Professional Documents
Culture Documents
موقع ساهلة ماهلة مقياس تسيير المؤسسة لــ قهواجي أمينة
موقع ساهلة ماهلة مقياس تسيير المؤسسة لــ قهواجي أمينة
تقديم:
II
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
فهرس المحتويات:
الصفحة المحتوى
تقديم
II تقديم
III فهرس المحتويات
X فهرس الجداول و األشكال
المحور األول
اإلطار المفاهيمي لتسيير المؤسسة
02 الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة
03 ماهية المؤسسة
07 نشأة و تطور المؤسسة
10 الوظائف األساسية للمؤسسة
16 تصنيفات المؤسسة
24 الفصل الثاني:مدخل لتسيير المؤسسة
25 ماهية التسيير
28 من هو المدير أو المسير؟
31 المهارات اإلدارية واألدوار المناطة بالمدير
33 أداء المؤسسة
37 الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس الفكر التسييري
38 المدرسة الكالسيكية
47 المدرسة السلوكية
58 المدارس الحديثة
62 اإلطار المتكامل لإلدارة
63 نظريات و أساليب إدارية حديثة في المؤسسات
69 نظرية اإلدارة في الفكر اإلسالمي
المحور الثاني
وظائف التسيير
73 الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
74 ماهية التخطيط
75 فوائد التخطيط ومكانته ضمن الوظائف اإلدراية األخرى
77 مراحل العملية التخطيطية
79 أنواع التخطيط
82 التخطيط و أنظمة الفرعية
83 صعوبات التخطيط
85 الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
86 ماهية التنظيم
89 هيكلة المؤسسة
100 الهياكل التنظيمية المعاصرة
102 التنظيم والسلطة في المؤسسة
108 الفصل السادس :وظيفة التوجيه
109 ماهية وظيفة التوجيه
III
فهرس المحتويات
IV
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
V
قائمة الجداول واالشكال
VI
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
المحور األول:
اإلطار المفاهيمي
لتسيير المؤسسة
الفصل األول:
أساسية حول المؤسسة
1
مفاهيم
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
يهدف هذا الفصل إلى تعريف الطالب بمختلف المفاهيم األساسية المرتبطة بالمؤسسة،
ماهيتها ،وتطورها من الناحية التاريخية تباعا لتطور النشاط االقتصادي ،إلى جانب معرفة أنواعها
وتصنيفاتها المختلفة وفق المشرع الجزائري.
أوال :ماهية المؤسسة
.1مفهوم المؤسسة:
لقد أعطيت تعاريف كثيرة للمؤسسة ،وكل واحد منها يركز على جانب من الجوانب ،كل
حسب مجال اهتمامه ،وعليه سنحاول اإلشارة إلى بعض من هذه التعاريف:
التعريف األول :المؤسسة هي الوحدة االقتصادية التي تمارس النشاط االنتاجي والنشاطات المتعلقة
به من تخزين وشراء وبيع من أجل تحقيق األهداف التي أوجدت المؤسسة من أجلها.1
التعريف الثاني :منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس األموال وقدرات من
أجل إنتاج سلعة معينة .والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى من سعر تكلفتها.2
التعريف الثالث :المؤسسة هي مجموعة أشخاص مهيكلين على شكل هرمي ،بهدف إنتاج السلع
والخدمات القابلة للمتاجرة ،بهدف تحقيق ربح.3
تشير التعاريف السابقة أن المؤسسة هي عبارة عن تنظيم مهيكل يضم مجموعة من أفراد ذوي
كفاءات متنوعة تستخدم مجموعة من الموارد (رؤوس أموال ،قدرات )...من أجل انتاج السلع
والخدمات وتقديمها للسوق ،كما أن الهدف األساسي من نشاط المؤسسة هو الحصول على ربح.
عمر صخري ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الخامسة ،2007،ص .24 1
فرحات غول ،الوجيز في اقتصاد المؤسسة ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .08 2
2
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
التعريف الرابع:المؤسسة هي « كيان اجتماعي منسق بوعي و له حدود واضحة المعالم و تعمل
على أساس دائم لتحقيق هدف معين أو مجموعة من األهداف».1
يشير هذا التعريف أن المؤسسة عبارة عن كيان اجتماعي (منظمة) يضم مجموعة من البشر
(أفراد و جماعات) يعملون ويتفاعلون معا من أجل تحقيق أهداف المؤسسة ،و عليه فإن العنصر
البشري يعد الوحدة األساسية المكونة للمؤسسة؛ لذا يستدعي األمر التوفيق و تحقيق االنسجام و
تنسيق الجهود بين هؤالء األفراد والجماعات ضمانا إلنجاز أعمالهم و مهامهم لتحقيق األهداف.
وتعمل المؤسسة في إطار محدد المعالم؛ هذا اإلطار يميز من ينتمي إلى هذا الكيان و من ال ينتمي
إليه ،وهو الذي يميزها عن بيئتها الخارجية .فالمؤسسات تقوم بعمليات تبادل مستمرة مع محيطها
الخارجي ،لذا ينبغي أن تحتفظ بكيان مستقل عن البيئة التي تحيط بها وتعمل في إطارها ،هذا
اإلطار عادة ما يعرف بالهيكل التنظيمي.
التعريف الخامس:
المؤسسة هي كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين هدفه دمج عوامل
االنتاج من أجل إنتاج أو تبادل سلع أو خدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين ،بغرض تحقيق نتيجة
مالئمة ،وهذا ضمن شروط اقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه،
وتبعا لحجم ونوع نشاطه.2
يشير هذا التعريف إلى مختلف أنواع المؤسسات ،سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو نوعية
النشاط واألهداف .كما يبرز استقاللية المؤسسة المالية ،أي لها شخصية اعتبارية مستقلة.
من خالل ما سبق يمكن القول أنه ليس هناك تعريف موحد ومتفق عليه للمؤسسة ،حيث تتباين
المعالجة االقتصادية لمفهوم المؤسسة بتباين أطر المداخل أو رؤى التصور لهذا المصطلح ،ولقد
تراوحت هذه المداخل والرؤى بين النظر إلى المؤسسة كوسيلة أو أداة للنشاط االقتصادي النتاج
السلع والخدمات ،أو كتنظيم أو نسق اجتماعي ـو كنسق مفتوح بتبادل المواد الخام والمنتجات مع
البيئة.
وبغية تبسيط وتوضيح مفهوم المؤسسة أكثر ،سوف نعتمد على ثالث محاور للمقاربة هي:
أ.المؤسسة كعون اقتصادي:
من هذا المنظور المؤسسة هي التي تنسق عوامل االنتاج (رأس المال ،العمل ،الطبيعة) بهدف
انتاج سلع وخدمات موجهة للسوق ،ومنه الوصول إلى تلبية االحتياجات (الطلب) .المحور الرئيسي
لهذه النظرة يتمثل في الحصول على إنتاج مع تواجد مركز للقرار في المؤسسة ،متمثال في سلطة
اإلدارة وقدراتها التسييرية ،من حيث تنظيم عملية االنتاج بحسب إمكانيات المؤسسة والمتغيرات
البيئية الخارجية.3
ب.المؤسسة كنسق اجتماعي أو منظمة اجتماعية:
حسب هذا االقتراب يمكن تعريف المؤسسة على أنها مجموعة من األفراد يشاركون وينسقون
جماعيا في منظمة مهيكلة (داخل تنظيم مهيكل) إلنتاج السلع أو الخدمات .يرتكز هذا التعريف على
أن المؤسسة عبارة عن تنظيم مهيكل ،وبذلك لم يعد ينظر إليها من زاوية ميكانيكية فقط تقوم بعملية
اإلنتاج ،ولكن أيضا كتنظيم اجتماعي ،ومن ثم يتم تحليلها اعتمادا على العناصر التالية :تنظيم
السلطة .توزيع المهام ،كيفية اتخاذ القرا ر (مركزي ،أو ال مركزي)،سلوكات أو تصرفات األفراد
.4
ج.المؤسسة كنظام:
1محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة و التنظيم ،دار وائل للنشر ،عمان ،الطبعة الثانية ،2006 ،ص.50
2ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،1998 ،ص.10
3فرحات غول ،مرجع سابق ،ص .09
4نفس المرجع.
3
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
فيعني أن المؤسسة هي مجموعة من العناصر المتفاعلة مع بعضها البعض بغرض تحقيق أهداف
محددة ،كما أن المؤسسة في حالة تفاعل مستمر مع البيئة الخارجية ،تحصل منها على مدخالتها و
تزودها بنواتج أعمالها من مخرجات .كما تحصل المؤسسة من البيئة الخارجية على معلومات
مرتدة بشأن مدى قبول مخرجاتها و إجراء التعديالت الالزمة بناءا عليها.
في ضوء هذه الخلفية يمكن تعريف المؤسسة على أنها أداة يتم بموجبها تحويل المدخالت من
خالل عدة أنشطة إلى مخرجات (أنظر الشكل .)01و يتكون هذا التعريف من ثالثة عناصر
1
أساسية هي:
المدخالت :هي عبارة عن الموارد التي تحصل عليها المؤسسة من البيئة الخارجية لممارسة
نشاطها ،حيث تنقسم إلى أربعة أنواع:
-المدخالت المادية :مثل رؤوس األموال ،اآلالت ،المعدات ،التجهيزات.
-المدخالت المعنوية :كالمعلومات عن البيئة المحيطة ،السياسات ،األهداف.
-المدخالت البشرية :تتمثل في األفراد و ما يحملونه من قيم وثقافة و إيديولوجيات.
-المدخالت التكنولوجية :مثل أساليب اإلنتاج ،المعرفة الفنية.
4
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
1
يمكن تحديد جملة من الخصائص المميزة للمؤسسة علىى النحو التالي:
-للمؤسسة شخصية قانونية مستقلة من حيث امتالكها للحقوق والصالحيات أو من حيث
واجباتها ومسؤولياتها؛
-القدرة على اإلنتاج أو أداء الوظيفة التي وجدت من أجلها؛
-أن تكون المؤسسة قادرة على البقاء بما يكفل لها من تمويل كاف وظروف سياسية مواتية
وعمالة كافية ،قادرة على تكييف نفسها مع الظروف المتغيرة.
-التحديد الواضح لألهداف والسياسة والبرامج وأساليب العمل ،والعمل على بلوغها؛
-ضمان الموارد المالية حتى تتمكن من االستمرار في نشاطها؛
-البد أن تكون المؤسسة مواتية للبيئة التي وجدت فيها وتستجيب لهذا البيئة ،فالمؤسسة ال توجد
منعزلة فإذا كانت ظروف البيئة مواتية فإنها تستطيع أداء مهمتها في أحسن الظروف أما إذا كانت
معاكسة فإنها يمكن أن تعرقل عملياتها المرجوة وتفسد أهدافها.
-المؤسسة وحدة اقتصادية أساسية في المجتمع االقتصادي ،فباإلضافة إلى مساهمتها في االنتاج
ونمو الدخل الوطني ،فهي مصدر رزق الكثير من األفراد.
-يجب أن يشمل اصطالح مؤسسة بالضرورة فكرة زوال المؤسسة إذا ضعف مبرر وجودها أو
تضاءلت كفاءتها.
.3األهداف الرئيسية لنشاط المؤسسة:
تسعى المؤسسات إلى تحقيق عدة أهداف تختلف باختالف أصحاب المؤسسات وطبيعة
نشاطها ،ويمكن أن نجمل أهم األهداف فيمايلي:
أ .األهداف االقتصادية :تمثل أهم األهداف االقتصادية للمؤسسة فيمايلي :
2
-تحقيق الربح :يتطلب استمرار المؤسسة في الوجود تحقيق مستوى معين من الربح ،يضمن
لها إمكانية رفع رأسمالها ،وبالتالي توسيع نشاطها للصمود أمام المؤسسات األخرى ،في نفس
الفرع أو القطاع االقتصادي .خاصة إذا كانت في طور النمو ،أو للحفاظ على مستوى معين من
نشاطها .عالوة على هذا فتحقيق الربح قد يسمح للمؤسسة بتسديد ديونها ،توزيع أرباح على
الشركاء ،أو على األقل تكوين مؤونات لتغطية خسائر أو أعباء غير محتملة.
-تحقيق حاجات المجتمع :عند قيام المؤسسة بعملية بيع منتوجاتها (سلع وخدمات) المادية
والمعنوية (خدمات) فهي بالضرورة تغطي حاجات المجتمع ،سواء على المستوى المحلي أو
الجهوي أو الوطني أو الدولي ،فهي بذلك تحقق هدفين في نفس الوقت هما تلبية حاجات
المجتمع وتحقيق الربح.
-عقلنة اإلنتاج :ويتم ذلك باالستعمال الرشيد واألمثل لعوامل اإلنتاج ،ورفع إنتاجها بواسطة
عملية تخطيط اإلنتاج والتوزيع ،إضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ الخطط في محاولة منها لعدم
الوقوع في أي مشاكل اقتصادية أو مالية.
ب .األهداف االجتماعية :وتتمثل في:3
-ضمان مستوى مقبول من األجور للعمال مقابل مجهوداتهم ،وهو ما يسمح بتحسين مستوى
معيشة العمال.
-الدعوة إلى تنظيم وتماسك العمال من خالل عالقات مهنية واجتماعية بين األشخاص رغم
اختالفاتهم في المستوى العلمي ،االنتماء االجتماعي والسياسي ،ألن ذلك هو السبيل الوحيد
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص .18 ،17 2
5
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
لضمان الحركية المستمرة للمؤسسة وتحقيق أهدافها ،أو بعبارة أخرى ترسيخ ثقافة المؤسسة
لدى عمالها.
-توفير التأمينات والمرافق للعمال (التأمين الصحي ،التأمين ضد حوادث العمل ،التقاعد،
تخصيص مساكن وظيفية أو عادية )...فضال عن المرافق العامة مثل التعاونيات االستهالكية
والمطاعم.
ج .األهداف الثقافية والرياضية :تتعلق هذه األهداف بالجانب التكويني والترفيهي ،من بينها :
1
-توفير الوسائل الترفيهية والثقافية :تعمل المؤسسات على توفير وسائل الترفيه والثقافة
للعمال خصوصا وعائالتهم عموما من مسرح ،مكتبات ،انترنت ،سفر ..الخ ،بهدف التأثير
على المستوى الفكري للعامل والروح المعنوية له من أجل تحسين أدائه وتحقيق مردودية أكثر
للمؤسسة.
-تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى :يفرض التطور التكنولوجي المتسارع على
المؤسسة إعادة تدريب عمالها على الطرق الحديثة في اإلنتاج وغيرها؛ حيث تعمل المؤسسة
على تدريب العمال المبتدئين على اآلالت والوسائل باالضافة إلى رسكلة القدامى على اآلالت
الجديدة.
-تخصيص أوقات للرياضة :حيث تعمل العديد من المؤسسات خاصة الحديثة منها على اتباع
طريقة في العمل تسمح للعامل بمزاولة نشاط رياضي في زمن محدد خالل يوم العمل (في
اليابان مثال بعد الغذاء) ،باالضافة إلى إقامة مهرجانات للرياضة العمالية مما يجعل العمل
يتخلص من الملل ،ويحفزه لزيادة اإلنتاجية .
د .األهداف التكنولوجية :من خالل القيام بالبحث والتطوير ،وذلك بتوفير إدارة خاصة بعملية
تطوير الوسائل والطرق اإلنتاجية علميا وترصد لها مبالغ كبيرة.2
ثانيا :نشأة و تطور المؤسسة
شهدت المؤسسات تطورات متواصلة و متوازية مع التطورات التي شهدتها النظم اإلقتصادية و
اإلجتماعية و الحضارات البشرية إلى أن وصلت ماهي عليه اآلن ،إبتداءا من اإلنتاج األسري
البسيط لغاية ظهور التكتالت و الشركات المتعددة الجنسيات:
.1اإلنتاج األسري البسيط:
لقد إعتبر اإلنسان زراعة األرض و تربية المواشي من أهم النشاطات و أهم موارد حياته و ذلك
لتلبية حاجاته األساسية و المتمثلة في المأكل و الملبس و المشرب و قد إستعمل بعض األدوات
البسيطة و التي يقوم بنحتها و تحضيرها كبار األسر ،وكان هذا النشاط يتم داخل األسر و في
الحقول أو المدن ،كما أن التجارة لم تعرف أنذاك ،حيث كانت المنتجات اليدوية تصنع وفق
طلبات معينة من أفراد المجتمعات و عادة تتم المبادلة بالمقايضة بين األسر التي تصنع وفق طلبات
المجتمع.
ومن مميزات المجتمع البدائي سيطرت اإلقطاعية في الريف و إستغالل األسر كاملة في الفالحة،
حيث كان كبير األسرة هو صاحب السلطة .وأهم الحرف اليدوية التي كانت سائدة في تلك األزمنة
التجارة ،الحدادة ،الدباغة ،و صناعة المنتجات الجلدية كالنعال و السروج ،وكذلك الغزل و النسيج
و صناعة السالسل ومع إزدياد عدد السكان و تجمع مختلف األسر حول األراضي الفالحية تكونت
المدن والتجمعات الحضرية .والتي كان لها إنعكاسات في تحرير العمال من الحقول ،و إستقاللهم
3
في ممارسة بعض الحرف.
.2ظهور الوحدات الحرفية:
6
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
بعد أن تهيأت الظروف المتمثلة في تكوين تجمعات حضرية و إرتفاع الطلب نوعا ما على
المنتوجات الحرفية من مالبس و أدوات إنتاج و لوازم مختلفة و ظهور عمال بدون عمل أو
بأعمال مستقلة في منازلهم كل هذا أدى إلى تكوين محالت أو ورشات يتجمع فيها أصحاب الحرف
المتشابهة من أجل إنتاج أشياء معينة تحت إشراف كبيرهم أو أقدمهم في الحرفة ،على شكل أسري
يغيب فيه اإلستغالل أو القسوة و هكذا فقد وجدت عدة ورشات حرفية للنجارين، ،الحدادين ،
النساجين...إلخ.1
.3النظام المنزلي للحرف:
أدى ظهور طبقة التجار الرأسماليين إلى إستعمالهم لعدة طررق مرن أجرل الحصرول علرى المنتجرات
وبيعها في ظرروف مرضرية ،ومرن برين الطررق المسرتعملة باإلضرافة إلرى التعامرل مرع المجموعرات
الحرفية ،اإلتصال باألسر في المنازل وتمويلهم بالمواد من أجل إنتاجهم لسلعة معينة و غالبا كانت
عملية اإلنتاج المنزلية تمثل جزءا من مرحلررة مررن مراحررل إنترراج السررلعة .و قررد وجررد التجررار سرروق
العمل خاصة في األسر الريفية التي كانت على إستعداد لزيادة دخلها بواسطة إحتراف حرفة أخرى
إلى جانب الزراعة ،يمكنها من تغطية حاجاتها المتزايدة .و هكرذا أصربح هنراك و ألول مررة عمرال
حرفيون في المنازل ال يملكون سوى قوة عملهم و ممولون من طرف تجار أصحاب رؤوس أموال
و كل منها مرتبط باآلخر إرتباطا نفعيا.2
.4ظهور المانيفا كتورة (نظام المصنع):
إن تراكم التغيرات التي شهدتها طرق اإلنتاج الحرفي نظرا لتطور األذواق و المسرتوى الحضراري
من جهة و إرتفاع عدد السركان مرن جهرة أخررى و كرذلك ظهرور اإلكتشرافات الجغرافيرة ،أدت إلرى
ثراء طبقة التجار الرأسماليين الذين إمتلكوا أدوات إنتاج يدوية فعملوا على إيجارها إلى أشرخاص و
أسررر داخررل المنررازل مررن أجررل القيررام بإنترراج طلبرراتهم الترري كررانوا يطررالبون بتنفيررذها فرري أوقررات و
بمواصفات مناسبة .و في وقرت الحرق إسرتطاع هرؤالء التجرار أن يقومروا بجمرع عردد مرن الحررفيين
تحت سقف واحد من أجل أن يتمكنوا من مراقبتهم بشكل أكبر وأن يسرتعملوا وسرائل إنتراجهم بشركل
أثر إستغالال و هكذا ظهرت المصانع في شكلها األولي Manufactureو التي تتكون مرن أدوات
بدائية يشتغل عليها العمال بأيديهم و تخضع لتنظيم يختلف عن تنظريم الوحردات الحرفيرة السرابقة ،إذ
أصبح فيها صاحب المحل و األدوات هو المشرف على عملية اإلنتاج مرن بردايتها إلرى نهايتهرا و قرد
كانت المانيفاكتورة تعبر عن منعرج حاسم في تاريخ المؤسسة اإلقتصادية حيث تعتبر شكل اإلنتراج
اليدوي الذي تولدت عنه المؤسسة الرأسمالية فيما بعد .والشيء الرذي ميرز المانيفراكتورة الرأسرمالية
هو وقوع االضطرابات فيها في كثير من األحيران وعردم إنصرياع العمرال إلرى االنضرباط الرذي كران
يحاول أن يفرضه أصحابها.ونتيجة التطورات السريعة التي شهدتها فترة وجودها ترم إدخرال بعرض
اآلالت والوسائل االنتاجية في المصانع لتظهر بعد ذلك مؤسسات صناعية آلية.3
.5المؤسسة الصناعية اآللية:
بعد أن توفرت األسباب من إكتشراف عمليرة موجهرة نحرو اإلنتراج الصرناعي و إتسراع السروق أكثرر
فررأكثر ،و لعررب الجهرراز المصرررفي دورا هامررا فرري التطررور اإلقتصررادي ،ظهرررت المؤسسررات اآلليررة
األولى التي كانت فيها وسائل العمل اآللية بعد أن كانت في المانيفاكتورة يدويرة ،و حسرب تعريفرات
بعض اإلقتصاديين فإن اآللة آنذاك لم تكن سوى جهازا مكونا من مجموعة من األجرزاء كانرت ذات
شكل يدوي و عند آخرين فإن األدوات في الحرف كانت تسرتعمل طاقرة محركرة يدويرة فري حرين أن
اآللة هي أداة تستعمل طاقة محركرة حيوانيرا أو مائيرا أو مرن الرريح .......إلرخ .ويرجرع اإلقتصراديين
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .27 ،26 3
7
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
ظهررور أول الورشررات أو المؤسسررات الرأسررمالية إلررى بدايررة القرررن الثررامن عشررر أي بظهررور الثررورة
الصناعية التي كان من بين نتائجها ظهور المؤسسات الكبرى المشغلة لعدد كبير مرن العمرال و كرذا
بروز تقسريم العمرل و تجردر اإلشرارة أن ظهرور الورشرات األكثرر تطرورا كران فري إنجلتررا علرى يرد
1
"أركوريغ" في ميدان النسيج
..6التكتالت:
مع التطور المعتبر الذي شهده اإلقتصاد الرأ سمالي ،ظهرت التكتالت اإلقتصادية مع نهاية القرن
، 19و بداية القرن ، 20كحل إستراتيجي إنتهجه بعض المؤسسات اإلقتصادية بهدف التحكم في
األسواق ،و بالتالي القدرة علي مواجهة المنافسة ،ومن هذه التكتالت نجد :2
-الكارتل :هو عبارة عن تركز عدد من المؤسسات في نفس القطاع ،بهدف التقليل أو حذف
المنافسة وتحديد كميات اإلنتاج في السوق وذلك ،عن طريق التحكم في وسائل اإلنتاج و التوزيع ،و
هذه الطريقة تسمح بإقتسام الربح الزائد،حيث أن الكارتل يفرض أسعار مرتفعة مقارنة مع أسعار
األسوق التنافسية .وتحتفظ المؤسسات في الكرتل بإستقاللية مالية و قانونية .
-التروست :هو عبارة عن تكتل ينتج عن اندماج عدد من مؤسسات ،تفقد فيه المؤسسات
إستقالليتها المالية و شخصيتها القانونية .و قد ينشأ التروست نتيجة إندماج بين مؤسستين ،أو شراء
مؤسسة ألخرى.
-شركة التملك أو الهولدينغ :مع توسع األسواق المالية وكبر المؤسسات االقتصادية ،و ظهور
ميكانزمات معقدة للمعامالت ما بين البنوك و المؤسسات من خالل البورصة ،ظهرت هناك
تجمعات ناتجة عن شراء البنوك ألسهم عدد من المؤسسات في قطاعات أو فروع اقتصادية،
متشابهة أو مختلفة ،صناعية أو تجارية ومالية ،لتصبح شبكة من المؤسسات تحت استراتيجية و
توجيه المتملكين الماليين بواسطة المديرين ,دون أن تفقد إستقاللها القانوني ،و كثيرا ما يطلق
مصطلح الشركة األم على المسيرين بينما يطلق إسم الفروع على الشركات المسيرة.
.7الشركات المتعددة الجنسيات:
بنشروء العديرد مررن المؤسسرات الكبيرررة أو االحتكرارات ،اتجرت إلررى التوسرع خررارج بلردانها األصررلية،
وانتشرت في العديد من البلدان عبر العالم .والشركات متعرددة الجنسريات هري عبرارة عرن مجموعرة
من المؤسسات ذات إنتماءات قومية مختلفة ،و لكنها موحدة من خالل إستراتيجية عامة لإلدارة.3
ثالثا :الوظائف األساسية للمؤسسة
تختلف وظائف المؤسسة من حيث العدد من مؤسسة إلى أخرى ألسباب ترجع إما لحجم
المؤسسة أو طبيعة نشاطها ،ولكن المتفق عليه هو أن جل المؤسسات تتشابه في الوظائف األساسية
التي تعتمد عليها لبلوغ أهدافها والتي تتمثل فيمايلي:
.1وظيفة اإلدارة (التسيير):
هي النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات بشأن صياغة األهداف وتجميع الموارد المطلوبة
واستخدامها بكفاءة وفعالية لتحقق المؤسسة نموها واستقرارها من خالل مجموعة من الوظائف
اإلدارية (العملية التسييرية) التي تتمثل في التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة.4
وسنتاول بشكل مسهب لوظيفة التسيير و الوظائف الفرعية لها في فصول الحقة.
.2وظيفة التموين:
أ .مفهوم وظيفة التموين:
8
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
تتضمن وظيفة التموين األنشطة المساعدة على توفير المواد الخام ومستلزمات االنتاج وتخزينها
بطريقة مناسبة ،فضال عن تخزين المنتجات التامة الصنع إلى حين بيعها .وتعرف على أنها
مجموعة المهام والعمليات تعمل على توفير مختلف عناصر المخزون المحصل عليها من خارج
المؤسسة بكميات وتكاليف ونوعيات مناسبة طبقا لبرامج وخطط المؤسسة ،1ثم االحتفاظ بها عبر
تخزينها من أجل تنفيذ البرامج الخاصة بنشاط المؤسسة في إطار متناسق وفي الوقت المطلوب.
ومن هنا يظهر أن وظيفة التموين تتكون من وظيفتين فرعيتين هما :وظيفة الشراء و وظيفة
التخزين.
ب .وظيفة الشراء:
هي الوظيفة المسؤولة عن توفير وتدبير احتياجات المؤسسة من المواد واإلمدادت والتجهيزات
المختلفة التي تكون المؤسسة في حاجة إليها ،وفق سياسات محددة وواضحة وبما يخدم النشاطات
األخرى في المؤسسة لغرض تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية .2وتشمل وظيفة الشراء العديد من
المهام نورد أهمها على النحو التالي:
-تحديد االحتياجات التموينية انطالقا من برنامج االنتاج أو المبيعات.
-اختيار المورد أو الموردين المناسبين.
-تحديد طريقة الشراء أو التوريد المناسب.
-تقديم الطلبيات للموردين ومتابعتها.
-مراقبة المواد الواردة.
ج .وظيفة التخزين:
هي الوظيفة المسؤولة عن االحتفاظ بالمواد لفترة زمنية والمحافظة عليها وتوفيرها في وقت
الحاجة لها ،ويشمل التخزين خزن مستلزمات ومتطلبات االنتاج والمواد األولية والمنتوج النهائي.
وهي تتولى القيام بالنشاطات المتعلقة بتخطيط األعمال المخزنية المتعلقة بتسلم وتخزين وصرف
المواد المخزنة ،وكذلك النشاطات المتعلقة بتنظيم المخازن وتحديد واجبات ومسؤوليات العاملين
فيها ،وممارسة الرقابة على المخزونات بهدف المحافظة عليها والمحافظة على مستوى محدد
منها .3ويمكن تلخيص أهم الوظائف التي تشتملها عملية إدارة المخزون كمايلي:4
-استالم المواد وفحصها وإدخالها للمخزن.
-تمييز جميع أنواع المخزون وإعطائها رموزا ومواصفات خاصة بها.
-صرف المواد لجهات االستخدام في المؤسسة أو للعمالء خارجها.
-مراقبة مستويات المخزون وذلك لتبقى ضمن المستويات اآلمنة.
-المحافظة على عدم وجود أي تالعب أو اختالس في المخزون.
-العمل على تهيئة ظروف مناسبة للتخزين.
-الرقابة على المخزون وضبط عمليات االستالم والصرف والسجالت واالحتفاظ بالملفات
والسجالت المتعلقة بإدارة المخازن.
-تسجيل وتثبيت حركة المخزون.
.3وظيفة اإلنتاج:
أ .مفهوم وظيفة اإلنتاج:
9
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
هي وظيفة فنية إدارية متخصصة تقوم على مجموعة األنشطة المتعلقة بإنتاج السلع و/أو الخدمات،
بدءا من تجميع وتهيئة المدخالت الالزمة ،ثم إجراء العمليات التحويلية أو التجميعية أو الفنية عليها
والحصول على المخرجات ممثلة بالسلع والخدمات التي تشبع حاجات المجتمع .1إن وظيفة اإلنتاج
ال يمكن أن تتحقق دون وجود تنظيم محكم إلدارة اإلنتاج والتحديد السليم لوظائف ومهام العاملين
فيها ،ولكي تتمكن إدارة اإلنتاج من القيام بوظائفها على أكمل وجه البد أن تقوم بمجموعة من
األنشطة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:2
-تخطيط المصنع واختيار الموقع المناسب.
-تخطيط اإلنتاج الصناعي.
-دراسة العالقة بين اإلنتاج والتسويق والتمويل.
-رقابة اإلنتاج الصناعي.
-توفير اآلالت والمعدات.
-تحقيق التوازن بين المراحل اإلنتاجية.
-توفير الصيانة المناسبة.
-التنبؤ السليم بالمبيعات واإلنتاج.
-معرفة أحدث طرق التكنولوجيا ونقلها.
-تحديد نوعية المدخالت بدقة.
-تحديد عمليات التحويل اإلنتاجي.
-استخدام األساليب الحديثة.
ب .أنماط عمليات اإلنتاج :يقصد بنمط اإلنتاج الطريقة أو األسلوب التي يتم بواسطتها تصنيع
المنتوج النهائي ،3وهناك أنواع متعددة تتخذها عملية االنتاج من أهمها نذكر مايلي:
-نمط اإلنتاج الجاري (أو المستمر) :حسب هذا النمط فإن النظام اإلنتاجي يقدم سلعة واحدة
نمطية ،وبكميات كبيرة بهدف الخزن ،وتكون طريقة الصنع ومواصفات السلعة المنتجة ثابتة
لفترة طويلة كما في صناعة السكر واالسمنت وغيرها.4
-نمط اإلنتاج لوحدة واحدة( أو حسب الطلب) :في هذا النمط من اإلنتاج فإن النظام اإلنتاجي
يختص بإنتاج منتج تحدد مواصفاته الفنية والتكنولوجية مسبقا من قبل العميل ،كما في صناعة
اليخت والجسور ...الخ ،ويتم اإلنتاج بناءا على طلب مسبق وعقد موقع من قبل الطرفين.5
-نمط اإلنتاج المتقطع (أو بالدفعات) :حسب هذا النمط يبدأ العمل على أجزاء المنتوج التام وفق
ما هو محدد لها التركيبة الفنية له ،حيث يتم تخصيص أوامر العمل على خطوط اإلنتاج على
شكل دفعات ،ويتم تصنيعها حسب ماهو محدد لها في المسار التكنولوجي لتصنيع أجزاء الدفعة،
إذ يبدأ العمل على تلك األجزاء واحدا تلو اآلخر إلى حين إكمالها بالكامل .6كما في صناعة
األدوات المنزلية واألثاث المنزلي.
.4وظيفة التسويق:
أ .مفهوم وظيفة التسويق:
هي مجموعة العمليات والمجهودات التي تبذلها المؤسسة من أجل معرفة متطلبات السوق ،وما
يجب إنجازه في مجال مواصفات المنتج الشكلية والتقنية ،حتى تستجيب أكثر لهذه المتطلبات وكل
1كاسر نصر المنصور ،إدارة العمليات اإلنتاجية :األسس النظرية والطرائق الكمية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،2010 ،ص
.28
2فرحات غول ،مرجع سابق ،ص .124 ،123
3محمد ابديوي الحسين ،مقدمة في إدارة اإلنتاج والعمليات ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،2004 ،ص .29
4محمد العزاوي ،اإلنتاج وإدارة العمليات ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2020 ،ص .14
5كاسر نصر المنصور ،مرجع سابق ،ص .36
6محمد ابديوي الحسين ،مرجع سابق ،ص .31
10
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
ما يبذل من جهود في عملية ترويج وتوفير المنتج للمستهلك في الوقت المناسب وبالطريقة
المالئمة ،حتى تبيع أكبر كمية ممكنة منه ،وبأسعار مالئمة ،تحقق أرباح كثيرة وتضمن البقاء
واالستمرار .إذا ً فالتسويق ال يشمل فقط اإلطالع على الطلب الحالي للسلع والمنتوجات التي توفرها
المؤسسة بل يشمل أيضا التنبؤ بالطلب المستقبلي وميزاته ،حتى يتم البحث والتطوير الذي يستوجبه
ذلك على المنتوجات الحالية ،وما يمكن تغييره منها.1
ب .أهداف وظيفة التسويق:
تتمثل األهداف الرئيسية لوظيفة التسويق في العناصر التالية :
2
-تقديم منتج (سلعة ،خدمة ،فكرة) جيد ومناسب لحاجيات ورغبات وتوقعات الزبائن.
-اإلسهام في تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسة.
-زيادة حجم وقيمة المبيعات والحصة السوقية للمؤسسة.
-تحسين الصورة الذهنية للمؤسسة لدى الجمهور (زبائن حاليين ومرتقبين ،وسائل اإلعالم،
البنوك ،شركات التأمين .)...
ج .مهام وظيفة التسويق:
تضطلع وظيفة التسويق بمجموعة من المهام نورد أهمها على النحو التالي :
3
11
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
األهداف التنظيمية بأعلى مستوى من الكفاءة والفعالية.1إن الهدف األساسي إلدارة الموارد البشرية
في جميع المؤسسات هو تزويد المؤسسة بموارد بشرية فعالة ،وتطوير األفراد تطويرا يلبي
رغباتهم واحتياجاتهم ،وبالتالي تتمكن المؤسسة من تقديم إنتاجها السلعي أو الخدمي بكفاءة عالية.
ومن أجل تحقيق ذلك يصبح لزاما على هذه اإلدارة االهتمام بدراسة كيفية الحصول على األفراد،
وتنمية مهاراتهم وتوظيفهم وتقييمهم وصيانتهم واالحتفاظ بهم.2
ب .الوظائف الرئيسية إلدارة الموارد البشرية:
يمكن إجمال الوظائف الرئيسية إلدارة الموارد البشرية على النحو التالي:
تحليل الوظائف ،وصفها ،إعداد مواصفاتها وتصنيفها :تعنى هذه األنشطة بجمع المعلومات عن
المهام المطلوب أداؤها في الوظائف المختلفة ،وتحليلها حتى يتسنى تحديد الواجبات والمسؤوليات
والعالقات الرئيسية لكل وظيفة ،أي وصف المهام الرئيسية لكل وظيفة .3ويقصد بالوصف الوظيفي
كتابة وصف كامل للمهمات والواجبات التي يقوم بها شاغل الوظيفة وكذلك تحديد المؤهالت
العلمية والعملية في الموظف للقيام بالمهام والواجبات الوظيفية المطلوبة ،وتحديد طبيعة ومحتوى
العمل في هذه الوظيفة.4
تخطيط الموارد البشرية :هو العملية التي تستخدمها المؤسسة لتحديد كم ونوع الموارد البشرية
التي تحتاجها اآلن وفي المستقبل وبما يحقق الحصول على قوة عمل فعالة وكفؤة تسهم بشكل فعال
في تحسين أداء المؤسسة.5
استقطاب الموارد البشرية :وهي عملية البحث عن ،والحصول على مرشحين محتملين
للوظائف ،وذلك بالعدد المطلوب ،وبالنوعية المرغوبة ،وفي الوقت المناسب حتى يمكن أن تختار
من بينهم األكثر مالئمة لشغل الوظائف الشاغرة على ضوء متطلبات وشروط شغلها.6
االختيار والتعيين :وهي الوظيفة التي تعنى بانتقاء أنسب المتقدمين لشغل وظيفة أو وظائف معينة
في المؤسسة باستخدام أدوات االختيار المتكاملة.7ثم وضع الفرد المناسب في الوظيفة التي تتناسب
شروط ومستلزمات القيام بها مع مؤهالته وكفاءاته.8
إدارة األجور والرواتب:ويتضمن ذلك القيام بتقويم الوظائف حتى يمكن تحديد التعويضات المالية
المناسبة للعاملين عن العمل الذي يؤدونه.9
تصميم أنظمة الحوافز :وتهتم هذه الوظيفة بمنح مقابل عادل لألداء المتميز ،ويمكن تحفيز
العاملين على أدائهم الفردي ،أو أدائهم الجماعي ،وأيضا الحوافز على أساس أداء المؤسسة ككل.10
تصميم أنظمة مزايا وخدمات العاملين :تهتم المؤسسات بمنح عامليها مزايا معينة ،مثل المعاشات
والتأمينات الخاصة بالمرض والعجز ،كما تهتم المؤسسات بتقديم خدمات للعاملين في شكل خدمات
مالية واجتماعية ورياضية وقانونية وقد تمتد إلى اإلسكان والمواصالت وغيرها.11
1سامح عبد المطلب عامر ،إستراتيجيات إدارة الموارد البشرية ،دار الفكر ناشرون وموزعون ،عمان ،2011 ،ص .15
2محمد بن دليم القحطاني ،إدارة الموارد البشرية :نحو منهج استراتيجي متكامل ،العبيكان للنشر ،الرياض ،الطبعة الرابعة،2015 ،
ص.24
3مازن فارس رشيد ،إدارة الموارد البشرية ،العبيكان للنشر ،الرياض ،2018 ،ص .40
4أحمد يوسف دودين ،مرجع سبق ذكره ،ص .133
5منير نوري ،فريد كورتل ،إدارة الموارد البشرية ،مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص .118
6محمد بن دليم القحطاني ،مرجع سابق ،ص .96
7فرحات غول ،مرجع سابق ،ص .150
8منير نوري ،فريد كورتل ،مرجع سابق ،ص .185
9مازن فارس رشيد ،مرجع سابق ،ص .41
10طاهر محمود الكاللدة ،االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2019 ،ص
.24
11نفس المرجع.
12
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
تقييم األداء :وهو عبارة عن عملية يتم بموجبها تقدير جهود العاملين ومنجزاتهم عن طريق
وسائل موضوعية ، 1مما يسمح باتخاذ قرارات موضوعية في مجال إدارة الموارد البشرية (من
تخطيط الموارد البشرية ،الترقية ،األجور ،التدريب.. ،الخ) وكذلك توفير المعلومات للعاملين مما
يساعدهم على تحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم.2
التدريب :هو نشاط مخطط يهدف إلى إكساب األفراد مجموعة من المعلومات والمهارات التي
تقودهم إلى زيادة معدالت األداء للمهام المسندة إليهم.3
تخطيط المسار الوظيفي :ويقصد بهذه الوظيفة التخطيط للتحركات الوظيفية المختلفة للعاملين في
المؤسسة وعلى األخص فيما يمس النقل والترقية والتدريب ويحتاج هذا إلى التعرف على نقاط
القوة لدى الفرد ونقاط الضعف لديه.4
األمن والسالمة :وذلك من خالل وضع أنظمة وإجراءات السالمة العامة والرعاية الصحية
واإلرشاد المهني ،بما يضمن توفير بيئة صحية آمنة وسليمة اجتماعيا ونفسيا ،وإداريا.5
.6وظيفة المحاسبة والمالية:
أ .تعريف الوظيفة المالية:
الوظيفة المالية هي مجموعة من المهام والعمليات التي تسعى في مجموعها إلى البحث عن األموال
في مصادرها الممكنة بالنسبة للمؤسسة ،بعد تحديد الحاجات التي تريدها من األموال من خالل
برامجها وخططها االستثمارية ،ثم تأتي مرحلة القرار باختيار أحسن اإلمكانيات التي تسمح لها
بتحقيق خططها ونشاطها ،بشكل عادي والوصول إلى األهداف المسطرة .6والوظيفة المالية تجمع
عددا من الفروع المتعلقة بكل من التمويل ومتابعته ،المحاسبة بأنواعها المالية والتحليلية،
اإلحصاءات والمؤشرات المالية ،المراقبة الداخلية وقسم تسيير الخزينة ....الخ. 7
ب .مهام الوظيفة المالية:
تضطلع اإلدارة المالية بمجموعة من المسؤوليات والمهام نورد أبرزها على النحو التالي :
8
-وضع الخطط االستثمارية بشأن تحديد أفضل المشاريع االستثمارية التي تحقق أعلى معدل من
العائدات االستثمارية للمؤسسة.
-تقدير احتياجات المؤسسة من األموال في ضوء الخطط المستقبلية االستثمارية وخطط النشاطات
األخرى من إنتاج وتسويق وموارد بشرية ومواد وغيرها.
-وضع الموازنات المختلفة مثل الموازنات التقديرية ،والتدفقات النقدية.
-تحديد مصادر األموال ،سواءا مصادر داخلية أو مصادر خارجية ،على المدى القصير والبعيد
وتحديد قرار نوع التمويل المالئم ،ووفق أفضل الشروط وبما يتناسب مع إمكانيات المؤسسة
وظروفها.
-القيام بمختلف أنواع التحليل المالي للتعرف على مواطن القوة والضعف في األداء المالي
للمؤسسة ،والوقوف على مركزها المالي ومدى سالمة أوضاعها المالية.
-وضع نظام مالي ومحاسبي للمؤسسة تلتزم به جميع الوحدات التنظيمية.
1علي غربي ،إسماعيل قيرة ،بلقاسم سالطنية ،تنمية الموارد البشرية ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2007 ،ص .138
2علي غربي ،إسماعيل قيرة ،بلقاسم سالطنية ،مرجع سابق ،ص .141
3رافدة الحريري ،اتجاهات حديثة في إدارة الموارد البشرية ،دار اليازوري العلمية للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ، 2018 ،ص
.109
4طاهر محمود الكاللدة ،مرجع سابق ،ص .25
5حسين حريم ،مرجع سابق ،ص .352
6فرحات غول ،مرجع سابق ،ص .128
7ناصر دادي عدون ،مرجع سابق ،ص .264
8حسين حريم ،مرجع سابق ،ص .349
13
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
-وضع نظام رقابة مالية فعال يتضمن مراجعة السياسات والقرارات والعمليات المالية،
والمصروفات واإليرادات.
-تأمين قدرة المؤسسة على تأمين السيولة الكافية والالزمة لتمكينها من ممارسة نشاطها.
.7وظيفة البحث والتطوير :
تتضمن كل األنشطة التي تساعد على االستفادة من الدراسات والبحوث في االرتقاء بجودة ما تقدمه
المؤسسة من خدمات وسلع ،ويتحدد فشل ونجاح هذه الوظيفة بمدى قوة أو ضعف العناصر التالية:1
-وجود وحدة تنظيمية قادرة على إجراء البحوث السلعية وتطويرها.
-توافر القدرة المالية إلجراء البحوث والتطوير.
-القدرة على استيعاب نتائج البحوث والتطوير والستفادة منها.
-مرونة العمليات واإلجراءات والهيكل التنظيمي بما يسمح باالستفادة من البحوث والتطوير.
-وجود إدارة قادرة على تحمل المخاطرة وراغبة في التغيير.
رابعا :تصنيفات المؤسسة
تتخذ المؤسسات أشكاال متعددة ،يمكن تصنيفها وفقا للمعايير التالية:
تصنيف المؤسسات حسب المعيار القانوني:
في هذا اإلطار يتم تصنيف المؤسسات تبعا للقانون الذي تخضع له إلى:
.1المؤسسات الخاصة:
تخضع للقانون الخاص ويمكن ضمها تحت نوعين أساسيين :
.1.1المؤسسات الفردية:
تنشأ هذه المؤسسات عن جمع شخص يعتبر رب العمل ،أو صاحب رأس المال ،لعوامل اإلنتاج
األخرى ،ويقدم هذا الشخص رأس المال المكون األساسي لهذه المؤسسة ،باإلضافة إلى عمل
اإلدارة أو التنظيم أحيانا ،وقد يقدم أيضا جزءا من عمل المؤسسة .ويأخذ هذا النوع من المؤسسات
أشكاال تتباين من مؤسسات إنتاجية إلى وحدات حرفية ،تجارية ،أو فنادق ..الخ ،وغالبا ال يكون
عدد العاملين فيها مرتفعا ،وتدخل ضمن مجموعة المؤسسات الصغيرة جدا حسب تقسيم الحق آخر
سوف نتطرق إليه.2
.2.1مؤسسات الشركات:
هنا يطلق على مصطلح المؤسسة مصطلحا آخر أال وهو الشركة .والشركة هي عقد بمقتضاه يلتزم
شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو
مال أو نقدا ،بهدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة ،كما
يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك .3وتجدر اإلشارة هنا أن الشركة ال يمكن قيامها إال بتوفر
الشروط المنصوص عليها طبقا للقانون التجاري ،وهذه الشروط متمثلة في األركان الموضوعية
العامة (الرضا،األهلية ،المحل والسبب) واألركان الموضوعية الخاصة (تعدد الشركاء ،تقديم
الحصص ،نية المشاركة واقتسام األرباح والخسائر بين الشركاء) ،واألركان الشكلية (الكتابة
الرسمية والشهر).4
ويمكن تقسيم هذه الشركات إلى ثالثة أقسام:
أ .شركات األشخاص :هي الشركات التي يكون فيها االعتبار الشخصي هو الغالب ويكون لشخص
الشريك محل اعتبار وأهمية في تكوين الشركة ،واإلعتبار الشخصي يؤدي إلى إبرام عقد الشركة
على أساس الثقة المتبادلة بين الشركاء ،كما يؤدي إلى تعامل الغير مع الشركة على أساس الثقة
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص .55 ،54 2
عد إلى المواد 426 ،425 ،423 ،421 ،418،420 :من القانون المدني .والمواد ،564 ،548 ،545 :من القانون التجاري. 4
14
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
بالشركاء لما يتمتعون به من مؤهالت شخصية .وشركات األشخاص أخذ بها القانون التجاري
الجزائري في المواد من 551إلى 563وهي :شركة التضامن ،شركة التوصية البسيطة وشركة
المحاصة.
شركة التضامن :لم يضع القانون التجاري الجزائري تعريفا لشركة التضامن وإنما تضمنت
نصوصه خصائص هذه الشركة والموجزة فيمايلي:
-أن جميع الشركاء فيها يعتبرون تجارا.
-أن مسؤولية الشركاء فيها مسؤولية شخصية تضامنية عن ديون الشركة.
هاتين الخاصيتين تناولتهما المادة 551من القانون التجاري بقولها للشركاء بالتضامن صفة التاجر
وهم مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة.
-يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء أو من اسم أحدهم أو أكثر متبوع بكلمة وشركاؤهم.
(المادة 552من ق ت ج).
-تعود إدارة الشركة لكافة الشركاء ما لم يشترط القانون األساسي خالف ذلك(.المادة .)553
-ال يجوز أن تكون حصص الشركاء ممثلة في سندات قابلة للتداول وال يمكن إحالتها إال برضاء
جميع الشركاء (المادة .)560
-تنتهي الشركة بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن هناك شرط مخالف في القانون األساسي( .المادة
.)562
-في حالة إفالس أحد الشركاء أو منعه من ممارسة مهنته التجارية أو فقدان أهليته ،تنحل الشركة،
ما لم ينص القانون األساسي على استمراها أو يقرر باقي الشركاء ذلك بإجماع اآلراء (المادة
.)563
شركة التوصية البسيطة :هي شركة أشخاص تقوم بأعمالها تحت عنوان تجاري وتشمل فئتين
من الشركاء ،فئة الشركاء المتضامنون الذين يحق لهم دون سواهم أن يقوموا بأعمالهم اإلدارية
وهم مسؤولون بصفتهم الشخصية على سبيل التضامن عن إيفاء ديون الشركة ،وفئة الشركاء
الموصين الذين يقدمون المال وال يلزم كل منهم إال بنسبة ما قدمه .يتم تطبيق األحكام المتعلقة
بشركات التضامن على شركات التوصية البسيطة مع مراعاة القواعد المنصوص عليها(المادة
563مكرر) نذكر منها ما يأتي:
-يسري على الشركاء المتضامنين القانون األساسي للشركاء بالتضامن.
-يلتزم الشركاء الموصون بديون الشركة فقط في حدود قيمة حصصهم التي ال يمكن أن تكون على
شكل تقديم عمل (المادة 563مكرر .)1
-يتألف عنوان الشركة من أسماء كل الشركاء المتضامنين أو من اسم أحدهم أو أكثر متبوع في كل
الحاالت بعبارة وشركاؤهم .وإذا كان عنوان الشركة يتألف من اسم شريك موص ،فيلتزم هذا
األخير من غير تحديد وبالتضامن بديون الشركة(المادة 563مكرر .)2
-ال يمكن للشريك الموصى أن يقوم بأي عمل تسيير خارجي ولو بمقتضى وكالة (المادة 563
مكرر .)5
-تستمر الشركة رغم وفاة شريك موص ،وإذا اشترط أنه رغم وفاة أحد الشركاء المتضامنين ،فإن
الشركة تستمر مع ورثته ،فإن هؤالء يصبحون شركاء موصين إذا كانوا قصرا غير
راشدين(...المادة 563مكرر .)9
شركة المحاصة :لم يعطي المشرع الجزائري تعريفا لشركة المحاصة وإنما اكتفى بالنص عليها
في المادة 795مكرر 1من القانون التجاري الجزائري التي تنص على مايلي :يجوز تأسيس
شركة المحاصة بين شخصين طبيعيين أو أكثر ،تتولى عمليات تجارية .1تعتمد في إنشائها على
المادة 795مكرر 1من القانون التجاري الجزائري ،2007 ،ص .234 1
15
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
اتفاق كتابي أو شفوي بين اثنين أو أكثر من الشركاء للقيام بنشاط اقتصادي خالل فترة زمنية
محدودة ،لتحقيق ربح معين يتم تقاسمه فيما بين الشركاء حسب اتفاقهم ،ومع نهاية النشاط
االقتصادي الذي أقيمت من أجله تنتهي شركة المحاصة .1تنفرد شركة المحاصة بخصائص ثالث
وهي:
-االستتار :أي أنها شركة خفية مستترة ال وجود لها بالنسبة للغير الذي يتعامل مع الشريك الظاهر.
-أنها شركة ال تتمتع بالشخصية المعنوية.
-أنها معفاة من الشكلية والرسمية و يمكن إثباتها بكل الطرق.
وهذا ما نصت عليها المادة 795مكرر 2بقولها ال تكون شركة المحاصة إال في العالقات
الموجودة بين الشركاء وال تكتشف للغير .فهي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال تخضع لإلشهار ،
ويمكن إثباتها بكل الوسائل.2
تظهر شركة المحاصة في صور كثيرة وهي تهتم بالنشاطات التجارية والموسمية كشراء
المنتوجات الزراعية وبيعها ،شراء منقوالت أو بضائع وبيعها..الخ
ب.شركات األموال (المساهمة):
تقوم هذه الشركات على االعتبار المالي وليس على أساس شخصية الشركاء المكونين لها .وتعرفها
المادة 592من القانون التجاري بأنها الشركة التي ينقسم رأسمالها إلى حصص وتتكون من شركاء
ال يتحملون الخسائر إال بقدر حصتهم .وهي تتميز بالخصائص التالية:
-ال يمكن أن يقل عدد الشركاء عن سبعة(المادة 592فقرة .) 2
-يطلق على شركة المساهمة تسمية الشركة ،ويجب أن تكون مسبوقة أو متبوعة بذكر شكل
الشركة ومبلغ رأسمالها .ويجوز إدراج اسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة (المادة .)593
-يجب أن يكون رأسمال شركة المساهمة بمقدار خمسة ( )05ماليين دينار جزائري على األقل ،إذا
ما لجأت الشركة لعلنية اإلدخار ،ومليون دينار على األقل في الحالة المخالفة(المادة .)594
-يتولى إدارة شركة المساهمة مجلس اإلدارة يتألف من ثالثة أعضاء على األقل ومن اثني عشر
عضوا على األقل(المادة .)610
-األسهم التي تصدرها شركة المساهمة هي أسهم قابلة للتداول .فحسب المادة 715مكرر : 55
يجوز عرض إحالة األسهم للغير بأي وجه كان على الشركة للموافقة بموجب شرط من شروط
القانون األساسي ،مهما تكن طريقة النقل ،ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو
فرع.
-تحل شركة المساهمة بقوة القانون بانتهاء المدة المحددة لها في القانون األساسي وقد تتخذ الجمعية
العامة غير العادية قرار حل الشركة قبل حلول األجل المحدد لها (المادة 715مكرر ،)18وفي
هذه الحالة قد تحل إذا كان عدد المساهمين قد خفض إلى أقل من الحد األدنى القانوني من أكثر من
عام (المادة 715مكرر ،)19وقد تنقضي إذا كان األصل الصافي للشركة قد خفض بفعل الخسائر
الثابتة في وثائق الحسابات إلى أقل من ربع رأس مال الشركة (المادة 715مكرر .)20
ج.الشركات ذات المسؤولية المحدودة و المؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية
المحدودة:
تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد أو عدة أشخاص ال يتحملون الخسائر إال
في حدود ما قدموا من حصص.
إذا كانت الشركة ذات المسؤولية المحدودة المؤسسة ال تضم إال شخصا واحدا كشريك وحيد ،تسمى
هذه الشركة مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة(المادة 564فقرة 1و .)2
سماح صولح ،كلية العلوم االقتصادية وا لتجارية وعلوم التسييرن جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر2015/2014 ،ن ص .20 1
16
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
تتميز الشركة ذات المسؤولية المحدودة بجملة من الخصائص تميزها عن باقي أنواع الشركات
األخرى وتتمثل فيمايلي:
-يشتمل عنوان الشركة على اسم واحد من الشركاء أو أكثر على أن تكون هذه التسمية مسبوقة أو
متبوعة بكلمات شركة ذات مسؤولية محدودة أو األحرف األولى منها أي ش.م.م وبيان رأسمالها.
-للشركاء الحرية في تحديد قيمة رأس المال في القانون األساسي ويقسم إلى حصص ذات قيمة
اسمية متساوية؛ شريطة أن يتم تحديد قيمته في وثائق المؤسسة (المادة .)566
-يجب أن توزع الحصص بين الشركاء في القانون األساسي للشركة ،وان يتم االكتتاب بجميع
الحصص من طرف الشركاء وأن تدفع قيمتها كاملة فيما يخص الحصص العينية .يجب أن تدفع
الحصص النقدية بقيمة ال تقل عن خمس ( )5/1مبلغ الرأسمال التأسيسي ،ويدفع المبلغ المتبقي على
مرحلة واحدة أو عدة مراحل بأمر من مسير الشركة وذلك في مدة أقصاها خمس سنوات من تاريخ
تسجيل الشركة لدى السجل التجاري .يجب أن تدفع الحصص كاملة قبل أي اكتتباب لحصص نقدية
جديدة .
-يمكن أن تكون المساهمة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة تقديم عمل ،تحدد كيفيات تقدير
قيمته وما يخوله من أرباح ضمن القانون األساسي للشركة وال يدخل في تأسيس رأسمال الشركة.
-يجب أن تكون حصص الشركاء اسمية وال يمكن أن تكون ممثلة في سندات قابلة للتداول.
-للحصص قابلية االنتقال عن طريق اإلرث كما يمكن إحالتها بكل حرية بين األزواج واألصول
والفروع.
-يدير الشركة شخص أو عدة أشخاص طبيعين ،ويجوز اختيارهم خارجا عن الشركاء.
-ال يزيد عدد الشركاء فيها عن خمسين () 50شريكا ،وإذا أصبحت الشركة مشتملة على أكثر
من خمسين شخصا وجب تحويلها إلى شركة مساهمة في أجل سنة واحدة .وعند عدم ذلك تنحل
الشركة ما لم يصبح عدد الشركاء في تلك الفترة من الزمن مساويا لخمسين شريكا أو أقل (المادة
.)590
-ال تنحل الشركة ذات المسؤولية المحدودة بنتيجة الحظر على أحد الشركاء أو تفليسه أو وفاته
إال إذا تضمن القانون األساسي شرطا مخالفا في هذه الحالة األخيرة .وفي حالة خسارة ثالثة أرباع
رأسمال الشركة يجب على المديرين استشارة الشركاء للنظر فيما إذا كان يتعين إصدار قرار بحل
الشركة....
د .شركة التوصية باألسهم :إن شركة التوصية باألسهم هي إحدى الشركات التي نص عليها
المشرع الجزائري السيما من خالل المرسوم 08/93المؤرخ في 25أفريل 1993المعدل والمتمم
للقانون التجاري ،وهي شركة يقسم رأسمالها إلى أسهم متساوية قابلة للتداول وكان الشركان فيها
على نوعين:
* شركاء متضامنون وهم المؤسسون .
* شركاء موصون وهم الشركاء المساهمون.
إذ تنص المادة 715من الفصل الثالث مكرر من القانون التجاري المعدل والمتمم بالمرسوم السالف
الذكر على أنه تؤسس شركة التوصية باألسهم التي يكون رأسمالها مقسما إلى أسهم ،بين شريك
متضامن أو أكثر له صفة تاجر مسؤول دائما وبصفة متضامنة عن ديون الشركة وشركاء موصين
لهم صفة مساهمين وال يتحملون الخسائر إال بما يعادل حصصهم ....تطبق القواعد المتعلقة
بشركات التوصية البسيطة وشركات المساهمة على شركات التوصية باألسهم .1...وعليه تتميز
شركة التوصية باألسهم عن باقي الشركات بثالث خصائص هي:
17
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
-ازدواج المركز القانوني لكال الفئتين من الشركاء :الفئة األولى يمثلها الشركاء المتضامنون
وهم الشركاء المؤسسون إذ يخضعون لنفس النظام القانوني الذي يخضع له الشركاء في شركة
التوصية البسيطة وهي شركات األشخاص .وفيها يكون الشركاء مسؤولون شخصيا في أموالهم عن
ديون الشركة كما تثبت لهم صفة التاجر بمجرد انضمامهم إلى هذه الشركة كما يقر لهم القانون
بأحقيتهم في إدارة الشركة وتزول الشركة بمجرد إهدار االعتبار الشخصي(إما بوفاة الشريك أو
خروجه من الشركة ...الخ) .أما الفئة الثانية وهم الشركاء الموصون إذ يكونون متمتعين بنفس
المركز القانوني الذي يتمتع به الشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة على أنهم ال يكتسبون
صفة التاجر وال يثبت لهم الحق في إدارة الشركة وتكون مسؤوليتهم عن ديون الشركة محدودة
بقدر حصتهم فيها .من جانب آخر يكون لهم كذلك نفس خصائص الشريك في شركة المساهمة إذ
أن حصصهم تقدر بأسهم قابلة للتداول وأن الشركة ال تتأثر بأي عارض يطرأ على اعتبارهم
الشخصي من وفاة أو انسحاب .
-عدد الشركاء الموصون وعالقتهم باسم الشركة :ال يمكن أن يكون عدد الشركاء الموصين أقل
من ثالثة وال يذكر اسمهم في اسم الشركة(المادة 715ثالثا فقرة .)2بل يكون اسمها أو عنوانها
االجتماعي متألف من اسم أو أكثر من الشركاء المتضامنين.
-هي شركة مساهمة بها شريك أو أكثر متضامن :وعليه فإن رأسمال شركة التوصية باألسهم
مقسم إلى أسهم قابلة للتداول سواء عن طريق االكتتاب العام أو االكتتاب المغلق كما هو الحال في
شركة المساهمة وعليه فإن رأسمالها يتحدد بمقدار 5ماليين د.ج على األقل في حالة علنية اإلدخار
أو مليون د ج على األقل في الحالة المخالفة.
.2المؤسسات العمومية:
وتعبر عن مؤسسات رأسمالها تابع للقطاع العام ،أي الدولة ،ويكون التسيير فيها بواسطة شخص أو
أشخاص تختارهم الجهة الوصية ،وتنقسم هذه المؤسسات إلى:
أ .مؤسسات تابعة للوزارات :وتدعى بالمؤسسات الوطنية ،وتأخذ أحجاما معتبرة ،وهي تخضع
للمركز مباشرة أي إلحدى الوزارات وهي صاحبة إنشائها ،والتي تقوم بمراقبة تسييرها بواسطة
عناصر تعينها ،تقدم إليها تقارير دورية عن نشاطها ونتائجها.
ب .مؤسسات تابعة للجماعات المحلية :وتتكون هذه المؤسسات في البلدية أو الوالية ،أو تجمع بين
البلديات أو الواليات أومنهما معا ،وتكون عادة ذات أحجام متوسطة أو صغيرة ويشرف عليها
منشئيها عن طريق إدارتها ،وتحبذ عادة مجال النقل أوالبناء أو الخدمات العامة.1
.3المؤسسات المختلطة:
تتكون هذه المؤسسات من طرفين :األول وهو الدولة والمتمثل في الوزارة أو مؤسسة عمومية ،أما
الثاني فيتمثل في القطاع الخاص .ويتم إنشاء هذه المؤسسات عن طريق االتفاق بين الطرفين للقيام
بمشروع ا قتصادي معين يتم تحديد أهدافه ،حجمه ،شروطه ومدة حياته..الخ .وغالبا ال تقل مساهمة
الطرف العمومي عن % 51في رأس المال ،ألن القرارات تؤخذ على أساس عدد األصوات والتي
تقدر بدورها بعدد األسهم في رأس المال ،لكي تبقى المؤسسة المختلطة تسير طبقا لألهداف العامة
وللصالح العام.2
تصنيف المؤسسات حسب المعيار االقتصادي:
يكون تصنيف المؤسسات بحسب النشاط األساسي الممارس موافقا لطبيعة القطاع الذي تنتمي إليه
المؤسسة ،ويعرف القطاع على أنه مجموعة المؤسسات التي تمارس نفس النشاط األساسي على
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .60 ،59 1
18
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
خالف الفرع الذي يتطرق إلنتاج نفس النوع من المنتجات من طرف مؤسسات معنية .وتقسم
1
المؤسسات بحسب هذا المعيار إلى:
.1مؤسسات القطاع األول :يشمل هذا القطاع المؤسسات المتخصصة في الزراعة (الفالحة)
بمختلف أنواعها و منتوجاتها ،وتربية المواشي باالضافة إلى أنشطة الصيد الحري...الخ
.2مؤسسات القطاع الثاني :تتمثل في قطاع الصناعة ،أي المؤسسات الصناعية ،وهي مختلفة
المؤسسات التي تعمل على تحويل المواد الطبيعية أساسا إلى منتوجات قابلة لالستعمال أو
االستهالك النهائي أو الوسيط ،وتشمل بعض الصناعات المرتبطة بتحويل المواد الزراعية إلى
منتوجات غذائية وصناعية مختلفة ،باالضافة إلى صناعات تحويل وتكرير المواد الطبيعية من
معادن وطاقة وغيرها (الصناعات االستخراجية).
.3مؤسسات القطاع الثالث :يتمثل في المؤسسات الخدماتية ،أي المؤسسات المنتجة للخدمات
(التوزيع ،النقل ،السياحة ،البنوك ،التأمين).
وتجدر اإلشارة إلى أن قطاع الخدمات يعرف تطورا مذهال ،وعليه هناك من يضيف قطاعا رابعا،
الذي يشمل تلك المؤسسات التي تمنح الخدمات لمؤسسات أخرى :اإلعالم اآللي ،األمن ،
االستشارة.
تصنيف المؤسسة حسب معيار الحجم :
يعتبر حجم المؤسسة من العناصر التي غالبا ما ترتب على أساسها المؤسسات ،إال أن هذا الحجم قد
يقاس بعدة مؤشرات تتفاوت في درجة أهميتها نذكر منها :رقم األعمال ،القيمة المضافة ،مساحة
العقار ،عدد العمال..الخ ،ومن أكثر المقاييس استعماال هو مؤشر عدد العمال ويختلف هذا المؤشر
في حد ذاته من دولة إلى أخرى .حيث تصنف المؤسسات إلى مؤسسة صغيرة ،متوسطة وكبيرة.
عرف المشرع الجزائري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل القانون التوجيهي رقم 02/17
الصادر في 11يناير 2017والمتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،والذي اعتمد فيه على معايير :عدد العمال ،رقم األعمال السنوي ،الحصيلة السنوية
2
على النحو التالي:
.1المؤسسة المتوسطة :هي مؤسسة تشغل ما بين 50و 250شخص ،ويكون رقم أعمالها مابين
أربعة مائة ( )400مليون دينار وأربعة ( )04ماليير د.ج سنويا أو يكون مجموع حصيلتها
السنوية ما بين مائتي ( )200و إلى مليار ( )1د.ج.
.2المؤسسة الصغيرة :تعرف المؤسسة الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين 10و 49شخصا ،وال
يتجاوز رقم أعمالها السنوي أربعة مائة ( )400مليون د.ج ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال
يتجاوز مائتي ( )200مليون د.ج.
.3المؤسسة الصغيرة جدا :تعرف المؤسسة الصغيرة جدا بأنها مؤسسة تشغل من شخص ()01
واحد إلى تسعة ( )09أشخاص ،رقم أعمالها السنوي أقل من أربعين ( )40مليون د.ج ،أو مجموع
حصيلتها السنوية ال يتجاوز ( )20مليون د.ج.
ويمكن تلخيص التصنيف السابق في الجدول التالي:
جدول رقم :01تصنيف المؤسسات المتوسطة والصغيرة و الصغيرة جدا في الجزائر
المعايير
الحصيلة السنوية رقم األعمال السنوي عدد العمال
التصنيف
أقل من 20مليون د.ج أقل من 40مليون د.ج 09-01 المؤسسة
19
الفصل األول :مفاهيم أساسية حول المؤسسة االقتصادية
الصغيرة جدا
أقل من 200مليون د.ج أقل من 400مليون د.ج 49-10 المؤسسة
الصغيرة
250-50من 400مليون د.ج إلى 4من 200إلى مليار د.ج المؤسسة
ماليير د.ج المتوسطة
المصدر :من إعداد الباحثة اعتمادا على المواد 10 ،09 ،08من القانون رقم 02/17المؤرخ في
11يناير ،2017المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة
الرسمية العدد ،02ص. 06
20
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
الفصل الثاني
مدخل لتسيير المؤسسة
بعد أن تناولنا في الفصل السابق لمختلف الجوانب المتعلقة بالمؤسسة ،سنتناول في هذا الفصل
لكيفية تسيير تلك المؤسسات؛ وعليه يهدف هذا الفصل إلى تعريف الطالب بمفهوم التسيير ،ومن
هو الشخص الذي يعنى بالتسيير من حيث األدوار المناطة به و المهارات الواجب توفرها فيه،
باالضافة إلى تحديد مفهوم األداء وكيفية قياسه.
أوال :ماهية التسيير
.1مفهوم التسيير أو اإلدارة بمعناها االصطالحي (:)management
24
محاضرا في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
ال يوجد اتفاق واضح وأكيد بين الباحثين والمفكرين في مجال التسيير (اإلدارة) على تعريف موحد
أو شامل أو متفق عليه .فمصطلح التسيير ال زال غير محدد بدقة ،ويحمل معاني ومفاهيم مختلفة
ومتنوعة .ويعود ذلك لكون التسيير يشكل مفهوما معنويا معقدا .لهذا فإن مفهوم التسيير يتحدد في
ضوء وجهة نظر كل باحث لعناصر العملية التسييرية ومكوناتها ،وفي ذوي خبراته التسييرية
وقناعاته .فمنهم من عرف التسيير على أنه فن ،وذهب فريق آخر إلى تعريف اإلدارة على أنها
عملية ،وأشار فريق ثالث بأن التسيير ال ينطوي على عملية واحدة بل أنه يتضمن مجموعة من
العمليات ،وهناك من ربط بين التسيير وبين احدى عملياته أو وظائفه حيث تخلط بعض التعريفات
بين التسيير والتخطيط والتوجيه ،ونظر البعض إلى أن التسيير هي عملية تنسيق وذهب آخرون
إلى تعريف التسيير على أنه عملية اتخاذ القرارات .لذلك كان من المناسب عرض بعض هذه
التعريفات وتحليلها الستخالص أهم خصائص التسيير.
التسيير هو فن قيادة وتوجيه أنشطة جماعة من الناس نحو تحقيق هدف مشترك .
1
يؤكد هذا التعريف على أن التسيير فن ويرتبط بوجود جماعة من األفراد تمارس مجموعة من
األنشطة وتسعى لتحقيق هدف مشترك أي أنه عبارة عن نشاط إنساني يعنى بتوجيه اآلخرين.
التسيير هو عملية وضع األهداف ورسم السياسات وايجاد التنظيم والحفاظ على استمراره،
ووضع الخطة وتنفيذها وتقييم النتائج.2
يشير هذا التعريف على أن التسيير عملية والعملية هي سلسلة من الخطوات و المراحل التي ترتبط
ببعضها البعض ،وتؤثر على بعضها البعض والتي تؤدي في النهاية إلى تحقيق هدف معين وال شك
أن هذه العملية التي يقوم بها المسير تبدأ من تحديد أهداف المؤسسة ورسم الخطط ووضع
التنظيمات وتنفيذ الخطط وما يصاحبها ذلك من توجيه ومتابعة ومراقبة وتنسيق حتى تتحقق في
النهاية أهداف المؤسسة.
التسيير هو تلك المجموعة من العمليات المنسقة والمتكاملة ،التي تشمل أساسا التخطيط ،التنظيم،
التوجيه والرقابة .إنه باختصار تحديد األهداف وتنسيق جهود األشخاص لبلوغها.3
التسيير هو عبارة عن مجموعة من األعمال والنشاطات والقواعد التي تهدف إلى الحصول إلى
الغايات واألهداف المطلوبة والمخطط لها ،من خالل العمل والجهد الجماعي للقوى العاملة ضمن
الوظائف اإلدارية التي تضمن تحقيق األهداف والتي تلبي رغبة اإلدارة في االنتاجية الفعالة
واالستمرارية وهي التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة.4
التسيير هو نشاط يعتمد على التفكير والعمل الذهني يستخدم أسسا ومبادئ معينة جمعت في
وظائف أربع هي :التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة.5
تشير التعاريف السابقة إلى أن مفهوم التسيير يعني جميع العمليات واألنشطة التي تساهم في
االنجاز الفعال لألهداف والتي يقوم بها المسير من أجل جعل جهود األفراد منظمة ومنسقة
ومتعاونة والمتمثلة في التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة.
التسيير هو طريقة عقالنية للتنسيق بين الموارد البشرية والمادية والمالية قصد تحقيق األهداف
المرجوة ،وتتم هذه الطريقة حسب سيرورة التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة للعمليات.6....
1بهجت جاد هللا كشك ،المنظما وأسس إدارتها ،المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،الطبعة األولى ،1999 ،ص .04
2نفس المرجع ،ص .05
3محمد رفيق الطيب ،مدخل للتسيير :أساسيا ،وظائف ،تقنيا التسيير والتنظيم والمنشأة ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،2006 ،ص .21
4ربحي مصطفى عليان ،أسس اإلدارة المعاصرة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،2007 ،ص ص .14 ،13
5سكينة بن حمود ،مدخل للتسيير والعمليا اإلدارية ،شركة دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص .10
6عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الرابعة ،2009 ،ص .107
25
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
التسيير هو تحقيق أهداف المؤسسة بطريقة فعالة وكفوءة من خالل عمليات التخطيط والتنظيم
والرقابة لموارد هذه المؤسسة.1
التسيير على أنه عملية مستمرة ،لها أركان معينة ،تعتمد على مفاهيم وأسس علمية ،لتوظيف
الموارد واالمكانيات المتاحة لتحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة وفعالية في ظل بيئة معينة.2
تشير التعاريف السابقة أن التسيير يعنى باستخدام وتوظيف الموارد المختلفة سواء البشرية أو
المادية أو المالية في المؤسسة أفضل استخدام قصد تحقيق األهداف المسطرة أي بطريقة فعالة
وكفؤة في ظل بيئة معينة.
التسيير هو عملية اتخاذ قرارات تحكم سلوك األفراد في استخدامهم الموارد المالية والبشرية
المتاحة لتحقيق اهداف محددة على احسن وجه ممكن.3
يشي ر هذا التعريف أن التسيير هو عملية اتخاذ القرارات والتي من شأنها توجيه الموارد البشرية
والمادية المتاحة للمؤسسة من تحقيق أهداف مرغوبة على أحسن وجه ممكن ،يركز هذا التعريف
على عملية اتخاذ القرارات لكونها تمثل لب العملية التسييرية.
مما تقدم يمكن تعريف التسيير على أنه النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات بشأن صياغة األهداف
وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة وفعالية لتحقق المؤسسة نموها واستقرارها من خالل
مجموعة من الوظائف اإلدارية (العملية التسييرية) التي تتمثل في التخطيط ،التنظيم ،التوجيه
والرقابة.4
انطالقا من التعاريف السابقة يمكن استخالص االستنتاجات العامة التالية والتي تعتبر بمثابة
قاسم مشترك بينها:
-التسيير نشاط ذهني يعتمد على التفكير وعلى أسس ومبادئ معينة.
-التسيير عمل هادف يسعى لتحقيق هدف محدد أو مجموعة من األهداف.
-يمثل العنصر البشري الركيزة األساسية للتسيير حيث ال يمكن تنفيذ وتحقيق األهداف إال
بمشاركته الفعالة.
-التسيير يشمل على مجموعة من الوظائف أو األنشطة المتميزة ،وهذه الوظائف يمكن تصنيفها إلى
أربعة وظائف هي التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة.
-التسيير يتضمن االستخدام الكفء والفعال للموارد التي تتعامل معها المؤسسة ،وهي موارد
بشرية ،مادية ،مالية.... ،الخ.
-أن التسيير ليس تنفيذا لألعمال ،بل إن األعمال تنفذ بواسطة اآلخرين.
-اتخاذ القرارات هي أساس التسيير وجوهره ،هذه القرارات تحكم سلوك األفراد العاملين في
استخدامهم للموارد المتاحة لتحقيق األهداف المحددة .ويتم هذا من خالل الممارسة اإلدارية
وعناصرها المتمثلة في وظائف التسيير.
-التسيير يمارس في إطار الظروف البيئية المحيطة ،والتي تشتمل على عدة قوى ومتغيرات سواء
كانت متغيرات اجتماعية او اقتصادية أو تكنولوجية ...الخ.ويتأثر بهذه الظروف ايجابا أو سلبا.
أما مفهوم التسيير كنظام فإنه يتكون من عدة عناصر ووظائف تتمثل في األفراد والمواد واآلالت
واإلدارات واألقسام ،والتي هي في وضع تفاعلي منتظم وديناميكي من أجل تحقيق أهداف محددة.
1صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،اإلدارة وااعمال ،المكتبة العربية ،عمان ،الطبعة الثانية ،2008 ،ص
.28
2مصطفى أبو بكر ،المدير المعاصر وإدارة ااعمال في بيئة العولمة المعاصرة ،الدار الجامعيية ،االسكندرية ،2003-2002 ،ص
.43
3محمد بهجت جاد هللا كشك ،مرجع سبق ذكره،ص .8
4مصطفى أبو بكر ،مرجع سابق ،ص .43
26
محاضرا في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
وقد ينظر للتسيير على أنه نظام شامل يتكون من عدة أنظمة فرعية يكمل كل جزء منها ويترابط
مع األجزاء األخرى.1
ويمكن تمثيل مفهوم التسيير كنظام في الشكل التالي:
شكل رقم ( : )02مفهوم التسيير كنظام
وظائف التسيير
التخطيط:
تحديد األهداف
وسبل الوصول
الموارد: إليها
-بشرية
-مالية ااداء:
-مواد أولية الرقابة: التنظيم: -سلع وخدمات
-تكنولوجية رصد ومتابعة العمليا تحديد المسؤوليات
النشاطات اإلدارية والمهام لألفراد -كفاءة
-معلومات وتصحيح واألقسام
ومعرفية االنحرافات -فعالية
التوجيه:
اإليحاء للعاملين
وتحفيزهم
وتوجيههم إلنجاز
منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص العامري،عاليطاهر محسن
المصدر :صالح مهدي محسن
.29بتصرف
.2التسيير علم وفن:
2
يدور جدل كبير بين رجال الفكر اإلداري حول طبيعة التسيير ،أهو علم أم فن أم علم وفن معًا؟:
التسيير علم :يعني أنه يعتمد على األسلوب العلمي عند مالحظة المشكالت اإلدارية وتحليلها
وتفسيرها والتوصل إلى نتائج يمكن تعميمها ،أي له مبادئ وقواعد ومدارس ونظريات تحكم العمل
اإلداري كما أن تطبيق هذه المبادئ والنظريات يؤدي إلى نتائج محددة.
التسيير فن :أي أن المدير يحتاج إلى خبرة ومهارة وذكاء في ممارسة عمله ،وتعامله مع العنصر
البشرى لتحفيزه على األهداف التنظيمية؛ ألن ليس كل من درس علم التسيير قادر على تطبيقه؛
ففن التسيير هو القدرة على تطبيق التسيير في المجاالت المختلفة.
التسيير فن وعلم معًا :من كل ما سبق يمكننا القول بأن التسيير فن وعلم معًا ،فالمسير يجب أن
يعتمد على الكتب والنظريات اإلدارية باإلضافة إلى الخبرة العملية التي ال غنى عنها.
ثانيا:من هو المسير أو المدير ؟
.1تعريف المسير:
المسير هو ذلك اإلنسان الذي تسند إليه العملية اإلدارية ،وهو المسؤول عن إتمامها في إتقان
ونجاح .3هو ذلك الشخص الذي يستطيع القيام باألعمال وانجاز المهام من خالل اآلخرين .فهو
مخطط ومنشط ،ومراقب ،ومنسق لجهود اآلخرين لبلوغ غرض معين .وعليه يعتبر مسيرا كل
1بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريا ومفاهيم ،دار اليازوري العلمية للطباعة والنشر ،عمان ،2008 ،ص .19
2محمد صبيح الرشايدة ،اإلدارة علم وفن ،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،الطبعة األولى ،2007 ،ص.9
3عبد المجيد أونيس ،إدارة العالقا اإلنسانية (مدخل سلوكي تنظيمي) ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص
.213
27
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
مسؤول عن أعمال اآلخرين .وال بد أن تكون للمسير سلطة معينة التخاذ القرارات .وإال يفقد صفته
كمسير ،ويتحول عمليا إلى منفذ فحسب .1
و يمكن تعريفه على أنه فرد في المؤسسة يكون مسؤوال عن أداء مجموعة من المرؤوسين بغرض
تحقيق أهداف المؤسسة من خالل ما يقوم به من وظائف –تخطيط ،تنظيم ،توجيه ورقابة-
واالستخدام األمثل للموارد البشرية والمالية والمادية والمعلوماتية.2
هو الشخص الذي يشغل مركزا وظيفيا يعطيه الحق في إصدار األوامر لآلخرين وتوجيههم نحو
إنجاز هدف محدد ويقوم بالوظائف اإلدارية المعروفة :تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة.3
من خالل التعاريف السابقة يمكن استخالص أربعة عناصر أساسية لتعريف المسير أو المدير
وهي:
يقوم المدير بالعمل مع ومن خالل اآلخرين.
يقوم بالوظائف اإلدارية من تخطيط ،تنظيم ،توجيه ورقابة.
لديه الحق في إصدار األوامر والتوجيهات لآلخرين فيما يتعلق بالعمل.
يسعى لتحقيق األهداف المسطرة و تحقيق االستخدام األمثل للموارد المتاحة.
.2أنواع المديرين:
يمكن تصنيف المديرين وفقا لعدة أسس منها:
أ .تصنيف المديرين وفقا للمستوى اإلداري:
4
يمكن التمييز بين ثالثة من المستويات (أنظر الشكل رقم : )03
شكل رقم ( :)03مستويا المسيرين من خالل خار ة تنظيمية جزئية
مدير عام
إدارة عليا
مدير مدير مدير مدير االنتاج
التوظيف التمويل التسويق
إدارة وسطى
مسؤول منطقة مسؤول منطقة مسؤول منطقة
ج ب أ
عمر محمد دره ،مدخل إلى اإلدارة ،حلب ،دون دار نشر ،2009 ،ص .31 2
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،مصر ،2018 ،ص .10 3
28
محاضرا في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المسيرون ااواسط (مسيرو اإلدارة الوسطى) :يلعبون دور الوسطاء بين المسيرين القاعديين من
جهة واإلدارة العليا من جهة أخرى .ويتمثل دورهم في تنظيم استعمال ومراقبة الموارد ،للتأكد من
حسن سير التنظيم .ويقضون معظم أوقاتهم في كتابة التقارير ،وحضور االجتماعات ،وإجراء
االتصاالت ،وتأمين الحصول على المعلومات الضرورية ،وتوزيعها على الجهات المعنية مع تقديم
الشرح وااليضاح,
اإلدارة العليا:يمارس المسيرون هنا مهامهم في قمة الهرم التنظيمي ،ويقومون برسم المسار العام
للمؤسسة ,اما عملهم األساسي ،فيتمثل في التخطيط ،ورسم السياسات العامة ،وتنسيق أنشطة
اإلدارة الوسطى ،والتأكد من سالمة المخرجات النهائية في مستوى القاعدة .وتجري ترقية هؤالء
المسيرين من اإلدارة الوسكى ،وخاصة من التخصصات األساسية ،أي اإلنتاج والتمويل والبيع.
والجدير بالذكر أ ن القاسم المشترك بينهم في ممارستهم لمهام وظائفهم القيادية يتمثل في قيامهم
بوظائف التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة لتحقيق اهداف محددة وموضوعة سلفا لكل
وحدة تنظيمية ،إال أن أوجه االختالف والتباين تكمن في أمرين ،األول :هو نوع السلطات أو
الصالحيات الممنوحة لهم بحكم مناصبهم الوظيفية ،الثاني ،وهو نوع المرؤوسين الذين يشرف
عليهم المديرون باختالف مستوياتهم اإلدارية.1
ب.تصنيف المديرين وفقا لمجاال التسيير:
قد يعمل المديرون من المستويات اإلدارية المختلفة في العديد من المجاالت داخل نفس المؤسسة
مثل مجاالت :التسويق ،المالية ،األنشطة اإلدارية ومجاالت أخرى وبكل المستويات الثالث
2
وفيمايلي شرح مختصر لبعض نوعية هؤالء المديرين وما يؤدونه من أعمال:
مدير التسويق :يقوم مدير التسويق بمسؤوليات مرتبطة بوظيفة التسويق ،أي جعل ما تقدمه
المؤسسة من منتجات وخدمات في متناول المستهلكين والعمالء وفي إطار رغباتهم وحاجاتهم،
وتتضمن وظيفة التسويق عدة أنشطة محددة وهي التسعير ،تطوير المنتج ،الترويج والتوزيع،
ودراسة سلوك المستهلك.
المدير المالي :يتعامل المدير المالي أساسا مع الموارد المالية للمؤسسة ،وينصب عمله األساسي
على التخطيط المالي وطرق التمويل ومصادرها والعمليات الحسابية واالستثمارات والموازنات
والرقابة المالية.
مدير العمليا أو اإلنتاج :يهتم مدير العمليات بوضع األنظمة التي يترتب عليها إنتاج السلع أو
تقديم الخدمات ،ومن أمثلة المهام التي يمارسها :التخطيط والرقابة على اإلنتاج ،رقابة المخزون،
الرقابة على الجودة ،تصميم المواصفات الفنية ،تحسين طرق العمل ...الخ.
مدير الموارد البشرية :يهتم مدير الموارد البشرية بعمليات عديدة مثل :تخطيط الموارد البشرية،
االستقطاب ،اختيار وتعيين العاملين التدريب ،تصميم نظم األجور والحوافز ،وضع نظم لتقييم أداء
العاملين....،الخ.
ج.تصنيف المديرين وفقا لنطاق اانشطة:
3
يقسم المديرين حسب حجم أو مدى النشاطات التي يشرفون عليها إلى قسمين:
المدير الوظيفي :ويختص عمله باإلشراف على نشاط واحد أو وظيفة محددة( ،مدير إنتاج ،مدير
تسويق ،مدير مبيعات... ،الخ).
29
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
المدير العام :يقوم باإلشراف على كل األنشطة أو الوظائف الموجودة داخل المؤسسة مثل
اإلنتاج ،المبيعات ،التسويق ،المالية ،الموارد البشرية.
د.تصنيف المديرين وفقا لنوع المسؤولية:
1
يتضمن التنظيم نوعين من المديرين يمارسون إما وظائف تنفيذية أو وظائف استشارية:
المدير التنفيذي :يتولى مسؤولية تنفيذ عدد من األنشطة التي تساهم بشكل مباشر في تحقيق
أهداف المؤسسة (تقديم منتج أو خدمة) ،ومن أمثلة ذلك :مدير االنتاج.
المدير االستشاري :يستخدم خبرته المهنية المتخصصة بغرض تقديم المساعدة والدعم الالزمين
للمدير التنفيذي حتى يمكنه تحقيق أهداف المؤسسة .ومن أمثلة على ذلك :المستشار القانوني
للمؤسسة ،المراجع ،محلل التخطيط االستراتيجي.... ،الخ.
ثالثا :المهارا اإلدارية واادوار المنا ة بالمدير :
.1أنواع المهارا اإلدارية:
2
يتطلب عمل المسير توفر ثالثة أنواع من المهارات المتكاملة هي:
المهارا الفنية :وتعني القدرة على أداء المهام باستخدام المعرفة أو الخبرة المكتسبة من التعليم أو
التجربة ،و احسن مثال على تلك المهارات هو المهارة في استخدام أحدث تكنولوجيات االتصاالت
والمعلومات .وهذه القدرة تساعد المدير في مراعاة الجوانب الفنية بالقرارات التي يتخذها وكذلك
تقييم أداء مرؤوسيه من الناحية الفنية بمعنى أن تكون للمسير خبرات ومهارات وإبداعات يستطيع
من خاللها إضافة اللمسة الحرية لعمله.
المهارا اإلنسانية :وتعني قدرة المسير على التعامل بشكل جيد مع اآلخرين وفهم السلوك
اإلنساني واختيار أسلوب التعامل معهم ؛وهذه القدرة ضرورية لكل المديرين في مختلف المستويات
ألنهم يتعاملون مع البشر سواء كانوا من العمال أو الزبائن أو المستثمرين أو الموردين .فعلى
المدير معرفة رغباتهم وأذواقهم وشخصياتهم ليعرف كيفية التعامل معهم .المديرون الذين يمتلكون
هذه المهارات قادرون على التفاعل بشكل جيد مع اآلخرين ،والتواصل االيجابي ،والتعامل بنجاح مع
الخالفات والصراعات.
المهارا اإلدراكية :باالضافة إلى المهارات الفنية واإلنسانية ،ينبغي أن يمتلك المديرين القدرة
على إدراك الصورة الكلية للموضوع وعالقات األجزاء بالكل وكذلك إدراك اآلثار المتوقعة في
المستقبل ،وتشمل هذه المهارة القدرة على التفكير والتصور واإلبداع واتخاذ القرارات الصائبة هذا
ما يعني أن على المدير أو المسير أن يتمتع بالكفاءة والفعالية .ويتم استخدام المهارات اإلدراكية
لتحديد المشاكل والفرص ،وجمع وتفسير المعلومات ذات الصلة والمساهمة في حل المشاكل .
.2عالقة المهارا اإلدارية بالمستويا اإلدارية:
3
تتفاوت األهمية النسبية لهذه المهارت من مستوى إلى آخر بحيث نجد:
المهارا الفنية :تزداد أهميتها لدى المستويات اإلدارية الدنيا لحاجتهم إلى اإلشراف على
العاملين وتوجيههم إلى األسلوب األفضل لألداء وكلما ارتقى المسير اإلداري في السلم قلت األهمية
النسبية لهذه المهارة.
30
محاضرا في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المهارة اإلدراكية :وهذه المهارة تزيد أهميتها لدى المستويات اإلدارية العليا نظرا لدورها العام
في اتخاذ القرارات وإدارة شؤون المؤسسة ككل .بينما تقل هذه المهارة لدى مستويات اإلدارة
اإلشرافية.
المهارة اإلنسانية :وهذه تتقارب أهميتها على مختلف المستويات اإلدارية ،ألن المدير يدير البشر
ودوره في التعامل مع البشر ال يتغير كثيرا من مستوى إلى آخر.
ويمكن توضيح هذه المهارات الثالث ومدى حاجة كل مستوى إداري إليها بالشكل التالي:
شكل رقم (:)04عالقة المهارا اإلدارية بالمستويا اإلدارية
%100
إدراكية
انسانية
فنية
المصدر :حامد سوادي عطية ،العملية اإلدارية :معارف نظرية ومهارا تطبيقية،بدون دار وبلد
نشر ،بدون سنة ،ص ،75بتصرف.
يتضح من الشكل أعاله أن المهارات االدراكية تزداد كلما عال مستوى اإلدارة ،أما المهارات
االنسانية فتكاد تكون ثابتة ألن كل المسيرين يتعاملون مع أفراد آخرين ،وتكون أهمية المهارات
الفنية عند أعلى مستوى بالنسبة لإلدارة الدنيا التي تشرف مباشرة على العمليات التنفيذية وتضمحل
هذه المهارات عند مستوى اإلدارة العليا.
.3أدوار المدير:
يشير الدور إلى مجموعة القيم والمعايير التي تحدد السلوك المتوقع القيام به من طرف شخص ما
(المدير) ،بنا ًء على مكوناته وسمات شخصيته ومميزاته الفردية .كما يشير من جهة أخرى إلى
األسلوب أو الطريقة المميزة التي يؤدي بها شخص ما النشاط المتوقع منه القيام به في موقع معين
.1
وقد وجد الباحث Mintzbergفي دراسته لسلوك المدير بأن هناك عشرة أدوار يقوم بها المدير
2
صنفها في ثالثة أدوار و هي:
أ .اادوار التفاعلية :تكون مهمة بالنسبة لإلدارة العليا وتغطي في مجملها طبيعة التفاعل مع
اآلخرين سواء كانوا أفرادا أو مجموعات أو مؤسسات أخرى وتشمل:
دور الممثل الرسمي للمؤسسة (الرمز) :فهو يمثل المؤسسة في مجاالت الشؤون العامة ويتابع
األعمال الرسمية للمؤسسة.
دور القائد :يقوم المدير بتحفيز المرؤوسين ويكون قوة سلوكية للعاملين في المؤسسة ويمارس
وظائف التخطيط والتنظيم والتوجيه.
1رمضان محمد القذافي ،العلوم السلوكية في مجال اإلدارة التربوية واإلنتاج ،المكتب الجامعي ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .246
2عد إلى:
-Laurie J. MULLINS, Management and organisational behaviour, Pearson education limited,
England, seventh edition, 2005, p207,208.
-سكينة بن حمود،مرجع سبق ذكره ،ص .131 ،130
31
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
دور حلقة وصل مع اآلخرين :فهو يتفاعل مع األفراد ويعمل كحلقة وصل بين األفراد
والمجموعات في داخل المؤسسة وخارجها كاألجهزة الحكومية والمنافسين وأصحاب المصالح.
ب .اادوار المعلوماتية :يكون االهتمام بها واضحا من قبل اإلدارة الوسطى ،وتلخص هذه األدوار
طبيعة التبادل المعلوماتي بكافة أشكاله من خالل العمليات المرتبطة بالبيانات والمعلومات التي
يحصل عليها المدير أو يقدمها لآلخرين وتضم هذه األدوار مايلي:
مراقب :فالمدير يخطط ويراقب النشاطات ويبحث عن المعلومات ويجمعها ويراقب السلوك من
أجل صنع القرارات وتحسين السلوك لتطوير األداء.
مرسال :يقوم المدير بتوجيه وتنسيق وإيصال المعلومات إلى اآلخرين والحصول على معلومات
عن الخطط واألهداف ومستوى األداء عند المديرين و المرؤوسين كتغذية عكسية إلجراء
التعديالت.
نا ق رسمي :وتشمل الكلمات التي يلقيها المدير والتي تعبر فيها عن سياسات المؤسسة وفلسفتها
في االستثمار والمنافسة والموازنة و سالمة العاملين.
.اادوار القراراتية :فتؤكد عليها اإلدارة الوسطى والدنيا ،وتتمثل هذه األدوار بقدرة المدير على
استخدام المعلومات في عمليات صنع القرار داخل المؤسسة.و تشمل:
الدور الريادي :والذي يجسد قدرة المدير على المبادرة واإلبداع وتطوير األفكار الجديدة.
معالج المشكال واالضطرابا :والذي يمارس من خالله المدير دورا فعاال في معالجة المشاكل
واالضطرابات في مختلف المواقف واتخاذ إجراءات التصحيح الالزمة إذا تطلب األمر ذلك.
موزع للموارد :وفيه يلعب المدير دورا مهما من خالل تخصيص الموارد والتي غالبا ما تتسم
بالندرة على األنشطة المختلفة وحسب طبيعة أهدافها.
مفاوض :حيث يلعب دورا مهما في التفاوض مع األطراف المختلفة داخل أو خارج المؤسسة،
وتتعلق بنشاطات شراء المواد األولية وتحديد األسعار وظروف العمل والعالقات العمالية.
رابعا :أداء المؤسسة
.1مفهوم ااداء:
األداء وفق المفهوم الشمولي أي على مستوى المؤسسة والذي يطلق عليه باألداء التنظيمي يعني
« النجاح الذي تحققه المؤسسة في تحقيق أهدافها.»1
وهناك من يعرفه انطالقا من النظرة إلى الموارد ،فاألداء هو« محصلة قدرة المؤسسة في استغالل
مواردها وتوجيهها نحو تحقيق األهداف المنشودة .»2وفقا لهذا التعريف فاألداء هو انعكاس لكيفية
استخدام المؤسسة لمواردها المالية والبشرية ،واستغاللها بالصورة التي تجعلها قادرة على تحقيق
أهدافها.
.2قياس أداء المؤسسة:
و يمكن قياس أدء المؤسسة من خالل قياس متغيرين :هما الكفاءة والفعالية:
أ.الفعالية :يقصد بالفعالية مدى تحقيق أهداف المؤسسة ،3كما تعرف على أنها القدرة على تحقيق
األهداف مهما كانت اإلمكانيات المستخدمة في ذلك .4و تشير كذلك إلى درجة بلوغ النتائج ،أي
الفرق بين النتائج المحققة والنتائج المتوقعة ،وهي في الوقت نفسه ترتبط بدرجة تحقيق األهداف، 5
1وائل محمد صبحي إدريس ،طاهر محسن منصور الغالبي ،سلسلة إدارة ااداء االستراتيجي :أساسيا ااداء وبطاقة التقييم
المتوازن ،عمان :دار وائل للنشر ،2009 ،ص .38
Miller A. Dress D. , Strategic Management, USA: Mc-Graw-Hill, 2nd edition, 1996, p 757.2
3سكينة بن حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .11
4عبد الرزاق بن حبيب ،مرجع سبق ذكره ،ص .127
5الشيخ الداوي ،تحليل ااسس النظرية لمفهوم ااداء ،مجلة الباحث ،العدد ، 07الجزائر ،2010/2009 ،ص .220
32
محاضرا في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
فكلما كانت النتائج جيدة (أي ما تم تحقيقه من األهداف) وقريبة إلى ما خطط لها كلما كانت الفعالية
أحسن والعكس صحيح .هي قياس لمدى تحقيق األهداف المحددة وهي تركز على المخرجات.1
وباستطاعة المسير الذي يريد تقدير مدى فعالية مؤسسته ،اعتماد بعض المؤشرات التي تعكس
2
الفعالية ومنها:
-النمو في النشاطات.
-رضا العاملين عن المؤسسة وظروف العمل.
-دوران العمالة ويمثل بنسبة العاملين الذين تركوا العمل في المؤسسة خالل فترة محددة وارتفاع
هذه النسبة.
-سمعة المؤسسة بين المستفيدين من خدماتها واألطراف المتعاملة معها ،وتعكس مدى كفاية هذه
الخدمات وجودتها.
ب .الكفاءة :هي القدرة على القيام بالعمل المطلوب بقليل من اإلمكانيات والنشاط الكفء هو
النشاط األقل تكلفة ، 3أي أنها ترتبط بتحقيق ما هو مطلوب بشرط تدني التكاليف .هي مقياس لحسن
استغالل الموارد التي ترتبط بأهداف محددة وتركز الكفاءة على المدخالت.4
وتتطلب الكفاءة شيئين :أوال :المحافظة على الموارد المتوفرة من التلف والهدر ،ويتحقق هذا من
خالل نشاطات مختلفة مثل تخزين المواد األولية وفقا لقواعد التخزين الصحيحة ومنع تسرب
العاملين (الموارد البشرية) من المؤسسة وثانيا :استعمال الموارد بدرجة تامة ،أي دون هدر أو
إسراف أو تعطيل.5
وال توجد طريقة محددة يستطيع المسير اتباعها للوصول إلى درجة عالية من الكفاءة في عمليات
المؤسسة ،فاألساس هو منهج فكري يجب أن يتبناه المسير ويقتنع بجدواه ويبرز هذا المنهج أهمية
الكفاءة وضرورة االهتمام بها ،وبعد ذلك فإن أي قرار أو إجراء يتخذه المسير سيعكس هذا
االهتمام .....فمثال يبرر المدير قراره بشراء حاسب آلي من خالل اإلشارة إلى الفوائد المتوقعة،
والتأكد من جودة هذا القرار يتم من خالل مقارنة تلك الفوائد (التي يجب أن تزيد أو على األقل
تساوي) بتكاليف شراء الحاسب اآللي ونصبه وتشغيله وتدريب العاملين على استعمالله.6
.3عالقة الكفاءة بالفعالية:
يمكن للمؤسسة أن تكون فعالة ولكنها غير كفؤة حيث أن استخدام الموارد بدون ترشيد وال عقالنية
يمكن أن يحقق األهداف ولكن هذا التبذير وعدم االستغالل األمثل للموارد يدل على عدم الكفاءة.
وقد يحصل العكس في بعض المؤسسات بمعنى رغم االستخدام الجيد للموارد فإن األهداف ال
تتحقق بالشكل المطلوب .إن الحالة المثلى هي التي ترتبط بتحقيق األهداف في ظل استغالل جيد
للموارد.7
بناء على مختلف المستويات من الكفاءة والفعالية يمكن تصور أربعة حاالت تعبر عن مستوى أداء
المؤسسة وهي (أنظر الشكل رقم:8) 05
1صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .41
2حامد سوادي عطية ،مرجع سبق ذكره ،ص .75
3الشيخ الداوي ،مرجع سبق ذكره ، ،ص .220
4صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .41
5حامد سوادي عطية ،مرجع سبق ذكره ،ص .75
6نفس المرجع ،ص ص .77 ،76
7صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .41
8عد إلى:
-أحمد ماهر و آخرون ،اإلدارة :المبادئ والمهارا ،الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،مصر ،2002-2001 ،ص .26
-عبد الحفيظ صبوع ،محاضرا في تسيير المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسييير ،جامعة بومرداس ،الجزائر ،2017/2016 ،ص .29
33
الفصل الثاني :مدخل لتسيير المؤسسة
أ.الحالة النموذجية :حينما تكون الكفاءة مرتفعة والفعالية مرتفعة :وهذا هو الوضع النموذجي
الذي ينبغي أن تعمل اإلدارة على تحقيقه حيث تقوم باستغالل الموارد أنسب استغالل ممكن مع
توجيه هذه الموارد لتحقيق األهداف المرغوبة للمؤسسة.
ب.الحالة السلبية :و تكون فيها الكفاءة منخفضة والفعالية منخفضة :حيث ال تقوم اإلدارة
باالستغالل الجيد للموارد وال بتحقيق النتائج و األهداف المرغوبة بالمستوى المناسب ،وهي نتيجة
منطقية وتعبير موجز وصريح عن سوء التسيير في مختلف مستويات المؤسسة.
ج.حالة اإلسراف والتبذير :الكفاءة منخفضة وفعالية عالية :أي أن هناك إسراف وتبذير وتكاليف
مرتفعة على مستوى استغالل المدخالت ،كأن يكون هناك حوادث عمل كثيرة ودرجة حدتها عالية،
على مستوى استغالل اليد العاملة ،أو أن يكون هناك نفايات وفضالت وبقايا غير مستعملة على
مستوى المواد األولية ،أو أن تنفق المؤسسة أمواال طائلة مقابل إنجاز مشروع معين .فرغم تحقيق
األهداف المسطرة للمؤسسة ،إال أن ذلك كان بتكلفة عالية وإسراف وتبذير كبيرين في استعمال
الموارد.
د.حالة سوء التوجيه (حالة الفشل):وفيها تكون الكفاءة عالية والفعالية منخفضة :تعكس هذه
الحالة االستغالل الجيد للموارد المتاحة لكن في االتجاه غير الصحيح ،ويرجع هذا اإلنحراف عن
األهداف وفي الخطط المسطرة العتبارات عديدة منها:
-سوء التخطيط :تسطير أهداف غير واقعية ال يمكن تحقيقها.
-سوء التوجيه للموارد المتاحة لألهداف المسطرة ،كأن تستعمل هذه الموارد ألغراض شخصية.
-سوء الرقابة كأن تحدث اختالسات.
شكل رقم ( :)05العالقة بين الكفاءة والفعالية
34
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
الفصل الثالث
تسيير المؤسسة من منظور مدارس
الفكر التسييري
بعد أن تناولنا في الفصول السابقة ماهية التسيير والمؤسسة ،سنحاول في هذا الفصل أن
نحلل وجهة نظر مفكري التسيير بشأن تسيير المؤسسة .لقد كان تسيير المؤسسة يحمل في طياته
جانبا معينا يعكس فكر المرحلة المعينة ،وبالتبعية تطورت طرق تسيير المؤسسة لتزداد تماسكا
نظريا ،وعلميا مع تطور الفكر المدرسي التسييري .وتجدر اإلشارة إلى أن كل المدارس الفكرية
التسييرية لم تكن متناقضة في نظرتها إلى الهدف المنشود من تسيير المؤسسة ،ولكن االختالف
بينها كان منصبا حول الطريقة التي يتحقق بها الهدف ،أي أن الغاية واحدة والوسائل متعددة ،ومن
37
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
ثم فإن تطور تسيير المؤسسة كان يسير في مسار ايجابي .وعليه يهدف هذا الفصل إلى تعريف
الطالب كيف كانت تنظر مدارس التسيير إلى تسيير المؤسسة.
يال :المدرسة الكالسيكية
تضم هذه المدرسة – والتي تعتبر من أقدم المدارس في نشأتها التاريخية -ثالثة مجموعات من
االتجاهات(أنظر الشكل رقم ()06؛ وهي :اإلدارة العلمية (التسيير العلمي) التي ركزت على
الكفاءة االنتاجية ،ونظرية العملية اإلدارية التي سعت إلى بناء مبادئ عامة لإلدارة ،واإلدارة
البيروقراطية والتي اهتمت بالهياكل التنظيمية واإلجراءات واللوائح.
شكل رقم ( :)06المدرسة الكالسيكية ي هم ريادها
المدرسة الكالسيكية
1حسين حريم ،مبادئ اإلدارة الحديثة :النظرياا-العملياا اإلدارية-يظائف المنظمة) ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان،2006 ،
ص .51
2فريد فهمي زيارة ،يظائف اإلدارة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص .49
38
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
ولد ريدريك يينسلو تايلور عام 1856بفيالديلفيا بنسلفانيا بالواليات المتحدة لعائلة ثريةة تعمةل فةي تعةدين وتصةنيع الصةلب ،كةان
.
مهندسا ً ميكانيكيا ً أمريكيا ً سعى لتحسين الكفاءة الصناعية .ويعتبر تايلور أبو اإلدارة العلمية ،وكان واحدا ً مةن أوائةل استشةاريي اإلدارة
وكان واحدا ً من القادة المفكرين في حركة الكفاءة وأفكاره ،المتسمة باإلتساع/العمومية ،كانت بالغة التأثير في العصر التقدمي.عمل في
أحد مصانع الحديد في والية پنسلڤانيا مهندساً ،وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمةواد دون تحقيةق فائةدة
إنتاجية ،وسرعان ما قةام بةإجراء التجةارب الميدانيةة مةن أجةل زيةادة الكفةاءة اإلنتاجيةة ،وقةد نشةر تجاربةه علةى شةكل نظريةة فةي كتابةه
المعروف" مبادئ اإلدارة العلمية ،(The Principles of Scientific Management). ".عام .1911توفي سنة .1915
1خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،نظرية المنظمة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،الطبعة الثانية،
،2005ص .47
2فرحات غول ،مرجع سبق ذكره ،ص .24
3خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،ص .48
39
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
ولد هنري لورنس جانت عام 1866بوالية ميرالند با لواليات المتحدة االمريكية ،درس الهندسة في معهد ستيفنس ،وهو من
معاصري فريدريك تايلور علماء اإلدارة في ذلك الوقت .توفي عام .1919
1حسين حريم ،مرجع سبق ذكره ،ص .54
2ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،العملية اإلدارية :مبادئ ي صول يعلم ي ن ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،2007 ،ص .64
PERT : Program Evaluation and Review Technique .
3حسين حريم ،مرجع سبق ذكره ،ص .54
تزوج جيلبريث ،رانك ( )1924 -1868من موللر ،ليليان ( )1972 -1878عام ،1904وهما أبوان الثني عشر طفالً ،كانا قد
عمال معًا مهندسين استشاريين ورائدين في دراسات الوقت والحركة .أسس جيلبريث فرانك عددًا من المنظمات التي كرست لإلدارة
العلمية ،والفعالية الصناعية وتحسين ظروف العمل .واخترع أيضًا العديد من التقنيات والعمليات لتحسين فعالية العمل .أما ليليان فقد
حصلت على درجتي ماجستير ودكتوراه ،لكنها استعانت بخلفيتها في علم النفس واإلدارة لتكمل بها خلفية وخبرة زوجها.كتبا معًا كتاب
دراسة اإلجهاد ، Fatigue Study, 1916ودراسة الحركة التطبيقية ، Applied Motion Study, 1917ودراسة الحركة للمعوقين
،Motion Study for Handicapped, 1919ودراسة الوقت Time Study, 1920.وكتبت موللر ،ليليان بمفردها أو
باالشتراك مع آخرين كال ً من :سيكولوجية اإلدارة ، The Psychology of Management, 1921مدبرة المنزل وعملها The
،Homemaker and Her Job, 1927ورئيس العمال وإدارة القوى العاملة The Foreman and Manpower
Management, 1947.
40
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
وذلك من خالل استبعاد الحركات غير الضرورية والتركيز فقط على الحركات الالزمة ألداء
العمل.
كما ساهم فرانك في وضع خطة الوضع الثالثي األبعاد للترقية والذي يريد استخدامها كبرنامج
لتنمية العامل.1
ووفقا لهذه الخطة فإن العامل يمكن أن يؤدي وظيفته الحالية ،ومستعد للترقية لوظيفة أعلى ،ويقوم
بتدريب من سوف يخلفه فيما بعد وذلك كله في نفس الوقت .وهكذا فإن كل عامل يمكن أن يعمل
ويتعلم ويعلم ،وينظر باستمرار لألمام لفرص مستقبلية جديدة.
ومن ناحية أخرى فبينما كان زوجها مشغوال بدراسات الحركة فإن ليليان كانت تهتم بدراسة
األفراد وأدائهم في العمل وكيفية تحسين ظروف العمل المحيطة .ولقد كان من بين اآلثار التطبيقية
للدراسات التي قامت بها تخصيص فترات الراحة للعمال أثناء العمل ،وفترة الغذاء.2
د .اسهاماا هارنجتون ايمرسون ()Harington Emerson
بالرغم من أن موضوع الكفاءة كان محل اهتمام ومحور انشغال تايلور وكذلك جانت والزوجان
جيبلرث ،إال أن ال أحد كرس بحوثه كلية للموضوع في المراحل المبكرة للفكر التسييري كما فعل
ايمرسون.
لقد خلص من بحوثه الطويلة إلى أن سبب عدم الكفاءة ينتج عن االفتقار إلى التنظيم ،كما أنه ينتج
في بعض الصناعات عن الضخامة المسرفة في المؤسسات.3
و لقد ساهم ايمرسون في تطور اإلدارة تحت ما تحدث عنه باسم مبادئ الكفاءة التي نشرها في
كتاب سنة ،1913وخالصة هذه المبادئ نذكر مايلي:
-وضوح تحديد أهداف المؤسسة ومعرفة ما تريد تحقيقه.
-سعة األفق لدى المدير.
-استخدام األشخاص ذوي الكفاءة والقادرين على تقديم النصيحة الجيدة.
-اتباع النظام وااللتزام بقواعد وقوانين المؤسسة.
-العدالة والمساواة ما بين األشخاص في داخل المؤسسة.
-وجود سجالت ومعلومات صحيحة وجاهزة تساعد في اتخاذ القرارات.
-تخطيط وجدولة اإلنتاج.
-وجود معايير ألداء األعمال.
-مكافأة اإلنتاج الجيد.4
تقييم آراء اإلدارة العلمية:
5
واجهت اإلدارة العلمية نقدا شديدا وأخذت عليها بعض المآخذ من أهمها:
نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد يلتزم بالقوانين واألنظمة ،وأنه
إنسان مادي سلبي وغير محب للعمل بطبعه ،ولكن يمكن استثارته وحفزه بواسطة المادة.
تجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين اإلدارة والعاملين وبين العاملين وبعضهم البعض وبين
العاملين والسلطة.
لم تهتم بالحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية للفرد والعامل ونظرت إليه نظرة مادية بحثة
كأداة من أدوات اإلنتاج.
ركزت على السلطة والقوانين الرسمية ،وال تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات.
محمد بكري عبد العليم ،مبادئ دارة األعمال،جامعة بنهال ،2007 ،ص 64 1
جمال الدين لعويسات ،مبادئ اإلدارة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص..16 4
41
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
وعلى الرغم من النقد الذي وجه لإلدارة العلمية ،إال أنها هيأت لميادين العمل كثيرا من النجاح ،كما
أنها كان لها تأثير قوي على الفكر اإلداري ،والممارسة الصناعية ،ومن محاسنها أنها لم تتحيز ألي
من العمال أو أصحاب العمل ،وأيضا إحالل األسلوب العلمي في اإلدارة بدال من االعتماد على
القواعد التقديرية أو الحدس.
.2نظرية العملية اإلدارية:
تنسب هذه النظرية إلى المهندس الفرنسي هنري ايول ( ، )Henry Fayolحيث يعتبر أحد
الرواد الذين ركزوا على المفهوم الشامل لإلدارة (اإلطار العام لموضوع اإلدارة دون الدخول في
التفاصيل) حيث وضع نظرية متكاملة لإلدارة من حيث وظائف ومبادئ اإلدارة .ويمكن تلخيص
مساهمات ايول في:
أ .العملياا اإلدارية:
حدد ايول العناصر أو الوظائف اإلدارية التي تؤدى من قبل المستويات اإلدارية المختلفة على
1
الوجه التالي:
-التخطيط (االستبصار والحكمة) :والتي من خاللها توضع الخطة لتنفذ مستقبال.
-التنظيم :لحشد وتأطير الموارد التي تستخدم في تنفيذ الخطة للوصول إلى األهداف.
-القيادة و إصدار األوامر :لتقييم العاملين وإنجازاتهم للحصول على أفضل نتائج من خالل تنفيذ
الخطة.
-التنسيق :لمطابقة الجهود مع بعضها وتقاسم المعلومات لحل اإلشكاالت اإلدارية وتحقيق أفضل
النتائج.
-الرقابة :للتأكد من أن اإلنجاز يأتي متوافقا مع الخطة الموضوعة واتخاذ إجراءات تصحيحية إذا
لزم األمر.
ب .نشطة المؤسسة (يظائف المؤسسة):
خلص ايول إلى وجود ستة أنشطة أساسية في أي مؤسسة التي تهدف إلى إنتاج السلع الصناعية
2
هي:
-النشاطات الفنية ،المرتبطة باالنتاج والصيانة.
-النشاطات التجارية ،كالبيع والشراء والمبادلة.
-النشاطات المالية ،كالبحث عن رؤوس األموال واالستخدام األمثل لها.
-النشاطات المحاسبية :كمحاسبة المخزوات والتجهيزات و إعداد االحصاءات.
-األمن ،حماية الممتلكات واألفراد.
-النشاطات اإلدارية وهي التخطيط ،التنظيم ،القيادة أو إصدار األوامر والتنسيق والرقابة.
أكد فايول على جانب النشاط اإلداري على أساس أن األنشطة األخرى معروفة وواضحة المعالم
من قبل العديد من العاملين في الحقول الفنية والتجارية والمالية وغيرها ،أما النشاطات اإلدارية
فهي المحور الرئيسي لتحقيق األهداف األساسية للمؤسسة.
ج .المبادئ اإلدارية:
يعد هنري ايول( )1841-1925األب الحقيقي لإلدارة الحديثة ،وهو فرنسي األصل ،اشتملت حياته الفنية على عدة مراحل مختلفة
بدءا بمهندس تحديد ثم باحث جيولوجي ثم مدير في أحد الشركات في بلده فرنسا ،فقد كان أول من وضع مجموعة من المبادئ الرسمية
لإلدارة ( 14مبدأ) و أول من حدد الوظائف الرئيسية الخمسة للعملية اإلدارية ولقد ترجمت أعماله الشهيرة في مؤلفه المعروف باسم
اإلدارة العامة و الصناعية الذي تم نشره سنة 1916و مازالت أعماله تؤخذ بها في مجال اإلدارة العامة و إدارة األعمال حتى يومنا
هذا.
1صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .57
2
Kondalkar V.G. , Organizational behavior , New Age International limired bublishers, New delhy,
2007, p21,22.
42
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
يعتقد ايول بوجود مبادئ عامة تتسم بالمرونة ( 14مبدأ) البد من اتباعها لكي تصل المؤسسة إلى
1
تحقيق الكفاءة في أدائها هي كالتالي:
تقسيم العمل :ينطبق على األعمال كافة ،فنية أم تسييرية.
السلطة يالمسؤيلية :أن السلطة التي تعطي المسير الحق في إصدار األوامر ،يجب أن
تتساوى مع المسؤولية ،التي هي االلتزام بإنجاز المهمة الموكلة له.
االنضباط :أي ضرورة احترام النظم واللوائح ،وعدم اإلخالل باألوامر ،وهو يعكس نوعية
الرؤساء في المستويات التنظيمية المختلفة.
ي دة األمر :حيث يتلقى الموظف أو المرؤوس األوامر من مصدر واحد فقط ،هو رئيسه
المباشر.
ي دة التوجيه :يقتضي هذا المبدأ وجود رئيس واحد وخطة واحدة لكل مجموعة من النشاطات
الموحدة الهدف.
خضوع المصلحة الفردية للمصلحة المشتركة :بمعنى أن تكون ألهداف المؤسسة األولوية
على أهداف األشخاص العاملين فيها.
تعويض الموظفين :بإعطائهم مقابال يتناسب مع األعمال التي يؤدونها لصالح المؤسسة.
المركزية ي تفويض السلطة بما يتناسب مع نوعية المهام ونوعية األشخاص.
التدرج الرتبوي للسلطة :يقتضي وجود خطوط واضحة لسلطة األمر من األعلى إلى األسفل.
هذا مع إمكانية إقامة جسور أفقية لالتصال والتنسيق المباشر ،في حال الضرورة ،وبمعرفة
الرؤساء المباشرين حتى ال يؤدي األمر إلى حدوث االرتباك.
النظام :يتطلب وضع كل شيء وكل شخص في مكان معين .وأن يكون هذا المكان مناسبا.
اإلنصاف يالمساياة :أي معاملة العاملين في المؤسسة بالعدل وبحسن نية .وهو أمر يتطلب
الكثير من الخبرة من جانب الرؤساء المعينين.
استقرار األشخاص :يتطلب األداء الجيد لألعمال وقتا ،لذا فإن عدم استقرار األشخاص في هذه
األعمال التنفيذية كانت أم تسييرية ،يعتبر ظاهرة مرضية.
المبادرة :تحتاج المؤسسة إلى القدرة على التنظير وعلى تصور الخطة ،مثلما تحتاج إلى القدرة
على تنفيذها ويتطلب تشجيع روح المبادرة تضحية الرؤساء بغرورهم الشخصي من أجل تشجيع
مرؤوسيهم.
ريح الجماعة :حيث يتعين على الرئيس من خالل ممارسته لوحدة األمر ،أن يحافظ على وحدة
وتماسك مجموعته .وأن يتجنب تفريقها .ألن ذلك يشكل خطأ جسيما ،حيث تكمن قوة المجموعة في
االتحاد .ويستلزم تأمين روح الجماعة وجود اتصاالت مكثفة.
تقييم آراء هنري ايول:
أكد ايول على عمومية مبادئ اإلدارة حيث أشار إلى أن هذه المبادئ يمكن تطبيقها على كافة
المؤسسات (السياسية ،الدينية ،الخيرية والعسكرية) .وأشهر ما يميز ايول هو مقدرته على حصر
األفكار اإلدارية وتحليلها.
والجدير بالذكر أن هناك عدة فروقات بين أفكار تايلور وأفكار ايول ،فلقد اهتم تايلور بأساليب
اإلدارة على مستوى التنفيذ أما ايول فقد اهتم باإلطار العام لموضوع اإلدارة دون الدخول في
التفاصيل ،وتعتبر أفكارهما مكملة لبعضهما البعض باعتبارهما يركزان على الكفاءة في
المشروعات .كما أكد تايلور على تنميط مبادئ اإلدارة العلمية وتطبيقها المتشدد ،في حين يرى
ايول أن المديرين ال بد أن يتمتعوا بالشعور واالنسجام والمرونة حتى يستطيعوا تكييف مبادئهم
حسب المواقف المتجددة.2
43
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
ويختلف ايول عن تايلور في أنه ركز على فئة اإلداريين وعلى إدارة المؤسسة الكبيرة بينما ركز
تايلور على فئة العمال وعلى إدارة الورشة أو المصنع الصغير .وركز ايول على اإلدارة كنظرية
يمكن للشخص أن يتعلمها في المدارس والجامعات ويطور مهارته فيها بالممارسة وناقض فكرة
التنظيم الوظيفي التي جاء بها تايلور فقدم قاعدة وحدة إصدار األوامر .باالضافة إلى أنه يعد المبتكر
األصلي لمفهوم العملية اإلدارية كإطار فكري واضح المعالم لفهم طبيعة اإلدارة ووظائفها.1
.3ركة البيريقراطية:
إن كلمة بيروقراطية تعكس عند سماعها اليوم ما يدور في أذهاننا حول المؤسسات الحكومية أو
كبيرة الحجم واللوائح واإلجراءات البطيئة وكذلك الروتين في العمل ...وغيرها من المظاهر
السلبية لإلدارة .ولكن البيروقراطية في تاريخ الفكر اإلداري للمدرسة الكالسيكية ،كانت تعني
النظام المثالي الذي يعتمد على العقالنية والكفاءة في اإلدارة.2
تنسب فكرة اإلدارة البيروقراطية إلى الباحث االجتماعي األلماني ماكس ييبرMax (
، )Weberوالذي قدم نموذجا مثاليا للتنظيمات الرسمية المعقدة أو كبيرة الحجم .3وعلى ضوء
الدراسات التي قام بها على مستوى المؤسسات الكبيرة ،اقترح نموذجا مثاليا للتنظيم أطلق عليه
النموذج البيروقراطي وأعتبره األكثر كفاءة ودقة في تحقيق أهداف المؤسسة ،لكونه يعتمد على
الرشد في اتخاذ القرارات.4
وقد حدد أهم المبادئ والخصائص المميزة للتنظيم البيروقراطي والتي تشتمل على:
-تقسيم ياضح للعمل :وفيه تحدد الوظائف لكي يزود العاملون بمهارات كافية ألدائها كما ينبغي.
-هيكلية ياضحة للسلطة :أن السلطة والمسؤولية يجب أن تحددا بوضوح لجميع المواقع وكل
موقع يجب أن يعرف إلى أي جهة يقدم تقاريره.
-قواعد ي جراءاا عمل رسمية :يجب أن تكون هناك قواعد مكتوبة لتوجيه السلوك والقرارات
لجميع الوظائف.
التعامل :أن القواعد واإلجراءات تطبق على الجميع دون استثناءات شخصية -الالشخصية
وال معاملة تفضيلية ألي من العاملين.
-التدرج الوظيف سث الجدارة :يجب اختيار العاملين وترقيتهم في ضوء قابليتهم الفنية وأدائهم.
-صل اإلدارة عن الملكية :لضمان أداء أفضل وتحقيق لألهداف ،فإن اإلدارة تفصل عن
المالكين.5
1رضا صاحب أبو حمد آل علي ،سنان كاظم الموسوي ،يظائف المنظمة المعاصرة :نظرة بانورامية عامة ،مؤسسة الوراق للنشر
والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص .52
2محمد بكري عبد العليم .مرجع سبق ذكره ،ص .27
ولد ماكس يبر – باأللمانية ) - (Maximilian Carl Emil Weberفي مدينة إرفورت في ألمانيا عام 1864في وسط عائلي
بروتستانتي من الطبقة الثرية .كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة ،وأحد مؤسسي علم االجتمةاع الحةديث ودراسةة اإلدارة العامةة
في مؤسسات الدولة ،وهو من أتى بتعريف البيروقراطية ،وعمله األكثر شهرة هو كتاب األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية حيث
أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطةور الثقافةة فةي المجتمعةات
الغربية والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عر ف الدولة :بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية،
وأصبح هذا التعريف محوريا ً في دراسة علم السياسة.درس فيبةر جميةع األديةان وكةان يةرى أن األخةالق البروسةتنتانتية أخةالق مثاليةة
ومنها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية والذي يتميز بالعقالنيةة والرشةادة ،ولكةن تطبيقةه فةي الواقةع صةعب ،ولةو طبةق فةي التنظةيم
لوصل ألعلى درجات الرشادة .توفي سنة .1920
3محمد بكري عبد العليم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .28 ،27
4غول فرحات ،مرجع سبق ذكره ،ص .27
5صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .60
44
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
كما حظي موضوع هيكلية السلطة اهتمامه .فقد ميز بين القوة والسلطة ،فاعتبر القوة هي المقدرة
على إجبار اآلخرين على االمتثال والطاعة ،أما السلطة فهي تعني االنصياع طواعية لألوامر.
وفي دراسته وتحليله لتطور المجتمعات ميز بين ثالثة أنواع من السلطة هي:1
.السلطة التقليدية :وتستند هذه السلطة إلى التقاليد واألعراف والمكانة والمركز والحسب
والنسب ،وال تعتمد على أي معايير موضوعة ذات عالقة باألداء أو الكفاءة أو القدرات.
ب .السلطة الشخصية :وتعتمد على خصائص أو سمات الفرد .ويقصد بالهالة (كاريزما) أي
خاصية أو سمة في شخصية اإلنسان يتفرد بها عن غيره ،تجعله شخصية جذابة ينقاد لها اآلخرون.
ج .السلطة القانونية العقالنية :وتستند إلى القانون و أسس وقواعد موضوعية منطقية؛ تسري على
جميع العاملين في المؤسسة .وتتأثر هذه السلطة بمدى قبول المرؤوسين لقواعد العمل في المؤسسة.
وقد نادى ييبر بضرورة تطبيق هذه السلطة لتحقيق العقالنية في المنظمات بما يسهم في تقدم
المجتمع.
تقييم البيريقراطية:
يعتقد معظم الناس أن النظام البيروقراطي نظام إداري غير فعال .وهذا االعتقاد يعود على
الممارسات الخاطئة في تطبيق األنظمة البيروقراطية وليس جوهر النظام البيروقراطي نفسه .فلو
نظرنا إلى المبادئ األساسية للنظام البيروقراطي والمذكورة سابقا لوجدنا أنها مبادئ جيدة في
مضمونها لكن الممارسات الخاطئة لألفراد عند تطبيق المبادئ البيروقراطية هي التي تعطيها هذه
الصفة السلبية ،فالخطأ ليس في النظام البيروقراطي وإنما هو عائد على من يطبقون هذا النظام.2
3
وأهم األخطاء التي تنتج عند التطبيق العملي للنظام البيروقراطي مايلي:
الوسائل تصبح غاياا :بمعنى أن ما تضعه المؤسسة من قواعد وأنظمة وقوانين للسير عليها
والتمكن من تحقيق األهداف والتشدد في االلتزام بها من قبل العاملين بحيث تصبح وكأنها نفسها
هي األهداف التي تسعى المؤسسة لتحقيقها.
الجمود يعدم المرينة :يتعمد العاملين إلى تطبيق القواعد واألنظمة تطبيقا حرفيا مما يجعلها
غير مرنة وغير قادرة على مواجهة الحاالت المستجدة والطارئة ،فلذلك يجب تطبيق ما يسمى
بروح القاعدة.
مقايمة التغيير :تمسك المديرين أو العاملين والذين توفرت لديهم مزايا عصرية ترفيهية مثل
المكاتب والسيارات والسكريتيرات والتلفونات وغيرها من المظاهر ،ومحاولة مقاومة أي تغيير أو
تبديل قد يؤدي في النهاية لفقدانهم شيء من هذه المظاهر أو حتى المساس بها.
الريتين :ويعني االلتزام بتفصيالت العمل الدقيقة خاصة في األمور المتكررة وذلك من أجل
ضمان أداء األعمال المتشابهة بطريقة واحدة وضمان الموضوعية في التنفيذ ولكن هذا في النهاية
يقود إلى الملل والضجر.
المرض البيريقراط (البيريباثولوج ) :وهو مصطلح يعني تطبيق البيروقراطية بشكل
متطرف ،أو المغاالة في تطبيق البروقراطية.
المظهرية الشكلية.
االلتزام الشديد بالقواعد واإلجراءات الصارمة.
بطء اتخاذ القرارات.
عدم التكيف مع التغير التكنولوجي.
من الصعوبة التمسك بالمثالية والرشد بكافة األوقات.
45
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
-حصر السلطة واالنفراد بها بيد المدير العام أو المستويات اإلدارية العليا.
-إن خط سير االتصاالت هو من األعلى إلى األسفل وعلى شكل أوامر وتعليمات وتوجيهات في
معظم األمر مما ال يتيح لألفراد فرصة السؤال.
-تصبح القواعد والتعليمات أهداف بنظر العاملين.
-عدم التمييز بين الوظيفة واإلنسان ونظرتها لإلنسان أنه مجرد آلة بيولوجية ،ينفذ ما يؤمر به
دون أي نقاش.
-التستر بالقواعد واألنظمة وتمسك الموظفين بها كوسيلة لحماية أنفسهم من االنتقادات الموجهة
إليهم.
ثانيا :المدرسة السلوكية
جاءت المدرسة السلوكية بشكل أساسي لمواجهة االنتقادات والنقائص التي اتسمت بها نظريات
المدرسة الكالسيكية والمتمثلة في التركيز على الجانب العلمي للعمل وتحقيق أعلى كفاية إنتاجية
دون إعطاء أي اعتبار للجانب السلوكي لألفراد في المنظمات .وقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة
سلوك الفرد و الجماعة داخل المنظمات (السلوك التنظيمي) وأثره على زيادة اإلنتاجية.
وتركز على فكرة مؤداها أن اإلدارة تنطوي على تنفيذ األعمال من خالل األفراد ومن ثم فإن
دراس ة األفراد ودوافعهم وأنماط سلوكهم والعالقات الشخصية المتداخلة هو المدخل السليم لدراسة
اإلدارة ،حيث اهتمت بدراسة النواحي النفسية واالجتماعية لألفراد ودراسة ما يحفزهم ويدفعهم
للعمل.2
وتندرج تحت هذه المدرسة مجموعتين :حركة العالقات اإلنسانية ومدرسة العلوم السلوكية
(أنظر الشكل رقم )07نوجزهما مايلي:
شكل رقم ( :)07المدرسة السلوكية ي هم ريادها
المدرسة السلوكية
1ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .68
2فرحات غول ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .29 ،28
هناك تداخل بين حركة العالقات اإلنسانية ومدرسة العلوم السلوكية مما يصعب وضع حدود أكاديمية بينهما ،فقط يمكن القول أن
مدرسة العلوم السلوكية هي امتداد ألفكار حركة العالقات اإلنسانية ،وأن مدرسة العلوم السلوكية استخدمت مفاهيم علوم االجتماع
والنفس وأصل اإلنسان وغيرها لزيادة المعرفة بالسلوك اإلنساني داخل المؤسسات.
46
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
إن أصول حركة العالقات اإلنسانية وتطورها ومدى مساهمتها في تطور علم اإلدارة ،ظهرت
بفضل أعمال إلتون مايو الناجمة عن مجموعة من التجارب اشتهرت بإجرائها في مصانع وسترن
إلكتريك في الهاوثورن.
يقصد بالعالقاا اإلنسانية :مجال من مجاالت اإلدارة تعنى بإدماج األفراد في موقف العمل
بطريقة تحفزهم إلى العمل معا بأكبر إنتاجية مع تحقيق التعاون بينهم وإشباع حاجاتهم االقتصادية
والنفسية واالجتماعية.1
لقد أسهمت حركة العالقات اإلنسانية في إثراء الفكر اإلداري من خالل طرح أفكار ومبادئ هامة
تتعلق بالجوانب اآلتية:
-أن السلوك اإلنساني هو أحد العناصر الرئيسية المحددة للكفاءة اإلنتاجية.
-أن القيادة اإلدارية هي من األمور األساسية المؤثرة في سلوك األفراد وبالتالي المحددة
لكفاءتهم.
-أن االتصاالت وتبادل المعلومات والتفاعل االجتماعي المفتوح بين العمال بعضهم البعض،
وبينهم وبين رؤسائهم تسهم جميعا في تطوير عالقات العمل بشكل ايجابي يؤثر في االنتاجية.
-أن اإلدارة الديمقراطية هي األسلوب األفضل لتحقيق أهداف اإلنتاجية ومن ثم انتشرت مفاهيم
المشاركة في اإلدارة وتفويض السلطة والالمركزية والالمركزية اإلدارية.2
أ .اسهاماا هيوجو منستربرج ( :) Hugo Munsterberg
يعد منستربرج )1916-1863( األلماني األصل من الرواد المبكرين لحركة العالقةات اإلنسةانية،
والذي يعتبر مؤسس علم النفس التطبيقي .لقد قضى عدة سنوات كأسةتاذ زائةر فةي جماعةة هارفةارد
بالواليةةةةةات المتحةةةةةدة ،و تمكةةةةةن فةةةةةي سةةةةةنة 1913مةةةةةن نشةةةةةر كتابةةةةةه "علااااام الااااانفس يالكفااااااءة
الصناعية" . psychology and industrial efficiencyو الذي حمل أفكارا جديدة كانت تمثل
تطورا كبيرا في علم النفس الصناعي .3فلقةد طبةق أسةاليب تجاربةه فةي قيةاس الفةروق السةيكولوجية
بةةين األفةةراد علةةى العةةاملين فةةي المؤسسةةات ،وبةةذلك طةةرق بابةةا جديةةدا هةةو دراسةةة وتحليةةل الفةةروق
الفردية .4كما تضمن الكتاب العالقة بةين اإلدارة و علةم الةنفس الصةناعي ،حيةث أن كالهمةا يسةعى
إلةةى زيةةادة الكفةةاءة مةةن خةةالل تحلةةيالت العمةةل العلميةةة واختيةةار األفةةراد ذوي المهةةارات و القةةدرات
الفردية العالية للقيام بالوظائف المعينة .و كانت مبادئ منستربرج تدور حول:5
-استعمال االختبارات النفسية لتحسين المستخدم.
-قيمة التعلم النظري في تطوير وسائل التدريب.
-دراسة السلوك البشري لتفهم ما هي التقنيات األكثر فعالية لتحفيز العمال.
ب.اسهاماا لتون مايو:
1سالطنية بلقاسم ،العالقاا اإلنسانية المؤسسة ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،فيفري ،2004ص .24
2علي السلمي ،السلوك التنظيم ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرةن ،1988ص ص .31 ،30
ولد هيوغو مونستربرج في األول من يونيو عام 1836في دانزيغ ،ألمانيا ،هو عالم نفس ألماني وأمريكي الجنسية .كان واحدًا من
الةةرواد فةةي علةةم الةةنفس التطبيقةةي ،إذ وسةةع أبحاثةةه ونظرياتةةه إلةةى المجةةاالت الصةةناعية أو المؤسسةةية ،والطبيةةة والكلينيكيةةة والتربوي ةة
والتجارية .توفي سنة .1916نشر عددًا من األعمال ،منها:
1908. Psychology and Crime. 1909. The ،1908. Psychology and Crime. ،1908. On the Witness Stand
1913. Psychology and Industrial ،. 1909. ،Psychotherapy ،1909. The Eternal Values. ،Eternal Values.
1914. Psychology and Socialness. ،Wefficiency.
3جمال الدين محمد المرسةي وثابةت عبةد الةرحمن إدريةس ،السالوك التنظيما :نظريااا ينمااتج يتطبياي عملا إلدارة السالوك ا
المنظمة ،اإلسكندرية :الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،2002 ،ص .62
4محمد سويلم ،ساسياا اإلدارة ،دار رهدان للطباعة ،مصر ،بدون سنة نشر ،ص .37
5زيد منير عبوي ،االتجاهاا الحديثة المنظماا االدارية ،دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان ،2006 ،ص .206
47
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
يعتبر التون مايو )Elton Mayo( من أكثر الرواد المعروفين ،الذي تزعم حركة العالقات
اإلنسانية من خالل ما قدمه هو وزمالؤه من مساهمات رائدة توصلوا إليها من خالل سلسلة
التجارب الشهيرة في مصنع الهاوثون في شركة ويسترن الكتريك في والية إلينوى.
و لقد مرت دراسات الهاوثورن بخمس مراحل نوردها على النحو التالي:1
المر لة األيلى " تجربة اإلضاءة ":
ركزت هذه التجربة على اإلضاءة المادية و أثرها على اإلنتاجية ،و ذلك بغرض البحث عن أفضل
الطرق لإلضاءة و التي يمكن أن تؤدي إلى تعظيم اإلنتاجية .و كانت نتائج هذه التجربة مضللة ،إذ
لم يكن هناك فروقا ذات معنى في مستويات اإلنتاجية عند تعريض العمال لمستويات مختلفة من
اإلضاءة .األمر الذي كشف معه أن هناك شيء آخر يؤثر على أداء العمال مما استدعى من فريق
البحث االنتقال إلى تجربة أخرى تتصل أيضا بأهمية الظروف المادية وهي أثر اإلرهاق و التعب
الجسمي على اإلنتاجية.
المر لة الثانية " تجربة جديلة العمل ":
قام فريق البحث بتوزيع أوقات العمل من خالل تغيير فترات الراحة التي يأخذها العمال عدة
مرات ،بحيث اختلفت في كل مرة الفترة التي يقضيها العمال قبل أخذ فترات راحة ،و ذلك لمالحظة
عالقة ذلك باإلنتاجية مع طول أو قصر فترات العمل المختلفة .و مرة أخرى نتائج هذه التجربة
تشابهت مع نتائج تجربة اإلضاءة .فبعد قياس اإلنتاجية في مختلف األوضاع الحظ فريق البحث أنه
لم يحصل تغيير كاف في اإلنتاجية يفسر وجود عالقة بين الشعور بالتعب و اإلنتاجية.
المر لة الثالثة " تجربة األجور":
صممت هذه التجربة الختبار أثر الحوافز المادية المتمثلة باألجور على اإلنتاجية .حيث قام فريق
البحث بإنشاء نظام للحوافز يتم من خالله إعطاء حوافز للجماعات التي تنجز وحدات عمل إضافية.
و تم قياس اإلنتاجية قبل وبعد تطبيق الحوافز .و بدورها جاءت نتائج هذه التجربة غامضة ،حيث لم
يالحظ فريق البحث أية فروق حقيقية في مستويات اإلنتاجية تفسر التغير في الحوافز الممنوحة
للعاملين ،و عليه فقد شكلت هذه النتائج في التجارب الثالث مفاجأة لفريق البحث جعلته يوجه
اهتمامه إلى وجهة جديدة و هي التوجه نحو العاملين مباشرة للتعرف على سر هذه النتائج.
المر لة الرابعة " تجربة المقابالا":
لقد توجه فريق البحث في هذه التجربة مباشرة للعاملين ممن تم إجراء التجارب السابقة عليهم عن
طريق إجراء مقابالت شخصية معهم ،و كان الغرض األساسي من هذه المقابالت هو التعرف على
السر الذي يكمن وراء الثبات النسبي لوتيرة اإلنتاج رغم التغير في العوامل المادية ،و الحصول
على معلومات كافية تسمح بتحسين و تنمية برامج تدريب المشرفين .و لقد بينت نتائج المقابالت مع
العاملين أن العوامل المسؤولة عن الثبات في اإلنتاجية أمور نفسية ومعنوية تتصل بما كان يدور
في أذهان العمال من أفكار و توقعات .حيث اعتقد أولئك العمال أن هناك شيئا ما وراء هذه
التجارب مما يوجب عليهم أن يحرصوا على تثبيت اإلنتاجية حتى ال تتأثر مصالحهم سلبيا .و قد
يعتبر التون مايو أسترالي المولد وأمريكي الجنسية ،ولد سنة 1880بأستراليا ،ثم هاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية في ،1922
حيث التحق بجامعة بنسلفانيا ،ثم التحق سنة 1926بجامعة هارفارد و بقي فيها حتى تقاعد ،حيث كان أستاذا (بروفيسور) للبحوث
الصناعية في كلية الدراسات العليا إلدارة األعمال .وقد عرف من خالل بحثه االجتماعي الذي أجراه في مصنع الهاوثورن لشركة
ويسترن إلكتريك في الواليات المتحدة األمريكية .و توفي سنة .1949و من مؤلفاته The social problems of an industrial
civilisation , combrigde : Mass Havard Press, 1945. :
1عد إلى:
-محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة :النظرياا ،العملياا ي الوظائف ،عمان :دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،2004 ،ص
ص .87 ،86
-محمد صالح الحناوي و محمد سعيد سلطان ،السلوك التنظيم ،اإلسكندرية :الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع،1997 ،
ص ص .20-15
48
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
دل ذلك على أن العوامل النفسية و ليس العوامل المادية ذات أثر كبير على اإلنتاجية مثل اهتمام
اإلدارة و المشرفين بالعمال و االعتراف بدورهم.
المر لة الخامسة ي األخيرة " تجربة مال ظة السلوك الجماع ":
بدأت هذه المرحلة في نوفمبر 1931و استمرت حتى شهر ماي سنة .1932و كان الغرض
األساسي من تجارب هذه المرحلة هو مالحظة و تحليل جماعة العمل غير الرسمية .و هنا توصل
فريق البحث إلى أن جماعات العمل غير الرسمية و التي تمثل البيئة االجتماعية للعمال قد تؤثر
سلبا أو إيجابا على إنتاجية العاملين و أنها تمارس ضغطا اجتماعيا للوصول إلى اتفاق الجماعة
على مستوى إنتاجي معين ،حيث كان تأثيره قويا على العمال بالمقارنة بتأثير الحوافز المادية التي
حددتها اإلدارة و بناء على دراسات سابقة.
و لقد توصل مايو و زمالئه من خالل هذه التجارب إلى ما يلي :
1
1عد إلى:
منظماا األعمال ،عمان :دار وائل للنشر ،الطبعة الثالثة ، ،2005 ،ص .45 -محمود سلمان العميان ،السلوك التنظيم
-جمال الدين محمد المرسي وثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ،ص .66
ولدت وليت ماري باركر في بوسطن عام 1868م ،وهي أخصائية اجتماعية أمريكية ومستشارة إدارية وفيلسوفة
ورائدة في ال مجاالت النظرية و التنظيمية والسلوك التنظيمي .إلى جانب ليليان جيلبريث ،كانت واحدة من خبراء العظماء في اإلدارة
في األيام األولى لنظرية اإلدارة الكالسيكية .كانت تسمى "والدة اإلدارة الحديثة ".من مؤلفاتهاThe Speaker of the House of :
) . Creative Experience (1924)، The New State( 1918) ،Representatives (1896توفيت عام .1933
2راوية حسن ،السلوك المنظماا ،الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ،1995 ،ص .18
3جمال الدين محمد المرسي ،ث ابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .63
49
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
إنسانية من أجل إشباع حاجاتهم وأهدافهم المختلفة.1كما قدمت العديد من الدراسات الخاصة بأسس
دراسة دينامية الجماعة ،إدارة الصراعات التنظيمية ،والعمليات السياسية في المنظمة .فركزت
على الجماعات ،واهتمت في كتاباتها بمشاركة األفراد ،والتعاون ،واالتصال ،والتنسيق بين
األفراد في المنظمة .وكان مفهوم مشاركة األفراد في السلطة خروجا واضحا عن مبادئ المدرسة
التقليدية .وقد برزت دور التنسيق وأهميته الحيوية لإلدارة الفعالة الكفؤة ،واقترحت مجموعة مبادئ
أساسية لتحقيق التنسيق السليم.2
د .سهاماا شيستر بارنارد:)chester barnard(
اشتهر بارنارد بكتابه المعروف وظائف المدير ( . )functions of the executiveوالذي
لخص أفكاره المستندة إلى خبرته وتجربته ،حيث أصبح رئيسا لمجلس إدارة إلحدى الشركات
الكبرى (شركة هواتف نيو جيرسي /أمريكا) .لقد نظر بارنارد إلى المنظمة باعتبارها كيان/نظام
اجتماعي تعاوني ،وأن التعاون بين أفراد هذا النظام هو السبيل الرئيسي لتحقيق النجاح للفرد
وللمنظمة ،وأن هذا التعاون ال يتم بدون االتصال وتبادل المعلومات بين األفراد بصورة مستمرة.
ورأى أن المنظمة تتكون من أنشطة/أعمال وأناس ،وأنه يجب االهتمام بكليهما لتحقيق حالة من
التوازن ،وأن االهتمام بأحدهما فقط دون اآلخر لن يمكن النظام من تحقيق نتائج مثلى.
ومن األفكار والمفاهيم الهامة التي تنسب إليه ،هي قبول السلطة حيث أكد أن للعامل إرادة حرة في
قبول أو رفض أوامر اإلدارة ،وأشار إلى دور التنظيمات غير الرسمية في المنظمة ،واقترح أن
أدوار المدير الرئيسية هي تسهيل االتصاالت وتحفيز األفراد لبذل أقصى جهد ممكن.3
تقييم ركة العالقاا اإلنسانية:
و بالرغم من المساهمات العظيمة التي قدمتها حركة العالقات اإلنسانية في تطور الفكر اإلداري،
إال أنها تعرضت لالنتقاد سواء من حيث تصميم الدراسات التي اعتمدت عليها أو في تحليل و
تفسير هذه الدراسات ،و من بين االنتقادات التي وجهت لنظرية العالقات اإلنسانية و دراسات
الهاوثورن ما يلي:4
-ركزت العالقات اإلنسانية بشكل مفرط على أهمية العنصر اإلنساني األمر الذي حال دون
توصلها إلى نظرية شاملة و متكاملة لتفسير ظاهرة المنظمة و اإلدارة.
-لقد فشلت في تحديد كيفية التعامل مع المخلوق البشري بشكل كلي ،أي بكل مكوناته و عالقاته
وتناقضاته ،فرجل اإلدارة المسؤول إنسان و العامل إنسان ،ومع ذلك فهما متناقضان في مواقفهما
على المستوى الوظيفي .لذلك فقد أغفلت وجود صراعات و خالفات بين اإلداريين و العاملين تؤدي
1محمد حسن الهوارسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سبق ذكره ،ص .23
2حسين حريم ،مرجع سبق ذكره ،ص .62
ولد برنارد ،تشستر عام 1886في والية ماساتشوسيتس األمريكية لعائلة محدودة الدخل ولكنها كانت تمتاز بالذكاء والقيم األخالقية.
وكان يعاني من إعاقة جسدية جعلته يسعى ليكون ذكيًا ويمتاز بحس فني رفيع ،وتحمل نفقات تحصيله العلمي في جامعة هارفارد من
خالل عمله عازفًا على آلة البيانو ومؤديًا في فرقة موسيقية .ترك بارنارد جامعة هارفارد وبدأ العمل ألربعين عا ًما في شركة بيل
للهاتف ،ثم رقي إلى رئيس لفرع الشركة في نيوجيرسي في عمر الواحد واألربعين .وقد أصبح بفضل إسهامه النشط في مجال
العالقات العامة جز ًءا من الدوائر األكاديمية في جامعة هارفارد ،األمر الذي ساعده في الكتابة ونشر كتابه المهم “وظائف المدير
التنفيذي عام ” The Functions of the Executive 1938وتحول من سعيه األكاديمي خالل الحرب العالمية الثانية وعمل خالل
مديرا لـ ، USOوأصبح بعد الحرب رئيسًا لمؤسسة روكفيلر .من مؤلفاته كذلك التنظيم واإلدارة Organization ً تلك الفترة بامتياز
and Managementنشر سنة .1948توفي في نيويورك في عام .1961
3حسين حريم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .63 ،62
4عد إلى:
-كمال المغربي ، ،السلوك التنظيم :مفاهيم ي سس سلوك الفرد يالجماعة التنظيم ،عمان :دار الفكر للنشر و التوزيع،1993 ،
ص ص .32 ،32
-رمضان محمد القذافي ،السلوكية مجال اإلدارة ي اإلنتاج ،المكتب الجامعي الحديث،اإلسكندرية ،1997 ،ص ص .60 ،59
50
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
بالضرورة إلى تضارب مصالحهما .كما أن هناك تناقض بين مصالح أعضاء الفئة الواحدة من
عاملين أو إداريين.
-المبالغة في التركيز على ضرورة تحسين جو العمل وأثره على زيادة مستوى اإلنتاجية ،دون أن
تولي مسألة القدرة و المهارة و االستعداد لدى العامل أية أهمية .فالظروف البيئية وحدها ال تزيد
من مستوى اإلنتاجية و ال تغني عن عدم توفر المهارات و القدرات ،و إنما تساعد على تنميتها متى
وجدت.
-المبالغة في التركيز على الحاجات النفسية و االجتماعية للعمال و العالقات بين األفراد و
التفاعالت االجتماعية و القيم و المعايير التي تؤثر في السلوك على حساب عملية اإلنتاج.
-التركيز على الحوافز غير المادية و بالتالي فهي تقلل من أهمية الحوافز و المكافآت المادية ،و
بذلك فإنها تفتقر عنصرا مهما في تفسير السلوك اإلنساني داخل المنظمة.
-تجاهلت العوامل ذات العالقة بهيكلية اإلدارة و المؤثرات البيئية ،كما حاولت التقليل من أهمية
التنظيمات الرسمية و عوامل السلطة و تقسيمات العمل ،و التسلل الهرمي للوظائف و أثرها في
تكوين السلوك اإلنساني.
.2مدرسة العلوم السلوكية:
لقد تطوت مفاهيم العالقات اإلنسانية أخيرا في شكل نظرية سلوكية لإلدارة أو ما يعرف بمدرسة
العلوم السلوكية أو مدرسة السلوك اإلنساني ،تهتم بدراسة وتفسير السلوك اإلنساني على أسس
علمية ،وبالتالي اكتشاف أنسب األساليب اإلدارية للتنبؤ بسلوك األفراد والسيطرة عليه.
وتقوم هذه النظرية على افتراض رئيسي هو أن السلوك اإلنساني يعتبر المتغير األساسي في العمل
اإلداري ومن ثم فاإلدارة عملية سلوكية بالدرجة األولى تستهدف التأثير على سلوك األفراد لكي
يعملوا على تحقيق األهداف التي تسعى عليها المنظمات.1
وتنطلق هذه المدرسة في تفسيرها للسلوك اإلنساني من فكرة الدوافع 2التي تحرك هذا السلوك ،ومن
ثم فهي ترى أن استهداف الكفاءة إنما يتم عن طريق زيادة اإلنتاجية للفرد ،وهذه األخيرة تتحقق عن
طريق دراسة وفهم السلوك اإلنساني.
ومن النظريات التي اهتمت بالدافعية والحاجات نذكر ما يأتي:
.نظرية تدرج الحاجاا إلبراهام ماسلو :
لقد طور عالم النفس براهام ماسلو )Abraham Maslow( خالل األربعينيات من القرن
العشرين نظريته في دوافع العمل من خالل مفهوم الحاجات اإلنسانية وتركيبها من حيث األسبقية
في ضرورة اإلشباع لها .ويتأثر السلوك اإلنساني بشكل أساسي بالحاجات التي لم يتم إشباعها ،كما
أن الحاجات تتفاوت في درجة تأثيرها في السلوك اإلنساني للفرد من خالل األهمية النسبية لسبل
تحقيق اإلشباع المستهدف لها .3ويوضح الشكل 08نظرية تدرج الحاجات لماسلو:
وتسمى الثالث مجموعات من الحاجات في قاع الهرم التدرجي الحاجات األساسية وهي تشمل
الحاجات الفسيولوجية والحاجة إلى األمن ،والحاجة إلى االنتماء .وهي أساسية من حيث أن الفرد ال
بد له من إشباعها لكي يستمر في الحياة والوجود ،وليشعر بالراحة .أما المجموعتين من الحاجات
51
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
في قمة الهرم فهما حاجات النمو ،ألنهما يركزا على النمو والتطور الشخصي . 1وفيمايلي نعرض
2
هذه الحاجات بشكل مختصر:
الحاجاا الفسيولوجية :وتمثل مجموعة الحاجات األساسية والضرورية لبقاء االنسان وتضم
الحاجة إلى الطعام ،والماء ،واألكسجين ،والكساء ،والنوم ،وما شابه ذلك.
وفي مجال المؤسسات فإن الحاجات الفسيولوجية تعد من أسهل الحاجات التي يمكن اشباعها .ويتم
هذا من خالل توفير األجور المناسبة ،الحرارة المناسبة ،أو توفير وحدات سكنية للعاملين.
الحاجة لى األمان :وتتمثل في حاجة الفرد إلى األمن والحماية مثل حماية نفسه من األخطار
التي تهدد حياته أو مستقبله هو أو أسرته ،واألمان ضد المستقبل ومفاجأته.
أما حاجة األمن في المؤسسة ،فيمكن اشباعها من خالل ضمان استمرارية وجود الفرد في وظيفته
(أي عدم اقالته) ،أو من خالل نظام للتظلمات (لحماية الفرد من تصرفات المشرفين التعسفية) ،أو
توفير وسائل األمن الصناعي ،ونظام التامين والمعاشات (لحماية الفرد من الخسارة المادية الناتجة
من المرض أو كبر السن).
الحاجة لى االنتماء :وتضم تلك الحاجات الالزمة لتحقيق التفاعل االجتماعي ،وتتمثل في
الحاجة الى االنتماء إلى األسرة أو للجماعة أو للوطن ،والحاجة للصداقة والحب .وبالتطبيق على
المؤسسة فإن هذا النوع من الحاجات يمكن ترجمته في حاجة العاملين إلى االنتماء إلى الجماعات
الرسمية وغير الرسمية ،واالنتماء للمؤسسة والصداقة و ما شابه ذلك .ويمكن للمؤسسة أن تساعد
على إشباع هذه الحاجات من خالل النوادي ،والحفالت والرحالت.
اجاا التقدير ياال ترام :وتضم تلك الحاجات المتعلقة بالشعور بالكفاءة والجدارة،
واالستقاللية والقوة ،والثقة بالنفس والتقدير ،واالعتراف الحقيقي لهذه الخصائص أو الصفات عن
طريق اآلخرين.
أما الحاجة إلى التقدير واالحترام في مجال العمل ،فيمكن اشباعها من خالل المسميات الوظيفية ،أو
نظام الترقيات ،أو المكافآت االستثنائية ،أو خطابات الشكر ،واألوسمة.
الحاجة لى تحقيي الذاا :وتعتبر من أصعب أنواع الحاجات النفسية فهما واشباعا فنادرا ما
يصل الفرد إلى تحقيق هذه الحاجة .فهي ربما تضم الرغبة في تكوين وتنمية قدرات الفرد ،والتعبير
–إلى أقصى درجة -عن مهارات ومشاعر الفرد بالطريقة التي تحقق ذاته في الواقع العملي .ومن
العوامل التنظيمية التي تساعد على اشباع هذا النوع من الحاجات نجد توفير الفرص للعاملين
لإلبداع واالبتكار ،والنمو ،وكذلك توفير الفرص للتنمية الذاتية وتحقيق التقدم الشخصي.
52
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
اجاا
تحقيي الذاا
اجاا التقدير
ياال ترام
اجاا االنتماء
يتم السع إلشباع الحاجة األعلى
عندما تكون الحاجة األدنى منها
مشبعة اجاا األمان
الحاجاا الفسيولوجية
بيئة العولمة ياالنترنت ،دار الجامعة الجديدة ،مصر، المصدر :طارق طه ،السلوك التنظيم
،2007ص .67بتصرف
وبالرغم من أهمية نظرية ماسلو حيث أنها من أقدم النظريات التي حاولت تفسير الدافعية من
خالل مفهوم الحاجات اإلنسانية بلغة بسيطة ومفهومة إال انها تعرضت لبعض االنتقادات والتي
1
كانت في مقدمتها مايلي:
-افترض ماسلو أن الحاجات اإلنسانية يتم اشباعها بطريقة متدرجة ومتتالية حيث يتم إشباع
الحاجات الفسيولوجية أوال ثم الحاجة إلى األمان وهكذا .وهذا االفتراض غير صحيح وغير
واقعي .فال يعقل أن ينتظر الفرد وال يقوم بإشباع الحاجة إلى االنتماء مثال طالما لم يشبع
حاجاته المادية والحاجة لألمان.
-افترض ماسلو أن الحاجات التي في قاعدة الهرم هي الحاجات األعلى من حيث المستوى.
وهذا غير واقعي ويتوقف على المواقف والظروف ونوع األفراد .فأحيانا تشعر أن الحاجة
إلى االحترام لديك غير مشبعة وتسعى إلى إشباعها ولو بالتضحية –وقتيا -ببعض الحاجات
الفسيولوجية .أو تفضل أن تعمل مع شخص يحترمك ويشعرك بالتقدير ،وترفض العمل مع
شخص آخر ال يشع حاجة االحترام والتقدير لديك بالرغم من أنه يقدم لك أجرا كبيرا.
ب.نظرية الفلسفة اإلدارية
لقد قدم دوقالس ماكريغور كتابه الجانب االنساني للمنظمة والذي أصبح أساسا او قاعدة فلسفية
هامة لوجهة النظر الحديثة تجاه األفراد في المنظمات .وتقوم فلسفة ماغاليغور على االفتراض بأن
كل مدير له فلسفة خاصة تؤثر على سلوكه اإلداري ،وعلى ذلك وضع أنماطا مثالية حول مفهوم
اإلنسان وسلوكه ،واصفا واحدا منها باالفتراضات xالسلبية والثانية باالفتراضات yااليجابية،
كما يوضحها الجدول التالي:
جديل رقم ( :)02ا تراضاا نظرية الفلسفة اإلدارية لماكريغور
ا تراضاا النظرية" "xالتقليدية اتجاه األ راد ا تراضاا النظرية" "yالتقليدية اتجاه األ راد
1جمال الدين محمد المرسي ،ثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .354 ،353
ولةةد ديغاااالس مااوراي ماااكجريجور فةةي 1906فةةةي ديترويةةت فةةي الواليةةات المتحةةةدة،أكتوبر . 1964هةةو عةةالم نفةةس وأسةةةتاذ
جامعي وكاتب واقتصادي أمريكي .كان أستاذا ً إداريا ً في كلية MIT Sloanلإلدارة ورئيسًا لكلية أنطاكية من 1948إلى .1954كما
قام بالتدريس في المعهد الهندي لإلدارة في كلكتا .كان للكتاب الصادر عام 1960بعنوان" الجانب اإلنسةاني للمشةروع " تةأثير عميةق
كثيرا في تطوير نظرية اإلدارة والتحفيز.على ممارسات التعليم .دوغالس ماكجريجور معاصر ألبراهام ماسلو .وبالمثل ،ساهم أيضًا ً
اشتهر بنظريته Xونظرية Yعلى النحو الوارد في كتابه "الجانب اإلنساني للمشروع" ( ، )1960الذي اقترح أن االفتراضات الفردية
للمدير حول الطبيعة البشرية والسلوك تحدد كيف يدير الفرد موظفيه .توفي سنة .1964
53
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
العمل العمل
-أن اإلنسان العادي عنده كراهية متأصلة للعمل -اإلنسان بطبيعته يحب العمل كحبه للراحة
واالستجمام. ويحاول تجنبه قدر المستطاع.
-معظم األفراد البد و أن يجبروا على العمل و -في ظل الظروف االجتماعية و االقتصادية
أن يراقبوا ويواجهوا ويهددوا بالعقاب في قيامهم المناسبة يسعى الفرد للعمل بمحض إراداته وهو
بالتالي يلتزم بتحقيق األهداف بسبب المكافأة أو بالعمل فلو ترك العامل وحده فلن يعمل.
-اإلنسان العادي ينبغي أن يوجه من رئيسه العائد المتوقع بعد تحقيقها.
-في ظل الظروف المالئمة يتعلم اإلنسان تحمل وذلك
المسؤولية بل ويسعى إليها. تجنبا للمسؤولية.
-اإلنسان العادي يفتقر إلى روح المبادرة وال -اإلنسان طموح بطبيعته فهو يكرر تصرفاته
التي ينتج عنها إشباع رغباته وتؤمن له األمن و يسعى
االستقرار. التخاذ موقف المخاطرة.
-اإلنسان العادي خامل غير طموح ويهتم فقط -اإلنسان قادر على استخدام الفكر البناء و
الخيال في حل المشاكل التنظيمية إذا ما أعطي إلى تحقيق األمان واالستقرار.
الفرصة لذلك.
-اإلنسان قادر على اإلبداع و االبتكار وركوب
المخاطر.
المصدر :كمال محمد المغربي ،السلوك التنظيم :مفاهيم ي سس سلوك الفرد يالجماعة
التنظيم ،عمان :دار الفكر للنشر و التوزيع ، ،1993 ،ص 33بتصرف
وبناء على التحليل الذي قدمه ماكريغور فإن نظرية xقامت على افتراضات سلبية متشائمة تمثل
الطريقة التي يدرك بها المديرين األفراد ،فلقد أثبتت بطالنها واعتبرت بمثابة أصداء لما تنتهجه
اإلدارة من خطط تنطلق من افتراضات خاطئة في السلوك اإلنساني .ولكسر حدة اآلثار السلبية لهذه
النظرية قدم ماكغرغور فرضيات النظرية yوالتي يرى أنها الوحيدة التي تبين فعليا الطبيعة
الحقيقية للعامل فإنه يجب:
-على المديرين أن يعتمدوا في سلوكهم ونمط إدارتهم على افتراضات ايجابية عن العاملين ويجب
أن يكون ذلك مرشدا لهم في التسيير.
-إدماج أهداف الفرد مع أهداف المؤسسة.
-يجب االعتماد على مشاركة العاملين ورقابتهم الذاتية لضمان والئهم.
-استبدال مفهوم اإلدارة باإلكراه بمفهوم اإلدارة باألهداف.
ج .نظرية العوامل الوقائية يالعوامل الدا عية لفريدريك هيرزبرغ:
تركز نظرية العوامل الوقائية و العوامل الدافعية لهيرزبرغ على دور العمل وظروفه في حياة
األفراد العاملين .وقد قام هيرزبرغ بدراسة استطالعية ،لمائتين من المحاسبين و المهندسين،
محاوال فهم شعورهم حول األعمال التي يؤدونها ،وقد توصل من تلك الدراسة إلى تصنيف فئتين
من العوامل الدافعية و الفئة الثانية للعوامل الوقائية.
1
وتشمل الفئة األيلى من العوامل الدافعية مايلي:
-الحاجة للشعور باالنجاز.
-الحاجة للشعور باعتراف اآلخرين بأهمية دوره في المنظمة.
-أهمية العمل نفسه وكونه إبداعيا وفيه نوع من التحدي.
1محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة :النظرياا ،العملياا ي الوظائف ،عمان :دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ، ،2004 ،ص ص
. 101،100
54
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
المدارس الحديثة
55
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
والعالقات الرياضية مستخدمين في ذلك أسلوب النماذج في تحليل وحل المشاكل اإلدارية.
والمالحظ أن المدخل الرياضي يكون أكثر فعالية بصفة خاصة عندما يطبق على المشاكل المادية
لإلدارة مثل المخزون والموارد والرقابة على االنتاج ،عنه عندما يطبق على مشاكل السلوك
اإلنساني .ولكن إذا أمكن قياس عوامل السلوك اإلنساني فإن المدخل الرياضي يكون مفيدا ولكنه
ليس بالنهائي .فمثال مشكلة الغياب الزائد عن الحد يمكن قياسها ووضع معيار لها ،ولكن تفسير
اإلجابات الرقمية يستلزم تفكيرا يخرج من نطاق المدرسة الرياضية.1
ومن بين أهم النماذج الرياضية لحل المشكالت الرياضية نذكر مايلي:2
نموذج البرمجة الخطية ويستخدم في تحديد تشكيلة المنتجات المثلى المزمع إنتاجها والتي تحقق
أعلى أرباح وأقل تكلفة.
نموذج النقل والذي يهدف إلى الوصول إلى أفضل شبكة نقل والتي معها تقل تكاليفها إلى أدنى
حد ممكن.
نموذج شبكة بيرت والذي يستخدم في تخطيط المشروعات الجديدة والعمليات اإلنتاجية التي
يعتمد تنفيذها على تتابع معين لألنشطة المكونة للمشروع أو العملية.
نموذج نظرية المباريات (األلعاب) والذي يستخدم في أغراض المفاوضات مع الزبائن
والموردين واألطراف التي تتعامل معها المؤسسة بغرض الوصول إلى االستراتيجيات الواجب
اتباعها والتي تحقق مكاسب مرضية للمؤسسة.
ورغم مزايا هذا المدخل في حل المشاكل اإلدارية المعقدة ،فإن من الصعب النظر إلى الرياضيات
باعتبارها مدرسة منفصلة لإلدارة .حتى بالنسبة للفيزياء والكيمياء والهندسة والطب حيث تظهر
أهمية الرياضيات إال أنها ال تعتبر مدرسة قائمة بذاتها في كل ميدان من الميادين السابقة.3
على الرغم من مبالغة هذه المدرسة في استخدام األرقام إال أنها ساهمت في معالجة العديد من
المشاكل مثل التخزين والنقل ومع ذلك فهي لم تهمل المشاكل السلوكية .ويمكن القول أن هذه
ا لمدرسة هي كمية بالدرجة األولى ولكن المشاكل الهامة التي ال يمكن وضعها بصورة كمية تجرى
معالجتها بصورة وصفية .ومهما كانت الطرق المستخدمة سواء كمية أو وصفية فإن بحوث
العمليات تستخدم التخاذ قرارات رشيدة وخطط منطقية قابلة للتطبيق.4
.2مدرسة اتخات القرار :
تنسب هذه المدرسة إلى هيربرا سيمون ( )herbert simonالذي أعطى تعريفا للتسيير يتمثل
في كونه عملية اتخاذ القرارات .فحسب هذه المدرسة فإن المسير هو عون التخاذ القرار ،وأن
جوهر التسيير هو اتخاذ القرار .وعلى المسير أن ينجز القرارات الرشيدة والعقالنية التي تساعد
على تحقيق األهداف .والقرار الجيد في نظر سيمون ليس الذي يؤدي إلى قدر أكبر للكفاءة ،بل هو
ذلك الذي يحوز على موافقة أغلبية المعنيين بالقرار عن طريق استخدام أسلوب التفاوض واإلقناع.
5
ونعرض فيمايلي أفكار هذه المدرسة من خالل المفاهيم التي قدمها سيمون:
-إن الفهم الصحيح للمنظمة واإلدارة وسلوك األفراد ،إنما ينبع من فهم عملية اتخاذ القرارات،
كيف تتخذ ،وكيف تنظم ،وماهي العوامل المؤثرة في نجاحها .فالمدير أيا كان مستواه اإلداري
فعمله األساسي هو اتخاذ القرارات وتنفيذها بواسطة اآلخرين (المرؤوسين).
رضا صاحب أبو حمد آل علي ،سنان كاظم الموسوي ،مرجع سابق ،ص .63 4
عمر وصيفي عقيلي ،اإلدارة المعاصرة :التخطيط-التنظيم-الرقابة ،دار زهران للنشر ،عمان ،2011 ،ص ص .136-135 5
56
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
-اإلدارة الجيدة هي التي تنمي وتنظم عملية اتخاذ القرارات ،بطريقة تجعلها في أقصى درجات
الكفاءة الممكنة ،آخذة في اعتبارها أنها تتعامل مع مجموعات عمل إنسانية ،واألفراد مرتبطون بها،
ويتأثرون بضغوطها ،فالفرد ليس وحدة عمل منعزلة.
-في كل مستوى إداري وعبر الهيكل التنظيمي للمنظمة ،هناك نقاط للسلطة لها الحق في اتخاذ
القرارات ،وبالتالي يوجد داخل كل منظمة سلسلة من نقاط اتخاذ القرارات ،متماشية مع خط السلطة
الذي ينساب من قمة الهرم التنظيمي وحتى قاعدته.
-عملية اتخاذ القرارات تحتاج إلى اتصال جيد ،إلحداث التفاعل والتعاون البناء بين أعضاء
المنظمة ،فمتخذ القرار دون هذا التفاعل والتعاون ،ال يمكنه أن يحصل على المعلومات التي يريدها
ليبني قراره عليها.
-يؤكد سيمون على أن التفاعل والتعاون داخل المنظمة ،يؤثران في األنماط السلوكية واتجاهات
األفراد العاملين فيها.
-على متخذ القرار مراعاة تأثير قراره الذي يريد اتخاذه في اآلخرين ،ودراسة ردة فعلهم اتجاهه،
وفي هذا المجال يجب عليه مراعاة الظروف اإلنسانية والموضوعية ،ليكتسب قراره النجاح
والتأييد.
-هناك نوعان من الرشد التنظيمي :األول مثالي ويعبر عن السلوك أو التصرف الذي يصدر من
متخذ القرار ويهدف إلى تعظيم المنفعة ،حيث يفترض توفر المعلومات الكافية المطلوبة أمام متخذ
القرار عن كل بديل يضعه والنتائج الممكنة والمتوقعة منه ،وقد سمى سيمون متخذ القرار هنا
بالرجل االقتصادي ،الذي أكدت عليه النظرية الكالسيكية .والرشد الثاني هو الرشد الواقعي ويعبر
عن الرشد العقالني العملي ،حيث يسعى متخذ القرار إلى تعظيم المنفعة في ظل اإلمكانيات
المتاحة،آخذا بعين االعتبار قيود البيئة التي تحد من الوصول إلى القرار المثالي ،وقد سمى سيمون
متخذ القرار هنا بالرجل اإلداري الذي نال تأييده.
والجدير باإلشارة إلى أن التركيز على مدخل دراسة وتحليل القرارات فقط ال يعد كافيا للتوصل إلى
نظرية متكاملة لإلدارة أو التسيير .ألن اتخاذ القرار ماهو إال فعل يقوم به المسير أثناء ممارسة
العملية التسييرية وال يمكن أن نعتبره تسييرا.
.3مدرسة النظم:
انطلقت مدرسة النظم من حقيقة اعتبار المنظمة وحدة اجتماعية هادفة ،وجعلت ذلك المنطق قاعدة
فكرية في التعامل مع المتغيرات التي أرست جوانبها النظرية .1وتركز هذه النظرية على كون
المنظمة نظاما مفتوحا على البيئة يعتمد عليها في الحصول على عناصر إنتاجه الرئيسية وعلى
تصريف ما ينتجه ،ومميزات هذا النظام المفتوح هي:2
-الحصول على عناصر مدخالت النظام (عناصر اإلنتاج) من البيئة.
-تحويل عناصر المدخالت البيئية من خالل نشاطات محددة إلى منتجات أو خدمات جاهزة
تطلبها البيئة.
-تصريف المنتجات والخدمات إلى البيئة.
ويعرف النظام أو النسق بأنه مجموعة من العناصر المترابطة والمتكاملة والتي تعتمد في وجودها
على بعضها البعض والتي تكون وحدة مركبة واحدة تتفاعل مع البيئة المحيطة بها.3
و في السنوات األخيرة ،زاد تركيز علماء اإلدارة على مدخل النظم كأساس لدراسة وتحليل العملية
اإلدارية .ومما الشك فيه أن هذا المدخل كان له دورا أساسيا في تطوير وتعميق النظرة إلى
1خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .83
2صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .110
3سعيد محمد المصري ،التنظيم ياإلدارة :مدخل معاصر لعملياا التخطيط يالتنظيم يالقيادة يالرقابة ،الدار الجامعية للطبع والنشر
والتوزيع ،االسكندرية ،1999 ،ص .33
57
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
الظاهرة اإلدارية .فاإلدارة كنظام هي مجموعة من األنظمة الفرعية المتكاملة التي تعتمد على
بعضها ،والتي تكون في مجموعها كال متكامال يتفاعل مع البيئة المحيطة؛ ونظم أنشطية فرعية
كنظام االنتاج ،والتسويق ،والموارد البشرية ..وغيرها .كما قد توجد أنظمة فرعية تفصيلية إلعداد
الميزانيات التقديرية ،والتخاذ القرارات ...وغيرها .وكل هذه النظم ومستوياتها في مجموعها
تكون منظومة متكاملة للنظام اإلداري؛ الذي هو في ذات الوقت جزء متكامل من البيئة المحيطة.1
وأسلوب النظم في اإلدارة يشير إلى عملية تطبيق التفكير العلمي في حل المشكالت اإلدارية.
فنظرية النظم تطرح أسلوبا في التعامل ينطلق عبر الوحدات واألقسام وكل النظم الفرعية المكونة
للنظام الواحد ،وكذلك عبر النظم المزاملة له فالنظام أكبر من مجموع األجزاء .2فهو يتناول القضايا
والمشاكل من خالل إطارها الكلي ثم يحللها ويجزؤها إلى أجزاء لها داللتها ولكن ضمن إدراك كلي
لدرجة االعتمادية المتبادلة بين هذه األجزاء ،وكذلك بين هذه األجزاء ضمن إطار النظام الذي تعمل
فيه ،وبين بيئة هذا النظام الكلية .وبذلك يكون أي تغيير في أي من هذه األجزاء مؤثرا على أجزاء
النظام األخرى ،و كذلك فإن أي تغيير في النظام ككل يؤثر على و يتأثر بأنظمة النظام االجتماعية
األكبر.3
وعليه فإن أخذ هذه الفكرة بعين االعتبار في التسيير يحتم على المسيرين من أجل ضمان تحقيق
الكفاءة والفعالية في أعمالهم التسييرية انتهاج ما يصطلح عليه بتحليل النظم .وهو يشير إلى
الطريقة التي يتم بها حل المشكالت وتتخذ بواسطتها القرارات .كما أن هذه النظرية تجبر المسيرين
في ميدان التسيير أن يكونوا بصفة مستمرة على بينة من أن معالجة مشكلة واحدة ال يجب أن تتم
دون أخذ ارتباطها وتداخلها مع المشكالت األخرى.
.4المدرسة الموقفية:
تبنى هذه النظرية التي ترتبط بالعالم يدلر ( )fiedlerفرضياتها ارتكازا على نظرية النظم .
ويرتكز جوهر هذه المدرسة على أنه ال توجد طريقة واحدة مثلى لإلدارة تناسب كل الظروف
والمواقف لتحقيق الكفاءة والفعالية ،حيث أن النمط اإلداري الذي يصلح لموقف معين ربما ال يصلح
في موقف آخر . 4فأساس عمل اإلدارة هنا هو معرفة الموقف ومن ثم اعتماد النمط اإلداري الالزم
والمناسب وفقا لما تحدده من أهداف.5
بعبارة أخرى تعكس هذه المدرسة اإلدارة حسب المواقف ،بمعنى أن المسير يجب أن يكيف سلوكه
وأسلوبه اإلداري ليتالءم مع طبيعة وأبعاد المواقف المختلفة.
6
إذن تقوم هذه النظرية على األسس التالية:
ليس هناك طريقة واحدة يمكن اتباعها في اإلدارة.
إن الممارسات اإلدارية يجب أن تتماشى مع المهام المختلفة التي يقوم بها األفراد مع البيئة
الخارجية ،ومع حاجات األفراد في المؤسسة.
إنها تمثل تحديا لقدرة المديرين التحليلية والقدرة على رؤية الذات والبيئة بأنواع مختلفة من
الظروف والمواقف وهذا هو الطريق لتطوير وتنمية الشخصيات.
1نفس المرجع.
2هاني عبد الرحمن صالح الطويل ،اإلدارة التربوية يالسلوك المنظم :سلوك األ راد يالجماعاا النظم ،دار وائل للنشر ،عمان،
الطبعة الرابعة ،2006 ،ص .90
3نفس المرجع ،ص ص .102 ،101
4فاطمة سعدي ،مبادئ دارة األعمال ينظرياا المنظمة :دريس ي سئلة مسابقاا الدكتوراه ي لولها ،الكتب ل ت د ،لندن،2019 ،
ص .98
5فريد فهمي زيارة ،مرجع سبق ذكره ،ص .113
6فاطمة سعدي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .99 ،98
58
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
إن المؤسسة نظام مفتوح يتكون من نظم مختلفة يتفاعل بعضها مع بعض وترتبط مع البيئة
الخارجية بعالقات متشابكة.
تتكون المؤسسة من ثالثة نظم فرعية هي :النظام الفرعي الفني أي انتاج سلع وخدمات
المؤسسة ،النظام الفرعي التنظيمي أي تنسيق العالقات الداخلية للمؤسسة و النظام الفرعي
للمؤسسة أي تنسيق العالقات الخارجية مع البيئة.
تقييم المدرسة الموقفية:
لقد وجهت انتقادات إلى المدرسة الموقفية على أنها محاولة لتوحيد النظريات واألفكار اإلدارية
لكن الحقيقة الواضحة هي أن اإلدارة الموقفية هي محاولة حديثة لتكييف النظريات واألفكار لتتالءم
مع طبيعة الحياة العملية المتغيرة للمؤسسات .1كما أنها ال تسعى إلى وضع حلول جوهرية وتترك
األمر للموقف ،كما انها تقلل من أهمية مبادئ اإلدارة .ولكن تتميز هذه النظرية بأنها تمنح مرونة
عالية للمديرين للتصرف وفق ما تمليه الظروف و المواقف.2
رابعا:اإلطار المتكامل لإلدارة
بعض عرض مدارس التسيير وأهم افكارها ،فإنه يمكن القول أن التراكم المعرفي المتكامل هو
السمة السائدة وليس التناقض الفكري الحاد لهذه المداخل حيث أن اإلدارة وهي تبحث عن فعالية
وكفاءة المؤسسة تحاول إيجاد التوليفة المناسبة من التطبيقات والممارسات التي تزودها بها هذه
المدارس ومداخلها أو اتجاهاتها .بعبارة أخرى هدف هذه اإلدارة في المؤسسات هو إنجاز األعمال
بكفاءة وفعالية ويمكن التعبير عن تكامل األفكار في جميع المدارس بهدف الوصول إلى الكفاءة
3
والفعالية واعتماد المديرين أساليب وأدوات ومفاهيم ونظريات من مختلف المدارس واالتجاهات
بالشكل التالي:
شكل رقم ( :)10مدخل تكامل لإلدارة
اإلدارة
الناجحة المصدر :عد إلى:
59
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
-صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .69
بتصرف
-عمر محمد درة ،مرجع سبق ذكره ،ص .130
يوضح الشكل رقم ( )10أن هناك عالقات تكامل بين مداخل دراسة اإلدارة بعضها البعض وأنها
ليست متناقضة أو متعارضة وتساعد نظرية النظم والنظرية الموقفية على تحقيق التكامل بين
المداخل المختلفة لدراسة اإلدارة.1
خامسا :نظرياا ي ساليث دارية ديثة المؤسساا
.1اإلدارة اليابانية ( نظرية Zلإلدارة):
وضع يليام يتش ) ( William Ouchiنظرية Zفي بداية الثمانيات ( . )1981فقد الحظ في
دراسته تفوق إنتاجية المنظمات اليابانية على المنظمات األمريكية بالرغم من تفوق األخيرة في
عناصر اإلنتاج من رأس المال وعدد العاملين ...وقد أرجع يتش سر التفوق الياباني إلى
األسلوب اإلداري في المنظمات اليابانية ،ولذلك ليرى أنه يتعين على المنظمات األمريكية لحل
مشكلة إنتاجية التعلم من اليابانيين كيفية إدارة العنصر البشري .فاإلدارة اليابانية تدور حول فلسفة
3
مؤداها خلق العامل السعيد في عمله .2ويرى يتش أن نظرية Zتقوم على ثالثة أعمدة:
.الثقة :كلما زادت الثقة بالعامل زادت إنتاجيته .وتنمو هذه الثقة من خالل المصارحة و المشاركة
و التعاون بين العاملين على كافة المستويات اإلدارية ،وكذلك بين المنظمات و النقابات العمالية و
المنظمات الحكومية.
ب .األلفة يالمودة :حيث ينظر العامل الياباني إلى صاحب المنظمة باعتباره رب األسرة يعمل في
كنفه في جو من األلفة و المودة تسوده العالقات اإلنسانية المبنية على االحترام المتبادل و التقدير و
االنسجام.
ج .الحذق ي المهارة :و تعني مهارة اإلشراف حيث يتوجب على المشرف التعرف على أحوال
العاملين وأنماط سلوكهم و مهاراتهم ،مما يمكن من تكوين فرق عمل متجانسة تحت إشرافه تكون
قادرة على التعاون وتحقيق مستويات أعلى من اإلنتاجية كما تمكنه هذه المعرفة من بث روح
التعاون و الثقة بين مرؤوسيه.
4
ويمكن إيجاز سمات المنظمة اليابانية في إطار نظرية Zفي اآلتي:
التوظيف الدائم ( مدى الحياة).
البطء في التقويم و الترقية.
عدم االختصاص في الحياة الوظيفية.
فرض وسائل الرقابة الضمنية على أداء األفراد.
اتخاذ القرارات جماعيا.
المسؤولية الجماعية.
النظرة الشمولية لالهتمام بالعاملين.
االهتمام الشمولي بالسيطرة النوعية من خالل حلقاتها.
و عليه فلقد استمدت نظرية » « Zمقوماتها الفلسفية و الفكرية من التجربة اليابانية و من
طبيعة و دور البناء االجتماعي و الثقافي و التربوي للمجتمع الياباني .فكما أسلفنا فلقد حددت معالم
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .80 1
60
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
هذه النظرية بثالث مرتكزات أساسية و هي الثقة ،األلفة و المودة و المهارة .فقد أكدت هذه
النظرية على الجوانب اإلنسانية وتعميق مفاهيمها في ميدان العمل .كما أنها تمثل تطوير النموذج
الياباني في اإلدارة يتالءم مع القيم و الثقافة األمريكية ،و بذلك أثبت اليابانيون أنه بقدر ما لديهم من
قدرة على استيراد ما هو خارجي و أقلمته حسب القيم و الثقافة اليابانية ،فإن لديهم أيضا قدرة على
تصدير ما لديهم من أساليب و نماذج إدارية و أقلمتها حسب القيم و الثقافة الخارجية.
.2اإلدارة باألهداف:
.لسفة اإلدارة باألهداف:
تعود فكرة اإلدارة باألهداف إلى جهود العالم اإلداري بيتر دريكر ( )Peter Druckerفي أوائل
الخمسينات .1وتمثل أحد االتجاهات الحديثة في الفكر اإلداري ،فهي تنظر إلى العملية اإلدارية
نظرة متكاملة ،تساعد المديرين على تطوير أساليبهم اإلدارية في التعامل مع المشكالت بفعالية،
وهي تحاول تحقيق التكامل بين أهداف المؤسسة وأهداف العاملين فيها ،من خالل مجموعة من
األهداف من خالل تحقيق أهداف المجموعة األخرى.2
ب .خطواتها:
تقوم الفكرة الرئيسية لإلدارة باألهداف والنتائج على اشتراك كل من الرئيس والمرؤوس في
3
عمليتي التخطيط والرقابة ،وتتكون خطوات هذه العملية من اآلتي:
-يقوم المرؤوسين بتحديد األهداف المتوقع تحقيقها في األجل القصير (خالل سنة) ،وتحديد
األساليب والطرق التي من خاللها يمكن تحقيق تلك األهداف ،وكذلك تحديد المعايير التي تساعد
على قياس مدى النجاح في تحقيق النتائج المرجوة.
-يناقش الرئيس مع المرؤوسين خطة العمل المقبلة ،ويقوم بتحديد دقيق لدور المرؤوسين في
تحقيق الخطة ،وكذلك تحديد المساعدات والتسهيالت ،التي يقدمها الرئيس إلى المرؤوسين
لمساعداتهم في إنجاز أعمالهم بكفاءة.
-يتولى الرئيس عملية اإلشراف والمتابعة على عمل المرؤوسينن ويتعرف على المشكالت التي
تصادفهم وتعوق تحقيق األهداف ويعاونهم في حلها ،كما يقدم للمرؤسين كافة اإلرشادات
والتسهيالت المادية والمعنوية ،التي تساعدهم على أداء أعمالهم بالكفاءة المطلوبة.
-يقوم الرئيس بتقييم النتائج التي توصل إليها المرؤوسين ويستعرض ما تم إنجازه من خالل
مقارنة النتائج التي تحققت فعال بالهداف والمعايير ،السابق تحديدها ،وينتج عن هذه العملية اكتشاف
األخطاء واالنحرافات عن المعايير المخططة ،ويسعى المدير جاهدا إلى إزالة أسبابها وتالفي
حدوثها مرة أخرى ،ثم يبدأ الطرفان في إعداد خطة عمل جديدة لتحقيق أاهدافها في المستقبل.
ج .وائد اإلدارة باألهداف:
4
يمكن في حالة حسن تطبيق نهج اإلدارة باألهداف رصد الفوائد التالية:
-تنمية القدرات التخطيطية لدى الرؤساء والمرؤوسين وإدراك أهمية األهداف في حياة المؤسسة
بالنسبة لألطراف المعنية بالنشاط.
-التعرف على المشكالت العملية القائمة والمحتملة وبالتالي التنبه إلى مؤشرات التغيير والتعامل
ايجابيا معها.
-تقوية روابط التعاون والتنسيق بين الرؤساء والمرؤوسين وخلق جو من التفاهم والتفاعل
االيجابي فيما بينهم مما يعزز الثقة واالنتماء داخل المؤسسة.
صبحي جبر العتيببي ،تطور الفكر ي األساليث اإلدارة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،2004 ،ص .55 1
عبد هللا الحسيني ،قصة اإلدارة ياإلدارة اإلسالم ،كراسات الثقافة العلمية ،مصر ،2011 ،ص .50 2
صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .60 ،59 4
61
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
-تساعد اإلدارة باألهداف اإلدارة العليا في تقييم العاملين بشكل أكثر دقة وواقعية بسبب عملية
التواصل المستمر خالل ممارسة النشاط مما يمكن اإلدارة العليا من اكتشاف المبدعين وتحديد
المقصرين ومعالجة ذلك أوال بأول.
-االستفادة القصوى من كافة اإلمكانيات المتاحة للمؤسسة في بيئتها الداخلية والخارجية.
-القضاء على التسيب اإلداري خاصة من خالل المتابعة الحثيثة أثناء ممارسة النشاط ومن خالل
حذف الوظائف التي ال أهداف جزئية لها تخدم أهداف المؤسسة.
-زيادة اإلنتاجية.
د .سبل التطبيي:
ليس من السهل ضمان نجاح هذا األسلوب اإلداري في المؤسسة ،ولقد مرت على العاملين العديد
من المشاكل و العديد من أنماط اإلدارة والنظريات التي عكست بعض النواحي السلبية ،لذلك البد
1
من اتباع خطوات معينة ومحددة للتطبيق أهمها:
-زيادة التفويض في الصالحيات واالبتعاد عن المركزية.
-المزيد من المشاركة في اإلدارة.
-االيمان بالنواحي اإلنسانية في العمل.
-إعطاء التنظيم غير الرسمي أهمية أكبر.
-تطبيق األسلوب الديمقراطي في اإلدارة.
-اغناء العمل وتوفير حرية الحركة وتشجيع اإلبداع.
2
ه .المآخذ يالصعوباا الت تواجه سلوب اإلدارة باألهداف:
يعزو البعض عدم نجاح أسلوب اإلدارة باألهداف إلى األمور التالية:
-عدم رغبة العديد من المديرين وذوي السلطة في تطبيق هذا األسلوب اإلداري العتبارهم إياه
غير عملي يدفع إلى الملل والكلل ويفتح الباب أمام الجدل وإذاعة الوقت وزيادة الجهد والنفقات.
-إن هذا األسلوب يكشف أهداف وخطط المؤسسة العملية ليس فقط للعاملين بل قد يتجاوز ذلك
إلى المتعاملين والمنافسين من خالل كشف ومعرفة األهداف.
-صعوبة التوفيق بشكل مرض بين مختلف األهداف التي ترتكز عليها أهداف المؤسسة.
-مدخالت هذا األسلوب اإلداري متنوعة ومتعددة والقدرة على السيطرة عليها محدودة في ظل
الظروف والمتغيرات.
-صعوبة وضع مقاييس ومعايير للنتائج المطلوب الوصول إليها ،خاصة فيما يتعلق بمجال
الخدمات.
-ارتفاع تكلفة التدريب لكل من العاملين والمديرين ،حتى يتمكنوا القيام بالمجموعات ،التي
يتطلبها أسلوب اإلدارة باألهداف.
-اإلدارة باألهداف تحاسب العاملين على تعهدات المستقبل وليس على اإلنجاز الفعلي حيث أن
العاملين يتفقون ورؤسائهم على أداء محدد يلتزمون بالوفاء به في نهاية فترة مستقبلية ويحاسبون
عندها في ضوء هذا االلتزام .وهذا أمر يعتبره الكثيرون غاية في الصعوبة في ضوء مستجدات
المستقبل مما يجعل مثل هذا االلتزام غير منطقي.
.3دارة الجودة الشاملة:
.مفهوم دارة الجودة الشاملة:
1ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .78
2عد إلى :
-عبد هللا الحسيني ،مرجع سبق ذكره ،ص .53
-صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .60
62
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
يعد مدخل إدارة الجودة الشاملة أحد أبرز المفاهيم واالتجاهات الحديثة في اإلدارة التي القت نجاحا
كبيرا في المؤسسات ،والتي تعمل على إحداث تغييرات جذرية في أسلوب عمل المؤسسة وفي
فلسفتها و أهدافها ،بغرض إجراء تحسينات شاملة في جميع مراحل أداء العمل ،عن طريق بناء
ثقافة وفلسفة عميقة للجودة بمعناها الشامل داخل األفراد في المؤسسة بجميع مستوياتها اإلدارية.1
ويمكن تعريف إدارة الجودة الشاملة على أنها منهج علمي لتطوير أداء المؤسسات والعاملين بهدف
تقديم سلع أو خدمات تلبي احتياجات وتوقعات ورضاء العمالء ،وذلك من خالل الحرص على
التحسين المستمر وتدريب العاملين والعمل الفريقي وإشراك العمالء في جميع مراحل العمل.2
وفي السياق نفسه تعرف على أنها مجموعة من المبادئ واألساليب والمهارات التي تستهدف
التحسين المستمر لألداء في العمليات والوظائف والمنتجات والخدمات واألفراد ،باستخدام الموارد
المالية والبشرية ،من خالل االلتزام واالنضباط واالستمرارية لمواجهة احتياجات وتوقعات العمالء
الحالية والمستقبلية وتحقيق رضاهم.3
ب .مرا ل عملية تطبيي دارة الجودة الشاملة:
4
تمر عملية تطبيق إدارة الجودة الشاملة بالمراحل التالية:
مر لة اقتناع يتبن اإلدارة دارة الجودة الشاملة :وفي هذه المرحلة تقرر إدارة المؤسسة
رغبتها في تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ،ومن هذا المنطلق يبدأ كبار المديرين بالمؤسسة
بتلقي برامج تدريبية متخصصة عن مفهوم النظام ومتطلباته والمبادئ التي يستند عليها.
مر لة التخطيط :وفيها يتم وضع الخطط التفصيلية للتنفيذ ،وتحديد الهيكل الدائم والموارد
الالزمة لتطبيق النظام.
مر لة التقويم :وغالبا ما تبدأ عملية التقويم ببعض التساؤالت المهمة والتي يمكن في ضوء
اإلجابة عليها تهيئة األرضية المناسبة للبدء في تطبيق إدارة الجودة الشاملة.
مر لة التنفيذ :وفي هذه المرحلة يتم اختيار األفراد الذين سيعهد إليهم بعملية التنفيذ ،ويتم
تدريبهم على أحدث وسائل التدريب المتعلقة بإدارة الجودة الشاملة.
مر لة تبادل ينشر الخبراا:وفي هذه المرحلة يتم استثمار الخبرات والنجاحات التي يتم
تحقيقها من تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة.
ج .وائد دارة الجودة الشاملة:
يمكن ايجازها في النقاط التالية:5
تحسين في الجودة والقدرة على المنافسة .فالتحسين الذي يتحقق في الجودة يمكن من البيع
بأسعار أعلى دون إغصاب العميل ويقلل من تكاليف التسويق حيث أن شعار الجودة الشاملة (فعل
الشيء الصحيح بطريقة صحيحة من أول مرة).
زيادة الفعالية التنظيمية ،فاإلدارة الشاملة للجودة تعطي قدرة أكبر للعمل الجماعي وتحقق تحسنا
في االتصاالت واشتراك الجميع في حل المشاكل وتحسين العالقة بين اإلدارة والعاملين ،وبهذا يقلل
معدل دوران العمالة.
1بلية لحبيب ،دارة الجودة الشاملة :المفهوم-األساليث-شريط التطبيي ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،القاهرة ،2019 ،ص
.29
2مدحت محمد أبو النصر ،دارة الجودة الشاملة :استراتيجية كايزن اليابانية تطوير المنظماا ،المجموعة العربية للتدريب
والنشر ،بدون بلد نشر ،2015 ،ص .56
3بهجت راضي ،دارة الجودة الشاملة :المفهوم يالفلسفة يالتطبيقاا ،دار روابط للنشر وتقنية المعلومات ودار الشقري للنشر،
القاهرة ،2018 ،ص .25
4محمد عوض الترتوري ،محمد زايد الرقب ،بشير مصطفى الناصر ،دارة الجودة الشاملة المكتباا يمراكز المعلوماا
الجامعية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ، ،ص .52
5أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .33
63
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
تح قيق رضا العميل .فاإلدارة الشاملة للجودة تركز على تعرف المؤسسة على احتياجات العميل
وتحديد ما تقدمه له اآلن وما ينبغي أن تفعله لتقديم المزيد ،وتحدد الجودة الشاملة دورة كل فرد أو
جماعة في هذا المجال بدءا من مرحلة بحوث السوق لتحديد المواصفات التي تخص العميل.
د .هداف دارة الجودة الشاملة:
تهدف إدارة الجودة الشاملة إلى مايلي :
1
التركيز على احتياجات السوق والعمل على ترجمة هذه االحتياجات إلى مواصفة للتصميم قابلة
للتنفيذ.
تحقيق أعلى أداء في كل المجاالت.
وضع إجراءات بسيطة ألداء الجودة.
عمل مراجعة مستمرة للعمليات إلزالة الهدر أو الفاقد.
ابتكار مقاييس جديدة.
إدراك المنافسة وتطوير استراتيجية المنافسة.
وضع أسلوب تطوير مستمر بالنهاية.
ه .مبادئ دارة الجودة الشاملة:
2
يمكن تلخيص هذه المبادئ على النحو التالي:
التفهم الكامل وااللتزام وروح المشاركة من قبل اإلدارة العليا بجعل الجودة في المقام األول من
اهتماماتها.
االستمرارية في العمل من أجل تحسين العمليات التي تؤدي إلى تحسين الجودة.
التنسيق والتعاون بين اإلدارات واألقسام في المؤسسة مع التأكيد على استخدام فرق العمل.
إشراك جميع الموردين في جهود وتحسين الجودة ،من خالل تعاون المؤسسة مع هؤالء
الموردين على استعمال برامج إدارة الجودة الشاملة.
بناء ودعم ثقافة في المؤسسة تهدف إلى التحسين المستمر ،وخلق عالقات عمل بين أفرادها
وضرورة التمييز بين الجهود الفردية والجماعية.
إشراك جميع أعضاء المؤسسة في الجهود الرامية إلى تحسين الجودة.
تركيز الجودة على تلبية حاجات المستهلك.
ي .معوقاا تطبيي دارة الجودة الشاملة:
هناك عدة معوقات تقف حائال دون التطبيق الناجح إلدارة الجودة الشاملة نورد أهمها على النحو
التالي:3
عدم االلتزام الجدي من قبل اإلدارة العليا وقد يعود ذلك لقلة التدريب والخبرة الضرورية.
معارضة العاملين حيث أنه غالبا ما يقاومون نظام الجودة الشاملة وذلك بسبب األهداف الطويلة
أو الخوف من التغير.
الفشل في تغيير فلسفة المؤسسة حيث أن عدم قدرة اإلدارة على خلق ثقافة يتم من خاللها تشجيع
األفراد على المساهمة بآرائهم ومقترحاتهم.
تركيز المؤسسة على أساليب غير متوافقة مع نظام اإلنتاج واألفراد فيها.
64
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
التركيز على أدوات محدودة أكثر من التركيز على النظام ،حيث أن التركيز يجب أن يكون على
النظام بأكمله وعلى تحقيق وتحسين الجودة للعمليات.
توقع نتائج سريعة لنظام إدارة الجودة الشاملة.
البدء في تطبيق إدارة الجودة الشاملة بشكل متزامن مع مشاكل عدم االستقرار في اإلدارة العليا.
فشل اإلدارة العليا في توفير الجهد المالئم للتحسينات المختلفة.
فشل اإلدارة في توفير المكافآت وتقدير إنجاز األفراد وغياب نظم فعالة لالتصال.
ز .المتطلباا الرئيسية لتطبيي دارة الجودة الشاملة:
حدد بعض الكتاب والباحثين المقومات والمتطلبات الواجب توافرها في المؤسسات الراغبة في
1
تبني وتطبيق إدارة الجودة الشاملة بنجاح في النقاط التالية:
عادة تشكيل ثقا ة المؤسسة :إن إدخال أي مبدأ جديد في المؤسسة يتطلب إعادة تشكيل لثقافة
تلك المؤسسة حيث أن قبول أو رفض أي مبدأ يعتمد على ثقافة ومعتقدات العاملين في المؤسسة.
الترييج ي تسويي البرنامج :نشر مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة لدى جميع العاملين.
التعليم يالتدريث :حتى يتم تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالشكل الصحيح فإنه يجب تدريب
وتعليم المشاركين بأساليب و أدوات هذا المفهوم الجديد حتى يمكن أن يقوم على أساس سليم وصلب
وبالتالي يؤدي إلى النتائج المرغوب من تطبيقه.
االستعانة بالمستشارين :بهدف تدعيم خبرة المؤسسة ومساعدتها في حل المشاكل التي ستنشأ
وخاصة في المراحل األولى.
تشكيل رق العمل :هذه الفرق ستقوم بالتحسين لذا فيجب أن يكونوا من األشخاص الموثوق بهم،
ولديهم االستعداد للعمل والتطوير وكذا يجب أن يعطوا الصالحية لمراجعة وتقييم المهام التي
تتضمنها العملية وتقديم مقترحات لتحسينها.
التشجيع يالحفز :على المؤسسة تبني برامج حوافز فعال ومرن يخلق جو من الثقة والتشجيع
والشعور باالنتماء للمؤسسة وبأهمية الدور الموكل إليهم في تطبيق البرنامج.
اإلشراف يالمتابعة :من ضروريات تطبيق برنامج الجودة هو اإلشراف على فرق العمل بتعديل
أي مسار خاطئ ومتابعة إنجازاتهم وتقويمها إذا تطلب األمر.
استراتيجية التطبيي :يتطلب البدء بتطبيق إدارة الجودة الشاملة توفر قاعدة للبيانات تشمل
معلومات دقيقة شاملة لواقع المؤسسة ،والخدمات التي تقدمها ،ومن المستفيدين منها ،وصعوبات
إنجاز العمليات بشكل دقيق ،بما يضمن تقييم واقع المؤسسة ،وتحديد المشكالت القائمة والمتوقعة
واألسباب التي تدفع المؤسسة إلى تبني هذا المفهوم.
سادسا :نظرية اإلدارة الفكر اإلسالم
تستند أساسيات اإلدارة في اإلسالم إلى مصادر مهمة كالقرآن الكريم وهو كالم هللا المعجز
المنزه واألصل األول لجميع األحكام اإلسالمية ،بما فيه اإلدارة حيث لم تذكر قضايا تفصيلية عنها،
وإنما أرسى المبادئ واألسس الذي يقوم عليه العمل اإلداري ،وكذلك من السنة النبوية الشريفة،
وهي كل ما نقل عن الرسول ﷺ من قول وفعل وتقرير ،مفصلة بما جاء به القرآن الكريم،
وتضمنت جوانب كثيرة لها صلة باإلدارة.2
لقد أسهم اإلسالم بشكل كبير في تطوير اإلدارة وإرساء مبادئها وعملياتها اإلدارية ،ولم يقتصر
الفكر اإلسالمي على تقديم أفكار وأسس نظرية فقط ،بل إضافة إلى ذلك فقد أعطى صورا ونماذج
محمد عوض الترتوري ،محمد زايد الرقب ،بشير مصطفى الناصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .52 ،51 1
عبد هللا الحسيني السنباطي ،مرجع سبق ذكره ،ص .05 2
65
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
لتطبيق هذه المبادئ .1ويمكن الجزم أن اإلسالم قد وضع منهجا متكامال ونظاما لإلدارة وذلك يستند
2
إلى المبررات التالية:
إن رسالة اإلسالم ونبي اإلسالم سيدنا محمد ﷺ رسالة اتسمت بالعمومية ،حيث أن النظام
اإلسالمي إذا ما أحسن تطبيقه يكون صالحا لكل مجاالت الحياة ولكل النظم.
إن هذا النظام من عند هللا سبحانه وتعالى ،ولذلك عالج مختلف النقاط والجوانب السلوكية
والعالقات االجتماعية والثواب والعقاب وبناء النسيج المتنكامل الذي يؤدي إلى تحقيق األهداف في
أقصر وقت وبأقل التكاليف وعلى ما أحسن ما يكون األداء.
تعتبر اإلدارة جزء من الكل والدين يتسع فيشمل جميع مناحي الحياة كما أن أجزاءه تعتمد على
بعضها البعض.
اإلدارة اإلسالمية ربانية األصول بشرية التطبيق تعتمد على األخذ باألسباب ،فاالستعداد والتهيؤ
ثم التوكل على هللا.
اإلدارة في اإلسالم إنها إنسانية النزعة فهي تنظر للعمل اإلداري من زواياه اإلنسانية والوالة
والحكام رحمة .
إنها متوازنة تقوم على الوسطية واالعتدال دين ودنيا ،مادة وروح ،فرد وجماعة ،وسط من
وسط ،وخيار من خيار.
إنها علمية ورشيدة تتوفى العقول والبينة والدليل وتعمل الفكر والرأي وتقبلهما للوصول إلى
القاعدة الرشيدة.
والجدير بالذكر أن النظرية اإلدارية في اإلسالم كانت سابقة للعديد من المدارس اإلدارية قديمها
3
وحديثها في العديد من األصول والمبادئ اإلدارية التي قامت عليها والتي من بينها نذكر ما يأتي:
.1مبد الجدارة ياالستحقاق:
يستمد اإلسالم تشريعاته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،حيث بينت العديد من اآليات
واألحاديث مكانة الكفاءة والجدارة في العمل التي البد من توافرها في الفرد المسلم ،قال تعالى ﴿:إن
خير من استاجرت القوي األمين﴾ ،اآلية ،25سورة القصص .كما جاء في قول الرسول ﷺ :
«المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف» وقال أيضا« :من ولي من امر المسلمين شيئا فولى
رجال وهو يعلم من هو أصلح منه فقد خان هللا ورسوله» ،ولعل هذا يعد إلزاما لإلدارة باختيار
أفضل الكفاءات للوظيفة وأكثرها تحقيقا لمتطلباتها ومواصفاتها.
.2مبد تالزم السلطة يالمسؤيلية:
بما يعرف بالسلطة المطاعة واآلمرة ،وبالمسؤولية الرعوية ،أي االلتزام بأوامر الرئيس وتكليفه،
قال هللا تعالى﴿:يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم ﴾...اآلية ،59
سورة النساء .وهي سلطة تمنح للمسؤوليات المنوطة بالوظائف .قال رسول هللا ﷺ« :كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته» ،فالقائد ال يعتبر المسؤول األوحد ،بل الكل مسؤول ،بغض النظر عن
موقعه ،ويتحمل قسط من المسؤولية وهذا من شأنه تنمية اإلحساس بالثقة وتحقيق الذات واالنتماء.
والسلطة والمسؤولية هما في حالة من التكافؤ والتوازن ،والسلطة مقيدة «فالسلطة المطلقة مفسدة
1زهير بوجمعة شالبي ،الصراع التنظيم ي دارة المنظمة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص .83
2محمد الفاتح محمود المغربي ،مبادئ اإلدارة ،دار الجنان للنشر والتوزيع،عمان ،2015 ،ص ص .32 ،31
3عد إلى:
-أحمد بني عيسى ،المدخل لى اإلدارة اإلسالمية الحديثة ،دار اليازوري العلمية اانشر والتوزيع ،عمان ،2018 ،ص ص .30 ،29
-زهير بوجمعة شالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .84 ،83
-هاني عبد الرحمن صالح الطويل ،مرجع سبق ذكره ،ص .37 ،36 ،33
66
الفصل الثالث :تسيير المؤسسة من منظور مدارس التسيير
مطلقة» ،قال ﷺ « :على المرء السمع والطاعة ،فيما أحب وكره إال أن يؤمر بمعصية ،فإذا أمر
بمعصية فال سمع وطاعة».
.3المبد القيم ياألخالق :
هي إدارة تقوم على حسن المعاملة والكياسة في السلوك وقبول اآلخر قال هللا تعالى في معرض
وصفه للرسول الكريم ﴿ :وإنك على خلق عظيم﴾ اآلية ، 04سورة القلم ،فالرسول ﷺ هو قدوة
المسلمين لقد كان صادق في قوله وأمينا في معاملته ونبيال في إنسانيته .و قال ﷺ« :خاطبوا الناس
على قدر عقولهم » وذلك مراعاة لما بين الناس من فروق في القدرات واالستعدادات ومن الخبرات
والمعارف ،كما قال ﷺ« :وخالق الناس بخلق حسن» ،على ما يندرج ذلك من فنون االتصال
والتواصل.
.4مبد الشورى:
وهو مبدأ أساسي في اإلدارة اإلسالمية بمختلف مستوياتها،ويكون ذلك بالمشاركة في القرارات
اإلدارية والبحث عن البدائل .وقد نص القرآن الكريم على هذا المبدأ في قوله عز وجل ﴿ :وأمرهم
شورى بينهم﴾اآلية ، 37سورة الشورى ،وجاء في محكم الكتاب أيضا قول هللا تعالى﴿ :وشاورهم
في األمر فإذا عزمت فتوكل على هللا إن هللا يحب المتوكلين﴾ اآلية ،159سورة آل عمران .وقد
أكدت األحاديث النبوية على هذا المبدأ ،فمن قوله ﷺ «ما خاب من استخار وما ندم من استشار»،
وقوله ﷺ« :إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه» ،وكان صلوات هللا عليه ملتزما في ممارساته بمبدأ
الشورى ،يقول أبو هريرة رضي هللا عنه« :ما رأيت أحدا قط أكثر مشورة ألصحابه من رسول هللا
ﷺ».
.5مبد الرقابة الذاتية:
أكدت اإلدارة اإلسالمية على أن رقابة هللا هي فوق الرقابات ،وقد غرست العقيدة مبدأ الرقابة
الذاتية -رقابة الفرد على سلوكه وضبطه وفقا لتعاليم الشريعة اإلسالمية -في نفوس أفرادها ،عاملين
ومتعاملين ،باعتبار أن العمل في اإلسالم عبادة وأن اإلنسان يسعى لمرضاة الخالق الذي يعلم السر
والعلن قبل مرضاة الرئيس الذي يالحظ فقط ظاهر األمور ،قال هللا تعالى﴿ :إال ما شاء هللا إنه يعلم
الجهر وما يخفى﴾ اآلية ، 07سورة األعلى ،وقال ﷺ« :أعبد هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك» ،وقال ﷺ« :إن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه».
.6دارة تهتم بالحاجاا األساسية يالنفسية:
تهتم اإلدارة في اإلسالم بالجوانب والحاجات النفسية والروحية والمادية لإلنسان وتقيم توازن بين
هذه الجوانب بحيث ال يطغى أحدهما على اآلخر وتحث على تلبيتها ،قال تعالى ﴿:وابتغ فيما أتاك
هللا الدار اآلخرة وال تنسى نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن هللا إليك﴾ اآلية ،77سورة
القصص ،وقوله في سورة اإلسراء اآلية ﴿ : 70ولقد كرمنا بني آدم﴾ .وقال ﷺ« :أعطوا األجير حقه
قبل أن يجف عرقه».
.7مبد سياسة الباب المفتوح:
إذا كانت اإلدارة الحديثة تشكو من تخلخل أنظمة التواصل فيها وتعاني من تحكم أمراض
البيروقراطية في تسيير أمورها ،فإن اإلدارة اإلسالمية عملت على تخطي هذه العقبات عبر تيسير
االتصال بين الرئيس والمرؤوس وإيجاد السبل الممكنة لتحقيق ذلك ،يقول الرسولﷺ« :نضّر هللا
أمرأ سمع منا حديثا فبلغه ،فإن رب مبلغ يُبَلّغه أوعى منه» .ومن وصايا عمر بن الخطاب رضي
هللا عنه ألحد والته« افتح لهم بابك ،وباشر أمورهم بنفسك ،فإنما أنت رجل منهم ،غير أن هللا جعلك
أثقلهم حمال».
.8مبد العالقاا اإلنسانية:
تقوم عالقة الحاكم بالمحكومين في اإلسالم على أساس إنساني ،فال تجبر وال استعالء ،وال تمييز
وال استغالل ولقد كان رسول هللا ﷺ من أحرص الناس على المؤمنين ،يقول هللا عز وجل ﴿ :لقد
67
د/قهواج تسيير المؤسسة محاضراا
مينة
جاءكم رسول من أنفسكم ،عزيز عليه ما عنتم ،حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ اآلية
،127سورة التوبة .ولقد بين القرآن الكريم بوضوح على ضرورة معاملة الناس معاملة غنسانية
تسودها الرحمة واللين ،يقول الحق جل شأنه﴿ :فبما رحمت من هللا لنت لهم ،ولو كنت فظا غليظ
القلب النفضوا من حولك ،فاعف عنهم ،واستغفر لهم ،وشاورهم في األمر ﴾....اآلية ،38سورة
الشورى.
هذه بعض من مبادئ اإلدارة اإلسالمية التي لو تعمقنا فيها لوجدنا جذورا وأصالة ومفاهيم تسبق
ما تطرحه نظريات اإلدارة الحديثة ،وتفوق ما تطرحه تلك النظريات.
68
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
المحور الثاني:
وظائف التسيير
72
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الفصل الرابع
وظيفة التخطيط
يعتبر التخطيط الوظيفة اإلدارية األولى واألساسية بالمقارنة مع بقية الوظائف اإلدارية
األخرى ويعتبر من أهم الوظائف اإلدارية ألن الوظائف اإلدارية األخرى تعتمد عليه كثيرا ،ومن
البديهي التأكيد على أن ال عملية إدارية وال إدارة أصال بدون تخطيط .لذلك البد من االهتمام
بوظيفة التخطيط حتى يمارس العمل بنجاح .وعليه يهدف هذا الفصل إلى تعريف الطالب بوظيفة
التخطيط من خالل عرض ماهية التخطيط و مراحل العملية التخطيطية ،باالضافة إلى صعوبات
عملية التخطيط.
أوال :ماهية التخطيط
.1مفهوم التخطيط:
يعد التخطيط الوظيفة اإلدارية األساسية التي تسبق أية عملية إدارية مهما بلغت أهميتها حيث أنه
العملية الفكرية التي ترسم مسبقا الطريق الذي سوف يسلكه المسؤولون عند اتخاذهم للقرارات
المختلفة وتنفيذهم لها بمساعدة الوظائف والعمليات اإلدارية األخرى (التنظيم ،التوجيه و الرقابة).1
ربحي مصطفى عليان ،أسس اإلدارة المعاصرة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،2007 ،ص .39 1
73
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
التخطيط هو رسم الخطوط العريضة لما سيحدث في المستقبل ،متى سيحدث؟ أين سيحدث؟ كيف
سيحدث؟ من سيقوم بالحدث؟ ...وايجاد الطرق واالستراتيجيات التي من شأنها تحقيق تلك
األهداف.1
.2خصائص التخطيط:
2
يتميز التخطيط بالخصائص التالية:
إنه مستقبلي ،إذ تقرر اإلدارة من خالله ما سوف تقوم به وكيفية القيام به مثل الشروع في العمل.
إنه توقعي ،إذ يعتمد على تنبؤ األحداث المستقبلية ومحاولة السيطرة على الظروف غير المؤكدة
والمتغيرة في العمل.
إنه يعتمد على القرارات واإلجراءات ،إذ يتبع التخطيط عددا من القرارات المتالحقة التي تحدد
التصرفات المستقبلية المرغوبة.
إنه يركز على األهداف ،إذ يسعى التخطيط إلى بذل الجهود الالزمة لتسهيل عملية إنجاز األهداف
المستقبلية.
إنه عملية مستمرة ،فهو ال يتوقف عند حد إنجاز هدف معين ،طالما أن هناك أهدافا ،فال بد من
وجود خطط.
.3الفرق بيف التخطيط والخطة:
يحدث أحيانا التباس بين التخطيط والخطة .فالتخطيط عملية مستمرة وعملية ال تنتهي على اإلطالق
،ولذا ال يمكن أن نصل إلى نقطة لنقول إن التخطيط انتهى .أما الخطة فهي محصلة العملية
التخطيطية ،وكذلك فالخطة ليست نهائية،حيث ان الخطة يتم إعدادها وتجهيزها بحيث تكون مهيأة
ومرنة ألية تغيرات مستقبلية ،كنتيجة فإن الخطة ليست المنتج النهائي للعملية التخطيطية ولكنها
تقرير لفترة، 3أي تمثل نتائج التخطيط المستهدف تحقيقها.
رغم أنه كثيرا ما يختلط مصطلحي التخطيط والخطط إال أنهما يختلفان إختالفا أساسيا .فالتخطيط
هو تلك الوظيفة العضوية للعملية اإلدارية .وهو عملية ذهنية تتضمن التفكير فيما هو مستهدف
وكيفية التوصل إلى تحقيقه .أما الخطة فهي الدليل المادي للفكر اإلداري ،أي الناتج المادي للعملية
الذهنية التخطيطية؛ والخطة هي أيضا التزام باتباع مسار معين للتصرفات في المستقبل.4
.4التخطيط واتخاذ القرار:
هناك من يعتبر التخطيط مرادفا لعملية اتخاذ القرارات ولكن هذا االعتبار خطأ ،فمن المحتمل جدا
أن يتخذ الفرد قرارات طوال اليوم ،ومع ذلك ال يحقق شيئا من التخطيط .ولكن من الناحية األخرى
ال يمكن أ ن تتم عملية التخطيط بدون اتخاذ قرارات .بعبارة أخرى إن عملية اتخاذ القرارات قد ال
تنطوي على أي تخطيط بالمرة ،ولكن كل عملية تخطيط البد وأن تنطوي على اتخاذ قرارات.5
ثانيا :فوائت التخطيط و مكانتن ضمف الوظائف اإلدارية األخرى
.1فوائت التخطيط
هناك فوائد عديدة للتخطيط ،نذكر منها مايلي:
يساعد التخطيط في التنسيق بين جميع األعمال على أسس من التعاون واالنسجام بين األفراد
بعضهم البعض وبين اإلدارات المختلفة ،ما يحول دون حدوث التضارب والتعارض عند القيام
بتنفيذ هذه األعمال.
1ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .86
2أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مبادئ إدارة األعمال :األساسيات
واالتجاهات الحتيثة ،العبيكان للنشر ،الرياض ،الطبعة العاشرة ،2014 ،ص .74
3محمد سويلم ،مرجع سبق ذكره ،ص .115
4سعيد محمد المصري ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .54 ،53
5بشير العالق ،مرجع سبق ذكره ،ص .95
74
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
يساعد التخطيط في تنمية مهارات وقدرات المديرين عن طريق ما يقومون به من وضع للخطط
والبرامج.
يساعد التخطيط على تحديد األهداف المراد الوصول إليها بحيث يمكن توضيحها للعاملين ،مما
يسهل تنفيذها.
يساعد التخطيط على تحقيق االستثمار األفضل للموارد المادية والبشرية ،مما يؤدي إلى االقتصاد
في الوقت والتكاليف.
يساعد التخطيط على تحديد اإلمكانات المادية والبشرية الالزمة لتنفيذ األهداف.1
إجراء التعديالت الالزمة في الوقت المناسب ،إذا ما تحددت األولويات في الخطة ،فإنه يمكن
إجراء أي تغيير أو تعديل فيها قبل االستهالك غير المثمر للوقت والطاقات.
تدعيم االتصاالت؛ إن تزويد األطراف المعنية (المسؤولين عن التنفيذ والمشاركين في التخطيط)
بخلفية وافية عن المهام المطلوبة في الخطة يساعد على تدعيم االتصاالت بين جميع هذه
األطراف.
تفادي االرتباك في التنفيذ؛ إن تخطيط األعمال التي يجب إنجازها يؤدي إلى تفادي االرتباك
والفوضى أثناء التنفيذ.
تحسين فعالية األداء الوظيفي؛ تتحسن فعالية األداء الوظيفي إذا تم تخطيط األعمال بحيث تؤدى
بشكل متوقع ومرتب.2
يساعد التخطيط اإلدارة على كشف المشاكل والتهديدات التي يمكن أن تواجه المؤسسة في وقت
مبكر ومعرفة المخاطر المستقبلية والحد من وقوعها.
يمكن المؤسسة من مواجهة المؤسسات المنافسة.
يساعد التخطيط على الحد من مستوى الصراع داخل المؤسسة وبذلك تضمن االستقرار في العمل
والعالقات الودية بين اإلدارة والعاملين.
يساعد التخطيط عملية الرقابة ويسهلها ،إذ أن الرقابة ماهي إال عملية مقارنة النتائج بالخطة
الموضوعة.3
.2مكانة التخطيط ضمف الوظائف اإلدراية األخرى
يعد التخطيط أولى الوظائف اإلدارية ألنه يقوم بوضع التصور الذهني لألهداف المستقبلية
والوسائل المطلوبة لتحقيقها أما بقية الوظائف فهي مجرد أدوات تعمل على تحقيق األهداف
المخططة.ومن هنا تظهر أولوية التخطيط لبقية الوظائف .فالتخطيط يحدد:
نوع الهيكل التنظيمي.
األفراد ووقت الحاجة إليهم.
كيفية تصميم نمط توجيههم (النمط القيادي ،قنوات االتصال ،أساليب التحفيز).
المعيار المستخدم للرقابة.
ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل اآلتي:
شكل رقم ( :)11التخطيط أساس اإلدارة
75
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
الذي يساعد
في معرفة
ماهو نوع العمالة
المطلوبة ومتى
المصتر :عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص ،254بتصرف.
ثالثا :مراحل العملية التخطيطية
تمر عملية التخطيط بمراحل متسلسلة بشكل منطقي ،والشكل التالي يلخص مراحل العملية
التخطيطية:
شكل رقم ( :)12مراحل العملية التخطيطية
تحتيت األهتاف
76
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
األهداف هي األغراض والغايات التي يراد تحقيقها في المستقبل ،وقد تكون األهداف عامة أو
محددة ،طويلة المدى ،أو قصيرة المدى ،أو أساسية على مستوى المؤسسة بكاملها أو فرعية على
مستوى األقسام والشعب .واألهداف هي اللبنة األساسية التي يقوم عليها التخطيط ،ويتحدد على
ضوئها باقي العناصر األخرى كالسياسات واإلجراءات والقواعد وغيرها .1وتنطوي عملية وضع
األهداف على ما يجب عمله وإنجازه من أنشطة ومهام ،فضال عن تحديد األولويات التي يجب
التركيز عليها حتى يمكن الوصول إلى تحقيق االهداف العامة والفرعية للمؤسسة وأقسامها
المختلفة .فبتحديد األهداف سوف تتمكن المؤسسة من:2
تحديد رسالة المؤسسة في المجتمع.
توحيد جهود اإلدارات واألقسام واألفراد ...الخ.
تحديد نوع وطبيعة األنشطة والوظائف التي يجب إنجازها ومن ثم نوع وطبيعة الهيكل التنظيمي
الذي يساعد في تحقيق هذه األهداف.
تحديد مستويات ومعايير األداء التي تعتبر أساسا لعملية اللرقابة.
تحدد اإلدارة العليا األهمية النسبية لألهدف عن طريق ترتيبها مراعية في ذلك األمور التالية :
3
أن تكون األهداف واقعية يمكن تحقيقها ،بإمكانيات مادية وبشرية تسمح لها بتحقيق تلك
األهداف.
أن تكون األهداف واضحة ومحددة.
أن تصاغ هذه األهداف بشكل كمي بحيث يمكن قياسها وتحديد مستوى اإلنجاز.
أن تكون األهداف الفرعية متناسقة مع الهدف العام للمؤسسة.
أن تعكس األهداف رسالة المؤسسة.
.2التعرف على الوضع الحالي للمؤسسة:
أي تحديد الموقف الحالي للمؤسسة قبالة تلك األهداف بمعنى تقييم الوضع الحالي نسبة إلى النتائج
المرغوبة . 4في هذه الخطوة يتم التعرف على نقاط الضعف والقوة في المؤسسة ومحاولة التعرف
على البيئة الخارجية للمؤسسة ومدى االستفادة منها .وتتضمن دراسة البيئة الخارجية النظر إلى
العديد من المتغيرات .كالتقيد بالطلب في السوق ،والتغير في المنافسة المحلية والخارجية ،التغيرات
على المستوى التقني ،وكذلك التغيير في السياسات الحكومية وفي العناصر البشرية والمادية.5
.3وضع الفروض التخطيطية للمستقبل:
تشير الفروض التخطيطية عادة إلى التنبؤات الخاصة بمدى تطبيق السياسات أو الخطط .كما
تنطوي على تحليل الموقع وتحديد العوامل الخارجية والداخلية التي قد تعرقل تحديد األهداف؛
باالضافة إلى التنبؤ باتجاهات المستقبل في ضوء هذه العوامل.6
وتنقسم الفروض التخطيطية إلى ثالثة أنواع هي:7
فروض ال يمكن السيطرة عليها مثل نمو السكان ،مستقبل مستويات األسعار والسياسات
الضريبية المتوقعة وتأثيراتها المختلفة.
فروض ال يمكن السيطرة عليها ولكن بإتباع سياسات معينة يمكن الحد من تأثيرها مثل معدل
دوران العمل ،وكثرة غياب العاملين ،ومستوى أدائهم وكفاءتهم.
أحمد بن عبد ا لرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مرجع سبق ذكره ،ص .81 1
عبد السالم أبو قحف ،أساسيات التنظيم واإلدارة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2003 ،ص ص .265 ،264 2
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .80 3
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .204 4
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .80 5
عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .277 6
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .91 7
77
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
فروض يمكن السيطرة عليها ،وهي التي يتم إقرارها إلى حد كبير بواسطة إدارة المؤسسة
وتنطوي على سياسات وبرامج مثل التوسع في أسواق جديدة ،اختيار موقع المصنع وفتح أسواق
جديدة.
.4تحتيت البتائل وتقييمها:
بعد تحديد ووضع األهداف يجب على المخطط أن يقوم بوضع قائمة البدائل المتاحة من أجل
الوصول إلى األهداف المحددة سلفا ،في ظل إمكانيات المؤسسة ( األخذ باالعتبار النواحي المادية
والبشرية والمواد األولية..الخ) .1ليقوم بعد ذلك بدراسة كل بديل على حدى والتعرف على مميزاته
وعيوبه ونواحي القوة والضعف فيه واختبار هذه البدائل.2
و بعد تحديد البدائل المتاحة والتعرف على ايجابياتها وسلبياتها تأتي مرحلة المقارنة بينها وتقييمها
في ضوء أهداف المؤسسة حتى يسهل بعد ذلك اختيار البديل والذي يتماشى مع األهداف ويكون
أكثر قدرة على تحقيقها بكفاءة وفعالية.3
.5اختيار البتيل المناسب (الخطة):
وهذه الخطوة تعتبر النقطة التي عندها تبنى الخطة المناسبة ،فبعد االنتهاء من عملية تقييم البدائل
في ضوء المعايير والقيود المختلفة سواء كانت كمية أو غير ذلك تأتي مرحلة اختيار البديل
المناسب الذي سيحقق األهداف بأقل تكلفة وأعلى عائد ممكن ،باإلضافة إلى ضرورة حيازته على
رضا أ و قبول األفراد القائمين على التنفيذ يعني أن قرار إختيار أو تبني الخطة المناسبة قد تم
اتخاذه.4
.6تنفيذ الخطة وتقييم النتائج:
في هذه المرحلة يتم وضع الخطط موضع التنفيذ ثم متابعة عملية التنفيذ .وهذا يستلزم إصدار
القرار الال زم إلعطاء الخطط سواء كانت رئيسية أو مساعدة الشرعية التنظيمية او صفة اإللزام او
وجوبية التنفيذ . 5ويتم قياس التقدم باتجاه إنجاز األهداف وتحديد االنحرافات واتخاذ إجراءات
تصحيحية إذا اقتضى األمر ذلك .6وتجدر اإلشارة في هذا الشأن إلى أن متابعة تنفيذ الخطط يستلزم
ضرورة توافر نظام للمعلومات يساعد في تزويد المديرين بالبيانات والمعلومات الخاصة بمدى
التقدم في تنفيذ الخطط وماهي المشاكل الخاصة بالتنفيذ حتى يمكن اتخاذ الالزم من إجراءات
تصحيحية أو تصرفات خاصة بحل مشاكل التنفيذ.7
رابعا :أنواع التخطيط
.2التخطيط حسب مجال االستعمال:
أ.التخطيط متكرر االستنعمال :ويشمل مايلي:
االستراتيجية :هي وضع ترغب المؤسسة ألن تكون فيه مستقبال .لذا تقوم بعملية تحديد
األهداف طويلة األجل للمؤسسة وتبني طريق العمل وتوزيع الموارد الضرورية لتحقيق تلك
األهداف .فاالستراتيجيات هي أهداف بعيدة المدى تسعى المؤسسة ضمن ظروف مستقبلية
تتوقعها وتعمل على التعايش معها لكي تصل إلى تلك األهداف.8
السياسة :هي مجموعة من المبادئ والمفاهيم التي تضعها اإلدارة العليا لكي تهتدي بها
اإلدارة الوسطى والدنيا عند وضع خططها .كما يسترشد بها المديرون عندما يتخذون قراراتهم .
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .81 1
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .92 2
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .92 3
عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .297 4
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .204 6
عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .297 7
78
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
فالسياسة هي اإلطار أو المفهوم الذي يوجه تفكير المرؤوسين في اتخاذ القرارات بمختلف
جوانب العمل في المؤسسة وبما ينسجم مع تحقيق أهدافها .1ومن أمثلة السياسات أن تكون
سياسة المؤسسة التركيز على الجودة ،أو التركيز على السعر المنخفض ...الخ.
اإلجراءات :هو نظام يصف بالتفصيل الخطوات التي يجب القيام بها لتحقيق عمل ما،
واإلجراءات تركز على التفاصيل أما السياسات فتركز على المداخل العامة الرئيسية ،وأهم ما
يوصف به اإلجراء هو عملية التتابع الزمني للخطوات التفصيلية الالزمة لتنفيذ العمل.
ولتوضيح العالقة بين السياسة واإلجراء نفرض أن سياسة المؤسسة هي منح إجازات للعاملين
بها فال بد من تحديد اإلجراءات الالزمة لوضع هذه السياسة موضع التطبيق مثل إجراء وضع
جدول باالجازات حتى ال يتعطل العمل ،وتحديد أنواع واإلجازة :اعتيادية ،مرضية ،عارضة،
بدون راتب ... ،الخ ،وكيفية وشروط الحصول عليها.2
القواعت :هي ما يجب القيام به وما ينبغي االمتناع عنه من سلوك وتصرفات.3و هي أسس
ومبادئ ثابتة تتعلق بنشاط محدد ،وتنبثق من السياسات وتنطبق على اإلجراءات ،وهي معايير
عملية وتنفيذية ،تحدد كيفية التصرف في تطبيق اإلجراءات.4
ب .التخطيط غير متكرر االستعمال :ويشمل مايلي:
البرامج :هي خطة عمل إلنجاز واجبات معينة خالل فترة محددة ووفق ميزانيات مرسومة .
5
الموازنات التقتيرية :تتضمن صياغة األهداف والنتائج المتوقعة بطريقة كمية ،أي بلغة
األرقام .وهي تستعمل على نطاق واسع ،بالنظر لما تهيئه من أساس موضوعي لعمليات
التخطيط والتتبع والرقابة .6وهي عبارة عن ترجمة مالية على شكل النفقات المتوقعة وكذلك
العائدات المتوقعة للخطط الموصلة إلى األهداف .فالميزانية التقديرية للخطة تقدم تقديرا للتكاليف
و النفقات التي تتطلبها الخطة وكذلك اإليرادات التي تؤمنها الخطة .وهي غير متكررة باعتبار
أن لكل خطة ميزانيتها الخاصة.7
.3التخطيط حسب المتى الزمني :ويشمل على اآلتي:8
أ.التخطيط طويل المتى :يهدف هذا النوع من التخطيط إلى وضع خطط لمدة زمنية طويلة المدى
وعادة ما تستغرق أكثر من خمس سنوات إلى عشرين سنة مقبلة أو أكثر ،وكلما طالت المدة
الزمنية للخطة كلما زادت صعوبة التنبؤ بمشاكل المستقبل وأخذها في الحسبان ،ولكن اإلداري
والقائد الفعال هو الذي يصل إلى التنبؤ المعقول والقريب من الدقة على أن يجعل الخطة تتسم
بالمرونة المطلوبة للتمشي مع متغيرات الزمن أثناء التنفيذ.
ب.التخطيط متوسط المتى:يعد هذا النوع من التخطيط تفصيال للخطط طويلة األجل ،وهو يغطي
مدة زمنية ليست بطويلة وليست بقصيرة ،ويغطي في الغالب مدة تزيد عن سنة وتقل عن خمسة
سنوات .وتعد الخطط متوسطة األجل أكثر دقة ،وأقل عرضة للتغير قياسا بالخطط طويلة األجل.
1ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .98
2محمد سويلم ،مرجع سبق ذكره ،ص .73
3أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مرجع سبق ذكره ،ص .83
4أحمد يوسف دودين ،إدارة األعمال الحتيثة :وظائف المنظمة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2015 ،ص .43
5بشير العالق ،مرجع سبق ذكره ،ص .146
6سكينة بن حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .68
7صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .147
8عد على:
أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ،76
.77
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .63 ،62
79
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
ج.التخطيط قصير المتى :وهو التخطيط الذي يغطي فترة زمنية تقل عن السنة ،وهذا النوع من
التخطيط يتعلق بالمستقبل القريب ،وفيه يتحدد الجدول اليومي ،أو األسبوعي ،أو الشهري للعمل،
وكيفية أدائه ومن يؤديه .وهو تفصيل للتخطيط متوسط األجل .وتعد الخطط قصيرة األجل أكثر دقة
وأسهل تنبؤا من الخطط متوسطة األجل.
والجدير بالتنويه أن الخطط الزمنية الثالثة سواء كانت قصيرة ،متوسطة أو طويلة األجل تحتاج
إلى تكامل وتنسيق حتى يتم تطبيقها وتحقيق أهدافها بنجاح فهي ال تعمل بمعزل عن بعضها بعضا،
بل تعد خططا متكاملة ومترابطة و أهدافها معتمدة على بعضها تمر وفق مراحل زمنية معينة كلما
انتهت بنجاح تلتها المرحلة األخرى .بعبارة أخرى تبدأ وتتحقق الخطط طويلة األجل عندما تنتهي
وتتحقق الخطط متوسطة األجل ،وتبدأ الخطط المتوسطة األجل عندما تتحقق وتكتمل الخطط
قصيرة االجل وهكذا.1
2
.4التخطيط حسب متى تأثيره :حسب هذا المعيار يمكن تقسيم التخطيط إلى ثالثة أنواع:
أ .التخطيط االستراتيجي :وهو التخطيط الذي يحدث تغيرا نوعيا في المؤسسة ،وتضطلع بمهمته
اإلدارة العليا بالمؤسسة.ويتميز هذا النوع من التخطيط ببعده االستراتيجي حيث يتم رسم األهداف
العامة المستقبلية للمؤسسة على المدى الطويل مثل تحديد رسالة المؤسسة ،وهيكلها اإلداري
والمالي ،التخطيط إلضاف ة خط انتاجي جديد ،التخطيط لفتح سوق جديدة... ،الخ .كما يتم التركيز
على المتغيرات الخارجية التي تحيط بالمؤسسة ،وعلى ذلك تشكل الخطة االستراتيجية منهاجا
تسترشد به المؤسسة في صنع القرارات الرئيسية بالمؤسسة.
ب .التخطيط التكتيكي :يقوم بهذا النوع من التخطيط اإلدارة الوسطى بالمؤسسة (مساعدي
المديرين ،رؤساء األقسام ،مديري اإلدارات الفرعية ...الخ) ،يتميز هذا النوع من التخطيط ببعده
التفصيلي ،وفيه يتم تحديد الخطوات الرئيسية الواجب اتخاذها من قبل اإلدارات واألقسام للوصول
إلى األهداف التفصيلية التكتيكية.حيث يركز المديرون على المهام وبرامج اإلنتاج واالحتياجات
المالية والبشرية على األقسام الوظيفية مثل خطة اإلنتاج ،خطة التسويق ،خطة اإلدارة المالية ،التي
تستخدم لتنفيذ اإلستراتيجيات ،وتغطي فترة زمنية متوسطة .ويتم وضع تلك الخطط بعد استشارة
المستويات الدنيا قبل تقديمها لإلدارة العليا إلقرارها واعتمادها مثل تقدير حجم الطلب على سلعة
معينة في السوق.
ج .التخطيط التشغيلي:تضطلع بمهمة هذا التخطيط اإلدارة الدنيا التي تتمثل عادة بالمشرفين ،
رؤساء الشعب والوحدات .ويركز هذا النوع من التخطيط على برامج العمل والتي عادة ما تكون
في المدى القصير أقل من سنة (شهور ،أسابيع ،أيام) .ويشترك في وضع الخطط األقسام المعنية
واألفراد بحيث تحقق الخطط التشغيلية األهداف القريبة التي تسهم فيما بعد في تحقيق الخطط
التكتيكية واالستراتيجية.
والشكل التالي يوضح العالقة بين المستويات اإلدارية ومستويات التخطيط:
شكل رقم (:)13العالقة بيف المستويات اإلدارية ومستويات التخطيط
1أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مرجع سبق ذكره ،ص .77
2عد على:
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .77 ،76
أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسي عنام ،مرجع سبق ذكره ،ص .78
80
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
أهتاف عامة
التخطيط اإلدارة العليا
سياسات
االستراتيجي
أهتاف
اإلدارة
فرعية
التخطيط التكتيكي الوسطى
سياسات
برامج عمل
إجراءات
جتول التخطيط التشغيلي اإلدارة التنيا
تشغيل
المصتر :محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .77
.5التخطيط بحسب الوظيفية أو النشاط :ويشتمل على اآلتي:
1
أ .تخطيط اإلنتاج :ويركز على المواضيع المتعلقة باإلنتاج مثل تدفق المواد الخام والعاملين في
إدارة اإلنتاج ومراقبة جودة اإلنتاج.
ب.تخطيط التسويق :ويركز على المواضيع المتعلقة بالتسويق مثل تقييم المنتج والتسويق والترويج
والتوزيع.
ج .التخطيط المالي :ويركز على القضايا المتعلقة بالجوانب المالية مثل كيفية الحصول على
األموال وكيفية إنفاقها.
د .تخطيط الموارد البشرية:ويركز على كل ما يتعلق بالقوى العاملة كاالحتياجات واالستقطاب
والتدريب والتطوير...الخ.
خامسا :التخطيط و أنظمة الفرعية
إن وجود نظام للتخطيط في المؤسسة ال يعني شيئا ما لم يتم اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتفعيل هذا
النظام ووضعه موضع التنفيذ وترجمته إلى أفعال تعطي نتائج محددة .وبهذا فإن التنفيذ يعتبر مفتاح
النجاح لعمليات التخطيط ،فلو اكتفى المديرون بالفهم النظري والتحليل المتعمق دون تطوير آليات
التنفيذ ،لن يكون بمقدورهم توليد خطة ناجحة .إن احدى المداخل إلجراء مثل هذا األمر هي رؤية
انشطة وعمليات التخطيط كأنظمة فرعية عديدة في المؤسسة .والنظام الفرعي للتخطيط هو جزء
من النظام اإلداري للمؤسسة والذي يساعد في زيادة فعالية نظام اإلدارة من خالل تشخيص وتوجيه
وقيادة األنشطة التخطيطية وفق متطلبات النظام الكلي .2ويعرض الشكل التالي نظام التخطيط.
العمليات
(عملية التخطيط)
المتخالت تحديد األهداف
(جزء من موارد المخرجات
تحديد الموقف الحالي للمؤسسة
المؤسسة) مقابل األهداف
األفراد الخطط
وضع الفروض التخطيطية
رأس المال والفرعية) (الرئيسية
تحديد وتقييم البدائل
المواد األولية (الخطة)
البدائل.63
ذكره ،صأنسب اختيار
سبق محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع 1
.208المعدات والتجهيزات
النتائجذكره ،ص ص ،207
وتقييم سبق
الغالبي ،مرجع منصور
تنفيذ الخطةصالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن 2
81
الفصل الرابع :وظيفة التخطيط
تغذية عكسية
المصتر :صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص
،207بتصرف.
سادسا :صعوبات التخطيط
تواجه عملية التخطيط والمخططين العديد من المعوقات والمشاكل التي تحد من فعالية العملية
1
التخطيطية ،والتي نذكر منها مايلي:
التكاليف الباهظة لعملية التخطيط وإعادة التخطيط ،حيث أنها تتطلب جهودا وأمواال طائلة قد ال
تكون متوافرة لدى المؤسسة ،حتى اإلحصاءات والمعلومات التي تحتاجها عملية التخطيط أصبحت
هذه األيام مكلفة إذا كنا بحاجة لها بشكل دقيق وفي وقت قصير.
صعوبة وضع التقديرات الصحيحة والدقيقة من قبل المخططين ،ألن العملية تتم وفي ذهن
المخطط المستقبل ،وكما هو معلوم فإن المستقبل غير مرئي ،وبالتالي ال يمكن التنبؤ به بسهولة
وبدقة ،ولهذا فإن التقديرات والتخمينات والتنبؤات قد تتحقق وقد ال تتحقق في ظل المتغيرات
الكثيرة وبخاصة المفاجئة منها.
غياب المرونة عن الخطة ،بسبب عوامل داخل المؤسسة ،أو سلوكيات لدى المديرين أو العاملين،
كما أن السياسات واإلجراءات والقواعد والقوانين المتبعة قد تكون جامدة ومن الصعب تغييرها
وتعديلها ،ألن الجميع قد تعود عليها ،أو ألن تغييرها يكلف الوقت والجهد وأموال طائلة.
عدم االلتزام بالتخطيط بسبب غياب الوعي بأهميته ،أو النشغال المديرين بالمشاكل اليومية
وتجاهلهم لما يخفيه المستقبل من متغيرات ومفاجآت ،وتظهر هذه المشكلة بوضوح في الخطط
طويلة المدى حيث تصبح تكاليفها باهظة وعملية االلتزام بها ومتابعتها صعبة وبحاجة إلى التزام
كامل.
مقاومة بعضهم للتغيير الذي تطالب به الخطة أو تحتاجه عملية التخطيط ،فالتخطيط وظيفة إدارية
متحركة وتتطلب التغيير الدائم والتكيف مع المستجدات ،لكن ذلك ال يروق للكثير من المديرين
التقليدين الذين يخافون على مواقعهم وصالحياتهم وسلطاتهم اإلدارية ،كما أن بعضهم يعتمد كثيرا
على خبراته السابقة والتي غالبا ما صارت تقليدية وتشكل عبئا على الخطط والمخططين ،كما أن
من الصعب أحيانا تبديل أفكار هؤالء اإلداريين أو حتى تحديث أفكارهم ومعلوماتهم.
سرعة التغيير في البيئة المحيطة بالخطة سواء كانت هذه البيئة داخلية أو خارجية ،وتشمل هذه
البيئة الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية المحيطة ،والتي تتبدل بشكل متسارع هذه األيام
لدرجة يصعب متابعتها والتكيف معها أحيانا.
التمسك بحرفية الخطة والتطبيق الحرفي لها ،مما يؤدي إلى الجمود وعدم نجاح الخطة أحيانا،
ولهذا البد من تطبيق مبدأ المرونة للتغلب على الصعوبات ،والبد من تشجيع المنفذين على اإلبداع
والتصور واألفق الواسع ،وأهمية تطبيق روح الخطة دون المساس بمبادئها وأهدافها األساسية.
مشكلة الوقت ،حيث تحتاج عملية التنبؤ إلى وقت وتكاليف من الصعب تحديدها بدقة ،كما أن
عامل الوقت مهم ألن قرار التخطيط يجب اتخاذه في وقت معين ،كما أن التنفيذ بحاجة إلى وقت قد
ربحي مصطفى عليان ،مرجع سبق ذكره ،ص ..61 ،60 1
82
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
يكون طويال كما هو الحال في الخطط طويلة المدى ،وغالبا ما يتم التخطيط تحت ضغط الوقت
الذي يمر سريعا على المخططين وعلى المنفذين.
83
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الفصل الخامس
وظيفة التنظيم
ماهية التنظيم
هيكلية المؤسسة
الهياكل التنظيمية المعاصرة
التنظيم والسلطة في المؤسسة
يعتبر التنظيم الوظيفة اإلدارية المكملة للتخطيط حيث تحول التخطيط إلى واقع عملي قابل
للتنفيذ .فالتنظيم يعمل على ترجمة الخطة أو التخطيط إلى أنشطة تعمل على تحقيق الهدف أو
األهداف .وعليه يهدف هذا الفصل على تعريف الطالب بوظيفة التنظيم من خالل التطرق بماهية
التنظيم ،مفهوم الهيكل التنظيمي وأشكاله ،السلطة والتنظيم.
ماهية التنظيم:
أوال :تعريف التنظيم
85
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
يمكن تعريف التنظيم بأنه عملية حصر الواجبات الالزمة لتحقيق الهدف ،وتقسيمها إلى
اختصاصات لإلدارات واألفراد ،وتحديد وتوزيع السلطة والمسؤولية ،وإنشاء العالقات بغرض
تمكين مجموعة من األفراد من العمل معا في انسجام وتعاون بأكثر كفاية لتحقيق هدف مشترك.1
والتنظيم كلمة تعني شيئين :2الوظيفة و الهيكل؛ فالوظيفة يقصد بها جميع األفراد في المؤسسة و
توزيع األدوار و األعمال عليهم حسب قدراتهم واستعداداتهم و رغباتهم و التنسيق و التكامل
والترابط بين جهودهم ،و إنشاء شبكة متناسقة من العالقات واالتصاالت بينهم حتى يتمكنوا من
تحقيق األهداف المحددة لهم سلفا .أما الهيكل أو البناء فيقصد به الجماعات و اإلدارات واألقسام و
الوحدات التي يعمل فيها األفراد ،والعالقات ،واالتصاالت التي تنظم أعمالهم بطريقة منظمة
ومتعاونة و متسقة تسهل لهم تحقيق األهداف المحددة .فالتنظيم كوظيفة هو الذي ينشئ البناء أو
الهيكل التنظيمي و يحدد الواجبات واالختصاصات و المسؤوليات والسلطات و يحكم العالقات و
يرسم الطرق و الوسائل لتحقيق األهداف.
ثانيا :أهمية التنظيم:
3
يمكن إبراز أهمية التنظيم في النقاط التالية:
يساعد التنظيم السليم في تحديد عالقات المؤسسة تحديدا واضحا حيث إن كل عضو في التنظيم
يعرف مكانه وعالقته اللتنظيمية برؤسائه أو مرؤوسيه.
يساعد التنظيم في توحيد تصرفات الجماعة وتوجيهها نحو األهداف المشتركة .كما يساهم في
تحقيق أفضل استخدام للطاقات البشرية والمادية.
عدم االزدواج في العمل من خالل التنظيم الفعال.
عندما يوجد التنظيم الجيد فإن كل عضو تكون له السلطة الضرورية للقيام بعمله.
يساعد التنظيم على تدفق العمل وتسلسله حيث يزود العاملين باإلرشادات الخاصة بأداء العمل
وتسهيل الرقابة وتحديد قنوات االتصال وغيرها.
االستغالل الكفء لإلمكانيات المتاحة والحصول على أقصى طاقة انتاجية منها وتحقيق التنسيق
والتكامل بين تخصصات العاملين وخبراتهم ومهاراتهم وبين اإلدارات واألقسام.
تحقيق التعاون واالنسجام بين األفراد والجماعات بحيث تسير العالقات الوظيفية واالجتماعية
بأقل قدر من االحتكاك.
ثالثا :أهداف التنظيم:
4
يهدف التنظيم إلى تحقيق مايلي:
ترجمة خطط المؤسسة إلى واقع عملي قابل للتطبيق في ضوء اإلمكانات المتاحة للمؤسسة.
تكييف وضع المؤسسة الداخلي وأهدافها في ضوء متطلبات البيئة ومستجداتها وضرورات
التغيير.
تقسيم وتجزئة الهدف أو األهداف التي تضعها المؤسسة إلى أهداف جزئية وتحديد تنفيذها من
قبل الوحدات التنظيمية المتخصصة في المؤسسة بشكل متكامل ال يتعارض مع الخطة.
تأمين سياق متكامل للتنسيق والتعاون بين مختلف األنشطة التي تقوم بها الوحدات التنظيمية
المختلفة لتأمين حسن سيرها وبلوغ أهدافها دون إعاقة أو تضارب في األولويات.
1محمد القدومي ،محمد هاني محمد ،زيد عبوي ،المفاهيم اإلدارية الحديثة ،دار المعتز للنشر والتوزيع ،عمان ،2015 ،ص .24
2فاروق عبده فليه ،السيد محمد عبد الحميد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليميةة عماان :دار المسايرة للنشار والتوزياع
والطباعة ،2005 ،ص ص .86 ،85
3أمين عبد العزيز حسن ،إدارة األعمال وتحديات القرن الحادي والعشرين ،داتر قباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة،2001 ،
ص .96
4صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .157
86
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
مساعدة وظيفة الرقابة في المؤسسة بتزويدها بالتنظيم الخاص بخطط العمل وأهداف تلك الخطط
لتسهيل عملها.
اإلشراف على دقة وعدالة وفعالية توزيع إمكانات العمل الواردة في الخطة على الوحدات
التنظيمية في المؤسسة وإطالع اإلدارة العليا على ذلك.
رابعا:أشكال التنظيم
.1التنظيم الرسمي:
يتمثل في البناء الداخلي للمؤسسة وما يحتوي عليه من وحدات وأقسام يحدد القانون أنشطتها
وعالقاتها مع بعض كما يحدد األنظمة أيضا كالنمط القيادي المتبع ،مستوى السلطة والمسؤولية
واإلجراءات وطرق العمل .1ويعرف أيضا بأنه ذلك النوع من التنظيم الذي يهتم بالهيكل التنظيمي
وبتحديد العالقات والمستويات اإلدارية وتقسيم األعمال وتوزيع االختصاصات وتحديد المسؤوليات
والسلطات .ويشمل أيضا القواعد واللوائح والترتيبات التي تطبقها إدارة الؤسسة وتعبر عن
الصالت الرسمية بين األفراد العاملين بهدف تنفيذ سياسات العمل في المؤسسة .إذا ً فالتنظيم
الرسمي هو التنظيم الذي يقوم بفعل إدارة المؤسسة وقصدها لتنسيق أوجه النشاط في المؤسسة.2
بعبارة أخرى هو ذلك البناء األصلي المعترف به في المؤسسة والذي تتخلله مجموعة من العالقات
المخططة واللوائح والقواعد التي تنظم سلوك األفراد من أجل تحقيق األهداف .ويساهم التنظيم
الرسمي في تحقيق مايلي:
وصف قنوات االتصال التي تربط بين المستويات التنظيمية.
تقسيم العمل داخل المؤسسة على أساس التخصص.
ربط جميع أجزاء العمل مع بعضها البعض عن طريق التنسيق من خالل شبكة من العالقات
الرأسية واألفقية بين هذه اإلدارات.
تحديد العالقات داخل المؤسسة (السلطة والمسؤولية).
.2التنظيم غير الرسمي:
هو عبارة عن شبكة من العالقات الشخصية واالجتماعية بين األفراد داخل التنظيم الرسمي .فهو
3
ينشأ بطريقة عفوية غير مقصودة نتيجة التفاعل الطبيعي بين األفراد العاملين في المؤسسة ،وهو
يصور مجموعة العالقات الطبيعية التي تنشأ بين جماعة العاملين في العمل .4ويقوم التنظيم غير
5
الرسمي بوظائف هامة داخل التنظيم الرسمي هي:
يعمل على تنمية وتدعيم العالقات و االتصاالت بين أجزاء التنظيم الرسمي المختلفة.
يعمل على تحقيق الترابط والتماسك بين أجزاء التنظيم الرسمي.
يحقق التوازن والتكامل الشخصي ،واحترام الذات وحرية االختيار ألعضاء التنظيم غير
الرسمي.
يعمل التنظيم غير الرسمي على تحقيق الرقابة االجتماعية.
خامسا :مبادئ التنظيم
يقوم التنظيم على مجموعة من المبادئ العلمية واألساسية وقد اختلف علماء اإلدارة وكتابها بشأن
6
تحديد عدد هذه المبادئ ،وعليه سنورد أهم تلك المبادئ على النحو التالي:
1فادية ابراهيم شهاب ،التطوير التنظيمي :القواعد النظرية والممارسات التطبيقية ،دار األكاديميون للنشر والتوزيع ،عمان،2014 ،
ص .143
2ربحي مصطفى عليان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .100 ،99
3
Kondalkar V.G., op.cit,p262.
بشير العالق ،تنظيم وإدارة العالقات العامة دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،2018 ،ص .77 4
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .118 5
87
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
.1مبدأ ضرورة التنظيم :عندما يزيد عدد األشخاص الذين يقومون بعمل معين عن شخص واحد،
يتم تقسيم الواجبات والمهام بينهم وجعل كل فرد يقوم بأداء عمل معين ومحدد مع إعطاء كل فرد
السلطات المالئمة للقيام بواجباته.
.2مبدأ وحدة الهدف :يجب أن يكون للمؤسسة هدف أو أهداف واضحة تسعى لتحقيقها والتي تعتبر
الرابط الذي يربط بين األفراد والجماعات ،كما يجب تحديد األهداف الرئيسية من وجود كل وظيفة
أو وحدة في الهيكل التنظيمي وتقسيمها إلى أهداف فرعية متكاملة ومتناسقة مع أهداف المؤسسة
ككل ؛ بحيث يتم صهر مجهوادات األفراد والجماعات والوحدات في قالب واحد يتجه نحو تحقيق
األهداف الرئيسية للمؤسسة.
.3مبدأ وحدة األمر :طبقا لهذا المبدأ يجب أن ال يكون الشخص مرؤوسا ألكثر من رئيس واحد أي
ال يخضع المرؤوس إال لرئيس واحد و يتلقى منه األوامر والتعليمات ويكون مسؤوال أمامه عن
أعماله التي يقوم بها.
.4مبدأ ديناميكية التنظيم :بمعنى يجب أن يستجيب التنظيم ألي تغيرات بيئية تحدث وتعديله بما
يؤدي إلى نموه واستمراره.
.5مبدأ الشرعية :يعني أن تكون األهداف التي يهدف إليها التنظيم مشروعة بحيث ال تتعارض مع
القوانين والتشريعات والعادات واألعراف السائدة في المجتمع.
.6مبدأ الفعالية :يعتبر التنظيم فعاال إذا نجح في مقابلة أو تحقيق أهدافه بأقل قدر من الجهد
والتكلفة.
.7مبدأ التخصص و تقسيم العمل :يجب أن يقتصر عمل كل فرد على القيام بأعباء وظيفة واحدة
(أو نوع واحد من األعمال) فإن ذلك يؤدي على زيادة مهارات وقدرات الفرد في أدائها وبالتالي
تزداد الكفاءة اإلدارية.
.8مبدأ التنسيق :ونعني بالتنسيق تسوية األمور بانتظام أو توحيد الجهود المشتركة أو الترتيب
المنظم للجهد الجماعي .ويجب أن تنسق جميع جهود أفراد المؤسسة بأسلوب يؤدي إلى الهدف العام
للمؤسسة بكفاءة وفعالية.
.9مبدأ الوظيفة :ويعني هذا ضرورة بناء التنظيم حول الوظائف واألنشطة وليس حول األفراد ألن
التنظيم يستمر بصرف النظر عن األفراد ألن عمر الفرد محدد ولمدى زمني معين.
.10مبدأ التدرج في السلطة تحديد المسؤولية :أن يتم ترتيب السلطات من أعلى إلى أسفل بشكل
هرمي ،وبناء على هذا الترتيب للسلطات يتم توزيع المسؤوليات والواجبات المختلفة على العاملين
في المؤسسة.
.11مبدأ تالزم وتكافؤ السلطة و المسؤولية :يجب أن تكون سلطة المدير متناسبة أي متكافئة مع
مسؤولياته والعكس صحيح ،أي يجب أن يقابل المسؤولية السلطة الكافية لتحقيق هدف معين أو
الواجبات المسندة إليه.
.12مبدأ تفويض السلطة:ويعني إعطاء الغير حق التصرف واتخاذ القرارات في المستويات
اإلدارية الدنيا في نطاق محدد وبالقدر الالزم إلنجاز مهام معينة.
.13مبدأ نطاق اإلشراف :بمعنى تحديد عدد األشخاص الذين يشرف عليهم رئيس واحد عن القدر
الذي يسمح به جهده ووقته وإمكاناته .و يخضع تحديد نطاق اإلشراف على عوامل عدة مثل نوع
وطبيعة العمل ،مقدرة الرئيس واستعداده الشخصي ،قدرة وكفاءة المرؤوسين ،أسلوب العمل،
-محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .85
-زكرياء الدوري وآخرون ،مبادئ ومداخل اإلدارة ووظائفها في القرن الحادي والعشرين ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،
عمان ،2011 ،ص ص .98 ،97
-ياسر أحمد عريبات المفاهيم اإلدارية الحديثة ،دار يافا العلمية ودار الجنادرية للنشر والتوزيع ،عمان ،2007 ،ص ص ،110
.111
88
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الموقع الجغرافي أي قرب العاملين أو بعدهم عن الرئيس ،طبيعة الظروف المحيطة بالعمل
وغيرها.
هيكلة المؤسسة:
أوال :تعريف الهيكل التنظيمي
يشير الهيكل التنظيمي إلى الشكل الرسمي للعالقة بين األفراد والجماعات في مجاالت توزيع
األنشطة ،والسلطات والمسؤوليات في المؤسسة .1و هو إطار يوضح التقسيمات أو الوحدات
واألقسام اإلدارية التي تتكون منها المؤسسة مرتبة على شكل مستويات تأخذ شكل الهرم يربطها
خط سلطة رسمية تنساب من خالله األوامر والتعليمات والتوجيهات من المستوى األعلى إلى
المستوى األدنى وتتوضح من خالله نقاط اتخاذ القرارات ومراكز السلطة والمسؤولية .2وفي
السياق نفسه يعرف الهيكل التنظيمي على أنه البناء أو اإلطار الذي يحدد التركيب الداخلي للمؤسسة
فهو يبين التقسيمات والتنظيمات والوحدات الفرعية التي تقوم بمختلف األعمال واألنشطة التي
يتطلبها تحقيق أهداف المؤسسة ،كما يوضح نوعية العالقات التي تبين أقسامها وخطوط السلطة
وشبكات االتصال فيها.3
ويرتبط مفهوم الهيكل التنظيمي بمفهومين مكملين له وهما:
.1الخريطة التنظيمية:
هي شكل أو رسم بياني ،يوضح الهيكل التنظيمي الذي يقوم عليه بنيان المؤسسة الكلي ،وبعبارة
4
أخرى فإنه يمكن اعتبار الخريطة التنظيمية تمثيال بالرسم لهيكل المؤسسة الداخلي ،فهي تقدم
معلومات عن األنشطة المختلفة التي تؤديها المؤسسة ،وعن خطوط السلطة الرسمية بين هذه
األنشطة .وتقدم معلومات عن من يرأس من – أي إلى أي شخص يرفع الشخص تقريره عن العمل
الذي يقوم به . 5أي هي صورة لهيكل المؤسسة أو شكل يوضح بالرسم كافة الوظائف الرئيسية
والوحدات اإلدارية والعالقات التي تربط بين تلك الوحدات ببعضها البعض وخطوط السلطة
والمسؤولية التي تربط بين أجزاء المؤسسة واألبعاد األفقية لنطاق اإلشراف.
.2الدليل التنظيمي:
هو عبارة عن كتيب يتضمن اسم المؤسسة ،وعنوانها ،واألهداف التي أنشئت من أجلها والتي
تسعى إلى تحقيقها ،مع موجز للسياسات واإلجراءات التي تستخدمها في سبيل ذلك .كما يتضمن
الدليل الهيكل التنظيمي بتقسيماته الرئيسية والفرعية ،وشرحا لمهام اإلدارات ومسؤولياتها
وسلطاتها .وأسماء رؤسائها .ويشمل الدليل أيضا شرحا موجزا عن النشاط العام للمؤسسة ،واالنتاج
الذي تنتجه أو الخدمة التي تقدمها ،وحجم القوى العاملة فيها ،ووصفا للوظائف الموجودة لديها.
يتضح من ذلك أن الدليل التنظيمي هو بمثابة البطاقة الشخصية التي تميز المؤسسة عن باقي
المؤسسات.6
.3العوامل المؤثرة في تصميم الهيكل التنظيمي:
7
من أهم العوامل أو المحددات التي تؤثر في تصميم الهيكل التنظيمي للمؤسسة نذكر مايلي:
1ه ال جيرالد جرينبرج ،روبرحجت بارون إدارة السلوك في المنظمات ،ترجمة رفاعي محمد رفاعي ،اسماعيل علي بسيوني ،دار
المريخ للنشر ،الرياض ،2009 ،ص .676
2رسالن عالء الدين ،التطوير التنظيمي ،دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع ،سوريا ،2013 ،ص ص .127 ،126
3زكرياء الدوري وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص .115
4عمر وصيفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .321
5جيرالد جرينبرج ،روبرت بارون مرجع سبق ذكره ،ص ص .677 ،676
6عمر وصيفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .322 ،321
7عد إلى:
-بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .204 ،203 ،202
-فادية ابراهيم شهاب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .142 ،141
89
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
حجم المؤسسة :فالمؤسسة كبيرة الحجم يجري تصميمها بشكل أكثر تعقيدا وغالبا ما تكون
هياكلها التنظيمية تفصيلية وشاملة .في حين كلما كان حجم المؤسسة أصغر فإنه يصعب تقسيم
نشاطاتها إلى أنشطة فرعية وإحداث إدارات للقيام بهذه األنشطة وتعيين رؤساء لها ألن هذه
النشاطات هي باألصل محددة وضيقة وال تحتاج إلى اختصاصات كثيرة مع ما يصاحب ذلك من
تكلفة اضافية قد ال تستطيع المؤسسة تحملها.
درجة التخصص :يتأثر الهيكل التنظيمي للمؤسسة كثيرا بدرجة التخصص التي تحتاج إليها.
فكلما كانت درجة التخصص المطلوبة كبيرة والنشاطات متنوعة ،كان ذلك مدعاة لتصميم هياكل
تنظيمية مفصلة ومعقدة ،والعكس صحيح.
طبيعة اإلنتاج أو الخدمة :تتصف طبيعة العمل في بعض المؤسسات بالتنوع حيث تقوم بإنتاج
أكثر من نوع واحد من السلع أو تقديم أكثر من خدمة واحدة وعملية التنوع تتطلب خطوط إنتاج
وإدارات متعددة ومتنوعة أكثر مما لو كانت المؤسسة تنتج سلعة أو تقدم خدمة واحدة.
المستوى التكنولوجي :غالبا ما تتمتع المؤسسات ذات االستخدام التكنولوجي الكثيف في
نشاطاتها وعملياتها بهياكل تنظيمية معقدة وتفصيلية .فالتكنولوجيا تحدد طبيعة العمل ووسائل
تنظيمه واألعمال والوظائف التي ينبغي تأديتها وعالقات العمل بين هذه الوظائف.
التوزيع الجغرافي :إن المؤسسة التي يشمل عملها ونشاطها مناطق جغرافية متعددة من الطبيعي
أن يختلف هيكلها التنظيمي من حيث تعدد اإلدارات وتنوعها وحجمها عن المؤسسة التي تمارس
عملها في منطقة واحدة.
االستراتيجية :فأي تغيير في االستراتيجية يمكن أن يؤدي إلى تغيير نمط الهيكل التنظيمي وذلك
تحقيقا لالستفادة المثلى من الموارد المتاحة سعيا للوصول إلى أهداف المؤسسة .فالمؤسسات تتطور
وتتغير مع مرور الوقت وبالتالي تتغير استراتيجياتها مما يستتبع بالضرورة تعديل هياكلها
التنظيمية وفقا للتغيير في هذه االستراتيجيات .فالمؤسسات التي تتبع استراتيجية التنويع في
المنتجات أو الخدمات التي تقدمها تحتاج إلى اختيار الهيكل التنظيمي المناسب الذي يلبي أكبر قدر
من حاجتها إلى التنسيق والتكامل بين هذا التنويع في المنتجات أو الخدمات.
البيئة الخارجية :غالبا ما تلجأ المؤسسات المستقرة أي العاملة في ظروف بيئية مستقرة إلى
انتهاج الهياكل التنظيمية البسيطة ذات المالمح الواضحة أو غير المرنة .أما المؤسسات التي تعمل
في بيئة متغيرة باستمرار يناسبها هيكل تنظيمي مرن يستطيع أن يتعامل بسرعة مع التغيرات في
ا لبيئة والذي يمكنها من استغالل الفرص والحد من التهديدات بشكل فعال والتنبؤ بالعوامل البيئية.
وتفرض البيئة المعقدة على إدارة المؤسسة السير باتجاه بناء هيكل تنظيمي أكثر ميال نحو
الالمركزية فالمعلومات والقرارات ال ينبغي أن تتركز في جهة مركزية واحدة وذلك تفاديا للتأخير
في االستجابة للمتغيرات.
دورة أو مدة حياة المؤسسة :إن الزمن وما يحمله من متغيرات يملي على المؤسسات إعادة
التنظيم وإال فقدت فرصة التكيف مع المتغيرات ألغراض البقاء والنمو ،وإذا كانت دورة حياة
المؤسسة قصيرة ومحدودة فإن الهيكل التنظيمي المناسب لها ينبغي أن يكون بسيطا في مكوناته
وعالقاته .أما العمل المتواصل ،على شكل ورديات ،فإن هذا يتطلب هيكال تنظيميا معقدا ألنه
يستدعي وجود عدد كبير من المشرفين لكل وردية عمل مستقلة .كما أن كثرة الورديات تؤدي إلى
تعقيد العالقات التنظيمية وهكذا.
ثانيا :أشكال الهياكل التنظيمية
تعتمد المؤسسات بصورة عامة على أسس مختلفة لتصميم هياكلها العامة ،ويمكن تصنيف أنواع
الهياكل التنظيمية في مجموعتين:
-عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.191 ،190
90
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المدير
العام
اإلدارة إدارة االنتاج إدارة التسويق إدارة الموارد إدارة
المالية البشرية المشتريات
التوزي التروي التسعير تخطيط
ع ج المصدر :من إعداد المؤلفة.
المنتج
ويحقق هذا التنظيم مجموعة من المزايا والعيوب من أهمها:
أ .المزايا :من أهم مزايا هذا التقسيم:
-وضع كافة الوظائف والوحدات التي تسهم في إنجاز نشاط رئيسي واحد تحت إدارة واحدة
يساعد على تنمية التخصص بين العاملين.
-االستخدام األمثل للموارد وسهولة تخفيض أو توسيع حجم الوظيفة دون التضحية بمواردها
من المهارة والخبرة.3
-يساعد على رفع كفاءة األداء و تطوير الوسائل الفنية المستخدمة في أداء العمل وتحسينها.
-يحقق قدرا كبيرا من التنسيق في أداء أعمال المؤسسة المتماثلة والمتشابهة.
-سهولة وزيادة فعالية اإلشراف على العمليات.4
-يمنع االزدواجية والتداخل في جهود التنظيمات الوظيفية.5
-يسهل ايجاد أفضل الطرق لحل المشكالت الفنية.6
ب.العيوب:
-يهمل وجود الترابط والتداخل بين أهداف المؤسسة أو أهداف الوحدات التنظيمية.
-يميل هذا النوع من التقسيم إلى المركزية وذلك بسبب الحاجة إلى الترابط والتنسيق بين
الوحدات التنظيمية الرئيسية.1
طاهر الغالبي ،نعمة الخفاجي ،نظرية المنظمة :مدخل التصميم ،دار اليازوري العلمية للنشر ،عمان ،2020 ،ص .125 1
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .101 3
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،ص .154 4
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ..131 5
91
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
92
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المدير
العام
ب.العيوب:
-صعوبة وضع سياسات عامة لكافة المناطق..
-صعوبة التنسيق بين المناطق الجغرافية من ناحية وبين المركز الرئيسي من ناحية أخرى.
-صعوبة رقابة اإلدارة العليا للمناطق الجغرافية.4
-احتمال اتباع سياسات تخالف سياسات المركز الرئيسي.
-قد يسيء مديرو المناطق استخدام السلطات الممنوحة لهم مما يضر بالمشروع والمصلحة
العامة.5
والشكل التالي يوضح تكوين الهيكل التنظيمي الجغرافي:
شكل رقم ( :)17الهيكل التنظيمي على أساس المناطق الجغرافية
المدير
العام
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .107 4
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .133 5
93
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
-تقديم خدمة متخصصة لكل نوع من أنواع الزبائن مما يؤدي إلى تحسين مبيعات المؤسسة.
ب.العيوب:
الزيادة في التكاليف جراء تكرار الجهود المتخصصة في كل وحدة.
الصعوبة في توزيع الموارد على الوحدات بشكل دقيق.
تكرار عمليات الجرد و التدقيق.6
احتماالت ظهور طاقات عاطلة من القوى العاملة خالل فترات انخفاض الطلب.
صعوبة تنمية األفراد في غير هذا التخصص الوظيفي لنوعية من العمالء.7
ويبين الشكل التالي الهيكل التنظيمي وفقا للزبائن.
شكل رقم ( :)18الهيكل التنظيمي على أساس الزبائن
المدير
العام
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،مرجع سبق ذكره ،ص.156 3
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .105 4
ضرار العتيبي ،نضال الحواري ،ابراهيم خريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .136 5
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .105 7
94
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المدير العام
-ظهور الحاجة لتطوير المديرين حيث تحتاج المؤسسة إلى المزيد من الموهبة اإلدارية لكل قسم
شبه مستقل .ومن ناحية أخرى فإن نقل األفراد بين األقسام يعتبر أمرا صعبا.4
كامل بربر ،مرجع سبق ذكره ،ص .91 1
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .104 2
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .105 4
95
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
المدير العام
1خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،نظرية المنظمة دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعةن عمانن الطبعة الثانية،
،2005ص .183
2فاطمة سعدي ،مرجع سبق ذكره ،ص .162
3
Laurie J. MULLINS, op.cit., p618.
96
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
يطبق هذا األساس عادة في المؤسسات التي تعمل بنظام إدارة المشروعات (كمكاتب االستشارات،
وشركات المقاوالت ،وترسانات بناء وإصالح السفن ،والشركات الصناعية التي تعمل بنظام
االنتاج حسب األوامر أو الطلبيات)...؛ حيث يخصص لكل مشروع أو إنتاج مجموعة من األنشطة
المتنوعة والمتكاملة ،والتي تجمع مع بعضها لفترة زمنية محددة هي الفترة المخططة إلنجاز
المشروع؛ و يتم حلها بانتهاء المشروع .ويعطي هذا األساس للتنظيم قدرا كبيرا من المرونة.1
كما يشيع استخدام هذا التنظيم في شركات اإلسكان القائمة بتنفيذ مشروعات إسكانية وكذلك في
اإلدارات من ذوي االختصاصات المختلفة وغيرها من اإلمكانيات المتاحة وتنسيق توزيعها على
المشروعات حسب احتياجاتها.2
ويبين الشكل التالي الهيكل التنظيمي وفقا للتقسيم المصفوفي:
شكل رقم ( :)21الهيكل المصفوفي
. المدير
العام
أ
األقسام
مدير المشروع
ب
مدير المشروع
ج
سلطة عمودية وظيفية
موظف يتبع مديرين :المدير الوظيفي ،ومدير المشروع.
بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .209 2
جيرالد جرينبرج ،روبرت بارون ،مرجع سبق ذكره ،ص .692 3
97
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
ب.العيوب:
-ضغوط مؤثرة على أعضاء الفريق بسبب تعدد رؤسائهم.
-مشكالت خاصة بتقييم أداء العاملين ،من يقوم بتقييم أداء العامل؟ هل يقوم بها المدير
الوظيفي أم مدير المشروع؟ أو أن يكون التقييم من اختصاص االثنين؟ فليس هناك أحكام ثابتة
لمثل هذه المشكالت إال أنه بوجه عام يؤدي تخصيص مسؤوليات التقييم على المدير الوظيفي
على أن يكون لمدير المشروع إسهام كبير في عملية التقييم.
-صراع القوة :تنظيم المصفوفة يمكن أن ينشأ عنها مشكلة خاصة بتوازن القوة بين الجانب
الوظيفي و جانب المشروع للمصفوفة ،فإذا كان أحد الجانبين أكثر قوة فإن فوائد المصفوفة
المتمثلة في التعاون والتنسيق لن تتحقق.1
الهياكل التنظيمية المعاصرة:
ازدادت الحاجة إلى ايجاد هياكل تنظيمية أكثر تطورا من الهياكل التنظيمية التقليدية ،وخاصة في
ظل التطورات الحاصلة في استخدام التكنولوجيا وتطور وسائل التصاالت واالنترنت وغيرها.
ومن أهم الهياكل التنظيمية المعاصرة نذكر مايلي:
.1الهيكل أو التنظيم الشبكي:
هو نوع من أنواع التنظيم الذي تلجأ إليه الشركات متعددة الجنسية ،أو الشركات العالمية التي
تزاول نشاطها على نطاق واسع ،وتتوزع هذه النشاطات إقليميا أو محليا أو كليهما .إال ان شركات
وطنية عرفت أيضا باستخدام هذا النوع من التنظيم العتبارات إدارية واقتصادية وقانونية .وفي هذا
النوع من التنظيم ،تقوم المؤسسة بإسناد وظائف رئيسية منها إلى مؤسسات أخرى مستقلة يتم
التعاقد معها من قبل اإلدارة العليا للمؤسسة .2فقد تتفق مؤسسة معينة مركزها أوروبا مثال مع
مؤسس ة في كندا إلجراء تصاميم اإلنتاج ،ومع مؤسسة ثانية في الهند لشراء المواد الخام ،ومع
مؤسسة ثالثة في الصين إلنتاج المنتج ،ومع مؤسسة رابعة في الفلبين لنقل المنتجات كاملة الصنع،
ومع مؤسسة خامسة في الواليات المتحدة للتسويق.3
ويحقق هذا التنظيم مجموعة من المزايا والعيوب من أهمها:
أ .مزايا التنظيم الشبكي:
4
من أبرز مزايا هذا النوع من التنظيم نذكر مايلي:
-يتيح التنظيم الشبكي استخدام أي موارد خارجية قد تحتاجها المؤسسة من مواد خام وعمالة
رخيصة تتوافر خارج البالد وغيرها ،مما يتيح للمؤسسة تحقيق أفضل جودة وأنسب سعر،
ويمكنها من التعاون وسط المنافسة الدولية.
-يتميز التنظيم الشبكي بالمرونة والتحدي ،وتستطيع المؤسسة استئجار أي خدمات تحتاج إليها،
كما تستطيع أن تكيف نفسها مع المنتجات الجديدة والفرص التسويقية المتاحة.
ب.عيوب التنظيم الشبكي:
5
من عيوب التنظيم الشبكي مايلي:
-عدم وجود رقابة مباشرة على أنشطة المؤسسة التي تتم من خالل عقود وشركات خارجية
ليست تحت السيطرة التامة للمؤسسة.
-قد تتعرض المؤسسة للعديد من المخاطر في حالة عدم التزام أو فشل الشركات التي تم التعاقد
معها في القيام بالعقود واألعمال الموكلة إليهم أو في حالة خروجهم من العمل.
1فيصل بن عدنان سعسع ،مبادئ و أسس إدارة االعمال في المنظمات ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،2017 ،ص ص ،101
.102
2بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .211 ،210
3عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .186
4فيصل بن عدنان سعسع ،مرجع سبق ذكره ،ص .103
5فيصل بن عدنان سعسع ،مرجع سبق ذكره ،ص .103
98
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
-عدم توافر الوالء واالنتماء الكامل من قبل الشركات التي تم التعاقد معها بسبب شعورها بأنه
يمكن االستغناء عن خدماتها في أي وقت واستبدالها بشركات أخرى تستطيع أن توفر خدمات
أفضل منها.
والشكل التالي يصور التنظيم الشبكي:
شكل رقم ( :)22التنظيم الشبكي
المصدر :عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .187
.2هيكل الفريق:
وهو هيكل يضم تشكيل فرق عمل إذ يتم تجميع أفراد ذوي تخصصات معينة من إدارات وأقسام
المؤسسة ،لغرض تكليفهم بإنجاز مهمات دائمة أو مؤقتة .1أو يعهد إليها بمسؤوليات حل المشاكل
التي تواجهها المؤسسة واتخاذ القرارات الالزمة .ويمثل هذا األسلوب في التنظيم إتجاها نحو
االستفادة من التخصصات المتعددة في المؤسسة فهو يفترض أن بإمكان األفراد العاملين في
وحدات المالية و اإلنتاج أو غيرها أن يساهموا في نشاطات التسويق والمبيعات وغيرها من
نشاطات المؤسسة.2
تتميز هياكل فرق العمل بإزالة الحواجز بين الدوائر والوحدات اإلدارية ووجود أكثر من وجهة
نظر واحدة مما ينعكس على جودة القرار المستخدم .أما عيوبها فقد تكمن في حدوث صراع بين
أ عضاء الفريق أحيانا وكذلك إطالة فترة التجاوب مع البيئة وتأخيرها مما ينعكس سلبا على حل
المشكالت.3
.3التنظيم المؤقت:
بمقتضى هذا التنظيم يتم إنشاء وحدة تنظيمية (قسم مثال) ألداء مهمة معينة مؤقتة بطبيعتها .وبعد
أداء المهمة تلغى الوحدة التنظيمية .ويحقق هذا النموذج التنظيمي خفض التكاليف حيث أن إنتاج
هذا القسم ال يتوقع تكراره وبالتالي فإن التسهيالت البشرية والمادية قد يكون من األفضل تدبيرها
بصفة مؤقتة وألجل محدد ،كأن توظف القوى العاملة بعقود مؤقتة وكذلك يتم استئجار اآلالت
والمعدات بدال من شرائها .على أنه يعيب هذا النموذج التنظيمي شعور العاملين المؤقتين باإلحباط
بسبب افتقارهم لإلستقرار الوظيفي وكذلك عدم شعورهم باالنتماء إلى مجموعات العاملين الدائمين
في المشروع ،وهو شعور يؤثر بالضرورة على معنوياتهم وبالتالي على إنتاجيتهم.4
.4الهيكل االفتراضي:
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البزرنجي ،مرجع سبق ذكره ،ص .91 1
بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .210 ،209 2
عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .186 3
بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .213 ،212 4
99
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
تنطلق فكرة تصميم الهيكل االفتراضي من إزالة الحدود التي يرسمها الهيكل داخل المؤسسة ومع
البيئة الخارجية كمرحلة أولية تقود إلى إزالة الحدود بشكل كامل .بحيث تصبح المؤسسة تعمل في
الفضاء االلكتروني كمؤسسة افتراضية تعتمد في عملياتها على األجيال المعاصرة في تكنولوجيا
المعلومات واالتصال وبنيتها االرتكازية.1إذ يعمل العاملون في أي مكان وفي أي وقت طالما لديهم
أجهزة الحاسوب واالنترنت.
يتميز هذا الهيكل بانخفاض التكاليف سواء التكاليف اإلدارية أو البيعية ،إال أن أهم عيوبه أنه يفتقد
على التفاعل اإلنساني بين العاملين.2
االتنظيم و السلطة في المؤسسة:
يقوم التنظيم على ركنين أساسين هما السلطة والمسؤولية وال يمكن ألي تنظيم فعال أن يقوم إال من
خالل هذين الركنين.
أوال :تعريف السلطة (أو الصالحية)
يقصد بالسلطة الحق الشرعي أو القانوني الذي يخول أشخاص الحق في إصدار األوامر أو اتخاذ
القرارات في حدود معينة هي حدود السلطة التي يتمتعون بها .3وتعرف بأنها قوة رسمية يستمدها
المدير من خالل شغله لمنصب إداري وهذه القوة تعطيه الحق في الحصول على االمتثال والطاقة
من قبل المرؤوسين لألوامر والتعليمات التي يصدرها ،واتخاذ قرارات تكون ملزمة لآلخرين،
والحصول على العمل من قبل اآلخرين وفق ما يريده في سبيل تحقيق األهداف المطلوبة منه.4
وال تعني السلطة أبدا استعمال القسر والقسوة والظلم والتعسف مع المرؤوسين لمجرد أن صاحب
السلطة هو الرئيس األعلى لهؤالء .فالرئيس صاحب السلطة ال يحق له إصدار أوامر تعسفية متى
شاء وكيفما يشاء ،ألن هناك دائما حدودا وقيودا للسلطة ال يمكن تجاوزها إليذاء اآلخرين
وإذاللهم.5
ثانيا :تعريف المسؤولية
المسؤولية هي العبء أو االلتزام الذي يترتب على الشخص مقابل حصوله على سلطة ما .بعبارة
6
أخرى هي التزام الفرد بانجاز المهام واألعمال المناسبة لطاقاته ،وقدراته وخبراته ومؤهالته والتي
يكلف بأدائها طبقا لمنصبه في الهيكل التنظيمي.7
ثالثا :أشكال السلطة
يمكن تقسيم السلطة التي تمارس في العمل اإلداري إلى أربعة أنواع على النحو التالي:
أ .السلطة اآلمرة (السلطة الرسمية التنفيذية) :وهي أهم أنواع السلطة في المؤسسة ألن من يتمتع
بها له الحق في إصدار األوامر واتخاذ القرارات الملزمة لآلخرين ،و تنساب هذه السلطة من أعلى
الهيكل التنظيمي إلى أسفله وتنقل بواسطة تفويض السلطات .8وتستخدم السلطة التنفيذية لتحقيق
9
أغراض المؤسسة بطرق عديدة ،منها:
اتخاذ القرارات المتعلقة بنشاط المؤسسة وتعيين األفراد للقيام بالمهام الوظيفية المختلفة وإنشاء
وتجديد طرق ووسائل االتصال بين األجزاء المختلفة لتحقيق أداء فعال.
طاهر الغالبي ،نعمة الخفاجي ،مرجع سبق ذكره ،ص .132 1
عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .189 ،188 2
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .92 3
بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .233 5
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .96 8
100
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
تحديد سلطة كل فرد في المؤسسة ومساعدتهم في تنفيذ الخطط والسياسات المختلفة لتحقيق
رقابي جيد وسليم.
ب .السلطة االستشارية :وتمثل الحق في تقديم الدعم واإلسناد للمديرين التنفيذين المباشرين وكذلك
النصح واالستشارات بهدف ترصين وزيادة فعالية القرارات الصادرة من السلطة التنفيذية .1وتأخذ
النصائح والخطط واالقتراحات التي يقدمها المديرون االستشاريون طريقها إلى أعلى حتى تصل
إلى المدير العام والمدير التنفيذي الذي يملك سلطة تحويلها إلى أوامر ثم تأخذ طريقها إلى أسفل.2
وهي سلطة رمزية ،تتمثل في تقديم النصح والرأي فقط دون القدرة على أمر اآلخرين بالتنفيذ.3
ج .السلطة الوظيفية :وهي السلطة المستمدة من الوظيفة نفسها .و تعتمد على المعرفة والخبرة التي
يستمدها الفرد من تخصصه في مجال معين.4وبموجبها يحق لصاحبها إصدار األوامر داخل
المؤسسة وتكون ملزمة التنفيذ لهم لكن ضمن نطاق تخصصه ،وإن كانوا يعملون تحت رئاسة غير
رئاسته .5فمثال مسؤول وظيفة التمويل من مسؤولياته االلتزام بمراقبة الوضع المالي في المؤسسة
وللقيام بذلك يتحتم عليه الحصول على معلومات مالية بصفة مستمرة من جميع وظائف المؤسسة،
ولهذا غالبا ما تفوض له سلطات وظيفية تمكنه من إعطاء األوامر لمختلف جهات التنظيم
(الوظائف األخرى) العطائه البيانات المالية الالزمة بالشكل والتوقيت المطلوب.6
د .السلطة الشخصية :وهي السلطة التي يستمدها الفرد من جراء أقدميته في المؤسسة ،أو قدرته
على التأثير في اآلخرين المستمدة من خصائص شخصيته أي سماته الجسمية والعقلية ،السلوكية، ،
ومعارفه وخبراته .ألن السلطة تستمد من الكفاءة والخبرة حتى ولو لم يكن رسميا مسؤوال عن
إدارة معينة أو وظيفة.7
رابعا :تفويض السلطة
تفويض السلطة هي عملية يتم بمقتضاها نقل السلطة من المدير إلى المرؤوس ألداء عمل معين.
وال يعني التفويض على وجه اإلطالق تفويضا للمسؤولية ،إنما يبقى مفوض السلطة مسؤوال
مسؤولية مباشرة عن نتائج أداء العمل ،وإذا كان األمر كذلك فعلى المدير أن يتأكد بأن السلطة
المفوضة للمرؤوس بالحجم الالزم والمطلوب النجاز العمل ،وأن المرؤوس على معرفة تامة
بكيفية استخدام هذه السلطة وإال سيترتب على عملية التفويض نتائج قد تنعكس سلبا على المدير،
9
المرؤوس ،األداء وأخيرا تحقيق األهداف .8إذن تحتوي عملية التفويض على العناصر التالية:
.1تفويض السلطة :عندما يتم تفويض سلطة ما من مدير إلى مرؤوس يعني ذلك أن المرؤوس قد
تلقى الدعم من مديره في التصرف تماما كالمدير ،ولكن يحق للمدير أن يحتفظ بحق الرقابة على
استخدام السلطة المفوضة كما يحق له سحب هذه السلطة إذا تطلب الموقف ذلك.
.2اسناد المسؤولية :أي تحديد المهمة أو المهام المطلوب من المرؤوس القيام بها بعد عملية
التفويض.
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .386 1
فيصل بن عدنان سعسع ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .109 ،108 2
101
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
.3المساءلة :عندما يتم التفويض يعني أنه خلق التزاما لدى المرؤوس لتحقيق أداء محدد لمهمة
محددة ،وبالتالي فالمرؤوس عرضة للمساءلة أمام مديره عن حسن استخدام السلطة وعن إنجاز
المهمة الجديدة المسندة إليه بموجب التفويض.
خامسا :المركزية والالمركزية:
.1تعريف المركزية :وتعني تجميع وتركيز السلطات الخاصة باتخاذ القرار في المستوى األعلى
2
من اإلدارة .1ويفضل العمل بالمركزية في المؤسسة في الحاالت التالية:
عندما تكون البيئة مستقرة.
تميل اإلدارة العليا إلى أن تسيطر بنفسها على مجريات األمور.
يكون هناك نقص في المديرين األكفاء.
المديرون في المستويات األدنى عازفون عن المشاركة في اتخاذ القرار.
كون القرارات المتخذة بالغة األهمية.
وتلجا المؤسسة إلى تطبيق المركزية خاصة للمهام التي تشكل أهمية خاصة حيث ترى اإلدارة
العليا ضرورة حصر اتخاذ القرارات بشأنها دون المستويات اإلدارية االخرى ،ويمكن تلخيص هذه
المهام باآلتي:3
-تحديد السياسات اإلدارية األساسية.
-قرارات التعيين للوظائف األساسية.
-إقرار خطط المشروع.
-التنبؤ بالظروف المؤثرة على المؤسسة.
-إعادة توزيع أفراد التنظيم في الوظائف األساسية.
-تحديد األسعار.
-إقرار برامج التنمية والتطوير خاصة للمناصب العليا.
-التغيرات الجذرية في هيكلية التنظيم.
-تقييم األداء التنظيمي وإقرار استراتيجية التغيير التنظيمي.
-القرارات المتعلقة بصورة المؤسسة تجاه كافة األطراف ذات العالقة بالمؤسسة.
.2تعريف الالمركزية وأنواعها :وتعني تفويض سلطة اتخاذ القرارات إلى الرؤساء والمديرين في
مختلف المستويات اإلدارية 4في المؤسسة .ويفضل العمل بالالمركزية في الحاالت التالية:
-تزايد وتعقد المتغيرات البئيئة وعوامل عدم التأكد.
-تكون المستويات اإلدارية الدنيا راغبة في المشاركة في عمليات صنع القرار.
-تكون معظم القرارات المتخذة منخفضة أو متوسطة األهمية والتكلفة.
-عندما يكون حجم المؤسسة كبيرا و تتعدد مواقع فروعها ،فيكون في الالمركزية سبيال لتجنب
بطء القرارات وزيادة التكلفة المترتبة عن هذا البطء.5
وهناك ثالثة أنواع من التشكيل التنظيمي الالمركزي:
6
الالمركزية على أساس الوظائف :ويتنبع هذا التشكيل في المؤسسات التي تنتج منتجا رئيسيا
واحدا ،حيث هناك وظائف رئيسية مربوطة بها وظائف فرعية لديها سلطة في اتخاذ القرارات.
1
Kondalkar V.G., op.cit, p258.
فرحات غول ،مرجع سبق ذكره ،ص .86 2
102
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الالمركزية الجغرافية :وبموجبها تكون الفروع مرتبطة بمدير اقليمي يعتبر حلقة الوصل بين
الفروع واإلدارة المركزية.
المركزية خطوط االنتاج :وهذا الشكل تتبعه معظم المؤسسات االنتاجية الكبيرة ،حيث يعطى كل
خط انتاجي سلطة كافية إلنتاج سلعة محددة وتسويقها ،إذ يعتبر وحدة إدارية مستقلة.
ويمثل الشكل التالي مفهوم المركزية والالمركزية في المؤسسة
شكل رقم ( :)23المركزية والالمركزية
بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .246 ،245 1
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص .102 2
103
الفصل الخامس :وظيفة التنظيم
إن تكليف المرؤوسين التخاذ بعض القرارات أو البت في بعض األمور وتصريفها سيؤدي إلى
رفع روحهم المعنوية يجعلهم يشعرون بأهميتهم ودورهم في العمل فالالمركزية وسيلة إلثراء
وإغناء عمل المرؤوسين داخل المؤسسة.
تعتب ر الالمركزية من الوسائل المفيدة في تقوية الروابط والعالقات بين الرؤساء والمرؤوسين إذ
أن تفويض السلطة يجعل المرؤوسين يحسون بأن رؤسائهم يثقون بهم وإال لما فوضوهم لتصريف
األمور والبت فيها نيابة عنهم.
إن اتباع الالمركزية يساعد المديرين في المستويات اإلدارية المختلفة من اتخاذ القرارات التي
تناسب ظروف العمل أو المنطقة التي يتم فيها العمل.
ويمكن القول بأن مزايا المركزية يمكن أن تكون عيوبا لالمركزية كذلك فإن مزايا الالمركزية
يمكن ان تكون عيوبا للمركزية اإلدارية أو عدم إمكانيتها في تحقيق مزايا الالمركزية اإلدارية.
104
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الفصل السادس
وظيفة التوجيه
تعد وظيفة التوجيه النشاط الذي يقوم على خلق المناخ المالئم إلنجاز العمل المقرر بتوجيه
جميع الجهود لما يخدم تنفيذ البرامج والسياسات ويحقق في النهاية أهداف المؤسسة .فهي الوظيفة
التسييرية التي تعطي الضوء األخضر للبدء بعملية التنفيذ وتستمر معها وال تنتهي إال بإخراج
األعمال إلى حيز الوجود .يهدف هذا الفصل إلى تعريف الطالب بوظيفة التوجيه من خالل تقديم
مفهوم التوجيه و مختلف الطرق والوسائل التي يستخدمها المديرون في التأثير على المرؤوسين
وترغيبهم وإرشادهم ،والمتمثلة في التحفيز ،القيادة واالتصال
ماهية وظيفة التوجيه:
108
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
صبحي جبر العتيبي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .172 ،171 2
محمد القدومي ،محمد هاني محمد ،زيد عبوي ،مرجع سبق ذكره ،ص .129 3
عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .395 ،394 4
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر الرزنجي ،مرجع سابق ،ص .118 5
109
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
إذأ فالتحفيز هو ممارسة إدارية للمدير للتأثير في العاملين من خالل تحريك الدوافع والرغبات
والحاجات لغرض اشباعها وجعلهم أكثر استعدادا لتقديم أفضل ما عندهم بهدف تحقيق مستويات
عالية من األداء واإلنجاز في المؤسسة.
.2مفهوم الحوافز ،أهدافها وأهميتها:
أ .التمييز بين الحوافز و الدوافع:
تتمثل الحوافز بصفة عامة في األساليب التي يعتمد عليها المدير للتأثير في سلوك األفراد العاملين،
ومن ثم توفير أسباب قوية لديهم للعمل بحماس وتحقيق النتائج المطلوبة من المؤسسة ،أي إنها
األساليب التي تحث العاملين على العمل المستمر ومن ثم تجعلهم ينهضون بأعمالهم .1كما تعرف
على أنها مجموعة السياسات أو الوسائل التي تصمم وتكيف الستمالة الفرد نحو أداء الوظيفة
المعهودة إليه بالشكل الذي ينسجم مع تحقيق أهدافه الشخصية . 2إذن فالحوافز هي المؤثرات
الخارجية التي تؤثر في القوى الداخلية لإلنسان ،بمعنى تحفزه على إنجاز عمل ما بنجاح.3
أما الدافعية فتعرف بأنها رغبة الفرد في إظهار المجهود الالزم لتحقيق األهداف التنظيمية ،بحيث
يمكن ذلك الجهد من إشباع احتياجات هذا الفرد . 4وتعرف على أنها مجموعة القوى الكامنة داخل
الفرد والتي توجه وتدفع الفرد للتصرف بطريقة معينة. 5وفي السياق نفسه تعرف على أنها القوة
المحركة الناشئة من داخل الفرد ،و التي تدفعه لتحقيق حاجة ما ،مما يسبب توترا نفسيا معينا لدى
الفرد ،ويبقى هذا التوتر مستمرا حتى تشبع هذه الحاجة ،فالدوافع إذن نتائج لتوترات تنشأ من
اختالل التوازن في المجال السلوكي ،و هي التي تدفع الفرد ليسلك سلوكا محددا و هادفا من أجل
إزالة تلك التوترات ،و استعادة ذلك التوازن.6
وعليه فالفرق بين الدوافع والحوافز هو إن الدوافع تمثل قوة داخلية تحرك الفرد وتستثيره ليؤدي
عمله وتوجه سلوكه نحو هدف معين وهي مسببات داخلية للسلوك ،أما الحوافز فهي قوة خارجية
تحرك الفرد للقيام بعمله مقابل مكافأة معينة.7
ب.أهداف الحوافز:
للحوافز أثر مهم في تحفيز العاملين واالرتقاء بأدائهم خاصة إذا كانت هذه الحوافز متفقة مع
حاجات العامل من ناحية ومرتبطة بأدائه وإنتاجه من ناحية أخرى ،ومن ثم فعملية الحوافز لها
أهداف يجب مراعاتها من قبل إدارة المؤسسة وهي:8
تشجيع المنافسة بين األفراد.
تحسين اإلنتاجية.
رفع الروح المعنوية للعاملين.
االحتفاظ بالعاملين الممتازين.
مكافأة األداء المتميز.
تشجيع اإلبداع واالبتكار الجديد.
حفز األداء المتوسط على التقدم واالرتقاء.
110
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
ج.أهمية الحوافز:
من أهم ما يمكن أن تقوم به الحوافز نذكر مايلي :
1
المساهمة في إشباع حاجات األفراد العاملين ورفع روحهم المعنوية ،مما يحقق هدفا إنسانيا
مهما في حد ذاته ،وغرضا رئيسيا له أهميته على زيادة إنتاجية هؤالء األفراد ،وتعزيز إنتمائهم
الوظيفي ،وعالقاتهم مع المؤسسة وإداراتها ،ومع أنفسهم.
المساهمة في إعادة تنظيم منظومة احتياجات األفراد العاملين ،وتنسيق أولوياتها ،وتعزيز
التناسق بينها ،بما ينسجم وأهداف المؤسسة وتطلعاتها وسياساتها ،وقدرتها على تلبية مطالب
العاملين وأهدافهم.
المساهمة في التحكم في سلوك العاملين بما يضمن تحريك هذا السلوك وتعزيزه أو تعديله أو
تغييره ،أو إلغائه ...الخ.
تنمية عادات أو قيم سلوكية جديدة تسعى المؤسسة إلى وجودها في صفوف العاملين.
المساهمة في تعزيز العاملين ألهداف المؤسسة أو سياساتها ،وتعزيز قدراتهم وميولهم
التكيفية معها ،ألن العاملين كثيرا ما يسيئون فهم اإلدارة ويخضعون ممارساتها إلى تفسيرات
كثير ا ما تكون خاطئة ،مما يولد مناخا ملبدا بسوء الفهم والعداوة والسلبية بين الطرفين،
وبصورة تنعكس سلبيا على المؤسسة والعاملين معا وقد تكون مدمرة أحيانا.
تنمية الطاقات اإلبداعية واالبتكارية لدى العاملين بما يضمن بالنتيجة ازدهار المؤسسة
وتفوقها.
المساهمة في تحقيق أية أعمال أو أنشطة تسعى المؤسسة إلى إنجازها ،وتشعر أن ذلك
يفترض مشاركة فعالة من قبل العاملين.
.3أنواع الحوافز:
تتعدد أشكال الحوافز وتختلف صورها من مؤسسة إلى أخرى ويمكن تصنيفها إلى (أنظر الشكل
رقم :) 24
أ .الحوافز من حيث األطراف ذات العالقة أو المستفيدين :وهي تقسم إلى:
حوافز فردية :وهي تتمثل في كافة الحوافز المادية أو المعنوية وااليجابية أو السلبية
الموجهة لعامل معين دون غيره وذلك لتصرف او سلوك معين .2وهي التي ترتبط باألداء
الفردي بطريقة أو بأخرى . 3فتخصيص مكافأة للعامل الذي ينتج أفضل إنتاج ومكافأة العامل
ا لمواظب كل ذلك يدخل في فئة الحوافز الفردية ،ومن شأن هذه الحوافز زيادة التنافس اإليجابي
بين األفراد سعيا للوصول إلنتاج وأداء أفضل.4
حوافز جماعية :وهي الحوافز التي تركز على العمل الجماعي والتعاون بين العاملين ،ومن
أمثلتها المزايا العينية والرعاية الصحية واالجتماعية التي قد توجه إلى مجموعة من األفراد في
وحدة إدارية أو في قسم واحد لحفزهم على تحسين ورفع كفاءة اإلداري واإلنتاجية ،وقد تكون
الحوافز الجماعية ايجابية أو سلبية ،مادية أو معنوية ومن أ مثلة الحوافز الجماعية تخصيص
جائزة ألحسن إدارة في المؤسسة أو أحسن فرع .5وتهدف إلى تشجيع روح الفريق وتعزيز
التعاون بين العاملين بحيث يحرص كل منهم على أن ال يتعارض عمله مع عمل الزمالء ،ألن
في ذلك إضرار باألهداف الرئيسية للعمل.6
عبد المعطي محمد عساف ،مرجع سابق ،ص .74 ،73 1
علي غربي ،إسماعيل قيرة ،بلقاسم سالطنية ،تنمية الموارد البشرية ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2007 ،ص .220 3
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سابق ،ص .124 4
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سابق ،ص .125 6
111
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
حوافز تنظيمية :يعتمد هذا النظام في دفع الحوافز بناء على أداء المؤسسة ككل .وتعتمد
معظم خطط الحوافز الت نظيمية ،على خلق التعاون بين الموارد البشرية على جميع المستويات.
ومن أمثلة هذه الحوافز تقديم عالوة نهاية السنة لألفراد ،وتعتمد باألساس على أرباح المؤسسة.1
ب .الحوافز من حيث طبيعتها أو قيمتها :وتقسم إلى:2
حوافز مادية :ويقصد بها مجموعة الحوافز التي تشبع احتياجات األفراد المادية فقط دون
غيرها ،و تشمل إلى جانب األجور والمرتبات أي صور نقدية أخرى مجمعة أو مجزأة على
دفعات مثل األجر اإلضافي ،العالوات الدورية واالستثنائية والمنح بأنواعها والمكافآت
التشجيعية.
حوافز معنوية :وه ي التي تخاطب في الفرد حاجات نفسية واجتماعية وذهنية ويقصد بها تلك
المكونات التي تتكون منها فلسفة التنظيم ،وتشكل مع غيرها المناخ العام للمؤسسة بحيث تساعد
هذه المكونات على توفير اإلشباع الكامل الحتياجات أفراد المؤسسة غير المادية وأمام اإلدارة
تشكيلة من الحواف ز المعنوية على رأسها الوظيفة المناسبة للفرد ،واإلثراء الوظيفي من خالل
فرص الترقية والتقدم في العمل والتناوب والمشاركة في اتخاذ القرارات ومناخ اإلشراف ،مناخ
الجماعة ،صورة المؤسسة ،طبيعة العمل ،والتدريب والمهارات وجداول العمل المرنة ،والقيادة
الفعالة لألفراد.
ج .الحوافز من حيث أثرها على األفراد أو فعاليتها :وتقسم إلى:
حوافز إيجابية :وهي تمثل تلك الحوافز التي تحمل مبدأ الثواب للعاملين والتي تلبي حاجاتهم
ودوافعهم لزيادة اإلنتاج وتحسين نوعيته وتقديم المقترحات واألفكار البناءة ،وتهدف هذه
الحوافز إلى تحسين األداء ف ي العمل من خالل التشجيع بسلوك ما يؤدي إلى ذلك .ومن أمثلة هذا
النوع من الحوافز عدالة األجور األساسية ،ثبات العمل واستقرار الفرد في عمله ،تهيئة فرص
الترقية االستثنائية أ مام العاملين ،تهيئة األجواء المناسبة للعمل كاإلضاءة الجيدة والتهوية
والمعاملة المناسبة.3
حوافز سلبية :وتستخدم لمنع السلوك السلبي من الحدوث أو التكرار وتقويمه والحد منه،
ومن أ مثلة السلوك السلبي التكاسل واإلهمال وعدم الشعور بالمسؤولية وعدم االنصياع
للتوجيهات واألوامر والتعليمات ،االمر الذي يدفع اإلدارة إلى القيام بتطبيق الحوافز السلبية،
والتي تس تخدم العقاب كمدخل لتغيير سلوك االفراد نحو تحسين األداء والوصول به إلى الهدف
المنشود والمرغوب فيه .وهذا العقاب يجعل الشخص يخشى تكرار الخطأ حتى يتجنب العقوبة.4
ومن أ مثلة الحوافز السلبية :اإلنذار والردع ،الخصم من الراتب ،الحرمان من العالوة ،الحرمان
من الترقية....الخ
شكل رقم ( :)24تصنيف الحوافز
أنواع الحوافز
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سابق ،ص .124 ،123 3
112
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
1
John R.SCHERMERHORN Jr. , Richard N.OBSORN, Mary uhl–bien , James Er.HUNT, Organizational
behavior, John Wiley &sons, USA,2011, p102.
2محسن علي الكتبي ،السلوك التنظيمي بين النظرية والتطبيق ،دون دار النشر ،اإلسكندرية ،2005 ،ص .152 ،151
3
Tayla BAUER, Berrin ERDOGAN, organizational behavior, Flat Word Knowledge, USA, p93.
4خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي و أنعام الشهابي ،السلوك التنظيمي مفاهيم معاصرة ،دار إثراء للنشر
والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص .108 ،107
113
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
اآلخرين ويتسم سلوكهم غالبا بإقامة العالقات االجتماعية ويرغبون بمساعدة اآلخرين والتفاعل
معهم وبصور مختلفة والسعي دوما لحل المشاكل التي يعاني منها اآلخرون.
الحاجة لإلنجاز :إن األفراد الذين يحتاجون لتحقيق االنجاز فإنهم غالبا ما يسعون لبلوغ النجاح
وتفادي حاالت الفشل وغالبا ما يقوم هؤالء األفراد بتحديد األهداف الخاصة بهم ويسعون
لتحقيقها وهم يتميزون بقدرة عالية في تحمل المسؤولية ويرغبون بمعرفة تقييم اآلخرين
لمستوى االنجاز المتحقق لهم إذ أنهم يشعرون برغبة كبيرة إلطراء اآلخرين عن قيامهم بتحقيق
انجاز معين.
نظرية ذات العاملين لفريدريك هرزبرغ:
تمثل هذه النظرية نظرية أخرى هامة في الدافعية ،ولقد سبق وأن أشرنا إليها سابقا في الفصل
الثالث .ووفقا لهرزبرغ فإن العوامل المؤثرة في بيئة العمل تندرج ضمن مجموعتين من العوامل،
العوامل الوقائية وهي التي تتعلق أساسا بالظروف والعوامل المحيطة بالعمل ،تسبب درجة عالية
من عدم الرضا عندما ال تكون موجودة ،لكنها ال تؤدي إلى التحفيز عند وجودها؛ بينما العوامل
الدافعة أو الحافزة وهي التي تتعلق بمحتوى العمل أي بماهية العمل وإنجاز الفرد لذلك العمل،
واالعتراف الذي يحصل عليه من خالل تأديته لذلك العمل ،فإنها عند توافرها تؤدي إلى الحفز
والرضا ،ولكنها ال تسبب الكثير من عدم الرضا عند غيابها.1
ب.نظريات العملية:
تركز نظريات عملية الدافع على فحص و تحديد العمليات التي تحفز السلوك الفردي ،ومن أهم
2
114
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
نظرية التوقع والتفضيل لفكتور فروم ) : (Vector Vroomترى هذه النظرية أن الرغبة
القوية أو الميل للعمل بطريقة معينة يعتمد على قوة التوقع بأن ذلك العمل أو التصرف سوف تترتب
عنه نتائج معينة،كما يعتمد على رغبة الفرد في الوصول إلى تلك النتائج .1ويوافق المهتمون
بنظرية التوق ع على أن الدافع للعمل يحكمه ثالثة عناصر أساسية تشكل جوهر دافعية الفرد و هي:2
التوقع ،وهو تقدير الشخص لقوة العالقة بين المجهود الذي يبذله وبين األداء المطلوب
الوصول إليه .فإذا كان تقدير الفرد أنه مهما بذل من مجهود فإنه سيضيع سدى ولو يؤدى إلى
األداء المطلوب ،فإن العالقة هنا غير موجودة أو ضعيفة جدا .وإن كان تقدير الفرد أنه كلما بذل
مجهود أدى هذا إلى األداء المطلوب ،فإن العالقة هنا واضحة وقوية.
الوسيلة ،وهنا يثار تساؤل داخل الفرد مؤداه إلى أي مدى يمكن اعتبار األداء كوسيلة
للحصول على عوائد معينة .فقد يعتقد الفرد أن أداءه العالي هو الوسيلة للحصول على مكافأة
عالية ،في حين يشعر البعض أنه ليس هناك تأكد من أن هناك عالقة بين األداء والعوائد كلما
زادت دافعية الف رد لهذا األداء .وعلى أي مدير أن يوضح هذه العالقة لمرؤوسيه حتى يرفع من
دافعيتهم لألداء.
منفعة العوائد ،تشير منفعة وجاذبية العوائد إلى القيمة التي تعود على الفرد من عائد معين
يحصل عليه ،فقيم العوائد تختلف من فرد آلخر .فالشكر والتقدير قد يكون ذو قيمة ومنفعة لدى
البعض ،وقد ال يمثل أي قيمة للبعض اآلخر .وعلى هذا تزيد دافعية الفرد حينما يحصل على
عوائد تتناسب مع احتياجاته ،فيقوم بتقدير هذه العوائد خير تقدير.
.5أساليب التحفيز:
هناك العديد من األساليب الجديدة المتبعة بهدف زيادة دافعية الفرد وحفزه على العمل ،ويمكن تقسيم
هذه األساليب إلى ثالثة مجموعات:
أ .األساليب المتعلقة بتصميم العمل:
أسلوب تدوير العمل :ويعني عملية انتقال الفرد العامل من وظيفة إلى أخرى بنفس المستوى
أو الدرجة الوظيفية أو درجة وظيفية أعلى ولمدة زمنية محددة ،على أن يسبق ذلك عملية إعداد
وتأهيل للفرد العامل بهدف تحسين األداء واإلنتاجية لديه ،وخاصة قادة المستقبل وبالتالي تحقيق
رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة.3
أسلوب توسيع العمل :يشير توسيع العمل إلى اضافة مهام أخرى للعمل المناط بالفرد ومما
له عالقة بعمل الرئيس ،والهدف من التوسيع هو التخلص من الالمباالة الناتجة عن التخصص
العالي ،وذلك من خالل مهمات متنوعة تناط بالفرد العامل.4
أسلوب إثراء العمل :ويعني زيادة محتوى الوظيفة عن طريق إضافة مجموعة من العمليات
إليها والتي كانت تخص وظيفة أو وظائف أخرى ،وعلى ذلك فاإلثراء الوظيفي عبارة عن
إعطاء العامل مسؤوليات أكبر ودرجة أكبر من االستقاللية في تحمل هذه المسؤوليات.5
ب.األساليب المتعلقة باندماج وتمكين العاملين:
* اندماج العاملين :ويعني تشجيع العاملين على ممارسة دور أكثر فعالية في األعمال التي يقومون
بها ،ويعتبر أحد أساليب الحفز لهؤالء العاملين ،بحيث يؤدي إلى رفع روحهم المعنوية حيث
يدركون مدى أ هميتهم في المؤسسة ومدى احترام اإلدارة آلرائهم.6
1علي غربي ،إسماعيل قيرة ،بلقاسم سالطنية ،مرجع سابق ،ص .215
2أحمد ماهر ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء المهارات ،مرجع سابق ،ص ..150 ،149
3حسين خليل عبد القادر ،التدوير الوظيفي وعالقته بإعداد قيادات الصف الثاني من وجهة نظر موظفي جامعة
االستقالل/فلسطين،مجلة التكامل االقتصادي ،المجلد ،05العدد ،01مارس ،2017ص .375 ،374
4محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سابق ،ص .100 ،99
5محسن علي الكتبي،مرجع سابق ،ص . 289
6عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سابق ،ص .249
115
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
* تمكين العاملين :ويعني منح كل عامل الفرصة لتحقيق سيطرة أو حرية في مجال عمله من خالل
التفويض والمشاركة في اتخاذ القرارات ،وتكوين فرق العمل والمساهمة في وضع األهداف
والتدر يب فإذا ما تم تحقيق ذلك بالشكل المناسب فإن هذه الفلسفة سوف تؤدي إلى تحقيق مستويات
أعلى من اإلنتاجية كما أنها تنمي مشاعر الوالء واالنتماء وكذلك االلتزام نحو المؤسسة.1
ج .األساليب المتعلقة بتصميم العمل الجماعي:
من بين أساليب تصميم العمل على أساس العمل الجماعي نذكر مايلي:2
فرق حل المشكالت :قد تتشكل فرق بهدف حل مشكالت معينة تتعلق بوظائف المؤسسة،
وبالتالي فهذه الفرق تركز على حل المشكالت وال يتعلق عملها بالنظم والسياسات واإلجراءات.
الفرق الوظيفية المتعددة :تتألف الفرق الوظيفية المتعددة من عدة أعضاء من دائرة وظيفية
مختلفة كالمحاسبة والهندسة واإلنتاج ،حيث يكون الهدف من هذا الفريق التوجه نحو موضوع
معين .فقد يتم إعداد فريق من ممثلين عن االنتاج والمحاسبة والتسويق والموازنة وذلك ألجل
النظر في تسعير منتج جديد.
الفرق االفتراضية :مجموعة من األعضاء موجودين في مناطق جغرافية متعددة ولديهم
ثقافات مختلفة يعقدون اجتماعاتهم وجلساتهم من خالل وسائل التكنولوجيا التفاعلية كالبريد
االلكتروني ومؤتمرات الفيديو والبث الشبكي.
فرق العمل المسيرة ذاتيا :تقوم هذه الفرق بتسيير أمورها بنفسها وخاصة في أقسام خدمة
العمالء والتفاعل مع الجمهور ،وتجتمع هذه الفرق على اساس يومي حيث تتخذ القرارات
وتنفذها باستقاللية تامة عن إدارة الدوائر أو األقسام الموجودة فيها.
د.أساليب أخرى في التحفيز :يمكن ايجازها في العناصر التالية:3
مشاركة العاملين في األرباح التي تنتجها الوحدة االقتصادية.
التمتع بالخدمات الصحية واإلجتماعية والترفيهية.
توفير فرص الترقية والتقدم في العمل.
البعثات الدراسية والتدريبية خارج المؤسسة ،والتي تعد بمثابة مكافأة للعاملين المجتهدين.
وضع صناديق للمقترحات والشكاوى في متناول العاملين ليقدموا ما يريدون من أفكار أو
اعتراضات بحرية كاملة.
لوحات الشرف التي تعرض داخل المؤسسة وتحمل أسماء العاملين المجدين وصورهم واألعمال
المتميزة التي قاموا بها.
الرحالت والحفالت الترفيهية التي ترفع من معنويات العاملين جميعا.
مسح احصائي لمعرفة آراء واتجاهات العاملين تجاه المؤسسة.
ثانيا :القيادة اإلدارية
.1تعريف القيادة :
تعتبر القيادة أحد أدوات التوجيه األساسية ،ومع ذلك فقد ال يعتبر ضربا من ضروب المغاالة القول
بأن القيادة هي جوهر وظيفة التوجيه أو عصبه الرئيسي .وإذا أحسن القائد استخدام االتصال ،ونجح
في دفع وحفز األفراد للعمل فإنه يصبح بذلك قائدا متميزا .ووفقا لهذا المنظور يصبح االتصال
والتحفيز من أكثر األدوات أو العوامل الحاسمة في تحقيق النجاح القيادي من عدمه.4
1عبد القادر يحياوي ،عبد الغاني مولودي ،عبد السالم بلبالي ،دور سياسة تمكين العاملين في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة –
دراسة ميدانية مصنع االسمنت سيدي موسى أدرار ،مجلة االقتصاد وإدارة األعمال ،المجلد ،03العدد ،02ديسمبر ،2019ص .88
2عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سابق ،ص .251
3بشير العالق ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومبادئ ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .325 ،324
4عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .428
116
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
القيادة هي عملية يقوم من خاللها فرد بالتاثير على مجموعة من األفراد لتحقيق هدف مشترك.1
وفي السياق نفسه تعرف القيادة بأنها قدرة الفرد على التأثير على شخص أو مجموعة وتوجيههم
وإرشادهم من أجل كسب تعاونهم وحفزهم على العمل بأعلى درجة الكفاية في سبيل تحقيق
األهداف الموضوعة.2
القيادة اإلدارية تعني العمل باستمرار للتأثير في سلوك األفراد ،وإقناعهم بقبول العمل من أجل
تحقيق أهداف المؤسسة وفقا لألسلوب الذي يحدده القائد .ومن المهم أن يجتمع في الشخص اإلداري
المواصفات القيادية إلى جانب السلطة القانونية ،لكي يستطيع أن يساهم فعليا في تنفيذ أهداف ومهام
المؤسسة.
.2أنواع القيادة:
يمكن تقسيم القيادة إلى نوعين أساسين هما :
3
1
Peter G. NORTHARSE, Leadership : theory and practice, fifth edition, SAGE publication, California,2010, p3.
محمد القدومي ،محمد هاني محمد ،زيد عبوي ،مرجع سبق ذكره ،ص .130 2
خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سابق ،ص .225 ،224 3
خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي و أنعام الشهابي ،مرجع سابق ،ص .239 4
117
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
ب .قوة المكافأة :هذه القوة مصدرها توقعات الفرد من قيامه بمهامه على الوجه المطلوب ،وأن
امتثاله ألوامر القائد سيعود عليه بمكافأة مادية أو معنوية.
ج .قوة العقاب :أساس هذه القوة هو الخوف ،وهي مرتبطة بتوقعات الفرد من أن تقاعسه أو
قصوره في تأدية واجباته أو عدم امتثاله ألوامر رئيسه سيعرضه إلى العقاب المادي أو المعنوي.
د .قوة الخبرة :وهي تستند إلى الخبرة و المعرفة و المهارات الوظيفية و القدرة الفنية و اإلدارية
والسلوكية التي يمتلكها القائد في مجال عمله.
ه .القوة المبنية على امتالك المعلومات :تعتمد على امتالك المعلومات و السيطرة على توزيعها
واستخدامها في العمليات التنظيمية و الخطط المستقبلية و التحليل و اتخاذ القرارات.
و .قوة اإلعجاب و االقتداء :وهي القوة المستندة إلى جاذبية القائد و إعجاب المرؤوسين به
وتقديرهم له لما يتمتع به من خصائص و سمات شخصية تثير لديهم اإلعجاب و الرغبة في االقتداء
به.
.4نظريات القيادة:
فيما يلي سنتعرض باختصار ألهم نظريات القيادة:
أ.نظرية الرجل العظيم:
تقوم هذه النظرية على أساس أن القائد يولد واليصنع ،وبالتالي فإن أساس فعاليته أمر ال يمكن
اكتشافه من خالل تحليل طريقته في العمل ،فالرجل العظيم له قدرات وخصائص مميزة جدا تفوق
العادة وتجعل منه قائدا في كل موقف وفي كل زمان ،من جهة ثانية أن خصائص القائد حسب
أ نصار هذه النظرية هي هبات طبيعية ومن هذه الخصائص الثقة بالنفس ،الذكاء ،السيطرة ،بعد
النظر ،الشجاعة والعدل.1
ب.نظرية السمات:
تعد نظرية السمات امتدادا لنظرية الرجل العظيم ،نظرا للمعايشة الذهنية بينهما ،وأن الباحثين
صنفوها ضمن تأثير العامل الوراثي الذي كان االيمان به سائدا آنذاك ،وقبل أن يظهر تأثير العامل
البيئي في تكوين ال شخصية القيادية ،إال أن هذه النظرية ذهبت بعيدا في تصنيف سمات القادة،2
ويمكن إيجاز هذه السمات في مجموعات متجانسة على النحو التالي:3
السمات الجسمية :مثل الصحة والعافية ،الطول والوزن ،القوة وقوة االحتمال ،الحيوية (درجة
النشاط التي يتمتع بها القائد قياسا باألتباع).
السمات الفكرية والعقلية :مثل الذكاء ،الفهم ،تطبيق المعرفة ،تقييم األمور ،الثقافة العالية،
سرعة االدراك ،القدرة على االتصال ،االبتكار ،التفكير الخالق.
السمات السيكولوجية :مثل الثبات وقوة الشخصية ،قوة اإلرادة ،القدرة على اإلقناع ،حسن
التصرف ،القدرة وا الستعداد للتعاون ،القدرة على رفع الروح المعنوية..
السمات االجتماعية :مثل مراعاة مشاعر الجماعة ،القدرة على حفظ تماسك الجماعة،
اإل حساس القوي بحاجات ورغبات الجماعة ،القدرة على اكتشاف اتجاهات وميول أفراد
الجماعة.
ج.النظريات السلوكية:
علوي عبد هللا طاهر ،األنموذج القيادي التربوي اإلسالمي ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،2007 ،ص .40 2
118
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
ركزت هذه النظريات على أن القيادة تعتبر ظاهرة سلوكية ترتبط بالدور الذي يلعبه القائد في
الجماعة .فبدال من التركيز على السمات و الخصائص ،أصبح التركيز على سلوك و تصرفات
وأفعال القادة ،و يعبر عن ذلك بأسلوب القيادة ،وهي نماذج وسلوكيات تعتمد من قبل القائد ،و إذا
كان أحد األساليب هو األفض ل فإن نتائج تطبيقه ستكون هي األحسن ،و هكذا يتدرب القادة على
مهارات استخدام هذا األسلوب.1
ولقد ركزت محاوالت عدة لوصف السلوك القيادي ،وتم من خاللها تحديد بعدين رئيسيين لنمط
السلوك القيادي :بعد يهتم ببنية التنظيم وإنجاز مهامه وتحقيق أهدافه ،وبعد يهتم باألفراد العاملين
في هذا التنظيم ،وحاجاتهم وعالقاتهم .ولقد كان هالبين ( )halpinمن أبرز الذين استخدموا البعدين
السابقين في وصف األنماط القيادية ،حيث قسم األنماط القيادية على محورين هما :مفهوم التركيز
على أداء المهمة ،الذي يهتم اهتماما كبيرا باإلنتاج وتوضيح أسلوب المؤسسة وقنوات االتصال
وتحديد اإلجراءات وطرق العمل فيها .ومفهوم المحور الثاني وهو محور االهتمام بالعاملين ويركز
القائد فيه على بناء عالقات اجتماعية بينه وبين العاملين ،وغرس روح الثقة واالحترام بينهما.2
وفي دراسة أجراها ليكرت ( )likertعلى القادة صنفهم فيها إلى فئتين ،فئة تهتم بالعمل ،وفئة تهتم
بالعاملين ،األولى تمارس إشرافا مباشرا ،والثانية تمارس إشرافا عاما ،وعلى ضوء دراسته توصل
إلى أ ن هناك دعما كبيرا لتفضيل نمط اإلشراف العام ،وأن القادة الذين يهتمون بالعاملين فاقوا
نظراءهم من الذين يهتمون بالعمل.3
كما قام بليك وموتون ( ) black & moutonبإجراء دراسة اعتمدا فيها المحورين السابقين
للقيادة ،حيث عدّا األساس لنظريتهما (الشبكة اإلدارية) . 4ووفق هذه الشبكة يتم النظر إلى سلوك
أي قائد على أساس شموله للبعدين السابقين ،5أي بعد االهتمام بالعمل /اإلنتاج وبعد االهتمام
بالعاملين ،حيث حددت درجة األهمية النسبية لكل بعد ،حيث يشير رقم ( )1على كل محور إلى
أدنى درجة اهتمام ،ورقم ( )9إلى أقصى درجة اهتمام حيث أ كدا الباحثين على خمسة نماذج قيادية
كما يوضحها الشكل التالي:
شكل رقم ( : )25نموذج الشبكة اإلدارية
9 9 1 9 9
عالي
8
7
محور االهتمام باألفراد
6
4
3
2
خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي و أنعام الشهابي ،مرجع سابق ،ص .244 1
هاني عبد الرحمن صالح الطويل ،مرجع سابق ،ص.254 ،253 5
119
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
1عد إلى:
جمال الدين محمد المرسي ،ثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .577 ،576
خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي وأنعام الشهابي ،مرجع سبق ذكره ،ص .249 ،248
2جمال الدين محمد المرسي ،ثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .579
3كامل بربر ،مرجع سابق ،ص .137
120
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
المتغيرات وخصائص القائد .1وقد ركز خصائص شخصية القائد حول محورين هما :االهتمام
بالعالقات اإلنسانية واالهتمام بالعمل أو اإلنتاج ،أما خصائص الموقف فقد ركزها فيمايلي:2
درجة السلطة الرسمية التي تمنح للقائد ،ومدى قدرة هذه السلطة على منحه القوة والقدرة
الالزمتين للقيادة.
وضوح األعمال والواجبات في المؤسسة التي يكلف بقيادتها ،بحيث يسهل عليه وعلى
العاملين معرفتها وفهمها والعمل على تنفيذها.
قبول المرؤوسين وإخالصهم للمؤسسة التي يعملون فيها.
وفرة اإلمكانيات التي تتاح للقائد سواء كانت امكانات مالية أو تجهيزية أو كفاءات
بشرية...الخ.
ه.النظرية التفاعلية:
تقوم هذه النظرية على الجمع بين ركائز النظريات السابقة ،وبالتالي ،فإن مستلزمات هذه النظرية
هي :التكامل بين شخصية القائد ،إشباع رغبات أفراد الجماعة وحاجاتهم ومعرفة مشاكلهم ،ربط
افراد الجماعة بعالقات وثيقة ومعرفة العوامل الطبيعية للجماعة وطبيعة بيئة العمل .من ناحية
أ خرى تستلزم هذه النظرية تبادل اإلدراك أي إدراك القائد لنفسه وإدراكه للجماعة وإدراك الجماعة
لنفسها وإدراكها للقائد إضافة لإلدراك الخاص بالموقف الذي تمر به الجماعة ،والتبادالت و
العالقات االجتماعية بين القائد ومرؤوسيه وأ ن هذا اإلدراك يعتبر المدخل األساسي لتكوين القيادة
المطلوبة.3
إذا ً وفقا لهذه النظرية فالقيادة هي عملية تفاعل اجتماعي ،تتحدد خصائصها على أسس ثالثة هي
السمات الشخصية للقائد وعناصر الموقف ومتطلبات وخصائص الجماعة .4وأن القيادة تتشكل
بتفاعل جميع تلك المتغيرات التي تعمل في صورة ثالوث متكامل تتضاعف أضالعه الثالثة لتشكل
معا نمط القيادة المناسب 5كما يوضحه الشكل التالي:
شكل رقم ( :)26مستلزمات نظرية التفاعل
خصائص القائد
نمط
القيادة
وفعاليتها
1
David I.Bertocci, leadership in organization : there is a diffrence between leader and managers,
univercity press of america, united state of amireca, 2009, p 35.
2
Op.cit, p 36.
كامل بربر ،مرجع سابق ،ص .138 3
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سابق ،ص .117 4
121
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
يجمع العديد من الباحثين والمختصين على أنه هنالك ثالثة أساليب للقيادة يستخدمها القادة اإلداريون
لقيادة مرؤوسيهم هي:1
أ .أسلوب القيادة الديمقراطية :يستند هذا األسلوب من القيادة على مشاركة المرؤوسين في اتخاذ
القرارات وإبداء الرأي والمشاركة في وضع الخطط والسياسات ،ويساعد هذا األسلوب أو النمط
على إفساح المجال لإلبداع واإلبتكار والمبادأة ،وتقدير جهود العاملين ،ويمارس القائد إشرافا عاما
لتحفيز العاملين و رفع مستوى أدائهم في العمل ،واعتماد أسلوب التأثير بدال من استخدام السلطة
الرسمية في تحريك المرؤوسين ،كما ويساعد على االهتمام بالعاملين في تحقيق الرضا الوظيفي
وتذليل مشكالت وصعوبات العمل.
ب .أسلوب القيادة الدكتاتورية (األوتوقراطية/االستبدادية) :ضمن هذا األسلوب فإن القائد يهيمن
بشكل كامل في مجال إصدار األوامر واإلشراف على العمل وتطوير السياسات ويميل إلى استخدام
المركزية والتفرد بالرأي والتركيز على ضرورة إنجاز العمل وممارسة الرقابة الشديدة ويميل على
استخدام أسلوب اإلكراه والعقاب والقوة والتهديد باستعمال السلطة لفرض النظام وإنجاز العمل.
ج .أسلوب القيادة غير الموجهة (قيادة عدم التدخل/الحرة):يقوم هذا األسلوب على أساس أن
القائد يترك الحرية للمرؤوسين في كيفية إنجاز العمل ويبقى دوره دور المرشد والموجه ،ويرتكز
على أساس عدم وجود قائد واحد بل كل عضو في المؤسسة هو قائد وكل واحد يعمل بأفضل ما
عنده وبأحسن األساليب بحيث ال يحتاج إلى توجيه ومتابعة مستمرة ،يصلح هذا األسلوب لبيئات
علمية على درجة عالية جدا من التخصص وما شابهها من المؤسسات.
.6العوامل التي تؤثر في اختيار أسلوب القيادة:
أثبتت الدراسات أنه ليس هنالك نمط أو أسلوب قيادي هو األفضل ،وإنما هناك جملة من العوامل
التي تؤثر في اختيار األسلوب القيادي المناسب ،وعلى القائد أن يختار ما يتناسب مع الموقف الذي
يمر به ،وفيما يلي عرض ألهم هذه العوامل:2
أ.العوامل التي تتعلق بالقائد :و تتمثل في:
شخصية القائد و صفاته و خصائصه و اتجاهاته و مدى ثقته بقدراته ،والقيم التي يؤمن بها ،إذ
أن هناك من يؤمن بمشاركة المرؤوسين له في اتخاذ القرارات ،وآخرون قد ال يؤمنون بالدور الذي
يلعبه المرؤوسون في المشاركة.
مدى ثقة القائد باآلخرين ،ومدى تحملهم المسؤولية ،ومدى إمكانية االعتماد عليهم في مواجهة
المواقف.
تبني القائد ألسلوب قيادي معين وميله لفلسفة قيادية معينة يقوم بتطبيقها واستخدامها مع
المرؤوسين.
ب.العوامل التي تتعلق بالمرؤوسين:
يتباين المرؤوسون في قدراتهم وخبراتهم و قيمهم واتجاهاتهم و ميلهم لالستقاللية ،واالستعداد
لتحمل المسؤولية ،ومدى التزامهم بأهداف المؤسسة ،وبطبيعة الحال يتفاوت األسلوب القيادي
المناسب باختالف هذه المتغيرات من فرد آلخر و من جماعة ألخرى.
ج.العوامل التي تتعلق بالموقف:
يؤثر الموقف على نوع األسلوب المتبع في القيادة ،إذ ال تشجع المواقف الصعبة التي يتعرض لها
القادة على مشاركة المرؤوسين في مواجهتها ،باعتبار أن بعض المواقف قد تفرض بعض القيود
خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي وأنعام الشهابي ،مرجع سبق ذكره ،ص .242 ،241 1
122
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
على اختيار األسلوب القيادي المناسب ،ومن جانب آخر فإن عامل الوقت يعتبر مهما جدا للقائد إذ
أن المشاكل تتفاوت في أولوياتها و مدى األهمية في سرعة حلها ،و بذلك تختلف أساليب القيادة
الفعالة الختالف ضغط الوقت.
د.العوامل التي تتعلق بالمؤسسة:
إن لكل مؤسسة ثقافتها الخاصة بها و قيمها و معاييرها وفلسفتها و قواعدها و المناخ التنظيمي
الخاص بها ،وهذه جميعها تفرض بعض القيود على سلوك القائد و تحدده .و من جانب آخر قدرات
المؤسسة وإمكا نياتها على مواجهة المواقف واألزمات تفرض على القائد سلوكا معينا يقوم باتخاذه.
ه.العوامل التي تتعلق بالبيئة:
تحيط بالمؤسس ة عوامل و متغيرات بيئية مختلفة ومتنوعة التأثير ،ال يستطيع القائد تجاهلها ،ألنها
تفرض القيود على سلوكه ،ومن أهم هذه المتغيرات القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع و
كذلك األوضاع االقتصادية و السياسية والمؤسسات المنافسة و ظاهرة العولمة و التطورات
والتغيرات البيئية المتسارعة .و الجدير بالذكر ،أن العوامل السالفة الذكر ،تتفاعل بشكل مستمر،
ومحصلة هذا التفاعل تؤثر على فعالية ونجاح القائد.
ثالثا :االتصال
.1مفهوم االتصال:
هناك اختالف بين الباحثين و المفكرين حول تعريف االتصال فيعرفه البعض على أنه« :عملية نقل
معلومات من شخص (مرسل) إلى آخر (مستقبل) ،قد تكون هذه المعلومات آراء ،أفكار،
مقترحات ،توجيهات ،أوامر وغيرها» . 1غير أن البعض اآلخر يرون أن هذا التعريف ناقص و
يضيفون إليه تبادل المعلومات ،فاالتصال هو :العملية التي يتم من خاللها تبادل المعلومات بين
األفراد من خالل نظام مشترك من الرموز أو العالمات أو السلوك .2فال يجب أن يقتصر االتصال
على مجرد نقل فكرة أو معلومة ،وإنما يجب أن تكون هذه الفكرة أو المعلومة مفهومة و واضحة
المعنى .وهناك البعض من يعرف االتصال على أنه عملية إرسال أو استقبال رموز أو رسائل
سواء كانت هذه الرموز شفهية أو كتابية لفظية أو ال لفظيةن ويعتبر االتصال أساس التفاعل
االجتماعي الذي يؤدي إلى نشوء عالقات متنوعة ومتعددة في مختلف المواقف سواء تم ذلك بين
شخصين أو أكثر .3وهناك من ينظر إلى االتصال من منظور سلوكي لما له من تأثير على سلوك
األفراد وتعديله وتغييره ،وهذا ما يؤكده التعريف التالي لالتصال على أنه« :تلك العملية التي يتم
من خاللها تعديل السلوك الذي تقوم به الجماعات داخل المؤسسات بواسطة تبادل المعلومات
لتحقيق هدف معين».4
.2عملية االتصال:
تنطوي عملية االتصال على ثمانية عناصر رئيسية هي (أنظر الشكل :5)27
شكل ( : )27مراحل عملية االتصال
2
Tayla BAUER, Berrin ERDOGAN, op.cit., p162.
عبد المجيد أونيس ،مرجع سابق ،ص .167 3
جمال الدين محمد المرسي ،ثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ،ص ص .607 ،606 5
123
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
مسار المعلومات
المرتدة
المرسل :وهو الشخص الذي يبادر بعملية االتصال ،قد يمثل أحد الرؤساء أو المرؤوسين أو
الزمالء والذين يرغبون في نقل أفكار أو مقترحات أو تعليمات أو معلومات لطرف أو عدة أطراف
أخرى.
المستقبل :هو الطرف اآلخر المستهدف بعملية االتصال والذي قد يكون فردا أو جماعة ،و تحدد
سمات المستقبل وتوقعاته وردود أفعاله على حد كبير مدى فعالية عملية االتصال.
الترميز :وتعكس عملية ترجمة أفكار المتصل إلى مجموعة من الرموز ذات الداللة ومن ثم إلى
لغة تعبر عن غرضه من االتصال.
الرسالة :تمثل ناتج عملية الترميز ،بمعنى أن غرض المتصل يتم التعبير عنه في شكل رسالة
شفهية أو مكتوبة أو ربما من خالل لغة الجسم أي تعبيرات الوجه أو إشارات اليد.ويتوقف شكل
الرسالة النهائي على طبيعة القناة أو الوسيلة المستخدمة في نقل الرسالة.
القناة أو الوسيلة :وهي األداة التي يتم من خاللها نقل الرسالة للطرف الثاني في عملية االتصال.
وتستخدم المؤسسات العديد من الوسائل أو قنوات االتصال في نقل المعلومات إلى أعضائها من
بينها االتصاالت الشخصية ،المقابالت الجماعية ،المذكرات ،التقارير ،جداول االنتاج وتوقعات
المبيعات ....الخ.
فك الرموز :من أجل استكمال عملية االتصال ،فإن الرسالة يجب ترجمتها أو فك رموزها من
منظور المستقبل .ويعني ذلك أن فك الرموز ينطوي على التفسير أو محاولة الفهم ،والذي يتوقف
بدوره على خبراته السابقة ومنفعته المتوقعة من االتصال ،وإدراكاته نحو المرسل.
المعلومات المرتدة :قد يؤدي االتصال من جانب واحد إلى احتماالت التحريف أو عدم المطابقة
بين الرسالة المستهدفة والرسالة المتلقاة .ومن ثم ،فإن وجود أداة للتعرف على مدى استقبال الطرف
اآلخر للرسالة وفهمه لها و استجابته للغرض منها يؤدي إلى ضمان فعالية عملية االتصال.
الضوضاء:وتتضمن العوامل التي يمكن أن تؤثر على جودة تلقي الرسالة المستهدفة .وقد تتولد
الضوضاء عن عدم وضوح الرسالة بسبب الحيز المكاني أو عدم كفاءة وسيلة االتصال أو نتيجة
مؤثرات خارجية.
.3أنواع االتصال:
تنقسم االتصاالت إلى:
أ.االتصاالت الرسمية:
124
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
وهي تلك االتصاالت التي تتم في المؤسسات المختلفة ،وتكون خاضعة في مساراتها وقنواتها
لالعتبارات التي تحددها القوانين واألنظمة واللوائح والقواعد العامة لتلك المؤسسات .1وتأخذ ثالثة
2
اتجاهات:
اتصاالت هابطة/نازلة :وهي االتصاالت التي تتجه من الرؤساء إلى مرؤوسيهم وتتضمن عادة
القرارات واألوامر والتعليمات وقرارات العمل والتقارير المنشورة واإلعالنات...الخ
اتصاالت صاعدة :وتتضمن هذه االتصاالت عادة إجابة المرؤوسين على ما يصلهم من
رؤسائهم كما أنها تتضمن باالضافة إلى ذلك ،شكاوى وتظلمات واقتراحات العاملين ومن
األساليب المستخدمة في هذا المجال التقارير واالجتماعات والهاتف...الخ .ويمثل تغذية عكسية
إلى القمة.
اتصاالت أفقية /جانبية :ويقصد بها االتصاالت التي تتم بين موظفي المستوى اإلداري الواحد
بهدف التنسيق بين جهودهم وتبادل المعلومات ،ومن األساليب المستخدمة في هذا النوع
االجتماعات واللجان والمقابالت و المستندات المكتوبة.
ب.االتصاالت غير الرسمية:
وهي االتصاالت التي تتم خارج قنوات السلطة الرسمية في المؤسسة دون عالقة أو ارتباط بهرمية
السلطة التنظيمية ، 3وتعد مكملة لالتصاالت الرسمية فهي تقوم على العالقات الشخصية
واالجتماعية لألعضاء داخل المؤسسة ،وتتركز حول األهداف الشخصية أكثر من كونها أهدافا
للمؤسسة ذاتها ،ويتوقف التماسك والتناغم بين االتصاالت الرسمية وغير الرسمية على مدى توافق
أهداف المؤسسة مع األهداف الشخصية للعاملين .وتعتمد االتصاالت غير الرسمية على الوسائل
المواجهية والشفوية التي تحدث بين األطراف في تفاعالتهم اليومية داخل المؤسسة كتبادل األخبار
وا آلراء عن وضع المؤسسة المالي أو الحوافز المتوقعة ،أو قد تكون أخبارا شخصية أو عائلية او
اجتماعية .4وهي تلعب دورا همها في تعضيد التفاعالت الشخصية بين العاملين على اختالف
مستوياتهم بصورة تؤدي إذا وظفت بصورة إيجابية إلى توحيد المؤسسة وجعلها كالجسد الواحد
السليم .إال أ نه يخشى أن توظف في صورة سلبية مما ينذر بتفكك المؤسسة وتهديد فعاليتها .وتعتبر
الشائعات أكثر ما ينقل بالطريق غير الرسمي ،وطالما أن الشائعات تنتقل بشكل سريع وفعال ،فإن
على المؤسسة أن تستفيد منها وتحاول أن تبث اإلشاعات الجيدة باستمرار وأن تدعم ذلك بسلوك
فعلي أحيانا ،بعد كل شائعة ،وذلك حتى يصبح هنالك جو من الثقة في مثل هذه الشائعات التي
تروجها .مع مالحظة مدى خطورة الشائعات السلبية التي يروج لها بعض المعارضين ،والحرص
على تالفي ظهورها ،وتدارك األمر قبل استفحالها ،وإال سيكون لإلشاعات دور خطر في تغيير أو
تعديل وجهات نظر العاملين ،مما ال يتفق مع أهداف المؤسسة وفعاليتها .5
.4شبكات اإلتصال:
شبكة االتصال هي النموذج الذي يتشكل من خالله االتصال بين األعضاء في المجموعة ،حيث
توجد خمسة أ نواع من شبكات االتصال بين أعضاء المجموعة التي تتكون من خمسة أفراد وذلك
كما يوضحها الشكل رقم (:6)28
امين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .181 2
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .532 3
عبد المعطي محمد عساف ،مرجع سبق ذكره ،ص .193 5
جمال الدين محمد المرسي ،ثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .626624 6
125
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
أ .نمط العجلة :في ظل هذه الشبكة فإن جميع االتصاالت تتدفق من خالل شخص مركزي
والذي من المحتمل أن يكون قائد المجموعة .وتعتبر هذه الشبكة أكثر الشبكات من حيث درجة
مركزية االتصاالت حيث يقوم فرد واحد باستقبال ونشر كافة المعلومات.
ب.نمط حرف :Yيعتبر أقل مركزية نسبيا حيث يقترب شخصين من مركز الشبكة.
ج .نمط السلسلة :تضمن تدفقا أكبر للمعلومات بين أعضاء الجماعة ،على الرغم من أن
الشخصين اللذان يقفان في األطراف يتعامالن مع فرد آخر فقط.
د.نمط الدائرة :يتفوق على نمط السلسلة بأن الممر يتم إغالقه بمعنى أن كل منها يمتلك فرصة
االتصال بفردين آخرين وهو ما يزيد من مساحة االتصاالت المتبادلة.
ه.النمط الشمولي :تعتبر أكثر الشبكات تحررا من المركزية وتسمح بتدفق المعلومات بشكل حر
بين أعضاء المجموعة .في ظل هذا النمط تتساوى مساهمات األفراد ،بينما ال يمتلك قائد
المجموعة في حالة وجوده أي قوة أو سلطة اضافية.
1عد على:
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،أصول اإلدارة والتنظيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .118 ،117
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،السلوك التنظيمي ،دار الجنان للنشر والتوزيع ،عمان ، 2016 ،ص ص .174 ،173
126
الفصل السادس :وظيفة التوجيه
تخفيض عدد الوحدات اإلشرافية من خالل توسيع القاعدة اإلشرافية أو عدد الذين يمكن أن
يخضعوا إلشراف رئيس واحد.
تفويض السلطة إلى المستويات اإلدارية الدنيا في التنظيم يساعد على تحسين كفاءة
اإلتصاالت بين هذه المستويات وذلك لشعور العاملين باألهمية والنابع أساسا من تفويض السلطة
إليهم.
اعتماد الالمركزية في بعض األقسام من التنظيم وتمكينهم من إدارة القسم ال مركزيا دون
الرجوع إلى اإلدارة العليا يساعد على التغلب على معوقات االتصال التنظيمية حيث يشعر فيه
العاملون باألهمية نتيجة اتباع الالمركزية وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار.2
محمود حسن الهواسي ،حيدر شاكر البرزنجي ،مرجع سبق ذكره ،ص .145 2
127
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
الفصل السابع
وظيفة الرقابة
تأتي وظيفة الرقابة اإلدارية لتكمل حلقة الوظائف اإلدارية ،والتي تقوم على متابعة األداء
وقياسه لمعرفة أماكن االنحرافات وتصحيحها وقياس مدى نجاعة الخطط المرسومة والوسائل
المسخرة لتحقيقها .وللتعرف أكثر على فحوى هذه الوظيفة ستناول من خالل هذا الفصل إلى ماهية
الرقابة اإلدارية و مراحلها ،خصائص نظام الرقابة الفعال وأهم المؤشرات الدالة على ضعف نظام
الرقابة ،باالضافة إلى عالقة وظيفة الرقابة مع باقي الوظائف اإلدارية.
أوال :ماهية الرقابة اإلدارية
.1مفهوم الرقابة اإلدارية :
131
الفصل السابع :وظيفة الرقابة
هي عملية قياس مدى التقدم نحو األداء المخطط مع تصحيح االنحرافات أو األخطاء –إن وجدت-
وذلك للتأكد من أن األداء يسير وفق األهداف المرسومة .1وفي السياق نفسه تعرف الرقابة بأنها
العملية اإلدارية الفرعية التي بموجبها يتم التأكد من أن التنفيذ الفعلي مطابق لمعايير الخطط
المرسومة .وحتى يتم التأكد من تلك المطابقة فمن الضروري أن تمارس العملية الرقابية منذ
اللحظة األولى للتنفيذ ،وتستمر أثناءه ،وتمتد إلى ما بعد انتهائه.2
.2أهداف الرقابة:
3
تحقق الرقابة عدة أهداف هي:
-مساعدة اإلدارة على اكتشاف المشكالت في وقتها ومن ثم اتخاذ االجراءات التصحيحة في
الوقت المناسب.
-تصحيح مسار الخطة المستقبلية وبناؤه على أساس سليم.
-تسهيل التنسيق بين أعمال اإلدارات واألقسام وربطها باألداء الكلي للمؤسسة ومن ثم تعاونها
لتحقيق األهداف المشتركة.
-تنشيط دوافع العاملين لبلوغ المستويات المقررة لألداء.
-تقليل التكاليف وذلك بمعالجة األخطاء عند ظهورها وفي النهاية فإن أهداف الرقابة لن تتحقق
إال من خالل نظام رقابي فعال.
.3أنواع الرقابة:
هناك أنواع مختلفة للرقابة وذلك حسب المعيار المستخدم في تصنيفها ،وفيما يلي هذه األنواع:
4
أ .م حيث توقيت حدوثها :تصنف الرقابة بموجب هذا المعيار إلى:
رقابة مسبقة :تتم قبل بداية العمليات واألنشطة في المؤسسة وتشمل الرقابة المسبقة مراجعة
كل من السياسات واإلجراءات والقواعد الموضوعة بهدف التأكد من األنشطة المخططة وفقا
للتنفيذ الذي سوف يتم وعلى سبيل المثال سوف يتم فحص المواد وتدريب العمال قبل بداية
اإلنتاج .والهدف من إجراء الرقابة المسبقة منع وقوع المشكالت قبل حدوثها والعمل على
تالفيها .لذلك يطلق عليها البعض بالرقابة الوقائية.
رقابة جارية أو متزامنة :وتتم هذا الرقابة أثناء التنفيذ وذلك من خالل نظام الرقابة والغرض
من هذه الرقابة متابعة التنفيذ التخاذ اإلجراءات التصحيحية في الوقت المناسب ،مثال ذلك إذا
وجد المدير أثناء رقابة اإلنتاج أخطاء في طريقة وأسلوب اإلنتاج مما يؤثر على كفاءته فإن
األمر يحتاج إلى إجراء تصحيحي في عمليات وأساليب اإلنتاج وهكذا.
رقابة الحقة :ويطلق عليها بالرقابة العالجية وتتم هذه الرقابة بعد إنهاء العمل أو اإلنتاج
وذلك من خالل جمع معلومات عن األداء الفعلي وتحليل هذه المعلومات والوصول للنتائج وهل
هي مطابقة كما هو مخطط أم ال ،سواء من حيث كمية اإلنتاج أو جودته أو دقته أو تكلفة الوحدة
والوقت.
5
ب .الرقابة م حيث شموليتها :وتقسم إلى:
رقابة شاملة :وتسعى إلى تقييم األداء الكلي للمؤسسة ،ومعرفة مدى كفاءتها في تحقيق
األهداف الموضوعة.
رقابة على مستوى الوحدة اإلدارية :وتسعى إلى تقييم األداء واإلنجاز الفعلي لدائرة معينة أو
قسم محدد في المؤسسة ،لمعرفة مدى كفاءته في أداء العمل وتحقيق األهداف المرسومة له.
132
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
رقابة على مستوى الفرد :وتسعى إلى تقييم أداء الفرد وإنجازه ،ومعرفة مستوى كفاءته في
العمل ،وسلوكه فيه ،ومدى إسهامه في تحقيق األهداف الموضوعة لدائرته أو قسمه الذي يعمل
فيه.
ج .الرقابة م حيث المصدر:تصنف الرقابة وفق هذا المعيار إلى :
1
رقابة داخلية :وهي التي تتم داخل المؤسسة ،وتمارس من قبل كافة الرؤساء ،على اختالف
مستوياتهم اإلدارية ومجال عملهم ،وقد تمارس من قبل وحدة إدارية متخصصة بالعملية
الرقابية.
رقابة خارجية :وهي التي تتم من قبل أجهزة رقابية متخصصة من خارج المؤسسة وتكون
تبعيتها في الغالب للدولة ،كمحافظ الحسابات مثال.
د .الرقابة م حيث نوعية اإلنحراف :وتصنف إلى :
2
رقابة ايجابية :وهي التي تسعى إلى تحديد االنحرافات االيجابية ذات النفع ،لمعرفة أسبابها
واالستفادة منها بشكل أكثر مستقبال.
رقابة سلبية :وهي التي تسعى إلى تحديد وكشف االنحرافات السلبية ،ومعرفة األسباب التي
أدت إليها ،للعمل على عالجها ،وعدم الوقوع فيها ثانية.
3
ه .الرقابة م حيث طريقة تنظيمها :تنقسم إلى ثالثة أنواع:
رقابة مفاجئة :وهي التي تتم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار بقصد االطمئنان على حسن
سير العمل ورصد االنحرافات إن وجدت.
رقابة دورية :وهي التي تتم في فترات زمنية محددة كل أسبوع ،أو كل شهر مثال.
رقابة مستمرة :وهي التي تتم عن طريق المتابعة المستمرة والتقييم المستمر ألداء العمل في
المؤسسة.
ثانيا :مراحل العملية الرقابية
تمر العملية الرقابية بمراحل متسلسلة تبدأ بتحديد األهداف والمعايير وتنتهي باتخاذ إجراءات
تصحيحية على النحو التالي:
.1تحديد األهداف و معايير األداء:
تضع أي مؤسسة أهدافا لها تتمثل في الربحية والتجديد وإشباع احتياجات الزبائن...الخ ،وتستطيع
أن تترجم هذه األهداف في شكل معايير لألداء تستطيع من خاللها قياس مدى تحقق هذه األهداف أم
ال . 4والمعايير الرقابية أو معايير األداء مرتبطة أصال بوظيفة التخطيط حيث يحدد المخطط
بوضوح المؤشرات والمعايير التي تعكس مدى كفاءة تحقيق الخطة الموضوعة .5فالمعيار هو رقم
محدد كميا أو حالة نوعية تسعى للمؤسسة الوصول إليها واعتبارها حكما لقبول أو رفض االنجاز.6
7
وهناك صور مختلفة من المعايير منها:
المعايير الكمية :وهي المؤشرات القابلة للقياس كميا ،مثل كمية المواد الخام المستعملة ،عدد
اآلالت المستعملة ،ساعات العمل .... ،الخ.
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .195 4
عمر سعيد ،منذر الخليلي وآخرون ،مبادئ اإلدارة الحديثة ،مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،1991 ،ص .133 5
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .230 6
-خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،نظرية المنظمة ،مرجع سبق ذكره ،ص .318
-عمر سعيد ،منذر الخليلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .134
133
الفصل السابع :وظيفة الرقابة
المعايير النوعية :وتمثل الصفات التمييزية واالعتيادية مثل الجودة ودرجة مطابقة االنتاج
مع المواصفات المحددة له مثل اللون ،درجة الصالبة أو المرونة... ،الخ.
المعايير الزمنية :وهي المعايير التي تعتمد وحدة الزمن أساسا للقياسات الموضوعية مثل:
تحديد الوقت الالزم لالنتهاء من انتاج كمية معينة وفق حاجات المؤسسة ووفق مواصفات
االنتاج فيها.
المعايير المالية :وتمثل المعايير التي تعتمد على الوحدة النقدية مثل :التكاليف ،وااليرادات
والعائد من االستثمار ...الخ.
.2قياس األداء الفعلي (أو المتحقق):
إن الخطوة الثانية هي قياس ما حصل أو ما أنجز فعال من مهام وأنشطة سواءا للعاملين أو األقسام
أو المؤسسة بأكملها في مجال المخرجات والمدخالت ويجب أن يكون القياس دقيقا لمعرفة ما تحقق
بالضبط على أرض الواقع لمقارنته بما تم تخطيطه مسبقا .1وتستلزم وظيفة الرقابة قياس األداء
الفعلي سواء قبل التنفيذ المتكامل للفعالية الفنية أو اإلدارية ،أو أثناءها ،أو بعدها ،وتعد ممارسة
القياس الف علي لألداء من خالل التنبؤ بما سيكون عليه الواقع الفعلي مستقبال حالة متطورة في أداء
فعالية الرقابة.2
.3مقارنة األداء الفعلي بالمستويات المعيارية:
في هذه المرحلة -والتي يفضل البعض دمجها مع المرحلة الرابعة -تتم مقارنة النتائج المحققة
بالمعايير الرقابية ،والغاية من هذه المقارنة هو تقييم األداء الفعلي وجمع وتحليل وتصنيف
المعلومات واستخراج النتائج الالزمة ويمكن جمع هذه المعلومات بالمالحظة الشخصية أو من
خالل بيانات ونتائج كتابية أو شفوية .3ومن خالل المقارنة يمكن التوصل إلى تحديد االنحرافات
الحاصلة في األداء والتي قد تكون سلبية أو ايجابية وتعني الحالة االيجابية الزيادة المتحققة في
األداء قياسا بما محدد أصال في الخطط والمعايير المنبثقة عنها .أما إذا كانت االنحرافات سلبية فهذا
يشير إلى وجود نقص أو هبوط في األداء قياسا بالخطط الموضوعة.4
.4مرحلة دراسة وتحليل أسباب االنحرافات:
تبدأ هذه المرحلة بعد أن يتم تحديد اإلنحرافات واتجاهاتها ونوعياتها .وتعد هذه المرحلة من أهم
المراحل الضرورية لتحقيق الفعالية في عملية الرقابة؛ فبدونها ال يمكن اقتراح الخطوات
التصحيحية وبرامج تنفيذها والتي تستهدف إزالة أو الحد من أسباب االنحرافات أو الوقاية منها،
وليس فقط معالجة أعراضها .5إذا في ضوء هذه المرحلة يتم تشخيص أسباب االنحرافات أو
االبتعاد عن الخطط والمعايير المنبثة عنها ،ويشمل ذلك تحديد المسؤولية عنها على صعيد
تقسيمات المؤسسة واألفراد وكذلك تحديدها حسب موارد المؤسسة (بشرية ،مادية ،مالية،
معلومات) ،وحسب العمليات التحويلية .وقد تكون االنحرافات عن المسارات المحددة بسبب قصور
أو خلل في أحد هذه العوامل أو باجتماع عاملين أو أكثر منها .لذلك البد من تحديد تلك األسباب بدقة
وموضوعية حتى يتسنى اتخاذ االجراءات التصحيحية المناسبة.6
.5اتخاذ اإلجراءات التصحيحية ومتابعة التنفيذ:
إن مهمة الرقابة هو ضمان تنفيذ الخطط المرسومة من قبل اإلدارة والكشف عن أي أخطاء
ومعالجتها قبل وقوعها إن أمكن .واإلجراءات التصحيحية تهدف إلى تعديل أي إنحراف أو اتخاذ ما
يلزم من إجراءات لضمان تحقيق تلك الخطط وذلك إما بتعديل الخطط نفيها أو من خالل إجراء
1صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .231
2خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .319
3عمر سعيد ،منذر الخليلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .134
4خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .319
5سعيد محمد المصري ،مرجع سبق ذكره ،ص .304
6خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .320
134
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
تعديل على المنفذين لهذه الخطط بما يضمن السير نحو تحقيق األهداف المرسومة .1كما يتم متابعة
القرارات واإلجراءات التصحيحية التي تم اتخاذها واالستفادة من آراء العاملين للتأكد من أن هذه
اإلجراءات كانت فعالة ومناسبة في معالجة االنحرافات ،وكذلك النظر في أي مقترحات يقدمه
العاملين لتصويب ومنع االنحرافات التي حدثت أو قد تحدث مستقبال.2
ويوضح الشكل رقم ( )28مراحل الرقابة اإلدارية.
عمر سعيد ،منذر الخليلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .134 1
عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .274 3
135
الفصل السابع :وظيفة الرقابة
المصدر :عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .275
ويمكن إجمال أهم العوامل التي تؤثر في تصميم نظام الرقابة فيمايلي:
1
حجم المؤسسة :كلما كبر حجم المؤسسة كلما كان من األفضل االعتماد على أنظمة الرقابة
الوقائية بالدرجة األولى ثم الرقابة العالجية.
موقع الوظيفة في التنظيم :كلما ارتفعت مستوى موقع الوظيفة المراد مراقبتها في التنظيم كلما
أصبح من الواجب تعدد المعايير التي يتم الحكم بموجبها عليه.
درجة الالمركزية في التنظيم :كلما ابتعدنا عن المركزية في التنظيم كلما ازدادت حاجة
المديرين على التغذية الراجعة عن أعمال منفذي القرار الذين هم دونهم في المستوى الوظيفي.
بيئة التنظيم :ومدى انتشار الثقة بين عناصره ونظرة المرؤوسين لهذه الحوافز كلما كانت بيئة
التنظيم تساعد على الثقة واإلخالص في العمل كلما قلت الحاجة إلى وجود رقابة شديدة.
أهمية النشاط الخاضع للرقابة وأهمية األخطاء التي قد تنشأ :كلما كان النشاط ذا أهمية بسيطة
واألخطاء واالنحرافات التي قد تنشأ غير مهمة كلما كان النظام الرقابي بسيطا وغير مكلف
والعكس صحيح.
.2خصا ص نظام الرقابة الفعال:
لكي يحقق نظام الرقابة دوره في تمكين المؤسسة من تحقيق أهدافها بكفاءة ،فإنه البد من توافر
2
بعض الخصائص المهمة فيه ومنها:
أن يكون النظام واضحا وقابال للفهم :من الخصائص الرئيسية لنظام الرقابة أن يكون
واضحا وسهل الفهم من جانب األفراد الذين يطبقونه وكذلك الذين سيطبق عليهم النظام .لذلك
يجب أن تتوافر لدى األفراد المعنيين بتنفيذه القدرة على استيعابه بشكل واضح واإلحاطة
بنتائجه .هذا اضافة إلى توافر االختصاصات والمؤهالت المطلوبة لدى القائمين عليه.
السرعة في توصيل معلومات وبيانات الرقابة على متخذ القرار :كي يتمكن النظام من
تصحيح أي انحرافات في الوقت المناسب ،يجب أن تصله معلومات وبيانات الرقابة في أسرع
وقت ممكن ،ألنه إذا تأخرت المعلومات والبيانات في الوصول إليه في الوقت المناسب ،تصبح
عملية تصحيح االنحرافات أمرا صعبا أو مكلفا.
أن تكون إجراءات الرقابة مقبولة :البد وأن يقتنع العاملون باإلجراءات الرقابية التي تطبقها
المؤسسات ،ويمكن تحقيق عنصر القبول بمشاركتهم في وضع هذه اإلجراءات.
أن يحقق الفا دة االقتصادية م وجوده :ذلك أن اضافة أو وجود نظام للرقابة في أي
مؤسسة سيزيد من األعباء المالية ،والميزة األساسية لوجود هذا النظام يتوقف على مدى تحقيقه
للوفورات االقتصادية الناتجة عن تكلفته بمقارنته بالخسائر المادية التي ستتحملها المؤسسة في
حالة عدم وجوده.
1ياسر أحمد عريبات ،المفاهيم اإلدارية الحديثة ،دار يافا العلمية ودار الجنادرية للنشر والتوزيع ،عمان ،2008 ،ص .232
2عد إلى:
-كامل بربر ،مرجع سابق ،ص ص .162 ،161
-أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .207 ،206
-خليل محمد الشماع ،خضير كاظم حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .324
136
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
مراعاة الجانب اإلنساني للعاملي :بمعنى أن ال يشعر العاملين أن الهدف من الرقابة هو
مجرد اكتشاف أخطائهم أو تصيدها ومحاسبة المسؤول عنها ،بل يجب أن تفسر الرقابة،
للعاملين أنها وسيلة لمساعدتهم على تصحيح أدائهم وتطويره لتحقيق األهداف المشتركة.
التنبؤ والتحليل :بمعنى أن يكون للنظام الرقابي القدرة على التنبؤ باالنحرافات وتحليل
األسباب التي يمكن أن تؤدي إليها قبل أن تحدث ،ووسيلة نظام الرقابة في ذلك التركيز على
االتجاهات الرئيسية لسير العمل وتتبع األداء وتوقع النتائج لهذه االتجاهات.
مال مة النظام الرقابي :يجب أن يالئم نظام الرقابة طبيعة نشاط المؤسسة من ناحية،
وانسجامه مع حجمها من ناحية أخرى ،إذ أن النظام الذي يالئم المؤسسات الكبيرة قد ال يالئم
المؤسسات الصغيرة ،وأن ما يتناسب مع إدارة اإلنتاج قد ال يتناسب مع اإلدارة المالية ،كما أن
النظام الرقابي يختلف داخل نفس اإلدارة الواحدة.
أن يكون النظام الرقابي مرنا :من خصائص النظام الرقابي أن يكون مرنا مع قدرته على
االستمرار إذا استطاع مواجهة الخطط المتغيرة أو الظروف المتغيرة بحيث يمكن تعديله إذا
تغيرت ظروف التنفيذ.
سالمة معايير األداء :بحيث يقوم نظام الرقابة الفعال على معايير أداء سليمة وأكثر فعالية في
القياس ،وتعبر عن النواحي الكمية والوصفية وتكون واضحة ودقيقة وأن تكون شاملة لكل
جوانب النشاط في المؤسسة.
تعدد الطرق المستخدمة في النظام :من خصائص النظام الرقابي الفعال أن تتعدد بداخله
الطرق واألساليب المستخدمة وعدم االعتماد على أسلوب واحد ،فيمكن استخدام معايير مباشرة
ومعايير غير مباشرة وطرق كمية وغير كمية داخل النظام الرقابي الفعال.
إمكانية تصحيح اإلنحرافات :تتجلى فعالية وكفاءة نظام الرقابة من خالل إمكانية تصحيح
اإلنحرافات بعد تحديد األسباب التي أدت إلى حصولها وإمكانية اتخاذ اإلجراءات الوقائية أو
التصحيحية بشأنها.
.3مؤشرات على ضع النظام الرقابي:
نجمل فيما يلي بعض المؤشرات التي تدل على ضعف النظام الرقابي في مؤسسة ما :
1
1عد إلى:
-صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .250
-سكينة بن حمود ،مرجع سبق ذكره ،ص .152بتصرف
137
الفصل السابع :وظيفة الرقابة
كثرة توقف المكائن وتعطلها ،أو عطل األفراد العاملين بسبب نقص المواد األولية أو عدم
كفاءة اإلدارة في جدولة العمل أو عدم كفاءة نظام الصيانة ومراقبة ومتابعة المكائن من حيث
الصيانة الدورية واستبدال أجزاء في موعدها.
كثرة العمل الورقي ووجود اختناقات في سير العمل بسبب تعقد اإلجراءات وعدم وضوح
الصالحيات وتضارب األدوار والصراع على الموارد.
تكاليف إنجاز عالية لمختلف األعمال وكثرة التالف وإعادة التشغيل للوحدات المنتجة يدل
على ضعف الرقابة على الجودة.
عالقات سيئة مع أطراف مؤثرة في البيئة الخارجية وعدم قدرة المؤسسة على إدامة العالقة
معهم بشكل جيد لصالحها.
دفع غرامات ومعالجة دعوى وقضايا مرفوعة ضد المؤسسة يرتبط بعضها بالسلوكيات غير
األخالقية لبعض العاملين وهذا يدل على ضعف في نظام الرقابة.
انخفاض الروح المعنوية و زيادة حدة الصراعات بين العاملين.
تفشي االختالسات المالية والمخالفات.
خطط جديدة
138
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المصدر :عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .255
.2العالقة بي الرقابة والتنظيم:
ترتبط الرقابة بعملية التنظيم ارتباطا وثيقا حيث تشكالن أي الرقابة والتنظيم عمليتين تؤثر احداهما
في األخرى ،فالتنظيم له دور في تنظيم عملية الرقابة وتشكيل الوحدات التنظيمية الرقابية كوحدة
التدقيق الداخلي أو وحدة الرقابة على االنتاج أو الرقابة على الجودة ،والرقابة أيضا تؤثر في
العملية التنظيمية فيما يتعلق بمقارنة األداء مع المعايير ورفع التقارير واالستجابة مع أي تغيرات قد
تحدث في البيئة سواء الداخلية أو الخارجية.1
.3العالقة بي الرقابة والتوجيه:
ال شك بأن العالقة أيضا بين الرقابة والتوجيه بكافة عناصره من قيادة وتحفيز واتصال .فالقيادة
تضع بصماتها على أنظمة الرقابة للتأكد من أنها فعالة ،وعملية التحفيز كذلك تؤثر في دافعية
المسؤولين عن الرقابة للعمل الجاد واالتصال الجيد يسهل من عملية الرقابة من حيث اكتشاف
األخطاء حال حدوثها ورفع التقارير في الوقت المناسب مما يعمل على اتخاذ اإلجراءات
التصحيحية بدون تأخير .ومن جانب آخر فالرقابة تسعى إلى التأكد من فعالية القرارات التي تتخذها
القيادة والتي تؤثر على أداء المؤسسة ونتائج أعمالها باالضافة إلى ذلك فإنه من خالل عملية التغذية
العكسية يصبح بإمكان المدير معرفة نتائج األعمال واتخاذ القرار الصائب.2
1عبد الباري درة ،محفوظ جودة ،األساسيات في اإلدارة المعاصرة منحى نظامي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص
.268
2نفس المرجع ،ص ص .269 ،268
139
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المحور الثالث:
جوهر عملية التسيير :اتخاذ القرار
الفصل الثامن
عملية اتخاذ القرار
141
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
تعتبر عملية اتخاذ القرار المحور األساسي الذي ترتكز عليه عملية التسيير ،فمهمة المدير
األساسية هي اتخاذ القرار ،فكل الوظائف اإلدارية من تخطيط ،تنظيم ،توجيه ورقابة تتطلب اتخاذ
قرارات معينة .فمثال تنفيذ وظيفة التخطيط أي إقرار الخطة هي بمثابة قرار ،وعندما يضع المدير
التنظيم المالئم فإنه يتخذ قرارات بشأن نوع الهيكل التنظيمي وحجمه وأسس تقسيم األقسام واألفراد
الذين هو بحاجة إليهم ،وعندما يمارس المدير وظيفة التوجيه فإنه يتخذ مجموعة من القرارت
سواءا عند تحفيز مرؤوسيه أو استثارة دوافعهم على األداء الجيد أو اختيار النمط القيادي المناسب.
وعندما يؤدي المدير وظيفة الرقابة فإنه أيضا يتخذ قرارات بشأن تحديد المعايير المستخدمة في
قياس األداء والتعديالت الالزمة لتصحيح االنحرافات وهكذا .والمدير يبحث دوما عن أفضل
الطرق التي تمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة وفقا لألساليب العلمية واالبتكارية في صنع القرار
142
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
واستيعاب المعلومات في ضوء وظائف التسيير؛ وعلى ضوء ما سبق ينبغي تسليط الضوء على
ماهية صنع واتخاذ القرارات ومختلف األساليب المساعدة على اتخاذ القرار.
أوال :مفهوم عملية صنع واتخاذ القرار
.1تعريف القرار:
هو ذلك االختيار المدرك والواعي بين البدائل المتاحة في موقف معين .فليس القرار هو االستجابة
التلقائية أو ردة فعل مباشرة ،وإنما اختيار بوعي قائم على التدبر والحساب في الغاية المراد تحقيقها
والوسيلة التي ينبغي استخدامها.1
يعبر عن الحل أو التصرف أو البديل الذي تم اختياره من بين عدة حلول وطرق متاحة أمام متخذ
القرار ،وذلك من أجل التعامل مع أمر ما أو مشكلة معينة ،حيث يعبر هذا االختيار من خالل
المفاضلة عن الحل األمثل.2
.2عملية صنع القرار واتخاذ القرار والفرق بينهما:
يستخدم مفهوم عملية صنع القرار واتخاذ القرار ويفسران على أنهما عملية واحدة يمكن أن تؤدي
الغرض نفسه ،والواقع خالف ذلك ،لذلك ينبغي أوال التمييز بينهما:
صناعة القرار :هي عبارة عن عملية طرح بدائل أو حلول محتملة ومناقشتها لحل المشكلة
موضوع البحث أو الدراسة .3و تتضمن عملية صنع القرار سلسلة من الخطوات المترابطة المؤدية
إلى القرار.4
اتخاذ القرار :هي عبارة عن عملية اختيار بديل من بين بديلين أو أكثر ،أو اختيار خطة عمل
من بين عدة خيارات متاحة امام المدير بقصد حل المشكلة ،إذا ً اتخاذ القرار هي ببساطة عملية
تحديد للفكر أو الرأي حول مواجهة مشكلة أو قضية معينة بعد أن تمت مناقشتها في عملية صناعة
القرار ليكون خطة عمل لحل المشكلة.5
وعليه فإن عملية صنع القرار هي عملية واسعة تتضمن أكثر من مرحلة ،والتي تبدأ من مرحلة
تحديد المشكلة وتنتهي بمرحلة التنفيذ والمتابعة .أما عملية اتخاذ القرار فإنها تمثل مرحلة من
مراحل عملية صنع القرار ،وبالتالي فهي عملية متممة لعملية صنع القرار وليست مرادفة لها.
يكون ال مدير هو صانع القرار إذا قام بالعملية من البداية إلى النهاية وقد يقوم آخرون (موظفون،
خبراء ،مستشارون )...،بصنع القرار ويتركون للمدير عملية االختيار أي اتخاذ القرار.
ثانيا:أنواع القرارت
يتم التمييز بين القرارات وفقا لعدة معايير نذكر منها مايلي:
.1معيار التكرار :ويتضمن هذا المعيار درجة تكرار إصدار القرار لضمان حسن سير األعمال
وبالنسبة لهذا المعيار يمكن فرز القرارات التالية:6
أ .قرارات عادية :وهي القرارات التي تتخذ ضمن النشاطات العادية للمؤسسة من قبل اإلدارة
العليا لتسيير أنشطتها اليومية وفق ما تقتضيه ظروف العمل.
143
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
ب .قرارات طارئة :إن القرارات الطارئة هي قرارات تفرضها ظروف استثنائية غير مخطط لها،
وليست هذه القرارات من طبيعة النشاطات اليومية التي تقوم بها المؤسسة بل لمواجهة حاالت غير
متوقعة يجب التعامل معها.
1
.2معيار القائم بها :ويقع ضمن هذا المعيار نوعان من القرارات هما:
أ .قرارات فردية :هي القرارات التي ينفرد المدير باتخاذها دون أن يشارك أو يتشاور مع المعنيين
بموضوع القرار ،ويعكس هذا النوع من القرارات األسلوب البيروقراطي والتسلطي في اإلدارة.
ب .قرارات جماعية:وهي ثمرة جهد ومشاركة من جانب متخذ القرار مع أولئك المعنيين بموضوع
القرار ،ويمثل هذا النوع من القرارات األسلوب الديمقراطي في اإلدارة.
2
.3معيار مجال التطبيق :ويقع ضمن هذا المعيار نوعان من القرارات هما:
أ .قرارات عامة :إن هذا النوع من القرارات يطبق على كافة العاملين في المؤسسة وليس موجها
لفئة محددة أو وحدة خاصة في المؤسسة وقد تكون قرارات عادية أو طارئة.
ب .قرارات خاصة:ويكون هذا النوع من القرارات موجهة لشخص خاص في المؤسسة أو لوحدة
إدارية خاصة أو لمهمة خاصة وهي ليست شمولية كالقرارات العامة.
3
.4مدى روتينية القرارت :يقع ضمن هذا المعيار نوعيان من القرارات هما:
أ .قرارات مبرمجة (مهيكلة) :هي تلك القرارات التي تعالج مواقف شبه يومية متكررة وفقا لقواعد
مصممة مسبقا ،تتبع كلما واجه المدير أو المسؤول نفس الموقف .ومثل هذه القرارات ال تكلف
لوضعها جهدا كبيرا في جمع المعلومات ووضع البدائل واختيار بينها ،وتكون درجة البرمجة تامة
عندما يتخذ القرار أوتوماتيكيا ،ويسمى كذلك بالقرار الروتيني .ومن أمثلتها تلك القرارات الخاصة
بطلب مستلزمات االنتاج ،صرف األجور ،الترقيات باألقدمية...الخ
ب .قرارات غير مبرمجة (غير مهيكلة) :هي تلك القرارات التي تعالج مواقف ال تتكرر ،فهي
مواقف متميزة تحدث بشكل عارض وال توجد سوابق لمعالجتها ،وتزيد درجة تعقيدها ودرجة
المخاطرة المتضمنة ،وتتطلب بالتالي قدرا معتبرا من التفكير االبتكاري .ومنه فإن اتخاذ مثل هذه
القرارات يتطلب جهدا كبيرا ألن االختيار أصعب والبدائل تكون عديدة .ومن أمثلتها :قرار دمج
شركة مع أخرى ،إنتاج منتوج جديد ،دخول سوق جديد....الخ
ويبين الجدول أدناه الفرق بين القرارات المبرمجة والقرارات غير المبرمجة:
جدول رقم ( :)03مقارنة بين القرارات المبرمجة والقرارات غير المبرمجة
نوع القرار
القرارات المبرمجة القرارات غير المبرمجة
المتغير
روتينية ومتكررة غير متكررة أو روتينية التكرار
الوقت والجهود المبذولة فيها كبيرة الوقت والجهد المطلوب محدود الوقت ونوع الجهد المطلوب
نسبيا
تتأثر إلى حد كبير بالخبرة السابقة ال يوجد تأثير للخبرة السابقة درجة اعتماد الحلول على
السياسات واالجراءات الموجودة
في المؤسسة
غالبا ما يتم اتخاذها في المستويات تتخذ في مختلف المستويات متخذ القرار
اإلدارية ،وبشكل خاص في اإلدارية العليا
المستويات اإلدارية الدنيا
الظروف فيها متغيرة وغير مستقرة الظروف مستقرة وثابتة نسبيا الظروف أو بيئة القرار
البيانات تتسم بالثبات النسبي أو شبه البيانات غير مؤكدة نسبيا البيانات
144
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
مؤكدة
الروتين المكتبي ،معايير العمل، واألساليب الشخصي الحكم أساليب اتخاذ القرارات
بحوث العمليات ،التحليل الرياضي، االبتكارية واالبتكار ،قواعد الخبرة،
النماذج ،المحاكاة على الحاسب اختيار وتدريب المديرين ،المدخل
اآللي ،نظم الحاسب اآللي. االستكشافي ،بناء نماذج استكشافية
على الحاسب اآللي ،تدريب متخذي
القرار.
االستراتيجية تتعلق باألنشطة اإلنتاجية والتشغيلية باألبعاد ترتبط نوع القرار
في المؤسسة. للمؤسسة.
1عبد العزيز النجار ،اإلدارة الذكية :التخطيط ،التنظيم ،إدارة األفراد ،اتخاذ القرارات ،المكتب العربي الحديث ،االسكندرية،2008 ،
ص ص .8078
2صبحي جبر العتيبي ،مرجع سابق ،ص .176
145
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
أ .قرارات في ظل حالة التأكد التام :تتسم حالة التأكد باإلحاطة بجميع المتغيرات المرتبطة بالقرار
بحيث يسمح لمتخذ القرار التأكد مسبقا باالحتماالت الواردة ،وبالنتائج واآلثار المترتبة عن اختيار
أي منها.
ب .قرارات في ظل حالة المخاطرة :تتعلق هذه القرارات بالحالة التي يكون فيها متخذ القرارات أمام
مجموعة معتبرة من االحتماالت واألوضاع واألساليب المختلفة التي تمكن من الحصول على
مجموعة مختلفة من اآلثار والنتائج كذلك .وعليه فهو مطالب برصد والتنبؤ بالظروف التي ستكون
عليها المتغيرات مستقبال ،اضافة إلى تحديد احتمال وقوع كل منها.
ج .قرارات في ظل حالة عدم التأكد :تتعلق حالة عدم التأكد بتلك الوضعية التي يكون فيها متخذ
القرار أمام شح في البيانات والمعلومات المتعلقة بتحديد المتغيرات من جهة ،والمتعلقة بتحديد
النتائج المترتبة عن القرارات من جهة أخرى .وبالتالي عدم إمكانية التحديد المسبق الحتماالت
وقوعها ،وعليه فإن هذه القرارات تتسم بدرجة عالية من المخاطرة.
.7وفقا ألهميتها أو وفقا للمستوى اإلداري :وتصنف وفق هذا المعيار إلى :
1
أ .قرارات تشغيلية أو تنفيذية :تتصف هذه القرارات بأنها مرتبطة بتنفيذ األنشطة اليومية وتعتبر
من اختصاص اإلدارة المباشرة أو التنفيذية في معظم األحيان .كما أن هذه القرارات ال تحتاج إلى
المزيد من الجهد من قبل متخذها ،بل يتم اتخاذها في ضوء الخبرات السابقة لمتخذها ،و بطريقة
فورية تلقائية ،فضال عن أنها قرارات قصيرة المدى ألنها تتعلق أساسا بأسلوب العمل اليومي
الروتيني ،من أمثلتها :القرارات التي تتعلق بشحن البضاعة ومراقبة المخزون وجداول حضور
وانصراف العاملين ..الخ
ب .قرارات تكتيكية :يتم اتخاذ هذه القرارات على مستوى اإلدارة الوسطى ،وتتصف بأنها مرتبطة
باألنشطة المتوسطة المدى وغالبا ما تهدف إلى حل مشكالت التنظيم والرقابة على األداء ويتم
بمقتضاها التأكد من أن الموارد قد تم الحصول عليها واستخدامها بكفاءة وفعالية بما يسهم في
تحقيق أهداف المؤسسة ،ومن أمثلتها تكوين الموازنات والتنبؤ بالمبيعات وتطوير اإلنتاج ...الخ
ج .قرارات إستراتيجية :تتصف هذه القرارات بأنها مرتبطة بالمستقبل لذلك فهي ترتبط بالخطط
الطويلة المدى ،ويتم اتخاذها على مستوى اإلدارة العليا .وهي القرارات التي تتعلق بكيان المؤسسة
ومستقبلها ووضعها التنافسي ،وتستهدف استغالل الفرص وتجنب التهديدات ،وتتميز بضخامة
االستثمارات أو االعتمادات المالية الالزمة لتنفيذها ،وأهمية القرارات التي تحدثها في مستقبل
المؤسسة ،وبما يتطلبه اتخاذها من عناية خاصة وتحليالت ألبعاد البيئة المحيطة بالمؤسسة .ومن
أمثلتها تلك القرارات الخاصة باستراتيجة النمو ،استراتيجية تصميم منتج جديد ،االندماج مع
مؤسسة أخرى ،تنويع مصادر رأس المال ...الخ
ثالثا :خطوات أو مراحل عملية صنع القرار
لكي يكون القرار فعاال يجب أن يمر بالخطوات التالية (أنظر الشكل رقم : ) 32
2
.1تحديد المشكلة :إن أول خطوة في عملية اتخاذ القرار هو التعرف على المشكلة ومسبباتها
ودراسة أعراضها وجمع المعلومات عنها وتحليلها وذلك لتحديد األهداف المراد تحقيقها.
.2البحث عن بدائل :والتي تعبر عن الحلول الممكنة للمشكلة التي يواجهها المدير وهنا البد من
جمع المعلومات الكاملة عن كل بديل ،وبعد ذلك يتم استبعاد أي بديل ال يتفق مع الهدف المحدد
للمؤسسة ،ودراسة البديل الذي يحقق األهداف ويتفق معها.
1عد إلى:
رضا صاحب أبو حمد آل علي ،سنان كاظم الموسوي ،مرجع سابق ،ص .434 ،433
مؤيد سالم ،تصميم المنظمات وتحليلها ،دار حميثرا للنشر والترجمة ،مصر ،2018 ،ص .192
2حسين علي ،نظرية القرارات اإلدارية ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،2008 ،ص .22
146
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
.3مقارنة البدائل :يتم تحديد مميزات وعيوب كل بديل على حدى ثم مقارنة هذه المميزات مع مدى
تحقيقها لألهداف المطلوبة ،أي تقدير النتائج إما سلبيا وإما ايجابيا واستبعاد أي بديل تكون سلبياته
أكثر من ايجابياته.
.4اختيار البديل المناسب أو اتخاذ القرار األنسب :يتم تحديد من هو البديل األصلح من بين البدائل
المتاحة واستبعاد غير الصالح منها ،والذي يحقق الهدف المطلوب بأقل التكاليف وضمن
االمكانيات المتاحة وبما ينسجم مع األهداف المخطط لتحقيقها من قبل المؤسسة.
.5تنفيذ القرار :عقب اعتماد القرار تبدأ عملية التنفيذ أي نقله إلى الواقع العملي ،وهنا يأتي دور
التنظيم واإلعداد وتحديد المهام والمسؤوليات لتنفيذ هذا القرار وهذا يتم بواسطة تحفيزهم ماديا
ومعنويا من أجل بذل جهد أكبر لتحقيق ذلك.
.6متابعة التنفيذ ( متابعة تطبيق القرار ومراقبته) :تتم متابعة تطبيق القرار والرقابة في عملية
تطبيقه إذا زالت المشكلة أو أنها انتهت و لمعرفة أي انحرافات أو اختالالت للقيام بتقويمها قبل
وقوعها إذا أمكن ذلك ،وفحص وتحليل النتائج المتحققة لمعرفة إذا تم تحقيق فعال ما تم التخطيط له
.وهذا ال يتم إال بجمع المعلومات وفحصها وتحليلها لمعرفة النتائج التي تحققت نتيجة الختيار البديل
األنسب وتطبيقه وهل كانت النتائج ايجابية أم سلبية.
شكل رقم ( :)32خطوات عملية صنع القرار
تحديد المشكلة
مثال :عدم وجود اموال كافية
لدفع المرتبات تحديد الهدف:
مثال زيادة التدفقات النقدية
مقارنة البدائل:
تنفيذ القرار
مثال :ربما تؤدي زيادة السعر
مثال :رفع السعر
إلى تخفيض المبيعات ،وربما
قليال ثم بيع بعض
المعدات يؤدي تسريح العمال إلى
خفض االنتاج
المصدر :جيرالد جرينبرج ،روبرت بارون ،مرجع سبق ذكره ،ص .401
بتصرف
147
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
يواجه المدير أو متخذ القرار العديد من الصعوبات أو التحديات التي تعرقل السبل المثلى في اتخاذ
القرار نذكر منها مايلي:1
نقص البيانات والمعلومات المتاحة عند اتخاذ القرار إذ غالبا ما يشكل افتقار المدير او
الرئيس للبيانات والمعلومات المتوفرة العديد من العقبات في تحقيق القرارات الهادفة في
المعالجات المطلوبة.
صعوبة تحديد المشكلة المراد معالجتها السيما إذا اتسمت هذه المشكلة بتداخل المتغيرات
المختلفة التي يتعذر معها تحديد األسباب األساسية التي ساهمت بها.
صعوبة تحديد األهداف المراد إنجازها السيما إذا لم يتسنى للمدير توضيح األهداف بدقة
وشفافية فإن القرارات المقترنة بذلك تعتريها الصعوبة في التحقيق المستهدف.
أن عدم القدرة على تحديد البدائل المتاحة بدقة من ناحية وكذلك عدم القدرة على تحديد
المنافع (المزايا) أو العيوب التي ترتبط بكل بديل من البدائل المتوفرة يعد أيضا من الصعوبات
التي تواجه متخذ القرارات.
أحيانا ترتبط عملية اتخاذ القرارات بالسرعة ولذا فإن عدم توفر الوقت الالزم لمتخذ
ال قرارات بالتعرف وتحديد المشكلة وكذلك وفرة البيانات والمعلومات وتحديد البدائل وجميع
القرارات التي غالبا ما يكون عامل الوقت المتاح حاسما في اتخاذها.
.1النموذج الرشيد :ويطلق عليه أيضا النموذج المثالي ،ويركز على ماذا يجب أن يفعل المدير،
وكيف يجب أن يصنع المدير قراراته ،ويستند إلى النظرية االقتصادية التي تنظر إلى المدير على
أنه كامل الرشد ويسعى لتحقيق أعلى األرباح وتفترض أن المدير يمتلك الخصائص التالية:
لديه معرفة كاملة بالبدائل المتوافرة لحل المشكلة.
لديه المعرفة الكاملة بنتائج كل بديل.
لديه المقدرة الالزمة لتقييم نتائج كل بديل بموضوعية.
لديه نسق او منظومة مرتبة وثابتة من األفضليات (القيم والمعايير).
يقوم بصنع قرارات مثلى.
.2النموذج السلوكي :يرى العديد من الكتاب أن االفتراضات التي بني عليها النموذج الرشيد نادرا
ما تتحقق وتتوافر جميعها ،إن لم يكن مستحيال ألن الواقع عكس ذلك تماما ،وإن قرارات المدير
بعيدة كثيرا عن الرشد الكامل ،وهي محددة ومقيدة بالقدرات الذهنية المحدودة ،وقيم ومشاعر الفرد
صانع القرار ،وبالمتغيرات البيئية التي تقع خارج سيطرته ،وقد اطلق على هذا الموقف أو الحالة
الرشد المحدود .وهكذا يعتقد هربرت سايمون أن اإلداري يكتفي بالقرار المرضي بدال من السعي
للوصول على االختيار األمثل.
.3النموذج االستقرائي االجتهادي :ويطلق عليه أيضا النموذج الحدسي حيث يعتمد صانع القرار
على تقدير الفرد وحدسه وحكمه باالستناد على التجربة العملية وليس المعرفة العلمية ،وعلى
خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .185 ،184 1
حسين حريم ،مبادئ اإلدارة الحديثة :النظريات ،العمليات اإلدارية ،وظائف المنظمة ،مرجع سابق ،ص .92 ،91 2
148
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
المحاولة والخطأ ،إن ذلك يسهل األمر في صنع القرار ولكن هذا النهج يمكن أن يؤدي تحت
ظروف معينة على أخطاء ونتائج متحيزة بصورة منظمة.
أمين عبد العزيز حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .159 ،158 2
عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .151 ،150 5
149
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
محمد الفاتح محمود المغربي ،األساليب الكمية في إدارة األعمال ،دار الجنان للنشر والتوزيع ،عمان ،2017 ،ص .58 2
كاظم جاسم العيساوي ،دراسات الجدوى االقتصادية وتقييم المشروعات ،دار المناهج للنشر والتوزيعن عمان ،2013 ،ص .198 3
محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،بحوث العمليات في المحاسبة ،االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،القاهرة ،2018 ،ص .93 4
150
محاضرات في تسيير المؤسسة
د/قهواجي أمينة
باالنتاج مثل تكلفة المواد الخام ،الوقود ... ،وغيرها .1وأسلوب تحليل التعادل يمكن استخدامه في
اتخاذ العديد من القرارات مثل:2
قرارات تحديد الطاقة اإلنتاجية أو حجم االنتاج المطلوب ومن ثم تحديد كمية المدخالت الالزمة
لتحقيق هذا الحجم.
قرارات التسعير.
قرارات تحديد تخطيط األرباح.
والتخاذ القرارات السابقة من خالل تحليل التعادل فإن األمر يتطلب حساب ما يسمى بحجم التعادل.
وهو ذلك الحجم من االنتاج الذي تتساوى عنده اإليرادات الكلية مع التكاليف الكلية أي أن المؤسسة
عند هذا الحجم ال تحقق أرباحا وال تتحمل خسائر.
و .المباريات اإلدارية :تطبق نظرية المباريات على العالقات بين الوحدات المتنافسة المستقلة
(أفراد او مؤسسات) ،ويعني لفظ المباريات وجود صراع من نوع معين ،بمعنى أن نجاح طرف
معين يكون على حساب الطرف اآلخر ،ومن وجهة نظر األطراف المشتركة فإن هذه النظرية تقوم
على أساس أن الوصول إلى اتفاق معين (من بين مجموعة كبيرة جدا من االتفاقات البديلة) أفضل
من عدم وجود أي اتفاق ،وبالتالي من صالح هؤالء أن يتعاونوا مع بعضهم البعض للوصول إلى
قرار معين.3
ويعاب على هذه األساليب الكمية في اتخاذ القرارات قصورها أمام المواقف المرتبطة بالسلوك
اإلنساني ،ولذلك فإن حل المشكالت واتخاذ القرارات يحتاج بجانب استخدام األساليب الكمية إلى
تفكير مبدع من متخذ القرار يعتمد بالدرجة األولى على قدرة ومهارة وذكاء المدير ،ويمكن للمدير
االستعانة بالخبراء و المتخصصين في اإلحصاء وبحوث العمليات بجانب خبرته ومهارته على
اتخاذ القرار.4
سابعا :المشاركة في اتخاذ القرارات
.1تعريف المشاركة:
يمكن تعريف المشاركة في صنع القرار بأنها اندماج األفراد عقليا وعاطفيا في مواقف الجماعة مما
يشجعهم على المساهمة في تحقيق أهداف الجماعة وتحمل المسؤوليات المنوطة بها .ومن ثمار
عملية المشاركة في اتخاذ القرارات أنها تنمي وتطور الشعور بالمسؤولية وتؤدي إلى حب العمل
والتفاني فيه ،وتخلق جوا من المودة والتفاهم بين العاملين جميعا بما فيهم المدير ،وتختصر الوقت
في إصدار القرارات اإلدارية.5
.2مزايا وايجابيات المشاركة في اتخاذ القرار:
وللمشاركة في اتخاذ القرارات مزايا وايجابيات عديدة نورد أهمها على النحو التالي :
6
151
الفصل الثامن :عملية صنع واتخاذ القرار
152
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
أوال :المراجع باللغة العربية:
الكتب:
.1ابديوي الحسين محمد ،مقدمة في إدارة اإلنتاج والعمليات ،دار المناهج للنشر والتوزيع،
عمان.2004 ،
.2أبو بكر مصطفى ،المدير المعاصر وإدارة األعمال في بيئة العولمة المعاصرة ،الدار
الجامعيية ،االسكندرية.2003-2002 ،
.3أبو النصر مدحت محمد ،إدارة الجودة الشاملة :استراتيجية كايزن اليابانية في تطوير
المنظمات ،المجموعة العربية للتدريب والنشر ،بدون بلد نشر.2015 ،
155
قائمة المراجع
.4أبو النصر مدحت ،التخطيط للمستقبل في المنظمات الذكية ،المجموعة العربية للتدريب
والنشر ،القاهرة ،الطبعة الثانية.2014 ،
.5أبو قحف عبد السالم ،أساسيات التنظيم واإلدارة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية،
.2003
.6أبو العال ليلى محمد ،مفاهيم ورؤى في اإلدارة والقيادة التربوية بين األصالة والحداثة،
دار الجنادرية ودار يافا العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2013 ،
.7ابراهيم شهاب فادية ،التطوير التنظيمي :القواعد النظرية والممارسات التطبيقية ،دار
األكاديميون للنشر واللتوزيع ،عمان.2014 ،
.8أونيس عبد المجيد ،إدارة العالقات اإلنسانية (مدخل سلوكي تنظيمي) ،دار اليازوري
العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2011 ،
.9آل علي رضا صاحب أبو حمد ،الموسوي سنان كاظم ،وظائف المنظمة المعاصرة :نظرة
بانورامية عامة ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.10إدريس وائل محمد صبحي ،الغالبي طاهر محسن منصور ،سلسلة إدارة األداء
االستراتيجي :أساسيات األداء وبطاقة التقييم المتوازن ،عمان :دار وائل للنشر.2009 ،
.11البارودي منال أحمد ،الرضا الوظيفي وفن التعامل مع الرؤساء والمرؤوسين ،المجموعة
العربية للتدريب والنشر ،القاهرة.2015 ،
.12بوجمعة شالبي زهير ،الصراع التنظيمي وإدارة المنظمة ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان.2011 ،
.13بكري عبد العليم محمد ،مبادئ إدارة األعمال،بدور دار نشر ،بدون بلد نشر.2007 ،
.14بلية لحبيب ،إدارة الجودة الشاملة :المفهوم-األساليب-شروط التطبيق ،االكاديمية الحديثة
للكتاب الجامعي ،القاهرة.2019 ،
.15بن حمود سكينة ،مدخل للتسيير والعمليات اإلدارية ،شركة دار األمة للطكباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2012 ،
.16بن حبيب عبد الرزاق ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،الطبعة الرابعة.2009 ،
.17بني عيسى أحمد ،المدخل إلى اإلدارة اإلسالمية الحديثة ،دار اليازوري العلمية اانشر
والتوزيع ،عمان.2018 ،
.18بربر كامل ،اإلدارة عملية ونظام ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت،
.1996
.19جرينبرج جيرالد ،بارون روبرت ،إدارة السلوك في المنظمات ،ترجمة رفاعي محمد
رفاعي ،اسماعيل علي بسيوني ،دار المريخ للنشر ،الرياض.2009 ،
.20دادي عدون ناصر ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،الطبعة الثانية،
.1998
.21دودين أحمد يوسف ،إدارة األعمال الحديثة :وظائف المنظمة ،دار اليازوري للنشر
والتوزيع ،عمان.2020 ،
.22دودين أحمد يوسف ،إدارة االعمال الحديثة :وظائف المنظمة ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان.2015 ،
.23الدوري زكرياء وآخرون ،مبادئ ومداخل اإلدارة ووظائفها في القرن الحادي والعشرين،
دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2011 ،
.24درة عبد الباري ،جودة محفوظ ،األساسيات في اإلدارة المعاصرة منحى نظامي ،دار وائل
للنشر والتوزيع ،عمان.2011 ،
156
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
.25دره عمر محمد ،مدخل إلى اإلدارة ،حلب ،دون دار نشر.2009 ،
.26الحريري رافدة ،اتجاهات حديثة في إدارة الموارد البشرية ،دار اليازوري العلمية للطباعة
والنشر والتوزيع ،عمان، 2018 ،
.27حريم حسين ،مبادئ اإلدارة الحديثة :النظريات ،العمليات اإلدراية ،وظائف المنظمة ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2006 ،
.28الهواسي محمود حسن ،البرزنجي حيدر شاكر ،مبادئ علم اإلدارة الحديثة ،دار الكتب
والوثائق للنشر ،القاهرة.2014 ،
.29زيارة فريد فهمي ،وظائف اإلدارة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.30حريم حسين ،مبادئ اإلدارة الحديثة :النظريات-العمليات اإلدارية-وظائف المنظمة) ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عماد.2006 ،
.31الحناوي محمد صالح ،سلطان محمد سعيد ،السلوك التنظيمي ،اإلسكندرية :الدار الجامعية
للطبع والنشر والتوزيع.1997 ،
.32حسن رواية ،السلوك في المنظمات ،الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية،
.1999
.33الحسيني عبد هللا ،قصة اإلدارة واإلدارة في اإلسالم ،كراسات الثقافة العلمية ،مصر،
.2011
.34حسن أمين عبد العزيز ،إدارة األعمال وتحديات القرن الحادي والعشرين ،دار قباء
للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهية.2001 ،
.35حامد سوادي عطية ،العملية اإلدارية :معارف نظرية ومهارات تطبيقية،بدون دار وبلد
نشر ،بدون سنة.
.36حمود خضير كاظم ،اللوزي موسى سالمة ،مبادئ إدارة األعمال ،إثراء للنشر والتوزيع،
عمان.2008 ،
.37الطويل هاني عبد الرحمن صالح ،اإلدارة التربوية والسلوك المنظمي :سلوك األفراد
والجماعات في النظم ،دار وائل للنشرن عمان ،الطبعة الرابعة.2006 ،
.38الطيب محمد رفيق ،مدخل للتسيير :أساسيات ،وظائف ،تقنيات التسيير والتنظيم
والمنشأة ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية.2006 ،
.39الكتبي حسن علي ،السلوك التنظيمي بين النظرية والتطبيق ،دون دار النشر ،اإلسكندرية،
.2005
.40الكاللدة طاهر محمود ،االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،دار اليازوري العلمية
للنشر والتوزيع ،عمان.2019 ،
.41كشك بهجت جاد هللا ،المنظمات وأسس إدارتها ،المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية،
الطبعة االولى.1999 ،
.42لعويسات جمال الدين ،مبادئ اإلدارة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،
.2009
.43المنصور كاسر نصر ،إدارة العمليات اإلنتاجية :األسس النظرية والطرائق الكمية ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2010 ،
.44ماهر أحمد ،مبادئ اإلدارة بين العلم والمهارة ،الدار الجامعية ،االسكندرية.2013 ،
.45ماهر أحمد ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء المهارات ،الدار الجامعية للطبع والنشر
والتوزيع،االسكندرية ،الطبعة الثامنة.2003 ،
157
قائمة المراجع
.46ماهر أحمد ماهر و آخرون ،اإلدارة :المبادئ والمهارات ،الدار الجامعية للطبع والنشر
والتوزيع ،مصر.2002-2001 ،
.47المغربي كمال ،السلوك التنظيمي :مفاهيم و أسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم،
عمان :دار الفكر للنشر و التوزيع.1993 ،
.48المغربي محمد الفاتح محمود ،مبادئ اإلدارة ،دار الجنان للنشر والتوزيع،عمان.2015 ،
.49المغربي محمد الفاتح محمود بشير ،السلوك التنظيمي ،دار الجنان للنشر والتوزيع ،عمان،
. 2016
.50المغربي محمد الفاتح محمود ،األساليب الكمية في إدارة األعمال ،دار الجنان للنشر
والتوزيع ،عمان.2017 ،
.51المغربي محمد الفاتح محمود بشير ،بحوث العمليات في المحاسبة ،االكاديمية الحديثة
للكتاب الجامعي ،القاهرة.2018 ،
.52المغربي محمد الفاتح محمود بشير ،أصول اإلدارة والتنظيم ،األكاديمية الحديثة للكتاب
الجامعي ،مصر.2018 ،
.53المصري سعيد محمد ،التنظيم واإلدارة :مدخل معاصر لعمليات التخطيط والتنظيم والقيادة
والرقابة ،الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،االسكندرية.1999 ،
.54المرسي جمال الدين محمد ،إدريس ثابت عبد الرحمن ،السلوك التنظيمي :نظريات ونماذج
وتطبيق عملي إلدارة السلوك في المنظمة ،اإلسكندرية :الدار الجامعية للطبع والنشر
والتوزيع.2002 ،
.55النجار عبد العزيز ،اإلدارة الذكية :التخطيط ،التنظيم ،إدارة األفراد ،اتخاذ القرارات،
المكتب العربي الحديث ،االسكندرية2008 ،
.56نوري منير ،كورتل فريد ،إدارة الموارد البشرية ،مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع،
عمان.2011 ،
.57سويلم محمد ،أساسيات اإلدارة ،دار رهدان للطباعة ،مصر ،بدون سنة نشر.
.58سالطنية بلقاسم ،قيرة إسماعيل ،التنظيم الحديث للمؤسسة :التصور و المفهوم،
القاهرة :دار الفجر للنشر و التوزيع ،الطبعة األولى.2008 ،
.59سعسع فيصل بن عدنان ،مبادئ و أسس إدارة االعمال في المنظمات ،دار وائل للنشر
والتوزيع ،عمان.2017 ،
.60سعيد عمر ،الخليلي منذر وآخرون ،مبادئ اإلدارة الحديثة ،مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع،
األردن.1991 ،
.61السكارنة بالل خلف ،المهارات اإلدارية في تطوير الذات ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان.2009 ،
.62سعدي فاطمة ،مبادئ إدارة األعمال ونظريات المنظمة :دروس وأسئلة مسابقات الدكتوراه
وحلولها ،الكتب ل ت د ،لندن.2019 ،
.63سالم مؤيد ،تصميم المنظمات وتحليلها ،دار حميثرا للنشر والترجمة ،مصر.2018 ،
.64العزاوي محمد ،اإلنتاج وإدارة العمليات ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،
.2020
.65عامر سامح عبد المطلب ،إستراتيجيات إدارة الموارد البشرية ،دار الفكر ناشرون
وموزعون ،عمان.2011 ،
.66عليان ربحي مصطفى ،أسس اإلدارة المعاصرة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
.2007
158
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
.67العامري صالح مهدي محسن ،الغالبي طاهر محسن منصور ،اإلدارة واألعمال ،عمان،
المكتبة العربية ،الطبعة الثانية.2008 ،
.68العالق بشير ،اإلدارة الحديثة :نظريات ومفاهيم ،دار اليازوري العلمية للطباعة
والنشر ،عمان.2008 ،
.69العالق بشير ،تنظيم وإدارة العالقات العامة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،
.2018
.70العتيبي ضرار ،الحواري نضال ،خريس ابراهيم ،العملية اإلدارية :مبادئ وأصول وعلم
وفن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمانن .2007
.71العتيبي صبحي جبر ،تطور الفكر و األساليب في اإلدارة ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
عمان.2004 ،
.72علي السلمي ،السلوك التنظيمي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة.1988،
.73عبوي زيد منير ،االستراتيجية الحديثة في إدارة التخطيط والتطوير ،دار المعتز للنشر
والتوزيع ،عمان.2017 ،
.74عبوي زيد منير ،االتجاهات الحديثة في المنظمات االدارية ،دار الشروق للنشر
والتوزيع،عمان.2006 ،
.75العميان محمود سلمان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،عمان :دار وائل للنشر،
الطبعة الثالثة.2005 ،
.76عقيلي عمر وصيفي ،اإلدارة المعاصرة :التخطيط-التنظيم-الرقابة ،دار زهران للنشر،
عمان.2011 ،
.77عريبات ياسر أحمد ،المفاهيم اإلدارية الحديثة ،دار يافا العلمية ودار الجنادرية للنشر
والتوزيع ،عمان.2007 ،
.78علي حسين ،نظرية القرارات اإلدارية ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان.2008 ،
.79عساف عبد المعطي محمد ،السلوك اإلداري (التنظيمي) في المنظمات المعاصرة ،دار
زهران للنشر ،عمان.2004 ،
.80العيساوي كاظم جاسم ،دراسات الجدوى االقتصادية وتقييم المشروعات ،دار المناهج
للنشر والتوزيعن عمان.2013 ،
.81علوي عبد هللا طاهر ،األنموذج القيادي التربوي اإلسالمي ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان.2007 ،
.82فياض محمود أحمد وآخرون ،إدارة المشروعات الصغيرة :اقتصاديات المشروعات
الصغيرة ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.83الفريجات خضير كاظم حمود ،اللوزي موسى سالمة ،الشهابي أنعام ،السلوك التنظيمي:
مفاهيم معاصرة ،إثراء للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.84فليه فاروق عبده ،عبد الحميد السيد محمد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات
التعليمية ،عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.2005 ،
.85صخري عمر ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة
الخامسة.2007،
.86القريوتي محمد قاسم ،نظرية المنظمة و التنظيم ،عمان :دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية،
.2006
.87القريوتي محمد قاسم ،مبادئ اإلدارة :النظريات ،العمليات و الوظائف ،عمان :دار وائل
للنشر ،الطبعة الثانية.2004 ،
159
قائمة المراجع
.88القاضي راكان نواف ،أثر العوامل واألساليب المستخدمة في فعالية قرارات الحكام
اإلداريين ،دار الخليج للنشر والتوزيع ،عمان.2015 ،
.89القدومي محمد ،محمد هاني محمد ،عبوي زيد ،المفاهيم اإلدارية الحديثة ،دار المعتز للنشر
والتوزيع ،عمان.2015 ،
.90القحطاني محمد بن دليم ،إدارة الموارد البشرية :نحو منهج استراتيجي متكامل ،العبيكان
للنشر ،الرياض ،الطبعة الرابعة.2015 ،
.91القذافي رمضان محمد ،العلوم السلوكية في مجال اإلدارة التربوية واإلنتاج ،المكتب
الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
.92راضي بهجت ،إدارة الجودة الشاملة :المفهوم والفلسفة والتطبيقات ،دار روابط للنشر
وتقنية المعلومات ودار الشقري للنشر ،القاهرة.2018 ،
.93ربحي مصطفى عليان ،أسس اإلدارة المعاصرة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
.2007
.94رشيد مازن فارس ،إدارة الموارد البشرية ،العبيكان للنشر ،الرياض.2018 ،
.95الرشايدة محمد صبيح ،اإلدارة علم وفن ،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،الطبعة
األولى.2007 ،
.96رسالن عالء الدين ،التطوير التنظيمي ،دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع،
سوريا.2013 ،
.97الشماع خليل محمد ،حمود خضير كاظم ،نظرية المنظمة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،الطبعة الثانية.2005 ،
.98الشميمري أحمد بن عبد الرحمن ،هيجان عبد الرحمن بن أحمد ،عنام بشرى بنت بدير
المرسي ،مبادئ إدارة األعمال :األساسيات واالتجاهات الحديثة ،العبيكان للنشر ،الرياض،
الطبعة العاشرة.2014 ،
.99الترتوري محمد عوض ،الرقب محمد زايد ،الناصر بشير مصطفى ،إدارة الجودة الشاملة
في المكتبات ومراكز المعلومات الجامعية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.100الغالبي طاهر ،الخفاجي نعمة ،نظرية المنظمة :مدخل التصميم ،دار اليازوري العلمية
للنشر ،عمان2020 ،
.101غربي علي ،قيرة إسماعيل ،سالطنية بلقاسم ،تنمية الموارد البشرية ،دار الفجر للنشر
والتوزيع ،القاهرة.2007 ،
.102طه طارق ،السلوك التنظيمي في بيئة العولمة واالنترنت ،دار الجامعة الجديدة ،مصرن
.2007
.103غول فرحات ،الوجيز في اقتصاد المؤسسة ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر،
.2008
.104غربي علي ،قيرة إسماعيل ،سالطنية بلقاسم ،تنمية الموارد البشرية ،دار الفجر للنشر
والتوزيع ،القاهرة.2007 ،
المجالت:
.105بلقاسم سالطنية ،العالقات اإلنسانية في المؤسسة ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد
خيضر بسكرة ،فيفري .2004
.106الداوي الشيخ ،تحليل األسس النظرية لمفهوم األداء ،مجلة الباحث ،العدد ، 07الجزائر،
.2010/2009
160
د/قهواجي محاضرات في تسيير المؤسسة
أمينة
.107حسين خليل عبد القادر ،التدوير الوظيفي وعالقته بإعداد قيادات الصف الثاني من وجهة
نظر موظفي جامعة االستقالل/فلسطين،مجلة التكامل االقتصادي ،المجلد ،05العدد ،01
مارس .2017
.108الحاج علي أكرم محمد أحمد ،تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة وأثرها على كفاءة
االداء االكاديمي في الجامعات السعودية ،مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية ،جامعة
الشهيد حمة لخضر الوادي ،العدد ،11جوان .2015
.109يحياوي عبد القادر ،مولودي عبد الغاني ،بلبالي عبد السالم ،دور سياسة تمكين
العاملين في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة –دراسة ميدانية مصنع االسمنت سيدي
موسى أدرار ،مجلة االقتصاد وإدارة األعمال ،المجلد ،03العدد ،02ديسمبر .2019
المطبوعات الجامعية:
.110صولح سماح ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسييرن جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.2015/2014 ،
.111صبوع عبد الحفيظ ،محاضرات في تسيير المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة
السنة الثانية علوم اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسييير ،جامعة
بومرداس ،الجزائر..2017/2016 ،
القوانين والمراسيم :
.112القانون التجاري الجزائري.2007 ،
.113القانون رقم 02/17المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
المؤرخ في 12ربيع الثاني عام 1438الموافق لـ 11يناير ،2017الجريدة الرسمية العدد
.02
ثانيا :المراجع باللغة األجنبية
114.BAUER Tayla , ERDOGAN Berrin, organizational behavior, Flat Word
Knowledge, USA.
115.Bertocci David I., leadership in organization : there is a diffrence between
leader and managers, univercity press of america, united state of amireca,
2009.
116.Miller A. Dress D. , Strategic Management, USA: Mc-Graw-Hill, 2nd edition,
1996.
117.MULLINS Laurie J. , Management and organisational behaviour, Pearson
education limited, England, seventh edition, 2005.
118.NORTHARSE Peter G., Leadership : theory and practice, fifth edition,
SAGE publication, California,2010.
119.ROBBINS Stephen T. , JUDGE Timoty A., HASHAM Elham S. ,
organizational behavior, Pearson arab word editions, England, 2012.
120.SCHERMERHORN . John R. , OBSORN Richard N. , UHL–BIEN Mary,
HUNT James Er., Organizational behavior, John Wiley &sons, USA,2011.
121.V.G. Kondalkar, Organizational behavior , New Age International limired
bublishers, New delhy, 2007.
161