You are on page 1of 123

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة زيان عاشور – الجلفة –‬


‫كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم علوم التسيير‬

‫مطبوعة الدروس في مقياس‬


‫التدقيق لاجتماعي‬

‫إعداد الدكتورة جعالب الزهرة‬


‫أستاذ محاضر– أ–‬
‫كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة الجلفة – الجزائر ‪-‬‬
‫موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر‬
‫شعبة علوم التسيير‬
‫‪9191/9102‬‬
‫التخصص‪ :‬تسييراملوارد البشرية‬
‫تقديم‬

‫متثل هذه املطبوعة منوذجا عن حمتوى الدروس اخلاصة مبقياس التدقيق االجتماعي‪ ،‬املقرر على طلبة السنة‬

‫الثانية تسيري املوارد البشرية‪ ،‬تتسم هذه املطبوعة ابلبساطة والوضوح‪ ،‬حيث كانت عبارة عن جمهود يهدف إىل‬

‫تعليم الطالب كيفية تقدمي املعلومات بطريقة منهجية وعلمية‪ ،‬وتنظيم الكم الكبري منها يف عناصر خمتصرة‬

‫ومرتبة‪.‬‬

‫يتمثل اهلدف الرئيسي هلذه املطبوعة يف تعريف الطالب املتخصص يف جمال التسيري مبختلف أشكاله الت ـ ـي‬

‫ميكن أن تتم يف بيئة األعمال سواء على مستوى الفرد أو املؤسسة‪ ،‬حيث قسمت إىل حماور بعناوين رئيسية‬

‫وقسمت هذه احملاور اىل دروس تبسط وتشرح أكثر منها التعريف ابإلطار النظري ملفهوم التدقيق االجتماعي‪،‬‬

‫واالجتاهات احلديثة يف إدارة املوارد البشرية وبقية العناوين سوف نذكرها يف فهرس احملتوايت‪.‬‬

‫وأتخذ هذه املطبوعة بعني االعتبار املدة الزمنية املخصصة للسداسي يف تقدمي احملاضرات‪ ،‬اتركة للطالب‬

‫جماال لإلضافة واإلثراء فهي مل تشمل على بعض العناصر اليت ينبغي توافرها يف حمتوى املقياس مثل استخالص‬

‫التعريف اإلجرائي للعنصر املدروس‪ ،‬وإعطاء أمثلة من الواقع العملي يف جمال التدقيق االجتماعي‪.‬‬

‫ويف األخري‪ ،‬أنمل أن يكون هذا اجلهد املتواضع إضافة علمية‪ ،‬يستفيد منها الطلبة يف خمتلف األطوار‬

‫عموما‪ ،‬وطلبة الدراسات العليا خصوصا‪ ،‬كما نرحب جبميع املالحظات حوله‪ ،‬على أمل حتسينه مستقبال‬

‫ليكون مرجعا يرقى ملستوى التطلعات اليت ختدم العلم واملعرفة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪.I‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪I‬‬ ‫تقديم‬

‫‪III‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬

‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬


‫‪30‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬مدخل حول مفهوم التدقيق‬
‫‪30‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬عوامل ظهور التدقيق وأنواعه‬
‫‪21‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬الهيئات المنظمة لمهنة التدقيق‬

‫‪21‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬تنظيم مهنة التدقيق في الجزائر‬

‫‪12‬‬ ‫خالصة المحور األول‬

‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬


‫‪10‬‬ ‫الدرس الخامس‪ :‬تطور ومفهوم التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪11‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬خصائص وأهداف التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪01‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬منهجية وتقنيات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪21‬‬ ‫الدرس الثامن‪ :‬تقنيات عرض وتحليل النتائج‬

‫‪42‬‬ ‫خالصة المحور الثاني‬

‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬


‫‪45‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬التدقيق التوظيف‬

‫‪52‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬تدقيق التكوين‬

‫‪54‬‬ ‫الدرس الحادي عشر‪ :‬تدقيق التغيب‬

‫‪50‬‬ ‫الدرس الثاني عشر‪ :‬تدقيق دوران العمل‬

‫‪11‬‬ ‫خالصة المحور الثالث‬

‫‪I‬‬ ‫‪.III‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫‪V‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬


‫‪12‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬مفاهيم حول تسيير الموارد البشرية‬

‫‪03‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬أنشطة إدارة الموارد البشرية‬

‫‪00‬‬ ‫الدرس الخامس عشر‪ :‬إستراتيجية تسيير الموارد البشرية‬

‫‪30‬‬ ‫خالصة المحور الرابع‬

‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماعي ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪34‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التدقيق الدوري والمحدد إلدارة الموارد البشرية‬

‫‪31‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التدقيق االجتماعي وتحسين أداء الموارد البشرية‬

‫‪231‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬مجاالت تدخل التدقيق االجتماعي‬

‫‪222‬‬ ‫خالصة المحور الخامس‬

‫‪221‬‬ ‫خاتمة عامة‬

‫‪220‬‬ ‫المراجع المعتمدة‬

‫‪V‬‬ ‫‪.III‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫تمهيد‬

‫فرضـ ــت اجتاهـ ــات العوملـ ــة املتعـ ــددة والتطـ ــورات املتالحقة يف عامل إدارة األعمال العديد من التحـدايت‬
‫ممـا فـرض علـى الكثيـر مـن املؤسسـات احـداث تغيـرات عميقـة فـ ــي اجتاهاهتـ ــا وأفكارهـ ــا وإدارهتـ ــا حنـ ــو رسـ ــم‬
‫خطـ ــط اسـرتاتيجية تتواكـب مـع التطـورات احلاصـلة وتسـتجيب للبيئـة اجلديـدة وتـدفعها لكسـب مكانـة فـي‬
‫السـاحة الدوليـة وضمان ميزة تنافسية تؤهلها للبقاء واالستمرار‪.‬‬
‫وأدى ذل ــك ابملؤسس ــات إل ــى إجي ــاد تنظ ــيم ح ــديث خاص إبدارة املوارد البشرية ابعتبارها الدعامة‬
‫والركيـزة األساســية هلــا ولألنشــطة التــي تقــوم هبــا وهــذا ال يكــون إال بتحقيق اجلودة والرفع من مستوى اإلنتاج‬
‫واالنتاجية‪.‬‬
‫وابلتـايل حتقيـق ميـزة تنافسـية والـذي يـؤدي بـإدارة امل ـ ـوارد البش ـ ـرية إلـ ــى حتقيـ ــق األهـ ــداف االس ـ ـرتاتيجية‬
‫للمؤسس ــة ورغ ــم اجله ــود املبذول ــة إال أن ــه يبق ــى هن ــاك عراقيل حتول دون حتقيق (اجناز) األعمال‪.‬‬
‫ومم ــا تق ــدم ذك ــره س ــابقا اس ــتوجب حب ــث نش ــاط التـدقيق االجتمـاعي املصـنف ضـمن جمـال تسـيري‬
‫املـوارد البش ـرية فهــو يعتبــر أحــد الوســائل اهلامــة فــي تشــخيص الوضـعية االجتماعيـة للمؤسسـات وذلـك مـن‬
‫خـالل شـخص مس ــتقل وحمت ــرف يق ــوم ابلكش ــف ع ــن مـ ـواطن الض ــعف واالختالالت والتعرف على نقاط‬
‫القوة ومقارنتها مبعـايري حمددة وكمكينها من التكيف مع الظـروف ااخارجيـة وذلـك من خالل توجيهات يف شكل‬
‫تقارير مصدرة من قبله‪.‬‬
‫يعترب التدقيق االجتماعي الوسيلة األساسية اليت تقود املدقق االجتماعي إىل وضع تشخيص كامل‬
‫حول الوضعية االجتماعية للمؤسسة‪ ،‬من خالل مراجعة ومعرفة ما إذا كان هناك اختالفات بني الوضعية‬
‫احلالية للمؤسسة والقرارات واإلجراءات املتخذة مسبقا ‪.‬وقد عرف التدقيق االجتماعي تطورا كبريا منذ بداية‬
‫سنوات التسعينات حيث يتم وضع إجراءات للحصول على شهادات املدققني االجتماعيني منذ سنة ‪،4991‬‬
‫هذه الوظيفة كانت كمارس خارج املؤسسة أي يف مكاتب مستقلة عن املؤسسة لكن يف الوقت احلايل ميكن‬
‫مالحظة أن املدقق االجتماعي أصبح ينتمي إىل املؤسسة‪ ،‬وأصبح ميارس مهنته داخلها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫احملور األول‬

‫مفاهيم عامة حول التدقيق‬


‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫الدرس األول‪ :‬مدخل حول مفهوم التدقيق‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إن التطور الكبري الذي شهدته املؤسسات عرب الزمن‪ ،‬تطور العالقات االقتصادية وتوسيع نطاق‬
‫املبادالت التجارية وتشابكها جعل املؤسسة تتعامل مع عدة أطراف وهيئات هلا مصاحل بشكل مباشر أو غري‬
‫مباشر‪ ،‬ما أدى إىل ضرورة تبين وظيفة جديدة داخل اهليكل التنظيمي للمؤسسة تتمتع بثقة خمتلف مستخدمي‬
‫البياانت املالية وغري املالية‪ ،‬كما تتصف خباصية املوضوعية واحلياد‪ ،‬وللتعرف على هذا العلم املتميز‪ ،‬سيتم‬
‫التطرق من خالل هذا إىل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حملة اترخيية عن التدقيق‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬مفهوم التدقيق‪.‬‬
‫أوال‪ .‬حملة اترخيية عن التدقيق‪:‬‬
‫تستمد كلمة "مراجعة " أو تدقيق‪ "Audit " ،‬من الكلمة الالتينية ‪ "Audire".‬ومعناها يستمع‪،‬‬
‫ويرجع استخدامها إىل الطريقة املتبعة من طرف حكومات قدماء املصريني واليوانن يف متابعة احلساابت‪ ،‬حيث‬
‫كان املدقق وقتها يستمع إىل القيود املثبتة ابلدفاتر والسجالت للوقوف على مدى صحتها‪.‬‬
‫ويف كتاب "جذور التدقيق" يشري بعض الكتاب إىل أصل التدقيق يعود إىل السلطات املصرية القدمية‬
‫اليت عينت فاحص مستقل للسجالت عند احملاسبة الضريبية‪ ،‬وتبع ذلك اإلغريق (اليوانن) مث الرومان مث‬
‫اإلقطاع من النبالء اإلجنليز الذين عينوا مدققني ملراجعة احلساابت والتقرير عنها بواسطة اخلدم‪.‬‬
‫بعد ذلك تطورت مفاهيم علم تدقيق احلساابت بظهور نظرية القيد املزدوج يف القرن اخلامس عشر‪،‬‬
‫حيث اتسع نطاق التدقيق فشمل وحدات القطاع اخلاص االقتصادية من مشاريع ومنشآت خمتلفة‪ ،‬ومع ظهور‬
‫الثورة الصناعية ومع ما ترافق معه من ظهور ألشكال جديدة للشركات ذات االمتداد اإلقليمي والوطين‬
‫والدويل‪ ،‬وظهور الشركات املتعددة اجلنسيات‪ ،‬مما سبب يف صعوبة التسيري ألصحاب الشركات نتيجة هلذا‬
‫التطور‪ ،‬وهو ما دفع أبصحاب الشركات إىل تفويض أشخاص أكفاء إلدارة أمواهلم يف إطار نظرية الوكالة مما‬
‫ولد ظاهرة انفصال امللكية عن التسيري‪ ،‬وبذلك ولد هذا األمر ضرورة وجود طرق اثلث يضمن العالقات‬
‫التنظيمية القائمة بني املالك و املسريين‪ ،‬هذا الطرق يدعي املدقق‪.‬‬
‫إن التطور التارخيي ملفهوم التدقيق خالل املراحل املختلفة من الزمن كان موازايَ ألحداث إقتصادية‬
‫وإجتماعية‪ ،‬وكل ذلك أثر على جمال وهدف وأسلوب التدقيق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫وفيما يلي جدول تفصيلي ملراحل تطور التدقيق وأهدافه عرب الزمن‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :10‬التطور التارخيي للتدقيق وأهدافه‬

‫أهداف التدقيق‬ ‫املراجع‬ ‫األمر ابلتدقيق‬ ‫املدة‬


‫معاقبة السراق على اختالس األموال‪،‬‬ ‫رجل الدين كاتب‬ ‫من ‪ 0222‬قبل امللك‪ ،‬إمرباطور الكنيسة‪ ،‬احلكومة‬
‫محاية األموال‬ ‫املسيح إىل ‪0011‬‬
‫ميالدي‬
‫منع الغش‪ ،‬ومعاقبة فاعلية محاية األصول‬ ‫احملاسب‬ ‫من ‪ 0011‬إىل احلكومة‪ ،‬احملاكم التجارية واملسامهني‬
‫‪0581‬‬
‫شخص مهين يف جتنب الغش‪ ،‬وأتكيد مصداقية امليزانية‬ ‫من ‪ 0581‬إىل احلكومة واملسامهني‬
‫احملاسبة أو قانوين‬ ‫‪0011‬‬
‫شخص مهين يف جتنب الغش واألخطاء‪ ،‬الشهادة على‬ ‫من ‪ 0011‬إىل احلكومة واملسامهني‬
‫مصداقية القائم املالية التارخيية‬ ‫احملاسبة والتدقيق‬ ‫‪0091‬‬
‫شخص مهين يف الشهادة على صدق وسالمة انتظام‬ ‫من ‪ 0091‬إىل احلكومة‪ ،‬البنوك املسامهني‬
‫القوائم املالية التارخيية‬ ‫التدقيق واحلاسبة‬ ‫‪0001‬‬
‫شخص مهين يف الشهادة على نوعية نظام الرقابة الداخلية‬ ‫من ‪ 0001‬إىل احلكومة هيئات أخرى واملسامهني‬
‫واحملاسبة واحرتام املعايري احملاسبة ومعايري التدقيق‬ ‫التدقيق‬ ‫‪0001‬‬
‫واالستشارة‬
‫شخص مهين يف الشهادة على الصورة السابقة‬ ‫ابتداء من ‪ 0001‬احلكومة هيئات أخرى واملسامهني‬
‫واحملاسبة للحساابت ونوعية النظام الرقابة‬ ‫التدقيق‬ ‫اىل يومنا هذا‬
‫الداخلية يف ظل احرتام املعايري ضد‬ ‫واالستشارة‬
‫الغش العاملي‬
‫املصدر‪ :‬دمحم التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬التدقيق وتدقيق احلساابت‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،6002 ،‬ص ‪.00‬‬

‫إن السبق التارخيي ألول منظمة مهنية يف ميدان التدقيق والتدقيق هو يف مدينة فينيسيا إبيطاليا عام‬
‫‪0850‬م حيث أتسست كلية ‪ ،ROSCONATI‬وكانت تتطلب ست سنوات جتريبية إىل جانب النجاح‬
‫يف االمتحان اخلاص ليصبح الشخص خبري حماسبة‪ ،‬وأصبحت عضوية هذه الكلية يف عام ‪0660‬م شرطا من‬
‫شروط مزاولة مهنة التدقيق‪ ،‬مث اجتهت الدول األخرى إىل تنظيم هذه املهنة ‪ ،‬وتفاوتت الدول على تبين هذه‬
‫املهنة‪ ،‬فكانت بريطانيا سنة ‪ ،0561‬فرنسا سنة ‪0550‬م والوالايت املتحدة األمريكية سنة ‪0551‬م أين‬
‫وجدت التدقيق البيئة املالئمة لزايدة وترية التنظيمات املتالحقة على هذه املهنة ‪ ،‬أما أملانيا يف سنة ‪0506‬‬

‫‪4‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫وكندا سنة ‪ 0016‬وأسرتاليا سنة ‪ 0019‬و فرلندا سنة ‪ 0000‬حىت وصلت إىل أنه ال خيلو بلد اليوم من‬
‫مهنة التدقيق‪.‬‬
‫وتعد فرتة الكساد العاملي سنة ‪ 0010‬وما رافقها من إفالسات للعديد من الشركات والتالعب‬
‫ابحلساابت السنوية للشركات تضاع فت وسائل التدقيق‪ ،‬فقد أقامت بورصة نيويورك كل مؤسسة عضو يف‬
‫البورصة أن تتأكد وتتحقق من حساابهتا عند خرباء خارجيني وذلك هبدف محاية مصاحل املسامهني واألطراف‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وابلتايل فقد سامهت األزمات والفضائح املالية يف ترسيخ مفهوم وضرورة التدقيق يف املؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما أن السياسة املالية للدول وأخذها أبسلوب فرض الضرائب على ال ّدخل‪ ،‬قد أظهر نوعا‬
‫جديدا من الرقابة أال وهي الرقابة الضريبية ومن أدواهتا التدقيق الضرييب‪.‬‬
‫وعلى إثر ذلك أصبح لعلم التدقيق مساحته يف العلوم اإلدارية وأمهيته يف أرض الواقع وبدأ يكتسي طابع‬
‫املهنية بشكل تدرجيي نتيجة للرتاكم احلاصل يف التقنيات املستعملة يف التدقيق واخلربات احلاصلة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬مفهوم التدقيق‪:‬‬
‫‪ ‬املعىن اللغوي‪:‬‬
‫التدقيق‪( :‬مصدر دقق)‪ ،‬مبعناه اللفظي "‪ "Audit‬وهي مشتقة من الكلمة الالتينية "‪ "Audire‬ومعناها‬
‫"يستمع"‪ ،‬ألن احلساابت تتلى على املدقق‪.‬‬
‫‪ ‬املعىن االصطالحي‪ :‬عرفته منظمة العمل الفرنسية التدقيق على أنه‪" :‬مسعى أو طريقة منهجية مقدمة‬
‫بشكل منسق من طرف مهين يستعمل جمموعة من تقنيات املعلومات والتقييم بقية إصدار حكم معلل‬
‫ومستقل إستنادا على معايري التقييم وتقدير مصداقية وفعالية النظام واإلجراءات املتعلقة ابلتنظيم "‪.‬‬
‫‪ -‬عرفته مجعية احملاسبة األمريكية (‪ )AAA‬كما يلي‪ " :‬التدقيق هو عملية نظامية ومنهجية ‪Systématic‬‬
‫جلمع وتقييم األدلة والقرائن بشكل موضوعي واليت تتعلق بنتائج األنشطة واألحداث االقتصادية‪ ،‬وذلك‬
‫لتحديد مدى التوافق والتطابق بني هذه النتائج واملعايري املقررة وتبليغ األطراف املعنية بنتائج التدقيق"‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف التدقيق على أنه " عملية جتميع وتقومي أدلة اإلثبات‪ ،‬حتديد واعداد التقارير عن مدى التوافق بني‬
‫املعلومات واملعايري احملددة مسبقا‪ ،‬وجيب أن يتم التدقيق بواسطة شخص فين مستقل حمايد "‪.‬‬
‫‪ -‬كما عرفه خالد أمني أبنه "فحص أنظمة الرقابة الداخلية‪ ،‬البياانت‪ ،‬املستندات‪ ،‬احلاسبات والدفاتر اخلاصة‬
‫ابملؤسسة يف هناية فرتة زمنية معلومة‪ ،‬ومدى تصورها لنتائج أعماهلا من ربح أو خسارة يف تلك الفرتة"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ -‬ويعرفه عبد الفتاح الصحن أبنه "فحص املستندات واحلساابت والسجالت اخلاصة ابملؤسسة فحصا دقيقا‪،‬‬
‫حىت يطمئن املدقق من أن التقرير املايل سواء كان تقرير نتيجة املشروع خالل فرتة زمنية‪ ،‬أو تقرير عن املركز‬
‫املايل يف هناية فرتة زمنية‪ ،‬أو أي تقرير آخر يظهر صورة واضحة وحقيقية ودقيقة للغرض الذي أعد من أجله‬
‫هذا التقرير"‪.‬‬
‫‪ -‬كما مت تعريفه على أنه "النشاط الذي يطبق ابستقاللية وفقا ملعايري اإلجراءات املرتابطة والفحص بقصد‬
‫التقييم‪ ،‬ومدى مالئمة ودرجة الثقة وسري مجيع أجزاء النشاط داخل املؤسسة‪ ،‬وهذا وفق املعايري احملددة هلا‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل قيام منظمة العمل الفرنسية ‪Organisation du travail de comptabilité et‬‬
‫‪ ،d’audit français‬بتعريف التدقيق على أنه "مسعى أو طريقة منهجية مقدمة بشكل منسق من طرف‬
‫مهين يستعمل جمموعة من تقنيات املعلومات والتقييم‪ ،‬بغية إصدار حكم معلل ومستقل‪ ،‬استنادا إىل معايري‬
‫التقييم‪ ،‬وتقدير مصداقية وفعالية النظام واإلجراءات املتعلقة ابلتنظيم"‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نستخلص ما يلي‪ :‬التدقيق هو عملية منهجية تتضمن سلسلة من اخلطوات املنظمة‬
‫واملؤطرة‪ ،‬يعتمد التدقيق يف املقام األول على مجع وتقييم األدلة‪ ،‬والتزام املدقق ابملوضوعية‪ ،‬اذ يقوم هذا األخري‬
‫بفحص دقيق للتصرحيات والقرائن املقدمة من طرف املؤسسة حول األنشطة االقتصادية‪ ،‬وتقييم مدى مطابقة‬
‫الوقائع للقواعد والقوانني املعمول هبا‪ ،‬ومن مث تقدمي النتائج يف تقرير خطي دون التحيز لطرف معني‪ ،‬والذي‬
‫يكون متاح لكافة املستخدمني‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التعاريف ميكن القول أبن‪ " :‬التدقيق هو عبارة عن علم يفي بعملية الفحص املهين املنظم‬
‫ألنظمة الرقابة الداخلية وإمكانية احلكم على سالمة القوائم املالية والتعبري املايل السليم هلاته القوائم وذلك من‬
‫خالل إبداء رأي فين حمايد ابلرجوع إىل معايري النوعية "‪ .‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬معيار القانونية‪ :‬التطبيق للقوانني واإلجراءات املعمول هبا‪.‬‬
‫‪ -‬معيار السالمة‪ :‬وهو التطبيق حبسن النية هلاته القوانني‪.‬‬
‫‪ -‬معيار الصورة الواقية‪ :‬إضافة إىل املعايري الثالثة ‪ Les 3E‬وهي‪:‬‬
‫* معيار االقتصادية (‪ :)Economie‬مدى التصرف العقالين يف املوارد املتاحة لدى املسريين‪.‬‬
‫* معيار الكفاءة (‪ :)Efficacité‬مدى حتقيق األهداف على مستوى املؤسسة‪.‬‬
‫* معيار الفعالية (‪ :)Efficience‬مدى حتقيق األهداف أبقل تكلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن خالل التعاريف السابقة ميكن تلخيص مراحل التدقيق يف املراحل اآلتية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫أ‪ -‬الفحص‪ :‬التأكد من صحة وسالمة العمليات اليت مت تسجيلها وحتليلها وتبويبها‪ ،‬أي فحص القياس‬
‫احلسايب للعمليات املالية اخلاصة بنشاط املؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحقيق‪ :‬ويقصد به احلكم على صالحية القوائم املالية اخلتامية كتعبري سليم ألعمال املؤسسة عن فرتة‬
‫مالية معينة‪.‬‬
‫وابعتبار أن وظيفي الفحص والتحقيق وظيفتان مرتابطتان فمن خالهلما يتمكن املدقق من إبداء رأيه الفين‬
‫احملايد فيما إذا كانت عمليات القياس للمعامالت املالية قد أفضت إىل إثبات صورة عادلة نتيجة أعمال‬
‫املؤسسة ومركزه املايل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التقرير‪ :‬يقصد به بلورة نتائج الفحص والتحقيق وإثباهتا يف تقرير يقدم إىل من يهمه األمر داخل املؤسسة‬
‫أو خارجها وهو آخر خطوة يف عمل املدقق‪.‬‬
‫ومن هنا ميكن توضيح اإلطار العام للتدقيق وفق الشكل التايل‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ :10‬طبيعة عملية التدقيق‬

‫طبيعة عملية التدقيق‬

‫لتبليغ األطراف‬ ‫المعايي‬


‫ر‬ ‫ف ضوء‬ ‫نتائج األنشطة‬ ‫جمع األدلة والقرائن‬ ‫عملية منظمة‬
‫المعنية بنتائج التدقيق‬ ‫المقررة‬ ‫واألحداث‬ ‫بشكل موضوع‬ ‫ومنهجية‬
‫املصدر‪ :‬سليماين مليكة‪ ،‬التدقيق االجتماعي كأداة لتأمني جودة املوارد البشرية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للموارد البشرية‪ ،‬مج‪،3‬ع ‪ ،9112، 1‬ص‪.10‬‬

‫‪7‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫الدرس الثاني‪ :‬عوامل ظهور التدقيق وأنواعه‬

‫متهيد‪:‬‬
‫بعدما تطورت االمور وتوسعت وأصبح العامل أمجع يقر بدور املدقق وإبلزامية محاية احلقوق وامللكيات‪،‬‬
‫فتواىل ظهور وإنشاء املنظمات املهنية يف أغلب الدول منها اجلزائر‪ ،‬وكما سامهت األحباث العلمية والدراسات‬
‫األكادميية يف املعاهد واجلامعات يف تطوير علم التدقيق واحملاسبة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل اليت أدت إىل ظهور احلاجة إىل التدقيق‪:‬‬
‫‪ -1‬فجوة البعد‪ :‬إن النقص يف املوثوقية‪ ،‬وابلتايل احلاجة إىل طرف خارجي مستقل من أجل زايدة درجة‬
‫املوثوقية يف البياانت املالية ودرجة االعتماد عليها يعود بشكل أساس إىل ما يسمى فجوة البعد‬
‫‪ )Lee, 3991( Remoteness Gap‬وهي الفجوة بني اإلدارة واملسامهني واألطراف األخرى اخلارجية اليت‬
‫تعتمد على البياانت املالية الصادرة عن اإلدارة إن هذه الفجوة تعود بشكل أساس إىل عملية توكيل فريق معني‬
‫إلدارة شؤون املنشأة إن فصل اإلدارة عن امللكية وابلتايل استحالة إطالع املالكني على الكم اهلائل من‬
‫العمليات املالية وغري املالية اليت حتدث يف منشأهتم يؤدي إىل حدوث فجوة يف االتصال بني اإلدارة واملالكني‬
‫واإلدارة هي املسؤولية عن توفري املعلومات الكافية ملن قام بتوكيلهم إبدارة املنشأة ‪،‬وذلك من خالل التقارير‬
‫املتعارف عليها‪ .‬وهذه الفجوة هلا عدة أبعاد وهي املكاين والزماين والقانوين وبعد يتعلق ابلتكلفة حيث جند أن‬
‫مستخدمي البياانت املالية منتشرون يف مناطق وأحناء خمتلفة متباعدة عن اإلدارة اليت تقوم إبعداد البياانت‬
‫املالية‪ ،‬وكذلك فإن هذه البياانت هي حصيلة عمليات حماسبية متت على مدى سنة كاملة ستقدم إىل‬
‫املستفيدين منها يف فرتة حمددة ‪،‬ابإلضافة عدم إمكانية االطالع على الدفاتر والسجالت واملستندات املؤيدة‬
‫للعمليات االقتصادية من قبل مستخدمي البياانت املالية ألن ذلك غري عملي ويؤدي أيضا إىل إفشاء األسرار‬
‫وإحلاق الضرر ابملنشأة واملستفيدين منها كذلك فإن إطالع الفئات املختلفة على الدفاتر والسجالت يؤدي إىل‬
‫تكاليف عالية تؤثر على كافة الفئات‪.‬‬
‫‪ -1‬تضارب املصاحل‪ :‬إن تعدد الفئات املستفيدة من القوائم املالية وتعدد االستخدامات هلذه القوائم‪ ،‬وابلتايل‬
‫تنوع املصاحل‪ ،‬جتعل الفئات املختلفة حباجة إىل جهة مستقلة وحمايدة حىت تطمئنها أبن البياانت املالية أعدت‬
‫بشكل موضوعي وحمايد دون حتيز ألي جهة ويتمثل التضارب يف املصاحل بشكل رئيسي يف التضارب بني‬
‫اإلدارة واملسامهني‪ ،‬والتضارب بني الشركة واملستخدمني اآلخرين للبياانت املالية سواء كانوا مستثمرين أو‬
‫مقرضني أو دائريني أو جهات حكومية وغريها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ -3‬األثر املتوقع‪ :‬إن اهلدف األساسي من عملية احملاسبة هو املساعدة يف اختاذ القرارات االقتصادية‪ ،‬حيث‬
‫أن احملاسبة تتكون من ثالثة أنشطة رئيسية وهي حتديد العمليات االقتصادية وتسجيلها وتوصيل النتائج وتعترب‬
‫عملية توصيل النتائج هي اهلدف املقصود من عمليات التحديد والتسجيل والغاية من توصيل النتائج للفئات‬
‫ذات العالقة والفئات املستفيدة من القوائم املالية أن تتميز املعلومات اليت حتتويها هذه القوائم مبالءمتها‬
‫ومصداقيتها حىت يكون أثرها يف االجتاه الصحيح‪ .‬وابلتايل فإنه البد من جهة تتمتع ابلكفاءة واالستقاللية‬
‫لتضمني متخذي القرارات عن مدى مصداقية هذه البياانت‪.‬‬
‫‪ .9‬التعقيد‪ :‬إن التطور يف العمليات االقتصادية واملعاجلات احملاسبية واملتطلبات القانونية ومتطلبات املعايري‬
‫احملاسبية أدخلت قدرا من التعقيد يف عمل احملاسبني‪ ،‬وابلتايل فإن احملاسبني يف األخطاء‪ ،‬مما ينعكس على‬
‫البياانت املالية‪ ،‬وابلتايل فإن التدقيق تساهم يف طمأنة الفئات املختلفة عن مدى مالئمة ودقة العمليات‬
‫احملاسبية اليت منت‪.‬‬
‫‪ .8‬العوامل االقتصادية اليت تؤدي إىل الطلب على التدقيق‪:‬‬
‫‪ 0.8‬ختفيض خطر املعلومات‪ :‬ويعين ذلك أن متخذ القرار االقتصادي الذي يعتمد على معلومات مقدمة‬
‫من جهة أخرى يواجه خماطر تتعلق مبدى االعتماد على هذه املعلومات‪ ،‬وهو ابلتايل يسعى إىل استخدام‬
‫وسائل معينة لتخفيض خطر املعلومات وقد ينتج خطر هذه املعلومات عن األسباب اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم إمكانية التوصل للمعلومات مباشرة حيث أن هذه املعلومات تصدر عن منشآت أخرى‬
‫ويقوم إبعدادها أفراد آخرون ليس هلم صلة مباشرة مبستخدمي البياانت املالية اخلارجيني‪.‬‬
‫ب‪ -‬املصاحل الشخصية ملن يقوم بتحضري املعلومات وإمكانية التحيز يف إعدادها‪.‬‬
‫ج‪ -‬اتساع حجم املنشآت وزايدة العمليات االقتصادية وابلتايل زايدة حجم املعلومات املعاجلة‬
‫واملقدمة مما قد يؤدي إىل زايدة احتمال احتوائها على حتريفات‪.‬‬
‫د‪ -‬تعقيد العمليات املالية واحملاسبية وخاصة فيما يتعلق ابلعمليات التبادلية بني الشركات وعمليات‬
‫الدمج واالحتاد بني الشركات وغريها‪.‬‬
‫‪ 1.8‬ختفيض تكلفة رأس املال‪ :‬مبا أن تزويد مستخدمي البياانت املالية ببياانت ذات مصداقية يؤدي إىل‬
‫ختفيض خطر املعلومات فإن هذا يؤدي ابلتايل إىل إمكانية احلصول على قروض مبعدالت فائدة أقل والسبب‬
‫يف ذلك يعود إىل املبادلة بني العائد واملخاطرة‪ ،‬حيث أنه كلما قلت املخاطرة اليت ميكن أن يتحملها املقرض‬
‫يقل العائد الذي ميكن أن يقبل به‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ 3.8‬املساعدة يف احليلولة دون وقوع األخطاء والتحريفات وعدم الكفاءة‪ :‬يشكل كل من التدقيق‬
‫دورا مهماً يف منع واكتشاف وتصحيح‬
‫الداخلي والتدقيق اخلارجي بعض آليات التحكم املؤسسي اليت تلعب ً‬
‫التحريفات الناجتة عن اخلطأ والغش‪ ،‬فاملدقق اخلارجي يزود مستخدم البياانت املالية بتأكيد معقول عن مدى‬
‫خلو البياانت املالية من التحريفات املادية ولذلك أيخذ بعني االعتبار التخطيط لتقييم خماطر وجود حتريفات‬
‫مادية ومن مث يقوم بتنفيذ خطته الكتشاف التحريفات املادية‪.‬‬
‫‪ 9.8‬املساعدة يف عملية الرقابة وإدخال التحسينات على العمليات التشغيلية املختلفة‪ :‬يقوم املدقق‬
‫اخلارجي بدراسة وفهم الرقابة الداخلية من أجل حتديد خماطر وجود حتريفات مادية يف البياانت املالية وتقدير‬
‫خماطر الرقابة وابلتايل حتديد درجة اعتماده على نظام الرقابة يف حتديد حجم اختبارات التدقيق وإذا تبني‬
‫للمدقق وجود خلل يف النظام من خالل عملية الدراسة والفهم فأنه يقوم بتوجيه كتاب إىل اإلدارة من أجل‬
‫دورا مهماً يف عملية تقييم‬
‫تصحيح هذا اخللل مما يساعد يف حتسني عملية الرقابة أما التدقيق الداخلي فيلعب ً‬
‫كفاءة وفاعلية الرقابة الداخلية سواءا منها ما يتعلق ابلبياانت املالية أو األمور اإلدارية والتشغيلية‪.‬‬
‫اثنيا‪ .‬أنواع التدقيق‪:‬‬
‫هناك العديد من األسس اليت يتم عليها تصنيف عملية التدقيق اىل عدة تبويبات كل تبويب يتضمن‬
‫أنواع خمتلفة لعملية تدقيق احلساابت‪ ،‬هذه التبويبات ألغراض الوصف فقط‪ ،‬حيث أن مفهوم تدقيق احلساابت‬
‫ومبادئه العملية ال ختتلف إبختالف الزاوية اليت ننظر منها اىل عملية تدقيق احلساابت‪ ،‬وابلرجوع اىل االدبيات‬
‫يف هذا اجملال جند العديد من أسس التصنيف‪ ،‬فمثال ‪ Cook and Winkle‬صنفا التدقيق اىل‪:‬‬
‫‪ .0‬من حيث القائم بعملية التدقيق‪ :‬يقسم التدقيق من حيث القائم بعملية التدقيق إىل نوعني‪:‬‬
‫أ‪ .‬تدقيق خارجي (مستقل)‪ :‬وهو التدقيق الذي يتم بواسطة طرف خارج الوحدة االقتصادية حيث يكون‬
‫مستقال عن إدارة الوحدة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التدقيق الداخلي‪ :‬وهو التدقيق الذي يتم بواسطة طرف من داخل الوحدة االقتصادية ويهدف ابلدرجة‬
‫األوىل إىل خدمة اإلدارة عن طريق التأكد من أن نظم الرقابة الداخلية فعالة وتقدم بياانت سليمة ودقيقة‬
‫لإلدارة‪ .‬وميثل احد فروع الرقابة الداخلية وأداة يف يد اإلدارة تعمل على مدها ابملعلومات املستمرة هبدف‬
‫اكتشاف األخطاء والتالعب واالحنراف عن السياسات املرسومة‪.‬‬
‫‪ .1‬من حيث اإللزام يف تنفيذ التدقيق‪ :‬يقسم التدقيق من حيث اإللزام القانوين إىل نوعني‪:‬‬
‫أ‪ .‬تدقيق إجباري‪ :‬وهو التدقيق الذي يلزم القانون القيام به‪ ،‬حيث الزم القانون عددا كبريا من املنشآت بتدقيق‬
‫حساابهتم واهم هذه املنشات شركات االموال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫ب‪ .‬تدقيق اختياري‪ :‬وهو التدقيق الذي يتم دون إلزام قانوين حيتم القيام به‪ ،‬وإمنا تطلبه الوحدة االقتصادية‬
‫وخباصة الوحدات االقتصادية الفردية وشركات األشخاص‪.‬‬
‫‪ .3‬من حيث النطاق والغرض‪ :‬أنواع التدقيق من حيث نطاق الفحص والغرض تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التدقيق املايل أي مراجعة القوائم املالية‪ :‬ويقصد به إلبداء الرأي يف مدى عدالة ما تعرب عنه البياانت‬
‫احلسابية اخلتامية فيما يتعلق ابملركز املايل ونتائج األعمال والتدفقات النقدية للجهة العائدة إليها تلك البياانت‬
‫وذلك مبا يتفق وأصول احملاسبة املقبولة قبوال عاما أي أنه و مبعىن آخر ارتباط مع مدقق احلساابت اخلارجي‬
‫لالستفسار وإجراء اخلطوات الضرورية اليت متكن مدقق احلساابت من إبداء أتكيد حمدود أبن القوائم املالية ال‬
‫حتتاج إىل تعديالت جوهرية حىت تتمشى مع املبادئ احملاسبية املعرتف هبا‪.‬‬
‫ب‪ .‬التدقيق ألغراض ضريبية وقانونية‪ :‬التدقيق ألغراض الوقوف على مدى التقيد ابلقوانني واألنظمة واللوائح‬
‫والتشريعات‪ ،‬كما االلتزام بتدقيق قواعد احملاسبة املقبولة قبوال عاما يف إعداد البياانت احلسابية اخلتامية‪ ،‬ومدى‬
‫التزام املكلفني بدفع الضريبة للقوانني واألنظمة الضريبية هلا احتساب الضريبة املستحقة عليها‪ ،‬ومدى التزام‬
‫الدوائر احلكومية يف التشريعات احمللية والفدرالية يف جتهيز موازانت الدورة والصرف منها‪.‬‬
‫ج‪ .‬تدقيق لغرض تقييم الكفاءة اإلنتاجية‪ :‬هذا النوع من التدقيق يتم القيام به من قبل املدقق الداخلي‬
‫لغرض تقييم النتائج املتحققة مع النتائج املتوقعة ألي نشاط من أنشطة املنشأة ويف مثل هذه احلاالت يقوم‬
‫ا ملدقق الداخلي بتضمني تقريره توصيات اىل اإلدارة من شأن األخذ هبا‪ ،‬حتسني الكفاءة اإلنتاجية للجهة‬
‫موضوع التقرير‪.‬‬
‫‪ .9‬من حيث حجم االختبارات‪ :‬يقسم التدقيق من حيث حجم االختبارات إىل‪:‬‬
‫أ‪ .‬تدقيق شامل‪ :‬ويقصد به ان يقوم املدقق بفحص كل العمليات وهذا النوع يصلح للوحدات االقتصادية‬
‫صغرية احلجم‪ ،‬حيث يكون حجم وعدد عملياهتا قليلة نسبيا‪.‬‬
‫ب‪ .‬تدقيق اختباري‪ :‬هو تدقيق عينة من العمليات فحسب‪.‬‬
‫‪ .8‬من حيث توقيت التدقيق‪ :‬يقسم التدقيق من حيث توقيت التدقيق إىل‪:‬‬
‫أ‪ .‬تدقيق هنائي‪ :‬وهو التدقيق الذي يتم بعد انتهاء السنة املالية وإعداد القوائم املالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تدقيق مستمر‪ :‬وهو التدقيق الذي يتم على مدار السنة املالية وغالبا ما يتم وفقا لربانمج زمين حمدد‬
‫مسبقا‪ ،‬مع ضرورة إجراء تدقيق أخر بعد إقفال احلساابت للتحقق من التسوايت الضرورية إلعداد التقارير‬
‫املالية النهائية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫الدرس الثالث‪ :‬الهيئات المنظمة لمهنة التدقيق‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إن احلاجة إىل ظهور مهنة التدقيق أدت إىل وجوب وضع دستور ينظم هذه املهنة وقواعد حتكم‬
‫ممتهنيها‪ ،‬وهذا ما سعت إىل حتقيقه خمتلف املنظمات واهليئات احلكومية منها واملستقلة‪ ،‬ابإلضافة إىل حماوالهتا‬
‫وجهودها املبذولة بقصد تقريب املمارسات يف خمتلف الدول‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االحتاد الدويل للمحاسبني ‪: IFAC‬‬
‫هو املنظمة اليت ترعى مهنة احملاسبة على نطاق العامل‪ ،‬ويعمل االحتاد مع أعضائه ومنتسبيه البالغ عددهم‬
‫‪ 359‬املنتشرين يف ‪ 361‬دولة حلماية املصلحة العامة من خالل تشجيع احملاسبني بكافة أحناء العامل على‬
‫استخدام ممارسات مهنية عالية اجلودة‪ ،‬وميثل أعضاء ومنتسيب اإلحتاد الدويل للمحاسبني‪ ،‬وأغلبهم هيئات‬
‫حماسبية مهنية وطنية ‪ 2,5‬مليون حماسب يعملون يف مزاولة املهنة ويف القطاع العام ويف جماالت الصناعة‬
‫والتجارة واجملاالت احلكومية واألكادميية‪.‬‬
‫يقوم اإلحتاد الدويل للمحاسبني ‪ IFAC‬من خالل جمالسه املستقلة املختصة بوضع وتطوير معايري دولية‬
‫يف جماالت سلوك وآداب املهنة والتدقيق والتأكيدات و التعليم واملعايري احملاسبية للقطاع العام‪ .‬كما أنه يصدر‬
‫واثئق إرشادية لدعم احملاسبني املهنيني واملوظفني العاملني ابملكاتب الصغرية و املتوسطة واحملاسبني العاملني يف‬
‫القطاعات التجارية‪ ،‬والدول النامية‪.‬‬
‫اثنيا‪ .‬جملس معايري التدقيق والتأكد الدولية ‪(IAASB):‬‬
‫يعترب أحد جلان االحتاد الدويل للمحاسبني )‪ (IFAC‬واليت حتدد املعايري الدولية للمراجعة أو التدقيق‪،‬‬
‫ويتمثل هدفها يف حتسني درجة توحيد ممارسات التدقيق واخلدمات ذات الصلة عرب دول العامل‪ ،‬عن طريق‬
‫إصدار تعليمات عن جمموعة وظائف التدقيق والتصديق‪.‬‬
‫خيدم جملس املعايري الدولية للمراجعة والتأكيدات ‪ IAASB‬املصلحة العامة من خالل‪:‬‬
‫القيام بشكل مستقل ومبوجب الصالحية املناطة به‪ ،‬بوضع معايري أداء عالية اجلودة تعاجل عمليات‬ ‫‪‬‬

‫التدقيق‪ ،‬الفحص‪ ،‬عمليات التأكيد األخرى‪ ،‬الرقابة النوعية واخلدمات ذات العالقة؛‬
‫القيام بتسهيل التقارب بني املعايري الوطنية و املعايري الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫حبيث يساهم ذلك يف تعزيز جودة املمارسة و توحيدها على نطاق العامل ‪ IAASB‬أصدر جمموعات عديدة‬
‫من املعايري الدولية اليت يتعني تطبيقها على خدمات التدقيق والتأكد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫معايري دولية عن التدقيق‪(IASs).‬‬ ‫‪‬‬

‫معايري دولية عن خدمات التأكد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫معايري دولية عن رقابة اجلودة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫معايري دولية عن اخلدمات ذات الصلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫معايري دولية عن مهام الفحص‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اثلثا‪ .‬املنظمات املهنية‪:‬‬


‫تلعب املؤسسات املهنية واملعاهد واجلمعيات والنقاابت العاملة يف جمال احملاسبة والتدقيق دورا هاما يف‬
‫تضييق الفجوة بني النظرية والتطبيق‪ ،‬وذلك ملا تقوم به هذه املؤسسات من تدريب وأتهيل وتعميق الوعي‪،‬‬
‫وتطوير املهارات املهنية للعاملني يف مهنة احملاسبة والتدقيق‪ ،‬ومن أساتذة اجلامعات املتخصصني‪ ،‬واملهتمني‬
‫ابملهنة‪ .‬ونظرا للضغوط املتزايدة من األطراف ذات العالقة مبهمة التدقيق من مسامهني‪ ،‬مستثمرين‪ ،‬دائنني‪،‬‬
‫نقاابت واحتادات جتارية‪ ،‬منظمات دولية وأجهزة حكومية شكلت عدة منظمات هبدف وضع معايري التدقيق‬
‫الدولية‪ ،‬وكذلك هتيئة املناخ املناسب لتطبيق هذه املعايري‪ .‬ومن أهم هذه املنظمات مايلي‪:‬‬
‫‪ -0‬اللجنة الدولية ملمارسة التدقيق‪ :‬لقد أعطيت هذه اللجنة صالحيات إلصدار مسودات معايري التدقيق‬
‫واخلدمات التابعة ابلنيابة عن االحتاد الدويل للمحاسبني‪ ،‬على أن تسعى لتحقيق القبول التطوعي لتلك املعايري‬
‫أو البياانت وتعزيزها‪ ،‬ويتم تعيني أعضاء جلنة ممارسة التدقيق الدولية (‪ (IAPC‬من قبل منظمات أعضاء ميثلون‬
‫دوال خيتارها جملس اإل حتاد‪ ،‬وقد تتضمن اللجان الفرعية اليت تشكلها جلنة ممارسة التدقيق الدولية أعضاء من‬
‫غري ا ملمثلني يف اللجنة‪ ،‬وذلك للحصول على أكرب عدد ممكن من وجهات النظر املختلفة‪ ،‬حيث يتمتع كل‬
‫بلد ممثل يف هذه اللجنة بصوت واحد فقط‪ ،‬وتتضمن جلنة ممارسة التدقيق الدولية منذ سنة ( ‪ )3991‬أعضاء‬
‫من ‪ 31‬دولة وهي‪ :‬اسرتاليا‪ ،‬الربازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬مصر‪ ،‬أملانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬املكسيك‪ ،‬هولندا‪ ،‬اهلند‪ ،‬السويد‪ ،‬اجنلرتا‪،‬‬
‫والوالايت املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫وتبدأ إجراءات العمل يف جلنة التدقيق الدولية ابختيارها مواضيع من أجل الدراسة التفصيلية‪ ،‬بعد أن‬
‫يتم أتسيس جلنة فرعية هلذا الغرض‪ ،‬حيث تقوم اللجنة بتفويض املسؤولية األولية هلذه اللجنة الفرعية‪ ،‬بدراسة‬
‫املعلومات األساسية اليت تكون على شكل بياانت أو دراسات أو معايري صادرة عن املنظمات األعضاء أو‬

‫‪13‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫اهليئات اإلقليمية أو اهليئات األخرى‪ ،‬ومن مث تعد مسودة العرض كنتيجة هلذه الدراسة كي تقوم جلنة ممارسة‬
‫التدقيق بدراستها ومناقشتها‪ .‬وتقوم اللجنة بتوزيع املسودات بشكل موسع هبدف احلصول على كافة‬
‫االنتقادات والتعليقات من املنظمات األعضاء ومن الوكاالت الدولية اليت حيددها االحتاد‪ ،‬كما ترتك هلم الوقت‬
‫الكايف إلبداء آرائهم وتعليقاهتم‪ ،‬ومن مث تعدل اللجنة املسودة لعرضها ابلشكل املناسب بعد أن تتلقى‬
‫التعليقات وتقوم بدراستها والتصويت حبسب قواعد األغلبية‪ ،‬وعند إصدار املعيار والبيان حيدد سراينه‪.‬‬
‫‪ -1‬جملس معايري التدقيق‪ :‬ميثل اجمللس جلنة فنية عليا ومستقلة يف الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬معينة من قبل‬
‫‪ AICPA‬إلصدار الشهادات‪ ،‬البياانت‪ ،‬رقابة اجلودة‪ ،‬معايري التدقيق والتوجيهات للمحاسبني العموميني‬
‫املعتمدين‪ ،‬أتسس سنة ‪ ،3901‬مشكل من ‪ 39‬عضو ينشطون يف جماالت خمتلفة‪ ،‬وقد أنشئ لينوب عن‬
‫اهليئات الكثرية املنتشرة يف تلك الفرتة‪ ،‬ليصبح اهليئة املسؤولة عن إصدار معايري التدقيق وتطويرها‪ ،‬ويصدر عن‬
‫اجمللس‪ :‬بيان حول معايري التدقيق‪ ،‬بيان بشأن معايري يف املصادقة‪ ،‬بيان بشأن معايري احملاسبة والتدقيق‪.‬‬
‫‪-3‬املنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة املالية العامة واحملاسبة‪ :‬هي منظمة مستقلة وغري حكومية‪ ،‬تقدم‬
‫لألجهزة العليا منذ أكثر من ‪ 50‬سنة إطارات لتبادل املعلومات واخلربات من أجل حتسني وتطوير الرقابة املالية‬
‫العامة على املستوى الدويل‪ .‬أتسست هذه املنظمة عام ‪ 3951‬من قبل رئيس جملس التدقيق الكويب يف اجتماع‬
‫‪ 11‬رئيس جملس هبافاان كواب‪ ،‬أما اليوم فتضم ‪ 319‬عضوا دائما ابإلضافة لـ ‪ 1‬أعضاء مشاركني‪ .‬هتتم ابلدرجة‬
‫األوىل أبخالقيات وسلوكيات املهنة‪ ،‬سطرت املنظمة ضمن خمطط الفرتة املمتدة من ‪ 6005‬إىل ‪6030‬‬
‫األهداف األربعة التالية‪:‬‬
‫املعايري املهنية وعرض احلساابت‪ ،‬تدعيم وحتسني الكفاءات‪ ،‬تبادل اخلربات واملعارف‪ ،‬السعي إىل أن تكون‬
‫منظمة دولية منوذجية‪.‬‬
‫‪ -9‬جملس املؤسسة العمومية للرقابة احملاسبية‪ :‬هو هيئة حكومية مستقلة لتنظيم احملاسبة ووضع وتطوير‬
‫معايري التدقيق املايل ابلوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬مت إنشاؤه تبعا لتوصيات ‪ SOX‬سنة ‪ ،6006‬اذ كان له أثر‬
‫كبري على قواعد التدقيق ودور مكاتب التدقيق حسب الفقرة ‪ 303‬من قانون ‪ ،Sarbanes-Oxley‬يعطي‬
‫لـ ‪ PACAOB‬القوة والسلطة يف‪:‬‬
‫‪ ‬تسجيل مؤسسات احملاسبني العموميني الذين يقدمون تقارير التدقيق‪.‬‬
‫‪ ‬وضع معايري التدقيق‪ ،‬اجلودة‪ ،‬سلوكيات وأخالقيات املهنة واملعايري األخرى املرتبطة إبعداد تقارير التدقيق‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بعمليات التفتيش ومراقبة شركات احملاسبة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ ‬القيام بعمليات حبث وأتديب‪ ،‬وضع اإلجراءات التأديبية وفرض العقوابت الالزمة‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بواجبات أخرى ابلتعاون مع ‪ SEC‬لتحسني نوعية خدمات التدقيق‪.‬‬
‫‪ ‬املتابعة القضائية والدفاع ابمسها اخلاص أو بواسطة حمام ينوب عنها‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير‪ ،‬حتصيل وختصيص احلقوق احملاسبية اليت متول صندوق اجمللس‪.‬‬
‫‪ -8‬االحتاد العام للمحاسبني واملدققني الداخليني العرب‪ :‬أتسس االحتاد العام للمحاسبني واملدققني العرب‬
‫يف بداية الستينيات من نقاابت احملاسبني‪ ،‬واملدققني العرب‪ ،‬واملنظمات واملؤسسات اليت تقوم مقامها‪ ،‬وتتوىل‬
‫اختصاصاهتا يف الدول العربية املنظمة لالحتاد أو اليت ستنظم إليه‪ .‬يعمل االحتاد على حتقيق أهدافه‪ ،‬واليت‬
‫اتضح من خالهلا مدى الفائدة املتحققة على مستوى املهنة والعاملني هبا‪ ،‬فقد عزز االحتاد تنظيم وتقوية‬
‫التعاون بني احملاسبني واملدققني العرب وتطوير املهنة‪ ،‬ورفع املستوى املهين واألديب والثقايف ملزاوليها‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬أخالقيات وسلوكيات مهنة التدقيق‪:‬‬
‫إن من أبرز األمور اليت متيز أي مهنة هي التزام ممتهنيها مببادئ سلوكية حتكم تصرفاهتم املهنية‪ ،‬فثقة الفرد‬
‫يف مهنة ما تتزايد إبلتزام قواعد السلوكيات واألخالق‪ .‬إذ أن اجلزء الصعب من هذه األخالقيات ليس معرفة ما‬
‫جيب القيام به‪ ،‬ولكن االلتزام به‪ .‬ويهدف التدقيق كمهنة لتوفري وتقدمي خدمات ذات جودة عالية لكل‬
‫مؤسسة تطلب خدمات املدقق‪ ،‬هذا املبدأ يعكس التزام املدقق أيضا بتقدمي خدماته أبمانة والتزام ضمريي‪،‬‬
‫فيمثل قانون أخالقيات املهنة عقد يضمن الواجبات الضمريية للمدقق‪.‬‬
‫وقد عرف قانون أخالقيات مهنة التدقيق على أنه "بيان شامل للقيم واملبادئ اليت ينبغي أن توجه العمل‬
‫اليومي للمدقق‪ ".‬إذ أن ارتباط التدقيق ابملدقق ابلدرجة األوىل وتصرفاته جعل وضع قانون حيكم تصرفاته أمرا‬
‫ضروراي‪ ،‬وهذا ما سعت إليه عدة هيئات ومنظمات‪ .‬وعادة ما يتبىن قانون األخالقيات والسلوكيات دوليا أو‬
‫حمليا أربعة حماور رئيسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬النزاهة واالستقامة‪ :‬جيب على املدقق أن يتصف ابلعدل وأن يتحلى عند قيامه بعمله املهين ابلنزاهة‬
‫والعفة‪ ،‬الصدق واملوضوعية وااللتزام ابلسلوك احلسن أثناء عمله وخارج أوقات عمله أيضا‪ ،‬كما جيب عليه أال‬
‫يضع نفسه يف مواقف تؤثر على حياده‪.‬‬
‫ب‪ .‬املوضوعية‪ ،‬االستقاللية واحلياد‪ :‬تعطي املوضوعية واالستقاللية قيمة خلدمات املدقق‪ ،‬إذ أن خاصية‬
‫املنفعة أو املصلحة العامة املرتبطة ابلتدقيق تفرض أن يكون املدقق مستقال عن املؤسسة حمل التدقيق‪ .‬هذه‬
‫االستقاللية ترتبط ابملوضوعية‪ ،‬حبيث جيب على املدقق االتصاف ابلعدل وأال يسمح ابلتحايل‪ ،‬التحيز أو‬

‫‪15‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫التأثري على اآلخرين‪ ،‬كما جيب عليه تفادي أي أمر من شأنه التأثري على رأيه‪ .‬تتأثر االستقاللية ابلضغوطات‬
‫واملؤثرات املمارسة على املدقق‪ ،‬األحكام واألفكار املسبقة املأخوذة عن األفراد‪ ،‬املؤسسة‪ ،‬املشاريع والربامج‪،‬‬
‫لذا جيب على املدقق االمتناع عن املهمات اليت يكون فيها تضارب للمصاحل‪ ،‬كأن يدقق مؤسسة سبق له‬
‫العمل هبا أو له عالقة مباشرة أو غري مباشرة هبا‪.‬‬
‫ج‪ .‬األمانة املهنية‪ :‬جيب على املدقق أن حيافظ على سرية املعلومات اليت حيصل عليها من خالل أدائه لعمله‬
‫املهين‪ ،‬كما عليه أال يستخدم أو يكشف عن هذه املعلومات شفاهيا أو كتابيا دون ترخيص صريح وحمدد‪ ،‬إال‬
‫يف حال وجود حق قانوين ومهين‪ ،‬أو واجب يعطيه احلق يف الكشف عنها‪ .‬كما جيب عدم استخدام‬
‫املعلومات اليت مت احلصول عليها نتيجة لعالقات مهنية لتحقيق مزااي شخصية‪.‬‬
‫د‪ .‬الكفاءة‪ :‬تضمن الكفاءة من خالل الشهادات‪ ،‬التكوين املستمر واملراقبة الدورية من طرف مراقيب املهنة‬
‫كما جيب على املدقق التحكم ابملعايري وتطبيقها‪ ،‬ابإلضافة إىل اطالعه املستمر على خمتلف القوانني‬
‫والتشريعات‪ ،‬مبعىن ضمان القدر الكايف من النظرية والتطبيق‪ ،‬كما جيب عليه االعتذار عن األنشطة اليت ال‬
‫يكون كفء هلا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫الدرس الرابع‪ :‬تنظيم مهنة التدقيق في الجزائر‬

‫متهيد‪:‬‬
‫كباقي دول العامل اهتمت اجلزائر بتنظيم مهنة احملاسبة والتدقيق بعد االستقالل ضمن اإلصالحات وهذا‬
‫ما جنده يف املادة ‪ 39‬من اجلريدة الرمسية رقم ‪ 330‬لسنة ‪" ،3929‬يعني الوزير املكلف ابملالية والتخطيط‬
‫مندويب احلساابت يف الشركات الوطنية واملؤسسات العمومية الوطنية ذات الطابع الصناعي أو التجاري بقصد‬
‫أتمني مشروعية وصحة حساابهتا وحتليل وضعها اخلاص ابألصول واخلصوم‪ .‬وجيوز له أيضا أن يعني لنفس‬
‫الغرض مندويب احلساابت يف الشركات اليت حتوز الدولة أو هيئة عمومية حصة من رأمساهلا"‪.‬‬
‫يف هذه الفرتة كان اهلدف من تعيني حمافظ حساابت هو محاية أمالك الدولة ملكية اتمة كانت أو شركة‬
‫يف األمر ‪ 16-03‬املؤرخ يف ‪ 33‬ذي القعدة ‪ 3193‬املوافق لـ ‪ 3903/36/69‬واملتضمن تنظيم مهنة احملاسبة‬
‫واخلبري احملاسيب‪.‬‬
‫‪ .0‬ممارسة املهنة وفق القانون رقم ‪:10-01‬‬
‫لقد كان األمر رقم ‪ 16-03‬املؤرخ يف ‪ 69‬ديسمرب ‪ 3903‬حيكم مهنة احملاسبة اىل غاية سنة ‪3993‬‬
‫حيث استفادت مهنة احملاسبة يف إطار اإلصالحات االقتصادية اليت بدأت سنة ‪ 3911‬من إعادة تنظيم‬
‫جديد حمدد مبوجب القانون رقم ‪ 01-93‬املؤرخ يف ‪ 60‬أفريل ‪ 3996‬واملتعلق مبهنة اخلبري احملاسب وحمافظ‬
‫احلساابت واحملاسب املعتمد‪.‬‬
‫حسب ما جاء به القانون ‪ 03-30‬املؤرخ يف ‪ 11‬رجب عام ‪ 3113‬املوافق ‪ 69‬جوان ‪ 6030‬املتعلق‬
‫مبهنة اخلبري احملاسب وحمافظ احلساابت واحملاسب املعتمد والذي يتناول شروط وكيفية ممارسة هذه املهن‬
‫الثالث‪ ،‬سوف نتعرض إليها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة املهنة بعد اإلصالحات وفق القانون ‪20-02‬‬
‫نظرا للنقائص يف النصوص اليت تسيري هبا هذه املنظمة‪ ،‬قررت السلطات العمومية إعادة النظر يف اإلطار‬
‫التشريعي احلايل من أجل إصالح وترقية مهنة احملاسبة يف اجلزائر‪.‬حيث تنص هذه القواعد اجلديدة على مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء ثالث منظمات مهنية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬املصف الوطين للخرباء احملاسبني‬
‫‪ ‬الغرفة الوطنية حملافظي احلساابت‬

‫‪17‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ ‬املنظمة الوطنية للمحاسبني املعتمدين‬


‫‪ -‬ممارسة الوصاية من قبل هيئة اتبعة للدولة‪ ،‬ممثلة يف وزارة املالية على املنظمات املهنية الثالث من‬
‫خالل اجمللس الوطين للمحاسبة ) ‪.( CNC‬‬
‫‪ -‬منح اعتماد ملمارسة املهنة من قبل وزارة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة النوعية املهنية والتقنية ألعمال اخلرباء احملاسبني وحمافظي احلساابت‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بتكوين اخلرباء احملاسبني وحمافظي احلساابت بواسطة مؤسسة للتعليم املتخصص حتت وصاية‬
‫كل من وزارة املالية و وزارة التعليم العايل‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بتكوين احملاسبني املعتمدين من قبل مؤسسات التكوين املهين أو من قبل مؤسسات معتمدة‬
‫من قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬منع ممارسة مهنة احملاسب من قبل مهنيني أجانب‪.‬‬
‫‪ –0‬شروط ممارسة املهنة‪ :‬حددت املادة ‪ 01‬من القانون ‪ 03-30‬الشروط اليت جيب توافرها ملمارسة مهنة‬
‫اخلبري احملاسب وحمافظ احلساابت واحملاسب املعتمد نوجزها يف التايل‪:‬‬
‫‪ o‬أن يكون جزائري اجلنسية؛‬
‫‪ o‬أن حيوز شهادة ملمارسة املهنة؛‬
‫‪ o‬أن يتمتع جبميع احلقوق املدنية والسياسية؛‬
‫‪ o‬أال يكون قد صدر يف حقه حكم ابرتكاب جناية أو جنحة خملة بشرف املهنة؛‬
‫‪ o‬أن يكون معتمدا من طرف الوزير املكلف ابملالية؛‬
‫‪ o‬أن يكون مسجل يف املصف الوطين للخرباء احملاسبني أو يف الغرفة الوطنية حملافظي احلساابت أو‬
‫يف املنظمة الوطنية للمحاسبني املعتمدين‪ ،‬وفق الشروط املنصوص عليها يف القانون؛‬
‫‪ o‬أن يؤدي اليمني بعد االعتماد وقبل التسجيل يف املصف الوطين أو الغرفة الوطنية أو املنظمة‬
‫الوطنية أمام اجمللس القضائي؛‬
‫‪ – 1‬شروط ممارسة املهن احملاسبية‪:‬‬
‫‪ –0.1‬مهنة اخلبري احملاسب‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ -‬تعريف اخلبري احملاسب‪ :‬لقد عرفت املادة ‪ 31‬من القانون ‪ 03-30‬املؤرخ يف ‪ 6030/00/33‬اخلبري‬
‫احملاسب " كل شخص ميارس بصفة عادية‪ ،‬ابمسه اخلاص وحتت مسؤوليته مهمة تنظيم وفحص وتقومي وحتليل‬
‫احملاسبة‪ ،‬وخمتلف أنواع احلساابت للمؤسسات واهليئات يف احلاالت اليت نص عليها القانون‪ ،‬واليت تكلفه هبذه‬
‫املهمة بصفة تعاقدية خلربة احلساابت‪ ،‬ويقوم اخلبري احملاسب أيضا مبسك ومركزة وفتح وضبط ومراقبة وجتميع‬
‫حماسبة املؤسسات واهليئات اليت ال يربطه هبا عقد عمل"‪.‬‬
‫‪ ‬مهام اخلبري احملاسب ‪ :‬من مهام اخلبري احملاسب نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم وفحص وتقومي وحتليل احملاسبة‪،‬‬
‫‪ -‬مسك ومركزة وفتح وضبط ومراقبة وجتميع حماسبة املؤسسات؛‬
‫‪ -‬التدقيق املايل واحملاسيب للشركات واهليئات وهو املؤهل الوحيد للقيام بذلك؛‬
‫‪ -‬تقدمي استشارات للشركات واهليئات يف امليدان املايل واالجتماعي واالقتصادي؛‬
‫‪ -‬إعالم املتعاقدين معه مبدى أتثري التزاماهتم والتصرفات اإلدارية والتسيري اليت هلا عالقة مبهمته‪.‬‬
‫‪ 1.1‬مهنة حمافظ احلساابت‪:‬‬
‫– تعريف حمافظ احلساابت‪ :‬عرفت املادة ‪ 66‬حمافظ احلساابت على أنه " كل شخص ميارس بصفة عادية‪،‬‬
‫إبمسه اخلاص وحتت مسؤوليته‪ ،‬مهمة املصادقة على صحة حساابت الشركات واهليئات وانتظامها ومطابقتها‬
‫ألحكام التشريع املعمول به"‪.‬‬
‫– مهام حمافظ احلساابت‪ :‬حيدد القانون ‪ 03-30‬املهام اليت يضطلع هبا حمافظ احلساابت يف املواد‬
‫‪ 61،61،65‬منه واليت ميكن تلخيصها يف النقاط التالية"‪:‬‬
‫‪ -‬يشهد أبن احلساابت السنوية منتظمة وصحيحة ومطابقة متاما لنتائج عمليات السنة املنصرمة‪ ،‬وكذا األمر‬
‫ابلنسبة للوضعية املالية وممتلكات الشركات واهليئات؛‬
‫‪ -‬يفحص صحة احلساابت السنوية ومطابقتها للمعلومات املبينة يف تقرير التسيري الذي يقدمه املسريون‬
‫للمسامهني أو الشركاء أو حاملي احلصص؛‬
‫‪ -‬يبدي رأيه يف شكل تقرير خاص حول إجراءات الرقابة الداخلية املصادق عليها من طرف جملس اإلدارة‬
‫وجملس املديرين أو املسري؛‬
‫‪ -‬يقدر شروط إبرام االتفاقيات بني الشركة اليت يراقبها واملؤسسات أو اهليئات التابعة هلا‪ ،‬أو بني املؤسسات‬
‫واهليئات اليت تكون فيها للقائمني ابإلدارة أو املسريين للشركة املعنية مصاحل مباشرة أو غري مباشرة؛‬

‫‪19‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫‪ -‬يعلم املسريين واجلمعية العامة أو هيئة املداولة املؤهلة بكل نقص قد يكتشفه أو اطلع عليه‪ ،‬ومن طبيعته أن‬
‫يعرقل استمرار استغالل املؤسسة أو اهليئة؛‬
‫‪ -‬وختص هذه املهام فحص قيم وواثئق الشركة أو اهليئة املعنية ومراقبة مدى مطابقة احملاسبة للقواعد احملاسبية‬
‫املعمول هبا دون التدخل يف التسيري‬
‫ابإلضافة إىل املهام السابقة يتعني على حمافظ احلساابت عندما تعد الشركة أو اهليئة حساابت مدجمة أو‬
‫حساابت مدعمة‪ ،‬أن يصادق على صحة وانتظام احلساابت املدجمة واملدعمة وصورهتا الصحيحة‪ ،‬وذلك على‬
‫أساس الواثئق احملاسبية وتقرير حمافظي احلساابت لدى الفروع أو الكياانت التابعة لنفس مركز القرار‪.‬‬
‫‪ 3.1‬مهنة احملاسب املعتمد‪:‬‬
‫– تعريف احملاسب املعتمد‪ :‬عرفت املادة ‪ 13‬احملاسب املعتمد على أنه " املهين الذي ميارس بصفة عادية‬
‫ابمسه اخلاص وحتت مسؤوليته‪ ،‬مهمة مسك وفتح وضبط حماسبات وحساابت التجار والشركات أو اهليئات‬
‫اليت تطلب خدماته"‪.‬‬
‫– مهام احملاسب املعتمد‪ :‬لقد حددت املواد التالية ‪ ،11 ، 16:‬مهام احملاسب املعتمد نعرضها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مسك وفتح وضبط احملاسبات واحلساابت‪.‬‬
‫‪ -9‬يقوم احملاسب املعتمد بعرض الكتاابت احملاسبية وتطور عناصر املمتلكات الشركة أو التاجر أو اهليئة اليت‬
‫أسندت إليه مهمة مسك احلساابت‪ ،‬بناءا على الواثئق واألوراق احملاسبية املقدمة إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬ميكن أن يقوم احملاسب املعتمد إبعداد مجيع التصرحيات االجتماعية واإلدارية واجلبائية املتعلقة ابحملاسبة‬
‫اليت كلف هبا‪.‬‬
‫‪ -4‬ميكنه مساعدة زبونه لدى خمتلف اإلدارات املعنية‪.‬‬
‫‪ -5‬ميكن للزبون أن يلتمس من احملاسب املعتمد القيام ابملهام املساعدة يف إعداد اجلداول املالية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق‬

‫خالصة المحور األول‪:‬‬


‫إن التطورات السريعة واملتزايدة يف اجملال االعمال واالقتصاد أدت اىل تزايد احلاجة اىل وسيلة تضمن‬
‫مصداقية القوائم املالية واليت تطورت من جمرد عمليات رقابة اىل وسيلة لرفع كفاءة موارد املؤسسة كما تكون‬
‫مضبوطة وفق قواعد ومعايري حتكم اجلانب امليداين واألخالقي ملمتهنيها تسعى خمتلف اهليئات الولية لوضعها‬
‫وابلرغم تنوع التدقيق الداخلي واخلارجي وبني تدقيق القوائم تدقيق املالئمة وتدقيق عمليايت فان السري احلسن‬
‫ملهمات التدقيق يتطلب االعداد املسبق واجليد هلا وإتباع منهج حمدد يف التنفيذ املهمة للخروج برأي موضوعي‪.‬‬
‫ابلنظر اىل ما حققه التدقيق يف اجملال املايل واحملاسيب من النتائج أهبرت الباحثني واملهنني فقد عمدوا اىل‬
‫تكثيف البحث الدائم واملستمر من أجل إدخال تقنياته لألنشطة التسريية منها التنظيم‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬التسويق‪،‬‬
‫التخطيط‪ ،‬الرقابة وتسيري املوارد البشرية من اجل حتسني االداء والكفاءة وتنمية القدرات القيادية وهو ما يقدمه‬
‫التدقيق االجتماعي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫احملور الثاين‬

‫طبيعة ومحتوى التدقيق اإلجتماعي‬


‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫الدرس الخامس‪ :‬تطور ومفهوم التدقيق اإلجتماعي‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إن احملاوالت األوىل لتقييم اجملال اإلجتماعي للمؤسسة ترجع اىل حوايل سنة ‪ 0491‬ابلوالايت املتحدة‬
‫األمريكية وارتبطت بقياس النتائج االقتصادية لبعض العمليات يف جمال تسيري املوارد البشرية ابالعتماد على‬
‫أجهزة خارجية لتقييم‪ .‬سنوات اخلمسينيات محلت اجلديد ابلنظر حلجم تطور املؤسسات بعد السنوات املالية‬
‫للحرب العاملية الثانية حبيث أهنا أصبحت تضم عدد كبري من العمال‪ ،‬و هلذا بدأت إبجياد الطرق السلمية‬
‫والسديدة للتقييم املنظم والدوري لنشاطاهتا يف اجملال اإلجتماعي ابالعتماد على مناهج متعددة على خمتلف‬
‫املستوايت‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تطور التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬
‫ظهور أول كتاب متخصص يف جمال دراسة التدقيق اإلجتماعي سنة ‪ 0491‬ابللغة الفرنسية وترجم اىل‬
‫االجنليزية بعنوان "‪ "Audit sociale au service d’un management‬ابالجنليزية " ‪social‬‬
‫‪ ."responsibility audit‬سنوات السبعينيات هي السنوات اليت شهد فيها التدقيق اإلجتماعي تطوره‬
‫الكبري‪ ،‬حيث ألف فرانسوا دال ‪ Francois Dalle‬كتااب عنوانه "عندما تستيقظ املؤسسة على الضمري‬
‫اإلجتماعي"‪ .‬وأوضح من خالله مفهوم وتطور نظام املسؤولية اإلجتماعية‪ ،‬مث جاءت كتاابت جون ماري‬
‫برييت ‪ J.M.Pretti‬ويف سنة ‪ 0499‬روي ‪ J.L.Roy‬طرح تساؤال حول توسيع مسؤولية املنظمة يف اجلانب‬
‫اإلجتماعي وابلنظر اىل التطور االقتصادي ومنو املنافسة بشكل ملفت لالنتباه والتطور الصناعي والتكنولوجي‬
‫برز أبن حجم النفقات املتولدة من اجلانب اإلجتماعي سواء كانت ظاهرية مباشرة كاألجور‪ ،‬مكافآت‪،‬‬
‫تكوين‪ ،‬تعويضات‪.....‬اخل‪ .‬وغري مباشرة كظهور بعض الظواهر كالتبذير والتبديد والتخريب والتغيب ودوران‬
‫العمل‪.....‬اخل‪ ،‬ومدى أتثري ذلك على القيمة املضافة‪ ،‬على سعر التكلفة والعائد‪ .‬مما استلزم وأجرب املسؤولني‬
‫للجوء اىل الطرق العلمية للبحث عن الوسائل الناجحة لعملية التسيري للموارد البشرية ضمن االسرتاتيجية‬
‫العامة للمؤسسة‪.‬‬
‫ظهور املدققني اإلجتماعيني داخل املؤسسة كان سنة ‪ 0494‬يف الشركة األوروبية للدفع ‪« Société‬‬
‫»‪ .européenne de paiement‬كما أن ملف الشغل من طرف الوكالة اخلاصة لتشغيل اإلطارات لتسيري‬
‫املوارد البشرية خالل سنة ‪ 0491‬أظهر أبن من بني املناصب اجلديدة اليت ظهرت "منصب املدقق اإلجتماعي"‬

‫‪23‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫وابلتايل تبني أبن هذه الوظيفة جديدة النشأة جندها يف املؤسسات كبرية احلجم مرتبطة ابإلدارة العامة جنبا اىل‬
‫جنب مع مصلحة التدقيق‪.‬‬
‫االستنتاج هو ان هذه الوظيفة ال توجد يف مجيع املؤسسات كمصلحة مستقلة أو خاصة ولكن حدث‬
‫ختصص بعض املدققني يف هذا امليدان‪ ،‬فلو أخذان مثال شركة ‪ IBM‬فإنه ميكن مالحظة أن خالل ‪ 91‬تدخل‬
‫للمدققني حوايل مخسة من عمليات مست اجلانب اإلجتماعي‪.‬‬
‫إن التطور الذي بدأ يظهر وينمو داخل املؤسسة للتدقيق اإلجتماعي‪ ،‬ابملوازاة مع ذلك بدأ االهتمام‬
‫يظهر خارج املؤسسة واختص بعض األشخاص يف عملية التدقيق اإلجتماعي فظهرت مجعيات خاصة ابلتدقيق‬
‫اإلجتماعي ففي فرنسا ظهر املعهد الدويل للتدقيق اإلجتماعي سنة ‪ 0491‬كما برزت جمموعة الدراسات‬
‫والبحوث التحليلية يف هناية سنة ‪ 0491‬واجلمعية املهنية للخرباء اإلجتماعيني يف سنة ‪.0499‬‬
‫خالل سنوات التسعينيات ‪ 0441‬زاد االهتمام ابلتدقيق اإلجتماعي خاصة خالل كثرة اجراء امللتقيات‬
‫املنظمة من طرف املعاهد واملدارس واجلمعيات املتخصصة‪ ،‬وزاد جلوء املؤسسات اليه كلما استدعت الضرورة‬
‫لذلك‪ ،‬وأصبح يضاهي التدقيق املايل واحملاسيب وأصبح اجلانب اإلجتماعي يلعب دورا هاما يف حتديد‬
‫االختيارات االسرتاتيجية للمؤسسة‪ ،‬وأصبحت يف فرنسا الواثئق واجلداول اخلاصة ابألفراد ختضع لإلشهاد‬
‫القانوين من طرف املدققني اإلجتماعيني ومن أهم هذه الواثئق امليزانية اإلجتماعية‪.‬‬
‫اثنيا‪ .‬مفهوم التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬
‫تنعكس املفاهيم العديدة للتدقيق اإلجتماعي على مميزاته املختلفة‪ ،‬لكن كلها تصب يف قالب واحد‪.‬‬
‫‪ -‬ففي سنة ‪ 0491‬عرف تورينس ‪ Tirrance‬التدقيق اإلجتماعي على أنه "عبارة عن حتليل للسياسات‬
‫والتطبيقات يف اجملال املتعلق بتسيري األفراد‪ ،‬ملؤسسة ما لتحديد االسناد اجليد هلذه املؤسسات"‪.‬‬
‫‪ -‬ويف سنة ‪ 0491‬ستيفان عرفه على أنه "حتليل للسياسات والتطبيقات والربامج ملؤسسة ما لتقييم جناعتها‬
‫وفاعليتها "‪.‬‬
‫لكن ما يعيب على هذين التعريفني أهنما مل يتعرض اىل التقنيات املنهجية املستعملة من طرف املدقق‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬جاء فايت ‪ Vatier‬حيث عرفـه‪" :‬التدقيق اإلجتماعي هو عبارة عن وسيلة للقيادة والتسيري وأسلوب‬
‫للمالحظة مثله مثل التدقيق املايل واحملاسيب ويف جممله يهدف اىل تقييم القدرة اخلاصة ابملنظمة للتحكم يف‬

‫‪24‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫املشاكل املتعلقة ابجلانب البشري اإلجتماعي الذي يفرضه احمليط اخلارجي‪ ،‬والسعي لتسيري تلك املشاكل اليت‬
‫يفرضها احمليط الداخلي‪ ،‬نظرا الستخدام األفراد الالزمني للسري احلسن والعادي للمؤسسة"‬
‫‪ -‬أما بيار كــاندو ‪ Pierre Candau‬فريى أنه " املنهج املوضوعي املـستقل عن طريق املالحظة‪ ،‬التحليل‪،‬‬
‫التقييم‪ .‬التوصيات وابالعتماد على منهجية صارمة واستعمال تقنيــات ابملقارنة مع مرجعيات صرحية وواضحة‬
‫للـتعرف على نقاط القوة والضعف كمرحلة أولية والعراقيـل والعقبات على شـكل أخطار وتكاليف كمرحلة اثنية‬
‫وكل هذا يستلــزم تشخيص األسبـاب اخلــاصة ابملـشاكل املرتتـبة واملتـوصل اليها وتقدـري أمهيتـها مث التــوصل اىل‬
‫تكــوين اقتـ ـراحات للحد من هذه النقائــص‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا بومــون ‪ M.Beaumant‬يعــطي لنا تعريفا للمرجعيات على أهنا "جممـوعة متناسقة ملـعايري وعوامل‬
‫تشــكل مراجع حلالة معـينة أين ميكن تقييمــها هبا‪ ،‬فهــي تعطي أكثر من صورة للمــقارنة حالــة حبــالة ومتكن‬
‫املدقق من استــخراج االحنرافات اليت هلا معاين للج ـوانب املختربة "وفقا للشــكل التايل‪:‬‬
‫شكل رقم ‪ :20‬مكــانة املرجعيات فـي التدقيق اإلجتماعي‬

‫إخضاع‬ ‫الحقائق‬ ‫تقرير‬

‫معطيات‬ ‫وسائل العرض‬

‫انحرافات‬

‫مرجعيات التدقيق‬

‫المدقق‬ ‫تحليل‬

‫‪25‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫يبـني لنا الشكل أعالهــا الطـريقة اليت يتم من خـالهلا حتديد املرجعيات من املعايري واملؤشرات املوظفة‬
‫إلجراء عملية املقارنة للخروج ابلنتائج‪ .‬أي حتديد نقاط القوة والضعف حيث تتم عملية املقارنة بني احلقائق‬
‫واملعطيات املتوفرة وابلتايل استـخراج املرجعـيات اليت تشكل قاعدة املقارنة‪.‬‬
‫بصفة عامة ميكن القول أبن التدقيق اإلجتماعي هو الفــحص االنتــقادي واالحت ـرايف للوضعية اإلجتماعية من‬
‫أجل اصدار حولــها رأي مسئول وحمــايد ومستقل ابلرجوع اىل معاييــر نــوعية‪ ،‬هذا ال ـرأي بدون شــك يقـود اىل‬
‫زيــادة الثــقة يف صحة وسالمــة املعلومــات وابلتايل أمهيتها‪.‬‬
‫إن هذه اجملموعة الثانية من التعاريف أضافت الطابع العلمي والنقدي واملوضوعي على التدقيق اإلجتماعي‬
‫وخصوصا التعريف األخري يقودان إىل احلديث عن الفائدة اجملنية من التدقيق اإلجتماعي‪ .‬إن هذه اجملموعة‬
‫األخرية رأيي تعترب األكثر داللة على مفهوم التدقيق اإلجتماعي والشيء األساسي هو إن لوال األمهية الكبرية‬
‫له ملا شهد تطورا مثل هذا التطور وكثر استخدامه ألنه اثبت فعاليته وجناعته من خالل موضوعية ممارسته‪.‬‬
‫إن هذه التعاريف متكننا من استخراج جمموعة العناصر اليت تعترب كمؤشرات هامة ابلنسبة للمنهجية الصارمة‬
‫لعملية التدقيق اإلجتماعي واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ ‬مجع املعلومات من املصادر املتاحة داخل وخارج املؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬حتليلها ابالعتماد على املرجعيات واملعايري وفق تشخيص دقيق لألسباب‪.‬‬
‫‪ ‬استخراج االختالالت واالحنرافات‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن هناك بعض احملرتفني املمارسني للتدقيق اإلجتماعي يطلقون على هذه املراحل مبراحل مهمة‬
‫التدقيق‪ .‬وميكن أن نقسم مراحل مهمة التدقيق إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد اهلدف األساسي من املهمة‪.‬‬
‫‪ ‬جتميع املعلومات الالزمة للمهمة‪.‬‬
‫‪ ‬تعيني األفراد الواجب مقابلتهم‪.‬‬
‫‪ ‬زايرة املقرات والورشات‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق من احرتام اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة ذلك ابملؤشرات واملعايري‪.‬‬
‫‪ ‬کشف االحنرافات والنقائص‪.‬‬
‫‪ ‬حترير تقرير التدقيق االقرتاحات والتوصيات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫الدرس السادس‪ :‬خصائص وأهداف التدقيق اإلجتماعي‬

‫متهيد‪:‬‬
‫كما هو احلال ابلنسبة لوظيفة تسيري املوارد البشرية واليت تتميز خبصائص خاصة فمجال املتعلق هبا‬
‫واسع‪ ،‬املعلومات اخلاصة هبا غزيرة كثرية‪ ،‬جزئية غري أكيدة الصحة‪ ،‬غري دقيقة وصعبة للحصول عليها‪ ،‬ونظرا‬
‫لالمتزاج والتداخل الكبري بني جماالت العلوم فيها كما تشرتك مع بقية علوم التسيري يف خصائص‪ ،‬ومرتابطات‬
‫كثرية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬خصائص التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬
‫كل هذه اخلصوصيات اخلاصة بتسيري األفراد تنعكس على التدقيق اخلاص هبا وجيعله خصائص معينة‬
‫للتشخيص ومنهجية صارمة للتمييز بني السبب والنتيجة ألن هنالك تشابك بينهما فالنتيجة قد تكون سببا‬
‫لظاهرة أخرى‪ ،‬كما انه ميكن النتيجة معينة أن تشرتك فيها جمموعة هامة من األسباب وقد يؤدي سبب واحد‬
‫إىل ظهور عدة نتائج لذلك وقبل فرض الفروض املسبقة ال بد من إجراء حتليل موضوعي‪ ،‬فمثال لو أخذان‬
‫ظاهرة التغيب فقد ترجع إىل عدم رضي العمال أو سوء الظروف أو أجور غري عادلة أو توقيت عمل غري‬
‫مناسب والتغيب بدوره يساهم يف رفع معدالت امللفات التأديبية أو وجود صراعات بني العمال واملسؤولني فهو‬
‫نتيجة وسبب يف آن واحد لذلك فهذا يستلزم تدقيق صارم موضوعي ممارس من طرف أشخاص ذوي كفاءة‬
‫عالية‪.‬‬
‫إضافة إىل ما سبق إن الرتابط بني األنشطة اليت متارسها وظيفة تسيري املوارد البشرية كالتوظيف‪ ،‬التعني‪،‬‬
‫التكوين‪ ،‬األجور ‪ ...‬اخل‪ ،‬يقود إىل أن قرار غري صائب يف جمال ما يؤدي إىل انعكاسات وأتثريات على بقية‬
‫األنشطة‪ ،‬كمثال على ذلك وضع فرد يف غري مكانه املناسب يرتتب عنه عدم الرضي وابلتايل إىل التبذير‬
‫الطاقات واألجور ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫إن التعقيد يف األمور الداخلية يزداد خطورة إذا ما ساهم فيه تعقيد خارجي أكثر‪ ،‬فالعوامل الداخلية من‬
‫ظروف العمل السائدة‪ ،‬توزيع أوقات العمل‪ ،‬النقاابت العمالية‪ ،‬العمال‪ ،‬أرابب العمل‪ ...‬اخل‪ ،‬وهناك أتثري‬
‫العوامل خارجية كالسلطات احلكومية‪ ،‬الزابئن‪ ،‬املوردون‪ ،‬املنافسة‪ ،‬اجلمعيات املهنية والبيئية ‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫كل هذه العوامل الداخلية واخلارجية جيب أن حيسب هلا ألف حساب يف عمليات التشخيص والتقييم‬
‫أي عمليات التدقيق فذلك يفرض أهداف منهجية‪ ،‬طرق تدخل خاصة ابلتدقيق اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫ثانيا‪ .‬أهداف التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬


‫يهدف التدقيق اإلجتماعي إىل فحص األحداث والظروف اليت وقعت بسببها وال يهدف إىل قياسها‬
‫فحسب‪ ،‬فوظيفته تتمثل يف الفحص النقدي للقياسات واملعلومات املتاحة يف جمال تدخله وابلتايل فهو عمل‬
‫حتليلي حبت‪ ،‬وهدفه على املستوى املدى القصري يتمثل يف إعطائه شهادة بصحة وسالمة القوائم واملعلومات‬
‫اليت تقدمها املؤسسة وإبداء رأي موضوعي حول شكل ومضمون الذي عرضت به هذه القوائم‪ ،‬وكأهداف‬
‫طويلة ومتوسطة األجل هي الختاذ القرارات املستقبلية للمؤسسة وابلتايل يصبح التدقيق كوسيلة من وسائل‬
‫القيادة وابلتايل يصبح يعتمد على النتائج اليت يتوصل إليها يف إعداد السياسات واملناهج املتعلقة بتسيري األفراد‬
‫إىل جانب العوامل األخرى فهو يساعد على رفع مستوى األداء خالل حتقيق االندماج للتشريعات اإلجتماعية‬
‫مع اإلسرتاتيجية تقدمي الدعم وذلك من الشاملة للمؤسسة بصفة عامة مثل أهداف التدقيق يف ابقي اجملاالت‪،‬‬
‫التدقيق اإلجتماعي يهدف هو األخر إىل رفع فاعلية أداء األفراد من خالل دراسة احلالة اإلجتماعية للمؤسسة‬
‫لتحديد العقبات والعراقيل ابستعمال وسائل فعالة للبحث عن األسباب احلقيقية وتقدمي االقرتاحات للقضاء‬
‫على االختالفات واالحنرافات‪ .‬إن التدقيق اإلجتماعي يستجيب لعدة األهداف‪:‬‬
‫‪ ‬القيام ابملعاينة الدقيقة التحصيل املعلومات الصادقة حول جمال األهداف اخلاصة ابلفرد کالتوظيف من خالل‬
‫وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب‪ ،‬رفع الروح املعنوية من خالل حتسني الظروف واألجور العادلة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت الرقابة انبعة من إرادة املسؤولني تكون نتائجها مضمونة نوعا ما واملتابعة الدائمة للوضعيات‬
‫وللنتائج وتطبيق التوصيات نظرا لتوفر اإلرادة من أجل القضاء على الظاهرة وحتسني الظروف لرفع األداء‬
‫واإلنتاجية لدى األفراد ‪.‬‬
‫‪ ‬تسيري سامل لألفراد نظرا لالستعمال األمثل لألدوات الكمية يف جماالت النوعية ‪.‬‬
‫‪ ‬التشخيص الدقيق لألسباب للوصول إىل النتائج صادقة ‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم األمثل يف التكاليف اإلجتماعية املباشرة منها وغري املباشرة ‪.‬‬
‫‪ ‬التنبؤ السريع ويف الوقت املناسب ابألخطار لتفادي التعقيدات اليت قد حتدث من جراء التأخر يف عالجه‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬اخلصائص الواجب توفرها يف املدقق اإلجتماعي‪:‬‬
‫ليس هناك تدقيقا اجتماعيا دون مدققني اجتماعني وحىت نضمن جناح عملية التدقيق البد من أن تتوفر‬
‫جمموعة من الشروط هلؤالء املدققني‪ ،‬هذه اخلصائص ميكن أن تكون ذاتية‪ ،‬شخصية‪ ،‬تكوينية ومهنية‪ ،‬وهي‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪ .1‬حسن اإلصغاء واالستماع‪ :‬إن كلمة التدقيق ذات املصدر الالتيين ‪ Audit‬واليت تعين االستماع واإلصغاء‬
‫ابلفعل وكما رأينا سابقا فإن املهمة األوىل اليت كانت توكل للمدققني هي االستماع إىل‬
‫املكلفني بتسيري األموال العمومية لإلثبات واإلشهاد على سالمة وصحة حساابهتم وحسن اإلصغاء يعين‪:‬‬
‫‪ ‬عدم مقاطعة املتحدث وجعله يف وضعية حرجة‪ ،‬حىت يتمكن من استخراج جزء كبري من احلقيقة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يولوا إهتمام حلديث اآلخرين وعدم السهو والتفكري يف املشاكل واملشاغل اخلاصة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على معرفة خط سري احلديث حىت يتمكنوا من الوقوف على النقاط اهلامة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توجيه اإلصغاء مسبقا ألحكام معينة مما جيعلهم خيطئون يف تقديراهتم ويرجحون کفی فرضياهتم‪.‬‬
‫‪ ‬إظهار االحرتام لآلخرين والبحث اجليد عن تعميق املفاهيم املتحصل عليها من امليدان وكشف‬
‫األشياء اليت ال تؤثر فيها ‪.‬‬
‫‪ ‬السرية املتعلقة ابملعلومات املتحصل عليها وكسب كل ثقة من اإلدارة واألفراد املوضوعية يف معاجلة‬
‫االختالفات واملشاكل وعدم ترجيح كفة أحد األطراف على اآلخر‪.‬‬
‫‪ .2‬إمكانية التحليل والرتكيب‪ :‬إمكانية التحليل والرتكيب ال جيب أن تتفرق عن بعضها البعض ابلنسبة‬
‫للمدقق اإلجتماعي‪ ،‬كعدم افرتاق وجها العملة النقدية الواحدة‪.‬‬
‫إن املقدرة على التحليل ال تساوي شيئا إذا مل يكن ابإلمكان القيام بعملية الرتكيب والعكس ابلعكس صحيح‪.‬‬
‫إن التحليل والرتكيب يعنيان امكانية توضيح املفاهيم الغامضة وترتيب األفكار واألخطار على حسب أمهيتها‬
‫للقدرة على رد األشياء على احلالة اليت كانت عليها واستخراج النتائج وامللخصات الواضحة‪ ،‬والدقيقة‪.‬‬
‫لذلك فإن املقدرة على التحليل لدى املدقق البد أن تالزمها املقدرة على الرتكيب‪.‬‬
‫‪ . 3‬اخلصائص الشخصية‪ :‬إن امتالك املؤهالت العلمية ال مينع ذلك من توفر القدرة على التخيل وأن يكون‬
‫لدى املدقق اإلجتماعي الفضول ملعرفة األسباب من خالل اإلستماع‪ ،‬املعاينة وحتصيل بعض األمور بدون‬
‫اللجوء إىل اإلدارة أو األفراد بسرية اتمة‪.‬‬
‫إن إدخال التخيل ال يعين إدخال ذاتية املدقق وإبعاد املوضوعية بل يساعد يف الوصول إىل طرح احللول‬
‫واملعضالت املمكن وجودها كما أن للعناصر السلوكية أمهية كبرية خاصة مع األفراد الذين يكونون يف اتصال‬
‫مباشر معهم‪.‬‬
‫لذلك فاملدقق هو ذلك الشخص ذي الطابع القوي والذي يتمكن من وضع األمور يف األمكنة املناسبة هلا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪ .4‬التكوين‪ :‬من الالزم أن يلم املدقق اإلجتماعي بثقافة عامة واسعة يف اجملال االقتصادي واإلجتماعي‬
‫والنفسي‪ ،‬وأن يكون متمكنا من التقنيات التطبيقية للتدقيق اإلجتماعي‪.‬‬
‫إن إمكانية التشخيص الفعال والدقيق األنشطة تسيري املوارد البشرية واليت تدخل ضمنها عوامل متعددة متس‬
‫اجلوانب التسيريية والنفسية‪ ،‬اإلجتماعية احمليطة ابلفرد ال يكون إال إذا توفر لدى املدقق التكوين املتنوع للوقوف‬
‫على املسببات احلقيقية للوضعيات‪.‬‬
‫بصفة عامة هناك قائمة واسعة من االمكانيات اليت جيب أن تتوفر يف املدقق اإلجتماعي واملؤهالت واليت كلما‬
‫زاد توفرها املدقق كلما زاد حتكمه يف املعضالت املطروحة أمامه للعالج هذه القائمة ويوردها‪:‬‬

‫• املعارف‪:‬‬
‫ـ منهجية التدقيق اإلجتماعي‬ ‫ـ املايل‬
‫ـ االحصاء واملناهج الكمية‬ ‫ـ اإلعالم اآليل‬
‫ـ احملاسبة‬ ‫ـ املاانمجنت‬
‫ـ االقتصاد‬ ‫ـ قوانني العمل‬
‫ـ تسيري املوارد البشرية‪ - ،‬علم النفس‬
‫‪ -‬اإلسرتاجتية‬
‫• اإلمكانيات‪:‬‬
‫‪ -‬ملالحظة‬ ‫ـ الدبلوماسية‬
‫ـ التحليل والرتكيب‬ ‫ـ العدالة‬
‫ـ اإلصغاء‬ ‫ـ التأقلم‬
‫ـ االتصال‬ ‫ـ االندماج واملرونة‬
‫ـ التحرير‬ ‫املوضوعية‬ ‫ـ‬
‫ـ التحمل‬ ‫روح املبادرة‬ ‫ـ‬
‫ـ املؤهالت‬ ‫الفضولية‬ ‫ـ‬
‫ـ الروح النقدية‬ ‫انفتاح الروح املعنوية‬ ‫ـ‬
‫ـ الشرف‬ ‫ـ الصرامة‬
‫ـ االحرتام‬ ‫ـ امل صداقية‬

‫‪30‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫خامسا‪ .‬تدقيق التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬


‫يعترب التدقيق اإلجتماعي يف آن واحد كمنهج موضوعي ومستقل لكن أيضا وظيفة ختضع األخرى إىل‬
‫معايري التقييم من النجاعة والفعالية وابلتايل ميكن التحدث على قياس فعالية التدقيق أي تدقيق اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ .1‬تقاس فاعلية التدقيق اإلجتماعي من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تقييم التكاليف املباشرة " أجر املدقق" وغري مباشرة جتميع املعلومات من طرف األفراد‪ ،‬الوقت‪ ...‬اخل‪،‬‬
‫ومقارنة ذلك الفائدة احملصل عليها من عملية التدقيق اإلجتماعي واليت تقاس من خالل مدى ختفيض‬
‫األخطار وختفيض التكاليف الزائدة ورفع الروح املعنوية لألفراد وما ينعكس ذلك من رفع لرضاهم أثناء‬
‫أدائهم لألعمال‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم التكلفة املتوقعة للمهنة مع التكاليف احلقيقية واستخراج االحنرافات وتفسريها‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم طريقة رسم ااألهداف اخلاصة ابلتدقيق اإلجتماعي ومدى بلوغها‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم استعمال املناهج املختلفة يف التشخيص والتحليل‪.‬‬
‫‪ ‬مدى احرتام اآلجال اخلاصة ابلتدقيق‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم التوصيات املقدمة‪.‬‬
‫‪ .2‬متابعة نتائج التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬
‫إن توفر إرادة صارمة وقوية من طرف املشرفني واملسئولني واملديرين يف تقلبهم النتائج التدقيق وقبل ذلك العمل‬
‫على تدعيم املدقق عن طريق توفري وسائل العمل والسماح له جبميع املعلومات الضرورية‪ ،‬والصادقة حول‬
‫الوضعية اإلجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫كما هو احلال ابلنسبة لألمهية اليت تعطي للمدقق املايل واحملاسيب جيب أن حيضى املدقق اإلجتماعي بنفس‬
‫األمهية أو أكثر‪ ،‬نظرا للخصوصيات املذكورة يف الفصل األول من أجل جعله وسيلة تسيري وحتکم‪ ،‬قيادة إدماج‬
‫اسرتاتيجي جلانب املوارد البشرية ابلنسبة للمؤسسة‪ .‬تظهر إرادة املشرفني من خالل إجياد‪ ،‬وتنفيذ ومتابعة تنفيذ‬
‫كل القرارات واإلجراءات التصحيحية لألوضاع املعاينة من طرف املدقق اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ .3‬متابعة تنفيذ القرارات املتخذة‪:‬‬
‫إن النهاية الطبيعية ألية مهمة تدقيق اجتماعي هي إجناز وحترير تقرير التدقيق الذي يستخرج فيه املدقق حقائق‬
‫املعاينات والتحليالت ونقاط القوة ونقاط الضعف ويقوم بتقدمي جمموعة من التوصيات ملعاجلة االختالالت‪ ،‬مث‬
‫ترتجم التوصيات املقدمة من طرف املشرفني إىل قرارات وإجراءات حسب األولوايت‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫الدرس السابع‪ :‬منهجية وتقنيات التدقيق اإلجتماعي‬

‫متهيد‪:‬‬
‫قبل الشروع يف عملية التدقيق اإلجتماعي أي القيام بعمليات مجع وحتليل أهدافها األساسية بعد إجراء‬
‫اللقاء بني املدقق واملسؤول على املعلومات وبعد رسم املؤسسة البد من حتديد نوع املنهجية املستعملة واملدة‬
‫الزمنية اليت من احملتمل أن تستغرقها املهمة واألفراد الواجب االتصال كما يتم حترير رسالة املهمة ممضاة من‬
‫طرف اإلدارة واليت ضمنها يتم حتديد الكيفيات اليت تتم هبا املهمة والسماح للمدقق اإلطالع على املعلومات‬
‫والتدخل يف مجيع األماكن من طرف املكلفني ابملهمة‪ ،‬ترسل هذه الرسالة إىل املعنيني بعملية التدقيق قبل‬
‫الشروع يف املهمة للسماح هلم بتحضري أنفسهم ماداي ومعنواي لتسهيل العملية واستغالل املدة أحسن استغالل‪.‬‬
‫كما ميكن للرسالة أن تتضمن يف طياهتا طلب معلومات مسبقة أو أوامر أخرى من شاهنا تسهيل‬
‫العملية كاحملور الرئيسي لعملية التدقيق واألنشطة اليت من الواجب فحصها‪ ،‬كما يتم حتديد جمال الرقابة وطبيعة‬
‫األحباث والتقنيات املستعملة (املقابلة‪ ،‬االستبيان‪...‬اخل)‪ ،‬بعد ذلك يبدأ املدقق عمله من خالل جتميع‬
‫املعلومات الضرورية وابستعمال الطرق العلمية احملددة كما سوف نوضحه من خالل النقطة املوالية ‪.‬تقدمي‬
‫النصائح والتوصيات لتصحيح االحنرافات‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تنظيم عمل التدقيق اإلجتماعي‪:‬‬
‫حيث انعكس التطور املدهش الذي شهده التدقيق يف اجملال املايل واحملاسيب على اجملال اإلجتماعي إلن‬
‫التدقيق أصبح جزء ال يتجزأ من نشاطات املؤسسة وأصبح يساهم بصفة جدية يف حتسني نوعية التسيري‪ ،‬وحىت‬
‫يبلغ التدقيق اإلجتماعي هذا املستوى الراقي مثل الذي بلغه نظريه املايل واحملاسيب ال بد من العمل املتواصل‬
‫على بذل اجلهود من اجل تطوير النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد اإلطار املثايل لالجتهاد العلمي والبحث الدائم عن املناهج الوسائل والتقنيات املتعلقة ابلتدقيق‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬إدخال تدريسه على مستوى املعاهد اجلامعية‪.‬‬
‫‪ ‬تعميم استعماله وإدراجه ضمن القوانني اخلاصة ابلدولة واملتعلقة ابجلانب التسيريي للمنظمات‪.‬‬
‫إ ستعمال منهجية واضحة وصارمة إلجياد تنظيم أكثر للمهام واألعمال املوكلة إليه ألن ذلك املعطيات وحتليلها‬
‫التعليق عليها تقييمها وحترير التقرير يسمح للمدقق بتجميع النهائي الذي حيتوي على التوصيات الالزمة من‬
‫اجل معاجلة نقاط الضعف وتدعيم نقاط القوة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫إن استعمال منهجية صارمة وتقدمي التوصيات الالزمة سيلزم استعمال تقنيات مقاييس مؤشرات‪،‬‬
‫ومرجعيات خاصة من اجل إجياد املعايري املستعملة للتفرقة بني الظواهر ذات األمهية الكبرية عن تلك الظواهر‬
‫اليت تعترب اثنوية حىت تسهل املهمة للمدقق يف االستعمال األمثل للوقت واجلهد‪.‬‬
‫إن التدقيق عبارة عن أسلوب استنتاجي واستداليل وأية منهجية يستعملها املدقق اإلجتماعي تنطلق من‬
‫حوادث واقعية يصدر عليها أحكاما من خالل التحليل يعلق عليها ويعطيها تقييم معني يؤدي إىل توصيات‪.‬‬
‫أما املنهجية اليت تسمح للمدقق اإلجتماعي من وضع خمتلف الفرضيات الظاهرة لألسباب املتعلقة‬
‫ابملشكالت واليت يتم أتكيدها أو نفيها من خالل عمليات التشخيص‪ ،‬كما أن املنهجية تسمح إبعطاء‬
‫املعلومات والنتائج على شكل منظم ومنطقي كما هو مبني أدانه‪.‬‬
‫التوصيات‬ ‫التقييم‬ ‫الفحص‬ ‫وحتليل املعلومات اجملمعة‬ ‫مجع املعلومات‬

‫‪ .1‬عملية التحقيق األوىل‪ :‬إن عملية التدخل الفعلي إلجراء التدقيق اإلجتماعي تسبقها عملية التحقيق أولية‬
‫يقوم هبا املدقق لكي تكون له نظرة شاملة للمشاكل اليت تعاين منها املؤسسة ليتسىن له توجيه تدخالته إىل‬
‫النقاط األساسية احلساسة‪ ،‬واليت تشكل عوائق واختالالت ونقائص وابلتايل يعتمد على أسس قوية يف‬
‫تدخالته اإلجياد الفاعلية الالزمة لعملية التدقيق‪ ،‬إن عدم املرور هبذه املرحلة يعترب كنقص ابلنسبة للمدقق ألهنا‬
‫تؤدي إىل تضييع الوقت واجلهد‪.‬‬
‫يعتمد املدقق اإلجتما عي على هذا التحقيق األويل يف رسم اإلطار الشامل ملهمة التدقيق التحديد املؤشرات‬
‫الواجب استعماهلا لقياس االحنرافات وترتيبها حسب درجة خطورهتا حىت يتم حتديد األهداف األساسية‪ .‬كما‬
‫إن اخليارات والنتائج املتوصل إليها من طريف مسؤويل املؤسسة وليست وليدة اليوم بل هلا ارتباطات يف املاضي‬
‫وابلعوامل الداخلية واخلارجية للمنظمة لذلك وجب على املدقق القيام بعمل علمي يعتمد على التعريف‬
‫ابملؤسسة من حيث تطورها التارخيي واخلصائص االقتصادية اإلجتماعية التكنولوجية التجارية واملالية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬املعلومات العامة‪ :‬يقوم املدقق خالل هذه املرحلة جبمع املعلومات اخلاصة ابملؤسسة واليت هلا أثر عليها‬
‫كتحديد موقعها اجلغرايف اتريخ إنشائها عدد األفراد اإلمجايل وتوزيعهم حسب السن اجلنس أو األقدمية عدد‬
‫األفراد املؤسسة عند بداية نشاطها‪ ،‬رقم أعماهلا السنوي‪ ،‬امليزانية السنوية‪ ،‬أحداث هامة ظهرت خالل حياة‬
‫املنظمة كتوسيع قطاع النشاط نوع اخلدمات أو املنتوج اليت تقدمه واهليكل التنظيمي هلا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪ .3‬اخلصائص الفنية‪ :‬هذه اخلصائص تتمثل يف الظروف املادية توزيع ساعات العمل املستوى العام للتأطري‬
‫حتليل املناصب ومدى توفري اخلدمات اإلجتماعية كاإلطعام النقل طب العمل اخلدمات الصحية اإلجتماعية‬
‫النقاابت العمالية‪.‬‬
‫‪ .4‬اخلصائص التجارية‪ :‬يتم معاينة مدى أتثري الظروف‪ ،‬اخلصائص التجارية على اجلانب اإلجتماعي للعمال‬
‫كطبيعة العمل املومسي أو الليلي تغيري يف أوقات العمل أو الزايدة يف العدد اإلمجايل العمال وطبيعة عقد العمل‬
‫(العمل الدائم واملؤقت )‪ ،‬ألن من خالل ذلك ميكن حتديد سياسات التوظيف واالستقطاب وتعيني املوظفني‬
‫حسب احلاالت‪.‬‬
‫‪ .5‬اخلصائص االقتصادية املالية‪ :‬من الضروري اخذ صورة عامة عن التحدايت اليت تواجه املؤسسة لذلك‬
‫البد من أن حتليل املعطيات احملاسبية املالية وامليزانية ملعرفة مكوانت املنتوج أي اختبار مدى املقدرة التنافسية‬
‫الصحة املالية واالقتصادية لتحديد التحدايت اخلاصة ابلعمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬مصادر املعلومات‪:‬‬
‫إن التدقيق اإلجتماعي يقتضي حتديد مصادر املعلومات‪ ،‬مبا إن حتديد االختالالت املشاكل‪ ،‬والنقائص‬
‫يعتمد بشكل كبري على نوعية املعلومات اجملمعة ومصادرها وميكن حصر مصادر املعلومات يف ثالث مصادر‬
‫أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬املصادر املكتوبة‪.‬‬
‫‪ ‬الزايرات امليدانية‪.‬‬
‫‪ ‬املقابالت واحملاداثت الشخصية‪.‬‬
‫‪ .1‬املصادر املكتوبة‪ :‬إن األنظمة القانونية والتشريعات تلزم املؤسسات على مسك سجالت ودفاتر متنوعة‬
‫ابإلضافة إىل وضع امللفات الفردية للموظفني القوائم العامة‪ ،‬لإلفراد دفاتر اإلجازات‪ ،‬دفاتر اإلجتماعات‪،‬‬
‫دفاتر حوادث العمل‪ ،‬وسجالت الغياابت‪ ،‬سجالت الزوار‪ ،‬فهي تشكل مصادر أساسية للمعلومات‪ ،‬كما‬
‫ميكن االعتماد على بعض الواثئق األخرى ألهنا ال تقل أمهية عن سابقتها كاألنظمة الداخلية القوائم املقدمة‬
‫للضمان اإلجتماعي حمضر اإلجتماعات املذكرات التعليمات اخلاصة ابلتنظيم الداخلي للمؤسسة كما ميكن‬
‫للمدقق االعتماد على تقارير رقابة أوتدقيق أجنزت سابقا إن وجدت‪ .‬ميكن تلخيص مصادر املعلومات املكتوبة‬
‫وفقا للجدول التايل رقم (‪ )11‬املوضح أسفله‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫يستعمل املدقق يف عملية مجع املعلومات جمموعة من اجلداول اليت حيضرها التوضيح توزيع العمال‬
‫حسب اجلنس السن األقدم ية الصنف املهين الذي ينتهي إليه وكذا تطور ذلك عرب الفرتات املختلفة احملددة‬
‫مسبقا من طرف املدقق‪.‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :20‬يوضح مصادر املعلومات املمكنة‬
‫مصادرها‬ ‫الواثئق املطلع عليها‬ ‫جماالت البحث‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ قوائم األفراد‬ ‫‪ )1‬التوظيف‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ سجالت األفراد‬
‫ـ قوائم مقدمة اىل السلطة الوصية‬
‫ـ امللفات الفردية‬

‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ الربامج‪ ،‬االجراءات‬ ‫عدد األفراد‬


‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ قوائم األجور‬ ‫● هيكل توزيع األفراد‪( ،‬السن‪،‬‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ قوائم األجور املقدمة للضمان‬ ‫اجلنس‪ ،‬األقدمية)‬
‫ـ مصلحة امليزانية‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫● احلركية‬
‫ـ مصلحة امليزانية‬ ‫ـ كشوف فردية لألجور‬ ‫● عقود العمل‬
‫ـ مصلحة امليزانية واألفراد‬ ‫ـ كشوف التنقيط‬ ‫● التوظيف‬
‫ـ مصلحة امليزانية‬ ‫ـ مبالغ خمصصة ملصلحة الطب‬
‫ـ مصاحل الشؤون اإلجتماعية سجالت‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫‪ )2‬األجور‬
‫األفراد‬ ‫ـ مكافآت لألوالد الذين يدرسون‬ ‫● املكافآت والعالوات‬
‫مصاحل طب عمل والشؤون اإلجتماعية‬ ‫ـ احلوادث املهنية‬ ‫● املصاريف اإلجتماعية‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ األمراض املهنية‬ ‫● دعم املتمدرسني‬
‫ـ مديرية األفراد‬ ‫ـ تقارير طب العمل‬
‫ـ مصلحة املوظفني‬ ‫ـ تدخالت املساعد اإلجتماعي‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫سجالت الغياابت اللجان التأديبية‬ ‫‪ )3‬ظروف العمل‬
‫مذكرات وتعليمات‬
‫ـ اجتماعات‬ ‫● التغيب‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ حماضر وتقارير‬ ‫● اتصال ومشاركة‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ سجالت‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ انتخاابت‬
‫ـ مصلحة األفراد‬ ‫ـ اضراابت‬
‫ـ مصلحة امليزانية‬ ‫ـ خالفات ومنازعات نظام انتقال‬
‫املعلومات ونوعيتها (الرقابة الداخلية)‬ ‫‪ )4‬التكوين‬

‫‪35‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫ـ ملتقيات‬
‫ـ حماضرات‬
‫ـ تكوين خارجي تكوين داخلي‬
‫ـ ميزانية التكوين‬

‫‪ .2‬الزايرة امليدانية للمؤسسة‪ :‬للوقوف على الصورة احلقيقة للمؤسسة ال بد على املدقق ان يقوم بزايرة‬
‫ميدانية للمؤسسة ليقف بنفسه على العوامل املادية املؤثرة الن ما ميكن أن حيمل إىل مسامعه واحلقيقة الفعلية‬
‫قد يكوانن متناقضان‪ ،‬مما يلزمه التنقل إىل أماکن ممارسة األعمال من إدارات ومکاتب ورشات العمل األروقة‬
‫واملطاعم حظرية توقف السيارات املخازن قاعة املطالعة قاعات التكوين إن وجدت مکاتب‪ ،‬النقابة وقد يقوم‬
‫هبا برفقة املسئول األول عن املؤسسة أو رفقة مدير مصلحة األفراد حىت يتمكن من طرح األسئلة أثناء ذلك‪.‬‬
‫للزايدة أمهية كبرية ألهنا قد تشكل أحسن وأفضل أطار مرجعي للمدقق يف وضع برانمج التدخل كما‬
‫تسمح له يف وضع برانمج التدخل والتعرف على بعض األخطار والنقائص كحالة املقرات العامة االكتظاظ‬
‫داخل املكتبات أو الورشات وجود منافذ النجدة وسائل مكافئة احلرائق فكل هذه األمور تلعب دور مهم يف‬
‫رفع الروح املعنوية لدى األفراد‪.‬‬
‫كما يقوم املدقق مبالحظة سرعة اجناز العمل كما ميكنه الوقوف على معدالت التغيب والتسجيل‬
‫الفعلي لذلك من خالل مقارنة بني السجل املخصص لذلك والوجود الفعلي للعمال يف مناصبهم‪.‬‬
‫يتم مالحظة أيضا توفر قاعة خاصة ابمللفات الفردية ومدى سرية استعمال هذه امللفات اإلطالع على املخزن‬
‫وظروف التخزين‪ .‬كما أن خالل هذه الزايدات يتمكن املدقق من القيام جبمع الواثئق وتسجيل النقائص‬
‫واملشاكل املالحظة‪ ،‬وكما أن احملادثة اليت يقوم هبا املدقق ميكنه من ورائها نفي أو أتكيد كل التخمينات اليت‬
‫يضعها أثناء قيامه ابلزايرة‪.‬‬
‫‪ .3‬املقابالت واحملاداثت‪ :‬تعترب من بني الوسائل احملبذة لدى املدقق اإلجتماعي حيث يلجا إليها يف أغلب‬
‫األحيان الن التدقيق هو عمله االستماع واإلصغاء إىل خمتلف أفراد املنظمة‪.‬‬
‫إن تسيري احملادثة خيضع إىل قدرة املدقق على التسجيل للنقاط املهمة أي بصفة عامة قدرته على االتصال‬
‫املسئولني واالتصال اإلفراد مما ينعكس على إحدى مقومات فاعلية التدقيق‪ ،‬جيب حتديد جمموعة النقاط اهلامة‬
‫اليت تساهم يف رسم اخلاصة مبهمة التدقيق وكذا املنهجية اليت من الالزم إتباعها لذا وبعد تعيني العينة من األفراد‬

‫‪36‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫اليت من الواجب اجراء احملادثة معها يتم إبالغهم مسبقا إبرسال املعلومات املتعلقة أبهداف التدقيق ومنهجيته‬
‫واالستمارة للسماح هلم ابلتحضري اجليد للقاء‪.‬‬
‫خالل احملادثة ومن اجل كسب ثقة األفراد وجعلهم يستجيبون له البد من إتباع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إعالم الفرد املقابل ابلربانمج واهلدف من العملية‪.‬‬
‫‪ ‬مناشدة مساعدة واقرتاحات الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة النتائج املتحصل عليها وطلب املساعدة إلجياد احللول املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار وقت املقابلة مسبقا حبيث يكون هذا الوقت مناسب حىت ال يؤدي يف تذبذب األفكار كان‬
‫يكون على سبيل املثال يف أخر وقت العمل‪.‬‬
‫‪ ‬جيب أن يقوم املدقق بكتابة النقاط املهمة اليت حتصل عليها من االستماع إىل األفراد كما أن القدرة‬
‫على حتصيل املعلومات وتسجيلها ترتبط مبهارة املدقق على التحليل والرتكيب‪.‬‬
‫أما أهداف املقابلة فهي‪:‬‬
‫‪ ‬الوقوف على احلقائق‪.‬‬
‫‪ ‬استقصاء األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬استقصاء الدوافع‪.‬‬
‫وميكن القيام بذلك من خالل االستبيان والذي من الواجب أن ال يهمل نقطة مهمة وأن يشمل كذلك على‬
‫األسئل ة ذات الطابع العام واألخذ بعني االعتبار املشاكل اخلاصة ابملؤسسة نفسها واليت يتم حتليلها من خالل‬
‫الواثئق اجملمعة خالل الزايدة‪ ،‬القيام بعملية حتليل لالستبيان ميكن أن يالحظ املدقق ابن هناك بعض النقاط‬
‫اهلامة مازالت تستحق التوضيح ميكن للمدقق أن يطرح األسئلة اخلاصة هبا من خالل استجواب رجعي أو ما‬
‫يعرف ‪ ،Feed Back‬يعاد تقدميه إىل األطراف املعنية الستكمال النقائص‪ ،‬أما فيما خيص النموذج اخلاص‬
‫ابالستجواب فسوف يتم التعرض له يف النقطة اخلاصة بتقنية جتميع املعلومات خالل اآلراء‪.‬‬
‫للمقابلة الشخصية حماسن ومساوي‪.‬‬
‫أ‪ .‬حماسن املقابلة الشخصية‪:‬‬
‫‪ ‬االتصال ابملفردات املختارة فقط دون غريها وجتميع املعلومات من مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية توضيح بعض األسئلة اهلامة واليت يصعب يف بعض األحيان فهمها من طرف املستجوب‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية تذكري املدقق يف بعض البياانت‬

‫‪37‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪ ‬مالحظة التصرفات والسلوكات أثناء اجلواب وابلتايل التأكد من رد فعل الفرد وكذا من صحة اجلواب‬
‫وصدق بعض املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية تسجيل تلك املعلومات بشكل واضح مما يسهل عملية حتليلها‪.‬‬
‫ب‪ .‬مساوي املقابلة الشخصية هي‪:‬‬
‫‪ ‬إمكانية أتثري املدقق على الفرد املقابل من خالل الشروحات لألسئلة بطريقة ختدم فكرة مسبقة لديه‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود أفراد العينة يف أماكنهم املعتادة مما يساهم يف زايدة تكاليف والوقت الضائع‪.‬‬
‫‪ ‬يف بعض احلاالت قد يرفض املستقصي منه اإلجابة على بعض األسئلة اليت متس شخصية يف حضور‬
‫املدقق‪.‬‬
‫‪ ‬يف حال تعدد املناطق اجلغرافية اليت تقع فيها الوحدات الفرعية تصبح الطريقة ابهظة التكاليف من‬
‫حيث الوقت واملال‪.‬‬
‫‪ .4‬تقنيات جتميع املعلومات‪:‬‬
‫حتديد مصادر مجع املعلومات املراد التحصل عليها يساهم بشكل كبري يف حتديد التقنيات الواجب استعماهلا‬
‫من طرف املدقق‪ .‬كما إن عملية حتديد التقنيات ال تكون بصفة عشوائية وتلقائية فقد يستعمل املقابلة يف‬
‫بعض احلاالت ويف حاالت أخرى يستعمل امللفات والدفاتر وقد يستعمل التحليل من خالل العينة آواملسح‬
‫الشامل للمجتمع وفقا لبعض املعايري واحملددات‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلستبيان‪:‬‬
‫يستعمل االستبيان تقريبا يف مجيع امليادين يف جمال العلوم االقتصادية اإلجتماعية والنفسية والتدقيق‬
‫اإلجتماعي والتدقيق اإلجتماعي يعتمد عليها بشكل كبري وحيضى أبمهية ابلغة من طرف املدققني سواء فيما‬
‫خيص عملية حتريره أو تقدميه أو حمتواه‪.‬‬
‫األسئلة اليت يتم طرحها يف االستبيان البد أن تساهم بشكل كبري يف حصر الظواهر‪.‬‬
‫عمل بعض املدققني على وضع منوذج حمدد وموحد لالستجواب املتعلق ابلتدقيق اإلجتماعي‪ ،‬حيث مث‬
‫حددا جمموعة من األسئلة اهلامة واليت متس جمال واسع من جماالت تسيري املوارد البشرية كما أن البعض مكاتب‬
‫التدقيق اإلجتما عي استمارات متطورة جدا تسمح حبصر جمال الدراسة كاملعهد الفرنسي للتدقيق‪ ،‬والرقابة‬
‫الداخلية ‪I.F.C.I.A‬‬

‫‪38‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫أحدث جمموعة عمل للبحث يف األسئلة واليت ختص إدارة األفراد األجور التسيري التنبئي للموارد البشرية‬
‫التوظيف التكوين واالتصال كما إن شكل االستبيان غري اثبت بل هو متغري مع تغري األهداف املسطرة لعملية‬
‫التدقيق ولكن بعض الباحثني يف اجملال حددوا ستة (‪ )19‬جمموعات من األسئلة تشكل اهليكل األساسي‬
‫للتدقيق اإلجتماعي وهي‪:‬‬
‫‪ ‬ماذا ؟ سؤال يطرح على حتديد الطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬من ؟ سؤال يطرح لتحديد املتدخلني‪.‬‬
‫‪ ‬متی؟ سؤال يطرح لتحديد الزمان‪.‬‬
‫‪ ‬أين؟ سؤال يطرح لتحديد املكان‪.‬‬
‫‪ ‬كم ؟ سؤال يطرح لتحديد الكمية أو العدد‪.‬‬
‫‪ ‬كيف؟ سؤال يطرح لتحديد املنهج املتبع‪.‬‬
‫ولتحديد نقاط الضعف ميكن االعتماد على السؤالني التاليني‪:‬‬
‫‪ ‬هل ابإلمكان إن حيدث خلل؟‬
‫‪ ‬هل هناك أمر ال يشتغل بشكل املطلوب؟‬
‫إن مرحلة حترير االستبيان أتيت بعد اكتساب املعلومات العامة حول املؤسسة حينها يقوم املدقق بوضع‬
‫جمموعة من األسئلة اليت تتعلق بتقييم فعالية اإلجراءات ومدی مطابقتها للقوانني ومناقشتها مع السياسات‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬بعد الوصف النظري للنظام يقوم املدقق ابلتحقيق يف املهام اليت اكتسبها من خالل مواجهتها‬
‫امليدان‪.‬‬
‫‪1‬ـ أسئلة يكون فيها اجلواب کمي األجوبة املتعلقة هبا تكون دقيقة لكن يشرتط يف اإلجابة إن ال تكون تتطلب‬
‫عمليات حسابية معقدة من طرف الشخص املستجوب‪.‬‬
‫‪2‬ـ أسئلة ذات جوابني فقط مثل ذكر وأنثى نعم أوال‪.‬‬
‫‪3‬ـ اسئلة متعددة األجوبة ويرتتب على هذه األسئلة أكثر من إجابتني مع إبداء املالحظات‪.‬‬
‫‪4‬ـ أسئلة مفتوحة‪ :‬األجوبة على هذه األسئلة متعددة جدا مما يستلزم إدراجها ضمن قوائم خاصة وإعداد نظام‬
‫خاص ابلرتميز‪.‬‬
‫‪5‬ـ أسئلة مغلفة‪ :‬أما حتتوي على عدد حمدود من األجوبة أو إن املدقق ال يهتم إال مبجموعة حمدودة من‬
‫األجوبة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪6‬ـ أسئلة نصف مفتوحة دمج بني اسئلة مفتوحة وأخرى مغلقة أي يعرض املدقق جمموعة من األجوبة مع ترك‬
‫القائمة مفتوحة‪.‬‬
‫‪7‬ـ أسئلة مركبة‪ :‬السؤال يف األصل حيتوي على أكثر من معلومة هذا النوع من األسئلة سيئ ويقود إىل أجوبة‬
‫غامضة مثال ما نوع التكوين الذي قمت به املعلومات اليت اكتسبتها ؟ هلذا فمن الواجب على املدقق االبتعاد‬
‫عنها‪.‬‬
‫‪8‬ـ أسئلة حمرجة‪ :‬تتعلق جبوانب معينه من شخصية الفرد كاآلراء حول املسؤولني‪.‬‬
‫وميكن إن خيص استبيان التدقيق اإلجتماعي اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أسئلة عامة‪.‬‬
‫‪ ‬أسئلة تتعلق ابألهداف‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة على برامج األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬هيکل األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬التغيب ودوران العمل‪.‬‬
‫‪ ‬التوظيف‪.‬‬
‫‪ ‬ظروف العمل‪.‬‬
‫‪ ‬األجور‪.‬‬
‫‪ ‬التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬عالقات العمل‪.‬‬
‫من خالل هذه اجملموعة واليت تعترب على سبيل مثال وليس سبيل احلصر يتضح جليا ابن االستبيان ذو أمهية‬
‫كبرية ال ميكن االستغناء عنه كما ميكن تكملتها بوسائل حتليل أخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬العينة اإلحصائية‪:‬‬
‫يلجأ إليها املدقق عندما ال يكون لديه الوقت الكايف أو نقص يف الوسائل إلجراء دراسة موسعة وشاملة‬
‫وأول خطوة تتمثل يف اختيار منهج معني للحصول على حجم عينة ممثلة مبراعاة اهلدف املدروس‪ ،‬واملعلومات‬
‫املتوفرة مث تتم عملية تقيم وحتليل النتائج املتوصل إليها‪.‬‬
‫يف اجملال النوعي لتسيري املوارد البشرية إن جلوء املدقق إىل عينة ذات‪ ،‬مقارنة مع اجملتمع قد يقوده إىل أخطاء‬
‫كثرية حول متثيل العينة والبحث جيب إن يكون حول التمثيل النوعي املرتبط بتنوع الظاهرة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫ويتم حتديد حجم العينة من خالل اختبار عشوائي جملموعة معينة من األفراد ويتم من خالل ذلك حساب‬
‫نسبة املعاينة واليت تعطي ابملعادلة حيث)‪(n/N‬‬
‫‪ n‬حجم العينة احملسوبة عشوائيا‬
‫‪ N‬اجملتمع‬
‫مث يتم احتساب‬
‫‪ X‬املتوسط احلسايب‬
‫§‪ )X( 2‬التباين‬
‫§)‪ (X‬االحنراف املعياري‬

‫يف بعض احلاالت ميكن إن يصادف املدقق عدم إمكانية إحصاء شامل امللفات مثال ومن اجل جتاوز ذلك‬
‫يلجا إىل العينة الرتتيبية وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫لنفرض إن العينة متثل جمتمع أجور افراد مؤسسة ما ميكن إن تقسم األجور على حسب املستوى التأهيلي‬
‫األصناف األفراد املهنية ولنفرض أهنا ‪ 55‬أقسام‪.‬‬
‫‪ C5 ، C4، C3، C2،C1‬كل قسم منها يعترب كقسم فرعي يتم تطبيق عليه تقنيات العينات وما ميكن قوله هو‬
‫أن كلما كان حجم العينة كبريا كلما كان مقدار اخلطأ صغريا‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫الدرس الثامن‪ :‬تقنيات عرض وتحليل النتائج‬

‫متهيد‪:‬‬
‫تعترب خطوة حتليل املعلومات اجملمعة من أهم اخلطوات اخلاصة أهنا حتضى أبمهية قصوى ألهنا تعكس‬
‫اإلمكانيات املدقق على التحليل والرتكيب‪ ،‬كما أهنا تستلزم فحص مدقق ابستعمال الوسائل التقنية والعلمية‬
‫املتاحة لديه للوصول إىل النتائج اليت هلا معاين خاصة أو الوصول إىل العالقات واالرتباطات بني العناصر‬
‫والظواهر املالحظة وقياس مدى خطورهت ا من خالل تشخيص األسباب املتعلقة بذلك‪ ،‬حيث يقوم املدقق‬
‫بفحص املعطيات من مالحظة صحتها وتقييم النتائج وابلتايل فهو يقوم بعزل الظواهر ويقيها ابستعمال‬
‫املعايري‪ ،‬مث يعرض املدقق النتائج املتوصل إليها من خالل ما بعرف بتقرير التدقيق الذي يعترب كثمرة العمل‬
‫ويكتسي أ مهية من حيث انه يقدم ضمنه املدقق التوصيات الالزمة ملعاجلة نقاط الضعف کدعم يف اختاذ‬
‫التدابري الالزمة من طرف املسريين‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تقنيات حتليل املعلومات‪:‬‬
‫تعترب عملية حتليل املعلومات خطوة ذات أمهية ابلغة ابملقارنة مع ذلك فهي جد واسعة وتعتمد على‬
‫جمموعة من التقنيات منها األشكال البيانية املؤشرات‪ ،‬الرسومات البيانية الوصف ‪ ...‬اخل‪ ،‬مع تنوع التقنيات‬
‫اإلحصائية والوصفية وتعددها وكذا تنوع املؤشرات املستعملة‪ ،‬هلذا يستلزم على املدقق أن يقوم ابختيار‬
‫التقنيات واملؤشرات الضرورية ابالعتماد على الوسائل واألهداف املسطرة من عملية التدقيق‪.‬‬
‫‪ .1‬األشكال البيانية‪ :‬يعترب هذا النوع من التحاليل من أبسطها‪ ،‬إذ أن املدقق من خالله يتمكن من اخذ‬
‫نظرة شاملة عن تطور الظواهر فمثال من خالل اهلرم اخلاصة ابألعمار واجلنس يتمكن من اخذ صورة واضحة‬
‫وشاملة عن توزع أفراد اجملتمع حسب السن وحسب اجلنس‪ .‬يف بعض احلاالت يستعمل املدقق األشكال‬
‫البيانية التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬اهليكل التنظيمي‪ :‬يعكس اهليكل التنظيمي التنظيم الداخلي للمؤسسة‪ ،‬تسلسل الوظائف‪ ،‬وتوزع السلطات‬
‫والصالحيات ومن خالله يتمكن املدقق من حتليل نسب التأطري ومالئمة األعمال والتقسيم على حسب‬
‫املصاحل حيث ميكن حتديد عدد الرؤساء واإلطارات وأعوان التحكم ابإلضافة إىل هذا ميكن إجراء املقارنة بني‬
‫اهلياكل التنظيمية خالل مراحل تطور املؤسسة عربا ألزمنة املالحظة تطور لبعض املصاحل حىت مديرايت‬
‫وإدارات اخرى من تنظيما ملؤسسة‪.‬‬
‫وأتخذ اهلياكل التنظيمية على الشكل اهلرمي كما هو مبني يف الشكل املوايل‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫شكل رقم ‪ :03‬مثال حول اهليكل التنظيمي‬

‫المـ ـ ــدير‬

‫اإلدارة‬ ‫المحاسبة‬ ‫نائب المدير‬ ‫مراقبة التسيي‬ ‫التكوين‬

‫الموظفي‬ ‫الوسائل‬ ‫الميانية‬ ‫المالية‬ ‫المخي‬ ‫تطوير المناهج‬

‫الورشة ‪30‬‬ ‫الورشة ‪30‬‬ ‫الورشة ‪30‬‬

‫ب‪ .‬هرم األعمار‪ :‬هي أشكال بيانية حول اجملتمع أو العينة وذلك على حسب سن األفراد وعلى حسب‬
‫األصناف املهنية ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫الشكل اهلرمي ميكن أن يبني لنا االختالالت من خالل ظهور عدم التوازن يف اهلرم وبذلك ميكن اختاذ‬
‫إجراءات التصحيحية الالزمة‪.‬‬
‫ج‪ .‬بيان نقل املعلومات‪ :‬طريقة حديثة يتبني من خالهلا التنقل اخلاص ابملعلومات أو البياانت على شكل‬
‫متثيلي تكون الرسوم البيانية متفق عليها مسبقا وتستعمل هذه الطريقة لفهم إجراء معني وتوضيح نظام الرقابة‬
‫الداخلية وتظهر هذه الطريقة كضــرورة يف حالة وجود تعقيدات ويف ما يلي بعض األشكال املتفق عليها لتمثي ــل‬
‫البياانت والواثئق‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫فهذه التقنية جتنب املدقق الوصف الطويل واملطلب وتساهم يف حتسني التوصيات اخلدمة غري أن هذه الطريقة‬
‫تستلزم خربة كبرية ودراية كبرية بنوع الرتميز والنقل اخلاص ابملعلومات والواثئق‪.‬‬
‫‪ .0‬التحليل ابستعمال املؤشرات‪ :‬يطلق عليه بعض الباحثني يف اجملال اإلجتماعي مصطلح املزيج اإلجتماعي‬
‫‪ Le mix social‬تعترب طريقة املزيج اإلجتماعي نقطة االلتقاء ابلنسبة ملنهجية التدقيق اإلجتماعي إذ أن‬
‫مجيع عمليات التدقيق اإلجتما عي تستعمله يف التحليل ويتمثل أساسا يف عملية اختيار املؤشرات القياسية‬
‫والتمثلية للممارسات الفعلية لتسر املوارد البشرية ابالعتماد علي امليزانية اإلجتماعية واليت تبقي احدي أهم‬
‫الوسائل احملبذة من طرف املدققني‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫ميكن مالحظة معطيات امليزانية اإلجتماعية من خالل التطور السنوي‪ ،‬وابالعتماد عليها ميكن حساب‬
‫املؤشرات واليت تعطي لنا قياسات فقط بدون أن تعكس األسباب‪ ،‬لكن تبني مدى خطورة الظاهرة لذلك البد‬
‫من تدعيمها بتشخيص األسباب فمثال دراسة ساعات التغيب يعطي لنا عدد الساعات ولكن ال حيدد لنا‬
‫األسباب املسامهة يف الظاهرة لذلك ال بد من اللجوء إىل طرق التحليل النظري للظروف اإلجتماعية‪ ،‬العائلية‪،‬‬
‫واملادية‪ ،‬كما إن استعمال املؤشرات وحىت يكون هلا معىن جيب مقارنتها بقيم معيارية حىت يتم استخراج‬
‫اإلحنرافات‪ ،‬إن العملية اليت يستعملها املدقق يف هذا اجملال على مبدأين يف التحليل‪:‬‬
‫‪ ‬االستقراء‪ :‬أي استعمال التحليل اجلزئي وتعميم ذلك على الكل‪.‬‬
‫‪ ‬ترمجة املعلومات النوعية إىل كمية من خالل الطرق اإلحصائية‪.‬‬
‫الشكل امل ـوايل يبني الكيـفية اليت تتـم بــها عملية املـقارنة من خــالل خمتلف القياسات للنتـائج واالحنرافات‬
‫واملعاييـر اليت يستعملها املدقق‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :05‬مقارنة النتائج مع املرجعيات‬

‫المرجعيات‬

‫تقدير النتائج‬
‫ترتيب‬ ‫معايير‬
‫تشخيص‬ ‫ـ تكاليف‬
‫المعضالت‬ ‫مشاكل‬ ‫ومؤشرات‬
‫األسباب‬
‫أخطار‬ ‫ـ‬

‫تحديد االجراءات‬ ‫توصيات‬ ‫تنفيذ‬ ‫متابعة‬ ‫تقييم فعالية‬


‫الواجب اتخاذها‬ ‫التدقيق‬

‫‪ .1 .2‬املؤشرات‪ :‬يوجد لدي املدققني اإلجتماعيني عدد كبري من املؤشرات كل منها يستعمل حسب‬
‫الظروف لقياس الظواهر‪ ،‬لذلك كان من الضروري فهم طبيعة وشروط عمل املؤشرات إلعطائها التفاسري‬
‫الالئقة والصحيحة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫جيب أن يعتمد املؤشر على اهلدف احملدد ملهمة التدقيق وهو أيضا تستعمل يف مجيع ميادين تسيري املوارد‬
‫البشرية ومتس اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اخلصائص العامة للمؤسسة كمستوى التأطري‪ ،‬العدد اإلمجايل لألفراد‪ ،‬األقدمية‪ ،‬التوزيع على حساب‬
‫اجلنس والسن ‪ ...‬اخل‬
‫‪ ‬التوظيف‪ :‬هيكل األفراد‪ ،‬حركة األفراد وتطورهم‪ ،‬طرق التوظيف‪ ،‬الوظائف املتاحة ‪ ...‬اخل‬
‫‪ ‬األجور املبلغ اإلمجايل لألجور‪ ،‬العالوات واملنح‪ ،‬املصاريف اخلاصة ابألفراد‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التكوين والرتقية‪ :‬ميزانية التكوين‪ ،‬نوعية الربامج‪ ،‬املعايري املعتمدة يف اختبار نوعية التكوين واملتكونني‪.‬‬
‫‪ ‬التصرفات واحلوافز‪ :‬التغيب‪ ،‬دوران العمل‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬اللجان التأديبية‪ ،‬نوعية االتصال‪.‬‬
‫جتدر بنا اإلشارة إىل إن هناك عددا ال متناهي من املؤشرات وعملية اختيارها تتم وفقا لألهداف املسطرة من‬
‫التدقيق وكذا طبيعة املؤسسات‪ ،‬ويف ما يلي عرض لبعض املؤشرات واليت ترى أنه من الضروري عرضها يف هذا‬
‫البحث وذلك وفقا للمجاالت التالية ‪:‬‬
‫‪1.1 .2‬ـ جمال التوظيف‪:‬‬
‫= ‪155x‬‬ ‫عدد األفراد يف السنة (س‪)1+‬‬ ‫ـ تطور عدد األفراد اإلمجايل‬
‫عدد األفراد يف السنة س‬
‫=‪155x‬‬ ‫متوسط عدد األفراد يف السنة (س‪)1+‬‬ ‫ـ تطور متوسط التوظي ــف‬
‫متوسط عدد األفراد يف السنة‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد التسرحيات ألسباب اقتصادية‬ ‫‪ -‬نسبة األمن الوظيفي‬
‫عدد األفراد‬
‫كما ميكن حساب نسبة خاصة بنوعية عقود العمل ذات الفرتة الدائمة أوحمددة املدة كما يلي‪:‬‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد الذين تربطهم عالقة عمل دائمة يف السنة س‬
‫جمموع افراد املؤسسة يف السنة س‬
‫كما ميكن قياس بعض األمور اخلاصة بنسبة التأطري ونسبة تشغيل املرأة ونسبة العمل اإلداري ابملقارنة مع العمل يف الورشات‬
‫‪...‬اخلروج وفقا للطرق النسبية وكمثال على ذلك أنخذ‪:‬‬
‫= ‪100X‬‬ ‫جمموعة اإلطارات يف السنة‬ ‫نسبة التأطري‬
‫جمموع األفراد يف السنة س‬
‫‪ 2.1.2‬األجور‪:‬‬
‫= ‪100X‬‬ ‫مبلغ األجور املدفوعة لألفراد يف سنة س س ‪1 +‬‬ ‫ـ نسبة تطور حجم األجور‬
‫مبلغ األجور املدفوعة لألفراد يف سنة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫كلما كانت قيمة العالقة أكرب من الواحد كلما كان التطور خيدم العمال‪.‬‬
‫‪ 3.1.2‬ـ سياسة الرتقية‪:‬‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املستفيدين من ترقية ما يف فرتة س‬
‫متوسط عدد أفراد املؤسسة لنفس الفرتة‬
‫‪ -‬نسبة األفراد الذين مت ترقيتهم ابالعتماد على كفاءة‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املستفيدين من ترقية لكفاءة‬
‫العدد اإلمجايل لألفراد الذين مت ترقيتهم‬
‫‪-‬نسبة األفراد الذين مت ترقيتهم ابالعتماد على مسابقات‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املستفيدين من ترقية مبسابقة‬
‫العدد اإلمجايل لألفراد الذين مت ترقيتهم‬
‫‪4.1.2‬ـ سياسة التكوين‬
‫‪-‬نسبة ميزانية التكوين‬
‫= ‪100X‬‬ ‫املبلغ املخصص للتكوين‬
‫املبلغ اإلمجايل للميزانية‬
‫ـ نسبة األفراد املستفيدين من التكوين‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املكونني‬
‫العدد اإلمجايل لألفراد‬
‫وميكن حساب نسبة التكوين لكل صنف من األصناف املهنية ابلطرق التالية‪:‬‬
‫‪-‬نسبة اإلطارات اخلاضعة للتكوين‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد اإلطارات املكونة‬
‫عدد األفراد املكونني‬
‫‪-‬نسبة عمال التحكم اخلاضعني للتكوين‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد عمال التحكم املكونني‬
‫عدد األفراد املكونني‬
‫كما ميكن تقسيم مدى جلوء املؤسسة إىل التكوين الداخلي والتكوين اخلارجي كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اللجوء إىل التكوين الداخلي‬
‫عدد الفرتات التكوينية داخل املؤسسة = ‪100X‬‬
‫العدد اإلمجايل للفرتات التكوينية‬
‫‪-‬اللجوء إىل التكوين اخلارجي‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد الفرتات التكوينية خارج املؤسسة‬
‫العدد اإلمجايل للفرتات التكوينية‬

‫‪47‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫كما ميكن تقييم معايري املعتمدة يف اختيار األفراد للتكوين وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫‪-‬نسبة التكوين لتحسني املستوى‬
‫عدد األفراد املتكونني لسبب حتسني املستوى = ‪100X‬‬
‫عدد األفراد املتكونني‬
‫ـ نسبة التكوين اإلستحداث طرق جديدة‬
‫عدد األفراد املتكونني لسبب استحداث طرق جديدة = ‪100X‬‬
‫عدد األفراد املتكونني‬
‫‪-‬نسبة األفراد الذين استفادوا من عطل للتكوين مدفوعة األجر‬
‫عدد العطل للتكوين مدفوعة األجر = ‪100X‬‬
‫جمموع األفراد‬
‫‪ 5.1.2‬ـ التغييب‪:‬‬
‫قدم يف سنة ‪ 415 ،1663‬قياس لظاهرة التغيب ابالعتماد على عدد كبري من املعايري کتکرار التغيب‪ ،‬عدد األايم املتغيبة‪،‬‬
‫أسباب التغيب‪ ،‬خطورة التغيب ‪ ...‬اخل‪ ،‬لكن بصفة عامة يتم االعتماد على ثالث معايري أساسية هي املدة اخلطورة‪ ،‬التكرار‬
‫كما هوموضح فيما يلي‪:‬‬

‫معدل اخلطورة‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األايم املتغيبة (الساعات)‬
‫عدد األايم النظرية للعمل (الساعات)‬
‫أي يعكس نسبة األايم ‪ -‬الساعات الضائعة‪.‬‬

‫ـ اخلطورة املتوسطة‬
‫= ‪100X‬‬ ‫العدد اإلمجايل للغياابت‬
‫متوسط عدد األفراد السنوي‬
‫‪-‬املدة املتوسطة للتغيب‬
‫= ‪100X‬‬ ‫العدد اإلمجايل للغياابت (ساعات‪ ،‬أايم)‬
‫العدد اإلمجايل للمتغيبني‬
‫‪-‬التغيب لسبب ما‬
‫عدد األفراد املتغيبني بسبب ما (مرض‪ ،‬نقل‪...‬اخل) = ‪100X‬‬
‫عدد األفراد املتغيبني‬
‫‪ 6.1.2‬ـ دوران العمل‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫۔ معدل االفرتاق‬

‫عدد األفراد الذين غادروا املؤسسة = ‪100X‬‬

‫متوسط عدد األفراد‬

‫‪-‬معدل الدخول‬

‫عدد األفراد اجلدد املوظفني = ‪100X‬‬

‫متوسط عدد األفراد‬

‫ـ معدل البقـ ـ ــاء‬

‫عدد األفراد اجلدد الذين مل يغادروا املؤسسة للفرتة س ‪100X = 1+‬‬

‫عدد األفراد اجلدد الذين مل يغادروا املؤسسة للفرتة س‬

‫ـ معدل اخلسارة‬

‫عدد األفراد اجلدد الذين غادروا املؤسسة للفرتة س‪100X = 1+‬‬

‫عدد األفراد اجلدد الذين غادروا املؤسسة للفرتة س‬

‫جمموع األفراد يف بداية الفرتة ‪ +‬جمموع األفراد يف هناية الفرتة‬ ‫ـ متوسط عدد األفراد =‬

‫‪2‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫كما ميكن حساب الدوران ابالعتماد على األسباب (إرادية وغري إرادية)‬

‫‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املستقلني‬

‫متوسط عدد األفراد‬

‫‪100X‬‬ ‫التسريح ألسباب أتديبية‬

‫متوسط عدد األفراد‬

‫املغادرة ألسباب غري إرادية (وفاة‪ ،‬عجز هنائي‪ ،‬تقاعد) ‪100X‬‬

‫متوسط عدد األفراد‬

‫‪ 2.1.2‬ـ املشاركة واالتصال واجلو العام‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪-‬نسبة املشاركة يف اإلجتماعات‬


‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املشاركني يف اإلجتماعات‬
‫متوسط عدد األفراد‬
‫‪-‬نسبة اللجوء إىل العقوابت التأديبية‪-‬‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املعاقبني‬
‫متوسط عدد األفراد‬
‫‪-‬نسبة حوادث العمل‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األفراد املصابني حبوادث العمل‬
‫متوسط عدد األفراد‬
‫‪-‬خطورة اإلضراابت‬
‫= ‪100X‬‬ ‫عدد األايم املتوقفة نتيجة لإلضراابت‬
‫عدد أايم العمل النظرية‬
‫‪-‬مردودية العمل‬
‫= ‪100X‬‬ ‫حجم اإلنتاج‬
‫وقت العمل املخصص هلذا اإلنتاج‬
‫‪-‬إنتاجية العمل‬
‫= ‪100X‬‬ ‫قيمة اإلنتاج احملصل‬
‫تكلفة العمل املوضوعة لتحقيق اإلنتاج‬
‫‪ 2.2‬املرجعيات واملعايري‪:‬‬
‫كما عرفنا سابقا‪ ،‬إن استعمال املؤشرات لوحدها ال يكفي‪ ،‬وابلتايل كان من الالزم لقيام بعمليات مقارنة مع‬
‫املعايري واملرجعيات من أجل استخراج االحنرافات أساسا املمكنة‪.‬‬
‫إن عملية البحث عن االحنرافات يعترب قلب عمل املدقق ألن عملية االستغالل واملرجعيات‪ ،‬اليت تستخرج‬
‫األمثل والعقالين ختضع ملبادئ الناجعة والفعالية لذلك كان من الالزم حتديد املعايري من التشريعات‬
‫االتفاقيات‪ ،‬املمارسات التقنيات املستعملة‪ ،‬أهداف املؤسسة‪ ،‬النماذج النظرية لتسري املوارد البشرية وميكن‬
‫االعتماد على املقاربة اخلارجية يف حتديد املعايري‪.‬‬
‫ـ القيمة املقاسة للمؤشر مع نفس املؤشر يف مؤسسات مماثلة‪.‬‬
‫ـ قيمة املتوسط القطاعي أوالسوقي‪.‬‬
‫ـ قيمة املؤشر مقارنة مع املؤسسات الرائدة من نفس القطاع‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫إن اعتماد على املقاربة اخلارجية يستلزم شروط وقواعد متساوية يف القياس لدى املؤسسات‪ ،‬وكمثال على‬
‫ذلك ظاهرة التغيب ال يكون هلا معىن إذا كانت األسباب املأخوذة بعني االعتبار ليست نفسها لدى‬
‫املؤسسات وكذا التغري يف اهليكل اخلاص بتوزيع األفراد‪.‬‬
‫حسب (السن‪ ،‬اجلنس‪ ،‬املستوى التأهيلي ‪ ...‬اخل) يف كلتا املؤسستني‪.‬‬
‫أما االعتماد على املقاربة الداخلية وتتعلق أساسا بتکوين مرجعيات خاصة بذات املنظمة‪:‬‬
‫ـ قيمة املؤشر للسنوات السابقة‬
‫ـ االحنرافات عن النتائج لعمليات متت خالل سنوات ماضية‪.‬‬
‫ـ نتائج التحقيقات الرائدة مثال فيما يتعلق بتحليل العمل والتكوين مع نتائج اخلربة‪.‬‬
‫ـ اإلجراءات املوضوعة واحملددة من طرف املنظمة‬
‫‪ .3‬األهداف احلقيقة املسطرة‪:‬‬
‫عمليات املقارنة ينتج عنها احنرافات يعرب عليها خماطر وتكاليف تتحملها املؤسسة‪ ،‬فالتكلفة معناها کم‬
‫تضيع املؤسسة من جراء مشكل معني؟ فالتغيب مثال ممکن التعبري عنه ابلساعات أوالنقود وكذلك استقالة‬
‫إطار كفء ميكن حساب كم يستلزم من تكاليف للحصول على إطار يف نفس مستوى الفرد الذي غادر‬
‫املنظمة وكذا کم حتسر املؤسسة من رقم األعمال من جراء خربته املكتسبة خالل سنوات العمل؟ ابإلضافة إىل‬
‫التكاليف املنفقة عليه للتكوين‪.‬‬
‫كما ميكن االعتماد على حساب التكلفة اإلضافية اليت تتحملها امليزانية من خالل هذا املشكل‪ ،‬فمثال‬
‫تكلفة تعويض عامل بسيط ليست نفسها تكلفة فقدان وتعويض مهندس‪.‬‬
‫مقارنة األخطار يؤدي إىل تقسيم املشكالت وترتيبها وفقا لدرجة خطورهتا وابلتايل ميكن حتديد أسباهبا‬
‫واألولوايت يف عالجها وفقا ملدى خطورهتا‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬عرض النتائج وتقدمي التوصيات‪:‬‬
‫تكتسي مرحلة عرض النتائج هي األخرى أمهية كربى ابعتبارها مثرة األعمال اليت قام املدقق هبا‪ ،‬ومن‬
‫خالهلا يتم عرض مراحل العمل وحتديد نقاط القوة ونقاط الضعف أي االختالالت اليت الحظها وشخص‬
‫سببها من خالل خمتلف تدخالته وعرض اسباب هذه االختالالت والتوصيات والتوجيهات اليت قد يديل هبا‬
‫لعالج هذه النقائض يتم عرض النتائج ضمن ملف يطلق عليه التدقيق واهلدف منه إعالم املسئولني ولفت‬

‫‪51‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫انتباههم إىل ضرورة اختاذ اإلجراءات التصحيحية لذلك وجب االلتزام جمموعة من شروط الشكل واملضمون يف‬
‫حتريره‪.‬‬
‫‪ .1‬التقرير النهائي للتدقيق‪:‬‬
‫تكون النهاية الطبيعية ألية مهمة للتدقيق اإلجتماعي هي حترير التقرير الشامل للعملية‪ ،‬ويتم تسليمه‬
‫لإلدارة أوالطالب عملية التدقيق كان يكون جهاز اإلدارة العامة‪ ،‬اجلمعية العامة للمسامهني والبنوك‪ ،‬لذا البد‬
‫من اإللتزام مببادئ املوضوعية‪ ،‬الدقة والوضوح يف عملية حترير‪:‬‬
‫‪ ‬إن الدقة ال تعين فقط املصداقية لكن ال بد أن يكون التقرير مرتبط ابلنقاط احلساسة واهلامة املعينة‬
‫من طرف املدقق‪.‬‬
‫‪ ‬الوضوح يتمثل يف اتباع منهج دراسة معني ومنطقي حبيث أن القارئ منذ قراءته للتقرير ميكنه من‬
‫خالل املقدمة معرفة ـ‬
‫‪ ‬اهلدف والنهج املتبع يف املعاجلة‪.‬‬
‫كما أن التقرير جيب أن يكون بناءا وموضوعيا حبيث يتم حتديد خمتلف التطورات املمكنة للظواهر‪ ،‬ويكون‬
‫آين‪ ،‬أي أمهيته تظهر من خالل استعماله أي يتم تقدمي النتائج لإلدارة من أجل اختاذ التدابري املناسبة يف الوقت‬
‫املناسب لتصحيح األوضاع‪.‬‬
‫أما هيكل التقرير فهو يتكون من ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مقدمة‪ :‬تتضمن نبذة عن املؤسسة وحتديد املضمون اإلداري‪ ،‬القانوين واالقتصادي الذي تقام فيه‬
‫املهمة‪.‬‬
‫‪ ‬ذکر وبكل صراحة اجلهة الطالبة للقيام ابلعملية‪.‬‬
‫‪ ‬وصف اهلدف من التدقيق اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد جمال التدقيق اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬معاينة الظروف املساعدة واملعرقلة للقيام ابملهمة‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم وتشخيص الوضعية اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تقدمي‪.‬‬
‫‪ ‬التوصيات‪.‬‬
‫‪ ‬مالحق تدعم النتائج‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫‪ .2‬التوصيات‪:‬‬
‫تعكس التوصيات بشكل عام وكبري املقدرة املنهجية العلمية والعملية ملدقق يف إعطاء احللول للمعضالت‬
‫املعينة وميكن أن يتوصل إليها املدقق من خالل تتابع املراحل كما يلي‪:‬‬
‫معاينة ‪ -‬معايري أحداث نتائج األسباب ‪ -‬التوصيات‬
‫ما هوكائن‪ ،‬ما جيب أن يكون‪ ،‬ما مت مالحظته التكلفة‪ ،‬ملاذا حدث‬
‫أي أن التوصيات ال تكون من تصور ذايت للمدقق ولكن تكون مبنية على األسباب الواقعية املشخصة‪ ،‬ميكن‬
‫أن تطبق التوصيات مباشرة بعد التدقيق أو أن يتم تطبيقها بعد حتقيقات إضافية أو القيام بتدقيق متخصص‬
‫البعض اجملاالت بطلب من املدقق اإلجتماعي‪.‬‬
‫إن استعمال وسائل وتقنيات جتميع وحتليل املعلومات للوصول إىل تشخيص ا األسباب اخلاصة ابلظواهر‬
‫لتخفيض املخاطر املتعلقة بتسيري املوارد البشرية ال جيب أن نعتربها يف حد ذاهتا كأهداف هنائية لكن وسيلة‬
‫تطبيق للوصول إىل حتسني الظروف اإلجتماعية للمنظمات للوصول إىل الفعالية اليت تتطلب جمموعة من‬
‫الشروط‪ .‬قد تتضمن التوصيات املقدمة إجراءات جيب على املشرفني إتباعها للوصل إىل الفاعلية اإلجتماعية‪،‬‬
‫لكن أيضا قد تتضمن طلب من املدقق اإلجتماعي القيام بتدقيق خاص بنشاط معني من أنشطة إدارة املوارد‬
‫البشرية فكيف يتم ذلك؟‬
‫ـ يستعمل التدقيق كذلك يف املفاوضات مع املتعاملني مبجرد إطالع املفاوض على تقارير التدقيق اإلجتماعي‬
‫إبمكانه اخذ نظرة عن الوضعية اإلجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫ـ يستعمل كذلك خالل عملية االندماج بني الشركات‪.‬‬
‫ـ يستعمل من طرف طاقم جديد ملعرفة الوضعيات كما هي أي حقائق األمور للتمكن من حتديد األهداف‬
‫ابالعتماد على األولوايت بدراسة االحنرافات والنتائج املرتتبة عن بعض القرارات املتعلقة ابجملال اإلجتماعي فهو‬
‫ابلتايل يظهر كامتداد طبيعي وكمکمل ضروري للتدقيق املايل واحملاسيب ابالندماج حتت لواء عائلة واحدة وهي‬
‫عائلة التدقيق لكن الذي مييزه فعال عنه هو اجملال املعاجل وبعض اخلصوصيات املنهجية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫المحور الثاني‪ :‬طبيعة ومحتوى التدقيق االجتماعي‬

‫خالصة احملور الثاين‪:‬‬


‫إن التطلعات اخلاصة بتسيري املوارد البشرية ترمجتها عمليات التدقيق اإلجتماعي خاصية بعد توجهها إىل‬
‫الفاعلية بدال من املطابقة حيث يعمل املدقق اإلجتماعي على الكشف عن األخطار والتحكم يف التكاليف‬
‫اإلجتما عية‪ ،‬لكن تعقد وظيفة تسيري املوارد البشرية والتصرفات اإلنسانية جيعل من الصعوبة مبا كان يف تطوره‬
‫وتعميمه على كافة املؤسسات‪ .‬وكما تبني لنا من خالل ما مت ذكرهن فإن العمل على إجياد الفاعلية يف التسيري‬
‫ليس قضية إمكانيات املدقق فحسب ولكن أيضا توفر اإلرادة احلقيقية لدى املشرفني على املنظمات من اجل‬
‫الكشف عن االختالالت واملعضالت احلقيقية اليت تواجه تسيري أفراد منظماهتم‪.‬‬
‫لذلك كان من الالزم تكثيف اجلهود واألعمال يف هذا اجملال خاصة األعمال املنهجية التطبيقية والعلمية‬
‫لتنمية تطوير استعمال التدقيق اإلجتماعي يف كل املنظمات مهما كانت طبيعتها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫احملور الثالث‬

‫تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫الدرس التاسع‪ :‬التدقيق التوظيف‬

‫متيهد ‪:‬‬
‫إن اتساع جوانب املوضوع وعمل املدقق االجتماعي على اإلملام جبميع نشاطات املؤسسة املتعلقة‬
‫بتسيري املوارد البشرية وكذا تدخله يف حتليل وتشخيص الظواهر اليت قد تنجز عن هذه النشطة كالتغيب أو‬
‫دوران العمل أو حوادث العمل ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫كمثال عن ذلك فقد مت اختيار نشاطني من بني نشاطات املؤسسة املهمة أال ومها التوظيف والتكوين‪،‬‬
‫وكذا على ظاهرتني من بني أخطر الظواهر السلبية وكذا األوسع انتشارا يف املؤسسات ومها التغيب ودوران‬
‫العمل الذين من خالهلما تتحمل املؤسسة تكاليف ابهظة قد تكون مباشرة أو غري مباشرة كما سوف نالحظ‬
‫ذلك من ما يلي من نقاط‪.‬‬
‫هناك تداخل بني املسببات والنتائج‪ ،‬فمثال عندما تستعمل سياسة توظيف غري سلمية وليست مبنية‬
‫على طرق علمية وموضوعية وابعتماد على معايري ذاتية فهذا سوف ينعكس ابلسلب على زايدة معدالت‬
‫التغيب ودوران العمل وابلتايل ما يؤدي إىل ختفيض اإلنتاجية وابلتايل ميكن اعتبار التغيب کنتيجة وسبب يف‬
‫آن واحد‪ ،‬نتيجة عن سياسة توظيفية غري سليمة وسبب يف اخنفاض معدالت اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .1‬الت قدق التوظدف‪:‬‬
‫كقاعدة أساسية يرتكز عليها التدقيق اخلاص مبجال التوظيف هي حتليل العمل ألن هذا النشاط يقوم‬
‫بدراسة نوعية للوظائف فهوال يعتمد على الطابع الكمي لألفراد فقط بل كذلك على نوع تكوينهم‪ ،‬مؤهالهتم‪،‬‬
‫حمفزاهتم‪ ،‬كفاءاهتم ويقارن ذلك مبحتوى الوظيفة املراد شغلها‪.‬‬
‫إن التسيري الغري املناسب للتوظيف تنجر عنه أخطار كثرية وهامة‪ ،‬ميكن أن ترتجم إىل تكاليف تتحملها‬
‫املؤسسة واألخطار تنتج من خالل توظيف عدد من األفراد أكثر أو أقل من املستوى احملدد ابلنسبة للعدد‬
‫اإلمجايل أو لنوع حمدد من املوظفني دون املؤهالت الالزمة‪.‬‬
‫‪ .1.1‬حتلدل العمل‪ :‬كخطوة أوىل يتم التحليل الكمي للعمل وذلك وفقا للمعايري اخلاصة ابلسن واجلنس‬
‫واألقدمية‪ ،‬األصناف املهنية‪ ،‬املؤهالت مع إمكانية املزج بني خمتلف هذه املعايري للحصول على صورة أكثر‬
‫وضوحا حول املعاينات املختلفة أما اخلطوة الثانية فتتمثل يف التحليل النوعي للعمل والذي يتمثل يف حتديد‬

‫‪56‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫نوعية املهام اليت تتطلبها الوظائف وكذا املؤهالت الفردية الواجب توفرها يف األفراد الذين من الالزم أن يتصفوا‬
‫هبا حىت يتمكنوا من جماهبة تلك الصعوابت املرتبطة هبا‪.‬‬
‫‪ .2.1‬التحلدل الكمي للعمل‪ :‬يتم التحليل الكمي للعمل من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.2.1‬حتلدل هدكل الوظائف‪ :‬ذلك ابالعتماد على املعايري الكالسيكية املعروفة كما هو موضح أدانه‪:‬‬
‫‪ ‬حتلدل اهلدكل ابالعتماد على السن‪ :‬إضافة إىل حساب متوسط السن يف املؤسسة البد من استعمال‬
‫تقسيمات أو أقسام خمتلفة على األقل ثالثة فئات وكمثال على ذلك‪ :‬الفئة األوىل أقل من ‪ 52‬سنة‪ ،‬هي الفئة‬
‫الثانية هي من سن ‪ 52‬والفئة إىل ‪ 52‬سنة والفئة األخرية هي أكثر من ‪ 52‬سنة‪ ،‬للتوصل إىل حتديد عدم‬
‫التوازن يف توزيع األعمار داخل املؤسسة أويف قسم معني منها‪ ،‬مع االعتماد على الطرق املستعملة وتصحيح‬
‫وضعيات عدم التوازن املالحظة واملسببات احلقيقية لذلك كان تكون سياسة التوظيف غري مالئمة‪ .‬تتم ترمجة‬
‫فئات األعمار إىل هرم األعمار والذي يعطي صورة أكثر وضوحا لعدم التوزيع العادل لفئات األعمار‪.‬‬
‫‪ ‬حتلدل اهلدكل ابالعتماد على األق مدة‪ :‬ميتزج التحليل اخلاص ابلعمل مع التحليل اخلاص ابألقدمية للتنبؤ‬
‫مبعدالت دوران العمل ومدة بقاء األفراد داخل املؤسسة‪ ،‬وويتم استعمال هرم األقدمية‪.‬‬
‫‪ ‬حتلدل اهلدكل ابالعتماد على املؤهالت‪ :‬يستعمل يف معرفة مستوايت التأطري للمؤسسة ونسب اليد‬
‫العاملة البسيطة ابلنسبة إىل اليد العاملة املؤطرة‪ ،‬يتم التقييم من خالل القطاع الذي تعمل فيه املنظمة لذلك‬
‫البد أن يكون املدقق على دراية كاملة ابلنسب اليت جيب أن تتوفر عليها املنظمة من عمال إداريني أو عمال‬
‫حتكم أوعمال بسطاء حىت يتم حتديد االختالالت املمكنة يف مستوايت التأطري‪.‬‬
‫‪ ‬حتلدل العمل ابالعتماد على اجلنس‪:‬يساهم هذا النوع من التحليل يف التعرف وبشكل دقيق على أسباب‬
‫التغيب أو دوران العمل واملردودية ونوعية املنتوج املعروض يف السوق‪.‬‬
‫‪ ‬حتلدل اهلدكل ابالعتماد على السلك‪ :‬يوجد يف بعض املؤسسات خاصة اإلدارات العمومية عدة أسالك‬
‫منها التقنية‪ ،‬املشركة‪ ،‬الصحية ‪ ...‬إخل‪ ،‬إن هذه األسالك تفرضها طبيعة العمال وكذا األنظمة املسرية هلا‬
‫والتحليل يف هذا امليدان له أمهية كبرية يف معرفة خمتلف االحنرافات بني الوظائف واألجور وبني خمتلف هذه‬
‫األسالك والعمال املنوطة بكل سلك‪.‬‬
‫‪ ،2.2.1‬حتلدل حركة األفراد‪ :‬مبدئيا ميكن القول أبن هناك نوعني من احلركة الداخلية واخلارجية‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪ ‬النقل اخلارجي‪ :‬يكون التحليل يف هذا امليدان ميس مؤشرات دوران العمل الذي سوف نتعرض له من‬
‫خالل تدقيق دوران العمل‪ ،‬النقل اخلارجي هو خروج أو غادرة األفراد للمؤسسة وهي تكون لعدة مسببات‬
‫منها اإلدارية كاالستقالل أو الغري إرادية كالتقاعد أو التسريح النهائي من طرف املؤسسة أو الوفاة‪.‬‬
‫ويعترب هذا التحليل كنقطة انطالق األحباث أكثر تطورا من اجل التعمق يف أسباب مغادرة األفراد لوظائفهم‬
‫والتكاليف اليت تتحملها املؤسسة من جراء ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬التنقل ال اخلي‪ :‬التنقل األفقي أو ما يعرف بعمليات حتويل من مكان إىل مكان آخر لكن ضمن‬
‫الوظائف دون التغيري يف الرتبة‪ .‬نفس املؤسسة (بني الوحدات املوزعة عرب البقعة اجلغرافية الواحدة)‪.‬‬
‫‪ ‬التنقل العمودي‪ :‬وهي خمتلف الرتقيات اليت قد يستفيد منها األفراد‪ ،‬أن التفحص يف هذا اجملال يستوجب‬
‫القيام مبقارنة اهلداف املسطرة مع ما مت حتقيقه فعال من ترقيات داخلية على حساب األصناف املهنية املوجودة‬
‫داخل املنظمة‪.‬‬
‫‪ :1.1‬التحلدل النوعي للعمل‪ :‬ميس التحليل النوعي للعمل ثالثة جوانب أساسية من تسيري املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ 1.1.1‬حتلدل الكفاءة‪ :‬يهدف هذا النوع من التحليل إىل قياس املستوى التعليمي والتكويين األوىل‬
‫االستخراج نسبة اإلطارات اليت هلا شاهدات أي مؤهالت علمية ونسبة اإلطارات اليت حتمل تكوينا مع مرور‬
‫األقدمية يف العمل واإلطارات اليت تكونت ذاتيا دون احلصول على شهادات علمية وال تكوينية‪.‬‬
‫مث بعد عملية حتديد املؤهالت املكتسبة يتم مقارنتها مع مستلزمات الوظيفة املشغولة ابعتبار أن الكفاءة العلمية‬
‫والتكوينية تعترب عامال مهما يف شغل املناصب النوعية واليت تتطلب مستوى علمي وتكويين معني ويعترب هذا‬
‫النوع من التحليل کمکمل لتحليل العمل من انحية التأهيل‪.‬‬
‫‪ 2.1.1‬حتلدل الق رات‪ :‬يساهم يف حتديد املوارد البشرية القادرة على حتمل بعض املسؤوليات على املدين‬
‫القصري واملتوسط ليتم تعويض املسؤولني احلاليني‪ ،‬ويتم ذلك من خالل حتليل الوظيفة اىل مكوانهتا األساسية‬
‫لشغل املناصب اليت تتطلب قدرات معينة ويعطي‪.‬‬
‫القدرات وفقا للعالقة التالية‪:‬‬
‫العدد اإلمجايل لألفراد الذين ابإلمكان تعويضهم‬ ‫م ح ق=‬
‫عدد املناصب املمكنة‬
‫يف حالة ما إذا كان هذا املؤشر أقل من الواحد ميكن القول أن ذلك يدل على نقص للموارد البشرية القادرة‬
‫وابلعكس إذا كان هذا املؤشر أكرب من الواحد‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪ .2‬تطبدق الت قدق التوظدف ‪:‬‬


‫قبل اخلوض يف مراحل تطبيق التوظيف ننوه مسبقا ألمهية اليت يكتسبها التوظيف يف التوصل إىل‬
‫األهداف العامة للمؤسسة واألهداف اخلاصة بتسيري املوارد البشرية‪ ،‬حيث يقوم الستقطاب األفراد ابلكمية‬
‫والنوعية املناسبة‪ ،‬فإذا متكنت وظيفة تسيري املوارد البشرية من القيام هبذا النشاط على أحسن وجه رمبا ميكنها‬
‫بشكل أوآبخر يف املسامهة يف التوصل إىل تلك األهداف‪.‬‬
‫ما ميكن اإلشارة إليه هوأن التوظيف البد أن يكون كآخر مرحلة وامللجأ األخري الذي تلجأ إليه املؤسسة‬
‫للحصول على األفراد بعد استنفاذ مجيع الطرق الداخلية واملتمثلة يف الرتقية‪ ،‬التنقل والتكوين األولوية للداخل‬
‫للقيام بعملية تدقيق التوظيف البد من جتميع املعلومات اخلاصة ابألهداف العامة للمؤسسة واإلملام إبجراءات‬
‫خاصة ابإلعالانت‪ ،‬االنتقاء‪ ،‬التعيني‪ ،‬االستقبال‪ ،‬اإلدماج ‪...‬اخل‪ ،‬وكذا الرجوع إىل سجالت األفراد وملفاهتم‬
‫اخلاصة واالعتماد على مالحظات خاصة ابلتوظيف واإلحصائيات السابقة وتقدمي استمارات تقيميه وحماداثت‬
‫مع املوظفني اجلدد والقدماء واملسؤولني والذين غادروا املؤسسة للوقوف على األسباب اجلوهرية‪ ،‬كما يقوم‬
‫املدقق االجتماعي حبساب بعض املؤشرات االجتماعية يف هذا النشاط من خالل كل ذلك ميكن للمدقق‬
‫القيام مبعاينة وتشخيص األسباب اخلاصة ابالحنرافات واملشاكل وحىت يتمكن من تقدمي التوصيات املنسية‬
‫مبعرفة اتمة للمسببات احلقيقية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تشخدص األسباب‪:‬‬
‫من أجل حتديد االحتياج الكمي والنوعي من األفراد البد املرور خبمسة مراحل‪:‬‬
‫‪ ‬االستقطاب أي عملية جذب والبحث عن املتنافسني‪.‬‬
‫‪ ‬االنتقاء أي االختيار من بني املتنافسني‪ ،‬األكثر كفاءة‪ ،‬أتهيل ومقدرة من خالل إجراء اإلمتحاانت‬
‫الشفهية‪ ،‬الكتابية والنفسية ‪ ...‬إخل‬
‫‪ ‬إصدار يف حق األفراد املختارين قرار التوظيف‪.‬‬
‫‪ ‬االستقبال داخل املؤسسة وإجراء مرحلة جتريبية هلم‪.‬‬
‫‪ ‬الدمج النهائي هلم بعد ختطي مرحلة التجريب بكل جناح‪.‬‬
‫کل مرحلة من املراحل السابقة‪ ،‬ترتجم إىل تكاليف تتحملها املؤسسة وميكن أن تكون مباشرة أوغري مباشرة‪،‬‬
‫مع العلم أن املؤسسة إبمكاهنا التحكم فيها من خالل احرتام الطرق املوضوعة يف التوظيف حىت تتمكن من‬
‫الوصول إىل أفضل األفراد والذين تتمكن من احلفاظ عليهم‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫يتم ذلك بواسطة إجراء حتليل الفعالية وجناعة التوظيف عن طريق حساب املؤشرات الكمية والنوعية‬
‫ومقارنتهما ابألهداف املسطرة ومدی بلوغها‪ ،‬فمثال لوقاران جلوء املؤسسة إىل الرتقية الداخلية مع جمموع األفراد‬
‫اجلدد الذين مت توظيفهم‪ ،‬مقارنة أيضا تكاليف التوظيف للمؤسسة مع مؤسسات من نفس القطاع‪ ،‬كما يتم‬
‫دراسة نوعية األفراد اجلدد الذين مت توظيفهم (سنهم‪ ،‬جنسهم‪ ،‬مستواهم ‪ ...‬إخل)‪ ،‬ألن لذلك أثر كبري على‬
‫حتفيزهم وترقيتهم‪.‬‬
‫كما أن املؤشر اخلاص ابلتغيب ودوران العمل يعطينا صورة أكثر وضوح لألفراد املوظفني اجلدد من انحية‬
‫االستقرار والتحفيز‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تق مي التوصدات‪:‬‬
‫ترتبط عملية تقدمي النصائح والتوصيات املعاجلة نقاط الضعف وكذا االحنرافات واالختالالت بشكل‬
‫كبري‪ ،‬بتشخيص األسباب اخلاصة هبذا النشاط وكذا اإلسرتاتيجية اخلاصة ابملؤسسة يف ما يتعلق ابملوارد البشرية‬
‫واإلسرتاتيجية هلا‪.‬‬
‫وخالل بعض عمليات التشخيص اليت أقيمت يف مؤسسات ابخلارج كانت جممل التوصيات متس ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد نظام معلومات صادق وكامل حول التوظيف (سجالت‪ ،‬إدخال اإلعالم اآليل)‪.‬‬
‫‪ -‬وضع إطار مرجعي لعملية االستقبال والدمج ضمن الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إبرام عقود خاصة مع املدارس املتخصصة واجلامعات للحصول على الكفاءات املتخصصة أي عملية‬
‫االستقطاب من املنبع‪.‬‬
‫‪ -‬احرتام اإلجراءات اخلاصة ابلتوظيف‪.‬‬
‫‪ -‬حتكم أكثر يف تكاليف التوظيف من خالل احلفاظ على األفراد اجلدد‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫الدرس العاشر‪ :‬تدقيق التكوين‬

‫متيهد ‪:‬‬
‫من بني النتائج اليت يتوصل إليها املدقق االجتماعي هو تقدمي توصية تتعلق إبجراء تدقيق خاص بنشاط‬
‫التكوين‪ ،‬إذا ما تبني له ابن االحنرافات انمجة عن ممارسة هذا النشاط أو عدم وجوده بشكل مناسب لذلك‬
‫فالتدقيق الشامل لنشاط التكوين هبدف بيان تفصيلي لألخطار واملشاكل واالحنرافات عن طريق تشخيص‬
‫األسباب احلقيقية وتقدمي التوصيات الالزمة لعالج أو تصحيح االحنرافات‪.‬‬
‫إن مهمة املدقق صعبة ابلنظر إىل األهداف اخلاصة ابلتكوين‪ ،‬تنتج عن مشاريع طويلة وتغري تنظيمي‬
‫واجتماعي والفعالية يف هذا اجملال حسب ج‪ ،‬لوفر ‪ J. lauver‬و ج‪ .‬لفدار جري)‪(JL Viarger‬‬
‫)‪ (Lionel Collin et Grand‬ويف جمال التدقيق فإن املدقق يقوم ابلتأكيد من وجود ونوعية مــايــلي‪:‬‬
‫ـ مصلحة التكوين‬
‫ـ خمططات التكوين‬
‫ـ ميزانية التكوين‬
‫ـ إجراءات التسجيل يف التكوين‬
‫ـ املواظبة على احلضور خالل‪.‬‬
‫ـ املعلومات املالئمة والصادقة‬
‫ـ نوعية الربامج‬
‫ـ مدة التكوين‬
‫ـ مستوى التكوين‬
‫قبل التعرض ابلتفصيل لتلك النقاط‪ ،‬من الالزم حتديد مفهوم ومراحله مث عملية تدقيقه‪.‬‬
‫‪ .1‬تعریف نشاط التكوین ومراحله‪:‬‬
‫أمهية التكوين داخل املؤسسة وطبيعة مصلحة التكوين تعتمد من جهة على حجم املؤسسة‪ ،‬تنوع‬
‫عمليات التكوين‪ ،‬طبيعة نشاط املؤسسة والسياسة التكوينية‪ ،‬أي على حسب األمهية اليت توليها املؤسسة‬
‫للتكوين‪ .‬ونظرا لتعدد جوانب العملية وغموض هذا املفهوم‪ ،‬حاول عدد من الباحثني إعطاء تعاريف هلا وفقا‬
‫ملا يلي‪:‬‬

‫‪61‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫ـ تعريف ‪ :De Montorollin‬التكوين عبارة عن إحداث تغيري إرادي يف سلوك الراشدين وأعمال ذات‬
‫طبيعة مهنية‪.‬‬
‫ـ تعريف ‪ :Mialaret,G‬التكوين عبارة عن نوع من العمليات اليت تقود الفرد إىل ممارسة نشاط مهين‪ ،‬كما‬
‫أنه عبارة عن نتاج هلذه العمليات‪.‬‬
‫ـ تعريف ‪ :Ferry,G‬يدل التكوين على فعل منظم يسعى إىل إاثرة عملية إعادة بناء متفاوتة الدرجة يف‬
‫وظائف الشخص‪.‬‬
‫ـ تعريف ‪ :Bterf g et al‬التكوين عبارة عن عملية تعديل إجيايب ذو اجتاهات خاصة تتناول سلوك الفرد‬
‫من الناحية املهنية أو الوظيفية هدفه هواکتساب املعارف واخلربات اليت حيتاج إليها الفرد ‪...‬لرفع مستوى‬
‫كفاءته يف األداء حبيث تتحقق فيه الشروط املطلوبة إلتقان العمل أي أن التكوين وسيلة إلعداد الكفاءات‬
‫تتزاوج فيها املعارف والكفاءات والسلوكيات حبيث تكون مؤهلة للعمل وقابلة للتوظيف الفوري يف اإلطار‬
‫املهين‪.‬‬
‫بصفة عامة ميكن القول ابن عملية التكوين هي نشاط يهدف إىل حتسني أو تكميل املعارف األولية أو‬
‫اإلمكانيات الفردية للفرد وختتلف عن التعليم األويل الذي يكون اهلدف من ورائه هو اكتساب املعارف العلمية‬
‫واملناهج التنظيمية لذلك فاهلدف من التكوين هو تسهيل التكيف مع التقنيات أو املناصب اجلديدة حىت‬
‫تتمكن املؤسسة من رفع كفاءته يف وقت قياسي‪.‬‬
‫إذن التكوين ليس عملية تلقائية تقوم هبا املؤسسة مبجرد إحساس منها بضرورة ذلك أو نظرا لتوفر ميزانية‬
‫جيب استعماهلا ولكن يستلزم أن يكون التكوين نشاط علمي يعتمد على تنظيم ومنطق وإجراءات علمية معينة‬
‫تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ - 1‬حتليل االحتياجات‬
‫‪ - 2‬حتديد األهداف‬
‫‪ - 3‬انتقاء األفراد‬
‫‪ 4‬ـ حتديد املناهج‬
‫‪ - 5‬اختيار املؤطرين‬
‫‪ - 6‬عملية التكوين‬
‫‪ - 7‬تقييم النتائج‬

‫‪62‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫كما أن الختيار نوع التكوين داخلي أو خارجي يقيم بناءا على حجم املؤسسة ومدی دورية االحتياج إىل‬
‫تكوين وتكاليف كل منها‪.‬‬
‫إن التكاليف املتولدة ما من خالل التكوين ختتلف حسب نوع التكوين وميكن أن تكون مباشرة أوغري‬
‫مباشرة أوتکاليف متغرية واثبتة وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التكالدف املباشرة‪:‬‬
‫۔ مصلحة التكوين موارد مادية وبشرية‬
‫۔ حترير الربامج واستنساخها‬
‫‪-‬التوزيع‬
‫‪-‬تنقل‪ ،‬إيواء وإطعام‬
‫‪-‬تعويضات للمتكونني واملكونني‬
‫‪ ‬التكالدف الغري املباشرة‪:‬‬
‫‪-‬اخنفاض اإلنتاج بسبب التغيب حلضور احلصص التكوينية‬
‫‪-‬تكاليف التعويض لألفراد‬
‫‪-‬تكاليف إدارية تتمثل يف مسك امللفات‬
‫‪ .2‬تطبدق ت قدق التكوین‪:‬‬
‫يتم تطبيق تدقيق التكوين من خالل جمموعة مراحل أساسية تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ .1.2‬حتلدل االحنرافات‪ :‬إن القيام بعملية التحليل اإلجياد االحنرافات يف جمال التكوين يستلزم مراعاة وحساب‬
‫املؤشرات إلجياد الفاع لية والنجاعة ويتم ذلك من خالل مالحظة النتائج اليت تنعكس على مرد ودية وإنتاجية‬
‫األفراد بعد أدائهم لفرتات تكوينية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تشخدص األسباب وتق مي التوصدات‪ :‬يستعمل املدقق من اجل الوصول إىل املسببات احلقيقية‬
‫للمشاكل واالختالالت ما يعرف ابلتحليل املتناسق للتكوين الداخلي واخلارجي وفقا للنموذجني املواليني إن‬
‫التحليل املتناسق يعتمد على إثبات مدى مالئمة عامل من العوامل مع بقية العوامل املؤثرة‪ ،‬كأن يقوم بتحديد‬
‫الرتابطات بني اإلجراءات‪ ،‬النتائج واألهداف اخلاصة ابلتكوين وهو ما يعرف ابلتحليل املتناسق الداخلي‬
‫والذي يتم مبصفوفة اسطرها وأعمدهتا تعرب عن خمتلف مراحل التكوين على شكل إجراءات وتطبيقات‪ ،‬فمثال‬

‫‪63‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫إلجياد عدم التالئم بني اهلدف احملدد للتكوين واألفراد املختارون هلذا التكوين املؤطرون‪ ،‬املدة اخلاصة ابلتكوين‬
‫الربامج والنتائج املنتظرة منه‪ ،‬كما يقوم بتحليل‬
‫التأثريات اليت حيدثها التكوين على ابقي األنشطة اخلاصة بتسيري املوارد البشرية بصفة خاصة وسياسة املؤسسة‬
‫بصفة عامة‪ ،‬وهو التحليل املتناسق اخلارجي الذي يعتمد على طرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫ـ هل املعلومات اخلاصة ابلتكوين مستغلة بصفة جيدة؟‬
‫ـ هل التخطيط للتكوين يؤخذ بعني االعتبار املتغريات اإلسرتاتيجية للمؤسسة (اإلنتاج‪ ،‬االستثمار‪ ،‬التسويق‪،‬‬
‫األفراد ‪ ...‬إخل)‬
‫من خالل هذين التحليلني ميكن استخراج ما يتناسب من مناهج تكوينية مع السياسة املنتهجة من طرف‬
‫املنظمة فيما خيص التكوين أو ما ال يتناسب معها‪ ،‬ففي هذه احلالة األخرية ميكن التعبري على عدم التناسب‬
‫على أهنا اختالالت ومشاكل‪ .‬ال بد من معاجلاهتا لتفادي التكاليف واألخطار اليت قد تواجه املؤسسة من‬
‫خالل تطبيقها لتلك املناهج الغري مناسبة مما يستلزم القيام بتقدمي التوصيات الالزمة ملعاجلة ذلك‪.‬‬
‫إن التوصيات املقدمة من طرف املدققني االجتماعيني يف جمال التكوين يف الغالب متس اجملاالت التالية‪:‬‬
‫ـ إنشاء سجل مشرتك بني مصلحة التكوين ومصلحة األفراد إلجياد التنسيق بينهما يف احرتام اآلجال املتعلقة‬
‫ابلتكوين‪.‬‬
‫ـ وضع نظام لتحديد االحتياجات احلقيقية الكمية والنوعية من التكوين اعتماد دراسة علمية يف حتديد ميزانية‬
‫التكوين واستعماهلا استعماال عقالنيا ورشيد‪.‬‬
‫ـ كما ميكن تقدمي توصيات أخرى على حساب نوع املؤسسة واألسباب املشخصة للوصول إىل املعضالت‬
‫احلقيقية‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫ال رس احلادي عشر‪ :‬ت قدق التغدب‬

‫متيهد ‪:‬‬
‫بعدما عرضنا تطبيق كل من تدقيق التوظيف وتدقيق التكوين كنموذج عن إدارة املوارد البشرية ويف ما‬
‫يلي سوف نقوم بعرض منوذجني عن تطبيق تدقيق الظواهر السلبية اليت قد حتدث يف داخل املؤسسة‪ ،‬وكمثال‬
‫على ذلك نتناول ظاهرتني سلبيتني تكلفان املؤسسة تكاليف كثرية ومتنوعة ومها تطبيق تدقيق كل من التغيب‬
‫ودوران العمل‪.‬‬
‫‪ .1‬تعریف ظاهرة التغدب وقداسيها‪:‬‬
‫أعطيت لظاهرة التغيب جمموعة من التعريفات أمهها تلك املقدمة من طرف مکتب األعمال الوطين‬
‫األمریكي "التغيب هو عدم احلضور للعمل عندما يكون األفراد ملزمني لذلك احلضور بسبب أو بدون سبب‬
‫فعدم احلضور إىل منصب العمل‪ ،‬ينعكس سلبا على اإلنتاج أي ابالخنفاض"‪ ،‬وميكن التعبري عن التغيب ابألايم‬
‫الضائعة‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن األحباث املقدمة واملنجزة من طرف الباحثني يف هذا اجملال مل تتوصل إىل حتديد‬
‫معدل معني يعترب كمعدل طوارئ تستدل به املنظمات‪ ،‬أي ميكن اعتباره كنقطة استداللية وكما أن املعطيات‬
‫املتعلقة ابلتغيب تعطي هلا أمهية كبرية ابلنظر ملا هلا من أثر فيما خيص حساب التكاليف الغري مباشرة اليت‬
‫تتحملها املؤسسات من جراء األايم الضائعة مهما تبلغ صعوبة حتديد األخطار النامجة عن التغيب والتكاليف‬
‫اليت تنجر عن فهي مباشرة كاألجور املدفوعة لألفراد املتغيبني وكذا غري مباشرة‪ ،‬تكلفة تعويضهم أبشخاص‬
‫آخرين وتكاليف اخنفاض اإلنتاجية املنجزة عن ذلك وحتسب تكلفة من التغيب كما يلي‪:‬‬
‫تكلفة الغداب ‪ /‬الكتلة األجریة‬
‫‪ .1.1‬مع ل التغدب‪:‬‬
‫حاول ‪ F.Gaudet‬سنة ‪ 3691‬تقدمي جمموعة من املؤشرات لقياس الظاهرة وقد بلغ عددها ‪ 53‬مؤشر‬
‫وفقا لتكرار التغيب‪ ،‬العدد اإلمجايل ألايم التغيب خالل الشهر‪ ،‬عدد الغياابت ألسباب صحية‪ ،‬األايم األكثر‬
‫تسجيال ملعدالت التغيب‪ ،‬ابالعتماد على اجلنس‪ ،‬السن واألقدمية‪.‬‬
‫ما ميكن اإلشارة إليه هوأن اختيار املؤشر يكون حبسب اهلدف املنتظر عملية التدقيق فلوكان اهلدف‬
‫هوإبراز کم األجر املقدم للمتغيبني‪ ،‬فسوف يتم استعمال املدة املتوسطة‪ ،‬أما إذا كان اهلدف هوختطيط القوى‬
‫العاملة‪ ،‬فسوف يستعمل املؤشر املتعلق ابلعدد اإلمجايل للمتغيبني‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪ .2.1‬تشخدص األسباب وتق مي التوصدات‪:‬‬


‫إن أهم طريقة تستعمل يف عملية حتليل واليت تساهم يف توضيح املعطيات اليت ميكن أن يتوصل إليها‬
‫املؤشرات وتتمثل يف التحليل املتوسط للتغيب وتلك اليت تعتمد على اخلصائص العامة للمجتمع كاالعتماد‬
‫على اجلنسني السن‪ ،‬األقدمية املستوى التأهيلي ‪ ...‬اخل‪ ،‬غري أن كل هذه املؤشرات تعطينا جمموعات إحصائية‬
‫ذات داللة ضعيفة كان تقول مثال أن معدل تغيب الشباب هو‪ 52‬يوم يف السنة أومعدل تغيبة النساء هويوم‬
‫يف السنة‪ ،‬ألن داخل اجملموعات ميكن أن ترتكز الظاهرة يف أفراد من يتغيب إال اندرا‪ ،‬لذلك جتد ابن البعض‬
‫يكمل حتليل ذلك بطريقة العشرين‪ /‬الثمانني ‪ 02|52‬اليت تكشف عن توزيع اخلاص ابلتغيب حيث ميكن أن‬
‫جتد أن ‪ ٪52‬من العينة فقط تتسبب يف ‪ ٪02‬من الظاهرة لكن تستلزم هذه الطريقة متابعة مستمرة لكل فرد‬
‫على حدي وابلتايل فهي مكلفة للجهد والوقت‪.‬‬
‫التغيب ظاهرة معقدة جدا‪ ،‬تؤثر فيها عوامل كثرية على حسب احلاالت أسباب مباشرة أوغري مباشرة‪،‬‬
‫فمن هذه العوامل ميكن أن تكون ذاتية شخصية‪ ،‬عائلية اجتماعية‪ ،‬تنظيمية إدارية أوحميطية‪.‬‬
‫حنصر هذه العوامل يف غالب األحيان يلجا الدارسون للموضوع واملدققون االجتماعيون إىل منوذج‬
‫‪ ،Strers et Rhodes‬حيث ميكننا هذا النموذج من معرفة وبصفة واضحة نوعا ما من فهم هذه الظاهرة‬
‫وميكن تلخيص هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.1‬املتغريات الشخصدة واحلالة الصحدة للفرد‪:‬‬
‫‪ -‬املستوى التعليمي‪.‬‬
‫‪ -‬األقدمية‪.‬‬
‫ـ السن‪.‬‬
‫‪ -‬املستوى التأهيلي‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬الرضى العام عن العمل‪.‬‬
‫‪ 1.1‬املتغريات التنظدمدة‪:‬‬
‫‪ -‬حمتوى املهنة‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى االستقاللية‪.‬‬
‫‪ -‬الرتقية‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪ -‬الطرق العامة للعمل‪.‬‬


‫‪ -‬العالقات ما بني األفراد‪.‬‬
‫‪ 1.1‬املتغريات احملدطة‪:‬‬
‫‪ -‬النظام القيمي للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬وضعية السوق‪.‬‬
‫‪ -‬النقل‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬املوقع وبعد املسافة على مقر العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف املناخية‪.‬‬
‫إن خالل تشخيص األسباب ميكن أن نالحظ ابن هنالك ترابط كبري بني هذه العوامل‪ ،‬فكل من هذه العوامل‬
‫أو البعض منها له مسامهته يف قرار الفرد يف التغيب فبعد عمليات حتديد العالقات والتدخالت بني اخلصائص‬
‫املختلفة يلجأ املدقق إىل املقابالت مع املسؤولني واألفراد من أجل التمعن أكثر للتعرف على األسباب الفعلية‬
‫هلذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬التوصدات‪:‬‬
‫يف جمال التغيب يف أغلب احلاالت التوصيات تكون على حساب النتائج املتوصل إليها وعلى مدى‬
‫صدق املعلومات املتحصل عليها ويكون الرتكيز على نوعني من املناهج‪:‬‬
‫املنهج التحفيزي أي املنهج الذي يبين على النظرية ‪ y‬ملاك جري جور‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املنهج التصحيحي الذي يعتمد على التأديب والرقابة الصارمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪67‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫ال رس الثاين عشر‪ :‬ت قدق دوران العمل‬

‫متيهد ‪:‬‬
‫إن هذه الظاهرة ال تقل أمهية عن ظاهرة التغــيب‪ ،‬وهي تعين هروب وتسرب اليد العاملة من املنظمات‪،‬‬
‫تظهر أمهية ظاهرة دوران العمل كظاهرة سلبية من خالل التكاليف اليت تتحملها املؤسسة واليت ميكن أن تكون‬
‫مباشرة وتكاليف التوظيف واإلدماج التكوين‪ ،‬أوغري مباشرة كتكاليف التعويض اليت تتحملها املؤسسة من جراء‬
‫نقص الكفاءة‪ ،‬ميثل دوران املوظفني مشكلة خطرية يف العديد من دول العامل‪ ،‬يف الواقع إهنا ظاهرة‬
‫عاملية إستحوذت هذه املشكلة على اهتمام خرباء املوارد البشرية واملمارسني‪.‬‬
‫‪ .1‬تعریف الظاهرة وقداسيها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬تعریف الظاهرة‪ :‬يعرف دوران العمل على أنه مجيع التحركات اليت تسجلها املؤسسة من دخول وخروج‬
‫لألفراد خالل فرتة زمنية معنية‪ ،‬عادة ما تكون سنة واحدة‪ ،‬إن مفهوم الدخول واخلروج ينعكس من خالل‬
‫تيارات التوظيف أو التسريح النهائي أو املغادرة اإلرادية‪.‬‬
‫عمليات التوظيف تكون سواء بتغيري الذين غادروا املنظمة أو نظرا لظهور احتياج جديد أي توسيع نشاط‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫أما األفراد املغادرون للمنظمة فهي سواء تكون نظرا للتسريح النهائي للعمال أو مغادرة إرادية أو غري إرادية‬
‫(تقاعد‪ ،‬وفاة‪ ،‬عدم القدرة على العمل ‪ ...‬اخل)‪.‬‬
‫‪ .2.1‬قداس الظاهرة‪ :‬ما يقال يف جمال قياس ظاهرة دوران العمل هو أن هناك عدد كبري من املؤشرات‬
‫املستعملة يف ذلك لكن سوف نكتفي ابألنواع اليت مت ذكرها سابقا‪.‬‬
‫مفيدا ألصحاب العمل الذين يرغبون يف فحص أسباب دوران‬
‫ميكن أن يكون قياس معدل دوران املوظفني ً‬
‫املوظفني أو تقدير تكلفة التوظيف ألغراض امليزانية‪.‬‬
‫ض في سياق إدارة املوارد البشرية‪ ،‬فإن معدل الدوران أو معدل دوران املوظفني أو معدل دوران العمالة هو‬
‫املعدل الذي يفقد فيه صاحب العمل املوظفني‪ .‬يشري إىل الفرتة الزمنية اليت مييل املوظفون إىل البقاء فيها‪.‬‬
‫‪ .2‬أشكال وأنواع دوران الوظدفي‪:‬‬
‫قد أيخذ دوران عدة أشكال‪ ،‬ميكن تصنيفها على أهنا “داخلية” أو “خارجية”‪ ،‬يتضمن الدوران‬
‫الداخلي للموظفني ترك وظائفهم احلالية وتويل مناصب جديدة داخل نفس املنظمة‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫كل من التأثريات اإلجيابية (مثل زايدة الروح املعنوية من تغيري املهمة واملشرف) والسلبية (مثل اضطراب املشروع‬
‫‪ /‬العالئقية‪ ،‬أو مبدأ بيرت) للدوران الداخلي موجودة‪ ،‬وابلتايل‪ ،‬قد يكون من املهم بنفس القدر مراقبة هذا‬
‫الشكل من الدوران كما هو احلال مع نظريه اخلارجي‪.‬‬
‫قد يتم اإلشراف على معدل الدوران الداخلي والتحكم فيه من خالل آليات املوارد البشرية النموذجية‪،‬‬
‫مثل سياسة التوظيف الداخلية أو ختطيط التعاقب الرمسي‪ ،‬يعترب معدل الدوران الداخلي‪ ،‬الذي يسمى‬
‫التحويالت الداخلية‪ ،‬بشكل عام فرصة ملساعدة املوظفني يف منو حياهتم املهنية مع تقليل معدل الدوران‬
‫اخلارجي األكثر تكلفة‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تشخدص األسباب وتق مي التوصدات‪:‬‬
‫‪ .1.1.2‬تشخدص األسباب‪ :‬إب عتبار دوران العمل انقطاع هنائي العالقة العمل فإنه يعترب مثله مثل التغيب له‬
‫عوامل تفسريية وأسباب جوهرية ترتبط ابلظروف االقتصادية ومستوى العمل‪ ،‬قطاع النشاط‪ ،‬تغري املستوى‬
‫التكنولوجيا كما أن هناك عدة عوامل تساهم يف رفع معدل دوران العمل كالسن واألقدمية ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫الدراسات بصفة عامة تدل أبنه لدى الشباب يوجد معدل عدم استقرار كبري وبعد مرور سنوات يف اخلدمة‬
‫والتقدم يف السن يندمج ضمن عائلة املنظمة‪ ،‬كما أن املؤسسات اهلرمة أي اليت توظف عدد كبري من كبار‬
‫السن تكون فيها معدالت عالية الدوران العمل اجلنــس‪ ،‬أجريت دراسات يف كندا أثبتت إبن معدالت دوران‬
‫العــمل لـدى اإلنـاث اكبـر منها لدى الذكور‪.‬‬
‫‪ 2.1.2‬األصناف امليهندة‪ :‬إن نوع العمل املنجز تقين أو إداري‪ ،‬فكري أو عضلي ميكن أن يكون له أثر يف‬
‫خفض أو زايدة الظاهرة ابإلضافة إىل كل ما سبق ميكن إدراج ما يلي من األسباب ضمن ما يسمى ابألسباب‬
‫اجلوهرية‪.‬‬
‫‪ 1.1.2‬أسباب مرتبطة بطبدعة األعمال‪ :‬يرتبط معدل الدوران مدى إشباع الفرد لرغبته يف العمل‪ ،‬فهناك من‬
‫يقوم أبعمال ميكن أن تفوق طاقته أو أقل منها مما يساهم يف رفع معدل دوران العمل أي أن معدل رضا مرتفع‬
‫يتناسب عكسيا مع معدل منخفض لدوران العمل‪ -‬كما أن البعض املهام املتعلقة ابلفرد کمستوى اإلشراف‬
‫والظروف املادية للعمل يف األخرى تلعب دورا يف خفض أورفع معدالت دوران العمل‪.‬‬
‫‪ 1.1.2‬أسباب خارجدة‪ :‬أي تلك األسباب اخلارجة على نطاق املنظمة العرض والطلب يف سوق العمل‪،‬‬
‫والظروف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية الصحية والنفسية العامة‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫‪ .1‬عدوب دوران‪:‬‬
‫الدوران الوظيفي مكلف للغاية‪ ،‬يسبب الكثري من اإلزعاج للمؤسسة‪ ،‬تتم مناقشة العيوب الرئيسية أدانه‪:‬‬
‫اعا خمتلفة من التكاليف مثل تكلفة االستبدال وتكاليف الفرصة البديلة‪ .‬هناك‬
‫‪ ‬يشمل معدل الدوران أنو ً‬
‫تكاليف مباشرة وغري مباشرة‪ .‬تتعلق التكاليف املباشرة بتكاليف املعيشة وتكاليف االستبدال وتكاليف‬
‫االنتقال والتكاليف غري املباشرة املتعلقة خبسارة اإلنتاج واخنفاض مستوايت األداء والعمل اإلضايف غري‬
‫الضروري واخنفاض الروح املعنوية‪.‬‬
‫‪ ‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التأثري ليس ماليًا فقط؛ كما أنه يؤثر سلبًا على معنوايت املوظفني‪ .‬على الرغم من‬
‫صعوبة حتديدها كميًا‪ ،‬إال أن الروح املعنوية السيئة تؤدي إىل أتثري الدومينو الذي يؤثر سلبًا على الكفاءة‬
‫والفعالية‪.‬‬
‫حلوال عالية‬
‫‪ ‬عيب آخر هو اخنفاض األداء يف مكان العمل‪ .‬من غري املرجح أن يبيع العمال األقل خربة ً‬
‫حمسنة‪.‬‬
‫القيمة ويقدمون خدمة ّ‬
‫‪ ‬ترتبط العديد من اآلاثر السلبية للدوران جبودة األداء‪ .‬قد تكافح الشركات ذات معدل دوران مرتفع‬
‫إلكمال مجيع الوظائف اليومية الضرورية أو املهمة‪.‬‬
‫‪ 1.1‬أسباب ارتفاع أو اخنفاض مع ل ال وران‬
‫من أجل تقليل معدالت الدوران‪ ،‬جيب على املؤسسات أوالً فهم األسباب الرئيسية لرتك املوظفني لشغل‬
‫وظائف أخرى‪ ،‬األشخاص الطيبون ال يرتكون املنظمات اجليدة‪ ،‬بل يرتكون املديرين الفقراء! استقال املوظفون‬
‫اجليدون ألسباب عديدة‪.‬‬
‫أسبااب لدوران املوظفني‪.‬‬
‫فيما يلي قائمة مبا ميكن اعتباره ً‬
‫سلوك فظ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختالل التوازن بني العمل واحلياة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم التوافق بني توقعات الوظيفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختالل املوظف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الشعور أبقل من قيمتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التدريب والتغذية الراجعة غري متوفرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القدرة على اختاذ القرار غري متوفرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪70‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫مهارات التعامل مع الناس غري كافية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم االستقرار التنظيمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الزايدات والرتقيات جممدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اهتزت الثقة واإلميان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فرص النمو غري متوفرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬تق مي التوصدات‪:‬‬
‫إن األعمال اليت قام هبا تدلي وفرانش وسکوت ‪ Franch et Scott ، Telly‬تظهر العالقة الكبرية‬
‫بني مستوى الرضا ومعدل دوران العمل‪ ،‬فاألفراد الذين ليسوا راضني عن أعماهلم مييلون أكثر املغادرة‬
‫املؤسسات‪ ،‬لذا فإنه إبمكان املشرفني على تسيريا املنظمة التأثري اإلجيايب على خفض هذه الظاهرة من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة حجم الظاهرة وخطورهتا‬
‫‪ ‬حتديد األسباب احلقيقية واجلوهرية من خالل إجراء لقاءات وحماداثت مع‬
‫‪ ‬املسؤولني ومع األفراد الذين غادروا املؤسسة إذا أمكن ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد ووضع برانمج حتفيزي کفيل خبلق وسط عمل حمفز من خالل مراجعة‬
‫‪ ‬السياسات ووضع نظام قيمي عادل لتعويض ا األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬خلق جوعمل مادي متناسق ومساعدة للحفاظ على اليد العاملة ذات الكفاءة‬

‫‪71‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫المحور الثالث‪ :‬تطبيقات التدقيق اإلجتماعي‬

‫خالصة احملور الثالث‪:‬‬


‫من بني النتائج قد يتوصل إليها التدقيق االجتماعي ومن بني التوصيات اليت ميكن أن يقدمها املدقق‬
‫تتمثل يف طلب إجراء تدقيق خاص بنشاط معني أو حول ظاهرة معينة للكشف عن األسباب الفعلية هلا‬
‫لتقدمي أجنح احللول‪.‬‬
‫كما إن معرفة األسباب وتقدمي التوصيات ختضع بشكل كبري يف جناحها إىل بعض األمور اليت تتعلق‬
‫ابملدقق وكذا ابإلدارة واملسؤولني فكل منها يتحمل قسطا املسؤولية النجاح وفعالية التدقيق االجتماعي‪ ،‬هلذا‬
‫ارأتيت أن أخصص هذا املبحث إىل تطبيق تدقيق نشاطني من أهم النشاطات اخلاصة بتسيري املوارد البشرية‬
‫ومها التوظيف والتكوين‪ ،‬واخطر ظاهرتني سلبيتني تعانيهما املؤسسة ومها التغيب ودوران العمل‪ ،‬مث كمرحلة‬
‫اثنية نتعرض ألهم الشروط الواجب توفرها جلعل عملية التدقيق أكثر فعالية‪ .‬قد تكون من بني نتائج اليت‬
‫يتوصل إليها التدقيق االجتماعي بناء توصيات يقدمها املدقق ملعاجلة االختالالت أوطلب من املسريين للقيام‬
‫بتشخيص دقيق ألسباب االختالل لبعض النشاطات اليت تقوم بوظيفة تسري املوارد البشرية أولبعض الظواهر‬
‫السلبية اليت قد تظهر داخل املؤسسة واملرتبطة بتسيري األفراد كالتغيب أودوران العمل‪ ،‬حوادث العمل ‪ ...‬إخل‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق اإلجتماعي ‪ -------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬


‫احملور الرابع‬

‫ر‬
‫تسييرالمواردرالبــشيةرر‬
‫ر‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫الدرس الثالث عشر‪ :‬مفاهيم حول تسيير الموارد البشرية‬

‫متهيد‪:‬‬
‫على العموم تقوم وظيفة األفراد بتسيري وتنظيم األفراد أثناء أتدية مهامهم تقوم بتوجيههم لبلوغ مستوى‬
‫أداء عايل للوصول إىل حتقيق أهداف املؤسسة مقارنة بباقي الوظائف اخلاصة بتسيري املوارد املائية واملالية ميكن‬
‫أن نقول أبن وظيفة تسيري املوارد البشرية هي تتابع عمليات تنمية‪ ،‬تطوير‪ ،‬وضع‪ ،‬تنفيذ‪ ،‬حتليل تقييم ورقابة‬
‫السياسات‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬املناهج والربامج اليت ختص الفرد يف املؤسسة وابلتايل فهي جزء اليتجزأ عن ابقي‬
‫نشاطات املؤسسة وتعترب كوسيلة تستعمل سواء يف تنفيذ القرارات أو إدماج تسري األفراد بتنظيمهم وتوجيههم‬
‫عن طريق جمموع األنشطة والعلميات املسندة إليها يف حتقيق أهداف املؤسسة أعطي لوظيفة األفراد عدة‬
‫تعاريف" كما أن هلا عدة مهام وأنشطة تقوم هبا تستعرضها يف النقطة اآلتية‪.‬‬
‫ميكن القول أبن هناك أثر ابلغ انتج على تعاقب املدارس لتطوير وتنمية وظيفة املوارد البشرية وكل ما‬
‫تعلق هبا‪ ،‬وإدماج ذلك ضمن رسم اإلسرتاجتية الشاملة للمؤسسة وتدخل الباحثون االجتماعيون من خالل‬
‫وسائل معينة إلبراز أمهية وأهداف وخصائص هذه الوظيفة‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف التسيري‪:‬‬
‫‪" -‬التسيري هو تدبري شؤون الناس وقيادهتم وتوجيههم وتنظيمهم بغية متكينهم من تنفيذ اخلطط املوضوعية هلم‬
‫هبدف احملافظة على كياهنم و استمرار وجودهم "‪.‬‬
‫‪ -‬التسيري هو عملية تنفيذ األنشطة مع األفراد‪ ،‬وتسيري هذه العملية إىل أنشطة التخطيط والتنظيم والقيادة‬
‫والتقييم اليت جيب القيام هبا لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬إن أي تعريف للتسيري جيب أن يتضمن ثالثة عوامل مشرتكة وهي األهداف‪ ،‬األفراد واملوارد املتاحة احملدودة‪،‬‬
‫وابلرجوع إىل تعريفنا للتسيري فاألهداف هي األنشطة املنفذة‪ ،‬واملوارد احملدودة متضمنة يف كلمة كفاءة‪ ،‬واألفراد‬
‫هم األشخاص أو املوظفون‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف املوارد البشرية‪:‬‬
‫‪ " -‬إن املوارد البشرية هي احملور األساسي الذي تدور حوله التنمية يف كل املستوايت والوسيلة احملركة اليت حتقق‬
‫أهدافها "‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫تعترب املوارد البشرية موردا وإستثمارا ابلنسبة إىل املنظمة‪ ،‬ولكي تستطيع استخدام واستغالل وتنمية هذا‬
‫االستثمار فعليها تسيريه‪ ،‬مبعىن أنه يتطلب ختطيط وتنظيم وتوجيه وتقييم مثلما يتطلب ذلك استخدام العوامل‬
‫املادية لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬إن املوارد البشرية كما سبق القول جيب ختطيطها وتنظيمها وتقييمها‪ ،‬مبعىن أنه جيب تسيريها‪.‬‬
‫وتعددت التعاريف املقدمة يف املوارد البشرية‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪" -‬هي دراسة السياسات املتعلقة ابالختيار والتعيني والتدريب ومعاملة األفراد يف األفراد يف مجيع املستوايت‬
‫والعمل على تنظيم القوى العاملة يف املؤسسة‪ ،‬وزايدة ثقتها يف عدالة اإلدارة وخلق روح تعاونية بينها للوصول‬
‫ابملؤسسة إىل أعلى طاقاهتا اإلنتاجية "‪.‬‬
‫‪ " -‬هي اإلدارة املتخصصة بكل األمور املرتبطة ابلعنصر البشري يف املنظمات‪ ،‬من البحث عن مصادر القوى‬
‫البشرية واختيارها‪ ،‬تصنيفها وتدريبها‪ ،‬وهتيئة املناخ اإلنساين املالئم الذي من شانه أن يدفع إىل بذل أقصى‬
‫طاقاهتم داخل املنظمات "‪.‬‬
‫‪ " -‬وظيفتها تتمثل يف اختيار العاملني ذوي الكفاءات املناسبة وتسيري جهودهم وتوجه طاقاهتم وتنمي مهاراهتم‬
‫وحتفز هؤالء العاملني وتقييم أعماهلم وتبحث مشاكلهم وتقوي عالقات التعاون بينهم وبني زمالئهم ورؤسائهم‬
‫وبذلك تساهم يف حتقيق اهلدف الكلي للمنظمة من حيث زايدة اإلنتاجية وبلوغ النمط املطلوب لألعمال‬
‫واألفراد "‪.‬‬
‫تعىن املوارد البشرية اليوم جبانب كبري من األمهية نظرا لقرهبا من مجيع أوجه النشاط اإلنساين‪ ،‬فاإلدارة تعمل‬
‫على حتديد وحتقيق األهداف وابلتايل تقوم ابلتجميع الفعال ملهارات وكفاءات األفراد‪ ،‬مع استخدام كافة املوارد‬
‫املادية‪ ،‬فهي تطبق على اجلماعة وليس على الفرد ‪.‬‬
‫ميكن إجياز آراء هذه املدارس فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مدرسة التنظيم العلمي للعمل بقيادة " تيلور" بنيت على متغريات تقنية وآلية حبتة ‪.‬‬
‫‪ ‬مدرسة العالقات اإلنسانية بقيادة " فيول" أدخلت العالقات والعوامل اإلنسانية يف التنظيم‬
‫‪ ‬ما جاء به سانسوليو ‪ Sansauleu‬و ‪ Tauraine‬أبن املنظمة تبين على املتغريات الثقافية‪:‬‬
‫(القيم‪ ،‬األحاسيس‪ ،‬السلوك)‬
‫‪ ‬ما على املتغريات املناجرايلية من طرف "هاز نبغ ‪ Hezenberg‬خاصة بعد ظهور التخصص‬
‫والعلوم السلوكية وإدخاهلا ضمن حتليل الوظائف‪ .......‬إخل ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫ومن خالل هذا التطور يربز لنا مدى أمهية تعريف وحتديد أهداف هذه الوظيفة ‪.‬‬
‫كما سبق وأن أشران إليه‪ ،‬تعترب وظيفة تسيري املوارد البشرية بصفة عامة تتابع جملموعة من العمليات ميكن‬
‫حتليلها ابالعتماد على منوذج تنظيمي هو مبني يف الشكل املوايل‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :60‬منوذج حتــليل وظـيفة األفـراد‬
‫ع ــوائد‬ ‫تكال ـيف‬

‫تقييم‬ ‫النتـائـج‬ ‫األنشطة‬ ‫املوارد‬


‫الكفاءة‬

‫فعالية‬

‫يوضح لنا الشكل أعاله املراحـل الثالث لتحليل وظيفة تسيري املوارد البـشرية كمــا يلي‪:‬‬
‫ـ املرحلة (‪ :)1‬تتمثل يف التكلفة الناجتة عن حتصيل املوارد والقيام ابألنـشطة املتعلقة هبا‪.‬‬
‫ـ مرحلة (‪ :)2‬النتائج اليت حتققها وابلتايل العوائـد من ورائها‪.‬‬
‫ـ مرحلة (‪ :)3‬مقارنــة بني التكاليف والنواتج لتقييم الفعالية والكفــاءة‪.‬‬
‫ومع تطور ومرور الزمن هلذه الوظيفة أطلق عليها عدة تسميات أمهها‪:‬‬
‫‪ .3‬إدارة األفراد وتسيري املوارد البشرية ‪:‬‬
‫هااتن التسميتان تعتربان األكثر استعماال فإدارة األفراد ترتجم البعد البريوقراطي اخلاص مبفهوم " ماكس‬
‫فيب‪ .‬أما تسيري املوارد البشرية فهي السهر على وضع حيز التنفيذ للسياسات اإلجراءات والتنظيمات اليت‬

‫‪76‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫ختص التسيري الفعال للموارد البشرية‪ ،‬فهي أكثر مشولية وترتجم جمموع املسؤوليات والنشاطات التخطيطية‬
‫التنظيمية‪ ،‬التوجيهية واملراقبة على املوارد البشرية املستخدمة من طرف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .4‬وظيفة األفراد ومصلحة األفراد‪:‬‬
‫املصطلح األول إي وظيفة األفراد يعرب عن جمموع املسؤوليات اليت عادة ما يتحملها مسئول هذه الوظيفة‬
‫لتحقيق االستعمال األمثل للموارد املتاحة أي للمسئول السلمي للقرار النهائي يف ما خيص التوظيف‪،‬‬
‫التكوين‪ ....‬اخل أي أن مفهوم وظيفة األفراد يدور حول املسئول واملوارد يف إطار احرتام السلم والقوانني‪.‬‬
‫أما مصلحة املوظفني فهي اهليئة اإلدارية املديرية اليت متد املسئولني ابلدعم واملساعدة التقنية يف ما خيص تسيري‬
‫املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .5‬أهداف وظيفة تسري املوارد البشرية‪:‬‬
‫تتضمن إدارة األفراد العديد من األهداف منها ما يتصل ابلفرد ومنها ما يتصل ابملؤسسة وما يتعدى‬
‫ذلك إىل اجملتمع ككل‪.‬‬
‫لكن كل هذه األهداف تصب أساسا يف هدف رئيسي أال وهو رفع الروح املعنوية ورفع اإلنتاجية‪،‬‬
‫وأهداف فرعية أخرى إذا ما حتققت‪ ،‬حتقق اهلدف العام للمؤسسة وهو البقاء يف السوق وابلتايل يتحقق الرخاء‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫تتهم إدارة األفراد بتوفري الظروف املالئمة وبدراسة األصول العلمية اليت تساعد اإلدارة العامة على وضع‬
‫اخلطط وإقامة الربامج ورسم السياسات املتعلقة ابألفراد حىت يتمكنوا من تنفيذ املهام هبم على أكمل وجه‪ ،‬إن‬
‫الظروف اخلاصة ابملوارد املادية معروفة وميكن حتديدها‪.‬‬
‫أما الظروف اخلاصة ابملوارد البشرية تتمثل أساسا يف احلفاظ على العوامل املالية واملعنوية‪ ،‬النفسية اليت‬
‫ينتظرها العامل من خالل أتديته ألي عمل كان‪ .‬ويف حالة إحساسه أبن العمل ال حيقق له رغباته املتنامية‬
‫واملتغرية سوف ينعكس ذلك سلبا على كيفية أتدية املهام‪.‬‬
‫وحتتاج هذه الظروف إىل حبث مستمر إلعادة النظر يف السياسات والربامج واألساليب مبا يتماشى مع‬
‫األوضاع اجلديدة كلما دعت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫على العموم تتمثل أهداف وظيفة تسيري املوارد البشرية فيما يلي‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ 1.5‬رفع اإلنتاجية‪ :‬تعرف اإلنتاجية على أهنا تلك الكمية املنتجة يف الوحدة الزمنية الواحدة من طرف‬
‫العامل هلا أمهية كبرية ألن اهلدف منها هو حتقيق وفرات يف تكاليف العمل ملا هلا من أثر على التكاليف‬
‫اإلمجالية وعلى األسعار واألرابح واألجور‪.‬‬
‫‪ 2.5‬رفع الروح املعنوية‪ :‬يعتمد هذا اهلدف على العوامل النفسية واليت من املعروف على أهنا تلعب دور هام‬
‫يف رفع الروح املعنوية لألفراد واليت بدورها تؤثر على حتفيز رضا وأداء العمال األعماهلم‪ .‬إذا متكنت املؤسسة من‬
‫التأثري اإلجيايب على الروح املعنوية لإلفراد تكون قد سامهت بصفة كبرية على بلوغ أهداف املشروع كما لو أهنا‬
‫رفعت أجورهم أو طبقت نظاما حمفزا بصفة كبرية علي بلوغ أهداف املشروع كما لو أهنا رفعت أجورهم أو‬
‫طبقت نظاما حمفزا ملكافآت أو برانجما خاصا ابخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫تقاس الروح املعنوية من خالل السلوكيات والتصرفات للفرد أثناء أتديته لعمله‪ ،‬فإذا لوحظ سلوك غري‬
‫مرغوب فيه كالتغيب أودوران العمل أوالتخريب‪ ...‬اخل‪ .‬فليس هناك أكثر هذا دليل على اخنفاض بل تدهور‬
‫الروح املعنوية لألفراد‪.‬‬
‫أما التعبري اإلجيايب كاحلضور يف الوقت املناسب واملسامهة يف إجياد احللول للمشاكل ومعدل تغيب منخفض‬
‫فهو يدل على مثابرة األفراد أثناء عملهم وابلتايل على رضاهم وعلى روح معنوية مرتفعة ومن خالل ذلك تزيد‬
‫إنتاجيتهم بشكل واضح‪.‬‬
‫هلذا تربز األمهية الكبرية اليت يكتسبها األخذ بعني االعتبار رفع روح معنوية األفراد عن طريق رسم وانتهاج‬
‫سياسات وبرامج عمل إلزالة الظروف اليت تساهم يف تدهور الروح املعنوية‪.‬‬
‫‪ 3.5‬وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب‪ :‬كل مؤسسة تعمل من أجل االستغالل األمثل للموارد املتاحة‬
‫كاملورد البشرية‪ ،‬ومن بني العوامل اليت تساهم يف هدر الطاقة البشرية‪ ،‬وضع الفرد يف مراكز عمل غري مالئمة‬
‫بدون دراسة فعلية ملا يتطلبه املنصب أودون مراعاة اإلمكانيات‪ ،‬ورغبات واحتياجات الفرد ومؤهالته‪ ،‬ألن‬
‫ذلك ال يتفق مع أبسط املبادئ االقتصادية واملتمثلة يف عقلنة التسيري‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة‪ ،‬لوأن املؤسسة متكنت من حتقيق هذا اهلدف فال بد عليها أن حتافظ عليه إبجراء األحباث‬
‫والدراسات حول تطور ظروف العمل ألن ه ذه األخرية غري اثبتة مما يستلزم عنه فقدان هذا اهلدف‪ ،‬ويتم‬
‫احلفاظ عليه مبجموعة من العوامل واألعمال أمهها القيام بتحليل العمل لتحديد املهارات‪ ،‬الواجبات‪ ،‬واملهام‬
‫املوكلة للفرد الذي يقبل على شغل املنصب وعالقة ذلك مع بقية املناصب‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ 4.5‬حتديد األجر العادل‪ :‬وذلك بتحقيق التوازن بني األجر املدفوع من طرف املؤسسة وكمية العمل املقدمة‬
‫من طرف العامل والعالقة بني العمل واألجر عالقة طردية‪ ،‬فهي عالقة أخذ وعطاء‪.‬‬
‫إن عدالة األجور هلا مفهوم يتعلق ابلفرد وآخر بتعلق برب العمل أي بتحقيق العدالة يف األجر املدفوع وكمية‬
‫العمل املقدم‪ .‬يتم حتديد كمية العمل العادلة من خالل دراسات احلركة والزمن حبيث يتم أتدية احلركات‬
‫الضرورية أبقل جهد ممكن‪ ،‬وأقل فرتة زمانية ممكنة ويتم جتميع مجيع احلركات وكذا األزمنة لتجد الوقت الكامل‬
‫للعمل ‪.‬‬
‫إضافة إىل دراسات احلركة والزمن يتم تقييم األعمال على حسب أمهيتها وأخطارها ويتم وضع تسلسل لألعمال‬
‫وحتديد القيمة النسبية هلا حبيث تكون مقبولة من طرف اجلميع أي عمال وأرابب العمل مع مراعاة القوانني‬
‫اليت تضعها السلطات العمومية كاألجر األدىن املضمون‪.‬‬
‫‪ 5.5‬إرساء تنظيم فعال لتسيري املوارد البشرية‪ :‬الضمان فعالية إدارة األفراد البد أن يكون هناك برانمج له‬
‫أهداف واضحة وموضوعية يتحقق ذلك من خالل تنظيم فعال وتنفيذ اتم‪ ،‬وإذا كانت العالقات بني األفراد‬
‫يطغى عليها صفة االنسجام والتوافق‪ ،‬والتكامل‪ ،‬فإن تنفيذ األنشطة يساهم يف حتقيق األهداف‪ ،‬فمن أجل‬
‫هذا‪ ،‬يستلزم وضع نظام وهيكل يعتمد عليهما ابعتبارمها اإلطار الذي ينظم األنشطة املسندة لألفراد‪ .‬هذا‬
‫التقسيم بدوره يساهم يف حتديد املسؤوليات‪ ،‬واملسؤولية هي التزام الفرد أبداء الواجبات اليت يتضمنها عمله كما‬
‫توجد تقنيات تسيري أخرى كالتوظيف‪.‬‬
‫‪ 0.5‬وضع نظام رقابة على برامج األفراد‪ :‬تقوم عملية الرقابة من أجل حتقيق األهداف امليسرة‪ ،‬حيث تقوم‬
‫بتقييم النماذج املتصلة ابألهداف‪ ،‬وتدعيم جوانب القوة اليت تساهم يف حتقيقها على أكمل وجه وتصحيح‬
‫جوانب الضعف‪ ،‬من أجل رفع اإلنتاجية والكفاءة واألداء‪ .‬لكن البد من االعرتاف مبدى صعوبة تطبيق نظام‬
‫متكام ل للرقابة على برامج األفراد ألهنا تنطوي على مضامني وجوانب غري ملموسة وتصوب حنوأهداف غالبا‬
‫ما يصعب ترمجتها إىل أرقام‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫الدرس الرابع عشر‪ :‬أنشطة إدارة الموارد البشرية‬

‫متهيد‪:‬‬
‫لتحقيق األهداف املذكورة سابقا‪ ،‬توكل اإلدارة األفراد مهام وظائف خاصة هبا متيزها عن ابقي الوظائف‬
‫املمارسة يف املؤسسة‪ ،‬هذه املهام والنشاطات منت وتطورت مع تطور الوظيفة لكنها متكاملة ومرتابطة يف ما‬
‫بينها وموجودة يف املؤسسات على حسب حجم كل منها‪ ،‬ويف ما يلي شرح مفصل هلذه املهام واألنشطة‬
‫واخلصائص‪.‬‬
‫‪ .1‬أنشطة إدارة تسيري املوارد البشرية‪:‬‬
‫ترتجم املهام واألهداف املسطرة إىل أنشطة تقوم هبا وطبيعة تسيري املوارد البشرية‪ ،‬لذا فتمنح هلا صالحيات‬
‫كبرية وهامة لبلوغ األهداف والقيام ابملهام على أكمل وجه‪.‬‬
‫قسمت أنشطة وظيفة تسيري املوارد البشرية إىل ثالثة جمموعات كل واحدة منها تتدخل يف تلبية أهداف معينة‪.‬‬
‫‪ .1.1‬اجملموعة األوىل من األنشطة‪ :‬اهلدف من ورائها رفع املقدرة على األداء وحتسني إنتاجية األفراد من‬
‫خالل القيام مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬االستقطاب والتوظيف‪ :‬تقوم إدارة املوارد البشرية ابنتقاء وتوظيف أفضل املتقدمني للوظائف املعروضة‬
‫من خالل استخدام أفضل الطرق لالستقطاب ( إعالانت يف اجلرائد‪ ،‬اللجوء إىل دور التوظيف‪ ...‬إخل)‪،‬‬
‫وأحسن املتقدمني بطرق قياس املؤهالت االختبارات جبميع أشكاهلا ( كتابية‪ ،‬شفهية‪ ،‬نفسية‪ ...‬اخل)‪،‬‬
‫للتوصل التوافق بني املؤهالت الوظيفية واالحتياجات الشخصية من جهة الفرد وما يتطلبه املنصب من‬
‫خصائص من جهة املؤسسة ‪ ،‬أي وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب لرفع الروح املعنوية للتوصل إىل‬
‫أعلى مستوى من اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ ‬التكوين‪ :‬يعمل هذا األخري على تنمية املهارات الفردية لرفع إنتاجية العامل الواحد وتلجأ إليه املؤسسة‬
‫يف عدة حاالت كظهور مناهج عمل جديدة أو آالت جديدة متطورة تكنولوجيا وترقيات ملناصب‬
‫أعلى‪..‬اخل ‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط والتهئية‪ :‬من خالل تنفيذ برامج السالمة املهنية والصحة أي هتيئة الظروف املادية للعمل اليت‬
‫تكون مناسبة مثل توفري أجهزة خاصة ابلضوضاء والتهوية ووسائل احلماية من احلرائق‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ 2.1‬اجملموعة الثانية من األنشطة‪ :‬تعمل على رفع الروح املعنوية لألفراد وكذا حتقيق رغباهتم من األعمال‬
‫اليت يؤدوهنا من خالل األنشطة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعويضات املباشرة‪ :‬وتتمثل يف األجور واملكافآت‪ ،‬حيث تسهر وظيفة تسيري املوارد البشرية على‬
‫إعادة سياسة واضحة‪ ،‬سليمة وخاصة فيما يتعلق بعدالة األجور ابالعتماد على نتائج حتليل العمل وتصميم‬
‫الوظائف التبيان تدرج كل وظيفة وصعوبتها واألخطار امللحقة بشاغلها‪.‬‬
‫‪ ‬الدافعية واحلوافز‪ :‬هذا نشاط من خالله تقوم وظيفة األفراد بدراسة خمتلف احلوافز املادية واملعنوية‬
‫إلجياد الدافعية لدى األفراد ‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات اإلنسانية‪ :‬تسعى إدارة األفراد من خالل هذا النشاط إىل إجياد املناخ املالئم واألمثل من‬
‫خالل توفري املعاملة احلسنة‪ ،‬ومساعدة األفراد يف حل مشاكلهم حىت ولو كانت خارجة عن نطاق العمل‬
‫وحتقيق حرية التفكري والتعبري لديهم أي إبداء آرائهم بكل حرية وإقامة الروابط احلسنة بني األفراد فيما بينهم‬
‫ومع إدارهتم‪.‬‬
‫‪‬القيادة واإلشراف‪ :‬من خالل التطور الذي شهادته الوظيفة أصبح املسئول على تسيري املوارد البشرية‬
‫كمستشار املدير العام‪ .‬وأنشأت هذه الوظيفة أساسا من أجل تقدمي الدعم الالزم للرؤساء يف امليادين‬
‫املختلفة وعلى مجيع املستوايت اإلدارية حىت يكونوا قادة إداريني انجحني هلم القدرة على اإلشراف والتوجيه‬
‫يف جو عام من التفاهم بينهم‪ ،‬وبني مرؤوسيهم‪.‬‬
‫‪ 3.1‬اجملموعة الثالثة األنشطة‪ :‬تعمل على مساعدة اجملموعتني السابقتني لبلوغ أهدافها من خالل القيام‬
‫ابألنشطة التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬حتليل وتصميم العمل‪ :‬يقوم تصميم العمل بتحديد املهام واخلصائص العامة والواجبات اخلاصة جبميع‬
‫الوظائف بناء على حتليل أهداف الوظيفة أعبائها وكيفية الوصول إليها‪ .‬أما حتليل العمل يقوم بتحليل مفصل‬
‫ألهداف وخصائص كل وظيفة على حدى واكتشاف خماطرها وعلى إثر ذلك يقوم بتحديد املواصفات‬
‫املطلوبة يف كل من يريد أن يشتغل يف هذا املنصب وفقا للشكل التايل‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫شكل رقــم ‪ :60‬مساهــمة حتليل وتصمــيم العمل يف ادارة األفراد‬

‫تصميم العمل‬

‫حتليل العمل‬

‫‪ ‬حتسني االنتاجية‬
‫‪ ‬توصيف األعمال‬ ‫‪ ‬النوعية \ احلياة‬ ‫‪ ‬حمددات العمل‬
‫‪ ‬األحباث املفصلة‬ ‫‪ ‬العلمية‬ ‫‪ ‬خربة مهارة‬
‫‪ ‬األهداف‬ ‫‪ ‬حتقيق األهداف‬ ‫‪ ‬مؤهالت علمية‬
‫‪ ‬الظروف املـادية‬ ‫‪ ‬القدرة‬
‫‪ ‬معايري األداء‬ ‫‪ ‬العمل‬
‫‪ ‬املسؤوليات‬ ‫‪ ‬االحتياجات‬
‫‪ ‬األخطــار‬

‫ختطيط القوى‬ ‫اختيار‬ ‫استقطاب‬ ‫تدريب‬ ‫ترقية‬ ‫تعويضات‬ ‫معايري‬ ‫احلماية‬


‫العاملة‬ ‫وتعيني‬ ‫األداء‬ ‫واألمن‬

‫‪82‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬إسرتاتيجية تسيري املوارد البشرية‬

‫متهيد‪:‬‬
‫يف ظل التغريات والتحوالت اليت يشهدها العامل‪ ،‬يف خمتلف جوانب احلياة املعاصرة‪ ،‬أصبحت تعاين الكثري‬
‫من املنظمات من مشاكل الفائض أو العجز يف بعض األوقات من املوارد البشرية يف جماالت العمل املختلفة‪،‬‬
‫مما أدى إىل اإلهتمام املتزايد ابملوارد البشرية وإدماجه إىل اإلدارة اإلسرتاتيجية بعدما أن كان هذا اإلهتمام‬
‫منحصرا على عدد قليل من املتخصصني الذين يعملون يف تقسيم تنظيمي متخصص يطلق عليه " قسم إدارة‬
‫األفراد"‪.‬‬
‫ويرجع السبب يف ظهور اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية إىل املعاانة اليت ظهرت يف كثري من املنظمات‬
‫إىل انفصال أنشطة وممارسات إدارة املوارد البشرية عن أهداف وحتركات املنظمة ككل‪ .‬فاملنظمة تسري يف وادي‬
‫وإدارة املوارد البشرية تسري يف وادي آخر‪ ،‬وال يلتقيان‪ .‬وكأهنما يف جزر منعزلة‪ .‬بل األدهى من هذا أن تعمل‬
‫إدارة املوارد البشرية يف اجتاه يعاكس حتركات وأهداف املنظمة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪:‬‬
‫قبل التطرق إىل اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪ ،‬جيب تعريف‪:‬‬
‫‪ ‬اإلدارة اإلسرتاتيجية‪ :‬تعرف التفكري يف كيفية استعمال املوارد املتاحة للمنظمة من أجل حتقيق‬
‫الغاايت واألهداف املراد حتقيقها‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة املوارد البشرية‪ :‬عملية إختيار العاملني ذوي الكفاءات املناسبة وتسيري جهودهم وتوجيه‬
‫طاقاهتم وتنمية مهاراهتم وحتفيز هم وتقييم أعماهلم والبحث يف مشاكلهم وتقوية عالقات التعاون بينهم‬
‫وبني رؤسائهم وبذلك تساهم يف حتقيق اهلدف الكلي للمنظمة من حيث زايدة اإلنتاجية وبلوغ النمو‬
‫املطلوب لألعمال واألفراد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪ :‬فتعين أن تكون التحركات الرئيسية يف جمال املوارد البشرية‬
‫مرتبطة ابلتحركات الرئيسية للمؤسسة‪ .‬أي أن تكون أهداف واسرتاتيجيات وسياسات وخطط إدارة‬
‫املوارد البشرية مرتبطة أبهداف وسياسات وخطط املؤسسة‪ .‬ويعين هذا على سبيل املثال‪ ،‬أنه بعد‬
‫حتديد أهداف املنظمة ككل يتم ترمجة ذلك إىل أهداف على مستوى إدارة املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .1‬خصائصها‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬النظر إىل املوارد البشرية ابعتبارها موردا اسرتاتيجيا‪.‬‬


‫‪ ‬االهتمام ابجلانب االسرتاتيجي‪ ،‬إضافة إىل اجلانب التنفيذي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة األخذ ابحلسبان للبيئة احمليطة مبا تضمه من فرص وهتديدات من انحية‪،‬ونقاط قوة وضعف من‬
‫انحية املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبار اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية أداة لتحسني األداء التنظيمي‪.‬‬
‫‪ .2‬أمهيتها‪ :‬تستمد اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية أمهيتها من املزااي التالية‪:‬‬
‫ربط حتركات إدارة املوارد البشرية مبا هتدف عليه املنظمة‪ ،‬ويعين هذا قيام إدارة املوارد البشرية مبساعدة‬ ‫‪-1‬‬

‫املنظمة يف حتقيق ما تستهدفه‪.‬‬


‫ضمان التنسيق والتعاون بني إدارة املوارد البشرية واإلدارة العليا ابملنظمة‪ ،‬وتبادل التأثري لكل طرف‬ ‫‪-2‬‬

‫منهما على اآلخر‪.‬‬


‫ضمان توجيه موارد املنظمة (على األخص ما ميس املوارد البشرية هبا) إىل حتقيق أهداف املنظمة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ضمان أخذ اإلدارة العليا نقاط القوة ونقاط الضعف يف املوارد البشرية يف احلسبان عند حتديد وتنفيذ‬ ‫‪-4‬‬

‫اسرتاتيجيات املنظمة‪.‬‬
‫ضمان توجيه أنشطة إدارة املوارد البشرية يف نفس االجتاه اليت تسري فيه أنشطة املنظمة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫املسامهة يف حتقيق القدرة التنافسية من خالل‪:‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪ ‬اختيار الكفاءات القادرة على االبتكار والتطوير اليت تتصف األداء اجليد‪.‬‬
‫‪ ‬تدريب مواردها على تكنولوجية األداء اإلنتاجي والفين‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية والء العاملني وانتمائهم للمؤسسة من خالل حتسني بيئة العمل املالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬زايدة اإلنتاجية من خالل تنمية القدرة والرغبة يف العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬أهدافها‪:‬‬
‫‪ ‬يكمن اهلدف األساسي يف توليد طريقة للتأكد من امتالك املنظمة للموظفني املاهرين وامللتزمني‬
‫واملتحمسني الذين حتتاج إليهم للوصول إىل التميز‪.‬‬
‫‪ ‬التأكيد على التطوير املستمر‪ ،‬التفاعل والتواصل‪ ،‬التضامن‪ ،‬أتمني املوظفني‪ ،‬جودة احلياة العملية‬
‫والتوازن بني العمل واحلياة‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء الفرد فرصة التفكري واالبتكار واملسامهة يف حل املشاكل وحتمل املسؤوليات‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬حتقيق تكيف نظام املوارد البشرية مع الظروف البيئية احمليطة‪ /‬التكامل بني إسرتاتيجية املوارد البشرية‬
‫وإسرتاتيجية املؤسسة‪/‬االهتمام ابجلوانب املتعلقة ابألجل الطويل يف اختاذ القرارات‪ /‬االهتمام بقضااي‬
‫التغيري‪.‬‬
‫اثنيا‪ .‬إسرتاتيجية املوارد البشرية‪:‬‬
‫إن التغيري يف إدارة املوارد البشرية مل يقتصر على املسمى فقط‪ ،‬بل امتد ا إىل املضمون واألدوار أيضا‪،‬‬
‫وأصبح إلدارة املوارد البشرية إسرتاتيجية خاصة هبا‪ .‬فإسرتاتيجية إدارة املوارد البشرية تعمل على فهم البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة‪ ،‬ومتطلباهتا ومتغرياهتا األساسية واملؤثرة؛ من حيث‪ :‬رسالتها‪ ،‬وغاايهتا‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وأساليبها‬
‫اإلدارية‪ ،‬وثقافتها التنظيمية‪ ،‬ومتطلبات العمل فيها‪ ..‬وغريها‪ ،‬فضال عن فهمها للبيئة اخلارجية احمليطة ابملنظمة‪،‬‬
‫واإلحاطة جبميع متغرياهتا‪ ،‬وقوانينها‪ ،‬وهذا الفهم للبيئة الداخلية واخلارجية للمنظمة‪ ،‬ممي ِّكن إدارَة املوارد البشرية‬
‫من وضع إسرتاتيجيتها بنجاح‪ ،‬وبشكل حيتوي على مواءمة كبرية بني ممارسات ونشاطات إدارة املوارد البشرية‪،‬‬
‫واملتغريات والتحدايت اليت حتتويها البيئة الداخلية واخلارجية للمنظمة‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف إسرتاتيجية املوارد البشرية‪:‬‬
‫هي ممارسات جديدة ومعاصرة ترسم تعامل املنظمة مع العنصر البشري على املدى الطويل‪ ،‬وتتماشى‬
‫هذه املمارسات مع إسرتاتيجية املنظمة‪ ،‬ظروفها ورسالتها املستقبلية اليت تطمح إىل حتقيقيها يف ظل البيئة اليت‬
‫تعايشها‪.‬‬
‫يتطلب تصميم اسرتاجتيات املوارد البشرية اإلجابة على ثالثة أسئلة أساسية وهي‪:‬‬
‫أين حنن اآلن ؟ أين أن نود أن نكون بعد مخس سنوات ؟ كيف نصل ؟‬
‫جيب أن تتكامل اسرتاجتيات املوارد البشرية رأسيا مع اإلسرتاجتية العامة للمؤسسة وأفقيا مع اسرتاجتيات الوظيفة‬
‫األخرى ( التسويق‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬العمليات املالية‪...‬اخل )‪ ،‬فضال عن أمهية تكاملها وانسجامها مع بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ .2‬مكوانهتا‪:‬‬
‫‪ ‬الرؤية‪ :‬هي الطريقة اليت ترى هبا إدارة املؤسسة املستقبل البديل وهي تعرب عن الطموحات املطلوب‬
‫حتقيقها‪ .‬وهي أساس التغيري‪ .‬ومن املهم أن يشارك اجلميع يف وضعها‪ .‬حيث يساعد ذلك على توحيد‬
‫اجلهود‪ .‬تعزيز اإلبداع وحتمل املسؤولية‪.‬‬
‫‪ ‬الرسالة‪ :‬هي ذلك اجلزء املتعلق ابلتعامل مع العنصر البشري يف املؤسسة‪ .‬والذي ميثل جزءا من رسالتها‪.‬‬
‫وميكن تعديلها وفقا للفرص أو التهديدات‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬األهداف‪ :‬جيب أن توضع وتعرف األهداف املطلوب حتقيقها بغية اجنازها‪ .‬ويتم وضع أهداف اإلدارة‬
‫اإلسرتاتيجية للموارد البشرية يف ضوء األهداف العامة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬العناصر واإلجراءات املبنية عليها إسرتاتيجية املوارد البشرية‪:‬‬
‫فبعد حتديد فلسفة املنظمة‪ ،‬أتيت إقامة أهم العناصر واإلجراءات املبنية عليها إسرتاتيجية املوارد البشرية‬
‫واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ ‬حتليل املناخ اخلارجي‪ :‬يقصد به التعرف الدقيق واملتابعة النشيطة لعناصر املناخ ومكوانته وما يطرأ عليها‬
‫من تغريات‪ ،‬وهو يضم كل ما حييط ابملنظمة من مؤسسات وجتمعات تتصل بعملها بشكل مباشر أو غري‬
‫مباشر‪ ،‬فهي تسبب عدة أتثريات قد تؤثر على املنظمة كوهنا تسبب الفرص أو التهديدات إلدارة املوارد‬
‫البشرية اإلسرتاتيجية (عرض العمالة واملتطلبات القانونية املتزايدة‪ ،‬والتغري التكنولوجي السريع)‪ ،‬أيضا جيب‬
‫اإلملام إبسرتاتيجيات املنافسني املتعلقة ابملوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬حتليل املناخ الداخلي‪ :‬ونقصد ابملناخ الداخلي مبجموعة العناصر البشرية‪ ،‬املادية واملعنوية اليت تتفاعل‬
‫فيما بينها من أجل حتقيق األهداف وهذه العوامل تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬األفراد كوهنم أهم مورد يف املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬خمتلف الوظائف املوجودة يف املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬املعدات والتجهيزات واألموال‪.‬‬
‫‪ -‬األساليب املتبعة يف أداء األعمال داخل وخارج املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬املعلومات والتقنيات املتوفرة يف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات اإلنسانية والتنظيمية القائمة عليها املنظمة‪.‬‬
‫وتتبلور نتائج حتليل املناخ الداخلي يف التعرف على نقاط القوة ومصادر التمييز يف املنظمة ونقاط الضعف‬
‫ومصادر التخلف اليت تعاين منها‪ ،‬وابلتايل " حتديد ماهية العوامل اليت قد تقوى أو تضعف وحتد من إختيار‬
‫تصرفات معينة من جمموعة التصرفات املستقبلية احملتملة للمنظمة" ويف أغلب األحوال تكون نتائج حتليل املناخ‬
‫الداخلي مصدرا مهما للمعلومات يف بناء إسرتاتيجيات املوارد البشرية وغريها من اإلسرتاتيجيات الوظيفية‬
‫ابملنظمة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬حتديد التوجهات اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪ :‬تتضمن القضااي الرئيسية يف شؤون املوارد البشرية‬
‫كاإلستقطاب واإلختيار واملفاضلة بني املصادر الداخلية أو املصادر اخلارجية للحصول على العناصر‬
‫املطلوبة‪....‬اخل‪.‬‬
‫فتحديد مثل هذه التحدايت يساعد يف بناء اإلسرتاتيجية واخلطط والربامج التفصيلية يف هذا اجملال احليوي‪،‬‬
‫ويساعد يف حتديد األنشطة الرئيسية واجملاالت األساسية ملسامهات املوارد البشرية‪ ،‬ومن مث حتديد نوعيات‬
‫وأعداد األفراد ومواصفاهتم الدقيقة املتناسبة مع متطلبات تلك األنشطة‪ ،‬كما تتحدد بناء على إستقراء‬
‫التوجهات اإلسرتاتيجية قضااي تتعلق ابإلستثمار يف تطوير نظم املوارد البشرية‪ ،‬ومدى اإلقبال على بناء‬
‫الطاقات التدريبية الذاتية للمنظمة‪ ،‬وحدود التمويل املتاح لتنفيذ برامج التطوير التقين ألداء وحدات إدارة املوارد‬
‫البشرية اإلسرتاتيجية وغري ذلك من التفصيالت املتصلة جبوانب عمل تلك اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد األهداف اإلسرتاتيجية يف جمال املوارد البشرية‪ :‬مبعىن أن حتدد النتائج املستهدفة من كل نشاط‬
‫تباشره إدارة املوا رد البشرية اإلسرتاتيجية كي تكون تلك األهداف هي املعرب اليت تتم يف ضوءها متابعة‬
‫التنفيذ وتقييم اإلجنازات على املستوى التفصيلي"‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة وتكوين اإلسرتاتيجيات‪ :‬أخريا يتطلب األمر اإلجابة على العديد من األسئلة‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي إجراءات العمل اليت جيب أن تتبعها املنظمة من أجل حتقيق أهدافها؟‬
‫‪ ‬وما هي األهداف التشغيلية اليت ستحقق خالل هذه العملية؟‬
‫‪ ‬وما هي التغريات املطلوبة يف اهليكل التنظيمي‪ ،‬العمليات اإلدارية واألفراد املطلوبني؟‬
‫وابلتايل فاإلجابة تكون على شكل خطة عامة للمنظمة اليت حتدد السبل لتحقيق أهداف املنظمة وابلتايل حتدد‬
‫إس رتاتيجية املوارد البشرية من أجل استخدام ما لديها من إمكانيات وأبي أسلوب‪ ،‬ويف أي توقيت‪ ،‬ويكون‬
‫الرتكيز منصبا على ختطيط املوارد البشرية‪ ،‬وكيفية احلصول عليها‪ ،‬وحتديد املهام والواجبات املوكلة إليهم‪،‬‬
‫وتنميتها واستخدامها االستخدام األمثل‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ اإلسرتاتيجية‪ :‬يتم تنفيذ اإلسرتاتيجية من خالل ترمجتها يف شكل خطط وبرامج وموازانت تعرب كل‬
‫منها عن األنشطة اليت جيب تنفيذها‪ ،‬واملوارد املخصصة لكل منها والتوقيت احملدد لألداء ومعايري األداء‬
‫املقبول‪ .‬ابلنسبة إلسرتاتيجية ‪ RH‬يكون التنفيذ مرتبطا بدرجة املركزية أو الالمركزية يف وظائف إدارة املوارد‬
‫البشرية اإلسرتاتيجية ذاهتا‪ ،‬فحيث تكون املركزية هي النمط السائد تتوىل اإلدارة املركزية للموارد البشرية‬

‫‪87‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫تنفيذ اإلسرتاتيجية املوضوعة‪ ،‬أما يف املنظمات اليت تتبع النمط الالمركزية يف إدارة املوارد البشرية‬
‫اإلسرتاتيجية تكون كل وحدة من وحدات املنظمة مسئولة عن تنفيذ ما خيصها يف إسرتاتيجية ‪.RH‬‬
‫‪ ‬متابعة تنفيذ وتقييم نتائج اإلسرتاتيجية‪ :‬إن األساس يف عملية املتابعة والتقييم هو إنتاج تدفق مستمر‬
‫ومنتظم من املعلومات السليمة يف توقيت مناسب يكشف عما يلي من عملية تنفيذ اإلسرتاتيجية‪:‬‬
‫‪ ‬األداء الفعلي يف جماالت اإلسرتاتيجية املختلفة معربا عنه بوحدات القياس املناسبة واملتفق عليها‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة األداء الفعلي ابملستوايت املخططة (املستهدفة) لألداء وبيان اإلحنرافات بني اإلجناز‬
‫واملخطط والبحث يف أسبابه ومصادرها‪.‬‬
‫‪ ‬وضع احللول البديلة للوصول إىل مستوى التنفيذ املستهدف‪.‬‬

‫وتتم الرقابة على تنفيذ اإلسرتاتيجية على مستوى الرقابة اإلسرتاتيجية للتأكد من سالمة التوجه اإلسرتاتيجي‬
‫إلدارة املوارد البشرية اإلسرتاتيجية وكذلك على مستوى الرقابة التكتيكية‪ ،‬للتأكد من تطبيق اخلطة اإلسرتاتيجية‬
‫وتنفيذ الربامج متوسطة املدى‪ ،‬وأخريا تكون الرقابة على مستوى العمليات ملتابعة األنشطة التفصيلية على‬
‫املستوى التنفيذي املباشر قصري املدى‪.‬‬
‫اثلثا‪ .‬إسرتاتيجية املوارد البشرية وإسرتاتيجية املؤسسة‪:‬‬
‫‪ .1‬إسرتاتيجية املوارد البشرية جزء من إسرتاتيجية املنظمة‪ :‬إن إسرتاتيجية إدارة املوارد البشرية جزء ال يتجزأ‬
‫من إسرتاتيجية املنظمة‪ ،‬وتقع يف املستوى الثالث من هرم اختاذ القرارات اإلسرتاتيجية داخل املؤسسة حيث‪:‬‬
‫املستوى األول يف هذا اهلرم‪ :‬يمتخذ فيه القر مار املتعلق بتحديد اخليار االسرتاتيجي العام؛‬

‫واملستوى الثاين‪ :‬يمتخذ فيه القرار م‬


‫ات املتعلقة بوحدات األعمال‪ ،‬وحتديد نشاطاهتا الرئيسية‪ ،‬وجماالت االستثمار‬
‫فيها؛‬

‫أما املستوى الثالث‪ :‬فيتخذ فيه القرار م‬


‫ات املتعلقة بتحديد وظائف وممارسات وحدات األعمال‪.‬‬
‫وهو مستوى إسرتاتيجية الوظائف كالتسويق‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬واملشرتايت‪ ،‬واملبيعات‪ ..‬اخل واليت ِّ‬
‫يكون جمموعمها‬
‫إسرتاتيجية املنظمة‪ ،‬ومن هذا املنطلق جند أن وظائف وممارسات إدارة املوارد البشرية تعمل مجيعها يف خدمة‬
‫اسرتاتيجيات اإلدارات (الوظائف) األخرى‪ ،‬أي يف خدمة إسرتاتيجية املنظمة‪ ،‬حتت مظلة التكامل والتوافق‬
‫معا‪ ،‬واللذان يشمالن جانبني‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬تكامل وتطابق داخلي‪ :‬ويمقصد به أن إدارة املوارد البشرية نظام متكامل‪ ،‬يتكون من وظائف تتفاعل مع‬
‫بعضها بشكل متكامل‪ ،‬هبدف خدمة وإجناز اإلسرتاتيجية العامة للمنظمة‪ ،‬وإسرتاتيجية اهليكل التنظيمي‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل وتطابق خارجي‪ :‬ويقصد به تكامل إسرتاتيجية إدارة املوارد البشرية مع إسرتاتيجية املنظمة واهليكل‬
‫التنظيمي يف مواجهة التحدايت اخلاصة ابلبيئة اخلارجية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :60‬مستوايت الرتابط بني اإلسرتاتيجية العامة وإسرتاتيجية املوارد البشرية‬

‫اخلطة‬ ‫اخلطة‬ ‫اخلطة‬ ‫اخلطة‬


‫االسرتاتيجية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫االسرتاتيجية‬

‫وظيفة املوارد‬ ‫وظيفة املوارد‬ ‫وظيفة املوارد‬ ‫وظيفة املوارد‬


‫البشرية‬ ‫البشرية‬ ‫البشرية‬ ‫البشرية‬

‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬

‫‪ ‬ارتباط إداري‪ :‬يرتكز اهتمام وظيفة املوارد البشرية على األنشطة اليومية‪ ،‬فمسئول املوارد البشرية ال ميتلك‬
‫الوقت أو الفرصة للنظر يف القضااي اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪ ،‬وكذلك فإن وظيفة التخطيط‬
‫االسرتاتيجي يف املؤسسة تتم بعيدا عن أعني أو مسامهة إدارة املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬ارتباط تكيف‪ :‬تقوم وحدة إعداد اخلطة اإلسرتاتيجية بتطوير أو إعداد اخلطة مث إبالغها للجهة املسئولة‬
‫عن إدارة املوارد البشرية‪ ،‬فبمجرد شعور املؤسسة وإدراكها إلمكانية أتثري سياسات املوارد البشرية على‬
‫اإلسرتاتيجية املختارة فإن املدخل ألتكيفي يصبح هو حلقة الوصل األساسية وميكن هلذه الرابطة أو العالقة‬
‫أن تتطور‪ ،‬ويف هذا اجملال فإن إدارة املوارد البشرية تكون رادة لألفعال كما ميثلها السهم ذو االجتاه الواحد‪.‬‬
‫‪ ‬ارتباط تفاعل‪ :‬يساعد املدخل التفاعلي إلدارة املوارد البشرية يف قيامها بدورها املبادر بدرجة أكرب‪ ،‬لذلك‬
‫فاالقرتاح املطروح هنا هو ضرورة وجود ردود أفعال إلدارة املوارد البشرية على كل من حمتوى اإلسرتاتيجية‬
‫اليت مت إعدادها وأيضا على فلسفة إدارة املؤسسة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫‪ ‬ارتباط متكامل‪ :‬ميكن النظر إىل عملية التكامل على أهنا تكامل أفقي ورأسي‪ ،‬فعلى مدير إدارة املوارد‬
‫البشرية أن يتمم بنجاح عملية التكامل األفقي‪ ،‬والذي ينطوي على ربط كال جملاالت أو األنشطة املرتبطة‬
‫إبدارة املوارد البشرية بصورة مباشرة‪ ،‬ومبجرد االنتهاء من هذه املهمة‪ ،‬فإن التكامل الرأسي أيخذ دوره‪،‬‬
‫وينطوي التكامل الرأسي على ربط إدارة املوارد البشرية مبجموعة التخطيط االسرتاتيجي‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬أبعاد اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية‪:‬‬
‫‪ ‬أتمني املورد أو البشري املناسب واملؤهل أتهيال علميا معاصرا‪ ،‬وذلك من خالل إسرتاتيجية واضحة‬
‫تتكامل مع اإلسرتاتيجية العامة للمنظمة مبعىن املشاركة الفعالة يف حتقيق املنظمة لرسالتها‪ ،‬ورؤيتها‪...‬‬
‫‪ ‬على إدارة املوارد البشرية أن تقوم إبعداد إسرتاتيجية تتماشى مع االجتاهات احلديثة واملتطورة اليت انتشرت‬
‫عامليا‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي للمنظمة أن توفر العناصر البشرية املؤهلة واملتخصصة واحملرتفة للعمل يف إدارة املوارد البشرية حىت‬
‫يتسىن هلذه اإلدارة القيام مبهامها‪.‬‬
‫القيام بتحديث الربامج والسياسات املتعلقة ابملوارد البشرية‪ ،‬وجعلها متوافقة مع‬
‫‪ ‬على إدارة املوارد البشرية م‬
‫االجتاهات احلديثة املتعلقة ابملوارد البشرية‪ ،‬وهذه الربامج وتلك السياسات احلديثة من شأهنا زايدةم‬
‫اإلنتاجية والفعالية واجلودة مما يؤدي إىل جناح املنظمة وازدهارها‪.‬‬
‫‪ ‬ع لى إدارة املوارد البشرية أن تعمل من خالل التكامل والتنسيق والتعاون مع اإلدارات األخرى داخل‬
‫املنظمة‪ ،‬لكي تضمن جناح إسرتاتيجيتها‪.‬‬

‫وهذا التكامل والتعاون بني مديري اإلدارات ومدير إدارة املوارد البشرية يف املنظمة‪ ،‬يؤدي إىل تفادي مديري‬
‫الوقوع يف بعض األخطاء ومنها‪:‬‬
‫َ‬ ‫اإلدارات يف املنظمة‬
‫‪ ‬وضع املوظف أو املورد البشري املتاح للمنظمة يف وظيفة ال تتناسب وإمكاانته وقدراته‪.‬‬
‫االستغالل األمثل أو األفضل‪ ،‬بل َه ْدرها‪ ،‬وذلك ابرتفاع معدالت دوران‬
‫َ‬ ‫‪ ‬عدم استغالل طاقات ‪RH‬‬
‫العمل بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬اخنفاض الروح املعنوية لدي العاملني يف املنظمة‪ ،‬وزايدة شعورهم بعدم االنتماء والوالء‪ ،‬مما يؤدي إىل‬
‫تباطؤهم وعدم مباالهتم عند قيامهم أبداء واجباهتم حنو العمل املنموط هبم‪ ،‬وهذا يؤثر بشكل سليب على‬
‫َ‬
‫اخنفاض رضا العميل‪ ،‬مما يمفقد املنظمة حصتَها‬
‫م‬ ‫معدالت اإلنتاجية‪ ،‬وعلى جودة املنتج‪ ،‬مما يرتتب عليه‬

‫‪90‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫السوقية‪ ،‬وتعرضها ألخطار املنافسة القاسية‪ ،‬واليت قد تودي ابملنظمة إىل اخلروج من إطار املنافسة كليا‪،‬‬
‫ومن مث اهنيارها‪!..‬‬
‫‪ ‬شعور بعض العاملني بعدم العدالة من رؤسائهم املباشرين أو غري املباشرين‪ ،‬والذي قد يتأصل يف نفوسهم‬
‫من خالل التفرقة يف املعاملة اإلنسانية أو املادية بينهم وبني أقراهنم يف املنظمة‪ ،‬مما يدفعمهم إىل التقصري يف‬
‫أداء مهام وواجبات أعماهلم‪ ،‬أو اللجوء إىل ردود أفعال سلبية‪ ،‬تصب كلها يف غري صاحلهم أويف غري‬
‫صاحل املنظمة ككل‪.‬‬
‫‪ ‬التقصري يف وضع برامج تدريبية فعالة ومستمرة‪ ،‬للتنمية والنهوض بقدرات ومهارات املوارد البشرية‪ ،‬مما يؤثر‬
‫على فعالية ومستوايت أدائها داخل املنظمة‪ ،‬وهذا ليس يف صاحل املنظمة بال شك‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة بعض السلوكيات غري املناسبة‪ ،‬واخلارجة عن األخالقيات من قبل املسئولني على اختالف درجاهتم‬
‫الوظيفية‪ ..‬يف بعض األحيان داخل بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقدير ومراعاة الفوارق الفردية‪ ،‬والثقافات‪ ،‬واملعتقدات املختلفة للعاملني داخل بيئة العمل‪.‬‬
‫لــوحظ تشعب وتعقد االختصاصات واملهام الكثرية إبدارة األفراد‪ ،‬کل هذا يتطلب معرفة وختصص کبري‪،‬‬
‫دقيق وعميق لكل فرع من الفروع اليت متسها كالعلوم االقتصادية‪ ،‬االجتماعية واإلنسانية عامة‪.‬‬
‫إن معاملة العنصر البشري ختتلف عن معاملة بقية عناصر اإلنتاج‪ ،‬إن هلا حاجيات معروفة وحمددة غري أن‬
‫احتياجات العنصر البشري متغرية ومتعددة وكذا فإن املشاكل املتعلقة به متعددة ومتشبعة ومتطورة‪ ،‬ومتنامية‪،‬‬
‫كما أن التطلعات الذاتية لألفراد ال تنحصر يف عنصر األجر فقط لذلك فهو يتطلب دراسة مستمرة‪ .‬كما أن‬
‫كرب حجم املؤسسات ترتب عليه وجود ممثلني للعمال ينبون عنهم لتمثيلهم والدفاع عن حقوقهم مما ساهم يف‬
‫حذر أرابب العمل يف التعامل مع العنصر البشري بعناية وتريث يف القرارات اخلاصة هبذا الشأن‪.‬‬
‫ظهور املدرسة السلوكية‪ ،‬ساهم هواآلخر يف االهتمام ابلسلوك وبتصرفات األفراد والذي ميكن مالحظته من‬
‫خالل النتائج اليت حيققها األفراد مما مسح ابستبعاد التأويالت املسبقة‪ ،‬وزاد االهتمام بطرق التشخيص العلمي‬
‫لألسباب فمثال التغيب يكون قد انجتا عن سياسة غري علمية للتحفيز كما ميكن أن يكون انجتا عن الظروف‬
‫املادية للعمل أواجلوالغري املالئم أوأجور غري عادلة أونقص يف سائل النقل‪ ...‬اخل أومزيج بني هذه املسببات ‪.‬‬
‫قابل ذلك هنالك تعدد للنتائج اليت قد يساهم فيها عنصر أوقرار معني يف جمال ما فتكون له انعكاسات سلبية‬
‫كثرية على ابقي األنشطة وذلك من خالل الرتابط بني الوظائف واألنشطة أي أن هنالك تعقيد انتج من‬
‫داخل واخلارج کاالرتباطات املوجودة مع الزابئن املوردين‪ ،‬البنوك‪ ،‬احلكومة النقاابت‪ ،‬األنظمة ‪ ...‬اخل( ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫إضافة إىل كل ما سبق ميكن أن نذكر ابن علوم التسيري اخلاصة هبذا اجملال متتاز بعدم توفر األرقام القياسية‬
‫الدقيقة‪ ،‬فالغالب عليها هو الطابع النوعي مما جيعلها صعبة يف عمليات التقدير اخلاصة هبا يف جمال الرقابة‪،‬‬
‫التنبؤ‪ ،‬التدقيق والتقييم‪.‬‬
‫أخريا ميكن القول أن وجود ضرورة ملحة إلدماج تسيري املوارد البشرية ضمن اإلسرتاجتية الشاملة للمؤسسة‬
‫ألهنا تشـكل إحدى أبعادها (اإلسرتاجتية) وابلتايل تلعب دورا مهما يف حتديد األهداف الشاملة‪.‬‬
‫وقد برزت هلذه الوظيفة حتدايت ابلقدر الكبري الذي تساهم به يف اإلسرتاجتية كاإلنتاج اخلارجي والعمل‬
‫املستمر على التدريب والتكوين ملواكبة التغريات التكنولوجية‪ ،‬التخصصات‪ ،‬تعدد رغبات األفراد وتقبل فكرة‬
‫تعديل األهداف على حسب ما تقتضيه الضرورة والبحث الدائم على العدالة حتی تضمن حتقيق أهدافها يف‬
‫الوصول إىل رفع اإلنتاجية اخلاصة ابألفراد دون املساس حبقوقهم واستغالهلم بل أكثر من ذلك حتسني ظروف‬
‫العمل والظروف االجتماعية العامة الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫وهو هدف النظرية املناجرايلية اليت كانت من خالل أحباث ودراسات وجتارب كل من سيمون‪ ،‬ماتش‪،‬‬
‫بودون‪ ،‬کروزي وتری بضرورة عقلنه األهداف وتصرفات األفراد الدمج املتغريات اخلاصة األفراد يف عملية اختاذ‬
‫القرارات اإلسرتاجتية للمؤسسة وأصبح هلا أثر ابلغ على السياسة العامة للمؤسسة بعدما كان دورها يقتصر على‬
‫تطبيق القرارات‪ ،‬ميكن إبراز الكيفية اليت يتم من خالهلا دمج املتغريات املتعلقة بتسيري األفراد ضمن اإلسرتاجتية‬
‫الشاملة للمؤسسة وفقا للشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :16‬دمــج تسيري املوارد البشريــة يف االختبارات االسرتاتيجية‬

‫الوظائف والكفاءات‬
‫=‬
‫املوارد البشرية‬

‫التكنولوجية واالبداع =‬ ‫االختيارات االسرتاجتية ‪/‬‬ ‫املوارد االقتصادية‬


‫موارد تكنولوجية‬ ‫التنظيم واهلياكل‬ ‫متويل‪/‬مردودية‬
‫األسواق واملنتوجات‬
‫(األسواق)‬

‫‪92‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫المحور الرابع‪ :‬تسيير الموارد البــشرية‬

‫خالصة احملور الرابع‪:‬‬

‫إن وظيفة تسيري املوارد البشرية واسعة البحث‪ ،‬فهي تتطور مع الزمن وهلا صلة ابحمليط فنجاح املؤسسة‬

‫يتوقف على حسن توظيف العمال وختطيطهم وتنظيمهم‪ ،‬وهذه املسؤولية هي اليت توكل إلدارة املوارد البشرية‬

‫وجتعلها حتتل املكانة اإلسرتاتيجية داخل تركيبة املنظمة‪.‬‬

‫بدأت عدد من الشركات ابالستعانة مبصادر خارجية لوظائف املوارد البشرية اإلدارية‪ ،‬يف حماولة لتحرير‬

‫القسم‪ ،‬وتنفيذ برامج ذات فائدة أكرب وقيمة مضافة تؤثر على األعمال بشكل إجيايب‪ .‬وتشمل الوظائف اليت‬

‫يتم االستعانة مبصادر لتنفيذه؛ إدارة كشوف املرتبات‪ ،‬واستحقاقات املوظفني‪ ،‬والتوظيف‪ ،‬والتحقق من اخللفية‪،‬‬

‫ومقابالت اخلروج‪ ،‬وإدارة املخاطر‪ ،‬وحل النزاعات‪ ،‬وفحص السالمة‪ ،‬وسياسات املكتب‪ .‬وكل ذلك يؤدي يف‬

‫النهاية لتحقيق مصلحة أكرب ودعم للشركات على خمتلف األصعدة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مقياسرالتدقيقراإلجتماعر ‪-----------------‬رالدكتورة‪:‬رجعالبر‬
‫ي‬ ‫مطبوعةردروسر‬
‫الزهرة‬
‫احملور اخلامس‬

‫التدقيق الجتماع‬
‫تحسي أداء إدارة الموارد ر‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫البشية‬ ‫ودوره ف‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫الدرس السادس عشر‪ :‬التدقيق الدوري والمحدد إلدارة الموارد البشرية‬

‫متهيد‪:‬‬
‫يتميز التدقيق االجتماعي بتدقيق السياسات االجتماعية إلدارة املوارد البشرية وأيضا له عدة ركائز إثباتية‬
‫ابلنسبة للمؤسسات أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬يف ظل توسعات لبعض املؤسسات خاصة منها الشركات املتعددة اجلنسيات تكون الربية املركزية للموارد‬

‫البشرية يف حاجة ماسة لضمان تطبيق التشريعات وحىت ابلنسبة للمؤسسات الوطنية فهي أيضا يف حاجة إىل‬

‫تطبيق تدقيق املوارد البشرية لضمان معرفة مدى مطابقة املؤسسة للتشريعات اإلجتماعية ولإلتفاقيات‬

‫اجلماعية للعمل‪ ،‬وهذا ما يعرف ابلتدقيق االجتماعي للمطابقة‪.‬‬

‫‪ ‬البحث عن الربح واإلنتاجية من خالل ختفيض التكاليف االجتماعية وهو ما يعرف ابلتدقيق االجتماعي‬

‫للفعالية‪ .‬إرادة املؤسسة يف التنسيق بني إسرتاتيجية تسيري املوارد البشرية واإلسرتاتيجية املؤسسة من خالل‬

‫التنسيق بينها وبني ابقي االسرتاتيجيات الوظيفية يساهم يف تطبيق التدقيق اإلجتماعي اإلسرتاتيجي والذي‬

‫يساهم يف حتقيق تكيف املؤسسة مع التغريات البيئية‪.‬‬

‫‪ .1‬التدقيق الدوري إلدارة املوارد البشرية‪:‬‬

‫يقوم به يف غالب األحيان املدققني الداخليني يف بداية كل سنة إبعداد ما يعرف بربانمج التدخالت‬

‫مع األخذ بعني االعتبار جلميع أنواع املخاطر املمكنة واليت نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬األخطار املتعلقة بعدم مطابقة سياسات وإجراءات املؤسسة للقواعد‪ ،‬األنظمة‪ ،‬التشريعات‬

‫واالتفاقيات السارية املفعول تؤدي إىل أخطار وعقوابت مالية كما قد تتعلق بسمعة املؤسسة يف السوق‪.‬‬

‫‪ ‬عدم تكيف السياسات والقواعد واإلجراءات املتعلقة ابملوارد البشرية مع طموحات األطراف الفاعلة‬

‫يف املؤسسة تؤدي إىل الشعور حباالت عدم الرضا مما ينعكس سلبا على األداء العام للمنظمة أويؤدي إىل‬

‫‪95‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫ظهور الصراعات التنظيمية واالحتجاجات وظهور أخطار مثل دوران العمل‪ ،‬التغيب‪ ،‬عدم اجلودة‪ ،‬ارتفاع‬

‫معدالت حوادث العمل والنزاعات‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫‪ ‬كما جيود خطر هام يستحق التقييم ويتعلق أساسا بعدم توفر القوى العاملة ابلكمية والنوعية املناسبة‪،‬‬

‫ويف الوقت املناسب وهو خطر ميس الكم (العدد والنوع‪ ،‬الكفاءات واملؤهالت) كما ميكن أن يكون يف‬

‫االجتاهني أي ابلزايدة أي وجود فائض أو ابلنقصان أي وجود عجز يف املوارد البشرية املتاحة يف املؤسسة‬

‫ككل أو بعض الوحدات قد جند عجز ويف البعض اآلخر جند فائض ميكن استغالله يف الوحدات اليت‬

‫تعاين العجز‪.‬‬

‫‪ ‬عدم تنسيق بني إسرتاتيجية تسيري املوارد البشرية واإلسرتاتيجية العامة للمنظمة‪.‬‬

‫‪ .2‬التدقيق احملدد إلدارة املوارد البشرية‪:‬‬

‫يف بعض األحيان تكون مهمة التدقيق االجتماعي مباشرة بعد مالحظة املشكل‪ ،‬مثل ظهور معدل‬

‫مرتفع لظاهرة التغيب‪ ،‬عدد استقاالت يف تزايد‪ ،‬انزال قات يف حجما الكتلة األجرية‪ ،‬عمليات اآلراء اليت ينتج‬

‫عنها حاالت استياء لدى األفراد‪ ،‬طلبات نقابية تعترب غري معقولة من طرف اإلدارة‪ ،‬إجراءات تكوين غري‬

‫جمدية ال من الناحية الكمية وال من انحية الفعالية‪ ،‬وال من انحية الفعالية‪ ،‬تدهور الوضعية االجتماعية‬

‫للمؤسسة كما ميكن اعتبار أن السياسات اخلاصة إبدارة املوارد البشرية مكوانهتا فعاليتها وتكلفتها وليس‬

‫سياسات املوارد البشرية‪.‬‬

‫ويتم االعتماد غالبا على التدقيق اخلارجي يف مثل هذه احلاالت احملددة على اعتبار أن اهتمامات‬

‫التدقيق الداخلي خيص السياسات العتبارات تتعلق ابلوقت وإن كان هذا ال يعين أنه ال ميكن إجراء من خالل‬

‫مهمات داخلية‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫الدرس السابع عشر‪ :‬التدقيق االجتماعي وتحسين أداء الموارد البشرية‬

‫متهيد‪:‬‬
‫فرض ـ ــت اجتاه ـ ــات العومل ـ ــة املتع ـ ــددة والتط ـ ــورات املتالحقة يف عامل إدارة األعمال العديد من التحـدايت‬
‫ممـا فــرض علــى الكثيــر مــن املؤسســات احــداث تغي ـرات عميقــة ف ـ ــي اجتاهاهت ـ ــا وأفكاره ـ ــا وإدارهت ـ ــا حن ـ ــو رس ـ ــم‬
‫خط ـ ــط اس ـرتاتيجية تتواكــب مــع التطــورات احلاصــلة وتســتجيب للبيئــة اجلديــدة وتــدفعها لكســب مكانــة فــي‬
‫الســاحة الدوليــة وضمان ميزة تنافسية تؤهلها للبقاء واالستمرار‪.‬‬
‫وأدى ذلك ابملؤسسـات إلـى إجياد تنظـ ــيم حديث خاص إبدارة املوارد البشرية ابعتبارها الدعامة والركيـزة‬
‫األساســية هلا ولألنشــطة التــي تقــوم هبا وهذا ال يكون إال بتحقيق اجلودة والرفع من مستوى اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬
‫وابلتايل حتقيق ميــزة تنافســية والذي يــؤدي بــإدارة املوارد البشـرية إلـى حتقيق األهداف اإلسـرتاتيجية‬
‫للمؤسسـ ــة ورغم اجلهـ ــود املبذولـ ــة إال أنـه يبقـ ــى هنـاك عراقيل حتول دون حتقيق )اجناز( األعمال‪.‬‬
‫ومم ــا تق ــدم ذك ــره س ــابقا اس ــتوجب حب ــث نشـ ــاط التـدقيق االجتمـاعي املصـنف ضــمن جمـال تسـيري‬
‫امل ـوارد البشـ ـرية فه ــو يعتبـ ـر أح ــد الوس ــائل اهلام ــة ف ــي تش ــخيص الوضــعية االجتماعيــة للمؤسســات وذلــك مــن‬
‫خــالل شــخص مس ــتقل وحمتـ ــرف يقـ ــوم ابلكش ــف عـن م ـ ـواطن الضـ ــعف واإلختالالت والتعرف على نقاط‬
‫القوة ومقارنتها مبعـايري حمددة ومتكينها من التكيف مع الظـروف اخلارجيـة وذلـك من خالل توجيهات يف شكل‬
‫تقارير مصدرة من قبله‪.‬‬
‫أوال‪ .‬التدقيق االجتماعي واملســؤولية االجتمــاعية للمؤسســات‪:‬‬
‫نتيجة لل تطورات العاملية السريعة أصبحت املؤسسات مطالبة ابلقيام مبسؤوليات أخرى إىل جانب‬
‫مسؤولياهتا االقتصادية‪ ،‬وعليه كان البد من قيامها بوضع السياسات واخلطط اليت تساعدها يف حتقيق هذه‬
‫املسؤوليات وعلى رأسها تلك االجتماعية‪ ،‬فأصبحت املسؤولية االجتماعية متثل مفهوما راسخا تدمج فيه‬
‫املؤسسات القضااي االجتماعية والبيئية ضمن انشغاالهتا عن طريق تفاعلها مع أصحاب املصلحة على أساس‬
‫طوعي‪ ،‬حيث أن التزام املؤسسة مببادرات املسؤولية االجتماعية للمؤسسات خاصة على املدى الطويل من‬
‫شأنه العودة بفوائد كبرية للمؤسسات واجملتمعات‪ ،‬مثل زايدة الثقة والقدرة التنافسية‪ ،‬والء القوى العاملة‬
‫واالنتاجية‪ ،‬توليد فرص عمل للمؤهلني‪ ،‬االستدامة والتماسك االجتماعي‪ ،‬زايدة قيمة العالمة التجارية وتعزيز‬
‫وزايدة مسعة املؤسسة وحتسني االتصال وزرع انطباعات اجيابية لدى أفراد اجملتمع‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫من جهة أخرى ونظرا ملا حققه التدقيق يف اجملال احملاسيب واملايل ودوره يف الرفع من كفاءة األداء‬
‫االقتصادي للمؤسسات اهتم الباحثون إبدخال عملية التدقيق يف اجملال االجتماعي واالستفادة من تقنياته‬
‫العلمية املنهجية‪ ،‬وعليه ظهر ما يعرف ابلتدقيق االجتماعي والذي يعترب ضروراي لتحقيق التكامل بني احلاجات‬
‫االقتصادية واحلاجات االجتماعية واإلنسانية للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم املسؤولية االجتماعية للمؤسسات‪:‬‬
‫‪ 1.1‬التعاريف األكادميية‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف (‪ " :)Holmes‬هي التزام منظمة األعمال اجتاه اجملتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬وذلك عن طريق املسامهة‬
‫يف جمموعة كبرية من األنشطة اإلجتماعية‪ ،‬مثل حماربة الفقر وحتسني اخلدمات الصحية ومكافحة التلوث وخلق‬
‫فرص عمل وحل مشكلة اإلسكان واملواصالت وغريها"‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف (‪" :)Caroll,1999‬هي درجة تلبية املؤسسات للمسؤوليات االقتصادية‪ ،‬القانونية أو الطوعية‪،‬‬
‫اليت على املؤسسة القيام هبا من أجل مترير منوذج حيتذى به للمؤسسة املواطنة يف مكان معني"‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف (‪" :)pasquero‬جمموع األعمال القانونية أو الطوعية‪ ،‬اليت على املؤسسة القيام هبا من أجل‬
‫تصميم منوذج حيتذى به للمؤسسة املواطنة يف مكان معني"‪.‬‬
‫‪ ‬كما يشري كل من ( ‪ (Keith Davis et William Fedderick‬إىل أن املسؤولية االجتماعية تتمثل‬
‫يف حتقيق التوازن بني األهداف االجتماعية واألهداف االقتصادية‪ .‬وذلك من خالل مواجهة التحدايت‬
‫االجتماعية املختلفة‪ ،‬وطالبا أن تكون استجابة املنظمة لتلك املسؤوليات طواعية وليس خوفا من النقد أو‬
‫التهديد ابستخدام القانون‪ ،‬وينصحان منظمات األعمال ابالستجابة ملتطلبات البيئة وااللتزام ابملسؤولية‬
‫االجتماعية جتاهها وإال فإن اجملتمع على املدى البعيد سيسلب مكانتها وقوهتا ملا أمسياه ابلقانون احلديدي‬
‫للمسؤولية االجتماعية"‪.‬‬
‫‪ 2.1‬أمهية املسؤولية االجتماعية‪ :‬للمسؤولية االجتماعية أمهية كبرية سواء ابلنسبة للمؤسسة‪ ،‬لعماهلا‪،‬‬
‫للمجتمع أو للدولة‪ ،‬ميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ابلنسبة للمؤسسة‪ :‬حتسني صورة املؤسسة يف اجملتمع وترسيخ املظهر االجيايب خصوصا لدى الزابئن‬
‫والعاملني وأفراد اجملتمع بصفة عامة‪ ،‬كما تساهم يف حتسني مناخ العمل وبعث روح التعاون والرتابط بني‬
‫املؤسسة وخمتلف األطراف ذات املصلحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ابلنسبة ملمجتمع‪ :‬هي متعددة وكثرية نذكر أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫‪98‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪ ‬زايدة التكافل االجتماعي بني خمتلف شرائح اجملتمع مع توليد شعور عايل ابالنتماء من قبل األفراد‬
‫ذوي االحتياجات اخلاصة كاملعوقني وقميمي التأهيل؛‬
‫‪ ‬حتقيق االستقرار االجتماعي نتيجة لتوفري نوع من العدالة االجتماعية وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص‬
‫الذي يعترب جوهر املسؤولية االجتماعية للمؤسسة؛‬
‫ج‪ -‬ابلنسبة للدولة‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ختفيف األعباء اليت تتحملها الدولة يف سبيل إدامة مهماهتا وخدماهتا الصحية والتعليمية والثقافية‬
‫واالجتماعية؛‬
‫‪ ‬يؤدي االلتزام ابملسؤولية البيئية إىل تعظيم عوائد الدولة بسبب وعي املنظمات أبمهية املسامهة العادلة‬
‫والصحيحة يف حتمل التكاليف االجتماعية؛‬
‫‪ ‬املسامهة يف التطور التكنولوجي والقضاء على البطالة وغريها من اجملاالت اليت جتد الدولة احلديثة‬
‫نفسها غري قادرة على القيام أبعبائها مجيعا‪.‬‬
‫‪ 1.1‬عالقة التدقيق االجتماعي ابملسؤولية االجتماعية للمؤسسة‪:‬‬
‫يكتسي التحقق من وفاء املؤسسة من مسؤوليتها االجتماعية من أهداف التدقيق االجتماعي اليت‬
‫نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن بياانت ومعلومات قائمة األداء االجتماعي صحيحة ودقيقة يف ضوء معايري إعدادها‬
‫وإبداء الرأي عن مستوى األداء االجتماعي من خالل تقرير املدقق عن قائمة األداء االجتماعي أو تقرير‬
‫املسؤولية االجتماعية؛‬
‫‪ ‬فحص األداء االجتماعي والتأكد من مالئمة االفصاح عن القوائم املالية والتقارير االجتماعية‬
‫وكفايتها يف التعبري عن مدى تنفيذ الوحدة االقتصادية ملسؤوليتها االجتماعية؛‬
‫‪ ‬إعداد تقرير شامل لنتائج النشاط االجتماعي يتضمن بياانت دقيقة ميكن الوثوق هبا من قبل‬
‫األطراف املستفيدة يف اجملتمع؛‬
‫‪ ‬التحقق من مدى التزام الوحدات ابلقوانني واألنظمة واملعايري واملواصفات املعتمدة ذات العالقة‬
‫ابلنشاط االجتماعي؛‬
‫‪ ‬تقومي األداء االجتماعي للوحدة االقتصادية وفاعلية الربامج االجتماعية وتقومي نظام الرقابة لتلك‬
‫الربامج؛‬

‫‪99‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪ ‬حتقيق فهم أفضل لكيفية عمل الوحدة وسعيها لتحقيق قيمها وأهداف مجهورها وأحداث تغيري‬
‫وحتسني وتطوير ألعماهلا؛‬
‫‪ ‬زايدة االعتماد على القوائم والتقارير االجتماعية وتشجيع االهتمام ابألنشطة ذات املضمون‬
‫االجتماعي إلجياد نظام متكامل مكون من األنشطة املالية واإلدارية واالجتماعية وإمكانية حتديد مدى تقدم‬
‫الوحدة يف أداءها االجتماعي وتنفيذ مسؤوليتها االجتماعية‪.‬‬
‫يعترب تدقيق املسؤولية االجتماعية من مراحل تطور التدقيق االجتماعي نتيجة زايدة اهتمام املؤسسات‬
‫ابملسؤولية االجتماعية‪ ،‬نتيجة لضغوطات اهليئات الدولية ومتطلبات قطاع األعمال وحىت أسواق املال اليت‬
‫أصبحت تطالب بتقرير املسؤولية االجتماعية‪ ،‬وقد مت تعريفه من طرف الكتاب األخضر الصادر عن اجملموعة‬
‫األوروبية على أنه‪ " :‬التقييم الشامل لألثر االجتماعي للمؤسسة ابملقارنة مع جمموعة من املعايري واألهداف‬
‫املسطرة"‪.‬‬
‫‪ 1.1‬عملية التدقيق االجتماعي يف إطار املسؤولية االجتماعية‪ :‬قبل التطرق خلطوات التدقيق االجتماعي يف‬
‫إطار املسؤولية االجتماعية جيب التطرق ملعايري التدقيق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ 1.1.1‬معايري التدقيق االجتماعي‪ :‬ينبغي تنفيذ مهنة التدقيق االجتماعي من خالل معايري حمددة متفق‬
‫عليها على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬معايري التدقيق العامة (الشخصية)‪:‬‬
‫‪ -‬معيار التأهيل العلمي والعلمي‪ :‬جيب أن يكون مدقق احلساابت مؤهال إلجناز التدقيق االجتماعي‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل إمكانية أن يستعني املدقق خببري يف األمور االجتماعية إذا لزم األمر؛‬
‫‪ -‬معيار احلياد أو االستقاللية‪ :‬ويقصد به أن يكون املدقق حمايدا بني اإلدارة من جهة واملالك والعاملني‬
‫واملستهلكني واجملتمع من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬معيار بذل العناية املهنية الالزمة‪ ،‬واملسؤولية املهنية‪ ،‬ويتمثل هذا املعيار يف التحديد السليم ملوقف‬
‫املدقق جتاه املشاكل االجتماعية‪ ،‬وتذل العناية الكاملة أثناء عملية التدقيق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬معايري العمل امليداين‪:‬‬
‫‪ -‬معيار التخطيط ملهمة التدقيق‪ :‬من املهم مشول التخطيط على قيام املدقق برسم خطة للمراجعة‬
‫وتضمينيا جزءا خمصصا لفحص النواحي اإلجتماعية‪ ،‬ومسك امللفات اخلاصة ابلتدقيق اإلجتماعي‪ ،‬وأن يعترب‬

‫‪100‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫من ضمن عناصر ضبط جودة عملية التدقيق قيام املدقق بفحص األداء اإلجتماعي وأن ال يرتكب أي خمالفة‬
‫مهنية لألشرتاطات واإللتزامات اإلجتماعية؛‬
‫‪ -‬فحص نظام الرقابة الداخلية‪ :‬يشمل فحص املدقق لنظام الرقابة الداخلية مدى عنايتها ابلتدقيق‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومدى قيام املدقق الداخلي مهمة فحص نظام الرقابة الداخلية ومشوهلا للمسامهات االجتماعية‬
‫للزبون‪ ،‬وضرورة تدريب املدقق املايل‪ ،‬واكسابه املهارات الالزمة ملمارسة عملية التدقيق االجتماعي؛‬
‫‪ -‬أدلة االثبات‪ :‬مجع وسائل االثبات املناسبة والكافية لتصبح أساسا للرأي الذي سيبديه املدقق حول‬
‫النشاط االجتماعي للمؤسسة‪ ،‬وستكون وسائل االثبات كثرية لكثرة اجلهات اليت ميكن احلصول منها على‬
‫وسائل إثبات مادية‪ ،‬مثل املستهلكني واملالك واجملتمع بصفة عامة‪ ،‬وكثرة إجراءات التدقيق اليت ميكن تطبيقها‪،‬‬
‫وسيشمل ذلك املصادقات والفحوص اجلوهرية والتحليلية‪ ،‬إىل جانب فحوص االلتزام‪ ،‬اليت تشمل التزام‬
‫املوظفني ابملهام االجتماعية والتزام املدقق بفحصها‪.‬‬
‫تنتهي عمل ية التدقيق االجتماعي إبعداد تقرير عن العمل الذي قام به املدقق والنتائج اليت توصل إليها‬
‫معطيا رأيه الفين احملايد عما إذا كان تقريره يعطي صورة صادقة وواضحة عن األداء االجتماعي للمؤسسة‪،‬‬
‫حيث أن التدقيق االجتماعي مسؤولية اضافية على عاتق املدقق‪ ،‬هدفها التأكد من أن املؤسسات اليت يقوم‬
‫بتدقيق حساابهتا لديها اخلطط الالزمة ملختلف االلتزامات االجتماعية والبيئية املفصح عنها‪ ،‬وهذا ما يعطي‬
‫مصداقية أكثر للتقارير اليت تصدرها املؤسسة إذا ما مت تعزيزها بتقرير املدقق اخلارجي‪.‬‬
‫‪ 2.1.1‬خطوات عملية التدقيق االجتماعي يف إطار املسؤولية االجتماعية‪:‬‬
‫يقوم املدقق االجتماعي بتنفيذ مهمته من خالل القيام مبجموعة من اخلطوات اليت خنتصرها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬حتديد األنشطة حمل التدقيق‪ :‬وتتضمن هذه األنشطة تلك األنشطة اخلاصة ابجملال االجتماعي والذي‬
‫يستفيد منه عمال املؤسسة مثل تدريب العمال‪ ،‬وتوفري اخلدمات االجتماعية والرايضية‪ ،‬ابإلضافة اىل األنشطة‬
‫اخلاصة مبجال األداء االجتماعي البيئي اخلارجي خاصة ما يتعلق حبماية البيئة وحماربة التلوث الناتج عن‬
‫املخلفات الصناعية‪ ،‬كما تتضمن األنشطة املتعلقة ابألداء االجتماعي للمنتجات كالرقابة على املواصفات‬
‫القياسية للجودة‪.‬‬
‫ب‪ .‬فحص وتدقيق األنشطة االجتماعية‪ :‬يستخدم املدقق االجتماعي بعض األساليب اليت يستخدمها‬
‫املدقق املايل‪ ،‬ابإلضافة إىل بعض األساليب الفنية األخرى اليت تتالءم وطبيعة األنشطة االجتماعية‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه األساليب‪:‬‬

‫‪101‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪‬املعاينة واجلرد الفعلي والشهادات واإلقرارات؛‬


‫‪ ‬املراجعة املستندية واحملاسبية؛‬
‫‪ ‬الفحص الفين سواء كان هندسي أو كيميائي أو طيب؛‬
‫‪ ‬أسلوب املقارانت بني الفرتة احلالية والفرتة السابقة؛‬
‫‪ ‬االستفسارات الشفوية ابإلضافة اىل أساليب أخرى حتتاجها عملية التدقيق االجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ .‬اعداد تقرير التدقيق االجتماعي‪ :‬يتضمن هذا التقرير النتائج اليت توصل إليها املدقق ورأيه الفين احملايد‪،‬‬
‫حول جماالت النشاط االجتماعي للمؤسسة حمل التدقيق سواء كان تقرير داخلي أو خارجي‪.‬‬
‫يتميز تدقيق املسؤولية االجتماعية عن األنواع األخرى من التدقيق االجتماعي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬من حيث جمال التدخل الواسع الذي خيص البحث يف العالقات واالرتباطات بني املؤسسة‬
‫واألطراف ذات املصلحة من النواحي االجتماعية؛‬
‫‪ ‬يف ظل ظروف وطبيعة املتغريات االجتماعية‪ ،‬ليس هناك ما مينع املدقق عن املسؤولية االجتماعية‬
‫استخدام جمموعة متنوعة ومتعددة من املقاييس الكمية والنوعية مبا يتناسب والظروف الزمانية واملكانية‬
‫للمؤسسة حمل التدقيق ويالءم األهداف املتعلقة ابلعملية ما إذا كانت ختص اإلثبات أو املعايرة أو املطابقة أو‬
‫الدعم االسرتاتيجي‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬دور التدقيق االجتماعي يف بناء إسرتاتيجية تنمية الكفاءات البشرية‪:‬‬
‫‪ .1‬تنمية الكفاءات البشرية‪ :‬إن عملية تنمية الكفاءات من بني العمليات االهم يف املؤسسة إذ تعتمد على‬
‫مستوى عايل من الربامج و اإلمكانيات و احلديث اكثر عن املوضوع سنتطرق إىل العناصر امللمة به على‬
‫النحو املوايل‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الكفاءات‪ :‬هناك عدة مفاهيم تطرقت إىل ما معىن الكفاءة وجند امهها‪:‬‬
‫الكفاءة هي حشد جمموعة من املعارف غري املتجانسة مما يؤدى إىل إنتاج اداء معرتف به ابملقارنة ببيئة معينة‪،‬‬
‫و يف جزء من النشاط املتمم‪.‬‬
‫كما يقصد ابلكفاءة على اهنا القدرة على تنفيذ االنشطة املهنية املتوقعة من شخص يف إطار الدور الذي‬
‫يشغله يف اي مؤسسة او يف اجملتمع‪ .‬او هي جمموعة من املعارف واملهارات واالستعدادات‪ ،‬وهو ما جيب ان‬
‫ينفذ يف سياق معني حيث يقع يف املفرتق بني االفراد وقدراهتم من انحية‪ ،‬واهلياكل التنظيمية واألنشطة املراد‬
‫حتقيقها من انحية اخرى‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫جمموعات من املعارف واملهارات العملية والسلوك‪ ،‬معدة على اساس اهلدف وحسب حالة معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف تنمية الكفاءات‪ :‬اهتم عدة كتاب وابحثني مبفهوم تنمية الكفاءات ومن أبرزها جند‪:‬‬
‫‪ -‬يقصد بتنمية الكفاءات جمموعة االنشطة املخصصة الستخدام و تطوير االفراد و اجلماعات بطريقة مثلى‬
‫هبدف حتقيق مهمة املؤسسة وحتسني أداء األفراد‪ ،‬حيث متثل انشطة تطوير املسار‪ ،‬التكوين‪ ،‬التوظيف‪،‬‬
‫التحفيز وغريها من الوسائل لتحسني اداء املؤسسة و ليست اهدافا يف حد ذاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬كما تعرب تنمية الكفاءات عن اإلسرتاتيجية او الرؤية اليت اقرهتا املؤسسة بسبب الطابع املوحد‪ .‬مث إن الطابع‬
‫املوحد وتطوير الكفاءات ميكن إن يفسر دورها الرئيسي يف إنشاء االحنياز داخل املؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهداف عملية تنمية الكفاءات‪ :‬إن عملية تنمية الكفاءات تسعى إىل حتقيق العديد من االهداف‬
‫ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬زايدة وتنمية املردودية احلالية واملستقبلية لألفراد‪.‬‬
‫‪ ‬حتسني االداء الكلي للمؤسسة عن طريق حتسني اداء االفراد‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب االفراد ميزة تنافسية مقارنة ابملنافسني‪.‬‬
‫‪ ‬هي عبارة عن مفتاح هتدف لزايدة درجة التنافسية للمؤسسة القائمة على اإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف الكفاءات اخلفية والغري ظاهرة وحماولة استغالهلا ألقصى احلدود‪.‬‬
‫د‪ -‬أساليب تنمية الكفاءات‪ :‬ال تقتصر عملية تنمية الكفاءات البشرية على نوع حمدد او اسلوب واحد‬
‫يعتمد يف تنمية الكفاءات إذ جند امهها‪:‬‬
‫‪ ‬عملية التحفيز‪ :‬وهي اليت تتمثل يف العوامل واملؤثرات واملغرايت اخلارجية اليت تشجع الفرد على زايدة‬
‫أداءه‪ ،‬وتقدمي نتيجة اداءه املتفوق واملتميز‪ ،‬وتؤدي إىل زايدة رضاءه ووالءه للمؤسسة وابلتايل إىل زايدة‬
‫اداءه وإنتاجه مرة اخرى‪ ،‬توجد تصنيفات متعددة ومتنوعة للحوافز‪ ،‬ومتداخلة مع بعضها البعض‪ ،‬حيث‬
‫تعددت تقسيمات الباحثني يف جمال احلوافز لوسائل أو أساليب ميكن لإلدارة استخدامها للحصول على‬
‫اقصى كفاءة ممكنة من االداء اإلنساين للعاملني‪ ،‬وأمهها هذه التقسيمات تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬من حيث طبيعتها او قيمتها جند احلوافز املادية واملعنوية‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث اثرها او فاعليتها جند احلوافز االجيابية والسلبية‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث ارتباطها‪ :‬جند احلوافز الفردية واجلماعية‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪ ‬التدريب‪ :‬التدريب منهج علمي وعملي يسعى لتحقيق االهداف التنظيمية‪ ،‬وكما يرى البعض أبنه‬
‫العملية املنظمة املستمرة اليت يكتسب الفرد من خالهلا املعارف واملهارات والقدرات واألفكار واآلراء اليت‬
‫يقتضيها اداء عمل معني او بلوغ هدف حمدد‪ ،‬حيث ميكن التدريب يف املؤسسة من تنمية معارف افرادها‬
‫بواسطة منط تدرييب معني حيث يوجد ثالث مستوايت للتدريب وهي تتمثل يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التدريب الفردي‪ :‬ينتج عن التفاعل ما بني التطبيق و املعرفة لدى الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب اجلماعي‪ :‬ينتج عن التفاعل ما بني افراد جمموعة صغرية تسمح من تنمية املهارات و‬
‫تبادل املعلومات خالل مراحل التطبيق‪ ،‬على مستوى اجلماعة الكل يتعلم معا وبواسطة االخرين‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب التنظيمي‪ :‬فهو يعرب عن حتويل الكفاءات الفردية إىل كفاءات مجاعية‪ ،‬حبيث انه ال جيب‬
‫فقط ان نتعلم ونراكم املعلومات بل جيب ان تتفاعل هذه املعارف على مستوى كل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬دور تقارير التدقيق االجتماعي يف بناء إسرتاتيجية تنمية الكفاءات البشرية‪:‬‬
‫إن عملية التدقيق االجتماعي اليت تقوم هبا املؤسسة هتدف إىل حتقيق جمموعة من االهداف من بينها اكتشاف‬
‫االخطاء واالحنرافات وإعداد تقارير تكون نتاج لعملية التدقيق تعتمد عليها يف اختاذ القرارات التسيريية‬
‫املختلفة ورسم و صياغة إسرتاتيجية لتنمية الكفاءات البشرية‪ ،‬و لتبيان الدور الذي يكتسيه تقارير التدقيق‬
‫االجتماعي يتم سرد املعلومات التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬اخلصائص الرئيسية جلودة تقرير املدقق‪ :‬يتميز تقرير املدقق مبجموعة من اخلصائص واليت ينبغي عليه‬
‫مراعاهتا عند إعداده لتقرير التدقيق حىت حيقق اهلدف منه واليت اوضحتها إحدى اللجان التابعة جلمعية احملاسبة‬
‫االمريكية على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬عدم التحيز (الصدق واالمانة)‪.‬‬
‫‪ ‬جتنب استخدام املصطلح الغامض ( الصراحة والوضوح)‬
‫‪ ‬تناسب صياغة التقرير مع مستوى إدراك مستخدميه‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح اإلجراءات واخلطوات اليت قام هبا عند تدقيقه للبنود ذات االمهية اجلوهرية‪ ،‬والنتائج اليت توصل‬
‫إليها مع بيان املعايري اليت مت استخدامها للوصول إىل الرأي حىت ميكن للغري حتديد درجة اعتمادهم‬
‫على ما هو معروض امامهم‪.‬‬
‫‪ ‬الوقت املناسب (عدم أتخر نتائج التدقيق)‬

‫‪104‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪ .1‬امهية تقارير التدقيق االجتماعي يف رسم إسرتاتيجية تنمية الكفاءات البشرية‪ :‬من خالل كل ما ذكر‬
‫سابقا ميكن القول ان عملية التدقيق االجتماعي أتثر على عملية بناء إسرتاتيجية تنمية الكفاءات فيجعل من‬
‫هذه االخرية تستجيب للمستجدات اليت يتوصل إليها املدقق يف خمتلف النقاط اليت حتتويها مبا فيها اليات‬
‫وطرق تنمية الكفاءات من خالل التشخيص والفحص الذي يقوم به والبحث عن األدلة والقرائن‪ ،‬واملتمثلة يف‬
‫تلك املعلومات و احلقائق اليت يستند إليها لتكوين رأي حول املوضوع‪،‬من اجل حترير تقرير موضوعي ودقيق‬
‫ابلنتائج اليت توصل إليها‪ ،‬ومبا ان عملية بناء إسرتاتيجية تنمية الكفاءات ال تتم مبعزل عن إسرتاتيجية كل من‬
‫إدارة املوارد البشرية بشكل خاص واملؤسسة بشكل عام‪ ،‬وبذلك ميكن االعتماد على تقارير عملية تدقيق إدارة‬
‫االفراد واليت تقوم ابإلجابة على خمتلف التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو هيكل تنظيم إدارة املوارد البشرية؟‬
‫‪ -‬ما هي سياسة إدارة املوارد البشرية؟‬
‫‪ -‬كيف يتم تقييم اإلحتياجات مستقبال من القوى العاملة؟‬
‫‪ -‬ما هي سياسة الرتقية يف املؤسسة؟ ‪......‬اخل‪.‬‬
‫كما ان التدقيق االجتماعي يفحص كل انشطة االداء االجتماعي الداخلية واخلارجية للمؤسسة واليت تتمثل يف‬
‫كل من‪:‬‬
‫‪ -‬عملية التدريب اليت يبحث من خالهلا عن مدى مسامهة الوحدة اإلقتصادية يف تنمية مواردها البشرية وهل‬
‫يتم تنفيذ الربامج التدريبية بصورة منتظمة؟ وه ل هذه الربامج فعالة يف حتديث معرفة ومهارة العاملني يف‬
‫املؤسسة؟‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات التحفيز أبشكاله املختلفة واليت نذكر منها‪ :‬توفري خدمات اإلسكان للعاملني‪ ،‬وتوفري الرعاية‬
‫الطبية‪ ،‬توفري اخلدمات الرايضية واالجتماعية‪ ،‬توفري اخلدمات الغذائية‪ ،‬وتوفري دار احلضانة‪...... ،‬اخل‪.‬‬
‫وابلنظر إىل ذلك جند ان التدقيق االجتماعي يقوم بعملية التشخيص اليت متثل املرحلة االبتدائية لبناء‬
‫اإلسرتاتيجية‪ ،‬لكنه ال يتوقف فقط على هذه املرحلة بل يشكل املرافق لتنفيذ اإلسرتاتيجية فهو مثال يدقق يف‬
‫عملية التكوين من خالل فحص الواثئق املتمثلة يف خمطط التكوين وخمطط تطوير املوارد البشرية إن كان‬
‫موجودا وامليزانية املخصصة للتكوين لفرتة ثالثة سنوات‪.....‬اخل و مقابلة كل من املسئول عن املوارد البشرية‬
‫واملسؤول على التكوين ومسؤول احملاسبة واملالية‪....‬اخل‪ ،‬وابلتايل فهو يتابع عملية التنفيذ ألجل اكتشاف‬
‫الفروقات بني ما مت التخطيط له وما هو حمقق يف الواقع‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫ثالثا‪ .‬التدقيق االجتماعي واإلدارة اإلست ـراتيجية للمــوارد البش ـرية‪:‬‬


‫عکس النظرة التقليدية اليت هتتم جبانب التكاليف اخلاصة بتسيري للموارد البشرية وأن التدقيق االجتماعي‬
‫يدعم السلطة الرقابية للمسامهني‪ ،‬فان النظرة احلديثة أتخذ يف عني االعتبار التسيري االسرتاتيجي للموارد البشرية‬
‫الذي تعتربه كشريك اسرتاتيجي للوصول إىل الفعالية الشاملة من خالل كافة أنشطة تسيري املوارد البشرية من‬
‫انتقاء‪ ،‬توظيف‪ ،‬التكييف النوعي والتكوين‪ ،‬إدارة الكفاءات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬إدارة احلياة الوظيفية وحركة العاملني ‪...‬‬
‫اخل للتوصل إىل األهداف القصرية‪ ،‬املتوسطة وطويلة األجل االقتصادية منها واالجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫التعاريف اليت أعطيت للتسيري االسرتاتيجي للموارد البشرية وحسب كل املفاهيم تعين جمموع القرارات‬
‫والوضعيات املتعلقة ابملوارد البشرية واليت تساهم يف التنمية املستدامة لتنافسية املؤسسات ‪.‬العديد من الباحثني‬
‫اندوا بضرورة تقييم تسيري املوارد البشرية ابلنظر مع نتائج املؤسسة أي أن اهلدف هو التقييم من اجل التنمية‬
‫املستمرة واملسامهة يف حتقيق األهداف اإلسرتاتيجية وليس من اجل احرتام القواعد واإلجراءات ‪.‬من املفرتض‬
‫وجود تنوع يف السلطة واملصلحة مما ينجر عنه انه يف عمليات تقييم النجاعة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬القدرات واإلمكانيات‬
‫يكون ابألخذ بعني االعتبار جلميع األطراف ذات املصلحة كما وضع كل من ما يعرف بلوح القيادة التطوري‬
‫الذي يرتجم اإلسرتاتيجية الشاملة للمؤسسة إىل أربعة أبعاد وهي ‪:‬بعد املسامهني ويرتكز على الربح والعائد‬
‫واستمرارمها ‪.‬بعد الزابئن ويرتكز على األرابح‪ ،‬اآلجال‪ ،‬النوعية‪ ،‬خدمة ما بعد البيع‪ ،‬التكاليف‪ ...‬اخل ‪.‬من‬
‫اجل حتقيق أهداف هاذين البعدين البد من أبعاد داخلية أوما يعرف ابلنظم ‪ les processus‬اليت تقوم‬
‫بدمج املوارد واإلمكانيات والكفاءات املتاحة لدى املؤسسة‪ ،‬ويف األخري يوجد حمور التكوين والتعلم التنظيمي‬
‫الذي يعكس بعد املوارد البشرية املسخرة لبلوغ الفعالية املطلوبة للمحاور الثالث األخرى ‪.‬علما أن التنسيق‬
‫بني خمتلف هذه احملاور هو الضمان األساسي لنجاح وكفاءة وحتقيق النجاعة الشاملة للمؤسسة‪ ،‬ويلعب‬
‫التدقيق االجتماعي يف ذلك دورا هاما يف التنسيق بني خمتلف القرارات اليت يتخذها املسئولني على مجيع‬
‫املستوايت واختاذ اإلجراءات التصحيحية يف حالة وجود االحنرافات ما اجل حتسني األداء العام للمؤسسة‪.‬‬
‫فالتدقيق االجتماعي أصبح جزء ال يتجزأ من أنشطة املوارد البشرية لقياس النتائج الكمية والنوعية ابستعمال‬
‫خمتلف املؤشرات والتشخيصات مما يساهم يف تلبية رغبات خمتلف األطراف ذات املصلحة‪.‬‬

‫‪106‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جماالت تدخل التدقيق االجتماعي‬

‫متهيد‪:‬‬
‫هناك اختالف بني تطبيق التحليل االقتصادي والتحليل االجتماعي‪ ،‬فهما يطبقان بصفة منفصلة عن‬
‫بعضهما البعض لكن البد أن يكون اهلدف من ورائهما هوالبحث عن الطرق السليمة من بلوغ الفعالية الالزمة‬
‫للتسيري لتحسني وضعية املؤسسة داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫فالتحليل االقتصادية بصفة عامة‪ ،‬هتتم جبميع النواحي املالية واحملاسبية للمؤسسة فوجود األفراد للقيام‬
‫هبذه العملية ومجع األنشطة اخلاصة ابملؤسسة كما أن وجود الفرد داخل املؤسسة ال ميكن أن نفصله عن‬
‫اجلانب االجتماعي ومجيع جوانبه األخرى‪ .‬لذلك ميكن القول أبن جمال تدخل التدقيق االجتماعي هي مجيع‬
‫ا ألماكن اليت يتواجد فيها الفرد العامل‪ ،‬غري أن هناك ثالثة مستوايت ميكن أن حتددها ملمارسة التشخيص‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬املستوى الوظيفي اإلداري‪:‬‬
‫هنا التدقيق خيص التسيري الوظيفي اليومي‪ ،‬أي اهلدف منه تفادي األخطار من خالل التحصل على‬
‫النتائج والتوصيات الفورية والعاجلة فهوتدقيق قصري األجل حيث ميس فحص املعلومات املتاحة عن طريق‬
‫اختبار مصداقيتها وطرق حتليلها ومصادرها ‪ ...‬اخل‪ ،‬وما جتدر اإلشارة إليه هواعتماد التدقيق االجتماعي على‬
‫ما يسمى ابملعطيات االجتماعية‪.‬‬
‫كما يدرس مدى مطابقة اإلجراءات لألنظمة والتشريعات املفروضة على املؤسسة أو ما يعرف ب‬
‫‪ L'audit de conformité‬حيث يتدخل يف عمليات انسياب املعلومات وإعالن املعلومات وطرق‬
‫االتصال داخل املؤسسة ومسك السجالت اإللزامية‪.‬‬
‫‪ .2‬مستوى التسيري اإلجرائي‪:‬‬
‫يقع يف املنتصف ما بني التدقيق الوظيفي والتدقيق القيادي يلعب دور هام يف السهر على احرتام‬
‫تطبيق اإلجراءات يف جمال تسيري املوارد البشرية ومتابعة سياسات واإلجراءات يف املدى املتوسط والطويل كما‬
‫يسهر على مدى تطبيق التوصيات اليت يتوصل إليها التدقيق الوظيفي‪.‬‬
‫يقوم مبراقبة وضع الربامج االجتماعية حيز التنفيذ ومعرفة صحة تطبيق اإلجراءات االجتماعية ومدى‬
‫مالءمتها مع األهداف املسطرة ودرجة قدرة األفراد للوصول إىل النتائج احملددة‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫يهدف التدقيق اإلجرائي على السهر من أجل إعطاء حركية ودينامكية لوظيفة تسيري املوارد البشرية يف‬
‫حتقيق القيادة املثلى من خالل قياس التأثريات املمكنة وتقييم آاثرها على املؤسسة فهوحقا يشكل تدقيق‬
‫الفعالية االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .1‬مستوى االسرتاتيجي القيادي‪:‬‬
‫يهدف إىل املسامهة يف وضع السياسات يف اجملال االجتماعي وحتديد الربامج املتوسطة والطويلة املدى‬
‫كما يسمح ابالندماج ضمن مراحل التخطيط العام للمؤسسة ‪.‬جتدر اإلشارة أن التقسيم املبني أعاله‪ ،‬ما هو‬
‫إال تقسيم علمي منهجي ففي الواقع يبحث املدقق على ثالث مستوايت معا حىت يتمكن من حتديد‬
‫االختالالت واالحنرافات املمكنة لكل مستوى‪:‬‬
‫اجلدول رقم ‪ 41‬املستوايت الثالث للتدقيق‬

‫التحقيق والفحص‬ ‫مستوى النشاط‬


‫ـ التحقيق من األرقام‬ ‫االداري الوظيفي‬
‫ـ املطابقة الشرعية‬
‫ـ مدى تطبيق االجراءات املوجودة‬
‫ـ مدى منافسة االجراءات مع‪:‬‬ ‫التسييــري‬
‫ـ ـ السياســات‬
‫ـ ـ ابقي االجراءات‬
‫ـ ـ مالئمة االجراءات مع األهداف‬
‫ـ تسيطر األهـداف‬
‫ـ تناسـق داخلي لألهداف‬ ‫االسرتاتيــجي‬
‫ـ ادماج األهداف اخلاصة ابألفراد مع األهداف العامة‬
‫ابلنظر اىل االمكانيات الداخلية واخلارجية للمؤسسة‪.‬‬

‫تعرضنا يف السابق إىل خصائص تدقيق تسري املوارد البشرية‪ ،‬وكانت كل مرة تصادفنا أبن هنالك‬
‫خصوصيات منهجية للتدقيق االجتماعي‪ ،‬إن االعتماد على اجلانب وجمال التدخل الواسع يف عملية قياس‬
‫االحنرافات واالختالالت يستلزم من املدقق حتديد مرجعات أساسية يعتمد عليها املدقق إلجراء املقارنة والتقيم‬
‫كما يستلزم ذلك منهجية خاصة‪ .‬كما أن الطابع املنهجي للتدقيق االجتماعي يتبع الطابع البيداغوجي‬

‫‪108‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫التعليمي لتحويل املعطيات النوعية إىل كمية‪ ،‬ومشاركة املدقق ذاته يف العملية ضروري ذلك نظرا لعدم االستقرار‬
‫الذي يطبع التغريات الكثرية اليت حتدث على مستوى تسيري األفراد خالل فرتات زمنية وجيزة ويستعمل املدقق‬
‫ابإلضافة إىل الطريق اإلحصائية والبيانية تقنيات صرب اآلراء والتحقيقات الشاملة‪.‬‬
‫‪ .1‬مسامهــة ومكـانــة التدقيق االجتماعي ضمن إسرتاتيجية املؤسسة‪:‬‬
‫منذ وقت كان التخطيط االسرتاتيجي للمؤسسة يعتمد اجلوانب املالية واحملاسبية اإلنتاجية‪ ،‬التسويقية‬
‫والتشريعية وما يرتتب عنها من احمليط التنافسي الداخلي واخلارجي‪ ،‬لكن ونظرا للتطور اهلام النظرية املنظمات‬
‫وطرق التسيري اقتحم مفهوم إدخال املوارد البشرية ضمن حتديد اإلسرتاتيجية الشاملة للمؤسسة ابعتبارها‬
‫املصدر األساسي لإلنتاجية وحتسني النوعية فأصبح عنصرا فاعال وفعاال يف العملية اإلنتاجية وال ميكن حتديد‬
‫أي هدف دون حتديد ا ملوارد البشرية اليت تساهم يف حتقيقه وهتيئتها خصيصا لذلك‪ ،‬أي أن عملية البناء‬
‫االسرتاتيجي الشامل للمنظمة ال ميكن أن تنفصل عن بناء اسرتاتيجي خاص ابملوارد البشرية لذلك‪.‬‬
‫إن تنامي املنافسة الدولية وتالشي احلدود ابملعىن الكالسيكي وظهور التجارة االلكرتونية مدعمة ابلتطور‬
‫يف طرق اإلعالم اآليل واإلنرتنت‪ ،‬مما نتج عنه إعادة التفكري بصفة جذرية لرسم االسرتاجتيات ألن النجاح‬
‫أصبح يعتمد على قوة اإلبداع واالبتكار املستمر للطرق واملناهج اجلديدة ابلنسبة للمستلزمات الرأمسالية مبا فيها‬
‫رأس املال البشري‪ ،‬وانمت فكرة لدى املسريين أبنه ال ميكن رسم إسرتاتيجية شاملة ابلنسبة املنظماهتم دون‬
‫األخذ بعني االعتبار ألحد املصادر الرئيسية للموارد اال وهو البشري‪ ،‬حيث أن املقدرة على اإلبداع ال يقوم هبا‬
‫التطور التكنولوجي ولكن يتعلق أساسا بنوعية االستثمار يف اجملال البشري وضمان ديناميكية مرنة لتنمية هذا‬
‫العنصر التمكينه من االستجابة السريعة للتغريات اليت قد حتدث يف الوقت املناسب يعترب التدقيق االجتماعي‬
‫وسيلة وفعالة وإسرتاجتية مضمونة النتائج ومثبتة عمليا من خالل العديد من التطبيقات اليت أقيمت يف الدول‬
‫املتطورة األوروبية واألمريكية واستحداث خالاي للتدقيق االجتماعي ابملؤسسات ومثبتة علمية من خالل تطبيقه‬
‫جنبا إىل جنب مع دراسة علمية يف سنة ‪ 1002‬إبتباع املنهج العلمي للبحث وابستعمال االختبارات العلمية‬
‫املمكنة مثل طرق الثبات كإعادة التطبيق‪ ،‬التجزئة النصفية‪ ،‬صدق احملكمني‪ ،‬صدق االتساق الداخلي يف‬
‫حماولة إلبراز مدى تطابق املنهجني‪ .‬فكانت النتائج هامة وتوصل البحث إىل تطابق كبري جدا يف النتائج‪.‬‬
‫للتوصل إىل النتائج املرضية يف ما خيص حتسني ورفع فاعلية وكفاءة تسيري املوارد البشرية ال بد أن يدمج التدقيق‬
‫االجتماعي يف الرؤية اإلسرتاتيجية االجتماعية للمنظمة واليت تعترب جزء هامة من التخطيط االسرتاجتي الشامل‬
‫للمنظمة وفقا للنموذج التايل‪:‬‬

‫‪109‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫‪ ‬التدقيق اخلارجي‪.‬‬
‫‪ ‬التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬تشخيص البيئة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ ‬التهديدات والفرص‪ ،‬تشخيص البيئة الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬نقاط القوة والضعف مما أوجب على القادة واملسريين اللجوء إىل التدقيق االجتماعي لفحص وتشخيص‬
‫الصحة االجتماعية للمؤسسات ابإلجابة على األسئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي املوارد البشرية الالزمة للمشروع ابلكمية والنوعية املناسبة ؟‬
‫‪ ‬ما هي األخطار والتكاليف االجتماعية اليت تعترب ثقة على املؤسسة ؟‬
‫‪ ‬ما هي األسباب اخلفية لالختالالت ؟‬
‫‪ ‬هل األهداف املتخذة يف جمال األفراد متناسيقة مع األهداف العامة للمؤسسة؟ هذه األسئلة‬
‫تشكل العناصر األساسية لالستجواب الشامل للتدقيق االجتماعي واليت ندرج ضمن االسرتاتيجية‬
‫الشاملة للمؤسسة‪.‬‬

‫‪110‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫المحور الخامس‪ :‬التدقيق االجتماع ودوره في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية‬

‫خالصة احملور اخلامس‪:‬‬


‫إن التطلعات اخلاصة بتسيري املوارد البشرية ترمجتها عمليات التدقيق االجتماعي خاصة بعد توجهها إيل‬
‫الفاعلية بال من املطابقة حيت يعمل املدقق االجتماعي علي الكشف عن اإلخطار والتحكم يف التكاليف‬
‫االجتماعية لكن تعقد وظيفة تسيري املوارد البشرية والتصرفات اإلنسانية جيعل من الصعوابت مبا كان يف تطويره‬
‫وتعميمه علي كافة املؤسسات وكما تبني لنا من خالل تبني لنا من خالل ما مت ذكره‪ ،‬فان العمل علي إجياد‬
‫الفاعلية يف التسيري ليس قضية إمكانيات املدقق فحسب ولكن أيضا توفر اإلرادة احلقيقية لدي املشرفني علي‬
‫املنظمات من اجل الكشف عن االختالالت واملعضالت احلقيقية اليت تواجه تسيري أفراد منظماهتم‪.‬‬
‫لذلك كان من الالزم تكثيف اجلهود واألعمال يف هذا اجملال خاصة األعمال املنهجية التطبيقية والعلمية‬
‫لتنمية تطوير استعمال التدقيق االجتماعي يف كل املنظمات مهما كانت طبيعتها‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق الجتماع ‪ ------------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب‬


‫الزهرة‬
‫خاتمة عامة‬

‫إن التطلعات اخلاصة بتسيري املوارد البشرية ترمجتها عمليات التدقيق االجتماعي خاصة بعد توجهها إيل‬
‫الفاعلية بال من املطابقة حيت يعمل املدقق االجتماعي على الكشف عن اإلخطار والتحكم يف التكاليف‬
‫االجتماعية لكن تعقد وظيفة تسيري املوارد البشرية والتصرفات اإلنسانية جيعل من الصعوابت مبا كان يف تطويره‬
‫وتعميمه على كافة املؤسسات‪.‬‬
‫وكما تبني لنا من خالل ما مت ذكره‪ ،‬فإن العمل علي إجياد الفاعلية يف التسيري ليس قضية إمكانيات‬
‫املدقق فحسب ولكن أيضا توفر اإلرادة احلقيقية لدي املشرفني علي املنظمات من أجل الكشف عن‬
‫االختالالت واملعضالت احلقيقية اليت تواجه تسيري أفراد ملنظماهم‪.‬‬
‫لذلك كان من الالزم تكثيف اجلهود واألعمال يف هذا اجملال خاصة األعمال املنهجية التطبيقية والعلمية‬
‫لتنمية تطوير استعمال التدقيق االجتماعي يف كل املنظمات مهما كانت طبيعتها‪.‬‬
‫ويعد مفهوم التدقيق االجتماعي من املفاهيم احلديثة يف إدارة املوارد البشرية‪ ،‬ويستند هذا املفهوم على‬
‫البعد اإلداري الذي يطرح التدقيق مطلبا إداراي يعمل على التأكد من أن مجيع العمليات اإلدارية اليت تقوم هبا‬
‫إدارة املوارد البشرية تتوافق مع القوانني اليت حتكم عالقات العمل ( قانون العمل‪ ،‬قوانني الصحة املهنية)‪ ،‬جبانب‬
‫السياسات واإلجراءات اليت تصدرها إدارة املنظمة‪.‬‬
‫من خالل هذه املطبوعة حاولنا توضيح اإلطار املفاهيمي للتدقيق والتدقيق اإلجتماعي‪ ،‬وكيفية تطبيقه يف‬
‫املؤسسات أبنواعها مبختلف أصنافها حيث بينا أمهية التدقيق االجتماعي ومستوايته واجملاالت اليت يركز عليها‬
‫املدقق االجتماعي مث اإلجراءات واألدوات املستخدمة‪ ،‬مث ركزان على تسيري املوارد البشرية واسرتاجتياته املتبعة‬
‫ابلنظر اىل أتثريها على حتسني أداء املوارد البشرية وأداء املؤسسة من خالل التدقيق االجتماعي وتطبيقاته‪،‬‬
‫وختمنا مبجاالت تدخل التدقيق االجتماعي‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة المراجع المعتمدة‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أمحد حلمي مجعة‪ ،‬االجتاهات املعاصرة يف التدقيق والتأكيد‪ ،‬عمان‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.9002 .‬‬
‫‪ .9‬صاحلي دمحم يزيد‪ ،‬التدقيق االجتماعي ودوره يف حتسني أداء املوارد البشرية‪ ،‬دار كنوز املعرفة العلمية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫‪.9012‬‬
‫‪ .3‬طاهر حمسن منصور وصاحل مهدي حمسن‪ ،‬املسؤولية االجتماعية وأخالقيات االعمال‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.9002 ،‬‬
‫‪ .4‬حسني القاضي‪ ،‬حسني دحدوح‪ ،‬أساسيات التدقيق وفق املعايري الدولية‪ ،‬دار الرواق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1220‬‬
‫‪ .2‬دمحم السيد سراين‪ ،‬أصول وقواعد التدقيق والتدقيق الشامل‪-‬اإلطار النظري‪-‬املعايري والقواعد‪-‬مشاكل التطبيق العملي‪،‬‬
‫املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬االسكندرية‪.9002،‬‬

‫‪ .2‬دمحم مسري الصبان‪ ،‬دمحم الفيومي‪ ،‬املراجعة بني التنظري والتطبيق‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪.1220 ،‬‬

‫‪ .2‬حممود رضوان عبد سبع‪ ،‬حماضرات حول األسس العلمية لكتابة البحث العلمي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪.1220‬‬

‫‪8. Igalens J., Audit des ressources humaines, Paris, Ed. Liaisons, 2000.‬‬
‫‪9. Igalens J., Peretti J ., Audit social. Meilleures pratiques, méthodes, outils, Paris,‬‬
‫‪Eyrolles-Ed. d’Organisation, 2008.‬‬
‫‪10. Igalens J., Martine C. , Audit social , Presses Universitaires de France, 2eme édistion,‬‬
‫‪Paris, 2012.‬‬
‫املقاالت وامللتقيات‪:‬‬
‫‪ .11‬خولة حسني محدان‪ ،‬وجبار ايسر عبيد‪ ،‬دور املدقق اخلارجي يف التدقيق االجتماعي‪ ،‬جملة الكوت للعلوم االقتصادية‬
‫واإلدارية‪ ،‬اجمللد‪ ،09 :‬العدد‪.9011 ،11 :‬‬
‫‪ .19‬خرية زقيب‪ ،‬اللطيف مصيطفي‪ ،‬ودمحم عجيلة‪ ،‬دور التدقيق االجتماعي يف حتسنب أداء إدارة املوارد البشرية‪ ،‬جملة دراسات‬
‫وأحباث‪ ،‬اجمللد‪ ،2 :‬العدد‪.9012 ،92 :‬‬
‫‪.31‬صاحل عقدة‪ ،‬ويوسف سعادة‪ ،‬مدى ادراك املدققني االردنيني ملفهوم التدقيق االجتماعي‪" ،‬دراسة ميدانية مشلت مكاتب‬
‫مدققي احلساابت يف االردن‪ ،‬اجمللة االردنية للعلوم التطبيقية‪ ،‬اجمللد‪ ،4 :‬العدد‪.9004 ،19 :‬‬
‫‪ .14‬مربوكة بن شريف‪ ،‬وأسيا هريي‪ ،‬التدقيق االجتماعي آلية لتحسني األداء االجتماعي من وجهة نظر موظفي القطاع‬
‫الصحي لوالية أدرار‪ ،‬جملة احلقيقة للعلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬اجمللد‪ ،12 :‬العدد‪.9012 ،41 :‬‬
‫‪-.12‬سكاك مراد‪ ،‬هباش فارس‪ ،‬دور التدقيق االجتماعي يف اطار احلوكمة املسؤولة اجتماعيا يف ظل االنفتاح اخلارجي‪،‬‬
‫ملتقي دويل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.9002 ،‬‬

‫‪113‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫قائمة المراجع المعتمدة‬
‫‪ .12‬سلمى رزق هللا‪ ،‬مساك أمينة‪ ،‬االدارة االسرتاتيجية للموارد البشرية ودورها يف خلق امليزة التنافسية للمؤسسة اجلزائرية‪ ،‬جملة‬
‫آفاق للعلوم‪ ،‬العدد‪.9012 ،02 :‬‬
‫‪ .12‬صابر شراد‪ ،‬فارس صحراوي‪ ،‬متطلبات تبين التدقيق االجتماعي مبنظمات االعمال‪ ،‬جملة مناء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬اجمللد‪:‬‬
‫‪ ،04‬العدد‪.9090 ،01 :‬‬
‫‪ .11‬سليماين مليكة‪ ،‬التدقيق االجتماعي كأداة لتأمني جودة املوارد البشرية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للموارد البشرية‪ ،‬اجمللد‪ ،3 :‬العدد‪:‬‬
‫‪.9012 ،1‬‬
‫‪19. Burrowes, A & Persson, M. (2000), “The Swedish Management Audit: a Precedent for‬‬
‫‪Performance and Value-for-Money Audits”, Managerial Auditing Journal, 15(3): 85-‬‬
‫‪96.‬‬
‫‪20. Clardy, A.(2004), “Towards an HRD Auditing Protocol: Assessing HRD Risk‬‬
‫‪Management Practices”, Human Resource Development Review, 3(2): 124-50.‬‬
‫‪21. Dolenko, M. (1990), Auditing Human Resource Management, IIA Monograph, the‬‬
‫‪Institute of Internal Auditors Research Foundation, Florida.‬‬
‫‪22. Ulrich, D. (1997). “Measuring Human Resources: An Overview of Practice and a‬‬
‫‪Prescription of Results”, Human Resource Management, 36 (3): 303-20.‬‬
‫‪23. Neetu Rani & Jagdeep Singla, Auditing Human Resource Functions & Competencies:‬‬
‫‪An Empirical Study The Indian Journal of Industrial Relations, Vol. 51, No. 1, July‬‬
‫‪2015.‬‬
‫األطروحات واملذكرات‪:‬‬
‫‪ .94‬صاحلي دمحم يزيد‪ ،‬أثر التدقيق الداخلي كآلية للحوكمة على رفع تنافسية املؤسسة‪ ،‬دراسة حالة صيدال خالل‬
‫الفتة‪ ،0232-0232 :‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬منشورة‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.9012 ،‬‬
‫‪ .92‬مراد سكاك‪ ،‬دور التدقيق االجتماعي يف بناء استاتيجية املؤسسة‪ :‬دراسة ميدانية لبعض مؤسسـات واليـة سطيف‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.9011 ،‬‬
‫‪ .92‬دمحم فرحان فليح العباسي‪ ،‬التكامل بني التدقيق االجتماعي والبيئي لتحقيق متطلبات التنمية املستدامة للوحدات‬
‫االقتصادية‪ -‬دراسة تطبيقية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة املستنصرية‪ ،‬العراق‪.9091 ،‬‬
‫‪ .92‬عبري علي عامر‪ ،‬التدقيق االجتماعية من خالل مفهوم اجلودة الشاملة يف بنك التنمية واالئتمان يف مصر‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستري يف احملاسبة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم احملاسبة والتدقيق‪ ،‬جامعة عني الشمس‪ ،‬منشورة‪.9010 ،‬‬
‫التقاريروالقوانني‪:‬‬
‫‪.91‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية العدد‪ 110 :‬الصادرة يف ‪.1222/19/31‬‬
‫‪ .92‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪،49‬الصادرة يف‪.9010/02/11‬‬
‫‪.9010/02/12 ،120‬‬ ‫‪.30‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬السنة الثالثة العدد‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫اإلجتماع ‪ ----------------‬الدكتورة‪ :‬جعالب الزهرة‬
‫ي‬ ‫مطبوعة دروس مقياس التدقيق‬
‫مطبوعة دروس في مقياس التدقيق اإلجتماعي‬
‫موجهة لجميع طلبة علوم التسيير تخصص تسيير الموارد البشرية‬

You might also like