You are on page 1of 101

‫جامعة أحمد دراية أدرار‪ -‬الجزائر‬

‫كمية العموم االقتصادية‪ ،‬التجارية‪ ،‬وعموم التسيير‬

‫قسم العموم التجارية‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شهادة الماستر‬

‫ميدان عموم اقتصادية والتسيير وعموم تجارية‬

‫شعبة عموم تجارية‬

‫تخصص مالية المؤسسة‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫واقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬


‫(دراسة حالة جامعة أدرار)‬

‫تحت إشراف‬ ‫من اعداد الطالبين‬

‫* د‪ .‬بن العارية حسين‬ ‫‪ ‬بن يبا محمد‬


‫‪ ‬عدي محمود‬
‫لجنة المناقشة‬
‫د‪ .‬بن العارية حسين‪ ....................‬مشرفا‬
‫أ‪ .‬بن عبيد عبد الباسط‪ ...................‬رئيسا‬
‫أ‪ .‬بمبالي عبد الرحيم‪ .....................‬مناقشا‬

‫الموسم الجامعي‪2017-2016 :‬‬


‫اإلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫بسم اهلل الرمحان الرحيم‬

‫(قل اعملوا فسريى اهلل عملكم ورسوله واملؤمنون)‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫إهليذالذؼطوبذاظلولذإالذبشكركذوالذؼطوبذاظنهارذإىلذبطاستكذذوالذتطوبذاظلحظاتذإالذ‬

‫بدطركذوالذتطوبذاآلخرةذإالذبعفوكذوالذتطوبذاجلنةذإالذبرؤؼتكذ(اهللذجلذجالظه)‬

‫إىلذعنذبلغذاظرداظةذوأدىذاالعاغةذوغصحذاألعةذإىلذغيبذاظرمحةذوغورذاظعادلني(دودغاذ‬

‫حممدذصلىذاهللذسلوهذودلم)‬

‫إظيذعنذطللهذاهللذباهلوبةذواظوضارذإىلذعنذسلمينذاظعطاءذبدونذاغتظارذإىلذعنذأمحلذاهمهذ‬

‫بكلذاصتخارذ(واظديذاظعزؼز)‬

‫إىلذعالطيذيفذاحلواةذإىلذععنىذاحلبذوإىلذععنىذاحلنانذواظتفاغيذإىلذبدمةذاحلواةذ‬

‫ودرذاظوجودذإىلذعنذطانذدسائهاذدرذراحيذوحناغهاذبلدمذجراحيذإىلذأشلىذاحلباؼبذ‬

‫(أعيذاحلبوبة)‬

‫إىلذمجوعذأصرادذسائليتذاظدؼنذطاغواذخريذسونذظيذروالذعدريتيذاظدرادوةذإىلذأدتاذيذ‬

‫اظفاضلذاظديذطانذخريذعشرصاذيفذػداذاظعملذادلتواضعذإىلذمجوعذأداتذتيذإىلذزعالئيذ‬

‫وزعوالتيذذأؼنماذطاغواذوإىلذعنذضدمذظيذاظعونذوادلداسدة‬

‫أػديذػداذاظعملذادلتواضع‬

‫ذراجواًذعنذادلوىلذسزذوجلذأنذجيدذاظقبولذواظنجاح‬

‫به يبا حممد‬


‫اإلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫بسم اهلل الرمحان الرحيم‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذبعدذإمتاعيذواحلمدذهللذأػديذمثرةذطديذوذطفاحي‪:‬ذ‬

‫ذذذذذذذذإظوكذؼاذعنذتتوقذاألغفسذاظطاػرةذوذاظعوونذاظفواضةذظرؤؼاك‪،‬ذأػديذػذاذاظعملذظعليذ‬
‫أغالذذرفذحبكذؼاذحبوبناذوذدودغاذحممدذردولذاهلل‪.‬ذ‬

‫ذذإىلذعنذشمرتينذبعطفهاذوذحناغهاذوذأسطتينذذعاعذاألعلذوسلمتينذإنذاحلواةذسملذوذأعلذ‬
‫إىلذعنذتدعدذظفرحيتذوذززنذحلزغيذإىلذرعزذاحلنانذوذعنبعذاألعانذإىلذعنذأساغتينذ‬
‫بدسواتهاذذذ*أعيذاحلبوبة*ذحفظهاذاهللذورساػاذوأرالذاهللذيفذسمرػا‪.‬ذ‬

‫ذذإىلذاظشجرةذاظيتذعنهاذأتوتذوذادلنبعذاظذيذعنهذارتوؼتذواخلريذاظذيذصوهذتربوتذإىلذ‬
‫عنذسلمينذععنىذاحلواةذوذزلذيفذحواتيذرعزذظتضحوةذإىلذاظذيذداػمذيفذتربويتذوتعبذ‬
‫يفذدبولذتعلميذوارتقبذروؼالذراحيذ*أبيذاحلنون*حفظهذاهللذورساهذوأرالذيفذ‬
‫سمره‪.‬ذوإىلذإخوتيذوأدرتيذمجوعاً ‪،‬ذثمذإىلذطلذعنذسلمينذحرصاًذأصبحذدناذبرضهذؼضيءذ‬
‫اظطرؼقذأعاعي ‪،‬ذإىلذأػليذوسشريتي ‪،‬ذإىلذأداتذتي‪،‬ذإىلذزعالئيذوزعوالتي ‪،‬ذإىلذ‬
‫اظشموعذاظيتذزرتقذظتضئذظًخرؼن ‪،‬ذإىلذطلذعنذسلمينذحرصا‬

‫أػديذػذاذاظبحثذادلتواضعذراجواًذعنذادلوىل سزذوجلذأنذجيدذاظقبولذواظنجاح‬

‫عدي حممود‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪I‬‬ ‫الفهرس العام‬
‫‪IV‬‬ ‫قائمة الجداول واألشكال‬
‫‪IV‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫أ‪ -‬د‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية المحاسبة العمومية‬
‫‪2‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المحاسبة العمومية (تعريف‪ ،‬مبادئ‪ ،‬مجال تطبيق‪ ،‬األسس المطبقة)‬

‫‪3‬‬ ‫مبادئ المحاسبة العمومية‬


‫‪3‬‬ ‫مجال تطبيق المحاسبة العمومية‬

‫‪5‬‬ ‫األسس المطبقة في المحاسبة العمومية‬


‫‪6‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أهداف وخصائص المحاسبة العمومية‬
‫‪7‬‬ ‫خصائص المحاسبة العمومية‬
‫‪7‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أعوان المحاسبة العمومية‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات نظام المحاسبة العمومية‬
‫‪01‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬نظام المحاسبة العمومية‬
‫‪02‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬نظام الموازنة العمومية‬
‫‪03‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬نظام الرقابة عمى المال العام‬
‫‪05‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‬
‫‪05‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬بعض معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬
‫‪19‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام (مجال تطبيق‪ ،‬أهداف)‬
‫‪21‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬دور مجمس معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬
‫‪22‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية المؤسسة العمومية‬

‫‪I‬‬
‫الفهرس‬

‫‪23‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المؤسسة العمومية‬


‫‪23‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية‬
‫‪23‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص وأركان المؤسسة العامة‬
‫‪25‬‬ ‫أركان المؤسسة العامة‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أهمية ومبررات وجود المؤسسات العامة‬
‫‪28‬‬ ‫مبررات وجود المؤسسات العامة‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫‪29‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫‪31‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫‪34‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مهام وخصائص المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫‪36‬‬ ‫خصائص المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫‪36‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية اإلدارية‬
‫‪36‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم االدارة العامة‬
‫‪39‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬وظائف االدارة العامة‬
‫‪41‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬خصائص االدارة العامة‬
‫‪14‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تقديم جامعة أدرار‬
‫‪44‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬نشأة جامعة أدرار‬
‫‪44‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مؤشرات كمية خاصة بجامعة أدرار لمموسم ‪1047-1046‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لمجامعة‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اجراءات المحاسبة العمومية في تنفيذ ميزانية الجامعة‬
‫‪49‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬شروط تنفيذ النفقة‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المرحمة اإلدارية لتنفيذ النفقة‬
‫‪51‬‬ ‫اإللتزام‬
‫‪II‬‬
‫الفهرس‬

‫‪51‬‬ ‫التصفية‬
‫‪55‬‬ ‫األمر بالدفع‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المرحمة المحاسبية لتنفيذ النفقة‬
‫‪55‬‬ ‫الشروط الشكمية و الموضوعية لتنفيذ عممية الدفع‬
‫‪56‬‬ ‫طرق التسديد‬
‫‪56‬‬ ‫مدونة حسابات الخزينة‬
‫‪55‬‬ ‫التسجيل المحاسبي لنفقات الجامعة‬
‫‪65‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪61‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪III‬‬
‫الفهرس‬

‫قائمة الجداول واألشكال‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪45‬‬ ‫تعداد الطمبة الجدد عمى حسب التخصصات‬
‫‪45‬‬ ‫مخطط بياني لتعداد الطمبة الجدد‬
‫‪46‬‬ ‫دائرة نسبية لتعداد الطمبة االجمالي‬
‫‪47‬‬ ‫مخطط بياني لي عدد التخصصات المتوفرة بالجامعة‬
‫‪48‬‬ ‫مخطط لمجامعة االفريقية أحمد دراية‬

‫قائمة المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪10‬‬ ‫بطاقة االلتزام‬
‫‪12‬‬ ‫حوالة الدفع خاصة بالمستخدمين‬
‫‪13‬‬ ‫حوالة الدفع الخاصة بالمزودين‬
‫‪14‬‬ ‫جدول تحويل الى حساب بنكي‬
‫‪15‬‬ ‫إشعار بالتحويل أقل من ‪400000000‬‬
‫‪16‬‬ ‫إشعار بالتحويل أكثر من ‪400000000‬‬
‫‪17‬‬ ‫كشف الحواالت‬
‫‪18‬‬ ‫الصندوق اليومي‬
‫‪19‬‬ ‫سجل حساب الخزينة‬

‫‪IV‬‬
‫مقدمة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن انييار المدرسة الكالسيكية وقيام المدرسة الكينزية عمى أنقاضيا‪ ،‬وما نتج عنو من ظيور الدولة‬
‫المتدخمة بدال من الدولة الحارسة‪ ،‬أدى إلى ظيور ما يسمى بالمحاسبة العمومية كآلية لمراقبة وحماية األموال‬
‫العمومية والموجية أساسا لخدمة أفراد المجتمع؛ أي أنيا تطبق في المؤسسات العمومية وال تيدف الدولة من‬
‫خالليا الى تحقيق أرباح متميزة في ىدفيا ىذا عن المحاسبة المالية التي تطبق عمى المؤسسات االقتصادية‬
‫والتي ييدف من استخداميا الى تحقيق الربح وبالتالي ضمان االستم اررية‪.‬‬

‫ولقد تطورت المحاسبة العمومية بتطور الذي يشيده العالم من تطور تكنولوجي وظيور العولمة‬
‫االقتصادية باإلضافة الى تعقد حجم نشاطات الدولة‪ ،‬الذي نتج عنو صعوبات في الكثير من بمدان العالم في‬
‫تفسير البيانات المحاسبية واستعماليا في عممية المقارنة‪ ،‬كميا أمور أدت الى ظيور ما يعرف بمعايير‬
‫المحاسبة الدولية لمقطاع العام‪.‬‬

‫والجزائر عمى غرار دول العالم تحاول جاىدة إنشاء نظام محاسبي فعال يسمح بسرعة تقديم البيانات‬
‫المالية الدقيقة وفي الوقت المناسب لممسؤولين‪ ،‬حول مجمل أصول وخصوم الدولة وعرض نتائج تنفيذ قانون‬
‫المالية لمخزينة العمومية من أجل اتخاد الق اررات االقتصادية وتوظيفيا ألغراض المساءلة وتقييم األداء وال‬
‫يكون إال من خالل تبنييا لمعايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلشكالية‬

‫من خالل ما سبق يمكن صياغة اشكالية دراستنا في ما يمي‪:‬‬

‫ما مدى مسايرة المحاسبة العمومية في الجزائر في ظل تطبيق المعايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام؟‬

‫‪ -2‬األسئمة الفرعية‬

‫وكمحاولة لإلجابة عمى اإلشكالية قمنا بطرح األسئمة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عمى أي أساس تطبق المحاسبة العمومية في الجزائر؟‬


‫‪ -‬ىل يوجد افصاح محاسبي في ظل نظام المحاسبة العمومية؟‬
‫‪ -‬كيف يتم تسيير النفقة العمومية؟‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬من ىي الجية الوصية عن أعوان المحاسبة العمومية؟‬


‫‪ -‬ىل توجد رقابة عمى تنفيذ النفقات؟‬
‫‪ -3‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫ولإلجابة عمى األسئمة المطروحة تم اعتماد الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطبق المحاسبة العمومية في الجزائر عمى األساس النقدي أو الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد افصاح محاسبي ولكن بشكل نسبي‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تسيير النفقة العمومية عن طريق اعتمادات ترسميا الو ازرة لممؤسسة التابعة ليا تضم ىذه‬
‫االعتمادات مبالغ‪ ،‬مرفقة بمدونة لميزانية مقسمة الى أبواب وفروع تبين كيفية توزيع المبالغ الموجودة‬
‫في االعتمادات‪ ،‬وفي حالة عدم كفاية ىذه االعتمادات لمواجية النفقات يتم إضافة ميزانية تكميمية‪،‬‬
‫أما في حالة وجود فائض فإنو يرجع بالمبالغ الفائضة عن حاجة المؤسسة الى الو ازرة الوصية‪.‬‬
‫‪ -‬الجية الوصية عن أعوان المحاسبة العمومية ىي الخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬توجد رقابة عن النفقة العمومية وىي ميمة المحاسب العمومي المعتمد في المؤسسة العمومية‪.‬‬

‫‪ -4‬مبررات اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تم اختيار ىذا الموضوع نظر لمنقص الكبير في الدراسات التي تتناول المحاسبة العمومية في الجزائر‬
‫بصفة عامة وجامعة أدرار بصفة خاصة‪ ،‬إذ تعتبر ىذه الدراسة حسب اطالعنا ىي األول من نوعيا التي‬
‫تتناول ىذا النوع من المواضيع ليذا المستوى‪ ،‬ليذا أرادا الباحثان أن يساىما في إثراء المكتبة الجامعية بيذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ -5‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تيدف ىذه الدراسة الى معرفة مدى مسايرة المحاسبة العمومية في الجزائر لممعايير الدولية في القطاع‬
‫العام‪ ،‬من خالل دراسة وتحميل لوقع تطبيق المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية ذات الطابع االداري‪،‬‬
‫واختيار جامعة أدرار كعينة ليذا النوع من المؤسسات‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ -6‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫يكتسي ىذا الموضوع أىمية بالغة‪ ،‬نظ ار لممكانة االستراتيجية لنظام المحاسبة العمومية في االدارة المالية‬
‫لمدولة‪ ،‬وكذلك التحكم أكثر في النفقات وتفعيل الدور الرقابي واإلعالمي وتساىم ىذه الدراسة في معرفة مدى‬
‫مساير ىذا النظام المحاسبي لمعايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام من خالل دراسة واقع تطبيق المحاسبة‬
‫العمومية في الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -7‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫اقتصرت دراستنا لمعرفة واقع تطبيق المحاسبة العمومية عمى جامعة أدرار كدراسة حالة‪ ،‬وتم التركيز‬
‫عمى اجراءات تنفيذ النفقات كنموذج لممحاسبة العمومية في المؤسسة اإلدارية‪ ،‬وىذا خالل الثالثي األول من‬
‫سنة ‪.7102‬‬

‫‪ -8‬المنهج المتبع‪:‬‬

‫لإلحاطة بمختمف جوانب موضوع الدراسة تم اخيار المنيج الوصفي التحميمي‪ ،‬وىذا من أجل عرض‬
‫مختمف مفاىيم المحاسبة العمومية والمؤسسة العمومية‪ ،‬باإلضافة الى المنيج االستقرائي لعرض المؤشرات‬
‫الكمية الخاصة بجامعة أدرار وتحميل اجراءات تنفيذ الميزانية‪.‬‬

‫‪ -9‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لقد تم تناول ىذا الموضوع في بعض الدراسات‪ ،‬ولكن تركز أىميا عمى الجوانب الكمية لممحاسبة‬
‫العمومية وتمثمت في اصالح نظام المحاسبة العمومية‪ ،‬ونجد من بين أىم الدراسات التي تناولت ىذا‬
‫الموضوع ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬شالل زىير‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائر الخاص بتنفيذ العمميات المالية لمدولة‪،‬‬
‫أطروحة تدخل ضمن متطمبات نيل شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية العموم اإلقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪،‬‬
‫تسيير المنظمات‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ .7102-7102 ،‬وقد تمحورت اشكالية دراستو‬
‫حول ما ىو واقع وآفاق تطوير وعصرنة نظام المحاسبة العمومية في الجزائر؟ والتي اىتم فييا عمى‬
‫عرض النظام المحاسبي الخاص بالدوائر المركزية لدولة من دون أن يتطرق لمنظام الخاص‬
‫بالجماعات المحمية والمرافق العمومية ذات الطابع اإلداري والتي ليا إطار محاسبي خاص بيا‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬يوسف السعيدي أحمد‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية‪-‬حالة الجزائر‪ -‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات نيل شيادة الماجستير في عموم التسيير‪ ،‬جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية‪-7112 ،‬‬
‫‪ ،7101‬وقد تمحورت اشكالية دراستو حول أي مدى يمكن لإلصالحات أن تساىم في تطوير نظام‬
‫المحاسبة العمومية؟ والتي اىتم فييا عمى دراسة مدى مساىمة ىذه االصالحات في تطوير نظام‬
‫المحاسبة العمومية‪ ،‬باإلضافة الى تجارب بعض الدول التي تبنت فكرة اإلصالح‪.‬‬

‫‪ -11‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫تتعمق الصعوبات التي واجيتنا في ىذه الدراسة صعوبة الحصول عمى المعمومات نظ ار كون الموضوع‬
‫قميل الدراسات‬

‫‪ -11‬هيكل الدراسة‪:‬‬

‫تنقسم ىذه الدراسة الى ثالثة فصول فصمين نظريين وفصل تطبيقي‪ ،‬يتناول الفصل األول اإلطار النظري‬
‫لممحاسبة العمومية حيث يتطرق ىذا الفصل الى ماىية المحاسبة العمومية ثم تمييا مكونات نظام المحاسبة‬
‫العمومية باإلضافة الى معايير المحاسبة العمومية‪ ،‬أما الفصل الثاني فيضم ثالثة مباحث نستعرض من‬
‫خالليا ماىية المؤسسات العمومية بصفة عامة في مبحثيا االول‪ ،‬وفي المبحث الثاني والثالث فيضم‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية واإلدارية عمى التوالي‪ ،‬أما في الفصل التطبيقي فيضم في مبحثو األول تقديم‬
‫جامعة أدرار وفي المبحث الثاني واألخير فيتناول اجراءات المحاسبة العمومية في تنفيذ ميزانية الجامعة‪.‬‬

‫د‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمييد‪:‬‬

‫لـ تكف ىنالؾ ضرورة لدراسة طرؽ تسيير األمواؿ العمومية‪ ،‬لكف مع ظيور المفيوـ الحديث لمدولة‬
‫واتساع نشاطاتيا أصبحت ىنالؾ ضرورة لدراسة نشاطيا المالي وتحديد طرؽ تسييرىا‪ ،‬فقد أصبح نطاؽ‬
‫األمواؿ العمومية يشمؿ مجاالت واسعة و تعددت الييئات الممثمة لمدولة تبعا لمغايات المرجوة‪ ،‬وعمى ضوء‬
‫ىذا جاءت المحاسبة العمومية كآلية لمراقبة وحماية األمواؿ العمومية‪ ،‬وسوؼ نتطرؽ في ىذا الفصؿ إلى‬
‫دراسة اإلطار النظري لممحاسبة العمومية مف خالؿ المباحث التالية‪:‬‬

‫ماىية المحاسبة العمومية؛‬


‫مكونات نظام المحاسبة العمومية؛‬
‫معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية المحاسبة العمومية‬

‫إ ف المحاسبة العمومية تقنية كمية‪ ،‬تشمؿ إجراءات قانونية وتنظيمية يتـ تطبيقيا مف طرؼ أعواف‬
‫يعرفوف بأعواف المحاسبة العمومية‪ ،‬سنعترض في ىذا المبحث إلى اإللماـ بمفيوـ ومجاؿ تطبيؽ المحاسبة‬
‫العمومية باإلضافة إلي أىداؼ وخصائص ومبادئ المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المحاسبة العمومية (تعريف‪ ،‬مبادئ‪ ،‬مجال تطبيق‪ ،‬األسس المطبقة)‬

‫لممحاسبة العمومية عدة تعاريؼ سنحاوؿ التطرؽ إلى أىميا‪ ،‬باإلضافة إلى أف ليا مبادئ ومجاؿ تطبؽ‬
‫فيو سنستعرضيا في ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المحاسبة العمومية‬

‫التعريف األول‪ :‬المحاسبة العمومية ىي "المجاؿ المحاسبي المتخصص بعممية تقدير وقياس وتسجيؿ وتبويب‬
‫العمميات المالية‪ ،‬في وحدات الجياز الحكومي‪ ،‬ثـ إنتاج المعمومات التي تفيد في اتخاذ القرار‪ ،‬وتوصيميا إلى‬
‫الجيات ذات العالقة وفؽ التشريعات الرسمية والمبادئ الخاصة بذلؾ "‪.1‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬تعتبر المحاسبة العمومية بأنيا "مجموعة القواعد التي تنظـ وتقنف مدخالت ومخرجات‬
‫األمواؿ العمومية‪ .‬وبالتالي يمكف تقديـ ثالثة مفاىيـ لممحاسبة العمومية ‪:‬‬

‫‪ -‬المفيوم التقني‪ :‬ويقصد بو مجموعة القواعد الخاصة بعرض الحسابات العمومية وتستعمؿ ىاتو‬
‫القواعد مف أجؿ القيد المحاسبي لمعمميات المالية الدولية في السجالت المحاسبية لممحاسبة العمومية‬
‫وطرؽ تنفيذىا ومراقبتيا‪.‬‬
‫‪ -‬المفيوم اإلداري‪ :‬ىو عبارة عف مجموعة القواعد التي تنظـ تسيير وتقسيـ اإلدارة المالية لمدولة‬
‫قواعد عرض الحسابات‬ ‫وتوزيع المياـ عمى مستوى شبكة المحاسب العمومي‪ ،‬وتعتبر كذلؾ‬
‫العمومية وتنظيـ وظيفة المحاسبيف العمومييف‪.‬‬
‫مجموعة القيود القانونية التي تعيف مياـ والتزامات ومسؤولية كؿ مف‬ ‫‪ -‬المفيوم القانوني‪ :‬ىو‬
‫المحاسب العمومي واألمر بالصرؼ في تنفيذ العمميات المالية لمدولة''‪.2‬‬

‫‪ -1‬إسماعيؿ حسيف احمرو‪ ،‬المحاسبة الحكومية من التقميد إلى الحداثة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -2‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.7 –6‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعريف الثالث‪ " :‬ىي نوع مف المحاسبة المالية تطبقو الوحدات اإلدارية الحكومية جميعيا بيدؼ تحقيؽ‬
‫الرقابة عمى نشاط ىذه الوحدات والتقرير عف اإلستخدامات والموارد‪ ،‬مع خدمة أغراض التخطيط ووضع‬
‫الموازنة العامة لمدولة "‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ المحاسبة العمومية‬

‫‪ ‬مبدأ الفصؿ بيف وظيفتي اآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف والتنافي بينيما؛‬

‫‪ ‬المسؤولية الشخصية والمالية لممحاسبيف العمومييف؛‬

‫‪ ‬تحديد عمميات تنفيذ النفقات واإليرادات؛‬

‫‪ ‬إجبارية وضع أمواؿ الييئات العمومية في الخزينة العمومية ؛‬

‫‪ ‬حؽ المحاسب العمومي في تأجيؿ أو رفض الدفع مف جية و حؽ األمر بالصرؼ في التسخير‬
‫المحاسبي العمومي بالدفع تحت مسؤولية الشخصية ؛‬

‫‪ ‬وحدة الصندوؽ؛‬

‫‪ ‬الرقابة القضائية لمجمس المحاسبة؛‬

‫‪ ‬مبدأ الترخيص المسبؽ لممداخيؿ والنفقات؛‬

‫‪ ‬مبدأ تقديـ الحساب؛‬

‫‪ ‬مبدأ مسؤولية اآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مجال تطبيق المحاسبة العمومية‬

‫تنحصر المحاسبة العمومية في عمميا عمى مجاؿ معيف يحدده ليا القانوف‪ ،‬بحيث أنيا تختص في‬
‫تسجيؿ العمميات المالية مف انفاؽ وتحصيؿ الماؿ العاـ عف طريؽ تنفيذ الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬وسوؼ‬
‫نتناوؿ في ما يمي عرض نطاؽ اختصاص المحاسبة العمومية إضافة إلى تحميؿ حاجيات اإلبالغ المالي‬
‫لمفئات المستخدمة لمقوائـ المالية العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬ليمى فتح اهلل إبراىيـ وابراىيـ حماد محمد‪ ،‬الموازنات والمحاسبة الحكومية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عماف‪ ،2004 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -2‬براىيمي محمد‪ ،‬مصادر قانون المحاسبة العمومية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013،‬ص‪.18‬‬
‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬نطاق تطبيق المحاسبة العمومية‬

‫تختمؼ المؤسسات العمومية عف باقي المؤسسات االقتصادية األخرى بإعتبار أف المؤسسات العمومية‬
‫ىـ أشخاص معنوييف أو اعتبارييف يخضعوف لمقانوف العاـ‪ ،‬وبالتالي فإف ىذه المؤسسات تخضع لقواعد‬
‫القانوف‪.‬‬
‫كما أف ىذه الييئات العمومية الخاضعة لمجاؿ المحاسبة العمومية‪ ،‬تتميز عف غيرىا مف حيث تعييف أو‬
‫اعتماد محاسبيف عمومييف ليا؛ فيعنى ىذا األخير في ظؿ وجود نظاـ المحاسبة العمومية مف قبؿ و ازرة‬
‫المالية‪ ،‬حيث يتـ تكميفيـ بتحصيؿ العمميات المالية الخاصة بتنفيذ الميزانية‪ ،‬مف حيث بيانات تقدير‬
‫‪1‬‬
‫اإليرادات والنفقات مف طرؼ اآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف‪.‬‬
‫وفي الجزائر يتـ تطبيؽ المحاسبة العمومية عمى ما يمي‪:2‬‬

‫‪" -‬الميزانيات والعمميات المالية الخاصة بالدولة؛‬

‫‪ -‬الميزانيات والعمميات المالية الخاصة بالمجمس الدستوري‪ ،‬المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬مجمس األمة ومجمس‬
‫المحاسبة؛‬

‫‪ -‬العمميات المالية لمميزانية الممحقة؛‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛‬

‫‪ -‬العمميات المالية لمجماعات اإلقميمية "‪.‬‬

‫‪ -2‬الفئات المستخدمة لمعمومات المحاسبة العمومية ‪:‬‬

‫يختص نظاـ المحاسبة العمومية كنظاـ معمومات ورقابة بتوثيؽ واثبات العمميات المالية لمدولة‬
‫وتسجيميا وتقديـ التقارير والقوائـ المالية عف نتائج ىذه العمميات لمجيات والييئات التي ليا مصمحة مباشرة او‬
‫‪3‬‬
‫غير مباشرة بتمؾ البيانات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد بوجالؿ‪ ،‬مدى فعالية المحاسبة العمومية في تنفيذ الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستر‪ ،‬تخصص‬
‫مقود مالية وبنوؾ‪ ،‬جامعة عمار ثميجي‪ ،‬باألغواط‪ ،2010/2009 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -2‬المادة األولى مف قانوف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 14‬محرـ ‪ 1411‬الموافؽ لػ‪ 15‬غشت ‪ ،1990‬المتعمق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬ص‪1132‬‬
‫‪ -3‬شالؿ زىير‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائر الخاص بتنفيذ العمميات المالية لمدولة‪ ،‬أطروحة تدخؿ ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كمية العموـ اإلقتصادية والتجارية وعموـ التسيير‪ ،‬تسيير المنظمات‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،2014-2013 ،‬ص‪9‬‬
‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬فإف تحقيؽ اإلبالغ المالي الكامؿ مرىوف بربط وتكييؼ أىداؼ القوائـ والتقارير المالية‬
‫الحكومية وتوجييييا لتمبية متطمبات وحاجيات المستخدميف ليا‪ ،‬ومف أىـ الدراسات في ىذا المجاؿ يمكف‬
‫*‬
‫ذكر دراسة لجنة المعايير المحاسبية التابعة لمنظمة اإلنتوساي والتي استندت إلى بحث واستبياف شمؿ‬
‫(‪ )165‬دولة حيث بمغ عدد الدوؿ المستجيبة لإلستبياف (‪ )93‬دولة وفقا ليذه الدراسة‪ ،‬إضافة إلى الدراسة‬
‫‪1‬‬
‫رقـ (‪ )01‬لإلتحاد الدولي لممحاسبيف تحت عنواف اإلبالغ المالي لمحكومات الوطنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األسس المطبقة في المحاسبة العمومية‬

‫يمكف التمييز بيف نوعيف مف األسس المتبعة في معالجة العمميات المالية لمدولة وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬أساس الصندوق‪:‬‬

‫يعتبر التحصيؿ الفعمي أساس إثبات اإليراد في الدفاتر‪ ،‬واإلنفاؽ الفعمي يعتبر أساس إثبات المصروفات‬
‫وبالتالي فإف العبرة في التسجيؿ المحاسبي وفقا ألساس الصندوؽ ىو التحصيؿ أو الدفع النقدي الفعمي وكذلؾ‬
‫طبقا ليذا األساس تعترؼ المحاسبة بالتدفقات النقدية الداخمة والخارجة فقط سواء التي تخص الفترة الحالية و‬
‫الفترات السابقة أو الالحقة‪.‬‬

‫ويطمؽ عمى ىذا األساس‪ ،‬مصطمح " أساس" الخزينة ألنو يعكس حركة الخزينة عف طريقة متابعة‬
‫وتسجيؿ حركة التدفقات النقدية مف والى الصندوؽ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يتـ إثبات العمميات المالية في الدفاتر‬
‫والسجالت المحاسبية‪ ،‬إال إذا كاف ليا أثر نقدي مباشر بالزيادة أو النقصاف عمى الموجودات المالية الموحدة‬
‫المحاسبية‪ ،‬حيث يتـ تسجيؿ النفقات عند دفعيا وليس عند االلتزاـ بيا‪ ،‬أما االيرادات فيتـ تقيدىا في‬
‫‪2‬‬
‫السجالت المحاسبية عند تحصيميا فعميا وليس عند تاريخ استحقاقيا‪.‬‬

‫‪ -2‬أساس اإلستحقاق‪:‬‬

‫عرؼ االتحاد الدولي لممحاسبيف أساس االستحقاؽ بأنو" أساس محاسبي يتـ اإلعتراؼ بموجبو‬
‫بالمعامالت واألحداث األخرى عند وقوعيا ) وليس عند استالـ النقد(‪ ،‬ولذلؾ تسجؿ المعامالت واألحداث‬
‫‪3‬‬
‫في السجالت المحاسبية ويعترؼ بيا في القوائـ المالية لمفترات الزمنية الخاصة بيا"‪.‬‬

‫* تمثؿ المنظمة الدولية لألجيزة العميا لمرقابة المالية العامة والمحاسبة العامة‪ ،‬وتقدـ لألجيزة العميا منذ ‪ 50‬سنة إطا ار وىياكال مؤسساتية لتبادؿ‬
‫المعمومات والخبرات مف أجؿ تحسيف وتطوير الرقابة المالية العامة عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬شالؿ زىير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬شالؿ زىير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.27-26‬‬


‫‪ -3‬شالؿ زىير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أىداف وخصائص المحاسبة العمومية‬

‫يتناوؿ ىذا المطمب عرض مختمؼ أىداؼ المحاسبة العمومية‪ ،‬يميو تحميؿ خصائص النظاـ المحاسبي‬
‫لوحدات القطاع العاـ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أىداف المحاسبة العمومية‬


‫‪1‬‬
‫تيدؼ المحاسبة العمومية إلى تحقيؽ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬توفير المعمومات الالزمة لممساءلة‪ ،‬الرقابة‪ ،‬اتخاذ القرار وألغ ارض اإلعالـ عف نشاط المؤسسة؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬توفير المعمومات الالزمة إلعداد الحسابات الوطنية؛‬
‫‪ -3‬حسف تسيير الييئات العمومية؛‬
‫‪ -4‬ضماف احتراـ ترخيصات الميزانية؛‬
‫‪ -5‬إظيار نتائج تنفيذ قانوف المالية مع تقديـ البيانات الالزمة لتوضيح النتائج اإلقتصادية والمالية‬
‫المترتبة عمى أنشطة المؤسسة؛‬

‫‪ -6‬توفير نظاـ رقابة داخمية فعاؿ يضمف حماية الماؿ العاـ‪ ،‬إضافة إلى إثبات حقوؽ الدولة والتزاماتيا‬
‫المالية ومتابعة تحصيؿ حقوقيا والوفاء بالتزاماتيا؛‬

‫‪ -7‬توفير البيانات والمعمومات الالزمة لتقييـ األداء عف طريؽ مقارنة األداء الفعمي مع توقعات األداء‬
‫المخطط لو في الميزانية العامة ؛‬

‫‪ -8‬تحقيؽ الرقابة عمى االلتزامات المالية لمختمؼ وحدات القطاع العاـ ومتابعة الوفاء بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.15 -14‬‬


‫‪-2‬يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية‪-‬حالة الجزائر‪ -‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير في عموـ التسيير‪،‬‬
‫جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية‪ ،2010-2009 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص المحاسبة العمومية‬


‫‪1‬‬
‫نبيف فيما يأتي أىـ الخصائص المحاسبة العمومية‪:‬‬

‫وىي قياس وتسجيؿ وتبويب وتوصيؿ‬ ‫‪ ‬تشترؾ في الوظائؼ االساسية مع المحاسبة العامة‪،‬‬
‫المعمومات المالية التي تفيد متخذي الق اررات؛‬
‫‪ ‬تعتبر المجاؿ المحاسبي المتخصص بتقدير العمميات المالية في مؤسسات الدولة؛‬
‫‪ ‬يوجد ارتباط بيف المحاسبة العمومية وبيف مجاالت المحاسبة األخرى‪ ،‬مثؿ محاسبة التكاليؼ‬
‫والمحاسبة اإلدارية؛‬
‫‪ ‬ال تيدؼ الدولة مف خالؿ المحاسبة العمومية إلى تحقيؽ ربح؛‬
‫‪ ‬تعتبر التشريعات والنصوص القانونية كمرجعية لممحاسبة العمومية بالدرجة األولى؛‬
‫‪ ‬تعمؽ المحاسبة العمومية بالقطاع العمومي إلنطباؽ مفيوـ الحكومة عمى الوحدة الحكومية (الو ازرة‬
‫والدوائر والمؤسسات‪ )....‬ويتبع ىذا المفيوـ خاصية ىامة في المحاسبة العمومية وىي أف الوحدة‬
‫تدير شؤونيا المالية بذاتيا وىي في نفس الوقت مسؤولة أماـ الجيات الرقابية العميا في السمطة‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أعوان المحاسبة العمومية‬

‫تستند ميمة تنفيذ العمميات المالية لمدولة إلى عدة أعواف يختص كؿ منيـ إلى مياـ وسمطات محددة‬
‫قانونا‪ ،‬حيث يمكف التميز بيف األصناؼ الموالية ألعواف المحاسبة العمومية كما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اآلمر بالصرف‬
‫يعتبر آم ار بالصرؼ كؿ عوف معيف قانونا لتنفيذ إجراءات االلتزاـ والتصفية واصدار سند األمر بالصرؼ‬
‫أو تحرير حواالت الدفع مف جانب النفقات‪ ،‬والقياـ بإجراءات إثبات التصفية و إصدار سند األمر بالتحصيؿ‬
‫مف جانب االيرادات‪.2‬‬
‫تصنيف اآلمر بالصرف‪ :‬تـ تحديد أصناؼ اآلمريف بالصرؼ في الجزائر وفؽ أحكاـ المادة ‪ 25‬مف‬ ‫‪-1‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 21-90‬والمتعمؽ بالمحاسبة العمومي‪ ،‬حيث يمكف التمييز بيف األصناؼ اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إسماعيؿ حسيف احمرو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪. 40-39 :‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 23‬مف قانوف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 14‬محرـ ‪ 1411‬الموافؽ لػ‪ 15‬غشت ‪ ،1990‬المتعمق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬ص‪.1134‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1-1‬اآلمر بالصرف الرئيسي‬


‫‪1‬‬
‫تمنح صفة اآلمر بالصرؼ الرئيسي حصريا لمنفقات الموالية‪:‬‬
‫‪ -‬المسؤولوف المكمفوف بتسيير المجمس الدستوري والمجمس الوطني الشعبي ومجمس األمة ومجمس‬
‫المحاسبة؛‬
‫‪ -‬الوزراء في حدود االعتمادات المفتوحة في ميزانية الدولة المخصصة لتسيير الو ازرة اضافة إلى الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة المرخصة في قانوف المالية؛‬
‫‪ -‬الوالي في حدود ميزانية الوالية؛‬
‫‪ -‬رؤساء المجالس البمدية الذيف يتصرفوف لحسابات البمديات؛‬
‫‪ -‬المسؤولوف المعينوف قانونا عمى رأس المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري؛‬
‫‪ -‬المسؤولوف المعينوف قانونا عمى مصالح الدولة والمستفيدة مف ميزانية ممحقة‪.‬‬
‫‪ 2-1-1‬اآلمر بالصرف الثانوي ‪ :‬يقوـ اآلمروف بالصرؼ الرئيسيوف بتعييف اآلمريف بالصرؼ الثانوييف مف‬
‫أجؿ تسيير وتنفيذ ميزانية وحدات القطاع العاـ الالمركزية‪ ،‬وبالتالي تتكوف شبكة اآلمروف بالصرؼ الثانوييف‬
‫مف المديريف الجيوييف والمديريف المنصبيف عمى رأس الييئات العمومية غير المركزية الذيف يمثموف مختمؼ‬
‫الو ازرات عمى المستوى المحمي‪ ،‬الذيف يقوموف بإصدار أوامر تحصيؿ االيرادات وحواالت الدفع بتفويض مف‬
‫اآلمر بالصرؼ الرئيسي‪.2‬‬
‫‪ -2‬تعريف المحاسب العمومي‪:‬‬
‫يعرؼ المحاسب العمومي عمى أنو" ‪:‬ىو كؿ عوف أو موظؼ مؤىؿ قانونا‪ ،‬يتصرؼ باسـ الدولة جماعة‬
‫محمية‪ ،‬مؤسسة عمومية‪ ،‬مف أجؿ تنفيذ النفقات وتحصيؿ االيرادات أو تسيير السندات‪ ،‬بواسطة األمواؿ‬
‫والقيـ الموضوعة تحت تصرفو‪ ،‬أو بواسطة التحويالت الداخمية لمقيود‪ ،‬أو بواسطة المحاسبيف العمومييف‬
‫الذيف تحت إشرافو ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويعرؼ المشرع الجزائري المحاسب العمومي عمى أنو كؿ شخص يعيف قانونا لمقياـ بالعمميات الموالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحصيؿ االيرادات ودفع النفقات؛‬
‫‪ -‬ضماف حراسة حفظ األمواؿ والسندات والقيـ والموارد المكمؼ؛‬
‫‪ -‬تداوؿ األمواؿ والسندات والقيـ والموارد العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 26‬مف قانوف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 14‬محرـ ‪ 1411‬الموافؽ لػ‪ 15‬غشت ‪ ،1990‬المتعمق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية‬
‫‪1‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬ص‪.1134‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 23‬مف قانوف ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.1134‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 33‬مف قانوف ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.1135‬‬


‫‪3‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 1-2‬تصنيف المحاسب العمومي‪ :‬تصنيؼ المحاسبيف العمومييف لو عالقة مباشرة بالقسـ االداري المالي‬
‫لمدولة حيث يمكف التمييز بيف األصناؼ الموالية لممحاسبيف العمومييف‪.‬‬
‫‪1-1-2‬المحاسب العمومي الرئيسي ‪ :‬وىو المحاسب الذي يكوف مكمفا بإجراء القيد النيائي في السجالت‬
‫المحاسبة لمعمميات المالية لمدولة‪ ،‬حيث يقوـ بإعداد حساب التسيير الذي يخضع لمراقبة مجمس المحاسبة‬
‫وفؽ لنص المادة ‪ 31‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 313-91‬المؤرخ في ‪ 1991 /09 /07‬والمتعمؽ بتحديد‬
‫إجراءات المحاسبة التي بمسكيا اآلمروف بالصرؼ والمحاسبوف العموميوف وكفايتيا ومحتواىا‪ ،‬يتصؼ بصفة‬
‫المحاسبيف الرئيسيف التابعيف لمدولة كؿ مف‪:‬‬
‫‪ -‬العوف المحاسبي المركزي لمخزينة العمومية؛‬
‫‪ -‬أميف الخزينة المركزية؛‬
‫‪ -‬أمناء الخزينة في الوالية؛‬
‫‪ -‬األعواف المحاسبوف لمميزانيات الممحقة؛‬
‫‪2-1-2‬المحاسب الثانوي ‪ :‬وىو كؿ محاسب يتولى تجميع محاسبة المحاسب الرئيسي‪ ،‬حيث يقوـ بتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫العمميات الخاصة باإليرادات والنفقات لفائدة المحاسب الرئيسي‪.‬‬
‫‪-3‬المراقب المالي ‪:‬‬
‫المراقب المالي ىو عوف يتـ تعيينو مف طرؼ وزير المالية مف بيف موظفي المديرية العامة لمميزانية‪ ،‬مف أجؿ‬
‫مراقبة إجراءات االلتزاـ بالدفع لمنفقات العمومية المرخصة في الميزانية العامة لمدولة حيث يقوـ بالتحقؽ مف‬
‫مشروعية العمميات التي يقوـ بيا اآلمر بالصرؼ‪.‬‬
‫يمارس المراقب المالي صالحيتو الرقابية عف طريؽ التأشير عمى بطاقة االلتزاـ التي يقوـ بإعدادىا اآلمر ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بالصرؼ عند بداية إجراءات االنفاؽ والذي ينتج عنيا عبئ مستقبمي عمى عاتؽ الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬نور اليدى بوليفة‪ ،‬واقع إصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائري لمواجية معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‪ ،‬مذكرة مقدمة إلستكماؿ‬
‫متطمبات شيادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة الشييد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 09‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 1992/11/14-92‬المتعمؽ بالمراقية السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات نظام المحاسبة العمومية‬

‫النظاـ ىو مجموعة عناصر متفاعمة‪ ،‬وتعمؿ معا مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ أو مجموعة مف األىداؼ‪،‬‬
‫ويمكف تجزئة النظاـ إلى مكونات أصغر باعتباره نظاـ‪ ،‬وىكذا تجزئة المكونات إلى نظـ فرعية أو جزئية‪ ،‬و‬
‫بناء عمى ذلؾ يمكف تقسيـ نظاـ المحاسبة العمومية إلى ثالثة نظـ فرعية ىي النظاـ المحاسبي‪ ،‬نظاـ‬
‫الموازنة العامة لمدولة‪ ،‬ونظاـ الرقابة عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نظام المحاسبة العمومية‬

‫يعد النظاـ المحاسبي العمومي الوسيمة التي مف خالليا يتـ تقديـ المعمومات المفيدة لتقدير االيرادات‬
‫والنفقات السنوية الحكومية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف النظام المحاسبي العمومي‬
‫يعرؼ عمى أنو" مجموعة مف الطرؽ واإلجراءات والتعميمات المحاسبية المناسبة تستخدـ مجموعة مف‬
‫المستندات والسجالت المحاسبية بيدؼ حماية موجودات الدولة وتقديـ البيانات المالية الدقيقة مف تقارير‬
‫‪1‬‬
‫وقوائـ مالية تعكس نتائج النشاط الحكومي''‬
‫وتعرؼ أيضا عمى أنيا" مجموعة المفاىيـ والمبادئ العممية المتعمقة باستخالص النتائج الخاصة بصفة‬
‫‪2‬‬
‫دورية وتقديميا لمجيات المسؤولة عف إدارة األمواؿ العامة ومراقبتيا "‬
‫ثانيا‪ :‬وظائف النظام المحاسبي العمومي‬
‫تتمثؿ وظائؼ النظاـ المحاسبي العمومي ‪:3‬‬
‫‪ -‬التسجيؿ التاريخي لمنشاط العمومي بصفة رقمية؛‬
‫‪ -‬متابعة ما يستحؽ لمدولة عمى األفراد والمؤسسات مف ضرائب ورسوـ أو ديوف أو أي التزامات أخرى‬
‫والعمؿ عمى تحصيميا وحفظ قيودىا وسجالتيا ؛‬
‫‪ -‬فرض الرقابة عمى األمواؿ العامة لمنع وقوع ضياع أو إختالس أو سوء استخداـ ليا أو كشؼ األخطاء‬
‫أو التالعب الذي يمكف أف يحدث ليا؛‬
‫‪ -‬توفير البيانات الالزمة المتعمقة بتوفير الموازنة وبياف المركز المالي لمدولة واظيار الفائض أو العجز؛‬
‫‪ -‬توفير البيانات والمعمومات الالزمة التي تسيؿ عممية التحميؿ االقتصادي ودراسة اآلثار االقتصادية‬
‫المترتبة عمى االيرادات العامة واستخداماتيا؛‬

‫‪ -1‬محمد اليور‪ ،‬أساسيات في المحاسبة الحكومية‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬األردف ‪ ،1998 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬عقمة محمد يوسؼ المبيضيف‪ ،‬نظام المحاسبة الحكومي وادارتو‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬األردف‪ ،‬عماف‪ ،1990 ،‬ص‪. 26‬‬
‫‪ -3‬عقمة محمد يوسؼ المبيضيف‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،1990 ،‬ص‪.36‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬توفير التقارير الالزمة عف تنفيذ البرامج والخدمات التي تؤدي األجيزة الحكومية بحيث تسيؿ عمميات‬
‫تقييميا؛‬
‫‪ -‬توفير البيانات و المعمومات مف مختمؼ الجيات الستخداميا كمؤشرات اتخاذ الق اررات ورسـ السياسات أو‬
‫‪1‬‬
‫إخضاعيا لعممية الدراسة والتحميؿ أو لغاية فرض الرقابة عمى النشاط العمومي المالي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشروط الواجب توفرىا في النظام المحاسبي العمومي‬
‫‪2‬‬
‫يتطمب النظاـ توفر شروط وتتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يكوف النظاـ المحاسبي متطابؽ مع النصوص الدستورية والقانونية والتشريعات األخرى؛‬
‫‪ -‬أف ترتبط تصنيفات الموازنة ارتباطا وثيقا عمى اعتبار أف وظائؼ الحسابات مف الموازنة مف العناصر‬
‫المتكاممة لإلدارة المالية العامة؛‬
‫‪ -‬يجب أف تنظـ الحسابات بطريقة تفصح بوضوح أف األغراض التي مف أجميا حصمت وأنفقت األمواؿ‬
‫العامة والمستويات اإلدارية المسؤولة عف الجباية و االنفاؽ عمى البرامج؛‬
‫‪ -‬أف يكوف لمنظاـ المحاسبي العمومي القدرة عمى اإلفصاح الكامؿ عف المركز المالي لمدولة؛‬
‫‪ -‬أف يكوف لمنظاـ المحاسبي العمومي القدرة عمى بياف التزاـ السمطة التنفيذية لمختمؼ وحداتيا اإلدارية‬
‫بالقوانيف واألنظمة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلجراءات المتبعة في النظام المحاسبي العمومي‬
‫‪3‬‬
‫يمكف حصر ىذه اإلجراءات في ‪:‬‬
‫‪ -‬مسؤولية اإلشراؼ عمى الحسابات التي يجب أف تتركز في يد مسؤوؿ واحد وىو الذي يصدر التعميمات‬
‫المالية؛‬
‫‪ -‬عمى كؿ وحدة ادارية محمية أو مركزية أف تعد الموازنة الخاصة بيا‪ ،‬حيث تبيف إيراداتيا ونفقاتيا؛‬
‫‪ -‬تخصـ جميع االرتباطات عمى بنود اإلعتمادات الخاصة بيا في الوقت الذي يتـ توقيع عقود االرتباطات‬
‫أو أوامر التوريد؛‬
‫‪ -‬تسجيؿ موجودات المستودعات مف السمع الالزمة و األصوؿ طويمة األجؿ في سجالت بيانية يتـ المراقبة‬
‫عمييا عف طريؽ أحداث حسابات مراقبة؛‬
‫‪ -‬يجب تطبيؽ المبادئ المحاسبية والقواعد األساسية حالة قياـ الدولة بموازنة نشاط اقتصادي أو صناعي‬
‫عف طريؽ وحداتيا المختمفة؛‬
‫‪ -‬إتخاذ نظاـ المراجعة الدورية في الوحدات االدارية يقوـ بيا مراجع مستقؿ؛‬

‫‪ -1‬عقمة محمد يوسؼ المبيضيف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪ -2‬محمد اليور‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -3‬محمد اليور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬اعتماد تقارير شيرية مالية في الوحدات الحكومية بحيث تظير ىذه التقارير الوضع المالي مف أجؿ أحكاـ‬
‫المراقبة المالية والقانونية؛‬
‫‪ -‬يجب أف تكوف جميع التقارير مبينة عمى أساس موحد ولو عمى أساس مجموعات مف الوحدات االدارية‬
‫‪1‬‬
‫المتماثمة في طبيعة النشاط والحجـ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬نظام الموازنة العمومية‬
‫أوال‪ :‬تعريف الموازنة العامة‬
‫تعرؼ عمى أنيا "خطة مالية سنوية لمسمطة المركزية تصدرىا السمطة التشريعية بقانوف يفوض السمطة‬
‫التنفيذية مسبقا باإلنفاؽ وفؽ أحكامو‪ ،‬ويمزميا بتحصيؿ االيرادات ضمف األحكاـ و األساليب المبينة فيو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وذلؾ سعيا لتحقيؽ أىداؼ الدولة " ‪.‬‬
‫وتعرؼ أيضا " الخطة أو البرنامج الذي يقوـ عمى تنبؤ مدروس لنفقات الدولة وايراداتيا‪ ،‬والتي تعكس‬
‫سياسات الدولة المختمفة مف حيث تجديد أولويتيا باإلنفاؽ واختيار البرامج والمشاريع التي تحقؽ األىداؼ‬
‫العامة" ‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬أىمية الموازنة العامة‬
‫تبرز أىمية الموازنة العامة مف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬األىمية السياسية‬
‫إف اعتماد الموازنة مف قبؿ البرلماف معنى ذلؾ مناقشة البرنامج السياسي لمحكومة‪ ،‬ولمميزانية العامة مف‬
‫الناحية السياسية أىمية كبرى في الدوؿ ذات األنظمة النيابية والديمقراطية ألف إلزاـ السمطة التنفيذية بالتقدـ‬
‫كؿ عاـ إلى المجالس النيابية وكذلؾ إحتياجيا لمصادقة البرلماف يعني تمتع الشعب بحرياتو الدستورية‬
‫وحقوقو الديمقراطية‪ ،‬كما أف الموازنة بما تتضمنو مف مؤشرات إنفاقية وموارد مالية فيي تكشؼ عف السياسة‬
‫العامة لمدولة اتجاه المجتمع ويستطيع البرلماف أثناء مناقشة الموازنة فرض رقابة عمى أعماؿ السمطة التنفيذية‬
‫كما يستطيع عف طريؽ رفض اعتماد معيف في مشروع الحكومة واجبارىا عمى العدوؿ عف سياسة اقتصادية‬
‫أو اجتماعية معينة أو إجبارىا عمى تنفيذ برنامج معيف‪.‬‬
‫كما أف الموازنة وسيمة سياسية لتغيير أنظمة الحكـ فيي تعتبر سالحا تستطيع بو إحراج الحكومة إذا رفضت‬
‫إعتماد مشروع الميزانية المقدـ منيا ومف ثـ فقد تضطرىا إلى االستقاللية ‪.4‬‬

‫‪ -‬محمد اليور‪ ،‬أساسيات في المحاسبة الحكومية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬إسماعيؿ حسيف احمرو‪ ،‬المحاسبة الحكومية من التقميد إلى الحداثة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،2003 ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪ -3‬عقمة محمد يوسؼ المبيضيف‪ ،‬نظام المحاسبة الحكومي وادارتو‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،1990 ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -4‬بوشنطر سميمة‪ ،‬المحاسبة العمومية ودورىا في حماية أمالؾ الدولة‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموـ التجارية‪ ،‬فرع محاسبة وتدقيؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،03‬‬
‫كمية العموـ اإلقتصادية والعموـ التجارية وعموـ التسيير‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬األىمية االقتصادية واإلجتماعية‬


‫لمموازنة العامة دور فعاؿ في تحقيؽ التوازف االقتصادي وأىمية كبيرة مف الناحيتيف االقتصادية‬
‫واالجتماعية وأخدت ىذه األىمية بالتزايد ويكمف دورىا في تحقيؽ التوازف اإلقتصادي عف طريؽ استخداـ‬
‫السياسة اإلنفاقية وااليرادية‪ ،‬ففي حالة الكساد تتدخؿ الدولة لتعمؿ عمى زيادة النفقات وتخفيض الضرائب لرفع‬
‫القوة الشرائية لدى األفراد‪ ،‬فعف طريؽ الميزانية تستطيع الدولة‪ ،‬تعدؿ في توزيع الدخؿ الوطني فيما بيف‬
‫الطبقات المختمفة لممجتمع‪ ،‬وعمى األفراد عف طريؽ الضرائب والنفقات العامة‪ ،‬ذلؾ أف الدولة تستطيع‬
‫بواسطة الزيادة في الضرائب أف تزيد ما توزعو عمى غيرىـ عف طريؽ النفقات العامة‪.‬‬
‫وأتسعت رسالة لميزانية الدوؿ المتقدمة إقتصاديا أكثر مما كانت عميو فيما مضى فمـ تعد الميزانية العمؿ‬
‫الذي تقدر بواسطتو اإليرادات والنفقات ويؤذف بيا فحسب‪ ،‬وانما أصبحت تيدؼ أيضا إلى تحقيؽ العمالة‬
‫الكاممة والى تعبئة القوى االقتصادية غير المستخدمة‪ ،‬والمساىمة في زيادة الدخؿ الوطني‪ ،‬ورفع مستوى‬
‫المعيشة‪ ،‬وفي الدوؿ ذات االقتصاد المخطط وعمى األخص البمداف اإلشتراكية‪ ،‬يعظـ دور الميزانية كثي ار‬
‫لعالقتيا الوثيقة بعممية التخطيط االقتصادي‪ ،‬إذ تصبح الميزانية والحاؿ كذلؾ جزء مف الخطة المالية العامة‬
‫لمدولة وأداة مف أىـ أدوات تنفيذىا‪.‬‬
‫أحدثت التغيرات والتطورات االقتصادية واإلجتماعية التي طرأت عمى مختمؼ الدوؿ تعديالت جذرية‬
‫وعميقة في فكرة الميزانية والدور الذي تقوـ بو في مالية الدولة‪.1‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬نظام الرقابة عمى المال العام ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة المالية‬


‫يمكف القوؿ أف نظـ الرقابة المالية ىو ذلؾ النظاـ الفرعي مف أنظمة المحاسبة العمومية الذي ييتـ بالرقابة‬
‫عمى الماؿ العاـ‪.‬‬
‫أما تعريؼ الرقابة المالية فتعددت وتتجمى أبرزىا فيما يمي ‪:‬‬
‫التعريف األول‪:‬‬
‫" ىي الوظيفة التي تقوـ بيا وحدات حكومية مف أجؿ تتبع الماؿ العاـ وحراستو وحفظو استنادا إلى مرجعية‬
‫تشريعية‪.‬‬
‫وتعرؼ عمى أنيا‪ :‬مجموعة األعماؿ التي تعتبر بمثابة تنفيذ الخطة وتحميؿ األرقاـ المسجمة لمتعرؼ عمى‬
‫مدلوليا‪ ،‬ثـ اتخاذ ما يمزـ مف إجراءات لتنمية تحقيؽ األىداؼ ومعالجة أي قصور في تحقيؽ ىذه‬
‫األىداؼ‪."2‬‬

‫‪ -‬أحمد بوجالؿ‪ ،‬مدى فعالية المحاسبة العمومية في تنفيذ الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬إسماعيؿ حسيف احمرو‪ ،‬المحاسبة الحكومية من التقميد إلى الحداثة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪. 219‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعريف الثاني‪:‬‬
‫"ىي اإلشراؼ والفحص والمراجعة لمتأكد مف حسف إستخداـ األمواؿ العمومية بأحكاـ القوانيف واألنظمة‪،‬‬
‫والموائح واألغراض التي أعتمدت مف أجميا سمفا المخصصات المالية‪ ،‬وفي حدود القواعد الموضوعية‪،‬‬
‫وخالؿ فترات زمنية محددة‪ ،‬وذلؾ لمتأكد مف أف اإلنفاؽ العاـ يتـ ضمف حدود المخصصات المالية‬
‫المرصودة‪ ،‬ولألغراض التي خصص مف أجميا‪ ،‬كما تيدؼ بشكؿ عاـ إلى التحقؽ مف عدـ وجود أي ىدر‬
‫أو تبذير لألمواؿ العامة‪ ،‬لكي يمكف مف الوقوؼ عمى نقاط الضعؼ واألخطاء ويمكف مف عالجيا وتفادي‬
‫تكرارىا"‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل الرقابة المالية‬
‫‪2‬‬
‫وتتمثؿ فيما يمي‪:‬‬
‫‪-‬التقيد بإعتمادات الموازنة العامة) النفقات واإليرادات كؿ حسب بنده)؛‬
‫‪ -‬الكشوؼ الدورية المطموبة لو ازرة المالية أي عمى المحاسبيف في الدوائر المختمفة أف يقدموا إلى وزير‬
‫المالية في غضوف ثالثة أياـ بعد نياية كؿ شير الحسابات والجداوؿ الختامية وذلؾ لتمكيف الو ازرة مف‬
‫دراستيا ومراقبتيا ؛‬
‫‪ -‬لجاف التعداد والتفتيش‪ ،‬يترتب عمييا تقديـ تقارير إلى وزيرة المالية مع التوصيات بشأنيا ‪.‬‬
‫‪-‬المراقب المالي (المحاسب المفوض) ‪ :‬يعيف بقرار مف وزير المالية لدى كؿ مف الدوائر الحكومية‬
‫والمؤسسات الحكومية ذات االستقالؿ المالي وتتمخص ميمتو في‪:‬‬
‫‪-‬تدقيؽ كؿ مستندات الصرؼ لمتأكد مف مطابقتيا لمقوانيف واألنظمة المالية السارية المفعوؿ؛‬
‫‪-‬بعد التأكد مف صحة البيانات يقوـ بختمو بالختـ المخصص ليذه الغاية مف قبؿ وزير المالية؛‬
‫‪-‬ال يجوز صرؼ مستند قبؿ تدقيقو مف المراقب المالي في الو ازرة ويتحمؿ أميف الصندوؽ المسؤولية الكاممة‬
‫في حالة قيامو بالصرؼ بدوف توقيع المراقب؛‬
‫‪-‬إعالـ و ازرة المالية فو ار وخطيا بكؿ مخالفة لألحكاـ والقوانيف واألنظمة المالية؛‬
‫الوزرة أو الدائرة المعينة لدييا‪ ،‬ومتابعة دفع التحصيالت لصندوؽ الخزينة‬
‫‪-‬متابعة تحصيؿ االيرادات في ا‬
‫في حينو‪.‬‬

‫‪ -‬يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬محمد اليور‪ ،‬أساسيات في المحاسبة الحكومية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.222-221‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‬

‫في ظؿ نظاـ المحاسبة العمومية تـ ظيور معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العاـ تعتمد عمى معايير‬
‫التقارير الدولية لمقطاع العاـ والمعروفة بمعايير المحاسبة الدولية الصادرة مف مجمس معايير المحاسبة الدولية‬
‫حيث تكوف متطمبات ىذه المعايير قابمة لتطبيؽ عمى القطاع العاـ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬بعض معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬

‫قبؿ التطرؽ إلى بعض معايير المحاسبة الدولية البد مف تعريؼ معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العاـ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف معايير المحاسبة العمومية‬


‫"تعني القواعد و األسس المحاسبية التي تحكـ العمميات المالية والمحاسبية التي تنشأ في القطاع العاـ‬
‫غير اليادؼ لمربح‪ ،‬وذلؾ لتوجيو ممارستيا وتوحيد معالجتيا لألمور المتماثمة‪ ،‬كي تكوف ىناؾ قاعدة موحدة‬
‫لممقارنة بأداء مؤسسات القطاع العاـ‪ ،‬باعتبار أىميتيا وضخامة األمواؿ التي تصدر عف المؤسسات بإنفاقيا‪،‬‬
‫اضافة إلى رفع جودة التقارير المالية التي تصدر عف مؤسسات القطاع العاـ‪ ،‬وكذلؾ فإنو في ضوء اتباع‬
‫الحكومات لألساس النقدي أو أساس االلتزاـ الذي تضعؼ فيو عممية الرقابة عمى االنفاؽ الرأس مالي بما‬
‫يعرض الماؿ العاـ لمضياع بسبب غياب أبسط وسائؿ ضبط الموجودات الحكومية"‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬

‫المعيار رقم ) ‪ : ( 01‬عرض البيانات المالية‪:‬‬


‫تـ إصدار ىذا المعيار في ماي ‪ ،2000‬حيث تعرض لعدة تعديالت وفقا لمشروع التحسينات التابعة‬
‫لمجمس معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ‪ ،‬والذي قاـ بصياغتو في شكمو النيائي سنة ‪ ،2009‬ييدؼ‬
‫ىذا المعيار إلى توضيح إجراءات وقواعد إعداد وعرض البيانات المالية لألغراض العاـ‪ ،‬مما يرفع مف‬
‫أمكانية المقارنة بيف مختمؼ البيانات المالية لمنشآت القطاع العاـ‪ ،‬حيث يبيف ىذا المعيار اإلرشادات‬
‫المتعمقة بييكؿ وشكؿ البيانات المالية المعدة عمى أساس اإلستحقاؽ ‪.2‬‬
‫المعيار )‪ : (02‬بيانات التدفق النقدي‬
‫إف معيار المحاسبة الدولي في القطاع العاـ ىذا مأخود بشكؿ رئيسي الدولي رقـ ‪" 7‬بيانات التدفؽ‬
‫النقدي" الذي نشره مجمس معايير المحاسبة الدولية‪ .‬ويحتوي ىذا المعيار الصادر عف مجمس معايير‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نور اليدى بوليفة‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬شالؿ زىير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المحاسبة الدولية في القطاع العاـ التابع لإلتحاد الدولي لممحاسبيف عمى مقتطفات مف معيار المحاسبة‬
‫الدولي ‪ 7‬وذلؾ بتصريح مف مؤسسة لجنة معايير المحاسبة الدولية‪.‬‬
‫إف النص المعتمد لممعايير الدولية إلعداد التقارير المالية ىو النص الذي نشره مجمس معايير المحاسبة‬
‫الدولية بالمغة اإلنجميزية‪ ،‬ويمكف الحصوؿ عمى نسخ منو مباشرة مف دائرة المنشورات التابعة لمجمس معايير‬
‫المحاسبة الدولية‪.‬‬
‫إف المعايير الدولية إلعداد التقارير المالية ومعايير المحاسبة الدولية ومسودات العرض والمنشورات‬
‫األخرى لمجمس معايير المحاسبة ىي حقوؽ تأليؼ لمؤسسة لجنة معايير المحاسبة الدولية‪.‬‬
‫إف "‪"IFRS‬و"‪"IAS‬و"‪"IASB‬و"‪"IASC‬و"‪"IASCF‬و‪Standards International Accounting‬‬
‫ىي عالمات تجارية لمؤسسة لجنة معايير المحاسبة الدولية‪ ،‬وال يسمح بإستخداميا بدوف موافقة ىذه‬
‫المؤسسة‪.1‬‬
‫معيار (‪ :)33‬السياسات المحاسبية‪ ،‬التغيرات في التقديرات المحابية واألخطاء ‪:‬‬
‫إف معيار المحاسبة الدولي في القطاع العاـ ىذا مستمد في األصؿ مف معيار المحاسبة الدولي ‪( 8‬‬
‫المعدؿ في ديسمبر ‪ " )2003‬السياسات المحاسبية‪ ،‬التغيرات في التقديرات المحاسبية واألخطاء" الذي نشره‬
‫مجمس معايير المحاسبة الدولية‪ .‬أعيد تقديـ مقتطفات مف معيار المحاسبة الدولي‪ 8‬في ىذا اإلصدار مف قبؿ‬
‫مجمس المعا يير الدولية في القطاع العاـ التابع لإلتحاد الدولي لممحاسبيف بإذف مف مؤسسة لجنة معايير‬
‫المحاسبة الدولية‪.2‬‬

‫معيار(‪ :)34‬أثر التغيرات في أسعار صرف العمالت األجنبية‬

‫يتطمب ىذا المعيار المواضيع األساسية في المحاسبة عف المعامالت بالعممة األجنبية والعمميات‬
‫األج نبية في تحديد سعر الصرؼ الواجب إستخدامو وكيفية اإلعتراؼ في القوائـ المالية تبعا لمتغييرات في‬
‫أسعار الصرؼ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬االتحاد الدولي لممحاسبيف‪ ،‬إصدارات معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ترجمة جمعية المجمع العربي لممحاسبيف القانونييف‪،‬‬
‫األردف‪ ،2010 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬االتحاد الدولي لممحاسبيف‪ ،‬إصدارات معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ترجمة جمعية المجمع العربي لممحاسبيف القانونييف‪،‬‬
‫األردف‪ ،2008 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪ -3‬يوسؼ السعيدي أحمد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫معيار (‪ :)35‬تكاليف اإلقتراض‬

‫ييدؼ إلى وصؼ المعالجة المحاسبية لتكاليؼ اإلقتراض‪ .‬ويتطمب المعيار عموما اعتبار تكاليؼ‬
‫اإلقتراض مصروفات ‪.1‬‬

‫معيار (‪ : )36‬القوائم المالية الموحدة والمحاسبة عن اإلستثمارات في المؤسسات التابعة‬

‫يطبؽ ىذا المعيار في مشاريع األعماؿ الحكومية الموحدة لمقوائـ المالية عف المؤسسة اإلقتصادية‬
‫والمحاسبة عف اإلستثمارات في مشاريع األعماؿ الحكومية عف القوائـ المالية المنفصمة في المؤسسات‬
‫التابعة‪.2‬‬

‫معيار (‪ :)7‬المحاسبة عن اإلستثمارات في مؤسسات زميمة‬

‫" ينطبؽ ىذا المعيار عمى المساىمات المباشرة لوحدات القطاع العاـ في رأسماؿ الشركات‪ ،‬والتي تكوف في‬
‫شكؿ حصص او أسيـ في الشركات الزميمة والتي تعبر عف المشاريع المشتركة التي يكوف فييا لممستثمر‬
‫نفوذ كبير وبالتالي ال يمكف اعتبارىا منشأة مسيطرة عمييا مف طرؼ القطاع العاـ‪.‬‬

‫ووفقا لمتطمبات ىذا المعيار‪ ،‬تتـ محاسبة اإلستثمارات في الشركات الزميمة بصفة موحدة باستعماؿ طريقة‬
‫حقوؽ الممكية‪ ،‬وىو أسموب محاسبي يتـ عف طريقو اإلعتراؼ وتسجيؿ االستثمارات مبدئيا بمقدار سعر‬
‫التكمفة‪ ،‬ويتـ تعديميا بعذ ذلؾ حسب نتائج عمميات الشركة‪ ،‬حيث يجب إعداد البيانات المالية بإستخداـ‬
‫سياسات المحاسبة الموحدة لممعامالت والحداث المماثمة في الظروؼ المشابية"‪.3‬‬

‫معيار(‪ :)8‬الحصص في المشاريع المشتركة‬

‫يتناوؿ ىذا المعيار شروط اإلفصاح وعرض البيانات المالية عف أصوؿ والتزامات المشاريع المشتركة التي‬
‫تؤسسيا منشآت القطاع العاـ وفقا لشروط تعاقدية تحدد التزامات وحقوؽ كؿ مشارؾ‪ ،‬حيث يحدد ىذا المعيار‬
‫‪4‬‬
‫ثالثة أشكاؿ ليذه الشراكة كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬العمميات تحت السيطرة المشتركة؛‬
‫‪ -‬األصوؿ تحت السيطرة المشتركة؛‬
‫‪-‬المنشآت تحت السيطرة المشتركة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪2‬‬
‫يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫شالؿ زىير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫شالؿ زىير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفقا لمتطمبات ىذا المعيار‪ ،‬يترتب عمى وحدات القطاع العاـ تقديـ تقرير عف الحصص في المشاريع‬
‫المشتركة واإلفصاح عف االلتزامات المحتممة ودمج أصوليا في بياناتيا المالية‬

‫معيار(‪ : )39‬اإليراد الناتج عن عمميات التبادل‬

‫ييدؼ إلى وصؼ المعالجة المحاسبية لإليراد الناتج عف عمميات التبادؿ‪ ،‬ويعترؼ باإليراد عندما يكوف‬
‫مف المحتمؿ اف يحقؽ منافع اقتصادية مستقبيمة او احتمالية الخدمات سوؼ تتدفؽ عمى اإلدارات العمومية‬
‫وأف باإلمكاف قياس ىذه المنافع بصورة موثوقة‪ .‬كما يحدد الظروؼ التي تتحقؽ فييا ىذه المعايير‪ ،‬وتقديـ‬
‫إرشادات عممية عند تطبيؽ ىذ المقاييس‪.‬‬

‫معيار (‪ : )13‬اإلقرار المالي في اإلقتصاديات ذات معدل التضخم المرتفع‬

‫يجب تطبيؽ ىذا المعيار عمى القوائـ المالية األساسية بما في ذلؾ القوائـ المالية الموحدة ألي إدارة‬
‫عمومية تستخدـ أساس اإلستحقاؽ في المحاسبة وتعد قوائميا المالية بعممة اإلقتصاد ذو معدؿ التضخـ‬
‫المرتفع‪.1‬‬

‫معيار(‪:)11‬عقود اإلنشاء‬

‫ييدؼ ىذا المعيار إلى بياف المعالجة المحاسبية لتكالييؼ وايرادات عقود اإلنشاء‪ ،‬والتي يمكف التعبير‬
‫عنيا بعقود الصفقات العمومية حيث يوفر ىذا المعيار إرشادات حوؿ أنواع شروط عقود اإلنشاء التى تنفذىا‬
‫الوحدات الحكومية‪ ،‬والترتيبات المحاسبية لممشاريع المتعددة السنوات‪ ،‬بما فييا شروط اإلعتراؼ بإيرادات‬
‫وتكاليؼ العقد والتغيير في التقديرات‪.2‬‬

‫معيار (‪:)12‬‬

‫ييدؼ إلى وصؼ المعالجة المحاسبية لممخزوف في ظؿ نظاـ التكمفة التاريخية‪ .‬وتعتبر تكمفة المخزوف‬
‫التي يجب اف يعترؼ بيا كأصؿ حتى يتحقؽ اإليراد المتعمؽ بو‪ ،‬ويقدـ المعيار التوجيو العممي لتحديد قيمة‬
‫تكمفة المخزوف التي يعترؼ بيا فيما بعد كمصروؼ‪ ،‬ويشمؿ ذلؾ أي تخفيض إلى صافي القيمة القابمة‬
‫لمتحقؽ‪.3‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام (مجال تطبيق‪ ،‬أىداف)‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬شالؿ زىير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يوسؼ السعيدي أحمد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لممعايير مجاؿ تطبيؽ وأىداؼ نوردىا فيما يمي‪:‬‬


‫أوال‪ -‬مجال تطبيق معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام (‪.)IPSAS‬‬

‫ال يمتمؾ المجمس سمطة إلجبار الحكومات والييئات العمومية عمى االمتثاؿ لمتطمبات معايير المحاسبة‬
‫الدولية في القطاع العاـ‪ ،‬حيث إنو يشجع ىذه األخيرة عمى المشاركة بشكؿ كبير في وضع ىذه المعايير عف‬
‫طريؽ تقديـ المالحظات والمقترحات لمختمؼ المجاف والييئات االستشارية في المجمس‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار‪ ،‬يحث المجمس الحكومات عمى تبني معايير المحاسبة في القطاع العاـ مف أجؿ تحقيؽ‬
‫التوافؽ والتقارب الدولي لمبيانات المالية الحكومية‪ ،‬واالرتقاء بجودة وقابمية مقارنة المعمومات المالية لمختمؼ‬
‫وحدات القطاع العاـ عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫يعترؼ مجمس معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ بحؽ الحكومات ومختمؼ الييئات العمومية‬
‫باعتماد معايير وطنية خاصة بيا‪ ،‬حيث" يشجع المجمس بشكؿ كبير تبني المعايير المحاسبية الدولية في‬
‫القطاع العاـ وتوحيد المتطمبات الوطنية مع معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ "‪.1‬‬
‫اف المعايير المحاسبية الدولية لمقطاع العاـ ( ‪ )IPSAS‬مصممة ليتـ تطبيقيا عمى البيانات المتعمقة‬
‫بالمؤسسات العمومية‪ ،‬وتتضمف مؤسسات القطاع العاـ الحكومات الوطنية والمحمية (الوالية‪ ،‬البمدية‪)...‬‬
‫والمنشآت المكونة ليا ‪) ،‬المستشفيات‪ ،‬الجامعات‪ ،‬المجالس ‪.)...‬‬
‫وال يتـ وصؼ البيانات والقوائـ المالية الحكومية بأنيا تتبنى تطبيؽ المعايير المحاسبية الدولية في القطاع‬
‫العاـ إال إذا كانت تمتثؿ لمجمؿ متطمبات كؿ المعايير المعموؿ بيا والمصادؽ عمييا مف طرؼ المجمس‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬ال يمتمؾ المجمس سمطة فرض تطبيؽ معايير المحاسبة الدولية في القطاع العاـ‪،‬‬
‫بؿ يعرضيا بصفة اختيارية عمى الدوؿ التي ترغب في تحسيف نوعية وجودة اإلبالغ المالي الحكومي‪ ،‬عف‬
‫طريؽ تبني معايير معترؼ بيا دوليا كوسيمة لضماف مصداقية وشفافية البيانات المالية لموحدات الحكومية‪.‬‬
‫يعتمد نجاح المجمس عمى مدى االعتراؼ والدعـ الدولي لممعايير المحاسبي مف طرؼ الحكومات‬
‫والييآت الدولية والمينية الميتمة بمجاؿ المحاسبة ‪.‬‬

‫وتستثنى مف تطبيؽ ىذه المعايير المؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬حيث يطبؽ عمييا المعايير المحاسبية‬
‫الدولية لمقطاع العاـ الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫االتحاد الدولي لممحاسبيف‪ ،‬إصدارات معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ترجمة جمعية المجمع العربي لممحاسبيف القانونييف‪،‬‬
‫مجموعة طالؿ أبو غزاؿ‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص‪. 20‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 1-1‬دراسة إصدارات كؿ مف‪:‬‬


‫‪ -‬مجمس معايير المحاسبة الدولية؛‬
‫‪ -‬الييئات الوطنية لوضع المعايير والسمطات التنظيمية وغيرىا مف الييئات الرسمية؛‬
‫‪ -‬ىيئات المحاسبة المينية؛‬
‫‪ -‬المؤسسات األخرى المعنية بإعداد التقارير المالية في القطاع العاـ‪.‬‬
‫‪ 2 -1‬تشكيؿ لجاف توجييية أو ىيئات استشارية لممشاريع أو لجاف فرعية لتقديـ مدخالت إلى مجمس‬
‫معايير المحاسبة الدولية لمقطاع حوؿ مشروع ما؛‬
‫‪ 3-1‬نشر مسودة عرض إلبداء مالحظات الجميور المتأثريف بإصدارات مجمس معايير المحاسبية الدولية‬
‫لمقطاع العاـ‪ ،‬وعادة تكوف لمدة ‪ 4‬أشير عمى األقؿ؛‬
‫‪ 4-1‬دراسة جميع المالحظات المستممة واجراء التعديالت عمى المعايير المقترحة‪ ،‬حيثما كاف مالئما‬
‫وعمى ضوء أىداؼ المجمس معايير المحاسبية لمقطاع العاـ؛‬
‫‪ 5-1‬نشر المعايير المحاسبية الدولية لمقطاع العاـ ‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ -‬أىداف معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام ‪:‬‬

‫‪ -‬تطوير المحاسبة العمومية في مختمؼ دوؿ العالـ؛‬


‫‪ -‬مقارنة المحاسبة العمومية بالمحاسبة المالية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬تطبيؽ مبدأ محاسبة الحقوؽ المثبتة (محاسبة الذمة المالية ( ويقصد بالحقوؽ المثبتة منذ ظيور الحؽ‪،‬‬
‫أي مجموع الحقوؽ المستحقة التي تكوف محال ألمر التحصيؿ يكرس حؽ الدائف العمومي‪ ،‬حيث تعطي قراءة‬
‫أوضح المالية الدولية؛‬
‫‪ -‬تحقيؽ النوعية في عرض التقارير المالية العمومية؛‬
‫‪ -‬تحقيؽ الشفافية والمصداقية والموثوقية عمى المعمومات المالية العمومية‪ ،‬وجعميا قابمة لممقارنة سواء عمى‬
‫مستوى أو الدولية؛‬
‫‪ -‬تطبيؽ منطؽ األداء‪ ،‬إذ عمى الدولة تجاوز تسجيؿ أمالكيا المنقولة وغير المنقولة وكؿ استثما ارتيا‬
‫كنفقات‪ ،‬تفيدىا في جانب األصوؿ تيتمؾ بمرور الزمف‪ ،‬وفي المقابؿ تسجيؿ مصاريؼ الموظفيف والمورديف‬
‫في جانب الخصوـ‪ ،‬عمال بمبدأ القيد المزدوج‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬دور مجمس معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬

‫‪ -‬نور اليدى بوليفة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬نور اليدى بوليفة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قاـ مجمس اإلتحاد الدولي لممحاسبيف ( ‪ )IFACB‬بتعييف مجمس معايير المحاسبة في القطاع العاـ‬
‫)‪ ،)IPSASB‬كييئة مستقمة مسؤولة عف وضع المعايير لممحاسبة في الوحدات الحكومية و االدارية التي ال‬
‫تيدؼ لتحقيؽ الربح‪ ،‬والذي يعمؿ عمى أف تكوف بياناتو موافقة مع المعايير الصادرة عف مجمس معايير‬
‫المحاسبة الدولية‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار خصائص ومميزات القطاع العاـ‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس يصدر مجمس معايير المحاسبة في القطاع العاـ معايير محاسبية عالمية عالية‬
‫الجودة إلعداد التقارير والقوائـ المالية الحكومية عمى األساس النقدي الذي يتضمف إفصاحات إجبارية أخرى‬
‫اختيارية يتـ التشجيع عمى االلتزاـ بيا‪.‬‬
‫اضافة إلى ذلؾ‪ ،‬يقوـ المجمس بإصدار معايير لممحاسبة وفقا ألساس االستحقاؽ المحاسبي يتـ مقاربتيا‬
‫مع المعايير الدولية إلعداد التقارير المالية الصادرة عف مجمس معايير المحاسبية الدولية عف طريؽ تعديميا‬
‫لتتناسب مع خصوصيات منشآت القطاع العاـ ‪.‬‬
‫عند إعداد البيانات المالية عمى أساس االستحقاؽ‪ ،‬فإف المجمس يبيف البيانات المالية ذات الغرض‬
‫الخاص والتي تكوف مصممة لتمبية احتياجات أطراؼ محددة بواصفات خاصة مثؿ التقارير المعدة لصالح‬
‫ىيئات الرقابة والسمطة التشريعية أو التنفيذية‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اإلتحاد الدولي لممحاسبيف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،2008 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لممحاسبة العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫تعد المحاسبة العمومية مجموعة مف القواعد التي تنظـ وتقنف مدخالت ومخرجات األمواؿ العمومية‬
‫عف طريؽ تقدير وقياس وتسجيؿ وتبويب العمميات المالية‪ ،‬وتوصيميا إلى الجيات ذات العالقة وفؽ‬
‫التشريعات الرسمية والمبادئ الخاصة بيا‪ ،‬ووفؽ مجاؿ تطبيؽ يحدده القانوف‪ ،‬وتختمؼ المحاسبة العمومية‬
‫بحسب االسس المتبعة في تطبيقيا حيث نميز بيف نوعيف مف األسس المتبعة وىي عمى أساس الصندوؽ‬
‫وعمى أساس االستحقاؽ‪ .‬كما إف لممحاسبة العمومية جممة مف األىداؼ لعؿ أىميا حماية األمواؿ العمومية‬
‫كما أف ليا خصائص تميزىا عف المحاسبة العامة أو المالية‪ ،‬ويتـ تطبيؽ المحاسبة عف طريؽ أعواف تـ‬
‫تحديد وظائفيـ عف طريؽ قانوف ‪ 21/90‬وىـ األمريف بالصرؼ والمحاسبوف العموميوف‪.‬‬

‫بما أف لكؿ نظاـ مجموعة عناصر متفاعمة‪ ،‬وتعمؿ معا مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ أو مجموعة مف األىداؼ‬
‫فكذلؾ نظاـ المحاسبة العمومية يمكف تقسيمو إلى نظـ فرعية أو عناصر متفاعمة فيما بينيا وىي النظاـ‬
‫المحاسبي‪ ،‬نظاـ الموازنة العامة لمدولة‪ ،‬ونظاـ الرقابة عمى الماؿ العاـ‪ ،‬وىذه العناصر الثالث تعرؼ‬
‫بمكونات نظاـ المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫في ظؿ العولمة والتطور الدي شيده العالـ كاف لزاما ظيور ما يسمى بمعايير المحاسبة الدولية لمقطاع‬
‫العاـ والذي يعني القواعد و األسس المحاسبية التي تحكـ العمميات المالية والمحاسبية التي تنشأ في القطاع‬
‫العاـ غير اليادؼ لمربح‪ ،‬وتيدؼ ىذه المعايير إلى تطوير المحاسبة العمومية في مختمؼ دوؿ العالـ وتحقيؽ‬
‫الشفافية والمصداقية والموثوقية عمى المعمومات المالية العمومية‪ ،‬ويكمؿ دور مجمس معايير المحاسبة الدولية‬
‫إلى إصدار معايير لممحاسبة وفقا ألساس االستحقاؽ المحاسبي يتـ مقاربتيا مع المعايير الدولية إلعداد‬
‫التقارير المالية الصادرة عف مجمس معايير المحاسبية الدولية عف طريؽ تعديميا لتتناسب مع خصوصيات‬
‫منشآت القطاع العاـ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمييد‪:‬‬

‫لقد كاف دور الدولة يقتصر عمى المحافظة عمى األمف واالستقرار السياسي‪ ،‬لكف ما لبثت أف تحولت‬
‫مف دولة حارسة الى دولة متدخمة وذلؾ مف خبلؿ إنشاء مؤسسات عمومية‪ ،‬سواء كاف ىدفيا ربحي (مؤسسة‬
‫اقتصادية) شأنيا في ذلؾ شأف األفراد مف حيث االستقبللية غير أف رأس ماليا تابع لمدولة‪ ،‬أو مؤسسات‬
‫ىدفيا غير ربحي (مؤسسات إدارية) كالجامعات والمدارس ‪ ،‬وبناء عمى ما سبؽ سوؼ نعالج في ىذا الفصؿ‬
‫ماىية المؤسسة العمومية مف خبلؿ المباحث التالية‪9‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المؤسسة العمومية؛‬


‫المبحث الثاني‪ :‬المؤسسات العمومية اإلقتصادية؛‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية اإلدارية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المؤسسة العمومية‬

‫سنحاوؿ في ىذا المبحث االحاطة قدر اإلمكاف بمفيوـ المؤسسة العمومية مع أف أنو لـ يستقر الفقو‬
‫عمى تعريؼ مانع جامع لممؤسسة العمومية بحيث تباينت واختمفت أ ارؤىـ حوليا‪ ،‬واتسمت معظميا بااللتباس‬
‫وعدـ الدقة‪ ،‬شأنيا في ذلؾ شأف خصائص وأركاف المؤسسة العمومية باإلضافة الى أىمية المؤسسة العامة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم المؤسسة العمومية‬

‫لممؤسسة العمومية عدة تعاريؼ نذكر منيا‪9‬‬

‫التعريف األول‪ '' :‬أف المؤسسة العامة في عرؼ القانوف اإلداري ىي مرفؽ عاـ أي مصمحة عامة محميا‬
‫خدمة الجميور في شاف مف الشؤوف التي تيميـ في حياتيـ االجتماعية أو االقتصادية إال أنيا تختمؼ عف‬
‫المرفؽ العاـ في أف ادارتيا تخرج عف نطاؽ اإلدارة المباشرة لمحكومة‪ ،‬فيي عمى ذلؾ تطور جيد لممرفؽ العاـ‬
‫أوسع منو أكثر استقبلال مف اإلدارة المباشرة‪ ،‬بحيث يصح القوؿ بأنيا كؿ مرفؽ عاـ تحرر مف سمطاف اإلدارة‬
‫الحكومية المباشرة ليؤدي الغرض منو سميما مف العيوب التي تشوب إدارة المرفؽ العاـ"‪.1‬‬

‫التعريف الثاني‪" :‬طريقة مف الطرؽ التي تدار بيا المرافؽ العامة‪ ،‬وىي عبارة عف مرافؽ عامة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية لكي تستقؿ عف السمطة اإلدارية في إدارتيا‪ ،‬وىذا االستقبلؿ يجعؿ مف المؤسسة العامة‬
‫‪2‬‬
‫مرفقا عاما يدار عف طريؽ البلمركزية ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص وأركان المؤسسة العامة‬

‫لممؤسسة العامة عدة خصائص وأركاف تتمثؿ في ما يمي‪9‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص المؤسسة العامة‬

‫تتسـ المؤسسات العامة بعدد مف الخصائص التي تميزىا عف غيرىا تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ -1‬خدمة الصالح العام‪ :‬تيدؼ المؤسسات العامة إلى تمبية حاجات المجتمع مف تعميـ وأمف وعدالة‬
‫والخدمات الصحية واإلعبلمية وذلؾ دوف مقابؿ أو مقابؿ مبالغ رمزية لتغطية تكاليؼ أداء تمؾ الخدمات فقط‬
‫‪3‬‬
‫و ليس بغرض الربح وكذا الحرص عمى تقديـ خدماتيا لجميع المواطنيف دوف استثناء‪.‬‬

‫‪ -1‬حماد محمد شطا‪ ،‬تطور وظيفة الدولة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2871 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬زىدي يكف‪ ،‬التنظيم اإلداري‪-‬نظرية المرافق والمؤسسات العامة‪، -‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ -3‬رايس وفاء‪ ،‬واقع التسيير باألىداف في المؤسسة العامة الجزائرية ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،1005 -1004 ،‬ص‪. 13‬‬
‫‪23‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬انقسام المؤسسات العامة‪ :‬تنقسـ المؤسسات العامة الخدمية إلى مؤسسات عامة إرادية كمصمحة‬
‫الضرائب والجمارؾ وو ازرة البتروؿ وأخرى غير إرادية تتمثؿ في اليياكؿ الصحية والتعميمية األمف‪ ،‬القضاء‬
‫لتأتي فيما بينيما مؤسسات إرادية وغير إرادية في نفس الوقت مثؿ النقؿ‪ ،‬البريد والياتؼ التي تؤدي خدماتيا‬
‫لقاء مقابؿ أقؿ مف مستوى تكمفتيا‪.‬‬
‫‪ -3‬إختالف أسموب تمويل المؤسسات العامة الخدمية عن اإلقتصادية إذ تعتمد المؤسسات العامة الخدمية‬
‫في تمويميا عمى اإلعتمادات المخصصة ليا مف الخزينة العامة لمدولة‪ ،‬فيما تعتمد المؤسسات العامة‬
‫اإلقتصادية عمى التمويؿ الذاتي الستثما ارتيا‪.‬‬
‫‪ -4‬تنوع ميام المؤسسات العامة‪ :‬فمنيا ما يتعمؽ بالجانب اإلقتصادي ومنيا ما يتعمؽ بالجانب االجتماعي‬
‫ومنيا ما يتعمؽ بالجانب الرقابي حيث تدار أنشطة ىذه المؤسسات وفؽ أسس قانونية وتخضع لمبدأ المساءلة‬
‫العامة لضماف إتجاىيا نحو تحقيؽ المصمحة العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬درجة تحكم محدودة في الموارد‪ :‬تتسـ المؤسسات العامة بمحدودية تحكميا في الموارد المالية وفي‬
‫‪1‬‬
‫العناصر المشكمة لتكمفة أنشطتيا‪.‬‬
‫‪ -6‬المؤسسة العامة شخص من أشخاص القانون اإلداري‪ :‬ويقصد بيا شخصية المؤسسة العامة أي انيا‬
‫موضوع إلكتساب الحقوؽ‪ .‬وليا ذمة مالية متخصصة لتحقيؽ ىدؼ محدد‪ ،‬وتدار وفؽ األحكاـ القانونية‬
‫والتنظيمية التي أنشات المؤسسة العامة وتمتع المؤسسة بالشخصية العامة ىذا ما يجعميا شخصا مستقبل‬
‫عف الجية التي أنشأتيا‪ ،‬كالدولة( أو البمدية)‪.‬‬

‫‪ -7‬تمتع المؤسسة العامة باإلستقالل المالي ‪ 9‬أي أف السمطة اإلدارية المركزية( الحكومة ) ال تتدخؿ إال‬
‫‪2‬‬
‫لسد العجز بما تمنحو ليا مف المساعدات المادية‪.‬‬

‫‪ -8‬تخضع المؤسسة العامة لمبدأ التخصص‪ 9‬بحيث تنشأ لتحقيؽ نوع محدود مف الخدمات‪ ،‬فتنحصر‬
‫أىميتيا القانونية بالغرض الذي أنشأت مف أجمو‪.‬‬

‫‪ -8‬تعتبر المؤسسة العامة الوسيمة األكثر نجاعة لتدخؿ الدولة في أوجو النشاط االقتصادي وتحقيؽ التنمية‬
‫‪3‬‬
‫الوطنية‪ ،‬نظ ار لما تتمتع بو مف إستقبلؿ إداري ومالي‪.‬‬

‫‪ -‬رايس وفاء ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -2‬عبد المطيؼ قطيش‪ ،‬النظرية العامة لممؤسسات العامة في الفقو واالجتياد‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبناف ‪ ،1022 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬قوريش بف شرقي‪ ،‬منازعات العمل في نطاق المؤسسة العمومية االقتصادية"‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ اإلدارية‪-‬بف‬
‫عكنوف‪ ،‬فرع قانوف المؤسسات‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1001-1002 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪24‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان المؤسسة العامة‬

‫‪ -1‬المرفق العام ‪:‬‬

‫لقد تعددت التعاريؼ التي أعطيت لممرفؽ العاـ‪ ،‬وحتى األف ليس ىناؾ تعريفا موحدا وشامبل عمى الرغـ مف‬
‫تطور النظرة الى المرفؽ العاـ‪ ،‬فقديما كاف ينظر إلى ىذا االخير بأنو كياف ذات طابع إداري بحت‪ ،‬يتواله‬
‫شخص معنوي عاـ ( الدولة ) ويخضع لمقانوف اإلداري بغية تحقيؽ النفع العاـ ‪.‬‬

‫والنظرة الحديثة لممرفؽ العاـ والمقترنة بفكرة التحديث قد أىدرت كما قمنا مقولة أف القانوف اإلداري ىو قانوف‬
‫المرافؽ العامة ‪ ،‬وباتت األخيرة تخضع في نظاميا القانوني إلى قاعدتيف‪ ،‬ثابتة ونسبية‬

‫‪ -2‬شخص معنوي عام ‪:‬‬

‫ليس كؿ مرفؽ عاـ مؤسسة عامة‪ ،‬إنما العكس صحيح فالمؤسسة العامة شخص معنوي مف أشخاص القانوف‬
‫العاـ يستقؿ عف الدولة أو البمديات التي أنشأتو‪ ،‬وىذا ما أكده النظاـ العاـ الحالي لممؤسسات العامة في‬
‫المواد األولى والثانية‪.‬‬

‫وكوف المؤسسة العامة مف خصائصيا أنيا تدير مرفقا عاما يختص بتمتعو بامتيازات السمطة العامة‪ ،‬أصبح‬
‫‪1‬‬
‫ليذه المؤسسات الحؽ في استغبلؿ مظاىر ىذه االمتيازات والتي مف نتائجيا ‪9‬‬

‫‪ -‬اتخاذ الق اررات اإلدارية النافذة؛‬

‫‪ -‬اعتبار أمواليا أمواال عمومية حسب أحكاـ المادة الثانية مف قانوف المحاسبة العمومية؛‬

‫‪ -‬أف تستخدـ أساليب التنفيذ المباشر بحؽ المنتفعيف مف خدماتيا؛‬

‫‪ -‬األشغاؿ التي تقوـ بيا أو التي تجرى لحسابيا تعتبر مبدئيا أشغاال عامة‪ ،‬ويعد العامموف لدييا موظفيف‬
‫عموميف إذا كانت مف المؤسسات العامة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وليد حيدر جابر‪ ،‬طرق إدارة المرافق العامة المؤسسة العامة والخصخصة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،9002 ،‬ص ‪36‬‬
‫‪25‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬مبدأ التخصيص ‪:‬‬

‫إف التخصيص يرتبط بالشخصية المعنوية فيو يرتكز عمى وجود غرض معيف وغاية يجب تحقيقيا‪ ،‬كما‬
‫يرتبط ىذا المبدأ بفكرة أخرى تتعمؽ بارتباط المؤسسة العامة بالدولة أو بالبمديات‪ ،‬باعتبار أف المؤسسة العامة‬
‫كجياز متخصص ومستقؿ قد أنشئ لمقياـ بميمة ىي باألصؿ مرتبطة بالدولة أو بالبمديات ‪.‬‬

‫‪ -4‬االستقالل المالي واإلداري ‪ :‬ينحصر االستقبلؿ المالي لممؤسسة العامة في اكتسابيا ذمة مالية وميزاينة‬
‫خاصة بيا‪ ،‬مما يجعميا تتحكـ في حجـ ومصدر ثرواتيا بكؿ حرية‪ ،‬وفي إستخداـ نفقاتيا عمى النحو الذي‬
‫تراه مبلئما مع أىدافيا ومصالحيا‪ ،‬وتموؿ ىذه الذمة والميزانية الماالية مف الخزينة العامة لمدولة‪ ،‬بحيث‬
‫يصبح ليا حسابات خاصة بيا‪ ،‬وسمطة األمر بالصرؼ‪ ،‬وبما أف ماؿ المؤسسة العامة جزء مف الخزينة‬
‫‪1‬‬
‫العامة ‪ ،‬فإنيا تتحمؿ مسؤوليتيا المالية أماـ الدولة وحتى مع الغير ‪.‬‬

‫أما االستقبلؿ اإلداري لممؤسسة العامة‪ ،‬فيتمثؿ في إتخاذىا بكؿ حرية الق اررات االدارية الضرورية المتعمقة‬
‫بنشاطاتيا العادية كحرية إبراـ العقود االارية وتعييف الموظفيف وممارسة السمطة الرئاسية عمييـ‪ ،‬مع تحمؿ‬
‫مسؤولية أعماليا‪ ،‬وذلؾ دوف الرجوع الى السمطة التي قامت بإنشاءىا‪ ،‬لكف اإلستقبلؿ المالي واإلداري‬
‫لممؤسسة العامة مقيد بشرطيف ىما‪9‬‬

‫‪-‬احتراـ مبدأ التخصص المحدد في أداة إنشاءىا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬خضوعيا الى الرقابة اإلدارية الوصائية كضماف لحسف سير أعماليا وشرعيتيا ‪.‬‬

‫‪ -5‬خضوع المؤسسة العامة الى السمطة الوصائية ‪ :‬يقصد بالسمطة الوصائية؛ الو ازرة أو الو ازرات التي‬
‫تمارس الوصاية عمى المؤسسات العامة‪ ،‬والوصاية معناىا الرقابة التي تمارسيا السمطة المركزية عمى‬
‫المؤسسات العامة والييئات العامة‪ ،‬وتتمثؿ أعماؿ السمطة الوصائية عمى المؤسسات العامة عموما في ‪9‬‬

‫‪-‬مراقبة انتظاـ العمميات االقتصادية والمالية لممؤسسة واحتراـ اىداؼ الخطة الوطنية لمتنمية؛‬

‫‪ -‬مسؾ األمواؿ والمدفوعات وااللتزامات المالية األخرى؛‬

‫‪ -‬جرد األمبلؾ ومراقبة الحسابات؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قوريش بن شرقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،9‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0291 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪26‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬المساعدة التقنية والمالية التي يجب تقديميا لممؤسسة العامة؛‬

‫‪ -‬التفتيش التقني والحسابي لممؤسسة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراقبة اعماؿ أجيزة المؤسسة مع سمطة اتخاذ العقوبات المناسبة ضدىا‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أىمية ومبررات وجود المؤسسات العامة‬

‫أوال‪ :‬أىمية المؤسسات العامة‬

‫تكتسي المؤسسات العامة أىمية بالغة في المجتمعات الحديثة‪ ،‬انطبلقا مف األدوار الحمائية التي كانت‬
‫تمعبيا في العصور القديمة واألدوار الجديدة التي أصبحت تمعبيا اليوـ لتضيؼ أبعاد جديدة كالبعد‬
‫االقتصادي والبعد االجتماعي إلى دائرة أىميتيا ‪.‬‬
‫‪ -1‬البعد االقتصادي لممؤسسات العامة‪.‬‬
‫إف الدور الذي تمعبو المنظمات العامة اليوـ في االقتصاد الوطني ال يقؿ أىمية عف دور المنظمات‬
‫الخاصة‪ ،‬ويتجمى ذلؾ في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطبيعة الجوىرية لمخدمات العامة‪ 9‬إذ تحتاج التنمية االقتصادية بشكؿ كبير إلى الخدمات التي تقدميا‬
‫المؤسسات العامة ويتطمب ذلؾ توفر الوسائؿ البلزمة الستيعاب ىذا النمو‪ ،‬كتوفير وسائؿ النقؿ الفعالة التي‬
‫تتيح لممنتجيف فرصة اختيار أوسع لمصادر اإلمداد ومراكز التوزيع الشامؿ لمسمع والخدمات‪ ،‬وكذا توفر‬
‫وسائؿ االتصاؿ المناسبة والفعالة التي تسمح بجمع المعمومات البلزمة التخاذ ق ار ارتيا وتبميغ الق اررات التي‬
‫تصدرىا لمعامميف‪ ،‬باإلضافة إلى توفير مصادر الطاقة‪ ،‬حيث يعتمد النشاط اإلنتاجي عمى مصادر مضمونة‬
‫لمطاقة تتسـ بالمرونة وامكانية اإلحبلؿ فيما بينيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬االعتماد عمى خدمات المؤسسات العامة‪ :‬ينبع الجانب الثاني المميز لمبعد االقتصادي لممؤسسة العامة‬
‫مف أف المجتمعات الحديثة تعتمد بشكؿ كامؿ عمى الخدمات التي تقدميا المؤسسات العامة كخدمات الياتؼ‪،‬‬
‫الغاز الطبيعي والمياه‪ ،‬و التي مف الصعب تخيؿ الحياة بدونيا‪ ،‬و تظير أىميتيا بمجرد التفكير في‬
‫اختفائيا‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التأثير االقتصادي المؤسسات العامة‪ :‬تعتبر المؤسسات العامة اكبر مستخدـ لمموارد في أي مجتمع مف‬
‫المجتمعات‪ ،‬خاصة في الدوؿ االشتراكية والدوؿ النامية أيف يمعب النشاط الحكومي دور أكثر أىمية وأكبر‬
‫‪2‬‬
‫خطورة مف الدوؿ الرأسمالية‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محيو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪86‬‬


‫‪ -2‬عمي الشريؼ‪ ،‬إدارة المنظمات الحكومية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ، 1998 ،‬ص‪ -‬ص ‪.164 – 274‬‬
‫‪27‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬البعد االجتماعي لممؤسسات العامة‪.‬‬

‫فبدال مف الدور الحمئي الذي كانت تمارسو الدولة‪ ،‬اتجيت ىذه األخيرة بعد الثورة الصناعية‪ ،‬وأماـ‬
‫اتساع مجاؿ النشاط االقتصادي و االجتماعي وكبر حجـ المؤسسات والتطور التكنولوجي السريع‪ ،‬التي كاف‬
‫ليا تأثير كبير عمى حجـ اإلنتاجية وعمى السموؾ اإلنساني‪ ،‬إلى مواجية التأثيرات والمشاكؿ االجتماعية‬
‫المرافقة ليذه التغيرات‪ ،‬كما أصبحت مسؤولة عف إنشاء وادارة العديد مف المؤسسات العامة إلشباع الحاجات‬
‫االجتماعية لممواطنيف كإنشاء مراكز إليواء العجزة ومكافحة التشرد وتعويضات البطالة والتأمينات إلى آخره‪،‬‬
‫وبيذا بدأ البعد االجتماعي لممؤسسات العامة في التبمور‪ ،‬وليذا نجد أف الدور االجتماعي المؤسسات العامة‬
‫كاف نتيجة لمتوسع االقتصادي وليس سببا لو‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبررات وجود المؤسسات العامة‬
‫إف وجود المؤسسات العامة يستدعي طرح تساؤالت عف سبب عدـ االكتفاء بالمؤسسات الخاصة لتحقيؽ ما‬
‫يجب تحقيقو مف حاجات‪ ،‬ولئلجابة عف ىذا التساؤؿ نستند إلى عدد مف االعتبارات التي يمكف تصنيفيا‬
‫إلى‬
‫‪ -1‬االعتبارات التمويمية‬
‫تتطمب بعض المشروعات العامة موارد مالية كبيرة مما يجعؿ المؤسسات الخاصة تمفت النظر عنيا‪،‬‬
‫خاصة إذا كانت ال تحقؽ أرباح كبيرة‪ ،‬فتجد الدولة نفسيا مضطرة الستثمارىا لتمبية الحاجات التي تؤدييا ىذه‬
‫المشروعات‪ ،‬ومف ناحية أخرى يمكف لمدولة أف تحتكر إنتاج بعض السمع كاحتكار إنتاج السجائر وكذا‬
‫المطارات والموانئ التي تدر ليا إيرادات معتبرة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتبارات االستراتيجية‬
‫مف أىـ االعتبارات االستراتيجية لتدخؿ الدولة في األنشطة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السعي إلى الحفاظ‬
‫عمى سرية المعمومات حوؿ ما يتـ إنتاجو مف أسمحة كما ونوعا عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬كما تؤدي ىذه االعتبارات‬
‫إلى توجييا نحو تقديـ بعض الخدمات بنفسيا وعدـ تركيا لدى األفراد خوفا مف استغبلؿ أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وترجع االعتبارات االستراتيجية لتدخؿ الدولة في النشاط االقتصادي إلى عصور قديمة‪ ،‬كما تجسد ذلؾ في‬
‫حكومة الصيف عاـ ‪ 2000‬قبؿ الميبلد‪ ،‬التي كانت تممؾ وسائؿ النقؿ وعممت عمى تنظيـ الطرقات لخدمة‬
‫‪2‬‬
‫الصالح العاـ وكذا في مصر أيف تـ انجاز أوؿ أنظمة لتوريد المدف بالمياه‪.‬‬

‫‪ -‬عمي الشريؼ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪164‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬المرسي سيد حجازي‪ ،‬إقتصاديات المشروعات العامة النظرية والتطبيق ‪-‬جدول مشروعات وتسعير منتجاتيا وخصخصتيا‪ ،-‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ 2004،‬ص ص ‪.27-24‬‬
‫‪28‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬االعتبارات االجتماعية‬
‫عادة ما تسعى الدولة إلى تمبية حاجات األفراد المختمفة في شكؿ سمع وخدمات مجانا أو بأسعار معقولة‬
‫تقؿ عف تكمفة إنتاجيا أو توفيرىا‪ ،‬ويتضح ذلؾ في خدمات النقؿ‪ ،‬البريد‪ ،‬الياتؼ الصرؼ الصحي‪ ،‬الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬التعميـ‪...‬الخ ‪،‬إلعانة الطبقات الضعيفة ذات الدخؿ المنخفض‪ ،‬في حيف يتيرب الخواص مف‬
‫االستثمار في ىذه المشروعات غير المربحة‪.‬‬
‫‪ -4‬االعتبارات االقتصادية‬
‫تيدؼ الدولة إلى زيادة كفاءة االقتصاد الوطني مف خبلؿ المساىمة في تحقيؽ التخصيص األمثؿ‬
‫لمموارد االقتصادية والعمؿ عمى تحقيؽ االستقرار االقتصادي‪ ،‬انطبلقا مف سيطرتيا عمى بعض أوجو النشاط‬
‫االقتصادي كالمواصبلت وأعماؿ المصارؼ والقياـ ببعض المشروعات العامة لجذب رأس الماؿ األجنبي‬
‫فتعمؿ عمى تشجيعيا وتقديـ إعانات ليا خدمة لممصمحة لوطنية وخدمة المجتمع‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬

‫اف الذي يدرس اإلصبلحات االقتصادية التي مرت بيا الجزائر يعمـ عمـ اليقيف أف الجزائر قد ركزت في‬
‫مساعي القياـ باقتصاد مبني عمى المؤسسات العمومية االقتصادية باعتبارىا أداة مثمى إلنعاش االقتصاد‬
‫والحد مف االزمات‪ ،‬ومف خبلؿ ىذا سوؼ نستعرض في ىذا المبحث مفيوـ المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫والمراحؿ التاريخية لتطور ىذه المؤسسة باإلضافة الى التطرؽ الى مختمؼ مياميا وخصائصيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫التعريف األول‪ :‬ىي المؤسسات التي تتخذ مف النشاط التجاري أو الصناعي موضوعا ليا مماثبل لنشاط‬
‫األفراد أي مشابية في نشاطيا لمقطاع الخاص غير أف رأسماليا يرجع لمقطاع العاـ وقد ظيرت ىذه‬
‫المؤسسات مع بداية الحرب العالمية األولى نتيجة لظروؼ االقتصادية بروز مبدأ ضرورة تدخؿ الدولة في‬
‫الميداف االقتصادي لمواجية االزمات لمنع االحتكار والمغاالة في األسػعار وتحقيؽ ما يسمى باألمف الغذائي‬
‫‪2‬‬
‫أو االقتصادي وىو نشاط يستيدؼ تحقيؽ النفع العاـ‪.‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬بأنيا مؤسسات تمارس أنشطة وأعماؿ اقتصادية بحثة‪ ،‬وىي نشاطات تشابو نشاطات االفراد‬
‫وىي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقبللية االدارية والمالية‪ ،‬يخوؿ ليا تحقيؽ اليدؼ الذي أنشأت مف أجمو‬

‫‪ -‬المرسي سيد حجازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬بغداد كماؿ‪ ،‬النظام القانوني لممؤسسة العامة المينية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير في الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1021-1022،‬‬
‫‪2‬‬

‫ص‪.12‬‬
‫‪29‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بقصد إشباع الحاجات العامة وغالبية الدوؿ التي انتيجت النمط االشتراكي‪ ،‬اتخذت ىذه المؤسسات أداة‬
‫لتحقيؽ تنميتيا االقتصادية‪ ،‬ومف أجؿ أىداؼ صناعية أو مالية أو تجارية أو حتى معنوية‪ ،‬وتخضع ىذه‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات العامة االقتصادية إلى وسائؿ القانوف العاـ والخاص في آف واحد‪.‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬في الجزائر ارتبط ظيور مفيوـ المؤسسة العمومية االقتصادية بظيور المرسوـ رقـ ‪02-77‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2877-02-21‬الدي يصؼ المؤسسة العمومية االقتصادية عمى أنيا شركات مساىمة أو شركة‬
‫ذات مسؤولية‪ ،‬تمتمكيا الدولة أو الجماعات المحمية (البمدية‪ ،‬الدائرة‪ ،‬الوالية) وترتبط فييا بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة أي تعود الييا جميع الحصص أو االسيـ كما تتمتع بالشخصية المعنوية وتسري عمييا قواعد‬
‫القانوف التجاري إال اذا نص صراحة عمى أحكاـ قانوف خاصة ومف ىنا نستخمص فرؽ جوىري بيف‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية و المؤسسات العمومية الغير اقتصادية وىو اف النوع االوؿ يخضع الى‬
‫‪2‬‬
‫القانوف التجاري عمى خبلؼ النوع الثاني مف تمؾ المؤسسات‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫لقد عرفت الجزائر أنماط مختمفة مف تسيير المؤسسات نتيجة التطور السياسي لوظيفة الدولة‪ ،‬فبتدخؿ‬
‫الدولة في النشاط االقتصادي تـ تحويؿ المؤسسات مف مؤسسات عمومية إدارية إلى مؤسسات عمومية‬
‫اقتصادية وعميو سنتطرؽ الى تجسيد كؿ مرحمة مرت بيا المؤسسة العمومية في ما يمي‪9‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة التسيير الذاتي (‪)1965-1962‬‬

‫جاءت ىذه المرحمة كنتيجة حتمية لموضع الذي عايشتو الببلد بعد االستقبلؿ وىذا لممحافظة عمى‬
‫استم اررية االقتصاد الوطني مف جية ولمقضاء عمى الخبلفات المتعمقة بتحديد االسموب االقتصادي المتبع مف‬
‫جية أخرى ‪ ،‬وذلؾ إثر الرحيؿ الجماعي لممعمريف الذيف كانوا يشغموا االطارات السامية في الجياز االداري‪،‬‬
‫حيث أنو رحؿ ما يقارب ‪ %84‬مف المعمريف أي ما يمثؿ ‪ 700‬ألؼ شخص مف بينيـ عدد كبير مف‬

‫‪ -‬قوريش بف شرقي‪ ،‬منازعات العمل في نطاق المؤسسة العمومية االقتصادية ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستتير‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ االدارية‪ ،‬جامعة‬
‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،1001-1002 ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ -‬قوريش بف شرقي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االطارات وقدر عدد األوربييف الناشطيف بػ ‪ 200‬ألؼ شخص أوربي منيـ ‪ 20‬ألؼ أصحاب المنشأة و‪24‬‬
‫‪1‬‬
‫ألؼ مف االطارات السامية وذوي الميف الحرة باإلضافة الى ‪ 24‬ألؼ مف العماؿ المختصيف‪.‬‬

‫وتقوـ المؤسسة المسيرة ذاتيا عمى مجموعة مف الييئات تتمثؿ في ما يمي‪9‬‬

‫‪ -1‬الجمعية العامة‪ :‬ىي عدد مف االعضاء يدخموف ضمف السمطة التقديرية لممدير وكؿ سنة يقوـ بإعداد‬
‫العدد المناسب مف العماؿ‪ ،‬تعقد اجتماعا عاديا كؿ ثبلثة أشير وبطمبي مف ثبلثي األعضاء‪ ،‬كما أنو‬
‫باإلمكاف عقد اجتماع استثنائي لمجمعية العامة‪ ،‬وتتمثؿ صبلحيات الجمعية العامة في المصادقة عمى‬
‫مخطط التنمية لممؤسسة أو االستثمار في إطار التخطيط الوطني وكذلؾ البرنامج السنوي لمتجييز واالنتاج‬
‫ولترويج التجارة ‪ ،‬وباإلضافة الى ذلؾ ليذه الجمعية الصبلحية لممصادقة عمى قانوف العمؿ وتوزيع المياـ‬
‫‪2‬‬
‫والمسؤوليات وانتخاب مجمس العماؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬مجمس العمال‪ :‬ينتخبوف مف طرؼ الجمعية العامة ويتراوح عدد أعضاء مجمس العماؿ مف ‪ 20‬إلى‬
‫‪ 200‬عضو ويبقى لمدة ثبلثة سنوات‪ ،‬ومف وظائفو انتخاب ومراقبة لجنة التسيير‪ ،‬اتخاذ الق اررات الناجمة عف‬
‫توجييات الجمعية العامة عمى أف يكوف ثمثي أعضاء مجمس العماؿ مف العماؿ الديف يباشروف العمؿ في‬
‫‪3‬‬
‫االنتاج وىذا لتجنب ىيمنة اإلطار االدارية عمى المديرية‪.‬‬

‫‪ -3‬لجنة التسيير‪ :‬ينتخب أعضاؤىا مف مجمس العماؿ‪ ،‬وتقوـ بعقد اجتماعات عادية مرة كؿ شير‪ ،‬ويمكف‬
‫‪4‬‬
‫ليا اجتماعات استثنائية بطمب مف رئيسيا‪.‬‬

‫‪ -4‬المديرية‪ :‬المبلحظ في وظيفة القيادة في المؤسسة المسيرة ذاتيا‪ ،‬ىو ازدواجيتيا ممثمة في رئيس المجنة‬
‫التسيير والمدير‪،‬ػ االوؿ ممثؿ مف طرؼ العماؿ والثاني يمثؿ الدولة فاألوؿ يتـ انتخابو مف طرؼ أعضاء‬

‫‪ -‬قمار خديجة‪ ،‬مكانة المؤسسة العمومية االقتصادية في إطار االصالح المؤسساتي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ،1008-1007‬ص‪.6‬‬
‫‪ -‬نعيمة أوقاسيف‪ ،‬المؤسسة العمومية والخوصصة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير‪ ،‬العموـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1002-1000،‬ص‪.56‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬ساكري دليمة‪ ،‬تنظيم السمطة في المؤسسة العامة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مذ كرة مف متطمبات نيؿ شيادة الماجيستير ‪ ،‬عمـ االجتماع التنظيـ العمؿ‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫جامعة باتنة‪ ،1004-1003،‬ص‪.60‬‬


‫‪ -‬حسيبة ياسؼ‪ ،‬تنظيم وظيفة التسويق في المؤسسة العمومية الجزائرية ‪ ،‬رسالة مقدمة مف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية العمـ االقتصادية‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،2886-2885 ،‬ص‪.85‬‬


‫‪31‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لجنة التسيير‪ ،‬والثاني يتـ تعينو مف طرؼ أعضاء الجية الوصية ‪ ،‬يتولى ىذا االخير عممية التسيير االداري‬
‫‪1‬‬
‫بتطبيؽ الق اررات االدارية وتوقيع التعيدات وتحرير مختمؼ وثائؽ المداوالت‪.‬‬

‫ولكف وجود مدير يعيف مف الو ازرة الوصية أدى إلى تناقض في مضموف التسيير الذاتي نفسو الذي كاف‬
‫يرمي الى أف يكوف كؿ شيء بيد العماؿ‪ ،‬ىذا ذؿ عمى التردد المجود لدى السمطة في تطبيؽ مبدأ المركزية‬
‫والبلمركزية في تسيير المؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫ولـ يعمر نمط التسيير الذاتي كثي ار لعدة أسباب يمكف اجازىا في ما يمي‪9‬‬

‫‪ -‬صغر حجـ المؤسسات فػ‪ %4‬فقط مف المؤسسات تشغؿ ‪ 200‬عامؿ؛‬

‫‪ -‬قمة وانعداـ رؤوس األمواؿ؛‬

‫‪ -‬قمة االطارات والعماؿ المتخصصيف؛‬

‫‪ -‬مشكمة البيروقراطية‪.‬‬

‫كميا أسباب أذت الى فشؿ ىذه التجربة القصيرة التي اعتبرىا البعض فريدة ومختمفة عف اي نمط تسيير‬
‫آخر‪ ،‬ولكف ما نبلحظو عف السبب الجوىري لفشؿ ىذا النمط ىو تركيز السمطة في يد المدير المعيف رغـ‬
‫وجود ىيئات منتخبة ىذا ما أضعؼ العماؿ وأحبط معنوياتيـ وبالتالي قمة حماسيـ ليذا النمط‪ ،‬الف الشعارات‬
‫وحدىا ال تكفي أ ما قوة المصمحة الخاصة والبيروقراطية ىذا ما جعؿ ىذا النمط مف التسيير يولد ميتا ويأتي‬
‫‪2‬‬
‫مكانو نمط تسيير جديد ومرحمة جديد تسمى بمرحمة الشركة الوطنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة الشركة الوطنية ‪1971-1964‬‬

‫تعكس ىذه المرحمة ىيمنة الدولة وسيطرتيا المطمقة عمى القطاع العاـ وتدخميا في جميع المياديف‬
‫وىذا جاء كنتيجة لما سمي أنذؾ بالتصحيح الثوري الذي نتج عنو تأميـ لعدة مؤسسات أجنبية وسعت كميا‬
‫الشركات الوطنية‪.‬‬

‫وتعتبر ىذه الشركات إحدى أشكاؿ المؤسسات العمومية التي تتميز بمركزية اتخاد الق اررات والسمطة‬
‫االقتصادية لمدولة‪ .‬وقد لجاءت ىذه الشركات الى السوؽ الرأسمالي العالمي لمتمويف بوسائؿ التجييز‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد صغير بعلي‪ ،‬تنظيم القطاع العام في الجزائر‪ ،‬ديون المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0229 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -‬ساكري دليمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والتكنولوجيا بعد ما عانت ىذه الشركات الوطنية مف مشاكؿ مالية ‪ ،‬باإلضافة الى مشاكؿ في التسويؽ‬
‫والتأطير‪ ،‬وقد نجـ عف سيطرة آليات السوؽ في اقتصاد يعرؼ تدخؿ واسع لمدولة عدة تناقضات ونتائج‬
‫اقتصادية ضعيفة لـ تسمح بالسير العادي لمشركات الوطنية‪.‬‬

‫ولقد تـ تحويؿ الوحدات الصناعية في نمط التسيير الذاتي الى اشراؼ الشركات الوطنية كأسموب‬
‫تنظيمي جديد يقوـ عمى الييئات التالية‪9‬‬

‫‪ -1‬لجنة التوجيو والرقابة‪ :‬انطبلقا مف سنة ‪ 2855‬شكمت لجاف لمتوجيو والمراقبة تقوـ بمساعد مديرة الشركة‬
‫في القياـ بأعمالو‪ ،‬كما تتميز بطابع استشاري‪.‬‬

‫‪ -2‬المدير‪ :‬يعيف عمى رأس كؿ شركة وطنية مدير عاـ بموجب مرسوـ يممؾ سمطات واسعة وغير محدودة‬
‫تمكنو مف اإلشراؼ عمى كؿ األعماؿ والمياـ داخؿ المؤسسة‪ .‬إف تركز كؿ الصبلحيات في يد المدير‬
‫‪1‬‬
‫يصعب مف عممية االشراؼ عمى كؿ النشاطات ويخمؽ الصراع بيف فئة االستشارييف واالدارييف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة التسيير االشتراكي لممؤسسات‪1979-1971‬‬

‫المؤسسة االشتراكية الجزائرية ىي التسمية الرسمية التي تطمؽ عمى المؤسسات بعد صدور ميثاؽ‬
‫التسيير االشتراكي لممؤسسات سنة ‪ .2862‬ولقد المؤسسة بمقتضاه عمى أنيا شخصية معنوية ذات استقبللية‬
‫مالية تتضمف وحدة أو عدة وحدات تشكؿ العنصر االساسي لتحقيؽ أىداؼ التنمية المخططة وعمى مستوى‬
‫نوع النشاط االقتصادي‪ ،‬ويعتبر كياف ممؾ لدولة‪ ،‬لو تسيير اقتصادي مستقؿ في نظاـ موجو عف طريؽ‬
‫التخطيط‪ .‬وقد نصت المادة الرابعة مف قانوف التسيير االشتراكي لممؤسسة عمى منح الشخصية المعنوية‬
‫‪2‬‬
‫المستقمة عمى المؤسسة بمجرد صدور التشريع المنشئ ليا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحمة اعادة الييكمة ‪1988-1979‬‬

‫ارتبط ظيور ىذه المرحمة باالستغناء عف الريع النفطي جب ار ال تخي ار نتيجة لبلزمة االقتصادية العالمية‬
‫التي بدأت في أوائؿ الثمانينات والتي تأثرت بيا عديد الدوؿ المنتجة لمنفط عمى غرار الجزائر التي لـ تجد‬
‫بودا مف اعادة النظر في الدور الذي تقوـ بو المؤسسات العمومية وفؽ منظور جديد‪.‬‬

‫‪ -‬حسيبة ياسؼ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.86‬‬


‫‪1‬‬

‫بوعيسى سمير‪ ،‬العالقة التنظمية بين سياسة السوق والمؤسسة العامة االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية العموـ السياسية‬
‫‪2‬‬

‫واالعبلـ‪ ،‬قسـ العموـ السياسية والعبلقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1001-1002 ،‬ص ص ‪.36-35‬‬
‫‪33‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولقد تـ تشكيؿ لجنة مؤقتة إلعادة تنظيـ المؤسسات سنة ‪ 2868‬عمى مستوى المجنة المركزية لجبية‬
‫التحرير الوطنية تناولت المواضيع التالية‪9‬‬

‫‪ -‬اعادة توزيع المياـ والنشاطات التي تقوـ بيا المؤسسة؛‬

‫‪ -‬محاولة تطبيؽ البلمركزية في اتخاذ القرار؛‬

‫‪ -‬جعؿ المؤسسات اكثر حركية مف خبلؿ الحد مف الوصاية؛‬

‫‪ -‬اعادة النظر في تحديد حجـ المؤسسة؛‬

‫‪ -‬اعادة ىيكمة الوحدات‪.‬‬

‫ووفقا ليذه المياـ ظير لمرسوـ رقـ ‪ 131-70‬بتاريخ ‪ 2870-20-03‬والمتعمؽ بإعادة ىيكمة‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات‪ ،‬ولقد تـ تفتيت المؤسسة العمومية وفقا ألربعة أسس ىي‪9‬‬

‫‪ -‬تخصص عمى أساس خط االنتاج أو فرع النشاط؛‬

‫‪ -‬تخصص وظيفي عمى أساس الفصؿ بيف االنتاج والتسويؽ؛‬

‫‪ -‬تخصص عمى أساس النشاطات بيف المؤسسات ذات الطابع الوطني والمحمي؛‬

‫‪ -‬تخصص عمى أساس بعض النشاطات والتي أثبتت نضجيا؛‬

‫المطمب الثالث‪ :‬ميام وخصائص المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫لممؤسسة العمومية االقتصادية عدة مياـ وخصائص نذكرىا في فيما يمي‪9‬‬

‫أوال‪ :‬ميام المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫مف الصعب تحديد مياـ المؤسسة العامة االقتصادية ولعمى ذلؾ يرجع الى اختبلؼ نفس باختبلؼ‬
‫المكاف والزماف‪ ،‬وخير ذليؿ عمى ذلؾ ىو أف مياـ المؤسسة االقتصادية لفترة ما بعد ح ع ‪ II‬ليست ىي‬

‫‪ -‬حسيبة ياسؼ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.202-200‬‬


‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نفسيا في حقبة الثمانينات أو أقؿ‪ .‬كما أف مياـ التي تؤدييا المؤسسة االقتصادية في الدوؿ المتقدمة ليست‬
‫ىي نفسيا المياـ التي تؤدييا في الدوؿ المتقدمة‪.‬‬

‫ولعمى مف بيف المحاوالت لتحديد مياـ المؤسسة االقتصادية نجد تصنيؼ ‪ ،P.GIRAUDET‬الذي‬
‫حصر مياـ المؤسسة العامة االقتصادية في ما يمي‪9‬‬

‫‪ -‬المياـ االقتصادية الخاصة باإلنتاج التي تشبو مياـ االفراد؛‬

‫‪ -‬المياـ المالية والتي تيدؼ الى تحقيؽ توازف مالي وىامش مف التمويؿ الذاتي الضروري مخففة بذلؾ‬
‫العبء عمى الدولة؛‬

‫‪ -‬المياـ االجتماعية وىي تمؾ المتعمقة اتاحة فرص عمؿ وتحسيف ظروؼ العمؿ واالجر؛‬

‫‪ -‬ميمة تحقيؽ النفع العاـ وذلؾ مف خبلؿ خضوعيا لدولة في مسائؿ انجاز السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫ونفس الطرح ذىب اليو ‪ HARTMANNN‬حيف وافؽ سابقو في اف مياـ المؤسسة العامة االقتصادية‬
‫ال تنحصر في كونيا مياـ اقتصادية فقط بؿ تتعدىا الى ما ىو أبعد مف ذلؾ كتوفير مناصب الشغؿ وفؾ‬
‫العزلة عف المناطؽ المعزولة مف خبلؿ اقامة قواعد صناعية ىنالؾ باإلضافة الى توفير السمع لمقضاء عمى‬
‫الندرة وكذا الحفاظ عمى السمـ االجتماعي عف طريؽ إقامة االتفاقيات التي تخدـ العماؿ‪.‬‬

‫وىنالؾ تصنيؼ أخر قائـ عمى أساس التفرقة بيف المياـ الداخمية لممؤسسة وتمؾ الخارجية وقد اشترؾ‬
‫في وضع ىذا التصنيؼ كؿ مف ‪ P.HUSSENOT‬و ‪ R.LAVFER‬و ‪ A.BURLAUD‬فالمياـ الداخمية‬
‫تتعمؽ بالعماؿ مف حيث تحسيف ظروؼ العمؿ الجيدة ومنح أجور تضمف ليـ مستوى معيف مف القدرة‬
‫الشرائية باإلضافة الى الميـ المتعمقة باإلنتاج ‪ ،‬أما المياـ الخارجية ىي تمؾ التي تربط المؤسسة بالمحيط‬
‫‪1‬‬
‫الخارجي وتتعمؽ بتوفير السمع أو الخدمات بكميات وافية لتمبية الطمب‪.‬‬

‫‪ -‬بوعيسى سمير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪10‬‬


‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫يمكف تمخيص خصائص المؤسسة العمومية االقتصادية في ثبلثة خصائص جامعة وىي‪9‬‬

‫‪ -‬ممارسة النشاط في المجاؿ االقتصادي وعد التدخؿ في المجاؿ االداري‪ 9‬وىذا يعني انتاج السمع والخدمات‬
‫موجية لسوؽ؛‬

‫‪ -‬التمتع بشخصية مستقمة تميزىا عف الجماعات المحمية؛‬

‫‪ -‬ممارسة النشاط تحت مراقبة ووصية السمطات العامة وذلؾ ألنو معظـ أصوات مجمس ادارتيا تابعت‬
‫لمسمطة العامة؛‬

‫‪ -‬لممؤسسة العامة االقتصادية ليا طبيعة مختمفة تجمع بيف منطؽ الرقابة العامة ومنطؽ العبلقات التجارية‬
‫حيث تسعى مف جية إلى ترقية مبيعاتيا خصوصا اذا كانت في وضع المنافسة ومف جية أخرى تبيع‬
‫‪1‬‬
‫منتجاتيا بأسعار مدعمة ومحددة مف طرؼ الحكومة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية اإلدارية‬

‫تعتبر االدارة العامة مف الدعائـ اليامة لمدولة وأحد أىـ وظائفيا‪ ،‬ولعميا ىي نتاج وجود دولة متدخمة‬
‫حيث أنيا لـ تكف موجودة في الماضي بسبب اقتصار الدولة عمى ميمة الحفاظ عمى األمف في المجتمع‪،‬‬
‫وسوؼ نعالج في ىذا المبحث مفيوـ ىذه االدارة العامة كما سنخص بالذكر وظائؼ وخصائص ىذه‬
‫المؤسسة ة الحيوية الغير ربحية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم االدارة العامة‬

‫يصعب وضع تعريؼ شامؿ وموحد لئلدارة العامة نتيجة الختبلؼ البيئة وااليدولوجية السائدة في كؿ‬
‫مجتمع‪ ،‬كما أنا التنظيـ االجتماعي ينعكس عمى التنظيـ االداري‪ ،‬وصفوة القوؿ أف مفيوـ االدارة يختمؼ‬
‫باختبلؼ تصور الذي يحممو المفكريف في أذىانيـ‪.‬‬

‫واذا تمعنا في مصطمح االدارة العامة وجدنا أنو يتكوف مف كممتيف أو مصطمحيف ىما مصطمح االدارة‬
‫ومصطمح العامة وىذا ما يقودنا الى تعريؼ كؿ منيما عمى حدى‪.‬‬

‫‪ -‬بوعيسى سمير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريف االدارة‪ :‬يرجع تعرؼ االدارة في االصطبلح الى المعنى المغوي فمصطمح االدارة في الميغة‬
‫االنجميزية مصدر لفعؿ أدار ‪ .Administer‬وىذا التعبير االخير مشتؽ مف الكممة البلتينية ذات المقطعيف‬
‫ىما ‪ Ad-ministare‬وتعني خدمة الغير أو تقديـ العوف لآلخريف‪.‬‬

‫وعمى ىذا االساس االدارة تعني الخدمة واف مف يعمؿ باإلدارة يقوـ بخدمة االخريف أو يصؿ عف طريؽ‬
‫‪1‬‬
‫االدارة الى اداء الخدمة‪.‬‬

‫''واالدارة تدؿ عمى عدة أشياء ذلؾ أف اإلدارة تقابؿ في كؿ جنبات الحياة‪ 9‬فينالؾ إدارة لممدرسة‪ ،‬وادارة‬
‫لمنادي‪ ،‬وادارة لمكمية وادارة في المتجر والمصنع‪ ...‬ولب اإلدارة ىو تنسيؽ الجيود لتحقيؽ االىداؼ‬
‫‪2‬‬
‫المعينة''‪.‬‬

‫''وتعتبر االدارة تدب ير شؤوف الناس وقيادتيـ وتوجيييـ وتنظيميـ بغية تمكينيـ مف تأدية االعماؿ‬
‫‪3‬‬
‫الموكولة إلييـ وتنفيذ الخطط الموضوعة ليـ بيدؼ المحافظة عمى كيانيـ وضماف استم اررية وجودىـ''‪.‬‬

‫ولقد بحث الفقياء العرب والمسمموف في االدارة وأسموىا بالتدابير وكانت كممة « التدابير» لمداللة عمى‬
‫المفيوـ المعصر لكممة االدارة الحالية وكانت كممة التدبير شائعة عند الحكماء العرب والمسمميف السابقيف‪.‬‬

‫فعبد الرحمف بف خمدوف استخدـ لفظ التدابير م ار ار وتك ار ار في الجزء األوؿ مف مؤلفو المشيور« كتاب العبر‬
‫وديواف المبدأ والخبر في أياـ العرب والعجـ والبربر ومف عاصرىـ مف ذوي السمطاف األكبر» والمشيور‬
‫بمقدمة ابف خمدوف‪.‬‬

‫وىنالؾ كتب أخرى عديدة استعممت لفظ التدبير وتناولت موضوعات إدارية بحثة‪ ،‬ككتاب «تدابير المنازؿ‬
‫‪4‬‬
‫أو السياسات األىمية» لمفيمسوؼ ابف سينا(‪)5901-089‬‬

‫‪ -‬ابراىيـ عبد العزيز شيحا‪ ،‬اإلدارة العامة العممية االدارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،2886،‬ص‪.15‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬شاربي محمد‪ ،‬اإلدارة العامة والسمطة السياسية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ‪ ،‬كمية العموـ السياسية واإلعبلـ تخصص تنظيـ سياسي‬
‫واداري‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1006،‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬فوزي حبيش‪ ،‬اإلدارة والتنظيم االداري‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت لبناف‪ ،2888 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -4‬طارؽ المجذوب‪ ،‬االدارة العامة (العممية االدارية والوظيفة العامة واالصالح االداري)‪،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬سوريا‪ ،1004 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪37‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬االدارة العامة‪:‬‬

‫مف المعروؼ أف ودور ولسون مف الرواد األوائؿ الذيف حاولوا دراسة االدارة العامة فقد عرفيا في عاـ‬
‫‪2776‬ـ بأنيا '' العمميات المتعمقة بتحقيؽ أىداؼ الحكومة بأكبر مقدار مف الكفاءة وبما يحقؽ الرخاء ألفراد‬
‫الشعب''‬

‫كما عرفيا ليوتارد وايت‪ ،‬وىو أوؿ مف كتب مؤلفا عمميا في ىذا الموضوع بعنواف « مقدمة في دراسة‬
‫اإلدارة العامة» سنة ‪ 5001‬بأنيا جميع العمميات التي مف شأنيا تنفيذ السياسات العامة وتحقيؽ أىدافيا‪ ،‬وال‬
‫يزاؿ ىذا المؤلؼ يعتبر مف أىـ المؤلفات العممية التي ظيرت في ىذا الموضوع حتى اآلف‪ .‬وال تخرج معظـ‬
‫التعاريؼ التي وضعيا معظـ الكتب الذيف كتبوا بعدىا عف المعنى السابؽ فكؿ تعريفاتيـ تركزت في معنى‬
‫متقارب وىو أف االدارة العامة أسموب لتنفيذ السياسات العامة أو ممارسة األعماؿ واالنشطة الحكومية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بغرض تحقيؽ االىداؼ التي ترمي إلييا الدولة بأكبر كفاية إنتاجية''‪.‬‬

‫ويعرؼ االستاذ شارل ديباش االدارة العامة بأنيا '' وسيمة إدارة األعماؿ‪ ،‬وىي تتمثؿ في مجموعة مف‬
‫المرافؽ العامة التي تعمؿ عمى تحقيؽ االىداؼ المرسومة أو المحددة بواسطة السمطة السياسية ''‪.‬‬

‫وال تختمؼ تعاريؼ الفقو اإلداري العربي مع التعاريؼ السابقة الذكر‪ '' ،‬فالدكتور حمدي أميف عبد‬
‫اليادي مثبل يرى أف االدارة العامة في جوىرىا تنظيـ لنشاطات بشرية جماعية تستيدؼ تنفيذ السياسة‬
‫‪2‬‬
‫العامة لمدولة''‪.‬‬

‫ويمكف اعطى تعريؼ جامع لبلدارة العامة وذلؾ مف خبلؿ تحديد مدلوؿ اإلدارة العامة ويكوف مف خبلؿ‬
‫تضما التعريؼ لثبلثة عناصر ىي كالتالي‪9‬‬

‫أوال‪ :‬الجانب الموضوعي لئلدارة أي العممية اإلدارية '' النشاط االداري''‬

‫ثانيا‪ :‬الجانب العضوي لئلدارة‪ ،‬أي الجياز اإلداري او الييئات العامة التي تقوـ بالعمميات االدارية‬

‫عبد العزيز صالح بف حبتور‪ ،‬مبادئ االدارة العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عماف‪ ،1008 ،‬ص‪32‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬الشاذلي بوطبة‪ ،‬عممية الرقابة عمى أعمال اإلدارة العامة في النظام االسالمي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شياذة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ،1008-1007‬ص‪.25‬‬
‫‪38‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬ىدؼ اإلدارة العامة‪ ،‬سبب وجودىا أو عمة وجود ىذا الكياف وىو تحقيؽ أو تنفيد السياسة العامة وعمى‬
‫ذلؾ يمكف استخبلص تعريؼ كالتالي‪9‬‬

‫'' مجموعة مف االنماط المتشابكة( االنظمة) المتعمقة بصنع الق اررات اإلدارية (العممية االدارية) والتي تقوـ بيا‬
‫‪1‬‬
‫ىيئات عامة ( الجياز االداري) تحقيقا لمسياسة العامة التي تستيدفيا الدولة (ىدؼ االدارة) ''‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬وظائف االدارة العامة‬

‫تجتاز االدارة العاـ مراحؿ متعددة ومتنوعة لمقياـ بوظائؼ معينة بغية تحقيؽ الغاية المرسومة ليا‪،‬‬
‫ويختمؼ العمماء في تحديد ىذه المراحؿ والوظائؼ فيعتبر ىنري فايوؿ أف الوظائؼ االساسية لئلدارة ىي‪9‬‬

‫‪ -‬التخطيط ‪Planning‬؛‬
‫‪ -‬التنظيـ ‪ Organizing‬؛‬
‫‪ -‬القيادة ‪Commanding‬؛‬
‫؛‬ ‫‪ -‬التنسيؽ‪Cordinating‬‬
‫‪ -‬الرقابة ‪.Controling‬‬

‫ويمخص لوثر غوليؾ وظائؼ االدارة في كممة واحدة ىي ‪ ،P O D C O R B‬وىي الكممة تتكوف مف‬
‫‪2‬‬
‫األحرؼ األولى لتعبير االنكميزي ليذه الوظائؼ وىي كالتالي‪9‬‬

‫‪ -‬التخطيط ‪Planning‬‬
‫‪ -‬التنظيـ ‪Organizing‬‬
‫‪ -‬التوجيو (أو القيادة) ‪Directing‬‬
‫‪ -‬التنسيؽ ‪Cordinating‬‬
‫‪ -‬اإلببلغ (وضع التقارير) ‪Reporting‬‬
‫‪ -‬التمويؿ (وضع الميزانيات) ‪Budgeting‬‬

‫‪ -‬كاس عبد القادر‪ ،‬االدارة العامة واالصالح اإلداري في الجزائر ‪ ،2007-2006‬مذكرة مقدمة لنيؿ شياذة الماجستير‪ ،‬كمية العموـ السياسة واإلعبلـ‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫تخصص تنظيـ سياسي واداري‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1007-1006 ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -‬طارؽ المجذوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫'' إف النشاط االداري‪ ،‬واف كثرت وتنوعت االراء حوؿ مراحمو أو وظائفو‪ ،‬فإنو برأينا ينطوي عمى اتخاذ‬
‫مجموعة مف االعماؿ والق اررات ال تختمؼ في جوىرىا وتفاصيميا عما ذىب إليو كؿ فايوؿ وجوليؾ وىي تدور‬
‫‪1‬‬
‫حوؿ المواضيع التالية‪''9‬‬

‫أ‪ -‬التخطيط‪ :‬وىو المرحمة التي تسبؽ التنفيذ وتتعمؽ بتحديد األىداؼ ورسـ السياسات؛‬
‫ب‪-‬التنظيم‪ :‬وىو المرحمة التي تسبؽ التنفيذ وتتعمؽ بوضع اليياكؿ التنظيمية وتنمية األجيزة االدارية؛‬
‫ت‪-‬القيادة‪ :‬وتشمؿ توجيو المرؤوسيف وادارتيـ بغية تمكينيـ مف تأدية االعماؿ الموكولة إلييـ وتحقيؽ‬
‫األىداؼ المرسومة؛‬
‫ث‪ -‬الرقابة‪ :‬وتتمثؿ في اجراءات الرقابة عمى المرؤوسيف لمتأكد مف أف االعماؿ التي تتـ‪ ،‬أو تمت‪ ،‬ىي‬
‫مطابقة لؤلعماؿ التي أريد إتماميا ‪ ،‬ومف ثـ تقييـ أداء المرؤوسيف وانتاجيـ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬خصائص االدارة العامة‬

‫مما تجدر االشارة اليو اف خصائص أو مميزات االدارة العامة تختمؼ مف دولة ألخرى وذلؾ حسب‬
‫طبيعة النظاـ السياسي ‪ ،‬االقتصادي والبناء المجتمعي‪ ،‬فبعد الحرب العالمية الثانية تحصمت الكثير مف‬
‫الدوؿ عمى استقبلليا السياسي وبدأت في البحث عف نماذج إدارية ويباء االدارة العامة ومعالجة مشكبلت‬
‫الفقر والتخمؼ‪ ،2‬وتتميز االدارة العامة بجممة مف الصفات والخصائص الذاتية يوصؿ التعرؼ عمييا الى فيـ‬
‫ماىية االدارة العامة بأفؽ أسع وأعمؽ ‪ ،‬وتتـ ىذه الخصائص فيما يمي‪9‬‬

‫‪ -1‬انسانية اإلدارة‪ :‬تعتبر عمؿ االدارة أو النشاط االداري انساني بالدرجة األولى الف االدارة تعتمد عمى‬
‫طاقة وقوة شخصية االنساف وجيده وفكره وابداعو وبراعتو وخمقو‪ ،‬قبؿ اعتمادىا عمى اآلالت والنظـ‬
‫واالساليب والعقوؿ اإللكترونية‪ ،‬ألف االنساف ىو سيد اآلالت والنظـ والعقوؿ االلكترونية‪ ،‬وىو الذي‬
‫يخمقيا ويبدعيا ويستعمميا ويوجييا ويتولى صيانتيا‪.‬‬
‫‪ -2‬بيئة االدارة العامة‪ :‬ونقصد ىنا ببيئة اإلدارة العامة ىو قوة تفاعؿ اإلدارة العامة مع ظروؼ وعوامؿ‬
‫ومعطيات ومقتضيات المحيط والواقع الزمني والمكاني‪ ،‬فاف االدارة العامة ترتبط وتتكيؼ مع ظروؼ‬
‫ومعطيات ومقومات محيط الحياة والزماف الدي تعمؿ فيو‪ ،‬وتتفاعؿ مع النظاـ اإليديولوجي‬

‫‪ -‬فوزي حبيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬حامدي نور الديف‪ ،‬تسيير المرارد البشرية في االدارة العامة بالجزائر ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية العموـ السياسية والعبلقات الدولية‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫قسـ التنظيـ السياسي واالداري‪ ،‬جامعة جزائر‪،1022 ،2‬ص ‪.28‬‬


‫‪40‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واالقتصادي والسياسي الذي توجد وتعمؿ في نطاقو‪ ،‬وتفيدنا دراسة المحيط والبيئة اإليديولوجية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والسياسية التي توجد وتعمؿ في نطاقيا إدارة عامة ما في االضطبلع‬
‫بالدراسات المقارنة بصورة عممية حية وصحيحة االمر الذي يسيؿ اكتشاؼ أوجو الفرؽ واالختبلؼ‬
‫‪1‬‬
‫وأوجو التشابو وتساعد ىذه المقارنة عمى اكتشاؼ االخطاء وتصحيحيا‪.‬‬
‫‪ -3‬حتمية االدارة العامة ‪ :‬وذلؾ مف خبلؿ أف الفرد ال يستطيع بمفرده تحقيؽ كؿ االىداؼ االزمة لو‬
‫ألسباب منطقية‪ ،‬وذلؾ ألف اهلل تعالى لـ يخمؽ االنساف لكي يعيش بمفرده بؿ لي يعيش في مجتمع‬
‫يتكامؿ أفراده فيما بينيـ‪ ،‬كما أف تعداد نشاطات وأعماؿ االفراد وانتشار مبدأ التخصص وتقسيـ‬
‫العمؿ في الجماعة االنسانية المختمفة يزيد مف حتمية وجود االدارة كفف وعمـ ومينة ‪ ،‬واالدارة العامة‬
‫عممية ضرورية في جميع المستويات‪ ،‬فيي ال تنحصر في المستوى االشرافي االعمى في المنظمة ‪،‬ػ‬
‫وانما تمتد لتسود جميع المستويات حتى الوصوؿ إلى وظيفة مبلحظة العماؿ وغير ىا مف المستويات‬
‫‪2‬‬
‫المختمفة االدارية والتشغيمية‪.‬‬
‫‪ -4‬غائية أو ىادفية االدارة العامة‪ :‬إذا كانت المؤسسات الخاصة أو المؤسسات االقتصادية تيدؼ الى‬
‫الربح فإف اإلدارة العامة تعمؿ في اطار الصالح العاـ واالضطبلع بميمة المرافؽ العامة واذا كاف‬
‫ما يميز أىداؼ المنظمة الخاصة ىو الوضوح والقابمية لمقياس فاف االدارة العامة عمى النقيض تماما‬
‫‪3‬‬
‫فاألمر أكثر تعقيدا‪ ،‬اذ يصعب قياس حجـ وجودة الخدمات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬لبشري رميني حورية‪ ،‬مبدأ فاعمية االدارة العامة في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬القانوف العاـ ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ،1024-1023‬ص‪.28‬‬
‫‪ -‬لبشري رميني حورية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬حامدي نور الديف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‬

‫تعتبر المؤسسة العمومية بصفة عامة عمى أنيا مرفؽ عاـ ىدفيا خدمة الجميور في أمور تيميـ في‬
‫حياتيـ االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬غير أف نيا تختمؼ عف المرافؽ العامة باعتبار أف المرفؽ العاـ تخضع‬
‫لئلدارة المباشرة عكس بعض المؤسسات العامة‪ ،‬ولممؤسسة العامة عدة خصائص لعمى أىميا خدمة الصالح‬
‫العاـ‪ ،‬كما أف ليا أركاف تتمثؿ في المرفؽ العاـ وشخص معنوي عاـ باعتبار أنو ليس كؿ مرفؽ مؤسسة‬
‫عامة‪ ،‬باإلضافة الى مبدأ التخصص واالستقبللية المالية واالدارية وغيرىا مف االركاف‪ ،‬وألف لي كؿ موجود‬
‫عمة وجود فمبررات وجود المؤسسة العامة يرجع الى اعتبارات تمويمية واستراتيجية باإلضافة الى اعتبارات‬
‫أخرى اجتماعية واقتصادية ‪.‬‬

‫ولقد انقسمت المؤسسات العمومية في ظؿ االصبلحات التي قامت بيا الجزائر إلى مؤسسات إدارية‬
‫ومؤسسات اقتصادية عامة‪ ،‬وتعرؼ ىذه االخيرة عمى أنيا مؤسسات اتخذت مف النشاط التجاري أو الصناعي‬
‫موضوعا ليا مثميا مثؿ األفراد لكف برأسماؿ يرجع لمقطاع العاـ‪ ،‬ويرتبط ظيور المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية في الجزائر إلى التطور المتبلحؽ في السياسات االصبلحات التي قامت بيا الجزائر بداية مف‬
‫استقبلليا‪ ،‬وتتميز المؤسسة العمومية االقتصادية بخصائص تميزىا عف المؤسسة االدارية مف بينيا تمتعيا‬
‫بشخصية مستقمة كما أف لممؤسسة العمومية االقتصادية طبيعة مختمفة تجمع بيف منطؽ الرقابة العامة‬
‫ومنطؽ العبلقات التجارية حيث تسعى مف جية إلى ترقية مبيعاتيا خصوصا اذا كانت في وضع المنافسة‬
‫ومف جية أخرى تبيع منتجاتيا بأسعار مدعمة ومحددة مف طرؼ الحكومة‪.‬‬

‫أما فيما يخص المؤسسة العمومية االدارية فيي مجموعة مف األنماط المتشابكة المتعمقة بصنع الق اررات‬
‫االدارية والتي تقوـ بيا ىيئات عمومية تحقيقا لسياسة العامة التي تستيدفيا الدولة‪ ،‬مف خبلؿ وظائؼ‬
‫المؤسسة االدارية وىي التخطيط‪ ،‬التنظيـ‪ ،‬القيادة‪ ،‬التنسيؽ والرقابة‪ ،‬وكما أف لممؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫خصائص تتميز بيا فإف لممؤسسة اإلدارية خصائص تتمثؿ أىما في تركزىا عمى طاقة وقوة شخصية‬
‫االنساف وجيده وفكره وابداعو وبراعتو باإلضافة بيئة وحتمية االدارة العامة دوف أف ننسى غائية أو ىدفية‬
‫االدارة العامة أي أف االدارة العامة تعمؿ في اطار الصالح العاـ وال تيدؼ الى الربح‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد الجامعات في الجزائر من بين المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري‪ ،‬ليذا تطبق فييا‬
‫المحاسبة العمومية وسوف نحاول في ىذا الفصل الوقوف عمى طبيعة وواقع تطبيق المحاسبة العمومية في‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري دراسة حالة جامعة أدرار‪ ،‬عمى أن يتم التركيز في دراسة تطبيق‬
‫المحاسبة العمومية عمى النفقات وىذا راجع الى طبيعة وخصوصية المؤسسة محل الدراسة‪ ،‬وسيتم مناقشة‬
‫ىذه النقاط في المبحثين التاليين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تقديم جامعة أدرار؛‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اجراءات المحاسبة العمومية في تنفيذ ميزانية الجامعة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تقديم جامعة أدرار‬
‫لقد عرفت جامعة أدرار تطو ار ممحوظا منذ نشأتيا إلى اآلن وعمى جميع األصعدة‪ ،‬وسنحاول من خالل‬
‫ىذا المبحث التعرف عمى نشأتيا واىم التطورات التي عرفتيا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬نشأة جامعة أدرار‬
‫أنشأت أول نواة لمتعميم العالي في والية أدرار بموجب المرسوم رقم ‪ 86-118‬المؤرخ في‬
‫‪ 1986/05/06‬المعدل والمتمم بالمرسوم رقم ‪ 86-175‬المؤرخ في ‪ 1986/08/05‬والمتضمن إنشاء‬
‫المعيد الوطني العالي لمشريعة‪ ،‬ليتوسع إلى جامعة أدرار بموجب المرسوم رقم‪ 269-01‬المؤرخ في‬
‫‪ 2001/09/18‬المعدل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 259-04‬المؤرخ في ‪ 2004/08/29‬وىي مؤسسة عمومية‬
‫ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬
‫إن جامعة أدرار توفر تكوينا بيداغوجياً وعممياً في عدة مجاالت لمتكوين‪ ،‬ولضمان التطور العممي‬
‫والحركية البحثية فإن الجامعة شيدت قفزة نوعية وعممية لمسنة الجامعية ‪ 2013/2012‬بحيث انتقمت من‬
‫ثالث كميات إلى خمس كميات بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 302-12‬المؤرخ في ‪،2012/08/04‬‬
‫ارت رقم ‪ 804-803-802-801 -800‬المؤرخة‬
‫وتضمنت ىذه الكميات ‪ 16‬قسم أنشأت بمقتضى القر ا‬
‫في‪ 2012/12/27‬الصادرة عن وزير التعميم العالي والبحث العممي مما سمح بفتح تخصصات جديدة عمى‬
‫مستوى كل من الميادين المفتوحة و الماستر‪ ،‬باإلضافة إلى فتح عروض جديدة في الماجستير والدكتوراه‪،‬‬
‫وىذا كمو بفضل رعاية مدير الجامعة وجيود الدولة واسيامات أساتذتيا وموظفييا و طالبيا من أجل أن تحتل‬
‫المكانة التي تستحقيا‪ .‬إن ىذا التحدي يفرض عمى الجامعة أن تجعل من العممية التطويرية عممية مستمرة‬
‫بنظرة استشرافية مستقبمية‪.‬‬
‫تحتوي جامعة أدرار عمى خمس كميات‪:‬‬
‫‪ -1‬كميـة العمـوم اإلنسانية واالجتماعية والعموم اإلسالمية‬
‫‪ -2‬كميـة اآلداب والمغات‬
‫‪ -3‬كميـة العمـوم والتكنولوجيا‬
‫‪ -4‬كميـة الحقوق والعموم السياسية‬
‫‪ -5‬كميـة العمـوم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مؤشرات كمية خاصة بجامعة أدرار لمموسم ‪2017-2016‬‬
‫‪-1‬تعداد الطمبة الجدد التحق بمقاعد الجامعة أكثر من ‪ 3115‬طالب جديد ليصل عدد الطمبة االجمالي إلى‬
‫أكثر من ‪ 10556‬طالب وطالبة في حين يبمغ عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة خالل ىذي السنة ‪9432‬‬
‫مقعد بيداغوجي بتسجيل عجز قدره ‪ 1982‬مقعد بيداغوجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منشورات مصلحة االحصاء واالستشراف‬
‫‪33‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ )1‬يبين تعداد الطمبة الجدد عمى حسب التخصصات لمموسم الجامعي ‪2017-2016‬‬
‫عدد الطمبة‬ ‫الشعبة‬ ‫الرقم‬
‫‪296‬‬ ‫العموم االنسانية‬ ‫‪1‬‬
‫‪331‬‬ ‫العموم االجتماعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪313‬‬ ‫العموم االسالمية‬ ‫‪3‬‬
‫‪253‬‬ ‫ادب عربي‬ ‫‪4‬‬
‫‪136‬‬ ‫انجميزية‬ ‫‪5‬‬
‫‪108‬‬ ‫فرنسية‬ ‫‪6‬‬
‫‪172‬‬ ‫حقوق‬ ‫‪7‬‬
‫‪49‬‬ ‫عموم سياسية‬ ‫‪8‬‬
‫‪353‬‬ ‫عموم وتكنموجيا‬ ‫‪9‬‬
‫‪225‬‬ ‫عموم المادة‬ ‫‪10‬‬
‫‪70‬‬ ‫رياضيات واعالم الي‬ ‫‪11‬‬
‫‪260‬‬ ‫عموم طبيعية والحياة‬ ‫‪12‬‬
‫‪549‬‬ ‫العموم االقتصادية‬ ‫‪13‬‬
‫‪3115‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬منشورات مصمحة االحصاء واالستشراف‬
‫الشكل(‪ :)1‬مخطط بياني لتعداد الطمبة الجدد لمموسم الجامعي ‪2017-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثان باالعتماد عمى الجدول رقم(‪)1‬‬

‫‪34‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يبين الجدول والمخطط والبياني تعداد الطمبة الجدد واالرتفاع المالحظ في توجو الطمبة الجدد الى كمية‬
‫العموم االقتصادية بما يقارب نسبة ‪ %18‬من اجمالي التخصصات وىو ما يستدعي ضرورة التوسع في‬
‫اليياكل البيداغوجية خاصة ما تعمق االمر بفرع كمية االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -2‬تعداد الطمبة في التدرج‪:‬‬
‫‪ -‬الميسانس‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة الميسانس ‪ 7879‬طالب وطالبة‪.‬‬
‫‪ -‬الماستر‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة الماستر‪ 2993‬طالب وطالبة‬
‫‪ -3‬تعداد الطمب ما بعد التدرج‬
‫‪ -‬مدرسة الدكتوراه‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة مدرسة الدكتوراه ‪ 10‬طالب وطالبة؛‬
‫‪ -‬ماجيستير‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة الماجستير ‪ 32‬طالب وطالبة؛‬
‫‪ -‬دكتوراه كالسيك‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة الدكتوراه كالسيك ‪ 159‬طالب وطالبة؛‬
‫‪ -‬دكتوراه ل م د ‪ :‬بمغ العدد االجمالي لطمبة الدكتوراه ل م د ‪ 170‬طالب وطالبة‪.‬‬
‫الشكل(‪ :)3‬دائرة نسبية لتعداد الطمبة االجمالي‬

‫‪ -4‬تعداد الطمبة المتخرجين‬


‫أ‪ -‬في التدرج‪ :‬بمغ العدد االجمالي لمطمبة المتخرجين‪ 2263‬طالب وطالبة بنسبة نجاح ‪%81,39‬‬
‫ب‪ -‬في مابعد التدرج‪:‬‬
‫‪ -‬بمغ العدد االجمالي لطمبة المتخرجين في الماجستير ‪ 47‬طالب وطالبة‬
‫‪ -‬بمغ العدد االجمالي لطمبة المتخرجين في الدكتوراه ‪ 03‬طالب وطالبة‬
‫‪ -5‬تعداد التخصصات المتوفرة بالجامعة‬
‫أ‪ -‬في التدرج ‪:‬‬
‫‪ -‬عدد التخصصات الميسانس المتوفرة بالجامعة ‪ 28‬تخصص‬
‫‪ -‬عدد تخصصات الماستر المتوفرة بالجامعة ‪ 35‬تخصص‬
‫ب‪ -‬في ما بعد التدرج‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬عدد التخصصات الماجستير المتوفرة بالجامعة ‪ 10‬تخصصات؛‬


‫‪ -‬عدد التخصصات مدرسة الدكتوراه المتوفرة بالجامعة تخصصين؛‬
‫‪ -‬عدد التخصصات الدكتوراه كالسيك المتوفرة بالجامعة ‪ 08‬تخصصات؛‬
‫‪ -‬عدد التخصصات الدكتوراه ل م د المتوفرة بالجامعة ‪ 18‬تخصص‪.‬‬
‫الشكل(‪ :)4‬مخطط بياني لي عدد التخصصات المتوفرة بالجامعة‬

‫‪ -6‬المكتبات وقاعات الدراسة‪ :‬تحتوي جامعة أدرار حاليا عمى مكتبة مركزية بسعة ‪ 1000‬مقعد وتشمل‬
‫عمى أربع قاعات مطالعة بسعة فردية تقدر ب ‪ 205‬وتحتوي عمى رصيد وثائقي من الكتب والمجاالت‬
‫العممية وىذا في مختمف المجاالت والتخصصات المدرسة بالجامعة‬

‫‪ -‬عدد الكتب ‪ 285276 :‬كتاب‬


‫‪ -‬عدد المجالت ‪ 29207 :‬عنوان‬

‫وتدعمت الجامعة بمكتبة جديدة بسعة ‪ 250‬مقعد بيداغوجي‪ ،‬وأخرى بنفس السعة في إطا التجييز‪.‬‬

‫‪ -7‬المشاريع القطاعية المسجمة لصالح جامعة أدرار تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة وانجاز ‪ 8000‬مقعد بيداغوجي‪ ،‬لم تنطمق األشغال رغم أن العممية مسجمة منذ ‪2010‬؛‬
‫‪ -‬إنجاز توسعة قاعة المحاضرات( وصمت نسبة اإلنجاز بيا ‪)%100‬؛‬

‫‪ -‬إنجاز ‪ 10‬مخابر لمبحث ( وصمت نسبة اإلنجاز بيا ‪)% 80‬؛‬

‫‪ -‬إنجاز البيو التكنولوجي ‪%100‬؛‬

‫‪ -‬متابعة وانجاز ‪ 70 ،80‬مسكن غير قابل لمتنازل لفائدة أساتذة جامعة أدرار‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لمجامعة‬

‫الشكل(‪ :)2‬مخطط لجامعة أحمد دراية أدرار‬

‫المصدر‪www.univ-adrar.dz :‬‬

‫‪37‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اجراءات المحاسبة العمومية في تنفيذ ميزانية الجامعة‬

‫يمكن تمخيص ىذه االجراءات في مرحمتين وىما‪ :‬المرحمة االدارية والمرحمة المحاسبية‪ ،‬مع التركيز‬
‫بشكل كبير عمى النفقات باعتبار أن الجامعة ىي مؤسسة عمومية ذات طابع اداري ىدفيا خدمة الصالح‬
‫العام‪ ،‬وبالتالي فيي ال تسعى لتحقيق الربح‪ ،‬وما يأتييا من ايرادات ما ىو في معظمو إال اعانات مقدمة من‬
‫طرف الدولة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬شروط تنفيذ النفقة‬

‫ان عممية تنفيذ النفقة تمر وفق شرطين أساسيين ىما‪:‬‬

‫‪ -‬الشرط األول من حيث المضمون‪ :‬ضرورة وجود دين مستحق اتجاه الجامعة أو أي مؤسسة عمومية‬
‫أخر ذات طابع اداري؛‬
‫‪ -‬الشرط الثاني من حيث الشكل‪ :‬ضرورة وجود الترخيص السنوي في الميزانية‪.‬‬

‫وينص نظام المحاسبة العمومية في الجزائر عمى أن كل النفقات العمومية تكون متوقعة ومرخصة في‬
‫الميزانية‪ ،‬حيث ال يمكن لآلمر بالصرف أن يتصرف في األموال العمومية كيف ما يشاء بل ىو مقيد بتنفيذ‬
‫النفقات في جدول اإلعتمادات المفتوحة في الميزانية‪ ،‬حيث ال يمكن لو تنفيذ نفقة معينة غير مرخصة في‬
‫الميزانية أو دون توفر اإلعتمادات المالية المخصصة ليا‪ ،‬وىذا ما يعاب نظام المحاسبة العمومية المطبق‬
‫في الجزائر‪ ،‬فعمى سبيل المثال المؤسسة التي نطبق فييا دراسة الحالة (جامعة أدرار) تصميا اإلعتمادات من‬
‫فيفري الى أفريل بينما الدخول الجامعي يكون في سبتمبر أو أكتوبر من السنة السابقة مما يعني بداية النفقة‬
‫قبل وصول االعتماد وفي ىذه الحالة يكون تنفيذ النفقة غير مشروع وقابل لمرفض باعتبار أنو ال يحتوي عمى‬
‫تأشير المراقب المالي‪ ،‬ألن المراقب المالي ال يؤشر عمى النفقة بدون وجود االعتماد‪ ،‬وىذا من شأنو أن‬
‫يؤخر تنفيذ النفقة الخاصة بالتسيير‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنفقات التجييز‪ ،‬يمكن التمييز بين أذونات البرامج متعددة السنوات‪ ،‬والتي تحدد اإلعتمادات‬
‫المالية المرخصة لبرامج التجييز لمختمف القطاعات‪ ،‬وبين ترخيصات اعتمادات الدفع السنوية والتي تحدد‬
‫المبالغ المرخصة لمدفع خالل السنة في إطار تنفيذ برامج التجييز لمدولة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬المرحمة اإلدارية لتنفيذ النفقة‬

‫وتشمل ثالث إجراءات وىي‪ :‬اإللتزام‪ ،‬التصفية‪ ،‬األمر بالصرف‬

‫أوال‪ :‬اإللتزام‬

‫يقوم األمر بالصرف المكمف من طرف الجامعة قبل قيامو بعممية االلتزام من التأكد من وجود االعتماد‬
‫من جية ومن كفاية المبالغ الموجودة في االعتماد لمنفقات ذلك أن االلتزام و يعني إثبات نشوء الذين عمى‬
‫عاتق الدولة او جماعاتيا اإلقميمية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ونميز بين نوعين من‬
‫اإللتزام‪:‬‬

‫‪ -1‬اإللتزام القانوني‪ :‬الذي ينتج عن تطبيق نص قانوني يتم بموجبو انشاء التزام الذي تقوم بو االدارة‬
‫ويمكن أن يكون ىذا االلتزام إداري أو غير اداري‬
‫‪ ‬االلتزام االداري‪ :‬والذي ينتج عن‪:‬‬
‫‪ -‬عقد‪ :‬مثل عقد صفقة لتمويل الجامعة؛‬
‫‪ -‬تنظيم‪ :‬وتدخل فييا االجور الممنوحة لممستخدمين باإلضافة الى التعويضات؛‬
‫‪ -‬قرار قضائي‪ :‬الفوائد واالضرار التي تسبب فييا الجامعة؛‬
‫‪ -‬قرار فردي‪ :‬وتدخل فيو تعين المستخدمين أو منح االعانات‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام غير اداري‪ :‬ىو كل التزام يكون ناتج عن عمل خارج عن ارادة إدارة الجامعة أو اي‬
‫مؤسسة ادارية عامة مثل تعويض عن الضرر حادث وقع بسبب سيارة تابعة لمجامعة لذلك‬
‫االدارة مسؤولة عن ىذا الحادث وممزمة بتعويضو دون أن تريد ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬اإللتزام المحاسبي ‪ :‬الذي يتمثل في إعداد كشف اإللتزام من طرف األمر بالصرف (تخصيص جزء‬
‫من اإلعتمادات المفتوحة لتغطية نفقة معينة)‪.‬‬

‫وااللتزام المحاسبي عبارة عن اعداد بطاقة التزام من طرف األمر بالصرف وذلك في نسختين‪:‬‬
‫نسخة ترسل الى المراقب المالي لمتأشير عمييا والنسخة الثانية تبقى عمى مستوى الجامعة التي تعتبر‬
‫الييئة المنشئة لاللتزام والممثمة في األمر بالصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع زٌن عمر مدٌر فرع المالٌة والمحاسبة ٌوم االحد ‪ 7302/30/5‬على الساعة ‪ 0033‬بمقر أمانة جامعة أحمد دراٌة‬
‫‪45‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وتقوم عممية االلتزام بالنفقات عمى الوثيقة أو بطاقة االلتزام التي يقوم بتحريرىا االمر بالصرف المكمف‬
‫من طرف الجامعة والمؤىل قانونين لذلك لكل عممية والمرفقة بالوثائق التي ثبت النفقة‪.‬‬

‫فبالنسبة لنفقات التسيير تكون بطاقة االلتزام مرفقة بسندات الطمب الفاتورة الشكمية التي تبين تفاصيل‬
‫المقتنيات‪ ،‬األشغال أو الخدمات المعنية وكذلك االسعار الوحدوية والمبالغ اإلجمالية الموافقة‪ .‬وفيما يخص‬
‫نفقات المستخدمين يجب أن ترفق بطاقة االلتزام بالحاالت األصمية ووثائق الدفع الخاصة باألعوان المؤقتين‬
‫وكذلك ما تعمق بمصاريف التنقل والمنح وغيرىا‪.‬‬

‫أما فيما يخص نفقات التجييز فإن بطاقات االلتزام الخاصة بيذا النوع من العمميات ترفق بوثائق تتعمق‬
‫بوضعية األشغال ومختمف الفواتير المتعمقة باقتناء مستمزمات العمميات باالستعانة بالمعمومات المذكورة في‬
‫مواضيع الصفقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وتتكون بطاقة االلتزام من المعمومات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دمغة الجية المنفذة لاللتزام (ختم وامضاء مدير الجامعة)؛‬


‫‪ -‬الرقم التسمسمي لبطاقة االلتزام باإلضافة الي السنة؛‬
‫‪ -‬االمر بالصرف وصفتو؛‬
‫‪ -‬طبيعة النفقة؛‬
‫‪ -‬الباب‪ ،‬المادة‪ ،‬الفقرة؛‬
‫‪ -‬مبمغ عممية االلتزام؛‬
‫‪ -‬الرصيد القديم والرصيد الجديد؛‬
‫‪ -‬خانة خاصة بمالحظات المصمحة؛‬
‫‪ -‬خانة خاصة بوضع تأشير المراقب المالي‪.‬‬

‫ويتم غمق عممية االلتزام بالنفقات بالنسبة لنفقات التسيير في اليوم العاشر من شير ديسمبر لمسنة المعنية‬
‫عمى أن يمدد ىذا االجل الى ‪ 20‬ديسمبر بالنسبة لعمميات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات التجييز واالستثمار؛‬

‫‪ -‬ينظر الممحق رقم‪1‬‬


‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬النفقات المنفذة من طرف وكالء الدفع؛‬


‫‪ -‬النشاطات المتعمقة بالحياة المينية لممستخدمين؛‬
‫‪ -‬أجور المستخدمين المؤقتين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصفية‬

‫نصت المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 21/90‬المتعمق بالمحاسبة العمومية عمى الغرض من التصفية حيث ''‬
‫تسمح التصفية بالتحقيق عمى أساس الوثائق المحاسبية وتحديد المبمغ الصحيح لمنفقات العمومية''‪.‬‬

‫وبالتالي فإن التصفية ىي العممية التي يتم من خالليا إثبات وتأكيد وقوع الذين عمى عاتق الدولة‬
‫بتحديد المبمغ الدقيق نقد أي تحويل االعتمادات الى طبيعة سائمة وذلك اعتمادا عمى الوثائق اإلثباتية المتاحة‬
‫لدى اآلمر بالصرف الذي يقوم ىو بنفسو بعممية التصفية أو يوكل العممية إلى عون موضوع تحت سمطتو‬
‫المباشرة‪.‬‬

‫ويبرر الفصل بين عممية االلتزام بالنفقة وتصفيتيا بأن العديد من النفقات ال يمكن تحديد مبمغيا‬
‫الدقيق عند القيام بعممية االلتزام حيث يكتفي اآلمر بالصرف في المرحمة األولى بتقدير المبمغ التقريبي ألن‬
‫المبمغ الدقيق ال يمكن تحديده إال بعد أداء الخدمة‪.‬‬

‫وتتضمن عممية التصفية عمميتين ىما إثبات أداء الخدمة و التحديد الدقيق لمبمغ النفقة حيث أن إثبات‬
‫أداء الخدمة أو التأكد من أداء الخدمة تعني أن اآلمر بالصرف ال يعطي األمر بالدفع المسبق بل بالدفع‬
‫عندما يقوم الدائن بتنفيذ الخدمة التي تكون عمى عاتقو‪ ،‬فمثال نجد أنو بالنسبة لمستخدمي الجامعة يتم الدفع‬
‫مرتبو شيريا وال يمكن أن يتم تسديد المرتب عند بداية الشير‪ ،‬كما أن التاجر الذي قامت الجامعة بالتعامل‬
‫معو ال تقوم بتسديد المبمغ إال بعد تمام عممية تسميم السمعة‪ .‬وبالتالي فإن التأكد من أداء الخدمة يعني بالنسبة‬
‫لمجامعة أو أي مؤسسة ذات طابع عمومي ضمان أن الخدمة تمت وأن السمعة تم الحصول عمييا وفق‬
‫‪1‬‬
‫عممية االلتزام‪ ،‬ويتم إثبات أداء الخدمة من خالل أدوات االثبات المتاحة‪.‬‬

‫أما في ما يخص تحديد المبمغ الدقيق لدفع فيعني الحساب الدقيق لمبمغ الذين الواقع عمى عاتق‬
‫الجامعة والتأكد من صحة استحقاقو أي أنو لم يسقط لدفع سابق أو عن طريق التقادم الرباعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع زٌن عمر مدٌر فرع المالٌة والمحاسبة ٌوم االحد ‪ 7302/30/5‬على الساعة ‪ 0033‬بمقر أمانة الجامعة االفرٌقٌة‬
‫‪45‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬األمر بالدفع‬

‫ىو األمر الذي يعطيو اآلمر بالصرف لممحاسب العمومي المختص لتنفيذ عممية الدفع بالنسبة لنفقة كانت‬
‫محل التزام وتصفية سابقين ‪ ،‬ويتمثل األمر بالدفع في وثيقة مكتوبة تسمى " األمر بالدفع" أو " حوالة الدفع"‬
‫حسب صفة وطبيعة اآلمر بالصرف‪ .‬فاآلمر بالصرف الرئيسي ( مدير الجامعة) يقوم بإصدار األمر بالدفع‬
‫أما اآلمر بالصرف الثانوي يقوم بتحرير حوالة الدفع‪.‬‬

‫إن األمر بالدفع أو حوالة الدفع يتم إصدارىا باسم الدائن المباشر لمجامعة‪ ،‬وىنالك قسمين من‬
‫الحوالة أو نوعين عمى حسب صفة الدائن‪ ،‬فالقسم األول ىو حوالة الدفع الخاصة بالمستخدمين‪ 1‬أم القسم‬
‫الثاني فيو حوالة الدفع الخاصة بالمزودين‪ ،2‬ويجب أن تحرر حوالة الدفع وفق التنظيم المعمول بو ويتضمن‬
‫المعمومات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الباب ‪ ،‬المادة ‪ ،‬الفقرة؛‬


‫‪ -‬الوثائق اإلثباتية المقدمة والمبررة لمنفقة؛‬
‫‪ -‬تحديد الدائن المباشر لمجامعة؛‬
‫‪ -‬موضوع النفقة‪ ،‬تاريخ أو وقت أداء الخدمة؛‬
‫‪ -‬تحديد مبمغ الحوالة باألرقام واألحرف وكذلك الرقم التسمسمي لمحوالة أو امر الدفع وتاريخ تحريرىا أو‬
‫اإلمضاء عمييا‪.‬‬

‫يكون األمر بالدفع في أربعة نسخ يتم االحتفاظ بنسخة واحدة في األرشيف أما النسخ الثالث الباقية‬
‫فيتم إرساليا إلى الخزينة العمومية‪ .‬ونجد ان اآلمر بالصرف لو قيدين في مجال األمر بالدفع أوليما القيد‬
‫المالي إذ ال يجب ان يتجاوز المبمغ اإلجمالي لؤلوامر بالدفع المحررة خالل السنة مبمغ اإلعتمادات‬
‫الموضوعة تحت تصرف اآلمر بالصرف خالل السنة المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر الممحق رقم‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر الممحق رقم‪3‬‬
‫‪44‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما القيد الثاني فيو القيد الزمني ويعني أن عممية األمر بالدفع تنتيي يوم عشرين ديسمبر لمسنة‬
‫المالية‪ ،‬حيث انو بعد ىذا التاريخ ال يمكن األمر بدفع النفقة حتى وان تم اإللتزام بيا ويؤجل تنفيذ ىذه العممية‬
‫‪1‬‬
‫الى السنة الموالية‪ ،‬وفي ىذه الحالة يقوم اآلمر بالصرف بتحرير وثيقة إدارية إلثبات عدم دفع النفقة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المرحمة المحاسبية لتنفيذ النفقة‬

‫بعد ما يقوم اآلمر بالصرف بإعداد الوثائق المثبتة لمنفقة يرسميا الى العون المحاسبي الذي يعيد لو‬
‫مسك المحاسبة وتداول األموال‪ 2‬وتتمثل ىذه الوثائق فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬حوالة الدفع ؛‬
‫‪ -‬بطاقة إلتزام؛‬
‫‪ -‬جدول تحويل الى حساب بنكي‪3‬؛‬
‫‪ -‬جدول التحويل إلى حساب بريدي جاري؛‬
‫‪ -‬إشعار بالتحويل‪4‬؛‬
‫‪ -‬كشف حواالت‪5‬؛‬
‫‪ -‬الكشف الشيري لؤلجور إذا كانت النفقة تتعمق باألجور؛‬
‫‪ -‬الفواتير و اإلتفاقيات المتعمقة بيا‪.‬‬

‫وقبل ان يقوم المحاسب بعممية الدفع ‪ ،‬يقوم بمراقبة والتحقق من ىذه الوثائق كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬مطابقة العممية لمتنظيمات والقوانين سارية المفعول؛‬


‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرف؛‬
‫‪ -‬شرعية عمميات التصفية؛‬
‫‪ -‬توفر اإلعتمادات؛‬
‫‪ -‬الطابع اإلبرائي لمدفع؛‬

‫‪ -1‬مقابمة مع زين عمر مدير فرع المالية والمحاسبة يوم االحد ‪ 2017/03/5‬عمى الساعة ‪ 9:00‬بمقر أمانة الجامعة االفريقية‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 83‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 279-03‬المؤرخ في ‪ 23‬غشت ‪ ،2003‬الذي يحدد ميام الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيميا وسيرىا‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪.2003 ،51‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينطر الممحق رقم ‪4‬‬
‫‪ -4‬ينطر الممحق رقم ‪5‬و‪6‬‬
‫‪ -5‬ينظر الممحق رقم ‪7‬‬
‫‪43‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تأشيرات عمميات المراقبة القانوينة؛‬


‫‪ -‬الصحة القانوينة لممكسب اإلبرائي‪.‬‬

‫في حال توفر كل ىذه الشروط وجب عمى المحاسب العمومي القيام بعممية الدفع في أجل أقصاه ‪10‬‬
‫أيام من يوم إستالم ممف النفقة‪.1‬‬

‫إذا كان ىناك رفض نيائي فاألجل المتاح لممحاسب لمرد كتابيا عمى األمر بالصرف ىو ‪ 20‬يوم وىنا‬
‫يمكن ان يمجأ األمر بالصرف إلى التسخير‪ 2‬وىو إجراء استثنائي يعطي بموجبو األمر بالصرف أم ار‬
‫لممحاسب العمومي لكي ينفذ عممية دفع كان قد رفض تنفيذىا نيائيا‪ ،‬وىذا وفق شروط شكمية وأخرى‬
‫موضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬الرفض النيائي من طرف المحاسب العمومي؛‬


‫‪ -2‬التسخير يوجو إلى المحاسب المختص؛‬
‫‪ -3‬ان ال يكون الرفض ألحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود إعتمادات عدا ميزانية الدولة؛‬
‫‪ -‬عدم توفر أموال في الخزينة ‪ Disponibilité‬عدا بالنسبة لميزانية الدولة؛‬
‫‪ -‬غياب إثبات أداء الخدمة؛‬
‫‪ -‬طابع الخدمة غير اإلبرائي؛‬
‫‪ -‬غياب إحدى تأشيرات الرقابة؛‬
‫‪ -2‬الشروط الشكمية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون التسخير مكتوبا إلثبات إعفاء المحاسب العمومي من المسؤولية؛‬
‫‪ -‬يحوي التسخير عبارة " يطمب من المحاسب أن يدفع"؛‬
‫‪ -‬يذكر أسباب لجوء األمر بالصرف إليو؛‬
‫‪ -‬لكل عممية دفع تسخير خاص بيا وليس ممكنا وجود تسخير إجمالي لعدة عمميات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 64-00‬المؤرخ فً ‪ 4‬فٌفري ‪ 0000‬المتعلق بأ جال دفع النفقات وتحصٌل األوامر باإلٌرادات‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬العدد‬
‫‪.0000/30‬‬
‫‪ -‬صدر في ىذا الصدد المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 64-00‬المؤرخ فً ‪ 4‬فٌفري ‪ 0000‬المتعلق بأجال دفع النفقات وتحصٌل األوامر باإلٌرادات‪ ،‬الجرٌدة‬
‫‪2‬‬

‫الرسمٌة‪ ،‬العدد ‪.0000/30‬‬


‫‪44‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫طرق التسديد‬

‫باعتبار عون المحاسب المعتمد لمجامعة محاسب عمومي ثانوي‪ ،‬فإنو يقوم بتمرير كل عمميات تسديد‬
‫النفقات عمى المحاسب العمومي الرئيسي وىو أمين خزينة الوالية‪ ،‬حيث أنو طبقا لمتنظيم المعمول بو‪ ،‬تمتمك‬
‫الجامعة حساب جاري لدى خزينة الوالية من خالل دفع كل نفقات الجامعة‪ ،‬باإلضافة إلى أن الجامعة لدييا‬
‫حساب بريدي جاري يتم من خاللو تسديد فقط النفقات المتعمقة بالمستخدمين من رواتب ومنح ‪.‬‬

‫وبعدما يقوم العون المحاسب المعتمد من التأكد من صحة الوثائق المثبتة لمنفقة وتطابق مجموع الحواالت‬
‫مع مجموع الجداول‪ ،‬والتّأكد من وجود السيولة في الحساب الجاري‪.‬‬

‫يقوم بتحرير صك بمجموع الحواالت التي ىيا بحوزتو‪ ،‬وىذا بعد ضبط وضعية الصندوق‪ 1‬لديو وحساب‬
‫الخزينة‪ ،2‬ثم يقوم المحاسب بتسجيل مبالغ النفقات في السجل الخاص بيا‪ .‬وىو مقسم حسب مدونة ميزانية‬
‫الجامعة‪ ،‬ويقوم المحاسب بإرسال الى الخزينة ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬صك خزينة؛‬
‫‪ -‬الجداول التفصيمية؛‬
‫‪ -‬اإلشعارات بالتحويل؛‬

‫وبعد وصول ىذا اإلرسال الى خزينة الوالية ‪ ،‬يقوم العون المكمف بالتأكد من مطابقة مجموع الجداول‬
‫التفصيمية لمبمغ الصك‪ ،‬وبعدىا يقوم بالعمميات المحاسبية التالية‪ ،‬ضمن مدونة حسابات الخزينة‪.‬‬

‫مدونة حسابات الخزينة‪:‬‬

‫تتكون مدونة حسابات الخزينة (‪ )NCT‬من تسع مجموعات كل مجموعة تنقسم إلى حسابات عامة‪،‬‬
‫وكل حساب عام يحتوي عمى حسابات فرعية كما يمي‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬عمميات الصندوق والحافظة ويتكون من ‪:‬‬

‫‪ -‬الحساب العام‪ :10‬النقد‪.‬‬


‫‪ -‬الحساب العام‪ :11‬الحساب الجاري لمخزينة لدى البنك المركزي ‪.‬‬

‫‪ -‬ينظر الممحق رقم ‪8‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ٌ -‬نظر الملحق رقم ‪9‬‬
‫‪45‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ :12‬سفتجات وقيم محققة ‪.‬‬


‫‪ -‬الحساب العام ‪ :13‬الودائع‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬عمميات الميزانية ويتكون من‪:‬‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ :20‬الميزانية – التقييد النيائي‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪:21‬الميزانية – التقييد المؤقت‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬عمميات الخزينة وتتكون من‪:‬‬

‫‪-‬الحساب العام‪ :30‬الحسابات الخاصة لمخزينة – التقييد النيائي ويتكون من (‪)6‬حسابات فرعية وىي ‪:‬‬
‫الحساب الجاري – حساب التخصيص الخاص – حساب التسبيقات‪ -‬حساب القروض‪ -‬حساب مساىمات‬
‫الدولة‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ :31‬الحسابات الخاصة لمخزينة – تنفيذ اإليرادات ويتكون من ‪:‬‬

‫‪ = 311 -‬الحساب التجاري‬

‫‪ =312-‬حساب التخصيص الخاص‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ : 32‬الحسابات الخاصة لمخزينة – تنفيذ النفقات ويتكون من ‪:‬‬

‫‪ =321-‬الحساب الجاري‪.‬‬

‫‪=322 -‬حساب التخصيص الخاص‪.‬‬

‫‪ =323-‬حساب القروض‪.‬‬

‫‪ -‬الحساب العام‪ :33‬ديون الدولة ويتكون من (‪ )09‬حسابات فرعية‬

‫‪ -‬الحساب العام‪ :34‬ديون الدولة – تنفيذ اإليرادات ‪.‬‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ : 35‬ديون الدولة – تنفيذ النفقات‪.‬‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ :36‬أرباح وأعباء ديون الدولة‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المجموعة الرابعة‪ :‬حسابات الييئات المكتتبة لدى الخزينة العمومية‬

‫‪-‬الحساب العام‪ : 40‬مراسمي الخزينة – التقييد النيائي ‪.‬‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :41‬مراسمي الخزينة – تنفيذ اإليرادات ‪.‬‬

‫‪-‬الحساب العام‪ :42‬مراسمي الخزينة – تنفيذ النفقات ‪.‬‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ : 43‬الغير – التقييد النيائي ‪.‬‬

‫‪-‬الحساب العام‪ : 44‬الغير – تنفيذ النفقات ‪.‬‬

‫المجموعة الخامسة ‪ :‬حسابات التسوية ويتكون من ‪:‬‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :50‬إيرادات لمتصنيف والتسوية والتحويل‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :51‬نفقات لمتصنيف والتسوية والتحويل‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :52‬تحويالت مالية بين المحاسبين ‪.‬‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :53‬الحسابات الوسيطية‪.‬‬

‫المجموعة السادسة‪ :‬النتائج‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :60‬نتائج تنفيذ الميزانية ‪.‬‬

‫‪ -‬الحساب العام ‪ :61‬رصيد عمميات الخزينة ‪.‬‬

‫المجموعة السابعة‪ :‬الذيون المضمونة من طرف الدولة‬

‫الحساب العام ‪ :70‬قروض مضمونة من طرف الدولة ‪.‬‬

‫الحساب العام ‪ : 71‬أقساط القروض المضمونة من طرف الدولة ‪.‬‬

‫المجموعة الثامنة ‪ :‬حقوق الدولة‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :80‬حقوق مختمفة ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-‬الحساب العام ‪ :81‬األقساط القادمة‪.‬‬

‫المجموعة التاسعة ‪ :‬القيم المنقولة‬

‫الحساب العام ‪ : 90‬المحفظة المالية لممحاسبين الرئيسين ‪.‬‬

‫الحساب العام ‪ :91‬المحفظة المالية لموسطاء ‪.‬‬

‫الحساب العام ‪ :92‬األخذ عمى العاتق لمقيم المنقولة‬

‫يندرج الحساب التفصيمي (الجاري) لمجامعة عمى مستوى الخزينة ضمن المجموعة الرابعة الحساب العام‬
‫‪ 40‬ضمن الحساب الفرعي ‪ 403001‬تحت اسم حساب ودائع لدى الخزينة بدون فوائد‪ ،‬وضمن الحساب‬
‫التفصيمي ‪ 403001001‬والمسمى بييئات مختمفة‪.‬‬

‫التسجيل المحاسبي لنفقات الجامعة‬

‫‪-1‬إذا كان المستفيد موظفا ويمتمك حساب بنكي‪:‬‬

‫‪ -2‬تسديد اشتراكات الضمان االجتماعي المتعمقة بالموظفين‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬دفع الضريبة عمى الدخل ‪IRG‬‬

‫‪ -4‬أما أذا كان الموظف يمتمك حساب جاري في الخزينة فيكون التقييد المحاسبي كما يمي ‪:‬‬

‫أما إذا كان المستفيد متعاقد مع الجامعة ( سواء قدم خدمة لمجامعة أو أدى أشغال ) ومبمغ الفاتورة أقل من ‪1‬‬
‫مميون فيكون القيد كما يمي ‪:‬‬

‫أما إذا كان المبمغ أكثر من ‪ 1‬مميون‬

‫‪55‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وفي حال كانت النفقات متعمقة برواتب وأجور الموظفين وليم حسابات بريدية جارية‪ ،‬فيقوم العون المحاسبي‬
‫بتقديم صك خزينة بمبمغ حواالت األجور والجدول التفصيمي لمدفع باإلضافة إلى طمب تمويل الحساب‬
‫الجاري ‪ ،‬فيكون التقييد المحاسبي عمى مستوى الخزينة‪:‬‬

‫حيث يقوم العون المكمف عمى مستوى الخزينة بتحرير صك بقيمة النفقة واعداد جدول تفصيمي لمدفع‬
‫يحتوي عمة بيانات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إسم الجامعة؛‬
‫‪ -‬رقم الحساب البريدي الجاري لمجامعة؛‬
‫‪ -‬مبمغ األجور‪.‬‬
‫وارسالو إلى مصالح بريد الجزائر ليقومون بدورىم بسحب المبمغ من الحساب الجاري لمخزينة عمى‬
‫مستوى بريد الجزائر وتزويد الحساب البريدي الجاري‪.‬‬
‫وبعد إتمام ىذه العممية‪ ،‬يقوم العون المحاسب بتحرير صك بريدي بمبمغ حواالت األجور وارسالو إلى‬
‫مصالح البريد رفقة الجدول التفصيمي لمدفع واإلشعارات بالتحويل ‪.‬‬
‫العمميات المحاسبية المتعمقة باإليرادات‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫اإلعانات التي تقدمها الدولة‪:‬‬
‫بعد أن يحضر رئيس الجامعة مشروع مي ازنية الجامعة ‪ ،‬يتم التداول بشأنو من طرف مجمس اإلدارة‪ ،‬ثم يرسل‬
‫إلى السمطة الوصية ( و ازرة التعميم العالي والبحث العممي ) لمموافقة عميو‪ ،‬والتي تقوم بدورىا بجمع جميع‬
‫مشاريع ميزانيات مصالحيا ( الجامعات‪ ،‬المراكز الجامعية‪ ،‬المعاىد‪ ،‬الكميات‪ ،‬المدارس العميا‪ ،‬المديريات‬
‫المركزية بالو ازرة )‪ ،‬ومناقشتيا والمصادقة عمييا‪.‬‬

‫‪ -‬مقابمة مع زين عمر مدير فرع المالية والمحاسبة يوم االربعاء ‪ 2017/03/8‬عمى الساعة ‪ 11:00‬بمقر أمانة الجامعة االفريقية‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبعد المصادقة عمى الميزانية وصدورىا في الجريدة الرسمية ضمن قانون المالية‪ ،‬تقوم و ازرة التعميم العالي‬
‫والبحث العممي‪ ،‬بتخصيص اإلعانات المحددة في ميزانيتيا لصالح الجامعة‪ ،‬واعداد التحويل ( مبمغ اإلعانة )‬
‫إلى الخزينة المركزية والتي بدورىا تقوم بتحويل ىذه اإلعانة الى خزينة الوالية ويتم تسجيميا محاسبيا كما يمي‪:‬‬

‫حيث يتم صب مبمغ اإلعانة في الحساب الجاري لمجامعة بالخزينة وتسميم وصل لممحاسب المعتمد لمجامعة‪،‬‬
‫ثم يقوم المحاسب بتسجيل ىذا المبمغ في الحساب المخصص ليا إذا كان لديو سند التحصيل ليذا اإليراد‪،‬‬
‫أما إذا لم يكن لديو سند التحصيل فيقوم بتسجيميا في حساب خارج الميزانية إلى غاية حصولو عمى سند‬
‫التحصيل الذي يوضح لو طبيعة ىذا اإليراد ومن أجل إدراجو في المادة المخصصة لو في الميزانية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة تطبيقية لواقع المحاسبة العمومية في المؤسسة العمومية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تمر مراحل تنفيذ النفقات بمرحمتين متكاممتين‪ ،‬المرحمة األولى إدارية تتضمن اإللتزام وىو تحرير وثيقة‬
‫من قبل اآلمر بالصرف تثبت نشوء الذين عمى عاتق الجامعة‪ ،‬ولكن قبل ذلك يتأكد اآلمر بالصرف من‬
‫وجود االعتماد من جية ومن كفاية المبالغ الموجودة في االعتماد من جية أخرى‪ ،‬ثم تأتي عممية التصفية‬
‫وىي التحديد الدقيق لمبمغ النفقة‪ ،‬وفي األخير تأتي عممية األمر بالدفع وىو أن يصدر اآلمر بالصرف حوالة‬
‫الدفع‪ ،‬ىنا تنتيي ميمة اآلمر بالصرف والذي يعني بداية ميمة المحاسب العمومي وبداية المرحمة الثانية في‬
‫تنفيذ النفقة وىي المرحمة المحاسبية‪ ،‬حيث يقوم المحاسب المعتمد بتسديد الحوالة التي حررىا اآلمر بالصرف‬
‫وىذا بعد مراقبتو لمشروعية المرحمة االدارية بعممياتيا الثالث‪ ،‬عمى أن تسمم في االخير الحواالت الى‬
‫المحاسب الرئيسي في الخزينة ليقوم بعممية التسجيل المحاسبي ليا‪.‬‬

‫باعتبار أن المحاسب المعتمد في الجامعة ما ىو إال محاسب ثانوي مكمف من طرف المحاسب الرئيسي‬
‫الموجود عمى مستوى الخزينة العمومية في الوالية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫تعتبر المحاسبة العمومية عمى أنيا مجموعة القواعد التي تنظم تسيير وتقسيم اإلدارة المالية لمدولة‬
‫وتوزيع الميام عمى مستوى شبكة المحاسب العمومي‪ ،‬وتعتبر كذلك قواعد عرض الحسابات العمومية وتنظيم‬
‫وظيفة المحاسبين العموميين‪ ،‬وىذا في ظل وجود نظام محاسبي كامل ومتطابق مع النصوص الدستورية‬
‫والقانونية والتشريعات األخرى‪ ،‬وأن يكون لمنظام المحاسبي العمومي القدرة عمى اإلفصاح الكامل عن المركز‬
‫المالي لمدولة وىذا بالضبط ما تدعو اليو معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام والتي تيدف أساسا الى‬
‫تطوير المحاسبة العمومية في مختمف دول العالم‪ ،‬وىذا من خالل تحقيق النوعية في عرض التقارير المالية‬
‫العمومية‪ ،‬باإلضافة الى تحقيق الشفافية والمصداقية والموثوقية عمى المعمومات المالية العمومية‪.‬‬

‫تعد المؤسسة العمومية كيان اعتباري ييدف إلى تمبية حاجات المجتمع من تعميم وأمن وعدالة والخدمات‬
‫الصحية واإلعالمية وذلك دون مقابل أو مقابل مبالغ رمزية لتغطية تكاليف أداء تمك الخدمات فقط و ليس‬
‫بغرض الربح‪ ،‬وتنقسم المؤسسات العامة إلى مؤسسات عامة إدارية كالجامعات ومصمحة الضرائب والجمارك‬
‫وأخرى غير إرادية أو كما يطمق عمييا مؤسسات عمومية اقتصادية تيدف الى الربح شأنيا في ذلك شأن‬
‫األفراد تتمتع باالستقاللية المالية إال أن رأسماليا تابع لدولة‪.‬‬
‫إن جامعة أدرار تقع ضمن تصنيف المؤسسات العمومية االدارية ذات الطابع العممي والثقافي‪ ،‬ىذا‬
‫التصنيف جعميا من بين المؤسسات التي تستعمل المحاسبة العمومية كآلية لتنفيذ ومراقبة النفقات العمومية‪،‬‬
‫تنفيذ يمر بمرحمتين أساسيتين ىما المرحمة االدارية والمرحمة المحاسبية‪ ،‬وتعتبر ىذه المرحمتين تجسيدا لمبدأ‬
‫الفصل بين المحاسب العمومي واآلمر بالصرف‪ ،‬حيث أن ىذا األخير يقوم بالمرحمة األولى ونياية ىذه‬
‫المرحمة تعني بداية المرحمة الثانية وبداية ميمة المحاسب العمومي‪.‬‬
‫وفي نياية دراستنا سوف نقوم بالوقوف عمى بعض النتائج والتوصيات كما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬النتائج‪:‬‬
‫تعتبر ىذه النتائج كحوصمة ليذه الدراسة باإلضافة الى أنيا تصحيح وتقويم لمفرضيات المذكورة في‬
‫مقدمة الدراسة وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬نظام المحاسبة العمومية في الجزائر ال يساير معايير المحاسبة العمومية‪ ،‬ألن ما يالحظ من خالل‬
‫دراسة الحالة التي قمنا بيا في جامعة أدرار أنو يتم تطبيق المحاسبة العمومية وفق أساس الصندوق‬
‫أو ما يسمى باألساس النقدي عمى عكس األساس المطبق في معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام‬
‫والذي يدعو اليو مجمس المحاسبة الدولية؛‬
‫‪ -‬غياب كامل لإلفصاح المحاسبي وىذا ما لمسناه من خالل تطبيق دراستنا عمى مستوى جامعة أدرار‪،‬‬
‫حيث يتم التكتم عمى المعطيات المالية‪ ،‬عمى عكس ما تدعو اليو المعايير المحاسبة الدولية لمقطاع‬

‫‪64‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫العام ففي المعيار‪ 22‬منو يشير الى االفصاح عن التقارير المالية لالطالع عمييا وىذا من شأنو‬
‫زيادة عامل الوضوح والشفافية وعدم واالبيام؛‬
‫‪ -‬إن النفقة المخصصة لمجامعة تستيمك كميا؛ أي أن المبالغ الموجودة في اإلعتمادات تستنفذ في نفس‬
‫السنة المالية‪ ،‬واذا حدث أن اإلعتمادات المخصصة لم يتم إنفاقيا بالكامل أي عدم االستيالك الكمي‬
‫لمميزانية فانو في السنة الالحقة يتم التخفيض من ىذه االعتمادات‪ ،‬وعميو فإنو يضطر المسيرين الى‬
‫االستيالك الكمي لممبالغ الموجودة في االعتماد ولو كان ذلك دون ضرورة‪ ،‬مما ينتج عنو تبذير‬
‫لألموال العامة؛‬
‫‪ -‬عدم التوافق الموجود بين بداية النفقة وتاريخ منح االعتمادات‪ ،‬حيث أنو مثال يكون تاريخ منح‬
‫االعتم ادات بين شير فيفري وأفريل بينما يكون بداية الدخول الجامعي في سبتمبر أو أكتوبر من‬
‫السنة السابقة أي أن اإلنفاق يكون مع بداية السنة الجامعية‪ ،‬واالدارة تجيل قيمة ومبمغ االعتماد في‬
‫الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬توجد رقابة مستمرة عمى تنفيذ النفقات عن طريق الرقابة السابقة لمنفقات والتي يمارسيا المراقب‬
‫المالي عمى أوامر اآلمر بالصرف‪ ،‬ورقابة أثناء التنفيذ التي يمارسيا المحاسب العمومي‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى رقابة الحقة يمارسيا المجمس المحاسبي والمفتشية العامة لممالية‪ ،‬وكل ىذه الرقابة من أجل‬
‫تفادي تبديد واختالس األموال العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز المحاسبة العمومية في الجزائر بمبدأ تعدد الجيات الوصية‪ ،‬وىذا ما لمسناه في تطبيق‬
‫المحاسبة العمومية في جامعة أدرار‪ ،‬حيث يخضع اآلمر بالصرف لسمطة و ازرة التعميم العالي‬
‫والبحث والعممي‪ ،‬والمحاسب والمعتمد موجود في الجامعة لكن يخضع لسمطة الخزينة العمومية أما‬
‫المراقب المالي فيو يتبع بصفة مباشرة لو ازرة المالية؛‬
‫‪ -‬يعمل نظام المحاسبة العمومية في الجزائر عمى مبدأ التعاون بين مختمف أعوان المحاسبة العمومية‪،‬‬
‫حيث يساىمون في ما بينيم عمى إعداد الميزانية مما يعطييا أكثر مصداقية‪ ،‬فكمما انتقمت وتداولت‬
‫بين االعوان كمما كانت نتائجو أكثر شفافية ومصداقية من اقتصارىا عمى عون محاسبي واحد؛‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ -2‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬ال بد في الجزائر من مسايرة معايير المحاسبة الدولية لمقطاع العام وذلك من خالل التحول من‬
‫تطبيق المحاسبة العمومية عمى أساس الصندوق الى تطبيق المحاسبة عمى أساس االستحقاق‪ ،‬مما‬
‫ينتج عنو وجود نظام محاسبي فعال يسمح بسرعة تقديم البيانات المالية الدقيقة وفي الوقت المناسب‬
‫لممسؤولين؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون ىنالك عالقة وتناسق في العمل بين مختمف المصالح في الجامعة ففي تقديمنا‬
‫لمجامعة لحظنا وجود عجز قدره ‪ 2892‬مقعد بيداغوجي‪ ،‬وىذا العجز سببو عدم وجود تنسيق بين‬
‫مصمحة المحاسبة ومصمحة االستشراف واإلحصاء؛‬
‫‪ -‬يجب تكوين نظام محاسبي فعال يسمح بتقديم المعمومات المحاسبية واالحصائية الدقيقة عن‬
‫الوضعية المالية لمدولة في آجال معقولة؛‬
‫‪ -‬يجب عصرنة وتطوير نظام المحاسبة العمومية‪ ،‬وأساليب تسيير األموال العمومية وال يكون ىذا إال‬
‫من خالل مسايرة معايير المحاسبة الدولية؛‬
‫‪ -‬ضرورة وجود توافق بين تواريخ منح االعتماد وتاريخ بداية اإلنفاق‪ ،‬وىذا لكي نتجنب وجود عممية‬
‫غير مشروعة‪ ،‬ألنو لمقيام بالنفقة ال بد من وجود تأشير المراقب المالي‪ ،‬وال يؤشر المراقب المالي‬
‫عمى النفقة دون وجود االعتماد؛‬
‫‪ -‬ضرورة تبني مبدأ اإلفصاح المحاسبي في عرض القوائم المالية‪ ،‬ألن من شأنو أن يعطي طابع من‬
‫الشفافية والوضوح عمى الوضعية المالية لممؤسسة؛‬
‫‪ -‬ضرورة وجود دورات تكوينية لإلداريين لصقل قدراتيم ومعارفيم‪ ،‬وذلك لمسايرة التغيرات السريعة في‬
‫المجتمعات والتطورات الفنية والتكنولوجية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬الكتب‬ ‫‪I‬‬

‫‪ -1‬ابراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬اإلدارة العامة العممية االدارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1997،‬‬

‫‪ -2‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1985 ،‬‬

‫‪ -3‬إسماعيل حسين احمرو‪ ،‬المحاسبة الحكومية من التقميد الى الحداثة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2003 ،‬‬

‫‪ -4‬حماد محمد شطا‪ ،‬تطور وظيفة الدولة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬

‫‪ -5‬زهدي يكن‪ ،‬التنظيم اإلداري‪-‬نظرية المرافق والمؤسسات العامة‪، -‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ -6‬طارق المجذوب‪ ،‬االدارة العامة (العممية االدارية والوظيفة العامة واالصالح االداري)‪،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬سوريا‪.2005 ،‬‬

‫‪ -7‬عبد العزيز صالح بن حبتور‪ ،‬مبادئ االدارة العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -8‬عبد المطيف قطيش‪ ،‬النظرية العامة لممؤسسات العامة في الفقه واالجتهاد‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان ‪.2013 ،‬‬

‫‪ -9‬عقمة محمد يوسف المبيضين‪ ،‬نظام المحاسبة الحكومي وادارته‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1990‬‬

‫‪ -10‬عمي الشريف‪ ،‬إدارة المنظمات الحكومية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.1998 ،‬‬

‫‪ -11‬فوزي حبيش‪ ،‬اإلدارة والتنظيم االداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت لبنان‪.1999 ،‬‬

‫‪ -12‬ليمى فتح اهلل إبراهيم وابراهيم حماد محمد‪ ،‬الموازنات والمحاسبة الحكومية‪ ،‬دارالحامد‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬

‫‪ -13‬محمد الهور‪ ،‬أساسيات في المحاسبة الحكومية‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪.1998 ،‬‬

‫‪ -14‬محمد صغير بعمي‪ ،‬تنظيم القطاع العام في الجزائر‪ ،‬ديون المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬

‫‪ -15‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2003 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -16‬المرسي سيد حجازي‪ ،‬إقتصاديات المشروعات العامة النظرية والتطبيق ‪-‬جدول مشروعات وتسعير‬
‫منتجاتها وخصخصتها‪ ،-‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -17‬وليد حيدر جابر‪ ،‬طرق إدارة المرافق العامة المؤسسة العامة والخصخصة‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -II‬التقارير‬

‫‪ -1‬االتحاد الدولي لممحاسبين‪ ،‬إصدارات معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ترجمة‬
‫جمعية المجمع العربي لممحاسبين القانونيين‪ ،‬مجموعة طالل أبو غزال‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -2‬االتحاد الدولي لممحاسبين‪ ،‬إصدارات معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ترجمة‬
‫جمعية المجمع العربي لممحاسبين القانونيين‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -III‬الرسائل واألطروحات‬

‫‪ -1‬براهيمي محمد‪ ،‬مصادر قانون المحاسبة العمومية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -2‬بغداد كمال‪ ،‬النظام القانوني لممؤسسة العامة المهنية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012-2011،‬‬

‫‪ -3‬بوعيسى سمير‪ ،‬العالقة التنظمية بين سياسة السوق والمؤسسة العامة االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كمية العموم السياسية واالعالم‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2002-2001 ،‬‬

‫‪ -4‬حامدي نور الدين‪ ،‬تسيير المرارد البشرية في االدارة العامة بالجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كمية العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬قسم التنظيم السياسي واالداري‪ ،‬جامعة جزائر‪.2013 ،3‬‬

‫‪ -5‬حسيبة ياسف‪ ،‬تنظيم وظيفة التسويق في المؤسسة العمومية الجزائرية‪ ،‬رسالة مقدمة من متطمبات نيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬كمية العمم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1997-1996 ،‬‬

‫‪ -6‬رايس وفاء‪ ،‬واقع التسيير باألهداف في المؤسسة العامة الجزائرية‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2006 -2005 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -7‬ساكري دليمة‪ ،‬تنظيم السمطة في المؤسسة العامة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مذكرة من متطمبات نيل شهادة‬
‫الماجيستير ‪ ،‬عمم االجتماع التنظيم العمل‪ ،‬جامعة باتنة‪.2005- 2004،‬‬

‫‪ -8‬الشاذلي بوطبة‪ ،‬عممية الرقابة عمى أعمال اإلدارة العامة في النظام االسالمي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهاذة‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2009-2008 ،‬‬

‫‪ -9‬شاربي محمد‪ ،‬اإلدارة العامة والسمطة السياسية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كمية العموم‬
‫السياسية واإلعالم تخصص تنظيم سياسي واداري‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪ -10‬شالل زهير‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائر الخاص بتنفيذ العمميات المالية لمدولة‪،‬‬
‫أطروحة تدخل ضمن متطمبات نيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كمية العموم اإلقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬تسيير‬
‫المنظمات‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2014-2013 ،‬‬

‫‪ -11‬قمار خديجة‪ ،‬مكانة المؤسسة العمومية االقتصادية في إطار االصالح المؤسساتي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2009-2008 ،‬‬

‫‪ -12‬قوريش بن شرقي‪ ،‬منازعات العمل في نطاق المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجيستتير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم االدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2002-2001 ،‬‬

‫‪ -13‬كاس عبد القادر‪ ،‬االدارة العامة واالصالح اإلداري في الجزائر ‪ ،6002-6002‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهاذة الماجستير‪ ،‬كمية العموم السياسة واإلعالم‪ ،‬تخصص تنظيم سياسي واداري‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2007 ،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -14‬لبشري رميني حورية‪ ،‬مبدأ فاعمية االدارة العامة في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬القانون العام ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2015-2014 ،‬‬

‫‪ -15‬نعيمة أوقاسين‪ ،‬المؤسسة العمومية والخوصصة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬العموم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2001-2000،‬‬

‫‪ -16‬نور الهدى بوليفة‪ ،‬واقع إصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائري لمواجهة معايير المحاسبة الدولية‬
‫لمقطاع العام‪ ،‬مذكرة مقدمة إلستكمال متطمبات شهادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫‪.2015-2014‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -17‬يوسف السعيدي أحمد‪ ،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية‪-‬حالة الجزائر‪ -‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات نيل شهادة الماجستير في عموم التسيير‪ ،‬جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية‪.2010-2009 ،‬‬

‫‪ -18‬يوسف السعيدي أحمد‪ "،‬أفاق إصالح نظام المحاسبة العمومية‪-‬حالة الجزائر‪ -‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات نيل شهادة الماجستر في عموم التسير ‪ ،‬جامعة الدكتور يحى فارس بالمدية‪.2010/2009 ،‬‬

‫‪ -IV‬القوانين والمراسيم‬

‫‪ -1‬قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 14‬محرم ‪ 1411‬الموافق لـ‪ 15‬غشت ‪ ،1990‬المتعمق بالمحاسبة‬


‫العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 279-03‬المؤرخ في ‪ 23‬غشت ‪ ،2003‬الذي يحدد مهام الجامعة والقواعد‬
‫الخاصة بتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.2003 ،51‬‬

‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 46-93‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ 1993‬المتعمق بأجال دفع النفقات وتحصيل األوامر‬
‫باإليرادات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.1993/09‬‬

‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 46-93‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ 1993‬المتعمق بأجال دفع النفقات وتحصيل األوامر‬
‫باإليرادات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.1993/09‬‬
‫ملخص‬

‫تيدف ىذه الدراسة الى معرفة مدى مسايرة المحاسبة العمومية في الجزائر لممعايير الدولية في القطاع‬
‫ من خالل دراسة وتحميل لواقع تطبيق المحاسبة العمومية في جامعة أدرار كنموذج إلحدى الييئات‬،‫العام‬
‫ ولقد ناقشت ىذه الدراسة في جزئيا‬.‫العمومية اإلدارية التي تعتمد عمى المحاسبة العمومية في نشاطيا المالي‬
‫األول والثاني اإلطار النظري لكل من المحاسبة العمومية والمؤسسة العمومية باإلضافة الى أنو تم في جزئيا‬
‫ أما في‬.‫ مفيوميا وبعض المعايير المكونة ليا‬،‫األول التطرق الى معايير المحاسبة العمومية لمقطاع العام‬
‫الفصل التطبيقي تم التركيز بشكل كبير بعد تقديم جامعة أدرار عمى االجراءات المحاسبية في تنفيذ نفقات‬
‫الجامعة وىذا ألن جامعة أدرار من بين المؤسسات اإلدارية التي تعتمد في معظم ايراداتيا عمى مصدر واحد‬
‫ تم التوصل من خالل ىذه الدراسة إلى نتائج كان أىميا أن تطبيق‬.‫وىو اإلعانات المقدمة من طرف الدولة‬
‫ حيث أن األساس‬،‫المحاسبة العمومية في الجزائر ال يساير معايير المحاسبة الدولية ال شكال وال مضمونا‬
،‫المطبق في الجزائر يعتمد عمى أساس الصندوق أما المعايير المحاسبة الدولية تطبق عمى أساس االستحقاق‬
‫ وىو عكس ما يدعو اليو المجمس‬،‫باإلضافة الى أنو يوجد غياب كامل لمبدأ اإلفصاح المحاسبي في الجزائر‬
.‫الدولي لممحاسبة‬

Abstract

This study aims at identifying the extent to which public accounting in Algeria
matches international standards in the public sector through studying and analyzing
the impact of the application of public accounting at the University of Adrar as a
model for an administrative public body that relies on public accounting in its
financial activity .The first and second part of this study discussed the theoretical
framework of public accounting and public institution. In addition, the first part
dealt with public accounting standards for the public sector, its concept and some
of its constituent criteria .In the applied chapter, the University of Adrar was highly
focused on the accounting procedures in the implementation of university
expenses. This is because the University of Adrar is one of the administrative
institutions that rely on most of its revenues on one source, the subsidies provided
by the state .The results of this study were mainly due to the fact that the
application of public accounting in Algeria does not comply with international
accounting standards, either in form or content. The basis applied in Algeria is
based on the Fund. International accounting standards are applied on an accrual
basis. In full compliance with the principle of accounting disclosure in Algeria,
which is contrary to what is called for by the International Accounting Council.

You might also like