Professional Documents
Culture Documents
MM17 63
MM17 63
الحمدِِوالشكرِهللِالذيِهداناِإلتمامِهذاِالعملِالمتواضع ِ
الذيِنتمنىِأنِينفعِغيرنا ِ
ياِربِإذاِأعطيتناِنجاحاِالِتأخذِتواضعنا ِ
وإنِأعطيتناِتواضعاِف الِتأخذِاعتزازناِبكرامتنا ِ
ياِربِالِتدعناِنصابِبالغرورِإذاِنجحناِوالِنصابِباليأسِإذاِفشلنا ِ
وذكرناِدائماِأنِالفشلِهوِالتجربةِالتيِتسبقِالنجاح ِ
ياِربِعلمناِأنِالتسامحِهوِأكبرِمراتبِالقوة ِ
وأنِحبِاإلنتق امِهوِأولِمظاهرِالضعف ِ
اللهمِإناِنعودِبكِمنِعلمِالِينفعِومنِق لبِالِيخشعِومنِنفسِالِتشبع ِ
ومنِعينِالِتدمعِ،ومنِدعوةِالِيستجابِلها ِ
اللهمِاشرحِليِصدريِويسرِليِأمريِواحللِالعقدةِمنِلسانيِيفقهِقولي ِ
اللهمِإذاِأسأناِإلىِالناسِف امنحناِشجاعةِاإلعتذار ِ
وإذاِأساءِإليناِالناسِف امنحناِشجاعةِالعفو ِ
بسمِاهللِالرحمنِالرحيم ِ
ِاْلَلْبَابِ" ِ
"ِقُلِْهَلِْيَسْتَويِاْلذينََِالِيَعْلَمُونَِإنمَاِيَتَذَكرُِأُوْلُواْ ْ
سورةِالزمرِاآليةِِ 9
ق الِِالرسولِصلىِاهللِعليهِوسلمِ"منِالِيشكرِالناسِالِيشكرِاهلل" ِ
الحمدِهللِالكثيرِوالشكرِالجزيلِلربِالناسِأجمعينِالذيِوفقناِوأعانناِعلىِإتمامِ ِ
هذاِالعملِِالمتواضع ِ
نتقدمِبشكرِخاصِِإلىِِأوليائناِالمحترمينِحفظهمِِاهلل ِ
ونرجوِأنِنكونِمصدرِفخرِِواعتزازِِلهم ِ
إلىِِمنِقيلِفيهِ :
وإنِنالنيِمنِوالديِالفضلِوالشرف ِ
ِ ِِأقدمِأستاذيِعلىِنفسِوالديِِِِِِِِِِِِِِِ
فذاكِمربيِالروحِوالروحِجوهرِِِِِِِِِِوهذاِمربيِالجسمِوالجسمِمنِالصدفِ ِ
نتقدمِبالعرف انِوالشكرِالجزيلِلمنِكانِلهِالفضلِالكبيرِفيِإنجازِهذاِالعملِ ِ
ِاْلستاذِالمشرفِِ"إلياسِحناش"ِالذيِلمِيبخلِِعليناِبتوجيهاتهِونصائحهِ ِ
القيمةِ .
كماِنوجهِالشكرِلكلِأساتذةِكليةِالعلومِاالقتصاديةِ،التسييرِوالعلومِالتجارية ِ
والِيفوتناِأنِنشكرِكلِالموظفينِوالموظف ات ِ
كماِالِننسىِزمالئناِخاصةِطلبةِالسنةِالثانيةِماسترِنقودِوماليةِدوليةِوِكلِمن ِ
ِساعدناِمنِقريبِأوِمنِبعيدِعلىِإتمامِهذاِالعملِ .
فهرس
المحتويات
فهرس المحتويات
IV
فهرس المحتويات
V
قائمة الجداول واألشكال
VII
قائمة الجداول واألشكال
VI
مقدمة
المقدمة
تعد التنمية االقتصادية عملية متعددة الجوانب ومتشابكة األبعاد ،منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،
كما أن الحكومات الوطنية التي جاءت بها البلدان النامية بعد حصولها على االستقالل السياسي ،جعلت من
أول أهدافها تحقيق تنمية اقتصادية شاملة وسريعة لما لها من أثر على أحوال الشعوب االقتصادية و
االجتماعية عن طريق وضع خطط اقتصادية الطويلة والقصيرة األجل لتحقيق النمو االقتصادي ،ولم يقتصر
االهتمام بالتنمية االقتصادية على المستويات الوطنية ،بل احتل االهتمام بها أيضا مكانا بار از على المستوى
العالمي ،وهي موضع اهتمام االقتصاديين في دراساتهم.
إن تحقيق التنمية االقتصادية ،يتطلب موارد مالية معتبرة ولم تكن في حوزة الكثير من الدول خاصة
النامية منها ،ولذلك كان تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية بطلب من هذه الدول واضح للعيان ،وذلك
بهدف الحصول على التمويل الالزم لمشاريعها التنموية ،وفي ضوء هذا ظهرت مجموعة البنك الدولي على
أنها المؤسسات المالية الدولية المركزية للنظام المالي الدولي.
وتعد الجزائر إحدى الدول النامية التي لها خصوصياتها و تميزها عنها بعض خصائصها ،من
موقعها الجغرافي المتميز ووفرة الموارد الطبيعية والبشرية ،إال إنها تعاني من أزمة عميقة وشاملة ،ظهرت
تجلياتها في شكل اختالل واضح بين الطلب الكلي والعرض الكلي ،واختالل في التوازن الخارجي ،وذلك
بسبب الفشل في تطبيق برامج التنمية االقتصادية المعلنة ،كل هذه الظروف أجبرت الجزائر لإلستعانة
بمجموعة البنك الدولي للحصول على الوصفة العالجية التي تتكون من مجموعة من الضوابط والقيود
والشروط التي تخص الجانب المالي ،تفرض على االقتصاد اإللتزام بها مرفوقة بجرعات تمويلية من موارد
هذه المؤسسة ،أو من خالل منح الضوء األخضر للمراكز المالية الدولية لمنح اإلئتمان.
أوال :االشكالية الرئيسية
بناءا على ما سبق يطرح التساؤل الرئيسي التالي:
كيف ساهمت مجموعة البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية في الجزائر؟
إن هذا التساؤل يقودنا إلى طرح مجموعة من التساؤالت الفرعية يمكن إدراجها فيما يلي:
ما المقصود بالتنمية االقتصادية ،وماهي أبعادها ومستلزماتها؟ -
-ماهي مختلف تدخالت البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية؟
-ماهي اآلثار المترتبة عن تدخل البنك الدولي في االقتصاد الجزائري؟
ب
المقدمة
ج
المقدمة
وودز إلى عدم استقرار في النظام المالي الدولي وما صاحب ذلك من عجز في الموازنة العامة للدول في
تغدية العجز على اإلئتمان الخارجي ،وهو ما حال دون قيامها بواجباتها في تحقيق التنمية االقتصادية.
وانطالقا من األهمية التي يلعبها البنك الدولي في اإلشراف على النظام المالي الدولي من خالل
تدخله في تمويل التنمية وتمويل برامج اإلصالح االقتصادي ،وتدخلها في إيجاد حلول لألزمات المالية التي
عاشها العالم ،وباعتبار الجزائر قامت بتنفيذ هذه البرامج من أجل االنفتاح واالندماج في االقتصاد العالمي،
تزداد أهمية الموضوع من الناحية االجتماعية واالقتصادية بحيث يوضح اآلثار االجتماعية واالقتصادية لهذه
اإلصالحات ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية.
خامسا :أهداف الدراسة
نسعى من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية:
-ا ستعراض المفاهيم المتعلقة بالتنمية االقتصادية من حيث المفهوم ،ومصادر تمويلها ،وخاصة البلدان
النامية عامة والجزائر خاصة إلى مصادر التمويل الخارجية؛
-توضيح الدور الذي تلعبه مجموعة البنك الدولي في النظام المالي الدولي؛
-دراسة أشكال تدخل مجموعة البنك الدولي في اقتصاديات الدول واقتصاد الجزائر بصفة خاصة؛
-دراسة اآلثار المترتبة عن تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر من الناحية االقتصادية واالجتماعية.
سادسا :منهجية الدراسة
بغرض اإلجابة على اإلشكالية المطروحة ،ومحاولة اختبار الفرضيات الموضوعة ،تم استخدام
المنهج الوصفي التحليلي لإلحاطة بمختلف الجوانب المتعلقة من مفاهيم و تحليل للبيانات والمعطيات التي
تساعدنا في فهم العديد من الظواهر .وذلك باالعتماد على العديد من المراجع ،باإلضافة إلى البيانات
واإلحصاءات الصادرة عن بعض الهيئات الوطنية والدولية وكذا اإلستعانة ببعض البحوث والدراسات المتعلقة
بالموضوع.
سابعا :خطة الدراسة
قسم الموضوع إلى ثالثة فصول ،تناول الفصل األول :مفاهيم عامة حول التنمية االقتصادية بدراسة
مفهوم التنمية االقتصادية وأهدافها ،أبعاد ومستلزمات التنمية االقتصادية ،إضافة إلى مختلف مصادر تمويلها
الداخلية والخارجية.
د
المقدمة
في حين تطرق الفصل الثاني البنك الدولي وذلك بدراسة بشيء من التفصيل مدخل إلى البنك
الدولي ،مجموعة البنك الدولي ،بإضافة إلى قروض البنك الدولي تحديدا موارد البنك وأهم المشاريع التي
يمولها ،أنواع وخصائص القروض التي يمنحها.
بينما تناول الفصل الثالث عالقة الجزائر بمجموعة البنك الدولي ،بدراسة تطور االقتصاد الجزائري،
ومختلف المؤشرات االقتصادية و اإلجتماعية ،وكذا مختلف المشاريع الممولة من طرف مجموعة البنك
الدولي.
ثامنا :حدود الدراسة
نهدف من خالل هذه الدراسة إلى دور مجموعة البنك الدولي في تمويل التنمية وقد حددت في
اطارين مكاني وزماني ،فيما يخص االطار المكاني تخص هذه الدراسة االقتصاد الجزائري ،أما االطار
الزماني فقد حددت الفترة ( )2015-2007ولقد اعتمدنا هذه الفترة كونها تتماشى مع سياسة االنفتاح
االقتصادي للسوق واالندماج في االقتصاد العالمي ،وكذا تماشيا مع االصالحات االقتصادية التي عرفها
االقتصاد الوطني.
تاسعا :صعوبات الدراسة
من الصعوبات التي واجهتنا خالل إنجاز هذا البحث نجد صعوبة الحصول على اإلحصائيات
الخاصة بالجزائر حول التمويل الدولي ،وعدم توفر تقارير حول القروض الممنوحة من طرف البنك الدولي
للجزائر ،ونظ ار لوجود تضارب في البيانات التي تصدرها الهيئات المحلية واألرقام الصادرة عن المنظمات
الدولية واإلقليمية ،مما أجبرنا على محاولة التوفيق والترجيح فيما بينها.
ه
الفصل األول:
تمهيد
احتل موضوع التنمية االقتصادية بدءا من الفترة التالية لمحرب العالمية الثانية وحتى الوقت الحالي
مكانة معتبرة بين الدراسات االقتصادية ،لكون الدول النامية أصبحت تشكل نسبة كبيرة من سكان العالم،
وتتضمن التنمية االقتصادية جممة من األمور تشمل النمو االقتصادي وارتفاع دخل الفرد وكل من شأنو
تحسين العناصر األساسية لحياة أفضل ،وتتوافق التنمية مع التغيرات الييكمية في االقتصاد ،إضافة إلى أن
ىذه الدول النامية المستقمة تعمل عمى التخمص من تبعيتيا لمدول المتقدمة ،وفي ىذا اإلطار برزت عدة
دراسات ونظريات حول االستراتيجيات والسياسات لدراسة وتحميل أوضاع التخمف والتنمية من جوانبيا
المختمفة ،مظاىرىا وأسبابيا ،عممياتيا واستراتيجياتيا ،كل ىذا يرمي إلى مساعدة الدول النامية لمخروج من
أسر الفقر.
7
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
تعتبر التنمية االقتصادية الوسيمة التي تتمكن بيا المجتمعات من مواجية عوامل تخمفيا وتحقيق
عوامل تقدميا ،فيي أكثر صعوبة في التعريف أو القياس ألنيا تقتصر عمى المعطيات الكمية كالنمو
االقتصادي ،وبالتالي تناول ىذا المبحث مفيوم التنمية االقتصادية وأىدافيا ،أبعاد ومستمزمات التنمية
االقتصادية.
تعددت تعاريف التنمية االقتصادية باختالف وجيات نظر الكتاب وفيما يمي عرض أىميا?
عرفيا االقتصادي كيندر برقر kindre bergerفيؤكد أن التنمية االقتصادية عبارة? "عن الزيادة التي
تط أر عمى الناتج القومي في فترة معنية مع ضرورة تغيرات تكنولوجية وفنية وتنظيمية في المؤسسات اإلنتاجية
القائمة أو التي ينتظر إنشائيا".1
عرفيا ماير Meierعمى أن " :التنمية عممية تفاعمية يزداد خالليا الدخل الحقيقي لمدولة خالل فترة
زمنية معنية".2
أما محمد عبد العزيز عجمية يرى? " أن التنمية االقتصادية تتمثل في تحقيق زيادة مستمرة في الدخل
القومي الحقيقي وزيادة متوسط نصيب الفرد منو ،ىذا فضال عن إجراء العديد من التغييرات في كل من ىيكل
اإلنتاج ونوعية السمع والخدمات المنتجة ،إضافة إلى تحقيق عدالة أكبر في توزيع الدخل القومي ،أي إحداث
تغيير في ىيكل توزيع الدخل لصالح الفقراء".3
1اسماعيل عبد الرحمان ،حري محمد عريقات ،مفاهيم ونظم اقتصادية ،الطبعة األولى ،دار وائل لمنشر ،عمان ،ص <;.7
2
محمد شفيق ،الدراسات في التنمية االقتصادية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،ص ;.6
3محمد عبد العزيز عجمية وآخرون ،التنمية االقتصادية بين النظرية والتطبيق ،الطبعة الثانية ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،7262 ،ص
ص .6;9-6;8
8
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
أما حربي عريقات فيرى أن التنمية االقتصادية? "ماىي إال عممية حضارية شاممة ترتبط بخمق
أوضاع جديدة ومتطورة وىذا غير طبيعي ،ويعتمد اعتمادا كبي ار عمى جدية صانعي القرار في االلتزام بتحقيق
التغير من واقع متخمف إلى واقع متقدم".1
ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل لمتنمية االقتصادية بأنيا إجراءات وسياسات وتدابير معتمدة،
تتمثل في تغيير ىيكل االقتصاد الوطني ،وتيدف إلى تحقيق زيادة سريعة ودائمة في متوسط الدخل الحقيقي
لمفرد ،عبر فترة زمنية ،بحيث تستفيد منيا الغالبية العظمى من األفراد.
-تغيرات في تركيبة السكان من حيث الحجم والسن واعادة توزيع الدخل وادخال تعديالت مرفقية
وتنظيمية.
-تغيرات في البنيان االقتصادي (اكتشاف موارد جديدة وتراكم رأس المال ،استعمال طرق فنية حديثة
لإلنتاج وتحسين الميارات).
وتكمن أىمية التنمية االقتصادية في أنيا وسيمة لتقميل الفجوة االقتصادية والتقنية بين الدول النامية
والدول المتقدمة حيث ىناك عوامل اقتصادية وغير اقتصادية ساعدت عمى حدة ىذه الفجوة ،والتي مازالت
متأصمة ومتوازنة في اليياكل االقتصادية واالجتماعية لمبمدان النامية ،ويمكن إيجاز ىذه العوامل فيما يمي?3
-1العوامل االقتصادية:
-التبعية االقتصادية لمخارج؛
-سيادة نمط اإلنتاج الواحد؛
-ضعف البنيان الصناعي والزراعي؛
-نقص رؤوس األموال؛
-انتشار البطالة؛
-انخفاض متوسط دخل الفرد ومستوى المعيشة؛
1
اسماعيل محمد بن قانة ،اقتصاد التنمية نظريات ،نماذج استراتيجيات ،الطبعة األولى ،دار أسامة ،عمان ،7267 ،ص >.
2
أشواق بن قدور ،تطور النظام المالي والنمو االقتصادي ،الطبعة األولى ،دار الراية لمنشر ،7268 ،ص ;;.
3
اسماعيل عبد الرحمان ،حربي عريقات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .7<6-7<2
9
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
وقد اقتصرت التنمية االقتصادية في الدول النامية عمى االىتمام بمعدل نمو الدخل القومي ورفع متوسط
دخل الفرد ،دون النظر إلى الكيفية التي يتولد بيا ىذا النمو وال إلى حالة توزيع الدخل بين فئات السكان،
ولكن غالبية الدول النامية مازالت تعاني من مشاكل كثيرة أي استمرار حالة التخمف االقتصادي.
كما تعتبر التنمية أداة لالستقالل االقتصادي ،حيث أن التنمية الحقيقية البد أن تقوم عمى االستقالل
االقتصادي وليس عمى تبعيتو ،وىذا نود أن نؤكد ىنا أن مجرد حصول القطر المتخمف عمى االستقالل
السياسي ال يترتب عميو انقضاء حالة التبعية ىذه إذا استمرت ىياكميا وآلياتيا ،بل أن التعامل التكنولوجي
والمالي ونوع المشروعات التي تقيميا الدول المتخمفة بعد استقالليا ،ىذا يستمزم التخمص تدريجيا من التبعية
بتغيير الييكل االقتصادي لمدولة أي بإحداث تنمية حقيقية تعتمد عمى الذات باستغالل الموارد المتاحة في
الدولة استغالال صحيحا.1
وفي الحديث عن التنمية االقتصادية تثار قضية التفرقة بينيا وبين النمو االقتصادي ،فكل منيما
يعني زيادة الطاقة االنتاجية لالقتصاد ،فالبعض يميل إلى المساواة بينيما ،وقد يعود ذلك إلى ظيور الكتابات
األولى في التنمية في الدول العربية التي قطعت شوطا كبي ار عن طريق التنمية ،كما قد يرجع إلى صعوبة
وضع تعريف لمتنمية ،أما البعض اآلخر فيميل إلى التفرقة بين النمو والتنمية االقتصادية ،حيث يرون أن
التنمية تعني تدخال إداريا من الدولة إلجراء تغيرات جذرية في ىيكل االقتصاد وعالج االختالالت المقترنة
1
نفس المرجع ،ص .7<7
10
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
بو ،بينما يحدث النمو االقتصادي تمقائيا ويؤدي إلى زيادة الناتج القومي دون تغير إداري في عمل وأداء
االقتصاد.1
إذ لكل نشاط ىدف من ورائو ،فالتنمية االقتصادية كباقي العمميات االقتصادية ليا أىداف أو
باألحرى مجموعة من األىداف ،وقد اختمفت ىذه األىداف حسب ظروف كل دولة ،ولكن يمكن االتفاق عمى
بعض األىداف المتعارف عمييا فيما يمي?2
أوال :زيادة في الدخل القومي :إن أول ما تيتم بو عممية التنمية االقتصادية زيادة في الدخل القومي ،وذلك
قصد تحاشي عدة مشاكل ،التي من أىميا انخفاض مستوى المعيشة والفقر الشديد ،ليذا تعتبر زيادة الدخل
القومي من أىم األىداف التي تسعي الدولة لتحقيقيا؛
ثانيا :رفع مستوى المعيشة :إن اليدف من زيادة الدخل القومي ىو تحسين مستوى المعيشة ،وليذا فإن رفع
مستوى معيشة األفراد يعد ثاني ىدف لمتنمية االقتصادية ،وقد يحدث رفع مستوى معيشة بمجرد زيادة الدخل
القومي واالستقرار النسبي في النمو الديمغرافي ،أي جعل النمو االقتصادي يتوازى والنمو الديمغرافي ،وأقرب
مقياس لمداللة عمى مستوى معيشة الفرد ىو متوسط الدخل ،فكمما كان ىذا األخير مرتفعا كمما دل عمى
مستوى معيشة أحسن؛
ثالثا :تقميل التفاوت في الدخول والثروات :من أىداف التنمية االقتصادية تقميل التفاوت مع توزيع الدخول
بين األفراد ،حيث تستحوذ طائفة صغيرة عمى جانب من المداخيل بينما الطبقات األخرى في فقر شديد ،ومثل
ىذه الفوارق تنجر عنيا اضطرابات خطيرة ،مما جعل جزء من األموال معطمة وىذا راجع النخفاض الميل
الحدي لالستيالك بالنسبة لمطبقة الميسورة ،إذن فالزيادة في متوسط دخل الفرد يعد مؤش ار لمتنمية االقتصادية،
وىي تمك الزيادة المصاحبة والمترتبة عمى تصحيح االختالالت الييكمية؛
إلياس حناش ،أثر تحفيز االستثمار األجنبي المباشر في دعم التنمية االقتصادية في البمدان العربية -دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة 1
تخرج لنيل شيادة الماجستير ،تخصص التحميل القطاعي ،جامعة تبسة ،7266-7262 ،ص>.
2
عائشة بولحية ،صبيرة خشة ،صيغ التمويل اإلسالمية القائمة عمى المشاركة ومدى مساهمتها في تمويل التنمية االقتصادية – دراسة
حالة مصرف البركة الجزائري ، -مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر ،قسم العموم االقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة جيجل،
،7268-7267ص ص<.7=-7
11
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
رابعا :تعديل التركيب الهيكمي لالقتصاد القومي :باإلضافة إلى األىداف السابقة ،يعد تعديل التركيب الييكمي
لالقتصاد القومي من األىداف التنمية االقتصادية ،حيث أن التنمية االقتصادية تعمل عمى تغيير الطابع
التقميدي لالقتصاد ،فالبمدان النامية ذات الطابع الزراعي تتعرض بدورىا إلى عدة تقمبات كالجفاف والمنافسة
مثال ،وعمى ىذا األساس تمعب التنمية دو ار في استقرار ىذا القطاع وافساح المجال لقطاع الصناعة ،وىذا
بإنشاء صناعة جديدة أو التوسع في الصناعات األخرى ،حتى تضمن القضاء عمى المشاكل العديدة التي
تثيرىا سيطرة الزراعة عمى البنيان االقتصادي.
-توفير الظروف العامة المالئمة لتنمية القطاعات االقتصادية ،ويشمل ذلك توفير درجة من
االستقرار والطمأنينة لتشجيع االستثمار في مختمف األنشطة االقتصادية؛
-اإلكثار من برامج التدريب في األنشطة االقتصادية لتحقيق قدر مقبول من الميارة لدى المتدربين،
مما يؤىميم لممساىمة الفاعمة في برامج التنمية االقتصادية؛
-تنفيذ برامج استثمارية طموحة في مختمف المجاالت االقتصادية ،وتوظيف كافة عناصر اإلنتاج
في خدمة ىذه البرامج؛
-السعي لتوفير األساليب الفاعمة واستعماليا في تسريع أنشطة االقتصاد وصوال إلى تحقيق التنمية
االقتصادية الشاممة؛
إن مفيوم التنمية االقتصادية يتضمن أبعاد مختمفة ومتعددة تشمل اآلتي?2
1
عمي جذوع الشرفات ،التنمية االقتصادية في العالم العربي ،الطبعة األولى ،دار جميس الزمان لمنشر والتوزيع ،عمان ،7262 ،ص ص
67-66
2
حسيبة روابح ،أمينة بوالق اررة ،دور االستثمار السياحي في تحقيق التنمية االقتصادية – حالة والية جيجل ،-مذكرة تخرج لنيل شيادة
الماستر ،قسم عموم التسيير ،تخصص اقتصاد وتسيير سياحي ،جامعة جيجل ،726:-7269 ،ص ص .96-92
12
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
يستند ىذا البعد عمى حقيقة أن التنمية ىي نقيض التخمف ،وبالتالي فإن التنمية تتحقق من خالل
التخمص من سمات التخمف واكتساب الخصائص السائدة في البمدان المتقدمة.
إن المفيوم المادي لمتنمية يبدأ بتراكم قدر من رأس المال الذي يسمح بتطوير التقسيم االجتماعي
لمعمل ،أي التحول من الصناعة اليدوية الى الصناعة اآللية ،وعمى النحو الذي يحقق سيادة االنتاج السمعي
وتكوين السوق الداخمية ،وىذا ما يعرف بجوىر التنمية ،فالبمدان المتخمفة تحتاج إلى عدد من العمميات لكي
تحقق التنمية ،وىذه العمميات ىي? تحقيق التراكم الرأسمالي ،تطوير التقسيم االجتماعي لمعمل ،سيادة االنتاج
السمعي وعممية تكوين السوق القومية.
وقد ارتبط مفيوم التنمية بالتصنيع ارتباطا وثيقا ألن عممية التصنيع تؤدي إلى تنويع الييكل االنتاجي
وبالتالي تحقيق التنمية ،ومعموم أن عممية التصنيع تتطمب إحداث جممة عوامل أىميا? الثروة الصناعية تييئة
القاعدة الصناعية ،ارتفاع مستوى التراكم الرأسمالي وخمق األطر المناسبة إلحداث التغيير في البنيان
االجتماعي.
تتمثل جوانب البعد االجتماعي لمتنمية في التغيرات التي تحدث في اليياكل االجتماعية ،اتجاىات
السكان ،تقميل الفوارق في الدخول ومحاربة الفقر.
وقد تغيرت النظرة إلى الفقر في عقد الستينات وأصبح ينظر إلييا بأنيا مرتبطة بالبطالة وأصبح
ىدف التنمية ىو اشباع الحاجات األساسية ،وبيذا تغيرت فمسفة التنمية في كونيا مستندة عمى النمو إلى
الفيم المستند عمى الحاجات اإلنسانية ،وبذلك أصبحت التنمية ىي تحقيق تنمية اإلنسان.
ويتضمن البعد السياسي لمتنمية التحرر من التبعية االقتصادية إلى جانب التبعية االستعمارية
المباشرة ،فإذا كان الواقع قد فرض عمى البمدان النامية االستعانة بالمصادر األجنبية من رأس المال
والتكنولوجيا ،فإن ىذه المصادر يجب أن تكون مكممة لإلمكانيات الداخمية الذاتية ،شرط أن ال تقود إلى
السيطرة عمى اقتصاديات البمدان النامية.
13
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
كما يتضمن البعد السياسي لمتنمية تحقيق االستقرار في النظام السياسي ،من خالل األخذ بأشكال
المشاركة الشعبية الجماىيرية والمتمثمة في حق المواطنين في اختيار من يمثمونيم لتولي السمطة ،فمن خالل
المشاركة السياسية يمعب المواطن دو ار كبي ار في دعم مسيرة التنمية ذات البعد السياسي واالقتصادي.
لقد فرضت فكرة التنمية نفسيا في المجتمع الدولي ،وقادت إلى تبني التعاون عمى المستوى الدولي،
والى ظيور الييئات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ،وليذا فقد أطمقت األمم المتحدة في عام
6>;6عقد التنمية األول ،والذي استيدف تحقيق معدل لمنمو االقتصادي يبمغ < %عمى المستوى الدولي،
كما شيد عقد الستينات نشأة منظمة الجات ،وتيدف ىذه المنظمات جميعا إلى تحقيق عالقات اقتصادية
أكثر تكافؤا ،ثم جاء عقد التنمية الثاني 6>=2-6><2مستيدفا معدال سنويا لمنمو يبمغ ; %دوليا ،إال أن
مساعي كل ىذه الجيات والمنظمات لم تفمح في تحقيق أىدافيا األساسية في البمدان النامية ،وليذا نجد بأن
التفاوت فيما بين البمدان المتقدمة والنامية يزداد عبر الزمن.
إن مفيوم التنمية ىو مفيوم واسع يشمل كل جوانب الحياة ويؤدي إلى مولد حضارة جديدة ،فالتنمية
ليست مجرد عممية اقتصادية تكنولوجية ،بل ىي عممية بناء حضاري أو مشروع نيضة تؤكد فيو المجتمعات
شخصيتيا وىيئتيا اإلنسانية.
إن التنمية االقتصادية تتطمب العديد من المستمزمات الضرورية إلنجاز مياميا ،والتي تمثل عوامل
اإلنتاج ،وىي رأس المال والموارد البشرية والتكنولوجيا والموارد الطبيعية ،واضافة إلى ما تقدم فإن عممية
التنمية اإلقتصادية تتطمب أيضا عوامل عديدة أخرى تندرج ضمن ما يعرف باإلطار العام لمتنمية مثل النظم
السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية ،واألنماط الثقافية والعادات والتقاليد والمفاىيم ونظم التعميم ،ومشاركة
الشعب في عممية التنمية ،وتتمثل ىذه المستمزمات فيما يمي?1
1
مدحت القريشي ،التنمية اإلقتصادية –نظريات وسياسات وموضوعات ،-الطبعة األولى ،دار وائل لمنشر ،عمان ،722< ،ص -689
.696
14
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
يؤكد جميع اإلقتصاديين عمى األىمية الكبيرة لتراكم رأس المال في تحقيق التنمية ،ويتم تحقيق التراكم
في رأس المال من خالل عممية اإلستثمار ،والتي تستمزم حجم مناسب من المدخرات الحقيقية ،بحيث يتم من
خالليا توفير الموارد ألغراض اإلستثمار ،بدال من توجيييا نحو مجاالت اإلستيالك.
-رأس المال المالي? والذي يمثل األموال السائمة التي توحو لشراء األسيم والسندات ،أو تقرض إلى
البنك لإلستخدام في األعمال.
-رأس المال الحقيقي أو المادي? الذي يتكون من المصانع والمكائن والمعدات وخزائن المواد
الخام...الخ.
وتجدر اإلشارة إلى أن تراكم رأس المال ليس ميما بحد ذاتو فحسب ،بل أنو الوسيمة الرئيسية لمتقدم في
المعرفة والتي بدورىا تعتبر م حددا رئيسيا لنمو اإلنتاجية ،إن البمدان النامية مؤكد بشكل كبير عمى أىمية
تراكم رأس المال ،وتؤكد عمى الحاجة إلى زيادة مستوى اإلستثمار بالنسبة لإلنتاج ،وتعتبر أن تراكم رأس
المال ىو الشرط الضروري ليكن البمد متقدما ،إضافة إلى تأسيس آليات اجتماعية واقتصادية كفؤة لزيادة
خزين رأس المال لمفرد بأشكال متعددة ،وبالمقابل فإن البمد المتخمف ىو البمد الذي يمتمك مقدا ار صغي ار
من خزين رأس المال ،وينظر إلى تراكم رأس المال عمى أنو أيضا الوسيمة لمتخمص من الحمقة المفرغة
لمفقر ،حيث أن المستوى المنخفض لإلنتاجية ىو بمثابة مصدر الحمقة المفرغة لمفقر.
إن الموارد البشرية تعني القدرات والمواىب والميارات والمعرفة لدى األفراد والتي تدخل كمستمزم في
العممية اإلنتاجية ،وتمعب الموارد البشرية دو ار ميما جدا في عممية التنمية ،حيث ان اإلنسان ىو غاية التنمية
وىو وسيمتيا في نفس الوقت ،وحيث أن اإلنسان ىو في ذات الوقت وسيمة التنمية فإنو ىو الذي يرسم وينفذ
عممية التنمية ،وأن ثمار التنمية ناتجة عن النشاط اإلنساني ،ومن ىنا تتبين أىمية الموارد البشرية في عممية
التنمية.
15
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
إن أىمية الموارد البشرية تنبع من حقيقة أنو ال يمكن إدارة اإلنتاج بدون العامل البشري ،وفي
المراحل األولية لمتنمية فإن العمل المادي ىو الوحيد المسؤول عن استخراج المواد الطبيعية ،ومع تراكم
الفوائض فإن العامل اإلنساني يمعب دو ار ميما ومتزايدا ،وأن جانبا ميما من مساىمة الموارد البشرية في
التنمية ىي عندما يعمل الفرد كمدير وكمنظم.
إال أن ما يالحظ عمى البمدان النامية ىو أنيا اتجيت نحو اإلستثمار(أي تكوين رأس المال المادي)
دون إعطاء اإلىتمام الالزم لإلستثمار في الموارد البشرية وذلك لعدة أسباب?
-أن الفترة التي تستغرقيا عممية اإلستثمار في تنمية الموارد البشرية غالبا ما تكون طويمة ،وليذا فإن
ثمار ىذا النوع من اإلستثمار ال تظير بصورة سريعة؛
-عدم توفر الدراسات الكافية التي تبرىن عمى وجود عالقة بين اإلستثمارات في تنمية الموارد البشرية
وبين الناتج القومي؛
-تركيز معظم اإلقتصاديين في دراساتيم عمى دور رأس المال المادي في عممية التنمية.
ويمكن القول أن فشل أو تعثر برامج التنمية في البمدان النامية كثي ار ما يكون ناجما عن فقدان المالكات
الماىرة ،وليس عدم توفر الموارد المالية.
تعرف الموارد الطبيعية بأنيا العناصر األصمية التي تمثل ىبات األرض الطبيعية ،واألمم المتحدة من
جيتيا تعرف الموارد الطبيعية بأنيا أي شيء يجده اإلنسان في بيئتو الطبيعية ،والتي يتمكن من أن ينتفع
بيا ،فالموارد الطبيعية توفر قاعدة لمتنمية الصناعية بطريقتين?
-تمكن البمد من توسيع نشاطو الصناعي بإنتاج مواد خام ،كما ىو الحال في استخراج المعادن
وتصديرىا ،والتي توفر لمبمد العمالت األجنبية الستيراد السمع الضرورية لمتنمية؛
-تمكن البمد من أن ينتج مواد الخام ويصنعيا ويحوليا إلى السمع النيائية.
وعمى العموم يمكن القول بأن الموارد الطبيعة ميمة لمتنمية ،وخصوصا في المرحمة األولية لمتنمية ،إذا تم
استغالليا بشكل مناسب ،وكمما ازدادت الموارد الطبيعية في البمد وتم استغالليا بشكل جيد كمما كان ذلك
حاف از وعامال مساعدا عمى النمو والتطور ،إال أن الموارد الطبيعية ال يمكن أن تعتبر قيدا عمى التنمية.
16
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
ىناك العديد من التعريفات لمفيوم التكنولوجيا ،ورغم اإلختالف الجزئي أو المفظي أحيانا بينيا ،فإنيا
تت فق عمى أن التكنولوجيا تعني باختصار معرفة كيفية القيام باإلنتاج ،وبعبارة أوسع وأشمل فإن التكنولوجيا
تمثل المعرفة العممية التي تستند عمى التجارب ،وعمى النظرية العممية التي ترفع من قدرة المجتمع عمى
تطوير أساليب أداء العمميات اإلنتاجية والتوصل إلى أساليب جديدة أفضل بالنسبة لممجتمع.
أن التقدم التكنولوجي أو التغير التكنولوجي يعني تغي ار في المعرفة الخاصة باإلنتاج ،والتغير في المنتج ،وقد
يعني ذلك تحسينا في المنتج القديم أو ظيور منتج جديد ،وحيث أن التنمية اإلقتصادية تتطمب زيادة مستمرة
في مقدار السمع والخدمات المنتجة ،وىذا بدوره يتطمب توسيع الطاقات اإلنتاجية وتشغيل ىذه الطاقات،
فالتقدم التكنولوجي يمعب دو ار ميما في تحقيق النمو في اإلنتاج.
17
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
لقد ظيرت عدة نظريات تعالج قضايا التنمية اإلقتصادية في البمدان والمناطق المتخمفة ،وذلك
لمتعرف عمى األبعاد الحقيقية لمتخمف اإلقتصادي فييا ،ولتحقيق ىذه التنمية يجب اتباع عدة استراتيجيات
وسياسات ،ويجب توفر مصادر تمويمية باعتبار التمويل عامال أساسيا في عممية التنمية اإلقتصادية ،إال أنيا
تواجو عدة عقوبات ،وعميو يتناول ىذا المبحث? نظريات وسياسات التنمية اإلقتصادية ،مؤشرات واستراتيجيات
التنمية اإلقتصادية ومصادر تمويميا ،وكذلك العقوبات التي تواجييا.
لقد أىتم العديد من المفكرين االقتصاديين بموضوع التنمية حيث صاغوا ليا العديد من النظريات
ومن بينيا?
تتمثل ىذه الفكرة النظرية في أن ىناك حاجة إلى دفعة قوية أو برنامجا كبي ار ومكثفا في شكل حد
أدنى من االستثمارات ،بغرض التغمب عمى عقبات التنمية ووضع االقتصاد عمى مسار النمو الذاتي.1
و ينطمق" " RODANفي تبريره لمدفعة القوية من فرضية أساسية مفادىا أن التصنيع ىو سبيل التنمية
في البمدان المتخمفة ومجال الستيعاب فائض العمالة المتعطمة جزئيا أو كميا في القطاع الزراعي ،عمى أن
تبدأ عممية التصنيع بشكل دفعة قوية من خالل توظيف حجم ضخم من االستثمارات في بناء مرافق رأس
المال االجتماعي من طرق ومواصالت ووسائل نقل وقوى محركة ،وتدريب القوى العاممة وىذه المشروعات
الضخمة وغير القابمة لمتجزئة ،من شأنيا أن تخمق وفرات اقتصادية خارجية تتمثل في توفير خدمات إنتاجية
بتكمفة منخفضة ضرورية لقيام مشروعات صناعية ما كانت تنشأ دون توفير ىذه الخدمات و إضافة إلى ذلك
يتعين أيضا توجيو حجم ضخم من االستثمارات في إنشاء جبية عريضة من الصناعات تتكامل مشروعاتيا
لتحقيق التشابك األفقي و الرأسي ،األمر الذي يساعد عمى تخفيض تكاليف االنتاج كما يقترح " "RODANأن
1
عصام عمر مندور ،التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والتغيير الهيكمي في الدول العربية ،دار التعميم الجامعي ،اإلسكندرية،7266 ،
ص ص .88-87
18
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
تتركز االستثمارات في جبية عريضة من الصناعات االستيالكية الخفيفة ،بحيث تدعم بعضيا بعض
ويكسبيا الجدوى االقتصادية إلقامتيا في آن واحد ،مع مراعاة التوازن بين مشروعات البنية التحتية وبين
الصناعات االستيالكية إلى جانب ضرورة االستفادة من اجتذاب رؤوس األموال األجنبية واستراد السمع
االنتاجية.1
ويؤكد االقتصاديون المؤيدون لفكرة الدفعة القوية بأن االستثمار عمى نطاق واسع سوف يؤدي إلى
حصول زيادة سريعة في الدخل القومي ومن ثم زيادة في الميل الحدي لالدخار ،وبالتالي ارتفاع حجم
االدخار مع تصاعد مسار التقدم االقتصادي وزيادة االعتماد عمى الموارد المحمية ،ويرى " "RODANأن يكون
لمدولة دور بارز في عممية التخطيط وتنفيذ مشروعات التصنيع ،فالسوق المحمية الضيقة والمحدودة ال تحفز
المستثمر الخاص عمى االستثمار في مشروعات صناعية تستخدم تكنولوجيات حديثة ذات طاقة إنتاجية
كبيرة ،كما أن المستثمر الخاص يبحث عن الربح الخاص وليس الربح االجتماعي ،وأن تدخل الدولة ضروري
لضمان توفير الموارد المحمية.2
صاحب ىذه النظرية ىو NURKSEالذي ركز عمى مشكمة الحمقة المفرغة لمفقر والناجمة عن تدني
مستوى الدخل وبالتالي ضيق حجم السوق ،مؤكدا أن كسر ىذه الحمقة المفرغة ال يتحقق إال بتوسيع حجم
السوق ،والذي ال يتحقق إال بإنشاء جبية عريضة من الصناعات االستيالكية يتحقق بينيا التوازن مع التأكيد
عمى ضرورة تحقيق قدر من التوازن بين القطاع الصناعي والقطاع الزراعي ،وتحقيق التوازن بين الصناعات
االستيالكية المحمية والصناعات الخارجية وفي النياية تحقيق التوازن بين جية العرض وجية الطمب.
إن النمو المتوازن يتطمب التوازن بين مختمف صناعات سمع االستيالك ،وبين صناعات السمع
الرأسمالية واالستيالكية ،كذلك تتضمن التوازن بين الصناعة والزراعة.
1
مدحت القريشي ،مرجع سبق ذكره ،ص ==.
2
نفس المرجع ،ص ==.
19
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
إلى جانب NURKSEفقد أيد ىذه النظرية أيضا كل من RODANو Arther lewisوغيرىم يفسرىا كل
عمى ىواه ،وعند البعض تعني النظرية أن االستثمار يتم في وقت واحد في كل القطاعات الصناعية وعند
آخرين تعني تنمية متوازنة بين الصناعة والزراعة معا.1
وترجع ىذ ه النظرية إلى االقتصادي "ىيرشمان" حيث ىاجم االستراتيجية األولى ،والتي كانت ترتكز
عمى إنماء مجموعة عريضة من الصناعات االستيالكية في آن واحد ،نتيجة لقصور الموارد المالية في
الدول النامية ،ويرى " ىيرشمان" بدال من ذلك أنو يجب التركيز عمى عدد من الصناعات الرائدة التي ليا
القدرة عمى حث االستثمار في الصناعات األخرى ،بمعنى إحداث خمل مقصود في توازن االقتصاد القومي
عن طريق توجيو االستثمارات إلى عدد محدود من الصناعات الرائدة التي تقوم بدورىا عممية النمو
االقتصادي في االقتصاد القومي ككل ،كما يرى "ىيرشمان" أن عمميات اختيار ىذه الصناعات يتوقف عمى
مدى قدرتيا عمى الحث عمى االستثمار في المشروعات والصناعات األخرى أي ما يعرف بالتعامل لألمام أو
التكامل لمخمف ،فالتكامل لمخمف يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادتو في مشروع الحق عميو.2
-التوجيو الحكومي والتخطيط لتشريع التكامل واالندماج االقتصادي بين القطاع العام والخاص؛
-سياسة زراعية في المدى القصير ،المتوسط والطويل تحدد األىداف االىداف االنتاجية؛
1
محمد عبد العزيز عجمية ،إيمان عطية ناصف ،التنمية اإلقتصادية -دراسات نظرية وتطبيقية ،-الدار الجامعية ،القاىرة،7228 ،
ص .66
2
مدحت القريشي ،مرجع سبق ذكره ،ص ;>.>= -
3
جمال الدين لعويسات ،العالقات اإلقتصادية الدولية والتنمية ،دار ىومة لمطباعة والنشر ،الجزائر ،7222 ،ص ص <<.<=-
20
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
كان الفرنسي "فرانسوا بيرو" وىو السابق في شرح ىذه الفكرة و التي اعتمدىا في ما بعد وطورىا
"ىيرشمان" كأساس لنظرية النمو الغير متوازن ،وبخصوص نظرية أقطاب النمو فيوضح "بيرو" بأن مراكز
النمو تنشأ بشكل عام حول صناعة رئيسية محفزة ،وتتمتع بأسواق تصريف ميمة وينتج عنيا توزيع دخول
مرتفعة يكون ليا نتائج إيجابية ،كما أن مراكز النمو ىذه ال تتخذ فقط بالصناعة المحفزة ،بل يجب أن تمعب
دور المسيطر عمى المجال المحيط بيا ،غالبا ما يكون ىذا المركز عبارة عن مدينة مجيزة بالوسائل
والخدمات وبمراكز تجارية وادارية ،والجدير بالذكر أن اختيار النشاط المحفز يتأثر بعوامل عديدة أىميا
الثروات الطبيعية ،األيدي العاممة ،حجم الوحدات المنتجة الواجب إحداثيا وحجم الطمب الداخمي والخارجي.1
تركز ىذه النظرية عمى اآللية التي تستطيع بواسطتيا االقتصاديات المختمفة تحويل ىياكميا
االقتصادية الداخمية من ىياكل تعتمد بشكل كبير عمى الزراعة التقميدية ،إلى اقتصاد أكثر حداثة وتحض ار
وتنوعا يحتوي عمى الصناعات المتنوعة والخدمات ،حيث تستخدم ىذه النظرية أدوات التحميل الكالسيكي
المحدث لنظرية أسعار توزيع الموارد والقياس االقتصادي الحديث لوصف الكيفية التي يتم بيا التمويل وىناك
نموذجان ىما?2
نموذج "آرثر لويس" الذي يفترض وجود قطاعين األول قطاع ريفي بحيث أن مستوى إنتاجية العمل
فيو تقترب من الصفر ،والقطاع الثاني حضري صناعي حديث تكون فيو إنتاجية العمل مرتفعة وأن أجور
العمل فيو أعمى من القطاع األول.
1
مدحت القريشي ،مرجع سبق ذكره ،ص .622
2
نفس المرجع ،ص .62<-626
21
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
فاألول يفترض وجود اقتصاد تسوده ازدواجية اقتصادية ،حيث يوجد فيو قطاع ريفي وقطاع حضري
ارتفاع األجور في ىذا األخير يؤدي بعمال القطاع الريفي لالنتقال إليو ،ويؤدي ذلك إلى توسيع االنتاج
وزيادة االرباح التي يتم استثمارىا في الصناعة ،وىكذا سيتم انتقال العمال من الريف إلى المدينة وتحدث
التنمية والتغير الييكمي في االقتصاد والنموذج الثاني لـ "ىوليس تشينري".
فعممية التنمية ىي تحول ىيكل االنتاج والذي يصاحبو حالة االرتفاع في معدل الدخل الفردي،
فيناك تحول من إنتاج زراعي إلى إنتاج صناعي حيث يرتفع الناتج الصناعي في الناتج القومي االجمالي،
وىذه التحوالت شممت التحول في الطمب االستيالكي عمى الغداء والضروريات إلى الرغبات في الحصول
عمى السمع المصنعة المختمفة والخدمات.
حيث لخص "روستو" نظرية المراحل كتابو "مراحل النمو اإلقتصادي" الذي ظير عام ; ،6>:ويركز
عمى المنيج التاريخي في تحميمو.
-1-1المجتمع التقميدي :إن أىم ميزة لممجتمع التقميدي ىي ضعف مردود األرض لميكتار الواحد ،ألنو ال
يممك من إمكانيات التي تسمح لو برفع إنتاجية الفرد الواحد فيو ال يقدر عمى استخدام التكنولوجيا الحديثة.
-2-1مرحمة التهيؤ لإلنطالق? في ىذه المرحمة ىو بداية استخدام التقدم التقني بصورة موسعة وفي كل
المجاالت ،وىكذا يعمل عمى زيادة اإلستثمارات خاصة في النقل والمواد األولية ،باإلضافة إلى ظيور البنوك
وبعض المؤسسات الخاصة باإلدخار ،فإن نمو كل ىذه المؤسسات يمشي ببطء.
-3-1اإلنطالق :حيث تتميز ىذه المرحمة بارتفاع اإلنتاج الحقيقي لمفرد ،ويمكن اعتبار ىذه المرحمة بالثورة
الصناعية حيث تتفوق فييا القطاعات الصناعية ،وتتفوق في ىذه المرحمة الطبقة المستخدمة لثقافة جديدة
والصناعة المتطورة عمى الطبقة التقميدية ،ويرى "روستو" في ىذه المرحمة انتقال معدل اإلستثمار من %:
1
جمال الدين لعويسات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.;;-;:
22
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
إلى %62من الدخل الوطني ،وكل ىذا موجود في كندا قبل 6>=2واألرجنتين قبل 6>69حيث كان
اإلستثمار يفوق %:من الدخل الوطني.
-4-1الرواج :وىي الفترة التي يطبق فييا المجتمع التكنولوجيا الحديثة ويصبح مستوى اقتصاد ذا مستوى
عالي ،وتدخل العامل الماىر وتسمى مرحمة " النضوج" حيث حجم اإلستثمارات يقدر بـ %62إلى %72
من الدخل الوطني.
-5-1اإلستهالك الواسع :يرتفع الدخل الحقيقي لمفرد ويتغمب عدد سكان المدن عمى عدد سكان الريف،
ويتغمب العمال اإلداريين عمى العمال اآلخرين ،ويصبح التقدم التقني ليس ىدفا بل يصبح أم ار سيال وتسمى
ىذه المرحمة بـ "اإلكتمال".
نتيجة اإلنفتاح بين نظريتي مراحل النمو والتغيير الييكمي ،حظيت ىذه النظرية بتأكيد كبير خالل
السبعينات من القرن الماضي بين مفكري العام الثالث ،وتعتبر ىذه النماذج امتداد لمفكر اإلشتراكي الجديد
(النيو ماركسي) وتعتبر نماذج تشاؤمية مقارنة بنماذج التغيير الييكمي ،وترى النظرية أن الدول المتخمفة
محاصرة بمجموعة من العراقيل المؤسسية واإلقتصادية سواء محمية أو دولية فضال عن وقوعيا في تبعية
الدول الغنية وسيطرتيا.1
ويقصد بالسياسة اإلقتصادية بيان لألىداف اإلقتصادية التي تتبناىا الدولة (أو الشركة) واألدوات التي
تستخدميا لتحقيق ىذ ه األىداف والسياسات اإلقتصادية تشمل جميع قطاعات وجوانب اإلقتصاد الوطني،
وفيما يمي سنتناول السياسات اإلقتصادية الفرعية التي تساىم في تحقيق التنمية اإلقتصادية?2
-1السياسة النقدية:
يقصد بالسياسة النقدية النشاطات التي يقوم بيا البنك المركزي ،والمصممة لمتأثير عمى المتغيرات
النقدية مثل? عرض النقود وأسعار الفائدة.
1
جمال الدين لعويسات ،مرجع سبق ذكره ،ص .<2
2
حسيبة روابح ،أمينة بوالق اررة ،مرجع سبق ذكره ،ص <.9> -9
23
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
والتعريف األوسع لمسياسة النقدية ىو أنيا تمثل الوسائل التي يستخدميا البنك المركزي لمسيطرة عمى
عرض النقود ،وحجم اإلئتمان الممنوح لمنشاط اإلقتصادي ،والتحكم بييكل أسعار الفائدة بما يؤمن إستمرار
نمو النشاط اإلقتصادي وتحقيق االستخدام الكامل لمعمالة مع استقرار المستوى العام لألسعار ،ويرتبط سوق
النقد بمستوى النشاط االقتصادي ارتباطا مباشرا ،حيث يؤدي التوسع النقدي إلى تحفيز التوسع في النشاط
االقتصادي عن طريق زيادة القدرة الشرائية الستيالك السمع والخدمات.
وتمعب السياسة النقدية في البمدان النامية دو ار ميما في تعجيل التنمية من خالل التأثير عمى توفير
تكاليف اإلئتمان ،والسيطرة عمى التضخم والمحافظة عمى توازن ميزان المدفوعات.
-2السياسة المالية:
السياسة المالية بالمعنى العام تعني كيفية استخدام الضرائب واإلنفاق الحكومي واإلقتراض من قبل
الحكومة لتحقيق اإلستفرار االقتصادي أو التنمية االقتصادية.
24
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
-1-2الضرائب (المباشرة وغير المباشرة) :وىي تشكل األداة الرئيسية لمسياسة المالية ،وىي الوسيمة األكثر
فعالية لتخفيض اإلستيالك الخاص ،وتوفير الموارد لميزانية الدولة لتمويل نشاطاتيا ولخدمة التنمية
االقتصادية.
-2-2اإلنفاق الحكومي أو العام(الجاري واإلستثماري) :وىو يعمل عمى تشجيع المشروعات ،من خالل
توفير الخدمات الضرورية والتمويل ،كما ىو الحال مع مشروعات البنى اإلرتكازية والمؤسسات التمويمية ،كما
تستخدمو الحكومة في معالجة اإلضطرابات في األوضاع االقتصادية لمدولة.
-3السياسة التجارية:
السياسة التجارية ىي إجراءات تتخذىا الدولة لتنظيم التجارة الخارجية وعالقات االستراد والتصدير مع
الخارج كفرض قيود عمى الواردات (ضرائب ورسوم) وتشجيع الصادرات ،وىي ذات أىمية كبيرة وخاصة
بالنسبة لمبمدان النامية التي تعتمد اعتمادا كبي ار عمى التجارة الخارجية في توفير الفائض االقتصادي والعوائد
من العمالت األجنبية لموفاء بمتطمبات التنمية االقتصادية.
ومن الميم أن تتضمن السياسة التجارية منظومة من الوسائل المحمية والدولية لتعزيز التجارة
الخارجية ورفع قدرة الدول النامية عمى المنافسة في االسواق الدولية?
-ىناك الحاجة لتوسيع الصادرات والسعي لتقميل التكمفة وتحسين نوعية السمع؛
-ىناك الحاجة لزيادة االدخار المحمي ،من خالل زيادة الدخل وتقميص االستيالك وبما يمكن من
زيادة حجم الصادرات.
-العمل عمى إلغاء القيود التي تفرضيا البمدان المتقدمة بوجو صادرات البمدان النامية؛
-العمل عمى إصالح المؤسسة الدولية مثل? صندوق النقد الدولي وتغيير محتوى المساعدات لتكوين
مساعدات حقيقية لمبمدان النامية؛
-توسيع التجارية فيما بين البمدان النامية نفسيا.
25
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
تتمحور أىم مؤشرات األداء االقتصادي التي تعكس مدى تحقق التنمية االقتصادية في?1
-1المحمي االجمالي Gross Domestic Product :GDPىو أحد أىم المؤشرات االقتصادية التقميدية والذي
اليزال يستعمل عمى نطاق واسع كأحد أىم المؤشرات التي يمكن االعتماد عمييا في ىذا المجال ،وىو أحد
أىم المقاييس المستعممة لقياس النمو االقتصادي في الدول ،بيذا يمكن القول أن النمو االقتصادي ىو مؤشر
لمتنمية االقتصادية يمكن استدالل عميو من خالل الناتج المحمي االجمالي ،ومن المعروف أنو كمما ارتفع ىذا
المؤشر كمما كان ذلك داللة عمى تقدم اقتصاد الدولة.
-2الناتج القومي االجمالي :GNPفي البداية اعتبر بأن التنمية إنما تعني زيادة في الناتج القومي االجمالي
خالل فترة زمنية طويمة ،إن ىذا المقياس يجب أن يستبعد التغيرات الحاصمة في األسعار (أي أن يكون
GNPباألسعار الثابتة) ،ويؤخذ عمى ىذا المقياس أنو ال يأخذ نمو السكان بعين االعتبار ،كما أنو ال يظير
التكمفة التي يتحمميا المجتمع من جراء التخمف أو التحضر وال يعكس توزيع الدخل بين فئات المجتمع.
-3نصيب الفرد من الناتج المحمي االجمالي :أو حصة الفرد من الناتج المحمي االجمالي ،والذي يقابمو
المصطمح االنجميزي) ،(GD.Percaitaوىو معيار يستخدم غالبا مع المؤشر األول(الناتج المحمي االجمالي)،
وىذا المؤشر تعبير تقريبي لقيمة السمع والخدمات التي ينتجيا الفرد الواحد في دولة ما ،وىو يساوي مجمل
الناتج المحمي االجمالي مقسوما عمى عدد سكان الدولة ،وكمما ازداد نصيب الفرد من الناتج المحمي
االجمالي كمما دل ذلك عمى نمو االقتصاد بشكل أفضل.
-4نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج المحمي االجمالي :يمكن المجوء إلى نسبة الدين الخارجي العام
ألية دولة إلى مجمل ناتجيا المحمي االجمالي كمؤشر ميم من مؤشرات التنمية االقتصادية في ىذه الدولة
ومن االفضل لمتنمية االقتصادية ان تكون ىذه النسبة في أدنى مستوياتيا.
1
عمي جذوع الشرفات ،مرجع سبق ذكره ،ص .66=-669
26
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
-5معدل التضخم :وىو مؤشر يعبر عن االرتفاع في المستوى العام لألسعار يصاحبو زيادة الكتمة النقدية
في السوق ،وارتفاع معدالت التضخم يؤشر سمبا عمى التنمية االقتصادية ،لما ينتج عنو من انخفاض لقيمة
العممة الوطنية وضعف لمقدرة الشرائية وبالتالي انخفاض مستويات المعيشة...إلخ.
-6ميزان المدفوعات والميزان التجاري :فميزان المدفوعات يسجل المعامالت االقتصادية لممقيمين بالدولة
والمقيمين بالخارج ،أما الميزان التجاري فيسجل صادرات وواردات الدلة من السمع ،كمما حقق ىذين الميزانين
التوازن أو الربح ساىم ذلك في تحقيق التنمية االقتصادية.
ثانيا :المؤشرات االجتماعية :إذا كانت الجوانب االقتصادية في التنمية تمتاز بقابمية نسبية لمقياس المباشر،
فإن معظم الجوانب االجتماعية غير قابمة لمقياس مباشرة أو ليست معرفة بوضوح ،ومن بين المؤشرات
االجتماعية غير قابمة لمقياس مباشرة أو ليست معرفة بوضوح ،ومن بين المؤشرات االجتماعية نجد?1
يعرف التراكم الرأسمالي عمى أنو العممية التي يترتب عمييا زيادة في حجم رأس المال (المادي)
المتاح ،وتمر عممية التراكم الرأسمالي في ثالث مراحل?
1حسيبة روابح ،أمينة بوالق اررة ،مرجع سبق ذكره ،ص .99
2
د إياد عبد الفتاح النسور ،أساسيات اإلقتصاد الكمي ،الطبعة األولى ،دار صفاء لمنشر والتوزيع ،عمان ،7268 ،ص .7=7-7=2
27
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
-7تتطمب وجود مؤسسات مالية قادرة عمى جمع اإلدخار من مصادره ووضعيا تحت تصرف
المستثمرين؛
-8أما المرحمة الثالثة يتطمب أخد قرار اإلستثمار الذي يحول األموال المدخرة إلى إضافات حقيقية في
حجم رأس المال المتاح ،وبالتالي الطاقة اإلنتاجية التي يتمتع بيا اإلقتصاد.
-1إستراتيجية النمو المتوازن :حيث يرى "نوركسو" أنو ال يمكن لمدول النامية الخروج من حالة التخمف ،إال
باتباع إستراتيجية نمو متوازن ،وتنفيذ برنامج استثماري ضخم يوجو لكسر الحمقة المفرغة لمتخمف عند نقطة
اإلستثمار ،فمثل ىذا البرنامج يتغمب عمى عقبة ضيق السوق المحمية لكل من المنتجات الصناعية عمى
حدى.
-2إست ارتيجية النمو غير المتوازن :يعتبر "ىيرشمان" رائد ىذه اإلستراتيجية ،حيث يرى أن التنمية تتم من
خالل ما تحدثو اإلستثمارات الموجية لمقطاعات اإلستراتيجية ،أو الرائدة من ضغوطات عمى الدولة والقطاع
الخاص ،لإلستجابة إلى اإلختناقات التي تبرز في مختمف القطاعات.
ويتفق ىيرشمان ونوركسو عمى أىمية التكامل بين الصناعات ،وعمى ضرورة المجوء إلى دفعة قوية
لتحريك الدول المتخمفة من حمقاتيا المفرغة ،لكن ىذه الدفعة القوية يجب أن تتركز في قطاعات وصناعات
استراتيجية محددة.
-3إستراتيجية التنمية الزراعية والريفية :يرى أنصار ه ذه االستراتيجية أن النمو الصناعي ألي دولة ،ال
يمكن أن يستمر مالم يتناسب معدل نمو القطاع الصناعي مع معدل نمو القطاع الزراعي ،خاصة في الدول
النامية التي تعاني إنفجا ار سكانيا ،وفييا أصبحت مشكمة الغداء تتصدر أولويات الخطط التنموية.
ىنا البد من القيام بعممية شاممة لإلصالح الزراعي ،من خالل خمق إطار مؤسسي يشمل القواعد
واإلجراءات ،المتعمقة بالحقوق والواجبات المتعمقة بتممك واستخدام األراضي الزراعية ،والتي من شأنيا
المساعدة في تحقيق أىداف التنمية االقتصادية المختمفة.
-4إستراتيجية تمبية الحاجات األساسية :ينادي أنصار ىذه اإلستراتيجية بضرورة فيم التنمية اإلقتصادية،
عمى أنيا تشمل باإلضافة?
28
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
يعتبر التمويل العامل األساسي في عممية التنمية اإلقتصادية ،والتي يشكل اإلستثمار جوىرىا ،ذلك
ألن مفتاح التنمية في البمدان المتخمفة اقتصاديا ىو اإلستثمار ،وأن ذلك يحتاج إلى وجود إدخارات حقيقية،
وىناك مصادر تمويل داخمية وأخرى خارجية.
نعني بالمصادر الداخمية لمتمويل جميع أنواع الموارد الحقيقية المتوفرة داخل االقتصاد المحمي،
وتعتبر من أىم المصادر التي يجب عمى الدولة اعتمادىا في عممية التمويل ،ذلك باالستثمار األمثل
لممدخرات ،وتتمثل مصادر التمويل الداخمية فيما يمي?
أوال :االدخارات
ويقصد باالدخار ىو ذلك الجزء من الناتج القومي الصافي أو الدخل القومي الذي لم ينفق عن
االستيالك ،وانما تم توجييو لبناء الطاقات االنتاجية التي تعمل عمى زيادة ىذا الدخل أو نحافظ عمى مستواه
وينقسم إلى ثالثة مصادر ىي?
-1االدخار العائمي :من وجية النظر االقتصادية ،تمثل الفرق بين الدخل المتاح أي الدخل بعد تسديد
الضرائب وبين االنفاق عمى أوجو االستيالك المختمفة ،ويمعب االدخار العائمي دو ار ميما في تميل التنمية
االقتصادية ،وتتمثل مصادر االدخار فيما يمي?1
ىشام بوحناش ،نور الدين لكحل ،دور االستثمارات العربية البينية في دعم التنمية االقتصادية-دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج 1
لنيل شيادة الماستر ،في العموم االقتصادية تخصص? نقود ومالية دولية ،جامعة جيجل 7268-7267 ،ص.72
29
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
-المدخرات التقاعدية كأقساط التأمين والمعاشات وحصيمة الصناديق المختمفة التي تنشئيا الييئات
والمؤسسات؛
-الزيادة في األصول النقدية لألفراد والذين يحتفظون بيا في شكل ودائع لدى صناديق التوفير أو
البنوك سواء كانت حسابات جارية أو آجمة؛
-االستثمار المباشر في اقتناء األراضي ،المتاجر والمساكن ،والتي تنتشر في البيئات الريفية حيث
يصاحب االستثمار اإلدخار؛
-سداد الديون ومقابمة التزامات سابقة.
-2ادخار قطاع االعمال :ويقصد بو كافة المشاريع االنتاجية التي تستيدف تحقيق األرباح من مبيعاتيا ،التي
تشكل بدورىا مصد ار لالدخارات ،وتنقسم ىذه المدخرات إلى نوعين ىما?1
-ادخارات قطاع األعمال الخاص :عبارة عن ذلك الجزء عن من األرباح غير موزعة التي تحققيا مشروعات
القطاع الخاص ،والذي يشمل المحالت والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وتمثل نسبة ىامة في اقتصاديات
الدول المتقدمة؛
-ادخارات قطاع األعمال العام :تتمثل في ارباح المشروعات العامة ،ويتوقف حجم االدخار في ىذا القطاع
عمى حجم الفائض المتولد فيو.
-3االدخار الحكومي :يتحقق االدخار الحكومي بالفرق بين االيرادات الحكومية الجارية والمصروفات الحكمية
الجارية ،فإذ ا كان ىناك فائض اتجو إلى تمويل االستثمارات وتسديد أقساط الديون ،أما إذا زادت النفقات
الجارية عن االيرادات الجارية أي في حالة وجود عجز ،فإنو يتم تمويمو عن طريق السحب من مدخرات
القطاعات األخرى ،أو عن طريق إصدار نقود جديدة ،وتعمل الحكومات دائما إلى تنمية مواردىا ،والى ضبط
نفقاتيا بغية تحقيق فائض توجيو إلى ضروب ومجاالت االستثمار والتنمية المستيدفة.2
ثانيا :الضرائب
تعتبر الضرائب الوسيمة التي يتم بموجبيا تحويل جزء من الدخول لدى األفراد والشركات إلى
الحكومة ،إن ىذه الضرائب تستخدميا الحكومة ألغراض االستثمار ،وأن ىذا النوع من اإلنفاق ىو الذي
محمد عبد العزيز عجمية ،إيمان عطية ناصف ،مرجع سبق ذكره ،ص .779 1
ىشام بوحناش ،نور الدين لكحل ،مرجع سبق ذكره ،ص .76 2
30
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
يساعد عمى تحقيق التنمية ،ويرفع من معدل نمو الناتج ونمو تراكم رأس المال ،والسياسة الضريبية الناجحة
والتي تساعد عمى دفع التنمية االقتصادية يجب أن تيدف إلى جممة من األمور أىميا?1
وىو أسموب تستخدمو السمطات العامة لمحصول عمى تمويل إضافي عندما تعبر المصادر االعتيادية
لإليرادات العامة ،من تميل النفقات العامة ،ويتمخص ىذا باالعتماد عمى إصدار نقود ورقية جديدة أو
االقتراض من البنك المركزي والبنوك التجارية ،ويسمى بالتمويل التضخمي نتيجة لزيادة اإلصدار النقدي
لمحصول عمى موارد إضافية ،عندما تعجز مواردىا المستقمة في االنتاج ،ومن مساوئ ىذا التمويل نجد?2
لقد أصبحت المصارف واحدة من المؤسسات المميزة لالقتصاد الحديث ،والشك أن تأثيرىا كبير عمى
درجة النشاط االقتصادي ،وذلك عن طريق توسعيا في منح االئتمان أو تقييده ،ولذلك تضع الدولة خطة
االئتمان المصرفي اذي يعتبر مصدر ىاما لتمويل خطة التنمية ،ويمثل كل من االئتمان المصرفي والموازنة
تقي الحسني عرفان ،التمويل الدولي ،الطبعة األولى ،دار مجد الوي لمنشر ،عمان ،6>>> ،ص ص ;.9<-9 2
31
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
العامة لمدولة في الدول النفطية أىم مصادر التمويل المحمية لالستثمارات في داخل االقتصاد الوطني،
فوظيفة المصارف ىي تعبئة مدخرات األفراد والوحدات االنتاجية وتوجيييا نحو االستثمارات.1
إن قصور المدخرات المحمية عن تمويل كافة المشروعات لمتنمية يؤدي بالدول النامية إلى المجوء إلى
مصادر خارجية لسد عجز المدخرات المحمية ،وتتمثل ىذه المصادر في?2
تتمثل في تمويل موارد الدولة المانحة إلى الدولة النامية الممنوح إلييا ،وقد تكون ىذه الموارد في
شكل نقدي في شكل عمالت قابمة لمتحويل ،والعيني في شكل سمع أو خدمات استيالكية واستثمارية أو
معونات فنية.
ثانيا :القروض
قد تكون القروض عامل أو خاصة بحسب مصادرىا ،فيكون القرض عاما إذا كانت الجية المانحة
لمقروض رسمية? حكومات ،دول ،وكاالت عامة ،ىيئات رسمية تابعة ليا ،وتكون القروض العامة إما ثنائية
أو متعددة األطراف ،أما القروض الخاصة فتمنحيا جيات غير رسمية وىي قروض توصف بقصر مدتيا
وارتفاع معدالت الفائدة عمييا ،ولكنيا تعد مصدر ميم في ظل عدم كفاية القروض الممنوحة من المصادر
الرسمية.
يتمثل في استثمار الموارد األجنبية في رؤوس أموال مشروعات التنمية في الدول النامية ،بيدف اإلستفادة من
التكنولوجيا التي ينقميا معيا لدفع عجمة التنمية ،وىو ينقسم إلى نوعين?
عز الدين بوحبل ،المؤسسات المالية واشكالية تمويل التنمية االقتصادية في البمدان العربية-دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج لنيل 1
شيادة الماجستير في العموم االقتصادية ،فرع التمويل الدولي والمؤسسات المالية والنقدية الدولية ،جامعة جيجل ،7262-722> ،ص .67
2نادية كريد ،وردة مريمش ،تقييم مدى فعالية االسواق المالية في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول النامية ،مذكرة تخرج لنيل شيادة
الماستر في العموم االقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة جيجل ،726;-726: ،ص ص.;:-;9
32
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
-1إستثمار أجنبي مباشر :أن يقوم المستثمر األجنبي بامتالك رأس المال المشروع اإلنتاجي ،ويتولى إدارتو
أو مساىمتو في رأس مال المشروع ،وىو يمنحو الحق باالشتراك في اإلدارة مع الطرف الممثل لمبمد.
-2إستثمار أجنبي غير مباشر :ويقتصر عمى قيام األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين في دولة
أجنبية عمى مجرد شراء أسيم المشروعات القائمة أو اإلكتتاب في أسيم المشروعات المراد القيام بيا كما ال
يخول المستثمر األجنبي الحق في اإلدارة.
لقد أصبح لممؤسسات المالية أىمية كبيرة في مجال التمويل الدولي ،ولعل أىم ىذه المؤسسات نجد
صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي.
-1صندوق النقد الدولي :أنشأ صندوق النقد الدولي بموجب إتفاقية بريتن وودز سنة ،6>99وارتبط إنشائو
في الحاجة إلنشاء منظمة تشرف عمى النظام النقدي الدولي الجديد لمعالجة المشاكل النقدية واإلقتصادية
التي خمفتيا الحرب العالمية الثانية.
وتتمثل أشكال القروض التي يقدميا الصندوق لمدول األعضاء فيما يمي?
-1-1حقوق السحب العادية :يتمكن العضو في الصندوق من اإلقتراض بقيمة مساىمتو في الصندوق
بالعممة األجنبية مقابل دفع عممتو الوطنية ،ويمنح ىذا التسييل لتصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات
لمدول األعضاء.
-2-1تسهيل التمويل التعويضي والطارئ :يقدم لتعويض اإلنخفاض المفاجئ لصادرات دولة معينة عضو
في الصندوق ،كما يمنح ىذا التسييل لمواجية أزمة طارئة ناتجة عن ارتفاع أسعار الواردات
-3-1تسهيل تمويل المخزون اإلحتياطي :يقدم ىذا التسييل لمواجية العجز في ميزان المدفوعات ،ذلك
لممحافظة عمى مخزون الدول اإلحتياطي من المواد الخام.
-4-1تسهيالت التصحيح الهيكمي :ىدف ىذه التسييالت تصحيح الييكل اإلقتصادي لمدول األعضاء والتي
تعاني مشاكل اقتصادية ىيكمية ،ومشاكل مزمنة في موازين مدفعاتيا.
33
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
يعترض سبيل التنمية اإلقتصادية في البمدان النامية مجموعة من الع ارقيل تتفاوت في أىميتيا النسبية
من بمد آلخر ،ويقتضي األمر إلقاء الضوء عمى البعض منيا وىي?
يعتبر اإلقتصادي " نوركسو" صاحب ىذه الفكرة حيث يؤكد أن الحمقة المفرغة تعمل عمى إبقاء
مستوى التنمية في البمدان النامية منخفض ،وبالتالي إبقاء البمد فقيرا.
فمضمون الحمقة يشير إلى أن الدول المتخمفة ال تواجو عقبات منفصمة ،بل تواجو عقبات تتبادل
التأثير فيما بينيا ،أي أن كل عقبة ىي سبب ونتيجة في نفس الوقت لمعقبات األخرى ،ومما يزيد من حدة
ىذه المشكمة ىو النمو السكاني المرتفع ،األمر الذي من شأنو أن يبقي عمى حالة اإلنخفاض في المستويات
اإلقتصادية واإلجتماعية ،بمعنى بقاء البمد المتخمف في حالة توازن عند مستوى منخفض من مستويات
التطور اإلقتصادي.
ويعود أصل الفكرة إلى حقيقة أن اإلنتاجية الكمية في البمدان الفقيرة منخفضة بسبب انخفاض
اإلستثمار الناجم عن انخفاض المدخرات ،وانخفاض مستوى الدخل ،إضافة إلى عدم كمال السوق بسبب
حالة التخمف اإلقتصادي.
ومن أجل تجاوز ىذ ه الحمقة المفرغة يجب عمى البمدان النامية أن تكشف وسيمة النتزاع كميات أكبر
من المدخرات من الفقراء ،فالبعض يعمق عمى ىذه الفكرة بالقول بأنو رغم كون غالبية السكان في ىذه البمدان
فقيرة إال أن ىناك فئات قميمة العدد غنية يمكن ليا أن تدخر وأن تستثمر ،وبالتالي تستطيع كسر ىذه الحمقة
تحقيق التراكم الرأسمالي المطموب.
34
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
تستند العالقة بين محدودية السوق والنشاط اإلقتصادي عمى فكرة أن وفورات الحجم مظير رئيسي
في التنمية اإلقتصادية ،فإذا كانت المنشآت الصناعية كبيرة الحجم كي تستطيع استغالل التكنولوجيا الحديثة،
فإن حجم السوق يجب أن يكون كافيا الستيعاب الحجم الكبير من اإلنتاج ،وبالتالي فإن محدودية ىذا الحجم
في العديد من البمدان النامية يعتبر عقبة في طريق التصنيع والتنمية اإلقتصادية.
تصف اإلزدواجية الحالة التي تجد فييا البمدان النامية نفسيا خالل المراحل األولى لمتنمية ،حيث
تترك آثارىا عمى نمط ووتيرة التنمية ،وبشكل عام تشير اإلزدواجية إلى التقسيمات اإلقتصادية واإلجتماعية
في اإلقتصاد الوطني ،وىي ظاىرة مرافقة لمنمو في اإلقتصاد النقدي ،وتؤثر اإلزدواجية سمبا عمى عممية
التنمية ،ألن القطاع المتقدم ال تنتشر آثاره إلى بقية أجزاء اإلقتصاد الوطني ،فالجزء األكبر من األرباح
المحققة في القطاع الحديث سوف يعاد إلى بمد اإلستثمار األصمي ،مما يقمل من حجم اإلدخار المحمي
واإلستثمار ،باإلضافة إلى أن التوسع في القطاع العام يعمل عمى زيادة الطمب عمى عوامل اإلنتاج في
الخارج.
يؤكد العديد من اإلقتصاديين أن منافع التجارة الدولية تذىب بشكل رئيسي إلى البمدان المتقدمة،
األمر الذي يقود إلى ظيور قيد الصرف األجنبي ،إذ أن غالبية البمدان النامية تعاني من شح في الصرف
األجنبي والذي يعيق عممية التنمية.
تعتبر محدودية الموارد البشرية كما ونوعا عقبة أمام عممية تحقيق التنمية اإلقتصادية ،حيث ينعكس
ذلك في انخفاض مستوى اإلنتاج وتنوعو ومعدالت النمو وضعف حركة عوامل اإلنتاج.
35
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
حيث تعتبر العقبات التنظيمية واإلدارية من العقبات التي تواجو عممية التنمية اإلقتصادية ،والتي
تتمثل في نقص الكفاءات اإلدارية والفنية والمتخصصة ،ومن أجل دفع عجمة التنمية إلى األمام البد من
اإلبتعاد عن اتباع األساليب اإلدارية المعقدة والروتين والبيروقراطية في شتى المجاالت ألنيا تعتبر من عوائق
التنمية.
فتوفر الدوافع لدى األفراد ىو أمر ضروري لتحقيق أىداف التنمية اإلقتصادية ،وىذا ما تفتقر إلية
الدول النامية مما يشكل عقبة في طريق التنمية لدييا.
لقد زاد دور الحكومة في التنمية إلى حد أصبح من غير الممكن أن تتحقق من غير الدعم النشط
لمحكومة ،وبالتالي إذا كانت ىذه األخيرة غير قادرة عمى لعب مثل ىذا الدور فعندما يمكن اعتبارىا عقبة أمام
التنمية أو أنيا أحد أسباب حالة الفقر في البمد ،وتتمثل األدوار التي يمكن أن تمعبيا الحكومة في تحقيق
التنمية فيما يمي?2
أوال :اإلستقالل السياسي :حيث يعتبر أم ار ضروريا لتحقيق النمو اإلقتصادي الحديث ،حيث يتعين عمى
الحكومة توفير بيئة مستقرة لممنشآت اإلجتماعية الحديثة ،سواء كانت عامة أو خاصة ،واذا كان عدم
اإلستقرار ىو السائد ينتج انعدام أو ضعف اإلستثمار في اإلقتصاد المحمي ،وتوجو الثروات الشخصية إلى
البنوك األجنبية أو اإلنغماس في اإلستيالك المظيري.
ثانيا :الدعم الحكومي لمتنمية :يتضمن القرار الخاص بتحقيق التنمية خيارات صعبة أو مقايضات ،فإذا كان
المتضررون منو يستطيعون قمب نظام الحكم فإن تمك الحكومة تكون غير راغبة في اتخاد الخطوات
الضرورية لتشجيع النمو.
حسيبة روابح ،أمينة بوالق اررة ،مرجع سبق ذكره ،ص .:2 1
36
مفاهيم عامة حول التنمية اإلقتصادية الفصل األول:
إليام ذىبي ،دور االنفاق العام في تحقيق التنمية االقتصادية ،مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر ،قسم عموم اقتصادية ،تخصص نقود 1
خالصة الفصل
التنمية اإلقتصادية ىي عممية اإلنتقال من حالة التخمف اإلقتصادي إلى حالة التقدم اإلقتصادي ،من
خالل مجموعة من التغيرات في الييكل اإلقتصادي لمبمد كما ونوعا ،والتي تسعى إلى تحقيق مجموعة من
األىداف أىميا زيادة الدخل الوطني ،وتحسين مستويات المعيشة ،وينظر لمتنمية اإلقتصادية من خالل عدة
أبعاد كالبعد المادي ،اإلجتماعي ،السياسي ،الدولي والحضاري ،كما أن تحقيق التنمية اإلقتصادية يتطمب
عدة مستمزمات كت اركم رأس المال وتوفر الموارد الطبيعية ،البشرية والتكنولوجيا.
كما يمكن قياس التنمية اإلقتصادية من خالل مجموعة من المؤشرات كمتوسط الدخل الفردي ،معدل
الفائدة ،معدل النمو السكاني...الخ ،وىناك مجموعة من السياسات واإلستراتيجيات والنظريات يمكن إتباعيا
من أجل تحقيق التنمية اإلقتصادية ،في حين توجد مجموعة من المعوقات تعرقل سير عممية التنمية كالحمقة
المفرغة لمفقر ،عدم اإلستقرار السياسي...الخ.
38
الفصل الثاني:
تمهيد:
يعد البنؾ الدولي الذي انبثؽ عف مؤتمر بريتف وودز Bretton woodsسنة 1944إحدى
المؤسسات التابعة لألمـ المتحدة ،والتي أوكمت ليا في السنوات األولى مف إنشائيا ميمة إعادة التعمير
والبناء لالقتصاديات المتضررة مف الحرب العالمية الثانية ،ثـ توسعت ميامو لتشمؿ تقديـ مختمؼ أنواع
القروض إلى دوؿ العالـ الثالث.
وسعيا منو لتوفير الموارد الالزمة واستكماؿ نشاطاتو وتحقيؽ أىدافو أنشأ البنؾ الدولي مؤسسات
متعاونة معو ومرتبطة بو ارتباطا وثيقا أىميا" :مؤسسة التمويؿ الدولية" المعنية بتمويؿ القطاع الخاص
و"ىيئة التنمية الدولية" المكمفة بمساعدة أشد بمداف العالـ فقرا ،إلى جانب مؤسسات أخرى مكمفة بإدارة
االستثمار األجنبي ،كؿ ىذه المؤسسات مجتمعة تشكؿ ما يعرؼ بمجموعة البنؾ الدولي ،كما أف لمبنؾ
الدولي أىمية كبيرة في الوقت الحالي والدور الذي يمعبو في تمويؿ ورفع أداء االقتصاديات الدولية.
40
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
لقد تمخض عف اتفاؽ بريتف وودز بضاحية نيوىامشر البنؾ الدولي التي كانت فكرة تأسيسو سابقة
لتأسيس صندوؽ النقد الدولي ،وكانت فكرة إنشائو مرتبطة بالدمار الذي أتى عمى البنى األساسية في القارة
األوروبية ،ويدير البنؾ الدولي عدة أطراؼ ،وليذا سنتطرؽ في ىذا المبحث إلى نشأة البنؾ الدولي ،تعريؼ
البنؾ الدولي وأىدافو ،وظائؼ وأدوار البنؾ الدولي ،والنظاـ اإلداري لمبنؾ.
إف االسـ الرسمي لمبنؾ الدولي ىو البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير International Bank for
وبعد أف تـ التوقيع عمى اتفاقية بريتف وودز ،بدأ البنؾ أعمالو بتاريخ 25جواف ،1946وتـ ربطو
باألمـ المتحدة بمقتضى اتفاؽ في 15نوفمبر 1947ونزوال عند رغبة الرئيس األمريكي تروماف تقرر أف
يكوف مقر البنؾ الدولي مدينة واشنطف العاصمة ،وأف رئيسو أمريكي الجنسية ،والرئيس الحالي لمبنؾ الدولي
ىو جيـ يونغ كيـ أصمو ياباني ويحمؿ الجنسية األمريكية.
ويبمغ عدد الدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي 188دولة تصب مصالحيا وآرائيا في مجمس
المحافظيف ومجمس اإلدارة ،فعضوية البنؾ تأتي بعد حصوؿ الدولة عضوية صندوؽ النقد الدولي ،بحيث يتـ
تحديد القوة التصويتية لكؿ دولة عضو وفقا لحصتيا النسبية في رأس ماؿ كؿ مف المؤسستيف ،وحددت ىذه
الحصة بناءا عمى المكانة االقتصادية قياسا الى الدوؿ االخرى.3
1د .عبد الكريـ جابر العيساوي ،التمويل الدولي ،الطبعة األولى ،دار الصفاء لمنشر والتوزيع ،عماف ،األردف ،2012 ،ص.133
2
محمد المجذوب ،التنظيم الدولي ،منشورات الحمبي الحقوقية ،الطبعة السابعة ،لبناف ،2002 ،ص.588
3
د .جميؿ محمد خالد ،أساسيات اإلقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،األكاديميوف لمنشر والتوزيع ،األردف ،2014 ،ص.341
41
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
تشير عبارة "البنؾ الدولي" إلى البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير) (IBRDوالمؤسسة الدولية لمتنمية)،(IDA
في حيف تضـ عبارة "مجموعة البنؾ الدولي" خمس مؤسسات ترتبط إحداىا باألخرى بصورة وثيقة ،وتتعاوف
معا لتحقيؽ اليدؼ المرجو.1
ويمكف تعريؼ البنؾ الدولي بأنو "المؤسسة االقتصادية العالمية المسؤولة عف إدارة النظاـ المالي
العالمي واالىتماـ بتطبيؽ السياسات االقتصادية الكفيمة بتحقيؽ التنمية االقتصادية لمدوؿ االعضاء".2
وفي تعريؼ آخر يمكف القوؿ بأف "البنؾ الدولي ىو المؤسسة المتعددة االطراؼ واالىداؼ وأىـ
مصدر مف مصادر التمويؿ الدولية في العالـ ويعتبر مف مؤسسات اتفاقية بروتف وودز ".3
"البنؾ الدولي ىو وكالة متخصصة مف وكاالت األمـ المتحدة ،أنشئ بموجب اتفاقية بروتف وودز
عاـ 1945وبدأ اعمالو بتاريخ 25جواف ،،1946وتعمؿ ىذه الوكالة جنبا إلى جنب مع صندوؽ النقد
الدولي ويعتبر مكمؿ ألىدافو ،كما يعمؿ عمى تقديـ قروض طويمة األجؿ لتشجيع حركة االستثمارات في
الدوؿ االعضاء وعمميات التعمير وبناء االقتصاد ،باإلضافة إلى تشجيع االستثمارات األجنبية الخاصة،
وتعمؿ عمى تحقيؽ النمو المتوازف طويؿ االجؿ لمتجارة الدولية".
الفرع الثاني :أهداف البنك الدولي :لقد نصت المادة األولى مف االتفاقية الخاصة بإنشاء البنؾ الدولي عمى
انو ابرز أىدافو ما يمي:4
1
الطاىر برباص ،أثر تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية في االقتصاد – دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج لنيؿ شيادة
الماجستير ،في العموـ االقتصادية ،تخصص نقود وتمويؿ ،جامعة بسكرة ،2009-2008 ،ص.34
2
مدني بف شيرة ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل ،دار حامد لمنشر والتوزيع ،عماف ،2009 ،ص.53
3محسف أحمد الخضيري ،العولمة االجتياحية ،مجموعة النيؿ العربية لمنشر والطباعة والتوزيع ،القاىرة ،2001 ،ص.104
أحمد حسف صالح قادر ،ظاهرة العممة االقتصادية تأثيراتها عمى اسواق المال العالمية ،الطبعة األولى ،عالـ الكتب الحديث لمنشر 4
-1مساعدة البمداف األعضاء التي تأثرت بظروؼ الحرب العالمية الثانية عمى إعادة بناء ما دمرتو
الحرب ،وعمى استغالؿ موارد البمداف األعضاء االنتاجية عمى أفضؿ وجو ممكف.
-2تشجيع األفراد والمشروعات الخاصة عمى استثمار رؤوس أمواليـ ،لألغراض االنتاجية في البمداف
األعضاء ،واذا لـ يتمكف البمد العضو مف الحصوؿ عمى القروض الخارجية مف األفراد وىيئات
خاصة فبإمكانو التوجو الى البنؾ الدولي لمده بالقروض أو لضماف القروض الممنوحة.
-3بذؿ جيد مف أجؿ نمو التجارة الدولية نموا متوازنا طويؿ األجؿ والعمؿ عمى توازف موازيف المدفوعات
الدولية مف خالؿ تشجيع االستثمار الدولي لتنمية الموارد االنتاجية في البمداف األعضاء.
-4ترتيب القروض أو ضمانات القروض المطموبة مف البنؾ الدولي تبعا ألىمية المشروعات المراد
تمويميا ولدرجة الحاجة إلييا.
ومف اجؿ الوصوؿ إلى تحقيؽ ىذه األىداؼ ،فإف البنؾ يستخدـ وسيمتيف رئيسيتيف ىما:1
-1منح القروض الالزمة إلقامة االستثمارات المطموبة بالعمالت األجنبية سواء إلعادة البناء أو
ألغراض التنمية ،ولـ تتحدد لمبنؾ الكيفية التي يتـ بيا توزيع موارده بيف ىذه األىداؼ ،ولذلؾ فقد
شيدت الفترة األولى مف إنشاء البنؾ تركيزه عمى تخصيص موارده إلعادة البناء بحكـ قوة تمثيؿ
الدوؿ المستفيدة مف ذلؾ ،وىي دوؿ اوروبا الغربية ،وعمى حساب الموارد التي يخصصيا لمبمداف
النامية ،بحكـ ضعؼ تمثيؿ البمداف النامية ،وضعؼ قوتيا في ىذا التمثيؿ.
-2تقديـ المساعدات الفنية والخبرة واالستشارات الخاصة بالجدوى االقتصادية لممشروعات ،ولتحميؿ
االقتصاد ،واتجاىات تطوره ،والسياسات التي يمكف أف تتبع ارتباطا بذلؾ.
الفرع األول :وظائف البنك الدولي باإلضافة إلى عمميات اإلقراض وضماف القروض فغف البنؾ الدولي يقدـ
العديد مف الوظائؼ أىميا:2
حسف خمؼ فميح ،التمويل الدولي ،مؤسسة الوراؽ لمنشر التوزيع ،األردف ،2004 ،ص .289 1
إيماف حمالوي ،دور المؤسسات المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي –دراسة حالة الج ازئر ، 2112-1991مذكرة تخرج لنيؿ 2
شيادة الماستر في العموـ االقتصادية ،تخصص مالية دولية واقتصاد دولي ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،2014 -2013 ،ص ص 21
.22
43
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
-1تقديـ المعونة الفنية الختيار المشروعات التنموية وكيفية إعدادىا وتقديـ الدراسة الكاممة ليا مع تحديد
الوسائؿ الكفيمة بتحقيقيا ،ويتـ ذلؾ عف طريؽ البعثات العامة التي ترسؿ إلى الدوؿ األعضاء،
ويستعيف البنؾ الدولي في ىذه الدراسات بصندوؽ البنؾ الدولي ومنظمات دولية واقميمية ،كمنظمة
األغدية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية...الخ؛
-2تكويف وتدريب موظفي الدوؿ األعضاء عمى أساليب اإلدارة االقتصادية الحديثة وذلؾ عف طريؽ
دورات تكوينية متخصصة ،وعميو تـ إنشاء معيد التنمية االقتصادية بو مجموعة كبيرة مف أىؿ
االختصاص؛
-3اإلىتماـ بمجاؿ البحث العممي حيث خصص %3مف ميزانيتو اإلدارية لمبحوث االقتصادية ،ويتـ
نشر نتائج البحوث في المجاالت المتخصصة أو كتب مطبوعة أو نشريات؛
-4تشجيع االستثمار الخاص بما يضمف نمو وتوسيع القطاع الخاص ،وبما يساعد عمى إيجاد قدرة عمى
تشغيؿ المدخرات بطريقة إنتاجية ،واجتذاب رؤوس أمواؿ إضافية ورجاؿ أعماؿ إلى محيط النشاط
االقتصادي لدعـ نشاط التنمية؛
-5كما يقوـ البنؾ الدولي بإجراء بحوث اقتصادية بشأف قضايا عامة مثؿ البيئة والفقر والتجارة لمدوؿ
األعضاء حيث يقوـ بتقييـ األفاؽ االقتصادية لكؿ بمد مف خالؿ دراسة أنظمتو المصرفية واألسواؽ
المالية.
يمعب البنؾ الدولي دور كبير في المجاؿ التجاري وذلؾ في تحقيؽ النمو المتوازف لمتجارة الدولية ،إذ
ال يتياوف البنؾ في مسألة تحرير التجارة الخارجية ضمف شروط قروض التكييؼ الييكمي ،إذ يعارض الرقابة
عمى التجارة الخارجية ومسألة الحماية ،كما أنو يرى أف األداء االقتصادي لتمؾ البالد أفضؿ حينما تنخفض
الرسوـ الجمركية عمى الواردات والتخمي عف مبدأ حماية الصناعات المحمية ،وفي ىذا الخصوص تتفرع مف
قروض التكييؼ الييكمي مجموعة مف السياسات تتمثؿ في:1
خير الديف بوزرب ،دور السياسة التجارية في تعزيز القدرة التنافسية القتصاديات دول المغرب العربي -دراسة حالة الجزائر وتونس، 1
مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستر في العموـ االقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة جيجؿ ،2013-2012 ،ص ص .55 ،54
44
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
وبالتالي يمكف القوؿ اف البنؾ الدولي يمعب دو ار ىاما في تحرير التجارة الخارجية ،فالبنؾ الدولي مف
خالؿ قروض التكييؼ الييكمي المشروطة يؤدي إلى فتح أسواؽ ىذه الدوؿ مما يؤدي إلى زيادة صادرات
الدوؿ الرأسمالية ،وىذا ما يؤدي إلى خفض مشكالت البطالة والكساد ،كما أف زيادة الصادرات يضمف موارد
لمنقد األجنبي وتسديد الديوف ،مما يضمف تحسيف األوضاع االقتصادية لمبمداف المقترضة.
يضطمع البنؾ الدولي بتحقيؽ مجموعة مف األىداؼ منيا تحقيؽ النمو المتوازف طويؿ األجؿ لمتجارة
الدولية ،والمحافظة عمى توازف موازيف المدفوعات ،وذلؾ عف طريؽ تشجيع االستثمارات الدولية لتنمية الموارد
اإلنتاجية لمدوؿ األعضاء ،وكذلؾ المساعدة في رفع اإلنتاجية ومستوى المعيشة وظروؼ العمؿ في ىذه
الدوؿ ،إال أف الوظائؼ األساسية لمبنؾ تتمثؿ في توفير التمويؿ طويؿ األجؿ لمدوؿ األعضاء ،باإلضافة إلى
إدارة وتوجيو المشكالت االقتصادية لمدوؿ النامية ومحاولة تشخيصيا ثـ فرض الحموؿ وتقديـ التوصيات
الالزمة لعالج ىذه المشكالت ،باإلضافة إلى الدور التحفيزي الذي يمعبو البنؾ الدولي حيث أف إقدامو عمى
تمويؿ مشروع معيف في دولة نامية يدفع بالعديد مف مؤسسات التمويؿ والوكاالت الدولية لممشاركة في تمويؿ
ىذا المشروع نظ ار لمثقة التي تولييا ىذه المؤسسات لمبنؾ الدولي .1وعمى ذلؾ فإف البنؾ الدولي يقوـ بمساعدة
أعضائو مف خالؿ تقديـ المساعدات الفنية لمدوؿ األعضاء ،واتاحة التمويؿ طويؿ األجؿ مف أجؿ التنمية
االقتصادية واالجتماعية ويقوـ البنؾ الدولي باألنشطة التالية:2
45
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
يقوـ البنؾ الدولي بنشاط ممحوظ في مجاؿ تقديـ المعونة الفنية لمدوؿ األعضاء بصفة عامة ،والدوؿ
النامية بصفة خاصة ،حيث يعمؿ عمى مساعدتيا في إجراء الدراسات الالزمة لتشجيع االستثمار ،وتفعيؿ
المساعدات مف أجؿ عممية التنمية ،وأىـ األنشطة غير اإلقراضية لمبنؾ ىي:
-1استراتيجيات المساعدة القطرية :تسترشد مجموعة البنؾ الدولي باستراتيجية المساعدة القطرية في
أنشطتيا في كؿ مف البمداف األعضاء المقترضة منيا ،ويتـ إعداد استراتيجية المساعدة القطرية
انطالقا مف رؤية البمد المعني ألىدافو اإلغاثة بالتعاوف الوثيؽ مع الحكومة المعنية وبالتشاور مع
منظمات التعاوف المدني ،والجيات الشريكة في عممية التنمية ،كما تضطمع ىذه االستراتيجية بتقديـ
التحديات واألولويات اإلغاثة في البمد المعني ،كما تضع برنامج لممساعدات اإلقراضية الفنية ،ففي
سنة 2008أحدث البنؾ الدولي 49وثيقة مف استراتيجيات المساعدة القطرية؛
-2العمل االقتصادي والقطاعي والمساعدة الفنية :ويشمؿ العمؿ االقتصادي والقطاعي والتقارير
التشخيصية األساسية التي يستند إلييا التحميؿ الخاص باستراتيجية المساعدة القطرية وحوار البنؾ
بشأف السياسات يشكؿ عاـ ،والتقارير االستشارية القطرية واإلقميمية ،وتقارير أخرى أقؿ اتساما
بالصبغة الرسمية بما فييا مذكرات السياسات ،وحمقات العمؿ والمؤتمرات وغيرىا ،وعمى أساس أف
برنامج العمؿ االقتصادي والقطاعي يشكؿ األداة التحميمية واالستشارية الرئيسية فإف البنؾ أنجز
حوالي 489تقري ار في السنة المالية ،2008أما المساعدة الفنية فقد قدـ البنؾ في نفس السنة المالية
513نشاطا ،حيث ركزت في تقديـ اإلرشاد بشأف العمميات التي تتعمؽ بإعادة وتنفيذ السياسات
والبرامج؛
-3البحوث :تيدؼ مجموعة البحوث في البنؾ الدولي إلى تزويد العامميف في مختمؼ المياديف بالمعارؼ
األصمية إلثراء النقاش الدائر بشأف السياسات ،ومف ثـ المساعدة في حؿ المشكالت والصعاب التي
تواجو عممية التنمية االقتصادية ،وتعتبر مصد ار أساسيا لممعمومات بالنسبة لمدوائر المعنية بوضع
السياسات ،وفي السنة المالية 2008أجرت مجموعة البحوث بحثا معمقا عف أكثر مف 70بمدا
ناميا ،باإلضافة إلى أنشطة العمؿ المقارف فيما بيف البمداف ،وأىـ إصدارات المجموعة 25كتابا
175مقالة عممية ومتخصصة 90 ،فصال في كتب متعددة؛
46
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
-4التدريب في معهد البنك الدولي :وىو إحدى أدوات البنؾ الدولي المعنية ببناء وتطوير القدرات ،وىو
يقوـ بتحديد احتياجات البمداف المتعاممة مع البنؾ الدولي مف القدرات ،كما يقوـ بإعداد أنشطة التعمـ
الالزمة لتمبيتيا ،وتغطي الدورات التدريبية التي يقدميا المعيد العديد مف الموضوعات خاصة ما
تعمؽ منيا بالبيئة ،وتنظيـ القطاع المالي ،والشراكات بيف القطاعيف العاـ والخاص في مجاالت البنية
األساسية وادارة الموارد المالية والتنمية الريفية ،وفي السنة المالية 2008نفذ معيد البنؾ الدولي
570نشاطا تعميميا ،ويشمؿ أكثر 39500مشارؾ ،ومف أبرز البرامج العالمية لمعيد البنؾ الدولي
تمؾ المتعمقة بالحوكمة ،ومكافحة الفساد والمعرفة مف أجؿ التنمية.
ثانيا :التمويل:
إف البنؾ الدولي كمنظمة تمويمية دولية تتبع سياسات تجارية ،حيث يعتمد عند قيامو بالعمميات
المصرفية عمى األمواؿ التي يقترضيا مف األفراد والييئات الخاصة أكثر مف اعتماده عمى موارده األصمية،
حيث يقدـ القروض لممساىمة في مشروعات محددة ،وفي حدود جانب معيف مف النفقات ،وكذلؾ يبحث
البنؾ عف حماية موقعو كدائف مف خالؿ الشروط واالستراتيجيات أو البرامج المفروضة لتمقي القروض.
يبمغ أعضاء البنؾ الدولي 188عضوا ،ويمكف تقسيـ الدوؿ األعضاء إلى أعضاء أصمييف،
وأعضاء منضميف ،فاألعضاء األصمييف ىـ الدوؿ التي اشتركت في مؤتمر بريتف وودز ،وقامت بإيداع
وثائؽ التصديؽ قبؿ 31ديسمبر ،1 1945والجدوؿ الموالي يوضح أعضاء البنؾ الدولي األصمييف والمبالغ
المكتتب فييا برأس ماؿ البنؾ:
1
ياسيف عبيدات ،تقييم دور مجموعة البنك الدلي في تمويل التنمية المستدامة في البمدان المنخفضة الدخل -دراسة حالة منطقة
افريقيا جنوب الصحراء ،-مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه في العموـ االقتصادية وعموـ التسيير ،تخصص
االقتصاد الدولي لمتنمية المستدامة ،جامعة سطيؼ ،2012 -2011 ،ص.56
47
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
الجدول رقم( :)1-2أعضاء البنك الدولي األصميين والمبالغ المكتتب فيها برأس مال البنك سنة .1945
يتضح مف الجدوؿ ( )1-2أف أعضاء البنؾ الدولي األصمييف تمت مساىمتيـ في رأس ماؿ البنؾ
مف خالؿ االكتتاب في األسيـ بمقدار 9100مميوف دوالر أمريكي ،ومف أجؿ إمكانية السيطرة عمى البنؾ
الدولي وق ارراتو في بداية نشأتو ،قامت الواليات المتحدة األمريكية بما تممكو مف قوة سياسية واقتصادية
باالكتتاب في عدد كبير مف األسيـ قدرت بحوالي 3175مميوف دوالر ،وىو ما يوازي حوالي %35مف
إجمالي اشتراكات الدوؿ األعضاء.
48
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
أما األعضاء المنضموف فيـ الدوؿ التي انضمت إلى عضوية البنؾ بعد تاريخ 31ديسمبر،1945
ولمحصوؿ عمى عضوية البنؾ الدولي يشترط شرطيف أساسييف ىما:1
الشرط األول :أف تكوف الدولة طالبة العضوية دولة مستقمة ،حيث تقتصر العضوية عمى الدوؿ كاممة
السيادة ،إذ يعتبر البنؾ الدولي مؤسسة مف مؤسسات األمـ المتحدة ،ويترتب عمى ذلؾ أف الدوؿ ناقصة
السيادة أو المستعمرات ال يمكف أف تكوف عضوا في البنؾ الدولي؛
الشرط الثاني :أف تكوف الدولة طالبة العضوية عضوا في صندوؽ النقد الدولي حيث نصت اتفاقية تأسيس
البنؾ الدولي عمى أف أعضاء البنؾ األصمييف ىي الدوؿ األعضاء في صندوؽ النقد الدولي ،وتظؿ العضوية
مفتوحة لمدوؿ األخرى التي تطمب العضوية الحقا بشرط حصوليا عمى عضوية صندوؽ النقد الدولي.
ولكي يتـ قبوؿ عضوية الدولة فال بد أف تتقدـ بطمب إلى البنؾ توضح فيو كافة البيانات المطموبة
ويتـ عرضو عمى مجمس المديريف التنفيذييف لمناقشتو واصدار أي قرار بشأنو وعرضو عمى مجمس
المحافظيف الذي يقوـ بدوره بتقدير إمكانية قبوؿ عضوية الدولة و تحديد مساىمتيا في رأس ماؿ البنؾ ،وبعد
ثبوت العضوية تتمتع الدولة العضو بالحقوؽ وتمتزـ بالواجبات المنصوص عمييا في ميثاؽ البنؾ الدولي.
إذا كانت العضوية في البنؾ الدولي اختيارية فكذلؾ االنسحاب مف العضوية ،فيجوز لمدولة العضو
وفقا إلرادتيا أف تنسحب مف عضوية البنؾ بعد استيفاء بعض الشروط اإلجرائية حتى يحدث االنسحاب أثره:
تنص المادة السادسة قسـ 1مف ميثاؽ البنؾ الدولي عمى أنو ":يجوز لكؿ عضو أف ينسحب مف
البنؾ في أي وقت شريطة أف يخطر كتابة المركز الرئيسي لمبنؾ ويصبح االنسحاب ساريا مف تاريخ
اإلخطار".
وعميو فإنو يشترط لكي يحدث االنسحاب أثره شرطيف البد مف توافرىما:2
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،صندوق النقد والبنك الدوليان وصناعة الفقر في الدول النامية ،دار النيضة العربية ،القاىرة، 2
الشرط األول :إخطار البنك كتابة باالنسحاب :فإذا أصدر اإلخطار بصورة صحيحة اعتبرت الدولة منسحبة
مف عضوية البنؾ ،والوقت الذي يحدث االنسحاب فيو أثره ىو تاريخ استالـ اإلخطار ،فتعتبر الدولة منسحبة
مف قبؿ المركز الرئيسي لمبنؾ؛
الشرط الثاني :الوفاء بااللتزامات القائمة :إف مسؤولية الدولة المنسحبة تظؿ قائمة أماـ البنؾ بالنسبة
لاللتزامات الواجبة السداد أو االلتزامات السابقة التي التزمت الدولة بسدادىا عمى وجو الخصوص ،فإنيا تمتزـ
سداد القروض سواء التي حصمت عمييا أو قامت بضمانيا.
كما يمكف لمبنؾ أف يقرر بأغمبية عدد المحافظيف توقيؼ أي بمد عضو إذا أخؿ بأي التزاـ مف
التزاماتو اتجاه البنؾ سواء كانت مالية أو غير مالية ،ويجوز لمبنؾ إنياء العضوية أو الفصؿ النيائي منيا،
وطبقا التفاقية تأسيس البنؾ الدولي فإف جراء الفصؿ مف العضوية يتقرر في حالتيف ىما:1
-1عدم التزام العضو الموقوف خالل فترة محددة بسنة :حيث إذا تقرر توقيؼ دولة عضو بسبب
اإلخالؿ بالتزاماتيا ولـ تقرر األغمبية التي اتخذت قرار التوقيؼ إعادة عضويتيا خالؿ مدة اإليقاؼ
المحددة بسنة ،فإف العضو يعتبر مفصوال تمقائيا؛
-2انتهاء عضوية الدولة من صندوق النقد الدولي :حيث يترتب عمى ذلؾ إنياء العضوية مف البنؾ
الدولي تمقائيا بعد انقضاء ثالثة أشير عمى انتياء عضويتو مف صندوؽ النقد الدولي.
يزاوؿ البنؾ الدولي عممو مف خالؿ إدارات مكاتب نواب رئيس البنؾ ،ويعمؿ البنؾ كييئة تعاونية
مساىمة مف قبؿ أعضائو ويتوقؼ عدد األسيـ عمى مستوى الحجـ االقتصادي لمبمد العضو.
وعمى ىذا األساس وزعت الحصص كما يمي :2الواليات المتحدة األمريكية ،%16.4الياباف ،%7.87
ألمانيا ،%4.49المممكة المتحدة %4.31وفرنسا ،%4.31أما بقية األسيـ فتوزع عمى البمداف األعضاء.
د .نوزاد عبد الرحماف الييتي ،د .منجد عبد المطيؼ الخشالي ،مقدمة في المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار المناىج لمنشر والتوزيع، 2
وتتـ صناعة القرار في البنؾ مف خالؿ ترتيب الييكؿ التنظيمي في البنؾ يأخذ التنظيـ التالي:
أوال :مجمس المحافظين :وفيو ترتكز سمطات البنؾ جميعا ،وتمثؿ فيو الدوؿ األعضاء بنسبة محافظ واحد
تعينو كؿ دولة مف ىذه الدوؿ ،ونائب لو كؿ خمس سنوات ،ويجتمع ىذا المجمس عادة مرة كؿ عاـ ،وىو
مكمؼ برسـ السياسة العامة لنشاط البنؾ واتخاذ الق اررات.1
ثانيا :مجمس اإلدارة :ويضـ 24مدي ار تنفيذيا ،منيـ خمسة يمثموف الدوؿ التي تمتمؾ أكبر عدد مف
األسيـ(الواليات المتحدة األمريكية والمممكة المتحدة ،ألمانيا ،فرنسا والياباف) ،والباقوف ينتخبوف بواسطة
المحافظيف عمى أساس جغرافي غالبا ،وقد فوض المحافظوف الكثير مف سمطاتيـ إليو ،ويجتمع ىذا المجمس
مرة في كؿ شير بواشنطف ،وقد يجتمع أكثر مف ذلؾ إذا اقتضى الحاؿ.2
ثالثا :المجنة االستشارية :وتضـ سبعة أعضاء عمى األقؿ ،وينتخبيـ المحافظوف مف بيف ممثمي المصالح
المالية والتجارية والزراعية والصناعية ،وتمعب ىذه المجنة دو ار ىاما حيث تعمؿ قدر اإلمكاف عمى التخفيؼ
مف حدة المنازعات التي قد تثيرىا المصالح الوطنية بيف أعضاء الييئتيف األخريتيف ،إذ ىي مكونة مف خبراء
استشارييف مجرديف عف المصمحة الخاصة وال عالقة ليـ بالمنازعات السياسية.
رابعا :رئيس البنك :جرت العادة أف يكوف رئيس البنؾ الدولي أمريكي الجنسية ويتـ انتخابو لفترة خمس
سنوات قابمة لمتجديد مف قبؿ المديريف التنفيذييف ،ويدير رئاسة البنؾ الدولي حاليا "جوف كيـ كونغ".3
خامسا :موظفو البنك :يعمؿ بالبنؾ الدولي حوالي 11933موظؼ بما في ذلؾ خبراء االقتصاد والتربية،
عمماء البيئة ،المحمميف المالييف ،العمماء المختصيف في عمـ اإلنساف والميندسيف ،ويشكؿ موظفو البنؾ مف
رعايا البمداف النامية حوالي %62مف مجموع الموظفيف يشغموف %47مف مناصب اإلدارة والمناصب الفنية
العميا.4
والجدوؿ التالي يبيف موظفو البنؾ الدولي حسب التقرير السنوي لمبنؾ الدولي.2015
د .ضياء مجيد ،اقتصاديات النقود والبنوك ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية ،2002 ،ص.326 1
د .دريد كامؿ آؿ شيب ،المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار اليازوري لمنشور والتوزيع ،األردف ،2011 ،ص.160 2
51
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
يوضح الجدوؿ ( )2-2موظفو البنؾ الدولي ،حيث بمغ إجمالي الموظفيف 11933موظؼ موزعيف
بيف المديريف والموظفيف الفنييف ،وموظفي الشؤوف اإلدارية واستشارييف ،بينما بمغت نسبة العامميف خارج
الوـ أ %40مف إجمالي الموظفيف.
توزعت الحصص في رأس ماؿ البنؾ الدولي بيف الدوؿ األعضاء عمى نفس األسس التي وزعت بيا
في صندوؽ النقد الدولي ،وعميو فإف الدوؿ المتقدمة الخمس الكبرى حصمت عمى نصيب األسد مف حصص
رأس ماؿ البنؾ أي ما يعادؿ ،%43أما القوة التصويتية ألي دولة عضو في البنؾ الدولي فإنيا ترتبط بحجـ
حصة ىذه الدولة في رأس الماؿ ،فمثال تممؾ الو ـ أ حوالي %20مف رأس ماؿ البنؾ وبناءا عمى ذلؾ فإنيا
تممؾ مف القوة التصويتية اإلجمالية في البنؾ.1
ويتـ احتساب األصوات في البنؾ الدولي عمى أساس لكؿ دولة عضو تمتمؾ 250صوت يضاؼ
إليو صوت واحد عمى كؿ سيـ واحد تسيـ بو الدولة في رأي ماؿ البنؾ ،وحددت قيمة السيـ
ب100000دوالر أمريكي ،وتكوف متاحة لالكتتاب لمدوؿ األعضاء فقط.
والجدوؿ التالي يوضح اكتتاب الدوؿ االعضاء والقوة التصويتية في البنؾ الدولي:
عمي عبد الفتاح أبو شرار ،االقتصاد الدولي النظريات وسياسات ،الطبعة الثالثة ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ،عماف،2013 ، 1
ص.483
52
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
الجدول رقم( :)3-2اكتتاب الدول األعضاء والقوة التصويتية في البنك الدولي في 14جانفي 2114
مف خالؿ الجدوؿ ( )3-2يالحظ أف العشرة دوؿ المالكة ألكبر المساىمات تمتمؾ حوالي %53مف
رأس ماؿ البنؾ الدولي ،بينما تمتمؾ باقي الدوؿ األعضاء حوالي %47مف رأس ماؿ البنؾ ،وىو ما يدؿ
عمى مدى التفاوت الكبير بيف حصص الدوؿ األعضاء والتي تمنح السيطرة الكاممة عمى اإلدارة والتحكـ في
رأس ماؿ البنؾ وعممياتو اإلقراضية ،وتتضح ىذه السيطرة اإلدارية والرسمالية لمدوؿ الكبرى مف خالؿ ما
تمتمكو مجموعة السبع الكبرى مف حصص في رأس ماؿ البنؾ ،إذ تمتمؾ ىذه المجموعة حوالي %45مف
رأس ماؿ البنؾ تغطييا قوة تصويتية حوالي %43مف مجموع القوة التصويتية تستطيع بيا السيطرة عمى
إصدار الق اررات وادارة البنؾ الدولي.
53
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
تشير عبارة البنؾ الدولي فقط إلى البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية لمتنمية ،في حيف
تضـ عبارة مجموعة البنؾ الدولي لخمس مؤسسات ترتبط إحداىا باألخرى بصورة وثيقة ،وتتعاوف معا لتحقيؽ
اليدؼ المتعمؽ بتخفيض أعداد الفقراء ،وتتمثؿ في البنؾ الدولي ( البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير والمؤسسة
الدولية لمتنمية) ،ومؤسسة التمويؿ الدولية ،الوكالة الدولية لضماف االستثمار ،والمركز الدولي لتسوية منازعات
االستثمار ،وليذا سنستعرض كؿ ىذه المؤسسات في ىذا المبحث إلى مطالب.
ىو أحد منظمات اتفاقية بريتوف وودز والذي أنشئ عاـ 1946مف أجؿ إعادة بناء اقتصاديات الدوؿ
التي تـ تدميرىا خالؿ الحرب العالمية الثانية ،ولقد كاف أوؿ قرض قدمو البنؾ في نياية عقد االربعينيات مف
القرف العشريف الماضي مف أجؿ إعادة إعمار الدوؿ االوروبية ،وبعد أف تمكنت تمؾ الدوؿ مف الوقوؼ عمى
أقداميا تحوؿ البنؾ لمساندة الدوؿ النامية والتي حصمت منذ نياية عقد االربعينات مف القرف العشريف
الماضي عمى أكثر مف 330مميار دوالر ،وىكذا أصبح لمبنؾ الدولي ىدؼ أساسي جديد وىو تشجيع النمو
االقتصادي واالجتماعي في الدوؿ النامية مف خالؿ مساعدتيا في زيادة إنتاجيتيا ورفع مستويات معيشتيا.1
-1المساعدة في تعمير وتنمية أقاليـ الدولة العضو وتحقيؽ معدالت نمو اقتصادي أعمى؛
1د .شقيري نوري موسى وآخروف ،التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة،
عماف ،2012 ،ص.231
عبد المطمب عبد المجيد ،اقتصاديات النقود والبنك االساسيات والمستحدثات ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،ص.366 2
54
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
شرط عضوية الدولة في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير يجب أف تنضـ أوال إلى صندوؽ النقد
الدولي ،وىذا يعني عضوية الدولة في صندوؽ النقد الدولي شرط أساسي وضروري لعضوية الدولة في البنؾ
الدولي لإلنشاء والتعمير ،وقد بمغ عدد األعضاء 188دولة .1
ويجوز ألي دولة عضو االنسحاب مف عضوية البنؾ في أي وقت بإرساؿ إخطار كتابي بذلؾ لمبنؾ
في مقره الرئيسي ،كما يجوز لمبنؾ أف يقرر بأغمبية عدد مف المحافظيف يمثموف أغمبية المجموع الكمي
لألصوات إليقاؼ عضوية الدولة العضو إذا أخمت تمؾ الدولة بأي مف التزاماتيا اتجاه البنؾ.2
أنشئت عاـ 1956كييئة مستقمة مسؤولة عف مساندة مشروعات التنمية في الدوؿ النامية ،عبر
تشجيع ا لقطاع الخاص عمى النيوض بدور في الجيد التنموي في تمؾ الدوؿ ،ومف الناحية اإلدارية ىي
عضو في مجموعة البنؾ الدولي ،وأنشأت كاستجابة لالحتياجات التمويمية لمقطاع الخاص التي ال يستطيع
البنؾ الدولي الوفاء بيا وفؽ نصوص مواد اتفاقية إنشائو.3
وتنفرد المؤسسة بوضع خاص تتميز بو عمى البنؾ الدولي ،وىو أنيا تتعامؿ مباشرة مع رجاؿ
األعماؿ في ميداف النشاط الخاص دوف تدخؿ الحكومة أو قبوؿ ضماف منيا.4
وعمى ذلؾ فإف مؤسسة التمويؿ الدولية تعد مف أكبر المصادر متعددة األطراؼ لمتمويؿ عف طريؽ
القروض والمساىمات في رأس الماؿ والمقدمة لمشروعات القطار الخاص القابمة لالستمرار بصورة رئيسية
وذلؾ عف طريؽ إحدى الوسائؿ اآلتية:5
د .السيد محمد أحمد السريتى ،المنظمات االقتصادية الدولية ،الدار الجامعية ،اسكندرية ،2014 ،ص.99 1
د .سمير عباس ،البنك الدولي وصراع االرادات ،الطبعة األولى ،مصر الغربية لمنشر والتوزيع ،مصر ،2013 ،ص .97 3
عصاـ الديف أحمد أباظة ،العولمة المصرفية ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،2010 ،ص.66 4
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.184 5
55
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
عضوية المؤسسة مفتوحة لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير كافة ،لكف ليس ىناؾ
إل زاـ عمى الدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي بضرورة اإلنضماـ إلى عضوية المؤسسة ،كما يحؽ لكؿ دولة
عضو اإلنسحاب مف العضوية عندما تشاء ،ويمكف لممؤسسة إيقاؼ عضوية أي دولة تخؿ بالتزاماتيا
اتجاىيا ،ويتـ اتخاذ القرار بأغمبية األصوات ،لكف لكؿ دولة عضو عدد مف األصوات يتناسب مع مدى
مساىمتيا في رأس ماؿ المؤسسة ،مما يجعميا خاضعة لنفود الدولة الكبرى التي تمتمؾ أغمبية أسيميا.1
الفرع الثالث :رأس مال المؤسسة ومواردها المالية
بدأت مؤسسة التمويؿ الدولية برأس ماؿ متواضع نسبيا وىو حوالي 100مميوف دوالر أمريكي مقسمة
إلى 100ألؼ سيـ قيمة كؿ سيـ تساوي 1000دوالر ،وفي 10ديسمبر 1992تمت زيادة رأس الماؿ إلى
2.45مميار دوالر مقسمة إلى 2450000سيـ ،وقدرت قيمة كؿ سيـ بحوالي 1000دوالر أمريكي ،ويجوز
لمجمس محافظي المؤسسة زيادة رأس الماؿ بموافقة ثالثة أخماس( )%60مف إجمالي القوة التصويتية.2
وتتكوف موارد المؤسسة مف اكتتابات الدوؿ األعضاء وأرباح المنشآت التي تشرؼ عمييا ،باإلضافة
إلى مدخرات األفراد والييئات ،حيث بمغ رأس ماليا المكتتب فيو عاـ 1985ب ػ 545.784مميوف دوالر
أمريكي مقسـ إلى 545784ألؼ سيـ قيمة كؿ سيـ 1000دوالر ،وفي تاريخ 31ديسمبر 2008بمغ
2.363.891.000دوالر أمريكي.3
الفرع األول :نشأة الهيئة الدولية لمتنمية وأهدافها :الييئة الدولية لمتنمية أو المؤسسة اإلنمائية الدولية التي
تقدـ القروض بدوف فائدة إلى أفقر البمداف النامية ،4والتي تـ إنشائيا عاـ 1960وىي بمثابة ذراع البنؾ
السيد محمد أحمد السريتى ،المنظمات االقتصادية الدولية ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.133 1
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.186 2
السيد محمد أحمد السريتى ،اقتصاديات التجارة الدولية ،الطبعة األولى ،مؤسسة رؤية لمطباعة والنشر والتوزيع ،االسكندرية،2011 ، 4
ص.334
56
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
الدولي الذي يضطمع إلى مساعدة الدوؿ األشد فق ار في العالـ ،1التي ال يزيد متوسط دخؿ الفرد فييا عف حد
معيف يتغير بصفة دورية ،فيي تزود الدوؿ بالقروض طويمة األجؿ بدوف فائدة.2
ويتمثؿ اليدؼ الرئيسي لمؤسسة التنمية الدولية في تخفيض أعداد الفقراء في أفقر دوؿ العالـ،
ويتحقؽ ىذه اليدؼ مف خالؿ:3
حيث تمتد فترة سداد القروض إلى ما بيف 35و 40سنة تشمؿ فترة سماح مدتيا 10سنوات ،كما تقدـ
منحا إلى البمداف التي تعاني ارتفاعا في أعباء مديونيتيا ،وبمغت قيمة مجموع اإلعتمادات والمنح التي قدمتيا
الييئة 182بميوف دوالر أمريكي ،كما بمغ متوسط ما قدمتو سنويا في السنوات األخيرة نحو 10بالييف دوالر
أمريكي ،وتـ توجيو الجزء الكبير مف ذلؾ أي نحو %50إلى منطقة إفريقيا.4
يحؽ لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير كافة الحصوؿ عمى عضوية مؤسسة التنمية
الدولية ،دوف أف يعد ذلؾ إلزاما لمدوؿ األعضاء في البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ولكنو مبدئي
لإلنضماـ إلى مؤسسة التنمية الدولية ،وقد بمغ عدد الدوؿ األعضاء فييا 172دولة.5
في حيف أف البنؾ الدولي يجمع معظـ أموالو مف أسواؽ الماؿ الدولية ،فإف الييئة الدولية لمتنمية
تموؿ إلى حد كبير بواسطة التبرعات مف حكومات الدوؿ األعضاء الغنية ،وقد بمغت التخصيصات
د .طارؽ فاروؽ الحصري ،االقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،المكتبة العصرية ،مصر ،2010 ،ص.175 1
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.120 5
57
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
الحكومية التراكمية التي قدمت لمييئة بعد بداية نشاطيا المالي وحتى عاـ 2002حالي 109مميار دوالر
أمريكي ،وفضال عف إعادة تأسيس وتجديد أمواؿ الييئة والذي يحدث كؿ ثالث سنوات بواسطة
التخصيصات الحكومية مف دوؿ المجموعة األولى ،فإف البنؾ الدولي يمكف أف يحوؿ مبالغ كبيرة مف
دخمو الصافي إلى الييئة ،إضافة إلى التسديدات التي تتـ عمى إئتمانات الييئة ،وتتمثؿ مصادر تمويؿ
الييئة فيما يمي:1
-1إكتتاب الدول األعضاء :تعتبر حصص الدوؿ األعضاء مف رأس ماؿ الييئة أوؿ الموارد المالية التي
تمتمكيا وتتحدد الحصص بناءا عمى اتفاؽ بيف المديريف التنفيذييف ومجمس المحافظيف ،وقد بمغ االكتتاب
األولي في رأس ماؿ الييئة حوالي 707مميوف دوالر ،وىو ما اعتمدت عميو الييئة في نشاطيا اإلقراضي في
السنوات الثالثة األولى مف نشاطيا مف1961إلى.1964
-2المساهمات اإلضافية الخاصة :وىي عبارة عف ىبات وتبرعات إضافية تقدميا بعض الدوؿ دوف أف
تعتمد عمى دعوة موجية مف المديريف التنفيذييف ،وعمى سبيؿ المثاؿ ما تـ التبرع بو لمييئة وىو مبمغ 39
مميوف وحدة مف حقوؽ السحب الخاصة مف قبؿ تركيا واسبانيا عاـ 2002ليضاؼ إلى موارد الييئة التي
يمكف أف تستخدميا في نشاطيا اإلقراضي.
-3تحويالت البنك الدولي :وتعتمد الييئة الدولية لمتنمية في جزء مف مواردىا عمى القروض والتحويالت مف
الدخؿ الصافي لمبنؾ الدولي ،وتدخؿ ىذه التحويالت مباشرة في موارد الييئة لتستخدـ في النشاط اإلقراضي،
وقد بمغت تحويالت البنؾ الدولي في خالؿ التجديد الثاني عشر لموارد الييئة وبالتحديد في أعواـ ،2000
2002 ،2001مبمغ إجمالي 686مميوف وحدة مف حقوؽ السحب الخاصة.
-4دخل الهيئة أو الموارد الداخمية :كما ذكرنا أف الييئة تمنح قروضا بدوف فائدة ،في حيف أنيا تطالب
الدوؿ المقترضة بدفع عمولة مقابؿ مصارؼ اإلدارة والخدمات ،وتقدر ب ػ %75سنويا ،ومف ناحية أخرى فإف
الييئة تستثمر بعض أمواليا والتي تنتج ليا فائدة ،باإلضافة إلى التسديدات التي عمى االئتمانات السابقة
لمييئة ،وكؿ ىذه الموارد تعتبر مف الموارد الداخمية الناتجة مف النشاط األساسي لمييئة.
د .محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.198-195 1
58
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
-5تجديد موارد الهيئة :حيث يتـ دعوة دوؿ المجموعة األولى كؿ ثالث سنوات لتجديد موارد الييئة ،وقد
تمت دعوتيـ في التجديد األوؿ سنة 1964لتغطية التزامات الييئة مف 1965إلى ،1968وتـ فييا جمع
مبمغ قدره 745مميوف دوالر أمريكي.
ويتضح مف الجدوؿ( )4-2أف الييئة استيمت نشاطيا بمبمغ االكتتاب األولي 757مميوف دوالر وىو
مبمغ صغير نسبيا ،ومنذ 1965أصبح تجديد الموارد المالية لمييئة كؿ ثالث سنوات ،وقد تـ التجديد األوؿ
عاـ 1964وحصمت الييئة عمى مبمغ 745مميوف دوالر ،وتمت التجديدات تباعا عمى الفترات التالية حتى
وصمت في التجديد السابع مف 1985إلى 1987حوالي 9000مميوف دوالر.
الفرع األول :نشأة المركز الدولي لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمار وأهدافه :قاـ البنؾ الدولي بتأسيس
مركز متخصص لتسوية النزاعات المتعمقة باالستثمارات ،وذلؾ بسبب كثرة المشاكؿ والنزاعات بيف
59
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
المستثمريف األجانب وحكومات الدوؿ النامية المستضيفة لالستثمارات ،1حيث أنشئ عاـ ،1965ويتراوح
عدد األعضاء بو 141دولة.2
يشترط لعضوية المركز كواحد مف أعضاء مجموعة البنؾ الدولي أف تكوف الدولة عضوا في البنؾ
الدولي لمتعمير والتنمية ،فكؿ دولة عضو في البنؾ يدعوىا مجمس المركز لإلشتراؾ يمكنيا ذلؾ دوف أف
تكوف ممزمة باالشتراؾ في العضوية ،وعمى ذلؾ فإف االنضماـ غمى اتفاقية المركز الدولي لتسوية منازعات
االستثمار ال يعني االحتكاـ إلى المركز في جميع المنازعات التي تتعمؽ بالدولة العضو ،بؿ يجب أف توافؽ
الدولة أو المستثمر التابع ليا عمى تقديـ كؿ منازعة عمى حدى أماـ المركز الدولي ،وذلؾ لتسوية المنازعة
المتعمقة باالستثمار ،وىذا ما يبرز الطابع اإلداري لممركز سواء مف حيث االنضماـ إليو أو مف حيث عرض
المنازعة عمى المركز.5
3د .السيد محمد أحمد السريتى ،المنظمات االقتصادية الدولية ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.160
ياسيف عبيدات ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.75 4
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.215 5
60
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
تـ إنشائيا عاـ 1988لحماية المصالح المشتركة لكؿ مف الدوؿ الغنية المانحة والدوؿ النامية فيما يتعمؽ
بحماية االستثمار األجنبي المباشر ،والوكالة تساعد في تسييؿ تدفقات رأس الماؿ األجنبي لالستثمار المباشر
في األسواؽ الناشئة ،كما تساعد في تسوية منازعات االستثمار التي تنشأ بيف المستثمريف والدوؿ النامية
المضيفة وتحاوؿ التوصؿ إلى حموؿ لتمؾ المنازعات قبؿ وصوليا إلى القضاء الدولي أو إلى محاكـ التحكيـ.
أما العامموف في الوكالة فإف عددىـ ال يتعدى 100موظؼ وىي تيدؼ إلى تقديـ التأميف ضد المخاطر غير
التجارية.1
وتشمؿ أعضاء الوكالة 177دولة ،وىـ الدوؿ األعضاء في منظمة األمـ المتحدة وجميورية
كوسوفو.
تعتمد الوكالة في إصدار الضمانات عمى مواردىا الذاتية ،وغيرىا مف الموارد التي تنشأ مف االكتتاب
في السيـ الرأسمالية لموكالة.
بدأت الوكالة برأس ماؿ يبمغ 1مميار وحػدة مػف حقػوؽ السػحب الخاصػة مقسػمة إلػى 100000سػيـ
تعادؿ قيمة كؿ سيـ 10000مف حقوؽ السحب الخاصة ،وىػذه األسػيـ متاحػة االكتتػاب فييػا بواسػطة الػدوؿ
األعضاء.2
يقوـ نظاـ الوكالة عمى أساس أنيا تموؿ عممياتيا مف الدخؿ الذي تحققو مف األقساط المجمعة
لعمميات الضماف وعوائد استثمار األمواؿ السائمة ،إلى جانب ذلؾ تعتمد عمى مواردىا الخاصة فإنو يجوز ليا
وفقا التفاقية إنشائيا إصدار ضمانات أخرى بناءا عمى تأييد مسبؽ مف دولة المستثمر بحيث تمعب الوكالة
دور المدير لحساب مستقؿ ىو حساب االستثمارات المؤيدة.3
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.208 2
61
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
والجدوؿ التالي يبيف التمويؿ المقدـ مف مجموعة البنؾ الدولي إلى البمداف الشريكة
جدول رقم( )5-2التمويل المقدم من مجموعة البنك الدولي إلى البمدان الشريكة
"أ" يشتمؿ عمى ارتباطات مف البنؾ لإلنشاء والتعمير ،والمؤسسة الدولية لمتنمية ،مؤسسة التمويؿ
الدولية ،والصناديؽ االستئمانية التي تنفذىا البمداف المتمقية ،واجمالي مبالغ إصدارات الوكالة الدولية لضماف
االستثمار.
62
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
وتشتمؿ ارتباطات الصناديؽ االستئمانية عمى جميع المنح التي تنفذىا البمداف المستفيدة ،ولذلؾ فإف
إجمالي ارتباطات مجموعة البنؾ الدولي تختمؼ عف المبالغ المذكورة في بطاقة قياس األداء المؤسسي
لممجموعة التي تتضمف فقط مجموعة فرعية مف األنشطة التي تموليا ىذه الصناديؽ.
"ب" يشتمؿ عمى مدفوعات كؿ مف البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ،والمؤسسة الدولية لمتنمية،
ومؤسسة التمويؿ الدولية ،والصناديؽ اإلستئمانية التي تنفذىا البمداف المستفيدة.
"ج" ارتباطات طويمة األجؿ مقدمة لحساب مؤسسة التمويؿ الدولية ،ال يتضمف ذلؾ تمويؿ قصير
األجؿ أو أمواال تمت تعبئتيا مف مستثمريف آخريف
"د" لحساب المؤسسة الخاص ،ال تتضمف األرقاـ تمويؿ قصير األجؿ أو أمواؿ تمت تعبئتيا مف
مستثمريف آخريف .
63
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
يقوـ البنؾ الدولي بمنح قروض متوسطة وطويمة األجؿ في عدة مجاالت موجية إلى الدوؿ األعضاء
بعدما كانت في البداية موجية إلى إعادة إعمار بمداف أوروبا التي خربتيا الحرب ويقدـ البنؾ الدولي قروضا
عديدة ومتنوعة بيدؼ تمويؿ مختمؼ المشاريع االستثمارية التي شأنيا أف تساىـ في تحقيؽ التنمية
االقتصادية ليذه البمداف.
أنشأ البنؾ الدولي برأس ماؿ قدره 10مميار دوالر مقسمة عمى عدد معيف مف األسيـ قيمة كؿ منيا
100.000دوالر ،وحؽ االكتتاب فييا قاصر عمى الدوؿ األعضاء ،ثـ زيد رأس ماؿ البنؾ نتيجة تزايد
العضوية وزيادة المساىمات حتى بمغت أكثر مف 23مميار دوالر بعد أف زادت العضوية إلى 110دولة،
وقد تحددت حصة كؿ عضو في رأس الماؿ حسب موارده االقتصادية وتسدد حصص األعضاء في رأس
ماؿ البنؾ عمى النحو التالي:1
%2مف حصة العضو تسدد ذىبا أو بالدوالر ،ويستطيع البنؾ استخداـ ىذا المبمغ لغرض التسميؼ.
%18مف حصة العضو تسدد مف عمالت الدوؿ األعضاء ويمكف االستفادة مف ىذه العمالت
لغرض التسميؼ بعد الحصوؿ عمى موافقة أصحابيا الدوؿ األعضاء في البنؾ.
%80الباقية تحتفظ بيا الدوؿ األعضاء لكنيا قابمة لمطمب في حالة احتياج البنؾ ليا لمواجية
احتياجاتيا.
فقد اتفؽ أف تدفع األعضاء %20مف حصتيا عمى أف يدفع منيا %2بالذىب أو الدوالر والباقي
وقدره %18يدفع بالعممة الوطنية لمعضو ويحتفظ بالباقي وقدره %80إال إذا طالب البنؾ العضو بالدفع،
وقد بمغ رأس ماؿ البنؾ الدولي 82مميار دوالر عاـ.2 1983
64
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
تمثؿ القرض %70مف الموارد المتاحة لمبنؾ الدولي ،ويقوـ البنؾ باالقتراض تقريبا مف كافة
المؤسسات الدولية ،ويستطيع االقتراض بأفضؿ الشروط المتاحة لما يتمتع بو ثقة لدى كافة المؤسسات
االقراضية ،ويتـ االقتراض إما عف طريؽ إصدار سندات دلية بالدوالر االمريكي أو غيره مف العمالت الدلية
األخرى ،ومف الممكف أف يقترض مف البنوؾ المركزية أو حتى مف البنوؾ الخاصة لمدوؿ االعضاء مباشرة.1
وقد نصت المادة 4قسـ 8مف ميثاؽ البنؾ الدولي عمى أنو باإلضافة الى العمميات معنية في
مواضع اخرى مف ىذه االتفاقية فإف البنؾ لو السمطة في األمور اآلتية:2
-1اف يشتري ويبيع السندات التي أصدرىا كذلؾ السندات التي ضمنيا أو التي استثمر أموالو فييا بشرط
حصوؿ البنؾ عمى موافقة الدولة العضو الذي تباع وتشتري تمؾ السندات في أراضيو.
-2أف يضمف الصكوؾ التي استثمر أموالو فييا بقصد تسييؿ بيعيا.
-3أف يقترض بعممة أي عضو بموافقة ىذا العضو.
-4أف يشتري ويبيع غير ذلؾ مف السندات التي يقرر مجمس اإلدارة بموافقة ثالثة أرباع مجموع
األصوات المقررة أنيا تصمح ألف يستثمر فييا كؿ أو بعض االحتياطي الخاص.
ولممارسة السمطات الممنوحة في ىذا القسـ يجوز لمبنؾ أف يتعامؿ مع أي شخص أو شركة تضامف
أو جمعية أو شركة أو أية ىيئة قانونية في أراضي أي عضو ،وعمى ذلؾ فإف البنؾ يجوز لو وفقا لمنص
السابؽ االقتراض مف االسواؽ المالية الدولية عف طريؽ طرح سندات في أسواقيا بشرط موافقة العضو
الذي تشترى وتباع ىذه السندات في أراضيو ،ففي السنة المالية 2003تجاوزت إقتراضات البنؾ القائمة
مف أسواؽ الماؿ 103مميار دوالر امريكي ،وبمغ حجـ مجموع قروضو المدفوعة والقائمة (غير المسددة)
حوالي 116مميار دوالر ،وبمغ حجـ اإلقتراضات حوالي ثالثة أمثاؿ حجـ المساىمات في رأس الماؿ،3
كما أف سمطتو االقتراض مف صندوؽ النقد الدولي.4
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره .133 ، 1
د .عصاـ محمد ىاشـ ،السياسات النقدية لممتغي ارت االقتصادية في النظم المصرفية ،المكتب العربي الحديث ،األ ازريطة،2011 ، 4
ص.261
65
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
بصفتو مؤسسة تعاونية ال يسعى البنؾ إلى تعظيـ أرباحو بقدر ما يسعى إلى تحقيؽ عائد مف أصولو
يكفي لضماف مقدرتو المالية ومواصمة أنشطتو اإلنمائية عمى أساس مستمر ،وقد حقؽ البنؾ عائد سنويا
صافيا مف األصوؿ يبمغ حوالي %1سنويا ،غير أف صافي األصوؿ لمسنة المالية 2003زاد عف مستوى
%2إلجراء تخفيض في االحتياطي المحصص لتغطية خسائر القروض ،وقد بمغ دخؿ البنؾ مف العمميات
حوالي 32021مميوف دوالر في السنة المالية 2003وبمغ دخمو القابؿ لمتخصيص (أي الذي يمكف
تخصيصو لالحتياطات واألنشطة االنمائية) حوالي 32050مميوف دوالر ،كما أضاؼ البنؾ مبمغ 100مميوف
دوالر مف دخمو في السنة المالية 2003الى حساب الفائض واحتفظ بسيولة كافية لضماف توفر تدفقات نقدية
لموفاء بالتزاماتو.1
أما في السنة المالية 2016فقد بمغ صافي مدفوعات البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير 132204مميوف
دوالر ،وبمغ دخؿ القابؿ لمتخصيص 593مميوف دوالر ،كما بمغت مساىمتو أسيـ رأس الماؿ 392424
مميوف دوالر أي بنسبة %2227مف إجمالي القروض الذي بمغ 292729مميونف 2دوالر ،أما بالنسبة
لممؤسسة الدولية لمتنمية فقد بمغ صافي مدفعاتيا في نفس السنة المالية 82806مميوف دوالر.2
ويقصد بالتمويؿ المشترؾ مساىمة البنؾ الدولي بأمواؿ يرتبط بتقديميا لمشروعات محددة يموليا
البنؾ ،وذلؾ عف طريؽ التنسيؽ مع عدد مف الييئات األخرى مثؿ المنظمات المالية والنقدية الدولية ووكاالت
المعونة الثنائية ومؤسسات إئتمانات التصدير مف خالؿ إقناعيا باإلسياـ برأسماليا في المشروعات التي يقوـ
البنؾ بتقييميا واعدادىا لمتمويؿ ،منيا بنوؾ وصناديؽ إقميمية لمتنمية كالبنؾ االمريكي لمتنمية ،وبنؾ التنمية
االفريقي ،وعدد مف الصناديؽ الجديدة مقرىا الشرؽ األوسط لغرض اإلستفادة مف فوائض إيرادات النفط،
وبرامج المعونة الثنائية ،وجميعيا تستثمر األمواؿ في المشروعات التي يتولى البنؾ االشراؼ عمييا.3
محمد عبد العزيز محمد األحرش ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص.134،135 1
66
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
الفرع الثاني :أهم المشاريع التي يمولها البنك الدولي :يقوـ البنؾ الدولي بتمويؿ العديد مف المشاريع والتي
تخص البنية األساسية الصناعية ومشاريع النفط والغاز باإلضافة إلى مشاريع الزراعة والتنمية الريفية
ومشاريع االسكاف في المدف ،ويمكف إيجاز ىذه المشاريع فيما يمي:1
تعتبر مشاريع البنية األساسية مثؿ مشاريع النقؿ واالتصاالت والطاقة الكيربائية المجاالت األكثر
استقطابا بالقروض البنؾ ويمكف إيجاز أنواع مشاريع البنية األساسية التي يموليا البنؾ الدولي فيما يمي:
-1النقل :يكتسي قطاع النقؿ أىمية كبيرة في االقتصاد والذي يتطمب توفير مرافؽ لنقؿ كميات
ضخمة مف البضائع والمواد عمى مسافات طويمة وتعتبر الموانئ والمطارات والسكؾ الحديدية مف بيف المرافؽ
التي يموليا البنؾ الدولي.
-2الطاقة الكهربائية :تعتبر مشاريع الطاقة الكيربائية مف أولى المشاريع التي مميا البنؾ الدولي،
وظمت الطاقة الكيربائية لسنوات طويمة تمثؿ القطاع األكبر بالنظر إلى حجـ القروض المخصصة ليا وكانت
ىذه المشاريع مناسبة لقروض البنؾ الدولي ألنيا ذات كثافة رأسمالية شديدة وتتطمب معدات باىظة الثمف
معظميا مستوردة مف البمداف المتقدمة.
ثانيا :المشاريع الصناعية :تعتبر حصة قطاع الصناعة مف قروض البنؾ الدولي متواضعة نسبيا إذا ما
قورنت باالعتمادات المخصصة لمقطاعات األخرى ،وتخصص ىذه الحصة ال يرجع إلى امتناع البنؾ عف
تمويؿ التنمية الصناعية وانما ىو راجع إلى أف البنؾ ال يموؿ مشاريع صناعية في الدوؿ التي تفرض حماية
الصناعة المحمية مف التغمغؿ الرأسمالية الدولي.
ثالثا :مشاريع النفط والغاز :ظؿ البنؾ الدولي ألعواـ طويمة يرفض تقديـ القروض لمبمداف األعضاء لغرض
التنقيب عمى النفط والغاز أو إنتاجيما ويرجع ىذا إلى سببيف:
أوليما أنو قبؿ سنة 1973كاف إنتاج النفط في أغمبية الدوؿ النامية غير اقتصادي مقارنة باألسعار
الدلية السائدة ،كما أف انتاج النفط في منطقة الشرؽ األوسط كاف في وفرة متزايدة.
67
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
أما السبب الثاني لعزوؼ البنؾ الدولي عف تمويؿ مشاريع النفط والغاز فيرجع إلى توفر رأسماؿ
الخاص لتمويؿ مثؿ ىذه المشاريع في تمؾ الفترة ،وقد ساعد البنؾ الدولي الدوؿ األعضاء عمى وضع
سياسات تنمية كفؤة لمقطاع واختيار المشاريع وتنفيذىا وتعزيز المؤسسات المنتجة لمغاز ،يمكف لمبنؾ الدولي
أف يساعد البمداف النامية في ىذا المجاؿ عف طريؽ:
-1مراجعة سياسات تشجيع القطاع الخاص في قطاع الغاز وتمويؿ مشاريع مشتركة مع المستثمريف
الخواص؛
-2تمويؿ تكاليؼ نقؿ الغاز وتوزيعو؛
-3تقديـ المساعدة التقنية لتحديد الترتيبات التعاقدية وأسعار إنتاج واستيالؾ الغاز؛
-4تنمية الموارد الالزمة لتمويؿ الغاز والتي تؤمنيا التدفقات النقدية لممشروع دوف المجوء إلى الحكومة؛
-5تعزيز المؤسسات في قطاع الغاز.
-1الزراعة :كانت القروض المخصصة لمزراعة تحتؿ مكانا ىامشيا في برامج البنؾ الدولي خالؿ
أعوامو الخمسة عشر األولى ( )1963-1948لـ يتجاوز اقراض البنؾ الدولي لمقطاع الزراعي مبمغ 628
مميوف دوالر أمريكي أي ما يعادؿ %825مف مجموع إقراضو ،وقد خصصت نسبة كبيرة مف المبمغ المذكور
لتمويؿ مشاريع السدود وشبكات الري وقد أصبح البنؾ الدولي ييتـ بتطوير المزارع الصغيرة إلى جانب ترقية
الصناعات الزراعية.
-2التنمية الريفية :يعد نشاط البنؾ الدولي في مجاؿ التنمية الريفية نشاطا واسع المدى ،إذ يشتمؿ
اإلدارة المستديمة لألراضي ،المحاصيؿ الزراعية ،وتربية الماشية باإلضافة إلى مشاريع صيد األسماؾ،
ومشاريع تحقيؽ المساواة بيف الجنسيف في المناطؽ الريفية.
68
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
أوال :قروض البرامج :وىذه القروض تمنح لتمويؿ برنامج انمائي أو قطاعي أو لتمويؿ عممية االستيراد
وتعتبر ىذه القروض ىي قروض طوارئ يتـ تقديميا عند حدوث كوارث طبيعية أو أزمات اقتصادية ،وفي
العادة تقدـ ىذه القروض بدوف شروط.1
ثانيا :قروض المشروعات :وىذه القروض لتمويؿ مشاريع الري أو محطة توليد الكيرباء...إلخ ،وتستحوذ
ىذه القروض عمى حصة كبيرة مف قروض البنؾ الدولي ويشترط البنؾ الدولي عند منح ىذه القروض عمى
تحقيؽ المشروع لعائد عمى رأس الماؿ ال يقؿ عف نسبة معية وكذلؾ يشترط عمى إدارة المشروع وتنفيذه
بطريقة حسنة.2
ثالثا :قروض التكييف الهيكمي :وقد استحدثت في أوائؿ ،31980وتمنح ىذه القروض لتسوية الخمؿ في
موازيف الدوؿ ولزيادة قدرتيا عمى تسديد ديونيا ويمنح ىذا النوع مف القروض بشروط مشددة تتضمف تصويب
السياسات االقتصادية الكمية ،باإلضافة إلى تصحيحات ىيكمية في بنية االقتصاد.
ولقد بينت الحكومة في الدولة العادية التي تشرع في برنامج لإلصالح الييكمي أف إصالح السياسات
اليامة يطرح أفضؿ أمؿ الستعادة النمو المتواصؿ ،فتمويؿ ميزاف المدفوعات ييسر مف التخفيض المنتظـ
عمى مراحؿ في فجوة التمويؿ عبر فثرة مف الزمف في حيف يجري تنفيذ لإلصالحات الييكمية يبدأ ظيور
تأثيرىا.4
رابع :قروض التكييف القطاعي :تمنح ىذه القروض لتمويؿ قطاع معيف كالزراعة أو الصناعة ،وذلؾ
لتصويب وتصحيح مسار ىذا القطاع المراد تمويمو ،وقد بمغ اجمالي القروض التي يمنحيا البنؾ الدولي عاـ
2016حوالي 452900مميوف دوالر.5
موسى سعيد مطر وآخروف ،المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار صفاء لمنشر والتوزيع ،عماف ،2008 ،ص .168 1
ياسيف عبيدات ،تقييم دور مجموعة البنك الدولي في االقالل من الفقر في البمدان منخفضة الدخل ،مداخمة في الممتقى حوؿ تقييـ 3
سياسات االقالؿ مف الفقر في الدوؿ العربية في ظؿ العولمة جامعة سطيؼ ،09 ،08 ،01ديسمبر ،2014ص.208
جاؾ ج يوالؾ ،ترجمة أحمد منيب ،البنك الدولي وصندق النقد الدولي ،الطبعة األولى ،الدار الدولية لالستثمارات ش ،ـ ،ـ،2001 ، 4
ص.19
التقرير السنوي لمبنؾ الدولي ،2016ص .62 5
69
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
-1تمنح القروض عادة لمشروعات محددة يشترط فييا أف تكف معدة إعدادا جيدا مف قبؿ الدولة
المقترضة وأف تكوف ذات عائد مضموف ونافعة وأف تتخذ الحكومة اإلجراءات الضرورية لتسييؿ
نجاح ىذه المشروعات.
-2قروض البنؾ الدولي تمنح لممشروع بيدؼ تمويؿ احتياجاتو مف العمالت االجنبية وعمى المشروع أف
يدير بطرقو الخاصة احتياجاتو مف العممة المحمية ،وتتجو قروض البنؾ الدولي أساسا لقطاعات
الزراعة والنقؿ والطاقة والصحة والتعميـ.
-3يمنح البنؾ الدولي قروضو بسعر فائدة يقؿ عف سعر فائدة السائد في السوؽ المالية ،وباعتبار أف
البنؾ يحصؿ عمى معظـ الموارد المالية التي يقرضيا عف طريؽ اقتراضات متوسطة األجؿ مف
أسواؽ رأس الماؿ في مختمؼ أنحاء العالـ.
-4يرسؿ البنؾ بعثات مف موظفيو إلى الدولة المستفيدة لمتأكد مف توافر شروط وظروؼ اإلقراض
المشار إلييا ،كما يحصؿ البنؾ عمى تقارير دورية طواؿ فترة سرياف القرض مف المراقبيف التابعيف لو
والحكمة المستفيدة عمى السواء.
-5تحظى الدوؿ التي تقترض مف البنؾ الدولي بفترات سداد أطوؿ مقارنة بالبنوؾ التجارية ،تصؿ فترات
سداد البنؾ الدولي إلى ما بيف 20-15عاما بفترة سماح 5-3سنوات قبؿ فترة سداد أصؿ القرض،
وتقترض حكومات الدوؿ النامية األمواؿ مف أجؿ برامج محددة تتضمف جيود تخفيؼ حدة الفقر
وتقديـ الخدمات االجتماعية وحماية البيئة وتشجيع النمو االقتصادي الذي مف شأنو تحسيف مستويات
المعيشة.
يقدـ البنؾ الدولي قروضا عديدة ومتنوعة بيدؼ تمويؿ مختمؼ المشاريع االستثمارية التي مف شأنيا
أف تساىـ في تحقيؽ التنمية االقتصادية.
د .طارؽ فاروؽ الحصري ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص .182 .181 1
70
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
قبؿ أف يمارس البنؾ الدولي أي نشاط إقراضي لمدوؿ االعضاء فإنو يسعى لمحصوؿ عمى وضعية
شاممة لموضعية االقتصادية وآفاؽ التنمية في الدوؿ طالبة القرض ،ولذلؾ فإنو يقوـ بمجموعة مف االجراءات
تتمثؿ في:
يشترط البنؾ الدولي العديد مف الشروط عند قيامو بعمميات االقراض ألغراض اإلعمار أو التنمية أىميا:
-1ضرورة وجود ربط بيف قروض البنؾ واقامة المشروعات بشكؿ يتـ بموجبو ضماف استخداـ القروض
في إقامة المشروعات التي يتـ تحديدىا لذلؾ االستخداـ ولذلؾ يقوـ البنؾ قبؿ الموافقة عمى االقراض
بدراسة المشروع المراد تمويمو وتقديـ مدى قدرة الدولة عمى سداد القرض؛
71
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
-2أف تحتؿ المشروعات التي يطمب مف البنؾ توفير التمويؿ الالزـ إلقامتيا أولوية بيف المشروعات
األخرى وىو االمر الذي يقتضي اختيار أكثر المشروعات أىمية وحيوية في مجاؿ توسيع قدرة الدولة
المقترضة عمى اإلنتاج؛
-3يفرض البنؾ عمى قروضو فوائد توازي الفوائد السائدة في السوؽ باعتبار أف البنؾ يحصؿ عمى جزء
مف موارده التي يقوـ بإقراضيا عف طريؽ االقتراض مف السوؽ المالية؛
-4تتراوح مدة ىذه القروض ما بيف 15و 17سنة مع فترة سماح تقدر بخمسة سنوات ،ويحتسب البنؾ
فائدتو عمى ىذه القروض والتي تتراوح نسبتيا ما بيف %725و%7275؛
-5في حالة تقدير البنؾ قروضا فإنو يفتح حسابا باسـ المقترض يرصد فيو قيمة القرض بالعممة أو
العمالت التي تـ تقديـ القرض بيا ،ثـ يسمح لممقترض بالسحب مف ىذا الحساب لتغطية
المصروفات الخاصة بالمشروع حسب نشوؤىا فعميا.
تمر عممية تمويؿ المشروعات بواسطة البنؾ الدولي ،بعدة مراحؿ يبذؿ فييا الكثير مف الوقت والجيد
مف قبؿ خبراء البنؾ لمتعرؼ عمى مدى نفع المشروع لالقتصاد القومي ومدى توافقو مع السياسة االقراضية
لمبنؾ ،وىذه المراحؿ يمكف تمخيصيا عمى النحو التالي:
-1مرحمة اختيار المشروعات :في ىذه المرحمة تبدأ نقطة البداية في الدولة المقترضة نفسيا التي تكوف
قد فكرت في مشروعات مختمفة ،وتعتقد أف إسياـ البنؾ فييا سيؤدي إلى تحقيؽ المشروع ألىدافو،
وتتقدـ حكومة الدولة المعنية بطمب إلى رئيس البنؾ تطمب فيو معاونتو وتمويمو لممشروع ،ويرسؿ
البنؾ بعد ذلؾ بعثة تمييدية لتبيف معالـ المشروع وتحصؿ عمى بياناتو ودراسة الجدوى المبدئية التي
تكوف في أغمب األحياف قد تمت وتتطمب بيانات إضافية.1
-2مرحمة إعداد المشروع :تحضير المشروع ودراستو التقنية واالقتصادية والمالية واعداده لإلنجاز مف
قبؿ البمد المقترض.2
عادؿ أحمد حشيش ،العالقات االقتصادية الدولية ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،االسكندرية ،2000 ،ص .178 1
د .عبد الحميـ عمار غربي ،العولمة االقتصادية رؤي استشرافية في مطمع القرن الواحد والعشرين ،دار أبي الفداء العالمية لمنشر 2
-3مرحمة تحميل المشروع :حيث يتـ تحميؿ كامؿ لممشروع كي يتبيف مدى نفعو لالقتصاد القومي،
وبالتالي ما إذا كاف صالحا لتميؿ البنؾ أـ غير صالح.
-4مرحمة المفاوضات :بعد اقتناع البنؾ بجدوى وجدارة المشروع يبدأ االتفاؽ عمى تميمو ،وتجري
مفاوضات مع الدولة صاحبة المشروع حيث يضع البنؾ أثناء تمؾ المفاوضات شروط التمويؿ،
ويتأكد مف جدية الحكومة المعنية في تنفيذ المشروع وسرعة إنجازه .وقد تتضمف الشروط بعض
االلتزامات االخرى المشروطة ،والتي تختمؼ مف مشروع آلخر ،ومنيا مثال بالنسبة لمشروعات
الكيرباء ،رفع التعريفة مف أجؿ خمؽ فائض تمويؿ لصيانة المشروع ،وتحسيف تحصيؿ االيرادات
ومحاولة تقميؿ التيار الضائع ،وارساء التعريفة أساس اقتصادي.1
-5مرحمة التنفيذ واإلشراف :حيث يرسؿ البنؾ في تمؾ المرحمة بعثات متعددة تشرؼ عمى تنفيد
المشروع في مراحمو المختمفة التي قد تستغرؽ خمس سنوات أو أكثر ،وبعد إتماـ بناء المشروع يصر
البنؾ عمى إعادة تقييـ المشروع مف جديد بدراسة يطمب عمييا " تقرير االكماؿ" وييدؼ ىذا التقرير
إلى التعرؼ عمى نواحي الضعؼ في التنفيذ ،ومقارنة اقتصاديات المشروع بعد انتياء بنائو بما كاف
متوقعا منو قبؿ البدء في تنفيذه ،وىنا أيضا يحسب العائد االقتصادي لممشروع مف جديد كي يقارف
بالعائد الذي كاف متوقعا قبؿ التنفيذ.2
-6مرحمة التقييم :وىي اخر مرحمة تعقب آخر دفعة مف أمواؿ البنؾ لممشروع.3
د .عبد الحميـ عمار غربي ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .92 3
73
عموميات حول مجموعة البنك الدولي الفصل الثاني:
خالصة الفصل:
إف البنؾ الدولي قوة مالية كبرى لو تنظيـ إداري يتماشى وفقا مع نشاطاتو إضافة إلى ذلؾ ىو
مؤسسة تحمؿ الشخصية المعنوية ،يحؽ لو االقتراض والحصوؿ عمى فوائد وأرباح نتيجة االقراض.
كما أف لمبنؾ ممحقات تعمؿ عمى مساعدتو في نشاطو ومحاولة إبعاد الضغط عميو ،وىي البنؾ
الدولي لإلنشاء والتعمير ،مؤسسة التمويؿ الدولية ،الييئة الدولية لمتنمية ،المركز الدولي لتسوية النزاعات
المتعمقة باالستثمار ،الوكالة الدولية لضماف االستثمارات.
ولقد تعددت نشاطات البنؾ مع مرور السنوات إضافة إلى منح القروض والتي تكوف بشروط
ووفؽ إجراءات ومراحؿ محددة ،يعمؿ عمي تقديـ المساعدات التقنية وتنسيؽ مساعدات المالية لمبمداف النامية،
ومف أجؿ الزيادة في دوره ونشاطاتو أقاـ عالقات وطيدة مع باقي المنظمات العالمية سواء مالية أو إنسانية.
74
الفصل الثالث:
تمهيد
لقد ترك المستعمر الفرنسي الجزائر في حالة اقتصادية واجتماعية متدىورة ،وبالتالي شرعت الدولة
في رسم استراتيجيات تنموية كفيمة بمعالجة مشاكميا االقتصادية واالجتماعية.
إن تطبيق ىذه االستراتيجيات التنموية ،تتطمب موارد مالية معتبرة لم تكن في حوزة الجزائر في ذلك
الوقت ،ولذلك لجأت الجزائر لممؤسسات النقدية والمالية الدولية ،وعمى رأسيا مجموعة البنك الدولي لمحصول
عمى موارد مالية لتمويل ىذه المشاريع التنموية في مرحمة أولى ،ولتمويل برامج اإلصبلح االقتصادي لمعالجة
االختبلالت االقتصادية الييكمية التي أفرزتيا تجارب التنمية في مرحمة ثانية .إذن فقد كان تدخل مجموعة
البنك الدولي في االقتصاد الدولي لغرض أساسي يتمثل في تمويل التنمية.
76
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
لقد شيد االقتصاد الجزائري منذ االستقبلل تحوالت وتغيرات أممتيا الظروف والتحوالت التي شيدتيا
الساحة المحمية والدولية ونتيجة النخفاض أسعار النفط وارتفاع اعباء خدمة الديون الخارجية ابتداء من سنة
، 1986واجيت الجزائر صعوبات اقتصادية أدت بيا إلى المجوء إلى مساعدات الييئات المالية الدولية لتنفيذ
االصبلحات االقتصادية ،وبالتالي فقد تناول ىذا المبحث :وضعية االقتصاد الجزائري قبل االصبلحات،
االقتصاد الجزائري مع االصبلحات وبرامج االنعاش االقتصادي ،باإلضافة إلى دور البنك الدولي في دعم
التصحيح الييكمي في الجزائر.
مر االقتصاد الجزائري بعدة مراحل منذ االستقبلل ،حيث اتبعت الجزائر بعد استقبلليا عمى سياسة
اقتصادية اشتراكية ،إذ ىيمنت الدولة عمى كل المجاالت االقتصادية باستعماليا المؤسسات العمومية كأداة
لتنفيذ سياستيا ،وكون المجتمع الجزائري مجتمع زراعيا ،قامت الدولة الجزائرية في تمك الفترة بإنشاء مزارع
ضخمة بعد تأميميا ،ولمقيام بذلك اعتمدت الدولة الجزائرية عمى ايرادات ناجحة من قطاع المحروقات التي
تميزت باالرتفاع باستثناء سنة 1989/1986التي تميزت بانخفاض سعر البترول ،اجتيدت السمطات
الجزائرية في تحسين مستوى معيشة أفرادىا ،وتحقيق مكانة معتبرة لمدولة الجزائرية ضمن دول العالم،
ولتحقيق تمك األىداف األساسية اتبعت عدة سياسات منيا:1
-االعتماد عمى سياسة التصنيع كأساس لتحقيق النمو االقتصادي ،وجعل وسائل االنتاج ممكية عامة؛
-االىتمام بالسوق الوطنية أوال ،واالنضمام إلى السوق العالمية كيدف أخير.
نعتبر أن الجزائر شيدت مرحمتين أساسيتين لتحقيق التنمية االقتصادية:
-مرحمة القرار المستقل التي تمتد من 1962إلى 1993والتي تميزت بارتفاع إيرادات المحروقات
وخاصة البترول خبلل .1981-1979-1973
-مرحمة القرار غير المستقل ابتداءا من 1993نظ ار لموضعية العامة لمدولة الجزائرية منيا تقل
المديونية الخارجية ،األمر الذي دفعيا إلى إعادة الجدولة ،وتبني االصبلحات االقتصادية التي
فرضيا كل من الصندوق الدولي والبنك الدولي.
1
بغداد كربالي ،نظرية عامة عمى التحوالت االقتصادية في الجزائر ،مجمة العموم االنسانية-جامعة بسكرة ،العدد الثامن ،2005 ،ص
ص ص .2-1
77
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
ولقد تميزت مرحمة القرار المستقل بقيام الدولة الجزائرية بإصبلحات اقتصادية ذاتية دون وجود ضغوطات
خارجية ،وتتصف ىذه المرحمة بصفة عامة بـ:1
تميزت ىذه المرحمة بصفة عامة بمشاكل تسييرية لمجياز االنتاجي نتيجة ذىاب المعمرين األوروبيين،
األمر الذ ي أدى بتولي العمال الجزائريين بإدارة تمك المشروعات االقتصادية الموجودة آنذاك (مراسيم 1963
حول التسيير الذاتي) ،تولد عن تمك المرحمة وجود قطاعات مسيرة بواسطة العمال مع وجود القطاع الخاص
في المجال الصناعي والفبلحي والتجاري ،وتعتبر ىذه العممية أول مسيرة تصحيحية لبلقتصاد بعد االستقبلل
رغم عدم وضوح النموذج الوطني لمتنمية االقتصادية ،وقامت السمطات الجزائرية بتأميم األراضي الزراعية
سنة ،1963والمناجم سنة ،1966بدأت المجان التسييرية تزول في الصناعة ،وتحل محميا الشركات
الوطنية ،بعدما قامت الدولة بإنشاء األدوات التي تمكنيا من القيام بالتخطيط بعد توفير الشروط المناسبة.
اتصفت ىذه المرحمة بقيام الدولة الجزائرية بعدة مخططات تنموية منيا :المخطط الثبلثي -1967
1979الذي يرتكز عمى الصناعة واألنشطة المرتبطة بالمحروقات بالدرجة األولى.
في حين يعتبر المخطط الرباعي الثاني ( )1977-1974تكممة لممخطط السابق ،حيث اتجيت
الجيود في التمويل المشاريع االقتصادية الضخمة ،وخاصة الحديد ،المحروقات ،مواد البناء ،الميكانيك،
الكيرباء واإللكترونيك ،وكذا االىتمام بالقطاعات غير االقتصادية ،نتيجة ارتفاع إيرادات المحروقات ،إن
اعطاء األولوية لمصناعة الثقيمة بيدف انتاج سمع انتاجية لمختمف القطاعات ،بغية تحقيق االستقبلل
االقتصادي في المدى الطويل ،إن ىذه النتيجة يبرزىا نصيب القطاع العام من الناتج الوطني الخام ،حيث
حقق %65,42سنة 1978مقابل %30,07سنة .1969
1
نفس المرجع ،ص.5-2
78
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
وتميزت ىذه المرحمة عمى العموم بالتخطيط التوجييي لبلستثمارات والتنظيم التساىمي ،وكانت
المخططات السابقة تيدف إلى بناء االقتصاد الوطني عمى أساس إنشاء شركات وطنية كبرى تحتكر السوق
الوطنية ،إال أن ىذا األمر أدى إلى وجود توازن في حجم االستثمارات.
تميزت ىذه المرحمة بقيام السمطات الجزائرية بعدة إجراءات تتمثل في عممية التنازل عن ممتمكات
العمومية من خبلل صدور القانون ،84/81ثم القانون 87/19المتعمق بإصبلح القطاع الفبلحي الذي من
خبللو قسمت األراضي الفبلحية إلى مزارع فردية ومستثمرات فبلحية جماعية ،حيث كانت تيدف عممية إعادة
تنظيم األمبلك الزراعية لمدولة إلى تشجيع القطاع الذي كان ميمشا بالمقارنة بالقطاعات األخرى ،ومن أجل
ضمان التسيير المحكم الفعال لممؤسسات العمومية ،قامت السمطات الجزائرية بإعادة ىيكمتيا ،حيث تم تقسيم
50مؤسسة عمومية كبيرة الحجم إلى 300مؤسسة جديدة ،واستمرت السمطات الجزائرية بعد ذلك إلى إعادة
الييكمة المالية ابتداءا من سنة ،1983إن القيام بتمك االجراءات ،كانت ترمي في عموميا إلى التخمي
التدريجي عن مفاىيم العيد القديم ،واالنفتاح التدريجي لمسوق الوطنية ،واعطاء مكانة لمقطاع الخاص في
التنمية االقتصادية.
ا ستمرت السمطات الجزائرية في القيام بجممة من االجراءات منيا عمى سبيل المثال :استقبللية
المؤسسات العمومية (قانون ،)88/01حيث أصبحت الييئات المسؤولة عنيا ليا الحرية التامة في اتخاذ
الق اررات واختيار االستثمارات والتقييم دون العودة لمجية المركزية ،تيدف ىذه االصبلحات إلى التفريق بين
تسيير المؤسسات االقتصادية بواسطة لجان إدارية تمثل اإلدارة والمساىمين ،والممكية االدارية التي تبقى في
يد الدولة عن طريق صناديق المساىمين.
-التحرير الجزئي لبلقتصاد ،وذلك بقيام السمطات الجزائرية بإصدار قانون ضبط األسعار في جويمية
،1989الذ ي يرمي إلى تطبيق األسعار الحقيقية ،مع التخمي التدريجي لدعميا لبعض السمع ،والقيام
بتغيير السجل التجاري لممؤسسة؛
79
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
-وضع إطار قانوني لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مع إعفائيا من الضريبة ،وىذا بالقيام بتعديل
قانون الضرائب المباشرة سنتي 1990 -1989؛
-منح رخصة استراد مباشرة لمعاممين الخواص ،مما يعتبر كبداية لتحرير التجارة الخارجية؛
ويمكن القول أن تمك االجراءات بأنيا كانت صارمة عمى العموم في :تخفيض قيمة العممة الوطنية،
وضبط االنفاق الحكمي ،وامتصاص السيولة الزائدة ،وتحرير األسعار بغية إقناع شركائيا الدائنين.
تم توقيع أول اتفاق بين الجزائر وصندوق النقد الدولي بقيمة 200مميون دوالر ثم 360دوالر
لتعويض انخفاض أسعار البترول ،حيث شممت برامج إصبلحو خفض العجز في ميزان المدفوعات
واالستمرار في انخفاض قيمة الدينار ،واالتجاه نحو تحرير األسعار...الخ.
تم توقيع ىذا االتفاق بين الجزائر وصندوق النقد الدولي بقيمة 400مميون دوالر عمى أربعة أقساط،
كل قسط ب ـ 100مميون دوالر ( جوان ،1991سبتمبر ،1991ديسمبر ،1991مارس ،)1992وتبعا
لرسالة النية المؤرخة في 27أفريل .1991وييدف ىذا االتفاق إلى:
1
إلياس حناش ،مرجع سبق ذكره ،ص .126-125
80
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
لقد تم تطبيق برامج االستقرار االقتصادي لمدة سنة كاممة رغم الظروف االجتماعية والسياسية
واألمنية الصعبة التي كانت تعيشيا الجزائر أنداك ،وتدخمت البمدان الدائنة لمجزائر وخاصة فرنسا ،اليابان،
الو م أ لتقديم دعميا لمجزائر بتزويدىا بمصادر تمويل جديدة.
وارتكز ىذا البرنامج عمى حممة من المحاور تمثمت في إيقاف تراجع النمو اإلقتصادي واحتواء وتيرة
التضخم ،تحرير التجارة الخارجية ،التسيير الجيد لمطمب المحمي بواسطة سياسات نقدية صارمة ،تعميق
اإلصبلحات الييكمية ،مع تخفيف خدمات الديون الخارجية.
بعد تطبيق برنامج اإلصبلح االقتصادي المتفق عميو مع صندوق النقد الدولي لمدة سنة كاممة ،وافق
الصندوق عمى منح القروض لمجزائر في إطار برنامج التصحيح الييكمي الذي امتدت مدتو ثبلثة سنوات،
وييدف برنامج التصحيح الييكمي إلى:
وقد أسفرت ىذه االتفاقيات عن اعتماد السمطات العمومية مجموعة من اإلجراءات والتدابير تتعمق بإدارة
االقتصاد والتييؤ النسحاب الدولة من ممارسة النشاط االقتصادي ،نذكر منيا:
-إصبلح نظام األسعار في اتجاه التخمص من األسعار اإلدارية لصالح منطق السوق،
-إصبلح النظام الضريبي بتبسيطو ،وتعديل معدالتو ،وازالة التمييز بين مؤسسات القطاع العام
والخاص؛
-مراجعة النظام المصرفي بإرجاع بنك الجزائر إلى ميامو التقميدية ،والفصل بين البنك المركزي
والخزينة العمومية ،واعتماد األساليب التقميدية في إدارة السياسة النقدية وذلك بإعطاء االستقبللية
لبنك الجزائر؛
81
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
-مراجعة النصوص المنظمة لبلستثمار في الجزائر بتكريس حرية االستثمار وازالة التمييز بين
االستثمار العام والخاص ،وكذلك بين المحمي واألجنبي ومنح الضمانات والحوافز البلزمة؛
-إعادة ىيكمة وخوصصة المؤسسات العمومية قصد التقميص من األعباء المفروضة عمى الدولة،
ورفع كفاءة األداء والتخفيف من الممارسات االحتكارية والبيروقراطية.
-تخفيف وتبسيط التعريفة الجمركية وجعميا من ثبلث معدالت ،%5،%15،%30وىذا تبعا لدرجة
تحويل المواد ،وىذه المعدالت تجعل من الجزائر الدولة في منطقة البحر المتوسط ويقمل من تكاليف
المؤسسات بخصوص المدخبلت المستوردة.
بالرغم من النتائج التي حققتيا التصحيح الييكمي خاصة فيما يتعمق بتحقيق التوازنات االقتصادية
الكمية ،وضمان االستقرار والعودة في النمو االقتصادي ،إال أن السمطات العمومية رأت عدم كفاية ذلك أمام
بقاء معدالت البطالة مرتفعة والخوف من ردود فعل االقتصاد أمام الصدمات المحتممة لسوق البترول ،فعممت
عمى إطبلق جيل ثاني من اإلصبلحات.
يعتبر مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي الذي أقر في أفريل من سنة 2001عبارة عن مخصصات
مالية موزعة عمى طول الفترة 2004-2001بنسب متفاوتة ،تبمغ قيمتو اإلجمالية حوالي 525مميار دج أي
مايقارب 7مميار دوالر ،وىو يعتبر برنامجا ضخما قياسا باحتياطي الصرف الذي سجل قبل إق ارره سنة
2000والمقتدر بـ 119مميار دوالر ،وتمحور مخطط دعم اإلنعاش االقتصادي حول تدعيم االنشطة الخاصة
باإلنتاج الفبلحي والصيد البحري ،البناء واألشغال العمومية ،دعم االصبلحات في مختمف القطاعات وكذا ما
يخص التنمية المحمية والبشرية.1
وكان ىدف مخطط اإلنعاش االقتصادي ىو تحقيق ثبلثة أىداف رئيسية نيائية وىي:1
1
كريم بودخدخ ،اتخاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطمب أو تطوير العرض-دراسة حالة الجزائر
،1321-1332مذكرة تخرج لنيل شيادة دكتوراه ،عموم التسيير ،تخصص :نقود ومالية ،جامعة الجزائر ،2015-2014 ،03ص.201
نفس المرجع ،ص.201 1
82
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
ويكون تحقيق تمك األىداف الرئيسية عبر أىداف وسيطة تعتبر بمثابة قنوات يمكن من خبلليا إلى
األىداف السالفة الذكر وىي:2
-تحول السياسة االقتصادية من انتياج الفكر النيوكبلسيكي الذي جاءت بو برامج صندوق النقد الدولي
إلى انتياج الفكر الكينزي الذي يرتكز عمى تنشيط الطمب الكمي عن ريق السياسة المالية لتنشيط
االقتصاد ،خصوصا عن طريق االنفاق العام الذي تزيد فعاليتو في رفع معدالت النمو االقتصادي
وخمق مناصب شغل؛
-دعم المستثمرات الفبلحية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطبلقا من كونيا منشآت منتجة بصفة
مباشرة لمقيمة المضافة ومناصب العمل؛
-تييئة وانجاز ىياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاط االقتصادي وتغطية الحاجات الضرورية
لمسكان بما ينعكس إيجابا عمى تنمية الموارد البشرية.
يعتبر برنامج النمو انعكاس لسياسة اقتصادية مكممة لسياسة اإلنعاش االقتصادي ،وتيدف بشكل
أساسي إلى وضع حجم أكبر من االستثمارات المحمية واالجنبية بيدف تسريع وتيرة النمو والحد من البطالة
من خبلل استحداث مناصب الشغل في مختمف القطاعات االنتاجية.3
وقد تم اعتماد ىذا البرنامج نتيجة الستقرار السياسي الذي عرفتو الجزائر بإعادة انتخاب رئيس
الجميورية لوالية رئاسية ثانية في أفريل ،2004مما وفر المناخ المبلئم لتعزيز االستثمار بشكل عام ،حيث
استكممت جيود التنمية الشاممة خبلل اعتماد برنامج تنوي ثاني يشمل الفترة ،2009-2004وييدف بشكل
أساسي لمواصمة الجيود التنموية التي بذلت من خبلل برنامج اإلنعاش االقتصادي ،وقد ساند كل ىذه
التوجيات تحسن الوضعية المالية لمجزائر نتيجة لتحسين أسار النفط في األسواق العالمية التي بمغت مستوى
2
نفس المرجع ،ص ص .202-201
3
سمية زويش ،السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية-دراسة حالة الجزائر ،1321-1333مذكرة تخرج لنيل شيادة
الماستر ،في العموم االقتصادية ،تخصص :اقتصاديات المالية والبنوك ،جامعة البويرة ،2015-2014،ص.82
83
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
38,5دوالر لمبرميل سنة ،2004وتمحورت السياسات المعتمدة ضمن إطار برنامج دعم حول تعزيز النمو
المستدام من خبلل التركيز عمى المجاالت األساسية التالية:1
-تحفيز االستثمار ورفع كفاءة االقتصاد الوطني من خبلل تحسين معدل النمو االقتصادي؛
-تحديث وتطوير شبكة البنى التحتية؛
-تعزيز قدرات األفراد وتحسين مستوى معيشتيم؛
-تحديث وتوسيع الخدمات العامة؛
-تعزيز االندماج في االقتصاد العالمي من خبلل تعزيز الشراكة واعطاء فرص أكبر لمقطاع الخاص.
وقد تم تخصيص مبمغ قياسي غير مسبوق لبرنامج دعم النمو قدر بـ 4201,7مميار دينار وىو ما
يعادل حوالي 55مميار دوالر أمريكي ،توزعت بشكل أساسي عمى جانب تعزيز القدرات البشرية وتحسين
مستوى معيشة األفراد حيث استفاد قطاع التعميم العالي والتربية والتكوين من ما يقارب 400مميار دج،
كما استفاد قطاع الصحة من 58,5مميار دينار ،وقد خصص أيضا مبمغ إجمالي بمغ 143مميار دينار
لمد شبكة الماء والغاز.2
يندرج ىذا البرنامج ضمن ديناميكية إعادة اإلعمار الوطني التي انطمقت أول قبل عشر سنوات
ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي الذي تمت مباشرتو سنة 2001عمى قدر الموارد التي كانت متاحة
آنذاك وتوصمت الديناميكية ىذه ببرنامج فترة 2009-2004الذي تدعم ىو اآلخر بالبرامج الخاصة التي
رصدت لصالح واليات اليضاب العميا والجنوب ،وبذلك بمغت تكمفة جممت عمميات التنمية المسجمة
خبلل السنوات الخمس الماضية ما يقارب 17500مميار دج من بينيا بعض المشاكل الييكمية التي
ماتزال قيد االنجاز.3
1
نفس المرجع ،ص ص.83-82
2
نفس المرجع ،ص.83
3
حمزة سيبلم ،فاتح ولد بزيو ،فعالية السياسة المالية في تحقيق االصالح االقتصادي-دراسة حالة الجزائر ،-1321-1333مذكرة
تخرج لنيل شيادة الماستر ،في العموم االقتصادية ،تخصص :اقتصاديات المالية والبنوك ،جامعة البويرة ،2014-2013 ،ص .91
84
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
يستمزم برنامج االستمارات العمومية الذي وضع لمفترة الممتدة ما بين 2010و 2014من النفقات
21214مميار دج أي ما يعادل 286مميار دوالر وىو يشمل شقين اثنين ىما:1
-استكمال المشاريع الكبرى الجاري انجازىا عمى الخصوص في قطاعات السكك الحديدية والطرق
والمياه بمبمغ يعادل 130مميار دوالر؛
-إطبلق مشاريع جديدة بمبمغ يعادل 156مميار دوالر؛
-خصص برنامج 2014-2010أكثر من %40من موارده لتحسين التنمية البشرية و ذلك عمى
الخصوص من خبلل تحسين التعميم في مختمف أطواره والتكفل الطبي النوعي وتحسين ظروف
السكن والتزويد بالمياه والمواد الطاقوية ،كما تضاف قطاعات الشبيبة والرياضة واإلتصال والشؤون
الدينية والتضامن الوطني والمجاىدين إلى ىذه الديناميكية الجديدة التي تأتي امتداد لئلنعاش
االقتصادي المباشر فيو منذ عقد عممت الدولة في إطار البرنامج الخماسي عمى وضع ما قيمتو
8857مميار دج ذات الصمة بالتنمية البشرية.2
اقتصر دور البنك الدولي في الجزائر حتى سنة 1989عمى تمويل المشاريع ،واعتبا ار من ىذه السنة
أصبح البنك ييتم بالتحوالت االقتصادية الجارية في الجزائر ،بحيث قدم قرضا لدعم ىذه االصبلحات
االقتصادية من خبلل برامج التعديل الييكمي لسنة .1996
الفرع األول 7محتوى اتفاق برنامج التعديل الهيكمي مع البنك الدولي سنة 2663
سمحت االتفاقيات التي عقدتيا الجزائر مع صندوق النقد الدولي باسترجاع التوازنات االقتصادية
الكمية وتحقيق الشروط الضرورية الستعادة النمو االقتصادي .ومن أجل دعم وتقوية ىذه التوازنات وافق البنك
الدولي لئلنشاء والتعمير في شير فيفري 1996عمى وضع استراتيجية تعاون مع الحكومة الجزائرية
الستكمال جيود التصحيح الييكمي ،والتحول االقتصادي .وتجسيدا ليذه االستراتيجية وافق البنك في
25أفريل 1996عمى تقديم لمحكومة الجزائرية بمبمغ 300مميار دوالر لتمويل برنامج التعديل الييكمي ،الذي
حدد تاريخ نيايتو في 30أفريل .1 1998
-دعم جيود التصحيح الييكمي والتحول االقتصادي الذي شرعت الجزائر في تطبيقو منذ نياية
الثمانينات؛
-ترقية القطاع الخاص ومحاولة إعطائو دو ار نشيطا في عممية التنمية االقتصادية؛
-دعم االصبلحات الييكمية ،وخاصة قطاعي الفبلحة والمالية ،فضبل عن ترقية القطاعات ذات
األولوية ،مثل قطاع السكن ،والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
قدم البنك الدولي من خبلل البرنامج ،قرضا لتمبية احتياجات ظرفية في مجال التمويل الخارجي ،نظ ار
إلمكانية حشد القرض واستخدامو في عممية إنعاش نشاط المؤسسات اإلنتاجية التي تعاني من مشكل
التموين ،نتج عن عدم قدرتيا عمى استيراد المواد األولية الوسيطة الضرورية لمسير العادي لعممية اإلنتاج،
وبذلك استخدم جزءا من القرض الستيراد ىذه المواد ،ويمكن أن تتم عممية اإلستيراد من أي بمد عضو في
البنك الدولي.
كما يمكن استيراد كل المواد والمنتجات ماعدا بعض المنتجات الخاصة ،مثل المشروبات الكحولية
والتبغ ،والمفاعبلت النووية ،كما يستثنى البرنامج استيراد المنتجات الكمالية كالذىب ،واألحجار
الكريمة...الخ.
أما الجوانب المالية لمبرنامج فحدد مبمغ القرض بـ ـ300مميون دوالر أمريكي ،كما حددت مدتو بـ17
سنة ،مع فترة تأجيل مدتيا 5سنوات ،أما سعر الفائدة المطبق فحدده البنك ب ـ ،%7.5ويمكن ليذا األخير
مراجعتو كل ستة أشير ،كما يحتسب البنك عمولة عمى المبالغ التي لم تصرف من القرض ،نسبتيا %0.75
سنويا ،وقد تم تخفيضيا بالنسبة لسنة الحصول عمى القرض إلى نسبة .%0.25
86
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
وكان بإمكان البنك المركزي الجزائري حشد مجما المبمغ لمحصة األولى(150مميون دوالر) بمجرد
دخول اإلنفاق حيز التنفيذ ،ولقد تم فتح خمسة حسابات إيداع لدى بنك الجزائر معنونة بعموالت مختمفة(
دوالر أمريكي ،جنيو إسترليني ،فرنك فرنسي ،ين ياباني ومارك ألماني) .إال أن حشد الحصة الثانية توقف
عمى مشروطية وىي إثبات لكل النفقات الخاصة بالحصة األولى.
عنون القرض بعمبلت مختمفة مساوية لـ 300مميون دوالر أمريكي ،مع العمم أنو يمكن سحب
األموال بالعمبلت الخمس المحددة بطمب من بنك الجزائر ،وىذا حسب أصل منتجات مستوردة في إطار
إنجاز البرنامج ،وتعتبر الدول الجزائرية بمثابة الطرف المقترض ،وبذلك تتكفل الخزينة العامة بعممية تسديد
القرض.
أما الجوانب السياسية لمبرنامج فقد اقتصر دور البنك الدولي في الجزائر حتى 1989عمى تمويل
المشاريع ،واعتبا ار من ىذه السنة أصبح البنك ييتم بالتحوالت االقتصادية الجارية في الجزائر ،بحيث قدم
قرضا لدعم ىذه االصبلحات االقتصادية.
ويعتبر برنامج التعديل الييكمي سنة ،1996تكممة لبلستراتيجية التي رسميا البنك منذ سنة 1989
والمتعمقة بدعم مسار االصبلح االقتصادي في الجزائر ،ولقد وفر ىذا البرنامج موارد مالية وجيت لتخفيف
الضغط عمى ميزان المدفوعات ،ولجمب الدعم الممولين األخرين ،إضافة إلى كل ىذا ييدف البرنامج إلى
إنعاش الجياز االنتاجي ،وبتالي امتصاص البطالة ،وىي كميا عوامل إيجابية تساىم في حل المشاكل
االقتصادية واالجتماعية.
87
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
لقد عرف اإلقتصاد الجزائري عدة تطورات في المؤشرات اإلقتصادية أو اإلجتماعية ،فقد تناول ىذا
المبحث :تطور المؤشرات اإلقتصادية الكمية الداخمية والخارجية ،باإلضافة إلى تطور المؤشرات اإلجتماعية.
عرفت الجزائر خبلل الفترة 2015-2007تذبذبات في جانب االيرادات وذلك بسبب التذبذب في
أسعار المحروقات.
الفرع األول 7الناتج المحمي اإلجمالي
يعد الناتج المحمي اإلجمالي من أىم المؤشرات االقتصادية التي تقيس مدى نمو وتطور وفاعمية
اقتصاد دولة ما ،والجدول المالي يبين تطور الناتج المحمي اإلجمالي في الجزائر من 2007إلى:2015
الجدول رقم ( 7) 2-0تطور الناتج المحمي اإلجمالي بأسعار السوق الجارية 1322-1334
الوحدة :مميون دوالر
1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنة
181,721 213,569 209,671 209,010 200,245 161,195 138,130 171,020 الناتج المحمي 135,630
اإلجمالي
المصدر 7من إعداد الطالبتين باإلعتماد عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة .2016
200
150
50
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
88
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
يبين لنا الجدول رقم ( )1-3والشكل( )1-3أن الناتج المحمي اإلجمالي ارتفع من سنة 2007إلى
2008حيث بمغ 135.630مميون دوالر سنة 2007و 171.020مميون دوالر سنة ،2008إال أنو
انخفض سنة 2009ليقدر ب ـ 183.130مميون دوالر و ذلك راجع إلى تداعيات األزمة المالية الحادة لسنة
،2008وبعدىا شيد ارتفاعات متتالية في الفترة الممتدة من 2010إلى 2014حيث تراوحت قيمتو بين
161.195مميون دوالر و 213.569مميون دوالر وذلك بسبب تطبيق برامج اإلنعاش االقتصادي ،إال أنو
عاود االنخفاض سنة 2015حيث بمغ 181.721مميون دوالر ويعود ىذا إلى االنخفاض الذي شيدتو
الجزائر في أسعار البترول.
المصدر 7من اعداد الطالبتين اعتمادا عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة.2016،2014،2012،2010،2008 :
الشكل رقم ( 7)1-0تطور معدل نمو الناتج المحمي االجمالي خالل الفترة 1322-1334
30
25
20
15
10 معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي (
نسب مئوية)
5
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
-5
-10
-15
-20
-25
89
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
يبلحظ من الجدول( )2-3والشكل ( )2-3أن ىناك تذبذب في معدل نمو الناتج المحمي اإلجمالي حيث
بمغ %26,9سنة 2008كأكبر مستوى وصل إليو ،ثم انخفض إلى %-18,1سنة 2009وذلك بسبب
األزمة التي شيدتيا الجزائر سنة ،2008إال أنو ارتفع مرة أخرى سنتي 2010و 2011حيث بمغ %17,2و
%21,9عمى التوالي ،إال أن ىذا االرتفاع لم يصعد كثي ار ألنو شيد تراجعا حادا من 2012إلى 2015
حيث تراوح بين %1,9 ،%10,6 ،%3,8و ،%-14,9ويعود ىذا االنخفاض أساسا إلى النمو غير المطرد
لمقيمة المضافة لقطاع المحروقات وبدرجة أقل لقطاعي الصناعة والفبلحة ،وعمى الرغم من المعدل المرتفع
نسبيا لمختمف القطاعات السيما قطاع البناء واألشغال العمومية ،فإن تأثير نسبة النمو السالبة لقطاع
المحروقات كان واضحا وعمى نسبة النمو اإلجمالية.
يعتبر التضخم من أىم العوامل المؤثرة في ميزان المدفوعات حيث يؤدي إلى ارتفاع نسب في
األسعار المحمية مقارنة مع األسعار العالمية فيترتب عميو انخفاض في الصادرات وزيادة في الواردات.
وفيما يمي جدول يوضح تطور معدل التغير السنوي في الرقم القياسي ألسعار المستيمك.
الجدول رقم ( 7)0-0تطور معدل التغير السنوي في الرقم القياسي ألسعار المستهمك خالل الفترة -1334
.1322
1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنة
4,8 1,6 0,0 5,6 1,2 1,1 0,2 1,6 0,4 معدل التضخم
المصدر 7من إعداد الطالبتين اعتمادا عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد .2016
التضخم في الجزائر ظاىرة تاريخية مبلزمة لبلقتصاد الجزائري وىو ليس قضية نقدية فقط وانما ىو
ظاىرة اقتصادية ناتجة عن عدة ظواىر نقدية وغير نقدية.
وقد عرف معدل التضخم في الجزائر تذبذبات مستمرة ،فقد بمغ سنة 2007حوالي %3,7ليرفع إلى
%4,9سنة 2008ليعاود االنخفاض سنة 2009حيث بمغ ,%3,5ثم ارتفع ارتفاعا مستم ار من 2010
إلى 2012حيث وصل %8,9سنة ،2012ثم انخفض سنتي 2013و 2014وارتفع مرة أخرى سنة
2015بمغ .%4,8
90
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
معدالت التضخم
10
9
8
7
6
5
معدالت التضخم
4
3
2
1
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
ومن بين األسباب التي جعمت من االقتصاد الجزائري اقتصادا تضخما وساىمت في ارتفاع معدالت
التضخم ما يمي:
-الفجوة الموجودة بين الطمب والعرض ،حيث أن زيادة الطمب تعود إلى ارتفاع عدد السكان ومن ثم
ارتفاع المداخيل الشيء الذي يدفع بالدولة إلى زيادة االنفاق الحكومي ،وأما انخفاض العرض فيعود
إلى عدم مرونة الجياز االنتاجي؛
-تخصص الجزائر في تصدير المحروقات ،مما يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من العممة األجنبية
تشجع الطمب الداخمي دون أن يكون ىناك عرض مكافئ ليا؛
-برامج اإلنعاش االقتصادي والتي تقوم بتشجيع الطمب عمى حساب العرض وبالتالي زيادة التضخم.
يقصد بالميزانية العامة ألي دولة الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبيا أعباء الدولة وايراداتيا وذلك
من أجل تحقيق السياسة التي تيدف إلييا ،ولقد عرفت الميزانية العامة لمجزائر عمى طول الفترة (-2007
)2015تطورات متباينة ،والجدول التالي يبين ذلك.
91
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
الجدول رقم ( 7)1-0تطور اإليرادات والنفقات ورصيد الميزانية العامة خالل الفترة 1322-1334
2015 2014 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنوات
5103.1 5738.4 2624.2 3122.0 2463.2 1046.3 0343 2222 0354.5 اإليرادات
7656.3 6995.7 3311.1 4236.6 2520.3 1221.5 1113.0 1242.4 0235.2 النفقات
-2553.2 -1257.3 -66.7 -758.6 -63.5 -133.2 -570.3 602.0 246.0 الرصيد
المصدر 7من إعداد الطالبتين باالعتماد عمى تقارير مختمفة لبنك الجزائر لسنوات متفرقة.
يتضح من الجدول رقم( )4-3أن الميزانية العامة لمجزائر شيدت خبلل السنوات 2008-2007
انخفاضات موجبة حيث انخفض رصيدىا إلى 579.3مميار دينار سنة 2007أي بحوالي نصف قيمتو سنة
،2006ثم عاود االرتفاع بما قيمتو 356مميار دج ،ولكنو بقي رصيدا منخفضا إذا ما قورن بالرصيد
المحقق خبلل الفترة 2006-2001ويعود سبب ىذا االنخفاض إلى ارتفاع حجم النفقات العام بسبب
البرنامج التكميمي لدعم النمو ،فارتفاع سعر البترول ساىم في حدوث انفراج مالي بالجزائر مما دفع بيا إلى
ضخ المميارات من أجل تمويل البرنامج التكميمي لدعم النمو.
أما الفترة 2015-2009فقد حققت الميزانية العامة عج از نتج عنو رصيد سالب قدر ب ـ ـ -2553.2
مميار دج ،وجاء ذلك ناتجا عن انخفاض أسعار البترول سنتي 2008،2009بسبب األزمة المالية العالمية
واستمرار الحكومة في ضخ األموال لتمويل برامج اإلنعاش االقتصادي ،كما أن حدوث العجز الموازني خبلل
نفس الفترة يعود إلى زيادة النفقات العامة بمعدالت عالية وغير متكافئة مع معدالت اإليرادات العامة ،والتي
عرفت تناقصا في تمك الفترة جراء انخفاض الحصيمة البترولية بسبب انخفاض أسعار البترول.
لتحميل وضعية المؤشرات االقتصادية الكمية ومدى تأثيرىا عمى االقتصاد الجزائري سنقوم بدراسة كل
من تطورات سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر واألورو ،والدين الخارجي وكذا االحتياطيات الرسمية
لنأتي في األخير إلى عرض وضعية ميزان المدفوعات لمجزائر.
تقتضي تسوية المعامبلت والمدفوعات الدولية وجود أداة لمتسوية ومقياس لمقيمة ،فاقتناء سمعة معينة
من بمد ما ال يتم دفع قيمتيا بالعممة المحمية ،بل يتطمب تحديد نسبة الوحدات بالعممة المحمية إلى العمبلت
92
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
األجنبية ،ويطمق عمى ىذه النسبة ما يسمى بسعر الصرف ،وىو الوحدة من النقد األجنبي معب ار عنو بوحدات
من العممة الوطنية.
وفيما يمي عرض لتطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر واألورو خبلل الفترة .2015-2007
الجدول رقم( 7)2-0سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر و األورو لمفترة .1322-1334
الشكل رقم ( 7)1-0سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر و األورو لمفترة .1322-1334
120
100
80
40
20
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
93
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
نبلحظ من الجدول رقم( )5-3أن سعر صرف الدينار الجزائري مع الدوالر األمريكي خبلل الفترة
2015-2007عرف ارتفاعا مستم ار وتدريجيا حيث تراوح بين 66,83دوالر و 107,13دوالر ،وبذلك
سجل أعمى قيمة لو خبلل الفترة حيث بمغ سعر صرف واحد دينار جزائري 107,13دوالر أمريكي .2015
استنادا إلى تقارير بنك الج ازئر والنشرات الثبلثية االحصائية الممخصة في الجدول و الشكل
السابقين ،نبلحظ أن سعر صرف الدينار الجزائري مقابل األورو ،قد عرف انخفاض حيث قدر بـ 98,33أورو
سنة 2007لتكون ىذه القيمة ىي أدنى مستوى لو خبلل فترة الدراسة ،لكنو ارتفع سنتي 2008و22009
حيث بمغ 100,27و 104,78عمى التوالي ليعاود االرتفاع سنة 2011حيث قدر بـ 106,53لينخفض
مجددا سنة 2012حيث بمغ 102,95أورو ،لكنو عرف ارتفاعا مستم ار خبلل 2015-2013حيث سجل
سعر الصرف أعمى قيمة لو ،حيث أن واحد دينار يساوي 117,05أورو.
يقصد بإجمالي الدين الخارجي مبمغ الديون المستحقة لغير المقيمين والقابمة لمسداد بالعممة الصعبة،
وىو عبارة عن مبمغ الدين العام والمضمون من قبل الحكومة ،والدين الخاص طويل األجل غير المضمون،
واستخدام ائتمان صندوق النقد الدولي ،والدين قصير األجل يشتمل عمى كافة الديون التي يبمغ أجل
استحقاقيا األصمي عاما واحدا أو أقل ،والفوائد المتأخرة عن الديون الطويمة األجل.
وعندما يكون اقتصاد دولة ما في حالة عجز ،تمجأ الدولة لما يسمى بالدين الخارجي لتغطية ىذا
العجز ،وفيما يمي جدول يوضح تطور الدين الخارجي لمجزائر من 2007إلى .2015
الجدول رقم( 7)3-0تطور الدين الخارجي لمجزائر خالل الفترة .1322-1324
الوحدة :مميون دوالر
1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنة
3,006 3,010 3,396 3,694 4,405 5,681 5,413 5,586 5,573 الدين الخارجي
المصدر 7من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة،2014 ،2012 ،2010 ،2008:
.2016
94
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
الدين الخارجي
6
5
4
3
الدين الخارجي
2
1
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
من الجدول رقم( )6-3والشكل( )5-3يبلحظ أن قيمة الدين الخارجي لمجزائر عرفت تدبدبا خبلل
الفترة من 2007إلى 2015إال أنو عرف تحسنا مقارنة بالسنوات السابقة ،وذلك نتيجة لمسياسات المالية التي
اتبعتيا الحكومة وبرامج النيوض باالقتصاد الوطني حيث تراوح ما بين 5,573و 3,006مميون دوالر خبلل
ىذه الفترة.
و يعود سبب ىذا االنخفاض أي انخفاض الدين الخارجي في الجزائر لمسياسات المنتيجة في ىذا
المجال سواء من خبلل السداد المنتظم ألقساط الديون الخارجية المستحقة عمى الجزائر.
يرى بعض االقتصاديين أن توازن ميزان المدفوعات في الجزائر يعتمد أساسا عمى المداخيل من
المحروقات التي تمثل % 97من الصادرات الوطنية بدليل أن األزمات التي مرت بيا الجزائر ترتبط ارتباطا
وثيقا بمداخيميا من المحروقات ،ففي سنة 1986عرفت الجزائر أقوى أزماتيا االقتصادية التي في األصل
ناتج لتسجيل ميزان مدفوعاتيا ألكبر عجز لو ،والناتج عن تدىور الميزان التجاري ،إضافة إلى تحقيق عجز
في حساب رأس المال ،أما في السنوات األخيرة عرفت الجزائر فائضا مستم ار في ميزان مدفوعاتيا راجع
95
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
بنسبة أكبر لتحسين ميزانيا التجاري بفضل ما تحققو صادراتيا النفطية من أرقام قياسية ،ذلك باستثناء سنتي
2014و 2015أين عرف ميزان المدفوعات عج از وىذا راجع إلى انخفاض أسعار البترول.
1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنوات
البيان
-27,29 -9,28 3,50 21,03 26,53 21,23 3,12 01,12 03,26 الرصيد الجاري الخارجي
-18,08 0,46 9,38 20,17 28,00 18,20 7,78 40,52 34,23 الميزان التجاري
34,57 60,13 64,38 71,74 72,89 57,09 45,18 78,59 60,59 الصادرات
33,08 58,46 63,33 10,58 71,66 56,12 44,41 77,19 59,61 المحروقات
1,48 1,67 1,05 1,15 1,23 0,97 0,77 1,40 0,98 صادرات أخرى
-52,65 -59,67 -54,99 -51,57 -44,89 -38,89 -37,40 -38,07 -26,35 الواردات
-7,52 -8,14 -6,82 -7,13 -8,81 -8,33 -8,69 -7,58 -4,04 خدمات ،خارج دخل
العامل
3,48 3,55 3,92 3,96 3,75 3,57 2,99 3,49 2,89 دائن
-11,00 -11,70 -10,74 -11,09 -12,55 -11,90 -11,68 -11,07 -6,93 مدين
-4,45 -4,81 -4,51 -3,91 -2,04 -0,37 -1,31 -1,26 -1,83 دخل العوامل الصافي
2,19 3,23 3,55 3,92 4,45 4,60 4,74 5,13 3,81 دائن
-6,64 -8,05 -8,06 -7,83 -6,49 -4,96 -6,05 -6,39 -5,55 مدين
-0,12 -0,04 -0,07 -0,33 -0,24 -0,11 -0,17 -0,19 -0,23 دفع الفوائد
-6,52 -8,00 -8,00 -7,50 -6,25 -4,85 -5,88 -6,21 -5,41 أخرى
2,77 3,22 2,79 3,17 2,65 2,65 2,63 2,77 2,22 تحويالت صافية
-0,25 3,40 -0,70 -0,24 0,34 3,42 3,45 2,54 -1,08 رصيد حساب رأس المال
0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 حساب رأس المال
-0,69 1,53 1,96- 1,52 2,04 3,47 2,54 2,28 1,35 اإلستثمار المباشر
الصافي
-0,46 0,52 -0,39 -0,62 -1,08 0,44 1,30 -0,43 -0,77 رؤوس األموال
الرسمية(الصافية)
4,82 5,95 4,30 0,25 0,09 0,55 2,19 0,84 0,51 السحب
-5,28 -5,2 -4,69 -0,87 -1,17 -0,11 -0,89 -1,27 -1,28 اإلهتالك
0,90 1,36 -2,27 -1,14 -0,62 -0,49 -0,39 0,69 -1,66 قروض قصيرة األجل
وأخطاء وسهو صافي
- - - - - - 2,32 2,06 -0,08 منها 7رصيد النقود
الورقية
- - - - - - 0,33 2,46 -1,13 منها 7رصيد الدمم
قصيرة األجل
-27,54 -5,88 0,13 12,06 20,14 15,58 3,86 36,99 29,53 الرصيد اإلجمالي
المصدر 7من اعداد الطالبتين باالعتماد عمى النشرات االحصائية الثبلثية لبنك الجزائر.
96
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
من الجدول رقم( )7-3يمكن مبلحظة أن الميزان التجاري قد حقق فائضا عمى مدار فترة الدراسة
( )2015-2007باستثناء سنتي 2014و ،2015فقد حقق فائض بقيمة 34,23مميار دوالر و 40,52
سنتي 2007و 2008عمى التوالي لينخفض إلى 7,78مميار دوالر سنة 2009وىذا ناتج عن تداعيات
األزمة العالمية لسنة ،2008الذي أثر تأثي ار مباش ار عمى قيمة صادراتيا النفطية حيث انخفضت من 77,19
مميار دوالر إلى 44,41مميار دوالر ،في المقابل لم تنخفض قيمة واردتيا حيث سجمت انخفاض طفيف من
38,07إلى 37,4مميار دوالر ليستعيد عافيتو في السنوات البلحقة ليحقق فائضا بنسبة أقل مما حققو في
السنوات التي سبقت األزمة ،وىو ناتج عن االرتفاع المحسوس لمواردات التي حققت أقصى قيمة ليا سنتين
عمى التوالي اجتازت قيمتيا حاجز 50مميار دوالر ،بقيمة 51,57مميار دوالر سنة 2012و 54,99مميار
دوالر سنة 2013ما حد من أثر ارتفاع الصادرات لحدود ما قبل األزمة ،إال أن رصيد الميزان التجاري انتقل
من شبو التوازن في 0,46( 2014مميار دوالر) إلى عجز قدره 18,08مميار دوالر في ،2015بالفعل
كانت صدمة أسعار النفط جد حادة ،بحيث سجل رصيد الميزان التجاري أول عجز لو بعد أكثر من 18سنة
من الفوائض المتتالية ،حيث شيد العجز في بند "الخدمات غير المرتبطة بعوامل االنتاج" تقمصا كبي ار
ويرتبط ىذا أساسا بانخفاض الواردات من الخدمات ،بما في ذلك خدمات النقل وخدمات البناء واألشغال
العمومية ،وفي حد أقل بزيادة طفيفة في صادرات الخدمات.
يعد حساب رأس المال أحد المكونات األساسية لميزان المدفوعات لمدول المتقدمة فحركة رؤوس
األموال الداخمة لمبمد والخارجة منو تكون بأحجام ىائمة ومؤثرة في وضع ميزان مدفوعاتيا ،وىذا ما ال ينطبق
عمى معظم الدول النامية ومنيا الجزائر فبعد الفترة التي مرت بيا الجزائر وثقل ديونيا الخارجية ،باإلضافة
إلى األعباء المترتبة عنيا وتوجو االيرادات الميمة لصادراتيا إلى تسديد الديون ،ما كان يؤثر سمبا عمى
رصيد ميزان مدفوعاتيا حيث حقق عجز الفترات ميمة خاصة فترات الثمانينات ،لكن منذ دخول األلفية الثالثة
ونتيجة لمسياسة التي اتبعتيا الجزائر في التخمص من عبء ديونيا اعتمادا ما حققو ميزانيا التجاري من
فائض بفضل ارتفاع أسعار البترول ،والدفع المسبق لمديون انخفض العجز في حساب رأس المال إلى
مستويات ضئيمة ال تعتبر مؤثرة بشكل كبير عمى الرصيد اإلجمالي لميزان المدفوعات ،بل وحقق حساب رأس
المال فائضا في بعض السنوات ليصل سنة 2009إلى 3,45مميار دوالر كأقصى قيمة لو لكن محدودية ما
97
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
تحققو االستثمارات المباشرة وحركة رؤوس األموال الداخمية بسبب عدم جاذبية المناخ االستثماري ،جعل من
ىذ ا الحساب يتخبط في مستويات ضعيفة من العجز والفائض ،فيو ال يساىم في تحديد رصيد ميزان
المدفوعات.
وفي األخير يمكن القول أن رصيد ميزان المدفوعات الجزائري يعتمد عمى تحرك ووضعية ميزانو
التجاري ،حيث أن حركة الصادرات وخاصة في قطاع المحروقات التي تصدرىا الزائر إلى الخارج ،والواردات
التي تستوردىا الجزائر من الخارج تمثل أكبر محدد لوضعية ميزان المدفوعات الجزائري.
البطالة ىي ظاىرة اقتصادية بدأ ظيورىا بشكل ممموس مع ازدىار الصناعة ،حيث أنيا أصبحت
ظاىرة طبيعية ،ومن الصعب الوصول إلى مستوى التوظيف الكامل لكل أفراد القوى العاممة ،وتؤكد العديد من
الدراسات والبحوث عمى وجود عبلقة ترابطية بين معدالت النمو االقتصادي وتغير معدالت البطالة السائد
في االقتصاد ،فتغير معدالت النمو االقتصادي يؤدي حسب المقاربة القياسية إلى انخفاض معدالت البطالة
بنسب متفاوتة ،تفسر عادة بطبيعة النمو االقتصادي بشكل ما تحدده طبيعة البطالة ومصدرىا ومدى ارتباطيا
بالقطاعات األكثر تأثي ار عمى النمو االقتصاد.
وتعتبر البطالة مشكمة تأخذ بعي ن االعتبار عند القيام بتوجيو البرامج الحكومية ،وتقديم البرامج
االقتصادية االصبلحية اليادفة لمواجية ىذه المشكمة ،وفيما يمي جدول يبين وضع البطالة خبلل الفترة
.2015-2007
1322 1321 1320 1321 1322 1323 1336 1335 1334 السنوات
11,2 10,6 9,8 11,0 10,0 10,0 10,2 11,3 11,8 معدل البطالة
المصدر 7التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة .2015 ،2011
98
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
ساىمت الدولة الجزائرية بمجيود انفاقي كبير من خبلل برامج اإلنعاش االقتصادي ،في القضاء عمى
ظاىرة البطالة ،ولقد نجحت برامج اإلنعاش االقتصادي في التأثير ايجابيا عمى معدالت البطالة خبلل الفترة
.2015-2007
فنجد أن معدل البطالة عرف موجة من االنخفاضات ،فقد بمغ %11.8سنة 2007واستمر في
االنخفاض حيث بمغ %10.2سنة 2009ىذا في إطار البرنامج التكميمي لدعم النمو.
إال أن معدل البطالة ارتفع سنتي 2014و 2015حيث بمغ %10,6و %11,2عمى التوالي وذلك
بسبب األزمة االقتصادية التي تعيشيا الدولة الجزائرية الناتجة عن انخفاض أسعار البترول.
والشكل التالي يوضح تطور نسبة البطالة في الجزائر خبلل فترة الدراسة .2015-2007
معدالت البطالة
14
12
10
8
معدالت البطالة
6
4
2
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015
99
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
إن عدد المناصب المشغولة من قبل السكان بشكل أكثر في النشاطات التي يديرىا القطاع الخاص
وخاصة في قطاع الصناعة واألشغال العمومية والفبلحة ،وىي القطاعات التي تستقطب عدد ىائبل من
العمالة بالنظر إلى طبيعة النشاط و أماكن تواجد المشروعات عادة في الشمال خاصة بالنسبة لؤلشغال
العمومية ،لكن الفبلحة ورغم استفادتيا من مبالغ ضخمة في إطار البرامج التنموية ،فقد كان أكبر عدد
السكان الناشطين في الفبلحة عامي 2008و 2009حيث قدروا بحوالي 1,2مميون عامل لكنو انخفض
إلى 917مميون عامل سنة ،2015أما في قطاع الصناعة فقد ارتفعت المناصب المشغولة فيو من
1,028مميون عامل سنة 2007إلى حوالي 1,3مميون عامل سنة 2015وىو تطور ايجابي ،وفيما
يتعمق بالخدمات التجارية واالدارة فيجب القول أن الدولة تراىن عمييما في مجال التوظيف حيث يساىمان
بحوالي %50من عدد المناصب المشغولة بين 2007و ،2015إذ يعتبر الوظيف العمومي أىم رافد
لطالبي التوظيف في االدارة لكن يبقى إشكال يواجو نشاطات الخدمات التجارية واإلدارة فالنسبة لؤلول
تظل العديد منيا غير قادرة عمى خمق القيمة المضافة ومن ثم لعب دور في التنمية ،أما بالنسبة لئلدارة
فإنو يستوعب العديد من الموظفين بالعقود والموظفين المؤقتين ليست وظائف دائمة.
100
.
الجدول رقم( :)9-3تطور عدد السكان النشيطين حسب القطاعات خبلل الفترة () 2015-2007
الوحدة 7آالف
معدل السكان في في البناء في في الفبلحة السكان السكان السنة
البطالة % العاطمون الخدمات واألشغال الصناعة العاممون النشطون
واإلدارة العمومية
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر
101
10,00 1,076 5,377 1,886 1,337 1,136 9,736 10,812 2010
وبالحديث عن برامج التنمية ومساىمتيا في خمق الوظائف الجديدة ،ساىم برنامج دعم االنعاش
تواجو النظم التعميمية في الجزائر مجموعة من التحديات ،أىميا القدرة عمى تمبية االحتياجات
المتزايدة من التعميم لؤلجيال الجديدة،ـ ولذلك تصطدم النظم التعميمية في مختمف األقطار بتحديات الواقع
الديموغرافي وضرورة التوفيق بين النمو الديموغرافي وتوفير فرص تعميمية مناسبة ،مما يتطمب استثمارات
متعددة الستيعاب المتدفقين الجدد لمنظم التعميمية ،حيث انفقت الجزائر حوالي %4.4سنويا من الناتج
المحمي اإلجمالي عمى قطاع التعميم في الفترة الممتدة من 2015-2008ومع ذلك يبقى التعميم في الجزائر
غير فعال ،حيث ال يؤدي إلى زيادة إنتاجية القوى العاممة والدخل الفردي.
ويبمغ معدل األمية في الجزائر في الفئة العمرية( 15سنة فما فوق) %19.8سنة ،2015حيث
بمغت بين اإلناث حوالي %26.8من إلى اإلناث وبين الذكور حوالي %12.8من إجمالي الذكور ،أما في
الفئة العمرية ( )24-15فقد بمغ معدل األمية في نفس السنة %4.4من إجمالي السكان في ىذه الفئة ،حيث
بمغ 4.5بين اإلناث و %4.4بين الذكور.
أما فيما يخص قطاع الصحة فيناك ثبلث مشكبلت متداخمة تحد من قدرة الجزائر عمى التحرك لبلقتراب من
التغطية الشاممة لمخدمات الصحية ،تكمن األولى في محدودية توافر الموارد المالية ،أما الحاجز الثاني فيو
االعتماد المفرط عمى الدفع المباشر مقابل الخدمات الصحية في الوقت الذي يحتاج فيو الناس إلى الحصول
عمييا ،وحتى لو كان لدييم نوع ما من التأمين االجتماعي ،أما العقبة الثالثة فتتمثل في عدم الكفاءة والتحيز
لصالح المدن في االستفادة من الموارد ،فقد بمغت نسبة االنفاق عمى قطاع الصحة سنة 2014خوالي
%7.2من الناتج المحمي اإلجمالي ،كما بمغت نسبة السكان الذين يحصمون عمى خدمات صحية عند سكان
المدن %98بينما بمغت عند سكان الريف .%88
102
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
لجأت الجزائر إلى مجموعة البنك الدولي منذ السنوات األولى من استقبلليا لمحصول عمى موارد
مالية ،واستخدمت ىذ ه الموارد لغرضين أساسيين ،يتمثل الغرض األول في تمويل التنمية ،أما الغرض الثاني
الذي استخدمت فيو قروض مجموعة البنك الدولي ،فيتمثل في تمويل برامج االصبلح االقتصادي.
لقد مول البنك الدولي لئلنشاء والتعمير مشاريع عديدة ومتنوعة في الجزائر ،إذ شممت قروضو تقريبا
كل القطاعات ،إال أنو ركز في تمويمو عمى بعض القطاعات بالنظر إلى أىميتيا في عممية التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،وأىم ىذه القطاعات ما يمي:
الفرع األول 7القطاع الزراعي 7يعتبر القطاع الزراعي من أىم الركائز األساسية لمتنمية االقتصادية كما يتميز
بكثافة استخدامو لميد العاممة ،لذا حظي ىذا القطاع ألولوية كبيرة في العمميات االقراضية لمبنك الدولي
لئلنشاء والتعمير ،وقد مول ىذا األخير 13مشروع في القطاع الزراعي بمبمغ إجمالي قدره 647مميون دوالر
أمريكي ،وكان أول مشروع مولو البنك ىو مشروع المساعدة التقنية والذي صودق عميو يوم 26جوان 1975
بقرض مبمغو 8مبليين دوالر ،أما آخر مشروع فصودق عميو بتاريخ 29أفريل ،2003إذ خصص لو قرض
بـ 95مميون دوالر ،ووجو ىذ القرض لخمق مناصب شغل في القطاع الزراعي.1
الفرع الثاني 7القطاع الصناعي 7لم يحظ ىذا القطاع بتمويبلت كبيرة رغم أنو يعتبر أساس التنمية
االقتصادية ،ولم يمول في القطاع الصناعي سوى ثبلثة مشاريع:2
-مشروع إلنتاج الغاز المميع صودق عميو في 14ماي ،1964وقدر ب ـ 20.5مميون دوالر؛
-مشروع لتوسيع المؤسسة الوطنية لمواد البناء ،صودق عميو بتاريخ 16سبتمبر 1975وحدد مبمغ
القرض بـ ـ 46مميون دوالر؛
-مشروع إلعادة ىيكمة القطاع الصناعي ،بتاريخ 31ماي 1990بقرض قدره 99,50مميون دوالر.
1
البنك الدولي ،حافظة المشاريع ،حسب البمد ،عمى الرابط:
http://web worldbank. Org/external/projects/main? pagePK 10/05/2017
2
نفس المرجع.
103
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
الفرع الثالث 7قطاع النقل 7حظي قطاع النقل بدور بأىمية كبيرة في البرامج اإلقراضية لمبنك الدولي لئلنشاء
والتعمير ،بحيث قدم ىذا األخير قروضا عديدة لقطاع النقل بفروعو المختمفة(إنجاز الطروقات ،السكك
الحديدية ،الموانئ ...إلخ).
إن أغمب القروض التي قدميا البنك لتمويل قطاع النقل ،استخدمت لتمويل مشاريع إلنجاز الطرقات،
بحيث مول 6مشاريع إلنجاز الطرقات بممغ إجمالي قدره 546مميون دوالر.
-مشروع إنجاز الماء "بطيوة" ،صودق عميو بتاريخ 30ماي 1974بقرض قيمتو 70مميون دوالر؛
-مشروع إلنجاز ميناء جيجل ،صودق عميو في 19ماي ،1977بقرض قيمتو 80مميون دوالر؛
-المشروع الثالث إلنجاز ميناء ،صودق عميو في 29ماي ،1989بقرض قيمتو 63مميون دوالر.
-المشروع األول صودق عميو بتاريخ 30ماي ،1974بقرض قدره 49مميون دوالر؛
-المشروع الثاني صودق عميو في 24جوان ،1988وخصص لو مبمغ 143مميون دوالر.
أما آخر مشروع مولو البنك في قطاع النقل ،فيو خاص بتقديم المساعدة التقنية لمقطاع وصادق مجمس
إدارة البنك عمى ىذا المشروع في 23أوت ،2001وحدد مبمغ القرض بـ 8,72مميون دوالر.
وباإلضافة إلى ىذه القطاعات التي استفادت من النسبة الكبيرة من قروض البنك الدولي لئلنشاء والتعمير،
ىناك قطاعات أخرى أقل أىمية من سابقيا ،وىذا من حيث عدد المشاريع التي مولت فييا وحجم القروض
المخصصة ليا ،ومن أىم ىذه القطاعات :قطاع المناجم ،المواصبلت السمكية والبلسمكية ،التنمية الحضرية،
الحماية االجتماعية ،كما موضحة في الجدول التالي:
الجدول رقم( 7)23-0القروض التي قدمها البنك الدولي لإلنشاء والتعمير لمحكومة الجزائرية(إلى غاية
ديسمبر )1336
104
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
105
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
106
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
نبلحظ من الجدول( )10-3أن البنك الدولي لئلنشاء والتعمير قد قام بـ ـ 72عممية تمويمية في
الجزائر في الفترة ،2009 -1964وقد بمغ مجموع قيم ىذه العمميات بحوالي 5761مميون دوالر أي
بمتوسط إقراض سنوي يعادل 164 m2مميون دوالر أمريكي وىي قيمة ضئيمة جدا وال تعكس األىداف
التنموية التي يسعى البنك إلى تحقيقيا عمى مستوى االقتصاد الجزائري بمختمف قطاعاتو.
107
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
تساىم مؤسسة التمويل الدولية في تمويل المشاريع التابعة لمقطاع الخاص فقط ،وىو األمر الذي
جعل الجزائر ال تنظم إلى المؤسسة إال في سنة ،1990بعد بداية تطبيق االصبلحات االقتصادية التي
كانت تيدف إلى ترقية القطاع الخاص واعطائو دو ار نشيطا في عممية التنمية االقتصادية.
وقد ركزت مؤسسة التمويل الدولية في تمويميا عمى قطاع المحروقات وقطاع البنوك بالنظر إلى
األىمية االستراتيجية التي يكتسبيا القطاع األول وألىمية القطاع الثاني في اقتصاد يسير وفق آليات السوق.
أول مشروع ساىمت فيو المؤسسة في تمويميا في الجزائر كان سنة ،1992بحيث قدمت مبمغ 10
مميون دوالر لممساىمة في إنشاء غاز الييميوم الموجو لمتصدير ،كما ساىمت المؤسسة في تمويل بعض
المشاريع في قطاع البنوك ،نمخصيا في الجدول التالي:
الجدول رقم( 7)22-0مساهمة مؤسسة التمويل الدولية في تمويل بعض المشاريع في الجزائر
نستنتج من الجدول رقم ( )11-3أن المشاريع التي ساىمت مؤسسة التمويل الدولية في تمويميا
سواءا تعمق األمر بعدد ىذه المشاريع ،أو بالمبالغ المخصصة ليا ،قميمة بالمقارنة مع احتياجات تمويل
القطاع الخاص حيث قدر إجمالي مساىمات المؤسسة ب ـ 4.5مميون دوالر.
108
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
ومن خبلل المطمبين السابقين نستنتج أنو مند سنة 2009لم تستفيد الجزائر من قروض مجموعة
البنك الدولي ،وذلك يرجع لسبب أن الجزائر تتوفر عمى موارد مالية ضخمة ناتجة عن إيرادات النفط التي
عرفت تزايدا مستم ار بسبب انتعاش اسعار النفط في الفترة ،2013-2009مما مكن الجزائر من تكوين
احتياطي يسمح ليا بمواجية الظروف الطارئة التي يمكن أن تتعرض ليا ،وتكون في منأى عن القروض
التي تمنحيا ليا مجموعة البنك الدولي.
فالقروض التي تحصمت عمييا الجزائر من مجموعة البنك الدولي بسبب االصبلحات التي تعرضت
ليا سمحت في تحسين أىم مؤشرات االقتصاد الكمي جزئيا ،غير أن ىذا التحسن يرجع إلى عوامل خارجية
متعددة أكثر من الفعالية االقتصادية التي يفتقد إلييا االقتصاد الوطني ،وتكمفتيا االجتماعية كانت باىظة
بالنظر إلى تدىور القدرة الشرائية لممواطنين ،وانتشار البطالة ،باإلضافة إلى تدني الخدمات االجتماعية .ىذه
المشاكل كانت كافية إلفقار نسبة كبيرة من المجتمع الجزائري.
وبالتالي ،فإنو ال معنى لتحقيق معدل نمو اقتصادي موجب ،وال معنى كذلك لتخفيض معدل التضخم
إلى مستويات مقبولة في مجتمع يعاني سكانو من مشكمة البطالة ،وتدىور القدرة الشرائية ،وقمة الرعاية
الصحية ...إلخ؛ فاليدف األول واألخير لعممية التنمية االقتصادية يتمثل في توفير حاجيات المجتمع
المتزايدة ،وبالتالي الزيادة من رفاىيتو.
109
عالقة مجموعة البنك الدولي بالجزائر الفصل الثالث:
خالصة الفصل
بعد أن حصمت الجزائر عمى استقبلليا وجدت نفسيا في حالة اقتصادية واجتماعية متدىورة ،وبالتالي
شرعت في رسم استراتيجية تنموية لمعالجة مشاكميا.
ولتجسيد ىذه االستراتيجية لجأت الجزائر إلى مجموعة البنك الدولي لتمويل مشاريعيا التنموية ،فقد
مول البنك الدولي لئلنشاء والتعمير سنة 1996أول مشروع وكان آخر مشروع مولو سنة ،2009كما
ساىمت مؤسسة التمويل الدولية في تمويل المشاريع االنتاجية التابعة لمقطاع الخاص ،إال أنيا قميمة سواء من
حيث عدد المشاريع أو من حيث حجم التمويل.
ولقد حقق تدخل البنك الدولي من خبلل برامج اإلصبلح االقتصادي تحسنا جزئيا عمى مستوى
المؤشرات االقتصادية الكمية وذلك من خبلل استعادة التوازنات الكمية وكذلك ارتفاع معدل النمو ،أما بالنسبة
لآلثار االجتماعية كا نت سمبية مقابل تحسن المؤشرات االقتصادية الكمية ،تتمثل في تدىور كبير في
مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع معدالت البطالة والفقر إلى غير ذلك من اآلثار السمبية
األخرى.
110
خاتمة
الخاتمة
لقد ركزت هذه الدراسة بشكل أساسي على تبيان وتحليل دور البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية
االقتصادية في الجزائر ،إذ يعتبر موضوع التنمية االقتصادية من أهم الموضوعات التي تشغل جميع األوساط
االقتصادية واالجتماعية في الدول النامية ،كونها طريق الخالص من التبعية للدول الرأسمالية الكبرى.
إال أن البنك الدولي لعب دو ار هاما في تمويل الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية من خالل ب ارمج
التثبيت االقتصادي والتعديل الهيكلي بهدف الوصول إلى االستقرار االقتصادي الكلي من خالل اعتماد سياسات
اقتصادية تهدف إلى إزالة التشوهات التي تخل باقتصادها وباعتبار الجزائر من بين الدول النامية التي شهدت
أوضاع اقتصادية صعبة منذ االستقالل ،كان أكبرها أزمة النفط عام 1986والتي أدت باالقتصاد الجزائري إلى
وضعية صعبة وأصبح تدخل مجموعة البنك الدولي واضح وذلك من خالل برامج التعديل الهيكلي.
لقد كان تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر لغرضين أساسيين يتمثل الغرض األول في تمويل
التنمية االقتصادية ،حيث مولت عدة مشاريع تنموية منذ االستقالل.
أما الغرض الثاني فيتمثل في تمويل برامج اإلصالح االقتصادي ،في حين مول البنك الدولي سنة
1996برنامجا للتصحيح الهيكلي بقيمة 300مليون دوالر.
خلف تدخل البنك الدولي من خالل برامج االصالح االقتصادي تحسبا على مستوى المجمعات
االقتصادية الكلية ممثال في استعادة التوازنات الكلية وكذلك ارتفاع في معدل النمو وتخفيض في معدل التضخم.
أما بالنسبة لآلثار على المستوى االجتماعي فكانت بمثابة الفاتورة الباهظة لتحسين المؤشرات االقتصادية
الكلية تتمثل في تدهور كبير في مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع في معدل البطالة و كذلك تزايد
الهوة بين طبقات المجتمع إلى غير ذلك من اآلثار السلبية األخرى.
من أجل القيام بهذه الدراسة قمنا بوضع مجموعة من الفرضيات تحت االختبارات فكانت اإلجابة كما
يلي:
الفرضية الولى :التي تنص على أشكال تدخل البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية ،هي صحيحة لقد كان
تدخل البنك الدولي في اقتصاديات الدول النامية إيجابي من ناحية المجتمعات االقتصادية الكلية لكن تحقيق
ذلك كان على حساب تدهور الجهاز االنتاجي والمستوى المعيشي لغالبية فئات المجتمع؛
112
الخاتمة
الفرضية الثانية :حول أهمية سياسات وأداء البنك الدولي في االقتصاد الجزائري ،صحيحة نسبيا ،فالبنك لعب
دور المنقذ لالقتصاد الج ازئري من االنهيار ،إال أن ذلك ال يخفي فداحة اآلثار االقتصادية واالجتماعية الناتجة
عن تنفيد سياسات وبرامج هذه المؤسسة ألنه لم يحقق األهداف المنشودة ولم يصل إلى المستوى االقتصادي
المطلوب.
-إ ن أهم عقبة تواجه البلدان النامية في سبيل تحقيق تنمية اقتصادية هي ندرة رأس المال وضعف التراكم الرأس
مالي ،ومع التسليم بأن رأس المال الالزم لتمويل التنمية يحتاج إلى تجميع مقادير هائلة من رؤوس األموال
المحلية والخارجية ،إال أن األهمية النسبية لرأس المال المحلي ورأس المال األجنبي تختلف من اقتصاد آلخر
ومن مرحلة ألخرى؛
-إن مشكلة تنمية االقتصاديات المتخلفة أصبحت مشكلة عالمية وبالتالي البد من مضاعفة الجهود الدولية
لدعم مسارات التنمية االقتصادية في البلدان النامية وذلك بتفعيل المؤسسات المالية الدولية من خالل ضبط
النظام النقدي والمالي الدولي بما يكفل لهذه البلدان نصيبها من التبادل الخارجي ،وزيادة دورها في إتاحة التمويل
الخارجي الالزم لعملية التنمية االقتصادية؛
-تعتبر مجموعة البنك الدولي أحد أكبر مصادر تمويل التنمية المتعددة األطراف في البلدان النامية خاصة
المنخفضة الدخل منها؛
-تأثر سياسة مجموعة البنك اإلقراضية باالعتبارات والعوامل والمواقف السياسية للدول الرأس مالية الكبرى،
وعلى وجه الخصوص الواليات المتحدة االمريكية مع الجول المقترضة من حيث حجم القروض وتوزيعها
الجغرافي والقطاعي؛
-يعاب على كل من هيئة التنمية الدولية ومؤسسة التمويل الدولية أن مواردهما قليلة ومحدودة ،وبالتالي فائدتهما
ليست كبيرة للدول النامية؛
-فشل البنك الدولي في تحقيق رسالته المتمثلة في رؤية عالم خالي من الفقر؛
113
الخاتمة
-أصفرت تجارب التنمية في البلدان النامية التي مولتها مجموعة البنك الدولي عن نتائج سلبية ،أهمها إرتفاع
في مديونتها الخارجية ،واختالالت في مؤشراتها االقتصادية الكلية وبهدف تجاوز ذلك شرعت في تطبيق
إصالحات هيكلية بدعم من البنك الدولي؛
-الجزائر كغيرها من الدول النامية لجأت إلى طلب الدعم من البنك الدولي منذ السنوات األولى من إستقاللها،
ففي مجال تمويل المشاريع قدم البنك الدولي قروض عديدة للجزائر ،إال أن دور مؤسسة التمويل الدولية وباقي
فروعه كان هامشيا ،اما في مجال االصالح الهيكلي فكان تدخل هذه المؤسسة واضح من خالل االتفاقات التي
عقدت مع الحكومة الجزائرية؛
-س محت برامج االصالح االقتصادي للبنك الدولي لتحقيق نتائج إيجابية على مستوى المؤشرات االقتصادية
الكلية ،من خالل إستعادة التوازنات االقتصادية الكلية ،إال أن تحقيق ذلك كان على ساب الجهاز االنتاجي،
بالنظر إلى االنكماش الذي أصاب أغلب القطاعات االنتاجية وعلى رأسها القطاع الصناعي الذي عرف تراجعا
هائال من خالل تحقيقه لمعدالت نمو سلبية؛
ثالثا :التوصيات:
و بناءا على النتائج السابقة نقترح مجموعة من التوصيات يمكن حصرها في االتجاهات التالية:
إن إصالح البنك الدولي ضروري لتفعيله في ظل نظام مالي متوازن بهدف تنمية البلدان المتخلفة ويتم ذلك
من خالل:
-إصالح الهيكل االداري لذه المؤسسة ،ومحاولة إضفاء الطابع الديمقراطي على ق ارراتها؛
-وضع آلية محددة لتمويل الدول االعضاء طالبة التمويل في أوقات األزمة ،وأخرى لتمويل الدول
األعضاء في األوقات العادية ،وضرورة تيسير وتخفيف شروط اإلقراض كلما كانت الحاجة أكبر ،كما
يجب تطوير التسهيالت اإلقراضية للمؤسسة لما يخدم التنمية االقتصادية في البلدان النامية؛
-تحديد أسعار الفائدة على أساس حجم المبالغ المقترضة من هذه المؤسسة وليس على نسبة هذه المبالغ
إلى حصة العضو المقترض؛
-إعادة توجيه مهام البنك الدولي ،فهو أصبح يهتم بإعداد وتنفيد سياسات التعديل الهيكلي في البلدان
النامية على حساب تمويل االستثمارات في هذه البلدان ،وعليه فتوجيه مهام البنك ضرورية لجعلها قناة
114
الخاتمة
النسياب القروض االستثمارية من األسواق المالية الدولية إلى البلدان النامية وبأسعار فائدة منخفضة
باالعتماد على المركز المالي الجيد للبنك الدولي لإلنشاء والتعمير؛
-في مجال اإلصالحات االقتصادية ينبغي على البنك الدولي أن يأخذ بعين االعتبار خصوصية كل بلد
بحيث يجب أن تكون برامج االصالح االقتصادي مالئمة لظروف البلد الذي يلجأ إلى طلب المساعدة
وذلك إلجراء تعديالت لهذه البرامج حتى تكون أكثر إنسانية.
أما فيما يخص االقتصاد الجزائري فمن أجل ضمان نمو مستديم وكافي ،البد من:
-تعميق االصالحات االقتصادية القائمة منذ سنة 1990المتمثلة في :محاربة الفساد ،إصالح القطاع
العام االقتصادي ،اصالح القطاع المصرفي وغيرها؛
-يجب أن يرتكز إنعاش النمو أساسا على الصادرات خارج المحروقات ،االستهالك النهائي ،االستثمارات
االجنبية المباشرة والناتج المحلي الخام؛
-نظ ار لتأثر معدالت النمو االقتصادي لتقلبات أسعار المحروقات في السوق البترولية ،فقد أصبح من
الضروري تعزيز مصادر النمو في االقتصاد ،ليبلغ معدالت تتراوح من %7إلى %8بما تمتلكه البالد
من زراعة متنوعة ومقومات سياحية هائلة.
رغم الصعوبات الكثير التي واجهت هذا البحث إال أنه ال يخلو من بعض النقائص لذلك نقترح بعض
المواضيع المستقبلية كآفاق للدراسة منها:
تفعيل المؤسسات المالية الدولية لمواجهة تحديات التنمية االقتصادية في البلدان العربية.
تقييم دور مجموعة البنك الدولي في تمويل التنمية االقتصادية في بلدان المغرب العربي.
115
قائمة
المراجع
قائمة المراجع
أوال :الكتب:
-1أحمد حسن صالح قادر ،ظاهرة العلمة االقتصادية تأثيراتها على اسواق المال العالمية ،الطبعة األولى،
عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،األردن.2013 ،
-2اسماعيل عبد الرحمان ،حري محمد عريقات ،مفاهيم ونظم اقتصادية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر،
عمان.
-3اسماعيل محمد بن قانة ،اقتصاد التنمية نظريات ،نماذج استراتيجيات ،الطبعة األولى ،دار أسامة،
عمان.2012 ،
-4أشواق بن قدور ،تطور النظام المالي والنمو االقتصادي ،الطبعة األولى ،دار الراية للنشر.2013 ،
-5تقي الحسني عرفان ،التمويل الدولي ،الطبعة األولى ،دار مجد الوي للنشر ،عمان.1999 ،
-6جاك ج يوالك ،ترجمة أحمد منيب ،البنك الدولي وصندق النقد الدولي ،الطبعة األولى ،الدار الدولية
لالستثمارات ش ،م ،م.2001 ،
-7جمال الدين لعويسات ،العالقات اإلقتصادية الدولية والتنمية ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر،
.2000
-8حسن خلف فليح ،التمويل الدولي ،مؤسسة الوراق للنشر التوزيع ،األردن.2004 ،
-9د إياد عبد الفتاح النسور ،أساسيات اإلقتصاد الكلي ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
.2013
-10د .السيد محمد أحمد السريتى ،المنظمات االقتصادية الدولية ،الدار الجامعية ،اسكندرية.2014 ،
-11د .جميل محمد خالد ،أساسيات اإلقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،األكاديميون للنشر والتوزيع،
األردن.2014 ،
-12د .دريد كامل آل شيب ،المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار اليازوري للنشور والتوزيع ،األردن،
.2011
قائمة المراجع
-13د .سمير عباس ،البنك الدولي وصراع االرادات ،الطبعة األولى ،مصر الغربية للنشر والتوزيع ،مصر،
.2013
-14د .شقيري نوري موسى وآخرون ،التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،دار
المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان.2012 ،
-15د .ضياء مجيد ،اقتصاديات النقود والبنوك ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية.2002 ،
-16د .طارق فاروق الحصري ،االقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،المكتبة العصرية ،مصر.2010 ،
-17د .عبد الحليم عمار غربي ،العولمة االقتصادية رؤي استشرافية في مطلع القرن الواحد والعشرين،
دار أبي الفداء العالمية للنشر والتوزيع والترجمة ،سوريا.2013 ،
-18د .عبد الكريم جابر العيساوي ،التمويل الدولي ،الطبعة األولى ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2012 ،
-19د .عصام محمد هاشم ،السياسات النقدية للمتغيرات االقتصادية في النظم المصرفية ،المكتب العربي
الحديث ،األ ازريطة.2011 ،
-20د .نوزاد عبد الرحمان الهيتي ،د .منجد عبد اللطيف الخشالي ،مقدمة في المالية الدولية ،الطبعة
األولى ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان.2007 ،
-21السيد محمد أحمد السريتى ،اقتصاديات التجارة الدولية ،الطبعة األولى ،مؤسسة رؤية للطباعة والنشر
والتوزيع ،االسكندرية.2011 ،
-22عادل أحمد حشيش ،العالقات االقتصادية الدولية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية.2000 ،
-23عبد المطلب عبد المجيد ،اقتصاديات النقود والبنك االساسيات والمستحدثات ،الدار الجامعية،
االسكندرية.
-24عصام الدين أحمد أباظة ،العولمة المصرفية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2010 ،
-25عصام عمر مندور ،التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والتغيير الهيكلي في الدول العربية ،دار التعليم
الجامعي ،اإلسكندرية.2011 ،
قائمة المراجع
-26علي جذوع الشرفات ،التنمية االقتصادية في العالم العربي ،الطبعة األولى ،دار جليس الزمان للنشر
والتوزيع ،عمان.2010 ،
-27علي عبد الفتاح أبو شرار ،االقتصاد الدولي النظريات وسياسات ،الطبعة الثالثة ،دار المسيرة للنشر
والتوزيع والطباعة ،عمان.2013 ،
-28محسن أحمد الخضيري ،العولمة االجتياحية ،مجموعة النيل العربية للنشر والطباعة والتوزيع ،القاهرة،
.2001
-29محمد المجذوب ،التنظيم الدولي ،الطبعة السابعة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2002 ،
-31محمد عبد العزيز عجمية وآخرون ،التنمية االقتصادية بين النظرية والتطبيق ،الطبعة الثانية ،الدار
الجامعية اإلسكندرية.2010 ،
-32محمد عبد العزيز عجمية ،إيمان عطية ناصف ،التنمية اإلقتصادية -دراسات نظرية وتطبيقية،-
الدار الجامعية ،القاهرة.2003 ،
-33محمد عبد العزيز محمد األحرش ،صندوق النقد والبنك الدوليان وصناعة الفقر في الدول النامية ،
دار النهضة العربية ،القاهرة.2006 ،
-34مدحت القريشي ،التنمية اإلقتصادية –نظريات وسياسات وموضوعات ،-الطبعة األولى ،دار وائل
للنشر ،عمان.2007 ،
-35مدني بن شهرة ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
-36موسى سعيد مطر وآخرون ،المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
.2008
ثانيا :المجالت:
-1بغداد كربالي ،نظرية عامة على التحوالت االقتصادية في الجزائر ،مجلة العلوم االنسانية-جامعة
-1إلهام ذهبي ،دور االنفاق العام في تحقيق التنمية االقتصادية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،قسم
علوم اقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية جامعة جيجل.2016-2015 ،
-2إلياس حناش ،أثر تحفيز االستثمار األجنبي المباشر في دعم التنمية االقتصادية في البلدان العربية-
دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير ،تخصص التحليل القطاعي ،جامعة تبسة،
.2011-2010
-3إيمان حمالوي ،دور المؤسسات المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي –دراسة حالة الجزائر
، 2012-1990مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص مالية دولية واقتصاد
دولي ،جامعة محمد خيضر بسكرة.2014 -2013 ،
-4حسيبة روابح ،أمينة بوالق اررة ،دور االستثمار السياحي في تحقيق التنمية االقتصادية – حالة والية
جيجل ،-مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،قسم علوم التسيير ،تخصص اقتصاد وتسيير سياحي ،جامعة
جيجل.2015-2014 ،
-5حمزة سيالم ،فاتح ولد بزيو ،فعالية السياسة المالية في تحقيق االصالح االقتصادي-دراسة حالة
الجزائر ،-2014-2000مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،في العلوم االقتصادية ،تخصص :اقتصاديات
المالية والبنوك ،جامعة البويرة.2014-2013 ،
-6خير الدين بوزرب ،دور السياسة التجارية في تعزيز القدرة التنافسية القتصاديات دول المغرب
العربي -دراسة حالة الجزائر وتونس ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص نقود
ومالية دولية ،جامعة جيجل.2013-2012 ،
-7سمية زويش ،السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية-دراسة حالة الجزائر -2000
،2014مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،في العلوم االقتصادية ،تخصص :اقتصاديات المالية والبنوك،
جامعة البويرة.2015-2014،
قائمة المراجع
-8الطاهر برباص ،أثر تدخل المؤسسات النقدية والمالية الدولية في االقتصاد – دراسة حالة الج ازئر،-
مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير ،في العلوم االقتصادية ،تخصص نقود وتمويل ،جامعة بسكرة-2008 ،
.2009
-9عائشة بولحية ،صبيرة خشة ،صيغ التمويل اإلسالمية القائمة على المشاركة ومدى مساهمتها في
تمويل التنمية االقتصادية – دراسة حالة مصرف البركة الجزائري ، -مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،قسم
العلوم االقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة جيجل.2013-2012 ،
-10عز الدين بوحبل ،المؤسسات المالية واشكالية تمويل التنمية االقتصادية في البلدان العربية-دراسة
حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع التمويل الدولي والمؤسسات
المالية والنقدية الدولية ،جامعة جيجل.2010-2009 ،
-11كريم بودخدخ ،اتخاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطلب أو تطوير
العرض-دراسة حالة الجزائر ،2014-2001مذكرة تخرج لنيل شهادة دكتوراه ،علوم التسيير ،تخصص:
نقود ومالية ،جامعة الجزائر.2015-2014 ،03
-12نادية كريد ،وردة مريمش ،تقييم مدى فعالية االسواق المالية في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول
النامية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة جيجل،
.2016-2015
-13هشام بوحناش ،نور الدين لكحل ،دور االستثمارات العربية البينية في دعم التنمية االقتصادية-دراسة
حالة الجزائر ،-مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،في العلوم االقتصادية تخصص :نقود ومالية دولية ،جامعة
جيجل.2013-2012 ،
-14ياسين عبيدات ،تقييم دور مجموعة البنك الدلي في تمويل التنمية المستدامة في البلدان المنخفضة
الدخل -دراسة حالة منطقة افريقيا جنوب الصحراء ،-مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في إطار مدرسة
الدكتوراه في العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،تخصص االقتصاد الدولي للتنمية المستدامة ،جامعة سطيف،
.2012 -2011
رابعا :الملتقيات
قائمة المراجع
-1ياسين عبيدات ،تقييم دور مجموعة البنك الدولي في االقالل من الفقر في البلدان منخفضة الدخل،
مداخلة في الملتقى حول تقييم سياسات االقالل من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة جامعة سطيف
،09 ،08 ،01ديسمبر 2014
خامسا :التقارير:
2-http://www.IFC.org
3-www.worldbank.org.
ملخص
تعتبر مجموعة البنك الدولي أحد مصادر التمويل الدولي المتوسط والطويل األجل من خالل تمويل
التنمية متعددة األطراف ،التي تسهم في تحقيق التنمية االقتصادية وتساعد على التخفيف من حدة الفقر
خاصة في البلدان النامية من خالل برامج اإلصالح االقتصادي.
وتهدف الدراسة إلى توضيح دور مجموعة البنك الدولي في تمويل مشاريع التنمية االقتصادية في
الجزائر باعتبارها إحدى الدول التي طبقت إصالحات صندوق النقد الدولي مدعمة بمجموعة البنك الدولي،
وتوصلت الدراسة إلى أن تدخل مجموعة البنك الدولي في الجزائر كان لغرضين يتمثل األول في تمويل
التنمية ،حيث مولت عدة مشاريع تنموية منذ االستقالل ،في حين الغرض الثاني يتمثل في تمويل برامج
اإلصالح االقتصادي ،إذ مولت سنة 1996برنامجا للتصحيح الهيكلي بقيمة 300مليون دوالر إال أن آخر
قرض منحه البنك الدولي للجزائر كان سنة ،2009وذلك بسبب البحبوحة المالية التي عاشتها الجزائر.
ولقد حقق تدخل البنك الدولي من خالل برامج اإلصالح االقتصادي تحسنا جزئيا على مستوى
المؤشرات االقتصادية الكلية وذلك من خالل استعادة التوازنات الكلية وكذلك ارتفاع معدل النمو ،أما بالنسبة
لآلثار االجتماعية كانت سلبية مقابل تحسن المؤشرات االقتصادية الكلية ،تتمثل في تدهور كبير في
مستويات المعيشة لغالبية المجتمع نتيجة ارتفاع معدالت البطالة والفقر إلى غير ذلك من اآلثار السلبية
األخرى.
الكلمات المفتاحية :التنمية االقتصادية ،مجموعة البنك الدولي ،االقتصاد الجزائري ،االصالحات االقتصادية،
تمويل التنمية.