You are on page 1of 125

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم الاقتصادية‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬


‫التخصص‪ :‬تحليل اقتصادي واستشراف‬ ‫الشعبة‪ :‬العلوم الاقتصادية‬

‫اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة‬


‫وأثرها على الجزائر‬

‫مقدمة من طرف الطالبان‬


‫‪-‬شواط سهام‬
‫‪-‬عامر مصفح زوبير‬

‫أعضاء اللجنة املناقشة‬

‫جامعة الانتساب‬ ‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫الاسم و اللقب‬


‫جامعة مستغانم‬ ‫رئيسا‬ ‫ا‪.‬محاضرا‬ ‫نورين مولود‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫مشرفا و مقررا‬ ‫ا‪.‬محاضرا‬ ‫دقيش مختار‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫ا‪.‬محاضرا‬ ‫وهراني مجذوب‬

‫السنة الجامعية‪0200-0202 :‬‬


‫كلمة شكر وتقدير‬

‫بتوفيق من هللا العزيز الحكيم‪ ،‬رب العاملين‪ ،‬فالشكر هلل أوال وقبل كل ش يء‪ ،‬أن‬
‫أنهيت هذا املجهود العلمي الذي تفضل أستاذي الفاضل‪:‬‬
‫ألاستاذ " دقيش مخطار"‬
‫أستاذ بكلية كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم‬
‫باإلشراف عليه‪ ،‬فأتقدم إليه بخالص شكري وامتناني ألنه منحني من درجته‬
‫علمها فلم يدخر جهدا في توجيهي وارشادي إلى الصحيح في منهج البحث‬
‫ولتقديمه النصح والتوجيه الذي أنار لي طريق البحث العلمي‪.‬‬
‫واتقدم بشكري وتقديري وعرفاني بالجميل إلى كل من مد لي يد العون‬
‫واملساعدة إلنجاز هذا العمل واخص كل طاقم كلية العلوم الاقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬
‫إه ــداء‬

‫الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب املصطفى وأهله ومن وفي أما بعد‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي وفقنا لتثمين هذه الخطوة في مسيرتنا‬
‫الدراسية بمذكرتنا هذه ثمرة الجهد والنجاح بفضله تعالى مهداة‬
‫إلى الوالدين العزيزين حفظهم هللا وأدامهم نورا لدربي‬
‫لكل العائلة الكريمة التي ساندتني والتزال من اخوة وأخوات‬
‫إلى رفيق املشوار الذي قاسمني لحظاته زوجي العزيز رعاه هللا ووفق‬
‫إلى ابنتي الصغيرة الكتكوتة "نهى أسيل" رعاها هللا بحفظه‬
‫إلى كل من كان لهم أثر على حياتي‪ ،‬وإلى كل من أحبهم قلبي ونسيهم قلمي‬

‫" سه ـ ـام"‬
‫إه ــداء‬

‫إلى كل من علمني حرفا في هذه الدنيا الفانية‬


‫إلى أبي العزيز رحمه هللا واسكناه فسيح جنانه‬
‫إلى روح أمي العزيزة الغالية رحمها هللا وسكانها هللا فسيح جنانه‬
‫إلى زوجتي العزيزة وابنتي املصونة "نهى أسيل" حفظها هللا‬
‫إلى جميع افراد اسرتي كبيرا وصغيرا‬
‫إلى كل هؤالء اهدي هذا العمل املتواضع‬
‫ونسأل هللا أن يجعله نبراسا لكل طالب علم‬

‫"زوبي ـر"‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫البسملة‬
‫شكر وعرفان‬
‫اهداء‬
‫الفهرس‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة ألاشكال‬
‫‪4 -1‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫الفصل ألاول‪ :‬مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬
‫‪60‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪60‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬مفاهيم أساسية حول املعرفة‬
‫‪60‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬التمييز بين البيانات‪ ،‬املعلومات واملعرفة‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع املعرفة وأهميتها‬
‫‪10‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مجتمع املعرفة‬
‫‪11‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬اقتصاد العرفة وعوامل الاندماج فيه‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية اقتصاد املعرفة‬
‫‪52‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬إدارة املعرفة‬
‫‪52‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬عوامل الاندماج في اقتصاد املعرفة‬
‫‪15‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬التوجه إلى اقتصاد املعرفة‬
‫‪15‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مراحل التطور الاقتصادي‬
‫‪14‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬عالمات التحول من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد املعرفة‬
‫‪12‬‬ ‫املطب الثالث‪ :‬املظاهر الجديدة لالقتصاد املعرفي‬
‫‪41‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬
‫‪41‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪44‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬الثورة الصناعية الرابعة‬
‫‪44‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وخصائصها‬
‫الفهرس‬

‫‪42‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬العالقة بين الثورة الصناعية الرابعة والتنمية‬


‫‪40‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مرتكزات التصنيع في ظل الثورة الصناعية الرابعة‬
‫‪20‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬تحديات وفرص الثورة الصناعية الرابعة لالستحواذ على القوة الجديدة‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬التحول الرقمي وقيادة التغيير داخل الحكومات‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مكاسب وتحديات الثورة الصناعية الرابعة‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬نماذج بعض الدول للتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة‬
‫‪00‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬
‫‪01‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪06‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬واقع اقتصاد املعرفة في الجزائر‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬النظام الاقتصادي واملؤسساتي في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬رأسمال البشري في الجزائر والنظام الجزائري لإلبداع‬
‫‪15‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬هياكل تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت في الجزائر‬
‫‪10‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬واقع الثورة الصناعية الرابعة في الجزائر‬
‫‪10‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬عالقة الريع النفطي باالقتصاد الجزائري‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬الجزائر وضرورة التوجه نحو استراتيجية التنويع الاقتصادي‬
‫‪161‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬وضع رؤية استراتيجية للتحول نحو الاقتصاد الرقمي‬
‫‪164‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪160‬‬ ‫خاتمة عامة‬
‫قائمة املراجع‬
‫امللخص‬
‫قائمة الجداول وألاشكال‬

‫قائمة الجداول‬
‫اﻟﺼﻔﺤة‬ ‫اﻟﻌﻨﻮان‬ ‫اﻟرقﻢ‬
‫‪71‬‬ ‫‪ 01‬مقارنة بين خصائص مجتمع الصناعة ومجتمع املعرفة‬
‫‪23‬‬ ‫مراحل التطور الاقتصادي‬ ‫‪02‬‬
‫‪22‬‬ ‫املقارنة بين الاقتصاد الصناعي والاقتصاد املعرفي‬ ‫‪32‬‬
‫‪94‬‬ ‫املفردات التي يتم استخدامها في أبحاث الثورة الصناعية الرابعة‬ ‫‪39‬‬
‫‪13‬‬ ‫تطور مكونات الناتج املحلي إلاجمالي الجزائري‬ ‫‪30‬‬
‫‪17‬‬ ‫تطور ميزانية الحكومة الجزائرية ‪0222-0222‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪17‬‬ ‫تطور معدل التضخم في الجزائر ‪0222-0222‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪17‬‬ ‫تطور سوق العمل في الجزائر من ‪ -0202‬إلى ‪0202‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪14‬‬ ‫توزيع التشغيالت املدمجة املنشأة في اطار جهاز نشاطات الادماج الاجتماعي حسب قطاع‬ ‫‪34‬‬
‫النشاط‬
‫‪73‬‬ ‫التعليم الابتدائي واملتوسطي فترة ما بين (‪)0202-0202‬‬ ‫‪73‬‬
‫‪77‬‬ ‫تطور عدد املتمدرسين في التعليم الثانوي (‪)0202-0202‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪73‬‬ ‫معدل معرفة القراء والكتابة في الجزائر‪)%( 0222-0220‬‬ ‫‪73‬‬
‫‪72‬‬ ‫تطور نتائج تالميذ الجزائر الامتحانات ألاساسية‬ ‫‪72‬‬
‫‪79‬‬ ‫عدد الطلبة املسجلين في الجامعة الجزائرية ‪0202-0202‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪71‬‬ ‫تطور نسبة إلانفاق العام على التعليم في الجزائر‬ ‫‪70‬‬
‫‪77‬‬ ‫تطور أعداد طلبة التكوين املنهي حسب نوع التكوين من ‪ 0202‬إلى ‪0202‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪77‬‬ ‫تطور عدد املكونين من ‪ 0202‬إلى ‪0202‬‬ ‫‪71‬‬
‫‪74‬‬ ‫تطور الهياكل القاعدية ‪0202-0202‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪47‬‬ ‫معدل نمو لبعض املتغيرات الكلية‬ ‫‪74‬‬
‫‪732‬‬ ‫جاهزية الحكومات العربية للذكاء الاصطناعي‬ ‫‪33‬‬
‫قائمة ألاشكال‬
‫اﻟﺼﻔﺤة‬ ‫العنوان‬ ‫اﻟرقﻢ‬
‫‪73‬‬ ‫‪ 20‬الهرم املعرفي‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 20‬الطرق ألاربعة لتوليد املعرفة‬
‫‪21‬‬ ‫الاستثمار في مجال املعرفة بالنسبة للناتج الوطني الخام‬ ‫‪20‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ Word Cloud‬للثورة الصناعية الرابعة للجزائر‬ ‫‪20‬‬
‫‪13‬‬ ‫تطور الناتج املحلي إلاجمالي للجزائر (‪)0202-0222‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪11‬‬ ‫توزيع اليد العاملة الجزائرية على مختلف القطاعات الاقتصادية ‪0222‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪77‬‬ ‫تطور حجم إلانفاق العام على التعليم لدول شمال إفريقيا‬ ‫‪22‬‬
‫‪71‬‬ ‫قيمة ونسبة الانفاق على التعليم في دول شمال إفريقيا ‪0222‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪43‬‬ ‫تطور عدد براءات الاختراع في الجزائر ‪0202-0220‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪47‬‬ ‫مؤشر التعليم‬ ‫‪02‬‬
‫‪43‬‬ ‫مؤشر تقنيات املعلومات والاتصاالت‬ ‫‪00‬‬
‫‪42‬‬ ‫عدد مستخدمي الانترنت بناءا على احصائيات البنك الدولي‬ ‫‪00‬‬
‫‪49‬‬ ‫تطور عدد املشتركين في شبكة الهاتف الثابت‬ ‫‪00‬‬
‫‪49‬‬ ‫عدد املشتركين في الهاتف النقال حسب نوع طريقة الدفع‬ ‫‪00‬‬
‫‪733‬‬ ‫نسبة املدراء التنفيذيين الذين خططوا في التقنيات الجديدة في إلامارات في عام ‪0202‬‬ ‫‪02‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫مع ظهور أزمة البترول املعروفة في سبعينات القرن العشرين والتبعات الاقتصادية الوخيمة التي‬
‫ترتبت عليها‪ ،‬بدأت أوروبا والواليات املتحدة واليابان خصوصا‪ ،‬تدرك مخاطر الاعتماد كلية على التصنيع‪،‬‬
‫وبالتالي برزت أهمية زيادة القدرة التنافسية عبر استحداث إنتاجية جديدة من ثم ظهرت في ألافق إمكانية‬
‫نشوء اقتصاد جديد يتأسس على تلك آلالة الثورية التي شرعت في فرض ذاتها أنذاك‪ ،‬أعني "الكمبيوتر"‪.‬‬

‫هنا‪ ،‬بدأت الارهاصات ألاولية ملا عرف الحقا باقتصاد املعرفة‪ ،‬وجوهره نقل املعرفة البشرية إلى‬
‫آلاالت لتتمكن من ممارسة دور فاعل في العملية إلانتاجية بالتوازي مع دور الانسان‪ .‬وفيه‪ ،‬تبرز أهمية‬
‫املعلومات واملعرفة البشرية والخبرات والتعليم والابداع والابتكار‪ ،‬وعليهم جميعا قامت صناعات جديدة في‬
‫قطاع تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت‪ ،‬مثل العتاد الكمبيوتري والبرمجيات والشبكات والدوت كوم وألامن‬
‫الديجيتالي والخدمات واملنتجات التكنومعلوماتية ذات القيمة املضافة‪...‬الخ‪ ،‬وهنا أيضا‪ ،‬جرت عملية إعادة‬
‫توجيه املجتمع العالي نحو مجاالت غير تقليدية تحقق من خاللها التنمية املستدامة‪ .‬بل وجرت بالتزامن عملية‬
‫إعادة هيكلة وجودها إلانساني برمته على أسس جديدة وتغيير أنماط العيش وإلانتاج‪.‬‬

‫هذه الثورة التكنولوجية الجديدة‪ ،‬والتي يطلق عليها الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬انبعثت بفضل تطور‬
‫صناعة الكمبيوتر‪ ،‬نتيجة ظهور ما يعتبره البعض أهم اختراع حديث وهو أشباه املوصالت في بداية النصف‬
‫الثاني من القرن العشرين‪ ،‬ثم اكتسبت بعدا جديدا بظهور الانترنت ومن بعده الواب في مطلع تسعينيات‬
‫القرن ذاته‪ .‬أما في نهاية العقد ألاول من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬أخذت تلك الثورة منعرجا جديدا‪ ،‬بعد‬
‫ظهور الهواتف الذكية‪ .‬وباألخير‪ ،‬بدأنا نشهد طفرة في صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي وقطاعات أخرى‬
‫حديثة دمجت التكنولوجيا بمجاالت علمية متنوعة‪.‬‬

‫والثورات الصناعية ألاربعة على الترتيب بدأت بثورة البخار في نهاية القرن الثامن عشر‪ ،‬ثم ثورة‬
‫الكهرباء في القرن التاسع عشر‪ ،‬ثم ثورة الالكترونيات في القرن العشرين‪ ،‬وأخيرة الثورة الصناعية الرابعة في‬
‫القرن الحادي والعشرين‪ ،‬والتي هي مزيج من التكنولوجيات والذكاء الاصطناعي وأنترنت‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫مما سبق يبرز لنا أن للمعرفة و الثورة الصناعية الرابعة دورا فعال في التنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية في الجزائر‪ ،‬من املرحلة الزراعية إلى الصناعية فاملرحلة الحديثة قائمة على املعرفة‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت هذه ألاخيرة العنصر املضاف ألاهم إلى عناصر التطورات والتغيرات الحاصلة في املجتمعات البشرية‪،‬‬
‫وعلى الرغم من هذه ألاهمية البالغة للمعرفة والثورة الصناعية‪ ،‬إال أنه لألسف الشديد في مجتمعاتنا‬
‫العربية وعلى الرغم من تواجد املوارد البشرية الكفؤة‪ ،‬فان هذا الحقل لم يلق العناية الكافية‪ ،‬وخاصة في‬
‫الجزائر‪ ،‬ألن املحروقات تشكل موردها الرئيس ي ونسبة كبيرة من صادراتها‪ ،‬ومن هنا تبرز أهم معالم إشكالية‬
‫الدراسة وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫ما مدى تأثير اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على البلدان العربية بصفة عامة‬
‫والجزائر بصفة خاصة؟‬

‫ولإلجابة عن هذا التساؤل تستدعي منا اشتقاق بعض التساؤالت الفرعية هي‪:‬‬

‫‪ -‬ما املقصود باقتصاد املعرفة‪ ،‬وما هي أهم خصائصه؟‬


‫‪ -‬ما هو واقع اقتصاد املعرفة في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ما املقصود بالثورة الصناعية الرابعة؟‬
‫‪ -‬أين تقف الجزائر من التغيرات والتحوالت التي ستحدثها الثورة الصناعية الرابعة؟ وأين تريد أن توجه‬
‫اقتصادها؟‬

‫فرضيات الدراسة‬

‫إن إلاجابة عن إلاشكالية املطروحة تقتض ي منا طرح جملة من الفرضيات التي تساعدنا في اعداد‬
‫تصور شامل للبحث‪.‬‬

‫‪ -‬تعاني الجزائر في سعيها نحو التحول والاندماج في الاقتصاد الجديد املبني على املعرفة مـن تخلف منظومة‬
‫العلوم والتكنولوجيا القائمة لديها‪ ،‬كما أن الجهود املبذولـة مـن طـرف الحكومـة الجزائرية في هذا الصدد‬
‫تنقصها الفعالية‪.‬‬

‫‪ -‬ستندمج الجزائر في إطار الثورة الصناعية الرابعة بصياغة رؤية استراتيجية للتحول إلى اقتصاد املعرفة‬
‫يهدف إلى التنويع وإلانتاج‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫باإلضافة إلى إلاجابة عن التساؤل الرئيس ي املتمثل في إشكالية الدراسة‪ ،‬واختبار صحة الفرضيات‬
‫املقدمة من عدمها‪ ،‬فان هذه الدراسة تهدف أيضا إلى‪:‬‬

‫‪-‬ابراز أهمية التقنيات التي جاءت بها الثورة الصناعية الرابعة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي‪ ،‬والتداعيات‬
‫الاقتصادية التي ستخلفها على املستويين العالمي والوطني والجزائر ليست بعيدة عن هذه التفاعالت‪ ،‬سواء‬
‫كطرف مستهلك أو كطرف يسعى الى الاستفادة من املكاسب والفرص التي تمنحها هذه التقنيات‪.‬‬

‫‪-‬توضيح مفهوم وسمات اقتصاد املعرفة‪ ،‬ودور العوملة في بلورة وتطوير هذا املفهوم وكذا تبيان أهمية أنشطة‬
‫البحث والتطوير وانعكاساته عليه ‪.‬‬

‫‪-‬عرض املقوالت الرئيسية حول ماهية اقتصاد املعرفة‪ ،‬وتبيان أثره في تغيير البنية الاقتصادية في الجزائر‬
‫وإمكانية اسهامه في تحقيق التنمية الاقتصادية املنشودة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪-‬دراسة وتحليل طبيعة وسمات البنية الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬وابرام أهم املعوقات التي تحول دون التأسيس‬
‫القتصاد قائم على املعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم مدى استعداد الجزائر لتطوير اقتصادها القائم على املعرفة‪ ،‬من خالل تحليل أهم مؤشرات اقتصاد‬
‫املعرفة في الجزائر ألجل رسملة وإعادة تقوية والحفاظ على نقاط القوة والامتياز‪ ،‬ومحاولة تخطي وتجاوز‬
‫الضعف والنقص‪ ،‬وتطوير سياسات تهدف ملعالجة مواضيع الخلل والنقص‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬

‫تبدو جليا أهمية هذه الدراسة في معالجة موضوع له بالغ ألاهمية وعظيم املكانة من جانبين‪ ،‬الجانب‬
‫ألاول‪ ،‬كونه موضوع جديد يحتاج إلى التركيز عليه ولفت انظار الباحثين ألهميته للمزيد في التعمق والبحث‪،‬‬
‫وكذلك ألنه يسلط الضوء على الانعكاسات الاقتصادية للثورة الصناعية الرابعة على املستوى العالمي‪ ،‬ومن‬
‫ثم على الاقتصاد الجزائري من خالل التطرق إلى أهم التحديات والفرص لالستفادة من هذه التقنيات‬
‫استنادا إلى مستوى البنية التحتية الرقمية‪ ،‬ورأس املال البشري‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‬

‫رغبة منا في بلوغ تطلعات الدراسة‪ ،‬استعنا باملناهج املعتمدة في الدراسات الاقتصادية حسب‬
‫الحاجة‪ ،‬حيث اتبعنا املنهج الوصفي عند التعرض ملسلمات وأهم املقوالت النظرية للدراسة‪ ،‬وكذلك باملنهج‬
‫التحليلي عند عرض نتائج الجزائر وتتبع تطورات بعض املؤشرات الخاصة باقتصاد املعرفة وكذا الثورة‬
‫الصناعية الرابعة وإبراز تقدمهما‪ ،‬وكذا مقارنتهما مع بعض الدول العربية املجاورة ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬
‫إن ألاهمية العلمية والعملية ملوضوع اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة من الباحثين يقومون‬
‫بتناول هذا املوضوع باإلسقاط على اقتصاديات دول مختارة‪ ،‬ولعل من أهم هذه الدراسات‪:‬‬

‫‪-‬دراسة "سيد علي وحسين يحي ‪ ،4002‬وهو بحث كمي تحت عنوان "قياس مؤشرات اقتصاد املعرفة في‬
‫الجزائر"‪ ،‬حاول من خالله الباحثان تقدير بعض مؤشرات اقتصاد املعرفة في الجزائر‪ ،‬ليخلص إلى نتيجة‬
‫وجود تأخر كبير في العديد من امليادين ألاساسية كالتعليم العالي والتكوين والبنى التحتية املتعلقة‬
‫بتكنولوجيات املعلومات والاتصاالت‪ ،‬واستنتاج بأن الجزائر ال تزال بعيدة في خلق مزايا تنافسية على مستوى‬
‫هذا النوع من الاقتصاد‪.‬‬

‫‪-‬دراسة "بوعوينة مولود"‪ ،0202 ،‬تحت عنوان "الاقتصاد الجزائري وحتمية التحول من الثروة النفطية‬
‫إلى مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة"‪ ،‬جامعة لونيس ي علي‪ ،‬البليدة ‪( 2‬الجزائر)‪ ،‬تهدف هذه الدراسة إلى‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫ابراز أهمية التقنيات التي جاءت بها الثورة الصناعية الرابعة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي‪ ،‬وتداعياتها في‬
‫رسم معالم النظام الاقتصادي العالمي الجديد‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫ملعالجة إلاشكالية املطروحة والاحاطة بمختلف جوانبها اعتمدنا على الخطة آلاتية واملكونة من ثالث‬
‫فصول أساسية‪ ،‬تسبقهم مقدمة عامة وتعقبهم خاتمة تتضمن تلخيصا عاما واختبارا للفرضيات التي جاءت‬
‫في مقدمة البحث‪ ،‬ثم عرضا للنتائج التي توصلنا إليها‪ ،‬وتقديم بعض التوصيات التي نرى بأنها ضرورية بناء‬
‫على النتائج املستخلصةـ وعلى هذا ألاساس اعتمدنا الخطة ألاتية‪:‬‬

‫مقدمة عامة‪ :‬وتأتي كمقدمة عامة للبحث تتضمن إلاشكالية املدروسة‪ ،‬فرضيات الدراسة‪ ،‬أهداف الدراسة‬
‫وأهمية الدراسة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفصل ألاول‪ " :‬مدخل إلى اقتصاد املعرفة " نحاول من خالل هذا الفصل إلاحاطة بكل املفاهيم املتصلة‬
‫باقتصاد املعرفة‪ ،‬مع تقديم مختلف التعاريف املقدمة القتصاد املعرفة وعرض أهم عوامل اندماج في هذه‬
‫ألاخيرة‪ ،‬وأهم التوجهات إلى اقتصاد املعرفة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪" :‬الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات"‪ ،‬تطرقنا في هذا الفصل إلى املفاهيم‬
‫الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وخصائصها‪ ،‬وأهم مرتكزات هذه ألاخيرة في ظل التحوالت الاقتصادية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪" :‬أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر"‪ ،‬تناولنا فيه واقع اقتصاد‬
‫املعرفة والثورة الصناعية الرابعة في الجزائر مع ابراز ضرورة التوجه نحو استراتيجية التنويع الاقتصادي‪.‬‬

‫خاتمة عامة‪ :‬وتتضمن خاتمة عامة للموضوع‪ ،‬تشتمل على نتائج الدراسة‪ ،‬التوصيات املقترحة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫افاق البحث املستقبلية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫في ظل التغيرات الجديدة التي شهدها العالم في شتى املجاالت‪ ،‬وما أحدثته ثورة التكنولوجيا واملعلومات‬
‫من تطور سريع وواسع النطاق‪ ،‬أصبحت فيه القدرة على إلانتاج والتقدم تعتمد على القدرة على إلابداع‬
‫والابتكار‪ ،‬وتحويل املعلومات إلى معرفة‪ ،‬ثم تحويل هذه املعرفة إلى منتج متميز‪ ،‬حتى أصبح يطلق على هذا‬
‫العصر عصر املعرفة‪.‬‬

‫هذا الدور الذي أصبحت تلعبه املعرفة في توليد الثروة وزيادتها وتراكمها من خالل إلاسهام في تحسين ألاداء‪،‬‬
‫ورفع إلانتاجية‪ ،‬وتخفيض كلفة إلانتاج‪ ،‬أدى إلى ظهور اقتصاد جديد هو اقتصاد املعرفة‪ ،‬الذي أخذ يتطور‬
‫بسرعة وعلى نطاق واسع‪ ،‬وبدأت خصائصه تتجذر‪ ،‬ومبادئه تتوسع في مواجهة الاقتصاد التقليدي‪.‬‬

‫وأصبحت املعرفة في هذا الاقتصاد الصاعد‪ ،‬املحرك ألاساس ي للمنافسة الاقتصادية والنجاح‪ ،‬حيث أضافت‬
‫قيما هائلة للمنتجات الاقتصادية من خالل زيادة إلانتاجية‪ ،‬والطلب على التقنيات الجديدة وألافكار الجديدة‬
‫التي تأتي على شكل اختراعات جديدة‪ ،‬وأيضا من خالل طلب جديد على املعرفة املوجودة وقد واكبت هذه‬
‫املنتجات فعليا التغيرات الثورية في كل ألاسواق والقطاعات‪ ،‬وسنتعرف في هذا الفصل على‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مفاهيم أساسية حول املعرفة‬

‫املبحث الثاني‪ :‬اقتصاد املعرفة وعوامل الاندماج فيه‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التوجه إلى اقتصاد املعرفة‬

‫‪6‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مفاهيم أساسية حول املعرفة‬

‫رافقت املعرفة إلانسان منذ بدايته‪ ،‬وارتقت معه من مستوياتها البدائيـة‪ ،‬مصـاحبة اتسـاع مداركـه‬
‫وتعمقها‪ ،‬حتى وصلت إلى ذراها الحالية‪ .‬غير أن الجديد اليوم هو حجم تأثيرهـا علـى الحيـاة الاقتصـادية‬
‫والاجتماعية وعلى نمط حياة إلانسان عموما‪ ،‬وذلك بفضل الثورة العلمية والتكنولوجية‪ ،‬فقـد شـهد الربـع‬
‫ّ‬
‫ألاخير من القرن العشرين أعظم تغيير في حياة البشرية‪ ،‬هو التحول الثالث بعد ظهور الزراعة والصـناعة‪ ،‬وتمثل‬
‫بثورة العلوم والتقانة فائقة التطور في املجـاالت إلالكترونيـة والنوويـة والفيزيائيـة والبيولوجيـة‬
‫والفضائية‪.‬وأصبحت املعرفة املحرك ألاساس ي لإلنتاجية والتنمية الاقتصادية لذا فإن فهم ديناميكية عناصر‬
‫املعرفـة وعالقاتها املتشابكة مع الاقتصاد هي املدخل ألاساس ي لتحديد ماهية اقتصاد املعرفة‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬التمييز بين البيانات‪ ،‬املعلومات واملعرفة‬

‫أشارت العديد من الدراسات إلى أنه يوجد ش يء من التداخل في مفهوم كل من املعرفة والبيانات‬
‫واملعلومات حيث أن هذه املصطلحات قريبة جدا من بعضها وتستخدم أحيانا لتحديد نفس الش يء مـع أنهـا‬
‫تغطي حقائق مختلفة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬البيانات‬

‫يعرف البيان على انه املادة الخام التي لم تترجم بعد‪ .‬فالبيانات هي مواد وحقائق خام أولية ليست‬
‫ذات قيمـة بشكلها ألاولي هذا ما لم تتحول إلى معلومات مفهومة ومفيدة‪.2‬‬

‫كما تعرف البيانات على أنها‪ :‬هي عبارة عن الحقائق وألافكار واملفاهيم التي تجمع وتخـزن فـي شـكل خام‪.3‬‬

‫ويعرفها ‪Davenport‬و ‪Prusak‬على أنها‪ :‬مجموعة من الحقائق املوضـوعية غيـر املترابطـة عـن ألاحداث وبالتالي‬
‫فإنها تصف جزءا ما حدث وال تقدم أحكاما أو تفسيرات أو قواعد للعمـل وبنـاءا عليـه فإنها ال تخبر عما يجب‬
‫فعله‪.‬‬

‫كما يعرفها ‪ Wiig‬على أنها‪ :‬مالحظات غير مفهومة وحقائق غير مصقولة تظهر في أشكال مختلفة قد‬
‫تكون أرقاما أو حروفا أو كلمات أو إشارات متناظرة أو صور ودون أي سياق أو تنظيم لها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gille balmise, gestion de connaissances : outils et application du knowledge management, Vuibert,‬‬
‫‪paris, p 11‬‬
‫‪2‬ربحي مصطفى عليان ‪ ،‬إدارة املعرفة ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪3‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتاب الحديث و دار جدار للكتاب العالمي‪ ،‬ألاردن‪ ،8002 ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫من هذه التعاريف نستنتج أن البيانات هي املادة الخام لصناعة املعلومات‪ ،‬فالبيانات يتم جمعها من‬
‫مصـادرها املختلفة سواء كانت تخص الطبيعة أو الكائنات أو إلانسان في أي مجال من املجـاالت ثـم يـتم دراسـتها‬
‫وتصنيفها بطرق مختلفة ومن ثم نحصل منها على املعلومات املفيدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املعلومات‬

‫‪ -1‬تعريف املعلومات‬

‫املعلومة هي ناتج معالجة البيانات من خالل إخضاعها لعمليات خاصة بذلك مثل التحليل والتركيـب‬
‫مـن أجل استخالص ما تتضمنه البيانات من مؤشرات وعالقات ومقارنات وغيرها‪.‬‬

‫وتعرف على أنها" بيان مترجم بمعنى أخر إعطاء معنى البيان يخلق قيمة مضافة من اجل بناء معلومة"‪.1‬‬

‫كما يعرف ‪ Wiig‬املعلومات بأنها حقائق وبيانات منظمة تصف موقفا معينا أو مشكلة معينة ويوضح‬
‫ذلـك قائال‪ (:‬انه من اجل أن تصبح البيانات معلومات يجب أن تقدم هذه البيانات في سياق مع وجود هـدف‬
‫ومـع تنظيم لها يمكن تمييزه وإدراكه)‪.2‬‬

‫وهي أيضا‪ :‬مجموعة من البيانات املنظمة املنسقة بطريقة توليفية مناسبة بحيث تعطي معنى خاص‬
‫وتركيبة متجانسة من ألافكار واملفاهيم تمكن إلانسان من الاستفادة منها في الوصول إلى املعرفة واكتشافها‪.3‬‬

‫كما يعرفها ‪ Christel‬وآخرون بأنها‪" :‬حقائق وبيانات منظمة تشخص موقفا محددا أو ظرفا محددا أو تشخص‬
‫تهديدا ما أو فرصة محددة وتبعا لذلك فإن املعلومات هي نتيجة البيانات‪."4‬‬

‫وتعد البيانات الركيزة ألاساسية للمعلومات فهي املتغير املستقل واملعلومات هي املتغير التابع إذ تتنوع‬
‫املعلومات بتنوع البيانات وعليه يمكن تعريف املعلومات على أنها‪ :‬ما يمثل الحقائق وآلاراء واملعرفة املحسوسة‬
‫من صورة مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو حسية أو ذوقية‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص املعلومات‬

‫هناك العديد من الخصائص الهامة للمعلومات نوجزها فيما يلي‪:5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gille Balmisse, op.cit, p 12‬‬
‫‪2‬هيثم علي حجازي‪ ،‬إدارة املعرفة‪-‬مدخل نظري‪ ،-‬ألاهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬العلي عبد الستار وآخرون‪ ،‬املدخل إلى إدارة املعرفة‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص‪.117‬‬
‫‪4‬هيثم علي حجازي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪5‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.21-52‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ ‬التوقيت‪ :‬التوقيت املناسب يعني أن تكون املعلومات مناسبة زمنيا الستخدامات املسـتفيدين خـالل دورة‬
‫معالجتها والحصول عليها‪ .‬ومن اجل الوصول إلى خاصية التوقيت املناسب للمعلومات فإنـه من الضروري‬
‫تخفيض الوقت الالزم لدورة املعالجة وال يتحقـق ذلـك إال باسـتخدام الحاسـوب للحصول على معلومات‬
‫دقيقة ومالئمة الحتياجات املستفيدين في توقيت مناسب‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة‪ :‬وتعني أن تكون املعلومات في صورة صحيحة خالية من أخطاء التجميع والتسجيل ومعالجة البيانات‬
‫أي درجة غياب ألاخطاء من املعلومات الناتجة ويمكن القول بأن الدقة هي نسـبة املعلومات الصحيحة إلى‬
‫مجموع املعلومات الناتجة في خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬الصالحية‪ :‬صالحية املعلومات هي الصلة الوثيقة لقياس كيفية مالءمة نظام املعلومـات الحتياجـات‬
‫املستفيدين بصورة جيدة‪ .‬وهذه الخاصية يمكن قياسها بشمول املعلومات أو بدرجة الوضـوح التـي يعمل‬
‫بها نظام الاستفسار‪.‬‬
‫‪ ‬املرونة‪ :‬هي قابلية تكييف املعلومات وتسهيلها لتلبيـة الاحتياجـات املختلفـة لجميـع املسـتفيدين فاملعلومات‬
‫التي يمكن استخدامها بواسطة العديد من املستفيدين في تطبيقات متعـددة تكـون أكثـر مرونة من‬
‫املعلومات التي يمكن استخدامها في تطبيق واحد‪.‬‬
‫‪ ‬الوضوح‪ :‬أي أن تكون املعلومات واضحة وخالية من الغموض ومنسقة فيما بينها دون تعارض أو تناقض‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التحيز‪ :‬هذه الخاصية تعني غياب القصد من تغيير أو تعديل ما يؤثر في املستفيدين بمعنى آخـر‬
‫‪ ‬فإن تغيير محتوى املعلومات يصبح مؤثرا على املستفيدين أو تغيير املعلومات التـي تتوافـق مـع أهداف أو‬
‫رغبات املستفيدين‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية الوصول‪ :‬هي سهولة وسرعة الحصول على املعلومات التي تشير إلى زمن استجابة النظـام للخدمات‬
‫املتاحة لالستخدام والنظام الذي يعطي استجابة متوسطة ومقدارا ضخما مـن املعلومـات باإلضافة إلى‬
‫سهولة الاستخدام يكون من الطبيعي أكثر قيمة وأعلى تكلفة من النظـام الـذي يعطـي إمكانية وصول أقل‪.‬‬

‫إن كمية املعلومات ليست مقياسا مطلقا ولكن يمكن اعتبارها عالقـة تناسـب بـين قيمـة وتكلفـة املعلومات‪.‬‬

‫‪ ‬قابلية القياس‪ :‬هذه الخاصية تعني إمكانية القياس الكمي للمعلومـات الرسـمية الناتجـة عـن نظـام املعلومات‬
‫الرسمي وتستعيد من هذه الخاصية املعلومات غير الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬الشمول‪ :‬وهو الدرجة التي يغطي بها نظام املعلومات احتياجات املستفيدين بحيـث تكـون بصـورة كاملة‬
‫دون تفصيل زائد ودون إيجاز يفقدها معناها ويتحول الشمول أيضا إلى املتغيـرات الاقتصادية‪ ،‬حيث أن‬
‫املعلومات الكاملة أكثر قيمة وفائدة من املعلومات غير الكاملة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬املعرفة‬

‫تعرف املعرفة على أنها‪ :‬نتائج معالجة البيانات إذ تصبح معرفة بعد استيعابها وفهمها وتكرار التطبيق‬
‫في املمارسات تؤدي إلى الخبرة التي تقود إلى الحكمة‪.1‬‬

‫واملعنى اللغوي للمعرفة هو إلادراك الجزئي أو البسيط‪ ،‬في حين أن العلم يقال لإلدراك الكلي أو املركب‪ ،‬كذلك‬
‫فقد تم تعريف املعرفة بأنها معلومات وحقائق يمتلكها الشخص في عقله عن ش يء ما‪.‬‬

‫ويرى كل من ‪ Harris‬و ‪ Henderson‬أن املعرفة أحد العناصر ألاساسـية ضـمن سلسـلة متكاملـة تبـدأ باإلشارات‬
‫‪ Signals‬و تتدرج إلى البيانات ‪ Data‬ثم إلى املعلومات ثم املعرفة ثم إلى الحكمة و هذه ألاخيرة هي أساس الابتكار‪.2‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن اعتبار املعرفة على أنها‪ ":‬مجموعة املعلومات وألافكار ومختلف املنتجات الفكريـة‬
‫والذهنية التي تعبر عن حقائق أو عالقات أو نماذج سواء كانت علنية ظاهرة قابلة للتداول والتقليد أو كانـت‬
‫ضمنية تظهر في شكل تصرفات وسلوكات ألافراد حيث تكون نتيجة لتفكير ذهني أو ممارسات وتجـارب ميدانية‬
‫أو مزيج بينهما‪ .‬إذ تكون قابلة لالستخدام ألغراض علمية أو تكنولوجيـة وتتمثـل عناصـرها فـي املعلومات والعلم‬
‫والتقنية والهندسة والخبرة البشرية"‪.3‬‬

‫في املجال الاقتصادي تعرف املعرفة على أنها‪" :‬سلعة غير منظورة ‪ intangible‬متميـزة فـي مضـمونها منافية‬
‫لقوانين السلع املنظورة فهي ال تخضع لقانون الندرة كونها تعتمد على العقـل البشـري وال تخضـع لقانون تناقص‬
‫الغلة بل بالعكس فهي تحقق عوائد متزايدة"‪.4‬‬

‫وقد ميز ‪ Arrow‬بين ثالث خصائص للمعرفة باعتبارها سلعة اقتصادية من حيث إنتاجها واستعمالها‪:‬‬

‫‪ ‬املعرفة ناتجة عن معلومة وبالتالي من الصعب السيطرة عليها ومراقبتها فهي قابلة للتقاسم والاستعمال‬
‫من طرف أشخاص ربما لم يقوموا بإنتاجها‪.‬‬
‫‪ ‬املعرفة هي منتج غير قابل للمنافسة وهي ال تفنى باالستعمال كما أن سعرها ال يمكن أن يكون ثابت كما في‬
‫السلع ألاخرى‪.‬‬

‫‪1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪2‬هيثم علي حجازي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا قلش‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات والاتصال واقتصاد املعرفة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن امللتقى الدولي املعرفة في ظل الاقتصاد الرقمي‬
‫ومساهمتها في تكوين املزايا التنافسية للبلدان العربية‪ 82-83 ،‬نوفمبر‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،8003 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪4‬فيصل بوطيبة وخديجة خالدي‪ ،‬دور ‪ TIC‬تكييف التعليم مع اقتصاد املعرفة‪ ،‬امللتقى الدولي حول اقتصاد املعرفة‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،8002‬ص‪.2‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ ‬املعرفة هي عملية تراكمية‪ ،‬أي أن إنتاج معارف جديدة هو نتيجة للمعارف املوجودة مسبقا وبالتالي ال‬
‫نستطيع مراقبة الزيادة السريعة النتشار املعرفة‪.1‬‬

‫وحسب ‪Polanyi‬فإن مفهوم املعرفة يقوم على ثالث فرضيات أساسية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الاكتشاف الحقيقي للمعرفة ال يمكن الوصول إليه أو حتى تحديده من خالل سلسلة القواعد املوضوعة‬
‫أو الخوارزميات‪.‬‬
‫‪ -8‬إن املعرفة عامة وشخصية في آن واحد‪.‬‬
‫‪ -7‬إن املعرفة التي تحدد أو تصنف بأنها معرفة مكتوبة صريحة هي بالتأكيد ضرورية ومهمـة للغايـة لكن جذور‬
‫هذه املعرفة توجد دائما باملعرفة الضمنية‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬املعرفة الصـريحة تكـون إمـا ضمنية أو أن تنبع من‬
‫املعرفة الضمنية‪.2‬‬

‫واملعرفة الضمنية هي املعرفة غيراملكتوبة املخزونة في عقول ألافراد‪ .‬ولعل أقرب وصف له عالقـة باملعرفة‬
‫الضمنية هو ما قاله مرة ‪ Polanyi‬في سنة ‪ 1222‬تعبيرا عن أهمية املعرفة الضمنية ‪we know more than we‬‬
‫‪ .can tell‬فهذه العبارة تسلط الضوء على حقيقة أن الكثيـر مـن املعـارف واملهارات إلانسانية تبقى غير مسجلة‬
‫إلى أن يبادر صاحب املعرفة الضمنية بكتابتها وتسجيلها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفرق بين البيانات واملعلومات واملعرفة‬

‫هناك فروق واضحة في هذه املفاهيم‪ ،‬فالبيانات هي الحقائق ألاولية‪ ،‬بينما املعلومات ينظر إليهـا علـى‬
‫أنها مجموعة منظمة من البيانات‪ ،‬أما املعرفة فيتم إدراكها على أنها املعلومات ذات الداللـة أو الفهـم والوعي‬
‫املكتسب من خالل الدراسة والتفسير واملالحظة أو الخبرة التي تكتسبها عبر الزمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Djeflat abdelkader, Role et place des tic dans une économie fondée sur la connaissance ; le Maghreb‬‬
‫‪dans l’économie numérique, collection « connaissance de maghreb », Maison neuve and larose,‬‬
‫‪France, 2007, P242.‬‬
‫‪2‬سعد غالب ياسين‪ ،‬إدارة املعرفة‪ :‬املفاهيم النظم والتقنيات‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8003 ،‬ص‪.73‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)I-11‬الهرم املعرفي‬

‫تمثل التراكم المعرفي‬

‫تعكس استخدام المعلومات‬


‫الخبرة‬
‫بشكل فعال‬

‫المعرفة‬
‫بيانات مترابطة ومفسرة‬

‫المعلومات‬
‫رموز وعبارات وسياقات‬
‫غير مفسرة‬
‫البيانات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على بعض املراجع السابقة‪.‬‬

‫إن عملية تمييز املعرفة عن املعلومة يقودنا إلى التفرقة بين املشاكل الاقتصادية املتعلقة بهذين‬
‫املفهـومين‪ ،‬بالنسبة للمعرفة فاملشكلة ألاساسية متعلقة بعملية إنتاجها أو تقليدها )‪ (reproduction‬والتي تعتبـر‬
‫مشـكلة تعلم‪ ،‬في حين أن عملية إعادة إنتاج املعلومة ال تطرح أي مشكلة حقيقية حيث أن تكلفة إنتاجها تعد‬
‫معدومـة‪ ،‬املشكلة املتعلقة باملعلومة تتعلق باكتشافها وحمايتها‪.1‬‬

‫إن ما يميز املعرفة عن املعلومات هو أن املعرفة ديناميكية تعتمد على ألافراد ضمنية وتناظريـة ويجـب‬
‫إعادة تكوينها وتستلهم معانيها من ألافراد‪.‬‬

‫أما املعلومات فهي بصفة عامة ساكنة مستقلة عن ألافراد‪ ،‬صريحة ومكتوبة (بصورة تقليديـة أو‬
‫رقميـة) سهلة الاستنساخ والعرض وال يوجد لها معنى محدد‪.2‬‬

‫إذا املفهومان لهما حدود مشتركة حيث أن املعلومات هي عملية اختيار‪ ،‬معالجة وتفسير الرسائل‬
‫الواردة واملعرفة تقوم على معلومة مفهومة مترجمة ومستخدمة لتأدية عمل ما‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Foray Dominique, l’économie de connaissance, casbah éditions, Alger, 2004, P P 9-10.‬‬
‫‪2‬سعد غالب ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Djeflat Abdelkader, op.cit, p 242.‬‬
‫‪12‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع املعرفة وأهميتها‬

‫أوال‪ :‬أنواع املعرفة‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من املعرفة حسب نوناكا و تاكيوش ي)‪: 1(Takeuchi & Nonaka‬‬

‫‪ -1‬املعرفة الصريحة‪ :‬وهي املعرفة الرسمية‪ ،‬القياسية‪ ،‬املرمزة النظامية الصلبة‪ ،‬املعبر عنها كميا‪ ،‬والقابلة‬
‫للنقل والتعليم‪ ،‬وتسمى أيضا املعرفة املتسربة إلمكانية تسربها إلى خارج الشركة ونجدها في أشـكال امللكيـة‬
‫الفكرية املحمية قانونا كما في براءات الاختراع‪ ،‬حقوق النشر‪ ،‬ألاسرار التجارية ‪...‬الخ‪ ،‬كما نجدها مجسدة‬
‫فـي منتجات الشركة وخدماتها‪ ،‬أدلة وإجراءات العمل‪ ،‬وخططها ومعايير تقييم أعمالها‪...‬الخ‬

‫ودور املعرفة الصريحة هو دور أساس ي وكبير حيث تلعب دور مراقبة وإدارة في املؤسسة‪.2‬‬

‫‪ -2‬املعرفة الضمنية‪ :‬وهي املعرفة غير الرسمية‪ ،‬الذاتية واملعبر عنها بالطرق النوعية والحدسية غير قابلـة‬
‫للنقل والتعليم‪ ،‬وتسمى املعرفة امللتصقة والتي توجد في عمل ألافراد والفرق داخل الشركة‪ ،‬وهـذه املعرفـة‬
‫هي التي تعطي خصوصية الشركة وهي ألاساس في قدرتها على إنشاء املعرفة‪.‬‬

‫تمثل املعرفة الضمنية مجموعة املفاهيم والخبرات املختزنة داخل الفرد والتي ال يمكن إلافصاح عنها وإنما تظهر‬
‫نتيجتها وعالمتها من خالل أداء وممارسة الفرد لعمله وال يمكن تداولها وتناقلها بين ألافـراد ولهذا فهي تمثل‬
‫موردا هاما للمنظمة يصعب على املنافسين تقليده إذا ما حافظت عليه وأعطتـه الاهتمـام املناسب‪.3‬‬

‫إن املعرفة الضمنية هي معرفة مرتبطة بالشخص تتميز بصعوبة ترتيبها وتحويلها إلى معرفة رسمية‪ ،‬كذلك‬
‫صعوبة مشاركتها مع آلاخرين‪.‬‬

‫املعرفة الضمنية هي أيضا معرفة جذرية ومتأصلة في أفعال وخبرات ألافراد وأيضا في معتقداتهم وقيمهم التي‬
‫يعتقدونها‪.4‬‬

‫هناك بعدان للمعرفة الضمنية‪:‬‬

‫‪ -‬البعد ألاول‪ :‬البعد التقني‬

‫يدور حول املهارات والخبرات غير الرسمية والتي تدل على معرفة كيف ?(‪.)how know‬‬

‫‪1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Robert Vazille, le guide du management des connaissances, Ed AFNOR, paris, 2006, p 68.‬‬
‫‪3‬عبد هللا قلش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Nonaka Ikujiro & Noburo kanno, The concept of “Ba” Building a foundation for knowledge creation,‬‬
‫‪California management review, vol 40 n03, spring 1998, p42.‬‬
‫‪13‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬البعد الثاني‪ :‬البعد املعرفي‬

‫يتمحور حول املعتقدات وألافكار والقيم واملخططات والنماذج الفكرية املغروسة فينا بعمق‪.‬‬

‫عند صعوبة إخراج البعد املعرفي للمعرفة الضمنية يدلنا على الطريقة التـي نـدرك بهـا هـذا املخطط‪.‬‬

‫كما يمكن تصنيف املعرفة إلى خمسة أنماط هي‪:1‬‬

‫‪ -1‬معرفة ماذا )‪ :(what know‬وهي معرفة أي نوع من املعرفة هو املطلوب‪.‬‬


‫‪ -8‬معرفة كيف )‪ :(how know‬وهي كيف يجب التعامل مع املعرفة‪.‬‬
‫‪ -7‬معرفة ملاذا )‪ :(why know‬وهي معرفة ملاذا هناك حاجة إلى نوع معين من املعرفة‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة أين )‪ :(where know‬وهي معرفة أين يمكن العثور على معرفة محددة بعينها‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة متى )‪ :(when know‬وهي معرفة متى تكون هناك حاجة إلى معرفة معينة‪.‬‬
‫* كما يقدم توم باكمان ‪ T.Backman‬تصنيفا أوسع للمعرفة حيث يصنفها إلى أربعة أنواع هي‪:2‬‬
‫‪ -1‬املعرفة الصريحة ‪: Explicit‬معرفة جاهزة وقابلة للوصول موثقة في مصادر املعرفـة الرسـمية التي عادة ما‬
‫تكون جيدة التنظيم‪.‬‬
‫‪ -8‬املعرفة الضمنية ‪: Implicit‬قابلة للوصول من خالل الاستعالم واملناقشة ولكنها غير رسمية يجب أن توضع‬
‫وبعدئذ تنقل وتبلغ‪.‬‬
‫‪ -7‬املعرفة الكامنة ‪: Tacit‬قابلة للتوصل بشكل غير مباشر فقط ويتم ذلك بصعوبة من خالل أسـاليب‬
‫الاستنباط املعرفي ومالحظة السلوك‪.‬‬
‫‪ -5‬املعرفة املجهولة ‪: Unknown‬املعرفة املبتكرة من خالل النشاط‪ ،‬املناقشة‪ ،‬البحث والتجريب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية املعرفة‬

‫تبرز أهمية املعرفة في الوقت الحاضر في‪:3‬‬

‫‪ -1‬الزيادة املستمرة والسريعة في استخدام مضامين املعرفة ومعطياتها وإفرازاتها في كافة مجاالت ألاعمال وفي‬
‫إلانتاج السلعي وفي الخدمات وفي كافة النشاطات الاقتصادية واملجاالت ألاخرى‪.‬‬

‫‪1‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪2‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬فليح حسن خلف‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬جدار الكتاب العالمي‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،8003 ،‬ص ص ‪.15-17‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -8‬إن املعرفة العلمية والعملية تمثل ألاساس املهم في تحقيق الابتكارات والاكتشافات والاختراعات‬
‫التكنولوجية حيث أن التكنولوجيا هي نتاج املعرفة والعلم والشكل الذي يقود إلى استثمارات جديدة ومن‬
‫ثمة الزيادة في القدرة إلانتاجية‪.‬‬
‫‪ -7‬الزيادة املستمرة في املؤسسات واملشروعات التي تعمل في مجال املعرفة توليدا وإنتاجا واستخداما والتي‬
‫تمثلها شركات املعلومات والاتصاالت والبرمجيات والبحوث والاستشارات وشركات الخدمات املالية‬
‫واملصرفية وإلاعالن وإلاعالم وغيره‪.‬‬
‫‪ -5‬الزيادة املستمرة في الاستثمارات ذات الصلة املباشرة باملعرفة والتي ينجم عنها تكوين رأس املال املعرفي‬
‫تمثله ألاصول غير املالية وغير امللموسة وما ينجم عنه من زيادة في نتاج املعرفة والعلم والذي يمثله إلانتاج‬
‫غير املادي وغير امللموس والذي يتسع حجمه باستمرار‪.‬‬
‫‪ -2‬الزيادة املستمرة في أعداد العاملين في مجاالت املعرفة وفي ألاعمال كثيفة العلم وبالذات من ذوي القدرات‬
‫واملهارات املتخصصة عالية املستوى سواء الذين يقومون بتوليد املعرفة وإنتاجها أو استخدامها والذين‬
‫يزداد عددهم باستمرار‪.‬‬
‫‪ -2‬وكنتيجة ملا سبق ونظرا ألهمية املعرفة فإنها أصبحت موردا اقتصاديا هاما وعنصرا أساسيا من بين عناصر‬
‫إلانتاج تفسر إلانتاجية املرتفعة والنمو امللموس‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر بعض الاقتصاديين للمعرفة وعلى رأسهم عالم إلادارة الشهير )‪ (Drucker‬على أنها أهـم مورد من مـوارد‬
‫املنظمـة‪ ،‬فهي بمـثابة رأس فكـري )‪ (Capital Intellectuel‬يمثل نخبة من العاملين الذين لديهم قدرات‬
‫معرفية وتنظيمية إلنتاج ألافكار الجديدة وتطوير ألافكار القديمة ويتعلمون بشكل مستمر‪.1‬‬

‫كما يمكن أن توجد أيضا أهمية للمعرفة في النقاط التالية‪:2‬‬

‫‪ -1‬يعتمد قرار إنشاء املنظمة في ذاته على حجم املعرفة املتاحة عن فرص الاستثمار وظروف السوق وتوقعات‬
‫الطلب على املنتجات أو خدماتها وطبيعة املنافسين وقدراتهم ونوعيات العمالء املرتقبين وتفضيالتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬كذلك تحدد املعرفة القرار باختيار مجـال النشـاط الـرئيس للمنظمـة واملجـاالت املسـاندة الـتي توظـف فيهـا‬
‫ألامـوال وذلك في ضوء التقنيات السائدة واملتوقعة‪ ،‬والظروف الاقتصادية العامة والتحوالت الجاريـة‬
‫واملحتملـة الـتي مـن شـأنها جميعـا أن تـؤثر في جـدوى نشـاط معـين‪ ،‬فضـال عـن املعرفـة املتخصصـة بطبيعـة‬
‫الصـناعة ومقوماتـها املاديـة والتقنيـة والبشرية ومن ثم احتماالت النجاح أو إلاخفاق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Zack MH, Mckenney JC, Social context and interaction in ongoing computer supported management‬‬
‫‪group, July-August, 1995, P 423.‬‬
‫‪2‬علي السلمي‪ ،‬إدارة التميز‪ ،‬نماذج وتقنيات إلادارة في عصر املعرفة‪ ،‬مكتبة إلادارة الحديثة‪ ،‬دار غريب للنشر والتو زيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،8008‬ص ‪.802‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -7‬تحـدد نوعيـات ومسـتويات املعرفـة التنظيميـة وإلاداريـة املتاحـة ملنظمـة مـا فعاليـة وكفـاءة مـا تقـوم بـه إلادارة‬
‫مـن تصـميم لهياكلهـا التنظيميـة والوظيفيـة ونظـم العمـل واختيـار تقنيـات ألاداء ومعـاييره وغـير ذلـك مـن أمـور‬
‫مهمــة لتشـغيل املنظمـة وتفعيــل مـا لها مــن مـوارد‪ ،‬كمــا تـؤثر املعرفـة املكتســبة مـن الخـبرات والتجــار ب‬
‫والاطـالع علــى ممارســات آلاخــرين في ق ـرارات إعــادة الهيكلــة وإعــادة الهندســة وغيرهــا مــن محــاوالت التطــوير‬
‫والتحســين في أداء املنظمات‪.‬‬
‫‪ -5‬يمثل تخطيط العمليـات إلانتاجيـة والتسـويقية واملاليـة وغيرهـا حقـال مهمـا مـن حقـول العمـل إلاداري تعتمـد‬
‫كليـة على املعرفة التقنية وإلادارية واملتاحة للقائمين بها ويكون النجاح فيها رهنا لجودة وحداثة تلك املعرفة‬
‫وارتباطهـا بمجريات ألامور في ألاسواق واشتمالها على رصد وتقويم ملمارسات املنافسين وتطلعات العمالء‪.‬‬
‫‪ -2‬تحتاج املنظمة إلى املعرفة املتجـددة في مباشـرة عمليـات اختيـار وتصـميم وإنتـاج املنتجـات مـن السـلع‬
‫والخـدمات أو تطوير وتحسين املوجود منها‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مجتمع املعرفة‬

‫هناك تحول جوهري من مجتمع صناعي إلى مجتمع املعرفة إذ أن املعرفة تبقى هي القوة الدافعة‬
‫واملسيطرة في املجتمع الذي تستخدم فيه املعلومات بكثافة في مختلف أوجه الحيـاة أي انـه يقـوم علـى‬
‫التكنولوجيا الفكرية التي تضم سلعا وخدمات جديدة مع التزايد املستمر للقوى العاملة املعلوماتية التي تقـوم‬
‫بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق هذه السلع والخدمات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مجتمع املعرفة‬

‫‪ .1‬ظهور مجتمع املعرفة‬

‫يعد مجتمع املعرفة مرحلة جديدة من مراحل تطور املجتمع البشري‪:1‬‬

‫ففي أولى مراحل التطور " مرحلة املجتمع الزراعي" تشكلت القاعدة الفكرية التكنولوجية من حصيلة التجربة‬
‫والخطأ ومن املهارات الحرفية املكتسبة‪.‬‬

‫وفي ثاني مراحل التطور " مرحلة املجتمع الصناعي " تأسست القاعدة التكنولوجية علـى العلـم بفروعـه املختلفة‬

‫أما املرحلة الثالثة " مرحلة مجتمع ما بعد الصناعة " فإن قاعدتها الفكرية تقوم على نظرة للعلم بصفة خاصـة‬
‫وللمعرفة إلانسانية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪1‬عبد هللا قلش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫وكان من نتيجة املرحلة الثالثة ظهور مجتمع املعرفة نتيجة لوالدة تكامل ثورة املعلومات املركبة إذ أصبح‬
‫الانتقال من املعرفة العلمية إلى تطبيقاتها التكنولوجية أمرا أكثر سهولة بزمن أقل وبمردودية أعلى من جهـة‬
‫فضال عن الاندماج بين تكنولوجيا معالجة املعلومات " الكمبيوتر وتطبيقاته " وبين ثورة الاتصاالت الرقميـة‬
‫وتطبيقاتها " الشبكات والانترنت" من جهة ثانية‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح الخصائص ألاساسية ملجتمع املعرفة مقارنة باملجتمع الصناعي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)I-11‬مقارنة بين خصائص مجتمع الصناعة ومجتمع املعرفة‬

‫مجتمع املعرفة‬ ‫مجتمع الصناعة‬


‫‪ -‬املساواة‬ ‫‪ -‬الهرمية‬
‫‪ -‬الفردية والابتكار‬ ‫‪ -‬التماثل‬
‫‪ -‬التنوع‬ ‫‪ -‬القياسية‬
‫‪ -‬الالمركزية‬ ‫‪ -‬املركزية‬
‫‪ -‬الفاعلية‬ ‫‪ -‬الكفاءة‬
‫‪ -‬الاقتصاد باملوارد والتكامل مع الطبيعة‬ ‫‪ -‬استنفاد املوارد الطبيعية والتلوث‬
‫‪ -‬تقييم التكنولوجيا‬ ‫‪ -‬الاستهالك والقوة املنتجة املادية‬
‫‪ -‬العمومية‪ ،‬متعددة املجاالت‪ ،‬الشمولية‬ ‫‪ -‬التخصص‬
‫‪ -‬التداؤب(‪)synergy‬‬ ‫‪ -‬الفردية‬
‫‪ -‬جودة الحياة واملحافظة على املوارد‬ ‫‪ -‬تعظيم الثروة املادية‬
‫‪ -‬التأكيد على املحتوى الفرعي‬ ‫‪ -‬التأكيد على املحتوى الكمي‬
‫‪ -‬التعبير الذاتي وتحقيق الذات‬ ‫‪ -‬ألامان والضمان‬
‫املصدر‪ :‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص ‪.782‬‬

‫يوضح هذا الجدول أهم التغييرات الواسعة والعميقة التي جاء بها اقتصاد ومجتمع املعرفة والـذي يعتمـد أساسا‬
‫على العقل البشري‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم مجتمع املعرفة‪:‬‬

‫ويعرف مجتمع املعرفة من منظور مجتمع التعلم ‪ Society Learning‬بأنه املجتمع الذي يتيح ألفراده التربية‬
‫ألاساسية التي تمكنهم من مواصلة التعلم الذاتي املستمر واستخدام نماذج تعلم غير تقليدية قائمة على العمل‬

‫‪17‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫وعلى معاودة اكتساب معارف ومهارات جديدة تتطلبها الاحتياجات املتغيرة للقطاعات التكنولوجية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص مجتمع املعرفة‬

‫من أهم خصائص مجتمع املعرفة‪:‬‬

‫‪ ‬التكنولوجيا السائدة هي التكنولوجيا ألاحدث وألاحسن أداء وألارخص سعرا وألاصغر حجما وألاخف وزنا‬

‫وألاكثر تعقيدا من سابقتها‪.‬‬

‫‪ ‬إن املعرفة في هذا املجتمع واملعلومات الالزمة إلنتاجها أكثر كثافة وتتطلـب ارتفاعـا متزايـدا للقدرات البشرية‬
‫من علماء ومطورين وتقنيين‬
‫‪ ‬أصبح التنافس من خصائص هذا املجتمع ولكن في مجالي الوقت والعمل في الزمن الحقيقي وفـي كل مواقع‬
‫العمل والخدمات التي تعمل بال توقف لتلبية احتياجات املستهلكين في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ ‬تغير طبيعة وخصائص الوظيفة والعمل عما كانت عليه في عصر الصناعة‪ ،‬فالجامعة الالكترونيـة والعيادة‬
‫الالكترونية والتجارة الالكترونية والعمل في املنزل غيرت املفهوم التقليدي للعمل والوظيفة‪.2‬‬
‫‪ ‬استخدام املعرفة كمورد اقتصادي من خالل استغاللها والانتفاع بها خاصة بتواجد اتجاه متزايد نحو‬
‫استخدام املعرفة للعمل على تحسين الاقتصاد الكلي للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬الاستخدام املتناهي للمعرفة بين الجمهور الذي يستخدم املعرفة ملمارسة حقوقه ومسؤولياته‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء نظم املعرفة التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لكافة أفراد املجتمع‪.3‬‬
‫املعرفة‪4‬‬ ‫ثالثا‪ :‬البعد الاقتصادي والتكنولوجي ملجتمع‬

‫‪ -1‬البعد الاقتصادي‪ :‬تعتبر املعلومات في مجتمع املعرفة هي السلعة أو الخدمة الرئيسـية واملصـدر ألاساس ي‬
‫للقيمة املضافة‪ ،‬أي أن املجتمع الذي ينتج املعلومة ويستعملها في مختلف أوجـه الحيـاة الاقتصادية هو‬
‫املجتمع الذي يستطيع أن ينافس ويفرض نفسه في هذا العصر‪.‬‬

‫‪1‬نصار‪ ،‬علي عبد الرؤوف محمد‪ ،‬تفعيل مقومات البحث التربوي على ضوء متطلبات مجتمع املعرفة‪ :‬رؤية مستقبلية‪ ،‬املجلة العربية‬
‫لضمان الجودة في التعليم الجامعي‪ ،‬مج‪ ،2‬ع‪ ،80‬اليمن‪ ،8012 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪3‬سعد محمود الكواز‪ ،‬محمد نايف محمود‪ ،‬اتجاهات تطور املعرفة في الدول العربية‪ ،‬مداخلة ضمن املؤتمر العلمي الدولي الخامس "‬
‫اقتصاد املعرفة والتنمية الاقتصادية"‪ 82/83 ،‬أفريل‪ ،8002 ،‬ألاردن‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪4‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -2‬البعد التكنولوجي‪ :‬إذ أن مجتمع املعرفة يعي انتشار وسيادة تكنولوجيات املعلومات وتطبيقـه فـي مختلف‬
‫مجاالت الحياة وهذا يعني ضرورة الاهتمام بالوسائط إلاعالمية واملعلوماتية وتكييفها وتطويعها حسب‬
‫ظروف كل مجتمع‪ .‬كما يعني البعد التكنولوجي للثورة املعلومات‪ ،‬تـوفير البنيـة الالزمة من وسائل اتصال‬
‫تكنولوجيا الاتصاالت وجعلها في متناول الجميع‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬اقتصاد املعرفة وعوامل الاندماج فيه‬

‫يتجه العالم نحو اقتصاد املعرفة الذي تزداد فيه نسبة القيمة املضافة املعرفية بشـكل كبيـر‪ ،‬والـذي‬
‫ً‬
‫أصبحت فيه السلع املعرفية أو سلع املعلومات من السلع الهامة جدا‪ ،‬وفي هذا املبحث سنحاول تحديد مفهوم‬
‫القتصاد املعرفة وأهم عوامل الاندماج فيه‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية اقتصاد املعرفة‬

‫نتناول في هذا املطلب أهم التعريفات املقدمة القتصاد املعرفة والفروقات بينه وبين كل من الاقتصـاد‬
‫الرقمي‪ ،‬الاقتصاد املبني على املعرفة‪ ،‬كذلك سنتعرف على أهم مميزاته وخصائصه وأهميته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اقتصاد املعرفة‬

‫يرى البعض أن الاقتصاد املعرفي هو إحداث مجموعة من التغييرات الاستراتيجية فـي طبيعـة املحـيط‬
‫الاقتصادي وتنظيمه ليصبح أكثر استجابة وانسجاما مع تحديات العوملة وتكنولوجيا املعلومات والاتصاالت‬
‫وعاملية املعرفة والتنمية املستدامة بمفهومها الشمولي التكاملي‪.‬‬

‫يمكن أن نعرف اقتصاد املعرفة في سياق املفهوم الواسع للمعرفة (املتضمن املعرفة الصريحة التي‬
‫تشـتمل على قواعد البيانات واملعلومات والبرمجيات وغيرها‪ ،‬واملعرفة الضمنية التـي يمثلهـا ألافـراد بخبـراتهم‬
‫وعالقاتهم وتفاعالتهم السياقية) بأنه‪ " :‬الاقتصاد الذي ينش ئ الثروة من خالل عمليات وخدمات املعرفة‬
‫(إلانشاء والتحسيس‪ ،‬التقاسم‪ ،‬التعلم‪ ،‬التطبيق والاستخدام للمعرفة بأشـكالها) فـي القطاعـات املختلفـة‬
‫باالعتماد على ألاصول البشرية والالملموسة ووفق خصائص وقواعد جديدة"‪.1‬‬

‫كما يمكن تعريفه بأنه‪ " :‬ذلك الاقتصاد الذي ينتج عن تقدم املعلومات بعد العصر الصناعي‪ .‬وهو فرع‬
‫جديد من فروع العلوم الاقتصادية يقوم على فهم جديد لدور املعرفة ورأس املال البشري في تطوير الاقتصاد‬
‫وتقدم املجتمع‪.‬‬

‫‪1‬نجم عبود نجم‪ ،‬إدارة املعرفة– املفاهيم والاستراتيجيات‪ ،-‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،8002 ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫وهو الاقتصاد الذي تحقق فيه املعرفة الجزء ألاعظم من القيمة املضافة‪ ،‬أما الاقتصاد املبني على املعرفـة فهو‬
‫الاقتصاد الذي تلعب فيه املعرفة دورا في خلق الثروة‪،1‬‬

‫كما يعرف باركين (‪ )M. Parken‬اقتصاد املعرفة بأنه دراسة وفهم عملية تراكم املعرفة وحوافز ألافراد الكتشاف‪،‬‬
‫تعلم املعرفة والحصول على ما يعرفه آلاخرون‪.2‬‬

‫كما يعرفه ‪ Dominique Foray‬بأنه "تخصص فرعي من الاقتصاد يهتم أساسا باملعرفة من جهـة ومـن‬
‫جهة أخرى يعتبر ظاهرة اقتصادية حديثة تتميز بتغير سير الاقتصاديات من حيث النمو وتنظـيم النشـاطات‬
‫الاقتصادية"‪.3‬‬

‫كما يعرف اقتصاد املعرفة على انه‪ :‬نمط اقتصادي متطور قائم على الاستخدام واسع النطاق‬
‫للمعلوماتية وشبكات الانترنت في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي وخاصة في التجارة الالكترونية مرتكزا بقوة‬
‫علـى املعرفة وإلابداع والتطور التكنولوجي‪.4‬‬

‫أيضا عرفه‪ Grundstein‬و ‪ Zacklad‬على أنه‪" :‬اقتصاد جديد يتميـز بتبـادل املعرفـة وإنتـاج املعارف‪ ،‬هو اقتصاد‬
‫الالماديات‪ .‬في هذا الاقتصاد رأس املال تحول تدريجا إلى رأس مال معرفي"‪.5‬‬

‫إذا فاقتصاد املعرفة أو الاقتصاد الجديد هو املرحلة الاقتصادية الجديدة والتي ظهرت في القـرن املاضـي‬
‫في هذا الاقتصاد الذي هو أكثر عاملية‪ :‬التكنولوجيات‪ ،‬املعلومات واملعرفة حلت محل رأس املال والطاقة‬
‫باعتبارها عوامل رئيسية في إلانتاج وخلق الثروة‪.‬‬

‫وطور البنك الدولي إلاطار التالي ملساعدة البلدان في وضع استراتيجية واضحة لها من اجل التحول نحو اقتصاد‬
‫املعرفة‪:‬‬

‫‪ -1‬إقامة نظام اقتصادي ومؤسساتي يوفر السبل املحفزة من اجل كفاءة اسـتخدام ا ملعرفـة املوجـودة والجيدة‬
‫وازدهارها بالعمل الحر ويقصد به دور الحكومات في توفير إلاطار الاقتصادي والحـوافز ملجتمع ألاعمال‬
‫وغيرها من الشروط التي تعمل على رفع اقتصاد املعرفـة باإلضـافة إلـى ألاداء الفعلي لالقتصاد‪.‬‬

‫‪1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.832‬‬


‫‪2‬نجم عبود نجم‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬بوطالب قويدر‪ ،‬بوطيبة فيصل‪ ،‬الاندماج في اقتصاد املعرفة الفرص والتحديات‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن امللتقى الدولي حول التنمية‬
‫البشرية وفرص الاندماج في اقتصاد املعرفة والكفاءات البشرية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 10-02 ،‬مارس ‪ ،8005‬ص‪.02‬‬
‫‪4‬عبد اهللا قلش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Manuel Zacklad, Michel Grundstein, Management des connaissances : modèles d`entreprise et‬‬
‫‪applications, Hermès sciences publications, Paris, 2001, p 15.‬‬
‫‪20‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -8‬توافر السكان املتعلمين واملهرة من اجل خلق واستخدام والتشارك في املعرفة بشكل جيد حيث أن التعليم‬
‫والتدريب املستمر واملعتمد على التكنولوجيا من أهم خصائص بيئة اقتصاد املعرفة‪.‬‬
‫‪ -7‬توافر بنية تحتية ديناميكية للمعلومات لتسهيل الاتصال الفعال ومعالجة املعلومات ويقصد بها البنيـة‬
‫ألاساسية في مجال الاتصاالت وتكنولوجيا املعلومات وإلى أي حد هي متقدمة ومنتشرة ومتاحة‪.‬‬
‫‪ -5‬توافر منظومة ابتكار تتمتع بكفاءة عالية وذلك للشركات ومراكز البحوث والجامعات واملستشـارين‬
‫واملنظمات ألاخرى من اجل الدخول إلى املخزون العالمي املتنامي للمعرفة واسـتيعاب هـذه الابتكـارات‬
‫وتكييفها مع الحاجات املحلية وخلق تكنولوجيا جديدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اقتصاد املعرفة والاقتصاد الرقمي‬

‫إن الرقمنة هي نتاج املعرفة العلمية الرياضية والفيزيائية‪ ،‬والرقمنة هي مرحلة الحقة بعد املعرفة إذ يجب أن‬
‫نعرف ثم نتحول إلى نظام رقمي‪.‬‬

‫كال املفهومين في الجوهر واحد ألنهما يقومان على املعلومات واملعرفة إال أن اقتصاد املعرفة مفهوم‬
‫أوسع وأشمل وأعم من الاقتصاد الرقمي حيث يمكن اعتبار الاقتصاد الرقمي هـو التطبيـق العملـي لالقتصـاد‬
‫املعرفي على أجهزة الحاسوب وشبكات الاتصاالت عن طريق تحويل معارف ومعلومات ذلـك الاقتصـاد إلى‬
‫مقابالت رقمية له أي أن الاقتصاد الرقمي هو تكنولوجيا الاقتصاد املعرفي‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬اقتصاد املعرفة والاقتصاد املبني على املعرفة‬

‫يمكن أن نفرق بين املفهومين‪ ،‬الاقتصاد املبني على املعرفة* واقتصاد املعرفة‪:‬‬

‫‪ -‬فاالقتصاد املبني على املعرفة‪" :‬ذلك املنهج الذي يستخلص من إدراك مكانة املعرفة وتقانتها والعمل على‬
‫تطبيقها في ألانشطة إلانتاجية املختلفة‪ ،‬أي أنه يعتمد على تطبيق أساليب الاقتصاد املعرفـي وقواعـده فـي‬
‫مختلف ألانشطة إلانتاجية الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع يمكن إن نطلـق عليـه املجتمـع املعلوماتي‬
‫‪."Information Society‬‬

‫‪1‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.821‬‬


‫*التسمية املقترحة من طرف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ‪.L’OCDE‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬والاقتصاد املبنى على املعرفة‪" :‬هو الذي تلعب فيه املعرفة دورا في خلق الثـروة‪ ،‬وهـذا دور قـديم ظلـت‬
‫املعرفة تلعبه في الاقتصاد لكن الجديد هو حجم املساحة التي تحتلها املعرفة فـي هـذا الاقتصـاد حيـث‬
‫ً‬
‫أصبحت أكبر وأكثر عمقا مما كانت عليه من قبل"‪.1‬‬

‫أما التعريف املقدم القتصاد املعرفة " هو ذلك الفرع من علم الاقتصاد الذي يهتم بعوامل تحقيق الرفاهية‬
‫العامة من خالل مساهمته في إعداد دراسة نظم تصميم وإنتاج املعرفـة ثـم تطبيـق إلاجـراءات الـالزم لتطويرها‬
‫وتحديثها"‪.2‬‬

‫إذن فاالقتصاد املعرفي يبدأ من مدخل عملية إنتاج وصناعة املعرفة ويستمر نحو التطوير املرتكز علـى البحث‬
‫ً‬
‫العلمي منطويا تحت أهداف استراتيجية يسعى لتحقيقها من اجل تنمية شاملة ومستدامة‪.‬‬

‫ويرى بعض الاقتصاديين منهم د‪ .‬فوراي أن مفهوم الاقتصاد الجديد واقتصاد املعرفة يمثالن نفس الش يء‪،‬‬
‫ذلـك لتزامنهما وكبر حجم اقتصاد املعرفة ضمن مظاهر الاقتصاد الجديد‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬خصائص ومميزات اقتصاد املعرفة‬

‫‪ -1‬مميزاته‪:‬‬

‫إن اقتصاد املعرفة ضد القواليب الجامدة وضد النماذج النمطية في الاقتصاد ولهذا فهو يمتاز بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يتمتع بمرونة وقدرة فائقة على التطوير والتكيف مع املتغيرات واملستجدات‪.‬‬


‫‪ -‬يملك القدرة الفائقة على التجديد والتطوير والتواصل الكامل مع غيره من الاقتصاديات التي أصبحت تتوق‬
‫إلى الاندماج فيه‪.‬‬
‫‪ -‬يملك اقتصاد املعرفة القدرة على الابتكار وإيجاد وتوليد منتجات فكرية معرفية وغير معرفية‪.‬‬
‫‪ -‬مجاالت خلق القيمة املضافة في اقتصاد املعرفة متعددة ومتنوعة ومتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد حواجز للدخول إلى اقتصاد املعرفة بل هو اقتصاد مفتوح‪ ،‬ولذلك ال توجد فواصل زمنية أو عقبات‬
‫مكانية أمام من يرغب في التعامل معه وفيه‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباطه بالذكاء وبالقدرة الابتكارية وبالخيال وبالوعي إلادراكي بأهمية الاختراع واملبادرة‪.3‬‬

‫‪1‬د‪ .‬موس ى رحماني‪ ،‬نحو توظيف إنساني ملنتوج املعرفة‪ ،‬امللتقى الدولي حول اقتصاد املعرفة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.02‬‬
‫‪2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪3‬ربحي مصطفى علیان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.722‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -2‬خصائص اقتصاد املعرفة‪:‬‬

‫املعرفة هي أحدث عوامل إلانتاج وألاكثر أهمية بين عوامل إلانتاج التقليدية ألاخرى وهي العمـال واملـواد‬
‫ألاولية ورأس املال وهذا ما يؤكد أن رأس املال الفكري أو املعرفي هو أكثر أهمية من رأس املال املـادي وان "عمال‬
‫املعرفة هم الرأسماليون الجدد الذين يملكون أغنى واثمن عوامـل الثـروة وعلـى رأي املفكـر الاقتصادي‬
‫دراكر)‪ (P.E. Drucker‬أنه في القرن املاض ي كانت مساهمة إلادارة تتمثل في زيـادة إنتاجيـة العامل اليدوي ‪ ،‬لكن‬
‫ألاكثر أهمية زيادة إنتاجية العمل املعرفي‪ .‬وقد أورد ‪ R.Grant‬الخصائص ألاساسية التالية القتصاد املعرفة‪:1‬‬

‫‪ ‬العامل الرئيس ي في إلانتاج هو املعرفة خالف ما كان عليه في الفترات السابقة حيث كانت ألارض فـي‬
‫الاقتصاد الزراعي ورأس املال في الاقتصاد الصناعي‪.‬‬
‫‪ ‬انه يركزعلى الالملموسات بدال من امللموسات (املخرجات=هيمنة الخدمات على السـلع ومـن حيـث املدخالت‬
‫فإن ألاصول الرئيسية هي الالملموسات كاألفكار والعالمات التجارية بـدال مـن ألارض وآلاالت‪.)...‬‬
‫‪ ‬أنه شبكي‪ :‬حيث أن التشبيك البيني وسع إمكانية التشارك ليس ضمن الشركة بل وأيضا بـين الشـركات‬
‫وكان من نتائج ذلك تدهور دور التنظيمات الرسمية وهياكلها الهرمية‪.‬‬
‫‪ ‬أنه رقمي‪ :‬حيث أن رقمنة املعلومات له تأثير كبير على سعة نقل وخزن ومعالجة املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬أنه افتراض ي‪ :‬فمع الرقمنة وشبكة الانترنت كان العمل الافتراض ي حقيقة واقعة‪.‬‬
‫‪ ‬التكنولوجيا الجديدة‪ :‬استخدام الانترنت أدى إلى ثورة في كل ألاعمال تقريبا‪ ،‬حيث تضاءلت قيود الزمـان‬
‫واملكان‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور أسواق جديدة وهي ألاسواق الالكترونية والتي تمتاز بسرعة تدفق املعلومـات عـن املنتجـات وخاصة‬
‫ألاسعار‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق القتصاد املعرفة بعض من الخصائص ألاخرى حيث يتسم اقتصـاد املعرفـة بأنـه اقتصاد‬
‫وفرة أكثر منه اقتصاد ندرة‪ ،‬فعلى عكس اغلب املوارد التي تنضب من جـراء الاسـتهالك تـزداد املعرفة في الواقع‬
‫باملمارسة والاستخدام وتنتشر باملشاركة‪.‬‬

‫‪ -‬ظهور وظائف لم ت كن باألهمية بمكان مثل التعليم والتكوين والرسكلة والاستشارة‪ ،‬وهذا ما نجـده‬
‫خاصة في املجاالت كثيفة املعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬طغيان الخدمات على الصناعات وانجذاب قوة العمل إليها‪.2‬‬

‫‪1‬نجم عبود نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.127-128‬‬


‫‪2‬عبد اللطيف بلغرسة‪ ،‬أثار إدارة املعرفة على البنوك التجارية –دراسة الحالة الجزائرية‪ ،‬مداخلة ضمن املؤتمر الثاني للجودة الشاملة في‬
‫ظل اقتصاد املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‪ ،‬ألاردن‪ ،8002/5/83-82 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية اقتصاد املعرفة‬

‫تتجلى أهمية اقتصاد املعرفة في جملة النقاط التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬تعتبر املعرفة (العلمية‪ ،‬العملية) التـي يتضـمنها اقتصـاد املعرفـة والفكـر الخـالق املبـدع املبتكـر أسـاس توليـد‬
‫الثـروة فـي الاقتصاد وزيادتها وتراكمها مصدرا لتحقيق القوة الاقتصادية؛‬
‫أحدث اقتصاد املعرفة تغيرات هيكلية واضحة وملموسة في الاقتصاد‪ ،‬وتتمثل أهم هذه التغيرات فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تصاعد استخدام مضامين املعرفة ومعطياتها في كافة مجاالت ألاعمال؛‬
‫‪ -‬تزايد أهمية إلانتاج املعرفي؛‬
‫‪ -‬تزايد ألاهمية النسبية لالستثمار وتكوين رأس املال الفكري؛‬
‫‪ -‬تزايد حجم الصادرات من املنتجات املعرفية؛‬
‫‪ -‬نمو مستمر في املؤسسات واملشروعات التي تعمل في مجال املعرفة توليدا‪ ،‬إنتاجا واستخدما‪.‬‬
‫‪ ‬يرفـع اقتصـاد املعرفـة مـن قيمـة ألاصـول غيـر امللموسـة بزيـادة أهميـة ألافكـار‪ ،‬العالمـات التجاريـة‪ ،‬بـراءات‬
‫الاختـراع كمدخالت‪ ،‬وأهمية الخدمات كمخرجات؛‬
‫‪ ‬يعمل اقتصاد املعرفة على إعادة استخدام املعرفة الجديـدة بمـا يقلـل مـن التكلفـة ويسـرع مـن عمليـة طـرح‬
‫املنتجـات في ألاسواق وتحقيق العوائد بما يضمن ميزة تنافسية ملدة أطول للمنظمة؛‬
‫‪ ‬يســاهم اقتصــاد املعرفــة فــي تنــامي العائــد الاســتثماري بــالتوازي مــع تزايــد حجــم النفقــات املصــاحبة للتقــدم‬
‫التقنــي والعلمي‪ ،‬بما يؤدي إلى تحول قانون تناقص الغلة إلانتاجية عند زيادة عناصر إلانتاج التقليدية إلى‬
‫تزايـد العوائـد عنـد إضـافة عنصر املعرفة في العملية إلانتاجية؛‬
‫‪ ‬يمنح اقتصاد املعرفة مكانا محوريا لنظم التعليم والتدريب املستمرين بما ينمي خبرات العمالة‪ ،‬ومـا يتطلـب‬
‫ذلـك مـن أساليب جديدة في التفكير ووضع السياسات والخطط؛‬
‫‪ ‬خفــف اقتصــاد املعرفــة مــن قيــود املــوارد التقليديــة وخاصــة الطبيعيــة منهــا‪ ،‬بتحويــل املعرفــة واملعلومــات‬
‫إلــى مــورد اقتصادي متجدد‪ ،‬بما يقلل من ندرة املوارد ويضمن التوسع في ألانشطة الاقتصادية؛‬
‫‪ ‬يساهم اقتصـاد املعرفـة فـي تحسـين ألاداء والرفـع مـن إلانتاجيـة وتخفـيض حجـم تكـاليف إلانتـاج وتحسـين‬
‫نوعيتـه مـن خالل استخدام ألاساليب التقنية املتطورة بما يحقق بدوره الاستمرارية في تطور الاقتصاد‬
‫ونموه بسرعة؛‬

‫‪1‬أحمـد علـي الحـاج محمـد‪ ،‬اقتصـاد املعرفـة واتجاهــات تطويريـة‪ ،‬دار املسـيرة للنشـر والتوزيـع والطباعـة‪ ،‬عمــان‪ ،‬ألاردن‪ ،8015 ،‬ص ص‬
‫‪.110-103‬‬

‫‪24‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ ‬يساهم اقتصاد املعرفة في توفير فرص عمل جديدة ومتنوعة خصوصا في املجاالت التي يتم فيهـا اسـتخدام‬
‫التقنيـات املتقدمة‪ ،‬وهـي تـرتبط بالدرجـة ألاولـى بمـن يتـوفر لـديهم املهـارات والقـدرات املتخصصـة عاليـة‬
‫املسـتوى بمـا يتناسـب مـع استخدام هذه التقنيات املتقدمة؛‬
‫‪ ‬يساهم اقتصاد املعرفة في زيـادة النـاتج املحلـي والـدخل القـومي بزيـادة الـدخل والعوائـد التـي تحققهـا املعرفـة‪،‬‬
‫وزيـادة دخول ألافراد الذين ترتبط نشاطاتهم باملعرفة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إدارة املعرفة‬

‫تعتبر إدارة املعرفة قديمة وجديدة في الوقت نفسه‪ .‬فقد درج الفالسفة على الكتابة في هذا املوضـوع منذ آالف‬
‫السنين‪ .‬قبل ظهور مصطلح إدارة املعرفة كانت هناك بوادر مهدت لها حيث انه في عـام ‪1220‬م وفي املؤتمر‬
‫ألامريكي ألاول للذكاء الاصطناعي‪ ،‬أشار أدوارد فراينبـوم (‪ )Edward Freignebaum‬إلـى عبارته الشهيرة "املعرفة‬
‫قوة ‪" Knowledge is Power‬ومنذ ذلك الوقت ولد حقل معرفي جديد أطلق عليـه "هندسة املعرفة‬
‫‪ "Knowledge Engineering‬ومع والدته استحدثت سيرة وظيفية جديـدة هـي مهنـدس املعرفة‪.‬‬

‫وفي عام ‪1223‬م ظهر حقل جديد آخر‪ ،‬نتيجة إلدراك أهمية املعرفة في عصـر املعلومـات وهـو "إدارة املعرفة‬
‫‪."Knowledge Management‬‬

‫أكد الكتابان ألاكثـر شهرة في املجال من قبل نوناكا وتاكيوش ي(‪ ، (Nonaka& Takeuchi 1222‬وليونارد بارتون‬
‫ً‬
‫)‪ (Leonard-Barton,1995‬على أن امليزة الوحيدة املساندة للمؤسسة تأتي مما تعرفـه إجمـاال وكيف تستخدم ما‬
‫تعرفه بفاعلية‪ ،‬وكم هي جاهزة الكتساب واستخدام املعرفة الجديدة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم إدارة املعرفة‬

‫إن إدارة املعرفة تعني هيكلة املعلومة من أجل بناء املعارف املنظمية‪ .1‬ويقصد بإدارة املعرفـة "التقنيـات وألادوات‬
‫واملوارد البشرية املستخدمة لجمع وإدارة ونشر واستثمار املعرفة ضمن مؤسسة ما‪ ،‬حيث ينظـر إليها على أنها‬
‫إدارة ما يمتلكه ألافراد من مهارات تستند إلى املعرفة‪ ،‬وليس فقط ما هو موثق في مسـتندات املؤسســة‪ ،‬والهــدف‬
‫مــن إدارة ا ملعرفــة يــرتبط بعمليــة اتخــاذ القرار فــي املؤسســات"‪.‬‬

‫وبتعريف آخر فإدارة املعرفة عبارة عن العمليات التي تساعد املنظمات على توليد والحصول على املعرفة‪،‬‬
‫اختيارها‪ ،‬تنظيمها‪ ،‬استخدامها‪ ،‬ونشرها‪ ،‬وتحويل املعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها املنظمـة والتـي تعتبر‬
‫ضرورية لألنشطة إلادارية املختلفة كاتخاذ القرارات‪ ،‬حل املشكالت‪ ،‬التعلم‪ ،‬والتخطيط الاستراتيجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel ferrary& yvon pesqueux, Management de la connaissance, ed Economica, paris, 2006, p41‬‬
‫‪25‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫و كما يؤكد‪ Robert Vazille :‬إدارة املعرفة هي إعطاء ألاولوية للمعرفة في أهدافنا ( أولوياتنا )‪.1‬‬

‫ملاذا نعطيها ألاولوية؟‬

‫ألننا ملا نعرف كل ش يء يصبح محدد‪ ،‬سريع‪ ،‬مبتكر ومبدع‪ .‬هكذا ينخفض القلق وتتحرر الطاقة الداخليـة‬
‫الكامنة في ألافراد‪.‬‬

‫ملاذا في أهدافنا؟‬

‫بكل بساطة ألن زمن املوسوعات تراجع وألن مجال املعارف آلان أصبح أوسع وأكبر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية إدارة املعرفة‬

‫تأتى أهمية إدارة املعرفة من دورها فيما يلي‪:2‬‬

‫أ‪ -‬تبسيط العمليات وخفض التكاليف عن طريق التخلص من إلاجراءات املطولة أو غير الضرورية‪ ،‬كمـا تعمل‬
‫على تحسين خدمات العمالء‪ ،‬عن طريق تخفيض الزمن املستغرق في تقديم الخدمات املطلوبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬زيادة العائد املادي‪ ،‬عن طريق تسويق املنتجات والخدمات بفاعلية أكثر‪ ،‬بتطبيـق املعرفـة املتاحـة‬
‫واستخدامها في التحسين املستمر‪ ،‬وابتكار منتجات وخدمات جديدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تبنى فكرة إلابداع عن طريق تشجيع مبدأ تدفق ألافكار بحرية‪ .‬فإدارة املعرفة أداة لتحفيـز املنظمـات على‬
‫تشجيع القدرات إلابداعية ملواردها البشرية‪ ،‬لخلق معرفة جيدة والكشف املسبق عن العالقات غير‬
‫املعروفة والفجوات في توقعاتهم‪.‬‬
‫د‪ -‬تنسيق أنشطة املنظمة املختلفة في اتجاه تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ه‪ -‬تعزيز قدرة املنظمة لالحتفاظ باألداء املنظم املعتمد على الخبرة واملعرفة وتحسينه‪.‬‬
‫و‪ -‬تحديد املعرفة املطلوبة وتوثيق املتوافر منها وتطويرها واملشاركة فيها وتطبيقها وتقييمها‪.‬‬
‫ز‪ -‬أداة الستثمار رأس املال الفكري للمنظمة‪ ،‬من خالل جعل الوصول إلى املعرفة املتولدة عنها بالنسـبة‬
‫لألشخاص آلاخرين املحتاجين إليها عملية سهلة وممكنة‪.‬‬
‫ح‪ -‬تحفيز املنظمات على تجديد ذاتها ومواجهة التغييرات البيئية غير املستقرة‪.‬‬
‫ط‪ -‬إتاحة الفرصة للحصول على امليزة التنافسية الدائمة للمنظمات‪ ،‬عبر مساهمتها في تمكين هذه املنظمات‬
‫من تبنى املزيد من إلابداعات املتمثلة في طرح سلع وخدمات جديدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Robert Vazille , op.cit, p 13‬‬
‫‪2‬سمير محمد عبد الوهاب‪ ،‬متطلبات تطبيق إدارة املعرفة في املدن العربية دراسة حالة مدينة القاهرة‪ ،‬الندوة الدولية ملدن املعرفة‪،‬‬
‫املدينة املنورة‪1582 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ي‪ -‬دعم الجهود لالستفادة من جميع املوجودات امللموسة وغير امللموسة‪ ،‬بتـوفير إطـار عمـل لتعزيـز املعرفة‬
‫التنظيمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عمليات إدارة املعرفة‬

‫حسب التعريفات املقدمة إلدارة املعرفة يمكننا حصر عمليات إدارة املعرفة في‪:‬‬

‫‪ -1‬توليد املعرفة‪ :‬تعتبر القدرة على توليد املعرفة واستخدامها من املصادر ألاكثـر أهميـة لتحقيـق امليزة‬
‫التنافسية املستدامة للمنظمة‪.‬‬

‫ويشير ‪ NONAKA‬و ‪ Takeuchi‬إلى أن ألافراد فقط هم الذين يولدون املعرفـة أي أن املنظمـة ال تستطيع توليد‬
‫املعرفة بدون ألافراد و لذلك يجب عليها أن تدعم و تحفز نشاطات توليد املعرفة التي يقوم بها ألافراد بل عليها‬
‫توفير البيئة املناسبة لهم‪ .‬وعليه فإن عملية توليد املعرفة املنظمية يجـب أن يـتم فهمها على أنها عملية توسيع‬
‫املعرفة التي تم توليدها على يد ألافراد وبلورتها على مستوى الجماعة من خالل الحوار واملحادثة و التشارك في‬
‫الخبرة أو مجتمع املمارسة‪.1‬‬

‫كما ميز ‪ Nanaka & Kanno‬بين أربعة طرق لتوليد املعرفة‪:2‬‬

‫شكل رقم)‪ :(I-02‬الطرق ألاربعة لتوليد املعرفة‬

‫‪Source : Nonaka Ikujiro & Noburo kanno, The concept of “Ba” Building a foundation for‬‬
‫‪knowledge creation, California management review, vol 40 n03, spring 1998, p43.‬‬

‫‪ ‬املشاركة ‪: socialization‬أي تحويل املعرفة من‬

‫‪1‬هيثم علي حجازي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Nonaka Ikujiro & Noburo kanno, op.cit , ppp 43-44-45‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ ‬ضمنية والتي تعني تقاسم املعرفـة الضمنية بين ألافراد‪.‬‬


‫‪ ‬الاخرجة ‪ :Externalization‬أي تحويل املعرفة من ضمنية إلى صريحة ‪،‬و تتطلب التعبير عـن املعرفة‬
‫الضمنية وترجمتها إلى أشكال مفهومة يمكن فهمها من قبل آلاخرين‪.‬‬
‫‪ ‬التجميع‪ : Combination‬أي تحويل املعرفة من صريحة إلى صريحة‪ ،‬أي عملية نشر وتقاسـم وتنظيم‬
‫للمعرفة الصريحة‪.‬‬
‫‪ ‬ألادخلة ‪: Internalisation‬ا تحويل املعرفة من صريحة إلى ضمنية‪ ،‬وهذا يتطلب من الفرد تحديد املعرفة‬
‫الخاصة به ضمن املعرفة املنظمية‪.‬‬
‫‪ -2‬توزيع املعرفة‪ :‬ما لم تقم املنظمة بتوزيع املعرفة بشكل كفؤ فلن تولد عائدا مقابل التكلفة‪ .‬وإنه إذا كان‬
‫من السهل توزيع املعرفة الواضحة من خالل استخدام ألادوات الالكترونية فانه ما زال يتطلع إلى توزيع‬
‫املعرفة الضمنية املوجودة في عقول العاملين وخبراتهم وهو ما يشكل التحدي ألاكبر إلدارة املعرفة‪.1‬‬

‫إن نشر املعرفة وتوزيعها يخلدها‪ ،‬وأن املعرفة تكون مفيدة فقط عندما يتم توفيرها بحرية ويساعد املنظمة في‬
‫ذلك شبكات الانترنت والانترانت والاكسترانت‪.‬‬

‫‪ -3‬تطبيق املعرفة‪ :‬وهو أكثر أهمية من املعرفة نفسها ولن تقود عمليات إلابداع والتخزين والتوزيع إلى تحسين‬
‫ألاداء التنظيمي مثلما تقوم به عملية التطبيق الفعـال للمعرفـة وخاصـة فـي العمليات الاستراتيجية في‬
‫تحقيق الجودة العالية للمنتجات والخدمات ملقابلة حاجـا ت الزبـائن لـذلك فاملعرفة قوة إذا طبقت‪.2‬‬

‫إن املعرفة تأتي من العمل وكيفية تعليمها لآلخرين حيث تتطلب املعرفة التعلم والشرح والتعلم يـأتي عن طريق‬
‫التجريب والتطبيق مما يحسن مستوى املعرفة ويعمقها‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬عوامل الاندماج في اقتصاد املعرفة‬

‫هناك عدة عوامل تدعم عملية الاندماج في اقتصاد املعرفة‪ ،‬وأهم هذه العوامل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬البحث والتطوير والابتكار‬

‫تنتشر في اقتصاديات املعرفة مخابر البحث والتطوير وتولي لها الحكومات والخواص وقطاع الخدمات بـالغ‬
‫الاهتمام باعتبارها القلب النابض للتقدم التكنولوجي وبصورة تدريجية أصبح البحث والتطـوير خاصـة فـي‬

‫‪1‬ربحي مصطفى علیان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪911‬‬

‫‪28‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫البلدان الصناعية يشكل أهم جوانب التطور التكنولوجي فيها ذلـك ألنـه يمثـل وسـيلة لتوسـيع املعـارف‬
‫التكنولوجية التي تعتمد عليها عملية إلابداع والابتكار كما يؤدي إلى زيادة عائد الاستثمارات املادية والبشرية‬

‫‪ -1‬البحث‬

‫البحث يقصد به متابعة لنقلة تكنولوجية رئيسية في ميدان حديث مثل بيو تكنولوجي‪ ،‬فالبحث هـو "تعمـق فـي‬
‫املعرفة"‪ ،‬وهو يمثل مجموعة من ألانشطة التي تعتمد املعارف والخبرات كمدخالت‪ ،‬وتكون مخرجاتها معرفة‬
‫جديدة‪ ،‬أو توسيع ملعرفة قائمة‪ ،‬ويعد استقصاء منهجيا في سبيل زيادة املعرفة‪.1‬‬

‫والبحث العلمي‪ :‬هو عبارة عن ألانشطة الهادفة إلى زيادة ذخيرة املعرفة العلمية وتطبيقاتها على الواقع العملي‬
‫وهو ينقسم إلى قسمين‪ :‬البحث ألاساس ي وهو الجهود املبذولة بهدف الحصول على املعرفة العلميـة املحـددة‬
‫وغير املوجهة بالضرورة إلى هدف محدد أو تطبيقات محددة وال يكون القصد منها الربح التجاري‪ ،‬أما البحث‬
‫التطبيقي فيكون الغرض منه زيادة املعرفة لغرض إشباع حاجات ملموسة عن طريق إيجاد حلـول ملسائل‬
‫محددة سواء كان استنباط طرق إنتاج جديدة أو ابتكار سلع وخدمات جديدة‬

‫‪ -2‬التطوير‪ :‬هو أي نشاط منهجي يعتمد على املعارف العلمية املوجودة والتي يتم التوصـل إليهـا عـن طريق‬
‫البحث أو الخبرة العلمية والذي يكون الهدف منه هو إنتاج مواد جديدة أو منتجات وآالت تستعمل في‬
‫عمليات جديدة أو إدخال التحسينات املطلوبة على املنتجات وآلاالت وألانظمة املستعملة‪.2‬‬
‫‪ -3‬إلابداع ويعرفه ‪ Freeman‬على أنه‪" :‬هو الهدف ألاخير لنظام البحـث والتطـوير حيـث يـتم تـدفق إلابداعات‬
‫وقياسها‪ ،‬إما بالجرد لإلبداعات ألاساسية التي تتحقق وإما بقيـاس الفوائـد أو ألاربـاح أو بقيـاس املهارة‪،‬‬
‫الكفاءة والفعالية التي يحققها إلابداع‪.3‬‬

‫وهناك العديد من املجاالت التي تستهدفها أنشطة البحث والتطوير‪ ،‬يمكن إيجاز أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اكتشاف وتعزيز املعرفة‪ ،‬وتوليد ألافكار واملفاهيم الجديدة‪.‬‬


‫‪ -‬تطوير‪ ،‬إبداع منتجات جديدة‪ ،‬وتحسين املنتجات الحالية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد استخدامات جديدة للمنتجات الحالية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوطالب قويدر وبوطيبة فيصل‪ ،‬مرجع سابق ص‪.823‬‬


‫‪2‬كمال منصوري‪ ،‬خليفي عيس ى‪ ،‬اندماج اقتصاديات البلدان العربية في اقتصاد املعرفة املقومات والعوائق‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ ،8002 ،5‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬قرين علي‪ ،‬هبال عبد املالك‪ ،‬تسيير املوارد التكنولوجية وتطوير إلابداع التكنولوجي في املؤسسة‪ ،‬امللتقى الدولي حول اقتصاد املعرفة‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،8002 ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪29‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين وتطوير عمليات إلانتاج‪.1‬‬

‫إن الدخول في اقتصاد املعرفة يقتض ي توجيه اهتمام مركز للبحث العلمي ورفع نسبة إلانفاق على مشـاريع‬
‫البحث والتطوير إذ تعتبر هذه النسبة كمؤشر ضمن مجموعة مؤشرات اقتصاد املعرفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكنولوجيا املعلومات والاتصال‬

‫إن تطوير تكنولوجيا املعلومات والاتصال عامل مهم في ظهور الاقتصاد املعرفـي حيـث تعتبـر البنية التحتية‬
‫لتكنولوجيات املعلومات و الاتصاالت لبلد ما العامل ألاهم في تحديد قدرته على الانتقـال إلـى الاقتصاد العالمي‬
‫املبني على املعرفة حيث تشكل كثافة الخطوط الهاتفية – الثابتة و املنقولـة ‪ -‬و انتشـار الحواسيب الشخصية‬
‫و مدى استخدام الانترنت املؤشرات ألاساسية لهذه البنية التحتية ‪.‬‬

‫إن مصطلح التكنولوجيـا يمثل‪" :‬مجموع املعارف والخبرات واملهارات الالزمة لتصميم ولتصنيع منتج أو عدة‬
‫منتجات وإنشاء مشروع لهذا الغرض"‪.2‬‬

‫أما املعلومات فهي" البيانات التي تم إعدادها لتصبح في شكل أكثر نفعا للفرد املستقبل لها والتـي لهـا قيمة‬
‫مدركة في الاستخدام الحالي أو املتوقع في القرارات التي يتم اتخاذها"‪.‬‬

‫والاتصال‪ :‬هو عملية تتضمن نقل أفكار أو وجهة نظر أو معلومات من طرف آخر‪ ،‬تتطلب املرسل واملرسل إليه‬
‫والرسالة من خالل وسائل الاتصال أو هو‪ ":‬عملية مستمرة تتضمن قيام احـد ألاطـراف بتحويل أفكار ومعلومات‬
‫معينة إلى رسالة شفوية أو مكتوبة تنقل من خالل وسيلة اتصال إلـى الطـرف آلاخر"‪.3‬‬

‫وبذلك فإن تكنولوجيا املعلومات والاتصال ما هي إال مجموعة من التقنيات والوسـائل املسـاعدة على‬
‫نقل وانتشار املعلومات بشكل فعال وذلك باالستفادة من تكنولوجيا الحوسبة‪.‬‬

‫ويقصد بتكنولوجيا املعلومات‪" :‬مجموعة من ألافراد والبيانات وإلاجراءات واملكونات املادية والبرمجيات التي‬
‫تعمل سوية من اجل الوصول إلى أهداف املنظمة‪".4‬‬

‫‪1‬قويدري محمد‪ ،‬واقع وآفاق أنشطة البحث والتطوير في بعض البلدان املغاربية‪ ،‬امللـتقى الدولي حـول التنمية البشريـة وفرص الاندماج‬
‫في‬
‫اقتصاد املــعرفة والكـفاءات البشرية‪ 10- 02 ،‬مارس ‪ ،8005‬جامعة ورقلة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬جمال داود سليمان‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬الجامعة الخليجية‪ ،‬البحرين‪ ،8012 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬عبد اهللا قلش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬سناء عبد الكريم الخناق‪ ،‬دور تكنولوجيا املعلومات و الاتصاالت في عمليات إدارة املعرفة ‪ ,‬امللتقى الدولي حول اقتصاد املعرفة ‪,‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،8002 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫إن التغيرات التكنولوجية وتكنولوجيا املعلومات والاتصاالت أقامت صرح الاقتصاد الجديد الذي يعتمد على‬
‫التنافس املستند إلى أساس التقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬ويحتاج إلى تغيرات جذرية وهيكليـة فـي البنيـة‬
‫الاقتصادية‪ .‬إن تشييد بنية تحتية تكنولوجية في إطار اقتصاد املعرفة يكون أساسا باالستثمار فـي تكنولوجيـا‬
‫املعلومات والاتصال كصناعة البرمجيات وصناعة معدات إلاعالم آلالي‪.‬‬

‫وتعرف صناعة البرمجيات على أنها‪ :‬صناعة إبداعية ابتكارية تقوم على إعداد ورسم وتصميم وتنفيذ واختيار‬
‫برنامج تشغيل للحاسب آلالي والذي يتضمن مجموعة أوامر وتعليمات للحاسب ليقـوم بمجموعـة أعمال متكاملة‬
‫بهدف الوصول إلى نتيجة معينة وتتميز هذه الصناعة بكونها‪:‬‬

‫‪ -‬تعتمد على العقل البشري باألساس‬


‫‪ -‬إنتاجها ال يحده زمان أو مكان‪.‬‬
‫‪ -‬خضوعها ملنظومة تسويقية متكاملة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع عائداتها بشكل سريع ومنافستها لألسواق الخارجية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعليم‬

‫إن أهمية التعليم لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة في العالم فالتجارب الدولية املعاصرة أثبتت أن بدايـة‬
‫التقدم الحقيقية بل والوحيدة هي التعليم‪ .‬وإن كل الدول التي تقدمت من بوابة التعليم‪ ،‬بل إن الدول املتقدمـة‬
‫نفسها تضع التعليم في أولوية برامجها وسياساتها‪ .‬وكما أن جوهر الصراع العالمي هو سباق فـي تطـوير التعليم‬
‫وأن حقيقة التنافس الذي يجري في العالم هو تنافس تعليمي‪.‬‬

‫إن التعليم هو من الاحتياجات ألاساسية لإلنتاجية والتنافسية الاقتصادية حيث يتعين على الحكومات أن تـوفر‬
‫اليد العاملة املاهرة وإلابداعية أو رأس املال البشري القادر على إدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل وتنامي‬
‫الحاجة إلى دمج تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت فضال عن املهارات إلابداعيـة فـي املنـاهج التعليمية و برامج‬
‫التعلم مدى الحياة‪.‬‬

‫وتعتمد قدرة بلد ما على الاستفادة من اقتصاد املعرفة على مدى السرعة التي يمكن من خاللهـا أن يتحـول إلى‬
‫اقتصاد تعليمي‪ ،‬حيث يكون ألافراد والشركات قادرين على إنتاج الثروة بحسب قدرتهم على التعلم واملشاركة‬
‫في إلابداع‪.2‬‬

‫‪1‬بوطالب قويدر‪ ،‬بوطيبة فيصل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.822‬‬


‫‪2‬محمد دياب‪ ،‬اقتصاد المعرفة اين نحن منه؟ على الموقع‪ www.balagh.com :‬بتاريخ ‪.91:94 ،0404/40/91‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ويتطلب اقتصاد املعرفة جهودا أكبر في مجاالت التعليم والتدريب كما يتطلب نوعا جديدا مـن التعلـيم والتدريب‬
‫فعدد العاملين في مجال املعلومات يزداد وهذا يتطلب تكوين العلميين والعاملين في هذا املجـال وفي مجاالت‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬فاألمية التكنولوجية أصبحت من الظواهر املعيقة للتقـدم‪ .1‬و فـي ظـل اقتصاد املعرفة‬
‫أين يتجه الاهتمام صوب النشاط كثيف املعرفة يخص جانب التعليم بدوره الجوهري باعتباره النطاق الذي‬
‫تبنى فيه الطاقات البشرية التي تحتاجها صناعات اقتصاد املعرفة ‪ ،‬و في الواقع هناك عالقة بين التعليم و‬
‫تكنولوجيا إلاعالم و الاتصال حيث إن مهمة الـدول إعـداد عمـال املعرفة الذين يعهد إليهم تطوير هذه‬
‫التكنولوجيات‪ ،‬من جهتها تقوم هذه ألاخيرة بتيسير ظروف التعلم و جعله أكثر فعالية من خالل تزويد قطاعي‬
‫التعليم النظامي و غير النظامي بما تنتجه صناعة تكنولوجيا املعلومات و الاتصال مثل الانترنت و غيرها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التوجه إلى اقتصاد املعرفة‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مراحل التطور الاقتصادي‬

‫يمكــن تقســيم مراحــل التطــور الاقتصــادي إلى ثــالث مراحــل اقتصــادية لهــا مقاييســها الخاصــة بها وذلــك‬
‫مــا يوضحه الجدول املوالي‪:2‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)I-12‬مراحل التطور الاقتصادي‬

‫املؤشرات‬ ‫املرحلة‬
‫‪ -‬إلانتاج الكبير ‪-‬السكك الحديدية ‪-‬صناعة البريد ‪-‬الصناعات القطنية‬ ‫‪ -1‬قيادة البضائع والسلع‬
‫(الثورة الصناعية سنة ‪)1111‬‬
‫‪-‬إلانتــاج الصــناعي‪ -‬الاســتفادة مــن الطاقــة – ألادوات وآلاالت ‪ -‬تجــارة‬ ‫‪ -2‬قيادة الصناعية‬
‫التجزئــة‪ -‬إلاسكان ‪ -‬مبيعات السيارات‬ ‫( ‪)1111- 1111‬‬
‫‪ -3‬قيادة التكنولوجيا (منذ ‪ -‬إنتاج الكمبيوتر ‪-‬الصناعات الوسيطة ‪-‬التكنولوجيا عالية املستوى ‪-‬‬
‫كثافة املعرفة ‪-‬نمو التوظيف‬ ‫‪)1111‬‬
‫‪Source : Due Richard, The knowledge Economie, Information system Management, uk‬‬
‫‪summer 95, P76.‬‬

‫نالحـظ مـن خـالل الشـكل أعـاله أن املعرفـة أصـبحت أهـم أصـل مـن أصـو ل أي منظمـة الشـيء الـذي دفـع العديد‬
‫من املحللين الاقتصـاديين بتسـمية الاقتصـاد الجديـد (الاقتصـاد املعـرفي) باالقتصـاد غـير امللمـوس أو اقتصـاد‬

‫‪1‬نعيم ابراهيم الظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.822‬‬


‫‪2‬‬
‫‪www. Info-tech – com/knowledge – economie/pdf/04, consulté, le : 28-03-2022, à:16 :30‬‬
‫‪32‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫الالوزن أو اقتصـاد الالمواد حيـث تعتـبر ألافكـار والتطــورات املعرفـة هـي صـاحبة السـيادة والسـيطرة أكثـر مــن‬
‫املنتجات املادية وآلاالت واملواد الخام‪.‬‬

‫وأصبح الاقتصاد اليوم مشتق من املعرفة وليس من ألاصول املادية؛ حيث كان الاستثمار في العصـر الصـناعي‬
‫في ألاصــول املاديــة يســاعد في تحقيــق أربــاح املنظمــة وكــان يــتم تــدريب ألاف ـراد علــى أداء مهــام مبرمجــة ويمكــن‬
‫استبدالهم كما أن املنظمات ألاكبر حجما كانت لها فرصة التفوق على املنظمات ألاصغر ‪.‬‬

‫وعلــى النقــيض مــن ذلــك فقــد شــهد اقتصــاد املعرفــة حــدوث تحــوالت في عــدة مجــاالت منهــا تغــير هيكــل الاستثمار‬
‫حيث زاد الاستثمار في ألاشياء غير امللموسة مثل البحوث وأشـكال أخـرى مـن الاسـتثمار ات املتصـلة بـذلك مثـل‬
‫تكنولوجيـا املعلومـات والاتصـاالت وغيرهـا كـذلك تطـور في مهـارات قـوة العمـل في كـل القطاعـات كما أن هناك‬
‫نموا متزايدا في تجار ة املنتجات عالية التكنولوجيا‪.‬‬

‫وعليـه يمكـن إجـراء دراسـة مقارنـة بسـيطة بـين الاقتصـاد الصـناعي والاقتصـاد املعـرفي باالعتمـاد علـى مجموعـة‬
‫من املؤشرات نوجزها في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)I-13‬املقارنة بين الاقتصاد الصناعي والاقتصاد املعرفي‬

‫الاقتصاد املعرفي‬ ‫الاقتصاد الصناعي‬ ‫مجال املقارنة‬


‫الخصائص الاقتصادية‪:‬‬
‫متحركة‪ /‬متغيرة‬ ‫ثابتة‬ ‫‪ -‬ألاسواق‬
‫عالمي‬ ‫قومي ‪-‬دولي‬ ‫‪ -‬مجال املنافسة‬
‫شبكي‬ ‫هرمي بيروقراطي‬ ‫‪ -‬الهيكل التنظيمي‬
‫الصناعة‪:‬‬
‫إلانتاج املرن‬ ‫إلانتاج الكبير‬ ‫‪ -‬تنظيم إلانتاج‬
‫الابتكار‪ /‬املعرفة‬ ‫رأس املال‪ /‬العمالة‬ ‫‪ -‬مفاتيح النمو‬
‫تخف ــيض التكلفــة مــن خــالل اقتصــاديات الرقمية‬ ‫‪ -‬قادة التكنولوجيا‬
‫الابتكار‪ /‬الجودة‪ /‬وقت الوصول‬ ‫الحجم‬ ‫‪ -‬مصادر امليزة التنافسية‬
‫السوق‪ /‬التكلفة‬ ‫منخفض‪ /‬متوسط‬
‫مرتفع‬ ‫فردية‬ ‫‪-‬أهمية البحوث والتطوير‬
‫تراخيص وتعاون‬ ‫‪ -‬العالقات مع املنظمات ألاخرى‬
‫قوة العمل‪:‬‬
‫دخل حقيقي مرتفع‬ ‫التشغيل الكامل‬ ‫‪ -‬هدف السياسة‬

‫‪33‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫مهارات متسعة مع تدريب مستمر‬ ‫محررة الوظيفة محددة‬ ‫‪ -‬املهارات‬


‫التعليم الدائم واملستمر‬ ‫درجة علمية معينة‬ ‫‪ -‬التعليم املطلوب‬
‫تعاونية‬ ‫نصيحة وإشراف‬ ‫‪ -‬عالقات العمل وإلادارة‬
‫تتسم بالخطر والفرص‬ ‫ثابتة‬ ‫‪ -‬طبيعة العمل‬
‫املصدر‪ :‬أشرف عبد الرحمان محمد‪ ،‬دور إدارة املوارد البشرية في منظمات ألاعمال في ظل اقتصاد املعرفة‪ ،‬منشورات كلية التجارة‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،8002 ،‬ص‪.82‬‬

‫والجدير بالذكر هنا أن املعرفة ال تعتبر حقيقة جديدة فكل الاقتصاديات مبنية على املعرفة الش يء‬
‫الجديـد هـو أن درجة اندماج املعرفة واملعلومات في ألانشطة الاقتصادية أصـبح ضـخما جـدا ويتضـمن تغـيرات‬
‫كبيرة وهيكليـة ووصـفية في الاقتصـاد‪ ،‬كـذلك زيـادة كثافـة املعرفـة في الاقتصـاد وزيـادة القـدرة علـى توزيـع هـذه‬
‫املعرفـة أدى إلى زيادة قيمته لكل املشاركين في النظام الاقتصادي‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬عالمات التحول من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد املعرفة‬

‫إنـه بمراجعـة أكـبر عشـر منظمـات في عـام ‪ 1210‬نجـد أنها تنـتج جميعهـا منتجـات ماديـة ملموسـة معتمـدة‬
‫في ذلك على املوارد املادية ألاساسية مثل الحديد والفحم وغيرهما مـن املـوارد املاديـة امللموسـة‪ ،‬ولكـن ا لوضـع‬
‫اختلـف مع حلول سنة ‪ 1222‬حيـث نجـد أن إلانتـاج في أكـبر الشـركات أصـبح يمثـل فيـه الكـون املعـرفي الجانـب‬
‫ألاكـبر علــى اخــتالف انتمــاء هــذه الشــركات للقطاعــات الاقتصــادية وإلانتاجيــة املختلفــة وهــذا يعطــي دلــيال علــى‬
‫أن التقدم الاقتصادي يشتق آلان من اكتشاف وخلق و تطبيق معرفة جديدة‪.‬‬

‫وتكمن أهم عالمات التحول من العصر الصناعي الى عصر املعرفة في مجموعة من النقاط هي‪:1‬‬

‫‪ ‬تقـدم املعرفـة إلانسـانية خـالل العقـود القليلـة املاضـية تقـدما يعـادل التقـدم الـذي أحرزتـه البشـرية خـالل‬
‫مراحلها السابقة‪ ،‬ومن السهل أن يرى إلانسان أن الاكتشافات والاختراعات التي تحققت خالل القـرن‬
‫الحـالي تعادل أو تزيد عن مقدار ما حققته البشرية خالل عهود طويلة؛‬
‫‪ ‬أن املنظمـات الناجحـة اقتصـاديا هـي تلـك املنظمـات الـتي تحتـوي منتجاتهـا علـى أكـبر قـدر ممكـن مـن جوانب‬
‫املعرفة إلانسانية؛‬
‫‪ ‬أن التقدم الحادث في مجال إلانتاج والصناعة يرتبط ارتباطا وثيقا بالقاعدة املعرفية البشرية؛‬
‫‪ ‬أن هنـاك تزايـد في ألاهميـة النسـبية للمـوارد البشـرية العاملـة في شـتى مجـاالت املعرفـة مقارنـة بأهميـة املـوارد‬
‫البشرية التي يرتبط عملها بالقدرات املادية والصناعية ومثال ذلك تزايد الطلب على برمجي ومحللي النظم؛‬

‫‪1‬عادل أحمد زايد‪ ،‬إدارة املوارد البشرية رؤية استراتيجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،8008 ،‬ص ص ‪.51-72‬‬

‫‪34‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ ‬إن القــوة داخــل املنظمــات تحولــت إلى هــؤالء العــاملين الــذين يملكــون مفــاتيح املعرفــة التنظيميــة وهــم‬
‫يتحكمون في مصادر القوة والثروة داخل املؤسسة في نفس الوقت؛‬
‫‪ ‬إن نجـاح العديـد مـن املنظمـات الحديثــة تتجـدد في ضـوء جـودة مـا تملكـه تلـك املنظمـات مـن رأسمـال بشري‬
‫ويقصد بالجودة هنا مقدار املعرفة واملعلومات املتاحة للعمالة البشرية؛‬
‫‪ ‬أن املعرفة أصبحت أحد املجاالت ألاساسية للصراع العالمي بين القوى العظمى‪.‬‬

‫إذن هناك إجماع على أننا نعيش آلان مـا يسـمى بعصـر املعرفـة القـائم علـى ضـرورة الاسـتثمار مـن اجـل إنشـاء‬
‫قاعـدة بحثيـة جيـدة وكـذلك الاسـتثمار في ألافـراد والعمـل علـى تطـوير وتكـوين قـوة عمـل ذات مهـارات مرتفعـة‬
‫وتطوير نظم الابتكار وتوفير بيئة عمل تساعد على تحويل املعرفة من قاعدة البحث إلى مجال التطبيق‪.‬‬

‫وعليـه أصـبحت املعرفـة هـي أسـاس الحصـول علـى امليـزة التنافسـية وأسـاس رأسمـال املؤسسـات‪ .‬فـال خيـار اليـوم‬
‫أمام الدول إال انتهاج الطريق الذي يقود نحو اقتصاد املعرفة وذلك العتبارات عديدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬عوملة الاقتصاد وترابط وتشابك الاقتصاديات فيما بينها؛‬


‫‪ -‬الفجوة بين دول الشمال والجنوب؛‬
‫‪ -‬تدويل إلانتاج‪ ،‬التجارة‪ ،‬الاستثمار والعمل؛‬
‫‪ -‬املعرفة هي الشكل ألاساس ي لرأس املال؛‬
‫‪ -‬تخلق التطورات التكنولوجية الحدية أرضية لإلبداع الذي هو الدافع الرئيس للنمو الاقتصادي؛‬
‫‪ -‬تقوم التكنولوجيا بدعم وتسيير الانتقال إلى اقتصاد املعرفة‪.‬‬

‫املطب الثالث‪ :‬املظاهر الجديدة لالقتصاد املعرفي‬

‫إن الانتقال إلى الاقتصاد الجديد أحدث تغيرات هيكليـة عميقـة في كافـة مجريـات الحيـاة خاصـة الاقتصـادية‬
‫منها باعتبار أن التأثيرات الهامة لعصر املعلومات تكمن في الاقتصاد ألنه محرك املجتمعات‪.‬‬

‫وعليـه سـيقوم الاقتصـاد الجديـد علـى نسـق البـنى السياسـية والاجتماعيـة والاقتصـادية خاصـة وبنـاء وإقامـة‬
‫مجتمـع معـرفي جديـد تشـكل املعرفـة فيـه أهـم مكوناتـه وأسـاس تكـوين الثروة حيـث يتسـم هـذا ألاخـير بصـفات‬
‫ومظاهر جديدة ومختلفة عما ألفناه في الاقتصاد التقليدي نذكر من بينها ما يلي‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.arabin.net/arabia all/2-2001, consulté, le: 02-04-2222 à:10:20.‬‬
‫‪35‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -1‬من املحلية إلى العوملة‬

‫الاقتصــاد املبــني علــى املعرفــة هــو اتجــاه نحــو آفــاق التكامــل العــالمي وحســب بعــض الدراســات ستخضــع ‪%20‬‬
‫مــن قــوة العمــل العامليــة لقــوانين اقتصــاد عــالمي مفتــوح‪ ،‬وطبعــا لم يكــن هــذا الاقتصــاد ممكنــا لــوال ثــورة‬
‫املعلومـات والاتصـاالت فعنـد الحـديث عـن العـالم كقريـة صـغيرة أو ربمـا كمدينـة كونيـة فـإن ذلـك يعـني بالدرجـة‬
‫ألاولى تقصير املسافات من خالل شبكة ألانترنـت ولكـن التجـارة كانـت أول املسـتفيدين مـن خـدمات ألانترنـت‬
‫للتعزيز الاتصـال وإبـرام الصـفقات‪ ،‬إلاعـالن‪ ،‬الـترويج‪ ،‬التسـويق والحصـول علـى املعلومـات في الـزمن الحقيقـي‬
‫عـن اقتصـاد العـالم وعـن املنافسـة وعقـد شـراكات وتقـيم العمـل الـدولي؛ إذن العوملـة كنظـام اقتصـادي قبـل أن‬
‫تكـون نظام سياس ي تعتمد أساسا على ثورة املعلومات والاتصاالت‪.‬‬

‫‪ -2‬من التركز إلى التبعثر‬

‫أتاحت تكنولوجيا املعلومات والاتصـاالت حـق الاطـالع للجميـع ‪-‬بعـدما كانـت ألامـوال والتكنولوجيـا وحـتى‬
‫املعلومـات محتكـرة في يـد الشـركات الكـبرى‪-‬وبـدأت سـلطة الشـركات الصـناعية الكـبرى تتهـاوى لصـالح شـركات‬
‫التجزئة التي اعتمدت على قوة املعلومات التي تعالجها في قواعد املعطيـات الضـخمة‪ ،‬ممـا جعلهـا تفـرض شـروطها‬
‫في النهايـة علـى الشـركات الاحتكاريـة‪ ،‬ونسـتطيع أن نقـول أن الاتجـاه الـذي كـان سـائدا في الثـورة الصـناعية نحـو‬
‫الاحتكار تحول إلى اتجاه جديد في عصر املعلومات نحو التبعثر والتنوع‪.‬‬

‫‪ -3‬من النمطية إلى التنوع‬

‫كانت الاحتكارات الضـخمة في بـدايات منتصـف القـرن العشـرين تنـتج أعـداد هائلـة مـن املنتجـات ذات نمـط‬
‫موحــد وكــان توزيــع هــذه املنتجــات يــتم عــبر شــركات توزيــع ضــخمة وقويــة وعــبر أقســام التوزيــع في الشــركات‬
‫الاحتكارية نفسها مما كان يفرض هذه النماذج على ألاسواق القومية والعاملية‪.‬‬

‫إال أن هذا الاتجاه انقلب تماما وأخذ مسـارا معاكسـا لإلنتـاج الضـخم ويمكـن أن نؤكـد علـى أن التحـول الـذي‬
‫فرضـه مجتمـع املعلومــات هـو الانتقـال مـن إلانتـاج الضـخم املوحـد إلى إلانتـاج املحـدود املتنـوع واملشـخص إذ أن‬
‫تقنيات الصناعة املدعومة بالحاسوب تتيح إنتاج كميات قليلة من أشياء مشخصة تتميزبأنها ذات قيمـة مضـافة‬
‫كبيرة‪ ،‬بتعبير آخر فإن منتجات تكنولوجيا املعلومات لتسجيل تغيرات وتبدالت جوهريـة كـل سـتة أشـهر وأحيانـا‬
‫كل ثالثة أشهر‪.‬‬

‫‪ -4‬من الانغالق نحو الانفتاح‬

‫كانت شركات الستينات والسبعينات من القرن العشرين تسعى نحو الانغالق أي نحو إنتاج كـل شـيء ضـمن‬
‫أقسام الشركة بما في ذلك توزيع املنتج وتسويقه‪ ،‬في حين يتميز اقتصاد العـالم اليـوم بقدرتـه علـى صـنع السـيارة‬
‫‪36‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫أو الحاسـوب أو أيـة آلـة أخـرى في أربعـة بلـدان مختلفـة ثم يمكـن أن تجمـع أجزاؤهـا في بلـد خـامس‪ ،‬حيـث أن‬
‫املنـتج النهائي سيكون نتاج تعاون خمس شركات أو أكثر ضـمن إطـار شـراكة تتخطـى الحـدود وتتخطـى العقليـة‬
‫املركزيـة الضـيقة‪ ،‬وهذه الطريقـة تمـنح فرصـة الحصـول علـى أعلـى قيمـة مضـافة ممكنـة ممـا يتـيح الحصـول علـى‬
‫ربـح معقـول مقابل إنتاج غير مكثف وغير نمطي‪.‬‬

‫‪ -5‬التوسع املتنامي للصناعات القائمة على املعرفة‬

‫ونعــني بــذلك زيــادة حصــة مشــاركة النشــاطات وألاعمــال املكثفــة باملعــارف وصــناعة املعلومــات في النــاتج الــوطني‬
‫الخــام للــدول علــى حســاب الصــناعات التقليديــة فعلــى ســبيل املثــال انتقلــت نســبة مشــاركة صــناعات املعلومـات‬
‫في (و‪.‬م‪.‬أ) مـن نسـبة ‪% 82‬سـنة ‪ 1222‬إلى نسـبة ‪% 75‬سـنة ‪ 1220‬وقـد أثبتـت الدراسـات إلاحصـائية هـذا الاتجـاه‬
‫أي التوسـع املتنـامي للصـناعات القائمـة علـى املعرفـة فأصـبحت بـذلك املحـرك ألاساسـي لعملية النمو الاقتصادي‬
‫وذلك ما يوضحه الشكل املوالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)I -13‬الاستثمار في مجال املعرفة بالنسبة للناتج الوطني الخام‬

‫‪Source : www.data.albank adawli.org.consulté, le : 04.04.2022 à 11:41.‬‬

‫إذن نالحظ من خـالل الشـكل أهميـة الاسـتثمار في الصـناعات القائمـة علـى املعرفـة كالبرمجيـات التعلـيم العـالي‬
‫البحث والتطوير‪ ...‬وغيرها بالنسبة للناتج الوطني الخام لبلدان مختارة‪.‬‬

‫‪ -6‬القوة العاملة والبطالة‬

‫يرتكـز الاقتصـاد املعـرفي أو الاقتصـاد الجديـد علـى عمال املعرفـة*بشـكل أساسـي حيـث نالحـظ توجهـا‬
‫ثابتـا مستمرا نحـو زيـادة عـدد العـاملين في قطـاع املعلومـات وباملقابـل تقلـص عـدد العـاملين في الزراعـة والصـناعة‬

‫* يعرف العمل المعرفي بأنه العمل الذي يتطلب قدرة ذهنية بدال من القوة البدنية وبعبارة أخرى أكثر شموال‪ :‬انه تحليل المعلومات واستعمال‬
‫الخبرة والمهارات في حل المشاكل وتوليد األفكار ونشرها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫ويرجـع سبب ذلك إلى التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم اليوم والذي دفع باملنظمات إلى طلب يـد عاملـة‬
‫مؤهلـة في قطاع املعلوماتية والاتصاالت‪.‬‬

‫إن العدد الكلي للعاملين في الصناعة في (و‪.‬م‪.‬أ) سنة ‪ 1222‬كـان حـوالي ‪ 12‬مليـون شـخص تقريبـا‪ ،‬وبقـي العـدد‬
‫إلاجمـالي للعـاملين في الصـناعة بعـد ‪ 80‬عامـا ‪ 12‬مليـون لكـن هـذا ال يعـني أن عـدد الوظـائف ونوعيتهـا بقــي علــى‬
‫حالــة في الوظــائف القديمــة بــل أن اعتمــاد الشــركات الصــناعية علــى تكنولوجيــا املعلومــات جعــل الشـركات‬
‫تحتـاج إلى قـوة عاملـة جديـدة ومختلفـة جـذريا عـن سـابقاتها أي تطـوير التشـغيل عـالي الكفـاءة مقارنـة بالتشغيل‬
‫والكفاءة الضعيفة‪.‬‬

‫وهكـذا فـإن قضـية البطالـة اليـوم تأخـذ مفهومـا مختلفـا وبالتـالي يمكـن البحـث عـن حلـول لهـا في حـدود مختلفـة‬
‫جـدا عمـا كـان سـائدا حـتى آلان فهـي في مجتمـع املعلومـات مشـكلة نوعيـة وليسـت كميـة؛ أي أن سـوق العمـل‬
‫اليـوم يتميـز بالطلـب علـى ألايـدي العاملـة ذات املهـارات والكفـاءات والخـبرات القابلـة للتطـور املسـتمر فـإذا لم‬
‫يكـن العــاطلون عــن العمــل قــادرون علـى التكيــف مــع هــذه املتطلبــات فـإن ألاعمــال الجديــدة لــن تــتمكن مــن‬
‫استيعابهم‪.‬‬

‫‪ -7‬نموذج جديد لإلدارة‬

‫إن تغـير أنظمـة وطـرق التسـيير أصـبحت مـن املميـزات املصـاحبة القتصـاد املعرفـة حيـث فرضـت التكنولوجيـا‬
‫الجديدة لالتصاالت واملعلومات زيادة وتيرة التطور التكنولوجي وإلابداع وعليـه يجـب علـى املنظمـات الاقتصـادية‬
‫البحـث عـن طـرق وأسـاليب جديـدة للتسـيير تمكنهـا مـن زيـادة مرونتهـا وتجعهـا أكثـر تأقلمـا مـع محيطهـا املتغـير‬
‫حيـث تمكنهـا مـن حسـن اسـتغالل مواردهـا املتاحـة‪ ،‬تخفـيض تكاليفهـا‪ ،‬اكتسـابها ميـزة تنافسـية عـن غيرهـا مـن‬
‫املنظمات‪ .‬وال يتأتى لها ذلك إال من خالل تركيز استثماراتها في وسائل اكتساب ونقل املعـارف واملعلومـات وفي‬
‫عمليـات البحـث والتطـوير حيـث نجـد أن جـل املنظمـات الكبـيرة تخصـص جـزء كبـير مـن ميزانياتها لعمليـة تنميـة‬
‫البحث والتطوير‪.‬‬

‫كما يمكن إضافة بعض العالمات املتعلقة بالجانب املالي واملتمثلة في‪:1‬‬

‫‪1‬محمد دياب‪ :‬اقتصاد املعرفة حقبة جديدة نوعية في مسار التطور الاقتصادي‪ ،‬معهد امليثاق للتدريب والدراسات والبحوث‪ ،‬متوفــر على‬
‫املوقع‪ ،http://www.almethaq.info/news/article1395.htm :‬اطلع عليه يوم‪ 8088-05-11 :‬على الساعة ‪.88:11‬‬

‫‪38‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -1‬دورة حياة املنتوج (من الدورة الطويلة إلى التسارع التنافس ي)‬

‫يتميـز الاقتصـاد املبـني علـى املعرفـة بأنـه يعتمـد علـى الصـناعة املتنوعـة الـتي تسـعى إلى تخفـيض عمـر املنـتج أو‬
‫دورة حياة املنتج فتحـت ضـغط املنافسـة يسـعى املصـممون إلى التقـاط ردود فعـل الزبـون فـور توزيـع املنـتج‬
‫الجديـد لتــتم دراســة املالحظــات الســلبية وتوجهــات الزبــائن ورغبــاتهم وإلاس ـراع بإنجــاز تصــميم جديــد يجيــب‬
‫علــى املالحظــات الســابقة ومــن ثم طرحــه في الســوق قبــل أن يــتمكن املنافســون مــن طــرح منــتجهم البــديل و عليــه‬
‫فالسياق املتواصل يجعل دورة حياة املنتوج أقصر كل يـوم ممـا يؤكـد عـدم قـدرة املنظمـة علـى طـرح أعـداد كبـيرة‬
‫مـن منتجات موحدة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشراكة الاقتصادية‬

‫يتميز الاقتصاد املبنى على املعلومات باعتماده علـى فريـق عمـل؛ ألن املنتجـات الجديـدة تنتقـل مـن املصـممين ثم‬
‫املـوزعين وأخـيرا الزبـائن وذلـك بكـل سـرعة ممكنـة وي شـكل هـؤالء جميعـا فريـق عمـل واحـد وإن كـان متباعـدا‬
‫وموزعــا في أرجــاء ألارض جميعــا وتســعى الشــركات دومــا إلى زيــادة ســرعة العمــل للوصــول إلى دورة حيــاة منــتج‬
‫أقصر فأقصر بصورة متواصلة‪.‬‬

‫‪ -11‬إعادة توزيع ألارباح‬

‫بقـدر مـا تحصـل املنظمـات علـى سـرعة أكـبر بسـبب إلامكانـات الحديثـة للتكنولوجيـا وتحـت ضـغط املنافسـة‬
‫الشـديدة هدف تقصــير دورة حيـاة املنــتج‪ ،‬فـإن ألاربــاح الـتي تحققهــا املصـارف والبنــوك تتضـاءل (ألن أرباحهــا‬
‫كانـت ناتجـة عـن بقـاء ألامـوال جامـدة في حسـابات الزبـائن فـترة طويلـة)‪ ،‬وهكـذا تصـبح هـذه املصـارف مضـطرة‬
‫للبحث عن موارد أخرى ما يقودها إلى مزاحمة الفروع ألاخرى للقطاع املالي مـن خـالل تطـوير خـدماتها وتنويعهـا‬
‫وتوسيع نطاقها‪.‬‬

‫‪ -11‬العوملة في مواجهة النظم املالية الوطنية‬

‫عندما أصبح إلانتـاج والتسـويق عـاملين بـدأت ألامـوال تتحـرك بسـهولة وبسـرعة م ــن فـوق الحـدود الوطنيـة وقـد‬
‫نشأ عن ذلـك تناقضـات بـين العوملـة والـنظم الوطنيـة القديمـة مـا يمكـن أن يـؤدي في النهايـة إلى تمزيـق الـنظم‬
‫املاليـة القديمــة ليصــبح النظــام املــالي أكثــر مرونــة وأكثــر قــدرة علــى تلبيــة متطلبــات مختلــف املنظمــات وعلــى‬
‫مواجهــة ألازمات املحلية الصغيرة‪ ،‬الش يء الذي يؤدي إلى مالحظة نتائج سلبية واضحة لهذا الاتجاه آلامر الـذي‬
‫يسـتدعي تطوير القوانين وألانظمة و املؤسسات التشريعية لتتناسب مع متطلبات الاتجاه الجديدة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -12‬نظام جديد لخلق رؤوس ألاموال‬

‫بمقـدار مـا تنمـو وتتطــور أسـواق رؤوس ألامـوال وتتواصــل مـع بعضـها الـبعض مــن هونـغ كونـغ إلى طوكيــو باريس‪،‬‬
‫نيويورك ولندن فإن ألاموال تجري بسرعة أكـبر‪ .‬إذ أن شـبكات الاتصـال إلالكترونيـة تتـيح جمـع أو توزيـع مليـارات‬
‫الـدوالرات في ثـوان معـدودة وهكـذا يتـدفق املـال بتسـارع متزايـد وهـو يتـدفق بسـرعة شـبكات الاتصـال نفسها‬
‫وبذلك تنتقل القوة املالية من يد إلى يد بسرعة متزايدة وهذه التغيرات تمثل أعمق إعادة بناء عرفهـا العـالم‬
‫املالي وهي ظهور نظام جديد لخلق الثروة‪.‬‬

‫‪ -13‬املعرفة أهم مصادر الثروة والسلطة في عصر املعلومات‬

‫أصــبحت املعرفــة اليــوم أهــم مصــدر مــن مصــادر الثــروة فقــد ظهــرت في النصــف الثــاني مــن القــرن العشــرين‬
‫مجموعـة مـن أقـوى الشـركات العامليـة لم تسـتند في قوتهـا إلى أرصـدتها املاليـة أو إلى موجوداتها املاديـة بـل اسـتندت‬
‫إلى الكفـاءة التنظيميـة لـدى إلادارة ومجموعـة العالقـات والصـالت والتطـوير وإلابـداع والطـرح املسـتمر ملبـادرات‬
‫جديـدة‪ ،‬وأوضـح مثـال علـى ذلـك الشـركات ألامريكيـة ‪ SOFT ،CNN ،IBN ،MBI‬والشـركة الفرنسـية ‪BULL‬‬
‫وغيرهـا‪ ،‬إذن هنـاك تحـول بفضـل التطـور التكنولـوجي مـن العمـل الجسـدي إلى العمـل القـائم علـى املعرفـة لتوليـد‬
‫الثروة‪.‬‬

‫‪ -14‬النقد الالكتروني يحل محل النقد الورقي‬

‫التبـادل النقـدي اليـوم لم يعـد سـوى أرقـام ورمـوز مسـجلة علـى حواسـيب الشـبكات الدوليـة وأصـبحت العملـة‬
‫الورقيـة تسـير بثبـات نحـو نهايتهـا املحتومـة كعملـة ثانويـة فالنقـد إلالكـتروني لـيس سـوى مجـرد تتـابع دقيـق‬
‫لألصـفار وآلاحاد تنقل من حاسوب إلى آخر عبر الشبكة الدولية (الانترنت)‪.‬‬

‫ويعتمد التبادل التجـاري إلالكـتروني علـى وسـائط مختلفـة بـدءا مـن التبـادل عـبر الشـبكة الدوليـة بـين حواسـيب‬
‫الزبــون واملصــرف والشــركة املنتجــة ويعتمــد كــذلك علــى بطاقــات ‪ VISA‬والبطاقــات الذكيــة كمــا أن هنــاك عمالت‬
‫الكترونية خاصة مثل بطاقات الهواتف والسكك الحديدية وبطاقات وجبات املطاعم إلخ‪.‬‬

‫إن هــذا النظــام الجديــد ســيقلل شــيئا فشــيئا مــن أهميــة املصــارف الــتي تعــالج العمليــات املاليــة علــى دفعــات‬
‫منفصـلة وسيسـود نظـام الـدفع املتصـل أي أن النظـام املـالي سـيعمل في الـزمن الحقيقـي دقيقـة بدقيقـة وثانيـة‬
‫بثانيـة أصبحت الشركات اليوم تستطيع العمل خارج النظام املصرفي وتنظيماته‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مدخل إلى اقتصاد املعرفة‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫خالصة‬

‫بناء على ما تقدم فإن اقتصاد املعرفة في ألاساس يقصد به أن تكون املعرفة هي املحرك الرئيس ي للنمو‬
‫الاقتصادي‪ .‬واقتصاديات املعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيات املعلومات والاتصـال واسـتخدام الابتكـار‬
‫والرقمنة‪.‬‬

‫وعلى العكس من الاقتصاد املبني على إلانتاج‪ ،‬حيث تلعب املعرفة دورا أقل‪ ،‬وحيث يكون النمـو مـدفوعا‬
‫بعوامل إلانتاج التقليدية‪ ،‬فإن املوارد البشرية املؤهلة وذات املهارات العالية‪ ،‬أو رأس املال البشـري‪ ،‬هـي أكثر‬
‫ألاصول قيمة في الاقتصاد الجديد‪ ،‬املبني على املعرفة حيث ترتفع املساهمة النسبية للصناعات املبنيـة على‬
‫املعرفة أو تمكينها‪ ،‬وتتمثل في الغالب في الصـناعات ذات التكنولوجيـا املتوسـطة والرفيعـة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫إن العالم اليوم على اعتاب ثورة صناعية رابعة‪ ،‬تغير من املنظور املعرفي لإلنسانية بالنسبة لألشياء‬
‫وتغير من هياكل الانتاج وموازين القوة‪ ،‬وتنبئ بمجتمع ذكي تسيطر عليه آلاالت‪.‬‬

‫إن الثورة الصناعية الرابعة هو املصطلح الذي أطلق على الحلقة ألاخيرة على سلسلة الثورات‬
‫الصناعية‪ ،‬إن الاهتمام الاعالمي لهذه الثورة وبروز هذا املصطلح في وسائل التواصل الاجتماعي‪ ،‬دعت إلى‬
‫ضرورة البحث عن هذا املصطلح وخصائصه‪ ،‬واهم مكاسبها والتحديات التي تواجه الانتقال إلى هذه‬
‫التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬ودراسة بعض التجارب لبعض الدول في بناء استراتيجياتها لالنتقال وتبني مكاسب‬
‫الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬الثورة الصناعية الرابعة‬


‫ً‬
‫الثورة الصناعية الرابعة أحد أهم التحوالت التكنولوجية حاليا على املستوى العالمي‪ ،‬حيث كانت‬
‫محور اهتمام املنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس عام ‪ ،6102‬لذا سوف يتناول هذا املبحث مفهوم الثورة‬
‫الصناعية الرابعة‪ ،‬باإلضافة إلى أهم خصائص هذه الثورة عن غيرها‪ ،‬وعالقتها بالتنمية‪ ،‬عالوة على ذلك‬
‫مرتكزات التصنيع في ظل الثورة الصناعية الرابعة وذلك كاآلتي‪:‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وخصائصها‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الثورة الصناعية الرابعة‬

‫يحاول الجزء ألاول رصد مفهوم الثورة الصناعة الرابعة من خالل العديد من الجوانب‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل إدراك أهمية مواكبتها على املستوى العالمي وإلاقليمي واملحلي‪ ،‬ومن أجل استخالص بعض متطلباتها‬
‫الضرورية لالرتقاء بجميع القطاعات والسيما التعليم الجامعي‪.‬‬

‫يرى رون ديفيد (‪ )Ron Davies‬أن الثورة الصناعية الرابعة هي مصالح يطبق على مجموعة من‬
‫التحوالت السريعة في تصميم وتشغيل وخدمة أنظمة التصنيع واملنتجات‪ ،‬وهي الخلف لثالث ثورات صناعية‬
‫سابقة التي تسببت في قفزات نوعية في الانتاجية وغيرت حياة ألافراد في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وهذا يعني أنها‬
‫"التحول الشامل والكامل ملجال إلانتاج الصناعي وذلك من خالل دمج التكنولوجيا الرقمية والانترنت مع‬
‫الصناعة التقليدية‬

‫ويعرفها جانك ساب يام)‪ (Jung-Sup_Um‬بأنها "عملية تحويل نظام إلانتاج من خالل دمج عالم‬
‫الانترنت الذي تمثله تكنولوجيا املعلومات والعالم الحقيقي الذي كان موضوع الثورة الصناعية ألاولى‬
‫والثانية‪ ،‬أي أنها تربط العالم املادي (عملية الانتاج( بالعالم الالكتروني (الانترنيت والكمبيوتر)"‪.1‬‬

‫وتحليال ملا سبق‪ ،‬يتضح أن املفاهيم السابقة ر كزت على ألاساس العلمي للثورة الصناعية الرابعة‬
‫والذي ُيعد "ربط العالم الحقيقي بالعالم الافتراض ي"‪ ،‬كما انطلقت من أن التحول الرقمي يقتصر على قطاع‬
‫الصناعة‪ ،‬والذي بدوره يؤدي إلى تطور نظام إلانتاج‪ ،‬وهذه التطورات تؤثر على حياة ألافراد البشرية بما‬
‫َ‬
‫يساعد على رفاهيتهم‪ ،‬مما يؤدي بطبيعة الحال إلى التنمية الاقتصادية للمجتمع‪ ،‬ومن ثم إحداث تنمية‬
‫اقتصادية على مستوى العالم‪ ،‬ولذلك اعتمدت هذه املفاهيم على وجهة نظر اقتصادية فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Um, Jung-Sup, "Drones as Cyber-Physical Systems Concepts and Applications for the Fourth‬‬
‫‪Industrial Revolution", Springer Nature Singapore, Singapore, 2019, P P 03-04.‬‬
‫‪44‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي ضوء املفاهيم السابقة‪ ،‬وضعت الدراسة مفهوم للثورة الصناعية الرابعة والذي يتمثل في أنها‬
‫موجة جديدة من التحوالت التي تؤدي إلى حدوث تغيير في كافة ألانظمة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو‬
‫التكنولوجية وغير ذلك‪ ،‬وتستند إلى العديد من الابتكارات التقنية ودمج العالم الحقيقي بالعالم الافتراض ي ‪,‬‬
‫كما أنها تعتمد على العديد من التقنيات التي تتمثل في انترنت ألاشياء‪ ،‬والذكاء الصناعي‪ ،‬ألانظمة الفيزيائية‬
‫السيبرالية‪ ،‬والطباعة ثالثية ألابعاد‪ ،‬والواقع املعزز‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص الثورة الصناعية الرابعة‬
‫تتسم الثورة الصناعية الرابعة بالعديد من الخصائص لعل من أبرزها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬سرعة تطورها وانتشارها إذ إن التكنولوجيا الحديثة غالبا ما تتطور إلى تكنولوجيا أخرى أقوى وأنفع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬التنسيق والتكامل بين الاكتشافات املختلفة أصبح أكثر شيوعا لتقديم منتجات جديدة وتحسين‬
‫خصائص املنتجات القديمة من أجل عالم أكثر راحة ورفاهية‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة حجم الفوائد‪ ،‬ففي العصر الرقمي تحتاج الشركات إلى عدد قليل من املوظفين وحجم صغير من‬
‫املواد الخام إلنتاج منتجات ذات فوائد كبيرة‪ .‬وبالنسبة إلى الشركات الرقمية تنخفض تكاليف التخزين‬
‫والنقل وإعادة إنتاج منتجاتها إلى الصفر‪ ،‬وتتطور بعض الشركات القائمة على التكنولوجيا بدون رأس‬
‫مال كبير مثل «انستغرام» و «واتس أب» وغيرهما‪.‬‬
‫‪ -4‬التأثير املمتد والشامل لجميع نواحي الحياة‪ ،‬فالثورة الصناعية تمارس إحداث تغيير جذري في العالقات‬
‫بين الدول والشركات واملجتمعات‪ ،‬داخل كل منها وفيما بينها‪ ،‬فتزيد من ألارباح وتخلق مزيدا من الفرص‬
‫والتحديات‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬العالقة بين الثورة الصناعية الرابعة والتنمية‬

‫تميز ت الثورة الصناعية الرابعة بخصائص تساعد على النمو وتحدث التنمية ومن أهم هذه التأثيرات‪:2‬‬

‫املساهمة في خلق معدالت نمو عالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬واختصار الكثير من الوقت في‬ ‫أ‪-‬‬
‫عملية التطور وانتشار املنجزات في مناطق متعددة وذلك كنتيجة لخفض تكلفة إلانتاج وتأمين الخدمات‬
‫وتسهيل وسائل النقل والاتصال بشكل أكثر كفاءة وأقل تكلفة وفتح أسواق جديدة وتحفيز النمو‬
‫الاقتصادي من خالل توسيع الطلب الكلي الداخلي والخارجي‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تسهل جذب الاستثمار‬
‫ألاجنبي املباشر‪ ،‬وتوفير وظائف جديدة ترتبط باملجاالت املستحدثة نتيجة للتطور والتكامل التكنولوجي‪.‬‬

‫‪-1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الثورة الصناعية الرابعة‪ :‬تحديات وفرص الاستحواذ على القوة الجديدة‪ ،‬مجلة احوال مصرية‪ ،‬مركز الاهرام‬
‫للدراسات السياسية والاستراتيجية‪ ،‬دراسات‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،10‬ص ص ‪.61-01‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪.61-01‬‬

‫‪45‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬زيادة إلايرادات الك لية في املجتمع من خالل تحقيق إيرادات إضافية لالقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل‪ ،‬إيجاد‬
‫نماذج أعمال جديدة‪ ،‬وتقديم منتجات وخدمات وحلول رقمية جديدة‪ ،‬وزيادة حجم البيانات والتحليالت‬
‫الكبيرة‪ .‬وتعزيز فرص كسب ألاسواق من خالل الفهم ألاعمق لسلوك العمالء بتحليل البيانات والتعرف‬
‫على العادات‪ ،‬مما يزيد من حصة ألاسواق من املنتجات ألاساسية وتوظيف وابتكار سالسل توريد‬
‫متطورة في بيئة تجارية عاملية تدمج الشركات متعددة الجنسيات واملشاريع الصغيرة واملتوسطة وتحدث‬
‫نقلة نوعية في مستقبل إلانتاج‪.‬‬
‫تخفيض التكلفة وزيادة كفاءة العمليات من خالل مراقبة الجودة‪ ،‬واستخدام تطبيقات إنتاج مرنة‬ ‫ج‪-‬‬
‫خوارزميات*‬ ‫ومصممة لراحة العمالء‪ ،‬والاستفادة من الاطالع على العمليات وتباين املنتجات‪ ،‬واستخدام‬
‫التنبؤ لتحسين ألاداء‪ ،‬والتكامل الرأس ي من خالل الاستشعار عن بعد في نظام التنفيذ وتخطيط إلانتاج‪،‬‬
‫والتكامل ألافقي بتتبع املنتجات وتعقبها لتحسين أداء املخزون‪ ،‬وإحداث تحول رقمي في العمليات وأتمتها‬
‫الستخدام املوارد البشرية بطريقة أكثر ذكاء‪ .‬والتخطيط الشامل والتعاون باستخدام الحوسبة الحسابية‬
‫وزيادة حجم السوق‪.‬‬
‫التقنيات التي تستند إليها الثورة الصناعية الرابعة لها تأثير إيجابي كبير على ألاعمال التجارية‪ .‬فمن جهة‬ ‫د‪-‬‬
‫العرض‪ ،‬تشهد العديد من الصناعات دخول التكنولوجيا الجديدة التي تخلق طرقا حديثة لخدمة‬
‫الاحتياجات الحالية وذلك بواسطة املنافسين الجدد واملبتكرين الذين يستطيعون‪ ،‬بفضل الوصول إلى‬
‫املنصات الرقمية العاملية للبحث والتطوير والتسويق واملبيعات والتوزيع‪ ،‬إلاطاحة باملنافسين القدامى‬
‫بشكل أسرع من أي وقت مض ى‪ ،‬وذلك بتحسين جودة السلعة أو الخدمة‪ ،‬والسرعة في ألاداء‪ ،‬والسعر‬
‫املناسب‪.1‬‬

‫ومن هذا التعريف نالحظ مجموعة من الخصائص‪ ،‬التي تساهم فيها الثورة الصناعية الرابعة منها‪:2‬‬

‫‪ -‬التركيز على النمو طويل ألاجل‪ ،‬وبالتالي على النمو املستدام وليس العابر‪ ،‬حيث تمارس الثورة الصناعية‬
‫تأثيرا إيجابيا ممتدا عبر فترة من الزمن‪.‬‬
‫‪ -‬دور التقانة في النمو طويل ألاجل‪ ،‬فلم يعد النمو محصلة العوامل التقليدية التي سادت في عصور‬
‫نظريات النمو التقليدية (العمل‪ ،‬ورأس املال‪ ،‬ألارض) وإنما غدا محصلة التطور التكنولوجي بصفة‬

‫*الخوارزمية هي مجموعة من الخطوات الرياضية واملنطقية واملتسلسلة الالزمة لحل مشكلة ما‪ ،‬وهي مجموعة من القواعد التي تعبر عن‬
‫سلسلة محددة من العمليات" التي من شأنها أن تشمل جميع برامج الكمبيوتر‪ ،‬بما في ذلك البرامج التي ال تجرى بها عمليات حسابية‬
‫رقمية‪.‬‬
‫‪-1‬أ‪.‬د‪ .‬عالء زهران‪ ،‬سياسات وآليات تعميق الصناعات التحويلية املصرية في ظل الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬رقم ‪ ،301‬يونيو‪،6161 ،‬‬
‫ص‪.06‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪46‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أساسية في وسائل إلانتاج والتوزيع‪ ،‬ومع ضرورة وجود تكيف مؤسس ي وايديولوجي للصناعة والتصنيع‬
‫ولبقية قطاعات الاقتصاد الوطني‪ ،‬مما يظهر أهمية النظام املؤسساتي في عملية النمو‪.‬‬

‫والتعريف‪-‬باملعنى السابق‪-‬يقلص الفجوة بين النمو الاقتصادي كفعل تلقائي‪ ،‬وبين التنمية الاقتصادية كفعل‬
‫إرادي‪ ،‬فالنمو الاقتصادي املستدام هو نتيجة لسياسات ومؤسسات وتغييرات هيكلية وعلمية‪ ،‬وبالتالي ليس‬
‫مجرد عملية تلقائية كما كان سائدا في ألادبيات الكالسيكية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مرتكزات التصنيع في ظل الثورة الصناعية الرابعة‬

‫‪ .1‬حتمية التحول الصناعي‪:‬‬


‫‪ ‬غير عصر التحول الرقمي والتحول التكنولوجي بشكل أساس ي الطريقة التي نعيش ونعمل بها‪ ،‬وشهد‬
‫الواقع الصناعي العالمي تحوالت سريعة في إلانتاج والعمليات من خالل تطبيق الرقمنة املتقدمة وتقنيات‬
‫د‪1 .‬‬
‫التصنيع املتقدمة والاستخدام الفعال للموار‬
‫‪ ‬بدأت الثورة الصناعية ألاولى مع ظهور طاقة البخار واملياه‪ ،‬مما أتاح مكننة عمليات إلانتاج‪ ،‬في حين‬
‫كانت الثورة الصناعية الثانية مدفوعة بتقنيات الطاقة الكهربائية والتصنيع الشامل‪ .‬جلبت الثورة‬
‫الصناعية الثالثة تكنولوجيا املعلومات وألاتمة‪ ،‬وآلان تتقدم الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل الثورة الصناعية الرابعة على كيفية تصميم املنتجات وتصنيعها واستخدامها وتشغيلها وكذلك‬
‫كيفية صيانتها وخدمتها‪ ،‬كما تحول العمليات وإلاجراءات وإدارة سلسلة التوريد والطاقة إلى أرقام كودية‬
‫ملصانع إلانتاج والخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬تغير النظام الاقتصادي العالمي نتيجة لصعود الصين الاقتصادي‪ ،‬وإعادة ترتيب التنظيم الاقتصادي‬
‫النمو‪2 .‬‬ ‫بسبب التغيرات في العالم املتقدم‪ ،‬وصعود الاقتصادات الناشئة سريعة‬
‫‪ ‬تسارع معدل تقدم التكنولوجيا وتقاربها معا فالتغيرات التكنولوجيا التي تحركها التطبيقات في الصناعة‬
‫التحويلية مثل البيانات الضخمة‪ ،‬وانترنت ألاشياء والحوسبة السحابية تساهم في عملية التحول‬
‫الصناعي الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬املعرفة ومهارات املستقبل في الحفاظ على املواهب وإتاحة القوى العاملة للمستقبل من خالل الاستفادة‬
‫من فرص هذا التحول‪ ،‬أصبح عامل حاسم الستمرارية هذا الزخم الثوري‪.‬‬

‫‪-1‬عبد هللا‪ ،‬أیمن ‪ 6101،‬ما ھي نماذج الحوسبة السحابیة‪https://cloudworld.i ،‬‬


‫‪-2‬الحكومة الالكترونية‪ ،‬مقال منشور باملنتدى العربي لإلدارة املوارد البشرية ‪https://hrdiscussion.com‬‬

‫‪47‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬ديناميكيات سالسل التوريد العاملية‪ ،‬وزيادة التعقد في شبكات سالسل التوريد الناجمة عن توزيع املوارد‬
‫وهندسة إلانتاج كشركات صناعية تدير الشركاء آلان في عالم بال حدود غير ملزم باملواقع الجغرافية‬
‫أصبح حقيقة في عالم إلانتاج والتوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة التنافسية للدول والشركات وتزايد املنافسة العاملية حيث يتعين على الشركات الدفاع حتى عن‬
‫أسواقها املحلية مع الاستفادة في الوقت نفسه من قطاعات جديدة في ألاسواق لتحقيق نمو طويل ألاجل‪.‬‬
‫املعايير البيئية‪1 .‬‬ ‫‪ ‬زيادة اللوائح والتنظيمات البيئية‪ ،‬والعوامل املستندة إلى‬
‫‪ ‬تغيير سلوك العمالء ويتأثر هذا السلوك بالقيم والعادات الشخصية وظهور منتجات وخدمات جديدة‬
‫تجبر الشركات على إعادة تقييم أنظمتها الصناعية‬
‫‪ .2‬عوامل التحول إلى الثورة الصناعية الرابعة‬

‫تساهم مجموعة من العوامل في تحول املجتمع والتصنيع إلى الثورة الصناعية الرابعة‪ .‬ومن أهم هذه‬
‫العوامل نهوض وتقارب التقنيات بمعدالت سريعة‪ ،‬وهذه التقنيات تزيد وتوسع ما يمكن للبشر تصنيعه من‬
‫خالل تخليق املواد الجديدة واملواد املتجددة‪ ،‬كما تضيق الخطوط الفاصلة بين العوالم املادية‪ ،‬والرقمية‪،‬‬
‫والبيولوجية من خالل عمليات املحاكاة وتعزيز الواقع‪ .‬وقد ساهمت هذه التقنيات في توسيع نطاق الصناعة‬
‫التحويلية ودمجها في تفاصيل حياة إلانسان‪.‬‬

‫والجدول رقم (‪ )10-16‬يوضح أهم املفردات املرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة ومن خالل الجدول والشكل‬
‫رقم(‪ Word Could )10-16‬والذي يستخدم لرسم وتمثيل الكلمات بحجم يتناسب مع عدد مرات تكرار كل‬
‫كلمة ويمكن إنشائها باستخدام حزمة برنامج ‪ R‬وهو من أشهر البرامج إلاحصائية التي تعتمد على لغة البرمجة‬
‫مايلي‪2 :‬‬ ‫‪ R‬يالحظ‬

‫‪ -0‬انترنت ألاشياء "‪ "Internet of Things‬يحتل مكانه صدارة املوضوعات عند دراسة " ‪Fourth Industrial‬‬
‫‪ ،"Revolution‬والترابط بين تطبيقات سالسل ألامداد "‪ "Chain Supply‬و"‪ "Smart Factory‬والاعتماد‬
‫املتزايد على "‪ "Sensors‬وكذلك الطباعة ثالثية ألابعاد‬
‫‪ -6‬الاهتمام بموضوعات الذكاء الاصطناعي "‪ "Artificial Intelligence‬وكذلك تحليل البيانات الضخمة " ‪Big‬‬
‫‪ "Data‬وكذلك ألامن والخصوصية والاعتماد على تطبيقات"‪."Blockchain‬‬
‫‪ -3‬ألاهتمام بأبحاث الثورة الصناعية الرابعة بقضايا التحول الرقمي "‪ "Digital Transformation‬وكذلك‬
‫"‪ "Cloud Computing‬و"‪."New Technologies‬‬

‫‪-1‬هند نجيب السيد‪ ،‬الاثبات في الجرائم الالكترونية‪ ،‬رسالة الدكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،6102 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-2‬العزازي محمد حسن‪ ،‬مدخل في إلادارة العامة واملحلية‪ ،‬املكتبة العاملية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،6112 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪48‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬الاهتمام بالتعليم العالي "‪ "Higher Education‬وما يتطلب من الحصول على مهارات وخبرات جديدة‬
‫لتناسب سوق العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬التركيز على قضايا الاقتصاد "‪ "Economy‬وكذلك "‪ "Digital‬مما يساهم في عملية تطوير الاقتصاد‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)II-1‬املفردات التي يتم استخدامها في أبحاث الثورة الصناعية الرابعة‬

‫املصدر‪ :‬أهم ثالثين كلمة تم استخدامها في أبحاث "‪ Fourth Industrial Revolution‬بمعرفة الفريق البحثي باستخدام برنامج ‪R‬‬
‫باالعتماد على قاعدة بيانات (‪)Web-of-Science‬‬

‫‪49‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ Word Cloud :)II-11‬للثورة الصناعية الرابعة‬

‫املصدر‪ :‬بمعرفة الفريق البحثي باستخدام برنامج ‪R‬‬

‫ومن التقنيات التي أصبحت أكثر حيوية للصناعة والتصنيع بل وأكثر أهمية لالقتصاد واملجتمع ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬املنتجات الصناعية الجديدة ‪New Materials‬‬

‫ظهرت مؤخرا مجموعة من املواد التي تتميز بأنها‪ ،‬أخف وزنا‪ ،‬وأقوى‪ ،‬كما أنها قابلة إلعادة التدوير‪ ،‬ولكن‬
‫ومثل العديد من ابتكارات الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬من الصعب معرفة إلى أين سيصل التطور في املواد‬
‫الجديدة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬مادة جرافين‪ ،1‬أقوى بنحو ‪ 611‬مرة من الفوالذ‪ ،‬وأرق مليون مرة من شعر‬
‫إلانسان‪ ،‬وموصل فعال للحرارة والكهرباء‪ .‬كما يأمل العلماء إلى التوصل ملواد بالستيكية جديدة تكون قابلة‬
‫إلعادة الاستخدام والتدوير‪ ،‬مما سيساعد على تطوير كل ش يء من الهواتف املحمولة ولوحات الدوائر وأجزاء‬
‫صناعة الطيران‪.‬‬

‫‪-1‬الدقن أحمد السيد‪ ،‬تطور دور الحكومات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وفقا للتطورات العاملية‪ ،‬بحث مقدم إلى املؤتمر‬
‫العربي لإلدارة وتنمية البشرية في قطاع العام الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية خالل الفترة ‪ 60-61‬ديسمبر ‪.6101‬‬

‫‪50‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ .‬تقنيات الذكاء الاصطناعي‬

‫الذكاء الاصطناعي هو مفهوم يتكون من العديد من الفروع مثل التعليم آلالي‪ ،‬الذي يركز على تطوير‬
‫البرامج التي تمكن آلاالت من تطوير القدرة على التعلم والفهم والعقل والتخطيط والتصرف عندما تواجه‬
‫ببيانات جديدة وبكميات مناسبة‪ .‬الذكاء الاصطناعي سوف يقدم املصنع الذكي‪ ،‬الذي يمكن معه ربط بيانات‬
‫للغاية‪1 .‬‬ ‫سالسل التوريد وفرق التصميم وخطوط إلانتاج ومراقبة الجودة من خالل محركات متكاملة وذكية‬

‫ت‪ .‬تحليالت البيانات الكبيرة‬

‫تزايد تطبيق أساليب تحليل البيانات الكبيرة في الصناعة التحويلية لتحسين خبرات العمالء وتحسين‬
‫جودة املنتج وتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة وإجراء الصيانة التنبؤية‪ .‬فقد أصبح من املمكن آلان جمع‬
‫كميات كبيرة من البيانات من عدة مصادر مختلفة لتوجيه القرارات التي تتعلق بتوقع تعطل الجهاز إلانتاجي‬
‫أو حتى منتج ما‪.‬‬

‫ث‪ .‬البلوكتشين‪"Blockchain":‬‬

‫يعتبر البلوكتشين بروتوكوال ثوريا آمنا حيث تعمل مجموعة متصلة من أجهزة الحاسب بشكل جماعي من‬
‫التحقق من كل معاملة قبل تسجيلها واعتمادها‪ .‬تعتمد البلوكتشين على خلق نوع من الثقة املتبادلة من‬
‫خالل تمكين ألاشخاص الذين ال يعرفون بعضهم البعض من التعاون دون الحاجة إلى وجود سلطة مركزية‬
‫مثل البنوك‪ .‬وحتى آلان يعتبر ‪ Bitcoin‬أفضل تطبيقات بلوكتشين وأكثر انتشارا ولكن في املستقبل فمن املتوقع‬
‫أن يعمل في العدد من التطبيقات ألاخرى مثل تسجيل شهادات امليالد والوفاة‪ ،‬وعناوين امللكية‪ ،‬وتراخيص‬
‫الالكتروني‪2 .‬‬ ‫الزواج‪ ،‬والدرجات التعليمية‪ ،‬والتأمين وإلاجراءات الطبية والتصويت‬

‫ج‪ .‬الطباعة ثالثية ألابعاد ‪3D Printing‬‬

‫تساعد الطباعة ثالثية ألابعاد على صنع كائن مادي عن طريق طباعة مستوى فوق مستوى لنموذج رقمي‬
‫ثالثي ألابعاد‪ .‬وتعتبر هذه الطريقة طريقة عكسية للتصنيع التقليدي‪ ،‬والتي تعتمد على إزالة الطبقات من‬
‫جسم مادي حتى يتم الحصول على الشكل املطلوب‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬تبدأ الطباعة ثالثية ألابعاد‬
‫بمواد سائبة يتم طباعتها (لصقها) فوق بعضها لصنع كائن ثالثي ألابعاد‪ .‬يتم استخدام تكنولوجية الطباعة‬
‫الثالثية في مجموعة واسعة من التطبيقات‪ ،‬مثل توربينات الرياح والطائرات وسماعات ألاذن وألاسنان‬

‫‪-1‬عبد اللطيف‪ ،‬هبة محمد‪ ،‬الحوكمة الالكترونية كمدخل لتطوير إلادارة املدرسية‪ ،‬مجلة التعليم الالكتروني ‪ 0‬مارس ‪،6104‬‬
‫‪http://emag.mans.edu.eg‬‬
‫‪-2‬مجاهد عبير‪ ،‬انعكاسات الثورة الصناعية الرابعة على املشروعات الصغيرة واملتوسطة وتحقيق التنمية املستدامة تجارب الدول –‬
‫الحالة املصرية‪ ،‬مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،6160 ،‬ص ‪.01-10‬‬

‫‪51‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصناعية‪ ،‬وفي املستقبل ومع تجاوز القيود الحالية املتعلقة بالحجم والتكلفة والسرعة‪ ،‬ستصبح الطباعة‬
‫ثالثية ألابعاد أكثر انتشارا لتشمل املكونات الالكترونية املتكاملة مثل لوحات الدوائر وحتى الخاليا وألاعضاء‬
‫البشرية‪.‬‬

‫ح‪ .‬ألامن السيبراني‬


‫ً‬
‫الاتصاالت الصناعية أخذت في التوسع والاتصال بقوة‪ ،‬فقد أصبح ألامن الرقمي (الكودي) جانبا‬
‫ً‬
‫حاسما في البيئة الصناعية وال يمكن تجاهله‪ .‬وعليه فقد أصبح آلان أكثر تعقيدا‪ ،‬حيث يتكون من بيانات‬
‫متصلة وبيانات ال يمكن حمايتها بواسطة طرق ألامان السيبراني التقليدية‪ .‬وقد تم تطوير ألامن السيبراني‬
‫املعلومات‪1 .‬‬ ‫الحالي إلى حد كبير حتى أصبح يناسب ألاجهزة والبيئات التي تتمحور حول تكنولوجيا‬

‫خ‪ .‬تقنيات املحاكاة‬

‫في حين أن العديد من املهندسين يعرفون بالفعل عمليات املحاكاة في مجال تصميم املنتجات‪ ،‬الا أن‬
‫ظهور الواقع املعزز سوف يساهم مع كل من عمليات الذكاء الاصطناعي وأساليب تحليل ‪ -‬في اقل عمليات‬
‫املحاكاة إلى املستوى ألاعلى‪ ،‬وسيكون من املمكن محاكاة عمليات التصنيع باستخدام إمدادات مختلفة‬
‫لإلنتاج للعثور على الطريقة املثلى لتصنيع املنتج‪ .‬كما يمكن أيضا استخدام أسلوب املحاكاة الختبار استخدام‬
‫مختلفة‪2 .‬‬ ‫املنتج (من أنواع مختلفة من املواد) في بيئة تشغيل‬

‫د‪ .‬الحوسبة السحابية‬

‫تطلبت الثورات الصناعية املاضية رؤوس أموال كبيرة كتذكرة للدخول إليها والتعامل معها والاستفادة‬
‫من مزاياها‪ .‬مع الحوسبة السحابية (أحد مفردات الثورة الصناعية الرابعة)‪ ،‬يمكن إتاحة العديد من‬
‫التقنيات كأدوات الستخدام الشركات الصغيرة مع توافر الحد ألادنى من استثمار رأس املال‪ .‬فعلي سبيل‬
‫املثال‪ ،‬يمكن للشركات الاستفادة من تصميم املنتجات املعتمدة على الحوسبة السحابية واملحاكاة وذكاء‬
‫املعلومات وحلول البيانات الضخمة لتحسين عمليات إلانتاج وبناء منتج مالئم بشكل أفضل للعمالء‪.‬‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫ّ‬
‫‪-2‬مروة محمود إبراهيم الخوالتي‪ ،‬تفعيل الرقمنة الذكية بالجامعات املصرية عصر الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬جامعة سوهاج‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫املحرر‪ ،‬املجلة التربيوة ‪ ،‬في ‪ 64‬جويلية ‪ ،6160‬ص ‪.0460‬‬

‫‪52‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ذ‪ .‬تعزيز الواقع‬

‫ال تزال التقنيات ألاولية لتعزيز الواقع في مراحلها ألاولى‪ ،‬إال أنها تتقدم بخطى سريعة‪ .‬فيمكن العثور على‬
‫بعض التطبيقات ألاولية لتقديم املعلومات والتدريب‪ ،‬ويمكن استخدام تقنيات تعزيز الواقع لتقديم تعليمات‬
‫ملوظفي الصيانة بضرورة استبدال جزء في مجال ما‪.‬‬

‫ر‪ .‬إنترنت ألاشياء ‪Internet-of- Things‬‬

‫هي تكنولوجيات تربط بين التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا الصناعية والتي أتاحتها الثورة الصناعية‬
‫الرابعة هي تكنولوجيا إنترنت ألاشياء‪ ،‬وهو عالقة بين ألاشياء املادية مثل (املنتجات‪ ،‬الخدمات‪ ،‬ألاماكن‪،‬‬
‫آلاالت) والبشر باالعتماد على تقنيات التكنولوجيا الرقمية‪ .‬أن أجهزة مثل أجهزة الاستشعار "‪ "Sensors‬والتي‬
‫تربط ألاشياء في العالم املادي بالشبكات الافتراضية وشبكات الانترنت تنتشر بشكل سريع وعلى مجال كبير‬
‫وبوتيرة مذهلة‪ ،‬حيث يتم تركيب "‪ "Sensors‬في املنازل‪ ،‬واملالبس وإلاكسسوارات‪ ،‬واملدن‪ ،‬وشبكات النقل‬
‫والطاقة‪ ،‬باإلضافة ملليارات ألاجهزة حول العالم مثل الهواتف الذكية وألاجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر‬
‫املتصلة باإلنترنت‪ .‬من املتوقع أن يؤدي هذا التواصل إلى تغيير جذري في الطريقة التي تعمل بها سالسل‬
‫التوريد‪1 " Supply Chain".‬‬

‫ز‪ .‬الروبوتات‪Robotics:‬‬

‫وتشمل إلانسان آلالي وآلاالت الذكية‪ ،‬وتستخدم الروبوتات يمكـن بشكل واسـع فـي صـناعة السيارات‬
‫للقيام بمهام محدده‪ .‬ولكنها اليوم‪ ،‬تستخدم وبشكل متزايد في كثير من الصناعات والقطاعات للقيام‬
‫بمجموعة واسعة من املهام مثل الزراعة والتمريض‪ .‬حيث أدت التطورات في أجهزة الاستشعار "‪"Sensors‬‬
‫لتمكين الروبوتات من فهم البيئة املحيطة بها والاستجابة لها بشكل أفضل واملشاركة في مجموعة متنوعة من‬
‫املهام مما سيؤدي إلى جعل التعاون بين البشر وآلاالت حقيقة يومية‪ .‬ويمكن أن يساعد ذلك في زيادة‬
‫للشركة‪2 .‬‬ ‫التنافسية وإلانتاجية والربحية‬

‫‪ .3‬دور الدولة واملجتمع‪:‬‬

‫إن الانتقال الناجح للصناعة واملجتمع إلى الثورة الصناعية الرابعة يعتمد على قدرة الحكومات وقطاع‬
‫ألاعمال واملواطنين على الالتزام بدعم تحويل املجتمع إلى مجتمع املعلومات‪ ،‬مجتمع حديث وذكي تحركه‬
‫التكنولوجيا املتقدمة واملهارات والابتكارات وسياسة الاستجابة للتحديات‪ .‬وفيما يلي نعرض لبعض املحفزات‬

‫‪-1‬حكومة الامارات العربية املتحدة‪ ،‬استرايتيجة الامارات للثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬الرابط ‪ https://u.ae/ar.ae‬تاريخ املشاهدة في‬
‫‪.6166/14/61‬‬
‫‪-2‬أحمد حسين الصغير‪ ،‬الجامعات املصرية وتحقيق متطلبات وظائف املستقبل‪ ،‬مجلة التربوية‪ ،‬جامعة صوهاج‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪53‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أو يمكن القول املحركات الرئيسية للثورة الصناعية الرابعة التي تم التعرف عليها كمساهمين أساسين في‬
‫تأصيل وتطوير الثورة الصناعية الرابعة وضمان نتائجها على القطاع الصناعي واملجتمع‪:‬‬

‫أ‪ -‬توافر البنية التحتية للمعلومات والاتصاالت والتقنيات الناشئة‪:‬‬

‫يـعـد تـوافر البنية التحتية لتكنولوجيا املعلومات والاتصاالت أحـد املحركات الرئيسية للثورة الصناعية‬
‫الرابعة‪ .‬حيث تلعب تقنيات مثل الحوسبة السحابية وانترنت ألاشياء (تطوير املنتجات الذكية) وانترنت‬
‫الخدمات (التنقل الذكي والخدمات اللوجستية الذكية) وانترنت الطاقة (الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية)‬
‫دورا مهما‪ ،‬في التواصل الفعال والتعاون والتكامل بين ألاشخاص وألانظمة وآلاالت‪ .‬ويعد تكامل ألانظمة‬
‫إلالكترونية الفيزيائية وإمكانية التواصل والتشغيل البيئي لها أهمية بالغة لتعزيز التواصل والتعاون بين‬
‫إلانسان وآلاالت في الثورة الصناعية الرابعة حيث ‪.‬يتم التكامل والتشغيل البيني لألنظمة داخليا (التكامل‬
‫مرجعية ‪1.‬‬ ‫الرأس ي) وعبر (ألافقي) من خالل عملية معقدة تتطلب توحيد النظم وبناء بنية‬

‫وتستخدم تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت املتقدمة مثل الروبوتات وأجهزة الاستشعار عن بعد وتقنيات‬
‫التصنيع املتقدمة مثل التصنيع إلاضافي‪ ،‬تلعب أيضا دورا مهما في دمج العالم املادي الحقيقـي مـع العـالم‬
‫الافتراض ي للتنمية املستقبلية ‪ ،Cyber-PhysicalSystems‬كمـا يعـد استخدام البيانات الضخمة لزيادة الكفاءة‬
‫واتخاذ القرارات الصائبة سمة أساسية للثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعليم والتدريب‪:‬‬

‫من املتوقع أن تحدث الثورة الصناعية الرابعة تغييرات واضطرابات كبيرة في سوق العمل‪ .‬فمن املتوقع‬
‫أن يزداد الطلب على العمالة املاهرة للغاية‪ .‬فالتحول الرقمي والابتكارات في الثورة الصناعية الرابعة تتطلب‬
‫نوعية جديدة من العمالة‪ ،‬ماهرة وذكية ومبتكرة وتكنولوجية‪ 2‬مما يستدعي ذلك الدعوة إلى التركيز على‬
‫تطوير ما يسمى "املهارات املستقبلية"‪ .‬وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي‪" ،‬تعد القدرة على توقع متطلبات‬
‫املهارات املستقبلية ومحتواها الوظيفي ومجموعها والتأثير الكلي على التوظيف أمرا بالغ ألاهمية للشركات‬
‫والحك ومات وألافراد من أجل اغتنام الفرص التي توفرها بشكل كامل هذه الاتجاهات وتخفيف النتائج غير‬
‫املرغوب فيها‪".‬‬

‫‪.-1‬عبد املنعم هبة وقعلول سفيان‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬ورقة اطارية‪ ،‬سلسلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬صندوق النقد العبي‪ ،‬الامارات‬
‫العربية‪ ،6102 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪-2‬قتيبة عبد الرحمان العالي‪ ،‬أثار الثورة الصناعية الرابعة وتحدياتها في ضوء الاقتصاد إلاسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،10‬مجلة الاقتصاد إلاسالمي‪،‬‬
‫الامارات العربية‪ ،6102 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪54‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ج‪ -‬التجديد والابتكارات‪:‬‬

‫تتيح الثورة الصناعية الرابعة إنتاج منتجات مبتكرة ونماذج أعمال وتقنيات إنتاج تعتمد على‬
‫التكنولوجيا‪ .‬وهذا يستدعي الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير‪ .‬وبذلك يصبح البحث والتطوير‬
‫ذا أهمية متزايدة كمحرك لالبتكارات في الثورة الصناعية الرابعة‪ .‬ففي سويسرا مثال‪ ،‬وجد استطالع أجرته‬
‫شركة حول تأثير الثورة الصناعية الرابعة في شركات التصنيع‪ ،‬أن ما يقدر بنحو ‪ ٪17‬من الشركات التي شملها‬
‫الاستطالع صنفت البحث والتطوير على أنه عنصر حاسم في الانتقال إلى نموذج الثورة الصناعية الرابعة‪ .‬كما‬
‫خلصت دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي إلى أن صعود جنوب إفريقيا إلى مركز تنافس ي عالمي يتطلب من‬
‫القطاع زيادة قدرته على الابتكار‪.1‬‬

‫مع زيادة التركيز على الاستدامة والنمو الشامل‪ ،‬يجب أن تتضمن استراتيجيات التنمية ما يؤكد أن‬
‫العائدات من التحول الرقمي في الاقتصاد يجب أن تتسع للمجتمع وتعالج التحديات إلانسانية والتنموية‪.‬‬
‫وبشكل خاص في البلدان النامية التي تواجهها عدد ال يحص ى من التحديات إلانسانية والاجتماعية التي‬
‫تتطلب من الحكومات التوصل إلى طرق مبتكرة للتصدي لها‪.‬‬

‫ج‪-‬ابتكار السياسات‬

‫من املفترض أن تقوم الحكومات بإعداد حزمة من إلاصالحات السياسية والتشريعية املبتكرة لدعم‬
‫التحول الرقمي‪ .‬كما عليها أيضا أن تطبق التدابير واملوارد الالزمة للتحديات والفرص التي توفرها الحقبة‬
‫الرقمية‪ ،2‬وتجلب ابتكارات الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬تحديات جديدة مثل القيود التجارية وأمن البيانات‬
‫وقضايا املسؤولية وخصوصية البيانات الشخصية التي تتطلب تنظيما صارما من خالل املعايير والتشريعات‬
‫والسياسات‪.‬‬

‫تلعب السياسات دورا مهما في إدارة البيئة الذكية املعقدة إلى حد كبير‪ ،‬فاملفوضية ألاوروبية‪ ،‬على سبيل‬
‫املثال‪ ،‬وضعت سياسة صناعية من أجل توجيه ومساعدة أوروبا في التحول الي نموذج الثورة الصناعية‬
‫الرابعة‪.‬‬

‫من املتوقع أن تتعامل السياسة مع قضايا املهارات والبنية التحتية والتمويل والتنظيم‪ ،‬ومن املفترض أن‬
‫تخلق السياسة بيئة جذابة ملساعدة "الصناعات الذكية" على الازدهار‪.‬‬

‫‪-1‬هبة عبد املنعم‪ ،‬محمد إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬موفق عدنان‪ ،‬أساسيات التمويل والاستثمار في صناعة السياحة‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬الورق للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪ ،6101 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪55‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د‪ -‬استراتيجيات سريعة الاستجابة وسياقات محددة‪:‬‬

‫يجب أن توفر استراتيجيات التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة إرشادات واضحة حول كيفية استجابة‬
‫الحكومات ملتطلبات الرقمنة والبيئة الذكية املتصلة بشكل مناسب‪ .‬وال نحتاج إلى املبالغة في التأكيد على‬
‫الحاجة إلى استراتيجيات خاصة بالظروف الخاصة بالبلدان النامية‪ .‬حيث ال يتمثل التحدي في غياب‬
‫الاستراتيجيات‪ ،‬بل يتمثل في فشل الاستراتيجيات في الاستجابة للسياق املحلي)‪ .‬وغالبا ما يقود الفشل في‬
‫تكيف ما يسمى "أفضل املمارسات" وفقا للسياق املحلي‪ ،‬إلى وضع استراتيجيات سيئة التصور‪ ،‬وغير قابلة‬
‫للتنفيذ وألاداء الجيد‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬تحديات وفرص الثورة الصناعية الرابعة لالستحواذ على القوة الجديدة‬

‫لقد كانت للثورة الصناعية منذ انطالقتها تأثيرها امللموس على كل القطاعات‪ ،‬لذا بدأت الحكومات‬
‫في بناء سياساتها لدعم هذه الثورة التكنولوجيا‪ ،‬رغم أنها في بداية الطريق‪ ،‬سنبرز من خالل هذا البحث‬
‫فرص وتحديات هذه ألاخيرة ومدى استحواذها على قوى جديدة‬

‫املطلب ألاول‪ :‬التحول الرقمي وقيادة التغيير داخل الحكومات‬

‫أحدثت الثورة الصناعية الرابعة تسارعا في حجم التغييرات التي أصابت النظم املالية والاقتصادية‬
‫إلى جانب النظم السياسة والاجتماعية‪ ،‬وامتد تأثيرها كذلك إلى ألابعاد الثقافية واملعرفية‪ ،‬وذلك عبر انتشار‬
‫واستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬والتي يحركها عدة محفزات لعل أهمها‪ ،‬التحول الرقمي والتكامل‬
‫لسالسل القيمة ألافقية والرأسية‪ ،‬والتحول الرقمي في املنتجات والخدمات‪ ،‬وتطوير نماذج أعمال رقمية‬
‫للوصول إلى العمالء‪ ،‬والارتباط بين إلانسان وآلاالت والتفاعل بينهما في الوقت الحقيقي‪ ،‬والتأثير املباشر في‬
‫ونشأته‪1 .‬‬ ‫الاقتصاد الدولي‪ ،‬وحركة رأس املال‬

‫ويتم النظر إلى "مفهوم التحول الرقمي" على أنه إطار يعيد تشكيل الطريقة التي يعيش بها الناس‬
‫ويعملون ويفكرون ويتفاعلون ويتواصلون بها اعتمادا على التقنيات املتاحة مع التخطيط املستمر والسعي‬
‫الدائم إلعادة صياغة الخبرات العملية‪ ،‬ويوفر "التحول الرقمي" إمكانات ضخمة لبناء مجتمعات فعالة‪،‬‬
‫تنافسية ومستدامة عبر تحقيق تغيير جذري في خدمات مختلف ألاطراف من مستهلكين وموظفين‬
‫ومستخدمين‪ ،‬وذلك مع تحسين تجاربهم وإنتاجيتهم عبر سلسلة من العمليات التي تالئم إلاجراءات الالزمة‬
‫للتنفيذ ‪،‬وتشمل تأثيرات "التحول الرقمي" تغيير طرق املتاجرة باملنتجات والخدمات‪ ،‬وتحسين خبرة العميل‬

‫‪-1‬هبة عبد املنعم‪ ،‬محمد إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪56‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتحسين العمليات والتفكير الاستراتيجي وإعادة صياغة الثقافة التنظيمية والاهتمام باملجتمع وتحليل‬
‫البيانات‪ 1‬وتتكون عملية وضع استراتيجية للتحول الرقمي ألاخذ بعين الاعتبار أربعة عناصر رئيسية هي‪:‬‬

‫العنصر ألاول‪ :‬البنية التحتية املعلوماتية‬

‫والتي تتكون من شبكات الاتصاالت الثابتة ومراكز البيانات ومنصات خدمات متكاملة‪ ،‬وبوابات للدفع‬
‫إلالكتروني‪ ،‬وتحليل البيانات‪ ،‬ومستشعرات متصلة والبيانات املفتوحة والخرائط الجغرافية‪ ،‬والثقة الرقمية‪.‬‬

‫العنصر الثاني‪ :‬يرتبط بالبيئة الرقمية)‪(Digital Environment‬‬

‫وهي ترتبط بتوافر الحوكمة‪ ،‬واملهارات الرقمية والتمويل‪ ،‬والتنظيم والتشريع‪ ،‬وإلابداع وريادة ألاعمال‪،‬‬
‫والشراكات‬

‫العنصر الثالث‪ :‬جانب العرض الرقمي)‪(Digital Supply‬‬

‫يتكون من الحكومة إلالكترونية‪ ،‬وتطبيقات الخدمات الصحية والتعليم إلالكتروني الاستخدامات الذكية‪،‬‬
‫وألامن إلالكتروني‪ ،‬والتمويل الرقمي‪ ،‬وإلاعالم الرقمي‪ ،‬واملواصالت الذكية‪ ،‬واملدن الذكية‪.‬‬

‫العنصر الرابع‪ :‬يرتبط بعنصر الطلب الرقمي)‪(Digital Demand‬‬

‫يتكون من فئات ألافراد ورجال ألاعمال والحكومة‪ ،‬وتشمل أركان التغيير للدخول في التحول الرقمي‬
‫من جانب الحكومات‪ ،‬أهمية تبني استراتيجية للتحول الرقمي‪ ،‬وارتباط التحول باملوظفين والعمالء‪ ،‬وتنمية‬
‫ثقافة إلابداع‪ ،‬وتوفير البنية التحتية املعلوماتية‪ ،‬وتبني مشروعات لتطوير الصناعات التكنولوجية‬
‫والبرمجيات‪ ،‬وتحديث ألاطر التشريعية والقانونية‪ ،‬إلى جانب أهمية البيانات والتحليالت في التطوير والرصد‪.‬‬
‫ويأتي ذلك إلى جانب أهمية بناء نماذج عمل مبتكرة وجودة الخدمات‪ ،‬وترشيد إلانفاق الحكومي‪ ،‬وهو ما‬
‫يساعد في تعزيز موقف الدولة في التنافسية الدولية‪ .‬وأن تسعى الحكومة إلى تطوير أدائها في مجال التمويل‪،‬‬
‫وإدارة إلابداع والتدريب‪ ،‬وبناء قاعدة معلومات‪ ،‬وتعزيز ثقة املجتمع في التعامالت إلالكترونية‪ 2،‬وتوفير‬
‫الخدمات الحكومية بشكل بسيط أمام الجمهور‪ ،‬ويتطلب بناء مجتمع رقمي‪ ،‬أهمية العمل على تطور التعليم‬
‫املستمر بما يتناسب مع احتياجات السوق العالمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Definition of Digital Transformation, Dictionary ,Techopedia,‬‬
‫‪https://www.techopedia.com/definition/30119/digital-transformation, visited 12/04/2022‬‬
‫‪-2‬حاتم فاروق‪ ،‬عشر تقنيات تتحكم في مسار الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬مقالة جريدة الاقتصادي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن جهة أخري‪ ،‬إن الترابط الرقمي على مستوى الحكومات والبنوك وألافراد وجمع املعلومات ثم‬
‫تحليلها يساعد الدولة والقطاع الخاص معا للعمل من خالل بيئة سليمة لألعمال في املستقبل*‪.‬‬

‫وبناءا على ذلك‪ ،‬يجب أن تدرك الحكومة في عصر الثورة الصناعية الرابعة حقيقة دورها املطلوب‬
‫منها‪ ،‬وعدم التركيز على طبيعة التمييز بين الدول الفقيرة و الغنية بقدر الاهتمام بحجم إلانفاق على إلابداع‬
‫والابتكار ‪ ،‬وأن تعيد الحكومات تشكيل نفسها من جديد ليس باالعتماد على الشكل الهرمي التقليدي بل‬
‫بالتحول إلى منصات تطبيقات للتواصل مع املواطنين ‪ ،‬وأن تركز الحكومات على تنمية رأس املال البشري‬
‫واملهارات واملواهب التي تجعل البلدان ذات قيمة مضافة في العالم املعاصر ‪ ،‬وهو ما يرتبط بتنمية املهارات‬
‫الخاصة باالقتصاد الرقمي لقطاعات كبيرة من السكان وإشراك كافة الشرائح‪.‬‬

‫ويتوقف ذلك على أربعة أبعاد منها‪:‬‬

‫ألاول‪ :‬البعد التكنولوجي‪ ،‬حيث إن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات‪ ،‬والطباعة ثالثية ألابعاد‪،‬‬
‫وإ نترنت ألاشياء سيضغط على الشركات من أجل التشغيل آلالي وأن تبقى ذات تنافسية مع ضغوط التكلفة‬
‫مما سيؤدي إلى تقليص كبير في عدد العمال "التقليديين" وإعادة تعيين مجموعة كبيرة من الوظائف ألاخرى‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬البعد الاقتصادي‪ ،‬إن كانت ألارض والعمالة ورأس املال واملشروعات هي عوامل إلانتاج والنمو‬
‫الاقتصادي فان العالم ال يملك سوى ‪ 1%16‬من القدرة على تنظيم املشروعات‪ ،‬والتي تقل بشكل كبير‬
‫ً‬
‫تدريجيا‪ ،‬وعلى الرغم من امتالك الشركات الكبيرة القدرة على التكيف مقارنة بالشركات ألاصغر إال أن عملية‬
‫دعم رواد ألاعمال والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم لها دورا كبير في الاقتصاد العالمي‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬البعد الاجتماعي‪ ،‬يرتبط بقدرة التطور التكنولوجي على تغيير القيم املجتمعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل املثال ‪ 2%32‬من القوى العاملة في الواليات املتحدة يعملون لحسابهم الخاص‪ ،‬وبخاصة مع تمكين‬
‫التكنولوجيا من العمل في أي وقت وفي أي مكان‪.‬‬
‫ً‬
‫الرابع‪ :‬التعليم والتدريب‪ ،‬وهو جزء ال يتجزأ من التنمية الاقتصادية وأن يكون قائما على املهارات التي‬
‫يتطلبها سوق العمل الجديد‪ ،‬وأهمية التعليم املستمر ملواكبة التغير في الطلب على الوظائف‪.‬‬

‫*ما يؤدي إلى فقدان نحو ‪ 61‬مليون شخص وظائفهم في دول عربية‪ ،‬منها إلامارات والبحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان‪ ،‬والسعودية‬
‫خالل السنوات الخمس املقبلة‪ ،‬ألامر الذي يجبر املاليين على البحث عن وظائف بديلة‪ ،‬نتيجة الاعتماد على الروبوتات في القطاعات‬
‫إلانتاجية والصناعية والتجارية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪The New Merchants of Data: Creating a More Equitable Exchange of Data Between Digital‬‬
‫‪Businesses and their Customers, Harvard Business Review, November, 14, 2017.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jack. Copeland,(1993). “Artificial intelligence (AI), Wiley-blackwell, combridge. "Data Science vs.‬‬
‫‪Big Data vs. Data Analytics ": www.simplilearn.com ،May/23/2020 | 04:53 AM‬‬

‫‪58‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مكاسب وتحديات الثورة الصناعية الرابعة‬

‫أوال‪ :‬مكاسب الثورة الصناعية الرابعة‬

‫‪ .1‬تحقيق معدالت نمو عالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإلانسانية‪ ،‬وتحسين ورفع مستوى‬
‫الرعاية الصحية‪ ،‬واختصار الكثير من الوقت في عملية التطور وانتشار املنجزات في مناطق متعددة‪،‬‬
‫وخفض تكلفة إلانتاج وتأمين الخدمات وتسهيل وسائل النقل والاتصال يشكل أكثر كفاءة وأقل تكلفة‪،‬‬
‫وتوفير وظائف جديدة ترتبط باملجاالت الجديدة التي تتحها الطابعات الثالثية ألابعاد للتصميم وإلانتاج‪،‬‬
‫وبرمجة الروبوتات وألانظمة الذكية‪.1‬‬
‫‪ .2‬تحقيق إيرادات إضافية لالقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل‪ ،‬إحداث تحول رقمي ملجموعة املنتجات والخدمات‬
‫الحالية‪ ،‬وإيجاد نماذج أعمال جديدة ‪ ،‬وبروز منتجات وخدمات وحلول رقمية جديدة ‪ ،‬وتقديم بيانات‬
‫وتحليالت كبيرة على شكل خدمات‪ ،‬ومنتجات مصممة وفق الطلب وتخصيص شامل ‪ ،‬مع تعزيز الفرصة‬
‫في كسب ألاسواق من خالل الفهم ألاعمق للعمالء من خالل تحليل البيانات ‪ ،‬وهو ما يحقق أرباحا‬
‫مرتفعة‪ ،‬و يؤثر في زيادة حصة السوق من املنتجات ألاساسية وتوظيف وابتكار سالسل توريد متطورة في‬
‫بيئة تجارية عاملية تدمج الشركات متعددة الجنسيات واملشاريع الصغيرة واملتوسطة وتحدث نقلة نوعية‬
‫في مستقبل إلانتاج‪.2‬‬
‫‪ .3‬تخفيض التكلفة وزيادة الكفاءة‪ ،‬من خالل مراقبة الجودة في الوقت الحقيقي وتطبيقات إنتاج مرنة‬
‫ومصممة للعمالء‪ ،‬والاستفادة من الاطالع على العمليات وتباين املنتجات في الوقت الحقيقي‪ ،‬واستخدام‬
‫خوارزميات التنبؤ لتحسين ألاداء ‪ ،‬والتكامل الرأس ي من خالل الاستشعار في نظام التنفيذ وتخطيط‬
‫إلانتاج ‪،‬والتكامل ألافقي بتتبع املنتجات وتعقبها لتحسين أداء املخزون‪ ،‬وإحداث تحول في العمليات‬
‫الستخدام املوارد البشرية بطريقة أكثر ذكاء ‪ ،‬والتخطيط الشامل في الوقت الحقيقي والتعاون باستخدام‬
‫الحوسبة السحابية وزيادة حجم السوق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديات الثورة الصناعية الرابعة‬

‫‪ -0‬هيمنة الشركات الكبرى على إلانتاج الصناعي‪ ،‬والتهديد باختفاء الكثير من الوظائف وفرص العمل بنسبة‬
‫‪ %11‬وهو ما يفرض تحديا بانتشار البطالة وبخاصة في الدول غير املستعدة لعملية التحول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Klaus Schwab, The Fourth Industrial Revolution: What It Means. How To Respond "Global Agenda.‬‬
‫‪World Economic Forum, 14 Jan2016 https://goo.gl/GDCYWK lastvisited 09/04/2022‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Derek O'Halloran Nicholas Davis, The Fourth Industrial Revolution Is Driving Globalization 4.0,‬‬
‫‪World Economic Forum, 08 Nov 2018 https://goo.gl/NLMQQX. visited 16/04/2022‬‬

‫‪59‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -6‬املساهمة بشكل غير مباشر في عدم املساواة واتساع الفجوة نسبيا بين الفقراء وألاغنياء‪ ،‬والانحياز‬
‫للمهارات التي تتواكب مع التغييرات التي تفرضها الثورة الصناعية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحدي مواجهة املجتمع عملية إعادة الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية وتحمل تبعات ذلك التغيير على‬
‫القيم الثقافية والاجتماعية أو على مستوى سلوك الدول والفاعلين من غير الدول‪.‬‬
‫‪ -4‬مواجهة عدد من الحكومات معضلة التحول من ميزان القوى بين القطاعات الصناعية‪ ،‬والجهات‬
‫الحكومية وغير الحكومية من جهة والبلدان النامية واملتقدمة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -1‬احتمال توظيف مقدرات ومزايا تقنيات الثورة الصناعية الرابعة للعمل على قيام بأفعال غير مشروعة‬
‫أو غير أخالقية‪ ،‬والتي من شأنها إلاضرار باملجتمع أو بالقيم أو باألفراد مثل تنامي الجريمة إلالكترونية‬
‫والحروب السيبرانية‪ ،‬وانتهاك الخصوصية‪ ،‬ونشر الكراهية والتطرف وألاخبار الزائفة‪ ،‬والحيلولة دون‬
‫تطور وجهات نظر عاملية أكثر تنوعا واتساعا‪.‬‬
‫‪ -2‬تحدي الفجوة التشريعية التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬والحاجة إلى أطر ومناهج ونظم‬
‫وتشريعات جديدة للتعامل معها مثل التعامل مع الجريمة التي يمكن أن تقع الروبوتات‪ ،‬أو الحوادث التي‬
‫تسببها السيارات ذاتية القيادة‪ ،‬ومدى إمكانية منح الروبوت الشخصية القانونية‪ ،‬باإلضافة إلى الوضع‬
‫القانوني للعمالت الرقمية والتحديات ألاخالقية للهندسية الوراثية‪.‬‬
‫‪ -1‬كيفية التعامل مع املاليين من املوظفين والعمال الذين من املتوقع أن يصبحوا عاطلين عن العمل بسبب‬
‫التوسع في التحول الرقمي لألعمال والاعتماد بشكل أكبر على الروبوت لكي يحل محل إلانسان في بعض‬
‫البشر‪1 .‬‬ ‫الوظائف‪ ،‬والتأثير في منظومة القيم باملجتمع وأثر ذلك في ألامن وطبيعة العالقات بين‬

‫املطلب الثالث‪ :‬نماذج بعض الدول للتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة‬

‫تعتمد الثورة الصناعية الرابعة على سياسات ودعم الحكومات‪ ،‬كما تستفيد هذه ألاخيرة من‬
‫مختلف تطبيقات ومخرجات الثورة الصناعية‪ ،‬إذا فهو تأثير متبادل بينهما‪ ،‬لذا سعت العديد من الدول إلى‬
‫اتباع خطوات أملانيا لالهتمام والاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وأعلنت استراتيجياتها املتعلقة بالثورة‬
‫الصناعية الرابعة بصفة فردية أو من خالل تعاون جماعي بينها مثال الاستراتيجية ألاوروبية للتحول الرقمي أو‬
‫من خالل اتفاقيات ثنائية أو ثالثية كإنشاء اللجنة التوجيهية للجمع بين الهيئات املنفذة الستراتيجية التحول‬
‫الرقمي بين أملانيا وفرنسا وإيطاليا والتي ركزت على ثالث عناصر أساسية هي‪ :‬املعايير واملرجعيات ومشاركة‬
‫العامة‪2 .‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودعم السياسات‬

‫‪-1‬قاسم كريم وبراق عيس ى‪ ،‬التحول نحو الثورة الصناعية الرابعة دروس من خالل بعض النماذج الدولية‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪،10‬‬
‫‪ ،6166‬ص ‪.376-317‬‬
‫‪-2‬حاتم فاروق‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪60‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ونشير إلى أن الاستراتيجية ألاوروبية للتحول الرقمي وضعت مجموعة من املؤشرات السنوية لقياس‬
‫التحول الرقمي ألوروبا ككل أو الخاص بكل دولة منه‪ ،‬تعمل هذه املؤشرات على القياس وتحفيز الدول على‬
‫أفضل املمارسات للتحول الرقمي‪.‬‬

‫خالل هذا العنصر سنقدم استراتيجيات بعض الدول ألاوروبية و العربية الخاصة بالتحول الرقمي وأهم‬
‫أهدافها‪:1‬‬

‫‪-1‬أملانيا‬

‫تعتبر أملانيا مهد الثورة الصناعية‪ ،‬اين عززت أملانيا عالمتها التجارية وعززت بها قطاعاتها الصناعية‪،‬‬
‫يعود الاستخدام ألاول للمصطلح إلى ‪ 6112‬عندما أطلقت الحكومة ألاملانية ما يعرف ب"استراتيجية‬
‫التكنولوجية فائقة الدقة ‪ ،"6161‬وفي ‪ 6100‬في معرض هانوفر عقد ثالثة مهندسين مؤتمرا صحفيا أين تم‬
‫اطالق مصطلح الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬حيث سرعان ما احتضنها العالم وأصبحت هذه املادة منصة عاملية‬
‫ومركزية لواضعي السياسات‪.‬‬

‫ترتبط ‪ 01‬مليون وظيفة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتحول الرقمي الجديد‪ ،‬حيث تتوقع مجموعة‬
‫بوستن الاستشارية ما قيمته ‪ 21‬إلى ‪011‬مليار يورو كفوائد على املدى عشر سنوات أي من ‪ 6101‬إلى ‪.6161‬‬

‫كما أن أملانيا تتعاون مع اتحاد الانترنت في الواليات املتحدة ألامريكية ومع التحالف الصناعي‬
‫للمستقبل بفرنسا ومبادرة ثورة الروبوت باليابان مذكرة تفاهم أخرى مع الصين‪.‬‬

‫إن نجاح النموذج ألاملاني نتيجة للدعم بين مختلف السياسات الوطنية والابتكار التكنولوجي للصناعات‬
‫به‪2 .‬‬ ‫ممكن أن تكون نموذجا يقتدى‬

‫‪-2‬إيطاليا‬

‫قدمت ايطاليا خطتها للثورة الصناعية الرابعة في ‪ 6102‬تحت مسمى "‪(Government) "Impresa 4.0‬‬
‫وانطلقت فعليا في فيفري ‪ 6101‬فهي حديثة اذا ما قورنت بأملانيا مثل‪ ،‬حيث اختارت الحكومة إلايطالية نهج‬
‫من ألاعلى إلى ألاسفل بالتعاون مع ألاوساط ألاكاديمية وجمعيات ألاعمال والنقابات العمالية‪ ،‬تحتوي الخطة‬
‫الايطالية على مجالين رئيسين يتمثل ألاول في تعزيز القدرة التنافسية الصناعية الايطالية من خالل دعم‬

‫‪-1‬قاسم كريم وبراق عيس ى‪ ،‬التحول نحو الثورة الصناعية الرابعة دروس من خالل بعض النماذج الدولية‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪،10‬‬
‫‪ ،6166‬ص ‪.376-317‬‬
‫‪-2‬قتيبة عبد الرحمان العالي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪61‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التحول الرقمي باستخدام التقنيات املبتكرة وثانيا تطوير املهارات عن طريق إنشاء مراكز الابتكار الرقمي‬
‫ومراكز الكفاءات وبرامج التعليم والتكوين املنهي وفتح شهادات الدكتوراه الصناعية‪.‬‬

‫وضحت وزارة التنمية الصناعية الايطالية مجموعة من إلاجراءات كنهج حكومي في التحول الرقمي تتمثل كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم الحوافز الضرورية لكل الشركات املستثمرة في التحول الرقمي والتكنولوجي ‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم القروض البنكية لدعم التكنولوجيا الرقمية املستخدمة في الانتاج‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز الضريبية لتشجيع الاستثمار‪ ،‬في التحول الرقمي لتحسين القدرة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬انشاء صندوق خاص ببراءات الاختراع لجذب املستثمرين وتشجيع الاستثمارات املحلية في املجال‪.‬‬
‫وغيرها‪1 .‬‬ ‫‪ -‬تشجيع الابداع والابتكار في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الناشئة‬
‫‪ -‬وضع ما يسمى بعقود التنمية وذلك بتخفيض الحد الادنى لالستثمار في بعض القطاعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع اتفاقيات الابتكار وذلك عن طريق تقديم الدعم املالي للصناعات املرتبطة باملبادرة الايطالية ل‬
‫‪.6161‬‬
‫‪ -‬الاعفاء الضريبي بتدريب وتحسين املهارات وسد فجوة املهارات ذات الصلة باملبادرة الايطالية‪.‬‬

‫انشاء صندوق رأسمال الفكري وتعزيز القدرة التنافسية والانتاجية لتمويل املنظمات العاملية الايطالية سواء‬
‫كانت للقطاع الخاص أو العام‪.‬‬

‫‪-3‬فرنسا‪:‬‬

‫أطلقت فرنسا مجموعة من املبادرات والبرامج للمحافظة على القدرة التنافسية لصناعتها على املدى‬
‫الطويل‪ ،‬وعلى سبيل املثال البرنامج الاستراتيجي "الصناعة الفرنسية الجديدة" في سنة ‪ ، 6103‬حيث تم‬
‫تخصيص مبلغ ‪ 41‬مليار يورو لدعم املشاريع البحوث املبتكرة في مجال البحث والابتكار ونقل التكنولوجيا‬
‫الاساسية تحت عنوان "الاستثمار في املستقبل"‪ ،‬وبعد ذلك قامت بإحداث مجموعة من الخطط القطاعية ‪،‬‬
‫حيث اختارت ‪ 34‬قطاعا وتم اطالق مبادرة " صناعة املستقبل" في أفريل ‪ 6101‬والتي تهدف إلى دعم الشركات‬
‫الفرنسية لتبني التقنيات الرقمية وتحديث وسائل الانتاج ‪ ،‬وتركز هذه املبادرة على خمس ركائز أساسية تتمثل‬
‫يلي ‪2:‬‬ ‫فيما‬

‫‪ -‬التقنيات املتطورة لدعم الشركات عن طريق تمويل البحوث ومنح الاعانات وتسهيالت القروض ‪.‬‬

‫‪ -1‬قتيبة عبد الرحمان العالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬عبد هللا الردادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪62‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تحويل الاعمال عن طريق مساهمة أكثر من ‪ 111‬خبير ملساعدة ‪ 611‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة من‬
‫أجل التحول الرقمي‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب لتنمية مهارات املوارد البشرية والعمل على خلق رؤى مشتركة بين النقابات العمالية‬
‫والشركات لتطوير برامج التدريب ومناهجها‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون الدولي من أجل إقامة تحالفات دولية في مجاالت الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬الترويج الذاتي للصناعة الفرنسية الابداعية على املستوى الدولي ولعالمتها التجارية‪.‬‬

‫وخالل الفترة ‪ 6161-6104‬تم تخصيص ما يقارب ‪ 01‬مليار يورو من امليزانية العامة كدعم من الحكومة‬
‫للصناعة والتكنولوجيا والابحاث‪ ،‬كما خصصت مبلغ ‪ 111‬مليون يورو للمشاريع و‪ 01‬مليون لتدريب املوارد‬
‫البشرية و‪ 4.6‬مليار يورو للشركات الصغيرة واملتوسطة في شكل قروض و‪ 1‬مليارات يورو كإعانة ضريبة على‬
‫الحكومة‪1 .‬‬ ‫الاستثمارات‪ .‬وتشجيعا لالستثمار الخاص فقد شارك بنفس املبلغ الذي استثمرته‬

‫‪-4‬بلجيكا‪:‬‬

‫تعتبر بلجيكا من بين البلدان ذات الاداء العالي بسبب نظامها الالمركزي فهي تعتمد نظاما فدراليا غير‬
‫مركزي في وضع السياسات العامة مما يسمح لها بتجنب البيروقراطية والتنظيم الهرمي في اتخاذ القرارات‪،‬‬
‫تمثل فيها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حوالي ‪ 27‬باملائة من مجموع الشركات العاملة في القطاع الصناعي‪،‬‬
‫الية ‪2.‬‬
‫مما يسمح لها بدمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وفق املزايا الفردية لكل فدر‬

‫وضعت الحكومات إلاقليمية في بلجيكا خالل الفترة ‪ 6102-6104‬ونفذت سياسات مختلفة متعلقة‬
‫بالتحول الرقمي‪ ،‬وفي ‪ 6101‬تم إطالق مبادرة " بلجيكا الرقمية" وذلك بدعم من طرف مجموعة من املدراء‬
‫التنفيذين ملجموعة من الشركات الرقمية ورجال الاعمال واملستثمرين وألاكاديميين‪ ،‬حيث حددت هذه‬
‫املبادرة خمس ميادين أو ركائز أساسية هي‪ :‬الحكومة‪ ،‬الاقتصاد الرقمي‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬الوظائف واملهارات‬
‫واملهن الرقمية والثقة‪.‬‬

‫لكن املبادرة الاكثر لفتا للنظر في بلجيكا هي ما يسمى "صنع مختلفا" "‪ "Made Different‬والتي تم تنظيمها‬
‫من قبل الاتحاد البلجيكي للصناعات التكنولوجية واملركز البلجيكي للبحوث الجماعية‪ ،‬هذا البرنامج تقوده‬
‫الصناعة من القاعدة إلى القمة وتزويد الشركات بالخدمات الاستشارية من قبل املتخصصين لكل شركة‬
‫صناعية وفق احتياجاتها الخاصة في مجموعة من املجاالت منها‪ :‬تقنيات التصنيع ذات املستوى والهندسة‬

‫‪-1‬أحمد حسين الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬


‫‪-2‬بوعوينة مولود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬

‫‪63‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشاملة للمصنع الرقمي وشبكة الانتاج البيئي ونظام الانتاج الذكي‪ ،‬وبنهاية ‪ 6101‬انهت ‪ 311‬شركة أحد‬
‫املجاالت السابقة‪.‬‬

‫‪-5‬استراليا‬

‫اعلنت استراليا رسميا عن مبادرتها املتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة في اوت ‪ ،2017‬عن طريق فريق‬
‫عمل تابع لرئيس الوزراء‪ ،‬تهدف هذه املبادرة إلى تحسين القدرة التنافسية للصناعات التحويلة ألاسترالية من‬
‫خالل اعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطوير املوارد البشرية‬

‫وتمثلت إجراءات استراليا في هذا التحول من خالل أوال العمل على إنشاء شبكة تضم كل من‬
‫الجامعات والشركات الاسترالية خاصة الشركات الصغيرة واملتوسطة تسمح لها بالوصول إلى املعلومات‬
‫واللوائح الحكومية املتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وثانيا العمل على بناء البنى التحتية لتقنيات الثورة‬
‫الصناعية الرابعة مثل الاتصال والطاقة وأخيرا العمل على توطين برنامج تجريب في ستة جامعات ومنح‬
‫للشركات الصغيرة واملتوسطة‪ 1‬ماليين دوالر لالنتقال إلى مصانع املستقبل الذكية مع استثمار ‪ 6.4‬مليار دوالر‬
‫في تنمية القدرات البحثية والعلمية والتكنولوجية بغض النظر عن توفير التمويل الالزم ‪ .‬والعمل على‬
‫التخطيط لسياسات عامة مثل التحفيزات الضريبية وتوسيع فرص العمل‪ ،‬باإلضافة إلى املبادرة السابقة‬
‫الرابعة‪1 .‬‬ ‫قامت استراليا بالتعاون مع املانيا في مجال الثورة الصناعية‬

‫‪-6‬ألاردن‬

‫يسعى ألاردن إلى رقمنة اقتصاده وفقا للمبادرة امللكية "ريتش ‪ ،"6161‬والتي أطلقت مؤخرا خالل‬
‫فعاليات منتدى الاتصاالت وتكنولوجيا املعلومات ملنطقة الشرق ألاوسط وشمال أفريقيا بالعاصمة عمان‪.‬‬
‫وتقوم املبادرة على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وعضوية ممثلي املبادرة امللكية‪ ،‬بمشاركة جمعية‬
‫شركات تقنية املعلومات والاتصاالت – إنتاج ونخبة من ممثلي قطاع الاتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬تهدف‬
‫املبادرة إلى تطويع التكنولوجيا في خدمة مختلف القطاعات الاقتصادية‬
‫ً‬
‫وتنص خطة العمل للمبادرة امللكية ريتش ‪ 6161‬على "أن يكون اقتصاد ألاردن رقميا بحلول عام ‪6161‬‬
‫الوطني‪2 .‬‬ ‫لتمكين ألافراد والقطاعات والشركات من تطوير أعمالهم‪ ،‬بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‬


‫‪-2‬مجاهد عبير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪64‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-7‬الامارات العربية املتحدة‬

‫في سبتمبر ‪ ،6101‬أطلقت حكومة دولة إلامارات استراتيجية إلامارات للثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬ضمن‬
‫أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة إلامارات‪ .‬وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة دولة إلامارات كمركز‬
‫عالمي للثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬واملساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافس ي قائم على املعرفة والابتكار‬
‫والتطبيقات التكنولوجية املستقبلية التي تدمج التقنيات املادية والرقمية والحيوية‪.‬‬

‫وتهدف الاستراتيجية إلى‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق أمن املستقبل املائي والغذائي عبر منظومة متكاملة ومستدامة لألمن املائي والغذائي‪ ،‬تقوم على‬
‫توظيف علوم الهندسة الحيوية والتكنولوجيا املتقدمة للطاقة املتجددة‬
‫‪ ‬تعزيز ألامن الاقتصادي عبر تبني الاقتصاد الرقمي‪ ،‬وتكنولوجيا التعامالت الرقمية في املعامالت املالية‬
‫والخدمات‬
‫‪ ‬الاستفادة من بيانات ألاقمار الصناعية واستغاللها في تخطيط مدن املستقبل‬
‫‪ ‬تطوير الصناعات الدفاعية املتقدمة من خالل تطوير الصناعات الوطنية في مجال الروبوتات وتقنيات‬
‫القيادة‪1 .‬‬ ‫املركبات ذاتية‬

‫محاور الاستراتيجية الامارتية في مجال الثورة الصناعية الرابعة‬

‫تركز الاستراتيجية على عدد من املحاور‪ ،‬منها التعليم املبتكر‪ ،‬والذكاء الاصطناعي‪ ،‬والطب الجينومي‬
‫الذكي‪ ،‬والرعاية الصحية الروبوتية‪.‬‬

‫‪ -‬ترسيخ تجربة تعليمية ذكية ومعززة من خالل التعليم املبتكر وتطوير التقنيات املتقدمة مثل العلوم‬
‫وتكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي‬
‫‪ -‬تبني الخطط والاستراتيجيات في مجال الطب الجينومي‪ ،‬والسياحة الطبية الجينومية عبر تحسين‬
‫مستويات الرعاية الصحية‪ ،‬وتعزيز مكان دولة إلامارات كمركز عالمي للرعاية الصحية‬
‫‪ -‬التركيز على الرعاية الصحية الروبوتية‪ ،‬والاستفادة من الروبوتات وتكنولوجيا النانو‪ ،‬لتعزيز إمكانات‬
‫تقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية عن بعد‪ ،‬وتقديم حلول طبية ذكية على مدار الساعة عن‬
‫طريق التكنولوجيا القابلة لالرتداء‪ ،‬والزرع في الجسم البشري‪.2‬‬

‫‪-1‬مروة محمود إبراهيم الخوالتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0460‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.0466‬‬

‫‪65‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-7‬اململكة العربية السعودية‬

‫عملت اململكة العربية السعودية على الاستثمار بشكل كبير في التكنولوجيا ومصادر التقنية‪ ،‬لتنويع‬
‫مصادر الدخل وبناء اقتصاد وطني أكثر تنوعا واستدامة‪ ،‬ومنذ إلاعالن عن رؤية السعودية ‪ 6131‬التي تستند‬
‫إلى مواطن القوة التي تتميز بها‪ ،‬أعلنت اململكة عن عدد من البرامج واملشاريع التنموية التي تهدف إلى تحقيق‬
‫مستهدفات الرؤية‪ ،‬وتنمية إلايرادات الغير نفطية على كافة مستويات القطاعات الاقتصادية‪ ،‬ومواكبة الثورة‬
‫الصناعية الرابعة‪.‬‬

‫فقامت في ‪ 6160‬بافتتاح مركز الثورة الصناعية الرابعة والذي هو عبارة منصة متعددة ألاطراف‬
‫تجمع بين القطاع الحكومي والخاص واملجتمع املدني لتعزيز تطوير أساطير سياسات وحوكمة تدعيم تقنيات‬
‫الثورة الصناعية الرابعة في اململكة‪.‬‬

‫املركز السعودي للثورة الصناعية الرابعة هو تعاون ما بين املنتدى إلاقتصادي العالمي ومدينة امللك‬
‫عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،‬مركز فكر تنفيذي يسعى لتعزيز تطوير وتطبيق التقنيات الناشئة لصالح املجتمع‬
‫السعودي‪.‬‬

‫كونه عضو في شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬يهدف املركز السعودي للجمع بين جهات من‬
‫القطاعات الحكومية والخاصة حول العالم لتطوير أطر سياسات حوكمة التقنية وتقوية الشراكات التي تسرع‬
‫استثمار نتائج النشاطات العلمية والتقنية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة مفاهيم ومستجدات‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫في ضوء ما قدمناه من تصور عن مالمح الثورة الصناعية الرابعة يبدو لنا أن هذه الثورة التي بدأت‬
‫معاملها ترتسم منذ مطلع هذه ألالفية ستشكل ثورة عارمة في الحياة إلانسانية برمتها وقد تكون قادرة على‬
‫تغيير هوية العالم إلانساني بفضاءاته الواسعة‪ ،‬ومما الريب فيه أن تشكل نقلة نوعية تأخذ إلانسانية برمتها‬
‫نحو فضاء "سيبراني" تعرف بداياته ولكننا ال نستطيع أبدا أن نعرف مآالته في ابعاده املستقبلية‪ .‬فكل ما‬
‫لدينا حتى آلان تصورات مستقبلية ال تخلو من شطحات خيال حول مستقبل إلانسانية في ظل هذه‬
‫التصورات "التسونامية " العاصفة التي تهدد كل أشكال الحياة التي عرفتها إلانسانية في ماضيها وفي حاضرها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫بناءا على ما تقدم من الدراسة في الفصلين السابقين‪ ،‬فان اقتصاد املعرفة في ألاساس يقصد به أن‬
‫تكون املعرفة هي املحرك الرئيس ي للنمو الاقتصادي‪ .‬واقتصاديات املعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيات‬
‫املعلومات والاتصال واستخدام الابتكار والرقمنة‪ ،‬وهذا الفصل سنتطرق أيضا بنوع من الاختصار‬
‫الاستراتيجيات وواقع الجزائر في مجال الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬مع الوصول إلى بعض النتائج التي نعتقد أنها‬
‫تكون نبراسا للجزائر في الانتقال إلى التحوالت الاقتصادية وكذا الثورة الصناعية الرابعة‬

‫فيما يخص اتجاه الجزائر نحو اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬فإننا سنقوم بدراستهما كل‬
‫على حدا ومدى تأثيرهما على الجزائر‬

‫‪69‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬واقع اقتصاد املعرفة في الجزائر‬

‫لقد أصبح تأثير املعرفة حاسما على كامل النشاط الاقتصادي‪ ،‬وأصبحت ألاصول املعرفية هي املصدر‬
‫الرئيس ي ألي نمو اقتصادي أو اجتماعي‪ ،‬ومنه تحول العالم من البحث والتسابق من أجل الحصول على‬
‫مصادر املوارد النادرة ‪ ،‬إلى البحث والتنافس من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر املعرفة‪.‬‬

‫في ضوء هذه املتغيرات العاملية أصبحت الجزائر في حاجة ماسة إلى تطوير نموذج للنمو الاقتصادي‬
‫املستدام‪ ،‬قادر على تخطي املوارد املحدودة القابلة للنهوض في أي لحظة‪ ،‬وهذا ما أدركته هذه ألاخيرة‪ ،‬لهذا‬
‫سنتطرق في هذا املبحث إلى تقييم مدى استعداد الجزائر لتطوير اقتصادها القائم على املعرفة‪ ،‬حيث سنقوم‬
‫بتحليل أهم مؤشرات اقتصاد املعرفة في الجزائر‪ ،‬ألجل رسملة وإعادة تقوية والحفاظ على نقاط القوة‬
‫والامتياز‪ ،‬ومحاولة تخطي وتجاوز نواحي الضعف والنقص‪ ،‬وتطوير سياسات تهدف ملعالجة مواضيع الخلل‬
‫والنقص‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬النظام الاقتصادي واملؤسساتي الجزائري‬

‫إن النظام الاقتصادي واملؤسساتي في أي اقتصاد ممثال في بيئة ألاعمال العامة ودور الحكومة‬
‫ومنظمات املجتمع املدني‪ ،‬هو شرط جوهري لحيوية املنظومة املعرفية في الاقتصاد‪ ،‬وعلى هذ الخصوص فان‬
‫تنمية اقتصاد قائم على املعرفة ينقض ي توفر بيئة اقتصادية ومؤسساتية سليمة‪ ،‬تسمح بتثمين دور املعرفة‬
‫في الاقتصاد‪ ،‬وفي هذا الصدد سجلت الجزائر في ركيزة النظام الاقتصاد واملؤسساتي‪1 EIR‬على عالمة متدنية‬
‫إذا ما قورنت بمتوسط دول منطقة ‪ MENA‬الذي يقدر بأعلى عالمة في املنطقة الخاصة بمالطا‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الناتج املحلي إلاجمالي‬

‫يشهد الاقتصاد الجزائري تعافيا ملموسا ابتداءا من أواخر التسعينات‪ ،‬حيث انتقل الناتج املحلي‬
‫إلاجمالي من ‪ 5535‬مليار دج سنة ‪ 1002‬إلى ‪ 22655‬مليار دج سنة ‪ ،1005‬بمعدل نمو سنوي متوسط يتراوح‬
‫حول ‪ %4.4‬وتضاعف تبعا لذلك متوسط الدخل الفردي من ‪ 2576‬دوالر أمريكي سنة ‪ 1000‬إلى ‪ 4020‬سنة‬
‫‪ ،1005‬والجدول املوالي يوضح تطور مختلف مكونات الناتج املحلي الجزائري خالل الفترة املمتدة بين سنتي‬
‫‪ 1000‬و ‪.1005‬‬

‫‪1 -EIR : economic and institutional regime.‬‬

‫‪70‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-10‬تطور مكونات الناتج املحلي إلاجمالي الجزائري (مليار دج)‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الطالبان باالعتماد على بيانات موقع الديوان الوطني لالحصائيات ‪ www.ons.dz‬تاريخ الولوج‬
‫‪.2122/10/01‬‬

‫يكشف لنا تطور هيكل الاقتصاد الجزائري خالل السنوات املاضية (بكل ما يتسم من تباين وتفاوت‬
‫بين القطاعات الاقتصادية) تغيرا بطيئا في هذا الهيكل‪ ،‬حيث يميز لنا الجدول السابق أهم القطاعات‬
‫الاقتصادية الفاعلة في الجزائر‪ ،‬ممثلة في قطاع املحروقات‪ ،‬متبوعا بقطاع التجارة‪ ،‬النقل واملواصالت‬
‫وألاشغال العمومية‪ ،‬ما يعكس نسبيا الدور الرائد للقطاع العام في الحياة الاقتصادية‪ ،‬تبقى السمة ألاساسية‬
‫املميزة لالقتصاد الجزائري هي غلبة القطاع الريعي‪ ،‬حيث يلعب قطاع الصناعة الاستخراجية (خاصة النفط‬
‫والغاز) دورا محوريا في تحديد الناتج املحلي الجزائري‪ .‬والشكل التالي يوضح أيضا تطور الناتج املحلي إلاجمالي‬
‫للجزائر من سنة ‪ 1005‬إلى غاية ‪.1026‬‬

‫‪71‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)III-10‬تطور الناتج املحلي إلاجمالي للجزائر (‪)2101-2110‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا على بيانات البنك الدولي‪.‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن قيمة الناتج املحلي إلاجمالي للجزائر في سنوات ما بين ‪ 1026-1005‬كان‬
‫تزايد نسبي كما أنه في سنة ‪ 1002‬بلغت نسبة النمو إيجابية راجع لإلصالحات التي قامت بها الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫قامت ببرنامج إلانعاش وبرنامج دعم النمو وهذا يعمل على دعم النشاطات املنتجة للثروة والقيمة املضافة‬
‫وكذا توفير مناصب شغل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التجارة الخارجية‬

‫ال يزال تحرير التجارة في الجزائر متواصال في اطار تطبيق اتفاقية الشراكة ألاوروبية ‪ EAA1‬ومفاوضات‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ‪ ،2WTO‬حيث تم تخفيض التعريفات الجمركية وإعادة‪ ،‬دراستها بشكل جيد وفعال‪،‬‬
‫حيث يتم رفع التعريفات على الواردات من الاتحاد ألاوروبي تدريجيا‪ ،‬في حين أن الصادرات الجزائرية (خارج‬
‫املحروقات) ستدخل ألاسواق ألاوروبية معفية من الرسوم‪.‬‬

‫‪1 -EAA : European association agreement‬‬

‫‪2 -WTO : world trade organization‬‬

‫‪72‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-0‬أهم املبادالت التجارية للجزائر مع أوروبا خالل سنة ‪2102‬‬

‫تمت أهم املبادالت التجارية للجزائر مع أوروبا خالل سنة ‪ 1027‬حيث قدرت ب ‪24‬ر‪ 52‬باملائة من‬
‫الجزائرية‪1 .‬‬ ‫الحجم الاجمالي للمبادالت حسبما عملت "وأج" لدى املديرية العامة للجمارك‬

‫و حسب املعطيات الاحصائية ملديرية الدراسات والاستشراف للجمارك فان املبادالت التجارية بين‬
‫الجزائر والدول الاوروبية بلغت ‪12‬ر‪ 45‬مليار دوالر خالل السنة املاضية مقابل ‪76‬ر‪ 52‬مليار دوالر خالل سنة‬
‫‪ 1022‬اي بانخفاض يقدر ب ‪ 23 -‬باملائة‪.‬‬

‫وبذلك تبقى بلدان أوروبا أهم شركاء الجزائر علما أن ‪67‬ر‪ 63‬باملائة من الصادرات الجزائرية‬
‫و ‪40‬ر‪ 53‬باملئة من وارداتها تمت مع دول هذه املنطقة بما فيها دول الاتحاد الاوروبي‪ .‬بالفعل بلغت صادرات‬
‫الجزائر نحو البلدان الاوروبية ‪22‬ر‪ 11‬مليار دوالر مقابل ‪55‬ر‪ 16‬مليار دوالر مسجلة بذلك انخفاضا بـ‬
‫‪02‬ر‪ 24‬باملائة‪.‬‬

‫من جهتها استوردت الجزائر من بلدان اوروبا ما قيمته ‪37‬ر‪ 11‬مليار دوالر مقابل قرابة ‪42‬ر‪ 15‬مليار‬
‫دوالر اي ما يمثل انخفاضا ب ‪25 -‬ر‪ 22‬باملائة‪ .‬و تبقى كل من فرنسا و ايطاليا و اسبانيا و بريطانيا من‬
‫الشركاء ألاساسيين للجزائر في اوروبا حسب نفس املصدر‪.‬‬

‫و تحتل بلدان آسيا املرتبة الثانية من حيث حجم املبادالت التجارية للجزائر بحصة قدرها ‪71‬ر‪13‬‬
‫باملائة من القيمة الاجمالية لتبلغ ‪60‬ر‪ 22‬مليار دوالر مقابل ‪06‬ر‪ 27‬مليار دوالر مسجلة بذلك تراجعا طفيفا‬
‫ب ‪44-‬ر‪ 1‬باملائة‪ .‬واقدمت الدول الاسيوية على شراء املنتجات الجزائرية بقيمة ‪41‬ر‪ 6‬مليار دوالر مقابل ‪55‬ر‪5‬‬
‫باملئة‪2 .‬‬ ‫مليار دوالر في نفس فترة املقارنة مسجلة بذلك ارتفاع قدره ‪12‬ر‪22‬‬

‫أزيد من ‪ 55‬باملائة من املبادالت التجارية تمت مع أوروبا خالل ‪ 7‬أشهر ألاولى من ‪ .1027‬و سجلت‬
‫واردات الجزائر من آسيا تراجعا بنسبة ‪40‬ر‪ 2‬باملئة لتبلغ قيمة ‪25‬ر‪ 21‬مليار دوالر مقابل ‪17‬ر‪ 23‬باملئة‪.‬‬
‫و حسب معطيات الجمارك الجزائرية فان الصين و الهند والسعودية و كوريا تعد من اهم شركاء الجزائر‬
‫في منطقة آسيا‪.‬‬

‫و من جهة اخرى أفادت الجمارك الجزائرية ان املبادالت التجارية بين الجزائر و بلدان العالم ألاخرى‬
‫(أمريكا افريقيا استراليا) ال تزال تسجل مستويات متدنية‪ .‬و احتلت دول القارتين الامريكيتين املرتبة الثالثة‬

‫‪ -1‬وزارة التجارة وترقية الصادرات‪ ،‬بوابة الوزراة‪ ،‬احصائيات وحصائل‪https://www.commerce.gov.dz/statistiques/echanges - ،‬‬


‫‪ commerciaux‬تاريخ الولوج في ‪.1011/05/20‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بحصة قدرها ‪52‬ر‪ 16‬باملئة من القيمة الاجمالية للمبادالت التجارية للجزائر لتبلغ ‪51‬ر‪ 7‬مليار دوالر مقابل‬
‫‪75‬ر‪ 21‬مليار دوالر أي بانخفاض قدره ‪42‬ر‪ 16‬باملئة‪.‬‬

‫اما الصادرات الجزائرية نحو دول القارتين فقد انخفضت ب ‪25‬ر‪ 44‬باملئة محصلة مجموع ‪22‬ر‪ 3‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 1027‬مقابل ‪04‬ر‪ 5‬مليار دوالر سنة ‪ .1022‬و قامت الجزائر من جهتها بمشتريات من هذه املنطقة بما‬
‫قيمته ‪63‬ر‪ 5‬مليار دوالر مقابل ‪72‬ر‪ 5‬مليار دوالر اي بانخفاض ب‪66‬ر‪ 4‬باملئة حسب معطيات الجمارك‪.‬‬

‫و تعتبر الارجنتين و الواليات املتحدة الامريكية والبرازيل و كوبا من اهم شركاء الجزائر في املنطقة‬
‫الامريكية‪.‬‬

‫‪-2‬املبادالت التجارية بين افريقيا والجزائر‬

‫من جهة اخرى اوضحت معطيات الجمارك بان املبادالت التجارية للجزائر مع الدول الافريقية ال تزال‬
‫ضعيفة على الرغم من التحسن الطفيف الذي سجلته عرفت تحسنا بـ ‪ %1.55‬في سنة ‪ 1027‬مقارنة بعام‬
‫‪ .1022‬وقد بلغ مجموع املبادالت ‪ 3.51‬مليار دوالر مقابل ‪ 3.46‬مليار دوالر‪ .‬وقد قامت الدول الافريقية منها‬
‫دول اتحاد املغرب العربي بشراء املنتجات الجزائرية بمبلغ ‪ 2.17‬مليار دوالر مقابل حوالي ‪ 2.18‬مليار دوالر‬
‫بانخفاض قدره ‪ 0.56‬باملئة‪ .‬و كانت الجزائر قد استوردت من هذه املنطقة ما قيمته ‪ 1.34‬مليار دوالر مقابل‬
‫باملائة‪1 .‬‬ ‫‪1.27‬مليار دوالر أي بارتفاع بلغ ‪5.16‬‬

‫قد بلغ مجموع التبادالت التجارية العاملية للجزائر مع مختلف املناطق الجغرافية خالل ‪ 1027‬ما‬
‫قيمته‪ 55.56‬مليار دوالر مقابل قرابة‪ 22.23‬مليار دوالر خالل نفس الفترة من ‪ 1022‬اي بانخفاض يقدر بـ‬
‫‪ 22.55‬باملائة‪ .‬و بشكل عام فان أهم خمس زبائن الجزائر خالل ‪ 1027‬هي فرنسا و ايطاليا و اسبانيا و‬
‫الواليات املتحدة الامريكية و بريطانيا وتركيا‪..‬‬

‫أما أهم مموني الجزائر هي الصين و فرنسا و إيطاليا و اسبانيا و أملانيا وتركيا‪ .‬وبلغت قيمة صادرات الجزائر‬
‫في ‪ 1027‬قرابة ‪ 35.82‬مليار دوالر أي بتراجع قدره ‪14.29‬باملائة في حين بلغت وارداتها ‪ 41.93‬مليار دوالر أي‬
‫بتراجع قدره ‪ 9.49‬باملئة‬

‫‪-3‬إحصائيات الصادرات خارج املحروقات لألربعة أشهر ألاولى لسنة ‪2120‬‬

‫سجلت الصادرات خارج قطاع املحروقات بالنسبة ألربعة ألاشهر ألاولى من سنة ‪ 1012‬زيادات‬
‫بمعدالت نسبية هامة مقارنة بنفس الفترة من السنة املاضية تتجلى فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬وزارة التجارة وترقية الصادرات‪ ،‬بوابة الوزراة‪ ،‬احصائيات وحصائل‪،‬‬


‫‪ https://www.commerce.gov.dz/statistiques/echanges-commerciaux‬تاريخ الولوج في ‪.1011/05/20‬‬

‫‪74‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-2‬ارتفاع الصادرات خارج املحروقات بنسبة ‪ % 64.56‬؛‬

‫‪-1‬معدل الصادرات خارج املحروقات بلغ ‪ % 20.54‬من القيمة إلاجمالية للصادرات ؛‬

‫‪-3‬صادرات ألاربعة أشهر ألاولى بلغت ‪ 2.24‬مليار دوالر فيما تم تسجيل ‪ 674‬مليون دوالر في نفس الفترة من‬
‫السنة املاضية ؛‬

‫‪-4‬تسجيل ‪ 231‬مؤسسة تصدير جسدت عمليات التصدير خالل ألاربعة أشهر ألاولى من سنة ‪ 1012‬؛‬
‫املاضية ‪1‬‬ ‫‪-4‬أهم املواد املصدرة و نسب الزيادة مقارنة بنفس الفترة من السنة‬
‫‪-‬صادرات إلاسمنت بلغت ‪ 52.54‬مليون دوالر أي بزيادة قدرها ‪%244.45‬‬
‫‪-‬صادرات السكر بلغت ‪ 210‬مليون دوالر أي بزيادة قدرها ‪%44.55‬‬
‫‪-‬صادرات التمور بلغت ‪ 46.29‬مليون دوالر أي بزيادة قدرها ‪%15.66‬‬

‫‪-‬صادرات ألاسمدة املعدنية و الكيميائية ألازوتية بلغت ‪ 123.16‬مليون دوالر أي بزيادة تقدر ب ‪% .5.07‬‬
‫‪-‬صادرات الزيوت و املنتجات ألاخرى املحصل عليها من تقطير الفحم الحجري بلغت ‪ 263‬مليون دوالر أي‬
‫بزيادة ‪ %212.34‬؛‬
‫‪-‬صادرات املواد الغذائية بلغت ‪ 105‬مليون دوالر أي بزيادة تقدر ب ‪.%32.51‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬املالية الوطنية‬

‫تعتبر املوازنة العامة أداة هامة ومؤثرة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد ظلت امليزانية العامة للدولة الجزائرية تسجل عجزا طيلة الفترة ‪ 1005-1000‬مثلما يوضحه الجدول‬
‫آلاتي‪:‬‬

‫‪ -1‬وزارة التجارة وترقية الصادرات‪ ،‬بوابة الوزراة‪ ،‬احصائيات وحصائل‪www.commerce.gov.dz/statistiques/collection/stat- ،‬‬


‫‪ commerce-exterieur‬تاريخ الولوج في ‪.1011/05/20‬‬

‫‪75‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-12‬تطور ميزانية الحكومة الجزائرية ‪( 2112-2111‬مليار دج)‬

‫املصدر‪ :‬املوقع الالكتروني لوزارة املالية الجزائرية‪ www.mf.dz :‬تاريخ الولوج في ‪2122/10/21‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول (‪ )01‬التغيرات الطارئة في امليزانية العمومية الجزائرية‪ ،‬ومكوناتها خالل‬
‫الفترة ‪ ،1005-1000‬حيث يبين هذا ألاخير ارتفاع العوائد العمومية بشكل تدريجي من ‪ 2232‬مليار دج سنة‬
‫‪ ،1000‬إلى ‪ 27000‬مليار دج سنة ‪ %52( 1005‬من هذه العوائد متأتي من املحروقات)‪ ،‬غير أن هذا الارتفاع‬
‫املستمر في إلايرادات لم يمكن الحكومة من تغطية جميع نفقاتها‪ ،‬حيث ظل رصيد امليزانية العمومية عاجزا‬
‫طوال فترة املمتدة من سنة ‪ 1000‬إلى غاية ‪(1005‬تخطت قيمة العجز سنة ‪ 1005‬عتبة ‪ 2143‬مليار دج)‪،‬‬
‫نستنتج أن من أهم تحديات الحكومة الجزائرية هي تشجيع النمو خارج املحروقات‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مستويات ألاسعار‬

‫إن الا نشغال الرئيس ي للحكومة الجزائرية يبقى من املحافظة على استقرار ألاسعار‪ ،‬حتت تتمكن‬
‫الحكومة من الاستفادة من معدل صرف ثابت وتنافس ي‪ ،‬وأن تستفيد من التخفيضات في نسب الفائدة‬
‫الاسمية‪ ،‬وفي هذا السياق تم تسجيل ارتفاع تدريجي في معدل التضخم السنوي في الجزائر بلغ نسبة ‪%4.44‬‬
‫سنة ‪ ،1002‬مثلما هو موضح في الجدول آلاتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-13‬تطور معدل التضخم في الجزائر ‪2112-2111‬‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الطالبان اعتماد على بيانات موقع البنك العاملي‪ www.worldbank.org :‬تاريخ الولوج في ‪1011/05/00‬‬

‫‪76‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يظهر من خالل الجدول أن الجزائر استطاعت خالل الثالث سنوات املمتدة بين ‪ 1000‬و‪ 1004‬أن‬
‫تسرع النمو الاقتصادي‪ ،‬مع إلابقاء على معدالت تضخم متدنية في حدود ‪ ،%1.5‬لترفع بعدها تدريجيا حتت‬
‫تصل معدل ‪ %4.44‬سنة ‪ ،1002‬وهي نسبة مرتفعة نسبيا يرجعها الخبراء إلى الارتفاع املستر في امليزانية‬
‫العمومية الراجع إلى ارتفاع أسعار مشتقات البترول‪ ،‬والتوسع في الانفاق العمومي‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬رأسمال البشري الجزائري و النظام الجزائري لإلبداع‬

‫الفرع ألاول‪ :‬القوة العاملة الجزائرية‬

‫تشير إحصائيات وزارة املالية لسنة ‪ 1007‬إلى أن حجم املجتمع النشيط في الجزائر قد بلغ‪:‬‬
‫‪ 20544000‬فرد (أي أكثر من ‪ 20.5‬مليون فرد)‪ %70 ،‬منها مستخدمة‪ ،‬و‪ %20‬غير مستخدمة (عاطلة عن‬
‫العمل)‪ ،‬ويظهر توزيع العمالة املستخدمة في الجزائر أن قطاع الخدمات يمتص نسبة كثيرة من العمالة تفوق‬
‫النصف (‪ %56.2‬يشتغلون في قطاع الخدمات)‪ ،‬يليه قطاع البناء وألاشغال العمومية‪ ،‬بعدها القطاع‬
‫الفالحي‪ ،‬وفي املرتبة ألاخيرة نجد قطاع الصناعي‪ ،‬مثلما هو مبين في الشكل املوالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)III-12‬توزيع اليد العاملة الجزائرية على مختلف القطاعات الاقتصادية ‪2112‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان باالعتماد على بيانات موقع وزارة املالية الجزائرية‪( www.mf.dz :‬تاريخ الولوج‪.)2122/14/02 :‬‬

‫‪- 1‬يتخوف الخبراء من أن مثل هذا التحفيز الضريبي (التوسع في الانفاق العمومي) سيضغط على معدالت التضخم نحو الارتفاع‪ ،‬ويضع‬
‫الحكومة أمام تحديات كبيرة كاستراتيجيات القطاعات الاقتصادية‪ ،‬برمجة امليزانية‪ ،‬قدرات التطبيق وإدارة املشاريع والتحكم في‬
‫الفساد‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما يقدر املكتب الدولي للعمل ‪ BIT‬حجم البطالة في الجزائر بما مجموعه ‪ 2.051.000‬عاطل عن‬
‫العمل‪ ،‬أي ما يمثل ‪ %20.1‬من املجتمع النشيط (‪ %22.2‬بالنسبة لإلناث‪ ،‬و‪ %2.6‬بالنسبة للذكور)‪ ،‬ونجدها‬
‫بشكل كبير في فئة الشباب‪ ،‬أين نجد أن نسبة ‪ %53.4‬من العاطلين عن العمل هم فئة الشباب دون الثالثين‬
‫من العمر‪ ،‬وأن نسبة ‪ %26.5‬من العاطلين هم دون سن ‪ 35‬سنة‪ ،‬مع إلاشارة إلى أن ‪ %60‬من العمالة‬
‫الجزائرية تشتغل لدى القطاع الخاص‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التشغيل في الجزائرية‬

‫شهد سوق التشغيل خالل الفترة املمتدة بين ‪ 1022-1003‬تحسنا ملحوظا وما تبعه من نتائج عن‬
‫ً‬
‫تراجع معدالت البطالة في الجزائر نظرا التباع سياسة تشغيلية تعتمد على امتصاص عدد كبير من البطالين‬
‫عبر خلق العديد من أجهزة التشغيل‪ ,‬وبفضل الاستثمارات العمومية الواسعة النطاق‪ ,‬حيث أن البرامج‬
‫التنموية التي تم اطالقها في السنوات ألاخيرة خاصة سنة ‪ 1022‬تكون قد أدت الى انخفاض نسبة البطالة‬
‫‪,‬سيما املشاريع املسجلة في قطاع السكن ‪,‬حيث تحتل املقاوالت مرتبة مهمة في امتصاص البطالة الى جانب‬
‫إنشاء املؤسسات املصغرة‪ ,‬وتسهيل القروض البنكية ‪.‬‬
‫وحسب الديوان الوطني لإلحصائيات فإن فئة السكان البطالين حسب تعريف املكتب الدولي للعمل‬
‫قدرت ب ‪ 2061000‬شخص حيث بلغت نسبة البطالة ‪ %20‬سنة ‪,1022‬ونسبة ‪% 22‬سنة ‪ 1021‬مقدرة‬
‫ب ‪ 000 153 2‬شخص ‪,‬ونسبة ‪ %7.2‬سنة ‪,1023‬وبلغت سنة ‪ 1024‬نسبة ‪, %20.6‬ونسبة ‪ %22.1‬سنة ‪1025‬‬
‫‪,‬وبلغت في سبتمبر ‪ 1026‬نسبة ‪, 20.5‬بينما بلغت في أفريل ‪ 1025‬نسبة ‪,%21.3‬وفي شهر سبتمبر ‪1022‬‬
‫نسبة ‪,%22.5‬وفي ماي ‪ 1027‬نسبة ‪,%22.4‬‬
‫جدول رقم (‪ :)III-14‬تطور سوق العمل في الجزائر من ‪ -2100‬إلى ‪2102‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪،2102-2101‬‬
‫ص ‪.00‬‬

‫‪-1‬أرقام مستقاة من موقع وزارة املالية‪( www.mf.dz :‬اطلع عليه بتاريخ‪)1011/04/23 :‬‬

‫‪78‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-10‬توزيع التشغيالت املدمجة املنشأة في اطار جهاز نشاطات الادماج الاجتماعي حسب‬
‫قطاع النشاط‬

‫املصدر‪ :‬وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪،2102-2101‬‬
‫ص ‪.00‬‬

‫وعلى الرغم من الارتفاع النسبي ملعدل البطالة في الجزائر‪ ،‬إال أنه قد تراجع بشكل كبير بعد أن كان يقدر‬
‫سنة ‪ ،1025‬وهذا التحسن راجع باألساس إلى التوسع في إلانفاق العمومي‪ ،‬وسياسات محاربة البطالة خاصة‬
‫في صفوف الجامعيين عن طريق زيادة امتصاص املشاريع العامة‪ ،‬وتدعيم الحكومي للصناعات الكثيفة‬
‫العاملة‪.‬‬

‫‪ -0‬النظام التعليمي في الجزائر‬

‫بما أن قوة العمل هي شكل مباشر من أشكال املخرجات التعليمية للنظام التعليمي‪ ،‬فإن مسؤولية إعداد‬
‫ً‬
‫قوى عاملة تتالءم مع حاجات السوق وتطلعاته تقع على عاتق النظام التعليمي الوطني‪ ،‬بدءا من ألاقسام‬
‫ألاساسية إلى املستويات النهائية واملهنية‪ .‬سنحاول من خالل هذه الفقرة التعرف على الجهاز التعليمي في‬
‫الجزائر‪ ،‬وما هي مكوناته ومخرجاته‪ ،‬وأهم املوارد املستخدمة من أجل ديمومته وتطويره‪.‬‬

‫التحصيل التعليمي في الجزائر‬

‫وفقا إلحصائيات وزارة التربية الوطنية فإن عدد الطالب املتمدرسين في املدارس ألاساسية بلغ ‪ % 75‬خالل‬
‫سنة‪ ،2007‬أما في التعليم الثانوي فتقل هذه النسبة قليال إلى ‪ %23‬سنة ‪ ،1005‬لتنخفض هذه النسبة‬
‫بشكل كبير إلى حدود ‪ %14‬بالنسبة للتعليم الجامعي‪ ،‬مثلما هو مبين الجدول املوالي‬

‫‪79‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ : )III-11‬التعليم الابتدائي واملتوسطي فترة ما بين (‪)2102-2101‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪ ،2102-2101‬ص ‪.20‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نالحظ من خالل الجدول السابق تقدما تدريجيا في عدد التالميذ املسجلين للمستويات الثالثة وكذا‬
‫املعلمون(التعليم الابتدائي واملتوسطي)‪ ،‬واملنشآت القاعدية (عدد حجرات الدرس) في ظرف ثالثة سنوات‪.‬‬
‫وهذا راجع باألساس إلى توسع الاستثمارات الحكومية في قطاع التعليم الابتدائي واملتوسطي‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)III-12‬تطور عدد املتمدرسين في التعليم الثانوي (‪)2102-2101‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪ ،2102-2101‬ص ‪.20‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نالحظ من خالل الجدول السابق تقدما تدريجيا في عدد التالميذ املسجلين بالتعليم الثانوي وكذا‬
‫عدد ألاساتذة ‪ ،‬واملنشآت القاعدية (الثانويات) في ظرف ثالثة سنوات‪ .‬وهذا راجع باألساس إلى توسع‬
‫الاستثمارات الحكومية في قطاع التعليم الثانوي‬

‫وأمام هذه الجهود املستمرة لتطوير قطاع التعليم في الجزائر‪ ،‬انخفض معدل ألامية بالنسبة‬
‫للراشدين(ألافراد فوق ‪ 25‬سنة ) من ‪ 30.23‬سنة ‪ 1001‬إلى ‪ % 15.36‬سنة ‪ ،1006‬أما بالنسبة لفئة الشباب‬
‫فنجد أن أكثر من ‪ % 70‬يجيدون القراءة والكتابة‪ ،‬ونجد أن هذه الظاهرة متفشية بشكل أكبر في أوساط فئة‬
‫إلاناث دون الذكور‪ .‬ولكن على العموم يمكن الحكم بأن نسب ألامية في الجزائر في تحسن مستمر خاصة مع‬
‫حمالت التوعية التي تقوم بها الحكومة‪ ،‬والتسهيالت التي تقدمها فيما يخص املناطق النائية‪ ،‬وبرامج محو‬
‫ألامية للمسنين‪ .‬والجدول املوالي يبين تطور معدل معرفة القراءة والكتابة في الجزائر بين‪ .‬سنتي‪ 2002‬و‪.1006‬‬

‫‪81‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-12‬معدل معرفة القراء والكتابة في الجزائر‪)%( 2111-2112‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان باالعتماد على بيانات موقع البنك العاملي‪( www.worldbank.org :‬تاريخ الولوج‪)2122/14/02 :‬‬

‫نوعية التعليم في الجزائر‬

‫مقابل الارتفاع املستمر في معدالت التمدرس‪ ،‬تؤكد ألارقام الرسمية أن نسبة التالميذ الذين اجتازوا‬
‫مرحلة التعليم ألاساس ي قد انخفض من ‪ % 42‬سنة ‪ 1000‬إلى ‪ % 35‬سنة ‪ ،1004‬ألامر الذي يعكس تراجع‬
‫غير مبرر في نوعية التحصيل التعليمي‪ ،‬كما أن الاختبارات الدولية تؤكد هذا الطرح‪ ،‬ففي سنة ‪1003-1001‬‬
‫أحرز التالميذ الجزائريون على عالمة متوسطة تقدر بـ ‪ 32.1:‬من أصل ‪ 200‬نقطة في مادة الرياضيات ملسابقة‬
‫الاتجاهات العاملية في الدراسات العلمية والرياضية‪ ، TIMSS1‬و ‪ 51‬نقطة من ‪ 200‬في مادة العلوم في‬
‫امتحانات التحصيل التعليمي‪ ، MLA32‬وهذه النتائج الهزيلة تؤكد فرضية ضعف ألاداء التعليمي في الجزائر‪،‬‬
‫ويشرح إلى حد ما النتائج الهزيلة في امتحانات البكالوريا التي بلغت نسبة ‪ % 12‬سنة ‪. 10074‬‬

‫‪1 TIMSS: trends in international maths and science studies.‬‬

‫‪2 MLA: monitoring of learning achievement.‬‬

‫‪3 Abdelkader Djeflat, op.cit, p.14‬‬

‫‪4 the world bank, Algeria public expenditure review, op.cit, p.119‬‬

‫‪82‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-12‬تطور نتائج تالميذ الجزائر الامتحانات ألاساسية‬

‫املصدر‪ :‬بيانات مستقاة من موقع وزارة املالية الجزائرية‪( www.mf.dz‬تاريخ الولوج‪)2122-14-03 :‬‬

‫التعليم العالي في الجزائر‬

‫إن الزيادة املستمرة في معدالت الطلبة املسجلون وحاملوا الشهادة خاصة في السنوات ألاخيرة أدت‬
‫إلى زيادة معدل الطلبة إلى ألاساتذة‪ ،‬حيث ارتفع هذا مؤشر بشكل تدريجي ليبلغ عدد الطالبة املسجلون في‬
‫التدرج في املوسم الدراس ي ‪ 1025/1026‬إلى ‪ 23560222‬طالبا وهذا العدد يتفاوت من اختصاص إال اخر‬
‫ليصل عدد الطالبة حاملو شهادات جامعة التكوين املتواصل في املوسم الدراس ي ‪ 1027/1022‬إلى ‪5777‬‬
‫طالب وهو في تزايد مستمر مع كل اختصاصات ‪ ،‬وهذا ما يوضحه الجدول املوالي‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-01‬عدد الطلبة املسجلين في الجامعة الجزائرية ‪2102-2101‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪ ،2102-2101‬ص ‪.20‬‬

‫أمام هذا التوسع الكمي في أعداد الطلبة املتدفقين نحو الجامعة الجزائرية‪ ،‬فإن استراتيجية‬
‫الحكومة للتعامل مع هذه الوضعية تمثلت في توسيع وتمديد قاعدة الولوج للتعليم العالي‪ ،‬ومضاعفة قدرة‬
‫الجامعة عن طريق إنشاء هياكل جديدة‪ ،‬وتوظيف أكبر قدر ممكن من املؤطرين‪ ،‬وتنويع العرض عن طريق‬
‫تشجيع الجامعات على تقديم عروض تكوين ليسانس ماستر دكتوراه‪LMD‬‬

‫‪84‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إلضفاء املزيد من املرونة والخيار للطلبة‪ ،‬و زيادة الصلة للدروس واملناهج املقترحة مع متطلبات‬
‫السوق ( قطاع ألاعمال)‪ ،‬وتحسين وتطوير نوعية التدريس‪. 1‬‬

‫وعلى الرغم من الانجازات الكبيرة للحكومة في قطاع التعليم العالي‪ ،‬إال أن الخبراء يؤكدون على أن‬
‫الجامعة الجزائرية بحاجة إلى الاهتمام والتطوير‪ ،‬وترجيح كفة البحث العلمي وخلق املعرفة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫معالجة املشكل الهام‪ ،‬وهو عدم التوازن بين مخرجات التعليم العالي الحالي(العرض) وطلب سوق العمل‪،‬‬
‫ومالئمة مؤهالت الطلبة مع حاجات السوق‪ .‬وذلك في إطار التحول العالمي نحو اقتصاد املعرفة يتوقع من‬
‫الجزائر إجراء إصالحات كبيرة وعميقة للجامعة‪.2‬‬

‫تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت في املدارس الجزائرية‬

‫ال تزال الجزائر في املراحل ألاولى لتطبيق تكنولوجيات املعلومات والاتصاالت في املدارس‪ ،‬حيث‬
‫تعهدت الحكومة الجزائرية بإدماج تكنولوجيات املعلومات والاتصاالت في ألاوساط التعليمية‪ ،‬عن طريق‬
‫تخصيص غالف مالي يقدر بـ‪ 3 :‬بليون دج سنة ‪ 1001‬خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬تم من خالله تجهيز كافة‬
‫املدارس الثانوية بمخابر كمبيوتر موصولة باإلنترنت‪ ،3‬أما في املدارس إلاكمالية فقد تم تبني تكنولوجيات‬
‫املعلومات والاتصاالت كعنصر مكمل البرنامج الدراس ي‪ ،‬في حين بقي استخدام تكنولوجيات املعلومات‬
‫ً‬
‫والاتصاالت في املدرسة الابتدائية محصورا فقط على العمل إلاداري وتدريب ألاساتذة‪ ،‬حتت وإن كانت بعض‬
‫املدارس الابتدائية تحتوي على مخابر كمبيوتر‪ ،‬فهذا نتيجة لتمويل محلي فقط‪ ،‬أو هبات و مساعدات من‬
‫املؤسسات املحلية وجمعيات أولياء التالميذ‪.4‬‬

‫أما بالنسبة للجامعات‪ ،‬فجميعها تمتلك مخابر كمبيوتر‪ ،‬وولوج مجاني لإلنترنت لصالح جميع ألاسرة‬
‫الجامعية‪ ،‬من إدارة‪ ،‬أساتذة‪ ،‬وطلبة‪ ،‬إضافة إلى توافر مكتبات رقمية في معظم الجامعات الكبرى‪ ،‬حيث‬
‫سمحت الوزارة لكل جامعة حرية اختيار سياسة تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت الخاصة بها‪ ،‬لغرض‬
‫تحسين وتسريع العملية التعليمية‪ ،‬وتقديم فرص تعلم أفضل خاصة للتعليم عن بعد‪.‬‬
‫ً‬
‫كما أن الجزائر وألجل هذا الغرض دائما‪ ،‬أي تعميم تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت ألاوساط‬
‫التعليمية‪ ،‬قد وقعت على عدد من الاتفاقيات مع مجموعة من املؤسسات الدولية‪ ،‬كاالتفاقية التي أبرمتها مع‬

‫‪1 Abdelkader Djeflat, op.cit, p. 14‬‬

‫‪2 ibid, p.14‬‬

‫‪ 3‬تم تخصيص ‪ 25‬جهاز كمبيوتر لكل ثانوية‪ 20 ،‬منها للتالميذ‪ ،‬و‪ 5‬لألساتذة‪.‬‬
‫‪4 World Bank, Survey of ICT and Education in Africa: Algeria Country Report, infodev, June 2007, p.5‬‬

‫‪85‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫منظمة الثقافة والعلوم العاملية ‪ UNESCO‬إلدماج تكنولوجيا املعلومات في الجهاز التعليمي الجزائري‪،‬‬
‫والاتفاقية املبرمة مع الحكومة اليابانية ألجل تمويل برامج تدريب ألاساتذة بقيمة ‪ 550.000‬دوالر أمريكي‪.1‬‬

‫إلانفاق على التعليم‬

‫تشير إحصائيات البنك العالمي إلى أن هناك تزايدا كبيرا في إلانفاق على التعليم في الجزائر منذ أواخر‬
‫التسعينات‪ ،‬حيث تضاعف حجم إلانفاق على التعليم تدريجيا من ‪ 1.31‬مليار دوالر أمريكي سنة ‪ ،1000‬إلى‬
‫أكثر من ‪ 5.3‬مليار دوالر أمريكي سنة ‪ ( 1002‬ثلثي هذه الزيادة كان بعد سنة ‪ ،)1003‬مثلما هو موضح في‬
‫الشكل املوالي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)III-13‬تطور حجم إلانفاق العام على التعليم لدول شمال إفريقيا ( مليار دوالر أمريكي)‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان باالعتماد على بيانات موقع البنك العاملي‪( www.worldbank.org :‬تاريخ الولوج ‪-14-03‬‬
‫‪)2122‬‬

‫وعلى الرغم من هذا الارتفاع إال أن نسبة هذا إلانفاق إلى إجمالي الناتج املحلي إلاجمالي قد تراجعت‬
‫في السنوات ألاخيرة لتبلغ سنة ‪ 1002‬نسبة ‪ ،% 4.6‬وهي ثاني أضعف نسبة بالنسبة لدول شمال إفريقيا بعد‬
‫مصر‪ ،‬كما أن نسبة إلانفاق على التعليم إلى إجمالي إلانفاق الكلي تراجعت هي ألاخرى لتبلغ معدل ‪% 25‬سنة‬
‫‪ ،1006‬كما هو مبين في الجدول الاتي‪:‬‬

‫‪1World Bank, Survey of ICT and Education in Africa: Algeria Country Report, op.cit, p.5‬‬

‫‪86‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-00‬تطور نسبة إلانفاق العام على التعليم في الجزائر‬

‫‪Source: world bank Algeria public expenditure review op.cit p124‬‬

‫الشكل (‪ :)III-14‬قيمة ونسبة الانفاق على التعليم في دول شمال إفريقيا ‪2112‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان باالعتماد على بيانات موقع البنك العاملي‪( www.worldbank.org :‬تاريخ الولوج‪)2122-14- 03 :‬‬

‫التدريب املنهي والفني في الجزائر‪:‬‬

‫يمثل التكوين املنهي أقل من عشر ‪ % 20‬من التعليم العام‪ ،‬إال أنه يظهر نتائج حسنة‪ ،‬حيث أن نسبة‬
‫النجاح في البكالوريا املهنية سنة ‪ 1026‬بلغت نسبة ‪ % 37.56‬أكثر من نسبة البكالوريا العامة التي بلغت فيها‬
‫نسبة النجاح ‪ ،%15‬كما أن نسب التمدرس في التكوين املنهي قد تضاعفت هي ألاخرى بشكل مستمر خالل‬
‫العشرة سنوات ألاخيرة‪ ،‬ففي سنة ‪1022-1025‬تم إحصاء ما يزيد عن ‪ 400.000‬طالب‪ ،‬أي ما يمثل ربع‬
‫تالميذ التعليم بعد إلالزامي‪ ،‬مثلما يوضحه الجدول آلاتي‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-02‬تطور أعداد طلبة التكوين املنهي حسب نوع التكوين من ‪ 2101‬إلى ‪2102‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،47‬نتائج ‪ ،1022-1026‬ص ‪.15‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-03‬تطور عدد املكونين من ‪ 2101‬إلى ‪2102‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪ ،2102-2101‬ص ‪.20‬كما أن عدد‬

‫املراكز املتخصصة في التكوين املنهي‪ ،‬قد تزايد هو آلاخر بشكل تدريجي ليفوق ‪ 225‬مؤسسة سنة‬
‫‪ ،1026‬يشغلها أكثر من ‪ 22 021‬مؤطر‪ ،‬مثلما هو مبين في الجدول املوالي‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)III-04‬تطور الهياكل القاعدية ‪2102-2101‬‬

‫املصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬رقم ‪ ،42‬نتائج ‪ ،2102-2101‬ص ‪.20‬كما أن عدد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تظهر الجداول السابقة تطورا ملموسا في مدخالت التكوين املنهي بالجزائر‪ ،‬يعكس إلى حد ما الرغبة‬
‫السياسية الجادة في النهوض بهذا العنصر التعليمي املهم‪ ،‬فمنذ سنة ‪ 1024‬تم اعتماد إصالحات جديدة تم‬
‫استحداثها لتكوين املكونين في التدريب املنهي ملساعدة الشركاء ألاجانب خاصة في حقول مستجدة كقطاع‬
‫الاتصاالت واملعلومات‪ ،‬في حين أن التحسينات مستمرة في هذا املجال‪ ،‬إال أن الخبراء يؤكدون على ضرورة‬
‫إتباع الطرق البيداغوجية الحديثة‪ ،‬والتأكيد على نوعية التدريس والنظام املالئم واملحفز للمدرسين‪ .‬كما‬
‫ً‬
‫يؤكدون أيضا على مراجعة فلسفة الدولة تجاه التكوين املنهي‪ ،‬فبدال من أن يكون مستودعا للفشل املدرس ي‬
‫(حيث يعيب الكثير من الخبراء على نظام التكوين املنهي بالجزائر بأنه نظام موجه نحو التدريب ألاساس ي‬
‫واملقيم‪ ،‬أي للتالميذ الذين تخلوا عن تعليمهم ألاساس ي أو الثانوي)‪ ،‬فلهذا يجب على التكوين املنهي أن يكون‬
‫بوابة إلعادة التأهيل وتجديد املهارات ألجل ضمان التنافسية‪ ،‬وتوفير قاعدة عمالية مؤهلة وذات كفاءة‪،‬‬
‫تحضيرا للمرحلة القادمة من اقتصاد املعرفة‪ ،‬كما أن نظام التكوين املنهي بحاجة إلى املزيد من التغيير‬
‫ً‬
‫والاستجابة للمحيط الخارجي‪ ،‬واملرونة في البرامج التكوينية‪ ،‬واستحداث برامج وعروض تكوين أكثر تماشيا مع‬
‫املعطيات الجديدة لسوق العمل والوظائف الحديثة‪.1‬‬

‫‪1 world bank, Algeria public expenditure review, op.cit, p.120‬‬

‫‪89‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬التعلم مدى الحياة‪:‬‬

‫على الرغم من أن مفهوم التعلم مدى الحياة لم يتم تبنيه بعد بشكل رسمي في الجزائر‪ ،‬إال أن هناك‬
‫العديد من املؤشرات التي تعكس توافر إمكانيات مرتفعة في هذا املجال‪ ،‬حيث شرعت الحكومة الجزائرية في‬
‫تعليم الفئات املنقطعة عن الدراسة قرابة ‪ 10‬سنة خلت من خالل جامعة التكوين املتواصل‪ ،‬حيث تضاعف‬
‫عدد الطلبة املسجلين خالل الثمانية سنوات السابقة ليبلغ ‪ 60.000‬سنة ‪ ،1006‬فقط يبقى املشكل في‬
‫مراجعة ومعادلة الدرجات والشهادات املحصل عليها إلى املستويات النظامية‪ ،‬كما أن مشاريع تجهيز جميع‬
‫املدارس بأجهزة كمبيوتر بهدف تفعيل التعليم عن بعد ‪ ،‬ومشروع الجامعة الافتراضية‪ ،‬كل هذه الخطوات‬
‫شأنها إعطاء دفع قوي وتسهيالت لفكرة التعلم مدى الحياة التي تعد مرتكزا أساسيا بالنسبة القتصاد املعرفة‬

‫الفر ع الثاني‪ :‬النظام الجزائري لألبداع‬

‫سنحاول في هذا الفرع دراسة أهم مؤسسات وأشكال البحث العلمي والابداع في الجزائر ومعرفة‬
‫أسباب التأخر غير املبرر في هذه اللبنة ألاساسية‪.‬‬

‫سنوضح من خالل الشكل املوالي مؤشرات تعكس بوضوح وجود خلل وفجوة بين املؤسسات العلمية‬
‫وألاداء الاقتصادي‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)III-10‬تطور عدد براءات الاختراع في الجزائر ‪2100-2112‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا على بيانات البنك الدولي‪.‬‬

‫براءات الاختراع هي تطبيقات حائزة على براءة اختراع على مستوى العالم يتم تقديمها من خالل‬
‫إجراء معاهدة التعاون بشأن براءة الاختراع أو من خالل مكتب براءات اختراع محلي‪ .‬حيث نالحظ من خالل‬
‫املنحني هناك ارتفاع في عدد طلبات براءة الاختراع وهذا راجع إلنتاج املعرفة في الجزائر ودورها في تدعيم‬

‫‪90‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫القاعدة إلانتاجية هذا ما يسهم في تفعيل امليزة التنافسية للمؤسسات املحلية وهذا بدوره يؤدي إلى الاندماج‬
‫والولوج في الاقتصاد املعرفي العالمي‪.‬‬

‫‪-0‬نقص عدد الباحثين‬

‫حيث من أهم آلاراء فيما يخص الاستثمار في املوارد البشرية )‪ (Stewart‬حيث يرى أن مهارات العاملين‬
‫ومعلوماتهم تعد رأس مال فكري إذ كانت متميزة بحيث ال يوجد من يمتلك هذه املهارات في املنظمات‬
‫املنافسة‪ ،‬فضال عن كونها استراتيجية أي أن يكون لها قيمة يدفع الزبون لها ثمنا للحصول عليها عن طريق‬
‫شرائهم للمنتجات املتميزة‪ .‬ولغرض تحليل كفاءة املوارد البشرية في الجزائر تم استنطاق بعض الارقام الخاصة‬
‫بمؤشر التعليم في الجزائر بناءا على تقرير البنك الدولي فتحصلنا على املنحني التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)III-11‬مؤشر التعليم‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان بناءا على بيانات البنك الدولي‪.‬‬

‫نالحظ ارتفاع في مستويات التعليم في الجزائر بداية من ‪ 1000‬إلى غاية يومنا هذا حيث بلغت نسبة‬
‫التسجيل في التعليم العالي في ‪ 1024‬ما يقارب ‪ %34.6‬حسب عدد السكان ‪ ،‬إال أن جهاز البحث العلمي في‬
‫الجزائر بقي يعاني من عجز في التأطير من حيث عدد الباحثين وألاساتذة‪ ،‬ضف إلى ذلك املوجات املتكررة‬
‫لهجرة العلماء إلى الخارج ألامر الذي أدى إلى حدوث خلل كبير ونقص عددي هائل في املوارد البشرية عالية‬
‫التأهيل‪.‬‬

‫وبالتالي الجزائر تسعى إلعداد قوى عاملة وطنية ذات كفاءة‪ .‬وتأسيس مراكز للبحوث التطبيقية‬
‫والتعليمية وإقامة تحالفات استراتيجية مع مجموعة من الشركاء متعددي الجنسيات كوسيلة إلقامة مورد‬
‫اقليمي‪ .‬وذلك من أجل الحد من شراء املعرفة والتكنولوجيا من الخارج في املشاريع الصناعية الكبرى وتشجيع‬
‫‪91‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الكادر املحلي‪ .‬كما عليها الاهتمام باملوارد البشرية الذي أصبح أمر ضروري في إرساء الاقتصادي املعرفي‪ .‬فيعتبر‬
‫البشر املتغير املحوري في كل املنظمات‪ ،‬والذي بدونه تفقد ألاصول املادية قيمتها تماما‪ .‬وبالتالي فإن الحصول‬
‫عليهم واعدادهم وتحفيزهم واملحافظة عليهم يعتبر نشاطا ضروريا لكي تستطيع الجزائر الوصول إلى غايتها‪.‬‬
‫ويصبح بالتالي من الالزم على الجزائر أن تخطط وتنظم وتقود وتقيم مواردها البشرية‪ ،‬أي أنه عليها إدارتها‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬هياكل تكنولوجيات املعلومات والاتصاالت في الجزائر‬

‫نهدف من خالل هذا املبحث إلى التعرف على أهم مؤشرات تكنولوجيات املعلومات والاتصاالت في‬
‫الجزائر‪ ،‬ومحاولة تحليلها‪ ،‬أمال في معرفة السبب وراء هذا التأخر في هذه الدعامة‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬سوق املعلومات والاتصاالت في الجزائر‬

‫من خالل البيانات املتحصل عليها من البنك الدولي تحصلنا على الشكل البياني التالي‪:‬‬

‫الشكل(‪ : )III-12‬مؤشر تقنيات املعلومات والاتصاالت‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان بناءا على بيانات البنك الدولي سنة ‪.2102‬‬

‫إحصائيات البنك الدولي في انتظار صدور الاحصائيات في بداية شهر ديسمبر ‪ .1025‬من خالل الشكل‬
‫أعاله هناك انخفاض محسوس لتقانة املعلومات والاتصاالت بداية من ‪ 2775‬إلى غاية ‪ 1000‬وهذا راجع‬
‫ألوضاع التي عاشتها الجزائر خالل فترة التسعينات‪ ،‬وتدهور البنية التقانية والطاقة الابتكارية وتأهيل راس‬
‫املال البشري‪ .‬كما نالحظ ارتفاع في املؤشر بعد ‪ 1000‬إلى غاية يومنا هذا‪ .‬وهذا ما توضحه الرسومات البيانية‬
‫الخاصة بكل من عدد مستخدمي الانترنت في الجزائر وعدد الخطوط املحمولة والثابتة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬عدد مستخدمي الانترنت من اجمالي السكان‪ :‬تم معالجة البيانات وتمثيلها بيانيا في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )III-12‬عدد مستخدمي الانترنت بناءا على احصائيات البنك الدولي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبان بناءا على بيانات البنك الدولي‪.‬‬

‫من خالل املنحنت أعاله نالحظ أن عدد مستخدمي الانترنت في الجزائر في ارتفاع متزايد وهذا يدل على انتشار‬
‫املعرفة في الجزائر ورغم هذا تبقى أقل بكثير عن عدد مستخدمي الانترنت في الدول الصناعية‪.‬‬

‫‪ -2‬عدد اشتراكات الهواتف املحمولة والثابتة‬


‫أ‪-‬مؤشرات شبكة الهاتف الثابت‬

‫اتجه عدد مشتركي الهاتف الثابت السلكي في الجزائر في الثالث سنوات ألاخيرة نحو زيادة مستمرة حيث‬
‫فاق الثالث ماليين مشترك سنة ‪.1026‬‬

‫كما عرف سنة ‪ 1025‬عدد مشتركي الالسلكي الذي خصص للمناطق الريفية انخفاضا مستمرا وذلك‬
‫راجع إلى استراتيجية الدولة بتزويد هذه املناطق ببنية تحتية لالتصاالت أكثر نجاعة‬

‫‪93‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)III-12‬تطور عدد املشتركين في شبكة الهاتف الثابت‬

‫املصدر‪ :‬وزارة البريد واملواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيات والرقمنة‬

‫ب‪-‬مؤشرات شبكة الهاتف النقال‬

‫تم فتح سوق الهاتف النقال للمنافسة بالجزائر اثر اصدار القانون رقم ‪ 03-1000‬املؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪1000‬‬
‫املحدد للقواعد العامة املتعلقة بالبريد واملواصالت وينشط حاليا ‪ 03‬متعاملين للهاتف النقال داخل السوق‬

‫الجزائرية حيث شهدت خدمة الهاتف النقال في الجزائر تحسنا ملحوظا حيث تجاوز نسبة تغطية السكان‬
‫بشبكة الهاتف النقال ‪ %72‬عام ‪ 1026‬وهذا ما يفسر الارتفاع املستمر لعدد املشتركين حيث وصل إلى‬
‫‪ %45.04‬مليون مشترك سنة ‪ 1026‬مقابل ‪ %43.37‬مليون مشترك سنة ‪ 1025‬أي بزيادة قدرها ‪ ،%2.41‬ثم‬
‫بلغ ‪ 47.27‬مليون مشترك سنة ‪ ،1025‬أي بزيادة قدرها ‪.%06.01‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)III-01‬عدد املشتركين في الهاتف النقال حسب نوع طريقة الدفع‬

‫املصدر‪ :‬وزارة البريد واملواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيات والرقمنة‬

‫‪94‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬عالقة مؤشر تقانة املعلومات بمؤشرات املعرفة واقتصاد املعرفة‪:‬‬

‫من أجل معرفة مدى أهمية هذا املؤشر في تدفق املعلومات وتوسيع القاعدة املعرفية في املجتمع بل تتعداها‬
‫إلى الشفافية واملشاركة‪ .‬قمنا برسم بياني مشترك لكل من احصائيات مؤشر تقانة املعلومات والاتصاالت‬
‫ومؤشرات املعرفة واقتصاد املعرفة وهي على موضحة في الشكل التالي‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الانترنت في الجزائر‬


‫ُ ّ‬
‫تمتلك الجزائر في مجال التكنولوجيا والاتصاالت‪ ،‬ثالثة متعاملين في مجال الهاتف املحمول‪ ،‬توفر‬
‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫ومؤسسة عمومية تحتكر قطاع الهاتف الثابت‪ ،‬وتغطي ألالياف البصرية على‬ ‫خدمات الجيلين الثالث والرابع‪،‬‬
‫ّ‬
‫مساحة ‪ 247500‬كلم‪ .‬إذ بلغ حجم الاستثمار خالل السنوات ألاخيرة في البالد ‪ 2.31‬مليار دوالر‪ ،‬حيث تتوفر‬
‫ّ‬
‫تدفق عال لإلنترنت‪ ،‬إضافة إلى ثالثة كوابل ّ‬
‫بحرية‬ ‫الجزائر على شبكة من الكوابل ألارضية‪ ،‬قادرة على تقديم‬
‫تمتد إلى إسبانيا من خالل الخط الرابط بين وهران وفالنسيا‪ ،‬وبين الجزائر العاصمة‬ ‫لأللياف البصرية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وباملا‪ ،‬والخط الفرنس ي الرابط بين مدينة عنابة ومرسيليا‪ ،‬وبحسب وزارة البريد‪ ،‬يبلغ مشتركو الجيل الثالث‬
‫‪ 27,137,442‬مشترك‪ ،‬ومشتركو الجيل الرابع ‪ 10,612,451‬مشترك‪ ،‬أما مشتركو إلانترنت للهاتف الثابت فبلغ‬
‫عدد ‪ 3,063,235‬مشترك في الجزائر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في مقابل هذه إلامكانيات‪ ،‬احتلت الجزائر املرتبة ‪ً 250‬‬
‫عامليا في املؤشر العالمي للخدمات إلالكترونية‬
‫املتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية للعام ‪ .1022‬وهي مرتبة ّ‬
‫متدنية‪،‬‬ ‫الذكية‪ ،‬الصادر عن لجنة ألامم ّ‬
‫ّ‬
‫على اعتبار أن ‪ 273‬دولة شملها الترتيب والتقييم‪.‬‬

‫الحكومة الالكترونية في الجزائر‬

‫إن الهدف ألاساس ي للحكومة الالكترونية هو تعميم نمط إلادارة الالكترونية من خالل تنويع مواقع‬
‫الانترنت للمؤسسات الحكومية الكبرى‪ ،‬ولعل أهم املشاريع الجزائرية الطموحة في هذا الصدد هي الشهادات‬
‫الالكترونية واملؤسسات الجديدة كاللجنة الالكترونية التي تم انشائها سنة ‪ ،1004‬وأخيرا قيام بعض‬
‫املؤسسات الحكومية بتقديم خدماتها على الخط كالبريد والجامعة‪ ...‬الخ‪ ،‬كل هذه املبادرات املحتشمة تميز‬
‫املقاربة الجزائرية الناشئة تجاه الحكومة الالكترونية حيث تم تصنيف الجزائر في سنة ‪ 1002‬في املرتبة ‪211‬‬
‫عامليا بعد العديد من الدول (لبييا‪ ،‬سوريا‪ ،‬مصر‪ ،‬لبنان)‪.‬‬

‫غير أن استراتيجية تكنولوجية املعلومات والاتصاالت الجديدة املوجهة للحكومة الالكترونية في سنة‬
‫‪ 1023‬مسخرة نحو نقل التكنولوجيا‪ ،‬تطوير املنتجات والخدمات عالية القيمة في قطاع تكنولوجيا املعلومات‬
‫والاتصاالت‪ ،‬تعد الدولة باهتمام أكبر في هذا املجال‪ ،‬تيسيرا لولوج املرحلة القادمة من اقتصاد املعرفة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التجارة الالكترونية في الجزائر‬

‫ال تزال التجارة الالكترونية في الجزائر في مراحلها الجنينية‪ ،‬حيث أن عددا محدودا فقط من القنوات‬
‫يتم استخدام بطاقات الدفع املسبق فيها‪ ،‬لكن من املتوقع زيادتها في املستقبل‪ ،‬أيضا القطاع متمثال‪ ،‬في‬
‫بعض مؤسسات الطيران يتبنت نظام الدفع الالكتروني ولكن بوتيرة ضعيفة‪ ،‬وعلى الرغم من هذه الجهود‬
‫ألاحادية‪ ،‬إال أنها تبقى ضعيفة وتفتقر للتنسيق‪ ،‬حيث لم تلعب اللجنة الالكترونية أي دور كبير في النهوض‬
‫بهذا القطاع الحساس‪.‬‬

‫وبالنسبة لتصنيع تكنولوجيات املعلومات والاتصاالت‪ ،‬فان الجزائر كحال العديد من دول ‪MENA‬‬
‫تعاني من ضعف شديد في حلقة تصن يع وتصدير منتجات وخدمات تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت‪ ،‬حيث‬
‫بلغ حجم الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت كنسبة من الناتج املحلي إلاجمالي نسبة‬
‫‪ %1.5‬سنة ‪ ،1005‬وهي أقل من متوسط املنطقة الذي يقدر ب‪%.4.5 :‬‬

‫من خالل ما سبق نالحظ ان الجزائر بعيدة كل البعد عن الولوج في اقتصاد املعرفة ومساهمتها في‬
‫الناتج املحلي الاجمالي واعتمادها على الربع البترولي وعدم بناء اقتصاد انتاج حقيقي خاضع للمعايير الدولية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬واقع الثورة الصناعية الرابعة في الجزائر‬

‫إن لهده الثورة الصناعية الرابعة تداعيات ملموسة على ألانظمة الاقتصادية حيث ستؤدي إلى إعادة‬
‫هيكلة شاملة للبنيات الاقتصادية باتجاه التحول لقطاعات انتاج املعرفة والتقنيات عالية القيمة املضافة‪.‬‬

‫وفي خضم هذه التطورات العاملية‪ ،‬تجدر إلاشارة إلى خصوصية واقع الاقتصاد الجزائري وطبيعة‬
‫هيكله الذي ال زال يتسم بانخفاض مستويات التنوع الاقتصادي‪ ،‬واعتماده الكبير على مداخيل املحروقات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة في هذه املرحلة مع ارتفاع معدالت البطالة‬
‫والتضخم من جهة والحراك الشعبي بمطالبه املختلفة من جهة أخرى‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬عالقة الريع النفطي باالقتصاد الجزائري‬

‫إن املتتبع ملسيرة وأوضاع الاقتصاد الجزائري يجد أن السير الحسن للسياسة املالية‪ ،‬واستقرار معدالت‬
‫الدين العمومي‪ ،‬والعجز املوازي كان دائما مرهون باإليرادات العامة‪ ،‬وخاصة منها إيرادات املحروقات (الجباية‬
‫البترولية)‪ ،‬حيث يعد قطاع النفط أو املحروقات بصفة عامة بمثابة العمود الفقري لهذا الاقتصاد‪ ،‬اذ أنه‬
‫ينتج أكثر من ثلثي ‪ 3/1‬الثروة الوطنية‪ ،‬بينما تعد صادرات املحروقات املحرك ألاساس ي لدواليب الاقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬إذ أنها تمثل أكثر من ‪ %75‬من إجمالي الصادرات الكلية‪ ،‬في حين تمثل إلايرادات املتأتية من الجباية‬
‫البترولية ما يزيد عن ‪ %55‬من إلايرادات الجبائية لعدة سنوات‪ .‬وعالوة على ذلك يمثل قطاع املحروقات‬

‫‪96‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املصدر ألاهم لالحتياطات الوطنية من العملة الصعبة‪ ،‬كما أنه يعد مصدرا مهما لالدخار الوطني الذي سمح‬
‫بتحقيق معدالت استثمار معتبرة‪.‬‬

‫‪ .0‬ألازمة النفطية ‪ 0221‬وأثرها على الاقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫تنعكس التطورات الحاصلة في أسعار النفط على أداء مختلف املتغيرات الاقتصادية الكلية ألاساسية في‬
‫الاقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث يكون لحركات وتقلبات أسعار النفط تطورات وتغيرات مقابلة في إلايرادات املتأتية‬
‫من صادرات املحروقات التي ساهمت منذ الاستقالل في تحديد استراتيجيات التنمية وتمويلها‪ .‬كما أن‬
‫الاعتماد املتزايد على هذه إلايرادات في تمويل خزينة الدولة كان سببا في معاناة الاقتصاد الجزائري من أزمات‬
‫حادة رافقت انخفاض أسعار النفط في ألاسواق العاملية‪.‬‬

‫لقد أظهرت أزمة أسعار النفط في منتصف الثمانيات فشل أجهزة ومؤسسات التخطيط املركزي في تسيير‬
‫فعال لالقتصاد الوطني‪ ،‬كما كشفت عن محدودية هذه ألاجهزة في وضع منظومة أسعار بديلة لقوى السوق‪.‬‬
‫ويعتقد أن طريقة تسيير الجهاز املركزي للتخطيط لالقتصاد الوطني قد ساهمت‪ ،‬سواء بوعي أو بدون وعي‪،‬‬
‫في دفع الاقتصاد الوطني نحو الوقوع في التبعية املتزايدة للمحروقات‪ ،‬منذ نهاية السبعينيات تقريبا‪ ،‬بحيث‬
‫أصبحت هذه ألاخيرة تمثل حوالي ‪ %30‬من الناتج املحلي الاجمالي‪ %75 ،‬من إجمالي الصادرات‪ ،‬و‪ %60‬من‬
‫إيرادات خزينة الدولة‪ ،‬وذلك منذ منتصف الثمانيات‪ .‬في حين أن مساهمة املحروقات في الاقتصاد الوطني‬
‫كانت أقل مما هو عليه اليوم‪ ،‬وكانت تمثل فقط حوالي ‪ %50‬من الصادرات الكلية مع بداية السبعينات‪.‬‬

‫لقد كانت لهذه الصدمة النفطية انعكاسات كبيرة وسريعة على الاقتصاد الوطني‪ ،‬فاإلحصائيات‬
‫والوقائع تؤكد هذا‪ ،‬وما انخفاض إيرادات امليزانية بحوالي ‪ %60‬إال دليل على ذلك‪ .‬لقد تزامنت النتائج‬
‫السلبية للصدمة النفطية مع التوجهات الجديدة للمؤسسات املالية الدولية‪ ،‬وهذا بفرضها شروطا إضافية‬
‫في منحها للقروض‪ .‬وهذه الشروط إلاضافية تمثلت في ضرورة قيام هذه البلدان بإصالحات هيكلة سريعة‪ .‬أي‬
‫التحول بسرعة التسيير إلاداري البيروقراطي السابق إلى التسيير حسب قواعد السوق‪ .‬طبعا فالقيام بهذه‬
‫إلاصالحات في ظل ألاوضاع الاقتصادية التي تعاني منها هذه البلدان‪ ،‬وخاصة الجزائر‪ ،‬أي محاولة إلغاء تلك‬
‫التشوهات الهيكلية‪ ،‬قد تكون لها كلفة اجتماعية عالية‪.‬‬

‫فالصدمات النفطية كشفت عن هشاشة ميزان املدفوعات‪ ،‬حيث وصل حجم التضخم إلى ‪41‬‬
‫باملائة‪ ،‬وانخفضت طاقة املصانع إلى ما دون ‪ 50‬باملائة‪ ،‬كما تدهورت املؤسسات العمومية الاقتصادية‬
‫الجزائرية‪ ،‬من حيث ضعف الجهاز إلانتاجي كما وكيفا وأصيب الاقتصاد الجزائري بحالة من الانكماش‬
‫والركود الاقتصادي‪ ،‬حيث انخفض معدل النمو الاقتصادي سنتي ‪ 2726‬و‪2725‬م إلى معدل ‪ 2‬باملائة بعدما‬
‫كان ‪ 3.5‬باملائة في سنة ‪2725‬م‪ ،‬ونقص مستوى الاستهالك العائلي بنسبة ‪ 0.4‬باملائة‪ ،‬مع انخفاض الاستثمار‬

‫‪97‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب ‪ 4.1‬باملائة‪ ،‬وتدني املخزون من املواد إلانتاجية ‪ 257.6‬باملائة‪ ،‬وهبوط الواردات بنسبة ‪ 26.4‬باملائة‪،‬‬
‫وانخفاض عدد مناصب الشغل الجديد من ‪ 211‬ألف إلى ‪ 54‬ألف منصبا أي بنسبة ‪ 40‬باملائة‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)III-00‬معدل نمو لبعض املتغيرات الكلية (الوحدة ‪)%‬‬

‫‪0224-0220‬‬ ‫‪0224-0220‬‬ ‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان‬


‫‪2.27‬‬ ‫‪5.75‬‬ ‫معدل نمو الانفاق الحكومي‬
‫‪2.52‬‬ ‫‪1.62‬‬ ‫معدل نمو الصادرات‬
‫‪-4.86‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫معدل نمو الواردات‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪11.54‬‬ ‫معدل نمو عرض النقد‬
‫‪-0.71‬‬ ‫‪5.15‬‬ ‫معدل نمو الاستهالك الكلي‬
‫‪-0.26‬‬ ‫‪5.36‬‬ ‫معدل نمو الاستهالك الخاص‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪5.62‬‬ ‫معدل نمو النتائج‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫معدل نمو السكان‬
‫‪-3.92‬‬ ‫‪6.17‬‬ ‫معدل نمو الاستثمار‬
‫املصدر‪ :‬تقرير لبنك الجزائر‪.0222 ،‬‬

‫كما أدى ارتفاع حجم الدين العمومي خاصة من املديونية الخارجية‪ ،‬بحيث انتقلت نسبة خدمة املديونية‬
‫من الناتج املحلي الخام من ‪ 2.15‬باملائة سنة ‪2726‬م إلى ‪ 12.5‬باملائة سنة ‪2772‬م‪ ،‬مما كان له أثر السلبي على‬
‫مدى قدرة الدولة على الاستمرار في تحمل السياسة املالية والعجز املوازي آنذاك‪ ،‬كما انهارت عوائد الصادرات‬
‫بأكثر من ‪ 41.23‬باملائة ووصلت إلى ‪ 5.430‬مليار دوالر سنة ‪2726‬م وبرزت أدنى قيمة عجز امليزان التجاري‬
‫سنة ‪ ، 2726‬ثم عجز آخر نهاية سنة ‪2727‬م بسبب ألاوضاع املالية السيئة التي كانت تعيشها الجزائر‪،‬‬
‫وخاصة فيما يتعلق بتراكم املديونية وحلول مواعيد الاستحقاق‪ ،‬إضافة إلى عدم قدرة إجمالي الصادرات على‬
‫تغطية الواردات الكلية‪.‬‬

‫إن املحاوالت العديدة ملعالجة هذه ألازمة والتحكم في تأثيراتها أكدت الوقائع فيما بعد أن مثل هذه املحاوالت‬
‫لم تكن موفقة‪ .‬فاملؤشرات إلاحصائية الكلية لم تعرف أي تحسن يذكر‪ ،‬بل على العكس من ذلك فد عرفت‬
‫تراجعا كبيرا‪ ،‬فمثال‪ ،‬نالحظ أن معدالت النمو كانت في انخفاض مستمر كما أن إيرادات الدولة من العملة‬
‫الصعبة هي ألاخرى كانت في تراجع‪ ،‬ان لم نقل في تدهور‪ ،‬مما أثر هذا كله سلبا على القدرة الشرائية‪ ،‬ان هذه‬

‫‪98‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ألاوضاع الاقتصادية الصعبة قد مهدت الطريق لحدوث اضطرابات اجتماعية سياسية زادت عن حدة ألازمة‬
‫ودفعت باألمور إلى وضعيات أكثر تعقيدا‪.‬‬

‫‪ .2‬ألازمة النفطية ‪ 2100-2104‬وأثرها على الاقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫كما نجد أن للصدمة النفطية لسنتي ‪ 1025-1024‬عظيم ألاثر‪ ،‬فالجزائر خالل هذه الفترة الوجيزة بدأت‬
‫مؤشراتها الاقتصادية الكلية تنهار بشكل متسارع فإن التراجعات في مستويات أسعار النفط تؤثر في كل مرة‬
‫على أداء الجزائري‪ ،‬فأثرت سلبا على العجز في ميزان املدفوعات‪ ،‬والذي قدر ب‪ 24.37‬مليار دوالر أمريكي خالل‬
‫النصف ألاول من سنة ‪ ،1025‬منها ‪ 20.53‬مليار دوالر خالل الفصل ألاول‪ ،‬و ‪ 3.66‬مليار دوالر خالل الفصل‬
‫الثاني‪ ،‬بينما كان العجز خالل السداس ي ألاول من سنة ‪ 1024‬مقدرا ب ‪ 2.31‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من بداية انخفاض أسعار البترول خالل السداس ي الثاني من سنة ‪ 1024‬إال أن العجز في ميزان املدفوعات‬
‫كان يقدر ب ‪ 4.56‬مليار دوالر‪ ،‬فتأثير الصدمة الخارجية لم تظهر إال خالل الفصل الرابع من سنة ‪.1024‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد شهد مخزون املدخرات املالية للخزينة العمومية انخفاضا إلى مستوى ‪ 1723.3‬مليار دينار جزائري‬
‫نهاية شهر سبتمبر من سنة ‪ 1025‬بعدما كان عند مستوى ‪ 3512.0‬مليار دينار جزائري نهاية جوان من سنة‬
‫‪ ،1025‬وفي املجموع فإن موارد الخزينة العمومية انخفضت ب ‪ 2751.2‬مليار دينار جزائري ما بين نهاية‬
‫سبتمبر ‪ 1025‬ونهاية سبتمبر ‪ ،1024‬أي نسبة انخفاض تقدر ب ‪%.40.4‬‬

‫ال يتوقف الدور الذي يلعبه النفط وعوائده على الجانب الاقتصادي فحسب‪ ،‬بل يتعدى ذلك ليؤثر بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة على الجانب الاجتماعي والسياس ي من خالل تقلص فرص الشغل وبرامج التنمية‪ ،‬فمن‬
‫بين إلاجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية ملواجهة الانخفاض في سعر النفط وتراجع عوائده منذ جوان‬
‫‪ 1024‬هو تجميد التوظيف العمومي لسنة ‪ ،1025‬ثم تجميد املشاريع الكبرى التي ال تحظى باألولوية مثل‬
‫الترامواي والنقل الحديدي والطريق السيار‪ ،‬باإلضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬هذا ما من‬
‫شأنه أن يهدد السلم الاجتماعي‪ ،‬حيث نجد احتياجات في عديد من مناطق الوطن ومن املتوقع أن تصبح أكثر‬
‫حدة مستقبال بسبب تقلص فرص التشغيل وبرامج التنمية‪ ،‬فهذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي املتهاوي‬
‫سيكون له عدة تداعيات‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الجزائر وضرورة التوجه نحو استراتيجية التنويع الاقتصادي‬

‫بات من الضروري على الجزائر التخلص من التبعية لإليرادات النفطية‪ ،‬التي تشهد اليوم صدمات متوالية‬
‫بفعل انخفاض ألاسعار مما أثر كثيرا على الوضعية الاقتصادية وحتت الاجتماعية للبلد كما‪ ،‬أن الاقتصاد‬
‫الذي يرتكز على قطاع وحيد في إيراداته يعتبر حسب الاقتصاديين اقتصادا معوقا بسبب تعرضه للهزات‬
‫الخارجية في أي لحظة‪ ،‬لذا على الحكومة التوجه نحو النموذج الجديد القائم بحد ذاته على تفعيل القطاع‬

‫‪99‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الزراعي‪ ،‬الصناعي‪ ،‬وحتت الخدماتي في تأمين حجم إلايرادات الضرورية لتحقيق مستويات النمو الاقتصادي‬
‫املرجوة‪ ،‬وسنتطرق باختصار إلى الحركات الثالثة ألاساسية للتنويع الاقتصادي الذي بات ضرورة ملحة في‬
‫الجزائر بغية إيجاد مصادر أخرى لإليرادات العامة خارج املحروقات قصد تحقيق توازن املوازنة العامة‪.‬‬

‫‪ .0‬تفعيل القطاع الزراعي وإعطائه البعد املغاربي‪:‬‬

‫يعتبر القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات املساهمة في تحقيق ألامن الغذائي من خالل توفير املنتجات من‬
‫السلع الغذا ئية املوجهة لالستهالك النهائي أو املوجهة إلى املؤسسات الصناعية كمواد وسطية تستعمل في‬
‫العملية إلانتاجية كما تعتبر التنمية الزراعية أحد الشروط الضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية‪ .‬لكن رغم‬
‫توفر إلامكانيات الضرورية لتنمية القطاع الزراعي من املناخ املالئم لقيامها‪ ،‬حجم ألاراض ي الصالحة فعال‬
‫للزراعة وغير املستعملة لحد آلان‪ ،‬الطاقة الشبانية القادرة على العمل في هذا القطاع‪ ،‬وكذا حجم املوارد‬
‫املائية املتوفرة بفضل زيادة بناء السدود إال أن القطاع الزراعي تبقى مساهمته جد ضعيفة في الاقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬ويرجع ذلك إلى استراتيجية التصنيع الفاشلة التي اعتمدتها الدولة والتي سخرت لها موارد مالية‬
‫ضخمة لكن دون جدوى‪.‬‬

‫‪ .2‬ضرورة تأهيل القطاع الصناعي‪:‬‬

‫يعتبر القطاع الصناعي املحرك الرئيس ي الثاني بعد قطاع الزراعة ألجل تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي‪،‬‬
‫والتخلص من التبعية للمداخيل الريعية في إطار اتباع الاستراتيجية الجديدة القائمة على تفعيل دور القطاع‬
‫الخاص في الحياة الاقتصادية‪ ،‬من خالل العمل على زيادة إنشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من جهة‪،‬‬
‫واملؤسسات الناشئة وحاضنات ألاعمال التي تعتبر عصب القاطرة الصناعية في أي بلد من جهة ثاتية‪ ،‬والذي‬
‫يرتبط أساسا بإش كالية نقص العقار الصناعي أحد العراقيل التي تواجه املستثمر‪ ،‬غير أن وزارة الصناعة‬
‫أحصت حوالي ‪ 220‬مليون متر مربع من العقارات الصناعية غير املستغلة‪ ،‬وأرجعت سبب ذلك إلى غياب‬
‫استراتيجيات التوزيع العادل للعقار ما بين املستثمرين الخواص‪ ،‬كما يتحتم على املؤسسات الاقتصادية‬
‫الوطنية الدخول في املنافسة العالية في مجال إنتاج السلع والخدمات ذات القيمة املضافة وذلك خارج قطاع‬
‫الطاقة وملحقاته من البتروكيماويات‪.‬‬

‫‪ .3‬ضرورة تفعيل قطاع الخدمات‪:‬‬

‫يعتبر قطاع الخدمات ثالث املحاور ألاساسية لقوة الاقتصاديات الوطنية‪ ،‬فرغم إجماع الاقتصاديين بأنه‬
‫قطاع غير منتج لكنه يساهم في التسريع من دوران الكتلة النقدية في الاقتصاد‪ ،‬وبالتالي ال يمكن إهمال الدور‬
‫املنوط له في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة من خالل الدور الرئيس ي الذي يلعبه في استحداث مناصب‬
‫شغل جديدة لفائدة البطالين في ميادين النقل واملواصالت وحتت السياحة‪ .‬إذ تكتسب التنمية السياحية‬

‫‪100‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أهمية متزايدة‪ ،‬كونها تؤمن موارد مالية إضافية للسكان وتعمل على تحسين ميزان املدفوعات‪ ،‬فهي تمثل‬
‫إحدى الصادرات الهامة وعنصرا أساسيا في عناصر النشاط الاقتصادي‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬وضع رؤية استراتيجية للتحول نحو الاقتصاد الرقمي‬

‫يتحتم على صناع السياسات في الجزائر بلورة إطار تنظيمي ومؤسس ي‪ ،‬للتحول من اقتصاد مبني على الثروة‬
‫النفطية إلى اقتصاد منتج ومتنوع يتبنت الحلول الذكية‪ ،‬يعتمد على قطاعات رقمية مستدامة وآمنة من أجل‬
‫مجتمع متصل‪ ،‬يحتاج إلى تعزيز البيئة التشريعية والتنظيمية والارتقاء بالبنت التحتية لتمكين التحول الرقمي‬
‫وتحفيز إلابداع والابتكار‪ ،‬ووضع أهداف استراتيجية من خالل إعداد سياسات وتشريعات لقطاع الاتصاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات والبريد لضمان التحول الرقمي‪ .‬كما ينبغي تشجيع الاستثمار ودعم الابداع والابتكار بما‬
‫في ذلك رعاية ريادي ألاعمال وإطالق املبادرات في مجال الاتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬واستكمال الشبكة‬
‫الحكومية ذات النطاق العريض وإدامتها لتوفير البنية التحتية والخدمات املشتركة وتقديم الدعم لكافة‬
‫املؤسسات الحكومية للتحول الرقمي‪ ،‬وكذلك تشجيع املؤسسات الخاصة للوصول إلى تحول رقمي في‬
‫املنتجات والخدمات‪ ،‬والتكامل لسالسل القيمة ألافقية والعمودية‪.‬‬

‫‪ .0‬الاستثمار في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كرافد للتنويع الاقتصادي‬

‫على الجزائر أن تتجه نحو الاستثمار في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وتسارع في الانتقال من القول إلى‬
‫الفعل في هذا النوع من املشاريع‪ ،‬وهو ما بدأت في تجسيده عدد من دول العالم خاصة خالل السنوات‬
‫السابقة‪ ،‬منها بعض البلدان العربية على غرار إلامارات والسعودية ومصر وقطر والبحرين فنجدها قامت‬
‫بتمويل استثمارات في مجال صناعة الروبوتات‪ ،‬حيث أطلقت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر‬
‫في عام ‪ 1022‬على سبيل املثال مبادرة جديدة لدعم صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي‪ ،‬على املستوى‬
‫املحلي وإلاقليمي بالشراكة مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصاالت وغرفة صناعة تكنولوجيا املعلومات والعديد‬
‫من الجهات واملؤسسات الدولية وإلاقليمية واملحلية لتطوير صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي على‬
‫مستوى مصر ومنطقة الشرق ألاوسط‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)III-00‬نسبة املدراء التنفيذيين الذين خططوا في التقنيات الجديدة في إلامارات في عام ‪2102‬‬

‫‪Source: Accenture Technology Vision Survey.2018‬‬

‫من جانب آخر وعلى مستوى قطاع ألاعمال‪ ،‬تظهر الاستثمارات في هذا املجال أكثر وضوحا في إلامارات وقطر‪،‬‬
‫مع اتجاه الشركات تدريجيا إلى اعتماد هذه التقنيات مدعومة باالستراتيجيات الحكومية املحفزة لها فعلى‬
‫سبيل املثال‪ ،‬أشار مسح أجري في إلامارات وشمل عدد من الرؤوساء التنفذيين للشركات تبني ‪ 50‬في املائة من‬
‫هذه الشركات خططافي الذكاء الاصطناعي ليأتي في املرتبة الثانية بعد خطط الاستثمار في مجال أنترنت ألاشياء‬
‫بنسبة ‪ 52‬في املائة من هذه الشركات وهذا ما يوضحه الشكل رقم ‪.05‬‬

‫فالجزائر باعتبار ها دولة مصدرة للنفط عليها أن تسعى إلى تنويع هياكلها الاقتصادية بعيدا عن النفط‬
‫الذي ي سهم بنسبة معتبرة من ناتجها املحلي إلاجمالي‪ .‬فخالل السنوات آلاتية عليها أن تكثف جهود التنويع‬
‫الاقتصادي وتمحورهاحول تبني رؤى مستقيلية وخطط استراتيجية تهدف إلى تسريع التحول نحو الاقتصاد‬
‫الرقمي كرافد للتنويع الاقتصادي هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى هناك توقعات ببقاء أسعار العاملية للنفط‬
‫عند مستويات منخفضة خالل العقود املقبلة‪ ،‬وهو ما يمثل أهم وأكبر تحدي للجزائر سواء على صعيد توليد‬
‫القيمة املضافة أو إلايرادات العامة أو الصادرات‪ .‬في هذا إلاطار‪ ،‬يعتبر الذكاء الاصطناعي وباقي تقنيات الثورة‬
‫الصناعية الرابعة من بين القطاعات التي ينبغي أن تعول عليها الجزائر لدعم التنويع الاقتصادي وتشجيع نمو‬
‫قطاعات تعتمد على التقنيات وتستثمر في البيانات الضخمة التي تعتبر ركيزة أساسية في العصر الحالي لتوليد‬
‫الناتج وخلق الوظائف للفئات الشابة املؤهلة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ .2‬جاهزية الحكومة الجزائرية لالستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة‪:‬‬

‫تعتبر جاهزية الحكومة لتطبيق والاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة أحد أهم العوامل الداعمة‬
‫النتشار هذه التقنيات‪ .‬على مستوى الدول العربية وباالستناد إلى نتائج مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء‬
‫الاصطناعي لعام ‪ ،1010‬والجدول أدناه يظ هر ترتيب جاهزية الحكومات العربية من تقنيات الذكاء الاصطناعي‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)III-01‬جاهزية الحكومات العربية للذكاء الاصطناعي‬

‫‪Source: Oxford Insight and International Development Center(2020).‬‬

‫يتضح متصدر إلامارات للمركز ألاول عربيا (السادس عشر عامليا)‪ ،‬تستفيد إلامارات من عدد من‬
‫العوامل الداعمة في هذا إلاطار لعل من أهمها وجود استراتيجية مطبقة على مستوى الدولة‪ ،‬وتوفر القدرات‬
‫الرقمية‪ ،‬والبنية ألاساسية عالوة على تفوقها فيما يتعلق بمستوى إتاحة وتمثيل البيانات‪ ،‬تليها قطر الثانية‬
‫عربيا(السابعة والثالثون عامليا)‪ ،‬وجاءت السعودية في املرتبة الثالثة عربيا (الثامنة والثالثون عامليا)‪ ،‬فيما‬
‫جاءت باقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية البحرين والكويت وعمان (في املراتب الرابعة والخامسة‬
‫والسادسة على مستوى الدول العربية)‪ ،‬فيما يتعلق بالجزائر سجلت مراتب متأخرة في هذا املؤشر واتساع‬
‫الفجوة بينها وبين الدول التي سجلت املراتب ألاولى في هذا املؤشر بما يستلزم مجهودات أكبر من الحكومة‬
‫لتهيئة البيئة املواتية لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعية والثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫أثر اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫في ظل التغيرات التي شهدها العالم من اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة أصبحت الجزائر‬
‫في حاجة ماسة إلى تطوير نموذج للنمو الاقتصادي املستدام يقوم على مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة‬
‫وحاجتها هذه تظهر في دراستنا لهذا الفصل اذ أن والبد أن تعمل جاهدة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية‬
‫باالعتماد على قطاعات إنتاج املعرفة‪ ،‬والتقنيات عالية القيمة املضافة وإنهاء تبعية للثورة النفطية من جهة‪،‬‬
‫وإصالح شامل لجميع القطاعات في الجزائر من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ال جرم أن املعرفة أضحت تشكل موجودا أساسيا وموردا هاماً من املوارد الاقتصادية له‬
‫خصوصيته‪ ،‬بل أصبحت املورد الاستراتيجي الجديد في الحياة الاقتصادية‪ ،‬وتبرز معالم ألاهمية القصوى لهذا‬
‫املوجود من حقيقتين رئيستين مفادهما ‪:‬أن التراكم املعرفي إلانساني‪ ،‬واملهارات وإلامكانات التي نتجت عن‬
‫هذا التراكم قد أسفرت عن تحسين مستويات املعيشة وتحقيق الرفاهية للعديد من الدولً التي أفلحت في‬
‫تطويع تلك املعارف واملهارات بغرض زيادة مستويات إنتاجها‪ ،‬فبتفعيل املعارف املتراكمة‪ ،‬وتجديدها و تحديثها‬
‫ً‬
‫باستمرار و وضع النظم الفعالة لالستفادة منها‪ ،‬استطاعت أمم أن تتفوق على أمم أخرى تقدما وتنمية‪ ،‬وبناء‬
‫إمكانات متجددة‪ ،‬أما الحقيقة الثانية ‪:‬فترتبط بالتطور الهائل والسريع في تقنيات املعلومات ونظم الاتصاالت‬
‫وتطبيقاتها‪ ،‬وانتشارها بتكاليف معقولة على نطاق واسع غير محدود‪ ،‬وتفعيلها للتعامل مع املعرفة بيسر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وسهولة وسرعة‪ ،‬بعيدا عن قيود الحدود ومشقة املسافات‪ ،‬فقد فتحت هذه التقنيات أبوابا جديدة النتشار‬
‫ً‬
‫املعرفة‪ ،‬وفوائد مكنت كثيرا من الدول الطامحة إلى التقدم من العمل على تقليص الفجوة التي تفصلها عن‬
‫الدول املتقدمة ألاخرى‪ ،‬ومن تطوير إمكاناتها ومكانتها على حد سواء‪ً .‬‬

‫و في نفس السياق‪ ،‬فإن الاهتمام بالتقدم والتنمية في عصرنا هذا يحتم ضرورة تفعيل املعارف لبناء‬
‫إمكانات متجددة على الدوام‪ ،‬وتعميق الاستفادة من تقنيات املعلومات والاتصاالت على أكمل وجه ممكن‪،‬‬
‫ً‬
‫وصوال إلى بناء »اقتصاد معرفي « ُيحقق التنمية الاقتصادية املنشودة‪ ،‬بوسائل جديدة تخفض من الاعتماد‬
‫ً ً‬
‫على املوارد القابلة للنضوب‪ ،‬وتضمن مستقبال قابال لالستدامة‪ً .‬‬

‫كما يشهد العالم تغيرات وتحوالت كبيرة بوتيرة متسارعة‪ ،‬ولعل أهم محرك هذه التطورات هي‬
‫مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬فبزوغ عدد من التقنيات العلمية والتكنولوجية ًوعلى رأسها الذكاء‬
‫الاصطناعي له انعكاسات مباشرة على ألانظمة الاقتصادية من خالل إعادة هيكلة واسعة للشبكات القاعدية‬
‫التي يقوم عليها الاقتصاد العاملي‪ ،‬ستواجه معظم الدول تحديات واضطرابات محتملة‪ ،‬كما يمكنها أن‬
‫تستفيد من الفرص املضمنة في هذه الثورة واعتماد سياسات لتحفيف آلاثار السلبية لهذه التقنيات‪ ،‬نحو‬
‫تعظيم الكاسب الصافية من الثورة الصناعية الرابعة‪ً .‬‬

‫وألاكيد أن بلدا كالجزائر ليس بعيدا عن هذه التفاعالت‪ ،‬سواء كطرف مستهلك أو كطرف يسعى إلى‬
‫الاستفادة من املكاسب والفرص التي تمنحها هذه التقنيات‪ ،‬وتحقيق التنمية الاقتصادية باالعتماد على‬
‫قطاعات انتاج املعرفة والتقنيات عالية القيمة املضافة وانهاء التبعية للثروة النفطية‪ً .‬‬

‫اختبار الفرضيات‬

‫بناء على ما تطرقنا إليه في هذه الدراسة يمكننا الفصل نهائيا في صحة أو نفي الفرضيات املعتمدة في‬
‫بداية الدراسة‪ً :‬‬

‫‪106‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬الفرضية ألاولى صحيحة‪ :‬تسجل الجزائر تأخرا كبيرا في جل دعائم اقتصاد املعرفة‪ ،‬وبشكل خاص دعامتي‬
‫إلابداع والنظام الاقتصادي واملؤسساتي‪ ،‬مما يعكس وجود اختالالت هيكلية عميقة تعرقل الاندماج الفعلي‬
‫للجزائر في اقتصاد املعرفة العالمي‪ً .‬‬

‫‪-‬الفرضية الثانية غير صحيحة‪ :‬من خالل تتبعنا في هذه الدراسة إلى أهم تطورات الاقتصاد الجزائري اتضح‬
‫أنه ال يزال يرتكز على تقلبات أسعار النفط‪ ،‬وهذا راجع لتأسيس الجزائر الحتياطي الصرف حيث يلعب‬
‫امتصاص الصدمات النفطية‪ ،‬ولألسف لحد الساعة ال توجد بوادر إطالق رؤية استراتيجية حقيقية للتحول‬
‫إلى اقتصاد املعرفة تندمج من خاللها الجزائر في إطار الثورة الصناعية الرابعة بهدف تحقيق التنويع‬
‫الاقتصادي والتنمية الشاملة‪ً .‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫لقد أصبحت املعرفة هي معيار قياس الرقي إلانساني في الطور الحالي من تطور البشرية‪ ،‬فاصبح شح‬
‫املعرفة وركودها يحكمان على ضعف القدرة إلانتاجية وتضاؤل التنمية‪ ،‬وأصبح قياس التنمية البشرية يقاس‬
‫بفجوة املعرفة ال بفجوة الدخل‪ً .‬‬

‫نستخلص أيضا من الدراسة ألاهمية البالغة لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وضرورة استثمار‬
‫الدول فيها‪ ،‬والتداعيات الاقتصادية التي ستخلفها على املستوردين العالمي والوطني خاصة في الفترة املمتدة‬
‫إلى عام ‪ ،0202‬فقد قطعت الثورة الصناعية الرابعة أشواطا مهمة منذ مطلع القرن الواحد والعشرين‪،‬‬
‫فحسدت التحول من خالل قفزات كبيرة في ألاداء كما ركزت على ألافراد والتكوين لدفع عجلة التحول‬
‫وتسريعه‪ ،‬كما يجري حاليا استثمار أموال ضخمة سواء من قبل الحكومات أو من قبل الشركات العامة‬
‫والخاصة لتحقيق عوائد كبيرة وسريعة خالل السنوات املقبلة‪ً .‬‬

‫لقد أضحى تأثير املعرفة حاسما على كامل النشاط الاقتصادي وأصبحت ألاصول املعرفية هي املصدر‬
‫الرئيس ي ألي نمو اقتصادي أو اجتماعي‪ ،‬ومنه تحول العالم من البحت والتسابق من أجل الحصول على‬
‫مصادر املوارد النادرة إلى البحث والتنافس من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر املعرفة‪ً .‬‬

‫كما أوضحت الدراسة أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ديناميكية تعمق الفجوة الرقمية‪،‬‬
‫والتباين في توزيع الدخل بين الدول املتقدمة وغيرها من البلدان‪ ،‬كما ستؤدي إلى تغييرات سواء في مستويات‬
‫إلانتاجية من خالل أثمتة كثير من املهام أو على مستوى خلق الوظائف خاصة ما يرتبط بالعمالة املاهرة‪ ،‬أو‬
‫فقدانها فيما يتعلق بالعمالة الغير مؤهلة‪ً .‬‬

‫‪107‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫أما على املستوى الوطني‪ ،‬فتواجه الجزائر تحديات وصعوبات لتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة‪،‬‬
‫خاصة ما يتعلق بعدم وضع رؤية استراتيجية تنطلق من خاللها الحكومة وتسير نحو تحقيقها لتهيئة ألاطر‬
‫التنظيمية واملؤسساتية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى التحديات املتعلقة بانخفاض مستويات رأس املال‬
‫البشري نتيجة عدم استثمار مؤسسات الدولة في العنصر البشري باإلضافة إلى اهمال ربط هذه التقنيات في‬
‫املنظومة التعليمية القاعدية أو ما يتعلق بالبحث العلمي وهو ما ينذر بعجز مستقبلي في الكوادر املتخصصة‬
‫والعمالة املاهرة‪ً .‬‬

‫تسجل الجزائر تأخرا كبيرا في جل دعائم اقتصاد املعرفة وبشكل خاص دعامتي الابداع والنظام‬
‫الاقتصادي واملؤسساتي‪ ،‬مما يعكس وجود اختالالت هيكلية عميقة تعرقل الاندماج الفعلي للجزائر في‬
‫اقتصاد املعرفة العالمي‪ً .‬‬

‫تعد اليد الع املة املؤهلة والقابلة للتكيف أحد أهم العناصر التي تسطر لتقدم أي مجتمع‪ ،‬وتسهل‬
‫انتقاله السلس إلى اقتصاد املعرفة‪ ،‬حيث يتطلب سوق العمل في وقتنا الراهن مهارات ضرورية وحاسمة‬
‫خاصة املهارات الفنية واملعلوماتية‪ ،‬هذه املهارات تتطلب وتستلزم تأهيل دوري ليد العاملة للحفاظ على موقع‬
‫تنافس ي في السوق‪ً .‬‬

‫إن فشل مبادرات وبرامج التنويع الاقتصادي خالل العقود السابقة‪ ،‬أبقى الاقتصاد الجزائري هش‬
‫ومرتبط بااليردات النفطية‪ ،‬وهذا راجع لعدة أسباب‪ ،‬لذلك يعتبر أهم وأكبر تحدي تواجهه الجزائر لتحقيق‬
‫التنويع الاقتصادي لتوليد الناتج وخلق الوظائف للفئات الشابة املؤهلة‪ ،‬خاصة في ظل املستويات املتدنية‬
‫ألسعار النفط‪ ،‬هو بلورة رؤية استراتيجية نحو التحول إلى اقتصا د رقمي يتبنى املعرفة والحلول الذكية‪،‬‬
‫وتشجيع نمو قطاعات تعتمد على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتستثمر فيها وتعتبرها ركيزة أساسية في‬
‫السنوات الالحقة للوصول إلى الهدف املنشود‪ً .‬‬

‫هناك عدد كبير من ألاسباب وراء تأخر قاطرة البحث والتطوير في الجزائر‪ ،‬ولعل السبب ألاكثر أهمية‬
‫يرجع إلى عدم فعاليته املؤسساتية‪ ،‬واملساهمة الضعيفة للقطاع الخاص في البحث والتطوير‪ ،‬واضافة إلى‬
‫التخصيص الغير الفعال ملوارد البحث ًوالتطوير‪ً .‬‬

‫الاقتراحات والتوصيات‬

‫فبالنسبة لالقتصاد املعرفة‬

‫إن البيئة الاقتصادية املالئمة إلقامة اقتصاد املعرفة في الجزائر تتطلب توفر عدد من املقومات عند‬
‫وضع أي استراتيجية وطنية‪ ،‬حيث البد من تطوير وعصرنة الجهاز التعليمي‪ ،‬والتأكيد على نوعية مخرجاته‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫الاهتمام بالبيئة الاقتصادية واملؤسساتية الوطنية‪ ،‬تفعيل النظام الوطني لإلبداع‪ ،‬تطوير البنية التحتي‬
‫لتكنولوجيات املعلومات والاتصاالت‪ ،‬وألجل هذا نقترح التوصيات آلاتية التي أثرنا تبوبيها بحسب مساهمة كل‬
‫دعامة في اقتصاد املعرفة ً‬

‫‪-1‬ينبغي على الحكومة الجزائرية التأكيد على تحسين نوعية التعليم‪ ،‬من خالل تحسين التحصيل املعرفي‪،‬‬
‫تنمية القدرات التحليلية والابداعية للتالميذ‪ ،‬وربط منظومة التربوية الجزائرية بشبكة املعرفة والثقافة‬
‫العامليتين‪ ،‬والاهتمام بوضع املعلمين وألاساتذة الاجتماعي‪ ،‬الابتعاد عن التلقين وتعليم املهارات الادراكية‪،‬‬
‫التأكد من صلة التعليم بالواقع‪ ،‬ضرورة توفير أنظمة وأجهزة تضمن التعليم مدى الحياة إلى جانب‬
‫مؤسسات التعليم النظامي والتأكد من التوازن بين الجنسين‪ً .‬‬

‫‪-0‬وضع جميع مراكز البحث تحت وصاية مركزية موحدة تضمن التنسيق‪ ،‬التوجيه والعمل املشترط ملختلف‬
‫معرف يتماش ى وألاولويات الوطنية‪ً .‬‬
‫مراكز البحث‪ ،‬وإنتاج ً‬

‫‪-0‬ضرورة تقوية وتدعيم الهيكل املؤسساتي للبحث والتطوير في الجزائر‪ ،‬واتخاذ إجراءات وتدابير تشغيلية‬
‫ومالية أكثر وصالته باملنظومة الاقتصادية والاجتماعية للدولة‪ً .‬‬

‫‪-4‬ينبغي على الحكومة الجزائرية تطبيق إصالحات عميقة وكبيرة‪ ،‬من خالل الاهتمام بالتنمية البشرية‪،‬‬
‫وتطوير سياسات اجتماعية واقتصادية تتوافق والطموحات الوطنية‪ ،‬إضافة إلى توفير بيئة أعمال مناسبة‬
‫تحفز على نمو وازدهار ألاعمال‪ ،‬عن طريق مرجعة القوانين والتنظيمات للتوافق مع املتطلبات الوطنية‬
‫والقياسات العاملية‪ ،‬تنظيم دور الدولة والاستمرار في الالمركزية والاهتمام بالفرد والتنمية البشرية بوصفها‬
‫الغاية والوسيلة في نفس الوقت ألي هدف تنموي‪ً .‬‬

‫أما فيما يخص الثورة الصناعية الرابعة‪:‬‬

‫‪-‬على الدولة الجزائرية أن تلعب الدور املنوط بها على صعيد توفير البيئة التنظيمية والتشريعية لتقنيات‬
‫الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وضرورة تكثيف الجهود لتبني استراتيجيات داعمة لهذه التقنيات في املجاالت ذات‬
‫ألاولوية بالنسبة للجزائر‪ ،‬والتركيز على التطبيقات الداعمة للتنويع الاقتصادي وزيادة مستويات إلانتاجية‬
‫والتنافسية لدعم النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية املستدامة‪ً .‬‬

‫‪-‬إعطاء أهمية بالغة للمنظومة التربوية والتعليمية وربطها بمدخالت ومخرجات الذكاء الاصطناعي‪ ،‬إلعادة‬
‫جيل املستقبل ذو كفاءات عالية وتكوين العمالة املاهرة الناتجة عن تزايد استخدام هذه التقنيات ولضمان‬
‫عدالة توزيع الفرص للنابغين من أبناء الطبقات التي ستفقد وظائفها للحيلولة دون املزيد من تعمق التوزيع‬
‫غير العادل للفرص الاقتصادية‪ً .‬‬

‫‪109‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪-‬دعم البنية التحتية الرقمية والتقنية من خالل العمل على تطوير وزيادة مستويات كفاءة شبكات الاتصاالت‬
‫واملزيد من الاستثمارات في مجال تقنية املعلومات والتغلب على كافة التحديات التي تواجه نقص ألافراد‬
‫والشركات على املستوى الوطني‪ً .‬‬

‫آفاق البحث‬

‫من خالل هذه الدراسة نقترح دراسة العناوين التالية كي تكون موضع أبحاث عملية في املستقبل‪ً :‬‬

‫‪-‬دراسة استشرافية لالقتصاد الجزائري في ظل التحول العالمي نحو اقتصاد املعرفة ً‬

‫‪-‬دراسة نماذج دول أجنبية في التحول نحو اقتصاد املعرفة‪ ،‬والاستفادة من تجاربها‪ً .‬‬

‫‪-‬دراسة مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ً‬

‫‪-‬دراسة نماذج إيجابية للدول عربية عن استخدام الثورة الصناعية الرابعة ً‬

‫ً‬

‫‪110‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬

‫أ‪-‬الكتب‬
‫‪-1‬أحمـد علـي الحـاج محمـد‪ ،‬اقتصـاد املعرفـة واتجاهــات تطويريـة‪ ،‬دار املسـيرة للنشـر والتوزيـع والطباعـة‪،‬‬
‫عمــان‪ ،‬ألاردن‪.4112 ،‬‬
‫‪-4‬العلي عبد الستار وآخرون‪ ،‬املدخل إلى إدارة املعرفة‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.4112 ،‬‬
‫‪-3‬ربحي مصطفى عليان ‪ ،‬إدارة املعرفة ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪.4112 ،‬‬
‫‪-2‬سعد غالب ياسين‪ ،‬إدارة املعرفة‪ :‬املفاهيم النظم والتقنيات‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.4112 ،‬‬
‫‪-5‬علي السلمي‪ ،‬إدارة التميز‪ ،‬نماذج وتقنيات إلادارة في عصر املعرفة‪ ،‬مكتبة إلادارة الحديثة‪ ،‬دار غريب للنشر‬
‫والتو زيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.4114 ،‬‬
‫‪-2‬فليح حسن خلف‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬جدار الكتاب العالمي‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪.4112 ،‬‬
‫‪-2‬قاسم كريم وبراق عيس ى‪ ،‬التحول نحو الثورة الصناعية الرابعة دروس من خالل بعض النماذج الدولية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،12‬العدد ‪.4144 ،11‬‬
‫‪-2‬نجم عبود نجم‪ ،‬إدارة املعرفة– املفاهيم والاستراتيجيات‪ ،-‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪.4112 ،‬‬
‫‪-9‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتاب الحديث و دار جدار للكتاب العالمي‪ ،‬ألاردن‪،‬‬
‫‪.4119‬‬
‫‪-11‬هيثم علي حجازي‪ ،‬إدارة املعرفة‪-‬مدخل نظري‪ ،-‬ألاهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.4115 ،‬‬

‫ب‪-‬املذكرات والرسائل العلمية‬


‫‪-1‬بسام عبد الرحمان يوسف‪ ،‬أثر تقنية املعلومات ورأسمال الفكري في تحقيق ألاداء املتميز‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬العراق‪.4115 ،‬‬
‫‪-4‬مجاهد عبير‪ ،‬انعكاسات الثورة الصناعية الرابعة على املشروعات الصغيرة واملتوسطة وتحقيق التنمية‬
‫املستدامة تجارب الدول – الحالة املصرية‪ ،‬مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪.4141 ،‬‬
‫‪-3‬مرال توتليان‪ ،‬مؤشرات اقتصاد املعرفة وموقع املرأة من تطورها‪ ،‬املعهد العربي للتدريب والبحوث إلاحصايية‪،‬‬
‫‪.4111‬‬
‫‪-2‬مروة محمود إبراهيم الخوالتي‪ ،‬تفعيل الرقمنة الذكية بالجامعات املصرية عصر الثورة الصناعية الرابعة‪،‬‬
‫ّ‬
‫سوهاج‪ ،‬مصر‪ ،‬املحرر‪ ،‬املجلة التربوية ‪ ،‬في ‪ 42‬جويلية ‪.4141‬‬ ‫جامعة‬
‫‪-5‬هند نجيب السيد‪ ،‬الاثبات في الجرايم الالكترونية‪ ،‬رسالة الدكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪.4112‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ج‪-‬مدخالت‪ ،‬مقاالت وأبحاث‬


‫‪-1‬أ‪.‬د‪ .‬عالء زهران‪ ،‬سياسات وآليات تعميق الصناعات التحويلية املصرية في ظل الثورة الصناعية الرابعة‪،‬‬
‫رقم ‪ ،312‬يونيو‪.4141 ،‬‬
‫‪-4‬الحكومة الالكترونية‪ ،‬مقال منشور باملنتدى العربي لإلدارة املوارد البشرية ‪https://hrdiscussion.com‬‬
‫‪-3‬الدقن أحمد السيد‪ ،‬تطور دور الحكومات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وفقا للتطورات‬
‫العاملية‪ ،‬بحث مقدم إلى املؤتمر العربي لإلدارة وتنمية البشرية في قطاع العام الذي انعقد بمقر جامعة الدول‬
‫العربية خالل الفترة ‪ 41-41‬ديسمبر ‪.4111‬‬
‫‪ -2‬بوطالب قويدر‪ ،‬بوطيبة فيصل‪ ،‬الاندماج في اقتصاد املعرفة الفرص والتحديات‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن‬
‫امللتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الاندماج في اقتصاد املعرفة والكفاءات البشرية‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫‪ 11-19‬مارس ‪.4112‬‬
‫‪-5‬جمال داود سليمان‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬الجامعة الخليجية‪ ،‬البحرين‪.4112 ،‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬موس ى رحماني‪ ،‬نحو توظيف إنساني ملنتوج املعرفة‪ ،‬امللتقى الدولي حول اقتصاد املعرفة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2005 ،‬‬
‫‪-2‬سعد محمود الكواز‪ ،‬محمد نايف محمود‪ ،‬اتجاهات تطور املعرفة في الدول العربية‪ ،‬مداخلة ضمن املؤتمر‬
‫العلمي الدولي الخامس " اقتصاد املعرفة والتنمية الاقتصادية"‪ 42/42 ،‬أفريل‪ ،4115 ،‬ألاردن‪.‬‬
‫‪-2‬سمير محمد عبد الوهاب‪ ،‬متطلبات تطبيق إدارة املعرفة في املدن العربية دراسة حالة مدينة القاهرة‪،‬‬
‫الندوة الدولية ملدن املعرفة‪ ،‬املدينة املنورة‪1242 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-9‬سناء عبد الكريم الخناق‪ ،‬دور تكنولوجيا املعلومات و الاتصاالت في عمليات إدارة املعرفة ‪ ,‬امللتقى الدولي‬
‫حول اقتصاد املعرفة ‪ ,‬جامعة بسكرة‪.4115 ،‬‬
‫‪-11‬عادل أحمد زايد‪ ،‬إدارة املوارد البشرية رؤية استراتيجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.4114 ،‬‬
‫‪-11‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الثورة الصناعية الرابعة‪ :‬تحديات وفرص الاستحواذ على القوة الجديدة‪ ،‬مجلة‬
‫احوال مصرية‪ ،‬مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‪ ،‬دراسات‪ ،‬العدد ‪.2018 ،21‬‬
‫‪-14‬فيصل بوطيبة وخديجة خالدي‪ ،‬دور ‪ TIC‬تكييف التعليم مع اقتصاد املعرفة‪ ،‬امللتقى الدولي حول‬
‫اقتصاد املعرفة‪ ،‬جامعة بسكرة‪.4115 ،‬‬
‫‪-13‬عبد اللطيف بلغرسة‪ ،‬أثار إدارة املعرفة على البنوك التجارية –دراسة الحالة الجزايرية‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫املؤتمر الثاني للجودة الشاملة في ظل اقتصاد املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية‬
‫الخاصة‪ ،‬ألاردن‪.4112/2/42-42 ،‬‬
‫‪ -12‬عبد هللا قلش‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات والاتصال واقتصاد املعرفة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن امللتقى الدولي‬
‫املعرفة في ظل الاقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين املزايا التنافسية للبلدان العربية‪ 42-42 ،‬نوفمبر‪،‬‬
‫جامعة الشلف‪.4112 ،‬‬
‫‪-15‬عبد املنعم هبة وقعلول سفيان‪ ،‬اقتصاد املعرفة‪ ،‬ورقة اطارية‪ ،‬سلسلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪،12‬‬
‫صندوق النقد العبي‪ ،‬الامارات العربية‪.4119 ،‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ العدد‬،‫ أثار الثورة الصناعية الرابعة وتحدياتها في ضوء الاقتصاد إلاسالمي‬،‫قتيبة عبد الرحمان العالي‬-12
.4119 ،‫ الامارات العربية‬،‫ مجلة الاقتصاد إلاسالمي‬،51
‫ امللتقى‬،‫ تسيير املوارد التكنولوجية وتطوير إلابداع التكنولوجي في املؤسسة‬،‫ هبال عبد املالك‬،‫قرين علي‬-12
.4115 ،‫ جامعة بسكرة‬،‫الدولي حول اقتصاد املعرفة‬
‫ امللـتقى الدولي حـول‬،‫ واقع وآفاق أنشطة البحث والتطوير في بعض البلدان املغاربية‬،‫قويدري محمد‬-12
‫ جامعة‬،4112 ‫ مارس‬11- 19 ،‫التنمية البشريـة وفرص الاندماج في اقتصاد املــعرفة والكـفاءات البشرية‬
4112 ،‫ورقلة‬
‫ اندماج اقتصاديات البلدان العربية في اقتصاد املعرفة املقومات‬،‫ خليفي عيس ى‬،‫كمال منصوري‬-19
.4112 ،2 ‫ عدد‬،‫ مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‬،‫والعوايق‬
‫ رؤية‬:‫ تفعيل مقومات البحث التربوي على ضوء متطلبات مجتمع املعرفة‬،‫ علي عبد الرؤوف محمد‬،‫نصار‬-41
.4115 ،‫ اليمن‬،41‫ ع‬،2‫ مج‬،‫ املجلة العربية لضمان الجودة في التعليم الجامعي‬،‫مستقبلية‬

‫ املراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬

-Gille balmise, gestion de connaissances : outils et application du knowledge


management, Vuibert, paris.
-Djeflat abdelkader, Role et place des tic dans une économie fondée sur la
connaissance ; le Maghreb dans l’économie numérique, collection « connaissance
de maghreb », Maison neuve and larose, France, 2007.
Foray Dominique, l’économie de connaissance, casbah éditions, Alger, 2004.
-Robert Vazille, le guide du management des connaissances, Ed AFNOR, paris,
2006.
-Nonaka Ikujiro & Noburo kanno, The concept of “Ba” Building a foundation for
knowledge creation, California management review, vol 40 n03, spring 1998.
-Zack MH, Mckenney JC, Social context and interaction in ongoing computer
supported management group, July-August, 1995.
Manuel Zacklad, Michel Grundstein, Management des connaissances : modèles
d`entreprise et applications, Hermès sciences publications, Paris, 2001.
-Michel ferrary& yvon pesqueux, Management de la connaissance, ed
Economica, paris, 2006.

‫مواقع انترنت‬
.19:31 ،4141/12/15 ‫ بتاريخ‬www.balagh.com :‫ اقتصاد املعرفة اين نحن منه؟ على املوقع‬،‫محمد دياب‬-
1 www. Info-tech – com/knowledge – economie/pdf/04, consulté, le : 28-03-2022, à:16 :30

‫ احصاييات وحصايل‬،‫ بوابة الوزراة‬،‫ وزارة التجارة وترقية الصادرات‬-


‫قائمة املراجع‬

https://www.commerce.gov.dz/statistiques/echanges-commerciaux
،‫ احصاييات وحصايل‬،‫ بوابة الوزراة‬،‫وزارة التجارة وترقية الصادرات‬-
www.commerce.gov.dz/statistiques/collection/stat-commerce-exterieur
www.mf.dz :‫أرقام مستقاة من موقع وزارة املالية‬-1
‫امللخص‬

‫تهدف دراستنا إلى إبراز تأثير اقتصاد املعرفة والثورة الصناعية الرابعة على البلدان العربية بصفة عامة‬
‫والجزائر بصفة خاصة من خالل معرفة أهمية التقنيات التي جاءت بها الثورة الصناعية الرابعة وفي مقدمتها‬
‫ وتداعياتها في رسم معالم النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي يتشكل في ظل التحوالت‬،‫الذكاء الاصطناعي‬
‫ والجزائر ليست املعزل عن العالم الخارجي فعليها أن تساير وتواكب هذه التحوالت‬،‫الكبرى التي يشهدها العالم‬
‫ إلى اقتصاد منتج ومتنوع يتبنى‬،‫باعتماد رؤية استراتيجية لالنتقال من اقتصاد ريعي يرتكز على الثروات النفطية‬
‫ ابتداء بتهيئة "إنسان املستقبل" بتحسين‬،‫الحلول املعرفية الذكية من خالل ركائز الثورة الصناعية الرابعة‬
‫ عبر تبني‬،‫قطاع التعليم وربطه بمنهجية الذكاء الاصطناعي وصوال إلى التنويع الاقتصادي والتنمية الشاملة‬
‫ ولغرض تحقيق أهداف الدراسة قمنا بتحليل مختلف مؤشرات‬،‫الاقتصاد املعرفي والرقمي والحركات التقنية‬
‫اقتصاد املعرفة وواقع الثورة الصناعية الجزائر وتم التوصل إلى حاجتها املاسة إلى تطوير نموذج للنمو‬
.‫الاقتصادي املستدام يقوم على مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة‬
.‫ مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة‬،‫ الثورة الصناعية الرابعة‬،‫ اقتصاد املعرفة‬،‫ املعرفة‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Résumé
Notre étude vise à mettre en évidence l'impact de l'économie du savoir et de la quatrième
révolution industrielle sur les pays arabes en général et l'Algérie en particulier en
connaissant l'importance des technologies apportées par la quatrième révolution
industrielle, au premier rang desquelles l'intelligence artificielle, et leur répercussions
sur le façonnement des caractéristiques du nouveau système économique mondial qui
se dessine à la lumière des transformations majeures auxquelles il assiste.
Le monde, et l'Algérie n'est pas isolée du monde extérieur, elle doit donc suivre le
rythme de ces transformations en adoptant une stratégie stratégique. vision de passer
d'une économie de rente basée sur la richesse pétrolière, à une Un produit diversifié qui
adopte des solutions de connaissances intelligentes à travers les piliers de la quatrième
révolution industrielle, en commençant par préparer «l'homme du futur» en améliorant
le secteur de l'éducation et en le reliant à la méthodologie de l'intelligence artificielle,
conduisant à la diversification économique et au développement global, en adoptant
l'économie de la connaissance et numérique et les mouvements techniques, et dans le
but d'atteindre les objectifs de l'étude nous avons analysé les différents indicateurs de
l'économie La connaissance et la réalité de la révolution industrielle en Algérie et son
besoin urgent de développer un modèle de développement durable une croissance
économique basée sur les fondements de la quatrième révolution industrielle a été
atteinte.

Mots clés : Le savoir, l'économie du savoir, la quatrième révolution industrielle,


les fondements de la quatrième révolution industrielle.

You might also like