You are on page 1of 132

‫جاهعت ‪ 8‬هاي‪1945‬‬

‫قالوت‬
‫كليت العلوم االقتصاديت والتجاريت وعلوم التسيير‬
‫قسن ‪:‬علوم التسيير‬

‫مذكرة تخرج مقذمت إلستكمال متطهباث نيم شهادة انماستر في انعهىو انمانيت و انمحاسبت‬
‫تخصص ‪ :‬مانيت انمؤسست‬
‫تحت عٌواى‬

‫آليات تمويل الشركات الناشئة‬

‫تحت إشراف الذكتورة‪:‬‬ ‫إعذاد الطلبت‪:‬‬


‫عذيلت هريوت‬ ‫‪ -‬كوال أم الخيوط‬
‫‪ً -‬جن الذيي حوالوي‬

‫السٌت الجاهعيت‪0202-0202 :‬‬


‫الشكر‬
‫" و قل ربي زدني علما "‬

‫األية ‪ 114‬طو‬

‫إف اغبمد هلل وحده ال شريك لو خلق العباد و ىيء األسباب الذي بعونو أقبزنا ىذا‬
‫العمل " اللهم لك اغبمد حىت ترضى ولك اغبمد بعد الرضى "‬

‫اللهم صلى و سلم و بارؾ على سيدنا ؿبمد كما صليت و سلمت على سيدنا إبراىيم‬
‫يف العاؼبُت أنك ضبيد ؾبيد‪ .‬نشكر اهلل عزوجل لتوفيقو لنا إلسباـ موضوغ دراستنا و‬
‫نسأؿ اهلل عزوجل أف يبارؾ و هبعلو سراجا منَتا ؼبن يأيت بعدنا‪.‬‬

‫نتقدـ جبزيل الشكر و اإلمتناف لؤلستاذة الفاضلة اؼبؤطرة " مريمت عديلة " على‬
‫النصائح و التوجيهات اليت دل تبخل علينا هبا واليت أفادتنا فكانت نعم اؼبشرؼ‪.‬‬

‫إذل كل األساتذة الذين مررنا هبم يف مشوارنا الدراسي من اإلبتدائي إذل يومنا ىذا ‪.‬‬

‫و إذل كل من ساىم يف إقباز ىذا العمل‪.‬‬


‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫الشكر والعرفان‬
‫إىداء‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس الجداول‬
‫فهرس األشكال‬

‫أ‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬

‫‪1‬‬ ‫سبهيد‬

‫‪2‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماىية التمويل‬

‫‪2‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬مفهوـ ووظائف التمويل‬

‫‪4‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل‪ :‬أنواع التمويل و ـباطره‬

‫‪6‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬مصادر التمويل‬

‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الشركات الناشئة‬

‫‪12‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ ودورة حياة الشركات الناشئة‬


‫‪18‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل ‪ :‬خصائص الشركات الناشئة و أنواعها‬

‫‪I‬‬
‫‪21‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬الصعوبات اليت تواجو الشركات الناشئة و أسباب فشلها‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تقنيات تمويل الشركات الناشئة‬

‫‪25‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬إشكالية سبويل الشركات الناشئة بُت معوقات شركات التمويل ومتطلبات‬
‫االحتياجات‬

‫‪27‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل‪ :‬ىيئات وشركات مرافقة و دعم الشركات الناشئة‬

‫‪34‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬طرؽ سبويل اؼبؤسسات الناشئة‬

‫‪53‬‬ ‫خبلصة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬

‫‪54‬‬ ‫سبهيد‬

‫‪55‬‬ ‫المبحث األول‪ : :‬تجارب دولية رائدة حول آليات تمويل الشركات الناشئة‬

‫‪55‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬شبكات اإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا (الفًتة ‪)2108-2102‬‬

‫‪60‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل‪ :‬التمويل اعبماعي يف فرنسا (الفًتة ‪)2109-2105‬‬

‫‪65‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر (الفًتة ‪)2109-2106‬‬

‫‪70‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تمويل الشركات الناشئة و أنواعو في الهند‬

‫‪70‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬حجم سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند‬

‫‪72‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل‪ :‬التمويل عن طريق اإلستثمار اؼببلئكي ومبلؾ شبكة اإلستثمار‬

‫‪II‬‬
‫‪76‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬التمويل عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬اغباضنات واؼبسرعات‬

‫‪80‬‬ ‫اؼبطلب الرابع‪ :‬التمويل عن طريق الديوف وحقوؽ اؼبلكية‬

‫‪85‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تمويل الشركات الناشئة حسب المراحل في الهند‬

‫‪85‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬حجم التمويل يف مرحلة النشوء‬

‫‪86‬‬ ‫اؼبطلب الثاشل‪ :‬حجم التمويل يف مرحلة اإلنطبلؽ‬

‫‪88‬‬ ‫اؼبطلب الثال‪ ::‬حجم التمويل يف مرحلة التشغيل‬

‫‪89‬‬ ‫اؼبطلب الرابع‪ :‬حجم التمويل يف مرحلة النضوج‬

‫‪94‬‬ ‫خبلصة‬

‫‪95‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪102‬‬ ‫قائمة اؼبراجع‬

‫‪107‬‬ ‫اؼبلخص‬

‫‪III‬‬
‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجداول‬ ‫الرقم‬

‫‪13‬‬ ‫صفات الشركات الناشئة‪ ،‬الصغَتة و اؼبتوسطة‬ ‫(‪)1-1‬‬

‫‪17‬‬ ‫مبوذج دورة حياة الشركات الناشئة‬ ‫(‪)2-1‬‬

‫‪46‬‬ ‫أنواع اإلستثمار اؼببلئكي‬ ‫(‪)3-1‬‬

‫‪63‬‬ ‫متوسط عدد اؼبسانبُت يف كل مشروع فبوؿ منذ إنشاء اؼبنصات‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫الفًتة (‪)2109-2105‬‬

‫‪64‬‬ ‫متوسط قيمة اؼبسانبة يف كل مشروع فبوؿ منذ إنشاء اؼبنصات الفًتة‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫(‪)2109-2105‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان األشكال‬ ‫الرقم‬

‫‪15‬‬ ‫منحٌت اؼبؤسسة الناشئة ‪Start up‬‬ ‫(‪)1-1‬‬

‫‪22‬‬ ‫مدخنة سبويل الشركات‬ ‫(‪)2-1‬‬

‫‪24‬‬ ‫يبثل نسبة التأثَت على فشل أو قباح الشركة الناشئة‬ ‫(‪)3-1‬‬

‫‪35‬‬ ‫طرؽ سبويل الشركات الناشئة حسب مراحل دورة حياهتا‬ ‫(‪)4-1‬‬

‫‪56‬‬ ‫تطور شبكات اإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا ‪2108-2102‬‬ ‫(‪)1-2‬‬

‫‪57‬‬ ‫حجم اإلستثمار اؼببلئكي حسب كل دولة يف أوروبا يف ‪2108-2106‬‬ ‫(‪)2-2‬‬

‫‪58‬‬ ‫ؾباالت اإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا عاـ‪2108‬‬ ‫(‪)3-2‬‬

‫‪59‬‬ ‫نسب التغطية اعبغرافية ؼببلئكة األعماؿ األوروبيُت‬ ‫(‪)4-2‬‬

‫‪60‬‬ ‫األعضاء اعبدد ؿ ‪ EBAN‬حىت جواف ‪ 2108‬حسب اؼبناطق‬ ‫(‪)5-2‬‬

‫‪61‬‬ ‫تطور التمويل اعبماعي مقارنة بالتمويل البديل بفرنسا‬ ‫(‪)6-2‬‬

‫‪V‬‬
‫‪62‬‬ ‫تطور أشكاؿ التمويل اعبماعي خبلؿ الفًتة ‪2109-2105‬‬ ‫(‪)7-2‬‬

‫‪65‬‬ ‫تطور التمويل عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر بعدد اؼبستفيدين من‬ ‫(‪)8-2‬‬
‫الفًتة ‪2109-2106‬‬

‫‪66‬‬ ‫تطور التمويل عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر حبجم أرصدة التمويل من‬ ‫(‪)9-2‬‬
‫الفًتة ‪2109-2106‬‬

‫‪67‬‬ ‫تطور نشاط التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر وفقا للفئات بعدد‬ ‫(‪)10-2‬‬
‫اؼبستفيدين من الفًتة ‪2109-2106‬‬

‫‪68‬‬ ‫تطور نشاط التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر وفقا لنوع النشاط بعدد‬ ‫(‪)11-2‬‬
‫اؼبستفيدين من الفًتة ‪2109-2106‬‬

‫‪69‬‬ ‫تطور نشاط التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر وفقا لنوع التمويل بعدد‬ ‫(‪)12-2‬‬
‫اؼبستفيدين من الفًتة ‪2109-2106‬‬

‫‪71‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة (‪)2109-2104‬‬ ‫(‪)13-2‬‬

‫‪73‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق االستثمار اؼببلئكي خبلؿ الفًتة‬ ‫(‪)14-2‬‬
‫(‪)2109-2104‬‬

‫‪VI‬‬
‫‪75‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق مبلؾ شبكة االستثمار خبلؿ الفًتة‬ ‫(‪)15-2‬‬
‫(‪)2109-2104‬‬

‫‪77‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق راس اؼباؿ اؼبخاطر خبلؿ الفًتة‬ ‫(‪)16-2‬‬
‫(‪)2109-2104‬‬

‫‪79‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق اغباضنات واؼبسرعات خبلؿ الفًتة‬ ‫(‪)17-2‬‬
‫(‪)2109-2104‬‬

‫‪81‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق الديوف خبلؿ الفًتة (‪-2104‬‬ ‫(‪)18-2‬‬
‫‪)2109‬‬

‫‪82‬‬ ‫سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق حقوؽ اؼبلكية خبلؿ الفًتة‬ ‫(‪)19-2‬‬
‫(‪)2109-2104‬‬

‫‪86‬‬ ‫حجم التمويل يف مرحلة النشوء خبلؿ الفًتة (‪)2109-2104‬‬ ‫(‪)20-2‬‬

‫‪87‬‬ ‫حجم التمويل يف مرحلة اإلنطبلؽ خبلؿ الفًتة (‪)2109-2104‬‬ ‫(‪)21-2‬‬

‫‪88‬‬ ‫حجم التمويل يف مرحلة التشغيل خبلؿ الفًتة (‪)2109-2104‬‬ ‫(‪)22-2‬‬

‫‪89‬‬ ‫حجم التمويل يف مرحلة النضوج خبلؿ الفًتة (‪)2109-2104‬‬ ‫(‪)23-2‬‬

‫‪VII‬‬
‫المقدمة‬
‫المقدمة‬
‫المقدمة‬

‫سبثل عملية التمويل دورا ىاما يف اغبياة اإلقتصادية‪ ،‬فهي الشرياف اغبيوي و القلب النابض الذي يبد القطاع‬
‫اإلقتصادي دبختلف وحداتو و مؤسساتو باألمواؿ البلزمة للقياـ بعملية اإلستثمار و ربقيق التنمية و دفع عجلة‬
‫اإلقتصاد كبو األماـ‪ .‬فإذا كانت عملية التمويل دبفهومها العاـ تعٍت إنفاؽ اؼباؿ‪ ،‬وكاف اإلستثمار باؼبفهوـ البسيط‬
‫يعٍت إستخداـ اؼباؿ يف عمليات إقتصادية بغية اغبصوؿ على مردودية أو نتيجة‪ ،‬فإف كل إستثمار يعترب سبويبل‬
‫بالضرورة و لكن التمويل ال يعترب يف كل اغباالت إستثمارا ‪.‬‬

‫ربظى الشركات الناشئة بإىتماـ متزايد من قبل دوؿ العادل عامة والدوؿ النامية خاصة‪ ،‬حي‪ :‬تعترب من أىم روافد‬
‫عملية التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وذلك لكوهنا سبثل اؼبصدر األساسي لزيادة اإلنتاجية ومعاعبة مشكليت‬
‫الفقر والبطالة من خبلؿ قدرهتا العالية على خلق فرص الشغل وزيادة القيمة اؼبضافة ودعم الصناعات الكربى‬
‫وربسُت تنافسية القطاع اإلنتاجي ‪.‬وقد كاف إلنتشار ثقافة ريادة اآلعماؿ أثر كبَت على دعم التوجو كبو إنشاء‬
‫العديد من الشركات الناشئة‪ ،‬واليت أثبتت قدرهتا على اإلبتكار والتنافسية وخفض تكاليف اإلنتاج وكفاءة أكرب يف‬
‫التعامل مع ظروؼ األسواؽ مقارنة بالشركات الكبَتة‪.‬‬
‫تعترب الشركات الناشئة إحدى متطلبات النمو ؼبا تتميز بو من صفات يف عدد من اعبوانب ال سيما وأف العاملُت‬
‫هبا قد يعملوف لساعات طويلة هبدؼ ربقيق اإلقباز‪ ،‬ويقوـ أصحاب الشركات الناشئة دبراقبة حركة التدفقات‬
‫اؼبالية داخل شركاهتم بدقة وحرص‪ ،‬ألف الفشل اؼبارل يعٍت موت ىذه الشركة‪ ،‬كما وبرص أصحاب ىذه الشركات‬
‫على تكوين عبلقات كثَتة وعلى عدة مستويات‪ ،‬لئلستفادة منها يف اؼبستقبل واإلعتماد عليها إذا اقتضت‬
‫اغباجة‪ ،‬ويعترب العميل أىم أصل من أصوؽبا‪ ،‬لذلك هتتم برضاه وتقييمو للمنتج الذي تقدمو‪ ،‬وتوفر لو خدمة ما‬
‫بعد البيع لضماف إستمراره وكسب والئو‪ .‬وبرز اإلىتماـ بالشركات الناشئة يف أغلب دوؿ العادل ؼبا ربققو من‬
‫قباح على عدد من األصعدة‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ تعترب شركة فايسبوؾ شركة ناشئة يف البداية وأصبحت ربقق أرقاـ‬
‫دببليَت الدوالرات يف فًتة ليست بالطويلة‪ ،‬حي‪ :‬تؤدي الشركات الناشئة دورا ال يستهاف بو يف إقتصاديات الدوؿ‪،‬‬
‫األمر الذي جعلها ربظى بدعم منقطع النظَت خاصة يف الدوؿ اؼبتقدمة‪ ،‬السيما يف ظل قدرهتا على النمو‬
‫واإلستمرار بفضل طبيعتها اليت سبيل إذل اإلبتكار الذي يعترب من أىم عوامل اإلنتاج‪ .‬وبالنظر للصعوبات اليت‬
‫تواجو ىذه الشركات نتيجة لتبنيها أفكارا مستحدثة‪ ،‬وبالتارل إرتفاع اؼبخاطر اؼبصاحبة لتطبيقها على أرض الواقع‪،‬‬

‫أ‬
‫المقدمة‬
‫وعزوؼ البنوؾ عن سبويلها‪ ،‬برزت العديد من اؼببادرات لعل أنبها حاضنات األعماؿ‪ ،‬ىذه أليات اؼبستحدثة‬
‫لدعم الشركات الناشئة من خبلؿ توفَت صبلة من اػبدمات‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫ومن خبلؿ ما سبق و من أجل اإلحاطة و اإلؼباـ هبذا اؼبوضوع يبكننا بلورة السؤاؿ الرئيسي التارل‪:‬‬
‫كيف يتم تمويل الشركات الناشئة؟‬
‫ىذا السؤاؿ الرئيسي يقود إذل األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما اؼبقصود بالتمويل و ماىي أىم وظائفو؟‬
‫ماىي أىم األليات اغبديثة يف سبويل الشركات الناشئة؟‬
‫ما ىو واقع قطاع سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫لئلجابة عن اإلشكالية وبغرض ربديد اإلطار اؼبرجعي ؽبذا البح‪ :‬هبب الدراسة و التعمق و البح‪ :‬على‬
‫ؾبموعة من الفرضيات و إختبارىا‪ ،‬سبثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعترب الوظيفة اؼبالية من أىم الوظائف يف أي مشروع‪.‬‬
‫‪ -‬هتتم الدوؿ بدعم وسبويل الشركات الناشئة من خبلؿ ؾبموعة من اإلسًتاتيجيات اغبديثة‪.‬‬
‫‪ -‬يهتم اؼبستثمرين الدوليُت بقطاع الشركات الناشئة يف اؽبند‪ ،‬بفضل وتَتة النمو اؼبتسارع للقطاع‪.‬‬
‫أىمية موضوع الدراسة‪:‬‬

‫تظهر أنبية ىذه الدراسة من خبلؿ جانبُت أساسيُت نبا‪:‬‬

‫‪ ‬األىمية من الجانب العلمي‪:‬‬


‫‪ -‬ضبط اؼبفاىيم اؼبتعلقة بكل األليات اغبديثة لتمويل الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر ـبتلف مصادر التمويل اؼبتاحة أماـ الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬حداثة اؼبوضوع وـبتلف عناصره‪ ،‬حي‪ :‬سيتم اعبمع بُت متغَتات ذات أنبية بالغة يف الوقت الراىن‬
‫ودراسة مدى تأثَت كل عنصر على اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬ؿباولة إثراء اؼبكتبة اليت تفتقر ؼبثل ىذه اؼبواضيع خاصة باللغة العربية‪.‬‬

‫ب‬
‫المقدمة‬
‫‪ ‬األىمية من الجانب التطبيقي‪:‬‬
‫‪ -‬التعرؼ على واقع الشركات يف اؽبند‪.‬‬
‫‪ -‬التعرؼ على ـبتلف التجارب الرائدة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬يعد ىذا البح‪ :‬مسانبة عبلب إنتباه مسَتي الشركات واؼبؤسسات احمللية لضرورة التفكَت يف األنشطة‬
‫الدولية وإكتساب فلسفة وثقافة العمل على الصعيد الدورل‪.‬‬

‫وبالتارل سوؼ يكوف ىذا البح‪ :‬دبثابة حصيلة تقييمية آلليات سبويل الشركات الناشئة واليت يبكن أف تعترب عمبل‬
‫يضاؼ إذل ؾبموعة األعماؿ اليت أخذت ىذا اؼبنحى يف البح‪ :‬والدراسة‪.‬‬
‫أىداف الدراسة‪:‬‬
‫يبكن إصباؿ األىداؼ اؼبرجوة من إجراءات الدراسة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجابة عن التساؤالت الفرعية ودراسة الفروض اؼبقدمة إلثبات صحتها أو نفيها‪ ،‬وبالتارل التعرؼ على حقيقة‬
‫أليات سبويل الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد مفهوـ الشركات الناشئة والتطرؽ لكل اعبوانب اؼبتعلقة هبا‪ ،‬ومعرفة أىم اؼبصادر التمويلية اؼبتاحة أمامها‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة واقع شركات الناشئة يف اؽبند والسياسة اليت تتبعها لتمويل ىذا القطاع وؿباولة تقييم نشاط ىيئات الدعم‬
‫اؼبارل واإلنشاء‪.‬‬
‫أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬
‫يعود إختيار اؼبوضوع لعدة أسباب تنقسم إذل‪:‬‬
‫أ) األسباب الموضوعية‪ :‬يبكن حصر أىم أسباب إختيار اؼبوضوع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قلة البحوث اليت تناولت الشركات الناشئة وأنبيتها‪.‬‬
‫‪ -‬أنبية أليات سبويل الشركات الناشئة يف ظل صعوبات اغبصوؿ على التمويل من اؼبصادر التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬إشكالية التمويل الذي يعترب أىم العقبات اليت تقف أماـ إنشاء وتطور الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪-‬الدور الذي تلعبو الشركات الناشئة يف ربريك عجلة التنمية اإلقتصادية للعديد من الدوؿ‪.‬‬
‫ب) األسباب الشخصية‪ :‬يبكن حصرىا يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبيوؿ الشخصية لدراسة كل ما يتعلق بالشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬توافق اؼبوضوع مع التخصص العلمي‪ ،‬وتطابقو مع واقع اغبياة‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة‬
‫‪ -‬معرفة مدى إىتماـ اؽبند بقطاع الشركات الناشئة و أىم األليات اغبديثة يف سبويل الشركات الناشئة ‪.‬‬
‫أدوات ومنهج الدراسة‪:‬‬
‫بالنظر إذل طبيعة اؼبوضوع‪ ،‬فقد أعتمد على اؼبنهج الوصفي التحليلي فمن خبللو يتم ربديد اؼبشكلة ووضع‬
‫الفرضيات وصبع البيانات واؼبعلومات اؼبتعلقة الشركات الناشئة ومن مث ربليلها وتفسَتىا لنتوصل إذل صبلة من‬
‫النتائج‪ ،‬وتتمثل األدوات اؼبستعملة يف إقباز ىذا البح‪ :‬يف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبراجع اؼبتعلقة باؼبوضوع من كتب وؾببلت ودوريات وملتقيات وـبتلف الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبعطيات اإلحصائية من جداوؿ وأرقاـ متعلقة دبوضوع الشركات الناشئة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مت إجراء ؾبموعة من الدراسات واألحباث العلمية واألكاديبية يف موضوع الشركات الناشئة‪ ،‬ومن أبرز‬
‫الدراسات اليت ؽبا عبلقة دبوضوع ىذه الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة محمد سبتي (‪ )2009-2008‬بعنواف‪ :‬فعالية رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف سبويل اؼبشاريع الناشئة‬
‫دراسة حالة اؼبالية اعبزائرية األوروبية للمسانبة‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات شهادة اؼباجستَت ؼي‬
‫علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة اعبزائر‪.2119-2118 ،‬‬
‫حبثت ىذه الدراسة يف الدور الذي تلعبو الشركات الناشئة يف إقتصاديات ـبتلف البلداف خاصة النامية منها يف‬
‫ظل اؼبتغَتات اإلقتصادية العاؼبية‪ ،‬وإبراز اؼبشاكل و الصعوبات اليت تواجها ‪ ،‬كذلك أىم خصائص الشركات‬
‫الناشئة‪ ،‬والذي أعترب قطاعا قائما بذاتو نظرا ػبصائصها وظباهتا اليت سبيزىا عن اؼبؤسسات الكربى‪ ،‬كما تطرقت‬
‫الدراسة إذل التدابَت اػباصة بتدعيم الشركات الناشئة اليت تبنتها العديد من الدوؿ بصورة عامة واعبزائر بصورة‬
‫خاصة على ضوء التحديات اليت تفرضها العوؼبة‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إذل أف الشركات الناشئة تشكل إحدى الرىانات األساسية اليت من شأهنا ربقيق النمو‬
‫اإلقتصادي يف ـبتلف دوؿ العادل‪ ،‬وربقيق بعض أىداؼ التنمية اؼبستدامة ومواجهة الظواىر اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية كالفقر والبطالة وما إذل ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مصطفى بورنان‪ ،‬علي صولي(‪(:)2020‬ؾبلة دفاتر إقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،)10‬بعنواف‬
‫اإلسًتاتيجيات اؼبستخدمة يف دعم و سبويل اؼبؤسات الناشئة‪ .‬قاـ الباحثاف من خبلؿ ىذه اؼبداخلة‬
‫بالتطرؽ إذل بعض الصيغ اؼبستحدثة الشركات الناشئة يف اعبزائر‪ ،‬كواقع إستعماؿ التمويل التأجَتي‪ ،‬رأس‬
‫اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬والتمويل عن طريق حقوؽ اؼبلكية‪.‬‬
‫د‬
‫المقدمة‬
‫وقد توصلت ىذه الدراسة إذل هبب توفَت مناخ صحي و سليم لنمو و تطور الشركات الناشئة بدءا من مرحلة‬
‫التأسيس إذل مرحلة اإلستغبلؿ و التوسع و ذلك بأف تكوف الشركات الناشئة أحد اؼبكونات الرئيسية يف الربامج‬
‫الوطنية للتنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ ،‬و ذلك يكوف ؽبا كياف واضح و ؿبدد عن غَته من القطاعات األخرى‬
‫لتعزيز اإلىتماـ هبا يف اؼبراحل القادمة للتحرير اإلقتصادي‪ ،‬و لزيادة قدرهتا على منافسة اؼبنتجات اػبارجية و‬
‫قدرهتا على مسانبة مشكلة البطالة‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Bakli Mustapha, )2020( LE FINANCEMENT DES PME ET DES START-UPS EN‬‬
‫‪ALGERIE, Finance d’Entreprise, UNIVERSITE DE BEJAIA, EN ALGERIE‬‬

‫هتدؼ ىذه األطروحة إذل توجيو رائد األعماؿ ليصبح على دراية بػمصادر التمويل اؼبختلفة اؼبوجودة ومزاياىا‬
‫وعيوهبا إذل جانب سبكينو من ربديد أفضل تطابق لنشاط وإحتياجات كل مرحلة من مراحل دورة اغبياة اليت‬
‫تقع فيها الشركات الناشئة أو الصغَتة واؼبتوسطة‪.‬‬

‫و قد توصلت ىذه الدراسة إذل أف ىناؾ ستة أنواع ـبتلفة من الشركات الناشئة إعتمادا على رؤية رائد األعماؿ‬
‫وتكوين فريقو واإلسًتاتيجية اؼبالية اؼبستهدفة ومرحلة الدورة اليت تقع فيها الشركة الناشئة‪.‬‬
‫أما من خبلؿ ما يبيز ىذه الدراسة عن بقية الدراسات ىو أهنا تطرقت إذل أىم األليات اغبديثة لتمويل‬ ‫‪‬‬
‫الشركات الناشئة يف بعض دوؿ رائدة منها اإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا و باإلضافة إذل التمويل اعبماعي‬
‫يف فرنسا و كذلك التمويل عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر اليت ربتل اؼبرتبة الثانية من حي‪ :‬عدد‬
‫التمويبلت اؼبقدمة لشركات الناشئة وسرعة مبوىا و تعترب ىذه التقنية من بُت أىم البدائل اؼبستحدثة‬
‫ؼبواجهة مشكل التمويل‪ ،‬و كذلك بالنسبة إذل دراسة أىم اإلحصائيات عن حجم التمويل للشركات‬
‫الناشئة اؽبندية والطرؽ اؼبستخدم ة يف سبويلها و أىم اإلحصائيات عن حجم التمويل يف كل مرحلة بداية‬
‫دبرحلة النشوء اذل هناية مرحلة النضوج‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫ككل اؼبواضيع و الدراسات واجهتنا العديد من الصعوبات يف إعداد ىذا البح‪ ،:‬و اليت سبكنا بفضل من اهلل‬
‫و عونو أف نتخطى بعضها‪ ،‬أوؽبا و أبرزىا ما أدل بنا من جائحة كورونا نسأؿ اهلل برضبتو الواسعة و منو الكرصل أف‬
‫يرفع عنا ىذا الببلء‪ ،‬و بعضها من الصعوبات اؼبتعلقة أساسا بقلة مصادر اؼبعلومات خاصة اؼبراجع اؼبتخصصة يف‬
‫ؾباؿ الشركات الناشئة‪ ،‬و صعوبة اغبصوؿ على اؼبعلومة من مصدرىا الرظبي‪ ،‬خاصة يف اعبانب التطبيقي‪.‬‬

‫ه‬
‫المقدمة‬
‫محتويات الدراسة‪:‬‬
‫قصد اإلحاطة دبوضوع البح‪ ،:‬تناوؿ ىذا اؼبوضوع فصلُت‪ ،‬فصل نظري و فصل تطبيقي‪ ،‬وتسبقهم مقدمة‬
‫وتليهم خبلصة‪.‬‬
‫الفصل األول ‪:‬بعنواف اإلطار النظري حوؿ التموبل و الشركات الناشئة وقسم إذل ثبلث مباح‪ :‬حي‪ :‬تناوؿ‬
‫اؼببح‪ :‬األوؿ ماىية التمويل‪ ،‬اؼببح‪ :‬الثاشل ماىية الشركات الناشئة‪ ،‬أما اؼببح‪ :‬الثال‪ :‬فتناوؿ تقنيات سبويل‬
‫الشركات الناشئة‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬بعنواف واقع آليات سبويل الشركات الناشئة يف دوؿ رائدة‪ ،‬ومت تقسيمو إذل ثبلث مباح‪ ،:‬تناوؿ‬
‫اؼببح‪ :‬األوؿ ذبارب دولية رائدة حوؿ آليات سبويل الشركات الناشئة ‪ ،‬اؼببح‪ :‬الثاشل سبويل الشركات الناشئة و‬
‫أنواعو يف اؽبند يف حُت خصص اؼببح‪ :‬الثال‪ :‬يف سبويل الشركات الناشئة حسب اؼبراحل يف اؽبند‪.‬‬

‫و‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫تمهيد‬
‫يعد التمويل من أساسيات إنشاء وتشغيل وتوسيع الشركات دبختلف أنواعها وأحجامها‪ ،‬إذ ربتاج الشركات‬
‫إذل أدوات التمويل بأشكاؽبا اؼبختلفة‪ ،‬وىذا من أجل تغطية ـبتلف إحتياجاهتا للقياـ بأنشطتها ووظائفها اؼبعتادة‪،‬‬
‫ؽبذا تؤثر مشاكل التمويل على الشركات الكبَتة بصفة عامة وعلى الشركات اؼبصغرة بصفة خاصة‪ ،‬نظرا للخصائص‬
‫اليت تتميز هبا ىذه الشركات‪ ،‬إف الشركات اؼبصغرة تواجو ؾبموعة من اؼبعوقات واؼبشكبلت اليت تعيق نشاطها ومبوىا‬
‫وتطورىا‪ ،‬مع مراعاة أف نوعية ىذه اؼبشاكل ودرجة حدهتا زبتلف من دولة إذل أخرى تبعا إلختبلؼ الظروؼ‬
‫اإلقتصادية اػباصة بكل دولة‪ ،‬كما أف سبويل الشركات الناشئة من أىم اإلشكاليات اليت تواجو ىذا النوع من‬
‫الشركات‪ ،‬حي‪ :‬ربظى ىذه الشركات بأنبية كبَتة على اؼبستوى اإلقتصادي العاؼبي خاصة يف األونة األخَتة مع‬
‫التقدـ التكنولوجي وتسارع وتَتة اإلبتكار واإلخًتاع‪ ،‬حي‪ :‬تلعب دورا كبَتا يف زيادة الثروة من جهة وتوفَت مناصب‬
‫الشغل من جهة أخرى‪ ،‬بكوهنا تواجو مشكلة يف اغبصوؿ على التمويل البلزـ إلقامتها نتيجة إعتمادىا على‬
‫اإلبتكار ونبا ما هبعلها عرضة للمخاطر بشكل أكرب‪.‬‬
‫و من ىذا اؼبنطلق مت تقسيم ىذا الفصل إذل ثبلث مباح‪::‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماىية التمويل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الشركات الناشئة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تقنيات تمويل الشركات الناشئة‬

‫‪1‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫المبحث األول‪ :‬ماىية التمويل‬

‫ظهر التمويل وتطور بشكل ملحوظ للتغلب على التحديات اؼبختلفة اليت تواجهها األعماؿ اإلستثمارية‪ ،‬ونظرا‬
‫لكونو من أىم الوظائف يف الشركة‪ ،‬فهو منطلق وبداية كل مشروع كونو أداة فاعلة وناجحة يف عملية التنمية‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬وعلى ضوء ىذا سوؼ يتم التطرؽ إذل مفهوـ التمويل بصفة عامة‪ ،‬وـبتلف أنواعو ووظائفو‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ووظائف التمويل‬

‫يعترب التمويل أحد الركائز األساسية لنشاط الشركة وضماف إستمرارىا‪ ،‬وذلك بإمدادىا باألمواؿ البلزمة يف‬
‫األوقات اؼبناسبة‪ ،‬يضم ىذا اؼبطلب تعاريف ـبتلفة للتمويل بشكل عاـ‪ ،‬أيضا أنبية التمويل ووظائفو‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬تعريف التمويل‬

‫زبتلف وجهات نظر الباحثُت يف تقدصل تعريف التمويل‪ ،‬إال أهنم يتفقوف على أف التمويل ىو‪:‬‬

‫توفَت اؼببالغ النقدية البلزمة لدفع و تطوير مشروع خاص و عاـ كما يعرفو البعض على أنو إمداد اؼبشروع باألمواؿ‬
‫‪1‬‬
‫البلزمة يف أوقات اغباجة إليها‪.‬‬
‫بأنو تلك الوظيفة اإلدارية اليت تقوـ عليها الشركة وزبتص بعمليات التخطيط األوؿ عن طريق اآللية اؼبناسبة لتوفَت‬
‫‪2‬‬
‫اإلحتياجات البلزمة‪ ،‬لتوفَت اؼبناخ اؼبناسب للشركة وربقيق أىدافها و تطورىا و ضماف إستمراريتها‪.‬‬
‫وعليو فإف التمويل بالنسبة للشركات معناه اغبصوؿ على األمواؿ البلزمة للقياـ بالنشاط اإلقتصادي‪،‬‬
‫وتعتمد اؼبشروعات يف األساس على مواردىا الذاتية لتمويل أنشطتها‪ ،‬فإذا دل تقم بذلك إذبهت إذل غَتىا فبن‬
‫يبلكوف فائضا من األمواؿ لسد ىذا العجز‪ ،‬وؽبذا ينصرؼ اؼبعٌت اػباص للتمويل إذل أنو‪":‬نقل القدرة التمويلية من‬
‫فئات الفائض اؼبارل إذل فئات العجز"‬

‫‪ 1‬سادل صبلؿ راىي اغبسناوي‪ ،‬اإلستثمار والتمويل في األسواق المالية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مؤسسة دار الصادؽ الثقافية للنشر والتوزيع‪ ،‬العراؽ‪،‬‬
‫‪ ،2107‬ص‪.33 .‬‬
‫‪ 2‬فضيلة زواوي‪ ،‬تمويل المؤس سة االقتصادية وفق المكانيزمات الجديدة في الجزائر دراسة حالة سونلغاز‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة اؼباجيستَت يف‬
‫علوـ التسيَت‪ ،‬مالية اؼبؤسسة‪ ،‬جامعة ؿبمد بوقرة بومرداس‪ ،‬اعبزائر‪ ،2119-2118 ،‬ص‪.20 .‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية التمويل‬
‫‪1‬‬
‫للتمويل أنبية كبَتة بالنسبة ؼبختلف الشركات أنبها‪:‬‬

‫‪ -‬ربرير األمواؿ أو اؼبوارد اؼبالية اجملمدة سواء داخل الشركة أو خارجها‪.‬‬

‫‪ -‬يساىم يف إقباز مشاريع معطلة و أخرى جديدة و الذي يؤدي إذل زيادة الدخل الوطٍت‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد يف ربقيق أىداؼ اؼبؤسسة من خبلؿ إقتناء أو إستبداؿ اؼبعدات‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب التمويل كوسيلة سريعة تستخدمها الشركة للخروج من حالة العجز اؼبارل‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وظائف التمويل‬

‫تعترب الوظيفة اؼبالية من أىم الوظائف يف أي مشروع‪ ،‬وىذه الوظيفة عادة ما ترتبط هبا اإلدارة اؼبالية واليت يبكن‬
‫‪2‬‬
‫أف تنحصر وظائفها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬التخطيط‪:‬‬

‫من األىداؼ الرئيسية للوظيفة اؼبالية ىي التخطيط‪ ،‬و الذي يستدعي وضع الربامج التشغيلية‪ ،‬مث ربديد مصادر‬
‫التمويل الضرورية لتنفيذ الربامج و اػبطط حبي‪ :‬من خبلؿ تقديرات اؼببيعات و اؼبصاريف تقوـ الشركة بتحضَت‬
‫اؼبتطلبات اؼبالية البلزمة و ربديد كيفية اغبصوؿ عليها‪ ،‬سواء كانت ىذه اإلحتياجات قصَتة‪ ،‬متوسطة أو طويلة‬
‫األجل‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الرقابة المالية‪:‬‬

‫تتم عملية الرقابة اؼبالية من خبلؿ اؼبراقبة واؼبقارنة اؼبتواصلة ألداء الشركة مع اؼبخطط وذلك من خبلؿ‬
‫اإلطبلع على تقارير دورية من أجل إكتشاؼ اإلكبرافات ومعرفة أسباب حدوثها ومعاعبتها إلجتناب تفاقمها‪.‬‬

‫‪ 1‬ظبَت ىرباف‪ ،‬صيغ وأساليب التمويل بالمشاركة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة اؼباجستَت يف‬
‫علوـ التسيَت‪ ،‬زبصص إقتصاد دورل‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬اعبزائر‪ ،2105-2104 ،‬ص‪.29 .‬‬
‫‪ 2‬إيناس صيودة‪ ،‬أىمية القرض السندي في تمويل المؤسسة اإلقتصادية الجزائرية دراسة حالة القرض السندي لمؤسسة سونطراك‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل درجة اؼباجستَت يف علوـ التسيَت‪ ،‬زبصص مالية اؼبؤسسة‪ ،‬جامعة أضبد بوقرة بومرداس‪ ،‬اعبزائر‪ ،2119-2118 ،‬ص‪.00 .‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ -‬الحصول على األموال‪:‬‬

‫يبُت التخطيط اؼبارل مقدار وحجم األمواؿ اليت ربتاجها الشركة‪ ،‬ومواعيد اغباجة إليها‪ ،‬ولتغطية ىذه اغباجة‬
‫تلجأ الشركة إذل مصادر داخلية أو خارجية وىو ما يعرؼ باؽبيكل اؼبارل للشركة الذي يعرؼ على أنو تشكيلة‬
‫اؼبصادر اليت حصلت منها الشركة على األمواؿ لغرض سبويل إستثماراهتا‪ ،‬وىو يتضمن صبيع العناصر اؼبكونة‬
‫عبانب اػبصوـ و حقوؽ اؼبلكية‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬مقابلة المشاكل الطارئة ( الخاصة )‬

‫على اؼبدير اؼبارل القياـ بالوظائف األربعة السابقة‪ ،‬إال أنو قد ربدث بعض اؼبشاكل من حُت آلخر‪،‬‬
‫كعمليات التوسيع يف إنتاج سلعة معينة‪ ،‬يف ىذه اغبالة على اؼبدير ؾباهبة ىذه اغباالت اػباصة بتخطيط ورقابة‬
‫كما يف اغباالت العادية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التمويل و مخاطره‬

‫إف التمويل دبختلف أشكالو يعترب أداة ضرورية ألي إقتصاد فمن خبلؿ عملية التمويل تضمن الشركة مواصلة‬
‫نشاطها اإلقتصادي الوطٍت والعلمي‪ .‬وعلى الشركة اليت ىي حباجة دائمة للتمويل‪ ،‬و ىو معرض للعديد من‬
‫اؼبخاطر أيضا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أنواع التمويل‬

‫زبتلف أنواع التمويل حسب عدة معايَت وتتمثل يف‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬أشكال التمويل من حيث المدة‪:‬‬

‫‪ -1‬تمويل قصير األجل ‪ :‬يقصد بو تللك األمواؿ اليت تتحصل عليها الشركة وعادة ال تزيد فًتة إستحقاقها عن‬
‫سنة واحدة‪ ،‬وىذا لدفع اإللتزامات اؼبالية للشركة قصَتة األجل كدفع أجور العماؿ ولشراء اؼبدخبلت البلزمة إلسباـ‬
‫العملية االنتاجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كاتية وروبة‪ ،‬إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وسبل تطوير األليات التمويلية في ظل المتغيرات االقتصادية‬
‫الراىنة ‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬اعبزائر‪ ،2108-2107 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.46-45‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -2‬بتمويل متوسط االجل ‪ :‬يقصد بو تللك األمواؿ اليت تتحصل عليها الشركة لفًتة تزيد عن سنة و عادة ما‬
‫تقل عن ‪ 5‬سنوات‪ ،‬و تستخدمو الشركة لتمويل أصوؿ ترتبط بتلك الفًتة‪.‬‬

‫‪ -3‬تمويل طويل األجل ‪ :‬توجو لتمويل إحتياجات الشركة اليت تزيد عن ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أشكال التمويل من حيث مصدر الحصول عليو‪:‬‬

‫ينقسم التمويل تبعا ؼبصادره إذل‪:‬‬

‫‪ -1‬تمويل ذاتي ‪ :‬يقصد بو األمواؿ اؼبتولدة من العمليات اعبارية للشركة و بتعبَت آخر سبثل األمواؿ الذاتية ذلك‬
‫اؼبصدر التقليدي لتمويل الشركة الناتج إما من عبلوات اإلصدار اؼبتعلقة حبصص اؼبسانبُت أثناء إصدار األسهم أو‬
‫عن طريق تلك اؼبوارد الداخلية الناذبة عن إعادة اإلستثمار اعبزئي أو الكلي لؤلرباح احملققة وكذا ـبصصات‬
‫اإلىتبلكات واؼبؤونات‪.‬‬

‫‪ -2‬تمويل خارجي ‪ :‬يتمثل يف عبوء الشركة إذل مصادر خارجية ؼبواجهة إحتياجاهتا التمويلية و ذالك يف حالة‬
‫عدـ كفاية مصادر التمويل الذايت اؼبتوفرة لدى الشركة‪ .‬و يأخد التمويل اػبارجي صورة سبويل بالقروض‪ ،‬لتمويل‬
‫بالتأجَت‪ ،‬التمويل يف صورة أسهم وسندات وطرؽ سبويل أخرى إف وجدت‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أشكال التمويل حسب الغرض الذي يستخدم ألجلو‪:‬‬

‫و ينتج عن ىذا التصنيف مايلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬تمويل اإلستغالل‪ :‬ىي تلك اؼبوارد اؼبالية اؼبخصصة لتمويل إحتياجات رأس اؼباؿ العامل و كافة النفقات‬
‫اؼبتعلقة بالدورة اإلنتاجية للشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬تمويل اإلستثمار ‪ :‬ىي تلك اؼبوارد اؼبخصصة ؼبواجهة نفقات ناذبة إقتناء اآلالت‪،‬اؼبعدات و تلك العمليات‬
‫اليت تؤدي إذل توسيع الطاقة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Beysul Aytac, cyrille Mandou, Investissement et financement de l’entreprise, de boeck supérieur,Bruxelles-‬‬
‫‪Belgique, 2015,P 15, https://en.calameo.com/read/0000158562300aeea4ea2, 12/04/2021, h 13:09.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مخاطر التمويل‬

‫قد تواجو بعض الشركات أثناء عملية سبويلها عدة ـباطر تكوف سببا يف تعطيلها أو سببا يف زيادة التكاليف‬
‫اإلقباز‪ ،‬واليت تتبناىا الشركة من قبل‪ ،‬وتنقسم ىذه اؼبخاطر عموما إذل ثبلثة أنواع‪:1‬‬

‫‪ -‬من ناحية السلع اؼبوجودة يف اؼبخازف أو اؼبواد األولية‪ ،‬فهي معرضة بطبيعة اغباؿ إذل اإلختبلس أو اإلتبلؼ‬
‫بسبب طوؿ مدة زبزينها و عدـ طلبها من الزبائن‪ ،‬أو بسبب وقوع حريق داخل اؼبخزف‪ ،‬كل ىذا يعد دبثابة‬
‫أخطار مادية تؤثر بشكل كبَت على اإليرادات اؼبالية للشركة‪ ،‬و بالتارل تنخفض ىذه اإليرادات جراء ىذه األخطار‬
‫اؼبذكورة ‪.‬‬

‫‪ -‬إف اإلدارة اعبيدة للشركات تسمح بتحقيق األىداؼ اؼبتوقعة مستقببل أو حىت الوصوؿ إذل نتائج‪ ،‬و بالتارل فإف‬
‫سواء اإلدارة من طرؼ مديري اؼبشروع يتسبب يف إطالة مدة إقبازه‪ ،‬و ربمل الشركة تكاليف إضافية غَت مرغوب فيها‬
‫و تعد أخطاء اإلدارة دبثابة األخطار الفنية ‪.‬‬

‫‪ -‬النوع الثال‪ :‬من اؼبخاطر ىو اؼبخاطر اإلقتصادية اليت تنقسم إذل نوعُت أساسُت نبا ‪:‬‬

‫‪ -‬خطر عدـ كفاية اؼبوارد البلزمة إلسباـ اؼبشروع اليت تتسبب يف توقف العمل‪ ،‬و يف نقس الوقت إرتفاع التكاليف‬
‫اإلقباز كتسديد أجور العماؿ اؼبتوقفُت عن العمل‪.‬‬

‫‪ -‬خطر تدىور حجم الطلب على اؼبنتج النهائي أي إلبفاض رقم الطلبيات على اإلنتاج التاـ الصنع للشركة من‬
‫وحدة ما داخل الشركة إذل وحدة أخرى يف نفس الشركة إلبفض هبا الطلب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر التمويل‪:‬‬

‫دراسة مصادر التمويل قصَتة األجل و طويلة األجل وباإلضافة إذل نوع جديد من التمويل متوسط األجل‬
‫والذي ينقسم بدوره إذل قروض مباشرة متوسطة األجل والتمويل باإلستئجار‪.‬‬

‫‪ 1‬سادل صبلؿ راىي اغبسناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35-34 .‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل قصير األجل‬

‫تنقسم مصادر التمويل قصَتة األجل إذل نوعُت أساسيُت األوؿ اإلئتماف اؼبصريف واإلئتماف التجاري‪ ،‬وتقوـ‬
‫البنوؾ التجارية بتزويد الشركات اؼبختلفة دبا ربتاج إليو من أمواؿ لتمويل عمليات اعبارية ‪.‬‬

‫يعترب إختيار البنك من األمور الرئيسية اليت تواجو الشركة اليت تفكر يف إستخداـ اإلئتماف اؼبصريف ومن القواعد‬
‫العامة اليت يستحسن إستخدامها يف حالة إختيار البنك ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬البد أف يتناسب حجم البنك مع حجم الشركة اليت تعتزـ اغبصوؿ على القروض‪ ،‬ويرجع ذلك بصفة أساسية‬
‫إذل أف ىناؾ قيودا إقتصادية و قانونية على مقدار القروض اليت يبكن ألي بنك أف يبنحها لعاميل واحد‪.‬‬

‫‪ -‬على الشركة أف زبتار البنك الذي يتبع سياسات تتمشى مع حاجياتو و ظروفو حي‪ :‬أنو من اؼبعروؼ أف البنوؾ‬
‫زبتلف فيما بينها فيما يتعلق بسياساهتا و شروطها يف منح اإلئتماف‪.‬‬

‫‪ -‬هبب على الشركاء أف تتجنب التعامل مع البنوؾ اليت ال تتمتع بعبلقات طيبة مع البنوؾ األخرى أو مع البنك‬
‫اؼبركزي‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي التعامل مع البنوؾ القوية ذات اؼبركز اؼبارل السليم واإلدارة الواعية الرشيدة‪.‬‬

‫وىناؾ أسباب عديدة إلستخداـ اإلئتماف اؼبصريف‪ ،‬فالقروض اؼبصرفية غالبا ما تكوف متوفرة بسهولة أكرب وخاصة‬
‫بالنسبة للمشروعات الصغَتة‪ .‬ويف معظم اغباالت قبد أف اإلئتماف اؼبصريف أقل تكلفة من القروض طويلة األجل‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل ذلك يبلحظ أف اإلئتماف اؼبصريف يعترب أقل تكلفة من اإلئتماف التجاري‪ ،‬و أخَتا فإف حصوؿ‬
‫الشركة على اإلئتماف اؼبصريف‪ ،‬يعود عليها بالفائدة حي‪ :‬أنو دليبل على أهنا سبكنت من إجتياز اؼبعايَت واؼبستويات‬
‫اليت يضعها دائن أقصى كثَتا من غَته من الدائنيُت قصَتة األجل‪.‬‬

‫‪ -‬تتفاوت شروط اإلئتماف التجاري تفاوتا كبَتا ومن أمثلة ىذه الشروط الدفع نقدا قبل اإلستبلـ‪ ،‬الدفع‬
‫نقدا عند اإلستبلـ‪ ،‬الشروط النقدية‪ ،‬الشروط العادية يبكن التعبَت عن ىذه الشروط كاأليت أف للمشًتي‬
‫اغبق يف اإلختيار مابُت الدفع خبلؿ عشرة أياـ األ وذل من تاريخ ربرير الفاتورة ليحصل على خصم نقدي‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫يبلغ ‪ %2‬أو سداد قيمة الفاتورة بالكامل دوف خصم يف هناية ‪ 61‬يوما‪ ،‬السداد الشهري‪ ،‬السداد‬
‫‪1‬‬
‫اؼبوظبي‪.‬‬

‫ويبكن تعريف اإل ئتماف التجاري من وجهة نظر اإلدارة اؼبالية بأنو تسهيبلت قصَتة األجل وبصل عليها اؼبورد‬
‫مقابل شراء بضاعة لغرض اؼبتاجرة هبا‪ ،‬وأحيانا وبصل عليها بدوف كلفة إذا مت منح اإلئتماف بدوف شروط دفع ويف‬
‫ضوء ذلك نستطيع القوؿ بأف اإل ئتماف التجاري يوفر السيولة النقدية للمشاريع اليت ال تستطيع اغبصوؿ على‬
‫‪2‬‬
‫األمواؿ عن طريق وسائل سبويل أخرى بسبب ظرؼ مارل أو قانوشل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر التمويل متوسط األجل‪:‬‬

‫ينقسم ىذا النوع من التمويل إذل قسمُت نبا‪:‬‬


‫أوال‪ :‬قروض مباشرة متوسطة األجل‪:‬‬
‫يتم سداد ىذه القروض بصورة منتظمة على مدار عدد من السنوات سبثل عمر القرض ويطلق على أقساط‬
‫السداد مدفوعات اإلىتبلؾ ويكوف القرض مضموف بأصل أو ضماف معُت وسبثل البنوؾ وشركات التأمُت‪ ،‬اؼبصدر‬
‫الرئيسي ؽبذه القروض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل باإلستئجار‪:‬‬
‫ال يتم يف ىذا األسلوب شراء األصل بل اإلنتفاع حبق اإلستخداـ وذلك باإلستئجار من اؼبالك األصلي أو‬
‫مؤجره‪ ،‬أي بعض األصوؿ الثابتة (أراضي‪ ،‬مباشل) بدال من إمتبلكها ويعترب إستئجار خدمات كبديل لؤلصوؿ‬
‫الثابتة وبذلك يتفادى دفع شبنها ويتخذ عدة أشكاؿ نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التأجير التمويلي‪ :‬زبتار الشركة األصل اليت ىي حباجة إذل إستخدامو وتذىب إذل طرؼ ثال‪ ،:‬البنك أو‬
‫شركة مؤجرة وتتفق معو على قيامو بشراء األصل وتقوـ ىي بإستئجاره من البنك وال يبكن إلغائو والبد من سداد‬
‫قيمة األصل بالكامل‪ ،‬باإلضافة إذل عائد على الرصيد من خبلؿ األقساط اؼبدفوعة‪.‬‬
‫‪ -2‬البيع ثم اإلستئجار‪ :‬يف ىذا النوع تقوـ الشركة اليت سبتلك أراضي أو مباشل أو معدات ببيعها إذل شركة أخرى‬
‫وتقوـ يف نفس الوقت بإستئجار األصل اؼبباع ؼبدة ؿبددة وبشروط خاصة‪ ،‬ويتم إعداد جدوؿ سداد اإلهبار بصورة‬

‫‪ 1‬ؿبمد صاحل اغبناوى‪ ،‬اإلدارة المالية و التمويل‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬الدار اعبامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0999 ،‬ص‪.294-289 .‬‬
‫‪ 2‬دريد كامل آؿ شبيب‪ ،‬مقدمة في اإلدارة المالية المعاصرة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار اؼبسَتة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردف‪ ،2117 ،‬ص‪.220.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫دفعات سنوية متساوية تكفي لتغطية قيمة األصل وتزويد اؼبؤجر بعائد مناسب على إستثماره ومن أىم الشركات‬
‫اليت تشارؾ يف ىذا النوع من اإلستئجار من خبلؿ القياـ بشراء األصوؿ من الشركات الصناعية وإعادة تأجَتىا‬
‫ؽبا‪ ،‬شركات التأمُت والشركات اؼبالية والبنوؾ‪.‬‬
‫‪ -3‬التأجير التشغيلي (إستئجار خدم)‪ :‬يتضمن كل من خدمات التمويل والصيانة على أف تدخل تكاليف‬
‫الصيانة ضمن اؼبدفوعات الثابتة اليت يقوـ اؼبستأجر بسدادىا ويبلحظ عادة على ىذا النوع من اإلستئجار أف‬
‫ؾبموع أقساط اإلستئجار ال يغطي تكلفة األصل بالكامل‪ ،‬ويف نفس الوقت فإف عقد اإلستئجار يكوف لفًتة تقل‬
‫كثَتا عن العمل اإلنتاجي لؤلصل‪ ،‬ويتوقع اؼبالك اؼبؤجر يف ىذه اغبالة أف وبصل على فرؽ القيمة بإعادة تأجَت‬
‫‪1‬‬
‫األصل بعد هناية مدة ىذا العقد نظَت أقساط جديدة أو بيع ىذا األصل‪.‬‬
‫تكلفة التمويل باإلستئجار‪ :‬لتفهم مزايا وعيوب التمويل باإلسئجار‪ ،‬فبلبد من مقارنة تكلفة اإلستئجار بتكلفة‬
‫إمتبلؾ نفس األصل‪ .‬وحي‪ :‬أنو ال يبكن تصور أف الشركة تتمتع بإدارة رشيدة ستحتفظ بنقدية سائلة عاطلة‪ ،‬فإف‬
‫‪2‬‬
‫الشركة اليت تفكر يف شراء أصل جديد البد أف تفكر يف نفس الوقت يف كيفية سبويل ىذا اإلستثمار‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مصادر التمويل طويل األجل‬
‫ينقسم التمويل الطويل األجل إذل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل عن طريق األسهم العادية‬
‫تعتمد شركات اؼبسانبة إعتمادا يكاد يكوف تاما على األسهم العادية يف سبويلها الدائم خصوصا عند بدء‬
‫تكوينها ألف إصدار ىذا النوغ من األسهم ال وبمل الشركة أعباء كثَتة كما ىو اغباؿ بالنسبة لؤلسهم اؼبمتازة أو‬
‫السندات‪ ،‬إضافة إذل أف الشركة غَت ملزمة بدفع عائد ثابت أو ؿبدد غبملة األسهم العادية‪.‬‬
‫فإذا حققت الشركة أرباحا كثَتة يبكن غبملة األسهم العادية اغبصوؿ على عائد مرتفع‪ ،‬أما إذا حققت الشركة‬
‫‪3‬‬
‫خسائر أو قررت عدـ توزيع األرباح فإف ضبلة األسهم العادية لن وبصلو على شيئ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبداهلل بلعيدي‪ ،‬التمويل برأس المال المخاطر دراسة مقارنة مع التمويل بنظام المشاركة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬إقتصاد إسبلمي‪،‬‬
‫جامعة اغباج ػبضر باتنة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2118-2117 ،‬ص‪.26-24 .‬‬
‫‪ 2‬ؿبمد صاحل اغبناوى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.310-297 .‬‬
‫‪ 3‬سادل صبلؿ راىي اغبسناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.45 .‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل عن طريق األسهم الممتازة‬

‫يبثل السهم اؼبمتاز مستند ملكية لو قيمة إظبية و ىي قيمة السهم يف وثيقة اإلصدار‪ ،‬و قيمة سوقية و ىي‬
‫القيمة اليت تتحدد نتيجة التعامل يف السوؽ اؼبارل‪ ،‬و قيمة دفًتية تتمثل يف قيمة ىذه األسهم يف السجبلت‬
‫مقسومة على عدد األسهم اؼبمتازة اؼبصدرة‪ ،‬إذ ال يتم إضافة اإلحتياطات و األرباح احملتجزة ألهنا ال تعد حقوقا‬
‫غبملة األسهم اؼبمتازة‪ .‬و بالرغم من تشاهبها مع األسهم العادية حي‪ :‬كبلنبا يبثبلف مصادر ملكية يف شركة‬
‫اؼبسانبة‪ ،‬إال أف ىناؾ ثبلث إختبلفات أساسية بينهما ىي‪:1‬‬
‫‪ -‬غبملة األسهم اؼبمتازة حق األولوية يف اغبصوؿ على األرباح اؼبوزعة على ضبلة األسهم العادية ؛‬
‫‪ -‬عادة ما يكوف ىناؾ حد أقصى ؼبقدار العائد الذي يبكن غبملة األسهم اؼبمتازة اغبصوؿ عليو؛‬
‫‪ -‬غالبا ال يكوف ىناؾ حق للتصويت بالنسبة غبملة األسهم اؼبمتازة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمويل عن طريق السندات‪:‬‬

‫إزدادت مع التطور اإلقتصادي اغباجة اؼبلحة للسوؽ اؼبالية و بالتحديد لسوؽ األوراؽ اؼبالية‪ ،‬نظرا للدور‬
‫الفعاؿ الذي تلعبو يف تنمية اإلقتصاد عموما‪ ،‬وتطوير الشركات اإلقتصادية خصوصا‪ ،‬حي‪ :‬تعمل ىذه األخَتة‬
‫على طرح ؾبموعة من األوراؽ اؼبالية لتلبية إحتياجاهتا التمويلية متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وتعترب السندات من بُت‬
‫أىم األدوات اؼبالية اليت تلجأ إليها الشركات لتغطية العجز اؼبارل أو للتوسع يف إستثماراهتا‪.‬‬
‫تعترب من أدوات الدين ىي أوراؽ مالية ذات قيمة إظبية واحدة تصدر من جهات عديدة مثل الدولة أو الشركات‬
‫‪2‬‬
‫وتطرح للتداوؿ إذل األفراد والشركات هبدؼ اغبصوؿ على سبويل طويل األجل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التمويل بالقروض المصرفية‬


‫القروض اؼبصرفية ىو إنتقاؿ مبالغ مالية من البنوؾ إذل الشركة اإلقتصادية مع تعهد بإرجاعها يف تواريخ ؿبددة‬
‫ودفع مقابلها فوائد دورية‪ ،‬ودبا أف القروض البنكية موجهة لتمويل نشاط الشركات فإهنا تأخذ عدة أنواع زبتلف‬
‫حسب اؼبدة البلزمة إلسًتجاعها من جهة وكذلك حسب الغرض منها‪ ،‬فنجد القروض قصَتة‪ ،‬متوسطة‪ ،‬وطويلة‬
‫األجل‪.‬‬

‫‪ 1‬إيناس صيودة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41-35 .‬‬


‫‪ 2‬دريد كامل أؿ شبيب‪ ،‬مبادئ اإلدارة المالية‪ ،‬دار اؼبناىج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2114 ،‬ص‪.218 .‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -1‬القروض قصيرة األجل‪ :‬وتعترب من مصادر التمويل اليت سبوؿ الدورة اإلستغبللية للشركة اإلقتصادية‪ ،‬وىي‬
‫القروض اليت ال يتجاوز أجلها عاـ‪ .‬فهي سبوؿ أسفل اؼبيزانية وتستعمل يف مواجهة اػبلل اؼبؤقت بُت التدفقات‬
‫النقدية الداخلة والتدفقات النقدية اػبارجة‪.‬‬
‫‪ -2‬القروض متوسطة األجل‪ :‬وىي القروض اليت يتجاوز أجلها العاـ وال يزيد عن طبس سنوات‪ .‬و ال شك يف‬
‫أف للبنوؾ دور كبَت يف سبويل اإلحتياجات اؼبالية متوسطة األجل للشركات‪ ،‬واليت تستحق بعد أكثر من سنة إذل‬
‫غاية طبس سنوات أو أكثر أحيانا ‪ ،‬وغالبا ما تكوف القروض البنكية متوسطة األجل مرىونة بضمانات‪.‬‬
‫‪ -3‬القروض طويلة األجل‪ :‬إذل جانب مصادر التمويل اؼبتوسطة والقصَتة األجل‪ ،‬تبقى أماـ منظمات األعماؿ‬
‫فرض التمويل عن طريق الشركات اؼبالية والبنوؾ‪ ،‬ويعد اإلقًتاض طويل األجل أحد النشاطات الرئيسية للشركات‬
‫‪1‬‬
‫اإلستثمارية بشىت أشكاؽبا‪.‬‬
‫و دبقارنة السند بالسهم فإف السند أقل خطورة‪ ،‬فاؼبداخيل اؼبنتظرة سنويا معروفة مسبقا‪ ،‬على عكس مداخيل‬
‫السهم تتميز بالعشوائية‪ ،‬حي‪ :‬يبكن أف ينتج عن السهم خطر يتمثل يف إمكانية إفبلس اعبهة اليت أصدرتو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبالتارل يكوف إستيفاء صاحب السند حقو قبل صاحب السهم‪.‬‬
‫تتمثل تكلفة اإلقًتاض اؼبتوسط وطويل األجل يف معدؿ الفائدة الفعلي وذلك بعد الضريبة‪ ،‬أي بعد إستبعاد‬
‫الوفرات الضريبية‪ ،‬أو ما يسمى دبعدؿ القيمة اغبالية الصافية بعد الضريبة‪ ،‬ويتمثل ىذا اؼبعدؿ يف معدؿ اػبصم‬
‫‪3‬‬
‫الذي يسمح بتساوي مبلغ القرض والقيمة اغبالية للمبالغ اؼبسددة‪ ،‬وكذا اؼبصاريف اؼبالية بعد الضريبة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الشركات الناشئة‬

‫أصبحت الشركات الناشئة ضرورة ملحة يف ظل التغَتات اليت يشهدىا العادل‪ ،‬خصوصا مع بداية القرف اغبارل‬
‫شهدت ميوال كبَتا لئلقتصاديات كبو الشركات الناشئة ؼبا ؽبا من أثار إهبابية من حي‪ :‬النمو وضباية اإلقتصاد من‬
‫صدمات الشركات الكربى‪ ،‬ىذا التغَت جعل الدوؿ والشركات تركز أكثر فأكثر على ىذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫‪ 1‬فضيلة زواوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.43-38 .‬‬


‫‪ 2‬ثامر خالدي‪ ،‬الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة اإلقتصادية ‪ ،‬رسالة دكتوراه يف العلوـ‪ ،‬زبصص‪ :‬القانوف اػباص‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪ ،2108-2107‬ص‪.23 .‬‬
‫‪ 3‬صباؿ الدين كعواش‪ ،‬تأثير ىيكل تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على أدئها المالي دراسة حالة والية جيجل‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫اؼباجستَت‪ ،‬زبصص إدارة مالية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2101-2119 ،‬ص‪.82-80 .‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم ودورة حياة الشركات الناشئة‬

‫إف ما يبيز الشركات الناشئة ىو النمو اؼبستمر‪ ،‬إال أف الواقع غَت ذلك‪ ،‬فهذه الشركات كثَتا ما تتعثر و سبر‬
‫دبراحل صعبة كتذبذب شديد قبل أف تعرؼ طريقها كبو القمة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم الشركات الناشئة‬
‫تعترب الشركات الناشئة يف اعبزائر ىي شركة تسعى لتسويق وطرح منتج جديد أو خدمة مبتكرة تستهدؼ هبا‬
‫سوؽ كبَت‪ ،‬وبغض النظر عن حجم الشركة‪ ،‬أو القطاع أو ؾباؿ نشاطها‪ ،‬كما أهنا تتميز بإرتفاع عدـ التأكد و‬
‫‪1‬‬
‫ـباطرة عالية يف مقابل ربقيقها لنمو قوي وسريع مع إحتماؿ جنيها ألرباح ضخمة يف حالة قباحها‪.‬‬
‫ال يبكن تقدصل تعريف هنائي ومفهوـ ؿبدد للشركات الناشئة‪ ،‬فهو مفهوـ نسيب ىبتلف بإختبلؼ اؼبعايَت اؼبتخذة‬
‫لتعريف ىذه اؼبشروعات‪ ،‬وكذلك إختبلؼ ىذه اؼبعايَت بُت دولة وأخرى ولكي نبدأ بالتفريق العلميُت اؼبفهومُت و‬
‫‪2‬‬
‫من ىذه التعاريف اليت تعترب تعريفات بسيطة إال أهنا تشَت بشكل عاـ إذل مفهوـ الشركات الناشئة‪:‬‬

‫وحبسب ما يراه بيًت دراكر( ‪ ) Peter Drucker‬فإف الشركات الناشئة دبفهومها العلمي السليم تتميز بأربعة‬
‫صفات ذبعلها ـبتلفة عن الشركات الصغَتة و اؼبتوسطة ‪ ،‬تتلخص ىده الصفات يف اعبدوؿ التارل‪:‬‬

‫‪ 1‬ظبيحة بوعنيٍت‪ ،‬آسية كرومي‪ ،‬دراسة تقييمية لواقع تمويل وتنشيط المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار يف العلوـ االقتصادية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬جامعة بشار‪ ،‬اعبزائر‪ ،2121 ،‬ص‪.069 .‬‬
‫‪ 2‬عصاـ اعبمل‪ ،‬معوقات تمويل الشركات الناشئة من وجهة نظر أصحابها‪ ،‬مؤسبر حوؿ دور ريادة األعماؿ يف تطوير اؼبشروعات الصغرى واؼبتوسطة‬
‫يف اإلقتصاد اللييب‪ ،‬كلية اإلقتصاد‪ ،‬جامعة مصراتة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬يوـ ‪ 20‬ديسمرب ‪ ،2109‬ص‪.067-066 .‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-1‬صفات الشركات الناشئة‪ ،‬الصغيرة و المتوسطة‬

‫الشركات الناشئة‬ ‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫البيان‬

‫هتدؼ إذل إنشاء ثروة مستمرة ودائمة‬ ‫هتدؼ إذل توليد دخل مستمر‬ ‫مقدار خلق الثروات‬
‫يتجاوز مداىا األحبلـ البسيطة إذل‬ ‫ومرضي لصاحبو يتجاوز ويكوف‬
‫بناء الثراء الكبَت‬ ‫أفضل من الدخل التقلبدي‬

‫ربقق الثروة الريادية لرائد األعماؿ‬ ‫‪ .‬تبٍت ثروهتا عادة عرب حياة صاحبها‬ ‫سرعة بناء الثروة‬
‫خبلؿ زمن قياسي يف حياتو العملية‬ ‫وفق وقت زمٍت طويل‪ ،‬فاؼبشروع‬
‫ال تتجاوز عادة طبس إذل عشر‬ ‫الصغَت يبقى عادة مدة طويلة وىو‬
‫سنوات‬ ‫على حالو مشروعا صغَتا‪ ،‬وقد ال‬
‫يتطور يف الظروؼ العادية‬

‫تتميز باؼبخاطرة العالية ‪ ،‬وىي الثمن‬ ‫تنشد األماف والتقليدية وتبتعد عن‬ ‫المخاطر‬
‫الذي يتوقع لرائد األعماؿ أف يدفعو‬ ‫اؼبخاطرة إذ أهنا ذات تقليد مشابو‬
‫مقابل الثراء‪ ،‬وبغَت اؼبخاطرة فإف‬ ‫لكثَت من غَتىا من اؼبشروعات‬
‫الريادة تزوؿ و تكوف مشروعا صغَتا‬ ‫الصغَتة‬

‫تتصف باإلبتكار و اإلبداع و ربويل‬ ‫ال تلزـ أي إبداع أو إبتكار بل إهنا‬ ‫اإلبتكار واإلبداع‬
‫تلك األفكار إذل منتجات و خدمات‬ ‫تعتمد على تقليد األخرين مع شيئ‬
‫مرحبة‪ ،‬وىي أكثر بكثَت فبا يبكن أف‬ ‫بسيط من اإلختبلؼ ال يرقى إذل‬
‫تتصف بو اؼبشروعات الصغَتة‬ ‫مستوى اإلبتكار و اإلبداع‬

‫المصدر ‪ :‬عصاـ اعبمل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.067.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫وقد قدـ للشركات الناشئة عدة تعاريف نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫حسب ‪ Eric Ries‬يف مؤلفو األكثر مبيعا ‪ the Lean Start up‬فالشركة الناشئة ىي شركة بشرية مصممة‬
‫إلنشاء منتجات وخدمات جديدة يف ظل ظروؼ شديدة من عدـ اليقُت‪.‬‬

‫الشركة الناشئة يف تعريف آخر ىي شركة مبتكرة متجذرة بعمق يف التكنولوجيا ولديها آفاؽ سوقية عارل‪.‬‬

‫وعلى الرغم من تركيز العدي د من التعاريف وؿباولة حصر الشركات الناشئة ضمن البعد التكنولوجي‪ ،‬إال أنو ليس‬
‫بالضرورة أف تنشط الشركة يف ؾباؿ التكنولوجيا‪ .‬من بُت أىم اؼبشاريع الناشئة اليت حققت قباحات باىرة جعلتها‬
‫‪2‬‬
‫تلقب باألساطَت نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬شركة‪ Microsoft :‬اليت انشأت من طرؼ‪ Paul Allen‬و‪، Bill Gates‬سنة ‪0975‬؛‬

‫‪ -‬شركة‪ Appel :‬اليت انشأت من طرؼ‪ Steve Jobs‬و ‪،Steve Kozeniak‬سنة ‪0676‬؛‬

‫‪ -‬شركة‪ Google :‬اليت انشأت من طرؼ ‪ Larry Page‬و ‪ ، Sergé Brin‬سنة ‪0998‬؛‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نموذج دورة حياة الشركات الناشئة‬

‫من الطبيعي أف يبر أي مشروع من اؼبشاريع دبراحل زمنية عدة رباكي كيفية نشأتو و إنطبلقو ‪ ،‬كيفية سبويلو‬
‫مرورا دبرحلة تشغيلو و قباحو ‪ ،‬وال زبتلف اؼبشاريع الناشئة عن غَتىا من اؼبشاريع النمطية من حي‪ :‬التسلسل‬
‫الزمٍت لنجاحها مع اإلختبلؼ يف بعض التفاصيل‪ ،‬و ىذا ما أوضحو "بريستوف" عند حديثو على اؼبراحل‬
‫األساسية للمشاريع الناشئة‪.‬‬

‫‪ 1‬خَتالدين بوزرب‪ ،‬أبوبكر خوالد‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر بين الواقع والمأمول دراسة تحليلية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ 05 ،‬أفريل‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/350889540‬‬ ‫‪ ،2120‬ص‪.369 .‬أنظر اؼبوقع‪:‬‬
‫‪ 2‬ؿبمد السبيت‪ ،‬فعالية رأس المال المخاطر في تمويل المشاريع الناشئة دراسة حالة المالية الجزائرية للمساىمة ‪ ،FNALEP‬مذكرة مقدمة‬
‫كجزء من متطلبات شهادة اؼباجستَت‪ ،‬علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2119 ،2118 ،‬ص‪.01 .‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬منحنى المؤسسة الناشئة ‪Start up‬‬

‫المصدر‪ :‬شريفة بوالشعور‪ ،‬دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة دراسة حالة الجزائر‪ ،‬ؾبلة البشائر اإلقتصادية‪ ،‬اجمللد‬
‫الرابع‪،‬العدد‪ ، 02‬جامعة سكيكدة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2108 ،‬ص ‪.420 .‬‬
‫‪1‬‬
‫من خبلؿ الشكل أعبله يبكن القوؿ بأف الشركات سبر بعدة مراحل أنبها مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة النشوء‬

‫يف ىذه اؼبرحلة تكوف لدى الشخص الريادي الفكرة القابلة للتطبيق و النجاح والقادرة على ربقيق الربح‪،‬‬
‫ولكنها تظل ربتاج إذل اؼبزيد من التطوير‪ ،‬أي ؿباولة فهم ما إذا كانت الفكرة احملتملة سبثل ‪ ،‬إبتكارا يبكنو حل‬
‫مشكلة ذات مغزى أو يليب حاجة اؼبستهلك (الكامنة)‪ ،‬حي‪ :‬يهدؼ رواد األعماؿ خبلؿ ىذه اؼبرحل إذل فهم‪،‬‬
‫ما إذا كانت ىناؾ فرصة يف السوؽ ليبدؤوا يف ربديد إحتياجاتو من اؼبوارد وتوافرىا‪.‬ويكوف غالبا مصدر التمويل‬
‫اؼببدئي يف ىذه اؼبرحلة من خبلؿ ما يسمى (‪ )3F MONEY‬وىم أصحاب اؼبشروع )‪، (FOUNDER‬‬
‫العائلة )‪ ،(FAMILY‬األصدقاء )‪.(FRIENDS‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلنطالق‬

‫يف ىذه اؼبرحلة تكوف الفكرة قد مت تطويرىا وأصبحت فعليا قابلة للتسويق التجاري ‪ ،‬ويتم يف بدايات ىذه‬
‫اؼبرحلة البح‪ :‬عن اؼبستثمر اؼببلؾ ليس فقط كمصدر سبويل بل لئلستعانة خبربتو اؼبًتاكمة يف ؾباؿ اإلدارة‪،‬‬

‫‪1‬عبد السبلـ مسعد‪ ،‬علي ؿبمد‪ ،‬معوقات تبني مفهوم مستثمر المالك كمصدر تمويل للمشروعات الريادية من وجهة نظر األكاديميين‬
‫المختصين في جامعات الليبية‪ ،‬أحباث اؼبؤسبر العلمي األوؿ حوؿ بيئة األعماؿ يف ليبيا‪ ،‬جامعة اجدابيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،2109 ،‬ص‪.8-7 .‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫التسويق ‪ ،‬التنظيم ‪ ،‬وكذلك اإلستعانة بشبكات عبلقاتو اؼبتميزة واؼبًتاكمة لديو و ذلك لغرض اإلنطبلقة الفعلية‬
‫للمشروع ‪ ،‬و من ضمن مصادر التمويل اؼبستهدفة اؼبستثمر اؼببلؾ ‪ ،‬و عموما ال تتعدى ىذه اؼبرحلة فًتة السنة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة التشغيل‬

‫تتكوف مرحلة التشغيل من التطوير التكنولوجي والتجاري وزبطيط األعماؿ‪ ،‬وفيها يتم اإلنتاج و التوزيع‬
‫الفعلي للمنتج أو اػبدمة‪ ،‬و تستمر ىذه اؼبرحلة ؼبدة طبس سنوات‪ ،‬وخبلؿ ىذه الفًتة قد ال وبقق اؼبشروع أي‬
‫أرباح ويتم اللجوء يف التوسع يف اإلحتياج التمويلي فيتم بعدىا اللجوء للمستثمر اؼبغامر فضبل عن البح‪ :‬عن‬
‫موارد سبويل إضافية‪ ،‬ويف كثَت من األحياف تستخدـ الشركات الناشئة منصات التمويل اعبماعي عبمع موارد مالية‬
‫إضافية‪ ،‬باإلضافة إذل طلب اؼبساعدة من أصحاب رؤوس األمواؿ‪ ،‬عبلوة على ذلك‪ ،‬يف ىذه اؼبرحلة يبكن إسناد‬
‫دور مهم للحاضنات واؼبسرعات ومساحات العمل اؼبشًتؾ القادرة على اغبصوؿ على اؼبزيد من اؼبوارد اإلدارية‬
‫والفنية واؼبادية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة النضوج‬

‫يبلغ اؼبشروع يف ىذه اؼبرحلة النضوج و يكوف جاىزا لتحقيق األرباح ‪ ،‬و يف حالة أف اؼبشروع حقق معدالت‬
‫مبو كبَتة و مستمرة فإف ىذه اؼبرحلة تكوف مناسبة للحصوؿ على مصدر سبويلي آخر يتمثل يف ما يعرؼ باإلصدار‬
‫األوذل للجمهور‪.‬‬

‫و يف ىذه اؼبرحلة تعترب الشركة الناشئة ىي شركة حديثة النشأة سبكنت من توحيد وتوسيع نطاؽ األعماؿ‪ ،‬وربقيق‬
‫اإل ستدامة الذاتية‪.‬هبب أف يطور رواد األعماؿ يف ىذه اؼبرحلة مهارات وقدرات جديدة‪ ،‬مثل القدرة على التعامل مع‬
‫الدوليُت‪ ،‬وكذلك القدرة على تفويض اؼبهاـ واألنشطة اؼبتزايدة‪ ،‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬هبب أف يظهر رواد األعماؿ‬
‫كفاءات متعددة األوجو ومعقدة مثل القيادة والتوجيو اإلسًتاتيجي وقدرات التنسيق‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬نموذج دورة حياة الشركات الناشئة‬

‫النضوج‬ ‫التشغيل‬ ‫النشوء توليد األفكار اإلنطالق‬ ‫المرحلة‬

‫المحتملة‬

‫التوحيد و قابلية‬ ‫اإلستعداد لنية ريادة األعماؿ‪ ،‬إنشاء مشروع جديد‬ ‫توليد األفكار احملتملة‬ ‫المفهوم‬
‫والتحقق من صحة الفرصة‪،‬‬
‫التوسع واإلستدامة‬
‫وأنشطة ما قبل البدء‬
‫الذاتية‬

‫اؼبوارد اؼبالية‬ ‫اؼبوارد اؼبالية والتقنية‬ ‫الموارد والقدرات اؼبوارد التقنية وثقافة اؼبوارد اؼبالية والفنية واإلدارية‬
‫والتكنولوجية‬ ‫واؼبادية واإلدارية‬ ‫ريادة األعماؿ‬ ‫المطلوبة‬
‫واؼبادية‬

‫التوجو الريادي وتقبل اؼبخاطرة‪ ،‬التوجو الريادي وتقبل القيادة و القدرة‬ ‫اإلبداع‪ ،‬اغبدس اػبربة‬ ‫العوامل الرئيسية‬
‫اؼبخاطرة‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬على التنسيق‬ ‫والثقة بالنفس‪ ،‬والتحفيز‬ ‫السابقة‬
‫والتوجو‬ ‫القيادة‬
‫اإلسًتاتيجي‬

‫تطوير خطط اإلنتاج‪ ،‬إكتساب عمبلء‬ ‫الفكرة‪ ،‬التحقق من فرص السوؽ بناء‬ ‫إكتشاؼ‬ ‫األنشطة األساسية‬
‫وخطط البيع‪ ،‬والبح‪ :‬جدد‪ ،‬تطوير‬ ‫فرص السوؽ وتوافر‬
‫الفريق‪ ،‬البح‪ :‬عن اؼبوارد والتحقق‬
‫حجم اإلنتاج‬ ‫عن التمويل اإلضايف‬ ‫اؼبوارد‬
‫من صحتها‬

‫المصدر ‪ :‬خَتالدين بوزرب‪ ،‬أبوبكر خوالد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ 05 ،‬أفريل ‪ ،2120‬ص ‪ .369‬أنظر اؼبوقع‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/350889540‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص الشركات الناشئة و أنواعها‬

‫إف اإلحاطة دبوضوع خصائص الشركات الناشئة مرتبط كل اإلرتباط دبنطق التعامل مع مفهوـ الشركات‬
‫الناشئة‪ ،‬فالنهج القطاعي حاوؿ تكييف خصائص ىذه الشركات دبا يتوافق خصائص القطاع التكنولوجي‪ ،‬وكذلك‬
‫النهج الكمي تناوؽبا من منظور اؼبقاييس اليت إعتمدت عليها التعريفات وفقو‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬خصائص الشركات الناشئة‬

‫تتميز الشركات الناشئة جبملة من اػبصائص اؼبتمثلة فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬ىي مشروع قيد التشغيل‪.‬‬

‫‪ -‬ىي شركة قانونية‪ ،‬ذات أمواؿ خاصة أو مسانبُت أو أصحاب اؼبصاحل‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ -‬تتطلب الشركات الناشئة فًتة تقدر ببعض السنوات بُت مرحلة اإلنطبلؽ و قدرهتا على توليد األرباح‪.‬‬

‫‪ -‬تعود مسؤولية تسَت الشركة الناشئة إذل فريق اإلدارة (العنصر البشري) الذي يعمل على اؼبدى القصَت‪ :‬ضرورة‬
‫إتقاف بداية اؼبشروع‪ .‬اؼبدى الطويل‪ :‬ضماف التطور‪ ،‬النمو وإستمرارية الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬ال تعتمد الشركة الناشئة على بعد واحد فقط بل تركز على كل األقساـ اؼبتعلقة بنشاطها من تطوير وإبتكار اؼبنتج‬
‫أو اػبدمات‪ ،‬إستهداؼ الزبائن‪ ،‬التسويق و خطة التطوير يف ؾباؿ األعماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تتميز الشركة الناشئة بدرجة عالية من اؼبخاطر وىو ما يستوجب العمل الدائم على التقليل منها‪.‬‬

‫‪ -‬مهمة وليست عمبل ‪ :‬تعتمد الشركة الناشئة ‪ startup -‬على مفهوـ العمل كمهمة‪ ،‬لذلك قد ذبد العاملوف‬
‫بالشركة الناشئة دبن فيهم أصحاهبا يعملوف طواؿ الوقت‪ ،‬وال يلتزموف بعدد ساعات عمل معينة‪ ،‬ألف اؽبدؼ‬
‫األساسي ىو اإلقباز وربقيق نتائج ومبو سريع‪.‬‬

‫‪ -‬البعد عن السياسة‪ :‬إذا تأملت حاؿ معظم الشركات العمبلقة اليت بدأت كشركة ناشئة‪ ،‬سوؼ قبد أف معظمها‬
‫إف دل يكن أغلبها دل يدخل يف أي معارؾ سياسية‪ ،‬أو إكبياز ألي طرؼ يف صراع‪.‬‬

‫‪ 1‬أمينة عثامنية‪ ،‬مناؿ بلعابد‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر بين جهود التنظيم وىياكل الدعم‪ ،‬ؾبلة العلوـ االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة باجي‬
‫ـبتار عنابة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2121 ،‬ص‪.360-361 .‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬التحكم اؼبارل الدقيق‪ :‬يقوـ أصحاب الشركات الناشئة دبراقبة حركة التدفقات اؼبالية داخل شركاهتم بدقة‬
‫وحرص‪ ،‬ويعاملوهنا دائما وكأهنا مدخراهتم الشخصية (وىي أحياناً تكوؼ معتمدة فعبلً على مدخراهتم كمصدر‬
‫من مصادر التمويل اػباص هبا)‪ ،‬ألف ببساطة خسارة األمواؿ يعٍت الفشل األكيد‪.‬‬

‫‪ -‬العبلقات يف األوقات العصيبة‪ :‬يظهر دور العبلقات والتواصل‪ ،‬كلما كانت الشركة على تواصل مع عدد كبَت‬
‫من األشخاص سواء كانوا عمبلء ؿبتملُت أو شركات شبيهة ؽبم أو حىت منافسُت… كما زادت قدرة الشركة‬
‫على مواجهة اؼبواقف الصعبة مثل (إستقالة مدير تنفيذي‪ ،‬قياـ عميل كبَت بوقف التعامل مع الشركة‪ ،‬إخًتاؽ‬
‫أنظمة الشركة)‪ .‬لذلك وبرص أصحاب الشركات على تكوين عبلقات كثَتة وعلى عدة مستويات‪ ،‬لئلستفادة‬
‫منها يف اؼبستقبل واإلعتماد عليها إذا إقتضت اغباجة‪.‬‬

‫‪ -‬قيادة قوية‪ :‬يتصف مديري الشركات الناشئة بالقوة وتبٍت أخبلقيات عمل إهبابية‪ ،‬كما وبرصوف على رفع‬
‫معنويات فريق العمل وتشجيعهم‪ ،‬ألف روح فريق العمل اؼبرتفعة ىي أساس النجاح لشركاهتم‪.‬‬

‫‪ -‬اإلحًتاـ اؼبتبادؿ‪ :‬ىناؾ سلم وظيفي ومديرين وموظفُت‪ ،‬لكن كل فرد يلقى نفس القدر من اإلحًتاـ‪.‬‬

‫‪-‬العميل ىو ؿبور اإلىتماـ األساسي‪ :‬لذلك هتتم برضاه وتقييمو للمنتج الذي تقدمو‪ ،‬وتوفر لو خدمة ما بعد‬
‫البيع لضماف إستمراره وكسب والئو‪.‬‬

‫‪ -‬الصدؽ‪ :‬الشركات الناشئة الناجحة عادة ما يكوف لديها قدر عارل من األمانة والشافية‪ ،‬لذلك رباوؿ ىذه‬
‫الشركات دائماً أف تكوف صادقة مع عمبلئها‪ ،‬وكذلك مع العاملُت هبا‪ ،‬وذلك ألهنا تعلم أف بدوف ىذه الصفات‬
‫‪1‬‬
‫لن تكتسب الثقة اليت ربتاجها حىت تستمر وتنمو‪.‬‬

‫‪ -‬شركات أمامها فرصة للنمو التدرهبي و اؼبتزايد ‪ :‬من إحدى السمات اليت ربدد معٌت الشركة الناشئة ىي‬
‫‪2‬‬
‫إمكانية مبوىا السريع و توليد إيراد أسرع بكثَت من التكاليف اليت تتطلبها للعمل‪.‬‬

‫‪ 1‬سليم بوقنة‪ ،‬وأخروف‪ ،‬حاضنات األعمال كأداة لترقية المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة بشار‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪ ،2121‬ص‪.222-220 .‬‬
‫‪ 2‬أنفاؿ عائشة ديناوي ‪ ،‬فاطمة الزىراء زرواط‪ ،‬المؤسسات الناشئة قاطرة الجزائر الجديدة للنهوض باإلقتصاد الوطني التحديات وآليات الدعم‪،‬‬
‫حوليات جامعة بشار يف العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،13‬جامعة عبد اغبميد بن باديس مستغازل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2121 ،‬ص‪.329 .‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬شركات تتطلب تكاليف منخفضة‪ :‬يشمل معٌت الشركات الناشئة على أهنا شركة تتطلب تكاليف صغَتة جدا‬
‫باؼبقارنة مع األرباح اليت ربصل عليها ‪ ،‬وعادة ما تأيت ىذه األرباح بشكل سريع و فجائي بعض الشيئ‪ ،‬األمثلة‬
‫‪1‬‬
‫على الشركات الناشئة نذكر أمازوف‪ ،‬أبل‪ ،‬جوجل و مايكروسوفت ‪...‬اخل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الشركات الناشئة‬

‫يقدـ ‪ steve blanc‬ستة أنواع ـبتلفة من الشركات الناشئة إعتمادا على رؤية رائد األعماؿ وتكوين فريقو‬
‫‪2‬‬
‫واإلسًتاتيجية اؼبالية اؼبستهدفة ومرحلة الدورة اليت تقع فيها الشركة الناشئة‪:‬‬

‫أوال‪ -‬المشاريع المبتدئة في أسلوب الحياة ‪ :‬رجل األعماؿ يعمل من أجل شغفو‪ ،‬يسعى وراء حلمو بالعمل‪،‬‬
‫ىدفها الرئيسي ليس اؼبالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المشاريع الصغيرة الناشئة‪ :‬رجل األعماؿ يعمل إلطعاـ أسرتو‪ ،‬لديو نشاطو اػباص‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬
‫صالوف لتصفيف الشعر أو ؿبل للبقالة‪ ،‬و يستأجر األسرة اؼبوظفُت احملليُت‪ .‬هبد رأس اؼباؿ البلزـ باإلدخار أو‬
‫اإلقًتاض من األقارب أو البنوؾ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الشركات القابلة للتطوير ‪ :‬يعتقد رائد األعماؿ أف رؤيتو يبكن أف تغَت العادل‪ ،‬ىدفو الرئيسي ليس اؼباؿ‪،‬‬
‫بل النمو‪ ،‬فهو يريد خلق قيمة مضافة يف الشركة يبكن شراؤىا الحقا‪ .‬يف ىذا النوع من الشركات الناشئة‪ ،‬يدعو‬
‫رائد األعماؿ بشكل أساسي "أصحاب رؤوس األعماؿ اؼبغامرة"‪ ،‬أصحاب رؤوس األمواؿ‪ ،‬لتمويل مبوذح أعمالو‪،‬‬
‫يتم تعريف ‪ Face book‬و ‪ Google‬على أهنما شركات ناشئة قابلة للتطوير‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬الشركات الناشئة القابلة للشراء‪ :‬يفضل رائد األعماؿ العثور على األمواؿ من خبلؿ طرؽ التمويل األقل‬
‫تقليدية‪ ،‬و أصحاب األعماؿ و التمويل اعبماعي تعترب ىذه الشركات الناشئة أىداؼ إستحواذ عليها يف معظم‬
‫اغباالت من قبل الشركات الكربى‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى بورناف‪ ،‬علي صورل‪ ،‬اإلستراتيجيات المستخدمة في دعم و تمويل المؤسسات الناشئة حلول إلنجاح المؤسسات الناشئة‪ ،‬ؾبلة دفاتر‬
‫إقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،10‬جامعة األغواط‪ ،‬اعبزائر‪ ،2121 ،‬ص‪.033 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bakli Mustapha, LE FINANCEMENT DES PME ET DES START-UPS EN ALGERIE, Finance‬‬
‫‪d’Entreprise, UNIVERSITE DE BEJAIA, EN ALGERIE, 2020, p 76-77, sur le site:‬‬
‫‪http://univ-bejaia.dz/dspace/123456789/2852, 16/04/2021, h10: 48 .‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫خامسا‪ -‬الشركات الناشئة اإلجتماعية‪ :‬يريد رائد األعماؿ أف هبعل العادل مكانا أفضل‪ ،‬و يريد أف وبدث فرقا‪.‬‬
‫يبكن تنظيم الشركة الناشئة كمنظمة غَت رحبية‪ ،‬واؼباؿ ليس ىدفا يف حد ذاتو‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬الشركات الناشئة الكبيرة‪ :‬هبب على رواد األعماؿ اإلبتكار لضماف بقائهم و مبوىم يف عادل يتزايد فيو‬
‫التهديدات اػبارجية و عدـ اإلستقرار‪ .‬اؽبدؼ من بدء التشغيل ليس ربسُت مباذج األعماؿ اغبالية‪ ،‬ولكن إلبتكار‬
‫مباذج أعماؿ جديدة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجو الشركات الناشئة و أسباب فشلها‬

‫يصعب على الشركة الناشئة ربديد نقاط قوهتا وضعفها يف بدايات نشاطها وبالتارل كسب ميزة تنافسية يف‬
‫ؾباؽبا ليس باألمر اؽبُت خاصة وأف السوؽ غالبا ما يكوف لديو قادتو الذين يديرونو من موردين ومنتجُت وحىت‬
‫اؼبستهلك من الصعب جذبو كبو إستهبلؾ منتج جديد أو إستعماؿ عبلمة جديدة إذف ستظهر ربديات أمامها‬
‫وعراقيل قد ربوؿ دوف توسعها وإمكانية إفبلسها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصعوبات التي تواجو الشركات الناشئة‬
‫‪1‬‬
‫تواجو الشركة الناشئة عدة صعوبات وعراقيل تتمثل أنبها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الصعوبات اإلدارية خصوصا اؼبتعلقة بإجراءات التأسيس‪.‬‬

‫‪ -‬الصعوبات التسويقية وىذا راجع إللبفاض اإلمكانيات اؼبادية‪.‬‬

‫‪ -‬الصعوبات الفنية‪ :‬تعتمد اؼبشاريع الناشئة على قدرات وخربات أصحاهبا بصفة رئيسية نظرا لعدـ ظباح‬
‫‪2‬‬
‫إمكانياهتا اؼبادية حبصوؽبا على الكفاءات البشرية اؼبتخصصة اؼبرتفعة التكاليف‪.‬‬

‫‪ -‬الصعوبات التمويلية‪ :‬لعل أبرز اؼبعوقات اليت تعًتض مبو‪ ،‬و هتدد بقاء اؼبشاريع الناشئة على األقل من وجهة‬
‫نظر دراستنا تتمثل يف الصعوبات التمويلية‪ ،‬حي‪ :‬ربتاج اؼبشاريع الناشئة إذل األمواؿ لتمويل إستثمارات البح‪:‬‬
‫و التطوير‪ ،‬إستثمارات العملية اإلنتاجية(معدات‪،‬أدوات‪ ،)...،‬إستثمارات العملية التجارية(إشهار‪ ،‬شبكة‬

‫‪ 1‬أمينة عثامنية‪ ،‬مناؿ بلعابد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.363 .‬‬


‫‪ 2‬ؿبمد سبيت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04 .‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫البيع‪ ،)...،‬و سبويل اإلحتياج من رأس اؼباؿ العامل (ـبزوف‪،‬زبائن‪،‬نقديات‪ ،)...،‬لكن ما وبدث ىو أهنا ال تتمكن‬
‫‪1‬‬
‫بسهولة من اغبصوؿ على األمواؿ البلزمة ؼبواجهة ىذه اغباجات‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬مدخنة تمويل الشركات‬

‫‪Source: Jean LACHMANN, Capital-risque et Capital-investissement, Ed Economica,‬‬


‫‪Paris, 1999, P. 41‬‬

‫إف صعوبة سبويل الشركات زبضع ؼبشكلة " ضخ اؼبدخنة"‪ ،‬كما يبدو ذلك يف الشكل أعبله‪ ،‬حي‪ :‬أف ضخ‬
‫اؼبدخنة‪ ،‬و حىت يتم يف ظروؼ حسنة‪ ،‬هبب أف ال تكوف اؼبدخنة مسدودة عند أي مستوى من اؼبستويات اؼبقابلة‬
‫ألطوار ا لنمو‪ ،‬و أف يكوف اػبروج من رأس ماؿ الشركة مضمونا‪ ،‬إف أثر اؼبدخنة يبكن اؼبشاريع الناشئة من اؼبرور‬
‫من طور اإلنطبلؽ إذل شركة ذات مبو قوي‪ ،‬بل و مدرجة بالبورصة‪ ،‬لتصبح فيما بعد رائدا وطنيا أو عاؼبيا‪ ،‬و من‬
‫أىم اؼبربرات اليت تقدمها البنوؾ لتربير إمتناعها عن سبويل الشركات الناشئة ندكر على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬

‫‪ -‬إفتقاد أصحاب الشركات الناشئة للكثَت من اػبربة التنظيمية و اإلدارية‪ ،‬ما يعٍت عدـ القدرة على اإلستغبلؿ‬
‫العقبلشل للموارد اؼبالية اؼبطلوبة‪ ،‬ما يؤدي إذل مواجهة الصعوبات و ردبا الفشل الكامل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L’Organisation de Coopération et de Développement Économiques, Le financement des PME et des‬‬
‫‪entrepreneurs, Synthèses de OCDE, Février 2007, P. 3.‬‬
‫‪http://www.eurosfaire.prd.fr/7pc/doc/1202808615_fiche_pme_ocde_2007.pdf, 19/04/2021,h 21:06.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬اإلرتفاع النسيب للتكاليف اػبدمة البنكية (تكاليف ثابتة) اؼبرتبطة بتمويل اؼبشاريع الناشئة نظرا لصغر حجم‬
‫اؼببالغ اؼبقًتضة(اؼبلفات الصغَتة)‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة اإلجراءات اإلدارية إذا تعلق االمر بتمويل مشروع ناشئ بغية اغبصوؿ على اؼبستندات الضرورية‬
‫‪1‬‬
‫و البيانات اليت يتم اإلعتماد عليها إلزباد القرار التمويلي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب فشل الشركات الناشئة‬


‫‪2‬‬
‫يبكن حصر أسباب فشل الشركات الناشئة فيمايلي‪:‬‬

‫إنباؿ دراسة اعبدوى إذا كانت دارسة جدوى اؼبشروع وعوائده اؼبتوقعة وتكاليفو وـباطره مبنية على معلومات غَت‬
‫دقيقة وتتسم بالعمومية سيجعلها يف األجل القريب مهددة بصرؼ الكثَت من األمواؿ واعبهد والوقت دوف رقابة‬
‫أو مراعاة حملدودية قدراهتا‪ .‬وعدـ دراسة السوؽ وإجراء ربليل اؼبستهلك إف كاف فعبل وبتاج ىذا اؼبنتج أو اػبدمة‬
‫اؼبنافس وموقعو يف السوؽ اؼبوردين ومدى تعاوهنم وربليل البيئة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ الًتكيز على ىدؼ ؿبدد ورؤى واضحة ؼبستقبل الشركة وإسًتاتيجيتها اليت تبينها يف اؼبراحل التالية من فًتة‬
‫حياهتا‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعتماد على صيغ سبويل خاطئة كالقروض قصَتة األجل أو صيغ سبويل ال تصل فيها نسبة صاحب اؼبشروع‬
‫أحيانا إذل ‪ % 01‬كما ىو اغباؿ يف حالة القرض اؼبصغر‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ وجود اغبافز واغبماس للمضي يف اؼبشروع يف ظل تشكيل فريق عمل يسوده الصراع‪.‬‬

‫‪ -‬نقص اإلستشارة اؼبتخصصة وىيئات اؼبرافقة والتأىيل اغبكومية منها واػباصة‪.‬‬

‫قاـ السيد بيل غروس ‪ – Bill Gross‬اػببَت يف ؾباؿ الشركات الناشئة والذي إحتضن العديد منها‪ ،‬بإجراء دراسة‬
‫واسعة ومعمقة على الكثَت من اؿ ‪ Startups‬ؿباوال أف يفهم العوامل اليت تكمن وراء قباح الشركات الناشئة أو‬
‫فشلها‪ .‬قاـ دبتابعة مئات الشركات وتوصل إذل حقيقة مفادىا أف ىناؾ بعض األمور اليت تتحكم بذلك‪ ،‬مرتبا إياىا‬

‫‪ 1‬ؿبمد سبيت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.07-05 .‬‬


‫‪ 2‬مروى رمضاشل‪ ،‬كريبة بوقرة‪ ،‬تحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر نماذج لشركات ناشئة ناجحة عربيا‪ ،‬ؾبلة يف العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،13‬جامعة ميلة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2121 ،‬ص‪.286-285 .‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫تبعاً لؤلنبية كما يلي‪ :‬عامل الوقت أو العامل الزمٍت‪ - 42 %‬الفريق القائم على التنفيذ‪ - 32 %‬الفكرة يف‬
‫‪1‬‬
‫جوىرىا‪ - 28 %‬مبوذج العمل التجاري ‪ 24 % -‬التمويل‪. 14 %‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)3-1‬يمثل نسبة التأثير على فشل أو نجاح الشركة الناشئة‬

‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫الوقت‬ ‫فكرة جوهرها الفريق القائم‬ ‫نمودج العمل‬ ‫التمويل‬
‫على التنفيد‬ ‫التجاري‬
‫‪ VENTES‬‬

‫المصدر‪ :‬أنفاؿ عائشة ديناوي ‪ ،‬فاطمة الزىراء زرواط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.333 .‬‬

‫فبا سبق‪ ،‬يبكن اإلستنتاج أف عامل التوقيت يف تنفيذ األعماؿ واؼبشاريع ىو من أخطر العوامل وأنبيتها يف‬
‫تقرير مدى قباح الشركة الناشئة أـ فشلها‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقنيات تمويل الشركات الناشئة‬

‫إذا كاف مستوى تنمية و تطوير الشركات الناشئة و قطاع األنشطة اػباصة هبا و جودة آليات التوزيع مهما‪،‬‬
‫فإف حجم التمويل من خبلؿ رأ س اؼباؿ أيضا على درجة أكرب من األنبية‪ ،‬لذلك فإف التحدي التمويلي الذي‬
‫تواجهو ىذه الشركات تفرضو خصائص ىذه الشركات و متطلبات اإلحتياجات التمويلية اػباصة هبا من جهة‪،‬‬
‫ومدى إصطدامها بشركات التمويل اليت توفر رأس ماؿ من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬أنفاؿ عائشة ديناوي ‪ ،‬فاطمة الزىراء زرواط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.332 .‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب األول‪ :‬إشكالية تمويل الشركات الناشئة بين معوقات شركات التمويل ومتطلبات اإلحتياجات‬

‫تعترب الشركات الناشئة احملرؾ الرئيسي للنمو اإلقتصادي‪ ،‬فدورىا ال يقتصر فقط على رفع من مستويات‬
‫اإلنتاج وزيادة الصادرات‪ ،‬بل يتعدى ذلك ليشمل التجديد يف النسيج اإلقتصادي من خبلؿ تعويض الشركات‬
‫اليت فشلت وإعادة التوازف لؤلسواؽ‪ ،‬ولكن بالنظر لؤلىداؼ اليت أنشأت من أجلها التنمية اؼبستقبلية‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬أسباب مشكلة التمويل من وجهة نظر شركات التمويل‬

‫يرى فبثلو شركات التمويل أنو من بُت أسباب مشكلة سبويل الشركات األصغر حجما تعود بالدرجة األوذل إذل‬
‫عدـ توافر الضمانات الكافية ؼبنح سبويل ؽبذه الشركات خاصة أف ىذا النوع من الشركات عادة ما يتميز بإلبفاض‬
‫حجم األصوؿ الرأظبالية اليت عادة تأخذىا شركات التمويل بعُت اإلعتبار عند منح اإلئتماف‪ ،‬ىذا إذل جانب‬
‫صعوبة تصرؼ شركات التمويل يف الضمانات بسرعة و بدوف خسارة يف حالة زبلف اؼبقًتض عن تسديد‬
‫اؼبستحقات و نظرا إللبفاض موجوداهتا من جهة و اإلعتبارات اإلجتماعية من جهة ثانية‪.‬‬

‫كما يرى أصحاب الشركات اؼبالية أف عدـ وجود تاريخ إئتماشل لدى الشباب الفئة اليت عادة يوجو ؽبا الدعم‬
‫اغبكومي عند بداية نشاطهم ال يبكن على أساسو تقييم جدارتو اإلئتمانية و يضاؼ إذل ذلك األسباب التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نقص الخبرة‬

‫يقصد هبا اػبربة يف أسس اؼبعامبلت البنكية واليت تعد من أىم ظبات الشركات الكبَتة و زيادة على ذلك عدـ‬
‫قدرهتا على اإلستعانة باػبربات اؼبتخصصة يف ىذا اجملاؿ و ىذا نتيجة إلفتقارىا للسجبلت احملاسبية و بصفة‬
‫خاصة الكاملة و السليمة و اؼبوثوؽ فيها و ىدا لنقص يف اػبربة اإلدارية و التنظيمية للقائمُت على ىذه الشركات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلفتقار لعنصر الثقة‬

‫و ذلك يف القائمُت على ىذه الشركات‪ ،‬و ىو العنصر األساسي لعدة مؤشرات أنبها اعبدارة اإلسبانية للزبوف‪،‬‬
‫و اليت ربدد من خبلؿ القوائم اؼبالية‪ ،‬و الطاقة اإلنتاجية و السيولة و السمعة اإلئتمانية للزبوف‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬عدم مالئمة القروض المطلوبة‬

‫حي‪ :‬عادة تفصل البنوؾ منح التمويل قصَت األجل‪ ،‬و غالبا ىذه الشركات تطلب قروضا طويلة األجل‬
‫لغرض اإلنشاء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬صعوبة تحضير دراسة الجدوى‬

‫و ىذا نظرا لعدـ توافر البيانات واؼبعلومات من جهة‪ ،‬وإرتفاع تكلفة إعدادىا من جهة أخرى‪ ،‬حي‪ :‬يعمل‬
‫الكثَت منها يف قطاع غَت رظبي و غياب الدفاتر احملاسبية واؼبيزانيات والتصروبات الضريبية فبا يزيد من ـباطر‬
‫التعامل معها‪ ،‬مع العلم أف شركات التمويل تعتمد على ىذه الدراسات يف منح اإلئتماف‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬محدودية التسويق‬

‫وىو ما يؤثر على سرعة دوراف األمواؿ اؼبستثمرة يف الشركة و بالتارل على تسديد القروض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب مشكلة التمويل من وجهة نظر القائمين على الشركة‬

‫يرى أصحاب الشركات األقل حجما أف أسباب مشكلة التمويل اليت تواجهها شركاهتم منها ما ىو متعلق‬
‫بالشركة اليت تقدـ التمويل و منها ما ىو مرتبط خبصائص الشركة يف حد ذاهتا‪ ،‬ومن ىذه اؼبشاكل إرتفاع نسبة‬
‫اؼبديونية باؼبقارنة بأصوؿ الشركة و اليت تعترب من جوانب اؽبامة اػباصة عند دراسة حاجة الشركة الناشئة للحصوؿ‬
‫على سبويل أثناء اإلستغبلؿ أو التوسع حي‪ :‬ال توفر أصوؿ الشركة الضماف الكايف للحصوؿ على سبويل جديد‬
‫إلستمرار العملية اإلنتاجية‪ ،‬و خاصة أف البنوؾ تلتزـ بنسبة ؿبددة للمديونية مقارنة برأس اؼباؿ‪ ،‬إضافة إذل مشكلة‬
‫إرتفاع تكلفة التمويل اؼبستعمل لتغطية إحتياجات الشركة و ىذا نظرا إلىتماـ برامج دعم ىذه الشركات يف ظل‬
‫غياب عنصر الثقة تلجأ شركات التمويل إذل متابعة التنفيذ و إذل التدخل باؼبشورة اؼبالية و التقنية يف بعض‬
‫األحياف و عادة ال يقبل صاحب االشركة ىذا التدخل و يفضل تورل كامل عمليات الشركة‪ ،‬ويعترب ىذا من‬
‫‪1‬‬
‫األسباب اليت ذبعل العديد من أصحاب ىذه الشركات ال يقبلوف التعامل مع شركات التمويل‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى بورناف‪ ،‬علي صورل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.037-036 .‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ىيئات وشركات مرافقة و دعم الشركات الناشئة‬

‫تتضمن آليات الدعم واؼبساندة ؾبموعة من الشركات اؼبقامة ؽبذا الغرض اليت أثبتت بنجاحها يف مساندة‬
‫ودعم وتطوير اؼبشروعات الناشئة واؼببادرات دبا يضمن ؽبا النجاح واإلستمرار يف التوسع والتطوير‪ .‬ويف ضوء ذلك‬
‫التطرؽ إذل النقاط التالية‪ :‬حاضنات األعماؿ ‪ ،‬اغبدائق العملية (اغباضنات التكنولوجية)‪ ،‬نظاـ اؼبشاتل ومراكز‬
‫التسهيل‪ ،‬نظاـ اؼبناولة‪ ،‬اإلمتياز التجاري (الفارنشيز)‬

‫الفرع األول ‪ :‬حاضنات األعمال‬

‫تعد حاضنات األعماؿ من بُت أىم اإلذباىات اغبديثة والفعالة اليت سانبت يف تنمية القطاع اإلقتصادي‬
‫وتروهبو من خبلؿ تشجيع أفراد اجملتمع على اإلبداع واإلبتكار يف إنشاء شركات ناشئة‪ ،‬لذلك فإننا من خبلؿ‬
‫ىذه الدراسة إذل احملاولة الوقوؼ على مفهوـ خاضنات األعماؿ و أنواعها وكذا التعرؼ على دورىا يف دعم‬
‫وتنمية الشركات الناشئة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم حاضنات األعمال‪:‬‬

‫ىي شركات تعمل على دعم اؼببادرين‪ ،‬الذين تتوافر ؽبم األفكار الطموحة والدارسة اإلقتصادية السليمة‪،‬‬
‫وبعض اؼبوارد البلزمة لتحقيق مشاريعهم‪ .‬حبي‪ :‬توفر ؽبم مناخ مبلئم وذلك بتقدصل خدمات أساسية لدعمهم‪،‬‬
‫وتسهيل مدة البدء يف إقامة اؼبشاريع على أسس ومعايَت متطورة‪ ،‬أنبها تقدصل الدعم اؼبارل‪ ،‬واإلستشارات التقنية‬
‫‪1‬‬
‫واؼبساعدات التسويقية‪...‬اخل‪.‬‬

‫أما اإلرباد األورويب فقد عرؼ حاضنات األعماؿ على أهنا "عملية تطوير ديناميكية األعماؿ اإلقتصادية اؼبختلفة‬
‫عن طريق معاعبة اإلختناقات اليت تعًتض سبيل اؼبشاريع الصغَتة يف اؼبراحل اؼببكرة بعد تقدصل الدعم واإلسناد‬
‫البلزمُت"‪.2.‬‬

‫‪ 1‬جابر مهدي‪ ،‬أثر حاضنات المشروعات في تعزيز ريادة األعمال بمدينة عنابة‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلفتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جامعة برج باجي ـبتار‬
‫عنابة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2105 ،‬ص‪.052 .‬‬
‫‪ 2‬عدناف حسُت يونس‪ ،‬رائد حضَت عبيس‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تطوير المشاريع الصغيرة‪ ،‬دار األياـ للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2105 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.63‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع حاضنات األعمال‪ :‬ىناؾ عدة أنواع غباضنات األعماؿ تتماشى مع التوجو الذي أسست من أجلو‬
‫وىذه األنواع ىي‪:1‬‬

‫‪ -1‬الحاضنات التقنية أو التكنولوجية ‪:‬‬

‫توجد اغباضنات التقنية بشكل عاـ يف اعبامعات ومراكز األحباث العلمية التكنولوجية وؽبذه اغباضنات دور‬
‫مهم يف إ ستيعاب أصحاب اإلنتاج الفكري وتبقي اؼببدعُت واؼببتكرين وربويل أفكارىم ومشاريعهم من ؾبرد مبوذج‬
‫ـبتربي إذل اإلنتاج واإلستثمار‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاضنات الحكومية‪:‬‬

‫وىي اغباضنات اليت تساعد يف مبو اؼبشاريع اليت هتدؼ إذل التغلب على ربديات الفقر واألمية والبطالة‬
‫وبعض اؼبشاكل الرئيسية اليت يعاشل منها اجملتمع ‪.‬وىذه اغباضنات تكوف مرتبطة باعبهات اغبكومية ألهنا اؼبسؤولة‬
‫عن حل مشاكل اجملتمع اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪ -3‬حاضنات ربحية‪:‬‬

‫يتم إنشاء اغباضنات الرحبية من قبل أفراد أو صباعات أو شركات خاصة إذ هتدؼ إذل تقدصل خدماهتا إذل‬
‫اؼبشاريع اليت يتم إحتضاهنا‪ ،‬وباؼبقابل تستويف ىذه اغباضنات رسوـ اػبدمات اؼبقدمة إذل اؼبشاريع احملتضنة لديها ‪.‬‬

‫‪ -4‬حاضنات األعمال التجارية‪:‬‬

‫وىي اغباضنات اليت هتدؼ إذل توفَت البنية األساسية من مكاتب وصيانة وقاعات إجتماعية ومرافق داعمة‬
‫ؾبهزة بكافة التجهيزات اليت يبكن أف وبتاجها أصحاب اؼبشاريع احملتضنة فضبل عن الدعم باعبوانب اإلدارية‬
‫واإلستشارية والفنية وبشكل ؾباشل هبدؼ إنعاش النمو اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪ 1‬عدناف حسُت يونس‪ ،‬رائد خضَت عبيسى‪ ،‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.64 .‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -5‬الحاضنات الصناعية‪:‬‬

‫وىي اليت هتتم بقطاع اؼبشاريع الصناعية وهتدؼ إذل تعجيل مبو الصناعة عرب إستخداـ اؼبوارد احمللية وىذه‬
‫اغباضنات ربفز اإلستثمارا ت يف القطاع الصناعي وكذلك هتدؼ إذل تطوير الكفاءة اإلنتاجية وزيادة قدرهتا على‬
‫اؼبنافسة وإستيعاب نسبة مهمة من العمالة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -6‬حاضنات األعمال الدولية‪:‬‬

‫تركز ىذه اغباضنات على التعاوف الدورل واؼبارل والتكنولوجي هبدؼ تسهيل دخوؿ الشركات األجنبية إذل‬
‫ىذه الدوؿ من ناحية تطوير وتأىيل الشركات القومية للتوسع واالذباه إذل األسواؽ اػبارجية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور حاضنات األعمال في إستيعاب أصحاب اإلنتاج الفكري وعالقتو بالبحث العلمي والجامعة‬

‫تلعب حاضنات االعماؿ دورا أساسيا يف إستيعاب اإلنتاج الفكري والعبلقة اليت تربطها بو وبالبح‪ :‬العلمي‬
‫باإلضافة إذل اعبامعة وىذا ما سوؼ يتم التطرؽ اليو‪.‬‬

‫‪ -1‬حاضنات األعمال والبحث العلمي‪:‬‬

‫يلعب البح‪ :‬العلمي والتعليم العارل دور أساسيا يف تقدـ اجملتمعات يف شىت اجملاالت‪ ،‬والبح‪ :‬العلمي أداة‬
‫عصرية ؽبا قواعد وأسس ومناىج ومراحل ومتطلبات مادية وبشرية ينبغي توفرىا حىت وبقق نتائج علمية يسهم يف‬
‫تنمية اجملتمع وتطويره‪ .‬حاضنات األعماؿ األداة اؼبثلى غبل مشاكل البح‪ :‬العلمي والباحثُت وترصبة أعماؽبم يف‬
‫الواقع اإلنتاجي‪ ،‬كما ت عد كأداة إسًتاتيجية للبناء واحملافظة على الرأظباؿ الفكري‪ ،‬واغبد قدر اإلمكاف من‬
‫ىجرتو‪.1‬‬

‫‪ -2‬حاضنات األعمال واإلنتاج الفكري‬

‫يف عصر العوؼبة والتحوؿ من اإلقتصاد الصناعي إذل إقتصاد اؼبعرفة‪ ،‬أضحى للمنتجات الفكرية دورا كبَت يف‬
‫أي عملية لبناء إسًتاتيجية تنموية مستدامة إذا يعد رأس اؼباؿ الفكري أحد العوامل اإلنتاجية الرئيسية‪ ،‬ويف ىذا‬

‫‪ 1‬عبد الرزاؽ فوزي‪ ،‬إشكالية حاضنات األعمال بين التطوير و التفعيل رؤية مستقبلية حالة حاضنات األعمال في اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬اؼبؤسبر‬
‫الدورل السعودي عبمعيات و مراكز األعماؿ‪ ،2107 ،‬ص‪.214 .‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫اإلطار يشَت "دركر" إذل أف اؼبورد اإلقتصادي األساسي سوؼ لن يكوف رأس اؼباؿ وال اؼبوارد الطبيعية وال العماؿ‬
‫‪1‬‬
‫و إمبا اؼبعرفة‪ ،‬وسوؼ تكوف اؼبعرفة احملرؾ األساسي لؤلنشطة اليت تقود إذل الثراء‪.‬‬

‫لقد إزدادت أنبية اؼبعلومات بوصفها السلع واؼبعرفة كعنصر أساسي من عوامل اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إذل العمل ورأس‬
‫اؼباؿ‪ ،‬حي‪ :‬أصبحت القوة الدافعة للتنمية اإلقتصادية الوطنية والعاؼبية‪ ،‬فحاضنات األعماؿ اليت تعمل على تطوير‬
‫التكنولوجيات واإلبداع تقوـ بتنشيط اإلنتاج الفكري من خبلؿ رعاية التعاوف بُت أصحاب األفكار اإلبداعية‬
‫والباحيثُت واألكادميُت من جهة‪ ،‬وؾبتمع اإلستثمار فهذا اؼبزيج يبكن من اؼبسانبة يف عمليات التنمية اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬الجامعة وحاضنات األعمال‪:‬‬

‫مت إنشاء حاضنات األعماؿ اؼبرتبطة باعبامعة قصد خلق دور جديد ؽبا يساىم يف التنمية اإلقتصادية فعبلوة‬
‫عن األدوار التقليدية للجامعة (التعليم العارل‪ ،‬البح‪ :‬العلمي‪، )...‬فقد تقوـ اعبامعة بتوفَت فرص إستثمارية‬
‫‪2‬‬
‫وتشغيلية ؼبخرجاهتا النهائية وعلى رأسها البح‪ :‬العلمي عن طريق ىذا النوع من اغباضنات‪.‬‬

‫كما أف اؽبدؼ من ىذا النوع ىو تبٍت اؼببدعُت واؼببتكرين وربويل أفكارىم ومشاريعهم من ؾبرد مبوذج ـبربي إذل‬
‫اإلنتاج واإلستثمار ‪.‬‬

‫ومؤخرا فقد جدد البنك الدورل إىتمامو بالتعليم العارل‪ ،‬والذي إنعكس على تقرير التنمية الذي يف البنك‪ ،‬فقد‬
‫جاء يف تقرير التنمية أنبية التعليم العارل يف تعزيز النمو اإلقتصادي وزيادة معدالتو‪ ،‬إذ يكوف إسهاـ التعليم يف‬
‫التنمية أكرب إذ ما ربقق التكاملية بُت ـبرجات التعليم العارل وأشكاؿ اإلستثمار األخرى وأخدت تلك التكاملية‬
‫‪3‬‬
‫بعُت اإلعتبار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحدائق العلمية‬

‫تعرؼ اغبديقة العلمية على أهنا واحة للتعاوف بُت اإلمكانات اؼبعرفية ػبرهبي اعبامعة وطلبتها من جهة وبُت‬
‫اؼبتطلبات اؼبعرفية العلمية اليت ربتاجها الشركات الصناعية والشركات التجارية واؽبيئات اػبدمية األخرى ‪.‬وعلى‬
‫ذلك‪ ،‬فإف "اغبديقة العلمية " ربتوي عادة على مواقع لشركات صناعية وذبارية ـبتلفة تتعاوف مع كليات اعبامعة‬

‫‪ 1‬رحبي مصطفى علياف‪ ،‬إقتصاد المعرفة‪ ،‬دار الشفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2102 ،‬ص‪.015 .‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاؽ فوزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.215 .‬‬
‫‪ 3‬بساـ مصطفى العمري‪ ،‬تمويل التعليم العالي و إقتصادياتو‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2114 ،‬ص‪.32 .‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫وأقسامها من خبلؿ منسوبيها وطلبتها لتطوير معطيات ىذه الشركات وفتح آفاؽ جديدة للعمل واإلستثمار‬
‫‪1‬‬
‫اؼبعريف اؼبشًتؾ‪.‬‬

‫ربتوي اغبدائق العلمية أماكن ـبصصة لشركة معرفية يف طور اإلنشاء تعرؼ حباضنات التكنولوجية تستند إذل‬
‫معارؼ جديدة قدمتها حبوث جامعية‪ ،‬وتأخذ طريقها إذل السوؽ كمنتجات أو وخدمات جديدة ومتميزة‪،‬‬
‫وتستطيع ىذه الشركات اإل نطبلؽ بعد فًتة "اغبضانة "األوذل إذل عمل على نطاؽ واسع‪ ،‬مع احملافظة على‬
‫العبلقة مع اغبديقة العلمية للجامعة لتجديد معارفها وإكتساب القدرة على اؼبنافسة اؼبعرفية اؼبستمرة‪.‬‬

‫كما تتميز اغباضنات التكنولوجية بوجود وحدات الدعم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬واليت تقاـ بالتعاوف مع اعبامعات‬
‫ومراكز األحباث‪ ،‬وهتدؼ إذل اإلستفادة من األحباث العلمية واإلبتكارت التكنولوجية‪ ،‬وربويلها إذل مشروعات‬
‫ناجحة من خبلؿ اإلعتماد على البنية األساسية ؽبذه اعبامعات ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬نظام المشاتل ومراكز التسهيل والدعم للشركات‬

‫مشاتل الشركات ىي عبارة عن ىياكل إستقباؿ مؤقتة موجهة للمنشئُت هتدؼ إذل دعم وتسيَت ظروؼ‬
‫اإلنطبلؽ‪ ،‬وذلك من خبلؿ توفَت ؿببلت لئليواء‪ ،‬دبا ينطوي عليو من اػبدمات الضرورية كوسائل اإلتصاؿ‬
‫وغَتىا‪ ،‬وؼبدة ؿبدودة وتقدصل خدمات متخصصة (حسب زبصص اؼبشتلة) كاإلعبلـ اآلرل والتكوين‪ ،‬وكذا تقدصل‬
‫اإلستشارات يف اجملاالت احملاسبية والقانونية والضريبية والتجارية وغَتىا‪ ،‬والقياـ بعمليات التنشيط‪ ،‬كعقد ندوات‬
‫‪2‬‬
‫وؿباضارت ‪...‬اخل ‪.‬‬

‫أما مراكز التسهيل والدعم للشركات فهي ىيئات إستقباؿ وتوجيو ومرافقة غباملي اؼبشاريع ومنشئي الشركات‬
‫واؼبقاولُت‪ ،‬كما تعترب أيضا قاطرة لتنمية روح الشركة إذ أهنا ذبمع بُت كل من رجاؿ األعماؿ اؼبستثمرين واؼبقاولُت‬
‫واإلدارات اؼبركزية واحمللية ومركز البح‪ :‬وكذا مكاتب الدراسات واإلستشارات وشركات التكوين وكل األقطاب‬
‫الصناعية والتكنولوجية واؼبالية ‪.‬‬

‫‪ 1‬لي‪ :‬عبد اهلل القهيوي‪ ،‬ببلؿ ؿبمود الوادي‪ ،‬المشاريع الريادية الصغيرة والمتوسطة ودورىا في عملية التنمية‪ ،‬دار حامد للنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2102‬ص‪.93 .‬‬
‫‪ 2‬لي‪ :‬عبد اهلل القهوي‪ ،‬ببلؿ ؿبمود الوادي‪ ،‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.94 .‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نظام المناولة (المقاولة من الباطن)‬

‫نشاط اؼبناولة يتسع يف دوؿ العادل اؼبتقدـ ويغطي نسبة كبَتة من إنتاجها الصناعي‪ ،‬وسوؼ يتم التطرؽ يف‬
‫ىذه النقطة إذل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المناولة الصناعية‬

‫ال يوجد إصباع حوؿ تعريف موحد للمناولة الصناعية‪ ،‬إال أنو يبكن إعطاء تعريف شامل تتمحور فيو أغلب‬
‫التعاريف اؼبعطاة يف ىذا الصدد‪ ،‬وىي "صبيع العبلقات التعاونية التكاملية اليت تنشأ بُت مؤسستُت أو أكثر خبلؿ‬
‫مراحل العملية اإلنتاجية‪ ،‬دبوجبها تقوـ شركة مقدمة لؤلعماؿ بتكليف شركة أو أكثر (تسمى منفذة لؤلعماؿ أو‬
‫‪1‬‬
‫مناولة) متخصصة إلقباز أو أكثر من عمليات اإلنتاج طبقا لعقد ؿبدد مسبقا وملزما لطرفُت"‪.‬‬

‫ويتضح من التعريف أهنا العملية اليت تكلف بواسطتها شركة‪ ،‬شركة أخرى‪ ،‬لتنفيذ إنتاج معُت لصاحل األوذل واليت‬
‫تسمى يف ىذه اغبالة باآلمرة‪ ،‬وتسمى الشركة اؼبنتجة باؼبناولة‪.‬‬

‫إف مصطلح اؼبناولة ىو مصطلح متعارؼ عليو يف دوؿ اؼبغرب العريب ودوؿ مشاؿ إفريقيا‪ ،‬أما بالنسبة للدوؿ‬
‫العربية للمشرؽ العريب فاؼبصطلح اؼبتعارؼ عليو ىو التعاقد أو التعاقد من الباطن‪ .‬و لكي تكوف عملية اؼبناولة‬
‫ناجحة هبب إحًتاـ اإللتزامات اؼبربمة يف العقد ما بُت الطرفُت اآلمر واؼبنفذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص عقد المناولة‬

‫يتميز عقد اؼبناولة دبجموعة من اػبصائص يبكن إهبازىا حسب ما ورد يف القانوف الفرنسي كونو السباؽ يف‬
‫‪2‬‬
‫ىذا اجملاؿ وكوف أىم جوانب القانوف اعبزائري مرتبطة بالقانوف الفرنسي بشكل كبَت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عقد اؼبناولة ىو عقد رضائي‪ :‬فهو ينعقد دبجرد تراضي طرفيو على ؿبل اؼبقاولة‪ ،‬فيجوز إبرامو بالكتابة أو‬
‫شفهيا‪ ،‬وىو ما نصت عليو اؼبادة ‪ 560‬من القانوف اؼبدشل اعبزائري‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل القهيوي‪ ،‬ببلؿ ؿبمود الوادي‪ ،‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.96 .‬‬
‫‪ 2‬اؿبمد بن الدين‪ ،‬المناولة الصناعية كإستراتي جية لتحقيق الميزة التنافسية في المؤسسات الصناعية دراسة تطبيقية على عينة من المؤسسات‬
‫الصناعية العاملة بالجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬زبصص علوـ إقتصادية‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية والتسيَت والعلوـ التجارية‪ ،‬جامعة تلمساف‪ ،2103 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.050‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬ىو عقد من عقود اؼبعاوضات‪ :‬حي‪ :‬أف كبل طريف عقد اؼبناولة يأخذ مقاببل ؼبا يعطى‪ ،‬فاؼبناوؿ يقوـ بالعمل‬
‫اؼبتفق عليو مقابل اؼببلغ الذي وبصل عليو من رب العمل‪ ،‬وال يشًتط أف يكوف اؼبقابل معينا عند إبراـ عقد‬
‫اؼبناولة‪ ،‬إذ يكفي أف يكوف قاببل للتقدير وفقا للقواعد اؼبهنية السارية واألصل أنو مىت كاف اؼبتعاقد مهنيا أدرؾ أف‬
‫ما يقوـ بو ليس تربعا بل لو مقابل وىذا ما يتفق مع الواقع والسَت العادي لؤلمور ‪.‬‬

‫‪ -‬عقد اؼبناولة ملزـ للطرفُت‪ :‬حي‪ :‬يًتتب عن عقد اؼبناولة إلتزامات على عاتق الطرفُت اؼبتعاقدين‪ ،‬أنبها إقباز‬
‫العمل اؼبطلوب بالنسبة للمناوؿ وبالنسبة لؤلمر بالعمل أو رب العمل يلتزـ بدفع األجر اؼبستحق عن ىذا العمل‪،‬‬
‫ويًتتب عن ىذه الصفة التبادلية نتائج ىامة فيما يتعلق بالفسخ والدفع وبعدـ تنفيذ وغَتىا ‪.‬‬

‫‪ -‬ىو عقد وارد على العمل ودوف تبعية اؼبقاوؿ (اؼبناوؿ) لآلمر بالعمل‪ :‬فاؼبناوؿ إذ يقوـ بالعمل اؼبكلف بو فإمبا‬
‫يقوـ بذلك بإظبو اػباص مستقبل عن أي إرادة أو إشراؼ من جانب اآلمر بالعمل‪ ،‬فالعقد وبدد العمل أو النتيجة‬
‫اؼبراد ربقيقها‪ ،‬اؼبقاوؿ ىبتار الوسائل واألدوات اليت يراىا مؤدية إذل إقباز ىذا العمل أو ربقيق ىذه النتيجة دوف أف‬
‫يكوف لآلمر أف يتدخل لتوجيو ىذا اإلختيار أو رقابتو على التنفيذ‪.‬‬

‫ويعمل اإلرباد الوطٍت للمستثمرين الشباب يف اعبزائر على إهباد السبل الكفيلة لًتقية الفكر اؼبقاواليت‪ ،‬وترسيخ‬
‫الثقافة اإل ستثمارية للشباب من حاملي الشهادات وحاملي األفكار اإلبداعية‪ ،‬وىذا يف إطار آليات الدعم من‬
‫"أنساج" و"كناؾ" و"أقباـ" وغَتىا ‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اإلمتياز التجاري (الفارنشيز)‬

‫يعد عقد الفرنشايز من العقود اغبديثة‪ ،‬إال أنو ظل غَت واضح اؼبعادل‪ ،‬وذىبت األنظمة القانونية ؼبختلف‬
‫الدوؿ إذل تفسَته وتطبيقو‪ ،‬دبا يتماشى مع األحكاـ الوطنية التابعة ؽبا‪ .‬حي‪ :‬سيتم التطرؽ يف ىذا الصدد إذل‬
‫التعريف و األنبية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلمتياز التجاري‪ :‬كلمت اإلمتياز التجاري "فارنشيز" ىي كلمة فرنسية األصل مشتقة من فعل "‬
‫‪1‬‬
‫"‪ affranchir‬وتعٍت أف تكوف حرا‪ ،‬وذباريا فإف االمتياز التجاري ىو صيغة للتعامل التجاري بُت طرفُت‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل القهيوي‪ ،‬ببلؿ ؿبمود الوادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.99 .‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫األول‪ :‬مانح اإلمتياز وىو الطرؼ الذي يعَت إظبو التجاري وعبلمتو التجارية ونظاـ العمل اػباص بو‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬فبنوح اإلمتياز وىو الطرؼ اؼبستفيد والذي يدفع رسوـ اإلمتياز إضافة إذل نسبة مئوية من إصبارل مبيعاتو‬
‫مقابل حصولو على حق إستخداـ إسم وشعار ونظاـ عمل مانح اإلمتياز يف منطقة ؿبدودة ولفًتة ؿبددة ىي فًتة‬
‫العقد بُت الطرفُت‪ .‬وقانونيا‪ ،‬اإلمتياز التجاري ىو العقد الذي يبنح دبقتضاه الطرؼ األوؿ (مانح اإلمتياز) حق‬
‫إستخداـ اؼبلكية الفردية(اإلسم التجاري‪ ،‬العبلمة التجارية‪ ،‬براءات اإلخًتاع)‪ .‬لتمكينو من بدء النشاط التجاري‬
‫وأداء العمل يف منطقة اإلمتياز وخبلؿ فًتة ؿبددة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىمية اإلمتياز التجاري بالنسبة للمشروعات الريادية‬

‫وتتمثل أنبية اإلمتياز التجاري فيمايلي‪:1‬‬

‫‪ -‬من وجهة نظر مانح اإلمتياز فإف فوائد تطبيق إدارة نظم اإلمتياز التجاري تتمثل يف توسيع قاعدة نشاطو‬
‫ومضاعفة وحدات البيع بأقل ـباطرة‪.‬‬

‫‪ -‬من وجهة نظر اغباصل على اإلمتياز فإف فوائد تطبيق إدارة نظم اإلمتياز التجاري تتمثل يف مشاركة مانح‬
‫اإلمتياز القوة اإلقتصادية والتسويقية والطموح لتحقيق أرباح أكثر من بدء العمل بشكل مستقل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طرق تمويل الشركات الناشئة‬

‫عندما يتم إنشاء شركات إقتصادي‪ ،‬فإهنا تنمو وسبر عرب عدة مراحل‪ ،‬وزبتلف طرؽ سبويل الشركة الناشئة‬
‫بإختبلؼ مراحل مبوىا‪ ،‬فكل مرحلة تتطلب طرؽ سبويل معينة‪ .‬لذلك سيعرض من خبلؿ ىذا العنصر طرؽ سبويل‬
‫الشركات الناشئة حسب دورة حياهتا‪.‬‬

‫‪ 1‬الزين منصوري‪ ،‬آليات دعم و مساندة المشروعات الذاتية و المبادرات لتحقيق التنمية حالة الجزائر‪ ،‬إستمارة اؼبشاركة يف اؼبلتقى الدورل حوؿ‬
‫اؼبقاولتية التكوين و فرص االعماؿ‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،2101‬ص ‪.02‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الشكل رقم(‪ :)4-1‬طرق تمويل الشركات الناشئة حسب مراحل دورة حياتها‬

‫‪Source : Astrid Cornelis, Analyse des différents méthodes de financement des startups‬‬
‫‪et de la relation entre investisseurs et entrepreneures étude de cas, Louvain School of‬‬
‫‪>management, Belgique, 2017- 2018, p5. site: http:/hdl.handle.net/2078.1/thesis:15219.‬‬

‫يوضح الشكل رقم (‪ )14‬طرؽ التمويل اؼبتاحة وفقا للمراحل اؼبختلفة غبياة الشركة الناشئة‪ .‬ويتضح من خبلؿ‬
‫الشكل أنو كلما تطورت الشركة ومبت‪،‬كلما زادت اؼببالغ اؼبستثمرة فيها وتناقصت اؼبخاطر على اؼبستثمرين‪ .‬يف‬
‫الواقع‪ ،‬كلما تطورت الشركة‪ ،‬كلما أثبتت نفسها ذباه السوؽ ومسانبيها‪ ،‬واؼبستثمروف الذين يصلوف إذل مرحلة‬
‫أكثر تقدما يتحملوف ـباطر أقل من السابق‪ .‬وخبلؿ كل مرحلة من بُت مراحل دورة حياة الشركة‪ ،‬تتدخل‬
‫جهات فاعلة وأساليب سبويل ـبتلفة‪.‬سنشرح بإهباز كل طريقة سبويل وفقا ؼبرحلة تطور الشركة الناشئة‪ ،‬على النحو‬
‫التارل‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنمية الفكرة (‪:)Development-Seed stage‬‬

‫كما سبقت اإلشارة لذلك خبلؿ ىذه اؼبرحلة‪ ،‬يطور صاحب الشركات الناشئة فكرتو ويستثمر بشكل‬
‫أساسي يف البح‪ :‬والتطوير‪ .‬عادة ما يكوف من الصعب يف ىذه اؼبرحلة العثور على فبولُت خارجيُت على إستعداد‬
‫لدعم الفريق اؼبؤسس‪ ،‬فحالة عدـ اليقُت اليت تعيشها الشركات الناشئة بشأف اؼبنتج والسوؽ‪ ،‬كبَتة جدا وينجم‬
‫عنها ـباطر كبَتة ذبعل اؼبستثمرين وبجموف عن تقدصل سبويل للشركات الناشئة‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬غالبا ما يتعُت على‬
‫صاحب الشركة أف يتصرؼ وفقا إلمكانياتو اػباصة‪ .‬وتتمثل طرؽ التمويل اؼبتاحة يف ىذه اؼبرحلة يف‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫أوال‪ :‬رؤوس األموال التمهيدية (‪)Love money‬‬

‫يطلق عليو تسمية رؤوس األمواؿ التمهيدية (‪ )bootstrapping‬حي‪ :‬يتم سبثيل اؼبستثمرين األوائل يف‬
‫الشركات الناشئة عموما برؤوس األمواؿ‪ ،‬وىي تشمل بشكل أساسي اؼبؤسس واألصدقاء والعائلة (‪ )3F‬وبالتارل‬
‫فإف التطوير األورل للشركة يعتمد على اؼبسانبة الشخصية للمؤسس‪ ،‬وعلى اؼبسانبات اؼبالية لؤلشخاص الذين‬
‫ينتموف إذل حاشيتو اؼبباشرة‪.‬‬

‫اؼبيزة الرئيسية لرأس ماؿ اؼبالك من حي‪ :‬فريق الشركات الناشئة ىي أف العائلة واألصدقاء والزمبلء الذين يوفروف‬
‫التمويل يف اؼبرحلة اؼببكرة من دورة التمويل ال يشاركوف يف اؼبراقبة اؼبالية‪ ،‬مع أو بدوف التدابَت والنسب الرظبية‬
‫‪.‬على العكس من ذلك فإف فريق الشركات الناشئة الذي ال يتحكم يف التمويل اؼبقدـ قد تكوف ىناؾ فرصة‬
‫لسوء اإلستخداـ أو اؼبخاطرة العالية من قبل اؼبالك‪.‬وعلى الرغم من ىذا يظل رأس ماؿ اؼبالك اؼبصدر األساسي‬
‫األوؿ ػبيار التمويل للشركات الناشئة ‪.‬‬

‫أي أف التمويل عن طريق رؤوس األمواؿ (‪ )Love money‬يشمل كل من مدخرات الشخصية للمؤسس‬
‫وكذلك األمواؿ الذي يتم تلقيها من العائلة أو األصدقاء‪.‬‬

‫ربقق طريقة التمويل ىذه لصاحب اؼبشروع العديد من اؼبزايا نذكر منها‪:1‬‬

‫‪ -‬اإلحتفاظ باؼبلكية اغبصرية ؼبشروعو؛ وىو ما يدعم اإلستقبللية اؼبالية للمشروع‬

‫‪ -‬إ ستخداـ رؤوس األمواؿ التمهيدية يف البداية كوسيلة وحيدة للتمويل‪ ،‬ربفزه على التمييز بُت األولويات وربديد‬
‫اؼبشاكل اغبقيقية وحلها‪ ،‬حي‪ :‬الحظ الباحثوف أف اإلستعانة بالتمويل اػبارجي خاصة إذا إنطوى على مبالغ أكرب‬
‫من البلزـ‪ ،‬يؤدي ذلك إذل نفقات غَت ضرورية أو غَت فعالة‪ ،‬قد تضطره لطلب اؼبزيد من األمواؿ‪.‬‬

‫‪ -‬وبقق ىذا األسلوب من التمويل لصاحب الشركة الناشئة مرونة يف إختياره لئلسًتاتيجية وإزباذ القرارات‪ ،‬وىي‬
‫عملية ستكوف أكثر تعقيدا إذا كاف يف الشركة مستثمروف هبب إرضائهم‬

‫‪Lonez Mathilde, Comment determiner le mode de financement le plus adapte pour les start-ups en‬‬
‫‪1‬‬

‫‪balgique lors de la phase de lancement?, Louvain school of managment(LSM), 2017-2018,P18-19.‬‬


‫‪http://hdl.handle.net/2078.1/thesis:15414, 25/04/2021, h 22:15.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬وبفزه على اإلبداع وإبراز مواىب غَت مستكشفة ألف سبويل الشركة بالوسائل اػباصة‪ ،‬يلزمو على إهباد حلوؿ‬
‫دبفرده للحد من التكاليف‪.‬‬

‫‪ -‬يف حُت يعاب على ىذا األسلوب يف التمويل ؿبدودية األمواؿ اليت يوفرىا‪ ،‬وىو ما هبعل عملية تنمية وتطوير‬
‫الشركة تستغرؽ وقت أطوؿ‪،‬فإذا أراد صاحب الشركة تطويرىا بسرعة‪ .‬يتعُت عليو إهباد مصدر سبويل إضايف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل الجماعي (‪(Crowdfunding‬‬
‫‪ -1‬تعريف‪ :1‬التمويل اعبماعي أو مصطلح (‪ (Crowdfunding‬من الناحية اللغوية مكوف من جزأين‬
‫)‪ (funding‬أي التمويل ‪ )Crowd(،‬وتعٍت اغبشد أو اعبمهور‪ ،‬وبالتارل لغويا ىو سبويل شركة ما من قبل عدد‬
‫كبَت من اؼبشًتكُت‪.‬‬
‫التمويل اعبماعي ىو شكل من أشكاؿ التعهيد اعبماعي ‪ ،crowdsourcing‬والذي يعرؼ على أنو‪ :‬إستعانة‬
‫منظمة ما دبصادر خارجية‪ ،‬عرب موقع ويب‪ ،‬للقياـ بنشاط ما من قبل عدد كبَت من األفراد الذين غالبا ما تكوف‬
‫ىويتهم ؾبهولة‪ ،‬أي أف اؼبنظمة اليت تتصف بػ ‪ crowdsourcer‬تستعُت باعبمهور للقياـ بنشاط يعهد بو يف‬
‫اغبالة العادية إذل أفراد أو وظيفة معينة‪ ،‬وبالتارل فإنو ينظر للجمهور على أنو يوفر ؾبموعة كبَتة من اؼبهارات‬
‫واؼبوارد اؼبادية واالجتماعية والثقافية واؼبالية ‪ ،‬اليت يبكن تعبئتها من أجل اؼبسانبة يف خلق القيمة ؼبنظمة ما‪ .‬وعليو‬
‫فإف التعهيد اعبماعي يبثل نشاط تشاركي عرب اإلنًتنت يستعُت فيو فرد أو منظمة أو شركة دبجموعة من األفراد‬
‫الذين تتنوع معارفهم وخربهتم‪ ،‬عرب تقدصل عرض مفتوح للمسانبة واإللتزاـ الطوعي دبهمة ما‪ .‬إف إقباز اؼبهمة واليت‬
‫هبب على اعبمهور اؼبشاركة فيها من خبلؿ اؼبسانبة بعملهم‪ ،‬أمواؽبم‪ ،‬معرفتهم وخربهتم‪ ،‬ينطوي دائما على اؼبنفعة‬
‫اؼبتبادلة‪ ،‬سيحصل اؼبشاركُت يف النشاط على إشباع نوع معُت من اإلحتياجات‪ ،‬سواء كاف ذلك يف شكل مادي‬
‫أو معنوي ‪ ،‬بينما وبصل صاحب النشاط على إحتياجاتو ويستخدمها‪.‬‬

‫ويأخذ التعهيد اعبماعي أربعة أشكاؿ رئيسية‪: 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bakli Mustapha, op cit, 2020, P115.‬‬
‫‪http://univ-bejaia.dz/dspace/123456789/2852, 26/04/2021, h09:29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Stéphane Onnée et Sophie Renault, Crowdfunding: vers une compréhension du rôle joué par la foule,‬‬
‫‪revue management & avenir, N°74, Université d'Orléans, April 2015, p 119-120. Sur le site‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/275646059, 02/05/2021, h 15 : 27.‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫أ‪ -‬التصويت الجماعي (‪:)Crowd voting‬‬

‫يف ىذا الشكل تعتمد اؼبنظمة على رأي اعبمهور يف إزباذ قرارهتا‪ ،‬ويغطي ىذا الشكل من التعهيد اعبماعي‬
‫ؾبموعة واسعة من األنشطة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أفكار الجماىير(‪:)Crowd wisdom‬‬

‫ويبثل إعتماد اؼبنظم ة على التحفيز الفكري لؤلفراد إلهباد حلوؿ لبعض اؼبشاكل اليت تواجهها‪ ،‬وىو يعكس‬
‫صيغة العصف الذىٍت عرب اإلنًتنت‪.‬‬

‫ج‪ -‬إبداع الجماىير(‪:)Crowd creaction‬‬

‫يف ىذا الشكل ‪ ،‬تضع منصة ما اعبماىَت يف منافسة من أجل اغبصوؿ على حلوؿ إبداعية لتحدي تواجهو‬
‫إحدى الشركات‪.‬‬

‫د‪ -‬التمويل الجماعي(‪:)Crowd funding‬‬

‫التمويل اعبماعي اغبدي‪ :‬ىو آلية تسمح بتوفَت األمواؿ للشركات الناشئة من خبلؿ دعوة أكرب عدد فبكن‬
‫من اؼبشاركُت عن طريق الشبكات اإلجتماعية ‪ Linkedin،Facebook ،Twitter‬واؼبدونات اؼبتخصصة‬
‫األخرى‪ .‬معظم مراحل سَتورة عملية التمويل تتم عرب منصة أنًتنت وال تتطلب تدخل وسيط مارل‪.‬‬

‫تقوـ فكرة التمويل اعبماعي على عبوء أصحاب الشركات إذل صبهور كبَت جدا للحصوؿ على ما وبتاجونو من‬
‫أمواؿ بدال من اغبصوؿ عليها من ؾبموعة صغَتة جدا من اؼبستثمرين احملًتفُت حي‪ :‬يساىم كل فرد دببلغ صغَت‬
‫جدا‪ .‬ويبكن للمشاركُت يف ىذا التمويل والذين يطلق عليهم"‪ "crowd funders‬يف بعض اغباالت اؼبشاركة يف‬
‫إزباذ القرارات اإلسًتاتيجية كما قد وبصلوف على حقوؽ تصويت‪.‬‬

‫يرتكز التمويل اعبماعي على مبدأين‪ ،‬يتمثل اؼببدأ األوؿ يف عقبلنية اعبمهور "‪ ،"la sagesse de la foule‬إف‬
‫ما يبيز التموي ل اعبماعي عن طرؽ التمويل التقليدية ىو الرابط الذي ينشأ بُت اؼبمولُت وصاحب الشركةوالذي‬
‫يعطي أبعادا جديدة لئلستثمار‪ :‬فروح اؼبشاركة أساسية يف التمويل اعبماعي‪ ،‬وىو بذلك ليس ؾبرد عملية عبمع‬
‫األمواؿ والتربعات ىو وسيلة إلشراؾ العديد من مستخدمي األنًتنت يف سبويل شركة ما‪ ،‬وللمسانبة يف ربسُت‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫صورتو والًتويج لو من خبلؿ الشبكات اإلجتماعية‪ ،‬وبالتارل اؼبسانبة يف تعزيز قباحو من خبلؿ النشر الواسع عرب‬
‫اإلنًتنت‪.‬‬

‫اؼببدأ الثاشل للتمويل اعبماعي ىو الوعد بتوفَت سبويل بديل‪ ،‬الذي نشأ يف أعقاب األزمات اؼبالية اؼبختلفة وخاصة‬
‫أزمة ا لرىن العقاري واليت أثرت بشدة على ثقة اؼبستثمرين يف نظاـ التمويل التقليدي ‪ ،‬فهو يوفر بديبل للمقاولُت‬
‫الذين هبدوف‪ ،‬صعوبة يف سبويل الشركة من خبلؿ قنوات التمويل التقليدية‪ .‬حي‪ :‬تتمثل إحدى اػبصائص الرئيسية‬
‫للتمويل اعبماعي يف أف مسانباتو يف الشركة اؼبمولة ليست مالية فحسب‪ ،‬بل تشمل التسويق والتضامن واألبعاد‬
‫احمللية‪ ،‬وىو موجو يف األصل كبو إ قتصاد أكثر مشوال‪ .‬وقد عمل العديد من اؼبؤلفُت على تذكَت اؼبنصات بأف‬
‫مؤسسيها دل يكن دافعهم الوحيد النجاح يف األعماؿ التجارية ‪ ،‬ولكن أيضا إعطاء طابع إنساشل لنشاط اإلئتماف‪،‬‬
‫وذلك بعد أف بدأ اإل ستيبلء على التمويل اعبماعي تدرهبيا من قبل اؼبؤسسات والبنوؾ وشركات التأمُت‪ ،‬األمر‬
‫الذي سينعكس على صورة التمويل اعبماعي بإعتباره‪ ،‬إستثمار ذو مسؤولية إجتماعية ومرتبط باإلقتصاد اؼبستداـ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أشكال التمويل الجماعي‪:‬‬

‫نبلحظ وجود أربعة أشكاؿ للتمويل اعبماعي‪ ،‬كل شكل منها يتوافق مع حاجة ـبتلفة من إحتياجات الشركة‬
‫وتستهدفها الشركات الناشئة يف مراحل ـبتلفة من تطورىا‪ .‬وتتمثل ىذه األشكاؿ يف‪:‬‬

‫أ‪ -‬التمويل جماعي القائم على التبرعات (‪:)Based crowd funding‬‬

‫ىذا الشكل من التمويل اعبماعي ال يبثل سوى طريقة حديثة عبمع التربعات لقضية ما‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‬
‫للمساعدة يف سبويل معرض فٍت أو شركة إنسانية أو إجتماعية‪ ،‬فهو يعتمد على كرـ اعبمهور لتمويل مشروع ذو‬
‫ىدؼ خَتي أو للدفاع عن قضية معينة‪ .‬ىذا الشكل ىو أقدـ أشكاؿ التمويل اعبماعي وتستخدمو كثَتا‬
‫اعبمعيات اػبَتية ‪ ،‬أو أوالئك الذين هبمعوف األمواؿ لؤلعماؿ اػبَتية‪ ،‬بإستخداـ مواقع الواب‪ ،‬عبمع التربعات‬
‫لشركة ما‪ .‬بينما تقوـ معظم الشركات اػبَتية الراسخة هبذا النوع من اإلجراءات على موقعها على الويب‪ ،‬فإف‬
‫الشركات الصغَتة واألشخاص الذين هبمعوف األمواؿ ألغراض شخصية أو خَتية يستعينوف خبدمات منصات‬
‫التمويل ا عبماعي‪ .‬ويبيل اؼباكبوف إذل اؼبسانبة يف اؼبشروع ألهنم يأملوف يف أف يتمكنوا من جٍت منفعة شخصية من‬

‫‪ 1‬أظباء بللعما‪ ،‬التمويل الجماعي آلية لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة إشارة إلى منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬ؾبلة الدراسات‬
‫االقتصادية اؼبعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،12‬جامعة أضبد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،2121 ،‬ص‪.5-4 .‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ىذا التربع أو أف يتمكنوا من اإلستفادة من الشركة اؼبدعومة‪ .‬اؼببالغ اليت مت صبعها ليست كبَتة بشكل عاـ‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإف ىذا النوع من التمويل اعبماعي ىو األكثر إنتشارا يف العادل‪.‬‬

‫ب‪ -‬التمويل الجماعي القائم على المكافأة (‪:)Reward based crowd funding‬‬

‫لقد إشتهر ىذا النوع من التمويل اعبماعي من خبلؿ منصات ‪ Kitckstarter‬و‪ .Indiegogo‬يف ىذا ‪،‬‬
‫الشكل من التمويل اعبماعي سيحصل األشخاص الذين يبولوف الشركة على مكافأة غَت مالية مثل ىدية أو منتج‬
‫مقابل األمواؿ اؼبتربع هبا‪ .‬أثناء ضبلة من ىذا النوع‪ ،‬يسمح أصحاب الشركة لؤلشخاص الذين سانبوا يف سبويلو‪،‬‬
‫اغبصوؿ على إ متيازات معينة‪ ،‬كالوصوؿ إذل اؼبنتج أو اػبدمة قبل عامة الناس‪ ،‬أو اغبصوؿ عليها بسعر أفضل‪ ،‬أو‬
‫أف تعد الشركة كل متربع باغبصوؿ على عدد معُت من منتجاهتا سنويا مدى اغبياة إذا إستثمر مبلغا ؿبددا فيها‪،‬‬
‫أو تذكرة دخوؿ عرض إذا كاف التربع لفناف‪ ،‬رغم أف القيمة اإلقتصادية ؽبذه اؼبكافأة عادة ما تكوف أقل من مبلغ‬
‫التربع حىت يتمكن صاحب الشركة من اإلستمرار يف تطوير مشروعو‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يشعر اؼبستثمر أف قيمة ىذه‬
‫اؼبكافأة أكرب من قيمتها اإلقتصادية‪ .‬وىو أكثر أشكاؿ التمويل اعبماعي شيوعا‪ ،‬ويلجأ إليو اؼبقاولُت عادة إذا‬
‫كانت إحتياجاهتم التمويلية منخفضة نسبيا‪ .‬من بُت اؼبنصات الفرنسية الناشطة يف ىذا اجملاؿ‬
‫‪.KissKissbankbank ،MyMagorcompany‬‬

‫عادة ما تستخدـ اؼبنصات على غرار ‪ ،Kickstarter‬يف ىذا الشكل من التمويل اعبماعي خاصية "الكل أو‬
‫ال شيء"‪ ،‬أي أف الشركة سيتم سبويلها فقط إذا مت صبع اؼببلغ احملدد‪ ،‬إذا دل يتم ذلك ‪ ،‬فإف صبيع اؼبسانبات ترد‪.‬‬
‫على العكس من ذلك‪ ،‬إذا كاف اؼببلغ الذي مت ربصيلو أكرب من اؼببلغ احملدد‪ ،‬فسوؼ يستفيد صاحب الشركة من‬
‫مسانبة مالية أكرب بكثَت‪.‬‬

‫من عيوب ىذا الشكل من التمويل اعبماعي‪ :‬أف اؼبنتج اؼبوعود قد ال يرى النور أبدا وقد ال يتلقى اجملتمع الذي‬
‫ساىم يف التمويل اؼبنتج أبدا‪ .‬يف الواقع‪ ،‬يف عاـ ‪ 2102‬مت إطبلؽ شركة إلنشاء ألعاب الطاولة على‬
‫اؼبنصةاألمريكية ‪ Kickstarter‬ومت سبويلو بالكامل‪ ،‬يف النهاية إتضح أف صاحب الشركة دل يكن قادر على توفَت‬
‫اللعبة اؼبعنية‪ ،‬وعجز عن التسديد لؤلشخاص الذين مولوا الشركة على الرغم من صدور اغبكم بذلك‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ج‪ -‬التمويل الجماعي القائم على المشاركة في رأس المال (‪:)Equity crowd funding‬‬

‫يسمح ىذا الشكل للمستثمرين باغبصوؿ على حصة يف رأس ماؿ الشركة مقابل األمواؿ اؼبستثمرة‪ ،‬يف‬
‫شكل قسيمات "‪ " notes‬وىي أداة مالية توفر غباملها حقوقا معينة بناء على األداء اؼبارل لؤلوراؽ اؼبالية للشركة‬
‫ويلجأ اؼبقاوؿ عادة إذل ىذا النوع من التمويل اعبماعي ‪ ،‬إذا كاف حباجة لرؤوس أمواؿ كبَتة‪ .‬تتخذ منصة التمويل‬
‫اعبماعي دور الوسيط بُت اؼبستثمرين وطالب التمويل‪ ،‬حي‪ :‬تقوـ يف هناية ضبلة التمويل اعبماعي بوضع األمواؿ‬
‫اليت مت صبعها يف الصندوؽ‪ ،‬ينشأ خصيصا ؽبذه اغبملة التمويلية‪ ،‬بإستثمار األمواؿ اجملمعة يف رأس ماؿ الشركة‪ .‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬سيحصل اؼبستثمر على قسيمات تشاركية يف الصندوؽ‪ ،‬واليت ستوفر للمستثمر نفس العائد اإلقتصادي‬
‫الذي ربققو أسهم الشركة اؼبستهدفة‪ ،‬ويتمتع اؼبستثمر الذي ‪ ،‬ىبتار ىذا النوع من التمويل اعبماعي عموما بنفس‬
‫اغبقوؽ اليت يتمتع هبا اؼبسانبوف اآلخروف يف الشركة‪.‬‬

‫يتمثل وجو اإلختبلؼ الرئيسي بُت التمويل اعبماعي حبقوؽ اؼبلكية وإصدار أسهم بالطريقة الكبلسيكية يف سَتورة‬
‫عملية التمويل نفسها‪ :‬يف ىذه اغبالة‪ ،‬يدعو اؼبقاوؿ إذل صبع األمواؿ من منصة التمويل اعبماعي ويتخذ‬
‫اؼبستثمروف قراراهتم‪ ،‬إعتمادا على اؼبعلومات اليت يقدمها اؼبقاوؿ نفسو‪ ،‬حي‪ :‬ينصب إىتمامهم على دقة‬
‫التخطيط اؼبارل اؼبطبق‪ ،‬أي التفسَت التفصيلي لعوامل اؼبخاطرة اؼبرتبطة بالشركة‪ ،‬ومقدار رأس اؼباؿ اؼبطلوب‪ ،‬ودقة‬
‫التوقعات اؼبالية باإلضافة إذل خربة مسَتي الشركة‪ .‬حىت يضمن اؼبقاوؿ قباح ضبلتو التمويلية يتعُت عليو تقدصل‬
‫ـبطط أعماؿ بتوقعات مالية واقعية مع ربديد األىداؼ اؼبستقبلية للشركة بدقة‪ .‬ومن اؼبرجح أيضا أف ذبذب‬
‫عوامل أخرى مثل اغبوكمة الداخلية احملددة جيدا باإلضافة إذل ؾبلس العمل الذي يتمتع دبهارات معًتؼ هبا اؼبزيد‬
‫من اؼبستثمرين وتسمح جبمع رأس اؼباؿ بشكل أسرع‪.‬‬

‫د‪ -‬التمويل الجماعي القائم على اإلقتراض (‪:)Crowd lending‬‬

‫يسمح ىذا الشكل للجمهور بإقراض شخص أو شركة مبلغ معُت من رأس اؼباؿ‪ ،‬ويلتزـ اؼبقًتض بعد ذلك‬
‫بسداد قرضو بفائدة على مدى فًتة ؿبددة جبدوؿ سداد ؿبدد مسبقا‪ ،‬وبالتارل يصبح اؼبشاركُت يف التمويل‬
‫اعبماعي دائنُت للشركة اليت قرروا سبويلها‪ ،‬إال إذا كاف القرض ؼبشروع ذو بعد إجتماعي‪ ،‬فإف اؼبقرض لن وبصل‬
‫على أي فائدة على اؼببلغ اؼبقرض‪ .‬ذبدر اإلشارة ىنا إذل أ بعض منصات اإلقراض اعبماعي تعمل كوسيط مارل‬
‫وتكوف مسؤولة عن إدارة األمواؿ بُت بُت اؼبقرض واؼبقًتض والبعض اآلخر تتوذل فقط عملية الربط بُت اؼبقرض‬
‫واؼبقًتض‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬المساعدات والمكافآت الحكومية (‪(seed financing‬‬

‫يف الوقت اغباضر‪ ،‬توفر اغبكومات العديد من اإلعانات والربامج اليت تقدـ اؼبرافقة للشركات الناشئة يف‬
‫شكل مساعدة ومشورة وحىت التمويل‪ ،‬سواء كاف ذلك إلنشاء أو إدارة أو تطوير شركة ما‪ ،‬إذ يعترب تقدصل اؼبنح‬
‫والدعم للشركات من طرؼ الدولة مصدرا مهما لدعم وسبويل الشركات الناشئة‪ ،‬حي‪ :‬يبكن للحكومات تقدصل‬
‫منح ؼبساعدة الشركات والقطاعات على تطوير تقنيات وعمليات جديدة‪ ،‬حي‪ :‬تتاح ىذه اؼبنح بشكل فردي أو‬
‫قد تتطلب العمل بشكل تعاوشل بُت الشركات لتقديبها‪ ،‬إما مع شركات أخرى أو مع شركات حبثية كاعبامعات‪.‬‬

‫إ ستخداـ اؼبنح عبلب التمويل إذل الشركة لو مزايا عديدة‪ ،‬باؼبقارنة مع طرؽ التمويل األخرى‪ ،‬فإف عملية التقدـ‬
‫للحصوؿ على اؼبنح مباشرة‪ ،‬يتم دائما نشر القواعد ومعايَت األىلية‪ ،‬ويف كثَت من اغباالت يتم تقدصل النصائح‬
‫للمساعدة على التقدصل‪ ،‬كما أف ىناؾ القليل من التدخل من قبل األطراؼ اؼباكبة للمنح يف إدارة العمل اليومي‬
‫ماداـ ىناؾ التزاـ بشروط اؼبنحة‪ ،‬باإلضافة إذل توفَت األمواؿ يبكن أف تضيف قيمة فيما يتعلق بتكوين تعاونيات‬
‫قيمة‪ ،‬وتوفَت اؼبكا نة والدعاية لؤلعماؿ التجارية وإثبات للمستثمرين احملتملُت يف اؼبستقبل أف اآلخرين يعتقدوف‬
‫أف أفكارؾ ىي تستحق التمويل أيضا‪.‬‬

‫ومن عيوب اؼبنح ىي أف عملية التقدصل غالب ما تستغرؽ وقت طويبل ويبكن أف تستغرؽ عدة أشهر لتحقيقها‪،‬‬
‫وسنوات يف بعض اغباالت‪ .‬إذا كانت اؼبد فوعات تقدـ بشكل متأخر‪ ،‬ستربز ىناؾ حاجة إذل اؼبساعدة للحفاظ‬
‫على تدفق نقدي سليم أثناء إنتظار سداد مطالبات اؼبنحة‪ .‬ويف بعض اغباالت‪ ،‬إذا تغَت إذباه العمل وفشلت‬
‫‪1‬‬
‫الشركة يف اإللتزاـ بشروط عرض اؼبنحة‪ ،‬فقد ربتاج إذل سداد اؼبنحة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حاضنات األعمال (‪)Business incubators‬‬

‫نظرا لدور الشركات الناشئة يف ربقيق العديد من األىداؼ ذات الطابع اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬كخلق‬
‫فرص عمل أكثر إستمرارية‪ ،‬وتنمية اؼبواىب واإلبتكارات وترقية روح اؼببتدرة الفردية‪ .‬ولكوف اإلشكاؿ اؼبطروح ال‬
‫يتعلق بكيفية إنشاءىا بل يف كيفية ضماف بقائها وإستمراريتها وصوال إذل إستدامتها‪ .‬ؽبذا كاف لزاما على ـبتلف‬
‫الدوؿ دعم إنشاء وإستدامة ىذه الشركات لتتمكن من مواجهة الصعوبات اليت كثَتا ما كانت تؤدي إذل فشلها‬
‫وزواؽبا‪ ،‬وذلك من خبلؿ إقامة شبكات الدعم اليت أخذت عدة صور أبرزىا حاضنات األعماؿ واؼبشاتل‪ .‬وقد‬

‫‪https://www.researchgate.net/publication/350889540‬‬ ‫‪ 1‬بوزرب خَتالدين‪ ،‬خوالد أبوبكر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.369 .‬أنظر اؼبوقع‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫أثبتت الدراسات أف اغباضنة يبكنها أف توفر اؼبتطلبات الضرورية لتنمية وتطوير الشركات اعبديدة من خبلؿ‬
‫إمدادىا بكل ما ربتاجو من عوامل الدعم لتنهض‪ ،‬تستقر وتنافس وتدوـ‪.‬‬

‫مشتلة الشركة أو اغباضنة تعترب أداة لرعاية صغار اؼبستثمرين‪ ،‬من خبلؿ تشجيع وتنمية روح اإلستثمار واؼببادرة‬
‫لديهم يف ـبتلف اجملاالت‪ ،‬ليكونوا نواة رجاؿ األعماؿ مستقببل‪ ،‬حي‪ :‬إف الدعم واؼبساندة ال يتوقف عند اعبانب‬
‫اؼبارل فقط‪ ،‬بل يبتد ليشمل ـبتلف النواحي األخرى اليت غالبا ما تكوف سببا يف زواؿ الشركة الناشئة‪ ،‬حي‪:‬‬
‫يستمر الدعم والرعاية إذل غاية ؼبس مؤشرات النجاح والتأكد منها‪ ،‬ومن مث تأيت مرحلة الفطاـ من اغباضنة‪،‬‬

‫فاغباضنة إذف ىي منظومة عمل متكاملة توفر كل السبل إلستضافة شركة وافدة لفًتة ؿبددة تسمح ؽبا بنقل‬
‫‪1‬‬
‫اؼببادرة من مرحلة الفكرة إذل واقع التطبيق التجاري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حي‪ :‬تتلخص مهاـ حاضنات األعماؿ فيما يلي‪:‬‬

‫تقدصل اإلستشارة للمستثمرين فيما يتعلق بدراسات اعبدوى إلستثماراهتم وإختيار اآلالت واؼبعدات وطرؽ العمل‪،‬‬
‫وتوفر للشركات احملتضنة مبٌت يشمل مكاتب اإلدارة لكل منها وقاعة إستقباؿ مستقلة ومشًتكة‪.‬‬

‫تقدصل مساعدات مالية للشركات احملتضنة‪ ،‬مع تقدصل الدعم الفٍت فيما ىبص تصميم اؼبنتجات أو تطويرىا‪ ،‬إجراء‬
‫دورات تدريب وتأىيل للعاملُت واؼبستثمرين يف الشركات احملتضنة‪.‬‬

‫إرشاد الشركات احملتضنة إذل ـبتلف اؽبيئات اغبكومية والغَت اغبكومية ذات العبلقة بنشاط ىذه الشركات فيما‬
‫يتعلق بالقواننُت ‪...‬وغَتىا‪.‬‬

‫حي‪ :‬يبكن تلخيص أىم اػبدمات اليت تقدمها حاضنات األعماؿ للشركات احملتضنة يف ثبلث عناصر وىي‪:‬‬
‫خدمات إسًتاتيجية كخطط العمل‪ ،‬وخدمات إجرائية كتوفَت مصادر التمويل والتسويق‪ ،‬وخدمات ربتية كتوفَت‬
‫اؼبكاف اؼبناسب‪.‬‬

‫‪ 1‬سامية عمر عبدة‪ ،‬إشكال ية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر بين األساليب التقليدية و المستحدثة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2120‬ص‪.023-022 .‬‬
‫‪ 2‬سليم بوقنة‪ ،‬وأخروف‪ ،‬حاضنات األعمال كأداة لترقية المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة بشار‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪ ،2121‬ص‪.221 .‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة اإلنشاء أو التأسيس (‪)Startup stage‬‬

‫خبلؿ ىذه اؼبرحلة‪ ،‬ال يزاؿ من اؼبمكن‪ ،‬بل وحىت من السهل الوصوؿ إذل التمويل اعبماعي باإلضافة إذل‬
‫اؼبساعدات اغبكومية‪ ،‬لكن إحتياجات الشركة الناشئة تصبح أكرب يف ىذه اؼبرحلة اليت تتطلب اإلستثمار يف البنية‬
‫التحتية واؼبعدات والنماذج األولية ‪...‬إخل‪ ،‬من أجل التمكن من ربقيق اؼببيعات األوذل والتحضَت لتسويق اؼبنتج‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يصبح من اؼبفضل التوجو إذل مستثمري القطاع اػباص‪ ،‬اؼبستعدين لوضع اؼبزيد من األمواؿ ولكن أيضا‬
‫ؼبساعدة الشركة الناشئة من وجهة نظر إسًتاتيجية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يف ىذه اؼبرحلة‪ ،‬ال يزاؿ اػبطر قائما للغاية فاؼبقاوؿ‬
‫واؼبستثمروف ينتظروف معرفة ما إذا كاف سيتم قبوؿ اؼبنتج يف السوؽ أو ال‪ .‬وىنا عادة ما يتم اللجوء مبلئكة‬
‫األعماؿ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مالئكة األعمال (‪)Business angels‬‬

‫‪ -1‬تعريف‪:‬‬

‫اؼبستثمروف اؼببلئكة‪ :‬وىم رجاؿ أعماؿ ناجحوف‪ ،‬يقوموف بتمويل الشركات الناشئة من أمواؽبم اػباصة‪.‬‬
‫واؼبستثمر اؼببلؾ يسمى يف أوروبا "برجل األعماؿ الغَت الرظبي"‪ .‬حي‪ :‬يعرؼ على أنو‪" :‬شخص ثري يستثمر رأس‬
‫‪1‬‬
‫ماؿ معُت يف مرحلة إطبلؽ عمل ما مقابل مقايضة على ملكية أسهم رأس اؼباؿ"‪.‬‬

‫ووفقا للتعريف الذي قدمو ‪ van osnabrugge‬يبيل مبلئكة األعماؿ إذل أف يكونوا أفرادا عاديُت‪ ،‬غالبا ما‬
‫أسسوا شركاهتم الناجحة اػباصة يف اؼباضي‪ ،‬ويتطلعوف اآلف إذل إستثمار بعض أمواؽبم واػبربة اؼبكتسبة يف شركة‬
‫ريادية صغَتة‪ ،‬بالنسبة لشركة مبتدئة من اؼبهم البح‪ :‬عن مصادر التمويل اؼبتاحة بسهولة زبتلف عن البيئة‬
‫السائدة للسوؽ اؼبارل‪ ،‬مبلئكة األعماؿ ىي سوؽ غَتت رظبية للتمويل اؼبباشر حي‪ :‬يبكن لؤلفراد اإلستثمار‬
‫مباشرة يف الشركات الصغَتة أو الشركات الناشئة من خبلؿ إمتبلؾ األسهم‪ ،‬اؼبستثمروف اؼبمولوف ىم أفراد أثرياء‬
‫يعملوف كمستثمرين غَت رظبيُت أو خاصُت يقدموف سبويبل للمشاريع للشركات الناشئة الصغَتة‪ ،‬وبالتارل فإف اؼببلغ‬
‫‪2‬‬
‫الذي يرغبوف إستثماره يف الشركات الصغَتة ىو يف الغالب نفس اؼببلغ اؼبطلوب من قبل الشركة‪.‬‬

‫‪ 1‬عصاـ اعبمل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.068.‬‬


‫‪https://www.researchgate.net/publication/350889540‬‬ ‫‪ 2‬بوزرب خَتالدين‪ ،‬خوالد أبوبكر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.367 .‬أنظر اؼبوقع‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫ؼببلئكة األعماؿ عدة خصائص تلخصها الرابطة األوروبية ؼببلئكة األعماؿ فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مستثمر فردي؛‬

‫‪ -‬يستثمر مباشرة (أو من خبلؿ فبتلكاتو الشخصية )أموالو اػباصة؛‬

‫‪ -‬مستقل ماليا‪ ،‬أي أف اػبسارة الكلية احملتملة إلستثمارات مبلئكة األعماؿ لن تغَت بشكل كبَت من الوضع‬
‫اإلقتصادي ألصولو؛‬

‫‪ -‬يستثمر يف الغالب يف الشركات الناشئة اليت ليس ؽبا عبلقات عائلية؛‬

‫‪ -‬يستثمر يف إطار زمٍت من متوسط إذل طويل اؼبدى؛‬

‫‪ -‬جاىز لتقدصل الدعم اإلسًتاتيجي لرواد األعماؿ من اإلستثمار إذل اػبروج‪ ،‬باإلضافة إذل إستثماراتو الفردية‪.‬‬
‫تتميز إستثمارات "مبلئكة األعماؿ "بإجراءات بَتوقراطية أقل ومعايَت أقل تفصلها عن عمليات البنوؾ أو صناديق‬
‫رأس اؼباؿ اإلستثماري‪ ،‬حي يتخذ "مبلئكة األعماؿ " قراراهتم اإلستثمارية بناء على معرفتهم وخرباهتم‬

‫يتم تقدصل أربعة أسباب رئيسية بشكل عاـ لتفضيل مبلئكة األعماؿ حي‪ :‬تؤدي ىياكل اؼبستثمرين اؼببلئكة إذل‬
‫إ لبفاض تكاليف اؼبعامبلت‪ ،‬كما أف اؼبستثمرين اؼببلئكة يستثمروف أمواؽبم اػباصة وال ىبضعوف للمساءلة أماـ‬
‫اؼبستثمرين‪ ،‬فبا يسمح ؽبم بازباذ قرار إستثماري بشكل أسرع من خبلؿ تقليل مرحلة اإلستقصاء البلزـ‪ ،‬و من مث‬
‫فهم مستثمروف متطوروف على دراية بالصناعة اليت يستثمروف فيها‪ ،‬باإلضافة إذل ىذا‪ ،‬فإهنم أقل تطلبا من الرأظبارل‬
‫اؼبغامر من حي‪ :‬نسبة اؼبخاطرة إذل العائد‪.‬‬

‫توجد بعض اؼبشاكل عند إختيار سبويل اؼببلئكة‪ ،‬نظرا ألف السوؽ غَت مرئي وغَت متساوي‪ ،‬كما أنو ونظرا لكوف‬
‫مبلئكة األعماؿ مستثمرين غَت رظبيُت‪ ،‬فإف العيب الرئيسي ؽبا ىو أهنم يواجهوف صعوبات يف اغبفاظ على‬
‫التمويل اؼبستمر‪ ،‬وتربز اؼبشكلة أثناء متابعة التمويل‪ ،‬وخاصة أصحاب األعماؿ األفراد الذين يفتقروف إذل ىذه‬
‫القدرة ومن مث فإف ىذا ىبلق خطر الوقف النهائي لعمليات الشركات الناشئة‪ ،‬ومن العيوب األخرى أيضا أهنا توفر‬

‫‪1‬‬
‫‪Bakli Mustapha, op cit, 2020, P 93-94.‬‬
‫‪Sur le Site: http://univ-bejaia.dz/dspace/123456789/2852, 06/05/2021, h 17: 08.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫خربة مالية أقل للشركة الناشئة حديثا مقارنة باؼبصادر األخرى‪ ،‬باإلضافة اذل سلبية كبَتة لئلعتماد على اؼبستثمرين‬
‫اؼببلئكة‪ ،‬تتلخص دبشكلة اؼبلكية إذ إف اؼبستثمر اؼببلؾ يشًتي حصة يف الشركة الناشئة قد تصل إذل ‪،%51‬‬
‫وىذا ما يعٍت خسارة جزء كبَت من أرباح الشركة الناشئة‪ ،‬واليت قد تدر على أصحاهبا اؼببليُت‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تظهر الدراسات على اؼبستثمر اؼببلئكي بعض اإلذباىات القوية يف سلوكو حي‪ :‬تركز ىذه على ثبلثة أبعاد‪:‬‬

‫‪ -‬قطاعات األعماؿ اؼبفضلة‬


‫‪ -‬موقع إستثماراهتا‬
‫‪ -‬معايَت اإلستثمار فيها‬

‫باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬يهتم اؼببلئكة اؼبستثمرين عموما بالشركات اليت سيتم تنفيذىا يف منطقة قريبة من منازؽبم‪،‬‬
‫وغالبا ما يضطر اؼبسانبُت إذل اؼبشاركة يف إدارة الشركة اؼبمولة‪ ،‬باإلضافة إذل مسانبتهم اؼبالية‪ ،‬لذا يولوف اىتماما‬
‫خاصا للقرب اعبغرايف إلستثماراهتم؛ فيما يتعلق دبعايَت اإلستثمار من أنبها وجود فرص لتحقيق مكاسب مالية‪،‬‬
‫وآفاؽ خروج جذابة‪ ،‬واؼبهارات اإلدارية لرائد األعماؿ أو إدارتو فيما يتعلق بالشركة اؼبراد سبويلها‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع اإلستثمار المالئكي‪:‬‬

‫مت تطوير مباذج ـبتلفة لئلستثمار اؼب بلئكي‪ ،‬على ربليل قواعد البيانات الكبَتة‪ ،‬ال سيما تلك اػباصة دبكتب‬
‫احملاماة يف نيويورؾ‪ ،‬واعبدوؿ التارل يوضح ذلك‬

‫الجدول رقم (‪ :)3-1‬أنواع اإلستثمار المالئكي‬

‫طرق التدخل‬ ‫دوافع االستثمار‬ ‫الخصائص‬ ‫النوع‬


‫يطلبوف منصب يف ؾبلس‬ ‫قادة األعماؿ الناجحُت الذين البقاء على إتصاؿ مع اغبياة‬ ‫المالئكة المقاولين‬
‫اإلدارة للمؤسسة اليت‬ ‫الريادية‪.‬‬ ‫باعوا شركاهتم جزئيا أو كليا‬ ‫‪Entrepreneurial‬‬
‫يستثمروف هبا‪.‬‬ ‫ولكنهم ال يرغبوف يف‬
‫‪angels‬‬
‫اإلنفصاؿ عن حياة ريادة‬
‫األعماؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬اشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر بين األساليب التقليدية و المستحدثة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2120‬ص‪.95-94 .‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫باإلضافة إذل منصب يف‬ ‫إستثمار األمواؿ اليت مت‬ ‫كبار اؼبديرين التنفيذيُت‬ ‫مالئكة المؤسسات‬
‫ؾبلس اإلدارة يطلبوف‬ ‫إدخارىا يف العمل‪.‬‬ ‫جملموعات كبَتة متقاعدين أو‬ ‫‪Corporate‬‬
‫منصب إداري‪.‬‬ ‫مقالُت‪.‬‬ ‫‪angels‬‬

‫ال يتدخلوف يف اإلدارة ونادرا‬ ‫شغف باؼبخاطرة واإلستثمار‬ ‫عادة ما يكونوف يف عمر‬ ‫المالئكة المتحمسون‬
‫ما يطلبوف مقعدا يف ؾبلس‬ ‫الستينات‪ ،‬عصاميُت‪،‬‬ ‫‪Enthusiast‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬ ‫اؼبخاطرة ىوايتهم‪ ،‬ولديهم‬ ‫‪angels‬‬
‫ؿبفظة فبتلئة باؼبشاركات‪.‬‬
‫يرغبوف يف إحكاـ الرقابة على‬ ‫فرض وصفة قباحهم يف‬ ‫غالبا ما يكونوف رواد أعماؿ‬ ‫مالئكة اإلدارة الجزئية‬
‫اؼبؤسسة اؼبمولة‪.‬‬ ‫الشركة اؼبمولة‪.‬‬ ‫ناجحُت يف اؼباضي أو‬ ‫‪Micro-‬‬
‫اغباضر‪.‬‬ ‫‪management‬‬
‫‪angels‬‬
‫غالبا ال يشاركوف يف اإلدارة‬ ‫اإلستثمار يف مؤسسات تقدـ‬ ‫أصحاب مهن حرة‪ :‬أطباء‪،‬‬ ‫المالئكة المحترفون‬
‫وال يطلبوف مقعدا يف ؾبلس‬ ‫منتجات مشاهبة ؼبنتجاهتم‪.‬‬ ‫ؿبامُت‪ ،‬ؿباسبُت‪.‬‬ ‫‪Professional‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬ ‫‪angels‬‬
‫‪Source:Bakli Mustapha, op cit, 2020,p .115. sur le site :‬‬
‫‪http://univ-bejaia.dz/dspace/123456789/2852‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة النمو المبكر(‪)Early growth stage‬‬

‫خبلؿ ىذه اؼبرحلة‪ ،‬تكوف الشركة الناشئة قد بدأت بتسويق منتجها‪ ،‬وزيادة مبيعاهتا‪ ،‬وبالتارل فإف إحتياجاهتا‪،‬‬
‫التمويلية تتعلق بتمويل النمو‪ ،‬فبمجرد أف تبدأ الشركة يف إثبات نفسها وإقناع مستثمريها األوائل‪ ،‬تقل اؼبخاطر‪،‬‬
‫فبا هبعلها أكثر جاذبية للمستثمرين احملتملُت اآلخرين الذين لديهم ميزانية أكرب لئلستثمار‪.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬غالبا ما تصبح اإلحتياجات التمويلية يف ىذه اؼبرحلة أكرب فبا يوفره رعاة األعماؿ‪ ،‬فبا يًتؾ‬
‫ؾباال ألصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬كما يبكن للشركة‪ ،‬دبجرد إلبفاض اؼبخاطر اللجوء إذل القرض البنكي‪ .‬وسبثل‬
‫كل من اإلستدانة ورأس اؼباؿ اؼبخاطر أىم أساليب التمويل يف ىذه اؼبرحلة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمويل باإلستدانة‬

‫يف حاؿ قرر اؼبقاوؿ اغبصوؿ على قرض من البنك‪ ،‬أي سبويل شركتو الناشئة باإلستدانة‪ ،‬فإنو يسعى بالدرجة‬
‫األوذل إذل ربقيق اإلستقبللية اؼبالية واإلحتفاظ باؼبلكية اؼبطلقة للشركة الناشئة‪ .‬ألف الدائنُت ليس ؽبم اغبق يف‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫التصويت وبالتارل ال يبكنهم التدخل يف إدارة الشركة‪ .‬ودبا أف القرض يبثل إلتزاـ تعاقدي‪ ،‬يًتتب عليو مصاريف‬
‫ثابتة تتحملها الشركة بغض النظر عن النتيجة احملققة تتمثل يف الفائدة وإىتبلؾ قيمة القرض‪ ،‬إضافة إذل أولوية‬
‫السداد يف حالة التصفية أو اإلفبلس‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬القروض البنكية مصدر سبويلي غَت متاح لكل الشركات‬
‫الناشئة‪ ،‬فقد ال يتمكن اؼبقاوؿ من إقناع البنوؾ بتمويل شركتو‪ ،‬خاصة يف اؼبراحل اؼببكرة‪ ،‬إال أنو يبكن للمقاوؿ‬
‫‪1‬‬
‫اإلقًتاض من منصات التمويل اعبماعي كما ستوضح فيما بعد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رأس المال المخاطر(‪)venture capital ou capital-risque‬‬

‫يبكن للمقاوؿ اللجوء إذل رأس ماؿ اؼبخاطر عندما تزداد اإلحتياجات التمويلية لشركتو‪ ،‬وىكذا يبكن إبراز‬
‫التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر كاأليت‪:2‬‬

‫ويعرؼ رأس اؼباؿ اؼبخاطر بأنو‪ :‬سبويل برأس ماؿ خاص يهدؼ إذل تسهيل تطوير الشركات الفنية غَت اؼبدرجة يف‬
‫البورصة واليت تسعى إذل ربقيق مبو على اؼبدى اؼبتوسط‪ ،‬عادة ما بُت‪ 3‬و‪ 7‬سنوات‪ ، ،‬وىو بذلك يبثل مسانبة يف‬
‫رأس ماؿ الشركة ‪ .‬ويتحمل أصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر صبيع اؼبخاطر بصفتهم شركاء يف الشركة‪ ،‬فإذا فشل ىذا‬
‫األخَت‪ ،‬فسوؼ ىبسروف إستثماراهتم‪ ،‬ؽبذا السبب يستهدؼ أصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر بشكل خاص الشركات‬
‫اؼببتكرة اليت من اؼبتوقع أف ربقق مبوا كبَتا من أجل زيادة قيمة أسهمهم وربقيق مكاسب رأظبالية معتربة عند بيعها‪.‬‬
‫وبالتارل‪ ،‬فإف وسيلة التمويل ىذه ال تتوافق مع صبيع أنواع الشركات الناشئة‪.‬‬

‫تعترب تقنية التمويل عن طريق شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر من أىم األساليب اؼبستحدثة يف التمويل‪ ،‬إذ أف ىذه‬
‫التقنية ال تعتمد على تقدصل السيولة فقط للشركات كما ىو اغباؿ بالنسبة للتمويل البنكي بل تقوـ على أساس‬
‫اؼبشاركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Janet Kiholm Smith and others, Entrepreneurial Finance: Strategy, Valuation, and Deal Structure. An‬‬
‫‪Imprint of Stanford University, California, USA, 2011, p52. Sur le site‬‬
‫‪https://www.perlego.com/book/745103/entrepreneurial-finance-strategy-valuation-and-deal-structure-‬‬
‫‪pdf, 12/05/2021, h 20: 59.‬‬
‫‪ 2‬علية ضياؼ‪ ،‬كماؿ ضبانة‪ ،‬رأس المال المخاطر إتجاه عالمي حديث لتمويل المؤسسات الناشئة حالة الجزائر‪ ،‬ؾبلة الباح‪ :‬اإلقتصادي‪،‬‬
‫العدد‪ ،15‬جامعة باجي ـبتار عنابة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬جواف ‪ ،2106،‬ص‪.070-071 .‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫فشركة رأس اؼباؿ اؼبخاطر تقوـ بتمويل الشركة من دوف ضماف العائد و ال مبلغو وبذلك فهو ىباطر بأموالو‪ ،‬و‬
‫بالتارل فهذا النوع من التمويل يتناسب سباما مع الشركات الصغَتة و اؼبتوسطة اعبديدة و الناشئة و اليت تطمح‬
‫للتوسع و تواجو صعوبات يف ىذا اجملاؿ لعدـ حصوؽبا على القروض البنكية بسبب غياب الضمانات البلزمة‪.‬‬

‫و عرفتو اعبمعية األوروبية لرأس اؼباؿ اؼبخاطر ‪ EVCA‬على أف ىيكل رأس ماؿ يوظف بواسطة وسيط مارل‬
‫متخصص يف شركات خاصة ذات ـباطر مرتفعة بإحتماؿ توقع مبو كبَت‪،‬لكنها ال تضمن يف اغباؿ يقينا باغبصوؿ‬
‫على دخل أو التأكد من إ سًتداد رأس اؼباؿ يف التاريخ احملدد و ذلك ىو مصدر اؼبخاطر‪ ،‬أمبل يف اغبصوؿ على‬
‫فائض قيمة مرتفع يف اؼبستقبل البعيد نسبيا حاؿ بيع حصة ىذه الشركات بعد عدة سنوات‪.‬‬

‫و من الناحية القانونية وبمل كنمط إتفاؽ ينشأ أساسا بُت منشئ الشركة الذي يبح‪ :‬عن األمواؿ اػباصة‬
‫للتطوير التكنولوجي أو اإل نتاجي للسلع و اػبدمات من جهة‪ ،‬و صاحب شركة رأس ماؿ اؼبخاطر الذي يوفر‬
‫ىذا التمويل‪ ،‬و يشمل ىذا اإلتفاؽ أو العقد صبيع الشركات غَت اؼبسعرة او اؼبدرجة يف البورصة‪ ،‬و يدوـ ىذا‬
‫اإلتفاؽ مدة زمنية طويلة نسبيا‪.‬‬

‫وتعرؼ أيضا شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر على أهنا تتخذ حصصا أو مسانبة يف رأس ماؿ الشركات غَت اؼبدرجة‬
‫يف البورصة و اليت أنشأت حديثا و تنمو بسرعة يف اجملاالت اليت ىي حباجة إذل رؤوس األمواؿ لضماف تنميتها‪.‬‬
‫شركػات رأس اؼبػاؿ اؼبخاطر تقوـ على تكنولوجيا متقدمة‪ ،‬ـباطر كبَتة‪ ،‬أرباح واعدة‪ ،‬ومن مث يلزـ لنجاح ىذه‬
‫الشركات التحلي بالصرب ؼبدة ثبلثة سنوات تقريبا‪ .‬و عليو فإف التمويل عن طريق شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر ىو‬
‫عبارة عن أسلوب أو تقنية لتمويل الشركات الناشئة بواسطة شركات تدعى بشركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬وىذه‬
‫التقنية ال تقوـ على تقدصل التمويل النقدي فحسب كما بل تقوـ على أساس اؼبشاركة حي‪ :‬يقوـ اؼبشارؾ بتمويل‬
‫الشركات الناشئة من دوف ضماف العائد وال مبلغو‪ ،‬وبذلك فهو ىباطر بأموالو‪ ،‬وبذلك فإهنا تساعد أكثر الشركات‬
‫الصغَتة واؼبتوسطة اعبديدة والناشئة اليت تواجو صعوبات يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬حي‪ :‬أف النظاـ البنكي يرفض منحها‬
‫القروض نظرا لعدـ توفر الضمانات‪.‬‬

‫وتلعب شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر دور فعاال يف سبويل الشركات حبي‪ :‬سبدىا باألمواؿ واػبربة والطرؽ اغبديثة يف‬
‫اإلدارة والتنظيم وتدمج أمواؽبا مع أمواؿ الشركات اؼبمولة‪ ،‬وىذا ما وبقق سبويبل ؿبفزا ؽبذه الشركات ألف تنهض كبو‬
‫األفق وربقق أرباحا معتربة‪ ،‬ويبثل دعم الشركات اعبديدة اجملاؿ الطبيعي لنشاط شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر حي‪:‬‬
‫تقدـ الدعم اؼبارل والفٍت واإلداري‪ ،‬وكذلك اإلرشاد واؼبتابعة للشركات اعبديدة‪ ،‬دوف إشًتاط ضمانات وقيود على‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ىذا التمويل‪ ،‬خببلؼ كفاءة فكرة الشركة وفاعلية أصحابو وىذه الوظيفة ىامة جدا لتلك الشركات الناشئة‪ .‬كما‬
‫تساىم شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف توفَت الدعم اؼبارل والفٍت البلزـ وكذلك اإلداري للشركات اؼبتعثرة وجذب‬
‫اإل ستثمارات إليها‪ ،‬ألهنا شريكة فيها‪ ،‬فهي ربرص أشد اغبرص على اؼبتابعة الفنية واؼبالية الضرورية إلصبلح‬
‫مسارىا‪ ،‬لتحفيز اؼبستثمرين وب‪ :‬روح الطمأنينة يف نفوسهم على اإلستثمار لئلستفادة من الربح الرأظبارل اؼبتوقع‬
‫أف وبدث يف اؼبستقبل بعد أف ينمو نشاطها ويزدىر‪.‬‬

‫قد يبثل رأس اؼباؿ اؼبخاطر للمؤسسُت عبئا معينا‪ ،‬يرجع إذل اؼبشاركة يف قرارات الشركة وتدخلها يف اإلدارة ويف‬
‫توجيو الشركة من قبلها‪ ،‬وىذا بإعتباره مالكة عبزء من رأس ماؿ الشركة‪ .‬ويف حالة قباح الشركة يطالب اؼبخاطروف‬
‫دببالغ مرتفعة‪ ،‬تغطي وتقابل اجملازؼ اليت مت قبوؽبا وقت اإلنشاء‪ ،‬واليت كاف من اؼبمكن أف تعرضهم لفقد أمواؽبم‬
‫اليت شاركوا هبا يف الشركة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمويل بالقروض الثانوية (‪)Mezzanine financing‬‬

‫عندما تبدأ الشركة يف ربقيق صايف دخل إهبايب‪ ،‬يبكن للمقاوؿ أف يقرر سبويل الشركة بنفس القدر من‬
‫القروض واألسهم‪ ،‬يطلق على ىذا التمويل اؽبجُت للدين إسم سبويل اؼبيزانيُت وىو يقع بُت رأس اؼباؿ اػباص‬
‫اؼبعرض باؼبخاطر للغاية‪ ،‬والديوف‪ ،‬األقل خطورة‪ .‬ويسمح ىذا الشكل التمويلي لرجل األعماؿ‪ ،‬بتنمية أعمالو‬
‫بإستخداـ أقل قدر فبكن من اؼبسانبة يف رأس اؼباؿ‪ .‬ودبا أف دين اؼبيزانيُت‪ ،‬أي الدين الثانوي‪ ،‬ىو دين يبثل خطرا‬
‫أكرب‪ ،‬ألنو ال يسدد إال بعد سداد صبيع الديوف الرئيسية‪ ،‬فهي توفر عائدا أكثر جاذبية‪ ،‬السيما "عندما تكوف‬
‫مكونة من أوراؽ مالية قابلة للتحويل إذل أسهم‪ ،‬يف حالة التخلف عن السداد‪ ،‬سيتم ربويل قرض اؼبيزانيُت إذل‬
‫‪1‬‬
‫أسهم‪ .‬وبالتارل‪ ،‬فهو ال وبتفظ بأصوؿ الشركة اغبقيقية كضماف لقرضو ولكن لديو خيار اؼبشاركة يف رأس اؼباؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Astrid Cornelis, Analyse des différents méthodes de financement des startups et de la relation entre‬‬
‫‪investisseurs et entrepreneures étude de cas, op cit, 2017- 2018, p24. Sur le site:‬‬
‫‪http:/hdl.handle.net/2078.1/thesis:15219. 16/05/2021, h 22: 04.‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة النضج واإلنسحاب (‪)Maturity stage-Exit‬‬

‫خبلؿ ىذه اؼبرحلة‪ ،‬ال يزاؿ بإمكاف اؼبقاوؿ اإلستعانة بأصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر أو اؼبستثمرين اآلخرين‪،‬‬
‫ولكن بشكل عاـ‪ ،‬يف ىذه اؼبرحلة‪ ،‬ربقق الشركة رحبا تشغيليا يكفي لتلبية إحتياجات رأس اؼباؿ العامل‬
‫وإستثماراهتا‪ ،‬وبالتارل‪ ،‬سيفضل صاحب الشركة التمويل الذايت كطريقة سبويل‪ .‬ودبجرد وصوؿ الشركة إذل مرحلة‬
‫النضج‬

‫سيفكر اؼبستثمروف مثل‪ ،‬أصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف اػبروج من أجل إسًتداد إستثماراهتم وربقيق أكرب عائد‬
‫فبكن على إستثماراهتم‪ ،‬وىنا يتاح أمامهم سيناريوىات ـبتلفة‪ :‬اإلستحواذ باإلستدانة (‪ ،)LBO‬أو اإلستحواذ‬
‫اإلداري (‪ )MBO‬أو اإلدراج يف البورصة عن طريق الطرح العاـ ( ‪.)IPO‬‬

‫أوال‪ :‬اإلستحواذ باإلستدانة واإلستحواذ اإلداري‬

‫)‪Leveraged Buyout (LBO) and Management Buyout (MBO‬‬

‫مع تطور وقباح الشركة‪ ،‬يتلقى اؼبقاوؿ عروض إستحواذ باإلستدانة أو عروض إستحواذ إداري‪ .‬قد سبثل‬
‫ىذه اؼبقًتحات فرصة كبَتة لتطوير وتنمية الشركة‪ ،‬لكنها تؤدي إذل خسارة ملكية الشركة‪ ،‬وبالتارل سَتغب اؼبقاوؿ‬
‫يف اللجوء إذل ىذه األشكاؿ من التمويل إذا قرر مغادرة الشركة‪.‬‬

‫اإلستحواذ أو الشراء باإلستدانة (‪ )LBO‬ىي تقنية مالية كثَتة اإلستعماؿ يف ميداف شراء الشركات ونقل‬
‫ملكيتها وكذا اؼبشاركة يف مبط تسيَتىا‪ .‬ويعرؼ على أنو عملية شراء أو ربويل اؼبلكية لشركة فبولة بواسطة موارد‬
‫خارجية أو قروض‪ ،‬وعادة ما تكوف الشركة اؼبشًتية عبارة عن شركة قابضة‪ ،‬واليت بدورىا تقوـ بدفع فوائد الديوف‬
‫مقابل اإلستفادة من عوائد وأرباح الشركة اؼبستهدفة‪.‬حي‪ :‬يتم اإلستحواذ على الشركة عادة بواسطة فريق تسيَت‬
‫وىذا باإلشًتاؾ مع مستثمرين ماليُت‪ ،‬وعادة ما يبوؿ جزء من العملية عن طريق قروض بنكية‪ ،‬ويكوف اؽبدؼ من‬
‫العملية تطوير الشركة والعمل من أجل ربقيق وتعظيم اؼبكاسب على اؼبدى اؼبتوسط‪ .‬بينما يبثل اإلستحواذ اإلداري‬
‫شراء اإلدارة اغبالية عبميع أسهمها القائمة‪ ،‬فبا يسهل يف كثَت من األحياف نقل السلطة وإستمرارية أنشطة‬
‫‪1‬‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Astrid Cornelis, op.cit, p25. .sur le site: http:/hdl.handle.net/2078.1/thesis:15219. 16/05/2021, h 22: 04.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدراج في البورصة )‪Initial public Offering (IPO‬‬

‫كما قد تتاح للشركة أيضا الفرصة لئلدراج يف البورصة عن طريق اإلكتتاب العاـ األورل‪ ،‬يف ىذه اغبالة تقوـ‬
‫الشركة بإصدار أسهم يبكن شراؤىا من قبل عدد أكرب من اؼبستثمرين‪ .‬تستخدـ الشركات بشكل عاـ ىذا اؼبصدر‬
‫للتمويل للحصوؿ على اؼبزيد من رأس اؼباؿ من أجل تلبية إحتياجات النمو وتنمية الشركة كما أنو يسمح‬
‫ألصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر وغَتىم من اؼبستثمرين باغبصوؿ على عوائد جيدة من إستثماراهتم األولية‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬تفقد الشركة‪ ،‬من خبلؿ طرحها لئلكتتاب العاـ‪ ،‬جزءا من سريتها بسبب اإللتزـ دببادئ اإلفصاح‬
‫والشفافية اليت تفرضها سلطات السوؽ اؼبارل‪،‬كما يتعُت عليها ربمل تكلفة أكرب من أجل إحًتاـ اللوائح اؼبعموؿ‬
‫هبا‪ .‬مع العلم أف معظم البورصات عبأت إذل ذبزئة أسواقها وزبصيص كل سوؽ منها غبجم معُت من الشركات‪،‬‬
‫فعلى سبيل ؼبثاؿ عند إدراجها يف ‪ ،NYSE Euronext‬زبتار الشركات البورصة اليت تناسب أنشطتها‬
‫(‪ ،)Amsterdam-Brussels-Lisbonne-London-Paris‬ووبدد ىذا اإلختيار اؽبيئة التنظيمية الوطنية‬
‫اليت زبضع ؽبا الشركة‪.‬كما يتعُت عليها إختيار السوؽ األنسب غبجمها وأىدافها من بُت األسواؽ اؼبنظمة‬
‫‪NYSE Euronext‬أو ‪ ،Alternext‬ألف ذلك وبدد شروط اإلدراج اليت زبضع ؽبا الشركة‪ .‬وضمن‬
‫‪ Euronext‬خصص فرع جديد للشركات الناشئة واؼبشاريع الصغَتة واؼبتوسطة اؼبتنامية اليت ترغب يف التأقلم مع‬
‫‪1‬‬
‫السوؽ وفبارساتو‪ .‬وكنقطة إنطبلؽ حقيقية ألسواؽ أورونكست األخرى وىو ‪.Euronext ACCESS+‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Lonez Mathilde, op.cit, P22-23.Sur le Site: http://hdl.handle.net/2078.1/thesis:15414, 20/05/2021, h 12:08.‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل و الشركات الناشئة‬ ‫الفصل األول‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إف النشاط التمويلي على مستوى الشركات الناشئة يعترب الدعامة األساسية لتزويدىا باإلحتياجات اؼبالية‬
‫اليت تضمن ؽبا النمو واإلستمرارية‪ ،‬و تظهر أنبية مصادر التمويل من خبلؿ حقوؽ اؼبلكية‪ ،‬واؼبتمثلة يف‬
‫التمويل الذايت بإعتباره من العوامل األساسية اليت توصل الشركة لرب األماف‪ ،‬فإعتمادىا على موردىا الذايت وبقق‬
‫ؽبا اإلستقبللية يف إزباذ القرارات‪ ،‬إال أف ىذه األمواؿ اػباصة متذبذبة ألهنا تتأثر بعدة عوامل منها األرباح‬
‫احملققة من طرؼ الشركة‪ ،‬لذلك تلجأ الشركة الناشئة إذل التمويل من حقوؽ اؼبلكية األخرى اؼبتمثلة يف األسهم‬
‫العادية واؼبمتازة‪ ،‬و عادة ما تفضل الشركات الناشئة اللجوء إذل مصدر اإلستدانة اػبارجية سواء بالقروض‬
‫البنكية أو السندات أو اإلئتماف التجاري‪ ،‬وذلك للميزة الضريبية اليت تستفيد منها الشركة‪ ،‬تعلب حاضنات‬
‫األعماؿ دورا كبَتا يف تنمية اإلقتصاد الوطٍت‪ ،‬حي‪ :‬تساىم يف توسيع القاعدة اإلقتصادية وتطويرىا من خبلؿ‬
‫اإلستثمار يف األفكار اإلبداعية وربويلها إذل مشاريع ناجحة‪ ،‬كما تعمل على توسيع القدرة التنافسية‬
‫للشركات الوطنية‪ ،‬وتعمل على إحتضاف الشركات الناشئة بنب مرحلة بدء النشاط ومرحلة النمو ؼبنشآت‬
‫األعماؿ‪ ،‬ودعم اؼبقاولُت اعبدد ومساعدهتم على إطبلؽ مشروعاهتم‪ ،‬ومنح التمويل اعبماعي فرصا لشركات‬
‫الناشئة يف اغبصوؿ على التمويل اؼبناسب لدورة حياهتا‪ ،‬فهو يبثل ربوال أساسيا يف طريقة الوصوؿ إذل التمويل‬
‫حبي‪ :‬سبكن منصات التمويل اعبماعي عرب اإلنًتنت‪ ،‬الشركات الناشئة من الوصوؿ إذل مئات وأالؼ‬
‫اؼبستثمرين الذين يدعموف فكرة ىذه الشركة‪ ،‬على عكس شركات التمويل التقليدية اليت عادة ما ترفض طلبات‬
‫الشركات الناشئة يف اغبصوؿ على قرض‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تمهيد‬
‫إف العادل اليوـ أصبح يتأثر بشكل كبَت بتسارع وتَتة التقدـ التكنولوجي واإلخًتاعات‪ ،‬لذلك فاإلقتصاد‬
‫والتسيَت ؾباالف يتأثراف بقوة اإلبداع خاصة فيما يتعلق جبانب تكنولوجيات اإلعبلـ واالتصاؿ وأساليب توليد‬
‫وإدارة اؼبشاريع اليت ربقق قيمة إقتصادية كبَتة‪ ،‬وكمبلحظة للتجربة الدولية يظهر أف الشركات الناشئة ىي أفضل‬
‫اؼبؤىلُت للبقاء واإلستمرار يف السوؽ‪ ،‬وذلك بفضل حجمها ومرونتها ومشاريعها اؼببتكرة اؼبرحبة والناجحة‪ ،‬ومن‬
‫خبلؿ قدرهتا على اؼبسانبة يف النمو ومرونة تسيَتىا‪ .‬حي‪ :‬عبأت العديد من الدوؿ إذل إبتكار أساليب سبويلية‬
‫تتناسب وخصوصية ىذه الشركات بغرض التخفيف من حدة ىذه العراقيل التمويلية اليت تعيق مبو ىذا النوع من‬
‫الشركات الناشئة‪ ،‬حي‪ :‬أصبح قطاع الشركات الناشئة يف اؽبند ؿبل إىتماـ اؼبستثمرين الدوليُت‪ ،‬بفضل وتَتة النمو‬
‫اؼبتسارع للقطاع إذ أف ىذا القطاع يف اؽبند وبصورة خاصة أصبح كبديل جديد عبذب اؼبستثمرين‪ ،‬والكثَت من‬
‫اؼبؤسسات اإلستثمارية اليت تقبل على شراء حصص يف ىذه الشركات اؽبندية‪ ،‬وذلك لسبب إرتفاع ـباوؼ‬
‫اؼبستثمرين يف ظل تزايد القيود واإلجراءات اليت تفرضها دولتها اعبارة الصُت على ىذه الشركات فبا أدى إذل تراجع‬
‫القيمة السوقية لشركاهتا الناشئة يف السوؽ‪.‬‬

‫و من ىذا اؼبنطلق مت تقسيم ىذا الفصل إذل ثبلث مباح‪::‬‬


‫المبحث األول‪ :‬تجارب دولية رائدة حول آليات تمويل الشركات الناشئة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تمويل الشركات الناشئة و انواعو في الهند‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تمويل الشركات الناشئة حسب المراحل في الهند‬

‫‪54‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المبحث األول‪ :‬تجارب دولية رائدة حول آليات تمويل الشركات الناشئة‬
‫تعترب الشركات الناشئة شابة و نافعة‪ ،‬و يتم سبويلها و تشغيلها يف البداية من قبل عدد من اؼبؤسسُت أو‬
‫شخص واحد‪ ،‬عرب تقدصل فكرة‪ ،‬سلعة‪ ،‬خدمة مبتكرة؛ و سبيل تكاليف الشركات الناشئة إذل ذباوز إيراداهتا يف‬
‫اؼبرحلة األولية‪ ،‬لذلك ربتاج عادة إذل التمويل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شبكات اإلستثمار المالئكي في أوروبا (الفترة ‪)2018-2012‬‬
‫أستخدـ مصطلح مبلئكة األعماؿ »‪ «business agnels‬ألوؿ مرة يف الواليات اؼبتحدة األمريكية‪،‬‬
‫حي‪ :‬أستخدـ مصطلح "رعاة األعمال" إذل أف مت أخَتا اإلبقاء على اؼبصطلح األصلي‪ .‬يهتم ىذا اؼبطلب بعرض‬
‫بعض اإلحصائيات اػباصة باإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا‪ ،‬و كذا إقبازات الشبكة األوربية ؼببلئكة األعماؿ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور شبكات اإلستثمار المالئكي في أوروبا‪.‬‬
‫يبكن أف تكوف ىذه الشبكات غَت رظبية بدوف وجود قانوشل‪ ،‬و اليت تبح‪ :‬بإنتظاـ عن فرص إستثمارية‬
‫ألعضائها‪ ،‬أو خدمات سبهيدية رظبية حقيقية‪.‬‬
‫يؤكد رواد األعماؿ أف ذبربة اإلستثمار اؼببلئكي أكثر أنبية بالنسبة ؽبم من التمويل نفسو‪ ،‬ال سيما بالنسبة لرواد‬
‫مؤسسات التكنولوجيا الشابة حي‪ :‬صنفوا اإلسًتاتيجيات كأوؿ شيء أرادوا اغبصوؿ عليو وبعدىا رأس اؼباؿ‬
‫و شبكة اإلتصاالت‪.‬‬
‫يبثل الشكل أدناه تطور عدد شبكات اإلستثمار اؼببلئكي يف أوروبا خبلؿ الفًتة ‪:2108-2102‬‬

‫‪55‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشكل رقم(‪ :)1-2‬تطور شبكات اإلستثمار المالئكي في أوروبا ‪2018-2012‬‬

‫المصدر‪ :‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل و مرافقة المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ ،97 .‬من اؼبوقع‪:‬‬
‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf, 05/07/2021,‬‬
‫‪h 18 : 09.‬‬

‫كاف عدد شبكات مبلئكة األعماؿ ينمو دبعدؿ ‪ ٪ 07‬من عاـ ‪ 2113‬حىت عاـ ‪ ،2102‬أما يف عاـ‬
‫‪ 2103‬بلغت قيمتها ‪ 468‬شبكة‪ ،‬و لكنو بدأ يف االستقرار بُت عامي ‪ 2103‬و ‪ ،2108‬حي‪ :‬كانت قيمة‬
‫تطور شبكات اإلستثمار اؼببلئكي يف سنة ‪ 482‬و ىي أكرب قيمة مقارنة بالسنوات األخرى حي‪ :‬مبا الرقم‬
‫بشكل معتدؿ فبا يدؿ على اإلندماج يف السوؽ حي‪ :‬أصبحت الشبكات أكثر رظبية و إستدامة ماليا يف أوروبا‬
‫خبلؿ السنوات من ‪ 2103‬إذل ‪.2108‬‬

‫و فيما ىبص حجم اإلستثمار اؼببلئكي يف دوؿ أوروبا فهو فبثل يف الشكل اؼبوارل‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-2‬حجم اإلستثمار المالئكي حسب كل دولة في أوروبا في ‪2018-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل و مرافقة المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ ،98 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫يوضح الشكل أعبله تطور إستثمار مبلئكة األعماؿ حسب الدوؿ‪ ،‬نبلحظ أف العديد من الدوؿ األوروبية‬
‫تظهر مبوا قويا‪ ،‬بينما أظهرت بعض األسواؽ الناضجة مثل فرنسا إلبفاضا قويا مقارنة بعاـ ‪ ،2107‬كما تظهر‬
‫بعض البلداف الصغَتة مشهد إستثمارىا اؼببلئكي النشط للغاية‪ ،‬بينما دل تظهر موناكو و إستونيا يف اؼبراكز العشرة‬
‫األوذل من حي‪ :‬اغبجم‪ ،‬كما نبلحظ أف بريطانيا‪ ،‬مع شبكة تشغيلية واحدة إحتلت الصدارة يف عاـ ‪2108‬‬
‫دبتوسط أورويب يبلغ ‪ 019.4‬مليوف يورو‪ ،‬بعدىا مباشرة تأيت أؼبانيا دبتوسط أورويب يبلغ ‪ 86.6‬مليوف يورو من‬
‫سنة ‪ ، 2108‬تعترب أؼبانيا و بريطانيا من اؼبراكز العشرة األوذل من حي‪ :‬حجم اإلستثمار اؼببلئكي األورويب‪،‬‬
‫وذلك ألف رواد األعماؿ دائما يؤكدوف أف ذبربة اإلستثمار اؼببلئكي أكثر أنبية بالنسبة ؽبم من التمويل نفسو‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجاالت شبكة اإلستثمار المالئكي األوروبي‬
‫تستخدـ‪ EBAN 1‬قاعدة بيانات ‪ Deal room .Co‬لتوضيح القطاعات اليت تلقت فيها‬
‫الشركات الناشئة معظم رؤوس األمواؿ من اؼبستثمرين اؼببلئكة‪ ،‬حي‪ :‬مت إستخداـ بيانات أكثر من ‪3111‬‬
‫إستثمار يف مراحل مبكرة مت إجراؤىا يف أوروبا يف عاـ ‪ 2108‬كما يوضح الشكل اؼبوارل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )3-2‬مجاالت اإلستثمار المالئكي في أوروبا عام‪2018‬‬

‫المصدر‪ :‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل و مرافقة المؤسسات الناشئة ‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ ،99 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫من حي‪ :‬اإلستثمار باليورو يتصدر قطاعا التكنولوجيا اؼبالية و برؾبيات اؼبؤسسات ‪ %06‬و ‪ %05‬على‬
‫التوارل من صبيع اإلستثمارات‪ ،‬و يأيت بعدىا قطاع الصحة‪ ،‬النقل و الزراعة الغذائية بنسب ‪ ،% 00‬و ‪%8‬‬
‫و ‪%7‬؛ لتأيت أخَتا قطاعات أخرى كالتسويق والطاقة‪ ،‬التعليم بنسب متفاوتة‪ ،‬و حسب نفس التقرير فإف‬
‫مبلئكة األعماؿ ال ىبتاروف قطاعا معينا للًتكيز فيو بينما إختياراهتم تكوف حسب الفكرة ورائد األعماؿ ومدى‬
‫إمكانية قباحها‪.‬‬

‫‪ 1‬معهد ‪ : EBAN‬ىو مبادرة حبثية و تعليمية دولية مستقلة تعزز تنمية مبلئكة األعماؿ؛ يسهل معهد ‪ EBAN‬التبادؿ اؼبستمر للخربات ليس‬
‫فقط داخل الشبكة و لكن أيضا عرب شبكات اؼببلئكة اإلقليمية‪ .‬عبلوة على ذلك‪ ،‬يوفر معهد ‪ EBAN‬مركزا للمعرفة و ؾبموعة من اؼبوارد لرواد‬
‫األعماؿ و مديري شبكات اإلستثمار اؼببلئكي الذين يسعوف إذل تعزيز مهاراهتم وفهم اؼبزيد عن ؾبتمع ريادة األعماؿ واإلستثمار‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نسبة التغطية الجغرافية لمالئكة األعمال في أوروبا‪: -‬‬
‫سابقا كانت أغلب إستثمارات مبلئكة اآلعماؿ تتم يف مناطقهم‪ ،‬أما حاليا فاإلستثمار أصبح يتعدى احمللية‬
‫ليصل إذل العاؼبية‪ ،‬كما يوضحو الشكل اؼبوارل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)4-2‬نسب التغطية الجغرافية لمالئكة األعمال األوروبيين‬

‫المصدر‪ :‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل و مرافقة المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ ،99 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫نبلحظ أف يف السابق كانت أغلب إستثمارات مبلئكة األعماؿ تتم يف اؼبناطق األوروبية حىت وصلت إذل ‪%9‬‬
‫أما اآلف التغطية اعبغرافية إلستثمارات مبلئكة األعماؿ أصبحت نسبة تغطيتها بالنسبة إذل العادل ككل و ليس‬
‫أوروربا فقط حي‪ :‬وصلت نسبة تغطيتها إذل ‪.%06‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نطاق الشبكة األوروبية لالستثمار المالئكي ‪2018-2017‬‬


‫إستمرت ‪ EBAN‬يف جذب أعضاء جدد خبلؿ الفًتة من جواف ‪ 2107‬إذل جواف ‪ 2108‬و لذلك‬
‫تؤكد على دورىا كممثل أورويب ؼبستثمري اؼبرحلة اؼببكرة للشركات الناشئة؛ خبلؿ العاـ إكتسبت ‪ 20‬عضوا‬
‫جديدا من الفئات التالية‪ :‬شبكات مبلئكة األعماؿ‪ ،‬اؼبسرعات‪ ،‬اغباضنات‪ ،‬األعضاء اؼبنتسبوف‪ ،‬صناديق‬
‫التمويل‪ ،‬و توضح األرقاـ التالية تركيبة أعضاء ‪ EBAN‬يف جواف ‪: 2108‬‬

‫‪59‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشكل رقم(‪ :)5-2‬األعضاء الجدد ل ‪ EBAN‬حتى جوان ‪ 2018‬حسب المناطق‬

‫المصدر‪ :‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل و مرافقة المؤسسات الناشئة ‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية سبويل اؼبؤسسات الناشئة يف اعبزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ ،011 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫من خبلؿ الشكل يتضح أف الشبكة تستقطب أكرب عدد من األعضاء من أوروبا‪ ،‬كما إستقطبت ‪67‬‬
‫عضوا من إفريقيا و ‪ 46‬من الشرؽ األوسط و مشاؿ إفريقيا‪ ،‬بينما يعترب عدد اؼبستقطبُت من آسيا‪ ،‬أمريكا‬
‫الشمالية و اعبنوبية ضئيبل حي‪ :‬عدد اؼبستقطبُت يف آسيا ‪ ،5‬أما يف أمريكا الشمالية ‪ ،0‬و اعبنوبية ‪ .7‬ونبلحظ‬
‫بأف اإلستقطاب الكبَت يف اؼبناطق األوروبية ألف شبكة اإلستثمار اؼببلئكي األوربية أكثر نشاطا يف البلداف‬
‫األوربية الصغَتة مقارنة منها بالبلداف الكبَتة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل الجماعي في فرنسا (الفترة ‪)2019-2015‬‬

‫أدى الظهور اؼبفاجئ و السريع للعديد من منصات التمويل اعبماعي يف فرنسا إذل قياـ السلطات اإلشرافية‬
‫بالتمحيص يف طبيعة اعبوانب القانونية لؤلنشطة اليت يقوـ هبا ىؤالء الفاعلوف اعبدد‪ ،‬أظهر ىذا التحليل أف اإلطار‬
‫التنظيمي اغبارل كاف غَت كاؼ‪ ،‬أو حىت أنو كاف يعيق تطوير ىذه الطريقة اعبديدة للتمويل عرب اإلنًتنت بناء‬
‫على طلب وزارة اإلقتصاد و اؼبالية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور التمويل الجماعي مقارنة بالتمويل البديل لفرنسا‬
‫اعبديد يف الشكل اغبدي‪ :‬ؽبذا األسلوب التمويلي ىو إستخداـ منصة على اإلنًتنت للجمع بُت‬
‫اؼبسانبُت و أصحاب اؼبشاريع‪ ،‬و ىو ما ظبح برفع اغبواجز اعبغرافية و سهل إنتقاؿ اؼبعلومات بسرعة كبَتة ‪.‬وقد‬
‫أنشأت أوؿ منصة بالواليات اؼبتحدة يف أفريل ‪ 2119‬و اليت عرفت ب ‪ ، Kick starter‬و ىي منصة رائدة‬
‫يف ؾباؿ التمويل اعبماعي حي‪ :‬كانت اؼبشاريع األوذل اؼبمولة من قبل اؼبنصة ذات طابع فٍت أو اجتماعي مولت‬
‫عن طريق تربعات دبقابل أو بدوف مقابل‪.‬‬
‫رغم أف بعض الباحثُت يروف أف التوسع اؼبذىل للتمويل اعبماعي و الذي شهد مبوا مدىشا ذباوز ‪ ٪ 005‬سنويا‬
‫يعود يف األساس إذل تداعيات أزمة الرىن العقاري لعاـ ‪ 2118‬و إنعداـ الثقة الذي أثارتو يف اؼبؤسسات اؼبالية‪.‬‬
‫لكن ىذا ليس السبب الوحيد فهذا األخَت يستمد خربتو قبل كل شيء من اإلمكانات اليت توفرىا اإلنًتنت‪ ،‬و ال‬
‫سيما قدرهتا على صبع احملتاجُت لرؤوس األمواؿ و أصحاب الفائض مباشرة و بتكلفة منخفضة جدا‪.‬‬
‫يبكن توضيح تطور كل من التمويل البديل واعبماعي للفًتة ‪ 2109-2105‬من خبلؿ الشكل التارل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)6-2‬تطور التمويل الجماعي مقارنة بالتمويل البديل بفرنسا‬

‫المصدر‪ :‬سامية عمر عبده‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مستحدثة لتمويل المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .033 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf, 17/07/2021, h10: 14‬‬

‫‪61‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫من خبلؿ الشكل يتضح أف التمويل اعبماعي ينمو دبعدؿ متباطئ‪ ،‬و يتضح جليا أف التطور يف التمويل اعبماعي‬
‫أبطأ منو بالنسبة للتمويل البديل إصباال‪ ،‬فمن خبلؿ الشكل يبكن أف نبلحظ خبلؿ سنة ‪ 2105‬أف من بُت‬
‫‪ 069‬مليوف أورو كتمويل بديل ‪ 067‬منها كاف يف شكل سبويل صباعي‪ ،‬و رغم أف التمويل البديل مبى بسرعة‬
‫ىائلة بلغت ‪ % 056‬سنة ‪ 2106‬و ‪ % 80‬سنة ‪ 2108‬فإف التمويل اعبماعي دل ينمو سوى ب ‪% 41‬‬
‫خبلؿ سنة ‪ 2106‬و ‪ % 43‬خبلؿ سنة ‪ ،2108‬بل إلبفض معدؿ مبوه إذل ‪% 09‬سنة ‪ .2109‬و لفهم‬
‫أسباب ذلك ال بد من التطرؽ لتطور كل شكل من أشكاؿ التمويل اعبماعي‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)7-2‬تطور أشكال التمويل الجماعي خالل الفترة ‪2019-2015‬‬

‫المصدر‪ :‬سامية عمر عبده‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مستحدثة لتمويل المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة في الجزائر ‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .034 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫تشَت الدراسة ىنا إذل أف احصائيات كل من التمويل اعبماعي القائم على التربعات و على اؼبكافأة ذبمع‬
‫ربت شكل واحد و ىو التربعات‪ .‬و يظهر تطور أشكاؿ التمويل اعبماعي ربوال جوىريا يف مضمونو بداية من‬
‫‪ ،2107‬ألف النمو الذي شهده ىذا األخَت يعود بالدرجة األوذل إذل مبو التمويل اعبماعي القائم على اإلقراض‬
‫الذي زاد ب ‪ ، %012‬فخبلؿ سنة ‪ 2105‬دل يكن ىناؾ شكل يهيمن على سوؽ التمويل اعبماعي و كاف‬
‫اللجوء إذل التمويل اعبماعي بأشكالو الثبلثة متقاربا إذل حد ما‪ .‬أما خبلؿ ثبلث السنوات األخَتة فما عدى‬
‫التمويل اعبماعي القائم على التربعات الذي شهد إستقرارا نوعا ما‪ ،‬نبلحظ تراجع التمويل القائم على اؼبسانبة‬

‫‪62‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تدرهبيا لصاحل التمويل القائم على اإلقًتاض الذي ما فتئ ينمو حىت بلغ ‪ 518‬مليوف أورو سنة ‪ 2109‬فبثبل‬
‫بذلك نسبة ‪ % 81‬من إصبارل التمويل اعبماعي‪.‬‬
‫وقد ظبحت ىذه السوؽ بتمويل عدد معترب يف اؼبشاريع و قد حقق مبوا قويا‪ ،‬إال أف ىذا النمو بدأ يتباطأ تدرهبيا‬
‫خبلؿ السنوات الثبلثة األخَتة‪ ،‬كما الحظنا تراجع يف التمويل اعبماعي القائم على اؼبشاركة يف رأس اؼباؿ لصاحل‬
‫التمويل القائم على اإلقًتاض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬متوسط عدد المساىمين وقيمة المساىمة في كل مشروع ممول‬
‫توجد ثبلثة أشكاؿ للتمويل اعبماعي‪ ،‬كل شكل منها يتوافق مع حاجة ـبتلفة من إحتياجات اؼبشروع‬
‫ويستهدؼ اؼبؤسسات الناشئة يف مراحل ـبتلفة من تطورىا‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬متوسط عدد المساىمين في كل مشروع ممول منذ إنشاء المنصات‬
‫الفترة (‪)2019-2015‬‬
‫التمويل القائم على اؼبسانبة‬ ‫التمويل القائم على اإلقًتاض‬ ‫التمويل القائم على التربعات‬

‫أشكاؿ أخرى‬ ‫سندات مسانبة يف رأس‬ ‫قروض‬ ‫قروض‬ ‫تربعات دبقابل‬ ‫تربعات بدوف‬
‫بدوف‬
‫للمسانبة‬ ‫اؼباؿ‬ ‫بفائدة‬ ‫مقابل‬
‫فائدة‬

‫‪47‬‬ ‫‪016‬‬ ‫‪090‬‬ ‫‪719‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪097‬‬ ‫‪21‬‬

‫المصدر‪ :‬سامية عمر عبده‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مستحدثة لتمويل المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة في الجزائر ‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .034 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫اعبدوؿ السابق يوضح أكثر التحوؿ الذي يشهده سوؽ التمويل اعبماعي يف فرنسا‪ ،‬حي‪ :‬نبلحظ الزيادة‬
‫اؼبذىلة يف عدد اؼبقرضُت بفائدة والذين قدر متوسط عددىم ب ‪ 719‬لكل مشروع‪ ،‬مقارنة بالتربعات دبقابل‬
‫والذين قدروا ب ‪ 097‬فبوؿ لكل مشروع‪ ،‬و اؼبسانبة يف رأس اؼباؿ ب ‪ 016‬فبوؿ لكل مشروع‪ ،‬يف حُت دل‬
‫يتجاوز متوسط عدد اؼبسانبُت يف سبويل اؼبشاريع عن طريق تربعات بدوف مقابل و قروض بدوف فائدة ‪ 31‬و ‪3‬‬
‫على التوارل‪ .‬و توضح ىذه اؼبؤشرات التحوؿ يف دوافع اؼبمولُت الذي قد يرجع إذل التخلي التدرهبي عن اعبمهور‬
‫لصاحل اؼبستثمرين اؼبؤسساتيُت‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫إف تسارع نشاط التمويل اعبماعي أدى إذل إنشاء العديد من اؼبنصات و دل يقتصر دور ىذه اؼبنصات يف صبع‬
‫التربعات بل ازبذت أشكاؿ أخرى‪ ،‬فإنشاء منصيت ‪ Indiegogo‬يف ‪ 2118‬و ‪ Kick starter‬يف‬
‫‪ 2119‬سانبتا يف ظهور شكل جديد للتمويل اعبماعي القائم على اإلقًتاض‪ ،‬و أصبحتا منصتاف رائدتاف يف ىذا‬
‫اجملاؿ‪ ،‬وساىم إنشاء ‪ CrowdVC‬يف ‪ 2101‬و ‪ Crowdcub‬يف ‪ 2100‬بظهور شكل أخر للتمويل‬
‫اعبماعي قائم على اؼبشاركة يف رأس اؼباؿ‪ ،‬و الذي أعطى إنطبلقة جديدة لنشاط سبويلي ـبصص للشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬متوسط قيمة المساىمة في كل مشروع ممول منذ إنشاء المنصات‬
‫الفترة (‪)2019-2015‬‬
‫الوحدة ‪:‬أورو‬
‫التمويل القائم على اؼبسانبة‬ ‫التمويل القائم على اإلقًتاض‬ ‫التمويل القائم على التربعات‬

‫مسانبة يف أشكاؿ أخرى‬ ‫سندات‬ ‫قروض‬ ‫قروض‬ ‫تربعات‬ ‫تربعات بدوف‬


‫رأس‬ ‫بدوف‬
‫للمسانبة‬ ‫بفائدة‬ ‫دبقابل‬ ‫مقابل‬
‫اؼباؿ‬ ‫فائدة‬

‫‪€867‬‬ ‫‪€5554 € 06189‬‬ ‫‪€464‬‬ ‫‪€648‬‬ ‫‪€58‬‬ ‫‪€93‬‬

‫المصدر‪ :‬سامية عمر عبده‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مستحدثة لتمويل المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة في الجزائر ‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .035 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫من خبلؿ ربليل متوسط قيمة اؼبسانبات لكل مشروع‪ ،‬يتضح أف قيمة اؼبسانبة يف رأس اؼباؿ تقدر ب ‪5554‬‬
‫أورو من خبلؿ التمويل القائم على اؼبسانبة ‪ ،‬و قيمة اإلستثمار يف سندات يبلغ ‪ 06189‬أورو من خبلؿ‬
‫التمويل القائم على اإلقًتاض‪ ،‬و قيمة التربعات بدوف مقابل يبلغ ‪ 93‬أورو من خبلؿ التمويل القائم على‬
‫التربعات‪ ،‬ذلك من خبلؿ التربع اعبماعي يف شكل ىبة خالصة غَت قابلة لئلسًتداد لدعم قضية أو مشروع دوف‬
‫توقع أي مقابل‪ ،‬و يستخدـ عادة من قبل الشركات اليت تدافع عن قضية معينة أو على األقل غَت ىادفة للربح‬
‫كاؼبؤسسات اػبَتية‪ ،‬التربع مقابل اغبصوؿ على مكافأة غَت مالية مثل ىدية أو منتج مقابل األمواؿ اؼبتربع هبا‪،‬‬
‫اؼبشاركة يف رأس ماؿ الشركة أو إقراضها مبلغا من اؼباؿ مقابل فائدة أو بدوف فائدة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل برأس المال المخاطر في مصر (الفترة ‪)2019-2016‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل برأس المال المخاطر في مصر (الفترة ‪)2019-2016‬‬

‫تعترب مصر من بُت أكثر الدوؿ اليت قبحت يف تطوير التمويل عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬حي‪ :‬ربتل‬
‫اؼبرتبة الثانية من حي‪ :‬عدد التمويبلت اؼبقدمة لشركات الناشئة و سرعة مبوىا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحليل تطور رأس المال المخاطر في مصر من حيث الحجم والقيمة‪:‬‬

‫تطور و بشكل ملفت عدد الشركات اؼبرخص ؽبا دبزاولة نشاط شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر لتصل سنة‬
‫‪ 2109‬ما يقارب من ‪ 0111‬شركة مرخصة ؽبا العمل يف ؾباؿ سبويل الشركات الناشئة يف مصر‪ ،‬أما حجم‬
‫اإلستثمارات شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف دولة مصر فقد شهد بدوره إرتفاعا من حي‪ :‬اغبجم (عدد‬
‫اؼبستفيدين) و كذا حجم األرصدة اؼبالية اؼبستفادة منها و الشكل التارل يوضح تطور حجم رأس اؼباؿ اؼبخاطر‬
‫من حي‪ :‬عدد اؼبستفيدين و حجم األرصدة اؼبعتمدة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)8-2‬تطور التمويل عن طريق رأس المال المخاطر في مصر بعدد المستفيدين‬
‫من الفترة ‪2019-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬رشيد حفصي‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات‬
‫الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .047 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf, 25/07/2021,‬‬
‫‪h 16: 20 .‬‬

‫‪65‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يتضح من خبلؿ الشكل أف عدد اؼبستفيدين من سبويبلت شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر خبلؿ سنوات‬
‫األربع األخَتة شهد إرتفاعا متزايدا حي‪ :‬بلغ سنة ‪ 2106‬عدد اؼبستفيدين ‪ 0828782‬مستفيدا لتصل سنة‬
‫‪ 2109‬إذل ما يقارب من ‪ 3003945‬مستفيد و ىذه الزيادة تؤكد الدور الكبَت الذي تقوـ بو الدولة اؼبصرية‬
‫يف دعم هنوض الشركات الناشئة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)9-2‬تطور التمويل عن طريق رأس المال المخاطر في مصر بحجم أرصدة التمويل من‬
‫الفترة ‪2019-2016‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار جنيو مصري‬

‫المصدر‪ :‬رشيد حفصي‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات‬
‫الناشئة في الجزائر ‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .047 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫يتضح من خبلؿ الشكل أعبله أف ىناؾ إرتفاع يف حجم التمويبلت اؼبقدمة من شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر‬
‫لشركات الناشئة يف مصر خبلؿ الفًتة ‪ ،2109 -2106‬حي‪ :‬بلغ حجم التمويل يف سنة ‪ 2106‬ما يقارب‬
‫من ‪ 4.48‬مليار جنيو مصري لتصل إذل ما يقارب ‪ 06.5‬مليار جنيو مصري سنة ‪ ،2109‬و قد شهدت ىذه‬
‫القيمة مبوا ملحوظا بنسبة ‪ ℅ 43‬عن سنة ‪.2109‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحليل تطور رأس المال المخاطر في مصر حسب الفئات‬

‫‪66‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫عرفت صناعة رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر إرتفاع مستمر من حي‪ :‬التمويل اؼبقدـ من الفئات اؼبرخصة‬
‫لتمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر‪ ،‬حي‪ :‬تضم ىذه الفئات ‪ 0111‬شركة مقسمة يف الفئات التالية ‪:‬الشركات تضم‬
‫‪11‬شركة مرخصة بتقدصل التمويل؛ اعبمعيات و اؼبؤسسات األىلية من صنف) أ ( تضم‪ 17‬مؤسسة؛ اعبمعيات‬
‫و اؼبؤسسات األىلية من صنف) ب (تضم ‪ 17‬مؤسسة؛ اعبمعيات و اؼبؤسسات األىلية من صنف) ج( تضم‬
‫‪ 955‬مؤسسة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)10-2‬تطور نشاط التمويل برأس المال المخاطر في مصر وفقا للفئات بعدد المستفيدين‬
‫من الفترة ‪2019-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬رشيد حفصي‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .048 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫من خبلؿ البيانات الواردة يف الشكل أعبله و اؼبتعلقة حبجم التمويل اؼبقدـ من الشركات اؼبمولة برأس اؼباؿ‬
‫اؼبخاطر و عدد اؼبستفيدين من التمويل وفقا لكل فئة‪ ،‬أف اعبمعيات واؼبؤسسات األىلية من صنف) أ (ىي اليت‬
‫تتصدر إصبارل التمويبلت اؼبقدمة للمستفيدين و يف تطور متزايد من سنة ‪ 2106‬إذل سنة ‪ ،2109‬مث تليها بعد‬
‫ذلك يف اؼبرتبة الثانية فئة الشركات و يف اؼبرتبة الثالثة و الرابعة كل من فئة اعبمعيات و اؼبؤسسات األىلية من‬
‫صنف) ب‪ ،‬ج ( على التوارل ‪.‬و قد شهدت فئة اعبمعيات و اؼبؤسسات األىلية من صنف) أ (تطور مستمرا‬
‫حي‪ :‬بلغ عدد اؼبستفيدين حسب ىذه الفئة سنة ‪ 2106‬ما يقارب من ‪ 0237168‬مستفيدا ليصل إذل ما‬
‫يقارب من ‪ 0698951‬مستفيدا يف سنة ‪ ، 2109‬و يف نفس السياؽ شهدت كذلك حصيلة التمويل فئة‬
‫الشركات إرتفاعا متزايدا من ‪ 289104‬مستفيدا سنة ‪ 2106‬وصوال إذل ما يقارب من ‪0.034243‬‬

‫‪67‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫مستفيدا يف سنة ‪ ، 2109‬أما بالنسبة للجمعيات و اؼبؤسسات األىلية من صنف) ب ج ( فقد شهدت‬
‫بدورىا تذبذبا بُت اإلرتفاع و اإللبفاض حي‪ :‬كانت حصيلة عدد اؼبستفيدين على التوارل يف سنة ‪: 2106‬‬
‫‪ 078078‬و ‪ 024522‬لتصل سنة ‪ 2109‬إذل ‪ 009865‬و ‪ 061887‬مستفيدا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تحليل تطور رأس المال المخاطر في مصر حسب نوع النشاط‪:‬‬
‫تقوـ شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر بتمويل العديد من الشركات الناشئة من أنشطة ـبتلفة تنوعت بُت النشاط‬
‫التجاري‪ ،‬اػبدمي‪ ،‬الزراعي و اإلنتاجي‪ ،‬و قد شهدت تطورا مستمرا من حي‪ :‬عدد اؼبستفيدين أو القيمة‬
‫التمويل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )11-2‬تطور نشاط التمويل برأس المال المخاطر في مصر وفقا لنوع النشاط بعدد‬
‫المستفيدين من الفترة ‪2019-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬رشيد حفصي‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات‬
‫الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .051 .‬من اؼبوقع‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫يظهر من خبلؿ الشكل البياشل أعبله أف ىناؾ إرتفاع مستمر يف عدد اؼبستفيدين يف كل األنشطة‬
‫اإلقتصادية اليت سبارسها الشركات الناشئة يف مصر خبلؿ الفًتة ‪ 2109-2106‬يتصدرىا نشاط التجاري‬
‫الذي بلغ عدد اؼبستفيدين منو سنة ‪ 2106‬ما يقارب ‪ 0225298‬مستفيد لتصل سنة ‪ 2109‬إذل‬
‫‪ 2111439‬مستفيد‪ ،‬و وبتل اؼبرتبة الثانية نشاط اػبدمي الذي إنتقل سنة ‪ 2106‬من ‪ 250053‬مستفيدا‬
‫ليصل يف سنة ‪ 2109‬إذل ‪ 435068‬مستفيدا‪ ،‬يف حُت شهد نشاطي الزراعي و اإلنتاجي تذبذب و إرتفاعا‬

‫‪68‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫متبادؿ بينهما حي‪ :‬بلغ عدد اؼبستفيدين من نشاط الزراعي سنة ‪ 2106‬ما يقارب ‪ 045622‬مستفيدا لتشهد‬
‫يف سنة ‪ 2109‬إرتفاعا ملحوظا ليصل عدد اؼبستفيدين ما يقارب من ‪ 205300‬مستفيدا‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تحليل تطور رأس المال المخاطر في مصر وفقا لنوع المستفيد‬

‫توفر شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر نوعُت من التمويل نبا ‪:‬التمويل الفردي و التمويل اعبماعي‬
‫ويبقى أماـ اؼبستفيد من ىذين التمويلُت إختيار أحدنبا أو كبلنبا بناء على إستيفاء الشروط القانونية اػباصة‬
‫بكل منهما‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )12-2‬تطور نشاط التمويل برأس المال المخاطر في مصر وفقا لنوع التمويل بعدد‬
‫المستفيدين من الفترة ‪2019-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬رشيد حفصي‪ ،‬تمويل المؤسسات الناشئة عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات‬
‫الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪ ،2120 ،‬ص‪ .050 .‬من اؼبوقغ‪:‬‬

‫‪http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf‬‬

‫إعتمادا على البيانات الواردة يف الشكل أعبله‪ ،‬قبد أف ىناؾ تطورا متزايدا يف عدد اؼبستفيدين يف كبل النوعُت‬
‫) التمويل الفردي و اعبماعي( يف مصر خبلؿ الفًتة ‪ ، 2109-2106‬و قد أحتل التمويل الفردي الريادة يف‬
‫سنة ‪ 2109‬مقارنة بالتمويل اعبماعي‪ ،‬حي‪ :‬بلغ عدد اؼبستفيدين من التمويل الفردي يف سنة ‪ 2106‬ما يقارب‬
‫من ‪ 846646‬مستفيدا لًتتفع ىذه القيمة يف سنة ‪ 2109‬لتصل إذل ما يقارب من ‪ 0839772‬مستفيدا أي‬
‫بنسبة زيادة تصل إذل ‪ ℅ 26.82‬عن سنة ‪ 2108‬اليت كاف عدد اؼبستفيدين فيها يصل إذل ‪0372921‬‬
‫مستفيدا‪ ،‬يف حُت أف التمويل اعبماعي يف سنة ‪ 2106‬وبتل الريادة من إصبارل التمويبلت اؼبقدـ ب‬

‫‪69‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ 982036‬مستفيدا إذل غاية سنة ‪ 2108‬الذي وصل عدد اؼبستفيدين إذل ‪ 0418578‬مستفيدا غَت أنو‬
‫تراجع يف سنة ‪ 2109‬لصاحل التمويل الفردي حي‪ :‬بلغ عدد اؼبستفيدين من التمويل اعبماعي يف ‪ 2109‬ما‬
‫يقارب من ‪ 0.374.073‬مستفيدا وىي منخفضة بنسبة ‪℅ 2‬عن سنة ‪. 2108‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تمويل الشركات الناشئة و أنواعو في الهند‬

‫إف النجاح يف إنشاء و دعم الشركات الناشئة يتطلب ذلك وضوح آلليات التمويل‪ ،‬و توافرىا و سهولة‬
‫الوصوؿ و التعامل معها‪ ،‬فالعثور على األمواؿ ليس باألمر السهل‪ ،‬فذلك يتطلب من رواد األعماؿ البح‪ :‬عن‬
‫اؼبستثمرين اؼبهتمُت و إقناعهم دبشروعهم والفكرة القائمة عليو‪.‬‬

‫فقد لوحظ يف السنوات األخَتة يف اؽبند تزايد اإلىتماـ دبوضوع الشركات الناشئة‪ ،‬و منو ويف ىذا اإلطار‪ ،‬يتم‬
‫التطرؽ إذل حجم التمويل للشركات الناشئة اؽبندية و الطرؽ اؼبستخدمة يف سبويلها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجم تمويل الشركات الناشئة في الهند‬

‫أصبح قطاع الشركات الناشئة يف اؽبند ؿبل إىتماـ اؼبستثمرين الدوليُت‪ ،‬بفضل وتَتة النمو اؼبتسارع للقطاع إذ‬
‫أف ىذا القطاع يف اؽبند و بصورة خاصة أصبح كبديل جديد عبذب اؼبستثمرين‪ ،‬و الكثَت من اؼبؤسسات‬
‫اإلستثمارية اليت تقبل على شراء حصص يف ىذه الشركات اؽبندية‪ ،‬و ذلك بسبب إرتفاع ـباوؼ اؼبستثمرين يف‬
‫ظل تزايد القيود و اإلجراءات اليت تفرضها الصُت على ىذه شركات‪ ،‬فبا أدى إذل تراجع القيمة السوقية لشركاهتا‬
‫الناشئة يف السوؽ‪ ،‬باإلضافة إذل أف من اؼبتوقع أف تصبح اؽبند أكرب دولة يف العادل من حي‪ :‬عدد السكاف متفوقة‬
‫على الصُت خبلؿ عشر سنوات‪ ،‬و ىذا يعترب من العوامل اؼبهمة على اؼبستوى البعيد و لكوف السوؽ اؼبتعلق هبذه‬
‫الشركات يف اؽبند لديو فرص إستثمارية و رحبية كبَتة لنقص اؼبنافسة فيو‪ ،‬إذ يعترب مبو سوؽ الشركات الناشئة يف‬
‫اؽبند يف إزدياد بوتَتة متسارعة و ذلك لنجاحها يف جذب إستثمارات مهمة من مؤسسات و مستثمرين دوليُت‬
‫بارزين‪ ،‬كبنك اإلستثمار األمريكي "مورجاف ستانلي" و شركيت "تاهبر جلوباؿ" و"فيديلييت أنفستسمنتس"‬
‫باإلضافة إذل القياـ بعمليات الطرح العاـ األورل للجمهور‪ ،‬حي‪ :‬قفز ؾبموع اؼببالغ اؼبستثمرة من مبلغ ‪ 6‬مليار‬
‫‪1‬‬
‫دوالر يف سنة ‪ 2104‬إذل‪ 00‬مليار دوالر يف سنة ‪.2108‬‬

‫‪1 http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf‬‬

‫‪70‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ويبُت الشكل أدناه حجم سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة ‪ 2109-2104‬كما ىو موضح فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)13-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند خالل الفترة (‪)2019-2014‬‬

‫الوحدة‪$ Billions :‬‬


‫‪14‬‬

‫‪12‬‬
‫جمال التمويل‬ ‫‪‬‬
‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report Q1-2019, P 11.‬‬

‫‪http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf, 29/07/2021, h 23: 46.‬‬

‫يف عاـ ‪ ، 2104‬تلقت الشركات اؽبندية الناشئة سبويبل إصباليا بقيمة ‪ 5.4‬مليار دوالر‪ ،‬إذ تظهر القراءة على‬
‫الرسم البياشل أنو كاف العاـ األسوء يف األداء خبلؿ صبيع سنوات الدراسة‪ ،‬إذ حقق ما قيمتو ‪ 411‬مليوف دوالر‪،‬‬
‫ويف عاـ ‪ 2105‬إرتفع حجم التمويل بنسبة ‪ ،%62‬و اليت تعترب زيادة كبَتة ليقدر حجم التمويل عند نفس‬
‫السنة ب ‪ 9.0‬مليار دوالر‪ ،‬بينما يف عاـ ‪ 2106‬حقق سبويبل ما قيمتو ‪ 7.2‬مليار دوالر‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعاـ ‪ 2107‬قفز إصبارل مبلغ التمويل عند قيمة ‪ 03‬مليار دوالر‪ ،‬حي‪ :‬كانت نسبة الزيادة ‪%81‬‬
‫مقارنة بعاـ ‪ ،2106‬إذ تظهر القراءة على الرسم البياشل أف ‪ 2107‬كاف العاـ األفضل أداء خبلؿ صبيع سنوات‬
‫ويعترب الثبلثي الثاشل لعاـ ‪ 2107‬الثبلثي الذي حقق ذروة حجم سبويل باؼبقارنة جبميع الثبلثيات األخرى‪ ،‬إذ‬
‫حقق ما قيمتو ‪ 4.4‬مليار دوالر‪ ،‬ليًتاجع حجم التمويل يف عاـ ‪ 2108‬بشكل صغَت والذي قدر بنسبة ‪%03‬‬
‫حي‪ :‬بلغ قيمة ‪ 00.3‬مليار دوالر عند نفس السنة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق اإلستثمار المالئكي و مالك شبكة اإلستثمار‬

‫يف ىذا اؼبطلب سيتم عرض بعض اإلحصائيات اػباصة باإلستثمار اؼببلئكي و كذا مبلؾ شبكة‬
‫اإلستثمار‪ ،‬حي‪ :‬ذبدر اإلشارة إذل أف اؼبستثمر اؼببلؾ ىو عبارة عن الفرد الذي يوفر رأس اؼباؿ للشركة الناشئة‪،‬‬
‫أي بصفة فردية‪ ،‬أما مبلؾ شبكة اإلستثمار ىي ؾبموعة من اؼبستثمرين الذين نظموا أنفسهم لئلستثمار بصفة‬
‫صباعية و العمل بشكل أكثر فعالية و تقدصل الدعم اؼبتبادؿ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلستثمار المالئكي‬

‫اؼبستثمر اؼببل ئكي ىو مستثمر يقرر تقدصل الدعم اؼبارل لشركة يبدو أف مشروعها مبتكر كقاعدة عامة‪،‬‬
‫باإلضافة إذل نصيب من أصولو‪ ،‬و يزود ىذا الشخص الطبيعي صاحب اؼبشروع خبربتو و صبيع مهاراتو يف ؾباؿ‬
‫ريادة العماؿ‪ ،‬إذ أف اإلستثمار اؼببلئكي يف اؽبند متباين من مدينة ألخرى‪ ،‬إذ يوضح ربليل اؼبستثمرين اؼببلؾ‬
‫اؼبسجلُت يف منصة ‪ Lets Venture‬أف ‪ %88‬من ىؤالء ىم من مدف من اؼبستوى األوؿ‪ ،‬و يبلغ عدد‬
‫اؼببلئكة يف اؼبدف من اؼبستوى الثاشل و الثال‪ %00 :‬و‪ %3‬على التوارل‪ ،‬حي‪ :‬من بُت ستة مدف من اؼبستوى‬
‫األوؿ تعترب دؽبي أي منطقة العاصمة الوطنية اليت تضم اؼبدف اجملاورة مثل جورجاوف و نويدا و أوكبل لديها أكرب‬
‫عدد من اؼبستثمرين اؼببلئكة تليها مومباي و بنغالور سبثل ىذه اؼبدف الثبلث ‪ %88‬من إصبارل اؼبستثمرين مدف‬
‫اؼبستوى األوؿ‪ ،‬و سبثل اؼبدف اؼبتبقية يف تشيناي و حيدر أباد و كولكاتا ‪ %02‬من إصبارل اؼبستثمرين يف اؼبدف‬
‫األوذل حي‪ :‬يتم سبويل الشركات يف اؼبدف اؼبستوى األوؿ مسبقا أو يف وقت مبكر و اغبصوؿ على مبالغ سبويل‬
‫أكرب ويبلغ متوسط أحجاـ الصفقات للشركات الناشئة يف اؼبدف اؼبستوى األوؿ أعلى حبوارل ‪ %62‬من الصفقات‬
‫يف مدف اؼبستوى الثاشل‪ ،‬و جوالت اإلستثمار أعلى بنسبة ‪ %41‬يف اؼبدف اؼبستوى األوؿ مقارنة باؼبدف يف‬
‫اؼبستوى الثاشل و منو سوؼ يتم عرض عدد اؼبستثمرين اؼببلئكة الذين قدموا الدعم اؼبارل لشركات ىندية ناشئة‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور سبويل الشركات الناشئة عن طريق اإلستثمار اؼببلئكي يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من‬
‫‪ 2108-2104‬وكما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)14-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق اإلستثمار المالئكي خالل الفترة‬

‫(‪)2018-2014‬‬

‫‪72‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوحدة‪( :‬العدد)‬
‫‪800‬‬
‫المستثمرون‬ ‫‪‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪Source: Indian Tech Start-up Funding Report-2018,p.88.‬‬

‫‪http://pages.inc42.com/wp- content/uploads/woocommerce_uploads/2018/01/Inc42-Annual-‬‬
‫‪Funding-Report-2018.pdf, 05/08/2021, h 21: 17.‬‬

‫من خبلؿ الشكل تبُت أف يف سنة ‪ ،2104‬عدد اؼبستثمرين اؼببلئكة الذين إستثمروا مبالغ مالية يف‬
‫الشركات اؽبندية الناشئة‪ ،‬سجل عدد ‪ 211‬مستثمر مبلئكي‪ ،‬إذ يعترب أصغر عدد للمستثمرين اؼببلئكة خبلؿ‬
‫صبيع السنوات‪ ،‬بينما يف عاـ ‪ 2105‬عرؼ عددىا إزدياد كبَت و ملحوظ إذ بلغ ‪ 611‬مستثمر خبلؿ ‪2105‬‬
‫حي‪ :‬قدرت نسبة الزيادة يف حدود ‪ %311‬مقارنة بعاـ ‪.2104‬‬

‫لَتتفع عدد اؼبستثمرين اؼببلئكي يف عاـ ‪ 2106‬إذل عدد ‪ 791‬مستثمر مبلئكي ليعترب أكرب عدد للمستثمرين‬
‫اؼببلئكة الذين إستثمروا مبالغ مالية يف الشركات اؽبندية الناشئة‪ ،‬ليشهد إلبفاض يف عاـ ‪ 2107‬بعدد ‪041‬‬
‫مستثمر مبلئكي ليبلغ عدد ‪ 651‬مستثمر مبلئكي‪.‬‬

‫بينما يف سنة ‪ ،2108‬بلغ عدد اؼبستثمرين اؼببلئكة ‪ 411‬مستثمر‪ ،‬إذ يبلحظ إلبفاض كبَت والذي كاف يف‬
‫حدود نسبة ‪ %51‬مقارنة ب ‪ ،2106‬و بنسبة ‪ % 41‬مقارنة بعاـ ‪ .2107‬سبب ىذا اإللبفاض راجع إذل‪:‬‬

‫التحديات اليت واجهت اؼبستثمروف خاصة السياسية اؼبتبعة للتجارة اإللكًتونية و إشكالية مراقبة البيانات‪ ،‬إذ مت‬
‫تشديد حواجز الدخوؿ يف ؾباؿ التكنولوجيا اؼبالية باإلضافة إذل تراخيص بنوؾ الدفع فبا أدى إذل إلبفاض تدفق‬
‫اإلستثمار األجنيب‪ ،‬حي‪ :‬إلبفضت إستثمارات التجارة اإللكًتونية بنسبة ‪ %40.37‬يف عاـ ‪ 2108‬والذي‬

‫‪73‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يعترب اجملاؿ األكثر جذب للتمويل يف اؽبند باإلضافة إذل إلبفاض عدد صفقات ‪ Healthtech‬بنسبة‬
‫‪ %41.50‬باإلضافة إذل ما ظبي بفقاعة يونيكورف للشركات الناشئة اؽبندية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مالك شبكة اإلستثمار‬

‫يعترب مبلؾ شبكة اإلستثمار عبارة عن ذبمع العديد من رعاة األعماؿ معا و ذلك ليصبح لديهم قوة‬
‫إستثمارية أكرب‪ ،‬فعندم ا ال يتم قبوؿ منح التمويل لصاحب اؼبشروع عن طريق القروض أو الطرؽ األخرى لتمويل‬
‫الشركات الناشئة‪ ،‬يعمل مبلؾ شبكة اإلستثمار كطرؼ ضامن و فبوؿ يف نفس الوقت للمشروع فهم بدورىم‬
‫يقوموف جبمع األمواؿ و إستثمارىا أو ضخها كتمويل لدى أصحاب اؼبشاريع الناشئة‪.‬‬

‫حي‪ :‬تواجد يف اؽبند ‪ 451‬من ؾبموعة اؼبستثمرين يف شكل مبلؾ شبكة إستثمار متنوعة من ‪ 00‬دولة يف عاـ‬
‫‪ ،2107‬و يف ‪ 8‬نوفمرب ‪ 2121‬أعلنت مبلؾ شبكة اإلستثمار اؽبندية عن الشراكة مع مبلؾ شبكة اإلستثمار‬
‫البنغبلدشية و ذلك يف إطار توسيع نطاؽ جذب التمويل‪ ،‬و تعترب شبكة اإلسثمار اؽبندية يف تطور مستمر بينما‬
‫يتم تنظيم العديد من شبكات اإلستثمار حوؿ اؼبدف مثل ‪ The Chennai Angels‬و‪،Mumbai Angels‬‬
‫و بلغ معدؿ النمو السنوي لعدد إستثمارات شبكات اؼببلؾ اليت سبت خبلؿ الفًتة ‪ 2105-2119‬حوارل‬
‫‪ ،%75‬إذ أف يف غضوف ‪ 7‬سنوات زاد عدد الشبكات ‪ 21‬مرة‪.‬‬

‫و يبُت الشك ل أدناه تطور التمويل الشركات الناشئة عن طريق مبلؾ شبكة اإلستثمار يف اؽبند خبلؿ الفًتة‬
‫اؼبمتدة من ‪ 2108-2104‬كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)15-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق مالك شبكة االستثمار خالل الفترة‬
‫(‪)2019-2014‬‬

‫‪74‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوحدة‪( :‬العدد)‬
‫‪30‬‬ ‫المستثمرون‬ ‫‪‬‬
‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report-2018,p.96.‬‬

‫‪http://pages.inc42.com/wp-content/uploads/woocommerce_uploads/2018/01/Inc42-Annual-‬‬
‫‪Funding-Report-2018.pdf‬‬

‫يف عاـ ‪ ، 2104‬بلغ عدد مبلؾ شبكة اإلستثمار اؼبمولُت لشركات ىندية ناشئة عدد ‪ 05‬شبكة إستثمار‪ ،‬إذ‬
‫يعترب ىذا العدد األدسل ؼببلؾ شبكة اإلستثمار الذين قاموا بتمويل أصحاب اؼبشاريع الناشئة خبلؿ الفًتة اؼبمتدة‬
‫من ‪ 2104‬إذل ‪ ،2108‬و يف عاـ ‪ 2105‬زاد عددىا ب ‪ 7‬فبولُت ليصبح اإلصبارل يف نفس العاـ ‪ 22‬مبلؾ‬
‫شبكة إستثمار‪ ،‬و اليت تعترب زيادة كبَتة حي‪ :‬تقريبا زادت بالضعف مقارنة بعاـ ‪ ،2104‬بينما و يف عاـ‬
‫‪ 2106‬كانت الزيادة ب ‪ 3‬شبكات إستثمار ليصبح عددىا ‪ 25‬شبكة إستثمار‪ ،‬حي‪ :‬كانت نسبة الزيادة يف‬
‫حدود ‪ ،%04‬و اليت تعترب صغَتة نسبيا مقارنة بنسبة الزيادة من عاـ ‪ 2104‬إذل عاـ ‪ ،2105‬بينما يف عاـ‬
‫‪ 2107‬بلغ عددىا ‪ 29‬مبلؾ شبكة إستثمار‪ ،‬و اليت زادت بشكل كبَت و وصلت إذل ‪ %93‬مقارنة بعددىا يف‬
‫عاـ ‪ ،2104‬و هبذا يعترب عاـ ‪ 2107‬العاـ الذي كاف بو أكرب عدد ؼببلؾ شبكة اإلستثمار اؼبمولُت لشركات‬
‫ىند ية ناشئة خبلؿ صبيع السنوات‪ ،‬بعد ذلك شهد عددىا إلبفاضا ملحوظا حي‪ :‬إلبفضت ب ‪ 6‬شبكات‬
‫إستثمار يف عاـ ‪ 2108‬ليبلغ عددىا ‪ 09‬شبكة إستثمار لتقدر نسبة اإللبفاض ب ‪ %35‬مقارنة بعاـ ‪.2107‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل عن طريق رأس المال المخاطر‪ ،‬الحاضنات و المسرعات‬

‫‪75‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يتنا وؿ ىذا اؼبطلب سبويل الشركات الناشئة اؽبندية عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر و االتمويل باغباضنات‬
‫و اؼبسرعات‪ ،‬يف الفرع األوؿ سوؼ يتم عرض إحصائيات عن التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر و يف الفرع الثاشل‬
‫سوؼ يتم عرض إحصائيات عن التمويل بواسطة اغباضنات و اؼبسرعات يف الشركات اؽبندية الناشئة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رأس المال المخاطر‬

‫إف التمويل برأس ماؿ اؼبخاطر للشركات الناشئة‪ ،‬يعترب من أىم البدائل ألسلوب التمويل البنكي اؼبعتمد‬
‫أساسا على القروض‪ ،‬فهذه اؼبؤسسات تشارؾ صاحب اؼبشروع أو الشركة ببل ضماف للعائد أو للمبلغ األصلي‪،‬‬
‫و با لتارل فهو فعبل مناسب للشركات اليت تعاشل عادة من إنعداـ الضمانات‪ ،‬كما أف دراسة جدوى اؼبشروع غالبا‬
‫ما تكوف أكثر دقة عند مشاركة طرفُت غاية كل منهما ربقيق الربح‪ ،‬إذف فمؤسسات التمويل برأس ماؿ اؼبخاطر‬
‫تقوـ على أساس اؼبشاركة يف الربح و اػبسارة و تقدصل مساعدات إلدارة الشركة لتحقيق إستمراريتها و تطورىا‪.‬‬

‫و تعترب اؽبند واحدة من الوجهات الرائدة إلستثمارات رأس اؼباؿ اؼبخاطر على الرغم من أف مفهوـ اإلستثمار هبذا‬
‫النوع من التمويل ساد يف الببلد بشكل أو بأخر منذ الستينات‪ ،‬إال أف النمو كاف بشكل أساسي بعد‬
‫اإلصبلحات اإلقتصادية يف عاـ ‪ ،0990‬قبل ذلك كاف معظم التمويل يتم من طرؼ مؤسسات مالية القطاع‬
‫العاـ و سبيز دبستويات منخفضة من النشاط اإلستثماري‪ ،‬ويف السنوات األخَتة مبت إلتزامات و إستثمارات رأس‬
‫اؼباؿ اؼبخاطر بوتَتة متسارعة حي‪ :‬تشَت بيانات "إقتصاديات اؼبخاطرة" إذل أنو خبلؿ الفًتة من ‪ 0991‬إذل‬
‫‪ 0999‬كاف ترتيب اؽبند ‪ 25‬من أصل ‪ 64‬دولة لكن خبلؿ العقد التارل ‪ 2111‬إذل ‪ 2119‬إرتفع ترتيب اؽبند‬
‫إذل ‪ 03‬من أصل ‪ 91‬دولة‪ ،‬و كاف اإلذباه مشجع أكثر يف فًتة السنوات اػبمس األخَتة ‪ 2115‬إذل ‪2119‬‬
‫حي‪ :‬كاف ترتيب اؽبند ‪ 01‬من أصل ‪ 77‬دولة‪ ،‬و شكلت األمواؿ اليت مت صبعها خبلؿ الفًتة ‪ 2115‬إذل‬
‫‪ 2119‬معدؿ مبو قدره ‪ %837‬مقارنة باألمواؿ اليت صبعت خبلؿ فًتة اػبمس سنوات السابقة ‪ 2111‬إذل‬
‫‪ ، 2114‬حي‪ :‬مبت ىذه الصناعة بشكل ملحوظ يف السنوات األخَتة ليكوف معدؿ مبو رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف‬
‫اؽبند ىو األسرع على مستوى العادل و إرتفع ليحتل اؼبرتبة ‪ 3‬عاؼبيا من حي‪ :‬كمية اإلستثمارات‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2108-2104‬كما‬
‫ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)16-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق رأس المال المخاطر خالل الفترة‬

‫‪76‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫(‪)2019-2014‬‬

‫الوحدة‪( :‬العدد)‬
‫‪350‬‬ ‫المستثمرون‬ ‫‪‬‬
‫‪300‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report-2018,p.91.‬‬

‫‪http://pages.inc42.com/wp-content/uploads/woocommerce_uploads/2018/01/Inc42-Annual-‬‬
‫‪Funding-Report-2018.pdf‬‬

‫يظهر من الشكل أعبله حجم رأس اؼباؿ اؼبخاطر حي‪ :‬بلغ يف ‪ 91 ،2104‬مستثمر فبوؿ للشركات‬
‫الناشئة يف اؽبند بإستخداـ رأس ماؿ اؼبخاطر‪ ،‬إذ يعترب ىذا العدد األدسل للممولُت برأس اؼباؿ اؼبخاطر الذين قاموا‬
‫بتمويل أصحاب اؼبشاريع الناشئة خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2104‬إذل ‪ ،2108‬و يف عاـ ‪ 2105‬إرتفع عدد‬
‫اؼبستثمرين بصفة كبَتة حي‪ :‬كانت نسبة الزيادة ‪ %067‬ليبلغ ‪ 261‬مستثمر عن طريق رأس اؼباؿ اؼبخاطر‪،‬‬
‫بينما يف عاـ ‪ 2106‬بلغ عدد اؼبستثمرين ب ‪ 281‬مستثمر إذ أف التمويل زاد ب ‪ 21‬مستثمر بالنسبة لعاـ‬
‫‪ 2105‬و اليت تعترب زيادة طفيفة‪ ،‬حي‪ :‬زاد التمويل بنسبة ‪ %8‬مقارنة بنسبة الزيادة الفارطة‪ ،‬ليبلغ ‪321‬‬
‫مستثمر يف سنة ‪ 2107‬و اليت تعترب الذروة لعدد اؼبستثمرين برأس ماؿ اؼبخاطر يف شركات ىندية ناشئة‪ ،‬حي‪:‬‬
‫زاد التمويل بنسبة ‪ %9‬مقارنة بعاـ ‪ 2106‬و بنسبة ‪ %255‬مقارنة بعاـ ‪ 2104‬بينما يف عاـ ‪ 2108‬بلغ‬
‫‪ 291‬مستثمر برأس اؼباؿ اؼبخاطر ليشهد تراجع ب ‪ 31‬مستثمر إذ أف التمويل تراجع بنسبة ‪ %9‬مقارنة بعاـ‬
‫‪.2107‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحاضنات و المسرعات‬

‫‪77‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫سبثل اغباضنات و اؼبسرعات برنامج تنموي يساعد يف تنويع النشاط اإلقتصادي عن طريق تشجيع ودعم‬
‫وتنمية اؼبشاريع الناشئة من خبلؿ توفَت بيئة عمل مناسبة‪ ،‬فهي تساىم يف تفعيل ـبتلف عوامل النجاح وتسخَتىا‬
‫من أجل إقباح ىذه الشركات للوصوؿ إذل أعلى نسب النمو والنجاح‪.‬‬

‫و تقوـ اغباضنات يف اؽبند بدور ؿبوري إذ حوارل ‪ % 56‬من اغباضنات اؽبندية موجودة يف اعبامعات فبا يشَت إذل‬
‫أف ىناؾ دور مهم تلعبو اعبامعات يف دعم ريادة األعماؿ و الشركات الناشئة‪ ،‬حي‪ :‬يقع ثل‪ :‬اغباضنات يف‬
‫جامعات خاصة و دعمت اغباضنات يف اعبامعات ‪ %58‬من إصبارل احملتضنُت‪ ،‬و قد مت إنشاء أكثر من ‪%51‬‬
‫من اغباضنات يف اػبمس سنوات اؼباضية‪ ،‬يف حُت أف عدد اغباضنات يف أنواع ـبتلفة من اؼبدف كاف متساويا إذل‬
‫حد ما حىت عاـ ‪ 2101‬كانت ىناؾ زيادة كبَتة يف عدد اغباضنات يف مدف اؼبستوى األوؿ بعد عاـ ‪2101‬‬
‫و زبتلف أطروحة اغبضانة بُت اغباضنات إذ ىبتلف متوسط عدد اؼبشاريع اؼبدعومة بشكل كبَت ليبلغ متوسط عدد‬
‫‪ 36‬ؿبتضن يف اعبامعات بينما ‪ 03‬فقط يف حالة القطاع اػباصة‪.‬‬

‫يف حُت أف اغباضنات موجودة يف مناطق ـبتلفة يف الدولة‪ ،‬فإف اؼبسرعات ىي يف األساس حضرية الظاىرة حي‪:‬‬
‫توجد معظم أو صبيع اؼبسرعات يف اؼبدف الرئيسية و مت العثور على أكرب عدد من اؼبسرعات يف واليات بنغالورو‬
‫تليها ‪ NCR‬و مومباي ‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور التمويل باغباضنات و اؼبسرعات يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪2108-2104‬‬
‫كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)17-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق الحاضنات و المسرعات خالل الفترة‬

‫(‪)2019-2014‬‬

‫‪78‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوحدة‪( :‬العدد)‬
‫‪20‬‬ ‫المستثمرون‬ ‫‪‬‬
‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report-2018,p.97.‬‬

‫‪http://pages.inc42.com/wp-content/uploads/woocommerce_uploads/2018/01/Inc42-Annual-‬‬
‫‪Funding-Report-2018.pdf‬‬

‫يظهر من الشكل أعبله أف عدد اإلستثمارات بواسطة اغباضنات و اؼبسرعات‪ ،‬بلغ يف ‪ 2104‬ما مقداره‬
‫‪ 7‬حاضنات و مسرعات قامت بتمويل الشركات الناشئة يف اؽبند‪ ،‬إذ يعترب ىذا العدد األدسل للتمويل باغباضنات‬
‫و اؼبسرعات الذين قاموا بتمويل أصحاب اؼبشاريع الناشئة خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2104‬إذل ‪ ،2108‬لَتتفع‬
‫تدرهبيا و يبلغ أكرب عدد يف سنة ‪ 2107‬قدر ب ‪ 09‬حاضنة و مسرعة‪ ،‬حي‪ :‬كانت نسبة الزيادة ‪%070‬‬
‫مقارنة بسنة ‪ 2104‬و اليت تعترب زيادة كبَتة‪ ،‬أما بالنسبة للسنوات ‪ 2105‬و ‪ 2106‬كاف التمويل بواسطة‬
‫اغباضنات و اؼبسرعات يف مستوى ثابت تقريبا ليبلغ عدد ‪ 02‬و ‪ 04‬حاضنة و مسرعة على التوارل‪ ،‬باؼبقابل‬
‫شهدت الشركات الناشئة إلبفاض يف التمويل يف سنة ‪ 2108‬بنسبة ‪ %26‬مقارنة بسنة ‪ 2107‬ليبلغ عددىا‬
‫‪ 04‬حاضنة ومسرعة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التمويل عن طريق الديون و حقوق الملكية‬

‫‪79‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يتناوؿ ىذا اؼبطلب سبويل الشركات النا شئة اؽبندية عن طريق الديوف و االتمويل حبقوؽ اؼبلكية‪ ،‬يف الفرع‬
‫األوؿ سوؼ يتم عرض إحصائيات عن التمويل بالديوف و يف الفرع الثاشل سوؼ يتم عرض إحصائيات عن‬
‫التمويل بواسطة حقوؽ اؼبلكية يف الشركات اؽبندية الناشئة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الديون‬

‫يعترب التمويل عن طريق الدي وف عموما الطريقة األكثر إستخداما عند طلب التمويل‪ ،‬ففي حاؿ قرر رائد‬
‫األعماؿ اغبصوؿ على قرض أي سبويل مشروعو الناشئ عن طريق الديوف‪ ،‬فهو يتأكد من اإلحتفاظ جبميع أسهمو‬
‫يف الشركة‪ ،‬و بالتارل إذا إقًتض صاحب اؼبشروع من البنك فإف األخَت ال يبكنو اعبلوس يف ؾبلس اإلدارة ألف‬
‫الدين ىو "إلتزاـ تعاقدي" فالدين لو أولوية السداد يف حالة التصفية أو اإلفبلس‪ ،‬ومن جهة أخرى يف الواقع‬
‫تتوخى البنوؾ اغبذر عندما يتعلق األمر دبنح قرض لشركة ناشئة‪.‬‬

‫وتعترب بيئة سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند عن طريق الديوف متدىورة‪ ،‬و ذلك ناتج عن عدـ توافق أو تلبية‬
‫اإلحتياجات من طرؼ البنوؾ ال ىبدـ الشركات الناشئة بسبب حكم السياسات اؼبنتهجة للبنوؾ اؼبتمثلة يف طلب‬
‫الضمانات و الشديد يف اإلجراءات‪ ،‬و ىذا ما ال يتوافق مع البيئة الشبو ؾبهولة اليت قد إذل لنجاح ىذه الشركات‬
‫أو عدمها‪ ،‬باإلضافة إذل أسباب أخرى مثل‪ :‬التدفقات الرأس اؼبالية و السياسات النقدية يف اإلقتصاد اؽبندي‬
‫و إرتفاع وتقلبات سعر صرؼ العملة و األصوؿ اؼبالية و العينية و تقلبات السيولة‪ ،‬ىذه العوامل ىي اليت من‬
‫شأهنا دفعت األمواؿ لؤلسواؽ اػبارجية حبثا عن سعر الفائدة اؼبرتفع‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور التمويل بالديوف يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2121-2105‬كما ىو موضح‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)18-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق الديون خالل الفترة (‪-2014‬‬
‫‪)2019‬‬

‫‪80‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوحدة‪ :‬المليون‬
‫‪10000‬‬
‫‪ ‬الديون‬
‫‪8148‬‬
‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪1212‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪935‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪source: Annual Funding Report Indian Start-up Ecosystem, 2020, p.21.‬‬

‫‪http://yourstory.com/cs/uploads/2020Fundingreport-1614686629287.pdf, 10/08/2021, h 09: 29.‬‬

‫يظهر من خبلؿ الشكل أعبله‪ ،‬أف جحم التمويل بالدين يف الشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ السنتُت‬
‫‪ 2105‬و ‪ 2106‬منعدـ‪ ،‬بينما إبتداء من عاـ ‪ 2107‬إذل ‪ 2121‬أصبحت الشركات الناشئة تستعمل الديوف‬
‫كطريقة للتمويل‪ ،‬إذ بلغ ما مقداره ‪ 0202‬مليوف دوالر يف سنة ‪ ،2107‬لينخفض بنسبة قليلة يف سنة ‪2108‬‬
‫حي‪ :‬بلغ ‪ 0049‬مليوف دوالر‪ ،‬و يف سنة ‪ 2109‬حجم التمويل بالديوف شهد قفز كبَتة و عمبلقة مقارنة‬
‫بالسنوات اؼباضية ليبلغ ما قيمتو ‪ 8048‬مليوف دوالر‪ ،‬لينخفض بصورة مباشرة يف سنة ‪ 2121‬مقارنة بالعاـ‬
‫الفارط و يرجع إذل مبلغ سبويل أقل مقارنة بعاـ ‪ 2107‬و ‪ ،2108‬حي‪ :‬بلغ ‪ 935‬مليوف دوالر و اليت تعترب‬
‫أصغر نسبة للتمويل للفًتة ما بُت ‪ 2107‬و‪.2121‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الملكية‬

‫التمويل بإستخداـ حقوؽ اؼبلكية ىو عملية صبع رأس اؼباؿ بطريق بيع اغبصص‪ ،‬إذ يشَت مصطلح التمويل‬
‫حبقوؽ اؼبلكية إذل سبويل الشركات العامة اؼبدرجة يف البورصة‪ ،‬و تلجأ الشركات الناشئة إذل ىذا النوع من التمويل‬
‫عدة مرات إذل أف تصبح شركة ناجحة و قد تستخدـ أدوات ـبتلفة من حقوؽ اؼبلكية لتمويل إحتياجاهتا ألهنا‬
‫ستجذب أنواعا ـبتلفة من اؼبستثمرين يف ـبتلف مراحل تطورىا‪.‬‬

‫إذ أدى إرتفاع معدؿ النمو الناتج احمللي اإلصبارل يف اؽبند يف السنوات األخَتة إذل ظهور سوؽ واضح لتحقيق‬
‫إستثمارات ناجحة يف حقوؽ اؼبلكية‪ ،‬لكن ال يزاؿ ظاىرة حديثة يف اؽبند و لن ينظر إليو معظم اؼبستثمروف على‬

‫‪81‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أنو قباح حىت األف‪ ،‬باإلضافة إذل الكثَت من الرياح اإلقتصادية اؼبعاكسة اليت واجهت اؽبند خاصة عندما وصلت‬
‫األزمة اؼبالية لعاـ ‪ ،2119‬و كانت نتيجة ذلك أنو على مدار السنوات القليلة اؼباضية شهدت اؽبند زيادة قليلة‬
‫يف إستثمارات حقوؽ اؼبلكية‪ ،‬و بدال من ذلك ربوؿ اإلىتماـ إذل األسواؽ الناشئة األخرى مثل‪ :‬الربازيل‬
‫و أندونيسيا و تركيا لكن للمستثمرين األذكياء قد تكوف الفرص اغبقيقية لئلستثمار قد بدأت للتو‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور التمويل خبقوؽ اؼبلكية يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2121-2105‬كما ىو‬
‫موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)19-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند عن طريق حقوق الملكية خالل الفترة‬

‫(‪)2019-2014‬‬

‫الوحدة‪ :‬المليون‬
‫‪12000‬‬ ‫‪10489‬‬
‫حقوؽ اؼبلكية‬ ‫‪‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪7967‬‬
‫‪7441‬‬ ‫‪7104‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪5465‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪2402‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪source: Annual Funding Report Indian Start-up Ecosystem, 2020, p.21.‬‬

‫‪http://yourstory.com/cs/uploads/2020Fundingreport-1614686629287.pdf‬‬

‫يظهر من خبلؿ الشكل أعبله‪ ،‬أف حجم التمويل بواسطة حقوؽ اؼبلكية يف الشركات الناشئة يف اؽبند‪ ،‬بلغ‬
‫‪ 7967‬مليوف دوالر يف سنة ‪ 2105‬لينخفض بشكل كبَت و ملحوظ يف سنة ‪ 2106‬و يبلغ ‪ 2412‬مليوف‬
‫دوالر‪ ،‬و الذي قدر بنسبة تفوؽ ‪ ،% 61‬و اليت تعترب أصغر قيمة من حي‪ :‬التمويل خبلؿ الفًتة ‪ 2105‬إذل‬
‫‪ ،2121‬ليعاود اإلرتفاع سنة ‪ 2107‬حىت يصل قيمة ‪ 01489‬مليوف دوالر‪ ،‬حي‪ :‬أف ىذه القيمة تعترب أقصى‬
‫حجم للتمويل خبلؿ صبيع السنوات لتكوف نسبة الزيادة ‪ %32‬مقارنة بعاـ ‪ ،2105‬بعد ذلك إلبفض التمويل‬
‫حبقوؽ اؼبلكية تدرهبيا ليبلغ ‪ 7440‬مليوف دوالر يف عاـ ‪ ،2108‬مث واصل اإللبفاض و لكن بشكل طفيف يف‬

‫‪82‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫عاـ ‪ 2109‬ليبلغ قيمة ‪ 7014‬مليوف دوالر‪ ،‬أما بالنسبة لعاـ ‪ 2121‬إلبفض حجم التمويل دببلغ ‪0639‬‬
‫مليوف دوالر أي بنسبة ‪ %24‬ليسجل سبويل قدره ‪ 5465‬مليوف دوالر‪.‬‬

‫بعد القراءة على األشكاؿ‪:‬‬

‫فبا سبق لوحظ أف عاـ ‪ 2107‬شهد أعلى قيمة يف صبيع آليات سبويل الشركات الناشئة اليت مت استعراضها‬
‫يف اؽبند‪ ،‬وىذا راجع إذل األسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دخوؿ بعض أكرب البلعبُت الدوليُت يف الببلد مثل‪.Paytm Malli ،oYo ،Swiggy :‬‬

‫‪ -‬غزو اؽبند من طرؼ شركة اإلتصاالت اليابانية متعددة اعبنسيات ‪ Soft Bank‬بقيادة ‪.masayoshi son‬‬

‫‪ -‬صبع الشركات اإلستهبلكية اؽبندية مليارات الدوالرات مثل‪ 4 Flipkart :‬مليار دوالر و ‪ 0.4 Paytm‬مليار‬
‫دوالر و ‪ 0.0 Ola‬مليار دوالر و ‪ 511 Phonepe‬مليوف دوالر‪.‬‬

‫‪ -‬إعبلف العمبلقة لتكنولوجيا الطعاـ شركة ‪ Zomato‬أهنا قد حققت القابلية لئلنتاجية يف صبيع أكباء ‪ 24‬دولة‬
‫عاملة يف صبيع أعماؽبا‪.‬‬

‫‪ -‬رفع تقييم شركة ‪ Soonicorns‬إذل ‪ 911‬مليوف دوالر وشركة ‪ Swiggy‬إذل ‪ 711‬مليوف دوالر‪.‬‬

‫‪ -‬إرتفاع ىائل يف سبويل شركة ‪ Fintech‬بنسبة ‪ %281‬مقارنة بعاـ ‪.2106‬‬

‫‪ -‬شهدت الشركات الناشئة ‪ B2B‬إرتفاع بنسبة ‪ %00‬و ‪ %9‬يف إصبارل الصفقات مقارنة بعامي ‪2106‬‬
‫و‪ 2105‬على التوارل‪.‬‬

‫‪ -‬إبراـ العديد من اؼبستثمرين الدوليُت اعبدد صفقاهتم األوذل على اإلطبلؽ مثل‪Tencent ،Go Gaga :‬‬
‫‪ ،Naspers‬حي‪ :‬قامت ‪ Google‬بإطبلؽ خدمات ‪ Areo‬للتسليم و التوصيل وأطلقت ‪ Uber‬خدمة‬
‫توصيل الطعاـ ‪ UberEats‬ومولت ‪ Amazon‬الشركة الناشئة ‪ Pantry‬لتسليم البقالة‪.‬‬

‫‪ -‬رقمنة اإلقتصاد و اإلصبلحات يف النظاـ الضرييب القدصل‪.‬‬

‫‪ -‬قباح التجارة اإللكًتونية يف فئة األثاث و سوؽ األزياء والرعاية الصحية خاصة شركات ‪Pepperfry‬‬
‫و ‪.Lenskart‬‬ ‫و ‪Urbanladder‬‬

‫‪83‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬حصوؿ أكرب عملية إستحواذ يف تاريخ الشركات الناشئة يف اؽبند إذ مت إستحواذ شركة ‪ Flipkarts‬من قبل‬
‫‪ Walmart‬بنسبة ‪ %77‬مقابل ‪ 06‬مليار دوالر‪ ،‬كما إستحوذت شركة ‪ Ola‬على شركة ‪ Foodoanda‬و‬
‫إستحوذت ‪ Google‬على شركة التكنولوجيا العمبلقة ‪.Hailli Labes‬‬

‫‪ -‬شهدت ‪ Enterprisetech‬و ‪ Fintech‬أكرب عدد من عمليات اإلندماج و اإلستحواذ و الشراء مع ‪31‬‬


‫صفقة و ‪ 08‬صفقة على التوارل‪.‬‬

‫‪ -‬دخوؿ ‪ 57‬شركة ناشئة يف اؼبنطقة اؼبشهورة نادي يونيكورف الذي يضم الشركات اليت قيمتها أكرب من مليار‬
‫دوالر مثل‪ :‬شركة ‪ foodtech‬لتوصيل الطعاـ من خبلؿ منصات ‪ zomato‬و ‪.swiggy‬‬

‫‪ -‬إطبلؽ ‪ 34‬صندوؽ جديد للشركات الناشئة حي‪ :‬حصلت ‪ 75‬شركة ناشئة على سبويل يصل إذل ‪ 52‬مليوف‬
‫دوالر‪ ،‬يف حُت مت اإلعًتاؼ دبا ؾبموع ‪ 74‬شركة ناشئة لئلستفادة من اإلعفاء الضرييب‪ ،‬وإطبلؽ برامج التسريع‬
‫و اغباضنة إذ أف اكثر من ‪ %72‬منها مت إطبلقها يف عاـ ‪ 2107‬و وصل عددىا إذل أكثر من ‪ 35‬حاضنة‬
‫و مسرعة أعماؿ و مت تسريع أكثر من ‪ 311‬شركة ناشئة ليس فقط عن طريق مسرعات و حاضنات ؿبلية بل من‬
‫طرؼ مسرعات دولية مثل‪ Startups 500 :‬و ‪ Techstarts‬و ‪.Y Combinator‬‬

‫‪ -‬قياـ اغبكومة اؽبندية جبمع رأس اؼباؿ اؼبغامر و اؼبستثمروف و مساحات العمل اؼبشًتؾ و مبلئكة األعماؿ‬
‫و الشركات يف منصات واحدة عرب مبادرات مثل‪ Startup India Hub :‬وتنظيم حدث ‪Champions of‬‬
‫‪ Change‬حي‪ :‬يضع أكثر من ‪ 211‬رائد أعماؿ مبتدئ من أجل خلق حوار بُت اغبكومة و الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪ -‬أعلن مؤشر ريادة األعماؿ العاؼبي‪ "GEI" :‬لعاـ ‪ 2107‬الذي يقيس النظاـ البيئي لريادة األعماؿ من خبلؿ‬
‫صبع البيانات الفردية مثل‪ :‬التعرؼ على الفرص و مهارات الشركات الناشئة و قبوؿ اؼبخاطر مع التدابَت اؼبؤسسية‬
‫دبا يف ذلك التحضر و لتعليم و اغبرية اإلقتصادية و اغبوكمة و اؼبواطنة وىالسوؽ و األعماؿ الرقمية‪ ،‬عن أكرب قفزة‬
‫يف تصنيفات اؽبند حي‪ :‬صعد ‪ 29‬مركز منذ عاـ ‪ 2106‬ليحتل اؼبركز ‪ 69‬يف تقرير عاـ ‪.2107‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تمويل الشركات الناشئة حسب المراحل في الهند‬

‫‪84‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ربظى الشركات الناشئة يف اؽبند بأنبية بالغة يف اإلقتصاد‪ ،‬نظرا لدورىا الفعاؿ يف تنمية النسيج اإلقتصادي‬
‫و اإلجتماعي‪ ،‬من خبلؿ ربقيقها ؼبكاسب عديدة يف وقت وجيز‪ ،‬و تأثَتىا اإلهبايب يف ربفيز اإلبتكار احمللي‬
‫الذي يسهم يف زيادة الناتج احمللي اإلصبارل للبلد‪.‬‬
‫حي‪ :‬أف دورة سب ويل الشركات الناشئة تتوازى مع دورة حياهتا فرائد األعماؿ سوؼ يبر بعدة مراحل من التمويل‬
‫إعتمادا على ما تقدمو يف اؼبشروع‪ ،‬حي‪ :‬سبر الشركات الناشئة يف اؽبند منذ نشأهتا و إذا كتب ؽبا اإلستمرار بعدة‬
‫مراحل ـبتلفة‪ ،‬حي‪ :‬تواجو يف كل مرحلة مشاكل و إحتياجات مالية خاصة‪ ،‬تفرضها الوضعية اؼبالية والقانونية‬
‫و قيود احمليط اؼبارل والتجاري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حجم التمويل في مرحلة النشوء‬

‫و ىي اؼبرحلة التأسيسية للشركات الناشئة يف اؽبند تتم فيها كل العمليات اؼبتعلقة بإنشاء الشركة‪ ،‬و تتميز‬
‫اؼبرحلة بتحمل الشركة ؼبصاريف اإلنشاء و اإلعداد على مستوى الشركة ذاهتا أو على اؼبستوى اؼبنتوج اؼبراد‬
‫إنتاجو‪ ،‬ىذه األخَتة يتم اإلعداد ؽبا خبلؿ ىذه اؼبرحلة‪ ،‬حي‪ :‬تقوـ مديرية البح‪ :‬والتطوير بعملية تصميم‬
‫و إبتكار ـبتلف اؼبواصفات اليت سبيز اؼبنتوج و تليب إحتياجات اؼبستهلك‪.‬‬
‫و يبُت الشكل أدناه تطور حجم التمويل يف مرحلة النشوء للشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من‬
‫‪ 2109-2104‬كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)20-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند لمرحلة النشوء خالل الفترة (‪)2019-2014‬‬

‫‪85‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوحدة‪)$ Billions( :‬‬


‫‪0.5‬‬
‫‪0.45‬‬
‫التمويل‬ ‫جمال‬ ‫‪‬‬
‫‪0.4‬‬
‫‪0.35‬‬
‫‪0.3‬‬
‫‪0.25‬‬
‫‪0.2‬‬
‫‪0.15‬‬
‫‪0.1‬‬
‫‪0.05‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report Q1, 2019,P.14,‬‬

‫‪http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf 29/07/2021, h 23: 46.‬‬

‫يف عاـ ‪ ،2104‬تلقت الشركات اؽبندية الناشئة سبويبل إصباليا بقيمة ‪ 81‬مليوف دوالر‪ ،‬و اليت تعترب أصغر‬
‫مبلغ للتمويل خبلؿ صببع السنوات‪ ،‬لًتتفع ىذه القيمة بشكل كبَت و ملحوظ لتبلغ قيمة ‪ 201‬مليوف دوالر يف‬
‫عاـ ‪ ،2105‬ليواصل حجم التمويل يف اإلرتفاع لكن بشكل طفيف ليبلغ قيمة ‪ 235‬مليوف دوالر يف عاـ‬
‫‪ ،2106‬لينخفض يف سنة ‪ 2107‬بقيمة معتربة حي‪ :‬كاف مبلغ التمويل ‪ 051‬مليوف دوالر‪ ،‬و يف عاـ ‪2108‬‬
‫بلغ حجم التمويل الذروة عند قيمة ‪ 441‬مليوف دوالر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجم التمويل في مرحلة اإلنطالق‬

‫نشاط الشركة يف اؽبند مبتدأ يعرؼ مبو معتدؿ وغَت مستقر من مبيعات و اإلنتاج و النتائج يف أغلب‬
‫األحياف إلبفاض حجم اإلنتاج‪ ،‬يف ىذه اؼبرحلة يظهر اؼبنتوج ألوؿ مرة يف السوؽ و ذالك من خبلؿ اؼبعارض‬
‫اؼبروجة للمنتوج حي‪ :‬تتحمل الشركة يف ىذه اؼبرحلة تكاليف اإلستثمار و الًتويج‪ ،‬حي‪ :‬تعرؼ اؼببيعات مبو‬
‫بطيي حي‪ :‬يستوجب األمر ؾبهودات تسويقية معتربة لغاية التعريف باؼبنتوج و ما يبيز ىذه اؼبرحلة ىو إرتفاع‬
‫مستوى التكاليف مقارنة رقم األعماؿ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫و يبُت الشكل أدناه تطور حجم التمويل يف مرحلة اإلنطبلؽ للشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة‬
‫من ‪ 2109-2104‬كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)21-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند لمرحلة اإلنطالق خالل الفترة (‪-2014‬‬
‫‪)2019‬‬

‫الوحدة‪)$ Billions( :‬‬


‫‪0.08‬‬
‫جمال التمويل‬ ‫‪‬‬
‫‪0.07‬‬

‫‪0.06‬‬

‫‪0.05‬‬

‫‪0.04‬‬

‫‪0.03‬‬

‫‪0.02‬‬

‫‪0.01‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪source: Indian Tech Startup Funding Report Q1, 2019,P.14,‬‬

‫‪http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf‬‬

‫يف عاـ ‪ ،2104‬تلقت الشركات اؽبندية الناشئة سبويبل إصباليا بقيمة ‪ 58‬مليوف دوالر‪ ،‬لتنخفض ىذه القيمة‬
‫بشكل كبَت و ملحوظ لتبلغ قيمة ‪ 39‬مليوف دوالر يف عاـ ‪ ،2105‬و اليت تعترب أصغر مبلغ للتمويل خبلؿ صببع‬
‫السنوات‪ ،‬لَتتفع يف عاـ ‪ 2106‬ليصل تقريبا إذل حجم التمويل الذي حقق يف سنة ‪ 2104‬حي‪ :‬كاف مبلغ‬
‫التمويل‪ 57‬مليوف دوالر يف عاـ ‪ ،2106‬و يف سنة ‪ 2107‬إلبفض بقيمة معتربة حي‪ :‬كاف مبلغ التمويل ‪45‬‬
‫مليوف دوالر‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2108‬بلغ حجم التمويل الذروة عند قيمة ‪ 69‬مليوف دوالر‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حجم التمويل في مرحلة التشغيل‬

‫يف ىذه اؼبرحلة عادة يظهر منافسوف جدد‪ ،‬و يقوموف دبحاولة إخًتاؽ السوؽ دبنتجات منافسة‪ ،‬فبا قد يدفع‬
‫الشركة إذل زبفيض األسعار‪ ،‬إال أف دخوؿ منافسوف للسوؽ عادة ما يصاحبو زيادة وعي اؼبستهلك باؼبنتج‬
‫و تسريع عملية تبنيو و إقتنائو نتيجة للحمبلت الدعائية اليت يقوـ هبا اؼبنافسوف‪.‬‬
‫و يبُت الشكل أدناه تطور حجم التمويل يف مرحلة التشغيل للشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة‬
‫من ‪ 2109-2104‬كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)22-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند لمرحلة التشغيل خالل الفترة (‪)2019-2014‬‬

‫الوحدة‪)$ Billions( :‬‬


‫‪3‬‬
‫التمويل‬ ‫جمال‬ ‫‪‬‬
‫‪2.5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report Q1, 2019,P.15,‬‬

‫‪http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf‬‬

‫يف عاـ ‪ ،2104‬تلقت الشركات اؽبندية الناشئة سبويبل إصباليا بقيمة ‪ 561‬مليوف دوالر‪ ،‬و اليت تعترب أصغر‬
‫مبلغ للتمويل خبلؿ صببع السنوات‪ ،‬لَتتفع حجم التمويل بشكل كبَت و ملحوظ ليبلغ قيمة ‪ 2.29‬مليار دوالر‬
‫يف عاـ ‪ ،2105‬بعد ذلك حجم التمويل ينخفض بنسبة ‪ %31‬تقريبا‪ ،‬عند مبلغ ‪ 0.58‬مليار دوالر يف عاـ‬
‫‪ ،2106‬لَتتفع يف سنة ‪ 2107‬ليصل إذل ذروة حجم التمويل حي‪ :‬كاف مبلغ التمويل ‪ 2.58‬مليار دوالر‬
‫و يف سنة ‪ 2108‬إلبفض حجم التمويل دببلغ صغَت نسبيا مقارنة بالسنة اليت قبلو إذ بلغ ‪ 2.05‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حجم التمويل في مرحلة النضوج‬

‫تتسم ىذه اؼبرحة يف الشركات الناشئة يف اؽبند بالنضج و إستقرار مبو اؼببيعات و األرباح وكذلك إستقرار‬
‫التدفقات النقدية مع اإلحتياج اؼبستمر للتمويل قصَت األجل‪ ،‬و قد ربتاج الشركة إذل قليل من التمويل طويل‬
‫األجل لتمويل منتجات بديلة أو تطوير اؼبنتجات اغبالية‪.‬‬

‫و يبُت الشكل أدناه تطور حجم التمويل يف مرحلة النضوج للشركات الناشئة يف اؽبند خبلؿ الفًتة اؼبمتدة‬
‫من ‪ 2109-2104‬كما ىو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)23-2‬تمويل الشركات الناشئة في الهند لمرحلة النضوج خالل الفترة (‪)2019-2014‬‬

‫الوحدة‪)$ Billions( :‬‬


‫‪12‬‬
‫إجمالي التمويل‬ ‫‪‬‬
‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪source: Indian Tech Start-up Funding Report Q1, 2019,P.15,‬‬

‫‪http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-‬‬
‫‪2019_FInaIRTP.pdf‬‬

‫يف عاـ ‪ ،2104‬تلقت الشركات اؽبندية الناشئة سبويبل إصباليا بقيمة ‪ 4.3‬مليار دوالر‪ ،‬ليتواصل حجم‬
‫التمويل يف اإلرتفاع لكن بشكل طفيف ليبلغ قيمة ‪ 6.3‬مليار دوالر يف عاـ ‪ ،2105‬أما بالنسبة إذل سنة‬
‫‪ 2106‬بلغت قيمة حجم التمويل اإلصبارل ‪ 3.6‬مليار دوالر و اليت تعترب أصغر مبلغ للتمويل خبلؿ صببع‬

‫‪89‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السنوات‪ ،‬لًتتفع ىذه القيمة بشكل كبَت و ملحوظ و تبلغ الذروة عند قيمة ‪ 01.3‬مليار دوالر يف عاـ ‪2107‬‬
‫و بعدىا ينخفض حجم التمويل اإلصبارل بالنسبة إذل سنة ‪ 2108‬بقيمة معتربة بلغت ‪ 8.5‬مليار دوالر‪.‬‬

‫نتيجة‪:‬‬

‫‪ -1‬أسباب إرتفاع تمويل مرحلة النشوء خالل السنوات ‪:2016-2015‬‬

‫‪ -‬خبلؿ السنوات ‪ 2106_2105‬كاف ىناؾ عامبلف أداف إذل إرتفاع ىائل يف التمويل األورل‪ ،‬يف البداية‬
‫ظهور منصات وشبكات التمويل اؼببلئكي‪ ،‬ثانيا مشاركة رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف سبويل اؼببلئكة‪ ،‬وأخَتا ظهور‬
‫اؼببلئكة السياحية‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب تراجع تمويل مرحلة النشوء في عام ‪:2017‬‬

‫‪ -‬إلبفاض عدد الصفقات لتبلغ ‪ 517‬صفقة يف عاـ ‪ ،2107‬بإستثناء عاـ ‪ 2107‬شهد التمويل إرتفاعا يف‬
‫عدد الصفقات منذ عاـ ‪ :2104‬مبا بنسية ‪ %961‬يف عاـ ‪ 2105‬و ‪ %067‬يف عاـ ‪ 2106‬مقارنة‬
‫بالسنوات السابقة‪ ،‬و لكن عاـ ‪ 2107‬شهد إلبفاضا بنسبة ‪ %065‬وؾ اف عدد الصفقات ‪ 49‬صفقة يف‬
‫‪ ،2104‬و بلغ عدد الصفقات ‪ 509‬و ‪ 617‬يف عامي ‪ 2105‬و ‪.2106‬‬

‫‪ -‬إلبفاض كبَت يف متوسط حجم التذكرة و ىو مقياس يوفر تفاصيل عن متوسط حجم اؼببيعات اليت تتم بواسطة‬
‫عميل ؿبدد‪ ،‬و تستخدمو العديد من الشركات عند ربليل األداء و اؼببيعات و ربديد أرباحها اإلصبالية‪ ،‬حي‪:‬‬
‫بدءا من ‪ 511‬ألف دوالر يف عاـ ‪ ،2104‬لَتتفع إذل ‪ 651‬ألف دوالر و ‪ 675‬ألف دوالر يف ‪2105‬‬
‫و‪ 2106‬على التوارل‪ ،‬و مع ذلك تراجعت إذل ‪ 511‬ألف دوالر يف عاـ ‪.2107‬‬

‫‪ -‬إلبفاض عدد الشركات الناشئة اعبديدة اليت مت اطبلقها فبا يؤدي إذل نقص الصفقات يذكر أنو مت إطبلؽ‬
‫‪ 0111‬شركة ناشة جديدة فقط يف عاـ ‪ 2107‬مقارنة ب ‪ 0411‬شركة ناشئة يف عاـ ‪.2106‬‬

‫‪ -‬إلبفاض مشاركة رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف ‪ 2107‬يبكن أف يرجع ذلك إذل عدـ وجود صفقات جيدة‪ ،‬أو بسبب‬
‫اغبذر اليت سبارسو شركات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف اإلستثمار يف مرحلة النشوء‪ ،‬يف عاـ ‪ 2106‬شارؾ ‪ %46‬من‬
‫صبيع أصحاب رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف سبويل يف صفقات التمويل األورل بينما إلبفض ىذا الرقم يف عاـ ‪ 2107‬إذل‬
‫‪.%38‬‬

‫‪90‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬خروج و دخوؿ اؼببلئكة السياحية‪ ،‬وجدنا أيضا أف عددا كبَتا من الصفقات اليت مت حلها خبلؿ‬
‫‪ 2106_2105‬شهدت مشاركة اؼبستثمرين اؼببلؾ اعبدد الذين جاؤوا لئلستفادة من فرصة الشركات الناشئة‬
‫و لكن الكثَت منهم أحرقوا أمواؽبم و بالتارل تراجعت إذل الوراء بعد اؼبراىنة على واحدة أو إثنُت من الشركات‬
‫الناشئة‪ ،‬و قد أدى ذلك إذل إلبفاض كبَت يف التمويل األورل يف عاـ ‪ 2107‬فمنذ ‪ 2104‬من إصبارل عدد‬
‫اؼببلئكة‪ ،‬أي ‪ 0511‬مبلئكة دل يستثمر أكثر من ‪ )%91( 0356‬يف أكثر من صفقتُت‪.‬‬

‫‪ -‬سقوط تطبيقات اؼبستهلك حي‪ :‬التمويل يف ‪ 2106_2105‬كانت مدفوع بشركات األنًتنت و اػبدمات‬
‫اإلستهبلكية الناشئة‪ ،‬و مع ذالك نظرا إللبفاض خدمات اؼبستهلك (‪ )hyperlocal‬كقطاع فقد إبتعد‬
‫اؼبستثمروف األف‪ ،‬و بدال من ذالك يضعوف رىاناهتم على شركات ‪ B2B‬و يشَت ىذا اؼبصطلح إذل اؼببيعات اليت‬
‫تقوـ هبا الشركة إذل صاحل الشركات األخرى بدال من اؼبستهلكُت األفراد‪ ،‬و ىو قطاع ال يبكن أف يستوعب عددا‬
‫كبَتا من الشركات الناشئة أكثر فبا يبكن أف يستوعبو قطاع اؼبستهلكُت‪.‬‬

‫‪ -‬سقوط التمويل "اؼبفهوـ" نقصد باؼباؿ اؼبفاىيمي األمواؿ اليت مت صبعها للمنتجات اليت ال تزاؿ يف مرحلة‬
‫الفكرة‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب إرتفاع تمويل مرحلة اإلنطالق‪:‬‬

‫‪ -‬شهد عاـ ‪ 2104‬أكرب عدد للصفقات مقارنة بصفقات التمويل اليت سبت بُت عامي ‪ 2107_2105‬حي‪:‬‬
‫شهد عاـ ‪ 2104‬عدد ‪ 027‬صفقة‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2105‬شهد إلبفاضا حادا بلغ ‪ 50‬صقفة بالنسبة لعامي‬
‫‪ 2106‬و ‪ ،2107‬ظلت الصفقات اليت تقع يف مرحلة اعبسر متسقة مع أقل من ‪ %01‬من إصبارل الصفقات‬
‫اليت تقع يف مرحلة اإلنطبلؽ وبلغ عددىا ‪ 89‬صفقة يف عاـ ‪ 2107‬و ‪ 97‬صفقة يف عاـ ‪.2106‬‬

‫‪ -‬يف عاـ ‪ 2104‬كاف متوسط حجم التذكرة حوارل ‪ 651‬ألف دوالر فقد إرتفع إذل ‪ 0.3‬مليوف دوالر يف عاـ‬
‫‪ ،2107‬بالنسبة للسنوات السابقة بلغ ‪ 0.3‬مليوف دوالر يف ‪ 2105‬و ‪ 0.0‬مليوف دوالر يف ‪.2106‬‬

‫‪ -‬إلبفاض حجم التذكرة يف مرحلة النشوء‪ :‬قبل عاـ ‪ 2101‬كانت جولة النشوء يف اؼبتوسط يف حدود‬
‫‪ 811_411‬ألف دوالر ومع ذلك يف السنوات األربع اؼباضية إلبفض ىذا النطاؽ إذل ‪ 511_311‬ألف‬
‫دوالر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬زاد عدد الشركات الناشئة اليت ذبمع التمويل األورل و لكن اجملموعة "أ" دل تكن كذلك‪ ،‬بينما كاف التمويل‬
‫األورل يف أعلى مستوى لو يف صبيع األوقات يف السنوات القليلة اؼباضية‪ ،‬دل يرتفع التمويل من الفئة "أ" بشكل‬
‫متناسب مقارنة بأرقاـ التمويل األورل إذا نظرنا إذل من عاـ ‪ 2104‬إذل عاـ ‪ 2107‬فقد إستثمرت ‪ 6‬من أصل‬
‫‪ 011‬شرك ة ناشئة يف صبع التمويل من الفئة "أ"‪ ،‬السبب الرئيسي الذي أدى إذل ىذه النسبة اؼبنخفضة ىو حقيقة‬
‫أف الكثَت من الشركات الناشئة تعمل يف نفس اجملاؿ أو تقدصل منتجات فباثلة و غالبا ما يتمكنوف من صبع التمويل‬
‫األورل‪ ،‬و فقط ‪ %01_7‬منهم قادروف على اغبصوؿ على سبويل من الفئة "أ" و ترجع أسباب عدـ القدرة على‬
‫زيادة اعبولة األوذل من التمويل إما لنقص اؼبقاييس الصحية اؼبطلوبة لنفس الشيء الذي يرغب فيو رأس اؼباؿ‬
‫اؼبخاطر الذي يرغب يف اإلستثمار‪ ،‬أو عدـ وجود نقود كافية للبقاء على قيد اغبياة حىت مرحلة التمويل من‬
‫السلسلة "أ"‪ ،‬وبالتارل تستمر الشركات الناشئة يف صبع جولة سبويل اإلنطبلؽ (تسمى أيضا ما قبل السلسلة "أ")‬
‫للحصوؿ على مدرج مارل حىت يتم زيادة اعبولة األوذل و ربقيق مبو أفضل‪ ،‬و تنطبق ظاىرة فباثلة عندما تقوـ شركة‬
‫ناشئة برفع سبويل ما قبل السلسلة "ب" (الذي مت رفعو بُت السلسلة "أ" و السلسلة "ب")‪.‬‬

‫‪ -4‬أسباب إرتفاع واإلنخفاض في تمويل مرحلة التشغيل ‪:‬‬

‫‪ -‬بإستثناء عاـ ‪ 2105‬كاف إصبارل الصفقات يف مرحلة النمو بنمو بإستمرار منذ عاـ ‪ ،2104‬يف عاـ ‪2107‬‬
‫بلغ عدد الصفقات ‪ 094‬صفقة‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2106‬بلغ ‪ 076‬صقفة‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2105‬بلغ ‪ 249‬صفقة‬
‫و يف عاـ ‪ 2104‬بلغ ‪ 79‬صفقة‪ ،‬و ذبدر اإلشارة إذل أنو منذ عاـ ‪ 2104‬بإستثناء ‪ 2105‬شكلت مرحلة‬
‫النمو أكثر من ‪ %21‬من إصبارل الصفقات و كانت أعلى نسبة يف عاـ ‪ 2105‬تليها ‪ 2104‬و اليت شكلت‬
‫‪ %27‬و ‪ %23‬من إصبارل عدد الصفقات على التوارل‪.‬‬

‫‪ -‬حجم التذكرة ظل ثابتا للفًتة‪ ،2107_2105 :‬يف عاـ ‪ 2105‬بلغت ‪ 00.4‬مليوف دوالر مث إلبفض إذل‬
‫‪ 00.3‬مليوف دوالر يف عامي ‪ 2105‬و ‪ 2107‬مث إلبفض إذل ما يقرب من ‪ 00‬مليوف دوالر يف عاـ‪.2107‬‬

‫‪ -5‬أسباب إرتفاع واإلنخفاض في تمويل مرحلة النضوج ‪:‬‬

‫‪ -‬وصل التمويل اؼبتأخر إذل أفاؽ جديدة يف عاـ ‪ 2107،‬بلغت ‪ 95‬صفقة يف عاـ ‪ 2107‬بزيادة قدرىا‬
‫‪ %31‬مقارنة بعاـ ‪ 2106‬الذي شهد ‪ 73‬صفقة‪ ،‬و بلغت ‪ 56‬صفقة يف عاـ ‪ ،2104‬مث مبت إذل ‪ 77‬يف‬
‫عاـ ‪.2105‬‬

‫‪92‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬بلغ متوسط حجم التذكرة ‪ 036‬مليوف دوالر يف عاـ ‪ 2107‬و ىو إرتفاع ىائل مقارنة بالسنوات اؼباضية‪.‬‬
‫الرقم وقف يف أعلى مستوى يف عاـ ‪ 2105‬دببلغ ‪ 84‬مليوف دوالر و إلبفض إذل النصف تقريبا أي ‪ 47‬مليوف‬
‫دوالر يف عاـ ‪.2106‬‬

‫‪ -‬زيادة عدد اؼبستثمرين الفريدين اؼبشاركُت يف سبويل اؼبرحلة اؼبتأخرة حي‪ :‬شارؾ أكثر من ‪ 041‬مستثمرا فريدا يف‬
‫التمويل بزيادة قدرىا ‪ %01‬مقارنة بعاـ ‪.2106‬‬

‫‪93‬‬
‫واقع آليات تمويل الشركات الناشئة في دول رائدة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫قدمت لنا ذبارب الدوؿ الصناعية دروسا كثَتة حوؿ آليات سبويل الشركات الناشئة من خبلؿ إىتمامها‬
‫بالشركات اإلبتكارية و سعيها يف إهباد حلوؿ لتمويل اؼبعارؼ اغبديثة‪ ،‬اؼبنظومة القانونية اؼبنظمة لنشاط رأس اؼباؿ‬
‫اؼبخاطر يف مصر ؿبفزة للقياـ هبذا النوع من التمويل فقد أدرجها اؼبشرع مع رأس اؼباؿ اإلستثماري و تأخذ بعُت‬
‫اإلعتبار احمليط اإلقتصادي و اإلجتماعي اليت تعمل فيو الشركات الناشئة‪ ،‬و يعد رأس اؼباؿ اؼبخاطر أداة مهمة‬
‫لتمويل و مرافقة مبو الشركات الناشئة على اؼبدى اؼبتوسط و طويل األجل‪ ،‬كما أنو يساىم يف خلق مناصب‬
‫الشغل و زيادة النمو اإلقتصادي يف الدولة‪ ،‬و بعد التحليل لواقع ذبربة اؽبند لرأس اؼباؿ اؼبخاطر حي‪ :‬يعترب‬
‫التمويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر بديل سبويلي للشركات الناشئة إذل جانب اؼبصادر التمويلية أخرى على رأسها القروض‬
‫‪-‬البنكية‪ ،‬قروض اإلهبار‪ ،‬التسهيبلت البنكية‪...‬اخل‪ ،‬حي‪ :‬تناولت ىذه الدراسة أيضا أحد أليات اغبديثة لتمويل‬
‫الشركات الناشئة و ىو التمويل اعبماعي يف فرنسا‪ ،‬و الذي يتيح للمستثمرين صبع األمواؿ للمشاريع شديدة‬
‫اػبطورة و اليت ال تستطيع اغبصوؿ على التمويل من البنوؾ أو اؼبستثمرين اؼباليُت التقليديُت‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫يعترب التوجو كبو تشجيع اؼبشاريع الريادية ضرورة ملحة فرضتها التحوالت اإلقتصادية و التكنولوجية اليت مر هبا‬
‫اإلقتصاد العاؼبي خبلؿ العقود القليلة اؼباضية‪ ،‬و قد زاد اإلذباه كبو تشجيع ىذا النوع من اؼبشاريع يف‬
‫اإلقتصاديات الطاؿبة إذل ربقيق مستويات مقبولة من التنوع اإلقتصادي خاصة يف ظل األزمات اؼبتوالية اليت يعرفها‬
‫العادل‪.‬‬

‫و يف ىذا الصدد مت إلقاء نظرة عامة حوؿ التمويل و معرفة اعبوانب اؼبتعلقة بو‪ ،‬و ذلك لئلحاطة دبوضوع الدراسة‬
‫اؼبرتكز على التمويل‪ ،‬و الذي تناوؿ فيو اؼبفهوـ و الوظائف‪ ،‬األنواع باإلضافة إذل اؼبخاطر و اؼبصادر‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لشطره اؼبتبقي اؼبتعلق بالشركات الناشئة فلقد مت القاء نظرة عامة حوؿ الشركات الناشئة من مفهوـ و دورة حياة‬
‫إذل اػبصائص و األنواع باإلضافة إذل دراسة الصعوبات اليت تواجهها و أسباب فشلها و اليت أنبها تتعلق أساسا‬
‫بالتمويل‪ ،‬و من جهة أخرى مت التطرؽ إذل اعبهات و اؽبيئات اليت تتوذل إحتضاف اؼبشاريع الريادية و مرافقتها‬
‫لتخطي مرحلة اإلنطبلؽ و دعمها مث متابعتها حىت ترقى إذل مكانة الشركات الناجحة‪ ،‬و ذلك من خبلؿ توفَت‬
‫الدعم و التمويل حي‪ :‬مت الًتكيز على طرؽ سبويل الشركات الناشئة بإعتبارىا ؿبورا للبح‪ :‬مدعمُت ىذا اعبانب‬
‫النظري جبانب تطبيقي يدرس إشكالية البح‪ :‬اؼبتعلقة بكيفية سبويل ىذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫حي‪ :‬ىدفت ىذه الدارسة إذل معرفة اآلليات التمويلية اؼبتاحة للشركات الناشئة‪ ،‬و ذلك نظرا للدور اغبيوي‬
‫و الفعاؿ الذي تؤديو ىاتو اؼبشاريع يف زبفيض نسبة البطالة و تلبية اإلحتياجات النوعية و الشخصية للمستهلكُت‬
‫من مث ربقيق اإلنتعاش اإلقتصادي‪ ،‬و قد مت الًتكيز على مشكلة التمويل الذي يعترب أىم عائق يقف أماـ إنطبلقها‬
‫و تطورىا و يف سبيل معاعبة ىذا اؼبشكل مت دراسة بعض التجارب الدولية اؼبتعلقة هبذه اآلليات باإلضافة إذل‬
‫ربليل الطرؽ اؼبختلفة للتمويل اؼبتاح للشركات اؽبندية الناشئة حسب مراحل تطورىا ‪.‬‬

‫إختبار الفرصيات‪:‬‬

‫‪ -‬الغرض األساسي للتمويل ىو تطوير اؼبشاريع اػباصة أو العامة و ىو عملية اإلمداد باألمواؿ البلزمة‬
‫وقت اغباجة إليها ‪،‬لدفع و تطوير اؼبنشأة و البح‪ :‬عن أفضل طريقة إلنشاء اؼبشروعات االستثمارية‬
‫و تكوين رؤوس األمواؿ اعبديدة‪ ،‬و ىو ما يثبت صحة الفرضية األولى أن ‪:‬‬
‫‪ ‬تعترب الوظيفة اؼبالية من أىم الوظائف يف أي مشروع‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الخاتمة‬

‫تعمل الدوؿ خاصة اؼبتقدمة على اإلىتماـ بدعم و سبويل الشركات الناشئة و ذلك للتطورات‬ ‫‪-‬‬

‫التكنولوجية و اؼبعلوماتية اليت يشهدىا العادل فبا دفع ىذه الدوؿ إلنشاء أليات من شأهنا تدعم ىذه‬
‫الشركات ومن بينها اإلستثمار اؼببلئكي و منصات سبويل اعبماعي باإلضافة إذل إبتكار ما يعرؼ‬
‫باغباضنات دوف نسياف رأس اؼباؿ اؼبخاطر و القوانُت و التشريعات اليت تسنها ىذه الدوؿ لدعم‬
‫‪:‬‬ ‫الشركات الناشئة وخاصة اإلعفاءات الضريبية اؼبمنوحة ؽبا‪ ،‬وىو ما يثبت صحة الفرضية الثانية أن‬
‫هتتم الدوؿ بدعم و سبويل الشركات الناشئة من خبلؿ ؾبموعة من اإلسًتاتيجيات اغبديثة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يعترب مبو سوؽ الشركات الناشئة يف اؽبند يف إزدياد بوتَتة متسارعة و ذلك لنجاحها يف جذب إستثمارات‬
‫مهمة من مؤسسات و مستثمرين دوليُت بارزين و عدد الصفقات اؼبربمة و الشركات الناشئة اعبديدة‬
‫اؼبطلقة‪ ،‬و ىو ما يثبت صحة الفرضية الثالثة أن‪:‬‬
‫‪ ‬يهتم اؼبستثمرين الدوليُت بقطاع الشركات الناشئة يف اؽبند‪ ،‬بفضل وتَتة النمو اؼبتسارع للقطاع‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬

‫من بُت أىم النتائج اليت مت التوصل إليها من خبلؿ ىذه الدراسة نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬نتائج الجانب النظري‪:‬‬


‫‪ -‬تعترب الشركات الناشئة مشاريع حديثة مبتكرة هتدؼ إذل إهباد حلوؿ ؼبشاكل معينة يف اجملتمع و تتميز يف‬
‫األغلب بإمكانات مبو كبَتة و ليس بالضرورة أف ينحصر نشاط ىذه الشركات ضمن اجملاؿ التكنولوجي‪.‬‬

‫‪ -‬إف قباح الشركة الناشئة يعتمد على عامل التوقيت يف تنفيذ األعماؿ واؼبشاريع (قبل تقادـ الفكرة)‪ ،‬إذ تعترب‬
‫"الفكرة" يف حد ذاهتا أكثر أنبية من التمويل‪ ،‬ألف الفكرة اعبيدة و اإلستغبلؿ اؼبناسب لوقت التنفيذ يعداف من‬
‫العوامل اليت تساعد الشركة الناشئة على إجتذاب مصادر التمويل مستقببل ويف أي وقت‪.‬‬

‫‪ -‬تتميز الشركات الناشئة جبملة من اػبصائص سبيزىا عن غَتىا من اؼبشاريع الصغَتة األخرى حي‪ :‬تتميز ببحثها‬
‫عن مبوذج أعماؿ خاصة هبا مقارنة بغَتىا من اؼبؤسسات اليت تطبق مبوذج أعماؿ ؿبدد‪.‬‬

‫‪ -‬سبر الشركات الناشئة بدورة حياة تبدأ بالنشوء إذل اإلنطبلؽ و التشغيل مث النضوج‪ ،‬و يف كل مرحلة ىناؾ‬
‫ؾبموعة من العوامل اؼبطلوبة على اؼبستوى الفردي و على مستوى الشركة ككل ‪،‬كما ربتاج تدخل ؾبموعة من‬
‫األطراؼ ضمن نظاـ بيئي متكامل‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬ربتل الشركات الناشئة مكانة ىامة يف اإلقتصاد العاؼبي حي‪ :‬أثبتت الدراسات أف ىذا النوع من اؼبشاريع‬
‫تساىم يف زبفيض مستويات البطالة تعزز النمو اإلقتصادي كما تساىم يف تعزيز البح‪ :‬و التطوير يف اجملتمعات‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب اغبصوؿ على التمويل خبلؿ مراحل دورة حياة الشركة الناشئة بصفة عامة و خبلؿ النشوء بصفة خاصة‬
‫أبرز العراقيل اليت تواجو رواد األعماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬على الرغم من األنبية الكبَتة اليت يتميز هبا القطاع االبنكي‪ ،‬إال أف ىناؾ صبلة من اغبواجز السوقية و الثقافية‬
‫و اؼبؤسسية اليت تعيق وصوؿ الشركات الناشئة إذل ىذا البديل‪ ،‬و يعترب عدـ وجود الضمانات و إرتفاع اؼبخاطر‬
‫و غياب خطة عمل واضحة أبرزىا‪.‬‬

‫‪ -‬دفعت صبلة من العوامل إذل بروز أساليب و أطراؼ سبويل حديثة للشركات الناشئة حي‪ :‬تستطيع ىذه األخَتة‬
‫اغبصوؿ على التمويل باألسلوب و اغبجم الذي يناسب طبيعة نشاطها خبلؿ ـبتلف مراحل حياهتا‪ ،‬و تتنوع بُت‬
‫رأس اؼباؿ التمهيدي التمويل اعبماعي رأس اؼباؿ اؼبخاطر ومبلئكة األعماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تعد حاضنات األعماؿ شركات ذات أساس قانوشل تعمل على إحتضاف اؼبشروع يف اؼبراحل األوذل إلنطبلقو‪.‬‬
‫من خبلؿ تزويده دبجموعة شاملة و متكاملة من الدعم و العديد من اػبدمات على غرار‪ :‬تقدصل اإلستشارات‬
‫تقدصل اؼبساعدات اؼبالية‪ ،‬اؼبادية و الفنية تكوين و تدريب العاملُت و اؼبستثمرين‪.‬‬

‫‪ -‬بالرغم من تعدد البدائل التمويلية اؼبتاحة وتفضيبلت الشركات الناشئة بُت الدوؿ ؿبل الدراسة فإهنا غالبا ما‬
‫تتجو للبدائل التقليدية كأمواؿ اؼبؤسسُت‪ ،‬األصدقاء والعائلة‪.‬‬

‫‪ -‬تعد مبلئكة األعماؿ أىم األساليب اغبديثة لتمويل الشركات الناشئة من خبلؿ زيادة رأس اؼباؿ اؼبسانبة يف‬
‫زيادة جاذبية ىذا النوع من الشركات‪ ،‬ضف إذل ربسُت جودة ـبرجاهتا‪.‬‬

‫‪ -‬سبكن منصات التمويل اعبماعي عرب اإلنًتنت الشركات الناشئة من الوصوؿ إذل مئات و آالؼ اؼبستثمرين‬
‫الذين يدعموف فكرة ىذه الشركة‪ ،‬على عكس مؤسسات التمويل التقليدية اليت عادة ما ترفض طلبات الشركات‬
‫الناشئة يف اغبصوؿ على قرض‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬ال تتوقف أنبية منصات التمويل اعبماعي كآلية لتوفَت اؼباؿ فحسب‪ ،‬بل تساعد اؼبؤسسات الصغَتة واؼبتوسطة‬
‫عامة و اإلبتكارية خاصة على التأكد من صحة فكرة اؼبشروع(الشركة الناشئة)‪ ،‬اإلستفادة من التسويق اجملاشل‬
‫و اؼبعارؼ األساسية حوؿ األسواؽ و كيفية الوصوؿ لعمبلء جدد‪ ،‬مع إحتفاظ صاحب اؼبشروع جبميع حقوقو‪.‬‬

‫‪-‬إف قباح صاحب اؼبشروع يف اغبصوؿ على التمويل من منصات التمويل اعبماعي مرتبطة حبسن إختياره للمنصة‬
‫اؼبناسبة لطبيعة مشروعو‪ ،‬و رسم خطة عمل واضحة و دقيقة إلثبات إمكانية ربقيق العائد اؼبتوقع من‬
‫اإلستثمار‪ ،‬كل ذلك من أجل إقناع اؼبمولُت (اؼبستثمرين) باؼبسانبة يف ربويل اؼبشروع من ؾبرد فكرة إذل حقيقة‬
‫على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ -‬إف توفر منصات سبويل صباعي تتميز بالسرعة و اؼبرونة مع إختصاص كل منصة بنوع معُت من التمويل‬
‫اعبماعي‪ ،‬و بشروط و رسوـ سبويل خاصة يسمح للشركات الناشئة باإلختيار بُت ـبتلف منصات التمويل‬
‫اعبماعي حسب ما يناسبها و ىبدـ فكرهتا و مشروعها‪.‬‬

‫‪ -‬يساىم التطور التكنولوجي و بشكل كبَت يف تنمية التمويل اعبماعي‪ ،‬كما يلعب إنتشار و تطور اإلنًتنت‬
‫و طرؽ الدفع االلكًتونية دورا ؿبوريا يف قباح ىذا النوع من التمويل و التخفيف من بعض ربدياتو‪.‬‬

‫‪ ‬نتائج الجانب التطبيقي‪:‬‬


‫‪ -‬يعد اإلستثمار اؼببلئكي شكبل من أشكاؿ سبويل الشركات الناشئة بطريقة مبتكرة‪ ،‬حي‪ :‬يوفر اؼبستثمر رأس‬
‫اؼباؿ ضف إذل مسانبتو يف توفَت الدعم ؽبا من خبلؿ توفَت مهاراتو خربتو و عبلقاتو القوية‪.‬‬

‫‪ -‬جاءت شبكات اإلستثمار اؼببلئكي كحل لتنظيم شبكة اؼبستثمرين‪ ،‬و جعلهم على إتصاؿ مباشر بكل شركة‬
‫ناشئة تبح‪ :‬عن التمويل‪.‬‬

‫‪ -‬تعد شبكة اإلستثمار اؼببلئكي األوروبية أداة مثالية لتمويل نسيج الشركات الناشئة األوربية اليت عرفت مبوا‬
‫و إستقرارا منذ مطلع ‪.2108‬‬

‫‪ -‬شبكة اإلستثمار اؼببلئكي األوروبية أكثر نشاطا يف البداف األوربية الصغَتة مقارنة منها بالبلداف الكبَتة‪.‬‬

‫‪ -‬أكرب حصة سبويل يف شبكة اإلستثمار اؼببلئكي األوروبية ىي ؾباؿ التكنولوجيا و الربؾبيات يليها قطاع الصحة‬
‫النقل و الزراعة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬أسهمت منصات التمويل اعبماعي اؼبتاحة للشركات الناشئة يف فرنسا يف سبويل عدد كبَت من الشركات الناشئة‪،‬‬
‫األمر الذي يؤكد أف التمويل اعبماعي ساعد يف سد الفجوة اإلئتمانية اؼبتعلقة باإلستثمارات يف ىذه الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬تعترب مؤسسات رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف إقتصاديات اؼبعاصرة من أىم وسائل الدعم اؼبارل والفٍت يف حياة‬
‫الشركات الناشئة‪ ،‬سواء كانت مؤسسات قائمة أو جديدة أو توسعية عالية اؼبخاطر و اليت تعد باألرباح العالية‬
‫تتناسب مع اؼبخاطر اليت تتعرض ؽبا‪.‬‬

‫‪ -‬تعترب تقنية رأس ماؿ اؼبخاطر من أىم الوسائل اؼبساعدة للشركات الناشئة على توفَت التمويل نتيجة نقص‬
‫الضمانات‪ ،‬و ذلك بإعتبار أف شركات رأس ماؿ اؼبخاطر تدخل كمشاركة يف رأس ماؿ خبلؿ ـبتلف مراحل‬
‫اؼبؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب التمويل عن طريق تقنية رأس اؼباؿ اؼبخاطر يف مصر يف مرحلة متقدمة و من بُت أىم البدائل اؼبستحدثة‬
‫ؼبواجهة مشكل التمويل‪ ،‬و ىذا ما يؤكد الدور الكبَت الذي تقوـ بو الدولة اؼبصرية يف دعم هنوض الشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ -‬إستحواذ شركات الناشئة يف مصر يف ؾباؿ النشاط التجاري على النسبة األكرب من التمويل‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تفضيل اؼبتعاملُت اإلقتصاديُت لتمويل الفردي على التمويل اعبماعي‪ ،‬لكنو يشهد بدوره تطورا مستمرا و ىذا ما‬
‫يدؿ إلدراؾ الشركات اؼبصرية الناشئة لطبيعة و أنبية التمويل هبكذا نوع من سبويل برأس اؼباؿ اؼبخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬وجود التنسيق بُت الربامج اغبكومية و اعبامعات فيما يتعلق باؼبشاريع اليت ربمل طابع اإلبتكار و تسويقها حىت‬
‫تقوـ ىذه الشركات لرأظباؿ اؼبخاطر بتمويلها‪.‬‬

‫‪ -‬ذبسد الشرك ات الناشئة سياسة اؽبند يف ؾباؿ ؿباربة البطالة لذلك فهي ربظى بدعم كبَت من طرؼ اغبكومة‪،‬‬
‫كما أهنا تعد ؿبركا أساسيا للنمو اإلقتصادي‪ ،‬و الوصوؿ دبنتجاهتا ؼبستوى منافسة اؼبنتجات اؼبستوردة‪.‬‬

‫‪ -‬أظهر ربليل طرؽ سبويل الشركات الناشئة يف اؽبند بأهنا تفضل اؼبصادر التقليدية و اؼبصادر اؼبالية غَت الرظبية من‬
‫اإلستثمار اؼببلئكي‪ ،‬و بعد إجتياز اؼبرحلة األوذل يكتسب رواد األعماؿ ما يكفي من اػبربة و اعبرأة للبح‪ :‬على‬
‫الدعم اؼبارل من مصادر أخرى مثل مبلئكة األعماؿ و أصحاب رؤوس األمواؿ اؼبخاطرة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬ال تعد البنوؾ بشكل عاـ من مصادر التمويل الرئيسية للشركات الناشئة يف اؽبند‪ ،‬بسبب عدـ توفر الضمانات‬
‫للقروض اؼبمنوحة و إرتفاع نسبة اؼبخاطرة‪.‬‬

‫‪ -‬تعترب مرحلة النشوء و اإلنطبلؽ للشركات الناشئة اؽبندية اؼبرحلتُت اللتُت حازت على أقل حجم سبويل لسبب‬
‫رئيسي و ىو عدـ وجود الضمانات‪ ،‬بينما مرحلة التشغيل و خاصة النضوج حازت على أكرب حجم سبويل وذلك‬
‫ألف الشركات الناشئة يصبح لديها تعدد أكرب ػبيارات التمويل و نسبة اؼبخاطر تصبح أقل‪.‬‬

‫اإلقتراحات‪:‬‬

‫وعليو يبكن اقًتاح ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬العمل على ربسُت اإلطار التشريعي لنشاط الشركات الناشئة‪ ،‬و توفَت فرص التدريب و اإلستشارة يف ـبتلف‬
‫اؼبيادين‪ ،‬و تثمُت اإلبتكارات و نتائج البح‪ ،:‬بدعم اؼبؤسسات الناشئة للتغلب على الصعوبات و يضمن قباحها‬
‫إذل حد بعيد‪.‬‬

‫‪ -‬لنجاح الشركات الناشئة هبب الًتكيز على ؾبموعة ـبتلفة من العوامل‪ :‬بداية جبودة الفكرة‪ ،‬إنتقاء اؼبوظفُت‬
‫اؼبناسبُت فضبل عن توفَت اآلليات اؼبناسبة لتمويلها‪ ،‬و اليت تعد من أكرب العقبات اليت تواجو أصحاب الشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ -‬هبب أال يقتصر اإلىتماـ الرئيسي بالنسبة للشركات الناشئة على حقيقة البح‪ :‬عن كيفية اغبصوؿ على‬
‫مصادر التمويل‪ ،‬بل بكيفية إستخدامها بفعالية دبجرد إتاحتها‪ ،‬حي‪ :‬أف الشركات الناشئة تفتقر إذل اػبربة يف‬
‫التعامبلت التجارية اليت هبب عليها إستشارة أصحاب اؼبعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع إنشاء بنوؾ متخصصة يف سبويل اؼبشاريع الريادية دبختلف أنواعها‪ ،‬مع ضرورة التخفيف من اإلجراءات‬
‫البَتوقراطية و طوؿ فًتة دراسة طلبات التمويل يف القطاع البنكي‪ ،‬على إعتبار ذلك ال يتوافق مع طبيعة الشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين اؼبوارد البشرية اؼبتخصصة يف ـبتلف اؼبيادين‪ ،‬اؼبالية‪ ،‬اإلدارية ‪ ،‬اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬لتدعيم الشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬العمل على تثمُت اإلبتكارات و نتائج البح‪ :‬العلمي عن طريق وكاالت متخصصة‪ ،‬و بناء مراكز للبح‪:‬‬
‫و التدريب إنشاء أقطاب و حدائق تكنولوجية و حاضنات ؼبساعدة و دعم الشركات الناشئة من خبلؿ التمويل‬
‫و التوجيو واؼبتابعة‪.‬‬

‫‪ -‬توفَت و تدفق اؼبعلومات حوؿ السوؽ و اؼبنافسُت و تقنيات اإلنتاج و اؼبعرفة اؼبتخصصة و تفعيل السوؽ اؼبارل‬
‫لتمكُت ىذه الشركات الناشئة من تداوؿ األسهم و األوراؽ اؼبالية اػباصة باإلضافة إذل نقل ذبارب الدوؿ الرائدة‬
‫يف سبويل الشركات الناشئة و اإلستفادة منها‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع التوجو كبو الصيغ التمويلية اؼبستحدثة كفرصة بديلة إلستخبلؼ التمويبلت الكبلسيكية بسبب إرتفاع‬
‫تكلفتها وثقل الضمانات اؼبطلوبة‪.‬‬

‫أفاق البحث‪:‬‬

‫ويف األخَت من خبلؿ جوانب اؼبوضوع فاؼبذكرة ىذه تعترب مبوذج حب‪ :‬متواضع و تشجيع اإلستفادة من قبل‬
‫اعبميع و أف يكوف نقطة إلنطبلؽ حبوث أخرى يف اؼبستقبل القريب من قبل الدفعات البلحقة لذا إقًتاح ؽبذا‬
‫العمل ؾبموعة من اؼبواضيع تكوف مكملة ؽبذا البح‪ :‬ربت عنواف‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم نشاط مشاتل الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم برامج دعم وتطوير الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم دور مراكز تسهيل الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬

‫أ‪/‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -0‬بساـ مصطفى العمري‪ ،‬تمويل التعليم العالي و إقتصادياتو‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪.2114 ،‬‬
‫‪ -2‬دريد كامل آؿ شبيب‪ ،‬مقدمة في اإلدارة المالية المعاصرة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار اؼبسَتة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫األردف‪.2117 ،‬‬
‫‪ -3‬دريد كامل أؿ شبيب‪ ،‬مبادئ اإلدارة المالية‪ ،‬دار اؼبناىج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2114 ،‬‬
‫‪ -4‬رحبي مصطفى علياف‪ ،‬إقتصاد المعرفة‪ ،‬دار الشفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬االردف‪.2102 ،‬‬
‫‪ -5‬سادل صبلؿ راىي اغبسناوي‪ ،‬اإلستثمار والتمويل في األسواق المالية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مؤسسة دار الصادؽ الثقافية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬العراؽ‪.2107 ،‬‬
‫‪ -6‬عدناف حسُت يونس‪ ،‬رائد حضَت عبيس‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تطوير المشاريع الصغيرة‪ ،‬دار األياـ للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2105 ،‬‬
‫‪ -7‬لي‪ :‬عبد اهلل القهيوي‪ ،‬ببلؿ ؿبمود الوادي‪ ،‬المشاريع الريادية الصغيرة والمتوسطة ودورىا في عملية التنمية‪ ،‬دار‬
‫حامد للنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪.2102 ،‬‬
‫‪ -8‬ؿبمد صاحل اغبناوى‪ ،‬االدارة المالية و التمويل‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬الدار اعبامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.0999‬‬
‫ب‪ /‬الكتب الجماعية‬

‫‪ -0‬سامية عمر عبده‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مستحدثة لتمويل المؤسسات الناشئة‪ ،‬كتاب صباعي دورل ؿبكم‬
‫بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪.2120 ،‬‬
‫‪ -2‬كريبة زيداف‪ ،‬رندة سعدي‪ ،‬شبكات اإلستثمار المالئكي كألية حديثة لتمويل ومرافقة المؤسسات الناشئة‪،‬‬
‫كتاب صباعي دورل ؿبكم بعنواف‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪.2120‬‬
‫ج‪ /‬المجالت‬

‫‪ -0‬أمينة عثامنية‪ ،‬مناؿ بلعابد‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر بين جهود التنظيم وىياكل الدعم‪ ،‬ؾبلة العلوـ‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة باجي ـبتار عنابة‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -2‬أنفاؿ عائشة ديناوي ‪ ،‬فاطمة الزىراء زرواط ‪،‬المؤسسات الناشئة قاطرة الجزائر الجديدة للنهوض باإلقتصاد الوطني‬
‫التحديات واليات الدعم‪ ،‬حوليات جامعة بشار يف العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،13‬جامعة عبد اغبميد بن باديس‬
‫مستغازل‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬
‫‪ -3‬أظباء بللعما‪ ،‬التمويل الجماعي آلية لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة إشارة إلى منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال إفريقيا‪ ،‬ؾبلة الدراسات اإلقتصادية اؼبعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،12‬جامعة أضبد دراية‪ ،‬أدرار‪.2121 ،‬‬
‫‪ -4‬جابر مهدي‪ ،‬أثر حاضنات المشروعات في تعزيز ريادة األعمال بمدينة عنابة‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلفتصادية‪ ،‬العدد ‪،06‬‬
‫جامعة برج باجي ـبتار عنابة‪ ،‬اعبزائر‪.2105 ،‬‬
‫‪ -5‬ظبيحة بوعنيٍت‪ ،‬آسية كرومي‪ ،‬دراسة تقييمية لواقع تمويل وتنشيط المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة‬
‫بشار يف العلوـ اإلقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة بشار‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬
‫‪ -6‬سليم بوقنة‪ ،‬وأخروف‪ ،‬حاضنات األعمال كأداة لترقية المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلقتصادية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬جامعة بشار‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬
‫‪ -7‬علية ضياؼ‪ ،‬كماؿ ضبانة‪ ،‬رأس المال المخاطر إتجاه عالمي حديث لتمويل المؤسسات الناشئة حالة الجزائر‪،‬‬
‫ؾبلة الباح‪ :‬اإلقتصادي‪ ،‬العدد‪ ،15‬جامعة باجي ـبتار عنابة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬جواف ‪.2106،‬‬
‫‪ -8‬مصطفى بورناف‪ ،‬علي صورل‪ ،‬اإلستراتيجيات المستخدمة في دعم و تمويل المؤسسات الناشئة حلول إلنجاح‬
‫المؤسسات الناشئة‪ ،‬ؾبلة دفاتر إقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،10‬جامعة األغواط‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬
‫‪ -9‬مروى رمضاشل‪ ،‬كريبة بوقرة‪ ،‬تحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر نماذج لشركات ناشئة ناجحة عربيا‪ ،‬ؾبلة يف‬
‫العلوـ االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة ميلة‪ ،‬اعبزائر‪.2121 ،‬‬
‫د‪/‬الرسائل و المذكرات‬

‫‪ -0‬إيناس صيودة‪ ،‬أىمية القرض السندي في تمويل المؤسسة اإلقتصادية الجزائرية دراسة حالة القرض السندي‬
‫لمؤسسة سونطراك ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة اؼباجستَت يف علوـ التسيَت‪ ،‬زبصص مالية اؼبؤسسة‪ ،‬جامعة أضبد بوقرة‬
‫بومرداس‪ ،‬اعبزائر‪.2119-2118 ،‬‬
‫‪ -2‬اؿبمد بن الدين‪ ،‬المناولة الصناعية كإستراتيجية لتحقيق الميزة التنافسية في المؤسسات الصناعية دراسة تطبيقية‬
‫على عينة من المؤسسات الصناعية العاملة بالجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬زبصص علوـ إقتصادية‪ ،‬كلية العلوـ‬
‫اإلقتصادية والتسيَت والعلوـ التجارية‪ ،‬جامعة تلمساف‪.2103 ،‬‬
‫‪ -3‬ثامر خالدي‪ ،‬الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة اإلقتصادية ‪ ،‬رسالة دكتوراه يف العلوـ‪ ،‬زبصص‪ :‬القانوف‬
‫اػباص‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،‬اعبزائر‪.2108-2107 ،‬‬
‫‪ -4‬صباؿ الدين كعواش‪ ،‬تأثير ىيكل تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على أدائها المالي دراسة حالة والية‬
‫جيجل‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬زبصص ادارة مالية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اعبزائر‪.2101-2119 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -5‬ظبَت ىرباف‪ ،‬صيغ وأساليب التمويل بالمشاركة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التنمية المستدامة‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة اؼباجستَت يف علوـ التسيَت‪ ،‬زبصص إقتصاد دورل‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪.2105-2104‬‬
‫‪ -6‬عبداهلل بلعيدي‪ ،‬التمويل برأس المال المخاطر دراسة مقارنة مع التمويل بنظام المشاركة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫اؼباجستَت‪ ،‬إقتصاد إسبلمي‪ ،‬جامعة اغباج ػبضر باتنة‪ ،‬اعبزائر‪.2118-2117 ،‬‬
‫‪ -7‬فضيلة زواوي‪ ،‬تمويل المؤسة اإلقتصادية وفق المكانيزمات الجديدة في الجزائر دراسة حالة سونلغاز‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل درجة اؼباجيستَت يف علوـ التسيَت‪ ،‬مالية اؼبؤسسة‪ ،‬جامعة ؿبمد بوقرة بومرداس‪ ،‬اعبزائر‪.2119-2118 ،‬‬
‫‪ -8‬كاتية وروبة‪ ،‬إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وسبل تطوير األليات التمويلية في ظل‬
‫المتغيرات اإلقتصادية الراىنة‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه يف العلوـ اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيف‪ ،‬اعبزائر‪.2108-2107 ،‬‬
‫‪ -9‬ؿبمد السبيت‪ ،‬فعالية رأس المال المخاطر في تمويل المشاريع الناشئة دراسة حالة المالية الجزائرية للمساىمة‬
‫‪ ،FNALEP‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات شهادة اؼباجستَت‪ ،‬علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،2118 ،‬‬
‫‪.2119‬‬
‫‪ -01‬د‪/‬الملتقيات و المؤتمرات‬
‫‪ -0‬الزين منصوري‪ ،‬آليات دعم و مساندة المشروعات الذاتية و المبادرات لتحقيق التنمية حالة الجزائر‪ ،‬إستمارة‬
‫اؼبشاركة يف اؼبلتقى الدورل حوؿ اؼبقاولتية التكوين و فرص األعماؿ‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬أفريل‬
‫‪.2101‬‬
‫‪ -2‬عصاـ اعبمل‪ ،‬معوقات تمويل الشركات الناشئة من وجهة نظر أصحابها‪ ،‬مؤسبر حوؿ دور ريادة األعماؿ يف تطوير‬
‫اؼبشروعات الصغرى واؼبتوسطة يف اإلقتصاد اللييب‪ ،‬كلية اإلقتصاد‪ ،‬جامعة مصراتة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬يوـ ‪ 20‬ديسمرب ‪.2109‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاؽ فوزي‪ ،‬إشكالية حاضنات األعمال بين التطوير و التفعيل رؤية مستقبلية حالة حاضنات األعمال في‬
‫اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬اؼبؤسبر الدورل السعودي عبمعيات و مراكز األعماؿ‪.2107 ،‬‬
‫‪ -4‬عبد السبلـ مسعد‪ ،‬علي ؿبمد‪ ،‬معوقات تبني مفهوم مستثمر المالك كمصدر تمويل للمشروعات الريادية من‬
‫وجهة نظر األكاديميين المختصين في جامعات الليبية‪ ،‬أحباث اؼبؤسبر العلمي األوؿ حوؿ بيئة األعماؿ يف ليبيا‪،‬‬
‫جامعة أجدابيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الطبعة األوذل‪.2109 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫ المراجع باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬

1- Astrid Cornelis, Analyse des différents méthodes de financement des


startups et de la relation entre investisseurs et entrepreneures étude
de cas, Louvain School of management, Belgique, 2017.
2- Beysul Aytac, cyrille Mandou, Investissement et financement de
l’entreprise, de boeck supérieur,Bruxelles-Belgique, 2015.
3- Bakli Mustapha, LE FINANCEMENT DES PME ET DES START-
UPS EN ALGERIE, Finance d’Entreprise, UNIVERSITE DE BEJAIA,
EN ALGERIE, 2020.
4- Janet Kiholm Smith and others, Entrepreneurial Finance: Strategy,
Valuation, and Deal Structure. An Imprint of Stanford Université,
California, USA, 2011.
5- L’Organisation de Coopération et de Développement Économiques, Le
financement des PME et des
entrepreneurs, Synthèses de OCDE, Février 2007.

6- Lonez Mathilde, Comment determiner le mode de financement le plus


adapte pour les start-ups en balgique lors de la phase de lancement?,
Louvain school of managment(LSM), 2017.
7- Stéphane Onnée et Sophie Renault, Crowdfunding: vers une
compréhension du rôle joué par la foule, revue management & avenir,
N°74, Université d'Orléans, April 2015.
‫ المواقع اإللكترونية‬-
- https://en.calameo.com/read/0000158562300aeea4ea2, 12/04/2021, h 13:09.
- https://www.researchgate.net/publication/350889540, 15/04/2021
- http://univ-bejaia.dz/dspace/123456789/2852, 16/04/2021, h10: 48.
- http://www.eurosfaire.prd.fr/7pc/doc/1202808615_fiche_pme_ocde_2007.pdf,
19/04/2021,h 21:06.
- http://hdl.handle.net/2078.1/thesis:15414, 25/04/2021, h 22:15.
- https://www.researchgate.net/publication/275646059, 02/05/2021, h 15 : 27.
- https://www.perlego.com/book/745103/entrepreneurial-finance-strategy-
valuation-and-deal-structure-pdf, 12/05/2021, h 20: 59.
- http:/hdl.handle.net/2078.1/thesis:15219. 16/05/2021, h 22: 04.
- http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf,
05/07/2021, h 18 : 09.
- http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf,
17/07/2021, h10: 14

105
- http://www.univ-jijel.dz/images/pdf/Livre_arbitr_collectif_international.pdf,
52/07/2021, h 16: 20 .
- http://datalabs.inc42.com/wp-content/uploads/2020/01/Inc42-Annual-Funding-Report-
2019_FInaIRTP.pdf, 29/07/2021, h 23: 46.
- http://pages.inc42.com/wp- content/uploads/woocommerce_uploads/2018/01/Inc42-
Annual-Funding-Report-2018.pdf, 05/08/2021, h 21: 17.
- http://yourstory.com/cs/uploads/2020Fundingreport-1614686629287.pdf, 10/08/2021,
h 09: 29.

106
:‫الملخص‬

‫ىدفت ىذه الدراسة إذل اإلحاطة دبختلف مصادر التمويل اؼبتاحة أماـ الشركات الناشئة و الضبط اؼبفاىيمي‬
‫ باإلضافة إذل إبراز أىم اؼبشاكل التمويلية اليت تتعرض ؽبا ىذه الشركات و معرفة أقبح األليات و البدائل‬،‫ؽبا‬
‫ و ذلك بإستخداـ اؼبنهج الوصفي التحليلي باإلعتماد على اؼبراجع‬،‫التمويلية اؼبستخدمة ؼبواجهة مشكل التمويل‬
‫اؼبتعلقة باؼبوضوع من كتب و ؾببلت و دوريات و ملتقيات و ـبتلف الوثائق و كذلك اؼبعطيات اإلحصائية من‬
.‫جداوؿ و أرقاـ متعلقة دبوضوع الشركات الناشئة‬
‫و قد توصلت الدراسة إذل أف اغبصوؿ على التمويل خبلؿ مراحل دورة حياة الشركة الناشئة بصفة عامة و خبلؿ‬
‫ إذ أف التمويل عن طريق أمواؿ اؼبؤسسُت‬،‫مرحلة النشوء بصفة خاصة أبرز العراقيل اليت تواجو رواد األعماؿ‬
.‫أو العائلة أو األصدقاء يعد أىم طرؽ اؼبستخدمة يف التمويل‬
،‫ الشركات الناشئة؛ القروض البنكي؛ البدائل التمويلية؛ أساليب التمويل اؼبستحدثة‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ التمويل اعبماعي‬،‫ رأس اؼباؿ اؼبخاطر‬،‫اإلستثمار اؼببلئكي‬
Summary:
This study aims at including all sources of supplying available to the
growing companies and to get a precise and accurate notions of it
.morever it deals with the most important supplying problems that
these companies encounter to get to know the best mechanisms as
well as the supplying choices used to face that problem of supplying
by using the descriptive and analytic method based on books and
references as newapapers ,meetings and all different documents an
statistic data such as tables and numbers related to the growing
compamies and this study arrived at getting supplying through....the
course of life of these companies in general and from the starting point
specifically.among the most important obstacles that businessmen face
because getting funds from the founders or the family or friends
makes one of the best way for sponsoring.
Key words: Startups, Bank Loans, Financing Alternatives, Innovative
Financing Methods, Angle investment, venture capital, crowd funding.

107
Résumé:

Cette étude était dans le but d'entourer les différents resourse de


finance devant les entreprises et de montrer les problèmes de finance
pour ces dernières et pour connaitre les mécanismes les plus efficaces
pour solver ces problèmes , en utilisant l'approche analytique
descriptive basée sur des références liées au sujet provenant
d'ouvrages et de magazines.Périodiques, forums et documents divers,
ainsi que des données statistiques provenant de tableaux et de figures
liés à la question des startups.
L'étude a révélé que l'obtention d'un financement pendant les étapes
du cycle de vie de l'entreprise en démarrage en général et pendant la
phase de lancement en particulier est l'obstacle le plus important
auquel sont confrontés les entrepreneurs, car le financement par le
biais des fonds des fondateurs, de la famille ou des amis est la
méthode la plus importante utilisée pour le financement.
Les mots clés : start-up, prets bancaires, alternatives de financement,
nouveaux modes de financement, Investissement providentiel, capital-risque,
financement participatif.

108

You might also like