You are on page 1of 204

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة أحمد درايعية–أدرار‬
‫كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم الاقتصادية‬

‫العنوان ‪:‬‬

‫أثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫دراسة حالة عينة من المؤسسات في الجزائر‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث ‪ LMD‬في العلوم الاقتصادية‬

‫تخصص‪ :‬إقتصاد وتسيير مؤسسات‬

‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫خليفي جمال‬
‫أ‪.‬د‪.‬عبد الرحمان عبد القادر‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫الاسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة أحمد درايعية – أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صديقي احمد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة أحمد درايعية – أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪.‬عبد الرحمان عبد القادر‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أحمد درايعية – أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بلوافي محمد‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة طهاري محمد –بشار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪.‬العرابي مصطفى‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202:‬‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫أوال الحمد هلل على فضله ونعمه وكرمه‬

‫اهدي هذا العمل إلى الوالدين الكريمين حفظهما اهلل‬

‫إلى كل إفراد عائلتي‪ ،‬إلى األحبة واألصدقـاء‪ ،‬إلى زمالء‬


‫الدراسة‪ ،‬وإلى الزمالء في العمل‪.‬‬

‫وإلى كل رافع لراية العلم‬

‫‪I‬‬
‫شـك ـ ــر وتق ـ ــدير‬
‫الحمد هلل على فضله ونعمه وكرمه وعونه وتوفيقه على إنجاز هذا العمل‬

‫أتوجه بالشكر الجزيل لألستاذ المشرف الدكتور عبد الرحمان عبد‬


‫القـادر على تقديم يد العون والنصح والتوجيه والتصويب وعلى صبره‬
‫إلى إتمام هذا العمل‪.‬‬

‫ويشرفني أيضا أن أتوجه بالشكر إلى األساتذة أعضاء فريق التكوين‬


‫وعلى رأسهم األستاذ صديقي احمد‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل للسادة اآلتية أسمائهم‪:‬‬

‫السيد بلخير بن ناجي مدير مديرية الخدمات اإلسالمية بنك اإلسكان‬

‫السيد خليف عبد الرحمان إطار في مصرف السالم وكالة ورقـلة‬

‫إلى كل إطارات وموظفي بنك البركة وكالة غرداية‬

‫إلى كل من ساعد على انجاز هذا البحث بالنصح واإلرشاد ‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪I‬‬ ‫إهداء‬
‫‪II‬‬ ‫تشكر‬
‫‪V-IV‬‬ ‫فهرس املحتويات‬
‫‪X-VI‬‬ ‫فهرس ألاشكال و املالحق واملالحق‬
‫أ‪ -‬ل‬ ‫مقدمة‬
‫‪-‬‬ ‫الفصل ألاول‪ :‬مدخل نظري للتمويل التشاركي‬
‫‪0‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية التمويل التشاركي‬
‫‪3‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم التمويل التشاركي‬
‫‪8‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬قواعد وضوابط التمويل التشاركي‬
‫‪23‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬مؤسسات التمويل التشاركي‬
‫‪02‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬أساليب التمويل التشاركي‬
‫‪02‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬صيغ التمويل التشاركي القائمة على املشاركات‬
‫‪09‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬صيغ التمويل التشاركي القائمة على البيع‬
‫‪37‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬أساليب التمويل التشاركي الحديثة‬
‫‪20‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬واقع وتحديات التمويل التشاركي في الجزائر‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطار القانوني للتمويل التشاركي في الجزائر‬
‫‪27‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬واقع التمويل التشاركي واهم مؤسسات الصيرفة التشاركية العاملة في الجزائر‬
‫‪02‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬تحديات التمويل التشاركي وسبل تطويره في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫‪-‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول ألاداء املالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬
‫‪07‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪08‬‬ ‫املبحث ألاول ‪ :‬ماهية ألاداء املالي‬
‫‪08‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬مفهوم ألاداء املالي‬
‫‪42‬‬ ‫املطلب الثاني ‪:‬أهمية ألاداء املالي‬
‫‪44‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على ألاداء املالي للمؤسسة الاقتصادية‬
‫‪72‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬طرق قياس وتقييم ألاداء املالي في املؤسسة الاقتصادية‬
‫‪72‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬تقييم ألاداء املالي بواسطة النسب املالية‬
‫‪77‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬قياس ألاداء املالي بواسطة مؤشرات القيمة الاقتصادية املضافة‪ EVA‬والقيمة السوقية املضافة‪MVA‬‬
‫‪80‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أساليب أخرى للتقييم ألاداء املالي للمؤسسة‬
‫‪82‬‬ ‫املبحث الثالث‪:‬تكلفة صيغ التمويل التشاركي وعالقتها بأهم مؤشرات باألداء املالي للمؤسسة الاقتصادية‬
‫‪82‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم تكلفة التمويل التشاركي وإشكالية تقييم تكلفة التمويل من وجهة نظر الشريعة إلاسالمية‬
‫‪88‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تكلفة صيغ التمويل التشاركي‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫‪90‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬عالقة صيغ التمويل التشاركي بمؤشرات ألاداء املالي للمؤسسة‬
‫‪222‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫‪-‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الدراسة امليدانية ألثر التمويل التشاركي على ألاداء املالي لعينة من املؤسسات الاقتصادية في‬
‫الجزائر‬
‫‪222‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪220‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬إلاطار املنهجي للدراسة‬
‫‪220‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬الطريقة إلاجراءات‬
‫‪220‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬التحليل إلاحصائي إلجابات عينة الدراسة‬
‫‪220‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬وصف محاور الدراسة حسب إجابات عينة الدراسة‬
‫‪202‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬تحليل نتائج الدراسة واختبار الفرضيات‬
‫‪202‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬العاملي التوكيدي لنموذج البنائي املقترح للدراسة‬
‫‪233‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬اختبار الفرضيات الدراسة‬
‫‪228‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫‪202‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪207‬‬ ‫مراجع‬
‫‪248‬‬ ‫مالحق‬
‫‪272‬‬ ‫ملخص بالغة العربية‬
‫‪270‬‬ ‫ملخص باللغة الانجليزية‬
‫‪274‬‬ ‫ملخص باللغة الفرنسية‬

‫‪V‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫فهرس األشكال‬
‫والجداول والملحقـات‬

‫‪VI‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫فهرس ألاشكال‬

‫الصفحة‬ ‫رقم الشكل العنوان‬


‫‪22‬‬ ‫مخطط تقسيم صيغ وأدوات التمويل التشاركي‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪09‬‬ ‫مفهوم ألاداء حسب ‪Gruning‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪42‬‬ ‫ألاداء حسب نموذج ‪Gilbert‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪224‬‬ ‫وصف متغير الجنس‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪227‬‬ ‫وصف متغير العمر‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪228‬‬ ‫وصف متغير املؤهل العلمي‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪228‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب عدد سنوات نشاط املؤسسة‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪222‬‬ ‫توزيع العينة حسب عدد عمال املؤسسة‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪222‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب النشاط الرئيس ي للمؤسسة‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪220‬‬ ‫وصف متغير طبيعة التمويل‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪223‬‬ ‫وصف متغير مصدر التمويل‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪222‬‬ ‫وصف متغير صيغة التمويل التي تحصلت عليها املؤسسة‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪200‬‬ ‫النموذج البنائي ألبعاد متغير التمويل التشاركي‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪204‬‬ ‫النموذج البنائي بعد تعديل متغير التمويل التشاركي‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪208‬‬ ‫النموذج البنائي ملتغير ألاداء املالي للمؤسسة الاقتصادية‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪209‬‬ ‫النموذج البنائي بعد تعديل متغير ألاداء املالي للمؤسسة الاقتصادية‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪232‬‬ ‫النموذج البنائي الكلي للدراسة‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪230‬‬ ‫النموذج البنائي الكلي بعد التعديل‬ ‫(‪)28‬‬
‫‪232‬‬ ‫سحابة انتشار البواقي للنموذج‬ ‫(‪)29‬‬

‫‪VII‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫رقم الجدول العنوان‬


‫‪4‬‬ ‫أوجه الاختالف والتشابه بين التمويل التشاركي والتمويل التقليدي‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪03‬‬ ‫واقع التمويل التشاركي في الجزائر‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪08‬‬ ‫مراحل تطور مفهوم مصطلح ألاداء‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪72‬‬ ‫جدول أهم مؤشرات املستخدمة في تقييم الربحية‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪73‬‬ ‫جدول أهم مؤشرات السيولة‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪72‬‬ ‫جدول تقييم أهم نسب النشاط‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪70‬‬ ‫جدول أهم نسب تقييم الهيكل املالي للمؤسسة‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪74‬‬ ‫جدول أهم نسب قدرة املؤسسة في تغطية التكاليف‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪90‬‬ ‫ميزانية إفتراضية للمؤسسة شخصية تحصل على تمويل وفق صيغة املضاربة‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪93‬‬ ‫اثر التمويل باملضاربة على ميزانية مفترضة ملؤسسة‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪92‬‬ ‫اثر التمويل باملشاركة على ميزانية مفترضة ملؤسسة‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪94‬‬ ‫اثر التمويل باملرابحة على ميزانية مفترضة ملؤسسة‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪97‬‬ ‫اثر التمويل بالسلم على ميزانية مفترضة ملؤسسة‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪222‬‬ ‫نتائج معامل إلاتساق الداخلي ملحاور الاستبيان‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪220‬‬ ‫نتائج معامل الثبات ألفا كرونباخ‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪224‬‬ ‫وصف متغير الجنس‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪224‬‬ ‫وصف متغير العمر‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪227‬‬ ‫وصف متغير املؤهل العلمي‬ ‫(‪)28‬‬
‫‪229‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب عدد سنوات نشاط املؤسسة‬ ‫(‪)29‬‬
‫‪222‬‬ ‫توزيع العينة حسب عدد عمال املؤسسة‬ ‫(‪)02‬‬
‫‪222‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب النشاط الرئيس ي للمؤسسة‬ ‫(‪)02‬‬
‫‪220‬‬ ‫وصف متغير طبيعة التمويل‬ ‫(‪)00‬‬
‫‪223‬‬ ‫وصف متغير مصدر التمويل‬ ‫(‪)03‬‬
‫‪222‬‬ ‫وصف متغير صيغة التمويل التي تحصلت عليها املؤسسة‬ ‫(‪)02‬‬
‫‪220‬‬ ‫مجاالت تقييم الوزن النسبي للمتوسط الحسابي‬ ‫(‪)00‬‬
‫‪227‬‬ ‫وصف متغير خاص بسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬ ‫(‪)04‬‬
‫‪227‬‬ ‫وصف متغير تكلفة التمويل التشاركي‬ ‫(‪)07‬‬
‫‪202‬‬ ‫وصف متغير خاص بفترة السداد التمويل التشاركي‬ ‫(‪)08‬‬
‫‪200‬‬ ‫وصف متغير منتجات التمويل التشاركي‬ ‫(‪)09‬‬
‫‪200‬‬ ‫وصف متغير ألاداء املالي للمؤسسة الاقتصادية‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪203‬‬ ‫وصف محاور الدراسة مجتمعة‬ ‫(‪)32‬‬

‫‪VIII‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫‪207‬‬ ‫نتائج جودة املطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬ ‫(‪)30‬‬
‫‪232‬‬ ‫نتائج جودة املطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬ ‫(‪)33‬‬
‫‪230‬‬ ‫نتائج جودة املطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪233‬‬ ‫نتائج إختبار التوزيع الطبيعي‪Kolmogorov-Smirnov‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫‪232‬‬ ‫تحليل التباين لنموذج أثر بين املتغيرين‪ANOVA‬للفرضية الفرعية ألاولى‬ ‫(‪)34‬‬
‫‪230‬‬ ‫نموذج الانحدار الخطي البسيط بين املتغيرين للفرضية الفرعية ألاولى‬ ‫(‪)37‬‬
‫‪234‬‬ ‫تحليل التباين لنموذج أثر بين املتغيرين‪ANOVA‬للفرضية الفرعية الثانية‬ ‫(‪)38‬‬
‫‪237‬‬ ‫نموذج الانحدار الخطي البسيط بين املتغيرين للفرضية الفرعية الثانية‬ ‫(‪)39‬‬
‫‪238‬‬ ‫تحليل التباين لنموذج أثر بين املتغيرين‪ANOVA‬للفرضية الفرعية الثالثة‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪238‬‬ ‫نموذج الانحدار الخطي البسيط بين املتغيرين للفرضية الفرعية الثالثة‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪239‬‬ ‫تحليل التباين لنموذج أثر بين املتغيرين‪ ANOVA‬للفرضية الفرعية الرابعة‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪222‬‬ ‫نموذج الانحدار الخطي البسيط بين املتغيرين للفرضية الفرعية الرابعة‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪222‬‬ ‫تحليل التباين لنموذج أثر بين املتغيرين‪ ANOVA‬للفرضية الرئيسية ألاولى‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪220‬‬ ‫نموذج الانحدار الخطي البسيط بين املتغيرين للفرضية الرئيسية ألاولى‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪223‬‬ ‫التوزيع الطبيعي لبواقي النموذج‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪222‬‬ ‫نتائج إلاختبار الذاتي للبواقي‪DW‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪220‬‬ ‫إختبار الفرضية الرئيسية الثانية‬ ‫(‪)28‬‬
‫‪224‬‬ ‫جدول تحديد مصدر الاختالف‬ ‫(‪)29‬‬
‫‪227‬‬ ‫جدول إختبار الفرضية الرئيسية الثالثة‬ ‫(‪)02‬‬

‫‪IX‬‬
‫فهرس األشكال والجداول والمالحق‬

‫فهرس املالحق‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم امللحق‬


‫‪249‬‬ ‫استمارة استبيان‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪270‬‬ ‫قائمة أسماء ألاساتذة املحكمين‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪X‬‬
‫م ـقــدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪ ‬تمهيد ‪:‬‬

‫تعترب املؤسسة االقتصادية الوحدة األساسية املكونة للبنية االقتصادية‪ ،‬فهي مصدر ثروة للمجتمع مبا تقدمه من قيمة‬
‫مضافة ومصدر ربح للمنظمني‪ ،‬ومصدر دخل للعمال‪ ،‬ومصدر مايل للدولة عن طريق الضرائب‪ ،‬وتليب منتجاهتا السلعية أو‬
‫اخلدمية حاجات اجملتمع‪ ،‬كما للمؤسسة دور يف توفري مناصب العمل وخفض معدالت البطالة وتساهم أيضا يف زيادة الناتج‬
‫احمللي‪ ،‬لذا تسعى الدول جاهدة لدعمها وتوفري أفضل السبل والطرق لسريورة املؤسسة وأدائها مهامها على أفضل مستوى‪.‬‬

‫معلوم أن للمؤسسة جمموعة من األنشطة كاإلنتاج والتوزيع والتسوق‪ ،‬وملزاولة هذه األنشطة فهي حباجة إىل املال‪ ،‬وتظهر‬
‫احلاجة إىل التمويل بظهور املؤسسة كفكرة‪ ،‬حيث يتطلب ترمجة األفكار إىل مشروع منتج للسلع أو مقدم للخدمات إىل التمويل‬
‫والذي يكون هبدف إنشاء املؤسسة‪ ،‬أو هتدف املؤسسة من خالل التمويل إىل توسيع املشاريع القائمة‪ ،‬أو تشغيلها‪.‬‬

‫وتسعى املؤسسة من اجل احلصول على التمويل الالزم من خالل نشاط الوظيفة املالية للمؤسسة‪ ،‬واليت مهمتها تدبري‬
‫األموال من مصادر خمتلفة‪ ،‬حيث ميكن للمؤسسة املفاضلة بني خمتلف املصادر‪ ،‬وذلك حسب تكلفة التمويل وحسب آجال‬
‫استحقاقه‪ ،‬بالشكل الذي يضمن استمرارية نشاط املؤسسة‪ ،‬وحتقيق أهدافها‪ ،‬وتعظيم منافعها‪.‬‬

‫إن أول مصدر ميكن أن تلجا إليه املؤسسة هو أمواهلا اخلاصة أو ما يسمى بالتمويل الذايت‪ ،‬حيث تعتمد على التدفقات‬
‫املالية الناجتة عن عمليات املؤسسة وعلى األرباح احملتجزة‪ ،‬إن أهم ما مييز طريقة التمويل هذه هو حصول املؤسسة على األموال‬
‫بطريقة سهلة نسبيا ودون تكلفة‪ ،‬كما أهنا ال تلتزم بتقدمي ضمانات‪ ،‬إال أن هذه املوارد ال تكون يف غالب األحيان كافية‪ ،‬أو‬
‫حىت غري متاحة للعديد من املؤسسات خاصة تلك الناشئة‪.‬‬

‫تلعب البنوك التقليدية دورا ال ميكن التغاضي عنه يف متويل املؤسسات االقتصادية‪ ،‬حيث تعد البنوك التقليدية من أهم‬
‫اخليارات املطروحة بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬إذا ميكن للمؤسسة احلصول على التمويل على شكل قروض من هذه البنوك‪ ،‬وهذا مقابل‬
‫االلتزام بتقدمي ضمانات غالبا ما تكون ضمانات عينية‪ ،‬مع دفع فوائد مقابل احلصول على هذه القروض‪ ،‬ومن املعلوم أن الفوائد‬
‫املفروضة على القروض البنكية تلعب دورا مهما يف حتديد تكلفة التمويل‪ ،‬كما تلعب األخرية دورا حامسا يف طلب التمويل من‬
‫البنوك التقليدية أو اإلحجام عنه‪ ،‬وقد ال يكون قرار رفض التمويل بسبب ارتفاع تكلفة التمويل بل يكون اإلحجام عن طلب‬
‫القروض البنكية بسبب الفائدة نفسها‪ ،‬بسبب املعتقدات الدينية خاصة يف البلدان اإلسالمية والعربية واليت من ضمنها اجلزائر‪.‬‬

‫من بني أهم اخليارات اليت ميكن للمؤسسة اللجوء إليها من أجل احلصول على التمويل هو سوق األوراق املالية (البورصة)‬
‫وهذا عن طريق اصدرا أسهم أو سندات‪ ،‬إال أن هذا اخليار ال ميكن اللجوء إليه إال بعد أن تستويف املؤسسة جمموعة من الشروط‬
‫اليت تضعها البورصة وقد تكون غري متاحة للكثري من املؤسسات‪.‬‬

‫من بني أهم مصادر التمويل املتاحة للمؤسسة هو اللجوء إىل البنوك اإلسالمية (التشاركية)‪ ،‬حيث هذا النوع من البنوك‬
‫التمويل وفق تعاليم الشريعة اإلسالمية والذي يوفر بديل تاما للباحثني عن متويل يوافق تعاليم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ويعود تاريخ‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫ظهور هذا النوع من البنوك إىل ستينات القرن املاضي كتجربة يف مصر مث يتطور بعدها لينتشر يف أرجاء املعمورة‪ ،‬حيث من املتوقع‬
‫أن يصل حجم األصول اإلسالمية إىل ‪ 5.3‬تريليون دوالر أمريكي حبلول سنة ‪ 0202‬وهذا حسب تقرير ‪ 0202/02‬املتعلق‬
‫بواقع االقتصاد اإلسالمي العاملي الصادر عن " ‪ " DinarStandard‬سنة ‪ ،0202‬وتوفر البنوك اإلسالمية التمويل وفق‬
‫جمموعة من الصيغ اخلالية من شبهة الربا‪ ،‬وتنقسم هذه الصيغ إىل قسمني منها ما هو قائم على البيع‪ ،‬ومنها ما هو قائم على‬
‫املشاركة يف األرباح واخلسارة‪ ،‬ميكن هلذه الصيغ أن تليب احلاجة املالية للمؤسسة سواء من ناحية تكلفة التمويل أو اجل‬
‫االستحقاق‪ ،‬فعلى سبيل املثال ميكن للمؤسسة احلصول على التمويل وفق صيغ املضاربة أو صيغة السلم بدون حتمل فائدة أو‬
‫تقدمي ضمانات‪ ،‬من هذا املنطلق سيكون موضوع حبثنا هو تسليط الضوء على املؤسسات االقتصادية اليت تستفيد من التمويل‬
‫التشاركي‪ ،‬وأهم الصيغ اليت تأخذ التمويل وفقها‪ ،‬واثر هذا التمويل على أدائها املايل ‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشكالية‪:‬‬

‫تسعى املؤسسة االقتصادية إىل تعظيم أرباحها‪ ،‬ولكي تزاول املؤسسة أنشطتها حتتاج إىل موارد مالية‪ ،‬وتسهر اإلدارة‬
‫املالية يف املؤسسة مبهمة تدبري األموال من اجل حتقيق أهداف املؤسسة واليت تتلخص يف هدفني رئيسيني أوهلما التوازن املايل مبعىن‬
‫توفري االحتياجات املالية املطلوبة للمؤسسة بأقل التكاليف وبأحسن الشروط من البدائل التمويلية املتاحة واستخدام هذه األموال‬
‫ضمن هيكل مايل ميكنها بااللتزام بتسديد ديوهنا بتواريخ استحقاق حمددة‪ ،‬وثاين أهدافها هو املردودية وهو االستخدام األمثل‬
‫للموارد املتاحة من اجل تعظيم األرباح واالستمرار يف النشاط‪ ،‬وتتأثر مؤشرات األداء املايل للمؤسسة االقتصادية بقرار التمويل‬
‫من حيث مصدره وتكلفته وآجاله‪ ،‬ومن بني مصادر التمويل البنوك التشاركية‪ ،‬واليت متنح التمويل وفق جمموعة من الصيغ منها‬
‫ما يتيح للمؤسسة احلصول على التمويل عن طريق صيغ متويل قائمة على البيع‪ ،‬كاملراحبة واإلجارة وبيع السلم‪ ،‬أو صيغ املشاركة‪،‬‬
‫حيث حتصل املؤسسة على التمويل بشرط مشاركة البنوك التشاركية يف الربح واخلسارة كاملضاربة واملشاركة‪ ،‬حيث حتصل املؤسسة‬
‫على التمويل بدون هوامش رحبية وال فوائد وال ضمانات‪ ،‬تبدو من الناحية النظرية أن هذه الصيغ تليب حاجات املؤسسة من‬
‫التمويل (الطويل والقصري األجل) ومن هذا املنطلق ميكن طرح التساؤل التايل‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة التمويل التشاركي في التأثير على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية في الجزائر؟‬

‫ولتبسيط هذه الدراسة ميكن أن نوضح هذه اإلشكالية باألسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ملقصود بالتمويل التشاركي وما هي قواعده وضوابطه وما هي أساليبه وصيغه ؟‬

‫‪ -‬ما هو واقع التمويل التشاركي يف اجلزائر؟‬

‫‪ -‬ما املقصود باألداء املايل وما هي طرق قياسه؟‬

‫‪ -‬هل ميكن أن يكون للتمويل التشاركي عالقة باألداء املايل للمؤسسات االقتصادية ؟‬

‫‪ii‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ ‬فرضيات‪ :‬ينطلق هذا البحث من الفرضيات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬الفرضية األولى‪:‬‬

‫‪-‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات حسب رأي العينة املدروسة‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية الثانية‪:‬‬

‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية للتمويل التشاركي تعزى لصيغة التمويل املطلوبة حسب رأي العينة املدروسة‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية للتمويل التشاركي تعزى لعدد سنوات نشاط املؤسسة حسب رأي العينة املدروسة‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف البحث‪:‬‬

‫عموما هندف يف هذا البحث إىل تسليط الضوء على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬البنك أو البنوك العاملة يف اجلزائر اليت تقدم التمويل التشاركي للمؤسسات االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسات االقتصادية اليت تستفيد من صيغ التمويل التشاركي‪.‬‬
‫‪ -‬صيغ التمويل التشاركي املوجهة لتمويل املؤسسات االقتصادية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة إجياد أثر حمتمل للتمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسة االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية البحث‪:‬‬

‫يعترب التمويل التشاركي بديل للتمويل القائم على سعر الفائدة‪ ،‬وتظهر أمهية هذا البحث يف التايل‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على صيغ التمويل التشاركي‪ ،‬وقدرهتا على تلبية حاجات املؤسسة املالية ومتويل أنشطتها‪.‬‬

‫‪ -‬أيضا ميكن معرفة مؤسسات التمويل اليت تنشط يف جمال التمويل التشاركي يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬االطالع على الصعوبات اليت تواجه املؤسسات يف احلصول على متويل وفق صيغ التمويل التشاركي لتمويل أنشطتها‪.‬‬

‫‪ -‬حماولة الوقوف على الوضع املايل للمؤسسات اليت تعتمد على التمويل التشاركي يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫توجد عدة أسباب دفعتنا إلختيار هذا املوضوع وهي ‪:‬‬

‫‪iii‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫أوال) سبب ذاتي‪ :‬ويتمثل يف الرغبة الشخصية يف اإلطالع على التمويل التشاركي‪ ،‬وصيغه‪ ،‬وضوابطه‪ ،‬وواقعه يف اجلزائر‪،‬‬
‫وهذا إلرتباط التمويل التشاركي بالتوجه الثقايف والديين والعقائدي للمجتمع اجلزائري‪.‬‬

‫ثانيا) أسباب موضوعية‪:‬ومتثلت هذه األسباب يف‪:‬‬

‫‪ ‬يعد التمويل التشاركي بديال عن التمويل التقليدي‪ ،‬لذا وجب اإلطالع على خصائصه وضوابطه وأساليبه وصيغه‪.‬‬
‫‪ ‬احلاجة املاسة للمؤسسات االقتصادية لإلطالع على خصائص صيغ التمويل التشاركي‪ ،‬ويف كيفية االستفادة القصوى‬
‫منها‪ ،‬وأيضا االطالع على الكيفية اليت ميكن أن يؤثر هبا هذا التمويل على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه احلكومي األخري الذي يسعى إىل نشر وتوسيع وتعميم التمويل التشاركي‪ ،‬من خالل التشريعات والتنظيمات‬
‫الصادرة مؤخرا‪.‬‬
‫‪ ‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬من أجل الوصول إىل أهدف الدراسة واإلجابة على التساؤالت املطروحة وإختبار الفرضيات‪ ،‬إعتمد الباحث على املنهج‬
‫الوصفي‪ ،‬وهذا لوصف ودراسة متغريات الدراسة وهي‪ :‬التعريف بالتمويل التشاركي واالطالع على ضوابطه وقواعده‪ ،‬والتعريف‬
‫بصيغه وأساليبه‪ ،‬وتسليط الضوء على واقع التمويل التشاركي يف اجلزائر‪ ،‬والتعريف أيضا باألداء املايل للمؤسسة اإلقتصادية وأهم‬
‫املقاييس واملؤشرات املعتمدة يف تقييم األداء املايل‪ ،‬وذلك باالطالع على الكتب‪ ،‬والدراسات النظرية‪ ،‬واجملالت‪ ،‬واملنشورات‪،‬‬
‫وغريها من األحباث اليت هلا عالقة باملوضوع حمل الدراسة وهذا هبدف وضع إطار يساعد على الفهم اجليد ملتغريات الدراسة‪ ،‬كما‬
‫مت إعتماد األسلوب التحليلي حملاولة معرفة العالقة بني صيغ التمويل التشاركي وأهم مؤشرات األداء املايل للمؤسسة االقتصادية‬
‫وهذا من الناحية النظرية‪.‬‬

‫‪ -‬يف اجلانب التطبيقي من الدراسة مت إعتماد منهج دراسة حالة عينة‪ ،‬حبيث مت مجع املعلومات بإستخدام إستبانة صممت لقياس‬
‫متغريات الدراسة وفق ليكرت اخلماسي‪ ،‬وتفريغها ومعاجلتها بواسطة برامج إحصائية مالئمة وهي‪ :‬برنامج (‪ ،)Spss‬وبرنامج‬
‫(‪.)Amos‬‬

‫‪ ‬اإلطار المكاني والزماني للدراسة‪:‬‬

‫أوال) اإلطار الزماني للدراسة‪:‬‬

‫امتدت الدراسة على طول املوسم اجلامعي ‪ ،0200/0200‬ابتداء من شهر أكتوبر ‪ 0200‬إىل جوان ‪.0200‬‬

‫ثانيا) اإلطار المكاني‪:‬‬

‫مت توزيع اإلستبانة على عينة الدراسة واملتمثلة يف املؤسسات االقتصادية اليت تعتمد على التمويل التشاركي أو إستفادة من التمويل‬
‫التشاركي‪ ،‬إقتصر توزيع اإلستبانة على عينة الدراسة يف أربع واليات فقط وهي‪ :‬اجلزائر ‪ ،‬االغواط‪ ،‬غرداية‪ ،‬ورقلة‪.‬‬

‫‪iv‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ ‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫واجه الباحث صعوبات كبرية يف إاجاز هذه الدراسة واليت ميكن أن نلخصها يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عرفت هناية سنة ‪ 0202‬انتشار وباء كوفيد ‪ ،02‬والذي حد كثريا من حركة الباحث يف مجع املعلومات‪ ،‬واليت تتطلب إجراء‬
‫إتصاالت ومقابالت‪ ،‬وهذا بسبب إجراءات احلجر الصحي اليت عرفتها البالد‪ ،‬ومعلوم أن هذا الوباء مل يؤثر فقط على حركة‬
‫الباحث بل أثر على حركة العامل برمته‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة احلصول على املعلومات واليت ختص عمالء البنوك اإلسالمية يف اجلزائر من املؤسسات االقتصادية اليت تعتمد يف متويلها‬
‫على إحدى البنوك اإلسالمية العاملة يف اجلزائر‪ ،‬وهذا بسبب حتفظ األخرية يف اإلفادة بأية معلومة ختص عمالئها حبجة احملافظة‬
‫على سرية املعلومات اليت ختص عمالئها‪ ،‬وإن حدث وحصل الباحث على مقابلة مع أصحاب هذه املؤسسات فكثري منهم ما‬
‫يبدي إستياء من معرفة عالقتهم بالبنك من طرف الباحث‪ ،‬أو أي شخص غريه حبصوهلم على متويل من هذه البنوك‪ ،‬كما‬
‫يبدون رفضا يف كثري من األحيان على اإلفادة بأية معلومة ختص نشاطهم أو متويلهم‪ ،‬فما بالك باحلصول على معلومات تتمثل‬
‫يف اإلجابة على أسئلة استبيان‪ ،‬أو اإلدالء حبجم التمويل أو نوعه أو الوضعية املالية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬مما زاد صعوبة ااجاز هذه الدراسة عدم وجود مراكز إحصاء ومعلومات متكن الباحث من احلصول على حجم التمويل‬
‫اإلسالمي املقدم للمؤسسات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬طبيعة هذا التمويل‪ ،‬عدد املؤسسات الناشطة يف اجلزائر واليت تعتمد على‬
‫صيغ التمويل اإلسالمي يف اجلزائر‪ ،‬أيضا معلومات ختص مؤشرات األداء املايل هلذه املؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات سابقة‪:‬‬

‫يف ما يلي نعرض ما متكن الباحث من الوصول إليه من الدراسات السابقة واليت تناولت موضوع التمويل التشاركي (اإلسالمي)‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪(Abdiaziz yussf,2017)Effect of Islamic banking on growth of small medium‬‬


‫‪enterprises in Nairobi: a case study first community bank.‬‬

‫(دراسة عبد العزيز يوسف‪ ) 2710 ،‬اثر الخدمات المصرفية اإلسالمية على نمو المؤسسات المتوسطة والصغيرة في‬
‫نيروبي‪ :‬حالة عينة لبنك المجتمع األول‪:‬هدفت الدراسة إىل بيان اثر خدمات التمويل اإلسالمي على منو املؤسسات املتوسطة‬
‫والصغرية ولإلجابة على إشكالية الدراسة اتبع الباحث املنهج الوصفي وأدوات التحليل اإلحصائي‪ ،‬كما استخدم االستبيان كأداة‬
‫جلمع البيانات لعينة متكونة من ‪ 562‬مؤسسة متوسطة وصغرية كما مشل االستبيان ‪ 02‬موظفا من موظفي البنك(بنك اجملتمع‬
‫األول) الذي يوفر خدمات التمويل اإلسالمي يف نريويب‪ ،‬واستخدم الباحث أسلوب العينة العنقودية وهذا لكي تشمل الدراسة‬
‫مجيع أنواع األنشطة للمؤسسات حمل الدراسة‪.‬‬

‫‪v‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫خلصت الدراسة إىل أن اخلدمات البنكية اإلسالمية ساعدت املؤسسات املتوسطة والصغري على النمو ماليا وهذا ما يعزز األداء‬
‫املايل للمؤسسات حمل الدراسة‪ ،‬كما خلصت الدراسة أيضا إىل أن اخلدمات املصرفية اإلسالمية تؤثر على منو املؤسسات الصغري‬
‫واملتوسطة‪ ،‬كما حسنت خدمات التمويل اإلسالمي من القدرة التنافسية للمؤسسات املتوسطة والصغرية يف السوق‪ ،‬كما أثرت‬
‫على قدرة املؤسسات على حتسني الرحبية املالية ‪.‬‬

‫إضافة إىل أن خدمات التمويل اإلسالمي حسنت من امتثال املؤسسات املتوسطة والصغرية لألحكام التنظيمية‪ ،‬وساعدت‬
‫اخلدمات املالية اإلسالمية املؤسسات املتوسطة والصغرية يف احلصول على التمويل و حتسني اختاذ القرارات املالية ‪.‬‬

‫وأوصت الدارسة بان تستخدم البنوك اإلسالمية منتجات مصرفية جديدة تستهدف هبا املؤسسات املتوسطة والصغرية‪ ،‬وان‬
‫تستخدم تكنولوجيا االتصاالت اجلديدة من اجل خفض تكاليف التمويل‪ ،‬كما أوصت بان يصاحب التمويل اإلسالمي تطور‬
‫املؤسسات املتوسطة والصغري وان يليب حاجاهتا املتزايدة واملتجددة من اخلدمات املالية‪ ،‬كما جيب على خدمات التمويل‬
‫اإلسالمي أن تواكب هذا التطور‪.‬‬

‫(مهدي ميلود‪) 2711 ،‬التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين المزايا النظرية والعقبات التطبيقية –‬
‫دراسة ميدانية لبنك البركة الجزائري حسب آراء اإلطارات البشرية للبنك‪ :-‬يعترب التمويل اإلسالمي بديال للتمويل التقليدي‬
‫املبين على أساس الفائدة اليت يرى الفقهاء أهنا ربا حمرم يف التعامالت املالية‪ ،‬ومن هذا املنطلق هدف الباحث إىل إبراز الدور‬
‫الذي يلعبه التمويل اإلسالمي يف متويل املؤسسات املتوسطة والصغرية واتبع الباحث املنهج الوصفي والتحليلي‪ ،‬وقد طبقت هذه‬
‫الدراسة على بنك الربكة اجلزائري باعتباره رائدا يف هذا امليدان يف اجلزائر‪ ،‬واستخدم الباحث االستبيان موجهة ملوظفي بنك الربكة‬
‫كأداة جلمع البيانات وباستخدام األساليب اإلحصائية ملعاجلة البيانات‪ .‬خلص البحث إىل أن التمويل اإلسالمي مناسب وأكثر‬
‫فعالية لتمويل املؤسسات الصغري واملتوسطة‪ ،‬وخلص أيضا إىل أن الواقع يثبت حمدودية مسامهة البنك حمل الدراسة يف متويل هذا‬
‫النوع من املؤسسات وهذا راجع لغياب تشريع مناسب ينظم يراعي خصوصية التمويل اإلسالمي يف اجلزائر‪.‬‬

‫واقرتح الباحث إجياد تشريع مناسب يراعي خصوصية نشاط البنوك اإلسالمية يف اجلزائر املبين على قواعد الشريعة اإلسالمية‬

‫وختصيص ميزانية من الدولة لتكون ضامنا وكافال للمؤسسات املتوسطة والصغري عند طلبها التمويل من البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫(ضياء الدين مصباح‪ ) 2712 ،‬اثر التمويل بالمرابحة لآلمر بالشراء على نمو رأس المال العامل –دراسة تطبيقية على‬
‫المشاريع الصغيرة الممولة من اإلغاثة اإلسالمية في فلسطين‪:-‬هدفت الدراسة إىل بيان اثر التمويل بإحدى صيغ التمويل‬
‫اإلسالمي وهي املراحبة لآلمر بالشراء على منو رأس املال العامل للمشاريع املمولة من طرف هيئة اإلغاثة اإلسالمية العاملة يف قطاع‬
‫غزة‪ ،‬وقد اعتمد الباحث على املنهج الوصفي التحليلي كما اعتمد على االستبيان جلمع البيانات من املشاريع املمولة من طرف‬
‫اإلغاثة اإلسالمية ومن أهم النتائج اليت توصل إليها ما يلي‪:‬‬

‫‪vi‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اإلغاثة اإلسالمية تطبق معايري وضوابط حتكم حجم التمويل هبدف منو رأس املال العامل للمشاريع طالبة التمويل وهذا من حيث‬
‫حتديد مثن السلع أو هامش الربح وإمكانية استفادة العميل من ختفيض على مثن السلع عند حصوله على التمويل ‪.‬‬

‫وجود تشريعات وقوانني تتعلق بفرتات السداد واليت تساعد عل منو رأس املال العامل يف املشاريع املمولة من اإلغاثة اإلسالمية‬
‫حيث أن فرتات السداد ميسرة كما أن السداد قبل املوعد احملدد يشجع اإلغاثة اإلسالمية على منح املزيد من التمويل‪ ،‬كما ميكن‬
‫القول أن املراحبة لآلمر بالشراء تعترب صيغة متويل مناسبة للمشاريع الصغري من الناحية االقتصادية من جهة كما أهنا صيغة موافقة‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية من جهة أخرى‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بالتحسني املستمر يف اخلدمات التمويلية املقدمة وذلك عن طريق احتساب هامش الربح بناء على سعر السلعة‬
‫األول مضافا إليه التكاليف املباشرة دون مغاالة‪ ،‬وختصيص جزء من هامش الربح لدعم لألنشطة االجتماعية‪ ،‬ووضع شروط‬
‫واضحة لضبط فرتات السداد يف حالة قيام العميل بالسداد قبل املوعد احملدد أو عند تأخره أو طلبه إلعادة اجلدولة ومراعاة كل‬
‫حالة بعناية مع وضع تنظيمات واضحة للضمانات للحد من خماطر عدم السداد واسرتا جاع املراحبات املمنوحة للمستثمرين ‪.‬‬

‫(عصام بوزيد‪ ،‬قدي عبد المجيد‪:)2712 ،‬واقع توجه البنوك اإلسالمية نحو تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‪-‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪:-‬هدفت الدراسة إىل تسليط الضوء على صيغ التمويل اإلسالمي املقدمة من طرف‬
‫بنك الربكة اجلزائري للمؤسسات الصغرية واملتوسطة و مدى مالئمة شروط منح التمويل هبذه الصيغ خلصوصية هذه املؤسسات‪،‬‬
‫حيث طبقت الدراسة على جمموعة من موظفي البنك العاملني يف جلنة التمويل واالستثمار باعتبارهم عينة للدراسة‪ ،‬وجلمع‬
‫املعلومات استعمل الباحثان أسلوب املقابلة مع موظفي البنك واالستبيان‪ ،‬وباالستعانة بطرق التحليل اإلحصائي مت التوصل إىل‬
‫النتائج التالية ‪:‬‬

‫اعتماد البنك حمل الدراسة يف منح التمويل بصفة أساسية على صيغة املراحبة وتليها صيغ السلم واإلجيار واالستصناع‪ ،‬ويف املقابل‬
‫ال مينح البنك التمويل بصيغ املضاربة واملشاركة‪ ،‬وتوصل الباحثان إىل أن هناك تشديد من طرف البنك يف فرض الضمانات واليت‬
‫تصل قيمتها أحيانا إىل نسبة ‪ %002‬من قيمة املبالغ املمنوحة كتمويل للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وهو أمر مبالغ فيه حسب‬
‫الباحثان‪ ،‬ضف إىل ذلك اخنفاض نسبة التمويالت املتعثرة وهذا يدل على اجاح املؤسسات يف سداد مبالغ هذا التمويل واجاح‬
‫املشاريع املمولة‪ ،‬وبصفة عامة ميكن القول أن التمويل اإلسالمي املوجه للمؤسسات الصغرية واملتوسطة حمدود يف اجلزائر‪.‬‬

‫(سمير هربان‪ ) 2712 ،‬صيغ وأساليب التمويل بالمشاركة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التنمية المستدامة‬
‫دراسة حالة مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‪ :‬هدفت الدراسة إىل التعرف على دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف حتقيق‬
‫التنمية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى دور البنك اإلسالمي للتمنية يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة عن طريق التمويل بصيغ‬
‫املشاركة والدور الذي تلعبه يف حتقيق أبعاد التنمية‪ ،‬واتبع الباحث املنهج الوصفي التحليلي لتقييم جتربة البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫يف متويل املؤسسات املتوسطة والصغرية‪ ،‬ومن أهم النتائج اليت توصلت إليها الدراسة هو حمدودية التمويل املوجه للمؤسسات‬

‫‪vii‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫املتوسطة والصغرية عن طريق صيغ املشاركة واملضاربة وهذا بسبب ارتفاع درجة املخاطر املصاحبة للتمويل هبذه الصيغ‪ ،‬عدم حتقيق‬
‫األهداف املرجوة من طرف البنك اإلسالمي للتنمية يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة وحتقيق أهداف التنمية‪.‬‬

‫‪(Khaled Alhabashi,2015)Financing for small and medium enterprise: the role of‬‬
‫‪Islamic financial institutions in Kuwait‬‬

‫(خالد الحبشي‪ :) 2712 ،‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬دور مؤسسات التمويل اإلسالمية في الكويت‪:‬هدفت‬
‫الدراسة إىل تقييم دور املؤسسات املالية اإلسالمية يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وهذا بغرض إحاطة الضوء على‬
‫التحديات واملشاكل اليت تواجه املؤسسات حمل الدارسة يف احلصول على التمويل‪ ،‬وكيف ميكن أن تليب مؤسسات التمويل‬
‫اإلسالمي يف الكويت حاجيات املؤسسات الصغرية واملتوسطة املالية الالزم ملزاولة أنشطتها وحتقيق أهدافها‪ ،‬وإمكانية تطوير‬
‫منتجات وخدمات مالية إسالمية تالءم خصوصية هذه املؤسسات‪ ،‬ولإلجابة على إشكالية البحث اعتمد الباحث املنهج النوعي‬
‫وهذا لصغر حجم العينة ومتثلت األخرية يف املدراء واملدراء املاليني للمؤسسات وكذا ممثلي اهليئات الشرعية ملؤسسات التمويل‪،‬‬
‫وجلمع البيانات استخدم الباحث أداة االستبيان وقام بتنظيم مقابالت مع أفراد العينة معتمدا على أسلوب عينة كرة الثلج وهذا‬
‫بغرض استكشاف أراء و تصورات املشاركني يف املقابلة حول دور التمويل اإلسالمي يف تنمية ودعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫‪ ،‬ومن النتائج املتوصل إليها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعترب احلصول على التمويل بالنسبة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة حتديا وهذا بسبب الضمانات إيل تفرضها مؤسسات‬
‫التمويل واليت تتجاوز قيمتها أحينا التمويل املطلوب ‪.‬‬

‫‪ -‬تكلفة التمويل العالية وتوقيت احلصول على التمويل والذي له اثر على أداء املؤسسات طالبة التمويل‪.‬‬

‫‪ -‬كما توصل الباحث إىل أن العالقات الشخصية والعالقات العائلية تلعب دورا ال ميكن جتاهله يف حصول املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة على التمويل‪ ،‬إضافة ذلك توصل الباحث إىل أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة تفضل التعامل مع مؤسسات متويل‬
‫متخصصة وهذا راجع إىل البنوك ال تعترب مصدرا مالئما للتمويل الن هذه البنوك تفضل متويل املشاريع سريعة الربح منخفضة‬
‫املخاطر كما أهنا ال تناسب أعمال املؤسسات حمل الدراسة الن البنوك توفر التمويل قصري األجل وحتجم عن متويل طويل األجل‪.‬‬

‫‪ -‬توصلت الدراسة أيضا أن صيغ التمويل التربعي مثل الزكاة والوقف والقرض احلسن أكثر مالئمة لتمويل املؤسسات حمل الدراسة‬
‫من صيغ التمويل األخرى ‪.‬‬

‫واقرتح الباحث توصيات من أمهها‪ :‬إنشاء حاضنات لتطوير هذا القطاع احليوي وزيادة الدعم احلكومي هلذا النوع من املؤسسات‬

‫(عبد اهلل على عبد اهلل محمد‪ :) 2712 ،‬تمويل المشروعات الصغيرة واألصغر في مؤسسات التمويل اإلسالمي من وجهة‬
‫نظر الممولين والمستثمرين في اليمن‪:‬هدفت الدراسة إىل بيان واقع التمويل اإلسالمي املوجه إىل املشاريع الصغرية واألصغر يف‬
‫اليمن وهذا من وجهة نظر أصحاب املشاريع‪ ،‬ومن وجهة نظر اجلهات املاحنة للتمويل‪ ،‬وهذا للبحث عن اثر الوعي واملعرفة‬

‫‪viii‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫بالتمويل اإلسالمي وإجراءات التمويل على انتشار التمويل اإلسالمي‪ ،‬وتسليط الضوء عن اثر العوائق اليت حتد من انتشار‬
‫التمويل اإلسالمي‪ ،‬وللوصول إىل أهداف البحث اتبع الباحث املنهج الوصفي واملنهج اإلحصائي‪ ،‬وقام جبمع املعلومات عن‬
‫طريق منوذجني من االستبيان األول وجه ألصحاب املشاريع املستفيدة من التمويل والنموذج الثاين وجه للجهات املمولة‪ ،‬ومن‬
‫أهم النتائج اليت توصلت إليها الدراسة وجود عالقة بني الوعي املعريف ودور املؤسسات التمويلية يف منو وانتشار التمويل اإلسالمي‬
‫للمشروعات الصغرية واألصغر يف اليمن‪ ،‬أما الدور احلكومي والعوائق واحللول املقرتح كان دورها ضعيفا هذا من جهة موظفي‬
‫البنك ‪ ،‬أما من جهة أصحاب املشروعات الصغرية فبينت النتائج عن وجود عالقة ذات داللة معنوية بني إجراءات منح التمويل‬
‫من طرف املؤسسات املاحنة للتمويل واآلليات واحللول املقرتحة يف منو وانتشار التمويل اإلسالمي للمشروعات الصغري‪ ،‬كما ال‬
‫يوجد تأثري للعوائق‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بضرورة عمل احلكومة على تشجيع املشروعات الصغرية من العفو الضرييب ‪ ،‬كما ينبغي عل املؤسسات املالية‬
‫نشر الوعي املعريف بالتمويل اإلسالمي وتطوير صيغ تناسب نشاطا املشاريع الصغرية إىل جانب املراحبة‪.‬‬

‫(عبد الرحمان عبد القادر‪ ،‬محمد مدياني‪ )2712 ،‬التمويل اإلسالمي من منظور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة –دراسة‬
‫حالة بعض المؤسسات الممولة من طرف بنك البركة الجزائري‪:-‬يعترب التمويل اإلسالمي بديال عن التمويل التقليدي وهو‬
‫عبارة عن جمموعة من الصيغ(مراحبة‪ ،‬مضاربة‪ ،)......‬وهلذا هدف الباحثان إىل معرفة ما مدى مسامهة هذه الصيغ يف تلبية‬
‫احلاجات املالية للمؤسسات املتوسطة والصغرية‪ ،‬إضافة إىل تسليط الضوء على املشاكل اليت تواجه املؤسسات عند طلب التمويل‬
‫من البنوك اإلسالمية وما إذا كانت خدمات التمويل املقدمة من طرف البنوك اإلسالمية أحسن من نظريهتا يف البنوك التقليدية‪.‬‬

‫وللوصول إىل هدف البحث اعتمد الباحثان على املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ومت استخدام االستبيان كأداة جلمع البيانات من‬
‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت حصلت أو تعتمد على بنك الربكة اجلزائري لتلبية حاجاهتا املالية‪ ،‬ومن أهم النتائج اليت‬
‫توصلت إليها الدراسة أن الصيغ اليت حصلت املؤسسات حمل الدراسة من خالهلا على التمويل هي بالدرجة األوىل املراحبة وبدرجة‬
‫اقل اإلجيار والسلم واالستصناع‪ .‬كما ال يوجد متويل بصيغ املشاركة واملضاربة‪ ،‬ومن أهم املشاكل اليت واجهة املؤسسات طالبة‬
‫التمويل هي مشكلة الضمانات وارتفاع تكلفة التمويل اإلسالمي والذي يكاد يقارب تكلفة البنوك التقليدية‪ ،‬إال أن املؤسسات‬
‫املتوسطة والصغرية تفضل التعامل مع بنك الربكة بدال من البنوك التقليدية األخرى‪.‬‬

‫‪(Aulia Nurul Huda,2017)The development of Islamic Financing scheme for‬‬


‫‪SMEs in developing country: The Indonesian case‬‬

‫(علية نور الهدى‪) 2712 ،‬تطوير التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسط في الدول النامية حالة اندونيسيا‪:‬‬
‫تعاين املؤسسات الصغرية واملتوسطة من قلة التمويل‪ ،‬هلذا هدفت الباحثة إىل وضع إطار ميكن من خالله استخدام خمطط للتمويل‬
‫اإلسالمي حلل مشكلة التمويل اليت تواجهها هذه املؤسسات يف البلدان النامية بصفة عامة ويف اندونيسيا بصفة خاصة‪ ،‬وللوصول‬
‫إىل هذا الغرض اتبعت الباحثة املنهج الوصفي وذلك باالعتماد على األدبيات السابقة املتعلقة بالتمويل اإلسالمي واملؤسسات‬

‫‪ix‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كما اعتمدت على املنهج التحليلي وذلك بتحليل البيانات السنوية من سنة ‪ 0223‬إىل ‪ 0202‬واليت‬
‫حصلت عليها من طرف الوكالة املركزية لإلحصاء والبنك املركزي يف اندونيسيا‪ ،‬واليت ختص حجم وصيغ التمويل املوجه هلذا النوع‬
‫من املؤسسات إضافة إىل التمويالت املتعثرة ومن أهم النتائج املتوصل إليها هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اعتماد البنوك اإلسالمية العاملة يف اندونيسيا على صيغ املداينات وبصفة خاصة على صيغة املراحبة يف متويل املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة مع إمهال التمويل بالصيغ القائمة على املشاركة يف الربح واخلسارة‪ ،‬واالعتماد على التمويل قصري األجل مبقابل االبتعاد‬
‫على التمويل الطويل األجل‪.‬‬

‫‪ -‬إ رتفاع هامش الربح املفروض على التمويل اإلسالمي وهذا بسبب ارتفاع خماطر نشاط هذه املؤسسات وإحجام البنوك التقليدية‬
‫عن متويل هذه املشروعات‪ ،‬وهذا ما يفسر امتناع البنوك التقليدية عن متويلها‪.‬‬

‫‪ -‬إ رتفاع نسبة التمويالت املتعثرة املوجهة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وهذا ما يفسر إحجام البنوك التقليدية عن متويل هذه‬
‫املؤسسات كما يفسر سبب ارتفاع تكلفة التمويل اإلسالمي املوجه هلذه املشروعات‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بضرورة توفري املعلومات اخلاصة باملشروعات الصغرية واملتوسطة ونشرها على نطاق واسع من طرف اجلهات‬
‫املختصة‪ ،‬وتقييم جدوى املشروعات الطالبة للتمويل وكذا تقييم خماطر أعماهلا والعمل مع األكادمييني والبنوك واحلكومة لوضع‬
‫نظام تصنيف ائتماين يساعد البنوك اإلس المية يف التعرف على و الوضعية املالية للمؤسسات حمل التمويل وتوفري التمويل الالزم‬
‫هلا‪.‬‬

‫ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة‪:‬‬

‫ستتم اإلشارة حتت هذا العنوان إىل أوجه التشابه وأوجه االختالف بني هذه الدراسة وما سبقها من دراسات لنفس املوضوع وذلك‬
‫من ناحية اهلدف واملنهج واألداة املستخدمة يف مجع البيانات وجمتمع الدراسة وعينته‪ .‬ا‬

‫إن أهم ما مييز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة هو العنوان الذي ومست به وهو التمويل التشاركي إال أن الدراسات السابقة‬
‫تناولت موضوع التمويل اإلسالمي‪ ،‬وكما متت اإلشارة إليه هو أن مصطلح التمويل التشاركي هو التسمية املغاربية (اجلزائر‬
‫واململكة املغربية) للتمويل اإلسالمي وبالتايل فاالختالف هنا هو فقط يف التسمية وليس يف املعىن‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث اهلدف هدفت بعض الدراسات إىل بيان اثر اخلدمات املصرفية اإلسالمية على منو املؤسسات الصغرية واملتوسطة أو‬
‫اثر إحدى صيغ التمويل اإلسالمي على منو رأس املال العامل يف املشاريع الصغرية‪ ،‬أما الدراسات األخرى فتناولت واقع التمويل‬
‫اإلسالمي املوجه خصيصا للمؤسسات دائما املتوسطة والصغرية من الناحية النظرية واملزايا اليت يتمتع هبا هذا التمويل ومن الواقع‬
‫التطبيقي واهم العقبات اليت تواجه هذا التمويل‪ ،‬أو حىت حماولة اخذ وجهة نظر املؤسسات حول التمويل اإلسالمي من حيث‬
‫تكلفته أو صعوبات احلصول عليه‪ ،‬ومن حيث إمكانية أن يكون بديال للتمويل التقليدي هلذه املؤسسات‪ ،‬أما مييز هذه الدراسة‬

‫‪x‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫من حيث اهلدف هو معرفة البنوك املاحنة للتمويل التشاركي يف اجلزائر واهم الصيغ املوجهة لتمويل املؤسسات االقتصادية‪ ،‬والبحث‬
‫عن اثر التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث منهجية البحث اعتمدت كل الدراسات على املنهج الوصفي واألسلوب التحليلي‪ ،‬وهو نفس املنهج الذي سيعتمده‬
‫الباحث يف هذه الدراسة لبلوغ هدف هذه الدراسة ولإلجابة على اإلشكالية واختبار فرضياهتا‪.‬‬

‫‪ -‬استخدمت الدراسات السابقة جلمع البيانات واملعلومات االستبيان املوجه لعينة من املؤسسات حمل الدراسة سواء كانت هذه‬
‫املؤسسات يف اجلزائر أو الدول األخرى‪ ،‬كما اعتمدت بعض الدراسات منوذجني من االستبيان أحدمها موجه للمؤسسات‬
‫املتوسطة والصغرية‪ ،‬ومنوذج آخر موجه ملوظفي البنوك اليت متنح التمويل هلذه املؤسسات‪ ،‬أما هذه لدراسة ستستخدم نفس األداة‬
‫وهي االستبيان حيث سيوجه فقط للمؤسسات االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬جمتمع وعينة الدراسة ‪ ،‬حيث إستهدفت الدراسات السابقة املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كما إعتمدت بعض الدراسات‬
‫على عينة من موظفي البنوك اليت متول هذا النوع من املؤسسات أو املشاريع الصغرية واملصغرة ‪ ،‬أما جمتمع وعينة هذه الدراسة‬
‫يتمثل يف املؤسسات االقتصادية اليت حصلت على التمويل التشاركي من البنوك اإلسالمية أو النوافذ اإلسالمية العاملة يف اجلزائر‪.‬‬

‫أما عن حجم العينة فكان أكرب من الدراسات السابقة‪ ،‬كما حاولت الدراسة إجياد اثر للتمويل التشاركي على األداء املايل‪.‬‬

‫‪ ‬هيكل الدراسة‪:‬‬

‫لبلوغ أهداف الدراسة مت تقسيم البحث إىل قسمني‪ ،‬قسم نظري حيتوي على فصلني‪ ،‬وقسم تطبيقي حيتوي على فصل واحد‬
‫وسنحاول يف اآليت عرض هيكل الدراسة بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫يف الفصل األول مت عرض عموميات حول التمويل التشاركي‪ ،‬حيث مت التطرق يف املبحث األول إىل ماهية التمويل التشاركي‪،‬‬
‫أي التعريف بالتمويل التشاركي‪ ،‬مع عرض أهم قواعده وضوابطه‪ ،‬أما املبحث الثاين فخصص لعرض أساليب وصيغ التمويل‬
‫التشاركي وعرض خصائصها وشروطها وتقسيماهتا‪ ،‬أما املبحث الثالث فقد خصص لعرض واقع وحتديات التمويل التشاركي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬وذلك بعرض اإلطار القانوين للتمويل التشاركي مع التطرق ألهم املؤسسات الناشطة يف هذا القطاع‪ ،‬باإلضافة إىل سبل‬
‫تطوير هذا القطاع يف اجلزائر‪.‬‬

‫يف الفصل الثاين مت تسليط الضوء على األداء املايل وعالقته بالتمويل التشاركي وهذا يف ثالث مباحث‪ ،‬حيث مت يف البحث األول‬
‫إحاطة الضوء مبفهوم األداء املايل والعوامل اليت ميكن أن تأثر على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية وذلك من الناحية النظرية‪.‬‬

‫أما املبحث الثاين فتم التطرق للكيفية اليت يتم هبا قياس وتقييم األداء املايل يف املؤسسة االقتصادية‪ ،‬حيث مت عرض أهم املؤشرات‬
‫املعتمدة يف تقييم األداء املايل للمؤسسات االقتصادية الكالسيكية منها واحلديثة مع عرض أوجه القصور وأهم االنتقادات اليت‬
‫وجهت هلذه املؤشرات‪ ،‬يف املبحث الثالث مت احلديث عن تكلفة صيغ التمويل التشاركي‪ ،‬وذلك بعرض مفهومها‪ ،‬وعرض‬

‫‪xi‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‬

‫موقف الشريعة اإلسالمية من طرق حساهبا‪ ،‬كما مت تناول عالقة صيغ التمويل التشاركي بأهم مؤشرات األداء املايل للمؤسسة‬
‫االقتصادية‬

‫يف الفصل الثالث والذي ميثل القسم التطبيقي من الدراسة‪ ،‬مت ااجاز الدراسة امليدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء املايل لعينة‬
‫من املؤسسات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬حيث يضم هذا الفصل مبحثني‪ :‬يف املبحث األول مت عرض اإلطار املنهجي للدراسة مع‬
‫نتائج اإلحصاء الوصفي للعينة حمل الدراسة‪ ،‬أما املبحث الثاين فتم ختصيصه لتحليل النتائج و اختبار الفرضيات الدراسة‪.‬‬

‫‪xii‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مدخل نظري للتمويل‬
‫التشاركي‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يشرتك يف احلاجة إىل التمويل كل من األفراد واملؤسسات وأصحاب املشاريع واملنظمني وحىت أصحاب األفكار الذين‬
‫يبحثون عن التمويل لرتمجة أفكارهم إىل مشاريع منتجة للسلع أو مقدمة للخدمات‪.‬‬

‫ولتحصل املؤسسات على األموال تلجأ عادة إىل البنوك التقليدية لتحصل على قروض بفوائد‪ ،‬مع االلتزام بتقدمي‬
‫ضمانات غالبا ما تكون عينية‪ ،‬أو تلجأ إىل سوق األوراق املالية للحصول على التمويل عن طريق إصدار أسهم أو سندات‪ ،‬وال‬
‫يتم هذا إىل بعد إستيفاء شروط تفرضها البورصة‪ ،‬أو تستعمل األرباح احملجوزة لديها‪ ،‬وهذا ما يكون غري متاح لعدد من‬
‫املؤسسات خاصة عند بداية النشاط‪ ،‬كما ميكن أن تلجأ إىل بديل آخر حمكوم بضوابط القران الكرمي والسنة النبوية الشريفة‪،‬‬
‫وهو التمويل التشاركي والذي يعرض تشكيلة من الصيغ‪ ،‬تبدو من الناحية النظرية مالئمة للحاجات املالية للمؤسسة‪ ،‬فيمكن أن‬
‫حتصل املؤسسة على رأس املال الثابت عن طريق صيغة املراحبة أو االستصناع مثال عند بداية النشاط‪ ،‬كما ميكن أن متول رأس‬
‫املال العامل عن طريق املشاركة أو املضاربة‪ ،‬كما ميكن أيضا ألصحاب األفكار واملبدعني احلصول على التمويل عن طريق‬
‫املضاربة اليت تفضي إىل املشاركة يف الربح‪.‬‬

‫وتعود جذور التمويل احملكوم بضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واملعروف بالتمويل اإلسالمي يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬والذي‬
‫وصفه املشرع اجلزائري بالتمويل التشاركي يف النظام ‪ 20-00‬نوفمرب ‪ ،0200‬كما وصفه أيضا بالتمويل اإلسالمي يف النظام‬
‫‪ 20-02‬مارس ‪ ،0202‬ويعود تارخيه إىل جتربة الدكتور امحد اجار يف مصر سنة ‪ 0265‬وذلك بإنشاء أول بنك إسالمي‪،‬‬
‫ولينتشر هذا النوع من البنوك بعد ذلك يف مجيع أحناء املعمورة‪ ،‬ويكون مزامحا للتمويل التقليدي حيث بلغ حجم أصول البنوك‬
‫اإلسالمية إىل ‪ 0.25‬تريليون دوالر سنة ‪ ،0202‬كما أثار هذا النوع من التمويل اهتمام املفكرين وعلماء االقتصاد والباحثني‪،‬‬
‫بل وأنشأت مراكز حبث دولية متخصصة تعىن بدراسة هذه الظاهرة مثل األكادميية العاملية للبحوث الشرعية يف املالية اإلسالمية‬
‫مباليزيا (إسرا)‪ ،‬و أنشأت أيضا جمالت متخصصة يف هذا اجملال مثل جملة بيت املشورة يف قطر واليت تعىن بالدراسات املتعلقة‬
‫بالتمويل اإلسالمي‪ ،‬أما يف اجلزائر فقد أنشئ أول بنك إسالمي سنة ‪ 0220‬ويليه مصرف السالم يف سنة ‪ ،0220‬وبعد‬
‫صدور قانون الصريفة التشاركية يف نوفمرب ‪ 0200‬أتاح للبنوك العمومية األخرى فتح نوافذ متخصصة يف تقدمي منتجات التمويل‬
‫التشاركي‪ ،‬ومن هذا املنطلق سنحاول يف هذا الفصل أن نتطرق إىل التعريف بالتمويل التشاركي والتعرف على أهم قواعده‬
‫وضوابطه‪ ،‬وصيغه وأدواته‪ ،‬وعلى أهم املؤسسات الدولية الداعمة للتمويل التشاركي‪ ،‬كما سنحاول عرض واقع التمويل التشاركي‬
‫اجلزائر‪ ،‬وفق اآليت ‪:‬‬

‫‪ -‬املبحث األول ‪:‬ماهية التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬أساليب التمويل التشاركي ‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬واقع وحتديات التمويل التشاركي يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التمويل التشاركي‬

‫ال يبدوا مصطلح التمويل التشاركي مصطلحا معروفا‪ ،‬ومتداوال يف وسط املعامالت املالية سواء التقليدية أو احلديثة‪ ،‬رغم‬
‫صدوره يف اجلريدة الرمسية اجلزائرية يف النظام ‪ 20-00‬املؤرخ يف نوفمرب ‪ 0200‬واملتعلق بالصريفة التشاركية‪ ،‬حيث تعترب عمليات‬
‫التمويل التشاركي ضمن خدمات الصريفة التشاركية‪ ،‬وهذا ما يدفعنا إىل حماولة التعرف على مفهوم التمويل التشاركي وقواعده‬
‫وضوابطه يف هذا املبحث‪ ،‬كما سنعرض فيه مؤسسات التمويل التشاركي‪ ،‬وأهم املؤسسات الداعمة هلا‪ ،‬وهذا من خالل املطالب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول)مفهوم التمويل التشاركي‬


‫‪ ‬املطالب الثاين) قواعد وضوابط التمويل التشاركي‬
‫‪ ‬املطلب الثالث) مؤسسات التمويل التشاركي‬

‫المطلب األول)مفهوم التمويل التشاركي‪:‬‬

‫قبل إعطاء تعريف للتمويل التشاركي وجب اإلشارة إىل مفهوم التمويل لغة واصطالحا‪ ،‬ومفهوم التشاركية وجماالت‬
‫استخدام هذا املصطلح‪.‬‬

‫أوال) مفهوم التمويل ‪:‬التمويل لغة‪ :‬اتفقت مجيع املعاجم العربية على مفهوم التمويل وعموما وبالنظر إىل التعريف اللغوي لكلمة‬
‫"متويل" اجد أهنا مشتقة من املال نفسه‪ ،‬والتمويل لغة مصدر "مول" أي قدم له ما حيتاج من مال‪ ،‬واملمول أن يتفق على عمل‬
‫ما‪ ،‬ومتولت كثر مالك(شاهني‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)66‬أما اصطالحا فيمكن عرض أهم كتابات الباحثني يف هذا اجملال يف‬
‫التايل‪:‬‬

‫التمويل‪ :‬يقصد به تلك األموال اليت حتصل عليها املنشأة من الغري مع االلتزام بردها خالل فرتة زمنية معينة(هندي‪،0220 ،‬‬
‫صفحة ‪.)3‬‬

‫التمويل‪ :‬هو تدبري األموال الالزمة للقيام بالنشاط االقتصادي وتعتمد املشروعات على مواردها الذاتية لتمويل أنشطتها‬
‫االقتصادية‪ ،‬فإذا مل تف بذلك اجتهت تلك املشروعات إىل غريها ممن ميلكون فائضا من األموال لسد هذا العجز ‪ ،‬وينصرف‬
‫املعىن اخلاص للتمويل إىل انه نقل القدرة التمويلية من فئات الفائض املايل إىل فئات العجز املايل‪ ،‬كما يقصد به أيضا تدبري‬
‫األموال الالزمة لبدء مزاولة النشاط االقتصادي واالستمرار فيه‪ ،‬ويعين أيضا إنفاق املال يف عمليات اقتصادية للحصول على‬
‫مرودية أو نتيجة(بدران‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫من خالل التعريفات السابقة ميكن القول أن التمويل هو عملية تتم بني طرفني ممول ويتمثل يف اجلهة املاحنة لألموال وغالبا‬
‫ما تتمتع بفائض مايل‪ ،‬وجهة طالبة للتمويل غالبا ما تكون منشأة أو شركات‪ ،‬حيث تقوم هذه اجلهة مبمارسات للحصول على‬
‫األموال الالزمة واستخدامها يف أغراض غالبا ما تتمثل يف إقامة مشاريع‪ ،‬أو توسعة لنشاط مشاريع قائمة وهذا من اجل احلصول‬
‫على عوائد وحتقيق أرباح‪.‬‬

‫ثانيا) مفهوم التشاركية‪ :‬قبل حماولة وضع تعريف كامل للتمويل التشاركي وجب اإلشارة إىل معىن التشاركية لغة واصطالحا واهم‬
‫امليادين اليت يستخدم فيها هذا املصطلح‪.‬‬

‫التشاركية لغة‪:‬إسم مؤنث منسوب إىل تشارك‪ ،‬مصدر صناعي من تشارك‪ ،‬وتعين مجعية تعاونية تعتمد على حتقيق التعاون وتبادل‬
‫املعونات واملشاركة يف العمل‪ ،‬أي وضع رؤوس األموال الفردية يف تشاركيات تعود بالنفع على مالكيها(عمر‪ ،0220 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)0022‬أما اصطالحا فيستعمل مصطلح التشاركية يف عدة ميادين‪ ،‬منها ميدان القيادة‪ ،‬حيث تعين القيادة التشاركية مشاورة‬
‫ومشاركة املرؤوسني ليس يف دراسة املشكالت فحسب بل ويف اختاذ القرارات كذلك(حمسن‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ ،)02‬كما يستخدم‬
‫أيضا يف امليدان السياسي حتت مصطلح الدميقراطية التشاركية‪ ،‬وتعين شكل جديد ملمارسة السلطة من خالل تعزيز مشاركة‬
‫املواطنني يف اختاذ القرارات السياسية‪ ،‬أو هي منوذج للسلطة اليت متارس من قبل الشعب وألجل الشعب(حساين‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)20‬كما يستخدم أيضا مصطلح التشاركية يف امليدان االقتصادي‪ ،‬وتعترب"راشيل بوتسمان" أول من أشار ملصطلح االقتصاد‬
‫التشاركي وقد فسرته على انه نظام اقتصادي قائم على مشاركة األصول‪ ،‬واخلدمات غري املستغلة وذلك جمانا أو برسوم مباشرة من‬
‫األفراد لتحقيق منافع اقتصادية وبيئية واجتماعية‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار القيمة اليت أضيفت إىل قنوات االتصال على شبكة‬
‫االنرتنيت واملتمثلة يف اجلودة واألمان(محزة و عبد الكايف‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)5‬‬

‫حسب ما تقدم حول مصطلح التشاركية نرى أن هذا املصطلح ال يستخدم فقط يف امليدان االقتصادي بل يتعدى‬
‫استخدامه إىل امليدان السياسي‪ ،‬ويتجلى معىن هذا املصطلح يف مشاركة أفراد اجملتمع يف اختاذ قرار سياسي‪ ،‬أو مشاركة أفراد‬
‫اجملتمع استغالل أصول ومنافع اقتصادية برسوم أو بشكل جماين‪.‬‬

‫ثالثا) تعريف التمويل التشاركي‪:‬بعد التعرف على مفهوم كل من مصطلح التمويل ومصطلح التشاركية‪ ،‬ميكن إعطاء تعريف‬
‫شامل للتمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪ -‬يرى املختصون أن الصريفة اإلسالمية دخلت يف كل من اجلزائر واملغرب حتت مسمى الصريفة التشاركية‪ ،‬بينما التسمية الشائعة‬
‫هلا يف خمتلف القوانني اليت سبقت اجلزائر واملغرب إلقرارها اجدها تنص على تسمية البنوك اإلسالمية وهي ال ختتلف من حيث‬
‫اخلصائص واملرجعية واألهداف ولكن ختتلف يف التسمية فقط(حمفوظي‪.)0202 ،‬‬

‫توضح وجهة نظر الباحث السابقة أن الصريفة اإلسالمية والصريفة التشاركية مها امسان ملسمى واحد‪ ،‬وان االختالف فقط يف‬
‫التسمية‪ ،‬وان هلما نفس املبادئ والرجعية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬ميكن اعتبار عملية تشاركيه كل منتج مصريف موجه للجمهور ال يرتتب على حتصيله تسديد فوائد إضافية على املبلغ املشارك به‪،‬‬
‫ولقد جاءت هذه العمليات كبديل للعمليات التقليدية وفقا لضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتقسم هذه العمليات إىل عمليات‬
‫مصرفية قائمة على املشاركات وأخرى قائمة على اهلامش املعلوم(كروان و رميساء‪.)0202 ،‬‬

‫ترى الباحثتان "كروان ورميساء" أن العمليات املالية التشاركية هي عمليات متويل بعيدة عن التعامل بالفائدة‪ ،‬وهي‬
‫عمليات بديلة عن التمويل املقدم من طرف البنوك اليت تفرض الفائدة‪ ،‬كما أوضحت أن هذه العمليات ميكن تقسيمها إىل‬
‫عمليات قائمة على املشاركة يف الربح‪ ،‬أوهي عمليات متويل هبامش معلوم‪.‬‬

‫مبعىن إن التمويل التشاركي هو عمليات مالية‪ ،‬تتمثل يف صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬تعرض على شكل منتجات مصرفية‪،‬‬
‫من طرف بنوك تستبعد الفائدة يف عملياهتا املالية‪.‬‬

‫‪ -‬اتفقت التعاريف السابقة سواء تعلقت بتعريف العمليات التشاركية أو البنوك التشاركية على أن التمويل التشاركي قائم‬
‫على استبعاد الفائدة احملرمة شرعا‪ ،‬وان التمويل التشاركي هو نفسه التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬يرى الباحث أنه بالرغم من مطابقة مفهوم التمويل التشاركي بالتمويل اإلسالمي يف التعاريف السابقة إال أهنا ركزت يف‬
‫تعريفها للتمويل التشاركي فقط على استبعاد سعر الفائدة من املنتجات املصرفية املوجهة للجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬ال ينحصر مفهوم التمويل اإلسالمي فقط يف استبعاد سعر الفائدة بل يتعدى إىل االلتزام بقواعد ومبادئ وأسس وجب‬
‫االلتزام هبا نذكر منها على سبيل املثال االبتعاد على متويل احملرمات وجتنب املعامالت اليت حتوي على عقود غرر‪.‬‬

‫أما من الناحية القانونية فسنحاول عرض ما ورد يف القوانني املتعلقة بالتمويل التشاركي من وجهة نظر املشرع اجلزائري‪.‬‬

‫يف املادة األوىل من النظام ‪ " 20-00‬يهدف النظام إىل حتديد القواعد املطبقة على املنتجات املسماة تشاركية"‪ ،‬أما يف‬
‫النظام ‪" 20-02‬يهدف هذا النظام إىل حتديد العمليات البنكية املتعلقة بالصريفة اإلسالمية"‪.‬‬

‫أما يف املادة ‪ 20-23‬من النظام ‪ 20-00‬نصت على "يقصد بـ شباك املالية التشاركية دائرة ضمن مصرف معتمد‪ ،‬أو‬
‫مؤسسة مالية معتمدة متنح حصريا خدمات ومنتجات الصريفة التشاركية"‪ ،‬ويف املادة ‪" 20-02‬من النظام ‪ 20-02‬يقصد‬
‫بشباك الصريفة اإلسالمية هيكل ضمن البنك أو مؤسسة مالية مكلف حصريا خبدمات ومنتجات الصريفة اإلسالمية"‪.‬‬

‫وقد رأى املختصون يف استخدام مصطلح "الصريفة اإلسالمية "أمرا اجيابيا كونه أكثر وضوحا يف الداللة على مضموهنا‪،‬‬
‫غري أننا مل نكن نرى ضريا من استخدام مصطلح " الصريفة التشاركية" ‪ ،‬وقد استخدمته بعض التشريعات املقارنة‪ ،‬كالتشريع يف‬
‫اململكة املغربية‪ ،‬ذلك انه ال مشاحة يف االصطالح‪ ،‬والعربة بالنص وقدرته على التأسيس فعال لصريفة إسالمية بعيدا عن‬
‫األساليب التقليدية للبنوك القائمة على القرض بالفائدة(ميلود‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫‪5‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫يرى املشرع اجلزائري حسب النصوص القانونية الواردة يف النظام ‪ 20-00‬املتعلقة بالتمويل التشاركي والنصوص القانونية الواردة‬
‫يف النظام ‪ 20-02‬أن مصطلح " التمويل التشاركي " ومصطلح " التمويل اإلسالمي" هلما نفس املعىن ونفس الداللة وان‬
‫استخدام مصطلح التمويل اإلسالمي يعترب أكثر وضوحا وأكثر شيوعا واستخداما يف الساحة املصرفية ‪.‬‬

‫طابق املشرع اجلزائري بني مفهوم الصريفة التشاركية والصريفة اإلسالمية‪ ،‬كما انه يرى أهنما مصطلحني ملعىن واحد‪ ،‬ومنه‬
‫ميكن القول أن التمويل التشاركي هو نفسه التمويل اإلسالمي‪ ،‬ومادام التمويل التشاركي هو نفسه التمويل اإلسالمي فيكن‬
‫تعريف هذا التمويل يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬فالتمويل اإلسالمي أو التمويل املباح هو تقدمي ثروة‪ ،‬عينية أو نقدية‪ ،‬بقصد اإلسرتباح من مالكها لشخص آخر يديرها‬
‫ويتصرف فيها لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية(قحف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫كخالصة ملا سبق ميكن تعريف التمويل التشاركي(التمويل اإلسالمي) على انه كل عملية يتم مبوجبها دفع املال من املمول‬
‫سواء كان عينا أو نقدا على سبيل اإلسرتباح إىل اجلهة طالبة التمويل سواء كانت أفراد أو مؤسسات تتصرف فيها لقاء عائد مادي‬
‫أو معنوي‪ ،‬وتكون هذه العمليات سواء منح املال أو التصرف فيه مضبوط بضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتتم هذه العمليات وفق‬
‫صيغ منها ما هو قائم على فقه املعاوضات‪ ،‬ومنها ما هو قائم على املشاركة يف الربح واخلسارة‪.‬‬

‫يتبني لنا أن التمويل املباح أو التمويل اإلسالمي أو التمويل التشاركي حسب التعاريف السابقة يشمل عدة نقاط ميكن‬
‫تلخيصها يف التايل‪:‬‬

‫‪ -‬يتمثل هذا التمويل يف تقدمي مال (ثروة) إما أن يكون على شكل نقدي أو عيين‪.‬‬

‫‪ -‬متويل مباح مبعىن أن هذا التمويل حمكوم مببادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬هدف التمويل هو احلصول على عائد مادي أي يكون الغرض منه احلصول على الربح‪.‬‬

‫‪ -‬تعدد صيغ التمويل وايل ميكن أن تليب مجيع األنشطة االقتصادية‪.‬‬

‫ما ميكن اخلروج به كنتيجة ختص تعريف التمويل التشاركي هو ‪:‬‬

‫أن استخدام مصطلح "التمويل التشاركي" من طرف املشرع اجلزائري يف النظام ‪ 20-00‬هو للتعريف بالتمويل اإلسالمي بصيغه‬
‫وقواعده‪ ،‬والذي أكد تعريفه يف النظام ‪ 20-02‬بالتمويل اإلسالمي ‪ ،‬وعليه ما يرد يف هذا البحث من مصطلح التمويل‬
‫التشاركي فهو يعين التمويل اإلسالمي جبميع خصائصه ومبادئه ‪.‬‬

‫رابعا) الفرق بين التمويل التشاركي(البديل) والتمويل بالفائدة‪:‬حملاولة توضيح أكثر للتمويل التشاركي‪ ،‬حناول أن نعرض أوجه‬
‫االختالف و التشابه بينه وبني التمويل التقليدي يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫والتمويل التقليدي "بتصكف"‬ ‫جدول رقم(‪ )1‬أوجه االختالف والتشابه بين التمويل اإللسالم االتمويل التشاكي‬

‫أوجه الشبه‬ ‫أوجه االختالف‬

‫‪ -‬يستمر ملك مال املمول ملالكه يف التمويل اإلسالمي ‪ -‬يهدف املمول أي صاحب املال إىل اإلسرتباح‪ ،‬سواء كان‬
‫(التشاركي)‪ ،‬بينما تتحول ملكية املال املقرض إىل املقرتض يف التمويل بإحدى صيغ التمويل التشاركي أو التمويل عن طريق‬
‫الفائدة‪ ،‬فاألول يسعى إىل العائد الذي تبيحه األحكام‬ ‫التمويل الربوي‪.‬‬
‫الشرعية‪ ،‬أما الثاين فهو يسعى إىل احلصول على الفائدة‪،‬‬
‫‪ -‬تقع اخلسارة على رب املال يف التمويل التمويل اإلسالمي‬
‫وبالتايل تظهر رغبة املمول يف احلصول على العائد عن طريق‬
‫(التشاركي) بينما ال يتحمل املمول يف التمويل التقليدي أي‬
‫الغري‪.‬‬
‫خسارة‪ ،‬أي أن املستفيد ضامن ملا يف يده‪.‬‬
‫‪ -‬يف التمويل اإلسالمي (التمويل التشاركي) يتم عادة تقييد‬
‫‪ -‬يشرتك الطرفان يف الربح قل أو كثر حسب اتفاقهما يف‬
‫املستفيد بنوع االستثمار الذي يريده رب املال‪ ،‬وذلك بامتالك‬
‫التمويل التشاركي‪ ،‬بينما ال ترتبط الزيادة اليت حيصل عليها‬
‫األصول أو اشرتاط نوع االستثمار يف العقد‪ ،‬كما يتم التقييد‬
‫املمول يف التمويل الربوي بنتيجة الرحبية للمشروع وال حبصة‬
‫يف عقد التمويل الربوي‪.‬‬
‫املستفيد من التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬حصر القرار االستثماري باملستحدث‪ ،‬وهو الطرف العامل‬
‫‪ -‬ينحصر التمويل اإلسالمي (التمويل التشاركي) باألعمال‬
‫يف التمويل اإلسالمي واملستفيد من القرض يف التمويل الربوي‪.‬‬
‫االستثمارية اليت يتوقع رحبها‪ ،‬بينما ميكن متويل أي نوع من‬
‫االستعماالت يف التمويل الربوي‪.‬‬

‫‪ -‬البد يف التمويل اإلسالمي (التمويل التشاركي) من أن يكون‬


‫للعمل تأثري يف إمناء املال املمول‪ ،‬بينما ال يشرتط ذلك يف‬
‫التمويل الربوي حىت انه ينطبق على الدين يف الذمة وهو ال‬
‫ينمو وحده وال بالعمل‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن أن يكون التمويل يف اإلسالم بالنقود أو باألصول‬


‫الثابتة أو باألصول املتداولة‪ ،‬بينما العادة يف التمويل الربوي‬
‫هو بالنقود فقط على انه إذا حصرنا املقارنة باملضاربة (صيغة‬
‫من صيغ التمويل ) فإهنا يشرتط هلا النقود يف الغالب‪ ،‬فتصبح‬
‫مشاهبة يف هذا بالتمويل الربوي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬منذك بن قحف‪ ،‬مفهوم التمويل ف االقتصاد اإللسالم ‪ ،‬المعهد اإللسالم للبحوث والتدكيب‪ ،‬جدة‪،4002 ،‬‬
‫ص‪25-24‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثاني ‪:‬قواعد وضوابط التمويل التشاركي‪:‬‬

‫يستمد التمويل التشاركي قواعده وضوابطه من التشريع اإلسالمي والذي هو عبارة عن نصوص من القران الكرمي والسنة‬
‫النبوية الشريفة وما اجتمع عليه علماء األمة‪ ،‬ليبينوا القواعد والضوابط اليت تنظم عمليات التمويل‪ ،‬وما هو مباح منها وما هو‬
‫حمرم‪ ،‬ويف ما يلي سنحاول عرض هذه القواعد والضوابط مع شيء من التفصيل‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القواعد العقائدية للتمويل التشاركي‪:‬وهي قواعد عقائدية وجدانية تضبط تصرفات املتعاملني االقتصاديني سواء‬
‫كانوا ممولني أو طالبني للتمويل يف تصرفهم باملال وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫اإليمان بأن ملكية المال هلل الواحد‪:‬وهي من أهم قواعد التمويل التشاركي‪ ،‬وامللكية لغة من امللك‪ ،‬وهي احتواء‬ ‫‪.1‬‬
‫الشيء والقدرة على االستبداد به (ابن منظور‪ ،‬صفحة‪ ،)2062‬وعند الفقهاء امللك هو احليازة حيازة الشيء‪ ،‬مىت كان احلائز له‬
‫القدرة وحده على التصرف فيه واالنتفاع به عند عدم املانع الشرعي(عيسى و امحد‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)055‬ومفاد هذه‬
‫ك الَّذِي ِب َي ِد ِه ْالم ُْل ُ‬
‫ك َوه َُو َعلَى ُك ِّل‬ ‫القاعدة هو أن يعتقد املؤمن وان يصدق بان املال هلل الواحد‪ ،‬وهذا مصداقا لقوله تعاىل﴿ َت َب َ‬
‫ار َ‬
‫َشيْ ٍء َقدِير﴾ االية‪ 0‬سورة امللك‪ ،‬وتوضح هذه اآلية الكرمية أن ملك الكون هلل وحده سبحانه وتعاىل حيث ورد يف كتب التفسري‬
‫أن هذه اآلية متجد اهلل العلي الكبري املفيض على املخلوقات من فنون اخلريات‪ ،‬الذي بقبضة قدرته ملك السموات واألرض‪ ،‬قال‬
‫ابن عباس بيده امللك يعز من يشاء‪ ،‬ويذل من يشاء ‪ ،‬وحيي ومييت‪ ،‬ويغين ويفقر ويعطي ومينع(حممد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪،)203‬‬
‫َّللا الَّذِي آ َتا ُك ْم﴾اآلية ‪ 55‬سورة النور‪ ،‬ويف هذه اآلية الكرمية أمر أي أعطوهم من ما أعطاكم‬ ‫ويف قوله أيضا﴿ َوآ ُتوهُم مِّن م ِ‬
‫َّال َّ ِ‬
‫اهلل من املال والرزق‪ ،‬وهنا يف هذه اآلية نسب اهلل سبحانه وتعاىل ملكية املال إليه وحده جل شأنه‪.‬‬
‫تبني هذه اآليات الكرمية واليت استدل هبا الباحث على سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬الن القران الكرمي به الكثري من اآليات الدالة على‬
‫أن املال ملك هلل الواحد القهار‪ ،‬وان املالك األصلي املطلق لكل ما ميلكه الناس وينتفعون به هو اهلل الذي خلقه وصنعه وهو‬
‫الذي أطلق يد اإلنسان فيه(عيسى و امحد‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)050‬‬
‫ولذا وجب على كل ممول أو متمول سواء كان فرادا أو مؤسسة أن يؤمن بان اهلل سبحانه وتعاىل هو مالك هذا املال‪ ،‬وبالتايل‬
‫وجب عليه التصرف فيه على النحو الذي شرعه اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫أن يقصد التصرف في المال وجه اهلل(االستخالف)‪:‬ومعىن االستخالف يف املال هو أن يتصرف اإلنسان يف هذا‬ ‫‪.2‬‬
‫املال وفق ملنهج اهلل جل وعال‪ ،‬مبعىن أن التصرف يف هذا املال سواء عن طريق اكتسابه أو إنفاقه حمكوم بقواعد الشريعة‬
‫سولِ ِه َوأَنفِ ُقوا ِم هما َج َعلَ ُكم ُّم ْس َت ْخلَفِينَ فِي ِه ۖ َفالهذِينَ آ َم ُنوا مِن ُك ْم َوأَن َفقُوا‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهذا مصداقا لقوله تعاىل﴿آ ِم ُنوا ِب ه ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬

‫لَ ُه ْم أَ ْج ٌر َكبِي ٌر﴾اآلية‪ 2‬سورة احلديد‪ ،‬ومعىن هذه اآلية أن اهلل عز وجل أمر عباده املؤمنني أن يتصدقوا من األموال اليت جعلهم اهلل‬
‫خلفاء يف التصرف فيها‪ ،‬فهي يف احلقيقة هلل ال لكم‪ ،‬قال يف التسهيل يعين أن األموال اليت بأيديكم إمنا هي أموال اهلل ألنه خلقها‬
‫ولكنه متعكم هبا‪ ،‬وجعلكم خلفاء بالتصرف فيها فانتم فيها مبنزلة الوكالء فال متنعوها من اإلنفاق فيما أمركم مالكها أن تنفقوها‬
‫فيه (حممد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)500‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مبدأ الحساب‪:‬ينطلق هذا املبدأ من فكرة اإلميان باليوم اآلخر‪ ،‬أن بن ادم حماسب يوم القيامة على كل تصرفاهتم‬ ‫‪.2‬‬
‫وقراراهتم‪ ،‬فكل قراراهتم االقتصادية ستكون هلا آثار آنية يف احلياة الدنيا‪ ،‬وآثار أخرى يوم القيامة‪ ،‬فاإلميان باحلساب وباجلزاء‬
‫والعقاب يقتضي إعادة النظر يف حساب املنافع واملضار لكل قرار اقتصادي‪ ،‬وعلى قدر عمق هذا اإلميان‪ ،‬سيعيد كل إنسان‬
‫صياغة نشاطه االقتصادي بالشكل الذي يقوم على تعظيم منافعه سواء اآلنية الدنيوية أو األخروية(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني) القواعد االقتصادية للتمويل التشاركي‪:‬يف ما يلي سنحاول إحاطة الضوء بأهم القواعد االقتصادية و هي القواعد‬
‫اليت حتكم التصرف يف املال مبا فيها طرق التمويل واالستثمار‪.‬‬

‫إباحة استثمار المال في الطيبات‪:‬من أهم خصائص التمويل التشاركي هو إنفاق املال استهالكا أو استثمارا يف‬ ‫‪.1‬‬
‫الطيبات واليت ذكرها اهلل سبحانه وتعاىل يف حمكم تنزيله يف قوله﴿ َيا أَ ُّي َها ال هن ُ‬
‫اس ُكلُوا ِم هما فِي ْاْلَ ْر ِ‬
‫ض َح ََل اًل َط ِّي ابا َو ًَل َت هتبِ ُعوا‬

‫ان ۚ إِ هن ُه لَ ُك ْم َع ُد ٌّو ُّمبِينٌ ﴾اآلية ‪ 060‬سورة البقرة وبدأت هذه اآلية الكرمية خبطاب عام جلميع البشر وهذا‬
‫ش ْي َط ِ‬ ‫ُخ ُط َوا ِ‬
‫ت ال ه‬

‫اخلطاب فيه أمر بأن يأكلوا مما أحله اهلل لكم من الطيبات حال كونه مستطابا يف نفسه غري ضار باألبدان والعقول(حممد‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪ ،)002‬ويف آية أخرى يوجه اهلل تبارك وتعاىل ندائه للمؤمنني يف قوله﴿ َيا أَ ُّي َها الهذِينَ آ َم ُنوا ُكلُوا مِن َط ِّي َبا ِ‬
‫ت َما‬

‫َّلل إِن ُكن ُت ْم إِ هيا ُه َت ْع ُبدُونَ ﴾اآلية ‪ 020‬سورة البقرة‪ ،‬وخص هذا النداء املؤمنني حبيث يأمرهم باألكل من‬
‫ش ُك ُروا ِ ه ِ‬
‫َر َز ْق َنا ُك ْم َوا ْ‬

‫الطيبات اليت رزقهم اهلل تعاىل‪ ،‬وان يشكروه على ذلك وان كانوا عبيده(ابن كثري‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫وقسم العز عبد السالم مصاحل العباد يف الطيبات إىل ثالث أقسام وهي‪ :‬الضروريات واحلاجيات والتحسينات أو ما يسمى‬
‫بالكماليات‪ ،‬فالضروريات كاملآكل واملشارب واملالبس واملساكن واملناكح واملراكب احلوالب لألقوات (املصري‪،0223 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)05‬وهي تشكل كل ما البد منه لوجود اإلنسان‪ ،‬واحلاجيات فهي تتعلق باملسائل اليت تولد فائدة كبرية أو ترفع حرجا‬
‫كبري من غري كوهنا ضرورية أو أساسية كفطر رمضان يف السفر‪ ،‬وأما الكماليات فهي ما يدخل أو يضفي مجاال ولطفا لإلنسان‬
‫وجنسه البشري أو يتجنب به ما يدخل بشاعة عليه وتنفريا منه ومثاهلا مجيع كماليات احلياة حتسيناهتا(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪.)02‬‬

‫ميكن القول أن اهلل سبحانه وتعاىل أمر عباده بتمويل وإنتاج واستهالك الطيبات وهي الضروريات واحلاجيات و التحسينات‪.‬‬

‫الغنم بالغرم‪:‬تعترب هذه لقاعدة من أهم قواعد التمويل التشاركي‪ ،‬والغنم يدل على حتقق الغنيمة أي الربح‪ ،‬والغرم يعين‬ ‫‪.2‬‬
‫حدوث الغرم أي اخلسارة‪ ،‬وتأيت هذه القاعدة مبعىن مرادف للمشاركة من حيث اشرتاط حتمل اخلسارة للحصول على العائد‪،‬‬
‫فاملشاركة تعين إسهام طرفني أو أكثر يف مشروع معني على أساس تقاسم نتيجة هذا املشروع‪ ،‬سواء كان رحبا أم خسارة‪ ،‬حسب‬
‫االتفاق املسبق بني األطراف املشرتكة يف املشروع‪ ،‬وال يستأثر طرف باألرباح ويتحمل الطرف اآلخر اخلسارة (العجلوين‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪.)25‬‬
‫الخراج بالضمان‪:‬واخلراج مبعىن الغلة والربح واملنفعة والدخل‪ ،‬والضمان هو حتمل املخاطرة واملئونة (النفقة) فاحلصول‬ ‫‪.2‬‬
‫على الربح يكون مقابل حتمل اخلسارة‪ ،‬وهذا يف حيث عائشة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قضى أن " اخلراج بالضمان "‬

‫‪9‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫روا البخاري‪ ،‬ومعىن احل ديث وهو موضع إمجاع أن الرجل إذا ابتاع بيعا فاستغله واستخدمه مث طرأ فسخ على بيعه فان له ما‬
‫استغل واستخدم فما كان له ضامنا من األصل لو طرأ عليه تلف مث اختلفوا بعد ذلك(املالكي‪ ،‬صفحة ‪ ،)02‬وما يستفاد من‬
‫هذا احلديث أن مالك األصل أو من يشرتي األصل فهو يستفيد من غلته وعوائده ألنه ضامن لألصل‪ ،‬وإذا رد األصل للبائع فهو‬
‫يرد األصل فقط‪ ،‬ورد األصل للبائع يكون لعيب جر خالفا بني البائع واملشرتي ‪.‬‬
‫أن يكون المال مما ينمو بالعمل‪:‬ومعىن هذا أن يكون للمال حمل االستثمار خاصية النمو عند التأثري عليه بالعمل‬ ‫‪.2‬‬
‫وهذا واستدل بذلك حممد بن قدامة املقدسي يف جواز املضاربة بالدابة مربرا ذلك "أهنا عني تنمى بالعمل وبالتايل يصح عليها‬
‫العقد ببعض منائها كادراهم والدنانري‪ ،‬وكالشجر يف املساقاة"(املقدسي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ، )006‬واجد يف األثر أن النيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج من النخل والشجر ألنه شجر يثمر كل حول‪ ،‬وأما األشجار اليت ال مثر هلا‬
‫كالصفصاف واجلوز وحنوها‪ ،‬أو مثره غري مقصود مبعىن ال نفع فيه كالصنوبر واألرز فال جتوز املساقاة عليها(املقدسي‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)350‬‬

‫وهبذا نرى أن من أهم قواعد التمويل التشاركي أن يكون املال قابال للنمو عند التأثري عليه بالعمل‪ ،‬وهذا لكي حيقق كل‬
‫طرف من أطراف العالقة التمويلية أهدافه وهو احلصول على العوائد‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القواعد األخالقية للتمويل التشاركي‪:‬من مميزات التمويل التشاركي انه متويل قائم على تعاليم الشرع اإلسالمي‪،‬‬
‫حيث يسعى فيه طريف عالقة التمويل(املمول واملتمول) إىل تعظيم منافعهم‪ ،‬كما جيتهد كال طريف العالقة بااللتزام بقواعد الشريعة‬
‫اإلسالمي‪ ،‬إذ ميكن القول انه متويل ديين‪ ،‬ومن املعلوم أن األخالق من أهم األسس اليت يقوم عليها هذا الدين‪ ،‬ولألخالق‬
‫حظ وافر من النصوص القرآنية والسنة النبوية‪ ،‬اليت حتث على حسن اخللق وهذا مصداقا لقول رسول صلى اهلل عليه وسلم " إمنا‬
‫بعثت ألمتم مكارم األخالق"رواه امحد(ابن كثري‪/‬ج‪ ،0222 ،2‬صفحة ‪ ،)222‬ومنه ميكن القول أن طالب التمويل التشاركي‬
‫أو ماحنه جيب أن يتحلى بالصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والوفاء بالوعد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬ضوابط التمويل التشاركي‪:‬الضوابط وهي املمنوعات واحملرمات يف التمويل التشاركي وتشمل املعامالت واملواد اليت‬
‫ميكن أن تكون سلعا واليت سنحاول إجيازها يف اآليت‪:‬‬

‫أوال) قاعدة حريم الربا‪ :‬تعترب قاعدة حترمي الربا قاعدة أساسية يف التعامالت املالية اإلسالمية وهذا ما سنحاول توضيحه يف ما‬
‫يلي بإجياز‪:‬‬

‫الربا‪:‬لغة معناه الزيادة مطلقا ويقال ربا الشيء يربو إذا زاد‪( ،‬نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،)002‬حيث يقول اهلل تعاىل يف‬ ‫‪-1‬‬
‫حمكم تنزيله﴿ َفأَ َخ َذ ُه ْم أَ ْخ َذ اة َرابِ َية﴾اآلية ‪ 02‬سورة احلاقة‪ ،‬ومعناها أخذهم أخذة زائدة يف الشدة‪ ،‬ويطلق يف الشريعة على كل‬
‫تعامل مايل حمظور‪ ،‬وكل كسب خبيث حمرم أيا كان سببه(نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫أما يف االصطالح الفقهي فيعرف الربا "هو زيادة مال بال مقابل يف معاوضة مال مبال"‪ ،‬وهذا التعريف ينطبق على نوعي الربا فهو‬
‫ينطبق على الزيادة املشروطة اليت يؤديها املدين للدائن عالوة على رأس املال‪ ،‬كما ينطبق على الزيادة عند مقايضة شيئني من جنس‬
‫واحد(عاشور‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫تحريم الربا‪ :‬الربا حمرم شرعا‪ ،‬والنصوص القرآنية الدالة على حترمي التعامل بالربا كثرية ومنها قوله تعاىل﴿ الهذِينَ َيأْ ُكلُونَ‬ ‫‪-2‬‬
‫الر َبا ۗ َوأَ َحله ه‬
‫َّللاُ ا ْل َب ْي َع‬ ‫س ۚ َذلِ َك ِبأ َ هن ُه ْم َقالُوا إِ هن َما ا ْل َب ْي ُع ِم ْثل ُ ِّ‬
‫ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ‬
‫الر َبا ًَل َيقُومُونَ إِ هًل َك َما َيقُو ُم الهذِي َي َت َخ هب ُط ُه ال ه‬
‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ار ۖ ُه ْم فِي َها‬ ‫اب ال هن ِ‬
‫ص َح ُ‬ ‫َّللا ۖ َومَنْ َعا َد فأول ِئ َك أ ْ‬ ‫ف َوأ ْم ُرهُ إِلى ِ‬ ‫سل َ‬ ‫الر َبا ۚ ف َمن َجا َءهُ َم ْوعِ ظة ِّمن هر ِّب ِه فان َت َهى فل ُه َما َ‬ ‫َو َح هر َم ِّ‬
‫َخالِدُونَ ﴾اآلية ‪ 023‬من سورة البقرة‪ ،‬يف هذه اآلية الكرمية وصف ألحوال أكلة الربا يوم قيامهم لرب العاملني‪ ،‬إذ شبهوا‬
‫باملتخبطني بالصرع من مس الشيطان‪ ،‬لكن ليس هذا جمال حبثنا بل ما يهم هو التحرمي الصريح والقطعي للربا‪ ،‬وزيادة على ذلك‬
‫هو حلة التعامل بالبيع كإشارة إىل أن البديل للتعامل بالربا هو البيع‪.‬‬

‫ودليل حترمي الربا يف السنة النبوية الشريفة فيها رواه جابر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال"لعن اهلل‬
‫آكل الربا‪ ،‬وموكله‪ ،‬وكاتبه‪ ،‬وشاهديه‪ ،‬وقال يدهم سواء"(النووي‪)0202 ،‬وهذا احلديث يوافق النص القرآين يف حترمي الربا‪.‬‬

‫وميكن التمييز بني نوعني من الربا ربا الفضل وربا النسيئة‪ ،‬أما الرأي احلديث فريى أن العلة يف ربا الفضل والذي ال يتحقق‬
‫إال يف حالة بيع اجلنس جبنسه مع زيادة احد البدلني على اآلخر هي‪ :‬يف املالية واملثلية‪ ،‬فكلما كان ماال مثليا إذا بيع جبنسه بزيادة‬
‫يكون فيها ربا‪ ،‬وأما الوزن والكيل فهي معايري ضبط الكمية‪ ،‬ولذلك إذا كان معيار الضبط يف املال املثلي بطريقة العد أو الذرع ‪،‬‬
‫فان هذا املعيار يكون أساس قياس الزيادة (محود‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)020‬‬

‫لكن التمويل الذي متنحه البنوك يف الوقت احلايل يعتمد على تطبيق الفائدة‪ ،‬وما يهم يف هذا البحث هو التمويل‬
‫التشاركي والذي سبق تعريفه على انه متويل يستبعد الفائدة دفعا وحتصيال‪ ،‬فما هي عالقة الفائدة بالربا ؟‪ .‬واجلواب على هذا‬
‫السؤال هو ما إتفق عليه غالبية الفقهاء حول معدل الفائدة الذي تطبقه البنوك التقليدية‪ ،‬وهو ربا النسيئة احملرم شرعا‪ ،‬ودليل هذا‬
‫التحرمي هو ما أمجع عليه أغلب علماء األمة واملتمثل يف قرارات جممع البحوث اإلسالمية باألزهر الشريف سنة ‪0236‬م حيث‬
‫تقرر فيه ما يلي (ناصر‪ ،0220 ،‬صفحة ‪:)22‬‬

‫‪ -‬الفائدة على أنواع القروض كلها ربا حمرم‪ ،‬ال فرق يف ذلك بني ما يسمى بالقرض االستهالكي وما يسمى بالقرض اإلنتاجي‪،‬‬
‫الن نصوص الكتاب والسنة يف جمموعها قاطعة يف حترمي النوعني‪.‬‬

‫‪ -‬كثري الربا وقليله حرام كما يشري إىل ذلك الفهم الصحيح يف حترمي النوعني‪.‬‬

‫‪ -‬اإلقراض بالربا حمرم ال تبيحه حاجة وال ضرورة‪ ،‬واالقرتاض بالربا حمرم كذلك‪.‬‬

‫ثانيا) تحريم عقود الغرر‪:‬تعترب عقود الغرر من العقود احملرمة يف الشريعة اإلسالمية شاهنا شان الربا‪ ،‬وقبل أن نستدل على حرمة‬
‫الغرر وجب اإلشارة إىل معىن الغرر‪ ،‬فالغرر لغة ‪:‬غره يغره غرا وغرورا وغرة بكسر الغني أي خدعه وأطمعه بالباطل‪ ،‬وعن أبو‬

‫‪11‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫إسحاق يف شرح قوله تعاىل﴿ َيا أَ ُّي َها ْاْلِ ْنسَانُ َما َغ هر َك ِب َر ِّب َك ا ْل َك ِر ِيم﴾اآلية ‪ 6‬من سورة االنفطار أيها اإلنسان ما خدعك وسول‬
‫لك حىت أضعت ما وجب عليك‪ ،‬وقال غريه ما غرك أي ما خدعك بربك ومحلك على معصيته واألمن من عقابه(ابن منظور‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة‪.)00‬‬

‫والدليل على حرمة بيع الغرر ما قاله سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم"هنى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن بيع‬
‫الغرر"(النووي‪ ،0202 ،‬ج‪ 3‬ص‪) 00‬‬

‫وميكن القول أن الغرر من عقود البيع حيمل خماطر كبرية بالنسبة لطريف العقد البائع واملشرتي فهو ينعقد على جمهول يف الثمن‬
‫واملثمن‪ ،‬فهو مغامرة ميكن أن حتمل خسائر كبرية ألحد طريف العقد ‪.‬‬

‫ثالثا) االحتكار‪:‬واالحتكار هو أن يدخر اإلنسان أشياء يف انتظار غالئها‪ ،‬أي ميسكها عن البيع وينتظر ارتفاع أسعارها ليعرضها‬
‫للبيع‪ ،‬وذكر يف حديث حممد بن إسحاق عن إبراهيم عن سعيد بن املسيب عن بن معمر بن نضلة قال مسعت رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم يقول "ال حيتكر إال خاطئ"(الرتميذي‪ ،0226 ،‬صفحة ‪ ،)326‬ويقال خاطئ إذا أمث يف دينه ومنه انه كان‬
‫خطئا كبريا(املالكي‪ ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫رابعا) تحريم االكتناز‪:‬ومن احملرمات اكتناز األموال‪ ،‬والكنز لغة هو املال املدفون‪( ،‬ابن يعقوب‪ ،0223 ،‬صفحة ‪ ،)305‬ويف‬
‫هذا قال الغزايل عن الذهب والفضة‪:‬خلقهما اهلل تعاىل لتتداوهلما األيدي‪ ،‬فمن كنزمها فقد ظلمهما‪ ،‬وأبطل احلكمة فيهما وكان‬
‫كمن حبس حاكم املسلمني يف سجن متنع عليهما احلكم بسببه‪ ،‬ألنه إذا كنز فقد احلكم وال حيصل الغرض املقصود به(املصري‪،‬‬
‫َب‬ ‫‪ ،0205‬صفحة ‪ ،)50‬وقد توعد اهلل سبحانه وتعاىل املكتنزين بالعذاب الشديد يف قوله تعاىل﴿ َوالهذِينَ َي ْكنِ ُزونَ ه‬
‫الذه َ‬
‫يل ه ِ‬
‫َّللا َف َب ِّش ْرهُم بِ َع َذا ٍب أَل ٍِيم﴾اآلية ‪ 52‬سورة التوبة‪ ،‬ومعىن هذه اآلية الكرمية أن الذين يكنزون‬ ‫ِض َة َو ًَل ُينفِقُو َن َها فِي َ‬
‫سبِ ِ‬ ‫َوا ْلف ه‬
‫الذهب والفضة هم الذين جيمعون الثروات ويدخرون األموال وال يؤدون زكاهتا وال يبذلون منها يف وجوه اخلري قال ابن عمر‪ :‬الكنز‬
‫ما مل تؤد زكاته واملال الذي تؤد زكاته فهو ليس بكنز‪ ،‬ويف اآلية هتديد ملن ال يعطي املسلمني من طيب ماله يف استحقاق البشارة‬
‫بالعذاب األليم(حممد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)325‬‬

‫خامسا) منع استثمار المال في المحرمات‪:‬من أهم قواعد التمويل التشاركي واحملكوم بتعاليم الشريعة اإلسالمية هو حترمي إنفاق‬
‫املال أو حماولة كسبه من احملرمات واليت يصفها اهلل يف قوله سبحانه وتعالى﴿ َو ُي ِحل ُّ لَ ُه ُم ال هط ِّي َبا ِت َو ُي َح ِّر ُم َعلَ ْي ِه ُم ا ْل َخ َبائ َِث﴾اآلية‬
‫‪032‬سورة األعراف حيث تبني هذه اآلية وصف اهلل عز وجل للمحرمات باخلبائث‪ ،‬وكما هو معلوم إن األصل يف فيما خلق اهلل‬
‫من أشياء ومنافع هو احلل واإلباحة‪ ،‬وال حرام إال ما ورد نص صحيح صريح من الشارع بتحرميه‪ ،‬فإذا مل يكن النص صحيحا أو‬
‫مل يكن صرحيا يف األدلة على احلرمة بقي األمر على أصل اإلباحة(القرضاوي‪ ،)0200 ،‬يعين هذا عدم إمكانية متويل أي نشاط‬
‫يدخل حسب أحكام الشريعة اإلسالمية يف احملرمات‪ ،‬كإنتاج وتوزيع التبغ واخلمور واملخدرات وكل احملرمات بدون استثناء‪،‬‬
‫وبذلك فهو يعطي طابع أخالقي ملؤسسات التمويل التشاركي مقارنة مبؤسسات التمويل األخرى(موسى و حليلح‪،0200 ،‬‬
‫صفحة ‪.)022‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫سادسا) إخراج أموال الزكاة‪:‬ال خالف على وجوب الزكاة يف أموال البنوك التشاركية الن الزكاة جتب يف األموال النامية حقيقة‬
‫وحكما‪ ،‬فيلزم لفريضة الزكاة شرطان‪ :‬فاألول وجود املال وهو ما يتخذه الناس عادة ماال‪ ،‬أما الثاين أن يكون املال نام حقيقة‬
‫بان يكون مستثمرا بالفعل‪ ،‬أو حكما بان يكون مما ميكن استثماره ولو مل يكن مستثمرا بالفعل(عاشور‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)50‬‬

‫ميكن القول أمنا حرمه اهلل سبحانه وتعاىل سواء كان من املعامالت أو املواد‪ ،‬واليت ميكن لإلنسان أن يتخذها سلعا ثبت بالدليل‬
‫القاطع ضررها على صحة اإلنسان وعقله‪ ،‬بل ويتعدى ضررها إىل حياة اجملتمعات‪ ،‬وقد تؤدي إىل ضياع احلقوق واكل أموال‬
‫الناس بالباطل‪ ،‬وان ما أباحه اهلل جل وعال من املعامالت والسلع‪ ،‬يعترب األصلح لإلنسان واجملتمع على حد سواء‪ ،‬بل ويعترب‬
‫البديل التام للمحرمات‪ ،‬وفيها ما يغين حاجات اإلنسان أفرادا ومجاعات عن احملرمات واخلبائث‪.‬‬

‫المطلب الثالث) مؤسسات التمويل التشاركي‪:‬‬

‫عرفنا من مفهوم التمويل التشاركي على انه جمموعة من الصيغ منها ما هو قائم على املشاركة يف األرباح واخلسارة‪ ،‬ومنها ما قائم‬
‫على البيوع‪ ،‬هذه الصيغ تعرض من طرف مؤسسات التمويل التشاركي وصناديق االستثمار اإلسالمي‪ ،...‬سنحاول يف املطلب‬
‫التعريف مبؤسسات التمويل التشاركي‪ ،‬وعلى أهم املؤسسات الداعمة هلذا التمويل على املستوى الدويل‪.‬‬

‫أوال) البنوك اإلسالمية (البنوك التشاركية)‪:‬ميكن تعريف البنك اإلسالمي (التشاركي) على انه مؤسسة مالية تقوم بأداء اخلدمات‬
‫املصرفية اإلسالمية‪ ،‬كما تباشر أعمال التمويل واالستثمار يف اجملاالت املختلفة على ضوء قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫(قادري‪ ،‬جعيد‪ ،‬و كاكي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)06‬‬

‫عموما البنك التشاركي (اإلسالمي) هو مؤسسة نقدية مالية تعمل على جلب املوارد النقدية من أفراد اجملتمع وتوظيفها وفقا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية بشكل يضمن منوها‪ ،‬وحيقق هدف التنمية االقتصادية‪ ،‬والتقدم االجتماعي للشعوب واجملتمعات‬
‫اإلسالمية(مرزوق‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫ميكن تعريف البنك اإلسالمي على انه مؤسسة للوساطة املالية تعتمد على تلقي األموال من الوحدات االقتصادية ذات‬
‫الفائض‪ ،‬وتعمل على تقدمي التمويل للوحدات االقتصادية ذات العجز‪ ،‬بواحدة من أساليب البيوع أواإلجارةأو املشاركات‪،‬‬
‫وتلتزم بالضوابط الشرعية يف املعامالت املالية وخباصة املعيار األخالقي وحترمي الربا(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫اتفقت التعريفات على أن البنوك التشاركية هي مؤسسات نقدية أو مالية تقوم بنشاط الصريفة وفقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬هذا النشاط يتمثل يف جلب املوارد النقدية أي قبول الودائع‪ ،‬وتوظيف األموال وفق صيغ حمكومة مع بضوابط‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مركزة على التعامل األخالقي والبعد عن الربا‪ ،‬وتعمل أيضا على خدمة برامج التنمية االقتصادية‪ .‬وعموما‬
‫هتدف البنوك التشاركية على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تركز البنوك التشاركية على حشد املدخرات احمللية وإعادة توظيفها بشكل يسهم يف حتقيق درجة أفضل من االكتفاء الذايت‬
‫للمجتمع اإلسالمي من السلع واخلدمات(مرزوق‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬تطوير األدوات املصرفية اإلسالمية القائمة‪ ،‬واستحداث اجلديد منها بغية حشد املزيد من املوارد وإجياد قنوات جديدة لتوظيفها‬
‫وبشكل يغطي احتياجات األفراد ويتوافق مع متطلبات العصر(مرزوق‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫‪ -‬أما اهلدف األساسي للبنوك التشاركية باعتبارها مؤسسات مالية فهو حتقيق الربح األمثل(قادري‪ ،‬جعيد‪ ،‬و كاكي‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪.)00‬‬

‫ثانيا) التأمين التكافلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف‪ :‬لنشاط التامني دور مهم يف النشاط االقتصادي‪ ،‬ويقصد بالتأمني التكافلي تعاون جمموعة من األفراد على حتمل‬
‫اخلطر‪ ،‬واألضرار املتوقع حصوهلا من خالل إنشاء صندوق غري رحبي ذو ذمة مالية مستقلة‪ ،‬لغرض مجع االشرتاكات واإليرادات‬
‫من املؤمنني‪ ،‬وختصم منها املصروفات و التعويضات ويعرف الفرق بينهما بالفائض التأميين الذي تتم إدارته وفق نظام معني‬
‫تشرف عليه شركة متخصصة وفق أحكام الشريعة اإلسالمية(زغالمي و هبلول‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)50‬‬

‫‪ .2‬أهداف التأمين التكافلي‪:‬تسعى شركات التأمني التكافلي إىل حتقيق مجلة من األهداف منها ما يلي (داودي و كردودي‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪:)035‬‬

‫‪ -‬حتقيق األمان للمشرتكني والوقاية من املخاطر املستقبلية‪ :‬حتاول شركات التأمني التكافلي من خالل الصيغ املطروحة إىل زرع‬
‫األمان يف نفوس زبائنها من خالل التكافل والتعاون وختفيف الضرر الذي يلحق بأحد الزبائن املنتسبني‪ ،‬حيث يتم توزيع وتشتيت‬
‫الضرر واخلطر على باقي الزبائن وليس الزبون املتضرر لوحده‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة واستثمار أموال املسامهني يف اجملاالت املوافقة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ :‬تقوم شركات التأمني التكافلي على مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وختضع لرقابة هيئات شرعية‪ ،‬وبالتايل هي جمربة على التقيد بتعاليم وضوابط الشريعة اإلسالمية سواء من‬
‫حيث إدارة أمواهلا واستثماراهتا ألموال املؤمتنني‪.‬‬

‫‪ -‬جذب مشرتكني جدد‪ :‬تساهم عملية طرح منتجات تأمينية تتوافق مع الشريعة اإلسالمية إىل إضافة وزيادة عدد املشرتكني‪،‬‬
‫حيث تتوافق هاته الصيغ واملنتجات مع مبادئهم ومعتقداهتم‪.‬‬

‫‪ -‬متويل املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ :‬وذلك من خالل توظيف واستثمار الفائض على مستوى املصارف واألسواق‬
‫املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلسهام يف عمليات التنمية‪ :‬من خالل استثمار أموال املشرتكني مبا يسهم يف ارتفاع األرباح لشركات التأمني التكافلي‪.‬‬

‫ثالثا) صناديق االستثمار اإلسالمي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫تعريف ‪:‬تعترب صناديق االستثمار اإلسالمي من أهم مؤسسات التمويل التشاركي‪ ،‬وتعرف على أهنا أوعية استثمارية‬ ‫‪.1‬‬
‫مستقلة يف ذمتها املالية عن اجلهة املنشاة هلا‪ ،‬تتكون من مسامهات يف صورة أسهم أو وحدات متساوية متثل ملكية أصحاهبا يف‬
‫املوجودات‪ ،‬وتدار باملضاربة أو الوكالة والن الصناديق هي شكل من أشكال االستثمار اجلماعي يتم حتديد حقوق ومجاعات‬
‫املشاركني وتقييدها من خالل املصلحة املشرتكة ألهنا تتعلق حبقوق الغري وفقا للقيود والشروط املنصوص عليها يف القوانني‬
‫واللوائح(فنازي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)560‬‬

‫يعود تاريخ إنشاء أول صندوق استثماري إىل سنة ‪ 0222‬ومت إنشائه من طرف البنك األهلي التجاري يف السعودية‪،‬‬
‫وكان صندوق استثماري قصري األجل بالدوالر األمريكي‪ ،‬وتطور عدد صناديق االستثمار اإلسالمي ليصل إىل ‪ 0060‬صندوق‬
‫سنة ‪0202‬م على املستوى العاملي(كروش‪ ،‬دقيش‪ ،‬و اوالد براهيم‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)5‬‬

‫هتدف عموما صناديق االستثمار اإلسالمية إىل استثمار أمواهلا يف األوراق املالية بغرض تنمية رأس ماهلا‪ ،‬كما تعمل على‬
‫تعظيم الدخل واستقراره وذلك عن طريق االستثمار الكثيف يف أدوات سوق النقد‪ ،‬كما هلا أهداف أخرى تتالءم مع حاجات‬
‫املستثمرين ورغباهتم(عجوان‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫عالقة صناديق االستثمار بالمؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬إن مبادرة املؤسسات املالية اإلسالمية بتأسيس وإدارة‬ ‫‪.2‬‬
‫صناديق استثمارية تعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تقوم على فكرة املضاربة اجلماعية هو مبثابة نقلة نوعية يف مهمتها‪،‬‬
‫وتقدم صناديق االستثمار اإلسالمية جمموعة معتربة من اخلدمات ذات األمهية البالغة للمؤسسات املالية اإلسالمية نوجزها فيا‬
‫يلي(فنازي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)563‬‬

‫‪ -‬استثمار األموال‪:‬تقوم البنوك اإلسالمية ومؤسسات التامني التكافلي بتوجيه جزء من أمواهلا إىل االستثمار يف جماالت متنوعة‪،‬‬
‫ولعل أبرزها هو االستثمار يف األدوات املالية املباحة شرعا وذاك من خالل االكتتاب يف الصكوك اإلسالمية املطروحة من طرف‬
‫صناديق االستثمار‪ ،‬حيث أن هذه األدوات هلا االستفادة من مزايا متعددة أمهها التنويع وكذلك قيمة املخاطرة احملتملة‪ ،‬كما‬
‫ميكن هلذه املؤسسات إنشاء صناديق استثمار تكون هي املسئولة عن إدارهتا واستثمار أمواهلا مبا حيقق هلا أرباح إضافية‪.‬‬

‫‪ -‬تصريف الفائض‪ :‬تعد مشكلة إدارة السيولة بشقيها الفائض والعجز من أهم التحديات اليت تواجه املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫وخاصة البنوك يف ضوء االلتزام الكامل باإلحكام والضوابط الشرعية‪ ،‬وتكمن الصعوبة يف إدارة هذه األخرية يف كون أن اغلبها‬
‫تنشط يف ظل أنظمة تقليدية‪ ،‬ال تتوفر على اطر وتشريعات تراعي عملها‪ ،‬وما ينطوي على ذلك من صعوبات حتد من فعالية‬
‫هذه املؤسسات يف إدارة سيولتها النقدية‪ ،‬ضف إىل ذلك حمدودية شبكة املؤسسات املالية اإلسالمية احمللية‪ ،‬اإلقليمية‪ ،‬والعاملية‪،‬‬
‫وغياب التكامل والرتابط يف أدائها كنظام موحد متكامل ومتجانس‪ ،‬وما ينتج عنه من تباين يف األدوات واآلليات املستخدمة يف‬
‫إدارة السيولة واليت تتميز بقلتها مقارنة بنظريهتا من البنوك التقليدية‪ ،‬واملعرف عن املؤسسات املالية اإلسالمية هو حيازهتا لفائض‬
‫معترب من السيولة وبالتايل فان صناديق االستثمار اإلسالمية توفر هلا الفرصة يف توظيف هذا الفائض من خالل شراء األوراق املالية‬
‫اليت تطرحها للتداول واملتمثلة أساسا يف األسهم والصكوك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬تلبية حاجات المؤسسات المالية اإلسالمية من صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬لصناديق االستثمار اإلسالمية دورين مهمني‬
‫يف إطار العالقة بينها وبني باقي املؤسسات املالية األخرى ومها(فنازي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)566‬‬

‫جذب األموال‪ :‬لتمويل وإقامة مشاريع خمتلفة‪ ،‬وذلك بطرح وحدات استثمارية خمتلفة األنواع‪ ،‬مما جيعلها ختتلف من‬ ‫‪‬‬
‫حيث األرباح واآلجال والقيمة‪ ،‬واليت جتمع من طرف الصندوق‪ ،‬واملراد هبا املشاريع املتفق عليها يف نشرة اإلصدار‬
‫طرح أدوات استثمار مالية‪:‬حيث انه من اجل جذب األموال البد أن تتوفر أدوات للجذب واملتمثلة يف وحدات‬ ‫‪‬‬
‫الصندوق‪ ،‬واليت تعترب من بني األدوات اليت ميكن من خالهلا تكوين حمافظ استثمارية‪ ،‬إذ تقوم الصناديق هنا بربط بني أصحاب‬
‫الفائض واملشاريع املدرة لألرباح‪ ،‬وذلك من خالل طرح أدوات خمتلفة ومن مث مجع احلصيلة املالية من اجل توظيفها يف مشاريع‬
‫خمتلفة‪ ،‬إذ تقوم املؤسسات املالية إما باالكتتاب يف أدوات الصندوق‪ ،‬أو تقوم بإنشائها كسياسة لتوسيع االستثمارات‪.‬‬

‫وبطبيعة احلال فان األسواق املالية تعترب اللبنة األساسية لنشاط صناديق االستثمار أين يتم تداول خمتلف األدوات املالية‬
‫املطروحة من طرف هذه الصناديق‪ ،‬كما أن نشاط هذه األخري يؤثر بشكل مباشر على ديناميكية السوق املايل‪.‬‬

‫تلعب البنوك التشاركية دورا هاما يف توفري التمويل املتوافق مع الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬كما أهنا مؤسسات تسعى هي األخرى‬
‫إىل تعظيم أرباحها‪ ،‬وتوسيع نشاطها‪ ،‬حيث مل يقتصر نشاطها على بعض الدول أو أقاليم معينة‪ ،‬بل انتشرت هذه البنوك يف‬
‫مجيع أحناء العامل لتصل إىل ‪ 50‬دولة‪ ،‬ومع تطور نشاط هذه البنوك برزت احلاجة إىل إنشاء صناديق استثمار من اجل استثمار‬
‫األموال وتوظيفها بطرق توافق تعاليم الشريعة اإلسالمية وهذا للتمكن من توسيع نشاطها وإدارة أصوهلا وتوفري السيولة بشكل‬
‫يتماشى مع مبادئها‪ ،‬وامتد هذا التطور إىل ضرورة وجود تأمني يوافق نشاط هذا النوع من البنوك‪ ،‬وهو التامني التكافلي‪ ،‬لتصبح‬
‫هذه البنوك تقدم خدمات متويل متكاملة تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأصبح بذلك التمويل صناعة قائمة بذاهتا‪.‬‬

‫رابعا) المؤسسات الداعمة للصناعة المالية اإلسالمية‪:‬إنتشرت الصناعة املالية اإلسالمية يف أرجاء املعمورة وأصبحت صناعة‬
‫مزامحة للتمويل التقليدي يف بعض الدول‪ ،‬وبذلك ظهرت احلاجة إىل بنية حتتية داعمة تتمثل يف مؤسسات مالية إسالمية تنشط‬
‫على املستوى الدويل‪ ،‬تكون مهمتها تنمية وتطوير التمويل اإلسالمي‪ ،‬وتعمل على تعزيز الرقابة املصرفية على املصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كما تعمل على تأطري هذا النشاط بالتشريعات الالزمة واملعايري املعمول هبا دوليا‪ ،‬كما تسعى إىل بيان القواعد‬
‫والضوابط الشرعية اليت تبقي مؤسسات التمويل اإلسالمي بعيدة عن التعامل بأدوات التمويل احملرمة شرعا سواء كانت بالفائدة أو‬
‫متويل احملرمات‪ ،‬سنحاول يف ما يلي التعرف هبذه املؤسسات‪.‬‬

‫مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪ -‬البنك اإلسالمي للتنمية‪:‬يعترب من أهم املؤسسات الداعمة للصناعة املالية اإلسالمية على املستوى الدويل‪ ،‬وهو بنك تنموي‬
‫متعدد األطراف‪ ،‬أنشئ البنك اإلسالمي للتنمية يف املؤمتر األول لوزراء املالية للدول اإلسالمية باملؤمتر اإلسالمي للتنمية جبدة سنة‬
‫‪ ،0205‬يهدف إىل دعم جهود التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي يف الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية يف أرجاء العامل‬
‫وفقا ملبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد بدا البنك نشاطه رمسيا سنة ‪ ،0203‬ويهدف البنك اإلسالمي للتنمية عموما إىل متويل‬

‫‪16‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫املشاريع التنموية‪ ،‬والربامج املنتجة يف القطاعني العام واخلاص يف الدول األعضاء‪ ،‬لذلك فهو يستثمر أمواله يف مشاريع البنية‬
‫األساسية االقتصادية وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين للبنك‪.)www.isdb.org :‬‬
‫ويتبع البنك اإلسالمي للتنمية عدة مؤسسات لكل دورها ميكن إجيازها يف التايل(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين للبنك‪:‬‬
‫‪.)www.isdb.org‬‬
‫‪ -‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪:‬تأسس عام ‪0200‬م‪ ،‬وتتمثل أهداف املعهد يف إجراء البحوث وتوفري التدريب‬
‫واملعلومات يف البلدان األعضاء‪ ،‬واجملتمعات املسلمة يف البلدان غري األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة اإلسالمية لتامين االستثمار وتامين الصادرات‪:‬تأسست سنة ‪0222‬م هبدف توسيع نطاق املعامالت التجارية‬
‫وتدفقات االستثمار بني البلدان األعضاء يف منظمة التعاون ‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع الخاص‪:‬تأسست سنة ‪0222‬م‪ ،‬وتتمثل مهمة املؤسسة يف استكمال دور البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية من خالل تطوير وتعزيز القطاع اخلاص كوسيلة للنمو االقتصادي والتنمية يف البلدان األعضاء‪.‬‬

‫‪-‬المؤسسة الدولية اإلسالمية لتمويل التجارة‪:‬تأسست سنة ‪ ،0226‬وهتدف إىل تعزيز التجارة بني البلدان األعضاء يف البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية من خالل توفري متويل التجارة البينية والتجارة الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬الهيئة العالمية للوقف‪:‬أنشأ البنك اإلسالمي للتنمية اهليئة العاملية للوقف سنة ‪0220‬م‪ ،‬وهتدف اهليئة إىل‪ :‬تعزيز وتفعيل‬
‫األوقاف للمسامهة يف التنمية الثقافية واالجتماعية واالقتصادية للبلدان األعضاء واجملتمعات اإلسالمية‪.‬‬

‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية(‪ :)AAOIFI‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلسالمية هي إحدى ابرز املنظمات الدولية غري الرحبية الداعمة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬تأسست سنة ‪ 0222‬ومقرها‬
‫الرئيسي يف مملكة البحرين‪ ،‬وهلا منجزات مهنية بالغة األثر على رأسها اصدرا ‪ 022‬معيار حىت اآلن يف جماالت احملاسبة واملراجعة‬
‫وأخالقيات العمل واحلوكمة‪ ،‬باإلضافة إىل املعايري الشرعية اليت اعتمدهتا البنوك املركزية والسلطات املالية يف جمموعة الدول‬
‫األعضاء‪ ،‬باعتبارها إلزامية وإرشادية‪ ،‬كما حتظى اهليئة بدعم عدد من مؤسسات األعضاء‪ ،‬من بينها املصارف املركزية‪،‬‬
‫والسلطات الرقابية‪ ،‬واملؤسسات املالية‪ ،‬وشركات احملاسبة والتدقيق واملكاتب القانونية من أكثر من ‪ 23‬دولة‪ ،‬وتطبق معايري‬
‫اهليئة حاليا املؤسسات املالية اإلسالمية الرائدة يف خمتلف أحناء العامل‪ ،‬واليت وفرت درجة متقدمة من التجانس للممارسات املالية‬
‫اإلسالمية على مستوى العامل‪ ،‬وتصدر أيويف مخسة أنواع من املعايري وهي‪ :‬معايري أخالقية‪ ،‬معايري شرعية‪ ،‬معايري حوكمة‪06 ،‬‬
‫معايري حماسبية‪ ،‬معايري مراجعة (املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين هليئة أيويف)‪.‬‬

‫‪.2‬المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬هو منظمة دولية غري رحبية مت تأسيسها سنة ‪ 0220‬مبوجب مرسوم‬
‫ملكي من دولة البحرين‪ ،‬ومقرها الرئيسي يف البحرين‪ ،‬وهو عضو تابعا ملنظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وميثل اجمللس العام املظلة‬
‫الرمسية للصناعة املالية اإلسالمية على مستوى العامل‪ ،‬ويهدف إىل دعم وتطوير صناعة خدمات املالية اإلسالمية ومحايتها‪ ،‬ودعم‬
‫التعاون بني األعضاء واملؤسسات املالية األخرى ذات االهتمام واألهداف املشرتكة‪ ،‬يضم اجمللس العام يف عضويته أكثر من ‪052‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مؤسسة مالية‪ ،‬موزعة على أكثر من ‪ 52‬دولة‪ ،‬تضم أهم الناشطني يف السوق املالية اإلسالمية‪ ،‬ومؤسسات دولية متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬ومجعيات مهنية يف الصناعة‪ ،‬ويعرف بأنه احد املنظمات واللبنات الرئيسية يف بنية املالية اإلسالمية(املصدر‪ :‬املوقع‬
‫االلكرتوين للمجلس العام للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‪.)www.cibafi.org :‬‬

‫‪ .2‬السوق المالية اإلسالمية الدولية‪:‬تأسست السوق املالية يف أفريل ‪ 0220‬يف مملكة البحرين‪ ،‬وأنشئت هذه السوق‬
‫كمؤسسة داعمة ومروجة لرأس املال اإلسالمي‪ ،‬ومطورة لسوق النقد يف صناعة التمويل اإلسالمي من اجل تلبية ما حتتاجه البنوك‬
‫اإلسالمية الدولية من سيولة‪ ،‬ومنتجات مصرفية إسالمية‪ ،‬وتعترب السوق املالية اإلسالمية الدولية نواة مؤسسات البنية التحتية‬
‫للمعامالت املصرفية والصناعة املالية اإلسالمية باعتبارها منظمة دولية غري رحبية أسست جبهد مجاعي جملموعة دول هي‪ :‬البحرين‪،‬‬
‫بروناي‪ ،‬اندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬السودان إضافة إىل البنك اإلسالمي للتنمية(شليق و بن قايد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)62‬‬

‫وهتدف السوق املالية اإلسالمية الدولية أساسا إىل معاجلة مشكلة السيولة لدى البنوك اإلسالمية‪ ،‬وإجياد بدائل استثمارية‬
‫جديدة‪ ،‬وخلق أدوات استثمارية جديدة‪ ،‬وإجياد سوق ثانوية جديدة‪ ،‬وفرص استثمار جديدة‪ ،‬حيث تنصب معظم نشاطات‬
‫البنوك اإلسالمية على التعامل يف السلع‪ ،‬بينما هناك أدوات استثمارية عديدة متاحة أمام البنوك اإلسالمية كالصكوك اإلسالمية‪،‬‬
‫وصكوك التأجري‪ ،‬وتساعد هذه األدوات يف معاجلة مشكلة السيولة لدى البنوك اإلسالمية(شليق و بن قايد‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪.)60‬‬

‫‪ .2‬مركز إدارة السيولة المالية‪:‬هي شركة مسامهة مت تأسيسها يف جويلية ‪0220‬م بالبحرين‪ ،‬وختضع للرقابة من طرف مصرف‬
‫البحرين املركزي‪ ،‬وهتدف إىل متكني املؤسسات املالية اإلسالمية من إدارة سيولتها من خالل استثمارات قصرية األجل وفقا ملبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومعاجلة مشكلة زيادة أو نقص السيولة لدى تلك املؤسسات باستخدام صكوك االستثمار‪ ،‬وتشجيع‬
‫التعامل مع مركز السيولة(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين ملركز إدارة السيولة ‪.)www.lmcbahrain.com :‬‬

‫‪ .1‬الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف‪:‬تأسست الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف كشركة مسامهة مقرها مملكة البحرين برأس‬
‫مال مصرح به قدره ‪02‬ماليني دوالر‪ ،‬وذلك مببادرة من البنك اإلسالمي للتنمية يف املنامة سنة ‪( 0222‬خرتوسي و زيدان‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪.)562‬‬

‫وتعترب وكالة متخصصة يف تصنيف البنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬وتقليل مدى اعتمادها على مؤسسات التصنيف‬
‫الدولية التقليدية‪ ،‬لذلك فهي تلعب دورا مكمال ألنشطة الصناعة املصرفية اإلسالمية ألهنا هتتم بتقييم املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫ومنتجاهتا(فياليل و زنكري‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)0222‬وتقدم الوكالة اإلسالمية الدولية نوعني من التصنيف ومها التصنيف‬
‫االئتماين والتصنيف الشرعي‪:‬‬

‫‪ -‬التصنيف االئتماني‪:‬تعمل الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف على تقدمي تصنيف يعرب عن مالءة املؤسسات واملنتجات املالية‬
‫اإلسالمية وفقا ملعايري ختتلف عن الوكاالت التقليدية‪ ،‬اعتبارا ملا مييز الصناعة املالية اإلسالمية من خصوصية يف األداء‪ ،‬ويهدف‬
‫هذا التصنيف إىل توفري املعلومات والتقييم املستقل بشان مدى مالءة املؤسسات املالية اإلسالمية وقدرهتا على الوفاء بالتزاماهتا‬

‫‪18‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫التعاقدية‪ ،‬أو تصنيف جودة املنتجات اإلسالمية وذلك من خالل تقدير مستويات املخاطرة يف اآلجال القصرية املرتبطة بالقدرة‬
‫االئتمانية للمصدر واإلصدارات(فياليل و زنكري‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)0230‬‬

‫‪ -‬التصنيف الشرعي‪:‬تتميز الوكالة عن الوكاالت األخرى التقليدية بالتصنيف الشرعي إضافة على التصنيف االئتماين‪ ،‬ويعين هذا‬
‫التصنيف جودة تطبيق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتقوم الوكالة يف هذا التصنيف بتقييم مستوى متاشي املؤسسة اإلسالمية مع مبادئ‬
‫وضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهي معايري خمتلف كليا عن تلك املعايري املستخدمة يف التصنيف االئتماين(محو‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪.)520‬‬

‫‪ .0‬مجلس الخدمات المالية اإلسالمية(‪:)IFSB‬هو هيئة دولية واضعة للمعايري‪ ،‬هتدف إىل تطوير وتعزيز متانة صناعة‬
‫اخلدمات املالية اإلسالمية واستقرارها‪ ،‬وذلك بإصدار معايري احرتازية ومبادئ إرشادية هلذه الصناعة اليت تضم بصفة عامة‬
‫قطاعات الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وأسواق املال‪ ،‬والتكافل‪ ،‬كما يقوم اجمللس بأنشطة حبثية‪ ،‬وتنسيق مبادرات حول القضايا املتعلقة‬
‫هبذه الصناعة‪ ،‬فضال عن تنظيم حلقات نقاش وندوات ومؤمترات علمية للسلطات الرقابية وأصحاب املصاحل واملهتمني هبذه‬
‫الصناعة‪ ،‬ويقع مقر اجمللس يف كواالملبور‪ ،‬افتتح رمسيا يف ‪ 5‬نوفمرب ‪0220‬م ‪ ،‬وبدا عمله رمسيا يف مارس ‪0225‬م(املصدر‪:‬‬
‫املوقع االلكرتوين للموقع‪.) www.ifsb.org‬‬

‫‪.8‬المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم‪:‬تأسس املركز يف أفريل ‪ 0223‬وذلك بالتعاون بني البنك اإلسالمي للتنمية‪،‬‬
‫واجمللس العام للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬ويهدف اجمللس إىل متكني كافة العاملني يف الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬سواء‬
‫كانوا أشخاصا طبيعيني أو اعتباريني من فض نزاعاهتم املالية والتجارية والعقارية‪ ،‬وباستمرارية عرب الصلح والتحكيم املؤسسي‬
‫املتخصص والقادر على التكييف الشرعي والقانوين السليم للمعامالت املالية‪ ،‬كما جينبهم مدة التقاضي الطويلة وتكاليفها العالية‬
‫(املصدر‪:‬املوقع االلكرتوين للمركز الدويل للمصاحلة والتحكيم‪.)www.iicra.com/‬‬

‫‪ .9‬األكاديمية العالمية للبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية(‪:)ISRA‬أسست سنة ‪ 0220‬من طرف البنك املركزي‬
‫املاليزي‪ ،‬كمؤسسة خمتصة يف جمال التمويل اإلسالمي وحبوث الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتعترب األكادميية من أهم املؤسسات املختصة‬
‫يف جمال الصناعة املالية اإلسالمية املعرتف هبا على الصعيد الدويل‪ ،‬واليت لديها أكثر من ‪ 02‬سنوات من إصدار البحوث الرائدة‬
‫حول التمويل اإلسالمي خلدمة اكرب املؤسسات يف العامل‪ ،‬كما تعترب مستودع املعرفة للتمويل اإلسالمي‪ ،‬وتسعى األكادميية إىل‬
‫ااجاز البحوث الشرعية التطبيقية حول التمويل اإلسالمي‪ ،‬وإثراء مصادر املعرفة يف هذا اجملال‪ ،‬كما تسعى إىل تطوير ممارسات‬
‫الشريعة يف التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين لألكادميية العاملية للبحوث الشرعية يف املالية اإلسالمية‪.)https://www.isra.my‬‬

‫بعد أن فرض التمويل اإلسالمي نفسه كبديل للتمويل التقليدي على املستوى احمللي واإلقليمي والدويل‪ ،‬ظهرت احلاجة إىل‬
‫تطوير هذا التمويل وجعله مواكبا للتطورات االقتصادية املستمرة‪ ،‬وتولت هذه املهمة مؤسسات دولية تدعم صناعة التمويل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬واليت هلا دور مهم يف وضع معايري تساعد على تطوير واستقرار صناعة التمويل اإلسالمي‪ ،‬كما توفر أيضا هذه‬

‫‪19‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫املؤسسات املعايري احملاسبية هلذه الصناعة حسب خصوصيتها‪ ،‬وتوفر املشورة والفتوى اخلاصة باملعامالت املالية اإلسالمية احلديثة‪،‬‬
‫كما توفر التصنيف اخلاص هبذه البنوك سواء التصنيف االئتماين أو التصنيف الشرعي‪ ،‬وتتوىل مؤسسات أخرى فض النزاعات‬
‫بني البنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية وزبائنها‪ ،‬أو مؤسسات أخرى‪ ،‬كما توجد مراكز تكوين تسهر على تكوين الكادر‬
‫البشري املؤهل الذي ميكنه العمل يف مؤسسات التمويل اإلسالمي ويكون ملما مببادئ هذه الصناعة وشروطها وضوابطها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التمويل التشاركي‪:‬‬

‫ال خيرج التمويل يف الشريعة اإلسالمية عن قصدين‪ ،‬األول منهما يقصد من وراءه املمول األجر والثواب من اهلل العلي‬
‫القدير(منه التطوعي كالصدقة أو اإللزامي كالزكاة) ‪ ،‬والثاين يكون الغرض منه طلب الربح وهو جمال حبثنا‪ ،‬وهذا التمويل عبارة‬
‫عن صيغ منها ما هو قائم على املشاركة يف الربح واخلسارة وهذا ما يسمى بصيغ التمويل باملشاركات‪ ،‬ومنها ما هو قائم على فقه‬
‫البيوع ‪ ،‬كما توجد أدوات حديثة للتمويل التشاركي متثل منتجات مبتكرة هتدف إىل توفري التمويل والتحوط‪ ،‬واليت سيتم تناوهلا‬
‫يف التايل‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول) صيغ التمويل التشاركي القائمة على املشاركات‬


‫‪ ‬املطلب الثاين) صيغ التمويل التشاركي القائمة على البيوع‬
‫‪ ‬املطلب الثالث) أساليب التمويل التشاركي احلديثة‬

‫المطلب األول) صيغ التمويل التشاركي القائمة على المشاركات‪:‬‬

‫حناول يف هذا املطلب التعرف على صيغ التمويل باملشاركات‪ ،‬حبيث نسلط الضوء على مفهومها وأنواعها وشروطها‪.‬‬

‫أوال) المضاربة‪:‬تعترب املضاربة من أهم صيغ التمويل التشاركي القائم على املشاركة يف األرباح واخلسارة‪.‬‬
‫مفهوم المضاربة‪:‬املضاربة لغة مفاعله‪ ،‬من الضرب وهي السري يف األرض(محاد ‪ ،0220 ،‬صفحة ‪،)205‬‬ ‫‪.1‬‬
‫واملضاربة أو القراض امسان ملسمى واحد للتعبري عن صيغة التمويل‪ ،‬هذه األوىل لغة أهل العراق واستعمال احلنفية واحلنابلة‪ ،‬أما‬
‫الثاين فهو لغة أهل احلجاز وهو استعمال املالكية والشافعية(ابوزيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫أما اصطالحا فهناك إمجاع على املعىن االصطالحي للقراض واملضاربة‪ ،‬فهو قطع رب املال من ماله للعامل ليتجر فيه‪ ،‬كما أنه‬
‫قطع جلزء من الربح احلاصل من السعي (القرايف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪)05‬‬

‫‪ -‬هذه التعاريف تصف العالقة البسيطة للمضاربة بني الطرفني احدمها مالك للمال وآخر يقدم عمله وجهده أما‪ ،‬املضاربة‬
‫كمنتج متويل يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث تكون فيها هي اجلهة املمولة أي رب املال‪ ،‬والعميل هو صاحب العمل "‬
‫املضارب"‪ ،‬وتكون هذه املضاربة إما ثنائية بني املصرف والعميل‪ ،‬أو متعددة بني جمموعة مصارف من جهة رب املال وجمموعة‬
‫من العمالء من جهة العمل(قانة‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪ -‬كما ميكن القول أيضا أن املضاربة هي شركة موافقة لتعاليم الشرع اإلسالمي يف جزء مشاع من الربح‪ ،‬على أن يكون املال من‬
‫طرف "املصرف اإلسالمي" و العمل من طرف آخر"العميل‪ " ،‬ويف حال اخلسارة يتحملها صاحب املال وخيسر العامل جهده‬
‫ووقته وهذا من دون تعد أو تقصري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مما تقدم ميكن القول أن املضاربة تعترب أحد األساليب الشرعية الستثمار املال‪ ،‬تقوم يف جوهرها على التأليف بني‬
‫عنصري املال والعمل يف تكامل اقتصادي عادل حيقق مصلحة أصحاب األموال والعمال يف آن واحد‪ ،‬كما تعترب إحدى الوسائل‬
‫املشروعة إلدخال املوجودات النقدية يف النشاط االقتصادي وحتويلها إىل عناصر إنتاج‪.‬‬

‫مشروعية المضاربة‪ :‬املضاربة جائزة بالنص القرآين كما سبق ذكرها يف اآليات الكرمية السابقة لتوضيح معىن كلمة‬ ‫‪.2‬‬
‫املضاربة‪ ،‬أما دليل مشروعية املضاربة من السنة النبوية فقد ثبت باإلمجاع املستند إىل السنة التقريرية(ابوزيد‪ ،0222 ،‬صفحة‬
‫‪.)00‬‬

‫َّيب صلَّى اهللُ عليه وعلى آلِه‬


‫أما بنص احلديث النبوي فيمكن االستشهاد حبديث عروة بن اجلعد حيث قال "عرض للن ِّ‬
‫فاشرتيت‬ ‫فساومت صاحبَه‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ت اجللَب َِ‬ ‫وسلَّم جلَب فأعطاين دينارا ‪ ،‬فقال أي عروةُ ‪ :‬ائْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فأتيت اجللَ َ‬
‫فاشرت لنا شا ًة ‪ ،‬قال ‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫منه شاتَـني بدينا ٍر فجئت أسوقُهما‪ ،‬أو قال ‪ :‬أقودمها ‪ِ ،‬‬
‫فلقيين رجل فساومين فبعت منه شاةً بدينا ٍر‪ ،‬فجئت بالدِّينا ِر و بالشَّاةِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫هم بارْك له يف‬ ‫َّ‬
‫احلديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬الل َّ‬ ‫صنعت ؟ فحدَّثتُه‬ ‫ديناركم وهذه شاتُكم قال ‪ :‬و كيف‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ‪ ،‬هذا ُ‬
‫فقلت ‪ :‬يا َ‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬
‫صفقة ميينِه " رواه األثر‪ ،‬واملستفاد من هذا احلديث أن سيدنا عروة ضارب بدينار النيب‪ ،‬وان سيدنا حممد صلَّى اهللُ عليه اقر‬ ‫ِ‬
‫هذا‪ ،‬بل ودعا له بالربكة وهذا دليل على مشروعية املضاربة من السنة النبوية الشريفة (املقدسي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)060‬‬
‫يتبني لنا يف ما ورد سابقا أن املضاربة مشروعة بالكتاب والسنة النبوية املشرفة‪ ،‬وما ورد يف احلديث من تصرف الصحايب‬
‫عروة بن اجلعد يعطي فكرة على أن املضاربة كانت من املعامالت الشائعة اليت ال ينكرها وال يعرتض عليها احد‪.‬‬
‫‪ .2‬شروط المضاربة‪:‬للمضاربة شروطا ختصها ميكن تلخيصها يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬جيوز تعدد العمال واملالك بشرط توزيع‪ .‬الربح بني العمال بقدر األعمال كتوزيع األمثان على السلع امجع(القرايف‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)03‬‬
‫‪ -‬أن يكون رأس املال نقدا حيث أمجع الفقهاء على أن املضاربة تصح باألمثان املطلقة وهي الدراهم والدنانري غري املغشوشة‪،‬‬
‫ويتعامل هبا الناس ألهنا مثن األشياء خلقة ووضعا(طمطوم‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)02‬وعلة اجلمهور يف منع املضاربة بالعروض للغرر‬
‫الذي ميكن أن يرتتب على ذلك‪ ،‬وذهب بعض الفقهاء إىل انه يصح جعل العروض رأس مال للمضاربة بتقوميها وقت العقد‬
‫وجعل قيمتها قيمة رأس املال‪ ،‬حيث يصبح رأس املال معلوما (ابوزيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)02‬وهلذا وجب أن يكون رأس مال‬
‫املضاربة معلوما وقت عند إبرام العقد (حسني‪ ،0222 ،‬صفحة ‪)222‬‬
‫‪ -‬أن يكون رأس املال عينا ال دينا‪ ،‬واتفق مجهور الفقهاء على أن يكون رأس مال املضاربة عينا‪ ،‬فان مل يكن عينا وكان دينا فال‬
‫جيوز للدائن أن يضارب املدين على هذا الدين املتعلق بذمته‪ ،‬الن الدين مادام يف ذمة املدين فهو على ملكه وليس على ملك‬
‫الدائن(طمطوم‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)32‬‬
‫‪ -‬تسليم رأس املال للمضارب‪ ،‬ويعين هذا أن ختلى يد رب املال عن مال املضاربة‪ ،‬وإفساح اجملال للمضارب لتمكينه من حتريك‬
‫املال وتثمريه‪ ،‬فال تصح املضاربة باملال مع بقاء يد رب املال عليه(مركز االقتصاد اإلسالمي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،)00‬وأن يتم‬
‫تسليم رأس املال للمضارب وإطالق يده فيه على أن ال يكون قبض املال من قبل املضارب قبض ضمان إال يف حالة تعد‬
‫املضارب آو تقصريه(حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)25‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬ال جيوز أن يشرتط رب املال أن يعمل معه‪ ،‬وإذا وقع فسدت املضاربة سواء قام رب املال بالعمل أو مل يعمل(ابوزيد‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)00‬‬
‫‪ -‬عدم تقييد املضارب بالشروط الن األصل يف املضاربة أن تكون مطلقة‪ ،‬إال إذا كانت هذه القيود ال تؤثر على نشاط‬
‫املضارب‪ ،‬وبالتايل تؤثر سلبا على حتقيق األرباح والتضييق على املضارب مبا مينع حتقيق الربح‪ ،‬وهذا ينايف عقد املضاربة و‬
‫يفسدها(ابوزيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)00‬إال إذا كانت هذه القيود معتربة‪ ،‬كان يشرتط رب املال على املضارب أن ال يسافر‬
‫ليال‪ ،‬أو أن ال يسلك طريقا به خطرا ميكن أن يؤدي إىل ضياع املال‪ ،‬فإذا خالف هذا الشرط فتلف أو ضاع املال كله أو بعضه‬
‫فانه يضمن ويغرم ما ضاع منه(حسني‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)222‬‬
‫‪ -‬وجب حتديد حصة كل شريك من الربح مبقدار معلوم وحمدد بنسبة معينة‪ ،‬لكل من املضارب ورب املال عند التعاقد‪ ،‬وان‬
‫هذه النسبة حصة شائعة من الربح املتحقق ال من رأس املال‪ ،‬وجيب أن ال يكون نصيب كل من املضارب أو رب املال مقدارا‬
‫حمددا من الربح(الشاعر‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)5‬وزيادة على هذا أن يكون الربح مشرتكا فال جيوز أن خيتص بالربح احد املتعاقدين‬
‫دون اآلخر(حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)25‬‬
‫ويف حال حتقق اخلسارة فإهنا تكون على رب املال ما مل يكن هناك تعد أو تقصري أو خمالفة للشروط املتفق عليها‪(.‬مركز االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)00‬‬
‫ومنه ميكن القول أن اخلسارة تكون على كل طرف من جنس ما شارك به يف املضاربة فرب املال خيسر من ماله والعامل خيسر وقته‬
‫وجهده‪.‬‬
‫أنواع المضاربة‪ :‬ميكن تقسيم املضاربة إىل مقيدة ومطلقة حسب الشروط املفروضة من رب املال‪ ،‬كما ميكن تقسيمها‬ ‫‪.2‬‬
‫من حيث عدد أطراف العالقة إىل ثنائية و متعددة (حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪:)26‬‬
‫تقسيم المضاربة حسب شروط رب المال‪:‬‬ ‫‌أ)‬
‫‪-‬المضاربة المقيدة‪:‬وهي اليت يشرتط فيها رب املال على العامل شروطا معينة ومقبولة من الناحية الشرعية‪ ،‬يقيد هبا‬
‫املضارب للعمل يف إطارها‪.‬‬
‫‪ -‬المضاربة المطلقة ‪:‬هي املضاربة اليت مينح فيها رب املال للعامل كامل حرية التصرف يف املال يف إطار الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ال يستطيع الباحث أن جيزم بوجود هذا لنوع من املضاربة يف الوقت احلايل‪ ،‬وإن وجدت فقد تكون بني طرفني هلم معرفة‬
‫مسبقة ببعضهم البعض خاصة من ناحية األمانة والصدق‪.‬‬
‫تقسيم المضاربة من حيث عدد الشركاء‪:‬ميكن تقسيمها من حيث عدد الشركاء إىل ‪:‬‬ ‫ب)‬
‫‌‬

‫‪-‬مضاربة ثنائية ‪ :‬وهي املضاربة اليت تتم بني طرفني رب املال ورب العمل‪ ،‬وهو الشكل املبسط للمضاربة‪.‬‬
‫‪ -‬مضاربة متعددة‪ :‬وهي املضاربة اليت تكون فيها العالقة متعددة فيتعدد أصحاب املال واملضارب واحد‪ ،‬او يتعدد‬
‫املضاربون ورب املال واحد‪ ،‬أو يتعدد أرباب األموال و املضاربون وهذه املضاربة نامجة عن جواز خلط األموال‪ ،‬وتتم عادة‬
‫من طرف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫ثانيا) المشاركة‪:‬تعترب صيغة التمويل باملشاركة من أهم صيغ التمويل التشاركي القائمة على املشاركة يف الربح واخلسارة‪ ،‬ويف ما‬
‫يلي سنحيط الضوء مبفهوم املشاركة ومشروعيتها من الكتاب والسنة‪ ،‬وشروطها لتكون موافقة مع تعاليم الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وكيف تعرضها البنك التشاركية كمنتجات للتمويل املؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مفهوم المشاركة‪:‬لغة وهي مبعىن الشركة‪ ،‬وشرك‪ ،‬واالشرتاك‪ ،‬وهي تطلق على احلصة والنصيب‪ ،‬وتطلق على‬ ‫‪.1‬‬
‫االشرتاك يف األرض بنحو املزارعة‪ ،‬وتعين توزيع الشيء بني اثنني أو أكثر على جهة الشيوع(نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)062‬‬
‫أما اصطالحا هي‪ :‬االختالط‪ ،‬أو هي اسم يقع على اختالط يف األمالك على وجه الشيوع(الغرياين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪،)622‬‬
‫ويقال أيضا شاركت فالنا صرت له شريكا واشرتكنا وتشاركنا وشركته يف البيع واملرياث(القرايف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪)02‬‬

‫بني التعريفني السابقني أن الشركة هي اجتماع شخصني يف ملك شيء ما‪ ،‬أو مبعىن ثبوت حق ألكثر من شخص يف مال‬
‫على وجه الشيوع‪ ،‬ويكون هذا املال إما مرياث‪ ،‬أو تكون شركة يف البيع‪.‬‬

‫الشركة هي إذن كل واحد منهما أي الشريكني‪ ،‬أو منهم لآلخر يف أن يتصرف يف مال هلما‪ ،‬أي للمأذونني معا وهو‬
‫متعلق بالتصرف‪ ،‬فقوله إذن يف التصرف كاجلنس يشمل الوكالة و القراض(عرفة ا‪ ،0222 ،.‬صفحة ‪ ،)520‬ويعرف بن قدامه‬
‫املقدسي الشركة على أهنا اجتماع يف استحقاق أو تصرف(املقدسي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫يبني التعريفني السابقني أن الشركة هي تصرف احد الشريكني يف مال هلما مع أنفسهما‪.‬‬

‫والشركة قد حتصل باختيار أو إنشاء عقد‪ ،‬مثل شركات األموال واألعمال‪ ،‬فإهنا تقع باختيار األطراف املشاركني‬
‫ورغباهتم‪ ،‬وقد حتصل جربا من غري اختيار وال إنشاء عقد كاشرتاك الورثة يف البيت‪ ،‬واملقصود هنا هو الشركة الناشئة من غري‬
‫اختيار(الغرياين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)622‬‬
‫ومما سبق ميكن التمييز بني نوعني من الشركة ومها‪ :‬شركة امللك وهي أن ميتلك شخصان أو أكثر أصال نقدا أو عينا أو‬
‫أشياء هلا قيمة مالية لسبب من األسباب‪ ،‬كاهلبة ‪ ،‬أو اإلرث (املرزوقي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،:)00‬أما النوع الثاين وهو شركة‬
‫العقد وهي اتفاق اثنني أو أكثر على خلط ماليهما أو عمليهما أو التزاميهما يف الذمة‪ ،‬بقصد اإلسرتباح(هيئة املراجعة واحملاسبة‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)000‬‬
‫تبني التعريفات السابقة مفهوم املشاركة من الناحية الشرعية‪ ،‬وسنحاول إعطاء تعريف للمشاركة(التمويل باملشاركة) اليت‬
‫تطبقها املصارف اإلسالمية يف الوقت احلايل‪.‬‬
‫تعرف املشاركة على أهنا تقدمي املصرف والعميل املال بنسب متساوية أو متفاوتة‪ ،‬من اجل مشروع جديد أو املسامهة يف‬
‫مشروع قائم‪ ،‬حبيث يصبح كل واحد منهما ممتلكا حصتا يف رأس املال بصفة ثابتة أو متناقصة ومستحقا لنصيب من األرباح‪،‬‬
‫وتقسم اخلسارة على قدر حصة كل شريك يف رأس املال وال يصح اشرتاط خالف ذلك(لعيفة‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)062‬‬
‫وعموما ميكن القول أن املشاركة هي اتفاق بني البنك اإلسالمي من جهة والعميل من جهة أخرى‪ ،‬على متويل مشروع‬
‫بغية الربح‪ ،‬على أن يدفع البنك جزء من رأس املال واجلزء الثاين يدفعه العميل‪ ،‬ويكون الربح حسب االتفاق‪ ،‬وعادة ما يكون‬
‫حمدد بنسبة مئوية‪ ،‬حسب حصة املسامهة يف رأس مال املشروع‪ ،‬على أن يتحمل كل طرف منهما اخلسارة يف حالة وقوعها من‬
‫دون تعد أو تقصري‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ .2‬مشروعية الشركة‪:‬تعترب املشاركة إحدى جماالت االستثمار اهلامة يف البنوك التشاركية‪ ،‬وهي ثابتة يف الكتاب والسنة و‬
‫اإلمجاع‪.‬‬

‫ش َر َكا ُء فِي ال ُّثلُ ِث﴾اآلية ‪ 00‬سورة النساء " تتكلم هذه اآلية عن تقسيم الورثة‬
‫ففي الكتاب يف قوله سبحانه وتعاىل﴿ َف ُه ْم ُ‬

‫للرتكة ومعىن اآلية الكرمية أن اإلخوة واألخوات من األم يقتسمون الثلث(حممد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ ،)026‬وتفيد هذه اآلية‬
‫الكرمية انه ميكن جملموعة من األفراد أن يشرتكوا يف متلك مال أو أصل ما‪ ،‬يف اآلية السابقة على سبيل املثال‪ ،‬واليت استدل هبا‬
‫الباحث على مشروعية الشركة نرى أهنا ال حتمل هني صريح أو حترمي قطعي أو أمر بتجنب الشركة سواء يف التملك أو العمل‬
‫لطلب الربح وهذا ما يقودنا للقول أن الشركة مباحة يف كتاب اهلل جل وعلى‪.‬‬

‫ويف السنة الشريفة روي عن النيب صلى اهلل عليه وسلم انه قال‪ :‬يقول اهلل تعاىل "أنا ثالث الشريكني ما مل خين احدمها‬
‫صاحبه فإذا خان احدمها صاحبه‪ ،‬خرجت من بينهما "(أيب داوود‪ ،0226 ،‬صفحة ‪ ،)036‬ويف املعىن أن اهلل مع الشريكني‬
‫باحلفظ والربكة(لعيفة‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)060‬‬

‫ويف اإلمجاع قال ابن قدامه املقدسي يف كتابه املغين " وامجع املسلمون على جواز الشركة يف اجلملة و إمنا اختلفوا على أنواع‬
‫منها "‪ ،‬وقال املطيعي " و أما اإلمجاع فان أحدا من العلماء مل خيالف يف جوازها "‪ ،‬وقال الكمال ابن اهلمام يف فتح القدير "و‬
‫ال شك إن كون الشركة مشروعة اظهر ثبوتا إذ التوارث والتعامل هبا من لدن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهلم جرا متصل ال‬
‫حيتاج فيه إىل إثبات حديث بعينه " (املرزوقي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫من ما تقدم ميكن القول أن الشركة مباحة للعمل والكسب وإستثمار األموال طلبا لتنمية املال والربح‪.‬‬
‫‪ .2‬الشركات في الفقه اإلسالمي‪:‬ميكن التمييز بني صنفني من الشركات يف الفقه اإلسالمي ومها شركات امللك وشركات‬
‫العقود‪.‬‬
‫شركات الملك‪:‬وهي وتنقسم إىل قسمني ومها(املرزوقي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪:)00‬‬ ‫‌أ)‬

‫‪ -‬شركة جبر‪:‬واليت حتصل بغري إرادة الشركاء‪ ،‬وذلك بان خيتلط مال الشركاء بغري اختيار املالك خلطا ال ميكن التمييز بني‬
‫حصصهم‪ ،‬أو ميكن التمييز بني حصصهم بصعوبة وهذا يكون نتيجة الورث‪ ،‬أي يكون ملك املال أو العني بني عدة شركاء‬
‫شياعا‪.‬‬
‫‪ -‬شركة اختيار‪:‬وهو أن ميتلك الشريكني املال بفعلها من إدارهتما‪ ،‬وان جيتمعا يف ملك عني باختيارمها‪ ،‬كان يوهب هلما مال‬
‫فيقبال اهلبة‪ ،‬أو ميتلكا ماال باالستيالء أو بالشراء‪.‬‬
‫شركة العقود‪ :‬هي أنواع ميكن ذكرها يف التايل‪:‬‬ ‫ب)‬
‫‌‬

‫‪ -‬شركة األموال‪:‬وهي شركة يف املال والربح‪ ،‬وتقتضي اشرتاك طرفني أو أكثر يف مبلغ من املال للعمل فيه هبدف الربح يتم‬
‫توزيعه بني أطراف الشركة بنسب متفق عليها وهي على نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬شركة العنان‪ :‬هي عقد يلتزم مبقتضاه شخصان أو أكثر بان يساهم كل منهم بدفع حصة معينة يف رأس مال يتجرون به ‪،‬‬
‫على أن يكون الربح بينهم بنسب يتفقون عليها‪ ،‬وهذا القدر متفق عليه بني املذاهب(اخلفيف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)20‬وال‬

‫‪25‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫يكون التصرف فيها ألي احد من الشركاء إال بإذن باقي الشركاء اآلخرين ويكون كل من الشركاء وكيال عن صاحبه يف‬
‫التصرف يف املال الذي اشرتكا فيه‪ ،‬وال يشرتط فيها التساوي يف املال والربح والعمل‪ ،‬ويرى الفقهاء أهنا األنسب للعمليات‬
‫املالية املصرفية اإلسالمية‪ ،‬ومن أهم شروطها أن يكون رأس املال حاضرا ال دينا(حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)023‬‬
‫‪ -‬شركة المفاوضة‪:‬وهي مشتقة من التفويض وهو أن يعطي كل واحد من الشركاء آلخر حق التصرف يف كل أعمال الشركة‪،‬‬
‫كالبيع والشراء وما فعله احدمها لزم اآلخر حضر أو غاب‪ ،‬أو يكون االشرتاك يف املال والعمل من اجلانبني ويكونان شريكني‬
‫باملال الذي اتفقا عليه‪ ،‬ويشرتط التساوي يف حصص رأس املال والعمل(الغرياين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)605‬‬
‫‪ -‬شركة الوجوه‪:‬هي أن يشرتك اثنني أو أكثر دون أن يكون هلم مال‪ ،‬فيتم االتفاق والتعاقد على أن يشرتوا نسيئة وأن ما‬
‫يشرتيه احدهم يكون مشرتكا بينهم بالتساوي أو بالتفاضل‪ ،‬على الوضع الذي يتم االتفاق عليه‪ ،‬وعلى أن يبيعوا ما يشرتونه‬
‫وما ينتج عن ذلك من ربح يكون بينهم(اخلفيف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬
‫‪ -‬شركة األعمال‪:‬وهي أن يشرتك اثنان أو أكثر على حسب شروطهم‪ ،‬كالنجارين واخلياطني واألطباء وأصحاب احلرف‬
‫األخرى‪ ،‬يشرتكون فيما حيصلون عليه من اجر بينهم(اخلفيف‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬
‫أنواع صيغ التمويل بالمشاركات في البنوك التشاركية‪ :‬تعد املشاركة إحدى جماالت االستثمار للبنوك التشاركية فهي‬ ‫‪.2‬‬
‫تقدم منتجات وصيغ متويل ملشاركة املستثمرين الربح‪ ،‬اخلسارة وتأخذ املشاركة يف البنوك التشاركية عدة إشكال سنحاول تلخيصها‬
‫يف التايل‪:‬‬
‫المشاركة الثابتة "المتوازنة"‪ :‬وهي أن يقوم املصرف باإلسهام يف مشروع معني مع شريك آخر‪ ،‬ويكون لكل منهما‬ ‫أ)‬
‫حصة يف رأس املال‪ ،‬ويدار املشروع حسب االتفاق بني الطرفني على أسلوب اإلدارة‪ ،‬ونصيب كل من الشريكني حيدد بنسبة يف‬
‫الربح‪ ،‬ويصح أن تكون املشاركة يف مشروع طويل األجل‪ ،‬أو يف صفقة جتارية واحدة أو متعددة(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)55‬‬
‫المشاركة المتتالية "المتداخلة "‪ :‬تقوم املصارف بتمويل املشروعات يف هذا النوع من املشاركة من أموال املسامهني‬ ‫ب)‬
‫واملودعني‪ ،‬وهبذا تكون مشاركة املودعني مشاركة مؤقتة متتد إىل فرتة سحب أمواهلم‪ ،‬عكس مشاركة املسامهني فهي املشاركة‬
‫دائمة(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)52‬‬
‫المشاركة الدائمة ‪:‬وهي اشرتاك البنك يف مشروع معني هبدف الربح دون أن يتم حتديد اجل معني النتهاء هذه الشركة‬ ‫ت)‬
‫‪ ،‬ومثال ذالك اشرتاك البنوك التشاركية يف إنشاء شركات املسامهة‪ ،‬أو املسامهة فيها هبدف السيطرة عليها أو هبدف البقاء فيها‬
‫ألسباب معينة(حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)022‬‬
‫الشركة المؤقتة‪:‬وهي اشرتاك البنك يف مشروع معني هبدف الربح‪ ،‬مع حتديد طريقة أو اجل إلهناء مشاركة البنك يف‬ ‫ث)‬
‫هذا املشروع وهي على نوعني ‪:‬‬

‫‪ -‬المشاركة في تمويل صفقة معينة‪:‬وهي اشرتاك البنك التشاركي مع احد التجار أو املؤسسات يف متويل صفقة معينة‪ ،‬على‬
‫أن يقتسما الربح بنسب معينة‪ ،‬فيتم تصفية الصفقة واحتساب حصة كل طرف من األرباح وتسليمها له بعد إعادة رأمساله‬
‫وهبذا تنتهي الشركة(حممود و حسني‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)020‬‬

‫‪26‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬المشاركة المنتهية بالتمليك "المشاركة المتناقصة"‪:‬وهي اشرتاك البنك التشاركي مع طرف أو أطراف أخرى يف إنشاء‬
‫مشروع معني برأمسال معني هبدف الربح‪ ،‬حبيث يساهم البنك والشركاء يف رأمسال هذا املشروع بنسب معينة على أن يقوم‬
‫الطرف اآلخر (الشريك اآلخر أو احد الشركاء) بشراء حصة البنك تدرجييا من األرباح اليت حيصل عليها إىل أن تنتقل حصة‬
‫البنك يف رأمسال املشروع بالكامل وبشكل تدرجيي للطرف اآلخر‪ ،‬حبيث يصبح الشريك اآلخر هو مالك املشروع وخيرج‬
‫البنك من الشركة‪ ،‬وقد أفىت مؤمتر املصارف اإلسالمية املنعقد بديب ‪0222‬م جبواز هذه الشركة(حممود و حسني‪،0226 ،‬‬
‫صفحة ‪.)020‬‬
‫‪ .2‬شروط الشركة‪:‬توجد شروط عامة حتكم مجيع أنواع الشركات وهي(الغرياين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪: )600‬‬
‫تناسب الربح مع المال والعمل‪:‬وذلك بان يتناسب ربح كل شريك وخسارته مع ماله وعمله قلة أو كثرة‪ ،‬فان وقعت‬ ‫‌أ)‬
‫على شرط التفاوت يف الربح أو اخلسارة مع التساوي يف املال والعمل عند علماء املالكية فسدت‪ ،‬وتفسد كذلك إذا وقعت على‬
‫شرط التساوي يف الربح واخلسارة مع التفاضل يف املال والعمل ألهنا أكل للمال بالباطل‪ ،‬ويفسخ العقد الواقع على التفاوت إذا‬
‫اطلع عليه قبل العمل‪ ،‬فان اطلع عليه بعد العمل قسم الربح على قدر املالني‪ ،‬ويعطى لكل واحد أجرة عمله الزائد على قدر‬
‫نصيبه‪ ،‬كما جيوز للشريك التربع بشيء من الربح أو يتطوع بعمل زائد على من نابه بعد العقد من غري شرط‪ ،‬كذلك جيوز أن‬
‫يهب أو يسلف شريكه‪.‬‬
‫أن يكون الربح معلوم النسبة على الشيوع‪ :‬جيب أن يكون الربح واخلسارة يف الشركة معلوما بالنسبة على الشيوع‪،‬‬ ‫ب)‬
‫‌‬
‫مثل النصف أو الربع‪ ،‬فان كان الربح غري معلوم كان يعمل الشريك وال يدري مقدار حصته فال جتوز الشركة للجهالة‪.‬‬
‫عدم اشتراط قدر من المال ألحد الشريكين‪:‬وذلك بتعيني جزء من املال ألحد الشريكني كألف أو مئة كل شهر‪،‬‬ ‫ت)‬
‫‌‬
‫الن التعيني مناف لعقد الشركة‪ ،‬وألنه يؤدي إىل الغرر فقد ال يتحقق الربح‪ ،‬وقد ال يتحقق إال ذلك أالف املعني‪ ،‬فإذا اخذ‬
‫الشريك بقي اآلخر بال شيء‪.‬‬
‫هذه الشروط السابقة واليت تصاحب نشاط الشركة جاءت ملنع ضياع حقوق الشركاء‪ ،‬ومتنعهم من أكل أموال بعضهم بعضا‬
‫بالباطل‪ ،‬كما متنعهم من الوقوع يف شبهة الربا أو الغرر‪ ،‬و ميكن اللجوء إليها يف حال اخلالف بني الشركاء‪.‬‬
‫ثالثا) صيغ التمويل بالمزارع ـ ــة والمساقاة واالستثمار في اإلنتاج الحيواني‪:‬من بني أهم صيغ التمويل التشاركي توجد صيغ‬
‫ختص القطاع الزراعي ومن أمهها املزارعة‪.‬‬
‫‪ .1‬المزارعة‪:‬‬
‫تعريف‪:‬يتفق الفقهاء على مفهوم الزارعة لغة واصطالحا على أهنا شركة يف احلرث(الرصاع‪ ،0225 ،‬صفحة ‪،)350‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي معاقدة على الزرع بني صاحب األرض وبني املزارع وهو العامل‪ ،‬فهي نوع من الشركات تكون فيها األرض من طرف‪،‬‬
‫والعمل من طرف آخر‪ ،‬على أن تزرع وتكون حاصالهتا بني العامل ومالك األرض(نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)200‬‬
‫‪ ‬مشروعية المزارعة‪ :‬صيغة التمويل باملزارعة ثابتة بالكتاب والسنة وباإلمجاع‬
‫شاء لَ َج َع ْل َناهُ ُح َطا اما َف َظ ْل ُت ْم‬ ‫فمن الكتاب قوله سبحانه جل وعال﴿ َف َرأَ ْي ُتم هما َت ْح ُر ُثونَ ‪ .‬أَأَن ُت ْم َت ْز َر ُعو َن ُه أَ ْم َن ْحنُ ه‬
‫الز ِارعُونَ ‪ .‬لَ ْو َن َ‬
‫َت َف هكهُونَ ‪ .‬إِ هنا َل ُم ْغ َرمُونَ ‪َ .‬بلْ َن ْحنُ َم ْح ُرومُونَ ﴾اآلية ‪ 62‬سورة الواقعة‪.‬يف هذه اآلية الكرية بل ويف القران الكرمي ال يوجد منع او‬
‫حترمي للزراعة واحلرث‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫شروط المزارعة‪ :‬للمزارعة شروط كباقي صيغ التمويل األخرى وسنحاول اختصارها يف ما يلي(حممود و حسني‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،0226‬صفحة ‪:)035‬‬
‫‪ -‬وجود األرض وصالحيتها للزراعة ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة البذور من حيث اجلنس والنوع والصفة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة من عليه البذور صاحب األرض أو العامل‪.‬‬
‫‪ -‬توقيت املزارعة جيب أن يكون معلوم يف أي وقت تبدأ املزارعة والشروع يف العمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد نصيب كل فرد من احملصول عند بداية العمل او وقت التعاقد‪.‬‬
‫‪ .2‬المساقاة‪:‬‬
‫وذلك أن يقوم الشخص على سقي النخيل والكرم‬ ‫مفهوم المساقاة‪ :‬لغة مأخوذة من السقي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومصلحتها(محاد‪ ،0220‬صفحة ‪.)200‬‬
‫أما اصطالحا فهي‪ :‬عقد على مؤونة النبات ويضيف الدسوقي يف الشرح الكبري إمنا مسي ذلك العقد مساقاة مع انه متعلق بغري‬
‫السقي وأيضا ألنه معظم ما تتعلق به(عرفة ا‪ ،0222 ،.‬صفحة ‪ ،)352‬واملساقاة عقد بني طرفني يرد على إصالح واالعتناء‬
‫بالشجر‪ ،‬وهو دفع الشجر إىل من يعتين به وحيافظ عليه‪ ،‬بالتلقيح والتنظيف واحلراسة على أن يتم اقتسام مثرة الشجر بني العامل‬
‫وصاحب الشجر حبصص متفق عليها وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫مشروعية المساقاة‪:‬استدل الفقهاء على مشروعية املساقاة مبا اثر على النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم ملعاملة أهل‬ ‫‪‬‬
‫خيرب مبا خيرج من أرضها‪ ،‬وهذا مت اإلشارة إليه يف القواعد االقتصادية للتمويل التشاركي ‪.‬‬
‫شروط المساقاة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬أن تكون األشجار املدفوعة موضوع العمل من األشجار املثمرة وتزيد عند االعتناء هبا ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون اخلارج من الثمر للعاقدين (صاحب األشجار والعامل)‪.‬‬
‫‪ -‬تسليم األرض اليت عليها الشجر للعامل ‪.‬‬
‫‪ .5‬صيغة تمويل االستثمار في اإلنتاج الحيواني‪:‬يتم هبذه الصيغة املشاركة يف اإلنتاج احليواين‪ ،‬حيث يقدم مبوجب هذه الصيغة‬
‫تسليم احليوانات موضوع االستثمار من طرف صاحبها إىل العامل‪ ،‬ليقوم األخري برعايتها وتنميتها على أن يكون الربح الناتج عن‬
‫تكاثر هذه الثروة بني صاحب الثروة والعامل‪ ،‬وال ريب أن هذا املزج بني العمل وبني الثروة احليوانية يساعد على منوها وزيادهتا‬
‫ضمن اإلنتاج الفالحي(صاحلي‪ ،0205 ،‬صفحة ‪.)02‬‬
‫خنلص إىل أن الصيغ القائمة على املشاركة هي صيغ موجهة إىل استثمار األموال وتنميتها‪ ،‬سواء يف التجارة أو الزراعة أو‬
‫القطاعات األخرى‪ ،‬وهي صيغة بعيدة عن الفائدة الربوية‪ ،‬وجتمع بني العمل ورأس املال يف مشروع أو شركة هبدف حتقيق الربح‪،‬‬
‫كما متكن هذه الصيغ املؤسسات ورجال األعمال من احلصول على التمويل بدون فوائد وال ضمانات أو احلصول على األراضي‬
‫الصاحلة للزراعة بدون تكلفة أي بدون دفع اإلجيار مثال مقابل استغالل هذه األراضي‪ ،‬ومن جهة أخرى متكن أصحاب األموال‬
‫من استثمار أمواهلم وتنميتها بدون تكلفة أيضا وهي دفع أجرة للعامل‪ ،‬سواء كان مضاربا أو مزارع‪ ،‬أو كان صاحب مهارة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل القائمة على المعاوضات"المداينات"‪:‬‬

‫يف هذا املبحث تعريف البيع‪ ،‬والصيغ القائمة على مبدأ البيع‪ ،‬كما وردت يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬واإلشارة إىل مشروعيتها‬
‫من القران والسنة واإلمجاع‪ ،‬كما سنتطرق إىل أهم الصيغ املشتقة منها واملطبقة من طرف البنوك التشاركية يف الوقت احلايل‪.‬‬

‫أوال‪:‬البيع‪:‬‬

‫تعريف ‪ :‬لغة هو مبادلة املال باملال‪ ،‬وهو من األضداد‪ ،‬كالشراء ولذلك يطلق على كل من العاقدين انه بائع ومشرت‪،‬‬ ‫‪.1‬‬

‫لكن إذا أطلق على البائع فاملتبادر للذهن انه باذل السلعة(نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،)22‬أما اصطالحا فيعرف البيع على انه عقد‬
‫معاوضة على غري منافع وال متعة لذة‪ ،‬ويشار هنا إىل أن البيع يقع يف االستعمال الشرعي باملعىن األعم شرعا‪ ،‬ويقع مبعىن‬
‫اخص‪ ،‬فيدخل يف هذا احلد األعم هبة الثواب‪ ،‬الن حكمها حكم البيع‪ ،‬وهو عقد معاوضة‪ ،‬والصرف أيضا عقد معاوضة‬
‫واملراطلة كذلك والسلم‪ ،‬وقوله على غري منافع‪ :‬اخرج به اإلجارة والكراء‬

‫وقوله وال متعة لذة‪ :‬اخرج به النكاح ألنه عقد معاوضة على متعة لذة‪ ،‬واتى بالعقد يف اجلنس كما قدمنا ذلك الن البيع من‬
‫العقود أعمه واخصه(عرفة‪ ،0225 ،‬صفحة ‪.)3‬‬

‫يف التعريف السابق عرف البيع على انه عقد معاوضة أو مبادلة استثىن منه عقد اإلجيار والنكاح‪ ،‬وتكون املبادلة على ما‬
‫هو مباح شرعا‪ ،‬مبعىن تبادل بني األموال املشروعة‪.‬‬

‫ميكن القول أن البيع هو عقد متلك بضاعة مبال‪ ،‬أو متلكما هو مباح شرعا بعوض على وجه التأبيد‪.‬‬

‫مشروعية البيع‪ :‬والبيع جائز ودليل ذلك يف قوله تعاىل﴿إِ هًل أَن َت ُكونَ ت َِج َ‬
‫ار اة َحاضِ َر اة ُتدِي ُرو َن َها َب ْي َن ُك ْم َفلَ ْي َ‬
‫س َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫‪.2‬‬
‫الر َبا﴾اآلية‬ ‫ش ِهدُوا إِ َذا َت َبا َي ْع ُت ْم ﴾اآلية ‪ 282‬سورة البقرة ‪ ،‬وفي قوله تعالى﴿ َوأَ َحل ه ه‬
‫َّللا ُ ا ْل َب ْي َع َو َح هر َم ِّ‬ ‫ح أَ هًل َت ْك ُت ُبوهَا ۗ َوأَ ْ‬
‫ُج َنا ٌ‬
‫‪ 023‬من سورة البقرة‪ ،‬ويف السنة النبوية الشريفة فقول النيب صلى اهلل عليه وسلم "البيعان باخليار ما مل يتفرقا "(البخاري‪،‬‬
‫صفحة ‪ ،)523‬وروى أبو سعيد‪ ،‬عن النيب صلى اهلل عليه وسلم انه قال " التاجر الصدوق األمني مع النبيني والصديقني والشهداء‬
‫"(الرتميذي‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)220‬‬

‫ويف اإلمجاع أن املسلمون امجعوا على جواز البيع يف اجلملة‪ ،‬واحلكمة تقتضيه الن حاجة اإلنسان تتعلق مبا يف يد صاحبه‪،‬‬
‫وصاحبه ال يبذله بغري عوض‪ ،‬ففي شرع البيع وجتويزه شرع طريق إىل وصول كل واحد منهما إىل غرضه ودفع حاجته(املقدسي‪،‬‬
‫‪ ،0222‬صفحة ‪.)6‬‬

‫مما تقدم حول جوازه البيع نالحظ أن هناك تطابق يف النص القرآين والسنة النبوية الشريفة واإلمجاع على جوازه يف‬
‫املعامالت‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫ثانيا) بيع المرابحة‪:‬‬


‫تعريف المرابحة‪:‬عرفه العالمة ابن عرفة رمحه اهلل تعاىل بقوله بيع مرتب مثنه على مثن بيع تقدمه ويعين هذا أنه ال يتصور‬ ‫‪.1‬‬
‫أن يبيع اإلنسان ما ملكه دون اشرتاء مراحبة‪ ،‬كما إذا وهب له وأورثه أو تصدق به عليه‪ ،‬ألن مثن البيع الثاين مرتب على مثن‬
‫البيع األول‪ ،‬فإذا باع الشخص مراحبة لزم أن يذكر الثمن الذي اشرتى به(عرفة ا‪ ،0222 ،.‬صفحة ‪.)032‬‬
‫وعرفه بن قدامة يف املغين على أنه بيع برأس املال وربح معلوم‪ ،‬ويشرتط العلم برأس املال فيقول رأس مايل فيه مائة وهبا ربح‬
‫عشرة(املقدسي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)00‬‬
‫وميكن تعريف املراحبة أهنا بيع يتم فيها نقل ملكية سلعة ما من البائع إىل املشرتي بثمن معلوم وبربح معلوم‪ ،‬حيث يتم‬
‫حتديد مثن البيع للسلعة بتكلفة شراء البائع هلا إضافة إىل ربح معلوم يتم االتفاق عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬شروطها‪:‬من خالل التعريف يتضح لنا أن شروط بيع املراحبة هي(قادري‪ ،‬كاكي‪ ،‬و جعيد‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)23‬‬
‫‪ -‬العلم بالثمن األول‪:‬على البائع أن يبني مثن شراء األصل والسلعة مع مجيع املصاريف املرتتبة على شرائها من نقل وغريها‬
‫من املصاريف‪.‬‬
‫‪ -‬العلم بالربح‪ :‬على البائع أن يبني الربح الذي يطلبه‪.‬‬
‫‪ -‬العلم بأحوال المبيع‪ :‬وهي املميزة له أو املكروهة عادة اليت تقلل الرغبة فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعية المرابحة‪:‬ال يوجد خالف على صحة ومشروعية واملراحبة‪ ،‬كما ال يعلم عند الفقهاء كراهته‪ ،‬وجواز بيع املراحبة‬
‫مبعناه ثابت بالنص القرآين والسنة النبوية كما متت اإلشارة إليه يف جواز البيع‪،‬‬
‫ما مت اإلشارة إليه يف مفهوم املراحبة بالشكل العام‪ ،‬أو كما ورد يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬أما ما هو مطبق يف املصارف اإلسالمية نوجزه‬
‫يف اآليت‪:‬‬

‫‪ .2‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪:‬يطبق هذا النوع من املراحبة على نطاق واسع يف املؤسسات املالية اإلسالمية بصفتها إحدى‬
‫أدوات التمويل الرئيسية‪ ،‬وتنطوي املراحبة لآلمر بالشراء على بيع سلعة بسعر معروف‪ ،‬ويتضمن رحبا متفقا عليه مسبقا‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك يف وعد العميل لشراء األصل‪ ،‬وبالتايل هذه املعاملة على وعد مسبق من طرف املشرتي طالب السلعة عن طريق البيع‬
‫األجل من مؤسسة مالية‪ ،‬ومن هنا جاءت تسميتها لآلمر بالشراء‪ ،‬ويدفع املشرتي مثن املراحبة كامال يف تاريخ مستقبلي حمدد‪،‬‬
‫أو على أقساط‪.‬‬

‫متكن املراحبة املؤسسة من احلصول على السلع أو معدات اإلنتاج بالتكلفة املناسبة‪ ،‬وباملواصفات اليت ترغبها‪ ،‬كما ميكن‬
‫للمؤسسة احلصول على متويل من خالل املراحبة بعيدا عن القروض الربوية‪ .‬وتشري الدراسات التطبيقية إىل اعتماد املصارف‬
‫اإلسالمية بشكل كبري على التمويل بصيغة املراحبة وهذا لسهولة تطبيقها‪ ،‬وأيضا استجابة لرغبة العمالء الذين يفضلون يف غالب‬
‫األحيان طلب التمويل وفق صيغة املراحبة سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات(امحد جمذوب‪.)0205 ،‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫ثالثا) االستصناع‪ :‬االستصناع شراء شيء من صانع يطلب إليه صنعه‪ ،‬فهذا الشيء ليس جاهزا للبيع‪ ،‬بل يصنع حسب‬
‫الطلب‪ ،‬فاإلستصناع إنتاج شيء لزبون معني‪ ،‬وليس إنتاج للسوق‪ ،‬لزبائن غري معينني وال معروفني مسبقا‪ ،‬وهو صاحل أساسا‬
‫يف الصناعات اليدوية واحلرفية الصغرية‪ ،‬كخياطة املالبس‪ ،‬وصناعة األحذية‪ ،‬كما يصلح لصناعة سفينة أو طائرة أو‬
‫سيارة(املصري‪ ،‬التمويل االسالمي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)06‬‬

‫ويشبه االستصناع يف أن السلعة موصوفة ويتم تسليمها يف اجل حمدد يف املستقبل(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ ،)22‬كما انه‬
‫شبيه باإلجارة حيث أن املشرتي أي املستصنع يتعاقد العامل أي الصانع على صنع السلعة أو الشيء املطلوب‪ ،‬فأشبه الصانع‬
‫باألجري(املصري‪ ،‬التمويل االسالمي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)06‬‬

‫إال انه يف حقيقة األمر خيتلف عن اإلجارة الن مواد تصنيع الشيء املراد صنعه تكون من عند الصانع‪ ،‬أما االختالف عن‬
‫السلم فان الشيء املصنوع يصنع صنعة موصوفة ال يشرتط وجود مثله يف السوق‪ ،‬ال عند العقد وال عند التسليم(املصري‪ ،‬التمويل‬
‫االسالمي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ .)06‬كما انه ال يشرتط تقدمي الثمن عند العقد(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)22‬‬

‫ميكن تعريف االستصناع بأنه طلب املستصنع (املشرتي) من الصانع( البائع) شيء مصنوعا مبواصفات معينة (سلعة)‬
‫ليست متوفرة يف السوق‪ ،‬مقابل دفع مبلغ معني يكون مثن للشيء املصنوع‪ ،‬حيث يقوم الصانع بالعمل ويوفر أيضا املواد‬
‫املستخدمة يف صناعة الشيء املصنوع املتفق عليه‪.‬‬

‫‪ -‬مشروعيته‪:‬‬

‫ما يستدل على مشروعية االستصناع من السنة النبوية هو حديث استصناع رسول صلى اهلل عليه وسلم خامتا‪ ،‬وحديث‬
‫استصناع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم منربا(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫‪ -‬شروط االستصناع‪:‬لالستصناع شروط أساسية ميكن إمجاهلا يف اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬جيب أن يكون املصنوع معلوما‪ ،‬إذ جيب حتديد مواصفات الشيء املطلوب تصنيعه بدقة مبا يف ذلك نوعه‪ ،‬وجودته‪ ،‬وكميته‪،‬‬
‫الن الشيء املستصنع هو حمل العقد وجب حتديده بشكل واضح‪ ،‬وخاصة أن االستصناع يعد بيعا ملعدوم أجيز على خالف‬
‫األصل‪ ،‬وبالتايل يتضمن هذا العقد خطر عدم التسليم‪ ،‬والذي ميكن ختفيفه من خالل الوصف الدقيق حملل العقد(بن جديدة‪،‬‬
‫املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)032‬‬

‫‪ -‬جيب أن يكون الشيء املطلوب تصنيعه مما جرت عادة الناس على التعاقد على إنتاجه باالستصناع‪ ،‬مثل األعمال اليت مت‬
‫اإلشارة إليها يف التعريف‪ ،‬فبعض السلع قد تكون غري صاحلة للتعاقد عليها مثل صنع قميص‪ ،‬الن الناس مل يعتادوا على التعاقد‬
‫لشرائها على أساس االستصناع(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)032‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬جيب توفري املواد املستخدمة يف صناعة املطلوب من طرف الصانع‪ ،‬فإذا مت توفريها من طرف املشرتي( املستصنع)‪ ،‬فانه يصبح‬
‫عقد إجارة ال عقد استصناع(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)032‬‬

‫‪ -‬عقد االستصناع بيعا وليس وعدا وهو ما اعتمدته جملة األحكام العدلية‪ ،‬فإذا أمت الصانع الشيء املصنوع واحضره للمشرتي‬
‫املستصنع موافقا للمواصفات‪ ،‬فليس ألحد منهما اخليار‪ ،‬بل يلزم الصانع بتسليمه‪ ،‬ويلزم املستصنع بإقراره وقبوله مبطابقته‬
‫املواصفات(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫‪ -‬أن يكون الشيء املصنوع حالل ومصنوع من مواد حالل‪ ،‬كما ال يلزم يف االستصناع دفع الثمن وقت التعاقد‪ ،‬إذ التعجيل يف‬
‫دفع الثمن يف السلم ال يف االستصناع(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫‪ .2‬أنواع االستصناع‪:‬اإلستصناع إىل اإلستصناع التقليدي والذي متت اإلشارة إليه يف السابق والذي يتم عادة بني طرفني‬
‫مباشرة بدون وساطة البنك‪ ،‬وإستصناع متويلي وهو ما سنناقشه يف اآليت‪:‬‬

‫اإلستصناع العادي‪:‬وهو االستصناع الذي يتم بني طرفني والذي مت تناوله سابقا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلستصناع التمويلي‪:‬االستصناع التمويلي مركب من عقدي استصناع يكون املصرف طرفا يف كل عقد‪ ،‬حبيث يكون‬ ‫‪‬‬
‫يف العقد األول مشرتيا يف عقد االستصناع مع الصانع‪ ،‬ويكون بائعا للسلعة املصنوعة من طرف الصانع للمشرتي يف عقد‬
‫االستصناع الثاين(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ ،)20‬مبعىن يقوم بدور الوسيط بني الصانع و املستصنع(املشرتي)‪.‬‬

‫‪ .2‬مزايا االستصناع‪ :‬لالستصناع عدة مزايا بالنسبة للمؤسسة واليت سنحاول اختصارها يف اآليت(حممود و حسني‪،0226 ،‬‬
‫صفحة ‪:)056‬‬

‫‪ -‬ميكن للمؤسسة اللجوء إليه للحصول على سلع مرتفعة الثمن واليت يتم صنعها للمؤسسة بطلبها وباملواصفات اليت تطلبها‪،‬‬
‫حيث ميكن أن متول به املباين أو السفن أو الطائرات‪ ،‬اليت ميكن أن حتتاجها يف أنشطتها حسب القطاع الذي تنشط فيه‪.‬‬

‫‪ -‬خيدم االستصناع مصاحل‪ ،‬واليت غالبا ما تفتقر إىل اخلربة الكافية يف تقييم كثري من األعمال‪ ،‬أو تفتقر إىل الوقت الالزم‬
‫للمتابعة أو املال احلاضر للتمويل املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬عادة ما يكون االستصناع بني املؤسسات الضخمة‪ ،‬وحتتاج إىل متويل ضخم‪ ،‬وميكن لالستصناع بشكل واضح يف متكني‬
‫األطراف املختلفة من حتقيق أهدافها سواء من حيث تشغيل األموال املتاحة‪ ،‬أو احلصول على التمويل الالزم وتامني سوق فعال‬
‫لتامني املصنوعات‪ ،‬فالصانع يف عقد االستصناع يضمن تسويق منتجاته‪ ،‬واملستصنع حيصل على املنتجات اليت حيتاجها‬
‫وباملواصفات اليت يرغبها‪ ،‬ويف االستصناع املوازي ميكن للمؤسسات التمويل اإلسالمية الربط بني الطرفني السابقني ويقوي الروابط‬
‫االقتصادية بينهما مبا خيدم مصلحة كل منهما‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫رابعا) بيع السلم‪:‬‬


‫تعريف‪ :‬السلم هو استعجال رأس املال وتقدميه‪ ،‬والسلم لغة أهل احلجاز والسلف لغة أهل العراق‪ ،‬أما عند الفقهاء‬ ‫‪.1‬‬
‫فهو بيع موصوف يف الذمة ببدل يعطى عاجال(رشيد‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫والسلم نوع من أنواع البيوع يتم فيه دفع مثن السلعة حاال‪ ،‬ويؤجل فيه قبض السلعة‪ ،‬أي بيع عاجل بآجل‪.‬‬

‫حكمه‪:‬اجلواز الدليل على ذلك ما ثبت يف الكتاب على جواز البيع‪ ،‬ويف الصحيحني قوله صلى اهلل عليه وسلم « من‬ ‫‪.2‬‬
‫أسلم فليسلم يف كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم » وقد حكى العلماء إمجاع األمة على ذلك(مجعة‪ ،0222 ،‬صفحة‬
‫‪.)222‬‬

‫‪ .2‬شروطه‪:‬ذكر الفقهاء للسلم سبعة شروط(بن غنيم‪ ،‬صفحة ‪:)022‬‬

‫‪ -‬قبض رأس املال وهو الثمن يعين انه ال جيوز تأجيل رأس املال إذا كان عينا‪ ،‬ألنه يؤدي إىل بيع الدين بالدين وهو الذي يسميه‬
‫الفقهاء "ابتداء الدين بالدين"‪ ،‬فقد هنى النيب صلى اهلل عليه وسلم عن ذلك‪ ،‬كما يف حديث ابن عمر هنى صلى اهلل عليه وسلم‬
‫عن بيع الكالئ بالكالئ باهلمزة قال أهل اللغة وهو النسيئة‪ ،‬أي الدين بالدين‪ ،‬وجيوز تأجيل رأس املال يومني أو ثالثة‪ ،‬وقالوا‬
‫هذا تأجيل يسري فهو يف حكم املقبوض‪.‬‬

‫السلم بضرب أجل معلوم للمسلم فيه‪ ،‬فإن كان بال أجل أو أجل جمهول فسد العقد‪ ،‬ويشرتط يف األصل كذلك أن‬
‫‪ -‬جيوز بيع ّ‬
‫ال يكون أقل من مخسة عشر يومان إذا كان االستالم يف بلد العقد‪ ،‬فإذا كان االستالم يف غري بلد العقد حيث ختتلف األسواق‬
‫فيجوز أقل من ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون املسلم فيه أي السلعة املشرتاة منقولة‪ ،‬أي ميكن نقلها من بلد إىل بلد حيرتز هبذا عن غري املنقوالت من العقارات‬
‫واألشجار فهذا ال جيوز بيعها سلما‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون السلعة موصوفة وذلك بذكر جنسها ونوعها وجودهتا ورداءهتا حال العقد‪.‬‬

‫‪ -‬معلومية القدر‪ :‬أي أن يكون معلوم الكمية إن كان كيال أ وزنا أو عددا‪.‬‬

‫املعني يف هذا ال جيوز‬


‫‪ -‬أي يكون دينا على املسلم إليه‪ ،‬وهو البائع أي يكون دينا مرتتبا يف ذمته‪ ،‬وحيرتز هبذا عن بيع احلاضر ّ‬
‫معني يتأخر قبضه وهذا ال جيوز شرعا ألن عقد البيع ينقل امللكية‪.‬‬
‫بيعه سلما‪ ،‬ألنه يؤدي إىل بيع ّ‬

‫‪ -‬أن يكون املسلم فيه وهو السلعة ميكن وجودها وتوفرها عند حلول األجل املضروب املتفق عليه‪ ،‬فإذا أسلم يف فاكهة الشتاء‬
‫ليأخذها يف الصيف أو العكس فال جيوز‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬كذلك مما يزاد على الشروط املتقدمة أن خيتلف رأس املال فيه جنسا فإذا احتد اجلنس ال جيوز‪ ،‬كما إذا أسلم كتان يف كتان أو‬
‫حديدا يف حديد الن هذا يؤدي إىل السلف بزيادة إذا كان رأس املال أقل من املسلم فيه أو يؤدي إىل الضمان جبُ ًعل‪ ،‬وإذا كان‬
‫يصري‬
‫رأس املال أكثر من املسلم فيه والسلم بزيادة والضمان جبعل كالمها ممنوع‪ ،‬اللّهم إالّ إذا اختلفت املنافع ألن اختالف املنافع ّ‬
‫اجلنس الواحد أجناسا‪ ،‬فيجوز إسالم فرس سابق أي مستعمل للجري‪ ،‬يف فرسني غري سابقني جيعل مثلهما للخدمة أو احلمل‬
‫دون اجلري‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك يشرتط يف جواز السلم أن ال يكون رأس املال و املسلم فيه كالمها طعاما‪ ،‬أو نقدا ألنه إذا احتد اجلنس دخلهما ربا‬
‫الفضل وربا النسيئة‪ ،‬كما إذا أسلم قمحا يف قمح أو ذهبا يف ذهب‪.‬‬

‫وإذا اختلف اجلنس ودخل ربا النسيئة‪ ،‬كما إذا اسلم بطيخا يف زمان ألنه يشرتط يف بيع الطعام بالطعام بالتقايض‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع السلم‪:‬يوجد نوعان للسلم أوهلما السلم العادي والثاين السلم املوازي(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪:)032‬‬

‫السلم العادي‪:‬وهو السلم كما ورد يف كتب الفقه‪ ،‬أو هو السلم بني طرفني والذي مت ذكره يف ما سبق ويشمل فقط‬ ‫‪‬‬
‫طرفني املسلم واملسلم إليه‪.‬‬
‫السلم الموازي‪:‬وهو نظام تعاقدي يتألف من عقدي سلم مستقلني‪ ،‬عقد يكون فيه املصرف هو املشرتي‪ ،‬واآلخر‬ ‫‪‬‬
‫يكون املصرف هو البائع‪ ،‬وجيب الربط بني العقدين حبيث يعتمد تنفيذ احدمها على اآلخر‪.‬‬

‫‪ .5‬مزايا السلم‪:‬إن الواقع العملي للبنوك التشاركية يثبت حمدودية استخدام السلم يف التمويل‪ ،‬رغم املزايا اليت يتمتع هبا واليت‬
‫ميكن أن نوجزها يف اآليت(مجعة‪ ،0222 ،‬صفحة ‪:)322‬‬

‫‪ -‬ميكن للبنك أن ميول اإلنتاج الزراعي لدورة زراعية تقل عن سنة‪ ،‬وذلك بتعجيل مثن الشراء للمستثمر الذي ميكن أن يستخدمه‬
‫يف متويل مستلزمات زراعته‪ ،‬على أن يسلم للبنك جزءا من احملصول عند جنيه‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن للحرفني أو أصحاب املؤسسات الصغرية احلصول على متويل سلم من خالل دفع البنك مثن منتجاهتم معجال والذي‬
‫يستخدم يف متويل شراء املواد اليت تستخدم يف إنتاج سلع اليت دفع البنك مثنها مسبقا‪.‬‬

‫خامسا) اإلجارة‪:‬‬

‫تعريف اإلجارة‪:‬اإلجارة هو بيع للمنفعة‪ ،‬فهو عقد معاوضة على منفعة أصل منتج (منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪،)35‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ومعىن اإلجارة هي املبلغ املعطى مقابل عمل أو خدمة أو تعويض املستأجر عن حق االنتفاع يف عقد اإلجيار‪ ،‬كما تعرف اإلجيارة‬
‫متليك منافع بعوض‪ ،‬وقال بعض العلماء انه بيع حق االنتفاع بعوض معلوم‪ ،‬وعليه فان عقد اإلجيار هو نوع من أنواع عقود‬
‫املعاوضات(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫‪34‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مشروعية اإلجارة‪:‬مبا أن اإلجارة بيع منفعة فان البيع جائز كما متت اإلشارة إليه يف مشروعية البيع‪ ،‬إالأن بعض‬ ‫‪.2‬‬
‫الفقهاء عارضوا بيع اإلجارة ألهنا بيع منفعة‪ ،‬واملنافع معدومة القبض حال انعقاد البيع‪ ،‬مث تستوىف شيئا فشيئا مع الزمن‪ ،‬وال‬
‫جيوز إضافة البيع إىل شيء يف املستقبل‪ ،‬ورد على هذا الرأي بان املنافع وإن كانت معدومة يف حال عقد البيع‪ ،‬فهي مستوفاة يف‬
‫الغالب‪ ،‬والشرع إمنا حلظ من هذه املنافع ما يستوىف يف الغالب(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪.)023‬‬
‫أنواع اإلجارة‪:‬سنقتصر يف هذا العنوان على ذكر صيغ التمويل املعروضة من طرف البنوك التشاركية واملبنية على أساس‬ ‫‪.3‬‬

‫عقد اإلجيار‪ ،‬الذي مت التطرق إليه يف السابق‪ ،‬وبسبب املرونة اليت يتميز هبا عقد اإلجيار فإننا اجد عدة صيغ متويل مبنية على هذا‬
‫العقد واليت سنشري إليها يف التايل بشيء من االختصار‪:‬‬
‫اإلجارة المنتهية بالتمليك‪:‬وهي عقد جيمع بني اإلجارة والبيع‪ ،‬حيث يتم بيع منفعة األصل من املؤجر إىل املستفيد‬ ‫‪‬‬
‫بعدد معلوم متفق عليه من األقساط مث يتم نقل ملكيته بثمن رمزي(املصري‪ ،‬التمويل االسالمي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪،)020‬‬
‫وميكن تعريفها أيضا بأهنا اتفاقية إجيار ينتفع مبوجبها املستأجر مبحل العقد باجرة حمددة يف فرتة معلومة‪ ،‬على أن حمل العقد‬
‫اإلجارة ستؤول ملكيته للمستأجر خالل مدة اإلجارة‪ ،‬أو يف هنايتها بواسطة هبتها أو بيعها بإجياب وقبول يف حينه وعقد‬
‫جديد(الزيدانيني‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)003‬‬
‫اإلجارة لآلمر بالشراء‪:‬هو عقد إجيار مت تطويره ليناسب العمل املصريف‪ ،‬حيث مت تطويره بشروط وأفكار مقتبسة من‬ ‫‪‬‬
‫عقد املراحبة لآلمر بالشراء‪ ،‬فاإلجارة لآلمر بالشراء هتدف إىل تقدمي األصل الثابت أو املعمر على أساس عقد اإلجارة‪،‬‬
‫وبذلك يدفع املستأجر األقساط نظري انتفاعه باألصل‪ ،‬ولكن املصرف ال يشرتي هذا األصل مببادرته وإمنا بناء على طلب من‬
‫الراغب يف استئجاره(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)26‬‬
‫اإلجارة لآلمر باالستصناع‪:‬تعترب هذه الصيغة خطوة متقدمة من صيغة اآلمر بالشراء‪ ،‬يكون فيه األصل الثابت أو‬ ‫‪‬‬
‫املعمر مما هو غري متوفر عند البائع وحيتاج إىل صناعة أو بناء‪ ،‬فالعقد إذا هو عقد إجارة لآلمر باالستصناع (الواعد بالشراء)‪.‬‬
‫أما خطواته فهي مماثلة خلطوات اإلجارة لآلمر بالشراء‪ ،‬غري أن عقد الشراء هو شراء باالستصناع‪ ،‬وهو مثل اإلجارة لآلمر‬
‫بالشراء يبقي على ملكيته الثابت أو املعمر‪ ،‬ومن مث فان البنك التشاركي هو الذي يقوم بعملية االستهالك احملاسبية‪ ،‬وهو‬
‫الذي سيتصرف بالقيمة املتبقية إن وجدت لألصل بعد هناية عقد اإلجارة‪ ،‬ومما ينبغي مالحظته يف كل من عقدي اإلجارة‬
‫لآلمر بالشراء‪ ،‬واإلجارة لآلمر باالستصناع انه ميكن االتفاق على عائد إجياري متغري إما أن يكون متزايد‪ ،‬أو متناقصا‪ ،‬أو‬
‫متغري بشكل يربطه مبؤشر متغري آخر شريطة أن يكون هذا املؤشر مستقال وخارجا عن سلطة أي من طريف العقد(منذر‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪.)20‬‬

‫‪ .2‬مزايا اإلجارة‪:‬تتميز اإلجارة مبرونة عالية وخصائص ومميزات ميكن للمؤسسة االستفادة منها‪ ،‬وميكن أن نلخص امهم مزايا‬
‫اإلجارة يف التايل(مجعة‪ ،0222 ،‬صفحة ‪:)330‬‬

‫‪35‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬يعترب التمويل باإلجارة من أهم صيغ التمويل املتوسط والطويل األجل للمعدات الرأمسالية يف الكثري من الدول ذات األسواق‬
‫املالية النامية‪ ،‬كما تقدم هذا الصيغة متويال كامال لألصول املستأجرة‪ ،‬حيث ال يتطلب أن يدفع املستفيد جزءا من مثنه مقدما‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن أن تكون تكلفة التمويل بصيغة اإلجارة اقل منها يف حالة التمويل التقليدي‪ ،‬وزيادة على ذلك تطلب البنوك ضمانات‬
‫أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬حيصل املستفيد من التمويل التأجريي على مزايا ضريبية‪ ،‬حبيث يتمم خصم مجيع الدفعات االجيارية من أرباح املستأجر وصوال‬
‫إىل صايف الربح اخلاضع للضريبة‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب هذا النوع من صيغ التمويل بديال مناسبا للحصول على املعدات واألدوات املطلوبة لعمليات التوسع واإلحالل عن طريق‬
‫زيادة رأس املال بإصدار أسهم جديدة أو عن طريق االقرتاض آلجال طويلة‪ ،‬خاصة يف احلاالت اليت ال يكون فيها سوق املال‬
‫مستجيبا للطلب املتزايد على األموال‪ ،‬أو يف احلاالت اليت ال يكون متاحا فيها للبنوك أن تتوسع يف االئتمان وفقا للسياسة اليت‬
‫يتبعها البنك املركزي‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب التمويل باإلجارة بعيدا عن الربا‪.‬‬

‫تعترب صيغ التمويل القائم على فقه البيوع من أهم صيغ التمويل التشاركي وهي‪ :‬املراحبة واالستصناع والسلم واإلجارة‪،‬‬
‫واليت ميكن للمؤسسات االقتصادية أن تعتمد عليها يف تلبية مجيع احتياجاهتا املالية‪ ،‬سواء قصرية األجل أو على املدى املتوسط‬
‫والبعيد‪ ،‬ومتكنها صيغة املراحبة لآلمر بالشراء حلصول على رأس املال الثابت ومعدات اإلنتاج‪ ،‬كما متكنها هذه الصيغة من‬
‫احلصول على مدخالت اإلنتاج من املواد األولية‪ ،‬حيث ميكن للمؤسسة احلصول على احتياجاهتا وتكون هذه االحتياجات‬
‫حسب طلب املؤسسة وميكنها الدفع آجال أو بإقساط‪.‬‬

‫ومن بني الصيغ املهمة أيضا االستصناع‪ ،‬والذي ميكن املؤسسات من احلصول على السلع اليت حتتاجها يف نشاطها‬
‫مبواصفات خاصة‪ ،‬حيث ميكن للمؤسسة احلصول على املباين‪ ،‬أو وسائل نقل مبواصفات اليت تطلبها‪ ،‬وهي مالئمة للنشاط‬
‫الصناعي ومتويل األصول الثابتة للمؤسسة‪ ،‬كما تضمن هذه الطريقة تسويق منتجات املؤسسات اليت تقوم بدور الصانع‪ ،‬أما دور‬
‫البنوك التشاركية يظهر يف ربط العالقة بني املستصنع والصانع‪.‬‬

‫ومتكن صيغة التمويل بالسلم املؤسسة من تسويق منتجاهتا وقبض قيمة منتجاهتا مسبقا‪ ،‬والذي تستخدمه يف متويل السلع‬
‫املسلم هبا‪ ،‬وهو مالئم لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة و حىت احلرفيني‪ ،‬حيث متكنهم هذه الصيغة من احلصول على‬
‫األموال من اجل إنتاج السلع املطلوبة‪ ،‬كما ختفف عنهم هذه الصيغة تكاليف تسويق السلعة وختزينها‪ ،‬ويتيح هلم تصريف‬
‫منتجاهتم بالسعر املناسب هلم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫أما اإلجارة واليت تعترب من أكثر الصيغ مرونة يف متويل املؤسسات‪ ،‬واليت تتيح للمؤسسات احلصول على منفعة األصول‬
‫الثابتة واستغالهلا حسب حاجتها من دون متلكها وحتمل خماطر متلكها‪ ،‬أو االقرتاض لشراء هذه األصول كما تتيح هذه الصيغة‬
‫للمؤسسات االستفادة من املزايا الضريبية‪.‬‬

‫ميكن القول أن هذه الصيغ البعيدة عن الربا متثل بديال مناسبا للمؤسسات االقتصادية مهما كان نشاطها أو حجمها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التمويل التشاركي الحديثة‪:‬‬

‫مع زيادة تطور التمويل التشاركي وانتشاره على املستوى العاملي‪ ،‬وزيادة تعقيد يف العصر احلايل‪ ،‬ظهرت احلاجة إىل حلول‬
‫متويل مبتكرة لكنها تتماشى مع تعاليم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهي أدوات متويل وحتوط ناجتة عن ما يسمى باهلندسة املالية‬
‫اإلسالمية وسنحاول عرض أمهها يف التايل‪:‬‬

‫أوال ‪:‬الصكوك اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ .1‬مفهوم الصكوك اإلسالمية‪ :‬لصك لغة هو الكتاب‪ ،‬أما اصطالحا فهو الكتاب الذي تكتب فيه املعامالت واألقارير باملال‬
‫وغريه(نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫ويعرفها جملس اخلدمات املالية اإلسالمية بأهنا حق ملكية لنسبة مئوية شائعة يف موجودات عينية‪ ،‬أو جمموعة خمتلطة من‬
‫وقد تكون املوجودات يف مشروع حمدد أو نشاط استثماري معني وفقا ألحكام الشريعة‬ ‫املوجودات العينية وغريها‪،‬‬
‫اإلسالمية(جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)5‬‬

‫وتقوم فكرة التصكيك على مبدأ توثيق األصول بأنواعها املتعددة‪ ،‬األمر الذي يعين إنشاء وثيقة خطية متثل ملكية األصل‬
‫الثابت‪ ،‬وهو أمر صار مألوفا لدى مجيع شعوب العامل يف عصرنا احلاضر بالنسبة لبعض أنواع األصول كالعقارات والسيارات ‪،...‬‬
‫ولكن قلة من الناس يعلمون إن القران الكرمي حيث على توثيق األصول يف آية الدين يف القران الكرمي‪ ،‬واليت تتحدث عن وثيقة‬
‫الديون اآلجلة بشكل خطي‪ ،‬وما التصكيك إال تعبري عن هذا التوثيق على مستوى التمويل التشاركي(التمويل اإلسالمي)(منذر‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪.)050‬‬

‫‪ .2‬أهداف الصكوك‪:‬هتدف الصكوك اإلسالمية أساسا إىل(بن عمارة‪ ،0200 ،‬صفحة ‪:)032‬‬

‫‪ -‬املسامهة يف مجع رأس مال متويل إنشاء مشروع استثماري من خالل تعبئة موارده من املستثمرين‪ ،‬وذلك من خالل طرح‬
‫صكوك وفق خمتلف صيغ التمويل اإلسالمي يف أسواق املال‪ ،‬لتكون حصيلة االكتتاب فيها رأس مال املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬متكن الصكوك من احلصول على السيولة الالزمة لتوسيع قاعدة املشاريع وتطويرها‪ ،‬وهو اإلجراء الذي يتم مبوجبه حتويل‬
‫األصول املالية للحكومات والشركات إىل وحدات تتمثل يف الصكوك اإلسالمية‪ ،‬مث عرضها يف السوق جلذب املدخرات لتمويل‬
‫املشاريع االستثمارية طويلة األجل‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬حتسني القدرة االئتمانية واهليكل التمويلي للمؤسسات املصدرة للصكوك‪ ،‬حيث أهنا تتطلب التصنيف االئتماين للمحفظة‬
‫بصورة مستقلة عن املؤسسة ذاهتا‪ ،‬ومن مث ويكون تصنيفها االئتماين مرتفعا‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع الصكوك اإلسالمية‪:‬ميكن حصر الصكوك األكثر انتشارا يف التايل(قسول و حراق‪ ،0202 ،‬صفحة ‪: )030‬‬
‫صكوك المضاربة‪:‬وهي أوراق مالية تعرض الكتتاب على أساس قيام الشركة املصدرة بإدارة العمل على أساس املضاربة‬ ‫‪‬‬
‫فتمثل الشركة العامل‪ ،‬ومحلة الصكوك هم رب املال‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي رأس مال املضاربة‪ ،‬وميلك محلة الصكوك‬
‫موجودات املضاربة واحلصة املتفق عليها من الربح ألرباب املال ويتحملون اخلسارة إن وقعت‪.‬‬
‫صكوك المرابحة‪:‬وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتمويل شراء سلعة مراحبة‪ ،‬وتصبح سلعة املراحبة مملوكة حلملة‬ ‫‪‬‬
‫الصكوك‪ ،‬وهم بذلك يستحقون مثن بيعها‪.‬‬
‫صكوك المشاركة‪:‬وهي عبارة عن وثائق متساوية القيمة‪ ،‬يتم إصدارها الستخدام حصيلة االكتتاب يف إنشاء مشروع‬ ‫‪‬‬
‫استثماري‪ ،‬وتصبح موجودات املشروع ملكا حلملة الصكوك‪ ،‬وتدار الصكوك عل أساس عقد املشاركة بتعيني احد الشركاء‬
‫إلدارهتا بصيغة االستثمار‪.‬‬
‫صكوك االستصناع‪:‬هي صكوك تطرح جلمع مبلغ إلنشاء مبىن‪ ،‬أو صناعة آلة أو معدات‪ ،‬وحقوق محلة الصكوك‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل فيما دفعوه مثنا هلذه الصكوك‪ ،‬إضافة إىل الربح الذي ميثل الفارق بني تكلفة صناعة البضاعة ومثن بيعها‪ ،‬فاملصدر‬
‫لصكوك االستصناع هو البائع‪ ،‬واملكتتبون هم املشرتون للعني املراد صنعها‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي تكلفة املشروع‪ ،‬وميلك‬
‫محلة الصكوك العني املصنوعة‪ ،‬ويستحقون مثن بيعها يف االستصناع املوازي إن وجد‪.‬‬
‫صكوك السلم‪:‬متثل ملكية شائعة يف رأس مال السلم‪ ،‬لتمويل شراء سلعة يتم استالمها يف املستقبل‪ ،‬مث تسوق على‬ ‫‪‬‬
‫العمالء ويكون العائد على الصكوك هو الربح الناتج عن البيع‪ ،‬وال يتم تداول هذه الصكوك إال بعد أن يتحول رأس املال‬
‫إىل سلعة‪ ،‬وذلك بعد استالمها وقبل بيعها‪ ،‬ومتثل الصكوك حينها ملكية شائعة يف هذه السلع‪ ،‬وتعترب صكوك السلم أداة‬
‫متميزة جلذب املوارد املالية‪ ،‬للحكومات واإلفراد والشركات‪ ،‬واإلفراد الذين يعملون يف اإلنتاج الزراعي‪ ،‬أو الصناعي‪ ،‬أو‬
‫التجاري‪ ،‬فمن بيع مثن بضاعة آجلة يستطيع املنتج أن ميول عمليات اإلنتاج‪.‬‬
‫صكوك اإلجارة‪:‬متثل ملكية شائعة يف أعيان مؤجرة مملوكة حلملة الصكوك‪ ،‬ويتم توزيع عائد اإلجارة على املالك‬ ‫‪‬‬
‫حسب حصص ملكيتهم‪.‬‬
‫صكوك المزارعة‪:‬وحتمل صكوك املزارعة قيما متساوية يصدرها مالك األرض الزراعية بغرض متويل تكاليف الزراعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مبوجب عقد مزارعة ويتشارك محلتها يف املنتوج الزراعي حبسب االتفاق املذكور يف العقد‪.‬‬
‫صكوك المساقاة‪:‬وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها الستخدام حصيلتها يف ري أشجار مثمرة و اإلنفاق عليها‬ ‫‪‬‬
‫ورعايتها على أساس عقد املساقاة ‪ ،‬ويصبح حلملة الصكوك حصة من احملصول وفق العقد ‪ ،‬وتصدر صكوك املساقاة من‬
‫مالك األشجار حمل العقد ‪ ،‬واملكتتبون هم املساقون‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي تكاليف العناية باألشجار‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫ثانيا) التورق اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ .1‬مفهوم التورق‪:‬التورق لغة من مصدر تورق‪ ،‬والورق بكسر الراء‪ ،‬هي الدراهم املضروبة من الفضة‪ ،‬وقال البعض هي من‬
‫الفضة املضروبة أو غري املضروبة (نزيه‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،)032‬وتعرفه هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالميةبأنه‬
‫شراء سلعة بثمن اجل مساومة أو مراحبة‪ ،‬مث بيعها إىل غري من إشرتيت منه للحصول على النقد بثمن حال‪ ،‬أما بيع العينة فهي‬
‫شراء سلعة بثمن اجل وبيعها إىل من اشرتيت منه بثمن حال أقل (هيئة املراجعة واحملاسبة للمؤسسات املالية االسالمية‪،0220 ،‬‬
‫صفحة ‪.)222‬‬

‫أما شكل هذه املعاملة التمويلية فهو أن يقوم البنك اإلسالمي بشراء سلعة مث بيعها لعميله بيعا مؤجل الدفع‪ ،‬لتباع بعد‬
‫ذلك مرة أخرى بثمن يدفع فورا ‪ ،‬فيحصل بذلك العميل على النقد يف احلال(منذر‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)023‬‬

‫‪ .2‬أنواع التورق‪:‬لتورق ثالثة أنواع حسب تقسيم املختصني وسنحاول يف التايل إجيازها(بن جديدة‪ ،‬املذيوب‪ ،‬الرشيد‪ ،‬و‬
‫السحيباين‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)062‬‬

‫‪ -‬التورق الفقهي أو التورق الفردي‪ :‬عرفه جممع الفقه اإلسالميربابطة العامل اإلسالمي يف دورته اخلامس عشر املنعقدة بتاريخ‬
‫‪ 00‬جب ‪ 0202‬بأنه" شراء سلعة يف حوزة البائع وملكه بثمن مؤجل‪ ،‬مث يبيع املشرتي السلعة بنقد لغري البائع للحصول‬
‫على النقد"‪.‬‬

‫‪ -‬التورق المصرفي‪:‬وهو أن يتوىل املصرف ترتيب احلصول على النقد للمتورق‪ ،‬بان يبيعها نيابة عنه نقدا ويقبض الثمن من‬
‫املشرتي ويسلمه للمتورق‪.‬‬

‫‪ -‬التورق المصرفي المنظم‪:‬وهو قيام املصرف بعمل منطي يتم فيه ترتيب بيع سلعة ليست ذهب وال فضة‪ ،‬من األسواق‬
‫العاملية أو غريها‪ ،‬على املتورق بثمن اجل‪ ،‬على أن يلتزم املصرف‪ ،‬إما بشرط العقد أو حبكم العرف أو العادة‪ ،‬بان ينوب‬
‫عنه يف بيعها على مشرت آخر بثمن حاضر‪ ،‬وتسليم مثنها للمتورق‪.‬‬

‫‪ .2‬أهداف التورق‪:‬ميكن تلخيص اللجوء إىل التورق يف األهداف التالية(اوصيف و فرحايت‪ ،0200 ،‬صفحة ‪:)520‬‬

‫‪ -‬إن اهلدف من عملية التورق بالنسبة لألشخاص عادة هو احلصول على نقد من اجل معاجلة مشكالت عاجلة كدفع الديون‬
‫مثال‪ ،‬كما أن التورق يغين صاحبه عن القرض بالفائدة احملرمة شرع‪.‬‬

‫‪ -‬متويل األفراد والشركات وذلك بتوفري السيولة الالزمة لتمويل مشاريعهم االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث تعتربه بعض املصارف‬
‫بديال شرعيا عن القرض الربوي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬استثمار املصرف اإلسالمي ما لديه سيولة من فائض يف السلع الدولية‪ ،‬عن طريق املتاجرة هبذه السلع‪ ،‬حيث يقوم املصرف‬
‫بشراء السلع من السوق الدولية بوسائل االتصال احلديثة‪ ،‬مث يبيعها للمستورق مساومة او مراحبة بأكثر من سعر يومها‪ ،‬مث يعاود‬
‫بيعها نيابة عن العميل املستورق‪ ،‬ويستفيد املصرف من فرق السعرين‪.‬‬

‫ميكن القول أن التورق هو عملية متكن املصرف‪ ،‬أو العميل من احلصول على السيولة بشكل فوري‪ ،‬وذلك مبا جييزه الشرع‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫ثالثا) المشتقات المالية اإلسالمية‪:‬تعترب املشتقات املالية من منتجات اهلندسة املالية‪ ،‬وأداة يف نفس الوقت تستخدم لتحقيق‬
‫أهداف اهلندسة املالية مثل التحوط وإدارة املخاطر واملضاربة وإدارة األصول واخلصوم‪ ،‬ويتمثل اهلدف األساسي يف للمشتقات‬
‫املالية هو التحوط من املخاطر‪ ،‬أما بالنسبة للنظام املايل اإلسالمي فيربز دورها الفعال يف إدارة املخاطر العامة‪ ،‬كما ميكن‬
‫االستفادة منها يف التوفري الكبري يف تكاليف املعامالت‪ ،‬ويف تكامل املنظومة املالية الدولية‪ ،‬واالستفادة من فرص استثمار األموال‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومن فرص التمويل املتاحة يف سوق رأس املال العاملي والذي حتتاج إليه الشركات واملؤسسات‪ ،‬كما تربز احلاجة‬
‫للمشتقات املالية يف ضرورة تكييف املؤسسات املالية اإلسالمية مع واقع النظام املايل العاملي والذي من مساته التقلبات يف األسعار‪،‬‬
‫مبا فيها أسعار الفائدة وأسعاراألسهم والسندات وأسعار السلع واخلدمات‪ ،‬كما أن احملافظة على تنافسية املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية يتطلب األخذ باالبتكارات اجلديدة وإجياد البدائل اليت حتقق نفس املزايا لتلك اليت حتققها األدوات التقليدية(عبد‬
‫الرمحان و صديقي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلجارة المنتهية بالتمليك‬

‫اإلجارة لآلمر بالشراء‬ ‫اإلجارة‬

‫اإلجارة لآلمر باالستصناع‬

‫االستصناع الموازي‬ ‫االستصناع‬

‫بيع السلم الموازي‬ ‫بيع السلم‬

‫مرابحة لآلمر بالشراء‬ ‫مرابحة‬


‫صيغ القائمة على فقه البيوع‬

‫المساقاة‬

‫‪40‬‬
‫صيغ التمويل التشاركي‬

‫المزارعة‬

‫المشاركة المتناقصة‬ ‫المشاركة‬


‫صيغ القائمة على الشراكة‬
‫الشكل(‪ :)1‬مخطط تقسيم صيغ وأدوات التمويل التشاركي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على ما ورد في هذا المبحث‪.‬‬

‫المضاربة‬

‫صيغ التمويل المطبقة ف البنوك التشاكيية‬ ‫صيغ التمويل حلسب الفقه اإللسالم‬

‫الصكوك السالمية‬

‫التورق‬
‫أدوات الهندسة المالية‬

‫المشتقات المالية اإلسالمية‬


‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫خنلص إىل أن التمويل التشاركي هو عبارة جمموعة من صيغ التمويل‪ ،‬منها ما هو قائم على املشاركة يف الربح واخلسارة‪،‬‬
‫ومنها ما هو قائم على البيوع‪ ،‬وهي صيغ تضبط العالقة بني طريف العالقة التمويلية وفق تعاليم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الصيغ مت تطويرها من طرف الفقهاء والعلماء واملتخصصني‪ ،‬لتالءم عمل البنوك اإلسالمية القائمة على الوساطة‪ ،‬كما مت تطوير‬
‫أدوات متويل حديثة تساعد البنوك اإلسالمية على إستثمار فوائضها املالية وإدارة السيولة والتحوط من املخاطر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع وتحديات التمويل التشاركي في الجزائر‪:‬‬


‫إنتهجت اجلزائر بعد االستقالل سنة ‪ 0260‬إىل سنة ‪ 0222‬نظام االقتصاد املخطط املوجه مركزيا‪ ،‬وكانت كل البنوك‬
‫العاملة يف اجلزائر عمومية تعود ملكيتها للدولة‪ ،‬ومل تعرف هذه الفرتة ظهور أي أنشطة للتمويل اإلسالمي‪ ،‬بل كانت أنشطة‬
‫البنوك العمومية تنحصر فقط يف توفري أدوات الدفع فقط لتمويل برامج التنمية املخططة‪ ،‬إال انه وبعد صدور قانون النقد‬
‫والقرض‪ ،‬الصادر يف أفريل ‪ 0222‬أتاح الفرصة إىل ظهور أول بنك إسالمي يف اجلزائر‪ ،‬وهو بنك الربكة يف ماي ‪،0220‬‬
‫سنحاول يف اآليت أن نعرض اإلطار القانوين املنظم للصريفة التشاركية يف اجلزائر‪ ،‬مع عرض أجابياته و أوجه قصوره‪ ،‬ونسلط‬
‫الضوء على أهم املؤسسات البنكية الناشطة يف التمويل اإلسالمي‪ ،‬وأهم التحديات اليت تواجه هذا النشاط‪ ،‬وما هي اآلفاق‬
‫املرجوة منه‪ ،‬وما هي سبل تطويره وهذا وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول) اإلطار القانوين للتمويل التشاركي يف اجلزائر‬


‫‪ ‬املطلب الثاين) واقع التمويل التشاركي يف اجلزائر‬
‫‪ ‬املطلب الثالث) حتديات التمويل التشاركي يف اجلزائر وسبل تطويره‬

‫المطلب األول) اإلطار القانوني للتمويل التشاركي في الجزائر‪:‬‬

‫سنحاول حتت هذا العنوان عرض اإلطار القانوين املنظم للصريفة التشاركية واهم ما جاء فيه‪ ،‬كما نعرض أيضا اإلطار‬
‫الزمين لظهور العمل املصريف اإلسالمي يف اجلزائر‪ ،‬وحناول إحاطة الضوء بأهم البنوك اإلسالمية العاملة ‪:‬‬

‫‪ .1‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر قبل صدور قانون النقد والقرض‪:‬قبل صدور قانون النقد والقرض ‪ 02/22‬سنة ‪0222‬‬
‫كان النظام البنكي يف اجلزائر مملوك بصفة كاملة للدولة‪ ،‬وكانت مهمته الرئيسية هو متويل الربامج املخططة من طرف احلكومة‪،‬‬
‫ومل تظهر أي بوادر للعمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬ويعود السبب أوال إىل التوجه االقتصادي االشرتاكي الذي انتهجته الدولة اجلزائرية‬
‫بعد االستقالل‪ ،‬أما السبب الثاين فيعود إىل طبيعة العمل املصريف اإلسالمي يف تلك الفرتة والذي متيز بظهور حمدود للنشاط‬
‫التمويل اإلسالمي وبصفة مؤقتة خاصة يف الفرتة املمتدة بني ‪ 0260‬إىل ‪(0202‬سوسن و عاليل‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫إالأنه ميكن ملس موقف اجلزائر من التمويل اإلسالمي‪ ،‬حيث كانت من الدول املؤسسة للبنك اإلسالمي للتنمية سنة ‪0223‬‬
‫بنسبة مسامهة ‪(%0.32‬املصدر‪ :‬البنك اإلسالمي للتنمية)‪ ،‬وهذا يوضح املوقف الغري رافض للتمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر في ظل قانون النقد والقرض‪: 17-07‬بعد اإلصالحات اليت مست املنظومة البنكية‬
‫والعمل املصريف يف اجلزائر سنة ‪ ،0222‬وهذا بصدور قانون النقد والقرض ‪ 02/22‬الصادر يف أفريل ‪ ،0222‬والذي فتح‬
‫اجملال أمام املبادرة اخلاصة بإنشاء البنوك واالستثمار يف القطاع املصريف‪ ،‬وهذا يف إطار حترير القطاع من هيمنة املصارف العمومية‬
‫وجتسيد ملبدأ احلرية واملنافسة املصرفية‪ ،‬ومواكبة ملوجة التحرير املصريف العاملي‪ ،‬ونتيجة هلذا الصالح مت إنشاء أول بنك إسالمي‬

‫‪42‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫جزائري بشراكة عمومية جزائرية من طرف بنك التنمية الريفية و جمموعة الربكة لدولة البحرين يف ماي ‪(0220‬بن عيسى و قرش‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪.)060‬‬

‫‪ -‬األمر ‪ 11-72‬المعدل لقانون النقد والقرض‪:‬والذي هدف أساسا محاية الزبائن وحتسني اإلطار التشريعي للصريفة عموما‬
‫يف اجلزائر‪.‬‬

‫ما ميكن مالحظته حول قانون النقد والقرض ‪ 02-22‬واألمر املعدل واملتمم له ‪ ،00-25‬إن املشرع اجلزائري مل يعطي تعريف‬
‫صريح للتمويل اإلسالمي‪ ،‬كما انه مل يأيت بإطار قانوين يسمح بتنظيم التمويل اإلسالمي ويراعي خصوصيته‪ ،‬بل كان قانون‬
‫يؤطر العمل املصريف بشكل عام وفق أسسه التقليدية‪.‬‬

‫‪.2‬نظام رقم ‪ 72- 18‬نوفمبر ‪ 2718‬وبداية التشريع للصيرفة التشاركية(اإلسالمية)‪ :‬يعترب هذا النظام أول قانون خيص‬
‫الصريفة التشاركية‪ ،‬حيث يعرفها صراحة بالعمليات املالية اليت ال ينتج عنها فوائد‪ ،‬كما يهدف إىل تنظيم ممارسة الصريفة‬
‫التشاركية‪ ،‬وحيدد شروط احلصول على الرتخيص من طرف بنك اجلزائر ملزاولة هذا النشاط‪ ،‬كما حيدد شروط املوافقة على طرح‬
‫املنتجات املتعلقة بالصريفة التشاركية‪ ،‬وأيضا مينح الرتخيص للبنوك التقليدية الراغبة يف فتح شبابيك إسالمية ويبني شروط فتحها‬
‫ومزاولة نشاطها‪.‬‬

‫‪ . 2‬نظام رقم ‪ 72-27‬في ‪ 12‬مارس ‪ 2727‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪:‬حل هذا النظام‬
‫حمل النظام السابق والذي يشبهه يف نقاط كثري‪ ،‬والذي يعترب نسخة معدلة منه‪ ،‬والذي يهدف إىل حتديد العمليات البنكية‬
‫املتعلقة بالصريفة اإلسالمية والقواعد املطبقة عليها‪ ،‬وشروط ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬وكذا شروط احلصول‬
‫على الرتخيص املسبق من طرف بنك اجلزائر‪ ،‬يعترب هذا القانون توجها رمسيا من طرف سلطة البالد إىل تأطري هذا النشاط‪،‬‬
‫وتوفري بديل للمستثمرين الراغبني يف مزاولة هذا النشاط‪ ،‬كما يوفر بديال للراغبني يف احلصول على متويل يوافق معتقداهتم كما‬
‫مينح فرصة ألصحاب الفائض املايل لتوظيف أمواهلم وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫و مبوجب هذين النظامني مت حتديد العمليات املصرفية اإلسالمية‪ ،‬ومت وضع شروط ملزاولة نشاط الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وأيضا وضع‬
‫شروط لفتح النوافذ اإلسالمية يف البنوك األخرى واليت ميكن عرضها يف اآليت‪:‬‬
‫العمليات المصرفية اإلسالمية حسب المشرع الجزائري‪ :‬وهي مجيع العمليات واملنتجات اليت ال يرتتب عليها دفع‬ ‫‪.1.2‬‬
‫فائدة أو حتصيلها وهي حسب املادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 20-02‬هي املراحبة‪ ،‬املشاركة‪ ،‬املضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬االستصناع‪،‬‬
‫السلم‪ ،‬وحسابات الودائع‪ ،‬والودائع يف حساب االستثمار‪.‬‬
‫‪ .2.2‬شروط تقديم منتجات مالية إسالمية وفق المشرع الجزائري‪ :‬تتمثل هذه العمليات يف صيغ التمويل اإلسالمي واليت‬
‫مت تناوهلا سابقا‪ ،‬إال أن املشرع اجلزائري يف هذا القانون استثىن صيغا أخرى واملتمثلة يف املساقاة واملزارعة وصيغ متويل اإلنتاج‬
‫احليواين‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫يتعني على كل مؤسسة مالية أو بنك يرغب يف تقدمي منتجات مالية موافقة للشريعة اإلسالمية أن يلتزم بالشروط املنصوص على يف‬
‫النظام ‪ ،20-02‬واليت تضع جمموعة من الشروط وجب مراعاهتا من اجل مزاولة هذا النشاط‪ ،‬واليت ميكن ذكرها يف التايل‪:‬‬

‫الحصول على ترخيص من بنك الجزائر‪ :‬للحصول على ترخيص من طرف بنك اجلزائر وجب استيفاء الشروط التالية(املادة‬ ‫‌أ)‬

‫‪ 06‬من النظام ‪ ،20-02‬صفحة ‪:)52‬‬


‫‪ -‬شهادة املطابقة ألحكام الشريعة السالمية مسلمة من طرف اهليئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة وصفية للمنتوج‪.‬‬
‫‪ -‬رأي مسئول الرقابة داخل البنك أو املؤسسة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬تبيني األجراء الواجب إتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية واملالية للنافذة عن باقي أنشطة البنك أو املؤسسة املالية‪.‬‬
‫ب) إنشاء هيئة رقابة شرعية ‪ :‬ملمارسة العمليات املتعلقة بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬وجب على البنك أو املؤسسة املالية إنشاء هيئة‬
‫‌‬

‫للرقابة الشرعية‪ ،‬وتتكون هذه اهليئة من ثالثة أعضاء على األقل‪ ،‬يتم تعيينهم من طرف اجلمعية العامة‪ ،‬تتمثل مهام هذه اهليئة‬
‫على وجه اخلصوص يف مطابقة املنتجات للشريعة‪ ،‬ويف رقابة نشاطات البنك أو املؤسسة املالية املتعلقة بالصريفة اإلسالمية(املادة‬
‫‪ 03‬من النظام ‪ ،20-02‬صفحة ‪. )52‬‬
‫إن تعيني اهليئة من طرف اجلمعية العامة جيعلها مستقلة عن البنك‪ ،‬وتقوم هذه اهليئة بفحص وتقييم مدى تطابق عمليات البنوك‬
‫واملؤسسات املالية والنوافذ اإلسالمية مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬باالعتماد على خمتلف الفتاوى واإلرشادات والتعليمات‬
‫الصادرة عنها‪ ،‬وإثباهتا يف تقرير يقدم إىل من يهمهم األمر داخل وخارج املؤسسة املعنية(خطوي و بن موسى‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪.)23‬‬
‫ت) إلزامية االستقاللية المالية والمحاسبية واستقالل العمليات‪ :‬يلزم النظام ‪ 20-02‬يف مواده ‪ 06‬و‪ 02‬املؤسسات املالية‬
‫‌‬

‫والبنوك الناشطة يف الصريفة اإلسالمية على استقاللية النوافذ اإلسالمية وذلك على املستوى املايل واحملاسيب وعلى مستوى‬
‫العمليات‪.‬‬
‫واملراد باالستقالل املايل واحملاسيب هو الفصل بني النشاط املايل واحملاسيب هلذه النوافذ عن باقي أنشطة البنك ‪ ،‬وذلك يف إعداد‬
‫امليزانية حبيث تكون ميزانية هذه النوافذ مستقلة عن ميزانية البنك تربز اصول وخصوم النافذة اإلسالمية وكذا مداخيلها ونفقاهتا‪،‬‬
‫أما حماسبيا فيكون للنافذة دليل حسابات تفصيلي خاص‪ ،‬ومستقل عن دليل احلسابات اخلاص بالبنك التقليدي‪ ،‬وسينجم عنه‬
‫حسابات خاصة بعمليات الصريفة اإلسالمية بدءا من القيود وانتهاء حبسابات األستاذ العامة(خطوي و بن موسى‪،0200 ،‬‬
‫صفحة ‪.)26‬‬
‫أما خبصوص استقالل العمليات فيظهر جليا يف إلزامية استقالل حسابات الزبائن عن باقي احلسابات األخرى‪ ،‬فال ينبغي خلط‬
‫حسابات الزبائن للنوافذ اإلسالمية حبسابات الزبائن يف البنوك التقليدية‪ ،‬وهذا ما يعزز استقاللية مصادر األموال على مستوى‬
‫رأس املال وعلى مستوى حساب الزبائن‪ ،‬وهذا يتطلب استقاللية يف نظام املعلومات اخلاص هبذه النوافذ عن البنوك التابعة هلا‪،‬‬
‫هذا الن إجراءات التوثيق اخلاصة بالنوافذ ال تتطابق مع تلك املماثلة على مستوى البنوك التقليدية‪ ،‬يفضي هذا كله إىل أن تعامل‬

‫‪44‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫البنك مع النافذة التابعة له يكون كتعامله مع كيان مستقل(خطوي و بن موسى‪ ،0200 ،‬صفحة ‪ ،)22‬مبعىن تكون النوافذ‬
‫تابعة للبنوك يف التسمية فقط‪.‬‬
‫ث) الهيكل التنظيمي والمستخدمين‪ :‬نصت املادة ‪ 00‬من النظام ‪ ،20-02‬وهذا هبدف ضمان استقالل شباك الصريفة‬
‫‌‬

‫اإلسالمية ‪ ،‬على وجوب وجود هيكل تنظيمي ومستخدمني خمصصني حصريا للنافذة‪ ،‬مبا يف ذلك على مستوى شبكة البنك أو‬
‫املؤسسة املالية‪.‬‬
‫ومقتضى هذه املادة هو (خطوي و بن موسى‪ ،0200 ،‬صفحة ‪:)26‬‬
‫‪ -‬تسمية خاصة للوظائف العاملة يف البنك أو النافذة اإلسالمية‪ ،‬ويف مقدمتها مدير عام النافذة اإلسالمية بشكل مستقل عن‬
‫إدارة البنك وأنشطته األخرى‪ ،‬ويتبع هذا املدير مديري اإلدارات الوظيفية‪ ،‬اليت تفي باحتياجات أداء أنشطة الصريفة اإلسالمية‪،‬‬
‫والقصد من ذلك التأسيس لوجود مستخدمني خمصصني حصريا هلذه النوافذ اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تأهيل اإلطارات البشرية وهذا بإجياد صالحيات واختصاصات تتالءم وطبيعة الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وختصيص عدد مالئم من‬
‫املوظفينيتالءم مع حجم األنشطة املقدمة من طرف البنوك اإلسالمية‪ ،‬أو النوافذ اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة املوظفني عن طريق التدريب املستمر وإعداد برامج تدريب متخصصة تراعي خصوصية التمويل اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة خبرباء أو مبراكز تدريب متخصصة أو مكاتب استشارية ذات صلة وثيقة بالبنك تربطها عالقات عمل‪ ،‬أو يكون‬
‫التدريب من خارج البنك‪ ،‬وذلك عن طريق إرسال املوظفني إىل مراكز تدريب واىل بنوك اإلسالمية خارجية‪.‬‬
‫الرقابة الشرعية ‪:‬تعترب الرقابة الشرعية على عمل البنوك اإلسالميةأو النوافذ اإلسالمية‪ ،‬عمال أساسيا يف نشاط هذا النوع من‬ ‫ج)‬
‫‌‬

‫املؤسسات ومتثل فرقا جوهريا بني عمل البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية‪ ،‬ويقصد بالرقابة الشرعية متابعة وفحص وحتليل‬
‫األنش طةواألعمال والتصرفات اليت يقوم هبا املصرف للتأكد من أهنا تتم وفقا ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬مع بيان‬
‫املخالفات واألخطاء وتصويبها ووضع البدائل املشروعة هلا‪.‬‬
‫وعرفها جممع الفقه اإلسالمي الدويل يف قراره رقم ‪ )5-02(022‬بأهنا‪ :‬جمموعة من العلماء املتخصصني يف الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫وخباصة يف فقه املعامالت ال يقل عددهم عن ثالثة‪ ،‬من تتحقق فيهم األهلية العلمية والدراية بالواقع العملي‪ ،‬تقوم بإصدار‬
‫الفتاوى واملراجعة للتأكد من أن مجيع معامالت املؤسسة متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتقدمي تقاريرهبذا اخلصوص‬
‫للجمعية العامة‪ ،‬وتكون قراراهتا ملزمة(بن حوحو‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)22‬‬
‫ولقد نصت املادة ‪ 03‬من النظام ‪ 20-02‬على إنشاء هيئة الرقابة كما متت اإلشارة إلية سابقا متجاوزة بذلك القصور الذي‬
‫ظهر يف النظام ‪ 20-00‬يف ما خيص هذا اجلانب‪.‬‬

‫‪.2‬تقييم اإلطار التشريعي للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪:‬سنحاول يف األيت عرض اجلوانب االجيابية وأوجه القصور يف اإلطار‬
‫القانوين للصريفة اإلسالمية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ .1.5‬إيجابيات اإلطار التشريعي للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪:‬ميكن إمجال النقاط االجيابية هلذا القانون يف ما يلي (العرايب و‬
‫طروبيا‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)032‬‬

‫‪45‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬يعترب صدور القانون شيء مهم بالنسبة للمؤسسات املصرفية اإلسالمية العاملة يف اجلزائر واليت كانت تنشط قبل صدور هذا‬
‫النظام‪ ،‬وأيضا للراغبني للدخول يف هذا النشاط‪ ،‬وأيضا للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وللجمهور ولالقتصاد بصفة عامة‪ ،‬وهذا‬
‫بإقراره جمموعة من منتجات التمويل اإلسالمي مما يساعد على تعبئة املدخرات وتنوع التمويالت ‪.‬‬

‫‪ -‬إن فتح شبابيك إسالمية يف البنوك العمومية التقليدية‪ ،‬من شانه املسامهة يف تطوير الصريفة اإلسالمية‪ ،‬ومن املمكن أن تكون‬
‫هذه اخلطوة مرحلة للتحول التدرجيي والشامل حنو العمل املصريف اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬إن تأسيس اهليئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‪ ،‬باإلضافة إىل هيئة شرعية على مستوى كل بنك‪ ،‬يبعث على الثقة لدى زبائن هذه‬
‫البنوك حول مشروعية املنتجات املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬إنإحلاح هذا النظام على ضرورة استقاللية الشبابيك اإلسالمية تنظيميا وحماسبيا وماليا‪ ،‬وعن اهلياكل األخرى للمصارف‬
‫التقليدية‪ ،‬باعتبار أن هذه االستقاللية واجبة شرعا وهذا جتنبا الختالط أموال الربوية بأموال النافذة اإلسالمية‪ ،‬وهذا دليل على‬
‫مصداقية وجدية املشرع اجلزائري يف هذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ -‬إن إحلاح هذا النظام على ضرورة توظيف كوادر متخصصة‪ ،‬وتوفري التدريب املستمر هلا يف جمال الصريفة اإلسالمية‪ ،‬يزيل أي‬
‫شبهة لدى املتعاملني مع هذه البنوك‪ ،‬كما أن املشرع يهدف إىل تطوير هذا القطاع اهلام يف جمال مجع املدخرات‪ ،‬وتوفري التمويل‬
‫للباحثني عن مثل هذه النوع من التمويل املوافق للشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .2.5‬أوجه القصور في اإلطار التشريعي للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪:‬بالرغم من االجيابيات اليت حيملها نظام ‪20-02‬‬
‫املتعلقة بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬إال انه ال خيلو بعض أوجه القصور‪ ،‬واليت سنحاول إجيازها يف التايل(العرايب و طروبيا‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪:)030‬‬
‫‪-‬إن أول أوجه القصور يف ما خيص هذا النظام‪ ،‬هو حصر تعريف الصريفة اإلسالمية يف مادته الثانية يف املعامالت املالية اليت ال‬
‫ينتج عنها فوائد‪ ،‬إال أن الصريفة اإلسالمية ال تنحصر فقط يف عدم التعامل بالربا‪ ،‬بل جيب االنضباط جبميع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬يف مجيع املعامالت املالية‪ ،‬مثال عدم متويل احملرمات استثمار واستهالكا على سبيل املثال‪.‬‬
‫‪ -‬حتتاج بعض العناصر األساسية إىل تفصيل يف هذا النظام‪ ،‬والبعض اآلخر حيتاج إىل مذكرات تطبيقية من قبل اجلهات املعنية‪،‬‬
‫وخاصة يف ما يتعلق باملنتجات املذكورة يف املادة ‪ 22‬من النظام ‪ 20-02‬مارس ‪.0202‬‬
‫‪ -‬جيرب هذا النظام خضوع منتجات الصريفة اإلسالمية لكل األحكام القانونية والتنظيمية بالبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫االلتزام بتعليمات قانون النقد والقرض‪ ،‬وهذا اخلضوع املطلق قد يسبب تعارضا بني أحكام الشريعة يف املال واألحكام القانونية‬
‫املصرفية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثاني) واقع التمويل التشاركي واهم مؤسسات الصيرفة التشاركية العاملة في الجزائر‪:‬‬
‫أبدت اجلزائر اهتمامها بالصريفة السالمية يف السنوات األخرية‪ ،‬وهذا ملا يتميز به هذا النوع من التمويل من مكانة على املستوى‬
‫الدويل والعاملي‪ ،‬وأيضا ملا يتوفر عليه هذا التمويل من خصائص أمهها تنوع صيغه‪ ،‬واليت من شاهنا أن تليب مجيع طلبات التمويل‬
‫سواء لإلفراد واملؤسسات‪ ،‬وسنحاول يف مايل االطالع على حجم هذا السوق‪ ،‬واهم املؤسسات العاملة فيه‪.‬‬
‫‪ .1‬واقع التمويل التشاركي في الجزائر‪:‬إنطلقت جتربة البنوك اإلسالمية يف اجلزائر سنة ‪ ،0222‬بإنشاء أول بنك إسالمي وهو‬
‫بنك الربكة اجلزائري‪ ،‬بعد صدور قانون النقد والقرض الذي أجرى إصالحات كبرية على مستوى املنظومة املصرفية‪ ،‬لكن‬
‫املالحظ هو إنشاء بنك إسالمي رغم عدم وجود قانون خاص بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬إالأن هذا البنك اإلسالمي واصل نشاطه‬
‫وحيدا يف الساحة املصرفية وسط بيئة مصرفية تقليدية بالكامل حىت سنة ‪ 0220‬ليظهر بنك إسالميآخر‪ ،‬وهو مصرف السالم‬
‫أي بعد مرور ‪ 00‬سنة لواصل هذه التجربة برفقة بنك الربكة إىل سنة ‪ ،0200‬تاريخ صدور أول نظام خاص بالصريفة التشاركية‪،‬‬
‫والذي مت اإلشارةإليه سابقا‪ ،‬مث يليه صدور نظام ‪ 20-02‬مارس ‪ 0202‬املتعلق بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬ليكون أول قانون يعرف‬
‫الصريفة اإلسالمية‪ ،‬والعمليات اخلاصة هبا‪ ،‬ويضع الشروط ملمارسة هذا النشاط من طرف البنوك اإلسالمية‪ ،‬ويتيح الفرصة أيضا‬
‫للبنوك التقليدية لفتح نوافذ إسالمية وممارسة نشاط الصريفة اإلسالمية من خالهلا‪ ،‬وعلى الرغم من وجود بنكني أسالمني واللذان‬
‫هلما خربة طويلة يف السوق اجلزائرية‪ ،‬واليت تقارب ‪ 52‬سنة بالنسبة لبنك الربكة‪ ،‬وال تقل عن ‪ 00‬سنة بالنسبة ملصرف السالم‪،‬‬
‫إالأن جمموع األصوالإلسالمية ال يكاد يتعدى ‪ %5‬من إمجاليأصول النظام املصريف يف اجلزائر(صندوق النقد العريب‪،0200 ،‬‬
‫صفحة ‪.)2‬‬
‫أما بالنسبة للتأمني التكافلي فقد أصدر املشرع اجلزائري مادة قانونية ضمن قانون املالية ‪ ،0202‬متمة للمادة ‪ 025‬املادة‪025‬‬
‫مكرر من األمر‪ 22-23‬مبوجب هذه املادة يسمح للشركات باعتماد التأمني التكافلي‪ ،‬وتنص املادة ‪ 025‬أنه ميكن لشركات‬
‫التأمني كذلك أجراء معامالت تأمني على شكل تكافل‪ ،‬ومع بداية سنة ‪ 0200‬صدر مرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬املؤرخ يف‬
‫‪ 05‬فيفري ‪ 0200‬احملدد لشروط ممارسة التأمني التكافلي‪ ،‬والذي يسمح بفتح نوافذ لدى شركات التأمني متارس تامني موافق‬
‫للشريعة اإلسالمية‪ ،‬على شاكلة النوافذ اإلسالمية يف البنوك التقليدية(صندوق النقد العريب‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)3‬‬
‫أما بالنسبة للصكوك اإلسالمية وسوق األوراق املالية اإلسالمية فلم يصدر أي شيء يتعلق هبا ال من الناحية القانونية وال من‬
‫ممارسة هذا النشاط(صندوق النقد العريب‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)6‬‬
‫ما ميكن قوله حول عرض هذا الواقع أو هذه التجربة‪ ،‬هو أن ظهور البنوك اإلسالمية يف اجلزائر كان متأخرا بالنسبة لظهور أول‬
‫جتربة للبنوك اإلسالمية سنة ‪ 0265‬مبصر"بنوك االدخار احمللية"‪ ،‬أما بالنسبة لإلطار القانوين فيمكن أن نلمس إمهال من طرف‬
‫املشرع اجلزائري للصريفة اإلسالمية من تاريخ صدور قانون النقد والقرض ‪ 02-22‬إىل سنة ‪ 0200‬بالرغم من وجود بنكني‬
‫إسالميني (بنك الربكة ‪ ، 0222‬مصرف السالم ‪ )0220‬ناشطني يف سوق النقد اجلزائري طيلة الفرتة املمتدة من ‪0222‬إىل‬
‫‪ 0200‬تاريخ صدور أول قانون خاص بالصريفة التشاركية مث نظام ‪ 0202 20-02‬املتعلق بالصريفة اإلسالمية‪.‬‬
‫أما الكالم عن عدد البنوك اإلسالمية الناشطة يف سوق النقد اجلزائري فهو الكالم عن بنكني سبق ذكرمها‪ ،‬أي أنه عدد ال يكاد‬
‫يذكر‪ ،‬وزيادة على ذلك أن ملكيتهما‪ :‬هي ملكية خمتلطة بالنسبة لبنك الربكة اجلزائري (جمموعة الربكة خاصة دولة البحرين‪ ،‬مع‬

‫‪47‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫بنك الفالحة والتنمية الريفية بنك عمومي جزائري) أما مصرف السالم فهو ملكية خاصة أجنبية (اإلمارات العربية املتحدة)‪ ،‬أما‬
‫عن جتربتهما فيمكن القول أن جتربة البنكني هي جتربة ناجحة يف هذا السوق طيلة فرتة نشاطهما املمتدة إىل اليوم‪ ،‬وهذا رغم‬
‫غياب قانون يراعي خصوصية نشاطهم وتعامالهتم خاصة مع البنوك األخرى ومع بنك اجلزائر من سنة ‪ 0222‬إىل ‪.0202‬‬
‫أما عن صدور قانون نظام رقم ‪ 20- 00‬نوفمرب ‪ 0200‬املتعلق بالصريفة التشاركيةمث نظام ‪ 0202 20-02‬املتعلق‬
‫بالصريفةاإلسالمية فتعترب خطوة يف إجتاه تنظيم وتوسيع نشاط الصريفة اإلسالمية خاصة مع فتح اجملال أمام البنوك العمومية لفتح‬
‫نوافذ إسالمية األمر الذي يساعد على إنتشار الصريفة اإلسالمية يف اجلزائر وهذا ملا تتمتع به هذه البنوك يف القطاع املصريف يف‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬البنوك اإلسالمية العاملة في الجزائر‪:‬حناول يف اآليت التعريف بالبنوك اإلسالمية العاملة يف اجلزائر‪:‬‬
‫‪ .1.2‬بنك البركة ‪ :‬هو أول مصرف برأس مال خمتلط (عام‪ ،‬وخاص)‪ ،‬مت إنشائه يف ‪ 02‬ماي ‪ 0220‬برأس مال‬
‫‪322222222‬دج‪ ،‬وبدا بنك الربكة اجلزائري مبزاولة نشاطه بصفة فعلية خالل شهر سبتمرب‪ ،0220‬أما يف ما خيص املسامهني‬
‫فهما بنك الفالحة والتنمية الريفية بنك عمومي جزائري‪ ،‬وجمموعة الربكة املصرفية دولة البحرين‪ ،‬ويف اطار قانون رقم ‪00-25‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 06‬سبتمرب ‪ 0225‬فللبنك احلق يف مزاولة مجيع العمليات البنكية من متويالت واستثمارات وفق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ولبنك الربكة‪ 50‬وكالة ناشطة على جممل الرتاب الوطين(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين للبنك)‪.‬‬
‫مصرف السالم الجزائر‪ :‬هو مصرف مشويل يعمل طبقا للقوانني اجلزائرية‪ ،‬ووفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مت‬ ‫‪2.2‬‬
‫اعتماد املصرف من قبل بنك اجلزائر يف سبتمرب ‪ ،0220‬ليبدأ مزاولة نشاطه مستهدفا تقدمي خدمات مصرفية مبتكرة‪.‬‬
‫مصرف السالم اجلزائر يعمل وفق إسرتاتيجية واضحة‪ ،‬تتماشى ومتطلبات التنمية االقتصادية يف مجيع املرافق احليوية باجلزائر من‬
‫خالل تقدمي خدمات مصرفية عصرية تتماشى من املبادئ والقيم األصيلة الراسخة لدى الشعب اجلزائري‪ ،‬بغية تلبية حاجيات‬
‫السوق واملتعاملني واملستثمرين‪ ،‬وتضبط معامالته هيئة شرعية تتكون من كبار العلماء يف الشريعة واالقتصاد‪ ،‬وللبنك ‪ 00‬فرع‬
‫تنشط عرب الرتاب الوطين (املصدر‪ :‬التقرير السنوي للبنك ‪.)0202‬‬
‫‪ .2‬النوافذ اإلسالمية العاملة في الجزائر‪ :‬أتاح النظام ‪ 20-02‬للبنوك التقليدية العاملة يف اجلزائر سواء اخلاصة أو العمومية‬
‫أتاح هلا الفرصة ملزاولة الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وذلك عن طريق فتح نوافذ إسالمية تقدم من خالهلا منتجات التمويل اإلسالمي‪،‬‬
‫ويف اآليت حناول عرض مفهوم هذه النوافذ‪ ،‬واهم النوافذ الناشطة يف السوق النقدي اجلزائري‪:‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف النوافذ اإلسالمية‪:‬عرف جملس اخلدمات املالية اإلسالمية النوافذ اإلسالمية على أهنا جزء من مؤسسة خدمات‬
‫مالية تقليدية‪ ،‬حبيث تكون نافذة أو وحدة متخصصة تابعة لتلك املؤسسة‪ ،‬توفر خدمات إدارة األموال وخدمات التمويل‬
‫واالستثمار اليت تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية(جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)22‬وتعرف النوافذ‬
‫اإلسالمية على أهنا فروع تنتمي إىل مصارف ربوية ومتارس مجيع األنشطة املصرفية طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية(حفصي‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪ ،)020‬وتعرف أيضا على أهنا جزء من مؤسسة خدمات مالية تقليدية‪ ،‬حبيث تكون نافذة أو وحدة‬
‫متخصصة تابعة لتلك املؤسسة اليت توفر خدمات إدارة األموال‪ ،‬وخدمات التمويل واالستثمار اليت تتفق مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية(خطوي و لسلوس‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)206‬‬

‫‪48‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫ميكن القول أن النوافذ اإلسالمية هي وحدات متخصصة يف خدمات التمويل اإلسالمي تابعة للبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية‪:‬من أهم سباب التوجه حنو فتح النوافذ اإلسالمية هو االستفادة من مزايا التمويل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الن هذا التمويل ال ينحصر فقط يف االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بل يتعلق األمر بنشاط مصريف حيقق أرباح‬
‫وسنحاول عرض أهم دوافع فتح هذه النوافذ يف التايل‪:‬‬
‫‪ -‬اإلرادة السياسية لدى احلكومة اجلزائرية للدخول يف الصريفة اإلسالمية‪ ،‬واليت تتجلى يف تصريح رئيس احلكومة بقوله " إن‬
‫العمل بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬يدخل ضمن توجيهات احلكومة لتطوير املنظومة املالية‪ ،‬وتنويع منتجاهتا وخدماهتا‪ ،‬وأكد أن الصريفة‬
‫اإلسالمية سيتم العمل هبا‪ ،‬وتعميمها بشكل تدرجيي باالعتماد على طرق علمية دقيقة‪ ،‬يف إطار مبادئ الشريعة اإلسالمية "‬
‫(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين لوكالة األنباء اجلزائرية ‪.)0202/20/22‬‬
‫‪ -‬حماولة جذب األموال املكتنزة‪ ،‬وكذا املتداولة خارج القطاع املصريف‪ ،‬واملقدرة ب ‪ 6222‬مليار دج هناية ‪ 0202‬وهذا حسب‬
‫تصريح رئيس احلكومة لوكالة األنباء اجلزائرية‪ ،‬وهذا راجع حلاجة مالكي هذه األصول الستثمارها وتوظيفها وفق مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية يف حسب تصريح رئيس احلكومة (املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين لوكالة األنباء اجلزائرية ‪0200/25/06‬‬
‫‪. ) https://www.aps.dz/ar/economie/103614-320-2021‬‬
‫‪ -‬رغبة البنوك التقليدية يف تعظيم أرباحها‪ ،‬وجذب املزيد من رؤوس األموال عن طريق هذا النشاط هبدف االستحواذ على حصة‬
‫اكرب يف سوق رأس املال(خطوي و لسلوس‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)206‬‬
‫‪ -‬تلبية الطلب الكبري واملتنامي على اخلدمات املصرفية اإلسالمية‪ ،‬حيث أن شرحية كبرية من األفراد يف كثري من اجملتمعات‬
‫اإلسالمية تتحرج من التعامل مع البنوك الربوية(خطوي و لسلوس‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)206‬‬
‫‪ -‬احملافظة على عمالء البنوك التقليدية من التوجه إىل البنوك اإلسالمية(خطوي و لسلوس‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)206‬‬
‫‪ -‬احليلولة دون تزايد احلاجة إلنشاء املزيد من املصارف اإلسالمية(حفصي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)025‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف التحول التدرجي حنو العمل بالنظام املصريف اإلسالمي(حفصي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)025‬‬
‫‪ -‬سهولة اإلجراءات القانونية إلنشاء فرع أو نافذة بدل إنشاء مصرف جديد(حفصي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)025‬‬
‫‪ .3.3‬النوافذ اإلسالمية العاملة في الجزائر‪:‬تنشط يف اجلزائر جمموعة من النوافذ اإلسالمية التابعة لبنوك تقليدية وسنحاول يف‬
‫التايل أن نعرف بأمهها‪:‬‬
‫‪ -‬مديرية الخدمات المالية اإلسالمية (بنك اإلسكان)‪:‬هي شباك تابع لبنك اإلسكان متخصصة يف تقدمي التمويل املوافق‬
‫للشريعة اإلسالمية للمؤسسات االقتصادية وقطاع األعمال‪ ،‬أنشأت سنة ‪ ،0205‬وبدا نشاطها الفعلي سنة ‪ ، 0203‬وتقدم‬
‫هذه النافذ جمموعة من املنتجات‪ ،‬والتيمنأمههاخدماتالتمويل‪ ،‬كما جتدر اإلشارة إىل النافذة حمل الدراسة كوهنا زاولت نشاطها‬
‫بشكل عادي من سنة ‪ 0203‬إىل سنة ‪ 0202‬تاريخ صدور قانون ‪ 20-02‬مارس ‪ 0202‬واحملدد لشروط فتح وتنظيم النوافذ‬
‫اإلسالمية يف البنوك التقليدية‪ ،‬حيث التزمت النافذة اإلسالمية حمل الدراسة جبميع الشروط املنصوص عليها من قبل القانون‬
‫السالف الذكر خاصة شروط احلصول على الرخصة واحملددة يف املواد ‪ 02‬و‪ 03‬و‪ ،06‬وأيضا الشروط املتعلقة باستقاللية النافذة‬
‫عن البنك من الناحية املالية‪ ،‬واحملاسبية‪ ،‬والكادر البشري‪ ،‬واملنصوص عليها يف املواد ‪ 02‬و‪ 00‬من نفس القانون‪ ،‬وهذا ما‬

‫‪49‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫مكنها من احلصول على ترخيص من طرف بنك اجلزائر ملواصلة نشاط التمويل اإلسالمي وفق قانون ‪ 20-02‬مارس ‪0203‬‬
‫املتعلق بالصريفة اإلسالمية(بنك االسكان للتجارة والتمويل اجلزائر‪.)0202 ،‬‬
‫‪ -‬البراق نافذة إسالمية تابعة للمؤسسة العربية المصرفية ‪:ABC‬‬
‫مبوجب حصول املؤسسة العربية املصرفية على ترخيص بنك اجلزائر لتسويق منتجات مصرفية إسالمية‪ ،‬افتتح البنك ‪ABC‬‬
‫نافذة إسالمية باسم الرباق‪ ،‬واملتواجدة على مستوى وكالة البنك بئر مراد رايس‪ (.‬املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين لبنك ‪.) ABC‬‬
‫‪ -‬النافذة اإلسالمية لبنك الوطني الجزائري ‪ :BNA‬حتصل البنك الوطين اجلزائري على رخصة تسويق املنتجات املالية‬
‫اإلسالمية من طرف بنك اجلزائر يوم ‪ 52‬جويلية ‪ ،0202‬يطرح البنك الوطين اجلزائري جمموعة ثرية من صيغ االدخار والتمويل‪،‬‬
‫واليت متت املصادقة عليها من قبل هيئة الرقابة الشرعية بالبنك‪ ،‬ومن طرف اهليئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية‬
‫(املصدر املوقع االلكرتوين للبنك الوطين اجلزائري)‪.‬‬
‫‪ -‬ويبلغ عدد النوافذ اإلسالمية اليوم ‪ 052‬نافذة إسالمية‪ ،‬وهذا حسب تصريح رئيس احلكومة السيد أمين بن عبد‬
‫الرمحان(املصدر‪ :‬املوقع االلكرتوين لوكالة األنباء اجلزائرية ‪ ،)0200/25/06‬وهي موزعة على جمموعة من البنوك العمومية‬
‫واخلاصة وهي‪ :‬البنكني املذكورين سابقا‪ ،‬زيادة على ذلك الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪،‬‬
‫القرض الشعيب اجلزائري‪ ،‬تراست بنك‪ ،‬بنك اخلليج‪ ،‬بنك باريبا اجلزائر‪.‬‬

‫المطلب الثالث) تحديات التمويل التشاركي وسبل تطويره في الجزائر‪:‬‬

‫يواجه العمل املصريف اإلسالميفي اجلزائر جمموعة من التحديات واملعوقات‪ ،‬كما انه ميكن تطوير هذا النشاط مبجموعة‬
‫من اإلجراءات وهذا ما سنسلط عليه الضوء يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديات ومعيقات انتشار التمويل اإلسالمي في الجزائر‪ :‬تأخر ظهور البنوك اإلسالمية يف اجلزائر كما تأخر ظهور القانون‬
‫اخلاص بنشاط التمويل اإلسالمي‪ ،‬وهذا ما خلق عوائق للنشاط الصريفة اإلسالمية وسنحاول يف اآليت ذكر هذه املعوقات‪:‬‬
‫التحديات القانونية‪:‬‬ ‫‌أ)‬

‫‪ -‬إن التحدي القانوين األول يظهر جليا يف تعارض الصريح واجللي لألمر املعدل املتمم ‪ 00-25‬املؤرخ يف ‪ 06‬اوت ‪0225‬‬
‫لقانون النقد والقرض لبعض صيغ التمويل اإلسالمي واملعتمدة كمنتجات متويل إسالمي يف نظام ‪ 02-20‬املؤرخ يف مارس‬
‫‪ ،0202‬ومها صيغيت املضاربة واملشاركة‪ ،‬حيث ال تضع حدا لألموال اليت يشارك هبا املصرف عند الدخول يف صفقة مع عمالئه‬
‫بإحدى هذه الصيغ‪ ،‬إالأناألمر ‪ 00-25‬أوت ‪ 0225‬يف مادته ‪ 22‬مينع البنوك بتجاوز سقوف متويل حمددة رمسيا من طرف‬
‫جملس النقد والقرض‪.‬‬
‫ومعلوم أناألمر ‪ 00-25‬أوت ‪ 0225‬ال مينع العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬إال انه ال يراعي خصوصية هذا التمويل بل هو موجه‬
‫بشكل خاص لتنظيم عمل البنوك التقليدية(عبديل‪ ،‬عبديل‪ ،‬و عبديل‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)26‬‬
‫‪ -‬ليس فقط قانون النقد والقرض يشكل حتديا بالنسبة لعمل املصارف اإلسالمية بل أيضا القانون اجلبائي فهو أيضا ال يراعي‬
‫خصوصية التمويل اإلسالمي‪ ،‬فمثال يف حالة املضاربة جيد املصرف نفسه يدفع ضريبتني على األرباح‪ ،‬األوىل على أرباح املضاربة‬

‫‪50‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫نفسها‪ ،‬والثانية على أرباح البنك اليت حتسب فيها أرباح شركة املضاربة‪ ،‬وهذا يؤدي الرفع من األعباء املرتتبة على البنك بفعل‬
‫االزدواج الضرييب(العرايب و طروبيا‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)062‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للقانون التجاري اجلزائري فهو مل يهتم أبدا مبنتجات الصريفة اإلسالمية من حيث شروطها‪ ،‬وحقوق وواجبات‬
‫أطراف العقد‪ ،‬والعقوبات يف حالة التعدي أو التقصري‪.‬‬
‫ب) تحديات السياسة النقدية‪ :‬من أكرب التحديات اليت تواجه البنوك والنوافذ اإلسالمية هو حتدي السياسة النقدية أو العالقة بني‬
‫‌‬

‫هذه البنوك والبنك املركزي واليت تتجلى يف التايل(العرايب و طروبيا‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)032‬‬
‫‪ -‬إن احتفاظ البنوك اإلسالمية بنسبة االحتياط القانوين لدى البنك املركزي يف إطار سياسة االحتياط القانوين‪ ،‬ال ميكنها من‬
‫االستفادة من الفوائد املمنوحة على هذه االحتياطات‪ ،‬وبالتايل فهي تعطيل جزء من السيولة النقدية دون احلصول على عوائد‪،‬‬
‫وتقليص من قدرة البنوك والنوافذ اإلسالمية على منح التمويل واالستثمار‪ ،‬وبالتايل التأثري سلبا على أرباحه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود إمكانية للبنوك والنوافذ اإلسالمية يف احلصول على السيولة النقدية عن طريق سعر إعادة اخلصم‪ ،‬الن هذا اإلجراء‬
‫يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميكن للبنوك والنوافذ اإلسالمية اللجوء إىل البنك املركزي باعتباره املقرض األخري‪ ،‬للحصول على تسهيالت القرض اهلامشي‪،‬‬
‫الذي مينحه بنك اجلزائر للبنوك من اجل تزويدهم بالسيولة ملدة ‪ 02‬ساعة مقابل سعر فائدة معلوم مسبقا‪ ،‬كما ال ميكن للبنوك‬
‫والنوافذ اإلسالمية االستفادة مما يقدمه سوق مابني البنوك من تسهيالت بسبب التعامل بالفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة السيولة النقدية‪ ،‬واملتمثلة يف إلزام البنك املركزي البنوك باالحتفاظ ببعض األرصدة عالية السيولة حىت يسهل حتويلها إىل‬
‫نقد ملواجهة سحب املودعني املفاجئ‪ ،‬ومن أمثلة هذه العناصر أذونات اخلزينة والسندات احلكومية‪ ،‬واليت تستثمر فيها البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬وحتصل يف مقابل ذلك على عوائد ‪ ،‬أما بالنسبة للبنوك اإلسالمية فال ميكنها االستثمار يف مثل هذه األدوات‪ ،‬الن‬
‫هذا يتناىف مع ضوابط عملها‪ ،‬هلذا تضطر إىل االحتفاظ بكميات كبرية من السيولة‪ ،‬واليت ال تدر عليها عوائد(بن عبد الرمحان و‬
‫شرفة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)062‬‬
‫ت) طريق تمويل رأس مال النوافذ اإلسالمية‪ :‬وهو خيص نقطة انطالق هذه الشبابيك واملتمثلة يف متويل رأس املال اخلاص هبا‪،‬‬
‫‌‬

‫وعادة يكون عن طريق متويل قرض بدون فائدة على شاكلة القرض احلسن من املصرف الرئيسي‪ ،‬أو عن طريق وديعة استثمارية‬
‫يودعها املصرف الرئيسي لدى هذه النافذة وحيصل يف مقابل ذلك على نصيبه من األرباح‪ ،‬واملالحظ أن التمويل يكون عن طريق‬
‫البنك الرئيسي الذي يتعامل بالربا‪ ،‬ويرى العلماء أهنذا التمويل جيوز‪ ،‬وذلك بقياسهم على جواز مشاركة املسلم لغري املسلم‪ ،‬إذا‬
‫كان املتصرف املسلم‪ ،‬فكذلك جتوز طرق التمويل هذه مادام املتصرف يف األعمال هي النوافذ اإلسالمية(حفصي‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪.)020‬‬
‫ث) عدم وجود سوق مالي إسالمي وسوق تأمين تكافلي‪:‬عدم وجود سوق للتأمني التكافلي‪ ،‬وسوق مايل إسالمي لتداول‬
‫‌‬

‫الصكوك اإلسالمية‪ ،‬يزيد من صعوبة نشاط البنوك اإلسالمية وكذا النوافذ اإلسالمية‪ ،‬حبيث تلعب هذه املؤسسات مبثابة البنية‬
‫التحتية اليت تنشط فيها املؤسسات املالية اإلسالمية (بن عبد الرمحان و شرفة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)062‬‬

‫‪51‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫نقص الكوادر البشرية المؤهلة‪:‬تعاين اجلزائر نقص كبري يف املصرفيني والتنفيذيني املؤهلني لتسيري النشاط املصريف اإلسالمي‪،‬‬ ‫ج)‬
‫‌‬

‫حيث تواجه البنوك التقليدية اليت ترغب يف التحول للعمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬الكثري من العقبات فيما يتعلق بتأهيل الكوادر‬
‫البشرية‪ ،‬وتدريبها بالشكل الذي يتناسب مع خصائص النشاط املصريف اإلسالمي‪ ،‬وكذلك قلة أصحاب اخلربة‪ ،‬وعدم معرفتهم‬
‫مببادئ التمويل اإلسالمي بالشكل الكايف‪ ،‬وهذا الن جل املوظفني بالنوافذ اإلسالمية يتم استقطاهبم من البنوك التقليدية‪،‬‬
‫وبالتايل افتقارهم للمؤهالت الكافية حول املعامالت املصرفية اإلسالمية مما جيعلهم عرضة لألخطاء الشرعية اليت تضر بسمعة‬
‫البنك ككل(خطوي و بن موسى‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)022‬‬
‫عدم مالئمة النظم والسياسات للعمل المصرفي اإلسالمي‪ :‬تشري التجارب إىل أن الكثري من البنوك اليت ترغب يف تقدمي‬ ‫ح)‬
‫‌‬

‫منتجات إسالمية جنبا إىل جنب مع العمل املصريف التقليدي تواجه صعوبات تتمثل يف(خطوي و لسلوس‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪:)250‬‬
‫‪ -‬عدم مالئمة النظام احملاسيب املعمول به‪ ،‬والقائم على أسس تقليدية مع متطلبات العمل املصريف اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬التباطؤ أحيانا يف تلبية احتياجات العمل املصريف اإلسالمي من نظم وإجراءات فنية األمر الذي ينعكس على العمل نفسه يف‬
‫صورة إطالة وتعقيد يف اإلجراءات والضعف النسيب ملستوى خدمة العمالء‪.‬‬

‫‪ .2‬متطلبات تطوير العمل المصرفي التشاركي في الجزائر‪:‬للوصول إىل منظومة مصرفية بديلة عن النظام املصريف التقليدي‪ ،‬أو‬
‫على األقل الوصول إىل مؤسسات تقدم خدمات مالية قائمة على مبادئ الشريعة اإلسالمية بشكل كامل‪ ،‬وجب توفري جمموعة‬
‫من الشروط‪ ،‬واليت ميكن التطرق إليها يف التايل‪:‬‬

‫إرساء إطار قانوني مالئم للصيرفة اإلسالمية‪:‬ويعترب اإلطار القانوين من أهم متطلبات اجاح العمل املصريف اإلسالمي سواء‬ ‫‌أ)‬

‫عن طريق بنوك متخصصة يف التمويل اإلسالمي‪ ،‬أو عن طريق النوافذ اإلسالمية‪ ،‬وجيب أن تراعي هذه القوانني خصوصية هذا‬
‫النشاط‪ ،‬وخصوصية املنتجات اليت يقدمها‪ ،‬وخاصة وجود اطر قانونية حتكم عالقة هذه املؤسسات بالبنك املركزي‪ ،‬خاصة يف‬
‫إطار السياسة النقدية إلجياد أدوات بديلة تضبط عالقة هذه البنوك مع البنك املركزي‪ ،‬إضافة إىل تعديل القانون التجاري وقانون‬
‫الضرائب مبا يتالءم و خصوصية هذه البنوك(سليم‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫ويف هذا اإلطار ميكن االستفادة من جتارب الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬اليت لديها منظومة مصرفية مزدوجة تعمل فيها البنوك‬
‫التقليدية والبنوك اإلسالمية جنبا إىل جنب‪ ،‬كما ميكن االستفادة من جتربة البنوك اإلسالمية العاملة يف اجلزائر بنك الربكة ومصرف‬
‫السالم واللذان هلما خربة يف هذا النشاط يف بيئة قانونية خاصة بالبنوك التقليدية(فطوم‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫تكوين وتأهيل اإلطار البشري المتخصص‪ :‬يلعب العنصر البشر دورا حموريا يف اجاح العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬لذا جيب‬ ‫ب)‬
‫‌‬

‫توفري اإلطار البشري املتخصص يف هذا النشاط‪ ،‬والذي له دراية يف األمور املالية بصفة عامة‪ ،‬وباملعامالت املالية اإلسالمية‬
‫بشكل خاص وهذا عن طريق(عبديل‪ ،‬عبديل‪ ،‬و عبديل‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)22‬‬

‫‪ -‬إنشاء مركز تعليم وتدريب متخصص يف العلوم املصرفية اإلسالمية وذلك إلعداد وتدريب اإلطارات املصرفية املؤهلة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬قيام املصارف اإلسالمية العاملة يف اجلزائر بإنشاء مراكز تدريب متخصصة لتدريب العاملني حمليا‪ ،‬وميكن االستفادة من‬
‫جتارب بعض البنوك الرائدة يف هذا اجملال‪ ،‬كاملعهد اإلسالمي للتنمية جبدة‪ ،‬ومركز التابع للمصرف اإلسالمي الدويل لالستثمار‬
‫والتنمية يف القاهرة‪.‬‬

‫ت) تطوير النظم المحاسبية والفنية‪:‬نظرا خلصوصية الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وجب تطوير النظم الفنية واحملاسبية الالزمة واملناسبة‬
‫‌‬

‫لطبيعة العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬سواء كان من الناحية الشرعية أو من ناحية حتليل البيانات وقياس األداء ضمانا إلاجاح العمل‬
‫املصريف اإلسالمي‪ ،‬وتشري التجارب إىل أن حتقيق هذا العنصر ليس باألمر السهل وإمنا يتطلب الكثري من الوقت‪ ،‬واجلهد خاصة‬
‫من حيث تطوير النظم والربامج الفنية الالزمة لتشغيل الفروع‪ ،‬وإعداد البيانات املالية واإلدارية‪ ،‬وهي عملية تزداد صعوبة يف ظل‬
‫نظام مصريف مزدوج‪ ،‬من خالل تصميم العقود والسجالت واألنظمة احلاسوبية اليت يتطلبها العمل املصريف اإلسالمي(سليم‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة ‪ ،)002‬وميكن االستفادة من التجارب األجنبية يف هذا جملال‪.‬‬
‫ث) إكمال البنية التحتية للنظام المالي اإلسالمي‪:‬تتطلب الصريفة اإلسالمية بنية حتتية تتمثل يف مؤسسات التأمني التكافلي‪،‬‬
‫‌‬

‫وإنشاء سوق مايل إسالمي‪ ،‬وإصدار الصكوك املالية املتوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فاعتماد مؤسسات التكافلي جينب البنوك‬
‫اإلسالمية التعامل مع مؤسسات التامني التجاري‪ ،‬وإنشاء سوق مايل إسالمي للصريفة يف حالة وجد فائض أو عجز يف‬
‫السيولة(العرايب و طروبيا‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)060‬‬

‫إن تطوير قطاع التمويل اإلسالمي خيلق حتما فرصا بديلة للراغبني يف إستثمار أمواهلم وفق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما يوفر‬
‫التمويل ألصحاب العجز الراغبني يف احلصول على متويل بصيغ خمتلفة بديال عن التمويل التقليدي‪ ،‬إن نشاط التمويل اإلسالمي‬
‫ال يتعلق فقط بااللتزام بتعاليم الشريعة اإلسالمية يف املعامالت املالية‪ ،‬وإمنا يتعلق بنشاط يدر أرباح للمؤسسات الناشطة يف هذا‬
‫القطاع‪ ،‬وبديال مناسبا يتوافق مع معتقدات وثقافة اجملتمع اجلزائري‪ ،‬كما أن السماح للبنوك العمومية مبمارسة نشاط الصريفة‬
‫اإلسالمية يعترب خطوة يف إجتاه نشر وتطوير هذا النشاط يف اجلزائر‪.‬‬

‫جدول(‪ )2‬واقع التمويل التشاكي ف الجزائك‬

‫هيئة مطابقة شكعية‬ ‫مؤلسلسات عاملة‬ ‫إطاك قانون خاص‬

‫موجود‬ ‫موجود‬ ‫موجود‬ ‫البنوك التشاكيية‬

‫غيك موجود‬ ‫غيك موجود‬ ‫موجود‬ ‫التأمين التيافل‬

‫غيك موجود‬ ‫غيك موجود‬ ‫غيك موجود‬ ‫لسوق المال اإللسالم‬

‫غيك موجود‬ ‫غيك موجود‬ ‫غيك موجود‬ ‫الصيوك‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على ما تقدم ف المبحث‬

‫‪53‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫يلخص لنا اجلدول (‪ )0‬واقع التمويل التشاركي يف اجلزائر فمن خالل اجلدول نالحظ ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬وجود بنوك تشاركية يف اجلزائر وأيضا وجود إطار قانوين خاص ينظم نشاط هذه البنوك إضافة إىل وجود هيئة مطابقة شرعية‬
‫تسهر على دراسة ومطابقة املنتجات املصرفية املعروضة من طرف هذه البنوك‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة للمؤسسات التأمني التكافلي فنالحظ وجود فقط القانون خيص مؤسسات التأمني التكافلي‪ ،‬وهو يبدي رغبة لدى‬
‫السلطات اجلزائرية من اجل تنظيم هذا النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة للسوق املايل اإلسالمي والصكوك اإلسالمية فال يوجد قانون وال مؤسسات عاملة وال هيئة مطابقة شرعية‪،‬‬

‫إن عدم وجود األخريين يعود إىل حداثة اهتمام املشرع اجلزائري بسوق التمويل التشاركي وأدواته‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫خنلص يف هذا الفصل إىل أن التمويل التشاركي هو االسم الذي وصف به املشرع اجلزائري التمويل اإلسالمي‪ ،‬يف القانون‬
‫‪ 20-00‬املؤرخ يف نوفمرب ‪ 0200‬واملتعلق بالصريفة التشاركية‪ ،‬ومعلوما أن هذا التمويل مضبوط بضوابط الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫واليت تستمد تعاليمها من القران الكرمي والسنة النبوية الشريفة‪ ،‬وما أمجع عليه علماء الفقه اإلسالمي‪ ،‬ولعل أهم هذه الضوابط‬
‫هو إستبعاد الفائدة يف كل املعامالت املالية اخلاصة هبذا التمويل دفعا وحتصيال‪ ،‬واستبعاد كل املعامالت اليت تؤدي إىل أكل أموال‬
‫الناس بالباطل‪ ،‬نذكر على سبيل املثال الغرر‪ ،‬ضف إىل ذالك منع استثمار األموال يف احملرمات‪.‬‬

‫ومن املعروف أن التمويل التشاركي هو عبارة عن جمموعة من الصيغ‪ ،‬ميكن تقسيمها إىل قسمني‪ ،‬قسم قائم على‬
‫املشاركة يف الربح واخلسارة‪ ،‬من أمهها املضاربة واملشاركة واليت تناسب النشاط التجاري وحىت القطاعات األخرى‪ ،‬وصيغ أخرى‬
‫خاصة بالقطاع الزراعي‪ ،‬تفضي إىل املشاركة يف املنتوج‪ ،‬وهي املزارعة واملساقاة‪ ،‬وتتميز هذه الصيغ أهنا موجهة لالستثمار وتنمية‬
‫األموال‪ ،‬حيث حيصل طالب التمويل على املال دون تكلفة (دون فائدة ربوية)‪ ،‬ودون اإللتزام بضمانات‪ ،‬يف املقابل حيصل رب‬
‫املال على فرصة إلستثمار أمواله من دون تكلفة‪ ،‬أي دون أن يدفع أجرا للعامل‪ ،‬وهي من أهم الصيغ اليت جتمع بني املال‬
‫والعمل‪.‬‬

‫أما القسم الثاين من الصيغ فهو قائم على البيوع‪ ،‬أمهها وأكثرها انتشارا يف البنوك اإلسالمية هي املراحبة‪ ،‬إىل جانب‬
‫الصيغ األخرى اإلجارة والسلم واالستصناع‪ ،‬ميكن للمؤسسة االستفادة منها‪ ،‬حيث لكل صيغة خصائص ميكن أن تليب‬
‫حاجات املؤسسة املالية‪.‬‬

‫وختتص البنوك التشاركية( اإلسالمية) يف منح التمويل املوافق لتعاليم الشرع اإلسالمي‪ ،‬وهي ال توفر هذا النوع من التمويل‬
‫فقط‪ ،‬بل تسعى إىل تعظيم أرباحها ومنافعها‪ ،‬وتعدى نشاط التمويل التشاركي إىل نشاط التأمني بظهور مؤسسات التأمني‬
‫التكافلي واليت توفر خدمات التأمني وفق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما ظهرت صناديق اإلستثمار اإلسالمي واليت توفر بدورها‬
‫خدمات إستثمار األموال وفق تعاليم الشريعة‪ ،‬وتفرض هذه املؤسسات نفسها يف الوقت احلايل كصناعة على املستوى الدويل‬
‫واإلقليمي وحىت العاملي‪ ،‬مبؤسساهتا وأدواهتا التمويلية‪ ،‬زد على ذلك أن مؤسسات التمويل التقليدية تسارع لفتح شبابيك خمتصة‬
‫يف التمويل اإلسالمي لالستفادة من مزايا هذا التمويل‪ ،‬كما اجد أيضا مؤسسات داعمة لنشاط هذه املؤسسات‪ ،‬توفر هذه‬
‫األخرية البحوث الشرعية املتخصصة يف التمويل اإلسالمي‪ ،‬كما توفر الفتاوى واملشورة واملعايري‪ ،‬وكل ما خيص إستقرار هذه‬
‫الصناعة‪ ،‬وحىت املعايري احملاسبية اليت تتماشى ومبادئ هذا التمويل‪ ،‬كما اجد أيضا مؤسسات متخصصة يف حل النزاعات بني‬
‫هذه املؤسسات‪ ،‬أو بني هذه املؤسسات وزبائنها على املستوى احمللي والدويل‪ ،‬وأخرى توفر التدريب والتأهيل للكادر البشري‬
‫املتخصص يف هذا اجملال‪.‬‬

‫أما واقع التمويل التشاركي يف اجلزائر‪ ،‬فعرف ظهور البنوك التشاركية (اإلسالمية) قبل ظهور اإلطار القانوين املنظم‬
‫لنشاطها‪ ،‬حيث ظهرت هذه البنوك بعد إصالحات املنظومة النقدية املتمثلة يف إصدار قانون النقد والقرض سنة ‪ ،0222‬ورغم‬

‫‪55‬‬
‫مدخل نظري للتمويل التشاركي‬

‫وجود بنوك إسالمية ناشطة يف السوق اجلزائري‪ ،‬إال أن ظهور اإلطار التشريعي اخلاص هبذه البنوك مل يظهر إال سنة ‪ ،0200‬ومت‬
‫تعديله سنة ‪ 0202‬ليضع إطارا قانونيا لنشاط هذه البنوك‪ ،‬أما عن الصكوك اإلسالمية وسوق التمويل اإلسالمي فلم يظهر ال‬
‫إطار قانوين وال ممارسة هلذا النشاط من طرف أي مؤسسة‪ ،‬أما فيما خيص التأمني التكافلي فأصدر املشرع اجلزائري قانونا يتعلق‬
‫به‪ ،‬إال انه مل تظهر مؤسسات ملمارسة هلذا النشاط‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬عموميات‬
‫حول األداء المالي‬
‫وعالقته بصيغ التمويل‬
‫التشاركي‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫هندف يف هذا الفصل إىل التعريف باألداء املايل‪ ،‬وعرض أمهيته وأهم العوامل املؤثرة عليه‪ ،‬كما هندف أيضا إىل التعرف‬
‫على طرق قياسه يف املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وذلك بعرض أهم الطرق الكالسيكية‪ ،‬واملتمثلة يف النسب املالية مع اإلشارة إىل‬
‫أمهيتها‪ ،‬وإىل أسباب القصور فيها‪ ،‬مث نعرض الطرق احلديثة املعتمدة يف تقييم األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬كما نسلط الضوء على‬
‫اآلثار احملتملة لصيغ التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬وللوصول إىل اهلدف من هذا الفصل مت تقسيمه اىل ثالثة‬
‫مباحث كما هو مبني يف اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬ماهية األداء املايل‬

‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬طرق قياس وتقييم األداء املايل يف املؤسسة االقتصادية‬

‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬تكلفة صيغ التمويل التشاركي وعالقتها بأهم مؤشرات األداء املايل للمؤسسة االقتصادية‬

‫‪57‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫البحث األول) ماهية األداء المالي‬


‫يف ما يلي حناول عرض تطور مفهوم األداء بصفة عامة‪ ،‬ومفهوم األداء املايل بصفة خاصة‪ ،‬كما سنحاول عرض أمهية‬
‫تقييم األداء املايل بالنسبة للمهتمني باألداء املايل للمؤسسة واملرتبطني هبا‪ ،‬من أصحاب املصاحل (مدراء‪ ،‬مالك ‪ ،)...‬وأهم‬
‫العوامل املؤثرة عليه ‪ ،‬وذلك بتقسيم هذا املبحث إىل املطالب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬مفهوم األداء املايل‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬أمهية األداء املايل‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على األداء املايل للمؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب األول)مفهوم األداء المالي‪:‬‬
‫قبل التطرق إىل مفهوم األداء املايل جتدر اإلشارة أوال إىل حتديد مفهوم األداء‬
‫أوال) مفهوم األداء‪:‬‬
‫األداء‪ :‬لغة‪:‬هو مصدر أدى عمله‪ ،‬أي قام به وأمته‪ ،‬وقضاه‪ ،‬وأاجزه‪ ،‬أدى صالته أي قام هبا يف وقتها(عمر‪ ،0220 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)26‬وكلمة األداء باالاجليزية هي "‪ "performance‬وتعين ااجاز أو تنفيذ أمر أو طلب‪ ،‬أو القيام بعمل أو عملية‬
‫)‪ ،(Folan & Jim, 2015, p. 51‬أما اصطالحا‪ :‬فتعين الكيفية اليت يبلغ هبا التنظيم أهدافه(مزهودة‪ ،0220 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)06‬وتعين أيضا التنفيذ‪ ،‬وكان أول استخدام ملفهوم األداء للتعبري عن النتائج اجليدة اليت حيققها الرياضيون‪ ،‬مث استخدم هذا‬
‫املصطلح الحقا لتوصيف النتائج اجليدة اليت يتم حتقيقها يف جماالت أخرى ;‪(Iuliana & Criveanu, 2016, p. 179‬‬
‫)‪.Iuliana & Criveanu, 2016‬‬
‫وقد عرف مفهوم األداء تطورا عرب الزمن‪ ،‬و سنحاول أن نلخص أهم هذه املراحل واملفاهيم اليت ارتبطت باألداء يف اجلدول‬
‫التايل‪:‬‬
‫جدول(‪ )3‬مكاحل تطوك مفهوم مصطلح األداء‬
‫مفهوم األداء‬ ‫الفترة‬
‫اعتمد تعريف األداء على مجموعة من المعايير وهي‪ :‬الربحية‪ ،‬اإلنتاجية‪...‬‬ ‫‪7515-7591‬‬
‫في هذه المرحلة اعتمد مفهوم األداء على معيار مستوى تحقيق األهداف اإلستراتيجية‪ ،‬كما عرف‬ ‫‪7551-7581‬‬
‫أيضا بوقت اختبار أي إستراتيجية‪.‬‬
‫في هذه المرحلة تم تحديد األداء وفقا إلنتاجية وكفاءة الكيان االقتصادي‪ ،‬كما عرف أيضا بكفاءة‬ ‫‪2111-7559‬‬
‫العمل الهادف‬
‫يمكن فهم األداء على انه قدرة المؤسسة على تحقيق األهداف‪ ،‬وتلبية التوقعات‪ ،‬وبالتالي يتأثر‬ ‫‪ -2111‬إلى اليوم‬
‫األداء بالنتائج في معنى أوسع‪ ،‬وأيضا من خالل تحديد الهدف المقابل‪.‬‬
‫من انجاز الطالب باالعتماد على‪:‬‬
‫‪- Ata Ghalm,Cahfic Okar,Razane Chroqui, Elalami Semma, Performance concept to define,‬‬
‫‪Conference LOGISTQUA May 2016 At: EST Berrechid ,Project: Performance management.‬‬

‫‌‬

‫‪58‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ما ميكن مالحظته من خالل اجلدول(‪ )5‬هو أن مفهوم األداء تطور من جمموعة من املعايري‪ ،‬الرحبية واإلنتاجية يف‬
‫ستينيات القرن املاضي وهي معايري تعتمد على النتائج احملققة من طرف املؤسسة‪ ،‬وبتطور نشاط املؤسسة أصبحت هذه املعايري‬
‫غري كافية لتفسري مفهوم األداء‪ ،‬ويف بداية الثمانينات ارتبط مفهوم األداء بتحقيق األهداف اإلسرتاتيجية للمؤسسة‪ ،‬مث تطور هذا‬
‫املفهوم للداللة على قدرة املؤسسة على حتقيق أهدافها‪.‬‬

‫وحسب(‪) 0220 ،Gruning‬فان األداء يتعلق بالنتائج احملقق ومنه ميكن أن منيز بني ثالثة مستويات لألداء انظر الشكل(‪.)0‬‬

‫‪ -‬األداء مستوى (‪ )-0‬أداء ضعيف وهو مستوى األداء الذي يقابل النتيجة (‪. )résult3‬‬

‫‪ -‬األداء مستوى (‪)2‬أداء جيد وهو مستوى األداء الذي يقابل النتيجة (‪. )résult2‬‬

‫‪ -‬األداء مستوى (‪ )0‬وهو مستوى األداء الذي يقابل النتيجة (‪ ،)résult1‬وميكن تسميته مبستوى التميز‪ ،‬ويف هذا املستوى‬
‫جتاوزت املؤسسة توقعاهتا يف حتقيق أهدافها‪ ،‬فقد فاقت النتائج احملققة النتائج املتوقعة‪ ،‬وحصلت على نتائج أفضل‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2‬مفهوم األداء حسب ‪Gruning‬‬

‫‪résulta1‬‬ ‫‪Over performance‬‬

‫‪résulta2‬‬ ‫‪Goal setting‬‬

‫‪résult3 Underperformance‬‬

‫الزمن‬

‫الشكل(‪ :)2‬األداء حسب الهدف المحقق المصدر‪:‬‬

‫‪Ata Ghalm,Cahfic Okar,Razane Chroqui, Elalami Semma, Performance concept to define,‬‬


‫‪Conference LOGISTQUA May 2016 At: EST Berrechid ,Project: Performance management‬‬

‫حاول الباحث حتديد مفهوم األداء وذلك حسب النتائج احملققة ومقارهنا مع النتائج املستهدفة من طرف املؤسسة وبالتايل‬
‫مت وضع ثالث مستويات لألداء وهي‪ :‬مستوى تكون النتائج احملققة اقل من املخططة سلفا وهو أداء دون املستوى‪ ،‬ومستوى ثاين‬
‫تكون فيه النتائج احملققة مطابقة للنتائج املتوقعة سلفا وهو معرب عنه مبستوى األداء اجليد‪ ،‬أما املستوى الثالث فهو مستوى يفوق‬
‫التوقع وهو مستوى األداء املتميز‪.‬‬

‫إن مفهوم األداء حسب (‪ )0220 ،Gruning‬يتوقف على النتائج احملققة يتم قياسها ومقارنتها باألهداف املخططة سابقا‬
‫من طرف املنظمة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ثانيا) مكونات األداء‪ :‬للوصول إىل تعريف شامل ولفهم أكثر ملصطلح األداء ميكن االستعانة بنموذج( ‪)Gilbert ,1980‬‬
‫واملوضح يف الشكل(‪ ،)5‬والذي يوضح مكونات مصطلح األداء واليت سنحاول يف التايل التطرق إليها بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫‪ -‬الكفاءة(‪: )Efficacité‬حيث يصف ويوضح الكفاءة املقطع بني األهداف والنتائج يف الشكل (‪ ،)5‬وهي الطريقة اليت‬
‫يتم هبا ااجاز العمليات‪ ،‬وعادة ما يعرب عنها بالنسبة بني املدخالت واملخرجات(عبد احلميد‪ ،0226 ،‬صفحة ‪ .)56‬فالكفاءة‬
‫تعين استخدام احلد األدىن من املوارد للحصول على هذه املخرجات‪ ،‬أو مبعىن آخر ااجاز املهام بشكل صحيح ‪(Stéphan,‬‬
‫)‪ ،2006‬يتبني لنا من التعريفات السابقة أن الكفاءة هي قدرة املؤسسة يف احلصول على النتائج باستخدام املوارد أو املدخالت‬
‫‪ ،‬مبعىن العالقة بني النتائج اليت مت احلصول عليها واملوارد أو املدخالت اليت استخدمت يف الوصول إىل هذه النتائج‪.‬‬

‫وميكن القول أن مفهوم الكفاءة مقارب إىل مفهوم االقتصاد والذي يعين احلصول على املوارد املستخدمة يف حتقيق النتائج‬
‫بأقل تكلفة ممكنة‪.Erreur ! Source du renvoi introuvable.‬‬

‫خنلص إىل أن الكفاءة هي تعظيم االستفادة من املدخالت للوصول إىل النتائج املستهدفة من طرف املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬الفعالية )‪:(Efficience‬وتعرف الفعالية على أهنا قدرة املؤسسة على حتقيق النشاط املرتقب‪ ،‬والوصول إىل النتائج املرتقبة‪،‬‬
‫واملقطع بني النتائج والوسائل فيوضح الفعالية يف الشكل(‪ ،)5‬وهي قدرة املؤسسة على حتقيق أهدافها‪ ،‬حيث يتم االهتمام برعاية‬
‫مصاحل كافة األطراف ذات العالقة باملنظمة‪ ،‬مثل املالك والعاملني واملوردين‪ ، ...‬حبيث توضع األهداف الصحيحة واملناسبة‬
‫لتحقيق وإشباع حاجات كل منهم(عبد احلميد‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)56‬‬

‫وتعين الفعالية على أهنا قدرة املؤسسة على حتقيق أهدافها اإلسرتاتيجية من منو املبيعات وتعظيم حصتها يف السوق مقارنة‬
‫باملنافسني(الداوي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫نستنتج أن الفعالية هي القيام باملهام وااجازها بالشكل الصحيح‪ ،‬وميكن قياس فعالية املؤسسة باملقارنة بني خمرجات‬
‫املؤسسة أو النتائج اليت مت التوصل إليها بالفعل مع النتائج املتوقعة واليت كان خمطط هلا مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬المالئمة أو االقتصاد (‪:)Pertinence‬وهي املمثلة يف املقطع بني الوسائل واألهداف يف الشكل (‪ ،)5‬هي تشري إىل‬
‫النتائج واألهداف اليت حتققها املؤسسة بأقل التكاليف(‪ ،)0226 ،Stéphan‬حيث يوضح هذا املفهوم تعظيم الربح وهي‬
‫جبعل التكاليف اقل ما ميكن‪ ،‬أو مبعىن تعظيم االستفادة من املوارد املستخدمة يف الوصول إىل أهداف املؤسسة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫الشكل(‪ )3‬األداء حسب نموذج ‪Gilbert‬‬

‫الشكل (‪:)3‬نموذج (‪ ‌،)Gilbert 1980‬المصدر‪:‬‬

‫‪‌Stéphane Jacquet, Management de la performance des concept aux outils‬‬

‫ميكن القول أن األداء هو حتقيق املؤسسة ألهدافها املخطط هلا مسبقا بفعالية‪ ،‬أوهي حماولة حتقيق أهداف فعلية مطابقة‬
‫أو قريبة من األهداف املتوقعة‪ ،‬وذلك باستخدام مواردها بكفاءة واقتصاد وهذا لتحقيق االستفادة القصوى من املوارد املستخدمة‬
‫يف حتقيق النتائج‪ ،‬هبدف تعظيم منافع املؤسسة وضمان استمرارها‪.‬‬

‫ويعرف عبد العزيز خميمر مفهوم األداء املؤسسي‪ ،‬بأنه املنظومة املتكاملة لنتاج أعمال املنظمة يف ضوء تفاعلها مع عناصر‬
‫بيئتها الداخلية واخلارجية‪ ،‬ويشتمل األداء هبذا املفهوم على ثالثة أبعاد وهي(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪:)02‬‬

‫البعد األول‪ :‬أداء ألفراد يف إطار وحداهتم التنظيمية املتخصصة‪.‬‬

‫البعد الثاين‪ :‬أداء الوحدات التنظيمية يف إطار السياسات العامة للمؤسسة‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬أداء املؤسسة يف إطار البيئة االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫بالرغم من اشتمال مفهوم األداء املؤسسي على هذه األبعاد الثالثة‪ ،‬إال انه خيتلف عن كل بعد منهما لو اخذ منفردا‪،‬‬
‫فاألداء املؤسسي خيتلف عن أداء الوحدات التنظيمية‪ ،‬ألنه يف احلقيقة حمصلة لكليهما‪ ،‬باإلضافة إىل تأثريات البيئة االجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية عليهما‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ميكن القول أن األداء هو حتقيق املنشأة أهدافها املخططة بفعالية‪ ،‬أي حتقيق النتائج املتوقعة(املخطط هلا مسبقا) أو حتقيق‬
‫نتائج أفضل‪ ،‬والذي يشبع حاجة مجيع األطراف املعنية هبذه النتائج‪ ،‬وذلك باستخدام كفؤ للموارد وبأقل التكاليف‪ ،‬وذلك‬
‫بتفاعلها مع التأثريات االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫ثالثا) تقييم األداء‪ :‬يعترب تقييم األداء من متممات عمليات الرقابة‪ ،‬وهي تتم بعد كل مرحلة من مراحلها‪ ،‬وتتمثل يف إبداء‬
‫الرأي العام ما إذا كان العمل املنجز قد مت بطريقة مرضية أم ال‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار نواحي اإلجياب ونواحي القصور اليت‬
‫حدثت(حسني‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ .)3‬حسب هذا التعريف فان األداء هو جزء من عملية رقابية على األعمال املنجزة‪ ،‬وهذا‬
‫لتقييمها وإبداء الرأي حوهلا للوقوف على اجيابيات وسلبيات اليت صاحبت ااجاز األعمال‪ ،‬دون استخدام مؤشرات قياس أو‬
‫معايري للقيام عملية التقييم هذه‪.‬‬

‫وتعرف األمم املتحدة تقييم األداء‪ ،‬بأنه حتديد قيم مؤشرات األداء بالنسبة لفرتة حمددة من الزمن‪ ،‬أو يف تاريخ مرجعي‬
‫معني ((‪.United Nations, 1998, p59‬‬

‫أما بالنسبة ملنظمة األغذية والزراعة(‪ )FAO‬فتقييم األداء هو عملية تطبيق مؤشرات األداء املؤسسي وتقومي‬
‫النتائج(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫وتعرفه املنظمة الدولية للطريان املدين تقييم األداء بأنه ‪ :‬قياس أداء برنامج لوصف تلك اإلجراءات واملمارسات املستخدمة‬
‫يف مراقبة أداء الربامج واملشروعات واحلكم على مدى اجاحها(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫وتعرفه منظمة اليونسكو" منظمة الرتبية والعلوم والثقافة " بأنه‪ :‬التوصل إىل استنتاجات متكن من إجراء التحليل الكايف‬
‫ملؤشرات األداء املؤسسي(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫يف حني تعرفه املنظمة العاملية للملكية الفكرية بأنه‪ :‬هو عملية التقومي على أساس مؤشرات األداء املؤسسي للحد الذي‬
‫حتققت عنده النتائج(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫وتعرف الوكالة األمريكية للتنمية الدولية تقييم األداء على انه طرق القياس املوضوعي لدرجة اجاح برنامج ما يف حتقيق‬
‫أهدافه احملددة وأنشطته املخطط هلا(الوكالة األمريكية للتنمية الدولية‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)0‬‬

‫ويعرف تقييم األداء أيضا بأنه إجراء قياس جربي للشيء املقاس‪ ،‬ووضعه يف صيغة رقم‪ ،‬أو عدد‪ ،‬أو نسبة مصحوبة‬
‫بوحدة قياس‪ ،‬مث تأيت بعدها مرحلة التعليق وإصدار حكم على النتيجة املتحصل عليها‪ ،‬وال يقصد بالقياس فقط التقييم‪ ،‬بل‬
‫حتديد قيمة املقدار مبقارنته باملقادير األخرى يف نفس اجملال‪ ،‬وهذه املقارنة تتم من خالل استخدام رموز وأرقام معينة(حممد و‬
‫حممد‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫‪62‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫إتفقت التعريفات السابقة على أن تقييم األداء هو عملية قياس‪ ،‬وحتديد احلد الذي إستطاعت اإلدارة حتقيق أهدافها‬
‫املسطرة وهذا من خالل قياس النتائج احملققة والتعبري عليها مبقادير ومؤشرات عددية ‪ ،‬ومقارنة النتائج املستهدفة بالنتائج املقاسة‬
‫واحملققة فعال‪.‬‬

‫وهتدف عملية تقييم األداء عموما إىل قياس مدى كفاءة املؤسسة يف إستخدام مواردها املتاحة‪ ،‬ومدى فعاليتها يف حتقيق‬
‫أهدافها املسطرة‪.‬‬

‫رابعا) أهمية تقييم األداء‪:‬‬

‫تكتسي عملية تقييم األداء أمهية بالغة بالنسبة ميكن تلخيصها يف النقاط التالية(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪:)00‬‬

‫‪ -‬يعترب تقييم األداء ركيزة أساسية اليت تبىن عليها عمليات الرقابة والضبط‪.‬‬

‫‪ -‬يفيد بصورة غري مباشرة يف تشخيص املشكالت وحلها‪ ،‬ومعرفة مواطن القوة والضعف يف املنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬يفيد يف تزويد اإلدارة باملعلومات الالزمة الختاذ القرارات اهلامة‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب من أهم دعائم رسم السياسات العامة على مستوى الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب من أهم مصادر املعلومات و البيانات الالزمة للتخطيط ‪.‬‬

‫‪ -‬إن قياس األداء يساعد على إعطاء توضيحات حول تنفيذ الربامج وتكاليفها‪ ،‬كما يساعد على حتسني إدارة املنتجات‬
‫واخلدمات املقدمة وعملية إيصاهلا إىل الزبائن(محزة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)520‬‬

‫خامسا) أهداف تقييم األداء‪:‬يهدف تقييم األداء بشكل رئيسي إىل الكشف على األبعاد التالية(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة‬
‫‪:)00‬‬

‫‪ -‬الوقف على املدى الكفاءة يف استخدام املوارد‪ ،‬وهذا عن طريق حتليل الناحية الوظيفية يف الوحدات للوقوف على مدى كفاءهتا‬
‫يف استخدام املوارد املتاحة‪.‬‬

‫‪ -‬مدى الفعالية وهذا مبقارنة النتائج احملققة فعليا باألهداف املخططة مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬مدى إمكانية تطور املؤسسة‪.‬‬

‫سادسا) تعريف األداء المالي‪:‬هو الوضعية املالية للمؤسسة خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬تشمل مجع واستخدام األموال املقاسة بعدة‬
‫مؤشرات‪ ،‬مثل نسبة كفاية رأس املال السيولة‪ ،‬والرافعة املالية‪ ،‬واملالءة املالية والرحبية‪ ،‬كما يقصد باألداء املايل مدى قدرة الشركة‬
‫على إدارة مواردها والتحكم فيها(‪ Fatihudin‬و ‪ ،0200 ،Mochklas‬صفحة ‪ ،)332‬وميثل األداء املايل املفهوم الضيق‬

‫‪63‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ألداء الشركات‪ ،‬حيث يركز على استخدام مؤشرات مالية لقياس مدى ااجاز األهداف‪ ،‬ويعرب األداء املايل عن أداء الشركات‪،‬‬
‫حيث انه الداعم األساسي لألعمال املختلفة اليت متارسها الشركة‪ ،‬ويساهم يف إتاحة املوارد املالية وتزيد الشركة بفرص استثمارية‬
‫يف ميادين األداء املختلفة‪ ،‬واليت تساعد على تلبية احتياجات أصحاب املصاحل وحتقيق أهدافهم‪ ،‬ويتم االعتماد على معايري مثل‬
‫نسبة الرحبية والسيولة والنشاط والرفع املايل والتوزيعات كمقاييس لألداء(اخلطيب‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)56‬‬

‫ويرى بعض الباحثني أن األداء املايل على انه عملية الحقة لعملية اختاذ القرارات‪ ،‬الغرض منها فحص املركز املايل‬
‫واالقتصادي للمنظمة يف تاريخ معني(املرجوشي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪00‬؛ املرجوشي‪.)0220 ،‬‬

‫ويعرف تقييم األداء املايل أيضا بإعطاء حكم ذو قيمة حول إدارة املوارد الطبيعية واملادية واملالية يف املؤسسة‪ ،‬ومدى‬
‫إشباع منافع ورغبات أطرافها املختلفة‪ ،‬أي أن تقييم األداء هو قياس النتائج احملققة‪ ،‬أو املنتظرة على ضوء معايري حمددة سلفا‬
‫لتحديد ما ميكن قياسه‪ ،‬ومن مث مدى حتقيق األهداف ملعرفة مستوى الفعالية‪ ،‬وحتديد األمهية النسبية بني النتائج واملوارد‬
‫املستخدمة مما يسمح باحلكم على الكفاءة(دادان‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)20‬‬

‫ميكن القول أن األداء املايل هو احلكم على مدى حتقيق الوظيفة املالية للمؤسسة أهدافها بشكل كفء ومتميز‪ ،‬والذي‬
‫ميكن قياسه مبجموعة من املؤشرات‪ ،‬اليت تعطي صورة عن الوضع املايل للمؤسسة يف فرتة زمنية معينة‪ ،‬وتعطي عن صورة كيفية‬
‫استخدام مواردها املالية‪ ،‬أما تقييم األداء املايل فهو احلكم على كيفية استخدام املؤسسة مواردها املالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬أهمية األداء المالي‪:‬‬

‫تعترب املؤسسة االقتصادية حمط أنظار واهتمام أصحاب املصاحل من مسامهني‪ ،‬ومقررين أو اإلدارة‪ ،‬املوردين واملقرضني‪،‬‬
‫وحىت العمال ومصلحة الضرائب‪ ،‬لذا يتابع كل من هؤالء أداءها املايل باهتمام بالغ‪ ،‬حيث أن مؤشرات األداء املايل للمؤسسة‬
‫هلا أثر على تصرفاهتم وقراراهتم وتعامالهتم‪ ،‬ويف ما يلي سنحاول بيان هذه األمهية‪:‬‬

‫أوال)أهمية األداء المالي بالنسبة لإلدارة المؤسسة‪:‬‬

‫‪ -‬تظهر مدى كفاءة اجلهاز التنفيذي يف أداء وظيفته(شاكر‪ ،‬امساعيل‪ ،‬و نور‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪ -‬تقييم اإلدارات واألقسام‪ ،‬والسياسات اإلدارية واحلكم على مدى اجاحا(شاكر‪ ،‬امساعيل‪ ،‬و نور‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪ -‬التخطيط السليم للمستقبل‪ ،‬كما يعترب من أهم الدعائم اليت تعتمد عليها إدارة املنشاة يف اختاذ القرارات على املدى القصري‬
‫واملتوسط ويسمح أيضا باستغالل املوارد املالية بطريقة عقالنية ومنتظمة(وكال و خليفة‪ ،0206 ،‬صفحة ‪.)050‬‬

‫‪ -‬يسمح بكشف نقاط القوة للمؤسسة واستغالهلا يف إطار إسرتاتيجيتها‪ ،‬وكشف نقاط الضعف واألسباب اليت أدت إليها‬
‫وحماولة جتنبها(وكال و خليفة‪ ،0206 ،‬صفحة ‪.)050‬‬

‫‪64‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ثانيا)بالنسبة لمالك المنشأة‪:‬‬

‫‪ -‬يرتبط مفهوم تعظيم الربح ارتباطا وثيقا باملالك‪ ،‬ومازال هذا املفهوم حيتل مكانا بارزا يف تقييم أداء اإلدارة من وجهة نظر‬
‫املالك(هندي‪ ،‬االدارة املالية مدخل حتليلي معاصر ‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫‪ -‬يهتم املسامهون بتعظيم الربح بقدر اهتمامهم بدرجة املخاطر‪ ،‬واليت من املمكن أن يتعرضوا هلا‪ ،‬أي املخاطر اليت تتعرض هلا‬
‫استثماراهتم‪ ،‬لذلك فهم يبحثون عن ما إذا كان من األفضل االحتفاظ باألسهم اليت ميتلكوهنا‪ ،‬أو يتخلون عنها‪ ،‬لذلك يفيد‬
‫األداء املايل املالك يف تقييم هذه اجلوانب‪ ،‬وقد خيتلف هذا الوضع عند املستثمر والذي حياول معرفة هل من األفضل له شراء‬
‫أسهم املنشاة‪ ،‬أم البحث عن فرص استثمارية أخرى ‪ ،‬لذلك فان كل من املستثمر احلايل واملرتقب يهتمون مباضي املؤسسة‬
‫واملواقف احلرجة اليت واجهتها‪ ،‬واألسلوب الذي اتبع يف معاجلتها‪ ،‬ودرجة النمو املتوقع لنشاطها يف األمد القصري والطويل‪ ،‬لذا‬
‫جيب أن تكون مؤشرات األداء املايل قادرة على عكس هذه اجلوانب بدقة(الزبيدي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)32‬‬

‫ثالثا)بالنسبة للدائنين‪:‬‬

‫الدائنون الذين حيملون سندات إقراض للمؤسسة‪ ،‬أو يدينون للمؤسسة بديون قصرية األجل‪ ،‬وقد يكون الدائنون إما أشخاص‬
‫أو مؤسسات مصرفية‪ ،‬ولذلك يكون اهتمام هؤالء مبؤشرات السيولة للمؤسسة‪ ،‬واليت تعطي صورة عن قدرة املؤسسة على االلتزام‬
‫بتسديد الديون مبواعيد استحقاقها(الزبيدي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)30‬‬

‫رابعا) العاملين‪:‬‬

‫يعترب العمل احد أهم وسائل اإلنتاج‪ ،‬ويوفر هذا العنصر العمال نظري األجر‪ ،‬ويرتبط هذا األخري مبفهوم تعظيم دخلهم أو ثروهتم‬
‫يف مقابل اجلهد الذي يبذلونه لفكرة أمان الوظيفة‪ ،‬حيث أن الفصل من العمل أو ترك الوظيفة يؤثر على هدفهم يف تعظيم ثروهتم‬
‫بسبب املرض أو اإلصابة حبادث‪ ،‬فحماية العاملني ضد التعرض للحوادث أو األمراض يعين فرصة اكرب للبقاء واالستمرار يف‬
‫العمل بكفاءة للحصول على املزيد من الدخل‪ ،‬وهنا يكمن اهتمام العمال مبخرجات األداء املايل للمؤسسة(هندي‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)03‬‬

‫من جهة أخرى تسعى اإلدارة من اجل إرضاء العاملني فيها من خالل اطالعهم على حقيقة الوضع املايل للمؤسسة ووضعها‬
‫النقدي ومستوى رحبيتها‪ ،‬وكفاءة نشاطها وفعالية سياستها وقراراهتا‪ ،‬وغريها من جونب القوة واليت تعد سندا قويا الستمرارية‬
‫املؤسسة ومنوها مما يعزز ارتبط العمال هبا(الزبيدي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)30‬‬

‫‪65‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثالث) العوامل المؤثرة على األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫توجد عدة عوامل تؤثر على نشاط املؤسسة‪ ،‬وبالتايل تؤثر على أدائها املايل‪ ،‬ومن هذه العوامل ما ميكن للمؤسسة‬
‫التحكم فيه وتسمى بالعوامل الداخلية‪ ،‬ومنها يقع خارج سيطرة املؤسسة‪ ،‬وليس هلا القدرة على التحكم فيه‪ ،‬بل هلا القدر على‬
‫التكيف معه‪ ،‬ويعرف بالعوامل خارجية ميكن تلخيصها يف األيت ‪:‬‬

‫العوامل الداخلية المؤثرة على األداء المالي للمؤسسة‪:‬‬ ‫‌أ)‬

‫العوامل الداخلية وهي اليت ميكن للمؤسسة التحكم فيها‪ ،‬وتساعد على إظهار نقاط القوة ونقاط الضعف للمؤسسة‪،‬‬
‫وسنوجزها يف ما يلي(اخلطيب‪ ،0222 ،‬صفحة ‪:)32‬‬

‫‪ -‬الهيكل التنظيمي‪ :‬هو الوعاء أو اإلطار الذي تتفاعل فيه مجيع املتغريات املتعلقة بالشركات وأعماهلا‪ ،‬ففيه تتحدد أساليب‬
‫االتصاالت والصالحيات واملسؤوليات‪ ،‬وأساليب تبادل األنشطة واملعلومات‪ ،‬حيث يتضمن اهليكل التنظيمي الكثافة اإلدارية‪،‬‬
‫وهي الوظائف اإلدارية يف الشركات‪ ،‬والتمايز الراسي وهو عدد املستويات اإلدارية يف الشركات‪ ،‬وأما التمايز األفقي فهو عدد‬
‫املهام اليت نتجت عن تقسيم العمل واالنتشار اجلغرايف من عدد املوظفني ‪.‬‬

‫ويؤثر اهليكل التنظيمي على أداء الشركات من خالل املساعدة يف تنفيذ اخلطط بنجاح‪ ،‬عن طريق حتديد األعمال والنشاطات‬
‫اليت ينبغي القيام هبا‪ ،‬ومن مت ختصيص املوارد هلا‪ ،‬والنشاطات اليت ينبغي القيام هبا‪ ،‬ومن مث ختصيص املوارد هلا‪ ،‬باإلضافة‬
‫تسهيل حتديد األدوار يف الشركات املساعدة على اختاذ القرارات ضمن املواصفات اليت تسهل إلدارة الشركات اختاذ القرار بأكثر‬
‫فعالية‪.‬‬

‫‪ -‬المناخ التنظيمي‪ :‬وهو وضوح التنظيم وكيفية اختاذ القرار‪ ،‬وأسلوب اإلدارة وتوجيه األداء لتنمية العنصر البشري‪ ،‬ويقصد‬
‫بوضوح التنظيم إدراك العاملني مهام الشركة‪ ،‬وأهدافها وعملياهتا ونشاطاهتا مع ارتباطها باألداء‪ ،‬وأما عن اختاذ القرارات هو‬
‫أخذها بطريقة عقالنية وتقيمها‪ ،‬ومدى مالئمة املعلومات الختاذها‪ ،‬إضافة إىل أسلوب اإلدارة يف تشجيع العاملني على املبادرة‬
‫الذاتية أثناء األداء‪ ،‬ومن مدى تأكد العامل من أدائه وحتقيق مستويات عليا من األداء‪.‬‬

‫يقوم املناخ التنظيمي على ضمان سالمة األداء بصورة اجيابية وكفاءته من الناحية اإلدارية واملالية‪ ،‬وإعطاء معلومات ملتخذي‬
‫القرارات لرسم صورة لألداء‪ ،‬والتعرف على مدى اإلداريني ملعايري األداء يف تصرفهم يف أموال الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬التكنولوجيا‪ :‬هي عبارة عن األساليب واملهارات والطرق املعتمدة يف الشركة لتحقيق األهداف املنشودة‪ ،‬واليت تعمل على ربط‬
‫املصادر باالحتياجات‪ ،‬ويندرج حتت التكنولوجيا عدد من األنواع‪ ،‬كتكنولوجيا اإلنتاج حسب الطلب‪ ،‬وتكون وفق املواصفات‬
‫اليت يطلبها املستهلك‪ ،‬وتكنولوجيا اإلنتاج املستمر اليت تلتزم مببدأ االستمرارية‪ ،‬وتكنولوجيا الدفعات الكبرية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫وعلى الشركات حتديد نوع التكنولوجيا املناسبة لطبيعة أعماهلا‪ ،‬واملنسجمة مع أهدافها‪ ،‬وذلك بسبب أن التكنولوجيا من ابرز‬
‫التحديات اليت تواجه الشركات‪ ،‬واليت ال بد هلذه الشركات من التكيف معها‪ ،‬واستيعاهبا وتعديل أدائها وتطويرها هبدف املوائمة‬
‫بني التقنية واألداء‪ ،‬وتعمل التكنولوجيا على مشولية األداء ألهنا تغطي جوانب متعددة مع القدرة التنافسية وخفض التكاليف‬
‫واملخاطرة والتنويع باإلضافة إىل زيادة األرباح واحلصة السوقية‪.‬‬

‫‪-‬الحجم‪:‬يؤثر حجم املؤسسة على أدائها املايل‪ ،‬فاملؤسسات الكبرية متتلك من املوارد ما ميكنها من أنتاج منتجات متنوعة يف‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬كما ميكنها حتقيق وفرات حجم‪ ،‬وبالتايل تكون أكثر كفاءة من املؤسسات الصغرية‪ ،‬كما أن املؤسسات الكبرية‬
‫لديها قوة تفاوض اكرب‪ ،‬وكل هذا له اثر اجيايب على أداء املؤسسة(طوارف و حويل‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ ،)002‬ومن ناحية أخرى‬
‫فقد يشكل احلجم عائقا على أداء الشركة‪ ،‬حيت أن بزيادة احلجم تصبح عملية إدارة الشركة أكثر تعقيدا ويصبح أدائها اقل‪،‬‬
‫إال أن الدراسات اليت أجريت حول عالقة حجم املؤسسة بأدائها املايل إشارة إىل وجود عالقة طردية(اخلطيب‪ ،0222 ،‬صفحة‬
‫‪.)30‬‬

‫‪ -‬نمو المبيعات‪ :‬تعترب املبيعات الوسيلة األوىل للحصول على اإليرادات‪ ،‬وتعترب أيضا مبثابة بوابة الولوج إىل الرحبية(هندي‪،‬‬
‫‪ ،0200‬صفحة‪ ،)220‬لذا تسعى املؤسسات لضمان مكانة يف السوق واالستحواذ على اكرب حصة سوقية‪ ،‬واليت حتدد منو‬
‫مبيعاهتا‪ ،‬فزيادة املبيعات وتعظيم األرباح ميثل اهلدف األساسي للمؤسسات‪ ،‬ويف هذا السياق وجب على املؤسسة أن تسعى إىل‬
‫زيادة مبيعاهتا مما يتيح هلا حتقيق أهدافها املالية‪.‬‬

‫‪ -‬السيولة‪ :‬للسيولة أمهية كبرية يف نشاط املؤسسة مهما كان القطاع الذي تنشط فيه‪ ،‬وتعين السيولة قدرة املؤسسة على مواجهة‬
‫الطلب على النقود يف األجل القصري)‪ ، (Ibnu Khaldun & Muda, 2014, p. 3‬وباملعىن العام قدرة املؤسسة على‬
‫مقابلة التزاماهتا بشكل فوري‪ ،‬وذلك من خالل حتويل أصل من األصول إىل نقد سائل بشكل سريع‪ ،‬وبدون خسارة يف‬
‫القيمة(كرومي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)502‬‬

‫وتشري الدراسات إىل أن حسن إدارة السيولة وتقليص فرتة دورة االستغالل يرفع من قيمة املؤسسة وأدائها(طوارف و حويل‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪،)002‬‬

‫يرى الكثري من ا لباحثني أن طبيعة العالقة بني السيولة والرحبية باعتبارمها أهم مؤشرات السيولة‪ ،‬هي عالقة مقايضة بالنسبة إلدارة‬
‫املؤسسة‪ ،‬مبعىن أدق أن هناك عالقة عكسية بني الرحبية والسيولة‪ ،‬وهو ما من شانه أن يؤثر سلبا على األداء املايل للمؤسسة‪،‬‬
‫ومن الدراسات اليت تدعم هذه النظرية دراسة "حممد شوكة مليك‪ ،‬وعائشة خرشاد" واليت أجريت على عينة من البنوك يف‬
‫باكستان من سنة ‪ 0222‬إىل ‪ ،0205‬واليت خلصت إىل وجود عالقة عكسية‪ ،‬إال أن هناك دراسات أخرى أثبتت العكس‬
‫وهي وجود عالقة طردية بني السيولة والرحبية‪ ،‬وهو ما يؤثر على األداء املايل بشكل اجيايب وهي دراسة " ‪ "zaimudin‬واليت‬
‫أجريت على ‪ 053‬مؤسسة يف ماليزيا من سنة ‪ 0222‬إىل سنة ‪ 0225‬واليت خلصت إىل وجود عالقة اجيابية بني الرحبية‬
‫والسيولة يف املؤسسات حمل الدراسة)‪، (Shaukat & Khursheed, 2016, p. 73‬‬

‫‪67‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫وأشارت األدبيات اليت تناولت العالقة بني السيولة والرحبية‪ ،‬إىل أن بقاء املؤسسة واستمرارها يف دنيا األعمال يعتمد على السيولة‬
‫يف األجل القصري‪ ،‬أما منوها واستمرارها يف األجل الطويل يعتمد على الرحبية)‪. (J.Aloynitosh, 2012‬‬

‫ب) العوامل الخارجية المؤثرة على األداء المالي للمؤسسة‪:‬‬


‫‌‬

‫العوامل اخلارجية وهي اليت تقع خارج سيطرة املؤسسة‪ ،‬وال ميكن للمؤسسة إال التكيف معها‪ ،‬وتشمل املتغريات‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية وحىت الثقافية‪ ،‬كما أن هذه العوامل ختلق للمؤسسة فرصا وحتديات‪ ،‬وسنحاول أن نلخصها‬
‫يف التايل‪:‬‬

‫‪ -‬الناتج المحلي اإلجمالي‪:‬لوصف العالقة بني الناتج احمللي اإلمجايل واألداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬فيمكن القول بأن‬
‫ارتفاع الناتج احمللي اإلمجايل يؤدي إىل زيادة دخل الفردي‪ ،‬وبالتايل سينفق األفراد املزيد من األموال لتلبية احتياجاهتم من السلع‬
‫واخلدمات وبالتايل يزداد الطلب(حسن و بيطار‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)065‬األمر الذي يؤدي الذي زيادة نشاط املؤسسة وبالتايل‬
‫ينعكس بشكل اجيايب على أدائها املايل‪.‬‬

‫‪ -‬المنافسة‪ :‬تشهد بيئة املنظمات تغريات وتطورات تقنية متزايدة بفعل املنافسة احلادة‪ ،‬والناجتة بدورها عن ظاهرة العوملة‪ ،‬األمر‬
‫الذي ألزم هذه املنظمات على حتسني أدائها إىل مستويات عالية‪ ،‬متكنها من التفوق على منافسيها‪ ،‬إلتاحتها القدرة على‬
‫التنافس حمليا وعامليا‪ ،‬فتحقيق التفوق التنافسي ليس فقط رغبة يف املنظمة أن تكون رائدة‪ ،‬بل هو حتمية من اجل البقاء وحتقيق‬
‫النمو واالستمرار(بوقابة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)202‬‬

‫‪ -‬الوضع االقتصادي‪:‬يضم النظام االقتصادي خمتلف العمليات واألنشطة االقتصادية اليت تسمح باإلنتاج والتوزيع‪ ،‬واستغالل‬
‫واستعمال املوارد الطبيعية من موجودات وعناصر طبيعية‪ ،‬باإلضافة إىل موارد ومعلومات وغريها من اجل العملية االقتصادية‪،‬‬
‫وللمؤسسة تفاعالت وتداخالت مع هذا النظام‪ ،‬باعتبارها نظام اقتصادي‪ ،‬وهي بدورها ختضع فيه ألهم القيود والشروط‪ ،‬واليت‬
‫تسعى للتكيف معها‪ ،‬وأي تغري حيدث يف الوضع االقتصادي يؤثر بشكل حتمي على نشاط املؤسسة وعلى أدائها املايل‪ ،‬فيؤثر‬
‫التضخم على املؤسسة وكذا السياسات االقتصادية والضرائب‪ ،...‬كما أن األداء املايل للمؤسسة يف أوقات الرواج االقتصادي‬
‫خيتلف عنه يف أوقات الركود(دادي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪ -‬النظام االجتماعي والثقافي‪ :‬ينطلق من فكرة أن املؤسسة تستخدم اليد العاملة من اجملتمع الذي تنشط فيه‪ ،‬كذلك هي‬
‫تتوجه مبنتجاهتا سواء كانت سلعا أو خدمات هلذا اجملتمع‪ ،‬إذا فمن البديهي أن عادات وسلوكيات هذا اجملتمع متثل العنصر‬
‫اجلوهري للمؤسسة‪ ،‬فمن واجب املؤسسة معرفة عادات اجملتمع وسلوكياته العامة ومعتقداته وحىت تياره الديين‪ ،‬فهذه العوامل تعترب‬
‫من بني أهم العوامل املؤثرة على نشاط املؤسسة وأدائها املايل(بن حلبيب‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)50‬‬

‫‪ -‬العوامل القانونية والسياسية‪ :‬إن املؤسسات يف أي نظام اقتصادي تنشط فيه يلزم عليها االلتزام بتشريعاته وقوانينه‪ ،‬حبيث‬
‫يتأثر نشاط املؤسسة بقوانني وبتشريعات ذلك النظام‪ ،‬ومن بني أهم القوانني اليت تؤثر على نشاط املؤسسة تشريعات العمل‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫وقوانني اجلباية‪ ،‬وقانون املالية‪ ،‬وقانون النقد والصرف‪ ،‬وكل ما يتعلق باالئتمان‪ ،‬كل هذه القوانني تؤثر وبشكل حتمي على‬
‫نشاط املؤسسة وعلى أدائها املايل‪ .‬كما أن الوضع السياسي واالستقرار األمين له اثر بالغ األمهية على نشاط املؤسسة‪ ،‬وبالتايل‬
‫على أدائها(عرباج‪.)0220 ،‬‬

‫هذه األوضاع والعوامل اخلارجة عن سيطرة وحتكم املؤسسة متثل بيئة ميكن أن ختلق فرصا للمؤسسة تستغلها املؤسسة من‬
‫اجل حتسني أدائها املايل بشكل خاص‪ ،‬أما ما ال يشكل هلا فرصا ميكنها التأقلم والتكيف معه من اجل حتسني وضعها املايل‪،‬‬
‫الن هذه العناصر حتدد إسرتاتيجية املؤسسة وخططها‪ ،‬وحتدد نتيجتها ومدى اجاحها واستمرارها وبالتايل يؤثر بشكل جلي على‬
‫أدائها املايل(دادي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)50‬‬

‫يعرب مفهوم األداء املايل عن احلكم على مدى حتقيق املؤسسة النتائج املستهدفة‪ ،‬واليت تليب رغبات أصحاب املصاحل يف‬
‫املؤسسة‪ ،‬وميكن قياس هذا األداء عدديا مبؤشرات ومقارنته بالنتائج املرغوبة أو املستهدفة‪ ،‬للوقف على نقاط الضعف ونقاط‬
‫القوة للمؤسسة‪ ،‬ويتأثر األداء املايل مبجموعة من العوامل‪ ،‬منها ما ميكن للمؤسسة التحكم فيه‪ ،‬ويسمى عوامل داخلية‪ ،‬ومنها‬
‫ما ال ميكن للمؤسسة إىل التكيف معه‪ ،‬ويدعى العوامل اخلارجية‪ ،‬وكلها هلا تأثري على نشاط املؤسسة وبالتايل على أدائها املايل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المبحث الثاني) طرق قياس وتقييم األداء المالي في المؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫يوجد العديد من املؤشرات واملقاييس ميكن االعتماد عليها لتقييم األداء املايل ألي مؤسسة‪ ،‬مهما كان نشاطها أو‬
‫القطاع املنتمية إليه‪ ،‬ومن بني هذه املؤشرات ما هو قدمي نسبيا وهي النسب املالية‪ ،‬ومنها ما هو حديث نسبيا كاألساليب‬
‫اإلحصائية والكمية‪ ،‬ومقياس القيمة االقتصادية املضافة‪ ،‬وسنحاول تناول كل مقياس بشيء من التفصيل يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول) تقييم األداء املايل بواسطة النسب املالية‬


‫‪ ‬املطلب الثاين) قياس األداء املايل بواسطة مؤشرات القيمة االقتصادية املضافة‪ EVA‬والقيمة السوقية املضافة‬
‫‪ ‬أساليب أخرى لتقييم األداء املايل‬

‫المطلب األول) تقييم األداء المالي بواسطة النسب المالية‪:‬‬

‫تعترب النسب املالية من أهم وأقدم املؤشرات اليت تعطي صورة ملالك املؤسسة واملهتمني هبا ومبركزها املايل وكذا رحبيتها‪،‬‬
‫والنسب املالية تعتمد على طريقة بسيطة وهي مقارنة قيم وأرقام مستخرجة من ميزانية املؤسسة وقوائمها املالية‪ ،‬حبيث ال تعطي‬
‫هذه األرقام والقيم فكرة واضحة هي يف حد ذاهتا‪ ،‬بل تكون هلا أمهية وذات معىن إذا ما قورنت بغريها من األرقام اليت نسبت‬
‫إليها(توفيق‪ ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫وتقوم فكرة النسب املالية على إجياد عالقة بني معلومتني خاصتني باملركز املايل للمؤسسة‪ ،‬لذا فهي تزود األطراف املعنية‬
‫بفهم أفضل لظروف املنشأة(هندي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)25‬وللنسب املالية دور مهم يف إعداد التقارير املالية‪ ،‬كما تساعد يف‬
‫تفسري البيانات املالية‪ ،‬فعلى سبيل املثال تساعد يف قياس أداء املؤسسة مقارنة مبؤسسات أخرى من نفس الصناعة‪ ،‬كما تساعد‬
‫مستخدمي البيانات يف كشف مواطن اخللل اليت تعاين منها املؤسسة‪ ،‬سواء على مستوى مؤشرات الرحبية أو السيولة أو مركز‬
‫الدين‪ ،...‬كما تساعد على تقييم املخاطر اإلمجالية اليت تواجه املؤسسة)‪. (Faello, 2015, p. 75‬‬

‫أوال) نسب الربحية‪:‬الرحبية مشتقة من كلمة الربح‪ ،‬ويعترب األخري احملرك األساسي جلل األنشطة االقتصادية‪ ،‬وهدف كل‬
‫مستثمر‪ ،‬ويعين مصطلح الرحبية الربح والقدرة‪ ،‬فالربح مبعىن الدخل الصايف‪ ،‬أما القدرة فهي قوة الكيان االقتصادي على كسب‬
‫األرباح)‪ ، (Tusian, 2014‬وتصف نسب الرحبية قدرة املؤسسة على جين األرباح من خالل مجيع اإلمكانيات‪ ،‬واملوارد‬
‫ورأس املال واملبيعات‪ ،‬وحىت املوظفني‪ ،‬وهذا لتكون قادرة على إدامة حياة املؤسسة ‪(Khalidazia & Iskandar,‬‬
‫)‪.2014‬‬

‫ومصطلح الرحبية بالغة االاجليزية هو "‪ "profitability‬ومعناها القدرة على حتقيق الربح‪ ،‬كما ميكن تعريفها على أهنا‬
‫صايف نتيجة العديد من السياسات والقرارات‪ ،‬بل وابعد من ذلك هي مقياس يصف قدرة املؤسسة على كسب األرباح يف فرتة‬
‫معينة)‪. (Roni & Atim Djazuli, 2018, p. 294‬‬

‫‪70‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ويعترب حتقيق الربح هدف رئيسي لوجود الشركة على املدى الطويل‪ ،‬وهو اهلدف الرئيسي للمالك وإلدارة املؤسسة‪،‬‬
‫فاألرباح اليت حتققها املنشأة تعترب من أهم العوامل اليت تؤثر على ثروة املالك‪ ،‬كما أن عدم كفايتها يعد مؤشرا غري مرض بالنسبة‬
‫للمقرضني‪ ،‬إذ يتوقع املقرضون أن تكون املؤسسة قادرة على الوفاء بالديون من األرباح اليت حتققها وليس من بيع األصول(هندي‪،‬‬
‫‪ ،0222‬صفحة ‪.)26‬‬

‫إن رحبية املؤسسة ما هي إال نتيجة لعدد كبري من السياسات املختلفة اليت تتخذ يف مجيع نواحي املنشأة‪ ،‬وهلذا السبب‬
‫تستخدم عدة مقاييس للرحبية‪ ،‬نظرا الن مقياس معني قد يتأثر إىل حد كبري خبصائص الصناعة أو بالطرق احملاسبية اليت تستخدم‬
‫يف الظروف واألحوال املعنية‪ ،‬وسنحاول يف اجلدول (‪)0‬عرض أهم مقاييس الرحبية الواسعة االستخدام‪.‬‬

‫جدول (‪ :)4‬يوضح أهم مؤشرات المستخدمة في تقييم الربحية‬

‫العالقة‬ ‫داللة المؤشك‬ ‫السم المؤشك‬

‫صاف الكبح‬ ‫معدل العائد على األصول يمنح معلومات على مدى فعالية إداكة أصول‬
‫‪⁄‬‬
‫االصولمجموع‬ ‫تحقيق عائد مكتفع من إجمال‬ ‫المؤلسلسة ف‬ ‫ا‪ROA‬‬
‫األصول‪.‬‬

‫صاف الكبح‬ ‫قياس قدكة اإلداكة على تعظيم ثكوة‬ ‫حقوق يفيد ف‬ ‫على‬ ‫العائد‬ ‫معدل‬
‫‪⁄‬‬
‫حقوق المليية‬ ‫المالك‪ ،‬وتيون المؤلسلسة أيثك جاذبية يلما‬ ‫المليية ا‪ROE‬‬
‫اكتفع هذا المعدل‪ ،‬وييون جيدا يلما اكتفع‬
‫عن لسعك الفائدة‬

‫صاف الكبح‬ ‫معدل العائد على المبيعات تعتبك المبيعات بوابة الكبحية‪ ،‬وتوضح هذه‬
‫‪⁄‬‬
‫المبيعات‬ ‫النلسبة المدى الذي يمين أن تنخفض إليه‬ ‫ا‪ROE‬‬
‫المبيعات قبل أن تتعكض المؤلسلسة إلى‬
‫خلسائك‪.‬‬

‫المصدر‪‌:‬‬

‫‪Anna Rukowsk–Ziarko, The influence of profitability ration and company size on proftability‬‬
‫‪and investment‌risk in the capital market,‌ekonomic‌znychizarzdzania 2014.‬‬

‫جتدر اإلشارة إىل صايف الربح املستخدم يف املؤشرات املبينة يف اجلدول (‪ )0‬هو صايف الربح قبل الفوائد والضريبة وليس‬
‫الربح بعد الضريبة‪ ،‬وذلك أن األصول هي اليت حققت األرباح وهي اليت دفعت منها الفوائد والضرائب(هندي‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)020‬ونفس الشيء ينطبق على معدل العائد على حقوق امللكية ومعدل العائد على املبيعات‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ثانيا) نسب السيولة‪:‬تعترب السيولة أمرا حيويا بالنسبة للمؤسسة مهما كان نشاطها‪ ،‬ومهما كان القطاع الذي تنتمي إليه‪ ،‬فوجود‬
‫أرصدة نقدية سائلة أو أصول ميكن حتويلها إىل نقود سائلة وقت احلاجة إليها بدون خسائر ميكن املؤسسة من مزاولة أنشطتها‬
‫العادية والطارئة‪ ،‬كما ميكنها من الوفاء بالتزاماهتا اجتاه املقرضني‪.‬‬

‫وتعترب السيولة أيضا من أهم مؤشرات األداء املايل واليت حتظى باهتمام كبري خاصة لدى املقرضني‪ ،‬والذين لديهم حقوق‬
‫على املؤسسة‪ ،‬وعموما تبني مؤشرات السيولة قدرة املؤسسة على مواجهة التزاماهتا قصرية األجل عند االستحقاق باستخدام‬
‫أصول سائلة أو شبه سائلة (أصول متداولة)‪ ،‬وتعطي السيولة صورة واضحة على التدفق النقدي يف املؤسسة(اخلطيب‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)60‬‬

‫وميكن تعريف السيولة حسب معايري احملاسبة الدولية بالنقد املتاح للمستقبل القريب‪ ،‬بعد األخذ بعني االعتبار االلتزامات‬
‫املالية املقابلة لتلك الفرتة)‪ ، (Saleem & Ur Rehman, 2011, p. 96‬ويقصد أيضا بنسب السيولة على أهنا‬
‫مؤشرات تبني قدرة الكيان االقتصادي على الوفاء بالتزاماته املالية قصرية األجل‪ ،‬وميكن حساب هذه النسب من خالل مصدر‬
‫معلومات حول رأس املال العامل‪ ،‬وكما أن للنسب السيولة أمهية لدى الدائنني‪ ،‬فهي مهمة أيضا للمؤسسات املالية والبنوك‪،‬‬
‫واليت هتتم بدراسة املركز املايل للمنشأة عند رغبتهم بتقدمي تسهيالت ائتمانية(شاكر‪ ،‬امساعيل‪ ،‬و نور‪ ،0222 ،‬صفحة ‪،)20‬‬
‫وللسيولة أمهية خاصة بالنسبة لإلدارة واألطراف اخلارجية من محلة األسهم واملقرضني‪ ،‬حبيث يوجد العديد من املؤسسات الراحبة‬
‫إال أهنا تعاين من مشاكل يف السيولة‪ ،‬حيث أن هذه املؤسسات ال تستطيع الوفاء بالتزاماهتا كاملة يف مواعيد استحقاقها‪ ،‬وان‬
‫استمرار هذه املشاكل ميكن أن يؤدي إىل اختفاء هذه املؤسسة من دنيا األعمال‪ ،‬لذا فالدور الرئيسي للسيولة هو دور املدافع عن‬
‫تامني بقاء واستمرار املؤسسة يف األجل الطويل‪ ،‬كما أن زيادة السيولة له اثر اجيايب على أسعار األسهم‪ ،‬فالزيادة بنسب السيولة‬
‫تزيد من التفاؤل بشأن املستقبل مما يزيد من حركة التعامل مع األسهم‪ ،‬وبالتايل ارتفاع أسعارها وزيادة عوائدها‪ ،‬وقد أشارت‬
‫بعض الدراسات إىل سلوك العوائد وعالقته بالسيولة‪ ،‬أي أن العالقة بني السيولة والعائد عالقة طردية(اخلطيب‪ ،0222 ،‬صفحة‬
‫‪.)62‬‬

‫واجلدول التايل يعرض أهم نسب السيولة‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫جدول (‪ )5‬يبين أهم مؤشرات السيولة‬

‫العالقة‬ ‫أهم أوجه قصوك المؤشك‬ ‫داللة المؤشك‬ ‫النلسبة‬

‫مجموع االصول المتداولة‬


‫صعوبة تحويل المخزون‬
‫مجموع الخصوم المتداولة‬ ‫تغطية‬ ‫مكات‬ ‫عدد‬
‫إلى نقود لسائلة‪ ،‬ويمين‬
‫المتداولة‬ ‫األصول‬ ‫نلسبة التداول‬
‫إذا‬ ‫خلساكة‬ ‫تحمل‬
‫للخصوم المتداولة‬
‫انخفضت األلسعاك‬

‫األصول‬ ‫ف‬ ‫تظهك‬


‫تغطية المتداولة اللسكيعة صعوبة‬ ‫مكات‬ ‫عدد‬
‫االصول المتدولة بدون المخزون اللسلع‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫األصول اللسائلة اللسهلة ف‬
‫نلسبة التداول اللسكيعة‬
‫الخصوم المتداولة‬ ‫لسيولة الملستحقات من الغيك أو‬ ‫إلى‬ ‫التحول‬
‫عليها‬ ‫الحصول‬ ‫عدم‬ ‫للخصوم المتداولة‬
‫وقت الحاجة إليها‬

‫تظهك قدكة المؤلسلسة ف‬


‫اللحظية‬ ‫المواجهة‬
‫االصول النقدية والشبه نقدية‬ ‫تعتبك نلسبة زائدة ف‬
‫يما تظهك‬ ‫النقدية اللتزاماتها‪،‬‬ ‫اللسيولة‬ ‫نلسبة‬
‫الخصوم المتداولة‬ ‫التعبيك عن‬ ‫التشدد ف‬
‫ف‬ ‫المؤلسلسة‬ ‫قدكة‬ ‫والشبه نقدية‬
‫نلسبة اللسيولة‪.‬‬
‫المالية‬ ‫االلتزامات‬
‫الطاكئة‪.‬‬

‫المصدر‪:‬من إعداد الطالب باالعتماد على شاكر‪ ،‬اسماعيل‪ ،‬و نور‪ ،‬التحليل المالي مدخل لصناعة الق اررات‪.2222 ،‬‬

‫ثالثا) نسب النشاط‪:‬تعترب نسب النشاط احد اهم مقاييس االداء املايل للمؤسسة‪ ،‬حيث تقيس مدى فعالية استخدام املوارد‬
‫داخل املؤسسة(توفيق‪ ،‬صفحة ‪ ،)003‬وتدل نسب النشاط عما إذا كان االستثمار يف األصول اقل أو أكثر من الالزم‪،‬‬
‫فاالس تثمار الزائد عن احلاجة شانه شان االستثمار الذي ال يكفي لتغطية االحتياجات‪ ،‬بل ويعد عائقا أمام حتقيق املؤسسة‬
‫هلدفها الرئيسي وهو تعظيم ثروة املالك‪ ،‬فاالستثمار الزائد يف املخزون يعين أن جزءا من أصول املؤسسة معطل يف االستثمار وال‬
‫يولد عائدا‪ ،‬وتتحمل املؤسسة هبدف احملافظة عليه مصروفا‪ ،‬أما نقص االستثمار يف املخزون يعين عدم تلبية حاجات العمالء‬
‫وضياع فرص الربح(هندي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)00‬‬

‫‪73‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫وتستخدم عدة نسب للداللة على هذا املؤشر وسنحاول أن نعرض أمهها يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول(‪ :)6‬يبين أهم نسب تقييم نشاط المؤسسة‬

‫العالقة‬ ‫مدلوله‬

‫المبيعات‬ ‫معدل دوكان مجموع‬


‫يقيس ملساهمة يل ديناك ملستثمك ف توليد المبيعات‬
‫مجموع االصول‬ ‫األصول‬

‫المبيعات‬ ‫دوكان‬ ‫معدل‬


‫يقيس ملساهمة األصول الثابتة ف تيوين المبيعات‬
‫االصول الثابتة‬ ‫األصول الثابتة‬

‫المبيعات‬ ‫تيوين‬ ‫دوكان يبين هذا المؤشك ملساهمة األصول المتداولة ف‬ ‫معدل‬

‫االصول المتداولة‬ ‫المبيعات‬ ‫األصول المتداولة‬

‫فقط‬ ‫تدخل ف‬ ‫يقيس هذا المؤشك ملساهمة األصول الت‬


‫المبيعات‬ ‫دوكان‬ ‫معدل‬
‫تيوين المبيعات ويلستثن‬ ‫النشاط العادي للمؤلسلسة ف‬
‫االصول المتداولة‬ ‫األصول العاملة‬
‫األصول األخكى‬

‫الذمم وبالتال‬ ‫يقيس مدى مالئمة حجم االلستثماك ف‬


‫المبيعات‬
‫منح‬ ‫فيكة عن لسيالسة التشدد أو التلساهل ف‬ ‫يعط‬ ‫معدل دوكان الذمم‬
‫كصيد الذمم‬
‫االئتمان‬

‫ويبين عدد مكات دوكان األصول النقدية خالل اللسنة‪،‬‬


‫المبيعات‬ ‫وتكجع أهمية هذا المقياس إلى اهتمامه بدافع المعامالت‪،‬‬
‫معدل دوكان النقدية‬
‫النقدية‬ ‫نقدية الشبه‬ ‫االلستخدام الفعال‬ ‫فاكتفاع لسكعة دوكان النقدية يعن‬
‫لألكصدة النقدية لتلسهيل المعامالت المختلفة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على منير إبراهيم هندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل تحليلي معاصر‪.2222 ،‬‬

‫رابعا) نسب رأس المال‪ :‬وتقيس نسب هذه اجملموعة مدى مسامهة كل من املالك والدائنني يف متويل املشروع‪ ،‬فإذا كانت‬
‫مسامهة املالك بنصيب صغري يف التمويل الكلي للمؤسسة فان معظم األخطار يتحملها الدائنون(توفيق‪ ،‬صفحة ‪ ،)000‬ويبني‬
‫أن املالك حيصلون على األرباح بأقل تكلفة مع تعرضهم ملخاطر اقل‪ ،‬كما مينح للمؤسسة املزيد من الوفرات الضريبية إذ أن الفوائد‬
‫ختصم قبل الضرائب‪ ،‬إال أن زيادة نسب االقرتاض تؤدي إىل زيادة التكلفة(زيادة الفوائد) يف مقابل اخنفاض القدرة على إمكانية‬

‫‪74‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫احلصول على القروض يف املستقبل‪ ،‬أما يف حالة اإلفالس فقد ال يبقى ملالك املؤسسة شيء من أموال التصفية‪ ،‬واجلدول التايل‬
‫ينب أهم هذه النسب‪:‬‬

‫جدول(‪ :)2‬يبين أهم نسب تقييم الهيكل المالي للمؤسسة‬

‫عالقة حلسابه‬ ‫مدلوله‬ ‫السم المؤشك‬

‫الديون‬ ‫تبين مدى اعتماد المؤلسلسة على أموال‬


‫نلسبة االقتكاض‬
‫مجموع االصول‬ ‫الغيك ف تمويل أصولها‬

‫صوكة على ملساهمة يل من‬ ‫تعط‬


‫الديون‬
‫كأس مال‬ ‫المالك والمقكضين ف‬ ‫نلسبة االقتكاض إلى حق المليية‬
‫حقوق المليية‬
‫المؤلسلسة‪.‬‬

‫فيكة عن األهمية النلسبية‬ ‫تعط‬


‫قكوض طويلةاالجل‬ ‫هييل كأس‬ ‫للقكوض طويلة األجل ف‬
‫نلسبة هييل كأس المال‬
‫هييل كاس المال‬ ‫المال‪ ،‬وتيشف عن المخاطك المالية‬
‫الت يمين أن تتعكض لها المؤلسلسة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على منير إبراهيم هندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل تحليلي معاصر‪ .2222‬ص ‪.92‬‬

‫خامسا) نسب التغطية‪ :‬تستخدم هذه النسب للوقوف على قدرة املؤسسة على سداد أعبائها املالية من الدخل املتاح‪ ،‬كما‬
‫تعطي هذه املؤشرات فكرة على ما ميكن أن تت عرض له املؤسسة من خماطر مالية أو عدم القدرة على الوفاء بالتزاماهتا‪ ،‬وإمكانية‬
‫التعرض للعسر املايل أو حىت اإلفالس‪ ،‬وهذا له أمهية عند مالك املؤسسة والدائنني واملدراء‪.‬‬

‫وميكن قياس هذه املؤشرات وفق العالقات املبينة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول(‪ : 8‬يبين أهم نلسب تقييم قدكة المؤلسلسة ف تغطية التياليف‬

‫عالقة حلساب المؤشك‬ ‫داللة المؤشك‬ ‫السم المؤشك‬

‫صاف الدخل المتاح‬ ‫فيكة عن الحد األدنى للدخل‬ ‫يعط‬


‫معدل تغطية الفوائد‬
‫فوائد القكوض‬ ‫الذي يمين من خالله تلسديد الفوائد‬

‫‪75‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫يبين الحد األدنى الذي ال ينبغ‬


‫صاف الدخل المتاح‬
‫األكباح االنخفاض دونه واال حققت‬ ‫معدل تغطية األعباء الثابتة‬
‫االعباء الثابتة‬
‫المؤلسلسة خلسائك‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على منير إبراهيم هندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل تحليلي معاصر‪.2222‬‬

‫سادسا) حدود مؤشرات األداء المالي المعتمدة على النسب المالية‪ :‬رغم أمهية استخدام النسب املالية ودقة نتائجها يف تقييم‬
‫األداء املايل للمؤسسات إال أهنا تواجه عدة معوقات وأوجه قصور ميكن تلخيصها يف اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬تتكون النسب املالية من بسط ومقام‪ ،‬وهذه القيم مستخرجة من القوائم املالية للمؤسسة‪ ،‬فإذا كانت هذه القيم حمرفة ألي‬
‫سبب فان النسب املالية تكون بالضرورة خاطئة‪ ،‬وميكن أن يكون هذا التحريف نتيجة خطأ بشري‪ ،‬أو يكون عند جتميع‬
‫البيانات املالية‪ ،‬أو قد تكون حمرفة بطريقة متعمدة من طرف احملاسبني وهذا إلظهار نتائج املؤسسة على أحسن صورة‪.‬‬

‫يف كل احلاالت فان مستخدمو البيانات املالية والقوائم املالية ميكن أن حيصلوا على نتائج خاطئة‪ ،‬بعبارة أخرى تكون هذه‬
‫البيانات مظللة هلم)‪. (Faello, 2015, p. 76‬‬

‫‪ -‬تستند النسب املالية املشتقة من البيانات املالية ملؤسسة معينة على مبادئ احملاسبة‪ ،‬والتصنيفات اليت ختتارها املؤسسة هذه‬
‫الطرق واملبادئ هلا حتما تأثري على النسب املالية وعلى نتائجها‪ ،‬واليت ميكن أن تكون مضللة يف بعض األحيان‪ ،‬كما أن‬
‫اختالف هذه النسب من مؤسسة إىل أخرى ميكن أن يؤدي إىل اخنفاض قيمة املقارنة بني النسب يف هذه املؤسسة‪ ،‬بل وتكون‬
‫مقارنة مؤشرات املؤسسة مع النسب املعيارية بال معىن)‪. (Faello, 2015, p. 76‬‬

‫‪ -‬تعكس امليزانية العمومية املركز املايل يف حلظة إعدادها‪ ،‬أي حلظة إقفال امليزانية‪ ،‬ومعىن هذا أن امليزانية العمومية ال تعكس‬
‫التغريات اليت حدثت من يوم آلخر‪ ،‬وبالتايل ال تعكس حقيقة األداء املايل للمؤسسة(هندي ‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫‪ -‬تظهر بنود امليزانية بقيمتها الدفرتية‪ ،‬وهذا يعين أن قيمة بعض البنود وباألخص املخزون السلعي واألصول الثابتة‪ ،‬قد تبتعد‬
‫كثريا عن قيمتها احلالية السائدة يف السوق‪ ،‬خاصة يف حاالت تعرض البالد ملوجات التضخم والكساد(هندي ‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)002‬‬

‫‪ -‬تؤثر املعاجلة احملاسبية لبعض األصول كاملخزون االهتالك على نتائج قائمة الدخل‪ ،‬وعلى املركز املايل اليت تظهر امليزانية‬
‫العمومية‪ ،‬ومن مث فان التحسن الذي ستسفر عنه نتائج التحليل يف حلظة ما قد ال يرجع إىل التحسن يف أوضاع املؤسسة‪ ،‬بقدر‬
‫ما يرجع إىل التغري يف الطرق احملاسبية(هندي ‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)002‬‬

‫‪76‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثاني) قياس األداء المالي بواسطة مؤشرات القيمة االقتصادية المضافة‪ EVA‬والقيمة السوقية‬
‫المضافة‪:MVA‬‬

‫بسبب قصور مؤشرات األداء املايل اليت تعتمد على النسب املالية‪ ،‬وبسبب تطور النشاط املايل واالقتصادي ظهرت‬
‫احلاجة إىل مؤشرات أكثر دقة وكفاءة‪ ،‬وسنحاول يف اآليت عرض احد أهم واحدث املؤشرات اليت تستخدم يف قياس األداء املايل‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وهذا بالتعرف هبذه املؤشرات‪ ،‬وعرض أهم مميزاهتا وعيوهبا‪.‬‬

‫أوال) قياس األداء المالي بواسطة مؤشرات القيمة االقتصادية المضافة ‪:EVA‬بسبب قصور مؤشرات األداء املايل املعتمدة‬
‫على الربح احملاسيب واليت تكون نتائجها أحيانا مضللة‪ ،‬توجه املهتمون باألداء املايل للمؤسسة إىل أساليب حديثة من اجل‬
‫احلصول على نتائج أكثر دقة ولعل أمهها القيمة االقتصادية املضافة‪.‬‬

‫‪ .1‬الجذور التاريخية لمؤشر القيمة االقتصادية المضافة‪ :‬تعود جذور القيمة االقتصادية املضافة إىل أفكار الفريد مارشال سنة‬
‫‪ 0026‬حيث قال‪ ":‬ال جيود ربح قبل أن حتصل على تكلفة رأس املال" )‪ ،(Pettit, 2000‬ووافقه بيرت دروكر سنة ‪0223‬‬
‫ومفاد هذه الفكرة هو أن اهلدف ليس بالضرورة حتقيق أرباح عالية‪ ،‬وإمنا جيب حتقيق أرباح تضمن تغطية كل التكاليف االقتصادية‬
‫وباألخص تكلفة رأس املال املستثمر(زرقون و زرقون‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)53‬‬

‫ويعترب مؤشر القيمة االقتصادية املضافة الصورة املعدلة ملؤشر الربح املتبقي‪ ،‬والذي قامت بتطويره مؤسسة ( ‪Stern Stewart‬‬
‫‪ ) & .Co‬من خالل إجرائها العديد من التعديالت على كل من صايف الربح وتكلفة رأس املال حلساب القيمة االقتصادية‬
‫املضافة(النمري‪ ،0203 ،‬صفحة ‪ ،)050‬والذي ميثل حسب (‪ )Stern Stewart & Co‬أفضل مقياس لألداء املايل‬
‫مقارنة باملؤشرات احملاسبية التقليدية‪ ،‬واليت تعترب مقاييس مضللة لألداء‪ ،‬فمقياس القيمة االقتصادية املضافة ميثل أحسن مؤشر‬
‫لتحديد مدى قدرة املؤسسة على خلق ثروة للمسامهني(صيفي و بن عمارة‪ ،0203 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫‪ .2‬تعريف القيمة االقتصادية المضافة‪ :‬تقوم فكرة القيمة االقتصادية املضافة على أن املؤشرات احملاسبية التقليدية غري كافية‬
‫عندما يتعلق األمر بعملية خلق القيمة(صيفي و بن عمارة‪ ،0203 ،‬صفحة ‪ ،)000‬وميكن تعريفها على أهنا مقياس لالاجاز‬
‫املايل‪ ،‬وتعترب اقرب من أي مقياس آخر لتقدير الربح احلقيقي‪ ،‬والذي يعرب عنه رياضيا بأهنا الربح الصايف التشغيلي بعد الضرائب‬
‫بعد استبعاد تكلفة رأس املال املستخدم يف إنتاجه(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)60‬‬

‫وتعرف أيضا على أهنا ما تبقى من األرباح بعد خصم الفوائد على رأس املال‪ ،‬وميكن أن تسمى بأرباح اإلدارة أو أرباح‬
‫التسيري‪ ،‬كما ميكن اعتبارها نسخة حديثة من املفهوم القدمي للربح املتبقي)‪. (Grant, 2003, p. 3‬‬

‫وميكن تعريف القيمة االقتصادية املضافة(‪ )EVA‬بالثروة اليت تولدها املؤسسة مطروحا منها تكلفة املوارد املالية الالزمة‬
‫لتشغيل أعمال املؤسسة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ميكن اعتبار القيمة االقتصادية املضافة على أهنا مقياس ملدى كفاءة اإلدارة وقدرهتا على حتقيق أرباح من التشغيل‪ ،‬تزيد‬
‫عن تكلفة األموال املستثمرة‪ ،‬بصرف النظر عن مصدرها سواء كان مصدرها املالك أم املقرضني‪ ،‬وهكذا لو كانت رحبية التشغيل‬
‫تفوق تكلفة التمويل نكون أمام خلق لثروة املالك‪ ،‬أما لو كانت تكلفة األموال اكرب من أرباح التشغيل‪ ،‬حينئذ نكون أمام تبديد‬
‫للثروة‪ ،‬وإذا كان األساس هو مكافأة اإلدارة هو مدى قدرهتا على حتقيق إضافة إىل ثروة املالك‪ ،‬فإننا بذلك نكون قد وضعنا‬
‫اإلدارة والعاملني يف زورق واحد مع محلة األسهم‪ ،‬ليصبح حتقيق مصلحة املالك هو يف حد ذاته حتقيق ملصلحة إدارة‬
‫املنشأة(هندي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)526‬‬

‫وميكن حساب القيمة االقتصادية املضافة بطريقتني‪:‬‬

‫‪ -‬الطريقة األولى‪ :‬وحتسب بالفرق بني العائد وتكلفة رأس املال مضروبا يف رأس املال املستثمر‪ ،‬كما هو مبني يف العالقة التالية‪:‬‬

‫القيمة االقتصادية املضافة = (معدل العائد – تكلفة رأس املال)‪ x‬رأس املال املستثمر‬

‫‪ -‬الطريقة الثانية‪:‬وحتسب من خالل الفرق بني صايف الربح بعد الضريبة وقيمة تكلفة رأس املال وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫القيمة االقتصادية املضافة = صايف الربح التشغيلي بعد الضريبة(‪ –)NOPAT‬تكلفة رأس املال‬

‫صايف الربح بعد الضريبة‪ :‬وهو نتيجة االستغالل بعد الضريبة‪ ،‬أو النتيجة املالية اخلالية من اثر االستثمار‪ ،‬أو التمويل أو‬
‫التعديالت احملاسبية‪ ،‬أو النتيجة املتأتية عن طريق العمليات التشغيلية‪ ،‬وحلساب صايف الربح بعد الضريبة(الربح احلقيقي) وجب‬
‫القيام مبجموعة من التعديالت التالية(النمري‪ ،0203 ،‬صفحة ‪:)02‬‬

‫‪ -‬نفقات البحث والتطوير‪ :‬وفقا للمعايري احملاسبية‪ ،‬فان هذه النفقات تعترب مصروفا خيفض من الربح التشغيلي يف السنة اليت‬
‫أنفقت فيها‪ ،‬ونظرا لعدم وجود قيمة مستقبلية ميكن االستفادة منها‪ ،‬فانه يتعني إضافتها إىل كل من صايف الربح التشغيلي بعد‬
‫الضريبة واىل رأس املال‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم خمزون آخر مدة‪ :‬بالنظر الختالف املؤسسات يف الطريقة املتبعة لتقييم املخزون حبسب كل من طريقة ‪FIFO‬‬
‫أو‪ ،LIFO‬فانه يتعني إضافة الزيادة يف احتياطي‪ LIFO‬إذا كانت املؤسسة تستخدم هذه الطريقة قياسا باملؤسسات األخرى‬
‫اليت تتبع طريقة ‪.FIFO‬‬

‫‪ -‬األرباح واخلسائر املؤقتة (غري العادية)‪ :‬تعد هذه األنواع من أكثر الفقرات إرباكا عند معاجلتها حماسبيا‪ ،‬فقد ختفي أداء املؤسسة‬
‫غري اجليد إذا كان رحبا‪ ،‬كما ميكنها إخفاء األداء اجليد يف حالة حدوث خسارة رأس مالية غري عادية يف األصول‪ ،‬ولذلك يتعني‬
‫خصم هذه األرباح من صايف الربح التشغيلي بعد الضرائب‪ ،‬على أن تضاف اخلسائر إىل ذلك الصايف‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬الشهرة‪ :‬عندما تدفع املؤسسة مبالغ حمددة ملؤسسة أخرى مقابل امتالك أصل معني‪ ،‬وكان املدفوع اكرب من القيمة العادلة‬
‫لصايف أصول املؤسسة‪ ،‬فانه ينتج عن ذلك حساب يصنف ضمن أصول امليزانية مبا يعرف بـحساب الشهرة‪ ،‬ومن مث ال بد من‬
‫إضافة اهتالك الشهرة إىل صايف الربح التشغيلي بعد الضرائب واىل رأس املال‪.‬‬

‫‪ -‬معاجلة الفروق الضريبية‪ :‬يطلق على الفرق بني ما تتحمله املؤسسة من ضرائب وما تدفعه فعال بالفروق الضريبية‪ ،‬وبالتايل جيب‬
‫إضافة تلك الفروق إىل رأس املال من اجل إزالة التشوه الناتج عن الضرائب اليت مل تدفع فعال‪ ،‬كما تضاف الزيادة يف الفروق‬
‫الضريبية للسنة احلالية إىل الربح للوصول إىل صايف الربح التشغيلي قبل الضريبة‪.‬‬

‫‪ -‬نفقات احلمالت اإلعالنية‪ :‬تقضي املبادئ احملاسبية املتعارف عليها بان ختصم نفقات احلملة اإلعالنية من اإليرادات يف السنة‬
‫اليت أنفقت فيها‪ ،‬أما املنطق فهو عدم وجود عالقة بني هذا النوع من اإلنفاق واألداء يف السنوات املقبلة‪ ،‬فبعض هذه النفقات‬
‫قد يسفر عن نتائج‪ ،‬والبعض اآلخر قد ال يسفر عن شيء‪ ،‬هذه املعاجلة احملاسبية تتجاهل حقيقة أن تلك النفقات متثل استثمارا‬
‫يف أهم أصول الشركة وهم العمالء‪ ،‬إىل جانب أهنا متثل ضغطا على اإلدارة للحد من اإلنفاق على هذا النشاط‪ ،‬طاملا أن تكلفة‬
‫احلملة ختصم بكاملها من اإليرادات يف السنة اليت مت فيها الصرف‪ ،‬مما قد يرتك أثرا عكسيا قدي يؤثر على الرحبية بشكل كبري يف‬
‫تلك السنة‪ ،‬لكن مدخل القيمة االقتصادية املضافة يقضي بإطفاء تلك النفقات على أقساط سنوية ختصم من اإليرادات‪ ،‬على‬
‫أن يظهر الرصيد املتبقي منها يف جانب األصول يف امليزانية بوصفه استثمارا يؤثر على األداء املستقبلي يقابله رصيد مماثل لرأمسال‬
‫مستثمر يف جانب اخلصوم‪ ،‬فهذه األرصدة متثل إيرادات متقطعة عن سنة سابقة‪ ،‬غري أهنا ظلت داخل الشركة‪ ،‬ومن مث يصبح‬
‫من املنطق النظر إليها كمصدر لألموال ال بد أن حتسب عنه تكلفة(هندي‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)530‬‬

‫أهمية القيمة االقتصادية المضافة‪:‬للقيمة االقتصادية املضافة أمهية كبرية يف تقييم أداء املؤسسات االقتصادية وسنحاول عرض‬
‫هذه األمهية يف النقاط التالية(البشري‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)020‬‬

‫‪ -‬تربز القيمة االقتصادية املضافة التحسن املستمر والفعلي لثروة املسامهني‪.‬‬

‫‪ -‬مقياس حقيقي لألداء املايل واإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬تعترب معيار لنظام احلوافز والتعويضات‪.‬‬

‫‪ -‬معيار لقياس النمو احلقيقي لرحبية الشركة يف املدى الطويل‪.‬‬

‫‪ -‬مؤشر لتعظيم سعر السهم يف السوق املايل‪.‬‬

‫‪ -‬تعترب وسيلة لسد الفجوات اليت حتدثها املبادئ احملاسبية‪.‬‬

‫‪ -‬وسيلة للحد من مشكلة الوكالة من خالل تقريب اهتمامات املدراء ومحلة األسهم‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬أداة للمفاضلة بني الفرص االستثمارية املتوقعة‪.‬‬

‫‪ -‬أداة لتقييم عملية اختاذ القرارات املالية واإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬معيار خيلق لغة مشرتكة جلميع العاملني يف الشركة يف جمال الرقابة واملتابعة‪.‬‬

‫ثانيا) القيمة السوقية المضافة‪:MVA‬متثل القيمة السوقية املضافة تقيما شامال لألداء من إنشاء املؤسسة حىت تاريخ حساب‬
‫قيمتها السوقية‪ ،‬ونظرا ألمهية هذا املؤشر يصل األمر يف بعض الشركات إىل إعادة شراء أسهمها املتداولة يف السوق املايل لتأثر‬
‫على قيمتها السوقية‪ ،‬أو حىت تدفع توزيعات أرباح للمسامهني القدامى مصدرا رأس مال املسامهني لنشر االنطباع‪ ،‬بان الشركة‬
‫توزع أرباحا لزيادة قيمتها السوقية خاصة يف حاالت املضاربة‪.‬‬

‫‪ .1‬طرق حساب القيمة السوقية المضافة‪:‬يعترب معيار القيمة السوقية املضافة معيار حديث لتقييم أداء الشركات‪ ،‬وبالتايل هناك‬
‫العديد من االجتهادات واحملاوالت إلجياد الطريقة األمثل حلساهبا‪ ،‬ومن بني أكثر الطرق شيوعا ما يلي(خنفري و بورنيسة‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪:)65‬‬

‫‪ -‬طريقة خصم القيمة االقتصادية المضافة المستقبلية‪:‬وفق هذه الطريقة فان القيمة السوقية املضافة ما هي إال القيمة احلالية‬
‫للقيمة االقتصادية املضافة للشركة واملتوقعة خالل عمرها اإلنتاجي‪ ،‬مبعىن آخر خصم للتدفق النقدي الناتج عنالقيمة االقتصادية‬
‫املضافة للشركة خالل الزمن‪ ،‬ومن عيوب هذه الطريقة أهنا تعتمد على التوقعات املستقبلية للقيمة االقتصادية املضافة‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة الفرق بين القيمة السوقية لألسهم والقيمة الدفترية‪:‬حسب هذه الطريقة القيمة السوقية املضافة متثل الفرق بني القيمة‬
‫السوقية لألسهم والقيمة الدفرتية مضروبة بعدد األسهم‪ ،‬والبعض اآلخر يعرفها على أهنا الفرق بني القيمة السوقية لألسهم والقيمة‬
‫االمسية للسهم مضروبة بعدد األسهم‪.‬‬

‫القيمة االقتصادية املضافة= القيمة السوقية لألسهم(عدد األسهم ‪ x‬سعر السهم)‪ -‬القيمة الدفرتية حلقوق املالكني‪.‬‬

‫‪ .2‬تقييم مؤشرات القيمة االقتصادية المضافة والقيمة السوقية المضافة‪:‬‬

‫سنحاول عرض اجيابيات وسلبيات االعتماد على هذه املؤشرات عند تقييم األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪:‬‬

‫مزايا‪:‬‬ ‫‌أ)‬

‫‪ -‬تكمن قدرة هذه املؤشرات يف قدرهتا على خلق القيمة إىل الربط بني اجلانب املايل واجلانب االسرتاتيجي(خنفري و بورنيسة‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪.)62‬‬

‫‪ -‬هلا القدرة على مطابقة أهداف ومصاحل املالك واملسريين(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)62‬‬

‫‪80‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬حتديد تكلفة رأس املال سواء اململوك أو املقرتض(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)62‬‬

‫‪ -‬حتفيز املسريين وتشجيعهم على التصرف وكأهنم مالك للشركة(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)62‬‬

‫‪ -‬مؤشر لقياس خلق القيمة حلاملي األسهم من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى مقياس لقيمة املؤسسة(زرقون و زرقون‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪.)52‬‬

‫‪ -‬مؤشر يعكس األداء التشغيلي الذي ميثل النشاط الرئيسي للمؤسسة(زرقون و زرقون‪ ،0202 ،‬صفحة ‪)52‬‬

‫‪ -‬مؤشر يدفع املسريين للمؤسسة على اإلبداع واالبتكار يف كل ميادين نشاط املؤسسة‪ ،‬ألن خلق القيمة ما هو إال خلق لفكرة‪،‬‬
‫أي فكرة طرح منتج جديد أو تطوير املوجود‪ ،‬وفق املواصفات واألسعار املطلوبة يف السوق وخلق فكرة‪ ،‬أو إسرتاتيجية لتسويقه‬
‫من اجل حتقيق أعلى نسب للمبيعات‪ ،‬وخلق فكرة أو نظام للهيمنة على التكاليف مثل نظام التكلفة املستهدفة‪ ،‬من اجل‬
‫تغطيتها وحتقيق قيمة اقتصادية مضافة موجبة‪ ،‬ومن هذا املنطلق ميكن اعتبار مؤشر القيمة االقتصادية املضافة ليس فقط مقياس‬
‫لألداء املايل‪ ،‬وإمنا يعترب أيضا مؤشرا أداء خالق للفكرة‪ ،‬وهو العامل البشري الن املنتج يف بداية عرضه خيلق طلبه‪ ،‬وخري دليل‬
‫فكرة اهلواتف الذكية وغريها من املنتجات احلديثة(زرقون و زرقون‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)22‬‬

‫ب) عيوب‪:‬رغم املزايا اليت تتمتع هبا هذه املؤشرات‪ ،‬إال أهنا ال ختلو من العيوب‪ ،‬واليت ميكن ذكرها على سبيل املثال يف ما يلي‪:‬‬
‫‌‬

‫‪ -‬تعتمد هذه املؤشرات يف حساهبا على البيانات احملاسبية واليت ميكن أن تشوه صورة الربح االقتصادي‪ ،‬ويظهر هذا النقص من‬
‫خالل عدم اخذ عامل التضخم يف احلسبان (زرقون و زرقون‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)22‬‬

‫‪ -‬القيمة االقتصادية املضافة والقيمة السوقية املضافة ال ميثالن سوى طريقة القيمة احلالية الصافية‪ ،‬إذ ال حيمالن أي إضافة‬
‫عليهما‪ ،‬وكل ما مت التطرق إليه هو إعادة صياغتها بشكل مبسط(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)60‬‬

‫‪ -‬من عيوهبا أيضا عدم اخذ االعتبار كلفة الفرصة البديلة‪ ،‬أي العوائد املتوقع حتقيقها فيها(خنفري و بورنيسة‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪.)60‬‬

‫‪ -‬وفق هذه املؤشرات يتم اختيار املشاريع أو االستثمارات اليت حتقق قيمة اقتصادية موجبة‪ ،‬لكن يف الواقع يصعب صناعة‬
‫القرارات وفقها‪ ،‬ألنه يعتمد على حجم املبيعات أو العوائد‪ ،‬وهي من الصعب التنبؤ هبا يف املستقبل‪ ،‬والتنبؤ يبقى احتمال قد ال‬
‫حيدث حىت يف احلاالت اليت ميكن قياسه‪ ،‬وما يزيد األمر تعقيدا احلاالت اليت تتميز بعدم التأكد(زرقون و زرقون‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪.)22‬‬

‫‪81‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثالث) أساليب أخرى للتقييم األداء المالي للمؤسسة‪:‬‬

‫بسبب قصور أدوات السالفة الذكر يف تقييم األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬توجه الباحثون واملهتمون بأداء املؤسسة إىل طرق‬
‫أخرى أكثر دقة تعتمد على أساليب كمية وإحصائية واليت سنحاول التطرق إليها بشيء من االختصار‪:‬‬

‫أوال) األساليب الكمية‪:‬تعترب من أهم طرق تقييم األداء املايل يف الوقت احلديث‪ ،‬حيث ميكن استخدام هذه الطرق إلجياد‬
‫العالقة بني ظاهرتني‪ ،‬كما ميكن إجياد طبيعة العالقة إما طردية أو عكسية‪ ،‬مستخدما يف ذلك مبادئ الرياضيات بني الظواهر‬
‫االقتصادية‪ ،‬حيث ميكن اعتبار إحدى الظواهر كمتغري مستقل واآلخر كمتغري تابع‪ ،‬ومن بني أكثر الطرق استخداما ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬طريقة االرتباط واالنحدار‪ :‬يهتم حتليل االحندار بالتبعية ملتغري ويسمى باملتغري التابع ملتغري أو أكثر ويسمى املتغري أو املتغريات‬
‫املستقلة‪ ،‬أو املتغريات املفسرة‪ ،‬ويستخدم االحندار يف التقدير والتنبؤ ملتوسط قيم املتغري التابع عند قيم معينة للمتغريات املستقلة‪،‬‬
‫أما االرتباط فيعطي فكرة عن شدة العالقة اخلطية بينهما(جيجريايت‪ ،0203 ،‬صفحة ‪ ،)30‬وميكن التمييز بني طريقتني(بنية و‬
‫مكيد‪ ،0206 ،‬صفحة ‪:)225‬‬
‫االنحدار البسيط‪:‬وهو عبارة عن عالقة دالية من الدرجة األويل‪ ،‬ترتبط بني متغريين مأخوذين من واقع اقتصادي معني خالل‬ ‫‌أ)‬

‫فرتة حمددة‪ ،‬احد هذه الظواهر ميثل متغري تابع‪ ،‬والظاهرة األخرى تعترب متغري مستقل أو متغري مفسر‪.‬‬

‫وميكن التمييز بني نوعني من االحندار‪ ،‬االحندار اخلطي البسيط‪ ،‬حبيث يكون عدد املتغريات املستقلة متغري واحد فقط‪ ،‬والعالقة‬
‫بني املتغري التابع واملتغري املستقل تكون عالقة خطية‪ ،‬أما النوع الثاين فهو االحندار الغري اخلطي البسيط وتكون العالقة بني‬
‫املتغريات حمل الدراسة عالقة غري خطية‪.‬‬

‫ب) نموذج االنحدار المتعدد‪ :‬وهو منوذج يستخدم عادة لوصف عالقة بني متغري تابع‪ ،‬والذي يعرب عن ظاهرة اقتصادية معينة‪،‬‬
‫‌‬

‫وجمموعة من املتغريات املستقلة‪ ،‬يستخدم هذا النموذج عادة لدراسة حمددات ظاهرة اقتصادية معينة‪.‬‬

‫ثانيا) األساليب اإلحصائية‪ :‬تعتمد هذه األساليب على طرق وقواعد إحصائية‪ ،‬هتتم جبمع املعلومات والبيانات‪ ،‬حيث تساعد‬
‫على تقدمي وسائل و أساليب يستعان هبا يف جدولة وتقدير وحتليل والتنبؤ بسلوك ظاهرة معينة‪ ،‬وعالقتها بالظواهر األخرى‪،‬‬
‫وتعتمد هذه األساليب على ما يلي (بنية و مكيد‪ ،0206 ،‬صفحة ‪:)222‬‬

‫‪ .1‬األرقام القياسية‪:‬وهي مقياس إحصائي يقيس التغري الذي يطرأ على الظواهر واملتغريات بسبب تأثري عوامل خمتلفة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤدي إىل تغري قيمها من زمن آلخر‪ ،‬ومن مكان إىل آخر‪ ،‬مثل تغري مقدار الدخل وغريها من املتغريات األخرى‪ ،‬فهو‬
‫أداة إحصائية تستخدم لقياس التغريات يف جمموعة البيانات عن ظاهرة معينة مع مثيالهتا يف زمن سابق والحق‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ .2‬السالسل الزمنية‪ :‬السلسلة الزمنية لظاهرة معينة عبارة عن جمموعة من مشاهدات لتلك الظاهرة مأخوذة خالل فرتات زمنية‬
‫متتابعة‪ ،‬ذات أبعاد متساوية على التوايل‪ ،‬تستخدم السالسل الزمنية على سبيل املثال يف توقعات اإلنتاج‪ ،‬أو املبيعات‪ ،‬أو‬
‫االجتاه املستقبلي ألي ظاهرة يف املؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .3‬األس التمهيدي‪ :‬تعد هذه التقنية من تقنيات التنبؤ بالسالسل الزمنية و يعرف األس التمهيدي على انه تنعيم للبيانات اليت‬
‫هلا تشويش‪ ،‬فضال عن أن هذه نتائج التقنية ذات كفاءة عالية‪.‬‬
‫‪ .4‬تستخدم العديد من املؤشرات لقياس األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬من أمهها النسب املالية واليت تعتمد على قيم ختص املركز املايل‬
‫للمؤسسة‪ ،‬مستخرجة من القوائم املالية ختص فرتة حمددة‪ ،‬وتوجد العديد من النسب منها ما يقيس درجة الرحبية للمؤسسة ومنها‬
‫ما يعطي فكرة عن إدارة السيولة‪ ،...‬إال إن هذه املقاييس تعاين من بعض القصور األمر الذي تطلب تطويرها واعتماد مقاييس‬
‫أخرى أكثر اجاعة‪ ،‬من أمهها القيمة االقتصادية املضافة‪ ،‬وأيضا االعتماد على األساليب اإلحصائية والكمية واليت تعطي نتائج‬
‫أكثر دقة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المبحث الثالث) تكلفة صيغ التمويل التشاركي وعالقتها بأهم مؤشرات باألداء المالي للمؤسسة‬
‫االقتصادية‪:‬‬

‫معلوم أن التكاليف تؤثر وبشكل مباشر على أرباح املؤسسة‪ ،‬ومن بني أهم التكاليف اليت تواجهها املؤسسة هي تكلفة‬
‫األموال املطلوبة‪ ،‬واليت هلا تأثري مباشر على مؤشرات األداء املايل‪ ،‬خاصة مؤشرات الرحبية‪ ،‬ومؤشر القيمة االقتصادية املضافة‪،‬‬
‫واليت تعترب التكلفة بشكل عام وتكلفة التمويل بشكل خاص جزء أساسيا يف حساب هذه املؤشرات‪ ،‬وعليه فان التغري يف‬
‫التكاليف يؤثر بشكل مباشر على األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬كما يؤثر على قرارات املسريين ومالك املؤسسة‪ ،‬ومنه وجب إحاطة‬
‫الضوء مبفهوم تكلفة التمويل‪ ،‬وموقف الشريعة اإلسالمية من طريقة تقييم تكلفة األموال‪ ،‬كما سنحاول عرض تكلفة صيغ‬
‫التمويل التشاركي‪ ،‬وعالقة هذه الصيغ بأهم مؤشرات األداء املايل للمؤسسة وفق اآليت‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول) مفهوم تكلفة التمويل التشاركي وإشكالية تقييم تكلفة التمويل من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬تكلفة صيغ التمويل التشاركي‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث)عالقة صيغ التمويل التشاركي مبؤشرات األداء املايل للمؤسسة‬

‫المطلب األول) مفهوم تكلفة التمويل التشاركي وإشكالية تقييم تكلفة التمويل من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫حناول يف األيت التعريف بتكلفة لتمويل التشاركي‪ ،‬كما حنيط الضوء بطرق احتساب تكلفة التمويل‪ ،‬واهم العناصر‬
‫الداخلة يف احتساهبا‪ ،‬وموقف الشريعة اإلسالمية منها‪ ،‬كما سنحاول عرض مربرات احتساب تكلفة التمويل يف الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال) مفهوم التكلفة التمويل التشاركي‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف التكلفة‪:‬لغة‪ :‬هي أمر اإلنسان مبا يشق عليه أو هي محله على املشقة(الرفاعي و العتوم‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)20‬‬
‫أما اصطالحا‪ :‬فيمكن تعريفها بأهنا قيمة التضحية اليت تتم هبدف احلصول على بضائع أو خدمات‪ ،‬وتقاس تلك التضحية بقيمة‬
‫االخنفاض يف األصول‪ ،‬أو الزيادة يف االلتزامات نظري احلصول على تلك البضائع أو اخلدمات(ريشو‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)5‬‬

‫وتعرف أيضا على أهنا مقدار التضحية اليت تتكبدها املنشأة يف سبيل احلصول على عنصر اقتصادي ذا قيمة(خليل عواد‪،0223 ،‬‬
‫صفحة ‪.)52‬‬

‫‪ .2‬تعريف تكلفة التمويل‪:‬تعرف تكلفة التمويل على أهنا احلد األدىن من العائد الذي جيب حتقيقه من املشروعات االستثمارية‪،‬‬
‫اليت مت متويلها من أموال حقوق امللكية أو من أموال االقرتاض أو من كليهما معا‪ ،‬حبيث تؤدي عوائد هذا االستثمار إىل احملافظة‬
‫على السعر السوقي للسهم‪ ،‬أو تؤدي إىل زيادة سعره يف سوق األوراق املالية (الطروانة‪ ،0220 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫‪84‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫ويف الفكر الرأس مايل تعترب تكلفة األموال نسبة مئوية من رأس املال النقدي‪ ،‬تدفع لصاحبه من قبل املقرتض‪ ،‬هذا يعين أن‬
‫الفائدة هي الثمن املدفوع الستعمال رأس املال النقدي (حسني مسحان‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)26‬‬

‫‪ .2‬تعريف تكلفة التمويل التشاركي‪:‬إعتمد التعريف السابق يف تعريف تكلفة التمويل على سعر الفائدة‪ ،‬ومعلوم أن هذا األخري‬
‫حمرم شرعا ولذا حاول املفكرون والباحثون يف التمويل التشاركي إعطاء تعريف للتكلفة التمويل تستبعد سعر الفائدة وهي‪:‬‬

‫وتعرف تكلفة التمويل يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بالثمن الذي تراضى عليه املتعاقدان إضافة‪ ،‬إىل ما حتمله املشرتي يف سبيل‬
‫احلصول على السلعة أو اخلدمة‪.‬‬

‫وميكن تعريفها بأهنا التضحية باملال من اجل احلصول على إيراد حالل‪ ،‬وال تعد التضحية باملال احلرام تكلفة وان حققت‬
‫منفعة ألنه معدوم شرعا‪ ،‬واملعدوم شرعا كاملعدوم حسا‪ ،‬كما جيب أن تكون املنفعة املراد حتقيقها مباحة فال جيوز اإلنفاق على‬
‫كل ما جيلب فسادا ماليا أو أخالقيا للمجتمع (الرفاعي و العتوم‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)25‬‬

‫ميكن القول أن تكلفة التمويل التشاركي هي إنفاق املال أو التضحية باملال بطرق مشروعة لتحقيق عوائد أو منافع‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫ثانيا) إشكالية تقييم تكلفة التمويل من وجهة نظر الشريعة إسالمية‪:‬تعتمد املؤسسات االقتصادية بوجه عام والبنوك اإلسالمية‬
‫بوجه خاص يف تقييم تكلفة التمويل على نظريات الفكر التقليدي‪ ،‬والذي يعتمد أساسا على سعر الفائدة احملرم شرعا‪.‬‬

‫فعلى سبيل املثال اجد أن البنوك اإلسالمية العاملة يف األردن تعتمد يف تسعري منتجاهتا‪ ،‬وهي صيغ التمويل التشاركي ‪ ،‬تعتمد‬
‫على أسعار الفائدة السائدة يف السوق املصريف بني البنوك يف لندن (‪ ،)LIBOR‬قبل استحداث املؤشر املرجعي ألسعار‬
‫اإلقراض بني البنوك بالدينار األردين (‪()JORDIBOR‬احلنيطي و مالحيم‪ ،)0206 ،‬وبالتايل تسرتشد هذه البنوك يف‬
‫حتديد تكلفة التمويل باالعتماد على سعر الفائدة‪ ،‬ويف التايل سنحاول االطالع على موقف الشريعة اإلسالمية من ذلك‪.‬‬

‫‪ .1‬موقف الشريعة اإلسالمية من القيمة الزمنية للنقود‪:‬من املعلوم أن قيمة النقود تتأثر مبرور الزمن وهذا بسبب التضخم‪،‬‬
‫ويتفق العلماء أن نتيجة هذه الظاهرة هي ضعف القوة الشرائية للنقود(صديق‪.)0202 ،‬‬
‫وبالتايل يؤثر التضخم على الديون ومن خالل استقراء أراء العلماء حول مسالة تغري القوة الشرائية للنقود وتأثريها على الديون‬
‫حيث ميكن تلخيص هذه اآلراء يف التايل(مسحان‪ ،0222 ،‬صفحة ‪:)002‬‬

‫‪ -‬فريق يرى إعادة ما ترتب يف الذمة حال تغري قيمة النقود‪ ،‬فالنقود من املثليات‪ ،‬واملثليات ال ترد إال مبثلها بغض النظر عن‬
‫قيمتها يوم السداد‪.‬‬

‫‪ -‬فريق آخر يرى بان يتم األخذ بالقيمة يف حال التغري الفاحش يف القيمة فقط‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬فريق يرى بان يتم إعادة ما يرتتب يف الذمة إذا تغريت النقود بشكل عام‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهم من يرى األخذ بالقيمة فقط يف حالة حدوث التغري أثناء مماطلة املدين يف التسديد فقط‪.‬‬

‫رغم اختالف هذه اآلراء وأدلة كل طرف‪ ،‬إال أن الفتوى املعمول هبا هي رد املثل‪ ،‬وهذا ما أفىت به جممع الفقه اإلسالمي يف‬
‫دورته اخلامسة املنعقدة يف الكويت من ‪ 20‬إىل ‪ 26‬مجادي األوىل ‪0222‬ه املوافق ‪ 02‬إىل ‪ 03‬كانون األول ‪0200‬م‪ ،‬حيث‬
‫جاء يف القرار رقم (‪ ")2‬العربة يف وفاء الديون الثابتة بعملة ما‪ ،‬هي باملثل وليس بالقيمة‪ ،‬الن الديون تقضى مبثلها"‪ ،‬كما امجع‬
‫علماء املسلمني على عدم جواز طلب تعويض من املدين يف حال اخنفاض القوة الشرائية للنقد(حسني مسحان‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪.)22‬‬

‫‪ .2‬موقف الشريعة اإلسالمية من العائد الخالي للمخاطرة‪:‬لعائد املخاطرة أمهية كبرية يف حساب تكلفة األموال‪ ،‬ويتكومنن‬
‫نسب معينة يتم حتديدها بناء على دراسات معينة مضافة إليها نسبة التضخم‪ ،‬فالعائد اخلايل من املخاطرة هي الفائدةاملدفوعة‬
‫على سندات اخلزينة أو على أذونات اخلزينة(حسني مسحان‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)25‬‬

‫معلوم أن العائد اخلايل من املخاطرة هو معدل فائدة‪ ،‬واليت مت االتفاق عليها أهنا ربا حمرم شرعا‪.‬‬

‫‪ .2‬نظرة الشريعة اإلسالمية لتكلفة الفرصة البديلة‪ :‬تعرف تكلفة الفرصة البديلة على أهنا الربح املمكن التحقق املضحى به‪،‬‬
‫مقابل التأكد من الربح املتحقق الذي مت إختياره كبديل(عبد اهلل و العمار‪ ،0206 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫يبدو من تعريف السابق أن استخدام تكلفة الفرصة البديلة يف جمال حساب تكلفة األموال يف الفكر اإلسالمي مباح لالعتبارات‬
‫التالية(شحاته‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)32‬‬

‫‪ -‬يتطلب تطبيق هذه الفكرة دراسة املستثمر للبدائل املختلفة املشروعة لالستثمار قبل اختاذ القرار االستثماري‪ ،‬وهذا شيء ال‬
‫يتعارض مع مبادئ الفكر اإلسالمي‪ ،‬بل ومطلوب مثل هذه التقنية للمفاضلة بني البدائل املطروحة حسب مستوى الربح‬
‫واملخاطرة‪ ،‬وهذا متهيدا الختيار االستثمار الذي يتماشى مع مستوى الرحبية ودرجة املخاطرة اليت يستطيع املستثمر حتملها‪.‬‬

‫‪ -‬إقرار الفكر اإلسالمي للعالقة السببية بني الرحبية واملخاطرة اليت يتم على أساسها ترتيب االستثمارات وحتديد تكلفة الفرصة‬
‫البديلة‪ ،‬ففي جمال التجارة على سبيل املثال كان التاجر يدرس املخاطر اليت يتعرض هلا‪ ،‬والسيما خماطر األسفار والتلف‪ ،‬ويف‬
‫ضوء ذلك حيدد األسعار اليت تعطي له هامش الربح الذي يتناسب مع تلك املخاطرة‪ ،‬ومن ذلك كان التجار يتمكنون من اختيار‬
‫التجارة اليت تناسبهم‪.‬‬

‫‪ -‬يتطلب تطبيق مفهوم تكلفة الفرصة البديلة إجياد القيمة احلالية لإليرادات املتوقعة من كل استثمار‪ ،‬حىت يتسىن القيام بعملية‬
‫املفاضلة والرتتيب‪ ،‬وإلجياد هذه القيمة ميكن استخدام النسبة املئوية لإلرباح املتوقعة إىل رأس املال املستثمر‪ ،‬وهذا منهج يرغبه‬
‫الفكر اإلسالمي وال يتعارض معه‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬مما سبق ميكن القول أن اإلسالم حيرم تعويض النقص يف الديون الناتج عن التضخم جراء اخنفاض القوة الشرائية للنقود‪ ،‬لكن‬
‫يقر الشرع اإلسالمي أن يطلب املستثمر تعويضا على النقص يف القوة الشرائية عن طريق املشاركة أو املضاربة أو حىت املراحبة‪،‬‬
‫وذلك بطلب عائد متوقع يزيد عن نسبة التضخم وهذا للمحافظة على أمواله وتنميتها‪.‬‬

‫‪ -‬يرفض الفكر اإلسالمي معدل العائد اخلايل من املخاطرة ألنه قائم على أساس سعر الفائدة املتفق على أهنا ربا حمرم‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة للمخاطر فيجيز اإلسالم املطالبة بالتعويض عن املخاطرة اليت يتعرض هلا املستثمر‪ ،‬ولكن على سبيل التوقع ال على‬
‫سبيل اإللزام‪.‬‬

‫أما تكلفة الفرصة البديلة فيبدو أهنا ال تتعارض مع مبادئ الشرع اإلسالمي‪ ،‬يف حتديد تكلفة التمويل‪.‬‬

‫‪ .2‬دور الزكاة في احتساب تكلفة األموال‪ :‬الزكاة هي الركن املايل واالجتماعي من أركان اإلسالم اخلمسة‪ ،‬وقد قرهنااهلل‬
‫سبحانه وتعاىل بالصالة‪ ،‬واآليات واألحاديث النبوية كثرية يف مشروعية الزكاة و ذكر فضلها‪ ،‬كما حدد الشارع الكرمي األموال‬
‫اليت ختضع هلا الزكاة وأسس حساهبا (حسني و مسحان ‪ 0200 ،‬صفحة ‪ ،)23‬وتعد هذه الفريضة من أهم التكاليف اليت‬
‫فرضت على املسلم‪ ،‬ولكن من عدل اإلسالم انه شرع هذه الفرائض بقدر اجلهد املبذول على العني املفروضة عليها‪ ،‬كالتمييز‬
‫بني زكاة الزروع وزكاة الثمار مثال‪ ،‬ومن األدلة على ذلك " عن ابن سامل بن عن عبد اهلل عن أبيه رضي اهلل عنه عن النيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم قال ‪ :‬فما سقت املاء والعيون‪ ،‬أو كان عثريا العشر‪ ،‬وما سقي بالنضح نصف العشر" البخاري صحيح البخاري‬
‫كتاب الزكاة‪ ،‬باب العشر فيما يسقى من ماء السماء وباملاء اجلاري حديث رقم ‪ 0205‬ص ‪ ،020‬يبني هذا احلديث وجوب‬
‫العشر فيما سقي مباء السماء وماء األهنار مما ليس فيه مئونة‪ ،‬ونصف العشر مبا يسقى بالنواضح (الرفاعي و العتوم‪،0200 ،‬‬
‫صفحة ‪.)23‬‬

‫يتضح لنا أن الزكاة تعترب تكلفة مهمة وجب احتساهبا يف تكلفة التمويل هذا ألهنا مرتبطة بعدة أنشطة اقتصادية سواء‬
‫زراعية كانت أو جتارية‪ ،‬وحتتسب هذه الزكاة من احملاصيل أي‪ ،‬أهنا حتتسب من نتائج عملية االستثمار كتكلفة‪.‬‬

‫كخالصة ميكن القول أن اإلسالم ال يقر مجيع األسس اليت يتم على أساسها احتساب تكلفة األموال يف الفكر‬
‫االقتصادي الرأس مايل‪ ،‬والذي يطلب فيه املستثمر التعويض مقابل التضخم واملخاطرة وغريها على سبيل الالزم‪ ،‬مع ضمان رأس‬
‫املال فضال عن الفائدة‪ ،‬دون أن ترتبط بنتائج االستثمار‪ ،‬ولكن طبيعة االقتصاد اإلسالمي يقتضي تعديل مفهوم مكونات تكلفة‬
‫األموال لتناسب مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فاإلسالم يقبل من املستثمر أن يطلب عائدا حيقق له احملافظة على قيمة أمواله‪،‬‬
‫أو الزيادة عن هذه القيمة ال على سبيل الالزم بل على سبيل التوقع‪ ،‬أي أن العائد الذي يتوقعه املستثمر يبىن على معدل ربح‬
‫مناسب مع إمكانية تغطية نسبة الزكاة ونسبة التضخم وعالوة املخاطرة اليت ميكن أن يتعرض هلا‪ ،‬وهو ما ال يتعارض مع أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ .2‬مبررات إحتساب تكلفة التمويل التشاركي‪:‬إن حصول املؤسسة على متويل مرتفع التكلفة ميكن أن يؤثر على أدائها مباشرة‪،‬‬
‫وهذا ما يؤدي إىل زيادة أسعار منتجاهتا أو خدماهتا عن ما هو معروض يف السوق‪ ،‬وبالتايل فقدان ميزهتا التنافسية أو حتمل‬
‫تكاليف أكثر ميكن أن يؤدي هبا إىل فقدان حصتها السوقية‪ ،‬أو توقفها عن النشاط(احلنيطي و مالحيم‪ ،0206 ،‬صفحة‬
‫‪.)220‬‬

‫إن القدرة على حتديد تكلفة األموال تساعد يف اختاذ اإلجراءات الالزمة لتخفيض هذه التكلفة قدر اإلمكان‪ ،‬وبالتايل تقدمي‬
‫منتجاهتا أو خدماهتا لزبائنها بأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬وهذا يقوي موقفها التنافسي كثريا‪ ،‬فكثريا من املتعاملني ال يؤثر يف تعامالهتم‬
‫االلتزام بأحكام الشريعة بل مصلحتهم وتعظيم أرباحهم‪ ،‬ويبقى هؤالء زبائن جيب على املصارف اإلسالمية احملافظة عليهم أو‬
‫جذهبم للتعامل ألسباب مادية‪ ،‬إضافة إىل األسباب الدينية سواء كانوا مدخرين أو مستثمرين(حسني مسحان‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪. )05‬‬

‫خنلص إىل أن مبادئ اإلسالم ال تتعارض مع احتساب تكلفة التمويل‪ ،‬بل وتشجع على حساهبا ملا لذلك من زيادة يف‬
‫التشديد على احلفاظ على األموال وعدم إضاعتها‪ ،‬وحسن استغالهلا االستغالل األمثل‪ ،‬وهذه أمور حث عليها الشرع احلنيف‪،‬‬
‫فاإلسالم مع احتساب تكلفة األموال واستخدامها يف اختاذ القرارات االقتصادية كالتسعرية‪ ،‬أو املفاضلة بني االستثمارات املتاحة‪.‬‬

‫المطلب الثاني) تكلفة صيغ التمويل التشاركي‪:‬‬

‫حتصل املؤسسة على التمويل من البنوك التشاركية على شكل صيغ متويل منها ما هو قائم على املشاركة يف األرباح‬
‫واخلسارة‪ ،‬ومنها ما هو قائم على أحكام البيوع‪ ،‬ويف ما يلي سنحاول إحاطة الضوء على تكلفة هذه الصيغ‪ ،‬وكيفية حساهبا‪.‬‬

‫أوال)تكلفة صيغ التمويل القائمة على المشاركة‪:‬‬

‫‪ .1‬المضاربة‪:‬عرفنا سابقا أن املضاربة هي دفع مال من طرف رب املال لطرف آخر للعمل فيه‪ ،‬على أن يكون الربح بينهما‬
‫حسب االتفاق‪ ،‬ونفقات املضاربة نوعان(الشاعر‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)06‬‬

‫أوهلما ما تعلق باملضارب وهو ما يلزمه ملعيشته أثناء قيامه بالعمل‪ ،‬وهي نفقات تتعلق باملأكل واملشرب والتنقل‪ ،‬وتكون‬
‫هذه النفقات من مال املضاربة‪ ،‬واشرتط احلنابلة أن يثبت ذلك يف العقد نصا‪ ،‬أو ما جرت به العادة‪.‬‬

‫أما الثاين فكل تكاليف األعمال اليت تتم هبا األعمال املتعلقة باملضاربة والتجارة‪ ،‬وهي األعمال اليت ال تتم التجارة إال هبا‬
‫فتكون نفقتها من مال املضاربة‪.‬‬

‫يعترب مال املضاربة والذي يدفعه رب املال إىل املضارب رأس مال املضاربة أو رأس مال املشروع‪ ،‬وبذالك يكون العائد‬
‫املطلوب هو نفس العائد بالنسبة لرأس مال الشركة‪ ،‬فيجب أن ال يقل عائد املضاربة عن عائد رأس املال يف املشاركة(بوجالل و‬
‫بورقبة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪ .)22‬وميكن حساب تكلفة املضاربة وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫تكلفة املضاربة = أدىن عائد مقبول ‪ +‬عالوة املخاطرة‪.‬‬

‫‪ .2‬تكلفة التمويل بالمشاركة الدائمة في رأس مال مشروع ما‪:‬تقوم البنوك اإلسالمية عموما باملشاركة الدائمة يف رأس مال‬
‫الشركات‪ ،‬وبالتايل فان تكلفة املشاركة بالنسبة للمؤسسة تتمثل يف تكلفة إصدار األسهم العادية اليت ميتلكها البنك‪،‬‬
‫وحتسب تكلفة األسهم العادية بنفس الطريقة املتبعة يف املنهج التقليدي وفق العالقة التالية(بوجالل و بورقبة‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪:)62‬‬

‫‪:Ri‬األرباح املوزعة يف السنة‬

‫‪:Pi‬سعر السهم يف السنة‬

‫‪:D‬مصروفات اإلصدار وتوزيع األرباح‬

‫‪:G‬نسبة النمو املتوقعة‬

‫‪:Cp‬تكلفة إصدار‬

‫ميكن قياس تكلفة رأس املال بأدىن معدل عائد للمحافظة على املبلغ املايل املستثمر‪ ،‬أي احملافظة حجم رأس املال‪،‬‬
‫واحملافظة على عدد الوحدات النقدية‪ ،‬وأيضا القوة الشرائية‪.‬‬

‫إن العامل املؤثر على عدد الوحدات النقدية هو الزكاة‪ ،‬واليت خيتلف مثنها حسب طبيعة األموال وحسب الوعاء اخلاضع‬
‫للزكاة‪ ،‬حيث يؤدي االقتطاع املتكرر للزكاة من األموال إىل نقص حجمها‪ .‬أما العامل الذي يؤدي إىل نقص القوة الشرائية للنقود‬
‫هو التضخم‪ ،‬وبأخذ هذه العوامل باالعتبار فان أول عائد مقبول يساوي نسبة الزكاة حسب طبيعة النشاط مضافا إليه نسبة‬
‫التضخم وذلك وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫‪ :M‬ميثل أدىن عائد مقبول‪ :Z ،‬مقدار الزكاة‪ :I ،‬نسبة التضخم‬

‫ومبا أن املنشأة ال تسعى فقط إىل احملافظة على رأس املال بل تسعى إىل تعظيم الربح‪ ،‬فانه البد أن يزداد العائد مبا‬
‫يتناسب مع املخاطرة‪ ،‬ومتوسط عائد السوق‪ ،‬وعليه فانه ميكن قياس رأس املال باملنشأة كما يلي(بوجالل و بورقبة‪،0202 ،‬‬
‫صفحة ‪:)22‬‬

‫تكلفة التمويل باملشاركة هي جمموع أدىن عائد مقبول وعالوة املخاطرة وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫حيث ‪ X‬متثل عائد املخاطرة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ .3‬تكلفة التمويل بالمشاركة في صفقة‪ :‬يقوم البنك اإلسالمي باملشاركة يف صفقات معينة تنتهي مبجرد انتهاء تلكالصفقة‪،‬‬
‫ويساهم العميل بالنسبة الباقية‪ ،‬ويتم االتفاق بينهما على نسبة مشاركة البنك يف نتيجة الصفقة‪ ،‬واليت متثل تكلفة متويل‬
‫بالنسبة للعميل من خالل معدل التكلفة السنوي‪ ،‬والذي ميكن حسابه بالعالقة التالية(بوجالل و بورقبة‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪:)20‬‬

‫‪ :R‬متثل نتيجة الصفقة ‪ :P% ،‬متثل نسبة مشاركة املؤسسة يف نتيجة الصفقة‪ :N ،‬املدة بالسنوات‪:Cp ،‬معدل التكلفة‬
‫السنوي‪.‬‬

‫‪ .2‬تكلفة التمويل بالمشاركة المنتهية بالتمليك‪:‬تقوم البنوك باملشاركة يف بعض املشاريع تنتهي ملكيتها تدرجييا مبرور الوقت‪،‬‬
‫وذلك بدفع الشريك للبنك جزءا من حصته بشكل تدرجيي إىل أن تتحول ملكية املشروع لصاحل العميل‪ ،‬وتتحدد تكلفة‬
‫املشاركة املنتهية بالتمليك عن طريق املعدل السنوي لتكلفة املشاركة املنتهية بالتمليك وفق العالقة التالية (بوجالل و بورقبة‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪:)20‬‬
‫∑‬
‫‪ ،‬حيث متثل ‪ :Ri‬حصة البنك من األرباح يف السنة‪ :M ،‬مبلغ مشاركة البنك‪ :N ،‬عدد السنوات‪.‬‬

‫ثانيا) تكلفة التمويل بصيغ البيوع‪:‬‬

‫‪ .0‬المرابحة‪ :‬تتمثل تكلفة املراحبة بالنسبة للمتمول يف الفرق بني مثن الشراء األصل أو السلعة ومثن بيعها‪ ،‬وهو ما ميثل مقدار‬
‫الربح الذي يتحصل عليه البنك‪ ،‬وميكن حساب تكلفة املراحبة عن طريق معدل تكلفة وفق ما يلي (بوجالل و بورقبة‪،‬‬
‫‪ ،0202‬صفحة ‪:)62‬‬

‫حيث ميثل ‪ :P‬مقدار الربح الذي حيصل عليه البنك‪ :V ،‬مثن بيع ألصل أو السلعة‪ : A ،‬مثن الشراء‪.‬‬

‫‪ ،‬حيث ميثل ‪ Cm‬تكلفة التمويل باملراحبة‪ ،‬وهو يساوي مقدرا الربح الذي حيصل عليه‬
‫‪ :‬معدل تكلفة املراحبة‪.‬‬ ‫البنك(‪ :n ،)P‬عدد السنوات‪،‬‬

‫وبالتايل ميكن حساب تكلفة متويل املراحبة وفق الصيغة التالية ‪:‬‬

‫‪ .2‬تكلفة التمويل بالسلم‪ :‬تتمثل تكلفة التمويل بالسلم بالنسبة للممول يف ذلك الفرق بني سعر السلعة احلاضر وسعر السلعة‬
‫اآلجل‪ ،‬بعبارة أخر هو مقدار الفرق بني سعر السلعة يف الوقت اآلجل‪ ،‬وسعر السلعة يف الوقت احلاضر‪ ،‬وميكن حساب تكلفة‬
‫التمويل بالسلم وفق العالقة التالية(بوجالل و بورقبة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)66‬‬

‫‪90‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ :F‬الثمن اآلجل للسلعة‪ :D ،‬الثمن العاجل للسلعة (مثن بيع السلعة للبنك يف الوقت احلاضر)‪،‬‬

‫‪ :Cs‬ميثل تكلفة التمويل بالسلم = الثمن اآلجل ‪ -F‬الثمن العاجل ‪D‬‬

‫‪ :rs‬معدل تكلفة التمويل بالسلم‪ :n ،‬عدد السنوات‪.‬‬

‫‪ .5‬تكلفة التمويل باالستصناع‪:‬يكون االستصناع مصدر للتمويل إذا كان الثمن مؤجال‪ ،‬وتتمثل تكلفة االستصناع يف الفرق بني‬
‫سعر املصنوع حاضرا وسعره آجال‪ ،‬وميكن حساب تكلفة االستصناع وفق العالقة التالية(بوجالل و بورقبة‪ ،0202 ،‬صفحة‬
‫‪:)62‬‬

‫حيث‪ :R :‬مثن اآلجل للشيء املصنوع ‪ :L ،‬الثمن احلاضر للشيء املصنوع‪ :n ،‬املدة بالسنوات ‪ :Ci ،‬تكلفة االستصناع‪،‬‬
‫وهي متثل الفرق بني الثمن اآلجل للشيء املصنوع ‪ R‬والثمن احلاضر للشيء املصنوع ‪.L‬‬

‫‪ .4‬تكلفة التمويل البيع بالتقسيط‪:‬ال ختتلف طريقة حساب تكلفة متويل البيع بالتقسيط عن طريقة حساب تكلفة التمويل‬
‫االستصناع‪ ،‬حيث تتمثل يف الفرق بني الثمن اآلجل للسلعة ومثنها يف احلاضر‪ ،‬وميكن حساب تكلفة البيع بالتقسيط وفقا‬
‫للعالقة التالية(بوجالل و بورقبة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)66‬‬

‫حيث متثل ‪ :E‬سعر السلعة آجال‪ :B ،‬السعر احلاضر للسلعة‪ :rt ،‬معدل تكلفة متويل البيع بالتقسيط‪ :n ،‬عدد السنوات‪،‬‬

‫‪ :Cr‬تكلفة التمويل البيع بالتقسيط= ‪ E‬مثن السلعة اآلجل– ‪ B‬الثمن احلاضر للسلعة‪.‬‬

‫‪ .3‬تكلفة التمويل باإليجار‪:‬هو معدل العائد األدىن الواجب حتقيقه على االستثمارات املمولة بواسطة التمويل باإلجيار‪ ،‬وهو‬
‫املعدل ‪ r‬إيل يساوي بني القيم احلالية للمبالغ اليت تتحملها املؤسسة مع القيم احلالية لإليرادات خالل مدة تشغيل األصل‬
‫املستأجر (بعد خصم الضرائب)‪ ،‬وتضاف إليه قيمة إعادة شراء األصل يف هناية عمره االقتصادي‪ ،‬وحتسب تكلفة التمويل‬
‫باإلجيار وفق العالقة التالية (تقرارت و عمامرة‪ ،0202 ،‬صفحة ‪:)252‬‬

‫‪V0= ΣLi(1-T)+AIT/(1+r)i+Rn/(1+r)i‬‬

‫حيث ‪ :V0 :‬القيمة احلالية الصافية لالستثمار املستأجر‪ :Li ،‬دفعة اإلجيار يف السنة ‪i‬‬

‫‪ :T‬معدل الضريبة ‪ :Ai ،‬االهتالك السنوي‪ :Rn ،‬القيمة املتبقية من األصل هناية العقد‪ :r ،‬معدل العائد الذي يساوي بني‬
‫قيمة األصل وقيمة التدفقات احلالية لعناصر األصل املؤجرة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫المطلب الثالث)عالقة صيغ التمويل التشاركي بمؤشرات األداء المالي للمؤسسة‪:‬‬

‫حناول يف هذا اجلزء من البحث إحاطة الضوء على األثر احملتمل لصيغ التمويل التشاركي بأهم مؤشرات األداء املايل وهي‬
‫اهليكل املايل‪ ،‬الرحبية‪ ،‬والسيولة‪ ،‬وهذا من اجلانب النظري‪.‬‬

‫أوال) عالقة التمويل بالمضاربة على األداء المالي للمؤسسة‪ :‬املضاربة كما رأينا يف الفصل األول دفع مال من رب املال إىل‬
‫املضارب للعمل فيه على أن يكون الربح بينهما‪ ،‬وقد يكون املضارب تاجرا أو حرفيا(مؤسسة شخصية)أو يكون مؤسسة‬
‫اقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬حالة مضارب (مؤسسة شخصية)‪:‬ففي حال املضارب شخصا طبيعيا يكون مال املضاربة‪ ،‬أي املال الذي يقدمه البنك‬
‫للمؤسسة هو رأس مال(أموال خاصة) املؤسسة أو الشركة بني املضارب ورب املال‪ ،‬الن شروط املضاربة تقتضي إطالق يد‬
‫املضارب على مال املضاربة‪ ،‬وهلذا ميكن اعتبارها أمواال خاصة والذي يستلمها املضارب عن طريق حسابه يف البنك التشاركي‬
‫الذي يتعامل معه‪ ،‬وتظهر ميزانية املضارب على الشكل التايل‪:‬‬

‫الجدول(‪ )9‬ميزانية إفتراضية للمؤسسة شخصية تحصل على تمويل وفق صيغة المضاربة‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫كأس المال ا أموال خاصة‬ ‫مال المضاكبة احلساب البنك‬

‫من إعداد الطالب باالعتماد على اإلطار النظري للمضاربة‬

‫وبالتايل حيصل املضارب على املال بدون فوائد‪ ،‬أي بدون تكلفة‪ ،‬وبدون ضمان‪ ،‬وهذا يقلل من تكاليف ويكون له اثر‬
‫اجيايب على األرباح‪ ،‬كما أن تكلفة اإلفالس بالنسبة للمضارب تكون من عمله‪ ،‬أي خيسر جهده ووقته فقط أي أن املؤسسة ال‬
‫تتحمل تبعات اخلسارة املالية أن مل يثبت تعد أو تقصري‪.‬‬

‫‪-‬حالة مؤسسة‪:‬أما يف حالة مؤسسة تعتمد على املضاربة كجزء من األموال اليت حتصل عليها من مصادر أخرى‪ ،‬فتظهر املضاربة‬
‫يف حساب البنك (زيادة حساب البنك مببلغ املضاربة)‪ ،‬أي يف جانب األصول املتداولة ويقابلها من جهة اخلصوم األموال‬
‫اخلاصة‪ ،‬مبعىن أهنا زيادة يف األموال الدائمة‪ ،‬وهذا يؤثر بشكل مباشر على رأس املال العامل"والذي ميثل استثمار املؤسسة يف‬
‫األصول قصرية األجل كالنقود واألوراق املالية واملخزون السلعي‪ Roni("...‬و ‪ ،0200 ،Atim Djazuli‬صفحة ‪،)023‬‬
‫كما يؤثر بشكل إجيايب على مؤشرات السيولة كما هو مبني يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫) يبين األثر المحتمل للمضاربة على ميزانية مفترضة لمؤسسة‬ ‫جدول(‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫أموال خاصة‬ ‫أصول ثابتة‬ ‫أموال دائمة‬ ‫أصول ثابتة‬

‫أموال دائمة‬ ‫أصول متداولة‬ ‫خصوم متداولة‬ ‫أصول متداولة‬

‫خصوم متداولة‬ ‫مبلغ المضاكبة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على ما ورد الجانب النظري للتمويل بصيغة المضاربة‬

‫‪ -‬لإلشارة فان مصرف السالم البحرين يوفر خدمة متويل لرأس املال العامل وفق صيغة املضاربة وذلك بقرار ‪0202/00/00‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 0202/23/02‬الذي يهدف إىل متويل رأس املال العامل يف املؤسسة طالبة التمويل هبدف توفري‬
‫السيولة‪(.‬مصرف السالم‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)020‬‬

‫‪ -‬حتسن املضاربة من املركز املايل للمؤسسة‪ ،‬وهذا ألهنا ليست مرتبطة بأجل استحقاق وإمنا مرتبطة بنتيجة االستثمار‪ ،‬أي بنهاية‬
‫املشروع أو الصفقة‪ ،‬أي أن متويل املضاربة يقلل من احتمال تعرض املؤسسة للعسر املايل‪.‬‬

‫‪ -‬يف حالة اخلسارة يف الصفقة أو املشروع‪ ،‬فان املؤسسة ال تتحمل اخلسارة املالية إذا مل يثبت تعد أو تقصري من جانبها‪.‬‬

‫‪ -‬من الناحية النظرية يبدو التمويل باملضاربة حصول املؤسسة على متويل بدون تكلفة أي بدون فوائد وال ضمانات‪ ،‬وهذا‬
‫يساعد املؤسسة على ختفيض التكاليف‪ ،‬واليت من شاهنا أن تؤثر على رحبية املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬الرحبية هي العالقة بني األرباح اليت حتققها املؤسسة وبني االستثمارات اليت سامهي يف حتقيق(كرومي‪ ،0202 ،‬صفحة ‪،)500‬‬
‫وعادة ما تستخدم مؤشرات مت اإلشارة إليها سابقا (العائد على األصول ‪ ،‬العائد على حقوق امللكية)‪ ،‬حيث تتضمن هذه‬
‫املؤشرات هامش الربح والذي يدخل حتما يف حسابه التكاليف ومن ضمنها تكاليف التمويل‪ ،‬واليت ال بد من خصمها للوصول‬
‫إىل صايف الربح‪ ،‬وإذا كان التمويل باملضاربة بدون فوائد فان تكلفة التمويل تكون معدومة وبالتايل يؤثر بشكل اجيايب على‬
‫مؤشرات الرحبية‪.‬‬

‫‪ -‬إن احلصول على التمويل بشروط املضاربة يفتح اجملال واسعا أمام أصحاب املهارات لإلبداع والتميز‪ ،‬وهذا بتسخري مواهبهم يف‬
‫اإلنتاج واالبتكار‪ ،‬دون عوائق من أصحاب األموال‪ ،‬ويف هذا اإلطار نرى قيام العامل ببذل أقصى جهد مع حرصه على اجاح‬
‫املشروع واالرتقاء به‪ ،‬ألنه شريك يف الربح الناتج‪ ،‬وبذلك نضمن آلية باهرة لتخصيص املوارد على أساس الكفاءة واملهارة‬
‫واألمانة‪ ،‬وهذا ينعكس بشكل اجيايب على أرباح املؤسسة‪ ،‬وبالتايل على مؤشرات الرحبية(االسرج‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫‪93‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ -‬مبا أن املضاربة متويل بدون تكاليف‪ ،‬فيمكن أن تساعد املؤسسة على ختفيض منتجاهتا‪ ،‬وبذلك حتصل املؤسسة على ميزة‬
‫تنافسية متكنها من احلصول على حصة يف السوق الذي تنشط فيه‪ ،‬وهذا يساعدها على زيادة إيراداهتا األمر الذي ينعكس اجيابيا‬
‫على مؤشر الرحبية للمؤسسة‪.‬‬

‫ثانيا) عالقة التمويل بالمشاركة على األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪:‬متثل صيغة التمويل باملشاركة‪ ،‬مشاركة يف رأس مال‬
‫املشروع أو املؤسسة‪ ،‬وسنحاول بيان اثر التمويل باملشاركة على األداء املايل للمؤسسة باالستعانة بنموذج مبسط مليزانية افرتاضية‬

‫‪ .1‬عالقة المشاركة بالسيولة‪:‬‬

‫‪ -‬ميثل حصول املؤسسة على متويل بصيغة املشاركة زيادة يف األموال اخلاصة للمؤسسة من جهة اخلصوم ويقابله زيادة األموال يف‬
‫جهة األصول املتداولة(حساب البنك للمؤسسة) أي زيادة رأس املال العامل كما هو موضح يف اجلدول(‪)00‬‬

‫‪ -‬إن حصول املؤسسة على متويل بصيغة املشاركة هو زيادة يف رأس املال العامل مبقدار مبلغ املشاركة‪ ،‬وهو ما يؤثر بشكل اجيايب‬
‫على اهليكل املايل للمؤسسة‪ ،‬وبالتايل زيادة السيولة وزيادة قدرهتا على مواجهة االلتزامات الدورية والطارئة‬

‫‪ -‬اخنفاض خماطر إمكانية تعرض املؤسسة حلالة العسر املايل‪ ،‬وهو عدم قدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماهتا الن مبالغ املشاركة‬
‫ليست مرتبطة بأجل استحقاق وإمنا بنتائج املشروع‪.‬‬

‫) يبين اثر التمويل بالمشاركة على ميزانية مفترضة لمؤسسة‬ ‫جدول(‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫أموال خاصة‬ ‫أصول ثابتة‬

‫أموال دائمة‬ ‫أصول متداولة‬

‫خصوم متداولة‬ ‫مبلغ المشاكية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على ما ورد في الجانب النظري للتمويل بصيغة المشاركة‬

‫‪94‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫‪ .2‬عالقة المشاركة بالربحية‪:‬‬

‫‪ -‬إن حصول املؤسسة على أموال بصيغة املشاركة هو حصول املؤسسة على أموال بدون تكاليف‪ ،‬أي بدون فوائد أو االلتزام‬
‫بتقدمي ضمانات‪ ،‬وهذا ما يؤثر بشكل اجيايب على تكاليف اإلنتاج يف املؤسسة‪ ،‬ويسمح بتخفيضها‪ ،‬وهو ما له اثر اجيايب على‬
‫مؤشرات الرحبية‪.‬‬

‫‪ -‬مسامهة صاحب املنشأة يف حصة من متويل رأس املال جيعله حريصا على اجاح املؤسسة‪ ،‬مع إمكانية استفادة املؤسسة وخاصة‬
‫املؤسسة اإلنتاجية من استخدام اسم املصرف الشريك عند تسويق منتجاهتا‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل زيادة ربح املصرف مع زيادة‬
‫منو نشاط املؤسسة (االسرج‪ ،0202 ،‬صفحة ‪.)02‬‬

‫‪ -‬لإلشارة ميكن القول أن عالقة التمويل بصيغة املشاركة املتناقصة باألداء املايل للمؤسسة هي نفسها من اجلانب النظري بالنسبة‬
‫للمشاركة الدائمة‪ ،‬إال أن صيغة التمويل باملشاركة املتناقصة تساعد على إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬بل واكرب اثر هلذه الصيغة هي‬
‫املساعدة على حتويل أفكار إىل مشاريع منتجة للسلع أو مقدمة للخدمات‪.‬‬

‫ثالثا)عالقة التمويل بصيغ المساقاة والمزارعة باألداء المالي للمؤسسة‪:‬رأينا سابقا أن املساقاة هي دفع حائط ملن يعتين به‬
‫مقابل ما خيرج من مثاره‪ ،‬أما املزارعة هي دفع األرض ملن يزرعا على جزء من ما خيرج من حمصوهلا‪ ،‬فمن الناحية النظرية تعترب‬
‫هذه الصيغ مبثابة دفع وسائل اإلنتاج أال وهي األرض أو غابات األشجار املثمرة‪ ،‬من خنيل أو حدائق بدون تكلفة (دفع أقساط‬
‫اإلجيار)‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل ختفيض تكاليف اإلنتاج ويساهم يف زيادة األرباح‪.‬‬

‫من جهة أخرى حيصل العامل أو املؤسسة على األرض أو غابات األشجار املثمرة بدو تكاليف‪ ،‬يف مقابل حصول مالك األرض‬
‫أو الغابات حمل املساقاة على عمالة بدون أن يتحمل تكلفة‪ ،‬أي بدون أن يدفع أجرا للعامل وهذا ما ينعكس بشكل اجيايب على‬
‫األرباح‪.‬‬

‫رابعا)عالقة التمويل بالمرابحة باألداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪ :‬تتحمل املؤسسة تكلفة عند التمويل باملراحبة تتمثل يف مثن‬
‫شراء األصل مع مقدار من الربح املعلوم الذي يطلبه البنك‪ ،‬وبالتايل فهي ال تتحمل فوائد القروض البنكية إضافة إىل االلتزام‬
‫بضمانات‪.‬‬

‫ويؤثر التمويل باملراحبة على هيكل املؤسسة وذلك بالزيادة يف األصول الثابتة (آالت‪ ،‬معدات ‪ ،‬مباين ‪ )...‬وهو الشائع‪ ،‬هذه‬
‫الزيادة يف األصول الثابتة تقابلها زيادة يف األموال الدائمة متس الديون طويلة األجل بقيمة األصل‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫جدول(‪ ) 2‬يبين اثر التمويل بالمرابحة على ميزانية مفترضة لمؤسسة‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫أموال دائمة‬ ‫أصول ثابتة‬

‫زيادة األصول ثابتة بمقداك ديون طويلة األجل‬


‫المكابحة‬

‫خصوم متداولة‬ ‫أصول متداولة‬

‫‪)2‬‬ ‫المصدر من إعداد الطالب وباالستعانة (فلوق‪،‬‬

‫‪ .1‬أثر المرابحة على قدرة التمويل الذاتي للمؤسسة‪:‬عند حصول املؤسسة على أصل عن طريق التمويل باملراحبة هبامش ربح‬
‫معلوم‪ ،‬والذي تكاد تقرتب تكلفته من أسعار الفائدة الربوية (عبد القادر و مدياين‪ ،0205 ،‬صفحة ‪ ،)026‬وهذا ينتج عنه‬
‫زيادة يف قسط االهتالك السنوي لألصل اكرب من قيمته مقارنة بالتمويل بقرض بنكي‪ ،‬أو احلصول عليه باألموال اخلاصة‪،‬‬
‫وتتمثل الزيادة يف قسط االهتالك السنوي لألصل يف مقدار اهلامش املفروض من طرف البنك مقسوم على فرتة حياة األصل كما‬
‫هامش الربح)املراحبة(‬
‫‪ ،‬مبعىن انه يف حالة التمويل باملراحبة ميكن‬ ‫هو مبني يف العالقة التالية‪ :‬مقدار الزيادة يف قسط االهتالك‬
‫مدة حياة االصل‬

‫للمؤسسة أن ختفض التكاليف مبقدار املصاريف املالية‪ ،‬اليت متثل الفوائد البنكية املفرتض حتملها يف حالة متويل األصل بقرض‬
‫بنكي بفوائد من جهة‪ ،‬من جهة أخرى تزيد قيمة التكاليف بزيادة التكاليف الثابتة الناجتة عن زيادة قسط االهتالك‪ ،‬ويكون‬
‫هناك زيادة يف رحبية للمؤسسة عندما يكون هناك هامش ربح املطبق على املراحبة اقل من الفائدة املفروضة على القروض البنكية‬
‫(فلوق‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)022‬‬

‫وللمراحبة جمموعة من املزايا ميكن تلخيصها يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املراحبة جتنب املؤسسات التعامل بالفائدة الربوية‬

‫‪ -‬الفوائد الربوية أو الفوائد على القروض تعترب مصروف حقيقي تلتزم املؤسسة بدفعها وهذا يزيد من تكاليف املؤسسة‪ ،‬أما تكلفة‬
‫املراحبة فيمكن اسرتجاعها عن طريق االهتالك السنوي‪.‬‬

‫‪-‬ميكن أن تتوافق فرتة تسديد دين املراحبة مع مدة حياة األصل‪ ،‬فيكون قسط االهتالك السنوي مساو لقسط الدين املسدد‪،‬‬
‫كما ميكن حتقيق إيرادات من استغالل هذا األصل‪.‬‬

‫خامسا) عالقة التمويل بالسلم مع األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫حتصل املؤسسة على املال عن طريق بيع السلم من طرف البنك التشاركي مقابل التزامها ببيع جزء من منتوجها للبنك‪ ،‬فتحصل‬
‫على املؤسسة على رأس مال السلم‪ ،‬وميكن إنشاء مؤسسات صغرية برأس مال السلم‪ ،‬حيث ميكن للمؤسسة املستفيدة من‬
‫التمويل من توسيع إنتاجها‪ ،‬أو االلتزام بدفع ديوهنا‪ ،‬أو تستعمله يف إنتاج السلع حمل السلم‪.‬‬

‫يكون حصول املؤسسة على التمويل وفق السلم عن طريق حساهبا لدى البنك التشاركي‪ ،‬وهذا يؤدي إىل زيادة األصول املتداولة‪،‬‬
‫نظري التزام املؤسسة بتسليم املنتوج املتفق عليه يف وقت الحق‪ ،‬يعين هذا زيادة الديون قصرية األجل للمؤسسة‪ ،‬وميكن تلخيص‬
‫األثر احملتمل للسلم وفق اجلدول التايل‪:‬‬

‫الشكل (‪ :) 3‬يبين اثر التمويل بالسلم على ميزانية مفترضة لمؤسسة‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫أموال دائمة‬ ‫أصول ثابتة‬ ‫أموال دائمة‬ ‫أصول ثابتة‬

‫خصوم متداولة‬ ‫أصول متداولة‬ ‫خصوم متداولة‬ ‫أصول متداولة‬

‫ديون قصيكة األجل‬ ‫مبلغ التمويل باللسلم‬

‫المصدر من إعداد الطالب باالعتماد على ما ورد في الجانب النظري‬

‫كما ميكن تلخيص آثار أخرى للتمويل بالسلم على األداء املايل للمؤسسة يف النقاط التالية(فلوق‪ ،0200 ،‬صفحة ‪:)005‬‬

‫‪ -‬زيادة السيولة يف املؤسسة واليت تؤثر على الزيادة يف رأس املال العامل وحتسني نسب السيولة وزيادة قدرة املؤسسة على الوفاء‬
‫بالتزاماهتا‪.‬‬

‫‪ -‬تصريف منتجات املؤسسة وذلك بسعر خمطط له مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬ختفيض تكاليف التسويق والدعاية والتخزين اخلاصة مبنتوج السلم وهذا يزيد من هامش ربح املؤسسة‪.‬‬

‫مناسبة العبء التمويلي بصيغة السلم أفضل من القروض البنكية اليت تلزم دفع فوائد حمددة مسبقا‪ ،‬أما السلم فالعبء يقتصر‬
‫على التزام املؤسسة بتسليم السلعة يف آجاهلا فقط‪ ،‬أي أن املؤسسة اليت حتصل على متويل السلم تكون يف غنا عن التمويل‬
‫بالقروض الربوية وال يرتتب عليها دفع فوائد وهذا يسمح بتخفيض تكلفة اإلنتاج‪.‬‬

‫سادسا) عالقة االستصناع باألداء المالي للمؤسسة‪ :‬حتصل املؤسسة على الشيء املستصنع (إما أن يكون أصال أو يكون‬
‫مشروعا كامال) من البنك التشاركي‪ ،‬مقابل التزام املؤسسة بدفع قيمة الشيء املستصنع يف مدة معينة‪ ،‬حيث تسدد املؤسسة‬

‫‪97‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫بصفة دورية جزءا حمددا من الدين للبنك‪ ،‬والتمويل باالستصناع يؤثر على اهليكل املايل حيث يتطابق هذا األثر مع اثر املراحبة‪،‬‬
‫حيث يتأثر جانيب ميزانية املؤسسة هبذه العملية‪ ،‬فجانب األصول يتأثر مبقدار تكلفة الشيء املستصنع ويف املقابل يتأثر اهليكل‬
‫املايل بالزيادة يف الديون طويلة األجل مبقدار سعر شراء األصل املستصنع الذي تدين املؤسسة للبنك به(فلوق‪ ،0200 ،‬صفحة‬
‫‪.)002‬‬

‫‪ -‬تتحمل املؤسسة التكاليف اإلمجالية يف حالة التمويل باالستصناع‪ ،‬وتقوم بعدها خبصم قسط اهتالك األصل كل سنة من‬
‫إيرادات الدورة طيلة فرتة احلياة اإلنتاجية لألصل‪ ،‬مبعىن أن العبء الذي تتحمله املؤسسة يف حالة التمويل باالستصناع يتمثل يف‬
‫قسط االهتالك خالل كل دورة استغالل‪ ،‬وهذا يؤدي إىل حتقيق وفر ضرييب من خصم قسط االهتالك باإلضافة إىل زيادة قدرة‬
‫التمويل الذايت للمؤسسة نتيجة لزيادة قيمة االهتالك اليت تعترب أهم عناصر التمويل الذايت(فلوق‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫سابعا)عالقة التمويل باإليجار على األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫ميكن للمؤسسة احلصول على جتهيزات رأمسالية حديثة لنشاطها اإلنتاجي دون احلاجة لتملكها(صيام‪ ،0202 ،‬صفحة ‪،)030‬‬
‫حيث ال يؤدي التعامل باإلجيار إىل تكثيف عناصر أصول وخصوم امليزانية‪ ،‬فهو ال يتبع بأي تسجيل سواء من ناحية حيازة‬
‫االستثمارات يف أصول امليزانية وال من ناحية اعتباره كدين يقابل أقساط اإلجيار يف اخلصوم‪ ،‬وبالتايل فهو ال يؤدي إىل زيادة ال يف‬
‫األصول وال يف اخلصوم ‪ .‬ويتم تقييده بصفة منفصلة يف وثائق ملحقة للميزانية‪ ،‬واملصاريف الناجتة عنه يف حساب مصاريف‬
‫متنوعة‪ ،‬وبالتايل ميكن القول أن التمويل باإلجارة ليس له أي اثر على اهليكل املايل للمؤسسة‪ ،‬كما ال تلتزم املؤسسة بتقدمي أي‬
‫ضمان مقابل االنتفاع باألصل املؤجر باعتبار أن أهم ضمان يف اإلجيار هو متتع الشركة املؤجرة حبق ملكية األصل إىل غاية هناية‬
‫مدة العقد(بريبش‪.)0202 ،‬‬

‫‪ -‬ميكن للمؤسسة من خالل اللجوء إىل التمويل باإلجيار من االحتفاظ بأمواهلا واستخدامها يف استثمار بديل‪ ،‬طاملا اهنا حتصل‬
‫على خدمات األصل الذي حتتاجه دون شراءه(خوين و حساين‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)526‬‬

‫‪ .1‬عالقة التمويل باإلجارة بالسيولة والربحية‪:‬‬

‫‪ -‬من شان التمويل باإلجارة حتسني املركز املايل للمؤسسة املستأجرة‪ ،‬وعدم إرهاقها بالديون‪ ،‬ففي حالة التأجري ال تظهر قيمة‬
‫األصل يف ميزانية املؤسسة املستأجرة‪ ،‬وإمنا تنعكس عملية التأجري ماليا يف حساب األرباح واخلسائر فقط‪ ،‬حيث تظهر الدفعات‬
‫يف بنود املصروفات‪ ،‬وهذا عكس اقرتاض الشركة لشراء هذا األصل بدال من تأجريه فعندئذ تظهر قيمة األصل يف جانب األصول‬
‫من امليزانية‪ ،‬وتظهر املبالغ املقرتضة يف جانب اخلصوم وهذا يؤثر حتميا على مؤشرات املركز املايل للمؤسسة(مجعة‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)330‬‬

‫‪ -‬حيسن التمويل باإلجارة أيضا من مؤشرات املردودية االقتصادية لألصول املمتلكة للمؤسسة املستأجرة وكما هو معلوم أن‬
‫املردودية االقتصادية هي نسبة نتيجة االستغالل إىل جمموع األصول االقتصادية‪ ،‬وهي تقيس مسامهة األصول االقتصادية يف‬

‫‪98‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫تكوين نتيجة االستغالل فانطالقا من العالقة السابقة ومبا أن األصل املستأجر ال يظهر مع جمموع األصول فان اإلجارة ال تؤثر‬
‫على اهليكل املايل رغم أن األصل مستغل ويساهم يف زيادة اإلنتاج وتكوين األرباح‪ ،‬مبعىن أن هناك زيادة يف نتيجة االستغالل مع‬
‫بقاء األصول ثابتة(فلوق‪ ،0200 ،‬صفحة ‪.)000‬‬

‫‪-‬ميكن للمؤسسة املستأجرة أن حتقق ميزة ضريبية فإذا كانت فرتة اإلجيار تقل عن العمر االفرتاضي الذي تقبله مصلحة الضرائب‬
‫والذي يعترب األساس الذي يعتمد عليه حلساب قسط االهتالك حينئذ ميكن للمؤسسة املستأجرة أن حتقق وفرا ضريبيا من اإلجارة‬
‫اكرب ما ميكن حتققه فيما لو أهنا اشرتت األصل بدل استئجاره‪ ،‬والن القيمة احلالية للوفرات الضريبية عن قسط اإلجيار قد تفوق‬
‫القيمة احلالية للوفرات الضريبية عن أقساط االهتالك ألنه يف الغالب تكون قيمة األقساط اإلجيار أعلى من قيمة أقساط االهتالك‬
‫لنفس األصل ويضاف إىل أن املؤجر ميكن أن يستفيد من الوفرات الضريبية املرتتبة عن قسط االهتالك لألصل املؤجر وهذا ما‬
‫ينعكس يف النهاية على املؤسسة يف صورة ختفيض يف أقساط اإلجيار(بريبش‪.)0202 ،‬‬

‫‪ -‬ميكن لإلجيار أن خيفض من تكلفة اإلفالس للمؤسسة يف حالة تعرض املؤسسة املستأجرة ملخاطر اإلفالس فان مركز املؤجر‬
‫سوف يكون أفضل من مركز املقرض الن املؤجر قد يتمكن يف هذه احلالة من اسرتجاع األصل حمل عقد اإلجيار‪ ،‬يف حني ان‬
‫حماولة املقرض احلصول على األصل الضامن للقرض صعبة نوعا ما مقارنة باإلجيار‪ ،‬إضافة إىل ما يصحب ذلك من تكاليف‬
‫جتعل املقرض يرتدد عن جمرد احملاولة(بريبش‪. )0202 ،‬‬

‫‪-‬التمويل بالتأجري يسمح للمؤسسة بنقل عبء صيانة األصل املؤجر ففي عقد اإلجيار الكامل تقع مسؤولية صيانة األصل على‬
‫عاتق املؤجر وبطبيعة احلال فان التكلفة يتحملها املستأجر يف قسط اإلجيار ولكن أمهية العملية يف نقل عبء الصيانة تظهر جليا‬
‫عندما يكون األصل جهاز شديد التعقيد وحيتاج خلربة فنية عالية(خوين و حساين‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)560‬‬

‫‪ -‬جينب التمويل باإلجيار املؤسسة خماطر ملكية األصل ففي حالة االستئجار الذي ينطوي على خيار اإللغاء فان خماطر ملكية‬
‫األصل تنتقل إىل املؤسسة مالكة األصل ‪ ،‬وتربز أمهيته يف حال عدم التأكد من إمكانية استغالل األصل طول فرتة العمر‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬كما تظهر أمهية ذلك بالنسبة لآلالت اليت تتقادم تكنولوجيا عرب الزمن مثال احلاسبات االلكرتونية ومبا أن املؤجر يأخذ‬
‫بعني االعتبار هذه اخلاصية مع احتمال وجود عدد من املستأجرين (احملتمل تأجريهم هذا األصل مستقبال)‪ ،‬فان تكلفتها بالنسبة‬
‫للمؤسسة املستأجرة يف هذه احلالة تكون منخفضة نسبيا(خوين و حساين‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.)562‬‬

‫خلصنا مما تقدم سابقا إىل أن التكلفة يف التمويل اإلسالمي هي التضحية مبال بطرق مشروعة للحصول على عوائد مشروعة‪ ،‬وان‬
‫احتساب تكلفة التمويل التشاركي تستبعد الفائدة كما تستبعد أيضا معدل العائد اخلايل من املخاطرة‪ ،‬إال انه ميكن االعتماد على‬
‫األخري بشرط أن يكون طلب احلصول على العائد اخلايل من املخاطرة على سبيل التوقع وليس اإللزام‪ ،‬كما تقر الشريعة تكلفة‬
‫الفرصة البديلة كطريقة حلساب تكلفة التمويل‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫عموميات حول االداء المالي وعالقته بالتمويل التشاركي‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫استخدم مفهوم األداء يف البداية للتعبري عن إمتام املهام وااجاز األعمال‪ ،‬مث تطور الحقا ليصبح مصطلحا للتعبري عن‬
‫حتقيق املؤسسة ألهدافها بالشكل الذي حيقق الرضا لألطراف املعنية بنتائجها‪ ،‬أما األداء املايل فيعين مدى قدرة املؤسسة على‬
‫التحكم يف إدارة مواردها املالية بالشكل الذي حيقق أهداف املؤسسة‪ ،‬واملمكن قياسه مبجموعة مؤشرات واليت تعطي صورة‬
‫ألصحاب القرار يف املؤسسة عن الوضع املايل واالقتصادي للمؤسسة يف فرتة حمددة‪.‬‬

‫توجد جمموعة من املؤشرات لقياس وتقيم األداء املايل‪ ،‬منها ما هو كالسيكي يعتمد على مبادئ بسيطة‪ ،‬وهو التقييم‬
‫بواسطة النسب املالية‪ ،‬وهي عبارة عن املقارنة بني قيم مستخرجة من القوائم املالية للمؤسسة‪ ،‬وتوجد العديد من هذه النسب‬
‫واليت ميكن تقسيمها إىل جمموعات‪ ،‬منها ما يعرب عن رحبية املؤسسة ومنها ما يعطي فكرة عن املركز املايل وعن السيولة يف‬
‫املؤسسة‪ ،‬وبالرغم من اجاعة التقييم بواسطة النسب املالية‪ ،‬إال أن له جوانب من القصور واملتمثلة يف التأثر بالقيم املستخرجة من‬
‫القوائم املالية للمؤسسة‪ ،‬واليت ميكن أن تكون مضللة إذا ما مت إظهارها بصورة ختدم طرفا معينا‪ ،‬إضافة إىل أن كل جمموعة من‬
‫النسب ختدم أهداف طرف معني‪ ،‬فمؤشرات الرحبية مثال ختدم مالك املؤسسة‪ ،‬ولنسب السيولة أمهية عند املوردين واملقرضني‬
‫الفعليني واحملتملني للمؤسسة‪.‬‬

‫إضافة إىل النسب املالية توجد طرق حديثة لتقييم األداء املايل للمؤسسة‪ ،‬وهي القيمة االقتصادية املضافة واليت تعرب عن‬
‫مقياس ملدى حتقيق األرباح من األموال املستثمرة‪ ،‬بغض النظر عن مصدرها وهبذا املبدأ فهي جتمع مصاحل كل من املقرضني‬
‫واملدراء واملالك‪ ،‬والقيمة السوقية املضافة واليت تعترب تقييما شامال لألداء املايل من إنشاء املؤسسة حىت تاريخ حساب قيمتها‬
‫السوقية‪ ،‬ورغم أمهية هذه املؤشرات إال أن هلا عيوبا تتمثل يف اعتمادها على القوائم املالية‪.‬‬

‫إضافة إىل هذه املؤشرات توجد مؤشرات أخرى كمية وإحصائية‪ ،‬حيث ميكن من خالهلا احلصول على نتائج أكثر دقة‪،‬‬
‫بل وميكن إجياد العالقة بني بعض املتغريات يف املؤسسة‪ ،‬حيث ميكن إجياد حمددات الرحبية يف املؤسسة يف فرتة معينة ‪.‬‬

‫ترغب الشريعة اإلسالمية يف احتساب تكلفة التمويل ملا يف ذلك من حمافظة على املال‪ ،‬كما أهنا حترم قواعد احتساب‬
‫تكلفة التمويل املبنية على سعر الفائدة‪ ،‬وهي القيمة الزمنية للنقود ومعدل العائد اخلايل من املخاطر‪ ،‬إال أن الشريعة اإلسالمية‬
‫تقر حق املستثمر يف طلب عائد متوقع يغطي نسبة الزكاة ونسبة التضخم وعالوة املخاطرة اليت ميكن أن يتعرض هلا‪.‬‬

‫كما مت التوصل إىل أن تكلفة صيغ التمويل التشاركي ميكن أن تؤثر على أهم مؤشرات األداء املايل للمؤسسة وهي الرحبية‪،‬‬
‫ومت التوصل أيضا إىل أن هذه الصيغ ميكن أن يكون هلا اثر حسب طبيعة صيغ التمويل على اهليكل املايل للمؤسسة وعلى‬
‫مؤشرات السيولة والرحبية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الدراسة‬
‫الميدانية ألثر التمويل التشاركي‬
‫على األداء المالي لعينة من‬
‫المؤسسات االقتصادية في‬
‫الجزائر‬
‫الدراسةالميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداءالمالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يفرض التمويل التشاركي نفسه كبديل للتمويل من البنوك التقليدية خاصة بعد صدور النظام ‪ 20-00‬نوفمرب‬
‫‪ 0200‬املتعلق بالصريفة التشاركية‪ ،‬والنظام ‪ 20-02‬مارس ‪ 0202‬املتعلق بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬والذي يفتح اجملال أمام‬
‫البنوك العمومية لفتح نوافذ إسالمية من شأهنا أن تساعد على إنتشار أكرب للتمويل التشاركي يف اجلزائر‪ ،‬مع العلم أن جمموع‬
‫األصول اإلسالمية ال يكاد يتعدى ‪ %5‬من إمجايل أصول النظام املصريف يف اجلزائر حاليا‪ ،‬ضف إىل ذلك أن التمويل‬
‫التشاركي عبارة عن جمموعة من الصيغ خبصائص خمتلفة ميكن أن تليب احلاجات املالية للمؤسسة‪ ،‬وهذا ما يدفعنا يف هذا‬
‫الفصل إىل البحث عن وجود أثر حمتمل للتمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬اليت تعتمد على إحدى‬
‫صيغ التمويل التشاركي لتلبية حاجاهتا املالية وهذا وفق التايل‪:‬‬

‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬اإلطار املنهجي للدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬اختبار الفرضيات ومناقشة النتائج‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬

‫يف هذا املبحث سنحاول عرض منهجية الدراسة التطبيقية‪ ،‬حبيث سيتم عرض املنهج املتبع يف الدراسة‪ ،‬وصف‬
‫جملتمع وعينة الدراسة‪ ،‬األداة املتبعة يف مجع املعلومات والبيانات املستخدمة يف الدراسة‪ ،‬وطريقة مجع البيانات‪ ،‬وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬الطريقة واإلجراءات‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب الثاين‪:‬التحليل اإلحصائي إلجابات عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬وصف حماور الدراسة حسب إجابات عينة الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطريقة واإلجراءات‬


‫نعرض يف هذا املطلب املنهج املتبع يف الدراسة ‪ ،‬كما نعرض وصفا جملتمع وعينة الدراسة واداة الدراسة وطريقة مجع‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وصف لمجتمع وعينة وأداة الدراسة‬
‫‪ ‬منهج الدراسة‪:‬يعرف املنهج بأنه " فن التنظيم الصحيح لسلسة من األفكار العديدة‪ ،‬أما من اجل الكشف عن احلقيقة‬
‫حني نكون هبا جاهلني‪ ،‬أو من اجل الربهنة عليها لآلخرين حني نكون هبا عرفني"(بدوي‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)2‬ويعرف‬
‫منهج الدراسة أيضا بالت فكري املنظم لوصف ظاهرة معينة وحماولة تصويرها كميا عن طريق مجع البيانات املتعلقة بالظاهرة‬
‫وحتليلها وتفسريها وهذا هبدف الوصول إىل النتائج املرجوة من هذا البحث‪ ،‬ومن اجل اإلجابة على اإلشكالية وحتقيق‬
‫أهداف هذه الدراسة املوسومة ب" أثر التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية دراسة حالة عينة من‬
‫املؤسسات يف اجلزائر" اتبع الباحث املنهج الوصفي‪ ،‬وهذا للتعريف ووصف مجيع املتغريات املتعلقة بالدراسة‪ ،‬وأسلوب‬
‫التحليلي اإلحصائي لتحليل بياناهتا وبيان العالقة بني مكوناهتا‪ ،‬واآلراء اليت طرحت حوهلا ومجيع العمليات اليت تتضمنها‬
‫وصوال إىل نتائجها‪.‬‬

‫‪ ‬مجتمع الدراسة‪:‬يتكون جمتمع الدراسة من مجيع املؤسسات االقتصادية العاملة يف اجلزائر مهما كان حجمها أو نوع‬
‫القطاع الذي تنشط فيه سواء ا كان صناعيا أو زراعيا أو خدميا أو مقاولة للبناء واألشغال العمومية‪ ، ...‬حبيث تعتمد‬
‫هذه املؤسسات يف تلبية حاجاهتا املالية أو استفادة من التمويل بإحدى صيغ التمويل التشاركي من إحدى البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬أو إحدى النوافذ التشاركية التابعة للبنوك التقليدية العاملة يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ ‬عينة الدراسة‪ :‬متثلت عينة الدراسة يف مجيع املؤسسات االقتصادية اليت استفادة من التمويل التشاركي من أحد البنوك‬
‫التشاركية أو النوافذ التشاركية العاملة يف اجلزائر ‪ ،‬ومت مجع البيانات بواسطة إستبيان‪ ،‬حيث وزع هذا اإلستبيان على‬
‫مالك أو مدراء هذه املؤسسات أو املسيريين املاليني هلا‪ ،‬يف عدد من واليات الوطنوهي ‪:‬اجلزائر‪ ،‬االغواط‪ ،‬غرداية‪،‬‬

‫‪102‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫ورقلة‪ ،‬وقد مت توزيع ‪ 000‬إستبانة مت إسرتجاع ‪ 022‬إستبانة حيث بلغة نسبة إسرتاجاع اإلستبيان ‪، %03.02‬‬
‫واستبعد الباحث منها ‪ 2‬استبانات‪ ،‬أي أصبح عدد االستبانات القابل للتحليل ‪ 056‬إستبانة‪.‬‬

‫‪ ‬أداة الدراسة ‪ :‬إستخدم الباحث االستبيان جلمع بيانات الدراسة والذي صمم هلذا الغرض‪ ،‬وذلك باالستعانة‬
‫بالدراسات السابقة‪ ،‬إحتوى هذا االستبيان على عدة حماور هبا عدة فقرات‪ ،‬ومت حتديد املوافقة على هذه الفقرات‬
‫بواسطة مقياس ليكرت اخلماسي وهي ( موافق بشدة‪ ،‬موافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬غري موافق‪ ،‬غري موافق بشدة)‪.‬‬

‫وتتكون اإلستبيان من املتغريات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬متغيرات الديموغرافية‪ :‬اخلاصة بصاحب املؤسسة أو مديرها وتشمل( اجلنس ‪ ،‬العمر‪ ،‬املؤهل العلمي‪ ،‬سنوات اخلربة)‪.‬‬

‫‪ -‬متغيرات حول طبيعة المؤسسة‪ :‬وهي تشمل طبيعة ملكية املؤسسة‪ ،‬طبيعة نشاط املؤسسة‪ ،‬حجم املؤسسة‪ ،‬طبيعة‬
‫التمويل ‪ ،‬مصدر التمويل‪ ،‬صيغ التمويل اليت حصلت املؤسسة عن طريقها على التمويل‪.‬‬

‫ويتكون االستبيان من حمورين‪ ،‬احملور األول ميثل املتغري املستقل( التمويل التشاركي) ‪ ،‬واحملور الثاين ميثل املتغري التابع( األداء‬
‫املايل)‬

‫‪-‬المحور األول يمثل المتغير المستقل( التمويل التشاركي)‪ :‬وحيتوي على أربعة أبعاد نذكرها يف التايل‪:‬‬

‫البعد األول‪ :‬خصص هذا اجملال لبيان السياسات والضوابط والشروط اليت تفرضها البنوك التشاركية على املؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬من اجل احلصول على التمويل ‪.‬‬

‫البعد الثاني‪:‬به جمموعة من الفقرات حول أعباء وتكاليف التمويل التشاركي‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬حيتوى على جمموعة من الفقرات حول فرتات سداد التمويل التشاركي‪.‬‬

‫البعد الرابع‪ :‬حيتوى على جمموعة من الفقرات حول منتجات التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪-‬المحور الثاني وهو المتغير التابع (األداء المالي)‪:‬يف هذا احملور وهو الذي ميثل املتغري التابع للدراسة‪ ،‬مت ختصيصه فقراته‬
‫يف بيان مسامهة التمويل التشاركي يف حتسني رحبية املؤسسة‪ ،‬وتوفري السيولة بالصفة الكافية ملواجهة التزاماهتا العادية والطارئة‪،‬‬
‫أيضا مدى مساعدة هذا النوع من التمويل من استمرار املؤسسة يف نشاطها وبقائها يف السوق‪ ،‬والتقليل من خماطر إفالس‬
‫املؤسسة وتوقفها عن النشاط‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫ثانيا ‪-‬االختبارات المرتبطة بأداة الدراسة‪:‬‬


‫ميكن التعرف على صدق وثبات اإلستبانة املستخدمة يف الدراسة‪ ،‬باستخدام عدة اختبارات‬
‫ندرجها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬صدق أداة الدراسة‪:‬اعتمادنا كل من الصدق الظاهري والصدق البنائي وذلك كاآليت‪:‬‬
‫‪-1.1‬الصدق الظاهري‪:‬‬
‫مت بعرض االستبيان على جلنة حتكيم خمتصة املوضوع أنظر امللحق رقم(‪)0‬‬
‫‪-0.0‬الصدق البنائي ألداة الدراسة‪:‬‬
‫حىت نتمكن من معرفة الصدق البنائي ألداة الدراسة مت حساب مصفوفة اإلرتباط بني عبارات اإلستبيان والدرجة الكلية‬
‫لألداة‪ ،‬ندرج اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)14‬نتائج معامل االتساق الداخلي لمحاور االستبيان‬

‫مستوى‬ ‫معامل‬
‫احملاور‬
‫الداللة‬ ‫بريسون‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,972‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التمويل التشاركي‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,650‬‬ ‫البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,647‬‬ ‫البعد الثاين‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,673‬‬ ‫البعد الثالث‪ :‬فرتة السداد التمويل التشاركي‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,857‬‬ ‫البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0,718‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج ‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫يبني اجلدول نتيجة معامل اإلرتباط برسون بني احملاور والدرجة الكلية لألداة‪ ،‬حيث نالحظ أهنا كلها معنوية بالنظر إىل‬
‫مستوى داللتها الذي حقق قيمة أقل من مستوى الداللة املعتمد ‪ 2.23‬ما يدل على وجود عالقة إرتباط بينهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إختبار ثبات أداة الدراسة‪:‬‬

‫مت استخدام إختبار ألفا كرونباخ ملعرفة درجة ثبات اإلستبيان واجلدول التايل يبني لنا نتائج املتحصل عليها‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الجدول رقم(‪ :)15‬نتائج معامل الثبات ألفا كرونباخ‬

‫مستوى‬ ‫قيمة اختبار‬


‫احملاور واالبعاد‬
‫القياس‬ ‫الفاكرونباخ‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,895‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التمويل التشاركي‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,897‬‬ ‫البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,893‬‬ ‫البعد الثاين‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,895‬‬ ‫البعد الثالث‪ :‬فرتة السداد التمويل التشاركي‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,896‬‬ ‫البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,893‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫ممتاز‬ ‫‪0,898‬‬ ‫االستبيان ككل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫توضح نتائج اجلدول أعاله أن معامالت الثبات اجلزئية نالحظ قد حققت نتائج ممتازة يف كل األبعاد وكذا احملاور‪ ،‬وبلغت‬
‫قيم اختبار ألفا كرونباخ قيم أدهنا قدر ب‪0,893‬أعالها قدرت ب‪0,897‬أما فيما خيص معامل ثبات االستبيان ككل فقد‬
‫قدرت قيمة ألفا كرونباخ بـ ‪ ،0,898‬وهي تدل على ثبات ممتاز لنتائج الدراسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحليل اإلحصائي إلجابات عينة الدراسة‪:‬‬

‫هندف من التحليل اإلحصائي لفقرات االستبيان املختلفة للتعرف على خمتلف اإلجابات والوصول إىل األهداف املراد حتقيقها‬
‫من الدراسة‪.‬‬

‫أوال‪:‬وصف البيانات الشخصية لعينة الدراسة‪:‬‬

‫‪ .1‬وصف متغيرالجنس‪:‬‬

‫سيتمتحليل اخلصائص الشخصية لعينة الدراسة حسب متغري اجلنس من خالل اجلدول التايل ‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الجدول رقم(‪:)16‬وصف متغير الجنس‬

‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫الجنس‬
‫المئوية‬
‫‪%97,5‬‬ ‫‪230‬‬ ‫ذكر‬
‫‪%2,5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أنثى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪:)4‬وصف متغير الجنس‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫نالحظ من خالل الشكل واجلدول أعاله أن العينة املدروسة متثل نسبة ‪%97,46‬ذكور أي ما يعادل ‪ 230‬شخص وما‬
‫يقدر ب ‪ % 2,54‬إناث أي ما ميثل ‪6‬نساء‪ ،‬وحصولنا على هذا النتائج ترجع للتوزيع العشوائي للعينة املدروسة‪ ،‬كما‬
‫يلمس الباحث عدم اهتمام اجلانب النسوي بقطاع األعمال وإنشاء املؤسسات‪.‬‬
‫‪ .2‬وصف متغير العمر‪:‬‬
‫حىت نتمكن من التعرف على العمر العينة نعرض اجلدول والشكل التاليني‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)12‬وصف متغير العمر‬

‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫العمر‬
‫المئوية‬
‫‪1,2%‬‬ ‫‪71‬‬ ‫أقل من ‪ 03‬سنة‬
‫‪,,,5%‬‬ ‫‪81‬‬ ‫من ‪ 03‬إلى ‪ 03‬سنة‬
‫‪12,1%‬‬ ‫‪711‬‬ ‫من ‪ 04‬إلى ‪ 03‬سنة‬
‫‪75,9%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أكثر من ‪ 03‬سنة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪106‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الشكل رقم (‪ :)5‬وصف متغيرالعمر‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يتضح من خالل الشكل واجلدول أعاله أن ما نسبته ‪ %42,4‬من أفراد عينة الدراسة ترتاوح أعمارهم ما بني من ‪ 20‬إىل‬
‫‪ 32‬سنة‪ ،‬تلتها الفئة العمرية من ‪ 52‬إىل ‪ 22‬سنة بنسبة ‪ ،%33,9‬أما الفئة العمرية أكثر من ‪ 32‬سنة فقدرت نسبتها يف‬
‫العينة ب ‪ ،%19,5‬تلتها الفئة أقل من ‪ 52‬سنة بنسبة ‪ %4,2‬وهي أضعف نسبة يف العينة املدروسة‪.‬‬
‫‪ .2‬وصف متغير المؤهل العلمي‬
‫حىت نتمكن من التعرف على املؤهل العلمي لعينة الدراسة نعرض اجلدول والشكل التاليني‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪:)18‬وصف متغير المؤهل العلمي‬

‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫المؤهل العلمي‬
‫المئوية‬
‫‪%0200‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ثانوي أو اقل‬
‫‪%0302‬‬ ‫‪52‬‬ ‫تقني سامي‬
‫‪%0505‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪%0000‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ماستر‬
‫‪%0002‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مهندس‬
‫‪%600‬‬ ‫‪06‬‬ ‫دراسات عليا‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪107‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الشكل رقم (‪:)8‬وصف متغير المؤهل العلمي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫تشري املعطيات أعاله إىل أن فئة املتحصلني على شهادة ليسانس هم أعلى فئة يف العينة املدروسة‪ ،‬حيث بلغت نسبتهم‬
‫‪ ،%23,3‬أي ما يقدر ب ‪55‬فرد‪ ،‬أما مهندسقدرت نسبتهم ب ‪ %22,9‬مع ‪54‬فرد‪ ،‬أما ماسرت قدرت نسبتهم ب‬
‫‪ %21,2‬مع ‪ 50‬فرد‪ ،‬أما تقين سامي قدرت نسبتهم ب ‪ %15,7‬مع ‪ 37‬فرد‪ ،‬وهذا يدل على أغلب أفراد العينة‬
‫املدروسة من مالك املؤسسات أو املشرفني على إدارهتا ذو شهادات من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ألن نظام التشغيل يف‬
‫مؤسسات العينة املدروسة يتطلب هذا النوع من الشهادات‪ ،‬أما ثانوي أو أقل قدرت نسبتهم ب ‪ %10,2‬مع ‪24‬فرد‪،‬‬
‫وهذا يرجع إىل خملفات النظام القدمي‪ ،‬وعلى الرغم من عدم متابعة هذه الفئة املشوار الدراسي‪ ،‬إال أن هذه الفئة استطاعت‬
‫إنشاء مؤسسات خاصة والدخول يف عامل األعمال‪ ،‬يف حني دراسات عليا حققت نسبة ‪ %600‬ما ميثل ‪06‬فرد من العينة‬
‫املدروسة‪ ،‬وهي أضعف نسبة يف العينة املدروسة‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬وصف البيانات خــاصة بـالمـؤسسـات لعينة الدراسة‪:‬‬

‫‪ .1‬توزيع عينة الدراسة على حسبعدد سنوات نشاط المؤسسة‪:‬‬

‫حىت نتمكن من التعرف على عدد سنوات نشاط املؤسسة لعينة الدراسة نعرض اجلدول والشكل التاليني‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الجدول رقم (‪ :)19‬توزيع أفراد العينة حسب عدد سنوات نشاط المؤسسة‬
‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫عدد سنوات نشاط المؤسسة‬
‫المئوية‬
‫‪%5203‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أقل من ‪ 2‬سنوات‬
‫‪%5306‬‬ ‫‪02‬‬ ‫من ‪ 2‬إلى ‪ 17‬سنوات‬
‫‪%5502‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنوات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪056‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬توزيع أفراد العينة حسب عدد سنوات نشاط المؤسسة‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يبني الشكل السابق أن املؤسسات الناشطة واملستفيدة من التمويل التشاركي أغلبها ذات أقدمية من ‪ 3‬إىل ‪ 02‬سنواتأي ما‬
‫ميثل نسبة ‪ ،℅35,6‬تليها بعد ذلك عدد سنوات نشاط املؤسسات أكثر من ‪ 02‬سنوات بنسبة ‪ ،℅33,9‬يف حني‬
‫حققت فئة أقل من ‪ 3‬سنوات نسبة ‪ ،%30,5‬ما يؤكد على أن مؤسسات كلها لديها اخلربة يف اجملال الناشطة فيه‪ ،‬حبيث‬
‫اغلب املؤسسات لديها خربة متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪ .2‬توزع عينة الدراسة حسبعدد عمال المؤسسات‪:‬‬


‫ميكن توضيحعدد عمال املؤسسات لعينة الدراسة من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)18‬توزيع العينة حسب عدد عمال المؤسسة‬

‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫عدد العمال في المؤسسة‬
‫المئوية‬
‫‪%3200‬‬ ‫‪002‬‬ ‫أقل من ‪17‬‬
‫‪%5203‬‬ ‫‪20‬‬ ‫من ‪ 17‬إلى ‪20‬‬
‫‪%0200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫من ‪ 27‬إلى أقل من ‪227‬‬
‫‪%0,4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫من ‪ 227‬إلى ‪277‬‬
‫‪%0,4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أكثر من ‪277‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)28‬توزيع أفراد العينة حسب عدد عمال المؤسسة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪110‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫نالحظ من خالل ما سبق أن عدد العمال يف املؤسسات أقل من ‪ 02‬عامل بلغت أعلى نسبة يف العينة املدروسة قدرت ب‬
‫‪ ،%50,8‬تلتها بعد ذلك فئة عدد العمال من ‪ 02‬إىل ‪ 22‬عامل بنسبة ‪ %30,5‬ومن ‪ 32‬إىل أقل من ‪032‬عامل بنسبة‬
‫‪.%17,8‬أماعدد العمال يف املؤسسة من ‪ 032‬إىل ‪ 322‬وأكثر من ‪ 322‬عامل بلغت كلهما أدىن نسبة يف العينة املدروسة‬
‫قدرت ب ‪.% 0,4‬‬
‫يعطي عدد العمال داخل املؤسسة فكرة عن حجم املؤسسة‪ ،‬حيث يتبني لنا أن أكثر من نصف املؤسسات عينة الدراسة هي‬
‫مؤسسات مصغرة بنسبة ‪ ،%50,8‬تليها املؤسسات الصغرية بنسبة ‪ ،%30,5‬أما املؤسسات املتوسطة فتمثل ما نسبته‬
‫‪ %17,8‬من العينة املدروسة‪ ،‬ومؤسسة واحدة فقط يفوق عدد عملها ‪ 032‬عامل من العينة حمل الدراسة هي مؤسسة‬
‫كبرية‪.‬‬
‫‪ .2‬توزع عينة الدراسة على حسبالنشاط الرئيسي للمؤسسة‪:‬‬
‫ميكن توضيح النشاط الرئيسي للمؤسسة لعينة الدراسة من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)21‬توزيع أفراد العينة حسب النشاط الرئيسي للمؤسسة‬


‫النسبة‬
‫النشاط الرئيسي للمؤسسة التكرار‬
‫المئوية‬
‫‪%91,8‬‬ ‫‪721‬‬ ‫تجاري‬
‫‪%1,4‬‬ ‫‪78‬‬ ‫صناعي‬
‫‪%21,,‬‬ ‫‪18‬‬ ‫خدمي‬
‫‪%27,2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫بناء وأشغال عمومية‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)29‬توزيع أفراد العينة حسب النشاط الرئيسي للمؤسسة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪111‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫يتبني من خالل ما سبق أن النشاط الرئيسي للمؤسسات حمل الدراسة جتاري‪ ،‬وهم أكثر نسبة يف عينة الدراسة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت النسبة ‪ ،%50,8‬تلتها بعد ذلك مؤسسات البناء واألشغال العموميةبتكرار يقدر بنسبة ‪ ،%21,2‬أما بالنسبة‬
‫ملؤسسات املختصة يف النشاط اخلدميفقد بلغت نسبة ‪ ،%20,3‬أما فئة املؤسسات ذات الطابع الصناعي مثلت نسبة‬
‫‪ ،7,6%‬إن اختيار املشاريع بصفة عامة يعود إىل رحبية هذه املشاريع‪ ،‬ويتضح من النتائج السابقة أن النشاط األكثر رحبية‬
‫هو النشاط التجاري‪ ،‬يليه قطاع األشغال العمومية والنشاط اخلدمي وبدرجة أقل النشاط الصناعي هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى أن مؤسسات التمويل بصفة عامة ومؤسسات التمويل التشاركي بصفة خاصة متنح التمويل للنشاطات األكثر رحبية‬
‫لكي تضمن اسرتجاع أمواهلا‪ ،‬وبالتايل يتضح من النتائج السابقة أن النشاط التجاري هو األكثر رحبية من بني األنشطة‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬وصف متغيرطبيعة التمويل‬


‫ميكن توضيح طبيعة التمويل ملؤسسات عينة الدراسة من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)22‬وصف متغير طبيعة التمويل‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫طبيعة التمويل‬

‫‪%5000‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مع بداية النشاط‬


‫‪%5203‬‬ ‫‪20‬‬ ‫توسعي‬
‫‪%5002‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تشغيلي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪056‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)12‬وصف متغير طبيعة التمويل‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪112‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫يبني الشكل أعاله أن متغريمع بداية النشاط حققت أعلى نسبة يف املؤسسات املدروسة أين احتلت أعلى نسبة بقيمة‬
‫‪ ،℅38,1‬ما ميثل ‪ 90‬من أفرد من العينة املدروسة‪.‬يف حني حققتتشغيلينسبة ‪ .℅31,4‬أما يف األخري تأيت فئة توسعي‬
‫اليت حققت نسبة ‪ %30,5‬ما ميثل‪72‬أفرد من العينة املدروسة‪.‬‬
‫‪ .2‬وصف متغيرمصدر التمويل‪:‬‬
‫ميكن توضيح مصدر التمويل لعينة الدراسة من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)23‬وصف متغير مصدر التمويل‬

‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫مصدر التمويل‬
‫المئوية‬
‫‪%3003‬‬ ‫‪050‬‬ ‫بنك البركة‬
‫‪%5000‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مصرف السالم‬
‫‪%502‬‬ ‫‪0‬‬ ‫نافذة إسالمية تابعة لبنك اإلسكان‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬وصف متغير مصدر التمويل‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪113‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫توضح املعطيات السابقة أن أغلب مؤسسات العينة املدروسة مصدر متويلها من البنك الربكة‪ ،‬وهي أعلى نسبة قدرت ب‬
‫‪%58,5‬أي ما ميثل ‪138‬مؤسسة‪ ،‬كما نالحظ أن مصرف السالمقد بلغت نسبتهم ‪ % 38,1‬أي ‪90‬مؤسسة‪ ،‬تلتها‬
‫بعد ذلك نافذة إسالمية تابعة لبنك اإلسكان بنسبة ‪ %3,4‬أي سجلت ‪ 8‬مؤسسات‪.‬‬

‫‪ .1‬وصف متغيرصيغة التمويل التي تحصلت عليها المؤسسة‪:‬‬


‫ميكن توضيح صيغة التمويل اليت حتصلت عليها املؤسسة لعينة الدراسة من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)24‬وصف متغير صيغة التمويل التي تحصلت عليها المؤسسة‬

‫النسبة‬ ‫صيغة التمويل التي تحصلت عليها‬


‫التكرار‬
‫المئوية‬ ‫المؤسسة‬
‫‪%002‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪%003‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪%6200‬‬ ‫‪062‬‬ ‫مرابحة‬
‫‪%0002‬‬ ‫‪52‬‬ ‫بيع السلم‬
‫‪%200‬‬ ‫‪02‬‬ ‫استصناع‬
‫‪%0002‬‬ ‫‪06‬‬ ‫إجارة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪236‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)12‬وصف متغير صيغة التمويل التي تحصلت عليها المؤسسة‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪114‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫نالحظ من خالل الشكل واجلدول أعاله أن أغلب مؤسسات العينة املدروسة حصلت على التمويل وفق صيغة املراحبة‪،‬‬
‫حيث نالحظ أن صيغة التمويل باملراحبة حققت نسبة ‪ %67,8‬أي ما يعادل ‪160‬مؤسسة‪ ،‬وما يقدر ب ‪% 12,7‬من‬
‫صيغة بيع السلم‪ ،‬تلتها بعد ذلك إجارة بنسبة ‪ %11‬أي سجلت ‪26‬مؤسسة‪ ،‬كما إحتلت صيغة االستصناع نسبة قدرت‬
‫ب ‪ ،%4,2‬أي ما متثل ‪10‬مؤسسات من العينة املدروسة‪ ،‬أماصيغة املشاركة حققت نسبة قدرت ب ‪ ،%2,5‬أي ما متثل‬
‫‪6‬مؤسسات من العينة املدروسة‪ ،‬أما صيغة التمويل باملضاربة حققت أضعف نسبة قدرت ب ‪ ،%1,7‬أي ما متثل‬
‫‪4‬مؤسسات من العينة املدروسة‪.‬‬
‫وقد توصلت إىل نفس النتائج كل من دراسة (عبد القادر‪ ،‬مدياين‪)0205 ،‬ودراسة(بوزيد‪ ،‬قدي ‪)0203 ،‬وأيضا دراسة‬
‫(مسري هربان‪ ،)0203 ،‬ويعود السبب إىل ضمان رأس املال والربح وسهولة تطبيق هذه الصيغة من طرف البنوك التشاركية‪،‬‬
‫على خالف صيغ التمويل القائمة على املشاركة يف الربح واخلسارة‪ ،‬واليت تتحاشى البنوك التشاركة على منح التمويل هبذه‬
‫الصيغ وذلك لعدم قدرة هذه البنوك بصفة عامة على فرض ضمانات مقابل منح التمويل‪ ،‬إضافة إىل املخاطر العالية‬
‫املصاحبة للتمويل هبذه الصيغ(امحد جمذوب‪ ،0205 ،‬صفحة ‪.)022‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬وصف محاور الدراسة حسب إجابات عينة الدراسة‬

‫قبل القيام بعملية الوصف اإلحصائي ملختلف اإلجابات‪ ،‬مت حتديد املقياس املعتمد يف تقييم إجتاهات أراء مالك أو‬
‫املشرفني على إدارة املؤسسات املستفيدة من التمويل التشاركي يف العينة حمل الدراسة من خالل املعادلة التالية‪:‬‬

‫املدى‬
‫طول الفئة‬
‫األعلى الفئة قيمة‬

‫حيتوي مقياس ليكرت اخلماسي على ‪ 3‬خيارات‪ ،‬ومنه نستنتج مايلي‪:‬‬

‫طول الفئة =‪ ،2.0‬حيث املدى =‪ ،2=0-3‬ومن مث أمكن وضع الوزن النسيب للخيارات على النحو التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)25‬مجاالت تقييم الوزن النسبي للمتوسط الحسابي‪.‬‬

‫] ‪[5-4,2] ] 4,2-3,4‬‬ ‫]]‪3,4-2 ,6‬‬ ‫]]‪2,6-1,8‬‬ ‫جمال املوافقة ]‪1,8]-1‬‬


‫موافق بشدة‬ ‫درجة املوافقة املتوسطة موافق‬ ‫غري موافق بشدة غري موافق‬ ‫الوزن‬
‫النسيب‬
‫من إعداد الباحث المصدر‪ :‬مصطفى طويط ‪ ،‬ميلود وعيل‪ ،‬ألساليب تصميم واعداد الدكالسات الميدانية –‬
‫منظوك إحصائ ‪ ،‬مطبوعة‪ ،‬يلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬التجاكية وعلوم التلسييك‪ ،‬جامعة البويكة‪.4012 ،‬‬
‫ص‪.111‬‬

‫‪115‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫أوال‪ :‬وصف المحور األول‪ :‬التمويل التشاركي (المتغير المستقل في الدراسة)‪:‬‬


‫ينقسم هذا املتغري إىل أربعة أبعاد كل من سياسات وتكلفة التمويل التشاركي‪ ،‬فرتة السداد التمويل التشاركي ‪ ،‬تكلفة‬
‫التمويل‪ ،‬ومنتجات التمويل التشاركي ميكن إدراجهم كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬وصف فقرات البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬
‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص فقرات البعد األول‪ ،‬من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)26‬وصف متغيرخاص بسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬

‫الوزن‬ ‫المتوسط االنحراف‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫موافق‬ ‫‪1,012‬‬ ‫‪3,56‬‬ ‫البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬
‫موافق‬ ‫‪1,262‬‬ ‫‪3,69‬‬ ‫إجراءات حصولنا على التمويل من البنوك التشاركية سهلة وبسيطة‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,334‬‬ ‫‪3,39‬‬ ‫منتجات التمويل التشاركي تناسب تمويل نشاطنا‬
‫موافق‬ ‫‪1,295‬‬ ‫‪3,43‬‬ ‫طبيعة صيغ التمويل التشاركي تلبي حاجاتنا المالية‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,359‬‬ ‫‪3,31‬‬ ‫الفترة بين طلب التمويل والحصول عليه كانت جد قصير‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,408‬‬ ‫‪3,35‬‬ ‫حصلنا على التمويل في وقت مناسب‬
‫موافق‬ ‫‪1,330‬‬ ‫‪3,58‬‬ ‫موظفو البنوك التشاركية يحافظون على التواصل مع مؤسستنا باستمرار‬
‫توفر البنوك التشاركية المعلومات الكافية حول صيغ التمويل‬
‫موافق‬ ‫‪1,360‬‬ ‫‪3,53‬‬
‫للمؤسسات ورجال األعمال‬
‫يتالءم التمويل التشاركي وطرق حصولنا على التمويل من البنوك‬
‫موافق‬ ‫‪1,169‬‬ ‫‪3,91‬‬
‫التشاركية‬
‫موافق‬ ‫‪1,174‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫يعتبر التمويل التشاركي بديال مناسبا للتمويل من البنوك أخرى‬
‫موافق‬ ‫‪1,234‬‬ ‫‪3,57‬‬ ‫توجد لدى البنوك التشاركية معايير واضحة ونزيهة تحكم حجم التمويل‬
‫موافق‬ ‫‪1,348‬‬ ‫‪3,48‬‬ ‫تطلب البنوك التشاركية ضمانات متشددة مقابل الحصول على التمويل‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫تبني معطيات اجلدول أعاله أن مستوى استجابة أفراد العينة حول بعدسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي قد‬
‫حقق وزن نسيب موافق‪ ،‬حيث قدر املتوسط احلسايب جملموع فقراته ب‪ 3,56‬بإحنراف معياري ‪ 1,012‬ما يدل على‬
‫إختالف اآلراء بني العينة املدروسة حول حمتوى فقرات املتغري‪ ،‬وهذا ما يفسر وجود موافقة من طرف أفراد العيينة املدروسة‬
‫على فقرات هذا البعد املتعلق سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي يف منح التمويل‪ ،‬وهي تدل على وجود سهولة‬

‫‪116‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫نسبية يف احلصول على التمويل من البنوك التشاركية‪ ،‬وهي نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (ضياء الدين مصباح‪،‬‬
‫‪ ،)0203‬أما فيما يتعلق بالعبارات فقد سجلنا أعلى متوسط احلسايب يف العبارتني (‪ )8‬و(‪")9‬يتالءم التمويل التشاركي‬
‫وطرق حصولنا على التمويل من البنوك التشاركية"و"يعتبر التمويل التشاركي بديال مناسبا للتمويل من البنوك أخرى"‬
‫قدر ب ‪ ،3,91‬وهذا راجع إىل نظرة أصحاب املؤسسات من العينة املدروسة إىل أن التمويل التشاركي يعترب مصدر مالئم‬
‫لتمويل أنشطتهم املختلفة‪ ،‬كما يرى أصحاب هذه املؤسسات أن التمويل التشاركي يعترب بديال مناسب للتمويل التقليدي‬
‫كونه يوافق معتقداهتم الشرعية‪ ،‬ويعترب مبثابة بديال مباحا للتمويل عوض البنوك األخرى اليت تتعامل بالفائدة احملرمة شرعا‪،‬‬
‫يف حني أظهرت نتائج الفقرة(‪")2‬الفترة بين طلب التمويل والحصول عليه كانت جد قصير" أقل متوسط حسايب بقية‬
‫‪ ،3,31‬وقد حصلت هذه الفقرة على درجة املوافقة املتوسطة من طرف أفراد عينة الدراسة‪ ،‬وهذا لوجود فرتة ليست بالقصري‬
‫بني طلب التمويل واحلصول عليه وهذا راجع ألسباب تتعلق بالبنوك ماحنة التمويل‪ ،‬وبالنسبة للفقرة (‪" )3‬حصلنا على‬
‫التمويل في وقت مناسب" أيضا حصلت على درجة املوافقة املتوسطة‪ ،‬وهذا يدل على أن طاليب التمويل مل حيصلوا على‬
‫التمويل املطلوب يف وقت احلاجة إليه‪ ،‬وهذا ما ميكن أن يضيع فرصا للمؤسسات طالبت التمويل من هذه البنوك‪ ،‬وهي‬
‫نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (عبد القادر‪ ،‬مدياين‪ )0205 ،‬ودراسة (خالد احلبشي‪ ،) 0203 ،‬وجتدر اإلشارة‬
‫إىل نتائج الفقرة(‪" )00‬تطلب البنوك التشاركية ضمانات متشددة مقابل الحصول على التمويل" مبتوسط حسايب ‪3,48‬‬
‫وبدرجة موافق‪ ،‬واليت تبني الضمانات املتشدد اليت تفرضها البنوك التشاركية من أجل منح التمويل‪ ،‬وهي نفس النتائج اليت‬
‫توصلت إليها دراسة (بوزيد‪ ،‬قدي ‪ ،)0203 ،‬حيث تصل قيمة الضمانات أحيانا إىل نسبة ‪ %002‬من قيمة املبالغ‬
‫املمنوحة كتمويل للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وهو أمر مبالغ فيه‪ ،‬كما ميثل عائقا أمام املؤسسات الصغرية املتوسطة او تلك‬
‫اليت تكون يف بداية النشاط‪.‬‬

‫أما لو رأينا إىل اإلحنراف املعياري للفقرات لوجدنا قيمها ترتاوح ما بني‪1,169‬و‪ 1,408‬ما يبني أن هناك تشت كبري يف أراء‬
‫املوظفني املدروسني حول ما جاء يف فقرات بعدسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪-2‬وصف فقرات البعد الثاني‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‪.‬‬

‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص فقرات البعد الثاين‪ ،‬من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22‬وصف متغير تكلفة التمويل التشاركي‪.‬‬

‫الوزن‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫موافق‬ ‫‪0,953‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫البعد الثاني‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬
‫تكلفة التمويل التشاركي اقل من تكلفة التمويل من‬
‫موافق‬ ‫‪1,528‬‬ ‫‪3,54‬‬
‫البنوك األخرى‬
‫تساعد سياسة التمويل التشاركي في الحصول على‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,400‬‬ ‫‪3,29‬‬
‫أدوات اإلنتاج بأسعار مناسبة للمؤسسة‬
‫يمكن التمويل التشاركي مؤسستنا من الحصول على‬
‫موافق‬ ‫‪1,410‬‬ ‫‪3,49‬‬
‫المواد األولية لإلنتاج بتكلفة مناسبة‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,412‬‬ ‫‪3,33‬‬ ‫يساعد التمويل التشاركي على تخفيض تكلفة منتجاتنا‬
‫موافق‬ ‫‪1,271‬‬ ‫‪3,68‬‬ ‫ساعدنا التمويل التشاركي على تخفيض أسعار منتجاتنا‬
‫تحسن تكلفة التمويل التشاركي من اختيارنا التمويل‬
‫موافق‬ ‫‪1,102‬‬ ‫‪3,94‬‬
‫المناسب بين البدائل المتاحة في سوق التمويل‬
‫توجد لديكم رغبة في الحصول على تمويل من البنوك‬
‫موافق‬ ‫‪1,179‬‬ ‫‪3,69‬‬ ‫التشاركية مستقبالً بسبب تكلفة التمويل المنخفضة‬
‫نسبيا‬
‫تقديم ضمانات مقابل التمويل التشاركي ال يعيق نشاط‬
‫موافق‬ ‫‪1,366‬‬ ‫‪3,45‬‬
‫مؤسستنا‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يبني اجلدول أعاله أن إستجابة أفراد عينة الدراسة حول بعدتكلفة التمويل التشاركي‪ ،‬قد حققت وزن نسيب مال حنو اختيار‬
‫موافق‪ ،‬حيث قدر املتوسط احلسايب جملموع فقرات البعد ب ‪5035‬بإحنراف معياري ‪ 20235‬ما يدل على أن هناك إتفاق‬
‫نسيب بني العينة على فقرات املتغري‪ ،‬وهذا ما يفسر أن تكلفة التمويل التشاركي ليست مرتفعة بالقدر الذي يؤثر بشكل‬
‫سليب على األداء املايل للمؤسسات حمل الدراسة‪ ،‬كما أهنا ليست مرتفعة عن تكلفة التمويل من البنوك األخرى بالشكل‬

‫‪118‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫الواضح للمبحوثني من مؤسسات العيينة كما أهنا ليست منخفضة بل تكاد تكون مقاربة لتكلفة التمويل من البنوك األخرى‪،‬‬
‫أما فيما يتعلق بالعبارات فقد سجلنا أعلى متوسط احلسايب للعبارة (‪ ")6‬تحسن تكلفة التمويل التشاركي من اختيارنا‬
‫التمويل المناسب بين البدائل المتاحة في سوق التمويل " قدر ب ‪ ،3,94‬ما يؤكد أن التمويل التشاركي يعترب بديال تاما‬
‫ومناسبا للتمويل من البنوك التقليدية األخرى يتيح ألصحاب املؤسسات احلصول على متويل يوافق الشريعة اإلسالمية وبتكلفة‬
‫مناسبة‪ ،‬فيحني أظهرت نتائج الفقرة (‪ " )2‬تساعد سياسة التمويل التشاركي في الحصول على أدوات اإلنتاج بأسعار‬
‫مناسبة للمؤسسة" أقل متوسط حسايب بقيمة ‪ ،3,29‬واليت حصلت على موافقة متوسطة من طرف املبحوثني األمر الذي‬
‫يثبت أن تكاليف التمويل التشاركي خاصة صيغة املراحبة تعترب مرتفعة نسبيا وهي نفس النتائج اليت توصلت إليها دراسة (عبد‬
‫القادر‪ ،‬مدياين‪ )0205 ،‬ودراسة)‪ (Aulia Nurul Huda,2017‬وأيضا دراسة (خالد احلبشي‪ ،) 0203 ،‬وهذا ما‬
‫تأكده نتائج الفقرة(‪" )2‬ساعدنا التمويل التشاركي على تخفيض أسعار منتجاتنا " واليت حصلت على درجة املوافقة‬
‫متوسطة مبتوسط حسايب ‪ 5.55‬وهذا بسبب ارتفاع تكاليف التمويل التشاركي نسبيا وبالتايل ال تساعد على ختفيض أسعار‬
‫منتجات املؤسسات حمل الدراسة‪.‬‬

‫وبالنظر إىل االحنراف املعياري لوجدنا قيمه ترتاوح ما بني‪ 1,528- 1,102‬ما يبني تشت كبري يف أراء أفراد املدروسني حول‬
‫ما جاء يف فقرات تكلفة التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪ -3‬وصف فقرات البعد الثالث‪ :‬فترة السداد التمويل التشاركي‪.‬‬

‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص فقرات البعد الثالث‪ ،‬من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)28‬وصف متغير خاص بفترة السداد التمويل التشاركي‪.‬‬

‫الوزن‬ ‫المتوسط االنحراف‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫الحسابي المعياري‬
‫موافق‬ ‫‪1,074‬‬ ‫‪3,22‬‬ ‫البعد الثالث‪ :‬فترة السداد التمويل التشاركي‬
‫توجد قوانين وتنظيمات واضحة تضبط فترة السداد‬
‫موافق‬ ‫‪1,339‬‬ ‫‪3,42‬‬
‫للمؤسسات المستفيدة من التمويل‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,337‬‬ ‫‪3,33‬‬ ‫مبلغ القسط األول الواجب دفعه كان عاليا جدا‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,366‬‬ ‫‪3,20‬‬ ‫تالءمت قيمة األقساط الواجب دفعها مع وضعيتنا المالية‬
‫تساعد فترات السداد بين األقساط على تحسين الوضعية‬
‫موافق‬ ‫‪1,373‬‬ ‫‪3,48‬‬
‫المالية لمؤسستنا‪.‬‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,330‬‬ ‫‪3,03‬‬ ‫توجد فترة سماحة قبل البدء بتسديد أقساط التمويل‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,214‬‬ ‫‪3,36‬‬ ‫االلتزام بسداد األقساط المالية قبل الموعد شجع البنوك‬

‫‪119‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫التشاركية على منحنا المزيد من التمويل‬


‫توجد خطة واضحة يتم اللجوء إليها في حالة عجز مؤسستنا‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,307‬‬ ‫‪3,23‬‬
‫عن سداد أقساط الديون‬
‫توجد خطة واضحة يتم اللجوء إليها في حال أرادت مؤسستنا‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,380‬‬ ‫‪3,03‬‬
‫سداد كل التمويل قبل الموعد المحدد‬
‫بسبب التأخر عن المواعيد المحددة لسداد األقساط تعرضنا‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,234‬‬ ‫‪2,98‬‬
‫لغرامات مالية‬
‫درجة املوافقة املتوسطة‬ ‫‪1,406‬‬ ‫‪3,17‬‬ ‫تعرضنا لغرامات مالية يعيق التحسن المالي لمؤسستنا‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يبني اجلدول أعاله أن إستجابة املؤسسات عينة الدراسة حول فرتة سداد الديون املرتتبة على التمويل التشاركي‪ ،‬قد حقق وزن‬
‫نسيب مال حنو اختيار درجة املوافقة املتوسطة‪ ،‬حيث قدر املتوسط احلسايب جملموع فقرات البعد ب ‪3,22‬بإحنراف معياري‬
‫‪1,074‬ما يدل على إختالف اآلراء بني العينة املدروسة حول حمتوى فقرات املتغري‪ ،‬وهذا ما يفسر وجود اثر لفرتة سداد‬
‫للديون املرتبة على التمويل التشاركي بدرجة املوافقة املتوسطة على األداء املايل للعينة الدراسة حمل البحث‪ ،‬وهي نفس النتائج‬
‫اليت توصلت إليها دراسة (ضياء الدين مصباح‪ ،)0203 ،‬وهذا يتضح من خالل اإلجابة على الفقرة(‪" )0‬مبلغ القسط‬
‫األول الواجب دفعه كان عاليا جدا" مبتوسط حسايب ‪5.55‬ايضا حصلت على درجة املوافقة املتوسط وهذا يدل على أن‬
‫املبحوثني واجهوا نوعا من ارتفاع القسط األول الواجب تسديده وهذا‪ ،‬أما العبارة (‪")5‬تالءمت قيمة األقساط الواجب‬
‫دفعها مع وضعيتنا المالية " ب متوسط حسايب ‪ 5.02‬وبدرجة موافقة متوسطة فتبني أن املبحوثني يواجهون مشكلة يف‬
‫سداد األقساط‪ ،‬وأن سدادها ال يتالءم دائما مع الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬أي عدم املالءة املالية للمؤسسة‪ ،‬وهي نفس‬
‫النتائج اليت توصلت إليها دراسة(عبد القادر‪ ،‬مدياين‪)0205 ،‬أما فيما يتعلق بالعبارة اليت سجلت أعلى متوسط احلسايب هي‬
‫العبارة (‪" )2‬تساعد فترات السداد بين األقساط على تحسين الوضعية المالية لمؤسستنا"قدر ب‪ ،3,48‬ما يفسر أن‬
‫أقساط التمويل املدفوعة من طرف املؤسسات مل تؤثر بشكل سليب على الوضعية املالية للمؤسسات حمل الدراسة وهذا يعود‬
‫إىل وجود قوانني واضحة تنظم هذه العملية‪ ،‬واليت تدفع املؤسسات إىل التخطيط من اجل دفع هذه األقساط بالشكل الذي‬
‫ال يؤثر على الوضع املايل‪ ،‬يف حني أظهرت نتائج الفقرة (‪")9‬بسبب التأخر عن المواعيد المحددة لسداد األقساط‬
‫تعرضنا لغرامات مالية"أقل متوسط حسايب بقيمة ‪ ،2,98‬ما يوضح عدم تعرض اغلب املبحوثني من أصحاب املؤسسات‬
‫إىل الغرامات املالية نتيجة التأخر عن سداد األقساط يف مواعيدها مع العلم أن فرض الغرامات املالية عند التأخر ينايف تعاليم‬
‫الشريعة اإلسالمية (عبد القادر و مدياين‪ ،0205 ،‬صفحة ‪ ،)023‬أما لو نظرنا إىل اإلحنراف املعياري لوجدنا قيمه ترتاوح‬
‫مابني‪1,214‬و‪1,406‬ما يبني تشت كبري يف أراء للموظفني املدروسني حول عبارات فرتة السداد التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪ -4‬وصف فقرات البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬

‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص فقرات البعد الرابع‪ ،‬من خالل اجلدول التايل ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )29‬وصف متغير منتجات التمويل التشاركي‬

‫الوزن‬ ‫المتوسط االنحراف‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬

‫موافقبشدة‬ ‫‪0,613‬‬ ‫‪4,24‬‬ ‫البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬


‫موافق بشدة‬ ‫‪0,673‬‬ ‫‪4,46‬‬ ‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على التوسع في اإلنتاج‬
‫موافق بشدة‬ ‫‪0,748‬‬ ‫‪4,28‬‬ ‫تمكنا من دخول أسواق جديدة بفضل منتجات التمويل التشاركي‬
‫موافق بشدة‬ ‫‪0,955‬‬ ‫‪4,20‬‬ ‫اعتماد منتجات التمويل التشاركي منحنا ميزة تنافسية‬
‫موافق‬ ‫‪0,939‬‬ ‫‪4,11‬‬ ‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على اكتساب حصة في السوق‬
‫موافق‬ ‫‪0,979‬‬ ‫‪4,16‬‬ ‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على تحسين معدل نمو أعمالنا‬
‫موافق بشدة‬ ‫‪0,859‬‬ ‫‪4,26‬‬ ‫تساعد منتجات التمويل التشاركي من االستخدام األفضل لمواردنا‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يبني اجلدول أعاله أن إستجابة أفراد عينة الدراسة حول بعدمنتجات التمويل التشاركي‪ .‬قد حقق وزن نسيب مال حنو اختيار‬
‫موافق بشدة‪ ،‬حيث قدر املتوسط احلسايب جملموع فقرات البعد ب‪4,24‬بإحنراف معياري ‪0,613‬ما يدل على أن هناك‬
‫إتفاق بني العينة على فقرات املتغري‪ ،‬وهذا ما يفسر ان بعد منتجات التمويل التشاركي تعزز من األداء املايل للمؤسسات حمل‬
‫الدراسة وهي نفس النتائج اليت توصلت إليها )‪ (Abdiaziz yussf,2017‬أما فيما يتعلق بالعبارات فقد سجلنا أعلى‬
‫متوسط احلسايب للعبارة (‪" )1‬تساعد منتجات التمويل التشاركي على التوسع في اإلنتاج"قدر ب‪ ،4,46‬ما يفسر أن‬
‫منتجات التمويل التشاركي تساعد املؤسسات املستفيدة من التمويل التشاركي على التوسع يف اإلنتاج وذلك باحلصول على‬
‫التمويل حسب املطلوب‪ ،‬وحسب نوع نشاطها‪ ،‬يف حني أظهرت نتائج الفقرة (‪ " )4‬تساعد منتجات التمويل التشاركي‬
‫على اكتساب حصة في السوق‪ ".‬أقل متوسط حسايب بقيمة ‪ ،4,11‬ما يوضح التمويل التشاركي يساعد املؤسسات على‬
‫متويل أنشطتها التوسعية خاصة منها التجارية والتسويقية‪ ،‬أما لو نظرنا إىل اإلحنراف املعياري لوجدنا قيمه ترتاوح ما بني‬
‫‪0,748‬و‪0,979‬ما يبني تشت يف أراء للموظفني املدروسني حول عبارات فرتة السداد التمويل التشاركي‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪-2‬وصف فقرات المحور الثاني ‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪( .‬المتغير التابع في الدراسة(‬
‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص فقرات احملور الثاين‪ ،‬من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )32‬وصف متغير األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫الوزن‬ ‫المتوسط االنحراف‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫الحسابي المعياري‬

‫موافق‬ ‫‪0,648‬‬ ‫‪2572‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫موافق‬ ‫‪0,988‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫يساعد التمويل التشاركي على تحسين وضعنا المالي‬
‫موافق‬ ‫‪1,028‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫يساعد التمويل التشاركي على االستمرار في النشاط‬
‫موافق‬ ‫‪1,047‬‬ ‫‪5022‬‬ ‫يساعد التمويل التشاركي على زيادة أرباح المؤسسة‬
‫موافق‬ ‫‪1,065‬‬ ‫‪5003‬‬ ‫يساعد التمويل التشاركي على زيادة مردودية أنشطتنا‬
‫حسن اعتمادنا على التمويل التشاركي من قدرة مؤسستنا على‬
‫موافق‬ ‫‪1,089‬‬ ‫‪5025‬‬
‫الوفاء بالتزاماتها المالية في المواعيد المحددة‬
‫تساعد صيغ التمويل التشاركي على توفير السيولة الكافية‬
‫موافق‬ ‫‪0,966‬‬ ‫‪5000‬‬
‫لمؤسستنا لمواجهة المدفوعات العادية‬
‫تساعد صيغ التمويل التشاركي على توفير السيولة الكافية‬
‫موافق‬ ‫‪0,912‬‬ ‫‪2002‬‬
‫لمؤسستنا لمواجهة المدفوعات الطارئة‬
‫موافق‬ ‫‪0,931‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫التمويل التشاركي يقلل من مخاطر إفالس المؤسسة‬

‫موافق‬ ‫‪0,934‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫يقلل التمويل التشاركي من مخاطر التوقف عن النشاط‬


‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يبني اجلدول أعاله أراء إستجابة أفراد عينة الدراسة حول احملور الثاين‪ :‬األداء املايل للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬حيث حققت‬
‫اإلجابات وزن نسيب مال حنو االختيار موافق‪ ،‬نتيجة لبلوغ متوسطها احلسايب اخلاص جبميع فقرات البعد قيمة ‪4,02‬بإحنراف‬
‫معياري قدر ب‪ ،0,648‬ما يدل على أن هناك إتفاق نسيب بني أفراد العينة على فقرات املتغري‪ ،‬وهذا ما يفسر أن للتمويل‬
‫التشاركي اثر على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية وهي النتائج نفسها اليت توصلت إليها كل من دراسة‪(Abdiaziz :‬‬
‫)‪ yussf,2017‬ودراسة (مهدي ميلود‪ ) 0206 ،‬و أيضا دراسة (ضياء الدين مصباح‪ )0203 ،‬اليت خلصت كلها إىل‬
‫أن التمويل التشاركي فعال وله اثر على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حيث يؤثر اجيابيا على سيولة املؤسسة ‪،‬‬
‫ويساعدها على زيادة األرباح‪ ،‬وهذا حسب أراء املبحوثني من أصحاب املؤسسات اليت تعتمد يف متويل أنشطتها على صيغ‬

‫‪122‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫التمويل التشاركي‪ ،‬أما فيما يتعلق بالعبارات فقد سجلنا أعلى متوسط احلسايب للعبارة(‪")2‬يساعد التمويل التشاركي على‬
‫االستمرار في النشاط" قدر ب‪ ،4,18‬ما يبني أن للتمويل التشاركي دور مهم يف مساعدة املؤسسات االقتصادية على‬
‫االستمرار يف نشاطها ويقلل من خماطر التوقف عن النشاط‪ ،‬يف حني أظهرت نتائج الفقرة (‪" )4‬يساعد التمويل التشاركي‬
‫على زيادة مردودية أنشطتنا" أقل متوسط حسايب بقيمة ‪ ،3,85‬وهذا يؤكد على أن للتمويل التشاركي أمهية يف متويل‬
‫أنشطة املؤسسات حمل الدراسة وله أمهية كبرية يف زيادة مردودية أنشطة هذه املؤسسات حسب العينة املبحوثة‪.‬‬

‫أما لو نظرنا إىل اإلحنراف املعياري لوجدنا قيمه ترتاوح ما بني‪ 0,912‬و‪1,089‬ما يبني تشت يف أراء للموظفني املدروسني‬
‫حول عبارات األداء املايل للمؤسسة االقتصادية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وصف محاور الدراسة الرئيسية مجتمعة‪:‬‬


‫نبدأ اآلن بالتعرف على إجابات عينة الدراسة فيما خيص احمل ـ ـ ـ ـ ـ ــاور‪ ،‬من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)31‬وصف محاور الدراسة مجتمعة‬

‫الوزن‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬


‫العب ـ ـ ــارات‬
‫النسبي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬

‫موافق‬ ‫‪0,659‬‬ ‫‪5062‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التمويل التشاركي (المتغير المستقل في الدراسة)‬

‫المحور الثاني‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪( .‬المتغير التابع في‬


‫موافق‬ ‫‪0,648‬‬ ‫‪2020‬‬
‫الدراسة(‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫يوضح اجلدول أن اآلراء أصحاب املؤسسات العينة املدروسة حول املتغري املستقل يف الدراسة أال وهو التمويل التشاركي‪ ،‬قد‬
‫حقق متوسط حسايب ‪ 3,64‬واحنراف معياري ‪ ،0,659‬ما يؤكد على أنه هناك اتفاق بدرجة موافق على التمويل التشاركي‪،‬‬
‫ما يفسر أن للتمويل التشاركي والذي يستمد قواعده وأسسه من الشريعة اإلسالمية جبميع أبعاده له اثر حسب العينة املبحوثة‬
‫على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬أما لو نظرنا إىل املتغري التابع األداء املايل للمؤسسة االقتصادية لوجدنا أنه حقق‬
‫وزن نسيب موافق مبتوسط حسايب قدر ب ‪ ،4,02‬ما يفسر أن التغريات اليت حتدث يف مؤشرات األداء املايل للمؤسسات‬
‫االقتصادية اليت تعتمد على صيغ التمويل التشاركي يف متويل احتياجاهتا سواء كانت مع بداية النشاط‪ ،‬أو عند توسيع‬
‫نشاطها‪ ،‬أو متويل احتياجاهتا االستغاللية‪ ،‬تعود إىل التغريات اليت حتدث يف التمويل التشاركي بدرجة موافق حسب أراء العينة‬
‫املدروسة وهي نفس النتيجة اليت توصلت إليها كل من دراسة )‪ ،(Abdiaziz yussf,2017‬ودراسة (مهدي ميلود‪،‬‬
‫‪ ،) 0206‬وأيضا دراسة (ضياء الدين مصباح‪ ،)0203 ،‬أما اإلحنراف املعياري فقد حقق قيم متدنية يف كل احملاور جمتمعة‬
‫ما يؤكد على إتفاق العينة على العموم حول ما جاء فيهم‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل نتائج الدراسة واختبار الفرضيات‬

‫يعترب هذا املبحث مهم جدا يف الدراسة امليدانية‪ ،‬من خالله سنقوم بتحليل نتائج الدراسة امليدانية املبنية على منوذج‬
‫الدراسة كما سنعرض من خالله إختبار النموذج املقرتح ومعرفة مدى تطابق املتغريات اجلزئية والكلية للنموذج االفرتاضي مع‬
‫البيانات الواقعية‪ ،‬لذلك كان لزاما علينا اإلستعانة بأساليب التحليل اإلحصائي العاملي التوكيدي إلختبار منوذج الدراسة‬
‫والتعرف على النمذجة البنائية للمتغري املستقل والتابع‪ ،‬وكذا النموذج الذي يربط بينهما‪ ،‬باإلضافة إىل أننا ستعرض إختبار‬
‫فرضيات الدراسة املبنية على النموذج املقرتح وهذا وفق التايل‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪:‬العاملي التوكيدي لنموذج البنائي املقرتح للدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬إختبار الفرضيات الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬العاملي التوكيدي لنموذج البنائي المقترح للدراسة‪:‬‬

‫تعترب عملية النمذجة البنائية أهم مرحلة قبل اختبار فرضيات الدراسة‪ ،‬ملا هلا من دور يف التعرف على جودة املطابقة‬
‫بني املتغريات الكلية واجلزئية املكونة ملتغريات الدراسة وإجابات عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪-1‬النمذجة البنائية لمتغير التمويل التشاركي (المتغير المستقل)‬

‫لقد بينا فيما سبق من خالل النموذج املقرتح أن متغري التمويل التشاركي ميثل املتغري املستقل يف الدراسة ويتكون أربعة أبعاد‬
‫ميكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬


‫‪ ‬البعد الثاين‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬
‫‪ ‬البعد الثالث‪ :‬فرتة السداد التمويل التشاركي‬
‫‪ ‬البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬
‫سنعرض النموذج البنائي ألبعاد التمويل التشاركي والفقرات املكونة لكل بعد من خالل النتائج املبينة يف الشكل التايل‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )13‬النموذج البنائي ألبعاد متغير التمويل التشاركي‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله عالقات االرتباط املتشابكة مابني أبعاد التمويل التشاركيوفقرات كل بعد‪ ،‬حيث يبني الشكل أن نسبة‬
‫اخلطأ يف اإلجابة‪en‬لكل فقرة من فقرات األبعاد كلها أقل من ‪ ،2.22‬كما نالحظ أهنا متقاربة فيما بينها داخل البعد‬
‫الواحد‪.‬‬

‫‪-‬كما نالحظ من الشكل أن العالقات االرتباطية املعيارية بني كل فقرة من فقرات البعد والبعد اخلاص هبا قد حققت قيم‬
‫تراوحت ملعامالت االرتباط املعيارية قدرت ما بني ما بني ‪ 2.22- 2.23‬ما يؤكد على متثيلها اجليد للبعد اخلاص هبا‪.‬‬

‫‪-‬كما يوضح الشكل أعاله خمتلف نتائج االختبارات اإلحصائية لنموذج البناء اخلاصة مبؤشرات املطابقة حققت قيم أقل من‬
‫مستويات القطع يف كل املؤشرات ما جيعلنا نلجأ إىل تعديل النموذج أي املرور مبرحلة إعادة التعيني من خالل التعليمات‬
‫املقرتحة من طرف النظام لتعديل املؤشرات‪ ،‬ومتكنا من احلصول على النتائج التالية‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )14‬النموذج البنائي بعد تعديل متغير التمويل التشاركي‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله حتسن يف مؤشرات جودة املطابقة ومن خالل إتباع عدد من تعليمات الربنامج املرتبطة باإلرتباطات‪ ،‬كما‬
‫يبني كما يبني الشكل أن نسبة اخلطأ يف اإلجابة‪ en‬عن كل بعد وتعرب عن نسبة اخلطأ بني ما مت اإلجابة عنه يف االستبيان‬
‫وبني اإلجابة اليت يفرتض هبا أن تكون صحيحة‪ ،‬حيث نالحظ أهنا أقل من ‪ 2.22‬ومتقاربة فيما بينها داخل العامل الواحد‪،‬‬
‫وتعترب مؤشرات املطابقة للنموذج أهم القراءات يف حتليل الشكل ونتائجها إلحصائية ميكن إعادة إدراجها يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫جدول رقم (‪ :)32‬نتائج جودة المطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬

‫‪RMSEA‬‬ ‫‪Tli‬‬ ‫‪Cfi‬‬ ‫‪Cmin/df‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Cmin‬‬ ‫معايير جودة النموذج‬

‫<‪7.78‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪<3‬‬ ‫‪>0.05‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مستوى القطع‬


‫‪7.712‬‬ ‫‪2.206‬‬ ‫‪2.256‬‬ ‫‪0.226‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪0203.260‬‬ ‫نتائج النموذج‬
‫محقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫‪-‬‬ ‫حمقق‬ ‫‪-‬‬ ‫التقييم‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬


‫ميثل اجلدول أعاله مؤشرات املطابقة اخلاصة باملتغري املستقل‪ ،‬ميكن تفسري كل مؤشر متحصل عليه حسب النتائج اجلدول‬
‫من خالل ما يلي‪:‬‬
‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin‬قيمة ‪ ،0203.260‬حيث نالحظ أهنا غري حمققة‪ ،‬نتيجة لكون‬ ‫‪‬‬
‫هذا املؤشر ال يتحقق مع درجات احلرية الكبرية‪ ،‬لذا سنعتمد مؤشرات آخرى للحكم على جودة النموذج‪.‬‬
‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin/df‬اليت بلغت ‪ ،0.226‬حيث نالحظ أهنا حققت مستوى القطع‬ ‫‪‬‬
‫ما يؤكد على تطابق منوذج مع الواقع حسب إجابات عينة املؤسسات املدروسة‪.‬‬
‫كما يبني اجلدول أعاله قيمة درجة احلرية البالغة ‪ 300‬ما يدل على أننا ال نواجه مشكلة تعيني النموذج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما تدل قيم مؤشر املطابقة املقارن(‪)cfi‬اليت حققت قيمة ‪2.256‬حيث نالحظ أهنا حمققة ملستوى القطع على‬ ‫‪‬‬
‫تطابق النموذج مع البيانات الواقعية هو تطابق ممتاز القرتاب قيمته من الواحد‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نستنتج أنه توجد ارتباطات‬
‫بني متغريات النموذج االفرتاضي للدراسة مع البيانات الواقعية‪ ،‬كما تؤكد قيمة مؤشر ‪ TLI‬البالغة ‪ 2.206‬هذه النتيجة‪.‬‬
‫كما بينة قيمة مؤشر (‪ )RMSEA‬البالغة ‪ 2.263‬والقريبة من الصفر على التطابق التام بني البيانات‬ ‫‪‬‬
‫واملشاهدات الواقعية والنموذج االفرتاضي للدراسة اخلاص بعبارات كل بعد من أبعاد التمويل التشاركي وعبارته ومن مث نؤكد‬
‫على صدق مؤشرات بناء املتغري‪ ،‬إذن كل بعد من أبعاد التمويل التشاركي املقرتح متثله متثيل جيد‪.‬‬
‫‪-2‬النمذجة البنائية لمتغير األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫سنعرض النموذج البنائي للعبارات املكونة للمتغري التابع لدراسة هو األداء املايل للمؤسسة االقتصادية ويضم تسعة عبارات‪،‬‬

‫وذلك من خالل النتائج املبينة يف الشكل التايل‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )15‬النموذج البنائي لمتغير األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله عالقات االرتباط املتشابكة مابني األداء املايل للمؤسسة االقتصاديةوفقراته‪ ،‬حيث يبني الشكل أن نسبة‬
‫اخلطأ يف اإلجابة‪en‬لكل فقرة من فقرات األبعاد كلها أقل من ‪ ،2.22‬كما نالحظ أهنا متقاربة فيما بينها داخل البعد‬
‫الواحد‪.‬‬

‫‪-‬كما نالحظ من الشكل أن العالقات االرتباطية املعيارية بني كل فقرة من فقرات البعد والبعد اخلاص هبا قد حققت قيم‬
‫تراوحت ملعامالت االرتباط املعيارية قد تراوحت ما بني ما بني ‪ 2.00- 2.03‬ما يؤكد على متثيلها اجليد لبعد األداء املايل‬
‫للمؤسسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬كما يوضح الشكل أعاله خمتلف نتائج االختبارات اإلحصائية لنموذج البناء اخلاصة مبؤشرات املطابقة حققت قيم أقل من‬
‫مستويات القطع يف كل املؤشرات ما جيعلنا نلجأ إىل تعديل النموذج أي املرور مبرحلة إعادة التعيني من خالل التعليمات‬
‫املقرتحة من طرف النظام لتعديل املؤشرات‪ ،‬ومتكنا من احلصول على النتائج التالية‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )16‬النموذج البنائي بعد تعديل متغير األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله حتسن يف مؤشرات جودة املطابقة ومن خالل إتباع عدد من تعليمات الربنامج املرتبطة باالرتباطات‪ ،‬كما‬
‫يبني كما يبني الشكل أن نسبة اخلطأ يف اإلجابة‪ en‬عن كل بعد وتعرب عن نسبة اخلطأ بني ما مت اإلجابة عنه يف االستبيان‬
‫وبني اإلجابة اليت يفرتض هبا أن تكون صحيحة‪ ،‬حيث نالحظ أهنا أقل من ‪ 2.22‬ومتقاربة فيما بينها داخل العامل الواحد‪،‬‬
‫وتعترب مؤشرات املطابقة للنموذج أهم القراءات يف حتليل الشكل ونتائجه اإلحصائية ميكن إعادة إدراجها من خالل اجلدول‬
‫التايل‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫جدول رقم (‪:)31‬نتائج جودة المطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬

‫‪RMSEA‬‬ ‫‪Tli‬‬ ‫‪Cfi Cmin/df‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪df Cmin‬‬ ‫معايير جودة النموذج‬

‫<‪7.78‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪<3 >0.05‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مستوى القطع‬


‫‪7.721 2.220 2.220‬‬ ‫‪0.323 2.000 00 06.330‬‬ ‫نتائج النموذج‬
‫محقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫التقييم‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬
‫ميثل اجلدول أعاله مؤشرات املطابقة اخلاصة باملتغري املستقل‪ ،‬ميكن تفسري كل مؤشر متحصل عليه حسب النتائج اجلدول‬
‫من خالل ما يلي‪:‬‬

‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin‬قيمة ‪ ،06.330‬حيث نالحظ أهنا حمققة‪ ،‬نتيجة لبلوغ قيمة‬ ‫‪‬‬
‫مستوى داللة االختبار قيمة ‪ 2.000‬ما يؤكد على التطابق التام بني البيانات واملشاهدات الواقعية والنموذج االفرتاضي‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin/df‬اليت بلغت ‪ ،0.323‬حيث نالحظ أهنا حققت مستوى القطع‬ ‫‪‬‬
‫ما يؤكد على تطابق منوذج مع الواقع حسب إجابات عينة املؤسسات املدروسة‪.‬‬
‫كما يبني اجلدول أعاله قيمة درجة احلرية البالغة ‪ 00‬ما يدل على أننا ال نواجه مشكلة تعيني النموذج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما تدل قيم مؤشر املطابقة املقارن(‪)cfi‬اليت حققت قيمة ‪2.220‬حيث نالحظ أهنا حمققة ملستوى القطع على‬ ‫‪‬‬
‫تطابق النموذج مع البيانات الواقعية هو تطابق ممتاز القرتاب قيمته من الواحد‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نستنتج أنه توجد ارتباطات‬
‫بني متغريات النموذج االفرتاضي للدراسة مع البيانات الواقعية‪ ،‬كما تؤكد قيمة مؤشر ‪ TLI‬البالغة ‪ 2.220‬هذه النتيجة‪.‬‬
‫كما بينة قيمة مؤشر (‪ )RMSEA‬البالغة ‪ 2.226‬والقريبة من الصفر على التطابق التام بني البيانات‬ ‫‪‬‬
‫واملشاهدات الواقعية والنموذج االفرتاضي للدراسة اخلاص بعبارات كل بعد من أبعاد التمويل التشاركي وعبارته ومن مث نؤكد‬
‫على صدق مؤشرات بناء املتغري‪ ،‬إذن كل عبارة من عبارات األداء املايل للمؤسسات املقرتحة متثله متثيال ممتازا‪.‬‬
‫‪-5‬النمذجة البنائية الكلية للدراسة (النموذج الكلي)‪:‬‬

‫سنعرض النموذج البنائي الكلي للدراسة الذي ميثله التمويل التشاركي كمتغري مستقل بأربع أبعاد‪ ،‬واملتغري التابع لدراسة هو‬
‫لدراسة األداء املايل للمؤسسة االقتصادية ويضم تسعة عبارات‪،‬‬

‫وذلك من خالل النتائج املبينة يف الشكل التايل‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )12‬النموذج البنائي الكلي للدراسة‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله عالقات االرتباط املتشابكة لنموذج الكلي للدراسة‪ ،‬حيث يبني الشكل أن نسبة اخلطأ يف اإلجابة‪ en‬لكل‬
‫بعد من أبعاد التمويل التشاركي أو لكل عبارة من عبارات األداء املايل للمؤسسة االقتصادية قد حققت قيم كلها أقل من‬
‫‪ ،2.22‬كما نالحظ أهنا متقاربة فيما بينها داخل املتغري الواحد‪.‬‬

‫‪-‬كما نالحظ من الشكل أن العالقات االرتباطية املعيارية بني التمويل التشاركي وأبعاده قد حققت قيم تراوحت ملعامالت‬
‫االرتباط املعيارية ما بني ‪ 2.20- 2.22‬ما يؤكد على متثيلها اجليد حملور التمويل التشاركي‪ ،‬كما حققت عبارات األداء املايل‬
‫مع العبارات معامالت ارتباط تراوحت مابني ‪ 2.03‬و‪ 20‬ما يؤكد على متثيلها للمتغري‪.‬‬

‫‪-‬كما يوضح الشكل أعاله خمتلف نتائج االختبارات اإلحصائية لنموذج البناء اخلاصة مبؤشرات املطابقة حققت قيم أقل من‬
‫مستوي ات القطع يف كل املؤشرات ما جيعلنا نلجأ إىل تعديل النموذج أي املرور مبرحلة إعادة التعيني من خالل التعليمات‬
‫املقرتحة من طرف النظام لتعديل املؤشرات‪ ،‬ومتكنا من احلصول على النتائج التالية‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫شكل رقم (‪ : )18‬النموذج البنائي الكلي بعد التعديل‬

‫المصدر‪ :‬مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫يبني الشكل أعاله حتسن يف مؤشرات جودة املطابقة ومن خالل إتباع عدد من تعليمات الربنامج املرتبطة باإلرتباطات‪ ،‬كما‬
‫يبني كما يبني الشكل أن نسبة اخلطأ يف اإلجابة‪ en‬عن كل بعد وتعرب عن نسبة اخلطأ بني ما مت اإلجابة عنه يف االستبيان‬
‫وبني اإلجابة اليت يفرتض هبا أن تكون صحيحة‪ ،‬حيث نالحظ أهنا أقل من ‪ 2.22‬ومتقاربة فيما بينها داخل العامل الواحد‪،‬‬
‫وتعترب مؤشرات املطابقة للنموذج أهم القراءات يف حتليل الشكل ونتائجه اإلحصائية ميكن إعادة إدراجها من خالل اجلدول‬
‫التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)34‬نتائج جودة المطابقة للنموذج البنائي للمتغير التمويل التشاركي‬

‫‪RMSEA‬‬ ‫‪Tli‬‬ ‫‪Cfi Cmin/df‬‬ ‫‪P Df Cmin‬‬ ‫معايير جودة النموذج‬

‫<‪7.78‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪>0.9‬‬ ‫‪<3 >0.05‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مستوى القطع‬


‫‪7.728 2.220 2.202‬‬ ‫‪0.520 2.222 33 22.050‬‬ ‫نتائج النموذج‬
‫محقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق‬ ‫حمقق ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التقييم‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على مخرجات برنامج‪AMOS26‬‬

‫‪132‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫ميثل اجلدول أعاله مؤشرات املطابقة اخلاصة باملتغري املستقل‪ ،‬ميكن تفسري كل مؤشر متحصل عليه حسب النتائج اجلدول‬
‫يف‪:‬‬
‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin‬قيمة ‪ ،22.050‬حيث نالحظ أهنا غري حمققة‪ ،‬نتيجة لكون هذا‬ ‫‪‬‬
‫املؤشر ال يتحقق مع درجات احلرية الكبرية‪ ،‬لذا سنعتمد مؤشرات آخرى للحكم على جودة النموذج‬
‫قدرت قيمة كاف تربيع املعياري (‪ )Cmin/df‬اليت بلغت ‪ ،0.520‬حيث نالحظ أهنا حققت مستوى القطع‬ ‫‪‬‬
‫ما يؤكد على تطابق منوذج مع الواقع حسب إجابات عينة املؤسسات املدروسة‪.‬‬
‫كما يبني اجلدول أعاله قيمة درجة احلرية البالغة ‪ 33‬ما يدل على أننا ال نواجه مشكلة تعيني النموذج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما تدل قيم مؤشر املطابقة املقارن(‪)cfi‬اليت حققت قيمة ‪2.202‬حيث نالحظ أهنا حمققة ملستوى القطع على‬ ‫‪‬‬
‫تطابق النموذج مع البيانات الواقعية هو تطابق ممتاز القرتاب قيمته من الواحد‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نستنتج أنه توجد ارتباطات‬
‫بني متغريات النموذج االفرتاضي للدراسة مع البيانات الواقعية‪ ،‬كما تؤكد قيمة مؤشر ‪ TLI‬البالغة ‪ 2.220‬هذه النتيجة‪.‬‬
‫كما بينت قيمة مؤشر (‪ )RMSEA‬البالغة ‪ 2.22650‬والقريبة من الصفر على التطابق التام بني البيانات‬ ‫‪‬‬
‫واملشاهدات الواقعية والنموذج االفرتاضي للدراسة بالنموذج ككل‪ ،‬ومن مث نؤكد على صدق مؤشرات بناء النموذج ومتثلها له‬
‫متثيل جيد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إختبار الفرضيات الدراسة‪:‬‬
‫مت تنقسم الدراسة حسب النموذج املقرتح إىل فرضيات رئيسية تنبثق‪ ،‬حيث تنقسم الفرضية الرئيسية األوىل إىل أربعة فرضيات‬
‫فرعية‪ .‬وهبدف التحقق من صحة الفرضيات املدرجة يف الدراسة سيتم اعتماد منهجية االنتقال من اجلزء إىل الكل مبعىن خنترب‬
‫الفرعية مث الرئيسية‪ ،‬ليتم بعدها حتديد شروط جودة النموذج للفرضية الرئيسية األوىل للدراسة‪ .‬وقبل كل هذا البد من اختبار‬
‫التوزيع الطبيعي للمتغريات‪.‬‬
‫‪-1‬إختبار التوزيع الطبيعي لمتغيرات الدراسة‪:‬‬

‫لقد مت إختبار التوزيع الطبيعي ملتغريات الدراسة وأبعادها من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪: )35‬نتائج إختبار التوزيع الطبيعي‪Kolmogorov-Smirnov‬‬

‫‪Sig‬‬ ‫‪K .S‬‬ ‫المحاور واألبعاد‬


‫‪2.230‬‬ ‫‪0.220‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التمويل التشاركي‬
‫‪2.223‬‬ ‫‪0.230‬‬ ‫البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬
‫‪2.2320‬‬ ‫‪5.220‬‬ ‫البعد الثاني‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬
‫‪2.502‬‬ ‫‪0.322‬‬ ‫البعد الثالث‪ :‬فترة السداد التمويل التشاركي‬
‫‪0.202‬‬ ‫‪2.020‬‬ ‫البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬
‫‪2.202‬‬ ‫‪0.625‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫‪133‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناءا على مخرجات ‪.SPSS V25‬‬

‫نالحظ من اجلدول أعاله أن إختبار التوزيع الطبيعي قد بلغ يف كل متغريات الدراسة قيم ذات مستويات داللة أكرب من‬
‫‪ 2.23‬أال وهو مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة‪ ،‬ما يؤدي بنا لقبول الفرض الصفري الذي حمتواه أن البيانات اخلاصة‬
‫مبتغريات الدراسة كلها تتبع التوزيع الطبيعي ومن مث ميكن اعتماد االختبارات املعلمية يف التحقق من صحة الفرضيات‪.‬‬

‫‪-2‬اختبار الفرضية الرئيسية األولى وفروعها‪:‬‬


‫سيتم اختبار الفرضيات الرئيسية األوىل للدراسة من خالل البدء بالفرضيات الفرعية فالرئيسية‪.‬‬

‫‪-1-2‬اختبار الفرضية الفرعية األولى‬


‫مت صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي على األداء‬
‫المالي للمؤسساتحسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عن هذه الفرضية من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)36‬تحليل التباين لنموذج أثر بين المتغيرين‪ANOVA‬للفرضية الفرعية األولى‬

‫مستوى الداللة‬ ‫إختبار‬ ‫درجات‬


‫متوسط المربعات‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪59,847 20,113‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20,113‬‬ ‫تباين اإلنحدار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,336‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪78,642‬‬ ‫تباين البواقي‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪98,755‬‬ ‫التباين الكلي‬
‫معامل التحديد املعياري ‪2.022‬‬ ‫معامل التحديد ‪2.022‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫من اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة اختبار فيشر لدراسة أثرسياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي على األداء املايل‬
‫للمؤسسات حسب رأي العينة املدروسة وقد بلغت‪ ،32.022‬حيث نالحظ أهنا ذات داللة إحصائيا عند مستوى الداللة‬
‫‪ 2.23‬نتيجة لبلوغ مستوى داللتها ‪ ،2.22‬ومن هنا نرفض الفرض الصفري الذي يتضمن عدم وجود أثر بني املتغريين‪،‬‬
‫ونقبل الفرض البديل الذي ينص على‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لسياسات وضوابط مؤسسات‬
‫التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات حسب العينة المدروسة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫أما بالنسبة ملعامل التحديد فنجده قد بلغت قيمة ‪ ،2 .022‬ما يبني أن التغريات اليت حتدث يف األداء املايل منها ‪℅02.2‬‬
‫سببها ضوابط مؤسسات التمويل التشاركي حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬وهي تعترب نسبة ضعيفة نوعا ما‪ ،‬ما يفسر وجود‬
‫نوع من الصعوبة يف احلصول على التمويل من طرف البنوك التشاركية العاملة يف اجلزائر‪ ،‬وهذا بسبب الضمانات املتشددة‬
‫اليت تفرضها هذه البنوك‪ ،‬وهي نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (عصام بوزيد‪ ،‬قدي عبد اجمليد‪ )0203 ،‬حيث‬
‫أشارة هذه الدراسة إىل أن الضمانات املطلوبة مقابل احلصول على التمويل تصل يف بعض األحيان إىل ‪ %002‬من قيمة‬
‫التمويل املطلوب ‪ ،‬وهو ما يشكل عائقا أمام املؤسسات االقتصادية يف احلصول على التمويل من البنوك التشاركية يف اجلزائر‬
‫حسب أراء العينة املبحوثة‪ ،‬زد على ذلك طول الفرتة بني طلب التمويل واحلصول عليه‪ ،‬حيث أشارة دراسة (عبد القادر‪،‬‬
‫مدياين‪ )0205 ،‬إىل أن هذه املدة تصل يف بعض األحيان إىل شهرين‪ ،‬واليت تعترب مدة طويلة يف عامل املال واألعمال‪ ،‬وهذا‬
‫ما جيعل أثر سياسات اليت تتبعها مؤسسات التمويل التشاركي يف اجلزائر ضعيف على األداء املايل للمؤسسات املستفيدة من‬
‫هذا التمويل‪.‬‬
‫أما منوذج االحندار اخلطي الذي يربط بينهما هو كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)32‬نموذج االنحدار الخطي البسيط بين المتغيرين للفرضية الفرعية األولى‬

‫مستوى الداللة‬ ‫االختبار‬ ‫الخطأ‬ ‫معامل االنحدار‬


‫‪Beta‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig‬‬ ‫‪T‬‬ ‫المعياري‬ ‫‪B‬‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪21,646 /‬‬ ‫‪2,138‬‬ ‫‪2,992‬‬ ‫الثابت‬


‫سياسات وضوابط مؤسسات التمويل‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪7,736‬‬ ‫‪2,451 2,037‬‬ ‫‪2,289‬‬
‫التشاركي‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫من اجلدول أعاله ميكن كتابة العالقة بني املتغريين على النحو التايل‪:‬‬

‫األداء المالي للمؤسسات =‪× 7.280 + 2.002‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬
‫مبعىن أنه كلما تغري سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي بوحدة واحدة أدى لتغري األداء املايل بـ ـ ‪ ،2.002‬أما‬
‫باقي التغريات اليت تؤثر يف األداء املايل تفسرها عوامل أخرى قدرت بـ ـ ‪ ،0.220‬ما يفسر وجود اثر لسياسات وشروط‬
‫التمويل اليت تنتهجها مؤسسات التمويل التشاركي يف اجلزائر على األداء املايل للمؤسسات اليت تستفيد من هذا التمويل وهو‬
‫ما وصلت إليه دراسة (ضياء الدين مصباح‪.)0203 ،‬‬

‫‪135‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪-2-2‬اختبار الفرضية الفرعية الثانية‬


‫مت صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لتكلفة التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسساتحسب‬
‫رأي العينة المدروسة‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عن هذه الفرضية من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)38‬تحليل التباين لنموذج أثر بين المتغيرين ‪ ANOVA‬للفرضية الفرعية الثانية‬

‫مستوى الداللة‬ ‫إختبار‬ ‫درجات‬


‫متوسط المربعات‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪97,633 29,074‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29,074‬‬ ‫تباين اإلنحدار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,298‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪69,682‬‬ ‫تباين البواقي‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪98,755‬‬ ‫التباين الكلي‬
‫معامل التحديد املعياري ‪2.020‬‬ ‫معامل التحديد ‪2.022‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫من اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة اختبار فيشر لدراسة أثرتكلفة التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسساحتسب رأي‬
‫العينة املدروسة حيث بلغت ‪ ،22.655‬حيث نالحظ أهنا ذات داللة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ 2.23‬نتيجة لبلوغ‬
‫مستوى داللتها ‪ ،2.22‬ومن هنا نرفض الفرض الصفري الذي يتضمن عدم وجود أثر بني املتغريين‪ ،‬ونقبل الفرض البديل‬
‫الذي ينص على‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لتكلفة التمويل التشاركي على األداء‬
‫المالي للمؤسسات حسب العينة المدروسة‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملعامل التحديد فنجده قد بلغت قيمة ‪ ،2 .022‬ما يبني أن التغريات اليت حتدث يف األداء املايل منها ‪℅02.2‬‬
‫سببها تكلفة التمويل التشاركي حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬ويكمن تفسري ها أن تكاليف التمويل التشاركي مقاربة إىل‬
‫التمويل من البنوك التقليدية‪ ،‬إال انه خيتلف عنه بعدم وجود غرامات التأخري وهذا حسب عينة املدروسة وهذا ما جيعل له اثر‬
‫مهم على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حسب أراء العينة املبحوثة وهذه نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (ضياء‬
‫الدين مصباح‪.)0203 ،‬‬

‫أما منوذج االحندار اخلطي الذي يربط بينهما هو كما يلي‪:‬‬

‫‪136‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫جدول رقم (‪ :)39‬نموذج االنحدار الخطي البسيط بين المتغيرين للفرضية الفرعية الثانية‬

‫مستوى الداللة‬ ‫االختبار‬ ‫معامل االنحدار‬


‫الخطأ المعياري ‪Beta‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪19,928 /‬‬ ‫‪2,136‬‬ ‫‪2,719‬‬ ‫الثابت‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪9,881‬‬ ‫‪2,543 2,037‬‬ ‫‪2,369‬‬ ‫تكلفة التمويل التشاركي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫من اجلدول أعاله ميكن كتابة العالقة بني املتغريين على النحو التايل‪:‬‬

‫األداء المالي =‪ × 7.210 + 2.010‬تكلفة التمويل التشاركي‬

‫مبعىن أنه كلما تغري تكلفة التمويل التشاركي بوحدة واحدة أدى لتغري األداء املايل بـ ـ ‪ ،2.562‬أما باقي التغريات اليت تؤثر يف‬
‫األداء املايل تفسرها عوامل أخرى قدرت بـ ـ ‪ ،0.202‬ما يفسر وجود اثر لتكلفة التمويل التشاركي على األداء املايل‬
‫للمؤسسات االقتصادية حسب رأي العينة املدروسة وهذه نفس النتائج اليت توصل إليها دراسة(ضياء الدين مصباح‪،‬‬
‫‪)0203‬‬

‫‪-2-2‬اختبار الفرضية الفرعية الثالثة‪:‬‬


‫مت صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لفترة السداد لتمويل التشاركي على األداء المالي‬
‫للمؤسساتحسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عن هذه الفرضية من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)42‬تحليل التباين لنموذج أثر بين المتغيرين‪ ANOVA‬للفرضية الفرعية الثالثة‬

‫مستوى الداللة‬ ‫إختبار‬ ‫درجات‬


‫متوسط المربعات‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪29,632 11,100‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11,100‬‬ ‫تباين اإلنحدار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,375‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪87,655‬‬ ‫تباين البواقي‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪98,755‬‬ ‫التباين الكلي‬
‫معامل التحديد املعياري ‪2.022‬‬ ‫معامل التحديد ‪2.000‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪137‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫من اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة اختبار فيشر لدراسة أثرفرتة السداد التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسساحتسب رأي‬
‫العينة املدروسة‪ ،‬حيث قدرت ب ‪ ،02.650‬حيث نالحظ أهنا ذات داللة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ 2.23‬نتيجة‬
‫لبلوغ مستوى داللتها ‪ ،2.22‬ومن هنا نرفض الفرض الصفري الذي يتضمن عدم وجود أثر بني املتغريين‪ ،‬ونقبل الفرض‬
‫البديل الذي ينص على‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لفترة السداد التمويل التشاركي على‬
‫األداء المالي للمؤسسات حسب العينة المدروسة‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملعامل التحديد فنجده قد بلغت قيمة ‪ ،2 .000‬ما يبني أن التغريات اليت حتدث األداء املايل منها ‪℅00.0‬‬
‫سببها فرتة سداد التمويل التشاركي حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬وهي تعرب عن اثر ضعيف لفرتة السداد اخلاصة بالديون‬
‫املرتتبة على التمويل التشاركي للمؤسسات االقتصادية على األداء املايل‪ ،‬حسب رأي العينة املدروسة ‪ ،‬وميكن تفسري ذلك‬
‫إىل ارتفاع القسط األول الواجب دفعه نوعا ما‪ ،‬وعدم مالئمة أقساط التمويل مع الوضعية املالية للمؤسسات حمل الدراسة يف‬
‫كثري من األحيان‪ ،‬األمر الذي يؤثر بشكل مباشر على السيولة يف العينة املبحوثة‪ ،‬األمر الذي جيعل املؤسسات تواجه‬
‫مشاكل وصعوبات يف تسديد أقساط التمويل حسب العينة املدروسة وهي نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (عبد‬
‫القادر‪ ،‬مدياين‪ ،)0205 ،‬إضافة إىل عوامل أخرى كحالة السوق الذي نشط يف هذه املؤسسات على سبيل املثال‪.‬‬

‫أما منوذج االحندار اخلطي الذي يربط بينهما هو كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)41‬نموذج االنحدار الخطي البسيط بين المتغيرين للفرضية الفرعية الثالثة‬

‫مستوى الداللة‬ ‫االختبار‬ ‫معامل االنحدار‬


‫الخطأ المعياري ‪Beta‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪0,000‬‬ ‫‪26,652‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪0,126‬‬ ‫‪3,368‬‬ ‫الثابت‬

‫‪20222‬‬ ‫‪30222‬‬ ‫‪20553‬‬ ‫‪20252‬‬ ‫‪20020‬‬ ‫فترة السداد التمويل التشاركي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫من اجلدول أعاله ميكن كتابة العالقة بني املتغريين على النحو التايل‪:‬‬

‫األداء المالي = ‪× 75272+25218‬فترة السداد التمويل التشاركي‬

‫مبعىن أنه كلما تغري فرتة السداد التمويل التشاركي بوحدة واحدة أدى لتغري األداء املايل بـ ـ ‪ ،2.020‬أما باقي التغريات اليت‬
‫تؤثر يف األداء املايل تفسرها عوامل أخرى قدرت بـ ـ ‪ ،50560‬ما يفسر وجود اثر لفرتات السداد على األداء املايل للعينة‬

‫‪138‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫املدروسة ولو بأثر ضعيف ألسباب ذكرت سالفا‪ ،‬وهي نفس النتيجة اليت توصلت إليها دراسة (ضياء الدين مصباح‪،‬‬
‫‪.)0203‬‬

‫‪-2-2‬اختبار الفرضية الفرعية الرابعة‬


‫مت صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لمنتجات التمويل التشاركي على األداء المالي‬
‫للمؤسساتحسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عن هذه الفرضية من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)42‬تحليل التباين لنموذج أثر بين المتغيرين‪ ANOVA‬للفرضية الفرعية الرابعة‬

‫مستوى الداللة‬ ‫إختبار‬ ‫درجات‬


‫متوسط المربعات‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪103,796 30,345‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪30,345‬‬ ‫تباين اإلنحدار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,292‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪68,410‬‬ ‫تباين البواقي‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪98,755‬‬ ‫التباين الكلي‬
‫‪/‬‬ ‫معامل التحديد املعياري ‪2.522‬‬ ‫معامل التحديد ‪2.522‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫من اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة اختبار فيشر لدراسة أثر منتجات التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسساحتسب رأي‬
‫العينة املدروسة قد قدرت ب ‪ ،025.226‬حيث نالحظ أهنا ذات داللة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ 2.23‬نتيجة لبلوغ‬
‫مستوى داللتها ‪ ،2.22‬ومن هنا نرفض الفرض الصفري الذي يتضمن عدم وجود أثر بني املتغريين‪ ،‬ونقبل الفرض البديل‬
‫الذي ينص على‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬لمنتجات التمويل التشاركي على األداء‬
‫المالي للمؤسسات حسب العينة المدروسة‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملعامل التحديد فنجده قد بلغت قيمة ‪ ،2 .522‬ما يبني أن التغريات اليت حتدث يف األداء املايل منها ‪℅52.2‬‬
‫سببها منتجات التمويل التشاركي حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬ميكن تفسري ذلك بان ملنتجات التمويل التشاركي دور مهم يف‬
‫متويل احتياجات املالية للمؤسسات حمل الدراسة‪ ،‬أيضا ساعدت منتجات التمويل التشاركي املؤسسات على التوسع يف‬
‫أنشطتها ودخول أسواق جديدة‪ ،‬كما ساعدها على اكتساب حصص يف السوق وهذا ما كان له اثر على األداء املايل‬
‫للمؤسسات االقتصادية حسب العيينة املدروسة)‪.(Abdiaziz yussf,2017‬‬

‫‪139‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫أما منوذج االحندار اخلطي الذي يربط بينهما هو كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)43‬نموذج االنحدار الخطي البسيط بين المتغيرين للفرضية الفرعية الرابعة‬

‫مستوى الداللة‬ ‫االختبار‬ ‫معامل االنحدار‬


‫الخطأ المعياري ‪Beta‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪6,219‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,247‬‬ ‫‪1,534‬‬ ‫الثابت‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪10,188 2,554 2,058‬‬ ‫‪2,586‬‬ ‫منتجات التمويل التشاركي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫من اجلدول أعاله ميكن كتابة العالقة بني املتغريين على النحو التايل‪:‬‬

‫األداء المالي =‪ × 7.281 +1.222‬منتجات التمويل التشاركي‬

‫مبعىن أنه كلما تغري منتجات التمويل التشاركي بوحدة واحدة أدى لتغري األداء املايل بـ ـ ‪ ،2.306‬أما باقي التغريات اليت تؤثر‬
‫يف األداء املايل تفسرها عوامل أخرى قدرت بـ ـ ‪ ،0.352‬ما يفسر وجود اثر معترب ملنتجات التمويل التشاركي على األداء‬
‫املايل للمؤسسات االقتصادية حسب العينة املدروسة‪ ،‬وهذا نتيجة ملساعدة منتجات التمويل التشاركي املؤسسات حمل‬
‫الدراسة على التوسع يف اإلنتاج‪ ،‬ودخول أسواق جديدة‪ ،‬أيضا متكن من احلصول على ميزة تنافسية‪ ،‬وهذا مكان له اثر‬
‫اجيايب على األداء املايل للمؤسسات حسب العينة املدروسة وهي نفس النتائج اليت توصلت إليها دراسة ‪(Abdiaziz‬‬
‫)‪.yussf,2017‬‬
‫‪-2-2‬اختبار الفرضية الرئيسية األولى‬
‫مت صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬للتمويل التشاركي علىاألداء المالي للمؤسسات حسب رأي‬
‫العينة المدروسة‪.‬‬

‫ومتت اإلجابة عن هذه الفرضية من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ :)44‬تحليل التباين لنموذج أثر بين المتغيرين‪ ANOVA‬للفرضية الرئيسية األولى‬

‫مستوى الداللة‬ ‫إختبار‬ ‫درجات‬


‫متوسط المربعات‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪158,366‬‬ ‫‪39,859‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪39,859‬‬ ‫تباين اإلنحدار‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,252‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪58,896‬‬ ‫تباين البواقي‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪98,755‬‬ ‫التباين الكلي‬
‫‪2.220‬‬ ‫معامل التحديد املعياري‬ ‫‪2.222‬‬ ‫معامل التحديد‬

‫‪140‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫من اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة اختبار فيشر لدراسة أثر التمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات حسب رأي العينة‬
‫املدروسة‪ .‬قد بلغت ‪ ،030.566‬حيث نالحظ أهنا ذات داللة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ 2.23‬نتيجة لبلوغ مستوى‬
‫داللتها ‪ ،2.22‬ومن هنا نرفض الفرض الصفري الذي يتضمن عدم وجود أثر بني املتغريين‪ ،‬ونقبل الفرض البديل الذي‬
‫ينص على‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬للتمويل التشاركي على األداء المالي‬
‫للمؤسسات حسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملعامل التحديد فنجده قد بلغت قيمة ‪ ،2 .222‬ما يبني أن التغريات اليت حتدث يف األداء املايل منها ‪℅22.2‬‬
‫سببها التمويل التشاركي حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬وهي تعرب عن تفسريها ألثر التمويل التشاركي على األداء املايل‪ ،‬أما‬
‫بقية األثر ‪‌℅ 32.6‬فهو ناتج عن عوامل أخرى منها على سبيل املثال منو املبيعات و حجم املؤسسة املنافسة‪.‬‬

‫أما منوذج االحندار اخلطي الذي يربط بينهما هو كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)45‬نموذج االنحدار الخطي البسيط بين المتغيرين للفرضية الرئيسية األولى‬

‫مستوى الداللة‬ ‫االختبار‬ ‫معامل االنحدار‬


‫الخطأ المعياري ‪Beta‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Sig‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪2,000‬‬ ‫‪9,501‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,184‬‬ ‫‪1,745‬‬ ‫الثابت‬

‫‪22,000‬‬ ‫‪12,584 2,635 2,050‬‬ ‫‪2,625‬‬ ‫التمويل التشاركي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬


‫من اجلدول أعاله ميكن كتابة العالقة بني املتغريين على النحو التايل‪:‬‬

‫األداء المالي =‪ × 7.122 +1.022‬التمويل التشاركي‬

‫مبعىن أنه كلما تغري التمويل التشاركي بوحدة واحدة أدى لتغري األداء املايل بـ ـ ‪ ،2.603‬أما باقي التغريات اليت تؤثر يف األداء‬
‫املايل تفسرها عوامل أخرى قدرت بـ ـ ‪ ،0.223‬ما يفسر أن التمويل القائم على مبادئ الشريعة اإلسالمية له اثر على األداء‬
‫املايل للمؤسسات االقتصادية حسب العينة املدروسة‪ ،‬حيث أن التمويل التشاركي ساعد على حتسني الوضعية املالية‬

‫‪141‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫للمؤسسات حسب إجابات العينة املدروسة زيادة على ذلك ساعدت صيغ التمويل املؤسسات على زيادة أرباحها كما‬
‫ساعدها على االستمرار يف نشاطه ‪ ،‬أما العوامل األخرى فتتمثل يف عوامل مت ذكرها يف الفصل الثاين بشيء من التفصيل‪.‬‬

‫ميكن القول حسب نتائج الدراسة أن التمويل التشاركي حيسن من األداء املايل للمؤسسات حمل الدراسة وهذا حسب اجيابيات‬
‫العينة املدروسة وهي نفس النتائج اليت توصلت إليها دراسة )‪(Abdiaziz yussf,2017‬ودراسة(ضياء الدين مصباح‪،‬‬
‫‪.)0203‬‬

‫‪-1-2‬شروط جودة النموذج الخاص بالفرضية الرئيسية األولى‪:‬‬

‫لتأكد من جودة النموذج االحندار البسيط للفرضية الرئيسية األوىل نتيجة الشروط األساسية لذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬شرط المعنوية الكلية للنموذج‪:‬‬


‫يوضح اجلدول السابق رقم (‪ )22‬قيمة إختبار فيشر البالغة ‪ 158,366‬املمثل لتحليل التباين‪ ،‬حيث نالحظ أن مستوى‬
‫معنوية اإلختبار بلغت قيمة ‪ ،2.22‬حيث أهنا أقل من مستوى الداللة املعتمد ‪ ،2.23‬وعليه ميكن القول بأنه يوجد ميل‬
‫لإلحندار خيتلف عن الصفر‪ ،‬ما يؤكد توفر شرط املعنوية الكلية لنموذج اإلحندار البسيط بني التمويل التشاركي واألداء املايل‬
‫للمؤسسات حسب رأي العينة املدروسة‪.‬‬

‫‪- ‬شرط المعنوية الجزئية للنموذج‬


‫نالحظ من اجلدول رقم (‪)20‬أن قيمة إختبار ستودنت قد بلغت ‪ 12,584‬جاءت معنوية مبستوى داللة ‪ 2.22‬أقل من‬
‫مستوى الداللة املعتمد ما يؤكد شرط املعنوية اجلزئية للنموذج‪.‬‬

‫‪ ‬شرط إعتدالية التوزيع اإلحتمالي للبواقي‪:‬‬


‫اجلدول التايل يبني نتائج توزيع البواقي اخلاصة بالنموذج‬

‫الجدول رقم (‪ :)46‬التوزيع الطبيعي لبواقي النموذج‬

‫‪Shapiro-Wilk‬‬ ‫‪Kolmogorov-Smirnov‬‬
‫نوع االختبار‬
‫االختبار درجة احلرية مستوى الداللة االختبار درجة احلرية مستوى الداللة‬
‫‪0,095‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪1,945 0,070‬‬ ‫‪236‬‬ ‫التوزيع الطبيعي للبواقي ‪1,000‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫توضح النتائج املدرجة يف اجلدول مستوى معنوية إختبار‪Kolmogorov-Smirnov‬و‪ shapiro-wilk‬املقدرة ب‬
‫‪0.07‬و‪ 2.223‬على التوايل‪ ،‬إذ نالحظ أهنما أكرب من مستوى الداللة املعتمد ما جيعلنا نقبل الفرض الصفري الذي يفرض‬
‫بأن بواقي منوذج االحندار اخلطي البسيط ألثر التمويل التشاركي على األداء املايل ختضع للتوزيع الطبيعي‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪ ‬شرط االرتباط الذاتي للبواقي‬


‫نستخدم اختبار ‪ ،Durbin-Watson‬لتعرف على شرط االرتباط الذايت للبواقي وذلك من اجلدول اآليت‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)42‬نتائج إختبار ‪DW‬‬

‫القيمة‬ ‫اإلختبار‬
‫‪2.05‬‬ ‫إختبار ‪DW‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫يبني اجلدول أعاله أن قيمة اإلختبار قد بلغت‪ ،0.23‬هبدف معرفة أن االختبار حيقق الشرط نرجع للجدول اإلحصائي‬
‫للتوزيع حسب دربن واتسن‪ ،‬حيث نالحظ أهنا تنتمي إىل جمال استقاللية البواقي املستخرج من اجلدول اخلاص بالقيم احلرجة‬
‫مع األخذ بعني االعتبار إىل أن عدد املشاهدات ‪ 056‬وعدد املتغريات املستقلة ‪ 0‬يكون لدينا اجملال التايل‪:‬‬

‫كانت قيم ‪ DL=1.664‬و‪ DU=1.684‬عند مستوى داللة ‪ ،%5‬وعليه‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪2⇒ 4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9 9‬‬ ‫‪2⇒ 23‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫مبا أن قيمة االختبار تقع يف اجملال القبول حسب املعادلة أعاله فهذا يؤكد لنا قبول الفرضية الصفرية اليت تقر بعدم وجود‬
‫ارتباط ذايت للبواقي‪.‬‬

‫‪ ‬شرط تجانس التباين‪:‬‬


‫نستعمل طريقة انتشار سحابة النقاط للبواقي املعيارية على القيم املقدرة املعيارية للمتغري التابع‪ ،‬الختبار شرط جتانس التباين‬
‫والشكل التايل يوضح النتيجة‪.‬‬
‫شكل رقم (‪:)10‬سحابة انتشار البواقي للنموذج‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪143‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫يتبني من خالل الشكل أعاله أن سحابة انتشار البواقي تعرب عن انتشار عشوائي بالنسبة للخط الذي ميثل الصفر‪ ،‬مبعىن أهنا‬
‫ليست هلا منط معني‪ ،‬ما يؤكد أن هناك جتانس يف تباين البواقي‪.‬‬

‫‪-2‬الفرضية الرئيسية الثانية‬

‫حمتوى الفرضية كما يلي‪:‬‬

‫ال توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬في التمويل التشاركي تعزى لصيغ التمويل حسب‬
‫رأي العينة المدروسة‪.‬‬

‫سنقوم باختبار الفرضية من خالل اجلدول التايل‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ :)48‬إختبار الفرضية الرئيسية الثانية‬

‫درجات‬
‫متوسط المربعات إختبار‪ F‬مستوى الداللة‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫مصدر التباين‬
‫الحرية‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪6,379 2,484‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12,418‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,389‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪89,554‬‬ ‫داخل المجموعة‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪101,973‬‬ ‫الكلي‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫يبني اجلدول أعاله قيمة اختبار فيشر لدراسة الفروقات البالغة قيمة ‪6.522‬أهنا دالة إحصائيا بالنظر إىل مستوى الداللة البالغ‬
‫قيمة ‪ 2.222‬حيث نالحظ أنه أقل من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة (‪ ،)2.23‬ما جيعلنا نرفض الفرض الصفري‬
‫ونقبل الفرضية البديل مبعىن‪:‬‬

‫توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية (‪ )7.72‬في التمويل التشاركي تعزى لصيغة التمويل المطلوبة‬
‫حسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬

‫رغم تنوع أساليب التمويل التشاركي حسب صيغ التمويل املعروفة‪ ،‬واليت ميكن أن تليب حاجة املؤسسات االقتصادية يف أي‬
‫قطاع تنشط فيه املؤسسات‪ ،‬ويف أي مرحلة سواء كانت يف بداية النشاط او عند توسيعه‪ ،‬وحىت تشغيله ‪ ،‬إال أن انه توجد‬
‫فروق تعزى لصيغ التمويل املطلوبة وهذا األمر يدفعنا إىل حتديد مصدر االختالف‪.‬‬

‫وميكن حتديد مصدر االختالف من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫جدول رقم (‪ :)49‬تحديد مصدر االختالف‬

‫مستوى‬ ‫الخطأ‬ ‫الفروق بين )‪(I-J‬‬ ‫صيغ التمويل )‪(J‬‬ ‫صيغ التمويل )‪(I‬‬
‫الداللة‬ ‫المعياري‬ ‫المتوسطات‬ ‫التشاركي‬ ‫التشاركي‬
‫‪,930‬‬ ‫‪,403‬‬ ‫‪,035‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪,028‬‬ ‫‪,316‬‬ ‫*‪,697‬‬ ‫مراحبة‬
‫‪,657‬‬ ‫‪,332‬‬ ‫‪,148‬‬ ‫بيع السلم‬ ‫مضاربة‬
‫‪,225‬‬ ‫‪,369‬‬ ‫‪,450‬‬ ‫استصناع‬
‫‪,321‬‬ ‫‪,335‬‬ ‫‪,333‬‬ ‫إجارة‬
‫‪,930‬‬ ‫‪,403‬‬ ‫‪-,035‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪,011‬‬ ‫‪,259‬‬ ‫*‪,661‬‬ ‫مراحبة‬
‫‪,688‬‬ ‫‪,279‬‬ ‫‪,112‬‬ ‫بيع السلم‬ ‫مشاركة‬
‫‪,200‬‬ ‫‪,322‬‬ ‫‪,414‬‬ ‫استصناع‬
‫‪,293‬‬ ‫‪,283‬‬ ‫‪,298‬‬ ‫إجارة‬
‫‪,028‬‬ ‫‪,316‬‬ ‫*‪-,697‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪,011‬‬ ‫‪,259‬‬ ‫*‪-,661‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪,000‬‬ ‫‪,124‬‬ ‫*‪-,549‬‬ ‫بيع السلم‬ ‫مراحبة‬
‫‪,226‬‬ ‫‪,203‬‬ ‫‪-,247‬‬ ‫استصناع‬
‫‪,006‬‬ ‫‪,132‬‬ ‫*‪-,363‬‬ ‫إجارة‬
‫‪,657‬‬ ‫‪,332‬‬ ‫‪-,148‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪,688‬‬ ‫‪,279‬‬ ‫‪-,112‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪,000‬‬ ‫‪,124‬‬ ‫*‪,549‬‬ ‫مراحبة‬ ‫بيع السلم‬
‫‪,186‬‬ ‫‪,228‬‬ ‫‪,302‬‬ ‫استصناع‬
‫‪,268‬‬ ‫‪,167‬‬ ‫‪,186‬‬ ‫إجارة‬
‫‪,225‬‬ ‫‪,369‬‬ ‫‪-,450‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪,200‬‬ ‫‪,322‬‬ ‫‪-,414‬‬ ‫مشاركة‬
‫استصناع‬
‫‪,226‬‬ ‫‪,203‬‬ ‫‪,247‬‬ ‫مراحبة‬
‫‪,186‬‬ ‫‪,228‬‬ ‫‪-,302‬‬ ‫بيع السلم‬

‫‪145‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫‪,616‬‬ ‫‪,232‬‬ ‫‪-,116‬‬ ‫إجارة‬


‫‪,321‬‬ ‫‪,335‬‬ ‫‪-,333‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪,293‬‬ ‫‪,283‬‬ ‫‪-,298‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪,006‬‬ ‫‪,132‬‬ ‫*‪,363‬‬ ‫مراحبة‬ ‫إجارة‬
‫‪,268‬‬ ‫‪,167‬‬ ‫‪-,186‬‬ ‫بيع السلم‬
‫‪,616‬‬ ‫‪,232‬‬ ‫‪,116‬‬ ‫استصناع‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬
‫نالحظ أنه توجد فروقات يف صيغ التمويل‪ ،‬حيث نالحظ وجود فروقات يف كل من املراحبة واملضاربة وكذا املراحبة واملشاركة‬
‫وكذا املراحبة وبيع السلم وكذا املراحبة واإلجارة ألن كل منها مستوى الداللة أقل من ‪ 2.23‬ما يؤكد على وجود فروقات‪،‬‬
‫وميكن تفسري هذه الفروقات إىل اعتماد اغلب املؤسسات حمل الدراسة على صيغة املراحبة كطريقة متويل لتلبية خمتلف حاجياهتا‬
‫املالية‪ ،‬ويعود إىل االنتشار الواسع للتمويل هبذه الصيغة‪ ،‬وتفضيل املؤسسات التمويل هبذه الصيغة بدال من الصيغ األخرى‪،‬‬
‫وما يؤكد هذا هو نتائج دراسة أجريت يف السودان واليت مفادها أن طاليب التمويل التشاركي يفصلون صيغ التمويل القائمة‬
‫على البيوع خاصة منها املراحبة بدال من صيغ التمويل األخرى(امحد جمذوب‪ ،0205 ،‬صفحة ‪ )022‬هذا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى أيضا تفضيل البنوك التشاركية منح التمويل باملراحبة لسهولة تطبيقها ولكوهنا تضمن للبنك رحبا شبه أكيد مع‬
‫ضمان ألمواله‪.‬‬
‫‪-2‬الفرضية الرئيسية الثالثة‬
‫حمتوى الفرضية كما يلي‪:‬‬
‫ال توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ‪ 7.72‬في التمويل التشاركي تعزى لعدد سنوات نشاط‬
‫المؤسسة حسب رأي العينة المدروسة‪.‬‬
‫سنقوم بإختبار الفرضية من خالل اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)52‬إختبار الفرضية الرئيسية الثانية‬

‫درجات‬
‫مستوى الداللة‬ ‫متوسط المربعات إختبار‪F‬‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫مصدر التباين‬
‫الحرية‬
‫‪2,176‬‬ ‫‪1,751 2,755‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1,510‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2,431‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪100,463‬‬ ‫داخل المجموعة‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪101,973‬‬ ‫الكلي‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالستناد على مخرجات برنامج‪IBM*Spss*Statistics V23‬‬

‫‪146‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫يبني اجلدول أعاله قيمة إختبار فيشر لدراسة الفروقات البالغة قيمة ‪0.230‬غري دالة إحصائيا بالنظر إىل مستوى الداللة‬
‫البالغ قيمة ‪ 2.026‬حيث نالحظ أنه أكرب من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة (‪ ،)2.23‬ما جيعلنا نقبل الفرض‬
‫الصفري مبعىن‪:‬‬

‫ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية (‪ )7.72‬في التمويل التشاركي تعزى لعدد سنوات نشاط‬
‫المؤسسة حسب رأي العينة المدروسة‬

‫كما نالحظ من اجلدول(‪ )02‬والشكل رقم (‪ )0‬أن توزيع عدد املؤسسات حسب عدد سنوات اخلربة متوازن‪ ،‬حيث ان‬
‫املؤسسات اقل من مخس سنوات نشاط ظهرت بنسبة ‪%5203‬حسب العينة املدروسة بالنسبة‪ ،‬واملؤسسات اليت لديها‬
‫نشاط يرتاوح بني ‪ 3‬إىل ‪ 02‬سنوات متثل ما نسبته ‪ ،%5306‬أما املؤسسات اليت لديها أكثر من ‪ 02‬سنوات نشاط فتظهر‬
‫بنسبة ‪ ، %55.2‬أي أن التوزيع النسيب للمؤسسات حسب عدد سنوات النشاط متقارب‪ ،‬متثل فيه كل فئة ما يقارب‬
‫الثلث من العينة املدروسة‪ ،‬أي أن مجيع املؤسسات مهما عدد سنوات نشاطها تعتمد على التمويل التشاركي يف تلبية‬
‫حاجاهتا املالية‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الدراسة الميدانية ألثر التمويل التشاركي على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫يف هذا الفصل والذي يتضمن اجلانب التطبيقي من الدراسة حاولنا اإلجابة على إشكالية البحث واملتمثلة يف إمكانية‬
‫وجود أثر للتمويل القائم على قواعد الشريعة اإلسالمية على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية اليت تعتمد يف متويل أنشطتها‬
‫على صيغ التمويل التشاركي‪ ،‬ويف اآليت حناول أن نلخص أهم النتائج اليت مت التوصل إليها‪:‬‬

‫أن أغلب املؤسسات اليت تستفيد من صيغ التمويل التشاركي يف متويل أنشطها هي مؤسسة صغرية ومتوسطة‪،‬‬
‫ومؤسسة واحدة فقط كبرية‪ ،‬وهي مؤسسات خاصة حسب العينة حمل الدراسة‪ ،‬يف مقابل غياب كلي ملؤسسات القطاع‬
‫العمومي واملؤسسات ذات الطابع املختلط‪.‬‬

‫ينشط أكثر من ‪ % 32‬من املؤسسات حمل الدراسة يف القطاع التجاري‪ ،‬ويعود هذا اىل رحبية هذا القطاع‪ ،‬يليه‬
‫قطاعي األشغال العمومية والقطاع اخلدمي‪ ،‬أما مؤسسات القطاع الصناعي فتمثل اقل نسبة‪ ،‬مع غياب كلي ملؤسسات‬
‫القطاع الزراعي‪.‬‬

‫أن مصدر متويل املؤسسات أو مصدر التمويل التشاركي يف جلزائر هو بنكني تشاركيني (بنك الربكة‪ ،‬ومصرف‬
‫السالم)‪ ،‬حيث حصل ما يقارب ‪ % 62‬من املؤسسات عينة الدراسة على التمويل من طرف بنك الربكة‪ ،‬وهذا راجع اىل‬
‫أن بنك الربكة هو أول بنك تشاركي ينشط يف سوق التمويل يف اجلزائر‪ ،‬وهو األكثر انتشارا عرب الرتاب الوطين ب ‪ 50‬وكالة‪،‬‬
‫أما املصدر الثاين لتمويل املؤسسات حمل الدراسة فهو مصرف السالم‪ ،‬وهو ثاين أقدم بنك كما انه أقل انتشارا من بنك‬
‫الربكة‪ ،‬أما النوافذ اإلسالمية فلم تساهم إال مبا يقل عن ‪ %3‬يف متويل املؤسسات حمل الدراسة‪ ،‬وهذا راجع اىل حداثة هذه‬
‫النوافذ واليت أغلبها ال يزال يف طور التأسيس‪ ،‬أي مل يبدأ النشاط بعد‪.‬‬

‫اعتمدت املؤسسات حمل الدراسة بشكل أساسي على صيغ التمويل القائمة على البيوع مبا يقارب ‪ ،% 23‬تشكل‬
‫املراحبة النسبة األكرب منها ب‪ % 62.0‬أما احلصة املتبقية موزعة على صيغ التمويل األخرى‪ ،‬يف حني الصيغ القائمة على‬
‫مبدأ املشاركة فلم تتجاوز نسبة ‪ %3‬وهذا يدل على أن البنوك تتحاشى التمويل وفق هذه الصيغ ملخاطره العالية‪.‬‬

‫أن أهم نتيجة ميكن اخلروج هبا هو أن التمويل التشاركي له أثر على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حمل الدراسة‪،‬‬
‫حيث ساعد املؤسسات على حتسني أرحباها وزيادة مردودية أنشطتها‪ ،‬رغم الصعوبات اليت تواجد هذه املؤسسات يف احلصول‬
‫على التمويل وفق الشريعة اإلسالمية بسبب تشدد البنوك يف فرض ضمانات عالية القيمة مقابل احلصول على التمويل‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫خ ـ ـ ــاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـة‬
‫تواجه املؤسسات االقتصادية يف مجيع البلدان حتديا يف احلصول على التمويل املناسب ألنشطتها ووظائفها بغية حتقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬واملتمثلة أساسا يف تعظيم أرباحها وضمان استمرار نشاطها‪.‬‬

‫من بني أهم البدائل املتاحة أمام املؤسسات هو التمويل اإلسالمي( التمويل التشاركي)‪ ،‬والذي ميثل مالذا‬
‫للمؤسسات الباحثة عن التمويل البديل عن التمويل التقليدي‪ ،‬أي بعيدا عن التمويل بسعر الفائدة‪ ،‬حيث انه متويل مضبوط‬
‫بضوابط الشريعة اإلسالمية واليت مصدرها ( القران الكرمي والسنة النبوية الشريفة )‪ ،‬حيوي التمويل اإلسالمي جمموعة من‬
‫الصيغ منها ما هو قائم على املشاركة ومنها ما هو قائم على البيع‪ ،‬ميكن هلذه الصيغ أن تليب احلاجات املالية للمؤسسة سواء‬
‫كانت يف بداية نشاطها مثل املضاربة والسلم‪ ،‬كما متكنها باقي الصيغ من توسيع أنشطتها القائمة أو حىت تشغيلها‬

‫ومن املتعارف عليه أن التمويل الذي حتصل عليه املؤسسات مهما كان مصدره ميكن أن يؤثر على األداء املايل‬
‫للمؤسسة وهذا يرجع إىل تكلفة التمويل واىل تاريخ استحقاق الديون املرتتبة على التمويل‪ ،‬وعلى هذا األساس ميكن‬
‫للمؤسسات االقتصادية االستفادة من خصائص صيغ التمويل اإلسالمي املتنوعة بغية حتقيق أهدافها‪.‬‬

‫رغم انطالق التمويل اإلسالمي يف اجلزائر سنة ‪ 0222‬إال انه مل يعرف توسعا كبري يف سوق التمويل اجلزائري ال من‬
‫حيث عدد البنوك اإلسالمية يف اجلزائر والذي اقتصر على بنكني مببادرة خاصة ومها‪ ( :‬بنك الربكة ومصرف السالم)‪ ،‬وال من‬
‫حيث حجم أصول التمويل اإلسالمي واليت بالكاد تصل إىل ما نسبته ‪ 5‬باملائة من جممل األصول البنكية يف اجلزائر‪ ،‬إال انه‬
‫ويف اآلونة األخرية ملس املراقبون والباحثون توجها قويا للسلطة يف اجلزائر يف اجتاه تنظيم نشاط التمويل اإلسالمي وذلك‬
‫بإصدار النظام ‪ 20-00‬نوفمرب ‪ ، 0200‬والنظام ‪ 20-02‬مارس ‪ 0202‬املتعلق بالصريفة اإلسالمية‪ ،‬وأيضا يف اجتاه‬
‫وتوسيع هذا ا لنشاط حيث مسحت القوانني السالفة الذكر للبنوك العمومية ممارسة نشاط الصريفة اإلسالمية من خالل فتح‬
‫نوافذ إسالمية تابعة هلا‪.‬‬

‫يف هذا اإلطار ومما تقدم حاولت الدراسة إجياد أثر للتمويل اإلسالمي (التمويل التشاركي) على األداء املايل‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وهذا بدراسة حالة عينة من املؤسسات يف اجلزائر‪ ،‬حيث قام الباحث جبمع البيانات اليت‬
‫استخدمت يف الدراسة عن طريق استبيان صمم هلذا الغرض‪ ،‬وبعد حتليل النتائج النظرية والتطبيقية حسب البيانات اليت‬
‫حصل عليها الباحث مت الوصل إىل النتائج التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬نتائج الدراسة‪:‬‬

‫خلصت الدراسة إىل جمموعة من النتائج ميكن تلخيصها يف األيت‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫نتائج اإلطار النظري‪:‬‬ ‫‌أ)‬

‫‪ -‬أن التمويل التشاركي والتمويل اإلسالمي مها امسان ملسمى واحد‪ ،‬وهو التمويل احملكوم بقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والذي‬
‫من أهم خصائصه استبعاد الفائدة من مجيع عمليات التمويل واالستثمار‪ ،‬ومنع متويل احملرمات استهالكا واستثمارا‪.‬‬

‫‪ -‬أن التمويل التشاركي هو دفع املال سواء نقدا أو عينا لالستثمار بطرق مشروعة هبدف احلصول على عوائد مشروعة‪.‬‬

‫‪ -‬ختتص مؤسسات التمويل التشاركي وهي مؤسسات وساطة مالية تقوم بنشاط الصريفة اإلسالمية‪ ،‬واملتمثلة يف قبول الودائع‬
‫ومنح التمويل والقيام بأعمال االستثمار وفق أحكام الشريعة اإلسالمية مركزة يف ذلك على البعد عن الربا‪ ،‬وااللتزام باملعايري‬
‫األخالقية يف مجيع املعامالت املالية‪.‬‬

‫‪ -‬توسع التمويل التشاركي فلم يعد يقتصر فقط على نشاط الصريفة التشاركية (الصريفة اإلسالمية) على املستوى احمللي‪ ،‬بل‬
‫توسع ليصبح صناعة متكاملة تنشط على املستوى الدويل‪ ،‬وتظم هذه الصناعة مؤسسات أخرى يف أنشطة مكملة وداعمة‬
‫ملؤسسات التمويل التشاركي وهي مؤسسات التامني التكافلي‪ ،‬صناديق االستثمار اإلسالمي‪ ،‬ومؤسسات أخرى واضعة‬
‫للمبادئ اإلرشادية وللمعايري اليت تراعي خصوصية هذا التمويل (معايري حماسبية‪ ،‬معايري أخالقية‪ ،‬معايري ختص كفاية رأس‬
‫املال‪ )....‬ومؤسسات أخرى يف متخصصة يف التطوير والتكوين وتقدمي املشورة ملؤسسات التمويل التشاركي‪ ،‬وحىت التوسط‬
‫يف فض النزاعات بني املؤسسات الناشطة يف هذا اجملال‪.‬‬

‫‪ -‬يتم ثل التمويل التشاركي يف جمموعة من الصيغ القائمة على قاعدة أساسية وهي قاعدة الغنم بالغرم وقاعدة اخلراج بالضمان‪،‬‬
‫مبعىن انه ال ميكن احلصول على العوائد إال بتحمل املخاطرة‪ ،‬وهو ما حيقق العدالة يف توزيع األرباح وحتمل املخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬أن صيغ التمويل التشاركي تنقسم إىل قسمني‪ :‬القسم األول قائم على املشاركة يف الربح واخلسارة‪ ،‬وأهم هذه الصيغ صيغ‬
‫املضاربة واملشاركة‪ ،‬حيث تتيح هذه الصيغ إمكانية استثمار األموال وتنميتها سواء بالتجارة أو القطاعات األخرى‪ ،‬كما‬
‫توجد صيغ أخرى تقوم على نفس املبدأ موجهة للقطاع الزراعي وهي املساقاة واملزارعة واليت تفضي إىل املشاركة يف املنتوج‪،‬‬
‫وإن أهم ما مييز هذه الصيغ هو حصول املؤسسات أو رجال األعمال على التمويل بعيدا عن الفائدة ودون تقدمي ضمانات‬
‫أي بدون تكاليف يف حالة املضاربة واملشاركة‪ ،‬أو احلصول على أدوات اإلنتاج (األراضي الزراعية ) يف حال املزارعة واملساقاة‬
‫بدون تكاليف كدفع اإلجيار نظري استغالهلا‪ ،‬يف مقابل متكن أصحاب األموال من استثمار أمواهلم وتنميتها دون حتمل‬
‫تكاليف (دفع أجور العمال مثال)‪.‬‬

‫‪ -‬أما القسم الثاين من الصيغ فهو قائم على البيوع‪ ،‬وأهم هذه الصيغ املراحبة واليت يتم مبوجبها احلصول على بيع السلع‬
‫بسعر معلوم يتضمن رحبا متفقا عليه‪ ،‬واليت متكن املؤسسات من احلصول على وسائل اإلنتاج بتكاليف مناسبة بعيدا عن سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬كما ميكن للمؤسسات دفع مثن السلع حاضرا للحصول عليها يف وقت الحق وفق صيغة السلم‪ ،‬أو احلصول على‬
‫سلع وفق مواصفات معينة غري موجودة يف السوق وفق صيغة االستصناع‪ ،‬أو االنتفاع باألصل دون متلكه وفق صيغة اإلجيار‪،‬‬

‫‪151‬‬
‫كل هذه الصيغ تتيح للمؤسسة احلصول على التمويل وفق ما تراه مناسبا من حيث التكلفة واملواصفات بعيدا عن القروض‬
‫الربوية‪.‬‬

‫‪ -‬أن هذه الصيغ واليت وردت يف كتب الفقه اإلسالمي تنظم العالقة التمويلية بني طرفني‪ ،‬مت تطويرها من طرف الفقهاء‬
‫واملتخصصني يف جمال التمويل اإلسالمي‪ ،‬واستحداث صيغ متويل تناسب عمل البنوك القائم على الوساطة املالية‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب صدور النظام ‪ 20-00‬نوفمرب ‪ 0200‬املتعلق بالصريفة التشاركية‪ ،‬والنظام ‪ 20-02‬مارس ‪ 0202‬واملتعلق‬
‫بالصريفة اإلسالمية خطوة طموحة‪ ،‬ويف االجتاه الصحيح لتنظيم نشاط التمويل التشاركي يف اجلزائر وبالرغم من االجيابيات‬
‫اليت جاء هبا هذا القانون إال انه حيمل جوانب من القصور تتمثل إقراره فقط لبعض صيغ التمويل التشاركي‪ ،‬وعدم مراعاته‬
‫خلصوصية البنوك التشاركية يف عالقتها مع البنك املركزي خاصة يف آليات الرقابة املطبقة على مجيع البنوك مبا فيها البنوك‬
‫اإلسالمية والنوافذ اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬أن فتح جمال الصريفة التشاركية أمام البنوك العمومية من شأنه أن يسهام بشكل كبري يف انتشار التمويل التشاركي وهذا‬
‫النتشار البنوك العمومية يف اجلزائر وامتالكها جلل األصول البنكية يف القطاع املصريف يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬أن نشاط التمويل التشاركي ال يتطلب وجود بنوك أو نوافذ تشاركية فقط‪ ،‬بل يتطلب وجود أرضية قانونية تراعي خصوصية‬
‫هذا النشاط‪ ،‬يشمل هذا القانون إىل جانب تنظيم عمل البنوك التشاركية‪ ،‬يشمل تنظيم عمل مؤسسات التأمني التكافلي‬
‫وسوق التمويل اإلسالمي والصكوك اإلسالمية‪ ،‬ومبطابقة هذه الشروط على واقع اجلزائر اجد فقط إطارا قانونيا خاصا بالبنوك‬
‫و النوافذ التشاركية‪ ،‬وإطارا قانونيا خاصا بالتأمني التكافلي مع عدم وجود مؤسسات تقدم التأمني املوافق للشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وعدم وجود سوق للتمويل اإلسالمي وال صكوك إسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬يشدد الدين اإلسالمي على احتساب تكلفة التمويل ملا يف ذلك من حفظ لألموال‪ ،‬يف مقابل ذلك ال يقر طرق حساهبا‬
‫اليت تعتمد على سعر الفائدة أو معدل العائد اخلايل من املخاطر‪ ،‬بل فقط يقر طريقة تكلفة الفرصة البديلة‪.‬‬

‫‪ -‬تتعرض األموال عادة للنقص يف القيمة بفعل التضخم‪ ،‬كما تتعرض للنقص يف عددها بفعل الزكاة‪ ،‬لذا حيق للمستثمر أن‬
‫يطلب عائدا حيقق له احملافظة على قيمة أمواله أو الزيادة عن هذه القيمة ال على سبيل الالزم بل على سبيل التوقع‪ ،‬أي أن‬
‫العائد الذي يتوقعه املستثمر يبىن على معدل ربح مناسب مع إمكانية تغطية نسبة الزكاة ونسبة التضخم وعالوة املخاطرة اليت‬
‫ميكن أن يتعرض هلا‪ ،‬وهو ما ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬عموما حتسن صيغ التمويل باملشاركات املركز املايل للمؤسسات االقتصادية اليت تستفيد بالتمويل وفق هذه الصيغ‪ ،‬كما أن‬
‫التمويل وفق هذه الصيغ غري مرتبط بتاريخ استحقاق بل بنتائج العملية االستثمارية مما يقلل إمكانية أن تواجه املؤسسات حالة‬
‫العسر املايل‪ ،‬كما تتيح هذه الصيغ للمؤسسات احلصول على التمويل بدون فوائد وال هوامش ربح وال حىت تقدمي ضمانات‬
‫وهذا ما خيفض تكاليف التمويل للمؤسسة وتكاليف اإلنتاج بصفة عامة‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ -‬يؤثر التمويل وفق الصيغ القائمة على البيع عموما على اهليكل املايل للمؤسسة‪ ،‬حيث أن احلصول على التمويل وفق صيغ‬
‫البيوع تؤدي إىل الزيادة يف الديون طويلة األجل كما تؤثر أيضا على القدرة على التمويل الذايت للمؤسسة‪ ،‬وهذا ينتج عنه‬
‫زيادة يف قسط االهتالك السنوي لألصل اكرب من قيمته مقارنة بالتمويل بقرض بنكي‪ ،‬وتتمثل هذه الزيادة يف قسط االهتالك‬
‫السنوي لألصل يف مقدار اهلامش املفروض من طرف البنك مقسوم على فرتة حياة األصل‪.‬‬

‫نتائج الدراسة الميدانية‪:‬‬ ‫ب)‬


‫‌‬

‫‪ -‬توفر البنوك التشاركية العاملة يف اجلزائر وكذا النوافذ التشاركية التمويل وفق تعاليم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما أن السياسات‬
‫اليت تنتهجها هذه املؤسسات تؤثر إجيابيا على األداء املايل للمؤسسات املستفيدة من التمويل‪ ،‬لكن بأثر ضعيف ويعود هذا‬
‫إىل طول فرتة احلصول على التمويل وعدم حصول املؤسسات على التمويل املطلوب يف الوقت املناسب‪ ،‬زد على ذلك فرض‬
‫ضمانات متشددة من أجل منح التمويل من طرف البنوك التشاركية األمر الذي حيد من قدرة املؤسسات على الوصول إىل‬
‫التمويل املوافق لتعاليم الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬للتمويل التشاركي تكلفة وله أثر على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حسب العينة املدروسة‪ ،‬حيث حسنت تكلفة‬
‫التمويل التشاركي من اختيار املؤسسات التمويل املتاح يف السوق‪ ،‬كما ساعدت املؤسسات حمل الدراسة من احلصول على‬
‫أدوات اإلنتاج بأسعار مناسبة‪ ،‬يف املقابل مل يساعد التمويل التشاركي املؤسسات عينة الدراسة على ختفيض أسعار منتجاهتا‪،‬‬
‫وعلى العموم فالتمويل التشاركي أثر إجيايب على األداء املايل للمؤسسات حمل الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬معلوم أن التمويل التشاركي خيلق ديونا على املؤسسات حمل التمويل عادة ما يتم تسديدها على شكل أقساط على فرتات‬
‫زمنية معينة‪ ،‬وتواجه عادة هذه املؤسسات املستفيدة من التمويل التشاركي عدة صعوبات يف سداد هذه األقساط‪ ،‬وهذا‬
‫بسب ارتفاع مبلغ القسط األول نوعا ما‪ ،‬وأيضا عدم مالئمة مواعيد دفع األقساط مع الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬إال أن‬
‫لفرتات السداد أثر اجيايب ولو بشكل ضعيف على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حسب العينة حمل الدراسة‪ ،‬وهذا‬
‫راجع لوجود فرتة مساح تسبق البداية يف دفع أقساط التمويل‪ ،‬أيضا عدم فرض غرامات مالية يف غالب األحيان على‬
‫املؤسسات‪ ،‬ووجود قوانني واضحة تضبط فرتات السداد مما يسمح للمؤسسات بتخطيط مدفوعاهتا بالشكل املناسب لوضعها‬
‫املايل‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة ملنتجات التمويل التشاركي فلها اثر اجيايب على األداء املايل للمؤسسات حمل التمويل حسب العينة املدروسة‬
‫وهذا ألن التمويل أتاح هلذه املؤسسات التوسع يف إنتاجها ودخول أسواق جديدة واحلصول على مكانة يف السوق‪ ،‬وهذا ما‬
‫كان له اثر اجيايب على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ -‬وعلى العموم ميكن القول أن التمويل التشاركي ساعد املؤسسات املستفيدة من صيغ هذا التمويل على حتسني وضعها‬
‫املايل‪ ،‬كما مكنها من زيادة ارحباها وزيادة مردودية نشاطها‪ ،‬وساعدها على الوفاء بالتزاماهتا املالية يف املواعيد احملددة‪ ،‬كما‬
‫مكنها من االستمرار يف مواصلة أنشطتها‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد املؤسسات املاحنة للتمويل التشاركي واملستفيدة منه أيضا بشكل أساسي على صيغة املراحبة بأكثر من ‪ ،%32‬هذا‬
‫حيرم املؤسسات طالبة التمويل من االستفادة من مميزات التمويل األخرى خاصة السلم ‪ ،‬ضف إىل ذلك غياب شبه تام‬
‫للتمويل بامل ضاربة واملشاركة واليت تعترب من الصيغ اليت جتمع بني النشاط االقتصادي ورأس املال على شكل شراكة تفضي إىل‬
‫املشاركة احلقيقة يف األرباح‪.‬‬

‫‪ -‬غياب تام للتمويل بصيغ أخرى كاملساقاة واملزارعة واليت تعترب من أهم صيغ التمويل اإلسالمي ليس فقط يف التمويل املمنوح‬
‫للمؤسسات حمل الدراسة‪ ،‬بل غياب كلي حىت من القانون املتعلق بالصريفة اإلسالمية النظام ‪ 02-20‬مارس ‪ ،0203‬وهو‬
‫الذي حصر التمويل التشاركي يف بعض الصيغ فقط وهذا يعترب حصر ملا ال ميكن حصره‪.‬‬

‫‪ -‬إقتصار التمويل التشاركي على متويل مؤسسات القطاع اخلاص فقط وغياب كلي ملؤسسات القطاع العام‪ ،‬وهذا ما جيعل‬
‫مسامهة التمويل التشاركي يف متويل النشاط االقتصادي حمدودة جدا‪.‬‬

‫‪ -‬من بني النتائج اليت توصلت إ ليها هذه الدراسة هو أن طبيعة املؤسسات املمولة من طرف البنوك التشاركية العاملة يف اجلزائر‬
‫أغلبها مؤسسات مصغرة ومؤسسات صغرية و مؤسسات متوسطة‪ ،‬وواحدة فقط مؤسسة كبرية من العينة املدروسة‪ ،‬وكأن‬
‫الباحث عن التمويل التشاركي املوافق للشريعة اإلسالمية واملستفيد منه هو هذه الشرحية من املؤسسات فقط‪ ،‬مع اخنفاض‬
‫نسبة املؤسسات ذات الطابع الصناعي املستفيدة من التمويل التشاركي‪ ،‬وغياب كلي للمؤسسات الناشطة يف القطاع‬
‫الزراعي‪.‬‬

‫‪ -‬أن التمويل التشاركي ال يتعلق فقط بتوفري التمويل للباحثني عن بديل للتمويل بالفائدة أو متويل يوافق تعاليم الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بل يتعلق بنشاط يدر أرباحا ملؤسسات الوساطة الناشطة يف هذا اجملال‪ ،‬وأيضا يساهم يف تعبئة املدخرات من‬
‫أصحاب الفوائض املالية ومتويل املؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫من الوصيات اليت ميكن اخلروج هبا ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقليص املدة بني طلب التمويل واحلصول عليه من طرف البنوك التشاركية‪ ،‬إعادة النظر يف الضمانات املطلوبة للحصول‬
‫على التمويل من اجل تسهيل الوصل لالئتمان للمؤسسات طالبة التمويل‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ -‬مراعاة الوضعية املالية للمؤسسة(مالءة املالية) يف فرتات التسديد‪ ،‬وإعطاء تسهيالت أكثر للمؤسسات اليت تواجه‬
‫صعوبات مالية يف فرتات االستحقاق‪ ،‬وإعادة النظر يف قيمة القسط األول‪ ،‬ومراجعة قيمته لتكون قيمته مثل بقية األقساط‪.‬‬

‫‪ -‬بذل املزيد من اجلهود من طرف البنوك التشاركية الستقطاب مؤسسات من القطاع العام ومؤسسات القطاع املختلط‪،‬‬
‫وأيضا املؤسسات الكبرية‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام أكثر بصيغ التمويل باملشاركة و املضاربة لتلعب دورا اكرب يف متويل املؤسسات االقتصادية واستفادة هذه األخرية‬
‫من مزايا هذه الصيغ‪ ،‬وعدم االقتصار فقط على صيغة املراحبة يف منح التمويل لقطاع األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام أكثر جبميع صيغ التمويل خاصة منها املساقاة واملزارعة من ناحية التشريع‪ ،‬ومن ناحية تطويرها وتقدميها‬
‫كمنتجات متويل موجهة للمؤسسات الناشطة يف القطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫مصادر ومراجع‬
‫مصادر ومراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫مصادر‪:‬‬

‫القران الكرمي‬

‫مراجع ‪:‬‬

‫كتب‪:‬‬

‫‪ -0‬الرتمذي أيب عيسى حممد بن عيسى‪ ،0226 ،‬اجلامع الكبري‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -0‬حممد علي الصابوين‪ ،0202 ،‬صفوة التفاسري‪ ،‬دار القران الكرمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن كثري‪ ،0222 ،‬تفسري ابن كثري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو زيد حممد أبو املنعم‪ ،0222 ،‬حنو تطوير نظام املضاربة يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬املعهد العايل للفكر اإلسالمي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -3‬أيب عبد اهلل حممد األنصاري الرصاع‪ ،0225 ،‬حدود بن عرفة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -6‬أمحد مجيل توفيق‪ ،0202 ،‬أساسيات اإلدارة املالية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -2‬أمحد عثمان بابكر‪ ، 0205 ،‬متويل القطاع الصناعي وفق صيغ التمويل اإلسالمي ‪ -‬جتربة بعض املصارف السودانية‪، -‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫‪ -0‬إمساعيل عرباج‪ ،0220 ،‬اقتصاد املؤسسة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلمام بن عرفة‪ ،0225 ،‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫البخاري‪ ، 0220 ،‬صحيح البخاري‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫احلافظ ابن العريب املالكي‪ ،‬عارضة االحوذي بشرح صحيح الرتمذي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫احلافظ بن عريب املالكي‪ ،0226 ،‬عارضة االحوذي بشرح صحيح الرتمذي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫السعيد بريبش‪ ،0202 ،‬التمويل التاجريي كبديل لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬الشاملة الذهبية‪،‬‬ ‫‪-05‬‬
‫عنابة‪.‬‬
‫الصادق عبد الرمحان الغرياين‪ ،0220 ،‬مدونة الفقه املالكي وأدلته‪ ،‬مؤسسة الريان‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫الطاهر قانة‪ ،0200 ،‬املصارف اإلسالمية ودورها يف رفع الكفاءة اإلنتاجية للملكية الوقفية ‪-‬البنك اإلسالمي األردين‬ ‫‪-03‬‬
‫منوذجا‪ ،-‬دار اخلليج‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫القرايف امحد شهاب الدين امحد بن إدريس‪ ،0222 ،‬الذخرية‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-06‬‬
‫النووي‪ ،0202 ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬املطبعة املصرية باألزهر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-02‬‬

‫‪157‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫انس بن مالك ‪ ،0225 ،‬املوطأ‪ ،‬جمموعة الفرقان التجارية‪ ،‬ديب‪.‬‬ ‫‪-00‬‬


‫أمين حممود سامح املرجوشي‪ ،0220 ،‬تقييم األداء املؤسسي يف املنظمات العامة الدولية‪ ،‬دار النشر للجامعات‪،‬‬ ‫‪-02‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫بدران حممد جربان‪ ،0202 ،‬مبادئ وضوابط ومعايري التمويل اإلسالمي‪ ،‬مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‪،‬‬ ‫‪-02‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫بديع الدين ريشو‪ ،0222 ،‬إدارة التكاليف‪ ،‬أكادميية السادات للعلوم‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫بن جديدة لطفي عامر‪ ،‬املذيوب عماد اهلادي‪ ،‬الرشيد عبد العزيز بن متعب ‪ ،‬السحيباين حممد بن إبراهيم‪،‬‬ ‫‪-00‬‬
‫‪ ،0202‬النظام املايل اإلسالمي املبادئ واملمارسات‪ ،‬ترمجة كرسي سابك لدراسات األسواق املالية اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫بن غنيم امحد النفراوي‪ ،0222 ،‬الفواكه الدواين على شرح رسالة ابن أيب زيد القريواين‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪-05‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫حسني حسني شحاته‪ ،0222 ،‬منهج وأساليب الرقابة وتقومي األداء‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫حسني مسحان‪ ،‬حسني حممد‪ ،0200 ،‬دراسات يف اإلدارة املالية اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-03‬‬
‫محزة حممود الزبيدي‪ ،0222 ،‬التحليل املايل تقييم األداء والتنبؤ بالفشل‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-06‬‬
‫محود سامي حسن امحد‪ ،0200 ،‬تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫خليل عواد أبو حشيش‪ ،‬حماسبة التكاليف قياس وحتليل‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن ‪.0223 ،‬‬ ‫‪-00‬‬
‫دامودار جيجريايت‪ ،0203 ،‬االقتصاد القياسي‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫رشيد حممد عبد الكرمي امحد‪ ،0222 ،‬الشامل يف معامالت و عمليات املصارف اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪-52‬‬
‫رشيد حممد عبد الكرمي امحد‪ ،0222 ،‬الشامل يف معامالت و عمليات املصارف اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪-50‬‬
‫رفيق يونس املصري‪ ،0200 ،‬التمويل اإلسالمي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-50‬‬
‫رفيق يونس املصري‪ ،0205 ،‬النقود يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار املكتيب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-55‬‬
‫رفيق يونس املصري‪ ،0223 ،‬فقه املعامالت املالية‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-52‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،0220 ،‬تطوير صيغ التمويل قصري األجل للبنوك اإلسالمية مع دراسة تطبيقية حول جمموعة من‬ ‫‪-53‬‬
‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجعية الرتاث‪ ،‬غرداية‪.‬‬
‫شاكر منري‪ ،‬إمساعيل إمساعيل‪ ،‬نور‪ ،‬عبد الناصر‪ ،‬التحليل املايل مدخل لصناعة القرارات‪ ،‬مطبعة الطليعة‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪-56‬‬
‫‪.0222‬‬
‫صالح سعيد عبده املرزوقي‪ ،0222 ،‬الشركة املنتهية بالتمليك وتطبيقاهتا يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬الريموك‪.‬‬ ‫‪-52‬‬
‫طه امحد العجلوين‪ ،0202 ،‬نظرية التمويل اإلسالمي مدخل مايل معاصر‪ ،‬جامعة القصيم‪ ،‬القصيم‪.‬‬ ‫‪-50‬‬
‫عاشور عبد اجلواد عبد احلميد‪ ،0220 ،‬البديل اإلسالمي للفوائد املصرفية الربوية‪ ،‬دار الصحابة للرتاث‪ ،‬طنطا‪.‬‬ ‫‪-52‬‬
‫عبد الرمحان بدوي‪ ،0222 ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬وكالة املطبوعات‪ ،‬الكويت‪.‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪158‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫عبد الرزاق بن حلبيب‪ ،0220 ،‬اقتصاد وتسيري املؤسسة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫عبد الكرمي قندوز‪ ،0220 ،‬اهلندسة املالية اإلسالمية بني لنظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫عثمان بن حسني‪ ،0222 ،‬السراج السالك يف شرح أسهل املسالك‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫على اخلفيف‪ ،0222 ،‬الشركات يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫عمر امحد املختار‪ ،0220 ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬عامل الكتاب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫عيسى عبده‪ ،‬امحد إمساعيل حيىي‪ ،0202 ،‬امللكية يف اإلسالم‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫قادري حممد الطاهر‪ ،‬جعيد البشري‪ ،‬كاكي عبد الكرمي‪ ،0202 ،‬املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪-22‬‬
‫حسن العصرية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫حممد بن عرفة الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫حممد بن قدامة املقدسي‪ ،0222 ،‬املغين‪ ،‬دار عامل الكتاب‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫حممد طمطوم‪ ،0202 ،‬املضاربة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫حممد عبد اهلل‪ ،‬شاهني‪ ،0202 ،‬سياسات التمويل وأثره على اجاح الشركات واملؤسسات املالية‪ ،‬دار محيثر‪،‬‬ ‫‪-30‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫حممد عرفة الدسوقي‪ ، 0222 ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫حممد علي مجعة‪ ،0222 ،‬موسوعة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار السالم ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-35‬‬
‫حممد حممود اخلطيب‪ ،0222 ،‬األداء املايل وأثره على عوائد أسهم الشركات‪ ،‬دار احلامد‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫مرزوق لقمان محد‪ ،0222 ،‬البنوك اإلسالمية ودورها يف تنمية اقتصاديات املغرب العريب‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫منذر بن قحف‪ ،0200 ،‬أساسيات التمويل اإلسالمي‪ ،‬األكادميية العاملية للبحوث الشرعية‪ ،‬ماليزيا‪.‬‬ ‫‪-36‬‬
‫منذر بن قحف‪ ،0222 ،‬مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬جدة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫منري إبراهيم هندي‪ ،0222 ،‬اإلدارة املالية مدخل حتليلي معاصر‪ ،‬املكتب العريب احلديث ‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫منري هندي‪ ،0220 ،‬الفكر احلديث يف جمال مصادر التمويل‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫ناصر دادي عدون‪ ،0220 ،‬اقتصاد مؤسسة ‪ ،‬دار احملمدية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪-62‬‬
‫نزيه محاد‪ ،0220 ،‬معجم املصطلحات املالية واالقتصادية يف لغة الفقهاء‪ ،‬دار القلم دمشق‪.‬‬ ‫‪-60‬‬
‫يوسف القرضاوي‪ ،0200 ،‬احلالل واحلرام يف اإلسالم‪ ،‬دار الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-60‬‬
‫‪-‬ابن منظور اإلفريقي املصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-65‬‬
‫‪-‬ابن يعقوب جمد الدين حممد‪ ،0223 ،‬القاموس احمليط‪ ،‬بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬ ‫‪-62‬‬
‫‪-‬حممود حسني الوادي‪ ،‬حسني حممد مسحان‪ ،0226 ،‬املصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪ ،‬دار‬ ‫‪-63‬‬
‫املسرية‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫منري إبراهيم هندي‪ ،0200 ،‬حوكمة الشركات مدخل يف التحليل املايل وتقييم األداء‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬طنطا‪.‬‬ ‫‪-66‬‬

‫‪ -‬مجالت دورية‪:‬‬

‫‪ .0‬أميمه حممد الرفاعي‪ ،‬عامر يوسف العتوم‪ ،0200 ،‬تكلفة تلقي األموال يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬جملة جامعة القدس‬
‫املفتوحة للبحوث اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬جملد‪ 5‬عدد ‪.2‬‬
‫‪ .0‬هناء حممد احلنيطي‪ ،‬ساري سليمان مالحيم ‪ ،0206 ،‬اثر سعر املراحبة على األداء املايل للمصارف اإلسالمية العاملة يف‬
‫األردن (‪ ،)0205-0222‬اجمللة األردنية يف إدارة األعمال‪ ،‬اجمللد‪ 00‬العدد‪.2‬‬
‫‪ .5‬مدحت إبراهيم الطروانة‪ ،0220 ،‬قياس تكلفة األموال يف منشات األعمال‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪.02‬‬
‫‪ .2‬مزهودة عبد املليك‪ ،0220 ،‬األداء بني الكفاءة والفعالية مفهوم وتقييم‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جملد ‪ 0‬العدد‪.0‬‬
‫‪ .3‬حيزية بنية‪ ،‬علي مكيد‪ ،0206 ،‬دراسة حتليلية لألساليب احلديثة لقياس األداء املايل دراسة حالة مؤسسة االمسنت‬
‫السعودية‪ ،‬جملة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جملد‪ 6‬العدد‪.0‬‬
‫‪ .6‬ليلى حممد عبد الكرمي‪ ،‬حممد مجال هداش‪ ،0200 ،‬دور وظيفة التمويل يف تقييم أداء املصرف اإلسالمي باستخدام مؤشر‬
‫الرحبية ‪-‬دراسة حتليلية يف مصرف فيصل اإلسالمي للفرتة ‪ ،-0200-0200‬جملة تكريت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬جملد ‪0‬‬
‫عدد ‪2‬‬
‫‪ .2‬عبد الغين دادان‪ ،0226 ،‬قراءة يف األداء املايل والقيمة يف املؤسسة االقتصادية‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬جملد ‪ 2‬عدد ‪.2‬‬
‫‪ .0‬نور الدين وكال‪ ،‬خليفة احلاج‪ ،0206 ،‬التشخيص املايل أداة لرسم اإلسرتاتيجية املالية للمؤسسة‪ ،‬األفاق للدراسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬جملد‪ 0‬العدد‪.0‬‬
‫‪ .2‬حممد طوارف عمار‪ ،‬حممد حويل‪ ،0202 ،‬العوامل املؤثرة على األداء املايل للمؤسسات الصناعية يف اجلزائر ‪ :‬دراسة عينة‬
‫من املؤسسات الناشطة يف قطاع الصناعات الغذائية للفرتة ‪ ،0202-0205‬جملة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪ ،‬جملد‬
‫‪ 6‬العدد ‪.5‬‬
‫آسيه كرومي‪ ،0202 ،‬مشكلة السيولة يف البنوك اإلسالمية وأثرها على رحبيتها دراسة تطبيقية على بنك الربكة‬ ‫‪.02‬‬
‫اجلزائري خالل الفرتة (‪ ،)0202-0223‬جملة رؤى اقتصادية‪ ،‬جملد ‪ 2‬العدد ‪.0‬‬
‫وريده بوقابة‪ ،0202 ،‬اإلبداع التكنولوجي مدخل لتحقيق التفوق التنافسي للمنظمة‪ ،‬جملة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جملد ‪2‬‬ ‫‪.00‬‬
‫العدد ‪.0‬‬
‫حسني حممد مسحان‪ ، 0222 ،‬حنو استخدام مؤشرات مالية إسالمية يف تقييم املشروعات االقتصادية‪ ،‬جملة‬ ‫‪.00‬‬
‫اقتصاديات مشال أفريقيا‪ ،‬جملد ‪ 3‬العدد ‪.2‬‬
‫حنان عبد اهلل‪ ،‬حسن العمار‪ ،0206 ،‬دور تكلفة الفرصة البديلة يف التنمية االقتصادية الشاملة دراسة تطبيقية يف‬ ‫‪.05‬‬
‫الشركة العامة للصناعات اجللدية‪ ،‬جملة دراسات مالية وحماسبية‪ ،‬جملد ‪ 00‬العدد ‪.52‬‬

‫‪160‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫حسني حسن شحاته‪ ، 0220 ،‬مفهوم تكلفة رأس املال املستثمر يف الفكر اإلسالمي ‪ ،‬اجمللة العلمية للتجارة‪-‬‬ ‫‪.02‬‬
‫األزهر‪ -‬العدد األول‪.‬‬
‫حسن رفاه‪ ،‬بيطار مىن‪ ،0202 ،‬العوامل املؤثرة يف األداء املايل لشركات التامني اخلاصة العاملة يف سورية‪ ،‬جملة‬ ‫‪.03‬‬
‫البحوث االقتصادية واملالية‪ ،‬اجمللد‪ 2‬العدد‪.0‬‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬حممد زرقون‪ ،0202 ،‬فعالية مؤشر االقتصادية املضافة يف قياس األداء املايل للمؤسسات‬ ‫‪.06‬‬
‫االقتصادية مقارنة باملؤشرات التقليدية دراسة حالة جممع املؤسسة الوطنية خلدمات اآلبار (‪ )ENSP‬للفرتة ‪،0200/0222‬‬
‫جملة دراسات العدد االقتصادي‪ ،‬جملد ‪ 3‬العدد‪.0‬‬
‫حسنية صيفي‪ ،‬نوال بن عمارة‪ ،0203 ،‬قياس األداء املايل باستخدام مؤشر القيمة االقتصادية املضافة ‪-‬دراسة حالة‬ ‫‪.02‬‬
‫املؤسسات املدرجة يف مؤشر ‪ CAC 40‬خالل الفرتة (‪ ،)0205/0220‬جملة الباحث‪ ،‬جملد ‪ 03‬العدد ‪.03‬‬
‫خيضر خنفري‪ ،‬مرمي بورنيسة‪ ،0202 ،‬دور النسب واملؤشرات املالية يف تقييم األداء املايل للمؤسسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪.00‬‬
‫دراسات اقتصادية‪ ،‬جملد‪ 02‬العدد‪.0‬‬
‫نصر الدين النمري‪ ،0203 ،‬التكامل بني مؤشر القيمة االقتصادية املضافة وبطاقة األداء املتوازن ودوره يف تقييم‬ ‫‪.02‬‬
‫األداء وقيادته حنو خلق القيمة‪ ،‬جملة معارف‪ ،‬جملد ‪02‬العدد‪.02‬‬
‫يزيد تقرارت‪ ،‬يسمينة عمامرة‪ ،0202 ،‬تقييم صيغ التمويل احلديثة يف املؤسسة االقتصادية ‪-‬املعاجلة احملاسبية‬ ‫‪.02‬‬
‫للتمويل التاجريي منوذجا يف املؤسسة الوطنية ملناجم الفوسفات ‪ somiphos‬بوالية تبسه‪ ،‬حوليات جامعة اجلزائر‪.‬‬
‫حسني األسرج‪ ،0202 ،‬صيغ متويل املشروعات الصغرية يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جملة دراسات إسالمية‪ ،‬جملد ‪3‬‬ ‫‪.00‬‬
‫العدد‪.0‬‬
‫عبد الرمحان عبد القادر‪ ،‬مياين حممد‪ ،0205 ،‬التمويل اإلسالمي من منظور املؤسسات الصغرية واملتوسطة دراسة‬ ‫‪.00‬‬
‫حالة بعض املمولة من طرف بنك الربكة اجلزائري‪ ،‬جملة التكامل االقتصادي‪ ،‬جملد ‪ 0‬العدد ‪.0‬‬
‫امحد صيام زكي‪ ،0202 ،‬دور التأجري التمويلي يف متويل املشروعات الصغري واملتوسطة‪ ،‬جملة الدراسات االقتصادية‬ ‫‪.05‬‬
‫واملالية‪ ،‬جملد‪ 2‬العدد‪.0‬‬
‫مسري عماري‪ ، 0202 ،‬دراسة حتليلية لواقع التمويل اإلسالمي يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪:‬دراسة حالة‬ ‫‪.02‬‬
‫بنك الربكة اجلزائري وكالة سكيكدة ‪ ،0202-0203‬جملة الباحث االقتصادي‪ ،‬جملد ‪ 2‬العدد ‪00‬‬
‫حساين حممد منري ‪ ،0202 ،‬الدميقراطية الليربالية من التمثيلية حنو التشاركية‪ ،‬اجمللة الدولية للبحوث القانونية‬ ‫‪.03‬‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬اجمللد ‪ 0‬العدد ‪.5‬‬
‫محزة دعاء مسري حممد‪ ،‬عبد الكايف جرمني حسن‪ ، 0202 ،‬االقتصاد التشاركي وأثره على السياحة يف مصر‪ ،‬اجمللة‬ ‫‪.06‬‬
‫الدولية للرتاث والسياحة والضيافة‪ ،‬اجمللد ‪ 00‬العدد ‪.5‬‬
‫حمفوظي عادل‪ ،0202 ،‬املتطلبات القانونية ملمارسة صيغ التمويل التشاركية‪ ،‬اجمللة االلكرتونية لألحباث القانونية‪،‬‬ ‫‪.02‬‬
‫العدد‪.2‬‬

‫‪161‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫كروان رمية‪ ،‬رميساء بوملرقة‪ ،0202 ،‬تأطري ممارسات العمليات املصرفية املتعلقة بالصريفة التشاركية يف اجلزائر‪ ،‬اجمللة‬ ‫‪.00‬‬
‫االلكرتونية لألحباث القانونية‪ ،‬العدد‪.2‬‬
‫ميلود بن حوحو‪ ،0202 ،‬قراءة يف أحكام النظام ‪ 20-02‬املؤرخ يف ‪ 03‬مارس ‪ 0202‬احملدد لعمليات املتعلقة‬ ‫‪.02‬‬
‫بالصريفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لقانون األعمال‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬اجمللد ‪0‬‬
‫العدد ‪. 0‬‬
‫موسى خالد مربوك‪ ،‬طيب حليح‪ ،0200 ،‬منهج التمويل اإلسالمي كبديل للتمويل التقليدي يف حتقيق االستقرار يف‬ ‫‪.52‬‬
‫النظام املايل‪ ،‬جملة البحوث االقتصادية واملالية‪ ،‬اجمللد‪ 3‬العدد‪.0‬‬
‫صاحل صاحلي‪ ،0205 ،‬الكفاءة التمويلية لصيغ االستثمار وأساليب اإلسالمية‪ ،‬املالية اإلسالمية وحتديات التنمية‪،‬‬ ‫‪.50‬‬
‫سطيف ‪ ،‬اجمللد‪ 0‬العدد ‪.0‬‬
‫زغالمي مرمي‪ ،‬هبلول لطيفة‪ ،0202 ،‬اثر التامني التكافلي اإلسالمي على الناتج احمللي اإلمجايل املاليزي مع اإلشارة‬ ‫‪.50‬‬
‫إىل التامني التكافلي اإلسالمي يف اجلزائر واقع وأفاق‪ ،‬جملة رؤى اقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ 02‬العدد‪.0‬‬
‫داوود الطيب ‪ ،‬كردودي صربينة‪ ،0200 ،‬التامني التكافلي مفهومه وتطبيقاته‪ ،‬جملة اإلحياء‪ ،‬اجمللد ‪ 05‬العدد‪.0‬‬ ‫‪.55‬‬
‫فنازي فاطمة الزهرة‪ ،0202 ،‬تقييم قدرة الصناديق االستثمارية على تعزيز نشاط الصناعة اإلسالمية ‪-‬دراسة حالة‬ ‫‪.52‬‬
‫عينة من صناديق االستثمار اإلسالمية السعودية‪ ،-‬جملة الدراسات املالية واحملاسبية واإلدارية‪ ،‬اجمللد ‪ 6‬العدد‪.5‬‬
‫كروش نور الدين‪ ،‬دقيش مجال‪ ،‬أوالد براهيم ليلى‪ ،0202 ،‬دور صناديق االستثمار اإلسالمية يف حتسني أداء‬ ‫‪.53‬‬
‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬جملة التنمية واالستشراف للبحوث والدراسات‪ ،‬اجمللد‪ 3‬العدد ‪.0‬‬
‫وليد عجوان‪ ،0200 ،‬صناديق االستثمار اإلسالمي دراسة حتليلية‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد ‪0‬‬ ‫‪.56‬‬
‫العدد ‪.0‬‬
‫شليق رابح‪ ،‬بن قايد الشيخ‪ ،0200 ،‬دور املؤسسات الداعمة للصناعات املالية اإلسالمية يف تطوير الصكوك‬ ‫‪.52‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جملة املنتدى للدراسات واألحباث االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،0‬العدد‪.0‬‬
‫مشري فريدة‪ ،‬عرتوس صربينة‪ ،0206 ،‬السوق املالية اإلسالمية املفهوم واألدوات ‪ -‬جتربة السوق املالية العاملية ‪-‬‬ ‫‪.50‬‬
‫البحرين‪ ،-‬جملة االجتهاد القضائي‪ ،‬اجمللد‪ ، 0‬العدد‪.00‬‬
‫خرتوسي ميينة‪ ،‬زيدان حممد‪ ،0200 ،‬الوكالة اإلسالمية للتصنيف (‪)IIRA‬كبديل شرعي لوكاالت التصنيف‬ ‫‪.52‬‬
‫االئتماين الدولية‪ ،‬جملة أبعاد اقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 6‬العدد ‪.0‬‬
‫فياليل شعيب‪ ،‬زنكي ميلود‪ ،0202 ،‬الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف ودورها يف تعزيز اجلودة الشرعية ملنتجات‬ ‫‪.22‬‬
‫الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬جملة جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬اجمللد ‪ ،55‬العدد ‪. 0‬‬
‫محو حممود‪ ،0202 ،‬تصنيف املؤسسات املالية وفقا للجودة الشرعية من طرف الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫جملة اقتصاديات مشال أفريقيا‪ ،‬اجمللد ‪ 05‬العدد ‪.02‬‬

‫‪162‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫هيام حممد الزيدانيني‪ ، 0200 ،‬عقد اإلجارة املنتهية بالتمليك دراسة مقارنة‪ ،‬دراسات علوم الشرعية والقانون ‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫األردن‪ ،‬اجمللد ‪ 52‬العدد‪.0‬‬
‫نوال بن عمارة‪ ،‬بن عمارة‪ ،0200 ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها يف تطوير السوق املالية اإلسالمي جتربة السوق‬ ‫‪.25‬‬
‫املالية اإلسالمية الدولية البحرين‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬اجمللد‪ 2‬العدد ‪.2‬‬
‫قسول كمال‪ ،‬حراق مصباح‪ ،0202 ،‬اثر إدراج الصكوك اإلسالمية يف سوق األوراق املالية على النمو االقتصادي‬ ‫‪.22‬‬
‫يف ماليزيا‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‪ ،‬اجمللد ‪00‬العدد‪.0‬‬
‫عبد الرمحان عبد القادر‪ ،‬صديقي امحد‪ ،0202 ،‬دور اهلندسة املالية يف تطوير منتجات البنوك اإلسالمية‪ ،‬جملة‬ ‫‪.23‬‬
‫التكامل االقتصادي‪ ،‬أدرار‪ ،‬اجمللد ‪ 0‬العدد ‪.5‬‬
‫‪-‬بن علية بن عيسى‪ ،‬عبد القادر قرش‪ ،0200 ،‬الصريفة اإلسالمية كشكل من أشكال الصريفة الشاملة يف‬ ‫‪.26‬‬
‫املصارف اخلاصة يف اجلزائر مع اإلشارة لبنك الربكة اجلزائري‪ ،‬جملة دفاتر‪ ،‬اجمللد ‪ 0‬العدد‪.0‬‬
‫منري خطوي‪ ،‬بن موس اعمر‪ ،0200 ،‬النوافذ اإلسالمية كآلية لتفعيل الصريفة اإلسالمية يف اجلزائر‪ ،‬جملة إضافات‬ ‫‪.22‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬جملد ‪ ،3‬العدد‪.0‬‬
‫ميلود بن حوحو‪ ،0202 ،‬قراءة يف أحكام النظام ‪ 20-02‬املؤرخ يف ‪ 03‬مارس ‪ 0202‬احملدد لعمليات املتعلقة‬ ‫‪.20‬‬
‫بالصريفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لقانون األعمال‪ ،‬اجمللد‪ ،0‬العدد‪.0‬‬
‫ايب‪ ،‬النذير طروبيا‪ ،0202 ،‬توطني الصريفة اإلسالمية يف البنوك اجلزائرية حتديات التطبيق ومتطلبات‬ ‫‪ .22‬مصطفى العر ّ‬
‫النجاح يف ضوء النظام ‪ ،-02‬جملة البشائر االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ 6‬العدد‪.0‬‬
‫صندوق النقد العريب‪ ،0200 ،‬التشريعات والقوانني اخلاصة بالصناعة املالية اإلسالمية يف دول املغرب العريب‪ ،‬نشرة‬ ‫‪.32‬‬
‫التمويل اإلسالمي بالدول العربية‪.‬‬
‫عباس حفصي‪ ،0202 ،‬مفهوم النوافذ اإلسالمية وضوابطها الشرعية‪ ،‬جملة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد‪ 3‬العدد ‪.0‬‬ ‫‪.30‬‬
‫منري خطوي‪ ،‬مبارك لسلوس‪ ،0202 ،‬النوافذ اإلسالمية يف البنوك العمومية اجلزائرية بني التحديات ومتطلبات‬ ‫‪.30‬‬
‫النجاح‪ ،‬جملة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ 05‬العدد ‪.0‬‬
‫حبيبة عبديل‪ ،‬وفاء عبديل‪ ،‬هاله عبديل‪ ،0202 ،‬الصريفة السالمية يف اجلزائر واقع وحتديات‪ ،‬جملة احلقوق والعلوم‬ ‫‪.35‬‬
‫السياسية جامعة خنشلة‪ ،‬اجمللد‪ ،2‬العدد‪.0‬‬
‫البشري بن عبد الرمحان‪ ،‬حكيمة شرفة‪ ،0202 ،‬الرقابة على املصارف اإلسالمية يف ظل بيئة مصرفية تقليدية‬ ‫‪.32‬‬
‫إشكاالت العالقة مع البنك املركزي‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لألحباث االقتصادية واملالية‪ ،‬جملد‪ 5‬العدد ‪.0‬‬
‫سليم موساوي‪ ،0200 ،‬املصرفية اإلسالمية يف اجلزائر مربرات التحول ومتطلبات النجاح‪ ،‬جملة الشريعة واالقتصاد‪،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫جملد‪ 2‬العدد ‪.0‬‬
‫فطوم معمر‪ ،0202 ،‬إسرتاتيجية تطوير صناعة التمويل اإلسالمي يف اجلزائر‪ ،‬جملة االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬جملد‬ ‫‪.36‬‬
‫‪ 3‬العدد‪.0‬‬

‫‪163‬‬
‫مصادر ومراجع‬

‫‪-‬ملتقيات ومؤتمرات ومنشورات‪:‬‬

‫‪ -0‬عباس صديق‪ ،0202 ،‬التضخم النقدي األسباب والعالج يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬املؤمتر العلمي الرابع التضخم يف‬
‫االقتصاد يف االقتصاد اإلسالمي األسباب واحللول من وجهة نظر إسالمية‪ ،‬جامعة قابوس‪ ،‬سلطنة عمان ‪.‬‬
‫‪ -0‬مسري الشاعر‪ ،0202 ،‬احتساب الربح يف املضاربة واملشاركة يف حال خلط أموال املضاربة واملشاركة‪ ،‬مؤمتر اهليئات الشرعية‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪.‬‬
‫‪ -5‬حممد بوجالل‪ ،‬شوقي بورقبة ‪ ،0226،‬تكلفة التمويل يف البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية دراسة مقارنة‪ ،‬حبث مقدم‬
‫ضمن فعاليات امللتقى الدويل حول "سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات واملؤسسات – دراسة حالة اجلزائر والدول النامية‬
‫املنعقد بكلية العلوم االقتصادية والتسيري‪ -‬خمرب العلوم االقتصادية والتسيري جامعة حممد خيضر‪ 00-00 -‬نوفمرب‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -2‬مصرف السالم‪ ،0222 ،‬الفتوى الشرعية ملصرف السالم الطبعة األوىل‪ ،‬املنامة‪.‬‬
‫‪ -3‬رابح خوين‪ ،‬رقية حساين‪ ،0226 ،‬واقع وآفاق التمويل التاجريي يف اجلزائر‪ ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -6‬التقرير السنوي ملصرف السالم ‪.0202‬‬
‫‪ -2‬تقرير النشاط لبنك اإلسكان‪.0202 ،‬‬
‫‪ -8‬املصرف اإلسالمي الدويل للتنمية‪ ،0220 ،‬التمويل باملضاربة‪ ،‬مركز االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬إدارة البحوث‪.‬‬
‫‪ -2‬امحد جمذوب امحد علي‪ ،0205 ،‬التمويل املصريف اإلسالمي بني صيغ املشاركات و املداينات‪ ،‬حبوث ندوة الربكة الرابعة‬
‫الثالثني لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جمموعة الربكة‪ ،‬املنامة‪.‬‬
‫التقرير السنوي لبنك الربكة سنة ‪. 0200‬‬ ‫‪-02‬‬
‫التقرير السنوي ملصرف السالم‪.0202:‬‬ ‫‪-00‬‬

‫رسائل جامعية‪:‬‬

‫‪- -0‬حمسن عبد العزيز براك‪ ،0200 ،‬اثر منطي القيادة التشاركية والتحويلية يف حتسني األداء الوظيفي دراسة مقارنة يف‬
‫املستشفيات األردنية‪ ،‬رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة عمان العربية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪- -0‬رفيق فلوق‪ ،0200 ،‬دراسة اثر التمويل اإلسالمي على األداء املايل للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ :‬دراسة حالة اجلزائر ‪،‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة املدية‪.‬‬

‫مراسيم وتشريعات‬

‫‪ -0‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ 22 ، 25‬ديسمرب ‪0200.‬‬

‫‪164‬‬
‫مصادر ومراجع‬

.0202 ‫ مارس‬02 ،06 ‫ العدد‬،‫ اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬-0

:‫مواقع الكترونية‬

‌www.isdb.org ،‫البنك االسالمي للتنمية‬ .1

/http://aaoifi.com ،‫ هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‬.0


www.cibafi.org ،‫ للمجلس العام للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‬.5
www.lmcbahrain.com : ‫ مركز إدارة السيولة‬.2
.www.ifsb.org:‫ جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‬.3
.www.iicra.com :‫ املركز الدويل للمصاحلة والتحكيم‬.6
.www.isra.my :‫ األكادميية العاملية للبحوث الشرعية يف املالية اإلسالمية‬.2
/https://www.albaraka-bank.dz :‫ بنك الربكة اجلزائري‬.0
/https://www.alsalamalgeria.com :‫ مصرف السالم اجلزائر‬.2
https://www.aps.dz/ar/economie/103614-320-2021 :‫وكالة االنباء اجلزائرية‬ .01

https://www.bank- :ABC ‫ املوقع االلكرتوين لبنك‬.00


.abc.com/Ar/Wholesale/Pages/Islamic-
Finance.aspx .00
https://www.bna.dz/financeislamique /:‫ الموقع االليتكون للبنك الوطن الجزائكي‬.05

:‫مراجع باللغة األجنبية‬

1- James I Grant, 2003, Foundations of economic value added, John Wiley & Sons,
Honboken New jersey.
2- Folan Paul , Jim Browne, 2015 ,Performance: Its meaning content for today's business
reserch, Computers in industry.
3- Iuliana Ion Elena, Criveanu Maria, 2016, Organizational performance -a concept that
selfe -seeke to find itself, Annals of the “Constantin Brâncuşi” University of Târgu Jiu,
Economy Series, Issue.
4- Stéphan Jacquet,2006, Management de la performance : des concepts aux des outils, Revue
française de gestion.
5- Ata Ghalm,Cahfic Okar,Razane Chroqui, Elalami Semma2016, Performance concept to
define, Conference LOGISTQUA May 2016 At: EST Berrechid ,Project: Performance
management ,.
6- Fatihudin Didin, Mochklas Mochamad, 2018, How Measuring Financial Performance,
International Journal of Civil Engineering and Technology.

165
‫مصادر ومراجع‬

7- Khalidazia Ibnu Khaldun, Muda Iskandar , 2014, The influence of profitability and
liquidity ration on the growth of profit of manifacturing companies a study of food and
bevenages sector companies listed on indonesia stock exchange-2010-2012-, International
journal of economics, commerce and management,U K.
8- Shaukat Muhammad, Khursheed Aicha‌ ,2016, Impact of liquidity on profitability :
acomprehensive case of Pakistan's private banking sector, international journal of economic
and finance.
9- J.Aloynitosh,2012, Trade off betwen liquidity & profitability: a study of selected
manifactoring firms Srilanka, jornal of arts sciences commerce.
10- Faello, Joseph, 2015, Understanding the limitation of financial ratios, Academy of
accounting and financial studies journal.
11- -Tusian, Monica,2014, Profitability analysis " acomparative study of sail & tata steel,
IOSR journal of economics and finance.
12- Hamam Roni, Atim Djazuli Djumahir, 2018, The effect of working capital
management on profitability of state-owned enterprise in processing industry sector, Journal
of applied management.
13- Anna Rukowsk–Ziarko,2014, The influence of profitability ration and company size
on proftability and investmentrisk in the capital market,
wydzialnaukekonomicznychizarzdzania.
14- Qassim Saleem , Ramiz Ur Rehman,2011, Impacts of liquidity ratios on
profitability(case of oil and gas companies of Pakistan), Intedisciplinary journal of research in
business.
15- Roni Hamam, Atim Djazuli Djumahir, 2018,The effect of working capital
management on profitability of state-owned enterprise in processing industry sector, Journal
of applied management.

166
‫مالحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫مالحق‬

‫ملحق(‪ )1‬استمارة استبيان‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬


‫ديتوكاه‪ :‬اقتصاد وتلسييك مؤلسلسات‬ ‫جامعة احمد دكاية أدكاك‬

‫استمارة استبيان‬

‫األخ الفاضل‪ ،...‬األخت الفاضلة‪ ،...‬السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫يلسكنا أن نضع بين أيدييم هذا االلستبيان بهدف جمع المعلومات من اجل القيام بدكالسة ميدانية يهدف الباحث‬
‫من وكائه إلى معكفة " اثر التمويل التشاركي (اإلسالمي)على األداء المالي للمؤسسات االقتصادية دراسة حالة‬
‫عينة من المؤسسات في الجزائر"‪ ،‬لذا نكجو من معال لسيادتيم اإلجابة على األلسئلة أدناه بدقة ووضوح من‬
‫اجل الملساهمة ف إنجاح هذه الدكالسة وجعلها ذات مصداقية‪.‬‬

‫علما بأن إجاباتيم لستعامل بشيل لسكي‪ ،‬وأنها لستبقى محفوظة وال تلستعمل إال لغاية البحث العلم فقط‪ ،‬شاي اك‬
‫ليم لسلفا جهوديم المباكية وحلسن تعاونيم معنا‪.‬‬

‫وليم خالص تقديكاتنا واحتكاماتنا‬

‫ضع عالمة ا‪ x‬ف الخانة المنالسبة‬

‫أوال‪ :‬البيانات الشخصية‪:‬‬

‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‪:‬‬

‫أكثر من ‪32‬‬ ‫من ‪ 22‬إىل ‪32‬‬ ‫من ‪ 52‬إىل ‪22‬‬ ‫اقل من ‪52‬‬ ‫العمر‪:‬‬

‫دراسات عليا‬ ‫مهندس‬ ‫ماسرت‬ ‫ليسانس‬ ‫تقين سامي‬ ‫المؤهل العلمي ‪ :‬ثانوي أو اقل‬

‫ثانيا‪ :‬أسئلة عامة حول المؤسسة‪:‬‬

‫‪ ‬المؤسسة حسب الملكية‬

‫مؤسسة خمتلطة‬ ‫مؤسسة خاصة‬ ‫مؤسسة عامة‬

‫أكثر من ‪ 02‬سنوات‬ ‫من ‪ 3‬إىل ‪ 02‬سنوات‬ ‫سنوات نشاط المؤسسة‪:‬اقل من ‪ 3‬سنوات‬

‫‪168‬‬
‫مالحق‬

‫‪ -‬النشاط الرئيسي للمؤسسة ‪:‬‬

‫بناء وأشغال عمومية‬ ‫خدمي‬ ‫زراعي‬ ‫صناعي‬ ‫جتاري‬

‫‪ ‬عدد العمال في المؤسسة ‪:‬‬

‫أكثر من ‪322‬‬ ‫من ‪ 032‬إىل‪322‬‬ ‫من ‪ 32‬إىل ‪032‬‬ ‫‪ 02‬إىل ‪22‬‬ ‫من‬ ‫اقل من ‪02‬‬

‫تشغيلي‬ ‫توسعي‬ ‫‪ ‬طبيعة التمويل‪ :‬مع بداية النشاط‬

‫نافذة إسالمية تابعة لبنك اإلسكان‬ ‫مصرف السالم‬ ‫‪ -‬مصدر التمويل‪:‬بنك الربكة‬

‫‪ -‬صيغ التمويل التشاركي التي حصلت من خاللها المؤسسة على التمويل‬


‫مراحبة‬ ‫مساقاة‬ ‫مزارعة‬ ‫مشاركة‬ ‫مضاربة‬
‫إجارة‬ ‫استصناع‬ ‫بيع السلم‬

‫‪ -1‬المحور األول‪ :‬أسئلة حول التمويل التشاركي (المتغير المستقل)‪:‬‬

‫البعد األول‪ :‬سياسات وضوابط مؤسسات التمويل التشاركي‬

‫غير موافق بشدة‬ ‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق بشدة موافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫إجراءات حصولنا على التمويل من البنوك التشاركية سهلة وبسيطة‬ ‫‪0‬‬

‫منتجات التمويل التشاركي تناسب تمويل نشاطنا‬ ‫‪0‬‬

‫طبيعة صيغ التمويل التشاركي تلبي حاجاتنا المالية‬ ‫‪5‬‬

‫الفترة بين طلب التمويل والحصول عليه كانت جد قصير‬ ‫‪2‬‬

‫حصلنا على التمويل في وقت مناسب‬ ‫‪3‬‬

‫موظفو البنوك التشاركية يحافظون على التواصل مع مؤسستنا‬ ‫‪6‬‬


‫باستمرار‬
‫توفر البنوك التشاركية المعلومات الكافية حول صيغ التمويل‬ ‫‪2‬‬
‫للمؤسسات ورجال األعمال‬
‫يتالئم التمويل التشاركي وطرق حصولنا على التمويل من البنوك‬ ‫‪0‬‬
‫التشاركية‬

‫‪169‬‬
‫مالحق‬

‫يعتبر التمويل التشاركي بديال مناسبا للتمويل من البنوك أخرى‬ ‫‪2‬‬

‫توجد لدى البنوك التشاركية معايير واضحة ونزيهة تحكم حجم‬ ‫‪02‬‬
‫التمويل‬
‫تطلب البنوك التشاركية ضمانات متشددة مقابل الحصول على‬ ‫‪00‬‬
‫التمويل‬

‫البعد الثاني‪ :‬تكلفة التمويل التشاركي‬

‫غير موافق بشدة‬ ‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق بشدة موافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫تكلفة التمويل التشاركي اقل من تكلفة التمويل من البنوك األخرى‬ ‫‪0‬‬

‫تساعد سياسة التمويل التشاركي في الحصول على أدوات اإلنتاج‬ ‫‪0‬‬


‫بأسعار مناسبة للمؤسسة‬
‫يمكن التمويل التشاركي مؤسستنا من الحصول على المواد األولية‬ ‫‪5‬‬
‫لإلنتاج بتكلفة مناسبة‬
‫يساعد التمويل التشاركي على تخفيض تكلفة منتجاتنا‬ ‫‪2‬‬

‫ساعدنا التمويل التشاركي على تخفيض أسعار منتجاتنا‬ ‫‪3‬‬

‫تحسن تكلفة التمويل التشاركي من اختيارنا التمويل المناسب بين‬ ‫‪6‬‬


‫البدائل المتاحة في سوق التمويل‬
‫توجد لديكم رغبة في الحصول على تمويل من البنوك التشاركية‬ ‫‪2‬‬
‫مستقبالً بسبب تكلفة التمويل المنخفضة نسبيا‬
‫تقديم ضمانات مقابل التمويل التشاركي ال يعيق نشاط مؤسستنا‬ ‫‪0‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬فترة السداد‬

‫غير موافق بشدة‬ ‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق بشدة موافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫توجد قوانين وتنظيمات واضحة تضبط فترة السداد للمؤسسات‬ ‫‪0‬‬


‫المستفيدة من التمويل‬
‫مبلغ القسط األول الواجب دفعه كان عاليا جدا‬ ‫‪0‬‬

‫تالءمت قيمة األقساط الواجب دفعها مع وضعيتنا المالية‬ ‫‪5‬‬

‫‪170‬‬
‫مالحق‬

‫تساعد فترات السداد بين األقساط على تحسين الوضعية المالية‬ ‫‪2‬‬
‫لمؤسستنا‬
‫توجد فترة سماحة قبل البدء بتسديد أقساط التمويل‬ ‫‪3‬‬

‫االلتزام بسداد األقساط المالية قبل الموعد شجع البنوك التشاركية‬ ‫‪6‬‬
‫على منحنا المزيد من التمويل‬
‫توجد خطة واضحة يتم اللجوء إليها في حالة عجز مؤسستنا عن‬ ‫‪2‬‬
‫سداد أقساط الديون‬
‫توجد خطة واضحة يتم اللجوء إليها في حال أرادت مؤسستنا سداد‬ ‫‪0‬‬
‫كل التمويل قبل الموعد المحدد‬
‫بسبب التأخر عن المواعيد المحددة لسداد األقساط تعرضنا‬ ‫‪2‬‬
‫لغرامات مالية‬
‫تعرضنا لغرامات مالية يعيق التحسن المالي لمؤسستنا‬ ‫‪02‬‬

‫البعد الرابع‪ :‬منتجات التمويل التشاركي‬

‫غير موافق بشدة‬ ‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق بشدة موافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على التوسع في اإلنتاج‬ ‫‪0‬‬

‫تمكنا من دخول أسواق جديدة بفضل منتجات التمويل التشاركي‬ ‫‪0‬‬

‫اعتماد منتجات التمويل التشاركي منحنا ميزة تنافسية‬ ‫‪5‬‬

‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على اكتساب حصة في السوق‬ ‫‪2‬‬

‫تساعد منتجات التمويل التشاركي على تحسين معدل نمو أعمالنا‬ ‫‪3‬‬

‫تساعد منتجات التمويل التشاركي من االستخدام األفضل لمواردنا‬ ‫‪6‬‬

‫المحور الثاني( المتغير التابع)‪ :‬األداء المالي للمؤسسة االقتصادية‬

‫غير موافق بشدة‬ ‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق بشدة موافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫يساعد التمويل التشاركي على تحسين وضعنا المالي‬ ‫‪0‬‬

‫يساعد التمويل التشاركي على االستمرار في النشاط‬ ‫‪0‬‬

‫‪171‬‬
‫مالحق‬

‫يساعد التمويل التشاركي على زيادة أرباح المؤسسة‬ ‫‪5‬‬

‫يساعد التمويل التشاركي على زيادة مردودية أنشطتنا‬ ‫‪2‬‬

‫حسن اعتمادنا على التمويل التشاركي من قدرة مؤسستنا على‬ ‫‪3‬‬


‫الوفاء بالتزاماتها المالية في المواعيد المحددة‬
‫تساعد صيغ التمويل التشاركي على توفير السيولة الكافية لمؤسستنا‬ ‫‪6‬‬
‫لمواجهة المدفوعات العادية‬
‫ساعدت صيغ التمويل التشاركي على توفير السيولة الكافية‬ ‫‪2‬‬
‫لمؤسستنا لمواجهة المدفوعات الطارئة‬
‫التمويل التشاركي يقلل من مخاطر إفالس المؤسسة‬ ‫‪0‬‬

‫يقلل التمويل التشاركي من مخاطر التوقف عن النشاط‬ ‫‪2‬‬

‫ملحق (‪ )2‬قائمة أسماء األساتذة المحكمين‬

‫الجامعة‬ ‫اسم األستاذ المحكم‬

‫جامعة أدرار‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬عبد الرحمان عبد القادر‬

‫جامعة أدرار‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬لعربي تيقاوي‬

‫جامعة االغواط‬ ‫ا‪.‬د‪.‬محمد فرحي‬

‫جامعة االغواط‬ ‫ا‪.‬د‪.‬مخلوفي عزوز‬

‫جامعة االغواط‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬رق زينب‬

‫جامعة االغواط‬ ‫ا‪.‬د بن ثابت عالل‬

‫‪172‬‬
‫مـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخـص‬
‫ملخص‪:‬‬

‫هتدف هذه الدراسة إىل بيا ن أثر التمويل التشاركي على األداء املايل لعينة من املؤسسات االقتصادية اليت تستفيد من إحدى‬
‫منتجات التمويل التشاركية من البنوك التشاركية العاملة يف اجلزائر( بنك الربكة‪ ،‬مصرف السالم‪ ،‬أو إحدى النوافذ اإلسالمية التابعة‬
‫للبنوك األخرى)‪ ،‬حبيث إعتمد الباحث على املنهج الوصفي‪ ،‬وهذا للتعريف بالتمويل التشاركي وخصائصه بصفة عامة‪ ،‬وكذا االطالع‬
‫على ماهية وطرق قياس األداء املايل للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬واعتمد الباحث على االستبيان من أجل مجع املعلومات والبيانات ‪ ،‬كما مت‬
‫إستخدام طرق التحليل اإلحصائي وهذا لبيان أثر التمويل التشاركي على األداء املايل للعينة حمل الدراسة‪ ،‬ومن أهم النتائج اليت توصل‬
‫إليها الباحث هي‪:‬‬

‫وجود أثر إجيايب للتمويل التشاركي على األداء املايل للمؤسسات االقتصادية حسب رأي العينة املدروسة‪ ،‬حيث ساعد املؤسسات‬
‫على مواصلة أنشطتها‪ ،‬زيادة أرباحها‪ ،‬وحتسني وضعها املايل‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬متويل تشاركي‪ ،‬بنوك تشاركية ‪ ،‬مؤسسات اقتصادية‪ ،‬أداء مايل‪.‬‬
Abstract :

This study aims to demonstrate the impact of participatory financing on the financial
performance of a sample of economic institutions that benefit from one of the participatory
financing products from the participatory banks operating in Algeria (Al Baraka Bank, Al Salam
Bank or one of the Islamic windows affiliated with other banks), so that the researcher relied on the
descriptive approach, This is to introduce participatory financing and its characteristics in general,
as well as to see what and how to measure the financial performance of an economic institution, and
It also relied on the questionnaire in order to collect information and data, and Statistical analysis
methods were used to show the impact of participatory funding on the financial performance of the
sample under study, and the most important result reached by the researcher is:

Participatory financing has a positive impact on the financial performance of the beneficiary
institutions according to the studied sample, as it helped the institutions to continue their activities,
increase their profits and improve their financial position

Key words: Participation finance, participatory banks, economic institutions, financial performance
Résumé:
Cette étude vise à démontrer l'impact du financement participatif sur la performance
financière d'un échantillon 'Institution économiques qui bénéficient de l'un des produitsde
financement participatif des banques participatives opérant en Algérie (Al Baraka Bank, Al Salam
Bank ou l'un des guichets islamiques affiliés à d'autres banques), si bien que le chercheur s'est
appuyé sur l'approche descriptive, il s'agit de définir le financement participatif et ses
caractéristiques en général, ainsi que de voir quoi et comment mesurer la performance financière
d'une institution économique, elle s'est également appuyée sur le questionnaire pour collecter des
informations et des données, et des méthodes d'analyse statistique ont été utilisées pour montrer
l'impact du financement participatif sur la performance financière de l'échantillon à l'étude, et les
résultats les plus importants atteints par le chercheur sont :

Le financement participatif a un impact positif sur la performance financière des Institution


bénéficiaires selon l'échantillon étudié, car il a aidé les Institution à poursuivre leurs activités,
augmenter leurs bénéfices et améliorer leur situation financière.

Les mots clés : financement participative, banques participatives, institutions économiques,


performance financier

You might also like