You are on page 1of 200

‫جـــامــعـة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫موضوع المذكرة‪:‬‬

‫سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة‬


‫‪0202 – 0222‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬نقود وبنوك‪.‬‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫د‪ .‬بوعالم معوشي‪.‬‬ ‫ليندة كحل الراس‪.‬‬
‫لجنة المناقشة‬
‫أ‪ .‬د‪ /‬سعدية قصاب ‪ .......‬أستاذة التعليم العالي ‪ ........‬رئيسا‬
‫د‪ /‬بوعالم معوشي ‪ .......‬أستاذ محاضر قسم "أ" ‪ .......‬مقررا‬
‫أ‪ .‬د‪ /‬عثمان لخلف ‪ .......‬أستاذ محاضر قسم "أ" ‪ .......‬عضوا‬
‫د‪ /‬فتيحة بلحاج ‪ ........‬أستاذة محاضرة قسم "أ" ‪ .......‬عضوا‬
‫أ‪ /‬طارق بلمهدي ‪ ........‬أستاذ مساعد قسم "أ" ‪ ........‬عضوا‬

‫السنة الجامعية‪3102 - 3103 :‬‬


‫إهـــــــداء‬

‫‪ ‬إىل والداي أطال اهلل يف عمرمها‬

‫‪ ‬إىل زوجي الكرمي وعائلته‬

‫‪ ‬إىل إبين الغايل امساعيل‬

‫‪ ‬إىل إخويت وأخوايت األعزاء‬

‫‪ ‬إىل كل األقارب واألصدقاء‬

‫أهدي هذا العمل‬


‫شكـر وتقديـر‬

‫ال يسعين إال أن أتقدم جبزيل الشكر ومجيل العرفان إىل األستاذ املشرف الدكتور بوعالم معوشي الذي قبل‬

‫اإلشراف على هذا البحث ومل يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته القيمة طيلة فترة إعداد هذه املذكرة‪ ،‬فهو بذلك‬

‫مدين يل بفضل ال ينسى‪.‬‬

‫حتية شكر و تقدير إىل األساتذة الذين تفضلوا بقراءة هذه املذكرة ومناقشتها‪.‬‬
‫فهرس البحث‬

‫فهرس البحث‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪-‬‬ ‫إهداء‬
‫‪-‬‬ ‫كلمة شكر وتقدير‬
‫أ‬ ‫فهرس البحث‬
‫ﻫ‬ ‫قائمة الجداول‬
‫ح‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪10‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪55-10‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‬
‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سوق العمل في الفكر االقتصادي الكالسيكي‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النموذج النيوكالسيكي لسوق العمل‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التحليل الكالسيكي الجديد لسوق العمل‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬سوق العمل في الفكر االقتصادي الكينزي‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سوق العمل لدى كينز‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التحليل الكينزي الجديد لسوق العمل‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المفاﻫيمي ونظام معلومات سوق العمل‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاﻫيمي‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سوق العمل‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم القوة العاملة ومؤشرات سوق العمل‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظام معلومات سوق العمل‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم نظام معلومات سوق العمل‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر معلومات سوق العمل في الجزائر‬
‫‪34‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬سوق العمل في الجزائر‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر‪ :‬لمحة تاريخية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر خالل الفترة ‪0101 - 0111‬‬

‫أ‬
‫فهرس البحث‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص سوق العمل الجزائري‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تجزؤ سوق العمل‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬البطالة و سوق العمل الجزائري‬
‫‪53‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪111-56‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‬
‫‪56‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬سياسات التشغيل‪ :‬مدخل مفاﻫيمي وسرد تاريخي‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاﻫيمي لسياسات التشغيل‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهـوم سياسات التشغيل‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم سياسات التشغيل النشطة والخاملة‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار التاريخي لسياسات التشغيل في الجزائر‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬وضع التشغيل في مرحلة االقتصاد المخطط (‪)0080 -0060‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وضع التشغيل في مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق (‪)0000-0001‬‬
‫‪79‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سياسات ترقية التشغيل‬
‫‪79‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات ترقية التشغيل في الجزائر‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الهيئات التابعة للوزارة الوصية بالشغل‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ﻫيئات أخرى مساﻫمة في ترقية التشغيل‬
‫‪83‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة العمومية الداعمة للمبادرة المقاوالتية‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جهاز اإلدماج المهني للشباب‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األجهزة المسيرة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‬
‫‪84‬‬
‫والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬سياسات محاربة البطالة‬
‫‪91‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬برامج ومؤسسات سوق العمل في إطار سياسات محاربة البطالة‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات محاربة البطالة‬
‫‪94‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬البرامج العمومية لترقية العمل المأجور‬
‫‪98‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‬
‫‪98‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أﻫداف ومحاور مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حصيلة التشغيل‬
‫ب‬
‫فهرس البحث‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪111‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪159-112‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪0101 – 0111‬‬
‫‪112‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪113‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عالقة اإلنفاق العام بالتشغيل‪ :‬اإلطار النظري‬
‫‪113‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نموذج )‪ (IS-LM‬وسوق العمل‬
‫‪114‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اشتقاق منحنى ‪ IS‬ومنحنى ‪LM‬‬
‫‪120‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود مع اختالل سوق العمل‬
‫‪122‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج )‪ (AS-AD‬وسوق العمل‬
‫‪122‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬منحنيي الطلب والعرض الكليين‬
‫‪132‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التوسع في اإلنفاق العام والتشغيل في إطار نموذج (‪)AS-AD‬‬

‫‪135‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار العام لمخططات اإلنفاق العام المطبقة في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪0101 - 0111‬‬
‫‪135‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي ‪0112 – 0110‬‬

‫‪135‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أﻫداف وتوزيع الغالف المالي لمخطط دعم االنعاش االقتصادي‬
‫‪0112 – 0110‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار برنامج دعم اإلنعاش‬
‫‪138‬‬
‫االقتصادي‬
‫‪141‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪0110 – 0115‬‬

‫‪141‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أﻫداف وتوزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫‪0110 – 0115‬‬
‫‪143‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫المبحث الثالث‪ :‬انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪143‬‬
‫‪ 0110 – 0110‬وإطاره العام للفترة ‪0102 – 0101‬‬
‫‪143‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلنفاق العام والتشغيل في الجزائر خالل الفترة ‪0110 – 0110‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دراسة تطورات النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة تطبيق برامج‬
‫‪144‬‬
‫اإلنفاق العام ‪0110 – 0110‬‬
‫‪151‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم نتائج التشغيل المسجلة خالل الفترة ‪0110 - 0110‬‬
‫‪154‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االطار العام للبرنامج الخماسي ‪0102 – 0101‬‬
‫‪154‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قوام برنامج التنمية االقتصادية واالجتماعية للفترة ‪0102 – 0101‬‬

‫ج‬
‫فهرس البحث‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬

‫‪155‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقي بالتشغيل ومحاربة البطالة ضمن إطار البرنامج الخماسي‬
‫‪0102 – 0101‬‬
‫‪159‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪160‬‬ ‫الخاتمة العامة‬
‫‪165‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪175‬‬ ‫المالحق‬

‫د‬
‫قائمة الجداول‬

‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجداول‬
‫الجدول‬

‫‪20‬‬ ‫حاالت سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪27‬‬ ‫الحاالت الممكنة للتعبير على طلب وعرض (العمل أو الشغل) في سوق العمل‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪37‬‬ ‫تطور عدد السكان في الجزائر خالل الفترة ‪0118 - 0000‬‬ ‫‪3.0‬‬

‫‪39‬‬ ‫تطور القوة العاملة اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس في الجزائر خالل السنوات‬ ‫‪2.0‬‬
‫‪0101 – 0115 –0110‬‬

‫‪39‬‬ ‫توزيع معدل النشاط حسب نوع الجنس والفئات العمرية في الجزائر في سنتي‬ ‫‪5.0‬‬
‫‪0101 - 0116‬‬
‫‪21‬‬ ‫تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي ‪0101 - 0115‬‬ ‫‪6.0‬‬

‫‪20‬‬ ‫تطور القوة العاملة العاطلة في الجزائر خالل السنوات ‪0101 – 0115 - 0110‬‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪20‬‬ ‫تطور قوة العمل العاطلة في الجزائر حسب الفئات العمرية خالل السنوات ‪–0115–0110‬‬ ‫‪8.0‬‬
‫‪0101‬‬

‫‪23‬‬ ‫تطور قوة العمل المشتغلة ومعدل العمالة في الجزائر خالل السنوات ‪– 0115 –0110‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫‪0101‬‬
‫توزع قوة العمـل المشتغلـة حسـب القطاعـات االقتصاديـة في الجزائر خـالل‬
‫‪22‬‬ ‫‪01.0‬‬
‫‪0101 – 0115 - 0110‬‬ ‫السنـوات‬
‫‪25‬‬ ‫توزع قوة العمل المشتغلة حسب قطاع النشاط في الجزائر خالل الفترة ‪0101 – 0115‬‬ ‫‪00.0‬‬

‫توزع قوة العمل المشتغلة حسـب الفئـة االجتماعيـة المهنيـة في الجزائر خـالل‬
‫‪26‬‬ ‫‪00.0‬‬
‫السنـوات ‪0101 – 0115 – 0110‬‬

‫‪49‬‬ ‫مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول من سنة ‪0101‬‬ ‫‪03.0‬‬

‫‪60‬‬ ‫سياسات التشغيل النشطة وسياسات التشغيل الخاملة‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪65‬‬ ‫متوسط إنشاء مناصب الشغل السنوي في الجزائر الخاصة بمخططات الفترة‬ ‫‪0.0‬‬
‫‪0000 – 0060‬‬

‫‪65‬‬ ‫مناصب الشغل المنشأة خارج قطاع الفالحة في الجزائر خالل الفترة ‪0000 - 0060‬‬ ‫‪3.0‬‬

‫ه‬
‫قائمة الجداول‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجداول‬
‫الجدول‬

‫‪66‬‬ ‫تطور ﻫيكل التشغيل خارج الفالحة في الجزائر خالل السنوات ‪- 0002 –0001 –0060‬‬ ‫‪2.0‬‬
‫‪0000‬‬
‫توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول (‪ )0082 – 0081‬المطبق في الجزائر على‬
‫‪68‬‬ ‫‪5.0‬‬
‫مختلف القطاعات االقتصادية‬
‫توزيع استثمارات المخطط الخماسي الثاني (‪ )0080 - 0085‬المطبق في الجزائر على‬
‫‪69‬‬ ‫‪6.0‬‬
‫مختلف القطاعات االقتصادية‬
‫‪70‬‬ ‫تطور بعض المؤشرات االقتصادية الكلية للجزائر خالل الفترة ‪0080 - 0085‬‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪71‬‬ ‫مساﻫمة القطاعات االقتصادية في إنشاء مناصب الشغل في الجزائر خالل الثمانينات‬ ‫‪8.0‬‬

‫‪78‬‬ ‫تطور عدد المؤسسات المنحلة وعدد العمال المسرحين في الجزائر خالل الفترة‬ ‫‪0.0‬‬
‫‪0111 -0002‬‬
‫‪86‬‬ ‫التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬ ‫‪01.0‬‬

‫‪86‬‬ ‫التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬ ‫‪00.0‬‬

‫التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات‬
‫‪87‬‬ ‫‪00.0‬‬
‫مجلس الوزراء المنعقد في ‪ 00‬فيفري ‪0100‬‬
‫التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات‬
‫‪87‬‬ ‫‪03.0‬‬
‫مجلس الوزراء المنعقد في ‪ 00‬فيفري ‪0100‬‬
‫نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب المنشئ لمؤسسة مصغرة‬
‫‪88‬‬ ‫‪02.0‬‬
‫في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب حسب المناطق‬
‫مقارنة بين الكثافة التشغيلية للمشروع المحلي والمشروع األجنبي في الجزائر خالل‬
‫‪103‬‬ ‫‪05.0‬‬
‫الفترة ‪0112 - 0111‬‬
‫نسبة مساﻫمة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (‪ )ANGEM‬في التشغيل خالل‬
‫‪104‬‬ ‫‪06.0‬‬
‫الفترة ‪0101 - 0115‬‬

‫‪105‬‬ ‫تطور مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل الفترة‬ ‫‪00.0‬‬
‫‪0101 – 0111‬‬
‫‪108‬‬ ‫مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول من سنة ‪0101‬‬ ‫‪08.0‬‬

‫‪136‬‬ ‫توزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة‬ ‫‪0.3‬‬
‫‪0112 – 0110‬‬

‫و‬
‫قائمة الجداول‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجداول‬
‫الجدول‬

‫مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي دعم اإلنعاش‬
‫‪138‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪0112 – 0110‬‬
‫مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا من طرف قطاع اإلشغال الكبرى والهياكل القاعدية في‬
‫‪139‬‬ ‫‪3.3‬‬
‫إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪0112 – 0110‬‬
‫مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا من طرف قطاع التنمية المحلية في إطار برنامج دعم‬
‫‪140‬‬ ‫‪2.3‬‬
‫اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪0112 – 0110‬‬

‫‪142‬‬ ‫توزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو المطبق في الجزائر خالل الفترة‬ ‫‪5.3‬‬
‫‪0110 – 0115‬‬
‫تطور اإلنفاق العام ومعدالت النمو‪ ،‬التشغيل والبطالة في ظل ارتفاع احتياطي الصرف‬
‫‪144‬‬ ‫‪6.3‬‬
‫وسعر البرميل الخام للبترول في الجزائر خالل الفترة ‪0110 – 0110‬‬
‫تطور معدل النمو االقتصادي الحقيقي ومعدل النمو في خارج قطاع المحروقات في‬
‫‪145‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪0110 -0110‬‬
‫مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في الناتج الداخلي الخام ومعدالت النمو الحقيقي لكل‬
‫‪147‬‬ ‫‪8.3‬‬
‫قطاع في الجزائر خالل السنوات ‪0118 -0116 -0112 -0110‬‬
‫تطور معدالت نمو القطاع الصناعي الخاص وأﻫم فروع القطاع الصناعي العام في‬
‫‪149‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪0110 – 0110‬‬

‫‪150‬‬ ‫تطور واردات الجزائر من المواد النصف مصنعة والتجهيزات الصناعية خالل الفترة‬ ‫‪01.3‬‬
‫‪0110 – 0110‬‬
‫‪151‬‬ ‫مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في التشغيل في الجزائر خالل الفترة ‪0110 - 0110‬‬ ‫‪00.3‬‬

‫‪154‬‬ ‫تطور واردات الجزائر خالل الفترة ‪0110 - 0110‬‬ ‫‪00.3‬‬

‫‪155‬‬ ‫توزيع الغالف المالي للبرنامج الخماسي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪0102 - 0101‬‬ ‫‪03.3‬‬

‫ز‬
‫قائمة األشكال‬

‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪00‬‬ ‫منحنى دوال اإلنتاج‪ ،‬اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية للعمل‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪14‬‬ ‫محنى الطلب الكلي للعمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪15‬‬ ‫منحنى العرض الكلي للعمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‬ ‫‪3.0‬‬

‫‪16‬‬ ‫توازن سوق العمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‬ ‫‪2.0‬‬

‫سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد " توفر المعلومات الكاملة‬


‫‪19‬‬ ‫‪5.0‬‬
‫)"‬ ‫لدى المؤسسات االقتصادية على عكس األفراد لما (‬
‫سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد "توفر المعلومات الكاملة لدى‬
‫‪20‬‬ ‫‪6.0‬‬
‫)"‬ ‫المؤسسات االقتصادية على عكس األفراد لما (‬
‫‪22‬‬ ‫منحنى عرض العمل عند كينز‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪23‬‬ ‫منحنى توازن سوق العمل عند كينز‬ ‫‪8.0‬‬

‫‪25‬‬ ‫سوق العمل في ظل النموذج الكينزي الجديد‬ ‫‪0.0‬‬

‫‪000‬‬ ‫منحنى (‪)IS‬‬ ‫‪0.3‬‬

‫‪119‬‬ ‫منحنى (‪)LM‬‬ ‫‪0.3‬‬

‫‪120‬‬ ‫التوازن في سوق السلع والخدمات والسوق النقدي‬ ‫‪3.3‬‬

‫‪121‬‬ ‫توازن سوق السلع والخدمات والسوق النقدي مع اختالل سوق العمل‬ ‫‪2.3‬‬

‫‪125‬‬ ‫اشتقاق منحنى الطلب الكلي (‪)AD‬‬ ‫‪5.3‬‬

‫‪126‬‬ ‫التشغيل في حالة ثبات األجر النقدي‬ ‫‪6.3‬‬

‫‪128‬‬ ‫اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬في حالة ثبات األجور النقدية‬ ‫‪0.3‬‬

‫‪129‬‬ ‫اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬في حالة تغير األجور النقدية‬ ‫‪8.3‬‬

‫‪130‬‬ ‫الحاالت الثالث لمنحنيات العرض الكلي‬ ‫‪0.3‬‬

‫‪131‬‬ ‫التوازن الكلي حسب نموذج (‪)AS-AD‬‬ ‫‪01.3‬‬

‫اثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج (‪ )AS-AD‬في‬


‫‪132‬‬ ‫‪00.3‬‬
‫حالة منحنى العرض الكلي األفقي والمائل‬
‫اثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج (‪ )AS-AD‬في‬
‫‪133‬‬ ‫‪00.3‬‬
‫حالة منحنى العرض الكلي العمودي‬

‫ح‬
‫مقدمة عامة‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬

‫شهد سوق العمل في الجزائر خالل العقد األخير من القرن العشرين اضطرابا شديدا واختالال حـادا‬
‫تمثل في الفجوة الواسعة بين العرض والطلب على العمل‪ .‬وكانت أزمة البطالة من أﻫم مظـاﻫر ﻫـذا‬
‫االختالل‪.‬‬

‫فحسب الديوان الوطني لالحصائيات انتقل مؤشر البطالة في الجزائر من ‪ % 19,7‬سنة ‪ 1990‬إلى‬
‫‪ % 28,1‬سنة ‪ ،0005‬ثم تفاقم المشكل ليصل إلى حدود ‪ % 31‬سنة ‪.0000‬‬

‫وقد جاء ﻫذا االرتفاع في معدالت البطالة نتيجة ألزمات اقتصادية عنيفة عاشتها الجزائر‪ ،‬بدءا‬
‫بانفجار أزمة الديون سنة ‪ ،0080‬فاألزمة النفطية سنة ‪ ،0086‬وما تال ذلك من دخول الجزائر في‬
‫اتفاقيات مع المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬

‫إذ عرف سوق العمل في الجزائر تحوال كبيرا في أعقاب اإلصالحات االقتصادية التي اعتمدتها‬
‫البالد وما انجر عنها من تطبيق لبرنامج التعديل الهيكلي لالقتصاد وخوصصة المؤسسات االقتصادية‬
‫العمومية‪ ،‬حيث كان لهذه اإلصالحات بالغ األثر على سوق العمل من حيث تسريح العمال وإحالة‬
‫البعض على التقاعد المسب ق وتراجع عرض مناصب الشغل الدائمة مقابل زيادة عرض عقود العمل‬
‫(‪)1‬‬
‫منصب شغل سنة ‪ 0086‬تم تضييعه في‬ ‫المحددة المدة‪ ،‬حيث تشير اإلحصائيات إلى أن ‪500 000‬‬
‫إطار عمليات التسريح الجماعي ألسباب اقتصادية‪.‬‬

‫في ظل ﻫذه التحوالت التي شهدﻫا االقتصاد الجزائري وكذا سوق العمل‪ ،‬تدخلت الحكومة الجزائرية‬
‫في ﻫذا السوق من خالل رسم وتنفيذ سياسة عامة للتشغيل في إطار السياسة التنموية لالقتصاد تهدف‬
‫إلى ترقية التشغيل والحد من البطالة‪.‬‬

‫فعلى اثر عودة ارتفاع أسعار المحروقات ابتداء من الثالثي األخير لسنة ‪ 0000‬وما انجر عنه من‬
‫راحة مالية خالل الفترة ‪ ،0101 – 0111‬قامت الجزائر بتسطير سياسة تنموية ترجمت من خالل‬
‫مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ‪ 0112 - 0110‬والبرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة‬
‫‪ ،0110 – 0115‬واللذان يتميزان بزيادة اإلنفاق الحكومي خاصة في شقه االستثماري‪ ،‬وقد ساﻫمت‬
‫ﻫذه السياسة بشكل ملحوظ في التحسين من مستويات التشغيل أين انخفضت نسبة البطالة في الجزائر‬

‫مدني بن شهرة‪" ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،0118 ،‬ص ‪.063‬‬
‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫إلى أكثر من النصف خالل الفترة ‪ ،0101 – 0111‬إذ سجلت األرقام الرسمية لسنة ‪ 0101‬نسبة بطالة‬
‫بلغت ‪ % 01‬بعدما كانت ‪ % 29,30‬سنة ‪.0000‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫انطالقا من التحليل السابق تسعى ﻫذه الدراسة إلى اإلجابة على السؤال التالي‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة سياسات التشغيل المنتهجة من طرف الحكومة في معالجة اختالل سوق العمل‬
‫في الجزائر في إطار اإلمكانيات المالية المخصصة للفترة ‪0101 – 0111‬؟‬

‫ولتناول جوانب ﻫذه اإلشكالية والتدقيق في جزئياتها ارتأينا طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ما ﻫو واقع سوق العمل في الجزائر خالل العقد األول من األلفية الثالثة؟‬
‫‪ .2‬ما ﻫي السياسات التي سطرتها الحكومة الجزائرية في ميدان الشغل؟ وﻫل ساﻫمت في ترقية‬
‫التشغيل واحتواء البطالة؟‬
‫‪ .3‬ما ﻫي العالقة التي تربط بين النفقات العامة والتشغيل‪ ،‬وما ﻫي اآلثار المترتبة عن التوسع‬
‫في اإلنفاق العام على التشغيل في الجزائر خالل الفترة ‪0101 – 0111‬؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية المطروحة يمكن صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬يرتبط تحسن وضع سوق العمل في الجزائر باألداء الجيد لالقتصاد؛‬


‫‪ .2‬كسب تحدي التشغيل يتطلب وضع سياسات تشغيل نشطة على مستوى كل من السياسات‬
‫االقتصادية الكلية وسياسات سوق العمل؛‬
‫‪ .3‬يرﻫن تأثير التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل بمدى تأثير ﻫذا التوسع على الناتج‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫يحظى سوق العمل باﻫتمام العديد من الباحثين‪ ،‬منهم طلبة الدراسات العليا‪ ،‬ولذا نجد أن الكثير من‬
‫مذكرات الماجستير وأطروحات الدكتوراه قد تناولته‪ ،‬كل من جانب‪ ،‬فهناك من اﻫتم بجانب العرض فيه‬
‫وﻫناك من اﻫتم بجانب الطلب فيه وﻫناك من اﻫتم بوضع التوازن أو االختالل فيه‪ ،‬كما أن ﻫناك‬
‫آخرون اﻫتموا بالبحث عن السياسات الناجعة لتعديله‪ ،‬بينما نجد البعض اآلخر يهتم بدراسة أثر بعض‬
‫المتغيرات االقتصادية على أحد العناصر المكونة له ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ونظرا للكم الهائل لهذه األعمال فإنه من‬
‫الصعب بما كان حصرﻫا‪ .‬لهذا سنكتفي بذكر البعض منها لما رأينا له من صلة بموضوعنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪ .1‬قامت الباحثة سعدية قصاب في أطروحة الدكتوراه تحت عنوان "اختالالت سوق العمل وفعالية‬
‫سياسات التشغيل في الجزائر ‪ "0112 – 0001‬بتحليل العالقة التي تربط سوق العمل في الجزائر‬
‫بالسوق غير الرسمية عن طريق تأكيد الفرضية التي تدرس الرابطة بين تراجع نظام األجور الذي‬
‫يؤدي إلى رفع معدالت البطالة والتي تؤدي بدورﻫا إلى تغذية السوق غير الرسمية من جهة‬
‫وتشجيع البطالين على خلق مناصب عملهم بنفسهم بالتوجه إلى إحداث مؤسساتهم الخاصة من‬
‫جهة ثانية؛‬
‫‪ .2‬كما تناول الباحث شاللي فارس في مذكرة ماجستير تحت عنوان"دور سياسة التشغيل في معالجة‬
‫مشكل البطالة في الجزائر خالل الفترة ‪ 0112 – 0110‬مع محاولة اقتراح نموذج اقتصادي‬
‫للتشغيل للفترة ‪ ،"0110 – 0115‬متطرقا إلى تحليل وضعية سوق العمل في الجزائر مركزا على‬
‫سياسات التشغيل المتبعة في ميدان الشغل‪ ،‬ﻫادفا إلى إبراز فعالية ﻫذه السياسات في خلق مناصب‬
‫الشغل من عدمها خالل الفترة ‪ ،0112 – 0110‬ومن ثمة اقتراح نموذج خاص بالتشغيل للفترة‬
‫‪0110 - 0115‬؛‬
‫‪ .3‬و تناول الباحث ضيف أحمد في مذكرة ماجستير تحت عنوان "انعكاس سياسة اإلنفاق العام على‬
‫النمو والتشغيل في الجزائر ‪ ، "0112 – 0002‬العالقة التي تربط سياسة اإلنفاق العام بكل من النمو‬
‫االقتصادي وسوق العمل من خالل تأكيد الفرضيات التي قامت عليها دراسته والتي تدور حول فكرة‬
‫أن توسع الدول ة في اإلنفاق العام ال يكون إال بناء على ما تمتلكه من موارد مالية‪ ،‬أما تأثير ﻫذا‬
‫اإلنفاق على النمو والتشغيل ال يكون إال من خالل تأثيره على اإلنتاج؛‬
‫‪ .4‬في حين تناول الباحث بودخدخ كريم في مذكرة ماجستير تحت عنوان "أثر سياسة اإلنفاق العام‬
‫على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪ ،"0110 - 0110‬متطرقا إلى العالقة التي تربط بين‬
‫النمو االقتصادي واإلنفاق العام‪ ،‬مركزا على تأثير كل من مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‬
‫والبرنامج التكميلي لدعم النمو على النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬ﻫادفا إلى تأكيد أﻫمية تدخل‬
‫الدولة في تنشيط األداء االقتصادي من خالل التوسع في اإلنفاق العام‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن ﻫذه الدراسة المتعلق بسياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر‪ ،‬تخص‬
‫الفترة ‪ ،0101 – 0111‬وﻫي تحديدا مرحلة تتميز باعتبارات مختلفة‪.‬‬

‫فالمرحلة المعنية بالدراسة‪ ،‬تتميز بثالث معطيات جوﻫرية تستحق مزيدا من االﻫتمام وتفتح آفاقا‬
‫جديدة للبحث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫ففي المقام األول‪ ،‬فإن ﻫذه المرحلة تتميز بنهاية عقد كامل من الجهود المكثفة لتدارك عجز‬
‫اجتماعي واقتصادي ‪ -‬كان اختالل سوق العمل أحد صورﻫا ‪ -‬موروث عن أزمة متعددة األشكال؛‬

‫وفي المقام الثاني‪ ،‬فإن نفس ﻫذه المرحلة تتميز باستعادة الجزائر استقالليتها المالية إزاء‬
‫الخارج‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن بالدنا‪ ،‬قد أصبحت من اآلن‪ ،‬مطالبة أكثر بتكريس مزيد من الجهود لبناء اقتصاد‬
‫قوي تنافسي مستقل‪ ،‬كفيل بتحقيق استقرار اقتصادي كلي بما فيه استقرار سوق العمل؛‬

‫أما في المقام الثالث واألخير ‪ ،‬فإن ﻫذه المرحلة تعرف تطبيق برنامجين ضخمين من حيث‬
‫اإلعتمادات المالية المخصصة ﻫما‪ :‬برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪ 0112 – 0110‬والبرنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو ‪.0110 – 0115‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تهدف ﻫذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األﻫداف منها‪:‬‬

‫‪ .1‬إلقاء الضوء على تطور سوق العمل في الجزائر‪ ،‬وبيان خصائصه؛‬


‫‪ .2‬التعرف على السياسات العامة المطبقة من طرف الحكومة الجزائرية في ميدان الشغل‪،‬‬
‫وانعكاسها على وضع سوق العمل؛‬
‫‪ .3‬تبيين دور اإلنفاق العام في التحسين من وضع التشغيل‪ ،‬وأساس نجاح ﻫذا الدور‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫يرجع اختيارنا لموضوع " سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة ‪"0101 – 0111‬‬
‫لمجموعة من الدوافع ﻫي‪:‬‬

‫‪ .1‬األﻫمية التي يحتلها ﻫذا السوق في االقتصاد من جهة‪ ،‬وأﻫمية السلعة ‪-‬قوة عمل اإلنسان‪-‬‬
‫التي تتداول فيه من جهة أخرى؛‬
‫‪ .2‬مواصلة البحث في ﻫذه الموضوع‪ ،‬ألنه سبق لنا وأن تطرقنا إلى جزء منه على مستوى‬
‫الليسانس؛‬
‫‪ .3‬سعينا من خالل ﻫذا العمل إلى المساﻫمة في إثراء رصيد المكتبة‪.‬‬
‫منهجية الدراسة ومصادر البيانات‪:‬‬

‫تقوم ﻫذه الدراسة على تحليل تطور سوق العمل وسياسات التشغيل المنفذة ألجل تعديله والتوسع الذي‬
‫شهده اإلنفاق العام للفترة ‪ ،0101 - 0111‬وتأثير ﻫذين األخيرين –سياسات التشغيل و التوسع في اإلنفاق‬
‫العام‪ -‬على الرفع من التشغيل وامتصاص البطالة‪ ،‬لذلك فان البحث يعتمد على المنهج الوصفي لإللمـام‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫باإلطار النظري لمحوري الدراسة والمتمثلين في سوق العمل واإلنفاق العام‪ ،‬باإلضـافة إلـى المـنهج‬
‫التحليلي لتقدير مدى مساﻫمة سياسات التشغيل واإلنفاق العام في التحسين من واقع سـوق العمـل فـي‬
‫الجزائر وذلك الختبار الفرضيات المطروحة سابقا‪.‬‬

‫ولقد اعتمدنا في ﻫذه الدراسة على عدة مصادر للبيانات‪ ،‬حيث اعتمدنا في البحث على بيانات الديوان‬
‫الوطني لإلحصائيات‪ ،‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتمـاعي‪ ،‬وزارة العمـل والتشـغيل والضـمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬مصالح الوزير األول‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫إطار وحدود الدراسة ‪:‬‬

‫من أجل معالجة إشكالية البحث فقد تم تحديد إطارين له ﻫما‪ :‬إطار زماني وآخر مكـاني ‪ ،‬فاإلطـار‬
‫الزماني يتجلى في فترة الدراسة التي حددت مابين سنتي ‪ 0111‬و‪ ،0101‬أما اإلطار المكاني فقد ارتأينـا‬
‫أن يكون بدراسة سياسات التشغيل وسوق العمل في بلد ﻫو الجزائر‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫كغيره من البحوث‪ ،‬واجهتنا في سبيل القيام بهذا البحث بعض الصعوبات‪ ،‬أﻫمها على اإلطالق‪ ،‬قلة‬
‫البيانات اإلحصائية وصعوبة الحصول عليها‪ ،‬كما أنه وفي حال حصولنا عليها نجد أنها غير دقيقة‪،‬‬
‫إضافة إلى عدم تطابقها في بعض األحيان حتى من المصدر ذاته‪.‬‬

‫محتويات الدراسة‪:‬‬

‫بعد تناولنا إلشكالية البحث والفرضيات التي ستبنى عليها الدراسة‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬وبعد إبراز‬
‫أﻫمية وأﻫداف الموضوع‪ ،‬وأسباب اختيارنا لهذا الموضوع والمنهج المستعمل فيه‪ ،‬وكذا حدود ﻫذه‬
‫الدراسة والصعوبات والعراقيل التي واجهناﻫا في إعداد ﻫذا العمل‪ ،‬سننتقل إلى تناول موضوع بحثنا‬
‫والذي جاء تحت عنوان" سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة ‪"0101 – 0111‬‬
‫بالدراسة والتحليل من خالل ثالثة فصول حيث‪:‬‬

‫‪ ‬تناولنا في الفصل األول من ﻫذا البحث تطور سوق العمل في الجزائر‪ ،‬من خالل ثالث مباحث‪،‬‬
‫ففي المبحث األول تطرقنا إلى تحديد األسس النظرية لسوق العمل لدى مدارس الفكر‬
‫االقتصادي‪ ،‬وفي المبحث الثاني قمنا بتقديم بعض المفاﻫيم المتعلقة بسوق العمل ونظام معلومات‬
‫ﻫذا السوق وواقع ﻫذا األخير في الجزائر‪ ،‬أما المبحث الثالث فقد خصصناه لتحليل عنوان‬
‫موضوع ﻫذا الفصل بعرض الخلفية التاريخية لتطور سوق العمل في الجزائر ثم واقع تطوره‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫خالل فترة الدراسة الممتدة بين سنتي ‪ 0111‬و‪ 0101‬وختمناه بذكر أﻫم الخصائص التي ميزت‬
‫ﻫذا السوق؛‬
‫‪ ‬أما في الفصل الثاني والذي عنوانَاه بـ‪ " :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية‬
‫التشغيل ومحاربة البطالة" ‪ ،‬والذي يشمل ثالثة مباحث‪ ،‬قمنا في أولها ومن خالل مطلبها األول‬
‫بعرض مفهوم سياسات التشغيل وكذا إعطاء فكرة عن نوعي ﻫذه السياسات النشطة منها‬
‫والخاملة مع التعرض لالختالف ال موجود بينهما‪ ،‬أما في المطلب الثاني فقد قمنا بعرض سياسات‬
‫التشغيل في الجزائر ضمن إطارﻫا التاريخي المحدد بالفترة ‪ ،0000 - 0060‬ثم ركزنا في‬
‫المبحث الثاني والثالث على موضوع ﻫذا الفصل بالتطرق لسياسات التشغيل وسياسات محاربة‬
‫البطالة المعتمد عليها في الجزائر؛‬
‫‪ ‬وفي الفصل الثالث واألخير‪ ،‬تابعنا الحديث عن سياسات التشغيل لكن ﻫذه المرة وخالفا للفصل‬
‫الثاني قمنا بالتطرق لهذه السياسات ضمن برامج اإلنفاق العام ‪ ،0101 – 0111‬وذلك بالتركيز‬
‫على سياسات التشغيل ضمن السياسة االقتصادية الكلية (سياسة اإلنعاش االقتصادي)‪.‬‬
‫لهذا قسمنا ﻫذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬تناولنا في المبحث األول اإلطار النظري لإلنفاق العام‬
‫وعالقته بالتشغيل‪ ،‬وفي المبحث الثاني درسنا اإلطار العام للبرامج اإلنفاقية التي تضمنتها الفترة‬
‫‪ ،0101 – 0111‬لنقوم في األخير بتبيين انعكاس التوسع في االنفاق العام على سوق العمل في‬
‫الجزائر للفترة ‪ 0110 – 0110‬وإطارﻫا العام للفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫واختتمنا عملنا ﻫذا بخاتمة عامة تتضمن أﻫم ما توصلنا إليه من نتائج‪ ،‬واختبار لصحة الفرضيات‬
‫المعتمدة من خطئها‪ ،‬وكذا مجموعة من االقتراحات‪ ،‬لنفتح بعدﻫا آفاقا للبحث نأمل أن يتم الخوض فيها‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫شهدت الجزائر تطورات في المجاالت االقتصادية والديموغرافية‪ .‬تفاعلت مع التغيرات االقتصادية‬


‫والسياسية على الساحتين الوطنية والدولية عبر العقود الماضية‪ .‬وقد نتج عن ذلك تغيرات جذرية في‬
‫طبيعة سوق العمل الجزائري وواقعه وبنيته الهيكلية‪ ،‬حيث تركت ﻫذه التطورات والتقلبات االقتصادية‬
‫الداخلية والخارجية آثارﻫا على سوق العمل الجزائري‪ ،‬الذي يعتبر شديد الحساسية لها‪.‬‬

‫لهذا سيتمحور نقاش ﻫذا الفصل على دراسة وتحليل تطور سوق العمل في الجزائر من خالل‬
‫المباحث الثالث التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي؛‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المفاﻫيمي ونظام معلومات سوق العمل؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي‪.‬‬

‫يعرف الفكر االقتصادي الحديث مدارس عدة يُرجع االقتصاديون أصولها لفكر مدرستين تقليديتين‬
‫ﻫما المدرسة الكالسيكية والمدرسة الكينزية‪.‬‬

‫أما المدرسة الكالسيكية فقد سادت الفكر االقتصادي قبل الثالثينيات في حين ولدت المدرسة الكينزية‬
‫على يد رائدﻫا جون مينر كينز(*) صاحب المؤلف الشهير"النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود"‬
‫‪1‬‬

‫الصادر سنة ‪.0036‬‬

‫وضمن أفكار ﻫاتين المدرستين نجد أفكارا عديدة عن سوق العمل تنبع من أﻫمية الدور الذي يلعبه‬
‫العمل في الحياة االقتصادية‪ ،‬سواء في مجال اإلنتاج أو كمصدر للدخل‪.‬‬

‫سنحاول في ﻫذا المبحث التطرق لبعض األفكار الخاصة بهذا السوق من خالل إعطاء نبذة عن آراء‬
‫الفكر االقتصادي للمدرستين الكالسيكية والكينزية لسوق العمل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سوق العمل في الفكر االقتصادي الكالسيكي‪.‬‬

‫تعود جذور الفكر االقتصادي الكالسيكي إلى المدرسة الكالسيكية األم التي ظهرت في انجلترا‬
‫بأواخر القرن الثامن عشر على يد مجموعة من المفكرين االقتصاديين أشهرﻫم على اإلطالق آدم‬
‫(**)‬
‫صاحب المؤلف الشهير "ثروة األمم"‪ .‬وقد ارتكزت النظرية الكالسيكية على افتراضين‬ ‫‪2‬‬
‫سميث‬
‫(‪)0‬‬
‫( )‬
‫‪3‬‬
‫ﻫما‪:‬‬

‫‪ ‬خضوع النظام الرأسمالي لمبدأ المنافسة الكاملة التي تمنع بائعي السلع والخدمات من‬
‫السيطرة على أسعارﻫا في السوق التنافسي؛‬
‫‪ ‬التشغيل الكامل ﻫو الوضع الطبيعي لالقتصاد‪.‬‬
‫حوالي سنة ‪ 0800‬ظهرت مدرسة تعد امتدادا للمدرسة الكالسيكية تتبنى أفكارﻫا وترتكز على‬
‫افتراضاتها ﻫي المدرسة النيوكالسيكية‪ ،‬كما تفرعت عن المدرسة الكالسيكية األم مدارس أخرى‬
‫كالمدرسة النقدوية والمدرسة الكالسيكية الجديدة‪ ،‬ونحن من خالل ﻫذا المبحث سنتطرق لكل من‬
‫المدرستين النيوكالسيكية والكالسيكية الجديدة‪ ،‬وذلك نظرا لما أسهمتا به في موضوع سوق العمل‪.‬‬

‫*‬
‫‪John Maynard KEYNES.‬‬
‫**‬
‫‪Adam SMITH.‬‬
‫‪ 1‬عبد المنعم السيد علي‪" ،‬مدخل في علم االقتصاد‪ :‬دراسة في مبادئ االقتصاد الرأسمالي واالشتراكي"‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد الجامعة‬
‫المستنصرية‪ ،‬بغداد‪ ،0082 ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫فالمنطلق الفلسفي للعمل لدى المدرسة الكالسيكية األم كان األرضية الصلبة التي بني عليها النموذج‬
‫النيوكالسيكي األساسي للعمالة واإلنتاج‪ ،‬في حين كانت التوقعات الرشيدة اإلضافة البارزة التي جاءت‬
‫بها المدرسة الكالسيكية الجديدة والتي كان لها آثار على سوق العمل والتشغيل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النموذج النيوكالسيكي لسوق العمل‪.‬‬

‫يرتبط اﻫتمام النيوكالسيك بتحليل سوق العمل باﻫتمامهم بدراسة "التوازن العام" لالقتصاد‪ ،‬والذي‬
‫يستلزم تحقيق التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقد وسوق العمل‪.‬‬

‫سوق العمل بالنسبة لمنظري ﻫذه المدرسة كأي سوق آخر تتحدد فيه الكميات واألسعار أي حجم‬
‫العمالة واألجور بتفاعل الطلب و العرض على العمل‪.‬‬

‫يهتم التحليل النيوكالسيكي بدراسة سلوك الوحدة االقتصادية من طالبين وعارضين‪ ،‬لهذا تحليلهم‬
‫لسوق العمل يرتكز على دراسة سلوك المؤسسة االقتصادية في طلبها للعمل باعتباره أحد عناصر‬
‫اإلنتاج وبسلوك األفراد في عرضهم للعمل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويرتكز التحليل النيوكالسيكي لسوق العمل على ثالث فرضيات‪:‬‬

‫‪ ‬تجانس وحدات العمل؛‬


‫‪ ‬حرية تنقل العمالة؛‬
‫‪ ‬توفر عنصر المنافسة في استئجار عنصر العمل‪.‬‬
‫‪ .I‬الطلب على العمل‪:‬‬
‫‪ .1‬الطلب على العمل من طرف المؤسسة االقتصادية‪:‬‬
‫يتحدد طلب المؤسسة على العمل بالجمع بين العالقة الفنية‪ ،‬أي دالة اإلنتاج‪ ،‬والسوق‪ ،‬أي الطلب‬
‫على اإلنتاج‪ .‬وتشير العالقة األولى إلى اإلنتاج الطبيعي الحدي للعمل‪ ،‬على افتراض ثبات مستوى‬
‫جميع عناصر اإلنتاج األخرى‪ ،‬وأﻫمها رأس المال‪ .‬أما العالقة الثانية‪ ،‬فتشير إلى اإليراد الحدي الناجم‬
‫عن التغيرات في مبيعات المؤسسة‪ .‬وعند ضرب اإلنتاج الطبيعي الحدي في اإليراد الحدي تحصل‬
‫المؤسسة على إيراد اإلنتاجية الحدي للعمل‪ ،‬أي اإلضافة إلى اإليراد الكلي الناجم عن استخدام وحدة‬
‫إضافية من العمل‪ .‬وتحصل المؤسسة على أقصى اإلرباح عندما يتساوى إيراد اإلنتاج الحدي مع‬
‫(‪)2‬‬
‫التكلفة الحدية للعمل‪ ،‬وﻫو أحد الشروط األساسية لتحقيق أقصى األرباح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gilles FERREOL, Philippe DEUBEL, "Economie du Travail", Armand colin, Paris, 1990, p 60.‬‬
‫ضياء مجيد الموسوي‪" ،‬سوق العمل والنقابات العمالية في اقتصاد السوق الحرة"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪،0110 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.03‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫سنقوم من خالل ما سيأتي بتفصيل ﻫذه الفقرة من خالل ما سنورده من معادالت رياضية‪ ،‬تمثيالت‬
‫بيانية‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫أ‪ .‬دالة اإلنتاج‪:‬‬


‫تعتبر دالة اإلنتاج منطلقا للنموذج النيوكالسيكي في تحديد حجم العمالة ومعدل األجر‪ ،‬ويعتمد حجم‬
‫إنتاج المؤسسة االقتصادية في األمد الطويل عموما على العوامل المجمعة في المعادلة التالية‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :Y‬حجم إنتاج المؤسسة االقتصادية؛‬


‫(‪ )T ،K ،L‬ﻫي كمية العمل و رؤوس األموال ومستوى التكنولوجيا المستخدمة من طرف المؤسسة‬
‫االقتصادية على التوالي‪.‬‬

‫أما في األمد القصير فحسب الكالسيك فإن حجم اإلنتاج يعتمد على كمية العمل المستخدمة في‬
‫العملية اإلنتاجية باعتبار باقي العناصر ثابتة ما يجعل من مستوى اإلنتاج دالة فقط في كمية العمل‬
‫المستخدم من طرف المؤسسة االقتصادية ويعبر على ذلك رياضيا كما يلي‪:‬‬

‫ب‪ .‬اإلنتاجية المتوسطة للعمل‪:‬‬


‫تساوي اإلنتاجية المتوسطة للعمل (‪ )APL‬حاصل قسمة حجم إنتاج المؤسسة االقتصادية على‬
‫(‪)1‬‬
‫أي‪:‬‬ ‫وحدات العمل المستعملة في العملية اإلنتاجية‬

‫ج‪ .‬اإلنتاجية الحدية للعمل‪:‬‬


‫اإلنتاجية الحدية للعمل (‪ )MPL‬ﻫي "الكمية اإلضافية لإلنتاج والمحققة من طرف المؤسسة‬
‫(‪)2‬‬
‫االقتصادية بواسطة وحدة إضافية من العمل"‪.‬‬

‫ويعبر عن ﻫذه العالقة كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques LECAILLON, "Analyse Macroéconomique", Edition CUJAS, Paris, 1969, p 46.‬‬
‫‪ 2‬صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫د‪ .‬التمثيل البياني لدالة اإلنتاج‪ ،‬اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية للعمل‪:‬‬
‫يوضح الشكل رقم (‪ )0.0‬التمثيل البياني لدالة اإلنتاج‪ ،‬اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية‬
‫للعمل‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.0‬منحنى دوال اإلنتاج‪ ،‬اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية للعمل‪.‬‬

‫(‪)Y‬‬ ‫حجم اإلنتاج‬ ‫ن‬


‫اإلنتاج الكلي‬

‫ن‬

‫م‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫االنتاجية المتوسطة للعمل‬

‫‪0‬‬ ‫حجم العمل‬


‫اإلنتاجية الحدية للعمل‬
‫‪Source : Jacques LECAILLON, " Analyse Macroéconomique, Edition CUJAS, Paris, 1969, p 47.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫يسمح الشكل رقم (‪ )0.0‬من استنتاج العديد من المالحظات ﻫي كالتالي‪:‬‬

‫(أي يسار النقطة "م" وﻫي النقطة التي يتقاطع فيها‬ ‫ن ن‬ ‫‪ ‬الجزء الواقع يسار الخط العمودي‬
‫منحنى اإلنتاجية الحدية للعمل مع منحنى اإلنتاجية المتوسطة للعمل عند ذروة ﻫذا األخير)‪،‬‬
‫يتميز بإنتاجية متوسطة للعمل متزايدة‪ .‬ﻫذه الزيادة لإلنتاجية المتوسطة للعمل تعبر على أن‬
‫العامل الثابت أي عامل رأس المال فائض مقارنة بعامل العمل‪ .‬وﻫي توافق إنتاجية حدية سالبة‬
‫لعامل رأس المال؛‬
‫ن‪ ،‬يتميز بإنتاج كلي متناقص وإنتاجية حدية سالبة‬ ‫ن‬ ‫الجزء الواقع يمين الخط العمودي‬ ‫‪‬‬
‫للعمل‪ .‬كل توظيف زائد لوحدات العمل تؤدي إلى تناقص اإلنتاج‪ ،‬بذلك ال ترفع المؤسسات‬
‫ن؛‬ ‫ن‬ ‫االقتصادية مستوى كل من اإلنتاج والعمل فيما وراء الخط العمودي‬
‫ن من الشكل‪ ،‬ﻫي الوحيدة التي توافق نشاط‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ن ن‬ ‫‪ ‬الجزء الواقع بين الخطين العموديين‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques LECAILLON, op.cit., p p 46-47.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫اقتصادي عقالني‪ .‬والميزة األساسية لإلنتاج في ﻫذا الجزء ﻫي أن اإلنتاجية الحدية للعمل تكون‬
‫موجبة‪ ،‬غير أنها متناقصة مع كل زيادة للعمل‪ ،‬وبالتالي نضع الشرطين‪:‬‬
‫(‪ )f’(L) > 0‬و (‪)f’’(L) < 0‬‬

‫ه‪ .‬الوحدة اإلضافية من العمل والثنائية (تكلفة – إيراد)‪:‬‬


‫نقصد بالثنائية (تكلفة ‪ -‬إيراد)‪ ،‬األجر الذي يقدمه صاحب العمل و ما يضيفه العامل من إنتاج مادي‬
‫مقوم بثمن السوق‪ ،‬فالمؤسسة االقتصادية التي تسعى إلى تعظيم ربحها تقارن اإليرادات اإلضافية‬
‫(‪)1‬‬
‫المتناسبة من اإلنتاج المرتفع‬ ‫(نصطلح على اإليرادات الحدية للعمل باسم‪ :‬قيمة االنتاج الحدي‪)VMP‬‬
‫بسبب العمال الجدد والمكلفون ألجور إضافية (تكاليف حدية لإلنتاج ‪ )CMP‬مع تلك المحققة من قبل‪،‬‬
‫أي أنها تهتم بمعرفة مقدار التغير في الربح الناتج عن كل توظيف لوحدة إضافية من العمل وذلك كما‬
‫توضحه المعادالت اآلتية‪:‬‬

‫يعبر عن ربح المؤسسة االقتصادية رياضيا بـ‪:‬‬

‫–‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬ربح المؤسسة االقتصادية؛‬


‫‪ :‬السعر؛‬
‫‪ :‬الدخل؛‬
‫‪ :‬األجر االسمي؛‬
‫‪ :‬التكاليف‪.‬‬

‫فربح المؤسسة االقتصادية إذن ﻫو الفرق بين اإليرادات والتكاليف المتمثلة في تكلفة العمل‪.‬‬

‫بتعويض المعادلة رقم (‪ )0.0‬في المعادلة رقم (‪ )2.0‬نحصل على المعادلة رقم (‪ )5.0‬التالية‪:‬‬

‫–‬

‫ضياء مجيد الموسوي‪ " ،‬النظرية االقتصادية التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،0115‬ص ‪.00‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تعبر المعادلة رقم (‪ )6.0‬عن التغير في الربح الناتج عن كل توظيف لوحدة إضافية من العمل‪:‬‬

‫–‬

‫حسب المعادلة رقم (‪ )3.0‬فإن‪:‬‬

‫ومنه بتعويض قيمة (‪ )MPL‬في المعادلة رقم (‪ )6.0‬نجد‪:‬‬

‫–‬

‫والتي تستلزم‪:‬‬

‫ومنه نحصل على معدل األجر الحقيقي‪:‬‬

‫وفقا للمعادلة رقم (‪ )0.0‬أعاله‪ ،‬فإن شرط تعظيم الربح ﻫو جعل األجر الحقيقي مساويا لإلنتاج‬
‫) ‪ ،‬أو لما يتساوى كل من اإليراد الحدي للعمل مع التكلفة الحدية للعمل‬ ‫الحدي للعمل (‬
‫)‪.‬‬ ‫والتي تساوي األجر االسمي (‬

‫فالمؤسسة تستمر في توظيف عمال جدد إلى أن تتحقق المساواة التالية‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬الطلب الكلي للعمل‪:‬‬


‫نستنتج مما سبق ذكره أن كمية العمل المطلوبة من قبل المؤسسة االقتصادية والتي تعظم ربحها‬
‫تتحدد بالكمية التي يتحقق عند استخدامها تساوي األجر الحقيقي مع اإلنتاجية الحدية للعمل‪ ،‬ويعني ذلك‬
‫أن طلب العمل يتوقف عكسيا على مستوى األجر الحقيقي‪ ،‬فكلما كان األجر الحقيقي أعلى كلما كانت‬
‫كميات العمل المطلوبة منخفضة‪ .‬وبالتالي فإن دالة الطلب على العمل مرتبطة باألجر الحقيقي كما ﻫو‬
‫مبين أدناه‪:‬‬

‫نحصل على الطلب الكلي للعمل بجمع طلبات كل المؤسسات للعمل داخل االقتصاد‪ ،‬كما يعبر عنه‬
‫الشكل رقم (‪ )0.0‬أدناه‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.0‬محنى الطلب الكلي للعمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‪.‬‬


‫)‬ ‫األجر الحقيقي (‬

‫عدد العمال‬

‫‪Source : EUGENE A. DIULIO, " Macroéconomie cours et problèmes", Georges Loudiere, Paris,‬‬
‫‪1989, p 177.‬‬
‫‪ .II‬العرض الكلي للعمل‪:‬‬
‫عرض العمل يتضمن عدد األفراد الراغبين في عرض خدماتهم من العمل لقاء أجر معين‪،‬‬
‫والتعريف األكثر دقة ﻫو مجموع ساعات العمل التي يرغب العاملون في تقديمها ألغراض اإلنتاج لقاء‬
‫(‪)1‬‬
‫أجر معين وخالل فترة زمنية معينة‪ ،‬مع بقاء العوامل األخرى ثابتة‪.‬‬

‫‪ 1‬مدحت القريشي‪" ،‬اقتصاديات العمل"‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0110 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫وحسب النيوكالسيك فإن عرض العمل يرتبط إيجابا بمعدل األجر الحقيقي‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬عرض العمل؛‬
‫‪ :‬معدل األجر الحقيقي‪.‬‬

‫والشكل (‪ )3.0‬يمثل دالة عرض العمل‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3.0‬منحنى العرض الكلي للعمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‪.‬‬

‫)‬ ‫األجر الحقيقي (‬

‫عدد العمال‬
‫‪Souece : EUGENE A. DIULIO, " Macroéconomique cours et problèmes", Edition Française‬‬
‫‪Georges Loudiere, Paris, 1989, p 177.‬‬

‫‪ .II‬التوازن واالختالل في سوق العمل‪:‬‬


‫كما رأينا‪ ،‬فإن دالتي الطلب والعرض على العمل مرتبطتين (تابعتين) باألجر الحقيقي‪ ،‬األولى‬
‫متناقصة والثانية متزايدة‪ ،‬ما يجعلهما تتقاطعان في مستوى معين‪ ،‬لتحددا بذلك المستوى التوازني لكل‬
‫من األجر والكمية المشغلة من العمل‪ ،‬فالمؤسسة االقتصادية تطلب كمية العمل التي تعظم لها أرباحها‬
‫وذلك عند تساوى إنتاجية العامل األخير مع أجره الحقيقي‪ ،‬أما الفرد فيرفع من عرضه للعمل كلما‬
‫ارتفع األجر الحقيقي لذلك العمل‪ .‬وعليه‪ ،‬في سوق تسوده المنافسة التامة‪ ،‬تعمل مرونة األجور على‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تحقيق التوازن بين الطلب والعرض على العمل‪ ،‬أي لما يتساوى عرض العمل مع الطلب عليه‪:‬‬

‫ويمكن توضيح توازن سوق العمل بيانيا كما يلي (الشكل رقم (‪:))2.0‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2.0‬توازن سوق العمل في ظل النموذج النيوكالسيكي‪.‬‬

‫)‬ ‫األجر الحقيقي (‬


‫عرض العمل‬
‫البطالة اإلرادية‬

‫الطلب على العمل‬

‫‪Source : J. Gautié, "les politiques de l’emploi les marges étroites de la lutte contre le chomage‬‬
‫‪", Vuibert, Paris, 1993, p 51.‬‬

‫في ﻫذا النموذج‪ ،‬تعد حالة التوازن ﻫذه حالة سائدة ومصاحبة لوضع التشغيل الكامل‪ ،‬أما حالة‬
‫االختالل فهي ظرفية تتكفل آليات السوق بالقضاء عليها‪ ،‬وإن وجدت البطالة فهي بطالة إرادية‪ ،‬والتي‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجع لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إذا بقي بعض األفراد بدون عمل عند مستوى التوازن‪ ،‬فان ذلك يدل على أن األجر‬
‫المحدد من قبلهم أعلي بكثير عن اإلنتاجية الحدية‪ ،‬وفي ﻫذه الحالة تكون البطالة‬
‫أكبر من األجر‬ ‫إرادية‪ ،‬فكما ﻫو مبين في الشكل رقم (‪ )2.0‬فعند معدل أجر‬
‫؛‬ ‫ﻫناك بطالة إرادية والممثلة في الشكل بالمجال‬ ‫التوازني‬
‫‪ ‬المساومة على األجور االسمية بين أرباب العمل والعمال‪ ،‬تحدد األجور الحقيقية‪ .‬ﻫذا‬
‫يعني أن للعمال دور في تحديد أجورﻫم الحقيقية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تحديد حجم التشغيل‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن كل بطالة توجد عند ﻫذا المستوى من األجر الحقيقي ﻫي بطالة إرادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ahmed ZAKANE, " Analyse de l’Offre d’Emploi réalités et perspectives cas de l’Algérie", mémoire de magistère en‬‬
‫‪sciences économiques, Université d’Alger, Institut des sciences économiques, Juin 1992, p 20.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫إذن‪:‬‬

‫كل من عرض وطلب العمل يعتمد عل األجر الحقيقي‪ .‬فاألجر الحقيقي ﻫو نسبة األجر االسمي على‬
‫مستوى السعر‪ ،‬أو ﻫو مقدار السلع الممكن شراؤﻫا مقابل ساعة عمل‪ .‬فمنحنى طلب العمل المائل‬
‫ألسفل يبين بأن المؤسسات تريد إيجار عمل أكثر لما يكون األجر الحقيقي منخفضا‪ ،‬بينما يبين منحنى‬
‫عرض العمل بان عرض العمل يكون عاليا لما تكون األجور الحقيقية مرتفعة‪.‬‬

‫وأجر حقيقي‬ ‫يتقاطع منحنى عرض وطلب العمل عند نقطة توازن مع مستوى عمالة مناسب ﻫو‬
‫ﻫي مستوى التشغيل الكامل للعمالة‪ .‬ففي النموذج النيوكالسيكي يكون كل فرد‬ ‫‪،‬و‬ ‫توازني ﻫو‬
‫‪ .‬كما أن المؤسسات تستأجر‬ ‫يشتغل بالضبط مقدار العمل المرغوب عند مستوى األجر الحقيقي‬
‫‪ .‬ومنه يوجد دائما مستوى من‬ ‫بالضبط مقدار العمل المرغوب عند مستوى األجر الحقيقي‬
‫التشغيل الكامل في حالة النظام النيوكالسيكي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التحليل الكالسيكي الجديد لسوق العمل‪.‬‬

‫بني الفكر الذي جاء به منظرو المدرسة الكالسيكية الجديدة على نظرية التوقعات الرشيدة التي مثلت‬
‫ثورة في علم االقتصاد الكلي عندما أدخلت كأداة للتحليل االقتصادي في نهاية السبعينات‪.‬‬

‫يؤكد النموذج الكالسيكي الجديد على مبدأ التوازن وحسبه فإن أي اختالل في اإلنتاج أو العمالة ال‬
‫يمكن إال أن يكون مؤقتا وال يمكن لالقتصاد أن يبتعد عن توازنه لمدة طويلة في ظل توقعات‬
‫المتعاملين االقتصاديين الرشيدة عن التغيرات المتوقعة في األسعار‪.‬‬

‫كذلك الحال بال نسبة لسوق العمل‪ ،‬فتوفر المعلومات عن مستوى السعر الكلي السائد في االقتصاد‬
‫يكون له أثر على سلوك المؤسسات االقتصادية واألفراد في طلبهم وعرضهم للعمل‪.‬‬

‫فكما رأينا سابقا فإن توازن سوق العمل عند النيوكالسيك يتحدد عند تقاطع منحنيي عرض العمل‬
‫والطلب على العمل‪.‬‬

‫كما أن منحنى عرض العمل والطلب على العمل دوال لألجر الحقيقي‪ .‬أما بالنسبة للمدرسة‬
‫الكالسيكية الجديدة فإن مستوى التشغيل يتحدد بمستوى األسعار المتوقعة‪ ،‬ونميز حالتين‪:‬‬

‫‪ ‬المؤسسات االقتصادية واألفراد لهم نفس المعلومات عن التغيرات المتوقعة في‬


‫األسعار؛‬

‫‪ 1‬صالح تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬توفر المعلومات الكاملة عن التغيرات المتوقعة في األسعار لدى المؤسسات‬


‫االقتصادية على عكس األفراد‪.‬‬
‫‪ .I‬المؤسسات االقتصادية واألفراد لهم نفس المعلومات‪:‬‬
‫إذا كان لكل من المؤسسات والعمال المعلومات الكاملة عن التغيرات المتوقعة في األسعار فإن‬
‫في نفس الوقت يتعدل األجر الحقيقي‬ ‫و‬ ‫مستوى التشغيل يبقى ثابتا عند مستوى التشغيل الكامل‬
‫‪.‬‬ ‫باتجاه المستوى‬

‫فاألفراد يتصرفون وفقا لمبدأ الرشادة االقتصادية ويسعون جاﻫدين للحفاظ على مستوى أجورﻫم‬
‫الحقيقية في ظل المرونة التامة لألسعار واألجور‪ ،‬بجعلهم الزيادة الحاصلة لكل من األسعار واألجور‬
‫متساوية‪ ،‬فأي ارتفاع يحدث في المستوى العام لألسعار سيقابله ارتفاع سريع ومسا ٍو لألجور االسمية‪.‬‬

‫‪ .II‬توفر المعلومات الكاملة لدى المؤسسات االقتصادية على عكس األفراد‪:‬‬


‫وﻫذه الحالة ﻫي األخرى تعرف حالتين اثنتين ﻫما‪:‬‬

‫)؛‬ ‫‪ ‬حالة تكون فيها األسعار الحالية ( ) أكبر من األسعار المتوقعة (‬


‫)‪.‬‬ ‫‪ ‬حالة تكون فيها األسعار الحالية ( ) أقل من األسعار المتوقعة (‬
‫)‪ ،‬فإن األجر الحقيقي المدفوع‬ ‫‪ .1‬في حال يكون السعر الحالي أكبر من السعر المتوقع (‬
‫ﻫو األجر االسمي الحالي‪.‬‬ ‫( ) أقل من األجر الحقيقي المتوقع ( )‪ ،‬بحيث‬
‫معرفة المؤسسات االقتصادية أن السعر الحالي أكبر من السعر المتوقع يدفعها لطلب المزيد من‬
‫العمالة بسبب انخفاض األجور الحقيقية‪ ،‬وكنتيجة لذلك يتحرك منحنى الطلب على العمل إلى اليمين‬
‫‪ ،‬في نفس‬ ‫إلى‬ ‫كما يوضحه الشكل رقم (‪ )5.0‬أدناه‪ ،‬فيرتفع األجر الحقيقي من‬ ‫إلى‬ ‫من‬
‫إلى ‪.‬‬ ‫الوقت ترتفع العمالة من‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)5.0‬سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد " توفر المعلومات الكاملة لدى‬
‫)"‪.‬‬ ‫المؤسسات االقتصادية على عكس األفراد لما (‬

‫)‬ ‫(‬

‫عدد العمال‬

‫‪Source‬‬ ‫‪: Mohamed HADDAR, «Macroéconomie », centre de publication universitaire, Tunis,‬‬


‫‪deuxième édition, 2006, p 251.‬‬

‫)‪ ،‬فإن‬ ‫‪ .2‬في الحالة المعاكسة والتي يكون فيها السعر الحالي أقل من السعر المتوقع (‬
‫المؤسسات ستخفض من طلبها للعمل أمام ارتفاع التكاليف التي يعبر عنها االرتفاع في‬
‫مستوى األجور الحقيقية‪ ،‬ففي ﻫذه الحالة يكون األجر الحقيقي المدفوع ( ) أكبر من األجر‬
‫الحقيقي المتوقع ( )‪.‬‬
‫محدثا بذلك انخفاض في األجر‬ ‫إلى‬ ‫وﻫنا ينتقل منحنى الطلب على العمل إلى اليسار من‬
‫إلى ‪ .‬حسب ما يظهر في الشكل رقم‬ ‫وفي نفس الوقت تنخفض العمالة من‬ ‫إل‬ ‫الحقيقي من‬
‫(‪.)6.0‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6.0‬سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد "توفر المعلومات الكاملة لدى المؤسسات‬
‫)"‪.‬‬ ‫االقتصادية على عكس األفراد لما (‬
‫)‬ ‫(‬

‫عدد العمال‬

‫‪Source‬‬ ‫‪: Mohamed HADDAR, «Macroéconomie », centre de publication universitaire, Tunis,‬‬


‫‪deuxième édition, 2006, p 253.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )0.0‬يلخص ما ذكر أعاله‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.0‬حاالت سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد‪.‬‬

‫السعر الحالي أقل من‬ ‫السعر الحالي يساوي‬ ‫السعر الحالي أكبر من‬
‫)‬ ‫(‬ ‫السعر المتوقع‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫السعر المتوقع‬ ‫)‬ ‫السعر المتوقع (‬
‫السعر الحالي‬
‫)‬ ‫أقل من الواحد (‬ ‫)‬ ‫مساو للواحد (‬ ‫)‬ ‫أكبر من الواحد (‬ ‫السعر المتوقع‬

‫األجر الحقيقي المدفوع‬


‫)‬ ‫أكبر من الواحد (‬ ‫)‬ ‫مساو للواحد (‬ ‫)‬ ‫أقل من الواحد (‬
‫األجر الحقيقي المتوقع‬

‫توقع زائد‬ ‫توقع تام‬ ‫توقع ناقص‬ ‫نوع التوقع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على الشرح السابق‪.‬‬

‫‪ ‬في حالة التوقع الناقص لألسعار فإن األجر الحقيقي المدفوع أقل من األجر الحقيقي‬
‫المتوقع ﻫذا يعني تشغيل يد عاملة أكثر من طرف المؤسسات بسبب انخفاض تكاليف‬
‫اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬في حالة التوقع التام فإن مستوى التشغيل يبقى ثابتا؛‬
‫‪ ‬في حالة التوقع الزائد لألسعار فإن األجر الحقيقي المدفوع أعلى من األجر الحقيقي‬
‫المتوقع ﻫذا يعني ارتفاع تكاليف اإلنتاج وبالتالي تخفيض الطلب على العمالة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإنه حتى يتم تشغيل المزيد من اليد العاملة ال بد من أن يكون التوقع ناقصا في المدى‬
‫القصير ألنه في المدى الطويل يتم تصحيح التوقع من طرف العمال‪ ،‬فيطالبون بأجور عالية ومن ثمة‬
‫رجوع مستوى الناتج إلى مستواه الطبيعي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سوق العمل في الفكر االقتصادي الكينزي‪.‬‬

‫يرجع الفضل لظهور ﻫذا الفكر لالقتصادي االنجليزي جون مينارد كينز‪ ،‬صاحب المؤلف الشهير‬
‫"النظرية العامة في االستخدام والفائدة والنقود" الصادر سنة ‪ ،0036‬والذي ﻫاجم فيه النظرية الكالسيكية‬
‫وعبر من خالله عن رأي جديد الجوﻫر فيه أن االقتصاد يمكن أن يكون في حالة توازن في أي‬
‫مستوى معين لالستخدام‪.‬‬

‫ولقد عرف ت األفكار التي جاء بها كينز تصحيحا وتطويرا سمح بظهور خلف له من المفكرين‬
‫االقتصاديين كالكنزيين المحدثين والكينزيين الجدد‪.‬‬

‫نحن من خالل ﻫذا المطلب سنهتم بما جاء به كل من كينز والكينزيين الجدد من أفكار ذات الصلة‬
‫بسوق العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سوق العمل لدى كينز‪.‬‬

‫أصدر كينز مؤلفه الشهير "النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود" الصادر سنة ‪ ،0036‬ولقد‬
‫انطلق في وضع نظريته العامة ﻫذه من مالحظاته ألحداث األزمة االقتصادية لعام ‪ 0000‬التي تمثلت‬
‫بصفة خاصة في تفشي ظاﻫرة البطالة‪ ،‬فكان عليه أن يفسر أسباب ﻫذه الظاﻫرة الخطيرة وان يقترح‬
‫الحلول المناسبة‪.‬‬

‫اﻫتمام كينز بدراسة البطالة وانتقاده إغفال الكالسيك لها‪ ،‬أعطى لسوق العمل مكانة في تحليله‪ ،‬فهو‬
‫يتبنى نفس وجهة نظرﻫم في تحليله للطلب على العمل في حين اختلف عنهم في تحليله لعرض العمل‪.‬‬

‫ويقوم النموذج الكينزي على مجموعة من الفرضيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬ثبات األسعار؛‬
‫‪ ‬وجود التشغيل الناقص؛‬
‫‪ ‬النظرية الكينزية صالحة في المدى القصير‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .I‬التحليل الكينزي لعرض العمل‪:‬‬


‫اختلف التحليل الكينزي لعرض العمل عن التحليل الكالسيكي‪ ،‬حيث يقوم على نقطتين أساسيتين‬
‫(‪)1‬‬
‫ﻫما‪:‬‬

‫وليس على معدل األجر‬ ‫‪ ‬يرى كينز أن عرض العمل يعتمد على معدل األجر االسمي‬
‫كما جاء به الكالسيك‪ ،‬وذلك ألن العمال يتأثرون بالوﻫم النقدي حيث أن‬ ‫الحقيقي‬
‫األجر االسمي األكثر ارتفاعا ﻫو األجر المفضل من قبل العامل مهما كان مستوى األسعار؛‬
‫غير مرن نحو االنخفاض‪ ،‬ففي معظم الدول‬ ‫‪ ‬كما يرى كينز أن معدل األجر االسمي‬
‫نجد أن النقابات العمالية تلعب دورا أساسيا في سير المفاوضات حول األجور بين أرباب‬
‫العمل والعمال‪ ،‬بحيث أن ﻫناك حد أدنى من األجر المضمون‪ .‬وﻫذا الحد األدنى لألجر‬
‫‪.‬‬ ‫االسمي أو النقدي نرمز له بالرمز‬
‫دالة العرض حسي كينز دالة لمعدل االجر االسمي‪:‬‬

‫مع الشرطين التاليين‪:‬‬

‫‪ :‬دالة عرض العمل متزايدة مع معدل األجر االسمي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ،‬وﻫو ما يجعل منحنى عرض العمل الكينزي‬ ‫‪ :‬ﻫناك حد أدنى لالجر االسمي ﻫو‬ ‫‪‬‬
‫مكونا من جزئين كما ﻫو موضح في الشكل رقم (‪:)0.0‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)0.0‬منحنى عرض العمل عند كينز‪.‬‬

‫) (‬

‫المصدر‪ :‬محمد الشريف إلمان‪" ،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية‪ :‬نظريات ونماذج التوازن والالتوازن"‪،‬‬
‫منشورات برتي‪ ،‬الجزائر‪ ،0002 ،‬ص ‪.083‬‬

‫‪ 1‬السعيد بريبش‪" ،‬االقتصاد الكلي‪ :‬نظريات‪ ،‬نماذج وتمارين محلولة"‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة – الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬ص‪.000‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫إذن عرض العمل عند كينز تابع لمعدل األجر االسمي ولهذا األخير حد أدنى ﻫو األجر القاعدي‬
‫ال ينخفض مستوى األجر االسمي لمستوى دونه‪.‬‬

‫يمثل الجزء األفقي من منحنى عرض العمل مجموع النقاط التي تحدد الكميات المعروضة عند ﻫذا‬
‫‪ ،‬أما الجزء المتصاعد من المنحنى فهو يبين‬ ‫والمحصورة في المجال‬ ‫المستوى من األجر‬
‫أنه من أجل أجر إسمي أعلى من األجر القاعدي يقبل العمال على عرض خدمات عملهم بقدر التزايد‬
‫في ﻫذا األجر‪.‬‬

‫‪ .II‬التوازن في سوق العمل‪:‬‬


‫يحدد تقاطع منحنى عرض العمل ومنحنى الطلب على العمل التوازن في سوق العمل‪ ،‬وألجل‬
‫دراسة ﻫذا التوازن في معلم واحد بمقابلة دالة الطلب ودالة العرض‪ ،‬نفترض ثبات المستوى العام‬
‫لألسعار لنتمكن من التعبير عن ﻫذه األخيرة بداللة األجر الحقيقي‪ .‬والشكل رقم (‪ )8.0‬أدناه يبن لنا‬
‫ذلك‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)8.0‬منحنى توازن سوق العمل عند كينز‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد فرحي‪" ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ :‬األسس النظرية"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.082‬‬

‫كما سبق وأشرنا إليه فإن التوازن في سوق العمل يتحدد بالمساواة بين عرض العمل والطلب عليه‪.‬‬
‫ويالحظ من الشكل البياني أعاله أن التقاطع بين منحنى عرض العمل وطلبه يمكن أن يعرف حالتي‬
‫توازن‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .1‬التوازن في سوق العمل عند مستوى التشغيل الكامل‪:‬‬


‫ويكون ذلك عند تقاطع منحنى الطلب على العمل مع منحنى عرض العمل في جزئه المتصاعد‪ ،‬أي‬
‫‪.‬‬ ‫وحجم العمل التوازني‬ ‫التي يتحدد عندﻫا مستوى األجر الحقيقي التوازني‬ ‫في النقطة‬

‫‪ .2‬التوازن في سوق العمل عند مستوى التشغيل غير الكامل‪:‬‬


‫وبذلك يتقاطع مع منحنى عرض‬ ‫يمكن لمنحنى الطلب على العمل أن يكون على يسار النقطة‬
‫ومن المالحظ أن ﻫذا التوازن ﻫو توازن التشغيل غير الكامل‪.‬‬ ‫العمل في جزئه األفقي في النقطة‬

‫‪ ،‬لكن بما أن العمال الذين‬ ‫ومنه حجم العمل عند‬ ‫يتحدد مستوى األجر عند‬ ‫عند النقطة‬
‫تقيس مستوى‬ ‫و‬ ‫فإن المسافة بين‬ ‫يساوي‬ ‫يرغبون في العمل بمعدل األجر الحقيقي‬
‫البطالة اإلجبارية والتي يرجعها كينز إلى عدم وجود فرص العمل بسبب تقلص الطلب على عنصر‬
‫العمل من قبل المؤسسات االقتصادية والتي أحجمت عن االستثمار (اإلنتاج) نظرا لتراجع تدفق الدخل‬
‫إليها في شكليه االستهالكي و االستثماري‪ .‬ﻫذا ما يعرف عند كينز بالطلب الفعال والذي عرفه بأنه‪":‬‬
‫الدخل اإلجمالي بما فيه المداخيل المخصصة لعناصر اإلنتاج األخرى‪ ،‬والذي يأمل المنظمون‬
‫(‪)1‬‬
‫وﻫذا ما يفسر انخفاض منحنى الطلب على‬ ‫استخالصه من حجم االستخدام الجاري المقرر إعطاؤه"‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫العمل إلى نقطة التوازن الجديدة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التحليل الكينزي الجديد لسوق العمل‪.‬‬

‫حاول التحليل الكينزي الجديد أن يفسر األسباب التي تعطي الطابع غير المرن لألجور االسمية‬
‫والتي تعرف حسبهم حدا أدنى ال تنخفض عنه ما يجعل حالة التشغيل الكامل ال تتعدى كونها حالة‬
‫ظرفية ال دائمة كما يراﻫا الكالسيك ‪.‬‬

‫ومن بين ﻫذه األسباب ﻫو وجود العقود‪ ،‬فالنظرية الكينزية الجديدة ترى أن للعقود المبرمة بين‬
‫العمال والمؤسسات االقتصادية دورا في تحديد األجور االسمية والتي تبقى ثابتة طول مدة سريان‬
‫العقد‪ ،‬وتجدر اإلشارة ﻫنا إلى أن ﻫذا المستوى من األجر يتحدد حسب الطلب والعرض على العمل‬
‫واللذان يكونان على أساس السعر المتوقع‪.‬‬

‫‪ 1‬جون مينر كينز‪" ،‬النظرية العامة في االقتصاد"‪ ،‬ترجمة نهاد رضا‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،0060 ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وتتلخص أﻫم األفكار التي يقوم عليها الفكر الكينزي الجديد في‪:‬‬

‫‪ ‬القوى الذاتية المصححة ال وجود لها؛‬


‫‪ ‬عدم التأكد يسود معظم األنشطة االقتصادية؛‬
‫‪ ‬اتحادات العمال والشركات ﻫي المسيطرة‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬سوق العمل في ظل النموذج الكينزي الجديد‪:‬‬
‫والذي يكون على أساس السعر‬ ‫عند تقاطع منحنى طلب العمل للمؤسسات االقتصادية‬
‫والذي يكون ﻫو اآلخر على أساس السعر المتوقع‬ ‫المتوقع مع منحنى عرض العمل للعمال‬
‫وﻫذا ما يوضحه الشكل‬ ‫وكذا مستوى العمالة التوازني‬ ‫نحصل على األجر االسمي التوازني‬
‫رقم (‪ )0.0‬أدناه‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.0‬سوق العمل في ظل النموذج الكينزي الجديد‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪،‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫مع ﻫذا األخير أكبر من ( )‪ ،‬ﻫذه الزيادة في المستوى‬ ‫بافتراض أن مستوى السعر أصبح‬
‫)‪ ،‬وفي ظل سوق تعاقدي تتحدد فيه‬ ‫العام لألسعار ستؤدي باألجور الحقيقية لالنخفاض (‬
‫األجور االسمية ما يجعلها جامدة طيلة مدة سريان العقد‪ ،‬ال يطالب العمال بزيادة األجور االسمية فيزيد‬
‫الطلب على العمالة بسبب انخفاض تكاليف اإلنتاج أي انتقال منحنى الطلب على العمل إلى اليمين‬

‫سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬نظريات االقتصاد الكلي الحديثة"‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الكويت ‪ ،0002‬ص ‪.068‬‬
‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫فيرتفع بذلك مستوى العمالة من ( ) إلى ( ) مع عدم تغير مستوى األجر االسمي‬ ‫إلى‬ ‫من‬
‫)‪.‬‬ ‫وبقائه ثابتا عند مستوى (‬

‫) ﻫذا بين فاعلي سوق العمل بداللة أجر حقيقي مستهدف والتوقعات‬ ‫يتم تثبيت األجر االسمي (‬
‫المستقبلية لمستوى السعر في المستقبل‪ ،‬ويعبر عن ﻫذا رياضياكما يلي‪:‬‬

‫‪.‬‬
‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬األجر االسمي المتفق عليه في العقد؛‬


‫األجر الحقيقي المستهدف؛‬
‫السعر المستقبلي المتوقع‪.‬‬

‫بعد تثبيت األجر االسمي تكون المؤسسات على علم باألجر الحقيقي السائد وذلك لمعرفتها لمستوى‬
‫األسعار السائد‪ ،‬بحيث يعبر عن األجر الحقيقي السائد رياضيا كما يلي‪:‬‬

‫وﻫنا نميز حالتين‪ ،‬حالة يكون فيها مستوى األسعار السائدة ( ) أكبر من مستوى األسعار المتوقع‬
‫( ) والحالة المعاكسة أي حالة يكون فيها المستوى السائد لألسعار أقل من المستوى المتوقع لها‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬مستوى األسعار السائد أكبر من مستوى األسعار المتوقع (‬
‫)‪ ،‬ولكون األجر الحقيقي‬ ‫في ﻫذه الحالة يكون األجر الحقيقي اقل من األجر المستهدف (‬
‫عبارة عن تكلفة إنتاج بالنسبة للمؤسسة االقتصادية فإن انخفاضه سيشجها على توسيع إنتاجها‬
‫وبالتالي طلب المزيد من العمالة‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬مستوى األسعار السائد أقل من مستوى األسعار المتوقع (‬
‫وﻫي حالة م عاكسة تماما للحالة األولى فمستوى األسعار السائد األقل من مستوى األسعار المتوقع‬
‫)‪ ،‬وبالتالي إحجام المؤسسة‬ ‫يجعل من األجر الحقيقي أعلى من األجر المستهدف (‬
‫االقتصادية عن طلب المزيد من العمالة أمام ارتفاع التكاليف (األجر الحقيقي)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي ونظام معلومات سوق العمل‪.‬‬

‫ال بد ألي باحث أو دارس في مجال علمي اإللمام بالمفاﻫيم المتعلقة بموضوع بحثه وإدراك معناﻫا‬
‫قبل أن يلج في تفاصيله المختلفة‪ ،‬ولن يتحقق له ذلك دون أن يقوم بتحديد البناء المفاﻫيمي الذي يحدد‬
‫الخلفية النظرية التي يبني عليه ا أسس المعالجة الميدانية التي تعكس الوجود الواقعي للظاﻫرة محل‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫لهذا ارتأينا تقديم لمحة وجيزة عن بعض المصطلحات والمفاﻫيم الخاصة ببحثنا‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫بمفهوم سوق العمل القوة العاملة ومؤشرات سوق العمل‪ ،‬كما تطرقنا لمفهوم نظام المعلومات وواقعه‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سوق العمل‪.‬‬

‫سوق العمل ﻫو ذلك المكان الذي يلتقي فيه الطلب والعرض على الشغل (أو العمل)‪.‬‬

‫ويعبر على عرض وطلب سلعة ﻫذا السوق بتعبيري العمل أو الشغل‪ ،‬والجدول التالي يلخص كل‬
‫الحاالت الممكنة (الجدول رقم (‪.))0.0‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.0‬الحاالت الممكنة للتعبير على طلب وعرض (العمل أو الشغل) في سوق العمل‪.‬‬

‫الشغل‬ ‫العمل‬

‫طلب‬ ‫عرض‬ ‫الفرد‬

‫عرض‬ ‫طلب‬ ‫المؤسسة االقتصادية‬

‫‪Source : Alain BEITONE, Christine DOLLO, Jean-Pierre GUIDONI, Alain LEGARDEZ, "Dictionnaire‬‬
‫‪des sciences économiques", Armand Colin, Paris, 1991, p 204.‬‬

‫العمل " ﻫو كل جهد عضلي وذﻫني يبذله االنسان عن قصد ووعي بهدف خلق المنافع‬
‫االقتصادية"(‪ ،)1‬والذي تحتاجه المؤسسة االقتصادية في عمليتها اإلنتاجية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهو يعرض من‬
‫طرف مالكه وﻫو الفرد ويطلب من طرف فاقده وﻫي المؤسسة االقتصادية‪.‬‬

‫في حين يرتبط الشغل ِبشَغْ لِ المناصب الشاغرة المنشأة من طرف المؤسسة االقتصادية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهي تعرض من طرف ﻫذه األخيرة وتطلب من طرف الفرد‪.‬‬

‫‪ 1‬سعد طبري وآخرون‪ " ،‬االقتصاد والمانجمنت والقانون"‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية‪ ،‬الجزائر‪ ،0103 -0100 ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم القوة العاملة ومؤشرات سوق العمل‪.‬‬

‫‪ .I‬مفهوم القوة العاملة‪:‬‬


‫تعرف القوة العاملة بأنها‪ " :‬تشمل عدد السكان القادرين على العمل والراغبين فيه‪ ،‬وينتمون لفئات‬
‫( ‪)0‬‬ ‫(*)‬
‫‪2‬‬
‫تختلف باختالف قوانين العمل المعمول بها في الدول‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫عمرية معينة‬

‫وتنقسم القوة العاملة إلى قسمين بارزين ﻫما‪:‬‬

‫‪ ‬العاملون؛‬
‫‪ ‬البطالون‪.‬‬
‫‪ .1‬العاملون (المشتغلون)‪:‬‬
‫أو القوة العاملة المستخدمة وﻫي التي يمارس أفرادﻫا العمل فعال للحصول على الكسب الذي يكون‬
‫بشكل أجر أو راتب أو ربح أو حصة في اإلنتاج‪ ،‬وﻫذا يعني أنها تشمل األفراد الذين يعملون لدى‬
‫الغير والذين يعملون مشاركة والذين يعملون لحسابهم الخاص وﻫم أصحاب الحرف والمهن‬
‫( ‪)0‬‬
‫‪3‬‬
‫المستقلة‪.‬‬

‫‪ .2‬البطالون‪:‬‬
‫يعرف البطال أو العاطل عن العمل بأنه‪ " :‬كل شخص راغب في العمل وقادر عليه وباحث عنه ولم‬
‫( ‪)3‬‬
‫و‬ ‫‪4‬‬
‫يجده‪ .‬وعليه فإن من ال يرغب في الحصول على عمل ال يعتبر ضمن أعداد العاطلين عن العمل"‪.‬‬
‫العاطلون قسمان‪ ،‬عاطلون سبق لهم العمل و عاطلون لم يسبق لهم العمل‪.‬‬

‫‪ .II‬مؤشرات سوق العمل‪:‬‬


‫تستعمل في سوق العمل مجموعة من النسب تؤخذ كمقاييس ومؤشرات في تحليل الحالة الظرفية‬
‫لسوق العمل منها معدل النشاط و معدل التشغيل ومعدل البطالة‪.‬‬

‫* حسب الديوان الوطني لإلحصائيات فان ﻫذه الفئة العمرية تتراوح ما بين ‪ 62 – 05‬سنة‪ ،‬أما حسب المكتب الدولي للعمل فهذه الفئة تتراوح بين‬
‫سنة‪ ،‬ومن المهم اإلشارة إلى أن ﻫذا االختالف بنجر عنه تضارب في المعلومة اإلحصائية‪.‬‬ ‫‪50 – 06‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪" ،‬البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل الهيكلي لالقتصاد من خالل حالة الجزائر"‪ ،‬ديوان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر ‪ ،0101 ،‬ص ‪.50‬‬


‫البشير عبد الكريم‪" ،‬دالالت معدل البطالة والعمالة ومصداقيتهما في تفسير فعالية سوق العمل"‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد السادس‬
‫‪2‬‬

‫(‪ ،)16‬ص ‪.000‬‬


‫مدحت القريشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ .1‬معدل النشاط‪:‬‬
‫يمكن تحديد معدل النشاط اإلجمالي بقسمة عدد السكان النشطين على حجم السكان اإلجمالي وﻫو‬
‫يعبر عن حجم القوى العاملة من كل مئة (‪ )011‬ساكن‪.‬‬

‫عدد السكان النشطين‬


‫معدل النشاط‬
‫عدد السكان االجمالي‬

‫يعكس ﻫذا المعدل درجة حب العمل بين السكان وإلى حد ما حالة النشاط االقتصادي من ركود‬
‫و انتعاش‪.‬‬
‫‪ .2‬معدل العمالة‪:‬‬
‫"ﻫو نسبة السكان المشتغلين إلى السكان في سن العمل"(‪ ،)2‬يعطى ﻫذا المعدل رياضيا بالصيغة‬
‫التالية‪:‬‬

‫عدد السكان المشتغلين‬


‫معدل العمالة‬
‫عدد السكان في سن العمل‬

‫يعكس ﻫذا المعدل مدى قدرة االقتصاد على استخدام اليد العاملة المتوفرة وضعف ﻫذا المعدل‬
‫داللة على ﻫدر لعنصر ﻫام من العناصر المستعملة في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .3‬معدل البطالة‪:‬‬
‫عادة ما يقاس معدل البطالة من قبل الجهات الرسمية كنسبة من القوة العاملة (الفئة النشطة)‬
‫في المجتمع عند زمن معين‪ ،‬وﻫو يعطينا نسبة العاطلين عن العمل من الفئة النشطة‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫عدد العاطلين عن العمل‬


‫معدل البطالة‬
‫عدد أفراد الفئة النشطة‬

‫كلما ارتفع معدل البطالة كلما دل ذلك على سوء األوضاع االقتصادية والعكس فكلما كان ﻫذا‬
‫المعدل منخفضا كلما كان الوضع اقرب الى ما يعرف بالتشغيل الكامل‪.‬‬

‫البشير عبد الكريم‪ " ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.080‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Bachir BOULAHBAL, "Emploi, chômage, salaires et productivité du travail", Fondation Friedrich Ebert, Alger, 2008, p 05.‬‬
‫عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪" ،‬النظرية االقتصادية الكلية"‪ ،‬الدار الجامعية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،0000 ،‬ص ‪.301‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام معلومات سوق العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم نظام معلومات سوق العمل‪.‬‬

‫وضع مكتب العمل الدولي التعريف التالي للنظام الخاص بمعلومات سوق العمل‪ ":‬نظام شامل‬
‫يتضمن جمع وتحليل ونشر بيانات كمية وكيفية عن أوضاع وتوجهات آلية العرض والطلب لليد العاملة‬
‫كذلك العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى انحرافات فيما بينها‪ ،‬وذلك في شتى القطاعات االقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫والمهن والمناطق في البلد المعني‪".‬‬

‫إن نظام المعلومات الخاص بسوق العمل يتطلب تدفق بيانات وإحصاءات ومعلومات معينة تهتم بها‬
‫المؤسسات المتطلعة إلى األفراد و األفراد المتطلعين إلى فرص العمل‪ .‬ومن ثمة فإن األفراد الباحثين‬
‫عن ﻫذه الفرص يتحركون وينتقلون في سوق العمل طبقا لكفاية المعلومات المتوفرة لديهم ومدى‬
‫(‪)2‬‬
‫فاعليتها وحداثتها‪.‬‬

‫إضافة لذلك تعد المعلومة إحدى األسس التي يعتمد عليها أصحاب القرار في صياغة االستراتيجيات‬
‫والسياسات التي من شأنها معالجة الخلل الذي يحدث في سوق العمل‪ ،‬وكذا اتخاذ اإلجراءات العالجية‬
‫على المديين القريب و المتوسط‪.‬‬

‫وتعد اإلحصائيات جوﻫر نظام المعلومات لما تقدمه من بيانات تسمح بتشخيص وضعية التشغيل‪،‬‬
‫والتنبؤ به في المستقبل‪ .‬ويحتوي إنتاج المعلومة اإلحصائية في تركيبتها‪ ،‬جمع المعطيات واستغالل‬
‫التقارير اإلحصائية ومعالجة وتحليل المعطيات وأخيرا نشر النتائج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر معلومات سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫في الجزائر‪ ،‬ﻫنا ك مؤسسات كثيرة تتدخل على مستويات متعددة في إنتاج معلومات سوق العمل من‬
‫أﻫمها‪:‬‬

‫‪ .I‬الديوان الوطني لإلحصائيات ‪:ONS‬‬


‫يعتبر المنشط الرئيسي لحركة إنتاج المعلومة اإلحصائية‪ .‬والى جانب مهامه ينتج الديوان ويحلل‬
‫المعطيات والمؤشرات المتعلقة بالتشغيل والبطالة‪ ،‬األجور واإلنتاج الصناعي‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫فاطمة الزﻫرة موالي علي‪" ،‬سوق العمل والموارد البشرية" ‪ ،‬الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫أفريل ‪ ،0100‬ص ‪.82‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03‬‬ ‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي‬
‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنه تم إعادة مراجعة النظام الوطني لإلعالم واإلحصاء عن طريق المرسوم‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي يعرف المبادئ األساسية ويحدد اإلطار‬ ‫التشريعي رقم ‪ 10 – 02‬المؤرخ في ‪ 05‬جانفي ‪،0002‬‬
‫التنظيمي وكذا حقوق وواجبات األشخاص المادية والمعنوية في مجال اإلنتاج‪ ،‬الحفظ ‪ ،‬واستخدام ونشر‬
‫المعلومة اإلحصائية‪.‬‬

‫كذلك تم إنشاء مجلس وطني لإلحصاء ( المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020 – 18‬المؤرخ في ‪ 00‬ماي‬
‫(‪)2‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬المتعلق بتنظيم المجلس الوطني لإلحصاء وعمله) مكلف بإعداد السياسة‬ ‫‪،0118‬‬
‫الوطنية لإلحصاء واإلعالم االقتصادي‪ ،‬والتنسيق وإعداد ومراقبة تنفيذ البرامج الوطنية‪ ،‬القطاعية‬
‫والخاصة باألعمال اإلحصائية المطابقة للسياسة الوطنية المحددة في ﻫذا المجال‪.‬‬

‫ويرتكز الديوان الوطني لإلحصائيات في إنتاج المعلومات حول سوق العمل على مصدرين اثنين‪:‬‬

‫‪ ‬التحقيقات إزاء األسر؛‬


‫‪ ‬التحقيقات إزاء المؤسسات‪.‬‬
‫‪ .II‬األجهزة الموضوعة تحت وصاية الوزارة المكلفة بالتشغيل‪:‬‬
‫‪ .1‬الوكالة الوطنية للتشغيل ‪:ANEM‬‬
‫تعد الوكالة الوطنية للتشغيل التابعة لوزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬فصليا‪ ،‬وسداسيا‪،‬‬
‫وسنويا تقارير ظرفية حول تسيير سوق العمل‪.‬‬

‫كما تقدم معلومات حول مستوى عروض العمل المسجلة عن طريق الوكاالت الوالئية‪ ،‬وطلبات‬
‫العمل والتنصيبات المحققة خالل فترة محددة‪ .‬وتقوم أيضا بتحصيل المعطيات المتعلقة بعروض العمل‬
‫(* ) ‪3‬‬
‫وطلبات العمل وعدد التنصيبات التي تتوالﻫا الهيئات الخاصة المعتمدة للتنصيب‪.‬‬

‫الموافق‬ ‫شعبان عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التشريعي رقم‬ ‫‪1‬‬
‫‪0202‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10-02‬‬

‫المتعلق بالمنظومة اإلحصائية‪ ،‬ص‬ ‫‪0002‬‬ ‫يناير سنة‬ ‫‪06‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0202‬‬ ‫شعبان عام‬ ‫‪2‬‬ ‫يناير سنة ‪ ،"0002‬العدد ‪ ،13‬الصادر في‬ ‫‪05‬‬ ‫لـ‬
‫‪.18‬‬
‫جمادى األولى عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪2‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪020-18‬‬

‫المتضمن تنظيم‬ ‫‪0118‬‬ ‫مايو سنة‬ ‫‪05‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫جمادى األولى عام‬ ‫‪00‬‬ ‫مايو سنة ‪ ،"0118‬العدد ‪ ،06‬الصادر في‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬
‫المجلس الوطني لإلحصاء وعمله‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫*‬
‫‪60 – 16‬‬ ‫وﻫي ﻫيئات خاصة تلعب دور الوساطة في سوق العمل الجزائري‪ ،‬لتفاصيل أكثر يمكن اإلطالع على "المرسوم الرئاسي رقم‬
‫بشأن وكاالت االستخدام الخاصة‪،‬‬ ‫‪080‬‬ ‫فبراير ‪ ،"0116‬المتضمن التصديق غلى االتفاقية‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫محرم عام‬ ‫‪00‬‬ ‫المؤرخ في‬
‫يونيو سنة ‪.0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المعتمدة بجنيف في‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬أجهزة إحداث النشاطات ‪:ANSEJ - CNAC‬‬


‫وتعد معطيات واردة من جهاز ترقية وتطوير المؤسسات المصغرة والمنبثقة عن وكالتين‬
‫متخصصتين ﻫما‪:‬‬

‫أ‪ .‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪ANSEJ‬؛‬


‫ب‪.‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ‪.CNAC‬‬
‫تتضمن المعلومات المنشورة من قبل ﻫاتين الوكالتين المتخصصتين أساسا‪ ،‬عدد المؤسسات‬
‫المصغرة المنشأة حسب قطاع النشاط وحجم مناصب الشغل المستحدثة‪.‬‬

‫‪ .3‬صناديق الضمان االجتماعي‪:‬‬


‫تقدم البطاقات المعلوماتية لصندوق الضمان االجتماعي ‪ CNAS – CASNOS‬معطيات دقيقة حول‬
‫أعداد العاملين األجراء وغير األجراء المنتسبين‪ .‬كما تقدم أيضا معلومات تتعلق باألجور في سوق‬
‫العمل‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬يقدم الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري ‪ CACOBATP‬معلومات حول مؤسسات القطاع‬
‫وحول عدد العمال المنتمين لهذا الصندوق‪.‬‬

‫‪ .III‬المفتشية العامة للعمل‪:‬‬


‫اعتبر العقد العالمي للشغل‪ ،‬المصادق عليه من طرف المؤتمر الدولي للعمل في ‪ ،0110‬أنه نتيجة‬
‫لألزمة العالمية أصبحت مفتشية العمل عامال من العوامل األساسية لتجاوز األزمة وترقية التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية وأصبح لها دور كبير في سياسات التشغيل وبالتالي تساﻫم أيضا في معلومات‬
‫سوق العمل من خالل التقارير التي تنشرﻫا حول‪:‬‬

‫‪ ‬الهيئات المستخدمة وأعداد العمال؛‬


‫‪ ‬المسرحين عن العمل؛‬
‫‪ ‬العمال غير المصرح بهم ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .IV‬المعهد الوطني للعمل‪:‬‬
‫يلعب المعهد الوطني للعمل دورا في إنتاج معلومات سوق العمل خاصة تلك المتعلقة بالنصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية للعمل‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .V‬حصيلة التشغيل في الوظيفة العمومية‪:‬‬


‫يتم إعداد حصيلة التشغيل للوظيفة العمومية سنويا من قبل المديرية العامة للوظيفة العمومية والتي‬
‫تخص التشغيل الموجود على مستوى المؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬

‫‪ .VI‬المعلومات القطاعية‪:‬‬
‫ويتعلق األمر بالدوريات اإلحصائية والتقارير السنوية حول التشغيل في بعض الوزارات المكلفة‬
‫بقطاع‪ :‬الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬التربية الوطنية‪ ،‬التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬التكوين والتعليم المهنيين‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الصحة‪ ،‬النقل‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .VII‬اللجنة الوطنية لترقية التشغيل‪:‬‬


‫يضاف لوسائل جمع ومعالجة المعلومات اإلحصائية لسوق العمل‪ ،‬اللجنة الوطنية لترقية التشغيل‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تأسست في مارس ‪( 0101‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 010 – 01‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪،0101‬‬
‫المتضمن انشاء اللجنة الوطنية لترقية التشغيل وتنظيمها وسيرﻫا)‪.‬‬

‫تتمحور مهام ﻫذه اللجنة في مجال التشغيل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضبط سوق العمل‪ ،‬السيما تطوير التأﻫيالت والمعادبة بين التكوين و التشغيل؛‬
‫‪ ‬إعداد قائمة المهن والحرف أو التاﻫيالت وتحليل وتطويرﻫا وتحيينها؛‬
‫‪ ‬تحديد معايير تطور سوق العمل؛‬
‫‪ ‬الدراسات والتقييم الدوري على المستوى الكمي والنوعي حول تنفيذ مختلف محاور مخطط‬
‫العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة؛‬
‫‪ ‬تطوير نظام جمع المعلومة اإلحصائية حول التشغيل والبطالة على المستوى الوطني‬
‫والجهوي والمحلي ومعالجتها ونشرﻫا؛‬
‫‪ ‬الدراسات والتحاليل المتعلقة بظاﻫرة العمل غير المنظم؛‬
‫‪ ‬تحسين نظام المعلومات اإلحصائية حول سوق العمل‪ ،‬السيما المعلومات المتعلقة بإنشاء‬
‫مناصب الشغل في مختلف قطاعات النشاط وكذا تقلبات سوق العمل؛‬
‫‪ ‬توحيد مفاﻫيم سوق العمل ومنهجياته ومؤشراته وتقييم إحداث مناصب الشغل؛‬
‫‪ ‬تحليل الحصائل اإلجمالية والقطاعية لليد العاملة وتقييمها‪.‬‬

‫ربيع الثاني عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪1‬‬
‫‪0230‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪010-01‬‬

‫مارس سنة ‪ ،0101‬المتضمن إنشاء‬ ‫‪30‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0230‬‬ ‫ربيع الثاني عام‬ ‫‪05‬‬ ‫مارس سنة ‪ ،"0101‬العدد ‪ ،00‬الصادر في‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬
‫اللجنة الوطنية لترقية التشغيل وتنظيمها وسيرﻫا‪ ،‬ص ص ‪.5 - 2‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .VIII‬مؤسسات أخرى‪:‬‬
‫كالمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬الجامعات ومراكز البحث‪ ،‬والتي تساﻫم من خالل ما‬
‫تعده وتنظمه من تقارير ومذكرات تخرج وملتقيات علمية بخصوص موضوع سوق العمل‪.‬‬

‫في واقع األمر إن المؤسسات التي وضعت لتنظيم سوق العمل‪ ،‬وذلك بتحسين وتحقيق التوازن فيه‬
‫لم تستطع تحقيق ﻫذا الهدف‪ ،‬نظرا لغياب المعلومة الدقيقة عن العرض والطلب لليد العاملة في سوق‬
‫العمل‪ .‬وﻫذا راجع لعدة اعتبارات منها‪:‬‬

‫‪ ‬التحقيق إزاء األسر قائم على أساس تصريحي؛‬


‫‪ ‬بع ض التحقيقات ال تسمح بالحصول على معطيات مجزئة على مستويات دقيقة‪ ،‬السيما‬
‫فروع النشاطات والمناطق؛‬
‫‪ ‬تسجيل تأخر في نشر النتائج؛‬
‫‪ ‬ال تغطي بعض النشاطات وكذا القطاع غير المنظم؛‬
‫‪ ‬ضعف نسبة الرد بالنسبة للتحقيقات إزاء المؤسسات؛‬
‫‪ ‬يقتصر نظام المعلومات لمكاتب التوظيف على الفئات التي تقصدﻫا من عارضي وطالبي‬
‫العمل فقط؛‬
‫‪ ‬عدم األخذ بعين االعتبار التغيرات التي تحدث في وقت قصير جدا مثل‪ :‬انتهاء عالقات‬
‫العمل‪ ،‬حركة تنقل العمال‪ .‬في الوقت الذي يسجل فيه وجود عمل في الخفاء بنسب كبيرة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ...‬مما يدعوا إلى التساؤل عن مدى صحة أرقام البطالة في الجزائر‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تسمح دراسة كل من تطور سوق العمل في الجزائر طيلة السنوات التي عقبت االستقالل إلى يومنا‬
‫وكذا خصائصه‪ ،‬بتحديد حجم االختالل فيه‪ ،‬ومن ثم وضع السياسات(*)‪2‬الالزمة ألجل محاولة إعادة‬
‫التوازن له‪.‬‬

‫لهذا سنحاول من خالل ﻫذا المبحث الوقوف على أﻫم التطورات التي مر بها سوق العمل الجزائري‬
‫وكذا خصائصه من خالل مطلبي ﻫذا المبحث‪.‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫‪1‬‬

‫* نقصد بها سياسات التشغيل وﻫي موضوع الفصلين القادمين‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫عرف سوق العمل الجزائري تطورات عديدة منذ االستقالل إلى يومنا ﻫذا‪ ،‬كما شهد تغيرات‬
‫اقتصادية وسياسية وديموغرافية واجتماعية وأمنية‪ ،‬شكلت بمجموعها اتجاﻫات ومسارات تطور القوة‬
‫العاملة عبر قرابة خمسة عقود مضت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر‪ :‬لمحة تاريخية‪.‬‬

‫تميزت عشرية بناء القاعدة الصناعية لالقتصاد الوطني الممتدة من سنة ‪ 0060‬الى سنة ‪0008‬‬
‫بنسب استثمارات عالية وصلت إلى ‪ % 26,4‬خالل الفترة (‪ )0060 – 0060‬و‪ % 33,5‬في الفترة‬
‫(‪ )1973 – 0000‬و‪ % 46,8‬خالل الفترة الموافقة للمخطط الرباعي الثاني (‪ )0000 – 0002‬وأخيرا‬
‫‪ % 55‬سنة ‪ .0008‬ولقد سمح ﻫذا المجهود في مجال االستثمار‪ ،‬بتحقيق نمو قوي للتشغيل قدر بـ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ % 2,2‬سنويا ما يعادل استحداث ‪ 100 000‬منصب شغل سنويا‪.‬‬

‫مع حلول عقد الثمانينات‪ ،‬شهد االقتصاد توجها جديدا اعتمد على إعادة ﻫيكلة المؤسسات الكبيرة‬
‫وإعطاء األولوية إلنجاز ما تبقى من المشاريع التنموية المقررة‪ ،‬فترتب عن ﻫذا التوجه تنامي في‬
‫فرص العمل خالل الفترة ‪ 0085 - 0081‬بتوفير ‪ 021‬ألف منصب عمل جديد‪ ،‬أي بزيادة نسبتها‬
‫‪ % 2.0‬سنويا حتى وإن سجل ﻫذا المعدل تراجعا بالمقارنة مع المعدل لما قبل سنة ‪ ،0081‬فإن مرد‬
‫ﻫذا االنخفاض يعود أساسا إلى تباطؤ وتيرة االستثمارات التي لم تعد تفي بأعباء العمل المطلوب‬
‫(‪) 0‬‬
‫‪3‬‬
‫وأصبحت ال تمثل إال ‪ % 30‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬

‫أما الفترة ‪ 0080 – 0085‬والتي تزامنت مع المخطط الخماسي الثاني فقد شهد فيها االقتصاد‬
‫الجزائري أزمة كان لها األثر البالغ على الجانبين االقتصادي واالجتماعي على حد سواء تمثلت في‬
‫انخفاض المداخيل البترولية‪ ،‬ما ترتب عنه من تضييق للتمويل الخارجي وكذا الضغط فعليا على تموين‬
‫الجهاز اإلنتاجي‪ .‬كما أدى التخفيض الحتمي للوسائل المالية للدولة إلى تقليص حجم االستثمارات‬
‫وتراجع ﻫام في نسب النمو التي انخفضت إلى ‪ % 10‬في تلك الفترة‪ .‬ولقد كان لهذا الوضع أثر على‬
‫سوق العمل‪ ،‬إذ حدث انخفاض ﻫام في استحداث مناصب الشغل حيث لم يتجاوز ‪ 75 000‬منصب شغل‬
‫سنويا في المتوسط خالل ﻫذه الفترة‪ ،‬كما ظهر فائض في العمالة على مستوى بعض المؤسسات‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪0‬‬
‫العمومية التي عرفت انخفاضا ﻫاما في النشاط‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Ali SOUAG, "L’impact de flexibilité du marché du travail sur la compétitivité des entreprises au Maghreb Central",‬‬
‫– ‪mémoire de magistère en économie et statistique appliquée, Institut National de Planification et de la Statistique, 2006‬‬
‫‪2007, p 62.‬‬
‫‪ ، "0115‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬ ‫مليكة يحيات‪" ،‬إشكالية البطالة والتضخم في الجزائر‬
‫‪2‬‬
‫‪- 0001‬‬

‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0110 - 0116 ،‬ص ‪.166‬‬


‫‪3‬‬
‫‪Ali SOUAG, op.cit, p 63.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫تميزت فترة التسعينات ببداية التحوالت النظامية الهادفة إلى إرساء آليات اقتصاد السوق عوضا عن‬
‫التسيير اإلداري لالقتصاد الوطني الذي ميز الفترات السابقة‪.‬‬

‫حيث نتج عن الركود االقتصادي الذي ميز ﻫذه الفترة‪ ،‬انخفاض كبير لمناصب الشغل الجديدة حيث‬
‫بلغت حسب تصريحات الوزارة الوصية بالتشغيل ‪ 40 000‬منصب شغل سنويا ما بين سنة ‪ 0001‬وسنة‬
‫‪ ،0003‬تركزت أساسا في قطاعي اإلدارة و الخدمات‪.‬‬

‫ورافق ﻫذا االنخفاض في استحداث مناصب الشغل‪ ،‬الشروع في تسريح العمال من طرف المؤسسات‬
‫التي تعرضت إلى صعوبات ﻫامة في التموين‪ .‬حيث سجل سوق العمل العمومي في الفترة ما بين سنة‬
‫‪ 0001‬وسنة ‪ 0008‬حسب نفس المصدر فقدان أكثر من ‪ 500 000‬منصب شغل‪ ،‬كما رافق االنخفاض‬
‫في استحداث مناصب الشغل تحول في طبيعة عالقة العمل حيث تجلى ذلك في ﻫيمنة استحداث مناصب‬
‫الشغل المؤقتة‪ ،‬و لم تتجاوز مناصب الشغل الدائمة المستحدثة خالل الفترة (‪ )0008 – 0001‬حسب‬
‫الوزارة الوصية بالتشغيل‪ 70 000 :‬منصب شغل سنويا‪ ،‬و كانت تتركز أساسا في القطاع العمومي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور سوق العمل في الجزائر خالل الفترة ‪.0101 - 0111‬‬

‫تقتضي دراسة تطور سوق العمل في الجزائر‪ ،‬دراسة تطور كل من جانب العرض والطلب فيه‪،‬‬
‫وألجل ﻫذا الغرض سنتطرق إلى نقطتين تشمل األولى تطور القوة العاملة (جانب العرض) في حين‬
‫تخص الثانية تطور الطلب على العمل من خالل عرض مناصب الشغل المستحدثة خالل ﻫذه الفترة‪.‬‬

‫‪ .I‬تطور عرض العمل‪ :‬تطور القوة العاملة‪.‬‬


‫إن مجموع السكان يتكون من القوة العاملة مضافا إليها السكان خارج القوة العاملة‪ ،‬وبعبارة أخرى‬
‫يشمل السكان النشطين وغير النشطين‪ .‬كما أ ن القوة العاملة ﻫي األخرى تشمل قوة عاملة مشتغلة‬
‫وأخرى عاطلة‪.‬‬

‫يتأثر حجم ﻫذه القوة بعوامل عدة منها العامل الديموغرافي‪ ،‬لذا ارتأينا التطرق في ﻫذا الجزء إلى‬
‫تطور القوة العاملة طيلة الفترة الممتدة بين سنة ‪ 0111‬وسنة ‪ 0101‬وذلك بعد التذكير بالسياق‬
‫الديموغرافي للبالد‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .1‬السياق الديموغرافي‪:‬‬
‫تميز معدل النمو الديموغرافي للجزائر بوتيرة نمو سريعة منذ االستقالل‪ ،‬فحسب الديوان الوطني‬
‫لإلحصائيات ارتفع المعدل السنوي ما بين سنة ‪ 0060‬وسنة ‪ ،0086‬إلى ما يزيد عن ‪ ،% 13‬مما أدى‬
‫خالل العشرين سنة إلى تضاعف عدد السكان‪ ،‬الذي انتقل من ‪ 00‬مليون نسمة‪ ،‬حسب إحصاء سنة‬
‫‪ ،0066‬إلى ‪ 03‬مليون نسمة سنة ‪ 0080‬ليبلغ سنة ‪ 34,8 :0118‬مليون نسمة‪.‬‬

‫اعتبر االنفجار الديموغرافي الذي عرفته الجزائر طيلة الثالثين سنة األولى التي عقبت استقاللها‬
‫كأكبر عائق يقف أمام تحقيق أﻫداف التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ما أدى بالسلطات العمومية إلى‬
‫تبني وتنفيذ البرنامج الوطني للتحكم في النمو الديموغرافي الهادف إلى التخفيض من النمو الطبيعي‬
‫للسكان ليصل إلى "‪ % 1,9‬سنة ‪ 0111‬وإلى ‪ % 10‬سنة ‪.)1("0105‬‬

‫وفعال تمكنت الجزائر من تخفيض معدل النمو الطبيعي لعدد السكان‪ ،‬ليصبح ﻫذا المعدل مستقرا‬
‫عند مستوياته الدنيا منذ سنة ‪ 0000‬أي في حدود ‪ % 1,7‬وﻫو ما يظهره جدول تطور عدد السكان في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪ 0118 – 0000‬أدناه (رقم (‪.))3.0‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3.0‬تطور عدد السكان في الجزائر خالل الفترة ‪.0118 - 0000‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليون نسمة‪.‬‬

‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫السنوات‬

‫عدد السكان‬
‫‪34,8‬‬ ‫‪34,1‬‬ ‫‪33,4‬‬ ‫‪32,9‬‬ ‫‪32,4‬‬ ‫‪31,8‬‬ ‫‪31,3‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪30,4‬‬ ‫‪29,9‬‬
‫اإلجمالي‬
‫)*‬
‫‪Source : MAEP( / Point Focal National, «Rapport sur l’état de mise en œuvre du programme‬‬
‫‪2‬‬

‫‪d’action national en matière de gouvernance », novembre 2008, p 260.‬‬

‫حسب وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬فإن تحليل التركيبة العمرية للسكان يبين بروز‬
‫الفئات التي يقل سنها عن ‪ 31‬سنة‪ ،‬والتي تمثل في سنة ‪ 0110‬حوالي ‪ % 65‬من مجموع السكان بينما‬
‫تمثل ﻫذه النسبة ‪ % 58,4‬في سنة ‪.0101‬‬

‫ومن جهتها‪ ،‬انتقلت نسبة الفئة العمرية النشطة من السكان من ‪ % 51‬من مجموع السكان سنة‬
‫‪ 0080‬إلى ‪ % 57,2‬سنة ‪ 0008‬ثم إلى ‪ % 65,5‬سنة ‪.0101‬‬

‫– ‪ ،"0112‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬ ‫سعدية قصاب‪ " ،‬اختالالت سوق العمل وفعالية سياسات التشغيل في الجزائر‬
‫‪1‬‬
‫‪0001‬‬

‫‪ ،0116-0115‬ص ‪.50‬‬ ‫دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬


‫*‬
‫‪Mécanisme Africain d’Evaluation par les Pairs.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫ولقد اعتبر ذلك كعائق في التكفل بفئة الشباب ال سيما في مجال اإلدماج المهني‪ ،‬نتيجة وتيرة النمو‬
‫الطبيعية المتزايدة للسكان التي عرفتها البالد‪.‬‬

‫فنسبة المواليد المرتفعة‪ ،‬المسجلة في نهاية الستينات (‪ % 5,01‬ما بين ‪ 0060‬و‪ )0001‬أدت إلى‬
‫وصول كثيف للشباب البالغين السن القانوني للعمل ابتدا ًء من منتصف الثمانينات‪.‬‬

‫عند نهاية سنة ‪ ،0113‬تبين أن ‪ % 43,8‬من الفئة التي استفادت من منصب شغل تنتمي إلى‬
‫الشريحة التي يتراوح سنها من ‪ 01‬سنة إلى ‪ 32‬سنة و ‪ % 36,45‬للشريحة التي يتراوح عمرﻫا من‬
‫‪ 35‬إلى ‪ 20‬سنة‪ .‬وفي سنة ‪ ،0101‬تمثل ﻫذه النسبة على التوالي ‪ % 45,6‬و‪.% 34,86‬‬

‫وعموما يبقى للعامل الديموغرافي أثر على سير سوق العمل في الجزائر‪ ،‬وحتى نتمكن من لمس‬
‫ﻫذا األثر البد من دراسة تطور القوة العاملة باعتبارﻫا الفئة السكانية التي يهتم بها الدارس لسوق‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪ .2‬تطور القوة العاملة (السكان النشطون) خالل العقد األول لأللفية الثالثة‪:‬‬
‫أ‪ .‬السكان النشطون ومعدل النشاط‪:‬‬
‫في سنة ‪ ،0101‬ارتفع إجمالي السكان النشطين (مشتغلين وعاطلين) في الجزائر بـ‪ 2,24 :‬مليون‬
‫نسمة‪ ،‬إذ قدر بـ‪ 10,812 :‬مليون نسمة سنة ‪ 0101‬مقابل ‪ 8,568‬مليون نسمة سنة ‪ ،0110‬ويرجع ﻫذا‬
‫االرتفاع السريع ألفراد الفئة النشطة‪ ،‬إلى التزايد السكاني الذي تشهده البالد‪.‬‬

‫حسب معطيات الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬فإن حجم الفئة النشطة من الرجال ارتفع بـ‪:‬‬
‫‪ 789 289‬نسمة من سنة ‪ 0110‬إلى سنة ‪ 0115‬إذ قدر بـ‪ 7 280 133 :‬نسمة سنة ‪ 0110‬مقابل‬
‫‪ 8 069 422‬نسمة سنة ‪ 0115‬في حين قدر بـ‪ 8 990 000 :‬نسمة سنة ‪ 0101‬ليكون بذلك قد ارتفع‬
‫بـ‪ 920 578 :‬نسمة مقارنة بـ‪ :‬سنة ‪ ، 0115‬أما الفئة النشطة من النساء فقد ارتفعت بمقدار‬
‫‪ 134 998‬نسمة خالل الفترة ‪ ،0115 – 0110‬إذ قدرت بـ‪ 1 288 088 :‬نسمة سنة ‪ 0110‬وبـ‪:‬‬
‫‪ 1 423 086‬نسمة سنة ‪ 0115‬في حين قدر بـ‪ 1 822 000 :‬نسمة سنة ‪ ،0101‬ليكون بذلك قد ارتفع‬
‫بـ‪ 398 914 :‬نسمة مقارنة بـ‪ :‬سنة ‪ ،0115‬ويرجع ارتفاع عدد النساء المشاركات في النشاط‬
‫االقتصادي إلى ارتفاع المستوى التعليمي والتكويني لدى المرأة إضافة إلى رغبتها في الرفع من القدرة‬
‫الشرائية والتحسين من المستوى المعيشي لعائلتها‪ .‬والجدول رقم (‪ )2.0‬أدناه يبين تطور القوة العاملة‬
‫اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس خالل السنوات ‪.0101 – 0115 – 0110‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2.0‬تطور القوة العاملة اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس في الجزائر خالل السنوات‬
‫‪.0101 – 0115 –0110‬‬

‫القوة العاملة‬ ‫البيان‬

‫المجموع (شخص)‬ ‫إناث (شخص)‬ ‫ذكور (شخص)‬ ‫السنة‬

‫‪8 568 221‬‬ ‫‪1 288 088‬‬ ‫‪7 280 133‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪9 492 508‬‬ ‫‪1 423 086‬‬ ‫‪8 069 422‬‬ ‫‪0115‬‬

‫‪10 812 000‬‬ ‫‪1 822 000‬‬ ‫‪8 990 000‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫في المقابل نالحظ من خالل قراءة أرقام الجدول رقم (‪ )5.0‬أدناه‪ ،‬أن معدل النشاط النسوي منخفض‬
‫عن معدل النشاط لدى الرجال‪ ،‬ونجده مرتفعا عند الفئة العمرية (‪ )00 – 05‬سنة ليبدأ في االنخفاض‬
‫ابتداء من ‪ 31‬سنة‪ ،‬ويرجع انخفاض معدل النشاط النسوي ألسباب عدة أحدﻫا الطابع االجتماعي‬
‫والثقافي للمجتمع الجزائري‪ ،‬أين تجد فيه المرأة نفسها مجبرة على ترك منصب عملها ألجل التكفل‬
‫بأسرتها وتربية أبنائها‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5.0‬توزيع معدل النشاط حسب نوع الجنس والفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي‬
‫‪.0101 - 0116‬‬
‫‪02 – 01‬‬

‫‪ 61‬سنة‬ ‫أقل من‬ ‫الفئة العمرية‬


‫‪50 - 55‬‬

‫‪52 - 51‬‬

‫‪20 - 25‬‬

‫‪22 - 21‬‬

‫‪30 - 35‬‬

‫‪32 - 31‬‬

‫‪00 - 05‬‬
‫المجموع‬

‫فأكثر‬ ‫‪ 01‬سنة‬ ‫البيان‬

‫‪69,90‬‬ ‫‪20,50‬‬ ‫‪70,00‬‬ ‫‪83,10‬‬ ‫‪92,80‬‬ ‫‪95,90‬‬ ‫‪95,10‬‬ ‫‪92,50‬‬ ‫‪87,70‬‬ ‫‪69,30‬‬ ‫‪28,30‬‬ ‫الذكور‬
‫الفئات العمرية (‪)%‬‬
‫معدل النشاط حسب‬

‫‪0116‬‬

‫‪14,80‬‬ ‫‪3,20‬‬ ‫‪8,40‬‬ ‫‪14,20‬‬ ‫‪19,90‬‬ ‫‪21,00‬‬ ‫‪19,80‬‬ ‫‪21,80‬‬ ‫‪21,90‬‬ ‫‪15,30‬‬ ‫‪4,20‬‬ ‫االناث‬

‫‪42,50‬‬ ‫‪11,50‬‬ ‫‪40,40‬‬ ‫‪50,00‬‬ ‫‪58,60‬‬ ‫‪60,20‬‬ ‫‪56,10‬‬ ‫‪56,30‬‬ ‫‪54,90‬‬ ‫‪42,20‬‬ ‫‪16,50‬‬ ‫المجموع‬

‫‪68,9‬‬ ‫‪17,5‬‬ ‫‪68,7‬‬ ‫‪84,2‬‬ ‫‪95,2‬‬ ‫‪94,3‬‬ ‫‪94,1‬‬ ‫‪93,8‬‬ ‫‪88,5‬‬ ‫‪68,9‬‬ ‫‪23,3‬‬ ‫الذكور‬
‫الفئات العمرية (‪)%‬‬
‫معدل النشاط حسب‬

‫‪0101‬‬

‫‪14,2‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪6,7‬‬ ‫‪12,1‬‬ ‫‪16,4‬‬ ‫‪17,4‬‬ ‫‪19,4‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪15,5‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫االناث‬

‫‪41,7‬‬ ‫‪9,7‬‬ ‫‪40,2‬‬ ‫‪48,9‬‬ ‫‪55,9‬‬ ‫‪54,4‬‬ ‫‪55,3‬‬ ‫‪56,3‬‬ ‫‪58,4‬‬ ‫‪43,3‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2006-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫إذا قمنا بدراسة تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية‪ ،‬فإننا سنالحظ من خالل قراءة أرقام‬
‫الجدول (‪ )6.0‬أدناه تطورا موجبا لهذه القوة خالل الفترة ‪ 0101 – 0115‬بالنسبة ألغلبية الفئات‬
‫العمرية‪ ،‬كما سنالحظ أن نسبة الفئة العمرية (‪ )00 – 05‬تمثل ‪ % 18,80‬من مجموع القوة العاملة سنة‬
‫‪ ، 0101‬تعبر ﻫذه النسبة عن الطابع الشباني للقوة العاملة وعن أﻫمية نسبة الشباب في التركيب العمري‬
‫لهذه القوة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)6.0‬تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي ‪.0101 - 0115‬‬

‫‪61‬‬

‫‪02 – 01‬‬
‫أقل من‬ ‫الفئة العمرية‬
‫‪50 - 55‬‬

‫‪52 - 51‬‬

‫‪20 - 25‬‬

‫‪22 - 21‬‬

‫‪30 - 35‬‬

‫‪32 - 31‬‬

‫‪00 - 05‬‬
‫المجموع‬

‫سنة‬
‫‪ 01‬سنة‬ ‫البيان‬
‫فأكثر‬

‫العدد‬
‫‪9 492‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪635‬‬ ‫‪774‬‬ ‫‪993‬‬ ‫‪1 139‬‬ ‫‪1 394‬‬ ‫‪1 755‬‬ ‫‪1 611‬‬ ‫‪598‬‬
‫(ألف شخص)‬

‫‪0115‬‬
‫نسبة كل فئة عمرية من‬
‫‪100‬‬ ‫‪2,55‬‬ ‫‪3,63‬‬ ‫‪6,70‬‬ ‫‪8,15‬‬ ‫‪10,50‬‬ ‫‪12,00‬‬ ‫‪14,70‬‬ ‫‪18,50‬‬ ‫‪16,97‬‬ ‫‪6,30‬‬
‫مجموع القوة العاملة (‪)%‬‬
‫العدد‬
‫‪10 812‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪741‬‬ ‫‪1 082‬‬ ‫‪1 156‬‬ ‫‪1 269‬‬ ‫‪1 578‬‬ ‫‪2 030‬‬ ‫‪1 659‬‬ ‫‪499‬‬
‫(ألف شخص)‬

‫‪0101‬‬
‫نسبة كل فئة عمرية من‬
‫‪011‬‬ ‫‪2,53‬‬ ‫‪4,83‬‬ ‫‪6,85‬‬ ‫‪10,1‬‬ ‫‪10,70‬‬ ‫‪11,73‬‬ ‫‪14,60‬‬ ‫‪18,80‬‬ ‫‪15,34‬‬ ‫‪4,61‬‬
‫مجموع القوة العاملة (‪)%‬‬

‫‪1 320‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪- 99‬‬ ‫التطور‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫ب‪ .‬تطور القوة العاملة العاطلة ومعدل البطالة‪:‬‬


‫لقد كان لتحسن الوضعية األمنية واالستقرار السياسي اللذان شهدتهما البالد مطلع األلفية الثالثة دور‬
‫في استرجاع االستقرار االقتصادي والرفع من وتيرة االستثمارات‪ ،‬وﻫو ما انعكس ايجابيا على مستوى‬
‫والجدول رقم (‪ )0.0‬أدناه يبين تطور القوة العاملة العاطلة خالل السنوات‬ ‫البطالة‪،‬‬
‫‪.0101–0115–0110‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.0‬تطور القوة العاملة العاطلة في الجزائر خالل السنوات ‪.0101 – 0115 - 0110‬‬

‫القوة العاملة العاطلة‬

‫معدل البطالة (‪)%‬‬ ‫العدد (ألف عاطل)‬ ‫السنة‬

‫اإلجمالي‬ ‫لدى اإلناث‬ ‫لدى الذكور‬ ‫المجموع‬ ‫االناث‬ ‫الذكور‬

‫‪27,30‬‬ ‫‪31,36‬‬ ‫‪26,56‬‬ ‫‪2 339‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪1 934‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪15,25‬‬ ‫‪17,49‬‬ ‫‪14,85‬‬ ‫‪1 448‬‬ ‫‪249‬‬ ‫‪1 199‬‬ ‫‪0115‬‬

‫‪10,0‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪8,1‬‬ ‫‪1 076‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪729‬‬ ‫‪0101‬‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫يتبين لنا من خالل قراءة أرقام الجدول رقم (‪ )8.0‬أن الفئة العاطلة عن العمل في الجزائر قد شهدت‬
‫تقلصا بأكثر من النصف حيث انتقلت من ‪ 2 339‬ألف عاطل عن العمل سنة ‪ 0110‬إلى ‪ 1 076‬ألف‬
‫عاطل عن العمل سنة ‪ ،0101‬كما نالحظ أن معدالت البطالة ﻫي األخرى عرفت انخفاضا خالل الفترة‬
‫‪ 0101 – 0110‬من ‪ % 27,30‬سنة ‪ 0110‬إلى ‪ % 10‬سنة ‪ ،0101‬ويرجع ﻫذا االنخفاض إلى تزايد‬
‫مناصب الشغل المستحدثة خالل ﻫذه الفترة في ظل تحسن مختلف األوضاع األمنية‪ ،‬السياسية‬
‫واالقتصادية للبالد كما سبق وأشرنا‪.‬‬

‫كما قدر الديوان الوطني لإلحصائيات نسبة البطالة لدى النساء بـ‪ % 31,36 :‬و‪% 17,49‬‬
‫و ‪ % 19,1‬من الفئة النشطة مقابل ‪ % 26,56‬و‪ % 14,85‬و‪ % 8.1‬لدى الفئة النشطة من الرجال لكل‬
‫من السنوات ‪ 0101 – 0115 – 0110‬على التوالي‪.‬‬

‫نالحظ من خالل ﻫذه األرقام أن معدالت البطالة انخفضت لدى كل من النساء والرجال خالل ﻫذه‬
‫الفترة غير أنها تبقى مرتفعة لدى النساء عنها لدى الرجال لألسباب السالف ذكرﻫا‪.‬‬

‫أما عن توزيع القوة العاملة العاطلة فانه وحسب األرقام الصادرة عن الديوان الوطني لإلحصائيات‬
‫فإ ن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب عنها لدى الفئات األخرى وﻫو ما يبينه الجدول رقم (‪)8.0‬‬
‫أدناه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)8.0‬تطور قوة العمل العاطلة في الجزائر حسب الفئات العمرية خالل السنوات‬
‫‪.0101 – 0115 – 0110‬‬

‫‪0101‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0110‬‬

‫معدل البطالة حسب‬ ‫معدل البطالة حسب‬ ‫معدل البطالة حسب‬ ‫الفئة العمرية‬
‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬
‫الفئات العمرية‬ ‫الفئات العمرية‬ ‫الفئات العمرية‬
‫(عاطل)‬ ‫(عاطل)‬ ‫(عاطل)‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬

‫‪23,2‬‬ ‫‪116 000‬‬ ‫‪34,3‬‬ ‫‪205 417‬‬ ‫‪51,35‬‬ ‫‪393 441‬‬ ‫أقل من ‪ 01‬سنة‬

‫‪21,0‬‬ ‫‪349 000‬‬ ‫‪29,9‬‬ ‫‪481 169‬‬ ‫‪45,92‬‬ ‫‪687 958‬‬ ‫‪02 – 01‬‬

‫‪16,5‬‬ ‫‪336 000‬‬ ‫‪22,7‬‬ ‫‪398 779‬‬ ‫‪37,56‬‬ ‫‪578 984‬‬ ‫‪00 – 05‬‬

‫‪8,9‬‬ ‫‪140 000‬‬ ‫‪12,7‬‬ ‫‪176 666‬‬ ‫‪23,07‬‬ ‫‪280 890‬‬ ‫‪32 – 31‬‬

‫‪4,6‬‬ ‫‪58 000‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫‪84 257‬‬ ‫‪14,79‬‬ ‫‪155 896‬‬ ‫‪30 – 35‬‬

‫‪2,8‬‬ ‫‪33 000‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪43 096‬‬ ‫‪11,21‬‬ ‫‪93 287‬‬ ‫‪22 – 21‬‬

‫‪2,0‬‬ ‫‪22 000‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪31 613‬‬ ‫‪10,33‬‬ ‫‪72 662‬‬ ‫‪20 – 25‬‬

‫‪1,7‬‬ ‫‪13 000‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪19 498‬‬ ‫‪11,79‬‬ ‫‪58 163‬‬ ‫‪52 – 51‬‬

‫‪1,9‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪7 791‬‬ ‫‪7,51‬‬ ‫‪18 169‬‬ ‫‪50 - 55‬‬

‫‪10,0‬‬ ‫‪1 076 000‬‬ ‫‪15,3‬‬ ‫‪1 448 286‬‬ ‫‪27,30‬‬ ‫‪2 339 450‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫يتبين من خالل الجدول (‪ )8.0‬أن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب (‪ 31 - 06‬سنة)‪ ،‬بحيث‬
‫قدرت نسبتها سنة ‪ 0101‬بـ‪ % 23,2 :‬لدى الفئة المتراوحة أعمارﻫا بين (‪ 00 – 06‬سنة)‪ ،‬و ‪% 21‬‬
‫لدى الفئة المتراوحة أعمارﻫا بين (‪ 02 – 01‬سنة)‪ ،‬في حين قدرت بـ‪ % 16,5 :‬لدى الشريحة التي‬
‫تتراوح أعمارﻫم بين (‪ 00 – 05‬سنة)‪.‬‬

‫غير أنه من الضروري اإلشارة إلى أن معدالت البطالة قد عرفت انخفاضا ملموسا لدى فئات‬
‫األعمار السالفة الذكر إذا ما قورنت بتلك المسجلة سنتي ‪ 0110‬و ‪ 0115‬إذ قدرت بـ‪،% 51,35( :‬‬
‫‪ )% 37,56 ،% 45,92‬و(‪ )% 22,7 ،% 29,9 ،% 34,3‬لفئات األعمار (‪ 00 – 06‬سنة)‬
‫و(‪ 02 – 01‬سنة ) و(‪ 00 – 05‬سنة) لسنتي ‪ 0115 – 0110‬على التوالي‪.‬‬

‫إضافة لذلك‪ ،‬قيم الديوان الوطني لإلحصائيات في سنة ‪ 2010‬نسبة البطالة عند حاملي شهادات‬
‫التعليم العالي بنسبة ‪ % 21,4‬مقابل ‪ % 12,5‬بالنسبة لحاملي شهادات التكوين المهني‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫ج‪ .‬القوة العاملة المشتغلة ومعدل العمالة‪:‬‬


‫بعد سنوات االنكماش‪ ،‬عاد التشغيل في الجزائر ليعرف ارتفاعا خالل الفترة ‪ ،0101 – 0110‬وﻫو‬
‫ما يوضحه الجدول رقم (‪:)0.0‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.0‬تطور قوة العمل المشتغلة ومعدل العمالة في الجزائر خالل السنوات‬
‫‪.0101 – 0115 – 0110‬‬

‫البيان‬
‫معدل العمالة ‪)%( TE‬‬ ‫القوة العاملة المشتغلة (ألف عامل)‬
‫السنة‬
‫‪30,36‬‬ ‫‪6 228‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪34,70‬‬ ‫‪8 044‬‬ ‫‪0115‬‬

‫‪37,60‬‬ ‫‪9 736‬‬ ‫‪0101‬‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫تبين لنا أرقام الجدول (‪ )0.0‬أن عدد العاملين قد ارتفع من ‪ 6 228‬ألف عامل سنة ‪ 0110‬إلى ‪9 736‬‬
‫ألف عامل سنة ‪ ،0101‬ويرجع ﻫذا االرتفاع إلى تزايد مناصب الشغل المحدثة في إطار مختلف برامج‬
‫التنمية التي سطرت خالل ﻫذه الفترة ونقصد بذلك برنامجي اإلنعاش ودعم النمو االقتصادي الممتدين‬
‫على طول الفترة ‪ ،0110 – 0110‬كما عرفت الجزائر سنة ‪ 0101‬معدل عمالة إجمالي قيمته ‪37,60‬‬
‫‪ %‬أي ارتفع بقرابة ‪ 12‬نقاط مقارنة بسنة ‪ 0115‬و‪ 10‬نقاط مقارنة بسنة ‪ ،0110‬فعلى امتداد سنوات‬
‫ﻫذه الفترة سُجل ارتفاع معتبر في معدالت العمالة كانعكاس الرتفاع مستويات التشغيل‪.‬‬

‫أما عن التوزيع القطاعي للقوة العاملة المشتغلة فالجدول رقم (‪ )01.0‬أدناه يفصل ذلك‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)01.0‬توزع قوة العمل المشتغلة حسب القطاعات االقتصادية في الجزائر خالل السنوات‬
‫‪.0101 – 0115 – 0110‬‬

‫السنوات‬

‫‪2010‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0110‬‬


‫القطاعات االقتصادية‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫العدد (عامل)‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫العدد (عامل)‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫العدد (عامل)‬

‫‪11,7‬‬ ‫‪1136 000‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪1 380 520‬‬ ‫‪21,06‬‬ ‫‪1 312 069‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪13,7‬‬ ‫‪1 337 000‬‬ ‫‪13,2‬‬ ‫‪1 058 835‬‬ ‫‪13,82‬‬ ‫‪861 119‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪19,4‬‬ ‫‪1 886 000‬‬ ‫‪15,1‬‬ ‫‪1 212 022‬‬ ‫‪10,44‬‬ ‫‪650 012‬‬ ‫البناء واألشغال العمومية‬

‫‪55,2‬‬ ‫‪5 377 000‬‬ ‫‪54,6‬‬ ‫‪4 392 844‬‬ ‫‪54,67‬‬ ‫‪3 405 572‬‬ ‫التجارة والخدمات واإلدارة‬

‫‪100‬‬ ‫‪9 735 000‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪8 044 221‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪6 228 772‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫تبين ارقام الجدول (‪ )01.0‬أن سنة ‪ 0101‬عرفت التوزيع التالي للقوة العاملة المشتغلة‪% 55,0 :‬‬
‫من العاملين يشتغلون في قطاعات اإلدارة والتجارة والخدمات‪ % 19,4 ،‬في قطاع البناء واألشغال‬
‫العمومية‪ % 13,7 ،‬في قطاع الصناعة‪ % 11,7 ،‬في قطاع الفالحة‪ ،‬مقابل ‪ % 54,6‬يشتغلون في‬
‫قطاعات اإلدارة والتجارة والخدمات‪ % 15,1،‬في قطاع البناء واألشغال العمومية‪ % 13,2 ،‬في قطاع‬
‫الصناعة‪ % 17,2 ،‬في قطاع الفالحة لسنة ‪ 0115‬و‪ % 54,67‬يشتغلون في قطاعات اإلدارة والتجارة‬
‫والخدمات‪ % 10,44 ،‬في قطاع البناء واألشغال العمومية‪ % 13,82 ،‬في قطاع الصناعة‪% 21,06 ،‬‬
‫في قطاع الفالحة لسنة ‪.0110‬‬

‫من خالل ﻫذه األرقام نالحظ انخفاض حصة قطاع الفالحة من التشغيل وفي المقابل ارتفعت حصة‬
‫قطاع البناء واألشغال العمومية منه خالل الفترة ‪ 0101 – 0110‬مع استحواذ القطاع الغير المنتج ـ‬
‫قطاع اإلدارة والتجارة والخدمات على أكبر حصة من التشغيل‪.‬‬

‫عن مساﻫمة القطاعين الخاص والعام في التشغيل ندرج الجدول رقم (‪ )00.0‬التالي‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00.0‬توزع قوة العمل المشتغلة حسب قطاع النشاط في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.0101 – 0115‬‬

‫السنوات‬
‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬
‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫قطاع النشاط‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬
‫(ألف عامل)‬ ‫(ألف عامل)‬ ‫(ألف عامل)‬
‫‪34,75‬‬ ‫‪2 987‬‬ ‫‪30,96‬‬ ‫‪2 746‬‬ ‫‪36,85‬‬ ‫‪2 964‬‬ ‫عام‬
‫‪65,25‬‬ ‫‪5 607‬‬ ‫‪69,04‬‬ ‫‪6 123‬‬ ‫‪63,15‬‬ ‫‪5 081‬‬ ‫خاص‬
‫‪100‬‬ ‫‪8 594‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪8 869‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪8 045‬‬ ‫المجموع‬
‫السنوات‬
‫‪0101‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬
‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫قطاع النشاط‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬
‫(ألف عامل)‬ ‫(ألف عامل)‬ ‫(ألف عامل)‬
‫‪34,4‬‬ ‫‪3 345‬‬ ‫‪34,1‬‬ ‫‪3 234‬‬ ‫‪34,4‬‬ ‫‪3 149‬‬ ‫عام‬
‫‪65,6‬‬ ‫‪6 390‬‬ ‫‪65,9‬‬ ‫‪6 236‬‬ ‫‪65,6‬‬ ‫‪5 996‬‬ ‫خاص‬
‫‪100‬‬ ‫‪9 735‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9 472‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9 145‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2005-2006-2007-2008-2009-2010, sur le site‬‬


‫‪www.ons.dz (05/12/2011 17 :46).‬‬

‫حسب الجدول (‪ ،)00.0‬غالبية القوة العاملة المشتغلة لسنة ‪ 0101‬ترتكز في القطاع الخاص بنسبة‬
‫‪ % 65,6‬من مجموع ﻫذه القوة مقابل ‪ % 34,4‬في القطاع العمومي‪.‬‬

‫وتعد نسبة التشغيل في القطاع العام بالجزائر مرتفعة إذا ما قورنت بدول العالم حيث يقدر متوسط‬
‫حصة القطاع العام من إجمالي التشغيل بـ‪ % 00 :‬بالعالم أما متوسطه بالدول العربية فيبلغ ‪،% 17,5‬‬
‫ويرتبط التشغيل بالقطاع العام بالجزائر بعدة عوامل من أﻫمها تواضع دور القطاع الخاص نتيجة عدم‬
‫مالئمة بيئة األعمال والميزات التي يوفرﻫا القطاع العام بالمقارنة بالقطاع الخاص من حيث الفارق في‬
‫(‪)1‬‬
‫األجور واألمن الوظيفي‪.‬‬

‫لخضر عبد الرزاق موالي‪" ،‬تقييم أداء سياسات التشغيل في الجزائر ‪ ،"0101 – 0111‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،0100 /01‬ص ‪.006‬‬
‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫ويظهر من تركيبة القوة العاملة المشتغلة في سنة ‪ ،2010‬حسب الفئة االجتماعية المهنية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ % 29,5 ‬يمثلون أصحاب العمل والعاملين لحسابهم الذاتي؛‬


‫‪ % 32,9 ‬أجراء دائمون؛‬
‫‪ % 33,4 ‬أجراء غير دائمين ومتمهنين وفئات أخرى؛‬
‫‪ % 04,2 ‬مساعدي العائالت‪.‬‬
‫انظر الجدول رقم (‪ )00.0‬أدناه‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00.0‬توزع قوة العمل المشتغلة حسب الفئة االجتماعية المهنية في الجزائر خالل السنوات‬
‫‪.0101 – 0115 – 0110‬‬
‫الوحدة‪ :‬عامل‪.‬‬

‫السنوات‬

‫‪2010‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫القطاعات االقتصادية‬

‫‪2 874 000‬‬ ‫‪2 183 149‬‬ ‫‪1 826 020‬‬ ‫عمال أحرار‬

‫‪3 208 000‬‬ ‫‪3 076 181‬‬ ‫‪2 570 793‬‬ ‫عمال أجراء دائمين‬

‫‪3 250 000‬‬ ‫‪2 202 844‬‬ ‫‪1 306 407‬‬ ‫عمال أجراء غير دائمين‬

‫‪404 000‬‬ ‫‪582 047‬‬ ‫‪525 552‬‬ ‫عمال يستفيدون من المساعدات العائلية‬

‫‪9 735 000‬‬ ‫‪8 044 221‬‬ ‫‪6 228 772‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2005-2010, sur le site www.ons.dz‬‬


‫‪(05/12/2011 17 :46).‬‬

‫‪ .II‬تطور الطلب على العمل‪:‬‬


‫على مدى الفترة الممتدة بين سنتي ‪ ،0101 – 0111‬عرفت الوضعية المالية للجزائر تحسنا كبيرا‪،‬‬
‫إذ سجلت مصالح المالية العامة فوائض في ميزانيتها طوال ﻫذه الفترة (‪ 300‬مليار دينار جزائري سنة‬
‫(‪)1‬‬
‫وﻫو ما مكنها من تنفيذ مختلف برامج‬ ‫‪ 0111‬ليرتفع سنة ‪ 0118‬إلى ‪ 836‬مليار دينار جزائري)‪.‬‬
‫التنمية وخطط العمل المسطرة‪.‬‬

‫يأتي استحداث مناصب الشغل كأحد أﻫم أﻫداف السياسة التنموية للبالد إلى جانب كل من ﻫدفي‬
‫الرفع من معدالت النمو االقتصادي وتدعيم االقتصاد الكلي‪ ،‬وفي ﻫذا السياق تم استحداث ‪8 390 266‬‬

‫‪ 1‬صندوق النقد العربي‪" ،‬النشرة اإلحصائية للدول العربية"‪ ،0101 ،‬ص ‪.055‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫منصب شغل منها الدائمة ومنها المؤقتة خالل الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول لسنة ‪ - 0101‬الجدول‬
‫رقم (‪ -)03.0‬وتعود ﻫذه النتائج في األساس إلى الدعم الهام والتدابير العديدة المشجعة على التوظيف‬
‫(‪)1‬‬
‫والتي اتخذتها الحكومة ألجل التحسين من واقع الشغل في البالد‪ ،‬إذ‪:‬‬

‫‪ ‬تم إستحداث مناصب شغل قدرت بـ‪ 1 160 651 :‬منصب في قطاع الفالحة إثر‬
‫االنتعاش الذي عرفه القطاع خالل ﻫذه الفترة‪ ،‬كما انجر عن عمليات التوظيف في‬
‫قطاع الوظيف العمومي ‪ 927 372‬منصب شغل؛‬
‫‪ ‬إستحداث مناصب شغل من قبل المؤسسات العمومية قدرت بـ‪ 1 126 944 :‬منصب‬
‫شغل؛‬
‫‪ ‬كما سمحت ال تدابير الرامية إلى تيسير اإلدماج المهني للشباب طالبي الشغل ألول مرة‬
‫(* )‬
‫بتوظيف أزيد من ‪ 533 258‬شاب‬ ‫‪2‬‬
‫والتي تم اعتمادﻫا سنة ‪،"CID-CIP-CFI" 0118‬‬
‫مستفيد إلى غاية نهاية السداسي األول من سنة ‪0101‬؛‬
‫‪ ‬وفي مقام آخر نجد أنه في إطار األجهزة المساعدة على إحداث المؤسسات المصغرة‬
‫( الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "‪ "ANSEJ‬والصندوق الوطني للتامين عن‬
‫البطالة"‪ )"CNAC‬المعتمدة لصالح الشباب البطال الراغب في إنشاء مؤسسة مصغرة‪،‬‬
‫قد تم تمويل ‪ 03 080‬ملف سنة ‪ 0118‬سمح باستحداث ‪ 30 352‬منصب شغل‪ ،‬واستفاد‬
‫في سنة ‪ 08 836 :0110‬ملف من التمويل‪ ،‬مع استحداث ‪ 05 500‬منصب شغل‪ ،‬في‬
‫حين سجل تمويل ‪ 00 081‬ملف خالل السداسي األول من سنة ‪ 0101‬مما سمح‬
‫باستحداث ‪ 20 323‬منصب شغل؛‬
‫‪ ‬سمحت النشاطات في إطار تراتيب "مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية‬
‫‪ ESIL‬وأشغال المنفعة العامة ذات االستعمال المكثف لليد العاملة ‪TUP HIMO‬‬
‫وتعويضات األنشطة ذات المنفعة العامة ‪ "IAIG‬بإسحداث ‪ 216 111‬معادل منصب‬
‫شغل دائم في سنة ‪ 0110‬و‪ 330 111‬منصب آخر خالل السداسي األول من سنة‬
‫‪.0101‬‬
‫إذن أسفرت الجهود المبذولة ألجل ترقية التشغيل والحد من البطالة عن‪:‬‬

‫‪ -‬استحداث مجموع ‪ 1,459‬مليون منصب شغل سنة ‪ ،0110‬منها ‪ 216 111‬معادلة‬


‫مناصب دائمة؛‬
‫‪1‬‬
‫‪Les services du Premier Ministre, "Annexe à la déclaration de politique général", Octobre 2010, sur le site www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39).‬‬
‫* عقود إدماج حاملي الشهادات ‪ ،CID‬عقد اإلدماج المهني ‪ ،CIP‬عقد تكوين‪ -‬إدماج ‪ ،CFI‬و ﻫي ثالث عقود تندرج ضمن جهاز المساعدة على‬
‫اإلدماج المهني ‪ DAIP‬المعتمد سنة ‪.0118‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬استحداث ‪ 3,166‬مليون منصب شغل و‪ 1,865‬مليون معادل منصب شغل دائم بين‬
‫سنتي ‪ 0115‬و‪0110‬؛‬
‫‪ -‬أما السداسي األول من سنة ‪ 0101‬فقد عرف استحداث ‪ 600 322‬منصب شغل‪،‬‬
‫منها‪ 321 302 :‬منصب شغل عن طريق التوظيف‪ ،‬و‪ 330 111‬معادل منصب‬
‫شغل دائم في إطار ورشات أشغال المنفعة العامة ذات اليد العاملة المكثفة‪.‬‬
‫أسفرت زيادة الطلب على العمل والذي تجسد من خالل عدد مناصب الشغل المستحدثة‬
‫(المعروضة) خالل ﻫذه الفترة عن‪ ،‬تراجع معدالت البطالة‪ ،‬إذ انخفضت نسبتها من ‪ % 00.3‬سنة‬
‫‪ 0110‬إلى حوالي ‪ % 08‬في بداية سنة ‪ ،0115‬والى ‪ % 10,2‬في شهر سبتمبر ‪.0110‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫‪.0101‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)03.0‬مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول من سنة‬
‫المجموع من‬ ‫السنة‬
‫السداسي‬ ‫من‬
‫‪ 0000/10/10‬إلى‬
‫األول من‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪ 0000/10/10‬لى‬
‫السداسي األول من‬
‫سنة ‪0101‬‬ ‫‪0113/00/30‬‬
‫سنة ‪0101‬‬ ‫البيان‬

‫مناصب الشغل المستحدثة من قبل اإلدارات العمومية والمؤسسات (منصب شغل)‬

‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة‬


‫من قبل المؤسسات‬
‫العمومية (المؤسسات‬
‫‪1 126 944‬‬ ‫‪59 949‬‬ ‫‪88 782‬‬ ‫‪83 034‬‬ ‫‪135 781‬‬ ‫‪114 276‬‬ ‫‪149 924‬‬ ‫‪114 007‬‬ ‫‪381 191‬‬ ‫العمومية االقتصادية –‬
‫المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‬
‫وغيرها)‬

‫‪927 372‬‬ ‫‪30 745‬‬ ‫‪222 701‬‬ ‫‪181 375‬‬ ‫‪120 335‬‬ ‫‪102 920‬‬ ‫‪48 616‬‬ ‫‪47 670‬‬ ‫‪173 010‬‬ ‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)0‬‬
‫لدى الوظيف العمومي‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)3‬‬
‫‪1 160 651‬‬ ‫‪24 479‬‬ ‫‪243 854‬‬ ‫‪83 908‬‬ ‫‪101 997‬‬ ‫‪104 323‬‬ ‫‪132 428‬‬ ‫‪166 502‬‬ ‫‪303 160‬‬ ‫في إطار استثمارات منجزة‬
‫في قطاع الفالحة‪.‬‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)2‬‬
‫في إطار استثمارات ممولة‬
‫‪283 061‬‬ ‫‪15 785‬‬ ‫‪29 284‬‬ ‫‪41 365‬‬ ‫‪32 451‬‬ ‫‪36 925‬‬ ‫‪15 085‬‬ ‫‪30 610‬‬ ‫‪81 556‬‬ ‫من قبل البنوك (خارج‬
‫الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب وخارج‬
‫الفالحة)‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)5‬‬
‫‪335 952‬‬ ‫‪12 892‬‬ ‫‪22 540‬‬ ‫‪57 129‬‬ ‫‪52 899‬‬ ‫‪44 101‬‬ ‫‪48 684‬‬ ‫‪56 056‬‬ ‫‪41 651‬‬ ‫في إطار عقود ما قبل‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)0‬‬
‫في إطار تراتيب المساعدة‬
‫‪533 258‬‬ ‫‪91 344‬‬ ‫‪277 618‬‬ ‫‪164 296‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫على االدماج المهني ‪(CID-‬‬
‫)‪CIP-CFI‬‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)0‬‬
‫‪619 885‬‬ ‫‪72 300‬‬ ‫‪168 139‬‬ ‫‪94 349‬‬ ‫‪59 772‬‬ ‫‪71 265‬‬ ‫‪35 088‬‬ ‫‪15 700‬‬ ‫‪103 272‬‬ ‫في إطار القرض المصغر‬
‫‪(ANSEJ-CNAC-‬‬
‫)‪ANJEM‬‬
‫مناصب الشغل المستحدثة‬ ‫‪)3‬‬
‫‪22 830‬‬ ‫‪22 830‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫في إطار الصناعة‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫‪5 009 953‬‬ ‫‪330 324‬‬ ‫‪1 052 918‬‬ ‫‪705 456‬‬ ‫‪503 235‬‬ ‫‪473 810‬‬ ‫‪429 825‬‬ ‫‪430 545‬‬ ‫‪1 083 840‬‬ ‫المجموع الفرعي "أ"‬

‫معادل مناصب الشغل الدائمة المستحدثة على مدى سنة في إطار ورشات ذات يد عاملة مكثفة (منصب شغل)‬

‫مناصب الشغل المستحدثة في‬


‫‪3 370 313‬‬ ‫‪332 000‬‬ ‫‪406 980‬‬ ‫‪419 305‬‬ ‫‪396 419‬‬ ‫‪387 878‬‬ ‫‪254 736‬‬ ‫‪267 961‬‬ ‫‪905 034‬‬ ‫إطار تراتيب ‪(ESIL-TUP‬‬
‫)‪HIMO-IAIG‬‬

‫‪3 370 313‬‬ ‫‪332 000‬‬ ‫‪406 980‬‬ ‫‪419 305‬‬ ‫‪396 419‬‬ ‫‪387 878‬‬ ‫‪254 736‬‬ ‫‪267 961‬‬ ‫‪905 034‬‬ ‫المجموع الفرعي "ب"‬

‫‪8 380 266‬‬ ‫‪662 324‬‬ ‫‪1 459 898‬‬ ‫‪1 124 761‬‬ ‫‪899 654‬‬ ‫‪861 688‬‬ ‫‪684 561‬‬ ‫‪698 506‬‬ ‫‪1 988 874‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪Source : Les services de premier ministre, "Annexe à la déclaration de politique général", 2010,‬‬
‫‪et "Bilan des réalisation économique et sociales de la période 1999-2008", sur le site‬‬
‫‪www.premier-ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39).‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص سوق العمل الجزائري‪.‬‬

‫لسوق العمل في الجزائر خصائص عدة سنأتي على ذكر اثنتين منها ﻫما‪ :‬تجزؤه وانتشار ظاﻫرة‬
‫البطالة فيه‪ ،‬ﻫذه األخير ونظرا الرتفاع معدالتها في نهاية عقد التسعينات‪ ،‬أصبحت من أﻫم التحديات‬
‫الواجب مواجهتها من طرف الحكومة الجزائرية عند بداية األلفية الثالثة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تجزؤ سوق العمل‪.‬‬

‫في ما يتعلق بتجزؤ سوق العمل‪ ،‬فإنه يمكن التمييز بين أجزاء مختلفة تُكََِونُ سوق العمل في‬
‫الجزائر‪ :‬قطاع ريفي يشمل النشاطات الفالحية‪ ،‬وقطاع حضري ﻫو اآلخر يتكون من قطاع غير‬
‫رسمي يتكفل بجزء من التشغيل لكن في ظروف غير الئقة سواء فيما يتعلق باألجور أو ظروف العمل‬
‫والحماية االجتماعية‪ ،‬وآخر رسمي يضم القطاع العام والخاص الخاضعين لتشريع العمل‪.‬‬

‫‪ ‬يستحوذ القط اع الريفي على حصة معتبرة من الشغل ال يمكن إﻫمالها‪ ،‬إذ امتص ﻫذا‬
‫(‪)1‬‬
‫من اليد العاملة المشتغلة‪ ،‬بقرابة ‪ % 51‬منها‬ ‫القطاع في سنة ‪% 72,2 :0000‬‬
‫مصدرﻫا الفالحة‪ .‬حسب الديوان الوطني لإلحصائيات قد انخفضت نسبة مساﻫمة‬
‫القطاع الريفي في التشغيل إلى حوالي ‪ % 42,35‬في سنة ‪ 0110‬و‪ % 34,67‬في سنة‬
‫‪ ،0101‬نتيجة لهجرة السكان من الريف إلى المدن ألسباب عدة منها نوعية الهياكل‬
‫القاعدية االجتماعية وارتفاع األجور في المدن‪ ،‬وضع أدى إلى ارتفاع معدالت البطالة‬
‫في القطاع الرسمي‪ ،‬وبروز القطاع غير الرسمي؛‬
‫‪ ‬تميز االقتصاد الجزائري إثر المرحلة االنتقالية التي مر بها بتنامي القطاع غير‬
‫الرسمي‪ ،‬الذي خلق أسواقا غير رسمية‪ ،‬منها سوق العمل غير الرسمي‪ ،‬ألسباب عدة‬
‫منها جمود سوق العمل الرسمية وعدم قدرة المؤسسات االقتصادية على استيعاب اليد‬
‫العاملة العاطلة الطالبة للشغل‪ .‬وحسب تقرير المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‬
‫فإن" األنشطة غير الرسمية لقيت إقباال كبيرا من طرف الفئة النشطة غير المشغلة‪،‬‬
‫وﻫذا في غياب القدرة االستيعابية للجهاز اإلنتاجي على امتصاص اليد العاملة العاطلة‬
‫حيث أشارت اإلحصائيات المتعمدة في التقرير إلى أنه في سنة ‪ 0115‬أربعة ماليين‬
‫شخص يشتغل في القطاع غير مؤمن اجتماعيا كليا أو جزئيا‪ .‬وذلك راجع لطبيعة ﻫذه‬

‫عبد الرحيم شيبي‪ ،‬محمد شكوري‪ " ،‬سوق العمل في الجزائر وأثر السياسات االقتصادية التجميعية على معدالت البطالة"‪ ،‬مجلة التنمية‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية والسياسات االقتصادية‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬يوليو ‪ ،0118‬ص ‪.20‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫األنشطة التي تضم األعمال الموسمية كالقطاع الزراعي بنسبة ‪ % 87‬وقطاع البناء‬
‫(‪)1‬‬
‫واألشغال العمومية بأكثر من ‪."% 81‬‬
‫كما أن انخفاض معدل البطالة من قرابة ‪ % 31‬إلى ‪ % 01‬على مدى العقد الماضي‪،‬‬
‫ازدﻫر القطاع غير الرسمي‪ ،‬وارتفعت مساﻫمته في جميع الوظائف التي وفرﻫا‬
‫(‪)2‬‬
‫االقتصاد من ‪ % 01‬سنة ‪ 0111‬إلى أكثر من ‪ % 00‬سنة ‪.0110‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البطالة و سوق العمل الجزائري‪.‬‬

‫من أبرز خصائص سوق العمل في الجزائر انتشار ظاﻫرة البطالة فيه‪ ،‬وذلك نتيجة الختالل‬
‫التوازن بين مناصب الشغل المعروضة ونمو الفئة النشطة باإلضافة لتراكمات المشاكل المرتبطة‬
‫بضعف أداء المؤسسات وعدم مواكبة السياسة التعليمية والتكوينية لمتطلبات سوق العمل المتجددة‪.‬‬

‫ويختلف واقع البطالة في الجزائر خالل المراحل المختلفة باختالف الظروف االقتصادية التي‬
‫شهدتها البالد‪ ،‬فواقعها في عشريتي الثمانينات والتسعينات تختلف تماما عن واقعها في بداية األلفية‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫إذ منذ سنة ‪ 0085‬بدأت مشكلة البطالة في الجزائر تتفاقم نتيجة االنكماش االقتصادي وتراجع وتيرة‬
‫التشغيل بسبب قلة الموارد المالية للدولة والتي قلصت من حجم االستثمارات المنشئة لمناصب الشغل‪،‬‬
‫وبالتالي االختالل في سوق العمل بين العرض والطلب على العمل وﻫو ما "ترتب عليه ارتفاع في‬
‫معدل البطالة من ‪ % 05‬سنة ‪ 0082‬إلى ‪ % 06.0‬سنة ‪ ،0080‬كما عرفت ظاﻫرة التسريح الجماعي‬
‫للعمال نموا سريعا نتيجة حل المؤسسات إذ تم تسريح ‪ 360 000‬عامل للفترة ‪ 0008 – 0002‬واستمر‬
‫) ‪(3‬‬
‫ذلك المعدل في االرتفاع إلى غاية سنة ‪.0111‬‬

‫في سنة ‪ 0110‬انطلق مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي وامتد خالل الفترة ‪ ،0112 - 0110‬ولقد كان‬
‫لهذا البرنامج أثر على سوق العمل‪ ،‬حيث تقلص معدل البطالة من ‪ % 27,3‬سنة ‪ 0110‬إلى ‪% 17,65‬‬
‫سنة ‪ ، 0112‬ويعود ﻫذا التراجع إلى الزيادة الهامة في فرص التشغيل باستحداث ‪ 001‬ألف منصب‬
‫(‪)4‬‬
‫شغل جديد منها ‪ 031‬ألف منصب شغل مؤقت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil National Economique et Social (CNES), " rapport national sur le développement humain en Algérie», 2006, p 60.‬‬
‫لخضر عبد الرزاق موالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬ ‫‪2‬‬

‫ناصر مراد‪" ،‬مكافحة مشكلة البطالة في الجزائر"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في الندوة العربية "البطالة‪ :‬أسبابها‪ ،‬معالجتها‪ ،‬وأثرها على المجتمع"‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجزء الثاني‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ 00- 05 ،‬أفريل ‪ ،0116‬ص ‪.320‬‬
‫‪ 4‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،‬مشروع التقرير التمهيدي حول الظرف االقتصادي واالجتماعي"‪ ،‬السداسي األول من سنة ‪،0112‬‬
‫ص ‪.001‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫في سنة ‪ 0115‬تم بعث البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفترة ‪ ،0110 – 0115‬خالل ﻫذا‬
‫البرنامج تم بعث عديد المشاريع مع شركاء أجانب‪ ،‬منها الطريق السيار شرق غرب على مسافة‬
‫‪ 0011‬كم‪ ،‬انجاز مليون وحدة سكنية‪ ،‬والشيء المالحظ أنه خالل ﻫذا البرنامج عرف حجم االستثمار‬
‫العمومي معدالت نمو جد مرتفعة‪ ،‬بلغ متوسطها ‪ % 03‬سنويا‪ ،‬ﻫذا ما أدى إلى توفير عدد معتبر من‬
‫مناصب الشغل‪ ،‬وﻫو ما يفسر االتجاه التنازلي لمعدالت البطالة‪ ،‬والتي بلغت في المتوسط‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.% 00.16‬‬

‫ورغم انخفاض معدل البطالة إال أن مستواﻫا يبقى مقلقا‪ ،‬وفي ﻫذا السياق نضع المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة مناصب الشغل التي تم إنشاؤﻫا‪ ،‬إذ "أشارت إحصائيات سنة ‪ 0116‬أن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ % 81,64‬من مناصب الشغل المنشأة كانت مؤقتة و‪ % 18,36‬فقط مناصب دائمة"‪،‬‬
‫ﻫذا التوجه الذي يفقد فيه العامل المؤقت االستقرار الوظيفي والكثير من االمتيازات‬
‫التي يتمتع بها العامل الدائم؛‬
‫‪ ‬ضعف مستوى تأﻫيل القوة العاملة العاطلة؛‬
‫‪ ‬اتساع مدة البطالة في الجزائر حيث وحسب تقرير للديوان الوطني لإلحصائيات لسنة‬
‫‪ 0101‬فإن توزيع مدة البطالة المعرفة بالفترة المستغرقة في البحث عن العمل كانت‬
‫‪ % 35,6‬من البطالين يبحثون عن عمل لمدة تقل عن السنة‪ % 00.3 ،‬من البطالين‬
‫يبحثون عن عمل منذ أكثر من سنة و‪ % 25.0‬منهم يبحثون عن عمل لمدة تفوق‬
‫سنتين‪.‬‬
‫وﻫي ظاﻫرة خطيرة لما تتسيب فيه من انتشار لليأس من جراء البحث عن العمل‪ ،‬وما‬
‫قد ينجر عن ذلك من االنحراف والجريمة‪.‬‬

‫‪،"0101‬‬ ‫بلقاسم رحالي‪ ،‬ركن الدين فالك‪ " ،‬دراسة تحليلية قياسية ألثر االستثمار العمومي على البطالة في الجزائر خالل الفترة‬ ‫‪1‬‬
‫‪– 0001‬‬

‫الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫نوفمبر ‪ ،0100‬ص ‪.16‬‬ ‫‪06 – 05‬‬ ‫التسيير‪ ،‬يومي‬
‫‪ 2‬سعدية قصاب‪" ،‬مرونة عالقات العمل في الجزائر ‪ ،"0116 – 0001‬الملتقى الوطني الثاني واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه‪ ،‬جامعة‬
‫‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫جوان‬ ‫‪ 05‬و‪06‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫وصلنا في ختام ﻫذا الفصل إلى عدة نتائج نظرية وعملية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .I‬النتائج النظرية‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻫناك جدل كبير في الفكر االقتصادي بخصوص سوق العمل خاصة فيما يتعلق بوضع‬
‫االختالل فيه‪ ،‬فالفكر النيوكالسيكي وكما يرى أسالفهم لم يعترف بوجود اختالل في سوق العمل ‪-‬‬
‫البطالة‪ -‬واعتبره حالة مؤقتة في حال وجوده ‪-‬بطالة إرادية‪ -‬تتكفل آلية السوق المتمثلة في األجر‬
‫الحقيقي بمعالجته وﻫذا إليمانهم بحتمية التوازن عند مستوى التشغيل الكامل (قانون ساي) (*)‪ ،‬في‬
‫‪1‬‬

‫حين أن كينز وخالفا لما جاء به الكالسيك يعترف بأن سوق العمل يعرف حالة اختالل –بطالة‬
‫إجبارية‪ ،-‬يرجعه إلى نقص الطلب الفعال‪ ،‬ويرى أن معالجة ﻫذا االختالل يكمن في بعث الطلب‬
‫الفعال من خالل "التوسع في اإلنفاق"(**)؛‬
‫‪ .2‬يفترض النموذج الكالسيكي الجديد بأن توقعات العارضين للعمل والطالبين له والمتعلقة‬
‫باألسعار تكون رشيدة‪ ،‬ما يجعلهم يتكيفون بسرعة فائقة‪ ،‬وبطريقة فورية‪ ،‬وآنية لكل معلومة‬
‫جديدة‪ ،‬وبالتالي فإنه ال يمكن لسوق العمل أن يبتعد لمدة طويلة عن توازنه في األجل الطويل وأن‬
‫كل اختالل ال يمكن إال أن يكون مؤقتا؛‬
‫حسب النموذج الكالسيكي الجديد شرط طلب المزيد من العمالة يتمثل في أن يكون التوقع باألسعار‬
‫ناقصا‪ ،‬أي‪:‬‬

‫أ‪ .‬توفر المعلومة الكاملة تكون لدى المؤسسات االقتصادية ال األفراد‪.‬‬


‫ب‪ .‬األسعار الحالية أكبر من األسعار المتوقعة‪.‬‬
‫‪ .3‬يعتمد النموذج الكينزي الجديد على مقاربة العقود والتي تفترض أن األجور تكون مثبتة‬
‫بواسطة العقود طول مدة سريانها‪ ،‬بينما األسعار يمكنها أن تتغير خالل تلك الفترة‪ ،‬لذا مستوى‬
‫األجور يتحدد حسب الطلب والعرض على العمل واللذان يكونان على أساس السعر المتوقع‪ .‬وكما‬
‫سبق وان استنتجنا فان طلب مزيد من العمالة يشترط أن يكون السعر السائد أعلى من مستوى‬
‫السعر المتوقع‪.‬‬
‫ليست ﻫذه كل األفكار المتعلقة بتفسير آلية سير سوق العمل‪ ،‬كما أن الحكم عليها بالخطأ أو‬
‫الصواب ليس باألمر السهل‪ ،‬فتبعا لخصائص سوق العمل‪ ،‬نجد أن بعض األفكار تصلح أحسن مع‬

‫* والمعروف بقانون المنافذ‪ ،‬والذي ينص على أن العرض يخلق الطلب المساوي له‪ ،‬وأن العرض يتجه نحو مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫وجود لالختالل فالتوازن ﻫو الحال القائم باستمرار‪.‬‬
‫سنتطرق له بالتفصيل في الفصل الثالث من ﻫذا البحث‪.‬‬ ‫**‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫واقعه بالمقارنة مع األخرى‪ .‬وليس ﻫذا معناه‪ ،‬أنها خاطئة‪ ،‬وإنما الشروط المتوفرة لتحقيقها تكون غير‬
‫موجودة‪.‬‬

‫كانت ﻫذه بعض النتائج النظرية وفيما يلي ذكر لبعض النتائج العملية‪.‬‬

‫‪ .II‬النتائج العملية‪:‬‬
‫‪ .1‬غياب المعطيات اإلحصائية الدقيقة على سوق العمل في الجزائر‪ ،‬في ظل نظام معلومات غير‬
‫فعال؛‬
‫‪ .2‬حجم القوة العاملة والقوة العاملة المشتغلة في تزايد‪ ،‬وعلى العكس فان حجم القوة العاملة العاطلة‬
‫في انخفاض‪ .‬وتدل ﻫذه التطورات على ارتفاع مناصب الشغل المستحدثة وﻫو ما رأيناه عندما‬
‫تطرقنا لطلب العمل؛‬
‫كما أن تطور الفرق بين حجم القوة العاملة والقوة العاملة المشتغلة أصبح في انخفاض وﻫو دليل‬
‫على أن نمو ﻫذه األخيرة ذو وتيرة أسرع من نمو القوة العاملة‪ ،‬وﻫو ما يقلص الفارق بينهما ويجعل‬
‫القوة العاطلة عن العمل في عد تنازلي‪.‬‬

‫‪ .3‬انخفضت نسبة البطالة خالل ﻫذه الفترة إذ قدرت بحوالي ‪ % 15,3‬سنة ‪ 2005‬و‪ % 10‬سنة‬
‫غير أن ﻫذا المعدل ال يعكس الجانب الواقعي لظاﻫرة البطالة في سوق العمل‬ ‫‪، 0101‬‬
‫الجزائري‪ ،‬كونه ال يأخذ بعين االعتبار عدد المشتغلين في القطاع غير الرسمي‪ ،‬واألفراد‬
‫المحبطين الذين أعياﻫم البحث عن العمل ليتوقفوا عن النشاط رغم أنهم في سن العمل وقادرين‬
‫عليه؛‬
‫‪ .4‬غالبية البطالين شباب سنهم دون الثالثين (‪ )31‬سنة‪ ،‬باإلضافة إلى بطالة حاملي الشهادات‬
‫(الجامعيين) ‪ ،‬وتطور بطالة اإلناث بسبب دخول المرأة بقوة إلى سوق العمل في السنوات العشر‬
‫األخيرة؛‬
‫‪ .5‬انتشار ظاﻫرة اليأس من البحث عن العمل‪ ،‬كنتيجة التساع مدة البطالة‪ ،‬وﻫي ظاﻫرة اجتماعية‬
‫خطيرة يمكن أن تنجر عنها انحرافات عديدة (انتشار الجريمة‪ ،‬تعاطي المخدرات‪ ،‬ﻫجرة غير‬
‫شرعية أو ما شاع عندنا بمصطلح الحرڤة‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ .6‬ظهور سوق موازي للعمل في العشرية األخيرة كنتيجة لمخلفات اإلصالحات االقتصادية التي‬
‫شهدﻫا االقتصاد الجزائري في سنوات التسعينات تغيب فيه شروط العمل الالئق‪.‬‬
‫تدل النتائج المحققة – من الجانب الكمي‪ -‬بخصوص التشغيل في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪ ،0101 – 0111‬على أن ﻫناك جهودا قد بذلت من طرف الدولة كان لها الدور في ما أُحرز من نتائج‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر‪.‬‬

‫والتي تجسدت من خالل ت طبيق سياسات عامة للتشغيل‪ ،‬ﻫذه األخيرة ﻫي موضوع الفصلين المتبقيين‬
‫من ﻫذا البحث‪ ،‬أين سنحاول التعرف عليها بشيء من التفصيل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫أصبح التشغيل في مطلع األلفية الثالثة من أكبر التحديات التي تواجه الجزائر على خلفية‬
‫االنعكاسات السلبية لتطبيق اإلصالحات االقتصادية المدعومة من طرف المؤسسات المالية الدولية على‬
‫عالم الشغل‪ .‬وﻫو األمر الذي يتطلب من الجزائر تكثيف جهودﻫا ألجل التحسين من وضع التشغيل‪،‬‬
‫بإدراجه ضمن أولوياتها بشكل فعلي وملموس‪ ،‬عبر رسم وتنفيذ سياسات كلية منسجمة مع التنمية‬
‫االقتصادية والتشغيل‪.‬‬

‫لهذا فإننا‪ ،‬ومن خالل ﻫذا الفصل نهدف إلى تحديد مفهوم سياسات التشغيل‪ ،‬ومكانتها ضمن المسار‬
‫التنموي االقتصادي واالجتماعي للبالد‪ .‬مع التطرق إلى مؤسسات سوق العمل وكذا أﻫم البرامج‬
‫واألجهزة المكلفة بدعم التشغيل ومحاربة البطالة في الجزائر‪ ،‬وذلك من خالل المباحث الثالث التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬سياسات التشغيل‪ :‬مدخل مفاﻫيمي وسرد تاريخي؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬سياسات ترقية التشغيل؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬سياسات محاربة البطالة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سياسات التشغيل‪ :‬مدخل مفاهيمي وسرد تاريخي‪.‬‬

‫سنقوم من خالل ﻫذا المبحث بالتعريج على بعض المفاﻫيم المتعلقة بسياسات التشغيل ﻫذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى سنقوم بعرض السياق التاريخي لهذه السياسات خالل المرحلة الممتدة بين سنة ‪0060‬‬
‫وسنة ‪ ، 0000‬وﻫذا من باب أن معرفة ماضي أي ظاﻫرة سيسهل من فهم حاضرﻫا وكذا التنبؤ‬
‫بمستقبلها‪ ،‬وذلك من خالل التطرق لصورة االقتصاد الجزائري خالل فترات ﻫذه المرحلة وانعكاس تلك‬
‫الصورة على وضع الشغل خالل كل فترة من تلك الفترات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لسياسات التشغيل‪.‬‬

‫ﻫناك العديد من التعاريف الخاصة بسياسات التشغيل‪ ،‬ويرجع ﻫذا التعدد لما لعنصر العمل من أﻫمية‬
‫في الحياة االجتماعية واالقتصادية للدولة‪ .‬كما أن ﻫناك نوعين من سياسات التشغيل‪ ،‬األولى ﻫي‬
‫سياسات التشغيل النشطة وﻫي التي تسعى من خاللها الدولة إلى خلق مناصب شغل دائمة الئقة‬
‫ومنتجة‪ ،‬أما الثانية فهي سياسات التشغيل الخاملة‪ ،‬وﻫي سياسات عقيمة ماصة للبطالة غير خالقة‬
‫للشغل المنتج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهـوم سياسات التشغيل‪.‬‬

‫إن تحديد مفهوم سياسات التشغيل يعتبر أمرا صعبا في ظل تعدد التعاريف المعتمدة‪ ،‬لهذا قمنا‬
‫باختيار مفهومين اثنين ﻫما‪:‬‬

‫‪ ‬المفهوم األول‪:‬‬
‫بمكن تعريف سياسات التشغيل بكونها "جميع التدخالت التي تقوم بها السلطات العمومية في سوق‬
‫(‪)1‬‬
‫العمل"‪.‬‬

‫يعطي ﻫذا التعريف مجاال محدودا لسياسات التشغيل‪ ،‬فهو يجعل منها سياسات خاصة بسوق العمل‬
‫فحسب‪ ،‬فهي حسبه ال تتعداه لتشمل باقي األسواق األخرى‪ ،‬بتعبير آخر لتشمل السوق االقتصادي ككل‬
‫بما فيه سوق العمل‪ ،‬لهذا ارتأينا إدراج مفهوم ثاني لسياسات التشغيل ﻫو على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬المفهوم الثاني‪:‬‬
‫سياسة التشغيل ال تعتبر فقط من سياسات االقتصاد الكلي‪ ،‬كما أنها ليست سياسة قطاعية أو سياسة‬
‫لسوق العمل فحسب‪ ،‬وإنما ﻫي "عبارة عن مجموعة من اإلجراءات تصمم وتطبق على مستوى كل من‬
‫السياسات السابقة الذكر أي أنها تندرج ضمن كل من سياسات االقتصاد الكلي ومن السياسات القطاعية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gilles FERREOL, Philippe DEUBEL," Economie du Travail", Armand colin, Paris, 1990, p 123.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫فضال عن سياسة اقتصاد السوق ويكون الهدف من ﻫذه اإلجراءات أن تشترك كل سياسة من السياسات‬
‫(‪)1‬‬
‫المذكورة في النهوض بالتشغيل‪.‬‬
‫يعطي المفهوم الثاني مجاال أوسع لسياسات التشغيل‪ ،‬فهي حسبه ال تنحصر فقط في اإلجراءات‬
‫والتدابير التي تتخذ وتنفذ على مستوى سوق العمل بل تتعداﻫا لتشمل اإلجراءات والتدابير التي تتخذ‬
‫وتنفذ على مستوى السوق االقتصادي ككل‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬سياسات التشغيل ﻫي تلك السياسات التي تطبق‬
‫على مستويين ﻫما‪:‬‬

‫‪ ‬مستوى السياسات االقتصادية الكلية؛‬


‫‪ ‬مستوى سياسات سوق العمل‪.‬‬
‫‪ .1‬على مستوى السياسات االقتصادية الكلية‪:‬‬
‫تعرف السياسة االقتصادية الكلية بأنها‪ ":‬مجموع القرارات التي تتخذﻫا السلطات العمومية بهدف‬
‫توجيه النشاط في اتجاه مرغوب فيه"(‪ ،)2‬ويمكننا التمييز بين عدة أنواع للسياسات االقتصادية وذلك‬
‫حسب األجل‪ ،‬حيث ﻫناك السياسة االقتصادية الظرفية‪ ،‬والسياسة االقتصادية الهيكلية‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أ‪ .‬السياسة االقتصادية الظرفية‪:‬‬
‫تهدف ﻫذه السياسة إلى استرجاع التوازنات االقتصادية الكلية في األجل القصير‪ ،‬وﻫناك مجموعة‬
‫من السياسات الظرفية التي تستخدمها السلطات لتحقيق ﻫذا الهدف والتي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬سياسة االستقرار؛‬
‫‪ ‬سياسة اإلنعاش؛‬
‫‪ ‬سياسة االنكماش؛‬
‫(* )‬
‫‪ ‬سياسة التوقف ثم الذﻫاب‪.‬‬

‫‪ 1‬مدني بن شهرة‪" ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،0118 ،‬ص ‪.062‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ " ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون ‪ -‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطبعة الثانية‪ ،0115 ،‬ص ‪.02‬‬


‫وليد عبد الحميد عايب‪ " ،‬اآلثار االقتصادية الكلية لسياسة اإلنفاق الحكومي"‪ ،‬مكتبة حسين العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ،0101‬الصفحات ‪.81-00-08‬‬
‫تستخدم ﻫذه السياسة عادة اإلنفاق الحكومي في التأثير على النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫*‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ب‪ .‬السياسة االقتصادية الهيكلية‪:‬‬


‫تهدف السياسات االقتصادية الهيكلية إلى تكييف االقتصاد الوطني مع تغيرات المحيط الدولي‪ ،‬وتمس‬
‫(‪)1‬‬
‫كما أنها مجال اإلستراتيجية التنموية التي تهدف للمدى البعيد‬ ‫ﻫذه السياسة كل القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مثل سياسة البحث العلمي وتطوير الرأسمال البشري والسياسة الصناعية وتوزيع المداخيل‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ .2‬على مستوى سياسات سوق العمل‪:‬‬


‫وتتمثل في مجموع األجهزة والبرامج التي وضعت خصيصا للتحسين من أداء سوق العمل بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬كاألجهزة الداعمة للمبادرة المقاوالتية على سبيل الذكر ال الحصر "الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب"‪ ،‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة"‪ ،...‬أو تلك البرامج الداعمة للعمل المأجور كجهاز‬
‫المساعدة على اإلدماج المهني الذي تم اعتماده سنة ‪.0118‬‬

‫من خالل ﻫذا الفصل سنتطرق إلى سياسات التشغيل على المستوى الثاني‪ ،‬أي مستوى سياسات‬
‫سوق العمل‪ ،‬وذلك بعرض مختلف مؤسسات سوق العمل في الجزائر وكذا البرامج واألجهزة المسيرة‬
‫من طرف ﻫذه المؤسسات في إطار نوعين من سياسات التشغيل‪ ،‬سياسات ترقية التشغيل وسياسات‬
‫محاربة ال بطالة‪ ،‬وتماشيا مع فترة الدراسة سنهتم عند عرضنا لسياسات التشغيل على مستوى سياسات‬
‫االقتصاد الكلي بدراسة سياسة اإلنعاش االقتصادي فقط حيث أن الدارس للسياسة االقتصادية الكلية‬
‫للجزائر خالل الفترة ‪ 0101 – 0111‬سيالحظ أن سياسة اإلنعاش االقتصادي ﻫي السياسة المطبقة في‬
‫البالد خالل ﻫذه الفترة‪ ،‬والتي تهدف من ورائها السلطات الجزائرية أساسا إلى تحقيق ﻫدفين أساسين‬
‫ﻫما تحقيق النمو االقتصادي والتحسين من وضع التشغيل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم سياسات التشغيل النشطة والخاملة‪.‬‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من سياسات التشغيل حسب مدى ديناميكية سوق العمل وقدرته على‬
‫استيعاب القوى العاملة العاطلة من خالل خلق مناصب الشغل‪ ،‬ويتعلق األمر بسياسة التشغيل النشطة –‬
‫سياسة ترقية التشغيل‪ -‬وسياسة التشغيل الخاملة – سياسة محاربة البطالة‪.-‬‬

‫‪ 1‬وليد عبد الحميد عايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫نوفمبر ‪ ،0110‬ص ‪.06‬‬ ‫‪00 – 05‬‬ ‫‪ 2‬أحمين شفير‪ ،‬ا"القتصاد الجديد وتشغيل الشباب"‪ ،‬المؤتمر العربي األول لتشغيل الشباب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .1‬سياسات التشغيل النشطة‪:‬‬
‫عندما نتحدث عن مفهوم التشغيل نضع أنفسنا ضمن منطق اقتصادي‪ .‬حيث أن المؤسسات اإلنتاجية‬
‫والخدمية تطلب العمالة لتنفيذ خططها اإلنتاجية‪ .‬وفي سبيل ذلك تقوم بعملية حساب اقتصادي تقارن‬
‫بموجبه بين تكلفة العمالة الموظفة ومردودﻫا‪ .‬استنادا إلى ذلك‪ ،‬تقوم بتوظيف حجم معين من العمالة‬
‫بناء على إنتاجيتها الحدية‪ .‬ﻫذا ﻫو المنطق االقتصادي للتعامل مع عنصر العمل‪.‬‬

‫تتضمن سياسات التشغيل مجموع التدابير التي تسهل توظيف المزيد من العمالة من طرف‬
‫المؤسسات‪ .‬حيث تتوجه ﻫذه التدابير بشكل خاص نحو ترقية سوق العمل بشكل تجعله يستجيب إلى‬
‫الظروف التي تعيشها ﻫذه المؤسسات‪ .‬وعلى ﻫذا األساس‪ ،‬تتميز سياسات التشغيل غالبا بكونها‬
‫سياسات ذات طابع ﻫيكلي ألنها تستهدف نزع العراقيل التي تحول دون تحقيق مستوى التشغيل المأمول‬
‫من طرف المؤسسات‪ .‬لذلك تعتبر سياسات طويلة المدى ألنها ال ترمي إلى توظيف العاطلين في‬
‫اللحظة الراﻫنة ولكنها تر مي إلى تهيئة االقتصاد لتوظيف المزيد من العمالة في المستقبل نتيجة دخول‬
‫أعداد إضافية إلى سوق العمل‪ .‬وبالتالي فإن سياسات التشغيل تهدف أساسا إلى زيادة ديناميكية ﻫذا‬
‫السوق عبر مختلف التدابير‪ .‬ولذلك يمكن اعتبار ﻫذه السياسات بأنها سياسات نشطة تسمح لالقتصاد‬
‫بخلق مناصب شغل جديدة وفق معايير اقتصادية‪.‬‬

‫إن االعتماد على سياسات للتشغيل يعني إعطاء الفرصة للمؤسسات بالتوظيف وفق ظروفها الخاصة‬
‫وخططها اإلنتاجية التي تعكس حساباتها االقتصادية‪ .‬ويشكل ﻫذا األمر عنصرا مساعدا للمؤسسات على‬
‫ضمان توازناتها التشغيلية التي تسمح لها باالستمرار في عملية التوسع‪ .‬ويسمح ذلك لها ليس بزيادة‬
‫توظيف المزي د من العمالة في المستقبل فحسب ولكن يسمح لها أيضا بتحسين جودة العمل عن طريق‬
‫إطالة عقود العمل التي يبررﻫا األفق االقتصادي الجيد‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومن اإلجراءات التي يمكن اتخاذﻫا في إطار ﻫذه السياسات نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬إجراءات اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬كدعم االستهالك‪ ،‬االستثمار‪...‬؛‬


‫‪ ‬مساعدة طالبي الشغل في مجال البحث عن الشغل والتوجيه المهني لهم؛‬
‫‪ ‬تقديم التكوين المهني الالزم وتوفير التربصات التكوينية للشباب ألجل تسهيل إدماجهم في‬
‫عالم الشغل؛‬

‫‪ 1‬الطاﻫر لطرش‪ " ،‬اإلطار المؤسسي لسوق العمل وسياسة التشغيل في الجزائر‪ :‬خصائصه وأثره على ديناميكية التشغيل"‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫‪.16‬‬ ‫يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر ‪ ،0100‬ص‬
‫‪2‬‬
‫‪Fréderic TEULON, "Le Chômage et les politiques de l’Emploi", Edition du seuil, juin 1996, Paris, p p 55- 56.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬سياسة التخفيض من تكاليف المؤسسة االقتصادية ألجل حثها على الرفع من طلبها على‬
‫العمالة؛‬
‫‪ ‬تقديم مساعدات للشباب البطال ألجل إنشاء مؤسساتهم الخاصة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .2‬سياسات التشغيل الخاملة‪:‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬عندما نتحدث عن سياسات التشغيل الخاملة فإننا نضع أنفسنا في سياق اجتماعي للعملية‪.‬‬
‫حيث تتم العملية بمحاولة توظيف أكبر عدد من العمالة بغض النظر عن الظروف التي تمر بها‬
‫المؤسسات‪ .‬يتمثل مقياس النجاح ﻫنا في عدد العمال الذين تم توظيفهم‪.‬‬

‫في ﻫذا السياق‪ ،‬ال يمثل األفق االقتصادي للمؤسسات بالضرورة أﻫمية كبرى‪ .‬وبالتالي ال تؤدي‬
‫شروط سوق العمل دورا حاسما في عملية التوظيف‪ .‬حيث تعتمد ﻫذه األخيرة على حزمة المحفزات‬
‫‪ ...‬التي تقدمها السلطات العمومية‪ .‬ولذلك تندرج ﻫذه السياسات ضمن منظور الفترة القصيرة‪ ،‬أين‬
‫يتمثل الهدف األساسي للسلطات العمومية في امتصاص أكبر قدر من القوى العاطلة‪ .‬ويتنافى منطق‬
‫ﻫذه السياسات مع وجود أية ديناميكية في سوق العمل‪ .‬لهذا يمكن اعتبار سياسات التشغيل الخاملة‬
‫سياسات سلبية طالما أنها تستهدف امتصاص البطالة الموجودة والرجوع بها إلى مستويات يمكن‬
‫تحملها‪ ،‬ودون أن يصل طموحها إلى غاية زيادة مستوى الطلب على العمل في االقتصاد (خلق‬
‫مناصب شغل)‪ .‬كما يمكن اإلشارة في األخير إلى أن ﻫذا المنطق في مقاربة عملية التشغيل ال يولي‬
‫أﻫمية كبيرة لجودة العمل السيما من زاوية الدخل‪.‬‬

‫والجدول رقم (‪ )0.0‬أدناه يلخص ما أوردناه أعاله‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0.0‬سياسات التشغيل النشطة وسياسات التشغيل الخاملة‪.‬‬

‫سياسات التشغيل الخاملة‬ ‫سياسات التشغيل النشطة‬


‫‪ .0‬ﻫي سياسات ذات منطق اجتماعي؛‬ ‫‪ .0‬ﻫي سياسات ذات منطق اقتصادي يتم التشغيل فيه‬
‫‪ .0‬ﻫي سياسات قصيرة المدى؛‬ ‫بناء على اإلنتاجية الحدية للعمل؛‬
‫‪ .3‬سياسات تهدف إلى تشغيل أكبر عدد من العاطلين‬ ‫‪ .0‬ﻫي سياسة طويلة المدى؛‬
‫عن العمل (سياسة كمية)؛‬ ‫‪ .3‬سياسات تهدف إلى زيادة ديناميكية سوق العمل؛‬
‫‪ .2‬يتم التوظيف في إطار ﻫذه السياسات بغض النظر‬ ‫‪ .2‬يتم التشغيل في إطار ﻫذه السياسات وفقا للظروف‬
‫عن الظروف التي تعيشها المؤسسة االقتصادية؛‬ ‫التي تعيشها المؤسسة االقتصادية؛‬
‫‪ .5‬سياسات ال تعطى فيها أﻫمية لجودة العمل‪.‬‬ ‫‪ .5‬سياسات تساعد على تحسين جودة العمل (سياسات‬
‫نوعية)‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على التعاريف السابقة‪.‬‬

‫‪.10‬‬ ‫‪ 1‬الطاﻫر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار التاريخي لسياسات التشغيل في الجزائر‪.‬‬

‫يمكن عرض السياق التاريخي لسياسات التشغيل في الجزائر‪ ،‬من خالل عرض وضع التشغيل‬
‫ضمن مرحلتين من مراحل تطور االقتصاد الجزائري ﻫما‪ :‬مرحلة االقتصاد المخطط ومرحلة التحول‬
‫إلى اقتصاد السوق‪.‬‬
‫(*)‬
‫الفرع األول‪ :‬وضع التشغيل في مرحلة االقتصاد المخطط (‪. )0080 -0060‬‬
‫‪1‬‬

‫ارتبطت مسألة التشغيل في الجزائر‪ ،‬بإشكالية التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أن التشغيل كان من بين أﻫم‬
‫األﻫداف التي يجب تحقيقها غداة االستقالل السياسي للبالد‪ ،‬وحسب التطورات التي عرفها االقتصاد‬
‫الجزائري في ﻫذه المرحلة "‪ "0080 - 0060‬قمنا بتقسيم ﻫذه األخيرة إلى مرحلتين‪ ،‬الفترة‬
‫‪ 0000 – 0060‬كمرحلة أولى والفترة ‪ 0080 – 0081‬كمرحلة ثانية‪.‬‬

‫‪ .I‬المرحلة األولى ‪:0000 – 0060‬‬


‫عرفت الجزائر خالل الفترة ‪ 0000 – 0060‬تنفيذ ثالث مخططات تنموية سُخرت لها أموال ضخمة‬
‫بهدف الخروج من التخلف والتبعية وتحسين الوضع المعيشي للجزائريين‪ ،‬وكانت البداية بالمخطط‬
‫الثالثي ‪ ،0060 – 0060‬ثم الرباعي األول ‪ ،0003 – 0001‬فالرباعي الثاني ‪.0000 – 0002‬‬

‫‪ .1‬االتجاه العام للمخططات التنموية خالل الفترة ‪:0000 – 0060‬‬


‫أ‪ .‬المخطط الثالثي ‪:0060 – 0060‬‬
‫جاء ﻫذا المخطط على شكل مشروع استثماري يُهدف من ورائه تحضير الوسائل المادية والبشرية‬
‫والهياكل االقتصادية واالجتماعية واإلدارية للتكيف مع سياسة التخطيط المركزي‪.‬‬
‫( ‪)0‬‬
‫ولقد تم‬ ‫‪2‬‬
‫من أصل حجم استثمار ‪ 9,06‬مليار دج (دينار جزائري) استهلك ‪ 9,16‬مليار دج‪،‬‬
‫تخصيص ‪ )0 ( % 83‬من ﻫذه االستثمارات للقطاعات المنتجة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫عند قراءتنا لتركيبة االستثمارات خالل ﻫذا المخطط‪ ،‬تتوضح لنا أﻫمية القطاع الصناعي في ﻫذه‬
‫التركيبة‪ ،‬إذ حظي بنسبة تقارب ‪ % 51‬من مجموع االستثمارات في حين لم يحظ القطاع الزراعي إال‬
‫على قرابة ‪ % 00‬من مجموع االستثمارات فهذا ﻫو التوجه اإلنمائي الذي اختارته الجزائر وﻫو‬
‫(‪) 3‬‬
‫التصنيع من أجل إرساء قاعدة صناعية تحقق أﻫداف التنمية الشاملة‪.‬‬

‫إلى سنة ‪ ،0066‬وﻫي مرحلة ركزت فيها الجزائر على‬ ‫‪0060‬‬ ‫ﻫناك مرحلة سابقة عرفت بمرحلة التحضير والتحليل والتي تمتد من سنة‬ ‫*‬

‫ترتيب وضعها السياسي على اثر استرجاع سيادتها الوطنية‪.‬‬


‫‪ 1‬انظر الملحق رقم (‪.)12‬‬
‫‪ 2‬وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية سابقا‪" ،‬خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ‪ ،"0008 – 0060‬الجزائر‪ ،‬ماي ‪ ،0081‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ب‪ .‬المخطط الرباعي األول ‪:0003 – 0001‬‬
‫حدد ﻫذا المخطط اتجاﻫات التخطيط الجزائري الموجه المركزي الذي يتسم بكونه أول خطة‬
‫اقتصادية شاملة وبداية فعلية للتخطيط على النمط االشتراكي‪.‬‬

‫نجد أن حجم االستثمارات في ﻫذا المخطط قد ارتفع بأكثر من ثالث (‪ )13‬مرات عن المخطط‬
‫الثالثي ليقدر بـ‪ 27,75 :‬مليار دج‪ ،‬في حين قدرت قيمة االنجازات بـ‪ 36,31 :‬مليار دج‪.‬‬

‫أما على مستوى التوزيعات القطاعية نجد أن الصناعة تحتل حصة األسد بأكثر من ‪ 00‬مليار دج‬
‫أي بنسبة ‪ % 25‬من مجموع االستثمارات المخططة وﻫذا ما يؤكد استمرارية التوجه الذي اختارته‬
‫الجزائر في ميدان التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أما الزراعة فتحتل المرتبة الثانية بمجموع‬
‫استثمارات تتعدى ‪ 12‬مليار دج وبنسبة ‪ % 05‬من مجموع االستثمارات المخططة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ج‪ .‬المخطط الرباعي الثاني ‪:0000 - 0002‬‬
‫يعتبر ﻫذا المخطط استمرار للمخطط الرباعي األول‪ ،‬وﻫو يتميز بمجموعة من الخصائص ﻫي‪:‬‬

‫‪ ‬استحواذ الصناعة على حصة األسد من مجموع االستثمارات بنسبة ‪ % 23‬موجهة أساسا‬
‫إلى تطوير وتثمين قطاع المحروقات؛‬
‫‪ ‬اﻫتمام ﻫذا المخطط بالجانب االجتماعي أكثر منه في المخططين السابقين من حيث توفير‬
‫مناصب الشغل وإجبارية التعليم ومجانية العالج؛‬
‫‪ ‬زيادة المبالغ المالية المخصصة لهذا المخطط إذ خصص له ‪ 110,22‬مليار دج‪ ،‬وﻫو ما‬
‫يعادل ‪ 00‬مرة حجم االستثمارات في المخطط الثالثي وأربع مرات للمخطط الرباعي‬
‫األول‪ ،‬ولقد ساعد في ذلك االرتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط باعتباره المصدر‬
‫الرئيسي لتراكم رأس المال؛‬
‫‪ ‬قدرت قيمة االنجازات الفعلية في ﻫذا المخطط بـ‪ 121,23 :‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن القول بخصوص ﻫذه ال مرحلة أنه على الصعيد المالي كانت االنجازات غير مطابقة للمبلغ‬
‫اإلجمالي لالستثمارات المقررة‪ ،‬إذ كانت بالنسبة للمخطط الثالثي ‪ 9,16‬مليار دج منجزة مقابل‬
‫‪ 9,06‬مليار دج مقررة‪ ،‬المخطط الرباعي األول ‪ 36,31‬مليار دج مقابل ‪ 27,75‬مليار دج مقررة‪،‬‬
‫أما بخصوص المخطط الرباعي الثاني ‪ 121,23‬مليار دج منجزة مقابل ‪ 110,22‬مليار دج مقررة‪.‬‬

‫بخصوص األرقام الواردة في ﻫذه الفقرة انظر الملحق رقم (‪.)12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬انظر نفس الملحق‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ويرجع ﻫذا الفرق في األساس إلى ارتفاع تكاليف برامج االستثمارات المقررة‪ ،‬والراجع إلى عدم‬
‫كفاية التنسيق على صعيد وسائل االنجاز‪ ،‬األمر الذي أدى في أغلب األحيان إلى تأخيرات في انجاز‬
‫المشاريع وﻫو ما كان عامال ﻫاما لتحمل أعباء إضافية أدت إلى ارتفاع التكاليف‪.‬‬

‫ولقد كان للواقع االقتصادي الذي شهدته البالد خالل ﻫذه الفترة أثر على عالم الشغل‪ ،‬وﻫو ما‬
‫سنتطرق له في الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫‪ .2‬وضع التشغيل خالل الفترة ‪.0000 – 0060‬‬


‫عرفت الفئة النشيطة في الجزائر خالل الفترة ‪ 0000 – 0060‬تطورا سريعا بسبب النمو‬
‫الديموغرافي المتزايد والذي وصل معدله إلى "‪ % 3,4‬سنة ‪ ،)1("0008‬إذ بلغت ﻫذه الفئة من السكان‬
‫‪ 96 000‬شخص في المخطط الثالثي وارتفعت إلى ‪ 108 000‬شخص في المخطط الرباعي األول فإلى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 127 000‬خالل المخطط الرباعي الثاني‪.‬‬

‫في المقابل عرف التشغيل في الجزائر خالل ﻫذه الفترة تحسننا‪ ،‬فبعدما كان عدد المشتغلين سنة‬
‫‪ 1 720 000 :0066‬شخص أصبح ‪ 2 880 000‬شخص سنة ‪ .0008‬وحسب المخططات المختلفة التي‬
‫شهدتها الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 0060‬و‪ 0000‬كانت التزايدات المتتالية لمستويات التشغيل كاآلتي‪:‬‬
‫‪ % 9,8‬خالل المخطط الثالثي ‪ % 15,3‬أثناء المخطط الرباعي األول و‪ % 21,4‬خالل المخطط‬
‫الرباعي الثاني‪ )3(.‬وﻫو ما يفسر انخفاض معدالت البطلة خالل نفس الفترة‪ ،‬فعلى سبيل الذكر انخفض‬
‫معدل البطالة من أكثر من "‪ % 31‬سنة ‪ 0060‬إلى ‪ % 18,6‬سنة ‪.)4(" 0000‬‬

‫ولقد كان المتوسط السنوي لخلق مناصب الشغل خالل المخططات التنموية الثالث األولى موزعا‬
‫كما ﻫو مبين في الجدول رقم (‪ )0.0‬أدناه‪:‬‬

‫‪ 1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،0101 ،‬ص ‪.068‬‬
‫وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬
‫‪.000‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.003‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬عبد اللطيف بن أشنهو‪ ،‬التجربة الجزائرية في التخطيط ‪ ،0081 – 0060‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،0080 ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0.0‬متوسط إنشاء مناصب الشغل السنوي في الجزائر الخاصة بمخططات الفترة‬
‫‪.0000 - 0060‬‬

‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫‪0000 - 0008‬‬ ‫‪0000 - 0002‬‬ ‫‪0003 - 0001‬‬ ‫‪0060 – 0060‬‬ ‫المرحلة‬


‫‪99 000‬‬ ‫‪135 000‬‬ ‫‪88 000‬‬ ‫‪43 000‬‬ ‫متوسط مناصب الشغل ‪ /‬السنة‬

‫‪Source‬‬ ‫‪: Rabéa KHARFI, «Emploi et Chômage dans les pays du Maghreb », C.E.N.E.A.P, 1991,‬‬
‫‪p 62.‬‬

‫يالحظ من الجدول أعاله‪ ،‬أن متوسط مناصب الشغل المنشأة يزداد من مخطط إلى آخر‪ ،‬إذ انتقل‬
‫من ‪ 23‬ألف منصب شغل خالل المخطط الثالثي إلى ‪ 88‬ألف منصب شغل خالل المخطط الرباعي‬
‫األول فإلى ‪ 035‬ألف منصب شغل خالل المخطط الرباعي الثاني‪.‬‬

‫وفيما يخص األﻫداف المتوخاة من ﻫذه الب رامج بخصوص التشغيل‪ ،‬فإن النتائج المحققة تجاوزت‬
‫التقديرات‪ ،‬وذلك فيما يخص التشغيل خارج الفالحة‪ ،‬وﻫو ما يوضحه الجدول رقم (‪ )3.0‬أدناه‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3.0‬مناصب الشغل المنشأة خارج قطاع الفالحة في الجزائر خالل الفترة ‪.0000 - 0060‬‬

‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫‪0000 - 0002‬‬ ‫‪0003 - 0001‬‬ ‫‪0060 – 0060‬‬

‫االنجازات‬ ‫التقديرات‬ ‫االنجازات‬ ‫التقديرات‬ ‫االنجازات‬

‫‪17 520‬‬ ‫‪85 000‬‬ ‫‪14 050‬‬ ‫‪2 950‬‬ ‫‪4 280‬‬ ‫المحروقات‬

‫‪123 680‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪70 170‬‬ ‫‪72 050‬‬ ‫‪43 890‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪174 000‬‬ ‫‪138 000‬‬ ‫‪108 370‬‬ ‫‪95 000‬‬ ‫‪10 730‬‬ ‫البناء واالشغال العمومية‬

‫‪20 150‬‬ ‫‪50 000‬‬ ‫‪9 550‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫‪5 180‬‬ ‫التجارة‬

‫‪55 450‬‬ ‫‪19 000‬‬ ‫‪21 320‬‬ ‫‪18 000‬‬ ‫‪13 610‬‬ ‫النقل‬

‫‪42 430‬‬ ‫‪60 000‬‬ ‫‪10 540‬‬ ‫‪20 000‬‬ ‫‪12 060‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪88 100‬‬ ‫‪10 600‬‬ ‫‪95 700‬‬ ‫‪47 000‬‬ ‫‪18 000‬‬ ‫االدارات‬

‫‪521 330‬‬ ‫‪458 000‬‬ ‫‪329 700‬‬ ‫‪265 000‬‬ ‫‪107 750‬‬ ‫المجموع خارج الزراعة‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية‪" ،‬خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ‪،"0008 – 0060‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ماي ‪ ،0081‬ص ‪.010‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ترجع النتائج المسحققة بخصوص التشغيل والموضحة في الجدول أعاله لحجم االستثمارات التي‬
‫شهدتها ﻫذه الفترة والتي تجاوزت "‪ 311‬مليار دج‪ ،‬منها ‪ 00‬مليار دج لقطاع المحروقات وأكثر من‬
‫‪ 000‬مليار دج للقطاعات األخرى (إدارة‪ ،‬خدمات‪ ،‬يناء وأشغال عمومية)‪ ،‬وقد مكن ذلك من تحقيق‬
‫مردودية انعكست على وضعية التشغيل"(‪ ،)1‬ليزداد بذلك عدد المشتغلين في مختلف القطاعات‪.‬‬

‫إن تطور ﻫيكل التشغيل خارج الزراعة خالل السنوات ‪ 0060‬و‪ 0001‬و‪ 0002‬و‪ 0000‬يقدمه لنا‬
‫الجدول رقم (‪ )2.0‬التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2.0‬تطور هيكل التشغيل خارج الفالحة في الجزائر خالل السنوات‬
‫‪.0000 – 0002 - 0001 - 0060‬‬

‫الوحدة‪.% :‬‬

‫المجموع غير‬ ‫أخرى‬ ‫البناء واألشغال‬


‫اإلدارات‬ ‫الخدمات‬ ‫النقل‬ ‫التجارة‬ ‫القطاعات المحروقات الصناعات‬
‫الزراعي‬ ‫مشغولة‬ ‫العمومية‬
‫‪011‬‬ ‫‪13,7‬‬ ‫‪21,3‬‬ ‫‪16,3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪8,2‬‬ ‫‪13,4‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫‪0060‬‬

‫‪011‬‬ ‫‪12,1‬‬ ‫‪19,9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫‪17,8‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪16,1‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪0001‬‬

‫‪011‬‬ ‫‪10,3‬‬ ‫‪21,8‬‬ ‫‪12,2‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪14,1‬‬ ‫‪15,3‬‬ ‫‪17,6‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪0002‬‬

‫‪011‬‬ ‫‪8,7‬‬ ‫‪20,6‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪11,5‬‬ ‫‪19,7‬‬ ‫‪18,8‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪0000‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية‪" ،‬خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ‪،"0008 – 0060‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ماي ‪ ،0081‬ص ‪.002‬‬

‫المالحظ من الجدول التطور المعتبر للتشغيل في بعض القطاعات‪ ،‬إذ يرجع تطوره في قطاع‬
‫الصناعة إلى ا الﻫتمام الذي أولته ﻫذه البرامج لهذا القطاع‪ ،‬أما فيما يخص قطاع البناء واألشغال‬
‫العمومية فيرجع تطور نسبة التشغيل فيه إلى أﻫمية االستثمارات الخاصة بالسكن والمنشآت القاعدية‬
‫التي كانت خالل ﻫذه الفترة‪ .‬كما نالحظ انخفاضا محسوسا في نسبة التشغيل في قطاعي التجارة‬
‫والخدمات‪ ،‬ويرجع ﻫذا االنخفاض إلى "اإلج راءات التي اتخذتها الدولة آنذاك مثل تأميم تجارة الجملة‬
‫بناء المساحات الكبرى‪ :‬كالفنادق‪ ،‬المركبات السياحية ‪...‬الخ"(‪ .)2‬أما حصة اإلدارات في التشغيل تبقى‬
‫معتبرة وﻫي الخاصية التي امتازت بها كل مراحل التشغيل في الجزائر خالل مرحلة التخطيط‪.‬‬

‫‪ 1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.002 -003‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بقطاع الزراعة فقد شهد ركودا في عدد العاملين بين ‪ 1 278 000‬شخص و‪1 300 000‬‬
‫شخص في الفترة ‪ .0008 – 0066‬ويرجع ﻫذا الركود إلى الهجرة الريفية ومنافسة القطاعات‬
‫(‪)1‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى مساﻫمة القطاع العام في استحداث مناصب الشغل‪ ،‬إذ سمحت استثمارات الدولة‬
‫في القطاع العام بخلق أساس التشغيل خالل العقد ‪ ،0000 – 0060‬وﻫكذا باستثناء الزراعة والعاملين‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلخرين فإن ‪ % 82‬من مناصب الشغل التي أنشئت ﻫي من فعل القطاع العام‪.‬‬

‫‪ .II‬المرحلة الثانية ‪:0080-0081‬‬


‫عرفت ﻫذه المرحلة تطبيق مخططين خماسيين ﻫامين من حيث حجم االستثمارات البالغة أكثر من‬
‫‪ 005‬مليار دج وﻫما المخطط الخماسي األول ‪ 0082 - 0081‬والمخطط الخماسي الثاني‬
‫‪.0080 – 0085‬‬

‫‪ .1‬وضعية االقتصاد الجزائري في المرحلة ‪:0080 -0081‬‬


‫أ‪ .‬المخطط الخماسي األول ‪:0082 – 0081‬‬
‫لقد تم استكمال االستثمارات التي لم ينته من تنفيذﻫا في المخطط الرباعي الثاني وﻫذا في سنتي ‪0008‬‬

‫و‪ ،0000‬لتبدأ عملية التخطيط من جديد مع تطبيق المخطط الخماسي األول (‪ )0082 – 0081‬ويمكن‬
‫توضيح توزيع استثمارات ﻫذا المخطط على مختلف القطاعات االقتصادية من خالل الجدول رقم‬
‫(‪ )5.0‬الموالي‪:‬‬

‫وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.006‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)5.0‬توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول (‪ )0082-0081‬المطبق في الجزائر على‬
‫مختلف القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‪.‬‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫المجموع‬ ‫البرنامج الجديد‬ ‫باقي اإلنجاز‬ ‫البيان‬
‫‪73,3‬‬ ‫‪122,3‬‬ ‫‪271,1‬‬ ‫‪37,5‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪20,5‬‬ ‫‪57,4‬‬ ‫‪42,6‬‬ ‫‪23,8‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪01,8‬‬ ‫‪25,8‬‬ ‫‪27,4‬‬ ‫‪01,4‬‬ ‫النقل‬
‫‪20,0‬‬ ‫‪56,2‬‬ ‫‪76,1‬‬ ‫‪27,7‬‬ ‫الهياكل االقتصادية‬
‫‪26,5‬‬ ‫‪71,5‬‬ ‫‪58,0‬‬ ‫‪74,5‬‬ ‫السكن‬
‫‪22,3‬‬ ‫‪65,3‬‬ ‫‪75,4‬‬ ‫‪70,7‬‬ ‫التربية و التكوين‬
‫‪07,7‬‬ ‫‪11,0‬‬ ‫‪25,7‬‬ ‫‪06,3‬‬ ‫الهياكل االجتماعية‬
‫‪01,4‬‬ ‫‪27,7‬‬ ‫‪20,7‬‬ ‫‪01,4‬‬ ‫التجهيزات الجماعية‬
‫‪04,5‬‬ ‫‪15,0‬‬ ‫‪12,6‬‬ ‫‪07,4‬‬ ‫مؤسسات اإلنجاز‬
‫‪011‬‬ ‫‪560,5‬‬ ‫‪362,6‬‬ ‫‪006,0‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source‬‬ ‫‪: Abdelatif BENACHENHOU, "l’Expérience Algérienne de planification et de‬‬


‫‪développement (1962- 1982)", Algérie, OPU, 1979, p 249.‬‬

‫حسب أرقام الجدول بلغ حجم االستثمارات الخاص بالفترة ‪ 561,5 :0082 – 0081‬مليار دج‪،‬‬
‫‪ 196,9‬مليار دج منه تمثل الباقي لالنجاز من استثمارات الفترة السابقة و‪ 364,6‬مليار دج استثمارات‬
‫جديدة تضمنها المخطط الخماسي األول (‪.)0082 – 0081‬‬

‫فيما يتعلق بالتوزيع القطاعي لهذه االستثمارات فنالحظ أن ﻫذا المخطط قد أعطى أﻫمية لقطاع‬
‫الصناعة إذ بلغت حصته من االستثمار اإلجمالي ‪ ،% 37,7‬وﻫي حصة معتبرة على الرغم من أنها‬
‫أقل من النسب التي استفاد منها ﻫذا القطاع خالل المخططات السابقة والتي كانت ‪%23-%25-%51‬‬
‫خالل كل من المخطط الثالثي‪ ،‬الرباعي األول والرباعي الثاني على التوالي‪.‬‬

‫ب‪ .‬المخطط الخماسي الثاني ‪:0080 – 0085‬‬


‫سطرت الدولة الجزائرية لهذه الفترة مخططا خماسيا طموحا بمبلغ ‪ 551‬مليار دج‪ ،‬وﻫو ما يوضحه‬
‫الجدول رقم (‪ )6.0‬أدناه‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)6.0‬توزيع استثمارات المخطط الخماسي الثاني (‪ )0080 - 0085‬المطبق في الجزائر على‬
‫مختلف القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‪.‬‬

‫النسبة (‪)%‬‬ ‫المبلغ‬ ‫البيان‬


‫‪31,6‬‬ ‫‪173,8‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪14,4‬‬ ‫‪79,2‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪54‬‬ ‫‪297‬‬ ‫باقي القطاعات‬
‫‪011‬‬ ‫‪551‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬صالح مفتاح‪ " ،‬تطور االقتصاد الجزائري وسماته منذ االستقالل الى اصالحات التحول نحو اقتصاد السوق"‪ ،‬الملتقى‬
‫الوطني األول حول اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الممارسة التسويقية‪ ،‬المركز الجامعي بشار‪ ،‬يومي ‪ 00-01‬أفريل ‪،0112‬‬
‫ص ‪.13‬‬

‫فيما يتعلق بالتوزيع القطاعي لمبلغ االستثمارات الخاصة بالمخطط الخماسي الثاني‪ ،‬يتضح من‬
‫الجدول أن قطاع الصناعة وعلى غرار البرامج السابقة تحصل على النسبة األعلى ‪ ،% 31,6‬الفالحة‬
‫‪ % 14,4‬و‪ % 52‬لباقي القطاعات‪.‬‬

‫تميزت ﻫذه الفترة على خالف الفترات السابقة بمظاﻫر األزمة التي بدأت تلوح على أكثر من‬
‫صعيد‪ ،‬حيث تعرض االقتصاد الوطني لنكسة عنيفة تمثلت في انهيار أسعار البترول سنة ‪ 0086‬ضف‬
‫إلى ذلك انخفاض قيمة الدوالر‪ .‬وﻫو ما بين بوضوح ضعف وﻫشاشة البنيان االقتصادي الوطني‪،‬‬
‫وﻫكذا تميزت ﻫذه الفترة بالسقوط الحر إليرادات الصادرات الخاصة بقطاع المحروقات‪ ،‬حيث تم‬
‫تسجيل تراجع بنسبة ‪ % 30‬سنة ‪ 0086‬و ‪ % 30‬سنة ‪ ،0080‬أما خالل سنة ‪ 0088‬فقد وصلت النسبة‬
‫إلى ‪ % 20‬مقارنة بسنة ‪ ،0085‬كما زاد الوضع االقتصادي تأزما من جراء الثقل المفرط لخدمة‬
‫الديون الخارجية‪ ،‬وﻫو ما أثر سلبا على النمو االقتصادي ورصيد الميزان التجاري‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬على‬
‫رصيد ميزان المدفوعات وسعر الصرف وﻫو ما يوضحه الجدول رقم (‪ )0.0‬أدناه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0.0‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية الكلية للجزائر خالل الفترة ‪.0080 - 0085‬‬

‫‪0080‬‬ ‫‪0088‬‬ ‫‪0080‬‬ ‫‪0086‬‬ ‫‪0085‬‬ ‫السنوات‬


‫‪+3,4‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-0,8‬‬ ‫‪+1,3‬‬ ‫‪+5,4‬‬ ‫النمو االقتصادي السنوي ‪%‬‬
‫‪-11,8‬‬ ‫‪-10,9‬‬ ‫‪+0,3‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪+5,17‬‬ ‫رصيد ميزان المدفوعات (مليار دج)‬
‫‪7,61‬‬ ‫‪5,93‬‬ ‫‪4,84‬‬ ‫‪4,71‬‬ ‫‪5,03‬‬ ‫سعر صرف (الدينار مقابل الدوالر)‬
‫‪25,8‬‬ ‫‪25,1‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪17,5‬‬ ‫الديون الخارجية (مليار دوالر)‬
‫‪7,01‬‬ ‫‪6,55‬‬ ‫‪5,28‬‬ ‫‪5,13‬‬ ‫‪4,79‬‬ ‫خدمات الديون الخارجية (مليار دوالر)‬

‫المصدر‪ :‬عزيزة بن سمينة‪" ،‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لالصالحات االقتصادية في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي األول‬
‫حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬جامعة‬
‫بومرداس‪ ،‬يومي ‪ 15-12‬ديسمبر ‪ ،0116‬ص ‪.13‬‬

‫من خالل األرقام الموجودة في الجدول يتضح أن االقتصاد الجزائري كان خالل ﻫذه الفترة في حالة‬
‫تدﻫور كبير‪ ،‬إذا ما قارنا معدالت النمو االقتصادي السنوية بمعدالت النمو السكاني‪ ،‬والتي قدرت بـ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سنويا‪ ،‬فاألكيد أن ﻫذه النتائج كانت تنذر بانزالق خطير لوضعية االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫‪% 3,4‬‬

‫‪ .2‬واقع التشغيل خالل عقد الثمانينات‪:‬‬


‫شهد تطور مناصب الشغل اتجاﻫين متعاكسين تماما في النصفين األول والثاني من عقد الثمانينات‪.‬‬

‫أ‪ .‬الفترة ‪:0082 – 0081‬‬


‫عرفت الفترة المتزامنة وتطبيق المخطط الخماسي األول إنشاء ‪ 824 700‬منصب شغل‪.‬‬

‫ولقد كانت مساﻫمة القطاعات االقتصادية في إنشاء ﻫذه المناصب كما ﻫو موضح في الجدول رقم‬
‫(‪ )8.0‬أدناه‪:‬‬

‫سعدية قصاب‪ " ،‬تحليل برامج التشغيل بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على منطقة الشراقة"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫الماجستير في العلوم االقتصادية‪،‬فرع التخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0002 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)8.0‬مساهمة القطاعات االقتصادية في إنشاء مناصب الشغل في الجزلئر خالل الثمانينات‪.‬‬

‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫‪0080 - 0085‬‬ ‫‪0088‬‬ ‫‪0086‬‬ ‫‪0082 - 0081‬‬ ‫القطاعات‬


‫‪28 000‬‬ ‫‪5 000‬‬ ‫‪8 000‬‬ ‫‪105 700‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪20 000‬‬ ‫‪11 000‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪221 000‬‬ ‫البناء واالشغال العمومية‬
‫‪44 000‬‬ ‫‪13 000‬‬ ‫‪8 000‬‬ ‫‪183 000‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪143 000‬‬ ‫‪32 000‬‬ ‫‪45 000‬‬ ‫‪285 000‬‬ ‫االدارة‬
‫‪20 000‬‬ ‫‪7 000‬‬ ‫‪12 000‬‬ ‫‪30 000‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪255 000‬‬ ‫‪61 000‬‬ ‫‪74 000‬‬ ‫‪824 700‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Abdelhamid BRAHIMI, "L’économie Algérienne Défis et Enjeux", 02 Edition Dahlab,‬‬


‫‪Alger, 1991, p 322.‬‬

‫يتضح لنا من الجدول أعاله أن قطاعات البناء واألشغال العمومية والخدمات واإلدارة قد ساﻫمت‬
‫باستحداث ‪ 689 000‬منصب شغل من المناصب الجديدة أي بنسبة إجمالية تقدر بـ‪ % 83,55 :‬في‬
‫حين ساﻫمت الصناعة بـ‪ 105 700 :‬منصب شغل بما يعادل نسبة ‪ % 12,81‬لتأتي الزراعة في المقام‬
‫األخير باستحداث ‪ 30 000‬منصب شغل ما يعادل نسبة ‪.% 3,64‬‬

‫ترتبط ﻫذه النتائج المسجلة في خلق مناصب الشغل الجديدة من طرف كل قطاع اقتصادي‪ ،‬بالحصة‬
‫التي خصصت لكل قطاع من إجمالي االستثمارات المخصصة خالل ﻫذا المخطط‪ .‬والتي ترتبط‬
‫بدورﻫا بالتوجه الجديد لسياسة تخطيط التنمية وﻫو التركيز على إعادة تنظيم االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫والتي تعمل في صالح القطاعات األخرى خاصة منها األشغال العمومية والخدمات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ب‪.‬الفترة ‪:0080 – 0085‬‬
‫عرف التشغيل خالل ﻫذه الفترة – فترة تطبيق المخطط الخماسي الثاني ‪ -‬انخفاضا في عدد‬
‫مناصب الشغل الجديدة‪ ،‬إذ انخفض من ‪ 824 700‬منصب خالل فترة المخطط الخماسي األول‬
‫‪ 0082 – 0081‬إلى ‪ 255 000‬منصب في فترة المخطط الخماسي الثاني ‪.0080 – 0085‬‬

‫أما عن ﻫيكل الشغل فحسب ما توضحه أرقام الجدول رقم (‪ ،)8.0‬نالحظ تراجع في مناصب الشغل‬
‫المستحدثة من طرف بعض القطاعات االقتصادية خالل الفترة ‪ 0080 – 0085‬مقارنة بما تم استحداثه‬
‫من مناصب شغل من طرف نفس القطاعات خالل الفترة ‪.0082 – 0081‬‬

‫انظر الجدول رقم (‪.)8.0‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫بناء على ما تطرقنا إليه في تحليلنا السابق والمتعلق بوضعية االقتصاد الجزائري وواقع الشغل فيه‬
‫خالل الفترات المختلفة التي عرفتها مرحلة االقتصاد المخطط‪ ،‬نستطيع القول أن المستوى المرتفع من‬
‫االستثمارات العمومية خالل الفترة ‪ 0000 – 0060‬سمح من التقدم بشكل محسوس في ميدان الشغل‪.‬‬

‫غير أن ضعف استخدام الطاقات اإلنتاجية‪ ،‬وما انجر عنه من نقص في اإلنتاجية‪ ،‬أدى إلى أزمة‬
‫تموين بالمواد ذات االستهالك المباشر‪ ،‬ضف إلى ذلك بساطة اليد العاملة الجزائرية التي صعب عليها‬
‫التأقلم مع التكنولوجيا المستوردة‪ ،‬وكذا مركزية التسيير‪ ،‬ﻫذه العوامل وغيرﻫا من العوامل الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬أدت في مجموعها إلى حدوث اختالالت ﻫيكلية في االقتصاد الوطني وﻫو ما تطلب‬
‫سلسلة من اإلصالحات ألجل تدارك الوضع‪.‬‬

‫ولذلك فقد تم تصور الحل في إطار إعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات العمومية‪ ،‬والتي‬
‫شرع فيها مع بداية عقد الثمانينات‪ .‬إال أن ﻫذه السياسة قد أخفقت ألنها لم تتم بشكل مدروس‪ ،‬في ظل‬
‫تغليب االعتبارات االجتماعية وتغييب المصالح االقتصادية‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك األزمة االقتصادية العالمية لسنة ‪ ،0086‬والتي ضربت بقوة االقتصاد الجزائري‬
‫نظرا لتقلص موارد الصادرات من العملة الصعبة نتيجة تراجع أسعار النفط وﻫو ما انعكس مباشرة‬
‫على االستثمارات العمومية التي قلصت بشكل ملحوظ أمام تراجع التمويل وقد أدى ذلك إلى انخفاض‬
‫معدل خلق مناصب الشغل الجديدة‪ ،‬بل وتهديد المناصب الموجودة‪.‬‬

‫ومن ﻫنا‪ ،‬فقد ارتبطت أزمة التشغيل وتوسع البطالة بعدم قدرة إعادة ﻫيكلة المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية على تعويض الخسائر المالية التي تكبدتها ﻫذه المؤسسات‪ .‬وﻫو ما أدى إلى تراجع‬
‫التشغيل‪ .‬وفي ﻫذه الظروف انتقلت النظرة للتشغيل من اعتباره مصدر تعبئة إنتاجية ليصبح عنصرا‬
‫من عناصر التكلفة فقط‪ .‬ومع وجود فائض في العمالة‪ ،‬لم يعد ﻫناك حل آخر إال التسريح‪ ،‬والذي شرع‬
‫فيه مع مطلع التسعينات‪ ،‬ليتدﻫور بذلك وضع التشغيل أكثر فأكثر‪.‬‬

‫إذن لم ترق السياسة التنموية إلى الطموحات التي كانت معلقة عليها‪ ،‬وأدت بالجزائر إلى الدخول‬
‫في أزمات متتالية‪ ،‬زادت شدتها مع األزمة االقتصادية العالمية لسنة ‪ ،0086‬فتأزمت الوضعية مع‬
‫الخارج بسبب المديونية وانفجر الوضع في الداخل (معدالت نمو متدنية‪ ،‬ارتفاع معدالت التضخم‪،‬‬
‫تدﻫور وضع الشغل وتسجيل معدالت قياسية للبطالة)‪ ،‬كل ﻫذا أدى بالدخول إلى مرحلة جديدة ﻫي‬
‫مرحلة اقتصاد السوق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وضع التشغيل في مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق (‪:)0000 -0001‬‬

‫عرفت ﻫذه الفترة وضعا اقتصاديا صعبا للغاية‪ ،‬حاولت السلطات الجزائرية معالجته بمجموعة من‬
‫اإلصالحات االقتصادية بدعم من المؤسسات النقدية والمالية الدولية‪ ،‬فأمضت اتفاقية االستعداد االئتماني‬
‫ضمن برنامج االستقرار‪ ،‬لتعمق بعدﻫا اإلصالحات بإمضاء التصحيح ضمن برنامج التعديل الهيكلي‪،‬‬
‫لتتخذ بذلك إجراءات صارمة برزت آثارﻫا جليا على المستويين االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ .I‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر المدعومة من طرف المؤسسات المالية الدولية‪:‬‬


‫تمت ﻫذه اإلصالحات في إطار برنامجين‪ ،‬برنامج االستقرار االقتصادي وبرنامج التعديل الهيكلي‪.‬‬

‫‪ .1‬برنامج االستقرار االقتصادي‪:‬‬


‫تضمن ثالث اتفاقيات‪ ،‬االتفاقية األولى في ‪ 30‬ماي ‪ 0080‬والثانية في ‪ 13‬جوان ‪ 0000‬والثالثة في‬
‫الفاتح من أفريل ‪.0002‬‬

‫أ‪ .‬اتفاق االستعداد االئتماني األول في ‪ 30‬ماي ‪:0080‬‬


‫تمكنت الجزائر من خالل تطبيق ﻫذا االتفاق من االستفادة من سحب غير مشروط من حصتها‬
‫والمقدرة بـ‪ 603 :‬مليون وحدة سحب خاصة‪ ،‬كما استفادت الجزائر من قرض قيمته ‪ 886‬مليون‬
‫(‪)1‬‬
‫دوالر مقسم إلى‪:‬‬

‫‪ 055.0 ‬مليون وحدة سحب خاصة في إطار برنامج التثبيت؛‬


‫‪ 305 ‬مليون وحدة سحب خاصة في إطار تسهيل التمويل التعويضي‪.‬‬
‫وتنفيذا لالتفاق‪ ،‬عمدت الجزائر على إصدار القانون ‪ 00 - 80‬المتعلق باألسعار الذي نص على‬
‫تحرير األسعار‪ ،‬كما تم إصدار القانون ‪ 01 - 01‬المتعلق بالنقد والقرض كما عمدت الحكومة الجزائرية‬
‫إلى التطهير المالي للمؤسسات العمومية‪ ،‬وأصدرت بهذا الخصوص المرسوم التنفيذي ‪ 00 - 00‬المؤرخ‬
‫في ‪ 06‬مارس ‪ ،0000‬والمحدد لشروط شراء الخزينة العمومية للديون المستحقة للبنوك والمؤسسات‬
‫المالية على المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬ثم قامت بتوقيع عقود نجاعة مع المؤسسات المطهرة‬
‫ماليا‪ ،‬والتي كان الهدف منها التزام المؤسسات العمومية بتحسين األداءات وتحقيق مردودية في‬
‫(‪)2‬‬
‫الجوانب المالية واإلنتاجية‪.‬‬

‫كمال رزيق‪ ،‬بوزعرور عمار‪ " ،‬التصحيح الهيكلي وآثاره على المؤسسة االقتصادية في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫‪.5-2‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،0110‬ص ص‬ ‫‪31-00‬‬ ‫يومي‬
‫‪ 2‬عزيزة بن سمية‪ ،‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لإلصالحات االقتصادية في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات‬
‫ديسمبر ‪ ،0116‬ص ‪.10‬‬ ‫‪15-12‬‬ ‫االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬جامعة أمحمد بوڤرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬يومي‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫وتم تخفيض العملة الوطنية خالل ثالث أشهر بين نهاية ‪ 0001‬وحتى مارس ‪ 0000‬بمقدار ‪%01‬‬
‫من قيمتها من بينها ‪ % 50‬غير معلنة رسميا من طرف السلطات الجزائرية‪ ،‬حيث انتقل سعر صرف‬
‫الدوالر من ‪ 01.206‬دج إلى ‪ 00.8‬دج‪ ،‬باإلضافة إلى تدﻫور االحتياطي من العملة الصعبة‪ ،‬حيث‬
‫عرف أدنى مستوى سنة ‪ ،0000‬وﻫو أدنى مستوى منذ سنة ‪ ،0003‬إذ بلغ ‪ 005‬مليون دوالر‬
‫(‪)1‬‬
‫أمريكي‪.‬‬

‫ب‪ .‬اتفاق االستعداد االئتماني الثاني في ‪ 13‬جوان ‪:0000‬‬


‫نظرا لعدم تحسن الوضعية االقتصادية من خالل تطبيق االتفاق السابق‪ ،‬حيث بلغت خدمة المديونية‬
‫سنة ‪ 0000‬مستوى خطير جدا (‪ )% 03.0‬من مجموع المداخيل‪ ،‬كما عرف الناتج الوطني الخام نموا‬
‫سلبيا مقداره ‪ ،% 1.0‬تم التوقيع على االتفاق الثاني لالستعداد االئتماني بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ ،0000‬حيث‬
‫قدم بموجبه صندوق النقد الدولي قرضا قيمته ‪ 311‬وحدة سحب خاصة‪ ،‬وﻫو ما يعادل ‪ 211‬مليون‬
‫مقدارﻫا ‪011‬‬ ‫دوالر أمريكي تقريبا‪ ،‬على أن يتم استهالك ﻫذا القرض على أربع دفعات كل دفعة‬
‫مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫كما أبرمت الحكومة الجزائرية في نفس الوقت اتفاقا مع البنك العالمي تحصلت بموجبه على قرض‬
‫تصحيح قيمته ‪ 351‬مليون دوالر‪ ،‬وخصص للتطهير المالي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫( ‪)0‬‬
‫‪2‬‬
‫ويهدف ﻫذا االتفاق إلى‪:‬‬

‫‪ ‬تقليص تدخل الدولة في النشاط االقتصادي؛‬


‫‪ ‬تحرير التجارة الخارجية؛‬
‫‪ ‬تحرير األسعار؛‬
‫‪ ‬التحكم في التضخم عن طريق تثبيت األجور وخفض النفقات العامة؛‬
‫‪ ‬خوصصة المؤسسات العمومية التي ال تحقق مردودية اقتصادية مقبولة؛‬
‫‪ ‬تخفيض قيمة العملة الوطنية (‪ % 00.2‬خالل شهر أكتوبر ‪.)0000‬‬
‫كما نشير بهذا الصدد إلى أن القسط الرابع قد جمد من طرف الصندوق لعدم احترام الجزائر‬
‫بنود االتفاق‪.‬‬

‫‪ 1‬عزيزة بن سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪.5 - 2‬‬ ‫‪ 2‬كمال رزيق‪ ،‬بوزعرور عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ج‪ .‬اتفاق االستعداد االئتماني الثالث ‪ 10‬أفريل ‪:0002‬‬


‫شهدت الفترة الممتدة بين عامي ‪ 0000‬و ‪ 0003‬أوضاعا اقتصادية جد متدﻫورة وما زاد في تأزم‬
‫الوضع االنخفاض الملحوظ في أسعار النفط حيث أنخفض سعر البرميل من ‪ 01‬دوالر سنة ‪ 0000‬إلى‬
‫‪ 02.00‬دوالر في ديسمبر ‪.0003‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وبالتالي فقد بدا ظاﻫرا للعيان مالمح أزمة اقتصادية في األفق من أﻫم مظاﻫرﻫا مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع معدل التضخم إلى ‪ % 31‬سنة ‪0003‬؛‬


‫‪ ‬بلغ معدل النمو االقتصادي في المتوسط للفترة ‪ 03 – 88‬حوالي ‪ ،% 1.2‬أي أن االقتصاد‬
‫الجزائري في حالة ركود؛‬
‫‪ ‬مثلت خدمات المديونية الخارجية سنة ‪ 0003‬حوالي ‪ 0.2( % 86‬مليار دوالر) وﻫو ما‬
‫دفع السلطات العمومية إلى طلب إعادة الجدولة؛‬
‫‪ ‬تقلص كبير في الواردات خالل الفترة ‪ 03 - 00‬حيث لم تمثل سوى ‪ % 51‬من المستوى‬
‫الذي كانت عليه سنة ‪ 0085‬بالسعر الجاري‪.‬‬
‫وإيمانا من السلطات الجزائرية المعنية بخطورة الوضع آنذاك‪ ،‬تم التشاور حول لجوئها مجددا إلى‬
‫الصندوق النقد الدولي‪ ،‬وبالفعل فقد تم ذلك وانبثق بالتالي برنامج االستقرار االقتصادي القصير المدى‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي يغطي الفترة من ‪ 10‬أفريل ‪ 0002‬إلى ‪ 30‬مارس ‪ 0005‬والذي كان يهدف إلى‪:‬‬

‫‪ ‬استعادة وتيرة النمو االقتصادي وتحقيق معدل نمو متوقع بين (‪% )6 - 3‬؛‬
‫‪ ‬تقليص معدل التضخم وكبح نمو الكتلة النقدية في حدود ‪% 02‬؛‬
‫‪ ‬مواصلة تحرير األسعار وإلغاء الدعم عن المواد االستهالكية؛‬
‫‪ ‬االﻫتمام بالقطاع الفالحي‪ ،‬وترقية قطاع البناء واألشغال العمومية؛‬
‫‪ ‬رفع أسعار الفائدة المطبقة عند إعادة تمويل البنوك‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومن بين نتائج ﻫذا االتفاق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬بلغت نسبة المواد المحررة أسعارﻫا ‪ % 85‬من السلع المدرجة في مؤشر أسعار‬
‫االستهالك (النقل‪ ،‬الخدمات البريدية)؛‬
‫‪ ‬تم تعديل أسعار الكهرباء والحليب والسميد كل ثالث أشهر؛‬

‫عبد اهلل بلوناس ‪ "،‬برنامج التثبيت والتعديل الهيكلي لالقتصاد الجزائري"‪ ،‬الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب‬ ‫‪1‬‬

‫أكتوبر ‪،0110‬‬ ‫‪31-00‬‬ ‫االندماج في الحركية االقتصادية العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪ 2‬كمال رزيق‪ ،‬بوزعرور عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.6 -5‬‬
‫‪ 3‬عزيزة بن سمية‪ " ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬كبح معدل التضخم في حدود ‪( % 00.15‬بينما كان المعدل المتوقع ‪)% 21‬؛‬
‫‪ ‬تخفيض عجز الميزانية؛‬
‫‪ ‬تخفيض قيمة الدينار (من ‪ 03.2‬دج مقابل دوالر واحد إلى ‪ 35‬دج مقابل دوالر واحد)؛‬
‫‪ ‬ارتفاع مخزون العملة الصعبة بمقدار ‪ 0.5‬مليار دوالر أمريكي في نهاية ‪ 0002‬ليصبح‬
‫المخزون الكلي األجنبي ‪ 0.6‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫وقد سمح تطبيق ﻫذا االتفاق من إعطاء وجه إيجابي للجزائر أمام دائنيها وقد نتج عن ذلك أن‬
‫استفادت الجزائر من إعادة جدولة لديونها العمومية والخاصة‪.‬‬

‫‪ .2‬برنامج التعديل الهيكلي (‪ 30‬مارس ‪ 10 - 0005‬أفريل ‪:)0008‬‬


‫رغم كل الجهود المبذولة من طرف الجزائر ألجل النهوض باالقتصاد الوطني‪ ،‬بقي ﻫذا األخير‬
‫يعاني من مشاكل عديدة‪ ،‬وﻫو ما حتم عليها التوجه من جديد إلى صندوق النقد الدولي من اجل اعتماد‬
‫برنامج التعديل الهيكلي متوسط المدى الذي يغطي الفترة من ‪ 30‬مارس ‪ 0005‬إلى ‪ 10‬أفريل ‪،0008‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والذي يهدف إلى تعميق إجراءات االستقرار عن طريق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مواصلة دفع الدعم عن األسعار إلى غاية الوصول إلى التحرير الكامل ألسعار كل السلع‬
‫والخدمات؛‬
‫‪ ‬تحرير أسعار الفائدة ومنح استقاللية أكثر للبنوك التجارية في تقديم القروض؛‬
‫‪ ‬تحرير أسعار الصرف اآلجلة والعاجلة لتتحدد وفق قوى السوق؛‬
‫‪ ‬القضاء على عجز الميزانية وتنمية االدخار العمومي وذلك عن طريق تقليص النفقات‬
‫العامة ( تقليص اليد العاملة في الوظيف العمومي ‪،‬التخلي عن التطهير المالي للمؤسسات‬
‫العمومية ‪...‬الخ) وزيادة اإليرادات العامة عن طريق توسيع الوعاء الضريبي؛‬
‫‪ ‬التحكم في التضخم وجعله في مستوى مقبول؛‬
‫‪ ‬مراجعة شبكة الحماية االجتماعية لتكون أكثر فعالية في التخفيف من اآلثار السلبية لعملية‬
‫التحول‪.‬‬
‫(‪)0‬‬
‫كما يهدف ﻫذا االتفاق كذالك إلى بعث النمو االقتصادي عن طريق‪:‬‬

‫‪ ‬فتح رأس المال االجتماعي للمؤسسات العمومية للمستثمرين األجانب والمحليين‬


‫(األمر ‪)00 – 05‬؛‬
‫‪ ‬العمل على تنويع الصادرات من غير المحروقات (إنشاء ﻫيئة تأمين القرض عن‬
‫التصدير‪ ،‬وصندوق دعم وترقية الصادرات)؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Hocine BENISSAD, " l’ajustement structurel: l’expérience du Maghreb", Algérie, OPU, 1999, p 63.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hocine BENISSAD, op.cit, même page.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء سوق مالي لتسهيل عمليات الخوصصة والحصول على مصادر مالية جديدة لتمويل‬
‫االستثمارات؛‬
‫‪ ‬إصالح النظام المالي والمصرفي‪ ،‬وتهيئة قطاع البنوك إلخضاعه لعملية إعادة الهيكلة‬
‫والخوصصة‪ ،‬مع تشجيع تأسيس البنوك الخاصة؛‬
‫‪ ‬طلب االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،OMC‬وبدء المفاوضات مع االتحاد‬
‫األوروبي لرسم إطار للشراكة والوصول إلى إنشاء منطقة للتبادل الحر‪.‬‬
‫وقد تحصلت الجزائر من خالل ﻫذا االتفاق على قرض قدره ‪ 0.8‬مليار دوالر أمريكي كما قامت‬
‫بإعادة جدولة الديون طويلة ومتوسطة األجل لدى نادي باريس من أجل مواجهة احتياجات التمويل‬
‫والتي قدرﻫا البرنامج بـ‪ 2.0 :‬مليار دوالر بين سنتي (‪ )06 – 05‬و‪ 3.0‬مليار دوالر بين سنتي‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪ )00 - 06‬و‪ 13‬مليار دوالر بين سنتي (‪.)08 -00‬‬

‫‪ .II‬آثار اإلصالحات االقتصادية على ميدان الشغل في الجزائر في عشرية التسعينات‪:‬‬


‫لقد تدﻫورت األوضاع الخاصة بالتشغيل إثر تطبيق اإلصالحات االقتصادية الممالة من طرف‬
‫المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬وذلك بسبب غياب استثمارات جديدة إلى جانب الطرد الكلي أو الجزئي‬
‫للعاملين اثر عمليات إعادة الهيكلة وحل المؤسسات االقتصادية العمومية التي لم تحقق مردودية‬
‫اقتصادية مقبولة‪ .‬والجدول رقم (‪ )0.0‬أدناه يوضح تطور عدد المؤسسات المنحلة وعدد العمال‬
‫المسرحين خالل الفترة ‪:0111 – 0002‬‬

‫‪ 1‬عزيزة بن سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0.0‬تطور عدد المؤسسات المنحلة وعدد العمال المسرحين في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.0111 - 0002‬‬

‫عدد المؤسسات المنحلة‬


‫عدد العمال المسرحين (عامل)‬ ‫السنة‬
‫(مؤسسة)‬
‫‪20 908‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0002‬‬

‫‪236 300‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪0005‬‬

‫‪100 498‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪0006‬‬

‫‪162 175‬‬ ‫‪507‬‬ ‫‪0000‬‬

‫‪115 137‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪0008‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪0111 – 0000‬‬

‫‪635 018‬‬ ‫‪1 224‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬سعدية قصاب‪" ،‬اختالالت سوق العمل وفعالية سياسات التشغيل في الجزائر ‪ ،"0112 – 0001‬أطروحة‬
‫‪.000‬‬ ‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0116-0115 ،‬ص‬

‫تبين أرقام الجدول أعاله أن عدد المؤسسات الوطنية المنحلة على اثر تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‬
‫ﻫو ‪ 1 224‬مؤسسة وطنية‪ ،‬وﻫو ما أدى إلى تسريح ‪ 635 018‬عامل‪.‬‬

‫أما عن إنشاء مناصب الشغل الجديدة خالل الفترة ‪ ،0000 – 0001‬فقد تم إنشاء ‪ 601 000‬منصب‬
‫(‪)1‬‬
‫شغل‪.‬‬

‫كما أن كل األرقام‪ ،‬ورغم تضاربها‪ ،‬تتحدث عن فقدان مئات اآلالف من العمال لمناصب شغلهم‪،‬‬
‫فأرقام الديوان الوطني لإلحصائيات تتحدث عن تسريح ‪ 178 000‬عامل من سنة ‪ 0000‬إلى سنة‬
‫‪ ،0005‬بينما تتحدث أرقام المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي عن فقدان ‪ 300 000‬عامل‬
‫لمنصب شغلهم من سنة ‪ 0002‬إلى سنة ‪ ،0006‬أما وزارة العمل والحماية االجتماعية فتتحدث عن‬
‫‪ 210 275‬عامال مسرحا من شهر ماي ‪ 0002‬إلى غاية شهر جوان ‪ ،0008‬أخيرا فان أرقام الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي تتحدث عن أكثر من ‪ 480 000‬عامل فقدوا مناصب شغلهم من الفترة‬
‫(‪)2‬‬
‫الممتدة بين سنة ‪ 0002‬و سنة ‪.0008‬‬

‫األرقام الواردة في ﻫذا الجزء من البحث مستقاة من‪ :‬بوبكر بن العائب‪" ،‬دراسة تحليلية لتطور التشغيل في الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬ ‫‪1‬‬

‫متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع القياس االقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0113-0110 ،‬ص ‪.08‬‬
‫احمين شفير‪ " ،‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية وآثارها على البطالة والتشغيل في بلدان المغرب العربي"‪ ،‬منظمة العمل العربي‪ ،‬المعهد‬ ‫‪2‬‬

‫العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر‪ ،‬ص ص ‪.058 – 050‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الوافدين الجدد لسوق العمل في عشرية التسعينات ﻫم من مواليد‬
‫سنوات السبعينات‪ ،‬والتي عرفت معدالت نمو سكانية مرتفعة جعلت من عدد السكان النشطين يتزايد‬
‫بوتيرة عالية‪.‬‬

‫فخالل الفترة ‪ ،0002 – 0001‬بلغ عدد الوافدين الجدد لسوق العمل مليون طالب شغل في حين‬
‫بلغت مناصب الشغل التي تم توفيرﻫا من قبل االقتصاد الوطني خالل ﻫذه الفترة ‪ 40 000‬منصب شغل‬
‫(‪)1‬‬
‫جديد‪.‬‬

‫كما بلغ عرض العمل سنة "‪ 061 :0005‬ألف عرض عمل إضافي‪ ،‬وسنة ‪ 311 :0006‬ألف طلب‬
‫شغل إضافي‪ .‬وإذا علمنا أن االقتصاد الجزائري لم يوفر سوى ‪ 058‬ألف منصب شغل سنة‬
‫‪ ، 0006 – 0005‬فهذا يبين أعداد الشباب الداخلين لسوق العمل الذين ليس لهم أمل في إيجاد منصب‬
‫(‪)2‬‬
‫شغل أمام تراجع عدد مناصب الشغل الجديدة إلى ‪ 020‬ألف منصب شغل سنة ‪."0006‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسات ترقية التشغيل‪.‬‬

‫سبق وأشرنا في فقرة سابقة إلى أن سياسات التشغيل نوعان‪ ،‬سياسات تشغيل نشطة‪ ،‬وﻫي تلك‬
‫السياسات التي ترقى بمستوى التشغيل وفق معايير اقتصادية‪ ،‬وأخرى خاملة وﻫي تلك السياسات التي‬
‫تهدف إلى مواجهة البطالة والتقليل من حدتها دون إعطاء أﻫمية كبيرة لألفق االقتصادي‪.‬‬

‫سنقتصر في ﻫذا المبحث على ذكر سياسات ترقية التشغيل المطبقة في الجزائر‪ ،‬وﻫذا من خالل‬
‫عرض أﻫم مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ ﻫذه السياسات في الجزائر وكذا األجهزة الداعمة‬
‫للمبادرة المقاوالتية‪ ،‬تاركين الحديث عن سياسات مواجهة البطالة للمبحث الثالث لهذا الفصل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات ترقية التشغيل في الجزائر‪.‬‬

‫اتخذت الجزائر العديد من السياسات في مجال ترقية التشغيل‪ ،‬من خالل تشجيعها لالستثمار المنتج‬
‫الخالق للثروة والمحدث لمناصب الشغل‪ ،‬ولقد سخرت لهذا الشأن ﻫيئات خاصة تسهر على تنفيذ ﻫذه‬
‫السياسات من خالل دعم خلق مؤسسات مصغرة‪ ،‬وفيما يأتي سنحاول عرض بعض ﻫذه الهيئات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Fodil HASSAM, "Chronique de l’économie Algérienne vingt ans de réformes libérales 1986- 2004 les chemins d’une‬‬
‫; ‪croissance retrouvée", Edition l’économiste d’Algérie, Algérie, 2005, p 86‬‬
‫‪ 2‬احمين شفير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.056‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الهيئات التابعة للوزارة الوصية بالشغل‪:‬‬

‫أصبحت وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي في جوان ‪ 0110‬مكلفة بمجال الشغل‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل مساﻫمتها في إعداد السياسة الوطنية للتشغيل ومتابعة تنفيذﻫا والقيام بتقييم وضبط سوق‬
‫العمل واقتراح كل التدابير التي من شأنها ترقية التشغيل‪.‬‬

‫ويرتكز مسعى الوزارة الوصية بالشغل في ترقية ﻫذا األخير من خالل دعم خلق مؤسسات مصغرة‬
‫من طرف الشباب البطال عن طريق الجهازين المسيرين من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫البطالة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫‪ .1‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة (‪:) *()CNAC‬‬


‫‪1‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫تطبيقا‬ ‫‪2‬‬
‫أسس ﻫذا الصندوق بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 088 - 02‬المؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪،0002‬‬
‫للمرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 02‬المؤرخ في ‪ 00‬ماي ‪ ،0002‬والذي يعتبر الركيزة األساسية التي‬
‫يرتكز عليها لحماية المهددين بفقدان مناصب العمل بطريقة غير إرادية ألغراض اقتصادية‪.‬‬

‫و في إطار سياسة ترقية التشغيل‪ ،‬قررت الحكومة إنشاء جهاز يتكفل بالبطالين ذوي المشاريع‬
‫البالغين من العمر ما بين ‪ 35‬إلى ‪ 51‬سنة‪ ،‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10 - 12‬المؤرخ في ‪13‬‬
‫جانفي ‪ ) 0(،0112‬المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 088 - 02‬المؤرخ في ‪ 16‬جويلية ‪.0002‬‬ ‫‪3‬‬

‫ولقد جاء المرسوم الرئاسي رقم ‪ 056 - 01‬المؤرخ في ‪ 01‬جوان ‪ ) 3( 0101‬في مادته الثامنة (‪)18‬‬
‫‪4‬‬

‫ليغير المجال العمري للمستفيدين من ﻫذا الجهاز ليصبح بين "ثالثين (‪ )31‬وخمسين (‪ )51‬سنة" عوضا‬
‫من أن يكون بين خمس وثالثين "(‪ )35‬وخمسين (‪ )51‬سنة"‪.‬‬

‫*‬
‫‪Caisse Nationale d’Assurance Chômage.‬‬
‫الموافق لـ‬ ‫‪0205‬‬ ‫محرم عام‬ ‫‪06‬‬ ‫‪ 1‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 088-02‬المؤرخ في‬
‫يوليو سنة ‪ ،0002‬يتضمن القانون األساسي للصندوق‬ ‫‪10‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0205‬‬ ‫محرم عام‬ ‫‪00‬‬ ‫يوليو سنة ‪ ،"0002‬العدد ‪ ،22‬الصادر في‬ ‫‪16‬‬

‫الوني للتأمين ﻫن البطالة‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫الموافق لـ‬ ‫رجب عام‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-12‬المؤرخ في‬ ‫‪2‬‬
‫‪0230‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪088-02‬‬ ‫يونيو سنة ‪ ،0101‬المتمم للمرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪03‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0230‬‬ ‫رجب عام‬ ‫‪01‬‬ ‫يونيو سنة ‪ ،"0101‬العدد ‪ ،30‬الصادر في‬ ‫‪01‬‬

‫المذكور أعاله‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫ذي القعدة عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم الرئاسي رقم‬ ‫‪3‬‬
‫‪0202‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪056-01‬‬

‫يناير سنة ‪ ،0112‬المعدل والمتمم للمرسوم‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0202‬‬ ‫ذي القعدة عام‬ ‫‪08‬‬ ‫يناير سنة ‪ ،"0112‬العدد ‪ ،13‬الصادر في‬ ‫‪13‬‬ ‫الموافق لـ‬
‫والمتعلق بدعم إحداث النشاطات من طرف‬ ‫‪0113‬‬ ‫ديسمبر سنة‬ ‫‪31‬‬ ‫الموافق‬ ‫‪0202‬‬ ‫ذي القعدة عام‬ ‫‪16‬‬ ‫المؤرخ في‬ ‫‪502-13‬‬ ‫الرئاسي رقم‬
‫البطالين ذوي المشاريع البالغين ما بين خمس وثالثين (‪ )35‬وخمسين (‪ )51‬سنة‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (‪:) *()ANSEJ‬‬


‫‪1‬‬

‫أنشأت ﻫذه الوكالة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 006 - 06‬مؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،0006‬المتمم‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 030 - 08‬المؤرخ في ‪ 03‬يوليو سنة ‪ 0008‬و المعدل و المتمم بالمرسوم‬
‫)‪(1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 088 - 13‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر سنة ‪.0113‬‬

‫تتمتع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بتنظيم يعتمد على ﻫياكل محلية (فروع والئية و ملحقات‬
‫الفروع الوالئية) متواجدة على مستوى كافة التراب الوطني‪.‬‬

‫وتسمح ﻫذه الشبكة العامة للوكالة بالتقرب أكثر من الشباب أصحاب المشاريع واالستجابة لتطلعاتهم‬
‫وكذا تكييف إنشاء المؤسسات مع مختلف األوضاع االجتماعية و االقتصادية المحلية‪.‬‬

‫إن سير الوكالة وفق نمط عدم تركيز نشاطها يخول للفروع صالحيات واسعة في مجال مرافقة الشباب‬
‫المقاول طيلة مراحل إحداث مشاريعهم االستثمارية‪.‬‬

‫وفي ﻫذا الصدد‪ ،‬فهي تأخذ على عاتقها استقبال وتوجيه وتكوين الشباب ذوي المشاريع ومساعدتهم في‬
‫مجال إعداد دراسة مشاريعهم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يستفيد الشباب المقاول من مرافقة عند مثولهم أمام‬
‫لجنة االنتقاء واالعتماد و تمويل المشاريع التي يرأسها مدير الفرع‪.‬‬

‫كما تقوم ملحقات الفروع بالتكفل بمرافقة الشباب ذوي المشاريع خالل مراحل االستقبال والتوجيه‬
‫وإعداد ملفاتهم وكذا القيام بعمليات تحصيل قروض بدون فوائد لدى المؤسسات المصغرة التابعة لمحل‬
‫اختصاصها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬هيئات أخرى مساهمة في ترقية التشغيل‪.‬‬

‫إضافة للهيئات السالف ذكرﻫا نجد ﻫناك ﻫيئات أخرى كان لها دور في تحسين وضع الشغل في‬
‫الجزائر وال يزال ينتظر منها تحقيق المزيد من النتائج في ﻫذا الميدان‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫*‬
‫‪L’Agence Nationale de Soutien à l’Emploi des Jeunes.‬‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ " :‬مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية لجهاز دعم تشغيل الشباب"‪ ،‬جانفي ‪ ،.0112‬ص ‪.00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .1‬وكالة التنمية االجتماعية (‪:) *()ADS‬‬


‫‪1‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أنشئت ﻫذه الوكالة بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم‪ 030 – 06 :‬المؤرخ في ‪ 00‬جوان ‪،0006‬‬
‫في ظل تطبيق برنامج إعادة الهيكلة بالجزائر‪ ،‬ﻫدفها التخفيف من حدة نتائج ﻫذا البرنامج على الفئات‬
‫االجتماعية الضعيفة وذلك بوضع تدابير وبرامج لمحاربة البطالة والفقر والتهميش‪.‬‬

‫يمكن تلخيص المهام األساسية لهذه الوكالة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ترقية وتمويل كل العمليات الموجهة للفئات االجتماعية المحتاجة؛‬


‫‪ ‬تمويل مشاريع لها منفعة اقتصادية واجتماعية تستعمل في انجازﻫا يد عاملة كثيفة أي‬
‫تشغيل اكبر عدد ممكن من العمال في كل مشروع‪.‬‬
‫‪ .2‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار (‪:) **()ANDI‬‬
‫‪4‬‬

‫(‪) 2‬‬
‫المتعلق بتطوير االستثمار‬ ‫‪5‬‬
‫بمقتضى األمر الرئاسي رقم ‪ 13-10‬المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪،0110‬‬
‫المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ 18 - 16‬المؤرخ في ‪ 05‬جويلية ‪ ،0116‬تعد الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار مؤسسة عمومية ذات طابع إداري في خدمة المستثمرين المحليين واألجانب‪ ،‬و تعتبر ﻫذه‬
‫الوكالة خصوصا في الجزائر التي تشهد تحوال اقتصاديا عميقا باتجاه اقتصاد السوق واالنفتاح على‬
‫رأس المال الخاص ضمن إطار إعادة الهيكلة‪ ،‬األداة األساسية للتعريف بفرص االستثمار القائمة‬
‫والترويج لها واستقطاب رؤوس األموال واالستثمارات األجنبية المباشرة‪ ،‬وتخضع ﻫذه األخيرة إلى‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪6‬‬
‫شروط خاصة ينبغي اعتبارﻫا والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬وجود قانون لالستثمارات يخدم مصالح المستثمرين األجانب بصفة خاصة‪:‬‬


‫‪ ‬سعر صرف تشجيعي؛‬
‫‪ ‬يد عاملة غير مكلفة؛‬
‫‪ ‬نظام جبائي تحفيزي؛‬
‫‪ ‬تخفيف الشروط المرتبطة باسترجاع الفوائد إلى الوطن األم ‪...‬الخ‪.‬‬
‫*‬
‫‪Agence de Développement Social.‬‬

‫الموافق‬ ‫صفر عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪1‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪030-06‬‬

‫يونيو سنة ‪ ،0006‬يتضمن إنشاء وكالة التنمية‬ ‫‪31‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫صفر عام‬ ‫‪02‬‬ ‫يونيو سنة ‪ ،"0006‬العدد ‪ ،21‬الصادر في‬ ‫‪00‬‬ ‫لـ‬
‫االجتماعية ويحدد قانونها األساسي‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫**‬
‫‪Agence Nationale de Développement de l’Investissement.‬‬
‫الموافق‬ ‫جمادى الثانية عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬األمر رقم‬ ‫‪2‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪13-10‬‬

‫غشت سنة ‪ ،0110‬يتعلق بتطوير االستثمار‬ ‫‪00‬‬ ‫جمادى الثانية عام ‪ 0200‬الموافق لـ‬ ‫‪13‬‬ ‫غشت سنة ‪ ،0110‬العدد ‪ ،20‬الصادر في‬ ‫‪01‬‬ ‫لـ‬
‫ص ‪.12‬‬
‫سليمان باروك‪ " ،‬المديونية وانعكاساتها على التشغيل والتنمية في البلدان العربية" ‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية‬ ‫‪3‬‬

‫وبحوث العمل بالجزائر‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬توفير اقتصاد سوق في البلد المضيف‪.‬‬

‫‪ .3‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (‪:) *()ANGEM‬‬


‫‪1‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫كهيأة ذات طابع‬ ‫‪20‬‬
‫أنشئت بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 02 – 12 :‬المؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪0112‬‬
‫خاص يتابع نشاطها وزير التشغيل والتضامن الوطني‪.‬‬

‫مهمتها تطبيق سياسة الدولة في مجال محاربة البطالة والفقر عن طريق تدعيم أصحاب المبادرات‬
‫الفردية من أجل مساعدتهم على خلق نشاطات لحسابهم الخاص‪.‬‬

‫وتستهدف ﻫذه الوكالة الفئات السكانية البطالة‪ ،‬بدون دخل أو تلك التي لها مداخيل غير ثابتة وغير‬
‫منتظمة مهما كان سنهم‪ ،‬ال سيما النساء الماكثات في البيوت‪ ،‬ويعتبر القرض المصغر الممنوح من‬
‫طرف ﻫذه الوكالة سلفة بنكية موجهة لتشجيع التشغيل الذاتي وتطوير الحرف الصغيرة والتقليص من‬
‫حدة الفقر والهشاشة والنزوح الريفي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة العمومية الداعمة للمبادرة المقاوالتية‪.‬‬

‫تطورت ﻫذه األجهزة على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جهاز اإلدماج المهني للشباب (‪:) **()DIPJ‬‬


‫‪3‬‬

‫أحدث ﻫذا الجهاز في سنة ‪ 1990‬وكلف بتنفيذ برامج اإلدماج المهني للشباب من خالل التنصيب في‬
‫(* **)‬
‫و"إحداث نشاطات" للحساب الخاص على أساس مشاريع منجزة من طرف‬ ‫‪4‬‬
‫إطار"العمل المأجور"‬
‫الشباب على شكل تعاونيات فردية أو جماعية‪ ،‬وكان ﻫدف الجهاز إزالة وتصحيح النقائص التي أظهرﻫا‬
‫برنامج تشغيل الشباب (‪ )PEJ‬والتركيز على الشراكة المحلية والمبادرة‪.‬‬

‫وخصص صندوق مساعدات تشغيل الشباب المدعم من طرف المؤسسات العمومية‪ ،‬والذي أصبح‬
‫يعرف منذ سنة ‪ 0006‬بالصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب الذي يهدف إلى مساعدتهم على إنشاء‬
‫مؤسساتهم المصغرة‪.‬‬

‫*‬
‫‪L’Agence Nationale de Gestion du Micro Crédit.‬‬
‫الموافق‬ ‫صفر عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪1‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪030-06‬‬

‫يتضمن إنشاء وكالة التنمية‬ ‫‪،0006‬‬ ‫يونيو سنة‬ ‫‪31‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫صفر عام‬ ‫‪02‬‬ ‫لـ ‪ 00‬يونيو سنة ‪ ،"0006‬العدد ‪ ،21‬الصادر في‬
‫االجتماعية ويحدد قانونها األساسي‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫**‬
‫‪Le Dispositif de l’Insertion Professionnelle des Jeunes.‬‬
‫*** تتم ﻫذه التنصيبات في إطار برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية (‪ - )ESIL‬سيتم التطرق لهذا الجهاز الحقا‪ ،-‬والذي يعد‬
‫جزء من جهاز اإلدماج المهني للشباب (‪.)DIPJ‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫يخصص صندوق دعم تشغيل الشباب المقرر بموجب ﻫذا الجهاز إعانة تقدر بـ‪ % 31 :‬كمساﻫمة‬
‫نهائية لتمويل المشروع‪ ،‬بينما تمنح نسبة ‪ % 01‬المتبقية من تمويل المشروع على شكل قرض بنكي في‬
‫إطار لجان القرض على المستوى الوالئي‪ .‬وتتضمن ﻫذه الصيغة تدابير تسمح للشباب تجاوز العراقيل‬
‫السيما فيما يتعلق بالحصول على القروض‪ ،‬والمحالت والتجهيزات وكذا اإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫و لقد أظهرت الدراسة التقييمية لهذا الجهاز‪ ،‬والمنجزة من طرف الوكالة الوطنية لتطوير التشغيل في‬
‫سنة ‪ ،0005‬النقائص اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬المقاربة المنتهجة ال تجعل مستحدثي النشاطات مسؤولين بأتم معنى الكلمة‪ ،‬بل تعزز‬
‫باألحرى روح االتكال السيما عن طريق اإلعانات؛‬
‫‪ ‬غياب المعايير االقتصادية والمردودية من أجل تقييم المشاريع؛‬
‫‪ ‬القانون األساسي للتعاونيات تنقصه النجاعة إلحداث النشاط المصغر؛‬
‫‪ ‬غياب التنسيق بين ﻫذا الجهاز وباقي شركاء التنمية المحلية‪.‬‬
‫أثارت النقائص المسجلة بخصوص جهاز اإلدماج المهني للشباب في محور إحداث النشاطات على‬
‫شكل "تعاونيات" التفكير في أجهزة أكثر مالئمة للمقتضيات االقتصادية وللمردودية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األجهزة المسيرة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة والوكالة الوطنية‬
‫لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫‪ .1‬جهاز دعم إحداث المؤسسات المصغرة من طرف البطالين ذوي المشاريع‪:‬‬


‫يسير الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة جهاز دعم إحداث المؤسسات المصغرة من طرف البطالين‬
‫ذوي المشاريع بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم‪ 088 – 02 :‬المؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪ ،0002‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬والمتضمن القانون األساسي للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة الذي وسعت صالحياته‪،‬‬
‫لتمويل المؤسسة المصغرة وفقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم‪ 10 – 12 :‬المؤرخ في ‪ 13‬يناير ‪.0112‬‬

‫ويندرج ﻫذا الجهاز في إطار سياسة ترقية التشغيل‪ ،‬المقررة من طرف السلطات العمومية‪ .‬كما يأتي‬
‫تكملة لجهاز دعم إحداث النشاطات من طرف الشباب أصحاب المشاريع – سنتطرق له في النقطة‬
‫الثانية‪ -‬ويأخذ بنفس خصائصه‪.‬‬

‫وترتكز االستثمارات المنجزة في ﻫذا المجال استثنائيا‪ ،‬على نمط تمويل ثالثي األطراف يشارك فيه كل‬
‫من صاحب المشروع والبنك والصندوق الوطني للتأمين على البطالة‪.‬‬

‫حيث ارتفع المستوى األقصى لكلفة المشروع والمحدد أصال بخمسة (‪ )15‬ماليين دينار جزائري إلى‬
‫عشرة (‪ )01‬ماليين دينار جزائري تبعا للقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء بتاريخ ‪ 00‬فيفري ‪.0100‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫كما يمكن للمقاولين الذين سبق لهم إنشاء مؤسسة مصغرة في إطار الصندوق من االستفادة من تمويل‬
‫ألجل توسيع نشاطها والحصول على نفس االمتيازات الضريبية‪.‬‬

‫‪ .2‬جهاز دعم إنشاء مؤسسات مصغرة من طرف الشباب أصحاب المشاريع المسير من طرف الوكالة‬
‫الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪:‬‬
‫أسس ﻫذا الجهاز بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪ 032 - 06 :‬المؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ )1(،0006‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬المتعلق بدعم تشغيل الشباب والموجه للشباب أصحاب المشاريع الذين تتراوح أعمارﻫم من ‪19‬‬
‫إلى ‪ 35‬سنة (‪ 21‬سنة للمقاول الذي يحدث مشروعه ثالثة مناصب شغل)‪ .‬وباستثناء النشاطات التجارية‬
‫البحتة‪ ،‬فإن الجهاز يهدف إلى تحفيز وتشجيع إنتاج السلع والخدمات من طرف الشباب‪ ،‬مع مراعاة‬
‫المردودية وبالتالي إحداث مناصب شغل دائمة‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص المؤسسة المصغرة المحدثة في إطار هذا الجهاز‪:‬‬


‫‪ ‬يمكن للمؤسسة المصغرة أن تنشأ من طرف شاب أو عدد من الشبان؛‬
‫‪ ‬فيما عدا النشاطات التجارية تحظى بالقبول النشاطات المنتجة للسلع والخدمات مراعاة‬
‫للمردودية؛‬
‫‪ ‬الحد األقصى لالستثمار ﻫو عشرة (‪ )01‬ماليين دينار؛‬
‫‪ ‬يجب أن يقدم صاحب أو أصحاب المؤسسة مساﻫمة شخصية في تمويل استثمار اإلنشاء‬
‫أو التوسيع تتغير حسب مستوى وموقع االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬إجراءات إنشاء المؤسسة المصغرة‪:‬‬
‫يتضمن جهاز المؤسسات المصغرة نوعين من االستثمار‪:‬‬

‫‪ ‬استثمار اإلنشاء‪ :‬يتمثل في إنشاء مؤسسات مصغرة جديدة من طرف شاب أو عدة شباب‬
‫مؤﻫلين لالستفادة من جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب؛‬
‫‪ ‬استثمار التوسيع‪ :‬يتعلق باالستثمارات المنجزة عن طريق مؤسسات مصغرة في طور التوسيع‪.‬‬
‫‪ ‬شروط االستفادة من خدمات هذا الجهاز‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الشاب بطاال؛‬
‫‪ ‬أن يتراوح سنه بين ‪ 00‬و‪ 35‬سنة‪ ،‬و يمكن أن يصل السن إلى ‪ 21‬سنة بالنسبة لمسير المؤسسة‬
‫على أن يتم بتوفير ثالثة (‪ )13‬مناصب عمل دائمة (بما فيها الشركاء)؛‬
‫‪ ‬أن يكون لديه مؤﻫالت مهنية ذات عالقة بالنشاط المرتقب؛‬

‫الموافق لـ‬ ‫صفر عام‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 032-06‬المؤرخ في‬
‫‪1‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪06‬‬

‫يوليو سنة ‪ ،0006‬يتعلق بدعم تشغيل الشباب‪ ،‬ص ‪.00‬‬ ‫‪13‬‬ ‫صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ‬ ‫‪00‬‬ ‫يوليو سنة ‪ ،"0006‬العدد ‪ ،20‬الصادر في‬ ‫‪10‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬أن يقدم مساﻫمة شخصية في تمويل المشروع‪.‬‬


‫‪ ‬التركيبة المالية‪:‬‬
‫تم اعتماد نوعين من التركيبة المالية‪:‬‬

‫‪ ‬التمويل الثالثي‪ :‬يعتبر األكثر أﻫمية (البنوك‪ ،‬وكالة دعم تشغيل الشباب‪ ،‬صاحب المشروع)؛‬
‫‪ ‬التمويل الثنائي‪ :‬وكالة دعم تشغيل الشباب‪ ،‬صاحب المشروع‪.‬‬
‫والمبينة كما يلي حسب الجدولين رقم (‪ )01.0‬ورقم (‪ )00.0‬أدناه‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)01.0‬التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫المساهمة الشخصية للشباب المقاول‬ ‫القرض بدون فائدة‬ ‫القرض البنكي‬ ‫التمويل الثالثي‬

‫المستوى األول ال يتجاوز‬


‫‪% 05‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫‪%70‬‬
‫‪ 5.111.111‬دج‬
‫‪5.111.110‬‬ ‫المستوى الثاني ما بين‬
‫‪% 20‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪%70‬‬
‫و‪ 01.111.111‬دج‬

‫المصدر‪ :‬مطويات موزعة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00.0‬التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫المساهمة الشخصية للشباب المقاول‬ ‫القرض بدون فائدة‬ ‫التمويل الثنائي‬

‫‪% 35‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫المستوى األول ال يتجاوز ‪ 5.111.111‬دج‬

‫‪5.111.110‬‬ ‫المستوى الثاني ما بين‬


‫‪% 31‬‬ ‫‪% 18‬‬
‫و‪ 01.111.111‬دج‬
‫المصدر‪ :‬مطويات موزعة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫يبين كل من الجدولين أعاله أن قيمة االستثمار في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تعرف‬
‫مستويين‪ ،‬مستوى أول ال يتجاوز ‪ 5.111.111‬دج ومستوى ثان محصور بين ‪ 5.111.110‬دج‬
‫و‪ 01.111.111‬دج‪.‬‬

‫كما يوضح الجدولين أن التركيبة المالية في إطار ﻫذه الوكالة والتي تعرف صيغتين‪ ،‬صيغة تمويل‬
‫ثالثي تقدر فيها‪ :‬قيمة المساﻫمة الشخصية بنسبة ‪ ،% 15‬القرض بدون فائدة المقدم من طرف الوكالة‬
‫‪ % 05‬أما القرض البنكي ‪ ،% 01‬ﻫذا بخصوص المستوى األول‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫بخصوص المستوى الثاني فإن قيمة القرض البنكي ال تتغير في حين تنخفض قيمة القرض بدون‬
‫فائدة إلى ‪ % 01‬وترتفع قيمة المساﻫمة الشخصية إلى نسبة ‪.% 01‬‬

‫أما بخصوص صيغة التمويل الثنائي فإن مساﻫمة الشاب المقاول ﻫي ‪ % 05‬بالنسبة للمستوى األول‬
‫و‪ % 00‬بالنسبة للمستوى الثاني‪ ،‬أما مساﻫمة الوكالة فتتمثل في ‪ % 05‬و‪ % 08‬لكل من المستوى‬
‫األول والثاني على التوالي‪.‬‬

‫وتبعا للقرارات المتخذة من طرف مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ ‪ 00‬فيفري ‪ 0100‬تم إعداد تركيبة‬
‫تمويل مشاريع المؤسسات المصغرة كما يلي (الجدولين رقم (‪ )00.0‬ورقم (‪:))03.0‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00.0‬التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا‬
‫لقررات مجلس الوزراء المنعقد في ‪ 00‬فيفري ‪.0100‬‬

‫المساهمة الشخصية للشباب المقاول‬ ‫القرض بدون فائدة‬ ‫القرض البنكي‬ ‫التمويل الثالثي‬

‫المستوى األول ال يتجاوز‬


‫‪% 02‬‬ ‫‪% 17‬‬ ‫‪%70‬‬
‫‪ 5.111.111‬دج‬
‫المستوى الثاني ما بين‬
‫‪% 01‬‬ ‫‪% 18‬‬ ‫‪%70‬‬
‫‪ 5.111.110‬و‪ 01.111.111‬دج‬

‫المصدر‪ :‬مطويات موزعة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)13.2‬التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات مجلس‬
‫الوزراء المنعقد في ‪ 22‬فيفري ‪.2111‬‬

‫المساهمة الشخصية للشباب المقاول‬ ‫القرض بدون فائدة‬ ‫التمويل الثنائي‬


‫المستوى األول ال يتجاوز‬
‫‪% 32‬‬ ‫‪% 17‬‬
‫‪ 5.111.111‬دج‬
‫‪5.111.110‬‬ ‫المستوى الثاني ما بين‬
‫‪% 31‬‬ ‫‪% 18‬‬
‫و‪ 01.111.111‬دج‬

‫المصدر‪ :‬مطويات موزعة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫نظرا للصعوبات التي تواجه الشباب البطال في توفير قيمة المساﻫمة الشخصية قامت السلطات‬
‫باتخاذ إجراء بخصوص ﻫذه المساﻫمة وﻫو ما يوضحه الجدولين أعاله‪ ،‬حيث تم تخفيض المساﻫمة‬
‫الشخصية في نمط التمويل الثالثي من ‪ % 15‬إلى ‪ % 10‬بالنسبة للمستوى األول (ال يتجاوز‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ 5.111.111‬دج) ومن ‪ % 01‬إلى ‪ % 02‬بالنسبة للمستوى الثاني (محصور بين ‪ 5.111.110‬دج و‬


‫‪ 01.111.111‬دج) لتبقى نسبة المساﻫمة البنكية ‪ % 01‬بالنسبة لكال المستويين أما مساﻫمة الوكالة‬
‫الوطنية لدعم تشغيل الشباب فقد ارتفعت من ‪ % 05‬إلى ‪ % 00‬بالنسبة للمستوى األول ومن ‪% 01‬‬
‫إلى ‪ % 08‬بالنسبة للمستوى الثاني‪.‬‬

‫فيما يتعلق بنمط التمويل الثنائي فإن نسبة المساﻫمة الشخصية ﻫي ‪ % 00‬بالنسبة للمستوى األول‬
‫و‪ % 00‬بالنسبة للمستوى الثاني‪ ،‬أما القرض بدون فائدة الممنوح من طرف الوكالة فيتمثل في ‪% 00‬‬
‫و‪ % 08‬لكل من المستوى األول والثاني على التوالي‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعانات المالية واالمتيازات الجبائية‪:‬‬


‫‪ ‬اإلعانات المالية‪:‬‬
‫وتتمثل أساسا في‪:‬‬

‫‪ ‬القرض بدون فائدة‪ :‬وﻫو قرض على المدى الطويل تمنحه الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب للمؤسسة المصغرة المنشأة في إطارﻫا؛‬
‫‪ ‬التخفيض من نسبة الفائدة على القرض البنكي‪ :‬ويتكفل أيضا الصندوق الوطني لدعم تشغيل‬
‫الشباب بحصة من فوائد القرض البنكي‪ ،‬معدلة حسب طبيعة وموقع النشاط‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )02.0‬أدناه يوضح نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب‬
‫المنشئ لمؤسسة مصغرة في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب حسب المناطق‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ : )02.0‬نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب المنشئ لمؤسسة‬
‫مصغرة في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب حسب المناطق‪.‬‬

‫المناطق‬
‫واليات الشمال‬ ‫الهضاب العليا والجنوب‬
‫القطاعات‬
‫(*)‪1‬‬
‫‪% 80‬‬ ‫‪% 75‬‬ ‫القطاعات ذات األولوية‬
‫‪% 60‬‬ ‫‪% 80‬‬ ‫القطاعات األخرى‬

‫المصدر‪ :‬مطويات موزعة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫*‬
‫الفالحة‪ ،‬الري‪ ،‬الصيد البحري‪ ،‬البناء واألشغال العمومية والصناعات التحويلية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫يوضح الجدول التخفيضات التي عرفتها معدالت الفائدة للقروض البنكية‪ ،‬والتي بلغت ‪% 81‬‬
‫بالنسبة للشمال و‪ % 05‬بالنسبة للهضاب العليا والجنوب‪ ،‬وﻫي تخص المؤسسات المصغرة المنشأة في‬
‫كل من قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الري‪ ،‬الصيد البحري والصناعات التحويلية‪.‬‬

‫أما المؤسسات المصغرة المنشأة في ميادين أخرى‪ ،‬فهي كذلك تستفيد من تخفيض في معدالت‬
‫الفائدة للقروض البنكية بـ‪ % 61 :‬للشمال و‪ % 81‬للهضاب العليا والجنوب‪ .‬وتجدر اإلشارة ﻫنا إلى‬
‫أن الهدف من ﻫذا اإلجراء ﻫو التخفيض من حدة البطالة والفقر والتهميش التي تعرفه المناطق غير‬
‫الشمالية ﻫذا من جهة إضافة إلى حث الشباب البطال على االستثمار في الميادين المنتجة الخالقة للثروة‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تستفيد المؤسسات المصغرة من‪:‬‬

‫‪ ‬مهلة سنة واحدة (‪ )10‬لتسديد الفوائد؛‬


‫‪ ‬تأجيل تسديد القرض البنكي لمدة ثالث (‪ )13‬سنوات؛‬
‫و يكون دعم الدولة متعدد األشكال و يتم من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تمويل توسيع نشاط المؤسسات المصغرة المنشأة والحصول على نفس االمتيازات الضربية؛‬
‫‪ ‬إنشاء صندوق ضمان بدعم مالي ممنوح من طرف الدولة‪.‬‬
‫وإضافة إلى القرض بدون فائدة الكالسيكي‪ ،‬يمكن أن يستفيد الشباب أصحاب المشاريع من ثالثة‬
‫قروض إضافية بدون فوائد والموجهة لـ‪:‬‬

‫‪ ‬اقتناء عربة – ورشة بمبلغ ‪ 500 000‬دج لفائدة حاملي شهادات التكوين المهني؛‬
‫‪ ‬التكفل بإيجار المحالت الحتضان النشاطات في حدود مبلغ ‪ 500 000‬دج؛‬
‫‪ ‬التكفل بإيجار المحالت الموجهة إلنشاء مكاتب جماعية لألطباء والمهندسين المعماريين‬
‫والمحاميين والموثقين‪ ... ،‬إلخ والذي يمكن أن يصل إلى ‪ 1 000 000‬دج‪ ،‬لفائدة حاملي‬
‫شهادات التعليم العالي‪.‬‬
‫‪ ‬االمتيازات الجبائية‪:‬‬
‫تمنح امتيازات جبائية للشباب المقاول سواء خالل مرحلة انجاز أو استغالل المشروع‪.‬‬

‫‪ ‬خالل مرحلة االنجاز‪:‬‬


‫‪ ‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة لشراء التجهيزات والحصول على خدمات؛‬
‫‪ ‬تطبيق معدل مخفض بنسبة ‪ % 15‬فيما يخص الحقوق الجمركية بالنسبة للتجهيزات المستوردة؛‬
‫‪ ‬اإلعفاء من دفع رسوم نقل الملكية على العقارات المكتسبة في إطار إنشاء النشاط؛‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعفاء من حقوق التسجيل على عقود تأسيس المؤسسات المصغرة‪.‬‬


‫‪ ‬خالل مرحلة االستغالل‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعفاء من الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات والرسم على النشاط‬
‫المهني لمدة ثالث (‪ )13‬سنوات وستة (‪ )16‬سنوات في المناطق الخاصة( *)‪ ،‬مع تمديد فترة‬
‫‪1‬‬

‫اإلعفاء لمدة عامين (‪ )10‬عندما توظف المؤسسة المصغرة ثالثة (‪ )13‬عمال بصفة دائمة؛‬
‫‪ ‬الخضوع للضريبة تدريجيا خالل فترة دفع الضرائب المستحقة على أساس‪:‬‬
‫‪ % 05 -‬خالل السنة الضريبية األولى؛‬
‫‪ % 51 -‬خالل السنة الضريبية الثانية؛‬
‫‪ % 05 -‬خالل السنة الضريبية الثالثة؛‬
‫‪ % 011 -‬خالل السنة الضريبية الرابعة‪.‬‬
‫وفضال على ذلك‪ ،‬يخصص التنظيم الجديد للصفقات العمومية ‪ % 20‬من الطلبات العمومية للمؤسسات‬
‫المصغرة‪.‬‬

‫بصورة متزامنة مع التسهيالت والمزايا الممنوحة من قبل السلطات العمومية‪ ،‬تم تدعيم ﻫذا الجهاز‬
‫بصندوق الكفالة المشتركة لضمان أخطار القروض الممنوح إياها الشباب ذوي المشاريع‪ ،‬الذي تم‬
‫إنشاؤه بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 011 - 08 :‬المؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ ،0008‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫المتضمن ضمان القروض التي تمنحها البنوك للشباب أصحاب المشاريع‪ .‬ويسمح ﻫذا الصندوق بتأمين‬
‫القروض البنكية الممنوحة للشباب ذوي المشاريع‪.‬‬

‫حيث يساﻫم ﻫؤالء الشباب في ﻫذا الصندوق عن طريق االشتراك بمبلغ مالي تقدر نسبته بـ‪:‬‬
‫‪ % 0,35‬من مبلغ القرض البنكي الممنوح لهم‪ .‬وحصة اشتراك البنوك ﻫي محددة بـ‪ % 10 :‬من‬
‫القرض البنكي‪.‬‬

‫تسير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ﻫذا الجهاز المحدث بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم‪006 – 06 :‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،0006‬المعدل والمتمم‪ ،‬والمتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫و تحديد قانونها األساسي‪.‬‬

‫كمناطق للترقية ومناطق للتوسع االقتصادي التي تساﻫم في التنمية الجهوية‪.‬‬ ‫‪00 -03‬‬ ‫من المرسوم رقم‬ ‫‪01‬‬ ‫* وﻫي المناطق المصنفة حسب المادة‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياسات محاربة البطالة‪.‬‬

‫سنتطرق من خالل ﻫذا المبحث إلى سياسات مواجهة البطالة المعتمدة في الجزائر وذلك من خالل‬
‫عرض برامج ومؤسسات سوق العمل المعتمدة في الجزائر ضمن إطار ﻫذه السياسات‪ ،‬وﻫذا من خالل‬
‫المطلب األول لهذا المبحث‪ .‬في حين خصصنا المطلب الثاني للحديث عن مخطط عمل الحكومة لترقية‬
‫التشغيل ومحاربة البطالة المعتمد منذ سنة ‪ ، 0118‬إضافة إلى ذكر حصيلة التشغيل لبعض الهيئات‪،‬‬
‫وذلك في حدود ما توفر لدينا من أرقام‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬برامج ومؤسسات سوق العمل في إطار سياسات محاربة البطالة‪.‬‬

‫أدى ارتفاع نسبة البطالة مع نهاية سنة ‪ ،0081‬والتي مست أساسا الفئة الشابة‪ ،‬إلى قيام السلطات‬
‫العمومية بوضع سلسلة من السياسات تسهر على تنفيذﻫا مجموعة من المؤسسات التي تعمل على تنفيذ‬
‫وتحقيق أﻫداف مجموعة من البرامج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات محاربة البطالة‪.‬‬

‫تتمثل سياسات محاربة البطالة في تلك السياسات الداعمة للشغل المأجور وتمثل الوكالة الوطنية‬
‫للتشغيل الهيئة المكلفة بتنفيذ ﻫذه السياسات على مستوى سوق العمل في الجزائر‪ ،‬ولقد تم إنشاء ﻫذه‬
‫الوكالة سنة ‪ 0001‬خلفا للديوان الوطني لليد العاملة‪ ،‬وﻫي تلعب دور الوسيط في سوق العمل من خالل‬
‫ربطها بين عارضي ال عمل وطالبيه من مؤسسات اقتصادية سواء كانت عامة أو خاصة‪ ،‬باستثناء طبعا‬
‫اإلدارة العمومية التي يخضع التوظيف فيها إلجراءات أخرى تحت إشراف المديرية العامة للوظيف‬
‫العمومي‪.‬‬

‫‪ .1‬الديوان والوطني لليد العاملة (‪:) *()ONAMO‬‬


‫‪1‬‬

‫ابتداء من األشهر األولى من االستقالل‪ ،‬و قصد االستجابة لطلبات العمل الهامة‪ ،‬باشرت السلطات‬
‫العمومية‪ ،‬بموجب المرسوم رقم‪ 00 – 60 :‬المؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،0060‬في إحداث مؤسسة عمومية‬
‫ذات طابع إداري مكلفة بتسيير تدفق اليد العاملة أال وﻫي الديوان الوطني لليد العاملة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬وبموجب المرسوم رقم‪ 053 – 63 :‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريل ‪ 1963‬المتعلق بمراقبة‬
‫التشغيل وتنصيب العمال تم إنشاء الديوان الوطني لليد العاملة لتسيير نشاط تنصيب العمال‪.‬‬

‫وفي ﻫذا الصدد‪ ،‬يتعين على كل عامل باحث عن منصب شغل التسجيل لدى مكتب اليد العاملة األقرب‬
‫أو بالبلدية محل إقامته‪ .‬كما يتعين على المستخدمين تبليغ مصالح اليد العاملة أو البلدية بكل منصب شاغر‬
‫في مؤسساتهم‪.‬‬

‫*‬
‫‪L’Office Nationale de la‬‬ ‫‪Main d’Œuvre.‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬لقد وسع األمر رقم‪ 20 - 00 :‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ) 1(،0000‬المتضمن تنظيم‬
‫‪1‬‬

‫الديوان الوطني لليد العاملة نطاق مهامه لمجاالت التنقيب وتشغيل اليد العاملة األجنبية المؤﻫلة وذات‬
‫المؤﻫالت العليا لحساب مختلف قطاعات اإلنتاج‪.‬‬

‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد خول للديوان مهمة القيام بكل مسعى بغرض تحصيل وتجديد التصريحات‬
‫وجوازات العمل المنصوص عليها بموجب التشريع المعمول به‪.‬‬

‫و نظرا ألﻫمية البطالة المتفشية عشية االستقالل‪ ،‬وعجز االقتصاد الوطني عن إحداث فرص عمل‬
‫كافية‪ ،‬تمثل النشاط األساسي للديوان الوطني لليد العاملة في تسيير تدفقات الهجرة أوال نحو فرنسا‪ ،‬و‬
‫بعدﻫا نحو جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا‪ ،‬وﻫذا بمقتضى المرسوم رقم ‪ 191- 63‬المؤرخ في ‪29‬‬
‫ماي ‪ 1963‬الذي يحدد شروط ﻫجرة المواطنين إلى الخارج من أجل ممارسة نشاط مهني مأجور‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى تسير تدفقات الهجرة إلى الخارج للعمال الجزائريين اتجاه أوربا‪ ،‬قام الديوان الوطني‬
‫لليد العاملة أيضا بتسيير إعادة إدماج العاملين المغتربين عند عودتهم إلى الجزائر‪ .‬وعليه‪ ،‬وحسب‬
‫الوزارة الوصية بالشغل فقد تم تسجيل عودة ‪ 13 000‬شخص من فرنسا خالل السنوات‬
‫(‪ )0003 –0000–0000‬و‪ 1 034‬شخص من جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا وﻫذا خالل السنوات‬
‫(‪.)0006 – 0005 – 0002‬‬

‫لقد تمكن الديوان الوطني لليد العاملة خالل العقد ‪ 0082 – 0002‬من امتصاص الوفود الجديدة‬
‫لطالبي الشغل وﻫذا بفضل حجم االستثمارات العمومية التي شهدتها ﻫذه الفترة‪ ،‬غير أن اتجاه الهبوط‬
‫الذي عرفه اقتصاد البالد بعد سنة ‪ 0085‬وكذا انهيار أسعار البترول في السوق الدولية للنفط سنة‬
‫‪ 0086‬جعل الديوان الوطني لليد العاملة عاجزا عن مواجهة عروض العمل الجديدة‪ ،‬وﻫو األمر الذي‬
‫دفع بالسلطات آنذاك إلى تعديل وتغيير مهام ﻫذه الهيئة لتأسس بذلك ﻫيئة جديدة تطلع مهامها إلى‬
‫التماشي مع األوضاع الجديدة التي شهدﻫا االقتصاد الوطني بصفة عامة وسوق العمل بصفة خاصة‬
‫آنذاك‪ ،‬وﻫي الوكالة الوطنية للتشغيل‪.‬‬

‫الموافق لـ‬ ‫ربيع الثاني عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬أمر رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪0300‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪20-00‬‬

‫يونيو سنة ‪ ،0000‬المتضمن تنظيم المكتب الوطني‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0300‬‬ ‫جمادى األولى عام‬ ‫‪16‬‬ ‫يونيو سنة ‪ ،"0000‬العدد ‪ ،53‬الصادر في‬
‫لليد العاملة‪ ،‬ص ‪.883‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬الوكالة الوطنية للتشغيل (‪:) *()ANEM‬‬


‫‪1‬‬

‫ابتداء من سبتمبر ‪ ،0001‬تم تعديل تسمية الديوان الوطني لليد العاملة إلى الوكالة الوطنية للتشغيل‪،‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر‬ ‫‪2‬‬
‫وﻫذا بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم‪ 050 – 01 :‬المؤرخ في ‪ 8‬سبتمبر ‪،0001‬‬
‫رقم‪ 20 - 00 :‬المتضمن تنظيم الديوان الوطني لليد العاملة وتعديل تسمية ﻫذه المؤسسة‪.‬‬

‫وقد جاء القانون رقم‪ 01 – 12 :‬المؤرخ في ‪ 05‬ديسمبر ‪ 0112‬المتعلق بتنصيب العمال ومراقبة‬
‫الشغل‪ ،‬ليعزز مكانة ودور الوكالة بصفتها الهيأة العمومية التي تضمن تنصيب العمال وتشغيلهم‬
‫باستثناء األماكن التي ال توجد بها ﻫياكل الوكالة أين رخص للبلديات استثناء أن تقوم بهذا الدور في‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪3‬‬
‫حدود اختصاصاتها اإلقليمية‪.‬‬

‫وعلى المستوى القانوني‪ ،‬وفي سنة ‪ ،0116‬تغير القانون األساسي للوكالة الوطنية للتشغيل من مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري إلى مؤسسة عمومية ذات تسيير خاص وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪:‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫الذي يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل و تنظيمها و سيرﻫا‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪ 00 – 16‬المؤرخ في ‪ 18‬فيفري ‪،0116‬‬

‫وتتحدد مهام ﻫذه الوكالة في‪:‬‬

‫تنظيم معرفة وضعية السوق الوطنية للتشغيل واليد العاملة وتطورﻫا وضمان ذلك؛‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬جمع عروض وطلبات العمل ووضعها في عالقة فيما بينها؛‬
‫ج‪ .‬متابعة تطور اليد العاملة األجنبية بالجزائر في إطار التشريع والتنظيم المتعلقين بتشغيل األجانب‬
‫وتسييرﻫا؛‬
‫د‪ .‬ضمان تطبيق التدابير الناجمة عن االتفاقيات واالتفاقيات الدولية في مجال التشغيل فيما يخصها‪.‬‬
‫ولتأدية مهامها‪ ،‬يتوفر نسيج الوكالة الوطنية للتشغيل على شبكة وكاالت جهوية للتشغيل ووكاالت‬
‫والئية للتشغيل ووكاالت محلية للتشغيل‪.‬‬

‫*‬
‫‪L’ Agence Nationale de l’EMploi.‬‬
‫الموافق لـ‬ ‫صفر عام‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 050-01‬المؤرخ في‬ ‫‪1‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪08‬‬

‫سبتمبر سنة ‪ ،0001‬المتضمن تنظيم المكتب الوطني لليد‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫صفر عام‬ ‫‪00‬‬ ‫سبتمبر سنة ‪ ،"0001‬العدد ‪ ،30‬الصادر في‬ ‫‪18‬‬

‫العاملة وتغيير تسميته‪ ،‬ص ‪.000‬‬


‫الحبيب بن باير‪ ،‬محمد عبد العزيز بن كاملة‪" ،‬التشغيل في الجزائر‪ :‬مدخل لتطوير وعصرنة البرامج واآلليات لتفعيل التنمية عرض نتائج‬ ‫‪2‬‬

‫‪02-03‬‬ ‫الفترة ‪ ، "0101 -0116‬الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي‬
‫أفريل ‪ ،0100‬ص ‪.020‬‬
‫الموافق لـ‬ ‫محرم عام‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-16‬المؤرخ في‬
‫‪3‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪00‬‬

‫فبراير سنة ‪ ،0116‬يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫محرم عام‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 08‬فبراير سنة ‪ ،"0116‬العدد ‪ ،10‬الصادر في‬
‫وتنظيمها وسيرﻫا‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫وتعتبر الوكالة المحلي ة للتشغيل الخلية األساسية نظرا لعالقتها المباشرة مع طرفي ﻫذا السوق من‬
‫طالبين وعارضين للعمل‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أنه تبعا لتصديق الجزائر على االتفاقية رقم‪ 080 :‬الصادرة عن منظمة العمل‬
‫الدولية حول وكاالت التشغيل الخاصة‪ ،‬تم توسيع مجال التدخل في إطار الوساطة في سوق العمل إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫المتعلق‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬و ذلك بمقتضى القانون رقم‪ 00 – 12 :‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪،0112‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بتنصيب العمال ومراقبة التشغيل وكذا المرسوم التنفيذي رقم‪ 003 - 10 :‬المؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪،0110‬‬
‫الذي يضبط شروط وكيفية منح االعتماد للهيئات الخاصة لتنصيب العمال وسحبه منها‪.‬‬

‫وإلى نهاية سنة ‪ ،2011‬تم اعتماد ستة عشر (‪ )06‬ﻫيئة خاصة للتنصيب والتي تمارس نشاط الوساطة في‬
‫سوق العمل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البرامج العمومية لترقية العمل المأجور‪.‬‬

‫نذكر من ﻫذه البرامج مايلي‪:‬‬

‫‪ .1‬برنامج تشغيل الشباب (‪:) *()PEJ‬‬


‫‪3‬‬

‫و يرمي ﻫذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه ابتداء سنة ‪ 1988‬إلى توفير مناصب شغل مؤقتة لفائدة‬
‫الشباب العاطلين عن العمل في إطار ورشات ممولة على حساب ميزانية الدولة بإعانات وفق عدد‬
‫المستفيدين ومستوى التأجير على حسب األجر الوطني المضمون‪ ،‬ويتم تنفيذه من قبل الجماعات المحلية‬
‫والدوائر الوزارية‪ .‬وكانت ﻫذه الورش منظمة في قطاعات الفالحة والغابات والبناء واألشغال العمومية‬
‫والري‪.‬‬

‫غير أن ﻫذا البرنامج بلغ حدوده بسرعة نظرا لطبيعة النشاطات التي لم تكن تلبي االحتياجات بصورة‬
‫أفضل ونظرا لنمط التسيير المركزي والنقص في متابعة وتنسيق النشاطات بخصوصه والراجع لغياب‬
‫ﻫيئة محلية تقوم بالتوجيه والتنسيق‪.‬‬

‫الموافق لـ‬ ‫ذي القعدة عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬قانون رقم‬ ‫‪1‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪0205‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪00-12‬‬

‫ديسمبر سنة ‪ ،0112‬يتعلق بتنصيب العمال ومراقبة‬ ‫‪06‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0205‬‬ ‫ذو القعدة عام‬ ‫‪02‬‬ ‫ديسمبر سنة ‪ ،"0112‬العدد ‪ ،83‬الصادر في‬
‫التشغيل‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫الموافق لـ‬ ‫محرم عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪2‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00-16‬‬

‫فبراير سنة ‪ ،0116‬يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل‬ ‫‪00‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫محرم عام‬ ‫‪01‬‬ ‫فبراير سنة ‪ ،"0116‬العدد ‪ ،10‬الصادر في‬ ‫‪08‬‬

‫وتنظيمها وسيرﻫا‪ ،‬ص ‪.00‬‬


‫*‬
‫‪Le Programme d’Emploi des Jeunes.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية (‪: ) *()ESIL‬‬


‫‪1‬‬

‫ويهدف برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية‪ ،‬الذي يعد جزء من جهاز اإلدماج‬
‫المهني للشباب (‪ ، )**()DIPJ‬إلى تنصيب الشباب عارضي العمل بدون مؤﻫالت أو بمؤﻫالت بسيطة‬ ‫‪2‬‬

‫المتراوحة أعمارﻫم بين ‪ 08‬و‪ 35‬سنة في مناصب عمل مؤقتة يتم استحداثها في إطار الورشات ذات‬
‫المنفعة العامة التي تبادر بها الجماعات المحلية‪.‬‬

‫وأنجز ﻫذا البرنامج‪ ،‬الذي كان يهدف إلى بعث التنمية المحلية وتحسين تشغيل طالبي الشغل‪ ،‬وفقا‬
‫الحتياجات الجماعات المحلية وقطاعات النشاط المختلفة‪.‬‬

‫حيث تم التكفل بتمويل مناصب الشغل المستحدثة في إطار الورشات المنظمة من قبل الجماعات‬
‫المحلية والقطاعات المعنية من طرف ميزانية الدولة‪.‬‬

‫إذ يستفيد الشباب المدمج لمدة تتراوح ما بين ثالثة (‪ )13‬وستة (‪ )16‬أشهر من تغطية اجتماعية‬
‫بعنوان التأمين عن المرض وحوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬أصبحت ﻫذه الصيغة تشكل غالبا الوسيلة الوحيدة لتشغيل الشباب في بعض مناطق الوطن ذات‬
‫النسبة العالية من البطالة‪.‬‬

‫‪ .3‬برنامج الشبكة االجتماعية (‪:)Filet social‬‬


‫شرع في ﻫذا البرنامج منذ سنة ‪ ،0000‬وﻫي تقدم إعانات وتعويضات مالية تهدف إلى حماية الفآت‬
‫المتضررة من جراء التوجه االنكماشي الذي عرفه اقتصاد البالد آنذاك‪ ،‬ويضم ﻫذا البرنامج كل من‬
‫المنحة الجزافية للتضامن (‪ )AFS‬وتعويضات األنشطة ذات المنفعة العامة (‪ ،)IAIG‬وفيما يلي عرض‬
‫لهما‪:‬‬

‫أ‪ .‬تعويضات األنشطة ذات المنفعة العامة (‪:) ***()IAIG‬‬


‫‪3‬‬

‫تم الشروع في تقديم تعويضات مالية في ﻫذا اإلطار منذ سنة ‪ 0002‬بدعم وموافقة من البنك‬
‫العالمي‪ ،‬ولقد وجهت ﻫذه التعويضات والمقدرة بـ‪ 3 000 :‬دج شهريا للعائالت بدون دخل مقابل القيام‬
‫بأشغال وأنشطة للصالح العام‪.‬‬

‫ب‪.‬المنحة الجزافية للتضامن (‪:)AFS‬‬


‫تقدم في ﻫذا اإلطار منحة مالية تقدر مابين ‪ 611‬إلى ‪ 1 200‬دج شهريا للفآت بدون دخل المتجاوزة‬
‫أعمارﻫم سن الستين أو ﻫؤالء العاجزين عن العمل ألسباب صحية‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫*‬
‫‪Les Emplois Salariés d’Initiative Locale.‬‬
‫** تطرقنا لهذا البرنامج سابقا‪.‬‬
‫***‬
‫‪Indemnité pour Activité d’Intérêt Général.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .4‬برنامج أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة (‪:) *()TUPHIMO‬‬
‫‪1‬‬

‫ظهر ﻫذا البرنامج ألول مرة سنة ‪ 1997‬في إطار برنامج دعم الشبكة االجتماعية الممول خالل‬
‫المرحلة األولى ‪ 0111 – 0000‬بمساعدة من البنك العالمي‪ ،‬ثم في مرحلة ثانية من ميزانية الدولة‪.‬‬

‫ويتضمن ﻫذا البرنامج نشاطات بسيطة تستدعي أساسا تشغيل يد عاملة بهدف إحداث كثيف لمناصب‬
‫الشغل على مستوى ورشات لألشغال الخاصة لصيانة شبكة الطرقات والري وحماية البيئة والثروة‬
‫الغابية‪.‬‬

‫إن غالبية األشخاص المشغلين في إطار أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة‬
‫للفترة ‪ 0110 - 0000‬من الشباب ( يمثلون ‪ % 70‬وﻫم من الفئة العمرية من ‪ 18‬إلى ‪ 30‬سنة)‬
‫ويتميزون بمستوى تأﻫيلي مقبول‪ ،‬حوالي ‪ % 61‬منهم كانوا في بطالة منذ أكثر من سنة‪ ،‬كما أنهم‬
‫يشتغلون في قطاع البناء واألشغال العمومية والري كما أن ‪ % 40‬من األشخاص المشغلين في إطار‬
‫ورشات المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة‪ ،‬نصفهم طالبي شغل ألول مرة منذ أكثر من‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪2‬‬
‫سنتين‪.‬‬

‫‪ .5‬برنامج عقود ما قبل التشغيل (‪:) ** ()CPE‬‬


‫‪3‬‬

‫لقد وجه ﻫذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه خالل السداسي الثاني لسنة ‪ ،1998‬للشباب العاطل عن‬
‫العمل الطالب للشغل ألول مرة‪ ،‬حاملي شهادات التعليم العالي وخريجي المعاﻫد الوطنية للتكوين المهني‪.‬‬

‫وفي ﻫذا اإلطار‪ ،‬تم وضع صيغة عقود ما قبل التشغيل لتجاوز العراقيل المرتبطة بغياب الخبرة المهنية‬
‫التي تشكل عائقا كبيرا إلدماج الشباب حاملي الشهادات في عالم الشغل‪.‬‬

‫وسمح ﻫذا الجهاز للمستخدمين أيضا من تحسين تأطير المؤسسة بأقل تكلفة‪ ،‬إذ تتكفل الدولة بدفع‬
‫األجور األساسية للمدمجين مع تكاليف التغطية االجتماعية طيلة مدة عقد ما قبل التشغيل الذي يمكن أن‬
‫يصل إلى سنتين‪ ،‬كما يستفيد المدمج من نظام العالوات يدفع من طرف صاحب العمل مع استفادة ﻫذا‬
‫األخير من المزايا الشبه الجبائية‪.‬‬

‫‪ .6‬جهاز المساعدة على اإلدماج المهني (‪:) *** ()DAIP‬‬


‫‪4‬‬

‫(****)‬
‫أرسى ابتداء‬ ‫‪5‬‬
‫في إطار ترقية تشغيل الشباب‪ ،‬فإن مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة‬
‫من الفاتح جوان ‪ ،0118‬جهازا جديدا للمساعدة على اإلدماج المهني للشباب‪ ،‬و ﻫذا بموجب أحكام‬

‫*‬
‫‪Les Travaux d’Utilité Publique à Haute Intensité de Main d’Œuvre.‬‬

‫‪ 1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.088‬‬
‫**‬
‫‪Contrats de Pré- Emploi.‬‬
‫***‬
‫‪Le Dispositif d’Aide à l’Insertion Professionnelle.‬‬
‫سنتطرق لهذا المخطط الحقا‪.‬‬ ‫****‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 006 – 18 :‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ 1)0 (،0118‬والمسير من طرف الوكالة الوطنية‬
‫‪0‬‬

‫للتشغيل بالتنسيق مع المديرية الوالئية للتشغيل‪ ،‬ويخص ﻫذا الجهاز عارضي العمل ألول مرة الذين تبلغ‬
‫أعمارﻫم بين ‪ 18‬و‪ 35‬سنة‪.‬‬

‫و يتشكل ﻫذا الجهاز من ثالثة (‪ )13‬أنواع من عقود اإلدماج‪:‬‬

‫‪ ‬عقود إدماج حاملي الشهادات ‪ :)CID( Contrat d’Insertion des Diplômés‬موجهه للشباب‬
‫حاملي شهادات التعليم العالي والتقنيين الساميين؛‬
‫‪ ‬عقد اإلدماج المهني ‪ :)CIP( Contrat d’Insertion Professionnelle‬موجهة للشباب خريجي‬
‫التعليم الثانوي للتربية الوطنية و مراكز التكوين المهني أو الذين تابعوا تربص تمهينيا؛‬
‫‪ ‬عقد تكوين‪-‬إدماج ‪ :)CFI( Contrat Formation-Insertion‬موجهة للشباب بدون تكوين وال‬
‫تأﻫيل‪ ،‬لتنصيبهم في ورشات األشغال المختلفة أو لدى حرفيين مؤطرين لمتابعة تكوين‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى مدة عقود اإلدماج في إطار جهاز المساعدة على اإلدماج المهني فهي على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ ‬مدة عقود إدماج حاملي الشهادات وعقود اإلدماج المهني‪:‬‬


‫‪ ‬ثالث (‪ )13‬سنوات قابلة للتجديد في المؤسسات واإلدارات العمومية واإلدارات شبه‬
‫العمومية؛‬
‫‪ ‬سنة واحدة (‪ )10‬قابلة للتجديد في القطاع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬مدة عقود تكوين ـ إدماج‪:‬‬
‫‪ ‬وفقا لمدة الورشة؛‬
‫‪ ‬سنة واحدة (‪ )10‬لدى الحرفيين المؤطرين‪.‬‬
‫بخصوص األجور‪:‬‬

‫‪ ‬يتقاضى خريجو الجامعات المستفيدون من عقود إدماج حاملي الشهادات )‪ 15 000 (CID‬دج‬
‫شهريا؛‬
‫‪ ‬يتقاضى التقنيون السامون والشباب المدمجون في إطار عقود اإلدماج المهني)‪ (CIP‬على‬
‫التوالي ‪ 10 000‬دج و‪ 8 000‬دج شهريا‪.‬‬

‫ربيع الثاني عام‬ ‫المؤرخ في‬ ‫األمانة العامة للحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪" ،‬المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪006-18‬‬

‫ابريل سنة ‪ ،0118‬يتعلق بجهاز المساعدة‬ ‫‪31‬‬ ‫الموافق لـ‬ ‫‪0200‬‬ ‫الموافق لـ ‪ 00‬ابريل سنة ‪ ،"0118‬العدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 02‬ربيع الثاني عام‬
‫على اإلدماج المهني‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫إضافة إلى ﻫذه العقود‪ ،‬ينص ﻫذا الجهاز على عقد العمل المدعم (‪ ) *()CTA‬الذي تساﻫم فيه الدولة‬
‫‪1‬‬

‫بدفع جزء من أجر المنصب‪ .‬وفيه يتقاضى المستفيدون من عقود إدماج حاملي شهادات التعليم العالي‬
‫والتقنيون السامون من مساﻫمة شهرية في أجر المنصب تقدر على التوالي بـ‪ 12 000 :‬دج‬
‫و‪ 10 000‬دج‪ .‬في حين يتقاضى المستفيدون من عقود اإلدماج الموجهة لخريجي التعليم الثانوي ونظام‬
‫التكوين المهني‪ ،‬من مساﻫمة شهرية في أجر المنصب تقدر بـ‪ 8 000 :‬دج‪ ،‬كما تقدر مدة العقد المدعم‬
‫بـ‪ :‬ثالث (‪ )13‬سنوات‪.‬‬

‫وزيادة على ذلك‪ ،‬تقوم الدولة بتمويل ‪ % 61‬من تكاليف التكوين في إطار عقد تكوين‪ -‬تشغيل‬
‫(‪ )CFE‬لمدة أقصاﻫا ستة (‪ )16‬أشهر‪ ،‬شريطة أن يلتزم المستخدم بتوظيف الشاب طالب العمل ألول مرة‬
‫لمدة ال تقل عن سنة واحدة‪ ،‬وتقدر قيمة المنحة بـ‪ 3 000 :‬دج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫تعتمد سياسة التشغيل في الجزائر في اآلونة األخيرة على مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة‬
‫البطالة المصادق عليه سنة ‪.0118‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف ومحاور مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫يسعى مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة إلى تحقيق مجموعة من األﻫداف‪،‬‬
‫وﻫو يرتكز في ذلك على سبع محاور رئيسية‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .1‬أهداف المخطط‪.‬‬
‫إن األﻫداف المتوخاة من السياسة الوطنية لترقية التشغيل ومحاربة البطالة متعددة وتهدف السيما‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ ‬محاربة البطالة بمقاربة اقتصادية؛‬


‫‪ ‬ترقية يد عاملة وطنية مؤﻫلة؛‬
‫‪ ‬تنمية روح المبادرة المقاوالتية؛‬
‫‪ ‬تحسين وتوطيد الوساطة في سوق العمل؛‬
‫‪ ‬دعم االستثمار المولد للشغل؛‬
‫‪ ‬تدعيم ترقية تشغيل الشباب؛‬

‫*‬
‫‪Contrat de Travail Aidé.‬‬
‫زﻫير بطاش‪" ،‬نشرة مفتشية العمل"‪ ،‬المجلة السداسية للمفتشية العامة للعمل‪ ،‬رقم ‪ ،02‬ديسمبر ‪ ،0101‬ص ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬خفض نسبة البطالة إلى أقل من ‪ % 01‬في آفاق ‪ 0101 - 0110‬وأقل من ‪ % 10‬خالل الفترة‬
‫‪.0102 - 0101‬‬
‫كما أن مخطط العمل الذي شرع في تطبيقه من أجل بلوغ ﻫذه األﻫداف‪ ،‬يرتكز على محاور‬
‫رئيسية‪ ،‬وﻫي ما سنقوم بعرضه في الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫‪ .2‬محاور المخطط‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يرتكز مخطط العمل حول المحاور السبع (‪ )10‬اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬دعم االستثمارات في القطاع االقتصادي المولد لمناصب الشغل؛‬


‫‪ ‬ترقية التكوين التأﻫيلي من أجل تسهيل عملية اإلدماج في عالم الشغل؛‬
‫‪ ‬ترقية سياسة تحفيزية لخلق مناصب الشغل لفائدة المؤسسات؛‬
‫‪ ‬تحسين وعصرنة تسيير سوق العمل؛‬
‫‪ ‬ترقية تشغيل الشباب؛‬
‫‪ ‬إنشاء وتنصيب ﻫياكل التنسيق المشترك بين القطاعات؛‬
‫‪ ‬متابعة ومراقبة وتقييم آليات تسيير سوق العمل‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬والمتعلق بدعم االستثمار في القطاع االقتصادي المولد لمناصب الشغل‪.‬‬
‫يمكن تجسيده من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬التنفيذ الفعلي لإلستراتيجية الصناعية‪ ،‬السيما بالقطاعات التي تمتلك فيها بالدنا امتيازات تفضيلية‬
‫وﻫي في نفس الوقت مولدة لمناصب الشغل‪ ،‬كقطاع الصناعة الصيدالنية‪ ،‬وقطاع تركيب‬
‫السيارات‪ ،‬والصناعات البتروكمياوية؛‬
‫‪ ‬ترقية قطاعات الفالحة والسياحة والبناء واألشغال العمومية كقطاعات أساسية في ديناميكية خلق‬
‫مناصب الشغل؛‬
‫‪ ‬دعم تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعد عامال في خلق مناصب الشغل؛‬
‫‪ ‬مواصلة إصالح نمط تنظيم واستغالل األراضي الزراعية العمومية؛‬
‫‪ ‬مواصلة إصالح النظام المالي والبنكي؛‬
‫‪ ‬مواصلة إصالح العقار الصناعي‪ ،‬واعتبار حجم مناصب الشغل المزمع استحداثها كمعيار يخول‬
‫االستفادة من االمتياز في مجال العقارات المخصصة لالستثمار‪.‬‬

‫وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ " ،‬مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة"‪ ،‬المصادق عليه من طرف مجلس الحكومة‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬

‫‪.10-10‬‬ ‫أفريل ‪ ،0118‬ص ص‬


‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬يتعلق بترقية التكوين لتسهيل اإلدماج في سوق العمل‪.‬‬
‫يتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تكييف مخرجات التكوين مع متطلبات سوق العمل؛‬


‫‪ ‬تشجيع التكوين في الوسط المهني وفي موقع العمل؛‬
‫‪ ‬إبرام اتفاقيات تشغيل‪/‬تكوين في الموقع مع المؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬يتعلق بترقية سياسة محفزة على خلق مناصب الشغل لفائدة المؤسسات‬
‫(‪)2‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تحسين مستوى التخفيضات في حصة اشتراك المستخدم في الضمان االجتماعي؛‬


‫‪ ‬رفع نسبة تخفيض الضريبة على الدخل والضريبة على أرباح الشركات مقابل التشغيل؛‬
‫‪ ‬تمديد مدة اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات إلى‪:‬‬
‫‪ ‬خمس (‪ )15‬سنوات بالنسبة للمؤسسات التي تنشئ بين ‪ 51‬و‪ 011‬منصب شغل‪،‬‬
‫‪ ‬سبع (‪ )10‬سنوات بالنسبة للمؤسسات التي تنشئ أكثر من ‪ 011‬منصب شغل‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬المحور الرابع‪ :‬يتعلق بتحسين وعصرنة تسيير سوق العمل‪.‬‬
‫وفي ﻫذا اإلطار سيتم‪:‬‬

‫‪ ‬مواصلة برنامج إعادة تأﻫيل الوكالة الوطنية للتشغيل وعصرنتها؛‬


‫‪ ‬إعادة تأﻫيل مديريات التشغيل الوالئية‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ‬المحور الخامس‪ :‬المتعلق بترقية تشغيل الشباب‪.‬‬
‫تعتمد السياسة الجديدة لترقية تشغيل الشباب على آليتين‪:‬‬

‫‪ ‬دعم تنمية المبادرات المقاوالتية؛‬


‫‪ ‬ودعم ترقية التشغيل المأجور‪.‬‬
‫‪ .1‬دعم تنمية المبادرات المقاوالتية‪ :‬و يعتمد على‪:‬‬
‫‪ ‬جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب؛‬
‫‪ ‬جهاز الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪.‬‬

‫وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ " ،‬مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬
‫‪.13‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‬


‫‪2‬‬
‫‪.12 -13‬‬

‫ص ‪.05 - 04‬‬ ‫‪ 7‬نفس المرجع‪ ،‬ص‬


‫ص ‪.07 - 06‬‬ ‫نفس المرجع‪ ،‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬دعم ترقية التشغيل المأجور‪:‬‬


‫إنشاء جهاز جديد يسمى جهاز دعم اإلدماج المهني يتضمن ثالث أنواع من عقود اإلدماج وﻫي عقد‬
‫إدماج حاملي الشهادات (‪ ،)CID‬عقد اإلدماج المهني (‪ ،)CIP‬عقد تكوين‪-‬إدماج (‪ )CFI‬إلى جانب عقد‬
‫عمل مدعم (‪.)CTA‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ ‬المحور السادس‪ :‬ويتعلق بإنشاء وتنصيب هيئات التنسيق ما بين القطاعات‪.‬‬
‫و تتمثل في لجنتين‪:‬‬

‫‪ ‬لجنة وطنية للتشغيل برئاسة رئيس الحكومة وتضم وزراء القطاعات المعنية؛‬
‫‪ ‬لجنة قطاعية مشتركة لترقية التشغيل يرأسها الوزير المكلف بالتشغيل مع امتدادات على مستوى‬
‫الواليات برئاسة الوالي‪.‬‬
‫تدعم ﻫذه اآلليات للتنسيق ما بين القطاعات بإحداث شبكة وطنية ومحلية لجمع المعلومات الخاصة‬
‫بسوق العمل‪.‬‬

‫ستكون ﻫذه الشبكة بمثابة األداة التي ستساعد السلطات العمومية‪ ،‬على اتخاذ القرار فيما يتعلق بتنفيذ‬
‫سيا سة التشغيل السيما بالنسبة للمواءمة بين التكوين والتشغيل وتشجيع الحركية المهنية‪ ،‬والتحكم في‬
‫القطاع غير الرسمي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬المحور السابع‪ :‬يتعلق بمتابعة تنفيذ المخطط ومراقبته وتقييمه‪.‬‬
‫حيث سيتم ذلك على ثالثة مستويات ﻫي‪:‬‬

‫‪ ‬اللجنة الوطنية للتشغيل يرأسها رئيس الحكومة؛‬


‫‪ ‬اللجنة القطاعية المشتركة لترقية التشغيل‪ ،‬برئاسة الوزير المكلف بالعمل والتشغيل؛‬
‫‪ ‬الوزارة المكلفة بالعمل والتشغيل عبر امتداداتها المحلية باإلضافة إلى المرفق العمومي للتشغيل‪.‬‬

‫وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ " ،‬مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00-02‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.00‬‬ ‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حصيلة التشغيل‪.‬‬

‫سنأتي في ﻫذا الجزء من البحث على ذكر بعض األرقام المتعلقة بالتشغيل والمحققة من طرف‬
‫ﻫيئات مختلفة وذلك في حدود المعطيات اإلحصائية المتوفرة لدينا‪.‬‬

‫‪ .I‬حصيلة التشغيل في إطار المبادرة المقاوالتية‪:‬‬


‫‪ .1‬حصيلة التشغيل في إطار المؤسســـة المصغرة المنشأة من طرف األجهزة المسيرة من قبل‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪:‬‬
‫حسب الوزارة الوصية بالشغل فقد‪:‬‬

‫‪ ‬انتقلت مشاريع المؤسسة المصغرة الممولة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة من ‪ 13 189‬سنة ‪ 0118‬إلى ‪ 28 836‬مشروع سنة‬
‫‪ 0110‬فإلى ‪ 30 106‬مشروع في سنة ‪2010‬؛‬
‫‪ ‬انتقلت مناصب الشغل المنشأة في إطار ﻫذين الجهازين من ‪ 37 354‬منصب شغل سنة ‪0118‬‬
‫إلى ‪ 75 572‬منصب شغل سنة ‪ 0110‬أي بزيادة تفوق نسبة ‪ % 010‬خالل سنة واحدة فإلى‬
‫‪ 75 936‬سنة ‪0101‬؛‬
‫‪ ‬بلغ مجموع المشـاريع الممولة منذ وضع جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة إلى غاية ديسمبر ‪ 161 342 ،0101‬مشروعا‪ ،‬ترتب‬
‫عنه إنشاء ‪ 442 049‬منصب شغل؛‬
‫وتتجسد مجهودات الدولة في مجال إنشاء المؤسسة المصغرة من طرف الشباب بتخصيص غالف‬
‫مالي يقدر بـ‪ 12 :‬مليار دج سنة ‪ 2010‬و‪ 67‬مليار دج خالل الفترة ‪ 2010 - 0000‬بالنسبة لجهاز‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬مول الصندوق الوطني للتأمين على البطالة من موارده الخاصة‪ ،‬وعلى شكل‬
‫قروض بدون فوائد‪ 3,55 ،‬مليار دج سنة ‪ 2010‬و‪ 0,0‬مليار دج خالل الفترة ‪ ،0101 – 0112‬وذلك في‬
‫إطار الجهاز الخاص بفئة ‪ 51 - 35‬سنة‪.‬‬

‫‪ .2‬حصيلة التشغيل في إطار الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار (‪:)ANDI‬‬


‫تمكنت الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار من إنشاء ‪ 1 049 932‬منصب شغل خالل الفترة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 0101 – 0110‬وﻫذا بتمويلها لـ‪ 77 843 :‬مشروع استثماري خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر الملحق رقم (‪.)15‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫أما عن االستثمارات األجنبية فقد بلغ عددﻫا "‪ 601‬مشروع استثماري خالل الفترة ‪0118 – 0110‬‬

‫وﻫو ما يمثل نسبة ‪ % 1,34‬من مجموع االستثمارات المحققة في إطار ﻫذه الوكالة خالل نفس الفترة‬
‫والبالغ ‪ 51 456‬مشروع استثماري‪ ،‬أما من حيث مناصب الشغل فقد ساﻫمت االستثمارات األجنبية في‬
‫إنشاء ‪ 88 287‬منصب شغل خالل الفترة ‪ ،0118 – 0110‬أي بما يوافق ‪ % 10,47‬من إجمالي‬
‫مناصب الشغل المنشأة خالل ﻫذه الفترة من طرف الوكالة والبالغ عددﻫا ‪ 843 040‬منصب شغل‪ ،‬بينما‬
‫كان نصيب االستثمار المحلي من إجمالي مناصب الشغل ﻫو ‪ .)1("% 89,53‬ﻫذه النسب دليل على‬
‫ضعف مساﻫمة االستثمار األجنبي في خلق مناصب الشغل في الجزائر‪ ،‬وﻫو األمر الذي يتطلب بذل‬
‫المزيد من المجهودات ألجل جذب ﻫذا النوع من االستثمارات لما لها من فعالية في خلق مناصب‬
‫الشغل‪ ،‬فبمقارنة الكثافة التشغيلية في المشروع المحلي والمشروع األجنبي لوجدنا أن االستثمارات‬
‫األجنبية تتيح فرص أكبر للتشغيل في المشروع الواحد‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل أرقام الجدول (‪)05.0‬‬
‫الذي يبين بأن عدد المشتغلين في المشروع األجنبي يصل إلى الضعف ويمكن أن يفوق ذلك بالنسبة‬
‫للمشتغلين في المشروع المحلي‪ ،‬ويبرر ذلك من خالل أﻫمية وحجم مشاريع االستثمار األجنبي‪ ،‬في‬
‫حين أن معظم المشاريع المحلية تعتبر مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪ ،‬فلهذه األخيرة أثر فعال على‬
‫التشغيل في الجزائر مجتمعة وليست منفردة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)05.0‬مقارنة بين الكثافة التشغيلية للمشروع المحلي والمشروع األجنبي في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪.0112 - 0111‬‬
‫الوحدة‪ :‬عامل للمشروع الواحد‪.‬‬

‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫السنة‬

‫‪10‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الكثافة التشغيلية للمشروع المحلي‬


‫‪64‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪223‬‬ ‫الكثافة التشغيلية للمشروع األجنبي‬

‫المصدر‪ :‬فارس فضيل‪ ،‬محمد طالبي‪ ،‬محمد ساحل‪" ،‬أثر االستثمار المباشر على التشغيل في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫الثاني حول واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 06 - 05‬جوان ‪ ،0118‬ص ‪.030‬‬

‫‪ 1‬عيسى آيت عيسى‪" ،‬سياسة التشغيل في ظل التحوالت االقتصادية بالجزائر (انعكاسات وآفاق اقتصادية واجتماعية)"‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة دكتوراه‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0101 ،‬ص ‪.005‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .3‬حصيلة التشغيل في إطار الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (‪:)ANGEM‬‬


‫فيما يتعلق بمناصب الشغل المنشأة من طرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر خالل الفترة‬
‫‪ 0101 – 0115‬فهو موضح في الجدول رقم (‪ )06.0‬التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)06.0‬نسبة مساهمة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (‪ )ANGEM‬في التشغيل خالل‬
‫الفترة ‪.0101 – 0115‬‬

‫البيان‬
‫نسبة مساهمة ‪ ANGEM‬في‬ ‫العدد اإلجمالي للقوة العاملة عدد الوظائف المنشأة من طرف‬
‫التشغيل ( ‪) %‬‬ ‫‪ ( ANGEM‬منصب شغل )‬ ‫المشتغلة ( عامل )‬
‫السنوات‬
‫‪8 044 220‬‬
‫‪0,06‬‬ ‫‪4 994‬‬ ‫‪0115‬‬
‫‪8 868 804‬‬
‫‪0,43‬‬ ‫‪38 325‬‬ ‫‪0116‬‬
‫‪8 594 243‬‬
‫‪0,75‬‬ ‫‪64 171‬‬ ‫‪0110‬‬
‫‪9 146 000‬‬
‫‪1,39‬‬ ‫‪127 320‬‬ ‫‪0118‬‬
‫‪9 472 000‬‬
‫‪2,30‬‬ ‫‪218 421‬‬ ‫‪0110‬‬
‫‪3,03‬‬ ‫‪295 587‬‬ ‫‪9 735 000‬‬ ‫‪0101‬‬

‫المصدر‪ :‬ناصر مغني‪" ،‬القرض المصغر كإستراتيجية لخلق مناصب الشغل في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر ‪ ،0100‬ص ‪.00‬‬

‫تبين أرقام الجدول أن عدد مناصب الشغل المنشأة من طرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض‬
‫المصغر سنة ‪ 0115‬ﻫو ‪ 4 994‬منصب شغل لينتقل إلى ‪ 38 325‬منصب شغل سنة ‪ ،0116‬ثم ارتفع‬
‫العدد إلى ‪ 64 171‬منصب شغل سنة ‪ ،0110‬ليصبح ‪ 127 320‬منصب شغل سنة ‪ ،0118‬ثم‬
‫‪ 218 421‬منصب شغل سنة ‪ ،0110‬لتستقر عند ‪ 295 587‬منصب شغل مع نهاية عام ‪ ،0101‬أي أنها‬
‫في تزايد مستمر‪ ،‬كما توضح األرقام الواردة في الجدول أعاله إلى أن نسبة مساﻫمة الوكالة في‬
‫التوظيف اإلجمالي قد انتقلت من ‪ % 0,06‬لسنة ‪ 0115‬إلى ‪ % 3,03‬سنة ‪ ،0101‬وﻫي نسبة ضعيفة‬
‫ولكنها مهمة‪.‬‬

‫‪ .4‬حصيلة التشغيل في إطار المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة (‪.)PME/PMI‬‬

‫تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورا ﻫاما في تحريك النمو من جهة وخلق الشغل من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وإدراك أﻫمية ﻫذا الدور من قبل السلطات الجزائرية‪ ،‬دفعها إلى توفير اإلطار التشريعي‬
‫والتنظيمي والمؤس ساتي والمتمثل في القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وإنشاء‬
‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫صندوق ضمان قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى اإلجراءات الجديدة المتخذة خالل‬
‫مجلس الوزراء المنعقد في ‪ 00‬فيفري ‪ ، 0100‬والتي جاءت لتدعيم مختلف التسهيالت المتوفرة لصالح‬
‫مختلف شرائح المستثمرين‪.‬‬

‫والجدول الموالي يمثل مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪.0101 – 0112‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00.0‬تطور مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.0101 – 2000‬‬

‫السنوات‬
‫‪0101‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0111‬‬
‫البيان‬
‫التشغيل اإلجمالي (عامل)‬
‫‪9 735 000‬‬ ‫‪9 472 000‬‬ ‫‪9 146 000‬‬ ‫‪8 594 243‬‬ ‫‪8 868 804‬‬ ‫‪8 044 220‬‬ ‫‪7 798 412‬‬ ‫‪6 684 056‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6 228 772‬‬ ‫‪6 043 000‬‬
‫‪(...0‬أ)‬
‫(*) ‪1‬‬
‫(عامل)‬ ‫التشغيل في م‪.‬ص‪.‬م‬
‫‪1 625 686‬‬ ‫‪1 546 584‬‬ ‫‪1 540 209‬‬ ‫‪1 355 399‬‬ ‫‪1 252 707‬‬ ‫‪1 157 856‬‬ ‫‪838 504‬‬ ‫‪705 000‬‬ ‫‪731 082‬‬ ‫‪737 062‬‬ ‫‪634 375‬‬
‫(عامل) ‪(...‬ب)‬
‫‪0‬‬

‫نسبة مساهمة م‪.‬ص‪.‬م في‬


‫‪16,70‬‬ ‫‪16,33‬‬ ‫‪16,84‬‬ ‫‪15,77‬‬ ‫‪14,12‬‬ ‫‪14,40‬‬ ‫‪10,75‬‬ ‫‪10,55‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11,83‬‬ ‫‪10,50‬‬
‫التشغيل ((ب‪/‬أ) ‪)%( )011 .‬‬

‫المصدر‪ :‬بناء على معطيات كل من‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2000-2001-2003-2004-2005-2006-2007-2008-2009-2010, sur le site www.ons.dz (05/12/2011‬‬
‫‪17 :46).‬‬
‫‪ 2 -1‬السنوات ‪ 0113-0110-0111‬مأخوذة من‪ :‬صليحة بن طلحة‪ ،‬بوعالم معوشي‪ " ،‬الدعم المالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في‬
‫القضاء على البطالة" ‪ ،‬ملتقى دولي حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬إشراف مخبر العولمة‬
‫واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬يومي ‪ 08-00‬أفريل ‪ ،0116‬ص ‪.360‬‬
‫‪.0118- 0110- 0116- 0115‬‬ ‫‪ 2 -2‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪" ،‬نشرية المعلومات اإلحصائية"‪ ،‬للسنوات‬
‫‪2- 3‬‬
‫‪Ministère de l’Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et de la promotion de l’Investissement, "Bulletin d’information‬‬
‫‪statistique de la PME", 2010.‬‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الشغل‬
‫في الجزائر في تزايد مع بعض التذبذبات فخالل السنوات األولى من األلفية الثالثة ‪0112 - 0111‬‬
‫تراوحت ﻫذه النسب بين ‪ % 10,50‬و‪ % 11,83‬أما خالل النصف الثاني من العقد األول لنفس األلفية‬
‫فقد تراوحت النسبة بين ‪ % 14,12‬و‪ ،% 16,84‬تبقى ﻫذه النسب ضئيلة وبعيدة عن تحقيق أﻫداف‬
‫الرقي بالتشغيل‪ ،‬رغم كل الجهود المبذولة‪ ،‬والسبب في ذلك مجموع العوائق التي تواجهها ﻫذه‬
‫المؤسسات في الواقع‪ ،‬والذي يتميز بجمود المحيط االقتصادي العام الذي يفترض أنه في خدمة‬
‫االستثمار الخاص‪ ،‬إذ أن المشاكل المرتبطة بالتمويل‪ ،‬البيروقراطية‪ ،‬تحول دون تحقيق المسعى من ﻫذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫* المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫‪ .II‬حصيلة التشغيل في إطار برامج العمل المأجور‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ .1‬حصيلة التشغيل في إطار برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية (‪:)ESIL‬‬
‫لقد تم إنشاء مناصب شغل معتبرة ضمن ﻫذا البرنامج وﻫذا في إطار البرنامج العادي والبرنامجين‬
‫الخاصين بتطوير مناطق الهضاب العليا ومناطق الجنوب‪ ،‬فيما يتعلق بالبرنامج العادي فلقد بلغ عدد‬
‫مناصب الشغل ‪ 81 793‬منصب سنة ‪ 0116‬و‪ 65 190‬منصب سنة ‪ ،0110‬كما بلغ عدد مناصب‬
‫الشغل في إطار برنامج تنمية الهضاب العليا ‪ 34 523‬منصب سنة ‪ 0116‬و‪ 12 457‬منصب سنة‬
‫‪ ،0110‬أما فيما يخص برنامج تنمية مناطق الجنوب فلقد بلغ عدد مناصب الشغل ‪ 3 835‬منصب سنة‬
‫‪ 0116‬و‪ 3 952‬منصب سنة ‪.0110‬‬

‫‪ .2‬حصيلة التشغيل في إطار برنامج أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪:)TUPHIMO‬‬
‫استفاد ﻫذا البرنامج خالل المرحلة األولى منه من مبلغ ‪ 51‬مليون دوالر أمريكي قدم من طرف‬
‫البنك العالمي وذلك بهدف إنشاء ‪ 3 846‬ورشة عمل تم في إطارﻫا توفير ‪ 140 000‬وظيفة مؤقتة‪ ،‬أما‬
‫المرحلة الثانية والتي تزامنت وتطبيق برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪ 0112 – 0110‬فقد استفيد فيها‬
‫من مبلغ ‪ 10‬ماليير دينار جزائري ألجل إنشاء ‪ 22 000‬وظيفة مؤقتة‪.‬‬

‫كما بلغ عدد مناصب الشغل المنشأة من طرف ﻫذا البرنامج في إطار برنامجي التنمية الخاصة‬
‫بالهضاب العليا ‪ 2 934‬منصب شغل سنة ‪ 0116‬و‪ 2 913‬منصب شغل سنة ‪ ،0110‬أما فيما يتعلق‬
‫ببرنامج تنمية مناطق الجنوب فلقد تم إنشاء ‪ 2 116‬منصب شغل سنة ‪ 0116‬و‪ 1 672‬منصب شغل سنة‬
‫‪ ،0110‬وبلغ عدد مناصب الشغل المنشأة في إطار برنامج الجزائر البيضاء ‪ 19 660‬منصب شغل سنة‬
‫و‪ 17 309‬منصب شغل سنة ‪.0110‬‬ ‫‪0116‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MAEP/ Point Focal National, «Rapport sur l’état de mise en œuvre du programme d’action national en matière de‬‬
‫‪gouvernance», novembre 2008, p 276.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪MAEP/ Point Focal National, op.cit, p 277.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .3‬حصيلة التشغيل في إطار برنامج عقود ما قبل التشغيل (‪:)CPE‬‬
‫ولقد بلغ عدد مناصب الشغل المنشأة في إطار ﻫذا البرنامج ‪ 90 098‬منصب سنة ‪0116‬‬
‫و‪ 96 344‬منصب سنة ‪ ، 0110‬وفيما يتعلق ببرنامج تنمية الهضاب العليا فلقد بلغ عدد مناصب الشغل‬
‫المنشأة ‪ 14 287‬سنة ‪ 0116‬و‪ 27 413‬منصب سنة ‪ ،0110‬أما برنامج تنمية مناطق الجنوب فقد بلغ‬
‫عدد مناصب الشغل المنشأة في إطاره ‪ 2 962‬منصب سنة ‪ 0116‬و‪ 5 820‬سنة ‪.0110‬‬

‫‪ .4‬حصيلة التشغيل في إطار جهاز المساعدة على اإلدماج المهني (‪:)DAIP‬‬


‫تبين حصيلة تنفيذ جهاز المساعدة على اإلدماج المهني‪ ،‬منذ مباشرة ﻫذا الجهاز في ‪ 10‬جوان ‪0118‬‬
‫إلى غاية نهاية ‪ ،0101‬والمصرح بها من طرف وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ما يلي‪:‬‬

‫تشغيل ‪ 715 055‬شاب طالب شغل ألول مرة منهم ‪ % 68‬تم تشغيلهم في القطاع االقتصادي‪.‬‬

‫و تتوزع حسب نوع العقود كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عقود إدماج حاملي الشهادات (‪ 236794 :)CID‬شاب أي ما يعادل ‪% 33‬؛‬


‫‪ -‬عقود اإلدماج المهني (‪ 190 808 :)CIP‬شاب أي ما يعادل ‪% 06,0‬؛‬
‫‪ -‬عقود تكوين‪-‬إدماج (‪ 287 453 :)CFI‬شاب أي ما يعادل ‪.% 21,3‬‬
‫فيما يخص التشغيل الدائم عقب فترة اإلدماج المؤقت‪ ،‬تم تشغيل حوالي ‪ 22 000‬شاب في إطار‬
‫عقود العمل المدعمة وعقود العمل غير محددة المدة مقارنة بـ‪ 110 000 :‬مستفيد من جهاز المساعدة‬
‫على اإلدماج المهني في نهاية عقودﻫم سنة ‪ ،0110‬في القطاع االقتصادي‪ ،‬أي ما يعادل ‪.% 01‬‬

‫يسمح لنا العرض السابق إلى جانب األرقام المذكورة في مختلف الفقرات‪ ،‬من إبراز دور ﻫذه‬
‫البرامج وﻫذه األجهزة في ترقية التشغيل والتخفيف من عبء البطالة في الجزائر‪ .‬غير أن المقارنة بين‬
‫النتائج المحققة في إطار المبادرة المقاوالتية والنتائج المحققة في إطار برامج العمل المأجور تتطلب منا‬
‫الحصول على أرقام إحصائية لنفس الفترة لنرى نسبة مساﻫمة كل فئة في إجمالي التشغيل المحقق وﻫو‬
‫ما يسمح لنا بالحكم على نوع سياسات التشغيل في الجزائر‪ ،‬أﻫي سياسات نشطة خالقة للثروة والشغل‬
‫الدائم أم أنها سياسات خاملة خالقة للشغل المؤقت البعيد عن شروط العمل الالئق (*)‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ألجل ﻫذا سنعتمد على معطيات الجدول رقم (‪ )03.0‬الذي سبق وعرضناه في الفصل األول‪ ،‬والذي‬
‫على بنائه أعددنا الجدول رقم (‪ )08.0‬الموضح أدناه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MAEP/ Point Focal National, op.cit, p 275.‬‬
‫يعرف حسب منظمة العمل الدولية بـ‪ " :‬ﻫو العمل المنتج للنساء والرجال في ظروف من الحرية والعدالة واألمن والكرامة‪ ،‬والذي يوفر‬ ‫*‬

‫دخال مجزيا"‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)08.0‬مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول من سنة‬
‫‪.0101‬‬
‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫مناصب الشغل المنشأة في إطار العمل المأجور‬ ‫مناصب الشغل المنشأة في إطار المقاوالتية‬

‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬


‫المستحدثة في‬ ‫المستحدثة في‬ ‫المستحدثة في‬ ‫المستحدثة في‬ ‫مناصب الشغل‬
‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬
‫إطار تراتيب‬ ‫إطار تراتيب‬ ‫إطار استثمارات‬ ‫إطار القرض‬ ‫المستحدثة في‬
‫المستحدثة في‬ ‫المستحدثة لدى‬ ‫المستحدثة في‬ ‫المستحدثة من‬
‫المساعدة على‬ ‫‪(ESIL-‬‬ ‫ممولة من قبل‬ ‫المصغر‬ ‫إطار استثمارات‬
‫إطار عقود ما‬ ‫الوظيف‬ ‫إطار الصناعة‬ ‫قبل المؤسسات‬
‫اإلدماج المهني‬ ‫‪TUP‬‬ ‫البنوك (خارج‬ ‫(‪ANSEJ-‬‬ ‫منجزة في قطاع‬
‫قبل التشغيل‬ ‫العمومي‬ ‫التقليدية‬ ‫العمومية‬
‫‪(CID-CIP-‬‬ ‫‪HIMO-‬‬ ‫‪ANSEJ‬‬ ‫‪CNAC-‬‬ ‫الفالحة‬
‫)‪CFI‬‬ ‫)‪IAIG‬‬ ‫وخارج الفالحة)‬ ‫‪)ANJEM‬‬

‫مجموع مناصب الشغل‬


‫من ‪0000/10/10‬‬
‫‪335 952‬‬ ‫‪533 258‬‬ ‫‪927 372‬‬ ‫‪3 370 313‬‬ ‫‪22 830‬‬ ‫‪283 061‬‬ ‫‪619 885‬‬ ‫‪1 126 944‬‬ ‫‪1 160 651‬‬
‫إلى السداسي األول من‬
‫سنة ‪0101‬‬

‫المجاميع‬
‫‪5 166 895‬‬ ‫‪3 213 371‬‬
‫الفرعية‬

‫المجاميع‬
‫‪8 380 266‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪04‬‬ ‫‪06,36‬‬ ‫‪11,07‬‬ ‫‪40,22‬‬ ‫‪00,27‬‬ ‫‪03,38‬‬ ‫‪07,40‬‬ ‫‪13,45‬‬ ‫‪13,85‬‬


‫النسبة من إجمالي‬
‫مناصب الشغل (‪)%‬‬
‫‪61,65‬‬ ‫‪38,35‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على‪:‬‬


‫‪Les services de premier ministre, "Annexe à la déclaration de politique général", 2010, et "Bilan‬‬
‫‪des réalisation économique et sociales de la période 1999-2008", sur le site www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39).‬‬

‫انطالقا من أرقام الجدول أعاله‪ ،‬يمكن القول أن سياسات التشغيل المعتمدة في الجزائر ﻫي من‬
‫النوع الخامل‪ ،‬أي ذلك الذي يهدف إلى الحد من البطالة‪ ،‬فمن إجمالي مناصب الشغل المنشأة في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪ – 0000/10/10‬السداسي األول من سنة ‪ 0101‬والبالغ ‪ 8 380 266‬منصب شغل‬
‫‪ 5 166 895‬منصب شغل في إطار العمل المأجور وﻫو ما يمثل نسبة ‪ % 61,65‬من‬ ‫تم إنشاء‬
‫إجمالي مناصب الشغل المنشأة في حين لم تتجاوز نسبة إنشاء مناصب الشغل في إطار المقاوالتية نسبة‬
‫‪ .% 38,35‬نسبة مساﻫمة الصناعة التقليدية جد ضعيفة تكاد ال تذكر ‪ ،% 00,27‬أما االستثمار الفالحي‬
‫فقد ساﻫم بنسبة ‪ ،% 13,85‬ويعرف ﻫذا النوع من االستثمار في بالدنا مجموعة من الصعوبات‬
‫والعراقيل يتمثل أﻫمها في النزوح الريفي وكذا عزوف الشباب عن خدمة األرض وتفضيلهم العمل في‬
‫ميادين أخرى كالصناعة والتجارة ضف إلى ذلك ارتباط الفالحة في الجزائر بالمغياثية‪ .‬االستثمار العام‬
‫والممثل عبر المؤسسات العمومية (االقتصادية‪ ،‬الصناعية‪ ،‬التجارية‪ )... ،‬ساﻫم بـ‪ % 13,45 :‬من‬
‫إجمالي مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة المعنية‪ " ،‬وتتميز مؤسسات القطاع العام في‬
‫الجزائر بميزة خاصة على صعيد تنظيم العمل‪ ،‬تضعف فيه أﻫمية نظام الحوافز كمحرك لزيادة فعالية‬
‫العمل (اإلنتاجية) ‪ ...‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن التوجه نحو تحويل مؤسسات القطاع العام إلى آلية‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫المتصاص البطالة‪ ،‬قد أدى إلى تراكم عنصر العمل بشكل غير مبرر اقتصاديا‪ .‬ولم يؤد ﻫذا األمر إلى‬
‫تزايد ما يسمى "بالبطالة المقنعة" في القطاع العام فحسب بل تحولت اليد العاملة الفائضة عن الحاجة‬
‫الحقيقية للمؤسسات إلى عبء عليها‪ ،‬وﻫو ما يؤدي إلى تآكل اإلنتاجية التي تعتبر المصدر الرئيسي‬
‫للتوسع ‪ ...‬من جهة أخرى‪ ،‬تقوم فلسفة القطاع العام على وجود مؤسسات ضخمة من حيث ﻫيكلها في‬
‫كل فرع من فروع قطاعات النشاط االقتصادي‪ .‬وﻫو ما يؤدي إلى ضعف مرونتها على مستوى‬
‫التنظيم‪ ،‬وﻫو الضعف الذي تضمحل معه قدراتها الديناميكية في مجال التشغيل‪.)1(".‬‬

‫فيما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص والممولة من طرف البنوك سواء تلك الممولة خارج الفالحة‬
‫وخارج إطار المؤسسة المصغرة أو في إ طار ﻫذه األخيرة‪ ،‬فلقد بلغت نسبة مساﻫمتها في إجمالي‬
‫مناصب الشغل المنشأة نسبة ‪ % 07,40 ،% 10,78‬منها في إطار المؤسسة المصغرة‬
‫(‪ )ANSEJ-CNAC-ANJEM‬وﻫي نسبة ضعيفة مقارنة باإلجراءات والتدابير المتخذة في ﻫذا المجال‬
‫وتُرجِع العديد من الدراسات والبحوث التي أعدت في ﻫذا الشأن السبب إلى‪:‬‬

‫‪ )1‬مشكل التمويل‪ ،‬والذي يعد كأحد أﻫم المعوقات التي تقف أمام تنمية المؤسسات المصغرة إذ‬
‫(‪)2‬‬
‫نجد‪:‬‬
‫وجود بيروقراطية عند طلب القروض من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ضعف القروض الموجهة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمقارنة بالقروض اإلجمالية‬
‫المخصصة من البنوك؛‬
‫ج‪ .‬رفض البنوك في كثير من األحيان تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتبريراتها‪ ،‬ﻫي‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف الخبرة لتلك المؤسسات؛‬
‫‪ ‬عدم وجود ضمانات كافية لتغطية القروض الممنوحة؛‬
‫‪ ‬انخفاض العائد الذي تحققه ﻫذه المؤسسات‪ ،‬وارتفاع درجة المخاطرة في إقراضها‪.‬‬
‫د‪ .‬عدم وجود بنوك مختصة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫ه‪ .‬غياب إستراتيجية واضحة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فهي تتأثر بكل سياسة صارمة‬
‫تعمل على الرفع من الضرائب وتعددﻫا‪ ،‬أو بكل سياسة نقدية انكماشية ﻫدفها الحد من اإلقراض؛‬
‫و‪ .‬انخفاض رأس المال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وبالتالي قلة االعتماد على المدخرات‬
‫الشخصية في مجال التمويل‪ ،‬وصعوبة الدخول إلى األسواق المالية إذا وجدت؛‬

‫‪.15 - 12‬‬ ‫‪ 1‬الطاﻫر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‬


‫صليحة بن طلحة‪ ،‬بوعالم معوشي‪ " ،‬الدعم المالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في القضاء على البطالة"‪ ،‬ملتقى دولي حول‬ ‫‪2‬‬

‫متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن‬
‫‪.356 – 355‬‬ ‫صص‬ ‫‪،0116‬‬ ‫بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬يومي ‪ 08-00‬أفريل‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫ز‪ .‬ارتفاع معدالت الفائدة على القروض والعموالت التي تتقاضاﻫا البنوك عند لجوء المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة إليها‪ ،‬مع قصر فترة السداد‪ ،‬لذلك تشكل القروض عبئا كبيرا على ﻫذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ )2‬إضافة إلى مشكل التمويل‪ ،‬تعاني المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من مشاكل عدة‬
‫(‪)1‬‬
‫وﻫذا من مرحلة نشأتها إلى غاية بروزﻫا وممارسة نشاطها ومن ﻫذه المشاكل‪:‬‬
‫أ‪ .‬صعوبات الحصول على الملكية العقارية خاصة في المناطق الصناعية؛‬
‫ب‪ .‬الضغط الجبائي واألعباء االجتماعية؛‬
‫ج‪ .‬عدم انسجام التعريفة الجمركية مع الواقع حيث أنها أضرت باإلنتاج لصالح التجارة؛‬
‫د‪ .‬تعقيد وغموض النصوص ذات الطابع التشريعي والتنظيمي؛‬
‫بالعودة إلى النتائج المسجلة بخصوص الشغل في إطار العمل المأجور نجد أن‪ % 11,07 ،‬من‬
‫إجمالي مناصب الشغل المنشأة في ﻫذا اإلطار محققة من قبل الوظيفة العمومية‪ ،‬والتي ال يزال ينظر‬
‫إليها على "رغم كون مرتباتها األدنى‪ ،‬جذابة ومثيرة لالﻫتمام العام‪ ،‬وينظر إليها على أنها تمنح المنافع‬
‫والعالوات‪ ،‬وتعتبر بأنها أكثر أمانا من غيرﻫا من الوظائف‪ ،‬وينظر إلى ﻫذه الوظائف على أنها أكثر‬
‫مدعاة لالحترام‪ ،‬وﻫي توفر الرواتب التقاعدية‪ . ... ،‬إن جاذبية ﻫذه الوظائف خاصة ألصحاب‬
‫الكفاءات العلمية‪ ،‬من شأنه أن يفاقم كلفة فرصة توجيه رأس المال البشري بعيدا عن الوظائف التي تحفز‬
‫النمو االقتصادي"‪ ،‬وعلى المدى الطويل سوف تؤدي الكلفة المرتبطة بكثافة التركيز على وظائف القطاع‬
‫العام إلى التسبب بانخفاض اإلنتاجية األمر الذي يؤثر سلبا على الجهود التي تبذل للتحسين من وضع‬
‫الشغل‪.‬‬

‫‪ % 50,58‬من إجمالي مناصب الشغل المنشأة حققت من طرف برامج دعم العمل المأجور‬
‫الموضوعة من طرف الدولة والمتمثلة في ‪ ،DAIP ،CPE ،IAIG ،TUPHIMO ،ESIL‬وﻫي نسبة جد‬
‫عالية ودالة على ﻫشاشة مناصب الشغل المنشأة وعدم توفرﻫا على شروط العمل الالئق‪ ،‬فالوظائف‬
‫المنشأة من طرف ﻫذه البرامج مؤقتة‪ ،‬متدنية األجر‪ ،‬وﻫي بمثابة خطط مساعدة اجتماعية ال تعالج‬
‫القضايا البنيوية للبطالة والشغل‪.‬‬

‫السعيد بريبش‪ ،‬عبد اللطيف بلغرسة‪" ،‬إشكالية تمويل البنوك للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر بين معوقات المعمول ومتطلبات‬ ‫‪1‬‬

‫المأمول" ‪ ،‬ملتقى دولي حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬يومي ‪ 08-00‬أفريل ‪ ،0116‬ص ‪.303‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل العرض الذي تضمنه ﻫذا الفصل يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬على رغم أﻫمية السياسات التشغيلية المتخذة إال أنها تظل من النوع االجتماعي (سياسات تشغيل‬
‫خاملة)؛‬
‫‪ .2‬بقاء مساﻫمة قطاع المؤسسة المصغرة في التشغيل دون المستوى المأمول‪ ،‬وﻫذا راجع إلى تعدد‬
‫العراقيل التي يواجهها الشباب البطال الراغب في إنشاء مؤسسته المصغرة‪ ،‬كارتفاع أعباء القروض‬
‫واإليجار والعقار ‪ ...‬الخ؛‬
‫في ﻫذا الصدد سعت السلطات العمومية إلى الضغط على ﻫذه األعباء من خالل اإلجراءات التي‬
‫تناولها قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ، 0100‬والتي عكست التدابير التي أقرﻫا مجلس الوزراء في فيفري‬
‫‪ ، 0100‬وعلى الرغم من أﻫمية ﻫذه التدابير فإنها تظل تدابير ذات طابع اجتماعي في ظل غياب رؤية‬
‫حكومية للتوجهات المفضلة لالستثمار‪ ،‬إضافة إلى طبيعة السوق الوطنية المنفتحة على التجارة‬
‫الخارجية مما يعيق عملية التسويق أمام المستثمر الصغير وكذا الغياب التام لثقافة المقاولة‪.‬‬

‫‪ .3‬تقدر حصة التشغيل في الوظيف العمومي ‪ % 11,05‬من إجمالي مناصب الشغل المستحدثة خالل‬
‫الفترة ‪ – 0000‬السداسي األول لسنة ‪ ،0101‬وﻫو رقم يدل على عدم إنتاجية سوق العمل؛‬
‫‪ .4‬تميز سياسات التشغيل بكونها سياسات ظرفية وإن نجحت في التخفيف من حدة البطالة فقد زادت‬
‫من الهشاشة في سوق العمل وساﻫمت في توسيع نطاق العمل غير الالئق؛‬
‫كما سبق وعرفنا سياسات التشغيل‪ ،‬فهي ليست سياسات لسوق العمل وإن كنا في ﻫذا الفصل قد‬
‫اقتصرنا على ﻫذا النوع من السياسات‪ ،‬فإننا من خالل الفصل الموالي سنقوم بعرض سياسات التشغيل‬
‫على مستوى السياسة االقتصادية الكلية في إطار سياسة اإلنعاش المترجمة من خالل مخططات اإلنفاق‬
‫العام للدولة في الجزائر خالل الفترة ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد انطلقنا في تحديدنا لمفهوم سياسات التشغيل من فكرة أن سياسات التشغيل ال تقتصر على‬
‫اإلجراءات المتخذة والمنفذة على مستوى سوق العمل فحسب‪ ،‬وإنما تتعداﻫا لتشمل اإلجراءات والتدابير‬
‫التي تتخذ على مستوى السوق االقتصادي ككل بما في ذلك سوق العمل‪.‬‬

‫بعد أن تطرقنا في الفصل السابق إلى سياسات التشغيل ضمن برامج ترقية التشغيل ومواجهة البطالة‪،‬‬
‫سنأتي في ﻫذا الفصل على عرض سياسات التشغيل المطبقة ضمن إطار برامج اإلنفاق العام‪ ،‬باعتبار أن‬
‫فترة الدراسة الممتدة بين سنتي ‪ 0111‬و‪ 0101‬قد شهدت تنفيذ برنامجين ﻫامين من حيث اإلعتمادات‬
‫المالية المخصصة‪ ،‬أال وﻫما برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪ 0112 – 0110‬والبرنامج التكميلي لدعم‬
‫النمو ‪ 0110 – 0115‬وذلك من خالل المباحث الثالث التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬عالقة اإلنفاق العام بالتشغيل‪ :‬اإلطار النظري؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإلطار العام لمخططات اإلنفاق العام في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪0101 -0111‬؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ 0110 – 0110‬وإطاره العام للفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عالقة اإلنفاق العام بالتشغيل‪ :‬اإلطار النظري‪.‬‬

‫ارتأينا أن نتطرق من خالل ﻫذا المبحث لعالقة اإلنفاق العام بالتشغيل‪ ،‬وذلك ضمن إطار نظري قبل‬
‫الخوض في عرض واقع ﻫذه العالقة في الجزائر خالل الفترة ‪ ،0101 - 0111‬باعتبار أن ﻫذه الفترة قد‬
‫شهدت توسعا كبيرا في اإلنفاق العام‪ ،‬والذي سعت من خالله إلى تحقيق مجموعة من األﻫداف إحداﻫا‬
‫ﻫو الرفع من التشغيل والتقليل من البطالة‪.‬‬

‫إن األساس النظري الذي يربط اإلنفاق العام بالتشغيل‪ ،‬ﻫو أن التغير في اإلنفاق العام يؤدي إلى‬
‫التغير في الطلب الكلي الذي يؤدي بدوره إلى التغير في اإلنتاج‪ ،‬وﻫذا األخير يؤثر على التشغيل‪ ،‬وﻫذا‬
‫األساس مبني على النظرية الكينزية التي تعتمد على سياسة اإلنفاق العام في حفز الطلب الكلي (الطلب‬
‫الفعّال) وزيادة التشغيل‪ .‬من خالل ما يلي سنقوم بدراسة انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على مستوى‬
‫التشغيل وذلك بتحليل العالقة بينهما‪ ،‬معتمدين في ذلك على نموذج )‪ (IS-LM‬ثم على نموذج الطلب‬
‫والعرض الكليين )‪.(AS-AD‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نموذج )‪ )*((IS-LM‬وسوق العمل‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫مع وجود سوق العمل‪ ،‬فإن حالة توازن التشغيل الكامل تتطلب تحقيق التوازن في كل من سوق النقود‬
‫وسوق السلع والخدمات وسوق العمل في نفس الوقت‪ .‬فلو أن بيع الناتج كان شرطا الزما لإلنتاج‪ ،‬فمن‬
‫الممكن أن يحدث التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود عند مستوى دخل أقل من ذلك‬
‫المستوى الذي يحقق التوازن في سوق العمل‪ .‬ومعنى ذلك‪ ،‬أن البطالة اإلجبارية من الممكن أن تحدث‬
‫لو أن األجر الحقيقي كان أعلى من األجر ال حقيقي الذي يحقق التوازن‪ ،‬أو لو كان األجر الحقيقي السائد‬
‫(‪)0‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻫو أجر التشغيل الكامل ولكن كان ﻫناك قصور في اإلنفاق‪.‬‬

‫إن نموذج (‪ )IS-LM‬يمكننا من إيجاد قيم سعر الفائدة ومستوى الدخل اللذان يحققان التوازن في كل‬
‫من سوق النقود وسوق السلع والخدمات‪ ،‬فإذا كان الدخل الحقيقي الذي يحقق التوازن في السوقين أقل أو‬
‫(**)‬
‫التوسعية أو‬ ‫‪3‬‬
‫أكبر من دخل التشغيل الكامل فيمكن معالجة ﻫذا االختالل بتطبيق نوعين من السياسات‬
‫االنكماشية‪.‬‬

‫من طرف االقتصادي الكينزي جون ﻫيكس الذي حاز على جائزة نوبل لالقتصاد في سنة ‪.0000‬‬ ‫‪0030‬‬ ‫* عرض ﻫذا النموذج ألول مرة في سنة‬
‫‪ 1‬سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ‪.565‬‬
‫** نقصد بهما السياسة المالية والسياسة النقدية‪ ،‬ونحن من خالل ﻫذا البحث سنركز على السياسة المالية وبالتحديد سياسة التوسع في اإلنفاق العام‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اشتقاق منحنى ‪ IS‬ومنحنى ‪.LM‬‬

‫يتحقق التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود بتقاطع منحنيي ‪ IS‬و‪ ، LM‬بحيث نحصل على‬
‫‪ ) ,‬اللذان يحققان التوازن في السوقين‪ ،‬أما التوازن في سوق العمل‬ ‫األزواج (الدخل‪ ،‬سعر الفائدة) (‬
‫فيتحقق بتقاطع منحنى عرض العمل ومنحنى الطلب على العمل وﻫو ما سبق وأن تطرقنا إليه في‬
‫المبحث األول من الفصل األول لهذا البحث‪.‬‬

‫سنتطرق من خالل ﻫذا الفرع إلى نموذج )‪ (IS-LM‬وعالقته بسوق العمل‪ ،‬وﻫذا بعد اشتقاق منحنى‬
‫‪ IS‬ومنحنى ‪.LM‬‬

‫‪ .I‬اشتقاق منحنى ‪:IS‬‬


‫يعطي منحنى ‪ IS‬كل التوليفات من الدخل وسعر الفائدة التي تحقق التوازن في سوق السلع والخدمات‬
‫أي تساوي اإلنفاق مع الدخل‪ .‬ونعبر عن ﻫذه السوق بأربع معادالت‪ ،‬ثالثة منها معادالت سلوكية خاصة‬
‫بثالث قطاعات‪ )*(:‬ﻫي قطاع اإلنفاق االستهالكي (المعادلة رقم (‪ ))0.3‬وقطاع اإلنفاق االستثماري‬ ‫‪1‬‬

‫(المعادلة رقم (‪ ))0.3‬وقطاع اإلنفاق الحكومي (المعادلة رقم (‪ ))3.3‬وواحدة معادلة توازن (المعادلة رقم‬
‫(‪ ))2.3‬وﻫي‪:‬‬

‫‪ .1‬دالة االستهالك‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :C‬مستوى االستهالك؛‬
‫(**)‬
‫‪2‬‬
‫‪ :‬االستهالك المستقل عن الدخل؛‬
‫‪ :c‬الميل الحدي لالستهالك؛‬
‫‪ :‬الدخل المتاح؛‬

‫‪ .2‬دالة االستثمار‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬االستثمار المستقل عن الدخل؛‬


‫‪ :b‬مرونة طلب االستثمار أو حساسية االستثمار لتغيرات سعر الفائدة؛‬

‫* ﻫناك قطاع رابع وﻫو قطاع العالم الخارجي‪.‬‬


‫** يسميه كينز بحد الكفاف وﻫو ذلك المستوى من اإلنفاق االستهالكي الواجب توفره عندما ينعدم الدخل‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ :i‬سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪ .3‬دالة اإلنفاق الحكومي‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬اإلنفاق المستقل عن الدخل‪.‬‬

‫‪ .4‬معادلة التوازن‪:‬‬

‫يمكن استنتاج معادلة (‪ )IS‬عن طريق معادلة التوازن كما يلي‪:‬‬

‫الدخل المتاح ﻫو الدخل الكلي منقوص منه الضرائب والرسوم مضاف إليه التحويالت وبالتالي‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :Y‬الدخل الكلي أو اإلنتاج الكلي؛‬


‫‪ :‬الضرائب والرسوم؛‬
‫مع‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬الضريبة المستقلة عن الدخل أو الضريبة الجزافية؛‬


‫‪ :t‬الميل الحدي لفرض الضريبة أو معدل الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫‪ :‬التحويالت‪.‬‬
‫مع‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬التحويالت المستقلة عن الدخل‪.‬‬

‫في المعادلة رقم (‪ )5.3‬نجد‪:‬‬ ‫إذن بتعويض قيمة‬

‫في المعادلة رقم (‪ )6.3‬نجد‪:‬‬ ‫و‬ ‫وبتعويض قيمة‬

‫(* )‬
‫وﻫي عبارة عن خط مستقيم يعكس األزواج من الدخل وسعر‬ ‫‪1‬‬
‫المعادلة رقم (‪ )0.3‬ﻫي معادلة ‪،IS‬‬
‫الفائدة (‪ )i, Y‬التي تحقق التوازن في سوق السلع والخدمات‪.‬‬

‫وإشارته سالبة داللة على أن ﻫذا المنحنى متناقص وبالتالي‬ ‫ميل ﻫذا المنحنى ﻫو‪:‬‬
‫فإن العالقة عكسية بين الدخل وسعر الفائدة‪.‬‬

‫يمكن تمثيل معادلة ‪ IS‬على شكل منحنى بياني ذو ميل سالب (الشكل رقم (‪ ،))0.3‬مع افتراض أن‬
‫العالقة بين سعر الفائدة (‪ )i‬والدخل (‪ )Y‬ﻫي عالقة خطية كما يلي‪:‬‬

‫االستثمار يساوي االدخار‪.‬‬ ‫‪،Investment=Saving :IS‬‬ ‫* تعني كلمة‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬منحنى (‪.)IS‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 373.‬‬

‫نالحظ من خالل التمثيل البياني لمنحنى ‪ IS‬أن العالقة بين الدخل وسعر الفائدة عالقة عكسية في‬
‫سوق السلع والخدمات‪ ،‬وﻫذا ما يوضحه الميل السالب للمنحنى‪ ،‬أما التفسير االقتصادي للعالقة العكسية‬
‫يؤدي إلى انخفاض االستثمار (العالقة عكسية بين‬ ‫إلى‬ ‫فيمكن توضيحها بأن ارتفاع سعر الفائدة من‬
‫سعر الفائدة واالستثمار) ‪ ،‬وبما أن االستثمار مكون من مكونات الطلب الكلي فإن الطلب الكلي ينخفض‬
‫‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫مما يؤدي إلى انخفاض اإلنتاج وبالتالي انخفاض الدخل من‬
‫‪ .II‬اشتقاق منحنى ‪:LM‬‬
‫يعطي منحنى ‪ LM‬كل التوليفات من الدخل وسعر الفائدة التي تحقق التوازن في سوق النقود أي‬
‫تساوي عرض النقود مع الطلب عليها‪ .‬ونعبر عن ﻫذه السوق بثالث معادالت‪ ،‬معادلتي سلوك (معادلة‬
‫الطلب على النقود ومعادلة عرض النقود) وواحدة معادلة توازن وﻫي‪:‬‬

‫‪ .1‬الطلب على النقود‪:‬‬


‫) كما تطلب ألجل المضاربة‬ ‫تطلب النقود حسب كينز ألجل المعامالت واالحتياط (‬
‫)‪ ،‬وبالتالي يعبر عن الطلب على النقود بالمعادلة التالية‪:‬‬ ‫(‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :L‬الطلب على النقود؛‬


‫‪ :‬الطلب على النقود ألجل المعامالت واالحتياط؛‬
‫‪ :‬الطلب على النقود ألجل المضاربة؛‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ :K‬مرونة الطلب على النقود من أجل المعامالت واالحتياط؛‬


‫‪ :h‬مرونة الطلب على النقود من أجل المضاربة؛‬

‫‪ .2‬عرض النقود‪:‬‬
‫فيما يخص عرض النقود يعتبر كينز أن عرض النقود متغيرة مستقلة عن الدخل أي أن البنك‬
‫المركزي ﻫو الذي يتحكم فيها‪ ،‬يمكن التعبير عن عرض النقود بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :M‬مخزون النقود االسمي؛‬


‫‪ :‬مخزون النقود االسمي المستقل عن الدخل؛‬
‫‪ :‬المستوى العام لألسعار وﻫي ثابتة (احد الفرضيات التي يبنى عليها النموذج الكينزي –سبق وأشرنا‬
‫لها في الفصل األول‪)-‬؛‬
‫‪ : ،‬مخزون النقود الحقيقي‪.‬‬

‫‪ .3‬معادلة التوازن‪:‬‬
‫يتحقق التوازن في السوق النقدي عند تساوي عرض النقود مع الطلب على النقود وذلك كما يلي‪:‬‬

‫وﻫي عبارة عن خط مستقيم يعكس األزواج من الدخل وسعر‬ ‫‪1‬‬


‫المعادلة رقم (‪ )8.3‬ﻫي معادلة ‪،LM‬‬
‫(* )‬

‫الفائدة (‪ )i, Y‬التي تحقق التوازن في سوق النقود‪.‬‬

‫وإشارته موجبة داللة على أن ﻫذا المنحنى متزايد وبالتالي فان‬ ‫ميل ﻫذا المنحنى ﻫو‪:‬‬
‫العالقة طردية بين الدخل وسعر الفائدة‪.‬‬

‫* تعني كلمة ‪ ،Liquidity=Money :LM‬السيولة تساوي النقود‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫يمكن تمثيل معادلة ‪ LM‬على شكل منحنى بياني ذو ميل موجب (الشكل رقم (‪ ،))0.3‬مع إفتراض أن‬
‫العالقة بين سعر الفائدة (‪ )i‬والدخل (‪ )Y‬ﻫي عالقة خطية كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬منحنى ‪.LM‬‬

‫‪LM‬‬

‫‪Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 381.‬‬

‫‪ .III‬التوازن في سوق السلع والخدمات والسوق النقدي‪:‬‬


‫بحل معادلتي ‪ IS‬و‪( LM‬المعادلة رقم (‪ )0.3‬والمعادلة رقم (‪ ))8.3‬نحصل على الدخل وسعر الفائدة‬
‫‪ ) ,‬اللذان يحققان التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود‪ ،‬وﻫما‪:‬‬ ‫(‬

‫ويمكن توضيح التوازن في السوقين السلعي والنقدي بيانيا في التمثيل البياني التالي (الشكل رقم‬
‫(‪:))3.3‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3.3‬التوازن في سوق السلع والخدمات والسوق النقدي‪.‬‬

‫‪LM‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 384.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود مع اختالل سوق العمل‪.‬‬

‫غالبا ما توجد بطالة إجبارية ناتجة عن قصور في اإلنفاق‪ ،‬لهذا فإننا من خالل ﻫذا الفرع سنتطرق‬
‫إلى حالة اختالل سوق العمل في ظل توازن سوق السلع والخدمات وسوق النقود ودور السياسة المالية‬
‫عن طريق التوسع في اإلنفاق العام في إعادة التوازن لسوق العمل بحفزﻫا للطلب الكلي‪.‬‬

‫يوضح الشكل رقم (‪ )2.3‬حالة توازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود ولكن حالة عدم‬
‫توازن في سوق العمل‪ ،‬أي أن الشكل رقم (‪ )2.3‬يوضح "وجود قصور في اإلنفاق‪ ،‬الذي يصحب‬
‫بالبطالة اإلجبارية"(‪.)1‬‬

‫سامي خليل‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.566‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2.3‬توازن سوق السلع والخدمات والسوق النقدي مع اختالل سوق العمل‪.‬‬

‫(‪ 2.3‬ج)‬ ‫(‪ 2.3‬ب)‬

‫‪°25‬‬

‫(‪ 2.3‬د)‬ ‫(‪ 2.3‬أ)‬


‫‪LM‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على كل من‪:‬‬


‫ـ سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ‪560‬؛‬
‫ـ صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‬
‫‪.005‬‬

‫يوضح الجزء (‪ 2.3‬أ) حالة التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود‪ ،‬وذلك عند‬
‫وسعر الفائدة ‪ .‬بتحويل مستوى‬ ‫و‪ LM‬عند مستوى الدخل (اإلنتاج الكلي)‬ ‫تقاطع كل من منحنيي‬
‫الناتج الموضح في الجزء (‪ 2.3‬أ) إلى الجزء (‪ 2.3‬ج) مرورا بخط ‪ °25‬الموضح في الجزء (‪ 2.3‬ب)‬
‫‪ ،‬وﻫو المستوى الذي يكون عنده سوق‬ ‫يوافقه مستوى التشغيل‬ ‫فإننا سنالحظ أن مستوى الدخل‬
‫العمل في وضع عدم التوازن‪ ،‬إذ وكما يتضح من خالل الجزء (‪ 2.3‬د) يكون سوق العمل في وضع‬
‫‪ .‬ومعنى ذلك أن ﻫذا المجتمع يعاني من بطالة إجبارية قدرﻫا‬ ‫توازن عند مستوى التشغيل‬
‫)‪ .‬وﻫذه البطالة اإلجبارية ناتجة عن قصور في اإلنفاق‪ ،‬إذ أن التوازن في سوق السلع‬ ‫(‬
‫‪ ،‬أقل من مستوى الدخل الذي يتحقق عنده توازن‬ ‫والخدمات وسوق النقود تحقق عند مستوى دخل‬
‫سوق العمل‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫يمكن معالجة ﻫذا االختالل – البطالة اإلجبارية‪ -‬والتي ترجع إلى قصور في اإلنفاق من خالل تطبيق‬
‫(*)‬
‫منها السياسة المالية التوسعية‪ ،‬سواء بزيادة اإلنفاق العمومي و‪/‬أو تخفيض الضرائب‬ ‫‪1‬‬
‫عدة سياسات‬
‫و‪/‬أو الرفع من اإلعانات (التحويالت) ‪ ،‬غير أننا سنتطرق إلى دور اإلنفاق العام في إعادة التوازن لهذا‬
‫السوق‪.‬‬

‫يوضح الشكل رقم (‪ )2.3‬كيف أن زيادة اإلنفاق العام تؤدي إلى معالجة االختالل على مستوى سوق‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬والذي يوافق مستوى التشغيل التوازني‬ ‫العمل‪ ،‬وذلك بتحقيقها لمستوى دخل‬

‫حيث أن زيادة اإلنفاق العام تؤدي إلى زيادة الطلب الكلي‪ ،‬وﻫذا ما يؤدي إلى انتقال منحنى ‪ IS‬إلى‬
‫‪ ،‬ارتفاع‬ ‫الى‬ ‫وسعر الفائدة من‬ ‫إلى‬ ‫متسببا في ارتفاع الدخل من‬ ‫الى‬ ‫األعلى من‬
‫)‪ ،‬فينتقل‬ ‫إلى‬ ‫الدخل يؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة (انتقال منحنى الطلب على العمل من‬
‫‪ ،‬وﻫذا ما يحقق التوازن في سوق العمل‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫مستوى التشغيل من‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج )‪ (AS-AD‬وسوق العمل‪.‬‬

‫افتراض كينز ثبات المستوى العام لألسعار‪ ،‬يجعل من نموذج (‪ )IS-LM‬ال يتوافق مع واقع الحالة‬
‫العادية‪ ،‬وبالتالي فهو ال يقدم صورة حقيقية عن مدى تأثير اإلنفاق العام على سوق العمل‪.‬‬

‫في ﻫذا المطلب سنقوم بعرض نموذج )‪ (AS-AD‬وعالقته بسوق العمل وانعكاس التوسع في اإلنفاق‬
‫العام على التشغيل في ظل ﻫذا النموذج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬منحنيي الطلب والعرض الكليين‪.‬‬

‫إن نموذج الطلب الكلي والعرض الكلي إنما ﻫو النموذج الكلي األساسي لدراسة تحديد مستوى الناتج‬
‫(‪) 0‬‬
‫‪2‬‬
‫والمستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪ .I‬منحنى الطلب الكلي‪:‬‬


‫يبين منحنى الطلب الكلي (‪ )AD‬التوليفات المختلفة لمستوى األسعار والناتج (‪ ،)Y, P‬والتي يكون من‬
‫خاللها سوق السلع والخدمات وسوق النقود في توازن آني‪.‬‬

‫إن العوامل المحددة للطلب الكلي‪ ،‬ما ﻫي إال العوامل المحددة ألوضاع منحنيات ‪ .IS-LM‬وبالتالي‪ ،‬ما‬
‫ﻫي إال تجميعات م ن الدخل وأسعار الفائدة التي تحقق التوازن في سوق النقود والتي تجعل الناتج يساوي‬
‫الطلب الكلي‪ .‬وحتى يمكن استنتاج منحنى الطلب الكلي‪ ،‬يتعين علينا أن نتوصل إلى مستوى الناتج‬

‫توجد سياسات أخرى‪ ،‬يمكنها أن تعيد التوازن إلى سوق العمل منها السياسة النقدية التوسعية‪.‬‬ ‫*‬

‫‪ 1‬سامي خليل‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.604‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫المطلوب عند كل مستوى من األسعار‪ .‬وحتى يتحقق ذلك‪ ،‬فإننا نحتاج إلى دراسة كيف أن منحنى ‪IS‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومنحنى ‪ LM‬وبالتالي مستوى سعر الفائدة ومستوى الناتج ‪ ...‬تتأثر بتغيرات األسعار‪.‬‬

‫معادلة ‪ :IS‬المتغيرات التي تم على أساسها استنتاج منحنى ‪ ،IS‬ال يتأثر أي منها بتغيرات األسعار‪ "،‬فإن‬
‫تغيرات المستوى العام لألسعار لن تؤدي إلى انتقال منحنى ‪.)2("IS‬‬

‫معادلة ‪ :LM‬وضع التوازن في سوق النقود يشترط تحقيق المعادلة رقم (‪ )8.3‬أي‪:‬‬

‫لكننا نفترض في نموذج )‪ (AS-AD‬أن األسعار مرنة وبالتالي غير ما ﻫو عليه الحال في نموذج‬
‫(‪ ،)IS-LM‬الذي يفترض أن األسعار ثابتة وبالتالي فأي تغيرات في المستوى العام لألسعار سوف تؤثر‬
‫على األرصدة الحقيقية للنقود‪ ،‬وبالتالي تؤدي إلى انتقال منحنى ‪ ،LM‬وتكتب معادلة ‪ LM‬في ظل مرونة‬
‫األسعار على الشكل التالي‪:‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬الرصيد الحقيقي للنقود؛‬


‫‪ :P‬المستوى العام لألسعار (أسعار مرنة)‪.‬‬

‫يمكننا اشتقاق منحنى الطلب الكلي باستخدام نموذج ‪.IS-LM‬‬

‫عند نقطة‬ ‫الجزء (أ) من الشكل رقم (‪ )5.3‬أدناه يوضح تقاطع منحنى ‪ IS‬مع منحنى‬
‫‪ ،) ،‬وبإسقاط نقطة التوازن ﻫذه على‬ ‫التوازن ‪ a‬أي عند مستوى سعر الفائدة و الدخل التوازنيين (‬
‫‪.‬‬ ‫الجزء (ب) نجد أن مستوى السعر المناسب لهذا التوازن ﻫو مستوى السعر‬

‫‪ ،‬نتيجة ﻫذا االنخفاض ﻫي الرفع من مخزون‬ ‫إلى‬ ‫لنفترض أن مستوى األسعار انخفض من‬
‫‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫النقود الحقيقي من‬

‫ولكي تتوازن السوق النقدية كنتيجة الرتفاع مخزون النقود الحقيقي فإن من الضروري على أسعار‬
‫الفائدة أن تنخفض مما يدفع الجمهور إلى حمل أرصدة سائلة أكثر أو يجب على اإلنتاج أن يرفع فينجر‬

‫سامي خليل‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.610‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.600‬‬ ‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عنه زيادة الطلب على النقود من أجل المعامالت‪.‬‬

‫‪ ،‬وفي ﻫذه الحالة يصبح مستوى اإلنتاج‬ ‫إلى‬ ‫ومنه انتقال منحنى ‪ LM‬إلى اليمين من‬
‫وسعر الفائدة التوازني‬ ‫ﻫو مستوى اإلنتاج‬ ‫التوازني الجديد المناسب لمستوى السعر المنخفض‬
‫الجديد ﻫو ‪ ،‬لتصبح بذلك النقطة ‪ b‬من الجزء (أ) ﻫي نقطة التوازن الجديدة نتيجة النتقال منحنى ‪.LM‬‬

‫كل من النقطتين ‪ a‬و‪ b‬ﻫي نقاط على منحنى الطلب الكلي (الجزء (ب))‪" ،‬فمن أجل كل مستوى من‬
‫األرصدة الحقيقية يوجد منحنى ‪ LM‬مختلف في الجزء (ب) وتماشيا مع كل منحنى ‪ LM‬يوجد مستوى‬
‫توازني للدخل والذي يجب تسجيله في الجزء (ب) عند ذلك المستوى من السعر الذي نتج عنه منحنى‬
‫‪ LM‬في الجزء (أ)‪ .‬وبإيصال كل ﻫذه النقاط يعطي لنا منحنى الطلب الكلي ذو الميل االنحداري‬
‫(‪)0‬‬
‫ألن كل انخفاض في مستوى األسعار يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي ومنه زيادة في مستوى‬ ‫لألسفل"‬
‫الناتج (عالقة عكسية بين المستوى العام لألسعار والناتج)‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬


‫‪.305‬‬ ‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)5.3‬اشتقاق منحنى الطلب الكلي (‪.)AD‬‬

‫‪a‬‬
‫‪IS-LM‬‬ ‫(أ) نموذج‬

‫‪b‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪a‬‬ ‫(ب) منحنى الطلب الكلي‬

‫‪b‬‬

‫‪AD‬‬

‫‪Source: Frédérique BEC et autres," Analyse Macroéconomique", Paris, Edition la découverte, 2000,‬‬
‫‪p 69.‬‬
‫‪ .II‬منحنى العرض الكلي‪:‬‬
‫يبين منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬عند كل مستوى سعر معطى كمية اإلنتاج التي تكون المؤسسات‬
‫مستعدة لعرضها‪ .‬يعتمد مقدار اإلنتاج الذي تكون المؤسسات مستعدة لعرضه على مستوى األسعار الذي‬
‫يحصلون عليه مقابل سلعهم واألجور التي يدفعونها للعمال مقابل العمل ولعوامل اإلنتاج األخرى‪ .‬فنقول‬
‫(‪)1‬‬
‫أن منحنى العرض الكلي يعكس شروط سوق العمل‪.‬‬

‫صالح تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.380‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫سنتطرق في ﻫذا الجزء إلى كيفية استنتاج منحنى العرض الكلي في ظل فرضيتين‪ ،‬الفرضية األولى‬
‫تقضي بمرونة األسعار وثبات األجور النقدية في حين تقضي الفرضية الثانية بمرونة األسعار وتغير‬
‫األجور النقدية‪.‬‬

‫‪ ‬استنتاج منحنى العرض الكلي في حالة مرونة األسعار وثبات األجور النقدية‪:‬‬
‫ﻫناك عالقة تربط بين اإلنتاج واألسعار والتشغيل واألجر والشكل رقم (‪ )6.3‬يوضح ﻫذه العالقة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6.3‬التشغيل في حالة ثبات األجر النقدي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ‪.652‬‬

‫كما سبق وأشرنا في الفصل األول‪ ،‬فإن المؤسسة االقتصادية الساعية إلى تعظيم ربحها تقوم بتشغيل‬
‫وحدات إضافية من عنصر العمل إلى الحد الذي يتساوى فيه اإلنتاج الحدي للعمل مع األجر الحقيقي أي‬
‫اإليراد الحدي للعمل مع التكلفة الحدية للعمل والتي تساوي األجر النقدي‪.‬‬

‫فمع وجود فائض في عرض العمل‪ ،‬وثبات األجور النقدية‪ ،‬فإن التشغيل يتوقف فقط على طلب‬
‫(الشكل ‪.)6.3‬‬ ‫فإن طلب العمالة وبالتالي التشغيل سيكون عند‬ ‫العمال‪ .‬فعند أجر نقدي ثابت‬
‫ويالحظ أن منحنى طلب العمال الذي ﻫو عبارة عن القيمة النقدية لإلنتاج الحدي للعمل عند كل مستوى‬
‫في الشكل (‪ -)6.3‬إنما يتوقف على مستوى السعر‪ .‬فعدد العمال الذين‬ ‫من اإلنتاج – منحنى‬
‫(‪)1‬‬
‫ستشغلهم المؤسسة‪ ،‬وبالتالي مقدار الناتج الذي ستعرضه سيتوقف على مستوى السعر‪.‬‬

‫العالقة التي تربط بين اإلنتاج الكلي والمستوى العام لألسعار ﻫي عالقة طردية فعند ارتفاع المستوى‬
‫‪ ،‬ستؤدي إلى زيادة القيمة النقدية‬ ‫‪ ،‬مع ثبات األجر النقدي عند‬ ‫ثم الى‬ ‫الى‬ ‫العام لألسعار من‬
‫الى‬ ‫إلى اليمين ويرتفع التشغيل من‬ ‫لإلنتاج الحدي للعمل‪ ،‬فينتقل الطلب على العمالة‬

‫سامي خليل‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.652 - 653‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫(الجزء (‪ 0.3‬أ) من الشكل رقم (‪ ،))0.3‬وﻫذا ما يؤدي بدوره إلى زيادة الناتج (الدخل) على‬ ‫ثم الى‬
‫(الجزء (‪ 0.3‬ب) من الشكل رقم (‪.))0.3‬‬ ‫ثم الى‬ ‫الى‬ ‫طول دالة اإلنتاج الكلية من‬

‫بتحويل مستوى الناتج الموضح في الجزء (‪ 0.3‬ب) إلى الجزء (‪ 0.3‬د) مرورا بخط ‪ °25‬الموضح‬
‫في الجزء (‪ 0.3‬ب) فإننا سنالحظ أن ﻫناك مقدار من اإلنتاج يقابل كل مستوى من السعر‪ ،‬فاألسعار‬
‫األعلى تنتج عندﻫا مستويات إنتاج أعلى أي مستويات عرض أعلى‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن دالة العرض الكلي‬
‫منحدرة إلى أعلى اتجاه اليمين‪ ،‬وﻫذا ما يوضحه الجزء (‪ 0.3‬د) من الشكل رقم (‪:)0.3‬‬

‫)‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬في حالة ثبات األجور النقدية‪.‬‬

‫(‪ 0.3‬أ)‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪.)AS‬‬

‫دالة االنتاج‬
‫(*)‬
‫الطلب على العمل مع ثبات األجور‬
‫(‪ 0.3‬ب)‬
‫(‪ 0.3‬ج)‬

‫‪°54‬‬

‫دالة العرض الكلي‬

‫(‪ 0.3‬د)‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على كل من‪:‬‬


‫ـ سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ‪655‬؛‬
‫ـ صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‬
‫‪.005‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬استنتاج منحنى العرض الكلي في حالة مرونة األسعار وتغير األجور النقدية‪:‬‬
‫يوضح الشكل رقم (‪ )8.3‬طريقة استنتاج منحنى العرض الكلي في ظل فرضية تغير األجور النقدية‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)8.3‬اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬في حالة تغير األجور النقدية‪.‬‬

‫(‪ 8.3‬أ)‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬اشتقاق منحنى العرض الكلي (‪.)AS‬‬

‫دالة االنتاج‬
‫(*)‬
‫الطلب على العمل مع ثبات األجور‬
‫(‪ 8.3‬ب)‬
‫(‪ 8.3‬ج)‬

‫‪°54‬‬

‫دالة العرض الكلي‬


‫(‪ 8.3‬د)‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على كل من‪:‬‬


‫ـ سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ‪660‬؛‬
‫ـ صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‬
‫‪.005‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫وفقا للتحليل السابق‪ ،‬يفترض أن طلب العمال يتوقف على األجر الحقيقي كما يفترض أن المؤسسة‬
‫االقتصادية تعلم المستوى العام لألسعار‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ينتقل منحنى الطلب على العمل إلى اليمين مع ارتفاع‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫مستوى األسعار والجزء (‪ 8.3‬أ) يوضح ثالث منحنيات لطلب العمال‬
‫على التوالي‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬لثالث مستويات من األسعار المتزايدة‬

‫‪ ،‬والذي سيرتفع‪،...‬‬ ‫تسبب طلبا للعمال عند األجر النقدي القديم‬ ‫إلى‬ ‫إن زيادة األسعار من‬
‫والمقابلة لمستويات أسعار أعلى‬ ‫و‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يزداد التشغيل‪ .‬وعند المستويات األعلى من التوظيف‬
‫في الجزء (‪ 8.3‬ب)‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫فإن الناتج تبعا لذلك سيكون أعلى عند مستويات موضحة بـ‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫وعليه فإن مستوى السعر األعلى يقابله مستوى أعلى من الناتج المعروض‪ .‬ومثل ﻫذه المعلومات تنعكس‬
‫في منحنى العرض الكلي ذو االنحدار الصاعد إلى أعلى والذي يوضح الناتج المعروض لكل مستوى من‬
‫‪( ) ,‬الجزء (‪ 8.3‬د)) ومن مجموع ﻫذه‬ ‫‪() ,‬‬ ‫‪( ) ,‬‬ ‫األسعار‪ ،‬وبذلك نتوصل إلى النقاط (‬
‫النقاط يتكون منحنى العرض الكلي الكينزي مع افتراض أن األجور النقدية متغيرة‪.‬‬

‫‪ ‬الحاالت الثالث لمنحنى العرض الكلي‪:‬‬


‫يوضح الشكل رقم (‪ )0.3‬أدناه ثالثة منحنيات عرض كلي كل واحد منها مبني على فروض معينة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)0.3‬الحاالت الثالث لمنحنيات العرض الكلي‪.‬‬


‫)‬ ‫منحنى (‬

‫)‬ ‫منحنى (‬

‫)‬ ‫منحنى (‬

‫‪ ،0003‬ص ‪.605‬‬ ‫المصدر‪ :‬سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت‬

‫))‪ ،‬وﻫي‬ ‫(‬ ‫فهناك الحالتين الخاصتين اللتان يكون في أحدﻫما منحنى العرض الكلي أفقيا (منحنى‬
‫الحالة الكينزية‪.‬‬

‫وفكرة كينز من أن منحنى العرض الكلي يتخذ ﻫذا الشكل ﻫو وجود البطالة حيث تستطيع المؤسسات‬
‫أن تحصل على ما تحتاج إليه من العمالة عند األجر السائد‪ .‬أي أن معدل تكاليف اإلنتاج يفترض بأنه ال‬
‫يتغير كنتيجة لتغير مستويات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الحالة الخاصة األخرى‪ ،‬ﻫي الحالة التي يكون فيها منحنى العرض الكلي منحنى عموديا (منحنى‬
‫))‪ ،‬وﻫي الحالة الكالسيكية‪.‬‬ ‫(‬

‫منحنى العرض الكلي العمودي يبين أنه مهما كان المستوى العام لألسعار فان نفس المقدار من السلع‬
‫سوف تعرض‪ ،‬وﻫذا بناء على الفرض الكالسيكي القائل بأن سوق العمل يكون في توازن مع التشغيل‬
‫الكامل لقوى العمل‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ليس باإلمكان الرفع من اإلنتاج فوق مستوى التشغيل الكامل مهما تغير‬
‫المستوى العام لألسعار إذ ليس ﻫناك قوى عاطلة لإلنتاج يمكن تشغيلها‪.‬‬

‫))‪ ،‬وﻫي‬ ‫(‬ ‫الحالة الثالثة‪ ،‬وﻫي حالة منحنى العرض الكلي المائل ذو االنحدار الموجب (منحنى‬
‫الحالة التي سبقت اإلشارة إليها أعاله‪.‬‬

‫‪ .III‬التوازن حسب نموذج (‪:)AS-AD‬‬


‫يوضح الشكل رقم (‪ )01.3‬وضعية التوازن حسب نموذج (‪ ،)AS-AD‬والتي تتحقق عند تقاطع منحنى‬
‫العرض الكلي مع منحنى الطلب الكلي‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01.3‬التوازن الكلي حسب نموذج (‪.)AS-AD‬‬

‫‪E‬‬

‫‪Source : Frédérique BEC et autres," Analyse Macroéconomique", Paris, Edition la découverte, 2000,‬‬
‫‪p 71.‬‬
‫من خالل التمثيل البياني أعاله‪ ،‬فإن النقطة ‪ E‬ﻫي نقطة التوازن الكلي حسب نموذج (‪،)AS-AD‬‬
‫)‪ ،‬وﻫي النقطة التي يتساوى عندﻫا الطلب الكلي‬ ‫وذلك عند مستوى اإلنتاج واألسعار التوازنيين ( ‪،‬‬
‫مع العرض الكلي‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوسع في اإلنفاق العام والتشغيل في إطار نموذج (‪.)AS-AD‬‬

‫يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى اليمين (األعلى) فيترتب عن ذلك‬
‫مجموعة من اآلثار على كل من مستوى األسعار‪ ،‬الناتج والتشغيل كما ﻫو موضح في الشكل رقم‬
‫(‪ )00.3‬أدناه‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)00.3‬أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج (‪ )AS-AD‬في حالة منحنى‬
‫العرض الكلي األفقي والمائل‪.‬‬
‫(‪ W‬متغيرة)‬

‫(‪ W‬ثابتة)‬

‫األفقي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على‪:‬‬


‫سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪ ،0003‬ص ص ‪-600‬‬
‫‪.603‬‬
‫آثار انتقال منحنى الطلب الكلي تتوقف على الشكل الذي يتخذه منحنى العرض الكلي‪.‬‬

‫‪ ‬في حالة منحنى العرض الكلي األفقي (الحالة الكينزية)‪:‬‬


‫يوضح الشكل رقم (‪ )00.3‬تقاطع منحنى الطلب الكلي (‪ )AD‬مع منحنى العرض الكلي (‪ )AS‬األفقي‬
‫‪.‬‬ ‫عند نقطة التوازن‬

‫نفرض أن ﻫناك توسعا في اإلنفاق العام‪ ،‬والذي سيؤدي إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى أعلى من‬
‫‪ ،‬وبما أن‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬حيث يزداد الناتج من‬ ‫إلى‬ ‫) لتنتقل بذلك نقطة التوازن من‬ ‫(‪ )AD‬إلى (‬
‫المؤ سسة االقتصادية في ﻫذه الحالة على استعداد لعرض أي كمية من الناتج عند نفس مستوى األسعار‬
‫فلن يكون ﻫناك تأثير على األسعار‪ ،‬فتأثير التوسع في اإلنفاق العام في ﻫذه الحالة سيكون على الناتج‬
‫والتشغيل‪ ،‬اللذان يرتفعان دون األسعار التي تبقى ثابتة‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬في حالة منحنى العرض الكلي العمودي (الحالة الكالسيكية)‪:‬‬


‫تفرض ﻫذه الحالة أن منحنى العرض الكلي يكون عموديا عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬فالمؤسسة‬
‫االقتصادية تعرض إنتاج التشغيل الكامل مهما كان مستوى األسعار‪.‬‬

‫يوضح الشكل رقم (‪ )00.3‬تقاطع منحنى الطلب الكلي (‪ )AD‬مع منحنى العرض الكلي (‪)AS‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬والتي يكون عندﻫا مستوى الناتج عند مستوى التشغيل الكامل‬ ‫العمودي عند نقطة التوازن‬

‫الشكل رقم (‪ :)00.3‬أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج (‪ )AS-AD‬في حالة منحنى‬
‫العرض الكلي العمودي‪.‬‬
‫العمودي‬

‫المصدر‪ :‬صالح تومي‪" ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫‪.380‬‬ ‫ص‬
‫)‪.‬‬ ‫يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى اليمين من (‪ )AD‬إلى (‬

‫يزداد الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬غير أن المؤسسة‬ ‫الموافقة لمستوى السعر‬ ‫عند النقطة‬
‫االقتصادية ال تجد عماال اضافيين لتشغيلهم ألجل انتاج قدر أكبر من الناتج تلبية للزيادة الحاصلة في‬
‫الطلب‪.‬‬

‫طلب المؤسسات االقتصادية للعمل‪ ،‬سيؤدي إلى ارتفاع األجور وبالتالي ارتفاع تكاليف اإلنتاج وﻫو‬
‫ما يدفع بأسعار المنتجات لالرتفاع‪.‬‬

‫إذن في ﻫذه الحالة‪ ،‬يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى الرفع من مستوى األسعار دون أن تؤدي إلى‬
‫رفع مستوى الناتج‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬في حالة منحنى العرض الكلي المائل ذو االنحدار الموجب‪:‬‬


‫سنقوم في ﻫذه الحالة بدراسة تأثير التوسع في اإلنفاق العام على السعر والناتج والتشغيل في حالة‬
‫األجور النقدية المتغيرة وكذا حالة األجور النقدية الثابتة‪.‬‬

‫يؤدي التوسع في اإلنفاق العام كما ﻫو موضح في الشكل رقم (‪ )00.3‬إلى انتقال منحنى الطلب الكلي‬
‫) وﻫو ما يترتب عنه ارتفاع في مستوى السعر والناتج والتشغيل‪،‬‬ ‫إلى اليمين من (‪ )AD‬إلى (‬
‫ويكون ﻫذا االرتفاع مختلفا من الناحية الكمية في كل حالة من حاالت منحنى العرض الكلي – حالة‬
‫األجور النقدية المتغيرة وحالة األجور النقدية الثابتة‪ ، -‬فعندما تكون األجور متغيرة فإن الزيادة في‬
‫الطلب الكلي سوف تؤدي إلى زيادة في الناتج بمقدار أقل مقارنة بالحالة التي تكون فيها األجور النقدية‬
‫ثابتة (*)‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫إلى‬ ‫) سيؤدي إلى ارتفاع حجم الناتج من‬ ‫فانتقال منحنى الطلب الكلي من (‪ )AD‬إلى (‬
‫في الحالة‬ ‫وذلك في الحالة التي تكون فيها األجور النقدية ثابتة‪ .‬غير أن االرتفاع في الناتج تكون‬
‫التي تكون فيها األجور النقدية متغيرة‪ ،‬فيما يتعلق باألسعار‪ ،‬فإنها سترتفع بقدر أكبر في الحالة التي‬
‫أما في الحالة التي تكون فيها األجور النقدية ثابتة فإن ارتفاع‬ ‫تكون فيها األجور النقدية متغيرة‬
‫‪.‬‬ ‫األسعار سيكوم بمقدار أقل أي إلى مستوى‬

‫* تفسير ﻫذه النتيجة ﻫو أن منحنى العرض الكلي عندما تكون األجور النقدية متغيرة سيكون أكثر انحدارا عنه في الحالة التي تكون فيها األجور‬
‫النقدية ثابتة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار العام لمخططات اإلنفاق العام المطبقة في الجزائر خالل الفترة ‪.0101 - 0111‬‬

‫تخوض البالد تجربة تنموية جديدة‪ ،‬تمثلت في تنفيذ سياسة اقتصادية تختلف عن تلك التي طبقت سابقا‬
‫–السياسة االنكماشية التي طبقت خالل سنوات التسعينات‪ ،-‬ﻫذه السياسة التي يمكن تسميتها بسياسة‬
‫اإلنعاش االقتصادي ذات التوجه الكينزي تهدف أساسا إلى رفع معدل النمو االقتصادي وبالتالي التشغيل‬
‫عن طريق زيادة حجم اإلنفاق االستثماري العمومي‪ ،‬والتي تتجسد من خالل تنفيذ برنامجين إنفاقيين ﻫما‬
‫مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي ‪ 0112 – 0110‬والبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪ ،0110 – 0115‬واللذان‬
‫سنتعرف على إطاريهما العامين من خالل مطلبي ﻫذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي ‪.0112 – 0110‬‬

‫مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي عبارة عن مخصصات مالية موزعة على طول الفترة‬
‫‪ 0112 – 0110‬بنسب متفاوتة‪ ،‬تبلغ قيمتها اإلجمالية ‪ 505‬مليار دج أي ما يقارب ‪ 10‬ماليير دوالر‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪1‬‬
‫أمريكي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف وتوزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي ‪.0112 – 0110‬‬

‫يهدف ﻫذا المخطط إلى تنشيط الطلب الكلي وحماية وترقية األنشطة التي يُرى أن بإمكانها خلق القيمة‬
‫المضافة من جهة ومناصب الشغل من جهة أخرى‪ ،‬كما يهدف إلى تهيئة البنية التحتية لالقتصاد الوطني‬
‫بما يتالءم والمسار التنموي الجديد‪ .‬وقد خصص له ‪ 505‬مليار دج موزعة على مجموعة من األنشطة‬
‫ذات الصلة المباشرة بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وفيما سيأتي تفصيل لهذه األﻫداف وﻫذا التوزيع‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .I‬أهداف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬
‫يهدف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي إلى تحقيق ثالثة أﻫداف رئيسية نهائية وﻫي‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحد من الفقر وتحسين مستوى المعيشة؛‬


‫ب‪ .‬خلق مناصب شغل والحد من البطالة؛‬
‫ج‪ .‬دعم التوازن الجهوي وإعادة تنشيط الفضاءات الريفية‪.‬‬

‫ويكون تحقيق تلك األﻫداف الرئيسية عبر أﻫداف وسيطة تعتبر بمثابة قنوات يمكن من خاللها‬
‫التوصل إلى األﻫداف السابقة الذكر وﻫي‪:‬‬

‫‪ ،"0101‬األكاديمية للدراسات االجتماعية‬ ‫نبيل بوفليح‪ " ،‬دراسة تقييميه لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة‬ ‫‪1‬‬
‫‪– 0111‬‬

‫واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،0103 – 0‬ص ‪.26‬‬


‫‪ 2‬كريم بودخدخ‪ " ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪ ،"0110-0110‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0101 - 0110 ،‬ص ص ‪.002-003‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬تنشيط الطلب الكلي‪ ،‬وفي ذلك تحول للسياسة االقتصادية من الفكر النيوكالسيكي الذي جاءت‬
‫به برامج صندوق النقد الدولي إلى الفكر الكينزي الذي يرتكز على تنشيط الطلب الكلي عن‬
‫طريق السياسة المالية لتنشيط االقتصاد‪ ،‬وخصوصا عن طريق اإلنفاق العام الذي تزيد فعاليته‬
‫في رفع معدالت النمو االقتصادي وخلق مناصب الشغل‪ ،‬حيث أنها تمثل إضافة ﻫامة للطلب‬
‫الكلي الذي يعتبر انخفاضه السبب الرئيسي في الركود االقتصادي؛‬
‫‪ ‬دعم االستثمارات الفالحية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطالقا من كونها منشآت منتجة‬
‫بصفة مباشرة للقيمة المضافة ومناصب الشغل؛‬
‫‪ ‬تهيئة وانجاز ﻫياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاط االقتصادي وتغطية الحاجات الضرورية‬
‫للسكان بما ينعكس إيجابا على تنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .II‬توزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬
‫خصصت الدولة في ﻫذا البرنامج كما سبق وذكرنا ‪ 505‬مليار دج موزعة كما ﻫو موضح في‬
‫الجدول رقم (‪ )0.3‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.3‬توزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.0112 – 0110‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫المجموع‬
‫النسب (‪)%‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬
‫(مبالغ)‬

‫‪40,1‬‬ ‫‪210,5‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪37,6‬‬ ‫‪70,2‬‬ ‫‪100,7‬‬ ‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬

‫‪38, 8‬‬ ‫‪204,2‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪53,1‬‬ ‫‪72,8‬‬ ‫‪71,8‬‬ ‫التنمية المحلية والبشرية‬

‫‪12, 5‬‬ ‫‪65,4‬‬ ‫‪12,0‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪20,3‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫دعم قطاع الفالحة والصيد البحري‬
‫*‬
‫‪8, 6‬‬ ‫‪45,0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15,0‬‬ ‫‪30,0‬‬ ‫‪1‬‬
‫دعم اإلصالحات‬

‫‪100‬‬ ‫‪525,0‬‬ ‫‪20,5‬‬ ‫‪113,9‬‬ ‫‪185,9‬‬ ‫‪205,4‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،‬تقرير حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر"‪ ،‬السداسي‬
‫الثاني من سنة ‪ ،0110‬ص ‪.80‬‬

‫ﻫي تلك اإلصالحات التي أرفقتها الحكومة ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬بهدف تشجيع االستثمار والرفع من اإلنتاج والمنافسة‪ ،‬وقد شملت‬ ‫*‬

‫اإلدارة الضريبية والمالية‪ ،‬تهيئة المناطق الصناعية ‪. ...‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫من خالل قراءة أرقام الجدول يتضح لنا أن‪ ،‬قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية قد استفاد من‬
‫أكبر نسبة من إجمالي المبالغ المخصصة لبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬حيث استفاد من مبلغ‬
‫‪ 210,5‬مليار دج أي ما يعادل ‪ % 40,1‬من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪ .‬تدل ﻫذه الحصة على‬
‫رغبة الحكومة في تدارك التأخر الحاصل في ﻫذا القطاع والناتجة عن تأثيرات األزمة االقتصادية التي‬
‫شهدتها البالد منتصف العقد الثامن من القرن الماضي وكذا اإلصالحات االقتصادية التي طبقتها البالد‬
‫في عقد التسعينات من نفس القرن‪ ،‬والتي حتمت على الحكومة آنذاك تقليص حجم اإلنفاق العام بهدف‬
‫استعادة التوازن المالي للموازنة العامة‪ ،‬كما أن دعم ﻫذا القطاع سيساﻫم في توفير المناخ المالئم‬
‫لالستثمار‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬الرفع من معدالته وﻫو ما من شأنه توفير مناصب شغل جديدة‪.‬‬

‫وبالنسبة لقطاع التنمية المحلية والبشرية‪ ،‬فلقد خصص لها مبلغ ‪ 204,2‬مليار دج بمعدل ‪ % 38,8‬من‬
‫إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪ ،‬وتدل ﻫذه النسبة على سعي الحكومة لتحقيق أﻫداف المخطط‬
‫والمتمثلة في تحقيق التوازن الجهوي بين مناطق الوطن وكذا تحسين المستوى المعيشي للسكان‪.‬‬

‫في حين لم يحض قطاع الفالحة والصيد البحري سوى بـ‪ 65,4 :‬مليار دج بمعدل ‪ % 12,5‬من‬
‫(* )‬
‫وتسعى الحكومة من وراء ﻫذا التخصيص إلى الرفع من اإلنتاج‬ ‫‪1‬‬
‫إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪.‬‬
‫الفالحي والحد من ظاﻫرة النزوح الريفي وكذا استغالل الثروة السمكية التي تزخر بها السواحل‬
‫الجزائرية الممتدة على طول ‪ 0011‬كلم‪.‬‬

‫أما الباقي من الرخص المالية‪ ،‬والمقدر بـ‪ 45,0 :‬مليار دج أي بمعدل ‪ % 8,6‬خصص لدعم‬
‫اإلصالحات‪ ،‬وﻫو موجه في األساس إلى تمويل اإلجراءات المصاحبة لهذا المخطط والتي تهدف إلى‬
‫دعم وترقية القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية العامة والخاصة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالتوزيع السنوي لمخصصات ﻫذا البرنامج‪ ،‬فإن أرقام الجدول رقم (‪ )0.3‬تبين أن السنوات‬
‫الثالث األولى ‪ 0113 - 0110 – 0110‬قد حضيت بـ‪ % 21,69 ،% 35,4 ،% 39,12 :‬من إجمالي‬
‫المبلغ المخصص للمخطط في حين لم تحض سنة ‪ 0112‬إال بـ‪ % 3,9 :‬من إجمالي المبلغ المخصص‬
‫للمخطط‪ ،‬وﻫو ما يدل على رغبة الحكومة على تنفيذ معظم المشاريع الخاصة بهذا المخطط في أقصر‬
‫مدة ممكنة سعيا منها إلى تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية للشعب الجزائري على حد سواء‬
‫تجاوزا لمخلفات األزمة االقتصادية وكذا اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها البالد خالل العقدين‬
‫األخيرين من القرن العشرين‪.‬‬

‫* يفسر المبلغ الذي خصص لقطاع الفالحة والصيد البحري في إطار مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬باستفادة ﻫذا القطاع من برنامج خاص سنة‬
‫‪ ،0111‬وﻫو البرنامج الوطني للتنمية الفالحية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫فيما يخص عدد مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا في إطار ﻫذا المخطط فهو‪ 626 380 :‬منصب شغل‬
‫دائم و ‪ 186 850‬منصب شغل مؤقت‪ ،‬أي بمجموع ‪ 813 230‬منصب شغل‪ .‬وذلك كما يوضحه الجدول‬
‫رقم (‪ )0.3‬أدناه‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.3‬مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪.0112 – 0110‬‬

‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫مجموع‬ ‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬


‫المحاور‬ ‫القطاع‬
‫مناصب الشغل‬ ‫المؤقتة‬ ‫الدائمة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫محيط المؤسسات‬ ‫دعم اإلصالحات‬
‫‪330 000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪330 000‬‬ ‫الفالحة‬
‫دعم إنعاش اإلنتاج‬
‫‪100 000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100 000‬‬ ‫صيد‬
‫‪50 750‬‬ ‫‪40 850‬‬ ‫‪9 900‬‬ ‫تنمية محلية‬
‫‪70 000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪70 000‬‬ ‫تشغيل وحماية اجتماعية‬ ‫تنمية محلية وبشرية‬
‫‪13 680‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13 680‬‬ ‫موارد بشرية‬
‫‪248 800‬‬ ‫‪146 000‬‬ ‫‪102 800‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬
‫‪813 230‬‬ ‫‪186 850‬‬ ‫‪626 380‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source: Mohamed Saib MUSETTE, Mohamed Arezki ISLI, Nacer Eddine HAMMOUDA, "Marché du‬‬
‫‪Travail et Emploi en Algérie éléments pour une politique nationale de l’Emploi profil de pays",‬‬
‫‪Organisation Internationale du Travail, Bureau de l'OIT à Alger, octobre 2003, p 45.‬‬

‫قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية‪ :‬يهدف ﻫذا القطاع إلى استحداث ‪ 248 800‬منصب شغل‬ ‫‪‬‬
‫منها ‪ 146 000‬منصب شغل مؤقت و ‪ 102 800‬منصب شغل دائم‪ ،‬ذلك من إجمالي ‪813 230‬‬
‫منصب شغل يهدف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي إلى تحقيقها خالل الفترة ‪،0112 – 0110‬‬
‫وتتوزع مناصب الشغل المتوقع توفيرﻫا ضمن قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية كما‬
‫يوضحها الجدول رقم (‪ )3.3‬التالي‪:‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3.3‬مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها من طرف قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية في‬
‫إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪.0112 – 0110‬‬

‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫مناصب عمل مؤقتة‬ ‫مناصب عمل دائمة‬

‫‪100 000‬‬ ‫‪100 000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الفالحة‬

‫‪70 000‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫‪60 000‬‬ ‫السكن والعمران‬

‫‪16 300‬‬ ‫‪15 000‬‬ ‫‪1 300‬‬ ‫منشآت السكة الحديدية‬

‫‪42 000‬‬ ‫‪2 000‬‬ ‫‪40 000‬‬ ‫أشغال عمومية‬


‫*‬
‫‪20 500‬‬ ‫‪19 000‬‬ ‫‪1 500‬‬ ‫‪1‬‬
‫قطاعات أخرى‬

‫‪248 800‬‬ ‫‪146 000‬‬ ‫‪102 800‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬كريم بودخدخ‪" ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪ ،"0110 – 0110‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0101 - 0110 ،‬ص‬
‫‪.008‬‬

‫قطاع التنمية المحلية والبشرية‪ :‬يتوقع من ﻫذا القطاع استحداث ‪ 134 430‬منصب شغل موزعة‬ ‫‪‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ .‬قطاع التنمية المحلية‪ :‬من المنتظر منها استحداث ‪ 50 750‬منصب شغل منها ‪ 9 900‬منصب‬
‫شغل دائم خالل الفترة ‪ ،0112 – 0110‬وﻫي موزعة كما يوضحها الجدول رقم (‪ )2.3‬التالي‪:‬‬

‫* قطاعات‪ :‬البيئة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬االتصاالت وأشغال تهيئة مدينة بوغزول‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2.3‬مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها من طرف قطاع التنمية المحلية في إطار برنامج دعم‬
‫اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪.0112 – 0110‬‬
‫الوحدة‪ :‬منصب شغل‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫مناصب عمل مؤقتة‬ ‫مناصب عمل دائمة‬

‫‪20 000‬‬ ‫‪20 000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مخططات التنمية الفالحية وصيانة الطرقات‬

‫‪22 000‬‬ ‫‪16 000‬‬ ‫‪6 000‬‬ ‫البيئة‬

‫‪2 250‬‬ ‫‪1 350‬‬ ‫‪700‬‬ ‫الري‬

‫‪6 500‬‬ ‫‪3 500‬‬ ‫‪3 000‬‬ ‫البريد والمواصالت‬

‫‪50 750‬‬ ‫‪40 850‬‬ ‫‪9 900‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬كريم بودخدخ‪" ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪ ،"0110 – 0110‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0101 - 0110 ،‬ص‬
‫‪.008‬‬

‫ب‪ .‬قطاع التشغيل والحماية االجتماعية‪ :‬يهدف ﻫذا القطاع إلى دعم الجهود الرامية إلى الحد من‬
‫ارتفاع معدالت البطالة وارتفاع معدالت الفقر‪ ،‬حيث خصص له مبلغ ‪ 00‬مليار د‪.‬ج موجهة‬
‫باألساس إلى تمويل المشاريع ذات المنفعة العمومية وذات الكثافة العمالية‪ ،‬وكذا تأطير سوق‬
‫العمل عن طريق دعم وتطوير ال وكالة الوطنية للتشغيل قصد زيادة حجم العمالة من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى للتكفل بفئة المعاقين والعجزة والمحرومين بمنحهم منح وتحويالت اجتماعية قصد‬
‫الحد من التفاوت في الدخول بين الفئات المجتمع‪ ،‬وينتظر من ﻫذا البرنامج إنشاء ‪70 000‬‬
‫منصب شغل دائم خالل فترة تنفيذه (انظر الجدول رقم (‪.))0.3‬‬
‫د‪ .‬قطاع التنمية البشرية‪ :‬ينتظر من ﻫذا القطاع استحداث حوالي ‪ 13 680‬منصب شغل (انظر‬
‫الجدول رقم (‪.))0.3‬‬
‫قطاع الفالحة والصيد البحري‪ :‬ينتظر من قطاع الفالحة استحداث ‪ 330 000‬منصب شغل في حين‬ ‫‪‬‬
‫يتوقع أن يستحدث قطاع الصيد البحري ‪ 100 000‬منصب شغل (انظر الجدول رقم (‪.))0.3‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪.0110 – 0115‬‬

‫جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو في إطار مواصلة وتيرة البرنامج والمشاريع التي سبق إقرارﻫا‬
‫وتنفيذﻫا في إطار مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ‪ ،2004 – 2001‬ولقد خصص له مبلغ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 4202,7‬مليار دج (‪ 051‬مليار دوالر)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف وتوزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪.0110 – 0115‬‬

‫وزع الغالف المالي الخاص بهذا البرنامج على مجموعة من القطاعات‪ ،‬وﻫذا بغية تحقيق جملة من‬
‫األﻫداف‪ ،‬وفيما يلي عرض لهذه األﻫداف وﻫذا التوزيع‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .I‬أهداف البرنامج التكميلي لدعم النمو‪:‬‬
‫جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو لتحقيق مجموعة من األﻫداف منها‪:‬‬

‫‪ ‬تحديث وتوسيع الخدمات العامة؛‬


‫‪ ‬تحسين مستوى معيشة األفراد؛‬
‫‪ ‬تطوير الموارد البشرية والبنى التحتية؛‬
‫‪ ‬رفع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫توزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو‪.‬‬ ‫‪.II‬‬
‫تم توزيع األغلفة المالية للبرنامج التكميلي لدعم النمو على خمسة برامج فرعية‪ ،‬وذلك كما يوضحه‬
‫الجدول رقم (‪ )5.3‬التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬نبيل بوفليح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫كريم بودخدخ‪ " ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5.3‬توزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو المطبق في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.0110 – 0115‬‬

‫نسبة البرنامج الفرعي من إجمالي البرنامج (‪)%‬‬ ‫المبلغ (مليار دج)‬ ‫البرنامج‬
‫‪45,5‬‬ ‫‪1 908,5‬‬ ‫برنامج تحسين ظروف معيشة السكان‬
‫‪40,5‬‬ ‫‪1 703,1‬‬ ‫برنامج تطوير المنشآت األساسية‬
‫‪8,0‬‬ ‫‪337,2‬‬ ‫برنامج دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪4,8‬‬ ‫‪203,9‬‬ ‫تطوير الخدمة العمومية وتحديثها‬
‫برنامج تطوير التكنولوجيات الجديدة‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪50,0‬‬
‫لالتصال‬
‫مجموع البرنامج الخماسي ‪– 0115‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4.202,7‬‬
‫‪0110‬‬

‫المصدر‪ :‬نبيل بوفليح‪" ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪،"0101 – 0111‬‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،0103 – 0‬ص ‪.26‬‬
‫حظي برنامج تحسين ظروف معيشة السكان بمبلغ ‪ 1 908,5‬مليار دج‪ ،‬أي ‪ % 45,5‬من إجمالي‬
‫البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ .‬ويكمل ﻫذا البرنامج ما جاء به مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي في‬
‫برنامج التنمية المحلية والبشرية‪ ،‬وﻫذا لما لتحسين الظرف االجتماعي للمواطن من انعكاس على األداء‬
‫االقتصادي من خالل انعكاسه على أداء عنصر العمل‪.‬‬

‫استفاد برنامج تطوير المنشآت األساسية من مبلغ ‪ 1 703,1‬مليار دج‪ ،‬ما يمثل نسبة ‪ % 40,5‬من‬
‫إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ .‬وتعبر ﻫذه النسبة عن األﻫمية التي توليها الحكومة لقطاع األشغال‬
‫العمومية والهياكل القاعدية لما له من دور في دعم االستثمار وبالتالي اإلنتاج والشغل‪.‬‬

‫قطاعات الصناعة والفالحة والصيد البحري وغيرﻫا من القطاعات استفادت من مبلغ ‪ 337,2‬مليار‬
‫دج‪ ،‬أي ‪ % 08‬من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪ ،‬وﻫذا في إطار برنامج دعم التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫القطاع اإلداري الحكومي ﻫو اآلخر استفاد من برنامج ألجل تطوير وإصالح أﻫم الهيآت الحكومية‬
‫منها العدالة‪ ،‬الداخلية‪ ،‬المالية‪... ،‬الخ‪ ،‬ولقد قدرت قيمة ﻫذا البرنامج بـ‪ 203,9 :‬مليار دج‪ ،‬أي ‪% 4,8‬‬
‫من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ .‬والهدف من ذلك ﻫو تحسين الخدمة العمومية وجعلها في‬
‫مستوى التطلعات والتطورات االقتصادية واالجتماعية الجارية‪.‬‬

‫ويأتي في األخير قطاع التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال بمبلغ ‪ 50,0‬مليار دج‪ ،‬ما يمثل نسبة‬
‫‪ % 1,2‬من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مناصب الشغل المتوقع إنشاؤها في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو‪:‬‬

‫فيما يخص مناصب الشغل التي يهدف البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬فإنه يطمح إلى إنشاء مليوني‬
‫(‪)1‬‬
‫منصب شغل خالل الفترة ‪.0110 – 0115‬‬

‫لقد كان لهذين البرنامجين دور في التحسين من مستوى المؤشرات االقتصادية الكلية بما فيها مستوى‬
‫التشغيل‪ ،‬وﻫو ما سنتطرق له من خالل المبحث التالي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪ 0110 – 0110‬وإطاره العام للفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫تؤكد النظرية االقتصادية – النظرية الكينزية بالتحديد‪ -‬أن ﻫناك عالقة طردية تربط بين كل من‬
‫اإلنفاق العام والتشغيل‪ ،‬وعلى ﻫذا األساس فإن التوسع في اإلنفاق العام ال بد أن يتبعه تحسن في أوضاع‬
‫التشغيل‪ .‬لهذا فإننا سنحاول من خالل المطلب األول من ﻫذا المبحث عرض واقع ﻫذه العالقة في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪ ،0110 - 0110‬لنقوم بعدﻫا في المطلب الثاني بعرض اإلطار العام لإلنفاق العام‬
‫في الجزائر خالل للفترة ‪ 0102 -0101‬وما ينتظر منه من نتائج على مستوى التشغيل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلنفاق العام والتشغيل في الجزائر خالل الفترة ‪.0110 – 0110‬‬

‫لقد ﻫدفت الجزائر من خالل برامجها اإلنفاقية التوسعية للفترة ‪ 0110 – 0110‬إلى تحقيق ﻫدفين‬
‫جوﻫريين‪ ،‬حفز النمو االقتصادي من جهة وخفض معدالت البطالة من جهة أخرى‪.‬‬

‫ويتم تأثير التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل وفق اآللية التالية‪ :‬التوسع في اإلنفاق‬
‫االستثماري العام يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي والذي يؤدي بدوره إلى زيادة العرض الكلي‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬
‫ارتفاع معدل التشغيل‪ ،‬والذي ما ﻫو إال انعكاس لتطورات معدل النمو االقتصادي‪ ،‬ويتطلب تحقيق ﻫذه‬
‫اآللية شر طا أساسيا وﻫو مرونة العرض الكلي وتجاوبه مع الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي‪ ،‬أي أال‬
‫تؤدي زيادة الطلب الكلي إلى زيادة قوية في االستيراد‪.‬‬

‫سنحاول في ﻫذا الجزء من البحث إبراز أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل وﻫذا بعد التطرق‬
‫لتأثير ﻫذا التوسع على النمو االقتصادي أوال‪.‬‬

‫‪ 1‬زﻫير بطاش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دراسة تطورات النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة تطبيق برامج اإلنفاق العام‬
‫‪.0110 - 0110‬‬

‫كما سبق وأشرنا فإنه مع ارتفاع أسعار المحروقات في األسواق العالمية وتحسن مداخيل البالد ابتداء‬
‫من سنة ‪ ، 0111‬وأمام األزمة االقتصادية واالجتماعية التي شهدتها الجزائر نهاية القرن العشرين‪ ،‬أقرت‬
‫الحكومة سنة ‪ 0110‬تنفيد برنامج لدعم النمو االقتصادي بمبلغ ‪ 505‬مليار دج على امتداد أربعة سنوات‪،‬‬
‫كما تم تدعيم ﻫذا البرنامج ابتداء من سنة ‪ 0115‬ببرنامج مكمل لدعم النمو رصد له مبلغ ‪ 4 202,7‬مليار‬
‫دج حتى سنة ‪ ، 0110‬والذي كان من المتوقع أن يساﻫم في زيادة النمو االقتصادي والرفع من مستوى‬
‫التشغيل‪ .‬والجدول رقم (‪ )6.3‬أدناه يوضح ذلك‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)6.3‬تطور اإلنفاق العام ومعدالت النمو‪ ،‬التشغيل والبطالة في ظل ارتفاع احتياطي الصرف وسعر‬
‫البرميل الخام للبترول في الجزائر خالل الفترة ‪.0110 – 0110‬‬

‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬

‫سعر البرميل من البترول‬


‫‪62,2‬‬ ‫‪99,9‬‬ ‫‪74,8‬‬ ‫‪65,7‬‬ ‫‪54,6‬‬ ‫‪38,7‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪25,2‬‬ ‫‪24,8‬‬ ‫*‬
‫الخام (دوالر أمريكي)‬
‫احتياطي الصرف (مليار‬
‫‪147,22 143,10 110,18‬‬ ‫‪77,78‬‬ ‫‪56,18‬‬ ‫‪43,11‬‬ ‫‪32,92‬‬ ‫‪23,11‬‬ ‫‪17,96‬‬ ‫*‬
‫دوالر أمريكي)‬
‫**‬
‫‪4202,7‬‬ ‫‪515‬‬ ‫اإلنفاق العام (مليار دج)‬
‫معدالت النمو االقتصادي‬
‫‪2,4‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫*‬
‫الحقيقي (‪)%‬‬
‫***‬
‫‪26,9‬‬ ‫‪26,6‬‬ ‫‪25,5‬‬ ‫‪26,8‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪24,4‬‬ ‫‪21,2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20,2‬‬ ‫معدالت العمالة (‪)%‬‬
‫***‬
‫‪10,2‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪13,8‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪15,3‬‬ ‫‪17,7‬‬ ‫‪23,7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27,30‬‬ ‫معدالت البطالة (‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على المصادر التالية‪:‬‬
‫*‬
‫‪Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie ", 2005 – 2010, les‬‬
‫‪pages [(191, 189, 176 – 177, 174, 161)] respectivement‬‬
‫** نبيل بوفليح‪ " ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪ ،"0202 – 0222‬األكاديمية‬
‫للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،0203 – 9‬ص ص ‪.54-54‬‬
‫***‬
‫‪Enquête ONS, "Emploi et Chômage", 2001-2002-2003-2004-2005-2006-2007-2008-2009, sur le‬‬
‫‪site www.ons.dz (05/12/2011 17 :46).‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق أن متوسط نمو الناتج الداخلي الخام خالل الفترة ‪ 0110 – 0110‬قد بلغ‬
‫نسبة ‪ % 3,75‬وﻫو بعيد عن معدل "‪ % 16‬أو ‪ )1("% 10‬المتوقع قبل تنفيذ مخطط دعم اإلنعاش‬
‫‪1‬‬

‫االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬كما أن معدالت النمو االقتصادي خالل ﻫذه الفترة شهدت‬

‫محمد مسعي‪" ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،0100 – 01‬ص ‪.053‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫تذبذبا ملحوظا‪ ،‬إذ وصلت إلى ‪ % 6,9‬كأعلى مستوى لها سنة ‪ ،0113‬ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫سنة ‪0113‬‬ ‫التحسن في معدالت النمو المحققة من طرف قطاع المحروقات والتي بلغت نسبة ‪% 8,8‬‬
‫–أعلى نسبة نمو له أثناء الفترة ‪ ،-0110 – 0110‬إضافة إلى قطاع الفالحة‪ ،‬والذي سجل كذلك أعلى‬
‫نسبة نمو له خالل نفس الفترة وبالتحديد في سنة ‪ 0113‬أين سجل نسبة ‪. )2( % 19,7‬‬
‫‪2‬‬

‫في حين مثلت نسبة ‪ % 02‬أدنى مستوى لمعدل النمو االقتصادي خالل الفترة ‪ ،0110 – 0110‬وﻫذا‬
‫سنة ‪ ، 0116‬فعلى الرغم من معدالت النمو المرتفعة نسبيا لمختلف القطاعات الرئيسية‪ ،‬خاصة قطاع‬
‫البناء واألشغال العمومية الذي سجل أعلى نسبة نمو له خالل الفترة المعنية ‪ )3( % 11,6‬سنة ‪ ،0116‬فإن‬
‫‪3‬‬

‫تأثير نسبة النمو السالبة لقطاع المحروقات (‪ – )% -2,5‬أنظر إلى الجدول رقم (‪ )0.3‬أدناه‪ ،-‬ومعدالت‬
‫النمو غير المطردة لقطاعي الفالحة والصناعة كان واضحا على نسبة النمو االقتصادي اإلجمالية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0.3‬تطور معدل النمو االقتصادي الحقيقي ومعدل النمو في وخارج قطاع المحروقات في الجزائر‬
‫خالل الفترة ‪.0110 – 0110‬‬
‫الوحدة‪.% :‬‬
‫‪0110‬‬ ‫‪0118 0110 0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112 0113 0110 0110‬‬

‫‪9,3‬‬ ‫‪6,1‬‬ ‫‪6,3‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪5,9‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫معدل النمو خارج قطاع المحروقات‬

‫‪-6,0‬‬ ‫‪-2,3‬‬ ‫‪-0,9‬‬ ‫‪-2,5‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪7,7‬‬ ‫‪8,8‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪-1,6‬‬ ‫معدل النمو في قطاع المحروقات‬

‫‪2,4‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫معدل النمو االقتصادي الحقيقي‬

‫– ‪Source : Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie", 2005‬‬


‫‪2010, p p 176 - 161 respectivement.‬‬

‫ويعود تراجع معدالت النمو في قطاع المحروقات خالل الفترة ‪( 0110 - 0115‬أنظر إلى الجدول رقم‬
‫(‪ ))0.3‬إلى تراجع أسعار المحروقات نتيجة انخفاض الطلب على النفط والغاز بعد بداية األزمة المالية‬
‫العالمية أواخر سنة ‪.0110‬‬

‫أما فيما يتعلق بمعدالت النمو خارج قطاع المحروقات فقد شهدت تحسنا ملحوظا فهي لم تعرف‬
‫تذبذبا كبيرا‪ ،‬إذ تراوح معدلها بين ‪ % 4,7‬كأدنى مستوى وﻫذا سنة ‪ 0115‬و‪ % 9,3‬كأعلى مستوى سنة‬
‫‪ ،0110‬بمتوسط ‪ % 6,03‬للفترة ‪( 0110 – 0110‬أنظر إلى الجدول رقم (‪ .))0.3‬وذلك راجع لألثر‬

‫انظر للجدول رقم (‪.)0.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.050‬‬


‫‪ 3‬انظرللجدول رقم (‪.)8.3‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫االيجابي لبرامج االستثمار العام التي لعبت الدور األساسي في تحقيق ﻫذه النتائج من خالل تنشيطها‬
‫للقطاعات خارج المحروقات المعنية بتلك النتائج‪.‬‬

‫ومن ﻫذا المنطلق يمكن التوصل إلى أن تدﻫور معدالت نمو قطاع المحروقات كان السبب الرئيسي‬
‫في االنخفاض الذي شهدته معدالت نمو الناتج الداخلي الخام خالل الفترة ‪ ،0110 – 0115‬رغم التحسن‬
‫الذي شهدته معدالت نمو قطاع خارج المحروقات‪ ،‬وﻫو أمر منطقي مادامت نسبة مساﻫمة قطاع‬
‫المحروقات في الناتج الداخلي الخام تفوق نسبة ‪ )1( % 21‬في المتوسط خالل الفترة ‪.0110 - 0110‬‬

‫فيما يتعلق بمساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في تحقيق معدالت النمو االقتصادي في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ ،0110 - 0110‬فقد كان كما ﻫو موضح في الجدول رقم (‪ )8.3‬أدناه‪:‬‬

‫انظر للجدول رقم (‪.)8.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫جدول رقم (‪ :)8.3‬مساهمة أهم القطاعات االقتصادية في الناتج الداخلي الخام ومعدالت النمو الحقيقي لكل‬
‫قطاع في الجزائر خالل السنوات ‪.0118 -0116 -0112 -0110‬‬

‫الوحدة‪.% :‬‬

‫المتوسط‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪3,57‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام‬

‫نسبة المساهمة في الناتج‬

‫المحروقات‬
‫‪40,25‬‬ ‫‪45,06‬‬ ‫‪45,59‬‬ ‫‪37,85‬‬ ‫‪32,51‬‬

‫‪0,55‬‬ ‫‪2,3-‬‬ ‫‪2,5-‬‬ ‫‪3,3‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي للقطاع‬

‫‪30,39‬‬ ‫‪29,16‬‬ ‫‪27,90‬‬ ‫‪30,97‬‬ ‫‪33,54‬‬ ‫نسبة المساهمة في الناتج‬

‫معدل النمو الحقيقي للخدمات خارج قطاع اإلدارة‬

‫الخدمات‬
‫‪6,82‬‬ ‫‪7,8‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪7,7‬‬ ‫‪5,3‬‬
‫العمومية‬

‫‪4,62‬‬ ‫‪8,4‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪4,0‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي لخدمات قطاع اإلدارة العمومية‬

‫‪8,17‬‬ ‫‪6,55‬‬ ‫‪7,53‬‬ ‫‪9,44‬‬ ‫‪9,18‬‬ ‫نسبة المساهمة في الناتج‬

‫الفالحة‬
‫‪0,35‬‬ ‫‪5,3-‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪1,3-‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي للقطاع‬

‫نسبة المساهمة في الناتج‬

‫بناء وأشغال‬
‫‪8,48‬‬ ‫‪8,62‬‬ ‫‪8,0‬‬ ‫‪8,29‬‬ ‫‪9,02‬‬

‫عمومية‬
‫‪9,4‬‬ ‫‪9,8‬‬ ‫‪11,6‬‬ ‫‪8,0‬‬ ‫‪8,2‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي للقطاع‬

‫‪5,88‬‬ ‫‪4,68‬‬ ‫‪5,27‬‬ ‫‪6,16‬‬ ‫‪7,41‬‬ ‫نسبة المساهمة في الناتج‬


‫الصناعة‬

‫‪-0,65‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪2,2-‬‬ ‫‪1,3-‬‬ ‫‪1,0-‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي لقطاع الصناعة العام‬

‫‪3,73‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫معدل النمو الحقيقي لقطاع الصناعة الخاص‬

‫المصدر‪ :‬نبيل بوفليح‪ " ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪،"0202 – 0222‬‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،0203 – 9‬ص ‪.49‬‬

‫تبعا لمعطيات الجدول رقم (‪ ،)8.3‬يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬قطاع المحروقات‪:‬‬
‫يعتبر قطاع المحروقات‪ ،‬القطاع الرائد والموجه لالقتصاد الجزائري والمحدد الرئيسي لمعدل النمو‬
‫بمتوسط نسبة مساﻫمة في الناتج الداخلي الخام بلغت ‪ % 40,25‬خالل السنوات‬ ‫االقتصادي فيه‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ 0110‬و‪ 0112‬و‪ 0116‬و‪ ، 0118‬وكما تبين أرقام الجدول أعاله أدى انخفاض معدل نمو قطاع‬
‫المحروقات خالل سنتي ‪ 0116‬و‪ 0118‬إلى تسجيل تباطؤ في معدالت النمو االقتصادي المسجلة في‬
‫ﻫاتين السنتين مقارنة بمعدالت النمو االقتصادي المسجلة في سنتي ‪ 0110‬و ‪ 0112‬واللتان عرفتا‬
‫معدالت نمو متزايدة نتيجة تحسن أداء قطاع المحروقات خاللهما‪ ،‬مما يعني أن االرتفاع النسبي لمعدالت‬
‫النمو االقتصادي خالل الفترة ‪( 0118 – 0110‬فترة تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي)‪ ،‬يرجع بالدرجة‬
‫األولى لزيادة معدل نمو قطاع المحروقات‪ ،‬والذي يرجع إلى االرتفاع المتواصل الذي تعرفه أسعار‬
‫المحروقات في األسواق العالمية‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الخدمات‪:‬‬
‫يعد ثاني قطاع مؤثر في معدل النمو االقتصادي إذ بلغ متوسط نسبة مساﻫمته في الناتج الداخلي الخام‬
‫للسنوات ‪ 0110‬و‪ 0112‬و‪ 0116‬و‪ ، % 30,39 :0118‬وذلك بفعل المعدالت الموجبة المحققة سواء من‬
‫طرف خدمات اإلدارات العامة أو الخدمات خارج ﻫذه األخيرة‪ ،‬فلقد كان لتطبيق سياسة اإلنعاش‬
‫االقتصادي –مخطط دعم النمو االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو‪ -‬أثر ايجابي على أداء ﻫذا‬
‫القطاع بإسهامه في تطوير قطاعي النقل واالتصاالت –تم تحرير قطاع االتصاالت سنة ‪ -0110‬دون أن‬
‫ننسى أن تحديث وتوسيع الخدمة العامة كانت من أبرز أﻫداف المخطط التكميلي لدعم النمو وﻫو ما‬
‫يفسر تسجيل ﻫذا القطاع لمعدالت نمو متزايدة نسبيا خالل الفترة محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الفالحة‪:‬‬
‫إن تأثير ﻫذا القطاع في معدل النمو االقتصادي يعد ضعيفا إذا ما قورن بكل من قطاعي المحروقات‬
‫والخدمات حيث قدر متوسط نسبة مساﻫمته في الناتج الداخلي الخام بـ‪ % 8,17 :‬خالل السنوات‬
‫‪ 0110‬و‪ 0112‬و‪ 0116‬و‪ ،0118‬ويبقى القطاع الفالحي في الجزائر شديد التأثر بالظروف المناخية‪،‬‬
‫وﻫو األمر الذي يفسر التذبذب الذي عرفته معدالت النمو المحققة في ﻫذا القطاع صعودا ونزوال رغم‬
‫أنه حصل على ما قيمته ‪ 55,9‬مليار د‪.‬ج من مخصصات مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي و‪ 311‬مليار‬
‫دج من مخصصات البرنامج التكميلي لدعم النمو‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع البناء واألشغال العمومية‪:‬‬


‫يعتبر قطاع البناء واألشغال العمومية صاحب أكبر المخصصات المالية التي جاء بها كل من مخطط‬
‫دعم اإلنعاش االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬والتي قدرت بـ‪ 210,5 :‬مليار دج و‪ 611‬مليار‬
‫دج لكل برنامج على التوالي‪ ،‬وﻫو ما ساﻫم في رفع معدالت نمو ﻫذا القطاع حيث سجل نسبة نمو بلغت‬
‫كمتوسط للسنوات األربع ‪ 0110‬و‪ 0112‬و‪ 0116‬و‪ ،0118‬غير أن متوسط نسبة مساﻫمته في‬ ‫‪%‬‬ ‫‪9,4‬‬
‫النمو االقتصادي تبقى ضعيفة إذ قدرت بـ‪ % 8,48 :‬في نفس الفترة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬قطاع الصناعة‪:‬‬
‫سجل قطاع الصناعة نسب نمو متدنية خالل الفترة ‪ 0110 - 0110‬حيث بلغ متوسط نمو القطاع‬
‫الصناعي العمومي ‪ % -0,86‬خالل الفترة ‪ ،0110 - 0110‬بينما سجل القطاع الصناعي الخاص ‪% 3,14‬‬
‫كمتوسط لمعدل النمو لنفس الفترة‪ ،‬والجدول رقم (‪ )0.3‬أدناه يوضح تطور معدالت النمو للقطاع‬
‫الصناعي الخاص والعمومي وكذا لفروع ﻫذا األخير‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0.3‬تطور معدالت نمو القطاع الصناعي الخاص وأهم فروع القطاع الصناعي العام في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪.0110 – 0110‬‬

‫الوحدة‪.% :‬‬

‫المتوسط‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110‬‬

‫‪-0,86‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪-3,9‬‬ ‫‪-2,2‬‬ ‫‪-4,5‬‬ ‫‪-1,3‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪-1,0‬‬ ‫‪-1,0‬‬ ‫قطاع الصناعة العام‬

‫‪-10,47‬‬ ‫‪-9,1‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪-2,1‬‬ ‫‪-7,6‬‬ ‫‪-14,4‬‬ ‫‪-15,7‬‬ ‫‪-20,6‬‬ ‫‪-19,1‬‬ ‫‪-12,5‬‬ ‫صناعة غذائية‬

‫صناعة الحديد‪،‬‬
‫الميكانيك‬

‫أهم فروع القطاع الصناعي العام‬


‫‪3,2‬‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪-6,9‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪-4,1‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪8,9‬‬ ‫‪7,1‬‬ ‫‪10,9‬‬

‫واإللكترونيك‬

‫‪-2,3‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪-4,4‬‬ ‫‪-3,1‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪-2,2‬‬ ‫‪-10,6‬‬ ‫‪-5,8‬‬ ‫‪-3,0‬‬ ‫صناعة كيميائية‬

‫‪-8,21‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪-1,1‬‬ ‫‪-15,0‬‬ ‫‪-14,0‬‬ ‫‪0,6‬‬ ‫‪-14,4‬‬ ‫‪-2,4‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪-14,5‬‬ ‫النسيج‬

‫‪-7,16‬‬ ‫‪-12,0‬‬ ‫‪-1,2‬‬ ‫‪-4,8‬‬ ‫‪-15,9‬‬ ‫‪-18,4‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪-7,7‬‬ ‫‪-19,3‬‬ ‫‪-0,6‬‬ ‫صناعة الجلود‬

‫‪1,53‬‬ ‫‪-1,0‬‬ ‫‪-1,6‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪-3,8‬‬ ‫‪4,8‬‬ ‫‪10,3‬‬ ‫‪-7,6‬‬ ‫‪8,4‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫مواد البناء‬

‫‪-8,01‬‬ ‫‪-21,4‬‬ ‫‪-11,9‬‬ ‫‪-6,8‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪-15,9‬‬ ‫‪-0,7‬‬ ‫‪-6,1‬‬ ‫‪0,9‬‬ ‫‪-13,1‬‬ ‫الخشب والورق‬

‫‪3,14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫قطاع الصناعة الخاص‬

‫‪Source : Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie",‬‬


‫‪2005 – 2010, p p 176 - 161 respectivement.‬‬

‫نسب نمو سلبية خالل الفترة‬ ‫سجلت أغلب الصناعات الفرعية التابع لقطاع الصناعة العام‬
‫‪ 0110 - 0110‬باستثناء صناعات الحديد والميكانيك وااللكترونيك ومواد البناء التي سجلت نسب نمو‬
‫ايجابية بلغت ‪ % 1,53 ،% 3,2‬كمتوسط سنوي خالل نفس الفترة على التوالي‪ ،‬وﻫي القطاعات التي‬
‫تأثرت إيجابا باالستثمارات العامة المنجزة ضمن إطار البرنامجين اإلنفاقيين للفترة ‪ ،0110 - 0110‬وفيما‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫يخص القطاع الصناعي الخاص تبقى معادالت نموه دون المستوى المطلوب خالل الفترة محل الدراسة‬
‫إذ بلغ متوسط نموه السنوي ‪.% 3,14‬‬

‫نظرا للنتائج التي سجلها القطاع الصناعي يمكن لنا القول أن أدائه يبقى ضعيفا ودون المستوى مقارنة‬
‫بالفرص التي تتيحها السوق المحلية خاصة مع تطبيق مخطط دعم النمو االقتصادي والبرنامج التكميلي‬
‫لدعم النمو‪ ،‬إذ أن ازدياد الطلب في إطار برامج ومشاريع ﻫذين المخططين خاصة ﻫذا األخير على‬
‫التجهيزات الصناعية بمختلف أنواعها‪ ،‬لم يقابله استجابة من طرف القطاع الصناعي المحلي سواء العام‬
‫أو الخاص منه مما أدى إلى ازدياد حجم الواردات من المواد نصف المصنعة والتجهيزات الصناعية‪،‬‬
‫كما يوضحه الجدول رقم (‪ )01.3‬بزيادة قدرﻫا ‪ % 447,05‬و‪ % 329,42‬على التوالي خالل الفترة‬
‫‪.0110 – 0110‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01.3‬تطور واردات الجزائر من المواد النصف مصنعة والتجهيزات الصناعية خالل الفترة‬
‫‪.0110 – 0110‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪9 557‬‬ ‫‪9 502‬‬ ‫‪6 678‬‬ ‫‪4 637‬‬ ‫‪3 743‬‬ ‫‪3 422‬‬ ‫‪2 683‬‬ ‫‪2 186‬‬ ‫‪1 747‬‬ ‫المواد نصف المصنعة‬

‫‪14 141‬‬ ‫‪12 344‬‬ ‫‪9 361‬‬ ‫‪8 015‬‬ ‫‪7 872‬‬ ‫‪6 681‬‬ ‫‪4 654‬‬ ‫‪4 146‬‬ ‫‪3 293‬‬ ‫التجهيزات الصناعية‬

‫‪Source : Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie",‬‬


‫‪2005 – 2010, p p 190 - 176 respectivement.‬‬

‫وتتمثل أﻫم أسباب ضعف أداء القطاع الصناعي في الجزائر في االختالالت الحادة التي عرفها ﻫذا‬
‫القطاع خالل العقود األربعة الماضية‪ ،‬بدأ بفشل إستراتيجية الصناعات المصنعة التي تم تطبيقها أثناء‬
‫الفترة الممتدة من منتصف الستينات إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي والمتمركزة أساسا على‬
‫الصناعات الثقيلة على حساب الصناعات الخفيفة وقطاعات النشاط األخرى‪ ،‬وكذا تهميش القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬ثم التراجع عن االستثمارات المنتجة الذي ميز فترة الثمانينات‪ ،‬وانتهاء باألزمة االقتصادية‬
‫والسياسية واألمني ة التي عاشتها البالد حتى نهاية التسعينات من نفس القرن وما صاحبها من ركود‬
‫اقتصادي‪ ،‬وكذا التأخر الملحوظ في تطبيق اإلصالحات الهيكلية لالقتصاد بصفة عامة‪ ،‬وعدم وضوح‬
‫الرؤية بعد فيما يتعلق بتنفيذ اإلستراتيجية الصناعية الجديدة بصفة خاصة والرامية إلى النهوض بهذا‬
‫القطاع‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم نتائج التشغيل المسجلة خالل الفترة ‪.0110 - 0110‬‬

‫كان لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر خالل الفترة ‪ 0110 - 0110‬انعكاس على حجم‬
‫العمالة‪ ،‬ولقد ساﻫمت قطاعات االقتصاد الوطني في التحسين من وضع التشغيل كما ﻫو موضح في‬
‫الجدول رقم (‪ )00.3‬أدناه‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00.3‬مساهمة أهم القطاعات االقتصادية في التشغيل في الجزائر خالل الفترة ‪.0110 - 0110‬‬
‫السنة‬
‫المتوسط‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫المؤشرات‬

‫حجم القوة العاملة‬


‫‪9 983,66‬‬ ‫‪10 544‬‬ ‫‪10 801‬‬ ‫‪10 514‬‬ ‫‪10 267‬‬ ‫‪10 027‬‬ ‫‪9 780‬‬ ‫‪9 540‬‬ ‫‪9 305‬‬ ‫‪9 075‬‬
‫( ألف شخص)‬
‫حجم القوة العاملة المشغلة‬
‫‪6 484,66‬‬ ‫‪9 472‬‬ ‫‪7 002‬‬ ‫‪6 771‬‬ ‫‪6 517‬‬ ‫‪6 222‬‬ ‫‪5 976‬‬ ‫‪5 741‬‬ ‫‪5 462‬‬ ‫‪5 199‬‬
‫(ألف عامل)‬
‫‪1 592,88‬‬ ‫‪1 242‬‬ ‫‪1 841‬‬ ‫‪1 842‬‬ ‫‪2380‬‬ ‫‪1 683‬‬ ‫‪1 617‬‬ ‫‪1 565‬‬ ‫‪1 438‬‬ ‫‪1 328‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫الفالحة‬
‫‪25,23‬‬ ‫‪13,12‬‬ ‫‪26,29‬‬ ‫‪27,20‬‬ ‫‪27,31‬‬ ‫‪27,04‬‬ ‫‪27,05‬‬ ‫‪27,26‬‬ ‫‪26,32‬‬ ‫‪25,54‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪1,17‬‬ ‫‪-32,53‬‬ ‫‪-0,05‬‬ ‫‪3,48‬‬ ‫‪5,76‬‬ ‫‪4,08‬‬ ‫‪3,32‬‬ ‫‪8,83‬‬ ‫‪8,28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪1 121,77‬‬ ‫‪1 718‬‬ ‫‪1 371‬‬ ‫‪1 261‬‬ ‫‪1 160‬‬ ‫‪1 039‬‬ ‫‪977‬‬ ‫‪907‬‬ ‫‪860‬‬ ‫‪803‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫بناء وأشغال‬
‫عمومية‬
‫‪17,12‬‬ ‫‪18,13‬‬ ‫‪19,58‬‬ ‫‪18,62‬‬ ‫‪17,79‬‬ ‫‪16,69‬‬ ‫‪16,34‬‬ ‫‪15,79‬‬ ‫‪15,74‬‬ ‫‪15,44‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪10,11‬‬ ‫‪25,30‬‬ ‫‪8,72‬‬ ‫‪8,70‬‬ ‫‪11,64‬‬ ‫‪6,34‬‬ ‫‪7,71‬‬ ‫‪5,46‬‬ ‫‪7,09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪1 520,25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1 572‬‬ ‫‪1 557‬‬ ‫‪1 542‬‬ ‫‪1 532‬‬ ‫‪1 510‬‬ ‫‪1 490‬‬ ‫‪1 503‬‬ ‫‪1 456‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫ادارة‬
‫‪22,37‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22,45‬‬ ‫‪22,99‬‬ ‫‪23,66‬‬ ‫‪24,62‬‬ ‫‪25,26‬‬ ‫‪25,95‬‬ ‫‪27,51‬‬ ‫‪28,00‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪1,10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0,96‬‬ ‫‪0,97‬‬ ‫‪0,65‬‬ ‫‪1,45‬‬ ‫‪1,34‬‬ ‫‪-0,86‬‬ ‫‪3,22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪1 825,55‬‬ ‫‪5 318‬‬ ‫‪1 688‬‬ ‫‪1 589‬‬ ‫‪1 510‬‬ ‫‪1 441‬‬ ‫‪1 349‬‬ ‫‪1 269‬‬ ‫‪1 157‬‬ ‫‪1 109‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫الخدمات خارج‬
‫اإلدارة‬
‫‪26,35‬‬ ‫‪56,14‬‬ ‫‪24,10‬‬ ‫‪23,46‬‬ ‫‪23,17‬‬ ‫‪23,15‬‬ ‫‪22,57‬‬ ‫‪22,10‬‬ ‫‪21,18‬‬ ‫‪21,33‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪32,29‬‬ ‫‪215,04‬‬ ‫‪6,23‬‬ ‫‪5,23‬‬ ‫‪4,78‬‬ ‫‪6,81‬‬ ‫‪6,30‬‬ ‫‪9,68‬‬ ‫‪4,32‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪593,11‬‬ ‫‪1 194‬‬ ‫‪530‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪515‬‬ ‫‪527‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪503‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫الصناعة‬

‫‪8,98‬‬ ‫‪12,60‬‬ ‫‪7,56‬‬ ‫‪7,70‬‬ ‫‪8,05‬‬ ‫‪8,46‬‬ ‫‪8,75‬‬ ‫‪8,88‬‬ ‫‪9,22‬‬ ‫‪9,67‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪16,31‬‬ ‫‪125,28‬‬ ‫‪1,53‬‬ ‫‪-0,57‬‬ ‫‪-0,37‬‬ ‫‪0,76‬‬ ‫‪2,54‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪0,19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪17,25‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪11,8‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪15,3‬‬ ‫‪17,7‬‬ ‫‪23,7‬‬ ‫‪25,7‬‬ ‫‪27,3‬‬ ‫معدل البطالة (‪)%‬‬

‫(‪ )3‬معدل نمو التشغيل في القطاع (‪.)%‬‬ ‫(‪ )0‬نسبة مساهمة القطاع في حجم العمالة الكلية (‪.)%‬‬ ‫(‪ )0‬حجم العمالة في القطاع (ألف عامل)‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناء على التقارير السنوية للمؤشرات االقتصادية للجزائر الصادرة عن بنك الجزائر‪ ،‬سنتي‬
‫‪.0101 ،0115‬‬

‫حسب أرقام الجدول يمكن ترتيب مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في التشغيل كما يلي‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫‪ ‬قطاع الخدمات‪:‬‬
‫لقد سجل قطاع الخدمات بشقيه اإلداري وغير اإلداري أكبر مساﻫمة في التحسين من وضع التشغيل‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الخدمات خارج قطاع اإلدارة العامة‪:‬‬


‫يعد ﻫذا القطاع أكبر قطاع مساﻫم في حجم القوة العاملة المشتغلة الكلية بمتوسط نسبة مساﻫمة بلغت‬
‫‪ % 26,35‬خالل الفترة ‪ ، 0110 – 0110‬إذ ارتفع عدد عمال قطاع الخدمات خارج اإلدارة إلى ‪5 318‬‬
‫ألف عامل سنة ‪ 0110‬بعدما كان ‪ 1 109‬ألف عامل سنة ‪ 0110‬أي بنسبة زيادة قدرﻫا ‪% 379,53‬‬
‫وبمتوسط معدل نمو سنوي قدر بـ‪ % 32,29 :‬لنفس الفترة‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الخدمات اإلداري العام‪:‬‬


‫يعد قطاع الخدمات اإلداري من بين أﻫم القطاعات المساﻫمة في التشغيل‪ ،‬إذ قدر متوسط نسبة‬
‫مساﻫمته في حجم القوة المشتغلة الكلية خالل الفترة ‪ 0118 – 0110‬بـ‪ ،% 22,37 :‬إذ ارتفع عدد‬
‫العمال في ﻫذا القطاع من ‪ 1 456‬ألف عامل سنة ‪ 0110‬إلى ‪ 1 572‬ألف عامل سنة ‪ 0118‬بنسبة زيادة‬
‫قدرﻫا ‪.% 7,96‬‬

‫تفسر النتائج التي حققها قطاع الخدمات بصفة عامة إلى التوسع الذي سجلته كل من قطاعات التجارة‬
‫والنقل واالتصاالت‪ ،‬وكذا األﻫمية التي حضي بها قطاع الخدمات في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫والذي يهدف إلى تحديث وتوسيع الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الفالحة‪:‬‬
‫يعتبر قطاع ا لفالحة ثاني القطاعات المساﻫمة في زيادة حجم العمالة بمتوسط نسبة مساﻫمة بلغت‬
‫‪ % 25,23‬وتقليص معدالت البطالة خالل الفترة ‪ ،0110 – 0110‬ففي الفترة ‪ ،0112 – 0110‬ارتفع‬
‫حجم العمالة في ﻫذا القطاع بـ‪ 289 000 :‬عامل‪ ،‬وذلك راجع إلى األثر االيجابي لمخصصات مخطط‬
‫دعم اإلنعاش االقتصادي على القطاع الفالحي‪ ،‬أما خالل الفترة ‪ 0110 – 0115‬فقد عرف فيها نمو حجم‬
‫العمالة في قطاع الفالحة تذبذبا نظرا للظروف المناخية الصعبة إذ انخفضت نسبة نمو حجم العمالة في‬
‫القطاع من ‪ % 4,08‬سنة ‪ 0115‬إلى ‪ % -32,53‬سنة ‪ ، 0110‬وانخفضت نسبة مساﻫمته في حجم القوة‬
‫العاملة المشتغلة الكلية من ‪ % 25,54‬سنة ‪ 0110‬إلى ‪ % 13,12‬سنة ‪.0110‬‬

‫‪ ‬قطاع البناء واألشغال العمومية‪:‬‬


‫استفاد ﻫذا القطاع من الحصة األكبر ضمن مخصصات مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‬
‫(‪ 001.5‬مليار دج) ‪ ،‬ولقد ساﻫمت المشاريع المدرجة في إطار برنامج الهياكل الكبرى والمنشآت القاعدية‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫في زيادة حجم العمالة خالل الفترة ‪ 0112 – 0110‬بمتوسط معدل نمو سنوي بلغ ‪ ،% 6,75‬إذ زاد حجم‬
‫العمالة في ﻫذا القطاع سنة ‪ 0112‬بنسبة ‪ % 21,6‬مقارنة بما كان عليه سنة ‪.0110‬‬

‫أما الفترة ‪ 0110 – 0115‬فقد ارتفع فيها معدل نمو حجم القوة العاملة المشتغلة في ﻫذا القطاع إلى‬
‫‪ % 25,30‬سنة ‪ 0110‬بعدما كان ‪ % 6,34‬سنة ‪ 0115‬كما ارتفعت مساﻫمة ﻫذا القطاع في حجم العمالة‬
‫الكلي إلى ‪ % 18,13‬سنة ‪ 0110‬بعدما كانت ‪ % 16,69‬سنة ‪ ،0115‬ويرجع تحسن وضع حجم العمالة‬
‫في ﻫذا القطاع إلى المخصصات المالية التي حظي بها ﻫذا القطاع خالل ﻫذه الفترة في إطار برنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو والمقدرة بـ‪ 1 703,1 :‬مليار دج‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الصناعة‪:‬‬
‫تعد معدالت نمو حجم العمالة المحققة في ﻫذا القطاع أضعف المعدالت المسجلة خالل الفترة‬
‫‪ ، 0110 – 0110‬فخالل السنوات الثمانية األولى لهذه الفترة لم تتجاوز نسبة زيادة حجم القوة العاملة‬
‫المشتغلة في ﻫذا القطاع ‪ ،% 5,36‬وبمتوسط معدل نمو بلغ ‪ % 16,31‬خالل الفترة ‪0110 - 0110‬‬
‫وبمتوسط نسبة مساﻫمة في حجم القوة العاملة المشتغلة بلغت ‪ % 8,98‬خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫وتعود ﻫذه النتائج إلى المشاكل الهيكلية والتمويلية التي يعاني منها القطاع الصناعي العمومي‬
‫والخاص‪ ،‬مع العلم أن ﻫذا القطاع يعد القطاع الرئيسي القادر على توفير فرص عمل حقيقية ودائمة‬
‫وتحقيق معدالت نمو مستدامة للناتج والعمالة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة في نهاية ﻫذا المطلب‪ ،‬إلى أن األثر االيجابي للتوسع في اإلنفاق العام على التشغيل‬
‫في الجزائر خالل الفترة ‪ ،0110 – 0110‬إنما ﻫو أثر ظرفي وغير مستدام‪ ،‬فمناصب الشغل المحققة في‬
‫إطار القطاع الف الحي تبقى مرتبطة بالظروف المناخية‪ ،‬أما تلك المحققة في إطار قطاع البناء واألشغال‬
‫العمومية تبقى مرتبطة بالتدخل الحكومي من خالل المشاريع المبرمجة في ﻫذا القطاع‪ ،‬كما أن وضعية‬
‫اإلنتاج الوطني عموما وعدم تجاوب قطاع الصناعة مع السياسة المطبقة‪ ،‬أدى إلى تنامي مختلف أنواع‬
‫الواردات بشكل كبير‪ ،‬حيث ارتفعت واردات الجزائر من السلع خالل الفترة ‪ 0110 - 0110‬كما‬
‫يوضحه الجدول رقم (‪ )00.3‬أدناه‪:‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00.3‬تطور واردات الجزائر خالل الفترة ‪.0110 – 0110‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪37,40 37,99‬‬ ‫‪26,35‬‬ ‫‪20,68‬‬ ‫‪19,57‬‬ ‫‪17,95‬‬ ‫‪13,32‬‬ ‫‪12,01‬‬ ‫‪9,48‬‬ ‫الواردات‬

‫‪-1,55‬‬ ‫‪44,17‬‬ ‫‪27,41‬‬ ‫‪5,67‬‬ ‫‪9,02‬‬ ‫‪34,75‬‬ ‫‪10,90‬‬ ‫‪26,68‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل نمو الواردات (‪)%‬‬

‫– ‪Source : Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie", 2005‬‬


‫‪2010, p p 189 - 174 respectivement.‬‬

‫إن ارتفاع حجم الواردات من ‪ 9,48‬مليار دوالر أمريكي سنة ‪ 0110‬إلى ‪ 37,40‬مليار دوالر أمريكي‬
‫سنة ‪ 0110‬أي بنسبة زيادة ‪ % 294,51‬خالل الفترة ‪ ،0110 – 0110‬ما ﻫو إال دليل على عدم مرونة‬
‫العرض الداخلي الكلي أمام الزيادة المسجلة في الطلب الداخلي الكلي‪ ،‬فارتفاع حجم الواردات ما جاء إال‬
‫ليغطي الزيادة الحاصلة في الطلب الداخلي الكلي‪ ،‬والتي عجز الجهاز اإلنتاجي الوطني عن تغطيتها‪.‬‬

‫عدم مرونة العرض الكلي وتجاوبه مع الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي في الجزائر‪ ،‬و الزيادة‬
‫القوية المسجلة في حجم االستيراد‪ ،‬ستعرقل آلية تأثير التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل‪ ،‬وتبقى‬
‫النتائج المحققة في ﻫذا المجال أقل من المستوى الموافق لهذا اإلنفاق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للبرنامج الخماسي ‪.0102 – 0101‬‬

‫مواصلة للسياسة السابقة‪ ،‬صادق مجلس الوزراء في الجزائر بتاريخ ‪ 02‬ماي من سنة ‪ 0101‬على‬
‫(‪)1‬‬
‫يمس قطاعات عديدة ألجل حفز الطلب‬ ‫برنامج إنفاقي بحجم ‪ 21 214‬مليار دج (‪ 086‬مليار دوالر)‪،‬‬
‫الداخلي الكلي‪ ،‬وبالتالي تحقيق الطلب على وسائل اإلنتاج بما في ذلك اليد العاملة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قوام برنامج التنمية االقتصادية واالجتماعية للفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫قدر المبلغ المخصص للبرنامج الخماسي ‪ 0102 – 0101‬بـ‪ 21 214 :‬مليار دج‪ ،‬ولقد وزع على‬
‫ستة محاور كما يوضحها الجدول رقم (‪ )03.3‬التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬نبيل بوفليح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03.3‬توزيع الغالف المالي للبرنامج الخماسي المطبق في الجزائر خالل الفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫المبالغ المخصصة لكل محور‬


‫المحاور‬
‫(مليار دج)‬
‫‪10 122‬‬ ‫التنمية البشرية‬
‫‪6 448‬‬ ‫المنشآت االساسية‬
‫‪1 666‬‬ ‫تحسين الخدمة العمومية‬
‫‪1 566‬‬ ‫التنمية االقتصادية‬
‫‪360‬‬ ‫مكافحة البطالة‬
‫‪250‬‬ ‫البحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال‬

‫‪Source : Les services du Premier Ministre, "annexe a la déclaration de politique générale, Octobre‬‬
‫)‪2010, plusieurs pages consultées, sur le site www.premier-ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39‬‬

‫نالحظ من خالل أرقام الجدول أن التنمية البشرية تستهلك حوالي نصف قيمة االستثمارات العمومية‬
‫المسخرة للفترة ‪ ،0102 – 0101‬وذلك بما يعادل ‪ 10 122‬مليار دج‪ ،‬والهدف من ذلك ﻫو تزويد البالد‬
‫بموارد بشرية مؤﻫلة وضرورية لتنميتها االقتصادية‪.‬‬

‫المنشآت األساسية حظيت بمخصص مالي قدرت قيمته بـ‪ 6 448 :‬مليار دج‪ ،‬ويأتي ﻫذا مواصلة‬
‫للمجهودات التي بذلت في ﻫذا الجانب في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬نظرا لما للمنشآت‬
‫األساسية من دور في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد‪.‬‬

‫الخدمة العمومية‪ ،‬التنمية االقتصادية والبحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال استفاد كل منها‬
‫على التوالي على ‪ 1 666‬مليار دج‪ 1 566 ،‬مليار دج‪ 051 ،‬مليار دج‪ ،‬أما مكافحة البطالة فقد استفادت‬
‫على ‪ 361‬مليار دج وفيما يلي تفصيل لهذه األخيرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقي بالتشغيل ومحاربة البطالة ضمن إطار البرنامج الخماسي ‪:0102 – 0101‬‬

‫إن التحسين من وضع التشغيل والتخفيض من معدالت البطالة يعد من أﻫم األﻫداف التي يصبو إليها‬
‫البرنامج الخماسي ‪ ،0102 – 0101‬وذلك نظرا لحجم مناصب الشغل التي سيتم استحداثها سنويا من قبل‬
‫الهيئات واإلدارات العمومية لمرافقة المنشآت األساسية الجديدة المستلمة‪ ،‬ضف إلى ذلك مناصب الشغل‬
‫التي ستحدثها مختلف القطاعات االقتصادية سنويا بالنظر إلى أﻫمية البرامج االستثمارية العمومية‬
‫الجديدة‪ ،‬زيادة إلى القروض المصغرة الستحداث المؤسسات المصغرة وبرامج اإلدماج المهني‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫كما أن الهدف المعلن في إطار ﻫذا البرنامج‪ ،‬يتمثل في استحداث ثالثة (‪ )13‬ماليين منصب شغل‬
‫جديدة‪ ،‬منها مليون ونصف منصب شغل في إطار مناصب الشغل المؤقتة‪ ،‬وخفض معدل البطالة إلى أقل‬
‫(‪)1‬‬
‫من ‪ % 0‬خالل الفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫في ﻫذا اإلطار‪ ،‬ستتميز الفترة ‪ 0102 - 0101‬بمواصلة مجهودات التنمية من خالل تنفيذ برنـامج‬
‫االستثمار العمومي الذي خصص له ‪ 086‬مليار دوالر وباالستمرار في تنفيذ مخطط العمل لترقية‬
‫التشغيل ومحاربة البطالة‪ .‬وعليه‪:‬‬

‫‪ .1‬فيما يخص االستثمار في القطاع االقتصادي المحدث لمناصب الشغل‪:‬‬


‫سيواصل برنامج االستثمار العمومي امتياز القطاعات المحدثة لمناصب الشغل كالسكن والعمران‬
‫واألشغال العمومية والنقل والموارد المائية والتي تشمل حوالي ‪ % 20‬من البرنامج الجديد للفترة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 0102 – 0101‬بمبلغ ‪ 11 648‬مليار دج‪.‬‬

‫سيسمح ﻫذا الحجم من االستثمار بإنجاز المشاريع الكبرى الخاصة بالهياكل القاعدية التي تتطلب‬
‫يد عاملة مكثفة مثل‪:‬‬

‫‪ ‬إنجاز برنامج مليون وحدة سكنية؛‬

‫‪ ‬إنهاء مشروع الطريق السريع شرق – غرب ووضع جهاز تسيير وصيانة ﻫذا األخير؛‬

‫‪ ‬إنجاز قدرات جديدة لحشد المياه ال سيما من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬إنجاز محطات تحلية مياه البحر؛‬

‫‪ -‬إنجاز سدود جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير وعصرنة شبكة السكك الحديدية‪.‬‬

‫حسب الوزارة المكلفة بالتشغيل فإنه سيتم في إطار ﻫذا البرنامج إحداث ‪ 278 000‬منصب شغل‬
‫كمعدل سنوي‪ ،‬كما سيولي ﻫذا البرنامج اﻫتماما خاصا لقطاع الصناعة من خالل‪ ،‬التطوير األساسي‬
‫للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة بإنشاء ‪ 20 000‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة خالل الفترة وكذا ديناميكية‬
‫آليات ضمان القرض لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وﻫو ما سيسمح بإنشاء أكثر من ‪66 000‬‬
‫(‪)3‬‬
‫منصب شغل كمعدل متوسط في السنة في الفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫‪ 1‬زﻫير بطاش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Les services du Premier Ministre, "annexe a la déclaration de politique générale, op.cit, plusieurs pages consultées.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫في ﻫذا اإلطار وحسب نفس المصدر‪ ،‬فإن برنامج االستثمار العمومي للفترة ‪ 0102 - 0101‬يرتقب‬
‫غالف مالي يقدر بـ‪ 2 000 :‬مليار دج فيما يتعلق بتخفيض القروض البنكية الموجهة لتمويل التنمية‬
‫الصناعية‪ .‬أما فيما يتعلق بقطاع الفالحة‪ ،‬ترتكز التوقعات على استحداث ما يقارب ‪ 225 000‬منصب‬
‫شغل في السنة خالل الفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫إضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فإن الوزارات المكلفة بالتربية الوطنية والتعليم العالي تتوقع‪ ،‬إنشاء‬
‫‪ 173 000‬منصب شغل خالل الفترة ‪ ،0102 – 0101‬أي بمعدل سنوي يقدر بـ‪ 34 675 :‬منصب‬
‫شغل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .2‬فيما يخص ترقية تشغيل الشباب‪:‬‬
‫سيتم منح اﻫتمام خاص لبطالة الشباب والتكفل بها في أحسن الظروف‪ ،‬وذلك في إطار البرنامج‬
‫الخماسي ‪.0102 - 0101‬‬

‫وفي ﻫذا اإلطار‪ ،‬خصص غالف مالي يقدر بـ‪ 351 :‬مليار دج للفترة ما بين ‪ 0102 - 0101‬من‬
‫أجل مرافقة اإلدماج المهني لخريجي الجامعات والتكوين المهني وكذا لدعم المؤسسات المصغرة وتمويل‬
‫أجهزة التشغيل المؤقت‪.‬‬

‫تنصب األﻫداف المتخذة من طرف الوزارة المكلفة بالتشغيل على‪:‬‬

‫أ‪ .‬إنشاء المؤسسات المصغرة‪:‬‬


‫إنشاء ‪ 45 000‬مؤسسة مصغرة سنويا بالنسبة لجهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪ ،‬ما يؤدي إلى توفير ‪ 113 000‬منصب شغل مباشر كمعدل سنوي‬
‫أي بمجموع يفوق ‪ 550 000‬منصب شغل في الفترة ‪.0102 - 0101‬‬

‫ب‪ .‬اإلدماج المهني‪( :‬جهاز المساعدة على اإلدماج المهني )‬


‫إدماج ‪ 300 000‬عارض عمل مبتدئ كمعدل سنوي‪ ،‬أي بمجموع ‪ 1 500 000‬مدمج للخماسية‬
‫القادمة‪.‬‬

‫ج‪ .‬وفيما يخص تحسين تسيير سوق الشغل‪:‬‬


‫تنصب األﻫداف المحددة في مجال الوساطة على إدماج ‪ 200 000‬طالب شغل (خارج جهاز المساعدة‬
‫على اإلدماج المهني) كمعدل سنوي‪ ،‬من طرف الوكالة الوطنية للتشغيل وﻫذا في القطاع االقتصادي‬
‫أي بمعدل إجمالي يقدر بـ‪ 1 000 000 :‬طالب شغل خالل الفترة ‪.0102 – 0101‬‬

‫األرقام الواردة في ﻫذه الفقرة مستقاة من‪ :‬مداخلة السيد طيب لوح‪ ،‬وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬في الملتقى الجهوي وسط‬ ‫‪1‬‬

‫جوان ‪.0101‬‬ ‫‪10‬‬ ‫إلطارات قطاع التشغيل‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫كما أن تقديرات السلطات المعنية تبين أن تحقيق ﻫذه األﻫداف يتطلب المحافظة على متوسط معدل نمو‬
‫سنوي خارج قطاع المحروقات في حدود ‪ % 16‬خالل الفترة ‪ ،0102 – 0101‬وفي ﻫذا الشأن‪ ،‬فإن‬
‫النمو االقتصادي سيستمر في االعتماد على قطاعات تستقطب أكبر عدد من اليد العاملة كقطاع البناء‬
‫والشغال العمومية‪ ،‬وقطاع الخدمات وقطاع الفالحة‪.‬‬

‫غير أن تنفيذ برنامج إعادة االعتبار وتطوير وسيلة اإلنتاج الصناعي الوطني‪ ،‬والذي نلحظ انه قد اخذ‬
‫حصة من ﻫذا البرنامج على عكس البرنامجين اللذان سبقاه أال وﻫما مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي‬
‫والبرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬ال بد له أن يساﻫم بتوسيع بصفة معتبرة مساﻫمة ﻫذا القطاع في النمو‬
‫االقتصادي وبالتالي التشغيل‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام ‪.0101 – 0111‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫يمكن لنا أن نستخلص في نهاية ﻫذا الفصل النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي الوطني‪ ،‬فالزيادة الحاصلة في الطلب الكلي لم تؤد إلى زيادة‬
‫مكافئة في العرض الكلي وﻫو ما أدى إلى ارتفاع حجم الواردات؛‬
‫‪ .2‬يبقى أداء االقتصاد الجزائري مرﻫونا بأداء قطاع المحروقات على الرغم من الجهود المبذولة‬
‫ألجل تحرير االقتصاد الوطني من تبعيته لهذا القطاع؛‬
‫‪ .3‬االنعكاس االيجابي للتوسع في اإلنفاق العام على التشغيل‪ ،‬ﻫو انعكاس ظرفي غير مستدام في‬
‫ظل عدم مرونة العرض الكلي والتبعية لقطاع المحروقات‪.‬‬
‫بناء على ﻫذه النتائج‪ ،‬يمكننا القول أن التوسع في اإلنفاق العام من طرف الحكومة الجزائرية خالل‬
‫الفترة ‪ ،0110 – 0110‬والذي كان يهدف من ورائه الرفع من معدالت النمو االقتصادي والتشغيل لم يكن‬
‫له األثر المأمول‪ ،‬وﻫذا بسبب ضعف أداء الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬فعوض أن تؤدي المبالغ المالية المنفقة إلى‬
‫رفع عرض اإلنتاج الوطني – خاصة الفالحي والصناعي منه‪ -‬نجدﻫا قد أدت إلى الرفع من فاتورة‬
‫الواردات من السلع خاصة منها السلع االستهالكية والمواد نصف المصنعة والتجهيزات الصناعية‪ .‬ضف‬
‫إلى ذلك النسبة العالية لمساﻫمة قطاع المحروقات في تكوين الناتج الداخلي الخام‪ ،‬والتي تفوق نسبة‬
‫‪ % 21‬كمتوسط خالل الفترة المعنية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يبقى التشغيل في الجزائر خاضعا بالدرجة األولى إلى نسب النمو االقتصادي المحققة والتي‬
‫تخضع بدورﻫا إلى حركة أسعار البترول في السوق الدولية‪ ،‬ليكون بذلك قطاع المحروقات المؤثر‬
‫الرئيسي على العمالة الكلية في االقتصاد الجزائري بما يوفره من موارد مالية توجه لتمويل االقتصاد‬
‫الوطني ككل‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الخاتمة العامة‪:‬‬

‫من خالل دراستنا وتحليلنا لموضوع "سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪ ،"0101 – 0111‬دراسة لمساﻫمة سياسات التشغيل في معالجة اختالل سوق العمل في الجزائر‪ ،‬بدراسة‬
‫واقع ﻫذه السياسات في إطار اإلمكانيات المالية المرصودة خالل الفترة ‪ ،0101 – 0111‬إضافة إلى‬
‫دراسة تطور ﻫذا السوق وكذا أجهزة وبرامج سياسات التشغيل المطبقة في الجزائر‪ ،‬خلصنا إلى جملة‬
‫من النتائج التي من خاللها يمكن تأكيد صحة أو خطأ الفرضيات‪ ،‬ومن ثم اإلجابة على إشكالية‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫نتائج البحث‪:‬‬

‫خلصت ﻫذه المذكرة إلى مجموعة من النتائج ﻫي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬يتبين لنا من خالل اإلحصائيات الرسمية المعتمد عليها في ﻫذا البحث أن مؤشرات سوق العمل في‬
‫الجزائر خالل العشرية األولى من القرن الواحد والعشرين قد شهدت تحسنا ملحوظا‪ ،‬وذلك بارتفاع‬
‫معدل العمالة إلى ‪ % 37,6‬وانخفاض معدل البطالة إلى ‪ % 01‬سنة ‪ 0101‬بعدما كانا سنة ‪:0110‬‬
‫‪ % 29,8‬و‪ % 27,30‬على التوالي؛‬
‫‪ .2‬المعلومة اإلحصائية في بالدنا بحاجة إلى مصداقية‪ ،‬وذلك بسبب التضارب واالختالف الذي تعرفه‬
‫ﻫذه المعلومة من مصدر آلخر وحتى في بعض األحيان من المصدر ذاته‪ ،‬وﻫذا نتيجة عدم فعالية‬
‫نظام المعلومات في الجزائر بصفة عامة والمتعلق منه بسوق العمل بصفة خاصة؛‬
‫‪ .3‬يفقد كل من معدل التشغيل ومعدل البطالة داللتهما في ظل تنامي مساﻫمة القطاع غير الرسمي في‬
‫التشغيل‪ ،‬ألن حساب ﻫذين المعدلين ال يضم فئة المشتغلين في ﻫذا القطاع؛‬
‫‪ .4‬انتشار العمل غير الرسمي إضافة إلى بروز أنماط جديدة للعمل كالعمل المؤقت أدى إلى توسع نطاق‬
‫العمل غير الالئق؛‬
‫‪ .5‬سوء التنسيق بين مختلف أجهزة الشغل وتداخل المهام فيما بينها ﻫو ما ينقص من مدى فعاليتها في‬
‫تحقيق أﻫدافها؛‬
‫‪ .6‬ضعف مساﻫمة القطاع الصناعي في التشغيل ‪-‬وﻫو ما لحظناه من خالل دراستنا ﻫذه‪ -‬رغم أنه‬
‫القطاع الوحيد القادر على التحسين من أوضاع عدة على رأسها التشغيل والضمان لهذه التحسينات‬
‫االستمرارية واالستدامة؛‬
‫‪ .7‬التوسع في اإلنفاق العام في الجزائر ال يتناسب مع الوضع االقتصادي الذي تعيشه البالد بالنظر لعدم‬
‫مرونة الجهاز اإلنتاجي؛‬

‫‪160‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ .8‬تأثير التوسع في اإلنفاق العام على معدالت النمو وبالتالي على التشغيل تأثير غير مستدام ألنه يتحدد‬
‫أساسا بمستوى أداء قطاع المحروقات؛‬
‫‪ .9‬نقص كفاءة وفعالية القطاع الصناعي‪ ،‬ارتباط القطاع الفالحي بالظروف المناخية‪ ،‬عدم مسايرة‬
‫المنظومة المصرفية واألجهزة اإلدارية الحكومية لإلجراءات والتدابير المتخذة سيؤدي حتما إلى‬
‫التقليل من النتائج المترتبة عن ﻫذا التوسع‪.‬‬

‫اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫بناء على النتائج المتوصل إليها تم التأكيد على صحة فرضيات الدراسة الثالث‪.‬‬

‫‪ .1‬بخصوص الفرضية األولى‪:‬‬

‫والتي كان نصها كالتالي‪" :‬يرتبط تحسن وضع سوق العمل في الجزائر باألداء الجيد لالقتصاد‪".‬‬
‫نقول‪:‬‬

‫يعرف سوق العمل في الجزائر وكذا االقتصاد الوطني خالل الفترة ‪:0101 – 0111‬‬

‫ارتفاعا في معدالت التشغيل وانخفاضا في معدالت البطالة؛‬ ‫أ‪.‬‬


‫ب‪ .‬ﻫشاشة في مناصب الشغل المنشأة؛‬
‫ج‪ .‬ظهور سوق موازية للعمل؛‬
‫د‪ .‬االعتماد على اإلنفاق العام في تمويل االستثمارات العمومية؛‬
‫ه‪ .‬ارتباط ﻫذه النفقات بعائدات المحروقات؛‬
‫و‪ .‬ضعف األداء االقتصادي‪ ،‬والذي يتجلى من خالل عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي –في ظل عدم‬
‫كفاءة القطاع الصناعي‪ ،-‬والذي أدى إلى عدم تنوع االقتصاد الجزائري‪ ،‬وﻫو األمر الذي‬
‫يبقيه مرتبطا بعائدات المحروقات في ظل عدم إمكانية زيادة حجم الصادرات خارج ﻫذه‬
‫األخيرة؛‬
‫ز‪ .‬ﻫيمنة القطاع العام على النشاط االقتصادي‪ ،‬وﻫو أمر ال مبرر له بعد تخلي الجزائر عن‬
‫النظام االشتراكي وتبنيها لنظام اقتصاد السوق‪.‬‬

‫وكما رأينا من خالل بحثنا‪ ،‬فإن مثل ﻫذه األوضاع ال تضمن االستقرار الدائم لالقتصاد الجزائري بما‬
‫في ذلك سوق العمل‪ ،‬فعلى الرغم من تحسن مؤشرات سوق العمل الجزائري –من الناحية الكمية‪ -‬خالل‬
‫الفترة ‪ ،0101 – 0111‬وعلى الرغم من المبالغ المالية الضخمة المنفقة على االستثمارات العمومية بهدف‬
‫الرفع من مستوى النمو االقتصادي والتشغيل‪ ،‬يبقى ﻫذا السوق عرضة لالختالل في ظل المعالجة‬
‫االجتماعية لقضية الشغل والبطالة وﻫيمنة قطاع المحروقات وضعف أداء الجهاز اإلنتاجي الوطني‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ .2‬أما بخصوص الفرضية الثانية‪:‬‬

‫والتي نصها ﻫو‪ " :‬كسب تحدي التشغيل يتطلب وضع سياسات تشغيل نشطة على مستوى كل من‬
‫السياسات االقتصادية الكلية وسياسات سوق العمل‪ ".‬نقول‪:‬‬

‫سياسات التشغيل‪ ،‬ليست تلك السياسات المتعلقة بسوق العمل فقط بل تتعداﻫا لتشمل السياسات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬وﻫو ما حاولنا إبرازه من خالل الفصل الثاني والثالث من ﻫذا البحث‪.‬‬
‫أ‪ .‬السياسات االقتصادية الكلية‪:‬‬

‫كما سبق ورأينا فان ﻫناك أنواع عدة للسياسات االقتصادية‪ ،‬ونحن من خالل بحثنا ركزنا على نوع‬
‫واحد منها أال وﻫي "سياسة اإلنعاش االقتصادي"‪ ،‬ولقد حاولنا تبيين أثر ﻫذه السياسة على عالم الشغل‪،‬‬
‫والذي يتجلى من خالل رفع الطلب الكلي ثم اإلنتاج فالتشغيل‪.‬‬

‫إضافة إلى الدور الذي يلعبه كل قطاع اقتصادي في التشغيل من خالل ما يخلقه من مناصب شغل‪،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة ﻫنا إلى أن ﻫناك قطاعات اقتصادية يكون لسياساتها بالغ األثر على سوق العمل‪،‬‬
‫كسياسة قطاع التربية الوطنية وقطاع التعليم والتكوين المهنيين وقطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪. ...‬‬

‫ب‪ .‬سياسات سوق العمل‪:‬‬

‫ولقد ركزنا على ﻫذا النوع من السياسات من خالل الفصل الثاني‪ ،‬الذي حاولنا من خالله سرد أﻫم‬
‫األجهزة والبرامج المعتمدة في الجزائر‪ ،‬ولقد رأينا من خالل عرضنا النتائج التي حققتها ﻫذه األجهزة‬
‫والبرامج بخصوص الشغل‪ ،‬والتي تبقى على الرغم من أﻫميتها أقل من المأمول خاصة في ظل‬
‫اإلمكانيات والجهود المبذولة‪.‬‬

‫كما أننا الحظنا من خالل دراستنا أن ﻫذه السياسات تتميز بكونها سياسات غير كفيلة بتحقيق نمو‬
‫اقتصادي دائم خالق للثروة والشغل‪ ،‬وﻫو األمر الذي يدعوا الجزائر إلى وضع سياسات تشغيل نشطة‬
‫تجعل من االقتصاد منشئا لمناصب الشغل وفقا لمعايير اقتصادية‪.‬‬

‫‪ .3‬أما بخصوص الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫والتي تعتبر أن " تأثير التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل مرهون بمدى تأثير هذا التوسع‬
‫على الناتج‪ ".‬نقول‪:‬‬

‫كما رأينا من خالل البحث فإن النظرية االقتصادية تبين كما يبين الواقع االقتصادي أن فعالية اإلنفاق‬
‫العام في تحقيق األﻫداف التوسعية تتطلب مرونة الجهاز اإلنتاجي‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫وبهذا الخصوص‪ ،‬فإن الجهاز اإلنتاجي الجزائري غير كفء‪ ،‬رغم كل الجهود المبذولة خالل الفترة‬
‫‪ ،0101 – 0111‬في ظل غياب االستثمار الخاص بشقيه الوطني واألجنبي وكذا ضعف إنتاجية قطاع‬
‫الشغل الذي يبدو أنه يعتمد على الوظيفة العمومية أكثر مما يعتمد على الوظيفة اإلنتاجية‪ ،‬ضف إلى ذلك‬
‫ضعف أداء القطاع الصناعي العمومي أما القطاع الصناعي الخاص فهو األخر يعاني من صعوبات‬
‫المنافسة والمواصفات‪ ،‬فقط ﻫي قطاعات الخدمات والبناء واألشغال العمومية والفالحة من استجابت‬
‫لمحدد النمو‪.‬‬

‫عجز اآللة اإلنتاجية الوطنية على تغطية الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي خالل الفترة المعنية أدى‬
‫إلى ارتفاع الطلب على الواردات‪ ،‬وأمام ﻫذا الواقع تتأكد عدم فعالية ضخ السيولة في المشاريع الكبرى‬
‫وتمويل مختلف آليات الدعم‪ ،‬لفشلها في تنشيط الجهاز اإلنتاجي الوطني الذي من شأنه وحده ضمان‬
‫استمرارية النمو والتشغيل وذلك بتحرير االقتصاد الجزائري من التبعية لقطاع المحروقات والخارج‪.‬‬

‫االقتراحات‪:‬‬

‫ما يميز سوق العمل في الجزائر ﻫو نمط التشغيل المرتكز على النمو االقتصادي المتولد عن استغالل‬
‫الموارد الطبيعية (البترول والغاز)‪ ،‬وكذلك االعتماد المفرط على القطاع العام في خلق فرص الشغل‪،‬‬
‫إضافة إلى سوء مناخ االستثمار ومحدودية دور القطاع الخاص وغياب سياسة واضحة المعالم لدمج‬
‫القطاع غير الرسمي في التنمية االقتصادية‪ ،‬تبعا لهذا الواقع ورغبة منا في إكساب بحثنا فائدة أكبر‪،‬‬
‫يمكن تقديم بعض االقتراحات‪ ،‬وذلك على مستويين كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬على مستوى السياسات االقتصادية الكلية‪:‬‬


‫‪ .1‬ضرورة العودة لمفهوم السياسة التنموية والنظرة اإلستراتيجية الكلية والبعيدة المدى لالقتصاد‬
‫والمجتع؛‬
‫‪ .2‬اعتماد سياسات شاملة ومتكاملة تهدف إلى تحويل نشاط االقتصاد غير الرسمي إلى االقتصاد‬
‫الرسمي؛‬
‫‪ .3‬تطوير السياسات القطاعية المتعلقة بالتعليم والتكوين والتمهين والتعليم العالي والبحث العلمي‬
‫والربط بينها وبين متطلبات سوق العمل؛‬
‫‪ .4‬تطوير الطاقات اإلنتاجية الوطنية‪ ،‬القائمة أساس على تطوير قطاع الصناعة؛‬
‫‪ .5‬دعم وتشجيع القطاعات اإلنتاجية وخاصة في المجاالت كثيفة العمالة كالقطاع الزراعي‬
‫والسياحي والصناعي‪ ،‬شريطة أن تتناسب المزايا والحوافز المقررة له مع حجم ما يوفره من‬
‫فرص للعمالة المحلية؛‬

‫‪163‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ .6‬حماية المنتوج الوطني بوضع قيود إدارية على التجارة الخارجية لصالح المؤسسة االقتصادية‬
‫الوطنية؛‬
‫‪ .7‬تشجيع الصناعات المعدة للتصدير برفع كل الحواجز على االستثمار المنتج خاصة في‬
‫قطاعي الفالحة (الصناعات الغذائية) والصناعة‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى سياسات سوق العمل‪:‬‬
‫‪ .1‬اعتماد سياسات التشغيل النشطة التي تهدف إلنشاء مواقع شغل الئقة؛‬
‫‪ .2‬تحسين إدارة سوق العمل وذلك بإنشاء ودعم وتطوير إدارات التشغيل وﻫيئات المراقبة‬
‫والتفتيش الخاصة بتنظيم سوق العمل خاصة تلك المتعلقة بالضرائب واالشتراكات االجتماعية‬
‫وتفتيش العمل‪ ،‬وﻫذا بهدف تعميم شروط العمل الالئق؛‬
‫‪ .3‬تحديد المهام بدقة لمختلف أجهزة الشغل لتجنب تداخل المهام فيما بينها وألجل ضمان التكامل‬
‫فيما بينها ألجل التحسين من واقع الشغل في البالد وألجل استغالل أكفأ للموارد المالية؛‬
‫‪ .4‬انطالقا من مبدأ أن المؤسسة االقتصادية ﻫي المكان الطبيعي إلحداث فرص العمل فمن‬
‫الواجب أن توفر لها ظروف ﻫذا النجاح من حيث التسهيالت و المزايا إلحداث فرص العمل‬
‫وتطوير التكوين وتحسين القدرة التنافسية وتشجيع االستثمار؛‬
‫‪ .5‬وضع نظام معلوماتي فعال ودقيق لسوق العمل يسهل من اتخاذ سياسات تتماشى وظروف‬
‫سوق العمل الوطني‪.‬‬

‫آفاق البحث‪:‬‬

‫يبقى مجال البحث والدراسة بخصوص سوق العمل في الجزائر مفتوحا أمام كل باحث ومهتم‪ ،‬خاصة‬
‫فيما يتعلق بسياسات التشغيل‪ ،‬وإن كنا قد اقتصرنا على سياسة االنعاش االقتصادي – التوسع في االنفاق‬
‫العام ‪ -‬عند دراستنا لسياسات التشغيل على مستوى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬باعتبارﻫا السياسة‬
‫المطبقة في الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬فإننا نأمل أن يتم التطرق في بحوث قادمة إلى أنواع أخرى‬
‫للسياسات االقتصادية مثل سياسة البحث العلمي والسياسة الصناعية ‪...‬إلخ‪ ،‬لما لها من أثر على‬
‫التشغيل‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ .I‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتب‪:‬‬
‫السعيد بريبش‪" ،‬االقتصاد الكلي‪ :‬نظريات‪ ،‬نماذج وتمارين محلولة"‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪.‬‬


‫بشير مصيطفى‪" ،‬حريق الجسد‪ :‬مقاالت في االقتصاد الجزائري"‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬مارس ‪.0100‬‬


‫جون مينر كينز‪ "،‬النظرية العامة في االقتصاد"‪ ،‬ترجمة رضا نهاد‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.0060‬‬
‫سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬المفاهيم والنظريات األساسية"‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الكويت ‪.0003‬‬ ‫‪‬‬

‫سامي خليل‪" ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ :‬نظريات االقتصاد الكلي الحديثة"‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الكويت ‪.0002‬‬ ‫‪‬‬

‫سعد طبري وآخرون‪ " ،‬االقتصاد والمانجمنت والقانون"‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر‪.0103 -0100 ،‬‬


‫صالح تومي‪ "،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون‬ ‫‪‬‬

‫طبعة‪.‬‬
‫ضياء مجيد الموسوي‪" ،‬سوق العمل والنقابات العمالية في اقتصاد السوق الحرة"‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪‬‬

‫الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪.0110 ،‬‬


‫ضياء مجيد الموسوي‪" ،‬النظرية االقتصادية التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بن عكنون‪ -‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.0115 ،‬‬


‫عبد اللطيف بن أشنهو‪ ،‬التجربة الجزائرية في التخطيط ‪ ،0081 – 0060‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر‪.0080 ،‬‬
‫عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ "،‬النظرية االقتصادية الكلية"‪ ،‬الدار الجامعية للكتاب‪ ،‬مصر‪.0000 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد المجيد قدي‪" ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪‬‬

‫الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0115 ،‬‬


‫عبد المنعم السيد علي‪" ،‬مدخل في علم االقتصاد‪ :‬دراسة في مبادئ االقتصاد الرأسمالي واالشتراكي"‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪.0082 ،‬‬


‫محمد الشريف إلمان‪" ،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية‪ :‬نظريات ونماذج التوازن والالتوازن'‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫منشورات برتي‪ ،‬الجزائر‪.0002 ،‬‬


‫محمد بلقاسم حسن بهلول‪" ،‬الجزائر بين األزمة االقتصادية واألزمة السياسية"‪ ،‬مطبعة دحلب‪.0003 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪165‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫محمد فرحي‪" ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ :‬األسس النظرية"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر‬ ‫‪‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬


‫مدحت القريشي‪" ،‬اقتصاديات العمل"‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0110 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫مدني بن شهرة‪" ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬دار الحامد للنشر‬ ‫‪‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪.0118 ،‬‬


‫ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرحمان العايب‪" ،‬البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل الهيكلي‬ ‫‪‬‬

‫لالقتصاد من خالل حالة الجزائر"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ -‬الجزائر‪.0101 ،‬‬
‫وليد عبد الحميد عايب‪" ،‬اآلثار االقتصادية الكلية لسياسة اإلنفاق الحكومي"‪ ،‬مكتبة حسين العصرية‬ ‫‪‬‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪.0101 ،‬‬


‫‪ .2‬المذكرات واالطروحات األكاديمية‪:‬‬
‫أ‪ .‬اطروحات الدكتوراه‪:‬‬
‫سعدية قصاب‪" ،‬اختالالت سوق العمل وفعالية سياسات التشغيل في الجزائر ‪ ،"0112 – 0001‬أطروحة‬ ‫‪‬‬

‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0116 – 0115 ،‬‬
‫عيسى آيت عيسى‪" ،‬سياسة التشغيل في ظل التحوالت االقتصادية بالجزائر (انعكاسات وآفاق اقتصادية‬ ‫‪‬‬

‫واجتماعية)"‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.0101‬‬
‫مليكة يحيات‪" ،‬إشكالية البطالة والتضخم في الجزائر ‪ ، "0115 - 0001‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات‬ ‫‪‬‬

‫نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0110 - 0116 ،‬‬
‫ب‪.‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫أحمد ضيف‪" ،‬انعكاس سياسة اإلنفاق العام على النمو والتشغيل في الجزائر ‪ ،"0112 – 0002‬مذكرة‬ ‫‪‬‬

‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.0115 – 0112 ،‬‬
‫بوبكر بن العائب‪" ،‬دراسة تحليلية لتطور التشغيل في الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬ ‫‪‬‬

‫الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع القياس االقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0113 – 0110 ،‬‬
‫سعدية قصاب‪" ،‬تحليل برامج التشغيل بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على منطقة الشراقة"‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪،‬فرع التخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.0002‬‬

‫‪166‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫كريم بودخدخ‪" ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪،"0110 – 0110‬‬ ‫‪‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.0101 - 0110‬‬
‫‪ .3‬المجــــالت‪:‬‬
‫مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ :‬البشير عبد الكريم‪" ،‬دالالت معدل البطالة والعمالة ومصداقيتهما في‬ ‫‪‬‬

‫تفسير فعالية سوق العمل"‪ ،‬العدد السادس (‪.)16‬‬


‫مجلة التنمية االقتصادية والسياسات االقتصادية‪ :‬عبد الرحيم شيبي‪ ،‬محمد شكوري‪" ،‬سوق العمل في‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر وأثر السياسات االقتصادية التجميعية على معدالت البطالة"‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬يوليو‬
‫‪.0118‬‬
‫‪ ‬المجلة السداسية للمفتشية العامة للعمل‪ :‬تصميم وانجاز زﻫير بطاش‪" ،‬نشرة مفتشية العمل"‪ ،‬رقم ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪.0101‬‬
‫مجلة الباحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬لخضر عبد الرزاق موالي‪" ،‬تقييم أداء سياسات التشغيل في الجزائر ‪ ،"0101 – 0111‬العدد‬
‫‪.0100 /01‬‬
‫‪ ‬محمد مسعي‪" ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد‬
‫‪.0100 – 01‬‬

‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ :‬نبيل بوفليح‪" ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي‬ ‫‪‬‬

‫المطبقة في الجزائر في الفترة ‪ ،"0101 – 0111‬العدد ‪.0103 – 0‬‬


‫‪ .4‬المؤتمـــرات‪:‬‬
‫احمين شفير‪" ،‬االقتصاد الجديد وتشغيل الشباب"‪ ،‬المؤتمر العربي األول لتشغيل الشباب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 00- 05‬نوفمبر ‪.0110‬‬


‫‪ .5‬الملتقيـــات‪:‬‬
‫أ‪ .‬الملتقيات الدولية‪:‬‬
‫السعيد بريبش‪ ،‬عبد اللطيف بلغرسة‪" ،‬إشكالية تمويل البنوك للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬ ‫‪‬‬

‫حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات‬ ‫الجزائر بين معوقات المعمول ومتطلبات المأمول"‪ ،‬ملتقى دولي‬
‫الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬يومي ‪ 08-00‬أفريل ‪.0116‬‬

‫‪167‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الطاﻫر لطرش‪" ،‬اإلطار المؤسسي لسوق العمل وسياسة التشغيل في الجزائر‪ :‬خصائصه وأثره على‬ ‫‪‬‬

‫ديناميكية التشغيل" ‪ ،‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر ‪.0100‬‬
‫بلقاسم رحالي‪ ،‬ركن الدين فالك‪" ،‬دراسة تحليلية قياسية ألثر االستثمار العمومي على البطالة في‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر خالل الفترة ‪ ،"0101 – 0001‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة‬
‫وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر‬
‫‪.0100‬‬
‫صليحة بن طلحة‪ ،‬بوعالم معوشي‪" ،‬الدعم المالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في القضاء‬ ‫‪‬‬

‫على البطالة"‪ ،‬ملتقى دولي حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪،‬‬
‫إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬يومي ‪ 08-00‬أفريل‬
‫‪.0116‬‬
‫عبد اهلل بلوناس‪" ،‬برنامج التثبيت والتعديل الهيكلي لالقتصاد الجزائري"‪ ،‬الملتقى الدولي حول تأﻫيل‬ ‫‪‬‬

‫المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪،‬‬
‫سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ 31 – 00 ،‬أكتوبر ‪.0110‬‬
‫عزيزة بن سمية‪" ،‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لإلصالحات االقتصادية في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي‬ ‫‪‬‬

‫حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪،‬‬
‫يومي ‪ 15 – 12‬ديسمبر ‪.0116‬‬
‫كمال رزيق‪ ،‬عمار بوزعرور‪" ،‬التصحيح الهيكلي وآثاره على المؤسسة االقتصادية في الجزائر"‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية‬
‫العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 31 – 00‬أكتوبر‬
‫‪.0110‬‬
‫ناصر مغني‪ " ،‬القرض المصغر كإستراتيجية لخلق مناصب الشغل في الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬ ‫‪‬‬

‫إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر ‪.0100‬‬
‫نعيمة بوكلتوم‪ ،‬خيرة داود‪" ،‬األثر المباشر لالستثمار األجنبي المباشر على التشغيل في الجزائر خالل‬ ‫‪‬‬

‫الفترة ‪ ،"0101 – 0008‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 06 – 05‬نوفمبر ‪.0100‬‬

‫‪168‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ب‪ .‬الملتقيات الوطنية‪:‬‬


‫الحبيب بن باير‪ ،‬محمد عبد العزيز‪" ،‬التشغيل في الجزائر‪ :‬مدخل لتطوير وعصرنة البرامج واآلليات‬ ‫‪‬‬

‫لتفعيل التنمية عرض نتائج الفترة ‪ ،"0101 – 0116‬الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في‬
‫تنمية الموارد البشرية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 02 – 03‬أفريل ‪.0100‬‬
‫سعدية قصاب‪" ،‬مرونة عالقات العمل في الجزائر ‪ ،"0116 – 0001‬الملتقى الوطني الثاني واقع التشغيل‬ ‫‪‬‬

‫في الجزائر وآليات تحسينه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪06 – 05‬‬
‫جوان ‪.0118‬‬
‫صالح مفتاح‪" ،‬تطور االقتصاد الجزائري وسماته منذ االستقالل الى اصالحات التحول نحو اقتصاد‬ ‫‪‬‬

‫السوق" ‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الممارسة التسويقية‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي بشار‪ ، ،‬يومي ‪ 00-01‬أفريل ‪.0112‬‬
‫فارس فضيل‪ ،‬محمد طالبي‪ ،‬محمد ساحل‪" ،‬أثر االستثمار المباشر على التشغيل في الجزائر"‪ ،‬الملتقى‬ ‫‪‬‬

‫الوطني الثاني حول واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 06 - 05‬جوان‬
‫‪.0118‬‬
‫فاطمة الزﻫرة موالي علي‪" ،‬سوق العمل والموارد البشرية"‪ ،‬الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل‬ ‫‪‬‬

‫ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 02 – 03‬أفريل ‪.0100‬‬
‫‪ .6‬نــــدوات‪:‬‬
‫ناصر مراد‪" ،‬مكافحة مشكلة البطالة في الجزائر"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في الندوة العربية 'البطالة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أسبابها‪ ،‬معالجتها‪ ،‬وأثرها على المجتمع" ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ 00- 05 ،‬أفريل ‪.0116‬‬
‫‪ .7‬جرائد رسمية‪:‬‬
‫أ‪ .‬قوانيـــــن‪:‬‬
‫قانون‪" ،‬رقم ‪ 00-12‬المؤرخ في ‪ 03‬ذي القعدة عام ‪ 0205‬الموافق لـ ‪ 05‬ديسمبر سنة ‪ ،"0112‬العدد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،83‬الصادر في ‪ 02‬ذو القعدة عام ‪ 0205‬الموافق لـ ‪ 06‬ديسمبر سنة ‪ ،0112‬يتعلق بتنصيب العمال‬
‫ومراقبة التشغيل‪.‬‬
‫ب‪ .‬مراسيم رئاسية‪:‬‬
‫المرسوم الرئاسي‪" ،‬رقم ‪ 032-06‬المؤرخ في ‪ 06‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 10‬يوليو سنة ‪،"0006‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 00‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 13‬يوليو سنة ‪ ،0006‬يتعلق بدعم تشغيل‬
‫الشباب‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المرسوم الرئاسي‪" ،‬رقم ‪ 056-01‬المؤرخ في ‪ 01‬ذي القعدة عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 13‬يناير سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0112‬العدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 08‬ذي القعدة عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 00‬يناير سنة ‪ ،0112‬المعدل‬


‫والمتمم للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 502-13‬والمتعلق بدعم إحداث النشاطات من طرف البطالين ذوي‬
‫المشاريع البالغين ما بين خمس وثالثين (‪ )35‬وخمسين (‪ )51‬سنة‪.‬‬
‫ج‪ .‬أوامـــــر‪:‬‬
‫أمر‪" ،‬رقم ‪ 20-00‬المؤرخ في ‪ 02‬ربيع الثاني عام ‪ 0300‬الموافق لـ ‪ 00‬يونيو سنة ‪ ،"0000‬العدد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،53‬الصادر في ‪ 16‬جمادى االولى عام ‪ 0300‬الموافق لـ ‪ 00‬يونيو سنة ‪ ،0000‬المتضمن تنظيم‬


‫المكتب الوطني لليد العاملة‪.‬‬
‫أمر‪" ،‬رقم ‪ 13-10‬المؤرخ في ‪ 10‬جمادى الثانية عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 01‬غشت سنة ‪ ،"0110‬العدد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،20‬الصادر في ‪ 13‬جمادى الثانية عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬غشت سنة ‪ ،0110‬يتعلق بتطوير‬


‫االستثمار‪.‬‬
‫د‪ .‬مراسيم تشريعية‪:‬‬
‫المرسوم التشريعي‪" ،‬رقم ‪ 10-02‬المؤرخ في ‪ 13‬شعبان عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 05‬يناير سنة ‪،"0002‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 12‬شعبان عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 06‬يناير سنة ‪ ،0002‬المتعلق بالمنظومة‬


‫اإلحصائية‪.‬‬
‫ه‪ .‬مراسيم تنفيذية‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 050-01‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 18‬سبتمبر سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0001‬العدد ‪ ،30‬الصادر في ‪ 00‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ ،0001‬المتضمن‬


‫تنظيم المكتب الوطني لليد العاملة وتغيير تسميته‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 088-02‬المؤرخ في ‪ 06‬محرم عام ‪ 0205‬الموافق لـ ‪ 16‬يوليو سنة ‪،"0002‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ ،22‬الصادر في ‪ 00‬محرم عام ‪ 0205‬الموافق لـ ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،0002‬يتضمن القانون االساسي‬
‫للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 030-06‬المؤرخ في ‪ 03‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬يونيو سنة ‪،"0006‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ ،21‬الصادر في ‪ 02‬صفر عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 31‬يونيو سنة ‪ ،0006‬يتضمن إنشاء وكالة‬
‫التنمية االجتماعية ويحدد قانونها األساسي‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 10-12‬المؤرخ في ‪ 01‬ذي القعدة عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 13‬يناير سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0112‬العدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 08‬ذي القعدة عام ‪ 0202‬الموافق لـ ‪ 00‬يناير سنة ‪ ،0112‬المتمم‬


‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪.088-02‬‬

‫‪170‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 00-16‬المؤرخ في ‪ 00‬محرم عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 08‬فبراير سنة ‪،"0116‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 01‬محرم عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬فبراير سنة ‪ ،0116‬يحدد مهام الوكالة‬
‫الوطنية للتشغيل وتنظيمها وسيرﻫا‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 006-18‬المؤرخ في ‪ 03‬ربيع الثاني عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬أبريل سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0118‬العدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 02‬ربيع الثاني عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 31‬ابريل سنة ‪ ،0118‬يتعلق‬


‫بجهاز المساعدة على اإلدماج المهني‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 020-18‬المؤرخ في ‪ 05‬جمادى األولى عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 00‬مايو سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0118‬العدد ‪ ،06‬الصادر في ‪ 00‬جمادى األولى عام ‪ 0200‬الموافق لـ ‪ 05‬مايو سنة ‪،0118‬‬


‫المتضمن تنظيم المجلس الوطني لإلحصاء وعمله‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي‪" ،‬رقم ‪ 010-01‬المؤرخ في ‪ 03‬ربيع الثاني عام ‪ 0230‬الموافق لـ ‪ 00‬مارس سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"0101‬العدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 05‬ربيع الثاني عام ‪ 0230‬الموافق لـ ‪ 30‬مايو سنة ‪ ،0101‬المتضمن‬


‫إنشاء اللجنة الوطنية لترقية التشغيل وتنظيمها وسيرﻫا‪.‬‬
‫‪ .8‬هيئات رسمية عربية ووطنية‪:‬‬
‫منظمة العمل العربي‪ :‬احمين شفير‪" ،‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية وآثارها على البطالة والتشغيل‬ ‫‪‬‬

‫في بلدان المغرب العربي"‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر‪.‬‬
‫منظمة العمل العربي‪ :‬سليمان باروك‪" ،‬االمديونية وانعكاساتها على التشغيل والتنمية في البلدان‬ ‫‪‬‬

‫العربية"‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر‪.‬‬


‫صندوق النقد العربي‪" :‬النشرة اإلحصائية للدول العربية"‪.0101 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية‪" :‬خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ‪،"0008-0060‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر‪ ،‬ماي ‪.0081‬‬


‫وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪" :‬مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة"‪ ،‬المصادق‬ ‫‪‬‬

‫عليه من طرف مجلس الحكومة ‪ 10‬أفريل ‪.0118‬‬


‫وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ :‬مداخلة السيد طيب لوح‪ ،‬وزير العمل والتشغيل والضمان‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعي‪ ،‬في الملتقى الجهوي وسط إلطارات قطاع التشغيل ‪ 10‬جوان ‪.0101‬‬
‫وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪" :‬نشرية المعلومات اإلحصائية"‪ ،‬للسنوات‬ ‫‪‬‬

‫‪.0118-0110-0116-0115‬‬
‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ " :‬تقرير حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر"‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫السداسي الثاني من سنة ‪.0110‬‬

‫‪171‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ السداسي‬،"‫ "مشروع تقرير الظرف االقتصادي واالجتماعي‬:‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‬ 

.0110 ‫الثاني من سنة‬


‫ "مشروع التقرير التمهيدي حول الظرف االقتصادي‬:‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‬ 

.0112 ‫ السداسي األول من سنة‬،"‫واالجتماعي‬


‫ "مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية لجهاز دعم تشغيل‬:‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬ 

.0112 ‫ جانفي‬،"‫الشباب‬

:‫ باللغة األجنبية‬.II
1. Les ouvrages :
 Abdelatif BENACHENHOU, "l’Expérience Algérienne de planification et de
développement (1962- 1982)", Algérie, OPU, 1979.
 Abdelhamid BRAHIMI, "L’économie Algérienne Défis et Enjeux", 02 Edition
Dahlab, Alger, 1991.
 Alain BEITONE, Christine DOLLO, Jean-Pierre GUIDONI, Alain LEGARDEZ,
"Dictionnaire des sciences économiques", Armand Colin, Paris, 1991.

 Bachir BOULAHBAL, "Emploi, chômage, salaires et productivité du travail",


Fondation Friedrich Ebert, Alger, 2008.

 EUGENE A. DIULIO, " Macroéconomique cours et problèmes", Edition Française

Georges Loudiere, Paris, 1989.

 Fodil HASSAM, "Chronique de l’économie Algérienne vingt ans de réformes


libérales 1986- 2004 les chemins d’une croissance retrouvée", Edition
l’économiste d’Algérie, Algérie, 2005.

 Frédérique BEC et autres," Analyse Macroéconomique", Paris, Edition la


découverte, 2000.

 Fréderic TEULON, "Le Chômage et les politiques de l’Emploi", Edition du seuil, juin
1996, Paris.

 Gilles FERREOL, Philippe DEUBEL," Economie du Travail", Armand colin, Paris,


1990.

172
‫قائمة المراجع‬

 Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009.

 Hocine BENISSAD, "l’ajustement structurel : l’expérience du Maghreb", Algérie,


OPU, 1999.

 Jacques LECAILLON, "Analyse Macroéconomique", Edition CUJAS, Paris, 1969.


 J. Gautié, "les politiques de l’emploi les marges étroites de la lutte contre le
chomage ", Vuibert, Paris, 1993.

 Mohamed HADDAR, «Macroéconomie », centre de publication universitaire, Tunis,


deuxième édition, 2006.

2. Mémoires :
 Ahmed ZAKANE," Analyse de l’Offre d’Emploi réalités et perspectives cas de
l’Algérie", mémoire de magistère en sciences économiques, Université d’Alger,
Institut des sciences économiques, Juin 1992.

 Ali SOUAG, "L’impact de flexibilité du marché du travail sur la compétitivité des

entreprises au Maghreb Central", mémoire de magistère en économie et statistique

appliquée, Institut National de Planification et de la Statistique, 2006 – 2000.

3. Rapports et documents:
 Organisation Internationale du Travail, Mohamed Saib MUSETTE, Mohamed Arezki
ISLI, Nacer Eddine HAMMOUDA, "Marché du Travail et Emploi en Algérie
éléments pour une politique nationale de l’Emploi profil de pays", Bureau de l'OIT
à Alger, octobre 2003.
 Mécanisme Africain d’Evaluation par les Pairs, «Rapport sur l’état de mise en œuvre
du programme d’action national en matière de gouvernance », novembre 2008.

 Ministère de l’Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et de la promotion de


l’Investissement, "Bulletin d’information statistique de la PME" 2010.
 Conseil National Economique et Social (CNES), "rapport national sur le
développement humain en Algérie», 2006.

 Banque d’Algérie, "Rapport d’Evolution Economique et Monétaire en Algérie",


pour l’année 2005 et l’année 2010.

173
‫قائمة المراجع‬

4. Sites électroniques:
 www.ons.dz
 www. premier-ministre.gov.dz

174
‫المالحق‬

‫المالحق‪:‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬مناصب الشغل المستحدثة طيلة الفترة الممتدة من ‪ 0000/10/10‬إلى ‪.0118/00/30‬‬

‫المناصب المستحدثة‬ ‫المناصب المستحدثة‬


‫المجموع‬
‫التعيين‬
‫الى‬ ‫‪0112/10/10‬‬ ‫من‬ ‫من ‪ 0000/10/10‬الى‬
‫‪0118-0000‬‬
‫‪0118/00/30‬‬ ‫‪0113/00/30‬‬

‫مناصب الشغل المستحدثة من قبل اإلدارات العمومية والمؤسسات‬

‫‪ )0‬المؤسسات العمومية (االقتصادية –ذات الطابع الصناعي والتجاري وغيرها من‬


‫‪978 213‬‬ ‫‪597 022‬‬ ‫‪381 191‬‬
‫المؤسسات)‬

‫‪673 926‬‬ ‫‪500 916‬‬ ‫‪173 010‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة لدى الوظيف العمومي‪.‬‬

‫‪892 318‬‬ ‫‪589 158‬‬ ‫‪303 160‬‬ ‫‪ )3‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار االستثمارات المنجزة في قطاع الفالحة‪.‬‬

‫‪ )2‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار استثمارات ممولة من قبل البنوك (خارج الوكالة‬
‫‪237 992‬‬ ‫‪156 436‬‬ ‫‪81 556‬‬
‫الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخارج الفالحة)‬

‫‪300 520‬‬ ‫‪258 869‬‬ ‫‪41 651‬‬ ‫‪ )5‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار ترتيب (عقود ما قبل التشغيل)‪.‬‬

‫‪164 296‬‬ ‫‪164 296‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪DAIP‬‬ ‫‪ )6‬ترتيب المساعدة على االدماج المهني‬

‫‪379 446‬‬ ‫‪276 174‬‬ ‫‪103 272‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر )‪(ANSEJ-CNAC-ANJEM‬‬

‫‪3 626 711‬‬ ‫‪2 542 871‬‬ ‫‪1 083 840‬‬ ‫المجموع الفرعي "أ"‬

‫معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة‬

‫‪2 631 333‬‬ ‫‪1 726 299‬‬ ‫‪905 034‬‬ ‫مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب )‪(ESIL-TUP HIMO-IAIG‬‬

‫‪2 631 333‬‬ ‫‪1 726 299‬‬ ‫‪905 034‬‬ ‫المجموع الفرعي "ب"‬

‫‪6 258 044‬‬ ‫‪4 269 170‬‬ ‫‪1 988 874‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪Source: Les services du Premier Ministre, "Bilan Des Réalisations Economiques Et Sociales De‬‬
‫‪La Période 1999-2008", p 13.‬‬

‫‪175‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬مناصب الشغل المستحدثة طيلة الفترة الممتدة من ‪ 0112/10/10‬إلى ‪.0118/00/30‬‬

‫المجموع‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫التعيين‬
‫‪0118-0112‬‬

‫مناصب الشغل المستحدثة من قبل اإلدارات العمومية والمؤسسات‬

‫‪ )0‬المؤسسات العمومية (االقتصادية –ذات الطابع الصناعي‬


‫‪597 022‬‬ ‫‪83 034‬‬ ‫‪135 781‬‬ ‫‪114 276‬‬ ‫‪149 924‬‬ ‫‪114 007‬‬
‫والتجاري وغيرها من المؤسسات)‬
‫‪500 916‬‬ ‫‪181 375‬‬ ‫‪120 335‬‬ ‫‪102 920‬‬ ‫‪48 616‬‬ ‫‪47 670‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة لدى الوظيف العمومي‪.‬‬

‫‪ )3‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار االستثمارات المنجزة في قطاع‬


‫‪589 158‬‬ ‫‪83 908‬‬ ‫‪101 997‬‬ ‫‪104 323‬‬ ‫‪132 428‬‬ ‫‪166 502‬‬
‫الفالحة‪.‬‬
‫‪ )2‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار استثمارات ممولة من قبل‬
‫‪156 436‬‬ ‫‪41 365‬‬ ‫‪32 451‬‬ ‫‪36 925‬‬ ‫‪15 085‬‬ ‫‪30 610‬‬ ‫البنوك (خارج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخارج‬
‫الفالحة)‬
‫‪ )5‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار ترتيب (عقود ما قبل‬
‫‪258 869‬‬ ‫‪57 129‬‬ ‫‪52 899‬‬ ‫‪44 101‬‬ ‫‪48 684‬‬ ‫‪56 056‬‬
‫التشغيل)‪.‬‬

‫‪164 296‬‬ ‫‪164 296‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪DAIP‬‬ ‫‪ )6‬ترتيب المساعدة على االدماج المهني‬

‫‪276 174‬‬ ‫‪94 349‬‬ ‫‪59 772‬‬ ‫‪71 265‬‬ ‫‪35 088‬‬ ‫‪15 700‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر‬
‫)‪(ANSEJ-CNAC-ANJEM‬‬
‫‪2 542 871‬‬ ‫‪705 456‬‬ ‫‪503 235‬‬ ‫‪473 810‬‬ ‫‪429 825‬‬ ‫‪430 545‬‬ ‫المجموع الفرعي "أ"‬

‫معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة‬

‫‪1 726 299‬‬ ‫‪419 305‬‬ ‫‪396 419‬‬ ‫‪387 878‬‬ ‫‪254 736‬‬ ‫‪267 961‬‬ ‫مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب‬
‫)‪(ESIL-TUP HIMO-IAIG‬‬
‫‪1 726 299‬‬ ‫‪419 305‬‬ ‫‪396 419‬‬ ‫‪387 878‬‬ ‫‪254 736‬‬ ‫‪267 961‬‬ ‫المجموع الفرعي "ب"‬

‫‪4 269 170‬‬ ‫‪1 124 761‬‬ ‫‪899 654‬‬ ‫‪861 688‬‬ ‫‪684 561‬‬ ‫‪698 506‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪Source: Les services du Premier Ministre, "Bilan Des Réalisations Economiques Et Sociales De‬‬
‫‪La Période 1999-2008", p 07.‬‬

‫‪176‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)13‬حصيلة مناصب الشغل المستحدثة في سنة ‪ 0110‬وفي السداسي األول من سنة ‪.0101‬‬

‫مناصب الشغل‬ ‫مناصب الشغل‬

‫المجموع‬ ‫المستحدثة في السداسي‬ ‫المستحدثة في سنة‬ ‫التعيين‬

‫االول من سنة ‪0101‬‬ ‫‪0110‬‬

‫مناصب الشغل المستحدثة من قبل اإلدارات العمومية والمؤسسات‬

‫‪ )0‬المؤسسات العمومية (االقتصادية –ذات الطابع الصناعي والتجاري وغيرها من‬


‫‪148 731‬‬ ‫‪59 949‬‬ ‫‪88 782‬‬
‫المؤسسات)‬

‫‪253 446‬‬ ‫‪30 745‬‬ ‫‪222 701‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة لدى الوظيف العمومي‪.‬‬

‫‪268 333‬‬ ‫‪24 479‬‬ ‫‪243 854‬‬ ‫‪ )3‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار االستثمارات المنجزة في قطاع الفالحة‪.‬‬

‫‪ )2‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار استثمارات ممولة من قبل البنوك (خارج الوكالة‬
‫‪45 069‬‬ ‫‪15 785‬‬ ‫‪29 284‬‬
‫الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخارج الفالحة)‬
‫‪35 432‬‬ ‫‪12 892‬‬ ‫‪22 540‬‬ ‫‪ )5‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار ترتيب (عقود ما قبل التشغيل)‪.‬‬

‫‪368 962‬‬ ‫‪91 344‬‬ ‫‪277 618‬‬ ‫‪DAIP‬‬ ‫‪ )6‬ترتيب المساعدة على االدماج المهني‬

‫‪240 439‬‬ ‫‪72 300‬‬ ‫‪168 139‬‬ ‫‪ )0‬مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر )‪(ANSEJ-CNAC-ANJEM‬‬

‫‪22 830‬‬ ‫‪22 830‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ )8‬مناصب الشغل المستحدثة في اطار الصناعة التقليدية‬

‫‪1 393 242‬‬ ‫‪340 324‬‬ ‫‪1 052 918‬‬ ‫المجموع الفرعي "أ"‬

‫معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة‬

‫‪738 980‬‬ ‫‪332 000‬‬ ‫‪406 980‬‬ ‫مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب )‪(ESIL-TUP HIMO-IAIG‬‬

‫‪738 980‬‬ ‫‪332 000‬‬ ‫‪406 980‬‬ ‫المجموع الفرعي "ب"‬

‫‪2 132 222‬‬ ‫‪672 324‬‬ ‫‪1 459 898‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪Source: Les services du Premier Ministre, " Annexe à la déclaration de politique général ",‬‬
‫‪Octobre 2010, p 84.‬‬

‫‪177‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)12‬االستثمارات‪ ،‬التقديرات‪ ،‬التكاليف واالنجازات الخاصة بمخططات الفترة ‪.0000 - 0160‬‬

‫السنوات‬
‫الفترة االنتقالية‬ ‫الرباعي الثاني‬ ‫الرباعي االول‬ ‫الثالثي‬
‫القطاعات‬
‫انجازات‬ ‫تكاليف‬ ‫تقديرات‬ ‫تقديرات‬ ‫انجازات‬ ‫تكاليف‬ ‫تقديرات‬ ‫تقديرات‬ ‫انجازات‬ ‫تكاليف‬ ‫تقديرات‬

‫‪4,15‬‬ ‫‪3,77‬‬ ‫‪8,91‬‬ ‫‪31,60‬‬ ‫‪16,72‬‬ ‫‪4,35‬‬ ‫‪9,49‬‬ ‫‪4,94‬‬ ‫‪1,88‬‬ ‫‪1,87‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫القطاع الزراعي‬

‫‪14,70‬‬ ‫‪34,40‬‬ ‫‪36,00‬‬ ‫‪63,35‬‬ ‫‪19,50‬‬ ‫‪9,78‬‬ ‫‪16,00‬‬ ‫‪4,57‬‬ ‫‪2,52‬‬ ‫‪4,65‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫المحروقات‬

‫‪11,79‬‬ ‫‪7,95‬‬ ‫‪28,46‬‬ ‫‪70,96‬‬ ‫‪12,86‬‬ ‫‪7,52‬‬ ‫‪15,15‬‬ ‫‪5,21‬‬ ‫‪1,58‬‬ ‫‪6,33‬‬ ‫‪2,18‬‬ ‫الصناعة القاعدية‬

‫‪3,56‬‬ ‫‪8,63‬‬ ‫‪5,07‬‬ ‫‪23,00‬‬ ‫‪4,01‬‬ ‫‪1,32‬‬ ‫‪2,69‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪0,37‬‬ ‫‪1,67‬‬ ‫‪0,49‬‬
‫صناعة تحويلية‬
‫‪2,05‬‬ ‫‪4,67‬‬ ‫‪4,62‬‬ ‫‪9,20‬‬ ‫‪2,63‬‬ ‫‪2,18‬‬ ‫‪2,66‬‬ ‫‪1,43‬‬ ‫‪0,44‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫‪0,46‬‬
‫المناجم والطاقة‬

‫‪32,50‬‬ ‫‪55,65‬‬ ‫‪74,15‬‬ ‫‪166,71‬‬ ‫‪48,00‬‬ ‫‪20,80‬‬ ‫‪36,50‬‬ ‫‪12,40‬‬ ‫‪4,91‬‬ ‫‪14,00‬‬ ‫‪5 ;40‬‬ ‫مجموع الصناعة‬

‫بناء وأشغال‬
‫‪10,9‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫‪6,04‬‬ ‫‪2,73‬‬ ‫‪0,64‬‬ ‫‪0,85‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمومية‬

‫‪2,93‬‬ ‫‪6,46‬‬ ‫‪10,22‬‬ ‫‪23,65‬‬ ‫‪10,50‬‬ ‫‪2,60‬‬ ‫‪4,43‬‬ ‫‪1,87‬‬ ‫‪0,36‬‬ ‫‪0,37‬‬ ‫‪0,46‬‬ ‫خدمات‬

‫القطاع االجتماعي‬
‫‪11,98‬‬ ‫‪28,40‬‬ ‫‪24,50‬‬ ‫‪83,30‬‬ ‫‪32,27‬‬ ‫‪7,92‬‬ ‫‪17,29‬‬ ‫‪8,54‬‬ ‫‪2,01‬‬ ‫‪3,24‬‬ ‫‪1,58‬‬
‫والهياكل األساسية‬

‫‪52,65‬‬ ‫‪93,63‬‬ ‫‪121,23‬‬ ‫‪314,30‬‬ ‫‪110,22‬‬ ‫‪36,31‬‬ ‫‪68,56‬‬ ‫‪27,75‬‬ ‫‪9,16‬‬ ‫‪19,16‬‬ ‫‪9,06‬‬ ‫مج االستثمارات‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية سابقا‪" ،‬خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ‪،"0008 – 0060‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ماي ‪ ،0081‬ص ‪.25‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)15‬تطور عدد المشاريع االستثمارية وكذا التشغيل خالل الفترة ‪ 0101-0110‬في إطار الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫‪0101‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪0113‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫السنة‬
‫عدد المشاريع‬
‫‪77 843‬‬ ‫‪6 658‬‬ ‫‪19 729‬‬ ‫‪16 925‬‬ ‫‪11 497‬‬ ‫‪6 975‬‬ ‫‪2 255‬‬ ‫‪3 484‬‬ ‫‪7 211‬‬ ‫‪3 109‬‬
‫(مشروع)‬
‫عدد مناصب الشغل‬
‫‪1 049 932‬‬ ‫‪50 987‬‬ ‫‪155 905‬‬ ‫‪196 754‬‬ ‫‪157 295‬‬ ‫‪123 583‬‬ ‫‪78 951‬‬ ‫‪74 173‬‬ ‫‪115 739‬‬ ‫‪96 545‬‬
‫(منصب شغل)‬

‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫‪178‬‬

You might also like