق عمل مقدمة ضمن امللتقى العلمي الدولي بعنوان مشاريع
الجزائر اإلستثمارية في القطاع الفالحي ضمن برامج النمو واإلنعاش اإلقتصاديين بين الواقع والطموح ،جامعة
سطيف 11 ،1و 12مارس .2013
-2دالل بن سمينة عزيزة بن سمينة ،مداخلة سياسة التمويل املصرفي للقطاع الفالحي في اإلصالحات
اإلقتصادية ،ملتقى دولي حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات املؤسسات،كلية العلوم
اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،يومي 22-21نوفمبر .2006
-3علي محمود فارس وآخرون،أسس اإلقتراض الزراعي والتمويل التعاوني ،منشورات جامعة املختار
البيضاء ،ليبيا.2005 ،
القوانين واملراسيم:
-1القانون رقم ، 18 -83املؤرخ في 13أوت ،1983يتعلق بحيازة امللكية العقارية الفالحية ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،34الصادرة بتاريخ 16أوت .1983
-2املرسوم التنفيذي رقم ،483 -97املؤرخ في 15ديسمبر ،1997الذي يحدد كيفيات منح حق اإلمتياز قطع
أرضية من األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في املساحات اإلستصالحية وأعبائه وشروطه ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،83الصادرة بتاريخ 17ديسمبر .1887
-3املرسوم التنفيذي رقم ،326-10املؤرخ في 23سبتمبر ،2010يحدد كيفيات تطبيق حق اإلمتياز إلستغالل
األراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة،الجريدة الرسمية ،العدد ،79الصادرة بتاريخ 29ديسمبر
.2010
-4القانون رقم ،16 -08املؤرخ في 03أوت ،2008املتضمن التوجيه الفالحي ،الجريدة الرسمية ،العدد ،46
الصادرة بتاريخ 10أوت .2008
-5القانون رقم ،03 -10املؤرخ في 15أوت ،2010الذي يحدد شروط وكيفيات إستغالل األراض ي الفالحية
التابعة لألمالك الخاصة للدولة،الجريدة الرسمية ،العدد ،46الصادرة في 18أوت .2010
76
قائمة املراجع
-6املنشور رقم ،330املؤرخ في 18جويلية 2000املتضمن إستراتجية تنفيذ املخطط الوطني للتنمية
الفالحية ،املخطط الوطني للتنمية الفالحية .2000
-7املجلس الشعبي الوطني ،التقرير التمهيدي عن مشروع قانون املالية لسنة ،2016الفترة التشريعية
السابعة ،دورة الخريف ،2015ت.أ 2015/43/04 .نوفمبر .2015
املواقع اإللكترونية:
1- http://www.elkhabar.com/ar/economie/421504.html.
2- https://m.facebook.com.php.?story-fbid.
77
ال م الح ق