You are on page 1of 132

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد الصديق بن يحي ‪-‬جيجل –‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬
‫العنوان‪:‬‬

‫دور مجموعة البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية‬


‫االقتصادية في الجزائر‬

‫مذكرة مقدمة استكماال لمتطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬نقود ومالية دولية‬
‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫‪ -‬حنان ق ارة‬
‫‪ -‬منية كادون‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫األستاذ‪:‬‬
‫مشرفا‬ ‫األستاذ‪ :‬حناش الياس‬
‫مناقشا‬ ‫األستاذ‪:‬‬

‫السنة الجامعية‪2017-2016 :‬‬


‫خَبِيرِ" ِ‬
‫اِتَِعْ ِمَِلُونَِِ ِ‬
‫دَِرَِجَاِتِِِوَاهللِبِ ِمَ ِ‬
‫ينَِءَامَنُواِْمنْكُمِْوَالِذينَِأُوتُواْ ِِاَِلْعِِلْ ِمَِ ِ‬
‫"يَرْفَعِِِاهللَِِاْلِذ ِ‬
‫سورةِالمجادلةِاآليةِ‪ِ 11‬‬

‫الحمدِِوالشكرِهللِالذيِهداناِإلتمامِهذاِالعملِالمتواضع ِ‬

‫الذيِنتمنىِأنِينفعِغيرنا ِ‬

‫ياِربِإذاِأعطيتناِنجاحاِالِتأخذِتواضعنا ِ‬

‫وإنِأعطيتناِتواضعاِف الِتأخذِاعتزازناِبكرامتنا ِ‬

‫ياِربِالِتدعناِنصابِبالغرورِإذاِنجحناِوالِنصابِباليأسِإذاِفشلنا ِ‬

‫وذكرناِدائماِأنِالفشلِهوِالتجربةِالتيِتسبقِالنجاح ِ‬

‫ياِربِعلمناِأنِالتسامحِهوِأكبرِمراتبِالقوة ِ‬

‫وأنِحبِاإلنتق امِهوِأولِمظاهرِالضعف ِ‬

‫اللهمِإناِنعودِبكِمنِعلمِالِينفعِومنِق لبِالِيخشعِومنِنفسِالِتشبع ِ‬

‫ومنِعينِالِتدمع‪ِ،‬ومنِدعوةِالِيستجابِلها ِ‬

‫اللهمِاشرحِليِصدريِويسرِليِأمريِواحللِالعقدةِمنِلسانيِيفقهِقولي ِ‬

‫اللهمِإذاِأسأناِإلىِالناسِف امنحناِشجاعةِاإلعتذار ِ‬

‫وإذاِأساءِإليناِالناسِف امنحناِشجاعةِالعفو ِ‬
‫بسمِاهللِالرحمنِالرحيم ِ‬

‫ِاْلَلْبَابِ" ِ‬
‫"ِقُلِْهَلِْيَسْتَويِاْلذينََِالِيَعْلَمُونَِإنمَاِيَتَذَكرُِأُوْلُواْ ْ‬
‫سورةِالزمرِاآليةِ‪ِ 9‬‬
‫ق الِِالرسولِصلىِاهللِعليهِوسلمِ"منِالِيشكرِالناسِالِيشكرِاهلل" ِ‬

‫الحمدِهللِالكثيرِوالشكرِالجزيلِلربِالناسِأجمعينِالذيِوفقناِوأعانناِعلىِإتمامِ ِ‬

‫هذاِالعملِِالمتواضع ِ‬

‫نتقدمِبشكرِخاصِِإلىِِأوليائناِالمحترمينِحفظهمِِاهلل ِ‬

‫ونرجوِأنِنكونِمصدرِفخرِِواعتزازِِلهم ِ‬

‫إلىِِمنِقيلِفيه‪ِ :‬‬

‫وإنِنالنيِمنِوالديِالفضلِوالشرف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِأقدمِأستاذيِعلىِنفسِوالديِِِِِِِِِِِِِِِ‬

‫فذاكِمربيِالروحِوالروحِجوهرِِِِِِِِِِوهذاِمربيِالجسمِوالجسمِمنِالصدفِ ِ‬

‫نتقدمِبالعرف انِوالشكرِالجزيلِلمنِكانِلهِالفضلِالكبيرِفيِإنجازِهذاِالعملِ ِ‬

‫ِاْلستاذِالمشرفِِ"إلياسِحناش"ِالذيِلمِيبخلِِعليناِبتوجيهاتهِونصائحهِ ِ‬

‫القيمة‪ِ .‬‬

‫كماِنوجهِالشكرِلكلِأساتذةِكليةِالعلومِاالقتصادية‪ِ،‬التسييرِوالعلومِالتجارية ِ‬

‫والِيفوتناِأنِنشكرِكلِالموظفينِوالموظف ات ِ‬

‫كماِالِننسىِزمالئناِخاصةِطلبةِالسنةِالثانيةِماسترِنقودِوماليةِدوليةِوِكلِمن ِ‬

‫ِساعدناِمنِقريبِأوِمنِبعيدِعلىِإتمامِهذاِالعمل‪ِ .‬‬
‫فهرس‬
‫المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬


‫‪.I‬‬ ‫البسملة‬
‫‪.III‬‬ ‫الشكر‬
‫‪.IV‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪.VI‬‬ ‫قائمة الجداول واألشكال‬
‫أ‪-‬ه‬ ‫المقـــدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التنمية االقتصادية‬
‫‪7‬‬ ‫تمهـــيد‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التنمية االقتصادية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف التنمية االقتصادية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أبعاد التنمية االقتصادية‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مستلزمات التنمية االقتصادية‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تخطيط التنمية االقتصادية‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نظريات وسياسات التنمية االقتصادية‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات واستراتجيات التنمية االقتصادية‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر تمويل التنمية االقتصادية‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬عقوبات التنمية االقتصادية‬
‫‪38‬‬ ‫خالصـــة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عوميات حول مجموعة البنك الدولي‬
‫‪40‬‬ ‫تمهـــيد‬
‫‪41‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى البنك الدولي‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تاريخ ونشأة البنك الدولي‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف وأهداف البنك الدولي‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف وأدوار البنك الدولي‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬النظام االداري للبنك الدولي‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مجموعة البنك الدولي‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مؤسسة التمويل الدولية‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪56‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الهيئة الدولية للتنمية‬


‫‪59‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬المركز الدولي لتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬الوكالة الدولية لضمان االستثمارات‬
‫‪64‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬قروض البنك الدولي‬
‫‪64‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬موارد البنك الدولي وأهم المشاريع التي يمولها‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع وخصائص القروض التي يمنحها البنك الدولي‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬سياسات واجراءات البنك الدولي في منح القروض‬
‫‪72‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مراحل تمويل المشروعات بواسطة البنك الدولي‬
‫‪74‬‬ ‫خالصـــة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬
‫‪76‬‬ ‫تمهـــيد‬
‫‪77‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطور االقتصاد الجزائري‬
‫‪77‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬وضعية االقتصاد الجزائري قبل االصالحات‬
‫‪80‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬وضعية االقتصاد الجزائري مع اإلصالحات‬
‫‪82‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬برامج االنعاش االقتصادي (‪)2014 -2001‬‬
‫‪85‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬دور البنك الدولي في دعم التصحيح الهيكلي في الجزائر‬
‫‪88‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطور المؤشرات االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪88‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور المؤشرات االقتصادية الكلية الداخلية‬
‫‪92‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم المؤشرات االقتصادية الكلية الخارجية‬
‫‪98‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم المؤشرات االجتماعية‬
‫‪103‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬القروض الممنوحة من طرف مجموعة البنك الدولي للجزائر‬
‫‪103‬‬ ‫المطلب األول‪ ::‬المشروعات الممولة من طرف البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬
‫‪108‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المشاريع الممولة من طرف مؤسسة التمويل الدولية‬
‫‪110‬‬ ‫خالصـــة الفصل‬
‫‪112‬‬ ‫خاتمــــة‬
‫‪117‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪123‬‬ ‫الملخـــص‬

‫‪V‬‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪88‬‬ ‫تطور الناتج المحلي االجمالي للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪89‬‬ ‫تطور معدل نمو الناتج المحلي االجمالي للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪91‬‬ ‫تطور معدالت االنخفاض للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫‪93‬‬ ‫سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر واألورو للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪95‬‬ ‫تطور الدين الخارجي للجزائر خالل ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫‪99‬‬ ‫تطور نسبة البطالة في الجزائر للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)6-3‬‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬

‫أوال‪ :‬قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪48‬‬ ‫أعضاء البنك الدولي األصليين والمبالغ المكتتب فيها برأس مال البنك سنة‪1945‬‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪52‬‬ ‫موظفو البنك الدولي‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪53‬‬ ‫اكتتاب الدول األعضاء والقوة التصويتية في البنك الدولي في ‪ 14‬جانفي ‪2004‬‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪59‬‬ ‫االكتتاب األولي وعدد التجديدات األولى لموارد الهيئة (‪)1987-1961‬‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪62‬‬ ‫التمويل المقدم من مجموعة البنك الدولي إلى البلدان الشريكة‬ ‫(‪)5-2‬‬
‫‪88‬‬ ‫تطور الناتج المحلي االجمالي بأسعار السوق الجارية للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪89‬‬ ‫تطور معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪90‬‬ ‫تطور معدل التغير السنوي في الرقم القياسي ألسعار المستهلك للفترة‪2015-2007‬‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫‪92‬‬ ‫تطور اإلرادات والنفقات ورصيد الميزانية العامة للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪93‬‬ ‫سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر واألورو للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫‪94‬‬ ‫تطور الدين الخارجي للجزائر للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)6-3‬‬
‫‪96‬‬ ‫التطور التاريخي لميزان المدفوعات الجزائري للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)7-3‬‬
‫‪98‬‬ ‫تطور نسبة البطالة للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)8-3‬‬
‫‪101‬‬ ‫تطور عدد السكان النشطين حسب القطاعات للفترة ‪2015-2007‬‬ ‫(‪)9-3‬‬
‫‪104‬‬ ‫القروض التي قدمها البنك الدولي لإلنشاء والتعمير للحكومة الجزائرية(إلى غاية‬ ‫(‪)10-3‬‬
‫ديسمبر‪)2009‬‬
‫‪108‬‬ ‫مساهمة مؤسسة التمويل الدولية في تمويل بعض المشاريع في الجزائر‬ ‫(‪)11-3‬‬

‫‪VI‬‬
‫مقدمة‬
‫المقدمة‬

‫تعد التنمية االقتصادية عملية متعددة الجوانب ومتشابكة األبعاد‪ ،‬منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫كما أن الحكومات الوطنية التي جاءت بها البلدان النامية بعد حصولها على االستقالل السياسي‪ ،‬جعلت من‬
‫أول أهدافها تحقيق تنمية اقتصادية شاملة وسريعة لما لها من أثر على أحوال الشعوب االقتصادية و‬
‫االجتماعية عن طريق وضع خطط اقتصادية الطويلة والقصيرة األجل لتحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬ولم يقتصر‬
‫االهتمام بالتنمية االقتصادية على المستويات الوطنية‪ ،‬بل احتل االهتمام بها أيضا مكانا بار از على المستوى‬
‫العالمي‪ ،‬وهي موضع اهتمام االقتصاديين في دراساتهم‪.‬‬
‫إن تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬يتطلب موارد مالية معتبرة ولم تكن في حوزة الكثير من الدول خاصة‬
‫النامية منها‪ ،‬ولذلك كان تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية بطلب من هذه الدول واضح للعيان‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف الحصول على التمويل الالزم لمشاريعها التنموية‪ ،‬وفي ضوء هذا ظهرت مجموعة البنك الدولي على‬
‫أنها المؤسسات المالية الدولية المركزية للنظام المالي الدولي‪.‬‬
‫وتعد الجزائر إحدى الدول النامية التي لها خصوصياتها و تميزها عنها بعض خصائصها‪ ،‬من‬
‫موقعها الجغرافي المتميز ووفرة الموارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬إال إنها تعاني من أزمة عميقة وشاملة‪ ،‬ظهرت‬
‫تجلياتها في شكل اختالل واضح بين الطلب الكلي والعرض الكلي‪ ،‬واختالل في التوازن الخارجي‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب الفشل في تطبيق برامج التنمية االقتصادية المعلنة‪ ،‬كل هذه الظروف أجبرت الجزائر لإلستعانة‬
‫بمجموعة البنك الدولي للحصول على الوصفة العالجية التي تتكون من مجموعة من الضوابط والقيود‬
‫والشروط التي تخص الجانب المالي‪ ،‬تفرض على االقتصاد اإللتزام بها مرفوقة بجرعات تمويلية من موارد‬
‫هذه المؤسسة‪ ،‬أو من خالل منح الضوء األخضر للمراكز المالية الدولية لمنح اإلئتمان‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االشكالية الرئيسية‬
‫بناءا على ما سبق يطرح التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬
‫كيف ساهمت مجموعة البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية في الجزائر؟‬
‫إن هذا التساؤل يقودنا إلى طرح مجموعة من التساؤالت الفرعية يمكن إدراجها فيما يلي‪:‬‬
‫ما المقصود بالتنمية االقتصادية‪ ،‬وماهي أبعادها ومستلزماتها؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ماهي مختلف تدخالت البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية؟‬
‫‪ -‬ماهي اآلثار المترتبة عن تدخل البنك الدولي في االقتصاد الجزائري؟‬

‫ب‬
‫المقدمة‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‬


‫بغرض تفسير مشكلة البحث‪ ،‬ومحاولة اإلجابة على التساؤالت المطروحة يمكننا صياغة وتصميم‬
‫الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لقد كان تدخل البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية إيجابي من ناحية المجتمعات االقتصادية‬
‫الكلية لكن تحقيق ذلك كان على حساب تدهور الجهاز االنتاجي والمستوى المعيشي لغالبية فئات‬
‫المجتمع؛‬
‫لقد لعب البنك الدولي دور المنقذ لالقتصاد الجزائري من االنهيار‪ ،‬إال أن ذلك ال يخفي فداحة‬ ‫‪-‬‬
‫اآلثار االقتصادية واالجتماعية الناتجة عن تنفيد سياسات وبرامج هذه المؤسسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دوافع اختيار الموضوع‬
‫من أسباب اختيار هذا الموضوع والبحث فيه دون غيره من المواضيع يمكننا ذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬دوافع ذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في إثراء المكتبة بمعلومات إضافية ومبسطة عن آلية عمل هذه المؤسسة؛‬
‫‪ -‬هذا الموضوع يندرج في إطار تخصصنا والذي هو المالية الدولية؛‬
‫‪ -‬يندرج موضوع البحث في إطار المواضيع المتجددة‪ ،‬والتي تدور حولها نقاشات حساسة مستفيضة‬
‫باستمرار؛‬
‫‪ -‬ال رغبة الشخصية في التعرف على مكانة البنك الدولي ودوره في اإلشراف على النظام المالي‪ ،‬وكيفية‬
‫تدخله في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬دوافع الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬الظروف االقتصادية الصعبة التي عاشتها الجزائر نتيجة انخفاض أسعار النفط‪ ،‬واضطرارها إلى دخول في‬
‫تجربة مريرة مع مجموعة البنك الدولي من أجل الحصول على التمويل‪ ،‬والتي أفرزت ال محالة آثار اقتصادية‬
‫واجتماعية بالغة تتلخص في انخفاض المستوى المعيشي لغالبية أفراد المجتمع؛‬
‫‪ -‬المرحلة االنتقالية التي عرفتها الجزائر وسياسات التصحيح التي مربها؛‬
‫‪ -‬التعرف أكثر على وضعية االقتصاد الجزائري منذ اإلصالحات وتطور المؤشرات االقتصادية؛‬
‫رابعا‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫تكمن أهمية البحث في كون موضوع التمويل الدولي من أهم المواضيع االقتصادية‪ ،‬ولقد كان من‬
‫نتيجة عدم وجود مؤسسات مالية دولية في مستوى البنك الدولي تتكفل بهذا الجانب قبل انعقاد مؤتمر بريتن‬

‫ج‬
‫المقدمة‬

‫وودز إلى عدم استقرار في النظام المالي الدولي وما صاحب ذلك من عجز في الموازنة العامة للدول في‬
‫تغدية العجز على اإلئتمان الخارجي‪ ،‬وهو ما حال دون قيامها بواجباتها في تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وانطالقا من األهمية التي يلعبها البنك الدولي في اإلشراف على النظام المالي الدولي من خالل‬
‫تدخله في تمويل التنمية وتمويل برامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وتدخلها في إيجاد حلول لألزمات المالية التي‬
‫عاشها العالم‪ ،‬وباعتبار الجزائر قامت بتنفيذ هذه البرامج من أجل االنفتاح واالندماج في االقتصاد العالمي‪،‬‬
‫تزداد أهمية الموضوع من الناحية االجتماعية واالقتصادية بحيث يوضح اآلثار االجتماعية واالقتصادية لهذه‬
‫اإلصالحات ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫نسعى من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ا ستعراض المفاهيم المتعلقة بالتنمية االقتصادية من حيث المفهوم‪ ،‬ومصادر تمويلها‪ ،‬وخاصة البلدان‬
‫النامية عامة والجزائر خاصة إلى مصادر التمويل الخارجية؛‬
‫‪ -‬توضيح الدور الذي تلعبه مجموعة البنك الدولي في النظام المالي الدولي؛‬
‫‪ -‬دراسة أشكال تدخل مجموعة البنك الدولي في اقتصاديات الدول واقتصاد الجزائر بصفة خاصة؛‬
‫‪ -‬دراسة اآلثار المترتبة عن تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر من الناحية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬منهجية الدراسة‬
‫بغرض اإلجابة على اإلشكالية المطروحة‪ ،‬ومحاولة اختبار الفرضيات الموضوعة‪ ،‬تم استخدام‬
‫المنهج الوصفي التحليلي لإلحاطة بمختلف الجوانب المتعلقة من مفاهيم و تحليل للبيانات والمعطيات التي‬
‫تساعدنا في فهم العديد من الظواهر‪ .‬وذلك باالعتماد على العديد من المراجع‪ ،‬باإلضافة إلى البيانات‬
‫واإلحصاءات الصادرة عن بعض الهيئات الوطنية والدولية وكذا اإلستعانة ببعض البحوث والدراسات المتعلقة‬
‫بالموضوع‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬خطة الدراسة‬
‫قسم الموضوع إلى ثالثة فصول‪ ،‬تناول الفصل األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التنمية االقتصادية بدراسة‬
‫مفهوم التنمية االقتصادية وأهدافها‪ ،‬أبعاد ومستلزمات التنمية االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى مختلف مصادر تمويلها‬
‫الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫د‬
‫المقدمة‬

‫في حين تطرق الفصل الثاني البنك الدولي وذلك بدراسة بشيء من التفصيل مدخل إلى البنك‬
‫الدولي‪ ،‬مجموعة البنك الدولي‪ ،‬بإضافة إلى قروض البنك الدولي تحديدا موارد البنك وأهم المشاريع التي‬
‫يمولها‪ ،‬أنواع وخصائص القروض التي يمنحها‪.‬‬
‫بينما تناول الفصل الثالث عالقة الجزائر بمجموعة البنك الدولي‪ ،‬بدراسة تطور االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫ومختلف المؤشرات االقتصادية و اإلجتماعية‪ ،‬وكذا مختلف المشاريع الممولة من طرف مجموعة البنك‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬حدود الدراسة‬
‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى دور مجموعة البنك الدولي في تمويل التنمية وقد حددت في‬
‫اطارين مكاني وزماني‪ ،‬فيما يخص االطار المكاني تخص هذه الدراسة االقتصاد الجزائري‪ ،‬أما االطار‬
‫الزماني فقد حددت الفترة (‪ )2015-2007‬ولقد اعتمدنا هذه الفترة كونها تتماشى مع سياسة االنفتاح‬
‫االقتصادي للسوق واالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬وكذا تماشيا مع االصالحات االقتصادية التي عرفها‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬صعوبات الدراسة‬
‫من الصعوبات التي واجهتنا خالل إنجاز هذا البحث نجد صعوبة الحصول على اإلحصائيات‬
‫الخاصة بالجزائر حول التمويل الدولي‪ ،‬وعدم توفر تقارير حول القروض الممنوحة من طرف البنك الدولي‬
‫للجزائر‪ ،‬ونظ ار لوجود تضارب في البيانات التي تصدرها الهيئات المحلية واألرقام الصادرة عن المنظمات‬
‫الدولية واإلقليمية‪ ،‬مما أجبرنا على محاولة التوفيق والترجيح فيما بينها‪.‬‬

‫ه‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫مفاهيم عامة حول التنمية االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تخطيط التنمية االقتصادية‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫احتل موضوع التنمية االقتصادية بدءا من الفترة التالية لمحرب العالمية الثانية وحتى الوقت الحالي‬
‫مكانة معتبرة بين الدراسات االقتصادية‪ ،‬لكون الدول النامية أصبحت تشكل نسبة كبيرة من سكان العالم‪،‬‬
‫وتتضمن التنمية االقتصادية جممة من األمور تشمل النمو االقتصادي وارتفاع دخل الفرد وكل من شأنو‬
‫تحسين العناصر األساسية لحياة أفضل‪ ،‬وتتوافق التنمية مع التغيرات الييكمية في االقتصاد‪ ،‬إضافة إلى أن‬
‫ىذه الدول النامية المستقمة تعمل عمى التخمص من تبعيتيا لمدول المتقدمة‪ ،‬وفي ىذا اإلطار برزت عدة‬
‫دراسات ونظريات حول االستراتيجيات والسياسات لدراسة وتحميل أوضاع التخمف والتنمية من جوانبيا‬
‫المختمفة‪ ،‬مظاىرىا وأسبابيا‪ ،‬عممياتيا واستراتيجياتيا‪ ،‬كل ىذا يرمي إلى مساعدة الدول النامية لمخروج من‬
‫أسر الفقر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬

‫تعتبر التنمية االقتصادية الوسيمة التي تتمكن بيا المجتمعات من مواجية عوامل تخمفيا وتحقيق‬
‫عوامل تقدميا‪ ،‬فيي أكثر صعوبة في التعريف أو القياس ألنيا تقتصر عمى المعطيات الكمية كالنمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبالتالي تناول ىذا المبحث مفيوم التنمية االقتصادية وأىدافيا‪ ،‬أبعاد ومستمزمات التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم التنمية االقتصادية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنمية االقتصادية‬

‫تعددت تعاريف التنمية االقتصادية باختالف وجيات نظر الكتاب وفيما يمي عرض أىميا?‬

‫عرفيا االقتصادي كيندر برقر ‪ kindre berger‬فيؤكد أن التنمية االقتصادية عبارة? "عن الزيادة التي‬
‫تط أر عمى الناتج القومي في فترة معنية مع ضرورة تغيرات تكنولوجية وفنية وتنظيمية في المؤسسات اإلنتاجية‬
‫القائمة أو التي ينتظر إنشائيا"‪.1‬‬

‫عرفيا ماير ‪ Meier‬عمى أن ‪" :‬التنمية عممية تفاعمية يزداد خالليا الدخل الحقيقي لمدولة خالل فترة‬
‫زمنية معنية"‪.2‬‬

‫أما محمد عبد العزيز عجمية يرى? " أن التنمية االقتصادية تتمثل في تحقيق زيادة مستمرة في الدخل‬
‫القومي الحقيقي وزيادة متوسط نصيب الفرد منو‪ ،‬ىذا فضال عن إجراء العديد من التغييرات في كل من ىيكل‬
‫اإلنتاج ونوعية السمع والخدمات المنتجة‪ ،‬إضافة إلى تحقيق عدالة أكبر في توزيع الدخل القومي‪ ،‬أي إحداث‬
‫تغيير في ىيكل توزيع الدخل لصالح الفقراء"‪.3‬‬

‫‪1‬اسماعيل عبد الرحمان ‪ ،‬حري محمد عريقات‪ ،‬مفاهيم ونظم اقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ص <;‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد شفيق‪ ،‬الدراسات في التنمية االقتصادية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ;‪.6‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد العزيز عجمية وآخرون‪ ،‬التنمية االقتصادية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،7262 ،‬ص‬
‫ص ‪.6;9-6;8‬‬
‫‪8‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما حربي عريقات فيرى أن التنمية االقتصادية? "ماىي إال عممية حضارية شاممة ترتبط بخمق‬
‫أوضاع جديدة ومتطورة وىذا غير طبيعي‪ ،‬ويعتمد اعتمادا كبي ار عمى جدية صانعي القرار في االلتزام بتحقيق‬
‫التغير من واقع متخمف إلى واقع متقدم"‪.1‬‬

‫ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل لمتنمية االقتصادية بأنيا إجراءات وسياسات وتدابير معتمدة‪،‬‬
‫تتمثل في تغيير ىيكل االقتصاد الوطني‪ ،‬وتيدف إلى تحقيق زيادة سريعة ودائمة في متوسط الدخل الحقيقي‬
‫لمفرد‪ ،‬عبر فترة زمنية‪ ،‬بحيث تستفيد منيا الغالبية العظمى من األفراد‪.‬‬

‫وتتميز التنمية بالخصائص التالية‪?2‬‬

‫‪ -‬تغيرات في تركيبة السكان من حيث الحجم والسن واعادة توزيع الدخل وادخال تعديالت مرفقية‬
‫وتنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيرات في البنيان االقتصادي (اكتشاف موارد جديدة وتراكم رأس المال‪ ،‬استعمال طرق فنية حديثة‬
‫لإلنتاج وتحسين الميارات)‪.‬‬

‫وتكمن أىمية التنمية االقتصادية في أنيا وسيمة لتقميل الفجوة االقتصادية والتقنية بين الدول النامية‬
‫والدول المتقدمة حيث ىناك عوامل اقتصادية وغير اقتصادية ساعدت عمى حدة ىذه الفجوة‪ ،‬والتي مازالت‬
‫متأصمة ومتوازنة في اليياكل االقتصادية واالجتماعية لمبمدان النامية‪ ،‬ويمكن إيجاز ىذه العوامل فيما يمي‪?3‬‬

‫‪ -1‬العوامل االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬التبعية االقتصادية لمخارج؛‬
‫‪ -‬سيادة نمط اإلنتاج الواحد؛‬
‫‪ -‬ضعف البنيان الصناعي والزراعي؛‬
‫‪ -‬نقص رؤوس األموال؛‬
‫‪ -‬انتشار البطالة؛‬
‫‪ -‬انخفاض متوسط دخل الفرد ومستوى المعيشة؛‬

‫‪1‬‬
‫اسماعيل محمد بن قانة‪ ،‬اقتصاد التنمية نظريات‪ ،‬نماذج استراتيجيات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،7267 ،‬ص >‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أشواق بن قدور‪ ،‬تطور النظام المالي والنمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية لمنشر‪ ،7268 ،‬ص ;;‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اسماعيل عبد الرحمان‪ ،‬حربي عريقات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.7<6-7<2‬‬
‫‪9‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬استم اررية أزمة المديونية الخارجية‪.‬‬


‫‪ -2‬العوامل غير االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬الزيادة السكانية اليائمة؛‬
‫‪ -‬انخفاض المستوى الصحي؛‬
‫‪ -‬سوء التغذية؛‬
‫‪ -‬انخفاض مستوى التعميم الكمي والنوعي‪،‬‬
‫‪ -‬تراجع القدرات واإلنجازات العممية والتكنولوجية؛‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة األمية‪.‬‬

‫وقد اقتصرت التنمية االقتصادية في الدول النامية عمى االىتمام بمعدل نمو الدخل القومي ورفع متوسط‬
‫دخل الفرد‪ ،‬دون النظر إلى الكيفية التي يتولد بيا ىذا النمو وال إلى حالة توزيع الدخل بين فئات السكان‪،‬‬
‫ولكن غالبية الدول النامية مازالت تعاني من مشاكل كثيرة أي استمرار حالة التخمف االقتصادي‪.‬‬

‫كما تعتبر التنمية أداة لالستقالل االقتصادي‪ ،‬حيث أن التنمية الحقيقية البد أن تقوم عمى االستقالل‬
‫االقتصادي وليس عمى تبعيتو‪ ،‬وىذا نود أن نؤكد ىنا أن مجرد حصول القطر المتخمف عمى االستقالل‬
‫السياسي ال يترتب عميو انقضاء حالة التبعية ىذه إذا استمرت ىياكميا وآلياتيا‪ ،‬بل أن التعامل التكنولوجي‬
‫والمالي ونوع المشروعات التي تقيميا الدول المتخمفة بعد استقالليا‪ ،‬ىذا يستمزم التخمص تدريجيا من التبعية‬
‫بتغيير الييكل االقتصادي لمدولة أي بإحداث تنمية حقيقية تعتمد عمى الذات باستغالل الموارد المتاحة في‬
‫الدولة استغالال صحيحا‪.1‬‬

‫وفي الحديث عن التنمية االقتصادية تثار قضية التفرقة بينيا وبين النمو االقتصادي‪ ،‬فكل منيما‬
‫يعني زيادة الطاقة االنتاجية لالقتصاد‪ ،‬فالبعض يميل إلى المساواة بينيما‪ ،‬وقد يعود ذلك إلى ظيور الكتابات‬
‫األولى في التنمية في الدول العربية التي قطعت شوطا كبي ار عن طريق التنمية‪ ،‬كما قد يرجع إلى صعوبة‬
‫وضع تعريف لمتنمية‪ ،‬أما البعض اآلخر فيميل إلى التفرقة بين النمو والتنمية االقتصادية‪ ،‬حيث يرون أن‬
‫التنمية تعني تدخال إداريا من الدولة إلجراء تغيرات جذرية في ىيكل االقتصاد وعالج االختالالت المقترنة‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.7<7‬‬
‫‪10‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بو‪ ،‬بينما يحدث النمو االقتصادي تمقائيا ويؤدي إلى زيادة الناتج القومي دون تغير إداري في عمل وأداء‬
‫االقتصاد‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أهداف التنمية االقتصادية‬

‫إذ لكل نشاط ىدف من ورائو‪ ،‬فالتنمية االقتصادية كباقي العمميات االقتصادية ليا أىداف أو‬
‫باألحرى مجموعة من األىداف‪ ،‬وقد اختمفت ىذه األىداف حسب ظروف كل دولة‪ ،‬ولكن يمكن االتفاق عمى‬
‫بعض األىداف المتعارف عمييا فيما يمي‪?2‬‬

‫أوال‪ :‬زيادة في الدخل القومي‪ :‬إن أول ما تيتم بو عممية التنمية االقتصادية زيادة في الدخل القومي‪ ،‬وذلك‬
‫قصد تحاشي عدة مشاكل‪ ،‬التي من أىميا انخفاض مستوى المعيشة والفقر الشديد‪ ،‬ليذا تعتبر زيادة الدخل‬
‫القومي من أىم األىداف التي تسعي الدولة لتحقيقيا؛‬

‫ثانيا‪ :‬رفع مستوى المعيشة‪ :‬إن اليدف من زيادة الدخل القومي ىو تحسين مستوى المعيشة‪ ،‬وليذا فإن رفع‬
‫مستوى معيشة األفراد يعد ثاني ىدف لمتنمية االقتصادية‪ ،‬وقد يحدث رفع مستوى معيشة بمجرد زيادة الدخل‬
‫القومي واالستقرار النسبي في النمو الديمغرافي‪ ،‬أي جعل النمو االقتصادي يتوازى والنمو الديمغرافي‪ ،‬وأقرب‬
‫مقياس لمداللة عمى مستوى معيشة الفرد ىو متوسط الدخل‪ ،‬فكمما كان ىذا األخير مرتفعا كمما دل عمى‬
‫مستوى معيشة أحسن؛‬

‫ثالثا‪ :‬تقميل التفاوت في الدخول والثروات‪ :‬من أىداف التنمية االقتصادية تقميل التفاوت مع توزيع الدخول‬
‫بين األفراد‪ ،‬حيث تستحوذ طائفة صغيرة عمى جانب من المداخيل بينما الطبقات األخرى في فقر شديد‪ ،‬ومثل‬

‫ىذه الفوارق تنجر عنيا اضطرابات خطيرة‪ ،‬مما جعل جزء من األموال معطمة وىذا راجع النخفاض الميل‬
‫الحدي لالستيالك بالنسبة لمطبقة الميسورة‪ ،‬إذن فالزيادة في متوسط دخل الفرد يعد مؤش ار لمتنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وىي تمك الزيادة المصاحبة والمترتبة عمى تصحيح االختالالت الييكمية؛‬

‫إلياس حناش‪ ،‬أثر تحفيز االستثمار األجنبي المباشر في دعم التنمية االقتصادية في البمدان العربية‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫تخرج لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص التحميل القطاعي‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،7266-7262 ،‬ص>‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عائشة بولحية‪ ،‬صبيرة خشة‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمية القائمة عمى المشاركة ومدى مساهمتها في تمويل التنمية االقتصادية – دراسة‬
‫حالة مصرف البركة الجزائري‪ ، -‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر‪ ،‬قسم العموم االقتصادية ‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪،‬‬
‫‪ ،7268-7267‬ص ص<‪.7=-7‬‬
‫‪11‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬تعديل التركيب الهيكمي لالقتصاد القومي‪ :‬باإلضافة إلى األىداف السابقة‪ ،‬يعد تعديل التركيب الييكمي‬
‫لالقتصاد القومي من األىداف التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أن التنمية االقتصادية تعمل عمى تغيير الطابع‬
‫التقميدي لالقتصاد‪ ،‬فالبمدان النامية ذات الطابع الزراعي تتعرض بدورىا إلى عدة تقمبات كالجفاف والمنافسة‬
‫مثال‪ ،‬وعمى ىذا األساس تمعب التنمية دو ار في استقرار ىذا القطاع وافساح المجال لقطاع الصناعة‪ ،‬وىذا‬
‫بإنشاء صناعة جديدة أو التوسع في الصناعات األخرى‪ ،‬حتى تضمن القضاء عمى المشاكل العديدة التي‬
‫تثيرىا سيطرة الزراعة عمى البنيان االقتصادي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ىذه األىداف ىناك أىداف أخرى منيا‪?1‬‬

‫‪ -‬توفير الظروف العامة المالئمة لتنمية القطاعات االقتصادية‪ ،‬ويشمل ذلك توفير درجة من‬
‫االستقرار والطمأنينة لتشجيع االستثمار في مختمف األنشطة االقتصادية؛‬

‫‪ -‬اإلكثار من برامج التدريب في األنشطة االقتصادية لتحقيق قدر مقبول من الميارة لدى المتدربين‪،‬‬
‫مما يؤىميم لممساىمة الفاعمة في برامج التنمية االقتصادية؛‬

‫‪ -‬تنفيذ برامج استثمارية طموحة في مختمف المجاالت االقتصادية‪ ،‬وتوظيف كافة عناصر اإلنتاج‬
‫في خدمة ىذه البرامج؛‬

‫‪ -‬السعي لتوفير األساليب الفاعمة واستعماليا في تسريع أنشطة االقتصاد وصوال إلى تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية الشاممة؛‬

‫‪ -‬تحقيق تنمية مدعمة ذاتيا ومنسجمة مع البيئة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أبعاد التنمية االقتصادية‬

‫إن مفيوم التنمية االقتصادية يتضمن أبعاد مختمفة ومتعددة تشمل اآلتي‪?2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البعد المادي لمتنمية‬

‫‪1‬‬
‫عمي جذوع الشرفات‪ ،‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار جميس الزمان لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،7262 ،‬ص ص‬
‫‪67-66‬‬
‫‪2‬‬
‫حسيبة روابح‪ ،‬أمينة بوالق اررة‪ ،‬دور االستثمار السياحي في تحقيق التنمية االقتصادية – حالة والية جيجل‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شيادة‬
‫الماستر‪ ،‬قسم عموم التسيير‪ ،‬تخصص اقتصاد وتسيير سياحي‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،726:-7269 ،‬ص ص ‪.96-92‬‬
‫‪12‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يستند ىذا البعد عمى حقيقة أن التنمية ىي نقيض التخمف‪ ،‬وبالتالي فإن التنمية تتحقق من خالل‬
‫التخمص من سمات التخمف واكتساب الخصائص السائدة في البمدان المتقدمة‪.‬‬

‫إن المفيوم المادي لمتنمية يبدأ بتراكم قدر من رأس المال الذي يسمح بتطوير التقسيم االجتماعي‬
‫لمعمل‪ ،‬أي التحول من الصناعة اليدوية الى الصناعة اآللية‪ ،‬وعمى النحو الذي يحقق سيادة االنتاج السمعي‬
‫وتكوين السوق الداخمية‪ ،‬وىذا ما يعرف بجوىر التنمية‪ ،‬فالبمدان المتخمفة تحتاج إلى عدد من العمميات لكي‬
‫تحقق التنمية‪ ،‬وىذه العمميات ىي? تحقيق التراكم الرأسمالي‪ ،‬تطوير التقسيم االجتماعي لمعمل‪ ،‬سيادة االنتاج‬
‫السمعي وعممية تكوين السوق القومية‪.‬‬

‫وقد ارتبط مفيوم التنمية بالتصنيع ارتباطا وثيقا ألن عممية التصنيع تؤدي إلى تنويع الييكل االنتاجي‬
‫وبالتالي تحقيق التنمية‪ ،‬ومعموم أن عممية التصنيع تتطمب إحداث جممة عوامل أىميا? الثروة الصناعية تييئة‬
‫القاعدة الصناعية‪ ،‬ارتفاع مستوى التراكم الرأسمالي وخمق األطر المناسبة إلحداث التغيير في البنيان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البعد االجتماعي لمتنمية‬

‫تتمثل جوانب البعد االجتماعي لمتنمية في التغيرات التي تحدث في اليياكل االجتماعية‪ ،‬اتجاىات‬
‫السكان‪ ،‬تقميل الفوارق في الدخول ومحاربة الفقر‪.‬‬

‫وقد تغيرت النظرة إلى الفقر في عقد الستينات وأصبح ينظر إلييا بأنيا مرتبطة بالبطالة وأصبح‬
‫ىدف التنمية ىو اشباع الحاجات األساسية‪ ،‬وبيذا تغيرت فمسفة التنمية في كونيا مستندة عمى النمو إلى‬
‫الفيم المستند عمى الحاجات اإلنسانية‪ ،‬وبذلك أصبحت التنمية ىي تحقيق تنمية اإلنسان‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البعد السياسي لمتنمية‬

‫ويتضمن البعد السياسي لمتنمية التحرر من التبعية االقتصادية إلى جانب التبعية االستعمارية‬
‫المباشرة‪ ،‬فإذا كان الواقع قد فرض عمى البمدان النامية االستعانة بالمصادر األجنبية من رأس المال‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬فإن ىذه المصادر يجب أن تكون مكممة لإلمكانيات الداخمية الذاتية‪ ،‬شرط أن ال تقود إلى‬
‫السيطرة عمى اقتصاديات البمدان النامية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يتضمن البعد السياسي لمتنمية تحقيق االستقرار في النظام السياسي‪ ،‬من خالل األخذ بأشكال‬
‫المشاركة الشعبية الجماىيرية والمتمثمة في حق المواطنين في اختيار من يمثمونيم لتولي السمطة‪ ،‬فمن خالل‬
‫المشاركة السياسية يمعب المواطن دو ار كبي ار في دعم مسيرة التنمية ذات البعد السياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬البعد الدولي لمتنمية‬

‫لقد فرضت فكرة التنمية نفسيا في المجتمع الدولي‪ ،‬وقادت إلى تبني التعاون عمى المستوى الدولي‪،‬‬
‫والى ظيور الييئات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ ،‬وليذا فقد أطمقت األمم المتحدة في عام‬
‫‪ 6>;6‬عقد التنمية األول‪ ،‬والذي استيدف تحقيق معدل لمنمو االقتصادي يبمغ <‪ %‬عمى المستوى الدولي‪،‬‬
‫كما شيد عقد الستينات نشأة منظمة الجات‪ ،‬وتيدف ىذه المنظمات جميعا إلى تحقيق عالقات اقتصادية‬
‫أكثر تكافؤا‪ ،‬ثم جاء عقد التنمية الثاني ‪ 6>=2-6><2‬مستيدفا معدال سنويا لمنمو يبمغ ;‪ %‬دوليا‪ ،‬إال أن‬
‫مساعي كل ىذه الجيات والمنظمات لم تفمح في تحقيق أىدافيا األساسية في البمدان النامية‪ ،‬وليذا نجد بأن‬
‫التفاوت فيما بين البمدان المتقدمة والنامية يزداد عبر الزمن‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬البعد الحضاري لمتنمية‬

‫إن مفيوم التنمية ىو مفيوم واسع يشمل كل جوانب الحياة ويؤدي إلى مولد حضارة جديدة‪ ،‬فالتنمية‬
‫ليست مجرد عممية اقتصادية تكنولوجية‪ ،‬بل ىي عممية بناء حضاري أو مشروع نيضة تؤكد فيو المجتمعات‬
‫شخصيتيا وىيئتيا اإلنسانية‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مستمزمات التنمية االقتصادية‬

‫إن التنمية االقتصادية تتطمب العديد من المستمزمات الضرورية إلنجاز مياميا‪ ،‬والتي تمثل عوامل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وىي رأس المال والموارد البشرية والتكنولوجيا والموارد الطبيعية‪ ،‬واضافة إلى ما تقدم فإن عممية‬
‫التنمية اإلقتصادية تتطمب أيضا عوامل عديدة أخرى تندرج ضمن ما يعرف باإلطار العام لمتنمية مثل النظم‬
‫السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية‪ ،‬واألنماط الثقافية والعادات والتقاليد والمفاىيم ونظم التعميم‪ ،‬ومشاركة‬
‫الشعب في عممية التنمية‪ ،‬وتتمثل ىذه المستمزمات فيما يمي‪?1‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت القريشي‪ ،‬التنمية اإلقتصادية –نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬عمان‪ ،722< ،‬ص ‪-689‬‬
‫‪.696‬‬
‫‪14‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تراكم رأس المال‬

‫يؤكد جميع اإلقتصاديين عمى األىمية الكبيرة لتراكم رأس المال في تحقيق التنمية‪ ،‬ويتم تحقيق التراكم‬
‫في رأس المال من خالل عممية اإلستثمار ‪ ،‬والتي تستمزم حجم مناسب من المدخرات الحقيقية‪ ،‬بحيث يتم من‬
‫خالليا توفير الموارد ألغراض اإلستثمار‪ ،‬بدال من توجيييا نحو مجاالت اإلستيالك‪.‬‬

‫ويمكن التمييز بين نوعين من رأس المال?‬

‫‪ -‬رأس المال المالي? والذي يمثل األموال السائمة التي توحو لشراء األسيم والسندات‪ ،‬أو تقرض إلى‬
‫البنك لإلستخدام في األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬رأس المال الحقيقي أو المادي? الذي يتكون من المصانع والمكائن والمعدات وخزائن المواد‬
‫الخام‪...‬الخ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن تراكم رأس المال ليس ميما بحد ذاتو فحسب‪ ،‬بل أنو الوسيمة الرئيسية لمتقدم في‬
‫المعرفة والتي بدورىا تعتبر م حددا رئيسيا لنمو اإلنتاجية‪ ،‬إن البمدان النامية مؤكد بشكل كبير عمى أىمية‬
‫تراكم رأس المال‪ ،‬وتؤكد عمى الحاجة إلى زيادة مستوى اإلستثمار بالنسبة لإلنتاج‪ ،‬وتعتبر أن تراكم رأس‬
‫المال ىو الشرط الضروري ليكن البمد متقدما‪ ،‬إضافة إلى تأسيس آليات اجتماعية واقتصادية كفؤة لزيادة‬
‫خزين رأس المال لمفرد بأشكال متعددة‪ ،‬وبالمقابل فإن البمد المتخمف ىو البمد الذي يمتمك مقدا ار صغي ار‬
‫من خزين رأس المال‪ ،‬وينظر إلى تراكم رأس المال عمى أنو أيضا الوسيمة لمتخمص من الحمقة المفرغة‬
‫لمفقر‪ ،‬حيث أن المستوى المنخفض لإلنتاجية ىو بمثابة مصدر الحمقة المفرغة لمفقر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الموارد البشرية‬

‫إن الموارد البشرية تعني القدرات والمواىب والميارات والمعرفة لدى األفراد والتي تدخل كمستمزم في‬
‫العممية اإلنتاجية‪ ،‬وتمعب الموارد البشرية دو ار ميما جدا في عممية التنمية‪ ،‬حيث ان اإلنسان ىو غاية التنمية‬
‫وىو وسيمتيا في نفس الوقت‪ ،‬وحيث أن اإلنسان ىو في ذات الوقت وسيمة التنمية فإنو ىو الذي يرسم وينفذ‬
‫عممية التنمية‪ ،‬وأن ثمار التنمية ناتجة عن النشاط اإلنساني‪ ،‬ومن ىنا تتبين أىمية الموارد البشرية في عممية‬
‫التنمية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إن أىمية الموارد البشرية تنبع من حقيقة أنو ال يمكن إدارة اإلنتاج بدون العامل البشري‪ ،‬وفي‬
‫المراحل األولية لمتنمية فإن العمل المادي ىو الوحيد المسؤول عن استخراج المواد الطبيعية‪ ،‬ومع تراكم‬
‫الفوائض فإن العامل اإلنساني يمعب دو ار ميما ومتزايدا‪ ،‬وأن جانبا ميما من مساىمة الموارد البشرية في‬
‫التنمية ىي عندما يعمل الفرد كمدير وكمنظم‪.‬‬

‫إال أن ما يالحظ عمى البمدان النامية ىو أنيا اتجيت نحو اإلستثمار(أي تكوين رأس المال المادي)‬
‫دون إعطاء اإلىتمام الالزم لإلستثمار في الموارد البشرية وذلك لعدة أسباب?‬

‫‪ -‬أن الفترة التي تستغرقيا عممية اإلستثمار في تنمية الموارد البشرية غالبا ما تكون طويمة‪ ،‬وليذا فإن‬
‫ثمار ىذا النوع من اإلستثمار ال تظير بصورة سريعة؛‬
‫‪ -‬عدم توفر الدراسات الكافية التي تبرىن عمى وجود عالقة بين اإلستثمارات في تنمية الموارد البشرية‬
‫وبين الناتج القومي؛‬
‫‪ -‬تركيز معظم اإلقتصاديين في دراساتيم عمى دور رأس المال المادي في عممية التنمية‪.‬‬

‫ويمكن القول أن فشل أو تعثر برامج التنمية في البمدان النامية كثي ار ما يكون ناجما عن فقدان المالكات‬
‫الماىرة‪ ،‬وليس عدم توفر الموارد المالية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الموارد الطبيعية‬

‫تعرف الموارد الطبيعية بأنيا العناصر األصمية التي تمثل ىبات األرض الطبيعية‪ ،‬واألمم المتحدة من‬
‫جيتيا تعرف الموارد الطبيعية بأنيا أي شيء يجده اإلنسان في بيئتو الطبيعية‪ ،‬والتي يتمكن من أن ينتفع‬
‫بيا‪ ،‬فالموارد الطبيعية توفر قاعدة لمتنمية الصناعية بطريقتين?‬

‫‪ -‬تمكن البمد من توسيع نشاطو الصناعي بإنتاج مواد خام‪ ،‬كما ىو الحال في استخراج المعادن‬
‫وتصديرىا‪ ،‬والتي توفر لمبمد العمالت األجنبية الستيراد السمع الضرورية لمتنمية؛‬
‫‪ -‬تمكن البمد من أن ينتج مواد الخام ويصنعيا ويحوليا إلى السمع النيائية‪.‬‬

‫وعمى العموم يمكن القول بأن الموارد الطبيعة ميمة لمتنمية‪ ،‬وخصوصا في المرحمة األولية لمتنمية‪ ،‬إذا تم‬
‫استغالليا بشكل مناسب‪ ،‬وكمما ازدادت الموارد الطبيعية في البمد وتم استغالليا بشكل جيد كمما كان ذلك‬
‫حاف از وعامال مساعدا عمى النمو والتطور‪ ،‬إال أن الموارد الطبيعية ال يمكن أن تعتبر قيدا عمى التنمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي‬

‫ىناك العديد من التعريفات لمفيوم التكنولوجيا‪ ،‬ورغم اإلختالف الجزئي أو المفظي أحيانا بينيا‪ ،‬فإنيا‬
‫تت فق عمى أن التكنولوجيا تعني باختصار معرفة كيفية القيام باإلنتاج‪ ،‬وبعبارة أوسع وأشمل فإن التكنولوجيا‬
‫تمثل المعرفة العممية التي تستند عمى التجارب‪ ،‬وعمى النظرية العممية التي ترفع من قدرة المجتمع عمى‬
‫تطوير أساليب أداء العمميات اإلنتاجية والتوصل إلى أساليب جديدة أفضل بالنسبة لممجتمع‪.‬‬

‫وبشكل عام فإن التكنولوجيا تتضمن العناصر اآلتية?‬

‫‪ -‬المعرفة التكنولوجية المتجسدة في أشياء مادية؛‬


‫‪ -‬الميارات التي ال تنفصل عن األشخاص العاممين؛‬
‫‪ -‬براءات اإلختراع والعالمات التجارية؛‬
‫‪ -‬المعرفة غير المسجمة‪.‬‬

‫أن التقدم التكنولوجي أو التغير التكنولوجي يعني تغي ار في المعرفة الخاصة باإلنتاج‪ ،‬والتغير في المنتج‪ ،‬وقد‬
‫يعني ذلك تحسينا في المنتج القديم أو ظيور منتج جديد‪ ،‬وحيث أن التنمية اإلقتصادية تتطمب زيادة مستمرة‬
‫في مقدار السمع والخدمات المنتجة‪ ،‬وىذا بدوره يتطمب توسيع الطاقات اإلنتاجية وتشغيل ىذه الطاقات‪،‬‬
‫فالتقدم التكنولوجي يمعب دو ار ميما في تحقيق النمو في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تخطيط التنمية اإلقتصادية‬

‫لقد ظيرت عدة نظريات تعالج قضايا التنمية اإلقتصادية في البمدان والمناطق المتخمفة‪ ،‬وذلك‬
‫لمتعرف عمى األبعاد الحقيقية لمتخمف اإلقتصادي فييا‪ ،‬ولتحقيق ىذه التنمية يجب اتباع عدة استراتيجيات‬
‫وسياسات‪ ،‬ويجب توفر مصادر تمويمية باعتبار التمويل عامال أساسيا في عممية التنمية اإلقتصادية‪ ،‬إال أنيا‬
‫تواجو عدة عقوبات‪ ،‬وعميو يتناول ىذا المبحث? نظريات وسياسات التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مؤشرات واستراتيجيات‬
‫التنمية اإلقتصادية ومصادر تمويميا‪ ،‬وكذلك العقوبات التي تواجييا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نظريات وسياسات التنمية اإلقتصادية‬

‫الفرع األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‬

‫لقد أىتم العديد من المفكرين االقتصاديين بموضوع التنمية حيث صاغوا ليا العديد من النظريات‬
‫ومن بينيا?‬

‫أوال‪ :‬نظرية الدفعة القوية‬

‫تتمثل ىذه الفكرة النظرية في أن ىناك حاجة إلى دفعة قوية أو برنامجا كبي ار ومكثفا في شكل حد‬
‫أدنى من االستثمارات‪ ،‬بغرض التغمب عمى عقبات التنمية ووضع االقتصاد عمى مسار النمو الذاتي‪.1‬‬

‫و ينطمق"‪ " RODAN‬في تبريره لمدفعة القوية من فرضية أساسية مفادىا أن التصنيع ىو سبيل التنمية‬
‫في البمدان المتخمفة ومجال الستيعاب فائض العمالة المتعطمة جزئيا أو كميا في القطاع الزراعي‪ ،‬عمى أن‬
‫تبدأ عممية التصنيع بشكل دفعة قوية من خالل توظيف حجم ضخم من االستثمارات في بناء مرافق رأس‬
‫المال االجتماعي من طرق ومواصالت ووسائل نقل وقوى محركة‪ ،‬وتدريب القوى العاممة وىذه المشروعات‬
‫الضخمة وغير القابمة لمتجزئة‪ ،‬من شأنيا أن تخمق وفرات اقتصادية خارجية تتمثل في توفير خدمات إنتاجية‬
‫بتكمفة منخفضة ضرورية لقيام مشروعات صناعية ما كانت تنشأ دون توفير ىذه الخدمات و إضافة إلى ذلك‬
‫يتعين أيضا توجيو حجم ضخم من االستثمارات في إنشاء جبية عريضة من الصناعات تتكامل مشروعاتيا‬
‫لتحقيق التشابك األفقي و الرأسي‪ ،‬األمر الذي يساعد عمى تخفيض تكاليف االنتاج كما يقترح "‪ "RODAN‬أن‬

‫‪1‬‬
‫عصام عمر مندور‪ ،‬التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والتغيير الهيكمي في الدول العربية‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،7266 ،‬‬
‫ص ص ‪.88-87‬‬
‫‪18‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتركز االستثمارات في جبية عريضة من الصناعات االستيالكية الخفيفة‪ ،‬بحيث تدعم بعضيا بعض‬
‫ويكسبيا الجدوى االقتصادية إلقامتيا في آن واحد‪ ،‬مع مراعاة التوازن بين مشروعات البنية التحتية وبين‬
‫الصناعات االستيالكية إلى جانب ضرورة االستفادة من اجتذاب رؤوس األموال األجنبية واستراد السمع‬
‫االنتاجية‪.1‬‬

‫ويؤكد االقتصاديون المؤيدون لفكرة الدفعة القوية بأن االستثمار عمى نطاق واسع سوف يؤدي إلى‬
‫حصول زيادة سريعة في الدخل القومي ومن ثم زيادة في الميل الحدي لالدخار‪ ،‬وبالتالي ارتفاع حجم‬
‫االدخار مع تصاعد مسار التقدم االقتصادي وزيادة االعتماد عمى الموارد المحمية‪ ،‬ويرى "‪ "RODAN‬أن يكون‬
‫لمدولة دور بارز في عممية التخطيط وتنفيذ مشروعات التصنيع‪ ،‬فالسوق المحمية الضيقة والمحدودة ال تحفز‬
‫المستثمر الخاص عمى االستثمار في مشروعات صناعية تستخدم تكنولوجيات حديثة ذات طاقة إنتاجية‬
‫كبيرة‪ ،‬كما أن المستثمر الخاص يبحث عن الربح الخاص وليس الربح االجتماعي‪ ،‬وأن تدخل الدولة ضروري‬
‫لضمان توفير الموارد المحمية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية النمو المتوازن وغير المتوازن‬

‫‪-1‬نظرية النمو المتوازن‪:‬‬

‫صاحب ىذه النظرية ىو ‪ NURKSE‬الذي ركز عمى مشكمة الحمقة المفرغة لمفقر والناجمة عن تدني‬
‫مستوى الدخل وبالتالي ضيق حجم السوق‪ ،‬مؤكدا أن كسر ىذه الحمقة المفرغة ال يتحقق إال بتوسيع حجم‬
‫السوق‪ ،‬والذي ال يتحقق إال بإنشاء جبية عريضة من الصناعات االستيالكية يتحقق بينيا التوازن مع التأكيد‬
‫عمى ضرورة تحقيق قدر من التوازن بين القطاع الصناعي والقطاع الزراعي‪ ،‬وتحقيق التوازن بين الصناعات‬
‫االستيالكية المحمية والصناعات الخارجية وفي النياية تحقيق التوازن بين جية العرض وجية الطمب‪.‬‬

‫إن النمو المتوازن يتطمب التوازن بين مختمف صناعات سمع االستيالك‪ ،‬وبين صناعات السمع‬
‫الرأسمالية واالستيالكية‪ ،‬كذلك تتضمن التوازن بين الصناعة والزراعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت القريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ==‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ==‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلى جانب ‪ NURKSE‬فقد أيد ىذه النظرية أيضا كل من ‪ RODAN‬و‪ Arther lewis‬وغيرىم يفسرىا كل‬
‫عمى ىواه‪ ،‬وعند البعض تعني النظرية أن االستثمار يتم في وقت واحد في كل القطاعات الصناعية وعند‬
‫آخرين تعني تنمية متوازنة بين الصناعة والزراعة معا‪.1‬‬

‫‪-2‬نظرية النمو غير المتوازن‪:‬‬

‫وترجع ىذ ه النظرية إلى االقتصادي "ىيرشمان" حيث ىاجم االستراتيجية األولى‪ ،‬والتي كانت ترتكز‬
‫عمى إنماء مجموعة عريضة من الصناعات االستيالكية في آن واحد‪ ،‬نتيجة لقصور الموارد المالية في‬
‫الدول النامية‪ ،‬ويرى " ىيرشمان" بدال من ذلك أنو يجب التركيز عمى عدد من الصناعات الرائدة التي ليا‬
‫القدرة عمى حث االستثمار في الصناعات األخرى‪ ،‬بمعنى إحداث خمل مقصود في توازن االقتصاد القومي‬
‫عن طريق توجيو االستثمارات إلى عدد محدود من الصناعات الرائدة التي تقوم بدورىا عممية النمو‬
‫االقتصادي في االقتصاد القومي ككل‪ ،‬كما يرى "ىيرشمان" أن عمميات اختيار ىذه الصناعات يتوقف عمى‬
‫مدى قدرتيا عمى الحث عمى االستثمار في المشروعات والصناعات األخرى أي ما يعرف بالتعامل لألمام أو‬
‫التكامل لمخمف‪ ،‬فالتكامل لمخمف يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادتو في مشروع الحق عميو‪.2‬‬

‫وفيما يمي الخطوط العريضة التي أن تتضمنيا استراتيجية التنمية الشاممة‪?3‬‬

‫‪ -‬البد أن تضم ميادين العمل الحكومي؛‬

‫‪ -‬تحديد المشروع االجتماعي؛‬

‫‪ -‬المشروعات االنتاجية الحكومية في المجاالت التي ىي خارجة عن النشاط االقتصادي الخاص؛‬

‫‪ -‬التوجيو الحكومي والتخطيط لتشريع التكامل واالندماج االقتصادي بين القطاع العام والخاص؛‬

‫‪ -‬تشجيع ومعاونة المستثمرين في الميادين كالتعميم‪ ،‬الصحة‪ ،‬االسكان‪،‬‬

‫‪ -‬سياسة زراعية في المدى القصير‪ ،‬المتوسط والطويل تحدد األىداف االىداف االنتاجية؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬إيمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية اإلقتصادية‪ -‬دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،-‬الدار الجامعية‪ ،‬القاىرة‪،7228 ،‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫مدحت القريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ;>‪.>= -‬‬
‫‪3‬‬
‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬العالقات اإلقتصادية الدولية والتنمية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،7222 ،‬ص ص <<‪.<=-‬‬
‫‪20‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬سياسة مالية وتجارية مالئمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية أقطاب النمو والتغيير الهيكمي‬

‫‪-1‬نظرية أقطاب النمو‬

‫كان الفرنسي "فرانسوا بيرو" وىو السابق في شرح ىذه الفكرة و التي اعتمدىا في ما بعد وطورىا‬
‫"ىيرشمان" كأساس لنظرية النمو الغير متوازن‪ ،‬وبخصوص نظرية أقطاب النمو فيوضح "بيرو" بأن مراكز‬
‫النمو تنشأ بشكل عام حول صناعة رئيسية محفزة‪ ،‬وتتمتع بأسواق تصريف ميمة وينتج عنيا توزيع دخول‬
‫مرتفعة يكون ليا نتائج إيجابية‪ ،‬كما أن مراكز النمو ىذه ال تتخذ فقط بالصناعة المحفزة‪ ،‬بل يجب أن تمعب‬
‫دور المسيطر عمى المجال المحيط بيا‪ ،‬غالبا ما يكون ىذا المركز عبارة عن مدينة مجيزة بالوسائل‬
‫والخدمات وبمراكز تجارية وادارية‪ ،‬والجدير بالذكر أن اختيار النشاط المحفز يتأثر بعوامل عديدة أىميا‬
‫الثروات الطبيعية‪ ،‬األيدي العاممة‪ ،‬حجم الوحدات المنتجة الواجب إحداثيا وحجم الطمب الداخمي والخارجي‪.1‬‬

‫‪-2‬نظرية التغيير الهيكمي وأنماط التنمية‬

‫تركز ىذه النظرية عمى اآللية التي تستطيع بواسطتيا االقتصاديات المختمفة تحويل ىياكميا‬
‫االقتصادية الداخمية من ىياكل تعتمد بشكل كبير عمى الزراعة التقميدية‪ ،‬إلى اقتصاد أكثر حداثة وتحض ار‬
‫وتنوعا يحتوي عمى الصناعات المتنوعة والخدمات‪ ،‬حيث تستخدم ىذه النظرية أدوات التحميل الكالسيكي‬
‫المحدث لنظرية أسعار توزيع الموارد والقياس االقتصادي الحديث لوصف الكيفية التي يتم بيا التمويل وىناك‬
‫نموذجان ىما‪?2‬‬

‫نموذج "آرثر لويس" الذي يفترض وجود قطاعين األول قطاع ريفي بحيث أن مستوى إنتاجية العمل‬
‫فيو تقترب من الصفر‪ ،‬والقطاع الثاني حضري صناعي حديث تكون فيو إنتاجية العمل مرتفعة وأن أجور‬
‫العمل فيو أعمى من القطاع األول‪.‬‬

‫ونموذج "ىوليس تشينري" لمتحميالت التجريبية ألنماط التنمية‬

‫‪1‬‬
‫مدحت القريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.62<-626‬‬
‫‪21‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فاألول يفترض وجود اقتصاد تسوده ازدواجية اقتصادية‪ ،‬حيث يوجد فيو قطاع ريفي وقطاع حضري‬
‫ارتفاع األجور في ىذا األخير يؤدي بعمال القطاع الريفي لالنتقال إليو‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى توسيع االنتاج‬
‫وزيادة االرباح التي يتم استثمارىا في الصناعة‪ ،‬وىكذا سيتم انتقال العمال من الريف إلى المدينة وتحدث‬
‫التنمية والتغير الييكمي في االقتصاد والنموذج الثاني لـ "ىوليس تشينري"‪.‬‬

‫فعممية التنمية ىي تحول ىيكل االنتاج والذي يصاحبو حالة االرتفاع في معدل الدخل الفردي‪،‬‬
‫فيناك تحول من إنتاج زراعي إلى إنتاج صناعي حيث يرتفع الناتج الصناعي في الناتج القومي االجمالي‪،‬‬
‫وىذه التحوالت شممت التحول في الطمب االستيالكي عمى الغداء والضروريات إلى الرغبات في الحصول‬
‫عمى السمع المصنعة المختمفة والخدمات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية مراحل النمو ونظرية التبعية الدولية‬

‫‪-1‬نظرية مراحل النمو‪:‬‬

‫حيث لخص "روستو" نظرية المراحل كتابو "مراحل النمو اإلقتصادي" الذي ظير عام ;‪ ،6>:‬ويركز‬
‫عمى المنيج التاريخي في تحميمو‪.‬‬

‫وحسب "روستو" ىناك خمس مراحل يمر بيا المجتمع وىي‪?1‬‬

‫‪ -1-1‬المجتمع التقميدي‪ :‬إن أىم ميزة لممجتمع التقميدي ىي ضعف مردود األرض لميكتار الواحد‪ ،‬ألنو ال‬
‫يممك من إمكانيات التي تسمح لو برفع إنتاجية الفرد الواحد فيو ال يقدر عمى استخدام التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬مرحمة التهيؤ لإلنطالق? في ىذه المرحمة ىو بداية استخدام التقدم التقني بصورة موسعة وفي كل‬
‫المجاالت‪ ،‬وىكذا يعمل عمى زيادة اإلستثمارات خاصة في النقل والمواد األولية‪ ،‬باإلضافة إلى ظيور البنوك‬
‫وبعض المؤسسات الخاصة باإلدخار‪ ،‬فإن نمو كل ىذه المؤسسات يمشي ببطء‪.‬‬

‫‪ -3-1‬اإلنطالق‪ :‬حيث تتميز ىذه المرحمة بارتفاع اإلنتاج الحقيقي لمفرد‪ ،‬ويمكن اعتبار ىذه المرحمة بالثورة‬
‫الصناعية حيث تتفوق فييا القطاعات الصناعية‪ ،‬وتتفوق في ىذه المرحمة الطبقة المستخدمة لثقافة جديدة‬
‫والصناعة المتطورة عمى الطبقة التقميدية‪ ،‬ويرى "روستو" في ىذه المرحمة انتقال معدل اإلستثمار من ‪%:‬‬

‫‪1‬‬
‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.;;-;:‬‬
‫‪22‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلى ‪ %62‬من الدخل الوطني‪ ،‬وكل ىذا موجود في كندا قبل ‪ 6>=2‬واألرجنتين قبل ‪ 6>69‬حيث كان‬
‫اإلستثمار يفوق ‪ %:‬من الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪ -4-1‬الرواج‪ :‬وىي الفترة التي يطبق فييا المجتمع التكنولوجيا الحديثة ويصبح مستوى اقتصاد ذا مستوى‬
‫عالي‪ ،‬وتدخل العامل الماىر وتسمى مرحمة " النضوج" حيث حجم اإلستثمارات يقدر بـ ‪ %62‬إلى ‪%72‬‬
‫من الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪ -5-1‬اإلستهالك الواسع‪ :‬يرتفع الدخل الحقيقي لمفرد ويتغمب عدد سكان المدن عمى عدد سكان الريف‪،‬‬
‫ويتغمب العمال اإلداريين عمى العمال اآلخرين‪ ،‬ويصبح التقدم التقني ليس ىدفا بل يصبح أم ار سيال وتسمى‬
‫ىذه المرحمة بـ "اإلكتمال"‪.‬‬

‫‪-2‬نظرية التبعية الدولية‬

‫نتيجة اإلنفتاح بين نظريتي مراحل النمو والتغيير الييكمي‪ ،‬حظيت ىذه النظرية بتأكيد كبير خالل‬
‫السبعينات من القرن الماضي بين مفكري العام الثالث‪ ،‬وتعتبر ىذه النماذج امتداد لمفكر اإلشتراكي الجديد‬
‫(النيو ماركسي) وتعتبر نماذج تشاؤمية مقارنة بنماذج التغيير الييكمي‪ ،‬وترى النظرية أن الدول المتخمفة‬
‫محاصرة بمجموعة من العراقيل المؤسسية واإلقتصادية سواء محمية أو دولية فضال عن وقوعيا في تبعية‬
‫الدول الغنية وسيطرتيا‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سياسات التنمية اإلقتصادية‬

‫ويقصد بالسياسة اإلقتصادية بيان لألىداف اإلقتصادية التي تتبناىا الدولة (أو الشركة) واألدوات التي‬
‫تستخدميا لتحقيق ىذ ه األىداف والسياسات اإلقتصادية تشمل جميع قطاعات وجوانب اإلقتصاد الوطني‪،‬‬
‫وفيما يمي سنتناول السياسات اإلقتصادية الفرعية التي تساىم في تحقيق التنمية اإلقتصادية‪?2‬‬

‫‪-1‬السياسة النقدية‪:‬‬

‫يقصد بالسياسة النقدية النشاطات التي يقوم بيا البنك المركزي‪ ،‬والمصممة لمتأثير عمى المتغيرات‬
‫النقدية مثل? عرض النقود وأسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.<2‬‬
‫‪2‬‬
‫حسيبة روابح‪ ،‬أمينة بوالق اررة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص <‪.9> -9‬‬
‫‪23‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والتعريف األوسع لمسياسة النقدية ىو أنيا تمثل الوسائل التي يستخدميا البنك المركزي لمسيطرة عمى‬
‫عرض النقود‪ ،‬وحجم اإلئتمان الممنوح لمنشاط اإلقتصادي‪ ،‬والتحكم بييكل أسعار الفائدة بما يؤمن إستمرار‬
‫نمو النشاط اإلقتصادي وتحقيق االستخدام الكامل لمعمالة مع استقرار المستوى العام لألسعار‪ ،‬ويرتبط سوق‬
‫النقد بمستوى النشاط االقتصادي ارتباطا مباشرا‪ ،‬حيث يؤدي التوسع النقدي إلى تحفيز التوسع في النشاط‬
‫االقتصادي عن طريق زيادة القدرة الشرائية الستيالك السمع والخدمات‪.‬‬

‫وتمعب السياسة النقدية في البمدان النامية دو ار ميما في تعجيل التنمية من خالل التأثير عمى توفير‬
‫تكاليف اإلئتمان‪ ،‬والسيطرة عمى التضخم والمحافظة عمى توازن ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫وتعمل السياسة النقدية?‬

‫‪ -‬تأمين الييكل المرغوب ألسعار الفائدة؛‬


‫‪ -‬تحقيق التوازن المطموب بين العرض والطمب عمى النقود؛‬
‫‪ -‬توفير اإلئتمان لمتوسع اإلقتصادي؛‬
‫‪ -‬إقامة وتوسيع المؤسسات التمويمية؛‬
‫‪ -‬إدارة الدين العام‪.‬‬

‫‪-2‬السياسة المالية‪:‬‬

‫السياسة المالية بالمعنى العام تعني كيفية استخدام الضرائب واإلنفاق الحكومي واإلقتراض من قبل‬
‫الحكومة لتحقيق اإلستفرار االقتصادي أو التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ولمسياسة المالية جممة من األىداف أىميا?‬

‫‪ -‬زيادة معدل اإلستثمار؛‬


‫‪ -‬زيادة فرص العمل؛‬
‫‪ -‬تشجيع اإلستقرار االقتصادي؛‬
‫‪ -‬مواجية مشكمة التضخم؛‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل القومي‪.‬‬

‫وتشمل أدوات السياسة المالية مايمي?‬

‫‪24‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1-2‬الضرائب (المباشرة وغير المباشرة)‪ :‬وىي تشكل األداة الرئيسية لمسياسة المالية‪ ،‬وىي الوسيمة األكثر‬
‫فعالية لتخفيض اإلستيالك الخاص‪ ،‬وتوفير الموارد لميزانية الدولة لتمويل نشاطاتيا ولخدمة التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اإلنفاق الحكومي أو العام(الجاري واإلستثماري)‪ :‬وىو يعمل عمى تشجيع المشروعات‪ ،‬من خالل‬
‫توفير الخدمات الضرورية والتمويل‪ ،‬كما ىو الحال مع مشروعات البنى اإلرتكازية والمؤسسات التمويمية‪ ،‬كما‬
‫تستخدمو الحكومة في معالجة اإلضطرابات في األوضاع االقتصادية لمدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬السياسة التجارية‪:‬‬

‫السياسة التجارية ىي إجراءات تتخذىا الدولة لتنظيم التجارة الخارجية وعالقات االستراد والتصدير مع‬
‫الخارج كفرض قيود عمى الواردات (ضرائب ورسوم) وتشجيع الصادرات‪ ،‬وىي ذات أىمية كبيرة وخاصة‬
‫بالنسبة لمبمدان النامية التي تعتمد اعتمادا كبي ار عمى التجارة الخارجية في توفير الفائض االقتصادي والعوائد‬
‫من العمالت األجنبية لموفاء بمتطمبات التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ومن الميم أن تتضمن السياسة التجارية منظومة من الوسائل المحمية والدولية لتعزيز التجارة‬
‫الخارجية ورفع قدرة الدول النامية عمى المنافسة في االسواق الدولية?‬

‫‪ 1-3‬الوسائل المحمية‪ :‬ومن بينيا?‬

‫‪ -‬ىناك الحاجة لتوسيع الصادرات والسعي لتقميل التكمفة وتحسين نوعية السمع؛‬
‫‪ -‬ىناك الحاجة لزيادة االدخار المحمي‪ ،‬من خالل زيادة الدخل وتقميص االستيالك وبما يمكن من‬
‫زيادة حجم الصادرات‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الوسائل الدولية‪ :‬وتشمل ما يأتي?‬

‫‪ -‬العمل عمى إلغاء القيود التي تفرضيا البمدان المتقدمة بوجو صادرات البمدان النامية؛‬
‫‪ -‬العمل عمى إصالح المؤسسة الدولية مثل? صندوق النقد الدولي وتغيير محتوى المساعدات لتكوين‬
‫مساعدات حقيقية لمبمدان النامية؛‬
‫‪ -‬توسيع التجارية فيما بين البمدان النامية نفسيا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مؤشرات واستراتيجيات التنمية االقتصادية‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات األداء االقتصادي‬

‫تتمحور أىم مؤشرات األداء االقتصادي التي تعكس مدى تحقق التنمية االقتصادية في‪?1‬‬

‫‪ -1‬المحمي االجمالي ‪ Gross Domestic Product :GDP‬ىو أحد أىم المؤشرات االقتصادية التقميدية والذي‬
‫اليزال يستعمل عمى نطاق واسع كأحد أىم المؤشرات التي يمكن االعتماد عمييا في ىذا المجال‪ ،‬وىو أحد‬
‫أىم المقاييس المستعممة لقياس النمو االقتصادي في الدول‪ ،‬بيذا يمكن القول أن النمو االقتصادي ىو مؤشر‬
‫لمتنمية االقتصادية يمكن استدالل عميو من خالل الناتج المحمي االجمالي‪ ،‬ومن المعروف أنو كمما ارتفع ىذا‬
‫المؤشر كمما كان ذلك داللة عمى تقدم اقتصاد الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬الناتج القومي االجمالي ‪ :GNP‬في البداية اعتبر بأن التنمية إنما تعني زيادة في الناتج القومي االجمالي‬
‫خالل فترة زمنية طويمة‪ ،‬إن ىذا المقياس يجب أن يستبعد التغيرات الحاصمة في األسعار (أي أن يكون‬
‫‪ GNP‬باألسعار الثابتة)‪ ،‬ويؤخذ عمى ىذا المقياس أنو ال يأخذ نمو السكان بعين االعتبار‪ ،‬كما أنو ال يظير‬
‫التكمفة التي يتحمميا المجتمع من جراء التخمف أو التحضر وال يعكس توزيع الدخل بين فئات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬نصيب الفرد من الناتج المحمي االجمالي‪ :‬أو حصة الفرد من الناتج المحمي االجمالي‪ ،‬والذي يقابمو‬
‫المصطمح االنجميزي)‪ ،(GD.Percaita‬وىو معيار يستخدم غالبا مع المؤشر األول(الناتج المحمي االجمالي)‪،‬‬
‫وىذا المؤشر تعبير تقريبي لقيمة السمع والخدمات التي ينتجيا الفرد الواحد في دولة ما‪ ،‬وىو يساوي مجمل‬
‫الناتج المحمي االجمالي مقسوما عمى عدد سكان الدولة‪ ،‬وكمما ازداد نصيب الفرد من الناتج المحمي‬
‫االجمالي كمما دل ذلك عمى نمو االقتصاد بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪ -4‬نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج المحمي االجمالي‪ :‬يمكن المجوء إلى نسبة الدين الخارجي العام‬
‫ألية دولة إلى مجمل ناتجيا المحمي االجمالي كمؤشر ميم من مؤشرات التنمية االقتصادية في ىذه الدولة‬
‫ومن االفضل لمتنمية االقتصادية ان تكون ىذه النسبة في أدنى مستوياتيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمي جذوع الشرفات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.66=-669‬‬
‫‪26‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬معدل التضخم‪ :‬وىو مؤشر يعبر عن االرتفاع في المستوى العام لألسعار يصاحبو زيادة الكتمة النقدية‬
‫في السوق‪ ،‬وارتفاع معدالت التضخم يؤشر سمبا عمى التنمية االقتصادية‪ ،‬لما ينتج عنو من انخفاض لقيمة‬
‫العممة الوطنية وضعف لمقدرة الشرائية وبالتالي انخفاض مستويات المعيشة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -6‬ميزان المدفوعات والميزان التجاري‪ :‬فميزان المدفوعات يسجل المعامالت االقتصادية لممقيمين بالدولة‬
‫والمقيمين بالخارج‪ ،‬أما الميزان التجاري فيسجل صادرات وواردات الدلة من السمع‪ ،‬كمما حقق ىذين الميزانين‬
‫التوازن أو الربح ساىم ذلك في تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المؤشرات االجتماعية‪ :‬إذا كانت الجوانب االقتصادية في التنمية تمتاز بقابمية نسبية لمقياس المباشر‪،‬‬
‫فإن معظم الجوانب االجتماعية غير قابمة لمقياس مباشرة أو ليست معرفة بوضوح‪ ،‬ومن بين المؤشرات‬
‫االجتماعية غير قابمة لمقياس مباشرة أو ليست معرفة بوضوح‪ ،‬ومن بين المؤشرات االجتماعية نجد‪?1‬‬

‫‪ -‬مؤشر الفقر البشري‪ ،‬ومستوى المعيشة والصحة والغداء؛‬


‫‪ -‬معدل العمل والبطالة؛‬
‫‪ -‬نوعية الحياة‪ ،‬متوسط العمر المتوقع لمحياة نسبة الوفيات والمواليد‪ ،‬وحجم األسرة؛‬
‫‪ -‬نسبة التعميم واألمية؛‬
‫‪ -‬معدل النمو السكاني؛‬
‫‪ -‬النسبة المئوية لسكان المناطق الحضرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استراتيجات التنمية االقتصادية‬

‫وفيما يمي سنتناول االستراتيجيات المختمفة لمتنمية االقتصادية‪?2‬‬

‫أوال‪ :‬إستراتيجية التركيز عمى اإلستثمار والتراكم الرأسمالي(اإلستثمارات الضخمة)‬

‫يعرف التراكم الرأسمالي عمى أنو العممية التي يترتب عمييا زيادة في حجم رأس المال (المادي)‬
‫المتاح‪ ،‬وتمر عممية التراكم الرأسمالي في ثالث مراحل?‬

‫‪ -6‬البد من زيادة حجم اإلدخار الحقيقي؛‬

‫‪ 1‬حسيبة روابح‪ ،‬أمينة بوالق اررة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫د إياد عبد الفتاح النسور‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الكمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،7268 ،‬ص ‪.7=7-7=2‬‬
‫‪27‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -7‬تتطمب وجود مؤسسات مالية قادرة عمى جمع اإلدخار من مصادره ووضعيا تحت تصرف‬
‫المستثمرين؛‬
‫‪ -8‬أما المرحمة الثالثة يتطمب أخد قرار اإلستثمار الذي يحول األموال المدخرة إلى إضافات حقيقية في‬
‫حجم رأس المال المتاح‪ ،‬وبالتالي الطاقة اإلنتاجية التي يتمتع بيا اإلقتصاد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إستراتيجية التصنيع‪ :‬وىي تشمل مجموعة من اإلستراتيجيات?‬

‫‪ -1‬إستراتيجية النمو المتوازن‪ :‬حيث يرى "نوركسو" أنو ال يمكن لمدول النامية الخروج من حالة التخمف‪ ،‬إال‬
‫باتباع إستراتيجية نمو متوازن‪ ،‬وتنفيذ برنامج استثماري ضخم يوجو لكسر الحمقة المفرغة لمتخمف عند نقطة‬
‫اإلستثمار‪ ،‬فمثل ىذا البرنامج يتغمب عمى عقبة ضيق السوق المحمية لكل من المنتجات الصناعية عمى‬
‫حدى‪.‬‬

‫‪-2‬إست ارتيجية النمو غير المتوازن‪ :‬يعتبر "ىيرشمان" رائد ىذه اإلستراتيجية‪ ،‬حيث يرى أن التنمية تتم من‬
‫خالل ما تحدثو اإلستثمارات الموجية لمقطاعات اإلستراتيجية‪ ،‬أو الرائدة من ضغوطات عمى الدولة والقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬لإلستجابة إلى اإلختناقات التي تبرز في مختمف القطاعات‪.‬‬

‫ويتفق ىيرشمان ونوركسو عمى أىمية التكامل بين الصناعات‪ ،‬وعمى ضرورة المجوء إلى دفعة قوية‬
‫لتحريك الدول المتخمفة من حمقاتيا المفرغة‪ ،‬لكن ىذه الدفعة القوية يجب أن تتركز في قطاعات وصناعات‬
‫استراتيجية محددة‪.‬‬

‫‪-3‬إستراتيجية التنمية الزراعية والريفية‪ :‬يرى أنصار ه ذه االستراتيجية أن النمو الصناعي ألي دولة‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن يستمر مالم يتناسب معدل نمو القطاع الصناعي مع معدل نمو القطاع الزراعي‪ ،‬خاصة في الدول‬
‫النامية التي تعاني إنفجا ار سكانيا‪ ،‬وفييا أصبحت مشكمة الغداء تتصدر أولويات الخطط التنموية‪.‬‬

‫ىنا البد من القيام بعممية شاممة لإلصالح الزراعي‪ ،‬من خالل خمق إطار مؤسسي يشمل القواعد‬
‫واإلجراءات‪ ،‬المتعمقة بالحقوق والواجبات المتعمقة بتممك واستخدام األراضي الزراعية‪ ،‬والتي من شأنيا‬
‫المساعدة في تحقيق أىداف التنمية االقتصادية المختمفة‪.‬‬

‫‪-4‬إستراتيجية تمبية الحاجات األساسية‪ :‬ينادي أنصار ىذه اإلستراتيجية بضرورة فيم التنمية اإلقتصادية‪،‬‬
‫عمى أنيا تشمل باإلضافة?‬

‫‪28‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬إلى الزيادة في متوسط دخل الفرد الحقيقي؛‬


‫‪ -‬تخفيض عدد العاطمين عن العمل والذين يعيشون في فقر مطمق؛‬
‫‪ -‬تقميص مستمر في فجوة الدخل بين الفئات اإلجتماعية‪ ،‬وكذلك في تمبية الحاجات األساسية المادية‬
‫المتمثمة بحد أدنى مقبول من المآكل‪ ،‬والمياه غير المموثة‪ ،‬والمسكن‪ ،‬والتعميم األساسي‪ ،‬والعناية‬
‫الصحية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مصادر تمويل التنمية اإلقتصادية‬

‫يعتبر التمويل العامل األساسي في عممية التنمية اإلقتصادية‪ ،‬والتي يشكل اإلستثمار جوىرىا‪ ،‬ذلك‬
‫ألن مفتاح التنمية في البمدان المتخمفة اقتصاديا ىو اإلستثمار‪ ،‬وأن ذلك يحتاج إلى وجود إدخارات حقيقية‪،‬‬
‫وىناك مصادر تمويل داخمية وأخرى خارجية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل الداخمية‬

‫نعني بالمصادر الداخمية لمتمويل جميع أنواع الموارد الحقيقية المتوفرة داخل االقتصاد المحمي‪،‬‬
‫وتعتبر من أىم المصادر التي يجب عمى الدولة اعتمادىا في عممية التمويل‪ ،‬ذلك باالستثمار األمثل‬
‫لممدخرات‪ ،‬وتتمثل مصادر التمويل الداخمية فيما يمي?‬

‫أوال‪ :‬االدخارات‬

‫ويقصد باالدخار ىو ذلك الجزء من الناتج القومي الصافي أو الدخل القومي الذي لم ينفق عن‬
‫االستيالك‪ ،‬وانما تم توجييو لبناء الطاقات االنتاجية التي تعمل عمى زيادة ىذا الدخل أو نحافظ عمى مستواه‬
‫وينقسم إلى ثالثة مصادر ىي?‬

‫‪-1‬االدخار العائمي‪ :‬من وجية النظر االقتصادية‪ ،‬تمثل الفرق بين الدخل المتاح أي الدخل بعد تسديد‬
‫الضرائب وبين االنفاق عمى أوجو االستيالك المختمفة‪ ،‬ويمعب االدخار العائمي دو ار ميما في تميل التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتتمثل مصادر االدخار فيما يمي‪?1‬‬

‫ىشام بوحناش‪ ،‬نور الدين لكحل‪ ،‬دور االستثمارات العربية البينية في دعم التنمية االقتصادية‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج‬ ‫‪1‬‬

‫لنيل شيادة الماستر‪ ،‬في العموم االقتصادية تخصص? نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪ 7268-7267 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪29‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬المدخرات التقاعدية كأقساط التأمين والمعاشات وحصيمة الصناديق المختمفة التي تنشئيا الييئات‬
‫والمؤسسات؛‬
‫‪ -‬الزيادة في األصول النقدية لألفراد والذين يحتفظون بيا في شكل ودائع لدى صناديق التوفير أو‬
‫البنوك سواء كانت حسابات جارية أو آجمة؛‬
‫‪ -‬االستثمار المباشر في اقتناء األراضي‪ ،‬المتاجر والمساكن‪ ،‬والتي تنتشر في البيئات الريفية حيث‬
‫يصاحب االستثمار اإلدخار؛‬
‫‪ -‬سداد الديون ومقابمة التزامات سابقة‪.‬‬

‫‪-2‬ادخار قطاع االعمال‪ :‬ويقصد بو كافة المشاريع االنتاجية التي تستيدف تحقيق األرباح من مبيعاتيا‪ ،‬التي‬
‫تشكل بدورىا مصد ار لالدخارات‪ ،‬وتنقسم ىذه المدخرات إلى نوعين ىما‪?1‬‬

‫‪-‬ادخارات قطاع األعمال الخاص‪ :‬عبارة عن ذلك الجزء عن من األرباح غير موزعة التي تحققيا مشروعات‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬والذي يشمل المحالت والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتمثل نسبة ىامة في اقتصاديات‬
‫الدول المتقدمة؛‬

‫‪-‬ادخارات قطاع األعمال العام‪ :‬تتمثل في ارباح المشروعات العامة‪ ،‬ويتوقف حجم االدخار في ىذا القطاع‬
‫عمى حجم الفائض المتولد فيو‪.‬‬

‫‪-3‬االدخار الحكومي‪ :‬يتحقق االدخار الحكومي بالفرق بين االيرادات الحكومية الجارية والمصروفات الحكمية‬
‫الجارية‪ ،‬فإذ ا كان ىناك فائض اتجو إلى تمويل االستثمارات وتسديد أقساط الديون‪ ،‬أما إذا زادت النفقات‬
‫الجارية عن االيرادات الجارية أي في حالة وجود عجز‪ ،‬فإنو يتم تمويمو عن طريق السحب من مدخرات‬
‫القطاعات األخرى‪ ،‬أو عن طريق إصدار نقود جديدة‪ ،‬وتعمل الحكومات دائما إلى تنمية مواردىا‪ ،‬والى ضبط‬
‫نفقاتيا بغية تحقيق فائض توجيو إلى ضروب ومجاالت االستثمار والتنمية المستيدفة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرائب‬

‫تعتبر الضرائب الوسيمة التي يتم بموجبيا تحويل جزء من الدخول لدى األفراد والشركات إلى‬
‫الحكومة‪ ،‬إن ىذه الضرائب تستخدميا الحكومة ألغراض االستثمار‪ ،‬وأن ىذا النوع من اإلنفاق ىو الذي‬

‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬إيمان عطية ناصف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.779‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىشام بوحناش‪ ،‬نور الدين لكحل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يساعد عمى تحقيق التنمية‪ ،‬ويرفع من معدل نمو الناتج ونمو تراكم رأس المال‪ ،‬والسياسة الضريبية الناجحة‬
‫والتي تساعد عمى دفع التنمية االقتصادية يجب أن تيدف إلى جممة من األمور أىميا‪?1‬‬

‫‪ -‬يجب أن تستيدف تعبئة الفائض االقتصادي وتوجييو ألغراض التنمية؛‬


‫‪ -‬يجب أن تستيدف الحد من اإلستيالك وخاصة غير الضروري؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الييكل الضريبي مرنا بحيث يستجيب لمتغيرات االقتصادية الجارية؛‬
‫‪ -‬يجب أن تستيدف أيضا تغيير نمط االستثمار‪ ،‬وكذلك الحد من التفاوت في مستويات الدخول‬
‫واالستيالك المختمفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمويل بالعجز‬

‫وىو أسموب تستخدمو السمطات العامة لمحصول عمى تمويل إضافي عندما تعبر المصادر االعتيادية‬
‫لإليرادات العامة‪ ،‬من تميل النفقات العامة‪ ،‬ويتمخص ىذا باالعتماد عمى إصدار نقود ورقية جديدة أو‬
‫االقتراض من البنك المركزي والبنوك التجارية‪ ،‬ويسمى بالتمويل التضخمي نتيجة لزيادة اإلصدار النقدي‬
‫لمحصول عمى موارد إضافية‪ ،‬عندما تعجز مواردىا المستقمة في االنتاج‪ ،‬ومن مساوئ ىذا التمويل نجد‪?2‬‬

‫‪ -‬انخفاض القيمة الخارجية لمعممة‪ ،‬ومنو انخفاض المدخرات وارتفاع االستيالك؛‬


‫‪ -‬تفاقم العجز في الموازنة العامة وفي ميزان المدفوعات؛‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل والثروة بشكل متفاوت‪ ،‬وينجم عنو إضطرابات اجتماعية وسياسية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قروض الجهاز المصرفي‬

‫لقد أصبحت المصارف واحدة من المؤسسات المميزة لالقتصاد الحديث‪ ،‬والشك أن تأثيرىا كبير عمى‬
‫درجة النشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك عن طريق توسعيا في منح االئتمان أو تقييده‪ ،‬ولذلك تضع الدولة خطة‬
‫االئتمان المصرفي اذي يعتبر مصدر ىاما لتمويل خطة التنمية‪ ،‬ويمثل كل من االئتمان المصرفي والموازنة‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.77-76‬‬ ‫‪1‬‬

‫تقي الحسني عرفان‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مجد الوي لمنشر‪ ،‬عمان‪ ،6>>> ،‬ص ص ;‪.9<-9‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العامة لمدولة في الدول النفطية أىم مصادر التمويل المحمية لالستثمارات في داخل االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫فوظيفة المصارف ىي تعبئة مدخرات األفراد والوحدات االنتاجية وتوجيييا نحو االستثمارات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر التمويل الخارجية‬

‫إن قصور المدخرات المحمية عن تمويل كافة المشروعات لمتنمية يؤدي بالدول النامية إلى المجوء إلى‬
‫مصادر خارجية لسد عجز المدخرات المحمية‪ ،‬وتتمثل ىذه المصادر في‪?2‬‬

‫أوال‪ :‬المنح والمعونات‬

‫تتمثل في تمويل موارد الدولة المانحة إلى الدولة النامية الممنوح إلييا‪ ،‬وقد تكون ىذه الموارد في‬
‫شكل نقدي في شكل عمالت قابمة لمتحويل‪ ،‬والعيني في شكل سمع أو خدمات استيالكية واستثمارية أو‬
‫معونات فنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القروض‬

‫قد تكون القروض عامل أو خاصة بحسب مصادرىا‪ ،‬فيكون القرض عاما إذا كانت الجية المانحة‬
‫لمقروض رسمية? حكومات‪ ،‬دول‪ ،‬وكاالت عامة‪ ،‬ىيئات رسمية تابعة ليا‪ ،‬وتكون القروض العامة إما ثنائية‬
‫أو متعددة األطراف‪ ،‬أما القروض الخاصة فتمنحيا جيات غير رسمية وىي قروض توصف بقصر مدتيا‬
‫وارتفاع معدالت الفائدة عمييا‪ ،‬ولكنيا تعد مصدر ميم في ظل عدم كفاية القروض الممنوحة من المصادر‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلستثمار األجنبي‬

‫يتمثل في استثمار الموارد األجنبية في رؤوس أموال مشروعات التنمية في الدول النامية‪ ،‬بيدف اإلستفادة من‬
‫التكنولوجيا التي ينقميا معيا لدفع عجمة التنمية‪ ،‬وىو ينقسم إلى نوعين?‬

‫عز الدين بوحبل‪ ،‬المؤسسات المالية واشكالية تمويل التنمية االقتصادية في البمدان العربية‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل‬ ‫‪1‬‬

‫شيادة الماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬فرع التمويل الدولي والمؤسسات المالية والنقدية الدولية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،7262-722> ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ 2‬نادية كريد‪ ،‬وردة مريمش‪ ،‬تقييم مدى فعالية االسواق المالية في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة‬
‫الماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،726;-726: ،‬ص ص‪.;:-;9‬‬
‫‪32‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬إستثمار أجنبي مباشر‪ :‬أن يقوم المستثمر األجنبي بامتالك رأس المال المشروع اإلنتاجي‪ ،‬ويتولى إدارتو‬
‫أو مساىمتو في رأس مال المشروع‪ ،‬وىو يمنحو الحق باالشتراك في اإلدارة مع الطرف الممثل لمبمد‪.‬‬

‫‪-2‬إستثمار أجنبي غير مباشر‪ :‬ويقتصر عمى قيام األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين في دولة‬
‫أجنبية عمى مجرد شراء أسيم المشروعات القائمة أو اإلكتتاب في أسيم المشروعات المراد القيام بيا كما ال‬
‫يخول المستثمر األجنبي الحق في اإلدارة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المؤسسات الدولية المانحة لإلئتمان‬

‫لقد أصبح لممؤسسات المالية أىمية كبيرة في مجال التمويل الدولي‪ ،‬ولعل أىم ىذه المؤسسات نجد‬
‫صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي‪.‬‬

‫‪-1‬صندوق النقد الدولي‪ :‬أنشأ صندوق النقد الدولي بموجب إتفاقية بريتن وودز سنة ‪ ،6>99‬وارتبط إنشائو‬
‫في الحاجة إلنشاء منظمة تشرف عمى النظام النقدي الدولي الجديد لمعالجة المشاكل النقدية واإلقتصادية‬
‫التي خمفتيا الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫وتتمثل أشكال القروض التي يقدميا الصندوق لمدول األعضاء فيما يمي?‬

‫‪-1-1‬حقوق السحب العادية‪ :‬يتمكن العضو في الصندوق من اإلقتراض بقيمة مساىمتو في الصندوق‬
‫بالعممة األجنبية مقابل دفع عممتو الوطنية‪ ،‬ويمنح ىذا التسييل لتصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات‬
‫لمدول األعضاء‪.‬‬

‫‪-2-1‬تسهيل التمويل التعويضي والطارئ‪ :‬يقدم لتعويض اإلنخفاض المفاجئ لصادرات دولة معينة عضو‬
‫في الصندوق‪ ،‬كما يمنح ىذا التسييل لمواجية أزمة طارئة ناتجة عن ارتفاع أسعار الواردات‬

‫‪-3-1‬تسهيل تمويل المخزون اإلحتياطي‪ :‬يقدم ىذا التسييل لمواجية العجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬ذلك‬
‫لممحافظة عمى مخزون الدول اإلحتياطي من المواد الخام‪.‬‬

‫‪-4-1‬تسهيالت التصحيح الهيكمي‪ :‬ىدف ىذه التسييالت تصحيح الييكل اإلقتصادي لمدول األعضاء والتي‬
‫تعاني مشاكل اقتصادية ىيكمية‪ ،‬ومشاكل مزمنة في موازين مدفعاتيا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬عقبات التنمية اإلقتصادية‬

‫يعترض سبيل التنمية اإلقتصادية في البمدان النامية مجموعة من الع ارقيل تتفاوت في أىميتيا النسبية‬
‫من بمد آلخر‪ ،‬ويقتضي األمر إلقاء الضوء عمى البعض منيا وىي?‬

‫الفرع األول‪ :‬العقبات اإلقتصادية‪ :‬وتتمثل في‪?1‬‬

‫أوال‪ :‬الحمقة المفرغة لمفقر‬

‫يعتبر اإلقتصادي " نوركسو" صاحب ىذه الفكرة حيث يؤكد أن الحمقة المفرغة تعمل عمى إبقاء‬
‫مستوى التنمية في البمدان النامية منخفض‪ ،‬وبالتالي إبقاء البمد فقيرا‪.‬‬

‫فمضمون الحمقة يشير إلى أن الدول المتخمفة ال تواجو عقبات منفصمة‪ ،‬بل تواجو عقبات تتبادل‬
‫التأثير فيما بينيا‪ ،‬أي أن كل عقبة ىي سبب ونتيجة في نفس الوقت لمعقبات األخرى‪ ،‬ومما يزيد من حدة‬
‫ىذه المشكمة ىو النمو السكاني المرتفع‪ ،‬األمر الذي من شأنو أن يبقي عمى حالة اإلنخفاض في المستويات‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬بمعنى بقاء البمد المتخمف في حالة توازن عند مستوى منخفض من مستويات‬
‫التطور اإلقتصادي‪.‬‬

‫ويعود أصل الفكرة إلى حقيقة أن اإلنتاجية الكمية في البمدان الفقيرة منخفضة بسبب انخفاض‬
‫اإلستثمار الناجم عن انخفاض المدخرات‪ ،‬وانخفاض مستوى الدخل‪ ،‬إضافة إلى عدم كمال السوق بسبب‬
‫حالة التخمف اإلقتصادي‪.‬‬

‫ومن أجل تجاوز ىذ ه الحمقة المفرغة يجب عمى البمدان النامية أن تكشف وسيمة النتزاع كميات أكبر‬
‫من المدخرات من الفقراء‪ ،‬فالبعض يعمق عمى ىذه الفكرة بالقول بأنو رغم كون غالبية السكان في ىذه البمدان‬
‫فقيرة إال أن ىناك فئات قميمة العدد غنية يمكن ليا أن تدخر وأن تستثمر‪ ،‬وبالتالي تستطيع كسر ىذه الحمقة‬
‫تحقيق التراكم الرأسمالي المطموب‪.‬‬

‫إلياس حناش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.6;-68‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬محدودية السوق‬

‫تستند العالقة بين محدودية السوق والنشاط اإلقتصادي عمى فكرة أن وفورات الحجم مظير رئيسي‬
‫في التنمية اإلقتصادية‪ ،‬فإذا كانت المنشآت الصناعية كبيرة الحجم كي تستطيع استغالل التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬
‫فإن حجم السوق يجب أن يكون كافيا الستيعاب الحجم الكبير من اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي فإن محدودية ىذا الحجم‬
‫في العديد من البمدان النامية يعتبر عقبة في طريق التصنيع والتنمية اإلقتصادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلزدواجية اإلقتصادية‬

‫تصف اإلزدواجية الحالة التي تجد فييا البمدان النامية نفسيا خالل المراحل األولى لمتنمية‪ ،‬حيث‬
‫تترك آثارىا عمى نمط ووتيرة التنمية‪ ،‬وبشكل عام تشير اإلزدواجية إلى التقسيمات اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫في اإلقتصاد الوطني‪ ،‬وىي ظاىرة مرافقة لمنمو في اإلقتصاد النقدي‪ ،‬وتؤثر اإلزدواجية سمبا عمى عممية‬
‫التنمية‪ ،‬ألن القطاع المتقدم ال تنتشر آثاره إلى بقية أجزاء اإلقتصاد الوطني‪ ،‬فالجزء األكبر من األرباح‬
‫المحققة في القطاع الحديث سوف يعاد إلى بمد اإلستثمار األصمي‪ ،‬مما يقمل من حجم اإلدخار المحمي‬
‫واإلستثمار‪ ،‬باإلضافة إلى أن التوسع في القطاع العام يعمل عمى زيادة الطمب عمى عوامل اإلنتاج في‬
‫الخارج‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قيد الصرف األجنبي‬

‫يؤكد العديد من اإلقتصاديين أن منافع التجارة الدولية تذىب بشكل رئيسي إلى البمدان المتقدمة‪،‬‬
‫األمر الذي يقود إلى ظيور قيد الصرف األجنبي‪ ،‬إذ أن غالبية البمدان النامية تعاني من شح في الصرف‬
‫األجنبي والذي يعيق عممية التنمية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬محدودية الموارد البشرية‬

‫تعتبر محدودية الموارد البشرية كما ونوعا عقبة أمام عممية تحقيق التنمية اإلقتصادية‪ ،‬حيث ينعكس‬
‫ذلك في انخفاض مستوى اإلنتاج وتنوعو ومعدالت النمو وضعف حركة عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقبات اإلجتماعية‪ :‬ومن بينيا‪?1‬‬

‫أوال‪ :‬عدم توفر التنظيم‬

‫حيث تعتبر العقبات التنظيمية واإلدارية من العقبات التي تواجو عممية التنمية اإلقتصادية‪ ،‬والتي‬
‫تتمثل في نقص الكفاءات اإلدارية والفنية والمتخصصة‪ ،‬ومن أجل دفع عجمة التنمية إلى األمام البد من‬
‫اإلبتعاد عن اتباع األساليب اإلدارية المعقدة والروتين والبيروقراطية في شتى المجاالت ألنيا تعتبر من عوائق‬
‫التنمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم توفر دوافع لمتنمية‬

‫فتوفر الدوافع لدى األفراد ىو أمر ضروري لتحقيق أىداف التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وىذا ما تفتقر إلية‬
‫الدول النامية مما يشكل عقبة في طريق التنمية لدييا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عقبات الحكومة‬

‫لقد زاد دور الحكومة في التنمية إلى حد أصبح من غير الممكن أن تتحقق من غير الدعم النشط‬
‫لمحكومة‪ ،‬وبالتالي إذا كانت ىذه األخيرة غير قادرة عمى لعب مثل ىذا الدور فعندما يمكن اعتبارىا عقبة أمام‬
‫التنمية أو أنيا أحد أسباب حالة الفقر في البمد‪ ،‬وتتمثل األدوار التي يمكن أن تمعبيا الحكومة في تحقيق‬
‫التنمية فيما يمي‪?2‬‬

‫أوال‪ :‬اإلستقالل السياسي‪ :‬حيث يعتبر أم ار ضروريا لتحقيق النمو اإلقتصادي الحديث‪ ،‬حيث يتعين عمى‬
‫الحكومة توفير بيئة مستقرة لممنشآت اإلجتماعية الحديثة‪ ،‬سواء كانت عامة أو خاصة‪ ،‬واذا كان عدم‬
‫اإلستقرار ىو السائد ينتج انعدام أو ضعف اإلستثمار في اإلقتصاد المحمي‪ ،‬وتوجو الثروات الشخصية إلى‬
‫البنوك األجنبية أو اإلنغماس في اإلستيالك المظيري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعم الحكومي لمتنمية‪ :‬يتضمن القرار الخاص بتحقيق التنمية خيارات صعبة أو مقايضات‪ ،‬فإذا كان‬
‫المتضررون منو يستطيعون قمب نظام الحكم فإن تمك الحكومة تكون غير راغبة في اتخاد الخطوات‬
‫الضرورية لتشجيع النمو‪.‬‬

‫حسيبة روابح‪ ،‬أمينة بوالق اررة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.:2‬‬ ‫‪1‬‬

‫إلياس حناش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ;‪.6<-6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العقبات الخارجية‪ :‬وتتمثل في‪?1‬‬

‫‪ -‬سيطرة الشركات اإلحتكارية الكبرى عمى السوق الدولية؛‬


‫‪ -‬شروط التجارة الخارجية بالنسبة ليذه الدول؛‬
‫‪ -‬اعتماد الدول المتخمفة عمى التخصص في تصدير سمعة أو مادة واحدة بشكل آخر بالتوازن‬
‫القطاعي؛‬
‫‪ -‬خضوع حركة انسياب رؤوس األموال إلى البمدان المتخمفة من قروض مساعدة ومنح وىبات إلى‬
‫اإلعتبارات السياسية التي تحكم بالدرجة األولى اقتصاديات الدول المتقدمة المانحة‪.‬‬

‫إليام ذىبي‪ ،‬دور االنفاق العام في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر‪ ،‬قسم عموم اقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‬ ‫‪1‬‬

‫ومالية دولية جامعة جيجل‪ ،726;-726: ،‬ص ‪.7:‬‬


‫‪37‬‬
‫مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫التنمية اإلقتصادية ىي عممية اإلنتقال من حالة التخمف اإلقتصادي إلى حالة التقدم اإلقتصادي‪ ،‬من‬
‫خالل مجموعة من التغيرات في الييكل اإلقتصادي لمبمد كما ونوعا‪ ،‬والتي تسعى إلى تحقيق مجموعة من‬
‫األىداف أىميا زيادة الدخل الوطني‪ ،‬وتحسين مستويات المعيشة‪ ،‬وينظر لمتنمية اإلقتصادية من خالل عدة‬
‫أبعاد كالبعد المادي‪ ،‬اإلجتماعي‪ ،‬السياسي‪ ،‬الدولي والحضاري‪ ،‬كما أن تحقيق التنمية اإلقتصادية يتطمب‬
‫عدة مستمزمات كت اركم رأس المال وتوفر الموارد الطبيعية‪ ،‬البشرية والتكنولوجيا‪.‬‬

‫كما يمكن قياس التنمية اإلقتصادية من خالل مجموعة من المؤشرات كمتوسط الدخل الفردي‪ ،‬معدل‬
‫الفائدة‪ ،‬معدل النمو السكاني‪...‬الخ‪ ،‬وىناك مجموعة من السياسات واإلستراتيجيات والنظريات يمكن إتباعيا‬
‫من أجل تحقيق التنمية اإلقتصادية‪ ،‬في حين توجد مجموعة من المعوقات تعرقل سير عممية التنمية كالحمقة‬
‫المفرغة لمفقر‪ ،‬عدم اإلستقرار السياسي‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى البنك الدولي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجموعة البنك الدولي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قروض البنك الدولي‬


‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعد البنؾ الدولي الذي انبثؽ عف مؤتمر بريتف وودز ‪ Bretton woods‬سنة ‪ 1944‬إحدى‬
‫المؤسسات التابعة لألمـ المتحدة‪ ،‬والتي أوكمت ليا في السنوات األولى مف إنشائيا ميمة إعادة التعمير‬
‫والبناء لالقتصاديات المتضررة مف الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ثـ توسعت ميامو لتشمؿ تقديـ مختمؼ أنواع‬
‫القروض إلى دوؿ العالـ الثالث‪.‬‬

‫وسعيا منو لتوفير الموارد الالزمة واستكماؿ نشاطاتو وتحقيؽ أىدافو أنشأ البنؾ الدولي مؤسسات‬
‫متعاونة معو ومرتبطة بو ارتباطا وثيقا أىميا‪" :‬مؤسسة التمويؿ الدولية" المعنية بتمويؿ القطاع الخاص‬
‫و"ىيئة التنمية الدولية" المكمفة بمساعدة أشد بمداف العالـ فقرا‪ ،‬إلى جانب مؤسسات أخرى مكمفة بإدارة‬
‫االستثمار األجنبي‪ ،‬كؿ ىذه المؤسسات مجتمعة تشكؿ ما يعرؼ بمجموعة البنؾ الدولي‪ ،‬كما أف لمبنؾ‬
‫الدولي أىمية كبيرة في الوقت الحالي والدور الذي يمعبو في تمويؿ ورفع أداء االقتصاديات الدولية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى البنك الدولي‬

‫لقد تمخض عف اتفاؽ بريتف وودز بضاحية نيوىامشر البنؾ الدولي التي كانت فكرة تأسيسو سابقة‬
‫لتأسيس صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬وكانت فكرة إنشائو مرتبطة بالدمار الذي أتى عمى البنى األساسية في القارة‬
‫األوروبية‪ ،‬ويدير البنؾ الدولي عدة أطراؼ‪ ،‬وليذا سنتطرؽ في ىذا المبحث إلى نشأة البنؾ الدولي‪ ،‬تعريؼ‬
‫البنؾ الدولي وأىدافو‪ ،‬وظائؼ وأدوار البنؾ الدولي‪ ،‬والنظاـ اإلداري لمبنؾ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تاريخ ونشأة البنك الدولي‬

‫إف االسـ الرسمي لمبنؾ الدولي ىو البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ‪International Bank for‬‬

‫‪ ،Reconstruction And Devolopment‬ولقد تـ انشائو بمقتضى اتفاقية مؤتمر بريتف وودز‬


‫‪ ،Brettonwoods‬وقد حضر فعاليتيا بوالية نيوىامشر االمريكية بيف ‪ 01‬و‪ 22‬جويمية ‪ ،11944‬وقد حضر‬
‫ىذا المؤتمر ‪ 44‬دولة‪ ،‬لبحث أسس نظاـ النقد الدولي وقواعد التعاوف االقتصادي بيف الدوؿ‪ .2‬وأف انبثاقو‬
‫كاف استجابة لمدوؿ الرأسمالية‪ ،‬إذ كانت تسعى إلى ترتيب أوضاعيا المالية االقتصادية بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪.‬‬

‫وبعد أف تـ التوقيع عمى اتفاقية بريتف وودز‪ ،‬بدأ البنؾ أعمالو بتاريخ ‪ 25‬جواف ‪ ،1946‬وتـ ربطو‬
‫باألمـ المتحدة بمقتضى اتفاؽ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1947‬ونزوال عند رغبة الرئيس األمريكي تروماف تقرر أف‬
‫يكوف مقر البنؾ الدولي مدينة واشنطف العاصمة‪ ،‬وأف رئيسو أمريكي الجنسية‪ ،‬والرئيس الحالي لمبنؾ الدولي‬
‫ىو جيـ يونغ كيـ أصمو ياباني ويحمؿ الجنسية األمريكية‪.‬‬

‫ويبمغ عدد الدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي ‪ 188‬دولة تصب مصالحيا وآرائيا في مجمس‬
‫المحافظيف ومجمس اإلدارة‪ ،‬فعضوية البنؾ تأتي بعد حصوؿ الدولة عضوية صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬بحيث يتـ‬
‫تحديد القوة التصويتية لكؿ دولة عضو وفقا لحصتيا النسبية في رأس ماؿ كؿ مف المؤسستيف‪ ،‬وحددت ىذه‬
‫الحصة بناءا عمى المكانة االقتصادية قياسا الى الدوؿ االخرى‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد الكريـ جابر العيساوي‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2012 ،‬ص‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬لبناف‪ ،2002 ،‬ص‪.588‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ .‬جميؿ محمد خالد‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديميوف لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2014 ،‬ص‪.341‬‬
‫‪41‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف وأهداف البنك الدولي‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف البنك الدولي‬

‫لمبنؾ الدولي عدة تعاريؼ نذكر منيا‪:‬‬

‫تشير عبارة "البنؾ الدولي" إلى البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير)‪ (IBRD‬والمؤسسة الدولية لمتنمية)‪،(IDA‬‬

‫في حيف تضـ عبارة "مجموعة البنؾ الدولي" خمس مؤسسات ترتبط إحداىا باألخرى بصورة وثيقة‪ ،‬وتتعاوف‬
‫معا لتحقيؽ اليدؼ المرجو‪.1‬‬

‫ويمكف تعريؼ البنؾ الدولي بأنو "المؤسسة االقتصادية العالمية المسؤولة عف إدارة النظاـ المالي‬
‫العالمي واالىتماـ بتطبيؽ السياسات االقتصادية الكفيمة بتحقيؽ التنمية االقتصادية لمدوؿ االعضاء"‪.2‬‬

‫وفي تعريؼ آخر يمكف القوؿ بأف "البنؾ الدولي ىو المؤسسة المتعددة االطراؼ واالىداؼ وأىـ‬
‫مصدر مف مصادر التمويؿ الدولية في العالـ ويعتبر مف مؤسسات اتفاقية بروتف وودز "‪.3‬‬

‫ومما سبؽ يمكف اعطاء تعريؼ شامؿ لمبنؾ الدولي‪:‬‬

‫"البنؾ الدولي ىو وكالة متخصصة مف وكاالت األمـ المتحدة‪ ،‬أنشئ بموجب اتفاقية بروتف وودز‬
‫عاـ ‪ 1945‬وبدأ اعمالو بتاريخ ‪ 25‬جواف ‪ ،،1946‬وتعمؿ ىذه الوكالة جنبا إلى جنب مع صندوؽ النقد‬
‫الدولي ويعتبر مكمؿ ألىدافو‪ ،‬كما يعمؿ عمى تقديـ قروض طويمة األجؿ لتشجيع حركة االستثمارات في‬
‫الدوؿ االعضاء وعمميات التعمير وبناء االقتصاد‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيع االستثمارات األجنبية الخاصة‪،‬‬
‫وتعمؿ عمى تحقيؽ النمو المتوازف طويؿ االجؿ لمتجارة الدولية"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف البنك الدولي‪ :‬لقد نصت المادة األولى مف االتفاقية الخاصة بإنشاء البنؾ الدولي عمى‬
‫انو ابرز أىدافو ما يمي‪:4‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاىر برباص‪ ،‬أثر تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية في االقتصاد – دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويؿ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2009-2008 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫مدني بف شيرة‪ ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ ،‬دار حامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ 3‬محسف أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة االجتياحية‪ ،‬مجموعة النيؿ العربية لمنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ص‪.104‬‬
‫أحمد حسف صالح قادر‪ ،‬ظاهرة العممة االقتصادية تأثيراتها عمى اسواق المال العالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالـ الكتب الحديث لمنشر‬ ‫‪4‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2013 ،‬ص ص‪145. 144‬‬


‫‪42‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬مساعدة البمداف األعضاء التي تأثرت بظروؼ الحرب العالمية الثانية عمى إعادة بناء ما دمرتو‬
‫الحرب‪ ،‬وعمى استغالؿ موارد البمداف األعضاء االنتاجية عمى أفضؿ وجو ممكف‪.‬‬
‫‪ -2‬تشجيع األفراد والمشروعات الخاصة عمى استثمار رؤوس أمواليـ‪ ،‬لألغراض االنتاجية في البمداف‬
‫األعضاء‪ ،‬واذا لـ يتمكف البمد العضو مف الحصوؿ عمى القروض الخارجية مف األفراد وىيئات‬
‫خاصة فبإمكانو التوجو الى البنؾ الدولي لمده بالقروض أو لضماف القروض الممنوحة‪.‬‬
‫‪ -3‬بذؿ جيد مف أجؿ نمو التجارة الدولية نموا متوازنا طويؿ األجؿ والعمؿ عمى توازف موازيف المدفوعات‬
‫الدولية مف خالؿ تشجيع االستثمار الدولي لتنمية الموارد االنتاجية في البمداف األعضاء‪.‬‬
‫‪ -4‬ترتيب القروض أو ضمانات القروض المطموبة مف البنؾ الدولي تبعا ألىمية المشروعات المراد‬
‫تمويميا ولدرجة الحاجة إلييا‪.‬‬

‫ومف اجؿ الوصوؿ إلى تحقيؽ ىذه األىداؼ‪ ،‬فإف البنؾ يستخدـ وسيمتيف رئيسيتيف ىما‪:1‬‬

‫‪ -1‬منح القروض الالزمة إلقامة االستثمارات المطموبة بالعمالت األجنبية سواء إلعادة البناء أو‬
‫ألغراض التنمية‪ ،‬ولـ تتحدد لمبنؾ الكيفية التي يتـ بيا توزيع موارده بيف ىذه األىداؼ‪ ،‬ولذلؾ فقد‬
‫شيدت الفترة األولى مف إنشاء البنؾ تركيزه عمى تخصيص موارده إلعادة البناء بحكـ قوة تمثيؿ‬
‫الدوؿ المستفيدة مف ذلؾ‪ ،‬وىي دوؿ اوروبا الغربية‪ ،‬وعمى حساب الموارد التي يخصصيا لمبمداف‬
‫النامية‪ ،‬بحكـ ضعؼ تمثيؿ البمداف النامية‪ ،‬وضعؼ قوتيا في ىذا التمثيؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديـ المساعدات الفنية والخبرة واالستشارات الخاصة بالجدوى االقتصادية لممشروعات‪ ،‬ولتحميؿ‬
‫االقتصاد‪ ،‬واتجاىات تطوره‪ ،‬والسياسات التي يمكف أف تتبع ارتباطا بذلؾ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬وظائف وأدوار البنك الدولي‬

‫الفرع األول‪ :‬وظائف البنك الدولي باإلضافة إلى عمميات اإلقراض وضماف القروض فغف البنؾ الدولي يقدـ‬
‫العديد مف الوظائؼ أىميا‪:2‬‬

‫حسف خمؼ فميح‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬مؤسسة الوراؽ لمنشر التوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2004 ،‬ص ‪.289‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيماف حمالوي‪ ،‬دور المؤسسات المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي –دراسة حالة الج ازئر ‪ ، 2112-1991‬مذكرة تخرج لنيؿ‬ ‫‪2‬‬

‫شيادة الماستر في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص مالية دولية واقتصاد دولي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2014 -2013 ،‬ص ص ‪21‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪43‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديـ المعونة الفنية الختيار المشروعات التنموية وكيفية إعدادىا وتقديـ الدراسة الكاممة ليا مع تحديد‬
‫الوسائؿ الكفيمة بتحقيقيا‪ ،‬ويتـ ذلؾ عف طريؽ البعثات العامة التي ترسؿ إلى الدوؿ األعضاء‪،‬‬
‫ويستعيف البنؾ الدولي في ىذه الدراسات بصندوؽ البنؾ الدولي ومنظمات دولية واقميمية‪ ،‬كمنظمة‬
‫األغدية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية‪...‬الخ؛‬
‫‪ -2‬تكويف وتدريب موظفي الدوؿ األعضاء عمى أساليب اإلدارة االقتصادية الحديثة وذلؾ عف طريؽ‬
‫دورات تكوينية متخصصة‪ ،‬وعميو تـ إنشاء معيد التنمية االقتصادية بو مجموعة كبيرة مف أىؿ‬
‫االختصاص؛‬
‫‪ -3‬اإلىتماـ بمجاؿ البحث العممي حيث خصص ‪ %3‬مف ميزانيتو اإلدارية لمبحوث االقتصادية‪ ،‬ويتـ‬
‫نشر نتائج البحوث في المجاالت المتخصصة أو كتب مطبوعة أو نشريات؛‬
‫‪ -4‬تشجيع االستثمار الخاص بما يضمف نمو وتوسيع القطاع الخاص‪ ،‬وبما يساعد عمى إيجاد قدرة عمى‬
‫تشغيؿ المدخرات بطريقة إنتاجية‪ ،‬واجتذاب رؤوس أمواؿ إضافية ورجاؿ أعماؿ إلى محيط النشاط‬
‫االقتصادي لدعـ نشاط التنمية؛‬
‫‪ -5‬كما يقوـ البنؾ الدولي بإجراء بحوث اقتصادية بشأف قضايا عامة مثؿ البيئة والفقر والتجارة لمدوؿ‬
‫األعضاء حيث يقوـ بتقييـ األفاؽ االقتصادية لكؿ بمد مف خالؿ دراسة أنظمتو المصرفية واألسواؽ‬
‫المالية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدوار البنك الدولي‬

‫أوال‪ :‬دور البنك الدولي في تحرير التجارة الخارجية‬

‫يمعب البنؾ الدولي دور كبير في المجاؿ التجاري وذلؾ في تحقيؽ النمو المتوازف لمتجارة الدولية‪ ،‬إذ‬
‫ال يتياوف البنؾ في مسألة تحرير التجارة الخارجية ضمف شروط قروض التكييؼ الييكمي‪ ،‬إذ يعارض الرقابة‬
‫عمى التجارة الخارجية ومسألة الحماية‪ ،‬كما أنو يرى أف األداء االقتصادي لتمؾ البالد أفضؿ حينما تنخفض‬
‫الرسوـ الجمركية عمى الواردات والتخمي عف مبدأ حماية الصناعات المحمية‪ ،‬وفي ىذا الخصوص تتفرع مف‬
‫قروض التكييؼ الييكمي مجموعة مف السياسات تتمثؿ في‪:1‬‬

‫‪ -‬تخفيض سعر صرؼ العمالت األجنبية؛‬

‫خير الديف بوزرب‪ ،‬دور السياسة التجارية في تعزيز القدرة التنافسية القتصاديات دول المغرب العربي‪ -‬دراسة حالة الجزائر وتونس‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستر في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجؿ‪ ،2013-2012 ،‬ص ص ‪.55 ،54‬‬
‫‪44‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬احالؿ الرسوـ الجمركية مكاف القيود الكمية؛‬


‫خفض الرسوـ الجمركية؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إلغاء المؤسسات الحكومية لتسويؽ الصادرات؛‬
‫‪ -‬التخمي عف حماية الصناعات المحمية؛‬
‫‪ -‬السماح بتمثيؿ الوكاالت األجنبية؛‬
‫‪ -‬إلغاء اتفاقيات الدفع والتجارة الثنائية‪.‬‬

‫وبالتالي يمكف القوؿ اف البنؾ الدولي يمعب دو ار ىاما في تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬فالبنؾ الدولي مف‬
‫خالؿ قروض التكييؼ الييكمي المشروطة يؤدي إلى فتح أسواؽ ىذه الدوؿ مما يؤدي إلى زيادة صادرات‬
‫الدوؿ الرأسمالية‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى خفض مشكالت البطالة والكساد‪ ،‬كما أف زيادة الصادرات يضمف موارد‬
‫لمنقد األجنبي وتسديد الديوف‪ ،‬مما يضمف تحسيف األوضاع االقتصادية لمبمداف المقترضة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور البنك الدولي في تمويل التنمية االقتصادية في البمدان النامية‬

‫يضطمع البنؾ الدولي بتحقيؽ مجموعة مف األىداؼ منيا تحقيؽ النمو المتوازف طويؿ األجؿ لمتجارة‬
‫الدولية‪ ،‬والمحافظة عمى توازف موازيف المدفوعات‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ تشجيع االستثمارات الدولية لتنمية الموارد‬
‫اإلنتاجية لمدوؿ األعضاء‪ ،‬وكذلؾ المساعدة في رفع اإلنتاجية ومستوى المعيشة وظروؼ العمؿ في ىذه‬
‫الدوؿ‪ ،‬إال أف الوظائؼ األساسية لمبنؾ تتمثؿ في توفير التمويؿ طويؿ األجؿ لمدوؿ األعضاء‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إدارة وتوجيو المشكالت االقتصادية لمدوؿ النامية ومحاولة تشخيصيا ثـ فرض الحموؿ وتقديـ التوصيات‬
‫الالزمة لعالج ىذه المشكالت‪ ،‬باإلضافة إلى الدور التحفيزي الذي يمعبو البنؾ الدولي حيث أف إقدامو عمى‬
‫تمويؿ مشروع معيف في دولة نامية يدفع بالعديد مف مؤسسات التمويؿ والوكاالت الدولية لممشاركة في تمويؿ‬
‫ىذا المشروع نظ ار لمثقة التي تولييا ىذه المؤسسات لمبنؾ الدولي‪ .1‬وعمى ذلؾ فإف البنؾ الدولي يقوـ بمساعدة‬
‫أعضائو مف خالؿ تقديـ المساعدات الفنية لمدوؿ األعضاء‪ ،‬واتاحة التمويؿ طويؿ األجؿ مف أجؿ التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية ويقوـ البنؾ الدولي باألنشطة التالية‪:2‬‬

‫عز الديف بوحبؿ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.77 -75‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األنشطة غير اإلقراضية‪:‬‬

‫يقوـ البنؾ الدولي بنشاط ممحوظ في مجاؿ تقديـ المعونة الفنية لمدوؿ األعضاء بصفة عامة‪ ،‬والدوؿ‬
‫النامية بصفة خاصة‪ ،‬حيث يعمؿ عمى مساعدتيا في إجراء الدراسات الالزمة لتشجيع االستثمار‪ ،‬وتفعيؿ‬
‫المساعدات مف أجؿ عممية التنمية‪ ،‬وأىـ األنشطة غير اإلقراضية لمبنؾ ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬استراتيجيات المساعدة القطرية‪ :‬تسترشد مجموعة البنؾ الدولي باستراتيجية المساعدة القطرية في‬
‫أنشطتيا في كؿ مف البمداف األعضاء المقترضة منيا‪ ،‬ويتـ إعداد استراتيجية المساعدة القطرية‬
‫انطالقا مف رؤية البمد المعني ألىدافو اإلغاثة بالتعاوف الوثيؽ مع الحكومة المعنية وبالتشاور مع‬
‫منظمات التعاوف المدني‪ ،‬والجيات الشريكة في عممية التنمية‪ ،‬كما تضطمع ىذه االستراتيجية بتقديـ‬
‫التحديات واألولويات اإلغاثة في البمد المعني‪ ،‬كما تضع برنامج لممساعدات اإلقراضية الفنية‪ ،‬ففي‬
‫سنة ‪ 2008‬أحدث البنؾ الدولي ‪ 49‬وثيقة مف استراتيجيات المساعدة القطرية؛‬
‫‪ -2‬العمل االقتصادي والقطاعي والمساعدة الفنية‪ :‬ويشمؿ العمؿ االقتصادي والقطاعي والتقارير‬
‫التشخيصية األساسية التي يستند إلييا التحميؿ الخاص باستراتيجية المساعدة القطرية وحوار البنؾ‬
‫بشأف السياسات يشكؿ عاـ‪ ،‬والتقارير االستشارية القطرية واإلقميمية‪ ،‬وتقارير أخرى أقؿ اتساما‬
‫بالصبغة الرسمية بما فييا مذكرات السياسات‪ ،‬وحمقات العمؿ والمؤتمرات وغيرىا‪ ،‬وعمى أساس أف‬
‫برنامج العمؿ االقتصادي والقطاعي يشكؿ األداة التحميمية واالستشارية الرئيسية فإف البنؾ أنجز‬
‫حوالي ‪ 489‬تقري ار في السنة المالية‪ ،2008‬أما المساعدة الفنية فقد قدـ البنؾ في نفس السنة المالية‬
‫‪ 513‬نشاطا‪ ،‬حيث ركزت في تقديـ اإلرشاد بشأف العمميات التي تتعمؽ بإعادة وتنفيذ السياسات‬
‫والبرامج؛‬
‫‪ -3‬البحوث‪ :‬تيدؼ مجموعة البحوث في البنؾ الدولي إلى تزويد العامميف في مختمؼ المياديف بالمعارؼ‬
‫األصمية إلثراء النقاش الدائر بشأف السياسات‪ ،‬ومف ثـ المساعدة في حؿ المشكالت والصعاب التي‬
‫تواجو عممية التنمية االقتصادية‪ ،‬وتعتبر مصد ار أساسيا لممعمومات بالنسبة لمدوائر المعنية بوضع‬
‫السياسات‪ ،‬وفي السنة المالية‪ 2008‬أجرت مجموعة البحوث بحثا معمقا عف أكثر مف ‪ 70‬بمدا‬
‫ناميا‪ ،‬باإلضافة إلى أنشطة العمؿ المقارف فيما بيف البمداف‪ ،‬وأىـ إصدارات المجموعة ‪ 25‬كتابا‬
‫‪ 175‬مقالة عممية ومتخصصة‪ 90 ،‬فصال في كتب متعددة؛‬

‫‪46‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬التدريب في معهد البنك الدولي‪ :‬وىو إحدى أدوات البنؾ الدولي المعنية ببناء وتطوير القدرات‪ ،‬وىو‬
‫يقوـ بتحديد احتياجات البمداف المتعاممة مع البنؾ الدولي مف القدرات‪ ،‬كما يقوـ بإعداد أنشطة التعمـ‬
‫الالزمة لتمبيتيا‪ ،‬وتغطي الدورات التدريبية التي يقدميا المعيد العديد مف الموضوعات خاصة ما‬
‫تعمؽ منيا بالبيئة‪ ،‬وتنظيـ القطاع المالي‪ ،‬والشراكات بيف القطاعيف العاـ والخاص في مجاالت البنية‬
‫األساسية وادارة الموارد المالية والتنمية الريفية‪ ،‬وفي السنة المالية ‪ 2008‬نفذ معيد البنؾ الدولي‬
‫‪ 570‬نشاطا تعميميا‪ ،‬ويشمؿ أكثر ‪39500‬مشارؾ‪ ،‬ومف أبرز البرامج العالمية لمعيد البنؾ الدولي‬
‫تمؾ المتعمقة بالحوكمة‪ ،‬ومكافحة الفساد والمعرفة مف أجؿ التنمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل‪:‬‬

‫إف البنؾ الدولي كمنظمة تمويمية دولية تتبع سياسات تجارية‪ ،‬حيث يعتمد عند قيامو بالعمميات‬
‫المصرفية عمى األمواؿ التي يقترضيا مف األفراد والييئات الخاصة أكثر مف اعتماده عمى موارده األصمية‪،‬‬
‫حيث يقدـ القروض لممساىمة في مشروعات محددة‪ ،‬وفي حدود جانب معيف مف النفقات‪ ،‬وكذلؾ يبحث‬
‫البنؾ عف حماية موقعو كدائف مف خالؿ الشروط واالستراتيجيات أو البرامج المفروضة لتمقي القروض‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬النظام اإلداري لمبنك‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام العضوية في البنك الدولي‬

‫يبمغ أعضاء البنؾ الدولي ‪ 188‬عضوا‪ ،‬ويمكف تقسيـ الدوؿ األعضاء إلى أعضاء أصمييف‪،‬‬
‫وأعضاء منضميف‪ ،‬فاألعضاء األصمييف ىـ الدوؿ التي اشتركت في مؤتمر بريتف وودز‪ ،‬وقامت بإيداع‬
‫وثائؽ التصديؽ قبؿ ‪ 31‬ديسمبر‪ ،1 1945‬والجدوؿ الموالي يوضح أعضاء البنؾ الدولي األصمييف والمبالغ‬
‫المكتتب فييا برأس ماؿ البنؾ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ياسيف عبيدات‪ ،‬تقييم دور مجموعة البنك الدلي في تمويل التنمية المستدامة في البمدان المنخفضة الدخل‪ -‬دراسة حالة منطقة‬
‫افريقيا جنوب الصحراء‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه في العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬تخصص‬
‫االقتصاد الدولي لمتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة سطيؼ‪ ،2012 -2011 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪47‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)1-2‬أعضاء البنك الدولي األصميين والمبالغ المكتتب فيها برأس مال البنك سنة ‪.1945‬‬

‫الوحدة‪ :‬مميوف دوالر أمريكي‬

‫مبمغ‬ ‫الدولة‬ ‫مبمغ‬ ‫الدولة‬ ‫مبمغ‬ ‫الدولة‬


‫االكتتاب‬ ‫االكتتاب‬ ‫االكتتاب‬
‫‪6‬‬ ‫العراؽ‬ ‫‪35‬‬ ‫كوبا‬ ‫‪3175‬‬ ‫الو ـ أ‬
‫‪3.2‬‬ ‫اإلكوادور‬ ‫‪35‬‬ ‫كولومبيا‬ ‫‪1300‬‬ ‫المممكة المتحدة‬
‫‪3‬‬ ‫إثيوبيا‬ ‫‪40‬‬ ‫يوغوسالفيا‬ ‫‪1200‬‬ ‫اإلتحاد السوفياتي‬
‫‪2‬‬ ‫الدومينيكاف‬ ‫‪50‬‬ ‫نيوزلندا‬ ‫‪600‬‬ ‫الصيف‬
‫‪2‬‬ ‫كوستاريكا‬ ‫‪50‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪450‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪2‬‬ ‫غواتيماال‬ ‫‪65‬‬ ‫المكسيؾ‬ ‫‪400‬‬ ‫اليند‬
‫‪2‬‬ ‫ىايتي‬ ‫‪24‬‬ ‫إيراف‬ ‫‪325‬‬ ‫كندا‬
‫‪1‬‬ ‫ىندوراس‬ ‫‪25‬‬ ‫اليوناف‬ ‫‪275‬‬ ‫ىوالندا‬
‫‪1‬‬ ‫أيمندا‬ ‫‪35‬‬ ‫التشيمي‬ ‫‪225‬‬ ‫بمجيكا‬
‫‪0.5‬‬ ‫ليبيريا‬ ‫‪10.5‬‬ ‫فنزويال‬ ‫‪200‬‬ ‫استراليا‬
‫‪0.2‬‬ ‫بنما‬ ‫‪10.5‬‬ ‫أورغواي‬ ‫‪100‬‬ ‫جنوب إفريقيا‬
‫‪0.8‬‬ ‫باراغواي‬ ‫‪17.5‬‬ ‫بيرو‬ ‫‪125‬‬ ‫بولندا‬
‫‪0.8‬‬ ‫نيكاراغوا‬ ‫‪15‬‬ ‫الفمبيف‬ ‫‪105‬‬ ‫الب ارزيؿ‬
‫‪-‬‬ ‫الدانمارؾ‬ ‫‪10‬‬ ‫لوكسمبورغ‬ ‫‪125‬‬ ‫تشيكوسموفاكيا‬
‫‪7‬‬ ‫بوليفيا‬ ‫‪40‬‬ ‫مصر‬

‫المصدر‪ :‬ياسيف عبيدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫يتضح مف الجدوؿ (‪ )1-2‬أف أعضاء البنؾ الدولي األصمييف تمت مساىمتيـ في رأس ماؿ البنؾ‬
‫مف خالؿ االكتتاب في األسيـ بمقدار‪ 9100‬مميوف دوالر أمريكي‪ ،‬ومف أجؿ إمكانية السيطرة عمى البنؾ‬
‫الدولي وق ارراتو في بداية نشأتو‪ ،‬قامت الواليات المتحدة األمريكية بما تممكو مف قوة سياسية واقتصادية‬
‫باالكتتاب في عدد كبير مف األسيـ قدرت بحوالي ‪ 3175‬مميوف دوالر‪ ،‬وىو ما يوازي حوالي‪ %35‬مف‬
‫إجمالي اشتراكات الدوؿ األعضاء‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما األعضاء المنضموف فيـ الدوؿ التي انضمت إلى عضوية البنؾ بعد تاريخ ‪ 31‬ديسمبر‪،1945‬‬
‫ولمحصوؿ عمى عضوية البنؾ الدولي يشترط شرطيف أساسييف ىما‪:1‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أف تكوف الدولة طالبة العضوية دولة مستقمة‪ ،‬حيث تقتصر العضوية عمى الدوؿ كاممة‬
‫السيادة‪ ،‬إذ يعتبر البنؾ الدولي مؤسسة مف مؤسسات األمـ المتحدة‪ ،‬ويترتب عمى ذلؾ أف الدوؿ ناقصة‬
‫السيادة أو المستعمرات ال يمكف أف تكوف عضوا في البنؾ الدولي؛‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أف تكوف الدولة طالبة العضوية عضوا في صندوؽ النقد الدولي حيث نصت اتفاقية تأسيس‬
‫البنؾ الدولي عمى أف أعضاء البنؾ األصمييف ىي الدوؿ األعضاء في صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬وتظؿ العضوية‬
‫مفتوحة لمدوؿ األخرى التي تطمب العضوية الحقا بشرط حصوليا عمى عضوية صندوؽ النقد الدولي‪.‬‬

‫ولكي يتـ قبوؿ عضوية الدولة فال بد أف تتقدـ بطمب إلى البنؾ توضح فيو كافة البيانات المطموبة‬
‫ويتـ عرضو عمى مجمس المديريف التنفيذييف لمناقشتو واصدار أي قرار بشأنو وعرضو عمى مجمس‬
‫المحافظيف الذي يقوـ بدوره بتقدير إمكانية قبوؿ عضوية الدولة و تحديد مساىمتيا في رأس ماؿ البنؾ‪ ،‬وبعد‬
‫ثبوت العضوية تتمتع الدولة العضو بالحقوؽ وتمتزـ بالواجبات المنصوص عمييا في ميثاؽ البنؾ الدولي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوارض العضوية‬

‫إذا كانت العضوية في البنؾ الدولي اختيارية فكذلؾ االنسحاب مف العضوية‪ ،‬فيجوز لمدولة العضو‬
‫وفقا إلرادتيا أف تنسحب مف عضوية البنؾ بعد استيفاء بعض الشروط اإلجرائية حتى يحدث االنسحاب أثره‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االنسحاب من العضوية‬

‫تنص المادة السادسة قسـ ‪ 1‬مف ميثاؽ البنؾ الدولي عمى أنو ‪ ":‬يجوز لكؿ عضو أف ينسحب مف‬
‫البنؾ في أي وقت شريطة أف يخطر كتابة المركز الرئيسي لمبنؾ ويصبح االنسحاب ساريا مف تاريخ‬
‫اإلخطار"‪.‬‬

‫وعميو فإنو يشترط لكي يحدث االنسحاب أثره شرطيف البد مف توافرىما‪:2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬صندوق النقد والبنك الدوليان وصناعة الفقر في الدول النامية ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2006‬ص ص‪.72 .71‬‬


‫‪49‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬إخطار البنك كتابة باالنسحاب‪ :‬فإذا أصدر اإلخطار بصورة صحيحة اعتبرت الدولة منسحبة‬
‫مف عضوية البنؾ‪ ،‬والوقت الذي يحدث االنسحاب فيو أثره ىو تاريخ استالـ اإلخطار‪ ،‬فتعتبر الدولة منسحبة‬
‫مف قبؿ المركز الرئيسي لمبنؾ؛‬

‫الشرط الثاني‪ :‬الوفاء بااللتزامات القائمة‪ :‬إف مسؤولية الدولة المنسحبة تظؿ قائمة أماـ البنؾ بالنسبة‬
‫لاللتزامات الواجبة السداد أو االلتزامات السابقة التي التزمت الدولة بسدادىا عمى وجو الخصوص‪ ،‬فإنيا تمتزـ‬
‫سداد القروض سواء التي حصمت عمييا أو قامت بضمانيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إيقاف العضوية‬

‫كما يمكف لمبنؾ أف يقرر بأغمبية عدد المحافظيف توقيؼ أي بمد عضو إذا أخؿ بأي التزاـ مف‬
‫التزاماتو اتجاه البنؾ سواء كانت مالية أو غير مالية‪ ،‬ويجوز لمبنؾ إنياء العضوية أو الفصؿ النيائي منيا‪،‬‬
‫وطبقا التفاقية تأسيس البنؾ الدولي فإف جراء الفصؿ مف العضوية يتقرر في حالتيف ىما‪:1‬‬

‫‪ -1‬عدم التزام العضو الموقوف خالل فترة محددة بسنة‪ :‬حيث إذا تقرر توقيؼ دولة عضو بسبب‬
‫اإلخالؿ بالتزاماتيا ولـ تقرر األغمبية التي اتخذت قرار التوقيؼ إعادة عضويتيا خالؿ مدة اإليقاؼ‬
‫المحددة بسنة‪ ،‬فإف العضو يعتبر مفصوال تمقائيا؛‬
‫‪ -2‬انتهاء عضوية الدولة من صندوق النقد الدولي‪ :‬حيث يترتب عمى ذلؾ إنياء العضوية مف البنؾ‬
‫الدولي تمقائيا بعد انقضاء ثالثة أشير عمى انتياء عضويتو مف صندوؽ النقد الدولي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لمبنك الدولي وآلية اتخاذ القرار‬

‫يزاوؿ البنؾ الدولي عممو مف خالؿ إدارات مكاتب نواب رئيس البنؾ‪ ،‬ويعمؿ البنؾ كييئة تعاونية‬
‫مساىمة مف قبؿ أعضائو ويتوقؼ عدد األسيـ عمى مستوى الحجـ االقتصادي لمبمد العضو‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس وزعت الحصص كما يمي‪ :2‬الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،%16.4‬الياباف ‪،%7.87‬‬
‫ألمانيا ‪ ،%4.49‬المممكة المتحدة ‪ %4.31‬وفرنسا ‪ ،%4.31‬أما بقية األسيـ فتوزع عمى البمداف األعضاء‪.‬‬

‫ياسيف عبيدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬نوزاد عبد الرحماف الييتي‪ ،‬د‪ .‬منجد عبد المطيؼ الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫عماف‪ ،2007 ،‬ص‪.204‬‬


‫‪50‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتتـ صناعة القرار في البنؾ مف خالؿ ترتيب الييكؿ التنظيمي في البنؾ يأخذ التنظيـ التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مجمس المحافظين‪ :‬وفيو ترتكز سمطات البنؾ جميعا‪ ،‬وتمثؿ فيو الدوؿ األعضاء بنسبة محافظ واحد‬
‫تعينو كؿ دولة مف ىذه الدوؿ‪ ،‬ونائب لو كؿ خمس سنوات‪ ،‬ويجتمع ىذا المجمس عادة مرة كؿ عاـ‪ ،‬وىو‬
‫مكمؼ برسـ السياسة العامة لنشاط البنؾ واتخاذ الق اررات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجمس اإلدارة‪ :‬ويضـ‪ 24‬مدي ار تنفيذيا‪ ،‬منيـ خمسة يمثموف الدوؿ التي تمتمؾ أكبر عدد مف‬
‫األسيـ(الواليات المتحدة األمريكية والمممكة المتحدة‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬فرنسا والياباف)‪ ،‬والباقوف ينتخبوف بواسطة‬
‫المحافظيف عمى أساس جغرافي غالبا‪ ،‬وقد فوض المحافظوف الكثير مف سمطاتيـ إليو‪ ،‬ويجتمع ىذا المجمس‬
‫مرة في كؿ شير بواشنطف‪ ،‬وقد يجتمع أكثر مف ذلؾ إذا اقتضى الحاؿ‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجنة االستشارية‪ :‬وتضـ سبعة أعضاء عمى األقؿ‪ ،‬وينتخبيـ المحافظوف مف بيف ممثمي المصالح‬
‫المالية والتجارية والزراعية والصناعية‪ ،‬وتمعب ىذه المجنة دو ار ىاما حيث تعمؿ قدر اإلمكاف عمى التخفيؼ‬
‫مف حدة المنازعات التي قد تثيرىا المصالح الوطنية بيف أعضاء الييئتيف األخريتيف‪ ،‬إذ ىي مكونة مف خبراء‬
‫استشارييف مجرديف عف المصمحة الخاصة وال عالقة ليـ بالمنازعات السياسية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬رئيس البنك‪ :‬جرت العادة أف يكوف رئيس البنؾ الدولي أمريكي الجنسية ويتـ انتخابو لفترة خمس‬
‫سنوات قابمة لمتجديد مف قبؿ المديريف التنفيذييف‪ ،‬ويدير رئاسة البنؾ الدولي حاليا "جوف كيـ كونغ"‪.3‬‬

‫خامسا‪ :‬موظفو البنك‪ :‬يعمؿ بالبنؾ الدولي حوالي ‪ 11933‬موظؼ بما في ذلؾ خبراء االقتصاد والتربية‪،‬‬
‫عمماء البيئة‪ ،‬المحمميف المالييف‪ ،‬العمماء المختصيف في عمـ اإلنساف والميندسيف‪ ،‬ويشكؿ موظفو البنؾ مف‬
‫رعايا البمداف النامية حوالي ‪ %62‬مف مجموع الموظفيف يشغموف ‪ %47‬مف مناصب اإلدارة والمناصب الفنية‬
‫العميا‪.4‬‬

‫والجدوؿ التالي يبيف موظفو البنؾ الدولي حسب التقرير السنوي لمبنؾ الدولي‪.2015‬‬

‫د‪ .‬ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.326‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬دريد كامؿ آؿ شيب‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري لمنشور والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2011 ،‬ص‪.160‬‬ ‫‪2‬‬

‫ياسيف عبيدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪51‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)2-2‬موظفو البنك الدولي‬

‫‪127‬‬ ‫المكاتب القطرية‬ ‫‪11933‬‬ ‫إجمالي موظفي البنؾ بدواـ كامؿ‬


‫‪8‬‬ ‫المكاتب التابعة لممقر‬ ‫‪503‬‬ ‫مديروف‬
‫‪%40‬‬ ‫نسبة العامميف خارج الو ـ أ‬ ‫‪8462‬‬ ‫موظفوف فنيوف‬
‫‪%96‬‬ ‫مديرو المكاتب القطرية‪ /‬مديرو‬ ‫‪2968‬‬ ‫موظفو الشؤوف اإلدارية‬
‫الشؤوف القطرية‬ ‫‪4262‬‬ ‫استشاريوف لمدد قصيرة (تقديرية)‬
‫‪www.bank world.com‬‬ ‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي لمبنؾ الدولي ‪ ،2015‬ص‪.10‬‬

‫يوضح الجدوؿ (‪ )2-2‬موظفو البنؾ الدولي‪ ،‬حيث بمغ إجمالي الموظفيف ‪ 11933‬موظؼ موزعيف‬
‫بيف المديريف والموظفيف الفنييف‪ ،‬وموظفي الشؤوف اإلدارية واستشارييف‪ ،‬بينما بمغت نسبة العامميف خارج‬
‫الوـ أ ‪ %40‬مف إجمالي الموظفيف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحصص والقوة التصويتية‬

‫توزعت الحصص في رأس ماؿ البنؾ الدولي بيف الدوؿ األعضاء عمى نفس األسس التي وزعت بيا‬
‫في صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬وعميو فإف الدوؿ المتقدمة الخمس الكبرى حصمت عمى نصيب األسد مف حصص‬
‫رأس ماؿ البنؾ أي ما يعادؿ ‪ ،%43‬أما القوة التصويتية ألي دولة عضو في البنؾ الدولي فإنيا ترتبط بحجـ‬
‫حصة ىذه الدولة في رأس الماؿ‪ ،‬فمثال تممؾ الو ـ أ حوالي ‪ %20‬مف رأس ماؿ البنؾ وبناءا عمى ذلؾ فإنيا‬
‫تممؾ مف القوة التصويتية اإلجمالية في البنؾ‪.1‬‬

‫ويتـ احتساب األصوات في البنؾ الدولي عمى أساس لكؿ دولة عضو تمتمؾ ‪ 250‬صوت يضاؼ‬
‫إليو صوت واحد عمى كؿ سيـ واحد تسيـ بو الدولة في رأي ماؿ البنؾ‪ ،‬وحددت قيمة السيـ‬
‫ب‪100000‬دوالر أمريكي‪ ،‬وتكوف متاحة لالكتتاب لمدوؿ األعضاء فقط‪.‬‬

‫والجدوؿ التالي يوضح اكتتاب الدوؿ االعضاء والقوة التصويتية في البنؾ الدولي‪:‬‬

‫عمي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬االقتصاد الدولي النظريات وسياسات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪،2013 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.483‬‬
‫‪52‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)3-2‬اكتتاب الدول األعضاء والقوة التصويتية في البنك الدولي في ‪ 14‬جانفي ‪2114‬‬

‫الوحدة‪ :‬مميوف دوالر أمريكي ‪1944‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫عدد األصوات‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫مبمغ االكتتاب‬ ‫الدولة‬


‫‪%16.39‬‬ ‫‪265.219‬‬ ‫‪%16.85‬‬ ‫‪26.496.9‬‬ ‫الو ـ أ‬
‫‪%7.86‬‬ ‫‪127.250‬‬ ‫‪%8.08‬‬ ‫‪12.400.0‬‬ ‫الياباف‬
‫‪%4.49‬‬ ‫‪72.649‬‬ ‫‪%4.60‬‬ ‫‪8.939.9‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪%4.30‬‬ ‫‪69.647‬‬ ‫‪%4.41‬‬ ‫‪6.939.7‬‬ ‫المممكة المتحدة‬
‫‪%4.30‬‬ ‫‪69.647‬‬ ‫‪%4.41‬‬ ‫‪6.939.7‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪%2.78‬‬ ‫‪45.45‬‬ ‫‪%2.85‬‬ ‫‪4.479.5‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪%2.78‬‬ ‫‪45.45‬‬ ‫‪%2.85‬‬ ‫‪4.479.5‬‬ ‫كندا‬
‫‪%2.78‬‬ ‫‪45.45‬‬ ‫‪%2.85‬‬ ‫‪4.479.5‬‬ ‫روسيا‬
‫‪%2.78‬‬ ‫‪45.49‬‬ ‫‪%2.85‬‬ ‫‪4.479.9‬‬ ‫الصيف‬
‫‪%2.78‬‬ ‫‪45.45‬‬ ‫‪%2.85‬‬ ‫‪4.479.5‬‬ ‫السعودية‬
‫‪%51.24‬‬ ‫‪829.641‬‬ ‫‪%52.6‬‬ ‫‪82.714.1‬‬ ‫إجمالي إشتراكات وأصوات العشر‬
‫دوؿ المالكيف ألكبر المساىميف‬
‫‪%48.76‬‬ ‫‪789.020‬‬ ‫‪%47.4‬‬ ‫‪74.552.2‬‬ ‫باقي الدوؿ األعضاء‬
‫‪%100‬‬ ‫‪1.618.661‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪157.266.1‬‬ ‫إجمالي مساىمات وأصوات جميع‬
‫الدوؿ األعضاء‬
‫المصدر‪ :‬محمد عبد العزيز األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫مف خالؿ الجدوؿ (‪ )3-2‬يالحظ أف العشرة دوؿ المالكة ألكبر المساىمات تمتمؾ حوالي ‪ %53‬مف‬
‫رأس ماؿ البنؾ الدولي‪ ،‬بينما تمتمؾ باقي الدوؿ األعضاء حوالي ‪ %47‬مف رأس ماؿ البنؾ‪ ،‬وىو ما يدؿ‬
‫عمى مدى التفاوت الكبير بيف حصص الدوؿ األعضاء والتي تمنح السيطرة الكاممة عمى اإلدارة والتحكـ في‬
‫رأس ماؿ البنؾ وعممياتو اإلقراضية‪ ،‬وتتضح ىذه السيطرة اإلدارية والرسمالية لمدوؿ الكبرى مف خالؿ ما‬
‫تمتمكو مجموعة السبع الكبرى مف حصص في رأس ماؿ البنؾ‪ ،‬إذ تمتمؾ ىذه المجموعة حوالي ‪ %45‬مف‬
‫رأس ماؿ البنؾ تغطييا قوة تصويتية حوالي‪ %43‬مف مجموع القوة التصويتية تستطيع بيا السيطرة عمى‬
‫إصدار الق اررات وادارة البنؾ الدولي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجموعة البنك الدولي‬

‫تشير عبارة البنؾ الدولي فقط إلى البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية لمتنمية‪ ،‬في حيف‬
‫تضـ عبارة مجموعة البنؾ الدولي لخمس مؤسسات ترتبط إحداىا باألخرى بصورة وثيقة‪ ،‬وتتعاوف معا لتحقيؽ‬
‫اليدؼ المتعمؽ بتخفيض أعداد الفقراء ‪ ،‬وتتمثؿ في البنؾ الدولي ( البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير والمؤسسة‬
‫الدولية لمتنمية)‪ ،‬ومؤسسة التمويؿ الدولية‪ ،‬الوكالة الدولية لضماف االستثمار‪ ،‬والمركز الدولي لتسوية منازعات‬
‫االستثمار‪ ،‬وليذا سنستعرض كؿ ىذه المؤسسات في ىذا المبحث إلى مطالب‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير)‪(IBRD‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة وأهداف البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬

‫ىو أحد منظمات اتفاقية بريتوف وودز والذي أنشئ عاـ ‪ 1946‬مف أجؿ إعادة بناء اقتصاديات الدوؿ‬
‫التي تـ تدميرىا خالؿ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولقد كاف أوؿ قرض قدمو البنؾ في نياية عقد االربعينيات مف‬
‫القرف العشريف الماضي مف أجؿ إعادة إعمار الدوؿ االوروبية‪ ،‬وبعد أف تمكنت تمؾ الدوؿ مف الوقوؼ عمى‬
‫أقداميا تحوؿ البنؾ لمساندة الدوؿ النامية والتي حصمت منذ نياية عقد االربعينات مف القرف العشريف‬
‫الماضي عمى أكثر مف ‪330‬مميار دوالر‪ ،‬وىكذا أصبح لمبنؾ الدولي ىدؼ أساسي جديد وىو تشجيع النمو‬
‫االقتصادي واالجتماعي في الدوؿ النامية مف خالؿ مساعدتيا في زيادة إنتاجيتيا ورفع مستويات معيشتيا‪.1‬‬

‫وتتمخص أىدافو في‪:2‬‬

‫‪ -1‬المساعدة في تعمير وتنمية أقاليـ الدولة العضو وتحقيؽ معدالت نمو اقتصادي أعمى؛‬

‫‪ -2‬تشجيع االستثمارات األجنبية الخاصة عف طريؽ الضماف أو المساىمة في القروض؛‬

‫‪ -3‬المساىمة في تحقيؽ النمو المتوازف في األجؿ الطويؿ لمتجارة الدولية؛‬

‫‪ -4‬عالج العالج االختالالت الييكمية في الدوؿ النامية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عضوية البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬

‫‪ 1‬د‪ .‬شقيري نوري موسى وآخروف‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫عماف‪ ،2012 ،‬ص‪.231‬‬
‫عبد المطمب عبد المجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنك االساسيات والمستحدثات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.366‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شرط عضوية الدولة في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير يجب أف تنضـ أوال إلى صندوؽ النقد‬
‫الدولي‪ ،‬وىذا يعني عضوية الدولة في صندوؽ النقد الدولي شرط أساسي وضروري لعضوية الدولة في البنؾ‬
‫الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬وقد بمغ عدد األعضاء ‪ 188‬دولة ‪.1‬‬

‫ويجوز ألي دولة عضو االنسحاب مف عضوية البنؾ في أي وقت بإرساؿ إخطار كتابي بذلؾ لمبنؾ‬
‫في مقره الرئيسي‪ ،‬كما يجوز لمبنؾ أف يقرر بأغمبية عدد مف المحافظيف يمثموف أغمبية المجموع الكمي‬
‫لألصوات إليقاؼ عضوية الدولة العضو إذا أخمت تمؾ الدولة بأي مف التزاماتيا اتجاه البنؾ‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مؤسسة التمويل الدولية‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة مؤسسة التمويل الدولية‬

‫أنشئت عاـ ‪ 1956‬كييئة مستقمة مسؤولة عف مساندة مشروعات التنمية في الدوؿ النامية‪ ،‬عبر‬
‫تشجيع ا لقطاع الخاص عمى النيوض بدور في الجيد التنموي في تمؾ الدوؿ‪ ،‬ومف الناحية اإلدارية ىي‬
‫عضو في مجموعة البنؾ الدولي‪ ،‬وأنشأت كاستجابة لالحتياجات التمويمية لمقطاع الخاص التي ال يستطيع‬
‫البنؾ الدولي الوفاء بيا وفؽ نصوص مواد اتفاقية إنشائو‪.3‬‬

‫وتنفرد المؤسسة بوضع خاص تتميز بو عمى البنؾ الدولي‪ ،‬وىو أنيا تتعامؿ مباشرة مع رجاؿ‬
‫األعماؿ في ميداف النشاط الخاص دوف تدخؿ الحكومة أو قبوؿ ضماف منيا‪.4‬‬

‫وعمى ذلؾ فإف مؤسسة التمويؿ الدولية تعد مف أكبر المصادر متعددة األطراؼ لمتمويؿ عف طريؽ‬
‫القروض والمساىمات في رأس الماؿ والمقدمة لمشروعات القطار الخاص القابمة لالستمرار بصورة رئيسية‬
‫وذلؾ عف طريؽ إحدى الوسائؿ اآلتية‪:5‬‬

‫‪ -1‬تمويؿ مشروعات القطاع الخاص الواقعة في البمداف النامية؛‬


‫‪ -2‬مساعدة الشركات الخاصة في البمداف النامية بتعبئة الموارد التمويمية مف األسواؽ المالية الدولية؛‬

‫د‪ .‬السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اسكندرية‪ ،2014 ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬سمير عباس‪ ،‬البنك الدولي وصراع االرادات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر الغربية لمنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪3‬‬

‫عصاـ الديف أحمد أباظة‪ ،‬العولمة المصرفية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،2010 ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.184‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪55‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬تقديـ المشورة والمساعدة التقنية لمؤسسات األعماؿ والحكومات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عضوية مؤسسة التمويل الدولية‬

‫عضوية المؤسسة مفتوحة لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير كافة‪ ،‬لكف ليس ىناؾ‬
‫إل زاـ عمى الدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي بضرورة اإلنضماـ إلى عضوية المؤسسة‪ ،‬كما يحؽ لكؿ دولة‬
‫عضو اإلنسحاب مف العضوية عندما تشاء‪ ،‬ويمكف لممؤسسة إيقاؼ عضوية أي دولة تخؿ بالتزاماتيا‬
‫اتجاىيا‪ ،‬ويتـ اتخاذ القرار بأغمبية األصوات‪ ،‬لكف لكؿ دولة عضو عدد مف األصوات يتناسب مع مدى‬
‫مساىمتيا في رأس ماؿ المؤسسة‪ ،‬مما يجعميا خاضعة لنفود الدولة الكبرى التي تمتمؾ أغمبية أسيميا‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رأس مال المؤسسة ومواردها المالية‬

‫بدأت مؤسسة التمويؿ الدولية برأس ماؿ متواضع نسبيا وىو حوالي ‪ 100‬مميوف دوالر أمريكي مقسمة‬
‫إلى ‪100‬ألؼ سيـ قيمة كؿ سيـ تساوي ‪1000‬دوالر‪ ،‬وفي ‪10‬ديسمبر ‪ 1992‬تمت زيادة رأس الماؿ إلى‬
‫‪2.45‬مميار دوالر مقسمة إلى ‪ 2450000‬سيـ‪ ،‬وقدرت قيمة كؿ سيـ بحوالي ‪ 1000‬دوالر أمريكي‪ ،‬ويجوز‬
‫لمجمس محافظي المؤسسة زيادة رأس الماؿ بموافقة ثالثة أخماس(‪ )%60‬مف إجمالي القوة التصويتية‪.2‬‬

‫وتتكوف موارد المؤسسة مف اكتتابات الدوؿ األعضاء وأرباح المنشآت التي تشرؼ عمييا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى مدخرات األفراد والييئات‪ ،‬حيث بمغ رأس ماليا المكتتب فيو عاـ ‪ 1985‬ب ػ‪ 545.784‬مميوف دوالر‬
‫أمريكي مقسـ إلى ‪ 545784‬ألؼ سيـ قيمة كؿ سيـ ‪1000‬دوالر‪ ،‬وفي تاريخ ‪31‬ديسمبر ‪ 2008‬بمغ‬
‫‪ 2.363.891.000‬دوالر أمريكي‪.3‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الهيئة الدولية لمتنمية‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الهيئة الدولية لمتنمية وأهدافها‪ :‬الييئة الدولية لمتنمية أو المؤسسة اإلنمائية الدولية التي‬
‫تقدـ القروض بدوف فائدة إلى أفقر البمداف النامية‪ ،4‬والتي تـ إنشائيا عاـ ‪ 1960‬وىي بمثابة ذراع البنؾ‬

‫السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.133‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.186‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطاىر برباص‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪3‬‬

‫السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة رؤية لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪،2011 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.334‬‬
‫‪56‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدولي الذي يضطمع إلى مساعدة الدوؿ األشد فق ار في العالـ‪ ،1‬التي ال يزيد متوسط دخؿ الفرد فييا عف حد‬
‫معيف يتغير بصفة دورية‪ ،‬فيي تزود الدوؿ بالقروض طويمة األجؿ بدوف فائدة‪.2‬‬

‫ويتمثؿ اليدؼ الرئيسي لمؤسسة التنمية الدولية في تخفيض أعداد الفقراء في أفقر دوؿ العالـ‪،‬‬
‫ويتحقؽ ىذه اليدؼ مف خالؿ‪:3‬‬

‫‪ -1‬تقديـ قروض بدوف فائدة؛‬


‫‪ -2‬منح برامج تستيدؼ تعزيز النمو االقتصادي؛‬
‫‪ -3‬تخفيؼ حدة التفاوت وعدـ المساواة؛‬
‫‪ -4‬تحسيف األحواؿ المعيشية لمشعوب‪.‬‬

‫حيث تمتد فترة سداد القروض إلى ما بيف ‪ 35‬و‪ 40‬سنة تشمؿ فترة سماح مدتيا ‪ 10‬سنوات‪ ،‬كما تقدـ‬
‫منحا إلى البمداف التي تعاني ارتفاعا في أعباء مديونيتيا‪ ،‬وبمغت قيمة مجموع اإلعتمادات والمنح التي قدمتيا‬
‫الييئة ‪ 182‬بميوف دوالر أمريكي‪ ،‬كما بمغ متوسط ما قدمتو سنويا في السنوات األخيرة نحو ‪10‬بالييف دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وتـ توجيو الجزء الكبير مف ذلؾ أي نحو ‪ %50‬إلى منطقة إفريقيا‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عضوية الهيئة الدولية لمتنمية‬

‫يحؽ لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير كافة الحصوؿ عمى عضوية مؤسسة التنمية‬
‫الدولية‪ ،‬دوف أف يعد ذلؾ إلزاما لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ولكنو مبدئي‬
‫لإلنضماـ إلى مؤسسة التنمية الدولية‪ ،‬وقد بمغ عدد الدوؿ األعضاء فييا ‪172‬دولة‪.5‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تمويل الهيئة الدولية لمتنمية‬

‫في حيف أف البنؾ الدولي يجمع معظـ أموالو مف أسواؽ الماؿ الدولية‪ ،‬فإف الييئة الدولية لمتنمية‬
‫تموؿ إلى حد كبير بواسطة التبرعات مف حكومات الدوؿ األعضاء الغنية‪ ،‬وقد بمغت التخصيصات‬

‫د‪ .‬طارؽ فاروؽ الحصري‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص‪.175‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.189‬‬


‫السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪ .‬طارؽ فاروؽ الحصري‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪176‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪57‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحكومية التراكمية التي قدمت لمييئة بعد بداية نشاطيا المالي وحتى عاـ‪ 2002‬حالي ‪109‬مميار دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وفضال عف إعادة تأسيس وتجديد أمواؿ الييئة والذي يحدث كؿ ثالث سنوات بواسطة‬
‫التخصيصات الحكومية مف دوؿ المجموعة األولى‪ ،‬فإف البنؾ الدولي يمكف أف يحوؿ مبالغ كبيرة مف‬
‫دخمو الصافي إلى الييئة‪ ،‬إضافة إلى التسديدات التي تتـ عمى إئتمانات الييئة‪ ،‬وتتمثؿ مصادر تمويؿ‬
‫الييئة فيما يمي‪:1‬‬

‫‪-1‬إكتتاب الدول األعضاء‪ :‬تعتبر حصص الدوؿ األعضاء مف رأس ماؿ الييئة أوؿ الموارد المالية التي‬
‫تمتمكيا وتتحدد الحصص بناءا عمى اتفاؽ بيف المديريف التنفيذييف ومجمس المحافظيف‪ ،‬وقد بمغ االكتتاب‬
‫األولي في رأس ماؿ الييئة حوالي ‪707‬مميوف دوالر‪ ،‬وىو ما اعتمدت عميو الييئة في نشاطيا اإلقراضي في‬
‫السنوات الثالثة األولى مف نشاطيا مف‪1961‬إلى‪.1964‬‬

‫‪-2‬المساهمات اإلضافية الخاصة‪ :‬وىي عبارة عف ىبات وتبرعات إضافية تقدميا بعض الدوؿ دوف أف‬
‫تعتمد عمى دعوة موجية مف المديريف التنفيذييف‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ ما تـ التبرع بو لمييئة وىو مبمغ ‪39‬‬
‫مميوف وحدة مف حقوؽ السحب الخاصة مف قبؿ تركيا واسبانيا عاـ‪ 2002‬ليضاؼ إلى موارد الييئة التي‬
‫يمكف أف تستخدميا في نشاطيا اإلقراضي‪.‬‬

‫‪-3‬تحويالت البنك الدولي‪ :‬وتعتمد الييئة الدولية لمتنمية في جزء مف مواردىا عمى القروض والتحويالت مف‬
‫الدخؿ الصافي لمبنؾ الدولي‪ ،‬وتدخؿ ىذه التحويالت مباشرة في موارد الييئة لتستخدـ في النشاط اإلقراضي‪،‬‬
‫وقد بمغت تحويالت البنؾ الدولي في خالؿ التجديد الثاني عشر لموارد الييئة وبالتحديد في أعواـ ‪،2000‬‬
‫‪ 2002 ،2001‬مبمغ إجمالي ‪ 686‬مميوف وحدة مف حقوؽ السحب الخاصة‪.‬‬

‫‪-4‬دخل الهيئة أو الموارد الداخمية‪ :‬كما ذكرنا أف الييئة تمنح قروضا بدوف فائدة‪ ،‬في حيف أنيا تطالب‬
‫الدوؿ المقترضة بدفع عمولة مقابؿ مصارؼ اإلدارة والخدمات‪ ،‬وتقدر ب ػ ‪ %75‬سنويا‪ ،‬ومف ناحية أخرى فإف‬
‫الييئة تستثمر بعض أمواليا والتي تنتج ليا فائدة‪ ،‬باإلضافة إلى التسديدات التي عمى االئتمانات السابقة‬
‫لمييئة‪ ،‬وكؿ ىذه الموارد تعتبر مف الموارد الداخمية الناتجة مف النشاط األساسي لمييئة‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.198-195‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-5‬تجديد موارد الهيئة‪ :‬حيث يتـ دعوة دوؿ المجموعة األولى كؿ ثالث سنوات لتجديد موارد الييئة‪ ،‬وقد‬
‫تمت دعوتيـ في التجديد األوؿ سنة ‪ 1964‬لتغطية التزامات الييئة مف ‪1965‬إلى ‪ ،1968‬وتـ فييا جمع‬
‫مبمغ قدره ‪ 745‬مميوف دوالر أمريكي‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)4-2‬اإلكتتاب األولي وعدد التجديدات األولى لموارد الهيئة(‪)1987-1961‬‬

‫الوحدة‪ :‬مميوف دوالر أمريكي‬

‫المبالغ التي تم تخصيصها‬ ‫السنوات المالية‬ ‫التجديدات المختمفة لمموارد‬


‫‪757‬‬ ‫‪1964-1961‬‬ ‫اإلكتتاب األولي‬
‫‪745‬‬ ‫‪1968-1965‬‬ ‫التجديد األوؿ‬
‫‪1271‬‬ ‫‪1971-1969‬‬ ‫التجديد الثاني‬
‫‪2441‬‬ ‫‪1974-1972‬‬ ‫التجديد الثالث‬
‫‪4501‬‬ ‫‪1977-1975‬‬ ‫التجديد الرابع‬
‫‪7734‬‬ ‫‪1980-1978‬‬ ‫التجديد الخامس‬
‫‪12000‬‬ ‫‪1983-1981‬‬ ‫التجديد السادس‬
‫‪9000‬‬ ‫‪1987-1985‬‬ ‫التجديد السابع‬
‫المصدر‪ :‬محمد عبد العزيز األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.198‬‬

‫ويتضح مف الجدوؿ(‪ )4-2‬أف الييئة استيمت نشاطيا بمبمغ االكتتاب األولي ‪757‬مميوف دوالر وىو‬
‫مبمغ صغير نسبيا‪ ،‬ومنذ ‪ 1965‬أصبح تجديد الموارد المالية لمييئة كؿ ثالث سنوات‪ ،‬وقد تـ التجديد األوؿ‬
‫عاـ ‪ 1964‬وحصمت الييئة عمى مبمغ ‪ 745‬مميوف دوالر‪ ،‬وتمت التجديدات تباعا عمى الفترات التالية حتى‬
‫وصمت في التجديد السابع مف ‪ 1985‬إلى ‪ 1987‬حوالي ‪ 9000‬مميوف دوالر‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬المركز الدولي لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمار‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة المركز الدولي لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمار وأهدافه‪ :‬قاـ البنؾ الدولي بتأسيس‬
‫مركز متخصص لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمارات‪ ،‬وذلؾ بسبب كثرة المشاكؿ والنزاعات بيف‬

‫‪59‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المستثمريف األجانب وحكومات الدوؿ النامية المستضيفة لالستثمارات‪ ،1‬حيث أنشئ عاـ ‪ ،1965‬ويتراوح‬
‫عدد األعضاء بو ‪ 141‬دولة‪.2‬‬

‫ومف أىـ أىداؼ المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار ما يمي‪:3‬‬


‫‪ -1‬تقديـ تسييالت التوفيؽ والتحكيـ في المنازعات االستثمارية؛‬
‫‪ -2‬زيادة تدفؽ رأس الماؿ الدولي عمى الدوؿ التي ترغب في اجتذابو‪.‬‬
‫ومف المشاكؿ التي تدور حوليا النزاعات نجد‪:4‬‬
‫‪-1‬مشكمة التحويالت الخارجية والقيود التي تضعيا الحكومات‪ ،‬والخاصة بتحويؿ أرباح االستثمارات األجنبية‬
‫لمخارج؛‬
‫‪-2‬مشكمة تأميـ الممتمكات األجنبية ودفع التعويضات لمشركات العاممة في البمداف النامية‪.‬‬
‫كما تجد مشاكؿ كثيرة تتعمؽ بالقوى العاممة وقيود االستيراد والتصدير وغيرىا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العضوية اإلدارة في المركز الدولي لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمار‬

‫يشترط لعضوية المركز كواحد مف أعضاء مجموعة البنؾ الدولي أف تكوف الدولة عضوا في البنؾ‬
‫الدولي لمتعمير والتنمية‪ ،‬فكؿ دولة عضو في البنؾ يدعوىا مجمس المركز لإلشتراؾ يمكنيا ذلؾ دوف أف‬
‫تكوف ممزمة باالشتراؾ في العضوية‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف االنضماـ غمى اتفاقية المركز الدولي لتسوية منازعات‬
‫االستثمار ال يعني االحتكاـ إلى المركز في جميع المنازعات التي تتعمؽ بالدولة العضو‪ ،‬بؿ يجب أف توافؽ‬
‫الدولة أو المستثمر التابع ليا عمى تقديـ كؿ منازعة عمى حدى أماـ المركز الدولي‪ ،‬وذلؾ لتسوية المنازعة‬
‫المتعمقة باالستثمار‪ ،‬وىذا ما يبرز الطابع اإلداري لممركز سواء مف حيث االنضماـ إليو أو مف حيث عرض‬
‫المنازعة عمى المركز‪.5‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬الوكالة الدولية لضمان االستثمارات‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الوكالة والهدف من إنشائها‬

‫ياسيف عبيدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬طارؽ فاروؽ الحصري‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪178‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬د‪ .‬السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫ياسيف عبيدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.215‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪60‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تـ إنشائيا عاـ ‪ 1988‬لحماية المصالح المشتركة لكؿ مف الدوؿ الغنية المانحة والدوؿ النامية فيما يتعمؽ‬
‫بحماية االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬والوكالة تساعد في تسييؿ تدفقات رأس الماؿ األجنبي لالستثمار المباشر‬
‫في األسواؽ الناشئة‪ ،‬كما تساعد في تسوية منازعات االستثمار التي تنشأ بيف المستثمريف والدوؿ النامية‬
‫المضيفة وتحاوؿ التوصؿ إلى حموؿ لتمؾ المنازعات قبؿ وصوليا إلى القضاء الدولي أو إلى محاكـ التحكيـ‪.‬‬
‫أما العامموف في الوكالة فإف عددىـ ال يتعدى ‪ 100‬موظؼ وىي تيدؼ إلى تقديـ التأميف ضد المخاطر غير‬
‫التجارية‪.1‬‬

‫وتشمؿ أعضاء الوكالة ‪ 177‬دولة‪ ،‬وىـ الدوؿ األعضاء في منظمة األمـ المتحدة وجميورية‬
‫كوسوفو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمويل عمميات الوكالة‬

‫تعتمد الوكالة في إصدار الضمانات عمى مواردىا الذاتية‪ ،‬وغيرىا مف الموارد التي تنشأ مف االكتتاب‬
‫في السيـ الرأسمالية لموكالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رأس مال الوكالة‬

‫بدأت الوكالة برأس ماؿ يبمغ ‪ 1‬مميار وحػدة مػف حقػوؽ السػحب الخاصػة مقسػمة إلػى ‪ 100000‬سػيـ‬
‫تعادؿ قيمة كؿ سيـ ‪ 10000‬مف حقوؽ السحب الخاصة‪ ،‬وىػذه األسػيـ متاحػة االكتتػاب فييػا بواسػطة الػدوؿ‬
‫األعضاء‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل الذاتي وحساب االستثمارات المؤيدة‬

‫يقوـ نظاـ الوكالة عمى أساس أنيا تموؿ عممياتيا مف الدخؿ الذي تحققو مف األقساط المجمعة‬
‫لعمميات الضماف وعوائد استثمار األمواؿ السائمة‪ ،‬إلى جانب ذلؾ تعتمد عمى مواردىا الخاصة فإنو يجوز ليا‬
‫وفقا التفاقية إنشائيا إصدار ضمانات أخرى بناءا عمى تأييد مسبؽ مف دولة المستثمر بحيث تمعب الوكالة‬
‫دور المدير لحساب مستقؿ ىو حساب االستثمارات المؤيدة‪.3‬‬

‫د‪ .‬سمير عباس‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.98‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.208‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.210‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪61‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والجدوؿ التالي يبيف التمويؿ المقدـ مف مجموعة البنؾ الدولي إلى البمداف الشريكة‬

‫جدول رقم(‪ )5-2‬التمويل المقدم من مجموعة البنك الدولي إلى البمدان الشريكة‬

‫الوحدة‪ :‬مالييف الدوالرات‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬


‫مجموعة البنك الدولي‬
‫‪64.185 59.776‬‬ ‫‪58.190‬‬ ‫‪50.232‬‬ ‫‪51.221‬‬ ‫االرتباطات "أ"‬
‫‪49.039 44.582‬‬ ‫‪44.398‬‬ ‫‪40.570‬‬ ‫‪42.390‬‬ ‫المدفوعات "ب"‬
‫كالبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬
‫‪29.729 23.528‬‬ ‫‪18.604‬‬ ‫‪15.249‬‬ ‫‪20.582‬‬ ‫االرتباطات‬
‫‪22.532 19.012‬‬ ‫‪18.761‬‬ ‫‪16.030‬‬ ‫‪19.777‬‬ ‫المدفوعات‬
‫المؤسسة الدولية لمتنمية‬
‫‪16.171 18.966‬‬ ‫‪22.239‬‬ ‫‪16.298‬‬ ‫‪14.753‬‬ ‫االرتباطات‬
‫‪13.191 12.905‬‬ ‫‪13.432‬‬ ‫‪11.228‬‬ ‫‪11.061‬‬ ‫المدفوعات‬
‫مؤسسة التمويل الدولية‬
‫‪11.117 10.539‬‬ ‫‪9.968‬‬ ‫‪11.008‬‬ ‫‪9.241‬‬ ‫االرتباطات "ج"‬
‫‪9.953‬‬ ‫‪9.264‬‬ ‫‪8.904‬‬ ‫‪9.971‬‬ ‫‪7.981‬‬ ‫المدفوعات "د"‬
‫الوكالة الدولية لضمان اإلستثمار‬
‫‪4.258‬‬ ‫‪2.828‬‬ ‫‪3.155‬‬ ‫‪2.781‬‬ ‫‪2.657‬‬ ‫إجمالي مبمغ اإلصدارات‬
‫الصناديق اإلستئمانية التي تنفذها البمدان المستفيدة‬
‫‪2.910‬‬ ‫‪3.914‬‬ ‫‪4.225‬‬ ‫‪4.897‬‬ ‫‪3.988‬‬ ‫االرتباطات‬
‫‪3.363‬‬ ‫‪3.401‬‬ ‫‪3.301‬‬ ‫‪3.341‬‬ ‫‪3.571‬‬ ‫المدفوعات‬
‫‪www.bank world.com‬‬ ‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي لمبنؾ الدولي‪ 2016‬ص‪.06‬‬

‫"أ" يشتمؿ عمى ارتباطات مف البنؾ لإلنشاء والتعمير‪ ،‬والمؤسسة الدولية لمتنمية‪ ،‬مؤسسة التمويؿ‬
‫الدولية‪ ،‬والصناديؽ االستئمانية التي تنفذىا البمداف المتمقية‪ ،‬واجمالي مبالغ إصدارات الوكالة الدولية لضماف‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتشتمؿ ارتباطات الصناديؽ االستئمانية عمى جميع المنح التي تنفذىا البمداف المستفيدة‪ ،‬ولذلؾ فإف‬
‫إجمالي ارتباطات مجموعة البنؾ الدولي تختمؼ عف المبالغ المذكورة في بطاقة قياس األداء المؤسسي‬
‫لممجموعة التي تتضمف فقط مجموعة فرعية مف األنشطة التي تموليا ىذه الصناديؽ‪.‬‬

‫"ب" يشتمؿ عمى مدفوعات كؿ مف البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬والمؤسسة الدولية لمتنمية‪،‬‬
‫ومؤسسة التمويؿ الدولية‪ ،‬والصناديؽ اإلستئمانية التي تنفذىا البمداف المستفيدة‪.‬‬

‫"ج" ارتباطات طويمة األجؿ مقدمة لحساب مؤسسة التمويؿ الدولية‪ ،‬ال يتضمف ذلؾ تمويؿ قصير‬
‫األجؿ أو أمواال تمت تعبئتيا مف مستثمريف آخريف‬

‫"د" لحساب المؤسسة الخاص‪ ،‬ال تتضمف األرقاـ تمويؿ قصير األجؿ أو أمواؿ تمت تعبئتيا مف‬
‫مستثمريف آخريف ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قروض البنك الدولي‬

‫يقوـ البنؾ الدولي بمنح قروض متوسطة وطويمة األجؿ في عدة مجاالت موجية إلى الدوؿ األعضاء‬
‫بعدما كانت في البداية موجية إلى إعادة إعمار بمداف أوروبا التي خربتيا الحرب ويقدـ البنؾ الدولي قروضا‬
‫عديدة ومتنوعة بيدؼ تمويؿ مختمؼ المشاريع االستثمارية التي شأنيا أف تساىـ في تحقيؽ التنمية‬
‫االقتصادية ليذه البمداف‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬موارد البنك الدولي وأهم المشاريع التي يمولها‬

‫الفرع األول‪ :‬موارد البنك الدولي‬

‫أوال‪ :‬رأس المال‬

‫أنشأ البنؾ الدولي برأس ماؿ قدره ‪ 10‬مميار دوالر مقسمة عمى عدد معيف مف األسيـ قيمة كؿ منيا‬
‫‪ 100.000‬دوالر‪ ،‬وحؽ االكتتاب فييا قاصر عمى الدوؿ األعضاء‪ ،‬ثـ زيد رأس ماؿ البنؾ نتيجة تزايد‬
‫العضوية وزيادة المساىمات حتى بمغت أكثر مف ‪ 23‬مميار دوالر بعد أف زادت العضوية إلى ‪ 110‬دولة‪،‬‬
‫وقد تحددت حصة كؿ عضو في رأس الماؿ حسب موارده االقتصادية وتسدد حصص األعضاء في رأس‬
‫ماؿ البنؾ عمى النحو التالي‪:1‬‬

‫‪ %2‬مف حصة العضو تسدد ذىبا أو بالدوالر‪ ،‬ويستطيع البنؾ استخداـ ىذا المبمغ لغرض التسميؼ‪.‬‬
‫‪ %18‬مف حصة العضو تسدد مف عمالت الدوؿ األعضاء ويمكف االستفادة مف ىذه العمالت‬
‫لغرض التسميؼ بعد الحصوؿ عمى موافقة أصحابيا الدوؿ األعضاء في البنؾ‪.‬‬

‫‪ %80‬الباقية تحتفظ بيا الدوؿ األعضاء لكنيا قابمة لمطمب في حالة احتياج البنؾ ليا لمواجية‬
‫احتياجاتيا‪.‬‬

‫فقد اتفؽ أف تدفع األعضاء ‪ %20‬مف حصتيا عمى أف يدفع منيا ‪ %2‬بالذىب أو الدوالر والباقي‬
‫وقدره ‪ %18‬يدفع بالعممة الوطنية لمعضو ويحتفظ بالباقي وقدره ‪ %80‬إال إذا طالب البنؾ العضو بالدفع‪،‬‬
‫وقد بمغ رأس ماؿ البنؾ الدولي ‪ 82‬مميار دوالر عاـ‪.2 1983‬‬

‫د‪ .‬ضياء مجيد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.328‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.328‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪64‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬اقتراض البنك الدولي‬

‫تمثؿ القرض ‪ %70‬مف الموارد المتاحة لمبنؾ الدولي‪ ،‬ويقوـ البنؾ باالقتراض تقريبا مف كافة‬
‫المؤسسات الدولية‪ ،‬ويستطيع االقتراض بأفضؿ الشروط المتاحة لما يتمتع بو ثقة لدى كافة المؤسسات‬
‫االقراضية‪ ،‬ويتـ االقتراض إما عف طريؽ إصدار سندات دلية بالدوالر االمريكي أو غيره مف العمالت الدلية‬
‫األخرى‪ ،‬ومف الممكف أف يقترض مف البنوؾ المركزية أو حتى مف البنوؾ الخاصة لمدوؿ االعضاء مباشرة‪.1‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 4‬قسـ ‪ 8‬مف ميثاؽ البنؾ الدولي عمى أنو باإلضافة الى العمميات معنية في‬
‫مواضع اخرى مف ىذه االتفاقية فإف البنؾ لو السمطة في األمور اآلتية‪:2‬‬

‫‪ -1‬اف يشتري ويبيع السندات التي أصدرىا كذلؾ السندات التي ضمنيا أو التي استثمر أموالو فييا بشرط‬
‫حصوؿ البنؾ عمى موافقة الدولة العضو الذي تباع وتشتري تمؾ السندات في أراضيو‪.‬‬
‫‪ -2‬أف يضمف الصكوؾ التي استثمر أموالو فييا بقصد تسييؿ بيعيا‪.‬‬
‫‪ -3‬أف يقترض بعممة أي عضو بموافقة ىذا العضو‪.‬‬
‫‪ -4‬أف يشتري ويبيع غير ذلؾ مف السندات التي يقرر مجمس اإلدارة بموافقة ثالثة أرباع مجموع‬
‫األصوات المقررة أنيا تصمح ألف يستثمر فييا كؿ أو بعض االحتياطي الخاص‪.‬‬

‫ولممارسة السمطات الممنوحة في ىذا القسـ يجوز لمبنؾ أف يتعامؿ مع أي شخص أو شركة تضامف‬
‫أو جمعية أو شركة أو أية ىيئة قانونية في أراضي أي عضو‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف البنؾ يجوز لو وفقا لمنص‬
‫السابؽ االقتراض مف االسواؽ المالية الدولية عف طريؽ طرح سندات في أسواقيا بشرط موافقة العضو‬
‫الذي تشترى وتباع ىذه السندات في أراضيو‪ ،‬ففي السنة المالية ‪ 2003‬تجاوزت إقتراضات البنؾ القائمة‬
‫مف أسواؽ الماؿ ‪ 103‬مميار دوالر امريكي‪ ،‬وبمغ حجـ مجموع قروضو المدفوعة والقائمة (غير المسددة)‬
‫حوالي ‪ 116‬مميار دوالر‪ ،‬وبمغ حجـ اإلقتراضات حوالي ثالثة أمثاؿ حجـ المساىمات في رأس الماؿ‪،3‬‬
‫كما أف سمطتو االقتراض مف صندوؽ النقد الدولي‪.4‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪.133 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.133‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪ .‬عصاـ محمد ىاشـ‪ ،‬السياسات النقدية لممتغي ارت االقتصادية في النظم المصرفية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬األ ازريطة‪،2011 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.261‬‬
‫‪65‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬عمميات البنك الدولي‬

‫بصفتو مؤسسة تعاونية ال يسعى البنؾ إلى تعظيـ أرباحو بقدر ما يسعى إلى تحقيؽ عائد مف أصولو‬
‫يكفي لضماف مقدرتو المالية ومواصمة أنشطتو اإلنمائية عمى أساس مستمر‪ ،‬وقد حقؽ البنؾ عائد سنويا‬
‫صافيا مف األصوؿ يبمغ حوالي ‪ %1‬سنويا‪ ،‬غير أف صافي األصوؿ لمسنة المالية ‪ 2003‬زاد عف مستوى‬
‫‪ %2‬إلجراء تخفيض في االحتياطي المحصص لتغطية خسائر القروض‪ ،‬وقد بمغ دخؿ البنؾ مف العمميات‬
‫حوالي ‪ 32021‬مميوف دوالر في السنة المالية ‪ 2003‬وبمغ دخمو القابؿ لمتخصيص (أي الذي يمكف‬
‫تخصيصو لالحتياطات واألنشطة االنمائية) حوالي ‪ 32050‬مميوف دوالر‪ ،‬كما أضاؼ البنؾ مبمغ ‪ 100‬مميوف‬
‫دوالر مف دخمو في السنة المالية ‪ 2003‬الى حساب الفائض واحتفظ بسيولة كافية لضماف توفر تدفقات نقدية‬
‫لموفاء بالتزاماتو‪.1‬‬

‫أما في السنة المالية ‪ 2016‬فقد بمغ صافي مدفوعات البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ‪ 132204‬مميوف‬
‫دوالر‪ ،‬وبمغ دخؿ القابؿ لمتخصيص ‪ 593‬مميوف دوالر‪ ،‬كما بمغت مساىمتو أسيـ رأس الماؿ ‪392424‬‬
‫مميوف دوالر أي بنسبة ‪ %2227‬مف إجمالي القروض الذي بمغ ‪ 292729‬مميونف‪ 2‬دوالر‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لممؤسسة الدولية لمتنمية فقد بمغ صافي مدفعاتيا في نفس السنة المالية‪ 82806‬مميوف دوالر‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬التمويل المشترك‬

‫ويقصد بالتمويؿ المشترؾ مساىمة البنؾ الدولي بأمواؿ يرتبط بتقديميا لمشروعات محددة يموليا‬
‫البنؾ‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ التنسيؽ مع عدد مف الييئات األخرى مثؿ المنظمات المالية والنقدية الدولية ووكاالت‬
‫المعونة الثنائية ومؤسسات إئتمانات التصدير مف خالؿ إقناعيا باإلسياـ برأسماليا في المشروعات التي يقوـ‬
‫البنؾ بتقييميا واعدادىا لمتمويؿ‪ ،‬منيا بنوؾ وصناديؽ إقميمية لمتنمية كالبنؾ االمريكي لمتنمية‪ ،‬وبنؾ التنمية‬
‫االفريقي‪ ،‬وعدد مف الصناديؽ الجديدة مقرىا الشرؽ األوسط لغرض اإلستفادة مف فوائض إيرادات النفط‪،‬‬
‫وبرامج المعونة الثنائية‪ ،‬وجميعيا تستثمر األمواؿ في المشروعات التي يتولى البنؾ االشراؼ عمييا‪.3‬‬

‫محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.134،135‬‬ ‫‪1‬‬

‫التقرير السنوي لمبنؾ الدولي ‪ ،2016‬ص ص ‪.62-63‬‬ ‫‪2‬‬

‫تقي الحسني عرفاف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.308‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪66‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهم المشاريع التي يمولها البنك الدولي‪ :‬يقوـ البنؾ الدولي بتمويؿ العديد مف المشاريع والتي‬
‫تخص البنية األساسية الصناعية ومشاريع النفط والغاز باإلضافة إلى مشاريع الزراعة والتنمية الريفية‬
‫ومشاريع االسكاف في المدف‪ ،‬ويمكف إيجاز ىذه المشاريع فيما يمي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬مشاريع البنية األساسية‬

‫تعتبر مشاريع البنية األساسية مثؿ مشاريع النقؿ واالتصاالت والطاقة الكيربائية المجاالت األكثر‬
‫استقطابا بالقروض البنؾ ويمكف إيجاز أنواع مشاريع البنية األساسية التي يموليا البنؾ الدولي فيما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬النقل‪ :‬يكتسي قطاع النقؿ أىمية كبيرة في االقتصاد والذي يتطمب توفير مرافؽ لنقؿ كميات‬
‫ضخمة مف البضائع والمواد عمى مسافات طويمة وتعتبر الموانئ والمطارات والسكؾ الحديدية مف بيف المرافؽ‬
‫التي يموليا البنؾ الدولي‪.‬‬

‫‪-2‬الطاقة الكهربائية‪ :‬تعتبر مشاريع الطاقة الكيربائية مف أولى المشاريع التي مميا البنؾ الدولي‪،‬‬
‫وظمت الطاقة الكيربائية لسنوات طويمة تمثؿ القطاع األكبر بالنظر إلى حجـ القروض المخصصة ليا وكانت‬
‫ىذه المشاريع مناسبة لقروض البنؾ الدولي ألنيا ذات كثافة رأسمالية شديدة وتتطمب معدات باىظة الثمف‬
‫معظميا مستوردة مف البمداف المتقدمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشاريع الصناعية‪ :‬تعتبر حصة قطاع الصناعة مف قروض البنؾ الدولي متواضعة نسبيا إذا ما‬
‫قورنت باالعتمادات المخصصة لمقطاعات األخرى‪ ،‬وتخصص ىذه الحصة ال يرجع إلى امتناع البنؾ عف‬
‫تمويؿ التنمية الصناعية وانما ىو راجع إلى أف البنؾ ال يموؿ مشاريع صناعية في الدوؿ التي تفرض حماية‬
‫الصناعة المحمية مف التغمغؿ الرأسمالية الدولي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مشاريع النفط والغاز‪ :‬ظؿ البنؾ الدولي ألعواـ طويمة يرفض تقديـ القروض لمبمداف األعضاء لغرض‬
‫التنقيب عمى النفط والغاز أو إنتاجيما ويرجع ىذا إلى سببيف‪:‬‬

‫أوليما أنو قبؿ سنة ‪ 1973‬كاف إنتاج النفط في أغمبية الدوؿ النامية غير اقتصادي مقارنة باألسعار‬
‫الدلية السائدة‪ ،‬كما أف انتاج النفط في منطقة الشرؽ األوسط كاف في وفرة متزايدة‪.‬‬

‫إيماف حمالوي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.132 .131‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪67‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما السبب الثاني لعزوؼ البنؾ الدولي عف تمويؿ مشاريع النفط والغاز فيرجع إلى توفر رأسماؿ‬
‫الخاص لتمويؿ مثؿ ىذه المشاريع في تمؾ الفترة‪ ،‬وقد ساعد البنؾ الدولي الدوؿ األعضاء عمى وضع‬
‫سياسات تنمية كفؤة لمقطاع واختيار المشاريع وتنفيذىا وتعزيز المؤسسات المنتجة لمغاز‪ ،‬يمكف لمبنؾ الدولي‬
‫أف يساعد البمداف النامية في ىذا المجاؿ عف طريؽ‪:‬‬

‫‪ -1‬مراجعة سياسات تشجيع القطاع الخاص في قطاع الغاز وتمويؿ مشاريع مشتركة مع المستثمريف‬
‫الخواص؛‬
‫‪ -2‬تمويؿ تكاليؼ نقؿ الغاز وتوزيعو؛‬
‫‪ -3‬تقديـ المساعدة التقنية لتحديد الترتيبات التعاقدية وأسعار إنتاج واستيالؾ الغاز؛‬
‫‪ -4‬تنمية الموارد الالزمة لتمويؿ الغاز والتي تؤمنيا التدفقات النقدية لممشروع دوف المجوء إلى الحكومة؛‬
‫‪ -5‬تعزيز المؤسسات في قطاع الغاز‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الزراعة والتنمية الريفية‬

‫‪-1‬الزراعة‪ :‬كانت القروض المخصصة لمزراعة تحتؿ مكانا ىامشيا في برامج البنؾ الدولي خالؿ‬
‫أعوامو الخمسة عشر األولى (‪ )1963-1948‬لـ يتجاوز اقراض البنؾ الدولي لمقطاع الزراعي مبمغ ‪628‬‬
‫مميوف دوالر أمريكي أي ما يعادؿ ‪ %825‬مف مجموع إقراضو‪ ،‬وقد خصصت نسبة كبيرة مف المبمغ المذكور‬
‫لتمويؿ مشاريع السدود وشبكات الري وقد أصبح البنؾ الدولي ييتـ بتطوير المزارع الصغيرة إلى جانب ترقية‬
‫الصناعات الزراعية‪.‬‬

‫‪-2‬التنمية الريفية‪ :‬يعد نشاط البنؾ الدولي في مجاؿ التنمية الريفية نشاطا واسع المدى‪ ،‬إذ يشتمؿ‬
‫اإلدارة المستديمة لألراضي‪ ،‬المحاصيؿ الزراعية‪ ،‬وتربية الماشية باإلضافة إلى مشاريع صيد األسماؾ‪،‬‬
‫ومشاريع تحقيؽ المساواة بيف الجنسيف في المناطؽ الريفية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع وخصائص القروض التي يمنحها البنك الدولي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع القروض‬

‫يقوـ البنؾ الدولي بتقديـ عدة أنواع مف القروض وتتمثؿ في‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قروض البرامج‪ :‬وىذه القروض تمنح لتمويؿ برنامج انمائي أو قطاعي أو لتمويؿ عممية االستيراد‬
‫وتعتبر ىذه القروض ىي قروض طوارئ يتـ تقديميا عند حدوث كوارث طبيعية أو أزمات اقتصادية‪ ،‬وفي‬
‫العادة تقدـ ىذه القروض بدوف شروط‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬قروض المشروعات‪ :‬وىذه القروض لتمويؿ مشاريع الري أو محطة توليد الكيرباء‪...‬إلخ ‪ ،‬وتستحوذ‬
‫ىذه القروض عمى حصة كبيرة مف قروض البنؾ الدولي ويشترط البنؾ الدولي عند منح ىذه القروض عمى‬
‫تحقيؽ المشروع لعائد عمى رأس الماؿ ال يقؿ عف نسبة معية وكذلؾ يشترط عمى إدارة المشروع وتنفيذه‬
‫بطريقة حسنة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬قروض التكييف الهيكمي‪ :‬وقد استحدثت في أوائؿ ‪ ،31980‬وتمنح ىذه القروض لتسوية الخمؿ في‬
‫موازيف الدوؿ ولزيادة قدرتيا عمى تسديد ديونيا ويمنح ىذا النوع مف القروض بشروط مشددة تتضمف تصويب‬
‫السياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬باإلضافة إلى تصحيحات ىيكمية في بنية االقتصاد‪.‬‬

‫ولقد بينت الحكومة في الدولة العادية التي تشرع في برنامج لإلصالح الييكمي أف إصالح السياسات‬
‫اليامة يطرح أفضؿ أمؿ الستعادة النمو المتواصؿ‪ ،‬فتمويؿ ميزاف المدفوعات ييسر مف التخفيض المنتظـ‬
‫عمى مراحؿ في فجوة التمويؿ عبر فثرة مف الزمف في حيف يجري تنفيذ لإلصالحات الييكمية يبدأ ظيور‬
‫تأثيرىا‪.4‬‬

‫رابع‪ :‬قروض التكييف القطاعي‪ :‬تمنح ىذه القروض لتمويؿ قطاع معيف كالزراعة أو الصناعة‪ ،‬وذلؾ‬
‫لتصويب وتصحيح مسار ىذا القطاع المراد تمويمو‪ ،‬وقد بمغ اجمالي القروض التي يمنحيا البنؾ الدولي عاـ‬
‫‪ 2016‬حوالي‪ 452900‬مميوف دوالر‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص القروض التي يمنحها البنك الدولي‬

‫موسى سعيد مطر وآخروف‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص ‪.168‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.168‬‬ ‫‪2‬‬

‫ياسيف عبيدات‪ ،‬تقييم دور مجموعة البنك الدولي في االقالل من الفقر في البمدان منخفضة الدخل‪ ،‬مداخمة في الممتقى حوؿ تقييـ‬ ‫‪3‬‬

‫سياسات االقالؿ مف الفقر في الدوؿ العربية في ظؿ العولمة جامعة سطيؼ ‪ ،09 ،08 ،01‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.208‬‬
‫جاؾ ج يوالؾ‪ ،‬ترجمة أحمد منيب‪ ،‬البنك الدولي وصندق النقد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات ش‪ ،‬ـ‪ ،‬ـ‪،2001 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.19‬‬
‫التقرير السنوي لمبنؾ الدولي‪ ،2016‬ص ‪.62‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪69‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتميز القروض التي يمنحيا البنؾ الدولي بالخصائص التالية‪:1‬‬

‫‪ -1‬تمنح القروض عادة لمشروعات محددة يشترط فييا أف تكف معدة إعدادا جيدا مف قبؿ الدولة‬
‫المقترضة وأف تكوف ذات عائد مضموف ونافعة وأف تتخذ الحكومة اإلجراءات الضرورية لتسييؿ‬
‫نجاح ىذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ -2‬قروض البنؾ الدولي تمنح لممشروع بيدؼ تمويؿ احتياجاتو مف العمالت االجنبية وعمى المشروع أف‬
‫يدير بطرقو الخاصة احتياجاتو مف العممة المحمية‪ ،‬وتتجو قروض البنؾ الدولي أساسا لقطاعات‬
‫الزراعة والنقؿ والطاقة والصحة والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -3‬يمنح البنؾ الدولي قروضو بسعر فائدة يقؿ عف سعر فائدة السائد في السوؽ المالية‪ ،‬وباعتبار أف‬
‫البنؾ يحصؿ عمى معظـ الموارد المالية التي يقرضيا عف طريؽ اقتراضات متوسطة األجؿ مف‬
‫أسواؽ رأس الماؿ في مختمؼ أنحاء العالـ‪.‬‬
‫‪ -4‬يرسؿ البنؾ بعثات مف موظفيو إلى الدولة المستفيدة لمتأكد مف توافر شروط وظروؼ اإلقراض‬
‫المشار إلييا‪ ،‬كما يحصؿ البنؾ عمى تقارير دورية طواؿ فترة سرياف القرض مف المراقبيف التابعيف لو‬
‫والحكمة المستفيدة عمى السواء‪.‬‬
‫‪ -5‬تحظى الدوؿ التي تقترض مف البنؾ الدولي بفترات سداد أطوؿ مقارنة بالبنوؾ التجارية‪ ،‬تصؿ فترات‬
‫سداد البنؾ الدولي إلى ما بيف ‪ 20-15‬عاما بفترة سماح ‪ 5-3‬سنوات قبؿ فترة سداد أصؿ القرض‪،‬‬
‫وتقترض حكومات الدوؿ النامية األمواؿ مف أجؿ برامج محددة تتضمف جيود تخفيؼ حدة الفقر‬
‫وتقديـ الخدمات االجتماعية وحماية البيئة وتشجيع النمو االقتصادي الذي مف شأنو تحسيف مستويات‬
‫المعيشة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬سياسات واجراءات البنك الدولي في منح القروض‬

‫يقدـ البنؾ الدولي قروضا عديدة ومتنوعة بيدؼ تمويؿ مختمؼ المشاريع االستثمارية التي مف شأنيا‬
‫أف تساىـ في تحقيؽ التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ويقوـ البنؾ الدولي بمنح القروض وفؽ المعايير والشروط التالية‪:2‬‬

‫د‪ .‬طارؽ فاروؽ الحصري‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.182 .181‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيماف حمالوي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.28.29‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معايير إقراض البنك الدولي لممشاريع‬

‫قبؿ أف يمارس البنؾ الدولي أي نشاط إقراضي لمدوؿ االعضاء فإنو يسعى لمحصوؿ عمى وضعية‬
‫شاممة لموضعية االقتصادية وآفاؽ التنمية في الدوؿ طالبة القرض‪ ،‬ولذلؾ فإنو يقوـ بمجموعة مف االجراءات‬
‫تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬يقوـ البنؾ بتقويـ موارد البمد الزراعية‪ ،‬الصناعية‪ ،‬المعدنية والبشرية؛‬


‫‪ -‬تقييـ البنية التحتية لمدولة وحالة تجارتيا الخارجية باإلضافة إلى دراسة وضعية ميزاف المدفوعات‬
‫والموازنة العامة؛‬
‫‪ -‬يتناقش كال مف البنؾ الدولي والدولة المعنية بالقرض حوؿ خطط التنمية المستقبمية وامكانيات‬
‫تطبيقيا؛‬
‫‪ -‬بعد عممية التقويـ تأتي مرحمة إعداد التقارير الدولية مف خالؿ لقاءات متكررة بيف صانعي السياسة‬
‫االقتصادية وخبراء البنؾ الدولي؛‬
‫‪ -‬يقوـ البنؾ الدولي بإرساؿ بعثاتو إلى الدولة طالبة القرض مف أجؿ مساعدة ىذه األخيرة إعداد برنامج‬
‫التنمية االقتصادية فضال عف توفير المعمومات الضرورية لتحديد برنامج االقراض؛‬
‫‪ -‬تقييـ المشاريع مف طرؼ خبراء البنؾ الدولي بمساعدة موظفي وكاالت األمـ المتحدة لمتنمية‪ ،‬وذلؾ‬
‫بعد تحديد مشروع برنامج القرض الموجو لمدولة العضو بعد إتماـ كؿ ىذه االجراءات تبدأ مرحمة‬
‫التفاوض التي تناقش فييا االقتراحات المقدمة مف كال الطرفيف(البنؾ الدلي والدولة المقترضة) ثـ‬
‫يوضع المشروع عمى شكؿ تقرير يقدـ لرئيس البنؾ الدولي لدراستو‪ ،‬ويشمؿ ىذا التقرير معمومات‬
‫مفصمة عف الوضعية االقتصادية لمدولة طالبة القرض كما يحتوي عمى وصؼ فني لممشروع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط االقراض‬

‫يشترط البنؾ الدولي العديد مف الشروط عند قيامو بعمميات االقراض ألغراض اإلعمار أو التنمية أىميا‪:‬‬

‫‪ -1‬ضرورة وجود ربط بيف قروض البنؾ واقامة المشروعات بشكؿ يتـ بموجبو ضماف استخداـ القروض‬
‫في إقامة المشروعات التي يتـ تحديدىا لذلؾ االستخداـ ولذلؾ يقوـ البنؾ قبؿ الموافقة عمى االقراض‬
‫بدراسة المشروع المراد تمويمو وتقديـ مدى قدرة الدولة عمى سداد القرض؛‬

‫‪71‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أف تحتؿ المشروعات التي يطمب مف البنؾ توفير التمويؿ الالزـ إلقامتيا أولوية بيف المشروعات‬
‫األخرى وىو االمر الذي يقتضي اختيار أكثر المشروعات أىمية وحيوية في مجاؿ توسيع قدرة الدولة‬
‫المقترضة عمى اإلنتاج؛‬
‫‪ -3‬يفرض البنؾ عمى قروضو فوائد توازي الفوائد السائدة في السوؽ باعتبار أف البنؾ يحصؿ عمى جزء‬
‫مف موارده التي يقوـ بإقراضيا عف طريؽ االقتراض مف السوؽ المالية؛‬
‫‪ -4‬تتراوح مدة ىذه القروض ما بيف ‪15‬و‪ 17‬سنة مع فترة سماح تقدر بخمسة سنوات‪ ،‬ويحتسب البنؾ‬
‫فائدتو عمى ىذه القروض والتي تتراوح نسبتيا ما بيف ‪ %725‬و‪%7275‬؛‬
‫‪ -5‬في حالة تقدير البنؾ قروضا فإنو يفتح حسابا باسـ المقترض يرصد فيو قيمة القرض بالعممة أو‬
‫العمالت التي تـ تقديـ القرض بيا‪ ،‬ثـ يسمح لممقترض بالسحب مف ىذا الحساب لتغطية‬
‫المصروفات الخاصة بالمشروع حسب نشوؤىا فعميا‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مراحل تمويل المشروعات بواسطة البنك الدولي‬

‫تمر عممية تمويؿ المشروعات بواسطة البنؾ الدولي‪ ،‬بعدة مراحؿ يبذؿ فييا الكثير مف الوقت والجيد‬
‫مف قبؿ خبراء البنؾ لمتعرؼ عمى مدى نفع المشروع لالقتصاد القومي ومدى توافقو مع السياسة االقراضية‬
‫لمبنؾ‪ ،‬وىذه المراحؿ يمكف تمخيصيا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحمة اختيار المشروعات‪ :‬في ىذه المرحمة تبدأ نقطة البداية في الدولة المقترضة نفسيا التي تكوف‬
‫قد فكرت في مشروعات مختمفة‪ ،‬وتعتقد أف إسياـ البنؾ فييا سيؤدي إلى تحقيؽ المشروع ألىدافو‪،‬‬
‫وتتقدـ حكومة الدولة المعنية بطمب إلى رئيس البنؾ تطمب فيو معاونتو وتمويمو لممشروع‪ ،‬ويرسؿ‬
‫البنؾ بعد ذلؾ بعثة تمييدية لتبيف معالـ المشروع وتحصؿ عمى بياناتو ودراسة الجدوى المبدئية التي‬
‫تكوف في أغمب األحياف قد تمت وتتطمب بيانات إضافية‪.1‬‬
‫‪ -2‬مرحمة إعداد المشروع‪ :‬تحضير المشروع ودراستو التقنية واالقتصادية والمالية واعداده لإلنجاز مف‬
‫قبؿ البمد المقترض‪.2‬‬

‫عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.178‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬عبد الحميـ عمار غربي‪ ،‬العولمة االقتصادية رؤي استشرافية في مطمع القرن الواحد والعشرين‪ ،‬دار أبي الفداء العالمية لمنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع والترجمة‪ ،‬سوريا‪ ،2013 ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪72‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬مرحمة تحميل المشروع‪ :‬حيث يتـ تحميؿ كامؿ لممشروع كي يتبيف مدى نفعو لالقتصاد القومي‪،‬‬
‫وبالتالي ما إذا كاف صالحا لتميؿ البنؾ أـ غير صالح‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحمة المفاوضات‪ :‬بعد اقتناع البنؾ بجدوى وجدارة المشروع يبدأ االتفاؽ عمى تميمو‪ ،‬وتجري‬
‫مفاوضات مع الدولة صاحبة المشروع حيث يضع البنؾ أثناء تمؾ المفاوضات شروط التمويؿ‪،‬‬
‫ويتأكد مف جدية الحكومة المعنية في تنفيذ المشروع وسرعة إنجازه‪ .‬وقد تتضمف الشروط بعض‬
‫االلتزامات االخرى المشروطة‪ ،‬والتي تختمؼ مف مشروع آلخر‪ ،‬ومنيا مثال بالنسبة لمشروعات‬
‫الكيرباء‪ ،‬رفع التعريفة مف أجؿ خمؽ فائض تمويؿ لصيانة المشروع‪ ،‬وتحسيف تحصيؿ االيرادات‬
‫ومحاولة تقميؿ التيار الضائع‪ ،‬وارساء التعريفة أساس اقتصادي‪.1‬‬
‫‪ -5‬مرحمة التنفيذ واإلشراف‪ :‬حيث يرسؿ البنؾ في تمؾ المرحمة بعثات متعددة تشرؼ عمى تنفيد‬
‫المشروع في مراحمو المختمفة التي قد تستغرؽ خمس سنوات أو أكثر‪ ،‬وبعد إتماـ بناء المشروع يصر‬
‫البنؾ عمى إعادة تقييـ المشروع مف جديد بدراسة يطمب عمييا " تقرير االكماؿ" وييدؼ ىذا التقرير‬
‫إلى التعرؼ عمى نواحي الضعؼ في التنفيذ‪ ،‬ومقارنة اقتصاديات المشروع بعد انتياء بنائو بما كاف‬
‫متوقعا منو قبؿ البدء في تنفيذه‪ ،‬وىنا أيضا يحسب العائد االقتصادي لممشروع مف جديد كي يقارف‬
‫بالعائد الذي كاف متوقعا قبؿ التنفيذ‪.2‬‬
‫‪ -6‬مرحمة التقييم‪ :‬وىي اخر مرحمة تعقب آخر دفعة مف أمواؿ البنؾ لممشروع‪.3‬‬

‫عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬عبد الحميـ عمار غربي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫عموميات حول مجموعة البنك الدولي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إف البنؾ الدولي قوة مالية كبرى لو تنظيـ إداري يتماشى وفقا مع نشاطاتو إضافة إلى ذلؾ ىو‬
‫مؤسسة تحمؿ الشخصية المعنوية‪ ،‬يحؽ لو االقتراض والحصوؿ عمى فوائد وأرباح نتيجة االقراض‪.‬‬

‫كما أف لمبنؾ ممحقات تعمؿ عمى مساعدتو في نشاطو ومحاولة إبعاد الضغط عميو‪ ،‬وىي البنؾ‬
‫الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬مؤسسة التمويؿ الدولية‪ ،‬الييئة الدولية لمتنمية‪ ،‬المركز الدولي لتسوية النزاعات‬
‫المتعمقة باالستثمار‪ ،‬الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪.‬‬

‫ولقد تعددت نشاطات البنؾ مع مرور السنوات إضافة إلى منح القروض والتي تكوف بشروط‬
‫ووفؽ إجراءات ومراحؿ محددة‪ ،‬يعمؿ عمي تقديـ المساعدات التقنية وتنسيؽ مساعدات المالية لمبمداف النامية‪،‬‬
‫ومف أجؿ الزيادة في دوره ونشاطاتو أقاـ عالقات وطيدة مع باقي المنظمات العالمية سواء مالية أو إنسانية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور االقتصاد الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور المؤشرات االقتصادية‬


‫واالجتماعية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القروض الممنوحة من‬


‫طرف مجموعة البنك الدولي للجزائر‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫لقد ترك المستعمر الفرنسي الجزائر في حالة اقتصادية واجتماعية متدىورة‪ ،‬وبالتالي شرعت الدولة‬
‫في رسم استراتيجيات تنموية كفيمة بمعالجة مشاكميا االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫إن تطبيق ىذه االستراتيجيات التنموية‪ ،‬تتطمب موارد مالية معتبرة لم تكن في حوزة الجزائر في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬ولذلك لجأت الجزائر لممؤسسات النقدية والمالية الدولية‪ ،‬وعمى رأسيا مجموعة البنك الدولي لمحصول‬
‫عمى موارد مالية لتمويل ىذه المشاريع التنموية في مرحمة أولى‪ ،‬ولتمويل برامج اإلصبلح االقتصادي لمعالجة‬
‫االختبلالت االقتصادية الييكمية التي أفرزتيا تجارب التنمية في مرحمة ثانية‪ .‬إذن فقد كان تدخل مجموعة‬
‫البنك الدولي في االقتصاد الدولي لغرض أساسي يتمثل في تمويل التنمية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ 7‬تطور االقتصاد الجزائري‬

‫لقد شيد االقتصاد الجزائري منذ االستقبلل تحوالت وتغيرات أممتيا الظروف والتحوالت التي شيدتيا‬
‫الساحة المحمية والدولية ونتيجة النخفاض أسعار النفط وارتفاع اعباء خدمة الديون الخارجية ابتداء من سنة‬
‫‪ ، 1986‬واجيت الجزائر صعوبات اقتصادية أدت بيا إلى المجوء إلى مساعدات الييئات المالية الدولية لتنفيذ‬
‫االصبلحات االقتصادية ‪،‬وبالتالي فقد تناول ىذا المبحث‪ :‬وضعية االقتصاد الجزائري قبل االصبلحات‪،‬‬
‫االقتصاد الجزائري مع االصبلحات وبرامج االنعاش االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى دور البنك الدولي في دعم‬
‫التصحيح الييكمي في الجزائر‪.‬‬

‫المطمب األول‪ 7‬وضعية االقتصاد الجزائري قبل االصالحات‬

‫مر االقتصاد الجزائري بعدة مراحل منذ االستقبلل‪ ،‬حيث اتبعت الجزائر بعد استقبلليا عمى سياسة‬
‫اقتصادية اشتراكية‪ ،‬إذ ىيمنت الدولة عمى كل المجاالت االقتصادية باستعماليا المؤسسات العمومية كأداة‬
‫لتنفيذ سياستيا‪ ،‬وكون المجتمع الجزائري مجتمع زراعيا‪ ،‬قامت الدولة الجزائرية في تمك الفترة بإنشاء مزارع‬
‫ضخمة بعد تأميميا‪ ،‬ولمقيام بذلك اعتمدت الدولة الجزائرية عمى ايرادات ناجحة من قطاع المحروقات التي‬
‫تميزت باالرتفاع باستثناء سنة ‪ 1989/1986‬التي تميزت بانخفاض سعر البترول‪ ،‬اجتيدت السمطات‬
‫الجزائرية في تحسين مستوى معيشة أفرادىا‪ ،‬وتحقيق مكانة معتبرة لمدولة الجزائرية ضمن دول العالم‪،‬‬
‫ولتحقيق تمك األىداف األساسية اتبعت عدة سياسات منيا‪:1‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى سياسة التصنيع كأساس لتحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬وجعل وسائل االنتاج ممكية عامة؛‬
‫‪ -‬االىتمام بالسوق الوطنية أوال‪ ،‬واالنضمام إلى السوق العالمية كيدف أخير‪.‬‬
‫نعتبر أن الجزائر شيدت مرحمتين أساسيتين لتحقيق التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬مرحمة القرار المستقل التي تمتد من ‪ 1962‬إلى ‪ 1993‬والتي تميزت بارتفاع إيرادات المحروقات‬
‫وخاصة البترول خبلل ‪.1981-1979-1973‬‬
‫‪ -‬مرحمة القرار غير المستقل ابتداءا من ‪ 1993‬نظ ار لموضعية العامة لمدولة الجزائرية منيا تقل‬
‫المديونية الخارجية‪ ،‬األمر الذي دفعيا إلى إعادة الجدولة‪ ،‬وتبني االصبلحات االقتصادية التي‬
‫فرضيا كل من الصندوق الدولي والبنك الدولي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بغداد كربالي‪ ،‬نظرية عامة عمى التحوالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مجمة العموم االنسانية‪-‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد الثامن‪ ،2005 ،‬ص‬
‫ص ص ‪.2-1‬‬
‫‪77‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ولقد تميزت مرحمة القرار المستقل بقيام الدولة الجزائرية بإصبلحات اقتصادية ذاتية دون وجود ضغوطات‬
‫خارجية‪ ،‬وتتصف ىذه المرحمة بصفة عامة بـ‪:1‬‬

‫الفرع أول‪ 7‬مرحمة االنتظار(‪)2633-2631‬‬

‫تميزت ىذه المرحمة بصفة عامة بمشاكل تسييرية لمجياز االنتاجي نتيجة ذىاب المعمرين األوروبيين‪،‬‬
‫األمر الذ ي أدى بتولي العمال الجزائريين بإدارة تمك المشروعات االقتصادية الموجودة آنذاك (مراسيم ‪1963‬‬
‫حول التسيير الذاتي)‪ ،‬تولد عن تمك المرحمة وجود قطاعات مسيرة بواسطة العمال مع وجود القطاع الخاص‬
‫في المجال الصناعي والفبلحي والتجاري‪ ،‬وتعتبر ىذه العممية أول مسيرة تصحيحية لبلقتصاد بعد االستقبلل‬
‫رغم عدم وضوح النموذج الوطني لمتنمية االقتصادية‪ ،‬وقامت السمطات الجزائرية بتأميم األراضي الزراعية‬
‫سنة‪ ،1963‬والمناجم سنة ‪ ،1966‬بدأت المجان التسييرية تزول في الصناعة‪ ،‬وتحل محميا الشركات‬
‫الوطنية‪ ،‬بعدما قامت الدولة بإنشاء األدوات التي تمكنيا من القيام بالتخطيط بعد توفير الشروط المناسبة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬التصحيح الهيكمي األول (‪)2646-2634‬‬

‫اتصفت ىذه المرحمة بقيام الدولة الجزائرية بعدة مخططات تنموية منيا‪ :‬المخطط الثبلثي ‪-1967‬‬
‫‪ 1979‬الذي يرتكز عمى الصناعة واألنشطة المرتبطة بالمحروقات بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ويظير المخطط الرباعي األول (‪ )1973-1970‬قيام المؤسسات العمومية‪ ،‬والجماعات المحمية‪،‬‬


‫والو ازرات الوصية بتصور المشاريع االستثمارية‪ ،‬واختيارىا عمى أساس عدة معايير محددة من قبل سكرتارية‬
‫الدولة لمتخطيط‪ ،‬إن اليدف المرجو من ذلك المخطط‪ ،‬ىو انشاء صناعات قاعدية تكون بمثابة دعامة إلنشاء‬
‫صناعات خفيفة فيما بعد‪.‬‬

‫في حين يعتبر المخطط الرباعي الثاني (‪ )1977-1974‬تكممة لممخطط السابق‪ ،‬حيث اتجيت‬
‫الجيود في التمويل المشاريع االقتصادية الضخمة‪ ،‬وخاصة الحديد‪ ،‬المحروقات‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬الميكانيك‪،‬‬
‫الكيرباء واإللكترونيك‪ ،‬وكذا االىتمام بالقطاعات غير االقتصادية‪ ،‬نتيجة ارتفاع إيرادات المحروقات‪ ،‬إن‬
‫اعطاء األولوية لمصناعة الثقيمة بيدف انتاج سمع انتاجية لمختمف القطاعات‪ ،‬بغية تحقيق االستقبلل‬
‫االقتصادي في المدى الطويل‪ ،‬إن ىذه النتيجة يبرزىا نصيب القطاع العام من الناتج الوطني الخام‪ ،‬حيث‬
‫حقق ‪ %65,42‬سنة ‪ 1978‬مقابل ‪ %30,07‬سنة ‪.1969‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.5-2‬‬
‫‪78‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وتميزت ىذه المرحمة عمى العموم بالتخطيط التوجييي لبلستثمارات والتنظيم التساىمي‪ ،‬وكانت‬
‫المخططات السابقة تيدف إلى بناء االقتصاد الوطني عمى أساس إنشاء شركات وطنية كبرى تحتكر السوق‬
‫الوطنية‪ ،‬إال أن ىذا األمر أدى إلى وجود توازن في حجم االستثمارات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬التصحيح الهيكمي الثاني (‪)2654-2646‬‬

‫تميزت ىذه المرحمة بقيام السمطات الجزائرية بعدة إجراءات تتمثل في عممية التنازل عن ممتمكات‬
‫العمومية من خبلل صدور القانون ‪ ،84/81‬ثم القانون ‪ 87/19‬المتعمق بإصبلح القطاع الفبلحي الذي من‬
‫خبللو قسمت األراضي الفبلحية إلى مزارع فردية ومستثمرات فبلحية جماعية‪ ،‬حيث كانت تيدف عممية إعادة‬
‫تنظيم األمبلك الزراعية لمدولة إلى تشجيع القطاع الذي كان ميمشا بالمقارنة بالقطاعات األخرى‪ ،‬ومن أجل‬
‫ضمان التسيير المحكم الفعال لممؤسسات العمومية‪ ،‬قامت السمطات الجزائرية بإعادة ىيكمتيا‪ ،‬حيث تم تقسيم‬
‫‪ 50‬مؤسسة عمومية كبيرة الحجم إلى ‪ 300‬مؤسسة جديدة‪ ،‬واستمرت السمطات الجزائرية بعد ذلك إلى إعادة‬
‫الييكمة المالية ابتداءا من سنة ‪ ،1983‬إن القيام بتمك االجراءات‪ ،‬كانت ترمي في عموميا إلى التخمي‬
‫التدريجي عن مفاىيم العيد القديم‪ ،‬واالنفتاح التدريجي لمسوق الوطنية‪ ،‬واعطاء مكانة لمقطاع الخاص في‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ 7‬التصحيح الهيكمي الثالث (‪)2661-2655‬‬

‫ا ستمرت السمطات الجزائرية في القيام بجممة من االجراءات منيا عمى سبيل المثال‪ :‬استقبللية‬
‫المؤسسات العمومية (قانون‪ ،)88/01‬حيث أصبحت الييئات المسؤولة عنيا ليا الحرية التامة في اتخاذ‬
‫الق اررات واختيار االستثمارات والتقييم دون العودة لمجية المركزية‪ ،‬تيدف ىذه االصبلحات إلى التفريق بين‬
‫تسيير المؤسسات االقتصادية بواسطة لجان إدارية تمثل اإلدارة والمساىمين‪ ،‬والممكية االدارية التي تبقى في‬
‫يد الدولة عن طريق صناديق المساىمين‪.‬‬

‫إن من أىم أىداف االجراءات المتفق عمييا ىي‪:‬‬

‫‪ -‬التحرير الجزئي لبلقتصاد‪ ،‬وذلك بقيام السمطات الجزائرية بإصدار قانون ضبط األسعار في جويمية‬
‫‪ ،1989‬الذ ي يرمي إلى تطبيق األسعار الحقيقية‪ ،‬مع التخمي التدريجي لدعميا لبعض السمع‪ ،‬والقيام‬
‫بتغيير السجل التجاري لممؤسسة؛‬

‫‪79‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬وضع إطار قانوني لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مع إعفائيا من الضريبة‪ ،‬وىذا بالقيام بتعديل‬
‫قانون الضرائب المباشرة سنتي ‪1990 -1989‬؛‬
‫‪ -‬منح رخصة استراد مباشرة لمعاممين الخواص‪ ،‬مما يعتبر كبداية لتحرير التجارة الخارجية؛‬

‫ويمكن القول أن تمك االجراءات بأنيا كانت صارمة عمى العموم في‪ :‬تخفيض قيمة العممة الوطنية‪،‬‬
‫وضبط االنفاق الحكمي‪ ،‬وامتصاص السيولة الزائدة‪ ،‬وتحرير األسعار بغية إقناع شركائيا الدائنين‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ 7‬وضعية االقتصاد الجزائري مع اإلصالحات‬

‫لقد مرت الجزائر في ىذه المرحمة بعدة إصبلحات وىي‪:1‬‬

‫الفرع األول‪ 7‬اتفاق االستعداد االئتماني األول(‪ 03‬ماي‪ 03 -2656‬ماي ‪)2663‬‬

‫تم توقيع أول اتفاق بين الجزائر وصندوق النقد الدولي بقيمة ‪ 200‬مميون دوالر ثم ‪ 360‬دوالر‬
‫لتعويض انخفاض أسعار البترول‪ ،‬حيث شممت برامج إصبلحو خفض العجز في ميزان المدفوعات‬
‫واالستمرار في انخفاض قيمة الدينار‪ ،‬واالتجاه نحو تحرير األسعار‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬اتفاق االستعداد االئتماني الثاني(‪ 30‬جوان ‪ 03 -2662‬مارس ‪)2661‬‬

‫تم توقيع ىذا االتفاق بين الجزائر وصندوق النقد الدولي بقيمة ‪ 400‬مميون دوالر عمى أربعة أقساط‪،‬‬
‫كل قسط ب ـ ‪ 100‬مميون دوالر ( جوان ‪ ،1991‬سبتمبر ‪ ،1991‬ديسمبر ‪ ،1991‬مارس ‪ ،)1992‬وتبعا‬
‫لرسالة النية المؤرخة في ‪ 27‬أفريل ‪ .1991‬وييدف ىذا االتفاق إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحرير التجارة الخارجية تحري ار كميا؛‬


‫‪ -‬تقميص تدخل الدولة في الحياة االقتصادية؛‬
‫‪ -‬تنشيط دور المؤسسات العامة والخاصة في تنويع الصادرات لتقميص ىشاشة التوازنات المالية؛‬
‫‪ -‬إصبلح النظام الجبائي والجمركي وتقميص سعر الصرف؛‬
‫‪ -‬بناء شبكة اجتماعية لمحد من اآلثار السمبية لئلصبلح‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬اتفاق االستعداد االئتماني الثالث (أفريل ‪ -2661‬مارس ‪)2662‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس حناش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.126-125‬‬
‫‪80‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لقد تم تطبيق برامج االستقرار االقتصادي لمدة سنة كاممة رغم الظروف االجتماعية والسياسية‬
‫واألمنية الصعبة التي كانت تعيشيا الجزائر أنداك‪ ،‬وتدخمت البمدان الدائنة لمجزائر وخاصة فرنسا‪ ،‬اليابان‪،‬‬
‫الو م أ لتقديم دعميا لمجزائر بتزويدىا بمصادر تمويل جديدة‪.‬‬

‫وارتكز ىذا البرنامج عمى حممة من المحاور تمثمت في إيقاف تراجع النمو اإلقتصادي واحتواء وتيرة‬
‫التضخم‪ ،‬تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬التسيير الجيد لمطمب المحمي بواسطة سياسات نقدية صارمة‪ ،‬تعميق‬
‫اإلصبلحات الييكمية‪ ،‬مع تخفيف خدمات الديون الخارجية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ 7‬برنامج التصحيح الهيكمي( أفريل ‪ -2662‬مارس ‪)2665‬‬

‫بعد تطبيق برنامج اإلصبلح االقتصادي المتفق عميو مع صندوق النقد الدولي لمدة سنة كاممة‪ ،‬وافق‬
‫الصندوق عمى منح القروض لمجزائر في إطار برنامج التصحيح الييكمي الذي امتدت مدتو ثبلثة سنوات‪،‬‬
‫وييدف برنامج التصحيح الييكمي إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق نمو في الناتج الداخمي خارج قطاع المحروقات بنسبة ‪%5‬؛‬


‫‪ -‬اإلستقرار الداخمي ومعدل تضخم معقول يمكن مراقبتو‪ ،‬وتحقيق العجز في الميزان التجاري؛‬
‫‪ -‬تحسين توازن الميزانية وذلك خبلل فترة االنتقال‪ ،‬وتشجيع الصادرات خارج المحروقات؛‬
‫‪ -‬تحقيق فعالية في السياسة النقدية وسياسة سعر الصرف‪ ،‬والعمل عمى جعل الدينار قاببل لمتحويل؛‬
‫‪ -‬إصبلح النظام الضريبي والمالي والبنكي‪ ،‬والتركيز عمي تحرير التجارة الخارجية؛‬

‫وقد أسفرت ىذه االتفاقيات عن اعتماد السمطات العمومية مجموعة من اإلجراءات والتدابير تتعمق بإدارة‬
‫االقتصاد والتييؤ النسحاب الدولة من ممارسة النشاط االقتصادي‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -‬إصبلح نظام األسعار في اتجاه التخمص من األسعار اإلدارية لصالح منطق السوق‪،‬‬
‫‪ -‬إصبلح النظام الضريبي بتبسيطو‪ ،‬وتعديل معدالتو‪ ،‬وازالة التمييز بين مؤسسات القطاع العام‬
‫والخاص؛‬
‫‪ -‬مراجعة النظام المصرفي بإرجاع بنك الجزائر إلى ميامو التقميدية‪ ،‬والفصل بين البنك المركزي‬
‫والخزينة العمومية‪ ،‬واعتماد األساليب التقميدية في إدارة السياسة النقدية وذلك بإعطاء االستقبللية‬
‫لبنك الجزائر؛‬

‫‪81‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة النصوص المنظمة لبلستثمار في الجزائر بتكريس حرية االستثمار وازالة التمييز بين‬
‫االستثمار العام والخاص‪ ،‬وكذلك بين المحمي واألجنبي ومنح الضمانات والحوافز البلزمة؛‬
‫‪ -‬إعادة ىيكمة وخوصصة المؤسسات العمومية قصد التقميص من األعباء المفروضة عمى الدولة‪،‬‬
‫ورفع كفاءة األداء والتخفيف من الممارسات االحتكارية والبيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيف وتبسيط التعريفة الجمركية وجعميا من ثبلث معدالت ‪ ،%5،%15،%30‬وىذا تبعا لدرجة‬
‫تحويل المواد‪ ،‬وىذه المعدالت تجعل من الجزائر الدولة في منطقة البحر المتوسط ويقمل من تكاليف‬
‫المؤسسات بخصوص المدخبلت المستوردة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ 7‬برامج االنعاش االقتصادي (‪)1321 -1332‬‬

‫بالرغم من النتائج التي حققتيا التصحيح الييكمي خاصة فيما يتعمق بتحقيق التوازنات االقتصادية‬
‫الكمية‪ ،‬وضمان االستقرار والعودة في النمو االقتصادي‪ ،‬إال أن السمطات العمومية رأت عدم كفاية ذلك أمام‬
‫بقاء معدالت البطالة مرتفعة والخوف من ردود فعل االقتصاد أمام الصدمات المحتممة لسوق البترول‪ ،‬فعممت‬
‫عمى إطبلق جيل ثاني من اإلصبلحات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ 7‬مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي (‪)1331-1332‬‬

‫يعتبر مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي الذي أقر في أفريل من سنة ‪ 2001‬عبارة عن مخصصات‬
‫مالية موزعة عمى طول الفترة ‪ 2004-2001‬بنسب متفاوتة‪ ،‬تبمغ قيمتو اإلجمالية حوالي ‪ 525‬مميار دج أي‬
‫مايقارب‪ 7‬مميار دوالر‪ ،‬وىو يعتبر برنامجا ضخما قياسا باحتياطي الصرف الذي سجل قبل إق ارره سنة‬
‫‪ 2000‬والمقتدر بـ‪ 119‬مميار دوالر‪ ،‬وتمحور مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي حول تدعيم االنشطة الخاصة‬
‫باإلنتاج الفبلحي والصيد البحري‪ ،‬البناء واألشغال العمومية‪ ،‬دعم االصبلحات في مختمف القطاعات وكذا ما‬
‫يخص التنمية المحمية والبشرية‪.1‬‬

‫وكان ىدف مخطط اإلنعاش االقتصادي ىو تحقيق ثبلثة أىداف رئيسية نيائية وىي‪:1‬‬

‫‪ -‬الحد من الفقر وتحسين مستوى المعيشة؛‬

‫‪1‬‬
‫كريم بودخدخ‪ ،‬اتخاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطمب أو تطوير العرض‪-‬دراسة حالة الجزائر‬
‫‪ ،1321-1332‬مذكرة تخرج لنيل شيادة دكتوراه‪ ،‬عموم التسيير‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2015-2014 ،03‬ص‪.201‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.201‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪82‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬خمق مناصب عمل والحد من البطالة؛‬


‫دعم التوازن الجيوي واعادة تنشيط الفضاءات الريفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويكون تحقيق تمك األىداف الرئيسية عبر أىداف وسيطة تعتبر بمثابة قنوات يمكن من خبلليا إلى‬
‫األىداف السالفة الذكر وىي‪:2‬‬

‫‪ -‬تحول السياسة االقتصادية من انتياج الفكر النيوكبلسيكي الذي جاءت بو برامج صندوق النقد الدولي‬
‫إلى انتياج الفكر الكينزي الذي يرتكز عمى تنشيط الطمب الكمي عن ريق السياسة المالية لتنشيط‬
‫االقتصاد‪ ،‬خصوصا عن طريق االنفاق العام الذي تزيد فعاليتو في رفع معدالت النمو االقتصادي‬
‫وخمق مناصب شغل؛‬
‫‪ -‬دعم المستثمرات الفبلحية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطبلقا من كونيا منشآت منتجة بصفة‬
‫مباشرة لمقيمة المضافة ومناصب العمل؛‬
‫‪ -‬تييئة وانجاز ىياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاط االقتصادي وتغطية الحاجات الضرورية‬
‫لمسكان بما ينعكس إيجابا عمى تنمية الموارد البشرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬برنامج دعم النمو (‪)1336-1332‬‬

‫يعتبر برنامج النمو انعكاس لسياسة اقتصادية مكممة لسياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬وتيدف بشكل‬
‫أساسي إلى وضع حجم أكبر من االستثمارات المحمية واالجنبية بيدف تسريع وتيرة النمو والحد من البطالة‬
‫من خبلل استحداث مناصب الشغل في مختمف القطاعات االنتاجية‪.3‬‬

‫وقد تم اعتماد ىذا البرنامج نتيجة الستقرار السياسي الذي عرفتو الجزائر بإعادة انتخاب رئيس‬
‫الجميورية لوالية رئاسية ثانية في أفريل ‪ ،2004‬مما وفر المناخ المبلئم لتعزيز االستثمار بشكل عام‪ ،‬حيث‬
‫استكممت جيود التنمية الشاممة خبلل اعتماد برنامج تنوي ثاني يشمل الفترة ‪ ،2009-2004‬وييدف بشكل‬
‫أساسي لمواصمة الجيود التنموية التي بذلت من خبلل برنامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬وقد ساند كل ىذه‬
‫التوجيات تحسن الوضعية المالية لمجزائر نتيجة لتحسين أسار النفط في األسواق العالمية التي بمغت مستوى‬

‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.202-201‬‬
‫‪3‬‬
‫سمية زويش‪ ،‬السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،1321-1333‬مذكرة تخرج لنيل شيادة‬
‫الماستر‪ ،‬في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬اقتصاديات المالية والبنوك‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،2015-2014،‬ص‪.82‬‬
‫‪83‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 38,5‬دوالر لمبرميل سنة ‪ ،2004‬وتمحورت السياسات المعتمدة ضمن إطار برنامج دعم حول تعزيز النمو‬
‫المستدام من خبلل التركيز عمى المجاالت األساسية التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬تحفيز االستثمار ورفع كفاءة االقتصاد الوطني من خبلل تحسين معدل النمو االقتصادي؛‬
‫‪ -‬تحديث وتطوير شبكة البنى التحتية؛‬
‫‪ -‬تعزيز قدرات األفراد وتحسين مستوى معيشتيم؛‬
‫‪ -‬تحديث وتوسيع الخدمات العامة؛‬
‫‪ -‬تعزيز االندماج في االقتصاد العالمي من خبلل تعزيز الشراكة واعطاء فرص أكبر لمقطاع الخاص‪.‬‬

‫وقد تم تخصيص مبمغ قياسي غير مسبوق لبرنامج دعم النمو قدر بـ ‪ 4201,7‬مميار دينار وىو ما‬
‫يعادل حوالي ‪ 55‬مميار دوالر أمريكي‪ ،‬توزعت بشكل أساسي عمى جانب تعزيز القدرات البشرية وتحسين‬
‫مستوى معيشة األفراد حيث استفاد قطاع التعميم العالي والتربية والتكوين من ما يقارب ‪ 400‬مميار دج‪،‬‬
‫كما استفاد قطاع الصحة من ‪ 58,5‬مميار دينار‪ ،‬وقد خصص أيضا مبمغ إجمالي بمغ ‪ 143‬مميار دينار‬
‫لمد شبكة الماء والغاز‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬برنامج التنمية الخماسي (‪)1321-1336‬‬

‫يندرج ىذا البرنامج ضمن ديناميكية إعادة اإلعمار الوطني التي انطمقت أول قبل عشر سنوات‬
‫ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي الذي تمت مباشرتو سنة ‪ 2001‬عمى قدر الموارد التي كانت متاحة‬
‫آنذاك وتوصمت الديناميكية ىذه ببرنامج فترة ‪ 2009-2004‬الذي تدعم ىو اآلخر بالبرامج الخاصة التي‬
‫رصدت لصالح واليات اليضاب العميا والجنوب‪ ،‬وبذلك بمغت تكمفة جممت عمميات التنمية المسجمة‬
‫خبلل السنوات الخمس الماضية ما يقارب ‪ 17500‬مميار دج من بينيا بعض المشاكل الييكمية التي‬
‫ماتزال قيد االنجاز‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.83-82‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪3‬‬
‫حمزة سيبلم‪ ،‬فاتح ولد بزيو‪ ،‬فعالية السياسة المالية في تحقيق االصالح االقتصادي‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-1321-1333‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شيادة الماستر‪ ،‬في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬اقتصاديات المالية والبنوك‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪84‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يستمزم برنامج االستمارات العمومية الذي وضع لمفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و‪ 2014‬من النفقات‬
‫‪ 21214‬مميار دج أي ما يعادل ‪ 286‬مميار دوالر وىو يشمل شقين اثنين ىما‪:1‬‬

‫‪ -‬استكمال المشاريع الكبرى الجاري انجازىا عمى الخصوص في قطاعات السكك الحديدية والطرق‬
‫والمياه بمبمغ يعادل ‪ 130‬مميار دوالر؛‬
‫‪ -‬إطبلق مشاريع جديدة بمبمغ يعادل ‪ 156‬مميار دوالر؛‬
‫‪ -‬خصص برنامج ‪ 2014-2010‬أكثر من ‪ %40‬من موارده لتحسين التنمية البشرية و ذلك عمى‬
‫الخصوص من خبلل تحسين التعميم في مختمف أطواره والتكفل الطبي النوعي وتحسين ظروف‬
‫السكن والتزويد بالمياه والمواد الطاقوية‪ ،‬كما تضاف قطاعات الشبيبة والرياضة واإلتصال والشؤون‬
‫الدينية والتضامن الوطني والمجاىدين إلى ىذه الديناميكية الجديدة التي تأتي امتداد لئلنعاش‬
‫االقتصادي المباشر فيو منذ عقد عممت الدولة في إطار البرنامج الخماسي عمى وضع ما قيمتو‬
‫‪ 8857‬مميار دج ذات الصمة بالتنمية البشرية‪.2‬‬

‫المطمب الرابع‪ 7‬دور البنك الدولي في دعم التصحيح الهيكمي في الجزائر‬

‫اقتصر دور البنك الدولي في الجزائر حتى سنة ‪ 1989‬عمى تمويل المشاريع‪ ،‬واعتبا ار من ىذه السنة‬
‫أصبح البنك ييتم بالتحوالت االقتصادية الجارية في الجزائر‪ ،‬بحيث قدم قرضا لدعم ىذه االصبلحات‬
‫االقتصادية من خبلل برامج التعديل الييكمي لسنة ‪.1996‬‬

‫الفرع األول‪ 7‬محتوى اتفاق برنامج التعديل الهيكمي مع البنك الدولي سنة ‪2663‬‬

‫سمحت االتفاقيات التي عقدتيا الجزائر مع صندوق النقد الدولي باسترجاع التوازنات االقتصادية‬
‫الكمية وتحقيق الشروط الضرورية الستعادة النمو االقتصادي‪ .‬ومن أجل دعم وتقوية ىذه التوازنات وافق البنك‬
‫الدولي لئلنشاء والتعمير في شير فيفري ‪ 1996‬عمى وضع استراتيجية تعاون مع الحكومة الجزائرية‬
‫الستكمال جيود التصحيح الييكمي‪ ،‬والتحول االقتصادي‪ .‬وتجسيدا ليذه االستراتيجية وافق البنك في‬

‫‪ 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪85‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪25‬أفريل‪ 1996‬عمى تقديم لمحكومة الجزائرية بمبمغ ‪ 300‬مميار دوالر لتمويل برنامج التعديل الييكمي‪ ،‬الذي‬
‫حدد تاريخ نيايتو في ‪30‬أفريل ‪.1 1998‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬أهداف برنامج التعديل الهيكمي لسنة ‪2663‬‬

‫تتمخص أىداف البرنامج فيما يمي‪:2‬‬

‫‪ -‬دعم جيود التصحيح الييكمي والتحول االقتصادي الذي شرعت الجزائر في تطبيقو منذ نياية‬
‫الثمانينات؛‬
‫‪ -‬ترقية القطاع الخاص ومحاولة إعطائو دو ار نشيطا في عممية التنمية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬دعم االصبلحات الييكمية‪ ،‬وخاصة قطاعي الفبلحة والمالية‪ ،‬فضبل عن ترقية القطاعات ذات‬
‫األولوية‪ ،‬مثل قطاع السكن‪ ،‬والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬الجوانب االقتصادية والمالية لمبرنامج‬

‫قدم البنك الدولي من خبلل البرنامج‪ ،‬قرضا لتمبية احتياجات ظرفية في مجال التمويل الخارجي‪ ،‬نظ ار‬
‫إلمكانية حشد القرض واستخدامو في عممية إنعاش نشاط المؤسسات اإلنتاجية التي تعاني من مشكل‬
‫التموين‪ ،‬نتج عن عدم قدرتيا عمى استيراد المواد األولية الوسيطة الضرورية لمسير العادي لعممية اإلنتاج‪،‬‬
‫وبذلك استخدم جزءا من القرض الستيراد ىذه المواد‪ ،‬ويمكن أن تتم عممية اإلستيراد من أي بمد عضو في‬
‫البنك الدولي‪.‬‬

‫كما يمكن استيراد كل المواد والمنتجات ماعدا بعض المنتجات الخاصة‪ ،‬مثل المشروبات الكحولية‬
‫والتبغ‪ ،‬والمفاعبلت النووية‪ ،‬كما يستثنى البرنامج استيراد المنتجات الكمالية كالذىب‪ ،‬واألحجار‬
‫الكريمة‪...‬الخ‪.‬‬

‫أما الجوانب المالية لمبرنامج فحدد مبمغ القرض بـ ـ‪300‬مميون دوالر أمريكي‪ ،‬كما حددت مدتو بـ‪17‬‬
‫سنة‪ ،‬مع فترة تأجيل مدتيا ‪ 5‬سنوات‪ ،‬أما سعر الفائدة المطبق فحدده البنك ب ـ‪ ،%7.5‬ويمكن ليذا األخير‬
‫مراجعتو كل ستة أشير‪ ،‬كما يحتسب البنك عمولة عمى المبالغ التي لم تصرف من القرض‪ ،‬نسبتيا ‪%0.75‬‬
‫سنويا‪ ،‬وقد تم تخفيضيا بالنسبة لسنة الحصول عمى القرض إلى نسبة ‪.%0.25‬‬

‫الطاىر برباص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪149.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪86‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وكان بإمكان البنك المركزي الجزائري حشد مجما المبمغ لمحصة األولى(‪150‬مميون دوالر) بمجرد‬
‫دخول اإلنفاق حيز التنفيذ‪ ،‬ولقد تم فتح خمسة حسابات إيداع لدى بنك الجزائر معنونة بعموالت مختمفة(‬
‫دوالر أمريكي‪ ،‬جنيو إسترليني‪ ،‬فرنك فرنسي‪ ،‬ين ياباني ومارك ألماني)‪ .‬إال أن حشد الحصة الثانية توقف‬
‫عمى مشروطية وىي إثبات لكل النفقات الخاصة بالحصة األولى‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ 7‬الجوانب النقدية والسياسية لمبرنامج‬

‫عنون القرض بعمبلت مختمفة مساوية لـ ‪ 300‬مميون دوالر أمريكي‪ ،‬مع العمم أنو يمكن سحب‬
‫األموال بالعمبلت الخمس المحددة بطمب من بنك الجزائر‪ ،‬وىذا حسب أصل منتجات مستوردة في إطار‬
‫إنجاز البرنامج‪ ،‬وتعتبر الدول الجزائرية بمثابة الطرف المقترض‪ ،‬وبذلك تتكفل الخزينة العامة بعممية تسديد‬
‫القرض‪.‬‬

‫أما الجوانب السياسية لمبرنامج فقد اقتصر دور البنك الدولي في الجزائر حتى ‪ 1989‬عمى تمويل‬
‫المشاريع‪ ،‬واعتبا ار من ىذه السنة أصبح البنك ييتم بالتحوالت االقتصادية الجارية في الجزائر‪ ،‬بحيث قدم‬
‫قرضا لدعم ىذه االصبلحات االقتصادية‪.‬‬

‫ويعتبر برنامج التعديل الييكمي سنة‪ ،1996‬تكممة لبلستراتيجية التي رسميا البنك منذ سنة ‪1989‬‬
‫والمتعمقة بدعم مسار االصبلح االقتصادي في الجزائر‪ ،‬ولقد وفر ىذا البرنامج موارد مالية وجيت لتخفيف‬
‫الضغط عمى ميزان المدفوعات‪ ،‬ولجمب الدعم الممولين األخرين‪ ،‬إضافة إلى كل ىذا ييدف البرنامج إلى‬
‫إنعاش الجياز االنتاجي‪ ،‬وبتالي امتصاص البطالة‪ ،‬وىي كميا عوامل إيجابية تساىم في حل المشاكل‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ 7‬تطور المؤشرات االقتصادية واالجتماعية‬

‫لقد عرف اإلقتصاد الجزائري عدة تطورات في المؤشرات اإلقتصادية أو اإلجتماعية‪ ،‬فقد تناول ىذا‬
‫المبحث‪ :‬تطور المؤشرات اإلقتصادية الكمية الداخمية والخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى تطور المؤشرات اإلجتماعية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ 7‬تطور المؤشرات االقتصادية الكمية الداخمية‬

‫عرفت الجزائر خبلل الفترة ‪ 2015-2007‬تذبذبات في جانب االيرادات وذلك بسبب التذبذب في‬
‫أسعار المحروقات‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ 7‬الناتج المحمي اإلجمالي‬
‫يعد الناتج المحمي اإلجمالي من أىم المؤشرات االقتصادية التي تقيس مدى نمو وتطور وفاعمية‬
‫اقتصاد دولة ما‪ ،‬والجدول المالي يبين تطور الناتج المحمي اإلجمالي في الجزائر من ‪ 2007‬إلى‪:2015‬‬
‫الجدول رقم (‪ 7) 2-0‬تطور الناتج المحمي اإلجمالي بأسعار السوق الجارية ‪1322-1334‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون دوالر‬

‫‪1322‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫‪1320‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫‪1322‬‬ ‫‪1323‬‬ ‫‪1336‬‬ ‫‪1335‬‬ ‫‪1334‬‬ ‫السنة‬
‫‪181,721‬‬ ‫‪213,569‬‬ ‫‪209,671‬‬ ‫‪209,010‬‬ ‫‪200,245‬‬ ‫‪161,195 138,130‬‬ ‫‪171,020‬‬ ‫الناتج المحمي ‪135,630‬‬
‫اإلجمالي‬

‫المصدر‪ 7‬من إعداد الطالبتين باإلعتماد عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2016‬‬

‫الشكل رقم (‪ 7)2-0‬تطور الناتج المحمي اإلجمالي ‪1322 -1334‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي (مليون دوالر)‬


‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي (مليون دوالر)‬


‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا عمى الجدول رقم(‪)1-3‬‬

‫‪88‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يبين لنا الجدول رقم (‪ )1-3‬والشكل(‪ )1-3‬أن الناتج المحمي اإلجمالي ارتفع من سنة ‪ 2007‬إلى‬
‫‪ 2008‬حيث بمغ ‪ 135.630‬مميون دوالر سنة ‪ 2007‬و‪ 171.020‬مميون دوالر سنة ‪ ،2008‬إال أنو‬
‫انخفض سنة ‪ 2009‬ليقدر ب ـ ‪ 183.130‬مميون دوالر و ذلك راجع إلى تداعيات األزمة المالية الحادة لسنة‬
‫‪ ،2008‬وبعدىا شيد ارتفاعات متتالية في الفترة الممتدة من ‪ 2010‬إلى ‪ 2014‬حيث تراوحت قيمتو بين‬
‫‪ 161.195‬مميون دوالر و‪ 213.569‬مميون دوالر وذلك بسبب تطبيق برامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬إال أنو‬
‫عاود االنخفاض سنة ‪ 2015‬حيث بمغ ‪ 181.721‬مميون دوالر ويعود ىذا إلى االنخفاض الذي شيدتو‬
‫الجزائر في أسعار البترول‪.‬‬

‫معدل نمو الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫الجدول رقم (‪ 7)1-0‬تطور معدل نمور الناتج المحمي اإلجمالي(‪)1322-1334‬‬

‫الوحدة‪ :‬النسب المئوية‬

‫‪2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007‬‬


‫‪14,9-‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪21,9‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪18,1-‬‬ ‫‪26,9‬‬ ‫‪16,1‬‬ ‫الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين اعتمادا عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة‪.2016،2014،2012،2010،2008 :‬‬

‫الشكل رقم (‪ 7)1-0‬تطور معدل نمو الناتج المحمي االجمالي خالل الفترة ‪1322-1334‬‬

‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬ ‫معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي (‬
‫نسب مئوية)‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪-10‬‬
‫‪-15‬‬
‫‪-20‬‬
‫‪-25‬‬

‫المصدر‪ 7‬من إعداد الطالبتين اعتمادا عمى الجدول رقم (‪.)2-3‬‬

‫‪89‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يبلحظ من الجدول(‪ )2-3‬والشكل (‪ )2-3‬أن ىناك تذبذب في معدل نمو الناتج المحمي اإلجمالي حيث‬
‫بمغ ‪ %26,9‬سنة ‪ 2008‬كأكبر مستوى وصل إليو‪ ،‬ثم انخفض إلى ‪ %-18,1‬سنة ‪ 2009‬وذلك بسبب‬
‫األزمة التي شيدتيا الجزائر سنة ‪ ،2008‬إال أنو ارتفع مرة أخرى سنتي ‪ 2010‬و‪ 2011‬حيث بمغ ‪%17,2‬و‬
‫‪ %21,9‬عمى التوالي‪ ،‬إال أن ىذا االرتفاع لم يصعد كثي ار ألنو شيد تراجعا حادا من ‪ 2012‬إلى ‪2015‬‬
‫حيث تراوح بين ‪ %1,9 ،%10,6 ،%3,8‬و‪ ،%-14,9‬ويعود ىذا االنخفاض أساسا إلى النمو غير المطرد‬
‫لمقيمة المضافة لقطاع المحروقات وبدرجة أقل لقطاعي الصناعة والفبلحة‪ ،‬وعمى الرغم من المعدل المرتفع‬
‫نسبيا لمختمف القطاعات السيما قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬فإن تأثير نسبة النمو السالبة لقطاع‬
‫المحروقات كان واضحا وعمى نسبة النمو اإلجمالية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬معدالت التضخم‬

‫يعتبر التضخم من أىم العوامل المؤثرة في ميزان المدفوعات حيث يؤدي إلى ارتفاع نسب في‬
‫األسعار المحمية مقارنة مع األسعار العالمية فيترتب عميو انخفاض في الصادرات وزيادة في الواردات‪.‬‬

‫وفيما يمي جدول يوضح تطور معدل التغير السنوي في الرقم القياسي ألسعار المستيمك‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ 7)0-0‬تطور معدل التغير السنوي في الرقم القياسي ألسعار المستهمك خالل الفترة ‪-1334‬‬
‫‪.1322‬‬

‫الوحدة‪ 7‬النسبة المئوية‬

‫‪1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334‬‬ ‫السنة‬
‫‪4,8‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫معدل التضخم‬
‫المصدر‪ 7‬من إعداد الطالبتين اعتمادا عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪.2016‬‬

‫التضخم في الجزائر ظاىرة تاريخية مبلزمة لبلقتصاد الجزائري وىو ليس قضية نقدية فقط وانما ىو‬
‫ظاىرة اقتصادية ناتجة عن عدة ظواىر نقدية وغير نقدية‪.‬‬

‫وقد عرف معدل التضخم في الجزائر تذبذبات مستمرة‪ ،‬فقد بمغ سنة ‪ 2007‬حوالي ‪ %3,7‬ليرفع إلى‬
‫‪ %4,9‬سنة ‪ 2008‬ليعاود االنخفاض سنة ‪ 2009‬حيث بمغ ‪ ,%3,5‬ثم ارتفع ارتفاعا مستم ار من ‪2010‬‬
‫إلى ‪ 2012‬حيث وصل ‪ %8,9‬سنة ‪ ،2012‬ثم انخفض سنتي ‪ 2013‬و‪ 2014‬وارتفع مرة أخرى سنة‬
‫‪ 2015‬بمغ ‪.%4,8‬‬
‫‪90‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ 7)0-0‬تطور معدالت االنخفاض خالل الفترة ‪.1322-1334‬‬

‫معدالت التضخم‬
‫‪10‬‬
‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫معدالت التضخم‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى الجدول رقم (‪.)3-3‬‬

‫ومن بين األسباب التي جعمت من االقتصاد الجزائري اقتصادا تضخما وساىمت في ارتفاع معدالت‬
‫التضخم ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬الفجوة الموجودة بين الطمب والعرض‪ ،‬حيث أن زيادة الطمب تعود إلى ارتفاع عدد السكان ومن ثم‬
‫ارتفاع المداخيل الشيء الذي يدفع بالدولة إلى زيادة االنفاق الحكومي‪ ،‬وأما انخفاض العرض فيعود‬
‫إلى عدم مرونة الجياز االنتاجي؛‬
‫‪ -‬تخصص الجزائر في تصدير المحروقات‪ ،‬مما يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من العممة األجنبية‬
‫تشجع الطمب الداخمي دون أن يكون ىناك عرض مكافئ ليا؛‬
‫‪ -‬برامج اإلنعاش االقتصادي والتي تقوم بتشجيع الطمب عمى حساب العرض وبالتالي زيادة التضخم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬تحميل الميزانية العامة (‪)1322 -1334‬‬

‫يقصد بالميزانية العامة ألي دولة الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبيا أعباء الدولة وايراداتيا وذلك‬
‫من أجل تحقيق السياسة التي تيدف إلييا‪ ،‬ولقد عرفت الميزانية العامة لمجزائر عمى طول الفترة (‪-2007‬‬
‫‪ )2015‬تطورات متباينة‪ ،‬والجدول التالي يبين ذلك‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ 7)1-0‬تطور اإليرادات والنفقات ورصيد الميزانية العامة خالل الفترة ‪1322-1334‬‬

‫الوحدة‪ 7‬مميار دينار‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪1320‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫‪1322‬‬ ‫‪1323‬‬ ‫‪1336‬‬ ‫‪1335‬‬ ‫‪1334‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5103.1‬‬ ‫‪5738.4‬‬ ‫‪2624.2‬‬ ‫‪3122.0‬‬ ‫‪2463.2‬‬ ‫‪1046.3‬‬ ‫‪0343‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪0354.5‬‬ ‫اإليرادات‬
‫‪7656.3‬‬ ‫‪6995.7‬‬ ‫‪3311.1‬‬ ‫‪4236.6‬‬ ‫‪2520.3‬‬ ‫‪1221.5‬‬ ‫‪1113.0‬‬ ‫‪1242.4‬‬ ‫‪0235.2‬‬ ‫النفقات‬
‫‪-2553.2‬‬ ‫‪-1257.3‬‬ ‫‪-66.7‬‬ ‫‪-758.6‬‬ ‫‪-63.5‬‬ ‫‪-133.2‬‬ ‫‪-570.3‬‬ ‫‪602.0‬‬ ‫‪246.0‬‬ ‫الرصيد‬
‫المصدر‪ 7‬من إعداد الطالبتين باالعتماد عمى تقارير مختمفة لبنك الجزائر لسنوات متفرقة‪.‬‬

‫يتضح من الجدول رقم(‪ )4-3‬أن الميزانية العامة لمجزائر شيدت خبلل السنوات ‪2008-2007‬‬
‫انخفاضات موجبة حيث انخفض رصيدىا إلى ‪ 579.3‬مميار دينار سنة ‪ 2007‬أي بحوالي نصف قيمتو سنة‬
‫‪ ،2006‬ثم عاود االرتفاع بما قيمتو ‪ 356‬مميار دج‪ ،‬ولكنو بقي رصيدا منخفضا إذا ما قورن بالرصيد‬
‫المحقق خبلل الفترة ‪ 2006-2001‬ويعود سبب ىذا االنخفاض إلى ارتفاع حجم النفقات العام بسبب‬
‫البرنامج التكميمي لدعم النمو‪ ،‬فارتفاع سعر البترول ساىم في حدوث انفراج مالي بالجزائر مما دفع بيا إلى‬
‫ضخ المميارات من أجل تمويل البرنامج التكميمي لدعم النمو‪.‬‬

‫أما الفترة ‪ 2015-2009‬فقد حققت الميزانية العامة عج از نتج عنو رصيد سالب قدر ب ـ ـ ‪-2553.2‬‬
‫مميار دج‪ ،‬وجاء ذلك ناتجا عن انخفاض أسعار البترول سنتي ‪ 2008،2009‬بسبب األزمة المالية العالمية‬
‫واستمرار الحكومة في ضخ األموال لتمويل برامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬كما أن حدوث العجز الموازني خبلل‬
‫نفس الفترة يعود إلى زيادة النفقات العامة بمعدالت عالية وغير متكافئة مع معدالت اإليرادات العامة‪ ،‬والتي‬
‫عرفت تناقصا في تمك الفترة جراء انخفاض الحصيمة البترولية بسبب انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ 7‬تقييم المؤشرات االقتصادية الكمية الخارجية‬

‫لتحميل وضعية المؤشرات االقتصادية الكمية ومدى تأثيرىا عمى االقتصاد الجزائري سنقوم بدراسة كل‬
‫من تطورات سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر واألورو‪ ،‬والدين الخارجي وكذا االحتياطيات الرسمية‬
‫لنأتي في األخير إلى عرض وضعية ميزان المدفوعات لمجزائر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ 7‬سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر واألورو‬

‫تقتضي تسوية المعامبلت والمدفوعات الدولية وجود أداة لمتسوية ومقياس لمقيمة‪ ،‬فاقتناء سمعة معينة‬
‫من بمد ما ال يتم دفع قيمتيا بالعممة المحمية‪ ،‬بل يتطمب تحديد نسبة الوحدات بالعممة المحمية إلى العمبلت‬

‫‪92‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األجنبية‪ ،‬ويطمق عمى ىذه النسبة ما يسمى بسعر الصرف‪ ،‬وىو الوحدة من النقد األجنبي معب ار عنو بوحدات‬
‫من العممة الوطنية‪.‬‬
‫وفيما يمي عرض لتطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر واألورو خبلل الفترة ‪.2015-2007‬‬
‫الجدول رقم(‪ 7)2-0‬سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر و األورو لمفترة ‪.1322-1334‬‬

‫سعر صرف الدينار مع األورو‬ ‫سعر الدينار مع الدوالر‬ ‫السنوات‬


‫‪98,33‬‬ ‫‪66,83‬‬ ‫‪1334‬‬
‫‪100,27‬‬ ‫‪71,18‬‬ ‫‪1335‬‬
‫‪104,78‬‬ ‫‪72,73‬‬ ‫‪1336‬‬
‫‪103,50‬‬ ‫‪73,94‬‬ ‫‪1323‬‬
‫‪106,53‬‬ ‫‪76,06‬‬ ‫‪1322‬‬
‫‪102,95‬‬ ‫‪78,10‬‬ ‫‪1321‬‬
‫‪106,89‬‬ ‫‪7815‬‬ ‫‪1320‬‬
‫‪107,05‬‬ ‫‪87,90‬‬ ‫‪1321‬‬
‫‪117,05‬‬ ‫‪107,13‬‬ ‫‪1322‬‬
‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى النشرة االحصائية الثبلثية لبنك الجزائر ‪.2016‬‬

‫الشكل رقم (‪ 7)1-0‬سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر و األورو لمفترة ‪.1322-1334‬‬

‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬ ‫سعر صرف الدينار مع الدوالر‬


‫سعر صرف الدينار مع األورو‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى الجدول رقم (‪.)5-3‬‬

‫‪93‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪ 7‬سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر األمريكي‬

‫نبلحظ من الجدول رقم(‪ )5-3‬أن سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر األمريكي خبلل الفترة‬
‫‪ 2015-2007‬عرف ارتفاعا مستم ار وتدريجيا حيث تراوح بين ‪ 66,83‬دوالر و‪ 107,13‬دوالر‪ ،‬وبذلك‬
‫سجل أعمى قيمة لو خبلل الفترة حيث بمغ سعر صرف واحد دينار جزائري ‪ 107,13‬دوالر أمريكي ‪.2015‬‬

‫ثانيا‪ 7‬سعر صرف الدينار الجزائري مع األورو‬

‫استنادا إلى تقارير بنك الج ازئر والنشرات الثبلثية االحصائية الممخصة في الجدول و الشكل‬
‫السابقين‪ ،‬نبلحظ أن سعر صرف الدينار الجزائري مقابل األورو‪ ،‬قد عرف انخفاض حيث قدر بـ‪ 98,33‬أورو‬
‫سنة ‪ 2007‬لتكون ىذه القيمة ىي أدنى مستوى لو خبلل فترة الدراسة‪ ،‬لكنو ارتفع سنتي ‪ 2008‬و‪22009‬‬
‫حيث بمغ ‪ 100,27‬و‪ 104,78‬عمى التوالي ليعاود االرتفاع سنة ‪ 2011‬حيث قدر بـ ‪ 106,53‬لينخفض‬
‫مجددا سنة ‪ 2012‬حيث بمغ ‪ 102,95‬أورو‪ ،‬لكنو عرف ارتفاعا مستم ار خبلل ‪ 2015-2013‬حيث سجل‬
‫سعر الصرف أعمى قيمة لو‪ ،‬حيث أن واحد دينار يساوي ‪ 117,05‬أورو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬الدين الخارجي‬

‫يقصد بإجمالي الدين الخارجي مبمغ الديون المستحقة لغير المقيمين والقابمة لمسداد بالعممة الصعبة‪،‬‬
‫وىو عبارة عن مبمغ الدين العام والمضمون من قبل الحكومة‪ ،‬والدين الخاص طويل األجل غير المضمون‪،‬‬
‫واستخدام ائتمان صندوق النقد الدولي‪ ،‬والدين قصير األجل يشتمل عمى كافة الديون التي يبمغ أجل‬
‫استحقاقيا األصمي عاما واحدا أو أقل‪ ،‬والفوائد المتأخرة عن الديون الطويمة األجل‪.‬‬
‫وعندما يكون اقتصاد دولة ما في حالة عجز‪ ،‬تمجأ الدولة لما يسمى بالدين الخارجي لتغطية ىذا‬
‫العجز‪ ،‬وفيما يمي جدول يوضح تطور الدين الخارجي لمجزائر من ‪ 2007‬إلى ‪.2015‬‬
‫الجدول رقم(‪ 7)3-0‬تطور الدين الخارجي لمجزائر خالل الفترة ‪.1322-1324‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون دوالر‬

‫‪1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334‬‬ ‫السنة‬
‫‪3,006 3,010 3,396 3,694 4,405 5,681 5,413 5,586 5,573‬‬ ‫الدين الخارجي‬
‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة‪،2014 ،2012 ،2010 ،2008:‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪94‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ 7) 2-0‬تطور الدين الخارجي لمجزائر لمفترة ‪.1322-1334‬‬

‫الدين الخارجي‬
‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫الدين الخارجي‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ 7‬من اعتماد الطالبتين باالعتماد عمى الجدول رقم (‪.)6-3‬‬

‫من الجدول رقم(‪ )6-3‬والشكل(‪ )5-3‬يبلحظ أن قيمة الدين الخارجي لمجزائر عرفت تدبدبا خبلل‬
‫الفترة من ‪2007‬إلى ‪ 2015‬إال أنو عرف تحسنا مقارنة بالسنوات السابقة‪ ،‬وذلك نتيجة لمسياسات المالية التي‬
‫اتبعتيا الحكومة وبرامج النيوض باالقتصاد الوطني حيث تراوح ما بين ‪ 5,573‬و‪ 3,006‬مميون دوالر خبلل‬
‫ىذه الفترة‪.‬‬

‫و يعود سبب ىذا االنخفاض أي انخفاض الدين الخارجي في الجزائر لمسياسات المنتيجة في ىذا‬
‫المجال سواء من خبلل السداد المنتظم ألقساط الديون الخارجية المستحقة عمى الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬ميزان المدفوعات‬

‫يرى بعض االقتصاديين أن توازن ميزان المدفوعات في الجزائر يعتمد أساسا عمى المداخيل من‬
‫المحروقات التي تمثل ‪ % 97‬من الصادرات الوطنية بدليل أن األزمات التي مرت بيا الجزائر ترتبط ارتباطا‬
‫وثيقا بمداخيميا من المحروقات‪ ،‬ففي سنة ‪ 1986‬عرفت الجزائر أقوى أزماتيا االقتصادية التي في األصل‬
‫ناتج لتسجيل ميزان مدفوعاتيا ألكبر عجز لو‪ ،‬والناتج عن تدىور الميزان التجاري‪ ،‬إضافة إلى تحقيق عجز‬
‫في حساب رأس المال‪ ،‬أما في السنوات األخيرة عرفت الجزائر فائضا مستم ار في ميزان مدفوعاتيا راجع‬

‫‪95‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بنسبة أكبر لتحسين ميزانيا التجاري بفضل ما تحققو صادراتيا النفطية من أرقام قياسية‪ ،‬ذلك باستثناء سنتي‬
‫‪ 2014‬و‪ 2015‬أين عرف ميزان المدفوعات عج از وىذا راجع إلى انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ 7)4-0‬التطور التاريخي لميزان المدفوعات الجزائري لمفترة ‪.1322-1334‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر‬

‫‪1322‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫‪1320‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫‪1322‬‬ ‫‪1323‬‬ ‫‪1336‬‬ ‫‪1335‬‬ ‫‪1334‬‬ ‫السنوات‬
‫البيان‬
‫‪-27,29‬‬ ‫‪-9,28‬‬ ‫‪3,50‬‬ ‫‪21,03‬‬ ‫‪26,53‬‬ ‫‪21,23‬‬ ‫‪3,12‬‬ ‫‪01,12‬‬ ‫‪03,26‬‬ ‫الرصيد الجاري الخارجي‬
‫‪-18,08‬‬ ‫‪0,46‬‬ ‫‪9,38‬‬ ‫‪20,17‬‬ ‫‪28,00‬‬ ‫‪18,20‬‬ ‫‪7,78‬‬ ‫‪40,52‬‬ ‫‪34,23‬‬ ‫الميزان التجاري‬
‫‪34,57‬‬ ‫‪60,13‬‬ ‫‪64,38‬‬ ‫‪71,74‬‬ ‫‪72,89‬‬ ‫‪57,09‬‬ ‫‪45,18‬‬ ‫‪78,59‬‬ ‫‪60,59‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪33,08‬‬ ‫‪58,46‬‬ ‫‪63,33‬‬ ‫‪10,58‬‬ ‫‪71,66‬‬ ‫‪56,12‬‬ ‫‪44,41‬‬ ‫‪77,19‬‬ ‫‪59,61‬‬ ‫المحروقات‬
‫‪1,48‬‬ ‫‪1,67‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1,15‬‬ ‫‪1,23‬‬ ‫‪0,97‬‬ ‫‪0,77‬‬ ‫‪1,40‬‬ ‫‪0,98‬‬ ‫صادرات أخرى‬
‫‪-52,65‬‬ ‫‪-59,67‬‬ ‫‪-54,99‬‬ ‫‪-51,57‬‬ ‫‪-44,89‬‬ ‫‪-38,89‬‬ ‫‪-37,40‬‬ ‫‪-38,07‬‬ ‫‪-26,35‬‬ ‫الواردات‬
‫‪-7,52‬‬ ‫‪-8,14‬‬ ‫‪-6,82‬‬ ‫‪-7,13‬‬ ‫‪-8,81‬‬ ‫‪-8,33‬‬ ‫‪-8,69‬‬ ‫‪-7,58‬‬ ‫‪-4,04‬‬ ‫خدمات ‪ ،‬خارج دخل‬
‫العامل‬
‫‪3,48‬‬ ‫‪3,55‬‬ ‫‪3,92‬‬ ‫‪3,96‬‬ ‫‪3,75‬‬ ‫‪3,57‬‬ ‫‪2,99‬‬ ‫‪3,49‬‬ ‫‪2,89‬‬ ‫دائن‬
‫‪-11,00‬‬ ‫‪-11,70‬‬ ‫‪-10,74‬‬ ‫‪-11,09‬‬ ‫‪-12,55‬‬ ‫‪-11,90‬‬ ‫‪-11,68‬‬ ‫‪-11,07‬‬ ‫‪-6,93‬‬ ‫مدين‬
‫‪-4,45‬‬ ‫‪-4,81‬‬ ‫‪-4,51‬‬ ‫‪-3,91‬‬ ‫‪-2,04‬‬ ‫‪-0,37‬‬ ‫‪-1,31‬‬ ‫‪-1,26‬‬ ‫‪-1,83‬‬ ‫دخل العوامل الصافي‬
‫‪2,19‬‬ ‫‪3,23‬‬ ‫‪3,55‬‬ ‫‪3,92‬‬ ‫‪4,45‬‬ ‫‪4,60‬‬ ‫‪4,74‬‬ ‫‪5,13‬‬ ‫‪3,81‬‬ ‫دائن‬
‫‪-6,64‬‬ ‫‪-8,05‬‬ ‫‪-8,06‬‬ ‫‪-7,83‬‬ ‫‪-6,49‬‬ ‫‪-4,96‬‬ ‫‪-6,05‬‬ ‫‪-6,39‬‬ ‫‪-5,55‬‬ ‫مدين‬
‫‪-0,12‬‬ ‫‪-0,04‬‬ ‫‪-0,07‬‬ ‫‪-0,33‬‬ ‫‪-0,24‬‬ ‫‪-0,11‬‬ ‫‪-0,17‬‬ ‫‪-0,19‬‬ ‫‪-0,23‬‬ ‫دفع الفوائد‬
‫‪-6,52‬‬ ‫‪-8,00‬‬ ‫‪-8,00‬‬ ‫‪-7,50‬‬ ‫‪-6,25‬‬ ‫‪-4,85‬‬ ‫‪-5,88‬‬ ‫‪-6,21‬‬ ‫‪-5,41‬‬ ‫أخرى‬
‫‪2,77‬‬ ‫‪3,22‬‬ ‫‪2,79‬‬ ‫‪3,17‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪2,63‬‬ ‫‪2,77‬‬ ‫‪2,22‬‬ ‫تحويالت صافية‬
‫‪-0,25‬‬ ‫‪3,40‬‬ ‫‪-0,70‬‬ ‫‪-0,24‬‬ ‫‪0,34‬‬ ‫‪3,42‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫‪2,54‬‬ ‫‪-1,08‬‬ ‫رصيد حساب رأس المال‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫حساب رأس المال‬
‫‪-0,69‬‬ ‫‪1,53‬‬ ‫‪1,96-‬‬ ‫‪1,52‬‬ ‫‪2,04‬‬ ‫‪3,47‬‬ ‫‪2,54‬‬ ‫‪2,28‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫اإلستثمار المباشر‬
‫الصافي‬
‫‪-0,46‬‬ ‫‪0,52‬‬ ‫‪-0,39‬‬ ‫‪-0,62‬‬ ‫‪-1,08‬‬ ‫‪0,44‬‬ ‫‪1,30‬‬ ‫‪-0,43‬‬ ‫‪-0,77‬‬ ‫رؤوس األموال‬
‫الرسمية(الصافية)‬
‫‪4,82‬‬ ‫‪5,95‬‬ ‫‪4,30‬‬ ‫‪0,25‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪0,55‬‬ ‫‪2,19‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪0,51‬‬ ‫السحب‬
‫‪-5,28‬‬ ‫‪-5,2‬‬ ‫‪-4,69‬‬ ‫‪-0,87‬‬ ‫‪-1,17‬‬ ‫‪-0,11‬‬ ‫‪-0,89‬‬ ‫‪-1,27‬‬ ‫‪-1,28‬‬ ‫اإلهتالك‬
‫‪0,90‬‬ ‫‪1,36‬‬ ‫‪-2,27‬‬ ‫‪-1,14‬‬ ‫‪-0,62‬‬ ‫‪-0,49‬‬ ‫‪-0,39‬‬ ‫‪0,69‬‬ ‫‪-1,66‬‬ ‫قروض قصيرة األجل‬
‫وأخطاء وسهو صافي‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2,32‬‬ ‫‪2,06‬‬ ‫‪-0,08‬‬ ‫منها‪ 7‬رصيد النقود‬
‫الورقية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0,33‬‬ ‫‪2,46‬‬ ‫‪-1,13‬‬ ‫منها‪ 7‬رصيد الدمم‬
‫قصيرة األجل‬
‫‪-27,54‬‬ ‫‪-5,88‬‬ ‫‪0,13‬‬ ‫‪12,06‬‬ ‫‪20,14‬‬ ‫‪15,58‬‬ ‫‪3,86‬‬ ‫‪36,99‬‬ ‫‪29,53‬‬ ‫الرصيد اإلجمالي‬
‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى النشرات االحصائية الثبلثية لبنك الجزائر‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪ 7‬الميزان التجاري‬

‫من الجدول رقم(‪ )7-3‬يمكن مبلحظة أن الميزان التجاري قد حقق فائضا عمى مدار فترة الدراسة‬
‫(‪ )2015-2007‬باستثناء سنتي ‪ 2014‬و‪ ،2015‬فقد حقق فائض بقيمة ‪ 34,23‬مميار دوالر و ‪40,52‬‬
‫سنتي ‪ 2007‬و‪ 2008‬عمى التوالي لينخفض إلى ‪ 7,78‬مميار دوالر سنة ‪ 2009‬وىذا ناتج عن تداعيات‬
‫األزمة العالمية لسنة ‪ ،2008‬الذي أثر تأثي ار مباش ار عمى قيمة صادراتيا النفطية حيث انخفضت من ‪77,19‬‬
‫مميار دوالر إلى ‪ 44,41‬مميار دوالر‪ ،‬في المقابل لم تنخفض قيمة واردتيا حيث سجمت انخفاض طفيف من‬
‫‪ 38,07‬إلى ‪ 37,4‬مميار دوالر ليستعيد عافيتو في السنوات البلحقة ليحقق فائضا بنسبة أقل مما حققو في‬
‫السنوات التي سبقت األزمة‪ ،‬وىو ناتج عن االرتفاع المحسوس لمواردات التي حققت أقصى قيمة ليا سنتين‬
‫عمى التوالي اجتازت قيمتيا حاجز ‪ 50‬مميار دوالر‪ ،‬بقيمة‪ 51,57‬مميار دوالر سنة ‪ 2012‬و ‪ 54,99‬مميار‬
‫دوالر سنة ‪ 2013‬ما حد من أثر ارتفاع الصادرات لحدود ما قبل األزمة‪ ،‬إال أن رصيد الميزان التجاري انتقل‬
‫من شبو التوازن في ‪ 0,46( 2014‬مميار دوالر) إلى عجز قدره ‪ 18,08‬مميار دوالر في ‪ ،2015‬بالفعل‬
‫كانت صدمة أسعار النفط جد حادة‪ ،‬بحيث سجل رصيد الميزان التجاري أول عجز لو بعد أكثر من ‪ 18‬سنة‬
‫من الفوائض المتتالية‪ ،‬حيث شيد العجز في بند "الخدمات غير المرتبطة بعوامل االنتاج" تقمصا كبي ار‬
‫ويرتبط ىذا أساسا بانخفاض الواردات من الخدمات‪ ،‬بما في ذلك خدمات النقل وخدمات البناء واألشغال‬
‫العمومية‪ ،‬وفي حد أقل بزيادة طفيفة في صادرات الخدمات‪.‬‬

‫ثانيا‪ 7‬حساب رأس المال‬

‫يعد حساب رأس المال أحد المكونات األساسية لميزان المدفوعات لمدول المتقدمة فحركة رؤوس‬
‫األموال الداخمة لمبمد والخارجة منو تكون بأحجام ىائمة ومؤثرة في وضع ميزان مدفوعاتيا‪ ،‬وىذا ما ال ينطبق‬
‫عمى معظم الدول النامية ومنيا الجزائر فبعد الفترة التي مرت بيا الجزائر وثقل ديونيا الخارجية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى األعباء المترتبة عنيا وتوجو االيرادات الميمة لصادراتيا إلى تسديد الديون‪ ،‬ما كان يؤثر سمبا عمى‬
‫رصيد ميزان مدفوعاتيا حيث حقق عجز الفترات ميمة خاصة فترات الثمانينات‪ ،‬لكن منذ دخول األلفية الثالثة‬
‫ونتيجة لمسياسة التي اتبعتيا الجزائر في التخمص من عبء ديونيا اعتمادا ما حققو ميزانيا التجاري من‬
‫فائض بفضل ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬والدفع المسبق لمديون انخفض العجز في حساب رأس المال إلى‬
‫مستويات ضئيمة ال تعتبر مؤثرة بشكل كبير عمى الرصيد اإلجمالي لميزان المدفوعات‪ ،‬بل وحقق حساب رأس‬
‫المال فائضا في بعض السنوات ليصل سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 3,45‬مميار دوالر كأقصى قيمة لو لكن محدودية ما‬

‫‪97‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تحققو االستثمارات المباشرة وحركة رؤوس األموال الداخمية بسبب عدم جاذبية المناخ االستثماري‪ ،‬جعل من‬
‫ىذ ا الحساب يتخبط في مستويات ضعيفة من العجز والفائض‪ ،‬فيو ال يساىم في تحديد رصيد ميزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن القول أن رصيد ميزان المدفوعات الجزائري يعتمد عمى تحرك ووضعية ميزانو‬
‫التجاري‪ ،‬حيث أن حركة الصادرات وخاصة في قطاع المحروقات التي تصدرىا الزائر إلى الخارج‪ ،‬والواردات‬
‫التي تستوردىا الجزائر من الخارج تمثل أكبر محدد لوضعية ميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ 7‬تقييم المؤشرات االجتماعية‬

‫الفرع األول‪ 7‬البطالة والتشغيل‬

‫البطالة ىي ظاىرة اقتصادية بدأ ظيورىا بشكل ممموس مع ازدىار الصناعة‪ ،‬حيث أنيا أصبحت‬
‫ظاىرة طبيعية‪ ،‬ومن الصعب الوصول إلى مستوى التوظيف الكامل لكل أفراد القوى العاممة‪ ،‬وتؤكد العديد من‬
‫الدراسات والبحوث عمى وجود عبلقة ترابطية بين معدالت النمو االقتصادي وتغير معدالت البطالة السائد‬
‫في االقتصاد‪ ،‬فتغير معدالت النمو االقتصادي يؤدي حسب المقاربة القياسية إلى انخفاض معدالت البطالة‬
‫بنسب متفاوتة‪ ،‬تفسر عادة بطبيعة النمو االقتصادي بشكل ما تحدده طبيعة البطالة ومصدرىا ومدى ارتباطيا‬
‫بالقطاعات األكثر تأثي ار عمى النمو االقتصاد‪.‬‬

‫وتعتبر البطالة مشكمة تأخذ بعي ن االعتبار عند القيام بتوجيو البرامج الحكومية‪ ،‬وتقديم البرامج‬
‫االقتصادية االصبلحية اليادفة لمواجية ىذه المشكمة‪ ،‬وفيما يمي جدول يبين وضع البطالة خبلل الفترة‬
‫‪.2015-2007‬‬

‫الجدول رقم (‪ 7)5-0‬تطور نسبة البطالة لفترة ‪1322-1334‬‬

‫الوحدة‪ 7‬النسب المئوية‬

‫‪1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334‬‬ ‫السنوات‬
‫‪11,2‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫‪9,8‬‬ ‫‪11,0‬‬ ‫‪10,0‬‬ ‫‪10,0‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪11,8‬‬ ‫معدل البطالة‬
‫المصدر‪ 7‬التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪.2015 ،2011‬‬

‫‪98‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ساىمت الدولة الجزائرية بمجيود انفاقي كبير من خبلل برامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬في القضاء عمى‬
‫ظاىرة البطالة‪ ،‬ولقد نجحت برامج اإلنعاش االقتصادي في التأثير ايجابيا عمى معدالت البطالة خبلل الفترة‬
‫‪.2015-2007‬‬

‫فنجد أن معدل البطالة عرف موجة من االنخفاضات‪ ،‬فقد بمغ ‪ %11.8‬سنة ‪ 2007‬واستمر في‬
‫االنخفاض حيث بمغ ‪ %10.2‬سنة ‪ 2009‬ىذا في إطار البرنامج التكميمي لدعم النمو‪.‬‬

‫وعرف سنوات ‪ 2011-2010‬معدالت منخفضة و مستقرة حيث بمغت ‪ %10‬إال أن في سنة‬


‫‪ 2012‬شيدت ارتفاعا طفيفا قدر ب ‪ %1‬ليعود معدل البطالة لبلنخفاض خبلل سنة ‪ 2013‬حيث سجل‬
‫‪ % 9.8‬و ذلك بسبب البرنامج الخماسي ‪ 2014-2010‬والذي خصص لو حوالي ‪ 350‬مميار دج لتمويل‬
‫آليات خمق مناصب الشغل و إدماج خريجي الجامعات و مراكز التكوين الميني‪.‬‬

‫إال أن معدل البطالة ارتفع سنتي ‪ 2014‬و‪ 2015‬حيث بمغ ‪ %10,6‬و‪ %11,2‬عمى التوالي وذلك‬
‫بسبب األزمة االقتصادية التي تعيشيا الدولة الجزائرية الناتجة عن انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫والشكل التالي يوضح تطور نسبة البطالة في الجزائر خبلل فترة الدراسة ‪.2015-2007‬‬

‫الشكل رقم(‪ 7)3-0‬تطور نسبة البطالة في الجزائر ‪1322-1334‬‬

‫معدالت البطالة‬
‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫معدالت البطالة‬
‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ 7‬من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى الجدول رقم (‪.)8-3‬‬

‫‪99‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إن عدد المناصب المشغولة من قبل السكان بشكل أكثر في النشاطات التي يديرىا القطاع الخاص‬
‫وخاصة في قطاع الصناعة واألشغال العمومية والفبلحة‪ ،‬وىي القطاعات التي تستقطب عدد ىائبل من‬
‫العمالة بالنظر إلى طبيعة النشاط و أماكن تواجد المشروعات عادة في الشمال خاصة بالنسبة لؤلشغال‬
‫العمومية‪ ،‬لكن الفبلحة ورغم استفادتيا من مبالغ ضخمة في إطار البرامج التنموية‪ ،‬فقد كان أكبر عدد‬
‫السكان الناشطين في الفبلحة عامي ‪ 2008‬و‪ 2009‬حيث قدروا بحوالي ‪ 1,2‬مميون عامل لكنو انخفض‬
‫إلى ‪ 917‬مميون عامل سنة ‪ ،2015‬أما في قطاع الصناعة فقد ارتفعت المناصب المشغولة فيو من‬
‫‪ 1,028‬مميون عامل سنة ‪ 2007‬إلى حوالي ‪ 1,3‬مميون عامل سنة ‪ 2015‬وىو تطور ايجابي‪ ،‬وفيما‬
‫يتعمق بالخدمات التجارية واالدارة فيجب القول أن الدولة تراىن عمييما في مجال التوظيف حيث يساىمان‬
‫بحوالي ‪ %50‬من عدد المناصب المشغولة بين ‪ 2007‬و‪ ،2015‬إذ يعتبر الوظيف العمومي أىم رافد‬
‫لطالبي التوظيف في االدارة لكن يبقى إشكال يواجو نشاطات الخدمات التجارية واإلدارة فالنسبة لؤلول‬
‫تظل العديد منيا غير قادرة عمى خمق القيمة المضافة ومن ثم لعب دور في التنمية‪ ،‬أما بالنسبة لئلدارة‬
‫فإنو يستوعب العديد من الموظفين بالعقود والموظفين المؤقتين ليست وظائف دائمة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)9-3‬تطور عدد السكان النشيطين حسب القطاعات خبلل الفترة (‪) 2015-2007‬‬
‫الوحدة‪ 7‬آالف‬

‫معدل‬ ‫السكان‬ ‫في‬ ‫في البناء‬ ‫في‬ ‫في الفبلحة‬ ‫السكان‬ ‫السكان‬ ‫السنة‬
‫البطالة ‪%‬‬ ‫العاطمون‬ ‫الخدمات‬ ‫واألشغال‬ ‫الصناعة‬ ‫العاممون‬ ‫النشطون‬
‫واإلدارة‬ ‫العمومية‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬

‫‪11,8‬‬ ‫‪1,375‬‬ ‫‪4,872‬‬ ‫‪1,524‬‬ ‫‪1,028‬‬ ‫‪1,171‬‬ ‫‪8,549‬‬ ‫‪9,969‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪11,13‬‬ ‫‪1,169‬‬ ‫‪5,178‬‬ ‫‪1,575‬‬ ‫‪1,141‬‬ ‫‪1,252‬‬ ‫‪9,146‬‬ ‫‪10,315‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪10,2‬‬ ‫‪1,072‬‬ ‫‪5,318‬‬ ‫‪1,718‬‬ ‫‪1,194‬‬ ‫‪1,242‬‬ ‫‪9,472‬‬ ‫‪10,544‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪101‬‬
‫‪10,00‬‬ ‫‪1,076‬‬ ‫‪5,377‬‬ ‫‪1,886‬‬ ‫‪1,337‬‬ ‫‪1,136‬‬ ‫‪9,736‬‬ ‫‪10,812‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪10,00‬‬ ‫‪1,063‬‬ ‫‪5,603‬‬ ‫‪1,595‬‬ ‫‪1,367‬‬ ‫‪1,034‬‬ ‫‪9,599‬‬ ‫‪10,861‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪11,00‬‬ ‫‪1,253‬‬ ‫‪6,260‬‬ ‫‪1,663‬‬ ‫‪1,335‬‬ ‫‪1,120‬‬ ‫‪10,170‬‬ ‫‪11,423‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪9,8‬‬ ‫‪1,175‬‬ ‫‪6,449‬‬ ‫‪1,791‬‬ ‫‪1,407‬‬ ‫‪1,141‬‬ ‫‪10,788‬‬ ‫‪11,966‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪10,6‬‬ ‫‪1,214‬‬ ‫‪6,224‬‬ ‫‪1,826‬‬ ‫‪1,290‬‬ ‫‪899‬‬ ‫‪10,239‬‬ ‫‪11،453‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪11,2‬‬ ‫‪1,338‬‬ ‫‪6,524‬‬ ‫‪1,776‬‬ ‫‪1,377‬‬ ‫‪917‬‬ ‫‪10,564‬‬ ‫‪11,932‬‬ ‫‪2015‬‬

‫وبالحديث عن برامج التنمية ومساىمتيا في خمق الوظائف الجديدة‪ ،‬ساىم برنامج دعم االنعاش‬

‫‪ 124908‬مناصب شغل اقتصادية و‪ 1940530‬تخص جياز المساعدة لئلدماج الميني‪.‬‬


‫االقتصادي في استحداث ‪ 2343510‬منصب شغل في الفترة ما بين ‪ 2010‬ونياية جوان ‪ 2012‬منيا‬
‫االقتصادي باستحداث ‪ 1,3‬مميون منصب شغل من ‪ 2007‬إلى ‪ .2009‬كما ساىم برنامج دعم النمو‬
‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪2015-2011‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬من حيث التعميم والصحة‬

‫تواجو النظم التعميمية في الجزائر مجموعة من التحديات‪ ،‬أىميا القدرة عمى تمبية االحتياجات‬
‫المتزايدة من التعميم لؤلجيال الجديدة‪،‬ـ ولذلك تصطدم النظم التعميمية في مختمف األقطار بتحديات الواقع‬
‫الديموغرافي وضرورة التوفيق بين النمو الديموغرافي وتوفير فرص تعميمية مناسبة‪ ،‬مما يتطمب استثمارات‬
‫متعددة الستيعاب المتدفقين الجدد لمنظم التعميمية‪ ،‬حيث انفقت الجزائر حوالي ‪ %4.4‬سنويا من الناتج‬
‫المحمي اإلجمالي عمى قطاع التعميم في الفترة الممتدة من ‪ 2015-2008‬ومع ذلك يبقى التعميم في الجزائر‬
‫غير فعال‪ ،‬حيث ال يؤدي إلى زيادة إنتاجية القوى العاممة والدخل الفردي‪.‬‬

‫ويبمغ معدل األمية في الجزائر في الفئة العمرية(‪ 15‬سنة فما فوق) ‪ %19.8‬سنة ‪ ،2015‬حيث‬
‫بمغت بين اإلناث حوالي ‪ %26.8‬من إلى اإلناث وبين الذكور حوالي ‪ %12.8‬من إجمالي الذكور‪ ،‬أما في‬
‫الفئة العمرية (‪ )24-15‬فقد بمغ معدل األمية في نفس السنة ‪ %4.4‬من إجمالي السكان في ىذه الفئة‪ ،‬حيث‬
‫بمغ ‪ 4.5‬بين اإلناث و‪ %4.4‬بين الذكور‪.‬‬

‫أما فيما يخص قطاع الصحة فيناك ثبلث مشكبلت متداخمة تحد من قدرة الجزائر عمى التحرك لبلقتراب من‬
‫التغطية الشاممة لمخدمات الصحية‪ ،‬تكمن األولى في محدودية توافر الموارد المالية‪ ،‬أما الحاجز الثاني فيو‬
‫االعتماد المفرط عمى الدفع المباشر مقابل الخدمات الصحية في الوقت الذي يحتاج فيو الناس إلى الحصول‬
‫عمييا‪ ،‬وحتى لو كان لدييم نوع ما من التأمين االجتماعي‪ ،‬أما العقبة الثالثة فتتمثل في عدم الكفاءة والتحيز‬
‫لصالح المدن في االستفادة من الموارد‪ ،‬فقد بمغت نسبة االنفاق عمى قطاع الصحة سنة ‪ 2014‬خوالي‬
‫‪ %7.2‬من الناتج المحمي اإلجمالي‪ ،‬كما بمغت نسبة السكان الذين يحصمون عمى خدمات صحية عند سكان‬
‫المدن ‪ %98‬بينما بمغت عند سكان الريف ‪.%88‬‬

‫‪102‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ 7‬القروض الممنوحة من طرف مجموعة البنك الدولي لمجزائر‬

‫لجأت الجزائر إلى مجموعة البنك الدولي منذ السنوات األولى من استقبلليا لمحصول عمى موارد‬
‫مالية‪ ،‬واستخدمت ىذ ه الموارد لغرضين أساسيين‪ ،‬يتمثل الغرض األول في تمويل التنمية‪ ،‬أما الغرض الثاني‬
‫الذي استخدمت فيو قروض مجموعة البنك الدولي‪ ،‬فيتمثل في تمويل برامج االصبلح االقتصادي‪.‬‬

‫المطمب األول‪ 77‬المشروعات الممولة من طرف البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬

‫لقد مول البنك الدولي لئلنشاء والتعمير مشاريع عديدة ومتنوعة في الجزائر‪ ،‬إذ شممت قروضو تقريبا‬
‫كل القطاعات‪ ،‬إال أنو ركز في تمويمو عمى بعض القطاعات بالنظر إلى أىميتيا في عممية التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وأىم ىذه القطاعات ما يمي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ 7‬القطاع الزراعي‪ 7‬يعتبر القطاع الزراعي من أىم الركائز األساسية لمتنمية االقتصادية كما يتميز‬
‫بكثافة استخدامو لميد العاممة‪ ،‬لذا حظي ىذا القطاع ألولوية كبيرة في العمميات االقراضية لمبنك الدولي‬
‫لئلنشاء والتعمير‪ ،‬وقد مول ىذا األخير ‪ 13‬مشروع في القطاع الزراعي بمبمغ إجمالي قدره ‪ 647‬مميون دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وكان أول مشروع مولو البنك ىو مشروع المساعدة التقنية والذي صودق عميو يوم ‪ 26‬جوان ‪1975‬‬
‫بقرض مبمغو ‪ 8‬مبليين دوالر‪ ،‬أما آخر مشروع فصودق عميو بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪ ،2003‬إذ خصص لو قرض‬
‫بـ ‪ 95‬مميون دوالر‪ ،‬ووجو ىذ القرض لخمق مناصب شغل في القطاع الزراعي‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ 7‬القطاع الصناعي‪ 7‬لم يحظ ىذا القطاع بتمويبلت كبيرة رغم أنو يعتبر أساس التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ولم يمول في القطاع الصناعي سوى ثبلثة مشاريع‪:2‬‬

‫‪ -‬مشروع إلنتاج الغاز المميع صودق عميو في ‪ 14‬ماي ‪ ،1964‬وقدر ب ـ ‪ 20.5‬مميون دوالر؛‬
‫‪ -‬مشروع لتوسيع المؤسسة الوطنية لمواد البناء‪ ،‬صودق عميو بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪ 1975‬وحدد مبمغ‬
‫القرض بـ ـ ‪ 46‬مميون دوالر؛‬
‫‪ -‬مشروع إلعادة ىيكمة القطاع الصناعي‪ ،‬بتاريخ‪ 31‬ماي ‪ 1990‬بقرض قدره ‪ 99,50‬مميون دوالر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫البنك الدولي‪ ،‬حافظة المشاريع‪ ،‬حسب البمد‪ ،‬عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://web worldbank. Org/external/projects/main? pagePK 10/05/2017‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ 7‬قطاع النقل‪ 7‬حظي قطاع النقل بدور بأىمية كبيرة في البرامج اإلقراضية لمبنك الدولي لئلنشاء‬
‫والتعمير‪ ،‬بحيث قدم ىذا األخير قروضا عديدة لقطاع النقل بفروعو المختمفة(إنجاز الطروقات‪ ،‬السكك‬
‫الحديدية‪ ،‬الموانئ ‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫إن أغمب القروض التي قدميا البنك لتمويل قطاع النقل‪ ،‬استخدمت لتمويل مشاريع إلنجاز الطرقات‪،‬‬
‫بحيث مول ‪ 6‬مشاريع إلنجاز الطرقات بممغ إجمالي قدره ‪ 546‬مميون دوالر‪.‬‬

‫كما مول البنك ثبلثة مشاريع إلنجاز موانئ وىي‪:‬‬

‫‪ -‬مشروع إنجاز الماء "بطيوة"‪ ،‬صودق عميو بتاريخ ‪30‬ماي ‪ 1974‬بقرض قيمتو ‪70‬مميون دوالر؛‬
‫‪ -‬مشروع إلنجاز ميناء جيجل‪ ،‬صودق عميو في ‪ 19‬ماي ‪ ،1977‬بقرض قيمتو ‪80‬مميون دوالر؛‬
‫‪ -‬المشروع الثالث إلنجاز ميناء‪ ،‬صودق عميو في ‪ 29‬ماي ‪ ،1989‬بقرض قيمتو ‪ 63‬مميون دوالر‪.‬‬

‫وفي مجال السكك مول البنك مشروعين‪:‬‬

‫‪ -‬المشروع األول صودق عميو بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪ ،1974‬بقرض قدره ‪ 49‬مميون دوالر؛‬
‫‪ -‬المشروع الثاني صودق عميو في ‪ 24‬جوان ‪ ،1988‬وخصص لو مبمغ ‪ 143‬مميون دوالر‪.‬‬

‫أما آخر مشروع مولو البنك في قطاع النقل‪ ،‬فيو خاص بتقديم المساعدة التقنية لمقطاع وصادق مجمس‬
‫إدارة البنك عمى ىذا المشروع في ‪ 23‬أوت ‪ ،2001‬وحدد مبمغ القرض بـ ‪ 8,72‬مميون دوالر‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ىذه القطاعات التي استفادت من النسبة الكبيرة من قروض البنك الدولي لئلنشاء والتعمير‪،‬‬
‫ىناك قطاعات أخرى أقل أىمية من سابقيا‪ ،‬وىذا من حيث عدد المشاريع التي مولت فييا وحجم القروض‬
‫المخصصة ليا‪ ،‬ومن أىم ىذه القطاعات‪ :‬قطاع المناجم‪ ،‬المواصبلت السمكية والبلسمكية‪ ،‬التنمية الحضرية‪،‬‬
‫الحماية االجتماعية‪ ،‬كما موضحة في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ 7)23-0‬القروض التي قدمها البنك الدولي لإلنشاء والتعمير لمحكومة الجزائرية(إلى غاية‬
‫ديسمبر ‪)1336‬‬

‫تاريخ المصادقة عمى‬ ‫القطاع‬ ‫مبمغ‬ ‫اسم المشروع‬ ‫رقم‬


‫المشروع‬ ‫القرض‬ ‫المشروع‬
‫(مميون‬
‫دوالر)‬
‫‪1964-05-14‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪20,50‬‬ ‫مشروع إلنجاز الغاز السائل‬ ‫‪32‬‬

‫‪104‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1973-06-14‬‬ ‫التربية‬ ‫‪6,00‬‬ ‫مشروع خاص بالتربية‬ ‫‪31‬‬


‫‪1973-06-14‬‬ ‫النقل‬ ‫‪18,50‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪30‬‬
‫‪1974-05-30‬‬ ‫الطاقة‬ ‫‪38,50‬‬ ‫مشروع إلنتاج الطاقة‬ ‫‪31‬‬
‫‪1974-05-30‬‬ ‫النقل‬ ‫‪70,00‬‬ ‫مشروع إلنتاج ميناء "بطيوة"‬ ‫‪32‬‬
‫‪1974-05-30‬‬ ‫النقل‬ ‫‪49,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز سكة حديدية‬ ‫‪33‬‬
‫‪1975-06-26‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪08,00‬‬ ‫مشروع المساعدة التقنية لمتنمية الريفية‬ ‫‪34‬‬
‫‪1975-06-26‬‬ ‫المالية‬ ‫‪40,00‬‬ ‫مشروع قرض صناعي‬ ‫‪35‬‬
‫‪1975-12-16‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪46,00‬‬ ‫مشروع لتوسيع المؤسسة الوطنية لمواد‬ ‫‪36‬‬
‫البناء‬
‫‪1976-02-10‬‬ ‫التربية‬ ‫‪47,00‬‬ ‫مشروع خاص بالتربية‬ ‫‪23‬‬
‫‪1976-06-22‬‬ ‫الطاقة‬ ‫‪57,50‬‬ ‫مشروع إلنتاج الطاقة‬ ‫‪22‬‬
‫‪1977-03-15‬‬ ‫التربية‬ ‫‪48,50‬‬ ‫مشروع خاص بالتربية‬ ‫‪21‬‬
‫‪1977-04-21‬‬ ‫النقل‬ ‫‪41,50‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪20‬‬
‫‪1977-05-19‬‬ ‫النقل‬ ‫‪80,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز ميناء "جيجل"‬ ‫‪21‬‬
‫‪1978-04-04‬‬ ‫إمدادات المياه والصرف‬ ‫‪82,00‬‬ ‫مشروع لمصرف الصحي في مدينة‬ ‫‪22‬‬
‫الصحي‬ ‫"الجزائر"‬
‫‪1978-06-15‬‬ ‫التربية‬ ‫‪90,00‬‬ ‫مشروع خاص بالتربية‬ ‫‪23‬‬
‫‪1979-04-10‬‬ ‫النقل‬ ‫‪126,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪24‬‬
‫‪1971-06-21‬‬ ‫الفبلحة‬ ‫‪42,00‬‬ ‫مشروع إلنتاج أغدية األنعام‬ ‫‪25‬‬
‫‪1979-11-13‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪20,00‬‬ ‫مشروع إلنتاج المعادن‬ ‫‪26‬‬
‫‪1980-01-15‬‬ ‫إمدادات المياه والصرف‬ ‫‪05,00‬‬ ‫مشروع التموين بالمياه‬ ‫‪13‬‬
‫الصحي‬
‫‪1980-02-26‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪08,00‬‬ ‫مشروع لمري في والية "الشمف"‬ ‫‪12‬‬
‫‪1980-03-11‬‬ ‫التربية‬ ‫‪87,00‬‬ ‫مشروع خاص بالتربية‬ ‫‪11‬‬
‫‪1980-07-08‬‬ ‫النقل‬ ‫‪110,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪10‬‬
‫‪1983-12-20‬‬ ‫االتصاالت السمكية‬ ‫‪128,00‬‬ ‫مشروع لبلتصاالت السمكية‬ ‫‪11‬‬
‫والمعموماتية‬
‫‪1984-06-28‬‬ ‫امدادات المياه والصرف‬ ‫‪290,00‬‬ ‫ك‪2‬مشروع لتزويد والية الجزائر بالمياه‬ ‫‪12‬‬
‫الصحي‬ ‫الصالحة لمشرب‬
‫‪1985-06-20‬‬ ‫امدادات المياه والصرف‬ ‫‪262,00‬‬ ‫مشروع وطني لمتموين بالمياه الصالحة‬ ‫‪13‬‬
‫الصحي‬ ‫لمشرب والصرف الصحي‬
‫‪1987-05-12‬‬ ‫النقل‬ ‫‪120,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪14‬‬
‫‪1987-05-12‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪94,00‬‬ ‫مشروع لمري والية الشمف‬ ‫‪15‬‬
‫‪1987-05-26‬‬ ‫امدادات المياه والصرف‬ ‫‪250,00‬‬ ‫المشروع الوطني الثاني لمتزويد بالمياه‬ ‫‪16‬‬

‫‪105‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الصحي‬ ‫والصرف الصحي‬


‫‪1988-01-28‬‬ ‫امدادات المياه والصرف‬ ‫‪20,00‬‬ ‫المشروع الثالث لمتموين بالمياه‬ ‫‪03‬‬
‫الصحي‬ ‫والصرف الصحي‬
‫‪1988-06-24‬‬ ‫النقل‬ ‫‪143,00‬‬ ‫مشروع خاص بالسكك الحديدية‬ ‫‪02‬‬
‫‪1988-06-24‬‬ ‫التربية‬ ‫‪54,00‬‬ ‫مشروع خاص بالتكوين الميني‬ ‫‪01‬‬
‫‪1988-06-24‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪14,00‬‬ ‫مشروع خاص بالري‬ ‫‪00‬‬
‫‪1988-06-29‬‬ ‫الطاقة‬ ‫‪160,00‬‬ ‫مشروع إلنتاج الطاقة‬ ‫‪01‬‬
‫‪1988-12-13‬‬ ‫الفبلحة‬ ‫‪110,00‬‬ ‫مشروع القرض الفبلحي‬ ‫‪02‬‬
‫‪1989-01-31‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪58,00‬‬ ‫مشروع لمكافحة الجراد في الصحراء‬ ‫‪03‬‬
‫‪1989-05-30‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪110,00‬‬ ‫مشروع ري سيل متيجة الغربي‬ ‫‪04‬‬
‫‪1989-06-29‬‬ ‫النقل‬ ‫‪63,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز ميناء‬ ‫‪05‬‬
‫‪1989-08-31‬‬ ‫قطاعات متعددة‬ ‫‪300,00‬‬ ‫مشروع لدعم اإلصبلحات االقتصادية‬ ‫‪06‬‬
‫‪1990-03-06‬‬ ‫إدارة القطاع العام‬ ‫‪26,00‬‬ ‫مشروع لممساعدة التقنية‬ ‫‪13‬‬
‫‪1990-05-31‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪99,50‬‬ ‫مشروع إلعادة ىيكمة القطاع الصناعي‬ ‫‪12‬‬
‫‪1990-06-05‬‬ ‫الفبلحة‬ ‫‪32,00‬‬ ‫مشروع لمبحث واإلرشاد الفبلحي‬ ‫‪11‬‬
‫‪1990-11-06‬‬ ‫التعميم العالي‬ ‫‪65,00‬‬ ‫مشروع لتطوير جامعة العموم‬ ‫‪10‬‬
‫والتكنولوجيا‬
‫‪1991-05-03‬‬ ‫الصحة‬ ‫‪16,00‬‬ ‫مشروع لتسيير قطاع الصحة العمومية‬ ‫‪11‬‬
‫‪1991-06-21‬‬ ‫الصناعة والقطاع المالي‬ ‫‪350,00‬‬ ‫مشروع إلعادة ىيكمة القطاع المالي‪،‬‬ ‫‪12‬‬
‫وقطاع المؤسسات‬
‫‪1991-07-30‬‬ ‫البترول والغاز‬ ‫‪100,00‬‬ ‫مشروع إلنتاج البترول‬ ‫‪13‬‬
‫‪1991-09-24‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪57,00‬‬ ‫مشروع تنمية المناطق الصحراوية‬ ‫‪14‬‬
‫‪1992-06-11‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪25,00‬‬ ‫مشروع لتنمية الغابات وتييئة األحواض‬ ‫‪15‬‬
‫‪1992-06-11‬‬ ‫التنمية الحضارية‬ ‫‪33,00‬‬ ‫مشروع مسح‪ m2‬األراضي‬ ‫‪16‬‬
‫‪1993-03-04‬‬ ‫التنمية الحضارية‬ ‫‪200,00‬‬ ‫مشروع لمتييئة العمرانية‬ ‫‪23‬‬
‫‪1993-03-16‬‬ ‫التربية والتعميم‬ ‫‪40,00‬‬ ‫مشروع لدعم التعميم األساسي والثانوي‬ ‫‪22‬‬
‫‪1993-12-23‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪30,00‬‬ ‫مشروع لتنمية المناطق الصحراوية‬ ‫‪21‬‬
‫‪1994-06-02‬‬ ‫إمدادات المياه والصرف‬ ‫‪110,00‬‬ ‫مشروع لمتموين بالمياه والصرف‬ ‫‪20‬‬
‫الصحي‬ ‫الصحي‬
‫‪1994-12-01‬‬ ‫التنمية الحضارية‬ ‫‪51,00‬‬ ‫مشروع استعجالي إلعادة البناء في‬ ‫‪21‬‬
‫مدينة معسكر‬
‫‪1994-01-12‬‬ ‫السياسة االقتصادية‬ ‫‪150,00‬‬ ‫مشروع لدعم عممية إعادة ىيكمة القطاع‬ ‫‪22‬‬
‫االقتصادي‬
‫‪1995-01-31‬‬ ‫النقل‬ ‫‪130,00‬‬ ‫مشروع إلنجاز طريق وطني‬ ‫‪23‬‬

‫‪106‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1996-04-25‬‬ ‫الحماية االجتماعية‬ ‫‪50,00‬‬ ‫مشروع إلصبلح نظام الضمان‬ ‫‪24‬‬


‫االجتماعي‬
‫‪1996-04-25‬‬ ‫السياسة االقتصادية‬ ‫‪300,00‬‬ ‫مشروع قرض لمتكييف الييكمي‬ ‫‪25‬‬
‫‪1996-06-11‬‬ ‫البيئة‬ ‫‪78,00‬‬ ‫مشروع لمراقبة التموث الصناعي‬ ‫‪26‬‬
‫‪1997-03-25‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪89,00‬‬ ‫مشروع لتمويل برامج التشغيل في‬ ‫‪33‬‬
‫الريف‬
‫‪1998-06-25‬‬ ‫التنمية الحضارية‬ ‫‪150,00‬‬ ‫مشروع إلسكان محدودي الدخل‬ ‫‪32‬‬
‫‪2000-06-22‬‬ ‫قطاعات متعددة‬ ‫‪83,46‬‬ ‫مشروع استعجالي لبناء ما خربو زلزال‬ ‫‪31‬‬
‫تيموشنت‬
‫‪2000-06-26‬‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫‪05,00‬‬ ‫مشروع لدعم مسار الخوصصة‬ ‫‪30‬‬
‫‪2000-06-27‬‬ ‫البريد والمواصبلت‬ ‫‪09,00‬‬ ‫مشروع إلصبلح قطاع البريد‬ ‫‪31‬‬
‫والمواصبلت‬
‫‪2001-02-06‬‬ ‫إدارة القطاع العام‬ ‫‪23,70‬‬ ‫مشروع لعصرنة أنظمة الميزانية‬ ‫‪32‬‬
‫‪2001-02-27‬‬ ‫الطاقة والمناجم‬ ‫‪18,00‬‬ ‫مشروع لممساعدة التقنية في قطاع‬ ‫‪33‬‬
‫الطاقة والمناجم‬
‫‪2001-07-26‬‬ ‫المالية‬ ‫‪16,50‬‬ ‫مشروع لتطوير اليياكل القاعدية‬ ‫‪34‬‬
‫الخاصة بالنظام المالي‬
‫‪2001-08-23‬‬ ‫النقل‬ ‫‪08,72‬‬ ‫مشروع المساعدة التقنية في قطاع النقل‬ ‫‪35‬‬
‫‪2002-06-27‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪05,50‬‬ ‫مشروع المساعدة التقنية لمتمويل‬ ‫‪36‬‬
‫العقاري‬
‫‪2002-08-08‬‬ ‫التنمية الحضارية‬ ‫‪88,5‬‬ ‫مشروع لمواجية األخطار الطبيعية في‬ ‫‪43‬‬
‫المناطق الحضرية‬
‫‪2003-04-29‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪95‬‬ ‫مشروع دعم العمالة الريفية‬ ‫‪42‬‬
‫‪2009-02-17‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪0,37‬‬ ‫مشروع تطوير نظام اإلحصاءات‬ ‫‪41‬‬
‫الزراعية‬
‫المصدر‪ 7‬البنك الدولي‪ ،‬المشروعات والعمميات‪ ،‬حافظة المشروعات‪ ،‬تقارير قطرية‪ ،‬ممخصات اإلقراض القطري والوثائق‬
‫التحميمية‪ ،‬حسب البمد‪ ،‬متاحة عمى الموقع اإللكتروني‬

‫‪http://web worldbank. Org/external/projects/main? pagePK 10/05/2017.‬‬

‫نبلحظ من الجدول(‪ )10-3‬أن البنك الدولي لئلنشاء والتعمير قد قام بـ ـ ‪ 72‬عممية تمويمية في‬
‫الجزائر في الفترة ‪ ،2009 -1964‬وقد بمغ مجموع قيم ىذه العمميات بحوالي ‪ 5761‬مميون دوالر أي‬
‫بمتوسط إقراض سنوي يعادل‪ 164 m2‬مميون دوالر أمريكي وىي قيمة ضئيمة جدا وال تعكس األىداف‬
‫التنموية التي يسعى البنك إلى تحقيقيا عمى مستوى االقتصاد الجزائري بمختمف قطاعاتو‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ 7‬المشاريع الممولة من طرف مؤسسة التمويل الدولية‬

‫تساىم مؤسسة التمويل الدولية في تمويل المشاريع التابعة لمقطاع الخاص فقط‪ ،‬وىو األمر الذي‬
‫جعل الجزائر ال تنظم إلى المؤسسة إال في سنة ‪ ،1990‬بعد بداية تطبيق االصبلحات االقتصادية التي‬
‫كانت تيدف إلى ترقية القطاع الخاص واعطائو دو ار نشيطا في عممية التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫وقد ركزت مؤسسة التمويل الدولية في تمويميا عمى قطاع المحروقات وقطاع البنوك بالنظر إلى‬
‫األىمية االستراتيجية التي يكتسبيا القطاع األول وألىمية القطاع الثاني في اقتصاد يسير وفق آليات السوق‪.‬‬

‫أول مشروع ساىمت فيو المؤسسة في تمويميا في الجزائر كان سنة ‪ ،1992‬بحيث قدمت مبمغ ‪10‬‬
‫مميون دوالر لممساىمة في إنشاء غاز الييميوم الموجو لمتصدير‪ ،‬كما ساىمت المؤسسة في تمويل بعض‬
‫المشاريع في قطاع البنوك‪ ،‬نمخصيا في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ 7)22-0‬مساهمة مؤسسة التمويل الدولية في تمويل بعض المشاريع في الجزائر‬

‫الوحدة‪ 7‬مميون دوالر‬

‫مساهمات مستثمرين‬ ‫نسبة‬ ‫مساهمة‬ ‫التكمفة اإلجمالية‬ ‫تاريخ المصادقة‬ ‫المشروع‬


‫أجانب بضمان من‬ ‫المساهمة ‪%‬‬ ‫مؤسسة التمويل‬ ‫لممشروع‬ ‫عمى المشروع‬ ‫البيان‬
‫المؤسسة‬ ‫الدولية‬
‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1998-06-30‬‬ ‫إنشاء فرع لبنك‬
‫"سوسيتي جينيرال"‬
‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1999-06-17‬‬ ‫الشركة العربية لمبنك‬
‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2000-04-25‬‬ ‫إنشاء مؤسسة مالية‬
‫‪20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2000-12-03‬‬ ‫إنشاء بنك لتمويل‬
‫التجارة الخارجية‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.035‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2000-12-12‬‬ ‫الشركة العربية‬
‫لمقرض اإليجاري‬
‫‪Sourse :International Finance Corporation, (page consultée le(31/01/2002), prodjectms, (en ligne),‬‬

‫‪Adresse :ERL http://www.IFC.org,p 1.‬‬

‫نستنتج من الجدول رقم (‪ )11-3‬أن المشاريع التي ساىمت مؤسسة التمويل الدولية في تمويميا‬
‫سواءا تعمق األمر بعدد ىذه المشاريع‪ ،‬أو بالمبالغ المخصصة ليا‪ ،‬قميمة بالمقارنة مع احتياجات تمويل‬
‫القطاع الخاص حيث قدر إجمالي مساىمات المؤسسة ب ـ ‪ 4.5‬مميون دوالر‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن خبلل المطمبين السابقين نستنتج أنو مند سنة ‪ 2009‬لم تستفيد الجزائر من قروض مجموعة‬
‫البنك الدولي‪ ،‬وذلك يرجع لسبب أن الجزائر تتوفر عمى موارد مالية ضخمة ناتجة عن إيرادات النفط التي‬
‫عرفت تزايدا مستم ار بسبب انتعاش اسعار النفط في الفترة ‪ ،2013-2009‬مما مكن الجزائر من تكوين‬
‫احتياطي يسمح ليا بمواجية الظروف الطارئة التي يمكن أن تتعرض ليا‪ ،‬وتكون في منأى عن القروض‬
‫التي تمنحيا ليا مجموعة البنك الدولي‪.‬‬

‫فالقروض التي تحصمت عمييا الجزائر من مجموعة البنك الدولي بسبب االصبلحات التي تعرضت‬
‫ليا سمحت في تحسين أىم مؤشرات االقتصاد الكمي جزئيا‪ ،‬غير أن ىذا التحسن يرجع إلى عوامل خارجية‬
‫متعددة أكثر من الفعالية االقتصادية التي يفتقد إلييا االقتصاد الوطني‪ ،‬وتكمفتيا االجتماعية كانت باىظة‬
‫بالنظر إلى تدىور القدرة الشرائية لممواطنين‪ ،‬وانتشار البطالة‪ ،‬باإلضافة إلى تدني الخدمات االجتماعية‪ .‬ىذه‬
‫المشاكل كانت كافية إلفقار نسبة كبيرة من المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإنو ال معنى لتحقيق معدل نمو اقتصادي موجب‪ ،‬وال معنى كذلك لتخفيض معدل التضخم‬
‫إلى مستويات مقبولة في مجتمع يعاني سكانو من مشكمة البطالة‪ ،‬وتدىور القدرة الشرائية‪ ،‬وقمة الرعاية‬
‫الصحية ‪...‬إلخ؛ فاليدف األول واألخير لعممية التنمية االقتصادية يتمثل في توفير حاجيات المجتمع‬
‫المتزايدة‪ ،‬وبالتالي الزيادة من رفاىيتو‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫بعد أن حصمت الجزائر عمى استقبلليا وجدت نفسيا في حالة اقتصادية واجتماعية متدىورة‪ ،‬وبالتالي‬
‫شرعت في رسم استراتيجية تنموية لمعالجة مشاكميا‪.‬‬

‫ولتجسيد ىذه االستراتيجية لجأت الجزائر إلى مجموعة البنك الدولي لتمويل مشاريعيا التنموية‪ ،‬فقد‬
‫مول البنك الدولي لئلنشاء والتعمير سنة ‪ 1996‬أول مشروع وكان آخر مشروع مولو سنة ‪ ،2009‬كما‬
‫ساىمت مؤسسة التمويل الدولية في تمويل المشاريع االنتاجية التابعة لمقطاع الخاص‪ ،‬إال أنيا قميمة سواء من‬
‫حيث عدد المشاريع أو من حيث حجم التمويل‪.‬‬

‫ولقد حقق تدخل البنك الدولي من خبلل برامج اإلصبلح االقتصادي تحسنا جزئيا عمى مستوى‬
‫المؤشرات االقتصادية الكمية وذلك من خبلل استعادة التوازنات الكمية وكذلك ارتفاع معدل النمو‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لآلثار االجتماعية كا نت سمبية مقابل تحسن المؤشرات االقتصادية الكمية‪ ،‬تتمثل في تدىور كبير في‬
‫مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع معدالت البطالة والفقر إلى غير ذلك من اآلثار السمبية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫خاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫لقد ركزت هذه الدراسة بشكل أساسي على تبيان وتحليل دور البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية‬
‫االقتصادية في الجزائر‪ ،‬إذ يعتبر موضوع التنمية االقتصادية من أهم الموضوعات التي تشغل جميع األوساط‬
‫االقتصادية واالجتماعية في الدول النامية‪ ،‬كونها طريق الخالص من التبعية للدول الرأسمالية الكبرى‪.‬‬

‫إال أن البنك الدولي لعب دو ار هاما في تمويل الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية من خالل ب ارمج‬
‫التثبيت االقتصادي والتعديل الهيكلي بهدف الوصول إلى االستقرار االقتصادي الكلي من خالل اعتماد سياسات‬
‫اقتصادية تهدف إلى إزالة التشوهات التي تخل باقتصادها وباعتبار الجزائر من بين الدول النامية التي شهدت‬
‫أوضاع اقتصادية صعبة منذ االستقالل‪ ،‬كان أكبرها أزمة النفط عام ‪ 1986‬والتي أدت باالقتصاد الجزائري إلى‬
‫وضعية صعبة وأصبح تدخل مجموعة البنك الدولي واضح وذلك من خالل برامج التعديل الهيكلي‪.‬‬

‫لقد كان تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر لغرضين أساسيين يتمثل الغرض األول في تمويل‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث مولت عدة مشاريع تنموية منذ االستقالل‪.‬‬

‫أما الغرض الثاني فيتمثل في تمويل برامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬في حين مول البنك الدولي سنة‬
‫‪ 1996‬برنامجا للتصحيح الهيكلي بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر‪.‬‬

‫خلف تدخل البنك الدولي من خالل برامج االصالح االقتصادي تحسبا على مستوى المجمعات‬
‫االقتصادية الكلية ممثال في استعادة التوازنات الكلية وكذلك ارتفاع في معدل النمو وتخفيض في معدل التضخم‪.‬‬

‫أما بالنسبة لآلثار على المستوى االجتماعي فكانت بمثابة الفاتورة الباهظة لتحسين المؤشرات االقتصادية‬
‫الكلية تتمثل في تدهور كبير في مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع في معدل البطالة و كذلك تزايد‬
‫الهوة بين طبقات المجتمع إلى غير ذلك من اآلثار السلبية األخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختبار الفرضيات‬

‫من أجل القيام بهذه الدراسة قمنا بوضع مجموعة من الفرضيات تحت االختبارات فكانت اإلجابة كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫الفرضية الولى‪ :‬التي تنص على أشكال تدخل البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬هي صحيحة لقد كان‬
‫تدخل البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية إيجابي من ناحية المجتمعات االقتصادية الكلية لكن تحقيق‬
‫ذلك كان على حساب تدهور الجهاز االنتاجي والمستوى المعيشي لغالبية فئات المجتمع؛‬

‫‪112‬‬
‫الخاتمة‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬حول أهمية سياسات وأداء البنك الدولي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬صحيحة نسبيا‪ ،‬فالبنك لعب‬
‫دور المنقذ لالقتصاد الج ازئري من االنهيار‪ ،‬إال أن ذلك ال يخفي فداحة اآلثار االقتصادية واالجتماعية الناتجة‬
‫عن تنفيد سياسات وبرامج هذه المؤسسة ألنه لم يحقق األهداف المنشودة ولم يصل إلى المستوى االقتصادي‬
‫المطلوب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫من أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خالل الدراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إ ن أهم عقبة تواجه البلدان النامية في سبيل تحقيق تنمية اقتصادية هي ندرة رأس المال وضعف التراكم الرأس‬
‫مالي‪ ،‬ومع التسليم بأن رأس المال الالزم لتمويل التنمية يحتاج إلى تجميع مقادير هائلة من رؤوس األموال‬
‫المحلية والخارجية‪ ،‬إال أن األهمية النسبية لرأس المال المحلي ورأس المال األجنبي تختلف من اقتصاد آلخر‬
‫ومن مرحلة ألخرى؛‬

‫‪ -‬إن مشكلة تنمية االقتصاديات المتخلفة أصبحت مشكلة عالمية وبالتالي البد من مضاعفة الجهود الدولية‬
‫لدعم مسارات التنمية االقتصادية في البلدان النامية وذلك بتفعيل المؤسسات المالية الدولية من خالل ضبط‬
‫النظام النقدي والمالي الدولي بما يكفل لهذه البلدان نصيبها من التبادل الخارجي‪ ،‬وزيادة دورها في إتاحة التمويل‬
‫الخارجي الالزم لعملية التنمية االقتصادية؛‬

‫‪ -‬تعتبر مجموعة البنك الدولي أحد أكبر مصادر تمويل التنمية المتعددة األطراف في البلدان النامية خاصة‬
‫المنخفضة الدخل منها؛‬

‫‪ -‬تأثر سياسة مجموعة البنك اإلقراضية باالعتبارات والعوامل والمواقف السياسية للدول الرأس مالية الكبرى‪،‬‬
‫وعلى وجه الخصوص الواليات المتحدة االمريكية مع الجول المقترضة من حيث حجم القروض وتوزيعها‬
‫الجغرافي والقطاعي؛‬

‫‪ -‬يعاب على كل من هيئة التنمية الدولية ومؤسسة التمويل الدولية أن مواردهما قليلة ومحدودة‪ ،‬وبالتالي فائدتهما‬
‫ليست كبيرة للدول النامية؛‬

‫‪ -‬فشل البنك الدولي في تحقيق رسالته المتمثلة في رؤية عالم خالي من الفقر؛‬

‫‪113‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬أصفرت تجارب التنمية في البلدان النامية التي مولتها مجموعة البنك الدولي عن نتائج سلبية‪ ،‬أهمها إرتفاع‬
‫في مديونتها الخارجية‪ ،‬واختالالت في مؤشراتها االقتصادية الكلية وبهدف تجاوز ذلك شرعت في تطبيق‬
‫إصالحات هيكلية بدعم من البنك الدولي؛‬

‫‪ -‬الجزائر كغيرها من الدول النامية لجأت إلى طلب الدعم من البنك الدولي منذ السنوات األولى من إستقاللها‪،‬‬
‫ففي مجال تمويل المشاريع قدم البنك الدولي قروض عديدة للجزائر‪ ،‬إال أن دور مؤسسة التمويل الدولية وباقي‬
‫فروعه كان هامشيا‪ ،‬اما في مجال االصالح الهيكلي فكان تدخل هذه المؤسسة واضح من خالل االتفاقات التي‬
‫عقدت مع الحكومة الجزائرية؛‬

‫‪ -‬س محت برامج االصالح االقتصادي للبنك الدولي لتحقيق نتائج إيجابية على مستوى المؤشرات االقتصادية‬
‫الكلية‪ ،‬من خالل إستعادة التوازنات االقتصادية الكلية‪ ،‬إال أن تحقيق ذلك كان على ساب الجهاز االنتاجي‪،‬‬
‫بالنظر إلى االنكماش الذي أصاب أغلب القطاعات االنتاجية وعلى رأسها القطاع الصناعي الذي عرف تراجعا‬
‫هائال من خالل تحقيقه لمعدالت نمو سلبية؛‬

‫ثالثا‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫و بناءا على النتائج السابقة نقترح مجموعة من التوصيات يمكن حصرها في االتجاهات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إن إصالح البنك الدولي ضروري لتفعيله في ظل نظام مالي متوازن بهدف تنمية البلدان المتخلفة ويتم ذلك‬
‫من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إصالح الهيكل االداري لذه المؤسسة‪ ،‬ومحاولة إضفاء الطابع الديمقراطي على ق ارراتها؛‬
‫‪ -‬وضع آلية محددة لتمويل الدول االعضاء طالبة التمويل في أوقات األزمة‪ ،‬وأخرى لتمويل الدول‬
‫األعضاء في األوقات العادية‪ ،‬وضرورة تيسير وتخفيف شروط اإلقراض كلما كانت الحاجة أكبر‪ ،‬كما‬
‫يجب تطوير التسهيالت اإلقراضية للمؤسسة لما يخدم التنمية االقتصادية في البلدان النامية؛‬
‫‪ -‬تحديد أسعار الفائدة على أساس حجم المبالغ المقترضة من هذه المؤسسة وليس على نسبة هذه المبالغ‬
‫إلى حصة العضو المقترض؛‬
‫‪ -‬إعادة توجيه مهام البنك الدولي‪ ،‬فهو أصبح يهتم بإعداد وتنفيد سياسات التعديل الهيكلي في البلدان‬
‫النامية على حساب تمويل االستثمارات في هذه البلدان‪ ،‬وعليه فتوجيه مهام البنك ضرورية لجعلها قناة‬

‫‪114‬‬
‫الخاتمة‬

‫النسياب القروض االستثمارية من األسواق المالية الدولية إلى البلدان النامية وبأسعار فائدة منخفضة‬
‫باالعتماد على المركز المالي الجيد للبنك الدولي لإلنشاء والتعمير؛‬
‫‪ -‬في مجال اإلصالحات االقتصادية ينبغي على البنك الدولي أن يأخذ بعين االعتبار خصوصية كل بلد‬
‫بحيث يجب أن تكون برامج االصالح االقتصادي مالئمة لظروف البلد الذي يلجأ إلى طلب المساعدة‬
‫وذلك إلجراء تعديالت لهذه البرامج حتى تكون أكثر إنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬أما فيما يخص االقتصاد الجزائري فمن أجل ضمان نمو مستديم وكافي‪ ،‬البد من‪:‬‬
‫‪ -‬تعميق االصالحات االقتصادية القائمة منذ سنة ‪ 1990‬المتمثلة في‪ :‬محاربة الفساد‪ ،‬إصالح القطاع‬
‫العام االقتصادي‪ ،‬اصالح القطاع المصرفي وغيرها؛‬
‫‪ -‬يجب أن يرتكز إنعاش النمو أساسا على الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬االستهالك النهائي‪ ،‬االستثمارات‬
‫االجنبية المباشرة والناتج المحلي الخام؛‬
‫‪ -‬نظ ار لتأثر معدالت النمو االقتصادي لتقلبات أسعار المحروقات في السوق البترولية‪ ،‬فقد أصبح من‬
‫الضروري تعزيز مصادر النمو في االقتصاد‪ ،‬ليبلغ معدالت تتراوح من ‪ %7‬إلى ‪ %8‬بما تمتلكه البالد‬
‫من زراعة متنوعة ومقومات سياحية هائلة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آفاق الدراسة‬

‫رغم الصعوبات الكثير التي واجهت هذا البحث إال أنه ال يخلو من بعض النقائص لذلك نقترح بعض‬
‫المواضيع المستقبلية كآفاق للدراسة منها‪:‬‬

‫‪ ‬تفعيل المؤسسات المالية الدولية لمواجهة تحديات التنمية االقتصادية في البلدان العربية‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم دور مجموعة البنك الدولي في تمويل التنمية االقتصادية في بلدان المغرب العربي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫قائمة‬
‫المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد حسن صالح قادر‪ ،‬ظاهرة العلمة االقتصادية تأثيراتها على اسواق المال العالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬

‫‪ -2‬اسماعيل عبد الرحمان ‪ ،‬حري محمد عريقات‪ ،‬مفاهيم ونظم اقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬

‫‪ -3‬اسماعيل محمد بن قانة‪ ،‬اقتصاد التنمية نظريات‪ ،‬نماذج استراتيجيات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة‪،‬‬
‫عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪ -4‬أشواق بن قدور‪ ،‬تطور النظام المالي والنمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية للنشر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -5‬تقي الحسني عرفان‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مجد الوي للنشر‪ ،‬عمان‪.1999 ،‬‬

‫‪ -6‬جاك ج يوالك‪ ،‬ترجمة أحمد منيب‪ ،‬البنك الدولي وصندق النقد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار الدولية‬
‫لالستثمارات ش‪ ،‬م‪ ،‬م‪.2001 ،‬‬

‫‪ -7‬جمال الدين لعويسات‪ ،‬العالقات اإلقتصادية الدولية والتنمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ -8‬حسن خلف فليح‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر التوزيع‪ ،‬األردن‪.2004 ،‬‬

‫‪ -9‬د إياد عبد الفتاح النسور‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الكلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪ -10‬د‪ .‬السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اسكندرية‪.2014 ،‬‬

‫‪ -11‬د‪ .‬جميل محمد خالد‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديميون للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2014 ،‬‬

‫‪ -12‬د‪ .‬دريد كامل آل شيب‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري للنشور والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -13‬د‪ .‬سمير عباس‪ ،‬البنك الدولي وصراع االرادات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر الغربية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪ -14‬د‪ .‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪ -15‬د‪ .‬ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪.2002 ،‬‬

‫‪ -16‬د‪ .‬طارق فاروق الحصري‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -17‬د‪ .‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬العولمة االقتصادية رؤي استشرافية في مطلع القرن الواحد والعشرين‪،‬‬
‫دار أبي الفداء العالمية للنشر والتوزيع والترجمة‪ ،‬سوريا‪.2013 ،‬‬

‫‪ -18‬د‪ .‬عبد الكريم جابر العيساوي‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2012 ،‬‬

‫‪ -19‬د‪ .‬عصام محمد هاشم‪ ،‬السياسات النقدية للمتغيرات االقتصادية في النظم المصرفية‪ ،‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ،‬األ ازريطة‪.2011 ،‬‬

‫‪ -20‬د‪ .‬نوزاد عبد الرحمان الهيتي‪ ،‬د‪ .‬منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬

‫‪ -21‬السيد محمد أحمد السريتى‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة رؤية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪.2011 ،‬‬

‫‪ -22‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2000 ،‬‬

‫‪ -23‬عبد المطلب عبد المجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنك االساسيات والمستحدثات‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -24‬عصام الدين أحمد أباظة‪ ،‬العولمة المصرفية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2010 ،‬‬

‫‪ -25‬عصام عمر مندور‪ ،‬التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والتغيير الهيكلي في الدول العربية‪ ،‬دار التعليم‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -26‬علي جذوع الشرفات‪ ،‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار جليس الزمان للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬

‫‪ -27‬علي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬االقتصاد الدولي النظريات وسياسات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.2013 ،‬‬

‫‪ -28‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة االجتياحية‪ ،‬مجموعة النيل العربية للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪ -29‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬

‫‪ -30‬محمد شفيق‪ ،‬الدراسات في التنمية االقتصادية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -31‬محمد عبد العزيز عجمية وآخرون‪ ،‬التنمية االقتصادية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬

‫‪ -32‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬إيمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية اإلقتصادية‪ -‬دراسات نظرية وتطبيقية‪،-‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬

‫‪ -33‬محمد عبد العزيز محمد األحرش‪ ،‬صندوق النقد والبنك الدوليان وصناعة الفقر في الدول النامية ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬

‫‪ -34‬مدحت القريشي‪ ،‬التنمية اإلقتصادية –نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬

‫‪ -35‬مدني بن شهرة‪ ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -36‬موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت‪:‬‬

‫‪ -1‬بغداد كربالي‪ ،‬نظرية عامة على التحوالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪-‬جامعة‬

‫بسكرة‪ ،‬العدد الثامن‪.2005 ،‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫ثالثا‪ :‬المذكرات واألطروحات‪:‬‬

‫‪ -1‬إلهام ذهبي‪ ،‬دور االنفاق العام في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قسم‬
‫علوم اقتصادية‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية جامعة جيجل‪.2016-2015 ،‬‬

‫‪ -2‬إلياس حناش‪ ،‬أثر تحفيز االستثمار األجنبي المباشر في دعم التنمية االقتصادية في البلدان العربية‪-‬‬
‫دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص التحليل القطاعي‪ ،‬جامعة تبسة‪،‬‬
‫‪.2011-2010‬‬

‫‪ -3‬إيمان حمالوي‪ ،‬دور المؤسسات المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي –دراسة حالة الجزائر‬
‫‪ ، 2012-1990‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص مالية دولية واقتصاد‬
‫دولي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2014 -2013 ،‬‬

‫‪ -4‬حسيبة روابح‪ ،‬أمينة بوالق اررة‪ ،‬دور االستثمار السياحي في تحقيق التنمية االقتصادية – حالة والية‬
‫جيجل‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬تخصص اقتصاد وتسيير سياحي‪ ،‬جامعة‬
‫جيجل‪.2015-2014 ،‬‬

‫‪ -5‬حمزة سيالم‪ ،‬فاتح ولد بزيو‪ ،‬فعالية السياسة المالية في تحقيق االصالح االقتصادي‪-‬دراسة حالة‬
‫الجزائر‪ ،-2014-2000‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬اقتصاديات‬
‫المالية والبنوك‪ ،‬جامعة البويرة‪.2014-2013 ،‬‬

‫‪ -6‬خير الدين بوزرب‪ ،‬دور السياسة التجارية في تعزيز القدرة التنافسية القتصاديات دول المغرب‬
‫العربي‪ -‬دراسة حالة الجزائر وتونس‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‬
‫ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪ -7‬سمية زويش‪ ،‬السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪-2000‬‬
‫‪ ،2014‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬اقتصاديات المالية والبنوك‪،‬‬
‫جامعة البويرة‪.2015-2014،‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -8‬الطاهر برباص‪ ،‬أثر تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية في االقتصاد – دراسة حالة الج ازئر‪،-‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ -9‬عائشة بولحية‪ ،‬صبيرة خشة‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمية القائمة على المشاركة ومدى مساهمتها في‬
‫تمويل التنمية االقتصادية – دراسة حالة مصرف البركة الجزائري‪ ، -‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قسم‬
‫العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪-10‬عز الدين بوحبل‪ ،‬المؤسسات المالية واشكالية تمويل التنمية االقتصادية في البلدان العربية‪-‬دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع التمويل الدولي والمؤسسات‬
‫المالية والنقدية الدولية‪ ،‬جامعة جيجل‪.2010-2009 ،‬‬

‫‪ -11‬كريم بودخدخ‪ ،‬اتخاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطلب أو تطوير‬
‫العرض‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،2014-2001‬مذكرة تخرج لنيل شهادة دكتوراه‪ ،‬علوم التسيير‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2015-2014 ،03‬‬

‫‪ -12‬نادية كريد‪ ،‬وردة مريمش‪ ،‬تقييم مدى فعالية االسواق المالية في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول‬
‫النامية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة جيجل‪،‬‬
‫‪.2016-2015‬‬

‫‪ -13‬هشام بوحناش‪ ،‬نور الدين لكحل‪ ،‬دور االستثمارات العربية البينية في دعم التنمية االقتصادية‪-‬دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬في العلوم االقتصادية تخصص‪ :‬نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة‬
‫جيجل‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪ -14‬ياسين عبيدات‪ ،‬تقييم دور مجموعة البنك الدلي في تمويل التنمية المستدامة في البلدان المنخفضة‬
‫الدخل‪ -‬دراسة حالة منطقة افريقيا جنوب الصحراء‪ ،-‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في إطار مدرسة‬
‫الدكتوراه في العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص االقتصاد الدولي للتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة سطيف‪،‬‬
‫‪.2012 -2011‬‬

‫رابعا‪ :‬الملتقيات‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-1‬ياسين عبيدات‪ ،‬تقييم دور مجموعة البنك الدولي في االقالل من الفقر في البلدان منخفضة الدخل‪،‬‬
‫مداخلة في الملتقى حول تقييم سياسات االقالل من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة جامعة سطيف‬
‫‪ ،09 ،08 ،01‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫خامسا‪ :‬التقارير‪:‬‬

‫‪ -1‬التقرير السنوي البنك الدولي ‪2015‬‬

‫‪ -2‬التقرير السنوي للبنك الدولي‪.2016‬‬

‫‪ -3‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2008‬‬

‫‪ -4‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2010‬‬

‫‪ -5‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2012‬‬

‫‪ -6‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2014‬‬

‫‪ -7‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2016‬‬

‫‪ -8‬التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪.2011‬‬

‫‪ -9‬التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪.2015‬‬

‫‪ -10‬النشرة االحصائية الثالثية لبنك الجزائر ‪.2012‬‬

‫‪ -11‬النشرة االحصائية الثالثية لبنك الجزائر ‪.2016‬‬

‫سادسا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪ -1‬البنك الدولي‪ ،‬حافظة المشاريع‪ ،‬حسب البلد‪ ،‬على الرابط‪:‬‬

‫‪http://web worldbank. Org/external/projects/main? pagePK‬‬

‫‪2-http://www.IFC.org‬‬

‫‪3-www.worldbank.org.‬‬
‫ملخص‬

‫تعتبر مجموعة البنك الدولي أحد مصادر التمويل الدولي المتوسط والطويل األجل من خالل تمويل‬
‫التنمية متعددة األطراف‪ ،‬التي تسهم في تحقيق التنمية االقتصادية وتساعد على التخفيف من حدة الفقر‬
‫خاصة في البلدان النامية من خالل برامج اإلصالح االقتصادي‪.‬‬

‫وتهدف الدراسة إلى توضيح دور مجموعة البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية االقتصادية في‬
‫الجزائر باعتبارها إحدى الدول التي طبقت إصالحات صندوق النقد الدولي مدعمة بمجموعة البنك الدولي‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى أن تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر كان لغرضين يتمثل األول في تمويل‬
‫التنمية‪ ،‬حيث مولت عدة مشاريع تنموية منذ االستقالل‪ ،‬في حين الغرض الثاني يتمثل في تمويل برامج‬
‫اإلصالح االقتصادي‪ ،‬إذ مولت سنة ‪ 1996‬برنامجا للتصحيح الهيكلي بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر إال أن آخر‬
‫قرض منحه البنك الدولي للجزائر كان سنة ‪ ،2009‬وذلك بسبب البحبوحة المالية التي عاشتها الجزائر‪.‬‬

‫ولقد حقق تدخل البنك الدولي من خالل برامج اإلصالح االقتصادي تحسنا جزئيا على مستوى‬
‫المؤشرات االقتصادية الكلية وذلك من خالل استعادة التوازنات الكلية وكذلك ارتفاع معدل النمو‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لآلثار االجتماعية كانت سلبية مقابل تحسن المؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬تتمثل في تدهور كبير في‬
‫مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع معدالت البطالة والفقر إلى غير ذلك من اآلثار السلبية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مجموعة البنك الدولي‪ ،‬االقتصاد الجزائري‪ ،‬االصالحات االقتصادية‪،‬‬
‫تمويل التنمية‪.‬‬

You might also like