Professional Documents
Culture Documents
Kahlerras Lynda
Kahlerras Lynda
موضوع المذكرة:
ال يسعين إال أن أتقدم جبزيل الشكر ومجيل العرفان إىل األستاذ املشرف الدكتور بوعالم معوشي الذي قبل
اإلشراف على هذا البحث ومل يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته القيمة طيلة فترة إعداد هذه املذكرة ،فهو بذلك
حتية شكر و تقدير إىل األساتذة الذين تفضلوا بقراءة هذه املذكرة ومناقشتها.
فهرس البحث
فهرس البحث:
الصفحة المحتوى
- إهداء
- كلمة شكر وتقدير
أ فهرس البحث
ﻫ قائمة الجداول
ح قائمة األشكال
10 مقدمة عامة
55-10 الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر
10 تمهيد
18 المبحث األول :تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي
18 المطلب األول :سوق العمل في الفكر االقتصادي الكالسيكي
10 الفرع األول :النموذج النيوكالسيكي لسوق العمل
17 الفرع الثاني :التحليل الكالسيكي الجديد لسوق العمل
21 المطلب الثاني :سوق العمل في الفكر االقتصادي الكينزي
21 الفرع األول :سوق العمل لدى كينز
24 الفرع الثاني :التحليل الكينزي الجديد لسوق العمل
27 المبحث الثاني :اإلطار المفاﻫيمي ونظام معلومات سوق العمل
27 المطلب األول :اإلطار المفاﻫيمي
27 الفرع األول :مفهوم سوق العمل
28 الفرع الثاني :مفهوم القوة العاملة ومؤشرات سوق العمل
30 المطلب الثاني :نظام معلومات سوق العمل
30 الفرع األول :مفهوم نظام معلومات سوق العمل
30 الفرع الثاني :مصادر معلومات سوق العمل في الجزائر
34 المبحث الثالث :سوق العمل في الجزائر
35 المطلب األول :تطور سوق العمل في الجزائر
35 الفرع األول :تطور سوق العمل في الجزائر :لمحة تاريخية
36 الفرع الثاني :تطور سوق العمل في الجزائر خالل الفترة 0101 - 0111
أ
فهرس البحث
الصفحة المحتوى
50 المطلب الثاني :خصائص سوق العمل الجزائري
50 الفرع األول :تجزؤ سوق العمل
51 الفرع الثاني :البطالة و سوق العمل الجزائري
53 خالصة الفصل األول
111-56 الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة
56 تمهيد
50 المبحث األول :سياسات التشغيل :مدخل مفاﻫيمي وسرد تاريخي
50 المطلب األول :اإلطار المفاﻫيمي لسياسات التشغيل
50 الفرع األول :مفهـوم سياسات التشغيل
50 الفرع الثاني :مفهوم سياسات التشغيل النشطة والخاملة
60 المطلب الثاني :اإلطار التاريخي لسياسات التشغيل في الجزائر
60 الفرع األول :وضع التشغيل في مرحلة االقتصاد المخطط ()0080 -0060
73 الفرع الثاني :وضع التشغيل في مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق ()0000-0001
79 المبحث الثاني :سياسات ترقية التشغيل
79 المطلب األول :مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات ترقية التشغيل في الجزائر
80 الفرع األول :الهيئات التابعة للوزارة الوصية بالشغل
81 الفرع الثاني :ﻫيئات أخرى مساﻫمة في ترقية التشغيل
83 المطلب الثاني :األجهزة العمومية الداعمة للمبادرة المقاوالتية
83 الفرع األول :جهاز اإلدماج المهني للشباب
الفرع الثاني :األجهزة المسيرة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة
84
والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب
91 المبحث الثالث :سياسات محاربة البطالة
91 المطلب األول :برامج ومؤسسات سوق العمل في إطار سياسات محاربة البطالة
91 الفرع األول :مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات محاربة البطالة
94 الفرع الثاني :البرامج العمومية لترقية العمل المأجور
98 المطلب الثاني :مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة
98 الفرع األول :أﻫداف ومحاور مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة
102 الفرع الثاني :حصيلة التشغيل
ب
فهرس البحث
الصفحة المحتوى
111 خالصة الفصل الثاني
159-112 الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام 0101 – 0111
112 تمهيد
113 المبحث األول :عالقة اإلنفاق العام بالتشغيل :اإلطار النظري
113 المطلب األول :نموذج ) (IS-LMوسوق العمل
114 الفرع األول :اشتقاق منحنى ISومنحنى LM
120 الفرع الثاني :التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود مع اختالل سوق العمل
122 المطلب الثاني :نموذج ) (AS-ADوسوق العمل
122 الفرع األول :منحنيي الطلب والعرض الكليين
132 الفرع الثاني :التوسع في اإلنفاق العام والتشغيل في إطار نموذج ()AS-AD
135 المبحث الثاني :اإلطار العام لمخططات اإلنفاق العام المطبقة في الجزائر خالل الفترة
0101 - 0111
135 المطلب األول :اإلطار العام لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي 0112 – 0110
135 الفرع األول :أﻫداف وتوزيع الغالف المالي لمخطط دعم االنعاش االقتصادي
0112 – 0110
الفرع الثاني :مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار برنامج دعم اإلنعاش
138
االقتصادي
141 المطلب الثاني :اإلطار العام للبرنامج التكميلي لدعم النمو 0110 – 0115
141 الفرع األول :أﻫداف وتوزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو
0110 – 0115
143 الفرع الثاني :مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو
المبحث الثالث :انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل في الجزائر خالل الفترة
143
0110 – 0110وإطاره العام للفترة 0102 – 0101
143 المطلب األول :اإلنفاق العام والتشغيل في الجزائر خالل الفترة 0110 – 0110
الفرع األول :دراسة تطورات النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة تطبيق برامج
144
اإلنفاق العام 0110 – 0110
151 الفرع الثاني :تقييم نتائج التشغيل المسجلة خالل الفترة 0110 - 0110
154 المطلب الثاني :االطار العام للبرنامج الخماسي 0102 – 0101
154 الفرع األول :قوام برنامج التنمية االقتصادية واالجتماعية للفترة 0102 – 0101
ج
فهرس البحث
الصفحة المحتوى
155 الفرع الثاني :الرقي بالتشغيل ومحاربة البطالة ضمن إطار البرنامج الخماسي
0102 – 0101
159 خالصة الفصل الثالث
160 الخاتمة العامة
165 قائمة المراجع
175 المالحق
د
قائمة الجداول
قائمة الجداول:
رقم
الصفحة عنوان الجداول
الجدول
27 الحاالت الممكنة للتعبير على طلب وعرض (العمل أو الشغل) في سوق العمل 0.0
37 تطور عدد السكان في الجزائر خالل الفترة 0118 - 0000 3.0
39 تطور القوة العاملة اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس في الجزائر خالل السنوات 2.0
0101 – 0115 –0110
39 توزيع معدل النشاط حسب نوع الجنس والفئات العمرية في الجزائر في سنتي 5.0
0101 - 0116
21 تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي 0101 - 0115 6.0
20 تطور القوة العاملة العاطلة في الجزائر خالل السنوات 0101 – 0115 - 0110 0.0
20 تطور قوة العمل العاطلة في الجزائر حسب الفئات العمرية خالل السنوات –0115–0110 8.0
0101
23 تطور قوة العمل المشتغلة ومعدل العمالة في الجزائر خالل السنوات – 0115 –0110 0.0
0101
توزع قوة العمـل المشتغلـة حسـب القطاعـات االقتصاديـة في الجزائر خـالل
22 01.0
0101 – 0115 - 0110 السنـوات
25 توزع قوة العمل المشتغلة حسب قطاع النشاط في الجزائر خالل الفترة 0101 – 0115 00.0
توزع قوة العمل المشتغلة حسـب الفئـة االجتماعيـة المهنيـة في الجزائر خـالل
26 00.0
السنـوات 0101 – 0115 – 0110
49 مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة – 0000السداسي األول من سنة 0101 03.0
65 متوسط إنشاء مناصب الشغل السنوي في الجزائر الخاصة بمخططات الفترة 0.0
0000 – 0060
65 مناصب الشغل المنشأة خارج قطاع الفالحة في الجزائر خالل الفترة 0000 - 0060 3.0
ه
قائمة الجداول
رقم
الصفحة عنوان الجداول
الجدول
66 تطور ﻫيكل التشغيل خارج الفالحة في الجزائر خالل السنوات - 0002 –0001 –0060 2.0
0000
توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول ( )0082 – 0081المطبق في الجزائر على
68 5.0
مختلف القطاعات االقتصادية
توزيع استثمارات المخطط الخماسي الثاني ( )0080 - 0085المطبق في الجزائر على
69 6.0
مختلف القطاعات االقتصادية
70 تطور بعض المؤشرات االقتصادية الكلية للجزائر خالل الفترة 0080 - 0085 0.0
71 مساﻫمة القطاعات االقتصادية في إنشاء مناصب الشغل في الجزائر خالل الثمانينات 8.0
78 تطور عدد المؤسسات المنحلة وعدد العمال المسرحين في الجزائر خالل الفترة 0.0
0111 -0002
86 التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب 01.0
86 التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب 00.0
التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات
87 00.0
مجلس الوزراء المنعقد في 00فيفري 0100
التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات
87 03.0
مجلس الوزراء المنعقد في 00فيفري 0100
نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب المنشئ لمؤسسة مصغرة
88 02.0
في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب حسب المناطق
مقارنة بين الكثافة التشغيلية للمشروع المحلي والمشروع األجنبي في الجزائر خالل
103 05.0
الفترة 0112 - 0111
نسبة مساﻫمة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ( )ANGEMفي التشغيل خالل
104 06.0
الفترة 0101 - 0115
105 تطور مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل الفترة 00.0
0101 – 0111
108 مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة – 0000السداسي األول من سنة 0101 08.0
136 توزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة 0.3
0112 – 0110
و
قائمة الجداول
رقم
الصفحة عنوان الجداول
الجدول
مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي دعم اإلنعاش
138 0.3
االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة 0112 – 0110
مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا من طرف قطاع اإلشغال الكبرى والهياكل القاعدية في
139 3.3
إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة 0112 – 0110
مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا من طرف قطاع التنمية المحلية في إطار برنامج دعم
140 2.3
اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة 0112 – 0110
142 توزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو المطبق في الجزائر خالل الفترة 5.3
0110 – 0115
تطور اإلنفاق العام ومعدالت النمو ،التشغيل والبطالة في ظل ارتفاع احتياطي الصرف
144 6.3
وسعر البرميل الخام للبترول في الجزائر خالل الفترة 0110 – 0110
تطور معدل النمو االقتصادي الحقيقي ومعدل النمو في خارج قطاع المحروقات في
145 0.3
الجزائر خالل الفترة 0110 -0110
مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في الناتج الداخلي الخام ومعدالت النمو الحقيقي لكل
147 8.3
قطاع في الجزائر خالل السنوات 0118 -0116 -0112 -0110
تطور معدالت نمو القطاع الصناعي الخاص وأﻫم فروع القطاع الصناعي العام في
149 0.3
الجزائر خالل الفترة 0110 – 0110
150 تطور واردات الجزائر من المواد النصف مصنعة والتجهيزات الصناعية خالل الفترة 01.3
0110 – 0110
151 مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في التشغيل في الجزائر خالل الفترة 0110 - 0110 00.3
155 توزيع الغالف المالي للبرنامج الخماسي المطبق في الجزائر خالل الفترة 0102 - 0101 03.3
ز
قائمة األشكال
قائمة األشكال:
121 توازن سوق السلع والخدمات والسوق النقدي مع اختالل سوق العمل 2.3
128 اشتقاق منحنى العرض الكلي ( )ASفي حالة ثبات األجور النقدية 0.3
129 اشتقاق منحنى العرض الكلي ( )ASفي حالة تغير األجور النقدية 8.3
ح
مقدمة عامة
مقدمة عامة:
شهد سوق العمل في الجزائر خالل العقد األخير من القرن العشرين اضطرابا شديدا واختالال حـادا
تمثل في الفجوة الواسعة بين العرض والطلب على العمل .وكانت أزمة البطالة من أﻫم مظـاﻫر ﻫـذا
االختالل.
فحسب الديوان الوطني لالحصائيات انتقل مؤشر البطالة في الجزائر من % 19,7سنة 1990إلى
% 28,1سنة ،0005ثم تفاقم المشكل ليصل إلى حدود % 31سنة .0000
وقد جاء ﻫذا االرتفاع في معدالت البطالة نتيجة ألزمات اقتصادية عنيفة عاشتها الجزائر ،بدءا
بانفجار أزمة الديون سنة ،0080فاألزمة النفطية سنة ،0086وما تال ذلك من دخول الجزائر في
اتفاقيات مع المؤسسات المالية الدولية.
إذ عرف سوق العمل في الجزائر تحوال كبيرا في أعقاب اإلصالحات االقتصادية التي اعتمدتها
البالد وما انجر عنها من تطبيق لبرنامج التعديل الهيكلي لالقتصاد وخوصصة المؤسسات االقتصادية
العمومية ،حيث كان لهذه اإلصالحات بالغ األثر على سوق العمل من حيث تسريح العمال وإحالة
البعض على التقاعد المسب ق وتراجع عرض مناصب الشغل الدائمة مقابل زيادة عرض عقود العمل
()1
منصب شغل سنة 0086تم تضييعه في المحددة المدة ،حيث تشير اإلحصائيات إلى أن 500 000
إطار عمليات التسريح الجماعي ألسباب اقتصادية.
في ظل ﻫذه التحوالت التي شهدﻫا االقتصاد الجزائري وكذا سوق العمل ،تدخلت الحكومة الجزائرية
في ﻫذا السوق من خالل رسم وتنفيذ سياسة عامة للتشغيل في إطار السياسة التنموية لالقتصاد تهدف
إلى ترقية التشغيل والحد من البطالة.
فعلى اثر عودة ارتفاع أسعار المحروقات ابتداء من الثالثي األخير لسنة 0000وما انجر عنه من
راحة مالية خالل الفترة ،0101 – 0111قامت الجزائر بتسطير سياسة تنموية ترجمت من خالل
مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة 0112 - 0110والبرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة
،0110 – 0115واللذان يتميزان بزيادة اإلنفاق الحكومي خاصة في شقه االستثماري ،وقد ساﻫمت
ﻫذه السياسة بشكل ملحوظ في التحسين من مستويات التشغيل أين انخفضت نسبة البطالة في الجزائر
مدني بن شهرة" ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل :التجربة الجزائرية" ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان -األردن ،0118 ،ص .063
1
1
مقدمة عامة
إلى أكثر من النصف خالل الفترة ،0101 – 0111إذ سجلت األرقام الرسمية لسنة 0101نسبة بطالة
بلغت % 01بعدما كانت % 29,30سنة .0000
إشكالية الدراسة:
انطالقا من التحليل السابق تسعى ﻫذه الدراسة إلى اإلجابة على السؤال التالي:
ما مدى مساهمة سياسات التشغيل المنتهجة من طرف الحكومة في معالجة اختالل سوق العمل
في الجزائر في إطار اإلمكانيات المالية المخصصة للفترة 0101 – 0111؟
ولتناول جوانب ﻫذه اإلشكالية والتدقيق في جزئياتها ارتأينا طرح األسئلة الفرعية التالية:
.1ما ﻫو واقع سوق العمل في الجزائر خالل العقد األول من األلفية الثالثة؟
.2ما ﻫي السياسات التي سطرتها الحكومة الجزائرية في ميدان الشغل؟ وﻫل ساﻫمت في ترقية
التشغيل واحتواء البطالة؟
.3ما ﻫي العالقة التي تربط بين النفقات العامة والتشغيل ،وما ﻫي اآلثار المترتبة عن التوسع
في اإلنفاق العام على التشغيل في الجزائر خالل الفترة 0101 – 0111؟
الفرضيات:
لإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية المطروحة يمكن صياغة الفرضيات التالية:
يحظى سوق العمل باﻫتمام العديد من الباحثين ،منهم طلبة الدراسات العليا ،ولذا نجد أن الكثير من
مذكرات الماجستير وأطروحات الدكتوراه قد تناولته ،كل من جانب ،فهناك من اﻫتم بجانب العرض فيه
وﻫناك من اﻫتم بجانب الطلب فيه وﻫناك من اﻫتم بوضع التوازن أو االختالل فيه ،كما أن ﻫناك
آخرون اﻫتموا بالبحث عن السياسات الناجعة لتعديله ،بينما نجد البعض اآلخر يهتم بدراسة أثر بعض
المتغيرات االقتصادية على أحد العناصر المكونة له ...إلخ ،ونظرا للكم الهائل لهذه األعمال فإنه من
الصعب بما كان حصرﻫا .لهذا سنكتفي بذكر البعض منها لما رأينا له من صلة بموضوعنا.
2
مقدمة عامة
.1قامت الباحثة سعدية قصاب في أطروحة الدكتوراه تحت عنوان "اختالالت سوق العمل وفعالية
سياسات التشغيل في الجزائر "0112 – 0001بتحليل العالقة التي تربط سوق العمل في الجزائر
بالسوق غير الرسمية عن طريق تأكيد الفرضية التي تدرس الرابطة بين تراجع نظام األجور الذي
يؤدي إلى رفع معدالت البطالة والتي تؤدي بدورﻫا إلى تغذية السوق غير الرسمية من جهة
وتشجيع البطالين على خلق مناصب عملهم بنفسهم بالتوجه إلى إحداث مؤسساتهم الخاصة من
جهة ثانية؛
.2كما تناول الباحث شاللي فارس في مذكرة ماجستير تحت عنوان"دور سياسة التشغيل في معالجة
مشكل البطالة في الجزائر خالل الفترة 0112 – 0110مع محاولة اقتراح نموذج اقتصادي
للتشغيل للفترة ،"0110 – 0115متطرقا إلى تحليل وضعية سوق العمل في الجزائر مركزا على
سياسات التشغيل المتبعة في ميدان الشغل ،ﻫادفا إلى إبراز فعالية ﻫذه السياسات في خلق مناصب
الشغل من عدمها خالل الفترة ،0112 – 0110ومن ثمة اقتراح نموذج خاص بالتشغيل للفترة
0110 - 0115؛
.3و تناول الباحث ضيف أحمد في مذكرة ماجستير تحت عنوان "انعكاس سياسة اإلنفاق العام على
النمو والتشغيل في الجزائر ، "0112 – 0002العالقة التي تربط سياسة اإلنفاق العام بكل من النمو
االقتصادي وسوق العمل من خالل تأكيد الفرضيات التي قامت عليها دراسته والتي تدور حول فكرة
أن توسع الدول ة في اإلنفاق العام ال يكون إال بناء على ما تمتلكه من موارد مالية ،أما تأثير ﻫذا
اإلنفاق على النمو والتشغيل ال يكون إال من خالل تأثيره على اإلنتاج؛
.4في حين تناول الباحث بودخدخ كريم في مذكرة ماجستير تحت عنوان "أثر سياسة اإلنفاق العام
على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ،"0110 - 0110متطرقا إلى العالقة التي تربط بين
النمو االقتصادي واإلنفاق العام ،مركزا على تأثير كل من مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي
والبرنامج التكميلي لدعم النمو على النمو االقتصادي في الجزائر ،ﻫادفا إلى تأكيد أﻫمية تدخل
الدولة في تنشيط األداء االقتصادي من خالل التوسع في اإلنفاق العام.
أهمية الدراسة:
تجدر اإلشارة إلى أن ﻫذه الدراسة المتعلق بسياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر ،تخص
الفترة ،0101 – 0111وﻫي تحديدا مرحلة تتميز باعتبارات مختلفة.
فالمرحلة المعنية بالدراسة ،تتميز بثالث معطيات جوﻫرية تستحق مزيدا من االﻫتمام وتفتح آفاقا
جديدة للبحث.
3
مقدمة عامة
ففي المقام األول ،فإن ﻫذه المرحلة تتميز بنهاية عقد كامل من الجهود المكثفة لتدارك عجز
اجتماعي واقتصادي -كان اختالل سوق العمل أحد صورﻫا -موروث عن أزمة متعددة األشكال؛
وفي المقام الثاني ،فإن نفس ﻫذه المرحلة تتميز باستعادة الجزائر استقالليتها المالية إزاء
الخارج ،ولذلك ،فإن بالدنا ،قد أصبحت من اآلن ،مطالبة أكثر بتكريس مزيد من الجهود لبناء اقتصاد
قوي تنافسي مستقل ،كفيل بتحقيق استقرار اقتصادي كلي بما فيه استقرار سوق العمل؛
أما في المقام الثالث واألخير ،فإن ﻫذه المرحلة تعرف تطبيق برنامجين ضخمين من حيث
اإلعتمادات المالية المخصصة ﻫما :برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي 0112 – 0110والبرنامج
التكميلي لدعم النمو .0110 – 0115
أهداف الدراسة:
يرجع اختيارنا لموضوع " سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة "0101 – 0111
لمجموعة من الدوافع ﻫي:
.1األﻫمية التي يحتلها ﻫذا السوق في االقتصاد من جهة ،وأﻫمية السلعة -قوة عمل اإلنسان-
التي تتداول فيه من جهة أخرى؛
.2مواصلة البحث في ﻫذه الموضوع ،ألنه سبق لنا وأن تطرقنا إلى جزء منه على مستوى
الليسانس؛
.3سعينا من خالل ﻫذا العمل إلى المساﻫمة في إثراء رصيد المكتبة.
منهجية الدراسة ومصادر البيانات:
تقوم ﻫذه الدراسة على تحليل تطور سوق العمل وسياسات التشغيل المنفذة ألجل تعديله والتوسع الذي
شهده اإلنفاق العام للفترة ،0101 - 0111وتأثير ﻫذين األخيرين –سياسات التشغيل و التوسع في اإلنفاق
العام -على الرفع من التشغيل وامتصاص البطالة ،لذلك فان البحث يعتمد على المنهج الوصفي لإللمـام
4
مقدمة عامة
باإلطار النظري لمحوري الدراسة والمتمثلين في سوق العمل واإلنفاق العام ،باإلضـافة إلـى المـنهج
التحليلي لتقدير مدى مساﻫمة سياسات التشغيل واإلنفاق العام في التحسين من واقع سـوق العمـل فـي
الجزائر وذلك الختبار الفرضيات المطروحة سابقا.
ولقد اعتمدنا في ﻫذه الدراسة على عدة مصادر للبيانات ،حيث اعتمدنا في البحث على بيانات الديوان
الوطني لإلحصائيات ،المجلس الوطني االقتصادي واالجتمـاعي ،وزارة العمـل والتشـغيل والضـمان
االجتماعي ،مصالح الوزير األول ...الخ.
من أجل معالجة إشكالية البحث فقد تم تحديد إطارين له ﻫما :إطار زماني وآخر مكـاني ،فاإلطـار
الزماني يتجلى في فترة الدراسة التي حددت مابين سنتي 0111و ،0101أما اإلطار المكاني فقد ارتأينـا
أن يكون بدراسة سياسات التشغيل وسوق العمل في بلد ﻫو الجزائر.
صعوبات الدراسة:
كغيره من البحوث ،واجهتنا في سبيل القيام بهذا البحث بعض الصعوبات ،أﻫمها على اإلطالق ،قلة
البيانات اإلحصائية وصعوبة الحصول عليها ،كما أنه وفي حال حصولنا عليها نجد أنها غير دقيقة،
إضافة إلى عدم تطابقها في بعض األحيان حتى من المصدر ذاته.
محتويات الدراسة:
بعد تناولنا إلشكالية البحث والفرضيات التي ستبنى عليها الدراسة ،والدراسات السابقة ،وبعد إبراز
أﻫمية وأﻫداف الموضوع ،وأسباب اختيارنا لهذا الموضوع والمنهج المستعمل فيه ،وكذا حدود ﻫذه
الدراسة والصعوبات والعراقيل التي واجهناﻫا في إعداد ﻫذا العمل ،سننتقل إلى تناول موضوع بحثنا
والذي جاء تحت عنوان" سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة "0101 – 0111
بالدراسة والتحليل من خالل ثالثة فصول حيث:
تناولنا في الفصل األول من ﻫذا البحث تطور سوق العمل في الجزائر ،من خالل ثالث مباحث،
ففي المبحث األول تطرقنا إلى تحديد األسس النظرية لسوق العمل لدى مدارس الفكر
االقتصادي ،وفي المبحث الثاني قمنا بتقديم بعض المفاﻫيم المتعلقة بسوق العمل ونظام معلومات
ﻫذا السوق وواقع ﻫذا األخير في الجزائر ،أما المبحث الثالث فقد خصصناه لتحليل عنوان
موضوع ﻫذا الفصل بعرض الخلفية التاريخية لتطور سوق العمل في الجزائر ثم واقع تطوره
5
مقدمة عامة
خالل فترة الدراسة الممتدة بين سنتي 0111و 0101وختمناه بذكر أﻫم الخصائص التي ميزت
ﻫذا السوق؛
أما في الفصل الثاني والذي عنوانَاه بـ " :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية
التشغيل ومحاربة البطالة" ،والذي يشمل ثالثة مباحث ،قمنا في أولها ومن خالل مطلبها األول
بعرض مفهوم سياسات التشغيل وكذا إعطاء فكرة عن نوعي ﻫذه السياسات النشطة منها
والخاملة مع التعرض لالختالف ال موجود بينهما ،أما في المطلب الثاني فقد قمنا بعرض سياسات
التشغيل في الجزائر ضمن إطارﻫا التاريخي المحدد بالفترة ،0000 - 0060ثم ركزنا في
المبحث الثاني والثالث على موضوع ﻫذا الفصل بالتطرق لسياسات التشغيل وسياسات محاربة
البطالة المعتمد عليها في الجزائر؛
وفي الفصل الثالث واألخير ،تابعنا الحديث عن سياسات التشغيل لكن ﻫذه المرة وخالفا للفصل
الثاني قمنا بالتطرق لهذه السياسات ضمن برامج اإلنفاق العام ،0101 – 0111وذلك بالتركيز
على سياسات التشغيل ضمن السياسة االقتصادية الكلية (سياسة اإلنعاش االقتصادي).
لهذا قسمنا ﻫذا الفصل إلى ثالث مباحث ،تناولنا في المبحث األول اإلطار النظري لإلنفاق العام
وعالقته بالتشغيل ،وفي المبحث الثاني درسنا اإلطار العام للبرامج اإلنفاقية التي تضمنتها الفترة
،0101 – 0111لنقوم في األخير بتبيين انعكاس التوسع في االنفاق العام على سوق العمل في
الجزائر للفترة 0110 – 0110وإطارﻫا العام للفترة .0102 – 0101
واختتمنا عملنا ﻫذا بخاتمة عامة تتضمن أﻫم ما توصلنا إليه من نتائج ،واختبار لصحة الفرضيات
المعتمدة من خطئها ،وكذا مجموعة من االقتراحات ،لنفتح بعدﻫا آفاقا للبحث نأمل أن يتم الخوض فيها
مستقبال.
6
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
تمهيد:
لهذا سيتمحور نقاش ﻫذا الفصل على دراسة وتحليل تطور سوق العمل في الجزائر من خالل
المباحث الثالث التالية:
المبحث األول :تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي؛
المبحث الثاني :اإلطار المفاﻫيمي ونظام معلومات سوق العمل؛
المبحث الثالث :سوق العمل في الجزائر.
7
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
المبحث األول :تطور مفهوم سوق العمل لدى مدارس الفكر االقتصادي.
يعرف الفكر االقتصادي الحديث مدارس عدة يُرجع االقتصاديون أصولها لفكر مدرستين تقليديتين
ﻫما المدرسة الكالسيكية والمدرسة الكينزية.
أما المدرسة الكالسيكية فقد سادت الفكر االقتصادي قبل الثالثينيات في حين ولدت المدرسة الكينزية
على يد رائدﻫا جون مينر كينز(*) صاحب المؤلف الشهير"النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود"
1
وضمن أفكار ﻫاتين المدرستين نجد أفكارا عديدة عن سوق العمل تنبع من أﻫمية الدور الذي يلعبه
العمل في الحياة االقتصادية ،سواء في مجال اإلنتاج أو كمصدر للدخل.
سنحاول في ﻫذا المبحث التطرق لبعض األفكار الخاصة بهذا السوق من خالل إعطاء نبذة عن آراء
الفكر االقتصادي للمدرستين الكالسيكية والكينزية لسوق العمل.
تعود جذور الفكر االقتصادي الكالسيكي إلى المدرسة الكالسيكية األم التي ظهرت في انجلترا
بأواخر القرن الثامن عشر على يد مجموعة من المفكرين االقتصاديين أشهرﻫم على اإلطالق آدم
(**)
صاحب المؤلف الشهير "ثروة األمم" .وقد ارتكزت النظرية الكالسيكية على افتراضين 2
سميث
()0
( )
3
ﻫما:
خضوع النظام الرأسمالي لمبدأ المنافسة الكاملة التي تمنع بائعي السلع والخدمات من
السيطرة على أسعارﻫا في السوق التنافسي؛
التشغيل الكامل ﻫو الوضع الطبيعي لالقتصاد.
حوالي سنة 0800ظهرت مدرسة تعد امتدادا للمدرسة الكالسيكية تتبنى أفكارﻫا وترتكز على
افتراضاتها ﻫي المدرسة النيوكالسيكية ،كما تفرعت عن المدرسة الكالسيكية األم مدارس أخرى
كالمدرسة النقدوية والمدرسة الكالسيكية الجديدة ،ونحن من خالل ﻫذا المبحث سنتطرق لكل من
المدرستين النيوكالسيكية والكالسيكية الجديدة ،وذلك نظرا لما أسهمتا به في موضوع سوق العمل.
*
John Maynard KEYNES.
**
Adam SMITH.
1عبد المنعم السيد علي" ،مدخل في علم االقتصاد :دراسة في مبادئ االقتصاد الرأسمالي واالشتراكي" ،كلية اإلدارة واالقتصاد الجامعة
المستنصرية ،بغداد ،0082 ،ص .38
8
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
فالمنطلق الفلسفي للعمل لدى المدرسة الكالسيكية األم كان األرضية الصلبة التي بني عليها النموذج
النيوكالسيكي األساسي للعمالة واإلنتاج ،في حين كانت التوقعات الرشيدة اإلضافة البارزة التي جاءت
بها المدرسة الكالسيكية الجديدة والتي كان لها آثار على سوق العمل والتشغيل.
يرتبط اﻫتمام النيوكالسيك بتحليل سوق العمل باﻫتمامهم بدراسة "التوازن العام" لالقتصاد ،والذي
يستلزم تحقيق التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقد وسوق العمل.
سوق العمل بالنسبة لمنظري ﻫذه المدرسة كأي سوق آخر تتحدد فيه الكميات واألسعار أي حجم
العمالة واألجور بتفاعل الطلب و العرض على العمل.
يهتم التحليل النيوكالسيكي بدراسة سلوك الوحدة االقتصادية من طالبين وعارضين ،لهذا تحليلهم
لسوق العمل يرتكز على دراسة سلوك المؤسسة االقتصادية في طلبها للعمل باعتباره أحد عناصر
اإلنتاج وبسلوك األفراد في عرضهم للعمل.
()1
ويرتكز التحليل النيوكالسيكي لسوق العمل على ثالث فرضيات:
1
Gilles FERREOL, Philippe DEUBEL, "Economie du Travail", Armand colin, Paris, 1990, p 60.
ضياء مجيد الموسوي" ،سوق العمل والنقابات العمالية في اقتصاد السوق الحرة" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون -الجزائر،0110 ، 2
ص .03
9
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
سنقوم من خالل ما سيأتي بتفصيل ﻫذه الفقرة من خالل ما سنورده من معادالت رياضية ،تمثيالت
بيانية ...الخ.
بحيث:
أما في األمد القصير فحسب الكالسيك فإن حجم اإلنتاج يعتمد على كمية العمل المستخدمة في
العملية اإلنتاجية باعتبار باقي العناصر ثابتة ما يجعل من مستوى اإلنتاج دالة فقط في كمية العمل
المستخدم من طرف المؤسسة االقتصادية ويعبر على ذلك رياضيا كما يلي:
1
Jacques LECAILLON, "Analyse Macroéconomique", Edition CUJAS, Paris, 1969, p 46.
2صالح تومي" ،مبادئ التحليل االقتصادي الكلي" ،دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،بدون طبعة ،ص .010
10
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
د .التمثيل البياني لدالة اإلنتاج ،اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية للعمل:
يوضح الشكل رقم ( )0.0التمثيل البياني لدالة اإلنتاج ،اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية
للعمل ،وذلك كما يلي:
الشكل رقم ( :)0.0منحنى دوال اإلنتاج ،اإلنتاجية المتوسطة للعمل واإلنتاجية الحدية للعمل.
ن
م
()1
يسمح الشكل رقم ( )0.0من استنتاج العديد من المالحظات ﻫي كالتالي:
(أي يسار النقطة "م" وﻫي النقطة التي يتقاطع فيها ن ن الجزء الواقع يسار الخط العمودي
منحنى اإلنتاجية الحدية للعمل مع منحنى اإلنتاجية المتوسطة للعمل عند ذروة ﻫذا األخير)،
يتميز بإنتاجية متوسطة للعمل متزايدة .ﻫذه الزيادة لإلنتاجية المتوسطة للعمل تعبر على أن
العامل الثابت أي عامل رأس المال فائض مقارنة بعامل العمل .وﻫي توافق إنتاجية حدية سالبة
لعامل رأس المال؛
ن ،يتميز بإنتاج كلي متناقص وإنتاجية حدية سالبة ن الجزء الواقع يمين الخط العمودي
للعمل .كل توظيف زائد لوحدات العمل تؤدي إلى تناقص اإلنتاج ،بذلك ال ترفع المؤسسات
ن؛ ن االقتصادية مستوى كل من اإلنتاج والعمل فيما وراء الخط العمودي
ن من الشكل ،ﻫي الوحيدة التي توافق نشاط ن و ن ن الجزء الواقع بين الخطين العموديين
1
Jacques LECAILLON, op.cit., p p 46-47.
11
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
اقتصادي عقالني .والميزة األساسية لإلنتاج في ﻫذا الجزء ﻫي أن اإلنتاجية الحدية للعمل تكون
موجبة ،غير أنها متناقصة مع كل زيادة للعمل ،وبالتالي نضع الشرطين:
( )f’(L) > 0و ()f’’(L) < 0
–
بحيث:
فربح المؤسسة االقتصادية إذن ﻫو الفرق بين اإليرادات والتكاليف المتمثلة في تكلفة العمل.
بتعويض المعادلة رقم ( )0.0في المعادلة رقم ( )2.0نحصل على المعادلة رقم ( )5.0التالية:
–
ضياء مجيد الموسوي " ،النظرية االقتصادية التحليل االقتصادي الكلي" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون -الجزائر ،الطبعة الثالثة، 1
،0115ص .00
12
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
تعبر المعادلة رقم ( )6.0عن التغير في الربح الناتج عن كل توظيف لوحدة إضافية من العمل:
–
–
والتي تستلزم:
وفقا للمعادلة رقم ( )0.0أعاله ،فإن شرط تعظيم الربح ﻫو جعل األجر الحقيقي مساويا لإلنتاج
) ،أو لما يتساوى كل من اإليراد الحدي للعمل مع التكلفة الحدية للعمل الحدي للعمل (
). والتي تساوي األجر االسمي (
13
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
نحصل على الطلب الكلي للعمل بجمع طلبات كل المؤسسات للعمل داخل االقتصاد ،كما يعبر عنه
الشكل رقم ( )0.0أدناه:
عدد العمال
Source : EUGENE A. DIULIO, " Macroéconomie cours et problèmes", Georges Loudiere, Paris,
1989, p 177.
.IIالعرض الكلي للعمل:
عرض العمل يتضمن عدد األفراد الراغبين في عرض خدماتهم من العمل لقاء أجر معين،
والتعريف األكثر دقة ﻫو مجموع ساعات العمل التي يرغب العاملون في تقديمها ألغراض اإلنتاج لقاء
()1
أجر معين وخالل فترة زمنية معينة ،مع بقاء العوامل األخرى ثابتة.
1مدحت القريشي" ،اقتصاديات العمل" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،0110 ،ص .00
14
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
وحسب النيوكالسيك فإن عرض العمل يرتبط إيجابا بمعدل األجر الحقيقي:
بحيث:
:عرض العمل؛
:معدل األجر الحقيقي.
عدد العمال
Souece : EUGENE A. DIULIO, " Macroéconomique cours et problèmes", Edition Française
Georges Loudiere, Paris, 1989, p 177.
15
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
تحقيق التوازن بين الطلب والعرض على العمل ،أي لما يتساوى عرض العمل مع الطلب عليه:
ويمكن توضيح توازن سوق العمل بيانيا كما يلي (الشكل رقم (:))2.0
Source : J. Gautié, "les politiques de l’emploi les marges étroites de la lutte contre le chomage
", Vuibert, Paris, 1993, p 51.
في ﻫذا النموذج ،تعد حالة التوازن ﻫذه حالة سائدة ومصاحبة لوضع التشغيل الكامل ،أما حالة
االختالل فهي ظرفية تتكفل آليات السوق بالقضاء عليها ،وإن وجدت البطالة فهي بطالة إرادية ،والتي
()1
ترجع لألسباب التالية:
إذا بقي بعض األفراد بدون عمل عند مستوى التوازن ،فان ذلك يدل على أن األجر
المحدد من قبلهم أعلي بكثير عن اإلنتاجية الحدية ،وفي ﻫذه الحالة تكون البطالة
أكبر من األجر إرادية ،فكما ﻫو مبين في الشكل رقم ( )2.0فعند معدل أجر
؛ ﻫناك بطالة إرادية والممثلة في الشكل بالمجال التوازني
المساومة على األجور االسمية بين أرباب العمل والعمال ،تحدد األجور الحقيقية .ﻫذا
يعني أن للعمال دور في تحديد أجورﻫم الحقيقية ،وبالتالي ،تحديد حجم التشغيل ،وبذلك
فإن كل بطالة توجد عند ﻫذا المستوى من األجر الحقيقي ﻫي بطالة إرادية.
1
Ahmed ZAKANE, " Analyse de l’Offre d’Emploi réalités et perspectives cas de l’Algérie", mémoire de magistère en
sciences économiques, Université d’Alger, Institut des sciences économiques, Juin 1992, p 20.
16
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
()1
إذن:
كل من عرض وطلب العمل يعتمد عل األجر الحقيقي .فاألجر الحقيقي ﻫو نسبة األجر االسمي على
مستوى السعر ،أو ﻫو مقدار السلع الممكن شراؤﻫا مقابل ساعة عمل .فمنحنى طلب العمل المائل
ألسفل يبين بأن المؤسسات تريد إيجار عمل أكثر لما يكون األجر الحقيقي منخفضا ،بينما يبين منحنى
عرض العمل بان عرض العمل يكون عاليا لما تكون األجور الحقيقية مرتفعة.
وأجر حقيقي يتقاطع منحنى عرض وطلب العمل عند نقطة توازن مع مستوى عمالة مناسب ﻫو
ﻫي مستوى التشغيل الكامل للعمالة .ففي النموذج النيوكالسيكي يكون كل فرد ،و توازني ﻫو
.كما أن المؤسسات تستأجر يشتغل بالضبط مقدار العمل المرغوب عند مستوى األجر الحقيقي
.ومنه يوجد دائما مستوى من بالضبط مقدار العمل المرغوب عند مستوى األجر الحقيقي
التشغيل الكامل في حالة النظام النيوكالسيكي.
بني الفكر الذي جاء به منظرو المدرسة الكالسيكية الجديدة على نظرية التوقعات الرشيدة التي مثلت
ثورة في علم االقتصاد الكلي عندما أدخلت كأداة للتحليل االقتصادي في نهاية السبعينات.
يؤكد النموذج الكالسيكي الجديد على مبدأ التوازن وحسبه فإن أي اختالل في اإلنتاج أو العمالة ال
يمكن إال أن يكون مؤقتا وال يمكن لالقتصاد أن يبتعد عن توازنه لمدة طويلة في ظل توقعات
المتعاملين االقتصاديين الرشيدة عن التغيرات المتوقعة في األسعار.
كذلك الحال بال نسبة لسوق العمل ،فتوفر المعلومات عن مستوى السعر الكلي السائد في االقتصاد
يكون له أثر على سلوك المؤسسات االقتصادية واألفراد في طلبهم وعرضهم للعمل.
فكما رأينا سابقا فإن توازن سوق العمل عند النيوكالسيك يتحدد عند تقاطع منحنيي عرض العمل
والطلب على العمل.
كما أن منحنى عرض العمل والطلب على العمل دوال لألجر الحقيقي .أما بالنسبة للمدرسة
الكالسيكية الجديدة فإن مستوى التشغيل يتحدد بمستوى األسعار المتوقعة ،ونميز حالتين:
17
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
فاألفراد يتصرفون وفقا لمبدأ الرشادة االقتصادية ويسعون جاﻫدين للحفاظ على مستوى أجورﻫم
الحقيقية في ظل المرونة التامة لألسعار واألجور ،بجعلهم الزيادة الحاصلة لكل من األسعار واألجور
متساوية ،فأي ارتفاع يحدث في المستوى العام لألسعار سيقابله ارتفاع سريع ومسا ٍو لألجور االسمية.
18
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
الشكل رقم ( :)5.0سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد " توفر المعلومات الكاملة لدى
)". المؤسسات االقتصادية على عكس األفراد لما (
) (
عدد العمال
) ،فإن .2في الحالة المعاكسة والتي يكون فيها السعر الحالي أقل من السعر المتوقع (
المؤسسات ستخفض من طلبها للعمل أمام ارتفاع التكاليف التي يعبر عنها االرتفاع في
مستوى األجور الحقيقية ،ففي ﻫذه الحالة يكون األجر الحقيقي المدفوع ( ) أكبر من األجر
الحقيقي المتوقع ( ).
محدثا بذلك انخفاض في األجر إلى وﻫنا ينتقل منحنى الطلب على العمل إلى اليسار من
إلى .حسب ما يظهر في الشكل رقم وفي نفس الوقت تنخفض العمالة من إل الحقيقي من
(.)6.0
19
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
الشكل رقم ( :)6.0سوق العمل في ظل النموذج الكالسيكي الجديد "توفر المعلومات الكاملة لدى المؤسسات
)". االقتصادية على عكس األفراد لما (
) (
عدد العمال
السعر الحالي أقل من السعر الحالي يساوي السعر الحالي أكبر من
) ( السعر المتوقع ) ( السعر المتوقع ) السعر المتوقع (
السعر الحالي
) أقل من الواحد ( ) مساو للواحد ( ) أكبر من الواحد ( السعر المتوقع
في حالة التوقع الناقص لألسعار فإن األجر الحقيقي المدفوع أقل من األجر الحقيقي
المتوقع ﻫذا يعني تشغيل يد عاملة أكثر من طرف المؤسسات بسبب انخفاض تكاليف
اإلنتاج؛
في حالة التوقع التام فإن مستوى التشغيل يبقى ثابتا؛
في حالة التوقع الزائد لألسعار فإن األجر الحقيقي المدفوع أعلى من األجر الحقيقي
المتوقع ﻫذا يعني ارتفاع تكاليف اإلنتاج وبالتالي تخفيض الطلب على العمالة.
20
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
وعليه ،فإنه حتى يتم تشغيل المزيد من اليد العاملة ال بد من أن يكون التوقع ناقصا في المدى
القصير ألنه في المدى الطويل يتم تصحيح التوقع من طرف العمال ،فيطالبون بأجور عالية ومن ثمة
رجوع مستوى الناتج إلى مستواه الطبيعي.
يرجع الفضل لظهور ﻫذا الفكر لالقتصادي االنجليزي جون مينارد كينز ،صاحب المؤلف الشهير
"النظرية العامة في االستخدام والفائدة والنقود" الصادر سنة ،0036والذي ﻫاجم فيه النظرية الكالسيكية
وعبر من خالله عن رأي جديد الجوﻫر فيه أن االقتصاد يمكن أن يكون في حالة توازن في أي
مستوى معين لالستخدام.
ولقد عرف ت األفكار التي جاء بها كينز تصحيحا وتطويرا سمح بظهور خلف له من المفكرين
االقتصاديين كالكنزيين المحدثين والكينزيين الجدد.
نحن من خالل ﻫذا المطلب سنهتم بما جاء به كل من كينز والكينزيين الجدد من أفكار ذات الصلة
بسوق العمل.
أصدر كينز مؤلفه الشهير "النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود" الصادر سنة ،0036ولقد
انطلق في وضع نظريته العامة ﻫذه من مالحظاته ألحداث األزمة االقتصادية لعام 0000التي تمثلت
بصفة خاصة في تفشي ظاﻫرة البطالة ،فكان عليه أن يفسر أسباب ﻫذه الظاﻫرة الخطيرة وان يقترح
الحلول المناسبة.
اﻫتمام كينز بدراسة البطالة وانتقاده إغفال الكالسيك لها ،أعطى لسوق العمل مكانة في تحليله ،فهو
يتبنى نفس وجهة نظرﻫم في تحليله للطلب على العمل في حين اختلف عنهم في تحليله لعرض العمل.
ثبات األسعار؛
وجود التشغيل الناقص؛
النظرية الكينزية صالحة في المدى القصير.
21
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
وليس على معدل األجر يرى كينز أن عرض العمل يعتمد على معدل األجر االسمي
كما جاء به الكالسيك ،وذلك ألن العمال يتأثرون بالوﻫم النقدي حيث أن الحقيقي
األجر االسمي األكثر ارتفاعا ﻫو األجر المفضل من قبل العامل مهما كان مستوى األسعار؛
غير مرن نحو االنخفاض ،ففي معظم الدول كما يرى كينز أن معدل األجر االسمي
نجد أن النقابات العمالية تلعب دورا أساسيا في سير المفاوضات حول األجور بين أرباب
العمل والعمال ،بحيث أن ﻫناك حد أدنى من األجر المضمون .وﻫذا الحد األدنى لألجر
. االسمي أو النقدي نرمز له بالرمز
دالة العرض حسي كينز دالة لمعدل االجر االسمي:
) (
المصدر :محمد الشريف إلمان" ،محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية :نظريات ونماذج التوازن والالتوازن"،
منشورات برتي ،الجزائر ،0002 ،ص .083
1السعيد بريبش" ،االقتصاد الكلي :نظريات ،نماذج وتمارين محلولة" ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة – الجزائر ،دون طبعة ،ص.000
22
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
إذن عرض العمل عند كينز تابع لمعدل األجر االسمي ولهذا األخير حد أدنى ﻫو األجر القاعدي
ال ينخفض مستوى األجر االسمي لمستوى دونه.
يمثل الجزء األفقي من منحنى عرض العمل مجموع النقاط التي تحدد الكميات المعروضة عند ﻫذا
،أما الجزء المتصاعد من المنحنى فهو يبين والمحصورة في المجال المستوى من األجر
أنه من أجل أجر إسمي أعلى من األجر القاعدي يقبل العمال على عرض خدمات عملهم بقدر التزايد
في ﻫذا األجر.
المصدر :محمد فرحي" ،التحليل االقتصادي الكلي :األسس النظرية" ،الجزء األول ،دار أسامة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،بدون طبعة ،ص .082
كما سبق وأشرنا إليه فإن التوازن في سوق العمل يتحدد بالمساواة بين عرض العمل والطلب عليه.
ويالحظ من الشكل البياني أعاله أن التقاطع بين منحنى عرض العمل وطلبه يمكن أن يعرف حالتي
توازن:
23
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
،لكن بما أن العمال الذين ومنه حجم العمل عند يتحدد مستوى األجر عند عند النقطة
تقيس مستوى و فإن المسافة بين يساوي يرغبون في العمل بمعدل األجر الحقيقي
البطالة اإلجبارية والتي يرجعها كينز إلى عدم وجود فرص العمل بسبب تقلص الطلب على عنصر
العمل من قبل المؤسسات االقتصادية والتي أحجمت عن االستثمار (اإلنتاج) نظرا لتراجع تدفق الدخل
إليها في شكليه االستهالكي و االستثماري .ﻫذا ما يعرف عند كينز بالطلب الفعال والذي عرفه بأنه":
الدخل اإلجمالي بما فيه المداخيل المخصصة لعناصر اإلنتاج األخرى ،والذي يأمل المنظمون
()1
وﻫذا ما يفسر انخفاض منحنى الطلب على استخالصه من حجم االستخدام الجاري المقرر إعطاؤه"،
. العمل إلى نقطة التوازن الجديدة
حاول التحليل الكينزي الجديد أن يفسر األسباب التي تعطي الطابع غير المرن لألجور االسمية
والتي تعرف حسبهم حدا أدنى ال تنخفض عنه ما يجعل حالة التشغيل الكامل ال تتعدى كونها حالة
ظرفية ال دائمة كما يراﻫا الكالسيك .
ومن بين ﻫذه األسباب ﻫو وجود العقود ،فالنظرية الكينزية الجديدة ترى أن للعقود المبرمة بين
العمال والمؤسسات االقتصادية دورا في تحديد األجور االسمية والتي تبقى ثابتة طول مدة سريان
العقد ،وتجدر اإلشارة ﻫنا إلى أن ﻫذا المستوى من األجر يتحدد حسب الطلب والعرض على العمل
واللذان يكونان على أساس السعر المتوقع.
1جون مينر كينز" ،النظرية العامة في االقتصاد" ،ترجمة نهاد رضا ،منشورات دار مكتبة الحياة ،بيروت ،0060 ،ص .08
24
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
()1
وتتلخص أﻫم األفكار التي يقوم عليها الفكر الكينزي الجديد في:
المصدر :صالح تومي" ،مبادئ التحليل االقتصادي الكلي" ،دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع ،بن عكنون -الجزائر،
بدون طبعة ،ص .230
مع ﻫذا األخير أكبر من ( ) ،ﻫذه الزيادة في المستوى بافتراض أن مستوى السعر أصبح
) ،وفي ظل سوق تعاقدي تتحدد فيه العام لألسعار ستؤدي باألجور الحقيقية لالنخفاض (
األجور االسمية ما يجعلها جامدة طيلة مدة سريان العقد ،ال يطالب العمال بزيادة األجور االسمية فيزيد
الطلب على العمالة بسبب انخفاض تكاليف اإلنتاج أي انتقال منحنى الطلب على العمل إلى اليمين
سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :نظريات االقتصاد الكلي الحديثة" ،الكتاب الثاني ،الكويت ،0002ص .068
1
25
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
فيرتفع بذلك مستوى العمالة من ( ) إلى ( ) مع عدم تغير مستوى األجر االسمي إلى من
). وبقائه ثابتا عند مستوى (
) ﻫذا بين فاعلي سوق العمل بداللة أجر حقيقي مستهدف والتوقعات يتم تثبيت األجر االسمي (
المستقبلية لمستوى السعر في المستقبل ،ويعبر عن ﻫذا رياضياكما يلي:
.
بحيث:
بعد تثبيت األجر االسمي تكون المؤسسات على علم باألجر الحقيقي السائد وذلك لمعرفتها لمستوى
األسعار السائد ،بحيث يعبر عن األجر الحقيقي السائد رياضيا كما يلي:
وﻫنا نميز حالتين ،حالة يكون فيها مستوى األسعار السائدة ( ) أكبر من مستوى األسعار المتوقع
( ) والحالة المعاكسة أي حالة يكون فيها المستوى السائد لألسعار أقل من المستوى المتوقع لها.
). الحالة األولى :مستوى األسعار السائد أكبر من مستوى األسعار المتوقع (
) ،ولكون األجر الحقيقي في ﻫذه الحالة يكون األجر الحقيقي اقل من األجر المستهدف (
عبارة عن تكلفة إنتاج بالنسبة للمؤسسة االقتصادية فإن انخفاضه سيشجها على توسيع إنتاجها
وبالتالي طلب المزيد من العمالة.
). الحالة الثانية :مستوى األسعار السائد أقل من مستوى األسعار المتوقع (
وﻫي حالة م عاكسة تماما للحالة األولى فمستوى األسعار السائد األقل من مستوى األسعار المتوقع
) ،وبالتالي إحجام المؤسسة يجعل من األجر الحقيقي أعلى من األجر المستهدف (
االقتصادية عن طلب المزيد من العمالة أمام ارتفاع التكاليف (األجر الحقيقي).
26
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
ال بد ألي باحث أو دارس في مجال علمي اإللمام بالمفاﻫيم المتعلقة بموضوع بحثه وإدراك معناﻫا
قبل أن يلج في تفاصيله المختلفة ،ولن يتحقق له ذلك دون أن يقوم بتحديد البناء المفاﻫيمي الذي يحدد
الخلفية النظرية التي يبني عليه ا أسس المعالجة الميدانية التي تعكس الوجود الواقعي للظاﻫرة محل
الدراسة.
لهذا ارتأينا تقديم لمحة وجيزة عن بعض المصطلحات والمفاﻫيم الخاصة ببحثنا ،ويتعلق األمر
بمفهوم سوق العمل القوة العاملة ومؤشرات سوق العمل ،كما تطرقنا لمفهوم نظام المعلومات وواقعه
في الجزائر.
سوق العمل ﻫو ذلك المكان الذي يلتقي فيه الطلب والعرض على الشغل (أو العمل).
ويعبر على عرض وطلب سلعة ﻫذا السوق بتعبيري العمل أو الشغل ،والجدول التالي يلخص كل
الحاالت الممكنة (الجدول رقم (.))0.0
جدول رقم ( :)0.0الحاالت الممكنة للتعبير على طلب وعرض (العمل أو الشغل) في سوق العمل.
الشغل العمل
Source : Alain BEITONE, Christine DOLLO, Jean-Pierre GUIDONI, Alain LEGARDEZ, "Dictionnaire
des sciences économiques", Armand Colin, Paris, 1991, p 204.
العمل " ﻫو كل جهد عضلي وذﻫني يبذله االنسان عن قصد ووعي بهدف خلق المنافع
االقتصادية"( ،)1والذي تحتاجه المؤسسة االقتصادية في عمليتها اإلنتاجية ،وبالتالي ،فهو يعرض من
طرف مالكه وﻫو الفرد ويطلب من طرف فاقده وﻫي المؤسسة االقتصادية.
في حين يرتبط الشغل ِبشَغْ لِ المناصب الشاغرة المنشأة من طرف المؤسسة االقتصادية ،وبالتالي
فهي تعرض من طرف ﻫذه األخيرة وتطلب من طرف الفرد.
1سعد طبري وآخرون " ،االقتصاد والمانجمنت والقانون" ،الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ،الجزائر ،0103 -0100 ،ص .06
27
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
العاملون؛
البطالون.
.1العاملون (المشتغلون):
أو القوة العاملة المستخدمة وﻫي التي يمارس أفرادﻫا العمل فعال للحصول على الكسب الذي يكون
بشكل أجر أو راتب أو ربح أو حصة في اإلنتاج ،وﻫذا يعني أنها تشمل األفراد الذين يعملون لدى
الغير والذين يعملون مشاركة والذين يعملون لحسابهم الخاص وﻫم أصحاب الحرف والمهن
( )0
3
المستقلة.
.2البطالون:
يعرف البطال أو العاطل عن العمل بأنه " :كل شخص راغب في العمل وقادر عليه وباحث عنه ولم
( )3
و 4
يجده .وعليه فإن من ال يرغب في الحصول على عمل ال يعتبر ضمن أعداد العاطلين عن العمل".
العاطلون قسمان ،عاطلون سبق لهم العمل و عاطلون لم يسبق لهم العمل.
* حسب الديوان الوطني لإلحصائيات فان ﻫذه الفئة العمرية تتراوح ما بين 62 – 05سنة ،أما حسب المكتب الدولي للعمل فهذه الفئة تتراوح بين
سنة ،ومن المهم اإلشارة إلى أن ﻫذا االختالف بنجر عنه تضارب في المعلومة اإلحصائية. 50 – 06
ناصر دادي عدون ،عبد الرحمان العايب" ،البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل الهيكلي لالقتصاد من خالل حالة الجزائر" ،ديوان 1
28
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
()1
.1معدل النشاط:
يمكن تحديد معدل النشاط اإلجمالي بقسمة عدد السكان النشطين على حجم السكان اإلجمالي وﻫو
يعبر عن حجم القوى العاملة من كل مئة ( )011ساكن.
يعكس ﻫذا المعدل درجة حب العمل بين السكان وإلى حد ما حالة النشاط االقتصادي من ركود
و انتعاش.
.2معدل العمالة:
"ﻫو نسبة السكان المشتغلين إلى السكان في سن العمل"( ،)2يعطى ﻫذا المعدل رياضيا بالصيغة
التالية:
يعكس ﻫذا المعدل مدى قدرة االقتصاد على استخدام اليد العاملة المتوفرة وضعف ﻫذا المعدل
داللة على ﻫدر لعنصر ﻫام من العناصر المستعملة في العملية اإلنتاجية.
()3
.3معدل البطالة:
عادة ما يقاس معدل البطالة من قبل الجهات الرسمية كنسبة من القوة العاملة (الفئة النشطة)
في المجتمع عند زمن معين ،وﻫو يعطينا نسبة العاطلين عن العمل من الفئة النشطة ،حيث:
كلما ارتفع معدل البطالة كلما دل ذلك على سوء األوضاع االقتصادية والعكس فكلما كان ﻫذا
المعدل منخفضا كلما كان الوضع اقرب الى ما يعرف بالتشغيل الكامل.
2
Bachir BOULAHBAL, "Emploi, chômage, salaires et productivité du travail", Fondation Friedrich Ebert, Alger, 2008, p 05.
عبد القادر محمد عبد القادر عطية" ،النظرية االقتصادية الكلية" ،الدار الجامعية للكتاب ،مصر ،0000 ،ص .301 3
29
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
وضع مكتب العمل الدولي التعريف التالي للنظام الخاص بمعلومات سوق العمل ":نظام شامل
يتضمن جمع وتحليل ونشر بيانات كمية وكيفية عن أوضاع وتوجهات آلية العرض والطلب لليد العاملة
كذلك العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى انحرافات فيما بينها ،وذلك في شتى القطاعات االقتصادية
()1
والمهن والمناطق في البلد المعني".
إن نظام المعلومات الخاص بسوق العمل يتطلب تدفق بيانات وإحصاءات ومعلومات معينة تهتم بها
المؤسسات المتطلعة إلى األفراد و األفراد المتطلعين إلى فرص العمل .ومن ثمة فإن األفراد الباحثين
عن ﻫذه الفرص يتحركون وينتقلون في سوق العمل طبقا لكفاية المعلومات المتوفرة لديهم ومدى
()2
فاعليتها وحداثتها.
إضافة لذلك تعد المعلومة إحدى األسس التي يعتمد عليها أصحاب القرار في صياغة االستراتيجيات
والسياسات التي من شأنها معالجة الخلل الذي يحدث في سوق العمل ،وكذا اتخاذ اإلجراءات العالجية
على المديين القريب و المتوسط.
وتعد اإلحصائيات جوﻫر نظام المعلومات لما تقدمه من بيانات تسمح بتشخيص وضعية التشغيل،
والتنبؤ به في المستقبل .ويحتوي إنتاج المعلومة اإلحصائية في تركيبتها ،جمع المعطيات واستغالل
التقارير اإلحصائية ومعالجة وتحليل المعطيات وأخيرا نشر النتائج.
في الجزائر ،ﻫنا ك مؤسسات كثيرة تتدخل على مستويات متعددة في إنتاج معلومات سوق العمل من
أﻫمها:
فاطمة الزﻫرة موالي علي" ،سوق العمل والموارد البشرية" ،الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية ،جامعة 1
أفريل ،0100ص .82 02 - 03 محمد خيضر ،بسكرة ،يومي
2نفس المرجع ،نفس الصفحة.
30
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
تجدر اإلشارة إلى أنه تم إعادة مراجعة النظام الوطني لإلعالم واإلحصاء عن طريق المرسوم
()1
الذي يعرف المبادئ األساسية ويحدد اإلطار التشريعي رقم 10 – 02المؤرخ في 05جانفي ،0002
التنظيمي وكذا حقوق وواجبات األشخاص المادية والمعنوية في مجال اإلنتاج ،الحفظ ،واستخدام ونشر
المعلومة اإلحصائية.
كذلك تم إنشاء مجلس وطني لإلحصاء ( المرسوم التنفيذي رقم 020 – 18المؤرخ في 00ماي
()2
المعدل والمتمم ،المتعلق بتنظيم المجلس الوطني لإلحصاء وعمله) مكلف بإعداد السياسة ،0118
الوطنية لإلحصاء واإلعالم االقتصادي ،والتنسيق وإعداد ومراقبة تنفيذ البرامج الوطنية ،القطاعية
والخاصة باألعمال اإلحصائية المطابقة للسياسة الوطنية المحددة في ﻫذا المجال.
ويرتكز الديوان الوطني لإلحصائيات في إنتاج المعلومات حول سوق العمل على مصدرين اثنين:
كما تقدم معلومات حول مستوى عروض العمل المسجلة عن طريق الوكاالت الوالئية ،وطلبات
العمل والتنصيبات المحققة خالل فترة محددة .وتقوم أيضا بتحصيل المعطيات المتعلقة بعروض العمل
(* ) 3
وطلبات العمل وعدد التنصيبات التي تتوالﻫا الهيئات الخاصة المعتمدة للتنصيب.
الموافق شعبان عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التشريعي رقم 1
0202 13 10-02
المتعلق بالمنظومة اإلحصائية ،ص 0002 يناير سنة 06 الموافق لـ 0202 شعبان عام 2 يناير سنة ،"0002العدد ،13الصادر في 05 لـ
.18
جمادى األولى عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 2
0200 05 020-18
المتضمن تنظيم 0118 مايو سنة 05 الموافق لـ 0200 جمادى األولى عام 00 مايو سنة ،"0118العدد ،06الصادر في 00 الموافق لـ
المجلس الوطني لإلحصاء وعمله ،ص .18
*
60 – 16 وﻫي ﻫيئات خاصة تلعب دور الوساطة في سوق العمل الجزائري ،لتفاصيل أكثر يمكن اإلطالع على "المرسوم الرئاسي رقم
بشأن وكاالت االستخدام الخاصة، 080 فبراير ،"0116المتضمن التصديق غلى االتفاقية 00 الموافق لـ 0200 محرم عام 00 المؤرخ في
يونيو سنة .0000 00 المعتمدة بجنيف في
31
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
من جهة أخرى ،يقدم الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال
الجوية لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري CACOBATPمعلومات حول مؤسسات القطاع
وحول عدد العمال المنتمين لهذا الصندوق.
32
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
.VIالمعلومات القطاعية:
ويتعلق األمر بالدوريات اإلحصائية والتقارير السنوية حول التشغيل في بعض الوزارات المكلفة
بقطاع :الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،التربية الوطنية ،التعليم العالي
والبحث العلمي ،التكوين والتعليم المهنيين ،الفالحة ،الصناعة ،الصحة ،النقل ... ،إلخ.
ضبط سوق العمل ،السيما تطوير التأﻫيالت والمعادبة بين التكوين و التشغيل؛
إعداد قائمة المهن والحرف أو التاﻫيالت وتحليل وتطويرﻫا وتحيينها؛
تحديد معايير تطور سوق العمل؛
الدراسات والتقييم الدوري على المستوى الكمي والنوعي حول تنفيذ مختلف محاور مخطط
العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة؛
تطوير نظام جمع المعلومة اإلحصائية حول التشغيل والبطالة على المستوى الوطني
والجهوي والمحلي ومعالجتها ونشرﻫا؛
الدراسات والتحاليل المتعلقة بظاﻫرة العمل غير المنظم؛
تحسين نظام المعلومات اإلحصائية حول سوق العمل ،السيما المعلومات المتعلقة بإنشاء
مناصب الشغل في مختلف قطاعات النشاط وكذا تقلبات سوق العمل؛
توحيد مفاﻫيم سوق العمل ومنهجياته ومؤشراته وتقييم إحداث مناصب الشغل؛
تحليل الحصائل اإلجمالية والقطاعية لليد العاملة وتقييمها.
ربيع الثاني عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 1
0230 03 010-01
مارس سنة ،0101المتضمن إنشاء 30 الموافق لـ 0230 ربيع الثاني عام 05 مارس سنة ،"0101العدد ،00الصادر في 00 الموافق لـ
اللجنة الوطنية لترقية التشغيل وتنظيمها وسيرﻫا ،ص ص .5 - 2
33
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
.VIIIمؤسسات أخرى:
كالمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ،الجامعات ومراكز البحث ،والتي تساﻫم من خالل ما
تعده وتنظمه من تقارير ومذكرات تخرج وملتقيات علمية بخصوص موضوع سوق العمل.
في واقع األمر إن المؤسسات التي وضعت لتنظيم سوق العمل ،وذلك بتحسين وتحقيق التوازن فيه
لم تستطع تحقيق ﻫذا الهدف ،نظرا لغياب المعلومة الدقيقة عن العرض والطلب لليد العاملة في سوق
العمل .وﻫذا راجع لعدة اعتبارات منها:
تسمح دراسة كل من تطور سوق العمل في الجزائر طيلة السنوات التي عقبت االستقالل إلى يومنا
وكذا خصائصه ،بتحديد حجم االختالل فيه ،ومن ثم وضع السياسات(*)2الالزمة ألجل محاولة إعادة
التوازن له.
لهذا سنحاول من خالل ﻫذا المبحث الوقوف على أﻫم التطورات التي مر بها سوق العمل الجزائري
وكذا خصائصه من خالل مطلبي ﻫذا المبحث.
ناصر دادي عدون ،عبد الرحمان العايب ،مرجع سابق ،ص .61 1
34
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
عرف سوق العمل الجزائري تطورات عديدة منذ االستقالل إلى يومنا ﻫذا ،كما شهد تغيرات
اقتصادية وسياسية وديموغرافية واجتماعية وأمنية ،شكلت بمجموعها اتجاﻫات ومسارات تطور القوة
العاملة عبر قرابة خمسة عقود مضت.
تميزت عشرية بناء القاعدة الصناعية لالقتصاد الوطني الممتدة من سنة 0060الى سنة 0008
بنسب استثمارات عالية وصلت إلى % 26,4خالل الفترة ( )0060 – 0060و % 33,5في الفترة
( )1973 – 0000و % 46,8خالل الفترة الموافقة للمخطط الرباعي الثاني ( )0000 – 0002وأخيرا
% 55سنة .0008ولقد سمح ﻫذا المجهود في مجال االستثمار ،بتحقيق نمو قوي للتشغيل قدر بـ:
()1
2
% 2,2سنويا ما يعادل استحداث 100 000منصب شغل سنويا.
مع حلول عقد الثمانينات ،شهد االقتصاد توجها جديدا اعتمد على إعادة ﻫيكلة المؤسسات الكبيرة
وإعطاء األولوية إلنجاز ما تبقى من المشاريع التنموية المقررة ،فترتب عن ﻫذا التوجه تنامي في
فرص العمل خالل الفترة 0085 - 0081بتوفير 021ألف منصب عمل جديد ،أي بزيادة نسبتها
% 2.0سنويا حتى وإن سجل ﻫذا المعدل تراجعا بالمقارنة مع المعدل لما قبل سنة ،0081فإن مرد
ﻫذا االنخفاض يعود أساسا إلى تباطؤ وتيرة االستثمارات التي لم تعد تفي بأعباء العمل المطلوب
() 0
3
وأصبحت ال تمثل إال % 30من الناتج الداخلي الخام.
أما الفترة 0080 – 0085والتي تزامنت مع المخطط الخماسي الثاني فقد شهد فيها االقتصاد
الجزائري أزمة كان لها األثر البالغ على الجانبين االقتصادي واالجتماعي على حد سواء تمثلت في
انخفاض المداخيل البترولية ،ما ترتب عنه من تضييق للتمويل الخارجي وكذا الضغط فعليا على تموين
الجهاز اإلنتاجي .كما أدى التخفيض الحتمي للوسائل المالية للدولة إلى تقليص حجم االستثمارات
وتراجع ﻫام في نسب النمو التي انخفضت إلى % 10في تلك الفترة .ولقد كان لهذا الوضع أثر على
سوق العمل ،إذ حدث انخفاض ﻫام في استحداث مناصب الشغل حيث لم يتجاوز 75 000منصب شغل
سنويا في المتوسط خالل ﻫذه الفترة ،كما ظهر فائض في العمالة على مستوى بعض المؤسسات
( )3
0
العمومية التي عرفت انخفاضا ﻫاما في النشاط.
1
Ali SOUAG, "L’impact de flexibilité du marché du travail sur la compétitivité des entreprises au Maghreb Central",
– mémoire de magistère en économie et statistique appliquée, Institut National de Planification et de la Statistique, 2006
2007, p 62.
، "0115أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم مليكة يحيات" ،إشكالية البطالة والتضخم في الجزائر
2
- 0001
35
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
تميزت فترة التسعينات ببداية التحوالت النظامية الهادفة إلى إرساء آليات اقتصاد السوق عوضا عن
التسيير اإلداري لالقتصاد الوطني الذي ميز الفترات السابقة.
حيث نتج عن الركود االقتصادي الذي ميز ﻫذه الفترة ،انخفاض كبير لمناصب الشغل الجديدة حيث
بلغت حسب تصريحات الوزارة الوصية بالتشغيل 40 000منصب شغل سنويا ما بين سنة 0001وسنة
،0003تركزت أساسا في قطاعي اإلدارة و الخدمات.
ورافق ﻫذا االنخفاض في استحداث مناصب الشغل ،الشروع في تسريح العمال من طرف المؤسسات
التي تعرضت إلى صعوبات ﻫامة في التموين .حيث سجل سوق العمل العمومي في الفترة ما بين سنة
0001وسنة 0008حسب نفس المصدر فقدان أكثر من 500 000منصب شغل ،كما رافق االنخفاض
في استحداث مناصب الشغل تحول في طبيعة عالقة العمل حيث تجلى ذلك في ﻫيمنة استحداث مناصب
الشغل المؤقتة ،و لم تتجاوز مناصب الشغل الدائمة المستحدثة خالل الفترة ( )0008 – 0001حسب
الوزارة الوصية بالتشغيل 70 000 :منصب شغل سنويا ،و كانت تتركز أساسا في القطاع العمومي.
الفرع الثاني :تطور سوق العمل في الجزائر خالل الفترة .0101 - 0111
تقتضي دراسة تطور سوق العمل في الجزائر ،دراسة تطور كل من جانب العرض والطلب فيه،
وألجل ﻫذا الغرض سنتطرق إلى نقطتين تشمل األولى تطور القوة العاملة (جانب العرض) في حين
تخص الثانية تطور الطلب على العمل من خالل عرض مناصب الشغل المستحدثة خالل ﻫذه الفترة.
يتأثر حجم ﻫذه القوة بعوامل عدة منها العامل الديموغرافي ،لذا ارتأينا التطرق في ﻫذا الجزء إلى
تطور القوة العاملة طيلة الفترة الممتدة بين سنة 0111وسنة 0101وذلك بعد التذكير بالسياق
الديموغرافي للبالد.
36
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
.1السياق الديموغرافي:
تميز معدل النمو الديموغرافي للجزائر بوتيرة نمو سريعة منذ االستقالل ،فحسب الديوان الوطني
لإلحصائيات ارتفع المعدل السنوي ما بين سنة 0060وسنة ،0086إلى ما يزيد عن ،% 13مما أدى
خالل العشرين سنة إلى تضاعف عدد السكان ،الذي انتقل من 00مليون نسمة ،حسب إحصاء سنة
،0066إلى 03مليون نسمة سنة 0080ليبلغ سنة 34,8 :0118مليون نسمة.
اعتبر االنفجار الديموغرافي الذي عرفته الجزائر طيلة الثالثين سنة األولى التي عقبت استقاللها
كأكبر عائق يقف أمام تحقيق أﻫداف التنمية االقتصادية واالجتماعية ،ما أدى بالسلطات العمومية إلى
تبني وتنفيذ البرنامج الوطني للتحكم في النمو الديموغرافي الهادف إلى التخفيض من النمو الطبيعي
للسكان ليصل إلى " % 1,9سنة 0111وإلى % 10سنة .)1("0105
وفعال تمكنت الجزائر من تخفيض معدل النمو الطبيعي لعدد السكان ،ليصبح ﻫذا المعدل مستقرا
عند مستوياته الدنيا منذ سنة 0000أي في حدود % 1,7وﻫو ما يظهره جدول تطور عدد السكان في
الجزائر خالل الفترة 0118 – 0000أدناه (رقم (.))3.0
جدول رقم ( :)3.0تطور عدد السكان في الجزائر خالل الفترة .0118 - 0000
0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110 0111 0000 السنوات
عدد السكان
34,8 34,1 33,4 32,9 32,4 31,8 31,3 30,9 30,4 29,9
اإلجمالي
)*
Source : MAEP( / Point Focal National, «Rapport sur l’état de mise en œuvre du programme
2
حسب وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،فإن تحليل التركيبة العمرية للسكان يبين بروز
الفئات التي يقل سنها عن 31سنة ،والتي تمثل في سنة 0110حوالي % 65من مجموع السكان بينما
تمثل ﻫذه النسبة % 58,4في سنة .0101
ومن جهتها ،انتقلت نسبة الفئة العمرية النشطة من السكان من % 51من مجموع السكان سنة
0080إلى % 57,2سنة 0008ثم إلى % 65,5سنة .0101
– ،"0112أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة سعدية قصاب " ،اختالالت سوق العمل وفعالية سياسات التشغيل في الجزائر
1
0001
37
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
ولقد اعتبر ذلك كعائق في التكفل بفئة الشباب ال سيما في مجال اإلدماج المهني ،نتيجة وتيرة النمو
الطبيعية المتزايدة للسكان التي عرفتها البالد.
فنسبة المواليد المرتفعة ،المسجلة في نهاية الستينات ( % 5,01ما بين 0060و )0001أدت إلى
وصول كثيف للشباب البالغين السن القانوني للعمل ابتدا ًء من منتصف الثمانينات.
عند نهاية سنة ،0113تبين أن % 43,8من الفئة التي استفادت من منصب شغل تنتمي إلى
الشريحة التي يتراوح سنها من 01سنة إلى 32سنة و % 36,45للشريحة التي يتراوح عمرﻫا من
35إلى 20سنة .وفي سنة ،0101تمثل ﻫذه النسبة على التوالي % 45,6و.% 34,86
وعموما يبقى للعامل الديموغرافي أثر على سير سوق العمل في الجزائر ،وحتى نتمكن من لمس
ﻫذا األثر البد من دراسة تطور القوة العاملة باعتبارﻫا الفئة السكانية التي يهتم بها الدارس لسوق
العمل.
.2تطور القوة العاملة (السكان النشطون) خالل العقد األول لأللفية الثالثة:
أ .السكان النشطون ومعدل النشاط:
في سنة ،0101ارتفع إجمالي السكان النشطين (مشتغلين وعاطلين) في الجزائر بـ 2,24 :مليون
نسمة ،إذ قدر بـ 10,812 :مليون نسمة سنة 0101مقابل 8,568مليون نسمة سنة ،0110ويرجع ﻫذا
االرتفاع السريع ألفراد الفئة النشطة ،إلى التزايد السكاني الذي تشهده البالد.
حسب معطيات الديوان الوطني لإلحصائيات ،فإن حجم الفئة النشطة من الرجال ارتفع بـ:
789 289نسمة من سنة 0110إلى سنة 0115إذ قدر بـ 7 280 133 :نسمة سنة 0110مقابل
8 069 422نسمة سنة 0115في حين قدر بـ 8 990 000 :نسمة سنة 0101ليكون بذلك قد ارتفع
بـ 920 578 :نسمة مقارنة بـ :سنة ، 0115أما الفئة النشطة من النساء فقد ارتفعت بمقدار
134 998نسمة خالل الفترة ،0115 – 0110إذ قدرت بـ 1 288 088 :نسمة سنة 0110وبـ:
1 423 086نسمة سنة 0115في حين قدر بـ 1 822 000 :نسمة سنة ،0101ليكون بذلك قد ارتفع
بـ 398 914 :نسمة مقارنة بـ :سنة ،0115ويرجع ارتفاع عدد النساء المشاركات في النشاط
االقتصادي إلى ارتفاع المستوى التعليمي والتكويني لدى المرأة إضافة إلى رغبتها في الرفع من القدرة
الشرائية والتحسين من المستوى المعيشي لعائلتها .والجدول رقم ( )2.0أدناه يبين تطور القوة العاملة
اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس خالل السنوات .0101 – 0115 – 0110
38
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)2.0تطور القوة العاملة اإلجمالي حسب العدد وحسب نوع الجنس في الجزائر خالل السنوات
.0101 – 0115 –0110
8 568 221 1 288 088 7 280 133 0110
9 492 508 1 423 086 8 069 422 0115
10 812 000 1 822 000 8 990 000 2010
في المقابل نالحظ من خالل قراءة أرقام الجدول رقم ( )5.0أدناه ،أن معدل النشاط النسوي منخفض
عن معدل النشاط لدى الرجال ،ونجده مرتفعا عند الفئة العمرية ( )00 – 05سنة ليبدأ في االنخفاض
ابتداء من 31سنة ،ويرجع انخفاض معدل النشاط النسوي ألسباب عدة أحدﻫا الطابع االجتماعي
والثقافي للمجتمع الجزائري ،أين تجد فيه المرأة نفسها مجبرة على ترك منصب عملها ألجل التكفل
بأسرتها وتربية أبنائها.
جدول رقم ( :)5.0توزيع معدل النشاط حسب نوع الجنس والفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي
.0101 - 0116
02 – 01
52 - 51
20 - 25
22 - 21
30 - 35
32 - 31
00 - 05
المجموع
69,90 20,50 70,00 83,10 92,80 95,90 95,10 92,50 87,70 69,30 28,30 الذكور
الفئات العمرية ()%
معدل النشاط حسب
0116
14,80 3,20 8,40 14,20 19,90 21,00 19,80 21,80 21,90 15,30 4,20 االناث
42,50 11,50 40,40 50,00 58,60 60,20 56,10 56,30 54,90 42,20 16,50 المجموع
68,9 17,5 68,7 84,2 95,2 94,3 94,1 93,8 88,5 68,9 23,3 الذكور
الفئات العمرية ()%
معدل النشاط حسب
0101
14,2 2,0 6,7 12,1 16,4 17,4 19,4 21,0 26,5 15,5 2,5 االناث
41,7 9,7 40,2 48,9 55,9 54,4 55,3 56,3 58,4 43,3 13,0 المجموع
39
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
إذا قمنا بدراسة تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية ،فإننا سنالحظ من خالل قراءة أرقام
الجدول ( )6.0أدناه تطورا موجبا لهذه القوة خالل الفترة 0101 – 0115بالنسبة ألغلبية الفئات
العمرية ،كما سنالحظ أن نسبة الفئة العمرية ( )00 – 05تمثل % 18,80من مجموع القوة العاملة سنة
، 0101تعبر ﻫذه النسبة عن الطابع الشباني للقوة العاملة وعن أﻫمية نسبة الشباب في التركيب العمري
لهذه القوة.
جدول رقم ( :)6.0تطور القوة العاملة حسب الفئات العمرية في الجزائر خالل سنتي .0101 - 0115
61
02 – 01
أقل من الفئة العمرية
50 - 55
52 - 51
20 - 25
22 - 21
30 - 35
32 - 31
00 - 05
المجموع
سنة
01سنة البيان
فأكثر
العدد
9 492 242 345 635 774 993 1 139 1 394 1 755 1 611 598
(ألف شخص)
0115
نسبة كل فئة عمرية من
100 2,55 3,63 6,70 8,15 10,50 12,00 14,70 18,50 16,97 6,30
مجموع القوة العاملة ()%
العدد
10 812 274 523 741 1 082 1 156 1 269 1 578 2 030 1 659 499
(ألف شخص)
0101
نسبة كل فئة عمرية من
011 2,53 4,83 6,85 10,1 10,70 11,73 14,60 18,80 15,34 4,61
مجموع القوة العاملة ()%
1 320 32 178 106 308 163 130 184 275 48 - 99 التطور
40
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)0.0تطور القوة العاملة العاطلة في الجزائر خالل السنوات .0101 – 0115 - 0110
يتبين لنا من خالل قراءة أرقام الجدول رقم ( )8.0أن الفئة العاطلة عن العمل في الجزائر قد شهدت
تقلصا بأكثر من النصف حيث انتقلت من 2 339ألف عاطل عن العمل سنة 0110إلى 1 076ألف
عاطل عن العمل سنة ،0101كما نالحظ أن معدالت البطالة ﻫي األخرى عرفت انخفاضا خالل الفترة
0101 – 0110من % 27,30سنة 0110إلى % 10سنة ،0101ويرجع ﻫذا االنخفاض إلى تزايد
مناصب الشغل المستحدثة خالل ﻫذه الفترة في ظل تحسن مختلف األوضاع األمنية ،السياسية
واالقتصادية للبالد كما سبق وأشرنا.
كما قدر الديوان الوطني لإلحصائيات نسبة البطالة لدى النساء بـ % 31,36 :و% 17,49
و % 19,1من الفئة النشطة مقابل % 26,56و % 14,85و % 8.1لدى الفئة النشطة من الرجال لكل
من السنوات 0101 – 0115 – 0110على التوالي.
نالحظ من خالل ﻫذه األرقام أن معدالت البطالة انخفضت لدى كل من النساء والرجال خالل ﻫذه
الفترة غير أنها تبقى مرتفعة لدى النساء عنها لدى الرجال لألسباب السالف ذكرﻫا.
أما عن توزيع القوة العاملة العاطلة فانه وحسب األرقام الصادرة عن الديوان الوطني لإلحصائيات
فإ ن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب عنها لدى الفئات األخرى وﻫو ما يبينه الجدول رقم ()8.0
أدناه.
41
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)8.0تطور قوة العمل العاطلة في الجزائر حسب الفئات العمرية خالل السنوات
.0101 – 0115 – 0110
معدل البطالة حسب معدل البطالة حسب معدل البطالة حسب الفئة العمرية
العدد العدد العدد
الفئات العمرية الفئات العمرية الفئات العمرية
(عاطل) (عاطل) (عاطل)
()% ()% ()%
23,2 116 000 34,3 205 417 51,35 393 441 أقل من 01سنة
21,0 349 000 29,9 481 169 45,92 687 958 02 – 01
16,5 336 000 22,7 398 779 37,56 578 984 00 – 05
8,9 140 000 12,7 176 666 23,07 280 890 32 – 31
4,6 58 000 7,4 84 257 14,79 155 896 30 – 35
2,8 33 000 4,3 43 096 11,21 93 287 22 – 21
2,0 22 000 4,1 31 613 10,33 72 662 20 – 25
1,7 13 000 3,1 19 498 11,79 58 163 52 – 51
1,9 10 000 2,3 7 791 7,51 18 169 50 - 55
10,0 1 076 000 15,3 1 448 286 27,30 2 339 450 المجموع
يتبين من خالل الجدول ( )8.0أن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب ( 31 - 06سنة) ،بحيث
قدرت نسبتها سنة 0101بـ % 23,2 :لدى الفئة المتراوحة أعمارﻫا بين ( 00 – 06سنة) ،و % 21
لدى الفئة المتراوحة أعمارﻫا بين ( 02 – 01سنة) ،في حين قدرت بـ % 16,5 :لدى الشريحة التي
تتراوح أعمارﻫم بين ( 00 – 05سنة).
غير أنه من الضروري اإلشارة إلى أن معدالت البطالة قد عرفت انخفاضا ملموسا لدى فئات
األعمار السالفة الذكر إذا ما قورنت بتلك المسجلة سنتي 0110و 0115إذ قدرت بـ،% 51,35( :
)% 37,56 ،% 45,92و( )% 22,7 ،% 29,9 ،% 34,3لفئات األعمار ( 00 – 06سنة)
و( 02 – 01سنة ) و( 00 – 05سنة) لسنتي 0115 – 0110على التوالي.
إضافة لذلك ،قيم الديوان الوطني لإلحصائيات في سنة 2010نسبة البطالة عند حاملي شهادات
التعليم العالي بنسبة % 21,4مقابل % 12,5بالنسبة لحاملي شهادات التكوين المهني.
42
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)0.0تطور قوة العمل المشتغلة ومعدل العمالة في الجزائر خالل السنوات
.0101 – 0115 – 0110
البيان
معدل العمالة )%( TE القوة العاملة المشتغلة (ألف عامل)
السنة
30,36 6 228 0110
تبين لنا أرقام الجدول ( )0.0أن عدد العاملين قد ارتفع من 6 228ألف عامل سنة 0110إلى 9 736
ألف عامل سنة ،0101ويرجع ﻫذا االرتفاع إلى تزايد مناصب الشغل المحدثة في إطار مختلف برامج
التنمية التي سطرت خالل ﻫذه الفترة ونقصد بذلك برنامجي اإلنعاش ودعم النمو االقتصادي الممتدين
على طول الفترة ،0110 – 0110كما عرفت الجزائر سنة 0101معدل عمالة إجمالي قيمته 37,60
%أي ارتفع بقرابة 12نقاط مقارنة بسنة 0115و 10نقاط مقارنة بسنة ،0110فعلى امتداد سنوات
ﻫذه الفترة سُجل ارتفاع معتبر في معدالت العمالة كانعكاس الرتفاع مستويات التشغيل.
أما عن التوزيع القطاعي للقوة العاملة المشتغلة فالجدول رقم ( )01.0أدناه يفصل ذلك:
43
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)01.0توزع قوة العمل المشتغلة حسب القطاعات االقتصادية في الجزائر خالل السنوات
.0101 – 0115 – 0110
السنوات
11,7 1136 000 17,2 1 380 520 21,06 1 312 069 الزراعة
13,7 1 337 000 13,2 1 058 835 13,82 861 119 الصناعة
19,4 1 886 000 15,1 1 212 022 10,44 650 012 البناء واألشغال العمومية
55,2 5 377 000 54,6 4 392 844 54,67 3 405 572 التجارة والخدمات واإلدارة
100 9 735 000 100 8 044 221 100 6 228 772 المجموع
تبين ارقام الجدول ( )01.0أن سنة 0101عرفت التوزيع التالي للقوة العاملة المشتغلة% 55,0 :
من العاملين يشتغلون في قطاعات اإلدارة والتجارة والخدمات % 19,4 ،في قطاع البناء واألشغال
العمومية % 13,7 ،في قطاع الصناعة % 11,7 ،في قطاع الفالحة ،مقابل % 54,6يشتغلون في
قطاعات اإلدارة والتجارة والخدمات % 15,1،في قطاع البناء واألشغال العمومية % 13,2 ،في قطاع
الصناعة % 17,2 ،في قطاع الفالحة لسنة 0115و % 54,67يشتغلون في قطاعات اإلدارة والتجارة
والخدمات % 10,44 ،في قطاع البناء واألشغال العمومية % 13,82 ،في قطاع الصناعة% 21,06 ،
في قطاع الفالحة لسنة .0110
من خالل ﻫذه األرقام نالحظ انخفاض حصة قطاع الفالحة من التشغيل وفي المقابل ارتفعت حصة
قطاع البناء واألشغال العمومية منه خالل الفترة 0101 – 0110مع استحواذ القطاع الغير المنتج ـ
قطاع اإلدارة والتجارة والخدمات على أكبر حصة من التشغيل.
عن مساﻫمة القطاعين الخاص والعام في التشغيل ندرج الجدول رقم ( )00.0التالي:
44
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
جدول رقم ( :)00.0توزع قوة العمل المشتغلة حسب قطاع النشاط في الجزائر خالل الفترة
.0101 – 0115
السنوات
0110 0116 0115
العدد العدد العدد قطاع النشاط
النسبة ()% النسبة ()% النسبة ()%
(ألف عامل) (ألف عامل) (ألف عامل)
34,75 2 987 30,96 2 746 36,85 2 964 عام
65,25 5 607 69,04 6 123 63,15 5 081 خاص
100 8 594 100 8 869 100 8 045 المجموع
السنوات
0101 0110 0118
العدد العدد العدد قطاع النشاط
النسبة ()% النسبة ()% النسبة ()%
(ألف عامل) (ألف عامل) (ألف عامل)
34,4 3 345 34,1 3 234 34,4 3 149 عام
65,6 6 390 65,9 6 236 65,6 5 996 خاص
100 9 735 100 9 472 100 9 145 المجموع
حسب الجدول ( ،)00.0غالبية القوة العاملة المشتغلة لسنة 0101ترتكز في القطاع الخاص بنسبة
% 65,6من مجموع ﻫذه القوة مقابل % 34,4في القطاع العمومي.
وتعد نسبة التشغيل في القطاع العام بالجزائر مرتفعة إذا ما قورنت بدول العالم حيث يقدر متوسط
حصة القطاع العام من إجمالي التشغيل بـ % 00 :بالعالم أما متوسطه بالدول العربية فيبلغ ،% 17,5
ويرتبط التشغيل بالقطاع العام بالجزائر بعدة عوامل من أﻫمها تواضع دور القطاع الخاص نتيجة عدم
مالئمة بيئة األعمال والميزات التي يوفرﻫا القطاع العام بالمقارنة بالقطاع الخاص من حيث الفارق في
()1
األجور واألمن الوظيفي.
لخضر عبد الرزاق موالي" ،تقييم أداء سياسات التشغيل في الجزائر ،"0101 – 0111مجلة الباحث ،العدد ،0100 /01ص .006
1
45
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
ويظهر من تركيبة القوة العاملة المشتغلة في سنة ،2010حسب الفئة االجتماعية المهنية ،ما يلي:
جدول رقم ( :)00.0توزع قوة العمل المشتغلة حسب الفئة االجتماعية المهنية في الجزائر خالل السنوات
.0101 – 0115 – 0110
الوحدة :عامل.
السنوات
2 874 000 2 183 149 1 826 020 عمال أحرار
3 208 000 3 076 181 2 570 793 عمال أجراء دائمين
3 250 000 2 202 844 1 306 407 عمال أجراء غير دائمين
404 000 582 047 525 552 عمال يستفيدون من المساعدات العائلية
9 735 000 8 044 221 6 228 772 المجموع
يأتي استحداث مناصب الشغل كأحد أﻫم أﻫداف السياسة التنموية للبالد إلى جانب كل من ﻫدفي
الرفع من معدالت النمو االقتصادي وتدعيم االقتصاد الكلي ،وفي ﻫذا السياق تم استحداث 8 390 266
1صندوق النقد العربي" ،النشرة اإلحصائية للدول العربية" ،0101 ،ص .055
46
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
منصب شغل منها الدائمة ومنها المؤقتة خالل الفترة – 0000السداسي األول لسنة - 0101الجدول
رقم ( -)03.0وتعود ﻫذه النتائج في األساس إلى الدعم الهام والتدابير العديدة المشجعة على التوظيف
()1
والتي اتخذتها الحكومة ألجل التحسين من واقع الشغل في البالد ،إذ:
تم إستحداث مناصب شغل قدرت بـ 1 160 651 :منصب في قطاع الفالحة إثر
االنتعاش الذي عرفه القطاع خالل ﻫذه الفترة ،كما انجر عن عمليات التوظيف في
قطاع الوظيف العمومي 927 372منصب شغل؛
إستحداث مناصب شغل من قبل المؤسسات العمومية قدرت بـ 1 126 944 :منصب
شغل؛
كما سمحت ال تدابير الرامية إلى تيسير اإلدماج المهني للشباب طالبي الشغل ألول مرة
(* )
بتوظيف أزيد من 533 258شاب 2
والتي تم اعتمادﻫا سنة ،"CID-CIP-CFI" 0118
مستفيد إلى غاية نهاية السداسي األول من سنة 0101؛
وفي مقام آخر نجد أنه في إطار األجهزة المساعدة على إحداث المؤسسات المصغرة
( الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب " "ANSEJوالصندوق الوطني للتامين عن
البطالة" )"CNACالمعتمدة لصالح الشباب البطال الراغب في إنشاء مؤسسة مصغرة،
قد تم تمويل 03 080ملف سنة 0118سمح باستحداث 30 352منصب شغل ،واستفاد
في سنة 08 836 :0110ملف من التمويل ،مع استحداث 05 500منصب شغل ،في
حين سجل تمويل 00 081ملف خالل السداسي األول من سنة 0101مما سمح
باستحداث 20 323منصب شغل؛
سمحت النشاطات في إطار تراتيب "مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية
ESILوأشغال المنفعة العامة ذات االستعمال المكثف لليد العاملة TUP HIMO
وتعويضات األنشطة ذات المنفعة العامة "IAIGبإسحداث 216 111معادل منصب
شغل دائم في سنة 0110و 330 111منصب آخر خالل السداسي األول من سنة
.0101
إذن أسفرت الجهود المبذولة ألجل ترقية التشغيل والحد من البطالة عن:
47
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
-استحداث 3,166مليون منصب شغل و 1,865مليون معادل منصب شغل دائم بين
سنتي 0115و0110؛
-أما السداسي األول من سنة 0101فقد عرف استحداث 600 322منصب شغل،
منها 321 302 :منصب شغل عن طريق التوظيف ،و 330 111معادل منصب
شغل دائم في إطار ورشات أشغال المنفعة العامة ذات اليد العاملة المكثفة.
أسفرت زيادة الطلب على العمل والذي تجسد من خالل عدد مناصب الشغل المستحدثة
(المعروضة) خالل ﻫذه الفترة عن ،تراجع معدالت البطالة ،إذ انخفضت نسبتها من % 00.3سنة
0110إلى حوالي % 08في بداية سنة ،0115والى % 10,2في شهر سبتمبر .0110
48
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
.0101 جدول رقم ( :)03.0مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة – 0000السداسي األول من سنة
المجموع من السنة
السداسي من
0000/10/10إلى
األول من 0110 0118 0110 0116 0115 0112 0000/10/10لى
السداسي األول من
سنة 0101 0113/00/30
سنة 0101 البيان
927 372 30 745 222 701 181 375 120 335 102 920 48 616 47 670 173 010 مناصب الشغل المستحدثة )0
لدى الوظيف العمومي
مناصب الشغل المستحدثة )3
1 160 651 24 479 243 854 83 908 101 997 104 323 132 428 166 502 303 160 في إطار استثمارات منجزة
في قطاع الفالحة.
مناصب الشغل المستحدثة )2
في إطار استثمارات ممولة
283 061 15 785 29 284 41 365 32 451 36 925 15 085 30 610 81 556 من قبل البنوك (خارج
الوكالة الوطنية لدعم
تشغيل الشباب وخارج
الفالحة)
مناصب الشغل المستحدثة )5
335 952 12 892 22 540 57 129 52 899 44 101 48 684 56 056 41 651 في إطار عقود ما قبل
التشغيل.
مناصب الشغل المستحدثة )0
في إطار تراتيب المساعدة
533 258 91 344 277 618 164 296 - - - - -
على االدماج المهني (CID-
)CIP-CFI
مناصب الشغل المستحدثة )0
619 885 72 300 168 139 94 349 59 772 71 265 35 088 15 700 103 272 في إطار القرض المصغر
(ANSEJ-CNAC-
)ANJEM
مناصب الشغل المستحدثة )3
22 830 22 830 - - - - - - - في إطار الصناعة
التقليدية.
5 009 953 330 324 1 052 918 705 456 503 235 473 810 429 825 430 545 1 083 840 المجموع الفرعي "أ"
معادل مناصب الشغل الدائمة المستحدثة على مدى سنة في إطار ورشات ذات يد عاملة مكثفة (منصب شغل)
3 370 313 332 000 406 980 419 305 396 419 387 878 254 736 267 961 905 034 المجموع الفرعي "ب"
8 380 266 662 324 1 459 898 1 124 761 899 654 861 688 684 561 698 506 1 988 874 المجموع العام
Source : Les services de premier ministre, "Annexe à la déclaration de politique général", 2010,
et "Bilan des réalisation économique et sociales de la période 1999-2008", sur le site
www.premier-ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39).
49
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
لسوق العمل في الجزائر خصائص عدة سنأتي على ذكر اثنتين منها ﻫما :تجزؤه وانتشار ظاﻫرة
البطالة فيه ،ﻫذه األخير ونظرا الرتفاع معدالتها في نهاية عقد التسعينات ،أصبحت من أﻫم التحديات
الواجب مواجهتها من طرف الحكومة الجزائرية عند بداية األلفية الثالثة.
في ما يتعلق بتجزؤ سوق العمل ،فإنه يمكن التمييز بين أجزاء مختلفة تُكََِونُ سوق العمل في
الجزائر :قطاع ريفي يشمل النشاطات الفالحية ،وقطاع حضري ﻫو اآلخر يتكون من قطاع غير
رسمي يتكفل بجزء من التشغيل لكن في ظروف غير الئقة سواء فيما يتعلق باألجور أو ظروف العمل
والحماية االجتماعية ،وآخر رسمي يضم القطاع العام والخاص الخاضعين لتشريع العمل.
يستحوذ القط اع الريفي على حصة معتبرة من الشغل ال يمكن إﻫمالها ،إذ امتص ﻫذا
()1
من اليد العاملة المشتغلة ،بقرابة % 51منها القطاع في سنة % 72,2 :0000
مصدرﻫا الفالحة .حسب الديوان الوطني لإلحصائيات قد انخفضت نسبة مساﻫمة
القطاع الريفي في التشغيل إلى حوالي % 42,35في سنة 0110و % 34,67في سنة
،0101نتيجة لهجرة السكان من الريف إلى المدن ألسباب عدة منها نوعية الهياكل
القاعدية االجتماعية وارتفاع األجور في المدن ،وضع أدى إلى ارتفاع معدالت البطالة
في القطاع الرسمي ،وبروز القطاع غير الرسمي؛
تميز االقتصاد الجزائري إثر المرحلة االنتقالية التي مر بها بتنامي القطاع غير
الرسمي ،الذي خلق أسواقا غير رسمية ،منها سوق العمل غير الرسمي ،ألسباب عدة
منها جمود سوق العمل الرسمية وعدم قدرة المؤسسات االقتصادية على استيعاب اليد
العاملة العاطلة الطالبة للشغل .وحسب تقرير المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي
فإن" األنشطة غير الرسمية لقيت إقباال كبيرا من طرف الفئة النشطة غير المشغلة،
وﻫذا في غياب القدرة االستيعابية للجهاز اإلنتاجي على امتصاص اليد العاملة العاطلة
حيث أشارت اإلحصائيات المتعمدة في التقرير إلى أنه في سنة 0115أربعة ماليين
شخص يشتغل في القطاع غير مؤمن اجتماعيا كليا أو جزئيا .وذلك راجع لطبيعة ﻫذه
عبد الرحيم شيبي ،محمد شكوري " ،سوق العمل في الجزائر وأثر السياسات االقتصادية التجميعية على معدالت البطالة" ،مجلة التنمية 1
االقتصادية والسياسات االقتصادية ،المجلد العاشر ،العدد الثاني ،يوليو ،0118ص .20
50
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
األنشطة التي تضم األعمال الموسمية كالقطاع الزراعي بنسبة % 87وقطاع البناء
()1
واألشغال العمومية بأكثر من ."% 81
كما أن انخفاض معدل البطالة من قرابة % 31إلى % 01على مدى العقد الماضي،
ازدﻫر القطاع غير الرسمي ،وارتفعت مساﻫمته في جميع الوظائف التي وفرﻫا
()2
االقتصاد من % 01سنة 0111إلى أكثر من % 00سنة .0110
من أبرز خصائص سوق العمل في الجزائر انتشار ظاﻫرة البطالة فيه ،وذلك نتيجة الختالل
التوازن بين مناصب الشغل المعروضة ونمو الفئة النشطة باإلضافة لتراكمات المشاكل المرتبطة
بضعف أداء المؤسسات وعدم مواكبة السياسة التعليمية والتكوينية لمتطلبات سوق العمل المتجددة.
ويختلف واقع البطالة في الجزائر خالل المراحل المختلفة باختالف الظروف االقتصادية التي
شهدتها البالد ،فواقعها في عشريتي الثمانينات والتسعينات تختلف تماما عن واقعها في بداية األلفية
الثالثة.
إذ منذ سنة 0085بدأت مشكلة البطالة في الجزائر تتفاقم نتيجة االنكماش االقتصادي وتراجع وتيرة
التشغيل بسبب قلة الموارد المالية للدولة والتي قلصت من حجم االستثمارات المنشئة لمناصب الشغل،
وبالتالي االختالل في سوق العمل بين العرض والطلب على العمل وﻫو ما "ترتب عليه ارتفاع في
معدل البطالة من % 05سنة 0082إلى % 06.0سنة ،0080كما عرفت ظاﻫرة التسريح الجماعي
للعمال نموا سريعا نتيجة حل المؤسسات إذ تم تسريح 360 000عامل للفترة 0008 – 0002واستمر
) (3
ذلك المعدل في االرتفاع إلى غاية سنة .0111
في سنة 0110انطلق مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي وامتد خالل الفترة ،0112 - 0110ولقد كان
لهذا البرنامج أثر على سوق العمل ،حيث تقلص معدل البطالة من % 27,3سنة 0110إلى % 17,65
سنة ، 0112ويعود ﻫذا التراجع إلى الزيادة الهامة في فرص التشغيل باستحداث 001ألف منصب
()4
شغل جديد منها 031ألف منصب شغل مؤقت.
1
Conseil National Economique et Social (CNES), " rapport national sur le développement humain en Algérie», 2006, p 60.
لخضر عبد الرزاق موالي ،مرجع سابق ،ص .000 2
ناصر مراد" ،مكافحة مشكلة البطالة في الجزائر" ،ورقة عمل مقدمة في الندوة العربية "البطالة :أسبابها ،معالجتها ،وأثرها على المجتمع"، 3
الجزء الثاني ،جامعة سعد دحلب ،البليدة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير 00- 05 ،أفريل ،0116ص .320
4المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي" ،مشروع التقرير التمهيدي حول الظرف االقتصادي واالجتماعي" ،السداسي األول من سنة ،0112
ص .001
51
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
في سنة 0115تم بعث البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفترة ،0110 – 0115خالل ﻫذا
البرنامج تم بعث عديد المشاريع مع شركاء أجانب ،منها الطريق السيار شرق غرب على مسافة
0011كم ،انجاز مليون وحدة سكنية ،والشيء المالحظ أنه خالل ﻫذا البرنامج عرف حجم االستثمار
العمومي معدالت نمو جد مرتفعة ،بلغ متوسطها % 03سنويا ،ﻫذا ما أدى إلى توفير عدد معتبر من
مناصب الشغل ،وﻫو ما يفسر االتجاه التنازلي لمعدالت البطالة ،والتي بلغت في المتوسط
()1
.% 00.16
ورغم انخفاض معدل البطالة إال أن مستواﻫا يبقى مقلقا ،وفي ﻫذا السياق نضع المالحظات التالية:
طبيعة مناصب الشغل التي تم إنشاؤﻫا ،إذ "أشارت إحصائيات سنة 0116أن
()2
% 81,64من مناصب الشغل المنشأة كانت مؤقتة و % 18,36فقط مناصب دائمة"،
ﻫذا التوجه الذي يفقد فيه العامل المؤقت االستقرار الوظيفي والكثير من االمتيازات
التي يتمتع بها العامل الدائم؛
ضعف مستوى تأﻫيل القوة العاملة العاطلة؛
اتساع مدة البطالة في الجزائر حيث وحسب تقرير للديوان الوطني لإلحصائيات لسنة
0101فإن توزيع مدة البطالة المعرفة بالفترة المستغرقة في البحث عن العمل كانت
% 35,6من البطالين يبحثون عن عمل لمدة تقل عن السنة % 00.3 ،من البطالين
يبحثون عن عمل منذ أكثر من سنة و % 25.0منهم يبحثون عن عمل لمدة تفوق
سنتين.
وﻫي ظاﻫرة خطيرة لما تتسيب فيه من انتشار لليأس من جراء البحث عن العمل ،وما
قد ينجر عن ذلك من االنحراف والجريمة.
،"0101 بلقاسم رحالي ،ركن الدين فالك " ،دراسة تحليلية قياسية ألثر االستثمار العمومي على البطالة في الجزائر خالل الفترة 1
– 0001
الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
نوفمبر ،0100ص .16 06 – 05 التسيير ،يومي
2سعدية قصاب" ،مرونة عالقات العمل في الجزائر ،"0116 – 0001الملتقى الوطني الثاني واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه ،جامعة
،ص .12 0118 جوان 05و06 الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي
52
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
خالصة:
وصلنا في ختام ﻫذا الفصل إلى عدة نتائج نظرية وعملية نذكر منها:
.Iالنتائج النظرية:
.1ﻫناك جدل كبير في الفكر االقتصادي بخصوص سوق العمل خاصة فيما يتعلق بوضع
االختالل فيه ،فالفكر النيوكالسيكي وكما يرى أسالفهم لم يعترف بوجود اختالل في سوق العمل -
البطالة -واعتبره حالة مؤقتة في حال وجوده -بطالة إرادية -تتكفل آلية السوق المتمثلة في األجر
الحقيقي بمعالجته وﻫذا إليمانهم بحتمية التوازن عند مستوى التشغيل الكامل (قانون ساي) (*) ،في
1
حين أن كينز وخالفا لما جاء به الكالسيك يعترف بأن سوق العمل يعرف حالة اختالل –بطالة
إجبارية ،-يرجعه إلى نقص الطلب الفعال ،ويرى أن معالجة ﻫذا االختالل يكمن في بعث الطلب
الفعال من خالل "التوسع في اإلنفاق"(**)؛
.2يفترض النموذج الكالسيكي الجديد بأن توقعات العارضين للعمل والطالبين له والمتعلقة
باألسعار تكون رشيدة ،ما يجعلهم يتكيفون بسرعة فائقة ،وبطريقة فورية ،وآنية لكل معلومة
جديدة ،وبالتالي فإنه ال يمكن لسوق العمل أن يبتعد لمدة طويلة عن توازنه في األجل الطويل وأن
كل اختالل ال يمكن إال أن يكون مؤقتا؛
حسب النموذج الكالسيكي الجديد شرط طلب المزيد من العمالة يتمثل في أن يكون التوقع باألسعار
ناقصا ،أي:
* والمعروف بقانون المنافذ ،والذي ينص على أن العرض يخلق الطلب المساوي له ،وأن العرض يتجه نحو مستوى التشغيل الكامل ،وبالتالي ال
وجود لالختالل فالتوازن ﻫو الحال القائم باستمرار.
سنتطرق له بالتفصيل في الفصل الثالث من ﻫذا البحث. **
53
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
واقعه بالمقارنة مع األخرى .وليس ﻫذا معناه ،أنها خاطئة ،وإنما الشروط المتوفرة لتحقيقها تكون غير
موجودة.
كانت ﻫذه بعض النتائج النظرية وفيما يلي ذكر لبعض النتائج العملية.
.IIالنتائج العملية:
.1غياب المعطيات اإلحصائية الدقيقة على سوق العمل في الجزائر ،في ظل نظام معلومات غير
فعال؛
.2حجم القوة العاملة والقوة العاملة المشتغلة في تزايد ،وعلى العكس فان حجم القوة العاملة العاطلة
في انخفاض .وتدل ﻫذه التطورات على ارتفاع مناصب الشغل المستحدثة وﻫو ما رأيناه عندما
تطرقنا لطلب العمل؛
كما أن تطور الفرق بين حجم القوة العاملة والقوة العاملة المشتغلة أصبح في انخفاض وﻫو دليل
على أن نمو ﻫذه األخيرة ذو وتيرة أسرع من نمو القوة العاملة ،وﻫو ما يقلص الفارق بينهما ويجعل
القوة العاطلة عن العمل في عد تنازلي.
.3انخفضت نسبة البطالة خالل ﻫذه الفترة إذ قدرت بحوالي % 15,3سنة 2005و % 10سنة
غير أن ﻫذا المعدل ال يعكس الجانب الواقعي لظاﻫرة البطالة في سوق العمل ، 0101
الجزائري ،كونه ال يأخذ بعين االعتبار عدد المشتغلين في القطاع غير الرسمي ،واألفراد
المحبطين الذين أعياﻫم البحث عن العمل ليتوقفوا عن النشاط رغم أنهم في سن العمل وقادرين
عليه؛
.4غالبية البطالين شباب سنهم دون الثالثين ( )31سنة ،باإلضافة إلى بطالة حاملي الشهادات
(الجامعيين) ،وتطور بطالة اإلناث بسبب دخول المرأة بقوة إلى سوق العمل في السنوات العشر
األخيرة؛
.5انتشار ظاﻫرة اليأس من البحث عن العمل ،كنتيجة التساع مدة البطالة ،وﻫي ظاﻫرة اجتماعية
خطيرة يمكن أن تنجر عنها انحرافات عديدة (انتشار الجريمة ،تعاطي المخدرات ،ﻫجرة غير
شرعية أو ما شاع عندنا بمصطلح الحرڤة ...الخ).
.6ظهور سوق موازي للعمل في العشرية األخيرة كنتيجة لمخلفات اإلصالحات االقتصادية التي
شهدﻫا االقتصاد الجزائري في سنوات التسعينات تغيب فيه شروط العمل الالئق.
تدل النتائج المحققة – من الجانب الكمي -بخصوص التشغيل في الجزائر خالل الفترة
،0101 – 0111على أن ﻫناك جهودا قد بذلت من طرف الدولة كان لها الدور في ما أُحرز من نتائج،
54
الفصل األول :دراسة تحليلية لتطور سوق العمل في الجزائر.
والتي تجسدت من خالل ت طبيق سياسات عامة للتشغيل ،ﻫذه األخيرة ﻫي موضوع الفصلين المتبقيين
من ﻫذا البحث ،أين سنحاول التعرف عليها بشيء من التفصيل.
55
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
تمهيد:
أصبح التشغيل في مطلع األلفية الثالثة من أكبر التحديات التي تواجه الجزائر على خلفية
االنعكاسات السلبية لتطبيق اإلصالحات االقتصادية المدعومة من طرف المؤسسات المالية الدولية على
عالم الشغل .وﻫو األمر الذي يتطلب من الجزائر تكثيف جهودﻫا ألجل التحسين من وضع التشغيل،
بإدراجه ضمن أولوياتها بشكل فعلي وملموس ،عبر رسم وتنفيذ سياسات كلية منسجمة مع التنمية
االقتصادية والتشغيل.
لهذا فإننا ،ومن خالل ﻫذا الفصل نهدف إلى تحديد مفهوم سياسات التشغيل ،ومكانتها ضمن المسار
التنموي االقتصادي واالجتماعي للبالد .مع التطرق إلى مؤسسات سوق العمل وكذا أﻫم البرامج
واألجهزة المكلفة بدعم التشغيل ومحاربة البطالة في الجزائر ،وذلك من خالل المباحث الثالث التالية:
56
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
سنقوم من خالل ﻫذا المبحث بالتعريج على بعض المفاﻫيم المتعلقة بسياسات التشغيل ﻫذا من جهة،
ومن جهة أخرى سنقوم بعرض السياق التاريخي لهذه السياسات خالل المرحلة الممتدة بين سنة 0060
وسنة ، 0000وﻫذا من باب أن معرفة ماضي أي ظاﻫرة سيسهل من فهم حاضرﻫا وكذا التنبؤ
بمستقبلها ،وذلك من خالل التطرق لصورة االقتصاد الجزائري خالل فترات ﻫذه المرحلة وانعكاس تلك
الصورة على وضع الشغل خالل كل فترة من تلك الفترات.
ﻫناك العديد من التعاريف الخاصة بسياسات التشغيل ،ويرجع ﻫذا التعدد لما لعنصر العمل من أﻫمية
في الحياة االجتماعية واالقتصادية للدولة .كما أن ﻫناك نوعين من سياسات التشغيل ،األولى ﻫي
سياسات التشغيل النشطة وﻫي التي تسعى من خاللها الدولة إلى خلق مناصب شغل دائمة الئقة
ومنتجة ،أما الثانية فهي سياسات التشغيل الخاملة ،وﻫي سياسات عقيمة ماصة للبطالة غير خالقة
للشغل المنتج.
إن تحديد مفهوم سياسات التشغيل يعتبر أمرا صعبا في ظل تعدد التعاريف المعتمدة ،لهذا قمنا
باختيار مفهومين اثنين ﻫما:
المفهوم األول:
بمكن تعريف سياسات التشغيل بكونها "جميع التدخالت التي تقوم بها السلطات العمومية في سوق
()1
العمل".
يعطي ﻫذا التعريف مجاال محدودا لسياسات التشغيل ،فهو يجعل منها سياسات خاصة بسوق العمل
فحسب ،فهي حسبه ال تتعداه لتشمل باقي األسواق األخرى ،بتعبير آخر لتشمل السوق االقتصادي ككل
بما فيه سوق العمل ،لهذا ارتأينا إدراج مفهوم ثاني لسياسات التشغيل ﻫو على النحو التالي:
المفهوم الثاني:
سياسة التشغيل ال تعتبر فقط من سياسات االقتصاد الكلي ،كما أنها ليست سياسة قطاعية أو سياسة
لسوق العمل فحسب ،وإنما ﻫي "عبارة عن مجموعة من اإلجراءات تصمم وتطبق على مستوى كل من
السياسات السابقة الذكر أي أنها تندرج ضمن كل من سياسات االقتصاد الكلي ومن السياسات القطاعية،
1
Gilles FERREOL, Philippe DEUBEL," Economie du Travail", Armand colin, Paris, 1990, p 123.
57
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
فضال عن سياسة اقتصاد السوق ويكون الهدف من ﻫذه اإلجراءات أن تشترك كل سياسة من السياسات
()1
المذكورة في النهوض بالتشغيل.
يعطي المفهوم الثاني مجاال أوسع لسياسات التشغيل ،فهي حسبه ال تنحصر فقط في اإلجراءات
والتدابير التي تتخذ وتنفذ على مستوى سوق العمل بل تتعداﻫا لتشمل اإلجراءات والتدابير التي تتخذ
وتنفذ على مستوى السوق االقتصادي ككل ،وبالتالي ،سياسات التشغيل ﻫي تلك السياسات التي تطبق
على مستويين ﻫما:
سياسة االستقرار؛
سياسة اإلنعاش؛
سياسة االنكماش؛
(* )
سياسة التوقف ثم الذﻫاب.
1مدني بن شهرة" ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل :التجربة الجزائرية" ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان -األردن ،0118 ،ص .062
عبد المجيد قدي " ،المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية :دراسة تحليلية تقييمية" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون -الجزائر، 2
،0101الصفحات .81-00-08
تستخدم ﻫذه السياسة عادة اإلنفاق الحكومي في التأثير على النشاط االقتصادي. *
58
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
من خالل ﻫذا الفصل سنتطرق إلى سياسات التشغيل على المستوى الثاني ،أي مستوى سياسات
سوق العمل ،وذلك بعرض مختلف مؤسسات سوق العمل في الجزائر وكذا البرامج واألجهزة المسيرة
من طرف ﻫذه المؤسسات في إطار نوعين من سياسات التشغيل ،سياسات ترقية التشغيل وسياسات
محاربة ال بطالة ،وتماشيا مع فترة الدراسة سنهتم عند عرضنا لسياسات التشغيل على مستوى سياسات
االقتصاد الكلي بدراسة سياسة اإلنعاش االقتصادي فقط حيث أن الدارس للسياسة االقتصادية الكلية
للجزائر خالل الفترة 0101 – 0111سيالحظ أن سياسة اإلنعاش االقتصادي ﻫي السياسة المطبقة في
البالد خالل ﻫذه الفترة ،والتي تهدف من ورائها السلطات الجزائرية أساسا إلى تحقيق ﻫدفين أساسين
ﻫما تحقيق النمو االقتصادي والتحسين من وضع التشغيل.
يمكن التمييز بين نوعين من سياسات التشغيل حسب مدى ديناميكية سوق العمل وقدرته على
استيعاب القوى العاملة العاطلة من خالل خلق مناصب الشغل ،ويتعلق األمر بسياسة التشغيل النشطة –
سياسة ترقية التشغيل -وسياسة التشغيل الخاملة – سياسة محاربة البطالة.-
59
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
()1
.1سياسات التشغيل النشطة:
عندما نتحدث عن مفهوم التشغيل نضع أنفسنا ضمن منطق اقتصادي .حيث أن المؤسسات اإلنتاجية
والخدمية تطلب العمالة لتنفيذ خططها اإلنتاجية .وفي سبيل ذلك تقوم بعملية حساب اقتصادي تقارن
بموجبه بين تكلفة العمالة الموظفة ومردودﻫا .استنادا إلى ذلك ،تقوم بتوظيف حجم معين من العمالة
بناء على إنتاجيتها الحدية .ﻫذا ﻫو المنطق االقتصادي للتعامل مع عنصر العمل.
تتضمن سياسات التشغيل مجموع التدابير التي تسهل توظيف المزيد من العمالة من طرف
المؤسسات .حيث تتوجه ﻫذه التدابير بشكل خاص نحو ترقية سوق العمل بشكل تجعله يستجيب إلى
الظروف التي تعيشها ﻫذه المؤسسات .وعلى ﻫذا األساس ،تتميز سياسات التشغيل غالبا بكونها
سياسات ذات طابع ﻫيكلي ألنها تستهدف نزع العراقيل التي تحول دون تحقيق مستوى التشغيل المأمول
من طرف المؤسسات .لذلك تعتبر سياسات طويلة المدى ألنها ال ترمي إلى توظيف العاطلين في
اللحظة الراﻫنة ولكنها تر مي إلى تهيئة االقتصاد لتوظيف المزيد من العمالة في المستقبل نتيجة دخول
أعداد إضافية إلى سوق العمل .وبالتالي فإن سياسات التشغيل تهدف أساسا إلى زيادة ديناميكية ﻫذا
السوق عبر مختلف التدابير .ولذلك يمكن اعتبار ﻫذه السياسات بأنها سياسات نشطة تسمح لالقتصاد
بخلق مناصب شغل جديدة وفق معايير اقتصادية.
إن االعتماد على سياسات للتشغيل يعني إعطاء الفرصة للمؤسسات بالتوظيف وفق ظروفها الخاصة
وخططها اإلنتاجية التي تعكس حساباتها االقتصادية .ويشكل ﻫذا األمر عنصرا مساعدا للمؤسسات على
ضمان توازناتها التشغيلية التي تسمح لها باالستمرار في عملية التوسع .ويسمح ذلك لها ليس بزيادة
توظيف المزي د من العمالة في المستقبل فحسب ولكن يسمح لها أيضا بتحسين جودة العمل عن طريق
إطالة عقود العمل التي يبررﻫا األفق االقتصادي الجيد.
()2
ومن اإلجراءات التي يمكن اتخاذﻫا في إطار ﻫذه السياسات نذكر:
1الطاﻫر لطرش " ،اإلطار المؤسسي لسوق العمل وسياسة التشغيل في الجزائر :خصائصه وأثره على ديناميكية التشغيل" ،الملتقى الدولي حول
إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
.16 يومي 06 – 05نوفمبر ،0100ص
2
Fréderic TEULON, "Le Chômage et les politiques de l’Emploi", Edition du seuil, juin 1996, Paris, p p 55- 56.
60
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
سياسة التخفيض من تكاليف المؤسسة االقتصادية ألجل حثها على الرفع من طلبها على
العمالة؛
تقديم مساعدات للشباب البطال ألجل إنشاء مؤسساتهم الخاصة.
()1
.2سياسات التشغيل الخاملة:
بالمقابل ،عندما نتحدث عن سياسات التشغيل الخاملة فإننا نضع أنفسنا في سياق اجتماعي للعملية.
حيث تتم العملية بمحاولة توظيف أكبر عدد من العمالة بغض النظر عن الظروف التي تمر بها
المؤسسات .يتمثل مقياس النجاح ﻫنا في عدد العمال الذين تم توظيفهم.
في ﻫذا السياق ،ال يمثل األفق االقتصادي للمؤسسات بالضرورة أﻫمية كبرى .وبالتالي ال تؤدي
شروط سوق العمل دورا حاسما في عملية التوظيف .حيث تعتمد ﻫذه األخيرة على حزمة المحفزات
...التي تقدمها السلطات العمومية .ولذلك تندرج ﻫذه السياسات ضمن منظور الفترة القصيرة ،أين
يتمثل الهدف األساسي للسلطات العمومية في امتصاص أكبر قدر من القوى العاطلة .ويتنافى منطق
ﻫذه السياسات مع وجود أية ديناميكية في سوق العمل .لهذا يمكن اعتبار سياسات التشغيل الخاملة
سياسات سلبية طالما أنها تستهدف امتصاص البطالة الموجودة والرجوع بها إلى مستويات يمكن
تحملها ،ودون أن يصل طموحها إلى غاية زيادة مستوى الطلب على العمل في االقتصاد (خلق
مناصب شغل) .كما يمكن اإلشارة في األخير إلى أن ﻫذا المنطق في مقاربة عملية التشغيل ال يولي
أﻫمية كبيرة لجودة العمل السيما من زاوية الدخل.
61
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
يمكن عرض السياق التاريخي لسياسات التشغيل في الجزائر ،من خالل عرض وضع التشغيل
ضمن مرحلتين من مراحل تطور االقتصاد الجزائري ﻫما :مرحلة االقتصاد المخطط ومرحلة التحول
إلى اقتصاد السوق.
(*)
الفرع األول :وضع التشغيل في مرحلة االقتصاد المخطط (. )0080 -0060
1
ارتبطت مسألة التشغيل في الجزائر ،بإشكالية التنمية االقتصادية ،حيث أن التشغيل كان من بين أﻫم
األﻫداف التي يجب تحقيقها غداة االستقالل السياسي للبالد ،وحسب التطورات التي عرفها االقتصاد
الجزائري في ﻫذه المرحلة " "0080 - 0060قمنا بتقسيم ﻫذه األخيرة إلى مرحلتين ،الفترة
0000 – 0060كمرحلة أولى والفترة 0080 – 0081كمرحلة ثانية.
عند قراءتنا لتركيبة االستثمارات خالل ﻫذا المخطط ،تتوضح لنا أﻫمية القطاع الصناعي في ﻫذه
التركيبة ،إذ حظي بنسبة تقارب % 51من مجموع االستثمارات في حين لم يحظ القطاع الزراعي إال
على قرابة % 00من مجموع االستثمارات فهذا ﻫو التوجه اإلنمائي الذي اختارته الجزائر وﻫو
() 3
التصنيع من أجل إرساء قاعدة صناعية تحقق أﻫداف التنمية الشاملة.
إلى سنة ،0066وﻫي مرحلة ركزت فيها الجزائر على 0060 ﻫناك مرحلة سابقة عرفت بمرحلة التحضير والتحليل والتي تمتد من سنة *
62
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
()1
ب .المخطط الرباعي األول :0003 – 0001
حدد ﻫذا المخطط اتجاﻫات التخطيط الجزائري الموجه المركزي الذي يتسم بكونه أول خطة
اقتصادية شاملة وبداية فعلية للتخطيط على النمط االشتراكي.
نجد أن حجم االستثمارات في ﻫذا المخطط قد ارتفع بأكثر من ثالث ( )13مرات عن المخطط
الثالثي ليقدر بـ 27,75 :مليار دج ،في حين قدرت قيمة االنجازات بـ 36,31 :مليار دج.
أما على مستوى التوزيعات القطاعية نجد أن الصناعة تحتل حصة األسد بأكثر من 00مليار دج
أي بنسبة % 25من مجموع االستثمارات المخططة وﻫذا ما يؤكد استمرارية التوجه الذي اختارته
الجزائر في ميدان التنمية االقتصادية واالجتماعية ،أما الزراعة فتحتل المرتبة الثانية بمجموع
استثمارات تتعدى 12مليار دج وبنسبة % 05من مجموع االستثمارات المخططة.
()2
ج .المخطط الرباعي الثاني :0000 - 0002
يعتبر ﻫذا المخطط استمرار للمخطط الرباعي األول ،وﻫو يتميز بمجموعة من الخصائص ﻫي:
استحواذ الصناعة على حصة األسد من مجموع االستثمارات بنسبة % 23موجهة أساسا
إلى تطوير وتثمين قطاع المحروقات؛
اﻫتمام ﻫذا المخطط بالجانب االجتماعي أكثر منه في المخططين السابقين من حيث توفير
مناصب الشغل وإجبارية التعليم ومجانية العالج؛
زيادة المبالغ المالية المخصصة لهذا المخطط إذ خصص له 110,22مليار دج ،وﻫو ما
يعادل 00مرة حجم االستثمارات في المخطط الثالثي وأربع مرات للمخطط الرباعي
األول ،ولقد ساعد في ذلك االرتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط باعتباره المصدر
الرئيسي لتراكم رأس المال؛
قدرت قيمة االنجازات الفعلية في ﻫذا المخطط بـ 121,23 :مليار دج.
يمكن القول بخصوص ﻫذه ال مرحلة أنه على الصعيد المالي كانت االنجازات غير مطابقة للمبلغ
اإلجمالي لالستثمارات المقررة ،إذ كانت بالنسبة للمخطط الثالثي 9,16مليار دج منجزة مقابل
9,06مليار دج مقررة ،المخطط الرباعي األول 36,31مليار دج مقابل 27,75مليار دج مقررة،
أما بخصوص المخطط الرباعي الثاني 121,23مليار دج منجزة مقابل 110,22مليار دج مقررة.
بخصوص األرقام الواردة في ﻫذه الفقرة انظر الملحق رقم (.)12 1
63
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ويرجع ﻫذا الفرق في األساس إلى ارتفاع تكاليف برامج االستثمارات المقررة ،والراجع إلى عدم
كفاية التنسيق على صعيد وسائل االنجاز ،األمر الذي أدى في أغلب األحيان إلى تأخيرات في انجاز
المشاريع وﻫو ما كان عامال ﻫاما لتحمل أعباء إضافية أدت إلى ارتفاع التكاليف.
ولقد كان للواقع االقتصادي الذي شهدته البالد خالل ﻫذه الفترة أثر على عالم الشغل ،وﻫو ما
سنتطرق له في الفقرة اآلتية.
في المقابل عرف التشغيل في الجزائر خالل ﻫذه الفترة تحسننا ،فبعدما كان عدد المشتغلين سنة
1 720 000 :0066شخص أصبح 2 880 000شخص سنة .0008وحسب المخططات المختلفة التي
شهدتها الفترة الممتدة بين سنتي 0060و 0000كانت التزايدات المتتالية لمستويات التشغيل كاآلتي:
% 9,8خالل المخطط الثالثي % 15,3أثناء المخطط الرباعي األول و % 21,4خالل المخطط
الرباعي الثاني )3(.وﻫو ما يفسر انخفاض معدالت البطلة خالل نفس الفترة ،فعلى سبيل الذكر انخفض
معدل البطالة من أكثر من " % 31سنة 0060إلى % 18,6سنة .)4(" 0000
ولقد كان المتوسط السنوي لخلق مناصب الشغل خالل المخططات التنموية الثالث األولى موزعا
كما ﻫو مبين في الجدول رقم ( )0.0أدناه:
1ناصر دادي عدون ،عبد الرحمان العايب ،مرجع سابق ،0101 ،ص .068
وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية ،مرجع سبق ذكره ،ص 2
.000
4عبد اللطيف بن أشنهو ،التجربة الجزائرية في التخطيط ،0081 – 0060ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،0080 ،ص .308
64
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)0.0متوسط إنشاء مناصب الشغل السنوي في الجزائر الخاصة بمخططات الفترة
.0000 - 0060
Source : Rabéa KHARFI, «Emploi et Chômage dans les pays du Maghreb », C.E.N.E.A.P, 1991,
p 62.
يالحظ من الجدول أعاله ،أن متوسط مناصب الشغل المنشأة يزداد من مخطط إلى آخر ،إذ انتقل
من 23ألف منصب شغل خالل المخطط الثالثي إلى 88ألف منصب شغل خالل المخطط الرباعي
األول فإلى 035ألف منصب شغل خالل المخطط الرباعي الثاني.
وفيما يخص األﻫداف المتوخاة من ﻫذه الب رامج بخصوص التشغيل ،فإن النتائج المحققة تجاوزت
التقديرات ،وذلك فيما يخص التشغيل خارج الفالحة ،وﻫو ما يوضحه الجدول رقم ( )3.0أدناه:
الجدول رقم ( :)3.0مناصب الشغل المنشأة خارج قطاع الفالحة في الجزائر خالل الفترة .0000 - 0060
17 520 85 000 14 050 2 950 4 280 المحروقات
123 680 - 70 170 72 050 43 890 الصناعة
174 000 138 000 108 370 95 000 10 730 البناء واالشغال العمومية
20 150 50 000 9 550 10 000 5 180 التجارة
55 450 19 000 21 320 18 000 13 610 النقل
42 430 60 000 10 540 20 000 12 060 الخدمات
88 100 10 600 95 700 47 000 18 000 االدارات
521 330 458 000 329 700 265 000 107 750 المجموع خارج الزراعة
المصدر :وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية" ،خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ،"0008 – 0060
الجزائر ،ماي ،0081ص .010
65
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ترجع النتائج المسحققة بخصوص التشغيل والموضحة في الجدول أعاله لحجم االستثمارات التي
شهدتها ﻫذه الفترة والتي تجاوزت " 311مليار دج ،منها 00مليار دج لقطاع المحروقات وأكثر من
000مليار دج للقطاعات األخرى (إدارة ،خدمات ،يناء وأشغال عمومية) ،وقد مكن ذلك من تحقيق
مردودية انعكست على وضعية التشغيل"( ،)1ليزداد بذلك عدد المشتغلين في مختلف القطاعات.
إن تطور ﻫيكل التشغيل خارج الزراعة خالل السنوات 0060و 0001و 0002و 0000يقدمه لنا
الجدول رقم ( )2.0التالي:
الجدول رقم ( :)2.0تطور هيكل التشغيل خارج الفالحة في الجزائر خالل السنوات
.0000 – 0002 - 0001 - 0060
الوحدة.% :
011 12,1 19,9 15 6,6 17,8 11,7 16,1 0,8 0001
011 10,3 21,8 12,2 6,9 14,1 15,3 17,6 1,8 0002
011 8,7 20,6 11,1 7,6 11,5 19,7 18,8 2,8 0000
المصدر :وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية" ،خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ،"0008 – 0060
الجزائر ،ماي ،0081ص .002
المالحظ من الجدول التطور المعتبر للتشغيل في بعض القطاعات ،إذ يرجع تطوره في قطاع
الصناعة إلى ا الﻫتمام الذي أولته ﻫذه البرامج لهذا القطاع ،أما فيما يخص قطاع البناء واألشغال
العمومية فيرجع تطور نسبة التشغيل فيه إلى أﻫمية االستثمارات الخاصة بالسكن والمنشآت القاعدية
التي كانت خالل ﻫذه الفترة .كما نالحظ انخفاضا محسوسا في نسبة التشغيل في قطاعي التجارة
والخدمات ،ويرجع ﻫذا االنخفاض إلى "اإلج راءات التي اتخذتها الدولة آنذاك مثل تأميم تجارة الجملة
بناء المساحات الكبرى :كالفنادق ،المركبات السياحية ...الخ"( .)2أما حصة اإلدارات في التشغيل تبقى
معتبرة وﻫي الخاصية التي امتازت بها كل مراحل التشغيل في الجزائر خالل مرحلة التخطيط.
1ناصر دادي عدون ،عبد الرحمان العايب ،مرجع سابق ،ص .000
نفس المرجع ،ص ص .002 -003 2
66
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
فيما يتعلق بقطاع الزراعة فقد شهد ركودا في عدد العاملين بين 1 278 000شخص و1 300 000
شخص في الفترة .0008 – 0066ويرجع ﻫذا الركود إلى الهجرة الريفية ومنافسة القطاعات
()1
األخرى.
وتجدر اإلشارة إلى مساﻫمة القطاع العام في استحداث مناصب الشغل ،إذ سمحت استثمارات الدولة
في القطاع العام بخلق أساس التشغيل خالل العقد ،0000 – 0060وﻫكذا باستثناء الزراعة والعاملين
()2
اآلخرين فإن % 82من مناصب الشغل التي أنشئت ﻫي من فعل القطاع العام.
و ،0000لتبدأ عملية التخطيط من جديد مع تطبيق المخطط الخماسي األول ( )0082 – 0081ويمكن
توضيح توزيع استثمارات ﻫذا المخطط على مختلف القطاعات االقتصادية من خالل الجدول رقم
( )5.0الموالي:
67
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)5.0توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول ( )0082-0081المطبق في الجزائر على
مختلف القطاعات االقتصادية.
الوحدة :مليار دج.
النسبة ()% المجموع البرنامج الجديد باقي اإلنجاز البيان
73,3 122,3 271,1 37,5 الصناعة
20,5 57,4 42,6 23,8 الفالحة
01,8 25,8 27,4 01,4 النقل
20,0 56,2 76,1 27,7 الهياكل االقتصادية
26,5 71,5 58,0 74,5 السكن
22,3 65,3 75,4 70,7 التربية و التكوين
07,7 11,0 25,7 06,3 الهياكل االجتماعية
01,4 27,7 20,7 01,4 التجهيزات الجماعية
04,5 15,0 12,6 07,4 مؤسسات اإلنجاز
011 560,5 362,6 006,0 المجموع
حسب أرقام الجدول بلغ حجم االستثمارات الخاص بالفترة 561,5 :0082 – 0081مليار دج،
196,9مليار دج منه تمثل الباقي لالنجاز من استثمارات الفترة السابقة و 364,6مليار دج استثمارات
جديدة تضمنها المخطط الخماسي األول (.)0082 – 0081
فيما يتعلق بالتوزيع القطاعي لهذه االستثمارات فنالحظ أن ﻫذا المخطط قد أعطى أﻫمية لقطاع
الصناعة إذ بلغت حصته من االستثمار اإلجمالي ،% 37,7وﻫي حصة معتبرة على الرغم من أنها
أقل من النسب التي استفاد منها ﻫذا القطاع خالل المخططات السابقة والتي كانت %23-%25-%51
خالل كل من المخطط الثالثي ،الرباعي األول والرباعي الثاني على التوالي.
68
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)6.0توزيع استثمارات المخطط الخماسي الثاني ( )0080 - 0085المطبق في الجزائر على
مختلف القطاعات االقتصادية.
المصدر :صالح مفتاح " ،تطور االقتصاد الجزائري وسماته منذ االستقالل الى اصالحات التحول نحو اقتصاد السوق" ،الملتقى
الوطني األول حول اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الممارسة التسويقية ،المركز الجامعي بشار ،يومي 00-01أفريل ،0112
ص .13
فيما يتعلق بالتوزيع القطاعي لمبلغ االستثمارات الخاصة بالمخطط الخماسي الثاني ،يتضح من
الجدول أن قطاع الصناعة وعلى غرار البرامج السابقة تحصل على النسبة األعلى ،% 31,6الفالحة
% 14,4و % 52لباقي القطاعات.
تميزت ﻫذه الفترة على خالف الفترات السابقة بمظاﻫر األزمة التي بدأت تلوح على أكثر من
صعيد ،حيث تعرض االقتصاد الوطني لنكسة عنيفة تمثلت في انهيار أسعار البترول سنة 0086ضف
إلى ذلك انخفاض قيمة الدوالر .وﻫو ما بين بوضوح ضعف وﻫشاشة البنيان االقتصادي الوطني،
وﻫكذا تميزت ﻫذه الفترة بالسقوط الحر إليرادات الصادرات الخاصة بقطاع المحروقات ،حيث تم
تسجيل تراجع بنسبة % 30سنة 0086و % 30سنة ،0080أما خالل سنة 0088فقد وصلت النسبة
إلى % 20مقارنة بسنة ،0085كما زاد الوضع االقتصادي تأزما من جراء الثقل المفرط لخدمة
الديون الخارجية ،وﻫو ما أثر سلبا على النمو االقتصادي ورصيد الميزان التجاري ،وبالتالي ،على
رصيد ميزان المدفوعات وسعر الصرف وﻫو ما يوضحه الجدول رقم ( )0.0أدناه.
69
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)0.0تطور بعض المؤشرات االقتصادية الكلية للجزائر خالل الفترة .0080 - 0085
المصدر :عزيزة بن سمينة" ،اآلثار االقتصادية واالجتماعية لالصالحات االقتصادية في الجزائر" ،الملتقى الدولي األول
حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات االقتصادية في الدول النامية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،جامعة
بومرداس ،يومي 15-12ديسمبر ،0116ص .13
من خالل األرقام الموجودة في الجدول يتضح أن االقتصاد الجزائري كان خالل ﻫذه الفترة في حالة
تدﻫور كبير ،إذا ما قارنا معدالت النمو االقتصادي السنوية بمعدالت النمو السكاني ،والتي قدرت بـ:
()1
سنويا ،فاألكيد أن ﻫذه النتائج كانت تنذر بانزالق خطير لوضعية االقتصاد الوطني. % 3,4
ولقد كانت مساﻫمة القطاعات االقتصادية في إنشاء ﻫذه المناصب كما ﻫو موضح في الجدول رقم
( )8.0أدناه:
سعدية قصاب " ،تحليل برامج التشغيل بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على منطقة الشراقة" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة 1
70
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)8.0مساهمة القطاعات االقتصادية في إنشاء مناصب الشغل في الجزلئر خالل الثمانينات.
يتضح لنا من الجدول أعاله أن قطاعات البناء واألشغال العمومية والخدمات واإلدارة قد ساﻫمت
باستحداث 689 000منصب شغل من المناصب الجديدة أي بنسبة إجمالية تقدر بـ % 83,55 :في
حين ساﻫمت الصناعة بـ 105 700 :منصب شغل بما يعادل نسبة % 12,81لتأتي الزراعة في المقام
األخير باستحداث 30 000منصب شغل ما يعادل نسبة .% 3,64
ترتبط ﻫذه النتائج المسجلة في خلق مناصب الشغل الجديدة من طرف كل قطاع اقتصادي ،بالحصة
التي خصصت لكل قطاع من إجمالي االستثمارات المخصصة خالل ﻫذا المخطط .والتي ترتبط
بدورﻫا بالتوجه الجديد لسياسة تخطيط التنمية وﻫو التركيز على إعادة تنظيم االقتصاد الجزائري.
والتي تعمل في صالح القطاعات األخرى خاصة منها األشغال العمومية والخدمات.
()1
ب.الفترة :0080 – 0085
عرف التشغيل خالل ﻫذه الفترة – فترة تطبيق المخطط الخماسي الثاني -انخفاضا في عدد
مناصب الشغل الجديدة ،إذ انخفض من 824 700منصب خالل فترة المخطط الخماسي األول
0082 – 0081إلى 255 000منصب في فترة المخطط الخماسي الثاني .0080 – 0085
أما عن ﻫيكل الشغل فحسب ما توضحه أرقام الجدول رقم ( ،)8.0نالحظ تراجع في مناصب الشغل
المستحدثة من طرف بعض القطاعات االقتصادية خالل الفترة 0080 – 0085مقارنة بما تم استحداثه
من مناصب شغل من طرف نفس القطاعات خالل الفترة .0082 – 0081
71
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
بناء على ما تطرقنا إليه في تحليلنا السابق والمتعلق بوضعية االقتصاد الجزائري وواقع الشغل فيه
خالل الفترات المختلفة التي عرفتها مرحلة االقتصاد المخطط ،نستطيع القول أن المستوى المرتفع من
االستثمارات العمومية خالل الفترة 0000 – 0060سمح من التقدم بشكل محسوس في ميدان الشغل.
غير أن ضعف استخدام الطاقات اإلنتاجية ،وما انجر عنه من نقص في اإلنتاجية ،أدى إلى أزمة
تموين بالمواد ذات االستهالك المباشر ،ضف إلى ذلك بساطة اليد العاملة الجزائرية التي صعب عليها
التأقلم مع التكنولوجيا المستوردة ،وكذا مركزية التسيير ،ﻫذه العوامل وغيرﻫا من العوامل الداخلية
والخارجية ،أدت في مجموعها إلى حدوث اختالالت ﻫيكلية في االقتصاد الوطني وﻫو ما تطلب
سلسلة من اإلصالحات ألجل تدارك الوضع.
ولذلك فقد تم تصور الحل في إطار إعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات العمومية ،والتي
شرع فيها مع بداية عقد الثمانينات .إال أن ﻫذه السياسة قد أخفقت ألنها لم تتم بشكل مدروس ،في ظل
تغليب االعتبارات االجتماعية وتغييب المصالح االقتصادية.
ضف إلى ذلك األزمة االقتصادية العالمية لسنة ،0086والتي ضربت بقوة االقتصاد الجزائري
نظرا لتقلص موارد الصادرات من العملة الصعبة نتيجة تراجع أسعار النفط وﻫو ما انعكس مباشرة
على االستثمارات العمومية التي قلصت بشكل ملحوظ أمام تراجع التمويل وقد أدى ذلك إلى انخفاض
معدل خلق مناصب الشغل الجديدة ،بل وتهديد المناصب الموجودة.
ومن ﻫنا ،فقد ارتبطت أزمة التشغيل وتوسع البطالة بعدم قدرة إعادة ﻫيكلة المؤسسات العمومية
االقتصادية على تعويض الخسائر المالية التي تكبدتها ﻫذه المؤسسات .وﻫو ما أدى إلى تراجع
التشغيل .وفي ﻫذه الظروف انتقلت النظرة للتشغيل من اعتباره مصدر تعبئة إنتاجية ليصبح عنصرا
من عناصر التكلفة فقط .ومع وجود فائض في العمالة ،لم يعد ﻫناك حل آخر إال التسريح ،والذي شرع
فيه مع مطلع التسعينات ،ليتدﻫور بذلك وضع التشغيل أكثر فأكثر.
إذن لم ترق السياسة التنموية إلى الطموحات التي كانت معلقة عليها ،وأدت بالجزائر إلى الدخول
في أزمات متتالية ،زادت شدتها مع األزمة االقتصادية العالمية لسنة ،0086فتأزمت الوضعية مع
الخارج بسبب المديونية وانفجر الوضع في الداخل (معدالت نمو متدنية ،ارتفاع معدالت التضخم،
تدﻫور وضع الشغل وتسجيل معدالت قياسية للبطالة) ،كل ﻫذا أدى بالدخول إلى مرحلة جديدة ﻫي
مرحلة اقتصاد السوق.
72
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الفرع الثاني :وضع التشغيل في مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق (:)0000 -0001
عرفت ﻫذه الفترة وضعا اقتصاديا صعبا للغاية ،حاولت السلطات الجزائرية معالجته بمجموعة من
اإلصالحات االقتصادية بدعم من المؤسسات النقدية والمالية الدولية ،فأمضت اتفاقية االستعداد االئتماني
ضمن برنامج االستقرار ،لتعمق بعدﻫا اإلصالحات بإمضاء التصحيح ضمن برنامج التعديل الهيكلي،
لتتخذ بذلك إجراءات صارمة برزت آثارﻫا جليا على المستويين االقتصادي واالجتماعي.
كمال رزيق ،بوزعرور عمار " ،التصحيح الهيكلي وآثاره على المؤسسة االقتصادية في الجزائر" ،الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة 1
االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية العالمية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
.5-2 أكتوبر ،0110ص ص 31-00 يومي
2عزيزة بن سمية ،اآلثار االقتصادية واالجتماعية لإلصالحات االقتصادية في الجزائر" ،الملتقى الدولي حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات
ديسمبر ،0116ص .10 15-12 االقتصادية في الدول النامية ،جامعة أمحمد بوڤرة ،بومرداس ،يومي
73
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
وتم تخفيض العملة الوطنية خالل ثالث أشهر بين نهاية 0001وحتى مارس 0000بمقدار %01
من قيمتها من بينها % 50غير معلنة رسميا من طرف السلطات الجزائرية ،حيث انتقل سعر صرف
الدوالر من 01.206دج إلى 00.8دج ،باإلضافة إلى تدﻫور االحتياطي من العملة الصعبة ،حيث
عرف أدنى مستوى سنة ،0000وﻫو أدنى مستوى منذ سنة ،0003إذ بلغ 005مليون دوالر
()1
أمريكي.
كما أبرمت الحكومة الجزائرية في نفس الوقت اتفاقا مع البنك العالمي تحصلت بموجبه على قرض
تصحيح قيمته 351مليون دوالر ،وخصص للتطهير المالي للمؤسسات العمومية االقتصادية.
( )0
2
ويهدف ﻫذا االتفاق إلى:
74
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
استعادة وتيرة النمو االقتصادي وتحقيق معدل نمو متوقع بين (% )6 - 3؛
تقليص معدل التضخم وكبح نمو الكتلة النقدية في حدود % 02؛
مواصلة تحرير األسعار وإلغاء الدعم عن المواد االستهالكية؛
االﻫتمام بالقطاع الفالحي ،وترقية قطاع البناء واألشغال العمومية؛
رفع أسعار الفائدة المطبقة عند إعادة تمويل البنوك.
()3
ومن بين نتائج ﻫذا االتفاق ما يلي:
بلغت نسبة المواد المحررة أسعارﻫا % 85من السلع المدرجة في مؤشر أسعار
االستهالك (النقل ،الخدمات البريدية)؛
تم تعديل أسعار الكهرباء والحليب والسميد كل ثالث أشهر؛
عبد اهلل بلوناس "،برنامج التثبيت والتعديل الهيكلي لالقتصاد الجزائري" ،الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب 1
أكتوبر ،0110 31-00 االندماج في الحركية االقتصادية العالمية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
ص .15
2كمال رزيق ،بوزعرور عمار ،مرجع سابق ،ص ص .6 -5
3عزيزة بن سمية " ،مرجع سابق ،ص .18
75
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
كبح معدل التضخم في حدود ( % 00.15بينما كان المعدل المتوقع )% 21؛
تخفيض عجز الميزانية؛
تخفيض قيمة الدينار (من 03.2دج مقابل دوالر واحد إلى 35دج مقابل دوالر واحد)؛
ارتفاع مخزون العملة الصعبة بمقدار 0.5مليار دوالر أمريكي في نهاية 0002ليصبح
المخزون الكلي األجنبي 0.6مليار دوالر أمريكي.
وقد سمح تطبيق ﻫذا االتفاق من إعطاء وجه إيجابي للجزائر أمام دائنيها وقد نتج عن ذلك أن
استفادت الجزائر من إعادة جدولة لديونها العمومية والخاصة.
مواصلة دفع الدعم عن األسعار إلى غاية الوصول إلى التحرير الكامل ألسعار كل السلع
والخدمات؛
تحرير أسعار الفائدة ومنح استقاللية أكثر للبنوك التجارية في تقديم القروض؛
تحرير أسعار الصرف اآلجلة والعاجلة لتتحدد وفق قوى السوق؛
القضاء على عجز الميزانية وتنمية االدخار العمومي وذلك عن طريق تقليص النفقات
العامة ( تقليص اليد العاملة في الوظيف العمومي ،التخلي عن التطهير المالي للمؤسسات
العمومية ...الخ) وزيادة اإليرادات العامة عن طريق توسيع الوعاء الضريبي؛
التحكم في التضخم وجعله في مستوى مقبول؛
مراجعة شبكة الحماية االجتماعية لتكون أكثر فعالية في التخفيف من اآلثار السلبية لعملية
التحول.
()0
كما يهدف ﻫذا االتفاق كذالك إلى بعث النمو االقتصادي عن طريق:
1
Hocine BENISSAD, " l’ajustement structurel: l’expérience du Maghreb", Algérie, OPU, 1999, p 63.
2
Hocine BENISSAD, op.cit, même page.
76
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
إنشاء سوق مالي لتسهيل عمليات الخوصصة والحصول على مصادر مالية جديدة لتمويل
االستثمارات؛
إصالح النظام المالي والمصرفي ،وتهيئة قطاع البنوك إلخضاعه لعملية إعادة الهيكلة
والخوصصة ،مع تشجيع تأسيس البنوك الخاصة؛
طلب االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ،OMCوبدء المفاوضات مع االتحاد
األوروبي لرسم إطار للشراكة والوصول إلى إنشاء منطقة للتبادل الحر.
وقد تحصلت الجزائر من خالل ﻫذا االتفاق على قرض قدره 0.8مليار دوالر أمريكي كما قامت
بإعادة جدولة الديون طويلة ومتوسطة األجل لدى نادي باريس من أجل مواجهة احتياجات التمويل
والتي قدرﻫا البرنامج بـ 2.0 :مليار دوالر بين سنتي ( )06 – 05و 3.0مليار دوالر بين سنتي
()1
( )00 - 06و 13مليار دوالر بين سنتي (.)08 -00
77
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)0.0تطور عدد المؤسسات المنحلة وعدد العمال المسرحين في الجزائر خالل الفترة
.0111 - 0002
المصدر :سعدية قصاب" ،اختالالت سوق العمل وفعالية سياسات التشغيل في الجزائر ،"0112 – 0001أطروحة
.000 مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،0116-0115 ،ص
تبين أرقام الجدول أعاله أن عدد المؤسسات الوطنية المنحلة على اثر تطبيق برنامج التعديل الهيكلي
ﻫو 1 224مؤسسة وطنية ،وﻫو ما أدى إلى تسريح 635 018عامل.
أما عن إنشاء مناصب الشغل الجديدة خالل الفترة ،0000 – 0001فقد تم إنشاء 601 000منصب
()1
شغل.
كما أن كل األرقام ،ورغم تضاربها ،تتحدث عن فقدان مئات اآلالف من العمال لمناصب شغلهم،
فأرقام الديوان الوطني لإلحصائيات تتحدث عن تسريح 178 000عامل من سنة 0000إلى سنة
،0005بينما تتحدث أرقام المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي عن فقدان 300 000عامل
لمنصب شغلهم من سنة 0002إلى سنة ،0006أما وزارة العمل والحماية االجتماعية فتتحدث عن
210 275عامال مسرحا من شهر ماي 0002إلى غاية شهر جوان ،0008أخيرا فان أرقام الصندوق
الوطني للضمان االجتماعي تتحدث عن أكثر من 480 000عامل فقدوا مناصب شغلهم من الفترة
()2
الممتدة بين سنة 0002و سنة .0008
األرقام الواردة في ﻫذا الجزء من البحث مستقاة من :بوبكر بن العائب" ،دراسة تحليلية لتطور التشغيل في الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن 1
متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع القياس االقتصادي ،جامعة الجزائر ،0113-0110 ،ص .08
احمين شفير " ،التحوالت االقتصادية واالجتماعية وآثارها على البطالة والتشغيل في بلدان المغرب العربي" ،منظمة العمل العربي ،المعهد 2
78
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
في المقابل ،تجدر اإلشارة إلى أن الوافدين الجدد لسوق العمل في عشرية التسعينات ﻫم من مواليد
سنوات السبعينات ،والتي عرفت معدالت نمو سكانية مرتفعة جعلت من عدد السكان النشطين يتزايد
بوتيرة عالية.
فخالل الفترة ،0002 – 0001بلغ عدد الوافدين الجدد لسوق العمل مليون طالب شغل في حين
بلغت مناصب الشغل التي تم توفيرﻫا من قبل االقتصاد الوطني خالل ﻫذه الفترة 40 000منصب شغل
()1
جديد.
كما بلغ عرض العمل سنة " 061 :0005ألف عرض عمل إضافي ،وسنة 311 :0006ألف طلب
شغل إضافي .وإذا علمنا أن االقتصاد الجزائري لم يوفر سوى 058ألف منصب شغل سنة
، 0006 – 0005فهذا يبين أعداد الشباب الداخلين لسوق العمل الذين ليس لهم أمل في إيجاد منصب
()2
شغل أمام تراجع عدد مناصب الشغل الجديدة إلى 020ألف منصب شغل سنة ."0006
سبق وأشرنا في فقرة سابقة إلى أن سياسات التشغيل نوعان ،سياسات تشغيل نشطة ،وﻫي تلك
السياسات التي ترقى بمستوى التشغيل وفق معايير اقتصادية ،وأخرى خاملة وﻫي تلك السياسات التي
تهدف إلى مواجهة البطالة والتقليل من حدتها دون إعطاء أﻫمية كبيرة لألفق االقتصادي.
سنقتصر في ﻫذا المبحث على ذكر سياسات ترقية التشغيل المطبقة في الجزائر ،وﻫذا من خالل
عرض أﻫم مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ ﻫذه السياسات في الجزائر وكذا األجهزة الداعمة
للمبادرة المقاوالتية ،تاركين الحديث عن سياسات مواجهة البطالة للمبحث الثالث لهذا الفصل.
المطلب األول :مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات ترقية التشغيل في الجزائر.
اتخذت الجزائر العديد من السياسات في مجال ترقية التشغيل ،من خالل تشجيعها لالستثمار المنتج
الخالق للثروة والمحدث لمناصب الشغل ،ولقد سخرت لهذا الشأن ﻫيئات خاصة تسهر على تنفيذ ﻫذه
السياسات من خالل دعم خلق مؤسسات مصغرة ،وفيما يأتي سنحاول عرض بعض ﻫذه الهيئات.
1
Fodil HASSAM, "Chronique de l’économie Algérienne vingt ans de réformes libérales 1986- 2004 les chemins d’une
; croissance retrouvée", Edition l’économiste d’Algérie, Algérie, 2005, p 86
2احمين شفير ،مرجع سابق ،ص .056
79
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
أصبحت وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي في جوان 0110مكلفة بمجال الشغل ،وذلك
من خالل مساﻫمتها في إعداد السياسة الوطنية للتشغيل ومتابعة تنفيذﻫا والقيام بتقييم وضبط سوق
العمل واقتراح كل التدابير التي من شأنها ترقية التشغيل.
ويرتكز مسعى الوزارة الوصية بالشغل في ترقية ﻫذا األخير من خالل دعم خلق مؤسسات مصغرة
من طرف الشباب البطال عن طريق الجهازين المسيرين من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن
البطالة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.
() 1
تطبيقا 2
أسس ﻫذا الصندوق بالمرسوم التنفيذي رقم 088 - 02المؤرخ في 6جويلية ،0002
للمرسوم التشريعي رقم 10 – 02المؤرخ في 00ماي ،0002والذي يعتبر الركيزة األساسية التي
يرتكز عليها لحماية المهددين بفقدان مناصب العمل بطريقة غير إرادية ألغراض اقتصادية.
و في إطار سياسة ترقية التشغيل ،قررت الحكومة إنشاء جهاز يتكفل بالبطالين ذوي المشاريع
البالغين من العمر ما بين 35إلى 51سنة ،بموجب المرسوم التنفيذي رقم 10 - 12المؤرخ في 13
جانفي ) 0(،0112المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 088 - 02المؤرخ في 16جويلية .0002 3
ولقد جاء المرسوم الرئاسي رقم 056 - 01المؤرخ في 01جوان ) 3( 0101في مادته الثامنة ()18
4
ليغير المجال العمري للمستفيدين من ﻫذا الجهاز ليصبح بين "ثالثين ( )31وخمسين ( )51سنة" عوضا
من أن يكون بين خمس وثالثين "( )35وخمسين ( )51سنة".
*
Caisse Nationale d’Assurance Chômage.
الموافق لـ 0205 محرم عام 06 1األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 088-02المؤرخ في
يوليو سنة ،0002يتضمن القانون األساسي للصندوق 10 الموافق لـ 0205 محرم عام 00 يوليو سنة ،"0002العدد ،22الصادر في 16
088-02 يونيو سنة ،0101المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 03 الموافق لـ 0230 رجب عام 01 يونيو سنة ،"0101العدد ،30الصادر في 01
يناير سنة ،0112المعدل والمتمم للمرسوم 00 الموافق لـ 0202 ذي القعدة عام 08 يناير سنة ،"0112العدد ،13الصادر في 13 الموافق لـ
والمتعلق بدعم إحداث النشاطات من طرف 0113 ديسمبر سنة 31 الموافق 0202 ذي القعدة عام 16 المؤرخ في 502-13 الرئاسي رقم
البطالين ذوي المشاريع البالغين ما بين خمس وثالثين ( )35وخمسين ( )51سنة ،ص .18
80
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
أنشأت ﻫذه الوكالة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 006 - 06مؤرخ في 18سبتمبر ،0006المتمم
بالمرسوم التنفيذي رقم 030 - 08المؤرخ في 03يوليو سنة 0008و المعدل و المتمم بالمرسوم
)(1
3 2
التنفيذي رقم 088 - 13المؤرخ في 16سبتمبر سنة .0113
تتمتع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بتنظيم يعتمد على ﻫياكل محلية (فروع والئية و ملحقات
الفروع الوالئية) متواجدة على مستوى كافة التراب الوطني.
وتسمح ﻫذه الشبكة العامة للوكالة بالتقرب أكثر من الشباب أصحاب المشاريع واالستجابة لتطلعاتهم
وكذا تكييف إنشاء المؤسسات مع مختلف األوضاع االجتماعية و االقتصادية المحلية.
إن سير الوكالة وفق نمط عدم تركيز نشاطها يخول للفروع صالحيات واسعة في مجال مرافقة الشباب
المقاول طيلة مراحل إحداث مشاريعهم االستثمارية.
وفي ﻫذا الصدد ،فهي تأخذ على عاتقها استقبال وتوجيه وتكوين الشباب ذوي المشاريع ومساعدتهم في
مجال إعداد دراسة مشاريعهم .باإلضافة إلى ذلك ،يستفيد الشباب المقاول من مرافقة عند مثولهم أمام
لجنة االنتقاء واالعتماد و تمويل المشاريع التي يرأسها مدير الفرع.
كما تقوم ملحقات الفروع بالتكفل بمرافقة الشباب ذوي المشاريع خالل مراحل االستقبال والتوجيه
وإعداد ملفاتهم وكذا القيام بعمليات تحصيل قروض بدون فوائد لدى المؤسسات المصغرة التابعة لمحل
اختصاصها.
إضافة للهيئات السالف ذكرﻫا نجد ﻫناك ﻫيئات أخرى كان لها دور في تحسين وضع الشغل في
الجزائر وال يزال ينتظر منها تحقيق المزيد من النتائج في ﻫذا الميدان ،من بينها:
*
L’Agence Nationale de Soutien à l’Emploi des Jeunes.
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب " :مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية لجهاز دعم تشغيل الشباب" ،جانفي ،.0112ص .00 1
81
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
() 1
3 2
أنشئت ﻫذه الوكالة بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 030 – 06 :المؤرخ في 00جوان ،0006
في ظل تطبيق برنامج إعادة الهيكلة بالجزائر ،ﻫدفها التخفيف من حدة نتائج ﻫذا البرنامج على الفئات
االجتماعية الضعيفة وذلك بوضع تدابير وبرامج لمحاربة البطالة والفقر والتهميش.
() 2
المتعلق بتطوير االستثمار 5
بمقتضى األمر الرئاسي رقم 13-10المؤرخ في 01أوت ،0110
المعدل و المتمم باألمر رقم 18 - 16المؤرخ في 05جويلية ،0116تعد الوكالة الوطنية لتطوير
االستثمار مؤسسة عمومية ذات طابع إداري في خدمة المستثمرين المحليين واألجانب ،و تعتبر ﻫذه
الوكالة خصوصا في الجزائر التي تشهد تحوال اقتصاديا عميقا باتجاه اقتصاد السوق واالنفتاح على
رأس المال الخاص ضمن إطار إعادة الهيكلة ،األداة األساسية للتعريف بفرص االستثمار القائمة
والترويج لها واستقطاب رؤوس األموال واالستثمارات األجنبية المباشرة ،وتخضع ﻫذه األخيرة إلى
() 3
6
شروط خاصة ينبغي اعتبارﻫا والمتمثلة في:
الموافق صفر عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 1
0200 03 030-06
يونيو سنة ،0006يتضمن إنشاء وكالة التنمية 31 الموافق لـ 0200 صفر عام 02 يونيو سنة ،"0006العدد ،21الصادر في 00 لـ
االجتماعية ويحدد قانونها األساسي ،ص .08
**
Agence Nationale de Développement de l’Investissement.
الموافق جمادى الثانية عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،األمر رقم 2
0200 10 13-10
غشت سنة ،0110يتعلق بتطوير االستثمار 00 جمادى الثانية عام 0200الموافق لـ 13 غشت سنة ،0110العدد ،20الصادر في 01 لـ
ص .12
سليمان باروك " ،المديونية وانعكاساتها على التشغيل والتنمية في البلدان العربية" ،منظمة العمل العربية ،المعهد العربي للثقافة العمالية 3
82
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
() 1
كهيأة ذات طابع 20
أنشئت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 02 – 12 :المؤرخ في 00جانفي 0112
خاص يتابع نشاطها وزير التشغيل والتضامن الوطني.
مهمتها تطبيق سياسة الدولة في مجال محاربة البطالة والفقر عن طريق تدعيم أصحاب المبادرات
الفردية من أجل مساعدتهم على خلق نشاطات لحسابهم الخاص.
وتستهدف ﻫذه الوكالة الفئات السكانية البطالة ،بدون دخل أو تلك التي لها مداخيل غير ثابتة وغير
منتظمة مهما كان سنهم ،ال سيما النساء الماكثات في البيوت ،ويعتبر القرض المصغر الممنوح من
طرف ﻫذه الوكالة سلفة بنكية موجهة لتشجيع التشغيل الذاتي وتطوير الحرف الصغيرة والتقليص من
حدة الفقر والهشاشة والنزوح الريفي.
أحدث ﻫذا الجهاز في سنة 1990وكلف بتنفيذ برامج اإلدماج المهني للشباب من خالل التنصيب في
(* **)
و"إحداث نشاطات" للحساب الخاص على أساس مشاريع منجزة من طرف 4
إطار"العمل المأجور"
الشباب على شكل تعاونيات فردية أو جماعية ،وكان ﻫدف الجهاز إزالة وتصحيح النقائص التي أظهرﻫا
برنامج تشغيل الشباب ( )PEJوالتركيز على الشراكة المحلية والمبادرة.
وخصص صندوق مساعدات تشغيل الشباب المدعم من طرف المؤسسات العمومية ،والذي أصبح
يعرف منذ سنة 0006بالصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب الذي يهدف إلى مساعدتهم على إنشاء
مؤسساتهم المصغرة.
*
L’Agence Nationale de Gestion du Micro Crédit.
الموافق صفر عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 1
0200 03 030-06
يتضمن إنشاء وكالة التنمية ،0006 يونيو سنة 31 الموافق لـ 0200 صفر عام 02 لـ 00يونيو سنة ،"0006العدد ،21الصادر في
االجتماعية ويحدد قانونها األساسي ،ص .08
**
Le Dispositif de l’Insertion Professionnelle des Jeunes.
*** تتم ﻫذه التنصيبات في إطار برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية ( - )ESILسيتم التطرق لهذا الجهاز الحقا ،-والذي يعد
جزء من جهاز اإلدماج المهني للشباب (.)DIPJ
83
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
يخصص صندوق دعم تشغيل الشباب المقرر بموجب ﻫذا الجهاز إعانة تقدر بـ % 31 :كمساﻫمة
نهائية لتمويل المشروع ،بينما تمنح نسبة % 01المتبقية من تمويل المشروع على شكل قرض بنكي في
إطار لجان القرض على المستوى الوالئي .وتتضمن ﻫذه الصيغة تدابير تسمح للشباب تجاوز العراقيل
السيما فيما يتعلق بالحصول على القروض ،والمحالت والتجهيزات وكذا اإلجراءات اإلدارية.
و لقد أظهرت الدراسة التقييمية لهذا الجهاز ،والمنجزة من طرف الوكالة الوطنية لتطوير التشغيل في
سنة ،0005النقائص اآلتية:
المقاربة المنتهجة ال تجعل مستحدثي النشاطات مسؤولين بأتم معنى الكلمة ،بل تعزز
باألحرى روح االتكال السيما عن طريق اإلعانات؛
غياب المعايير االقتصادية والمردودية من أجل تقييم المشاريع؛
القانون األساسي للتعاونيات تنقصه النجاعة إلحداث النشاط المصغر؛
غياب التنسيق بين ﻫذا الجهاز وباقي شركاء التنمية المحلية.
أثارت النقائص المسجلة بخصوص جهاز اإلدماج المهني للشباب في محور إحداث النشاطات على
شكل "تعاونيات" التفكير في أجهزة أكثر مالئمة للمقتضيات االقتصادية وللمردودية.
الفرع الثاني :األجهزة المسيرة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة والوكالة الوطنية
لدعم تشغيل الشباب.
ويندرج ﻫذا الجهاز في إطار سياسة ترقية التشغيل ،المقررة من طرف السلطات العمومية .كما يأتي
تكملة لجهاز دعم إحداث النشاطات من طرف الشباب أصحاب المشاريع – سنتطرق له في النقطة
الثانية -ويأخذ بنفس خصائصه.
وترتكز االستثمارات المنجزة في ﻫذا المجال استثنائيا ،على نمط تمويل ثالثي األطراف يشارك فيه كل
من صاحب المشروع والبنك والصندوق الوطني للتأمين على البطالة.
حيث ارتفع المستوى األقصى لكلفة المشروع والمحدد أصال بخمسة ( )15ماليين دينار جزائري إلى
عشرة ( )01ماليين دينار جزائري تبعا للقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء بتاريخ 00فيفري .0100
84
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
كما يمكن للمقاولين الذين سبق لهم إنشاء مؤسسة مصغرة في إطار الصندوق من االستفادة من تمويل
ألجل توسيع نشاطها والحصول على نفس االمتيازات الضريبية.
.2جهاز دعم إنشاء مؤسسات مصغرة من طرف الشباب أصحاب المشاريع المسير من طرف الوكالة
الوطنية لدعم تشغيل الشباب:
أسس ﻫذا الجهاز بموجب المرسوم الرئاسي رقم 032 - 06 :المؤرخ في 02جويلية )1(،0006المعدل
والمتمم ،المتعلق بدعم تشغيل الشباب والموجه للشباب أصحاب المشاريع الذين تتراوح أعمارﻫم من 19
إلى 35سنة ( 21سنة للمقاول الذي يحدث مشروعه ثالثة مناصب شغل) .وباستثناء النشاطات التجارية
البحتة ،فإن الجهاز يهدف إلى تحفيز وتشجيع إنتاج السلع والخدمات من طرف الشباب ،مع مراعاة
المردودية وبالتالي إحداث مناصب شغل دائمة.
استثمار اإلنشاء :يتمثل في إنشاء مؤسسات مصغرة جديدة من طرف شاب أو عدة شباب
مؤﻫلين لالستفادة من جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب؛
استثمار التوسيع :يتعلق باالستثمارات المنجزة عن طريق مؤسسات مصغرة في طور التوسيع.
شروط االستفادة من خدمات هذا الجهاز:
أن يكون الشاب بطاال؛
أن يتراوح سنه بين 00و 35سنة ،و يمكن أن يصل السن إلى 21سنة بالنسبة لمسير المؤسسة
على أن يتم بتوفير ثالثة ( )13مناصب عمل دائمة (بما فيها الشركاء)؛
أن يكون لديه مؤﻫالت مهنية ذات عالقة بالنشاط المرتقب؛
الموافق لـ صفر عام األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم الرئاسي رقم 032-06المؤرخ في
1
0200 06
يوليو سنة ،0006يتعلق بدعم تشغيل الشباب ،ص .00 13 صفر عام 0200الموافق لـ 00 يوليو سنة ،"0006العدد ،20الصادر في 10
85
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
التمويل الثالثي :يعتبر األكثر أﻫمية (البنوك ،وكالة دعم تشغيل الشباب ،صاحب المشروع)؛
التمويل الثنائي :وكالة دعم تشغيل الشباب ،صاحب المشروع.
والمبينة كما يلي حسب الجدولين رقم ( )01.0ورقم ( )00.0أدناه:
جدول رقم ( :)01.0التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.
المساهمة الشخصية للشباب المقاول القرض بدون فائدة القرض البنكي التمويل الثالثي
جدول رقم ( :)00.0التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.
يبين كل من الجدولين أعاله أن قيمة االستثمار في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تعرف
مستويين ،مستوى أول ال يتجاوز 5.111.111دج ومستوى ثان محصور بين 5.111.110دج
و 01.111.111دج.
كما يوضح الجدولين أن التركيبة المالية في إطار ﻫذه الوكالة والتي تعرف صيغتين ،صيغة تمويل
ثالثي تقدر فيها :قيمة المساﻫمة الشخصية بنسبة ،% 15القرض بدون فائدة المقدم من طرف الوكالة
% 05أما القرض البنكي ،% 01ﻫذا بخصوص المستوى األول.
86
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
بخصوص المستوى الثاني فإن قيمة القرض البنكي ال تتغير في حين تنخفض قيمة القرض بدون
فائدة إلى % 01وترتفع قيمة المساﻫمة الشخصية إلى نسبة .% 01
أما بخصوص صيغة التمويل الثنائي فإن مساﻫمة الشاب المقاول ﻫي % 05بالنسبة للمستوى األول
و % 00بالنسبة للمستوى الثاني ،أما مساﻫمة الوكالة فتتمثل في % 05و % 08لكل من المستوى
األول والثاني على التوالي.
وتبعا للقرارات المتخذة من طرف مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 00فيفري 0100تم إعداد تركيبة
تمويل مشاريع المؤسسات المصغرة كما يلي (الجدولين رقم ( )00.0ورقم (:))03.0
جدول رقم ( :)00.0التركيبة المالية للتمويل الثالثي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا
لقررات مجلس الوزراء المنعقد في 00فيفري .0100
المساهمة الشخصية للشباب المقاول القرض بدون فائدة القرض البنكي التمويل الثالثي
جدول رقم ( :)13.2التركيبة المالية للتمويل الثنائي في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تبعا لقررات مجلس
الوزراء المنعقد في 22فيفري .2111
نظرا للصعوبات التي تواجه الشباب البطال في توفير قيمة المساﻫمة الشخصية قامت السلطات
باتخاذ إجراء بخصوص ﻫذه المساﻫمة وﻫو ما يوضحه الجدولين أعاله ،حيث تم تخفيض المساﻫمة
الشخصية في نمط التمويل الثالثي من % 15إلى % 10بالنسبة للمستوى األول (ال يتجاوز
87
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
فيما يتعلق بنمط التمويل الثنائي فإن نسبة المساﻫمة الشخصية ﻫي % 00بالنسبة للمستوى األول
و % 00بالنسبة للمستوى الثاني ،أما القرض بدون فائدة الممنوح من طرف الوكالة فيتمثل في % 00
و % 08لكل من المستوى األول والثاني على التوالي.
القرض بدون فائدة :وﻫو قرض على المدى الطويل تمنحه الوكالة الوطنية لدعم تشغيل
الشباب للمؤسسة المصغرة المنشأة في إطارﻫا؛
التخفيض من نسبة الفائدة على القرض البنكي :ويتكفل أيضا الصندوق الوطني لدعم تشغيل
الشباب بحصة من فوائد القرض البنكي ،معدلة حسب طبيعة وموقع النشاط.
الجدول رقم ( )02.0أدناه يوضح نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب
المنشئ لمؤسسة مصغرة في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب حسب المناطق.
جدول رقم ( : )02.0نسبة تخفيض معدالت الفائدة للقروض البنكية الممنوحة للشباب المنشئ لمؤسسة
مصغرة في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب حسب المناطق.
المناطق
واليات الشمال الهضاب العليا والجنوب
القطاعات
(*)1
% 80 % 75 القطاعات ذات األولوية
% 60 % 80 القطاعات األخرى
*
الفالحة ،الري ،الصيد البحري ،البناء واألشغال العمومية والصناعات التحويلية.
88
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
يوضح الجدول التخفيضات التي عرفتها معدالت الفائدة للقروض البنكية ،والتي بلغت % 81
بالنسبة للشمال و % 05بالنسبة للهضاب العليا والجنوب ،وﻫي تخص المؤسسات المصغرة المنشأة في
كل من قطاع البناء واألشغال العمومية ،الفالحة ،الري ،الصيد البحري والصناعات التحويلية.
أما المؤسسات المصغرة المنشأة في ميادين أخرى ،فهي كذلك تستفيد من تخفيض في معدالت
الفائدة للقروض البنكية بـ % 61 :للشمال و % 81للهضاب العليا والجنوب .وتجدر اإلشارة ﻫنا إلى
أن الهدف من ﻫذا اإلجراء ﻫو التخفيض من حدة البطالة والفقر والتهميش التي تعرفه المناطق غير
الشمالية ﻫذا من جهة إضافة إلى حث الشباب البطال على االستثمار في الميادين المنتجة الخالقة للثروة
من جهة أخرى.
تمويل توسيع نشاط المؤسسات المصغرة المنشأة والحصول على نفس االمتيازات الضربية؛
إنشاء صندوق ضمان بدعم مالي ممنوح من طرف الدولة.
وإضافة إلى القرض بدون فائدة الكالسيكي ،يمكن أن يستفيد الشباب أصحاب المشاريع من ثالثة
قروض إضافية بدون فوائد والموجهة لـ:
اقتناء عربة – ورشة بمبلغ 500 000دج لفائدة حاملي شهادات التكوين المهني؛
التكفل بإيجار المحالت الحتضان النشاطات في حدود مبلغ 500 000دج؛
التكفل بإيجار المحالت الموجهة إلنشاء مكاتب جماعية لألطباء والمهندسين المعماريين
والمحاميين والموثقين ... ،إلخ والذي يمكن أن يصل إلى 1 000 000دج ،لفائدة حاملي
شهادات التعليم العالي.
االمتيازات الجبائية:
تمنح امتيازات جبائية للشباب المقاول سواء خالل مرحلة انجاز أو استغالل المشروع.
89
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
اإلعفاء لمدة عامين ( )10عندما توظف المؤسسة المصغرة ثالثة ( )13عمال بصفة دائمة؛
الخضوع للضريبة تدريجيا خالل فترة دفع الضرائب المستحقة على أساس:
% 05 -خالل السنة الضريبية األولى؛
% 51 -خالل السنة الضريبية الثانية؛
% 05 -خالل السنة الضريبية الثالثة؛
% 011 -خالل السنة الضريبية الرابعة.
وفضال على ذلك ،يخصص التنظيم الجديد للصفقات العمومية % 20من الطلبات العمومية للمؤسسات
المصغرة.
بصورة متزامنة مع التسهيالت والمزايا الممنوحة من قبل السلطات العمومية ،تم تدعيم ﻫذا الجهاز
بصندوق الكفالة المشتركة لضمان أخطار القروض الممنوح إياها الشباب ذوي المشاريع ،الذي تم
إنشاؤه بموجب المرسوم التنفيذي رقم 011 - 08 :المؤرخ في 09جوان ،0008المعدل والمتمم،
المتضمن ضمان القروض التي تمنحها البنوك للشباب أصحاب المشاريع .ويسمح ﻫذا الصندوق بتأمين
القروض البنكية الممنوحة للشباب ذوي المشاريع.
حيث يساﻫم ﻫؤالء الشباب في ﻫذا الصندوق عن طريق االشتراك بمبلغ مالي تقدر نسبته بـ:
% 0,35من مبلغ القرض البنكي الممنوح لهم .وحصة اشتراك البنوك ﻫي محددة بـ % 10 :من
القرض البنكي.
تسير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ﻫذا الجهاز المحدث بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم006 – 06 :
المؤرخ في 18سبتمبر ،0006المعدل والمتمم ،والمتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب
و تحديد قانونها األساسي.
كمناطق للترقية ومناطق للتوسع االقتصادي التي تساﻫم في التنمية الجهوية. 00 -03 من المرسوم رقم 01 * وﻫي المناطق المصنفة حسب المادة
90
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
سنتطرق من خالل ﻫذا المبحث إلى سياسات مواجهة البطالة المعتمدة في الجزائر وذلك من خالل
عرض برامج ومؤسسات سوق العمل المعتمدة في الجزائر ضمن إطار ﻫذه السياسات ،وﻫذا من خالل
المطلب األول لهذا المبحث .في حين خصصنا المطلب الثاني للحديث عن مخطط عمل الحكومة لترقية
التشغيل ومحاربة البطالة المعتمد منذ سنة ، 0118إضافة إلى ذكر حصيلة التشغيل لبعض الهيئات،
وذلك في حدود ما توفر لدينا من أرقام.
المطلب األول :برامج ومؤسسات سوق العمل في إطار سياسات محاربة البطالة.
أدى ارتفاع نسبة البطالة مع نهاية سنة ،0081والتي مست أساسا الفئة الشابة ،إلى قيام السلطات
العمومية بوضع سلسلة من السياسات تسهر على تنفيذﻫا مجموعة من المؤسسات التي تعمل على تنفيذ
وتحقيق أﻫداف مجموعة من البرامج.
الفرع األول :مؤسسات سوق العمل المكلفة بتنفيذ سياسات محاربة البطالة.
تتمثل سياسات محاربة البطالة في تلك السياسات الداعمة للشغل المأجور وتمثل الوكالة الوطنية
للتشغيل الهيئة المكلفة بتنفيذ ﻫذه السياسات على مستوى سوق العمل في الجزائر ،ولقد تم إنشاء ﻫذه
الوكالة سنة 0001خلفا للديوان الوطني لليد العاملة ،وﻫي تلعب دور الوسيط في سوق العمل من خالل
ربطها بين عارضي ال عمل وطالبيه من مؤسسات اقتصادية سواء كانت عامة أو خاصة ،باستثناء طبعا
اإلدارة العمومية التي يخضع التوظيف فيها إلجراءات أخرى تحت إشراف المديرية العامة للوظيف
العمومي.
ابتداء من األشهر األولى من االستقالل ،و قصد االستجابة لطلبات العمل الهامة ،باشرت السلطات
العمومية ،بموجب المرسوم رقم 00 – 60 :المؤرخ في 00نوفمبر ،0060في إحداث مؤسسة عمومية
ذات طابع إداري مكلفة بتسيير تدفق اليد العاملة أال وﻫي الديوان الوطني لليد العاملة.
ومن ناحية أخرى ،وبموجب المرسوم رقم 053 – 63 :المؤرخ في 25أفريل 1963المتعلق بمراقبة
التشغيل وتنصيب العمال تم إنشاء الديوان الوطني لليد العاملة لتسيير نشاط تنصيب العمال.
وفي ﻫذا الصدد ،يتعين على كل عامل باحث عن منصب شغل التسجيل لدى مكتب اليد العاملة األقرب
أو بالبلدية محل إقامته .كما يتعين على المستخدمين تبليغ مصالح اليد العاملة أو البلدية بكل منصب شاغر
في مؤسساتهم.
*
L’Office Nationale de la Main d’Œuvre.
91
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ومن جهة أخرى ،لقد وسع األمر رقم 20 - 00 :المؤرخ في 17جوان ) 1(،0000المتضمن تنظيم
1
الديوان الوطني لليد العاملة نطاق مهامه لمجاالت التنقيب وتشغيل اليد العاملة األجنبية المؤﻫلة وذات
المؤﻫالت العليا لحساب مختلف قطاعات اإلنتاج.
وإضافة إلى ذلك ،فقد خول للديوان مهمة القيام بكل مسعى بغرض تحصيل وتجديد التصريحات
وجوازات العمل المنصوص عليها بموجب التشريع المعمول به.
و نظرا ألﻫمية البطالة المتفشية عشية االستقالل ،وعجز االقتصاد الوطني عن إحداث فرص عمل
كافية ،تمثل النشاط األساسي للديوان الوطني لليد العاملة في تسيير تدفقات الهجرة أوال نحو فرنسا ،و
بعدﻫا نحو جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا ،وﻫذا بمقتضى المرسوم رقم 191- 63المؤرخ في 29
ماي 1963الذي يحدد شروط ﻫجرة المواطنين إلى الخارج من أجل ممارسة نشاط مهني مأجور.
وباإلضافة إلى تسير تدفقات الهجرة إلى الخارج للعمال الجزائريين اتجاه أوربا ،قام الديوان الوطني
لليد العاملة أيضا بتسيير إعادة إدماج العاملين المغتربين عند عودتهم إلى الجزائر .وعليه ،وحسب
الوزارة الوصية بالشغل فقد تم تسجيل عودة 13 000شخص من فرنسا خالل السنوات
( )0003 –0000–0000و 1 034شخص من جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا وﻫذا خالل السنوات
(.)0006 – 0005 – 0002
لقد تمكن الديوان الوطني لليد العاملة خالل العقد 0082 – 0002من امتصاص الوفود الجديدة
لطالبي الشغل وﻫذا بفضل حجم االستثمارات العمومية التي شهدتها ﻫذه الفترة ،غير أن اتجاه الهبوط
الذي عرفه اقتصاد البالد بعد سنة 0085وكذا انهيار أسعار البترول في السوق الدولية للنفط سنة
0086جعل الديوان الوطني لليد العاملة عاجزا عن مواجهة عروض العمل الجديدة ،وﻫو األمر الذي
دفع بالسلطات آنذاك إلى تعديل وتغيير مهام ﻫذه الهيئة لتأسس بذلك ﻫيئة جديدة تطلع مهامها إلى
التماشي مع األوضاع الجديدة التي شهدﻫا االقتصاد الوطني بصفة عامة وسوق العمل بصفة خاصة
آنذاك ،وﻫي الوكالة الوطنية للتشغيل.
الموافق لـ ربيع الثاني عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،أمر رقم
1
00 0300 02 20-00
يونيو سنة ،0000المتضمن تنظيم المكتب الوطني 00 الموافق لـ 0300 جمادى األولى عام 16 يونيو سنة ،"0000العدد ،53الصادر في
لليد العاملة ،ص .883
92
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ابتداء من سبتمبر ،0001تم تعديل تسمية الديوان الوطني لليد العاملة إلى الوكالة الوطنية للتشغيل،
() 1
المعدل والمتمم لألمر 2
وﻫذا بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 050 – 01 :المؤرخ في 8سبتمبر ،0001
رقم 20 - 00 :المتضمن تنظيم الديوان الوطني لليد العاملة وتعديل تسمية ﻫذه المؤسسة.
وقد جاء القانون رقم 01 – 12 :المؤرخ في 05ديسمبر 0112المتعلق بتنصيب العمال ومراقبة
الشغل ،ليعزز مكانة ودور الوكالة بصفتها الهيأة العمومية التي تضمن تنصيب العمال وتشغيلهم
باستثناء األماكن التي ال توجد بها ﻫياكل الوكالة أين رخص للبلديات استثناء أن تقوم بهذا الدور في
() 2
3
حدود اختصاصاتها اإلقليمية.
وعلى المستوى القانوني ،وفي سنة ،0116تغير القانون األساسي للوكالة الوطنية للتشغيل من مؤسسة
عمومية ذات طابع إداري إلى مؤسسة عمومية ذات تسيير خاص وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم:
() 3
الذي يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل و تنظيمها و سيرﻫا. 34
00 – 16المؤرخ في 18فيفري ،0116
تنظيم معرفة وضعية السوق الوطنية للتشغيل واليد العاملة وتطورﻫا وضمان ذلك؛ أ.
ب .جمع عروض وطلبات العمل ووضعها في عالقة فيما بينها؛
ج .متابعة تطور اليد العاملة األجنبية بالجزائر في إطار التشريع والتنظيم المتعلقين بتشغيل األجانب
وتسييرﻫا؛
د .ضمان تطبيق التدابير الناجمة عن االتفاقيات واالتفاقيات الدولية في مجال التشغيل فيما يخصها.
ولتأدية مهامها ،يتوفر نسيج الوكالة الوطنية للتشغيل على شبكة وكاالت جهوية للتشغيل ووكاالت
والئية للتشغيل ووكاالت محلية للتشغيل.
*
L’ Agence Nationale de l’EMploi.
الموافق لـ صفر عام األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 050-01المؤرخ في 1
0200 08
سبتمبر سنة ،0001المتضمن تنظيم المكتب الوطني لليد 00 الموافق لـ 0200 صفر عام 00 سبتمبر سنة ،"0001العدد ،30الصادر في 18
02-03 الفترة ، "0101 -0116الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي
أفريل ،0100ص .020
الموافق لـ محرم عام األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 00-16المؤرخ في
3
0200 00
فبراير سنة ،0116يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل 00 الموافق لـ 0200 محرم عام 01 08فبراير سنة ،"0116العدد ،10الصادر في
وتنظيمها وسيرﻫا ،ص .00
93
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
وتعتبر الوكالة المحلي ة للتشغيل الخلية األساسية نظرا لعالقتها المباشرة مع طرفي ﻫذا السوق من
طالبين وعارضين للعمل.
و تجدر اإلشارة ،إلى أنه تبعا لتصديق الجزائر على االتفاقية رقم 080 :الصادرة عن منظمة العمل
الدولية حول وكاالت التشغيل الخاصة ،تم توسيع مجال التدخل في إطار الوساطة في سوق العمل إلى
()1
المتعلق القطاع الخاص ،و ذلك بمقتضى القانون رقم 00 – 12 :المؤرخ في 25ديسمبر ،0112
()2
بتنصيب العمال ومراقبة التشغيل وكذا المرسوم التنفيذي رقم 003 - 10 :المؤرخ في 24أفريل ،0110
الذي يضبط شروط وكيفية منح االعتماد للهيئات الخاصة لتنصيب العمال وسحبه منها.
وإلى نهاية سنة ،2011تم اعتماد ستة عشر ( )06ﻫيئة خاصة للتنصيب والتي تمارس نشاط الوساطة في
سوق العمل.
و يرمي ﻫذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه ابتداء سنة 1988إلى توفير مناصب شغل مؤقتة لفائدة
الشباب العاطلين عن العمل في إطار ورشات ممولة على حساب ميزانية الدولة بإعانات وفق عدد
المستفيدين ومستوى التأجير على حسب األجر الوطني المضمون ،ويتم تنفيذه من قبل الجماعات المحلية
والدوائر الوزارية .وكانت ﻫذه الورش منظمة في قطاعات الفالحة والغابات والبناء واألشغال العمومية
والري.
غير أن ﻫذا البرنامج بلغ حدوده بسرعة نظرا لطبيعة النشاطات التي لم تكن تلبي االحتياجات بصورة
أفضل ونظرا لنمط التسيير المركزي والنقص في متابعة وتنسيق النشاطات بخصوصه والراجع لغياب
ﻫيئة محلية تقوم بالتوجيه والتنسيق.
الموافق لـ ذي القعدة عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،قانون رقم 1
05 0205 03 00-12
ديسمبر سنة ،0112يتعلق بتنصيب العمال ومراقبة 06 الموافق لـ 0205 ذو القعدة عام 02 ديسمبر سنة ،"0112العدد ،83الصادر في
التشغيل ،ص .18
الموافق لـ محرم عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم 2
0200 00 00-16
فبراير سنة ،0116يحدد مهام الوكالة الوطنية للتشغيل 00 الموافق لـ 0200 محرم عام 01 فبراير سنة ،"0116العدد ،10الصادر في 08
94
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ويهدف برنامج مناصب العمل المأجورة ذات المبادرة المحلية ،الذي يعد جزء من جهاز اإلدماج
المهني للشباب ( ، )**()DIPJإلى تنصيب الشباب عارضي العمل بدون مؤﻫالت أو بمؤﻫالت بسيطة 2
المتراوحة أعمارﻫم بين 08و 35سنة في مناصب عمل مؤقتة يتم استحداثها في إطار الورشات ذات
المنفعة العامة التي تبادر بها الجماعات المحلية.
وأنجز ﻫذا البرنامج ،الذي كان يهدف إلى بعث التنمية المحلية وتحسين تشغيل طالبي الشغل ،وفقا
الحتياجات الجماعات المحلية وقطاعات النشاط المختلفة.
حيث تم التكفل بتمويل مناصب الشغل المستحدثة في إطار الورشات المنظمة من قبل الجماعات
المحلية والقطاعات المعنية من طرف ميزانية الدولة.
إذ يستفيد الشباب المدمج لمدة تتراوح ما بين ثالثة ( )13وستة ( )16أشهر من تغطية اجتماعية
بعنوان التأمين عن المرض وحوادث العمل واألمراض المهنية.
وعليه ،أصبحت ﻫذه الصيغة تشكل غالبا الوسيلة الوحيدة لتشغيل الشباب في بعض مناطق الوطن ذات
النسبة العالية من البطالة.
تم الشروع في تقديم تعويضات مالية في ﻫذا اإلطار منذ سنة 0002بدعم وموافقة من البنك
العالمي ،ولقد وجهت ﻫذه التعويضات والمقدرة بـ 3 000 :دج شهريا للعائالت بدون دخل مقابل القيام
بأشغال وأنشطة للصالح العام.
*
Les Emplois Salariés d’Initiative Locale.
** تطرقنا لهذا البرنامج سابقا.
***
Indemnité pour Activité d’Intérêt Général.
95
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
.4برنامج أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة (:) *()TUPHIMO
1
ظهر ﻫذا البرنامج ألول مرة سنة 1997في إطار برنامج دعم الشبكة االجتماعية الممول خالل
المرحلة األولى 0111 – 0000بمساعدة من البنك العالمي ،ثم في مرحلة ثانية من ميزانية الدولة.
ويتضمن ﻫذا البرنامج نشاطات بسيطة تستدعي أساسا تشغيل يد عاملة بهدف إحداث كثيف لمناصب
الشغل على مستوى ورشات لألشغال الخاصة لصيانة شبكة الطرقات والري وحماية البيئة والثروة
الغابية.
إن غالبية األشخاص المشغلين في إطار أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة
للفترة 0110 - 0000من الشباب ( يمثلون % 70وﻫم من الفئة العمرية من 18إلى 30سنة)
ويتميزون بمستوى تأﻫيلي مقبول ،حوالي % 61منهم كانوا في بطالة منذ أكثر من سنة ،كما أنهم
يشتغلون في قطاع البناء واألشغال العمومية والري كما أن % 40من األشخاص المشغلين في إطار
ورشات المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة ،نصفهم طالبي شغل ألول مرة منذ أكثر من
() 1
2
سنتين.
لقد وجه ﻫذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه خالل السداسي الثاني لسنة ،1998للشباب العاطل عن
العمل الطالب للشغل ألول مرة ،حاملي شهادات التعليم العالي وخريجي المعاﻫد الوطنية للتكوين المهني.
وفي ﻫذا اإلطار ،تم وضع صيغة عقود ما قبل التشغيل لتجاوز العراقيل المرتبطة بغياب الخبرة المهنية
التي تشكل عائقا كبيرا إلدماج الشباب حاملي الشهادات في عالم الشغل.
وسمح ﻫذا الجهاز للمستخدمين أيضا من تحسين تأطير المؤسسة بأقل تكلفة ،إذ تتكفل الدولة بدفع
األجور األساسية للمدمجين مع تكاليف التغطية االجتماعية طيلة مدة عقد ما قبل التشغيل الذي يمكن أن
يصل إلى سنتين ،كما يستفيد المدمج من نظام العالوات يدفع من طرف صاحب العمل مع استفادة ﻫذا
األخير من المزايا الشبه الجبائية.
(****)
أرسى ابتداء 5
في إطار ترقية تشغيل الشباب ،فإن مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة
من الفاتح جوان ،0118جهازا جديدا للمساعدة على اإلدماج المهني للشباب ،و ﻫذا بموجب أحكام
*
Les Travaux d’Utilité Publique à Haute Intensité de Main d’Œuvre.
1ناصر دادي عدون ،عبد الرحمان العايب ،مرجع سابق ،ص .088
**
Contrats de Pré- Emploi.
***
Le Dispositif d’Aide à l’Insertion Professionnelle.
سنتطرق لهذا المخطط الحقا. ****
96
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
المرسوم التنفيذي رقم 006 – 18 :المؤرخ في 19أفريل 1)0 (،0118والمسير من طرف الوكالة الوطنية
0
للتشغيل بالتنسيق مع المديرية الوالئية للتشغيل ،ويخص ﻫذا الجهاز عارضي العمل ألول مرة الذين تبلغ
أعمارﻫم بين 18و 35سنة.
عقود إدماج حاملي الشهادات :)CID( Contrat d’Insertion des Diplômésموجهه للشباب
حاملي شهادات التعليم العالي والتقنيين الساميين؛
عقد اإلدماج المهني :)CIP( Contrat d’Insertion Professionnelleموجهة للشباب خريجي
التعليم الثانوي للتربية الوطنية و مراكز التكوين المهني أو الذين تابعوا تربص تمهينيا؛
عقد تكوين-إدماج :)CFI( Contrat Formation-Insertionموجهة للشباب بدون تكوين وال
تأﻫيل ،لتنصيبهم في ورشات األشغال المختلفة أو لدى حرفيين مؤطرين لمتابعة تكوين.
أما بالنسبة إلى مدة عقود اإلدماج في إطار جهاز المساعدة على اإلدماج المهني فهي على النحو
التالي:
يتقاضى خريجو الجامعات المستفيدون من عقود إدماج حاملي الشهادات ) 15 000 (CIDدج
شهريا؛
يتقاضى التقنيون السامون والشباب المدمجون في إطار عقود اإلدماج المهني) (CIPعلى
التوالي 10 000دج و 8 000دج شهريا.
ربيع الثاني عام المؤرخ في األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية" ،المرسوم التنفيذي رقم
1
0200 03 006-18
ابريل سنة ،0118يتعلق بجهاز المساعدة 31 الموافق لـ 0200 الموافق لـ 00ابريل سنة ،"0118العدد ،00الصادر في 02ربيع الثاني عام
على اإلدماج المهني ،ص .00
97
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
إضافة إلى ﻫذه العقود ،ينص ﻫذا الجهاز على عقد العمل المدعم ( ) *()CTAالذي تساﻫم فيه الدولة
1
بدفع جزء من أجر المنصب .وفيه يتقاضى المستفيدون من عقود إدماج حاملي شهادات التعليم العالي
والتقنيون السامون من مساﻫمة شهرية في أجر المنصب تقدر على التوالي بـ 12 000 :دج
و 10 000دج .في حين يتقاضى المستفيدون من عقود اإلدماج الموجهة لخريجي التعليم الثانوي ونظام
التكوين المهني ،من مساﻫمة شهرية في أجر المنصب تقدر بـ 8 000 :دج ،كما تقدر مدة العقد المدعم
بـ :ثالث ( )13سنوات.
وزيادة على ذلك ،تقوم الدولة بتمويل % 61من تكاليف التكوين في إطار عقد تكوين -تشغيل
( )CFEلمدة أقصاﻫا ستة ( )16أشهر ،شريطة أن يلتزم المستخدم بتوظيف الشاب طالب العمل ألول مرة
لمدة ال تقل عن سنة واحدة ،وتقدر قيمة المنحة بـ 3 000 :دج.
المطلب الثاني :مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
تعتمد سياسة التشغيل في الجزائر في اآلونة األخيرة على مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة
البطالة المصادق عليه سنة .0118
الفرع األول :أهداف ومحاور مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
يسعى مخطط عمل الحكومة ألجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة إلى تحقيق مجموعة من األﻫداف،
وﻫو يرتكز في ذلك على سبع محاور رئيسية.
() 1
2
.1أهداف المخطط.
إن األﻫداف المتوخاة من السياسة الوطنية لترقية التشغيل ومحاربة البطالة متعددة وتهدف السيما
إلى:
*
Contrat de Travail Aidé.
زﻫير بطاش" ،نشرة مفتشية العمل" ،المجلة السداسية للمفتشية العامة للعمل ،رقم ،02ديسمبر ،0101ص .13 1
98
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
خفض نسبة البطالة إلى أقل من % 01في آفاق 0101 - 0110وأقل من % 10خالل الفترة
.0102 - 0101
كما أن مخطط العمل الذي شرع في تطبيقه من أجل بلوغ ﻫذه األﻫداف ،يرتكز على محاور
رئيسية ،وﻫي ما سنقوم بعرضه في الفقرة اآلتية.
.2محاور المخطط.
()1
يرتكز مخطط العمل حول المحاور السبع ( )10اآلتية:
التنفيذ الفعلي لإلستراتيجية الصناعية ،السيما بالقطاعات التي تمتلك فيها بالدنا امتيازات تفضيلية
وﻫي في نفس الوقت مولدة لمناصب الشغل ،كقطاع الصناعة الصيدالنية ،وقطاع تركيب
السيارات ،والصناعات البتروكمياوية؛
ترقية قطاعات الفالحة والسياحة والبناء واألشغال العمومية كقطاعات أساسية في ديناميكية خلق
مناصب الشغل؛
دعم تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعد عامال في خلق مناصب الشغل؛
مواصلة إصالح نمط تنظيم واستغالل األراضي الزراعية العمومية؛
مواصلة إصالح النظام المالي والبنكي؛
مواصلة إصالح العقار الصناعي ،واعتبار حجم مناصب الشغل المزمع استحداثها كمعيار يخول
االستفادة من االمتياز في مجال العقارات المخصصة لالستثمار.
وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي " ،مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة" ،المصادق عليه من طرف مجلس الحكومة
1
10
99
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
( )1
10
المحور الثاني :يتعلق بترقية التكوين لتسهيل اإلدماج في سوق العمل.
يتضمن ما يلي:
وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي " ،مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة" ،مرجع سابق ،ص 1
.13
100
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
لجنة وطنية للتشغيل برئاسة رئيس الحكومة وتضم وزراء القطاعات المعنية؛
لجنة قطاعية مشتركة لترقية التشغيل يرأسها الوزير المكلف بالتشغيل مع امتدادات على مستوى
الواليات برئاسة الوالي.
تدعم ﻫذه اآلليات للتنسيق ما بين القطاعات بإحداث شبكة وطنية ومحلية لجمع المعلومات الخاصة
بسوق العمل.
ستكون ﻫذه الشبكة بمثابة األداة التي ستساعد السلطات العمومية ،على اتخاذ القرار فيما يتعلق بتنفيذ
سيا سة التشغيل السيما بالنسبة للمواءمة بين التكوين والتشغيل وتشجيع الحركية المهنية ،والتحكم في
القطاع غير الرسمي.
()2
المحور السابع :يتعلق بمتابعة تنفيذ المخطط ومراقبته وتقييمه.
حيث سيتم ذلك على ثالثة مستويات ﻫي:
وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي " ،مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة" ،مرجع سابق ،ص .00-02 1
101
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
سنأتي في ﻫذا الجزء من البحث على ذكر بعض األرقام المتعلقة بالتشغيل والمحققة من طرف
ﻫيئات مختلفة وذلك في حدود المعطيات اإلحصائية المتوفرة لدينا.
انتقلت مشاريع المؤسسة المصغرة الممولة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب
والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة من 13 189سنة 0118إلى 28 836مشروع سنة
0110فإلى 30 106مشروع في سنة 2010؛
انتقلت مناصب الشغل المنشأة في إطار ﻫذين الجهازين من 37 354منصب شغل سنة 0118
إلى 75 572منصب شغل سنة 0110أي بزيادة تفوق نسبة % 010خالل سنة واحدة فإلى
75 936سنة 0101؛
بلغ مجموع المشـاريع الممولة منذ وضع جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب
والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة إلى غاية ديسمبر 161 342 ،0101مشروعا ،ترتب
عنه إنشاء 442 049منصب شغل؛
وتتجسد مجهودات الدولة في مجال إنشاء المؤسسة المصغرة من طرف الشباب بتخصيص غالف
مالي يقدر بـ 12 :مليار دج سنة 2010و 67مليار دج خالل الفترة 2010 - 0000بالنسبة لجهاز
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.
ومن جهة أخرى ،مول الصندوق الوطني للتأمين على البطالة من موارده الخاصة ،وعلى شكل
قروض بدون فوائد 3,55 ،مليار دج سنة 2010و 0,0مليار دج خالل الفترة ،0101 – 0112وذلك في
إطار الجهاز الخاص بفئة 51 - 35سنة.
102
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
أما عن االستثمارات األجنبية فقد بلغ عددﻫا " 601مشروع استثماري خالل الفترة 0118 – 0110
وﻫو ما يمثل نسبة % 1,34من مجموع االستثمارات المحققة في إطار ﻫذه الوكالة خالل نفس الفترة
والبالغ 51 456مشروع استثماري ،أما من حيث مناصب الشغل فقد ساﻫمت االستثمارات األجنبية في
إنشاء 88 287منصب شغل خالل الفترة ،0118 – 0110أي بما يوافق % 10,47من إجمالي
مناصب الشغل المنشأة خالل ﻫذه الفترة من طرف الوكالة والبالغ عددﻫا 843 040منصب شغل ،بينما
كان نصيب االستثمار المحلي من إجمالي مناصب الشغل ﻫو .)1("% 89,53ﻫذه النسب دليل على
ضعف مساﻫمة االستثمار األجنبي في خلق مناصب الشغل في الجزائر ،وﻫو األمر الذي يتطلب بذل
المزيد من المجهودات ألجل جذب ﻫذا النوع من االستثمارات لما لها من فعالية في خلق مناصب
الشغل ،فبمقارنة الكثافة التشغيلية في المشروع المحلي والمشروع األجنبي لوجدنا أن االستثمارات
األجنبية تتيح فرص أكبر للتشغيل في المشروع الواحد ،ويظهر ذلك من خالل أرقام الجدول ()05.0
الذي يبين بأن عدد المشتغلين في المشروع األجنبي يصل إلى الضعف ويمكن أن يفوق ذلك بالنسبة
للمشتغلين في المشروع المحلي ،ويبرر ذلك من خالل أﻫمية وحجم مشاريع االستثمار األجنبي ،في
حين أن معظم المشاريع المحلية تعتبر مؤسسات صغيرة ومتوسطة ،فلهذه األخيرة أثر فعال على
التشغيل في الجزائر مجتمعة وليست منفردة.
الجدول رقم ( :)05.0مقارنة بين الكثافة التشغيلية للمشروع المحلي والمشروع األجنبي في الجزائر خالل
الفترة .0112 - 0111
الوحدة :عامل للمشروع الواحد.
المصدر :فارس فضيل ،محمد طالبي ،محمد ساحل" ،أثر االستثمار المباشر على التشغيل في الجزائر" ،الملتقى الوطني
الثاني حول واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه ،جامعة الجزائر ،يومي 06 - 05جوان ،0118ص .030
1عيسى آيت عيسى" ،سياسة التشغيل في ظل التحوالت االقتصادية بالجزائر (انعكاسات وآفاق اقتصادية واجتماعية)" ،أطروحة مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة دكتوراه ،تخصص تسيير ،جامعة الجزائر ،0101 ،ص .005
103
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
الجدول رقم ( :)06.0نسبة مساهمة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ( )ANGEMفي التشغيل خالل
الفترة .0101 – 0115
البيان
نسبة مساهمة ANGEMفي العدد اإلجمالي للقوة العاملة عدد الوظائف المنشأة من طرف
التشغيل ( ) % ( ANGEMمنصب شغل ) المشتغلة ( عامل )
السنوات
8 044 220
0,06 4 994 0115
8 868 804
0,43 38 325 0116
8 594 243
0,75 64 171 0110
9 146 000
1,39 127 320 0118
9 472 000
2,30 218 421 0110
3,03 295 587 9 735 000 0101
المصدر :ناصر مغني" ،القرض المصغر كإستراتيجية لخلق مناصب الشغل في الجزائر" ،الملتقى الدولي حول
إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،يومي 06 – 05نوفمبر ،0100ص .00
تبين أرقام الجدول أن عدد مناصب الشغل المنشأة من طرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض
المصغر سنة 0115ﻫو 4 994منصب شغل لينتقل إلى 38 325منصب شغل سنة ،0116ثم ارتفع
العدد إلى 64 171منصب شغل سنة ،0110ليصبح 127 320منصب شغل سنة ،0118ثم
218 421منصب شغل سنة ،0110لتستقر عند 295 587منصب شغل مع نهاية عام ،0101أي أنها
في تزايد مستمر ،كما توضح األرقام الواردة في الجدول أعاله إلى أن نسبة مساﻫمة الوكالة في
التوظيف اإلجمالي قد انتقلت من % 0,06لسنة 0115إلى % 3,03سنة ،0101وﻫي نسبة ضعيفة
ولكنها مهمة.
تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورا ﻫاما في تحريك النمو من جهة وخلق الشغل من جهة
أخرى ،وإدراك أﻫمية ﻫذا الدور من قبل السلطات الجزائرية ،دفعها إلى توفير اإلطار التشريعي
والتنظيمي والمؤس ساتي والمتمثل في القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وإنشاء
104
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
صندوق ضمان قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى اإلجراءات الجديدة المتخذة خالل
مجلس الوزراء المنعقد في 00فيفري ، 0100والتي جاءت لتدعيم مختلف التسهيالت المتوفرة لصالح
مختلف شرائح المستثمرين.
والجدول الموالي يمثل مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل
الفترة .0101 – 0112
جدول رقم ( :)00.0تطور مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل في الجزائر خالل الفترة
.0101 – 2000
السنوات
0101 0110 0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110 0111
البيان
التشغيل اإلجمالي (عامل)
9 735 000 9 472 000 9 146 000 8 594 243 8 868 804 8 044 220 7 798 412 6 684 056 - 6 228 772 6 043 000
(...0أ)
(*) 1
(عامل) التشغيل في م.ص.م
1 625 686 1 546 584 1 540 209 1 355 399 1 252 707 1 157 856 838 504 705 000 731 082 737 062 634 375
(عامل) (...ب)
0
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة مساﻫمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الشغل
في الجزائر في تزايد مع بعض التذبذبات فخالل السنوات األولى من األلفية الثالثة 0112 - 0111
تراوحت ﻫذه النسب بين % 10,50و % 11,83أما خالل النصف الثاني من العقد األول لنفس األلفية
فقد تراوحت النسبة بين % 14,12و ،% 16,84تبقى ﻫذه النسب ضئيلة وبعيدة عن تحقيق أﻫداف
الرقي بالتشغيل ،رغم كل الجهود المبذولة ،والسبب في ذلك مجموع العوائق التي تواجهها ﻫذه
المؤسسات في الواقع ،والذي يتميز بجمود المحيط االقتصادي العام الذي يفترض أنه في خدمة
االستثمار الخاص ،إذ أن المشاكل المرتبطة بالتمويل ،البيروقراطية ،تحول دون تحقيق المسعى من ﻫذه
المؤسسات.
105
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
.2حصيلة التشغيل في إطار برنامج أشغال المنفعة العمومية ذات االستعمال المكثف لليد العاملة
()2
(:)TUPHIMO
استفاد ﻫذا البرنامج خالل المرحلة األولى منه من مبلغ 51مليون دوالر أمريكي قدم من طرف
البنك العالمي وذلك بهدف إنشاء 3 846ورشة عمل تم في إطارﻫا توفير 140 000وظيفة مؤقتة ،أما
المرحلة الثانية والتي تزامنت وتطبيق برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي 0112 – 0110فقد استفيد فيها
من مبلغ 10ماليير دينار جزائري ألجل إنشاء 22 000وظيفة مؤقتة.
كما بلغ عدد مناصب الشغل المنشأة من طرف ﻫذا البرنامج في إطار برنامجي التنمية الخاصة
بالهضاب العليا 2 934منصب شغل سنة 0116و 2 913منصب شغل سنة ،0110أما فيما يتعلق
ببرنامج تنمية مناطق الجنوب فلقد تم إنشاء 2 116منصب شغل سنة 0116و 1 672منصب شغل سنة
،0110وبلغ عدد مناصب الشغل المنشأة في إطار برنامج الجزائر البيضاء 19 660منصب شغل سنة
و 17 309منصب شغل سنة .0110 0116
1
MAEP/ Point Focal National, «Rapport sur l’état de mise en œuvre du programme d’action national en matière de
gouvernance», novembre 2008, p 276.
2
MAEP/ Point Focal National, op.cit, p 277.
106
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
()1
.3حصيلة التشغيل في إطار برنامج عقود ما قبل التشغيل (:)CPE
ولقد بلغ عدد مناصب الشغل المنشأة في إطار ﻫذا البرنامج 90 098منصب سنة 0116
و 96 344منصب سنة ، 0110وفيما يتعلق ببرنامج تنمية الهضاب العليا فلقد بلغ عدد مناصب الشغل
المنشأة 14 287سنة 0116و 27 413منصب سنة ،0110أما برنامج تنمية مناطق الجنوب فقد بلغ
عدد مناصب الشغل المنشأة في إطاره 2 962منصب سنة 0116و 5 820سنة .0110
تشغيل 715 055شاب طالب شغل ألول مرة منهم % 68تم تشغيلهم في القطاع االقتصادي.
يسمح لنا العرض السابق إلى جانب األرقام المذكورة في مختلف الفقرات ،من إبراز دور ﻫذه
البرامج وﻫذه األجهزة في ترقية التشغيل والتخفيف من عبء البطالة في الجزائر .غير أن المقارنة بين
النتائج المحققة في إطار المبادرة المقاوالتية والنتائج المحققة في إطار برامج العمل المأجور تتطلب منا
الحصول على أرقام إحصائية لنفس الفترة لنرى نسبة مساﻫمة كل فئة في إجمالي التشغيل المحقق وﻫو
ما يسمح لنا بالحكم على نوع سياسات التشغيل في الجزائر ،أﻫي سياسات نشطة خالقة للثروة والشغل
الدائم أم أنها سياسات خاملة خالقة للشغل المؤقت البعيد عن شروط العمل الالئق (*).
2
ألجل ﻫذا سنعتمد على معطيات الجدول رقم ( )03.0الذي سبق وعرضناه في الفصل األول ،والذي
على بنائه أعددنا الجدول رقم ( )08.0الموضح أدناه:
1
MAEP/ Point Focal National, op.cit, p 275.
يعرف حسب منظمة العمل الدولية بـ " :ﻫو العمل المنتج للنساء والرجال في ظروف من الحرية والعدالة واألمن والكرامة ،والذي يوفر *
دخال مجزيا".
107
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
جدول رقم ( :)08.0مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة – 0000السداسي األول من سنة
.0101
الوحدة :منصب شغل.
مناصب الشغل المنشأة في إطار العمل المأجور مناصب الشغل المنشأة في إطار المقاوالتية
المجاميع
5 166 895 3 213 371
الفرعية
المجاميع
8 380 266 المجموع العام
انطالقا من أرقام الجدول أعاله ،يمكن القول أن سياسات التشغيل المعتمدة في الجزائر ﻫي من
النوع الخامل ،أي ذلك الذي يهدف إلى الحد من البطالة ،فمن إجمالي مناصب الشغل المنشأة في
الجزائر خالل الفترة – 0000/10/10السداسي األول من سنة 0101والبالغ 8 380 266منصب شغل
5 166 895منصب شغل في إطار العمل المأجور وﻫو ما يمثل نسبة % 61,65من تم إنشاء
إجمالي مناصب الشغل المنشأة في حين لم تتجاوز نسبة إنشاء مناصب الشغل في إطار المقاوالتية نسبة
.% 38,35نسبة مساﻫمة الصناعة التقليدية جد ضعيفة تكاد ال تذكر ،% 00,27أما االستثمار الفالحي
فقد ساﻫم بنسبة ،% 13,85ويعرف ﻫذا النوع من االستثمار في بالدنا مجموعة من الصعوبات
والعراقيل يتمثل أﻫمها في النزوح الريفي وكذا عزوف الشباب عن خدمة األرض وتفضيلهم العمل في
ميادين أخرى كالصناعة والتجارة ضف إلى ذلك ارتباط الفالحة في الجزائر بالمغياثية .االستثمار العام
والممثل عبر المؤسسات العمومية (االقتصادية ،الصناعية ،التجارية )... ،ساﻫم بـ % 13,45 :من
إجمالي مناصب الشغل المنشأة في الجزائر خالل الفترة المعنية " ،وتتميز مؤسسات القطاع العام في
الجزائر بميزة خاصة على صعيد تنظيم العمل ،تضعف فيه أﻫمية نظام الحوافز كمحرك لزيادة فعالية
العمل (اإلنتاجية) ...إضافة إلى ذلك ،فإن التوجه نحو تحويل مؤسسات القطاع العام إلى آلية
108
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
المتصاص البطالة ،قد أدى إلى تراكم عنصر العمل بشكل غير مبرر اقتصاديا .ولم يؤد ﻫذا األمر إلى
تزايد ما يسمى "بالبطالة المقنعة" في القطاع العام فحسب بل تحولت اليد العاملة الفائضة عن الحاجة
الحقيقية للمؤسسات إلى عبء عليها ،وﻫو ما يؤدي إلى تآكل اإلنتاجية التي تعتبر المصدر الرئيسي
للتوسع ...من جهة أخرى ،تقوم فلسفة القطاع العام على وجود مؤسسات ضخمة من حيث ﻫيكلها في
كل فرع من فروع قطاعات النشاط االقتصادي .وﻫو ما يؤدي إلى ضعف مرونتها على مستوى
التنظيم ،وﻫو الضعف الذي تضمحل معه قدراتها الديناميكية في مجال التشغيل.)1(".
فيما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص والممولة من طرف البنوك سواء تلك الممولة خارج الفالحة
وخارج إطار المؤسسة المصغرة أو في إ طار ﻫذه األخيرة ،فلقد بلغت نسبة مساﻫمتها في إجمالي
مناصب الشغل المنشأة نسبة % 07,40 ،% 10,78منها في إطار المؤسسة المصغرة
( )ANSEJ-CNAC-ANJEMوﻫي نسبة ضعيفة مقارنة باإلجراءات والتدابير المتخذة في ﻫذا المجال
وتُرجِع العديد من الدراسات والبحوث التي أعدت في ﻫذا الشأن السبب إلى:
)1مشكل التمويل ،والذي يعد كأحد أﻫم المعوقات التي تقف أمام تنمية المؤسسات المصغرة إذ
()2
نجد:
وجود بيروقراطية عند طلب القروض من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ أ.
ب .ضعف القروض الموجهة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمقارنة بالقروض اإلجمالية
المخصصة من البنوك؛
ج .رفض البنوك في كثير من األحيان تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتبريراتها ،ﻫي:
ضعف الخبرة لتلك المؤسسات؛
عدم وجود ضمانات كافية لتغطية القروض الممنوحة؛
انخفاض العائد الذي تحققه ﻫذه المؤسسات ،وارتفاع درجة المخاطرة في إقراضها.
د .عدم وجود بنوك مختصة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛
ه .غياب إستراتيجية واضحة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،فهي تتأثر بكل سياسة صارمة
تعمل على الرفع من الضرائب وتعددﻫا ،أو بكل سياسة نقدية انكماشية ﻫدفها الحد من اإلقراض؛
و .انخفاض رأس المال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وبالتالي قلة االعتماد على المدخرات
الشخصية في مجال التمويل ،وصعوبة الدخول إلى األسواق المالية إذا وجدت؛
متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن
.356 – 355 صص ،0116 بوعلي ،الشلف ،يومي 08-00أفريل
109
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
ز .ارتفاع معدالت الفائدة على القروض والعموالت التي تتقاضاﻫا البنوك عند لجوء المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة إليها ،مع قصر فترة السداد ،لذلك تشكل القروض عبئا كبيرا على ﻫذه
المؤسسات.
)2إضافة إلى مشكل التمويل ،تعاني المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من مشاكل عدة
()1
وﻫذا من مرحلة نشأتها إلى غاية بروزﻫا وممارسة نشاطها ومن ﻫذه المشاكل:
أ .صعوبات الحصول على الملكية العقارية خاصة في المناطق الصناعية؛
ب .الضغط الجبائي واألعباء االجتماعية؛
ج .عدم انسجام التعريفة الجمركية مع الواقع حيث أنها أضرت باإلنتاج لصالح التجارة؛
د .تعقيد وغموض النصوص ذات الطابع التشريعي والتنظيمي؛
بالعودة إلى النتائج المسجلة بخصوص الشغل في إطار العمل المأجور نجد أن % 11,07 ،من
إجمالي مناصب الشغل المنشأة في ﻫذا اإلطار محققة من قبل الوظيفة العمومية ،والتي ال يزال ينظر
إليها على "رغم كون مرتباتها األدنى ،جذابة ومثيرة لالﻫتمام العام ،وينظر إليها على أنها تمنح المنافع
والعالوات ،وتعتبر بأنها أكثر أمانا من غيرﻫا من الوظائف ،وينظر إلى ﻫذه الوظائف على أنها أكثر
مدعاة لالحترام ،وﻫي توفر الرواتب التقاعدية . ... ،إن جاذبية ﻫذه الوظائف خاصة ألصحاب
الكفاءات العلمية ،من شأنه أن يفاقم كلفة فرصة توجيه رأس المال البشري بعيدا عن الوظائف التي تحفز
النمو االقتصادي" ،وعلى المدى الطويل سوف تؤدي الكلفة المرتبطة بكثافة التركيز على وظائف القطاع
العام إلى التسبب بانخفاض اإلنتاجية األمر الذي يؤثر سلبا على الجهود التي تبذل للتحسين من وضع
الشغل.
% 50,58من إجمالي مناصب الشغل المنشأة حققت من طرف برامج دعم العمل المأجور
الموضوعة من طرف الدولة والمتمثلة في ،DAIP ،CPE ،IAIG ،TUPHIMO ،ESILوﻫي نسبة جد
عالية ودالة على ﻫشاشة مناصب الشغل المنشأة وعدم توفرﻫا على شروط العمل الالئق ،فالوظائف
المنشأة من طرف ﻫذه البرامج مؤقتة ،متدنية األجر ،وﻫي بمثابة خطط مساعدة اجتماعية ال تعالج
القضايا البنيوية للبطالة والشغل.
السعيد بريبش ،عبد اللطيف بلغرسة" ،إشكالية تمويل البنوك للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر بين معوقات المعمول ومتطلبات 1
المأمول" ،ملتقى دولي حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال
إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،يومي 08-00أفريل ،0116ص .303
110
الفصل الثاني :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج ترقية التشغيل ومحاربة البطالة.
خالصة:
من خالل العرض الذي تضمنه ﻫذا الفصل يمكن استخالص النتائج التالية:
.1على رغم أﻫمية السياسات التشغيلية المتخذة إال أنها تظل من النوع االجتماعي (سياسات تشغيل
خاملة)؛
.2بقاء مساﻫمة قطاع المؤسسة المصغرة في التشغيل دون المستوى المأمول ،وﻫذا راجع إلى تعدد
العراقيل التي يواجهها الشباب البطال الراغب في إنشاء مؤسسته المصغرة ،كارتفاع أعباء القروض
واإليجار والعقار ...الخ؛
في ﻫذا الصدد سعت السلطات العمومية إلى الضغط على ﻫذه األعباء من خالل اإلجراءات التي
تناولها قانون المالية التكميلي لسنة ، 0100والتي عكست التدابير التي أقرﻫا مجلس الوزراء في فيفري
، 0100وعلى الرغم من أﻫمية ﻫذه التدابير فإنها تظل تدابير ذات طابع اجتماعي في ظل غياب رؤية
حكومية للتوجهات المفضلة لالستثمار ،إضافة إلى طبيعة السوق الوطنية المنفتحة على التجارة
الخارجية مما يعيق عملية التسويق أمام المستثمر الصغير وكذا الغياب التام لثقافة المقاولة.
.3تقدر حصة التشغيل في الوظيف العمومي % 11,05من إجمالي مناصب الشغل المستحدثة خالل
الفترة – 0000السداسي األول لسنة ،0101وﻫو رقم يدل على عدم إنتاجية سوق العمل؛
.4تميز سياسات التشغيل بكونها سياسات ظرفية وإن نجحت في التخفيف من حدة البطالة فقد زادت
من الهشاشة في سوق العمل وساﻫمت في توسيع نطاق العمل غير الالئق؛
كما سبق وعرفنا سياسات التشغيل ،فهي ليست سياسات لسوق العمل وإن كنا في ﻫذا الفصل قد
اقتصرنا على ﻫذا النوع من السياسات ،فإننا من خالل الفصل الموالي سنقوم بعرض سياسات التشغيل
على مستوى السياسة االقتصادية الكلية في إطار سياسة اإلنعاش المترجمة من خالل مخططات اإلنفاق
العام للدولة في الجزائر خالل الفترة .0101 – 0111
111
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
تمهيد:
لقد انطلقنا في تحديدنا لمفهوم سياسات التشغيل من فكرة أن سياسات التشغيل ال تقتصر على
اإلجراءات المتخذة والمنفذة على مستوى سوق العمل فحسب ،وإنما تتعداﻫا لتشمل اإلجراءات والتدابير
التي تتخذ على مستوى السوق االقتصادي ككل بما في ذلك سوق العمل.
بعد أن تطرقنا في الفصل السابق إلى سياسات التشغيل ضمن برامج ترقية التشغيل ومواجهة البطالة،
سنأتي في ﻫذا الفصل على عرض سياسات التشغيل المطبقة ضمن إطار برامج اإلنفاق العام ،باعتبار أن
فترة الدراسة الممتدة بين سنتي 0111و 0101قد شهدت تنفيذ برنامجين ﻫامين من حيث اإلعتمادات
المالية المخصصة ،أال وﻫما برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي 0112 – 0110والبرنامج التكميلي لدعم
النمو 0110 – 0115وذلك من خالل المباحث الثالث التالية:
112
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
ارتأينا أن نتطرق من خالل ﻫذا المبحث لعالقة اإلنفاق العام بالتشغيل ،وذلك ضمن إطار نظري قبل
الخوض في عرض واقع ﻫذه العالقة في الجزائر خالل الفترة ،0101 - 0111باعتبار أن ﻫذه الفترة قد
شهدت توسعا كبيرا في اإلنفاق العام ،والذي سعت من خالله إلى تحقيق مجموعة من األﻫداف إحداﻫا
ﻫو الرفع من التشغيل والتقليل من البطالة.
إن األساس النظري الذي يربط اإلنفاق العام بالتشغيل ،ﻫو أن التغير في اإلنفاق العام يؤدي إلى
التغير في الطلب الكلي الذي يؤدي بدوره إلى التغير في اإلنتاج ،وﻫذا األخير يؤثر على التشغيل ،وﻫذا
األساس مبني على النظرية الكينزية التي تعتمد على سياسة اإلنفاق العام في حفز الطلب الكلي (الطلب
الفعّال) وزيادة التشغيل .من خالل ما يلي سنقوم بدراسة انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على مستوى
التشغيل وذلك بتحليل العالقة بينهما ،معتمدين في ذلك على نموذج ) (IS-LMثم على نموذج الطلب
والعرض الكليين ).(AS-AD
مع وجود سوق العمل ،فإن حالة توازن التشغيل الكامل تتطلب تحقيق التوازن في كل من سوق النقود
وسوق السلع والخدمات وسوق العمل في نفس الوقت .فلو أن بيع الناتج كان شرطا الزما لإلنتاج ،فمن
الممكن أن يحدث التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود عند مستوى دخل أقل من ذلك
المستوى الذي يحقق التوازن في سوق العمل .ومعنى ذلك ،أن البطالة اإلجبارية من الممكن أن تحدث
لو أن األجر الحقيقي كان أعلى من األجر ال حقيقي الذي يحقق التوازن ،أو لو كان األجر الحقيقي السائد
()0
2
ﻫو أجر التشغيل الكامل ولكن كان ﻫناك قصور في اإلنفاق.
إن نموذج ( )IS-LMيمكننا من إيجاد قيم سعر الفائدة ومستوى الدخل اللذان يحققان التوازن في كل
من سوق النقود وسوق السلع والخدمات ،فإذا كان الدخل الحقيقي الذي يحقق التوازن في السوقين أقل أو
(**)
التوسعية أو 3
أكبر من دخل التشغيل الكامل فيمكن معالجة ﻫذا االختالل بتطبيق نوعين من السياسات
االنكماشية.
من طرف االقتصادي الكينزي جون ﻫيكس الذي حاز على جائزة نوبل لالقتصاد في سنة .0000 0030 * عرض ﻫذا النموذج ألول مرة في سنة
1سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :المفاهيم والنظريات األساسية" ،الكتاب األول ،الكويت ،0003ص .565
** نقصد بهما السياسة المالية والسياسة النقدية ،ونحن من خالل ﻫذا البحث سنركز على السياسة المالية وبالتحديد سياسة التوسع في اإلنفاق العام.
113
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يتحقق التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود بتقاطع منحنيي ISو ، LMبحيث نحصل على
) ,اللذان يحققان التوازن في السوقين ،أما التوازن في سوق العمل األزواج (الدخل ،سعر الفائدة) (
فيتحقق بتقاطع منحنى عرض العمل ومنحنى الطلب على العمل وﻫو ما سبق وأن تطرقنا إليه في
المبحث األول من الفصل األول لهذا البحث.
سنتطرق من خالل ﻫذا الفرع إلى نموذج ) (IS-LMوعالقته بسوق العمل ،وﻫذا بعد اشتقاق منحنى
ISومنحنى .LM
(المعادلة رقم ( ))0.3وقطاع اإلنفاق الحكومي (المعادلة رقم ( ))3.3وواحدة معادلة توازن (المعادلة رقم
( ))2.3وﻫي:
.1دالة االستهالك:
بحيث:
:Cمستوى االستهالك؛
(**)
2
:االستهالك المستقل عن الدخل؛
:cالميل الحدي لالستهالك؛
:الدخل المتاح؛
.2دالة االستثمار:
بحيث:
114
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
:iسعر الفائدة.
بحيث:
.4معادلة التوازن:
الدخل المتاح ﻫو الدخل الكلي منقوص منه الضرائب والرسوم مضاف إليه التحويالت وبالتالي:
بحيث:
بحيث:
115
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
بحيث:
(* )
وﻫي عبارة عن خط مستقيم يعكس األزواج من الدخل وسعر 1
المعادلة رقم ( )0.3ﻫي معادلة ،IS
الفائدة ( )i, Yالتي تحقق التوازن في سوق السلع والخدمات.
وإشارته سالبة داللة على أن ﻫذا المنحنى متناقص وبالتالي ميل ﻫذا المنحنى ﻫو:
فإن العالقة عكسية بين الدخل وسعر الفائدة.
يمكن تمثيل معادلة ISعلى شكل منحنى بياني ذو ميل سالب (الشكل رقم ( ،))0.3مع افتراض أن
العالقة بين سعر الفائدة ( )iوالدخل ( )Yﻫي عالقة خطية كما يلي:
116
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
IS
Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 373.
نالحظ من خالل التمثيل البياني لمنحنى ISأن العالقة بين الدخل وسعر الفائدة عالقة عكسية في
سوق السلع والخدمات ،وﻫذا ما يوضحه الميل السالب للمنحنى ،أما التفسير االقتصادي للعالقة العكسية
يؤدي إلى انخفاض االستثمار (العالقة عكسية بين إلى فيمكن توضيحها بأن ارتفاع سعر الفائدة من
سعر الفائدة واالستثمار) ،وبما أن االستثمار مكون من مكونات الطلب الكلي فإن الطلب الكلي ينخفض
. إلى مما يؤدي إلى انخفاض اإلنتاج وبالتالي انخفاض الدخل من
.IIاشتقاق منحنى :LM
يعطي منحنى LMكل التوليفات من الدخل وسعر الفائدة التي تحقق التوازن في سوق النقود أي
تساوي عرض النقود مع الطلب عليها .ونعبر عن ﻫذه السوق بثالث معادالت ،معادلتي سلوك (معادلة
الطلب على النقود ومعادلة عرض النقود) وواحدة معادلة توازن وﻫي:
بحيث:
117
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
.2عرض النقود:
فيما يخص عرض النقود يعتبر كينز أن عرض النقود متغيرة مستقلة عن الدخل أي أن البنك
المركزي ﻫو الذي يتحكم فيها ،يمكن التعبير عن عرض النقود بالمعادلة التالية:
بحيث:
.3معادلة التوازن:
يتحقق التوازن في السوق النقدي عند تساوي عرض النقود مع الطلب على النقود وذلك كما يلي:
وإشارته موجبة داللة على أن ﻫذا المنحنى متزايد وبالتالي فان ميل ﻫذا المنحنى ﻫو:
العالقة طردية بين الدخل وسعر الفائدة.
118
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يمكن تمثيل معادلة LMعلى شكل منحنى بياني ذو ميل موجب (الشكل رقم ( ،))0.3مع إفتراض أن
العالقة بين سعر الفائدة ( )iوالدخل ( )Yﻫي عالقة خطية كما يلي:
LM
Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 381.
ويمكن توضيح التوازن في السوقين السلعي والنقدي بيانيا في التمثيل البياني التالي (الشكل رقم
(:))3.3
119
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
LM
IS
Source : Gregory N. MANKIW, " Macroéconomie, Edition DE BOECK, Paris, 2009, p 384.
الفرع الثاني :التوازن في سوق السلع والخدمات وسوق النقود مع اختالل سوق العمل.
غالبا ما توجد بطالة إجبارية ناتجة عن قصور في اإلنفاق ،لهذا فإننا من خالل ﻫذا الفرع سنتطرق
إلى حالة اختالل سوق العمل في ظل توازن سوق السلع والخدمات وسوق النقود ودور السياسة المالية
عن طريق التوسع في اإلنفاق العام في إعادة التوازن لسوق العمل بحفزﻫا للطلب الكلي.
يوضح الشكل رقم ( )2.3حالة توازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود ولكن حالة عدم
توازن في سوق العمل ،أي أن الشكل رقم ( )2.3يوضح "وجود قصور في اإلنفاق ،الذي يصحب
بالبطالة اإلجبارية"(.)1
120
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الشكل رقم ( :)2.3توازن سوق السلع والخدمات والسوق النقدي مع اختالل سوق العمل.
°25
يوضح الجزء ( 2.3أ) حالة التوازن في كل من سوق السلع والخدمات وسوق النقود ،وذلك عند
وسعر الفائدة .بتحويل مستوى و LMعند مستوى الدخل (اإلنتاج الكلي) تقاطع كل من منحنيي
الناتج الموضح في الجزء ( 2.3أ) إلى الجزء ( 2.3ج) مرورا بخط °25الموضح في الجزء ( 2.3ب)
،وﻫو المستوى الذي يكون عنده سوق يوافقه مستوى التشغيل فإننا سنالحظ أن مستوى الدخل
العمل في وضع عدم التوازن ،إذ وكما يتضح من خالل الجزء ( 2.3د) يكون سوق العمل في وضع
.ومعنى ذلك أن ﻫذا المجتمع يعاني من بطالة إجبارية قدرﻫا توازن عند مستوى التشغيل
) .وﻫذه البطالة اإلجبارية ناتجة عن قصور في اإلنفاق ،إذ أن التوازن في سوق السلع (
،أقل من مستوى الدخل الذي يتحقق عنده توازن والخدمات وسوق النقود تحقق عند مستوى دخل
سوق العمل.
121
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يمكن معالجة ﻫذا االختالل – البطالة اإلجبارية -والتي ترجع إلى قصور في اإلنفاق من خالل تطبيق
(*)
منها السياسة المالية التوسعية ،سواء بزيادة اإلنفاق العمومي و/أو تخفيض الضرائب 1
عدة سياسات
و/أو الرفع من اإلعانات (التحويالت) ،غير أننا سنتطرق إلى دور اإلنفاق العام في إعادة التوازن لهذا
السوق.
يوضح الشكل رقم ( )2.3كيف أن زيادة اإلنفاق العام تؤدي إلى معالجة االختالل على مستوى سوق
. ،والذي يوافق مستوى التشغيل التوازني العمل ،وذلك بتحقيقها لمستوى دخل
حيث أن زيادة اإلنفاق العام تؤدي إلى زيادة الطلب الكلي ،وﻫذا ما يؤدي إلى انتقال منحنى ISإلى
،ارتفاع الى وسعر الفائدة من إلى متسببا في ارتفاع الدخل من الى األعلى من
) ،فينتقل إلى الدخل يؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة (انتقال منحنى الطلب على العمل من
،وﻫذا ما يحقق التوازن في سوق العمل. إلى مستوى التشغيل من
افتراض كينز ثبات المستوى العام لألسعار ،يجعل من نموذج ( )IS-LMال يتوافق مع واقع الحالة
العادية ،وبالتالي فهو ال يقدم صورة حقيقية عن مدى تأثير اإلنفاق العام على سوق العمل.
في ﻫذا المطلب سنقوم بعرض نموذج ) (AS-ADوعالقته بسوق العمل وانعكاس التوسع في اإلنفاق
العام على التشغيل في ظل ﻫذا النموذج.
إن نموذج الطلب الكلي والعرض الكلي إنما ﻫو النموذج الكلي األساسي لدراسة تحديد مستوى الناتج
() 0
2
والمستوى العام لألسعار.
إن العوامل المحددة للطلب الكلي ،ما ﻫي إال العوامل المحددة ألوضاع منحنيات .IS-LMوبالتالي ،ما
ﻫي إال تجميعات م ن الدخل وأسعار الفائدة التي تحقق التوازن في سوق النقود والتي تجعل الناتج يساوي
الطلب الكلي .وحتى يمكن استنتاج منحنى الطلب الكلي ،يتعين علينا أن نتوصل إلى مستوى الناتج
توجد سياسات أخرى ،يمكنها أن تعيد التوازن إلى سوق العمل منها السياسة النقدية التوسعية. *
122
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
المطلوب عند كل مستوى من األسعار .وحتى يتحقق ذلك ،فإننا نحتاج إلى دراسة كيف أن منحنى IS
()1
ومنحنى LMوبالتالي مستوى سعر الفائدة ومستوى الناتج ...تتأثر بتغيرات األسعار.
معادلة :ISالمتغيرات التي تم على أساسها استنتاج منحنى ،ISال يتأثر أي منها بتغيرات األسعار "،فإن
تغيرات المستوى العام لألسعار لن تؤدي إلى انتقال منحنى .)2("IS
معادلة :LMوضع التوازن في سوق النقود يشترط تحقيق المعادلة رقم ( )8.3أي:
لكننا نفترض في نموذج ) (AS-ADأن األسعار مرنة وبالتالي غير ما ﻫو عليه الحال في نموذج
( ،)IS-LMالذي يفترض أن األسعار ثابتة وبالتالي فأي تغيرات في المستوى العام لألسعار سوف تؤثر
على األرصدة الحقيقية للنقود ،وبالتالي تؤدي إلى انتقال منحنى ،LMوتكتب معادلة LMفي ظل مرونة
األسعار على الشكل التالي:
بحيث:
عند نقطة الجزء (أ) من الشكل رقم ( )5.3أدناه يوضح تقاطع منحنى ISمع منحنى
،) ،وبإسقاط نقطة التوازن ﻫذه على التوازن aأي عند مستوى سعر الفائدة و الدخل التوازنيين (
. الجزء (ب) نجد أن مستوى السعر المناسب لهذا التوازن ﻫو مستوى السعر
،نتيجة ﻫذا االنخفاض ﻫي الرفع من مخزون إلى لنفترض أن مستوى األسعار انخفض من
. إلى النقود الحقيقي من
ولكي تتوازن السوق النقدية كنتيجة الرتفاع مخزون النقود الحقيقي فإن من الضروري على أسعار
الفائدة أن تنخفض مما يدفع الجمهور إلى حمل أرصدة سائلة أكثر أو يجب على اإلنتاج أن يرفع فينجر
123
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
()1
عنه زيادة الطلب على النقود من أجل المعامالت.
،وفي ﻫذه الحالة يصبح مستوى اإلنتاج إلى ومنه انتقال منحنى LMإلى اليمين من
وسعر الفائدة التوازني ﻫو مستوى اإلنتاج التوازني الجديد المناسب لمستوى السعر المنخفض
الجديد ﻫو ،لتصبح بذلك النقطة bمن الجزء (أ) ﻫي نقطة التوازن الجديدة نتيجة النتقال منحنى .LM
كل من النقطتين aو bﻫي نقاط على منحنى الطلب الكلي (الجزء (ب))" ،فمن أجل كل مستوى من
األرصدة الحقيقية يوجد منحنى LMمختلف في الجزء (ب) وتماشيا مع كل منحنى LMيوجد مستوى
توازني للدخل والذي يجب تسجيله في الجزء (ب) عند ذلك المستوى من السعر الذي نتج عنه منحنى
LMفي الجزء (أ) .وبإيصال كل ﻫذه النقاط يعطي لنا منحنى الطلب الكلي ذو الميل االنحداري
()0
ألن كل انخفاض في مستوى األسعار يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي ومنه زيادة في مستوى لألسفل"
الناتج (عالقة عكسية بين المستوى العام لألسعار والناتج).
124
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
a
IS-LM (أ) نموذج
b
IS
b
AD
Source: Frédérique BEC et autres," Analyse Macroéconomique", Paris, Edition la découverte, 2000,
p 69.
.IIمنحنى العرض الكلي:
يبين منحنى العرض الكلي ( )ASعند كل مستوى سعر معطى كمية اإلنتاج التي تكون المؤسسات
مستعدة لعرضها .يعتمد مقدار اإلنتاج الذي تكون المؤسسات مستعدة لعرضه على مستوى األسعار الذي
يحصلون عليه مقابل سلعهم واألجور التي يدفعونها للعمال مقابل العمل ولعوامل اإلنتاج األخرى .فنقول
()1
أن منحنى العرض الكلي يعكس شروط سوق العمل.
125
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
سنتطرق في ﻫذا الجزء إلى كيفية استنتاج منحنى العرض الكلي في ظل فرضيتين ،الفرضية األولى
تقضي بمرونة األسعار وثبات األجور النقدية في حين تقضي الفرضية الثانية بمرونة األسعار وتغير
األجور النقدية.
استنتاج منحنى العرض الكلي في حالة مرونة األسعار وثبات األجور النقدية:
ﻫناك عالقة تربط بين اإلنتاج واألسعار والتشغيل واألجر والشكل رقم ( )6.3يوضح ﻫذه العالقة.
المصدر :سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :المفاهيم والنظريات األساسية" ،الكتاب األول ،الكويت ،0003ص .652
كما سبق وأشرنا في الفصل األول ،فإن المؤسسة االقتصادية الساعية إلى تعظيم ربحها تقوم بتشغيل
وحدات إضافية من عنصر العمل إلى الحد الذي يتساوى فيه اإلنتاج الحدي للعمل مع األجر الحقيقي أي
اإليراد الحدي للعمل مع التكلفة الحدية للعمل والتي تساوي األجر النقدي.
فمع وجود فائض في عرض العمل ،وثبات األجور النقدية ،فإن التشغيل يتوقف فقط على طلب
(الشكل .)6.3 فإن طلب العمالة وبالتالي التشغيل سيكون عند العمال .فعند أجر نقدي ثابت
ويالحظ أن منحنى طلب العمال الذي ﻫو عبارة عن القيمة النقدية لإلنتاج الحدي للعمل عند كل مستوى
في الشكل ( -)6.3إنما يتوقف على مستوى السعر .فعدد العمال الذين من اإلنتاج – منحنى
()1
ستشغلهم المؤسسة ،وبالتالي مقدار الناتج الذي ستعرضه سيتوقف على مستوى السعر.
العالقة التي تربط بين اإلنتاج الكلي والمستوى العام لألسعار ﻫي عالقة طردية فعند ارتفاع المستوى
،ستؤدي إلى زيادة القيمة النقدية ،مع ثبات األجر النقدي عند ثم الى الى العام لألسعار من
الى إلى اليمين ويرتفع التشغيل من لإلنتاج الحدي للعمل ،فينتقل الطلب على العمالة
سامي خليل ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص ص .652 - 653 1
126
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
(الجزء ( 0.3أ) من الشكل رقم ( ،))0.3وﻫذا ما يؤدي بدوره إلى زيادة الناتج (الدخل) على ثم الى
(الجزء ( 0.3ب) من الشكل رقم (.))0.3 ثم الى الى طول دالة اإلنتاج الكلية من
بتحويل مستوى الناتج الموضح في الجزء ( 0.3ب) إلى الجزء ( 0.3د) مرورا بخط °25الموضح
في الجزء ( 0.3ب) فإننا سنالحظ أن ﻫناك مقدار من اإلنتاج يقابل كل مستوى من السعر ،فاألسعار
األعلى تنتج عندﻫا مستويات إنتاج أعلى أي مستويات عرض أعلى .وبالتالي ،فإن دالة العرض الكلي
منحدرة إلى أعلى اتجاه اليمين ،وﻫذا ما يوضحه الجزء ( 0.3د) من الشكل رقم (:)0.3
):
127
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الشكل رقم ( :)0.3اشتقاق منحنى العرض الكلي ( )ASفي حالة ثبات األجور النقدية.
( 0.3أ)
دالة االنتاج
(*)
الطلب على العمل مع ثبات األجور
( 0.3ب)
( 0.3ج)
°54
( 0.3د)
128
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
استنتاج منحنى العرض الكلي في حالة مرونة األسعار وتغير األجور النقدية:
يوضح الشكل رقم ( )8.3طريقة استنتاج منحنى العرض الكلي في ظل فرضية تغير األجور النقدية.
الشكل رقم ( :)8.3اشتقاق منحنى العرض الكلي ( )ASفي حالة تغير األجور النقدية.
( 8.3أ)
دالة االنتاج
(*)
الطلب على العمل مع ثبات األجور
( 8.3ب)
( 8.3ج)
°54
129
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
وفقا للتحليل السابق ،يفترض أن طلب العمال يتوقف على األجر الحقيقي كما يفترض أن المؤسسة
االقتصادية تعلم المستوى العام لألسعار .وبالتالي ،ينتقل منحنى الطلب على العمل إلى اليمين مع ارتفاع
، ، مستوى األسعار والجزء ( 8.3أ) يوضح ثالث منحنيات لطلب العمال
على التوالي. ، ، ،لثالث مستويات من األسعار المتزايدة
،والذي سيرتفع،... تسبب طلبا للعمال عند األجر النقدي القديم إلى إن زيادة األسعار من
والمقابلة لمستويات أسعار أعلى و وبالتالي ،يزداد التشغيل .وعند المستويات األعلى من التوظيف
في الجزء ( 8.3ب). ، فإن الناتج تبعا لذلك سيكون أعلى عند مستويات موضحة بـ: ،
وعليه فإن مستوى السعر األعلى يقابله مستوى أعلى من الناتج المعروض .ومثل ﻫذه المعلومات تنعكس
في منحنى العرض الكلي ذو االنحدار الصاعد إلى أعلى والذي يوضح الناتج المعروض لكل مستوى من
( ) ,الجزء ( 8.3د)) ومن مجموع ﻫذه () , ( ) , األسعار ،وبذلك نتوصل إلى النقاط (
النقاط يتكون منحنى العرض الكلي الكينزي مع افتراض أن األجور النقدية متغيرة.
) منحنى (
) منحنى (
،0003ص .605 المصدر :سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :المفاهيم والنظريات األساسية" ،الكتاب األول ،الكويت
)) ،وﻫي ( فهناك الحالتين الخاصتين اللتان يكون في أحدﻫما منحنى العرض الكلي أفقيا (منحنى
الحالة الكينزية.
وفكرة كينز من أن منحنى العرض الكلي يتخذ ﻫذا الشكل ﻫو وجود البطالة حيث تستطيع المؤسسات
أن تحصل على ما تحتاج إليه من العمالة عند األجر السائد .أي أن معدل تكاليف اإلنتاج يفترض بأنه ال
يتغير كنتيجة لتغير مستويات اإلنتاج.
130
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الحالة الخاصة األخرى ،ﻫي الحالة التي يكون فيها منحنى العرض الكلي منحنى عموديا (منحنى
)) ،وﻫي الحالة الكالسيكية. (
منحنى العرض الكلي العمودي يبين أنه مهما كان المستوى العام لألسعار فان نفس المقدار من السلع
سوف تعرض ،وﻫذا بناء على الفرض الكالسيكي القائل بأن سوق العمل يكون في توازن مع التشغيل
الكامل لقوى العمل .وبالتالي ،ليس باإلمكان الرفع من اإلنتاج فوق مستوى التشغيل الكامل مهما تغير
المستوى العام لألسعار إذ ليس ﻫناك قوى عاطلة لإلنتاج يمكن تشغيلها.
)) ،وﻫي ( الحالة الثالثة ،وﻫي حالة منحنى العرض الكلي المائل ذو االنحدار الموجب (منحنى
الحالة التي سبقت اإلشارة إليها أعاله.
E
Source : Frédérique BEC et autres," Analyse Macroéconomique", Paris, Edition la découverte, 2000,
p 71.
من خالل التمثيل البياني أعاله ،فإن النقطة Eﻫي نقطة التوازن الكلي حسب نموذج (،)AS-AD
) ،وﻫي النقطة التي يتساوى عندﻫا الطلب الكلي وذلك عند مستوى اإلنتاج واألسعار التوازنيين ( ،
مع العرض الكلي.
131
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى اليمين (األعلى) فيترتب عن ذلك
مجموعة من اآلثار على كل من مستوى األسعار ،الناتج والتشغيل كما ﻫو موضح في الشكل رقم
( )00.3أدناه:
الشكل رقم ( :)00.3أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج ( )AS-ADفي حالة منحنى
العرض الكلي األفقي والمائل.
( Wمتغيرة)
( Wثابتة)
األفقي
نفرض أن ﻫناك توسعا في اإلنفاق العام ،والذي سيؤدي إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى أعلى من
،وبما أن إلى ،حيث يزداد الناتج من إلى ) لتنتقل بذلك نقطة التوازن من ( )ADإلى (
المؤ سسة االقتصادية في ﻫذه الحالة على استعداد لعرض أي كمية من الناتج عند نفس مستوى األسعار
فلن يكون ﻫناك تأثير على األسعار ،فتأثير التوسع في اإلنفاق العام في ﻫذه الحالة سيكون على الناتج
والتشغيل ،اللذان يرتفعان دون األسعار التي تبقى ثابتة.
132
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يوضح الشكل رقم ( )00.3تقاطع منحنى الطلب الكلي ( )ADمع منحنى العرض الكلي ()AS
. ،والتي يكون عندﻫا مستوى الناتج عند مستوى التشغيل الكامل العمودي عند نقطة التوازن
الشكل رقم ( :)00.3أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل في إطار نموذج ( )AS-ADفي حالة منحنى
العرض الكلي العمودي.
العمودي
المصدر :صالح تومي" ،مبادئ التحليل االقتصادي الكلي" ،دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،بدون طبعة،
.380 ص
). يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى انتقال منحنى الطلب الكلي إلى اليمين من ( )ADإلى (
يزداد الطلب على السلع والخدمات ،غير أن المؤسسة الموافقة لمستوى السعر عند النقطة
االقتصادية ال تجد عماال اضافيين لتشغيلهم ألجل انتاج قدر أكبر من الناتج تلبية للزيادة الحاصلة في
الطلب.
طلب المؤسسات االقتصادية للعمل ،سيؤدي إلى ارتفاع األجور وبالتالي ارتفاع تكاليف اإلنتاج وﻫو
ما يدفع بأسعار المنتجات لالرتفاع.
إذن في ﻫذه الحالة ،يؤدي التوسع في اإلنفاق العام إلى الرفع من مستوى األسعار دون أن تؤدي إلى
رفع مستوى الناتج.
133
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يؤدي التوسع في اإلنفاق العام كما ﻫو موضح في الشكل رقم ( )00.3إلى انتقال منحنى الطلب الكلي
) وﻫو ما يترتب عنه ارتفاع في مستوى السعر والناتج والتشغيل، إلى اليمين من ( )ADإلى (
ويكون ﻫذا االرتفاع مختلفا من الناحية الكمية في كل حالة من حاالت منحنى العرض الكلي – حالة
األجور النقدية المتغيرة وحالة األجور النقدية الثابتة ، -فعندما تكون األجور متغيرة فإن الزيادة في
الطلب الكلي سوف تؤدي إلى زيادة في الناتج بمقدار أقل مقارنة بالحالة التي تكون فيها األجور النقدية
ثابتة (*).
1
إلى ) سيؤدي إلى ارتفاع حجم الناتج من فانتقال منحنى الطلب الكلي من ( )ADإلى (
في الحالة وذلك في الحالة التي تكون فيها األجور النقدية ثابتة .غير أن االرتفاع في الناتج تكون
التي تكون فيها األجور النقدية متغيرة ،فيما يتعلق باألسعار ،فإنها سترتفع بقدر أكبر في الحالة التي
أما في الحالة التي تكون فيها األجور النقدية ثابتة فإن ارتفاع تكون فيها األجور النقدية متغيرة
. األسعار سيكوم بمقدار أقل أي إلى مستوى
* تفسير ﻫذه النتيجة ﻫو أن منحنى العرض الكلي عندما تكون األجور النقدية متغيرة سيكون أكثر انحدارا عنه في الحالة التي تكون فيها األجور
النقدية ثابتة.
134
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
المبحث الثاني :اإلطار العام لمخططات اإلنفاق العام المطبقة في الجزائر خالل الفترة .0101 - 0111
تخوض البالد تجربة تنموية جديدة ،تمثلت في تنفيذ سياسة اقتصادية تختلف عن تلك التي طبقت سابقا
–السياسة االنكماشية التي طبقت خالل سنوات التسعينات ،-ﻫذه السياسة التي يمكن تسميتها بسياسة
اإلنعاش االقتصادي ذات التوجه الكينزي تهدف أساسا إلى رفع معدل النمو االقتصادي وبالتالي التشغيل
عن طريق زيادة حجم اإلنفاق االستثماري العمومي ،والتي تتجسد من خالل تنفيذ برنامجين إنفاقيين ﻫما
مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي 0112 – 0110والبرنامج التكميلي لدعم النمو ،0110 – 0115واللذان
سنتعرف على إطاريهما العامين من خالل مطلبي ﻫذا المبحث.
المطلب األول :اإلطار العام لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي .0112 – 0110
مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي عبارة عن مخصصات مالية موزعة على طول الفترة
0112 – 0110بنسب متفاوتة ،تبلغ قيمتها اإلجمالية 505مليار دج أي ما يقارب 10ماليير دوالر
( )1
1
أمريكي.
الفرع األول :أهداف وتوزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي .0112 – 0110
يهدف ﻫذا المخطط إلى تنشيط الطلب الكلي وحماية وترقية األنشطة التي يُرى أن بإمكانها خلق القيمة
المضافة من جهة ومناصب الشغل من جهة أخرى ،كما يهدف إلى تهيئة البنية التحتية لالقتصاد الوطني
بما يتالءم والمسار التنموي الجديد .وقد خصص له 505مليار دج موزعة على مجموعة من األنشطة
ذات الصلة المباشرة بالتنمية االقتصادية واالجتماعية ،وفيما سيأتي تفصيل لهذه األﻫداف وﻫذا التوزيع.
()2
2
.Iأهداف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي.
يهدف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي إلى تحقيق ثالثة أﻫداف رئيسية نهائية وﻫي:
ويكون تحقيق تلك األﻫداف الرئيسية عبر أﻫداف وسيطة تعتبر بمثابة قنوات يمكن من خاللها
التوصل إلى األﻫداف السابقة الذكر وﻫي:
،"0101األكاديمية للدراسات االجتماعية نبيل بوفليح " ،دراسة تقييميه لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة 1
– 0111
135
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
تنشيط الطلب الكلي ،وفي ذلك تحول للسياسة االقتصادية من الفكر النيوكالسيكي الذي جاءت
به برامج صندوق النقد الدولي إلى الفكر الكينزي الذي يرتكز على تنشيط الطلب الكلي عن
طريق السياسة المالية لتنشيط االقتصاد ،وخصوصا عن طريق اإلنفاق العام الذي تزيد فعاليته
في رفع معدالت النمو االقتصادي وخلق مناصب الشغل ،حيث أنها تمثل إضافة ﻫامة للطلب
الكلي الذي يعتبر انخفاضه السبب الرئيسي في الركود االقتصادي؛
دعم االستثمارات الفالحية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطالقا من كونها منشآت منتجة
بصفة مباشرة للقيمة المضافة ومناصب الشغل؛
تهيئة وانجاز ﻫياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاط االقتصادي وتغطية الحاجات الضرورية
للسكان بما ينعكس إيجابا على تنمية الموارد البشرية.
.IIتوزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي.
خصصت الدولة في ﻫذا البرنامج كما سبق وذكرنا 505مليار دج موزعة كما ﻫو موضح في
الجدول رقم ( )0.3التالي:
جدول رقم ( :)0.3توزيع الغالف المالي لمخطط دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة
.0112 – 0110
المجموع
النسب ()% 0112 0113 0110 0110
(مبالغ)
40,1 210,5 2,0 37,6 70,2 100,7 أشغال كبرى وهياكل قاعدية
38, 8 204,2 6,5 53,1 72,8 71,8 التنمية المحلية والبشرية
12, 5 65,4 12,0 22,5 20,3 10,6 دعم قطاع الفالحة والصيد البحري
*
8, 6 45,0 - - 15,0 30,0 1
دعم اإلصالحات
المصدر :المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي" ،تقرير حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر" ،السداسي
الثاني من سنة ،0110ص .80
ﻫي تلك اإلصالحات التي أرفقتها الحكومة ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ،بهدف تشجيع االستثمار والرفع من اإلنتاج والمنافسة ،وقد شملت *
136
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
من خالل قراءة أرقام الجدول يتضح لنا أن ،قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية قد استفاد من
أكبر نسبة من إجمالي المبالغ المخصصة لبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ،حيث استفاد من مبلغ
210,5مليار دج أي ما يعادل % 40,1من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج .تدل ﻫذه الحصة على
رغبة الحكومة في تدارك التأخر الحاصل في ﻫذا القطاع والناتجة عن تأثيرات األزمة االقتصادية التي
شهدتها البالد منتصف العقد الثامن من القرن الماضي وكذا اإلصالحات االقتصادية التي طبقتها البالد
في عقد التسعينات من نفس القرن ،والتي حتمت على الحكومة آنذاك تقليص حجم اإلنفاق العام بهدف
استعادة التوازن المالي للموازنة العامة ،كما أن دعم ﻫذا القطاع سيساﻫم في توفير المناخ المالئم
لالستثمار ،وبالتالي ،الرفع من معدالته وﻫو ما من شأنه توفير مناصب شغل جديدة.
وبالنسبة لقطاع التنمية المحلية والبشرية ،فلقد خصص لها مبلغ 204,2مليار دج بمعدل % 38,8من
إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج ،وتدل ﻫذه النسبة على سعي الحكومة لتحقيق أﻫداف المخطط
والمتمثلة في تحقيق التوازن الجهوي بين مناطق الوطن وكذا تحسين المستوى المعيشي للسكان.
في حين لم يحض قطاع الفالحة والصيد البحري سوى بـ 65,4 :مليار دج بمعدل % 12,5من
(* )
وتسعى الحكومة من وراء ﻫذا التخصيص إلى الرفع من اإلنتاج 1
إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج.
الفالحي والحد من ظاﻫرة النزوح الريفي وكذا استغالل الثروة السمكية التي تزخر بها السواحل
الجزائرية الممتدة على طول 0011كلم.
أما الباقي من الرخص المالية ،والمقدر بـ 45,0 :مليار دج أي بمعدل % 8,6خصص لدعم
اإلصالحات ،وﻫو موجه في األساس إلى تمويل اإلجراءات المصاحبة لهذا المخطط والتي تهدف إلى
دعم وترقية القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية العامة والخاصة.
فيما يتعلق بالتوزيع السنوي لمخصصات ﻫذا البرنامج ،فإن أرقام الجدول رقم ( )0.3تبين أن السنوات
الثالث األولى 0113 - 0110 – 0110قد حضيت بـ % 21,69 ،% 35,4 ،% 39,12 :من إجمالي
المبلغ المخصص للمخطط في حين لم تحض سنة 0112إال بـ % 3,9 :من إجمالي المبلغ المخصص
للمخطط ،وﻫو ما يدل على رغبة الحكومة على تنفيذ معظم المشاريع الخاصة بهذا المخطط في أقصر
مدة ممكنة سعيا منها إلى تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية للشعب الجزائري على حد سواء
تجاوزا لمخلفات األزمة االقتصادية وكذا اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها البالد خالل العقدين
األخيرين من القرن العشرين.
* يفسر المبلغ الذي خصص لقطاع الفالحة والصيد البحري في إطار مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي ،باستفادة ﻫذا القطاع من برنامج خاص سنة
،0111وﻫو البرنامج الوطني للتنمية الفالحية.
137
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الفرع الثاني :مناصب الشغل المتوقع استحداثها في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي.
فيما يخص عدد مناصب الشغل المبرمج إنشاؤﻫا في إطار ﻫذا المخطط فهو 626 380 :منصب شغل
دائم و 186 850منصب شغل مؤقت ،أي بمجموع 813 230منصب شغل .وذلك كما يوضحه الجدول
رقم ( )0.3أدناه:
جدول رقم ( :)0.3مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في
الجزائر خالل الفترة .0112 – 0110
Source: Mohamed Saib MUSETTE, Mohamed Arezki ISLI, Nacer Eddine HAMMOUDA, "Marché du
Travail et Emploi en Algérie éléments pour une politique nationale de l’Emploi profil de pays",
Organisation Internationale du Travail, Bureau de l'OIT à Alger, octobre 2003, p 45.
قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية :يهدف ﻫذا القطاع إلى استحداث 248 800منصب شغل
منها 146 000منصب شغل مؤقت و 102 800منصب شغل دائم ،ذلك من إجمالي 813 230
منصب شغل يهدف مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي إلى تحقيقها خالل الفترة ،0112 – 0110
وتتوزع مناصب الشغل المتوقع توفيرﻫا ضمن قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية كما
يوضحها الجدول رقم ( )3.3التالي:
138
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
جدول رقم ( :)3.3مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها من طرف قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية في
إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة .0112 – 0110
المصدر :كريم بودخدخ" ،أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ،"0110 – 0110مذكرة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر ،0101 - 0110 ،ص
.008
قطاع التنمية المحلية والبشرية :يتوقع من ﻫذا القطاع استحداث 134 430منصب شغل موزعة
على النحو التالي:
أ .قطاع التنمية المحلية :من المنتظر منها استحداث 50 750منصب شغل منها 9 900منصب
شغل دائم خالل الفترة ،0112 – 0110وﻫي موزعة كما يوضحها الجدول رقم ( )2.3التالي:
139
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
جدول رقم ( :)2.3مناصب الشغل المبرمج إنشاؤها من طرف قطاع التنمية المحلية في إطار برنامج دعم
اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر خالل الفترة .0112 – 0110
الوحدة :منصب شغل.
20 000 20 000 - مخططات التنمية الفالحية وصيانة الطرقات
المصدر :كريم بودخدخ" ،أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ،"0110 – 0110مذكرة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر ،0101 - 0110 ،ص
.008
ب .قطاع التشغيل والحماية االجتماعية :يهدف ﻫذا القطاع إلى دعم الجهود الرامية إلى الحد من
ارتفاع معدالت البطالة وارتفاع معدالت الفقر ،حيث خصص له مبلغ 00مليار د.ج موجهة
باألساس إلى تمويل المشاريع ذات المنفعة العمومية وذات الكثافة العمالية ،وكذا تأطير سوق
العمل عن طريق دعم وتطوير ال وكالة الوطنية للتشغيل قصد زيادة حجم العمالة من جهة ،ومن
جهة أخرى للتكفل بفئة المعاقين والعجزة والمحرومين بمنحهم منح وتحويالت اجتماعية قصد
الحد من التفاوت في الدخول بين الفئات المجتمع ،وينتظر من ﻫذا البرنامج إنشاء 70 000
منصب شغل دائم خالل فترة تنفيذه (انظر الجدول رقم (.))0.3
د .قطاع التنمية البشرية :ينتظر من ﻫذا القطاع استحداث حوالي 13 680منصب شغل (انظر
الجدول رقم (.))0.3
قطاع الفالحة والصيد البحري :ينتظر من قطاع الفالحة استحداث 330 000منصب شغل في حين
يتوقع أن يستحدث قطاع الصيد البحري 100 000منصب شغل (انظر الجدول رقم (.))0.3
140
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
المطلب الثاني :اإلطار العام للبرنامج التكميلي لدعم النمو .0110 – 0115
جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو في إطار مواصلة وتيرة البرنامج والمشاريع التي سبق إقرارﻫا
وتنفيذﻫا في إطار مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ،2004 – 2001ولقد خصص له مبلغ
()1
4202,7مليار دج ( 051مليار دوالر).
الفرع األول :أهداف وتوزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو .0110 – 0115
وزع الغالف المالي الخاص بهذا البرنامج على مجموعة من القطاعات ،وﻫذا بغية تحقيق جملة من
األﻫداف ،وفيما يلي عرض لهذه األﻫداف وﻫذا التوزيع.
()2
.Iأهداف البرنامج التكميلي لدعم النمو:
جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو لتحقيق مجموعة من األﻫداف منها:
141
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
جدول رقم ( :)5.3توزيع الغالف المالي للبرنامج التكميلي لدعم النمو المطبق في الجزائر خالل الفترة
.0110 – 0115
نسبة البرنامج الفرعي من إجمالي البرنامج ()% المبلغ (مليار دج) البرنامج
45,5 1 908,5 برنامج تحسين ظروف معيشة السكان
40,5 1 703,1 برنامج تطوير المنشآت األساسية
8,0 337,2 برنامج دعم التنمية االقتصادية
4,8 203,9 تطوير الخدمة العمومية وتحديثها
برنامج تطوير التكنولوجيات الجديدة
1,2 50,0
لالتصال
مجموع البرنامج الخماسي – 0115
100 4.202,7
0110
المصدر :نبيل بوفليح" ،دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ،"0101 – 0111
األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،0103 – 0ص .26
حظي برنامج تحسين ظروف معيشة السكان بمبلغ 1 908,5مليار دج ،أي % 45,5من إجمالي
البرنامج التكميلي لدعم النمو .ويكمل ﻫذا البرنامج ما جاء به مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي في
برنامج التنمية المحلية والبشرية ،وﻫذا لما لتحسين الظرف االجتماعي للمواطن من انعكاس على األداء
االقتصادي من خالل انعكاسه على أداء عنصر العمل.
استفاد برنامج تطوير المنشآت األساسية من مبلغ 1 703,1مليار دج ،ما يمثل نسبة % 40,5من
إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو .وتعبر ﻫذه النسبة عن األﻫمية التي توليها الحكومة لقطاع األشغال
العمومية والهياكل القاعدية لما له من دور في دعم االستثمار وبالتالي اإلنتاج والشغل.
قطاعات الصناعة والفالحة والصيد البحري وغيرﻫا من القطاعات استفادت من مبلغ 337,2مليار
دج ،أي % 08من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو ،وﻫذا في إطار برنامج دعم التنمية
االقتصادية.
القطاع اإلداري الحكومي ﻫو اآلخر استفاد من برنامج ألجل تطوير وإصالح أﻫم الهيآت الحكومية
منها العدالة ،الداخلية ،المالية... ،الخ ،ولقد قدرت قيمة ﻫذا البرنامج بـ 203,9 :مليار دج ،أي % 4,8
من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو .والهدف من ذلك ﻫو تحسين الخدمة العمومية وجعلها في
مستوى التطلعات والتطورات االقتصادية واالجتماعية الجارية.
ويأتي في األخير قطاع التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال بمبلغ 50,0مليار دج ،ما يمثل نسبة
% 1,2من إجمالي البرنامج التكميلي لدعم النمو.
142
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الفرع الثاني :مناصب الشغل المتوقع إنشاؤها في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو:
فيما يخص مناصب الشغل التي يهدف البرنامج التكميلي لدعم النمو ،فإنه يطمح إلى إنشاء مليوني
()1
منصب شغل خالل الفترة .0110 – 0115
لقد كان لهذين البرنامجين دور في التحسين من مستوى المؤشرات االقتصادية الكلية بما فيها مستوى
التشغيل ،وﻫو ما سنتطرق له من خالل المبحث التالي.
المبحث الثالث :انعكاس التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل في الجزائر خالل الفترة
0110 – 0110وإطاره العام للفترة .0102 – 0101
تؤكد النظرية االقتصادية – النظرية الكينزية بالتحديد -أن ﻫناك عالقة طردية تربط بين كل من
اإلنفاق العام والتشغيل ،وعلى ﻫذا األساس فإن التوسع في اإلنفاق العام ال بد أن يتبعه تحسن في أوضاع
التشغيل .لهذا فإننا سنحاول من خالل المطلب األول من ﻫذا المبحث عرض واقع ﻫذه العالقة في
الجزائر خالل الفترة ،0110 - 0110لنقوم بعدﻫا في المطلب الثاني بعرض اإلطار العام لإلنفاق العام
في الجزائر خالل للفترة 0102 -0101وما ينتظر منه من نتائج على مستوى التشغيل.
المطلب األول :اإلنفاق العام والتشغيل في الجزائر خالل الفترة .0110 – 0110
لقد ﻫدفت الجزائر من خالل برامجها اإلنفاقية التوسعية للفترة 0110 – 0110إلى تحقيق ﻫدفين
جوﻫريين ،حفز النمو االقتصادي من جهة وخفض معدالت البطالة من جهة أخرى.
ويتم تأثير التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل وفق اآللية التالية :التوسع في اإلنفاق
االستثماري العام يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي والذي يؤدي بدوره إلى زيادة العرض الكلي ،وبالتالي،
ارتفاع معدل التشغيل ،والذي ما ﻫو إال انعكاس لتطورات معدل النمو االقتصادي ،ويتطلب تحقيق ﻫذه
اآللية شر طا أساسيا وﻫو مرونة العرض الكلي وتجاوبه مع الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي ،أي أال
تؤدي زيادة الطلب الكلي إلى زيادة قوية في االستيراد.
سنحاول في ﻫذا الجزء من البحث إبراز أثر التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل وﻫذا بعد التطرق
لتأثير ﻫذا التوسع على النمو االقتصادي أوال.
143
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الفرع األول :دراسة تطورات النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة تطبيق برامج اإلنفاق العام
.0110 - 0110
كما سبق وأشرنا فإنه مع ارتفاع أسعار المحروقات في األسواق العالمية وتحسن مداخيل البالد ابتداء
من سنة ، 0111وأمام األزمة االقتصادية واالجتماعية التي شهدتها الجزائر نهاية القرن العشرين ،أقرت
الحكومة سنة 0110تنفيد برنامج لدعم النمو االقتصادي بمبلغ 505مليار دج على امتداد أربعة سنوات،
كما تم تدعيم ﻫذا البرنامج ابتداء من سنة 0115ببرنامج مكمل لدعم النمو رصد له مبلغ 4 202,7مليار
دج حتى سنة ، 0110والذي كان من المتوقع أن يساﻫم في زيادة النمو االقتصادي والرفع من مستوى
التشغيل .والجدول رقم ( )6.3أدناه يوضح ذلك:
جدول رقم ( :)6.3تطور اإلنفاق العام ومعدالت النمو ،التشغيل والبطالة في ظل ارتفاع احتياطي الصرف وسعر
البرميل الخام للبترول في الجزائر خالل الفترة .0110 – 0110
نالحظ من الجدول السابق أن متوسط نمو الناتج الداخلي الخام خالل الفترة 0110 – 0110قد بلغ
نسبة % 3,75وﻫو بعيد عن معدل " % 16أو )1("% 10المتوقع قبل تنفيذ مخطط دعم اإلنعاش
1
االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو ،كما أن معدالت النمو االقتصادي خالل ﻫذه الفترة شهدت
محمد مسعي" ،سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو" ،مجلة الباحث ،العدد ،0100 – 01ص .053 1
144
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
تذبذبا ملحوظا ،إذ وصلت إلى % 6,9كأعلى مستوى لها سنة ،0113ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى
()1
سنة 0113 التحسن في معدالت النمو المحققة من طرف قطاع المحروقات والتي بلغت نسبة % 8,8
–أعلى نسبة نمو له أثناء الفترة ،-0110 – 0110إضافة إلى قطاع الفالحة ،والذي سجل كذلك أعلى
نسبة نمو له خالل نفس الفترة وبالتحديد في سنة 0113أين سجل نسبة . )2( % 19,7
2
في حين مثلت نسبة % 02أدنى مستوى لمعدل النمو االقتصادي خالل الفترة ،0110 – 0110وﻫذا
سنة ، 0116فعلى الرغم من معدالت النمو المرتفعة نسبيا لمختلف القطاعات الرئيسية ،خاصة قطاع
البناء واألشغال العمومية الذي سجل أعلى نسبة نمو له خالل الفترة المعنية )3( % 11,6سنة ،0116فإن
3
تأثير نسبة النمو السالبة لقطاع المحروقات ( – )% -2,5أنظر إلى الجدول رقم ( )0.3أدناه ،-ومعدالت
النمو غير المطردة لقطاعي الفالحة والصناعة كان واضحا على نسبة النمو االقتصادي اإلجمالية.
جدول رقم ( :)0.3تطور معدل النمو االقتصادي الحقيقي ومعدل النمو في وخارج قطاع المحروقات في الجزائر
خالل الفترة .0110 – 0110
الوحدة.% :
0110 0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110
9,3 6,1 6,3 5,6 4,7 6,2 5,9 5,2 5 معدل النمو خارج قطاع المحروقات
-6,0 -2,3 -0,9 -2,5 5,8 7,7 8,8 3,7 -1,6 معدل النمو في قطاع المحروقات
2,4 2,4 3,0 2,0 5,1 5,2 6,9 4,7 2,1 معدل النمو االقتصادي الحقيقي
ويعود تراجع معدالت النمو في قطاع المحروقات خالل الفترة ( 0110 - 0115أنظر إلى الجدول رقم
( ))0.3إلى تراجع أسعار المحروقات نتيجة انخفاض الطلب على النفط والغاز بعد بداية األزمة المالية
العالمية أواخر سنة .0110
أما فيما يتعلق بمعدالت النمو خارج قطاع المحروقات فقد شهدت تحسنا ملحوظا فهي لم تعرف
تذبذبا كبيرا ،إذ تراوح معدلها بين % 4,7كأدنى مستوى وﻫذا سنة 0115و % 9,3كأعلى مستوى سنة
،0110بمتوسط % 6,03للفترة ( 0110 – 0110أنظر إلى الجدول رقم ( .))0.3وذلك راجع لألثر
145
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
االيجابي لبرامج االستثمار العام التي لعبت الدور األساسي في تحقيق ﻫذه النتائج من خالل تنشيطها
للقطاعات خارج المحروقات المعنية بتلك النتائج.
ومن ﻫذا المنطلق يمكن التوصل إلى أن تدﻫور معدالت نمو قطاع المحروقات كان السبب الرئيسي
في االنخفاض الذي شهدته معدالت نمو الناتج الداخلي الخام خالل الفترة ،0110 – 0115رغم التحسن
الذي شهدته معدالت نمو قطاع خارج المحروقات ،وﻫو أمر منطقي مادامت نسبة مساﻫمة قطاع
المحروقات في الناتج الداخلي الخام تفوق نسبة )1( % 21في المتوسط خالل الفترة .0110 - 0110
فيما يتعلق بمساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في تحقيق معدالت النمو االقتصادي في الجزائر خالل
الفترة ،0110 - 0110فقد كان كما ﻫو موضح في الجدول رقم ( )8.3أدناه:
146
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
جدول رقم ( :)8.3مساهمة أهم القطاعات االقتصادية في الناتج الداخلي الخام ومعدالت النمو الحقيقي لكل
قطاع في الجزائر خالل السنوات .0118 -0116 -0112 -0110
الوحدة.% :
3,57 2,4 2,0 5,2 4,7 معدل نمو الناتج الداخلي الخام
المحروقات
40,25 45,06 45,59 37,85 32,51
الخدمات
6,82 7,8 6,5 7,7 5,3
العمومية
4,62 8,4 3,1 4,0 3,0 معدل النمو الحقيقي لخدمات قطاع اإلدارة العمومية
الفالحة
0,35 5,3- 4,9 3,1 1,3- معدل النمو الحقيقي للقطاع
بناء وأشغال
8,48 8,62 8,0 8,29 9,02
عمومية
9,4 9,8 11,6 8,0 8,2 معدل النمو الحقيقي للقطاع
-0,65 1,9 2,2- 1,3- 1,0- معدل النمو الحقيقي لقطاع الصناعة العام
3,73 - 2,1 2,5 6,6 معدل النمو الحقيقي لقطاع الصناعة الخاص
المصدر :نبيل بوفليح " ،دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ،"0202 – 0222
األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،0203 – 9ص .49
قطاع المحروقات:
يعتبر قطاع المحروقات ،القطاع الرائد والموجه لالقتصاد الجزائري والمحدد الرئيسي لمعدل النمو
بمتوسط نسبة مساﻫمة في الناتج الداخلي الخام بلغت % 40,25خالل السنوات االقتصادي فيه
147
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
0110و 0112و 0116و ، 0118وكما تبين أرقام الجدول أعاله أدى انخفاض معدل نمو قطاع
المحروقات خالل سنتي 0116و 0118إلى تسجيل تباطؤ في معدالت النمو االقتصادي المسجلة في
ﻫاتين السنتين مقارنة بمعدالت النمو االقتصادي المسجلة في سنتي 0110و 0112واللتان عرفتا
معدالت نمو متزايدة نتيجة تحسن أداء قطاع المحروقات خاللهما ،مما يعني أن االرتفاع النسبي لمعدالت
النمو االقتصادي خالل الفترة ( 0118 – 0110فترة تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي) ،يرجع بالدرجة
األولى لزيادة معدل نمو قطاع المحروقات ،والذي يرجع إلى االرتفاع المتواصل الذي تعرفه أسعار
المحروقات في األسواق العالمية.
قطاع الخدمات:
يعد ثاني قطاع مؤثر في معدل النمو االقتصادي إذ بلغ متوسط نسبة مساﻫمته في الناتج الداخلي الخام
للسنوات 0110و 0112و 0116و ، % 30,39 :0118وذلك بفعل المعدالت الموجبة المحققة سواء من
طرف خدمات اإلدارات العامة أو الخدمات خارج ﻫذه األخيرة ،فلقد كان لتطبيق سياسة اإلنعاش
االقتصادي –مخطط دعم النمو االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو -أثر ايجابي على أداء ﻫذا
القطاع بإسهامه في تطوير قطاعي النقل واالتصاالت –تم تحرير قطاع االتصاالت سنة -0110دون أن
ننسى أن تحديث وتوسيع الخدمة العامة كانت من أبرز أﻫداف المخطط التكميلي لدعم النمو وﻫو ما
يفسر تسجيل ﻫذا القطاع لمعدالت نمو متزايدة نسبيا خالل الفترة محل الدراسة.
قطاع الفالحة:
إن تأثير ﻫذا القطاع في معدل النمو االقتصادي يعد ضعيفا إذا ما قورن بكل من قطاعي المحروقات
والخدمات حيث قدر متوسط نسبة مساﻫمته في الناتج الداخلي الخام بـ % 8,17 :خالل السنوات
0110و 0112و 0116و ،0118ويبقى القطاع الفالحي في الجزائر شديد التأثر بالظروف المناخية،
وﻫو األمر الذي يفسر التذبذب الذي عرفته معدالت النمو المحققة في ﻫذا القطاع صعودا ونزوال رغم
أنه حصل على ما قيمته 55,9مليار د.ج من مخصصات مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي و 311مليار
دج من مخصصات البرنامج التكميلي لدعم النمو.
148
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
قطاع الصناعة:
سجل قطاع الصناعة نسب نمو متدنية خالل الفترة 0110 - 0110حيث بلغ متوسط نمو القطاع
الصناعي العمومي % -0,86خالل الفترة ،0110 - 0110بينما سجل القطاع الصناعي الخاص % 3,14
كمتوسط لمعدل النمو لنفس الفترة ،والجدول رقم ( )0.3أدناه يوضح تطور معدالت النمو للقطاع
الصناعي الخاص والعمومي وكذا لفروع ﻫذا األخير.
الجدول رقم ( :)0.3تطور معدالت نمو القطاع الصناعي الخاص وأهم فروع القطاع الصناعي العام في
الجزائر خالل الفترة .0110 – 0110
الوحدة.% :
المتوسط 2009 0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110
-0,86 0,7 1,9 -3,9 -2,2 -4,5 -1,3 3,5 -1,0 -1,0 قطاع الصناعة العام
-10,47 -9,1 6,8 -2,1 -7,6 -14,4 -15,7 -20,6 -19,1 -12,5 صناعة غذائية
صناعة الحديد،
الميكانيك
واإللكترونيك
-2,3 2,0 2,5 -4,4 -3,1 3,9 -2,2 -10,6 -5,8 -3,0 صناعة كيميائية
-8,21 1,2 -1,1 -15,0 -14,0 0,6 -14,4 -2,4 3,7 -14,5 النسيج
-7,16 -12,0 -1,2 -4,8 -15,9 -18,4 15,4 -7,7 -19,3 -0,6 صناعة الجلود
1,53 -1,0 -1,6 2,7 -3,8 4,8 10,3 -7,6 8,4 1,6 مواد البناء
-8,01 -21,4 -11,9 -6,8 2,9 -15,9 -0,7 -6,1 0,9 -13,1 الخشب والورق
3,14 - - 3,2 2,1 1,7 2,5 2,9 6,6 3,0 قطاع الصناعة الخاص
نسب نمو سلبية خالل الفترة سجلت أغلب الصناعات الفرعية التابع لقطاع الصناعة العام
0110 - 0110باستثناء صناعات الحديد والميكانيك وااللكترونيك ومواد البناء التي سجلت نسب نمو
ايجابية بلغت % 1,53 ،% 3,2كمتوسط سنوي خالل نفس الفترة على التوالي ،وﻫي القطاعات التي
تأثرت إيجابا باالستثمارات العامة المنجزة ضمن إطار البرنامجين اإلنفاقيين للفترة ،0110 - 0110وفيما
149
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
يخص القطاع الصناعي الخاص تبقى معادالت نموه دون المستوى المطلوب خالل الفترة محل الدراسة
إذ بلغ متوسط نموه السنوي .% 3,14
نظرا للنتائج التي سجلها القطاع الصناعي يمكن لنا القول أن أدائه يبقى ضعيفا ودون المستوى مقارنة
بالفرص التي تتيحها السوق المحلية خاصة مع تطبيق مخطط دعم النمو االقتصادي والبرنامج التكميلي
لدعم النمو ،إذ أن ازدياد الطلب في إطار برامج ومشاريع ﻫذين المخططين خاصة ﻫذا األخير على
التجهيزات الصناعية بمختلف أنواعها ،لم يقابله استجابة من طرف القطاع الصناعي المحلي سواء العام
أو الخاص منه مما أدى إلى ازدياد حجم الواردات من المواد نصف المصنعة والتجهيزات الصناعية،
كما يوضحه الجدول رقم ( )01.3بزيادة قدرﻫا % 447,05و % 329,42على التوالي خالل الفترة
.0110 – 0110
الجدول رقم ( :)01.3تطور واردات الجزائر من المواد النصف مصنعة والتجهيزات الصناعية خالل الفترة
.0110 – 0110
9 557 9 502 6 678 4 637 3 743 3 422 2 683 2 186 1 747 المواد نصف المصنعة
14 141 12 344 9 361 8 015 7 872 6 681 4 654 4 146 3 293 التجهيزات الصناعية
وتتمثل أﻫم أسباب ضعف أداء القطاع الصناعي في الجزائر في االختالالت الحادة التي عرفها ﻫذا
القطاع خالل العقود األربعة الماضية ،بدأ بفشل إستراتيجية الصناعات المصنعة التي تم تطبيقها أثناء
الفترة الممتدة من منتصف الستينات إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي والمتمركزة أساسا على
الصناعات الثقيلة على حساب الصناعات الخفيفة وقطاعات النشاط األخرى ،وكذا تهميش القطاع
الخاص ،ثم التراجع عن االستثمارات المنتجة الذي ميز فترة الثمانينات ،وانتهاء باألزمة االقتصادية
والسياسية واألمني ة التي عاشتها البالد حتى نهاية التسعينات من نفس القرن وما صاحبها من ركود
اقتصادي ،وكذا التأخر الملحوظ في تطبيق اإلصالحات الهيكلية لالقتصاد بصفة عامة ،وعدم وضوح
الرؤية بعد فيما يتعلق بتنفيذ اإلستراتيجية الصناعية الجديدة بصفة خاصة والرامية إلى النهوض بهذا
القطاع.
150
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الفرع الثاني :تقييم نتائج التشغيل المسجلة خالل الفترة .0110 - 0110
كان لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر خالل الفترة 0110 - 0110انعكاس على حجم
العمالة ،ولقد ساﻫمت قطاعات االقتصاد الوطني في التحسين من وضع التشغيل كما ﻫو موضح في
الجدول رقم ( )00.3أدناه.
الجدول رقم ( :)00.3مساهمة أهم القطاعات االقتصادية في التشغيل في الجزائر خالل الفترة .0110 - 0110
السنة
المتوسط 0110 0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 0110 المؤشرات
الفالحة
25,23 13,12 26,29 27,20 27,31 27,04 27,05 27,26 26,32 25,54 ()0
1,17 -32,53 -0,05 3,48 5,76 4,08 3,32 8,83 8,28 - ()3
1 121,77 1 718 1 371 1 261 1 160 1 039 977 907 860 803 ()0
بناء وأشغال
عمومية
17,12 18,13 19,58 18,62 17,79 16,69 16,34 15,79 15,74 15,44 ()0
10,11 25,30 8,72 8,70 11,64 6,34 7,71 5,46 7,09 - ()3
1 520,25 - 1 572 1 557 1 542 1 532 1 510 1 490 1 503 1 456 ()0
ادارة
22,37 - 22,45 22,99 23,66 24,62 25,26 25,95 27,51 28,00 ()0
1,10 - 0,96 0,97 0,65 1,45 1,34 -0,86 3,22 - ()3
1 825,55 5 318 1 688 1 589 1 510 1 441 1 349 1 269 1 157 1 109 ()0
الخدمات خارج
اإلدارة
26,35 56,14 24,10 23,46 23,17 23,15 22,57 22,10 21,18 21,33 ()0
32,29 215,04 6,23 5,23 4,78 6,81 6,30 9,68 4,32 - ()3
593,11 1 194 530 511 515 527 523 510 504 503 ()0
الصناعة
8,98 12,60 7,56 7,70 8,05 8,46 8,75 8,88 9,22 9,67 ()0
16,31 125,28 1,53 -0,57 -0,37 0,76 2,54 1,19 0,19 - ()3
17,25 10,2 11,3 11,8 12,3 15,3 17,7 23,7 25,7 27,3 معدل البطالة ()%
( )3معدل نمو التشغيل في القطاع (.)% ( )0نسبة مساهمة القطاع في حجم العمالة الكلية (.)% ( )0حجم العمالة في القطاع (ألف عامل).
المصدر :من إعداد الطالبة بناء على التقارير السنوية للمؤشرات االقتصادية للجزائر الصادرة عن بنك الجزائر ،سنتي
.0101 ،0115
حسب أرقام الجدول يمكن ترتيب مساﻫمة أﻫم القطاعات االقتصادية في التشغيل كما يلي:
151
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
قطاع الخدمات:
لقد سجل قطاع الخدمات بشقيه اإلداري وغير اإلداري أكبر مساﻫمة في التحسين من وضع التشغيل
وذلك كما يلي:
تفسر النتائج التي حققها قطاع الخدمات بصفة عامة إلى التوسع الذي سجلته كل من قطاعات التجارة
والنقل واالتصاالت ،وكذا األﻫمية التي حضي بها قطاع الخدمات في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو
والذي يهدف إلى تحديث وتوسيع الخدمات العامة.
قطاع الفالحة:
يعتبر قطاع ا لفالحة ثاني القطاعات المساﻫمة في زيادة حجم العمالة بمتوسط نسبة مساﻫمة بلغت
% 25,23وتقليص معدالت البطالة خالل الفترة ،0110 – 0110ففي الفترة ،0112 – 0110ارتفع
حجم العمالة في ﻫذا القطاع بـ 289 000 :عامل ،وذلك راجع إلى األثر االيجابي لمخصصات مخطط
دعم اإلنعاش االقتصادي على القطاع الفالحي ،أما خالل الفترة 0110 – 0115فقد عرف فيها نمو حجم
العمالة في قطاع الفالحة تذبذبا نظرا للظروف المناخية الصعبة إذ انخفضت نسبة نمو حجم العمالة في
القطاع من % 4,08سنة 0115إلى % -32,53سنة ، 0110وانخفضت نسبة مساﻫمته في حجم القوة
العاملة المشتغلة الكلية من % 25,54سنة 0110إلى % 13,12سنة .0110
152
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
في زيادة حجم العمالة خالل الفترة 0112 – 0110بمتوسط معدل نمو سنوي بلغ ،% 6,75إذ زاد حجم
العمالة في ﻫذا القطاع سنة 0112بنسبة % 21,6مقارنة بما كان عليه سنة .0110
أما الفترة 0110 – 0115فقد ارتفع فيها معدل نمو حجم القوة العاملة المشتغلة في ﻫذا القطاع إلى
% 25,30سنة 0110بعدما كان % 6,34سنة 0115كما ارتفعت مساﻫمة ﻫذا القطاع في حجم العمالة
الكلي إلى % 18,13سنة 0110بعدما كانت % 16,69سنة ،0115ويرجع تحسن وضع حجم العمالة
في ﻫذا القطاع إلى المخصصات المالية التي حظي بها ﻫذا القطاع خالل ﻫذه الفترة في إطار برنامج
التكميلي لدعم النمو والمقدرة بـ 1 703,1 :مليار دج.
قطاع الصناعة:
تعد معدالت نمو حجم العمالة المحققة في ﻫذا القطاع أضعف المعدالت المسجلة خالل الفترة
، 0110 – 0110فخالل السنوات الثمانية األولى لهذه الفترة لم تتجاوز نسبة زيادة حجم القوة العاملة
المشتغلة في ﻫذا القطاع ،% 5,36وبمتوسط معدل نمو بلغ % 16,31خالل الفترة 0110 - 0110
وبمتوسط نسبة مساﻫمة في حجم القوة العاملة المشتغلة بلغت % 8,98خالل نفس الفترة.
وتعود ﻫذه النتائج إلى المشاكل الهيكلية والتمويلية التي يعاني منها القطاع الصناعي العمومي
والخاص ،مع العلم أن ﻫذا القطاع يعد القطاع الرئيسي القادر على توفير فرص عمل حقيقية ودائمة
وتحقيق معدالت نمو مستدامة للناتج والعمالة.
وتجدر اإلشارة في نهاية ﻫذا المطلب ،إلى أن األثر االيجابي للتوسع في اإلنفاق العام على التشغيل
في الجزائر خالل الفترة ،0110 – 0110إنما ﻫو أثر ظرفي وغير مستدام ،فمناصب الشغل المحققة في
إطار القطاع الف الحي تبقى مرتبطة بالظروف المناخية ،أما تلك المحققة في إطار قطاع البناء واألشغال
العمومية تبقى مرتبطة بالتدخل الحكومي من خالل المشاريع المبرمجة في ﻫذا القطاع ،كما أن وضعية
اإلنتاج الوطني عموما وعدم تجاوب قطاع الصناعة مع السياسة المطبقة ،أدى إلى تنامي مختلف أنواع
الواردات بشكل كبير ،حيث ارتفعت واردات الجزائر من السلع خالل الفترة 0110 - 0110كما
يوضحه الجدول رقم ( )00.3أدناه:
153
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
37,40 37,99 26,35 20,68 19,57 17,95 13,32 12,01 9,48 الواردات
-1,55 44,17 27,41 5,67 9,02 34,75 10,90 26,68 - معدل نمو الواردات ()%
إن ارتفاع حجم الواردات من 9,48مليار دوالر أمريكي سنة 0110إلى 37,40مليار دوالر أمريكي
سنة 0110أي بنسبة زيادة % 294,51خالل الفترة ،0110 – 0110ما ﻫو إال دليل على عدم مرونة
العرض الداخلي الكلي أمام الزيادة المسجلة في الطلب الداخلي الكلي ،فارتفاع حجم الواردات ما جاء إال
ليغطي الزيادة الحاصلة في الطلب الداخلي الكلي ،والتي عجز الجهاز اإلنتاجي الوطني عن تغطيتها.
عدم مرونة العرض الكلي وتجاوبه مع الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي في الجزائر ،و الزيادة
القوية المسجلة في حجم االستيراد ،ستعرقل آلية تأثير التوسع في اإلنفاق العام على التشغيل ،وتبقى
النتائج المحققة في ﻫذا المجال أقل من المستوى الموافق لهذا اإلنفاق.
مواصلة للسياسة السابقة ،صادق مجلس الوزراء في الجزائر بتاريخ 02ماي من سنة 0101على
()1
يمس قطاعات عديدة ألجل حفز الطلب برنامج إنفاقي بحجم 21 214مليار دج ( 086مليار دوالر)،
الداخلي الكلي ،وبالتالي تحقيق الطلب على وسائل اإلنتاج بما في ذلك اليد العاملة.
الفرع األول :قوام برنامج التنمية االقتصادية واالجتماعية للفترة .0102 – 0101
قدر المبلغ المخصص للبرنامج الخماسي 0102 – 0101بـ 21 214 :مليار دج ،ولقد وزع على
ستة محاور كما يوضحها الجدول رقم ( )03.3التالي:
154
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
الجدول رقم ( :)03.3توزيع الغالف المالي للبرنامج الخماسي المطبق في الجزائر خالل الفترة .0102 – 0101
Source : Les services du Premier Ministre, "annexe a la déclaration de politique générale, Octobre
)2010, plusieurs pages consultées, sur le site www.premier-ministre.gov.dz (07/05/2012 14 :39
نالحظ من خالل أرقام الجدول أن التنمية البشرية تستهلك حوالي نصف قيمة االستثمارات العمومية
المسخرة للفترة ،0102 – 0101وذلك بما يعادل 10 122مليار دج ،والهدف من ذلك ﻫو تزويد البالد
بموارد بشرية مؤﻫلة وضرورية لتنميتها االقتصادية.
المنشآت األساسية حظيت بمخصص مالي قدرت قيمته بـ 6 448 :مليار دج ،ويأتي ﻫذا مواصلة
للمجهودات التي بذلت في ﻫذا الجانب في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ،نظرا لما للمنشآت
األساسية من دور في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد.
الخدمة العمومية ،التنمية االقتصادية والبحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال استفاد كل منها
على التوالي على 1 666مليار دج 1 566 ،مليار دج 051 ،مليار دج ،أما مكافحة البطالة فقد استفادت
على 361مليار دج وفيما يلي تفصيل لهذه األخيرة.
الفرع الثاني :الرقي بالتشغيل ومحاربة البطالة ضمن إطار البرنامج الخماسي :0102 – 0101
إن التحسين من وضع التشغيل والتخفيض من معدالت البطالة يعد من أﻫم األﻫداف التي يصبو إليها
البرنامج الخماسي ،0102 – 0101وذلك نظرا لحجم مناصب الشغل التي سيتم استحداثها سنويا من قبل
الهيئات واإلدارات العمومية لمرافقة المنشآت األساسية الجديدة المستلمة ،ضف إلى ذلك مناصب الشغل
التي ستحدثها مختلف القطاعات االقتصادية سنويا بالنظر إلى أﻫمية البرامج االستثمارية العمومية
الجديدة ،زيادة إلى القروض المصغرة الستحداث المؤسسات المصغرة وبرامج اإلدماج المهني.
155
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
كما أن الهدف المعلن في إطار ﻫذا البرنامج ،يتمثل في استحداث ثالثة ( )13ماليين منصب شغل
جديدة ،منها مليون ونصف منصب شغل في إطار مناصب الشغل المؤقتة ،وخفض معدل البطالة إلى أقل
()1
من % 0خالل الفترة .0102 – 0101
في ﻫذا اإلطار ،ستتميز الفترة 0102 - 0101بمواصلة مجهودات التنمية من خالل تنفيذ برنـامج
االستثمار العمومي الذي خصص له 086مليار دوالر وباالستمرار في تنفيذ مخطط العمل لترقية
التشغيل ومحاربة البطالة .وعليه:
سيسمح ﻫذا الحجم من االستثمار بإنجاز المشاريع الكبرى الخاصة بالهياكل القاعدية التي تتطلب
يد عاملة مكثفة مثل:
إنهاء مشروع الطريق السريع شرق – غرب ووضع جهاز تسيير وصيانة ﻫذا األخير؛
حسب الوزارة المكلفة بالتشغيل فإنه سيتم في إطار ﻫذا البرنامج إحداث 278 000منصب شغل
كمعدل سنوي ،كما سيولي ﻫذا البرنامج اﻫتماما خاصا لقطاع الصناعة من خالل ،التطوير األساسي
للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة بإنشاء 20 000مؤسسة صغيرة ومتوسطة خالل الفترة وكذا ديناميكية
آليات ضمان القرض لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .وﻫو ما سيسمح بإنشاء أكثر من 66 000
()3
منصب شغل كمعدل متوسط في السنة في الفترة .0102 – 0101
156
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
في ﻫذا اإلطار وحسب نفس المصدر ،فإن برنامج االستثمار العمومي للفترة 0102 - 0101يرتقب
غالف مالي يقدر بـ 2 000 :مليار دج فيما يتعلق بتخفيض القروض البنكية الموجهة لتمويل التنمية
الصناعية .أما فيما يتعلق بقطاع الفالحة ،ترتكز التوقعات على استحداث ما يقارب 225 000منصب
شغل في السنة خالل الفترة .0102 – 0101
إضافة إلى ما سبق ذكره ،فإن الوزارات المكلفة بالتربية الوطنية والتعليم العالي تتوقع ،إنشاء
173 000منصب شغل خالل الفترة ،0102 – 0101أي بمعدل سنوي يقدر بـ 34 675 :منصب
شغل.
()1
.2فيما يخص ترقية تشغيل الشباب:
سيتم منح اﻫتمام خاص لبطالة الشباب والتكفل بها في أحسن الظروف ،وذلك في إطار البرنامج
الخماسي .0102 - 0101
وفي ﻫذا اإلطار ،خصص غالف مالي يقدر بـ 351 :مليار دج للفترة ما بين 0102 - 0101من
أجل مرافقة اإلدماج المهني لخريجي الجامعات والتكوين المهني وكذا لدعم المؤسسات المصغرة وتمويل
أجهزة التشغيل المؤقت.
األرقام الواردة في ﻫذه الفقرة مستقاة من :مداخلة السيد طيب لوح ،وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،في الملتقى الجهوي وسط 1
157
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
كما أن تقديرات السلطات المعنية تبين أن تحقيق ﻫذه األﻫداف يتطلب المحافظة على متوسط معدل نمو
سنوي خارج قطاع المحروقات في حدود % 16خالل الفترة ،0102 – 0101وفي ﻫذا الشأن ،فإن
النمو االقتصادي سيستمر في االعتماد على قطاعات تستقطب أكبر عدد من اليد العاملة كقطاع البناء
والشغال العمومية ،وقطاع الخدمات وقطاع الفالحة.
غير أن تنفيذ برنامج إعادة االعتبار وتطوير وسيلة اإلنتاج الصناعي الوطني ،والذي نلحظ انه قد اخذ
حصة من ﻫذا البرنامج على عكس البرنامجين اللذان سبقاه أال وﻫما مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي
والبرنامج التكميلي لدعم النمو ،ال بد له أن يساﻫم بتوسيع بصفة معتبرة مساﻫمة ﻫذا القطاع في النمو
االقتصادي وبالتالي التشغيل.
158
الفصل الثالث :سياسات التشغيل في الجزائر ضمن برامج اإلنفاق العام .0101 – 0111
خالصة:
.1عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي الوطني ،فالزيادة الحاصلة في الطلب الكلي لم تؤد إلى زيادة
مكافئة في العرض الكلي وﻫو ما أدى إلى ارتفاع حجم الواردات؛
.2يبقى أداء االقتصاد الجزائري مرﻫونا بأداء قطاع المحروقات على الرغم من الجهود المبذولة
ألجل تحرير االقتصاد الوطني من تبعيته لهذا القطاع؛
.3االنعكاس االيجابي للتوسع في اإلنفاق العام على التشغيل ،ﻫو انعكاس ظرفي غير مستدام في
ظل عدم مرونة العرض الكلي والتبعية لقطاع المحروقات.
بناء على ﻫذه النتائج ،يمكننا القول أن التوسع في اإلنفاق العام من طرف الحكومة الجزائرية خالل
الفترة ،0110 – 0110والذي كان يهدف من ورائه الرفع من معدالت النمو االقتصادي والتشغيل لم يكن
له األثر المأمول ،وﻫذا بسبب ضعف أداء الجهاز اإلنتاجي ،فعوض أن تؤدي المبالغ المالية المنفقة إلى
رفع عرض اإلنتاج الوطني – خاصة الفالحي والصناعي منه -نجدﻫا قد أدت إلى الرفع من فاتورة
الواردات من السلع خاصة منها السلع االستهالكية والمواد نصف المصنعة والتجهيزات الصناعية .ضف
إلى ذلك النسبة العالية لمساﻫمة قطاع المحروقات في تكوين الناتج الداخلي الخام ،والتي تفوق نسبة
% 21كمتوسط خالل الفترة المعنية.
وعليه ،يبقى التشغيل في الجزائر خاضعا بالدرجة األولى إلى نسب النمو االقتصادي المحققة والتي
تخضع بدورﻫا إلى حركة أسعار البترول في السوق الدولية ،ليكون بذلك قطاع المحروقات المؤثر
الرئيسي على العمالة الكلية في االقتصاد الجزائري بما يوفره من موارد مالية توجه لتمويل االقتصاد
الوطني ككل.
159
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة:
من خالل دراستنا وتحليلنا لموضوع "سياسات التشغيل وسوق العمل في الجزائر خالل الفترة
،"0101 – 0111دراسة لمساﻫمة سياسات التشغيل في معالجة اختالل سوق العمل في الجزائر ،بدراسة
واقع ﻫذه السياسات في إطار اإلمكانيات المالية المرصودة خالل الفترة ،0101 – 0111إضافة إلى
دراسة تطور ﻫذا السوق وكذا أجهزة وبرامج سياسات التشغيل المطبقة في الجزائر ،خلصنا إلى جملة
من النتائج التي من خاللها يمكن تأكيد صحة أو خطأ الفرضيات ،ومن ثم اإلجابة على إشكالية
الموضوع.
نتائج البحث:
.1يتبين لنا من خالل اإلحصائيات الرسمية المعتمد عليها في ﻫذا البحث أن مؤشرات سوق العمل في
الجزائر خالل العشرية األولى من القرن الواحد والعشرين قد شهدت تحسنا ملحوظا ،وذلك بارتفاع
معدل العمالة إلى % 37,6وانخفاض معدل البطالة إلى % 01سنة 0101بعدما كانا سنة :0110
% 29,8و % 27,30على التوالي؛
.2المعلومة اإلحصائية في بالدنا بحاجة إلى مصداقية ،وذلك بسبب التضارب واالختالف الذي تعرفه
ﻫذه المعلومة من مصدر آلخر وحتى في بعض األحيان من المصدر ذاته ،وﻫذا نتيجة عدم فعالية
نظام المعلومات في الجزائر بصفة عامة والمتعلق منه بسوق العمل بصفة خاصة؛
.3يفقد كل من معدل التشغيل ومعدل البطالة داللتهما في ظل تنامي مساﻫمة القطاع غير الرسمي في
التشغيل ،ألن حساب ﻫذين المعدلين ال يضم فئة المشتغلين في ﻫذا القطاع؛
.4انتشار العمل غير الرسمي إضافة إلى بروز أنماط جديدة للعمل كالعمل المؤقت أدى إلى توسع نطاق
العمل غير الالئق؛
.5سوء التنسيق بين مختلف أجهزة الشغل وتداخل المهام فيما بينها ﻫو ما ينقص من مدى فعاليتها في
تحقيق أﻫدافها؛
.6ضعف مساﻫمة القطاع الصناعي في التشغيل -وﻫو ما لحظناه من خالل دراستنا ﻫذه -رغم أنه
القطاع الوحيد القادر على التحسين من أوضاع عدة على رأسها التشغيل والضمان لهذه التحسينات
االستمرارية واالستدامة؛
.7التوسع في اإلنفاق العام في الجزائر ال يتناسب مع الوضع االقتصادي الذي تعيشه البالد بالنظر لعدم
مرونة الجهاز اإلنتاجي؛
160
الخاتمة العامة
.8تأثير التوسع في اإلنفاق العام على معدالت النمو وبالتالي على التشغيل تأثير غير مستدام ألنه يتحدد
أساسا بمستوى أداء قطاع المحروقات؛
.9نقص كفاءة وفعالية القطاع الصناعي ،ارتباط القطاع الفالحي بالظروف المناخية ،عدم مسايرة
المنظومة المصرفية واألجهزة اإلدارية الحكومية لإلجراءات والتدابير المتخذة سيؤدي حتما إلى
التقليل من النتائج المترتبة عن ﻫذا التوسع.
اختبار الفرضيات:
بناء على النتائج المتوصل إليها تم التأكيد على صحة فرضيات الدراسة الثالث.
والتي كان نصها كالتالي" :يرتبط تحسن وضع سوق العمل في الجزائر باألداء الجيد لالقتصاد".
نقول:
يعرف سوق العمل في الجزائر وكذا االقتصاد الوطني خالل الفترة :0101 – 0111
وكما رأينا من خالل بحثنا ،فإن مثل ﻫذه األوضاع ال تضمن االستقرار الدائم لالقتصاد الجزائري بما
في ذلك سوق العمل ،فعلى الرغم من تحسن مؤشرات سوق العمل الجزائري –من الناحية الكمية -خالل
الفترة ،0101 – 0111وعلى الرغم من المبالغ المالية الضخمة المنفقة على االستثمارات العمومية بهدف
الرفع من مستوى النمو االقتصادي والتشغيل ،يبقى ﻫذا السوق عرضة لالختالل في ظل المعالجة
االجتماعية لقضية الشغل والبطالة وﻫيمنة قطاع المحروقات وضعف أداء الجهاز اإلنتاجي الوطني.
161
الخاتمة العامة
والتي نصها ﻫو " :كسب تحدي التشغيل يتطلب وضع سياسات تشغيل نشطة على مستوى كل من
السياسات االقتصادية الكلية وسياسات سوق العمل ".نقول:
سياسات التشغيل ،ليست تلك السياسات المتعلقة بسوق العمل فقط بل تتعداﻫا لتشمل السياسات
االقتصادية الكلية ،وﻫو ما حاولنا إبرازه من خالل الفصل الثاني والثالث من ﻫذا البحث.
أ .السياسات االقتصادية الكلية:
كما سبق ورأينا فان ﻫناك أنواع عدة للسياسات االقتصادية ،ونحن من خالل بحثنا ركزنا على نوع
واحد منها أال وﻫي "سياسة اإلنعاش االقتصادي" ،ولقد حاولنا تبيين أثر ﻫذه السياسة على عالم الشغل،
والذي يتجلى من خالل رفع الطلب الكلي ثم اإلنتاج فالتشغيل.
إضافة إلى الدور الذي يلعبه كل قطاع اقتصادي في التشغيل من خالل ما يخلقه من مناصب شغل،
كما تجدر اإلشارة ﻫنا إلى أن ﻫناك قطاعات اقتصادية يكون لسياساتها بالغ األثر على سوق العمل،
كسياسة قطاع التربية الوطنية وقطاع التعليم والتكوين المهنيين وقطاع التعليم العالي والبحث العلمي. ...
ولقد ركزنا على ﻫذا النوع من السياسات من خالل الفصل الثاني ،الذي حاولنا من خالله سرد أﻫم
األجهزة والبرامج المعتمدة في الجزائر ،ولقد رأينا من خالل عرضنا النتائج التي حققتها ﻫذه األجهزة
والبرامج بخصوص الشغل ،والتي تبقى على الرغم من أﻫميتها أقل من المأمول خاصة في ظل
اإلمكانيات والجهود المبذولة.
كما أننا الحظنا من خالل دراستنا أن ﻫذه السياسات تتميز بكونها سياسات غير كفيلة بتحقيق نمو
اقتصادي دائم خالق للثروة والشغل ،وﻫو األمر الذي يدعوا الجزائر إلى وضع سياسات تشغيل نشطة
تجعل من االقتصاد منشئا لمناصب الشغل وفقا لمعايير اقتصادية.
والتي تعتبر أن " تأثير التوسع في اإلنفاق العام على وضع التشغيل مرهون بمدى تأثير هذا التوسع
على الناتج ".نقول:
كما رأينا من خالل البحث فإن النظرية االقتصادية تبين كما يبين الواقع االقتصادي أن فعالية اإلنفاق
العام في تحقيق األﻫداف التوسعية تتطلب مرونة الجهاز اإلنتاجي.
162
الخاتمة العامة
وبهذا الخصوص ،فإن الجهاز اإلنتاجي الجزائري غير كفء ،رغم كل الجهود المبذولة خالل الفترة
،0101 – 0111في ظل غياب االستثمار الخاص بشقيه الوطني واألجنبي وكذا ضعف إنتاجية قطاع
الشغل الذي يبدو أنه يعتمد على الوظيفة العمومية أكثر مما يعتمد على الوظيفة اإلنتاجية ،ضف إلى ذلك
ضعف أداء القطاع الصناعي العمومي أما القطاع الصناعي الخاص فهو األخر يعاني من صعوبات
المنافسة والمواصفات ،فقط ﻫي قطاعات الخدمات والبناء واألشغال العمومية والفالحة من استجابت
لمحدد النمو.
عجز اآللة اإلنتاجية الوطنية على تغطية الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي خالل الفترة المعنية أدى
إلى ارتفاع الطلب على الواردات ،وأمام ﻫذا الواقع تتأكد عدم فعالية ضخ السيولة في المشاريع الكبرى
وتمويل مختلف آليات الدعم ،لفشلها في تنشيط الجهاز اإلنتاجي الوطني الذي من شأنه وحده ضمان
استمرارية النمو والتشغيل وذلك بتحرير االقتصاد الجزائري من التبعية لقطاع المحروقات والخارج.
االقتراحات:
ما يميز سوق العمل في الجزائر ﻫو نمط التشغيل المرتكز على النمو االقتصادي المتولد عن استغالل
الموارد الطبيعية (البترول والغاز) ،وكذلك االعتماد المفرط على القطاع العام في خلق فرص الشغل،
إضافة إلى سوء مناخ االستثمار ومحدودية دور القطاع الخاص وغياب سياسة واضحة المعالم لدمج
القطاع غير الرسمي في التنمية االقتصادية ،تبعا لهذا الواقع ورغبة منا في إكساب بحثنا فائدة أكبر،
يمكن تقديم بعض االقتراحات ،وذلك على مستويين كما يلي:
163
الخاتمة العامة
.6حماية المنتوج الوطني بوضع قيود إدارية على التجارة الخارجية لصالح المؤسسة االقتصادية
الوطنية؛
.7تشجيع الصناعات المعدة للتصدير برفع كل الحواجز على االستثمار المنتج خاصة في
قطاعي الفالحة (الصناعات الغذائية) والصناعة.
على مستوى سياسات سوق العمل:
.1اعتماد سياسات التشغيل النشطة التي تهدف إلنشاء مواقع شغل الئقة؛
.2تحسين إدارة سوق العمل وذلك بإنشاء ودعم وتطوير إدارات التشغيل وﻫيئات المراقبة
والتفتيش الخاصة بتنظيم سوق العمل خاصة تلك المتعلقة بالضرائب واالشتراكات االجتماعية
وتفتيش العمل ،وﻫذا بهدف تعميم شروط العمل الالئق؛
.3تحديد المهام بدقة لمختلف أجهزة الشغل لتجنب تداخل المهام فيما بينها وألجل ضمان التكامل
فيما بينها ألجل التحسين من واقع الشغل في البالد وألجل استغالل أكفأ للموارد المالية؛
.4انطالقا من مبدأ أن المؤسسة االقتصادية ﻫي المكان الطبيعي إلحداث فرص العمل فمن
الواجب أن توفر لها ظروف ﻫذا النجاح من حيث التسهيالت و المزايا إلحداث فرص العمل
وتطوير التكوين وتحسين القدرة التنافسية وتشجيع االستثمار؛
.5وضع نظام معلوماتي فعال ودقيق لسوق العمل يسهل من اتخاذ سياسات تتماشى وظروف
سوق العمل الوطني.
آفاق البحث:
يبقى مجال البحث والدراسة بخصوص سوق العمل في الجزائر مفتوحا أمام كل باحث ومهتم ،خاصة
فيما يتعلق بسياسات التشغيل ،وإن كنا قد اقتصرنا على سياسة االنعاش االقتصادي – التوسع في االنفاق
العام -عند دراستنا لسياسات التشغيل على مستوى السياسات االقتصادية الكلية ،باعتبارﻫا السياسة
المطبقة في الجزائر خالل فترة الدراسة ،فإننا نأمل أن يتم التطرق في بحوث قادمة إلى أنواع أخرى
للسياسات االقتصادية مثل سياسة البحث العلمي والسياسة الصناعية ...إلخ ،لما لها من أثر على
التشغيل.
164
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
.Iباللغة العربية:
.1الكتب:
السعيد بريبش" ،االقتصاد الكلي :نظريات ،نماذج وتمارين محلولة" ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة-
.0060
سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :المفاهيم والنظريات األساسية" ،الكتاب األول ،الكويت .0003
سامي خليل" ،نظرية االقتصاد الكلي :نظريات االقتصاد الكلي الحديثة" ،الكتاب الثاني ،الكويت .0002
سعد طبري وآخرون " ،االقتصاد والمانجمنت والقانون" ،الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية،
طبعة.
ضياء مجيد الموسوي" ،سوق العمل والنقابات العمالية في اقتصاد السوق الحرة" ،ديوان المطبوعات
الجزائر.0080 ،
عبد القادر محمد عبد القادر عطية "،النظرية االقتصادية الكلية" ،الدار الجامعية للكتاب ،مصر.0000 ،
عبد المجيد قدي" ،المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية :دراسة تحليلية تقييمية" ،ديوان المطبوعات
165
قائمة المراجع
محمد فرحي" ،التحليل االقتصادي الكلي :األسس النظرية" ،الجزء األول ،دار أسامة للطباعة والنشر
مدني بن شهرة" ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل :التجربة الجزائرية" ،دار الحامد للنشر
لالقتصاد من خالل حالة الجزائر" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون -الجزائر.0101 ،
وليد عبد الحميد عايب" ،اآلثار االقتصادية الكلية لسياسة اإلنفاق الحكومي" ،مكتبة حسين العصرية
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر.0116 – 0115 ،
عيسى آيت عيسى" ،سياسة التشغيل في ظل التحوالت االقتصادية بالجزائر (انعكاسات وآفاق اقتصادية
واجتماعية)" ،أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه ،تخصص تسيير ،جامعة الجزائر،
.0101
مليكة يحيات" ،إشكالية البطالة والتضخم في الجزائر ، "0115 - 0001أطروحة مقدمة ضمن متطلبات
نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.0110 - 0116 ،
ب.مذكرات الماجستير:
أحمد ضيف" ،انعكاس سياسة اإلنفاق العام على النمو والتشغيل في الجزائر ،"0112 – 0002مذكرة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع نقود ومالية ،جامعة حسيبة
بن بوعلي ،الشلف.0115 – 0112 ،
بوبكر بن العائب" ،دراسة تحليلية لتطور التشغيل في الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة
الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع القياس االقتصادي ،جامعة الجزائر.0113 – 0110 ،
سعدية قصاب" ،تحليل برامج التشغيل بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على منطقة الشراقة"،
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية،فرع التخطيط ،جامعة الجزائر،
.0002
166
قائمة المراجع
كريم بودخدخ" ،أثر سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ،"0110 – 0110
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر،
.0101 - 0110
.3المجــــالت:
مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا :البشير عبد الكريم" ،دالالت معدل البطالة والعمالة ومصداقيتهما في
الجزائر وأثر السياسات االقتصادية التجميعية على معدالت البطالة" ،المجلد العاشر ،العدد الثاني ،يوليو
.0118
المجلة السداسية للمفتشية العامة للعمل :تصميم وانجاز زﻫير بطاش" ،نشرة مفتشية العمل" ،رقم 02
ديسمبر .0101
مجلة الباحث:
لخضر عبد الرزاق موالي" ،تقييم أداء سياسات التشغيل في الجزائر ،"0101 – 0111العدد
.0100 /01
محمد مسعي" ،سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو" ،مجلة الباحث ،العدد
.0100 – 01
األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية :نبيل بوفليح" ،دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي
حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الجزائر بين معوقات المعمول ومتطلبات المأمول" ،ملتقى دولي
الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة
بن بوعلي ،الشلف ،يومي 08-00أفريل .0116
167
قائمة المراجع
الطاﻫر لطرش" ،اإلطار المؤسسي لسوق العمل وسياسة التشغيل في الجزائر :خصائصه وأثره على
ديناميكية التشغيل" ،الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية
المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 06 – 05نوفمبر .0100
بلقاسم رحالي ،ركن الدين فالك" ،دراسة تحليلية قياسية ألثر االستثمار العمومي على البطالة في
الجزائر خالل الفترة ،"0101 – 0001الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة
وتحقيق التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 06 – 05نوفمبر
.0100
صليحة بن طلحة ،بوعالم معوشي" ،الدعم المالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في القضاء
على البطالة" ،ملتقى دولي حول متطلبات تأﻫيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية،
إشراف مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،يومي 08-00أفريل
.0116
عبد اهلل بلوناس" ،برنامج التثبيت والتعديل الهيكلي لالقتصاد الجزائري" ،الملتقى الدولي حول تأﻫيل
المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية العالمية ،جامعة فرحات عباس،
سطيف ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير 31 – 00 ،أكتوبر .0110
عزيزة بن سمية" ،اآلثار االقتصادية واالجتماعية لإلصالحات االقتصادية في الجزائر" ،الملتقى الدولي
حول أبعاد الجيل الثاني من اإلصالحات االقتصادية في الدول النامية ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس،
يومي 15 – 12ديسمبر .0116
كمال رزيق ،عمار بوزعرور" ،التصحيح الهيكلي وآثاره على المؤسسة االقتصادية في الجزائر"،
الملتقى الدولي حول تأﻫيل المؤسسة االقتصادية وتعظيم مكاسب االندماج في الحركية االقتصادية
العالمية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 31 – 00أكتوبر
.0110
ناصر مغني " ،القرض المصغر كإستراتيجية لخلق مناصب الشغل في الجزائر" ،الملتقى الدولي حول
إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 06 – 05نوفمبر .0100
نعيمة بوكلتوم ،خيرة داود" ،األثر المباشر لالستثمار األجنبي المباشر على التشغيل في الجزائر خالل
الفترة ،"0101 – 0008الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق
التنمية المستدامة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 06 – 05نوفمبر .0100
168
قائمة المراجع
لتفعيل التنمية عرض نتائج الفترة ،"0101 – 0116الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل ودورﻫا في
تنمية الموارد البشرية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 02 – 03أفريل .0100
سعدية قصاب" ،مرونة عالقات العمل في الجزائر ،"0116 – 0001الملتقى الوطني الثاني واقع التشغيل
في الجزائر وآليات تحسينه ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،يومي 06 – 05
جوان .0118
صالح مفتاح" ،تطور االقتصاد الجزائري وسماته منذ االستقالل الى اصالحات التحول نحو اقتصاد
السوق" ،الملتقى الوطني األول حول اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الممارسة التسويقية ،المركز
الجامعي بشار ، ،يومي 00-01أفريل .0112
فارس فضيل ،محمد طالبي ،محمد ساحل" ،أثر االستثمار المباشر على التشغيل في الجزائر" ،الملتقى
الوطني الثاني حول واقع التشغيل في الجزائر وآليات تحسينه ،جامعة الجزائر ،يومي 06 - 05جوان
.0118
فاطمة الزﻫرة موالي علي" ،سوق العمل والموارد البشرية" ،الملتقى الوطني حول سياسة التشغيل
ودورﻫا في تنمية الموارد البشرية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 02 – 03أفريل .0100
.6نــــدوات:
ناصر مراد" ،مكافحة مشكلة البطالة في الجزائر" ،ورقة عمل مقدمة في الندوة العربية 'البطالة:
أسبابها ،معالجتها ،وأثرها على المجتمع" ،الجزء الثاني ،جامعة سعد دحلب ،البليدة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير 00- 05 ،أفريل .0116
.7جرائد رسمية:
أ .قوانيـــــن:
قانون" ،رقم 00-12المؤرخ في 03ذي القعدة عام 0205الموافق لـ 05ديسمبر سنة ،"0112العدد
،83الصادر في 02ذو القعدة عام 0205الموافق لـ 06ديسمبر سنة ،0112يتعلق بتنصيب العمال
ومراقبة التشغيل.
ب .مراسيم رئاسية:
المرسوم الرئاسي" ،رقم 032-06المؤرخ في 06صفر عام 0200الموافق لـ 10يوليو سنة ،"0006
العدد ،20الصادر في 00صفر عام 0200الموافق لـ 13يوليو سنة ،0006يتعلق بدعم تشغيل
الشباب.
169
قائمة المراجع
المرسوم الرئاسي" ،رقم 056-01المؤرخ في 01ذي القعدة عام 0202الموافق لـ 13يناير سنة
العدد ،22الصادر في 00محرم عام 0205الموافق لـ 10يوليو سنة ،0002يتضمن القانون االساسي
للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة.
المرسوم التنفيذي" ،رقم 030-06المؤرخ في 03صفر عام 0200الموافق لـ 00يونيو سنة ،"0006
العدد ،21الصادر في 02صفر عام 0200الموافق لـ 31يونيو سنة ،0006يتضمن إنشاء وكالة
التنمية االجتماعية ويحدد قانونها األساسي.
المرسوم التنفيذي" ،رقم 10-12المؤرخ في 01ذي القعدة عام 0202الموافق لـ 13يناير سنة
170
قائمة المراجع
المرسوم التنفيذي" ،رقم 00-16المؤرخ في 00محرم عام 0200الموافق لـ 08فبراير سنة ،"0116
العدد ،10الصادر في 01محرم عام 0200الموافق لـ 00فبراير سنة ،0116يحدد مهام الوكالة
الوطنية للتشغيل وتنظيمها وسيرﻫا.
المرسوم التنفيذي" ،رقم 006-18المؤرخ في 03ربيع الثاني عام 0200الموافق لـ 00أبريل سنة
في بلدان المغرب العربي" ،المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر.
منظمة العمل العربي :سليمان باروك" ،االمديونية وانعكاساتها على التشغيل والتنمية في البلدان
وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية" :خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ،"0008-0060
االجتماعي ،في الملتقى الجهوي وسط إلطارات قطاع التشغيل 10جوان .0101
وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية" :نشرية المعلومات اإلحصائية" ،للسنوات
.0118-0110-0116-0115
المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي " :تقرير حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر"،
171
قائمة المراجع
.0112 جانفي،"الشباب
: باللغة األجنبية.II
1. Les ouvrages :
Abdelatif BENACHENHOU, "l’Expérience Algérienne de planification et de
développement (1962- 1982)", Algérie, OPU, 1979.
Abdelhamid BRAHIMI, "L’économie Algérienne Défis et Enjeux", 02 Edition
Dahlab, Alger, 1991.
Alain BEITONE, Christine DOLLO, Jean-Pierre GUIDONI, Alain LEGARDEZ,
"Dictionnaire des sciences économiques", Armand Colin, Paris, 1991.
Fréderic TEULON, "Le Chômage et les politiques de l’Emploi", Edition du seuil, juin
1996, Paris.
172
قائمة المراجع
2. Mémoires :
Ahmed ZAKANE," Analyse de l’Offre d’Emploi réalités et perspectives cas de
l’Algérie", mémoire de magistère en sciences économiques, Université d’Alger,
Institut des sciences économiques, Juin 1992.
3. Rapports et documents:
Organisation Internationale du Travail, Mohamed Saib MUSETTE, Mohamed Arezki
ISLI, Nacer Eddine HAMMOUDA, "Marché du Travail et Emploi en Algérie
éléments pour une politique nationale de l’Emploi profil de pays", Bureau de l'OIT
à Alger, octobre 2003.
Mécanisme Africain d’Evaluation par les Pairs, «Rapport sur l’état de mise en œuvre
du programme d’action national en matière de gouvernance », novembre 2008.
173
قائمة المراجع
4. Sites électroniques:
www.ons.dz
www. premier-ministre.gov.dz
174
المالحق
المالحق:
الملحق رقم ( :)10مناصب الشغل المستحدثة طيلة الفترة الممتدة من 0000/10/10إلى .0118/00/30
673 926 500 916 173 010 )0مناصب الشغل المستحدثة لدى الوظيف العمومي.
892 318 589 158 303 160 )3مناصب الشغل المستحدثة في إطار االستثمارات المنجزة في قطاع الفالحة.
)2مناصب الشغل المستحدثة في إطار استثمارات ممولة من قبل البنوك (خارج الوكالة
237 992 156 436 81 556
الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخارج الفالحة)
300 520 258 869 41 651 )5مناصب الشغل المستحدثة في إطار ترتيب (عقود ما قبل التشغيل).
164 296 164 296 - DAIP )6ترتيب المساعدة على االدماج المهني
379 446 276 174 103 272 )0مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر )(ANSEJ-CNAC-ANJEM
3 626 711 2 542 871 1 083 840 المجموع الفرعي "أ"
معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة
2 631 333 1 726 299 905 034 مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب )(ESIL-TUP HIMO-IAIG
2 631 333 1 726 299 905 034 المجموع الفرعي "ب"
6 258 044 4 269 170 1 988 874 المجموع العام
Source: Les services du Premier Ministre, "Bilan Des Réalisations Economiques Et Sociales De
La Période 1999-2008", p 13.
175
المالحق
الملحق رقم ( :)10مناصب الشغل المستحدثة طيلة الفترة الممتدة من 0112/10/10إلى .0118/00/30
المجموع
2008 2007 2006 2005 2004 التعيين
0118-0112
164 296 164 296 - - - - DAIP )6ترتيب المساعدة على االدماج المهني
276 174 94 349 59 772 71 265 35 088 15 700 )0مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر
)(ANSEJ-CNAC-ANJEM
2 542 871 705 456 503 235 473 810 429 825 430 545 المجموع الفرعي "أ"
معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة
1 726 299 419 305 396 419 387 878 254 736 267 961 مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب
)(ESIL-TUP HIMO-IAIG
1 726 299 419 305 396 419 387 878 254 736 267 961 المجموع الفرعي "ب"
4 269 170 1 124 761 899 654 861 688 684 561 698 506 المجموع العام
Source: Les services du Premier Ministre, "Bilan Des Réalisations Economiques Et Sociales De
La Période 1999-2008", p 07.
176
المالحق
الملحق رقم ( :)13حصيلة مناصب الشغل المستحدثة في سنة 0110وفي السداسي األول من سنة .0101
253 446 30 745 222 701 )0مناصب الشغل المستحدثة لدى الوظيف العمومي.
268 333 24 479 243 854 )3مناصب الشغل المستحدثة في إطار االستثمارات المنجزة في قطاع الفالحة.
)2مناصب الشغل المستحدثة في إطار استثمارات ممولة من قبل البنوك (خارج الوكالة
45 069 15 785 29 284
الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخارج الفالحة)
35 432 12 892 22 540 )5مناصب الشغل المستحدثة في إطار ترتيب (عقود ما قبل التشغيل).
368 962 91 344 277 618 DAIP )6ترتيب المساعدة على االدماج المهني
240 439 72 300 168 139 )0مناصب الشغل المستحدثة في إطار القرض المصغر )(ANSEJ-CNAC-ANJEM
22 830 22 830 - )8مناصب الشغل المستحدثة في اطار الصناعة التقليدية
1 393 242 340 324 1 052 918 المجموع الفرعي "أ"
معادل مناصب الشغل الدائمة على مدى سنة المستحدثة في اطار الورشات ذات اليد العاملة المكثفة
738 980 332 000 406 980 مناصب الشغل المستحدثة في إطار تراتيب )(ESIL-TUP HIMO-IAIG
2 132 222 672 324 1 459 898 المجموع العام
Source: Les services du Premier Ministre, " Annexe à la déclaration de politique général ",
Octobre 2010, p 84.
177
المالحق
الملحق رقم ( :)12االستثمارات ،التقديرات ،التكاليف واالنجازات الخاصة بمخططات الفترة .0000 - 0160
السنوات
الفترة االنتقالية الرباعي الثاني الرباعي االول الثالثي
القطاعات
انجازات تكاليف تقديرات تقديرات انجازات تكاليف تقديرات تقديرات انجازات تكاليف تقديرات
4,15 3,77 8,91 31,60 16,72 4,35 9,49 4,94 1,88 1,87 1,62 القطاع الزراعي
14,70 34,40 36,00 63,35 19,50 9,78 16,00 4,57 2,52 4,65 2,27 المحروقات
11,79 7,95 28,46 70,96 12,86 7,52 15,15 5,21 1,58 6,33 2,18 الصناعة القاعدية
3,56 8,63 5,07 23,00 4,01 1,32 2,69 1,19 0,37 1,67 0,49
صناعة تحويلية
2,05 4,67 4,62 9,20 2,63 2,18 2,66 1,43 0,44 1,35 0,46
المناجم والطاقة
32,50 55,65 74,15 166,71 48,00 20,80 36,50 12,40 4,91 14,00 5 ;40 مجموع الصناعة
بناء وأشغال
10,9 2,35 3,45 6,04 2,73 0,64 0,85 - - - -
عمومية
2,93 6,46 10,22 23,65 10,50 2,60 4,43 1,87 0,36 0,37 0,46 خدمات
القطاع االجتماعي
11,98 28,40 24,50 83,30 32,27 7,92 17,29 8,54 2,01 3,24 1,58
والهياكل األساسية
52,65 93,63 121,23 314,30 110,22 36,31 68,56 27,75 9,16 19,16 9,06 مج االستثمارات
المصدر :وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية سابقا" ،خالصة الحصيلة االقتصادية واالجتماعية للعشرية ،"0008 – 0060
الجزائر ،ماي ،0081ص .25
الملحق رقم ( :)15تطور عدد المشاريع االستثمارية وكذا التشغيل خالل الفترة 0101-0110في إطار الوكالة
الوطنية لتطوير االستثمار.
المجموع 0101 0110 0118 0110 0116 0115 0112 0113 0110 السنة
عدد المشاريع
77 843 6 658 19 729 16 925 11 497 6 975 2 255 3 484 7 211 3 109
(مشروع)
عدد مناصب الشغل
1 049 932 50 987 155 905 196 754 157 295 123 583 78 951 74 173 115 739 96 545
(منصب شغل)
178