Professional Documents
Culture Documents
القيادة الإدارية على أداء العاملين في المؤسسة الاقتصادية
القيادة الإدارية على أداء العاملين في المؤسسة الاقتصادية
وأتوجه بجزيل الشكر إلى أساتذتي في قسم إدارة األعمال في جامعة البويرة،
واخص بالذكر األستاذ المشرف الدكتور جميل احمد على النصح واإلرشاد.
كما أتوجه بالشكر إلى األساتذة أعضاء لجنة المناقشة على تفضلهم بقبول
مناقشة هذه الرسالة.
كــــــيرد عمار
اإلهداء
كــــــيرد عمار
الفهرس
الفـــــهــرس
الصفحة العنوان
I الفهرس
IV قائمة االشكال
V قائمة الجداول
أ -ي مقدمة
1 الفصل األول :مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها
2 المبحث األول :ماهية القيادة اإلدارية
2 المطلب األول :التطور التاريخي لمفهوم القيادة
7 المطلب الثاني :مفهوم القيادة اإلدارية ومكوناتها
17 المطلب الثالث :القيادة و المفاهيم المتداخل معها
21 المبحث الثاني :النظريات المفسرة للقيادة اإلدارية
22 المطلب األول :النظريات الفردية للقيادة
25 المطلب الثاني :النظريات السلوكية للقيادة
31 المطلب الثالث :النظريات الموقفية للقيادة
38 المطلب الرابع :النظريات الحديثة في القيادة
44 المبحث الثالث :أنماط القيادة اإلدارية
44 المطلب األول :نمط القيادة األوتوقراطي
48 المطلب الثاني :نمط القيادة الديمقراطي
53 المطلب الثالث :القيادة الحرة أو الفوضوية
85 الفصل الثاني :اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه
85 المبحث األول :عموميات حول اآلداء الوظيفي
85 المطلب األول :مفهوم اآلداء الوظيفي
26 المطلب الثاني :العوامل المؤثرة على اآلداء الوظيفي
28 المطلب الثالث :ادارة اآلداء ،اهدفها ومقوماتها
70 المبحث الثاني :عموميات حول تقييم اآلداء الوظيفي
70 المطلب االول :تقييم اآلداء الوظيفي والية عمله
74 المطلب الثاني :أهداف ومعايير تقييم اآلداء الوظيفي
85 المطلب الثالث :اخطاء و اسباب فشل عملية تقييم اآلداء الوظيفي
56 المبحث الثالث :سبل تحسين اآلداء الوظيفي
58 المطلب االول :أسلوب التخطيط المرن للموارد البشرية
I
58 المطلب الثاني :نموذج الجدارة لتحسين اآلداء
58 المطلب الثالث :اإلدارة باألهداف
99 الفصل الثالث :وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين
100 المبحث االول :نمط القيادة( اإلشراف) وسيلة في التأثير على أداء العاملين
100 المطلب األول :محددات النمط القيادي
105 المطلب الثاني :تاثير النمط القيادي على أداء العاملين
111 المبحث الثاني :بناء فريق العمل وسيلة للتأثير على مستوى أداء العاملين
111 المطلب االول :مفهوم ومراحل بناء فريق العمل
115 المطلب الثاني :فاعلية فريق العمل و اثره على مستوى أداء العاملين
120 المبحث الثالث :التحفيز وسيلة للتأثير على أداء العاملين
120 المطلب االول مفهوم التحفيز وانواعه
124 المطلب الثاني :الرضا الوظيفي مفهومه ومحدداته
127 المطلب الثالث :اثر التحفيز على أداء العاملين
135 الفصل الرابع :دراسة حالة مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط -
985 المبحث األول :تقديم عام للمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز
985 المطلب األول :بطاقة فنية للمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز
146 المطلب الثاني :التقسيم االداري لشركة سونلغاز
144 المطلب الثالث :وظائف مؤسسة سونلغاز
142 المبحث الثاني :اإلطار المنهجي للدراسة
142 المطلب األول :المنهج ومجتمع الدراسة
145 المطلب الثاني :أدوات الدراسة
152 المبحث الثالث :تحليل نتائج الدراسة
152 المطلب األول :التحليل الوصفي لخصائص العينة
169 المطلب الثاني :التحليل اإلحصائي لمعطيات االستبيان
170 المطلب الثالث :اختبار الفرضيات
959 خاتمة
قائمة المراجع
المالحـــــــــــــــق
ملخص الدراسة
II
قائمة االشكال
III
115 مراحل تطور الجماعة وسمات كل مرحلة 28
129 الجمع بين نظريتي ماسلو وهرزبرج للدوافع 29
130 نظرية التوقع لـ فروم 30
138 نموذج بورتر و لولير يوضح العالقة بين الرضا و اآلداء الوظيفي 31
145 عينة البحث 32
158 توزيع عينة الدراسة حسب الجنس 33
155 توزيع عينة الدراسة حسب السن 34
185 توزيع عينة الدراسة حسب المستوى التعليمي 35
160 توزيع العينة حسب األقدمية 36
IV
قائمة الجداول
V
مقدمــــــــــة
يعد علم إدارة األعمال من اكبر مجاالت العلوم اإلدارية التي شهدت اهتماما بالغا من طرف .
هاما ترتكز عليه مختلف
محور ً
ًا االقتصاديين وتحوال كبي ار من حيث المفاهيم والتطبيقات ،و القيادة تشكل
النشاطات في المؤسسات العامة والخاصة على حد سواء ،وفي ظل تنامي المؤسسات وكبر حجمها وتشعب
أعمالها وتعقدها وتنوع العالقات الداخلية وتشابكها وتأثرها بالبيئة الخارجية في عصر التقدم التكنولوجي
المتسارع الذي نتج عنه حاالت عدم التأكد المستمر في شتى المجاالت ،وهي كلها أمور تستدعي مواصلة
البحث واالستمرار في إحداث التغيير والتطوير ،وهذه مهمة ال تتحقق إال في ظل قيادة واعية ،بهدف تحديد
ابرز المشاكل التي تعترض المؤسسات وتقديم الحلول لها من اجل تحقيق أهدافها وأهداف المتعاملين معها،
وتستمد القيادة اإلدارية أهميتها من قدرتها على االستغالل األمثل لمقومات المؤسسة ومواردها في رفع اآلداء
وذلك من خالل استخدام أنماط قيادية فعالة داخل المؤسسة.
ذلك أن أي رفع آلداء العاملين يعد من أهم محددات النجاح ألي مؤسسة مهما كان نوع نشاطها،
و المالحظ لدى بعض المؤسسات الجزائرية صعوبة تحقيق أهدافها بسبب إنخفاض إنتاجية العامل فيها مما
يؤثر سلبا على قدرتها في تحقيق أهدافها والصمود أمام منافسة المؤسسات األجنبية وهو ما يطرح تحديا
كبي ار أمام القادة اإلداريين للمؤسسات الوطنية لتوجيه جهود العاملين نحو رفع اآلداء من اجل تحقيق األهداف
وبلوغ الغايات.
كما تعد دراسة السلوك اإلنساني ومحاولة تحديد أبرز العوامل المؤثرة فيه من بين أهم المتغيرات التي
تضمن نجاح القائد اإلداري في مهمته ،فهي تبين له طريقة التعامل مع كل فرد وفق ما يتالءم مع طبيعته
ووفق كل ظرف يوجد فيه ،وتُ ِ
برز له مواطن الخلل والضعف في ق ارراته وتوجيهاته .
والقيادة في أخر المطاف تقاس بنتائجها وهي احد األمرين إما أن تكون قيادة رديئة تهدر الموارد وتعطل
المصالح وتضيع الكفاءات وتختزل األهداف حتى ال يبقى من األهداف إال ما يحقق المصالح الشخصية
للقائد الفاشل ،واما أن تكون قيادة ناجحة-ممثلة لصورة القائد الناجح -تستثمر في الموارد وتنمي الكفاءات
و تحقق أعلى مستوى من الكفاءة في أداء األفراد للعمل كفريق واحد في سبيل ضمان االستم اررية والبقاء
للمؤسسة ،وذلك في ظل منافسة حادة وفي بيئة يعد فيها الثابت الوحيد هو التغيير.
أ
أوال :إشكالية البحث
ان القيادة باعتبارها عملية تاثير في اآلخرين تعمل على توجيه قدراتهم واهتماماتهم في االتجاه الذي
يضمن تحقيق األهداف ،وأن نجاح القائد يتوقف أساسا على خصائصه و سماته الشخصية التي تحدد نوع
النمط القيادي الذي يمارسه في التاثير على مرؤوسيه لتحسين مستوى اآلداء لديهم.
كما أصبح جليا االن أن تقدم المجتمعات والدول ما هو إال نتيجة طبيعية لجهود هذه القيادة اإلدارية
الواعية والمسؤولة في تحسين ورفع مستوى اآلداء لدى أفرادها ،فالربط بين أهداف الفرد وأهداف المؤسسة،
والتقييم المستمر والسليم آلداء األفراد ،واتباع مناهج تحسين وتطوير اآلداء ،تعد اهم األسباب للحصول
على هذا اآلداء المتميز المحقق لألهداف.
ومما سبق فإن مشكلة البحث تكمن في اإلشكالية الرئيسية التي نطرحها في شكل السؤال الجوهري
التالي:
" ما مدى تأثير القيادة اإلدارية في رفع أداء العاملين لدى مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع
باألغواط-؟"
-ما هي طبيعة اآلداء الوظيفي وكيف يتم تقييمه ،وما اهم سبل تحسينه ؟
-ما الوسائل القيادية التي يستعملها القائد االداري للتأثير على أداء األفراد في المؤسسة؟
المتغي ارت المستقلة :تشتمل الدراسة على متغير مستقل وهو القيادة االدارية ،يتكون هذا االخير من ابعاد
ثالثة مرتبطة به وهي:
المتغي ارت التابعة :تشتمل الدراسة على متغير تابع رئيسي وهو :اآلداء الوظيفي
ب
ثانيا :الفرضيات
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين نمط االشراف وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
-هناك فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أفراد العينة في استجابتهم حول تاثير القيادة
االدرية على اآلداء الوظيفي وذلك باختالف المتغيرات الديموغ ارفية التالية (الجنس ،السن،
المستوى التعليمي ، ،سنوات الخبرة في الوظيفة).
-محاولة معرفة مدى التأثير الذي تلعبه القيادة اإلدارية على أداء األفراد من اجل ضمان
استم اررية المؤسسة؛
-محاولة تحديد العالقة بين متغيري الدراسة القيادة االدارية و اآلداء الوظيفي للعاملين؛
-إن اداء االفراد مازال بعيدا على المستوى المطلوب سواء من حيث المضمون(االسلوب) او
من حيث النتائج ،وذلك لوجود خلل ما ،وجب تحديده ومعالجته؛
-أن القادة في المؤسسات االقتصادية يسعون إلى رفع المردود وتحقيق االرباح وذلك من خالل
رفع اآلداء الوظيفي للعاملين ،وعليه وجب تحديد اهم العوامل المؤثرة فيه واهم السبل المتبعة
لتحسينه.
ج
رابعا :أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في موضوع القيادة اإلدارية ودورها في المؤسسة ،خاصة التأثير في العاملين بهدف
رفع أدائهم إلى العوامل التالية:
-تلعب القيادة اإلدارية دو ار أساسيا وحساسا في كل مراحل العملية اإلدارية ،وهي بذلك تضمن
لها الفعالية والديناميكية المستمرة من اجل تحقيق أهداف المؤسسة،
-تعد القيادة اإلدارية موضوعا أساسيا في دراسات وبحوث الباحثين ،إذ نجدها في معظم كتب
اإلدارة العامة ،إدارة األعمال ،كتب علم النفس و االجتماع؛
-اتساع مجال البحث في موضوع القيادة اإلدارية وتعدد المناهج واألطروحات النظرية له وكذا
االختالف والتباين بين المنظرين لها؛
-السلوك اإلنساني المتميز بالتعقيد والمزاجية وعدم الثبات يجعل من دراسة الخصائص السلوكية
للفرد سواء كان رئيسا أو مرؤوسا أم ار من األهمية بمكان ،وهذا بتوفير قدر كاف من المعلومات
للمدراء قصد مساعدتهم على فهم و تنظيم وتنسيق جهود ونشاطات العاملين وربطهم باألهداف
التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها.
-معرفة مدى تأثير القيادة اإلدارية في رفع أداء العاملين في المؤسسة محل الدراسة.
-التعرف على القيادة اإلدارية من حيث المفهوم والخصائص وتحديد أهميتها بالنسبة للعمل
اإلداري في المؤسسة محل الدراسة؛
-تبسيط محتوى نظريات القيادة اإلدارية المختلفة وتحديد التباين بينها مما قد يساعد مدراء
المؤسسات الجزائرية في تطوير وتنمية مهاراتهم القيادية وذلك باإلستفادة من األفكار والنتائج
التي توصلت إليها مختلف هذه النظريات ؛
-تحديد المهارات القيادية الواجب توافرها في القادة اإلداريين ليؤدوا مهامهم بفعالية وكفاءة أي
الصفات التي تجعل منهم عنص ار مؤث ار باإليجاب في أداء العاملين ؛
د
-معرفة محددات رفع اآلداء في المؤسسة الواجب على القادة اإلداريون استخدمها ،وهذا ما يمثل
حجز الزاوية في عملية االرتقاء بالمؤسسات الوطنية و ضمان إستم ارريتها.
-اسلوب المسح بالعينة :نظ ار لكبر حجم المجتمع نسبيا ،وضيق الوقت تم االعتماد على اختيار
عينة عشوائية للدراسة والتي تشمل القادة اإلداريين ومرؤوسيهم في المؤسسة محل الدراسة ،بوالية
االغواط.
-أسلوب االستبيان :لجمع المعلومات حول عينة الدراسة من اجل اإلجابة على إشكالية البحث
واختبار صحة الفرضيات ميدانيا.
قدمت عدة دراسات منها ما تناول القيادة االدارية ،واخرى اهتمت باآلداء الوظيفي ،ومنها من
جمعت بين المتغيرين ،وفي ما يلي استعراض لبعض من هذه الدراسات:
أ .دراسة أسعد أحمد محمد عكاشة ،بعنوان أثر الثقافة التنظيمية على مستوى اآلداء الوظيفي
دراسة تطبيقية على شركة االتصاالت Paltelفي فلسطين4112 ،
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الثقافة التنظيمية في شركة االتصاالت الفلسطينية Paltel
وأثرها على مستوى اآلداء الوظيفي.
قام الباحث باستخدام اإلستبيان كأداة رئيسية في جمع البيانات األولية ،وطبقت على عينة عشوائية طبقية
مكونة من 213موظفا بنسبة % 32من مجتمع الدراسة المكون من 161موظفا ،حيث تم توزيع 213
استبانه على أفرد عينة الدراسة ،وتم استرجاع ( )342إستبانة ،وكانت نسبة المردود % 84.42من حجم
العينة ،وقام الباحث باستخدام المنهج الوصفي التحليلي.
وخلصت الدراسة إلى نتائج من أهمها:
-أظهرت الدراسة أن هناك أثر ايجابي للثقافة التنظيمية على مستوى اآلداء الوظيفي في شركة
االتصاالت الفلسطينية Paltel؛
ه
-أظهرت الدراسة وجود عالقة ذات دالله إحصائية بين عناصر الثقافة التنظيمية وهي (السياسات
واإلجراءات-األنظمة والقوانين-المعايير والمقاييس-األنماط السلوكية -القيم التنظيمية -
التوقعات التنظيمية -المعتقدات التنظيمية -االتجاهات التنظيمية) وبين مستوى اآلداء
الوظيفي؛
-أظهرت الدراسة أن العاملين بحاجة إلى تطوير مستوى المهارات والقدرات المتعلقة بالجوانب
اإلبداعية و اإلبتكارية بهدف القدرة على مواكبة المتغيرات والتطورات الجديدة.
وخلصت الدراسة إلى جملة توصيات من أهمها:
-زيادة درجة االهتمام بمجال الثقافة التنظيمية من قبل إدارة الشركة والعاملين ،ألن االهتمام
بثقافة المنظمة يساهم في تنمية وتطوير أداء الشركة؛
-زيادة درجة اهتمام العاملين بالقيم اإليجابية التي تسهم في زيادة مستوى الكفاءة اإلدارية؛
-زيادة درجة اهتمام العاملين باألنماط السلوكية الفعالة التي تساهم في تعزيز مكانة الشركة
وتطورها.
ب .دراسة الصالح جيلح ،أثر القيادة اإلدارية على أداء العاملين دراسة حالة ،مجمع صيدال،
مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في إدارة األعمال ،جامعة الجزائر،
٠ 4112/4112
حاول الباحث إبراز أهمية االرتباط بين القيادة اإلدارية وأداء العاملين في المؤسسة من خالل عرض
عناصر وخصائص القيادة اإلدارية الفعالة ؛ والوقوف على السمات التي يجب توافرها في القادة
اإلداريين حتى يحققوا المهام الملقاة على عاتقهم بفعالية وكفاءة ،والتطرق إلى األساليب التي يجب أن
يستخدمها القادة اإلداريون لرفع اآلداء في المؤسسة .وخلصت الدراسة إلى نتائج أهمها:
-أن القيادة اإلدارية تتطلب في ظل البيئة الحالية ضرورة توافر سمات معينة للتأثير في العاملين
باتجاه تحقيق أهداف المؤسسة،
-وأن لها دور محدد ورئيس في اآلداء الفردي والجماعي للعاملين.
-وأن القادة اإلداريين في مجمع صيدال يعتمدون على قوة سلطتهم الرسمية أكثر من اإلقناع
الشخصي للتأثير في العاملين .
ج .دراسة الشريف طالل ،انماط القيادية وعالقتها باآلداء الوظيفي من وجهة نظر العاملين بإمارة
مكة المكرمة ،مذكرة ماجستير في إدارة األعمال 4112 ،
هدفت الدراسة إلى التعرف على األنماط القيادية السائدة بأمارة منطقة مكة المكرمة (مؤسسات حكومية)،
والتعرف على طبيعية العالقة بين األنماط القيادية واآلداء الوظيفي بأمارة منطقة مكة المكرمة .وقام
الباحث بتصميم استبانه بلغ عدد عينتها 342تم توزيعها على عينة عشوائية من العاملين في إمارة
و
منطقة مكة المكرمة الذين يشغلون وظيفة مدير إداري ورئيس قسم ،واستخدم الباحث المنهج الوصفي
التحليلي .وخلصت الدراسة إلى نتائج أهمها:
-تبين أن هناك توافر ألنماط القيادة الثالثة حيث يمارس القادة في إمارة منطقة مكة المكرمة
النمط القيادي الديمقراطي بدرجة عالية والنمط الحر بدرجة متوسطة والنمط األوتوقراطي بدرجة
اقل.
-تبين أن هنالك عالقة ارتباط دالة إحصائيا وموجبه بين نمط القيادة الديمقراطي ومستوى اآلداء،
في حين وجود عالقة ذات داللة إحصائية سلبية بين نمط القيادة ومستوى اآلداء الوظيفي لدى
كل من نمط القيادة الحر ونمط القيادية األوتوقراطي.
د .دراسة مقدود وهيبة ،التحفيز ودوره في تفعيل أداء األفراد في المنظمة; دراسة حالة الشركة
الوطنية للهندسة المدنية والبناء ،بومرداس4112 ،
في هذه الدراسة بلغت العينة المدروسة 62مفردة .وتتمثل في موظفي المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية
والبناء في وحدة بومرداس ،على اختالف تصنيفاتها المهنية؛ مع التركيز أكثر على فئة اإلطارات ،وذلك
نظ ار لطبيعة الموضوع الذي يرتبط بالمناجمنت ،سمحت الدراسة الميدانية واالستبيانات الموزعة على أفراد
العينة ،استنتاج مجموعة من النقاط التي تتميز بها المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية والبناء ،ونذكر أهمها
فيما يلي:
أما أهم نقاط الضعف الموجودة والتي تعيق األفراد تتمثل في:
-عدم االعتراف بالكفاءات وضعف برامج التقييم ،بالرغم من محاولتها المتجددة؛
-اقتصار برامج التكوين والتدريب على العمال المداومين بصفة أساسية؛
-ضعف برامج التحفيز المادي ،كاألجور التي تعتبر أقل من مستوى سوق العمل ،وكذلك انخفاضها
مقارن بالمجهودات المبذولة والكفاءات المتوفرة؛
ز
-عدم شعور األفراد باالستقرار ،نظ ار لكون أغلبهم متعاقدين مما يؤثر سلبا على مردوديتهم.
-ضعف الخدمات المقدمة للعمال كاإلطعام والنقل ،مما يؤثر على أدائهم لمهامهم بكفاءة
ه .دراسة موسى محمد أبو حطب ،نظام تقييم اآلداء وأثره على مستوى أداء العاملين حالة
دراسية على جمعية أصدقاء المريض الخيرية4112 ،
هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية نظام تقييم اآلداء وأثره على مستوى أداء العاملين في جمعية
أصدقاء المريض الخيرية ،وذلك من خالل التحقق من مدى فاعلية نظام تقييم اآلداء بالتعرف على أفضل
الطرق والوسائل المستخدمة لعملية التقييم وأثرها على تحسين أداء العاملين.
من خالل عرضنا لكل هذه الدراسات السابقة يتبين أن أغلبها تناولت دراسة القيادة االدارية بشكل
وابعاد مختلفة عن الشكل الذي سنتناوله هذه الدراسة ،ودرست اآلداء بتفصيل اقل مما سنتناوله في هذه
ح
الدراسة ،كما تبين أنها درست المشكلة في بيئات مختلفة ،باإلضافة إلى أن هذه الدراسة تختلف عن الدراسات
السابقة من حيث مجتمع الدراسة التي ستطبق عليه ،وكذا عينته ،ومن حيث األدوات المستخدمة أيضا .
كما نشير إلى مدى استفادتنا من هذه الدراسات السابقة فى بناء وصياغة فرضيات هذه الدراسة،
وكذا تحديد متغيراتها.
الجانب النظري :حظي متغي ار الدراسة القيادة اإلدارية وكذا اآلداء الوظيفي باهتمام كبير افرز كما
هائال من الدراسات والتحليل والتنظير من طرف مفكري العلوم االنسانية واالدارية ،كعلم النفس ،علم
االجتماع وعلم اإلدارة ،هذا التشعب اوجد لنا صعوبة الموازنة في طرح الموضوع بجميع ابعاده االنسانية
واالجتماعية واالدارية ،وذلك كي ال َيغلُب او يطغى بعد على بعد اخر في الدراسة .
الجانب التطبيقي :كانت الصعوبة في التي واجهتنا خالل هذه الدراسة اثناء توزيع وجمع االستبيان
هي كيفية التعامل مع نوعين من المبحوثين أولهما اصحاب الحذر المفرط الذين لديهم خوف من تقديم اي
معلومة على الرغم من التأكيد لهم على الحفاظ على سرية المعلومات المقدمة ،والنوع االخر هم من يعتبرون
انه هذا النوع من الدراسات ما هو اال هدر للوقت والجهد وال فائدة ترجى منه.
المؤسسة :تعرف المؤسسة أنها كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا وذو إطار قانوني واجتماعي ،يهدف إلى
إنتاج أو تبادل سلع وخدمات من خالل مختلف عوامل اإلنتاج (مالية ،بشرية ،مادية ،أساليب إدارية) وهذا
بالتعامل مع عناصر بيئتها الداخلية والخارجية لتحقيق نتيجة معينة وفق شروط اقتصادية معينة تبعا لحجم
1
ونوع النشاط.
بيئة المؤسسة :هي " الظروف والعوامل المحيطة بالمنظمة (المؤسسة) والتي لها عالقة مع العمليات
التشغيلية للمنظمة (المؤسسة) ،ويقصد بالعوامل المحيطة الظروف السياسية واالقتصادية والتكنولوجية
واالجتماعية والثقافية والبشرية التي يكون لها تأثير على أداء و فاعلية المنظمة (المؤسسة).2
1ناصردادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،1442 ،ص .2
2رفعت الفاعوري ،إدارة اإلبداع التنظيمي ،مصر الجديدة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،بحوث ودراسات ، 3221،ص 182
ط
النظام " :هو مجموعة متماسكة من العناصر أو األجزاء التي يتكامل بعضها مع بعض ،وتحكمها عالقات
وآليات عمل مضبوطة وفي نطاق مكاني وزماني محددين ،يعمل بقصد تحقيق هدف أو أهداف معينة".3
الرسمية :يشير مفهوم الرسمية إلى الدرجة التي يتم فيها تقنين القواعد واجراءات العمل ،بحيث تكون
األعمال بشكل موحد ومنمط .4
تم تقسيم البحث إلى اربعة فصول منها ثالثة فصول نظرية وفصل تطبيقي خصص لدراسة الحالة،
وقسمت فصول هذه الدراسة كما يلي:
الفصل األول مفاهيم القيادة االدارية ونظرياتها حيث تناول التأصيل الفكري لظاهرة القيادة اإلدارية،
وتم تقسيمه إلى ثالث مباحث ،عالج المبحث األول ماهية للقيادة اإلدارية ،و في المبحث الثاني سنستعرض
فيه اهم النظريات المفسرة لظاهرة القيادة اإلدارية ؛ أما المبحث الثالث األنماط القيادية المختلفة للقيادة .
وعالج الفصل الثاني اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه ،وتم تقسيمه إلى ثالث مباحث حيث يعتبر المبحث
األول كمدخل مفاهيمي لآلداء وادارة اآلداء الوظيفي ،وفي المبحث الثاني تم التطرق الى عموميات حول
عملية تقييم اآلداء؛ أما المبحث الثالث فاستعرض سبل تحسين اآلداء.
أما الفصل الثالث وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على اآلداء ،تم تقسيمه إلى ثالث مباحث طرح فيها
اهم ثالث وسائل للقيادة اإلدارية في التأثير على اآلداء ،فالمبحث األول تكلم على نمط اإلشراف كوسيلة
أولى في التأثير على اآلداء ،اما الوسيلة الثانية بناء فرق العمل كانت موضوع المبحث الثاني ،وآخر وسيلة
للقيادة االدارية في التأثير على اآلداء تم مناقشتها تمثلت في التحفيز وتحقيق الرضا لدى العاملين والذي
يظهر اثره جليا على أداءهم الوظيفي ،وهذا كان موضوع المبحث الثالث.
أما الفصل الرابع فخصص لدراسة الحالة لمؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع بوالية األغواط ، -
وقسم إلى ثالث مباحث ،المبحث األول تم التقديم و التعريف بالمؤسسة محل الدراسة ،وعرض المبحث
الثاني إجراءات منهجية للدراسة الميدانية من خالل تحديد منهج الدراسة ومجتمع وعينة البحث وأدوات جمع
البيانات ،فيما تم في المبحث الثالث التحليل الوصفي لخصائص العينة والتحليل اإلحصائي لمعطيات
االستبيان واختبار فرضيات الدراسة ومناقشتها.
3سليم إبراهيم الحس ينية ،اإلدارة باإلبداع نحو بناء منهج نظمي،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،بحوث ودراسات ، 3224 ،ص ص؛ 62،61
4بسمان فيصل محجوب ،الدور القيادي لعمداء الكليات في الجامعات العربية ،المنظمه العربية لكمية اإلدارية ،القاهرة ،3222 ،ص 16
ي
الفصل األول
ونظرياتها
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
تمهيد :
تعددت الدراسات التي اهتمت بتحليل ظاهرة القيادة اإلدارية وتأثيراتها على مختلف النواحي
االقتصادية ،السياسية و السوسيولوجية ،واتفقت هذه الدراسات فيما بينها على نقاط واختلفت في أخرى ،
إال أنها أجمعت على أمر واحد هو ذلك األثر البالغ الذي تتركه القيادة سواء كان هذا األثر ايجابيا أم سلبيا
على الفرد والمؤسسة وعلى المجتمع ككل.
وللقيادة جذور غائرة في التاريخ ،قدم الوجود اإلنساني ذاته ،إلرتباطها الوثيق بتنظيم حياة الفرد مع
باقي أفراد المجتمع ،ومع تقدم الفكر اإلنساني خاصة الفكر اإلداري كان للقيادة و هي أهم جانب في النشاط
اإلداري الحظ األوفر من االهتمام والتنظير حيث تشعبت الدراسات و النظريات و إختلفت الرؤى بين
المفكرين ،في محاولة منهم لضبط مفهومها و محدداتها ؛ وعليه سنتناول في هذا الفصل وفي مبحثه األول
التطور التاريخي للقيادة اإلدارية مفهومها ومكوناتها ،أما المبحث الثاني سنستعرض فيه أهم النظريات
للقيادة اإلدارية ,وفي المبحث الثالث واألخير األنماط القيادية المختلفة للقيادة .
1
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
1حمدي أمين عبد الهادي ،الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن ،ط ،3القاهرة ،دار الفكر العربي ،7002 ،ص 04
2نواف كنعان ،القيادة اإلدارية ،ط ،3عمان ،دار الثقافة ، 7000 ،ص ص 09-04
3حمدي أمين عبد الهادي ،مرجع سبق ذكره ،ص 04
2
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
بمهمة بناء األهرام في مصر ،كان الزمن المتاح لهم النجاز مشروعاتهم ضئيال ،كما كانت مواردهم العلمية
ووسائل النقل والرفع محدودة وبدائية ،ولكنهم برغم ذلك شيدوا أعظم وأبقى عجائب الدنيا". 1
اما في االمبراطورية الصينية ،حظيت القيادة اإلدارية باهتمام بالغ خاصة بعد سنة 0324ق.م،
وذلك بعد توحيد األقاليم المتصارعة لدولة الصين على يد اإلمبراطور " ياو " YAO؛ ثم عرفت اإلدارة
ومتميز ،اعتمدت على مبادئ إدارية
ا الصينية في عهد اإلمبراطور " شين الكبير" 0022ق.م تنظيما محكما
أساسية كالتخطيط ،التوجيه ،التخصص ،التنظيم وانتقاء القادة عند طريق االختبار بحثا منها على الكفاءة
المهارات القيادية المؤهلة 2و اعتمدت فلسفة كونفوشيوس في تحديدها لمفهوم القيادة وخصائص القائد،
حيث وضع كونفوشيوس ستة خصائص يجب توفرها في القائد كما يوضحها الجدول التالي:
الجدول : 10خصائص القائد عند كونفوشيوس
التفسير
النطق الكتابة الصينية
Renاإلحساس اإلنساني 仁
Yiاإلنصاف 义
Liإدراك عادات وتقاليد المرؤوسين 礼
Déاألخالق (السلوك) ،االمتثال للقواعد 德
Xinالثقة 信
Zhiالمعرفة 知/智
Source : Sophie Faure , Manager à l’école de Confucius, Paris, Éditions d'Organisation, 2003 ,
p 93 .
3
باإلضافة إلى خاصيتين مكملتين هما:
الشجاعة :) Yong 勇 ( :خاصية مهمة خاصة عند مواجهة التكتالت(الفرق) لكن بحكمة من غير تهور،
الجرأة على التحدي ،الدفاع عن مصالح الجماعة .
الشدة أو الصرامة :) Yan 严 ( :ال تعني بالضرورة العقاب ،بل تعني "صارم ،لكن عادل" ،والصرامة
تتطلب من القائد أن يكون شجاعا في مواقفه وق ارراته .
1محمد الحديدي( ،االدارة العلمية في المستقبل) ،مجلة العربي ،العدد 774الثالثي الثاني ،الكويت 7001 ،
2حمدي أمين عبد الهادي ،مرجع سبق ذكره ،ص 32
كونفوشيوس 740- 227( Confuciusق.م ) :فالسفة الصين ،اثر في الفكر والثقافة الصينية ألكثر من 0222عام ،فلسفته قائمة على القيم
األخالقية الشخصية ،و وجود حكومة تخدم الشعب ،أثرت تعاليمه بعمق في الحياة الصينية و الكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية ،حتى لقب
بـ"نبي الصين".
Sophie Faure , Manager à l’école de Confucius, Paris, Éditions d'Organisation, 2003 , p p 129-130 3
3
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
كما اهتم الفالسفة في الحضارة اإلغريقية بالقيادة فكتب افالطون ( 374 - 704ق.م) 1أن أهل
افر من العلم والمعرفة،
المعرفة من الفالسفة والحكماء هم األولى بالقيادة من غيرهم ،و ذلك الكتسابهم حظا و ا
وبهذا هم قادرون على تخليص البشرية من الشرور واآلثام .وقال أرسطو( 300-397ق.م) 2ان نظام
الحكم والسياسة في الدولة قسمين االرستقراطية و الديموقراطية على أساس عدد المواطنين المحكومين ،فان
كان العدد قليال كان الحكم ارستقراطيا ،وان كان العدد كبي ار فالحكم ديموقراطي ،إال أن كال من أنظمة الحكم
والقيادة تقوم على مبدأ عدم المساواة في القوة و الثروة ،فمثال في ظل النظام االرستقراطي الحكم والقيادة
ألغنياء المجتمع ،أما في الحكم الديموقراطي الحكم والقيادة لفقراء المجتمع .و في رأيه إن الحل هو إنشاء
الحكومة الدستورية وهي تجمع نظامي الحكم معا ،وأساسها أن القيادة تكون ألفراد ليسوا أثرياء جدا وال فقراء
جدا يعملون العقل في حل المشاكل دون االنحياز إلى العاطفة او الهوى.
و في الحضارة الرومانية تركزت السلطة في يد الحاكم والمجلس المساعد له المكون أساسا من
األثرياء وأصحاب النفوذ ،واعتبرت معايير الغنى واألصل النبيل و االنتماء إلى الطبقة السلطة الحاكمة
شرطا الختيار القادة .أما بعد ظهور اإلمبراطورية( 49ق.م321-م) وبتوحيد أجزاء الدولة المتفرقة ،اعتمد
في تعيين القادة معايير الجدارة والكفاءة والمؤهالت الموافقة للوظيفة ،كما تم اعتماد مبدأ اإلدارة بالمشاركة
3
ومبدأ تفويض السلطة في ممارسة المهام القيادية وذلك نظ ار لشساعة واتساع رقعة اإلمبراطورية.
اما القيادة في الحضارة العربية ،فبعد إرساء دولة اإلسالم تم معها إرساء قواعد المدنية والتنظيم
اإلداري ألول مرة في تاريخ العرب ،وكان القائد هو رسول اهلل (ص) ،يمثل مركز الحكم ،و يتم الرجوع إليه
في كل أمر للفصل فيه؛ كما قال تعالى( فِإن تنازعتم ِفي شي ٍء فرُّدوه إِلى اللَّ ِه و َّ
الرس ِ
ول ). 4
واإلسالم بين كيفية اختيار القادة وحدد الشروط و المقومات القيادية الواجب توفرها في القائد لتتحقق القيادة
الرشيدة ،وتنقسم هذه المقومات والشروط إلى ثالثة أقسام هي:5
المقومات الذاتية :تؤهل الفرد ليكون قائدا منها اإليمان ،العلم ،الفصاحة و البيان ،الخلق الحسن ،الرجولة،
االنتماء.
1حسن عبد الحميد احمد نشوان ،القيادة دراسة في علم االجتماع النفسي واالداري والتنظيمي ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية ، 0272 ،
ص ص 04 01
2نفس المرجع،ص 09
3نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 72-39
4سورة النساء ،االية 20
5عبد الشافي محمد ابو الفضل،القيادة االدارية في االسالم ،ط ،7القاهرة ،المعهد العالي للفكر االسالمي،7001،ص ص 777-772
4
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
الشروط القيادية :البد من توفرها في القائد اإلداري صاحب المقومات الذاتية المذكورة آنفا لتتحقق القيادة
الرشيدة ،وتمثل شروطا ألنها متعلقة بعوامل خارجية وال ترتبط بذات القائد مباشرة؛ وهي االصطفاء ،اإلعداد،
المنهجية ،التأييد.
مقومات سلوكية قيادية :متعلقة بالسلوك اإلداري للقائد بعد توليه القيادة ،تضمن له الفعالية واالستمرار؛
وتتمثل في :القدوة ،التعليم ،الصبر ،الرحمة ،الشورى ،االجتهاد ،العزيمة ،الموضوعية ،الواقعية ،التوكل.
هذا إجماال وبصفة عامة كيف كانت نظرة الفكر اإلداري للقيادة في أهم الحضارات اإلنسانية عبر
مراحل مختلفة من التاريخ القديم.
1محمد قاسمي القريوني ،مبادئ االدارة:النظريات والعمليات والوظائف ،ط ،3دار وائل ،عمان ،0221 ،ص ص 21-20
2نواف كنعنان ،مرجع سبق ذكره ،ص 29
3نفس المرجع ،ص 47
4نواف كنعنان ،مرجع سبق ذكره ،ص 63
5
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
1حسين عبد الحميد احمد شروان ،مرجع سبق ذكره ،ص 77
2نفس المرجع ،ص ص 73-70
البيروقراطية : Bureaucracyكلمة يونانية االصل مكونة من شطرين Bureau-cracyوتعني حكم المكتب او سلطة المكتب.
3صبحي جبير العتيبي ،تطور الفكر واالساليب في االدارة ،عمان ،دار وائل للنشر،0224 ،ص 01
Dimitri weiss , les relations du travail , 4éme edition ,Dunod , paris , 1978 , p 10 4
Rouleau Linda, Théories des organisations : Approches classiques, contemporaines, et de l'avant-garde, 5
presses de l’universite du Quebec,canada,0224,P00.
6
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
واعتبر أن القيادة اإلدارية الناجحة هي التي تعتمد في تعاملها مع المرؤوسين مبدأ "المشاركة" الذي
يسمح لهم بأخذ جزء من عملية اتخاذ القرار و يحفز اإلبداع والحماسة عند الفرد .1كما دعت هذه المدرسة
إلى تحسين أساليب القيادة لدى المشرفين ومراقبي العمال ،والى أن يتعاطفوا بصورة أفضل مع العاملين...
و أن يشعروهم باالهتمام بهم كشركاء في العمل ال كأجراء.2
-القيادة لغة :كما قال ابن منظور :القود :نقيض السَّوق ،يقود الدابة من أمامها ،ويسوقها من
خلفها ،فالقود من األمام والسوق من الخلف واالسم من ذلك كله ِ
القيادة.3
-القيادة اصطالحا :أما اصطالحا فتعددت تعاريف القيادة في أدبيات علم اإلدارة و االجتماع ،ومن
بينها نذكر ما يلي:
4
-عرفها ستوغديل* انها "عملية تأثير على نشاطات الجماعة لتحقيق األهداف" .
5
بانها " القدرة على التأثير في الناس ليتعاونوا لتحقيق هدف معين". **
ويرى تيد -
-ويقول نيومان*** ان القيادة هي "القدرة على توجيه سلوك الجماعة والتأثير فيها بشكل يدفعها الى
6
التعاون عن رضا واقتناع لتحقيق األهداف".
-أما كونتز و اودنيل فيريان أن القيادة هي" القدرة على ممارسة التأثير ما بين األفراد من خالل
7
وسائل االتصال من اجل انجاز األهداف".
-ويرى ييدلر بأنها" عملية التأثير في اآلخرين بهدف آداء عمل مشترك".8
7
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-ويعرفها هانت* وآخرون بأنها" نوع من تأثير العالقات الشخصية بين األفراد بواسطتها يستطيع
1
فرد حمل فرد آخر أو مجموعة على تنفيذ المهمة التي يطلبها على أحسن وجه"
والقيادة اإلدارية ما هي اال امتداد لتعريف القيادة بشكلها العام ،اال انها تختلف عنها بخصوصية تطبيقها
في مجال االدارة ،حاول الكثير من علماء االدارة واالجتماع تقديم تعريف لها ،نذكر من بينها :
-تعرفها موسوعة علم النفس االجتماعي بانها "وجه من اوجه النشاط االداري الذي يركز على التفاعل
الشخصي بين القائد وواحد او أكثر من مساعديه بهدف زيادة الفعالية التنظيمية".2
-وتعرف بانها" النشاط الذي يمارسه القائد االداري في مجال اتخاذ واصدار االوامر واالشراف االداري
3
على االخرين باستخدام السلطة الرسمية وعن طريق التأثير واالستمالة بقصد تحقيق هدف معين"
-ويعرفها عبد الكريم درويش وليلى تكال بأنها" القدرة التي يستأثر بها المدير على مرؤوسيه وتوجيههم
بطريقة يتسنى بها كسب طاعتهم واحترامهم ووالئهم وشحذ هممهم وخلق التعاون بينهم في سبيل
تحقيق هدف بذاته".4
-وتعني ايضا" مدى قدرة المدير على استخدام ما لديه من انواع السلطة او القوة او المهارة التي
تمكنه من التأثير على مرؤوسيه وكسب ثقتهم في ضوء مقتضيات الموقف ومتطلباته ،ويقوم
بتحفيزهم وتوجيههم واالتصال بهم ،ويقدم االتجاه والرؤيا التي تمكنهم من القيام بالعمل في المؤسسة
على أكمل وجه لتحقيق األهداف المحددة باقصى فعالية ممكنة".5
بناءا على ما سبق من تعاريف فان التعريف االجرائي للقيادة االدارية انها عملية اتصالية بين المدير
(القائد) وجماعة تابعة له(المرؤوسين) ،تؤدي في ظل موقف معين إلى التأثير في نشاطات أفراد هذه
الجماعة وتوجيه سلوكهم من اجل تحقيق األهداف المشتركة .وهذا التعريف يجمل مكونات العملية القيادية
والتي سيتم شرحها في النقطة الموالية.
8
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
أوال :القائد :يعتبر اهم متغير في العملية القيادية ،يتمتع بصفات وخصائص معينة ،ويحوز مهارات تمكنه
من التأثير في التابعين له بغية تحقيق الهدف ،و قدمت له عدة تعاريف منها:
-يقول كورتوا " كونك قائدا ال يتطلب منك فقط صنع األعمال ،بل صنع الرجال أيضا اكتشافهم
وتوحيدهم وأن تحبهم وأن تكون محبوبا لديهم"1؛
-كما يرى دراكر* ان التعريف الوحيد للقائد "انه شخص له تابعون"2؛
-ويعرف أيضا انه " الشخص الذي يتمتع بمجموعة من المهارات والقدرات تساعده في التأثير على
3
اآلخرين ودفعهم وحفزهم نحو تحقيق أهداف مشتركة"
وليستطيع القائد التأثير في اآلخرين وتعبئتهم ليحقق أهداف المؤسسة في ظل بيئة دائمة التغيير ،البد
له من أن يتمتع بمهارات وقدرات تساعده في ذلك ،والمتمثلة في ما يلي:
أ -المهارات الفنية :وتتمثل في القدرة على استخدام األدوات والوسائل واإلجراءات واألساليب التي
تساعد على أداء المهمة ،والمهارة الفنية ترتكز على طرق وأساليب العمل ،وامتالك القائد لتلك
المهارات من شانه ان يدعم ثقة اآلخرين بتوجيهاته وارشاداته نحو اإلنجاز المطلوب،4نذكر منها:5
-قدرة القائد على أداء عمله واإللمام بجوانبه الفنية وتفهم األنظمة واإلجراءات واللوائح؛
-اإللمام بأعمال التابعين له من حيث طبيعة أعمالهم ومعرفة مراحلها وعالقاتها ومتطلباتها؛
-القدرة على استخدام المعلومات والتأكد منها ،وادراك ومعرفة الطرق السليمة والوسائل المتاحة الكفيلة
بانجاز العمل.
ب -المهارات اإلنسانية :وهي القدرة على تفهم سلوك اآلخرين ودوافعهم وشخصياتهم وعالقاتهم؛ وكذا
العوامل المؤثرة على سلوكهم؛ وهذه المهارة تمكن من القدرة على التعامل معهم واشباع حاجاتهم
وحل مشكالتهم وتحقيق أهدافهم وأهداف العمل.6من بين هذه المهارات الواجب توفرها في القائد:7
-مهارة اإلقناع والتحفيز وتشجيع اآلخرين؛
1كورتوا -ج ،ترجمة سالم العيسي ،الطريق إلى القيادة وتنمية الشخصية ،ط ، 7دار عالء الدين ،دمشق ،7000 ،ص ص 9-4
* بيتر فردناند دراكر ( )Peter Ferdinand Druckerكاتب إقتصادي أميركي من أصل نمساوي يهودي ،ولد في فيينا عاصمة النمسا في
7020م وعاش معظم حياته في الواليات المتحدة األمريكية حيث عاش في الفترة بين ( 77 -7020نوفمبر )0222ز أجمع الكل أنه األب الروحي
ي في عام 0222م عن عمر 01سنة وكان قد حصل على لإلدارة ،فهو الذي حد ّد مفهوم الشركة في تحليله الرائع لشركة جنرال موتورز .توف ّ
أرفع الجوائز التقديرية في الواليات المتحدة “الوسام الرئاسي للحرية” في عام 0220م
2محمد اسماعيل بالل ،مرجع سبق ذكره ،ص 004
3عالء محمد سيد قنديل ،القيادة االدارية وادارة االبتكار ،ط،7دار الفكر ،االردن ،0272،ص 71
4موسى سالمة اللوزي ،خضير كاظم حمود ،ادارة االعمال ،دار اثراء للنشر ،االردن 0229 ،ص 320
5سامر جلده ،مرجع سبق ذكره ،ص774
6سامر جلده ،مرجع سبق ذكره ،ص 774
7عالء محمد سيد قنديل ،مرجع سبق ذكره ،ص 47
9
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ايجاد تصور
مشترك لشكل العمل
تحديد معايير االداء العمل ايجاد هدف
المطلوب لتحقيق الرؤية
مشترك للعمل
القدرة على ايجاد رؤية
مشتركة
المصدر :مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 307بتصرف)
1دانيال جولمان وآخرون،ترجمة عثمان الجياللي المثلوثي ،بشير احمد سعيد،القادة الجدد تحويل فن القيادة االدارية الى علم نتائج،دار المريخ،
الرياض ،بدون تاريخ ،ص 32
2المنظمة العربية للتنمية االدارية ،تنمية المهارات االبداعية لقادة المنظمات العامة والخاصة ،0272 ،ص 22
3ماكس الندزبيرغ ،ترجمة غادة الشهابي ،ادوات القيادة ،مكتبة العبيكان ،الرياض ،0223،ص 02
10
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
وضوح وثبات
شخصية القائد
المعرفة الجيدة بالعمل تحسين مهارات
اإلنصات
الثقة بالنفس وباآلخرين
المصدر :مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 302بتصرف)
11
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
* جيمس كوزي James M. Kouzesمن مواليد 7072أستاذ في مدرسة ليفي إلدارة األعمال في جامعة سانتا كالرا.
** باري بوسنر زين Barry Zane Posnerمن مواليد 11مارس 7070أستاذ القيادة في مدرسة ليفي إلدارة األعمال في جامعة سانتا كالرا.
Alain Duluc, Leadership et confiance ,DUNOD, Paris,2003,P P 76-77 1
2مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص 302
12
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
االستخدام االمثل
المصدر :مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 301بتصرف)
وعليه فالتابعون هم الذين يحددون مدى فعالية القائد وكفاءته ،فلن يتمكن القائد من تحقيق األهداف
ما لم يقبل التابعون الرؤية ويتفقوا معه على تلك األهداف ،وبالتالي يجب على القائد ان يشجع العمل في
جماعات ويبني فرق عمل فعالة وان يفوضهم في بعض المهام والمسؤوليات ،فالقيادة الناجحة تقاس بمدى
كفاءة أداء الفريق و أيضا بطبيعة العالقة بين القائد والتابعين.1
ثالثا :عملية التأثير
وهو التأثير الذي يمارسه القائد على موظفيه ووسائله في ذلك مصادر القوة لديه الرسمية والغير
رسمية كما يلي:
أ -المصادر الرسمية للتأثير :أساسها المركز الوظيفي للقائد وتتمثل في:
-القوة الشرعية :تمثل قوة تنجم عن الحق القانوني (الرسمي) الذي يتمتع به الفرد (القائد) بناءا على
اتفاق معين ،يفرض به سلوكا معينا على اآلخرين.2
-قوة منح المكايأة :هذه القوة مصدرها توقعات الفرد من قيامه بمهامه على الوجه المطلوب وان
امتثاله ألوامر رئيسه سيعود عليه بمكافأة مادية او معنوية من قبل الرئيس ،3من خالل ما يتمتع به
من حق في منح المكافآت.
13
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-القوة القسرية :أساسها الخوف ،وهي مرتبطة بتوقعات الفرد من أن تقاعسه أو قصوره في تأدية
1
واجباته أو عدم امتثاله ألوامر رئيسه سيعرضه إلى العقاب المادي أو المعنوي من قبل الرئيس.
وهذه القوة هي األشد ألنها قد تتجاوز الحرمان من الثواب (الحوافز المادية) إلى فرض العقاب
مثل(تنزيل الدرجة ،قطع او خفض الراتب ،اإليقاف عن العمل وغيرها).2
ب -المصادر غير الرسمية للتأثير :أساسها شخصية القائد وما يتمتع به من قدرات ومؤهالت فردية
تسمح له بالتأثير على اآلخرين وهي:
-قوة الخبرة :وهى القوة المستندة إلى علم وخبرة ودراية ومهارة القائد فى عمله 3.وهي تمثل مصدر
تأثير للقائد من خالل حله للمشكالت التي تواجه مرؤوسيه ،بطريقة تدفع بهم مستقبال الى االلتجاء
إليه في حل كافة المشاكل.
-القوة المرجعية :أساس قوة تأثير القائد هو إعجاب المرؤوسين بشخصيته و سماته ،يصبح مرجعا
لهم يستمدون منه أفكارهم ،مبادئهم ،طريقة عملهم.4
-قوة اإلقناع :يؤثر القائد على مرؤوسيه من خالل إقناعهم واستمالتهم بان ما يطلبه منهم آداؤه هو
األصلح لتحقيق طموحاتهم واشباع حاجاتهم وتحقيق أهداف المؤسسة.5
رابعا :الموقف
يتم فيه التفاعل بين القائد والتابعين لالتفاق حول هدف مشترك .ويتكون الموقف من العناصر التالية:6
-يريق العمل :ويمثل طبيعة المرؤوسين ومدى كفاءتهم وثقة القائد بهم.
-طبيعة المشكلة :المراد حلها تعد محكا للقائد يبين مدى كفاءته بالقيادة واستعداده لتفويض السلطة.
-القيد الزمني :الزمن عامل مهم في معالجة المواقف المختلفة ،فهناك بعض المواقف تتطلب السرعة
والحسم في اتخاذ القرار ،وهناك مواقف أخرى تتحمل التأجيل.
-ظروف المنظمة (بيئة العمل) :تختلف ظروف العمل من منظمة إلى أخرى باختالف الزمان والمكان
الذي توجد فيه ،وكذا تفاوت الحجم بينها ومدى تمركزها او تشتتها الجغرافي ونوع نشاطها ،إضافة
إلى الثقافة لتنظيمية السائدة (مختلف األنماط السلوكية والممارسات اإلدارية).
14
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
كما يسعى القائد إلى تحقيق التوافق بينه وبين مرؤوسيه وبين بيئة األعمال .والتوافق يتمثل في تحقيق
عالقة منسجمة نسبيا بين الفرد والمجتمع المحيط به بما يسهم في انجاز األهداف وتحقيق عالقة توازن بين
الطرفين .والتوافق يتطلب إحداث التغير المستمر في كل من اإلنسان والبيئة المحيطة ،لتحقيق التالؤم
واالنسجام بينهما .وعلى أي منظمة أن تحقق هذا التوافق من منطلق أنها جزء منه ،وأنها أنشأت خصيصا
لتلبية حاجة لدى المجتمع.1وعوامل تحقيق التوافق مع البيئة موضحة في الشكل التالي:
الشكل :14عوامل تحقيق التوايق مع البيئة
الحكمة والقيادة
المصدر :مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 337بتصرف)
خامسا :األهداف المشتركة
إن األهداف المراد تحقيقها في ظل توزيع واضح ومحدد للمسئوليات على أعضاء الجماعة تتعدد
وتتباين فهناك أهداف القائد وأهداف الجماعة وأهداف خاصة لكل فرد من أفرادها ،ذكر ليترر " أن الحاالت
التي تكون فيها أهداف القائد وأهداف الجماعة التي يقودها ككل وأهداف أفرادها واحدة ،هي حاالت استثنائية
وليست هي القاعدة ...إال أن الصعوبة في تحقيق األهداف المرغوبة تبرز إذا ما تعارضت أهداف القائد
وأهداف الجماعة وأفرادها ،وتكمن هذه الصعوبة في كيفية معالجة هذا التعارض بالشكل الذي يضمن إرضاء
جميع األطراف وصوالً إلى األهداف المرغوبة التي تستهدف عملية التأثير .وقدمت ماري يوليت* من خالل
ما أسمته " مبدأ التعارض البناء" أن أفضل طريقة يمكن للقائد أن يستخدمها هي تحليل الخالفات ومظاهر
15
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
التعارض في كل جانب إلى عناصرها ،وترتيبها من جديد بشكل يجد فيه كل طرف ما يرضيه ،وبذلك يتمكن
القائد من مجابهة مشكلة التعارض بين األهداف ،ويضمن في نفس الوقت الحصول على تعاون الجماعة
معه وفيما بينها ،وتتحقق بالتالي األهداف المرغوبة.1
وعليه فان على القائد ان يدرك هذا التنوع وان يحترم هذه االختالفات وان يراعي مبدأ الفروق الفردية
بين العاملين 2.والشكل التالي يبين العوامل المساعدة للقائد على احترام التنوع واالستفادة منه.
الشكل :15العوامل المساعدة للقائد على احترام التنوع واالستفادة منه
الحد من المحاباة
بناء عالقات عمل والتحيز صقل المهارات
تقوم على االحترام احترام التنوع واالستفادة الشخصية
منه
المصدر :مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 309بتصرف)
الشكل التالي يمثل مكونات عملية القيادة ،بناء على ما سبق طرحه ؛ و يمكننا القول أن القيادة
اإلدارية هي كل متكامل بين توظيف القائد لمهارات فطرية لديه وسلطة رسمية مكتسبة مرجعها المنصب
اإلداري الذي يشغله ،تخول له التأثير على مرؤوسين تابعين له تختلف أفكارهم وأهدافهم بينهم كأفراد ،وبين
قائدهم و فريق العمل كجماعة ،وبين تحقيق األهداف العامة للمؤسسة ،وذلك من اجل تحقيق التوافق داخليا
وخارجيا في ظل مواقف وظروف تتسم بالتغير الدائم والمستمر ،وهذا ما يميز القيادة عن باقي المفاهيم
المتداخلة معها كالرئاسة والزعامة واإلدارة ،والمطلب الموالي يوضح الفرق بينها.
1الصديق بوسنينة وسليمان الفارسي ،الموارد البشرية :أهميتها – تنظيمها – مسؤوليتها – مهامها ،أكاديمية الدراسات العليا ،طرابلس،0223 ،
ص 11
2مدحت محمد ابو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص 304
16
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
الموقف
القائد
التابعين
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 037-032
17
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ونتيجة لذلك فالرئاسة اقل تأثي ار من القيادة في توجيه سلوك األفراد نحو تحقيق األهداف المحددة .والجدول
التالي يوضح اهم الفروق بين الرئيس والقائد.
الجدول :12الفرق بين القائد والرئيس
القائد الرئيس مجال المقارنة
يختار من طرف افراد الجماعة مفروض من السلطة العليا التعيين واالختيار
يوجد في التنظيم الرسمي و غير الرسمي يوجد فقط في التنظيم الرسمي مكانته يي التنظيم
شخصيته وحب واقتناع التابعين له يعتمد على السلطة الممنوحة له مصدر ق ارراته
يثير الحماس نتيجة اإلقناع والرضا السبب لتنفيذ ق ارراته نتيجة الخوف من سلطته الرسمية
يعرف ما هو الخطأ ويصلحه يعرف من المخطئ ويعاقبه التقييم
يوضح كيف يتم العمل وينظمه يعرف كيف يتم العمل ويوزعه تنظيم العمل
يهتم باألفراد والعمل يهتم باألشياء المادية االهتمام
يسأل يأمر األمر
يعمل جاهدا ليتبعه أتباعه لتحقيق الهدف المرغوب يعمل جاهدا لينتج الهدف
القائد يكتسب االحترام والوالء يأمر األفراد بإحترامه الوالء واالحترام
يقول نحن حققنا الهدف يقول أنا حققت الهدف االنجاز
ينظر إلى اليوم أي الوضع الراهن ينظر إلى اليوم والمستقبل الرؤية
المصدر :عالء محمد سعيد قنديل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ( 30-37بتصرف)
أشار فيبر إلى الدور الذي يحدثه الزعماء والموهوبون فى تغيير الواقع االجتماعي فاستخدم كلمة كاريزما،
ومعناها القوة الخاصة التى منحتها الطبيعة للصفوة المختارة للداللة على هذا النوع من الزعماء الذين يقوم
نفوذهم على اعتقاد عام عند الناس بأن روحهم من روح اهلل ،وأن ما يؤدونه من خدمات إنما يتم من اهلل.
و يرى انطونيو جرامسى* الزعامة أنها" تركيب متوازن من القيادة السياسية والفكرية والروحية ،فيه تستطيع
الطبقة أن تتجاوز مرحلة الدفاع عن مصالحها الخاصة لتصل إلى مرحلة توحيد كل الفئات االجتماعية
األخرى".1
* أنطونيو جرامسى فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي ،ولد في بلدة آليس بجزيرة ساردينيا اإليطالية عام ،7907تلقى دروسه في كلية اآلداب
بتورينو .انضم إلى الحزب الشيوعي اإليطالي منذ تأسيسه وأصبح عضوا في أمانة الفرع اإليطالي من األممية االشتراكية ،اعتقل ألول مرة عام
7007و أمضى العشر سنوات األخيرة من عمره قبل أن يموت تحت التعذيب في 01أبريل .7034
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 004
18
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
كما تعرف الزعامة بأنها "مجموعة الخصال الزعامية أو الكاريزمية في شخصية القائد ،والتي تمكنه
من التأثير البالغ على تابعيه ،وتحقيق أهدافه بواسطتهم عن رضا وطيب خاطر من جانبهم ،وعن اقتناع
""1
بأنها أهدافهم الخاصة.
مما سبق يمكن القول أن الزعامة شكل من أشكال القيادة ،وأن كل ما يميزها عن القيادة يتمثل في
ذلك القدر المبالغ فيه من التأثير على المرؤوسين الذي يمارسه الزعيم ،اعتمادا على تأثيره الشخصي،
وقدرته على إقناعهم بأداء العمل المطلوب منهم.
يخلط الكثيرون بين مصطلحي القيادة واإلدارة ويعتبرونهما وجهان لعملة واحدة .لكن المصطلحين
مختلفين تماماً في الحقيقة .فالقائد يمكن أن يكون مدي اًر أيضاً ولكن ليس كل مدير يصلح قائداً.
واإلدارة حسب ييفنروبريستوس بأنها"تنظيم وتوجيه الموارد اإلنسانية والمادية لتحقيق األهداف المرغوبة".2
و يعرفها مارشال ديموك هي »:اتجاه مخطط لحل المشكالت في كل نشاط فردي أو جماعي".3
ويرى ارنست دال* بأنها "تنفيذ األعمال عن طريق اآلخرين لتحقيق هدف معين."4
أما اختالف وجهات النظر حول العالقة بين القيادة واإلدارة ،مرده إلى أن هناك من يعتقد أن القيادة
جزء من اإلدارة ،وهناك من يرى أنهما متكاملتان رغم االختالف بينهما في بعض الجوانب ،بينما يرى آخرون
أن اإلدارة أقرب إلى العلم أما القيادة فهي أقرب إلى الفن منها إلى العلم ،لذلك سنتناول هذه اآلراء بشيء
من التفصيل و اإليضاح قصد تحديد العالقة بين القيادة واإلدارة.
أوال -القيادة جزء من اإلدارة :أصحاب هذا الرأي يقولون أن المدير أينما كان موقعه في المنظمة هو أيضا
قائد ،وأن وظيفة القيادة هي واحدة من مسؤوليات وواجبات المدير.5
ويرى ولمان أن العالقة بين القيادة واإلدارة هي عالقة العام ( اإلدارة ) بالخاص (القيادة) أو عالقة
الكل (اإلدارة) بأحد أجزائه ( القيادة ) ،لذلك نرى أن على كل مدير أن يسعى ليكون قائدا ،أما إذا إكتفى
1عامر مصباح ،خصائص القيادة عند الرسول صلى هللا عليه وسلم ،دار هومه؛ الجزائر ،0223 ،ص71
2نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص .04
3محمد رفيق الطيب ،مدخل للتسيير :أساسيات تقنيات و وظائف ،ج ،0ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 7002 ،ص 790
* إرنست دايل Ernest Dale .ولد في هامبورغ ،ألمانيا في عام .7074دكتور في االقتصاد .توفي عن عمر يناهز ال 40في 71أوت،7001 ،
من االقتصاديين األلمان الذين تأثر بالتطورات االجتماعية واالقتصادية في القرن العشرين ،طور المنهج التجريبي في اإلدارة.
4سالم بن سعيد القحطاني ،القيادة اإلدارية :التحول نحو النموذج القيادي العالمي ،مطابع مرام ،الرياض ، 0220 ،ص ص 33-30
5ظاهر كاللدة ،القيادة االدارية ،مرجع سبق ذكره ،ص .37
19
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
باإلعتماد على سلطة إصدار األوامر فقط دون القدرة على التأثير في األفراد عن طريق اإلقناع فستكون
فرصته لتحقيق أهداف المنظمة محدودة.1
ثانيا -التكامل بين القيادة واإلدارة :يرى أصحاب هذا الرأي أن اإلدارة للماديات (األشياء الجامدة) ،والقيادة
تكون لإلنسان ( الجانب اإلنساني) وان كل منهما يكمل اآلخر ،لذا يمكن للفرد أن يكون مدي ار دون أن
يمتلك صفة القائد العتماده على سلطة المركز اإلداري فقط في التأثير على مرؤوسيه وافتقاده للجانب
اإلنساني العاطفي في التأثير؛ كما يمكن للفرد أن يكون قائدا دون أن يكون مدي ار وذلك بإكتسابه الطاعة
مدير .ولتحقيق القيادة الناجحة
ا والوالء والقبول لدى أفراد الجماعة مع إنتفاء صفة الرسمية عنه لكونه ليس
البد من اجتماع االثنين معا القيادة واإلدارة في شخص واحد ،مدير بصفات و مهارات القائد ،وقائد بسلطة
ومركز المدير ،و هذا ما أراده درايت بقوله" القيادة ليست اإلدارة ،ولكن إذا اجتمعت القيادة واإلدارة في
شخص واحد ال شك انه سيكون ناجحا وسيعمل على قيادة مؤسسته إلى بر األمان ".2
ثالثا -التداخل بين القيادة واإلدارة :أنصار هذا االتجاه يرون ان هناك تداخل بين القيادة واإلدارة في: 3
-تحديد الهدف فلكل منهما أهداف يراد تحقيقها؛
-خلق الجو المناسب لتحقيق هذه األهداف؛
-التأكد من انجاز المطلوب وفق معايير محددة؛
-الرقابة وتقويم األداء و تنظيم العمل وتوجيه العاملين.
رابعا -القيادة ين واإلدارة علم :تعد القيادة اقرب إلى الفن منها إلى العلم ،حيث يقول أورد سليم Ord.Slim
" القيادة بالروح ،مركب من الشخصية والبصيرة ،إنها تطبيق في الفن؛ اإلدارة بالعقل مسألة حسابات،
إحصائيات ،أساليب ،مواعيد وروتين ،إنها تطبيق في العلم" ، 4فالقيادة تقوم على الرؤية لما يمكن أن تكون
عليه المؤسسة وتستلزم تشجيع التعاون وروح الفريق وتحفيز األفراد واقناعهم ،وبالتالي تكون أقرب إلى الفن
والعاطفة منها إلى العلم ،أما اإلدارة فتعتمد على قدرات ومهارات علمية كالتخطيط ،إعداد الموازنات ،الرقابة
واتخاذ الق اررات فهي أقرب إلى العلم والعقل.5
إن التشابك القائم بين القيادة اإلدارية وكل نواحي النشاط اإلداري في التنظيم هدفا وسياسة ،تخطيطا
وتنفيذا ،توجيها ورقابة ،سلطة ومسؤولية...أدى إلى التداخل بين بعض الجوانب العملية اإلدارية ومهام
20
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
المدير القائد ودوره فيها .وكل ذلك أدى إلى الخلط بين دور المدير ودور المدير القائد .1مما تقدم طرحه
يمكن إجمال أهم االختالفات بين القيادة واإلدارة في الجدول الموالي:
الجدول :13الفرق بين اإلدارة والقيادة
القيادة اإلدارة مجال المقارنة
الفعالية (مدى تحقيق األهداف) الكفاءة التركيز
الروح والحدس العقل والرشد
تغيير االفتراضات والمعتقدات وقواعد العمل تغير اإلجراءات واألدوات مجال التغيير
مكانة شخصية ،تأثير غير رسمي مركز إداري ،صالحية رسمية الصالحية
تتعامل مع مهام إنسانية وعالقات شخصية تتعامل مع مهام إدارية التعامل
الميل الى االبتكار والتغيير الجذري الموقف من التغيير الميل إلى االستقرار
متنوعة المصادر(المواقف،الثقافة)... رسمية متأتية من اللوائح والقوانين القيم
أولوية األفراد ومن ثم المهام أولوية للعمل األولوية
قوة مصدرها االقتناع والوالء والخبرة قوة الثواب والعقاب قوة التأثير
القدوة في االلتزام بالمبادئ األخالقية القدوة في االلتزام باللوائح القدوة
المصدر :نجم عبود نجم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ( 31-32بتصرف)
21
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
تعتبر من أقدم النظريات التي تفسر القيادة على أسس وراثية ،ويرى القائلون بهذه النظرية أن القيادة
سمة مميزة للفرد ،وأن عددا قليال من األفراد لديهم من السمات الشخصية ،والقدرات ما يمكنهم من أن يكونوا
قادة ،وأن يسيطروا على اآلخرين ،وكذا من التأثير على البيئة المحيطة به ،فيحدث بها أي تغييارت يراها.
فالتغيرات في الحياة الجماعية واالجتماعية تتحقق عن طريق أفراد ذي مواهب غير عادية.
كما يرون أن الرجال العظماء يبرزون لما يتمتعون به من قدرات غير مألوفة وامتالكهم مواهب عظيمة
وسمات وراثية تجعل منهم قادة أيا كانت المواقف التي يواجهونها .بمعنى أن القادة يولدون قادة ،وأنه ال
يمكن لشخص ال يملك سمات القيادة أن يصير قائدا ،فالملك واألمير اإلقطاعي كل هؤالء يولدون قادة،
ألنهم لديهم من السمات الوراثية ما يجعلهم أهال للقيادة .ويعتبر جالتون من اشد المؤيدين لهذه النظرية.1
وتستند هذه النظرية على االفت ارضات التالية:2
-يمتلك الرجال العظماء حرية اإلرادة المطلقة؛
-يتمتعون بالقدرة على رسم مسارات التاريخ الحالية والمستقبلية من خالل كفاحهم؛
-يتمتعون بقدرة السيطرة على األزمات بما ينسجم مع رؤيتهم.
ويؤخذ على هذه النظرية أن معظم خصائص القائد فيها كان مبالغا فيها ،وتعبر عما ينبغي أن يكون،
وال تدل على ما هو كائن فعال ،الن طرحها وتحديدها لتلك الصفات لم يكن علميا وال واقعيا ،إال أنها
وضعت اللبنة األولى لباقي الدراسات والنظريات للفكر القيادي وكان أول من اعتمد نتائجها في تقديم دراسة
أكثر موضوعية وواقعية هي نظرية السمات.
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 17
2سامر جلده ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 723-720
22
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
نتيجة الجدل الذي دار حول نظرية " الرجل العظيم" التي انطلقت من حقيقة وراثية السمات وان القائد
يولد وال يصنع ،وتأثير المدرسة السلوكية التي أكدت أهمية التعلم والخبرة والتجربة في امتالك األفراد سمات
1
القيادة ،ظهرت نظرية جديدة عرفت بنظرية السمات التي قدمت سمات القائد كما يلي:
-سمات جسمية :الطول ،حسن المظهر ،الصحة والحيوية والنشاط؛
-سمات ذهنية :الذكاء ،الفهم والتفكير ،اإلدراك ،بعد النظر ،القدرة على التنبؤ والتخطيط؛
-سمات شخصية :التسامح والتحمل ،الشجاعة والحسم ،الثقة بالنفس؛
-سمات وظيفية :االهتمام باالنجاز ،المثابرة ،القدرة على اإلشراف وتسيير األمور؛
-سمات اجتماعية :االهتمام بالعالقات اإلنسانية ،الرغبة في التعاون مع اآلخرين..
وفي دراسة قدمها "ارنست ديل" قام بجمع الصفات التي تأخذها في عين االعتبار ثماني شركات الختيار
2
مديرها ،فاتضح أن عددها بلغ 77صفة.
ويرى أوردواى ضرورة توافر خصائص للقائد الكفء لخصها فى عشرة صفات ،هى :الطاقة الجسمية
والعصبية ،الشعور القوي بالهدف والغاية ،الحماس ،الذكاء ،القدرة على عقد عالقات للصداقة ،اإلحساس
باآلخرين ومشاكلهم وتقدير مواقفهم ،العمل من أجل تطبيق التكامل ،الخبرة الفنية ،الحزم والقدرة على اتخاذ
الق اررات ،المستوى التعليمي والقدرة على تعليم اآلخرين.
ويرى براون أن من صفات القائد :القوى الجسمية ،المظهر ،الذكاء ،القدرة على التعبير ،القدرة على تحمل
المسؤولية ،الثقة بالنفس.3
كما قام إبراهيم درويش بحصر السمات والصفات الشخصية للقائد فى االتي:4
-الذكاء وسرعة البديهة وطالقة اللسان؛ الثقة فى النفس واإليمان بالقيم؛
-المهارة وحسن األداء والقدرة على التكيف؛ الحزم والسرعة فى اختيار البدائل المناسبة؛
-المقدرة على اإلقناع والتأثير؛ االستعداد الطبيعي لتحمل المسئولية؛
-المقدرة على التنسيق وخلق الوحدة وتحقيق الترابط داخل التنظيم؛
-الحكم الصائب على األمور والقدرة على تمييز الجوانب المهمة للمشكلة؛
23
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
1محمد سعيد انور سلطان ،السلوك التنظيمي ،دار الجامعة الجديدة؛ اإلسكندرية -مصر ،0223 ،ص 339
2محمود سلمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص 017
3راوية حسن ،السلوك التنظيمي المعاصر،الدار الجامعية ،االسكندرية،0227 ،ص 021
4محمد اسماعيل بالل ،مرجع سبق ذكره ،ص 017
24
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-لم تبين األهمية النسبة للصفات القيادية الناجحة ،أي ما هي تلك الصفات التي يمكن اعتبارها أكثر
أهمية وتلك التي يمكن اعتبارها اقل أهمية.
بعد فشل نظرية الرجل العظيم ونظرية السمات في وضع نموذج واقعي ومحدد وواضح للصفات الواجب
توفرها في القائد الناجح ،ظهرت دراسات اهتمت بدراسة فعالية القيادة على افتراض ان فعالية القائد تتوقف
على السلوك القيادي الذي يمارسه في عالقته مع مرؤوسيه ،وقدمت ما يعرف بالنظريات السلوكية للقيادة.
وسنعرض فيما يلي ألبرز النماذج والدراسات التي قامت على دراسة سلوك القائد.
25
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
اكثر استق اررا ،وكانت دافعية األفراد للعمل اكبر وكان األفراد يعملون بروح الفريق وكان التفاعل بينهم اكبر،
أما بالنسبة لألسلوب الحر ،فكانت اإلنتاجية والرضا اقل مما كانت في النمط الديمقراطي ،وقد اتصف العمل
بعدم الجدية والفوضى.
لقد أوضحت الدراسات ان النمط الديمقراطي هو افضل األنماط الثالثة من حيث تحقيق الرضا لدى
األفراد وزيادة إنتاجيتهم .اال انه يؤخذ على دراسة جامعة ايوا انه: 1
-ال يمكن اعتبار األفراد الذين قاموا بدور التابعين في الدراسة وهم أطفال غير ناضجين عينة ممثلة
لألفراد الراشدين الذين يعملون في منظمات رسمية و يقومون بأعمال ومهام معقدة؛
-هناك عوامل ومتغيرات لم تخضع للدراسة ولم يعزل أثرها مثل شخصية ودوافع وقدرات األفراد؛
-من الصعب الحصول على نتائج متشابهة إذا ما أجريت مثل هذه التجربة في مجتمع تختلف ثقافته
وعاداته عن المجتمع األمريكي الذي أجريت فيه الدراسة.
إن دراسات جامعة ايوا أكدت على أهمية سلوك القائد كمتغير رئيسي في العملية القيادية ،كما قدمت
وصفا ألنماط مختلفة من القيادة ،وهذا ما دفع الباحثين في جامعة أوهايو إلى إجراء المزيد من الدراسات
حول أنماط القيادة في المنظمات الرسمية.
ويطلق عليها أيضا اسم نظرية البعدين ،حيث قام الباحثون بتوزيع استبيان تحوي قائمة من األسئلة
عرف بـ"استبيان وصف سلوك القائد" على المؤسسات الصناعية والعسكرية بهدف التعرف على عناصر
وأبعاد السلوك القيادي ،ومن أبرز رواد هذه النظرية يليشمان و شارتل اللذان استنتجا من خالل الدراسات
وجود بعدين للسلوك القيادي هما :2
القيادة المرتكزة على توجيه وتنظيم العمل :يتركز اهتمام القائد على هيكلة العمل (تقسيم وتنظيم األنشطة)،
كما يحرص على توضيح متطلبات مهام العمل وكل ما يتعلق به.
القيادة المرتكزة على تقدير األيراد :ويشير إلى اهتمام كبير باالعتبارات اإلنسانية ،أكثر حساسية تجاه
مشاعر تابعيه ،و كل ما يزيد من رضاهم.
26
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
و بموجب هذا التحليل فان هذين البعدين ليسا متعارضين ،والقائد الفعال هو الذي يستطيع تحقيق
درجة عالية في كليهما بنفس الوقت ،وبالتالي يحقق الرضا واالنجاز الجماعي لمرؤوسيه 1.ويمكن توضيح
سلوك القائد من خالل إهتمامه بالمرؤوسين أو اإلهتمام بالعمل بالشكل التالي:
التقدير
(اإلهتمام بالمرؤوسين)
إهتمام منخفض بالعمل إهتمام مرتفع بالعمل
إهتمام منخفض بالمرؤوسين إهتمام منخفض بالمرؤوسين
27
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-ان هناك محوريين (بعدين) أساسيين للقيادة هما :القائد المركز على العاملين ويتشابه مع النمط
المرتكز على تقدير العاملين لدراسة جامعة أوهايو ،و القائد المركز على اإلنتاج ويتشابه مع النمط
المرتكز على هيكلة األنشطة في دراسة جامعة أوهايو؛
ان أكثر الرؤساء فعالية هم الذين يهتمون بالبعدين السابقين معا؛ -
-ان الرؤساء الذين يهتمون بمرؤوسيهم وال يهتمون باإلنتاجية او العكس تقل فاعليتهم؛
-ان المشرفين (القادة) في نمط االهتمام بالمرؤوسين حققوا إنتاجية مرتفعة ،كما أنهم يهتمون بالعاملين
حتى خا رج نطاق عملهم ،اما القادة في النمط الثاني كانت إنتاجيتهم منخفضة وتركز أسلوبهم في
إعطاء أوامر صارمة وعقاب شديد للعمال المخالفين.
وتوصل ليكارت الى استنتاج عام مؤداه ،ان نمط اإلشراف(القيادة) المرتكز على االهتمام بالمرؤوسين
يحقق إنتاجية ورضا أعلى من نمط القيادة المرتكز على االهتمام باإلنتاج ،ووضع نموذجا يقوم على أربع
نظم أساسية للقيادة ،مرتبة على محور القيادة من األقل كفاءة الى األكثر كفاءة (النظام األول :المتسلط
االستغاللي) يعد اقل النظم كفاءة ،و(النظام الرابع :الديمقراطي المشارك) يعد أكثر كفاءة ،أما النظامين
الثاني والثالث فيتوسطان النظامين األول والرابع من حيث الكفاءة والفعالية.1
وهذا شرح مبسط لها:2
-النظام التسلطي-االستغاللي :يركز القادة على االنجاز ،وال يظهرون ثقة بمرؤوسيهم ،مع عدم إشراكهم في
اتخاذ الق اررات واألخذ بأسلوب االتصال الهابط ،واللجوء الى التهديد والعقاب لفرض الطاعة .
-النظام التسلطي-النفعي :اقل مركزية من سابقه ،يتقبل القائد أحيانا آراء ومقترحات مرؤوسيهم والسماح لهم
باالتصال الصاعد ومنح الثواب والمكافأة ،و يلجأون إلى التهديد والعقاب لتحقيق االنجاز.
-النظام االستشاري :يظهر القادة ثقتهم بمرؤوسيهم والحرص على استشارتهم قبل اتخاذ الق اررات ،ويتخذ
القادة الق اررات المهمة ،وتفوض الروتينية منها إلى المرؤوسين ،وافساح المجال للعاملين إلبداء اآلراء وتعزيز
االتصال ذي االتجاهين (هابط وصاعد) ،وحفز األفراد عن طريق الثواب أحيانا العقاب.
-النظام الجماعي-المشارك :حيث يبدي القادة ثقة كبيرة بمرؤوسيهم ،ويتم التركيز على الهدف الجماعي
وعمل الفريق الواحد ،وتشجيع تقديم األفكار والمقترحات واالتصال مع كافة المستويات التنظيمية من خالل
تأسيس فرق العمل المشتركة انطالقا من الحرص على إشراك العاملين في عملية اتخاذ الق اررات ،ومنح
28
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
الثواب والمكافأة بناء على تقييم األداء والمساهمة مع الجماعة في رسم الهدف.إن ليكرت من مؤيدي هذا
األسلوب القيادي ويعتبره األكثر فعالية من بين كل األنظمة السابقة ألنه يؤدي إلى تحقيق الرضا لدى
المرؤوسين مما يساهم في انجاز األهداف.
وبرزت دراسات أخرى تعتبر األنماط القيادية ما هي إال نتيجة للتفاعل بين بعدي السلوك القيادي (االهتمام
بالمرؤوسين واالهتمام باالنتاج) ،وهذا ما قدمته الشبكة اإلدارية لبالك و موتون.
نموذج الشبكة اإلدارية لبالك وموتون* احد النماذج الهامة لتحديد أنماط القيادة ،ولقد اعتمدا في بناء
هذه الشبكة على نتائج دراسات جامعة ميشيغان و أوهايو ،وبالرغم من اختالف أسلوب البحث المستخدم،
إال ان هناك اتفاق من حيث النتائج النهائية .قام كل من بالك و موتون ببناء الشبكة وذلك بوضع البعد
األفقي لتمثيل (االهتمام باإلنتاج) و البعد الراسي يمثل (االهتمام بالمرؤوسين) ،وتقع درجات االهتمام على
كل من البعدين على مقياس تدرجي من 0درجات ،تعطى فيها درجة 7ألقل درجات االهتمام باإلنتاج او
المرؤوسين ،و 0درجات ألعلى اهتمام باإلنتاج والمرؤوسين .3وعليه فانه يوجد في إطار الشبكة عدد
النهائي من أنماط السلوك اإلداري ،يتحدد كل منها بدرجة على كل من البعدين ،إال أن بالك وموتون رك از
على خمسة أنماط أساسية هي: 4
29
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-النمط األوتوقراطي المتسلط ( )1-9يهتم بالعمل بشكل كبير ولكن اإلهتمام بالعاملين يكون في أدنى
صورة ،وشعاره اإلنتاج فقط أما المرؤوسين فإنهم مجرد أدوات لإلنتاج ،فهو يخطط ويدقق في كل التفاصيل،
يتخذ كل الق اررات ،يطلب طاعة مطلقة ،يراقب كل النتائج ويستعمل التعليمات والعقاب.
ير لإلنتاج ،بل يسعى للحفاظ على عالقات جيدة
-النمط االجتماعي ( )9-1يهتم بجو العمل وال يهتم كث ا
داخل الجماعة ،يعمل على تجنب الصراعات ويمارس رقابة بسيطة و يترك الحرية للمرؤوسين في توجيه
أنفسهم ،كما يؤمن القائد أن زيادة اإلنتاج تكون بتحقق الرضا لألفراد.
-النمط التسيبي ( )1-1هذا النمط يهتم إلى أدنى حد بكل من األفراد واإلنتاج ،و القائد ال أن يتدخل في
العمل ،أي أنه ال يهتم بمستوى اإلنتاج وال يوجه المرؤوسين ويبذل الحد األدنى من الجهد
-النمط المعتدل ( )5-5يحاول القائد الموازنة بين حاجات المنظمة (اإلنتاج) وبين حاجات العاملين
(العالقات اإلنسانية) بحيث ال يطغى أحدهما على اآلخر ،وهو ما يجعل إهتمامه متوسط بكل منهما.
-النمط المتكامل ( )9-9في هذا النمط يدعم القائد إلتزام العاملين إلنجاز األهداف بإيجاد جو من الثقة
وتشجيع المبادرة ،كما يبحث عن األداء العالي عن طريق مشاركة أفراد الجماعة في صنع الق اررات ،أي أنه
يعطي اهتماما كبي ار للعاملين واإلنتاج ويعمل على بناء فريق عمل من األفراد ملتزمين محفزين للعمل .كما
الشكل :10الشبكة اإلدارية لبالك وموتون يوضحه الشكل التالي:
مرتفع
7-0 7-0
نمط اجتماعي النمط المتكامل
درجة اإلهتمام بالعالقات اإلنسانية
النمط التوفيقي
2-2
النمط التسيبي
نمط أتوقراطي
7-7 0-7
منخفض مرتفع
درجة اإلهتمام باإلنتاج
30
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
كانت هذه الدراسات هي نقطة البداية لالهتمام بدراسة فعالية القيادة على افتراض ان فعالية القائد
تتوقف على النمط القيادي الذي يمارسه في عالقته مع مرؤوسيه ،اي مجموع االنشطة والتصرفات التي
يقوم بها القائد والتي تشكل في مجموعها طريقة ونمطا قياديا ،على خالف المدخل الفردي ،تحول التركيز
من البحث عن السمات التي تصنع القائد إلى التركيز على سلوكيات وتصرفات القائد ،ويقول يليشمان
" أن التحول في التركيز انتقل من التفكير في القيادة من خالل السمات التي يملكها الفرد إلى تصور القيادة
كنشاط يقوم به الفرد".1
وعليه فقد بحثت النظريات السلوكية أساسا عن النمط القيادي الفعال الذي يمكن القائد من تحقيق أهداف
المؤسسة من جهة وارضاء مرؤوسيه من جهة أخرى ،وعلى الرغم من مزايا الشبكة اإلدارية في كونها
تساعد على قياس النمط القيادي الذي يتناسب مع الموقف إال أن أهم االنتقادات التي وجهت إليها أنها
أهملت العوامل الموقفية مثل دوافع ونضوج التابعين ،درجة هيكلة المهام ،والعالقات بين القائد والمرؤوسين،
هذا ما أدى إلى ظهور النظريات الموقفية في محاولة لتفسير اثر العوامل الموقفية على القيادة اإلدارية.
استخدم تاننبوم وشميدت* مصفوفة تعطي سلوكيات مختلفة للقائد وفق تأثره بخصائص المرؤوسين
وخصائص الموقف فضال عن خصائص المدير أو القائد ،المصفوفة تمثل العالقة بين درجة حرية
المرؤوسين في المشاركة ومقدار السلطة المستخدمة من قبل القائد ،ويأتي هذا استنادا إلى خصائص
الموقف التي يعتمد عليها القائد عند تحديد أسلوب اتخاذ القرار ومدى نسبة مشاركة المرؤوسين فيه ،وعليه
قسم السلوك القيادي الى سبعة أنماط من القائد الدكتاتوري الى القائد الديمقراطي ،ويقوم النموذج على وصف
سلوك القائد على محورين ،األول يصف القيادة المتمركزة في الرئيس ،والثاني يصف القيادة الديمقراطية
المتمركزة في المرؤوسين ،وبين هذين المحورين درجات متفاوتة من المشاركة في المسئوليات والسلطات
وصنع الق اررات ،2كما يظهره الشكل األتي:
1بيتر.ج ونورث هاوس ،القيادة اإلدارية النظرية والتطبيق ،تر :مالح بن معاذ المعيوف ،الرياض ،معهد اإلدارة العامة،0221 ،ص ص 23،27
* روبرت تننباوم 0223-7072 Robert Tannenbaumأستاذ فخريب مدرسة أندرسون لإلدارة ،لوس انجليس ،وارن شميت Warren H.
،)7003 ،7007( Schmidtاللذين اكدا بأن أسلوب القيادة يعتمد على الظروف السائدة.
2محمد اسماعيل بالل ،مرجع سبق ذكره ،ص 04
31
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
قدم ييدلر* اعماله في منتصف سنوات ، 0691وحسبه فان فعالية فريق العمل تقوم على تحقيق التوافق بين
االسلوب القيادي(مرتبط بشخصية القائد) ،و متطلبات الموقف .فيدلر ركز اساسا على السيطرة الظرفية
1
(الموقفية).
أوال :متغيرات شخصية القائد :يؤكد ييدلر ان القادة يظهرون أنماطا مختلفة من السلوك تبعا
لحاجاتهم(حاجات العالقات الشخصية ،حاجات انجاز العمل)،ويتم تحديد نمط القيادة بناء على هذه
الحاجات ،وذلك من خالل استقصاء يسمى بالتقدير المرتبط باقل الزمالء تفضيال) ، (LPCيقوم القائد بملء
هذا االستقصاء المكون من 07-71مقياسا فرعيا يحمل كل منها صفات متضادة ،ويقسم الى ثماني
درجات ،تجمع الدرجات ووفقا للنتائج التي يعطيها مقياس LPCتتحدد شخصية القائد ،فاذا كان تقييم القائد
لصفات الزميل الذي ال يفضل القائد العمل معه عاليا ،فهذا حسب فيدلر قائد يميل الى االهتمام بالجوانب
* فريد إدوارد فيدلر) Fred Edward Fiedlerمن مواليد 13يوليو (7000هو واحد من كبار الباحثين في علم النفس الصناعي في القرن ال. 02
عالم النفس اإلدارة و األعمال في جامعة واشنطن.
James.G.Hunt et autre , Op cit , P 366 1
32
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
والعالقات اإلنسانية ،اما اذا كان تقييمه منخفضا ،فالقائد في هذه الحالة يميل الى االهتمام بالعمل وليس
بالجوانب اإلنسانية.1
ثانيا :متغيرات الموقف :تتمثل متغيرات الموقف في ظروف العمل التي يعمل فيها القائد ،و هي:2
-عالقة القائد بالمرؤوسين :يتمثل هذا المتغير في درجة والء المرؤوسين لقائدهم ،فالقائد الذي يحصل
على والء وثقة ومحبة المرؤوسين يحتاج إلى قوة ونفوذ أقل لقيادة الجماعة؛
-هيكل المهمة :يتعلق هذا المتغير بمدى وضوح مهام العمل ومدى تعريفها ،وعموما تمثل المهام غير
المهيكلة موقفا أكثر صعوبة للقائد عن المهام الواضحة و المهيكلة؛
-القوة الكامنة يي مركز القائد :يعبر هذا المتغير عن مدى سلطات ونفوذ وقوة القائد ،فهو يعكس مثال
قدرة القائد على ترقية ومنح المكافآت ألفراد الجماعة أو العكس ،والمركز الذي يحتله في المنظمة ومستوى
الوظيفة التي يشغلها .و الشكل التالي يمثل النتائج التي توصل إليها فيدلر وفق نموذجه المقترح الختيار
األسلوب القيادي المناسب بناء على التوافق مع متغيرات الموقف:
الشكل :01نموذج ييدلر الختيار األسلوب القيادي حسب الموقف
درجة التحكم
تحكم ضعيف تحكم متوسط تحكم عالي
يي الموقف
عالقة القائد
سيئة سيئة جيدة جيدة
بمرؤوسيه
ضعيف قوي ضعيف ضعيف قوي هيكل العمل
قوة مركز
ضعيف قوي ضعيف قوي ضعيف قوي ضعيف قوي
القائد
8 7 6 5 4 3 2 1 الموقف
33
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
حسب النموذج المقترح لفيدلر إن هناك ثالث افتراضات للموقف تتحكم في اختيار النمط القيادي هي:1
-يي المواقف الصعبة (تحكم ضعيف) :حيث ان العالقة سيئة بين القائد والمرؤوسين ،والعمل غير واضح،
والقائد ال يتمتع بأية سلطة ,يكون نمط القيادة المهتم بالعمل واإلنتاج والتسلط فعاال؛
-يي المواقف السهلة والمواتية(تحكم عال) :حيث تكون العالقة جيدة بين القائد والمرؤوسين ،والعمل
واضح ،والقائد يتمتع بسلطات واسعة يكون نمط القيادة المهتم بالعمل واإلنتاج فعاال؛
-يي المواقف العادية أو متوسطة الصعوبة(تحكم متوسط) :حيث العالقة عادية بين القائد والمرؤوسين،
والعمل متوسط الصعوبة ،وللقائد قدر متوسط من السلطات ،يكون نمط القيادة المهتم بالمرؤوسين فعاال.
وفى هذا يقول ستوجديل لقد أصبح واضحا أن التحليل المنطقي للقيادة ال يقتصر على القادة ،وانما البد
من التطرق للمواقف ،ويضيف :أن الفرد الذي يكون قائدا فى موقف قد ال يكون بالضرورة قائدا فى موقف
آخر .فقد يصلح الفرد لقيادة الجماعة فى وقت الحرب ،بينما ال يصلح لقيادتها وقت السلم.2
ولقد وجهت عدة انتقادات لنظرية فيدلر كون ان النموذج قاصر على أن يقدم تفسي ار منطقيا ومعقوال
للعالقة التي فرضها فيدلر بين متغيرات نمط القائد ومتغيرات الموقف وبين إنتاجية المرؤوسين .والشكل
السابق يتضح فيه ان هناك نوعين متناقضين من المواقف بنمط واحد من القيادة .3رغم ما وجه من انتقادات
لنظرية فيدلر ،إال أنها تعد خطوة بارزة في إظهار إمكانية وجود عالقات تفاعلية بين خصائص القائد
والعالقة مع المرؤوسين وخصائص الموقف في تحديد فعالية القيادة.
يرجع الفضل األكبر في تطوير هذه النظرية إلى روبرت هاوس* عام ،1971والتي تفترض أن
نمط القيادة الفعال هو ذلك النمط الذي يسير أهداف العاملين ،والذي يبين لهم مسارات وأساليب تحقيق هذه
األهداف ،وهذا يعني أن فعالية القائد اإلداري تتوقف على األثر الذي يحدثه سلوكه ونمط قيادته على دافعية
المرؤوسين لألداء ،وعلى رضاهم الوظيفي ومشاعرهم .4تقوم هذه النظرية على عنصرين أساسيين هما :
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 47
2نفس المرجع ،ص 41
3محمد اسماعيل بالل ،مرجع سبق ذكره ،ص 093
* روبرت هاوس (1932-2011) Robert J. Houseحصل على الدكتوراه في اإلدارة في عام 7012من جامعة والية أوهايو .وقد ألف أكثر
من 732مقاال صحفيا والعديد من الكتب.
4سامر جلده ،مرجع سبق ذكره ،ص 720
34
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
أوال -األ نماط القيادية :وفقا لنظرية المسار -الهدف يوجد أربع أساليب أساسية للقيادة: 1
-السلوك التوجيهي :التركيز على المهام ومتطلباتها ،إذ يقوم القائد بتعريف المرؤوسين بما هو متوقع
منهم القيام به من مهام ومسؤوليات ومعدالت آداء وأساليب عمل وأساليب مكافأة ؛
-السلوك المساند :توفير المشورة والرعاية واالهتمام باحتياجات المرؤوسين ،وخلق جو عمل ايجابي؛
-السلوك اإلنجازي :توضع هنا أهدافا تثير التحدي تتطلب بذل الطاقة القصوى في العمل مع إظهار
الثقة الكاملة بمرؤوسيه في تحقيق هذه األهداف؛
-السلوك المشارك :مشاركة الرئيس المرؤوسين في وضع الحلول للمشاكل وتشجيع االقتراحات واآلراء
عند اتخاذ القرارات.
ثانيا -العوامل الموقفية :أما أهم العوامل الموقفية التي تم األخذ بها على وفق نظرية المسار -الهدف
والتي تؤثر في سلوكيات المرؤوسين وانجازهم لما هو مطلوب منهم فهي:2
-الخصائص الشخصية للمرؤوسين :تتمثل في القدرة ،الحاجات والدوافع... ،
-خصائص بيئية العمل :وهي كل المتغيرات التي ال تخضع للمرؤوسين مثل هيكلة العمل ،النظام
الداخلي للمؤسسة ،أعضاء فريق العمل ،...ويمكن توضيح تلك العوامل الموقفية وسلوكيات القائد
وتأثيراتها على أداء المرؤوسين من خالل الشكل اآلتي:
الشكل :00العالقات الموقفية يي نظرية هاوس
الخصائص الموقفية للمرؤوسين
القدرات -الحاجات والدوافع -
الخبرات -
سلوك القائد
-التوجيهي فاعلية القائد
-المساند تحفيز المرؤوسين -
-اإلنجازي رضا المرؤوسين -
-المشارك قبول المرؤوسين له -
35
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ويمكن القول ان هذه النظرية تقدم إطا ار تفاعليا يفيد المديرين في توجيه انتباههم إلى انه يوجد العديد
من األنماط القيادية البديلة ،كما انه يوجد العديد من خصائص المرؤوسين والعوامل الموقفية التي تؤثر على
فعالية أي نمط للقيادة. 1
يقوم نموذج (ـبالو هرسي وكنيث باالنكارد)* ( )1969على دراسات جامعة اوهايو وشبكة األنماط
القيادية لبالك وموتون ،ويعتمد في تحليله على ان مستوى نضج المرؤوسين هو الذي يحد النمط القيادي
المالئم ،فالقائد يجب ان يغير نمط قيادته تبعا لمستوى نضوج العاملين في الوظيفة ،ولهذا تسمى هذه
النظرية بنظرية دورة حياة القيادة ،فالقائد يستخدم مزيجا من التركيز على العمل والتركيز على العالقات.
ويعرف النضج بأنه" :القدرة والرغبة لدى التابعين في تنفيذ المهام الموكلة اليهم"،2والنضج له بعدان:3
-نضج العمل( :القدرة) وتقاس بالخبرة السابقة واإللمام بالعمل وفهم متطلبات الوظيفة؛
-النضج الشخصي:يقاس بمدى تحمل الفرد للمسؤولية وتحقيق األهداف والشعور بالوالء للمؤسسة.
حيث يمكن أن يكون للفرد نضج أكثر ألداء مهام معينة وقصو ار في النضج ألداء مهام أخرى ،لذلك يتطلب
من القائد تغيير سلوكه المرتبط بالعمل أو العالقات اإلنسانية لمقابلة درجة نضج المرؤوسين .وحسب هذا
النموذج فان هناك أربع مراحل (مواقف) يتخذها السلوك القيادي وفقا للمراحل التي يمر بها نضج المرؤوسين،
4
وهذا بناء على التطور في القدرة والرغبة في العمل وهي:
-المرحلة 1أسلوب التوجيه (أوتوقراطي) :يتالءم مع المرؤوسين الجدد قليلو الخبرة أين يكون مستوى
النضج عندهم ضعيف ،وهو أسلوب يتميز بالعناية العالية بالمهمة دون االهتمام بالعالقات اإلنسانية ،ويكون
للقائد سلطة القرار وللمرؤوسين التنفيذ فقط .
-المرحلة 2أسلوب اإلقناع (التحفيز) :يتالءم مع المرؤوسين الراغبين في العمل غير القادرين على إنجازه
حيث يكون مستوى النضج من منخفض إلى متوسط ،وهو أسلوب يولي اهتماما كبي ار بالمهمة والعالقات
اإلنسانية معا ،و يعمد القائد هنا إلى اتخاذ الق اررات ومحاولة إقناع المرؤوسين بها.
36
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-المرحلة 3أسلوب المشاركة :وهو أسلوب يتميز بالعالقات اإلنسانية مع انخفاض االهتمام بالمهمة،
ويتماشى هذا األسلوب مع المرؤوسين القادرين على العمل لكن غير راغبين أو مستعدين لتحمل المسؤولية،
مما تطلب أسلوبا مساندا لزيادة رغبتهم في العمل أين يكون مستوى نضج من متوسط إلى مرتفع .ويتجلى
دور القائد في تشجيع المرؤوسين بإشراكهم في اتخاذ بعض الق اررات وتنفيذ المهمات.
-المرحلة 4أسلوب التفويض :يتميز باهتمام ضعيف باإلنتاج والمرؤوسين معا ،يتالءم مع المرؤوسين جيدوا
الخبرة والقادرون على العمل والراغبين فيه ،كونهم يتمتعون بقدرة كبيرة إلنجاز المهام واستعدادا كبي ار لتحمل
المسؤولية أي مستوى نضج مرتفع .وهنا يفوض القائد للمرؤوسين اتخاذ القرار وتنفيذه ،و يكمن دور القائد
في إعطاء بعض اإلرشادات والدعم لهم .والشكل التالي يوضح هذا االنتقال المرحلي لألسلوب القيادي:
الشكل :02مخطط دورة حياة القيادة
سلوك القائد
مرتفع
مرحلة مرحلة
3 2
مشاركة
إقناع
اإلهتمام بالمرؤوسين
المساندة
تفويض توجيه
مرحلة مرحلة
4 1
37
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
حين إذا ازدادت كفأتهم في العمل فيمكن للقائد استخدام أسلوب المشاركة بخفض التوجيه (المرحلة ،)3
ويمكنه في النهاية خفض المساندة والتوجيه (المرحلة ،)7واستخدام أسلوب التفويض في حالة النضج العالي
للمرؤوسين الذين يتمتعون بالمقدرة والرغبة في انجاز المهمة.
هذا إجماال ما جاء في النظريات التي اعتمدت سلوك القائد وسلوك المرؤوسين كمحاور أساسية
لدراسة ظاهرة القيادة اإلدارية ،إال أنه مع تسارع التطور التكنولوجي وظهور متغيرات جديدة ظهرت نظريات
حديثة في مجال القيادة ،اعتمدت على ما قدمته النظريات السابقة وأخذت بعين االعتبار ما استجد من
عوامل ومتغيرات في دراساتها وتحليالتها؛ وفي ما يلي عرض ألهم هذه النظريات الحديثة .
القائد
التأثير
المرؤوسين القيادي الموقف
المصدر :صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي،اإلدارة واألعمال ،دار وائل للنشر،األردن ، 0224،ص 730
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 49
38
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
وقد أسهمت هذه النظرية إسهاما إيجابيا فى تحديد خصائص القيادة ،ويبدو ذلك في اآلتي:1
لم تنكر النظرية أهمية النظريتين السابقتين (السمات والموقفية) ،ولكنها حاولت الجمع بينهما؛ ألنها -
ترى عدم كفاية كل واحدة منها على حدة كمعيار لتحديد خصائص القيادة ٠
يبدو أن النظرية التفاعلية واقعية فى تحليلها لخصائص القيادة ،إذ ترى أن نجاح القائد يرتبط من -
ناحية بمدى قدرته على تمثيل أهداف مرؤوسيه واشباع حاجاتهم ،كما يرتبط من ناحية أخرى بمدى
إدراك المرؤوسين بأنه أصلح شخص للقيام بمطالب هذا الدور٠
قام هذا االتجاه على االفتراض القائل بأن التفاعل االجتماعي ما هو إال تعبير عن نموذج أو شكل
من أشكال التبادل الذي يقوم فيه أعضاء الجماعة بالتضحية بجهودهم لصالح اآلخرين ،مادام هناك آخرون
يقومون فى المقابل بالتضحية بجهودهم لصالح هؤالء األعضاء ،ويستمر التفاعل االجتماعي داخل الجماعة
مادام أعضاؤها يحققون من وراء هذا التبادل منافع متبادلة ٠
ويرى بلو على ضوء هذا المفهوم أنه على قدر إسهام القائد ودوره المتميز فى معاونة وتنمية أعضاء
الجماعة ترتفع مكانته لديهم ،وفى القابل فإنه على قدر التزام أعضاء الجماعة وتعاونهم مع القائد يكون
إسهام وعطاء القائد ومعاونته لهؤالء األعضاء ،وعلى ذلك فإن القائد يستفيد بقدر كبير ،كما يستفيد أعضاء
الجماعة عند اتباع نصائحه الجيدة والمتميزة ،حيث إن افتقارهم لنصائحه وتقديرهم لها يكسبه مزيدا من
2
اإلمكانيات القيادية.
أما جيمس ج.هانت واخرون فيرون أن القيادة التبادلية مرتبطة بالمبادالت الضرورية بين القائد
و التابعين له لتحقيق مستوى األداء اليومي المتفق عليه 3.وهذه المبادالت الضرورية بالنسبة للقائد هي
التوجيهات ،التقدير ،المكافآت ،الترقية ،تصميم هيكل العمل ،التكليف بالمهام...أما في المقابل بالنسبة
للمرؤوسين فتتمثل في تنفيذ القرارات ،إنجاز األعمال ،تقدير واحترام القائد .والشكل التالي يوضح نموذج
القيادة التبادلية.
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 92
2عبد الشافي محمد ابو الفضل،مرجع سبق ذكره ،ص 07
James.G.Hunt et autre , Op cit , P 379 3
39
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
المصدر :محمود سيد أبو النيل ،علم النفس الصناعي ،بيروت ،دار النهضة العربية ،7092 ،ص 130
وعليه يرى جاكوبس أن الجماعة تقدم للقائد المكانة والمركز والتقدير كمكافأة له نظير خدماته
ومساهماته المتميزة والفريدة من اجل تحقيق أهدافها ،وأن دور القائد حتى فى المنظمات الرسمية إنما يرتكز
بصفة أساسية على حث أعضاء الجماعة على أداء وانجاز األعمال الموكلة إليهم دون استخدام القوة أو
الجبر ،فالقيادة من وجهة نظره إنما تتضمن قيام عالقات تبادلية متكافئة بين القائد والتابعين ،وبدون هذه
العالقة ال تتحقق القيادة.1
الرسي
الفرع الثالث :نظرية الترابط الثنائي أ
قدم جورج جرين* نموذجا للقيادة يختلف عن الطرح التقليدي الذي اعتبر ان السلوك القيادي يتحدد
بنمط مستقر وثابت للقيادة ،وان كل المرؤوسين يعاملون بطريقة واحدة ،حيث يرى جرين أن القائد ال يتعامل
مع المرؤوسين بطريقة واحدة ،بل ينمي عالقات فريدة ومميزة للتعامل مع كل مرؤوس على حدا ،مما يؤدي
إلى ظهور عالقات ثنائية رأسية بين القائد وكل مرؤوس وقد سمى الباحثون السلوكيون مثل هذا النوع من
العالقات بالعالقات الثنائية الراسية ومن هنا جاءت تسمية النظرية .وقد توقع جرين وجود نوعين من
العالقات المتبادلة بين القائد والمرؤوسين هما: 2
اوال -العالقات المتبادلة داخل -الجماعة ينمي القائد بينه وبين المرؤوسين عالقات تتميز بالثقة واإلحترام
المتبادلين والحس المشترك بالمصير الواحد ،وهو ما يولد لديهم الوالء للمنظمة ،والشكل( )72يبين أن
المرؤوسين ( م ،7م ) 2فقط هما أعضاء داخل جماعة القائد.
1عبد الشافي محمد ابو الفضل ،مرجع سبق ذكره ،ص 07
* روبرت ك .جرين (1904-1990) - Robert K. Greenمؤسس حركة القيادة الخادمة الحديثة ومركز غرينلف لخادمات القيادة .ولد جرينليف
في والية إنديانا في عام . 7027تخرج من كلية كارلتون في مينيسوتا .على مدى السنوات األربعين المقبلة بحث في اإلدارة ،والتنمية ،والتعليم .
2راوية حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص 047
40
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ق
صنع األدوار ق
م م
داخل الجماعة
م م3
م م م م م م
ظهرت نظرية القيادة الكاريزمية التي نشرها هاوس و كونجر في عام ( )7041والتي تشبه نظريات
القيادة التي ركزت على السمات الشخصية ،حيث تفترض أن الكاريزما خاصية فردية للقائد والتي تمثل شكل
من أشكال الجاذبية الفردية ،تثير القبول واإلعجاب مما يزيد من نجاح تأثير القائد على سلوك مرؤوسيه .
41
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
42
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
لكن في القيادة التحويلية يسعى القائد إلحداث تغييرات ايجابية في طريقة العمل ،حيث يأخذ بمبدأ
اإلدارة باالستثناء ،فال يتدخل في العمل طالما سار بشكل طبيعي ودون أحداث استثنائية غير عادية تبرر
تدخله ،وهو هكذا يتابع أداء مرؤوسيه ويصحح ما يحدث من انحرافات .وللقيادة التحويلية أبعاد هي:1
-التأثير المثالي "الكاريزما " :يعني إيجاد القائد لرؤية واضحة واحساس بالرسالة العليا للمنظمة وغرس
روح الفخر واالعتزاز و تنمية االحترام والثقة لدى المرؤوسين واقناعهم بتحقيقها ،أي هي قدرة القائد على
كسب ثقة واعجاب واحترام التابعين و اعتباره مثلهم األعلى ،يقلدونه ويطيعون برغبة كل مطالبه.
-الحايز اإللهامي :هي قدرة القائد على إيصال توقعاته العالية لآلخرين واستخدام الرموز لتركيز الجهود
والتعبير عن األهداف المهمة بطرق بسيطة.
-اإلثارة الفكرية :قدرة القائد ورغبته في جعل أتباعه يتصدون للمشكالت القديمة بطرق جديدة وتعليمهم
النظر إلى الصعوبات بوصفها مشكالت تحتاج إلى حل والبحث عن حلول منطقية لها.
-االهتمام بالمشاعر الفردية :تعني اهتمام القائد بمرؤوسيه ( التشجيع ،التوجيه ،النصح )...و االهتمام
بحاجاتهم التي تتسم بالخصوصية فحاجاتهم ليست واحدة.
وعليه فان جوهر نظرية القيادة التحويلية يقوم على تقديم تحفيز عال للعاملين من خالل اللجوء إلى
المثل الحسن والقيم األخالقية ،وحثهم على التفكير في المشاكل بطرق جديدة مما يزيد من ثقتهم واحترامهم
لقائدهم ،فتتوافر لديهم الدافعية النجاز أكثر مما يتوقع منهم .وهناك تشابه كبير بين القيادة الزعامية والقيادة
التحويلية ،لكن الفرق بينهما يكمن في أن الشخصية الكارزماتية للقائد هي بداية القيادة التحويلية ،فالقائد
التحويلي له صفات القائد الكاريزمي إضافة إلى األبعاد الثالثة األخرى( الحافز اإللهامي ،االستثارة الفكرية،
االهتمام بالمشاعر الفردية) ،كما يقول محمد سعيد أنور سلطان "القيادة التحويلية ما بعد الكاريزما" ،2وهذا
ما تبينه ماجدة العطية في قولها "القيادة التحويلية هي اكثر من الكاريزما".3
بناءا على ما تم طرحه ألهم نظريات القيادة الحديثة ،اتضح مدى التباين في تفسيراتها ومواقفها من
حقيقة القيادة اإلدارية ،وأن ظهور نظرية جديدة لم يؤد الى اختفاء سابقتها ،و أن االنتقادات الموجهة إلى
أية نظرية ال تثبت خطأها ،كل هذا أدى بالباحثين الى محاولة تحديد األنماط القيادية المختلفة و أيها
األصلح استعماال واألكثر تأثي ار على رفع أداء المرؤوسين ،وهذا ما سنتطرق اليه في المبحث الموالي.
43
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
القيادة األوتوقراطية* ،هي القيادة التي يملك فيها القائد سلوكا تسلطيا ويتخذ من خالله الق اررات
بنفسه من دون مشاركة اآلخرين ولو بإبداء الرأي ،فالقائد هو الذي يخطط وينفذ ويحدد أساليب العمل ويحدد
أوجه نشاط المنظمة دون استشارة أعضاء المنظمة.1
ويستند هذا النمط إلى فرضية أن اإلنسان كسول بطبعه يميل إلى قلة العمل والتهرب من المسؤولية،
وهذه الصفات تهيئه لالنقياد واالعتماد على الغير وتجعله يعمل خوفا من الجزاء والعقاب وليس حبا في
العمل ،ولذا يحتاج إلى متابعة دقيقة واشراف مباشر من رئيسه للتأكد من القيام بمتطلبات وظيفته.2
وقد أطلق بعض العلماء على القيادة األوتوقراطية اسم القيادة السلبية ألنها تقوم على التحفيز السلبي
القائم على التهديد والعقاب ،فالقائد هنا يركز اهتمامه على بعد اإلنتاج ويهمل العالقات اإلنسانية.3
ويقوم هذا النمط من القيادة اإلدارية على مبادئ أساسية هي: 4
-اتخاذ المركزية المطلقة كمبدأ أساسي في العمل داخل المنظمة اإلدارية؛
-عدم تفويض السلطة مهما كانت بساطتها والعمل باستمرار على توسيع سلطاته وصالحياته؛
* مصطلح " أوتوقراطي "( : ) Autocratesكلمة من أصل يوناني ( ، )Autokracteومعناها حكم الفرد الواحد وتعني كلمة( أوتوقراطية)
خضوع حقوق الفرد وممتلكاته لمصلحة الدولة.
1المعهد التطويري لتنمية الموارد البشرية ،القيادة اإلدارية ،دار المعمورة للطباعة والنشر ،العراق ،0277 ،ص 72
2النمر وآخرون ،اإلدارة العامة :األسس و الوظائف ،مكتبة الفرزدق ،الرياض ،7004 ،ص 304
3معن محمود عيامرة ،مروان محسن بني احمد ،القيادة والرقابة واالتصال اإلداري ،دار حامد ،عمان ، 0224 ،ص (723بتصرف)
4نبيل محمد مرسي ،المهارات والوظائف اإلدارية :كيف تحمي مهاراتك اإلدارية ؟ ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية؛ ،0221
ص (.012بتصرف)
44
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
يميز بعض مفكري اإلدارة بين ثالثة أشكال رئيسية لنمط القيادة األوتوقراطية وهي القيادة األوتوقراطية
التسلطية ،القيادة األوتوقراطية الخيرة ،القيادة األوتوق ارطية اللبقة.
اوال-القيادة األوتوقراطية التسلطية او التحكمية :توصل وليم ريدن بعد الدراسات التي أجراها عن النمط
األوتوقراطي التسلطي إلى أن القائد األوتوق ارطي المتسلط يبدوا استبداديا ،باإلضافة الستعماله كثرة التهديد
كتحفيز وحيد للمرؤوسين ،كما ينفرد في اتخاذ الق اررات ،وال يسعى إلشباع حاجات مرؤوسيه ،مما يترتب
عليه ميل المرؤوسين إلى ترك العمل واالنسحاب من التنظيم الذي يقوده .1وعليه فالنمط األوتوقراطي
التسلطي يقوم على تحكم القائد في مرؤوسيه إلنجاز العمل دون اهتمامه بالعالقات اإلنسانية ،وهو يمثل
أعلى درجات السلوك األوتوقراطي تطرفا في استبداديته.2
ثانيا -القيادة األوتوقراطية الخيرة :يتصف القائد األوتوقراطي الخير بكونه يثق في نفسه وفي طريقة أدائه
للعمل ،ويتركز اهتمامه على تحقيق مستوى أداء مرتفع في األجل القصير والطويل ،وتبدو مهارته الرئيسية
في حمل موظفيه على تنفيذ ما يريد هو أن ينفذه ،فهو يخلق بكفاءة ومهارة المناخ الذي يساعد على التقليل
من احتمال ظهور سلوك عدواني ضده إلى أقصى حد ممكن ،ويرفع من مستوى والء المرؤوسين وطاعتهم
لقيادته .3وقد توصل ريدن من خالل دراساته إلى أن القائد األوتوقراطي الخير يمكن اعتباره من الطراز
المتفاني في العمل ،كما استخلص مجموعة من المؤثرات عن النمط األوتوقراطي الخير من أهمها أنه حازم
ومبادر ،ينجز أعماله بالتزام ،ويقيم نتائج أعماله .ويضيف هذا النمط شائع في اإلدارة الحديثة.4
45
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ثالثا -القيادة األوتوق ارطية اللبقة :وهو القائد الذي يجعل مرؤوسيه يعتقدون أنهم يشتركون معه في صنع
القرار ،عن طريق الندوات واللقاءات التي يعقدها مع مساعديه ليترك لدى العاملين انطباعا بوجود الحرية
واتاحة فرصة المناقشة ،ولكنه يتخذ الق اررات بمفرده 1.ونمط القيادة األوتوق ارطية اللبقة يبدوا أقل درجات
السلوك األوتوقراطي تطرفا في استبداديته وأكثر اقترابا من السلوك الديمقراطي من حيث إعطائه قد ار ولو
بسيطا من الحرية للمرؤوسين من خالل توليد إحساس المشاركة لديهم ،ويبقى ذا طابع أوتوقراطي ألن القائد
يحتفظ بسلطته في اتخاذ القرار.2
الفرع الثالث :مزايا النمط األوتوقراطي للقيادة
هناك جوانب إيجابية للقيادة األوتوقراطية يجب عدم إغفالها حيث أنها تكون في بعض األوقات أكثر
فعالية من أنواع القيادة األخرى .وحسب كنعان يمكن أن يكون النمط األوتوقراطي ناجحا في بعض المواقف
التي تقتضي تطبيقه (مع بعض النوعيات من الموظفين) ،وهذا ما أكدته دراسات "ماكموري" وكل من "بروم
و مان" منها: 3
-الموظفين الذين يخشون استعمال السلطة ،يتقبلون بارتياح تركيز القائد األوتوقراطي كل السلطات
في يده ،وال يرغبون في ان تفوض لهم السلطة ،للتخلص من عبء المسؤولية؛
-الموظفين الذين تنقصهم الثقة بالنفس؛
-الموظفين الذين لديهم ميول عدوانية ،حيث ال تجدي األساليب الحكيمة في إقناعهم واستجابتهم.
أما جراي فيرى أن القيادة األوتوقراطية تكون فعالة في المواقف التالية:4
-خالل فترة األزمات ،وفي ظل الظروف الطارئة التي تهدد سالمة التنظيم أو العاملين؛
-عندما يكون الموظفون جدد وقدراتهم بسيطة؛
-عندما يكون االتصال والتنسيق على درجة بالغة من األهمية؛
خبير معترفًا بقدراته في مجال المشكلة؛
ا -إذا كان القائد
-عندما تكون نوعية القرار على أهمية بالغة ،وقبول القرار من المرؤوسين ذو أهمية بسيطة؛
-إذا كانت هناك حاجة إلى تنظيم وتنسيق مبدئيين.
1هاشم ،زكي محمود ،الجوانب السلوكية في اإلدارة ،وكالة المطبوعات ،الكويت ،7042 ،ص 079
2نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 713-710
3نفس المرجع ،ص 714
4حسن محمود حسن ناصر ،األنماط القيادية و عالقتها باألداء الوظيفي من وجهة نظر العاملين ،رسالة ماجستير إدارة أعمال ،غير منشورة،
الجامعة االسالمية ،غزة ،0272،ص 77
46
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ان ما تقدم طرحه من مزايا للنمط القيادي األوتوقراطي ال يعني فعاليته كأسلوب قيادي في كل األحوال،
ذلك ان كثي ار من الدراسات أثبتت أوجه قصور كثيرة ،ونتائج سلبية عند تطبيقه ،بالنسبة للمرؤوسين من
خالل انخفاض معنوياتهم وأدائهم.
من بين اآلثار السلبية على المرؤوسين الناتجة عن استعمال هذا النمط من القيادة نذكر ما يلي:1
-مركزية السلطة واالنفراد في اتخاذ القرارات وعدم إشراك مرؤوسيه تستلزم إلمام القائد بكل األمور،
وهذا من الصعب تحقيقه في الواقع العملي خاصة في ظل التعقيد الذي تتميز به التنظيمات الحديثة
-إصدار القائد األوتوق ارطي التعليمات المفصلة واصراره على تنفيذها بدقة يؤدي إلى قتل روح
المبادلة واالبتكار لدى المرؤوسين واضعاف روحهم المعنوية ،مما يولد لديهم حالة من االضطراب
النفسي الذي يؤثر سلبا على أدائهم في العمل؛
-إن إتباع القائد األوتوقراطي ،لنمط االتصاالت في اتجاه واحد -االتصاالت الهابطة-من القائد
للمرؤوسين ،يؤدي إلى تعطيل التغذية العكسية وبالتالي عدم الفهم المتبادل بين الطرفين؛
-استخدام القائد األوتوق ارطي التحفيز السلبي كتوقيع العقاب عليهم ،التهديد والتخويف ،يترتب عليه
دفع المرؤوس إلى انجاز العمل بالقدر الذي يجنبه العقاب وال يبذل أقصى جهده في العمل؛
-استخدام القائد األوتوقراطي ألسلوب الضغط والشدة والتحكم دون تقديره واحترامه لمرؤوسيه يترتب
عليه توليد شعور بالفشل واإلحباط .ومن ابرز مظاهره(السلوك العدواني للموظف مثل روح
التخريب ،تعمد ارتكاب األخطاء في العمل ،ارتداد شخصية الموظف مثل االفتقار إلى ضبط
االنفعال ،القابلية لتصديق اإلشاعات ،الحساسية الزائدة ،تجاهل الموظف للتعليمات)؛
-ظهور التجمعات الغير رسمية بين المرؤوسين داخل التنظيم الرسمي وذلك للتخفيف من التوتر
النفسي واإلحباط ،ما يؤثر على األداء بسبب الصراع بين التنظيم الرسمي والتنظيم الغير رسمي.
-انخفاض الروح المعنوية للعاملين مما يؤدي إلى إضعاف إنتاجيتهم ،والتي من مؤشراتها (انعدام
رضا العاملين عن العمل وانعدم التعاون والوالء للقائد ،ارتفاع معدل الشكاوي والتظلمات بين
العاملين ،ارتفاع معدل الغياب عن العمل ،ارتفاع معدل دوران العمل ويقصد به ترك او تغيير
العمل ،نتيجة عدم توفر الجو الذي يساعدهم على االبتكار واإلبداع).
47
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
إن التقييم السابق للنمط األوتوقراطي في القيادة ،ورغم االنتقادات الموجهة اليه فقد أثبتت بعض
الدراسات أن القائد األوتوق ارطي المستبد قادر على إنجاز األهداف ،في ظل مواقف معينة و ظروف محددة،
إال أن له تأثيرات سلبية كثيرة تنعكس على أداء المرؤوسين ،لذلك يرى بعض المفكرين أن هذا النمط من
القيادة لم يعد صالحا لالستعمال في اإلدارة الحديثة ،بسبب تعقيدها وكبر حجمها و زيادة وعي مرؤوسيها،
وانتشار الفكر الديمقراطي القائم على بناء العالقات اإلنسانية السليمة بين القائد والتابعين له ومشاركتهم في
صنع القرار ،وعليه فانهم ينصحون باتباع النمط الديمقراطي في القيادة ،وهو موضوع النقطة الموالية.
أخذت المجتمعات التقليدية بالنظام الديموقراطي* الذي يقوم عندهم على ما يسمى بالمكانة القانونية،
والمقصود بها أن واجبات الرئيس والتزاماته نحو تابعيه ،والزوج نحو زوجته ،واألب نحو ابنه ،ال تمارس
بطريقة تعسفية استبدادية ،أو من جانب واحد فقط ،لكنها تجرى طبقا لقواعد محددة ومنظمة تنصب على
خدمات وقيود متبادلة.
إذ يحظى الحاكم فى هذه المجتمعات بوضع و ارثي قائم على التقاليد األسطورية أو الخرافية ،والمحاط
بالرهبنة الدينية .. ،وبمجموعة المحرمات ،و الذي يتمتع بسلطة واسعة وثروة ضخمة ووسائل إدارية ،فإن
عليه أن يمتثل للمعايير الصارمة فى مجتمعه ،ويعمل طبقا لها ،فعندما يريد أن يحارب –مثال -أو ينظم ،
يجب أن يعقد اجتماعا لكي يعبر فيه عن رغبته فى القيام بعمل معين .1ويطلق على هذا النمط القيادي
اسم النمط التشاركي ،وقد ظهر بغية التأكيد على أهمية الدوافع السيكولوجية "النفسية" ،واالجتماعية للتابعين
ووجوب مراعاتها .2كما أن القيادة الديمقراطية تكون فعالة في المواقف التالية:3
-عندما يكون القائد غير خبير فى مجال المشكلة؛
-عندما تكون هناك مبالغة لقبول المرؤوسين للقرار قبل تنفيذه؛
-عندما يكون لدى المرؤوسين معلومات إضافية عن المشكلة ويحتاجها القائد؛
-عندما يكون لدى المرؤوسين مهارات عالية؛
* الديمقراطية هي كلمة يونانية مكونة من جزأين *ديموس" و تعني الشعب * ،كراطوس * و تعني الحكم ،والكلمة في مجملها تعني حكم الشعب،
و هي شكل من أشكال السلطة الرسمية يعلن خضوع األقلية إلدارة األغلبية و يعترف بحرية المواطنين و المساواة بينهم..
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 721
2عبد الصمد األغبري ،اإلدارة المدرسية البعد التخطيطي و التنظيمي ،ط ،7دار النهضة العربية ،السعودية ،0223 ،ص 201
3حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 724
48
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
1
LaTasha M. Harris, The Relationship Between Leadership Styles of School Principals and Teacher Retention,
capella university, USA , 2008, p 29
2نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص 797
3حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 720
4المرجع نفسه ،ص 720
5عادل بن صالح بن عمر عبد الجبار ومحمد بن مترك القحطاني،علم النفس التنظيمي واالداري،ط ،7مكتبة الملك فهد الوطنية،الرياض،
،0224ص ( 012بتصرف)
49
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 723بتصرف)
2نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 002-070
50
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
يتخذ القرار
يتيح يرصة اكبر
بنفسه ولكن
للمشاركة يي
يحرض على
اتخاذ القرار
اثارة الحوار
المصدر :من إعداد الطالب
و القائد الديمقراطي هو الذي يتصف بالخصائص اآلتية:1
-أن يكون موضوعيا في تناوله آلراء اآلخرين ،عادال في إصدار األحكام على هذه اآلراء؛
-أن يشجع النقد الذاتي ويسمح بإبداء وجهات النظر؛
-يعطى أفراد الجماعة حرية االختيار ،و تقديم االقتراحات في أي لحظة من اللحظات؛
-يعمل على تماسك الجماعة وترابطها من خالل سلوكه المتفاعل و الذي يمثل نموذجا قدوة لهم؛
-يشرف على أمور الجماعة ،و يتأكد من الثقة المتبادلة بين األفراد ،و يعمل على أن تسود روح الود و
التفاهم بين األفراد و بين القائد؛
-يعمل على تحقيق األمن النفسي لألفراد من خالل مرونته و ابتعاده عن العشوائية والتسلطية؛
-يلغي أي أثر لوجود المسافة االجتماعية بينه و بين مرؤوسيه والتي قد تخلق جوا من القلق بينه و بين
األفراد الذين يتولى قيادتهم.
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 722
2محمد سلمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص 017
51
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ومن ابرز المآخذ على أسلوب القيادة الديمقراطية والتي كشفت عنها الدراسات نذكر ما يلي:
-ان المشاركة قد ينظر إليها بعض القادة غاية فى حد ذاتها ،وليست وسيلة لتحقيق ديموقراطية
القيادة ،الن الهدف األساسي منها هو إبداء الرأي وتقديم االقتراحات من المرؤوسين ،إال انه في
الواقع العملي القائد هو في الغالب صاحب القرار النهائي ،فهو يشركهم بقصد إضفاء المظهر
الديموقراطي على سلوكه القيادي.3
ويرى حسين رشوان أن من المآخذ على النمط الديموقراطي ما يلي:4
مظهر لتنازل القائد عن بعض مهامه القيادية التي يفرضها عليه منصبه ؛
ا -أن المشاركة تشكل
-كما يعاب على القيادة الديموقراطية بطؤها أحيانا فى اتخاذ الق اررات التي تتطلب حسما وسرعة؛
والقيادة تفشل إذا كان التابعون ليسوا على مستوى المسؤولية ،او كانوا من الجهلة ومحدودي الخبرة -
ويضيف محمد سلمان ان عيوب هذا النمط من القيادة تتمثل في: 5
-إن استشارة المرؤوسين أسلوب غير عملي وال يتناسب مع الشخصية البيروقراطية للرؤساء؛
1حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 720
2المرجع نفسه ،ص 727
3نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص 074
4حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 724-721
5محمد سلمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص 017
52
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
-أثبتت بعض الدراسات أن السلوك القيادي الذي يركز اهتمامه على المرؤوسين ال يؤدي بالضرورة
إلى رفع روحهم المعنوية مما يؤثر سلبا على اإلنتاجية ،فعندما يصرف القائد اهتمامه عن اإلنتاج
و مسؤوليته عنه يكون لذلك أثر عكسي على الروح المعنوية للعاملين و على إنتاجيتهم.
يتبين مما سبق طرحه أنه رغم أن إنتاج العاملين فى الجماعة التي يقودها قائد ديموقراطي يقل عن
قرطي ال يؤثر على كفاءة
إنتاجيتهم فى الجماعة التي يقودها قائد استبدادي ،إال أن غياب القائد الديمو ا
اإلنتاج وكمه بقدر ما يحدث عند غياب القائد االستبدادي عن جماعته .
ويطلق عليها أيضا القيادة الترسلية ،والمتساهلة ،وفي ظل هذا األسلوب من القيادة ال يملك القائد
سلطة رسمية وانما يمثل رم از للمنظمة ويترك حرية كاملة للمرؤوسين في تحديد أهدافهم واتخاذ الق اررات
المتعلقة بأعمالهم .1فى هذا النمط من القيادة تتصرف الجماعة معتمدة على نفسها ،فهي غير موجهة.
وتركز القيادة الحرة اهتمامها على حرية العامل فى أداء العمل والتصرف والحركة ،وممارسة النشاط،
وتحديد المهام ،واتباع اإلجراءات التي يراها العاملين مالئمة إلنجاز العمل ،واصدار الق اررات .وال يتدخل
القائد المعين رسميا في ذلك ،بل يترك الجماعة لنفسها كلية ،كما أن القائد يعمل بسياسة " الباب المفتوح"
في االتصاالت ،بمعنى أن القائد اإلداري يرى أن أسلوب الحرية في اإلدارة لن يكون مجديا إال إذا جعل
بابه مفتوحا لموظفيه ،وسهل لهم سبل االتصال به لتوضيح اآلراء واألفكار التي يلتبس عليهم أمرها.2
و من بين ما يتميز به القائد في هذا النمط القيادي 'النمط الحر' من صفات نذكر:3
-ضعف الشخصية:هذه الحالة تظهر إحدى الشخصيات القوية من المستوى إداري اقل وتغطي عليه؛
-التذبذب في اتخاذ الق اررات؛ قلة اتخاذ القرار من طرف القائد؛
-عدم االهتمام بالمواظبة على العمل نتيجة التسيب و الفوضى التي تسود المنظمة؛
-قلة توجيه العاملين وأحيانا التهرب من إبداء اآلراء والمالحظات حول العديد من األمور الموضوعات
التي تعرض عليه.
53
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
54
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
ويرى كنعان ان الحرية المطلقة دونما إشراف وتوجيه من القائد تؤدي الى زيادة روح الفردية بين
المرؤوسين ،مما يؤدي الى تفكك جماعة العمل وفقدان روح التعاون بينها ،وافتقارها الى الضبط والتنظيم،
ما يجعل من الصعب على قياداتها توجيهها نحو تحقيق األهداف المطلوبة ،وهذا ما يضعف قدرتها على
اإلنتاج .1ويضاف إلى االنتقادات المذكورة آنفا ما يلي:2
-اتخاذ الق اررات يتم من قبل األتباع بعشوائية دون علم القائد-أحيانا-؛
-يعتمد المرؤوسين على الرقابة الذاتية؛ -ضعف أداء المنظمة والعاملين؛
-غياب سلطة القائد عن القرار يفقده القوة المطلوبة للتنفيذ؛
-تفكك الروابط اإلنسانية بين القائد والمرؤوسين؛
عدم وضوح قنوات االتصال بين القاعدة والقمة والعكس؛ -
-غياب المعلومات الهامة عن القائد مما يؤثر على أدائه لعمله؛
يهتم الفرد بأداء العمل دون االهتمام بالنتيجة والغاية؛ -
الصعوبة في تحقيق األهداف الن العمل يعتمد على الفردية. -
إن قيام أسلوب القيادة الحرة أساسا على حرية المرؤوسين الكاملة في العمل ،أدى بقسم من المفكرين
إلى الجزم بأن أسلوب القيادة الحرة غير مجدي في التطبيق العملي ..إال أن هناك اتجاه آخر يرى أن هذا
األسلوب يمكن أن يكون مجديا في ظل ظروف معينة تقتضي تطبيقه .ومعظم االنتقادات التي وجهت إلى
نمط القيادة الحرة تركز حول اآلثار السلبية على التنظيم وعلى المرؤوسين ( ،تفكك مجموعة العمل ،وفقدان
التعاون ،واالفتقار إلى الضبط والتنظيم ،وزيادة الروح الفردية ).
إن أي نمط من األنواع السابقة يعتمد على ظروف الموقف والمرؤوسين ،ففي حال وجود تسيب أو
تدني في الخدمات أو تحقيق خسائر ،فإن النمط األول قد يكون نافعا إلعادة الوضع إلى طبيعته في أسرع
وقت خصوصا في األعمال ذات الطبيعة النمطية ،بينما النوع الثاني القيادة الديمقراطية تكون صالحة
لطبيعة عمل يحتاج إلى قدر كبير من اإلبداع وتبادل اآلراء واألفكار .ويصلح النوع الثالث (القيادية الحرة)
للجامعات والكليات ومراكز البحث العلمي حيث يتعامل السيد أو رئيس القسم مع نشاطات أكاديمية فيها
قدر كبير من التخصص واالستقاللية والثقة ،والعالقات عادة ما تكون أفقية .وفي ما يلي جدول يمثل
المقارنة بين مختلف األنماط القيادية األوتوقراطية ،الديموقراطية و القيادة الحرة.
55
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
56
مفاهيم القيادة اإلدارية ونظرياتها الفصل األول :
خاتمة الفصل
تعرضنا في هذا الفصل الى ما قدمه الفكر اإلداري من النظريات في محاولة لتحديد طبيعة الظاهرة
القيادية ،فكانت النظريات الفردية للقيادة أول ما طرح و التي تفترض أن القائد يتسم بسمات فريدة تميزه عن
غيره ،أما المدخل السلوكي فقد طرح القيادة كسلوك يقوم به الفرد ،لكن هذان المدخالن أهمال الموقف الذي
تمارس القيادة إطاره ،لتقدم النظريات الموقفية متغيرات الموقف على أنها أهم العوامل المؤثرة على سلوك
القائد والمرؤوسين .ونظ ار للتغيرات السريعة والمستمرة التي تشهدها بيئة األعمال لمختلف المؤسسات وظهور
متغيرات جديدة ،جاءت نظريات القيادة اإلدارية الحديثة لتؤكد على ضرورة تحقيق توليفة متوازنة مكونة من
القائد وسماته والمرؤوسين و خصائصهم والموقف ومتغيراته لضمان تحقيق اآلداء األمثل.
وفي ظل هذه التحوالت ظهرت ثالثة أنواع من النمط القيادي وهي القيادة األوتوقراطية ،القيادة
الديمقراطية والقيادة الحرة ،والنمط القيادي األوتوق ارطي أسلوب يرتكز على تفرد القائد بالسلطة ،أما النمط
الديمقراطي فيقوم على مبدأ مشاركة المرؤوسين في اتخاذ الق اررات ،بينما نجد ان نمط القيادة الحرة مبني
على أساس الحرية الكاملة للمرؤوسين في تحديد أهدافهم واتخاذ الق اررات المتعلقة بأعمالهم ،وقد أثبتت
الدراسات أن لكل نمط ومميزات وعيوب ويرجع اختيار النمط القيادي إلى عدة عوامل ،منها ما يخص القائد،
ومنها ما يخص المرؤوسين وأخرى تتعلق بالموقف .ويبقى النمط القيادي الديمقراطي هو األكثر مالئمة،
حيث أنه يهتم ببناء عالقات جيدة بين القادة والمرؤوسين ،ويعمل على مشاركتهم في اتخاذ الق اررات وتفويض
السلطات لهم ،من أجل تحقيق أهداف المؤسسة ورفع مستوى أداء العاملين فيها والذي سيكون موضوع
الفصل الموالي.
57
الفصل الثاني
اآلداء الوظيفي
وسبل تحسينه
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
تمهيد :
لقد تم التطرق في الفصل االول من هذه الدراسة الى القيادة االدارية والنظريات المفسرة لها
ومختلف االنماط القيادية التي يمارسها القادة في اداء مهامهم الوظيفية ،وفي هذا الفصل سنتعرض الى
اآلداء الوظيفي وعملية تقييمه والية عملها ،فاآلداء محور اهتمام كل المؤسسات ،وتعد عملية تقييم اآلداء
من أهم الوظائف التي تمارسها القيادة اإلدارية ،فعن طريق التقييم يتمكن القائد من تحديد مواطن ضعف
اآلداء في المؤسسة سواء أكان في السياسات والبرامج المعتمدة في االستقطاب واالختيار والتعيين ،او في
برامج وسياسات التدريب وتطوير المرؤوسين ،كما يمكن أن تستخدم العملية كأداة جذب للكفاءات طال
ما انها تعتمد المصداقية والحيادية في التقييم ،كما تساعد عملية تقييم اآلداء القائد في تحديد سبل العالج
الممكنة لتحسين نتائج آداء المرؤوسين .وعليه سنتطرق في المبحث االول من هذا الفصل الى عموميات
حول اآلداء الوظيفي ،اما المبحث الثاني تناول عملية تقييم االداء الوظيفي ،وعالج المبحث الثالث
بعض السبل لتحسين اآلداء الوظيفي.
58
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
اختلفت التعاريف العديدة المقدمة لآلداء في نصوصها اال أنها في مضمونها تؤكد ان اآلداء
يعد بالغ األهمية من اجل ضمان استم اررية المؤسسة وبقائها ،ونذكر في ما يلي بعض من هذه التعاريف:
– تعرف راوية حسن اآلداء على أنه" درجة تحقيق واتمام المهام المكونة لوظيفة الفرد وهو يعكس
الكيفية التي يحقق أو يشبع بها الفرد متطلبات الوظيفة ،وغالبا ما يحدث لبس وتداخل بين اآلداء
والجهد ،فالجهد يشير إلى الطاقة المبذولة ،أما اآلداء فيقاس على أساس النتائج التي حققها
الفرد " . 1نالحظ من خالل هذا التعريف آن اآلداء يمثل الوسيلة التي من خاللها يشبع الفرد
متطلبات وظيفته وهو قابل للقياس على أساس النتائج المحققة.
– اما عاشور فيعرف اآلداء على انه "قيام الفرد باألنشطة والمهام المختلفة التي يتكون منها
عمله" ،2أي أن اآلداء هو مجموعة األنشطة المنجزة التي تكون الوظيفة.
– ويعرف كل ود بلنش اليغر* وآخرون اآلداء بأنه" مجموع المؤشرات(عادة) في شكل ارقام،
الخاصة بنتائج شخص معين ،والتي بإمكانها توضيح االنجاز األمثل 3".يظهر التعريف ان اآلداء
1راوية حسن ،إدارة الموارد البشرية ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر ، 9111 ،ص .692
2احمد صقر عاشور ، ،إدارة القوى العاملة : ،األسس السيكولوجية وأدوات البحث التطبيقي ،دار النهضة العربية ،بيروت ،9191 ،ص 05
* كالود بالنش اليغر Claude Blanche Allègreدكتوراه في االقتصاد ،محاضرة في جامعة باريس بانتيون السوربون .لديها 25عاما من
الخبرة في التدريس في إدارة الموارد البشرية وإدارة العمل،وقد ركز أبحاثها على دراسة وظيفة عمل في المؤسسات ،وإنتاجية العمالة وسوق العمل.
CLAUDE BLANCHE ALLEGRE et Autre , gestion des ressources humaines valeur de l’immatériel, 9er édition , 3
De Boeck ,Bruxelles , 2008,p127
59
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
هو بيانات ومعطيات معبر عنها باالرقام توضح انجاز الفرد وما يجب على المؤسسة القيام به
لتحقيق االستغالل األمثل لمواردها ،بغية الوصول الى أقصى حدود لالنجاز( تحقيق اهدافها).
– ويعرفه غربي على انه "االداء هو الفعل ،بمعنى ان اآلداء عبارة عن عملية processusوليس
عن نتيجة في لحظة ما في الزمن" .1أي انه مجموعة من المهام المنظمة والمتسلسلة للوظيفة
والتي تتمثل محصلتها في اآلداء .
– و يرى مصطفى عشوي " أن اآلداء هو نشاط يؤدي إلى نتيجة وخاصة السلوك الذي يغير
المحيط بأي شكل من األشكال" .2حسب هذا التعريف اآلداء عبارة عن نشاط وسلوك انساني
يعمل على تحقيق األهداف .
– ويعرف اآلداء ايضا بانه "القدرة على التكيف مع البيئة واإلستقرار وتحقيق الروح المعنوية العالية
للعاملين وحسن إستغالل الموارد المتاحة" . 3يوضح هذا التعريف العوامل المؤثرة على اآلداء
والمتمثلة في بيئة المنظمة ،الروح المعنوية للعاملين ،وأخي ار اإلستغالل االمثل الموارد المتاحة،
ومدى قدرة المنظمة على تحقيق التكامل بين هذه العناصر مجتمعة.
من خالل ما سبق من تعاريف لألداء نقدم التعريف اإلجرائي التالي:
اآلداء هو"مجموعة االنشطة الرسمية المكونة للوظيفة (تنجز حسب متطلبات الوظيفة) ،القابل للقياس(وفق
معايير محددة) ،التي يقوم بها الفرد بغية تحقيق أهداف المؤسسة باالستغالل األمثل لمواردها في ظل
البيئة التي تعمل فيها ،يقدم في شكل نتائج معبر عنها باألرقام ،من اجل مقارنة النتائج الفعلية مع
األهداف المسطرة" .
يربط الباحثون اآلداء بعدة مفاهيم تعبر عن مدى بلوغ المؤسسة أهدافها أحيانا وأحيانا أخرى بمدى
االقتصاد في استخدام مواردها المتميزة بالندرة النسبية ،وبعبارة أخرى يستخدم للتعبير عن مستويات الكفاءة
والفعالية التي تحققها المؤسسة.
1غربي علي واخرون ،تنمية الموارد البشرية،ط ، 9دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،6552،ص 919
2مصطفى عشوي ،أسس علم النفس الصناعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،9116 ،ص. 622
علي محمد عبد الوهاب ،العنصر اإلنساني في إدارة اإلنتاج ،مكتبة عين شمس ،القاهرة ، 9192 ،ص .615 3
60
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
حيث يقصد بالكفاءة مدى تحقيق األهداف وبالتالي فهي تقاس بالعالقة بين النتائج المحققة
واألهداف المرسومة ،في حين يقصد بالفعالية القدرة على تدنية مستويات استخدام الموارد دون المساس
باألهداف المسطرة التي تقاس بالعالقة بين النتائج وعوامله أو النتائج والموارد المستخدمة .1
هناك من ينظر لآلداء على انه محصلة التفاعل بين الفعالية والكفاءة والذين يعرفان كما يلي:
الفعالية هي "القدرة على بلوغ األهداف المسطرة وذلك مهما كانت اإلمكانيات المستخدمة في ذلك".2
الكفاءة هي "الحصول على أكبر كمية من المخرجات( النتائج ) مقابل إستخدام أقل كمية أو تكلفة
(الموارد والوسائل) ،وابقاء التكاليف في حدودها الدنيا والنتائج في حدودها القصوى ،فالكفاءة مفهوم يربط
بين المخرجات و المدخالت فكلما كانت المخرجات أكبر من المدخالت كانت المنظمة ذات كفاءة.3
وحسب ما سبق فإنه باستثناء المعالجات التي تنظر إلى اآلداء على أنه سلوك بشري فإن البقية
تركز حول ربطه بالفعالية والكفاءة ،..حيث أنه ال يمكن الحكم على المؤسسة التي تمكنت من بلوغ
أهدافها أنها حققت مستويات جيدة من اآلداء إذا كان ذلك قد كلفها الكثير من الوارد يفوق مثيالتها ،كذلك
بالنسبة للمؤسسة التي تمكنت من توظيف كامل الموارد المتاحة لديها ،إذا كان ذلك حقق لها نتائج دون
مستوى األهداف المرسومة ،ومنه يمكن القول بأن اآلداء يمثل العالقة بين النتيجة والمجهود المبذول ..
يمكن التعبير عنه بمعايير كمية ونوعية ،أو هو تعبير عن مستوى معين من األهداف المحققة ..بمستوى
معين من الموارد أو التكلفة الضرورية 4،والشكل التالي يوضح هذا المفهوم:
1عبد الملك مزهوده ،االداء بين الكفاءة والفعالية ،مجلة العلوم االنسانية ،العدد االول ،جامعة محمد خيضر،بسكرة ،نوفمبر ،6559ص 92
2عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،6555 ،ص . 62
. Michel GARVAIS, Contrôle de gestion, éd Economica , Paris, 1994, P 14 3
4عبد الملك مزهوده ،االداء بين الكفاءة والفعالية ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 99بتصرف)
61
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
تدنية
الكفاءة األداء الفعالية
المصدر :عبد الملك مزهوده ،اآلداء بين الكفاءة والفعالية ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 99بتصرف)
ه ــذه العوام ــل مرتبط ــة ببيئ ــة العم ــل ف ــي المنظم ــة ،والبيئ ــة الخارجي ــة العام ــة بمتغيراته ــا السياس ــية،
اإلقتصادية ،اإلجتماعية بشكل عام والتي ال تخضع لتحكم المؤسسة فيها ،من بين أهم عواملها:
أوال -الظررروف الماديررة للعمررل :تتمثــل ظــروف العمــل الماديــة فــي منــان العمــل بالمنظمــة مثــل :اإلضــاءة،
التهوية ،الضوضاء ،الرطوبة ،الح اررة ،النظافة ،ترتيب اآلالت ،الوجبـات الغذائيـة وغيرهـا ،وهـي ذات تـأثير
كبير على الصحة البدنية والنفسية للفرد ،لما لها من دور في توفير جو عمل آمن ومـريح ،لـذلك لهـا تـأثير
هام على اآلداء الوظيفي.1
1اسماعيل محمد السيد وآخرون ،تنمية المهارات القيادية والسلوكية ،المنظمة العربية للعلوم ،القاهرة ،9112 ،ص 29
62
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ثانيررا -العوامررل التقنيررة (الفنيررة):وهـي مختلــف القــوى والمتغيـرات التــي تـرتبط بالجانــب الفنــي فــي المؤسســة
1
وتضم على الخصوص ما يلي:
– نوع التكنولوجيا المستخدمة في الوظائف؛
– نسبة االعتماد على اآلالت بالمقارنة مع عدد العمال؛
– تصميم المؤسسة من حيث المخازن ،الورشات ،التجهيزات واآلالت؛
– نوعية المنتوج شكله ومدى مناسبة التغليف له؛
– التوافق بين منتجات المؤسسة ورغبات طالبيها؛
– التناسب بين طاقتي التخزين واإلنتاج في المؤسسة؛
– نوعية المواد المستخدمة في عملية اإلنتاج؛
– الموقع الجغرافي للمؤسسة.
يعبــر الــبعض عــن العوامــل الفنيــة بــالموارد ،وهــي تعتبــر متغيــر مــوقفي هــام فــي اآلداء ،ألنــه قــد يوضــع
أفـراد لـديهم قـدرات عاليـة وتــدريب جيـد فـي مواقـف تحـول دون القيــام بالعمـل عنـدما ال يـتم إعطـائهم المـوارد
الالزمة لألداء الفعال للمهام.2
ثالثررا :العوامررل االجتماعيررة :تتمثــل العوامــل اإلجتماعيــة فــي مــا عبــرت عنــه حركــة العالقــات اإلنســانية فــي
طرحها ،ولعل من أهمها االعتراف بقيمة الشخص ،والمجموعة ،و الـنمط القيـادي السـلوكي ،و تـأثير ذلـك
في تحفيز ودفع الفرد.3
ه ـذه العوامــل م ـرتبط بســلوك الفــرد (أداءه الــوظيفي) ،وهــذا األخيــر ينــتج مــن تفاعــل القــدرة علــى العمــل
والدافعية للعمل لدى الفرد في ظل متغيرات بيئة العمل.
اوال-القرردرة :تتمثل القـدرة على العمــل في قدرات الفـرد الشخصــية الت ـي تح ــدد درج ـة فعاليــة وكف ـاءة الجهــد
4
الذي يبذله في العمل ،ويمﻜن تقسيم هذه القدرات إلى:
1عبد الملك مزهوده ،االداء بين الكفاءة والفعالية ،مرجع سبق ذكره ،ص 12
2دفيد ويتون ،تيم كاميرون ،العالقات..التفاعل اإليجابي ،تر محمد محمود عبد العليم ،بميك ،القاهرة ،6559 ،ص . 629
3محي الدين االزهري ،مرجع سبق ذكره ،ص626
4دفيد ويتون ،تيم كاميرون ،مرجع سبق ذكره ،ص .625
63
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
– قدرات ﻓطررررية أو موروثة :وهي قدرات يمتلﻜها الفـ ـرد أصال ويجلبها إل ــى ال ــوظيفة معه ،ل ــذلك
تسمى باالستعدادات ،وهي إما أن تﻜون بدنية مثل الص ـ ــحة ،اللي ـ ــاقة ،حدة الس ـ ــمع والبصـ ـ ـر أو
شخصية مثل ضبط النفس ،المبادرة ،حسن الخلق وغيرها .
ـدرت يحصـ ـل عليه ــا الف ــرد بالممارس ــة والت ــدريب وال ــتعلم وتمث ــل ف ــي
– القرررردرات المكتسرررربة :وه ــي ق ـ ا
المؤهالت العلمية ،الخبرات العملية ،ومعرفة الفرد كيف ينبغي أن يمـارس دوره فـي المنظمـة ،لـذلك
يطلق عليها مهارات إدارك الدور الوظيفي الذي قد يعتبره البعض منفصال عن القدرة.
ثانيا-الداﻓعية :مرتبطة بالدوافع ،و دوافع الفرد هي عناصر تكمن داخله تؤثر عليه او ترتبط بحاجاته
المطلوب إشباعها (وأولوياتها) ،ومن ثم على أهدافه في العمل والحياة ،ثم تحركه نحو نشاط وسلوك
واتجاهات مهينة ومحددة 1.والشكل التالي يوضح مختلف العوامل المؤثرة على اآلداء:
الشكل ( : )71العوامل المؤثرة على أداء الفرد
المصدر :إسماعيل محمد السيد وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص .20
إن محصلة تفاعل العوامل السابقة الذكر فيما بينها هو الذي يحدد مستوى اآلداء الفعلي للفرد ،اال
أنها تختلف في درجة تأثيرها على اآلداء ،إضافة إلى تأثيرها في بعضها البعض ،فإرتفاع القدرات مثال قد
يزيد من دافعية الفرد للعمل ،كما أن الدافعية والتحفيز تجعل الفرد يسعى لتطوير وتنمية قدراته .
64
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
إن الشكل السابق يبين أن محددات أداء العامل (القدرة ،الدافعية ،البيئة) تتفاعل فيما بينها لتعطي
في األخير اآلداء الوظيفي للفرد ،كما أنها بدورها تتكون من متغيرات كثيرة يؤثر بعضها في بعض لتكون
محصلة هذا التأثير والتفاعل هو اآلداء ،فمثال توفر القدرة على العمل لدى الفرد قد يزيد من دافعيته أي
رغبته في العمل ،كما أن وجود دافعية قوية للعمل قد يساهم في تعويض أو تجاوز الصعوبات والعوائق
التي تفرضها بيئة العمل ،وكل هذا يبين أن فهم اآلداء البشري يتطلب نظرة شاملة وديناميكية لكل
المحددات التي تساهم في اآلداء ،فال يكفي تحسين أحد المحددات ليتحسن اآلداء.
إن إدارة اآلداء عبارة عن عملية أساسية ومهمة لمساعدة األنظمة و المؤسسات على تحقيق أهدافها،
وتهتم أوًال بوجود فهم مشترك بين المديرين وفريق عملهم عما يجب تحقيقه من أهداف تنظيمية مخطط
لها ،ثم إدارة وتوجيه العاملين بطريقة تزيد من احتمال إنجازها على المدى القصير والطويل ،و قدمت عدة
تعاريف إلدارة اآلداء ومن التعاريف التي أوردها الباحثون في هذا الشأن نذكر ما يلي :
– يربط غراي ديسلر* بين عملية إدارة اآلداء وبين تحليل الوظيفة المعتمد على القدرات و المها ارت
الالزمة لالنجاز هذه الوظيفة ،ويرى ان إدارة اآلداء تعني" تدريب وتقييم ومكافأة العاملين نحو
االكتساب السريع للمهارات والمعارف والقدرات الالزمة النجاز وتحقيق األهداف المطلوبة منهم".
– ويرى أيضا ان إدارة اآلداء "هي العملية التي من خاللها يتأكد صاحب العمل من توجيه العاملين
لديه نحو تحقيق األهداف التنظيمية" ،أي ان إدارة اآلداء عبارة عن منهج متكامل موجه باألهداف
1
نحو توجيه وتدريب وتقييم وتحفيز العمال نحو اآلداء الفعال.
– ويرى روبرت باسكال ان إدارة اآلداء عبارة عن عملية متواصلة ومستمرة تنفذ مشاركة بين العامل
ومشرفه المباشر ،وتهدف الى التوصل الى توقعات وفهم واضحين بخصوص تحديد واجبات
* غاري ديسلر Gary Desslerهو أستاذ إدارة األعمال في كلية جامعة فلوريدا الدولية في إدارة األعمال في ميامي ،فلوريدا .حاصل على درجة
البكالوريوس في العلوم من جامعة نيويورك ،على درجة الماجستير في العلوم من معهد البوليتكنيك رينسيالر ،وعلى درجة الدكتوراه في إدارة
األعمال من كلية برنارد باروخ إدارة األعمال من جامعة نيويورك .له مؤلفات كثيرة منها ،كتاب أساسيات اإلدارة ( ،)9111أساسيات إدارة
الموارد البشرية ( ،)9111وإدارة :قيادة االفراد والمنظمات في القرن ال ،)9119( 69إدارة الموارد البشرية ،الطبعة )9112( 2من بين الكتب
األخرى .وله عمود في صحيفة ميامي هيرالد لمدة 95سنوات وكتب العديد من المقاالت حول السلوك التنظيمي والقيادة وتحسين الجودة .وقد
شملت مهامه األخيرة االستشارات والتخطيط االستراتيجي والتنفيذي وتجنيد اإلدارة ،وإنشاء نظم إدارة الموارد البشرية ،والتفاوض مشاريع
مشتركة متعددة الجنسيات .
1سيد محمد جاد الرب ،استراتجيات تطوير وتحسين اآلداء -األطر المنهجية والتطبيقات العلمية،-مصر،6551 ،ص 11
65
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ومهام العمل األساسية التي يقوم بها العامل ثم ما هو دور تحقيق هذه المهام في تنفيذ األهداف
1
التنظيمية ،اذا فإدارة اآلداء عملية متكاملة تهدف الى اآلداء األقوى واألفضل واألكثر جودة.
– ويعرف ايفن ﻓورتين اورتيز* و اخرون من وحدة التفتيش المشترك لألمم المتحدة إدارة اآلداء
بأنها "عملية منهجية تشرك فيها المنظمة موظفيها ،بوصفهم أفرادا وأعضاء في مجموعة ،في
تحسين فعالية المنظمة في تحقيق واليتها وأهدافها .ولكن في منظومة األمم المتحدة ،كانت إدارة
اآلداء تفهم منذ عهد بعيد فهما ضيقا بمعنى تقيم اآلداء".2اي ان إدارة اآلداء اشمل واعم من تقييم
اآلداء.
– وتعرف عملية "إدارة اآلداء" على أنها "الوسيلة التي يضمن من خاللها المدير التأكد من أن
الجهود التي يبذلها العاملون ،والنتائج التي يحققونها تحقق أهداف المنظمة" .ومن هذا المنطلق
فإن إدارة اآلداء هي إحدى األسس التنظيمية الهامة لتحقيق الميزة التنافسية للمنظمة.3
مما سبق طرحه يمكن ان نعرف إدارة اآلداء على انها تلك العملية المتكاملة من تدريب وتوجيه وتقيم
لالداء العاملين في ظل وجود رؤية مشتركة بين المشرف والتابعين له ألهداف المؤسسة ،من خالل
االعتماد على النتائج واالستفادة القصوى من طاقاتهم ومساعدتهم على تنمية وتحسين ادائهم لغرض
تحقيق تلك الرؤية (التكامل بين أهداف المؤسسة وأهداف الفرد).
اوال -مراحل عملية إدارة اآلداء :تتم عملية إدارة اآلداء وفق مراحل أساسية تحقق التكامل فيما بينها في
شكل دورة لآلداء وهذه المراحل هي:
أ .مرحلة تخطيط اآلداء :تمثل بداية الدورة حيث يتم تحديد األهداف التنظيمية للمنظمة وذلك من خالل :
-مراجعة وضع العامل؛
-تقرير كيف يمكن تطوير الخطط المتعلقة باألهداف واالحتياجات؛
66
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ويعد تحسين وتطوير اآلداء ثاني اهم مرحلة من مراحل بناء دورة اآلداء وسيتم التفصيل فيها الحقا.
والشكل التالي يوضح مراحل دورة اآلداء
الشكل( )71دورة إدارة اآلداء
-9تخطيط االداء
-1تقييم االداء
67
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ثانيا :اهداف عملية إدارة اآلداء :ان عملية إدارة اآلداء تهدف الى بناء اتفاق وتفاهم مشترك بين العامل
ورئيسه المباشر نحو:1
– واجبات ومهام العمل االساسية؛
– مساهمة عمل الموظف في تحقيق اهداف المنظمة؛
– تحديد اتقان او جودة العمل بوضوح؛
– كيف يكون التعاون بين المشرف والعامل نحو تحقيق اآلداء المستهدف وتحسينه وتطويره؛
– كيف يتم تقييم اآلداء؛
– تحديد معوقات اآلداء ومحاولة قهرها والتغلب عليها.
كما اثبتت الدراسات الميدانية ان هناك مزايا اخرى إلدارة األداء منها:
– زيادة النصيب السوقي مع زيادة حجم توزيعات االرباح وارتفاع اسعار االسهم في السوق المالي؛
– تدعيم المنظمة نحو العمل عند المستويات المثالية لالداء مع المنع والحد من االخطاء ،باالضافة
الى مقابلة التوقعات التنظيمية والمالية للمؤسسة؛
– ان إدارة اآلداء واستخدام الحوافز غير المالية من االمور المباشرة التاثير على دافعية الفرد
وامكانية تغيير سلوكهم وذلك افضل من الحوافز المادية التقليدية؛
– تساهم إدارة اآلداء في سرعة التغيير التنظيمي في مستويات اإلدارة الوسطى خاصة في
المنظمات التي تعمل في بيئات تنافسية شديدة التغير.
ثالثا :مقومات عملية إدارة اآلداء :لكي تتم عملية إدارة اآلداء على النحو الذي يساهم في تحقيق اهدافها،
فانها تحتاج الى مقومات عديدة ومحددات متنوعة تدعم مجهودات التطبيق وبنجاح ،ومن خالل استقرار
البحوث الميدانية والدراسات التطبيقية التي تمت في الشركات االمريكية ودول أوربا ،يمكن القول بان هذه
المقومات تتمثل في:
-ان % 25من 055شركة من اكثر الشركات تقدما في عام 6552في الواليات المتحدة طبقت
بنجاح منهج إدارة اآلداء اعتمادا على وجود تكنولوجيا متقدمة للمعلومات ونظم فعالة لالتصاالت؛
-مشاركة العاملين في وضع نظم ومقاييس اآلداء وايضا في اقتراح نظم التحفيز؛
68
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-رأت نسبة % 22من مديري بعض الشركات االوربية ان وجود برنامج للحوافز يدعم إدارة اآلداء،
كما يمكن استخدام الحوافز غير النقدية لتغيير سلوك االفراد افضل من استخدام الحوافز النقدية،
والحوافز غير النقدية تشمل :التشجيع ،االعتراف ،اعادة التدريب؛
-بناء نظام فعال لتقييم اآلداء على مؤشرات ومقاييس موضوعية وعادلة لقياس اداء العاملين.1
ويعد تقييم اآلداء من اهم مقومات بناء دورة اآلداء وسيتم التفصيل فيه في النقطة الموالية.
ويرى (روبرت باسكال ) ان ادارة اآلداء حتى تكون ناجحة يفترض بها ان تقدم عناصر او معلومات
للمنظمة ،وتكون كما يلي: 2
-وسيلة لتنسيق العمل بحيث يسير نحو تحقيق اهداف وغايات المنظمة والموظفين على حد سواء؛
-طريقة للتعرف على المشكالت التي تحول دون زيادة فعالية المنظمة في تحقيق أهدافها؛
-طريقة لتوثيق مشكالت اآلداء التي تمر بها المنظمة للمساعدة في وضع االنظمة والقوانين التي
تحول دون تكرار األخطاء والمشكالت في المستقبل؛
-تقدم المعلومات الالزمة التخاذ الق اررات الخاصة بالترقيات وتقديم الحوافز ﻭ تطوير اآلداء؛
-وسيلة لتنسيق اعمال جميع الموظفين الذين يتبعون او تحت إدارة مشرف او مسئول واحد او في
إدارة واحدة؛
-وسيلة توفير تغذية عكسية منظمة وموثوقة عن الموظفين للمشرفين والمدراء؛
-وسيلة لتخطيط فعاليات تطوير وتدريب الموظفين؛
-تقدم المعلومات تساعد المدراء والمشرفين للحيلولة تحول دون الوقوع او تكرار المشكالت
واالخطاء؛
ويجب ان نشير الى ان هناك فرق جوهري بين عملية تقييم األداء وبين عملية إدارة األداء،
فعملية تقييم اآلداء تعتبر جزء من ادارة اآلداء ،فهي مرحلة لتوفير المعلومات والبيانات لمنهج إلدارة
اآلداء؛ وسنركز في دراستنا هذه على عملية تقييم اآلداء لما لها من اهمية بالغة في دورة االداء ،وهذا
ما سنستعرضه بشيء من التفصيل في المبحث الموالي.
69
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
كما تقدم ذكره عن عملية إدارة اآلداء (دورة اآلداء) وعن مراحلها فان مرحلة تقييم اآلداء تعد أهم
مرحلة في بناء هذه الدورة و ضمان نجاحها ،وذلك بناءا على نتائج مخرجات عملية تقييم اآلداء المتمثل
في التغذية الرجعية التي تعد مرآة لالداء الفعلي لالفراد ،ومن بين ما قدم لها من تعاريف نذكر:
-تقييم اآلداء "هو عملية قياس اآلداء وتقيمه للتأكد من تحقيق اآلداء المستهدف" .1من التعريف
نالحظ ان تقييم اآلداء هوعملية قياس لجهد االفراد ،غرضه التحقق من انجاز األهداف المبرمجة.
-ويعرفه سيد محمد " بأنه العملية التي يتم من خاللها تحديد كيف يؤدي العامل وظيفته وما يترتب
على ذلك من وضع خطة لتحسين اآلداء ".2حسب التعريف هو وسيلة لتحديد طريقة اداء العمل
وايجاد برامج لتحسين هذا اآلداء .
-وفي تعريف أخر له "هي العملية التي من خاللها يتم التعرف على الجوانب االيجابية و الجوانب
السليبة الخاصة بتحقيق األهداف و انجاز معدالت اآلداء المستهدفة". 3من التعريف نجد انه
عبارة عن تحديد سلبيات وايجابيات اآلداء مقارنة بمعايير اآلداء المستهدفة.
1عادل محمد زايد ،ادارة الموارد البشرية-رؤية إستراتيجية،-جامعة مصر ،مصر ،6551،ص 161
2سيد محمد جاد الرب ،استراتجيات تطوير وتحسين اآلداء -األطر المنهجية والتطبيقات العلمية،-مصر،6551 ،ص 05
3نفس المرجع ،ص 09
70
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-و يعرف ايضا على انه "عملية دورية هدفها قياس نقاط القوة والضعف في الجهود التي يبذلها
العاملون والسلوكيات التي يمارسونها في موقف معين خططت له المنظمة سابقا" .1حسب هذا
التعريف فان تقييم اآلداء ليس عملية عشوائية بل هو عملية دورية منظمة هدفها تحديد نقاط القوة
والضعف في اداء العاملين لوظائفهم المخطط لها مسبقا.
-كما يعرف بأنه" محاولة لتحليل أداء الفرد ولكل ما يتعلق به من صفات نفسية أو بدنية
أو مهارات فنية ،وسلوكية وذلك بهدف تحديد نقاط القوة والضعف ،ومحاولة تعزيز األولى
ومواجهة الثانية ،وذلك كضمان أساسي لتحقيق فعالية المنظمة حاليا وفي المستقبل" .2ويضيف
هذا التعريف ان تقييم اآلداء هدفه ضمان االستم اررية في تحقيق اهداف المؤسسة عن طريق
التركيز على نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف في اآلداء .
ومما سبق من تعاريف نستخلص التعريف اإلجرائي التالي ،تقييم اآلداء هو عملية منظمة ودورية ،تقوم
على معايير و أسس موضوعية هدفها تقييم سلوك و اداء العاملين ،و تصحيح االنحراف في اآلداء الناتج
عن مقارنة اآلداء الفعلي بمعايير اآلداء الموضوعة ،ووضع برامج تحسين اآلداء لضمان تحقيق المؤسسة
ألهدافها حاليا ومستقبال .ولتقييم اآلداء الية عمل محددة سنستعرضها وفقا لتسلسلها المرحلي مع شرح
مبسط لكل مرحلة فيما يأتي.
تتكون عملية تقييم أداء العاملين من خطوات منظمة و متصلة ببعضها وذلك كما يلي:3
-وضع نظام تقييم اآلداء بكامل معاييره :تبدأ عملية تقييم اآلداء بقيام إدارة الموارد البشرية بتصميم
نظام التقييم الذي هو عبارة عن مجموعة من األسس والقواعد العلمية واإلجراءات ،التي يجب أن
يطبقها كل من جرى تكليفه بتقييم أداء اآلخرين ،وهذه الجوانب إلزامية.
-شرح نظام تقييم اآلداء لكل من يعمل ﻓي المنظمة :سواء أكان مقيٍّما او مقيًّما أداءه ،ليدرك
الجميع أهدافه وأبعاده ،في سعى لتخفيف حدة مقاومته وكسب التأييد له .ويدرب المقيمين على
كيفية تطبيق نظام تقييم اآلداء بشكله الصحيح ،للوصول إلى نتائج تقييم موضوعية وعادلة.
.1السالم مؤيد و صالح عادل ،إدارة الموارد البشرية مدخل استراتيجي ،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،األردن ،6556 ،ص 956
2رثر بيل ،إدارة األفراد ،تر خالد العامري ،عبد الحميد العاصي ،صبحي عبد الرؤوف ،دار الفاروق ،القاهرة ،6559 ،ص 922
3عمرو وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة بعد استراتيجي،دار وائل للنشر ،ط ، 9عمان ،6550،ص ص ( 122-120بتصرف)
71
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-متابعة ورقابة مستمرة لألداء من قبل المقيمين :يقوم المقيمون خالل فترة زمنية يحددها النظام،
بمتابعة أداء من يقيمون أداءه بشكل مستمر ،وذلك لجمع المعلومات عن اآلداء بدقة وموضوعية،
بحيث تعطي هذه المعلومات في نهاية الفترة ،رؤية واضحة عن مستوى وحقيقة اآلداء .
-مقارنة اآلداء الفعلي مع معايير التقييم الموضوعة :يقارن المقيمون اآلداء الفعلي الذي توضحه
المعلومات المجموعة ،مع معايير التقييم المحددة ،التي تمثل مستوى اآلداء المطلوب ،حيث
توضح هذه المقارنة جوانب الضعف والقصور ،وجوانب القوة فيه.
-توﻓير التغذية العكسية :يقوم المقيمون بوضع تقرير التقييم النهائي لآلداء وذلك على شكل نتائج
تسمى بالتغذية العكسية ،ويرفع هذا القرير إلدارة الموارد البشرية الطالع عليه ،ويرسل نسخة منه
لكل من جرى تقييم أدائه ،ليطلع عليه ويعرف حقيقة اداءه.
-اجراء مقابلت شخصية :مع من قيموا أداءهم ،وذلك لشرح نتائج هذا التقييم ،موضحين فيها
جوانب الضعف والقوة في أدائهم ،ويتفق الطرفان المقيمون ومن قيم أداءه على وضع خطة
مستقبلية لتطوير هذا اآلداء وتحسينه ،في ضوء نتائج التقييم ،وتشمل خطة التطوير والتحسين
على قسمين (برنامج لتطوير اآلداء الذاتي وتقع مسؤولية تنفيذه على من جرى تقييم أدائهم ويتابع
المقيمون تنفيذه وتقييمه ،واقتراح برامج تدريب وتنمية من اجل عالج جوانب الضعف في اآلداء ،
وتفعيل جوانب القوة فيه ،وتقع مسؤولية اإلعداد والتنفيذ على عاتق إدارة الموارد البشرية).
بعد مناقشة نتائج التقييم وتنفيذ برامج تطوير وتحسين اآلداء ،فالمفروض أن يكون اآلداء قد -
تحسن ،فاذا لم يتحسن يجري فصل األفراد الذين ال فائدة مرجوة منهم ،أما الذين فيهم امل ،فيمكن
نقلهم لوظيفة أخرى أكثر مناسبة لهم منعا لحدوث المشاكل .أما اذا لم يتحسن أداء من تم نقله،
عندئذ ال مفر من فصله وابعاده عن العمل والمنظمة ،النه يمثل تكلفة عمل دون عائد.
كما أن مناقشة نتائج التقييم تخفف من حدة تأثير النتائج التي تعكس اآلداء السلبي ،وذلك لشعور الفرد
بنوع من االهتمام من طرف رؤسائه .1والشكل ( )65يلخص خطوات عملية تقييم اآلداء .
كما تضبط عملية التقييم جملة من المعايير المحددة مسبقا من طرف المؤسسة ،و قيام المؤسسة
بعملية تقييم اآلداء ليس عملية اعتباطية ،بل تسعى الى تحقيق مجموعة من األهداف تساعدها في
تحسين مستوى أداء األفراد ،وفي ما ياتي اهم األهداف والمعايير المستعملة في عملية تقييم اآلداء .
1موسى ع.الناصر ،تقييم آداء األفراد العاملين كأداة لرفع أداء المنظمات ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،52جامعة محمد خيضر بسكرة ،جوان
، 6552ص 69
72
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
تحديد سبل تطوير اآلداء الذاتي توﻓير تغذية عكسية تمثل نتائج تقييم اآلداء
للمسئولين ﻓي المنظمة ولمن قيم أداءهم
المصدر :عمرو وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة بعد استراتيجي،مرجع سبق ذكره ص (122بتصرف)
73
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ان معلومات التقييم تظل مجرد بيانات ليس لها أهمية الى ان تستخدم للوصول الى غرض ما،1
ويصنف الباحثون أهداف عملية تقييم اآلداء بصفة عامة الى أهداف إدارية وأهداف تطويرية كما يلي:
أوال-األهداف اإلدارية :يمكن القول بان نتائج برامج تقييم اآلداء تستخدم كمدخالت لعملية اتخاذ الق اررات
المتعلقة بتسيير الموارد البشرية كما يلي: 2
-إعادة تصميم نظم األجور والمكافآت والتعويض؛
-إعادة تصميم نظم الترقية والتطوير المهني والوظيفي؛
-إعادة تصميم نظم االستبقاء واالستبعاد؛
-إعادة تقييم وتحديد قيمة الوظيفة بين الوظائف األخرى؛
-تحديد االحتياجات التدريبية لألفراد؛
-تستخدم نتائج تقييم اآلداء كمؤشر على صدق اختبارات االختيار؛
-تستخدم التقارير المنشورة والناتجة من تقييم اآلداء كإطار مستندي يدعم الممارسات القانونية
اإلدارية ،مثل األجور المحددة ،النقل ،االستبعاد والتي تثير الكثير من المشاكل سواء على
المستوى القانوني أو مستوى النقابات العمالية.
وفي جميع األحوال يجب التأكيد على معرفة المرؤوسين لنظام تقييم اآلداء ومقارنة أدائهم بالمعايير
المحددة ،أي يمكن استخدامه كنوع من أنواع التقييم الذاتي ، Self-Evaluationوبالتالي فان تقييم اآلداء
يؤثر على سلوكيات األفراد وهذا يؤدي مباشرة الى تحسين اآلداء التنظيمي.
ثانيا -األهداف التطويرية :إن نظام تقييم اآلداء يمكن استخدام نتائجه من خالل التغذية العكسية المرتدة
في مناقشة نقاط القوة والضعف في اآلداء ،والتغذية العكسية لآلداء هي عملية تزويد العاملين بنتائج
أعمالهم (سلبيا او ايجابيا) من خالل جلسات تقييم اآلداء والعمل على تعديل السلوك الوظيفي بما يتماشى
مع أهداف المنظمة.3
1احمد ابو السعود محمد،االتجاهات الحديثة لقياس وتقييم اداء الموظفين ،منشأة المعارف للنشر ،االسكندرية، 6552،ص 912
2سيد محمد جاد الرب ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 00بتصرف)
3عادل محمد زايد،مرجع سبق ذكره ،ص 161
74
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
وبالنظر إلى اداء المرؤوسين فان عملية التقييم تساهم في التطوير الوظيفي من خالل:1
-تحديد القضايا الجوهرية المطلوب مناقشتها والتخلص من المشكالت؛
-تحديد أهداف جديدة النجاز اداء متميز ؛
-وضع خطط نمو وتطوير الموظفين؛
-يساعد على تحسين السلوك الوظيفي للقادة بحيث ال يكون التقييم منصبا على اآلداء الماضي
للمرؤوسين فقط بل النظر الى امكانية تطوير الفرد الدائه.
ولتحقيق هذه األهداف يجب ان تكون نتائج عملية التقييم سليمة ،وال تكون كذلك اال اذا توفرت على
مجموعة من معايير اآلداء المدروسة والمحددة مسبقا .وهذا ما سنناقشه فيما يأتي.
هناك إختالف في تحديد معايير تقييم اآلداء يرجع الى ارتباطها بطبيعة نشاط المنظمة ،والمستوى
التنظيمي للعامل ،إال أنه يمكن تقسيمها بشكل عام إلى قسمين أساسين هما:
-المعايير الكمية :سهلة القياس عادة ،مرتبطة بطبيعة العمل تعطى في شكل كمي وهي:
-المعايير النوعية :صعبة القياس النها مرتبطة بسلوك الفرد اتجاه الوظيفة ،اتجاه اعضاء فريق العمل
واتجاه رئيسه في العمل .والشكل التالي يوضح انواع معايير لألداء
75
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
المصدر :احمد سيد مصطفى ،إدارة الموارد البشرية ،دار الكتاب ،مصر ، 6555 ،ص(112بتصرف)
يشترط عند اختيار معايير تقييم اآلداء توفر خصائص معينة تضمن الموضوعية والدقة أثناء عملية
القياس ،وصحة نتائج التقييم ،وهذه الخصائص تتمثل في التوافق االستراتيجي ،الدقة ،الثبات ،القبول،
الوضوح ،وهي كالتالي:
-التواﻓق االستراتيجي: 1يعكس هذا المعيار مدى قدرة نظام تقييم اآلداء على المساهمة في تحقيق
األهداف اإلستراتيجية للمنظمة ،فعلى سبيل المثال إذا كانت األهداف اإلستراتيجية للمنظمة تؤكد أهمية
المستهلك كنقطة بداية لتخطيط نشاط المنظمة ،فإن نظام تقييم اآلداء يجب أن يصمم بحيث يم ًكن
المنظمة من قياس مدى مساهمة سلوك الفرد الوظيفي في إشباع رغبات المستهلك ،ومن ثم فإن الدور
األساسي لنظام تقييم اآلداء هو تحديد األدوار التي يجب أن يقوم بها العاملون لتحقيق تلك األهداف.
76
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-الدقة :1يعكس معيار الدقة مدى قدرة نظام تقييم اآلداء على قياس كل الجوانب الوظيفية األساسية
لألداء .وغالبا ما يشار إلى ذلك بلفظ دقة المحتوى ،ولكي يصبح مقياس اآلداء دقيقا ،فإنه يجب أال يكون
معيبا أو غير نقي ،وكما يبدو من الشكل الموالي فإن أحد الدوائر تقيس اآلداء الفعلي ،أي أنها تحدد كل
أبعاد اآلداء الوظيفي المطلوبة حتى يمكن تحقيق أداء وظيفي متميز ،أما الدائرة األخرى فتحدد الوسيلة
التي تعتمد عليها المنظمة لقياس اآلداء ،والغرض األساسي من معيار الدقة هنا هو تعظيم درجة
التقابل(التقاطع) بين اآلداء الفعلي وبين وسيلة قياس هذا اآلداء.
المصدر :عادل محمد زايد ،الموارد البشرية (رؤية استراتيجة) ،مرجع سبق ذكره ،ص 122
ومن هذا المنطلق فإن المقياس يصبح معيبا(القصور الوظيفي) إذا لم يمس كل جوانب السلوك
الوظيفي المطلوب ،ومثال ذلك أن يتم تقييم أعضاء هيئة التدريس في الجامعة فقط على أساس التدريس
وليس على أساس التدريس والبحوث مثال ،وبمعنى آخر يتم قياس أحد جوانب اآلداء دون قياس بقية
الجوانب .وبنفس المنطق قد يصبح المقياس ملوثا إذا استخدم لقياس جوانب غير مرتبطة باآلداء
الوظيفي ،ومثال ذلك أن يتم تقييم أداء رجال البيع على أساس رقم المبيعات برغم اختالف المناطق
الجغرافية التي يعمل بها رجال البيع ،ومن الطبيعي أن يختلف رقم المبيعات المستخدم في التقييم
باختالف مناطق البيع ،إن الهدف األساسي في هذه الحالة هو تقليل درجة التلوث في المقياس إلى أدنى
درجة ممكنة ،حيث إن استبعاد التلوث بدرجة كاملة أمر يصعب تحقيقه في الحياة العملية.
77
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-الثبات :1يعكس معيار الثبات مدى استقرار أداة القياس ،وقد يشير هذا المفهوم إلى سهولة استخدام
نفس المقياس عن طريق أكثر من مدير دون أن يؤثر ذلك على فهمهم لعناصر القياس ،بمعنى آخر إذا
قام اثنين من المديرين بتقييم موظف معين ،فإن المقياس يتصف بالثبات إذا حصلنا على نفس نتائج
التقييم تقريبا ،وبصفة عامة يمكن القول إن نظم تقييم اآلداء التي تتصف بدرجة عالية من التحكم
الشخصي تتصف بدرجة منخفضة من الثبات .ومن ناحية أخرى فإن المقياس الذي يتصف بالثبات يجب
أن يعطى نفس النتائج خالل فترات زمنية طويلة نسبيا ،أما المقياس الذي تختلف نتائج قياسه لنفس
الشيء خالل فترات زمنية وجيزة ،فإن ذلك يفقده صفة الثبات واالستقرار.
-القبول :يعكس معيار القبول مدى قبول المديرين والعاملين للمقياس ذاته ،فبرغم أن العديد من مقاييس
اآلداء تعتبر دقيقة وثابتة ،إال أن المديرين قد ال يرغبون في استخدامها ألنها تستغرق زمنيا طويال ،كذلك
قد ال يعتقد العاملون في جدوى استخدام مقياس أداء معين ،ويتطلب تصميم مقياس أداء مقبول اشتراك
كل من المدير والموظف في تصميم المقياس.
-الوضوح :يعكس معيار الوضوح مدى وضوح المعايير المستخدمة في تقييم أداء العاملين وتوضيح
الكيفية التي يستطيع بها العاملون الوفاء بتلك المعايير ،ويمثل هذا المعيار ضرورة هامة لتحقيق أهداف
2
إدارة اآلداء التي سبق تحديدها.
هذا فيما يخص اهم خصائص معايير تقييم اآلداء ،اال ان أي عملية تقييم ليست مثالية و ال
كاملة وال تخلوا من االخطاء بل تشوبها عيوب ونقائص تؤثر في النتائج المتوصل إليها وتؤدي في األخير
الى فشل عملية التقييم وعدم تحقيق األهداف المرجوة منها ،وفي ما يلي طرح ألهم أخطاء وأسباب فشل
عملية تقييم اآلداء.
كما هو معلوم مسبقا ان أي عملية ادارية وعلى أي مستوى كانت فانها ال تتصف بالكمال ،فالبد ان
تشوبها نقائص وعيوب تؤدي في حال حدوثها الى فشل هذه العملية برمتها ،وهناك العديد من مصادر
78
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
التحيز التي يمكن أن تؤثر على نتائج تقييم اآلداء ،ونتبع هذه المصادر من طبيعة النفس البشرية (مثل
العواطف أو االنفعاالت الشخصية )..أو من عدم قدرة اإلنسان على استغالل المعلومات بشكل تام ،1ومن
2
بين األخطاء المألوفة التي غالبا ما يقع فيها المقيمون خاصة الرؤساء المباشرون ،نذكر ما يلي:
-نقص الموضوعية :يشير نقص الموضوعية الى وجود تحيز ايجابي لمصلحة من قيم أداءه او سلبي
في غير مصلحته ،ويحدث التحيز األول نتيجة أسباب عدة منها :وجود اربطة قرابة او صداقة أو نفاق
أو رشوة ،او أي شيء من هذا القبيل بين المقيم والمقيم ،وفى المقابل يحدث التحيز السلبي في التقييم
السباب متعددة أيضا منها على سبيل المثال :وجود خالف بين االثنين ،او خوف المقيم من الذي يقيم
أداءه انه ذو كفاءة عالية ويشكل خط ار على منصبه االداري ،أو أن لديه غيرة او حسد منه أو أي شيء
اخر ،لذلك يجب على المقيم ابعاد كل الجوانب والمشاعر الشخصية عنه عند التقييم ،وينسى كل شيء
(سلبي او ايجابي) موجود بينه وبين من يقيم أداءه.
-خطأ التأثر بالسلوك ايجابي :يتأثر بعض المقيمين بسلوكيات ايجابية تصدر عن األشخاص الذين
يقيمون أداءهم ،ليس لها عالقة مباشرة بجودة أداءهم ،مثل المجيء قبل الدوام الرسمي ،واالنصراف بعد
انتهائه بمدة ،او عدم حصولهم على إجازات مرضية او طارئة او ما شابه ذلك فيأتي تقييمهم ايجابيا
عنهم .هذه الجوانب جيدة وتؤخذ في االعتبار عند التقييم لكن يجب أال تكون هي االساس فيه ،فهي امور
ثانوية تؤخذ باالعتبار ،اما األمور الهامة فهي معايير اآلداء المحددة للمقيمين والتي يجب أن يلتزموا بها.
-خطا التماثل :يشير هذا الخطأ الى احتمالية تأثر المقيم بخاصية ما موجودة لدى من يقيم اداءه ،كأن
يكون االثنان من نفس البلده ،أو يحمالن نفس المؤهل العلمي والتخصص ،أو تخرجا من نفس الكلية
والجامعة ..الخ .بهذا التوجه يأتي التقييم ايجابيا متأث ار بهذه الخاصية التي ليس لها عالقة باآلداء ال من
قريب وال من بعيد .يتضح إذا أن هذا الخطأ يقود دائما لوقوع المقيم في التحيز االيجابي.
-خطا االسقاط :3يقع هذا الخطأ فى دائرة أو نطاق الخطا السابق ،ومفاده أن بعض ،المقيمين يقيمون
اداء االخرين وفق ما يمتلكونه من خصائص وصفات ايجابية عالية المستوى فقط؛ فإذا كان المقيم متمياز
بمستوى عالي من الدقة مثال ،إذا سيقيم هذه الخاصية لدى اآلخرين بدرجة عالية ،واذا لم يكونوا كذلك
79
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
فأداءهم يشوبه ثغرة او نقطة ضعف ،حيث يكون في قناعته أن جميع من يقيمهم يجب أن يكونوا بمستواه.
نجد في هذه الحالة أن المقيم قد جعل من نفسه وما يمتلك من خصائص معيا ار للمقارنة والتقييم ،متجاهال
المعايير الموجودة بين يديه التي يجب أن يلتزم بها عند تقييم اداء اآلخرين.
-خطأ التباين :يعرف التباين بوجه عام المقارنة بين شيئين الظهار الفرق بينهما ،ويحدث هذا الخطا فى
مجال تقييم اآلداء عندما يقارن المقيم أداء الضعيف بالجيد أو العكس ،بدال من اعتماده على معايير
اآلداء المحددة له للمقارنة بها ،فمن المحتمل ان يكون اداء الجيد ليس بممتاز ،والنتيجة هي استخدام
المقيم لمعايير غير صحيحة وغير مطلوبة ،متجاهال معايير التقييم المحددة له.
-خطا التوزيع الطبيعي : 1يقصد به ان هناك قيمة متوسطة وتتوزع باقي القيم على جانبيها ايجابا
او سلبا ،ويشتمل على ثالث انواع من االخطاء هي (خطا التشدد :يشير هذا الخطأ الذي من المحتمل
وقوع المقيم فيه ،إلى أن المقيم يركز في تقييمه الداء اآلخرين منخفض بدافع القسوة ،أو لقناعته الخاصة
بان التشدد يجبر المرؤوسين على مضاعفة جهودهم باستمارر .خطأ التساهل :فبدافع من الشفقة بمن يقيم
أداءهم ولكي يحصلوا على مزايا وظيفية ،يقوم بإعطاء تقديرات عالية ،ظنا منه بأنه يساعدهم ،الشك أن
وقوع المقيم في هذا الخطأ سيؤدي الى حدوث ضرر لكل من المنظمة التي ستدفع حوافز و مزايا وظيفية
لبعض من قيم أداءه بدرجة عالية وهم ال يستحقونها ،مما يرفع من تكلفة العمل دون عائد؛ واألفراد الذين
قيم اداءهم بتقدير عالي وهم في الواقع ضعفاء ،ستبقى الثغرات في أدائهم دون عالج ودون تحسين .خطا
الميل إلعطاء قيم متوسطة يعتبر هذا الخطأ من أكثر األخطاء شيوعا في تقييم اآلداء ،إذ أن المقيمين
يعطون مرؤوسيهم تقديرات متوسطة ،بحيث ال يكون مرتفعا أو منخفضا ،بل اغلبها حول معدل متوسط،
وذلك تهربا او تخوفا من انتقادات مرؤوسيهم أو من يقيمون أداءهم .ان وقوع المقيم في هذا الخطأ يسبب
ظلما لالفراد ذوي الكفاءة ،وفي الوقت نفسه بقاء نقاط الضعف في أداء االفراد الذين مستوى كفاءتهم أقل
من المتوسط دون عالج ،ألن المقيم بالغ في تقييمه لهم و أعطاهم تقدي ار متوسطا أو اعلى ال يستحقونه،
وهذا بدوره ضرر لهم مع مرور الزمن.
80
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-خطا تاثير الهالة : 1يحدث اثر الهالة في الحاالت التي يقيم فيها المدير على أساس توافر خاصية
إيجابية واحدة لدى الموظف على حساب الصفات األخرى كالطاعة العمياء ،تأثره بمظهر الفرد ،او حديثه
ولباقته في المعاملة ،وبالطبع يؤدي هذا الخطأ الى اعطاء فكرة غير صحيحة عن كفاءة هذا الفرد.
-خطا التأثر بالسلوك األخير : 2إن معظم عمليات قياس اآلداء تتم عن فترة زمنية سابقة ،مثل ستة
شهور أو سنة ،ولذلك يجب أن يمثل هذا التقييم متوسط أو حقيقة سلوك الفرد خالل تلك الفترة ،لكن الذي
قد يحدث هو أن يتم التقييم لما يمكن أن يتم تذكره بسهولة ،أي تقييم السلوك الجديد للفرد ،لكن ذلك قد ال
يمثل سلوك الشخص خالل الفترة كلها التي يتم التقييم عنها خاصة إذا كان العامل مدركا للتاريخ الذي
سيتم فيه تقييمه.
تقول التطبيقات والممارسات العملية لبرامج تقييم اآلداء ان هناك أسبابا تساهم في فشل هذه البرامج
3
وعدم تحقيقها لألغراض المستهدفة منها وفي ما يلي بعض هذه األسباب:
– قصور المعلومات لدى المديرين والمرتبطة باآلداء الفعلي األفراد؛
– عدم وضوح معايير تقيم اآلداء ؛
– عدم الجدية من قبل المديرين فما يخص عملية تقييم اآلداء ؛
– عدم استعدادا المديرين لمراجعة اآلداء مع العاملين؛
– االفتقار الى الصدق واالمانة في عملية التقييم؛
– القصور الناتج عن عدم معرفة الموظفين بنتائج اآلداء الذي يقومون به باستمرار" التقييم
المتتالي والمستمر"؛
– عدم كفاية الموارد الالزمة لتقديم مكافآت اآلداء المتميز؛
– استخدام المديرين للغات غامضة وعبارات غير واضحة في عملية التقييم.
81
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
1
واضافة لما سبق يرى بعض الباحثين وجود أسباب أخرى تساهم في فشل عملية تقييم اآلداء وهي:
– شعور المديرين باإلحباط نظ ار النهم يحصلون على مزايا محدودة او ال يحصلون على أي
مزايا بالمرة نظير ما ينفقونه من وقت وجهد مقابل تقييم اآلداء ؛
– قد ال يرغب المديرون في مواجهة العاملين وجها لوجه من خالل مقابالت التقييم؛
– عدم قدرة المديرين على التكيف (السباب شخصية) مع نتائج تقييم اآلداء .
وبالرغم من أهمية األهداف اإلدارية المرتبطة بعملية تقييم اآلداء ،إال أن العديد من القادة يرون
أن عملية تقييم اآلداء هي "شر ال بد منه " و أكثر من ذلك فإن العديد من القادة يكره عملية تقييم اآلداء
ألنها تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الفرد الوظيفي ،وتبدو هذه الظاهرة واضحة خاصة في الحاالت التي
يكون فيها أداء الموظف ضعيفا ،ويضطر المدير إلى إبالغ الموظف بذلك .وقد يدفع ذلك العديد من
القادة إلى التساهل في علمية تقييم اآلداء ؛ مما قد يؤثر سلبا على أداء العاملين في المستقبل ،ومن ثم
على أداء المؤسسة ككل ،لذا يجب على المؤسسة ان تعمل جاهدة لتحسين اآلداء لدى افرادها وهذا ما
سنوضحه في النقطة الموالية.
82
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
يشير تخطيط الموارد البشرية إلى "تحليل منظم للموارد البشرية المتاحة بالتنظيم ،والتنبؤ
1
باالحتياجات المستقبلية منها فى ضوء هذا التحليل ،مع التأكيد على االستخدام األمثل لهذه الموارد".
و هو أحد األنشطة(الوظائف) والممارسات األساسية التي تؤديها إداراة الموارد البشرية في كافة
أنواع المنظمات ،فمن خالله تقدر وتحسب احتياجات المنظمة المستقبلية من الموارد البشرية من حيث
مهارتها ،بشكل يخدم متطلبات تحقيق اهدافها.2
ا أعدادها وأنواعها و
ان عملية تخطيط الموارد البشرية تقوم على ثالثة اركان رئيسة هي ما يلي:4
-التنبؤ بمطالب العمل المستقبلي من الموارد البشرية ،ويتم ذلك في ظل وضوء حجم العمل الذي
حددته المنظمة وأداءها الكلي.
1محمد نبيل سعد سالم محمد ،محمد جاب هللا عمارة ،إدارة الموارد البشرية في المؤسسات االجتماعية ،دار الطباعة الحرة ،ط ،6مصر،
، 6552ص ( 921بتصرف)
2عمرو وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص 661
3محمد نبيل سعد سالم ،محمد محمد جاب هللا عمارة،مرجع سبق ذكره ،ص919
4عمرو وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص 615
83
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-التنبؤ بمدى قدرة المنظمة على تزويد أو تلبية مطالب العمل المستقبلي من مواردها البشرية
المتاحة لديها ،ويتم ذلك من خالل ما يسمى بتحليل قوة العمل الذي يشتمل على معرفة وتحديد
عدد الموارد البشرية المتاحة في كل قسم ووحدة إدارية ،ونوعياتها ،وتخصصاتها ،وامكاناتها على
تنفيذ حجم العمل المطلوب.
-مقارنة ما يحتاجه العمل المستقبلي من موارد بشرية مع ما هو متاح منها في المنظمة ،لتعرف
فيما إذا سيكون لديها مستقبال فائض ام نقص في هذه الموارد.
وفي كل األحوال ،ومن اجل تحسين اآلداء ،يجب على من يقوم بعملية تخطيط الموارد البشرية من
المشرفين اتخاذ اإلجراءات الالزمة لذلك ،حيث يتم تحديد مصادر الضعف في اآلداء اوال ثم معالجتها،
كما سنبين ذلك فيما يأتي:1
اوال -تحديد مصادر اآلداء الغير ﻓعال :توجد اسباب عديدة تجعل اداء الموظفين ال يتطابق مع معايير
اآلداء المستهدفة ،ومن هذه االسباب:
-ان الفرد يعتبر مصد ار رئيسيا لنقاط القوة والضعف في عملية اآلداء التي يقوم بها؛
-البيئة الخارجية والتي تشمل األسرة والمجتمع والمشكالت الشخصية المرتبطة بالفرد ،وكل ذلك له
تأثير على اآلداء؛
-بيئة العمل التنظيمية والمنان التنظيمي السائد ونظم الحوافز والمكافآت واألجور والترقية والعالقات
اإلنسانية وغيرها؛
-اسباب مرتبطة بالوظيفة نفسها مثل انخفاض المهارات الوظيفية لدى االفراد وعدم توافق متطلبات
الوظيفة مع خصائص الفرد.
و الجدول التالي يوضح ما سبق طرحه من اسباب. 2
84
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
1التساهل الشديد في تنفيذ السياسات وتحديد 1الوظيفة ال تتيح فرص التقدم والتطوير الوظيفي.
معايير اآلداء .
2الصراع بين اإلدارة والموظفين.
2انخفاض كفاءة االتصال.
0عدم امان ظروف العمل.
0عدم وضوح العالقات الوظيفية.
2عدم توفر او عدم مالءمة التجهيزات والمواد
2عدم كفاءة اإلدارة في تسيير مواردها البشرية و الخام ومستلزمات العمل.
المادية .
2عدم القدرة على اداء الوظيفة(.لتعقيدها او
2ضعف اهتمامات الموظفين ببرامج العمل.
غموضها)
المصدر :سيد محمد جاد الرب ،استراتيجيات تطوير وتحسين اآلداء ،االطر المنهجية والتطبيقات
العملية ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 10بتصرف)
85
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
الفرع الثالث :علقة التخطيط المرن للموارد البشرية بتحسين مستوى اآلداء الوظيفي
في عام 9192أجرى معهد إدارة األفراد األمريكي استقصاء توصل فيه الى نتائج مؤداها ان العديد
من المؤسسات تمارس ثالث انواع للمرونة لتحسين أداء أفرادها و تتمثل في: 2
-المرونة الوظيفية :وذلك عن طريق تأهيل الموظفين واكسابهم مهارات متعددة بالتدريب ،حتى
يتمكن هؤالء الموظفون من اداء وظائف ومهام مختلفة ،وأيضا حتى تتمكن المنظمة من إجراء
تغييرات في المسار الوظيفي بسهولة ومرونة.
-المرونة العددية :وهي تلك المرونة التي عن طريقها تستطيع المنظمة زيادة او تخفيض عدد
الموظفين في وقت قصير ،وذلك كرد فعل للتغيرات المفاجئة في الطلب والحاجة الى العمالة
وذلك عن طريق االعتماد على العمالة المؤقتة.
-المرونة المالية :تتضمن تحسين تصميم نظام األجور والوفاء بااللتزامات وهو ما يزيد من قوة
المنظمة في مواجهة االحتياجات ويجعلها أكثر مرونة فمثال يجب ان يكون هناك تقييم سوقي
ألجر الوظيفة ،والعمل على الزيادة الدورية لألجور ومالئمة المكافآت لآلداء والمهارة ،مع وضع
نظام عادل لمكافأة اآلداء.
86
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ومما ال شك فيه ان المرونة أصبحت السمة المميزة لنجاح اي نشاط في العصر الحديث ،والتطورات
في بيئة العمل تفرض على مديري الموارد البشرية توفير درجات عالية من المرونة خاصة عند تخطيط
القوى العاملة في منظماتهم ،وتهدف الى ما يلي:1
-جعل العمل اكثر مرونة؛
-تحسين االستفادة من الموظفين والقوى العاملة؛
-تخفيض تكاليف العمل؛
-المساعدة في تنفيذ الخطط بطريقة اكثر سهولة وتجنب الخطوات التي ال لزوم لها؛
-زيادة اإلنتاجية ورفع مستوى اآلداء.
وعليه فان استعمال المرونة في إدارة وتخطيط الموارد البشرية للمؤسسة يلعب دو ار هاما في زيادة
قدرة األفراد على التكيف والعمل بفعالية فى ظروف بيئية مختلفة ومتنوعة ،ما يؤدي الى زيادة إنتاجيتهم
وتحسين أدائهم وهذا ما يضمن االستم اررية للمؤسسة .وهناك من المؤسسات من رأت ان الطريقة األنجع
لتحسين اداء أفرادها هو اعتمادها على خصائص العاملين المتفوقين لديها او ما يعرف "بنموذج الجدارة" ،
والذي سيكون موضوع البحث في المطلب الموالي.
-يعرف كل من لوسيا و ليبسينغر نموذج الجدارة على أنه "وسيلة وصفية تحدد المهارات
والمعارف والخصائص الشخصية والسلوكية الالزمة ألداء دور وظيفي معين بدرجة عالية من
الكفاءة داخل المنظمة بما يساعد المنظمة على تحقيق أهدافها اإلستراتيجية".2
يتضح من التعريف السابق أن الجدارة هي وصف لنتائج التحليل التي تفرق بين أصحاب اآلداء المتميز
وأصحاب اآلداء المتوسط ،كذلك يمكن النظر إليه على أنه أداة التخاذ القرار التي تصف مجموعة
الشروط الالزمة ألداء وظيفة معينة.
87
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-وفى مؤتمر عالمي عقد فى جوهانسبرج عام 9110تم تعريف (الجدارة) بأنها "السمات والمؤهالت
الشخصية والعلمية والعملية التى تمكن الموظف من تحقيق معدالت أداء خارقة وقياسية ،تفوق
المعدالت الحالية ،أي أن معايير الجدارة تميز بين الموظفين الخارقين والموظفين العاديين.1
-ويعرف ميرابيل الجدارة على "أنها مجموعة المعارف والمهارات والقدرات التي يتملكها أصحاب
اآلداء المتميز".
-وتعرف ايضا على انها " خاصية ضمنية للشخص لها علقة سببية بأداء متفوق فعال يعتبر
مرجعا معياريا للوظيفة أو الحالة" .2وتعتبر الجدارات خواص ضمنية للشخص وتشير إلى طرق
التصرف أو التفكير في المواقف المختلفة ،اما العالقة السببية فان الجدارة هي مسببة اآلداء
المتميز الذي يعتبر في األخير معيا ار مرجعيا للتقييم بين األشخاص.
برغم التعقيد في تعاريف مفهوم الجدارة ،إال أننا يمكن أن نالحظ بسهولة أن تلك المفاهيم ترتبط
ببعضها ارتباطا وثيقا ،وترجع بدايات االهتمام بمفهوم الجدارة إلى كتابات تايلور ومقترحاته بشان اإلدارة
العلمية ودراسة 'الوقت و الحركة' ،كذلك فقد قدم ماك ليلند في السبعينات فكرة قياس الجدارة عندما قدم
نموذجه للتنبؤ باآلداء الوظيفي بشكل موضوعي ،ويبنى نموذجه حول فرضية أن العاملين من أصحاب
اآلداء المتميز يستخدمون مجموعة معينة من المعارف والسلوكيات ألداء الوظيفة بشكل متميز ،ودراستهم
تساعدنا على تحديد األشياء التي تسبب هذا التميز في اآلداء الوظيفي.3
كثي ار ما تختلف دراسات وبرامج الجدارة الوظيفية من شركة إلى أخرى ومن وظيفة إلى أخرى،
وذلك تبعا لرؤية اإلدارة وتوقعاتها لمستقبل كل موقع على خريطة التنظيم .وهذه الخطوات العملية هى:4
على المؤسسة أن تحدد الوظائف التى تحتاج إلى برامج لتنمية الجدار الوظيفية .يعتمد هذا على
حساسية هذه المواقع والوظائف بالنسبة للمؤسسة فى ضوء الموارد المتاحة .فال يصح أن تنفذ اإلدارة
1انتونيت لوسيا ،ريتشارد ليبزنجر ،نماذج الجدارة الوظيفية القياسات وتخطيط السياسات واستخدام االدوات ،خالصات كتب المدير ورجال
األعمال السنة الثامنة ـ مجلة نصف شهرية تصدر عن :الشركة العربية لإلعالن العالمى (شعاع) -العدد الثالث ،القاهرة ،فبراير،6555ص 6
2اليل م سبنسر األصغر ،سيجان م سبنسر ,الجدارة في العمل نماذج لألداء المتفوق ،ترجمة اشرف فضيل عبد المجيد جمعة ،معهد اإلدارة
العامة ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الرياض،9111 ،ص 61
3عادل محمد زايد،مرجع سبق ذكره ،ص ص ( 212-212بتصرف)
4انتونيت لوسيا ،ريتشارد ليبزنجر ،مرجع سبق ذكره ،ص 2
88
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
برامج تنمية الجدارة الوظيفية لعمال النظافة مثال ،وتهمل الجدارة الوظيفية للموظفين في المواقع اإلنتاجية
والتسويقية .إذ يجب تخطيط وتنفيذ برنامج الجدارة تبعاً ألولوية وحساسية المنصب .ولتفادى ذلك يمكن
تقسيم هذه الخطوة إلى النقاط التالية:
فإذا لم تكن المعايير المادية متوفرة يمكن استخدام ترشيح الرؤساء والزمالء والمرؤوسين أو العمالء
والزبائن وتشير األبحاث إلى أن تقديرات الزمالء لها مصداقية معيارية عالية بمعنى إنها تنبئ عن النتائج
المادية لألداء فى الوظيفة .وتستخدم هذه الخطوة للتعرف على مجموعة واضحة من ذوى اآلداء المتفوق
ومجموعة مقارنة من ذوى اآلداء المتوسط .ان تعريف معيار الفعالية نقصد به المعيار الصحيح للفعالية
فى الوظيفة على درجة قصوى من األهمية فلذلك اذا استخدم المعيار الخاطئ (مثل االعتماد على شهرة
الشخص بدال من أدائه) فان النموذج سوف يحدد الجدارات الخاطئة.
-الخطوة الثانية التعرف على العينة المعيارية :تعتبر المعايير المادية والترشيحات والتقديرات التى يتم
جمعها فى الخطوة األولى مهمة جدا فى التعرف على عينة معيارية جيدة من ذوى اآلداء المتفوق.
-الخطوة الثالثة جمع البيانات :يتم جمع البيانات وفقا لنوع نموذج الجدارة المستخدم أي ما يتناسب
و الوظيفة المراد تحسينها ،وتستخدم هذه البيانات فى إعداد نموذج الجدارة.
89
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-الخطوة الرابعة تحليل البيانات وتطوير نموذج الجدارة :فى هذه الخطوة يتم تحليل البيانات للتعرف
على الجدارات الشخصية والمهارات التى تفرق بين ذوى اآلداء المتفوق وذوى اآلداء المتوسط ،من الدوافع
أو المهارات أو أى جدارات أخرى تظهر لدى المتفوقين وال تظهر لدى المتوسطين لتكوين نموذج الجدارة.
-الخطوة الخامسة التحقق من نموذج الجدارة :يتم التحقق من نموذج الجدارة الناتج من الخطوة الرابعة
وذلك بتدريب مجموعة من األفراد استخدام الجدارات والنظر فيما إذا كان هؤالء األشخاص يحققون فعال
أداء أفضل فى المستقبل أم ال.
-الخطوة السادسة تجهيز تطبيقات نموذج الجدارة :بمجرد اإلقرار بصالحية نموذج الجدارة فانه من
الممكن استخدامه بطرق مختلفة حيث يمكن استخدام بيانات الجدارة فى تصميم مقابالت االختيارات
واالختبارات ومراكز التقييم لالختيار والمسار الوظيفى و تقييم اآلداء والتخطيط والتدريب والتطوير ونظم
المعلومات اإلدارية.
90
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
البيانـ ـ ــات الماديـ ـ ــة :مؤش ـ ـ ـرات المبيعـ ـ ــات ،األربـ ـ ــاح، •
مقاييس اإلنتاجية.
ترشيحات الرؤساء. • تحديد معايير فعـالية
تقديرات المرؤوسين (نوعية اإلدارة ،المعنويات •
اآلداء
تقديرات العمالء. •
جـم ـع الـبيـانـات
التحقق من نموذج
االختيار. •
الجدارة
التدريب. •
التطوير المهنى. •
تقييم اآلداء . •
تقييم برامج التدريب والتطوير الوظيفى. • التطبيــقات
91
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
1
الفرع الثالث :العلقة بين الجدارة ومستوى اآلداء
هناك عالقة سببية قوية بين درجة جدارة الموظف ومستوى اآلداء الذى يحققه للمؤسسة .فكما
تتحول األفكار إلى أفعال وسلوكيات ،تتحول المهارات والسمات الوظيفية الرفيعة إلى أداء ممتاز
وانجازات .لكن من الخطاء اعتبار كل المهارات الفردية جدارات وظيفية .فالجدارة الوظيفية ذات أثر فعال
على أداء الموظف .وفى هذا يقول وليام جيمس ،رائد علم النفس الحديث« :المهمة األولى لمن يدرس
اإلنسان هى أن يفرق بين المتغير الذى يغير ،والمتغير الذى ال يغير شيئاً».
فالمهارة الفردية التى ال تؤثر على أداء الموظف يجب استبعادها من الدراسة .إذ البد أن تقتصر
على دراسة تلك الجدارات الوظيفية التى هى بمثابة مدخالت أساسية يستخدمها الموظف فى إنتاج أنشطته
ومخرجاته فى بيئة العمل.
الشكل ( )02العلقة بين الجدارة ومستوى اآلداء
التطبيق تحديد
سمات
يؤدي المهارات
رفع مستوى األداء الجدارة
الفردية
الوظيفية
-االختيار والتعيين :حيث تعتمد ق اررات التعيين واالختيار على بيانات أكثر تعلقاً بإمكانيات النجاح
الفعلية للموظف من الطرق التقليدية السابقة.
-الترقية والمسارات الوظيفية :يساعد مدخل الجدارة المدير على اتخاذ ق اررات الترقية والتطوير الوظيفي
استنادا على بيانات موثوق بها في احتماالت نجاح الشخص فى الوظيفة وبالتالي يرقى إلى المنصب من
هو أقدر على العطاء فيه.
-التدريب والتطوير :يوضح مدخل الجدارة الفارق الدقيق في خريطة المهارات بين ما يتمتع به الفرد فعالً
من مهارات وبين ما تحتاج إليه الوظيفة .وبالتالي يمكن توجيه الجهود التدريبية لسد هذه الفجوة.
92
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
-إدارة اآلداء :تقلل بيانات الجدارة إلى حد كبير الجدل حول تقييم اآلداء وذلك عن طريق وضع مؤشرات
قياسية للتصرفات المطلوبة على تدريج تسلسلي يصعب الجدل حوله.
واذا كان عنص ار التأهيل العلمي والعملي يظهران وقت التقدم لطلب الوظيفة مما يعني عدم التأكد
من توفر مبدأ الجدارة فإن العناصر األخرى كاالنضباط في العمل وحسن التعامل وهما محك أو أساس
مبدأ الجدارة يتم التأكد من توافرهما والموظف على رأس العمل وخالل فترة التجربة ،ألنه مهما كان لدى
طالب الوظيفة من مؤهالت علمية وعملية فإن ذلك ال يكفي للحكم بتوفر مبدأ الجدارة لديه ،بل إن
الممارسة الفعلية للعمل والتعامل مع الرؤساء والمراجعين والصبر على تكاثر العمل والحاح المراجعين
يعتبر هو األساس لتوفر هذا المبدأ من عدمه.
وبصفة عامة يمكن تحديد أثر تميز اآلداء الوظيفي (اثر الجدارة) على أداء المؤسسة في زيادة
قدرتها التنافسية ،اذ إن الحاجة إلى زيادة القدرة التنافسية للمنظمات لم تعد محل جدال ،وتشير نتائج
الدراسات في هذا المجال إلى أن استخدام نماذج الجدارة يرتبط بشكل مباشر بتحسين قدرات المنظمة
التنافسية.1
ويرى زيميك ( )9111أنه بغض النظر عن مستوى الجودة في إعداد نماذج الجدارة؛ فإن المحك
األساسي هو كيف يمكن أن تساهم تلك النماذج في تحسين اآلداء التنظيمي وزيادة القدرة التنافسية،
وخالصة القول فإن نموذج الجدارة الفعال هو ذلك النموذج الذي يساعد على تعظيم االستفادة من تميز
اآلداء البشري في زيادة القدرات التنافسية للمنظمة.2
األهداف هى النهايات التي تسعى القيادة اإلدارية إلى تحقيقها من خالل توجيه الجهد الجماعي
للعاملين فى المنظمة .وتظهر اهمية األهداف من الرأي القائل ان السلوك اإلنساني هو سلوك هادف .واذا
كانت اإلدارة تختص بتوجيه السلوك اإلنساني ،فإن التفكير فى اإلدارة ،بمعزل عن التفكير فى األهداف
يفقد اإلدارة معناها .فاألهداف تضمن جوهر السلوك ٠ألن السلوك الذى يفتقد الغاية -مهما كانت هذه
93
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
الغاية-يفتقد مبررات وجوده ،واألهداف تعكس الجهود اإلنسانية( ،فإذا كنت ال تعرف إلى أين أنت ذاهب،
فإنك لن تعرف متى تصل إلى هناك) .واألهداف تنشط وتوجه الجهود ،وهى الدعامة التي يعتمد عليها
التخطيط والتنظيم والرقابة ..واألهداف توفر المقاييس الالزمة لتقييم اآلداء ،ألن مقارنة اآلداء باألهداف
الموضوعة يساعد على تحديد االنحرافات غير المرغوبة .ومن بين تعاريف اإلدارة باألهداف ما يلي:
-عملية يقوم بواسطتها الرئيس والمديرين والمرؤوسين فى منظمة ما ،مشاركة بتحديد أهدافها ،
وتعريف الميادين الرئيسية لمسئولية كل فرد فى شكل نتائج متوقعة ..واستخدام هذه المقاييس
كمرشد لتشغيل الوحدة ،وتقييم مشاركة كل عضو من أعضاءها .ويشير هذا التعريف إلى
عنصرين رئيسيين هما :المشاركة في وضع األهداف و تقييم اآلداء.1
-اإلدارة باألهداف هو منهج و أسلوب فى اإلدارة يتمثل في تطبيق مبادئ وأسس دينامكيات
2
الجماعة فى مجاالت اإلدارة ،وله صور عدة ..،وهي تعرف بمصطلح" البرمجة لتحسين اآلداء".
-وتعرف ايضا على انها النتائج التي تسعى المنظمة الى الوصول اليها مستغلة في ذلك الموارد
المادية والبشرية افضل استغالل ممكن ،ويتم ذلك من خالل سلسلة من الوسائل والنهايات ،وتعمل
في ادنى مستوى اداري حتى تصل الى اعلى مستوى.3
واألهداف هي كما يقول سايمون مجوعة من القيود التى تفرضها ظروف معينة على متخذي
القار ارت ،والتي يجب مراعاتها والوفاء بها عند االختيار من بين البدائل .4اي ان القيود والمطالب هي
التي تعكس األهداف الممكن تحقيقها.
تتضح األهمية القصوى لألهداف في العمل اإلداري ،بل في كل انواع النشاط اإلنساني ،ذلك بانها
تقوم بدورين أساسيين في إرشاد القائمين بالعمل :
1محمد نبيل سعد سالم ،محمد محمد جاب هللا عمارة،مرجع سبق ذكره ،ص 699
2لويس كامل مليكة ،،سيكولوجية الجماعات والقيادة ج،2ط،2الهيئة المصرية العامة للكتاب،،مصر ، 9191 ،ص 215
3زيد منير عبوي ،االدارة باالهداف ،ط ،9دار كنوز المعرفة،عمان ،6552 ،ص 10
4محمد نبيل سعد سالم ،محمد محمد جاب هللا عمارة،مرجع سبق ذكره ،ص 695
5على السلمي ،االدارة باالهداف طريق المدير المتفوق ،درا غريب ،القاهرة ،9111 ،ص 22
94
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
تحديد الفرص
اختيار األهداف
المصدر :علي السلمي ،اإلدارة باألهداف طريق المدير المتفوق،مرجع سبق ذكره،ص 91
1محمد نبيل سعد سالم ،محمد محمد جاب هللا عمارة،مرجع سبق ذكره ،ص 699
95
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
يظهر دور أسلوب اإلدارة باألهداف في تحسن مستوى اداء األفراد والمؤسسة من خالل النقاط التالية:
– األخذ بمبدأ المشاركة فى وضع األهداف يدفع الفرد لبذل اقصى جهده لتحقيق هذه األهداف وقد
أوضحت إحدى الدراسات المتخصصة فى هذا الغرض ارتفاع نسبة اإلنجازات المحقة بالنسبة
لالفراد الذين شاركوا فى تحديد اهدافهم عن هؤالء الذين لم تتاح لهم هذه الفرصة؛
– يتم التركيز على اآلداء وليس على السمات الشخصية ،كما ان التركيز يتم بالنسبة للحاضر
والمستقبل ،بعكس الطرق التقليدية التى تركز على الماضي.1
من ناحية أخرى ،فإن نظام اإلدارة باألهداف يحقق التوحد والترابط (ومن ثم اإلنجاز) بين مستويات
اآلداء الثالث:
– مستوى الفرد أو جماعة األفراد .
– مستوى التقسيم التنظيمي.
مستوى المنظمة –
األمر الذي يضمن توحد الجهود في اتجاه تحقيق أهداف مشتركة للمستويات الثالث ،وموضوعية
وعدالة التقييم حيث يرتبط أداء الفرد أو المجموعة بما يتوفر للتقسيم التنظيمي الذي يعمل به من إمكانيات
وتيسيرات تدعمها اإلدارة العليا للمنظمة ،وبالتالي تكون هناك مشاركة في المسئولية كما في العائد.3
1محمد نبيل سعد سالم ،محمد جاب هللا عمارة ،مرجع سبق ذكره ،ص 692
2زيد منير عبوي ،مرجع سبق ذكره ،ص 22
3علي السلمي ،االدارة باالهداف طريق المدير المتفوق ،مرجع سبق ذكره ،ص 99
96
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
ويظهر دور اإلدارة باألهداف جليا في التأثير على مستوى اآلداء من خالل ما تقدمه من مزايا
1
بالنسبة للمؤسسة والتي نوجزها في النقاط التالية :
– تؤدى إلى زيادة فرص تحقق غايات المنظمة من خالل تحليلها لألنشطة المختلفة التي تسهم في
تحقيق األهداف؛
– اإلعداد السليم لألهداف يمكن من تقويم اداء كل قسم او إدارة فى المنظمة عن طريق مراجعة
العديد من تلك األهداف وتحديد اإلنجاز الناجح لكل منها ؛
– تتيح معلومات تفصيلية عن جميع عمليات المنظمة ومتابعتها بما يساعد على تحسين الربحية؛
– تكشف العاملين المقصرين بسرعة ،نظ ار النهم ال يتمكنون من تحقيق األهداف المنوطة بهم؛
– ترتفع اإلنتاجية إذ يصبح باإلمكان تكليف الذين لم تكن تستغل مواهبهم على الوجه االمثل بمهام
إضافية تنفعهم إلى إنجازات اكبر؛
– يتحسن التنسيق والعمل الجماعي بين افراد الوحدة اإلدارية جنبا إلى جنب وينخفض معدل دوران
العاملين ويزداد رضاهم؛
نظر ألن ما يتقاضاه اى منهم إنما
– تيسير عدالة توزيع األجور اإلضافية والمكافآت على العاملين ا
يقوم على النتائج ال على المعدل الموضوع لالداء؛
– تزويد المؤسسة بأسس موضوعية لتقويم اداء المديرين.
بعد التطرق الى بعض الطرق التي تتبعها المؤسسة من اجل تحسين اداء األفراد من تخطيط مرن
للموارد البشرية ،و االعتماد على الجدارة كأساس لعملية تحسين اآلداء ،الى اعتماد اإلدارة المؤسسة على
األهداف كأسلوب لتقييم اآلداء و تحسينه ،سنعالج في الفصل الموالي اهم وسائل القيادة االدارية المؤثرة
على اآلداء الوظيفي .
1محمد نبيل سعد سالم ،محمد محمد جاب هللا عمارة،مرجع سبق ذكره ،ص 691
97
اآلداء الوظيفي وسبل تحسينه الفصل الثاني :
خاتمة الفصل
عالجنا في هذا الفصل مفهوم االداء بصفة عامة والعوامل المؤثرة عليه ،كما تطرقنا الى ادارة
االداء واهم اهدافها ومقوماتها ،واتضح جليا ان ادارة االداء هي مفهوم اوسع من عملية تقييم االداء ،فهي
تبدأ بتحديد األهداف والمهام والواجبات المطلوب من العامل أدائها ،وذلك عن طريق التدريب وتنتهي
بتحسين االداء وتطويره ،بناءا على ما يقدمه تقييم االداء من معطيات ونتائج والذي يعد اهم مرحلة في
دورة االداء ،وعلى هذه الدرجة من األهمية ،فانه (تقييم اآلداء) يحدد تلك الفئة من الموظفين الذين ال
يحققون للمؤسسة األهداف المتوخاة من توظيفهم ،االمر الذي يجعلهم عبئا على المؤسسة وتكلفة غير
مبررة ،وهو ما يضمن بدوره اتخاذ اإلجراءات الصارمة باستبدالهم بآخرين أكثر تأهيال وقدرة على تحقيق
تعبير عن إمكانية االستمرار والترقي في
ا أهدافها .وفي ما يخص الموظف ،يمثل تقييم اآلداء بالنسبة له
اآلداء. المؤسسة ،من خالل تالفي اوجه القصور التي لديه وتقديم افضل مستوى ممكن من
وتحسين االداء يعتبر هاجس كل مؤسسة ترغب في البقاء والمنافسة ،وفكرة تحسين االداء تقوم
على ان كل عامل يجب عليه تحسين ادائه باستمرار ،لذا تم استحداث مناهج وطرق عدة من اجل بلوغ
التميز في االداء ،فمنها من اعتمد المرونة في ادارة المورد البشري كمحور ارتكاز في تحسين اداء االفراد
وتطويره ،ومنها من راى ان االفراد ذو الجدارة واالداء المتميز هم المرجعية في وضع معايير االختيار
والتعيين للوظيفة ،أي ان الوظيفة ال يشغلها اال من هو اهل لها ،أي صاحب الجدارات و المهارات التي
تمكنه من اداء متطلبات العمل على احسن وجه ،ومن المؤسسات من اعتمدت منهج االدارة باألهداف
كأسلوب لتحسين اداء أفرادها ،فوضع األهداف مسبقا يسهل على الفرد معرفة حجم ونوع العمل المطلوب
منه اداءه ،هذا الوضوح في الرؤية والتوجه يجعل من العمل (الهدف المحدد بالنسبة لكل فرد) غاية يجب
الوصول إليها ،وهذا ما يساهم في تحسين األداء الفردي والجماعي و تحقيق األهداف التنظيمية ككل.
ان كل ما سبق التطرق اليه سواء من عملية تقييم االداء او تطبيق مناهج التحسين والتطوير لالداء
اليكون ناجحا اال في ظل وجود قيادة ادارية تضبط عملية التقييم والتحسين معا ،وعليه سيكون محور
الدراسة في الفصل الثالث هو بحث العالقة بين القيادة االدارية وهو ما تم طرحه في الفصل االول واالداء
الوظيفي في الفصل الثاني.
98
الفصل الثالث
استعرضنا في ما سبق االداء الوظيفي وعملية تقييمه وكذا المشاكل التي تواجه عملية التقييم
وبعض الطرق التي تستعملها المؤسسات من اجل تحسين مستوى االداء الوظيفي ألفرادها ،وفي هذا
الفصل سنحاول الربط بين الفصلين االول والثاني وذلك بتحديد العالقة بين القيادة اإلدارية واالداء
الوظيفي ،من خالل دراسة اهم الوسائل التي يستعملها القادة اإلداريين بهدف التأثير على اداء المرؤوسين
وتحسين مستواهم ،وبالتالي تحقيق أهداف المؤسسة ،ومن بين أهم هذه الوسائل المحققة للرضا الوظيفي
والمؤثرة على اآلداء نجد نمط القيادة المطبق من طرف القادة ،بناء فرق العمل و التحفيز.
99
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
المبحث االول :نمط القيادة( اإلشراف) وسيلة في التأثير على أداء العاملين
مما ال شك فيه ان نمط القيادة المطبق في المنظمة و المتبع مع االفراد له تاثير مباشر على
مستوى ادائهم للعمل وانجازهم لالهداف المطلوب تحقيقها ،وبعد استعراض نظريات القيادة المختلفة ،وكذا
تقسيم انماط القيادة األكثر شيوعا واستعماال والمتمثل في النمط األوتوقراطي ،و النمط الديمقراطي والنمط
الحر ،بينت الدراسات ان تأثير اي نمط قيادي يعتمد على سلوك القائد ،ومدى قدرته على الربط و تحقيق
التكامل ،بين مصالح األفراد ومصالح المنظمة ،من اجل تحقيق األهداف المرسومة .وفي هذا السياق
سنتعرض في هذا المبحث الى :
– المطلب األول :محددات النمط القيادي
– المطلب الثاني :تاثير النمط القيادي على أداء العاملين
قبل تحديد العوامل الخاصة بالقائد نحدد مفهوم النمط ،حيث يعرف لغة هو الط ارز ،النموذج ،النوع ،وهو
مصطلح يقابله في اللغتين الفرنسية TYPEواالنجليزية PATTERNأما من حيث مفهومه كمصطلح في
اإلدارة فيعرف:
– اما أحمد زكي بدوي فإنه يحدد مصطلح" النمط" بأنه نمط من العالقات المتصورة و الملموسة
التي يشاهدها اإلنسان في مالحظته للعالم كالسلوكيات االجتماعية أو أنماط البناء االجتماعي.1
– و يقصد باألسلوب "النمط" الوسائل أو الطرق المستخدمة التى تعمل على تحقيق األغراض
2
واألهداف التنظيمية.
بناء على ذلك فإن القائد ينتقى النمط أو األسلوب القيادي الذى يساعده على تحقيق المهام القيادية
واإلشرافية التى يرمى إليها من خالل اختيار النمط ،وهي:
– تقليل الفجوة بين السلوك الفعلي والمستهدف للمرؤوسين؛
– توجيه المرؤوسين إلى أنماط وأساليب سلوكية جديدة تتفق مع أهداف اإلدارة؛
– تنمية روح التعاون بين أفراد وجماعات العمل مع المرؤوسين ،والعمل كفريق متكامل.
1درويش عبد الكريم ،تكال ليلى ،أصول اإلدارة العامة ،ط ، 2المكتبة األنجلو مصرية ،القاهرة ، 2792 ،ص .683
2حسين عبد الحميد احمد رشوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 79
100
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
إن سلوك المدير في أي لحظة يتأثر إلى درجة كبيرة بمجموعة من العوامل أو القوى التي تتفاعل
داخليا في شخصيته .ومن بين العوامل الداخلية الهامة التي تؤثر على القائد نذكر اآلتي:1
اوال -ميول القائد الشخصي :يختلف القادة في ميوالتهم القيادية الختالف السمات الشخصية بينهم،
فهناك من يشعرون براحة أكثر عند تطبيقهم األساليب التسلطية ،وهناك من يشعرون براحة أكثر عندما
يعملون وسط الجماعة كعضو من أعضائها حيث يشاركون مرؤوسيهم في الكثير من وظائفهم.
ثانيا -نظام القيم :تعتبر القيم والمتمثلة في معتقدات وآراء القائد حول حرية المرؤوسين بمثابة معايير
لالختيار بين البدائل السلوكية المتاحة للقائد في موقف معين ،وعليه فإن اختيار الفرد لقيم معينة يعني
توقع ممارسته ألنشطة سلوكية تتفق وتلك القيم؛ و بالتالي فان نسق القيم سيؤثر على سلوك القائد من
حيث حجم المشاركة والحرية في اتخاذ الق اررات الذي سيسمح به للعاملين معه ،وكذلك حدود المسؤولية
الواجب إتاحته لهم.
ثالثا -الخبرة :اهم محددات األسلوب القيادي ،حيث أن القائد ذو الخبرة الفنية العالية ،سيعتمد على خبرته
تلك في قيادة مرؤوسيه وسيجعلها المصدر الرئيس للقوة التي يرتكز عليها في قيادتهم ،كما يقلل من
اعتماده على غيره ،أما القائد ضعيف الخبرة ،فيتحتم عليه االستعانة بمن معه في المؤسسة.
رابعا -التصورات المضمرة التي يتبناها القائد حول خصال مرؤوسيه :فالقائد الذي يؤمن بوجوب متابعة
مرؤوسيه بدقة ليتأكد من حسن أدائهم للمهام الموكلة إليهم ،يتبنى تصورات ضمنية عن طبيعة المرؤوسين
تختلف عن ذلك الذي يدع مرؤوسيه يؤدون العمل على النحو الذي يناسبهم؛ تلك التصورات المضمرة
التي يتبناها القائد حول طبيعة المرؤوس على أساسها يبنى أسلوبه القيادي.
ويضاف الى ما سبق:
– مدى شعوره باألمان في المواقف الغامضة ،فالقادة تزداد حاجتهم لالستقرار واألمان في بيئة عدم
التأكد التي يعملون فيها؛
– مدى ثقته في مرؤوسيه ،يختلف القادة في مدى الثقة التي يولونها لآلخرين بصفة عامة ،فمستوى
الثقة الممنوح يكون كبي ار بالنسبة للمرؤوسين األكفاء واألكثر خبرة مقارنة بغيرهم من األقل خبرة أو
الجدد ،وبالتالي يتأثر سلوك القادة حسب مقدار هذه الثقة.
1طريف شوقي ،السلوك القيادي وفعالية اإلدارة ،دط ،دارغريب؛ القاهرة ،2772 ،ص ص 261-223
101
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
ان القائد ال يعمل وحده بل وسط مجموعة من األفراد ،وقبل اختياره للنمط القيادي يجب أن يأخذ
1
في اعتباره أيضا مجموعة العوامل أو القوى المؤثر على سلوك أفراد هذه المجموعة .وهذه العوامل هي
اوال -توقعات المرؤوسين :يرى كل من رايتسمان وديوكس أن :القائد الكفء هو الذي يدرك ما يريد
اآلخرون أن يوصلوه إليه ،وأن يعدل سلوكه في ضوء هذا اإلدراك حتى ينال تقبل الجماعة ويشحذها
لألداء؛ أي أن القائد يتأثر بتوقعات مرؤوسيه ويعمل على أن يتواكب معها ،وعليه فإن -بعض -القادة ال
يختارون أساليبهم القيادية لمجرد أنها تتوافق مع شخصياتهم أو متطلبات المواقف وطبيعة المهام الموكلة
إليهم ،بل انهم يصيغون ويعدلون أسلوبهم وفقا لرغبات وتوقعات مرؤوسيهم.
ثانيا-مستوى نضج المرؤوسين :يعكس مستوى نضج المرؤوس كال من مستوى خبرته بالعمل ومستوى
دافعيته ألدائه ،فالعامل الناضج هو القادر والراغب في بذل المزيد من الجهد إلنجاز مهام العمل على
النحو األكمل ،لذا وجب تطبيق -مع كل مستوى من مستويات نضج المرؤوسين -أسلوب قيادة مختلف
يكون أكثر مالئمة له.
ثالثا -سلوك المرؤوسون مع القائد :عادة ما يتشكل أسلوب القيادة اإلدارية للقائد وفقا لسلوك مرؤوسيه،
اي أن أسلوب القائد مع مرؤوسيه يتحدد -جزئيا -تبعا لألسلوب الذي يتعاملون به معه ،وبالتالي سيكون
لدى القائد بدائل من األساليب القيادية يمارس مع كل مرؤوس ما يناسبه في مرحلة معينة ،ويقدم زياد
الخليفة األموي ،تصو ار ألسلوب قيادة مرن للقيادة ،حين يقول " :سس خيار الناس بالمحبة ،وامزج للعامة
الرهبة والرغبة ،وسس سفلة الناس باإلخافة ".
رابعا-مدى االستعداد لتحمل المسؤولية :حينما يدرك القائد أن المرؤوسين يعتبرون المسؤوليات اإلضافية
أنها تعبير عن الثقة فيهم ،فسيوسع من مدى المسؤولية المنوط بهم وحيز المشاركة المتاح لهم ،وبالمقابل
بإدراكه أن المرؤوسين يتنصلون من المسؤولية فسيلجأ لتقليص مدى تلك المسؤولية والمشاركة.
خامسا -مدى االهتمام بالمهمة والقدرة على استيعابها :إن شعور المرؤوسون بأهمية المهمة ووعيهم
وتقديرهم لالعتبارات المحيطة بالموقف المصاحب ألدائها ،يستحثهم لبذل قصارى جهدهم في سبيل
إنجازها ،وفي المقابل حين يكون هذا االهتمام منخفضا ،فإن دافعيتهم لألداء والعناية بمستوى الجودة
102
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
سينخفض أيضا ،مما يحدو بالقائد ألن يسلك معهم على نحو مختلف في كلتا الحالين حيث يلجا إلى
أسلوب التعاطف والتشجيع في األولى ،والى المتابعة اللصيقة والتلويح بالعقاب في الثانية.
هناك جوانب عديدة للمهمة تؤثر في اختيار القائد ألسلوبه القيادي ،تتمثل في:1
اوال -غموض المهمة :إن غموض المهمة وعدم وضوح طرق إنجازها ،يحتم على القائد اتخاذ دور
يتمثل في تنظيم العمل ووضع تعليمات واضحة لكيفية األداء ،إضافة إلى تزويد المرؤوسين بالخبرات
والمعلومات الالزمة إلزالة ذلك الغموض ،كما يعمل على تقليل التوتر المصاحب للفشل في األداء .أما
إذا كانت المهمة واضحة وثمة أكثر من طريقة لتنفيذها ،فإن القائد يترك هامشا كبي ار من الحرية لمرؤوسيه
الختيار الطريقة التي تناسبهم ،خاصة إذا كانوا مرتفعي الخبرة وتغمرهم حاجة االعتماد على الذات.
ثانيا -قابلية المهمة للتقسيم (تحديد األدوار) :يرى هوالندر إلى انه اذا كانت المهمة قابلة للتقسيم إلى
أجزاء منفصلة ،على عدد من األفراد ليقوم بأدائها ،يمكن من تحديد مسؤولية كل منهم بوضوح ،فإن سلطة
القائد حينئذ يتسع مداها ،فالمرؤوس الذي يفشل في أداء الجزء الموكل اليه يسهل اكتشافه ومساءلته ،اما
في حال تعذر تقسيم المهمة ،فانه يتم أداؤها بشكل جماعي يصعب معه تحديد المسؤوليات بصورة دقيقة،
ما يؤدي بالقائد الى انتهاج سلوك مختلف في توجيه المرؤوسين حيث يعنى بتنمية روح الفريق لديهم،
وتعميق الشعور بالمسؤولية لدى كل فرد منهم.
ثالثا-االستقاللية :تشير إلى مدى االستقالل وحرية التصرف المتاحة للمرؤوس في تنفيذ المهمة ،ومن
المفترض أن مدى االستقاللية التي تتيحها المهمة للمرؤوس ترتبط ارتباطا سلبيا بمدى الحرية الذي يمنحه
القائد للمرؤوسين ،اي أنه كلما زادت استقاللية المرؤوس في أداء المهمة كلما انخفض سلوك التحكم
والتوجيه من جانب القائد ،والعكس صحيح.
رابعا -تقديم عائد(التغذية الرجعية) حول األداء :التغذية الرجعية هي كمية المعلومات التي يتلقاها
المرؤوسون من العمل ذاته فيما يخص مستوى األداء ،ومدى فعالية جهودهم - ،وفقا لمعايير موضوعية
واضحة لتقييم األداء -فهذا يؤدي الى تقليص دور القائد أو سلوكه الخاص بتقديم التغذية الرجعية
103
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
للمرؤوسين حول األداء؛ بينما حين يصعب على الفرد الحصول على تغذية رجعية ألدائه من خالل سياق
العمل ،فإنه يصبح في حاجة لرأي القائد ومن ثم يتزايد دور ونفوذ القائد بالنسبة له.
إضافة الى ما سبق ذكره من متغيرات ،هناك عوامل أخرى مرتبطة بالبيئة والموقف الذي يعمل
فيه القائد والذي يؤثر على سلوكه ،ومن أهمها ما يلي:1
اوال -نوعية القيم والتقاليد السائدة في المؤسسة :أن المنظمات مثلها مثل األفراد لها مجموعة خاصة
من القيم والتقاليد (ثقافة المؤسسة) التي تؤثر على سلوك األفراد الذين يعملون في إطارها ،فسرعان ما
يكتشف أي قائد جديد أن هناك أنماطا سلوكية معينة مقبولة وأخرى غير مقبولة في البيئة الجديدة التي
يعايشها ،وسرعان ما يتعلم أن انحرافه عن تلك األنماط السلوكية المقبولة سوف يخلق له المشاكل ،لذا
يجب عليه ان يختار سلوكا يتوافق وتلك الثقافة السائدة.
ثانيا -كفاءة الجماعة :قبل أن يفوض القائد سلطات اتخاذ الق اررات إلى الجماعة ،فإنه عادة ما يأخذ في
اعتباره مقدار كفاءة الجماعة ،التي تقاس عادة بالفترة الزمنية التي قضتها في العمل كفريق ،وكلما اشترك
أعضاء الفريق في مجموعة من الصفات الشخصية مثل الخبرة ،المستوى العلمي ،االهتمامات ،كلما ازدت
فعاليتها.
ثالثا -طبيعة المشكلة ذاتها :مع ازدياد تعقد المشروعات الحديثة وتقدم التكنولوجيا المستخدمة ،يمكن
القول بآن المشاركة في صنع واتخاذ الق اررات أصبحت في حكم الضرورة ،حيث يتطلب األمر اشتراك عدد
كبير من األخصائيين في حل المشاكل المعقدة .وتشكل الضغوط الزمنية أكثر الضغوط تأثي ار على القائد،
فكلما كان الوقت قصي ار التخاذ القرار كلما اعتمد القائد على نفسه في ذلك وقل إشراك المرؤوسين والعكس
صحيح.
مما سبق نستنتج أن النمط يعد محصلة التفاعل المستمر بين مجموعة مختلفة من العناصر
والقوى ،عوامل متعلقة بالقائد وما يمتلكه من سمات شخصية وقيم ومعتقدات ذاتية وخبرات مكتسبة
وغيرها ،..وعوامل مرتبطة بالمرؤوسين و توقعاتهم وكذا خبرتهم ورغبتهم ومدى تحملهم للمسؤولية في
العمل وغيرها ،باإلضافة إلى متغيرات الموقف من ثقافة المؤسسة وكفاءة جماعة العمل بها وطبيعة
1رعد حسن الصرن ،ادارة االبتكار و اإلبداع ،كيف تخلق بيئة لبتكارية في المنظمات ،ج ، 2دار الرضا للنشر ،دمشق ،2992،ص 213
104
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
المشكلة في حد ذاتها ،كلها عوامل تؤثر على سلوك القائد و تحدد اختياره للنمط القيادي الذي يراه مناسبا
لتحقيق أهداف المؤسسة من األنماط القيادية الثالث األوتوقراطي ،الديمقراطي والنمط الحر ،والتي يتفاوت
تأثيرها على االداء الوظيفي للعاملين من نمط الى اخر وهذا ما سنبينه فيما يأتي.
تشير نتائج الدراسات التي أجريت على نمط اإلشراف الذي يتبعه الرئيس مع مرؤوسيه الى وجود
عالقة بين نمط اإلشراف وتأثيره على اداء و رضا المرؤوسين عن العمل.
فإذا قمت بإلقاء حجر في بركة مياه ،سينتج عن ذلك اثر ما حتى لو كان الحجر صغيرا ،حيث
يبدأ ظهور دوائر متحدة المركز في المياه ،تبدا في االتجاه خارجا ،مستمرة في االتساع ،اي ان لهذا
اثر كبي ار اذا ما قارنته بحجمه .نفس التأثير يمكن مالحظته عندما يتسم بالسلوك االيجابي ،حيث
الحجر ا
ان تأثيره لن يكون له فائدة على شخص القائد فقط ،بل سيمتد في شكل دائرة مستمرة االتساع من التأثير
على المرؤوسين ،وعلى المؤسسة ككل 1.وتأثير الحجر في الماء يعتمد على عاملين ،حجم الحجر وقوة
إلقائه ،وهذا ينطبق على القيادة ،فحجم التأثير الذي يحدثه القائد مرتبط بعاملين ،األول خصائص
شخصية القائد اما الثاني اسلوبه في القيادة.
ان سمات القائد من اهم االمور التي تمكنه من اداء مهامه الوظيفية بنجاح وذلك عن طريق تعبئة
مرؤوسيه بتحقيق الرضا الوظيفي لديهم لضمان رفع مستوى ادائهم ،وتوجيههم الى تحقيق أهدافهم وأهداف
المؤسسة .وللقائد الناجح سمات تميزه عن غيره نذكر من بينها :2
– أن يكون ديمقراطيا ،وأال يستقل في اتخاذ الق اررات الهامة وحده ،بل يشرك معه من يراهم ذوي
الخبرة؛
االعتماد على الحقائق ،وال يصدر شيئا إال بعد التأكد من ذلك حتى ال تعميه اإلشاعات الكاذبة –
فتكون ق ارراته خاطئة؛
1عاطف جابر طه عبد الرحيم ،السلوك التنظيمي(مدخل نفسي سلوكي لتطوير القدرات) ،الدار الجامعية،مصر،2997،ص ( 122بتصرف)
2عامر عوض ،السلوك التنظيمي االداري ،ط ، 2دار اسامة للنشر ،االردن ،2998 ،ص ( 223بتصرف)
105
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
الحرص الشديد ،و بصفة خاصة إذا تعلق األمر بمصالح األتباع ،فال ينبغي للقائد أن يتخذ ق ار ار –
خطي ار إال بعد دراسة كافة جوانبه وردود األفعال المتوقعة حياله؛
الشجاعة ،بحيث يستطيع مواجهة أي موقف دون خوف؛ –
القابلية البدنية ،أن يكون القائد بحالة صحية جيدة حتى يستطيع أن يبذل الجهد البدني والعقلي، –
بما يتالءم مع مسؤوليته ،وأن يكون قوي األعصاب ال تهزه المشاكل؛
القدرة على تحمل المسؤولية ،وهذا يعني أن يكون القائد متمتعا بالسيادة في مجال النشاط الذي –
يشرف عليه وعلى غيره من التابعين.
اإللمام باألصول العلمية لإلدارة ،والمعرفة الجيدة للعمل فهذا يعد مصدر قوة بالنسبة له؛ –
العقلية المنظمة التي تستطيع أن تخطط وتنظم وتراقب؛ –
القدرة على اكتساب الثقة؛ –
المحبة المتبادلة بينه وبين األتباع . –
يعد أسلوب القيادة المطبق من طرف القادة مع مرؤوسيهم العامل الثاني المهم من حيث حجم
التأثير على رضا المرؤوسين ومستوى ادائهم ،وعلى مناخ العمل بصفة عامة ،فاثر األسلوب الديكتاتوري
يختلف عن اثر األسلوب الحر ،وكالهما يختلفان في األثر مع األسلوب الديموقراطي ،وفي ما يلي تحديد
ألثر كل نمط على االفراد.
اوال :اثار نمط القيادة الديكتاتوري على األفراد :ان اهم الجوانب التي يظهر فيها تاثير هذا النمط من
القيادة على االفراد والذي بدوره يؤثر على االداء الوظيفي لديهم نذكر ما ياتي:1
-محاولة بعض افراد الجماعة الحصول على اهتمام خاص عند القائد والتقرب اليه بطريقة ماكرة
مستترة ،و التسلق على أكتاف اآلخرين؛
-كثرة الدس والوشاية والتكتالت والمشاحنات؛
-قتل االقتراحات البناءة؛
-انتشار الكراهية بين افراد الجماعة والنقد الالذع للزمالء؛
محمد حسنين العجمي،االتجاهات الحديثة في القيادة االدارية والتنمية البشرية ،ط ،2المسيرة للنشر،االردن،2998 ،ص ( 89بتصرف) 1
106
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
ثانيا :اثار نمط القيادة الديموقراطي على األفراد :تظهر اثار هذا النمط من القيادة على االفراد في جوانب
عدة نذكر منها ما يلي: 1
ثالثا :اثار نمط القيادة الحر على االفراد :تظهر اثار هذا النمط من القيادة على األفراد من خالل :2
-ازدواجية الجهود واضاعة الكثير من الوقت؛
-إهمال بعض الجوانب المهمة في أوجه النشاط؛
-عدم وجود حماسة حقيقية عند العاملين واإلخفاق في تعبئة طاقاتهم واهمالهم لعملهم؛
-كل هذا يؤدي الى شعور بعدم الرضا لدى العاملين ،وذلك لعدم توفر مناخ تنظيمي تحدد فيه
المسؤوليات بدقة ويشجع على العمل ،مما يؤثر سلبا على آدائهم الوظيفي.
و اجماال ،توجد جوانب قصور في سلوك القادة والتي تؤثر على اداء المرؤوسين نذكر منها: 3
– بعض السلوكيات المرفوضة :عندما يصبح القائد انانيا – يفشل في سماع نصائح االخرين –
ينظر لالخرين بتكبر وتعالي...
107
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
– االعتقاد بان القائد يولد وال يصنع :مقولة شهيرة "ولدت قائدا" بالرغم من صحتها في بعض
الظروف اال انها ال تكون صحيحة باستمرار ،فالعديد من القادة يتعلمون بالتفكير والتجربة .وهذا
االعتقاد عند القائد يجعله ينظر الى المرؤوسين بنظرة دونية ،ما يؤدي الى تشكيل فجوة بين
القائد وتابعيه ،االمر الذي يؤثر على نفسية المرؤوسين وبالتالي على ادئهم.
– االعتقاد بان الكاريزما تؤدي الى القيادة :ان العبرة في الكاريزما هي انها تظهر في التاثير
المرغوب(المقبول) لدى االفراد من خالل القائد الكاريزمي ،حيث ان القادة الذين اوجدوا الكاريزما
يلقون احتراما زائدا من أتباعهم وذلك يزيد من والئهم واستجابتهم ،هذا االعتقاد سوف يحدث
مشكلة في حال تغير القائد وذلك برفض القيادة الجديدة.
– االعتقاد بان ممارسة القيادة تكون فقط لمن هم في قمة الجماعة او التنظيم :ربما يكون هذا
هو االعتقاد الشائع عن القيادة اال انه غير دقيق ،فالقيادة الفعالة ال تبدا مع الرؤساء وال تقتصر
عليهم ،فاألشخاص الذين يبتكرون االفكار التي تطور مجتمعهم يعتبرون من النماذج الجيدة
للقيادة ،كما ان هؤالء الذين يكتشفون االفكار ويضعون االهداف وينجزونها هم اكثر القادة فعالية.
هذا االعتقاد يقتل روح المبادرة لدى االفراد ويؤدي الى هدر لطاقات وافكار كان من الممكن ان
تحسن من اداء المؤسسة.
– االعتقاد بان القادة الفعالون يتحكمون ويوجهون ويحركون االخرين :فالقيادة الفعالة ليست
ممارسة القوة على التابعين وانما هي القدرة على تمكينهم من اداء المهام الموكلة اليهم ،فالقادة
غير الفعالين يحققون اهدافهم بدفع االخرين الى للعمل ،اما القادة الفعالون تجدهم يقودون بالجذب
وليس بالدفع وباإللهام وليس باالمر ،وبتمكين االخرين من استخدام قدراتهم بدال من انكارهم لدور
التابعين.
مما سبق التطرق اليه من أثار األنماط المختلفة للقيادة على االفراد داخل المؤسسة ،وامتدادا هذا
التاثير الى العمالء خارج حدود النظام ،يمكننا اقتراح الشكل التالي الذي يبين انتقال التاثير من القائد الى
غيره بهدف تحسين مستوى االداء وتحقيق األهداف التنظيمية التي من اهمها رضا العمالء.
108
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
فوائد القائد
السلوك االيجابي
للقائد
فوائد المرؤوسين
فوائد العمالء
المصدر :عاطف جابر طه عبد الرحيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 126بتصرف)
حسب الشكل فان القيادة الناجحة تحقق مجموعة من الفوائد تعود على القائد نفسه وعلى
المرؤوسين وعلى مستوى اداء المؤسسة .والقيادة الفعالة هي قدرة المشرف في التأثير على سلوك اآلخرين
لغرض توجيه مجهوداتهم نحو تحقيق الهدف الم ارد "االداء المتميز" ،شريطة ان يحرص المشرف على
عدم تحقيق اهداف المنظمة على حساب اهداف العاملين.1
1بشير العالق،تنمية المهارات االشرافية والقيادية ،دار اليازوري للنشر ،االردن،2997،ص 293
2عاطف جابر طه عبد الرحيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 121بتصرف)
109
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
وبالنسبة لألفراد فان القيادة السليمة تنتج افرادا يتميزون بما يلي:1
– يعرف كل فرد في مجموعة العمل واجباته ومهامه؛
– يؤدي كل فرد في مجموعة العمل واجباته بكفاءة؛
– يعمل الجميع في ظل غياب القائد بذات الكفاءة كما لو كان هو موجودا بذاته؛
– يحاول كل فرد في مجموعة العمل ان يحل اي مشكلة يتعرض لها في العمل بحكمة مع باقي
فريق العمل؛
– يبادر كل فرد بتقديم مقترحاته لتطوير العمل دون خوف .
و يضيف عاشور انه كلما كان نمط سلوك المشرف متوافقا مع تفضيالت وخصائص المرؤوسين
أنفسهم كلما زاد رضاهم عن العمل ،والعكس بالعكس .فالمشرف الذي يفوض سلطات وحريات واسعة
لمرؤوسين يفضلون االستقالل في العمل ويتمتعون بقدرات عالية ،ال شك يشبع احتياجاتهم ويحقق رضاهم
عن العمل .اما المشرف الذي يفوض تلك الحريات الواسعة الفراد يفضلون المسؤولية المحدودة ويتمتعون
2
بقدرات منخفضة ،فهو يخلق ارتباكا وتوت ار لدى مرؤوسيه ويثير بذلك استياءهم تجاه العمل.
– كفاءة اكبر ومستوى اداء أعلى ،خدمة أفضل وجودة اداء أحسن؛
– سمعة جيدة للمؤسسة وسط المنافسين؛
– توفر مناخ ايجابي للعمل للقائد والمرؤوسين.3
وعليه فان ل نمط القيادة اثر بالغ التاثير على مستوى اداء االفراد وذلك بتوجيه جهودهم الى تحقيق
االهداف المسطرة ،وتبين ان النمط الديمق ارطي للقيادة يعد ابلغها تأثي ار في سلوك وتوجهات االفراد واالكثر
قبوال لديهم ،و االكثر مالئمة لبناء فريق العمل الذي يعد وسيلة اخرى من وسائل القيادة االدارية في
التاثير على االداء وتحسينه ،وهو ما سنناقشه في المبحث الوالي.
1عامر عوض ،السلوك التنظيمي االداري ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 22بتصرف)
2احمد صقر عاشور ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 217بتصرف)
3عاطف جابر طه عبد الرحيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 123بتصرف)
110
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
المبحث الثاني :بناء فريق العمل وسيلة للتأثير على مستوى أداء العاملين
كما تقدم في دراسة تاثير النمط القيادي على االداء ومدى مساهمته في توفير مناخ تنظيمي
مالئم لتكوين الجماعات وبناء فريق العمل ،فان دراسة هذه الجماعات تسهم فى تفسير وتحليل الكثير من
الظواهر السلوكية فى المنظمة والمجتمع ،ومن امثلة هذه الظواهر التعاون ،الصراع ،و التنافس بين
األفراد ،من جهة أخرى يمكن أن تكون الجماعات قوة دفع لتقدم المجتمع ،كما أنها قد تسهم مساهمة كبيرة
فى رفع مستوى معيشة افراده أو العكس ،حيث قد تصبح بعض الجماعات قوة مدمرة إذا أتسم سلوكها
بالصراع المستمر ،وعلى ذلك فإن الجماعات ذات أهمية كبيرة ولها خطورتها فى حياة الفرد والمنظمة،
ومن هنا تبرز اهمية دراسة هذه الجماعات وتوجيهها ،وبناء فرق العمل التي تضمن انجاز االعمال
وتحقيق االهداف المنوطة بها معتمدة على القائد في التوجيه والتدبير ،وعليه سنعالج في هذا المبحث
مفهوم فريق العمل ومراحل تكوينه وتاثير فريق العمل باعتباره وسيلة من وسائل القيادة على االداء
الوظيفي لالفراد كما يلي:
على الرغم من أن العمل الجماعي كان دائما من سمات البشر ،لكن الكتاب والباحثين لم يهتموا
بدراسة هذه الظاهرة بصورة علمية منظمة إال مع بداية القرن الماضي حيث استحوذت على اهتمام
الباحثين في ميادين المعرفة المختلفة وأهمها علم النفس ،االجتماع ،وعلم األنثروبولوجيا والسلوك
التنظيمي ،وتجدر االشارة الى ان هناك من يفرق بين الجماعة والفريق ،اال اننا سنأخذهما كمفهوم واحدا
في هذه الدراسة ،و من بين التعاريف المقدمة لفريق العمل نذكر:
– يوجد العديد من التعريفات للجماعة حيث يرى سميث بانها وحدة تتكون من اثنين واكثر لهم
اإلدراك الجماعي لوحدتهم ،وعندهم القدرة على العمل والتصرف باسلوب موحد تجاه البيئة
111
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
المحيطة .أما ميلز* فيعرف الجماعة بأنها وحدة تكون من فردين أو أكثر يمارسون االتصال فيما
بينهم بحيث تنشأ بينهم عالقة يتحقق من خاللها هدف أو غرض معين.1
– ويرى بالل ان فلسفة فريق العمل تنبع من مفهوم المشاركة التعاونية (التعاضد) ،والذي يشير إلى
أن أداء الجماعة يجب ان يكون أكبر من مجرد الجمع الحسابي ألداء أعضاء الفريق عندما
يعمل كل منهم منفردا ،وقد وصف ذلك ان أداء الفريق ليس تجمعا الفراد تم بمحض الصدفة،
ولكنه كيان حي يتألف من مجموعة من األعضاء او االفراد كل له دور ،يعملون معا لتحقيق
مهمة معينة والنجاز أهداف مشتركة ،وكل فرد مستعد للتنازل عن قدر من استقالليته الذاتية في
2
سبيل تحقيق هذه المهمة وتلك األهداف.
– ويرى كل من ماكفيلن و سويني ان "الفرق هي الطريقة المفضلة لتنظيم العاملين ،النجاز العمل،
3
وتيسير التعلم في مكان العمل".
– و الفريق هو جماعة ناضجة من األعضاء على درجة من الدافعية والذين يعملون معا لتحقيق
4
األهداف المتفق عليها.
– ويرى نيوكومب** أن الجماعة تتكون من فردين أو أكثر يشتركون في موضوعات معينة وتتشابك
أدوارهم وتصل اتصاال وثيقا بحيث تتكون عالقات وصداقات وتتحد أدوار فى ضوء معايير معينة
تضعها الجماعة.5
من التعريفات السابقة يمكن وضع تعريف شامل للفريق او الجماعة هو "عبارة عن وحدة اجتماعية
متجانسة تتكون من إثنين او أكثر بينهم تفاعل إجتماعي ونشاط متكامل تتحدد بناء عليه األدوار والمكانة
داخل الفريق وفق معايير وقيم الفريق ،وذلك إلشباع حاجات ورغبات األعضاء بغية تحقيق أهداف الفريق
و المؤسسة" .ويجب ان تتوفر في الفريق عناصر هامة:6
* شالز رايت ميلز Charles Wright Millsهو عالم اجتماع أمريكي ولد 28أغسطس 2723في واكو (تكساس) ،وتوفي يوم 29مارس
.2732أستاذ علم االجتماع في جامعة كولومبيا في نيويورك،
1محمد ربيع زناتي ،السلوك التنظيمي (سلوك األفراد والجماعات في المنظمات) ،مكتبة المتنبي ،السعودية ،2926 ،ص 221
2محمد اسماعيل بالل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 211-216
Thomas E. Harris , Mark D. Nelson ,Applied organizational communication : theory and practice in a globa l 3
environment ,3rd ed, Lawrence Erlbaum Associates, New York,2008 ,P 301
4عادل بن صالح عبد الجبار ،محمد بن مترك القحطاني ،علم النفس التنظيمي واإلداري ،ط ،2مكتبة الملك فهد الوطنية ،الرياض ، 2999،
ص 211
** تيودور .م .نيوكومب Theodore M. Newcombولد في روك كريك بوالية أوهايو في 21يوليو 1903.وحصل على شهادة البكالوريوس
من كلية أوبرلين في عام 2721وعلى الدكتوراه من جامعة كولومبيا في عام ،2727وهو رائد في علم النفس االجتماعي األمريكي ،بني سمعته
المهنية نتيجة بحوثه في مجال تأثيرات من الكلية على الطالب والمواقف والمعتقدات توفي سنة .2781
5محمد ربيع زناتي ،مرجع سبق ذكره ،ص 221
6لويس كامل مليكة ،مرجع سبق ذكره ،ص (167-168بتصرف)
112
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
و تتطور عملية بناء الفريق عبر مراحل تأخذ فترة من الزمن والتي سنبينها في النقطة الموالية.
دور القائد :في مرحلة الجماعة يعمل القائد على تأسيس المصداقية وازالة التوترات وتشجيع اإلتصال كما
يحاول خلق إحساس لدى األعضاء بمعنى العمل وروح الفريق.
دور القائد :من هنا ينصح القائد أو باني الفريق بالعمل على تكوين رؤية مشتركة والحرص على خلق
بيئة عمل إيجابية تتحدد من خاللها معالم األهداف واألدوار المطلوبة القيام بها.
113
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
دور القائد :يعمل القائد على تصفية الصراعات والعمل على الوحدة والتماسك واإلحترام المتبادل وتوزيع
وتنسيق األدوار وتشجيع مناخ المشاركة ،وهو ما يجعل أداء الفريق في نمو متزايد.
دور القائد :يتخذ القائد في هذه المرحلة أسلوب القيادة بالمشاركة ولكنه يتنازل عن دوره القيادي إذ أحيانا
ما يبدو الفريق وكأنه ليس بحاجة لدور القائد.
دور القائد :يعمل القائد في هذه المرحلة على تدعيم مشاعر األفراد والتعاطف معهم مما يخفف عنهم
صدمة حل الفريق.
114
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
1خامس
وضع
االنتهاء
ة االداء العصف التكوين
المعايير
المصدر :محمد ربيع زناتي ،السلوك التنظيمي (سلوك األفراد والجماعات في المنظمات) ،مرجع سبق
ذكره ،ص 222
المطلب الثاني :فاعلية فريق العمل و اثره على مستوى اداء العاملين
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في سلوك وتصرفات واستجابة أعضاء الفريق من هذه العوامل
ما هو متعلق بالفرد نفسه أو بالفريق ومنها ما هو متعلق بالمنظمة وأخرى بالبينة الخارجية: 1
1عبد هللا بن عبد الغني الطجم ،طلق بن عوض هللا السواط ،السلوك التنظيمي،ط ،1دار حافظ للنشر والتوزيع ،السعودية،2996 ،ص ص -231
( 233بتصرف)
115
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
-مقدرة الفرد على ايجاد نوع من التوازن بين مقتضيات العمل من أنظمة ،قوانين ،أخالقيات
العمل ...إلخ ؛ وما تفرضه الجماعة غير الرسمية من أنماط سلوكية تمثل اإلطار العام لسلوكه.
بعد استعراض مختلف العوامل المؤثرة على سلوك وفعالية الفريق ،نعالج فيما يأتي أهم القضايا
الواجب أخذها بعين االعتبار عند تنمية و تطوير فاعلية فريق العمل.
116
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
ان دراسة العوامل المؤثرة على فاعلية اي جماعة مهمة لتحديد فاعلية الفريق ،غير أن هناك بعض
القضايا المهمة التي تبرز عندما نناقش تطوير فاعلية الفريق وهي:1
أوال -التدريب:
الفرق الفعالة ال تحدث فجأة ،فباإلضافة إلى مهارة األفراد في أداء األعمال المنوطة بهم وقدراتهم،
ال بد أن يعرف أفراد الفريق كيف يركزون بفاعلية كأعضاء فريق ،وهذا يتطلب التدريب .وحسب نوع
الفريق والغرض منه يكون التدريب على مهارات حل المشكالت والتفكير.
وقد أثبتت األبحاث أن هناك أمور مهمة ألعضاء الفريق ليصبحوا فعالين وهي كما يلي :
-العقلية المتفتحة :فالمشاريع الجديدة تتطلب من اعضاء الفريق الدخول في حاالت جديدة مع
أعضاء جدد في الفريق واألفراد القادرين على التركيز والتأقلم انجح في التعامل مع هذه التغيرات؛
-المحاسبة :فإذا تحمل العضو في الفريق مسئولية أعماله تزداد فعالية الفريق؛
-القدرة على حل المشكالت :فال بد أن يكون عضو الفريق قادر على تحليل المشكالت وتطوير
حلول بديلة لها؛
-مهارة االتصال(بالنسبة للفرد) :فهي قادرة على جعل العضو يتبادل األفكار وتساعد في الحصول
على حلول أفضل لحل المشكلة؛
-مهارة فض النزاع :فبعض الخالفات في المجموعة تعتبر صحية وتؤدي إلى أداء أفضل ،ولكن
الكثير من النزاعات تؤثر على االتصال وتقلل تماسك المجموعة.
-الثقة :وهي خاصية مهمة جدا لعضو الفريق الجيد ،فالثقة ال بد أن تكون موجودة لتجعل
المجموعة تركز على مستوى أداء أعلى.
عادل بن صالح عبد الجبار ،محمد بن مترك القحطاني،مرجع سبق ذكره ،ص ص 218-219 1
117
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
رابعا -المكافأة:
نظام المكافأة في معظم المنظمات فردي ،وهذا يعني ان أعضاء المجموعة يكافئون بناءا على
تقييم آدائهم الشخصي.
و من اجل نجاح العالقات الداخلية للفريق ،على القائد ان يكون واعيا بالمشاكل الشخصية التي
يمكن ان تحدث بين اعضاء الفريق .و ان يعرف كيفية حلها عند ظهورها ،من اجل ذلك على القائد ان
يعرف كيفية التصرف مع كل فرد من األعضاء كل على حدا ومع الفريق ككل .ما يعني ان لديه معرفة
جيدة بطريقة عمل الفرق 1.و لتحقيق أقصى قدر من النجاح ،يجب أن يكون القائد ا
قادر على التكيف مع
الوضع السائد؛ كل مجموعة -باعتبارها نظام حي -هي فريدة من نوعها بسبب اختالف األعضاء،
والمهمة ،والبيئة .تكون معظم المجموعات تاريخ وماض يحدد التوقعات بشأن سلوك القائد معها.2
كل ما تقدم طرحه من عوامل مؤثرة في اعضاء فريق العمل وبناءه و تماسكه تحدد في النهاية
اسلوب وحجم تاثير فريق العمل على مستوى اداء الكلي لالفراد ،وهذا ما سنبينه في النقطة الموالية.
ان لفرق العمل وخاصة المتماسكة منها أهمية كبيرة لدى المؤسسات نظ ار لألثر الذي تتركه على اداء
األفراد داخل التنظيم ،و تماسك الجماعة يقصد به درجة انجذاب أعضاء الجماعة نحو بعضهم البعض
في إطار األنماط السلوكية المحددة من قبل الجماعة نفسها ،و الجماعة المتماسكة هي التي تستطيع
التأثير على أعضائها والزامهم بما تفرضه من قيود .هذا التماسك يعتمد على مدى إشباع الجماعة
3
الحتياجات هؤالء األعضاء .و تأثير هذه الجماعات على االداء يظهر من خالل النقاط التالية:
– الفرق والجماعات األكثر تماسكا غالبا ما يكون أعضاؤها أكثر انسجاما مع بعض ،لذلك الصراع
والتوتر يكون في أدنى مستوياته ،وهذا سينعكس بالطبع ايجابيا على مستوى األداء؛
118
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
– هناك بعض الدراسات أثبتت أن نسبة الغيابات وترك العمل من أعضاء الجماعة المتماسكة
منخفض ،والسبب في ذلك هو ان نسبة انخفاض نسبة التوتر في محيط العمل بين أعضاء
الجماعات المتماسكة؛
– اتباع نمط قيادي فعال يدعم تماسك الجماعة يؤثر ايجابيا على اداء أعضاء تلك الجماعة؛
– تفاعل المنظمة مع الجماعة المتماسكة البد أن يكون أكثر ايجابية ،بمعنى البد أن توجه طاقات
هذه الجماعة بما يخدم أهداف المنظمة .فالجماعات األكثر تماسكا لديها القدرة على رفع
معدالت اإلنتاج كما تستطيع وبنفس المستوى خفضه .على العكس من تلك الجماعات األقل
– إذا كان مصدر تماسك الجماعة هو الحفاظ على العالقات الشخصية فيما بين أعضائها ،في
هذه الحالة تماسكها قد يكون أقل تأثيار على إنتاجيتها وأدائها .إضافة إلى أن كثرة التفاعالت
االجتماعية قد يكون على حساب العمل .لكن إذا كان تماسك الجماعة بسبب متطلبات العمل
وما يحتاجه فريق العمل كأداة فاعلة ومهمة للتأثير في أعضائه ليقوم كل بالدور الموكل اليه ،ويتحقق
بذلك سبب وجود الفريق أال وهو انجاز األهداف ورفع مستوى اآلداء ،هو نظام تحفيز متكامل ،والذي يعد
وسيلة أخرى من وسائل القيادة اإلدارية في التأثير على األداء ،و هذا ما سيكون موضوع المبحث
الموالي.
119
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
إن تحفيز العاملين يهدف بالدرجة األولى إلى التأثير في توجهاتهم و سلوكهم ،وتوجيه هذا السلوك
بالطريقة المرغوبة بما يكفل التحقيق األمثل لألهداف المؤسسة ،و قدمت له عدة تعاريف نذكر من بينها
ما يلي:
-ي عرف الحوافز على انها " تلك العوامل التي تهدف الى إثارة القوى الكامنة في الفرد ،والتي تحدد
1
نمط السلوك والتصرف المطلوب عن طريق إشباع احتياجات اإلنسانية المتزايدة باستمرار".
-و يرى اليغر ان التحفيز ال يصنع الكفاءة...،بل هو حالة نفسية ،واعية ،تثير الفرد بعدة عوامل
داخلية وخارجية والذي يؤدي الى االداء الفردي والجماعي .ودرجة تحفز الفرد ال يمكن ان تعرف
اال من خالل اثار االداء المحصل عليه ،المواقف وردود الفعل االيجابية ،الرضا الواضح في
2
العمل.
1غربي علي واخرون ،تنمية الموارد البشرية،مرجع سبق ذكره ،ص 299
Claude Blanche Allègre et autre, Gestion des ressources humaines valeur de l’immatériel , Édition de boeck, 2
Bruxelles, 2008, p 182
120
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
-ويرى عاطف ان "مفهوم تحفيز االفراد يجمع ما بين :تشجيع االفراد على القيام بدور اكثر فاعلية
في العمل ،إشراك فريق العمل في تحمل المسؤولية لتحسين طريقة العمل ،وتمكين االفراد من
اتخاذ ق اررات شديدة األهمية دون الحاجة الى المسؤولين". 1
-ويرى هامبتون* أن التحفيز (او الدافعية) هى" مجموعة من القوى المنشطة والمحركة التي تأتي
من داخل او خارج الفرد بحيث تدفعه إلنتهاج سلوك معين" ،ويوضح هذا التعريف أن التحفيز
عملية معقدة بسبب تعاملها مع قوى داخلية وخارجية (دوافع وحوافز) موجهة لسلوك اإلنسان.2
اما الحافز 4فهو عبارة عن مؤثرات خارجية تحفز الفرد وتشجعه للقيام بأداء أفضل .
مما سبق من تعريفات يمكن القول ان التحفيز هو العملية التي يقوم بها القائد في محاولة منه
لالثارة الرغبة لدى الفرد(التابع) باعتباره الوسيلة المثلى لذلك ،من اجل حمله على اداء العمل المطلوب
منه ،والحافز هو كل مؤثر خارجي يوجد بالبيئة المحيطة بالفرد يؤدي في حال الحصول عليه الى إشباع
حاجة ما لدى هذا الفرد.
5
توصلت الدراسات الى ان هناك نوعين من الحوافز االيجابية والحوافز السلبية وهي كما يلي:
121
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
122
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
وفى مجال الحديث عن المقترحات الخاصة بتحسين الدافعية يقدم ايفانسوفيش* وزمالؤه عدة
مقترحات تساعد المدير فى تحسين دافعية األفراد وهى:
والغرض من بناء أنظمة فعالة للتحفيز هو تحقيق اقصى مستوى من الرضا الوظيفي لدى االفراد،
وتنعكس العالقة بين التحفيز واألداء الوظيفي للعاملين في ذلك التاثير الذي يحدثه الرضا الوظيفي -
1محمد ربيع زناتي ،السلوك التنظيمي (سلوك األفراد والجماعات في المنظمات) ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 298-299
* ايفانسوفيتش )2997-2767( John M. Ivancevichكان الكاتب أو المؤلف المشارك من بين 88كتابا و 239مقالة علمية ،كان اهتم
بدراسة ادارة األعمال .عرف باالنضباط الذاتي فكان دائما ما يبقى الدفتر في متناول اليد ،وحاول أن يكتب ما ال يقل عن 699يوم في السنة،
بمتوسط 2،299كلمة كل يوم .كان كتابه األول بعنوان "المنظمات :السلوك ،الهيكل ،والعمليات" ،الذي نشرت في عام 2796واآلن هو في
الطبعة الثالثة عشرة.
123
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
الناتج عن نظام الحوافز -على إنتاجية و أداء األفراد ،وعليه فلدراسة العالقة بين التحفيز واالداء يكفي ان
ندرس العالقة بين الرضا الوظيفي واالداء ،اي ان تأثير نظام الحوافز ما هو اال تحصيل حاصل لتاثير
الرضا الوظيفي على اداء االفراد.
بناءا على ما سبق سنعالج في المطلب الموالي االداء الوظيفي من حيث مفهومه ومحدادته .
حيثما ذكر التحفيز اقترن به وذكر معه الرضا الوظيفي ،أي انهما متالزمان ال يمكن الفصل بينهما
ال من ناحية السبب وال من ناحية التأثير ،وتعد مسألة الرضا الوظيفي من أكثر الموضوعات التي يتطرق
لها علم النفس اإلداري بالبحث واالستقصاء ،فقد جاء التركيز على دراسة الرضا الوظيفي للعاملين في
أي تنظيم من االفتراض القائل بأن الشخص الراضي عن عمله أكثر آداء من زميله غير الراضي عن
عمله ،و يعد رفع أداء األفراد من اهم ادوار القادة اإلداريين بغرض تحقيق أهداف المؤسسة ،ولبلوغ تلك
الغاية كان لزاما عليهم رفع الروح المعنوية لالفراد وتوفير جو العمل المالئم لهم ،بهدف تحقيق الرضا
الوظيفي لديهم ،لما يلعبه الرضا من دور في رفع إنتاجيتهم وزيادة والءهم للمنظمة واخالصهم في
عملهم ،لهذه األسباب وغيرها حظي موضوع الرضا الوظيفي بإهتمام كبير من قبل الباحثين ،ألنه يمس
مشاعر الفرد تجاه العمل الذي يؤديه والبيئة التي يعمل فيها ،أيا كان منصبه الوظيفي سواء كان مدي ار أو
موظفا ،لذلك يشغل الرضا الوظيفي إهتمام القادة اإلداريين والمرؤوسين على حد سواء .و قدمت له
تعاريف كثيرة نذكر من بينها:
-يعرف كورمان وجرين هاوس وبادين الرضا عن العمل بانه" االتجاه االنفعالي للفرد نحو عمله
ونحو موقف العمل" .1وتشير البحوث الى أن قيمة الرضا عن العمل تتوقف على الطريقة التي يرضى بها
الفرد عن العمل ،فالناس تتغير تصوراتهم عن أنفسهم وعن حاجاتهم ( أو قيمهم وتوقعاتهم ) عبر الزمن،
وقد يرضى شخصان كل منها عن عمله ،األول ألن توقعاته المرتفعة تتفق مع الثواب المرتفع الذي
يحصل عليه ،والثاني ألن توقعاته المنخفضة تتفق مع الثواب المنخفض الذي يحصل عليه.
124
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
-اما راوية فتعرﻑ الﺭضا ﺍلﻭﻅيفي انه عباﺭﺓ عﻥ "ﺍالتجاه ﺍلعاﻡ للفﺭﺩ نحﻭ ﻭﻅيفته" ،1اي سلوك
الفرد ومدى استعداده للقيام بما تتطلبه الوظيفة التي يشغلها .
-اما شاويش فيعرفه على انه" عبارة عن مشاعر العاملين تجاه اعمالهم ،وانه ينتج عن ادراكهم لما
تقدمه الوظيفة (العمل) لهم ،ولما ينبغي ان يحصلوا عليه من وظائفهم ،وعليه فانه كلما قلت الفجوة بين
2
اإلدراكين كلما زاد رضا العاملين".
-يعرف العديلي الرضا الوظيفي بأنه" شعور نفسي بالقناعة و اإلرتياح أو السعادة إلشباع الحاجات
والرغبات والتوقعات مع العمل نفسه وبيئة العمل والعوامل األخرى على حد سواء" .3نالحظ من التعريف
أن سبب الرضا هو إشباع حاجات ورغبات العامل المرتبطة بذات الفرد (توقعاته) وبالعمل وبيئة العمل،
وهو ما يجعل الرضا الوظيفي ظاهرة مركبة وصعبة التحليل.
إنطالقا من التعاريف السابقة يمكن القول أن الرضا الوظيفي هو "شعور داخلي للعامل تجاه عمله
واستعداده للقيام به ،وهو يعبر عن إدراك و درجة اإلحساس بالراحة النفسية نحو العمل وبيئته نتيجة
إشباع حاجاته ورغباته و توقعاته من أداءه للعمل".
4
اوال :الفوائد السلوكية و االجتماعية
-القضاء على الخسارة االجتماعية التي تحدث خارج المؤسسة عندما تضطرب عالقات األفراد
العاملين مع أسرهم وأصدقائهم بسبب عدم رضاهم عن وظائفهم الحالية ألنها ال تتفق مع قدراتهم
ورغباتهم وشعورهم باإلحباط .ومن ثم صورة المنظمة في مجتمعها المحيط سيعتريها التشويه
-زيادة الوالء التنظيمي بحيث يجعل األفراد العاملين يكرسون كل طاقاتهم لما يفعلون ،وأن نشاطهم
واخالصهم غالبا ما يكون على حساب اهتماماتهم األخرى .وأن ينظروا لمشاكل المنظمة على
أنها مشكالت شخصية لهم .
-تقليل ظاهرة التغيب وتخفيف معدل دوران العمل في المنظمة .وهذا سيؤدي إلى إبعاد المنظمة
عن الخسائر المادية والمعنوية الناجمة عن نتائج الظاهرتين المذكورتين .
1راوﻴة ﺤﺴن ،الﺴلوك في الﻤﻨظﻤات ،ﻤطﺒعة الدار الﺠاﻤعﻴة ،اإلﺴﻜﻨدرﻴة، ،2991 ،ص 232
2مصطفى نجيب شاويش،ادارة الموارد البشرية (ادارة االفراد) ،ط، 6الشروق للنشر والتوزيع،عمان ، 2991،ص 229
3ناصر محمد العديلي ،مرجع سابق ،ص. 27
4علي كريم ناصر الدليمي ،أحمد محمد خلف .علم النفس اإلداري و تطبيقاته في العمل ،دار وائل للنشر،عمان ، ،2998 ،ص 229
125
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
-زيادة االستقرار التنظيمي ،الن توفير الرضا عن العمل يزيد من ممارسة الرقابة الذاتية لألفراد
على أنفسهم وأعمالهم ،مما ينقص الدور المتزايد الذي يمارسه الرؤساء في اإلشراف على
مرؤوسيهم .
-تحفيز السلوك اإلبداعي هو حصيلة رضا الفرد والناتج من أداء وظائفه ،فكلما تمكنت المنظمة
من زيادة رضا العاملين من خالل اعادة تصميم األعمال باعتماد الفروق الفردية لتكييف العمل
ليتناسب مع قدرات ومهارات وخبرات الفرد الذي يؤديه ،كلما حققت تحفيز السلوك اإلبداعي
ليتناسب مع قد ارته.
1
ثانيا :الفوائد المادية واالقتصادية.
وتتمثل بتقليل التكاليف المتعلقة بالغياب ،تلك التكاليف التي تصل إلى مبالغ كبيرة جدا في
بعض األحيان ،إذ أثبتت الدراسات الميدانية أن المنظمة التي يعمل فيها( )2999عامل فان زيادة نسبة
الغياب فيها إلى ( )%2فقط ستؤدي إلى الرتفاع التكاليف إلى ()219999دوالر خالل السنة ،وال
تقتصر آثار الغياب على ذلك بل تتعداه إلى تعطيل المكائن واآلالت .
126
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
كما أظهرت دراسات (كروكيت وبراغفليد) التي أجرياها في مركز بحوث جامعة مشيغان ،2719التي
استهدفت تحديد العوامل المؤثرة في الرضا الوظيفي ،فأجرى الباحثون مقابالت ألعداد كبيرة من موظفي
شركات التأمين استنتجوا من خاللها إن الرضا الوظيفي يرتبط ويتأثر بأربعة عوامل هي: 1
-مدى اعتزاز العاملين وفخرهم بانتمائهم إلى المؤسسات التي يعملون بها؛
-طبيعة المهمات المتضمنة في الوظائف التي يقوم بها العاملون أو يشغلونها؛
-السياسة اإلدارية المالية التي تنتهجها الشركات والمؤسسات؛
-الرواتب واألجور والترقيات واإلنجازات وما تحققه من إشباعات للحاجات االجتماعية للعاملين.
بعد ما تقدم طرحه من مفهوم للرضا الوظيفي وفوائده ومحدداته ،سنحاول فيما سيأتي ابراز العالقة بين
التحفيز واالداء ،تلك العالقة التي تظهر من خالل تاثير الرضا الوظيفي على اداء العاملين في المؤسسة.
قام كثير من المفكرين وعلماء السلوك واالدارة بتقديم دراسات كثيرة في شكل نظريات و في
محاولة منهم تحديد وفهم العالقة بين التحفيز واداء العاملين ،وكما ذكرنا سابقا ان التحفيز والرضا
الوظيفي وجهان لعملة واحدة ،اي انه لدراسة هذه العالقة يكفي ان ندرس مستوى الرضا الوظيفي لألفراد
على نظام الحوافز واثره على االداء في المؤسسة.
ان أولى المحاوالت في موضوع التحفيز كان لتايلور ،حيث ركز على تلبية حاجة واحدة فقط
(الحاجة المادية) واستخدامها في تنشيط الرغبة للعمل ،وباعتماده المنهج العلمي في االدارة فقد تعامل مع
2
الكم ،ودفع االفراد الى زيادة اإلنتاجية من خالل زيادة األجر كحالة ترغيبية لبذل المزيد من الجهد.
بعد مدخل تايلور ظهرت حركة العالقات اإلنسانية وكان اول محاوالتها في الدراسة هي مصانع
الهاوثورن ،التي أخذت أبعادا نفسية واجتماعية ،وتوصلت الى ان استجابة افراد الجماعة الى زيادة اآلداء
3
في العمل هو بسبب شعورهم بان هناك من يهتم بهم.
1علي كريم ناصر الدليمي ،أحمد محمد خلف ،مرجع سبق ذكره ،ص 223
2شوقي ناجي جواد ،السلوك التنظيمي في منظمات االعمال ،ط ،2الحامد للنشر ،االردن ،2929 ،ص 71
3المرجع نفسه ،ص 71
127
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
-احتياجات فسيولوجية وهي الحاجات األساسية الالزمة لبقاء اإلنسان مثل الحاجة الى الطعام
والماء والمأوى والنوم ...وتسمى الحاجات البيولوجية ،وتشبعها المؤسسات عن طريق االجور
والحوافر المادية .
-احتياجات األمان :تضم حاجة الفرد الى حماية نفسه من األخطار التي تهدده هو وأسرته ..،لذلك
فالمؤسسات تشبع هذه الحاجات من خالل أنظمة االمن الصناعي والسالمة المهنية وأيضا من
خالل انظمة التأمينات االجتماعية والمعاشات وبرامج الرعاية الصحية.
احتياجات اجتماعية :وتسمى حاجات االنتماء..و االنسان اجتماعي بطبعه ..وتشمل على حاجة -
االنسان لالرتباط والتعاطف والصداقة والمودة ،..وتشبع هذه الحاجات بتوفير فرص التفاعل مع
االخرين وانتشار فرق العمل ودعم المناخ االجتماعي في التنظيم.
احتياجات االحترام :تشمل حاجة الفرد للمكانة االجتماعية واالستقاللية والقوة والثقة واالعتداد -
ويفترض ماسلو أن الحاجة األدنى غير المشبعة فى هذا المدرج للحاجات االنسانية تظل مسيطرة على
سلوك الشخص الى أن يتم اشباعها بشكل كاف .2
* ابراهام ماسلو ) (1 ،Abraham Maslowابريل 8 - 2798يونيو )2799عالم نفس أمريكي ،ولد في بروكلين ،نيويورك .أبواه مهاجران
يهوديان من روسيا .اشتهر بنظريته تدرج الحاجات .بدأ بدراسة القانون بالجامعة تحت تأثير ضغط والديه ،ولكنه سرعان ما ترك مدينته ليدرس
في جامعة وسكنس حيث حصل على بكالوريوس في اآلداب ( ،)2769وحصل على الماجستير في اآلداب عام ( ،)2762ودكتوراه في الفلسفة عام
()2761
1محمد ربيع زناتي ،السلوك التنظيمي (سلوك األفراد والجماعات في المنظمات) ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 288-289
2لويس كامل مليكة ،،سيكولوجية الجماعات والقيادة ج،1ط،1الهيئة المصرية العامة للكتاب،،مصر ، 2787 ،ص 622
128
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
تحقيق
العوامل
الذات
الدافعية
احتياجات االحترام ية
احتياجات اجتماعية
العوامل
احتياجات األمان الوقائية
احتياجات فسيولوجية
المصدر :عبد اهلل بن عبد الغني الطجم ،طلق بن عوض اهلل السواط ،مرجع سبق ذكره ،ص 229
* فريدريك ايرفينغ هرزبرج 18 Frederick Irving Herzbergأبريل 19- 2726يناير ) - 2999كان عالم النفس األمريكي الذي أصبح واحدا
من أكثر األسماء المؤثرة في إدارة األعمال .وهو األكثر شهرة إلدخال اإلثراء الوظيفي ونظرية الدافعية-الوقاية .له 1968نشر" واحد مزة اخرى
كيف يمكنك تحفيز الموظفين؟ "باعت 1.2مليون نسخة بحلول عام ،2789وكان المقال االكثر طلبا من مجلة هارفارد لألعمال.
1محمد ربيع زناتي،مرجع سبق ذكره ،ص ص ( 272-279بتصرف)
2عبد هللا بن عبد الغني الطجم ،طلق بن عوض هللا السواط ،مرجع سبق ذكره،ص 229
129
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
المصدر :بشير العالق ،تنمية المهارات االشرافية والقيادية ،مرجع سبق ذكره ،ص 212
يتضح من الشكل أعاله ان قوة الحفز عند الفرد لبذل الجهد الالزم النجاز عمل ما تعتمد على
مدى توقعه في النجاح في بلوغ ذلك االنجاز ،وهذا هو التوقع ، 2وأضاف فروم بأنه اذا حقق الفرد انجازه
فهل سيكافأ على هذا االنجاز ام ال ؟ وهذا هو التوقع 2عند فروم.3
عموما ،أكدت مختلف الدراسات والنظريات ،رغم االختالف بينها في طريقة طرحها و معالجتها
لمسألة التحفيز ،على وجوب توفر مجموعة من الشروط لضمان نجاح نظام الحوافز في التأثير على اداء
األفراد لتحقيق األهداف المرجوة من هذا االداء ،وهذه الشروط سبينها فيما يأتي.
* إريك فروم 26( Erich Seligmann Frommمارس 28 - 2799 ,مارس )2789 ،عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي .ولد في
مدينة فرانكفورت وهاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية في ،2761من أعماله :الهروب من الحرية ( )2712التحليل النفسى والدين ()2719
اللغة المنسية :مدخل إلى فهم األحالم والقصص الخيالية واألساطير ( )2712المجتمع العاقل ( )2711رسالة سيجموند فرويد :تحليل لشخصيته
وتأثيره ( )2717أزمة التحليل النفسى :مقاالت عن فرويد وماركس وعلم النفس االجتماعى ( )2799تشريح نزوع اإلنسان إلى التدمير ()2796
كما حرر كتبا ،بأقالم كتاب متعددين عن بوذية زن ومفهوم ماركس لإلنسان وغيرها.
1بشير العالق،تنمية المهارات االشرافية والقيادية ،مرجع سبق ذكره،ص 212
2محمد ربيع زناتي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص277 278
3بشير العالق ،مرجع سبق ذكره،ص 212
130
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
ان مضمون النتائج السابقة يفيد الى انه بالدرجة التي يكون فيها القائد حساسا لحاجات مرؤوسيه
ومشاعرهم ،فانه يكسب والئهم له ورضاهم عن عملهم ،وهذا يتوقف على درجة سيطرته على الحوافز
ووسائل االشباع التي يعتمد عليها مرؤوسيه ،كما يتوقف ايضا على الخصائص الشخصية للمرؤوسين
انفسهم فكلما زادت وسائل االشباع والحوافز التي تحت سيطرة القائد ،كلما قوي تاثير سلوك القائد إزاء
مرؤوسيه على رضاهم عن العمل ،والعكس بالعكس.3
ويرى بيتر.ج.ريد "إن األفراد يمكن ان يقدموا أفضل ما عندهم فقط في حالة وجود نظم دعم وهياكل
تنظيمية مالئمة ،وان المنظمة ذاتها عبارة عن كائن حي معقد وديناميكي ،وتحتاج العجالت الى التزييت
من حين الى آخر و األجزاء الميكانيكية الى صيانة ،لكن األفراد ليسوا ماكينات ،بل يحتاجون الى بيئة
مم ِّكنة( آمنة و سليمة من الصراعات ومحفزة على االنجاز) وهيكل يضع اقل عدد ممكن من العوائق
او الحواجز أمام اآلداء المتميز وأمام تنمية اإلمكانات القيادية".4
1
Jean Marier Peretti ,Tout DRH,2eme édition, Edition D’organisation, paris, 2991, P 232
2علي السلمي ،السلوك التنظيمي ،مرجع سبق ذكره ،ص 692
3احمد صقر عاشور ،مرجع سبق ذكره ،ص ( 218بتصرف)
4بيتر.ج.ريد،تر عال احمد،القيادة المتميزة صياغة استراتيجيات للتغيير،ط ،2مجموعة النيل العربية،مصر ،2991 ،ص ( 263بتصرف)
131
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
بناءا على ما تقدم طرحه من نظريات التي درست التحفيز ورغم االختالف بينها ،و باعتباره وسيلة
من وسائل القيادة اإلدارية في التاثير على األداء الوظيفي لألفراد ،فإننا نالحظ أن هذا التأثير مرتبط
دائما بتحقيق الرضا الوظيفي ،فما هي طبيعة العالقة بين الرضا واألداء الوظيفي ؟.
يمكن القول ان الفكر االداري خلص الى ثالثة اتجاهات اساسية حول العالقة التي تربط بين الرضا
واآلداء الوظيفي ،فاالتجاه االول يدعي ان الرضا المرتفع عن العمل يؤدي الى زيادة اآلداء ،والثاني يرى
ان اآلداء يؤدي الى الرضا ،اما االتجاه الثالث فيرى ان الرضا هو نتيجة الحصول العامل على مكافآت
عالية التي هي بدورها نتيجة تربط الحصول على المكافآت بضرورة القيام باداء معين.1
أوال :الرضا سبب اآلداء
كان االعتقاد شائعا في أعقاب نشر نتائج دراسات هاوثورن على يد "ألتون مايو" وزمالءه أن االتجاه
النفسي للعاملين او رضاهم عن العمل يؤثر على أدائهم للعمل وكذلك على جوانب اخرى من سلوكهم في
العمل ،لقد قام كتاب المدرسة اإلنسانية في اإلدارة بتقديم هذه العالقة ،ليس باعتبارها مجرد عالقة بين
متغيرين هما اآلداء والرضا ،وانما باعتبارها عالقة سببية بين الرضا كمتغير سببي ،واآلداء كمتغير األثر
او النتيجة .حيث يرون ان الفرد الذي يرتفع رضاه عن عمله وبالتالي يزداد حماسه للعمل ويزداد إقباله
عليه ،مما يؤدي الى رفع مستوى ادائه .وبالعكس ،فان الفرد الذي ينخفض رضاه عن عمله ،يقل نتيجة
لهذا حماسه للعمل ويقل اقباله عليه ،ما يؤدي في األخير الى انخفاض مستوى أداءه للعمل .2لذا يفترض
هذا االتجاه أن الرضا متغير مستقل واألداء متغير تابع له تربطهما عالقة طردية ،بمعنى أن إرتفاع رضا
العامل يؤدي إلى إرتفاع مستوى أدائه كنتيجة مباشرة ،حيث يؤدي تحقيق الرضا الوظيفي إلى إرتفاع
معنويات العامل وزيادة والئه للمؤسسة ،ما ينعكس ذلك على أداءه باإليجاب.
إال ان هنالك مجموعة من البحوث والدراسات أجريت للتأكد من صحة هذا الفرض ،اال انها أثبتت
العكس تماما وأدت الى ظهور االتجاه الثاني الذي يرى ان اآلداء هو الذي يسبب الرضا عند العامل.
132
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
133
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
لقد أشار مارش وسايمون إلى هذا المعنى تقريبا عندما أوضح أن األفراد في العادة ال يربطون بين
العوائد التي يحصلون عليها وبين مستوى أدائهم للعمل .ففي كثير من الحاالت يعتقد األفراد العاملون أن
عوائدهم ال ترتبط بمستوى إنتاجيتهم حيث أن هذه العوائد تعطى على أسس ليس لها صلة باآلداء .
وبالتالي فا ن " مارش وسايمون " يذهبان في تحليلهما إلى أنه ال تتحرك دافعية وحماس الفرد لإلنتاج
واآلداء إال نتيجة لشعوره بنقص في اإلشباع أي باالستياء ،فيحاول الفرد سده ومعالجته من خالل اآلداء
إذا توقع وتصور أن اآلداء سيقود إلى حصوله على عوائد ذات قيمة .وفي هذه الحالة فإن اآلداء العالي
وفق تحليل " مارش وسايمون " ،قد ال يقود بالضرورة إلى تحقيق الرضا ،فهذا الرضا تتوقف درجته على
متغيرات أخرى مثل قيمة العوائد الفعلية التي حصل عليها الفرد ،وكذلك على مستوى طموح وتوقعات الفرد
السابقة لحصوله على العوائد .فإن كانت العوائد قليلة بالنسبة لما كان يتوقعه وما كان يطمح في الوصول
إليه ،فإن مستوى رضاه قد ال يكون بالضرورة مرتفعا ،حتى في ظل تحقيقه ألداء مرتفع .معنى هذا أن
الرضا عندما يتحقق كنتيجة لألداء المرتفع في ظل نظام الحوافز والعوائد المشروطة باآلداء ،يكون كذلك
ألن العوائد التي حصل عليها الفرد فعال تكون بالعدد والنوعية التي تتوافق وما كان يتوقعه الفرد ويطمح
في الوصول إليه.1
وباستعراض الدراسات المعاصرة حول العالقة بين اآلداء والرضا فإن معظم النماذج النظرية الحديثة،
تقدم فروضا أكثر تعقيدا من ذلك الفرض البسيط الذي قدمه باحثوا العالقات اإلنسانية .ويعتبر النموذج
2
النظري للباحثان بورتر ولولر ) (1967أكثر هذه النماذج قبوال الى اآلن.
134
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
الشكل ( :)03نموذج بورتر و لولير يوضح العالقة بين الرضا و اآلداء الوظيفي
المصدر :أحمد صقر عاشور ،إدارة القوى العاملة :األسس السيكولوجية وأدوات البحث التطبيقي دار
النهضة العربية .بيروت ،2786 ،ص .17
من الشكل يتضح أن محددات اآلداء بالنسبة للفرد هي :الجهد المبذول(يعكس درجة حماس الفرد
الداء العمل) ،القدرات والخصائص الفردية( تحدد درجة فعالية الجهد المبذول) و إدراك الفرد لدوره
الوظيفي( تصورات الفرد عن الوظيفة وكيفية ادائها) .اما محددات الرضا فتتمثل في العوائد وما تحققه
من له إشباعات (نمط القيادة ،االجر ،محتوى العمل ،الترقية ،)..،وكذا إدراك الفرد لعدالة العوائد
(بمقارنة ما يحصل عليه مع ما يتحصل عليه االخرون في المؤسسة) ،وكذا ادراك العامل للعالقة السببية
بين الجهد المقدم و نظام الحوافز المطبق (المكافأة المتحصل عليها).
135
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
اي ان الجهد الذي يبذله العامل للقيام بالعمل يختلف عن اآلداء ،ألن الجهد يرتبط بقوة الحافز ،وأن
كمية الجهد التي يبذلها العامل تعتمد على تقييمه للمكافآت التي يتوقعها ،وادراكه إلمكانية الحصول عليها
فعال ،فإذا كان الشخص يعطي تقييما عاليا لهذه المكافآت ويدرك أنه من المحتمل جدا أن جهوده ستقوده
اليها ،فإنه سيبذل قد ار كبي ار من الجهد ،هذا ما يبين أهمية المكافآت كمتغير وسيط بين الجهد المبذول
واألداء من جهة والرضا الوظيفي من جهة أخرى.
وعلى ضوء ذلك ،يمكن القول بوجود ارتباط بين الحوافز والرضا الوظيفي ،فالحوافز تساعد على
إيجاد الشعور النفسي بالقناعة واالرتياح والسعادة وذلك إلشباعها الحاجات والرغبات والتوقعات ،والعمل
على تنمية الثقة والوالء للمنظمة وتحقيق التكيف مع العوامل والمؤثرات البيئية الداخلية والخارجية المحيطة
بالعمل مما يؤدي إلى اإلحساس بالرضا الذي يؤثر بدوره على أداء األفراد داخل المؤسسة.
136
وسائل القيادة اإلدارية المؤثرة على أداء العاملين الفصل الثالث :
خاتمة الفصل
عالجنا في هذا الفصل بعض اهم وسائل القيادة االدارية في التأثير على االداء ،وكان من بين ما
ذكر نمط القيادة المتبع ،وبي نا ذلك التأثير الذي يحدثه على االفراد المتمثل في ضبط وتوجيه سلوكهم لما
يخدم مصالحهم ومصالح المؤسسة في آن واحد ،وبينت الدراسات النظرية ان النمط الديمقراطي في القيادة
يعد األبلغ تأثي ار في توجيه سلوك االفراد بما يضمن ادائهم للعمل بالطريقة المثلى.
وكان المؤثر الثاني محل الدراسة هو فريق العمل وكيفية بنائه واهميته ،وبيان دور القائد في خلق
روح التعاون بين أعضاء الفريق الواحد وجعل التعاضد سمة خاصة بهم ،وتبين من خالل الدراسة ان
القائد اذا نجح في بناء فريق متماسك فانه بذلك يقضي على الصراعات الداخلية بين االفراد ويقوي أواصر
التالحم بينهم ،وتكون فعالية الفريق بذلك سببا في تحقيق مستوى أداء اعلى.
وبناء على معرفة إدارة المنظمة لمحددات دافعية األفراد العاملين بها فان عليها أن تضع هيكال
متكامال لنظم الدافعية والحفز الذي يعد الوسيلة الثالثة من وسائل القيادة في التأثير على االداء ،حيث
يعتمد على تغطية كافة الجوانب المادية والمعنوية التي تضمن توجيه السلوك فى اإلطار الذي يحقق
أهداف الفرد والمنظمة على حد سواء.
137
الفصل الرابع
الفصل الرابع :دراسة حالة مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط -
تمهيد :
بعد أن تطرقنا في الفصلين االول والثاني الى المفاهيم النظرية لمتغيرات الدراسة ،والمتمثلة في القيادة
اإلدارية واالداء الوظيفي ،وفي الفصل الثالث الى العالقة بينهما والمتمثلة في وسائل تاثير المتغير المستقل
"القيادة االدارية" على المتغير التابع "االداء الوظيفي" ،نأتي اآلن الى الجانب التطبيقي في الدراسة والذي
نحاول من خالله اسقاط الجانب النظري على مديرية التوزيع باألغواط التابعة لمؤسسة سونلغاز ،وذلك
بغرض معرفة مدى تأثير قيادتها االدارية على رفع مستوى اداء عامليها ،وستكون الدراسة التطبيقية في هذا
الفصل على النحو التالي:
138
دراسة حالة الفصل الرابع :
تشرغل مؤسرسرة سرونلغاز حي از واسرعا وقطاعا هاما وحيويا في االقتصراد الجزائري وهو قطاع الطاقة
(الكهرباء و الغاز الطبيعي) ،ولقد مرت مؤسسة سونلغاز من ناحية التنمية والتسيير بالمراحل التالية :
مرحلـــــــة : )4411-4411لقد أنشأت هذه المؤسسة من طرف المستعمر الفرنسي الذي كان -
يس ر رريرها ،حيث كان الجزائريون يمثلون العمالة البسر ر ريطة مقابل اجر زهيد ،و بقيت على هذا الحال
إلى غاية عام ،7491حيث أص رربحت محتكرة من طرف الفرنس رري" "LE BONو س ررميت باس ررمه
" ،"LE BON COMPANYحيررث كرران دورهررا يقتصر ر ر ر ر ر ررر على إنتررال الكهربرراء فقط دون الغرراز
و استعمال الفحم كمورد لهذا اإلنتال .
-مرحلة : )4494-4411في هذه المرحلة ظهرت المؤس ر رسر ررة سر ررونلغاز تحت اسر ررم "كهرباء و غاز
الجزائر ،"EGAو التي تجمع بين إنتررال و توزيع الكهربرراء و الغرراز الطبيعي و كرران ذلررك تحررديرردا
بتاريخ 50جوان . 7491
-مرحلة : )4444-4494و تبدأ تحديدا بتاريخ 94جويلية 7494أي تاريخ تأميم مؤس ر ر ر ر ر ر رسر ر ر ر ر ر ررة
"سررونلغاز" مثلها مثل المؤس رسررات األخرى و هذا بموجب األمر رقم 94/09المؤرخ في 94جويلية
7494و الذي نشر ر ر ر ررر في الجريدة الرسر ر ر ر ررمية بتاريخ 75أوت 7449الذي ينص على حل EGA
و تأسيس الشركة الوطنية للكهرباء و الغاز رسميا .
139
دراسة حالة الفصل الرابع :
-مرحلة :)4001- 4444في ديس ر ررمبر 7447أص ر رربحت تس ر ررمى المؤسر ر رس ر ررة العمومية ذات الطابع
الصناعي و التجاري و بدأت المؤسسة تمارس أعمالها بصفة عادية إلى غاية سنة ،7441السنة
التي فتحت فيها البورص ررة و تم عرض جزء من رأس مال الش ررركة للبيع عن طريق األس ررهم و يقدر
بر %95من رأس مال المؤسسة و ترجع هذه التغيرات لألسباب التالية:
-تسهيل تقديم الخدمات للزبون و االعتماد على التمويل الذاتي (رأسمالها الخاص).
-أصبحت ذات طابع تجاري ( تشتري الغاز و تبيعه ) .
-ما بعد : 4001تميزت بنشر رراط كثيف على جميع األصر ررعدة فشر ررهدت تحويل الشر ررركة طبقا للق اررات
الرسمية التي اتخذت و طبقت لتسيير الشركة .و لقد انطلقت إعادة الهيكلة للشركة في جويلية 9559
و تم فيها ميالد أربع مديريات عامة تقوم على شر ر ررؤون التوزيع ،لتتحول إلى فروع ابتداء من ،9559
و تتمتع هذه المديريات باستقاللية واسعة في المهام و الق اررات و مهام التوجيه و المراقبة التي يحظى
بها مجلس اإلدارة الذي يقوم على مساعدتها في مهامها و التنسيق بين أقسامها.
سونلغاز SONELGAZتعيش في السنوات األخيرة مرحلة ذات أهمية خاصة في تاريخها ،بعد
اعتماد مشروع القانون رقم 59. 57المؤرخ 0فيفري ،9559الذي انتهى بإنشاء جميع الفروع التابعة ،تشكل
شركة.
سونلغاز مجمعا يتكون من 9مؤسسات ا
مؤسسات االشغال التابعة لمجمع سونلغاز Inerga ،Etterkib ،Kahrakib ،Kahrif ، EEG
Kanaghazتتخصص في مجال انجاز البنى التحتية للطاقة (الهندسة ،والتجمع الصناعي ،وانشاء
الشبكات )...ومن خالل هذه الفروع فالجزائر لديها اآلن البنية التحتية للكهرباء والغاز التي تلبي احتياجات
التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد .كما انها مسؤولة عن األنشطة ذات الصلة ،مثل صيانة المعدات
الطاقوية ،وتوزيع المعدات الكهرباء والغاز والنقل وتفريغ البضائع ،الخ ...
وبفضل ما تملكه سونلغاز من موارد بشرية مدربة و مؤهلة ،تحتل المجموعة مكانة متميزة في االقتصاد،
بصفتها مسؤولة عن تزويد أكثر من ستة ماليين أسرة من الكهرباء وثالثة ماليين بالغاز الطبيعي ،بتغطية
جغرافية لما يقرب من ٪44بالكهرباء و ٪91لمعدالت انتشار الغاز.
تعتبر المديرية صررورة مصررغرة للمديرية العامة للوسررط "البل ر ر ر ر ر ر ر رريدة" كونها تقوم ببعض مهام المديرية
العامة في نطاق و مجال أص ر ررغر و بص ر ررالحيات أقل و هذا حس ر ررب الش ر ررروط الموكلة إليها و المتمثلة في
أعمال بيع و توزيع الطاقة( كهرباء و غاز) و استغالل الشبكات و تسييرها طبقا لبرامج و خطط مستقبلية
على مختلف المسر ر ر ر ر ر ررتويات( مدى القريب أو البعيد ) من المديرية العامة التي تندرل تحتها مديرية التوزيع
باألغواط والتي كانت في ر ر ررما سب ر ر ررق تعرف بمـــــركز توزيع الكهرباء و الغاز الذي أن ر ر ررش ف ر ر رري 57جانفي
7411و في جويلية 9559تم ترقيتها لتصبه مديرية للتوزيع.
و بعد ص رردور نظ ررام إع ررادة الهيكل ررة الداخلي ررة ،وتجاوب ررا مع احتياج ررات وتغير ررات الس رروق أنش ررأت
مديريات التوزيع من بينها المديرية محل الدراسة ،ومن أسبراب إنشائهرا ما يلي:
-إعطاء نوع من االنتقالية لحصانة المديريات و خاصة مع خلق األقسام.
-تمثيل المؤسسة على المستوى المحلي.
-االستجابة إلى طلبات الزبائن ( مهما كان نوعها ).
-تشجيع استعمال الكهرباء و الغاز و جعل هذه الطاقة في متناول الجميع.
141
دراسة حالة الفصل الرابع :
تم التوقير ر ررع في 40ماي 4001على القانر ر ررون األساسي الجدير ر ررد وكذا الموافقة على ضرورة إعادة تنظيم
القطاع قبل نهاية 4001باإلضافة إلى السع رري إلى تخفيض تكاليف التسيير وذلك من خالل وضع هيكل
تنظيمي ذو بعد استراتيجر رري يعمر ررل على توحيد الوظائف والربط بينها من خالل تعديالت جوهرية وتغييرات
جذرية انطالقا من المديرية العامة بالجزائر العاصمة حتى الم اركر ر ر ر ررز المتخصصر ر ر ر ررة الوالئير ر ر ر ررة ،ولقد تم في
جويلية 4001إقرار وضرع هذا الهيكرل ،بحيث تضمرن النقراط التاليرة:
باإلضافة إلى شعبرة الشرؤون العرامة ومصلحة تسييرر األنظمرة المعلوماتيرة والمقاطعات التابعة لها.
وبخصروص الهيكرل التنظيمري (المالحق 9-7تبين المخططرات الهيكليرة) المؤرخين بر 59مارس .9550
تعمل المديرية الجهوية باألغواط تحت وص ر ر رراية المديرية الوس ر ر ررط بالبليدة و التي بدورها توجه من
طرف المديرية العامة للتوزيع ،وتضر ر ر ر ر ر ررم مديرية األغواط -322-عامل بما فيهم عمال المقاطعات التابعة
142
دراسة حالة الفصل الرابع :
للمديرية ،و لكل من المديرية الجهوية ،المقاطعات التابعة للمديرية و المدير الجهوي مجموعه من المهام
نذكرها كما يلي:1
1مقابلة مع رئيس مصلحة التكوين بمديرية التوزيع سونلغاز باألغواط ،سبتمبر 4102
143
دراسة حالة الفصل الرابع :
يتعهد أمام المدير العام بإنجاز بما جاء في الوثيقة المس ر ر ر ر ر ررماة بعقد التس ر ر ر ر ر رريير بناءا على -
الموازنة التقديرية و له بعض الصالحيات المتعلقة بالعمليات المالية منها:
-اإلمضاء على الوثائق المحاسبية؛
إصدار الق اررات المتعلقة بتسيير المورد البشري مثل :عالوات ،ترقية……….الخ؛ -
يقوم بالتقسيم السنوي للميزانية االختتامية للمديرية؛ -
يشرف على الموازنات التقديرية ؛ -
يمثل المؤسسة لدى السلطات المحلية. -
سررونلغاز عبارة عن شررركة مسرراهمة وهي المؤس رسررة الوحيدة في السرروق في مجال نشرراطها ،وبذلك
فهي محتكرة لثالث وظائف أسر ر ر ر رراسر ر ر ر ررية من بينها انتال ونقل وتوزيع الكهرباء ،إن طبيعة الكهرباء ،كمنتول
غير قابل للتخزين أجبر مؤسر ر ر ر ر رس ر ر ر ر ررة س ر ر ر ر ررونلغاز على اندمال كامل لكل نش ر ر ر ر رراطاتها من اإلنتال إلى غاية
االس ررتهالك النهائي ،واإلنتال هنا هو عملية تحويل الطاقة الح اررية أو المائية إلى طاقة كهربائية ،ويش ررتمل
اإلنتال على:
-فرع الررديزل والررذي يتكون من 745مولررد بطرراقررة تتراو بين 5.40و 1ميغرراوات للمولررد
الواحد؛
-الفرع المائي يتكون من 49مولد بطاقة تتراو من 7إلى 0ميغاوات .
أما ما يخص نقل الغاز فتقوم مؤسر ر رس ر ررة س ر ررونلغاز بتزويد الس ر رروق بالكميات الالزمة ،حيث أنش ر ررأت
سررونلغاز شرربكة هامة لنقل الغاز س رواء كان الضررغط العالي الموجه للمشررتركين الصررناعيين أو المتوسررط أو
المنخفض الموجه للمستهلكين العاديين.
144
دراسة حالة الفصل الرابع :
تقوم مؤس ر رسر ررة سرررونلغاز بتوزيع كل من الكهرباء بخطوط وكابالت ذات ضر ررغط منخفض ومتوس ررط
والغاز بقنوات وش ر ر رربكات توص ر ر رريل للض ر ر ررغط العالي والمنخفض ،تلبية الحتياجات زبائنها بالطاقة الكهربائية
والغازية.
تزود سررونلغاز فيما يخص توزيع الكهرباء شررركائها الصررناعيين بشرربكات ذات ضررغط مرتفع بحيث
أن الزبائن الص ررناعيين ذوي األهمية المتوس ررطة تزودهم بش رربكات الض ررغط المتوس ررط ،أما العائالت فتزودهم
بضغط منخفض.
ويمكن تقديم بعض األرقام المفتاحية لحجم نشاط سونلغاز لسنة 9574وذلك إلعطاء صورة عامة
حول ما تقوم به المؤسسة في السوق الجزائري.1
طول الشبكة:
-بالنسبة للكهرباء 450507 :كلم
-بالنسبة للغاز 10591 :كلم
عدد الزبائن:
-بالنسبة للكهرباء 1.944.140 :زبون
-بالنسبة للغاز 10.591 :زبون
145
دراسة حالة الفصل الرابع :
إن طبيعة مشكلة الموضوع ونوع المعلومات التي يريد الباحث الوصول إليها عن طريق تحليل
وتفسير البيانات ،وبما ان هدف الدراسة هو الوقوف على طبيعة العالقة بين القيادة االدارية واالداء الوظيفي
للعاملين ،كل هذا جعل الباحث ملزم على استخدام المنهج الوصفي التحليلي على اعتبار انه المنهج االمثل
لهذا النوع من الدراسة.
ويقوم المنهج الوصفي التحليلي على جمع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول
إلى تعميمات مقبولة ،أو هو دراسة وتحليل وتفسير الظاهرة من خالل تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف
العالقات بينها ،بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية
واألساليب المساعدة ،كأن يعتمد مثال على دراسة الحالة أو الدراسات الميدانية أو التاريخية أو المسو
االجتماعية .وال يقتصر المنهج الوصفي التحليلي على التعرف على معالم الظاهرة وتحديد أسباب وجودها،
وانما يشمل تحليل البيانات وقياسها وتفسيرها والتوصل إلى وصف دقيق للظاهرة ونتائجها.1
1ماثيو جيدير ،ترجمة ملكة أبيض ،منهجية البحث :دليل الباحث المبتدئ في اآلداب واللغات والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،وزارة الثقافة،
دمشق ،ص ص (010-011بتصرف)
146
دراسة حالة الفصل الرابع :
-تكون ممثلة لجميع الصفات الموجودة في مجتمع البحث بنسبة وجودها فيه؛
-تحتفظ فيها هذه الصفات بعالقاتها بعضها ببعض بالشكل الذي تتخذه مع المجتمع األصلي.
1سعيد اسماعيل صيني ،قواعد أساسية في البحث العلمي،ط،0مؤسسة الرسالة ،بيروت ،0992،ص441،
2الفوال صالح مصطفى ،مناهج البحث في العلوم االجتماعية ،مكتبة غريب ،وهران ، 0991 ،ص ( 071بتصرف)
3رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمه في منهج البحث العلمي ،ط ،0دار دجلة ،عمان ،4119 ،ص 011
147
دراسة حالة الفصل الرابع :
حيث تم اختيار عينة طبقية* عشوائية حاولنا ان تكون مراعية للشروط العينة السليمة ،فتكونت من
12موظف ،وتم اعتبار جميع رؤساء األقسام و رؤساء المصاله عبارة عن قادة ،اما المرؤوسين فتمثلوا
في اإلطارات ،أعوان التحكم و أعوان التنفيذ الذين كان عددهم كبي ار نسبيا مقارنة بعدد القادة ،وقد بلغت
نسبة العينة % 07من مجتمع الدراسة.
عينة البحث
%17
مجتمع الدراسة
%83
* العينة الطبقية : Striated Sampleنستخدم هذا النوع من العينات عندما يكون هناك تباين (عدم تجانس) واضح في مجتمع الدراسة ،بحيث
يمكن تقسيم مجتمع الدراسة إلى مجموعات أو طبقات بنا ًءا على هذا التباين.
148
دراسة حالة الفصل الرابع :
اوال -المالحظة
هي الخطوة األولى في البحث العلمي وهي من أهم عناصر البحث التجريبي ،وأكثرها أهمية وحيوية،
ألنها المحرك األساسي لبقية عناصر المنهج التجريبي ،حيث أن المالحظة هي التي تقود إلى وضع
الفرضيات وحتمية إجراء عملية التجريب على الفرضيات ،الستخرال القوانين والنظريات العلمية التي تفسر
الظواهر والوقائع .والمالحظة العلمية :هي المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للحوادث واألمور
والظواهر ،بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ونظرياتها ،عن طريق القيام بعملية النظر في هذه األشياء واألمور
والوقائع ،وتعريفها وتوصيفها وتصنيفها في أسر وفصائل ،وذلك قبل تحريك عمليتي وضع الفرضيات
1
والتجريب.
استخدمت هذه األداة من خالل الدراسة االستطالعية للمؤسسة في محاولة لتحديد العالقات السائدة
بين المرؤوسين و رؤسائهم في مجال العمل.
ثانيا :المقابلة
و تعد أداة هامة للحصول على المعلومات و تستخدم في مجاالت متعددة حيث يعرفها-إنجلش-
"بأنها المحادثة الموجهة يقوم بها فرد مع فرد اخر أو مع مجموعة من األفراد اآلخرين ،بهدف حصوله على
معلومات الستخدامها في البحث العلمي" .2استخدمت المقابلة في محاولة لجمع معلومات ومعطيات عامة
حول المؤسسة محل الدراسة مثل (تاريخ اإلنشاء ،طبيعة العمل ،عدد العمال.) .إلخ ،باالضافة الى توضيه
الغرض من االستبيان في الدراسة الفراد العينة.
ثالثا :االستبيان
تعد قائمة االستقصاء أو صحيفة االستبيان احد األدوات األساسية في جمع البيانات والمعلومات
من مصادرها األولية يقوم من خاللها الباحث بأعداد مجموعة من األسئلة يقوم بإلقائها على المستقصى منه
149
دراسة حالة الفصل الرابع :
وجمع إجاباته وتحليلها .1و قائمة األسئلة هي النموذل النمطي الذي يستخدمه الباحث في جمع البيانات
والمعلومات من خالل توجيه مجموعة من األسئلة التي تحتويها القائمة للمستقصى منه وتدوين إجاباته على
2
نفس القاتمة التى يجب ان تضم مساحة كافية لتسجيل تلك اإلجابات.
المحور الثاني :خاص بالقيادة انإدارية وتضمن هذا المحور 18عبارة (من العبارة 10إلى العبارة ) 18
حيث ضم هذا المحور ثالث أبعاد أساسية نذكرها كاآلتي:
1محمد عبد الغنى مسعود ،محسن احمد الخضيرى ،االسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراة ،مكتبة االنجلو مصرية ،القاهرة،
،0994ص 91
2المرجع نفسه ،ص 90
150
دراسة حالة الفصل الرابع :
-البعد األول :ويمثل بعد االشراف وتضمن هذا البعد 04عبارة (من العبارة 10إلى العبارة ،)04
قسمت الى قسمين الجزء األول و عباراته ( 0الى )1تدل على القيادة األوتوقراطية ،الجزء الثاني
و عباراته ( 7الى )04تدل نمط القيادة الديمقراطية .وسيتم اإلجابة عنها وفق سلم ليكرت الخماسي؛
-البعد الثاني :ويتمثل في بناء فرق العمل وتضمن هذا البعد 04عبارة (من العبارة 01إلى العبارة
)42وسيتم اإلجابة عليها وفق سلم ليكرت الخماسي؛
-البعد الثالث :ويتمثل في التحفيز و مدى الرضا على نظام الحوافز وتضمن 00عبارة ( من العبارة
48إلى العبارة )18والتي سيتم اإلجابة عنها وفق سلم ليكرت الخماسي.
المحور الثالث :يركز على االداء الوظيفي حيث احتوى هذا المحور على 04عبارة (من العبارة 11إلى
العبارة )27يتم اإلجابة عليها وفق سلم ليكرت الخماسي،
واعتمد الباحث كما ذكرنا إجابات الفقرات وفق سلم ليكرت الخماسي كما يلي :
التصنيف موافق بشدة موافق محايد غير موافق غير موافق بشدة
الدرجة 8 2 1 4 0
151
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجدول :)9يوضح معامل االرتباط بين درجة كل محور من االستبيان والدرجة الكلية لالستبيان.
معامل االرتباط العبارات محور الدراسة
محور القيادة االدارية
**
.999 04-0 بعد االشراف
**
.912 42-01 بعد فريق العمل
**
.919 18-48 بعد الرضا الوظيفي
**
.971 27-11 محور االداء الوظيفي
**
.977 27 صدق اداة الدراسة
** االرتباط دال إحصائيا عند مستوى داللة α=1.10
يظهر الجدول السابق وجود عالقة ارتباط موجبة وقوية بين عبارات بناء كل محور من محاور
الدراسة مما يشير إلى وجود مصداقية ألداة البحث .اي أن جميع معامالت االرتباط في جميع محاور
االستبيان دالة إحصائيا عند مستوى معنوية α=1.10وعليه تعتبر جميع محاور االستبيان صادقه لما
وضع لقياسه.
.ثبات االستبيان:
يقصد بثبات االستبيان أن يعطي هذا االستبيان نفس النتيجة لو تم إعادة توزيعه أكثر من مرة اذا
توفرت نفس الظروف والشروط ،و بعبارة أخرى أن ثبات االستبيان يعني االستقرار في نتائجه وعدم تغيرها
بشكل واضه فيما لو أعيد توزيعه على أفراد العينة عدة مرات خالل فترات زمنية معينة.
وقد تحقق الباحث من ثبات استبيان هذه الدراسة من خالل استعمال معامل ألفا كرونباخ كما يلي:
152
دراسة حالة الفصل الرابع :
من الجدول السابق أن معامل ثبات ارتباط ألفا كرونباخ مرتفعة حيث بلغت قيمته 0.331لمحور القيادة
االدارية ،و لمحور األداء الوظيفي .كما أظهر االستبيان معامال عاليا من الثبات للدراسة ككل بلغ 0.364
وهو معامل مرتفع في الدراسات االجتماعية ،مما يشير إلى ثبات نتائج الدراسة.
وبالتالي فاالستبيان ياخذ شكله النهائي كما هو مبين في الملحق رقم ( )11ويكون قابل للتوزيع على
مفردات العينة ،بذلك يكون الباحث قد تأكد من صدق وثبات استبيان الدراسة مما يجعله على ثقة من صحة
154
دراسة حالة الفصل الرابع :
االستبيان وصالحيته لتحليل النتائج واإلجابة على أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها واستخالص عالقة
االرتباط بين متغيراتها.
يشكل برنامج الحاسوب الحزمة اإلحصائية لتحليل العلوم االجتماعية واختصا ار ب( )SPSSأداة
هامة ومتقدمة إلجراء التحليالت اإلحصائية الالزمة لتحليل بيانات األبحاث العلمية االجتماعية ،تم استخدماه
الستخرال النتائج اإلحصائية المطلوبة وتحليل عالقات االرتباط بين متغيرات الدراسة باستعمال األساليب
اإلحصائية التالية:
-التك اررات والنسب المئوية والرسوم البيانية ،لوصف خصائص مفردات العينة وتحديد نسب إجاباتهم
-المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري ،لمعرفة درجة إستجابات مفردات الدراسة لعبارات االستبيان
حسب درجة الموافقة (اقل من 1رفض العبارة ،اكبر من 1قبول العبارة) وذلك للتعرف على راي
العاملين حول النمط القيادي المتبع ،أهمية فريق العمل ،الرضا على نظام الحوافز و تأثير ما سبق
-معامل التحديد لقياس درجة تاثير المتغير المستقل على المتغير التابع؛
-استخدام اختبار اختبار ( )Fأو تحليل التباين األحادي ( ،)ANOVAواختبار( )Tللعينات المستقلة
واعتمادا على هذه األساليب اإلحصائية تمت معالجة البيانات الخام المتحصل عليها من استمارات االستبيان
الموزعة على مفردات عينة الدراسة وفيما يلي عرض لنتائج التحليل اإلحصائي.
155
دراسة حالة الفصل الرابع :
ومن خالل هذا البحث سيتم التطرق إلى الخصائص الوصفية لها على أساس المعايير التالية الجنس،
السن ،المستوى التعليمي و األقدمية ،ثم التحليل الهم النتائج المتوصل اليها بخصوص متغيرات الدراسة
وفي األخير اختبار صحة او خطا فرضيات الدراسة ،وذلك كما يلي:
يمكن توضيه توزيع أفراد العينة من حيث الجنس من خالل الجدول و الشكل المواليين:
الجدول :)8توزيع عينة الدراسة حسب الجنس
156
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجنــس
انثى
%22
ذكر
%78
ذكر انثى
157
دراسة حالة الفصل الرابع :
3%
13%
20%
64%
أقل من 30سنة من 30إلى 40 من 40إلى 50 أكثر من 50
158
دراسة حالة الفصل الرابع :
17%
27%
3%
53%
159
دراسة حالة الفصل الرابع :
17%
22%
14%
47%
160
دراسة حالة الفصل الرابع :
أن معظم المبحوثين لديهم سنوات خبرة طويلة في مجال عملهم ،ما يجعل إجاباتهم على أسئلة االستبيان
اكثر داللة حول عالقة القيادة اإلدارية في المؤسسة بمستويات األداء الوظيفي.
يضم محور القيادة اإلدارية ثالث ابعاد رئيسية كما تقدم وهي بعد االشراف ،بعد فريق العمل ،بعد
الرضا عن الحوافز ،وكانت النتائج كما يلي:
و بغرض التعرف على األسلوب القيادي السائد في مديرية التوزيع -سونلغاز-باألغواط ،تم تفريغ
معطيات االستبيان في برنامج ، SPSSونشير الى أن التحليل اعتمد سلم ليكرت الخماسي والذي يحوي
خمسة درجات تتراو من 0الى 8فنتائج الدراسة مرتبطة بهذه الدرجات فكلما كانت متوسطات اإلجابات اقل
من 1أي من( ) 4.99- 0فهذا يدل على استجابة منخفضة للمبحوثين حول العبارة وميلهم الى رفضها ،
أما إذا كانت تتراو مابين( ) 8-1فهذا يدل على استجابة مرتفعة للمبحوثين حول العبارة وميلهم الى
قبولها ،وكانت نتائج استجابات افرد العينة في مديرية التوزيع -سونلغاز-باألغواط لعبارات بعد االشراف
كما هو موضه في الجدول التالي:
161
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجدول :)44نتائج استجابات افرد العينة لبعد االشراف من محور القيادة االدارية
درجة المتوسط االنحراف استجابة افرد العينة (التكرار /النسبة المئوية) الرقم
العبارة
الحسابي المعياري االستجابة
اوافق اوافق اعارض اعارض محايد المحور 2القيادة اإلدارية
بشدة بشدة
0 01 41 07 01 ال يقبل و ال يتفهم المدير 1
منخفضة 1,995 4.10
%051 0851 2151 4151 0851 أي اعتذار للتأخر او
% % % % الغياب
1 09 44 04 00 يوزع المدير الواجبات 2
منخفضة 1,111 4.81
%151 4957 1252 0959 على العاملين دون مراعاة 0754
% % % % لقدراتهم
مرتفعة 1,872 1.11 7 47 01 01 2 يسعى المدير إلى تطبيق 3
0159 2454 4851 0851 %151 تعليماته بحذافيرها.
منخفضة 1,854 2,81 %
1 %
01 %
11 %
01 8 ال يهتم المدير بتحديث 4
%151 0851 8051 4851 %759 برامج تدريب العاملين
منخفضة 1,934 4.17 1 %
01 %
11 %
00 يتردد المدير في إعطاء أي 01 5
%151 0851 8051 0754 نوع من الحريات للعاملين0851 .
منخفضة 1,962 4.81 1 %
02 %
09 %
41 %
04 ال يهتم المدير بآراء 6
بعد االشراف
%151 4059 4950 1051 المرؤوسين حول سلوكياته 0959
مرتفعة 1,925 1.07 2 %
41 %
07 %
00 %
1 وتصرفاته
المدير جميع ال يلزم
7
%151 2151 4151 0754 %952 العاملين بمستويات أداء
مرتفعة 1,041 1.19 2 %
49 %
09 %
00 0 معينة المدير خطة العمل
يضع 8
%151 2851 4957 0754 %051 وطريقة ادائه بمشاركة
مرتفعة 1,871 1.10 2 %
19 %
08 %7 1 االخرين
المدير بالمناقشة يهتم 9
%151 8952 4152 0159 وتبادل اآلراء حول العمل %151
مرتفعة 1,916 3,01 0 %
44 %
01 %1 4 ال يعتمد المدير أسلوب 10
%051 1252 4851 %257 %150 األمر والنهي في التعامل
مرتفعة 0 %
49 %
09 01 2 العاملين
المدير العاملين على مع
يعتبر 11
1,821 1.02 2159 4950 4151 قدر كاف من تحمل
%051 %151
% % % المسؤولية
مرتفعة 4 47 42 01 0 12
يأخذ في عين اإلعتبار
1,915 1.11 2454 1758 0851
%150 %051 مصالح ومشاكل
% % % المرؤوسين
مرتفعة 0.414 3.11 استجابات افرد العينة لبعد االشراف
المصدر :من اعداد الطالب بناء على مخرجات SPSS
162
دراسة حالة الفصل الرابع :
من خالل الجدول أعاله يتضه أن المتوسط الحسابي اإلجمالي قد بلغ 1.00بأهمية نسبية مرتفعة
وبانح ارف المعياري إجمالي قدر ب ،1.202وجاءت النتائج كالتالي:
بالنسبة للعبارات الدالة على النمط االتوقراطي في القيادة وهي العبارات من ( 0الى )1تراوحت قيم
المتوسط الحسابي لمعظم العبارات بين 4.17 – 4.81بأهمية نسبية منخفضة وبانح ارف المعياري بين
،0.000-1.982وهذا يدل على أن استجابات أفراد العينة لمديرية التوزيع التابعة لمؤسسة سونلغاز باألغواط
تميل الى رفض محتوى العبارات الدالة على النمط االوتوقراطي ،ما عدا العبارة رقم ( 1يسعى المدير إلى
تطبيق تعليماته بحذافيرها) ،والتي بلغ المتوسط الحسابي لها ،1.19ومنه فإن إجابات أفراد العينة على هذا
العبارة تميل الى قبولها ،ويرجع الباحث السبب في ذلك هو اعتقاد القيادة اإلدارية في مديرية التوزيع لمؤسسة
سونلغاز باألغواط انها هي االدرى بمصاله المؤسسة وافرادها كون ان لديها معطيات ليست لدى باقي
العاملين في المؤسسة بحكم موقع القائد في اعلى هرم السلم الوظيفي.
بالنسبة للعبارات الدالة على النمط الديموقراطي في القيادة وهي العبارات من ( 7الى )04تراوحت
قيم المتوسط الحسابي لكل العبارات بين 1.10 – 1.11بأهمية نسبية مرتفعة وبانح ارف المعياري بين
،0.120-1.940وهذا يدل على أن استجابات أفراد العينة لمديرية التوزيع التابعة لمؤسسة سونلغاز باألغواط
تميل الى قبول محتوى العبارات الدالة على النمط الديموقراطي ،فالقائد "المدير" ال يلزم العاملين بمستوى
أداء معين وال يعتمد أسلوب االمر والنهي في تعامله معهم ،بل يعتمد مبدا المشاركة والحوار حول أداء
العمل ويعتبرهم على قدر كاف من المسؤولية ،كما يأخذ مصالحهم ومشاكلهم بعين االعتبار.
مما سبق من تحليل الستجابات افراد العينة حول بعد االشراف ،يتبين لنا ان رفضهم لمدلول عبارات
النمط األوتوقراطي ،وميلهم إلى قبول العبارات الدالة على النمط الديمقراطي ،توحي بأن النمط القيادي السائد
مديرية التوزيع لمؤسسة سونلغاز باألغواط هو النمط الديمقراطي.
163
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجدول :)42نتائج استجابات افرد العينة لبعد بناء فريق العمل من محور القيادة انإدارية
درجة استجابة افرد العينة(التكرار والنسبة المئوية) العبارة الرقم
االنحراف االستجا المتوسط اوافق اوافق اعارض اعارض محايد
بة المعياري الحسابي بشدة بشدة المحور 2القيادة اإلدارية
164
دراسة حالة الفصل الرابع :
من خالل الجدول أعاله يتضه أن المتوسط الحسابي اإلجمالي قد بلغ 1.44بأهمية نسبية مرتفعة
وبانح ارف المعياري إجمالي قدر ب ،1.121وهذا يدل على أن كال من القائد "المدير" و المرؤوسين في
مديرية التوزيع لمؤسسة سونلغاز باألغواط يدركون أهمية فريق العمل في نشاط المؤسسة ،وهذا ما دلت
عليه استجابات أفراد العينة حيث تراوحت متوسطات العبارات بين ،1.22 – 1.11ما عدا العبارة رقم 42
(يستأثر المدير باتخاذ الق اررات حتى في وجود الجماعة ) ،و مرد ذلك إلى أن المدير قد يضطر أحيانا الى
اتخاذ ق اررات مهمة ال تحتمل التأخير في مواقف معينة ،لذا فهو ال يرجع الى افراد الفريق في اتخاذ القرار
بشأنها.
اال انه اجماال ومن نتائج الجدول السابق فإننا نالحظ ان القائد "المدير" يدرك أهمية فريق العمل
في حياة المؤسسة ونشاطها فهو يشجع الفريق على المشاركة في صنع الق اررات ويثمن اداء الجماعة ويعمل
على بناء فريق عمل عالي األداء ،وال يعتبر وجود فريق متماسك بمثابة تهديد له بل يوجه عمل الجماعة
بهدف تحسين االداء ،كما يقسم المدير األعمال الكبيرة إلى مهام صغيرة وال يفرق في تعامله مع افراد فريق
العمل ،وهذا ما يتوافق مع نمط القيادة الديمقراطي.
ان سلوك القائد في استعماله لفريق العمل كوسيلة لرفع االداء يتفق مع رؤية المرؤوسين حيث يترك
للزمالء حرية اختيار بعضهم البعض عند تحديد مجموعة آلداء مهمة ما ،وما يزيد من قوة ترابط أعضاء
الفريق التقائهم خارل اوقات العمل ،وعليه فالمرؤوسون يرون ان الزمالء يساهمون بشكل فعال فى رقي
المؤسسة و يتحدون في مواجهة أي مشكلة تهدد تماسكهم.
كانت نتائج استجابات افرد العينة في مديرية التوزيع -سونلغاز-باألغواط لعبارات بعد الرضا عن الحوافز
بعد تفريغ معطيات االستبيان في برنامج ، SPSSكما هو موضه في الجدول التالي:
165
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجدول :)41نتائج استجابات افرد العينة لبعد الرضا عن الحوافز من محور القيادة انإدارية
166
دراسة حالة الفصل الرابع :
من خالل الجدول أعاله يتضه أن المتوسط الحسابي اإلجمالي بلغ 1.01بأهمية نسبية مرتفعة
وبانح ارف المعياري إجمالي قدر ب ،1.207وهذا يدل على أن استجابات أفراد العينة في مديرية التوزيع
باألغواط بالرضا عموما حول محور الرضا عن الحوافز المقدمة لهم سواء كانت مادية او معنوية.
وبلغ المتوسط الحسابي للعبارة ( ")41فرصتي في الترقية والتقدم ممكنة" قيمة 1.11بأهمية نسبية
مرتفعة وبانح ارف المعياري إجمالي قدره 0.17وهذا يدل على ان فرص الترقية متاحة للجميع دون استثناء.
في حين كان المتوسط الحسابي لكال العبارتين " 47احصل بسهولة على كل ما احتاجه ألداء
عملي" ،والعبارة " 49أجري ال يتناسب مع العمل الذي أقوم به" منخفض األهمية حيث بلغ 2.32وانحراف
معياري قدر ب 1.912وهذا يدل على عدم رضا العمال حول توفر متطلبات ومستلزمات العمل من مواد
أولية وقطع تركيب وتصليه لشبكات التوصيل الكهرباء والغاز ،اما في حال توفرها فان طول إجراءات
الحصول عليها يعيق العمل ،وعدم رضا بعض العمال عن االجر الذي يحصلون عليه في مقابل ما يبذلون
من جهد وما يواجهون من اخطار في عملهم وهذا ما تؤكده نتائج العبارة " 49تعويض مخاطر العمل
مرضي" حيث بلغ المتوسط الحسابي 4.94بأهمية منخفضة تدل على ميل العمال الى رفض العبارة .
اما الحوافز المعنوية فكانت ممثلة بالعبارات ( 11الى )18وكانت النتائج كما يلي:
جاءت قيمة المتوسط الحسابي للعبارات ( )11-14-10-11محصورة بين 1.11و 1.10بأهمية
نسبية مرتفعة وهذا يدل على قبول مدلول هذه العبارات فاطالع العامل على نتائج تقييم أدائه يسهم في
تطويره ،و وجود الرضا عن العالقة التي بين الفرد وزمالئه في العمل الناتجة عن العمل كفريق يؤدي الى
الشعور بحب العمل واألمان والطمأنينة فى العمل ،وعليه فان استجابات افراد العينة على العبارات الدالة
على الحوافز المعنوية تميل الى قبول محتوها ما عدا العبارتين 12و. 18
167
دراسة حالة الفصل الرابع :
اما العبارة " 12هناك عدالة في التعامل من المدير مع جميع العمال" فبلغ المتوسط الحسابي 4.99
بأهمية نسبية منخفضة وبانحراف معياري قدره ، 1.910تدل على عدم الرضا لدى بعض العمال حول
سلوك المدير ،حيث يرون ان هناك تميي از في التعامل من طرف المدير.
اما العبارة " 18سوف تتحسن األمور لو غادر هذا المدير اإلدارة" فبلغ المتوسط الحسابي 4.81
بأهمية نسبية منخفضة وبانحراف معياري قدره ، 1.714تدل على عدم قبول افراد العينة لمحتوى العبارة،
ويرون ان هذا المدير هو األفضل لهم على الرغم من وجود بعض النقائص في تعامله معهم.
بعد تحليل بيانات محور القيادة اإلدارية ،سنعالج في هذه النقطة نتائج استجابات افرد العينة في مديرية
التوزيع -سونلغاز-باألغواط لعبارات محور االداء الوظيفي ،و بعد تفريغ معطيات االستبيان في برنامج
،SPSSكانت النتائج كما هو موضه في الجدول التالي:
درجة االنحراف المتوسط استجابة افرد العينة (التكرار والنسبة المئوية) العبارة الرقم
المعياري االستجابة الحسابي اوافق اوافق اعارض اعارض محايد
المحور 3االداء الوظيفي
بشدة بشدة
مرتفعة 0,854 3,52 2 12 09 8 4 تشجيع مديرك يدفعك 36
%151 %8150 %4957 %759 %150 إلنجاز عملك بكفاءة
1 17 07 1 0 عدم تفويض السلطات 37
مرتفعة 0,795 3,55 يعيق تحسين أدائك
%257 %8759 %4151 %952 %051
الوظيفي
9 14 07 1 0 ضعف التفاعل بينك و 38
بين رئيسك يسهم في
المحور 3االداء الوظيفي
168
دراسة حالة الفصل الرابع :
169
دراسة حالة الفصل الرابع :
بواسطة الجماعة يقلل الصراعات و يسهم في تبادل اعضاء الفريق الخبرات والمهارات ،كما يسهل المهام
الصعبة والمعقدة ما يؤدي الى رفع مستوى األداء وتحسينه.
اما تاثير نظام الحوافز على االداء و المعبر عنه بالعبارات ( )27-21-28-22جاءت النتائج
كما يلي :فقد بلغ المتوسط الحسابي بالعبارات ( )27-28-22بين 1.01الى 1.74باهمية نسبية مرتفعة
و بانحراف معياري محصور بين 1.911الى ، 1.904حيث كان راي أفراد العينة موافقا لمحتوى العبارات
واكدوا على ان اطالع العامل على نتائج تقييم آدائه يسهم في تطويره ،وان توفر العدالة في تعامل المدير
و كذا في نظام تقييم األداء تدفع االفراد الى رفع أدائهم الوظيفي وتحسينه.
اما العبارة " 21ثمة تركيز على مبدأ الجدارة و اإلستحقاق في الترقية بهدف تحسين األداء" فبلغ
المتوسط الحسابي 4.90بأهمية نسبية منخفضة وبانحراف معياري قدره ، 0.019تدل على عدم قبول افراد
العينة لمحتوى العبارة ،ويرون ان الترقية في المؤسسة ال تتم وفق مبدأ الجدارة و االستحقاق ،بل تتم وفق
اعتبارات أخرى ،وانه في حال اعتماد معايير الجدارة في الترقية فان ذلك سيعد حاف از لألفراد و سيؤدي الى
تحسين اداءهم الوظيفي.
من أجل التعرف على طبيعة العالقة الموجودة بين القيادة اإلدارية و األداء الوظيفي ،وكذا معرفة درجة
مساهمة القيادة اإلدارية في رفع مستوى األداء ،تم استخدام كل من معامل سبيرمان لالرتباط ،اختبار (ف)
أو تحليل التباين األحادي ( ،)ANOVAواختبار (ت) للعينات المستقلة ،الختبار الفرضيات ،وكذا معامل
التحديد لقياس درجة تاثير المتغير المستقل على المتغير التابع .و صيغت الفرضيات كما يلي:
صيغت الفرضية العامة كما يلي" توجد عالقة إرتباطية إيجابية بين القيادة اإلدارية ومستوى اداء العمل
لدى عمال مديرية التوزيع التابعة لمؤسسة سونلغاز باألغواط " .اما الفرضيات الجزئية فكانت كاالتي:
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين نمط االشراف وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي؛
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي؛
-توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي؛
170
دراسة حالة الفصل الرابع :
-هناك فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أفراد العينة في استجابتهم حول تاثير القيادة اإلدارية
على اآلداء الوظيفي وذلك باختالف المتغيرات الديموغ ارفية التالية (الجنس ،السن ،المستوى
التعليمي ،سنوات الخبرة في الوظيفة.).
توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين نمط اإلشراف وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
تم اختبار هذه الفرضية من خالل فقرات البعد األول نمط اإلشراف من المحور الثاني ( القيادة
االدارية) و الذي تبين حسب نتيجة الدراسة ان نمط القيادة السائد هو النمط الديمقراطي ،وفقرات المحور
الثالث (األداء الوظيفي) ،وعليه ستقتصر الدراسة على تحديد العالقة بين هذا النمط السائد(الديموقراطي)
والمتغير التابع األداء الوظيفي ،وكانت النتائج كالتالي:
الجدول )49معامل االرتباط بين نمط القيادة السائد الديمقراطي) ومستوى األداء الوظيفي
أما معامل التحديد فكانت قيمته 5.4وهذا يعني بأن القيادة اإلدارية تؤثر باستعمالها لنمط االشراف
كوسيلة في التاثير على ارتفاع مستوى األداء الوظيفي برنسبة ،%45و في هذه الحالة النمط السائد هو
النمط الديموقراطي.
171
دراسة حالة الفصل الرابع :
-دراسة الشريف طالل ،االنماط القيادية وعالقتها باألداء الوظيفي في مكة )4001 ،التي تبين أن
هناك عالقة ذات داللة إحصائية ايجابية بين نمط القيادة الديمقراطي ومستوى األداء الوظيفي.
-دراسة حسن محمود ،االنماط القيادية وعالقتها باألداء الوظيفي ) 4040 ،أظهرت نتائج الدراسة
وجود عالقه طردية ذات داللة إحصائية بين النمط القيادي,الديمقراطي المستخدم في المنظمات األهلية
الفلسطينية ومستوى األداء الوظيفي.
ونتيجة لما تقدم فانه يتم قبول الفرضية الفرعية األولى ونصها "توجد عالقة ذات داللة إحصائية
بين نمط اإلشراف الديموقراطي وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي"
توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
تم اختبار هذه الفرضية من خالل فقرات البعد الثاني بناء فرق العمل من المحور الثاني ( القيادة
االدارية) ،وفقرات المحور الثالث (األداء الوظيفي) ،وكانت النتائج كالتالي:
الجدول )41معامل االرتباط بين بعد بناء فرق العمل ومستوى األداء الوظيفي
القيمة االحتمالية معامل التحديد معامل لالرتباط المجال
) Sig. R2 R
بعد بناء فرق العمل
** 5.55 .261 .511
ومستوى األداء الوظيفي
**االرتباط دال إحصائيا عند مستوى داللة α =0.01
المصدر :من اعداد الطالب بناء على مخرجات SPSS
من خالل نتائج الجدول نالحظ أن معامل االرتباط بين بعد بناء فرق العمل فى مديرية التوزيع
التابعة لمؤسسة سونلغاز باألغواط ومستوى األداء الوظيفى لدى عمال هذه المؤسسة يساوى ،0.344وأن
القيمة االحتمالية ( ) Sig1تساوى 5.55وهى أقل من مستوى الداللة α=5.57وهذا فيه داللة على وجود
عالقة طردية ذات داللة احصائية بين بعد بناء فرق العمل فى مديرية التوزيع باالغواط ومستوى األداء
الوظيفى فى هذه المؤسسة .أما معامل التحديد الذي بلغت قيمته 5.99فهو يفسر بأن القيادة اإلدارية تؤثر
على ارتفاع مستوى األداء الوظيفي برنسبة %99باستعمالها لوسيلة بناء فرق العمل .
172
دراسة حالة الفصل الرابع :
-دراسة (سالم بن بركة براك القيادي ،فرق العمل وعالقتها بأداء العاملين ) 2010،أظهرت نتائج هذه
الدراسة أن هناك عالقة جوهرية بين أداء العاملين وعدد مرات مشاركتهم بفرق العمل.
وكنتيجة لما تقدم فانه يتم قبول الفرضية الفرعية الثانية ونصها "توجد عالقة ذات داللة إحصائية
بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي"
توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي
تم اختبار هذه الفرضية من خالل فقرات البعد الثاني التحفيز من المحور الثاني (القيادة االدارية)،
وفقرات المحور الثالث (األداء الوظيفي) ،وكانت النتائج كالتالي:
الجدول )48معامل االرتباط بين بعد التحفيز ومستوى األداء الوظيفي
القيمة االحتمالية ) Sig. معامل التحديد معامل لالرتباط المجال
R2 R
بعد التحفيز ومستوى
**5.55 .259 .509
األداء الوظيفي
173
دراسة حالة الفصل الرابع :
-دراسة عالء خليل محمد العكش ،نظام الحوافز والمكافآت وأثره في تحسين األداء الوظيفي،)4001 ،
أظهرت نتائج هذه الدراسة أنه توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة α =5.50بين اإلنصاف
في منه الحوافز والترقيات ومستوى أداء العاملين في و ازرات السلطة الفلسطينية.
-دراسة نادر حامد عبد الرازق ،تقييم أثر الحوافز على مستوى األداء الوظيفي في شركة االتصاالت
الفلسطينية من وجهة نظر العاملين ،) 4040،أظهرت النتائج وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين كل
من (الحوافز المادية والحوافز المعنوية) وأداء الموظفين .كما أظهرت وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين
اإلنصاف في منه الحوافز وأداء الموظفين.
وكنتيجة لما تقدم فانه يتم قبول الفرضية الفرعية الثالثة ونصها "توجد عالقة ذات داللة إحصائية
بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي"
بناء على ما سبق ،يمكن تحديد معامل التحديد بين متغيري الدراسة الرئيسين بين القيادة اإلدارية
واالداء الوظيفي كما هو مبين في الجدول التالي:
الجدول )44معامل االرتباط بين محور القيادة االدارية ومستوى األداء الوظيفي
القيمة االحتمالية قيمة الثابت A قيمة β معامل التحديد معامل االرتباط المجال
) Sig. من SPSS من SPSS R2 R
محور القيادة االدارية
**5.55 1.785 .534 .347 .589
ومستوى األداء الوظيفي
174
دراسة حالة الفصل الرابع :
هناك فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أفراد العينة في استجابتهم حول تاثير
القيادة اإلدارية على اآلداء الوظيفي وذلك باختالف المتغيرات الديموغ ارفية التالية (الجنس،
السن ،المستوى التعليمي ،سنوات الخبرة في الوظيفة).
يوضه جدول السابق أنه باستخدام اختبار Tأن القيمة االحتمالية ( ) Sig.كانت أكبر من مستوى
الداللة α = 1.18ومن ثم فإنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين إجابات أفراد العينة حول القيادة
اإلدارية وتأثيرها على األداء الوظيفي ،من وجهة نظر العاملين تعود إلى متغير الجنس.
175
دراسة حالة الفصل الرابع :
تم استخدام اختبار ( )Fأو تحليل التباين األحادي(، )ANOVAو جاءت النتائج كما هو موضه
في الجدول التالي:
الجدول )44يوضح الفروق في إجابات أف ارد عينة البحث تبعا لمتغير السن
من الجدول السابق أنه باستخدام اختبار ( )Fتبين أن القيمة االحتمالية ( ) Sig.كانت أكبر من
مستوى الداللة α = 1.18ومن ثم فإنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين إجابات أفراد العينة حول
القيادة اإلدارية وتأثيرها على األداء الوظيفي ،من وجهة نظر العاملين تعود إلى متغير السن.
وهذا يعني أن أفراد عينة الدراسة باختالف فئاتهم العمرية فان لهم رؤية واحدة حول التأثير الذي
تمارسه القيادة اإلدارية على األداء الوظيفي ،ويرجع هذا الى كون ان الكل يتفق على ان القائد "المدير" هو
المسؤول األول في المؤسسة وهو صاحب التأثير األكبر على األداء الوظيفي فيها ،لذا فان اختالف العمر
ال يؤثر في رؤية أفراد مجتمع الدراسة نحو عالقة القيادة اإلدارية باألداء الوظيفي.
تم استخدام اختبار ( )Fأو تحليل التباين األحادي(، )ANOVAو جاءت النتائج كما هو موضه
في الجدول التالي:
176
دراسة حالة الفصل الرابع :
الجدول )44يوضح الفروق في إجابات أفراد عينة البحث تبعا لمتغير سنوات الخبرة
الداللة متوسط درجة مجموع
الفروق اإلحصائية قيمة F المربعات الحرية المربعات مصدر التباين
177
دراسة حالة الفصل الرابع :
تبين من خالل نتائج الجدول أن القيمة االحتمالية ( ) Sig1لجميع مجاالت الدراسة كانت أكبر من
مستوى الداللة α = 1013وعليه فإنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين إجابات أفراد العينة حول
تأثير القيادة اإلدارية على األداء الوظيفي ،من وجهة نظر العاملين تعود إلى المستوى التعليمي.
وهذا يعني أن أفراد عينة الدراسة باختالف مستواهم العلمي لديهم نفس التصور فيما يخص التأثير
الذي تمارسه القيادة اإلدارية على األداء الوظيفي ،ويرجع هذا الى ان اكثر من نصف افراد العينة هم من
حاملي الشهادات الجامعية ،لذا فهم يتفقون حول عالقة القيادة اإلدارية باألداء الوظيفي.
مما سبق فاننا نالحظ انه ال توجد هنالك فروق ذات داللة إحصائية بين استجابة المبحوثين حول
تأثير القيادية اإلدارية على األداء الوظيفي تعود إلى المتغيرات السن ،الجنس ،المؤهل العلمي ،سنوات
الخبرة ،أي عدم صحة الفرضية الرابعة.
-دراسة حسن محمود ،االنماط القيادية وعالقتها باألداء الوظيفي ) 4040 ،أظهرت نتائج الدراسة أنه
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين استجابة المبحوثين حول األنماط القيادية وعالقتها باألداء الوظيفي
تعزى إلى المتغيرات التالية :السن ،الجنس ،المؤهل العلمي ،سنوات الخبرة.
-دراسة سماتي حاتم ،النمط القيادي وعالقته بتماسك الجماعة ) 4040،اظهرت نتائج هذه الدراسة
أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أف ارد العينة حول استجابتهم لمحاور الدراسة ) النمط
القيادي الديموقراطي ،النمط القيادي البيروقراطي ،النمط القيادي الفوضوي ،تماسك الجماعة) باختالف
بعض المتغيرات الديموغرافية التالية ( الجنس ،المستوى التعليمي ،سنوات الخبرة).
178
دراسة حالة الفصل الرابع :
خالصة الفصل.
جاء هذا الفصل التطبيقي الخاص بدراسة األثر أسلوب القيادة اإلدارية على اداء العاملين في
المؤسسة االقتصادية دراسة حالة مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط ،-الختبار فرضيات الدراسة
وتحليلها.
وللوصول إلى مدى التأثير الذي يتركه المتغير المستقل (القيادة اإلدارية) على المتغير التابع (األداء
الوظيفي) في المؤسسة وتفسيره ،تم استعمال معاملي التحديد و االرتباط لتحديد هذه العالقة ،وعليه توصلت
الدراسة الميدانية في مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط – الى ان القيادة اإلدارية بوسائلها (،نمط
االشراف وفي هذه الحالة وجد ان األسلوب القيادي السائد هو الديمقراطي ،بناء فرق العمل الفعالة ،إيجاد
نظام مرضي للحوافز) ،تؤثر إيجابا على االداء الوظيفي ،وهذا من خالل تحليل استجابات أف ارد العينة،
حيث بلغت نسبة التاثير على االداء ، %18و الباقي %18تفسره متغيرات أخرى لم تدخل في هذه الد ارسة.
179
خاتمة
تعتبر القيادة اإلدارية حجر الزاوية لنجا أي مؤسسة وضمان استم ارريتها في ظل المنافسة الشديدة،
والتغير الدائم في بيئة االعمال ،من هنا برزت أهمية دراسة هذا المتغير لتحديد طبيعته وتحليل التأثير الذي
يتركه على األداء الوظيفي لألفراد في المؤسسة ،وبدا االهتمام بها منذ فجر التاريخ عبر الحضارات المتعاقبة
كان للقيادة فيها نصيب ،فالحضارة الفرعونية اعتمدت الهرمية في الحكم اما االمبراطورية الصينية اعتمدت
فلسفة كونفوشيوس في القيادة و المبنية على اإلحساس اإلنساني واالنصاف احترام العادات والقواعد وكذا
الثقة والمعرفة والشجاعة والشدة ،في حين راى مفكروا الحضارة االغريقية ان األولى بالقيادة هم اهل العلم
والمعرفة ،وبعد توحيد اجزاء الحضارة الرومانية اعتمدت معايير الجدارة والكفاءة في اختيار القادة بعد ان
كانت معايير الغنى واالصل النبيل هي أساس االختيار ،اما الحضارة العربية فقد ارسى اإلسالم قواعد
المدنية والتنظيم اإلداري وبين كيفية اختيار القادة وحدد الشروط والمقومات الواجب توفرها في القائد الرشيد،
وبظهور مدارس الفكر االداري الحديث جاءت بدراسات مستفيضة في مجال القيادة ،فالمدرسة العلمية اهتمت
بدراسة الحوافز المادية ،في حين أسهمت المدرسة العملية لإلدارة بتحديد صفات جسمية وعقلية واخالقية
وثقافية وصفات تتعلق بالخبرة يجب توفرها في المدير ،اما المدرسة البيروقراطية فقدمت ثالث نماذل للسلطة
(الشرعية-التقليدية-الكاريزمية) ،وجاءت مدرسة العالقات اإلنسانية لتكمل ما اغفله االخرون وتبين أهمية
الجانب اإلنساني في تحقيق القيادة الناجحة.
وللقيادة اإلدارية مكونات هي القائد وما يمتلكه من مهارات (فنية ،إنسانية ،فكرية و شخصية)،
االتباع وما ينتظرونه من قادتهم ،عملية التاثير االيجابي على االتباع ووسائله في ذلك مصادر قوته بمختلف
أنواعها ،الموقف بعناصره ومتغيراته ،وأخي ار األهداف المشتركة .وتختلف القيادة عن العديد من المفاهيم
المشابهة لها كالرئاسة ،الزعامة واإلدارة ،حيث تنبع القيادة من جماعة تؤمن بأهدافها وتمثل مصدر سلطاتها،
بينما تفرض الرئاسة على الجماعة بشكل رسمي ،ويقبلونها خوفا من العقاب؛ أما ما يميز الزعامة عن القيادة
هو اعتماد الزعيم على تأثيره الشخصي بشكل مبالغ فيه؛ و بالنسبة لإلدارة فهناك من الفكرين من يرى ان
القيادة جزء من اإلدارة ،واخرون يرون انهما متكامالن ،وبعضهم يميل الى كونهما مفهومين متداخلين،
وغيرهم يرى ان القيادة فن واإلدارة علم.
181
وقد ظهرت الكثير من النظريات المفسرة للقيادة اإلدارية ،فكان أولها النظريات الفردية للقيادة ومن
بينها نظرية الرجل العظيم ونظرية السمات ،أساسها ان القائد يولد بصفات وسمات تميزه عن غيره تجعل
منه قائدا ناجحا في كل الظروف ،اال انها فشلت في تفسير فعالية القيادة ما ادى باالهتمام و التحول من
البحث عن السمات القيادية الى التركيز على سلوكيات القائد ،فظهرت النظريات السلوكية وقدمت العديد
من األنماط السلوكية ،خلصت الى تقديم بعدين اساسين في دراسة سلوك القائد ،بعد االهتمام بهيكل العمل
و بعد االهتمام بالعاملين ،وان تفاعل البعدين هو الذي يحدد سلوك القائد؛ ثم ظهرت النظريات الموقفية
التي تقوم تؤكد على أن نجا القيادة يعتمد على تفاعل الخصائص الشخصية للقائد وسلوكه وعوامل الموقف
الذي يعيشه؛ ومع تطور الفكر اإلداري ظهرت نظريات حديثة في القيادة ركزت على التفاعل والتكامل بين
القائد والمرؤوسين والموقف ،وعلى طبيعة العملية التبادلية بين القائد والمرؤوس ،واعتبرت الخصائص
الشخصية (الكارزمية) للقائد هي بداية القيادة التحويلية ،التي تسعى لتحويل االفراد من وضع إلى وضع
أفضل و رفع مستوى أداءهم.
ورفع مستوى األداء الوظيفي هو غاية كل مؤسسة ،وتعد عملية تقييم أداء العاملين من األهمية
بمكان ،فهي تحدد مواطن القوة ونقاط الضعف في أداء االفراد ،و لنجا هذه العملية ُيشترط سالمة معايير
التقييم ،الن أي خطا في تحديدها او استعمالها يؤدي الى فقد ثقة المرؤوسين في نتائجها ،و بالتالي فنجا
عملية التقييم يسهل تعزيز مواطن قوة االداء ومعالجة نقاط الضعف فيه عن طريق اتباع مناهج وسبل
تحسين األداء وتطويره ،والتي من بينها التخطيط المرن للموارد البشرية واعتماد المرونة في إدارة المورد
البشري؛ وكذا نماذل الجدارة لتحسين األداء بالتركيز على االفراد ذوي الجدارة واألداء المتميز كمرجعية
للتوظيف واالختيار؛ واستعمال منهج اإلدارة باألهداف كأسلوب لتحسين األداء كون التحديد المسبق لألهداف
يوضه للمرؤوسين حجم ونوع العمل المطلوب.
وللقيادة اإلدارية وسائل في التأثير على األداء الوظيفي ،تعرضنا في هذه الدراسة الى ثالثة منها،
فكان أولها هو نمط القيادة او االشراف ودوره في تحديد وتوجيه سلوك االفراد ،واختالف حجم التأثير من
نمط الى اخر وذلك حسب نمط القيادة المتبع الديموقراطي او األوتوقراطي او النمط الحر في القيادة .اما
الوسيلة الثانية من وسائل القيادة كانت بناء فرق العمل واهميتهما في رفع مستوى أداء االف ارد ،وأخي ار الوسيلة
الثالثة للقيادة اإلدارية ،وتتمثل في تحقيق الرضا على نظام الحوافز المطبق في المؤسسة وذلك بإيجاد نظام
للتحفيز متكامل بشقيه المادي والمعنوي.
182
وفي هذه الدراسة ألثر القيادة اإلدارية على مستوى اداء المرؤوسين ،تم إسقاط الموضوع على إحدى
المؤسسات االقتصادية والمتمثلة في مديرية التوزيع باألغواط التابعة لمؤسسة سونلغاز ،الخضاع فرضيات
الدراسة للتحليل واالختبار ،و معرفة ما اذا كان هناك تاثير للمتغير المستقل (القيادة اإلدارية) على المتغير
التابع (األداء الوظيفي) ،وهل تتوافق مع ما تم طرحه في الجزء النظري من الدراسة ام ال ،تم اعتماد منهج
المسه بالعينة في هذه الدراسة ،واستعمل االستبيان كاداة للدراسة حيث تم توزيع 91نسخة من االستبيان
استرجع منها 77نسخة تم استبعاد 01نسخة لعدم صالحيتها للتحليل ،وبقية 12نسخة قابلة للدراسة حيث
اجري عليها ،وكانت نتائج البحث الميداني واالجابة على الفرضيات كاالتي:
اثبتت الدراسة صحة الفرضية العامة ،حيث توصلت الى وجود عالقة ايجابية ذات داللة احصائية
بين القيادة اإلدارية ومستوى اداء العمل لدى عمال مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط.-
كانت نتائج الدراسة بالنسبة لإلجابة على الفرضيات الجزئية كما يلي:
-وجود عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بين نمط االشراف السائد (النمط الديموقراطي) وارتفاع
مستوى اآلداء الوظيفي لدى مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط –فرضية صحيحة؛
-وجود عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي في
-وجود عالقة إيجابية ذات داللة إحصائية بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي لدى مؤسسة
-توجد هناك فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أفراد العينة في استجابتهم حول تاثير القيادة
اإلدارية على اآلداء الوظيفي وذلك باختالف المتغيرات الديموغرافية التالية ( الجنس ،السن ،المستوى
183
التعليمي ،سنوات الخبرة في الوظيفة ).لدى مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط – فرضية
خاطئة ؛
-كما توصلت الدراسة الى نتيجة هي ارتفاع المستوى العام لألداء الوظيفي لدى مؤسسة سونلغاز
-مديرية التوزيع باألغواط –.
توصيات البحث:
بالنسبة لتوصيات الدراسة لمؤسسة سونلغاز-مديرية التوزيع باألغواط – فتقتر هذه الدراسة ما يلي:
تقتر على المديرين والمسؤولين اإلداريين المحافظة على استخدام النمط الديموقراطي في القيادة
بزيادة االهتمام بمرؤوسيهم واإلصغاء الجيد لهم ،كما تقتر عليهم التخفيف من الصرامة في تطبيق التعليمات
واالوامر بحذافيرها ،و اتباع أسلوب اللين في التعامل مع المرؤوسين.
وكذا ترى انه على القيادة االدرية لمؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط – محاولة تحقيق
التكامل في نظام الحوافز لديها بشقيه المادي والمعنوي ،النه وحسب نتائج استجابات افراد العينة فان بعضهم
يرون ان اجرهم ال يتالءم مع العمل الذي يقومون به ،وانهم غير راضين على عالوات وتعويضات مخاطر
العمل ،لذا يجب على المؤسسة مراجعة نظام األجور وتعويضات مخاطر العمل لديها.
كما تقتر هذه الدراسة أيضا ،على المديرين والمسؤولين اإلداريين لمؤسسة سونلغاز-مديرية التوزيع
باألغواط –المحافظة على بناء فرق العمل عالية األداء ،وذلك بتشجيع أعضاء هذه الفرق وتيسير سبل
وقنوات االتصال معهم ،الن أساس نشاط المؤسسة مبني على فرق العمل ،ووجود فرق عمل متماسكة
وفعالة يضمن األداء الجيد للمؤسسة.
أما بالنسبة للباحثين ،فان البحث يوصي بأخذ عينات من مؤسسات اقتصادية مختلفة ،كون أن هذا
البحث استخدم عينة من مؤسسة اقتصادية واحدة ،وذلك ليتسنى لنا المقارنة بين نتائج استجابة افراد هذه
العينات.
184
افاق الدراسة:
توصي هذه الدراسة بعمل مقارنات بين المؤسسات ذات الطابع االقتصادي وغيرها من المؤسسات
ذات الطابع الخدمي لمعرفة االختالف في حجم التأثير بين قطاعات االقتصاد ان وجد.
اقتصرت هذه الدراسة على فحص العالقة بين القيادة اإلدارية ومتغير تابع وحيد فقط هو األداء
الوظيفي ،لذا يوصي البحث على دراسة العالقة بين القيادة اإلدارية مع متغيرات تابعة أخرى مثل:
185
ق ائمة
المراجع
قائمة المراجع
قائمة المراجع باللغة العربية
قائمة الكتب
-7احمد ابو السعود محمد،االتجاهات الحديثة لقياس وتقييم اداء الموظفين ،منشأة المعارف للنشر ،االسكندرية9559،
-9احمد سيد مصطفى ،إدارة الموارد البشرية ،دار الكتاب ،مصر9555 ،
-4أحمد صقر عاشور ،إدارة القوى العاملة :األسس السيكولوجية وأدوات البحث التطبيقي ،دار النهضة العربية ،بيروت،
7414
-9النمر وآخرون ،اإلدارة العامة :األسس و الوظائف ،مكتبة الفرزدق ،الرياض7441 ،
-0الفوال صال مصطفى ،مناهج البحث في العلوم االجتماعية ،مكتبة غريب ،وهران7419،
-9اسماعيل محمد السيد وآخرون ،تنمية المهارات القيادية والسلوكية ،القاهرة المنظمة العربية للعلوم7441 ،
-1السالم مؤيد و صاله عادل ،إدارة الموارد البشرية مدخل استراتيجي ،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،األردن9559 ،
-1السكارنه بالل ،القيادة االدارية الفعالة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،،ط 9575 ،7
-4الصديق بوسنينة وسليمان الفارسي ،الموارد البشرية :أهميتها – تنظيمها – مسؤوليتها – مهامها ،أكاديمية الدراسات
العليا ،طرابلس9554 ،
-75المعهد التطويري لتنمية الموارد البشرية ،القيادة اإلدارية ،دار المعمورة للطباعة والنشر ،العراق9577 ،
-77المنظمة العربية للتنمية االدارية ،تنمية المهارات االبداعية لقادة المنظمات العامة والخاصة9575 ،
-79بشير العالق ،تنمية المهارات االشرافية والقيادية ،دار اليازوري للنشر ،االردن9554،
-74بيتر.ل ونورث هاوس ،القيادة اإلدارية النظرية والتطبيق ،تر مال بن معاذ المعيوف ،الرياض ،معهد اإلدارة العامة،
9559
-79بيتر.ل.ريد،تر عال احمد،القيادة المتميزة صياغة استراتيجيات للتغيير،ط ،7مجموعة النيل العربية،مصر9550 ،
-70حسان الجياللي ،سالطانية بلقاسم ،أسس البحث العلمي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر9550 ،
-79حسن عبد الحميد احمد نشوان ،القيادة دراسة في علم االجتماع النفسي واالداري والتنظيمي ،مؤسسة شباب الجامعة ،
االسكندرية 9575 ،
-71حمدي أمين عبد الهادي ،الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن ،ط ،4القاهرة ،دار الفكر العربي7445 ،
-71دانيال جولمان وآخرون،ترجمة عثمان الجياللي المثلوثي ،بشير احمد سعيد،القادة الجدد تحويل فن القيادة االدارية الى
علم نتائج،دار المريخ ،الرياض ،بدون تاريخ
-74درويش عبد الكريم ،تكال ليلى ،أصول اإلدارة العامة ،المكتبة األنجلو مصرية ،القاهرة ،ط7419 ، 9
-95دفيد ويتون ،تيم كاميرون ،العالقات..التفاعل اإليجابي ،تر محمد محمود عبد العليم ،بميك ،القاهرة9557 ،
-97راوية حسن ،إدارة الموارد البشرية ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر7444 ،
-99راوية حسن ،السلوك التنظيمي المعاصر ،الدار الجامعية ،مصر9559 ،
-94ﺭﺍﻭية حسﻥ ،ﺍلسلﻭﻙ في ﺍلمنﻅماﺕ ،مﻁبعة ﺍلﺩﺍﺭ ﺍلجامعية ،االسكندرية9559 ،
-99رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمه في منهج البحث العلمي ،ط ،7دار دجلة ،عمان9551 ،
-90رثر بيل ،إدارة األفراد ،تر خالد العامري ،عبد الحميد العاصي ،صبحي عبد الرؤوف ،دار الفاروق ،القاهرة9557 ،
-99رعد حسن الصرن ،ادارة االبتكار و اإلبداع ،كيف تخلق بيئة ابتكارية في المنظمات ،ل ،9دمشق ،دار الرضا
للنشر9557،
-91روبرت باكال ،تقييم األداء ،ترجمة موسى يونس.،بيت األفكار للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان 7444،
-91زاهد محمد الديري ،السلوك التنظيمي ،دار المسيرة ،عمان9577 ،
-94زيد منير عبوي ،االدارة باالهداف ،ط ،7دار كنوز المعرفة،عمان9551 ،
-45سالم بن سعيد القحطاني ،القيادة اإلدارية :التحول نحو النموذل القيادي العالمي ،مطابع مرام ،الرياض9559 ،
-47سامر جلده ،السلوك التنظيمي والنظريات االدارية الحديثة ،ط ،7دار اسامة للنشر والتوزيع ،االردن9554 ،
-49سعيد اسماعيل صيني ،قواعد أساسية في البحث العلمي،ط،7مؤسسة الرسالة ،بيروت7449،
-44سعيد يسن عامر ،االتصاالت االدارية والمدخل السلوكي لها ،دار المريخ،الرياض7419 ،
-49سيد محمد جاد الرب ،استراتجيات تطوير وتحسين اآلداء -األطر المنهجية والتطبيقات العلمية،-مصر9554 ،
-40شاويش مصطفى ،إدارة الموارد البشرية ،ط، 4دار الشروق ،عمان 9550 ،
-49شوقي ناجي جواد ،السلوك التنظيمي في منظمات االعمال ،ط ،7الحامد للنشر ،االردن9575 ،
-41صاله مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي،اإلدارة واألعمال ،دار وائل للنشر،األردن 9551،
-41صبحي جبير العتيبي ،تطور الفكر واالساليب في االدارة ،عمان ،دار وائل للنشر9551 ،
-44طريف شوقي ،السلوك القيادي وفعالية اإلدارة ،دارغريب؛ القاهرة ،دط7449 ،
-95عادل بن صال بن عمر عبد الجبار ومحمد بن مترك القحطاني،علم النفس التنظيمي واالداري،ط ،7مكتبة الملك
فهد الوطنية ،الرياض9551 ،
-97عادل حسن وآخرون ،التنظيم وادارة االعمال ،دار النهضة العربية ،لبنان9577 ،
-99عادل محمد زايد ،ادارة الموارد البشرية-رؤية إستراتيجية،-جامعة مصر ،مصر9554،
-94عاطف جابر طه عبد الرحيم ،السلوك التنظيمي(مدخل نفسي سلوكي لتطوير القدرات) ،الدار الجامعية،مصر9554،
-99عامر عوض ،السلوك التنظيمي االداري ،ط ، 7دار اسامة للنشر ،االردن9551 ،
-90عامر مصبا ،خصائص القيادة عند الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،دار هومه؛ الجزائر9554 ،
-99عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية9555 ،
-91عبد الشافي محمد ابو الفضل،القيادة االدارية في االسالم،ط،7القاهرة ،المعهد العالي للفكر االسالمي7449،
-91عبد اهلل بن عبد الغني الطجم ،طلق بن عوض اهلل السواط ،السلوك التنظيمي،ط ،9دار حافظ للنشر والتوزيع ،السعودية،
9554
-94عبد الصمد األغبري ،اإلدارة المدرسية البعد التخطيطي و التنظيمي ،ط ،7دار النهضة العربية ،السعودية9554 ،
-05عالء محمد سيد قنديل ،القيادة االدارية وادارة االبتكار ،ط،7دار الفكر ،االردن9575،
-07على السلمي ،االدارة باالهداف طريق المدير المتفوق ،د ار غريب ،القاهرة7444 ،
-09علي كريم ناصر الدليمي ،أحمد محمد خلف ،علم النفس اإلداري و تطبيقاته في العمل ،دار وائل للنشر،عمان،
9551
-04علي محمد عبد الوهاب ،العنصر اإلنساني في إدارة اإلنتال ،القاهرة ،مكتبة عين شمس7419 ،
-09عمرو وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة بعد استراتيجي،دار وائل للنشر ،ط ، 7عمان9550،
-00غربي علي واخرون ،تنمية الموارد البشرية،ط ، 7دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة9551،
-09فاروق عبده فلية ،محمد عبد المجيد،السلوك التنظيمي في ادارة المؤسسات التعليمية،ط ،7دار المسيرة للنشر و التوزيع،
بيروت9550 ،
-01كامل محمد المغربي ،السلوك التنظيمي(مفاهيم واسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم) ،ط،4دار الفكر ،االردن،
9559
-01كورتوا -ل ،ترجمة سالم العيسي ،الطريق إلى القيادة وتنمية الشخصية ،ط ، 7دار عالء الدين ،دمشق7444 ،
-04اليل م سبنسر األصغر ،سيجان م سبنسر ,الجدارة في العمل نماذل لألداء المتفوق ،ترجمة اشرف فضيل عبد
المجيد جمعة ،معهد اإلدارة العامة ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الرياض7444 ،
-95لويس كامل مليكة ،،سيكولوجية الجماعات والقيادة ل،9ط،9الهيئة المصرية العامة للكتاب،،مصر7414 ،
-97ماثيو جيدير ،ترجمة ملكة أبيض ،منهجية البحث :دليل الباحث المبتدئ في اآلداب واللغات والعلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،و ازرة الثقافة ،دمشق،
-99ماجدة عطية ،سلوك المنظمة سلوك الفرد والجماعة ،دار الشروق؛ عمان ،ط 9554 ،7
-94ماكس الندزبيرغ ،ترجمة غادة الشهابي ،ادوات القيادة ،مكتبة العبيكان ،الرياض9554،
-99محمد اسماعيل بالل ،السلوك التنظيمي بين النظرية والتطبيق ،دار الجامعة الجديدة ،القاهرة9550،
-90محمد حسنين العجمي،االتجاهات الحديثة في القيادة االدارية والتنمية البشرية ،ط ،7المسيرة للنشر،االردن9551 ،
-99محمد ربيع زناتي ،السلوك التنظيمي (سلوك األفراد والجماعات في المنظمات) ،مكتبة المتنبي ،السعودية9574 ،
-91محمد رفيق الطيب ،مدخل للتسيير :أساسيات تقنيات و وظائف ،ل ،9ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 7440 ،
-91محمد سعيد انور سلطان ،السلوك التنظيمي ،دار الجامعة الجديدة؛ اإلسكندرية -مصر 9554 ،
-94محمد عبد الغنى مسعود ،محسن احمد الخضيرى ،االسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراة ،مكتبة االنجلو
مصرية ،القاهرة7449 ،
-15محمد قاسمي القريوني ،مبادئ االدارة:النظريات والعمليات والوظائف ،ط ،4دار وائل ،عمان 9559 ،
-17محمد نبيل سعد سالم محمد ،محمد جاب اهلل عمارة ،إدارة الموارد البشرية في المؤسسات االجتماعية ،دار الطباعة
الحرة ،ط ،9مصر9559 ،
-19محمود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات االعمال ،ط ،9دار وائل للنشر ،االردن9551 ،
-14محمود سيد أبو النيل ،علم النفس الصناعي ،بيروت ،دار النهضة العربية7410،
-19مدحت محمد ابو النصر ،ادارة وتنمية الموارد البشرية"االتجاهات المعاصرة"،ط ،7مجموعة النيل العربية للنشر ،القاهرة،
9551
-10مصطفى عشوي ،أسس علم النفس الصناعي ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية7449 ،
-19مصطفى نجيب شاويش،ادارة الموارد البشرية (ادارة االفراد) ،ط، 4الشروق للنشر والتوزيع،عمان9550،
-11معن محمود عيامرة ،مروان محسن بني احمد ،القيادة والرقابة واالتصال اإلداري ،دار حامد ،عمان9551 ،
-11موسى سالمة اللوزي ،خضير كاظم حمود ،ادارة االعمال ،دار اثراء للنشر ،االردن9551 ،
-14نبيل محمد مرسي ،المهارات والوظائف اإلدارية :كيف تحمي مهاراتك اإلدارية ؟ ،المكتب الجامعي الحديث ،
اإلسكندرية؛ 9559
-15نواف كنعان ،القيادة اإلدارية ،ط ،4دار الثقافة،عمان7444 ،
-17هاشم ،زكي محمود ،الجوانب السلوكية في اإلدارة ،وكالة المطبوعات.،الكويت7415،
-19هايل عبد المولى طشطوش ،أساسيات في القيادة واإلدارة:النموذل اإلسالمي في القيادة واإلدارة ،دار الكندي،
االردن9551،
المعاجم
-14ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادرر ،بيروت ،المجلد ،79ط9555 ، 7
المجالت
-19انتونيت لوسيا ،ريتشارد ليبزنجر ،نماذل الجدارة الوظيفية القياسات وتخطيط السياسات واستخدام ،االدوات ،خالصات
كتب المدير ورجال األعمال السنة الثامنة ر مجلة نصف شهرية تصدر عن :الشركة العربية لإلعالن العالمى (شعاع) -العدد
الثالث ،القاهرة ،فبراير9555
-10ايفن فورتين اورتيز و اخرون ،ادارة االداء والعقود ،سلسلة من أجل اإلدارة من أجل النتائج في منظومة األمم المتحدة،
الجزء الثالث ،وحدة التفتيش المشترك ،جنيف9559 ،
-19محمد الحديدي( ،االدارة العلمية في المستقبل) ،مجلة العربي ،العدد 991الثالثي الثاني ،الكويت 7449 ،
-11موسى ع.الناصر ،تقييم آداء األفراد العاملين كأداة لرفع أداء المنظمات ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،59جامعة محمد
خيضر بسكرة،جوان 9559،
-11عبد الملك مزهوده ،االداء بين الكفاءة والفعالية ،مجلة العلوم االنسانية ،العدد االول ،جامعة محمد خيضر،بسكرة،
نوفمبر 9557
الرسائل
-14حسن محمود حسن ناصر ،األنماط القيادية و عالقتها باألداء الوظيفي من وجهة نظر العاملين ،رسالة ماجستير إدارة
أعمال ،غير منشورة ،الجامعة االسالمية ،غزة9575،
المراجع باللغة األجنبية
45- Alain Duluc, Leadership et confiance ,DUNOD, Paris,2003
47- CLAUDE BLANCHE ALLEGRE et Autre , gestion des ressources humaines valeur de
l’immatériel, 1er édition , De Boeck ,Bruxelles , 2008
49- Claude Blanche Allègre et autre, Gestion des ressources humaines valeur de l’immatériel,
Édition de boeck, Bruxelles, 2008
44- Dimitri weiss , les relations du travail , 4éme edition ,Dunod , paris , 1978
49- Jean Marier Peretti ,Tout DRH,2eme edition, Edition D’organisation, paris, 2005
40- LaTasha M. Harris, The Relationship Between Leadership Styles of School Principals and
Teacher Retention, capella university, USA , 2008
49- Marc-Philippe Lumpé, Leadership and Organization in the Aviation Industry, mixed
sources,uk,2008
41- Michel GARVAIS, Contrôle de gestion, éd Economica , Paris, 1994
41- NICOLE AUBERT et autres, Diriger Et Motiver Art Et Pratique Du Management , 2eme
édition, Édition d’organisation, Paris, 2006
44- Nicole AUBERT et autres, Management : aspects humaines et organisationnelles, Paris,
ed PUE fondamentale, 1992
755- Robbins, S.P, Organisationnel Behavoir, 10th Ed, Prentice Hall, inc, New Jersey, 2003
757- Rouleau Linda, Théories des organisations : Approches classiques, contemporaines, et
de l'avant-garde, presses de l’universite du Quebe ,canada, 2007
759- Sophie Faure , Manager à l’école de Confucius, Paris, Éditions d'Organisation, 2003
754- Thomas E. Harris , Mark D. Nelson,Applied organizational communication : theory and
practice in a global environment ,3rd ed, Lawrence Erlbaum Associates, New York,2008
مواقع االنترنت
759- http://ar.wikipedia.org/wiki
المالح ق
المــــــــــــالحق
الملحق :)01يمثل الملحق الموالي الهيكل التنظيمي العام للمديرية العامة بالبليدة والتي تعد المديرية
الجهوية للتوزيع باألغواط -محل الدراسة -تابعة لها.
المديرية العامة-البليدة
المديرية الجهوية
للتوزيع باألغواط
الـمصدر :عن رئيس مصلحة التكوين –سبتمبر -2014مديرية التوزيع سونلغاز األغواط.
المــــــــــــالحق
المدير
قسم لعالقات قسم الموارد قسم استغالل قسم استغالل قسم لدراسات قسم المالية
التجارية البشرية الغاز الكهرباء و األشغال والمحاسبة
الـمصدر :عن رئيس مصلحة التكوين –سبتمبر -2014مديرية التوزيع سونلغاز باألغواط
األغواط.
المــــــــــــالحق
الملحق )30
االســـــتبيان
إستبي ان
في إطار إعداد مذكرة لنيل شهادة الماجستير في ادارة اعمال تحت عنوان:
لذا نرجوا منكم المساهمة في اإلجابة على أسئلة هذا االستبيان وذلك بوضع عالمة ( )Xفي
الخانة المناسبة ،ونحيطكم علما بان هذه المعلومات ستتسم بالسرية التامة ولن تستخدم إال ألغراض
علمية.
مالحظة:
يرجي وضع التأشير أمام اإلجابة المختارة أو مأل الفراغ الموجود .
بعد التحفيز
يسهم اطالع العامل على نتائج تقييم أدائه في تطويره. 30
بوجه عام أنا راض ومرتاح للعالقة التي ببني وبين زمالئي في 31
العمل بحب العمل أكثر من اآلخرين
اشعر 32
اشعر باألمان والطمأنينة فى عملي 33
هناك عدالة في التعامل من المدير مع جميع العمال 34
سوف تتحسن األمور لو غادر هذا المدير اإلدارة 35
المحور 3االداء الوظيفي
تشجيع مديرك يدفعك إلنجاز عملك بكفاءة 36
عدم تفويض السلطات يعيق تحسين أدائك الوظيفي 37
ضعف التفاعل بينك و بين رئيسك يسهم في انخفاض مستوى أدائك 38
الوظيفي
اهتمام المدير باقتراحات المرؤوسين في العمل يشجعهم على رفع 39
مستوى أدائهم
العمل بواسطة الجماعة يسهل المهام ويحسن األداء 40
يتبادل افراد فريق العمل الخبرات والمهارات 41
فرق العمل يذلل المهام الصعبة والمعقدة 42
العمل ضمن جماعة يقلل الصراعات ويرفع مستوى االداء 43
يسهم اطالع العامل على نتائج تقييم آدائه في تطويره 44
عدالة نظام تقييم األداء تعد حافزا للعاملين لتطوير أدائهم 45
تركيز على مبدأ الجدارة واالستحقاق في الترقية بهدف تحسين وتحسينه.
ثمة 46
األداء
تحقيق العدالة في تعامل المدير يدفعني الى رفع مستوى ادائي 47
ملخص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر القيادة االدارية بمتغيراتها الثالث (نمط االشراف ،بناء فرق
العمل ،التحفيز) على األداء الوظيفي للعاملين لدى مؤسسة سونلغاز -مديرية التوزيع باألغواط – ،كما
هدفت إلى تحديد مدى تأثير المتغيرات الشخصية (الجنس ،السن ،المستوى التعليمي ،سنوات الخبرة) ،على
استجابات العاملين لتأثير القيادة االدارية على األداء الوظيفي.
وقد اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي ،واستعان باالستبيان كأداة للدراسة ،حيث تم توزيع 90
نسخة من االستبيان استرجع منها 77نسخة تم استبعاد 13نسخة لعدم صالحيتها للتحليل ،وبقية 64نسخة
قابلة للدراسة ،حيث اجري عليها التحليل االحصائي لتحصيل البيانات الخام المكونة من إجابات عينة
الدراسة ،كما تم استخدام برنامج ال ( )SPSSلتحليل بيانات الدارسة.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها:
-اثبتت الدراسة صحة الفرضية العامة ،حيث توصلت الى وجود عالقة ايجابية ذات داللة احصائية
بين القيادة اإلدارية بمتغيراتها الثالث (نمط االشراف ،بناء فرق العمل ،التحفيز) ومستوى األداء
الوظيفي؛
-تبين وجود عالقة طردية موجبة ذات داللة إحصائية بين نمط االشراف السائد (النمط الديموقراطي)
وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي؛
-تبين وجود عالقة طردية موجبة ذات داللة إحصائية بين بناء فرق العمل وارتفاع مستوى اآلداء
الوظيفي؛
-تبين وجود عالقة إيجابية ذات داللة إحصائية بين التحفيز وارتفاع مستوى اآلداء الوظيفي ؛
-تبين انه ال توجد هناك فروق ذات داللة إحصائية في اتجاهات أفراد العينة في استجابتهم حول
تأثير القيادة اإلدارية على اآلداء الوظيفي وذلك باختالف المتغيرات الديموغرافية التالية ( الجنس،
السن ،المستوى التعليمي ،سنوات الخبرة في الوظيفة) ؛
-ارتفاع المستوى العام لألداء الوظيفي.
Abstract
This study aimed to determine the impact of the leadership with its three
dimensions (leadership style, group of work and motivation) on the staff
performance in the SONELGAZ Company -distribution department- in
LAGHOUAT. The study aimed also to determine the effect of the personal
variables (sex, age, level of education, and years of experience), on the responses
of the employees regarding the leadership and its influence on the staff
performance.
A descriptive analytical approach was used, and to achieve the objectives
of the study, the researcher designed a questionnaire as the basic research tool.
The questionnaire was distributed to the study random sample that reached (90)
questionnaire, (77) Questionnaires were returned, (13) of them was non-valid;
only (64) questionnaires were valid for statistical analysis. The data collected
were analyzed using the Statistical Package for Social Sciences (SPSS).
The study reached the following conclusions:
- The study prove the truth of the general hypotheses, and concluded the
existence of a positive statistical relationship between leadership axe with
its three dimensions (leadership style, group of work and motivation) and
the increase level of job performance in the SONELGAZ company
distribution department -in Laghouat.
- The study concluded the existence of a positive statistical relationship
between to the dominant leadership styles (the democratic pattern) and the
increase level of job performance.
- The study concluded the existence of a positive statistical relationship
between group of work and the increase level of job performance.
- The study concluded the existence of a positive statistical relationship
between motivation and the increase level of job performance.
- It appears that there was no statistically significant differences in trends
samples about their response of the leadership and its influence on the staff
performance, depending on the following variables (age, sex, level of
education, and the years of experience).
- The study also concluded that in general the level of job performance is
good.