You are on page 1of 108

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة محمد الصديق بن يحي _جيجل_‬

‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬


‫قسم العلوم اإلقتصادية‬
‫الموضوع‬

‫التمويل اإلسالمي و دوره في تمويل المؤسسات الصغيرة‬


‫والمتوسطة في الجزائر‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقذي و بنكي‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫‪ -‬عمار صايفي‬ ‫‪ -‬لبىن ماطي‬
‫‪ -‬صابرينة كراش‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫رقية بوحيضر‬


‫مناقشا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫سمير محي الدين‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫عمار صايفي‬

‫السنة الجامعية‪2021/2002 :‬‬


‫الشكر‬

‫بسم اهلل والصالة والسالم على أشرف خلق اهلل سيدنا محمد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‬
‫نشكر ااهلل الحي القدير على أن وفقنا و أعاننا على إتمام هذا العمل فـالحمد‬
‫اهلل حتى ترضى والحمد اهلل إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضى‪...‬‬
‫نتقدم بالشكر الجزيل إلى‪:‬‬
‫إلى أستاذنا القدير "عمار صايفي" على ما قدمه لنا من نصائح ومساعدات و‬
‫إرشادات إلنجاز هذا العمل‬
‫إلى كل أساتذة قسم العلوم اإلقتصادية الذين رافقونا طيلة مشوارنا الدراسي‬
‫ولم يبخلوا علينا باألمانة العلمية‬
‫إلى كل من ساعدني وشجعني من قريب ومن بعيد‪ ،‬ولو بكلمة طيبة ودعاء‪.‬‬
‫وفي األخير أرجوا من اهلل تعالى أن يجعل عملنا المتواضع نفعا يستفيد منه‬
‫بعدنا‪.‬‬ ‫جميع الطلبة المقبلين على التخرج من‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل الذي أتم عليا هذا فإليك يا اهلل أرفع يدي وألحمدك و أشكرك على توفيقك فبعون‬
‫اهلل تخطينا الصعاب و حققنا الحلم المراد‪.‬‬
‫أوال الشكر هلل عز و جل الذي ال يضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬
‫أهدي ثمرة جهدي هذا‪:‬‬
‫إلى من أرشدني إلى نور العلم وعلمني معنى الحياة‪ ،‬إلى درعي الذي به احتميت‪ ،‬الذي شق‬
‫لي بحر العلم و التعلم‪ ،‬إلى من احترقت شموعه ليضيء لنا درب النجاح‪ ،‬إلى من أحمل إسمه‬
‫بكل إفتخار‪ ،‬إلى من حصد األشواك في دربي ليمهد لي طريق العلم ومعلمي في الحياة‬
‫"أبي العزيز أطال اهلل في عمره"‪.‬‬
‫إلى مالكي في الحياة إلى معنى الحب وإلى معنى الحنان والتفاني إلى بسمة الحياة وسر‬
‫الوجود إلى من كان دعائها سر نجاحي إلى أغلى الحبايب "أمي الحبيبة أطال اهلل في عمرها"‪.‬‬
‫إلى"جدتي" التي طالما تمنت أن تراني في أعلى مراتب العلم و شاء اهلل أن تفارقنا رحمها اهلل‪.‬‬
‫إلى من شاركوني الحياة تحت سقف واحد أخواتي "سارة أسماء خديجة سومية خولة شدى‬
‫واألمورة هاجر"‪.‬‬
‫إلى صديقاتي ورفيقات الدرب "المية سومية شيماء فائزة روميساء"‪.‬‬
‫"إلى إبنة خالتي "إيمان"‪.‬‬
‫إلى جميع األقارب واألحباب‪ ،‬إلى كل عزيز على قلبي‪ ،‬إلى كل من يعرفني من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫"لبنى"‬
‫إهداء‬
‫امحلد هلل وكفى والصالة والسالم عىل احلبيب املصطفى وأههل ومن وىف أما ب‬

‫وصل مشواري ادلرايس اىل هنايته بعد ‪ 71‬عاما من التعب واملشقة‪ ،‬وها أان اليوم أخمت‬
‫حبث ختريج وأان ممتنة للك من علمين حرفا يف هذه ادلنيا الفانية‪ ،‬ولك من اكن هل فضل يف‬
‫مسرييت وساعدين ولو ابليسري‪..‬‬
‫اىل مصدر قويت وجنايح "عائليت" فلوالمه ملا وصلت لهذه املرحةل‪،‬‬
‫وأخص ابذلكر س ندي يف هذه احلياة أيخ "عبد الرؤوف"‬
‫اىل صديقيت ورفيقتا دريب "صباح ‪ ،‬زينب"‬
‫اىل من لن تفهيا السطور شكرا " اميان" الغالية‬
‫اىل لك من ساعدين من قريب "عزيز‪ ،‬صبرية ‪ ،‬صليحة " أو من بعيد‬
‫اىل لك من محلته ذاكرة ومل حتمهل مذكريت‬

‫صابرينة‬
‫الفهرس‬
‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫البسملة‬
‫الشكر‬
‫اإلهداء‬
‫الفهرس‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة األشكال‬
‫أ‪-‬ه‬ ‫مقدمة عامة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬
‫‪70‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪70‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أساسيات حول التمويل اإلسالمي‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص التمويل اإلسالمي‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف التمويل اإلسالمي‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التمويل اإلسالمي‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي القائمة على المشاركة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي القائمة على المديونية‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي القائمة على الخدمات اإلجتماعية‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم التمويل اإلسالمي‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل ومظاهر نجاح التمويل اإلسالمي‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عقبات التمويل اإلسالمي‬
‫‪23‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪21‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صعوبة تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير المعتمدة لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التعاريف المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫~‪~I‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص‪ ،‬أهمية وأنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتجارب بعض الدول‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب بعض الدول المتقدمة‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تجارب بعض الدول النامية‬
‫‪20‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫‪61‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع التمويل اإلسالمي في الجزائر‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي في الجزائر واصالحاته‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬بنك البركة الجزائري‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬بنك السالم الجزائري‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العراقيل التي تواجه تطوير وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تدعيم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مساهمة بنك البركة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة بنك السالم في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪01‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات وتحديات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪01‬‬ ‫خالصة‬
‫‪02‬‬ ‫خاتمة عامة‬
‫‪00‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫الملخص‬

‫~ ‪~ II‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫‪20‬‬ ‫تصنيف بعض الدول للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب عدد‬ ‫‪10‬‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باليابان‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪13‬‬ ‫تعريف اإلتحاد األوروبي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪12‬‬ ‫تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب دول جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪62‬‬ ‫توزيع فروع بنك البركة الجزائري خالل الفترة ‪.3713-1006‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطورات بنك البركة الجزائري‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪60‬‬ ‫تطور المؤشرات المالية لمصرف السالم خالل الفترة ‪.3710-3712‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪60‬‬ ‫المعايير الكمية لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزلئر‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪07‬‬ ‫تطور العدد اإلجمالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬ ‫‪01‬‬
‫‪.3710-3711‬‬
‫‪00‬‬ ‫حصيلة صندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغيرة‬ ‫‪00‬‬
‫والمتوسطة‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫حجم تمويالت بنك البركة من عام ‪.3716-3713‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪00‬‬ ‫صيغ التمويل المقدمة من طرف البركة الجزائري‪.‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪07‬‬ ‫تطور إجمالي التمويالت المقدمة من طرف مصرف السالم‬ ‫‪00‬‬
‫الجزائر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫~ ‪~ III‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪30‬‬ ‫تطور مجموع أصول التمويل اإلسالمي خالل الفترة ‪.3710-3713‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪30‬‬ ‫توزيع مؤسسات التمويل اإلسالمي حسب القطاع والمنطقة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطور بنك البركة خالل الفترة ‪.3712-3712‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪68‬‬ ‫تطور المؤشرات الرئيسية لبنك السالم خالل الفترة ‪.3710-3712‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪71‬‬ ‫تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من ‪ 3717‬إلى ‪.3710‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪01‬‬ ‫توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب النشاط سنة ‪.3710‬‬ ‫‪10‬‬

‫~ ‪~ IV‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫مقدمة عامة‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري القتصاديات الدول المختلفة إ ينظر لها على‬
‫أنها البنية األساسية ألي تنمية بسب الدور الفعال ال ي تلعبه ه ه المؤسسات سواء كان اقتصاديا أو‬
‫اجتماعيا فهي توفر مناصب الشغل وترفع نسبة الصادرات كما تساعد عل االستقرار وتعزيز العالقات‪ .‬وه ا‬
‫راجع لطبيعتها والخصائص التي تمتاز بها عن غيرها من المؤسسات األخرى‪.‬‬

‫وبالرغم من ه ا كله إال أن ه ه المؤسسات تواجه عقبات عديدة لعل أهمها مشكلة الحصول على‬
‫التمويل الالزم لضمان مستقبل أحسن لها ففي حاالت كثيرة تكون الموارد المالية الداخلية غير كافية فتلجأ‬
‫ه ه المؤسسات لطلب التمويل الخارجي‪.‬‬
‫ونض ار العتماد التمويل التقليدي على الربا والفوائد كان لزام على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫وغيرها من المؤسسات البحث عن نوع من التمويل بديل للتمويل التقليدي وايجاد صيغ تستبعد التعامل به ين‬
‫المبدأين وتطبق أحكام الشريعة اإلسالمية وعلى ه ا األساس كان لزاما على ه ه المؤسسات التوجه إلى‬
‫التمويل اإلسالمي ال ي يندرج تحته عدة صيغ تمويلية قائمة على المشاركة في الربح والخسارة بين طرفي‬
‫العقد على عكس التمويل التقليدي ال ي يضمن ربح قيمة سعر الفائدة لصاحب المال بينما الطرف الثاني‬
‫معرض للربح أو الخسارة‪ .‬ه ا ما جعل التمويل اإلسالمي مكانة كبيرة في تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ومختلف أنواع المؤسسات األخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إشكالية الدراسة‪.‬‬

‫بعد اإلطالع على إطار البحث نصل إلى طرح اإلشكالية التي نريد معالجتها والتي تتمحور حول‬
‫التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر؟‬

‫وانطالقا من ه ا التساؤل يمكن صياغة مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ما المقصود بالتمويل اإلسالمي؟ وفيما تتمثل مبادئه األساسية؟‬
‫‪ ‬فيما تتمثل صيغ التمويل اإلسالمي؟ وما هي مخاطرها؟‬
‫‪ ‬ما المقصود بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟ وما هي إستراتجية تنميتها؟‬
‫‪ ‬هل تساهم البنوك اإلسالمية في الجزائر في حل مشكلة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟‬

‫ثالثا‪ :‬فرضيات الدراسة‬

‫من أجل اإلجابة على إشكالية الدراسة تم طرح الفرضيات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬يساهم التمويل اإلسالمي من خالل صيغه المتعددة بتقديم بدائل تمويلية تتناسب مع خصوصيات‬
‫وحاجيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬

‫~أ~‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪ ‬توجد مشاكل وصعوبات تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعرقل نجاحها وتأدية دورها على أكمل‬
‫وجه‪.‬‬
‫‪ ‬ال تساهم البنوك اإلسالمية الجزائرية في حل مشكلة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهمية الدراسة‬

‫تكتسي ه ه الدراسة أهمية من أهمية التمويل بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وك لك أهمية ه ه‬
‫األخيرة بالنسبة لالقتصاد ككل إ يعتبر التمويل اإلسالمي أحد أشكال التمويل التي تعتمد عليها المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة لتمويل نشاطاتها خاصة كونها تعالج موضوع و أهمية كبيرة وهو توضيح دور التمويل‬
‫اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بل يمكن القول بأنها تعالج موضوعين في نفس الوقت‬
‫التمويل اإلسالمي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وتنبع ه ه األهمية من تزايد االهتمام بالتمويل اإلسالمي‬
‫ودور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق النمو االقتصادي من جهة وتوفير مناصب الشغل من جهة‬
‫أخر‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‪.‬‬

‫يمكن إبراز أهم أهداف ه ه الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ ‬إبراز أهم المبادئ والضوابط الشرعية التي تحكم التمويل اإلسالمي والتعرف على معوقاته ومن تم وضع‬
‫حلول تمكن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة االستفادة منه‪.‬‬
‫‪ ‬إظهار مدى التنوع واإلثراء في نظام التمويل اإلسالمي ومدى مالئمته لمختلف االقتصاديات واألوقات‪.‬‬
‫‪ ‬إبراز مدى مالئمة نظم التمويل اإلسالمي لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المراحل‬
‫التي تمر بها ه ه المؤسسات‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أسباب الدراسة‪.‬‬

‫هناك دوافع متعددة أدت إلى اختيار الموضوع ن كر منها‪:‬‬


‫‪ ‬تسليط الضوء على ه ا النوع من المؤسسات وواقعها محليا نظ ار ألهميتها خاصة في الدول النامية‬
‫وحتى نملك المعلومات التي تساعد على إنشائها وتطويرها مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬قيام التمويل اإلسالمي وهيمنته في وسط ربوي والتعرف على معوقاته ومن تم محاولة طرح اقتراحات‬
‫لتجاوز ه ه العراقيل‪.‬‬

‫~ب~‬
‫مقدمة عامة‬

‫سابعا‪ :‬منهج الدراسة‬

‫من اجل إثراء موضوع بحثنا ولإلجابة عن اإلشكالية المطروحة اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي‬
‫ال ي يتماشى مع طبيعة الموضوع ويساعد على استخالص أهم النتائج والمالحظات‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬

‫باعتبار موضوع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يحتل مكان هام في االقتصاد الوطني فقد تم تناوله من قبل‬
‫العديد من الدارسات والتي اختلفت في معالجتها لجوانب التمويل‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة خالدي خديجة‬

‫دور التمويل اإلسالمي في تمول المؤسسات الصغير والمصغر بحث مقدم إلى المؤتمر العالم حول‬
‫المقاول والتنمية اإلقليمية والريفية جامعة تلمسان الجزائر نوفمبر ‪.3770‬‬

‫تعرضت الباحثة في ه ه الدراسة إلى أساليب التمويل اإلسالمي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫وتطرقت بالتفصيل لمفهوم وخطوات صيغ التمويل اإلسالمي‪ .‬ومن أهم النتائج المتوصل إليها إن هناك أموال‬
‫عاطلة وطاقات غير موظفة تتهرب من التعاون مع الجهاز المصرفي ألسباب خاصة بالفائدة أو لصعوبات‬
‫االستفادة من التمويل بالقروض وبتطبيق أساليب التمويل اإلسالمي يتم المزج بين عنصر العمل وعنصر‬
‫رأس المال‪ .‬ويمكن اعتبار النظام المصرفي اإلسالمي نظام مبني على أساس حصص الملكية فالمودع يقوم‬
‫بشراء حصص في ملكية البنك واحالل التمويل المشاركة محل تمويل اإلقراض ساعد على توسيع قاعدة‬
‫ملكية المشروعات وتحقيق العدالة في توزيع الدخل والثروة فعلى الدولة تدعيم ه ا النوع من التمويل عن‬
‫طريق أنظمة وقوانين‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة العايب ياسين‬

‫رسالة دكتورة بعنوان إشكالية تمويل المؤسسات االقتصادية دراسة حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر جامعة منتوري قسنطينة لسنة الجامعية ‪3711-3717‬‬

‫توصلت ه ه الدراسة إلى انه ال يمكن إرجاع إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ضعف‬
‫خصائصها فحسب بل تدخل نسبة كبيرة في سياسة التمويل المعتمدة في الجزائر إ نجد أن أهم مصادر‬
‫التمويل الخارجي يرتكز على البنوك العمومية والدعم المشترك بينها وبين هيئات دعم االستثمارات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر‪ .‬والى جانب الخصوصية المالية له ه المؤسسات اتجاه النظرية المالية الحديثة لها‬
‫خصوصية تجاه ضيق مصادر التمويل ل ا عمدت الجهات المسؤولة عليها لتخفيف من مشاكل التي تحد من‬
‫إنشائها وتنميتها‪.‬‬

‫~ج~‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪ ‬دراسة سليمان ناصر‪ ،‬عواطف محسن‬

‫مقالة بعنوان "تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية "مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدارسات كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة قاصدي مرباح ورقلة العدد ‪)3711(13‬‬
‫‪371 100‬‬

‫تناول الباحثان في ه ه الدراسة مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخصائصها وك ا مساهمتها في‬
‫التنمية االقتصادية والصعوبات التي تواجه تمويل المصاريف اإلسالمية له ه المؤسسات وسبل التغلب عليها‬
‫وتم التوصل ألهمية ه ه المؤسسات في تشغيل اليد العاملة والناتج المحلي اإلجمالي وانه لالستفادة من‬
‫صيغ تمويل المصاريف اإلسالمية في تنمية قطاع المؤسسات وتعزيز القدرة التنافسية فان األمر يتطلب تبني‬
‫إستراتجية طويلة األجل‪ .‬ويعتبر تحسين البيئة الكلية لالستثمار والعمل على اإلصالح المالي وازالة المعاقات‬
‫الناتجة عن اختالل السوق وتخفيض كلفة أداء األعمال وتفعيل التعاون بين القطاعين العام الخاص من‬
‫عوامل تحسين المناخ االستثماري ال ي تتطلبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لبناء قدرتها‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة بوزيد عصام‬

‫م كرة ماجستير بعنوان "التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪-‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪-‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير تخصص مالية المؤسسة السنة‬
‫الجامعية ‪.3717-3770‬‬

‫تهدف ه ه الدراسة لمساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتجاوز عقبة التمويل بتوضيح ما يقدمه‬
‫نظام التمويل اإلسالمي له ا النوع من المؤسسات وتوضيح المزايا الكامنة في بعض الصيغ واألساليب‬
‫التمويلية التي يقدمها التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫وقد توصل الباحث إلى أن التمويل اإلسالمي أطار شامل من األنماط والنما ج التي تضمن توفير األموال‬
‫آلي نشاط اقتصادي وانه يرتبط بالجانب المادي لالقتصاد وان البنوك اإلسالمية مؤسسات مالية تلتزم‬
‫بمبادئ الشريعة اإل سالمية لتحقيق توزيع عادل للثروة والوصول لتنمية االقتصادية كما ارجع عدم إمكانية‬
‫الوصول لتعريف موحد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للفارق بين تركيبة قوى اإلنتاج المميزة لالقتصاد‬
‫العالمي واختالف مجال النشاط‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬هيكل الدراسة‬

‫لإلحاطة باإلشكالية المطروحة ومعالجتها وتحقيق األهداف المرجوة من ه ه الدراسة واإللمام بمختلف‬
‫جوانبها تم تقسيم ه ه الدراسة إلى أربعة أجزاء تعالج مختلف مجاالت الدراسة‪:‬‬

‫~د~‬
‫مقدمة عامة‬

‫حيث يشمل الجزء األول المقدمة‪ :‬ونهدف من خالل ه ا الجزء الى تحديد المشكلة موضوع الدراسة‬
‫ومناقشة األهمية واألهداف وتوضيح المتغيرات المستخدمة في الدراسة وك لك النمو ج المقترح من أجل‬
‫اختبار الفروض وفي األخير شرح هيكل الدراسة وتوضيح الخطة المتبعة من أجل إتمام الدراسة مع كر‬
‫بعض الصعوبات التي اعترضتنا أثناء انجاز ه ه الدراسة‪.‬‬

‫أما الجزء الثاني من ه ه الدراسة تم من خالله توضيح اإلطار النظري للتمويل اإلسالمي وهو‬
‫يتضمن التمويل اإلسالمي من حيث مفهومه أهدافه ومبادئه وأهم الصيغ التي يعتمد عليها عوامله‬
‫ومظاهر نجاحه‪.‬‬

‫في حين أن الجزء الثالث تناول الؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث المعايير المعتمدة في تعريفها‬
‫والتعاريف المختلفة لها خصائصها أهميتها وأنواعها واستراتيجية تنميتها وتجارب بعض الدول‪.‬‬

‫وأخي ار الجزء الرابع واألخير ال ي يتمحور حول التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫إ تناولنا فيه النظام المصرفي في الجزائر واصالحاته بنك البركة الجزائري وبنك السالم العراقيل‬ ‫الجزائر‬
‫التي تواجه تطور وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وتدعيمها مساهمة كل من بنك البركة‬
‫وبنك السالم في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪.‬‬

‫~ه~‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلطار النظري حول التمويل‬


‫اإلسالمي‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يمتاز التمويل اإلسالمي بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من التمويل التقليدي الربوي فهو‬
‫يخضع لضوابط تجعله يتماشى مع أحكام الشريعة اإلسالمية كتحريم الربا والعمل في األنشطة المحرمة‬
‫وه ا ما جعله محال لألنظار وأدى إلى زيادة االهتمام له ا النوع من التمويل فقد احتل مكانة هامة لدى‬
‫االقتصادية وأصحاب المشاريع المختلفة نظ ار لحاجاتهم المتزايدة للتمويل‪.‬‬

‫وعلى ه ا األساس قمنا بتخصيص ه ا الفصل لدراسة مدخل التمويل اإلسالمي ومحاولة تبيان أهم‬
‫أساسياته من خالل تقسيم ه ا الفصل إلى ثالث مباحث رئيسية هي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات التمويل اإلسالمي؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي؛‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقويم التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫~‪~7‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات التمويل اإلسالمي‬

‫خصصنا ه ا المبحث لدراسة المفاهيم األساسية حول التمويل اإلسالمي باعتباره موضوع و أهمية‬
‫كبيرة وقد انطالقنا من تقديم تعريف للتمويل اإلسالمي لتبيان خصائصه واألهمية التي يكتسبها وحاولنا كر‬
‫أهم القواعد التي يقوم عليها والتي تميزه وتزيد من أهميته والطلب عليه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص التمويل اإلسالمي‬

‫يتميز التمويل اإلسالمي بمجموعة من الخصائص وه ا ما سنتعرف عليه خالل ه ا المطلب بعد‬
‫التعرف على مفهوم التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التمويل اإلسالمي‬

‫التمويل اإلسالمي هو عبارة عن العالقات بين المؤسسات المالية بمفهومها الشامل وبين المؤسسات‬
‫واألفراد والحكومة لتوفير المال لمن ينتفع به سواء للحاجة أو لالستثمار عن طريق صيغ وآليات مالية‬
‫تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية كالمرابحة والمشاركة وغيرها‪.1‬‬

‫كما يعرف التمويل اإلسالمي بأنه‪ :‬عبارة عن تقديم المال نقدا أو عينا من مالكه إلى آخر ليديره‬
‫ويتصرف فيه طالبا لربح مقابل عائد يتفقان عليه ويبيحه الشرع‪.2‬‬

‫ويعرف ك لك‪ :‬بأنه قيام شخص بتقديم شيء و قيمة مالية لشخص آخر إما عن سبيل التعاون بين‬
‫طرفين من أج ل استثماره قصد الحصول على أرباح تقسم بينهما على نسبة يتم االتفاق عليها مسبقا وفق‬
‫طبيعة كل منهما ومدى مساهمته في رأس المال واتخا القرار اإلداري االستثماري‪.3‬‬

‫التمويل اإلسالمي أو المباح هو تقديم ثروة نقدية أو عينية بقصد االسترباح من مالكها إلى شخص آخر‬
‫يديره ويتصرف فيه لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية‪.4‬‬

‫يمكن أن نستنتج تعريف شامل للتمويل اإلسالمي وهو أنه التمويل ال ي يكون قائم على القواعد‬
‫اإلسالمية والتي تعرف بالشريعة اإلسالمية ويعمل على تحقيق الرفاهية للناس مع النهي عن الممارسات غير‬
‫العادلة أو المنهى عنها في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يوسف شرع مصطفى طوطي صيغ التمويل االستثماري في االقتصاد اإلسالمي وضوابطه‪-‬دراسة حالة‪ -‬مداخلة مقدمة لملتقى‬
‫الضوابط والقواعد الشرعية للمعامالت المالية اإلسالمية معهد العلوم االقتصادية تجارية وعلوم التسيير ‪ 31-32‬فيفري ‪ 3711‬ص‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫إبراهيم عبد الحميد عباده مؤشر األداء في البنوك اإلسالمية دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪ 3771‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫فؤاد السرطاوي التمويل اإلسالمي ودوره في القطاع الخاص دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان ‪ 1000‬ص‪.00‬‬
‫‪4‬‬
‫من ر قحف مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب بحث تحليلي رقم ‪ 12‬ص ‪.13‬‬

‫~‪~8‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص التمويل اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫يمتاز التمويل اإلسالمي بمجموعة من الخصائص ن كر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬اعتماد القاعدة اإلنتاجية ال االفتراضية في التمويل وه ا يحمل معنيين هما؛‬
‫‪ ‬إعطاء أدوات التمويل اإلسالمي بأنواعها أولوية في تخصيص الموارد المالية على أساس دراسات‬
‫‪²‬الجدوى االستثمارية واالقتصادية دون التركيز فقط على مالئمة الدين؛‬
‫‪ ‬أن تكون التمويالت سلعية ومشاركات استثمارية بأنواعها ومن تم المتاجرة في السلع والخدمات والمنافع‬
‫الحالل أو في حقوق ملكية الموجودات الفعلية؛‬
‫‪ -0‬تناسب مصادر التمويل واالستثمارات الفعلية وعدم استخدام األموال ات أجل قصيرة االستثمارات طويلة‬
‫األجل؛‬

‫‪ -0‬قياس المخاطر المرتبطة بمجاالت وأدوات االستثمار بصورة دقيقة وفعالة؛‬

‫‪ -0‬البورصة سوق للمال وه ه ال يستثمر فيها بالمضاربة غير المشروعة وهي وسيلة لتمويل المشروعات‬
‫الجديدة عن طريق االكتتاب وأسلوب لسحب السيولة الزائدة من السوق؛‬

‫‪ -0‬االهتمام بالتخطيط االستراتيجي في مجال االستثمارات؛‬

‫‪ -0‬البناء التنظيمي الجيد المشتمل على الوحدات المتخصصة والمساعدة التي يتم من خاللها تنفي‬
‫السياسيات التشغيلية؛‬

‫‪ -0‬تنويع المحافظ االستثمارية بعددها وتكاملها وتعدد أسواق االستثمار للحد من المخاطر وك ا تنويع‬
‫العمالت التي يستثمر بها ما يجعل ه ه األدوات والمؤسسات تتمتع بالقدرة على التكيف مع المتغيرات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف التمويل اإلسالمي‬

‫جاء التمويل اإلسالمي لتحقيق مجموعة من األهداف واألغراض وكانت له أهمية كبيرة من الناحية‬
‫االقتصادية والتنموية وه ا ما سنتعرف عليه من خالل ه ا المطلب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قتيبة العاني محمد التمويل اإلسالمي في البنوك اإلسالمية والتجارية دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان ‪ 3712‬ص ص‪20 61‬‬
‫بتصرف‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬أهمية التمويل اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫يمكننا حصر أهمية التمويل اإلسالمي من الناحية االقتصادية والتنموية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬إن النظام المالي اإلسالمي أكثر قدرة على توزيع المتاح من الموارد على أفضل االستخدامات ألغراض‬
‫التنمية االقتصادية؛‬

‫‪ -0‬إ ن ه ا النظام ال يستطيع أن يساهم بصورة فعالة في تحقيق االستقرار االقتصادي والنقدي وفي محاربة‬
‫التضخم‪.‬‬

‫وما يزيد تأكيد ه ه األهمية أن وهم عدم إمكانية قيام نظام مصرفي بغير الفائدة بدأ يتبدد في نظر‬
‫االقتصاديين الغربيين أنفسهم ال ين اقتضتهم الموضوعية في الطرح وألجمتهم دراسات ميدانية عديدة‬
‫وقادتهم إلى جملة حقائق مفادها‪:‬‬
‫‪ ‬إن سعر الفائدة أداة رديئة في تخصيص الموارد وتعزيز االتجاهات االحتكارية وليس عامل ي كر في‬
‫تحديد مستوى االستثمار أي أن الطلب على االستثمار يعد غير مرن بالنسبة ألسعار الفائدة؛‬
‫‪ ‬أنه من أهم عوامل عدم االستقرار في االقتصاديات الرأسمالية المعاصرة‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن معدل الربح هو المحرك األساسي لالقتصاديات المعاصرة وأن التمويل اإلسالمي‬
‫بديل للتمويل الربوي وهو حل لألزمات التي تحدث بسبب معدل الفائدة وهو المنجي من الوقوع في الحرام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف التمويل اإلسالمي‬

‫‪2‬‬
‫يسعى التمويل اإلسالمي لتحقيق مجموع من األهداف المسطرة ولعل أهمها يتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬البحث عن بدائل لتمويل متوافق مع الشريعة مثال القروض بدون الفائدة على مستوى األفراد‬
‫والمؤسسات؛‬

‫‪ -0‬تحقيق التنمية للمجتمعات اإلسالمية و لك عن طريق المساهمة في تمويل المشاريع الخاصة التي تساهم‬
‫في التنمية االقتصادية وزيادة اإلنتاج والتصنيع؛‬

‫‪ -0‬خلق فرص عمل وتقليص البطالة من خالل توفير صيغ تمويل األفراد والمؤسسات؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد فرحي أهمية التمويل اإلسالمي وجذوره التاريخية‪ ،‬مداخلة في الملتقى الدولي حول التمويل اإلسالمي واقع وتحديات مخبر‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير بالتنسيق مع كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية جامعة األغواط ‪ 3717‬ص ص‪.2 3‬‬
‫‪2‬‬
‫هورية بلخشي أهمية التمويل اإلسالمي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دراسة حالة القرض الحسن لوالية عين تيموشنت م كرة‬
‫لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية تخصص بنوك ومالية دولة جامعة بالحاج بوشعيب تيموشنت ‪ 3710‬ص‪.26‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬التركيز على األنشطة االقتصادية والمنتجة التي تساهم في زيادة الدخل القومي اإلجمالي بحيث يهدف‬
‫التمويل اإلسالمي إلى التركيز على األنشطة االقتصادية المنتجة بدال من األنشطة التجارية حيث تساهم‬
‫ه ه األنشطة في زيادة الدخل القومي للبالد؛‬

‫‪ -0‬المساهمة في توفير الخدمات االجتماعية‪ .‬إن النظرة الشاملة التي يتبناها اإلسالم في المجتمع تحتم عدم‬
‫اال نصراف إلى األنشطة االقتصادية فقط دون المساهمة في تقديم بعض الخدمات للمجتمع للتخفيف من‬
‫معاناة األفراد وحل بعض مشاكلهم و لك من خالل الزكاة والقروض الحسنة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التمويل اإلسالمي‬

‫يقوم التمويل اإلسالمي على مجموعة من الضوابط الشرعية التي تحكمه وك ا مجموعة من المبادئ‬
‫تميزه عن غيره وسنحاول من خالل ه ا المطلب توضيحها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬مبدأ النهي عن كسب المال بطريقة غير شرعية‬

‫لإلسالم نظرة خاصة للمال وملكيته تقوم على أن المالك هو الخالق وأنه خلق عباده وسخر لهم ما خلق‬
‫لقوله تعالى‪ ﴿:‬وا ا قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة ﴾‪ .‬وقوله أيضا‪ ﴿:‬وأنفقوا ِم َما َجعلكم‬
‫مستخلفين﴾‪ .‬الحديد اآلية‪ .0‬وقد بينت الشريعة اإلسالمية قواعد حيازة األموال والتصرف فيها واالنتفاع بها‬
‫‪1‬‬
‫واستثمارها‪ ,‬ويمكن إجمال طرق الكسب المشروعة في‪:‬‬
‫‪ ‬كسب الملكية عن طريق العمل في الزراعة أو التجارة أو الصناعة أو الحرف والمهن المختلفة والمباحة‬
‫شرعا بالوسائل المباحة ك لك؛‬
‫‪ ‬كسب المال بغير العمل مثل الهبة و الوصية والميراث شرط أن يكون وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬كسب المال عن طريق ما يأخ ه المسلم من نصيبه في الغنيمة أو من مال الزكاة إ ا كان من‬
‫مستحقيها‪.‬‬
‫‪ -0‬مبدأ منع تمويل النشاطات المحرمة‬

‫ه ا المبدأ يقوم على عدم إمكانية تمويل أي نشاط يدخل حسب أحكام الشريعة اإلسالمية في‬
‫المحرمات‪ ,‬ويعطي طابعا أخالقيا للمؤسسات التمويلية اإلسالمية في نظر المؤسسات المالية األخرى‪ .‬حيث‬
‫يفرض عليها المزيد من الجهد في انتقاء وتحري أوجه التمويل ال تخالف أحكام الشريعة‪ ,‬وقد يتعدى ه ا إلى‬
‫مرحلة المراقبة المستمرة لكيفية استغالل العميل له ا التمويل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عرف محمود الكمروي النظام المالي اإلسالمي‪-‬دراسة ميدانية مؤسسة الثقافة الجامعية اإلسكندرية ‪ 3711‬ص‪.01‬‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫إن ه ا المبدأ من الناحية االقتصادية يحد من القدرة التنافسية له ه المؤسسات أمام مؤسسات التمويل‬
‫التقليدي‪ ,‬فهو يغلق قطاعات معتبرة من سوق التمويل ‪.1‬‬
‫‪ -0‬مبدأ ارتباط التمويل بالجانب المادي‬

‫إن التمويل اإلسالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالجانب المادي‪ ,‬أي أن التمويل ال يقدم على أساس قدرة‬
‫المستفيدين على السداد فقط و إنما على أساس مشروع استثماري معين تمت دراسته و قبل كل من الممول‬
‫‪2‬‬
‫والمستفيد وأقدما على إنشاء العالقة التمويلية بينهم‪ .‬ويترتب على ه ا المبدأ نتيجتان هما‪:‬‬
‫‪ ‬أن التمويل في اإلسالم ال يخضع لحالة تدوير الديون وتأجيل سدادها أو إعادة جدولتها وهو ظاهرة ال‬
‫ترتبط باإلنتاج و إنما بال مم‪ ,‬ل لك فإن الشريعة اإلسالمية ال تبيح إعادة الجدولة بفوائد أو زيادات على‬
‫قدر الدين‪ ,‬والدين ال ي يقلب إلى تاريخ الحق ال يؤدي ك لك لزيادة في كمية السلع والخدمات المنتجة وال‬
‫تداولها‪ ,‬فال يصح أن يعتبر نوع من التمويل اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬ارتباط التمويل بالجانب المادي للدورة اإلنتاجية يمنع قيام التمويل الشخصي في حين إمكانية لك في‬
‫التمويل الربوي‪ ,‬أي أن التمويل في االقتصاد اإلسالمي البد أن يرتبط بمشروع أو سلعة فال يحق للمستفيد‬
‫تحويل لك إلى استعمال آخر‪.‬‬
‫‪ -0‬مبدأ الواقعية‬

‫ه ه الواقعية من الفطرة على بساطتها و سهولتها دون أية تعقيدات وهي تقتضي بالنسبة للتمويل‬
‫‪3‬‬
‫قاعدتين فرعيتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬أن الشيء المملوك ينبغي أن يكون مما يحتمل بطبيعته الزيادة فإ ا لم يكن قابل للزيادة فال يمكن أن‬
‫يكون للمالك زيادة في ملكه وه ه الزيادة يمكن أن تكون أسبابها عوامل طبيعية أو جهد اإلنسان أو‬
‫عوامل العرض والطلب في السوق‪ .‬وفي المقابل فإن اإلنسان لو ملك شيئا ليس من طبعه النماء ومن‬
‫ثم ال زيادة له ا اإلنسان من امتالكه له ا الشيء وليس له حق المطالبة بأي زيادة؛‬
‫‪ ‬ربط ما يحصل عليه المالك بوجود زيادة حقيقية في الشيء المملوك‪ ,‬فلو وجدت زيادة حقيقية لما يملك‬
‫استحق المالك زيادة فيما يملك‪ ,‬و إن لم توجد زيادة أو وجد نقص لم يستحق شيئا أو نقص عليه ماله‬
‫المملوك له‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موسى مبارك صيغ التمويل اإلسالمي كبديل لتمويل التقليدي في ضل األزمة المالية العلمية‪ ،‬م كرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية تخصص تحليل استراتجي مالي جامعة ‪ 37‬أوت ‪ 1002‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التجارية وعلوم التسيير ‪3712‬‬
‫ص‪.137‬‬
‫‪2‬‬
‫عصام بوزيد التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪-‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪ -‬م كرة ماجستير تخصص مالية‬
‫المؤسسة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ 3717‬ص‪.37‬‬
‫‪3‬‬
‫عصام عمر أحمد من ر البنوك الوضعية والشرعية النظام المصرفي نظرية التمويل اإلسالمية البنوك الوضعية والشرعية دار التعليم‬
‫الجامعي للطباعة والنشر والتوزيع اإلسكندرية ‪ 3712‬ص‪.320‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬مبدأ االلتزام باألولويات اإلسالمية في التمويل و االستثمار‬

‫إن المردودية التجارية ال تعد سوى مؤشر من المؤشرات المالية المساعدة في المفاضلة واتخا القرار‬
‫االستثماري وهي البعد الثاني المقابل للبعد االقتصادي واالجتماعي وال ينبغي أن تكون المعيار الحاسم في‬
‫اختيار المشروع وعلى ه ا األساس فإن معيار تقييم المشروعات للعمل بها يكون من خالل إعطاء أولويات‬
‫إسالمية للمشروعات والتي تحدد بواسطة مختصين في علم الشريعة الختيار المشروعات التي تعود بالنفع‬
‫الكبير على المجتمع بحيث تفضيل المشروعات اإلنتاجية التي تواجه الفقر وترفع من دخل األفراد‪.1‬‬

‫‪ -6‬مبدأ تحريم االكتناز‬

‫يعتبر االكتناز عند االقتصاديين هو حبس الثروة عن التداول وتجميد المال وتعطيله عن وظيفته‬
‫‪2‬‬
‫ولقد حرم سبحانه وتعالى االكتناز في قوله‪ ﴿:‬يا أيها ال ين آمنوا إن كثي ار‬ ‫األساسية في دخول دورة اإلنتاج‬
‫من األحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل اهلل وال ين يكنزون ال هب والفضة وال‬
‫ينفقونها في سبيل اهلل فبشرهم بع اب أليم‪ .‬يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم‬
‫وظهورهم ه ا ما كنزتم ألنفسكم ف وقوا ما كنتم تكنزون"‪ .‬ومن جهة أخرى نهى عن التب ير و اإلسراف بقوله‬
‫تعالى‪":‬و ال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا﴾‪.‬‬

‫كما أن الشريعة اإلسالمية رغبت في االدخار من جهة ومن جهة أخرى قيدت ه ه العملية بضوابط‬
‫السالمة الشرعية‪ ,‬ألن ه ه المدخرات قد تسلك المسار الخاطئ‪ .‬يمكننا أن نستنتج الحكمة من تحريم االكتناز‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬أن االكتناز يغير نظرة العباد إلى المال ال ي هو وسيلة لقضاء حوائجهم‪ ,‬فجمع المال واكتنازه يجعل‬
‫منه هو الغاية في حد اته؛‬

‫‪ -0‬أن االكتناز يحول بين المال المدخر والدور المرجو منه وهو إنشاء مشاريع استثمارية تحقق الرفاهية‬
‫والرخاء االقتصادي للمجتمعات؛‬
‫‪ -0‬أن اكتناز المال يؤدي إلى حرمان من لهم حق في مال اهلل و يمنعهم منه وبالتالي اإلخالل بأحد ركائز‬
‫اإلسالم الخمسة أال وهي الزكاة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الناصر براني أبو شهد إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية دار النفائس لنشر والتوزيع عمان ‪ 3712‬ص‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫عصام بوزيد عبد الحميد قدي التمويل اإلسالمي‪ ،‬المفهوم والمبادئ مداخلة في ملتقى حول األزمة المالية الراهنة والبدائل المالية‬
‫والمصرفية للنظام المصرفي اإلسالمي المركز الجامعي خميس مليانة ‪ 6 -2‬ماي ‪ 3770‬ص‪ 11-13‬بتصرف‪.‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬

‫يمكن أن يكون التمويل اإلسالمي تبرعي أو استرباحي‪ .‬فاألول يتمثل في الصدقات و الزكاة أما الثاني‬
‫فيصنف على أساس العقد إلى ثالثة أصناف وهي المشاركات والبيوع واإلجارة‪ ,‬ويصنف على أساس العائد‬
‫إلى صنفين هما صيغ قائمة على المشاركات و أخرى قائمة على المعارضات‪ ,‬وه ا ما سنوضحه بشكل‬
‫موجز خالل ه ا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صيغ التمويل القائمة على المشاركة‬

‫نستعرض من خالل ه ا المطلب صيغ التمويل القائمة على أساس المشاركة والمتمثلة أساسا في‬
‫المشاركة و المضاربة إضافة إلى بعض الصيغ الشبيهة بالمضاربة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المشاركة‬

‫‪ -0‬تعريف المشاركة‬

‫يعرف الفقه اإلسالمي المشاركة بأنها الشركة التي يشرك فيها اثنان في مال استحقوه بورثة أو نحوها‬
‫أو جمعوه من بينهم أقساط ليعملوا فيه بتنمية في تجارة أو صناعة أو زراعة أو غيرها‪ ,‬و يعرفها األحناف‬
‫بقولهم" الشركة عقد بين اثنان أو أكثر على أن يكون رأس المال والربح مشترك بينهم"‪ ,‬والمقصود بالمشاركة‬
‫هنا ما يعرفه الفقه اإلسالمي في شركة العنان‪.‬‬

‫شركة العنان في المال هي أن يشترك اثنان مع بعض في مال أو مع التساوي في المال أو مع‬
‫حصص مال أحدهما مع المساواة في الربح أو االختالف فيه‪ .1‬أوهي االشتراك في رأس المال واإلدارة بين‬
‫طرفين للقيام بنشاط معين ألجل محدد ويتم تقاسم األرباح والخسائر حسب االتفاق بينهما‪.‬‬

‫‪ -0‬خصائص المشاركة‬

‫تتميز المشاركة بمجموعة من الخصائص تساعد على أداء الدور المرغوب والمنتظر لها في تخطي العديد‬
‫‪2‬‬
‫من العقوبات‪ ,‬ومن بين ه ه الخصائص ن كر‪:‬‬
‫‪ ‬إن االشتراك في الربح هو جوهر عملية المضاربة وطريقة تقسيمه تخضع التفاق األطراف المشاركة؛‬
‫‪ ‬إن احتمال الخسارة أمر وارد أمام رجحان الربح و من تم ال وجد لالرتباط بينهما فالربح يوزع باالتفاق‬
‫األطراف و الخسارة توزع دائما على مقدار رأس المال‪ ,‬ال تشكل المشاركة مديونية على الشريك؛‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال السيد طال القرار االستثماري في البنوك اإلسالمية مطابع عباسي ‪ 3771‬ص‪.107‬‬
‫‪2‬‬
‫دار رؤية طباعة نشر وتوزيع اإلسكندرية ‪ 3711‬ص‪.161‬‬ ‫محمد محمود المكاوي االستثمار في البنوك اإلسالمية‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬ارتباط التمويل بالمشاركة بمشاريع محدودة في مجاالت معينة؛‬


‫‪ ‬المشاركة مهما كان نوعها فإن عقدها محدد في مقدار رأس المال في حالة وجود وفي حالة نسبة الربح‬
‫المستحق ألطرافها‪ ,‬و في احتمال الخسارة بنسبة رأس المال؛‬
‫‪ ‬فيما يتعلق بحصص الشركاء فإن الفرق شاسع بين التنظيم القانوني والتنظيم الفقهي حيث‪:‬‬

‫‪ -‬في التنظيم القانوني يجوز أن تكون حصص الشريك دينا وفي الفقهي يشترط أن يكون نقدا حاض ار ال دينا‬
‫و إن كان يجوز الحصة العينة؛‬

‫‪ -‬أما في التنظيم القانوني يجوز أن تكون حصص الشريك عروض أو أشياء عينية و في الفقه يجوز عند‬
‫البعض بحيلة تقييمها مراعاة من الفقهاء لضرورة العمل في نظير و تقسيم الحصص أساسا في توزيع األرباح‬
‫والخسائر‪.‬‬

‫‪ -0‬مشروعية المشاركة‬

‫‪1‬‬
‫المشاركة مشروعة من الكتاب و السنة ودليل لك ما يلي‪:‬‬

‫من الكتاب قوله تعالى‪﴿ :‬فإن كانوا أكثر من لك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو‬
‫دين غير مضار وصية من اهلل واهلل عليم حليم﴾؛‬

‫وفي السنة عن أبو داوود عن أبي هريرة رضي اهلل عنه أن الرسول صلى اهلل عليه و سلم قال ‪:‬‬

‫" أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإ ا خانه خرجت من بينهما"‪.‬‬

‫‪ -0‬شروط المشاركة‬

‫‪2‬‬
‫تتمثل في الشروط المتعلقة بالعاقدين و الصيغة و رأس المال و توزيع األرباح وهي كاألتي‪:‬‬
‫‪ ‬العاقدين‪ :‬يشرط في العاقدين أن يكون أهال للتوكيل و التوكل أي أن يكون كل منهما يتمتع باألهلية؛‬
‫‪ ‬الصيغة‪ :‬مثل كل عقد يشترط اإليجاب والقبول ويتم اإليجاب والقبول بكل ما دل على الشركة أو يفيد‬
‫معناها من قبول أو فعل؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد محمود العجلوني البنوك اإلسالمية أحكامها مبادئها وتطبيقاتها المصرفية دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان ‪3770‬‬
‫ص‪.331‬‬
‫‪2‬‬
‫أبوبكر توفيق فتاح استثمار الصكوك اإلسالمية وهيمنتها على األوراق المالية العالمية المعاصرة ‪-‬دراسة موضوعية في واقع المالية‬
‫العالمية‪ -‬دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪ 3712‬ص ص‪.67 61‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬رأس المال‪ :‬يشترط أن تكون النقود المتداولة التي تتمتع بالقبول العام والمعترف بها في تقييم األشياء‬
‫ويرى المالكية جواز أن يكون رأس المال المعروض على أن يتم تقييمها عند التعاقد وأن يكون معلوم‬
‫القدر والجنس والصفة ومحدد تحديدا نافيا للجهالة عند التعاقد؛‬
‫‪ ‬العمل‪ :‬من حق الشريكين و يجوز لهما تفويض العمل ألحدهما أن يشترط عليه لك من البداية ألن‬
‫الحق ثابت لكليهما‪ ,‬و يجوز لصاحب الحق أن يتنازل عليه لغيره عن تراضي إن وجد فيه مصلحة‬
‫لكليهما؛‬
‫‪ ‬توزيع الربح والخسارة‪:‬‬

‫‪ -‬يشترط أن يكون معلوم القدر حيث يمثل المعقود عليه في الشركة والجهالة المعقود عليه تفسد العقد؛‬

‫‪ -‬يجب أن يكون جزءا شائعا من الجملة غير مقطوع كأن يكون لكل شريك نسبة أو كسر كالنصف أو‬
‫الثلث؛‬

‫‪ -‬يجب أن يكون على ما اصطلح به المتعاقد سواء كان لك بالتساوي أو بالتفصيل؛‬

‫‪ -‬توزيع الخسارة يكون على قدر حصص المال المقدم من الشريكين و لك في حالة ما إ ا كان سبب ضرر‬
‫ال دخل للمشاركين فيه‪ ,‬أما إ ا كانت بسبب تقصير أو إهمال المشارك أو مخالفة شروط العقد فيتحمل وحده‬
‫مقدار الضرر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المضاربة‬

‫‪ -0‬تعريف المضاربة‬

‫هي ا تفاق بين طرفين يقوم أحدهما فيه بتقديم المال لكي يعمل فيه اآلخر على أن يكون الربح بينهما‬
‫بحصة شائعة ومن أهم شروطه اقتسام الربح بحسب النسبة المتفق عليها أما الخسارة فتقع على صاحب‬
‫رأس المال ويخسر المضارب جهده فقط مال يصدر منه تعد أو تقصير و لك فإن المضارب يقبض المال‬
‫قبض أمانة ال قبض ضمان بمعنى أن المضارب ال يضمن رأس المال إال في حالة التعدي أو التقصير‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد وهيب الراوي إدارة العمليات المصرفية دار المناهج لنشر والتوزيع عمان ‪ 3711‬ص‪.202‬‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬شروط المضاربة‬

‫‪1‬‬
‫للمضاربة شروط تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬شروط مرتبطة برأس المال‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون رأس المال نقدا فال يصح أن يكون عروض؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون رأس المال معلوم المقدار ألن جهالته تؤدي إلى جهالة الربح؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون رأس المال عينا ال دينا في مة المضارب؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون تسليم للمضارب بالمناوبة أو التمكين ألن بقاءه في يد المالك يفسد المضاربة؛‬
‫ب‪ -‬شروط مرتبطة بالربح‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الربح معلوم أو شائع كالنصف أو الثلث؛‬
‫‪ ‬يجب إ ا حدثت خسارة ولم يتعدى المضارب تقع ه ه الخسارة على صاحب رأس المال والمضارب‬
‫يخسر عمله؛‬
‫ج‪ -‬شروط مرتبطة بالعمل‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يشمل العمل كل األعمال في التجارة الصناعة الزراعة؛‬
‫‪ ‬يجب أن يتماشى العمل وطبيعة عمل المصارف اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬يجب أن ال يضيق صاحب المال على المضارب العمل بل يتركه حرا؛‬
‫‪ ‬يجب أن ال يسافر صاحب العمل بالمال إ ا أراد صاحب رأس المال لك‪.‬‬

‫‪ -0‬مشروعية المضاربة‬

‫المضاربة من الصيغ المعروفة لدى العرب في الجاهلية وعندما جاء اإلسالم أقرها الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وأجمع على صحتها من بعد فقهاء األمة‪.‬‬

‫فقد ورد عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم أنه خرج في مال خديجة رضي اهلل عنها مضاربة إلى الشام‬
‫و لك قبل بعثه وجاء عن عباس عم الرسول صلى اهلل عليه وسلم أنه كان إ ا دفع ماال مضاربة اشترط‬
‫على صاحبه أال يسلك به بح ار وال ينزل به واديا وال يشتري به كبد رطبة فإن فعل فهو ضامن فرفع شرطه‬
‫إلى الرسول فأجازه‪ .‬وأجمع أهل العلم على جواز المضاربة في الجهالة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود سحنون االقتصاد النقدي والمصرفي دار بهاء للنشر والتوزيع قسنطينة دون سنة ص ص‪.117 170‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد صبحي العبادي إدارة العمليات المصرفية والرقابة عليها دار الفكر ناشرون وموزعون عمان ‪ 3717‬ص‪.103‬‬

‫~ ‪~ 17‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬الصيغ الشبيهة بالمضاربة‬

‫‪ -0‬المزارعة‬

‫هي عقد من العقود االستثمارية الزراعية التي يتم في إطاره المزج بين أهم عوامل اإلنتاج الزراعي وهي‬
‫األرض والعمل وبين وسائل اإلنتاج البدور واألسمدة بحيث يقدم المالك األرض والبدور ووسائل اإلنتاج‬
‫ويقوم المزارع بالعمل الزراعي على أن يكون اإلنتاج بنسبة معينة لكل منهما كما قد تكون األرض من‬
‫المالك والعمل والبدور واآلالت من قبل العامل وتكون النسب معادلة حسب مساهمة كل واحد في الجهد‬
‫االستثماري واالستغاللي لألرض الزراعية‪.‬‬

‫‪ -0‬المساقات‬

‫وهي تعني السقي أوهي عقد على استغالل األشجار والتي تستعمل كأصول ثابتة بين الطرفين‬
‫أحدهما صاحب األشجار واآلخر يقوم على ترتيبها واصالحها وفق حصة معلومة من ثمرها أو هي عقد‬
‫ألون من االتفاق بين شخصين أحدهما يملك األشجار واآلخر قادر على ممارسة سقيها حتى توفي ثمارها‬
‫ويتعهد العامل بسقيها‪.‬‬

‫ويشترط فيها اإليجاب من صاحب األشجار والقبول من العامل وأهلية كل منهما وأن تكون المدة‬
‫محددة كما يشترط أن تجري المساقات قبل نضوج الثمر وأن تكون حصة كل منهما بحصة نمائها أو بحصة‬
‫مشاعة منه‪.1‬‬

‫‪ -0‬الغارسة‪.‬‬

‫وتعني أن يدفع الرجل أرضه لمن يغرس فيها شج ار ويتم اقتسام الناتج من األرض حسب االتفاق وتعبر‬
‫‪2‬‬
‫من صيغ التمويل التي لم تحظ باالستعمال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي القائمة على المديونية‬

‫تطرقنا من خالل ه ا المطلب إلى صيغ التمويل القائمة على أساس المعارضة والمتمثلة في المرابحة‬
‫والسلم واإلجارة واالستصناع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صادق راشدا الشمري أساسيات االستثمار في البنوك اإلسالمية دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع عمان ‪ 3711‬ص‪.210‬‬
‫‪2‬‬
‫بورقبة شوقي ضيف إدارة المخاطر االئتمانية في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬دراسة تحليلية دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪3717‬‬
‫ص‪.11‬‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬المرابحة‬

‫‪ -0‬تعريف المرابحة‬

‫المرابحة لغة‪ :‬يقال بعت الشيء مرابحة أو بعت السلعة لفالن مرابحة على كل عشرة دنانير دينار‬
‫واحدا وك لك بالنسبة للشراء يقال اشتريته مرابحة‪.‬‬

‫أما اصطالحا‪ :‬المرابحة عند الحنفية " نقل ما ملكه بالعقد األول بالثمن األول مع زيادة الربح وعرفها‬
‫بتعريف مقارب لما قاله الحنفية حيث يقال‪ ":‬المرابحة عبارة عن بيع سلعة بالثمن‬ ‫الدردير من الملكية‬
‫المشت ارة به مع زيادة ربح معلوم للمتعاقدين" وعرفها الحنابلة بقولهم‪ ":‬هو بيع برأس المال وربح معلوم"‪ .1‬هي‬
‫بيع الشيء بثمنه األصلي مضافا إليه زيادة معلومة للمشتري تمثل هامش الربح للبائع‪.2‬‬

‫‪ -0‬مشروعية المرابحة‬

‫‪3‬‬
‫بيع المرابحة مشروع من الكتاب والسنة ودليل الك ما يلي‪:‬‬

‫من الكتاب قوله تعالى‪ ﴿:‬وأحل اهلل البيع وحرم الربا ﴾‪ .‬والمرابحة بيع هو باق على حله حتى بسنتين‬
‫نصا من الكتاب أو السنة لقوله تعالى‪ ﴿:‬وابتغوا من فضل اهلل ﴾‪.‬‬

‫وفي السنة قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ":‬إ ا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم إ ا كان يدا بيدا" وقوله‬
‫ك لك صلى اهلل عليه وسلم‪ ":‬إنما البيع باإلقراض"‪.‬‬

‫أما اإلجماع فقد تعامل المسلمون بالمرابحة في سائر العصور فكان لك إجماعا على جوازها‪.‬‬

‫‪ -0‬شروط المرابحة‬

‫‪4‬‬
‫بيع المرابحة يقتضي توفر مجموعة من الشروط ن كر منها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تكون السلعة موجودة حتى يمكن التعاقد عليها وحتى تكون محل أو موضوع عقد المرابحة‬
‫وه ا لوجود السلعة يمكن أن يكون متحقق وقت التعاقد أو الحقا بحيث تتحقق من خالل الك قدرة‬
‫البائع على تسليم السلعة وحسب الواصفات المحددة لها؛‬

‫‪1‬‬
‫محي الدين يعقوب ابو الهول تقييم أعمال البنوك اإلسالمية واالستثمارية دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪ 3713‬ص ‪.313‬‬
‫‪2‬‬
‫علي يوسفات واقع صيغ التمويل التجارية اإلسالمية مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية العدد ‪ 71‬الصادرة في جانفي‬
‫‪ 3713‬معهد الحقوق والعلوم السياسية المركز الجامعي تامنغست ص ‪.222‬‬
‫‪3‬‬
‫فادي محمد الرفاعي المصاريف اإلسالمية منشورات الحلبي الحقوقية بيروت ‪ 3771‬ص‪.120‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن فليح خلف البنوك اإلسالمية جدار الكتاب العالمي لنشر والتوزيع عمان ‪ 3771‬ص‪.27‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تحديد سعر البيع باالتفاق المباشر بين البائع والمشتري على أساس تكلفة السلعة التي تحملها البائع‬
‫(الثمن مع المضاربة ) باإلضافة إل ى هامش الربح بنسبة معينة أو مقدار معين يتم االتفاق عليه بين‬
‫الطرفين على أن يتوفر العلم والمعرفة للمشتري بثمن السلع ومصاريفها أي كلفتها على البائع وقد يتم‬
‫االعتماد في الك على الثقة لدى المشترين في البائع وأمانته؛‬
‫‪ ‬ينبغي االتفاق على وقت تسليم السلعة من قبل البائع للمشتري وك ا االتفاق على وقت دفع ثمنها من‬
‫قبل المشتري سواء حاضر أو لألجل؛‬
‫‪ ‬ضرورة التزام الطرفين أي ضرورة التزام المشتري بالشراء عند عملية البيع بسعر ومواصفات السلعة التي‬
‫تم االتفاق عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بيع السلم‬

‫‪ -0‬تعريف بيع السلم‬

‫لغة مأخو من التسليم واالستالم ويقال السلف وسلم لغة أهل الحجار والسلف لغة أهل العراق‬
‫ويسمى سلم لتسليم رأس المال في مجلس العقد ويسمى سلف أيضا لتقديم رأس المال ال ي هو الثمن ألن ه ه‬
‫المادة أيضا تدل على التقديم‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬هو عقد على موصوف في مة مؤجلة بثمن مقبوض في مجلس العقد أو هو دفع الثمن‬
‫وتأخير المثمن وألن المشتري يدفع الثمن ويأخ سلعة بعد مدة ففي الغالب تكون السلعة ارخص من ثمنها‬
‫ويسمى بيع المحاوج ألنه غائب تدعو إليه الضرورة‪.1‬‬

‫‪ -0‬مشروعية بيع السلم‬

‫‪2‬‬
‫بيع السلم مشروع في الكتاب والسنة ودليل الك ما يلي‪:‬‬

‫من الكتاب قاله تعالى‪ ﴿:‬يأيها ال ين آمنوا إ ا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب‬
‫بالعدل﴾‪ 3.‬البقرة اآلية ‪.303‬‬

‫وقد ورد في السنة قوله صلى اهلل عليه وسلم عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪ ":‬قدم رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم إلى المدينة والناس يسلفون في الثمر العام والعامين فقال‪ ":‬من سلف سلفا من الثمر فليسلف في‬
‫كيل معلوم ووزن معلوم"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسن محمود سمحان أسس العمليات المصرفية اإلسالمية دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان ‪ 3712‬ص‪.360‬‬
‫‪2‬‬
‫نعيم نمر داوود البنوك اإلسالمية نحو االقتصاد اإلسالمي دار البداية ناشرون وموزعون عمان ‪ 3711‬ص‪.160‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.282‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬شروط السلم‬

‫‪1‬‬
‫لصحة عقد السلم البد من شروط تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬شروط رأس المال‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون رأس المال معلوم الجنس والقدر والنوع والضمان عند إبرام العقد؛‬
‫‪ ‬يجب أن يسلم رأس المال في مجلس مال العقد؛‬
‫‪ ‬شروط المسلم نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الجنس معلوم؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون معلوم المقدار بالكيل والوزن أو غيرها؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون معلوم النوع إ ا كان الجنس الواحد أكثر من نوع؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون دين في مة المسلم إليه؛‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬شروط متعلقة باألجل‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يكون األجل معلوم باتفاق الم اهب منعا للجهالة المفضية إلى التبرع؛‬
‫‪ ‬يجب تأجيل التسليم بالنسبة إلى المسلم نفسه ألن ه ا ما يميز السلم عن غيره من البيوع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلجارة‬
‫‪ -0‬تعريف اإلجارة‬

‫اإلجارة من الناحية الشرعية هي عقد الزم على منفعة مقصودة قابلة للبدل واإلباحة معلومة بعوض‬
‫معلوم واإلجارة الم كورة صورة مستحدثة من صور التمويل في ضوء عقد اإلجارة وفي إطار صيغة تمويلية‬
‫شائعة تسمح بالتسيير على الراغب في تملك األصول المعمورة مثل السيارات والعقارات واألصول ات القيم‬
‫المرتفعة ويمكن أن يستفيد منها العمالء بمختلف شرائحها‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫حيدر يوسف الموسوي المصاريف اإلسالمية أداءها المالي وأثرها في سوق األوراق المالية دار اليازوري العالمية لنشر والتوزيع‬
‫عمان ‪ 3711‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫ميلود بن مسعودة معايير التمويل اإلسالمي واالستثمار في البنوك اإلسالمية‪ ،‬م كرة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي كلية العلوم‬
‫االجتماعية والعلوم اإلسالمية جامعة الحاج لخضر باتنة ‪ 3770‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫سيف هاشم صباح الفخري صيغ التمويل اإلسالمي رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة حلب ‪ 3770‬ص‪.16‬‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬شروط اإلجارة‬

‫‪1‬‬
‫تخضع اإلجارة لمجموعة من الشروط كغيرها من العقود ويمكن حصر ه ه الشروط في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة على تسليم العين المؤجرة ليتمكن المستأجر منها والقدرة تشمل ملك األصل وملك المنفعة؛‬
‫‪ ‬يجب أن تكون اإلجارة فعلية ليست ساترة للبيع واإلجارة معلومة ومحددة غير قابلة للزيادة؛‬
‫‪ ‬بقاء العين المؤجر بعد استفاء المعقود دون أن يعود لك على استهالكها فمن شروط اإلجارة الصحيحة‬
‫أن يكون األصل المؤجر منتفعا به وال يهلك مع اإلجارة بل يدوم بعدها؛‬
‫‪ ‬معرفة المعوضين معرفة نافية للجهالة المفضية إلى نزاع بين المتعاقدين وأن تكون المنفعة قيمة مالية أو‬
‫سوقية وأن ال يكون موضوعها منطويا على نشاطات أو مواد محرمة‪.‬‬

‫‪ -0‬مشروعية اإلجارة‬

‫المتاجرة مشروعة في الكتاب ودليل لك قوله تعالى‪ ﴿:‬فانطلق حتى إ ا أتيا أهل قرية استطعما أهلها‬
‫فأبوا أن يضيفوهما فوجد فيها جدار يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت التخ ت عليه أج ار ﴾ سورة الكهف‬
‫‪2‬‬
‫‪.00‬‬

‫وقوله أيضا‪ ﴿ :‬قال إني أريد أن أنكحك إحدى بناتي هاتين على أن تأجرني ثمن حجج﴾ سورة‬
‫‪3‬‬
‫القصص‪.30‬‬

‫ربعا‪ :‬االستصناع‬

‫‪ -0‬تعريف االستصناع‬

‫يرى جمهور الفقهاء أن االستصناع قسم من أقسام السلم ول لك يدرج في تعريفه أما الحنفية فقد جعلوه‬
‫عقد مستقل عن عقد السلم‪ .‬وقد عرف بأنه‪ " :‬عقد مقاولة مع أهل الصنعة على أن يعملوا شيء" وأنه عقد‬
‫على المبيع في ال مة شرط العمل وهو يجمع خاصيتين‪:‬‬
‫‪ ‬خاصية بيع السلم من حيث الجواز ووروده مع مبيع غير موجود وقت العقد؛‬

‫‪1‬‬
‫ابتسام ساعد دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي‪ -‬التجربة الماليزية نموذجا – أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتورة في العلوم االقتصادية تخصص نقود وتمويل كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد حيضر‬
‫بسكرة ‪ 3710‬ص‪.172‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة الكهف اآلية ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة القصص اآلية ‪.30‬‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬خاصية البيع المطلق العادي من حيث الجواز كون الثمن فيه ائتمانيا ال يجب تعجيله كما في السلم‬
‫و لك ألن فيه عمل إلى جانب بيع المواد فصار يشبه اإلجارة واإلجارة يجوز تأجير األجرة فيها‪.1‬‬

‫‪ -0‬مشروعية االستصناع‬

‫االستصناع مشروع ودليل مشروعيته اإلجماع الثابت بالتعامل بيه من لدن الرسول صلى اهلل عليه‬
‫وسلم إلى يومنا ه ا‪ .‬واإلجماع من أقوى الحجج بدليل الكتاب والسنة فقد روي أن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ":‬استصنع خاتما ومنب ار " ويعامله الناس في سائر األزمان من غير نكير فكان إجماعا الجواز‪.2‬‬

‫‪ -0‬شروط االستصاع‬

‫‪3‬‬
‫يشترط في عقد االستصناع مجموعة من الشروط تتمثل أهمها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب بيان المصنوع محل العقد من حيث الجنس والنوع والصفة؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون المحل ما يجري به التعامل بين الناس؛‬
‫‪ ‬يجب أن ال يتم تحديد مدة العقد ألجل ألنه يصبح عقد سلم؛‬
‫‪ ‬يجب أن تكون المواد والعمل من الصانع‪.‬‬

‫المطلب الثالث صيغ التمويل اإلسالمي القائمة على الخدمات االجتماعية‬

‫سنتطرق من خالل ه ا المطلب إلى صيغ التمويل القائمة على الخدمات االجتماعية والمتمثلة أساسا‬
‫في القرض الحسن والزكاة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القرض الحسن‬

‫‪ -0‬تعريف القرض الحسن‬

‫القرض الحسن هو دفع مال أو تملك شيء له قيمة بمحض التفضيل على أن يرد مثله أو يأخ عوضا‬
‫نتعلق بال مة بدال عنه‪ 4.‬وقد وصف اهلل عز وجل القرض ال ي ندب إليه بالحسن في أكثر من موضوع‬

‫‪1‬‬
‫خديجة خالدي عبد الرزاق ابن حبيب‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون ‪ 3710‬ص‪.320‬‬
‫‪2‬‬
‫دار الكتاب العلمية‬ ‫محمد علي محمود ألبنا القروض المصرفية‪-‬دراسة تاريخية مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫بيروت ‪ 3776‬ص‪.320‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد اهلل خبابة االقتصاد المصرفي النقود اإللكترونية البنوك التجارية السياسة النقدية البنوك اإلسالمية األسواق المالية مؤسسات‬
‫شباب الجامعية اإلسكندرية ‪ 3771‬ص‪.100‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد سليمان حضاونة المصاريف اإلسالمية مقررات بازل تحديات العولمة اإلسالمية ومواجهتها جدار الكتاب العالمي للنشر‬
‫والتوزيع عمان ‪ 3771‬ص‪.10‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫بالقرآن الكريم يقول تعالى‪ ﴿:‬من ال ي اقرض اهلل قرضا حسنا فيضاعفه له إضعافا كثيرة واهلل يقبض ويبسط‬
‫‪1‬‬
‫واليه ترجعون﴾‪.‬‬

‫‪ -0‬شروط القرض الحسن‬

‫‪2‬‬
‫يشترط في القرض الحسن ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يصح اإلقراض بشرط توثيقه برهن وكفيل واشهاد وكتابة فإ ا لم يوفى المقترض بشروطه كان‬
‫للقرض حق الفسخ وال يحل للمقترض التصرف فيما أقترض قبل الوفاء بالشرط؛‬
‫‪ ‬اختلفت آراء الفقهاء في حكم واشتراط األجل في القرض ف هب جماعة منهم إلى صحة لك ولزوم‬
‫الشرط و هب غيرهم إلى أن العقد صحيح والشرط فاسد؛‬
‫‪ ‬يجب أن ال ينصص عقد القرض الحسن على زيادة مقابل األجل ويكزن العقد صحيح إ ا كان التمويل‬
‫بدون مقابل؛‬
‫‪ ‬للمقترض أن يرد القرض نقدا بعملة اإلقراض نفسها ويتم سدادها على أقساط يتفق عليها في العقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الزكاة‬

‫هي حق مفروض في أموال مخصوصة لفئات معينة وهي الحافز ال ي يزيد االستثمار في مشروعات‬
‫مربحة والتقليل من ظاهرة االحتكار في المشروعات من قبل أصحاب رؤوس األموال‪ .3‬وهي أداة توازن‬
‫اقتصادي واجتماعي في المجتمع المسلم وتعني إعادة إنفاق األموال على أموال الناس ومنافعهم و مهما‬
‫تيقنت المجتمعات المعاصرة فلن تجد البديل األمثل للزكاة وما أحرنا في مجتمعاتنا اإلسالمية إلى العودة إلى‬
‫حبور اإلسالم واقامة فريضة الزكاة في المجتمع المسلم لتحل محل العديد من الضرائب التي أثبتت فشلها‬
‫ولم ترقى إلى مستوى عدالة الزكاة‪.‬‬

‫وهناك من يقول أن الزكاة ضريبة وقد أثبتت ه ه الدراسة خطأ ه ه المقولة فالزكاة فريضة من اهلل لها‬
‫شروط و لها أنصبة ولها مصارف‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة البقرة اآلية ‪.312‬‬
‫‪2‬‬
‫الغالي بن إبراهيم أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ص‪.03‬‬
‫‪3‬‬
‫حنان دريد الطاوس غريب دور التمويل اإلسالمي في تعزيز الشمول المالي مجلة البشائر المجلد ‪ 0‬العدد ‪ 1‬الصادرة في أفريل‬
‫‪ 3731‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير جامعة بشار ص ‪.301‬‬
‫‪4‬‬
‫طاهر حيدر حدران االقتصاد اإلسالمي‪-‬المال‪ ،‬الربا‪ ،‬الزكاة‪ -‬ط‪ 1‬دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪ 1000‬ص‪.120‬‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم التمويل اإلسالمي‬

‫سنقوم في المبحث بتقويم التمويل اإلسالمي من خالل توضيح مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫ودراسة العوامل المساعدة على نجاحه و مظاهر ه ا النجاح كما سنعرض أهم العقبات التي تواجه تفعيل‬
‫دوره و في األخير سنقوم بإجراء مقارنة بينه و بين التمويل الربوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي‬

‫يعتبر التمويل اإلسالمي كغيره من أنواع التمويل األخرى له مخاطر متعددة سنتطرق خالل ه ا‬
‫المطلب إلى أهم ه ه المخاطر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مخاطر التمويل بالمرابحة‬

‫إن عقد المرابحة من أكثر العقود المالية اإلسالمية استخداما وان أمكن تنميط العقود وتوحيده فإنه‬
‫يمكن أن تكون مخاطره قريبة من مخاطر التمويل التقليدي وبصفة عامة فإن المخاطر التي تعترض ه ه‬
‫الصيغ تتمثل في أن ه ه الصيغ الموحدة للعقد قد ال تكون مقبولة شرعا لجميع عمالء الشريعة وه ا ما يعرف‬
‫بمخاطر الطرف اآلخر في العقد‪.1‬‬

‫ووفق لقرار مجمع الفقه اإلسالمي فإن الوعد في المرابحة قد يكون ملزما لطرف واحد لكن فقهاء‬
‫آخرين اعتبروه غير ملزم‪ .‬ه ا يعني إمكانية التراجع عنه حتى بعد صدور الوعد وبعد دفع العربون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخاطر التمويل ببيع السلم‬

‫عند التمويل عن طريق بيع السلم نميز بين نوعين من المخاطر مصدرها الطرف اآلخر يمكن تحليلها‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬تتفاوت مخاطر الطرف األ خر من عدم تسليم المسلم فيه أو عدم تسليمه تماما أو تسليم نوعية مختلفة‬
‫عما اتفق عليه في العقد وبما أن عقد السلم يقوم على بيع المنتجات الزراعية فإن مخاطر الطرف اآلخر‬
‫قد تكون بسبب عوامل ليس لها صلة بالمالءة المالية للزبون‪.‬‬
‫‪ ‬ال يتداول عقد السلم في األسواق المنظمة أو خارجها فهي اتفاق بين طرفين ينتهي بتسليم سلع عينية‬
‫وتحول ملكيتها ه ه السلع تحتاج إلى تخزين وب لك تكون هناك تكلفة إضافية ومخاطر أسعار تقع على‬
‫مالك السلعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات الشرعية القاهرة‬ ‫فاتح راشي استخدام الهندسة المالية اإلسالمية في إدارة المخاطر بالمصاريف اإلسالمية‬
‫المجلد‪ 72‬العدد‪ 3711 31‬ص‪.361‬‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬مخاطر التمويل باالستصناع‬

‫‪1‬‬
‫تتعدد مخاطر التمويل باالستصناع ون كر أهم ه ه المخاطر في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مخاطر الطرف اآلخر في العقد والخاصة بتسليم السلعة المباعة استصناعا شبه مخاطر عقد السلم‬
‫حيث يمكن أن يفشل الطرف اآلخر في تسليم السلع في موعدها أو تسليم سلع رديئة غير أن السلع‬
‫موضع العقد في حالة االستصناع تكون تحت سيطرة الزبون وأقل تعرض للجوائح الطبيعية مقارنة بالسلع‬
‫المباعة في عقد السلم واآلجل‪ .‬ل لك من المتوقع أن تكون مخاطر الطرف اآلخر في االستصناع أقل‬
‫خطورة بكثير من‬
‫مخاطر الزبون؛‬
‫‪ ‬مخاطر العجز عن السداد من جانب المشتري ات طبيعة عامة بمعنى فشل المشتري في السداد‬
‫الكامل في الموعد المتفق عليه؛‬
‫إ اعتبر عقد االستصناع عقد جائز فقد تكون هناك مخاطر الطرف اآلخر ال ي يعتمد على عدم‬
‫إلزامه العقد فيتراجع عنه‪.‬‬
‫وا ا تمت معاملة الزبون في ه ا النوع من العقود كمعاملة الزبون في عقد المرابحة وان تمتع بخيار‬
‫التراجع عن العقد ورفض تسليم السلعة في موعدها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مخاطر التمويل بالمشاركة والمضاربة‬

‫تتزايد مخاطر صيغ التمويل القائمة على المشاركة والمضاربة بسبب العوامل اآلتية‪:2‬‬

‫إ ا كان المصرف اإلسالمي يتلقى أموال باعتباره عامل مضاربة الستثمارها في التجارة بالبيع والشراء‬
‫ثمارته عقد المضاربة ه ا يعني أنه يصح صاحب رأس المال وعميل‬
‫فإن من العقود التي يلجأ إليها في است ا‬
‫المشاركة‪ .‬يكون عامل المضاربة حيث أن عامل المضاربة وكيل أمين فهنا تكمن المخاطرة األخالقية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ياسين بابا عمر جلماني عيساوي توفيق إدارة المخاطر في المصاريف اإلسالمية ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل‬
‫المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪-10‬‬
‫‪ 10‬ديسمبر ‪ 3710‬ص‪.002‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد بلجاللي فتيحة بلجاللي دور االبتكارات في الصناعة المصرفية اإلسالمية في إدارة مخاطر التمويل اإلسالمي‪ ،‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪ 3710‬ص ‪.1121‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل و مظاهر نجاح التمويل اإلسالمي‬

‫تطرقنا من خالل ه ا المطلب لعرض العوامل التي ساعدت على نجاح التمويل اإلسالمي و أهم‬
‫مظاهر ه ا النجاح‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العوامل التي ساعدت على نجاح التمويل اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫هناك عدة أمور ساعدت على نجاح التمويل اإلسالمي يمكن تبيانها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬قناعة الكثير من المسلمين وغيرهم بعدم جدوى التعامل بالربا ألنه محرم وهو سبب البالء وفشل الكثير‬
‫من السياسات التي تعتمد على الربا في اقتصادها؛‬

‫‪ -3‬ضخامة رأس المال ال ي يمتلكه الغرب والمسلمون وال ي يوجد في البنوك الغربية بما يقدر بآلف‬
‫المليارات من الدوالرات؛‬

‫‪ -2‬مرونة المنهج اإلسالمي في قطاع المعامالت مما يؤدي إلى زيادة قدرة المصاريف اإلسالمية على‬
‫تطوير نفسها ومواكبة المستجدات مع المحافظة على األصول والقواعد العامة التي تنضم العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي؛‬

‫‪ -1‬تقوم األنظمة االقتصادية الغربية على الفصل بين األخالق والمعامالت المالية في المجتمع؛‬

‫‪ -2‬االستفادة من الثروة الفقهية وتطبيقات عمليات التمويل اإلسالمي ويثبت من خالل جدارة النمو ج‬
‫االقتصاد الشرعي في أي عصر وفي أي مجتمع ل الك فإن التمويل اإلسالمي المصرفي يقوم على أساس‬
‫العدالة والمشاركة في المخاطرة والربح‪.‬‬

‫ومما الشك أن ه ا التمويل سيظل قائما على األساليب التي تقرها الشريعة اإلسالمية من أجل تخليص‬
‫المجتمعات من آفة الربا وه ا سيساهم مساهمة فعالة في إزالة حاالت عدم التوازن وتحقيق العدالة والكفاءة‬
‫على حد سواء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد يعرب الجبروي دور المصاريف اإلسالمية في التمويل واالستثمار ط‪ 1‬دار ومكتبة الجامد للنشر والتوزيع عمان ‪3711‬‬
‫ص‪.16‬‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر نجاح التمويل اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫حقق التمويل إلسالمي نجاحات كثيرة وفي مختلف المجاالت ومن مظاهر نجاحه نجد‪:‬‬
‫‪ -0‬تطور حجم التمويل اإلسالمي خالل الفترة‪.0100 -0110 :‬‬

‫فقد شهدت ه ه الفترة تطور أصول التمويل اإلسالمي بشكل متزايد ومستمر رغم التطورات التي يشهدها‬
‫االقتصاد العالمي والشكل الموالي يبين تطور مجموع أصول التمويل خالل الفترة ‪.3710 -3770‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)10‬تطور مجموع أصول التمويل اإلسالمي خالل الفترة ‪0100- 0110‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2018‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على‪ :‬نبيلة حمان زناتي سعاد الميلودي الهندسة المالية كمدخل لتطوير الصناعة المالية‬
‫اإلسالمية عرض التجربة الماليزية‪ ،‬ورقة بحث في الملتقى الوطني حول‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪.1220 3710‬‬

‫نالحظ من الشكل رقم(‪ :)71‬أن مجموع أصول التمويل اإلسالمي في تزايد مستمر ففي سنة ‪ 3770‬قدر بأقل‬
‫من ‪ 1777‬تريليون واستمر في االرتفاع ليصل في سنة ‪ 3711‬إلى حوالي ‪ 3777‬تريليون ليصل سنة‬
‫‪ 3710‬إلى حوالي ‪ 2177‬تريليون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أسيا سعدان صليحة عماري تنامي التمويل اإلسالمي في ضل األزمة العالمية الراهنة‪-‬دراسة حالة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪-‬‬
‫مؤتمر حول األزمات المالية واالقتصادية العالمية المعاصرة من منظور االقتصاد اإلسالمي جامعة العلوم اإلسالمية العالمية معهد‬
‫العالمي للفكر اإلسالمي عمان ديسمبر‪ 3717‬ص‪.12‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ - 3‬توجيه المؤسسات المالية التقليدية اإلسالمية إلى تبني المعامالت اإلسالمية‬

‫ه ا في ظل المنافسة التي فرضتها المؤسسات المالية اإلسالمية خاصة البنوك وان كان حجمها وخبرتها‬
‫ضئيلتان مقارنة بالبنوك التقليدية فقد سارعت الكثير من البنوك في الدول النامية أو المتقدمة إلى إنشاء فروع‬
‫لها خاصة بالمعامالت اإلسالمية أو نواف لتعامل اإلسالمي‪.‬‬

‫ون جد أن المملكة المتحدة تملك أكبر عدد من البنوك اإلسالمية حيث تصل أصول البنوك اإلسالمية في‬
‫بريطانيا إلى ‪ 11‬مليار دوالر أن بنك بريطانيا اإلسالمي وهو أول مصرف يقدم خدمات مالية إسالمية في‬
‫أوروبا عام ‪ 3771‬ولديه ‪ 22‬آلف عميل و‪ 0‬فروع في بريطانيا‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬توزيع مؤسسات التمويل اإلسالمي حسب القطاع والمنطقة (الوحدة مليار دوالر أمريكي)‬

‫‪700‬‬

‫‪600‬‬

‫‪500‬‬

‫‪400‬‬

‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫التكافل‬ ‫الصناديق االستثمارية‬ ‫الصكوك‬ ‫المصاريف االسالمي‬
‫‪-100‬‬

‫اسيا‬ ‫دول الخليج العربي‬ ‫الشرق االوسط وشمال إفريقيا‬ ‫إفريقيا‬ ‫دول آخرى‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على‪ :‬محمد بن موسى نعيمة خالدي التمويل اإلسالمي قراءة في أهم الضوابط والصيغ ورقة‬
‫بحث مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم‬
‫التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر‪ 3710‬ص ‪.301‬‬

‫نالحظ من الشكل رقم (‪ )73‬أن إجمالي الصناديق االستثمارية بلغ ‪ 26.1‬تريليون دوالر في حين بلغ‬
‫إجمالي الصكوك والمصاريف اإلسالمية والتكافل ‪ 32.1 -1102.17 -201.2‬على الترتيب‪ .‬وبالتالي‬
‫تصدر المصاريف اإلسالمية من حيث االنتشار في حين نجد أ منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا تحتل‬
‫المرتبة األولى من حيث تملكها لمؤسسات التمويل اإلسالمي بإجمالي قدره ‪ 262.0‬تريليون دوالر في حين‬
‫تحتل إفريقيا المرتبة األخيرة بإجمالي قدره ‪ 27.6‬تريليون دوالر‪.‬‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬إثراء المنظمات الدولية المختصة وخبراء اقتصاديين غربيين للتمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫فقد أشاد كل من صندوق النقل الدولي اإلنشاء والتعمير بتجربة الصيرفة اإلسالمية بشكل خاص أثنا‬
‫األزمة المالية العالمية‪ .‬واهتمام الكثير من الجامعات األمريكية التي حققت أشواط في تدريس قضايا االقتصاد‬
‫اإلسالمي وأنشطة التمويل اإلسالمية لتلحق بها أوروبا‪ .‬حيث نجد ثالث جامعات بإنجلت ار متبني فكرة‬
‫االقتصاد واالستثمار اإلسالمي كجامعة كنت التي تعطي درجة الدكتورة والماجستير في قسم المحاسبة‬
‫والمراجعة اإلسالمية وجامعة برمنجهام التي أنتجت مؤلفات لغير المسلمين في الحاسبة والمراجعة في‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫وعليه فإن ازدياد عدد المؤسسات المالية اإلسالمية والنمو في حجمها يعني الحاجة إلى مزيد من‬
‫العناصر البشرية المدربة ومع نقص المؤسسات األكاديمية التي تخرج ه ه العناصر فإن المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية تحتاج إلى االستعانة بدرجة أكبر ببرامج التدريب المكثف لتنمي قدرات العاملين والمساهمة في‬
‫إنشاء المعاهد المتخصصة التي توفر الكوادر المؤهلة علميا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عقبات تفعيل دور التمويل اإلسالمي‬

‫شهد قطاع التمويل اإلسالمي معدالت نمو هائلة إ يعتبر بديل لتمويل التقليدي وبالرغم من لك فهو‬
‫يعتبر مجرد نقطة في بحر القطاع المالي على مستوى العالم وهناك معوقات كثيرة أمام نمو التمويل‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالمي ن كر أهمها في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التمويل اإلسالمي بحاجة إلى تعزيز أسس الشفافية وارساء بنية تحتية إ أن هناك فجوتين رئيسيتين في‬
‫كما أن ه ه‬ ‫البنية التحتية بحيث أن السوق الثانوي غير مالئم ويحتاج إلى التغير لتحقيق النمو المستدام‬
‫المسألة بحاجة إلى الوقوف عندها وحل مبتكر وال يتوفر أي مجموعة من المعايير المطبقة؛‬

‫‪ -3‬أن الكفاءة البشرية المؤهلة في قطاع التمويل مازالت غير كافية فصيغ التمويل اإلسالمي تحتاج في‬
‫تطبيقها لنوعية خاصة من العاملين لدرجة تجعل توافر ه ه النوعية عقبة رئيسية تحول دون إمكانية تطبيقها‬
‫و لك ألن أنظمة عمل ه ه الصيغ؛ كما أن آليات العمل تختلف عن آليات العمل في األنظمة التي تعتمد‬
‫على سعر الفائدة األمر ما يستدعي توافر موارد مؤهلة تحيط بالقواعد والضوابط التي تحكم عمل ه ه الصيغ‪.‬‬

‫‪ -2‬افتقار التمويل اإلسالمي آلليات تقييم المخاطر وفقدان عنصر التنويع واالبتكار وعدم وجود تشريعات‬
‫وقوانين واضحة وصريحة تحدد آليات عمل ه ا القطاع والتي من شأنها إخراج ه ه الصناعة من مأزقها؛‬

‫‪1‬‬
‫حسين عبد المطلب األسراج مقال العالمي دور التمويل اإلسالمي في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مؤتمر المصاريف‬
‫اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية جامعة السلطان موالي سليمان بني مالل ‪ 11‬ماي ‪ 3713‬ص ‪ -‬ص‪.10 16‬‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬عدم وجود قانون واضح أو تشريع يحدد طبيعة عمل المنتجات المالية اإلسالمية المطروحة والتمويل‬
‫المصغر والتمويالت المالية البسيطة مهمة جدا نظ ار للحاجة التي يبديها بعض التجار واألشخاص للسيولة‬
‫من أجل مباشرة أعمالهم‪.‬‬

‫كما يجب الفصل بين القسم االجتهاد ال ي يبتكر بنية إسالمية جديدة و المشرعون ال ين يمدون الفتاوى‬
‫ما يضمن شفافية أكثر‪.‬‬

‫‪ -2‬تحدي االبتكارات والمتمثل في قيمة البحوث والدراسات التي يتم صرفها على المنتجات التقليدية مقارنة‬
‫بالمنتجات اإلسالمية والتنوع يفتح باب واسع أمام العمالء لالختيار‪.‬‬

‫~ ‪~ 31‬‬
‫اإلطار النظري حول التمويل اإلسالمي‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‬

‫قمنا في ه ا الفصل بتحديد اإلطار النظري للتمويل اإلسالمي وه ا بغرض الفهم الصحيح‬
‫للمصطلحات المتعلقة به بحيث توصلنا في نهاية ه ا الفصل إلى مجموعة من النقاط يمكن تلخيصها‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن القول بأن التمويل اإلسالمي عبارة عن إطار شامل من األنماط و النما ج والصيغ المختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن التمويل اإلسالمي تحكمه مجموعة من الضوابط بحيث أن ه ه الضوابط ترسم مالمح اإلطار العام‬
‫ال ي يجعل ه ا التمويل مقبول شرعا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن التمويل اإلسالمي قائم على أساس مبدأ الربح والخسارة وأنه يستبعد مبدئي الربا والفائدة والل ان‬
‫يعتبران مبدأين أساسين في التمويل التقليدي‪.‬‬

‫‪ -1‬أن التمويل اإلسالمي يرتبط بالجانب الحقيقي للسلع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -2‬أن صيغ التمويل اإلسالمي حققت نجاح كبير تمثل في إقبال المسلمين وغير المسلمين على التعامل بها‬
‫بدال من صيغ التمويل التقليدي‪.‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫رغم التحوالت االقتصادية التي مر بها العالم وال ي أصبحت تشكل فيه المؤسسات الكبيرة المحرك‬
‫األساسي القتصاديات الدول استطاعت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خالل العشريتين األخيرتين أن تبرهن‬
‫على فعاليتها في ترقية وتطوير النمو االقتصادي واالجتماعي فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتبر‬
‫المحرك والدفع لعجلة التنمية االقتصادية وعليه أصبح ل ا كثير من المسؤولين قناعة بضرورة دعم ه ا النوع‬
‫من المؤسسات ومن هنا تحقق االعتراف بل قد يكون إجماعا مطلقا ألهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫وما تتميز به ه ه المؤسسات من قدرة على خلق فرص عمل منتجة وصمودها أمام األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكن تقسيم ه ا الفصل إلى المباحث اآلتية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص أهمية وأنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ؛‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتجارب بعض الدول‪.‬‬

‫~ ‪~ 34‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تشكل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حقيقة ملموسة في النسيج االقتصادي و الصناعي غير أنه‬
‫من الصعب إعطائها تعريفا محددا رغم العديد من الدراسات التي تناولتها وللتوصل إلى وضع تعريف‬
‫للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة اعتمدت مجموعة من المعايير التي سيتم التطرق أهمها من خالل ه ا‬
‫المبحث باإلضافة إلى بعض التعارف و صعوبات تحديد تعريف موحد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صعوبة تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫يمكن رد صعوبات التعريف الموحد لقطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة إجماال إلى ثالثة عوامل‬
‫أساسية و هي االقتصادية والتقنية السياسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العوامل االقتصادية‬

‫تتمثل ه ه العوامل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -0‬اختالف مستويات النمو‬


‫يتمثل في التطور الالمتكافئ بين مختلف الدول و اختالف مستويات النمو فالمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الدول المتقدمة أو أي بلد آخر تعتبر كبيرة في بلد نامي كما أن شروط النمو االقتصادي‬
‫واالجتماعي تتباين من فترة إلى أخرى ويؤثر المستوى التكنولوجي ال ي يحدد بدوره أحجام المؤسسات‬
‫االقتصادية ويعكس التفاوت في مستوى التطور االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -0‬اختالف فروع النشاط االقتصادي‬
‫إن تصنيف المؤسسات على أساس النشاط االقتصادي ال ي تمارسه يعتمد على قاعدة التقسيم‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعي للعمل وتصنف إلى ثالث قطاعات رئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬قطاع أولي‪ :‬يضم مجموعة المؤسسات التي تستخدم كعنصر أساسي أحد عوامل الطبيعة كالزراعة‬
‫و الصيد؛‬
‫‪ ‬قطاع ثاني‪ :‬يشمل المؤسسات التحويلية كالتصنيع و البناء؛‬
‫‪ ‬قطاع ثالث‪ :‬يمثل قطاع الخدمات كالنقل التوزيع و التأمين‪.‬‬

‫فارس طارق دور و مكانة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و سبل ترقية قدرتها التنافسية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم اإلقتصادية(دراسة حالة الجزائر) كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و علوم التسيير جامعة فرحات عباس سطيف ‪3710‬‬
‫ص‪.1‬‬

‫~ ‪~ 35‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يختلف النشاط االقتصادي و تتنوع فروعه وتختلف كل مؤسسة حسب النشاط المنتمية إليه أو أحد‬
‫فروعه و لك بسبب تعداد اليد العاملة و رأس المال الموجه لالستثمار فالمؤسسة الصغيرة أو المتوسطة في‬
‫‪1‬‬
‫مجال الصناعة التعدينية قد تكون كبيرة في مجال التجارة أو الصناعة الغدائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوامل التقنية‬

‫يمكن تلخيص العامل التقني في مستوى اإلندماج بين مراحل العملية اإلنتاجية فعندما تكون العملية‬
‫اإلنتاجية أكثر إندماجا يؤ ي إلى توحيد اإلنتاج و تمركزها في مصنع واحد وبالتالي يتجه حجم المؤسسات‬
‫إلى الكبر بينما تكون المؤسسات الصغيرة أو المتوسطة عند تجزئة ه ه العملية كما أن المستوى العالي‬
‫‪2‬‬
‫للتكنولوجيا يقلص من حجم المؤسسة حتى ولو كانت عالمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل السياسية‬

‫تعكس ه ه العوامل مدى إهتمام سلطات بلد بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وال ي ينتظر أن‬
‫تقوم به في إطار برامجها التنموية وال ي يحدده واضعو اإلستراتيجيات و السياسات التنموية وكل المهتمين‬
‫بالقطاع وعلى ه ا الدور واإلهتمام السياسي يتم وضع وتحديد تعريف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪3‬‬
‫والحدود التي تميزها عن المؤسسات الكبرى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير المعتمدة لتعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫ليس هناك تعريف واحد للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة يمكن أن تسري في جميع مناطق العمل و‬
‫في جميع الظروف ل لك أتبع في تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة العديد من المعايير منها ما هو‬
‫كمي و منها ما هو نوعي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعايير الكمية‬

‫إن تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة يخضع لجملة من المعايير و المؤشرات الكمية منها‪:‬‬

‫‪ 1‬رابح خوني رقية حساني المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و مشكالت تمويلها‪ ،‬إت ارك للنشر والتوزيع مصر ‪ 3770‬ص ص‪10 10‬‬
‫‪2‬‬
‫صباح مشاري أثر التنظيم اإلداري على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬م كرة ماجستير في العلوم االقتصادية‬
‫جامعة سطيف الجزائر ‪ 3717‬ص‪.117‬‬
‫‪3‬‬
‫صوراية قشيدة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر(دراسة حالة الشركات األوروبية للمساهمات) م كرة ماجستير في‬
‫العلوم االقتصادية جامعة الجزائر‪ 3713 2‬ص‪.33‬‬

‫~ ‪~ 36‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬معيار رأس المال‬

‫يعتبر معيار رأس المال من المعايير األساسية التي تستخدم في تمييز حجم المشروع نظ ار ألنه يمثل‬
‫عنص ار هاما في تحديد الطاقة اإلنتاجية و يختلف ه ا المعيار من دولة إلى أخرى فعلى مستوى دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي حددت لجنة المال و االستثمار المنبثقة عن لجنة تنشيط لحركة االقتصادية في الكويت‬
‫مفهوم المشروع الصغير بأنه المشروع ال ي ال يتجاوز رأس ماله ‪ 677‬ألف دوالر تقريبا و على مستوى‬
‫مجموعة من الدول اآلسيوية شملت الفيليبين الهند كوريا و باكستان فإن مدى رأس مال المشروع الصغير‬
‫‪1‬‬
‫قد يتراوح ما بين ‪ 22‬إلى ‪ 377‬ألف دوالر‪.‬‬

‫‪ -0‬معيار العمالة‬

‫يعتبر ه ا المعيار أحد أهم المعايير الكمية التي تصنف وتفرق بها المؤسسات الكبيرة عن المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة حيث يعتمد على عدد العمال في المؤسسة و إن إستخدام ه ا األخير كمعيار لتعريف‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التمييز بينها والجدول اآلتي يوضح مختلف التصنيفات المستخدمة في‬
‫‪2‬‬
‫ه ا المجال‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬تصنيف بعض الدول للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة حسب عدد العمال‪.‬‬

‫المؤسسات المتوسطة‬ ‫المؤسسات الصغيرة‬ ‫إسم الدولة‬


‫من ‪ 17‬إلى ‪ 177‬عامل‬ ‫من ‪ 71‬إلى ‪ 70‬عمال‬ ‫هولندا‬
‫من ‪ 371‬إلى ‪ 277‬عامل‬ ‫أقل من ‪ 377‬عامل‬ ‫إسبانيا‬
‫أقل من ‪ 377‬عامل‬ ‫من ‪ 71‬إلى ‪ 27‬عامل‬ ‫سويس ار‬
‫من ‪ 177‬إلى ‪ 277‬عامل‬ ‫من ‪ 71‬إلى ‪ 00‬عامل‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫أقل من ‪ 177‬عامل‬ ‫أقل من ‪ 37‬عامل‬ ‫تايوان‬
‫أقل من ‪ 177‬عامل‬ ‫أقل من ‪ 17‬عمال‬ ‫تايالندا‬
‫من ‪ 31‬إلى ‪ 177‬عامل‬ ‫من ‪ 71‬إلى ‪ 37‬عامل‬ ‫ألمانيا‬
‫المصدر‪ :‬قريشي محمد األخضر وآخرون التمويل اإلسالمي كتوجه لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر مداخلة ضمن‬
‫الملتقى الوطني حول إستراتيجية التنظيم و مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر جامعة ورقلة الجزائر ‪ 3713‬ص‪.0‬‬

‫‪ 1‬نبيل جواد إدارة و تنمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع لبنان ‪ 3770‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫أمينة حنيفي إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بين النظرية و التطبيق(دراسة حالة الجزائر)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير جامعة عبد الحميد بن باديس‬
‫مستغانم ‪ 3710-3710‬ص ص ‪.20 20‬‬

‫~ ‪~ 37‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬معيار حجم المبيعات‬

‫يعتمد ه ا المعيار على حجم المبيعات السنوية المحققة وهو أيضا من بين المعايير الكمية التي‬
‫يعتمد عليها في التصنيف و التفرقة بين المؤسسات‪ 1.‬وتعطي المبيعات صورة عن حجم النشاط اإلنتاجي‬
‫للمؤسسة و قدرتها التنافسية في األسواق فالمؤسسات الكبيرة بارتفاع حجم المبيعات مقارنة بالمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة لك أن ه ه األخيرة مرتبطة باألسواق المحلية‪ .‬يعاب على ه ا المعيار صعوبة الحصول‬
‫على معطيات إحصائية دقيقة حول حجم المبيعات السنوية كما أنه شديد الحساسية تجاه تغيرات األوضاع‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -0‬معيار رقم األعمال‬

‫يستخدم لقياس مستوى نشاط المؤسسة و قدرتها التنافسية ويستعمل خاصة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية و أوروبا إال أن ه ا المعيار يعاني من بعض النقائص لك أن كبر حجم مبيعات المؤسسة أو‬
‫‪3‬‬
‫ارتفاع رقم أعمالها قد يكون بسبب ارتفاع األسعار و ليس لعدد الوحدات المباعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعايير النوعية‬

‫جاءت المعايير النوعية كتكملة للمعايير الكمية ومن أهم المعايير النوعية التي يتم االعتماد عليها‬
‫لتحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬المعيار القانوني‬

‫يتوقف الشكل القانوني للمؤسسة على طبيعة و حجم رأس المال المستثمر فيها و طريقة تمويله‬
‫فشركات األموال غالبا ما يكون رأس مالها كبير مقارنة مع شركات األشخاص ووفقا له ا المعيار تشمل‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة جميع المؤسسات العائلية و التضامن و شركات التوصية البسيطة والتوصية‬
‫‪4‬‬
‫باألسهم‪...‬إلخ‪.‬‬

‫نفس المرجع ص‪.61‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عيسى قروش دور تكنولوجيا المعلومات في تحسين أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دراسة عينة من المؤسسات الجزائرية‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير جامعة محمد بوضياف المسيلة‬
‫‪ 3710‬ص‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد اهلل خبابة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة آلية تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة مصر ‪ 3712‬ص‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫نبيل جواد مرجع سبق كره ص ص‪.21 22‬‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬معيار قيمة المبيعات‬

‫هناك من يصنف ه ا المعيار ضمن المعايير النوعية غير أنه كمي في قياسه ولكن نوعي في مدلوله‬
‫وهو يعد مقياسا صادقا لمستوى نشاط المؤسسات و قدراتها التنافسية ويستعمل ه ا المعيار بصورة كبيرة في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية و أوروبا حيث تصنف المؤسسات التي تبلغ مبيعاتها مليون دوالر سنوية فأقل من‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات الصغيرة‪.‬‬

‫‪ -0‬معيار التنظيم(اإلدارة)‬

‫تصنف المؤسسة إلى مؤسسة صغيرة أو متوسطة حسب ه ا المعيار إ ا توفرت فيها خاصيتين أو‬
‫‪2‬‬
‫أكثر من الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الجمع بين الملكية و اإلدارة(مدير المؤسسة مالكها)؛‬


‫‪ ‬قلة عدد مالكي رأس المال؛‬
‫‪ ‬ضيق نطاق العمل(إنتاج سلعة واحدة أو تقديم خدمة واحدة)؛‬
‫‪ ‬تكون محليا إلى حد كبير في المنطقة التي تعمل فيها‪.‬‬

‫‪ -0‬المعيار التكنولوجي‬

‫تتميز المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة ببساطة التكنولوجيا التي تستخدمها بسبب الكثافة‬
‫‪3‬‬
‫النسبية في عدد العمال والقلة في رأس المال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعاريف المختلفة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫إن تعبير صغي ار و تعبير متوسطا هي مفاهيم نسبية قد تختلف من إقليم إلى آخر و من دولة إلى‬
‫أخرى ومن قطاع إلى آخر ل لك فإن الدول على اختالفها المتطورة و النامية و ك ا المنظمات الدولية‬
‫المهتمة به ا القطاع أصدرت مجموعة من التوصيات لتعريفها‪.‬‬

‫هيا جميل بشارات التمويل المصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬دار النفائس األردن ‪ 3770‬ص‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد اهلل خبابة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة آلية تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سبق كره ص ص ‪.16 12‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد الناصر مشري دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‪ ،‬م كرة تخرج مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير جامعة فرحات عباس سطيف‬
‫‪ 3770‬ص ‪.76‬‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بعض الدول‬

‫نسعى من خالل ه ا العنصر إلى عرض تعاريف من الدول المتقدمة و أخرى من العالم الثالث‬
‫للوقوف على االختالفات الموجودة بينهما‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف الواليات المتحدة األمريكية‬

‫قدم قانون المؤسسات الصغيرة عام ‪ 1022‬مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على أنها‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات التي يتم امتالكها و إدارتها بطريقة مستقلة حيث ال تسيطر على مجال العمل ال ي تنشط فيه‪.‬‬

‫وقد تم تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بطريقة أكثر تفصيال باالعتماد على معيار عدد‬
‫العمال و حجم المبيعات فقد حدد القانون حدودا كليا للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة كما هو موضح في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫المعيار المعتمد‬ ‫نوع المؤسسة‬


‫من ‪ 71‬إلى ‪ 22‬دوالر أمريكي كمبيعات سنوية‬ ‫المؤسسات الخدماتية والتجارية بالتجزئة‬

‫من ‪ 71‬إلى ‪ 22‬دوالر أمريكي كمبيعات سنوية‬ ‫مؤسسات التجارة بالجملة‬


‫عدد العمال ‪ 327‬عامل أو أقل‬ ‫المؤسسات الصناعية‬

‫المصدر‪ :‬سامية عزيز مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية واالجتماعية مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬
‫العدد الثاني الجزائر ‪ 3711‬ص‪.03‬‬

‫‪ -0‬تعريف الهند‬

‫كانت الهند تعتمد في تعريفها للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة على معيار رأس المال المستثمر وعدد‬
‫العمال بحيث وضعت حد أقصى ال يتجاوزه ‪ 27‬عامال مما أدى إلى عدم المساعدة في التخفيف من حده‬
‫مشكلة البطالة ومن تم قامت الحكومة سنة ‪ 1060‬بقصر التعريف على رأس المال وحده وبالتالي أقصى‬
‫‪2‬‬
‫لعدد العمال ال ين توظفهم المؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سامية عزيز مساهمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية العدد‬
‫الثاني الجزائر ‪ 3711‬ص‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫سامي بن خيرة باديس بوخلوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في دعم التشغيل في الجزائر الملتقى الوطني حول‪:‬واقع و آفاق‬
‫النظام المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر جامعة الوادي الجزائر يومي ‪ 76-72‬ماي ‪ 3712‬ص ‪.71‬‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬تعريف بريطانيا‬

‫عرف قانون الشركات البريطاني ال ي صدر في عام ‪ 1002‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بأنها‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات التي تستوفي شرطين أو أكثر من الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حجم تداول ال يزيد عن ‪ 11‬مليون دوالر أمريكي؛‬


‫‪ ‬حجم رأس مال مستثمر ال يزيد عن ‪ 62,2‬دوالر أمريكي؛‬
‫‪ ‬عدد العمال و الموظفين ال يزيد عن ‪ 327‬عامل‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف اليابان‬

‫تعتمد اليابان في تعريفها للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة على معياري عدد العمال و رأس المال‬
‫‪2‬‬
‫المستثمر مع األخد االعتبار نوع القطاع المنتمية إليه‪.‬‬

‫إن أول خطوة لتشجيع تنمية و تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في اليابان تمثلت في وضع‬
‫تعريف واضح و محدد بشأنها فقد نص القانون المسمى القانون األساسي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪3‬‬
‫والجدول الموالي‬ ‫وال ي يعتبر بمثابة دستور لها حيث حددها حسب معياري رأس المال وعدد العمال‬
‫يوضح لك‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬تصنيف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة باليابان‪.‬‬

‫عدد العمال‬ ‫رأس المال(مليون ين)‬ ‫القطاع‬


‫‪ 277‬عامل أو أقل‬ ‫‪ 277‬أو أقل‬ ‫الصناعات و القطاعات األخرى‬
‫‪ 177‬عامل أو أقل‬ ‫‪ 177‬أو أقل‬ ‫مبيعات الجملة‬
‫‪ 27‬عامل أو أقل‬ ‫‪ 27‬أو أقل‬ ‫مبيعات التجزئة‬
‫‪ 27‬عامل أو أقل‬ ‫‪ 27‬أو أقل‬ ‫الخدمات‬

‫قنيدرة سمية دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الحد من البطالة –دراسة ميدانية بوالية قسنطينة‪ -‬م كرة مقدمة لنيل‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫شهادة الماجستير (غير منشورة) كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير جامعة منتوري قسنطينة الجزائر ‪ 3717‬ص‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫نبيل جواد مرجع سبق كره ص ‪.32‬‬
‫‪2‬‬
‫فارس طارق مرجع سبق كره ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫سمية قنيدرة دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الحد من البطالة م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير (غيرمنشورة) كلية العلوم‬
‫اإلقتصادية و علوم التسيير جامعة منتوري قسنطينة الجزائر ‪ 3717-3770‬ص ‪.20‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف بعض التكتالت و المنظمات للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫من خالل ه ا العنصر سنحاول تسليط الضوء على تعاريف أهم التكتالت و المنظمات على‬
‫المستويين العربي و األوروبي و منها‪:‬‬

‫‪ -0‬تعريف البنك الدولي‬

‫‪1‬‬
‫يميز البنك الدولي في تعريفه للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة بين ثالثة أنواع و هي‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة المصغرة‪ :‬هي التي يكون فيها أقل من عشرة موظفين و إجمالي أصولها أقل من‬
‫‪ 177777‬دوالر وأقل ك لك حجم المبيعات السنوية ال يتعدى ‪ 177777‬دوالر أمريكي؛‬
‫‪ ‬المؤسسة الصغيرة‪ :‬هي التي تضم أقل من ‪ 27‬موظف و تبلغ أصولها أقل من ‪ 2‬ماليين دوالر‬
‫أمريكي و نفس الشيء ينطبق على المبيعات؛‬
‫‪ ‬المؤسسة المتوسطة‪ :‬عدد موظفيها أقل من ‪ 277‬موظف أما كل من أصولها و حجم المبيعات‬
‫السنوية ال يفوق ‪ 12‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف اإلتحاد األوروبي‬

‫قام اإلتحاد األوروبي بوضع أول تعريف موحد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أفريل ‪1006‬‬
‫وبعدها تم تعديله من طرف اللجنة األوروبية بتاريخ ‪ 76‬ماي ‪ 3772‬حيث دخل حيز التنفي إبتداءا من ‪71‬‬
‫جانفي ‪ 23772‬و الجدول الموالي يوضح لك‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬تعريف اإلتحاد األوروبي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬
‫الحد األقصى‬ ‫الحد األقصى لرقم‬ ‫الحد األقصى‬ ‫نوع المؤسسة‬
‫لمجموع الميزانية‬ ‫األعمال‬ ‫لعدد العمال‬
‫‪ 3‬مليون أورو‬ ‫‪ 3‬مليون أورو‬ ‫‪ 17‬عمال‬ ‫مصغرة‬
‫‪ 17‬مليون أورو‬ ‫‪ 17‬مليون أورو‬ ‫‪ 27‬عامل‬ ‫صغيرة‬
‫‪ 12‬مليون أورو‬ ‫‪ 27‬مليون أورو‬ ‫‪ 327‬عامل‬ ‫متوسطة‬

‫المصدر‪:‬عواطف محسن أمال مهارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪:‬بين تحقيق التنمية و تحديات العولمة الملتقى الوطني‬
‫حول‪ :‬إستراتيجية التنظيم و مرافقة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر جامعة قاصدي مرباح ورقلة يومي‪ 10-10‬أفريل‬
‫‪ 3713‬ص ‪.71‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر عواطف محسن تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية الملتقى الوطني حول‪:‬اإلقتصاد‬
‫اإلسالمي واقع و رهانات المستقبل المركز الجامعي غرداية فيفري ‪ 3711‬ص‪.32‬‬
‫‪2‬‬
‫فريد بلخير‪ ،‬التنافسية رهان المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لترقية الصادرات الجزائرية أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم‬
‫اإلقتصادية كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير جامعة الجياللي ليابس سيدي بلعباس ‪ 3710‬ص‪.66‬‬

‫~ ‪~ 42‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن ه ا التعريف ال ي دخل حيز التنفي في ‪ 71‬جانفي ‪ 3772‬يمثل خطوة رئيسية نحو تحسين بيئة‬
‫األعمال التجارية للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في أوروبا و يهدف إلى تشجيع روح المبادرة و‬
‫‪1‬‬
‫اإلستثمارات و النمو‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)‬

‫تلك‬ ‫تعرف منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بأنها‬
‫المشروعات التي يديرها مالك واحد ويتكفل بكامل المسؤولية بأبعادها الطويلة األجل (اإلستراتيجية) والقصيرة‬
‫‪2‬‬
‫األجل (التكتيكية) كما يتراوح عدد العاملين فيها ما بين ‪ 17‬إلى ‪ 27‬عامال‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف دول جنوب شرق آسيا‬

‫في دراسة حديثة في بداية التسعينات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في دول جنوب شرق‬
‫آسيا استخدم فيها كل من بروتش وهيمنز التصنيف اآلتي المعترف به بصورة عامة في ه ه الدول و ال ي‬
‫يأخد مؤشر العمالة كمعيار أساسي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب دول جنوب شرق آسيا‪.‬‬

‫عدد العمال‬ ‫نوع المؤسسة‬


‫من ‪ 71‬إلى ‪ 17‬عمال‬ ‫مؤسسات عائلية و حرفية‬
‫من ‪ 17‬إلى ‪ 10‬عامل‬ ‫مؤسسات صغيرة‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 00‬عامل‬ ‫مؤسسات متوسطة‬
‫أكثر من ‪ 177‬عامل‬ ‫مؤسسات كبيرة‬

‫المصدر‪ :‬رابح خوني رقية حساني المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشكالت تمويلها إيتراك للنشر و التوزيع مصر‬
‫‪ 3770‬ص‪.21‬‬

‫‪1‬‬
‫عواطف محسن أمال مهارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪:‬بين تحقيق التنمية و تحديات العولمة‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫يومي‬
‫‪ 10-10‬أفريل ‪3713‬‬ ‫حول‪ :‬إستراتيجية التنظيم و مرافقة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬
‫ص ‪.72‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى يوسف كافي‪ ،‬بيئة وتكنولوجية إدارة المشروعات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي األردن ‪ 3711‬ص‪.30‬‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص‪ ،‬أهمية وأنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫لقد تزايد االهتمام بالمؤسسات و أصبح يشكل ظاهرة الفتة للنظر ل لك خصص ه ا المبحث لتسليط‬
‫الضوء على أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة والوقوف على الخصائص التي تميز ه ه المؤسسات و‬
‫مختلف األشكال التي تأخ ها حتى نتمكن من إبراز أهميتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫رغم غياب تعريف موحد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إال أنه هناك مجموعة من الخصائص التي‬
‫تميزها عن غيرها من المؤسسات و التي يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المنهج الشخصي في التعامل مع العاملين‬

‫من المزايا الهامة التي تتمتع بها المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تجعلها تتفوق على المؤسسات‬
‫الكبيرة هي العالقات الشخصية القوية التي تربط صاحب العمل بالعاملين نظ ار لقلة العاملين و أسلوب و‬
‫‪1‬‬
‫طريقة إختيارهم و التي تقوم على إعتبارات شخصية إلى درجة كبيرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رفع مستوى الناتج القومي والدخل القومي‬

‫تساعد ه ه المؤسسات على زيادة الدخل القومي خالل مدة قصيرة نسبيا نظ ار ألن إنشائها يتم خالل‬
‫مدة أقصر بالمقارنة مع المؤسسات الكبيرة كما توفر سلعا و خدمات لإلستهالك النهائي والوسيط األمر‬
‫‪2‬‬
‫ال ي ينعكس إيجابيا على مستوى الدخل القومي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحرية المتاحة للمؤسسين واإلدارة في التعامل مع المواقف المختلفة‬

‫العديد من المستثمرين واألفراد والمجموعات تفضل إقامة مؤسسات صغيرة خاصة بهم بدال من العمل‬
‫كموظفين و أجراء لدى الغير حيث أن ه ه الحرية نجدها متجسدة بالعديد من المزايا مثل أسلوب اإلدارة‬
‫‪3‬‬
‫ومنهجها كما تتيح إمكانية العمل وفق الطريقة المالئمة وك لك ميزة االستفادة من العائد و األرباح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫توفيق عبد الرحيم يوسف إدارة األعمال التجارية الصغيرة دار صفاء للنشر و التوزيع عمان ‪ 3770‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫طاهر محسن منصور الغالبي إدارة و إستراتيجية منظمات األعمال الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع األردن ‪ 3770‬ص‬
‫‪.30‬‬

‫~ ‪~ 44‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬تواضع المستوى التكنولوجي و اآلالت المستخدمة‬

‫تتسم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بتواضع جودة اإلنتاج مقارنة بالمؤسسات الكبيرة التي غالبا ما‬
‫تتميز بتطورها التكنولوجي فهي غالبا ما يكون المستوى التكنولوجي المستخدم غير متقدم نسبيا ويعتمد إلى‬
‫حد كبير على اإلمكانية المحلية المتاحة فتكون األدوات و اآلالت المستخدمة بسيطة و التي بدورها تعتمد‬
‫‪1‬‬
‫على مهارة العمال‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المركزية‬

‫تتسم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمركزية في مباشرة أعمالها حيث يقوم مالك المشروع بنفسه أو‬
‫بمعاونة عدد محدود من المساعدين لتأدية النشاطات المختلفة في المؤسسة حيث تستخدم تلك المؤسسات في‬
‫الغالب الهيكل البسيط وكما نالحظ استقاللية اإلدارة في إتخاد قراراتها إال أنه و في معظم األحوال فإن‬
‫المالكين هم ال ين يقومون بإدارة المشروع كما نجد أن إتخاد الق اررات في المؤسسات الصناعية تميل إلى‬
‫المركزية العالية في عمليات التخطيط بشكل عام والتخطيط اإلستراتيجي بشكل خاص وتتركز في أيدي‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارة العليا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أحد آليات دمج المرأة في النشاط االقتصادي‬

‫إن إقامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و التي تتطلب مهارات إدارية متواضعة واستثمار بسيط‬
‫تعتبر مكانا هاما يسمح للمرأة من أن تصبح أداة إنتاجية فاعلة على أن تظل متفرجة على ما يحدث حولها‬
‫‪3‬‬
‫من خالل المشاركة بمدخراتها المتواضعة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مجموعة من الخصائص التي يمكن إيجازها باآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تهتم باستمرار العمل على إنجاز أهدافها و أداء مهامها وفقا لفلسفة الكفاءة واالستثمار األمثل‬
‫للموارد المتاحة؛‬
‫‪ ‬تصنف ه ه المؤسسات بأنها تهتم و بشكل استثنائي و متميز بدراسة وتحليل حاجات المستهلك‬
‫‪4‬‬
‫ورغباته والعمل الجاد على سرعة االستجابة إلشباع ه ه الحاجات و تلبية الرغبات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ميساء حبيب سلمان سمير العبادي المشروعات الصغيرةوأثرها التنموي مركز الكتاب األكاديمي األردن ‪ 3712‬ص‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫فايز جمعة صالح النجار عبد الستار محمد العلي الريادة و إدارة األعمال الصغيرة‪ ،‬الطبعة الثانية دار الحامد للنشر والتوزيع عمان‬
‫‪ 3770‬ص ص ‪.60 60‬‬
‫‪3‬‬
‫نبيل جواد مرجع سبق كره ص ‪.01‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن الحسني فالح إدارة المشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز‪ ،‬دار الشروق األردن ‪ 3776‬ص ‪.32‬‬

‫~ ‪~ 45‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫ترجع أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ما تلعبه من أدوار إقتصادية واجتماعية أهمها‬
‫مساهمتها في توفير مناصب الشغل وتحقيق التطور اإلقتصادي وقدرتها على مقاومة اإلضطرابات‬
‫اإلقتصادية وصمودها التنافسي وسنستعرض فيما يلي أهم ه ه األدوار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األهمية اإلقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الشك أن لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أثر قوي على عملية التنمية حيث أنها تساهم بنسبة‬
‫كبيرة في النشاط اإلقتصادي الصناعي في أغلب بلدان العالم إ تشكل المؤسسات الصناعية ضمن ه ا‬
‫القطاع التي يشتغل بها أقل من ‪ 17‬أفراد نسبة تتراوح بين ‪ 07-07‬بالمائة من إجمالي عدد المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫الصناعية في العالم‪.‬‬

‫و تبرز أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في عملية التنمية اإلقتصادية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬توفير مناصب الشغل‪ :‬تساهم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بشكل فعال في توفير مناصب‬
‫العمل إ تعتبر من أهم القطاعات اإلقتصادية الخالقة لمناصب جديدة فهي تتجاوز حتى‬
‫المؤسسات الكبيرة في ه ا المجال رغم صغر حجمها واإلمكانيات المتواضعة التي تتوفر عليها ولقي‬
‫‪2‬‬
‫ه ا الدور صدى واسعا في الدول المتقدمة و النامية؛‬
‫‪ ‬المساهمة في زيادة الصادرات‪ :‬تلعب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة دو ار متزايدا عن طريق‬
‫تحسين حالة الميزان التجاري لمختلف دول العالم و لك عن طريق الحد من الواردات وك ا العمل‬
‫على زيادة لصادرات من جهة أخرى " نتيجة تنامي الطلب على منتجاتها في األسواق الخارجية‬
‫خاصة في الدول المتقدمة لما يظهر من مهارات العمل اليدوي فيها و هي الصناعات التي تعاني‬
‫‪3‬‬
‫من إندثار نسبي في ه ه البلدان "‪.‬‬

‫و نجد أن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تساهم بشكل متفاوت في قيمة الصادرات من بلد آلخر و هو‬
‫ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحكيم حجاج سعيدة سنوسي مدى إسهام الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب في دعم و ترقية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪:‬التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر جامعة ‪ 70‬ماي ‪ 1012‬قالمة الجزائر يومي ‪-70‬‬
‫‪ 17‬ديسمبر ‪ 3711‬ص ‪.311‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد رشدي سلطاني اإلدارة اإلستراتيجية في المنظمات الصغيرة والمتوسطة دار جليس الزمان للنشر والتوزيع عمان ‪ 3711‬ص‬
‫‪.66‬‬
‫‪3‬‬
‫رابح خوني رقية حساني أساليب التمويل بالمشاركة بين اإلقتصاد اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دار‬
‫الراية للنشر والتوزيع عمان ‪ 3712‬ص ‪.60‬‬

‫~ ‪~ 46‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬األهمية اإلجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تكمن أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من الناحية اإلجتماعية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬محاربة أنماط السلوك اإلجتماعي غير السوية‪ :‬تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشكلة‬
‫البطالة وتحاول القضاء على فرص تكوين فئات من أفراد المجتمع تعاني من عدم توافر فرص عمل‬
‫لهم مما يدفعهم إلى ممارسة أنماط سلوكية غير سوية ينتج عنها العديد من ظواهر اإلنحراف والفساد‬
‫‪1‬‬
‫اإلجتماعي؛‬
‫‪ ‬المساهمة في اإلبداع والبحث والتطوير‪ :‬أظهرت العديد من الدراسات القدرة البالغة للمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة على اإلبداع ونقصد باإلبداع هنا إطالق أفكار جديدة في شكل سلع وخدمات‬
‫جديدة أو تحسين الموجود منها وتقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يديرها أصحابها بعمليات‬
‫‪2‬‬
‫تجديد وتحديث أكثر من المؤسسات العامة؛‬
‫‪ ‬رفع مشاركة المرأة في النشاط اإلقتصادي‪ :‬إن تدعيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يتم‬
‫ممارستها في القوى واألقاليم الريفية يساعد على رفع نسبة مساهمة المرأة في األنشطة المختلفة التي‬
‫تتطلب عمالة نسائية مثل المشغوالت التقليدية ويساعد ه ا على إستغالل طاقتهن واالستفادة من‬
‫أوقات الفراغ وتشير إحدى الدراسات إلى أن مساهمة المرأة في الصناعات الصغيرة تعد مساهمة‬
‫‪3‬‬
‫فعالة وجيدة حيث تشمل على ‪ 11‬بالمائة من إجمالي الصناعات الصغيرة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تصنف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى عدة أنواع تختلف باختالف المعايير المعتمدة في لك‬
‫وأهم ه ه المعايير نجد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس توجهها‬

‫تصنف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس توجهها إلى ثالث أقسام المؤسسات العائلية‬
‫المؤسسات التقليدية المؤسسات المتطورة وشبه متطورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‬ ‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد الصناعات الصغيرة و دورها في التنمية المحلية مؤسسة شباب الجامعة مصر ‪3772‬‬
‫ص‪.00 06‬‬
‫‪2‬‬
‫رابح خوني رقية حساني‪ ،‬أساليب التمويل بالمشاركة بين اإلقتصاد اإلسالمي و اإلقتصاد الوضعي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫مرجع سبق كره ص ص ‪.02 01‬‬
‫‪3‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص ‪.00‬‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬المؤسسات العائلية‬

‫يتميز ه ا النوع من المؤسسات أ نها تعتمد في العمل على األيدي العاملة العائلية كما أنها تتخ من‬
‫‪1‬‬
‫منزلها مكانا لعملها ويتم إنشاءها بمساهمة أفراد العائلة و تنتج منتجات تقليدية للسوق و بكميات محدودة‪.‬‬

‫‪ -0‬المؤسسات التقليدية‬

‫يقترب أسلوب تنظيمها من النوع األول في كونها تستخدم العمل العائلي و تنتج منتجات تقليدية أو‬
‫قطعا لفائدة مصنع ترتبط به بشكل تعاقد تجاري كما أن ه ه المؤسسات قد تلجأ إلى العامل األجير و يمكنها‬
‫أن تتخ محال مستقال عن المنزل كورشة صغيرة للقيام بأعمالها و ه ا ما يميزها عن النوع األول من‬
‫المؤسسات‪.2‬‬

‫‪ -0‬المؤسسات المتطورة وشبه متطورة‬

‫تتميز ه ه المؤسسات عن غيرها من النوعين األولين في اتجاهها إلى األخد بفنون اإلنتاج الحديثة‬
‫سواء من ناحية التوسع في استخدام رأس المال الثابت أو من ناحية تنظيم العمل أو من ناحية المنتجات‬
‫التي يتم صنعها بطريقة منظمة ومنتظمة وتختلف بطبيعة الحال درجة تطبيق ه ه التكنولوجية بين كل من‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شبه متطورة من جهة والمتطورة من جهة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث الشكل القانوني‬

‫توجد عدة أشكال قانونية يمكن لصاحب المشروع الصغير والمتوسط أن يختار منها الشكل المالئم‬
‫و شركات‬ ‫لمشروعه وتصنف من حيث الشكل القانوني إلى‪ :‬المؤسسات الفردية شركات األشخاص‬
‫األموال‪.‬‬

‫‪ -0‬المؤسسات الفردية‬

‫وهي تلك المؤسسات التي تعود ملكيتها بالدرجة األولى لشخص واحد يشرف على جميع األعمال‬
‫اإلدارية والفنية لها فهو مطالب بتوفير األموال الضرورية لممارسة النشاط كما أنه مسؤول عن مختلف‬

‫‪1‬‬
‫صابرين زيتوني‪ ،‬الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أطروحة دكتوراه كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم ‪ 3710‬ص ‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫جمال الدين كعواش تأثير هيكل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أدائها المالي م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل ‪ 3717‬ص ‪.17‬‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الق اررات المتعلقة بالنشاط حيث تمتاز ه ه المؤسسات بإجراءات تأسيس بسيطة حرية في إتخاد الق اررات‬
‫‪1‬‬
‫والمرونة في ممارسة النشاطات اإلدارية والفنية‪.‬‬

‫‪ -0‬شركات األشخاص‬

‫تسمى شركات أشخاص ألنها تقوم على االعتبارات الشخصية بين الشركاء وتشمل مالي ‪:‬‬

‫‪ ‬شركة التوصية البسيطة‬

‫ال تختلف عن شركة التضامن إال من ناحية واحدة وهي أن ه ه الشركة تضم نوعين من الشركاء هم‬
‫شركاء متضامنون وشركاء موصون يساهمون بنسبة معينة في رأس مال الشركة وال يتدخلون في اإلدارة و‬
‫‪2‬‬
‫تكون مسؤوليتهم في حدود الحصة التي ساهموا بها في رأس المال فقط‪.‬‬

‫‪ ‬شركة التضامن‬

‫هي الشركة التي ينعقد رباطها بين شخصين أو أكثر بقصد مزاولة نشاط ي طبيعة تجارية و الشركاء‬
‫بالتضامن لهم صفة التاجر وهم مسؤولون عن ديون الشركة يتكون اسمها من جميع أسماء الشركاء أو من‬
‫اسم أحدهم أو أكثر متبوع بكلمة و شركائهم ال يجوز أن تكون حصص الشركاء ممثلة في سندات قابلة‬
‫للتداول و ال يمكن إحالتها إالّ برضا جميع الشركاء و تنتهي الشركة بوفاة أحد الشركاء أو بإفالسه أو‬
‫إعساره أو الحجر عليه مالم ينص القانون األساسي عليه‪.3‬‬

‫‪ ‬شركة المحاصة‬
‫هي شركة مستقلة ليست لها شخصية معنوية تنعقد بين شخصين أو أكثر يقوم أحد الشركاء بتسجيل‬
‫اسمه الشخصي و يكون ملزما وحده حتى في حالة الكشف عن أسماء الشركاء اآلخرين ودون موافقتهم ال‬
‫يمكن تمثيل حقوق الشركاء بسندات قابلة للتداول‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ياسين بوضامور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهميتها في تحقيق التنمية المحلية م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل ‪ 3711‬ص ص ‪.30 36‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.30‬‬
‫‪3‬‬
‫عمر بن جيمة دور المؤسسات الصغيرة ولمتوسطة في التخفيف من حدة البطالة بمنطقة بشار م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ‪ 3711‬ص ‪.76‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع نفس الصفحة‪.‬‬

‫~ ‪~ 49‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-0‬شركات األموال‬

‫تقوم شركات األموال على االعتبارات الشخصية بين الشركاء ولكنها تقوم على أساس تكوين‬
‫رؤوس األموال الضخمة من أعداد كبيرة من األفراد وتأخد أحد األشكال الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬شركة المساهمة‬
‫شركة المساهمة هي شركة تتكون من مجموعة أشخاص يقدمون حصصا في رأس مالها على شكل‬
‫أسهم تكون قيمة ه ه األخيرة متساوية وقابلة للتداول يشتريها المساهم عند التأسيس أو بواسطة االكتتاب‬
‫العام‪ .‬إن أهمية ه ه الشركة تكمن في سهولة تكوين رأس مالها وفي إمكانية تجنيد رؤوس أموال معتبرة كما‬
‫‪1‬‬
‫أن ه ه الشركات عند طرحها لسندات والتي تشكل قروضا لها فهي تعمل على تجميع األموال واستعمالها‪.‬‬
‫‪ ‬شركة التوصية باألسهم‬

‫تعين ه ه الشركة باسم تجاري ال يتضمن إسم أحد الشركاء الموصين وللشركاء المتضامنين مسؤولية‬
‫مطلقة أما الموصين فمسؤوليتهم محدودة بقدر ما ساهموا به في رأس مال الشركة وتتميز شركة التوصية‬
‫باألسهم بنفس الخصائص التي تتميز بها شركة التوصية البسيطة إال أن المساهمين لهم الحرية المطلقة‬
‫في التصرف بأسهمهم دون إستشارة أو موافقة باقي الشركاء‪ .‬في ه ا النوع من الشركات يمكن اختيار مسير‬
‫‪2‬‬
‫واحد أو أكثر من الشركاء أو من غيرهم‪.‬‬

‫‪ ‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪:‬‬

‫اإلطار القانوني لشركة ات المسؤولية المحدودة يضم عددا من الشركاء ال يتعدى ‪ 37‬شريكا ال‬
‫يكتسبون صفة التاجر و ال يسألون عن ديون الشركة و ال يتحملون الخسائر إالّ في حدود ما قدموه من‬
‫حصص في رأسمالها تتخ الشركة اسما خاصا بها يجوز أن يكون مشتقًا من الغرض ومن تأسيسها أو اسم‬
‫أحد الشركاء وأن ال يكون رأسمال الشركة أقل من‪ 1.777.777‬دج وينقسم رأس المال إلى حصص ات‬
‫قيمة إسمية متساوية مبلغها ‪ 1777‬دج على األقل و ال يمكن أن تكون ممثلة في سندات قابلة للتداول ال‬
‫‪3‬‬
‫تحل الشركة ات المسؤولية المحدودة نتيجة الحظر على أحد الشركاء أوافالسه أو وفاته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين كعواش‪ ،‬تقييم آليات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل برنامج الدعم االقتصادي م كرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل ‪ 3711‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫عمر بن جيمة مرجع سبق كره ص ص ‪.0 0‬‬

‫~ ‪~ 50‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إستراتيحية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتجارب بعض الدول‬

‫تحتل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مكانة متميزة في اقتصاديات الدول حيث بلغت من األهمية‬
‫لتصبح مصد ار لتنمية الدخل وخلق فرص العمل مما دفعها بالحصول األولوية ضمن مختلف االستراتيجيات‬
‫وبرامج التنمية في مختلف الدول وه ا ما دفعني إلى التعرف على بعض التجارب العالمية الناجحة في ه ا‬
‫المجال‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫هناك إستراتيجيات تتبعها الدول من أجل تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي سنشير إليها‬
‫بإيجاز على النحو التالي ‪:‬‬

‫إن بعض الدول اتبعت إستراتيجية مضمونها حماية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أمام منافسة‬
‫المؤسسات الكبيرة والمؤسسات الحديثة مستخدمة سياساتها المالية والنقدية كأداة لتحقيق لك غير أن ه ه‬
‫اإلستراتيجية تنطوي على محاولة حماية بعض األنشطة التي ليست لديها إمكانيات نمو كامنة و ال تقوى‬
‫على االستمرار والمنافسة مع الظروف الجديدة‪.‬‬

‫كما توجد إستراتيجية تهدف أساسا إلى رفع الكفاءة اإلنتاجية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫وتحديثه وتطويره بحيث يؤ ي ه ا التحديث إلى زيادة اإلنتاج وخفض التكاليف وارتفاع الجودة وزيادة األرباح‬
‫وبالتالي يصبح أكثر قدرة على المنافسة ويتم لك بتشجيع إقامة الوحدات الصناعية الصغيرة الجديدة في‬
‫‪1‬‬
‫مجاالت محددة‪.‬‬

‫إ ن فتبعا لما سبق ومن أجل تحسين تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ينبغي إتخاد جميع‬
‫االجراءات على كافة المستويات التي تسمح بوضع إستراتيجية شاملة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في ظل االستراتيجية الوطنية للتنمية ما يسمح بتصحيح الخلل ال ي قد يتواجد على مستوى السوق ومعالجة‬
‫القصور على مستوى اإلجراءات الحكومية وضمان تجند كل اإلجراءات التي تعزز من قدرات أصحاب‬
‫‪2‬‬
‫المصلحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص ‪.103‬‬
‫‪2‬‬
‫صندرة سايبي المقاولية و إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة –دراسة مقارنة بين واليات قسنطينة وميلة وجيجل‪ -‬م كرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه (غير منشورة) كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة قسنطينة ‪ 3‬الجزائر ‪3711‬‬
‫ص ‪.103‬‬

‫~ ‪~ 51‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫ولتحقيق لك يمكن إتباع الوسائل واألساليب التمويلية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يتعين على الحكومات إقامة مؤسسات مالية متخصصة للتعامل مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في ظل شروط سهلة ومسيرة لإلقراض تتماشى مع قدرة ه ه المؤسسات للوفاء ب لك؛‬
‫‪ ‬اإلقراض العيني أي قروض اآلالت ال ي يعد أحد الوسائل التمويلية حيث تقوم المؤسسات التمويلية‬
‫بدفع قيمة اآلالت المطلوبة للمؤسسات الصناعية الصغيرة وتظل اآللة المشتراة مرهونة للمؤسسة‬
‫التمويلية إلى أن يسدد القرض‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ولنجاح ه ه اإلستراتيجية ينبغي مراعاة العديد من االعتبارات منها‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون أهداف ه ه اإلستراتيجية منسجمة مع األهداف القومية وخطط التنمية الصناعية في البلد‬
‫المعني؛‬
‫‪ ‬أن تكون إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جزءا من إستراتيجية التنمية الصناعية‬
‫الشاملة؛‬
‫‪ ‬ينبغي األخد بعين االعتبار معالجة أوجه القصور في التنمية الصناعية المتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬سوء توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫‪ ‬عدم التنوع في الهيكل الصناعي وما يفسر عنه من اعتماد معظم الدول النامية على استيراد‬
‫الكثير من المكونات واألجزاء وه ا يتطلب توجيه االهتمام إلى الصناعات المغ ية وما يترتب‬
‫على نموها من دعم للتكامل بين المؤسسات والقطاعات الصناعية وتقوية عالقات التعاقد بين‬
‫المؤسسات الصغيرة والكبيرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب بعض الدول المتقدمة‬

‫يشهد اإلقتصاد العالمي على نجاح العديد من تجارب الدول الرائدة في مجال المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والتي اتخ تها كركيزة لتحقيق أهدافها التنموية وسنحاول من خالل ه ا المطلب إلى عرض أهم‬
‫التجارب التي قامت بها الدول المتقدمة في ه ا المجال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التجربة اليابانية‬

‫للشعب الياباني ثقافته الخاصة به والتي لعبت دو ار كبي ار في ازدهار اليابان ونموه ويأتي في مقدمة‬
‫المكونات األساسية للثقافة اليابانية الراغبة في االستقاللية والوالء المطلق والمواطنة والرغبة في تطوير‬
‫القدرات واإلمكانيات ال اتية واإلخالص المفرط في العمل والحرص على اكتساب االحترام االجتماعي من‬

‫‪1‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص ‪.106‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.103‬‬

‫~ ‪~ 52‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالل المشاركة الفعالة في التنمية وجاء اهتمام الحكومات اليابانية المتعاقبة بالتصنيع انطالقا من إدراكها‬
‫التام لندرة الثروات الطبيعية وتوافر األيدي العاملة المدربة والمؤهلة والساعية اتيا إلى التجديد واإلبداع‬
‫‪1‬‬
‫واإلبتكار‪.‬‬

‫كما تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اليابانية بنسبة حوالي ‪ %27‬من إجمالي الصادرات كما‬
‫تقوم بتوفير منتجات وسيطة تمثل نحو ‪ %37‬من صادرات المؤسسات الصناعية اليابانية الكبيرة باإلضافة‬
‫إلى أنها تستوعب ما يقارب ‪ %01.1‬من إجمالي العمالة الصناعية باليابان كما تسهم بنسبة حوالي ‪%23‬‬
‫‪2‬‬
‫من إجمالي قيمة اإلنتاج الصناعي الياباني‪.‬‬

‫وتعزي از لدور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اإلستراتيجي في خلق وتوفير فرص وظيفية متنامية فإن‬
‫ه ا النوع من المؤسسات قد حظي باهتمام ورعاية الدولة من خالل البرامج والسياسات التي تقدمها الحكومة‬
‫اليابانية والتي نوجزها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -0‬إنشاء نظام خاص إل رشاد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪3‬‬
‫حيث يقوم من خالله األخصائيون بتقديم الخدمات اإلرشادية ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬خدمات استشارية عالوة على الرد على استفسارات أصحاب المؤسسات وطلباتهم؛‬
‫‪ ‬دراسة الوضع القائم للمؤسسات الصغيرة والتغلب على العقبات القائمة بها؛‬
‫‪ ‬دراسة المواقع الالزمة إلنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقديم اإلرشادات‪.‬‬

‫‪ -0‬اإلعفاء من الضرائب‬

‫حيث اتخ ت إجراءات مالية عديدة وأنظمة ضريبية داعمة لتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫كتقديم اإلعفاءات أو التخفيضات الضريبية المتنوعة كالتخفيض الضريبي على تأجير اآلالت أو عند‬
‫ترخيص أو تسجيل المباني الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ك لك اإلعفاء الخاص على استهالك‬
‫‪4‬‬
‫اآلالت والمعدات واإلعفاء من ضريبة حيازة ملكية الوحدة الصناعية الصغيرة وغير لك كثير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز جميل مخيمر أحمد عبد الفتاح عبد الحليم دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب في‬
‫الدول العربية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية مصر ‪ 3772‬ص ‪.61‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد اهلل خبابة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة آلية تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سبق كره ص ص‪.103 101‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.102‬‬

‫~ ‪~ 53‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬الحماية من اإلفالس‬

‫يرجع فشل المؤسسات الصغيرة إلى ضعف األساس اإلداري بها والى انخفاض قدرتها على امتصاص‬
‫العديد من الصدمات الناتجة عن التغير في الظروف اإلقتصادية ل لك تعتبر حماية المشروعات الصغيرة‬
‫من اإلفالس أحد األهداف الهامة عند تقديم أي مساعدة لها‪ .‬ولتحقيق لك تم وضع عدد من النظم الحمائية‬
‫‪1‬‬
‫له ه المؤسسات على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬نظام إعانة مشترك للحماية ضد اإلفالس؛‬


‫‪ ‬تقديم استشارات خاصة للحماية ضد اإلفالس؛‬
‫‪ ‬نظام تمويل الحماية ضد اإلفالس؛‬
‫‪ ‬نظام ضمان االئتمان المرتبط باإلفالس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التجربة اإليطالية‬

‫ترجع االنطالقة الكبرى للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إيطاليا إلى بداية السبعينات حيث أعيد‬
‫‪2‬‬
‫هيكلة الصناعات الكبرى حول محورين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة تنظيم اإلنتاج على أساس األخد بالتجديد التقني المكثف؛‬


‫‪ ‬المركزية اإلنتاج ويتمثل ه ا المحور في نقل أجزاء هامة من اإلنتاج لكي يتم تصنيعها خارج‬
‫المصنع األم بهدف تقليص النفقات والتمتع بمرونة حقيقية في مواجهة تقلبات السوق وقد ساهم ه ا‬
‫المحور على وجه التحديد في نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫كما ساهم في نجاح التجمعات الصناعية اإليطالية وجودة المؤسسات األم التي تقيم عالقات عمل أفقية‬
‫مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما ساعد على نجاح ه ه التجمعات شيوع التالحم والتماسك االجتماعي‬
‫القوي بين أبناء المهنة والصناعة الواحدة وهو ما يحفز على تبادل األفكار والمقترحات ويشجع حركية‬
‫وتنقل قوي العمل مما يسمح بنشوء فروع مترابطة ومتنافسة ومتكاملة لإلنتاج الواحد كما يوجد نظام لعالقات‬
‫العمل يتيح لكل من أصحاب العمل وممثلي النقابات التشاور حول مختلف جوانب المفاوضة الجماعية‬
‫والموضوعات المتصلة بالتغيرات االجتماعية واالقتصادية والمشاريع التي تهم المنطقة التي يعملون فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هالة محمد لبيب عنبة إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية مصر ‪ 3773‬ص‬
‫ص‪.332 333‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز جميل مخيمر أحمد عبد الفتاح عبد الحليم مرجع سبق كره ص ‪.62‬‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تجارب بعض الدول النامية‬

‫سنحاول من خالل ه ا المطلب تقديم استعراض موجز لبعض تجارب الدول النامية ات المالمح‬
‫الخاصة التي يمكن أن تفيد في استخالص بعض الدروس المستفادة في تنمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تجربة الهند‬

‫يقوم جهاز تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الهند من منتصف الخمسينات بوضع برامج‬
‫وسياسات لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأنواعها المختلفة وتعتبر ه ه المؤسسات عامل أساسي‬
‫لتحقيق توازن االقتصاد كما اعتمدت الهند في تطورها في توسيع ه ه المؤسسات وتعميق روابطها‬
‫‪1‬‬
‫بالمؤسسات الكبيرة‪.‬‬

‫والجدير بال كر أن نجاح التجربة الهندية يعزي بالدرجة األولى إلى توافر عوامل ومقومات أساسية ن كر‬
‫منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬تقديم الدعم والتسهيالت‬

‫يمكن القول إن قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة كان وما زال في صميم اهتمام الحكومات‬
‫الهندية المتعاقبة ويبدو أن هناك نوع من المصالح أو الفوائد المتبادلة بين الطرفين حالت دون االنفصام‬
‫بينهما فمن ناحية ال تستطيع تلك الصناعات الصغيرة والمتوسطة التخلي عن الدعم الحكومي في ظل‬
‫التطورات العالمية وسيادة مبادئ المنافسة وآليات السوق الحرة ومن ناحية أخرى وجدت الحكومة في لك‬
‫فضالً عن تغطية الطلب المحلي‬ ‫القطاع ضالتها المنشودة لتوفير فرص العمل الالزمة لمواجهة البطالة‬
‫على المنتجات وتوفير العملة الصعبة والتصدير أيضا ومن هنا جاء االهتمام الحكومي ب لك القطاع‪.2‬‬

‫‪ -0‬اإلعفاءات الضريبية‬

‫حيث وضعت الحكومة نظاما لإلعفاءات الضريبية يعتمد على العالقة العكسية بين نسبة ه ه‬
‫اإلعفاءات ورأس مال المؤسسة ويسعى ه ا النظام إلى تشجيع النمط الصناعي القائم على الصناعات‬
‫الصغيرة بهدف توفير فرص عمل لتقليل نسبة البطالة وك لك فرض الضرائب على منتجات المؤسسات الكبيرة‬

‫‪1‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص ‪.161‬‬
‫‪ .2‬محمد راتول وهيبة بن داودية بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الملتقى الوطني حول‪ :‬متطلبات‬
‫تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف يومي ‪ 10-10‬أفريل ‪ 3776‬ص ‪.106‬‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واستخدام حصيلتها في تنمية الصناعات الصغيرة كما تقدم الحكومة سلفيات للمؤسسات الصغيرة‬
‫‪1‬‬
‫والمتوسطة‪.‬‬

‫‪ -0‬البرامج والمساعدات في مجال التسويق‬

‫تقوم الحكومة المركزية بالهند بتقديم المساعدات التسويقية المختلفة بما يحقق زيادة كفاءة األسواق‬
‫‪2‬‬
‫الداخلية والخارجية على الوجه التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الشراء بأسعار أعلى من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدال من الشراء من المؤسسات الكبيرة و لك‬
‫في حالة تساوي منتجات كل منها في بعض العوامل كالجودة؛‬
‫‪ ‬إنشاء بنك الصادرات والواردات إلقراض المؤسسات التي تقوم على التصدير وك لك تقديم تسهيالت‬
‫ائتمانية بشروط ميسرة للمؤسسات التصديرية وتقديم مساعدات نقدية كدعم أنواع معينة من‬
‫الصادرات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التجربة المصرية‬

‫قامت الحكومة المصرية خالل فترة التسعينات بالعديد من الخطوات في مجال تشجيع قطاع‬
‫المؤسسات الصغيرة ولعل من أهم تلك الخطوات إنشاء الصندوق االجتماعي للتنمية وال ي أنشئ عام‬
‫‪ 1001‬وال ي تبنى برنامجا طموحا لتنمية المؤسسات الصغيرة بالتعاون مع بنوك القطاع العام وكانت أهم‬
‫‪3‬‬
‫أهداف ه ا البرنامج‪:‬‬

‫‪ ‬تشجيع القطاع الخاص على االستثمار في إقامة المشروعات الصغيرة اإلنتاجية والخدمة؛‬
‫‪ ‬تطوير وتنمية المشروعات الصغيرة القائمة وبما يحسن من إنتاجيتها ويرفع قدرتها على إستيعاب‬
‫المزيد من العمالة؛‬
‫‪ ‬تقديم التسهيالت االئتمانية الالزمة إلقامة وتطوير المشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫من أهم اإلجراءات التي إتخدتها الحكومة من أجل دعم وتشجيع ه ا النوع من المؤسسات ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -0‬المساعدات المقدمة في مجال التمويل‬

‫تقدم بعض المنظمات ات الصلة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عددا من المساعدات في مجال‬
‫التمويل ومنها الجهات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص ‪.160‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.160‬‬
‫‪3‬‬
‫أيمن علي عمر إدارة المشروعات الصغيرة مدخل بيئي مقارن‪ ،‬الدار الجامعية مصر ‪ 3770‬ص ‪.102‬‬

‫~ ‪~ 56‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬بنك التنمية الصناعية‬

‫‪1‬‬
‫وضع البنك من ضمن أهدافه األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تنمية األنشطة الصناعية واألنشطة المرتبطة بها في مصر عن طريق تقديم المساعدات المالية‬
‫والتمويل الالزم إلنشاء مؤسسات جديدة؛‬
‫‪ ‬تنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومدها بما تحتاج إليه من آالت وأدوات و لك بشروط‬
‫ميسرة؛‬
‫‪ ‬تشجيع الخريجين على تملك وادارة المؤسسات ومساعدة الحرفيين وأصحاب الورش الصغيرة على‬
‫تنمية وتطوير أنشطتهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصندوق االجتماعي للتنمية‬

‫يقدم الصندوق االجتماعي للتنمية مجموعة من اآلليات المؤسسية لتفعيل دوره الداعم للمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫الصغيرة المتوسطة من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬برنامج المجمعات واألحياء الصناعية و لك باالتفاق مع وزارة الصناعة وبنك االستثمار القومي؛‬
‫‪ ‬برنامج تنمية الصناعات المغ ية لتوفير المعلومات الفنية واالقتصادية الصحيحة؛‬
‫‪ ‬برنامج تنمية حقوق االمتياز التجاري‪.‬‬

‫‪ -0‬المساعدات المقدمة في مجال العمالة‬

‫بدأت مصلحة الكفاية اإلنتاجية والتدريب المهني من عام ‪ 1001‬في تعظيم كل المهارات المقدمة‬
‫للدارسين واعداد برنامج لهم في تخصصات متعددة‪.‬‬

‫كما يساهم الصندوق االجتماعي للتنمية في رفع مهارات التخطيط ألصحاب المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والعمل على رفع القدرات التنظيمية لهم من خالل التدريب والتأهيل واعداد الكوادر البشرية في‬
‫‪3‬‬
‫ثالثة محاور وهي‪:‬‬

‫‪ ‬أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعاملون فيها والمروجون؛‬

‫‪ 1‬هالة محمد لبيب عنبة مرجع سبق كره ص ص ‪.326 322‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز جميل مخيمر أحمد عبد الفتاح عبد الحليم مرجع سبق كره ص ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرحمان ياسر تقييم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من ظاهرة البطالة‪ ،‬م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل ‪ 3717‬ص‪.110‬‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬المشرفون والمنظمون والمسؤولون عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث يتعامل الصندوق مع‬
‫أكثر من ‪ 137‬وكالة منف ة وجهة وسيطة لتنفي مشروعاته؛‬
‫‪ ‬الخبرات الفنية المسؤولة عن دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المؤسسات العامة والخاصة‬
‫واألهلية و لك من خالل برنامج خاص لدعم وبناء قدرات ه ه المؤسسات‪.‬‬

‫~ ‪~ 58‬‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‬

‫من خالل ه ا الفصل تم إلقاء نظرة عامة حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعرفة الجوانب‬
‫المتعلقة بها حيث تم التطرق إلى تعاريف مختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادرة عن بعض الدول‬
‫والهيئات ولقد تبين أن هناك اختالف كبير حول تحديد تعريف واضح وشامل له ا القطاع ويعد ه ا األمر‬
‫غاية في الصعوبة نظ ار لتعدد المعايير المستخدمة في تحديد ه ا التعريف‪.‬‬

‫إال أن ه ا التباين لم يمنع من إثبات أهميتها في مختلف مجاالت التنمية االقتصادية سواء في مجال‬
‫االبتكارات أو الصادرات أو تكامل أنشطتها فيما بينها أو مع المؤسسات الكبيرة نظ ار لتميزها بخصائص‬
‫مشتركة تتمثل في رأس مالها المتواضع وامكانياتها البسيطة وسهولة تأسيسها ومرونتها الكبيرة التي تسمح‬
‫لها بالتكيف مع تقلبات السوق وغيرها‪.‬‬

‫وفي األخير تم عرض العديد من تجارب دول العالم المتقدمة والنامية عل حد السواء والتي أثبتت‬
‫الدور الحيوي له ا النوع من المؤسسات واستراتيجية تنميتها من خالل تحسين المحيط ال ي تنشط فيه وت ليل‬
‫الصعوبات والمشاكل التي تواجهها خاصة المشاكل التمويلية والعراقيل اإلدارية وتقديم الدعم لها وتحفيزها‬
‫خاصة في مجال التشغيل‪.‬‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات‬


‫الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أسس التنمية االقتصادية واالجتماعية خاصة في الدول النامية‬
‫غير أنها تعاني من مشاكل تمويلية تحول دون نموها ما يستدعي آليات وسياسات تتالءم مع طبيعة ه ه‬
‫المؤسسات وخصائصها‪.‬‬

‫وقد اهتمت الجزائر كغيرها من الدول به ه المؤسسات من خالل تبني سياسات لتطويرها وانشاء هياكل‬
‫دعمها‪ .‬وقد اعتمدت على التمويل اإلسالمي للتقليل من التكاليف التي تقع على عاتق ه ه المؤسسات‪.‬‬

‫وه ا ما سنتطرق إليه خالل ه ا الفصل وال ي يتضمن ثالثة مباحث كما هو آتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع التمويل اإلسالمي في الجزائر؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر؛‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪.‬‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫لقد اعتمدت الجزائر على التمويل التقليدي ال ي يعد منبو ا بحكم الديانة والعقيدة اإلسالمية مما أوجب‬
‫إعادة النظر في آليات التمويل واستحداث طرق التمويل اإلسالمي كخيار للمستثمرين‪ .‬وقد خصصنا ه ا‬
‫المبحث لد ارسة التمويل اإلسالمي في الجزائر انطالقا من اإلصالحات وصوال إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري واصالحاته‬

‫ال أحد ينكر الخلل ال ي كانت والزالت تعاني منه المصرفية الجزائرية ورغم التطورات الكبيرة التي شهدها‬
‫ه ا المجال في األسواق البنكية الدولية وقيام الجزائر بعدة إصالحات لمواكبة ه ه التطورات وتلبية لحاجة‬
‫التمويل اإلسالمي ومن خالل ه ا المطلب سنوضح أهم ه ه اإلصالحات وواقع الصيرفة في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪:‬النظام المصرفي الجزائري وتمويل المؤسسات المتوسطة‬

‫قامت الجزائر خالل الفترة من ‪ 1063‬إلى‪ 1066‬بمجموعة من التغيرات إ أنشأت البنك المركزي‬
‫والخزينة ما أ ى إلى ازدواج النظام المصرفي وعجز البنك المركزي على احتواء ه ا النظام ولجأت الجزائر إلى‬
‫اتخا ق اررات التأميم‪.‬‬

‫‪-0‬اإلصالحات األساسية قبل ‪0001‬‬

‫عرف النظام البنكي الجزائري عراقيل حالت دون قيامه بدوره فأصبح أمر إصالحه حتميا وبدأت‬
‫اإلصالحات عام‪ 1006‬من خالل المرسوم الرأسي وقانون رقم ‪ 13/10‬الصادر في ‪ 10‬أوت ‪ 1006‬ال ي‬
‫تعلق بنظام البنوك وشروط اإلقراض وقام بإصالحات ج رية على الوظيفة البنكية ومن أهم التغي ارت‬

‫نجد‪: 1‬‬
‫‪ ‬استعادة البنك المركزي مهامه التقليدية؛‬
‫‪ ‬الحد من دور الخزينة في عمليات التمويل؛‬
‫‪ ‬استعادة المؤسسات التمويلية دورها من خالل تعبئة االدخار وتوزيع اإلقراض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اللطيف بلغرسة تطوير دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتفعيل آداها في ضل الكلي بالنضر إلى اإلصالحات المصرفية والمالية‬
‫دراسة تحليلية برؤية مستقبلية‪ -‬الدورة التدريبية حول تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫سطيف ‪ 30 - 32‬ماي ‪ 3772‬ص‪.73‬‬

‫~ ‪~ 62‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سعت الجزائر في‪ 1006‬بعد انهيار أسعار البترول والصرف لتطبق برنامج إصالحي واحالل نظام‬
‫اقتصاد السوق مكان النظام االشتراكي وأصدرت قانون ‪ 1000/71/13‬إلعطاء البنوك استقاللها المالي‬
‫وانشاء السوق النقدية في جوان ‪ 1000‬ال ي تطور في ‪ 1007‬بإصدار قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -3‬إصالحات بعد ‪.0001‬‬

‫لم يتالءم الجهاز المصرفي الجزائري مع الوضعية االقتصادية الجديدة وتواصلت اإلصالحات بصدور‬
‫‪1‬‬
‫قانون النقد والقرض ‪ /17 /07‬المؤرخ في ‪ 11‬أفريل ‪ 1007‬وال ي تتمثل أهم مبتدئه في‬
‫‪ ‬يسمح بتحويل السلطات النقدية إلى مجلس القرض والنقد ال ي يعتبر بمثابة مجلس إدارة بنك الجزائر؛‬
‫‪ ‬الفصل بين دائرة الميزانية ودائرة االئتمان وابعاد الخزينة عن منح قروض لالقتصاد وانحصر دورها في‬
‫تمويل المؤسسات العمومية؛‬
‫‪ ‬كما وضع قانون ‪ 17/07‬النظام البنكي على مستويين حيث أصبح نشاط البنوك التجارية كموزع للقروض‬
‫ونشاط البنك المركزي كسلطة نقدية وممثل البنوك ومقرض أخير‪.‬‬

‫‪ -0‬أثار اإلصالحات على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫‪ ‬أثار تمويلية‪ :‬بعد إصالحات ‪ 1007‬أصبح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مفتوحا لالستفادة‬
‫من القروض البنكية حيث تم العمل بمبدأ االستقاللية والغاء تخصيص البنوك وأصبحت شروط عملية‬
‫إعادة التمويل أمام البنك المركزي صعبة بسبب منافسة باقي البنوك‪.2‬‬
‫‪ ‬األثر التسويقي ‪ :‬إن االنفتاح على االقتصاد العالمي فرض على المؤسسات المصرفية تطبيق إستراتجية‬
‫كسر التقليد والبحث عن العنصرية والتجديد‪.‬‬
‫‪ ‬األثر اإلنتاجي‪ :‬إن االعتماد على الفعالية اإلنتاجية والبحث عن الجدوى االقتصادية والتي شكلت عوامل‬
‫تحفيزية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية لكي تحسن إنتاجها وترفع مستوى منتجاتها إلى مستوى‬
‫المعايير العالمية والمنافسة األجنبية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش تقنيات البنوك ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ 3772‬ص‪.102‬‬
‫‪2‬‬
‫مليكة زيغب حياة النجار النظام المصرفي الجزائري هبر اإلصالحات االقتصادية تطور وتحديات الملتقى الوطني األول حول النظام‬
‫المصرفي الجزائري واقع وأفاق قالمة نوفمبر ‪ 3771‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬عبد اللطيف بلغرسة اثر السياسة النقدية والمالية على تأهيل المؤسسات االقتصادية مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير العدد‪71‬‬
‫‪ 3773‬كلية العوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة باجي مختار عنابة ص‪.100‬‬

‫~ ‪~ 63‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬

‫تستند أعمال المصرفية اإلسالمية الجزائرية إلى مجموعة من الفروع والمؤسسات المالية اإلسالمية العربية‬
‫ونواف لبنوك تقليدية‪ ،‬وقد بلغ حجم األصول اإلسالمية في الجزائر في‪ 3710‬أكثر من ‪ 3‬مليار دوالر أي حوالي‬
‫‪ %3‬من إجمالي األصول المصرفية‪ .‬وقد سجلت البنوك اإلسالمية نمو أسرع من البنوك التقليدية وال ي قدر‬
‫بحوالي ‪ %12‬في عام ‪.3712‬‬

‫ثالثا‪ :‬واقع صناعة الصكوك اإلسالمية في الجزائر‬

‫تعتبر الصكوك اإلسالمية أهم مصادر األموال طويلة األجل وهي أداة استقطاب األموال وادارة السيولة‬
‫وبديل شرعي لشهادات االستثمار والسندات الربوية وهي أوراق شبيهة بالسندات تعطي عوائد من األرباح بدال‬
‫من الفوائد الثابتة‪ .‬وقد رفضت لجنة التنظيم ومراقبة عمليات البورصة إدراج الصكوك اإلسالمية تحت ما يسمى‬
‫"السندات اإلسالمية"‪ .‬ضمن القيم المنقولة المتداولة في السوق الجزائرية لعدم وجود سند قانوني يجيز لك‬
‫والشركات ات الغرض الخاص التي تقوم عليها ه ه األدوات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بنك البركة الجزائري‬

‫بنك البركة من البنوك اإلسالمية التي تعتمد عند قيامها باألنشطة سواء لحسابها أو للغير على أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية وهو أول بنك جزائري إسالمي ال ي احتل مكانة مرموقة في االقتصاد الجزائري وقد خصصنا‬
‫ه ا المطلب لدراسة ه ا البنك من حيث نشأته والتطور والصيغ المطبقة فيه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقديم بنك البركة الجزائري‬

‫يتبع بنك البركة إلى مجموعة دالة البركة القابضة الدولية التي أسست سنة ‪ 1003‬وهي مجموعة‬
‫سعودية تتخ من مملكة البحرين مق ار لها وتتخصص في تقديم الخدمات المالية اإلسالمية ولها عدد من الفروع‬
‫على المستوى العالمي وحسب المساهم الرئيسي في مجموعة البركة المصرفية ورئيس مجلس اإلدارة فإن بنك‬
‫البركة بنك إسالمي ال يتعامل بالفائدة‪.‬‬

‫ويعتبر بنك البركة الجزائري أول بنك إسالمي مشترك بين القطاع العام والخاص أسس في ‪37‬‬
‫وقد بلغ رأس ماله آن اك ‪ 277‬مليون دينار جزائري‪ .‬أعلن عن رفع رأس ماله من ‪ 3.2‬مليار‬ ‫أوت‪1001‬‬
‫دينار جزائري إلى ‪ 17‬مليار موزع كما يلي‪:‬‬

‫شركة البركة القابضة الدولية ما نسبته ‪% 26‬؛‬

‫بنك الفالحة والتنمية الريفية (بنك عمومي جزائري) ما نسبته ‪.% 11‬‬
‫~ ‪~ 64‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬فروع بنك البركة الجزائري‬

‫تتوزع فروع بنك البركة الجزائري كما يوضح الجدول أدناه‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)10‬توزيع فروع بنك البركة الجزائري خالل الفترة ‪0100 -0000‬‬
‫إجمالي الفروع‬ ‫منطقة الفروع‬ ‫عدد الفروع‬ ‫السنوات‬
‫‪2‬‬ ‫تلمسان بئر بلخادم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1006‬‬
‫‪6‬‬ ‫سطيف غرداية البليدة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬ ‫وهران‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪11‬‬ ‫عنابة باتنة باب الزوار‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3772‬‬
‫‪13‬‬ ‫رويبة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3772‬‬
‫‪10‬‬ ‫سكيكدة غرداية الحراش سطيف‪ 3‬الشراقة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3776‬‬
‫‪10‬‬ ‫قسنطينة وهران‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3770‬‬
‫‪31‬‬ ‫القبة تيزي وزو‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3770‬‬
‫‪31‬‬ ‫الوادي األغواط بسكرة برج بوعريريج‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3711‬‬
‫‪32‬‬ ‫بجاية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3713‬‬

‫المصدر‪ :‬صالح سنوساوي واقع استخدام المزيج التسويقي في البنوك اإلسالمية وأثره على والء العمالء م كرة ماجستير‬
‫في العلوم االقتصادية جامعة يحي فارس المدية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير تخصص مالية ونقود ‪3716‬‬
‫ص‪.110‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور بنك البركة الجزائري‬

‫لقد تطورت مؤشرات بنك البركة وه ا ما سيوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬تطورات بنك البركة الجزائري‬

‫نسبة التغير‬ ‫قيمة التغير‬ ‫‪3712‬‬ ‫نسبة التغير‬ ‫قيمة التغير‬ ‫‪3711‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫البيان‬
‫‪10.01‬‬ ‫‪27071‬‬ ‫‪102202‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2600‬‬ ‫‪163003‬‬ ‫‪120702‬‬ ‫مجموع الميزانية‬
‫‪-1.10‬‬ ‫‪-227‬‬ ‫‪32162‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪012‬‬ ‫‪32012‬‬ ‫‪33062‬‬ ‫حقوق الملكية‬
‫‪33.00‬‬ ‫‪30001‬‬ ‫‪121263‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪132060‬‬ ‫‪132122‬‬ ‫الودائع‬
‫‪10.31‬‬ ‫‪12262‬‬ ‫‪06122‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪10302‬‬ ‫‪07000‬‬ ‫‪62221‬‬ ‫التمويالت‬
‫‪-1.66‬‬ ‫‪-3000‬‬ ‫‪61702‬‬ ‫‪30.0-‬‬ ‫‪1131‬‬ ‫‪61703‬‬ ‫‪21663‬‬ ‫خارج الميزانية‬
‫‪1.63‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪0010‬‬ ‫‪-2.0‬‬ ‫‪-300‬‬ ‫‪0102‬‬ ‫‪0067‬‬ ‫االيراد الصافي‬
‫‪-1.63‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪1270‬‬ ‫‪1703‬‬ ‫الناتج الصافي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقرير السنوية لبنك البركة للسنوات ‪.3712-1712‬‬

‫يوضح الجدول رقم (‪ )70‬تطورات بنك البركة حيث ارتفع كل من مجموع الميزانية لسنة ‪ 3711‬بنسبة‬
‫‪ %2.6‬وحقوق الملكية بنسبة‪ %2.0‬والودائع بنسبة ‪ %1.6‬والنتيجة الصافية بنسبة ‪%2.3‬في حين انخفضت‬
‫التمويالت األخرى بنسبة ‪ %30.2‬وخارج الميزانية بنسبة ‪ %11.31‬وصافي اإليراد بنسبة ‪ .%0.2‬كما ارتفع‬
‫رصيد التمويالت لسنة ‪ 3712‬بنسبة ‪.%10.31‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)10‬تطور المؤشرات الرئيسية لبنك البركة خالل الفترة ‪( 0100-0100‬ألف د‪.‬ج)‬

‫‪300000‬‬ ‫‪270996‬‬
‫‪248633‬‬
‫‪210344‬‬ ‫‪223995‬‬
‫‪250000‬‬ ‫‪193573‬‬ ‫‪207891‬‬
‫‪200000‬‬ ‫‪162772‬‬ ‫‪170137‬‬ ‫‪156460‬‬
‫‪154562‬‬ ‫‪139677‬‬
‫‪125768‬‬ ‫‪110711‬‬
‫‪150000‬‬ ‫‪94453‬‬
‫‪80888‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪50000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫األصول‬ ‫حجم الودائع‬ ‫حجم التمويل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية لبنك البركة للسنوات ‪.3710 -3711‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل ‪ 72‬أن هناك زيادة مستمرة لمجموع أصول بنك البركة خالل الفترة الممتدة من ‪3711‬‬
‫إلى ‪ 3710‬حيث ارتفع كل من حجم التمويل سنة ‪ 3712‬إلى ‪ 01122‬ليستمر في االرتفاع ليبلغ ‪126167‬‬
‫سنة ‪ 3710‬في حين ارتفع من ‪ 163003‬سنة ‪ 3711‬ليصل إلى ‪ 307006‬وقد بلغ حجم الودائع ‪332002‬‬
‫سنة ‪.3710‬‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬بنك السالم الجزائري‬

‫يعتبر بنك السالم ثاني بنك إسالمي جزائري وهو أحد أهم المصاريف اإلسالمية وأضخمها في الجزائر‪.‬‬
‫وقد خصصنا ه ا المطلب لدراسة بنك السالم الجزائري حيث تناولنا تعريف وأهم التطورات التي مر بها وك ا‬
‫الصيغ التي يمنحها ه ا البنك‬

‫أوال‪ :‬تقديم بنك السالم‬

‫يعتبر مصرف السالم الجزائري بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية ووفقا إلحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي بدأ نشاطه في الجزائر من خالل تقديم مجموعة من الخدمات المالية وفقا‬
‫إلحكام الشريعة اإلسالمية ليكون ب لك ثاني بنك يقتحم السوق الجزائرية‪ .‬ويقدر رأسماله ال ي تم افتتاحه في ‪37‬‬
‫أكتوبر‪ 3770‬في الجزائر ب ‪ 03‬مليار دينار جزائري(‪177‬مليون دوالر)‪ .‬و‪ 33‬مساهما معظمهم من اإلمارات‬
‫العربية المتحدة بينما باقي المساهمين ينتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي واليمن وليبيا‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور المؤشرات المالية الرئيسية لمصرف السالم خالل الفترة ‪.0100-0100‬‬

‫لقد تطورت المؤشرات المالية لبنك السالم حسب الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)10‬تطور المؤشرات المالية لصرف السالم خالل الفترة ‪0100-0100‬‬
‫‪3710‬‬ ‫‪3716‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫‪3711‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫المؤشر‪/‬السنة‬
‫‪02002230‬‬ ‫‪22172010‬‬ ‫‪17202370‬‬ ‫‪26270700‬‬ ‫‪20227010‬‬ ‫مجموع الميزانية‬
‫‪61.2‬‬ ‫‪27.00‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة النمو‬
‫‪2007‬‬ ‫‪3060‬‬ ‫‪3311‬‬ ‫‪3020‬‬ ‫‪1733‬‬ ‫صافي اإليرادات‬
‫‪11‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪-30.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة النمو‬
‫‪1101‬‬ ‫‪1707‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪1360‬‬ ‫النتيجة الصافية‬
‫‪0.22‬‬ ‫‪32.00‬‬ ‫‪00.23‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة النمو‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية لبنك السالم للسنوات ‪.3710-3712‬‬

‫يمثل الجدول أعاله تطور المؤشرات المالية الرئيسية لبنك السالم خالل الفترة ‪ 3710- 3712‬بحيث‬
‫سجل البنك نتيجة صافية بلغت أكثر من ‪ 11‬مليار دينار بزيادة قدرت بنسبة ‪ %17‬مقارنة بسنة ‪ 3716‬في‬
‫حين سجلت أدنى صافي ربح وال ي بلغ نحو‪ 271‬مليون دينار فقط سنة ‪ 3712‬وه ا راجع أساس لزيادة‬

‫‪1‬‬
‫سومية بوغدو محمد أمين بربري الصناعة المصرفية اإلسالمية في الجزائر والمعوقات القانونية المحلية ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر‬
‫الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي‬
‫الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر ‪ 3710‬ص‪.3010‬‬

‫~ ‪~ 67‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مخصصات االمتالك والمئونات وخسائر القيمة وتراجع مداخيل التمويالت وقد ارتفع مجموع الميزانية بحوالي‬
‫‪ %1.16‬ما بين الفترة ‪ 3712‬و‪ 3710‬بسبب توسع نشاط البنك خاصة في السنتين األخيرتين من خالل‬
‫التمويل وك ا استحداث القرض االستهالكي من جهة أخرى‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬تطور المؤشرات الرئيسة لبنك السالم خالل الفترة ‪0100-0100‬‬

‫‪120000‬‬ ‫‪110109‬‬

‫‪100000‬‬ ‫‪85775‬‬ ‫‪85431‬‬


‫‪80000‬‬
‫‪64642‬‬ ‫‪75340‬‬
‫‪53104‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪36309‬‬ ‫‪40575‬‬ ‫‪46302‬‬
‫‪34512‬‬
‫‪40000‬‬ ‫‪32500‬‬ ‫‪30120‬‬ ‫‪29587‬‬
‫‪22612‬‬
‫‪20000‬‬ ‫‪21315‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫األصول‬ ‫حجم الودائع‬ ‫حجم التمويل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية بنك السالم للسنوات ‪.3710-3711‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل (‪ )71‬تطور المؤشرات الرئيسية لبنك السالم إ أن هناك ارتفاع مستمر له ه المؤشرات‬
‫فقد بلغ حجم التمويل أقصى قيمة سنة ‪ 3710‬بقيمة ‪ 02217‬في حين أن حجم األصول ارتفع إلى ‪26270‬‬
‫سنة ‪ 3711‬أما حجم الودائع فقد بلغ ‪ 02121‬سنة ‪.3710‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫لوحظ في السنوات األخيرة تزايد اهتمام الجزائر بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة‬
‫سنة‪ 3711‬و لك ألسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية وفي ظل منح القروض بدون فائدة إلقامة ه ه‬
‫المؤسسات إال أن ه ه األخيرة ال تعطي أي مؤشر ايجابي بسبب المشاكل التي تواجهها‪ .‬ومن خالل ه ا‬
‫المبحث سنتطرق إلى واقع ه ه المؤسسات في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أساسيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫لقد تطور عدد المؤسسات في الجزائر بسبب االهتمام الكبير به ا المجال وعليه خصصنا ه ا المطلب‬
‫للتطرق إلى نظرة المشرع الجزائري له ه المؤسسات وتطور تعدادها‪.‬‬

‫~ ‪~ 68‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوال‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫إن المشرع الجزائري لم يشر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القانون التجاري إال أنه خصص لها‬
‫قانون خاص بها وهو قانون رقم‪ 10/71‬وجعلها تنظيما قائما بحد اته غير أنه لم يعترف لها بالشخصية‬
‫القانونية‪ .‬وقد عرفها بصفة عامة و كر التدابير الالزمة والمساعدة لدعمها وترقية مساهمتها في التنمية‪ .‬فحسب‬
‫المادة ‪ 1‬من ه ا القانون تعرف بأنها مؤسسة إنتاج السلع والخدمات التي تشغل من ‪ 1‬إلى ‪ 327‬شخص ورقم‬
‫أعمالها السنوي أقل من ‪ 3‬مليون د‪.‬ج وال تزيد إيراداتها عن ‪ 277‬د‪.‬ج وتستوفي معايير االستقالل‪ .‬أما المادة ‪6‬‬
‫من نفس القانون فتعرفها بأنها مؤسسة تشغل مابين ‪ 17‬و‪ 10‬شخص برقم أعمال ال يتجاوز ‪ 377‬د‪.‬ج‬
‫وايرادات ال تتجاوز ‪ 177‬د‪.‬ج‪.1‬‬

‫ويمكن توضيح تعريف قانون ‪ 10-71‬للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)0‬المعايير الكمية لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬


‫الوحدة‪ :‬الوحدة مليون د‪.‬ج‬
‫مجموع الحصيلة السنوية‬ ‫رقم األعمال‬ ‫عدد العمال‬
‫نوع المؤسسات‬
‫حدود قصوى‬ ‫حدود دنيا‬ ‫حدود قصوى‬ ‫حدود دنيا‬ ‫حدود قصوى‬ ‫حدود دنيا‬
‫‪17‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪71‬‬ ‫مؤسسات مصغرة‬
‫‪177‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪377‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫مؤسسات صغرة‬
‫‪277‬‬ ‫‪177‬‬ ‫مليارين‬ ‫‪377‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مؤسسات متوسطة‬

‫المصدر‪ :‬المادة ‪ 1‬و‪ 6‬من القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ‪ 10-71‬الجريدة الرسمية الجزائرية العدد ‪ 00‬بتاريخ‬
‫‪ 12‬ديسمبر ‪ 3711‬ص ‪.70‬‬

‫كما عرفها القانون التوجيهي‪ 73/10‬المؤرخ في ‪ 3710/71/17‬بأن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫مهما كانت طبيعتها القانونية بأنها إنتاج السلع أو الخدمات تشغل من ‪ 71‬إلى ‪ 327‬شخص وال يتجاوز رقم‬
‫أعمالها ‪ 1‬ماليين دينار جزائري وال يتعدى إجمالي حصيلتها السنوية مليار دينار جزائري وهي تحترم معايير‬
‫‪2‬‬
‫االستقاللية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 1‬و‪ 6‬من القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ‪ 10 -71‬المؤرخ في ‪ 3771/13/13‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 00‬المنشورة في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 3771‬ص‪.70‬‬
‫‪2‬‬
‫ياسر عبد الرحمان عماد الدين براشن قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر الواقع و التحديات مجلة نماء لالقتصاد و‬
‫التجارة العدد الثالث الجزائر جوان ‪ 3710‬ص‪.310‬‬

‫~ ‪~ 69‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد اعتمد المشرع الجزائري في تعريفه له ه المؤسسات على التعريف ال ي حدده اإلتحاد األوروبي سنة‬
‫‪ 1006‬ال ي كان موضوع توصية كل بلدان األعضاء حيث صادقت الجزائر على ميثاق بولونيا حول‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جوان ‪ 3777‬وهو ميثاق يكرس التعريف األوروبي لها ويرتكز ه ا التعريف‬
‫على أربعة مقاييس وهي‪ :‬المستخدمون رقم األعمال الحصة السنوية شروط االستقاللية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫وقد أولى المشرع الجزائري له ه المؤسسات أهمية كبيرة حيث أنشأت و ازرة خاصة بها وتعدد آليات الدعم‬
‫والمرافقة التي أحاطت بها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب النصوص التشريعية والقواعد المتضمنة‬
‫في السياسة االقتصادية وقوانين المالية‪ .‬ه ا ما أدى إلى نمو كبير له ه المؤسسات كما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬تطور العدد اإلجمالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫‪3710‬‬ ‫‪3710‬‬ ‫‪3716‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫‪3711‬‬ ‫المؤشرات‬


‫‪1702107‬‬ ‫‪1767300‬‬ ‫‪1711702‬‬ ‫‪006011‬‬ ‫‪037020‬‬ ‫عدد المؤسسات ‪pme‬‬
‫‪3607316‬‬ ‫‪3671020‬‬ ‫‪3100011‬‬ ‫‪3320322‬‬ ‫‪3703271‬‬ ‫عدد المناصب‬
‫‪00030‬‬ ‫‪03071‬‬ ‫‪00302‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عدد المؤسسات الصناعية‬
‫‪31120‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫‪13627‬‬ ‫‪3263‬‬ ‫‪3606‬‬ ‫عدد المؤسسات المتوقفة‬
‫عن النشاط‬

‫‪36‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫مؤسسات مصغرة‬

‫المصدر‪ :‬عطا اهلل لحسن ناريمان قاسم واقع الصناعة المصرفية اإلسالمية في البلدان العربية ودورها في تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة –دراسة حالة بنك السالم في الجزائر ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية‬
‫اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪ 3710‬ص‪.220‬‬

‫وحسب الجدول أعاله فإن هناك زيادة مستمرة في عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ففي سنة‪3712‬‬
‫بلغت نسبة الزيادة ‪ %2.2‬وبعدها ارتفعت سنة ‪ 3716‬بنسبة ‪ %12‬تبلغ نسبة االرتفاع سنة ‪%1,2 3710‬‬
‫مقارنة مع السنة السابقة‪ .‬وال يزال عددها أقل مما يجب على المستوى الوطني حيث أن المعدل األمثل هو ‪67‬‬
‫مؤسسة لكل ‪ 1777‬شخص كحد أدنى وفق المقاييس الدولية‪.‬‬

‫وقد تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من ‪ 3717‬إلى‪ 3710‬كما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫~ ‪~ 70‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من سنة ‪ 0101‬إلى ‪.0100‬‬
‫‪1200000‬‬

‫‪1000000‬‬

‫‪800000‬‬

‫‪600000‬‬
‫عددالمؤسسات‬
‫‪400000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2010 2011‬‬
‫‪2012 2013‬‬
‫‪2014 2015‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬ياسر عبد الرحمان عماد الدين براشن مرجع سبق كره ص‪.322‬‬

‫مستمر لعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث انتقل العدد‬


‫ا‬ ‫نالحظ من خالل الشكل أن هناك نموا‬
‫اإلجمالي لها من ‪ 670300‬سنة ‪ 3717‬إلى ‪ 1767300‬في جوان ‪ 3710‬وه ا راجع إلى السياسة االقتصادية‬
‫المتبناة والهادفة إلى ترقية وتطوير ه ا القطاع في السياحة االقتصادية عن طريق الحوافز بغرض تنمية ه ا‬
‫النوع من المؤسسات وتفعيل دورها في االقتصاد‪ .‬ويمكن توضيح توزيع ه ه المؤسسات حسب النشاط خالل سنة‬
‫‪ 3710‬كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب النشاط سنة ‪0100‬‬

‫‪1%‬‬
‫‪6%‬‬
‫‪9%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫الصناعة التقليدية والحرف‬
‫الخدمات‬
‫‪15%‬‬
‫البناء واألشغال العمومية‬
‫الزراعة‬
‫‪16%‬‬ ‫‪31%‬‬ ‫الصناعة‬
‫المهن الحرة‬
‫المحروقات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على‪:‬عطا اهلل لحسن ناريمان قواسم مرجع سيق كره ص‪.217‬‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫تحتل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مكانة هامة في االقتصاد الجزائري بسبب قدرتها على المساهمة‬
‫‪1‬‬
‫الفعالة في التنمية وتتمثل أهميتها في‪:‬‬
‫‪ ‬سهولة تأسيسها فهي ال تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة وتكنولوجية متطورة؛‬
‫‪ ‬قدرتها على اإلنتاج والعمل في مجاالت مختلفة؛‬
‫‪ ‬قدرة ه ه المؤسسات على االستفادة من المواد الخام المتوفرة والمنتجات الصناعية األخرى إلنتاج سلع تامة‬
‫الصنع تساهم في تلبية احتياجات وأ واق المستهلكين؛‬
‫‪ ‬قدرة ه ه المؤسسات على التكيف مع المتغيرات المختلفة كتركيبة القوى العاملة والتي هي في تجدد مستمر‬
‫ومختلف السياسات التسويقية واإلنتاجية وغيرها؛‬
‫‪ ‬خلق فرص عمل جديدة بأقل تكاليف وهي حاضنة للمهارات واإلبداعات؛‬
‫‪ ‬تساهم في جدب االستثمارات األجنبية كما تمكن من الدخول في مشاريع مشتركة مع شركاء أجانب ما‬
‫يساهم في نقل وتوطين التقنية الحديثة وتوسيع القاعدة اإلنتاجية وتحسين جودة المنتج وتعزيز القدرة‬
‫التصديرية خاصة في القطاعات اإلنتاجية الناشئة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العراقيل التي تواجه تطوير وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫رغم دعم المنظومة المؤسسية المسخرة من طرف الدولة الجزائرية لدعم وترقية قطاع المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة إال أن هناك صعوبات مختلفة المستوى تحد من تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الصعوبات اإلدارية‬

‫تتلخص أهم الصعوبات اإلدارية في كل من إهمال التخطيط والتوجيه والرقابة اإلدارية فإهمال تخطيط‬
‫الطاقة اإلنتاجية والموارد الالزمة للتشغيل وغياب الرقابة والمتابعة لسد الثغرات اإلدارية في الوقت المناسب من‬
‫أهم المشاكل اإلدارية إضافة إلى نقص الخبرة وعدم القدرة على اتخا القرار واالفتقار إلى مواصفات القيادة‪.2‬‬
‫‪ ‬الصعوبات المتعلقة بالقطاع الصناعي‬

‫يعتبر الحصول على العقار الصناعي من أهم المشاكل التي تواجه نمو وتطور قطاع المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة فالحصول على عقد الملكية أو اإليجار أمر أساسي للحصول على باقي الت ارخيص وقد‬
‫أ ثبت مدى تأثير ه ا على االستثمار الخاص في قطاع ه ه المؤسسات بالنسبة للجزائر حيث تتراوح فترة‬

‫‪1‬‬
‫روضة جديدي محمد التهامي طواهر تقييم التجربة الجزائرية في مجال دعم وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مجلة الدراسات‬
‫االقتصادية والمالية المجلد ‪ 76‬العدد ‪ 73‬ديسمبر ‪ 3712‬جامعة الوادي ص‪.301‬‬
‫‪2‬‬
‫رابح خواني رقية حساني مرجع سبق كره ص‪.00‬‬

‫~ ‪~ 72‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الحصول على ه ا العقار لمدة بين ‪ 2‬و‪ 2‬سنوات بسبب عدم تحرر سوق العقار الجزائري فهي تابعة لوكالة‬
‫تطوير االستثمار والوكالة العقارية حيث عجزت عن تسهيل إجراءات الحصول على العقار الالزم إلقامة ه ه‬
‫المؤسسات‪.1‬‬
‫‪ ‬مشاكل التسويق والتخزين والمنافسة‬

‫إن ه ه المؤسسات ال تهتم بوظيفة التسويق الرتفاع تكلفتها فال تقوم بإجراء بحوث تسويقية لمعرفة الفرص‬
‫المتاحة وال معرفة التحديات ما يؤدي إلى نقص المعلومات التسويقية عن التغير في األسعار والطلب وظهور‬
‫منتجات مستحدثة وبديلة ومشكلة محدودية الحصة السوقية إضافة لعدم وجود مناف وأسواق جديدة وأماكن‬
‫تخزين مدخراتها من مواد أولية وك ا توفير الظروف المناسبة للتخزين كالتبريد واإلضاءة ما يؤدي إلى التقصير‬
‫في تلبية حاجات الزبائن وينقص الميزة التنافسية له ه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل العمالة‬
‫تعاني ه ه المؤسسات من تسرب اليد العاملة المؤهلة وهروبها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى‬
‫المؤسسات الكبيرة نظ ار لما توفره المؤسسات الكبيرة من مزايا تحفيزية وأجور مرتفعة وترقيات أكبر‪ .‬وه ا ما‬
‫يجعل المؤسسات الصغيرة تبحث عن توظيف يد عاملة جديدة تفتقد للخبرة والكفاءة وبالتالي تتحمل‬
‫المؤسسة أعباء تدريبهم وتكوينهم ما يؤثر على السلع المنتجة أو الخدمات المقدمة من قبلهم‪.2‬‬
‫‪ ‬مشاكل تكنولوجيا‬

‫من أ برز خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول النامية هو إتباع أسلوب تكنولوجي تقليدي‬
‫يقف حجرة عثرة أمام ه ه المؤسسات ويحول بينها وبين الدخول إلى أسواق جديدة و لك لقلة وضعف مواردها‬
‫المالية من جهة وضعف تأهيل مستخدميها من جهة أخرى ما يجعل حصولها على التكنولوجيا أمر صعب‬
‫المنال‪.3‬‬
‫‪ ‬مشاكل الحصول على البدائل التمويلية‬

‫في ظل عدم قدرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية الحصول على القروض المصرفية بالشكل الكافي‬
‫مصدر تمويليا هاما بعد التمويل ال اتي تجد ه ه األخيرة نفسها مجبرة على البحث عن مصادر‬
‫ا‬ ‫والتي تعد‬
‫أخرى‪ :‬كقروض اإليجار رأس مال المخاطر التمويل اإلسالمي‪ .‬ويمكن تفسير لك بغياب شبه تام للمنتجات‬
‫المالية وعدم تنويعها‪ .‬وعلى ه ا األساس يمكن التطرق إلى دور صيغ التمويل اإلسالمي في تمويل ه ه‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح صالحي أساليب تنمية المشروعات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬
‫جامعة سطيف العدد ‪ 3771 72‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫أمينة حنفي مرجع سبق كره ص‪.06‬‬
‫‪3‬‬
‫فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد مرجع سبق كره ص‪.06‬‬

‫~ ‪~ 73‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المشاركة تساهم في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل توفير السيولة بسب تخطيها حاجز‬
‫الضمانات ال ي يعتبر عقبة أمام ه ه المؤسسات ‪ .‬فالمشاركة الدائمة تقوم بتمويل المستثمرين بجزء من رأس‬
‫المال نظير اقتسام نتائج المشروع حسب ما تم االتفاق عليه‪.‬‬

‫المرابحة يتالءم ه ا األسلوب مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كونه يساهم في تشجيع الطلب على السلع‬
‫المباعة بالتقسيط ما يؤدي إلى زيادة أرباح للمؤسسات التي تنتج ه ا النوع من السلع فإ ا كانت ه ه المؤسسات‬
‫تعاني من طاقات عاطلة فسيتم استعمالها أما إ ا كانت تعمل بأقصى طاقتها فإن زيادة الطلب على إنتاجها‬
‫سيجدب رؤوس أموال جديدة لالستثمار وتوسيع نشاطها‪.‬‬

‫السلم يساهم ه ا النوع في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل تمويل رأس المال الثابت له ه‬
‫المؤسسات و لك بتوفير األصول الثابتة لقيام المشروع وتمويل رأس مال العامل فهو بمثابة ضمان توقف العمل‬
‫وحل لمشكلة المصروفات الجارية التي تتطلبها دورات اإلنتاج كدفع األجور وغيرها‪.‬‬

‫اإلجارة المنتهية بالتملك ه ا األسلوب يوفر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة األوصال الثابتة واآلالت والمعدات‬
‫الحديثة التي ليست لها القدرة على شرائها ويمكنها من تخفيض جزء كبير من تكاليف إنشائها كونها غير مجبرة‬
‫على تسديد قيمة األصول دفعة واحدة ما يخفض العبء المالي أما إ ا كانت احتياجاتها مؤقتة فتوفر اإلجارة‬
‫التشغيلية مصاريف التأمين على األصول والصيانة التي تقع على البنك باعتباره مالك لها‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل مختلفة‬

‫توجد مشاكل أخرى تتمثل في‪.1‬‬

‫‪ -‬مشاكل البنية التحتية حيث الزالت شبكة الطرقات ضعيفة وتوجد الكثير من المناطق شبه معزولة؛‬

‫‪ -‬مشاكل إيصال الكهرباء والمياه واالتصال وارتفاع أسعارها بصفة مستمرة؛‬

‫‪ -‬منع الكثير من ه ه المؤسسات عن الدخول في بورصة الجزائر‪.‬‬

‫كل ه ه المشاكل ومشاكل أخرى تدفع بدون شك الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫بالتحول إلى قطاع غير رسمي يمارس أعماله في الخفاء بهدف تحقيق الربح السريع بأقل عناء إ ا لم تب ل‬
‫السلطات العمومية المجهودات الالزمة إلنقا ه ه المؤسسات قبل فوات األوان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر بابا مقومات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعوقاتها في الجزائر الملتقى الدولي متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الدول العربية ‪ 10- 10‬أفريل ‪ 3770‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ص‪.122‬‬

‫~ ‪~ 74‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تدعيم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫اعتمدت الجزائر على مجموعة من السياسات لترقية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولمواجهة‬
‫المشاكل المتعددة وقامت بإنشاء هيئات داعمة له ه المؤسسات وقد خصصنا ه ا المطلب لدراسة السياسات‬
‫المطبقة من طرف الجزائر والهيئات الداعمة له ه المؤسسات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سياسات تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫قامت الحكومة بوضع سياسات لتطوير وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولمواجهة تحديات ه ه‬
‫‪1‬‬
‫األخيرة وتتمثل ه ه السياسات في‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة تطهير العقار‬

‫تهدف ه ه السياسة لتحسين استغالل القطاع العقاري وتوزيع استعمال األراضي والقواعد العقارية وقد‬
‫قامت الحكومة بإعادة تنظيمه في شكل شركات لمساهمة الدولة (‪ (SGP‬تقوم بالتكافل تدريجيا بتهيئة المناطق‬
‫الصناعية ومناطق النشاط والتخزين عبر كافة أرجاء الوطن بحيث يجد المستثمر في متناوله فضاءات مهيئة‬
‫ومزودة بالوسائل والتسهيالت الالزمة إلقامة المشروع‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل المقاولتية من الباطن‬

‫إ تعتبر المقاولتية من الباطن من أفضل الوسائل المستخدمة لتكثيف نسيج المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ومن أكثر النشاطات جلبا لالستثمار وقد أولت الدولة اهتمام لقطاع المقاولة ضمن القانون التوجيهي‬
‫لترقية ه ه المؤسسات حيث قامت بإنشاء مجلس وطني لترقية المقاولة في ‪ 33‬أفريل ‪ 3772‬وشبكة البورصات‬
‫‪ ‬تعزيز المنظومة المعلوماتية وترقية التشاور والتعاون‬

‫فقد سعت و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى بناء نظام معلومات اقتصادي إحصائي قوي وفعال‪.‬‬
‫وانشاء مراكز دراسات وتطوير ه ه المؤسسات والمجلس االستشاري في ‪ 32‬فيفري ‪.3772‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهيئات الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫لقد أنشأت الجزائر هيئات عديدة لدعم تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ومن بين ه ه‬
‫‪2‬‬
‫الهيئات نجد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫روضة جديدي محمد التهامي طواهر مرجع سبق كره ص‪.300‬‬
‫‪2‬‬
‫صوراية قشيدة مرجع سبق كره ص‪.01-07‬‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬الصندوق الوطني لتأمين على البطالة‬

‫انشأ في ماي ‪ 1001‬وفق المرسوم التشريعي ‪ 11-01‬المتعلق بالتأمين على البطالة لصالح األجراء‬
‫المتقاعدين لمناصبهم ويأخ صفة المؤسسة العمومية ات الطابع االجتماعي ويخفف العواقب االجتماعية‬
‫الناتجة عن التشريعات الجماعية للعاملين في القطاع االقتصادي بعد تطبيق برامج التعديل الهيكلي ويقوم بالمهام‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تعويض البطالة بنسبة ‪ %1.2‬من مجموع ‪ %21.2‬المتمثلة في حصص االشتراكات المدفوعة من طرف‬
‫أصحاب العمل والعمال في ظل النظام االجتماعي؛‬
‫‪ ‬إعادة إدماج البطالين ابتداء من سنة ‪1000‬؛‬
‫‪ ‬مساعدة المؤسسات التي تواجه صعوبات ابتدأ من سنة ‪ 1000‬بالقيام بدراسة وتشخيص األسواق وعمليات‬
‫التكوين في مجاالت التسيير واستحداث أنشطة للبطالين أصحاب المشاريع المتراوحة أعمارهم بين‬
‫‪22‬و‪ 27‬سنة‪.‬‬
‫‪ -0‬المجلس الوطني االستشاري‬

‫تم إنشائه تطبيقا لقانون رقم ‪ 10/71‬الصادر بتاريخ ‪ .3771/13/13‬يهدف إلى بث روح التشاور بصفة‬
‫مستمرة بين السلطات والشركاء االقتصاديين وتجميع المعلومات االقتصادية حول الشركاء المهنيين‬
‫وجمعيات أرباب العمل إلعداد السياسات االقتصادية لترقية القطاع‪ .‬ويشجع إنشاء جمعيات مهنية جديدة‬
‫والمساهمة في تطوير محيط المؤسسات ويدعم مشاريع البحث المتعلقة بالقطاع‪.‬‬
‫‪ -0‬صندوق ضمان قروض االستثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يهدف الصندوق إلى ضمان تسديد القروض البنكية التي تستفيد منها ه ه المؤسسات بعنوان تمويل‬
‫االستثمارات المنتجة للسلع والخدمات المتعلقة بإنشاء تجهيزات المؤسسة وتوسيعها وتجديدها ويكون المستوى‬
‫األقصى للقروض القابلة للضمان ‪ 27‬مليون دينار وقد تم رفعه مؤخ ار إلى ‪ 327‬مليون دينار وتحدد نسبة‬
‫التغطية ب ‪ %07‬للقروض الممنوحة بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ‪ %67‬لتمويل االستثمارات‬
‫المنتجة للسع والتوسيع والتجديد‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عطا اهلل لحسن ناريمان قاسم‪ ،‬ص‪.213‬‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬حصيلة صندوق ضمان قروض االستمارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫عدد مناصب الشغل التي ستنشأ‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫عدد الضمانات الممنوحة‬ ‫قطاع النشاط‬
‫‪2231‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪312‬‬ ‫البناء واألشغال العمومية‬
‫‪621‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪60‬‬ ‫النقل‬
‫‪17010‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪200‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪601‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الصحة‬
‫‪3011‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪370‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪10003‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪1132‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬عطا اهلل لحسن ناريمان قواسم مرجع سبق كره ‪.213‬‬
‫‪ -0‬الوكالة الوطنية لتسير القرض المصغر‬

‫أنشأت بموجب المرسوم التنفي ي رقم‪ 11/71:‬المؤرخ في ‪ 33‬جانفي ‪ 3771‬كهيئة ات طابع خاص‬
‫مهمتها تطبيق سياسة الدولة في مجال محاربة البطالة والفقر عن طريق تدعيم المبادرات الفردية من أجل‬
‫مساعدتهم على خلق نشاط حسابهم الخاص وتقديم الدعم واالستشارة والمرافقة للمبادرين‪ .‬وتعتمد على هياكلها‬
‫بالتنسيق مع باقي الهيئات ووكاالت التشغيل واشراك جمعيات من المجتمع المدني من أجل الوصول إلى أكبر‬
‫عدد من المبادرات بتنظيم حمالت إعالمية‪.1‬‬
‫‪ -0‬الوكالة الوطنية للعقارات الصناعية‬

‫أنشأت ه ه الوكالة في ‪ 3771‬تعويضا للجنة الدعم المحلية لترقية االستثمار‪ .‬بهدف الحصول على‬
‫قطع األرض وبيعها وتأجير العقار‪ .‬وجميع اإلجراءات الضرورية إلتمام إنجاز األعمال وتطهير األرضي إلنشاء‬
‫مناطق الئقة له ا الغرض وتعتبر بنك للمعلومات العقارية على المستوى المحلي حيث ستسمح بالحصول على‬
‫المعلومات الخاصة باإلمكانيات العقارية الموجودة بفضل الشباك الوحيد على مستوى كل الواليات‪ .‬كما سيتم‬
‫نشرها وايصالها وجعلها في متناول المستثمرين و لك بإنشاء بنك المعلومات على المستوى الوطني‪.2‬‬
‫‪ -0‬الوكالة الوطنية لدعم الشباب‬

‫هي وكالة وطنية ات طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ .‬أنشأت استنادا إلى‬
‫نص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 306/06‬المؤرخ في ‪ 70‬سيبتمبر‪ 1006‬المتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية لدعم‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفي ي رقم ‪ 11 / 71‬المؤرخ في ‪ 33‬جانفي ‪ 3771‬المتعلق بالوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية العدد ‪ 6‬الصادرة بتاريخ ‪ 32‬جانفي ‪ 3771‬ص ‪.0‬‬
‫‪2‬‬
‫منصوري الزين آليات دعم ومساندة المشروعات الريادية والمبدعة لتحقيق التنمية‪ -‬حالة الجزائر بحث علمي مقدم في الملتقى العلمي‬
‫الدولي اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة الجزائر ‪ /12 /13‬ماي ‪.3717‬‬

‫~ ‪~ 77‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تشغيل الشباب‪ .1‬تسعى إلى ترقية ونشر الفكر المقاوالتي ومنح إعانات مالية وتشجع على إنشاء المؤسسات‬
‫الصغيرة وتفعيل دورها وتعزيز االستغالل األمثل للمبادرات الفردية واإلبداعية وتسيير األموال الممنوحة من‬
‫الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب في إطار إنشاء ه ه المؤسسات وتقديم الدعم المعلوماتي في الميادين‬
‫االقتصادية والنقدية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫سنتناول في ه ا المبحث مساهمة كل من بنك البركة وبنك السالم في تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجرائر وأهم المعوقات والتحديات التي تواجه التمويل اإلسالمي في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مساهمة بنك البركة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يمكن القول بأن بنك البركة ساهم في تمويل جزء معتبر من األنشطة والموارد المالية حيث استقطب‬
‫العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي استفادت من األدوات المالية والتمويلية الجديدة التي يقدمها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النشاط التمويلي لبنك البركة الجزائري‬

‫يمكن تلخيص النشاط التمويلي لبنك البركة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)00‬حجم تمويالت بنك البركة من عام ‪0100-0100‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليون دينار جزائري‬
‫‪3716‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫‪3711‬‬ ‫‪3712‬‬ ‫‪3713‬‬ ‫البيان‬
‫‪0131‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪1736‬‬ ‫‪6773‬‬ ‫‪1101‬‬ ‫المرابحة‬
‫‪11377‬‬ ‫‪0132‬‬ ‫‪0272‬‬ ‫‪6620‬‬ ‫‪2063‬‬ ‫السلم‬
‫‪000‬‬ ‫‪601‬‬ ‫‪013‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪1723‬‬ ‫اإلستصناع‬
‫‪0‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المشاركة‬
‫‪21021‬‬ ‫‪22610‬‬ ‫‪23113‬‬ ‫‪36102‬‬ ‫‪13101‬‬ ‫المضاربة‬
‫‪21016‬‬ ‫‪12000‬‬ ‫‪30012‬‬ ‫‪12030‬‬ ‫‪16020‬‬ ‫اإلجارة‬
‫‪170606‬‬ ‫‪03210‬‬ ‫‪06271‬‬ ‫‪22076‬‬ ‫‪20312‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬كمال فايدي ياسين قاسي دور البنوك اإلسالمية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد واإلحصاء التطبيقي الجزائر ‪ 3710‬ص ص‪.102 106‬‬

‫‪1‬‬
‫مرسوم تنفي ي رقم ‪ 306/06‬مؤرخ في ‪ 70‬سبتمبر ‪ 1006‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وتحديد قانونها األساسي‬
‫جريدة الرسمية عدد‪ 23‬الصادرة ‪.1006‬‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )13‬يمكن استنتاج مجموعة من المالحظات حول صيغ التمويل في بنك‬
‫البركة‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفع الرصيد اإلجمالي للتمويالت بين ‪ 3713‬و ‪ 3716‬من ‪ 30,21‬مليار دينار إلى أكثر من ‪170.60‬‬
‫مليار دينار أي بنسبة قدرها ‪ %177‬فضال عن اعتماد البنك لصيغ تمويلية متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬نالحظ أن صيغ اإلجارة والمضاربة والسلم تمثل حصة األكثر اعتمادا من مجموع تمويالت البنك وهي الصيغ‬
‫التي تناسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بتجديد استثماراتها (اآلالت والمعدات) أو توفير السيولة‬
‫التي تحتاجها لتغطية عمليات التموين بالمواد األولية‪ .‬وه ا يدل على سيطرت صيغ التمويل عن طريق البيوع‬
‫على حساب الصيغ األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬كما بين الجدول ضعف التمويل وفق صيغة المشاركة خالل الفترة المدروسة حيث أنها لم تتجاوز في أحسن‬
‫أحوالها ‪ 06‬مليون دينار وهو قليل جدا بالنظر للصيغ األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصيغ المعتمدة في بنك البركة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫تتعدد صيغ التمويل المقدمة من طرف بنك البركة الجزائري لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفق لما‬
‫هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬صيغ التمويل المقدمة من طرف البركة الجزائري‬
‫الوحدة‪ :‬دينار جزائري‬
‫‪3712‬‬ ‫‪3711‬‬ ‫‪3712‬‬
‫المبالغ‬ ‫المبالغ‬ ‫المبالغ‬ ‫الصيغ‬
‫‪2070700221‬‬ ‫‪1726017272‬‬ ‫‪6761311700‬‬ ‫المرابحة‬
‫‪62731620272‬‬ ‫‪21026262271‬‬ ‫‪3620212002‬‬ ‫المضاربة‬
‫‪311006027,3‬‬ ‫‪06611210,61‬‬ ‫‪06112011,2‬‬ ‫المشاركة‬
‫‪0213027027‬‬ ‫‪6003000010‬‬ ‫‪6601261032‬‬ ‫السلم‬
‫‪0710072322,2‬‬ ‫‪061362710,6‬‬ ‫‪003210001,0‬‬ ‫اإلستصناع‬
‫‪10177070111‬‬ ‫‪23010220103‬‬ ‫‪3270001632‬‬ ‫اإلجارة‬
‫‪300236000,2‬‬ ‫‪2222200,11‬‬ ‫‪22022607,70‬‬ ‫القرض الحسن‬
‫‪1220703600‬‬ ‫‪3160107030‬‬ ‫‪1066623220‬‬ ‫تمويالت أخرى‬
‫‪00701223763,33‬‬ ‫‪03210320200,70‬‬ ‫‪62100030013.17‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬صليحة كانم صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي لبنك البركة في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ورقة بحث في الملتقى الوطني‬
‫حول‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي‬
‫الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر ‪ 3710‬ص ‪.3230‬‬

‫~ ‪~ 79‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نالحظ انخفاض مستمر لكل من التمويل بالمرابحة واالستصناع إ أن التمويل بالمرابحة انخفض من ‪6‬‬
‫بسبب توقف تمويل السيارات الموجه لألشخاص بقرار السلطات‬ ‫مليار دوالر إلى ‪ 2‬مليار في ‪3712‬‬
‫وبالتالي أنحصر ه ا النوع في تمويل السلع وعتاد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وسجلت أدنى‬ ‫في‪3770‬‬
‫قيمة لتمول باالستصناع في ‪ 3712‬بحوالي‪ 071‬دينار في حين ارتفاع التمويل بالمضاربة والمشاركة‪ .‬حيث‬
‫قدرت أعلى قيمة لهما ب‪ 26‬مليار بسبب زيادة االسترداد و‪ 311‬مليار بسبب منح تمويل ألحد الزبائن المهمين‬
‫على التوالي وك لك التمويل باإلجارة حيث بلغت أعلى قيمة قدرت ب‪ 10‬مليار في‪ 3712‬وه ا راجع للسياسة‬
‫تمويل العتاد والعقار بصيغة اإلجارة ومنح امتيازات ضريبية من قبل الدولة في حين تدبدب التمويل بالسلم‬
‫حيث بلغ ‪ 6‬مليار في‪ 3712‬ليرتفع إلى‪ 0‬مليار وينخفض بعدها في‪ 3712‬إلى مليار بسبب طلب الزبائن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة بنك السالم في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يعتبر بنك السالم الجزائر من البنوك الناشئة والحديثة في الجزائر وهو البنك اإلسالمي الثاني بعد بنك‬
‫البركة وعلى اعتبار أنه أسرع بنك نموا سوف ندرس تمويالته تجاه الزبائن من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫ومع العلم أن جل زبائن البنك من األفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما أنه أطلق عديد المنتجات‬
‫اإلسالمية في ه ا المجال‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)00‬إجمالي التمويالت المقدمة من طرف مصرف السالم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دينار جزائري‬

‫نسبة التغير ‪%‬‬ ‫التغير في التمويل‬ ‫إجمالي التمويالت‬ ‫السنة‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪12072‬‬ ‫‪3711‬‬
‫‪10,20‬‬ ‫‪6021‬‬ ‫‪37620‬‬ ‫‪3713‬‬
‫‪20,30‬‬ ‫‪0112‬‬ ‫‪30001‬‬ ‫‪3712‬‬
‫‪-16,07‬‬ ‫‪-1022‬‬ ‫‪32020‬‬ ‫‪3711‬‬
‫‪-2,20‬‬ ‫‪-070‬‬ ‫‪32127‬‬ ‫‪3712‬‬
‫‪30,71‬‬ ‫‪6310‬‬ ‫‪30200‬‬ ‫‪3716‬‬
‫‪21,02‬‬ ‫‪16700‬‬ ‫‪12121‬‬ ‫‪3710‬‬
‫‪-60,06‬‬ ‫‪-21021‬‬ ‫‪12077‬‬ ‫‪3710‬‬
‫‪11,22‬‬ ‫‪6177‬‬ ‫‪10077‬‬ ‫‪3710‬‬

‫المصدر‪ :‬حمزة ضويفي وآخرون التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر‪،‬‬
‫مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة المجلد‪ 72‬العدد‪ 71‬جامعة تيسمسيلت ‪ 3737‬ص ص‪.110 127‬‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل قراءتنا لنسب تطور إجمالي التمويالت المقدمة من طرف بنك السالم للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة خالل الفترة الممتدة من ‪ 3711‬إلى غاية السداسي األول من سنة ‪ 3710‬نالحظ تطور إجمالي‬
‫التمويالت خالل الثالثة سنوات األولى أي من ‪ 3711‬إلى ‪ 3712‬حيث بلغ إجمالي التمويالت خالل سنة‬
‫‪ 3712‬مبلغ ‪ 30001‬مليون دينار بنسبة زيادة مقدرة ب ‪ 0112‬مليون دينار بالمقارنة مع سنة ‪.3713‬‬

‫وعرف تمويل مصرف السالم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خالل سنة ‪ 3711‬تراجعا كبي ار وه ا راجع‬
‫لتأثر الجزائر باألزمة العالمية ‪ 3716‬جراء انخفاض سعر البترول حيث بلغ التراجع في التمويل ‪ 1022‬مليون‬
‫دينار بالمقارنة مع سنة ‪ 3712‬وبلغ إجمالي التمويالت ‪ 32020‬مليون دينار واستمر التراجع خالل سنة‬
‫‪ 3712‬ليبلغ ‪ 32127‬مليون دينار بتراجع قدره ‪ 070‬مليون دينار بالمقارنة مع سنة ‪ 3711‬وه ا راجع الستمرار‬
‫أثار األزمة المالية على الجزائر‪.‬‬

‫أما خالل الفترة الممتدة بين ‪ 3710-3716‬عرفت التمويالت في بنك السالم تحسن كبير بالمقارنة مع‬
‫الفترة السابقة بحيث بلغ إجمالي التمويالت أواخر ‪ 3710‬ما قيمته ‪ 12121‬مليون دينار بالمقارنة مع ‪.3716‬‬

‫استمر بنك السالم في تقديم التمويالت للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الفترة ‪ 3710‬إلى غاية‬
‫السداسي أول من ‪ 3710‬بتراجع بلغ قدره سنة ‪ 3710‬مبلغ ‪ 21021‬مليون دينار بالمقارنة مع السنة السابقة‬
‫وه ا راجع للظروف العامة التي عرفتها البالد واستمرار العجز في الميزانية العامة وأثار التمويل غير تقليد ال ي‬
‫ساهمت في شكل كبير في تراجع التمويالت أما سنة ‪ 3710‬عرفت تحسن ملحوظ ليبلغ مستوى التمويالت‬
‫‪ 10077‬مليون دينار رغم الظروف التي عرفتها الجزائر خالل ه ه السنة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات وتحديات التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫أوال‪ :‬معوقات التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تتمثل في‪:1‬‬

‫‪ -‬غياب إطار تشريعي خاص بالصكوك اإلسالمية‪ :‬إن أكبر عائق يواجه الصكوك اإلسالمية في الجزائر‬
‫هو غياب االعتراف القانوني بها ويتجلى لك من خالل في غياب تام لعقود التمويل اإلسالمي والتي‬
‫تصدر الصكوك اإلسالمية على أساسها و لك بالرجوع للقانون ‪ 17/07‬وك لك األمر ‪ 11-72‬واألمر‬
‫‪ 71-17‬ك لك النظام ‪ 72 -10‬والنظام ‪.73-37‬‬

‫‪1‬‬
‫األمير عبد القادر حفوظة البشير زبيدي استفادة الجزائر من تجربة الصكوك اإلسالمية كآلية لتمويل التنمية االقتصادية‪ :‬تجربتي‬
‫السودان وماليزيا مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبية‪ ،‬العدد ‪ 3710 ،1‬جامعة وهران ‪ 3‬الجزائر ص ص ‪.03 01‬‬

‫~ ‪~ 81‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬بورصة الجزائر‪ :‬رفضت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة إدراج الصكوك اإلسالمية تحت مسمى‬
‫"السندات اإلسالمية" ضمن القيم المنقولة المتداولة في السوق الجزائرية مبررة لك بعدم وجود سند قانوني يجيز‬
‫التعامل بها إضافة لعدم وجود شركة ات الغرض الخاص التي تقوم على ه ه األدوات‪.‬‬

‫‪ -‬القانون التجاري‪ :‬ك لك القانون التجاري ال يتيح إصدار صكوك االستثمار بصفتها تمثل حقوق ملكية‬
‫متساوية القيمة دون أن يكون لحاملها صفة المساهمين‪.‬‬

‫‪ -‬قانون الضرائب‪ :‬إن إصدار صكوك إسالمية قائمة على صيغ البيوع كالبيع ألجل والسلم واإلستصناع وفق‬
‫قواعد الشريعة اإلسالمية بصفتها صيغ ناقلة لملكية أعيان قد تؤدي لمعاملة ضريبية مجحفة في حق ه ه‬
‫األدوات إ ا ما قورنت بنظيرتها التقليدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديات البنوك اإلسالمية في الجزائر‬

‫إن تفعيل الصيرفة اإلسالمية ودخولها حيز التطبيق في المعامالت االقتصادية تصادفها العديد من العراقيل‬
‫‪1‬‬
‫التي تحد دون تحقيق ه ا المطلب على أرض الواقع و لك يرجع بالدرجة مجموعة من العراقيل منها‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وجود تأصيل قانوني ينظم المعامالت البنكية المتعلقة بالمصاريف التي تعمل بنظام إسالمي إ ال‬
‫وجود لمثل ه ا الوعاء ضامن قانوني على مستوى البنك المركزي وال ي يأطره ويحميه من مجموعة‬
‫المخاطر المصرفية الممكن حدوثها في السوق النقدية الوطنية خاصة لغياب أطر تشريعية وقانونية لألدوات‬
‫النقدية اإلسالمية بالنظام النقدي الجزائري؛‬
‫‪ ‬عدم مراعاة بنك الجزائر للبنوك اإلسالمية فيما يخص إصدار بعض القوانين والتعامالت رغم اختالف‬
‫المبادئ بين البنوك اإلسالمية والتقليدية وبتالي ظهور إشكالية المواءمة مع البنك المركزي ما يؤدي‬
‫لصعوبة الحصول على السيولة التي تحتاج إليها في نشاطها للسيولة فهي ال ترجع للبنك المركزي بسبب‬
‫الفائدة الربوية التي يفرضها على القروض التي يمنحها أو على عمليات خصم األوراق التجارية كون ه ه‬
‫األعمال تتعارض مع الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬غياب سوق نقدي ومالي إسالمي في الجزائر؛‬
‫‪ ‬ضعف نظام الرقابة عل المنتجات المصرفية اإلسالمية وعدم تطوير النظام المحاسبي في البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬عدم توفر مؤشرات خاصة لقياس أداء ونمو البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬عدم وجود فروع للبنوك اإلسالمية في كافة مراكز النشاط بالبالد كما أن التعامل مع ه ه البنوك يخضع‬
‫لشروط وآليات قد تصعب على المتعاملين التجاوب معها والسيما في مجال التمويل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يمينة بوزكري واقع التمويل اإلسالمي في الجزائر ومعوقاته‪ ،‬ورقة بحث في الملتقى الوطني حول‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية‬
‫والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر ‪3710‬‬
‫ص ص ‪.3271 3273‬‬

‫~ ‪~ 82‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬مشكل عدم توفر اإلطارات والكوادر البشرية الكفئة و لك لعدم االهتمام الكافي بالجانب البشري في البنوك‬
‫اإلسالمية الجزائرية حيث يالحظ أن معظم موظفي واطارات البنوك اإلسالمية في الجزائر غير ملمة‬
‫بالمعلومات الكافية حول العمل المصرفي اإلسالمي ه ا ما قد يؤ ي بالبنك إلى التوجه نحو الصيرفة‬
‫التقليدية واالنحراف عن األهداف والمبادئ المطبقة في البنك‪.‬‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة‬

‫من خالل ه ا الفصل تم إبراز دور البنوك اإلسالمية في حل إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر والتي تتمحور في عنصرين‪ :‬فالعنصر األول يتمثل في وجود نظام مصرفي غير مرن‬
‫ويعاني من سلبيات عديدة وأن يتماشى والتغيرات الجديدة لالقتصاد المفتوح أما العنصر الثاني فيتمثل في‬
‫غياب ثقافة السوق المالي واعتمادها على موارد مالية ضئيلة‪.‬‬

‫وتبين الدراسة أن أسلوب التمويل اإلسالمي من شأنه أن يسهم في تنمية ودعم المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والتقليل من مشاكلها التمويلية و لك من خالل صيغه العديدة التي تمتاز بالمرونة والتكامل والتنوع‬
‫وهو ما يسمح بتوفير الموارد المالية وفقا لما يتماشى مع االحتياجات التمويلية له ه المؤسسات‪.‬‬

‫~ ‪~ 84‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫خاتمة عامة‬

‫تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر عنصر فعال في عملية التنمية وقد سخرت الدولة‬
‫كل طاقتها لدعم وترقية ه ا القطاع فتعددت ب لك السياسات وتنوعت الهيئات إال ان ه ه المؤسسات ال تزال‬
‫تعاني مشاكل عديدة أهمها التمويل‪.‬‬
‫وقد هدفت الدراسة إلى توضيح إمكانية حل ه ه اإلشكالية من خالل نظام التمويل اإلسالمي كونه‬
‫نظام يختلف ج ريا عن نظام التمويل التقليدي فهو يربط بين األرصدة النقدية والحقيقية كما أن صيغ‬
‫التمويل اإلسالمي تملك من الخصائص ما يحول دون وجود مشكلة التمويل له ه المؤسسات فهي تتسم‬
‫بالتنوع والتعدد‪.‬‬

‫رغم سعي الجزائر إلى تدعيم إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل تبني سياسات فتح‬
‫مجال استثمار واسع في ه ا القطاع وتواصل جهودها في سبيل تطوير ه ه األخيرة حيث تم أنشاء هيئات‬
‫داعمة له ا النوع من المؤسسات إال أن ه ه المؤسسات الزالت تعاني من مشاكل مختلفة ومتعددة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة النظرية‬

‫‪ ‬تمويل اإلسالمي إطار شامل من أنماط ونما ج والصيغ المختلفة التي تضمن توفير الموارد المالية ألي‬
‫نشاط اقتصادي من خالل االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬يرتبط التمويل اإلسالمي ارتباطا وثيقا بالجانب المادي االقتصادي فهو ال يقدم على أساس قدرة المستفيد‬
‫تمت دراسة جدواه ونتائجه المتوقعة من‬ ‫وانما على أساس مشروع استثماري معين‬ ‫على السداد فقط‬
‫قبل كل من الممول والمستفيد‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن إسناد عدم إمكانية الوصول إلى تعريف موحد إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لجملة من‬
‫األسباب تتمثل في الفارق بين تركيبة قوى اإلنتاج المميزة إلى االقتصاد العالمي واختالف النشاط‬
‫الصناعي‪.‬‬
‫‪ ‬إن صيغ التمويل اإلسالمي متنوعة وتتميز بالمرونة ما يجعلها تتماشى مع االحتياجات التمويلية‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وه ا ما يثبت صحة الفرضية ا‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج الدراسة التطبيقية‬
‫‪ ‬رغم أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدورها الحيوي في إحداث التنمية في االقتصاد الجزائري إال‬
‫أنها تعاني من إشكالية التمويل والتي تقف حاجز أمام تحقيق أهدافها إال أن البنوك إلسالمية أكثر قدرة‬
‫على تمويلها مقارنة بالبنوك بغيرها وه ا بسبب اعتمادها على قيام مشاريع حقيقية‪ .‬ولعل ما وصلت إليه‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية من اهتمام يمكن إرجاعه بالدرجة األولى إلى التحول ال ي‬
‫عرفته السياسة االقتصادية الجزائرية إال أن ه ه المؤسسات ال تزال تعاني من العديد من المشاكل‪ .‬وهو‬
‫ما يثبت صحة الفرضية الثانية‪.‬‬

‫~ ‪~ 86‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ ‬إن البنوك اإلسالمية في الجزائر تفرض على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التمويل بأسلوب المرابحة‬
‫واإلجارة لقلة مخاطرهما وربحهما المضمون‪ .‬وال تطبق كل الصيغ كما لم تتوسع في استخدامها فصيغة‬
‫المزارعة والمساقاة والمضاربة لم تطبق لحد اآلن أو طبقت بشكل محدود للغاية‪ .‬وه ا ما ينفي صحة‬
‫الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوصيات‬
‫وتتمثل أهم التوصيات التي خرجنا بها من ه ه الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام بمراعاة خصوصية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل البنك خاصة بما يتعلق بالضمانات‬
‫المطلوبة وتحسين إمكانية تمويلها لالستفادة من مزاياها في مجال اإلبداع ومحاربة البطالة‪.‬‬
‫‪ ‬على البنك الشعور بمسؤوليته اتجاه تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأن يفتح مجال التعاون مع‬
‫األجهزة التي تهتم بدعم وتطوير ه ه المؤسسات‪ .‬وتوسيع تشكيلته التمويلية بإضافة صيغ من عقود‬
‫المشاركات والمضاربة وصيغ التمويل الزراعي من أجل المساهمة بشكل فعال تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة و المساهمة الفعالة في دفع عجلة التنمية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل سوق رأس مال إسالمي في الجزائر لتتم عمل البنوك اإلسالمية الجزائرية من أجل التنويع‬
‫أكثر في طرح منتجاتها لالكتتاب مما يعمل على تعبئة أكبر للموارد المالية وتوسيع نطاق االستثمار‬
‫وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬فتح تدريجي لشبابيك التمويل اإلسالمي في البنوك التجارية‪ .‬واستحداث آليات تمويلية جديدة تتماشى مع‬
‫احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في مرحلة ما بعد اإلنشاء ألنها مرحلة صعبة تواجهها‬
‫عدة عراقيل وصعوبات خاصة إ ا كانت ه ه المؤسسات صغيرة الحجم و ات موارد مالية محدودة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز دور الجامعات في ترسيخ فكر االقتصاد اإلسالمي وزرع روح المقاولتية لدى الطالبين والباحثين‪.‬‬
‫وتقديم اإلرشاد والنصح لباب الراغب في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق اإلكثار من‬
‫األيام اإلعالمية والتحسيسية فيما يخص تقديم نما ج ناتجة عن التمويل اإلسالمي ومختلف التغيرات‬
‫التي قد تحدث في إعالنات البنوك اإلسالمية وتكاثف وكالتها عبر مختلف قطاعات الوطن‪.‬‬

‫~ ‪~ 87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫أ‪ -‬القرآن الكريم‪:‬‬

‫‪ .1‬سورة البقرة اآلية ‪.303‬‬


‫‪ .3‬سورة الكهف اآلية ‪.00‬‬
‫‪ .2‬سورة القصص اآلية ‪.30‬‬
‫‪ .1‬سورة البقرة اآلية ‪.312‬‬

‫ب‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم عبد الحميد عباده مؤشر األداء في البنوك اإلسالمية دار النفائس للنشر والتوزيع عمان‬
‫‪.3771‬‬
‫‪ .3‬أبوبكر توفيق فتاح استثمار الصكوك اإلسالمية وهيمنتها على األوراق المالية العالمية المعاصرة ‪-‬‬
‫دراسة موضوعية في واقع المالية العالمية‪ ،-‬دار النفائس للنشر والتوزيع عمان ‪.3712‬‬
‫‪ .2‬أحمد سليمان حضاونة المصاريف اإلسالمية مقررات بازل تحديات العولمة اإلسالمية ومواجهتها‬
‫جدار الكتاب العالمي للنشر عمان ‪.3773‬‬
‫‪ .1‬أحمد صبحي العبادي إدارة العمليات المصرفية والرقابة عليها دار الفكر ناشرون وموزعون عمان‬
‫‪.3717‬‬
‫‪ .2‬أحمد يعرب الجبروي دور المصاريف اإلسالمية في التمويل واالستثمار دار ومكتبة الجامد للنشر‬
‫والتوزيع عمان ‪.3711‬‬
‫‪ .6‬أيمن علي عمر إدارة المشروعات الصغيرة مدخل بيئي مقارن‪ ،‬الدار الجامعية مصر ‪.3770‬‬
‫‪ .0‬بورقبة شوقي ضيف إدارة المخاطر االئتمانية في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬دراسة تحليلية دار النفائس‬
‫للنشر والتوزيع عمان ‪.3717‬‬
‫‪ .0‬توفيق عبد الرحيم يوسف إدارة األعمال التجارية الصغيرة دار صفاء للنشر و التوزيع عمان ‪.3773‬‬
‫‪ .0‬حسن الحسني فالح إدارة المشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز‪ ،‬دار الشروق‬
‫األردن ‪.3776‬‬
‫‪ .17‬حسن فليح خلف البنوك اإلسالمية جدار الكتاب العالمي لنشر والتوزيع عمان ‪.3771‬‬
‫‪ .11‬حسن محمود سمحان أسس العمليات المصرفية اإلسالمية دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان‬
‫‪.3712‬‬
‫‪ .13‬حيدر يوسف الموسوي المصاريف اإلسالمية أداءها المالي وأثرها في سوق األوراق المالية دار‬
‫اليازوري العالمية لنشر والتوزيع عمان ‪.3711‬‬

‫~ ‪~ 88‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .12‬خالد وهيب الراوي إدارة العمليات المصرفية دار المناهج لنشر والتوزيع عمان ‪.3711‬‬
‫‪ .11‬خديجة خالدي عبد الرزاق ابن حبيب‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر ‪.3710‬‬

‫‪ .12‬رابح خوني رقية حساني أساليب التمويل بالمشاركة بين اإلقتصاد اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دار الراية للنشر والتوزيع عمان ‪.3712‬‬

‫‪ .16‬رابح خوني رقية حساني المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و مشكالت تمويلها‪ ،‬إتراك للنشر والتوزيع‬
‫مصر ‪.3770‬‬

‫‪ .10‬صادق راشدا الشمري أساسيات االستثمار في البنوك اإلسالمية دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‬
‫عمان ‪.3711‬‬
‫دار النفائس للنشر والتوزيع عمان‬ ‫‪ .10‬طاهر حيدر حدران االقتصاد اإلسالمي‪-‬المال‪ ،‬الربا‪ ،‬الزكاة‪-‬‬
‫‪.1000‬‬
‫‪ .10‬الطاهر لطرش تقنيات البنوك ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪.3772‬‬
‫‪ .37‬طاهر محسن منصور الغالبي إدارة و إستراتيجية منظمات األعمال الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع األردن ‪.3770‬‬
‫‪ .31‬عبد العزيز جميل مخيمر أحمد عبد الفتاح عبد الحليم دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫معالجة مشكلة البطالة بين الشباب في الدول العربية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية مصر ‪.3772‬‬
‫‪ .33‬عبد اهلل خبابة االقتصاد المصرفي النقود اإللكترونية البنوك التجارية السياسة النقدية البنوك‬
‫اإلسالمية األسواق المالية مؤسسات شباب الجامعية مصر ‪.3771‬‬
‫‪ .32‬عبد اهلل خبابة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة آلية تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫مصر ‪.3711‬‬
‫‪ .31‬عبد الناصر براني أبو شهد إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية دار النفائس لنشر والتوزيع عمان‬
‫‪.3712‬‬
‫‪ .32‬عرف محمود الكمروي النظام المالي اإلسالمي‪-‬دراسة ميدانية الطبعة الثالثة مؤسسة الثقافة‬
‫الجامعية مصر ‪.3711‬‬
‫‪ .36‬عصام عمر أحمد من ر البنوك الوضعية والشرعية النظام المصرفي نظرية التمويل اإلسالمية البنوك‬
‫الوضعية والشرعية دار التعليم الجامعي للطباعة والنشر والتوزيع مصر ‪.3712‬‬

‫‪ .30‬الغالي بن إبراهيم أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية دار النفائس للنشر‬
‫والتوزيع عمان‪.‬‬

‫~ ‪~ 89‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .30‬فادي محمد الرفاعي المصاريف اإلسالمية منشورات الحلبي الحقوقية لبنان ‪.3771‬‬
‫‪ .30‬فايز جمعة صالح النجار عبد الستار محمد العلي الريادة و إدارة األعمال الصغيرة‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫دار الحامد للنشر والتوزيع عمان ‪.3770‬‬

‫‪ .27‬فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد الصناعات الصغيرة و دورها في التنمية المحلية مؤسسة شباب‬
‫الجامعة مصر ‪.3772‬‬

‫دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان‬ ‫‪ .21‬فؤاد السرطاوي التمويل اإلسالمي ودوره في القطاع الخاص‬
‫‪.1000‬‬
‫‪ .23‬قتيبة العاني محمد التمويل اإلسالمي في البنوك اإلسالمية والتجارية دار الثقافة للنشر والتوزيع‬
‫عمان ‪.3712‬‬
‫‪ .22‬محمد رشدي سلطاني اإلدارة اإلستراتيجية في المنظمات الصغيرة والمتوسطة دار جليس الزمان‬
‫للنشر والتوزيع عمان ‪.3711‬‬
‫‪ .21‬محمد علي محمود ألبنا القروض المصرفية‪-‬دراسة تاريخية مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الوضعي دار الكتاب العلمية لبنان ‪.3776‬‬
‫‪ .22‬محمد محمود العجلوني البنوك اإلسالمية أحكامها مبادئها وتطبيقاتها المصرفية دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع عمان ‪.3770‬‬
‫‪ .26‬محمد محمود المكاوي االستثمار في البنوك اإلسالمية دون ط دار رؤية طباعة نشر وتوزيع‬
‫اإلسكندرية مصر ‪3711‬‬
‫‪ .20‬محمود سحنون االقتصاد النقدي والمصرفي دار بهاء للنشر والتوزيع قسنطينة دون سنة النشر‪.‬‬
‫‪ .20‬محي الدين يعقوب ابو الهول تقييم أعمال البنوك اإلسالمية واالستثمارية دار النفائس للنشر‬
‫والتوزيع عمان ‪.3713‬‬
‫‪ .20‬مصطفى كمال السيد طال القرار االستثماري في البنوك اإلسالمية مطابع عباسي مصر ‪.3771‬‬
‫‪ .17‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬بيئة وتكنولوجية إدارة المشروعات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مكتبة المجتمع‬
‫العربي األردن ‪.3711‬‬
‫‪ .11‬ميساء حبيب سلمان سمير العبادي المشروعات الصغيرةوأثرها التنموي مركز الكتاب األكاديمي‬
‫األردن ‪.3712‬‬

‫‪ .13‬نبيل جواد إدارة و تنمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر‬
‫والتوزيع لبنان ‪.3770‬‬

‫‪ .12‬نعيم نمر داوود البنوك اإلسالمية نحو االقتصاد اإلسالمي دار البداية ناشرون وموزعون عمان‬
‫‪.3711‬‬

‫~ ‪~ 90‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .11‬هالة محمد لبيب عنبة إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‬
‫مصر ‪.3773‬‬
‫‪ .12‬هيا جميل بشارات التمويل المصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬دار النفائس‬
‫األردن ‪.3770‬‬

‫ج‪ -‬المجالت‪:‬‬

‫‪ .1‬األمير عبد القادر حفوظة البشير زبيدي استفادة الجزائر من تجربة الصكوك اإلسالمية كآلية لتمويل‬
‫التنمية االقتصادية‪ :‬تجربتي السودان وماليزيا مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبية‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫‪ 3710‬جامعة وهران ‪ 3‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ .3‬حنان دريد الطاوس غريب دور التمويل اإلسالمي في تعزيز الشمول المالي مجلة البشائر المجلد ‪0‬‬
‫العدد ‪ 1‬الجزائر الصادرة في أفريل ‪.3731‬‬
‫‪ .2‬حمزة ضويفي وآخرون التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أجل تحقيق التنمية‬
‫المستدامة في الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة المجلد‪ 72‬العدد‪ 71‬جامعة تيسمسيلت‬
‫‪.3737‬‬
‫‪ .1‬روضة جديدي محمد التهامي طواهر تقييم التجربة الجزائرية في مجال دعم وترقية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية المجلد ‪ 76‬العدد ‪ 73‬ديسمبر ‪ 3712‬جامعة‬
‫الوادي‪.‬‬
‫‪ .2‬سامية عزيز مساهمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية العدد الثاني الجزائر ‪.3711‬‬
‫‪ .6‬صالح صالحي أساليب تنمية المشروعات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري مجلة‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة سطيف العدد ‪ 3771 72‬ص‪.11‬‬
‫‪ .0‬عبد اللطيف بلغرسة اثر السياسة النقدية والمالية على تأهيل المؤسسات االقتصادية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير العدد‪ 71‬كلية العوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة باجي مختار عنابة‬
‫الجزائر ‪.3773‬‬
‫‪ .0‬علي يوسفات واقع صيغ التمويل التجارية اإلسالمية مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫العدد ‪ 71‬معهد الحقوق والعلوم السياسية المركز الجامعي تامنغست الجزائر ‪.3713‬‬
‫مجلة‬ ‫‪ .0‬فاتح راشي استخدام الهندسة المالية اإلسالمية في إدارة المخاطر بالمصاريف اإلسالمية‬
‫البحوث والدراسات الشرعية القاهرة المجلد‪ 72‬العدد‪.3711 31‬‬
‫‪ .17‬كمال فايدي ياسين قاسي دور البنوك اإلسالمية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد واإلحصاء التطبيقي الجزائر ‪.3710‬‬

‫~ ‪~ 91‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .11‬ياسر عبد الرحمان عماد الدين براشن قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر الواقع و‬
‫التحديات مجلة نماء لالقتصاد و التجارة العدد الثالث الجزائر جوان ‪.3710‬‬

‫د‪ -‬األطروحات والزسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .1‬ابتسام ساعد دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي‪ -‬التجربة‬
‫الماليزية نموذجا – أطروحة لنيل شهادة الدكتورة في العلوم االقتصادية تخصص نقود وتمويل كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد حيضر بسكرة الجزائر ‪.3710‬‬

‫‪ .3‬أمين كعواش‪ ،‬تقييم آليات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل برنامج الدعم االقتصادي‬
‫م كرة مقد مة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة محمد‬
‫الصديق بن يحيى جيجل ‪.3711‬‬
‫‪ .2‬أمينة حنيفي إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بين النظرية و التطبيق(دراسة حالة‬
‫الجزائر)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية و‬
‫التجارية و علوم التسيير جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم ‪.3710‬‬
‫‪ .1‬جمال الدين كعواش تأثير هيكل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أدائها المالي م كرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن‬
‫يحيى جيجل ‪.3717‬‬
‫‪ .2‬سمية قنيدرة دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الحد من البطالة –دراسة ميدانية بوالية قسنطينة‬
‫م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير (غير منشورة) كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير جامعة‬
‫منتوري قسنطينة الجزائر ‪.3717‬‬
‫‪ .6‬سيف هاشم صباح الفخري صيغ التمويل اإلسالمي رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة‬
‫حلب ‪.3770‬‬
‫‪ .0‬صابرين زيتوني‪ ،‬الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أطروحة دكتوراه‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم ‪.3710‬‬
‫‪ .0‬صباح مشاري أثر التنظيم اإلداري على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬م كرة‬
‫ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة سطيف الجزائر ‪.3717‬‬
‫‪ .0‬صندرة سايبي المقاولية و إستراتيجية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة –دراسة مقارنة بين واليات‬
‫قسنطينة وميلة وجيجل‪ -‬م كرة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه (غير منشورة) كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير جامعة قسنطينة ‪ 3‬الجزائر ‪.3711‬‬
‫‪ .17‬صوراية قشيدة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر(دراسة حالة الشركات األوروبية‬
‫للمساهمات) م كرة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة الجزائر‪.3713 2‬‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .11‬عبد الرحمان ياسر تقييم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من ظاهرة البطالة‪ ،‬م كرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة‬
‫محمد الصديق بن يحيى جيجل‪.‬‬
‫‪ .13‬عصام بوزيد التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪-‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪-‬‬
‫م كرة ماجستير تخصص مالية المؤسسة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة قاصدي‬
‫مرباح ورقلة الجزائر ‪.3717‬‬
‫‪ .12‬عمر بن جيمة دور المؤسسات الصغيرة ولمتوسطة في التخفيف من حدة البطالة بمنطقة بشار‬
‫م كرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ‪.3711-3717‬‬
‫‪ .11‬عيسى قروش دور تكنولوجيا المعلومات في تحسين أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دراسة‬
‫عينة من المؤسسات الجزائرية أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير جامعة محمد بوضياف المسيلة ‪.3710‬‬
‫‪ .12‬فارس طارق دور و مكانة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و سبل ترقية قدرتها التنافسية‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم اإلقتصادية(دراسة حالة الجزائر) كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و‬
‫علوم التسيير جامعة فرحات عباس سطيف ‪.3710‬‬
‫‪ .16‬فريد بلخير‪ ،‬التنافسية رهان المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لترقية الصادرات الجزائرية أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم اإلقتصادية كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير جامعة الجياللي‬
‫ليابس سيدي بلعباس ‪.3710‬‬
‫‪ .10‬محمد الناصر مشري دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة في تحقيق التنمية المحلية‬
‫المستدامة‪ ،‬م كرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير جامعة فرحات عباس سطيف ‪.3770‬‬
‫‪ .10‬موسى مبارك صيغ التمويل اإلسالمي كبديل لتمويل التقليدي في ضل األزمة المالية العلمية‪ ،‬م كرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص تحليل استراتجي مالي جامعة ‪ 37‬أوت ‪1002‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التجارية وعلوم التسيير ‪.3712‬‬
‫‪ .10‬ميلود بن مسعودة معايير التمويل اإلسالمي واالستثمار في البنوك اإلسالمية‪ ،‬م كرة ماجستير في‬
‫االقتصاد اإلسالمي كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية جامعة الحاج لخضر باتنة الجزائر ‪.3770‬‬
‫أهمية التمويل اإلسالمي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دراسة حالة القرض‬ ‫‪ .37‬هورية بلخشي‬
‫الح سن لوالية عين تيموشنت م كرة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية تخصص بنوك ومالية دولة‬
‫جامعة بالحاج بوشعيب تيموشنت الجزائر ‪.3710‬‬
‫‪ .31‬ياسين العايب رسالة دكتورة بعنوان إشكالية تمويل المؤسسات االقتصادية دراسة حالة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في الجزائر جامعة منتوري قسنطينة لسنة الجامعية ‪.3711‬‬

‫~ ‪~ 93‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .31‬ياسين بوضامور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهميتها في تحقيق التنمية المحلية م كرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجستير كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة محمد الصديق بن يحيى‬
‫جيجل ‪.3711‬‬

‫ه‪ -‬المؤتمرات والملتقيات‪:‬‬

‫‪ .1‬أسيا سعدان صليحة عماري تنامي التمويل اإلسالمي في ضل األزمة العالمية الراهنة‪-‬دراسة حالة‬
‫الشرق األوسط وشمال إفرسقيا‪-‬مؤتمر حول األزمات المالية واالقتصادية العالمية المعاصرة من منظور‬
‫االقتصاد اإلسالمي جامعة العلوم اإلسالمية العالمية معهد العالمي للفكر اإلسالمي عمان األردن‬
‫ديسمبر‪.3717‬‬

‫‪ .3‬حسين عبد المطلب األسراج مقال العالمي دور التمويل اإلسالمي في تنمية المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬مؤتمر المصاريف اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية جامعة السلطان موالي‬
‫سليمان بني مالل ‪11‬ماي‪.3713‬‬
‫‪ .2‬سامي بن خيرة باديس بوخلوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في دعم التشغيل في الجزائر‬
‫الملتقى الوطني حول‪:‬واقع و آفاق النظام المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫جامعة الوادي الجزائر يومي ‪ 76-72‬ماي ‪.3712‬‬
‫‪ .1‬سليمان ناصر عواطف محسن تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية‬
‫الملتقى الوطني حول‪:‬اإلقتصاد اإلسالمي واقع و رهانات المستقبل المركز الجامعي غرداية فيفري ‪.3711‬‬
‫‪ .2‬عبد القادر بابا مقومات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعوقاتها في الجزائر جامعة مستغانم‬
‫‪ 10- 10‬أفريل ‪3770‬‬ ‫الملتقى الدولي متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد اللطيف بلغرسة تطوير دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتفعيل آداها في ضل الكلي بالنضر‬
‫إلى اإلصالحات المصرفية والمالية دراسة تحليلية برؤية مستقبلية‪ -‬الدورة التدريبية حول تمويل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية سطيف الجزائر ‪ 30-32‬ماي ‪.3772‬‬
‫‪ .0‬عواطف محسن أمال مهارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪:‬بين تحقيق التنمية و‬
‫تحديات العولمة‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪:‬إستراتيجية التنظيم و مرافقة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في‬
‫يومي‬
‫‪ 10-10‬أفريل ‪.3713‬‬ ‫الجزائر جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬
‫‪ .0‬قريشي محمد األخضر وآخرون التمويل اإلسالمي كتوجه لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول إستراتيجية التنظيم و مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر جامعة ورقلة الجزائر ‪.3713‬‬

‫~ ‪~ 94‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .0‬محمد راتول وهيبة بن داودية بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الملتقى الوطني حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي الشلف يومي ‪ 10-10‬أفريل ‪.3776‬‬
‫‪ .17‬عبد الحكيم حجاج سعيدة سنوسي مدى إسهام الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب في دعم و‬
‫ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪:‬التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر‬
‫جامعة ‪ 70‬ماي ‪ 1012‬قالمة الجزائر يومي ‪ 17-70‬ديسمبر ‪.3711‬‬
‫‪ .11‬محمد فرحي أهمية التمويل اإلسالمي وجذوره التاريخية‪ ،‬مداخلة في الملتقى الدولي حول التمويل‬
‫اإلسالمي واقع وتحديات مخبر العلوم االقتصادية وعلوم التسيير بالتنسيق مع كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتسيير والعلوم التجارية جامعة األغواط الجزائر ‪.3717‬‬
‫‪ .13‬أحمد بلجاللي فتيحة بلجاللي دور االبتكارات في الصناعة المصرفية اإلسالمية في إدارة مخاطر‬
‫التمويل اإلسالمي‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية‬
‫اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪10 -10‬‬
‫ديسمبر ‪.3710‬‬
‫‪ .12‬خديجة خالدي دور التمويل اإلسالمي في تمول المؤسسات الصغير والمصغر‪ ،‬بحث مقدم إلى‬
‫المؤتمر العالم حول المقاول والتنمية اإلقليمية والريفية جامعة تلمسان الجزائر نوفمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .11‬زوبير عياشي وآخرون كفاءة البنوك اإلسالمية في تمويل االقتصاد الجزائري –دراسة بنك السالم‪،‬‬
‫مخبر المقاولتية وادارة المنظمات ورقة بحث كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة‬
‫العربي التبسي‪.‬‬
‫‪ .12‬صليحة كانم صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي لبنك البركة في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ورقة‬
‫بحث في الملتقى الوطني حول‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر ‪.3710‬‬
‫‪ .16‬عبد اللطيف بلغرسة تطوير دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتفعيل آداها في ضل الكلي بالنضر‬
‫إلى اإلصالحات المصرفية والمالية دراسة تحليلية برؤية مستقبلية‪ -‬الدورة التدريبية حول تمويل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية سطيف الجزائر ‪ 30-32‬ماي ‪.3772‬‬
‫‪ .10‬عطا اهلل لحسن نريمان قاسم واقع الصناعة المصرفية اإلسالمية في البلدان العربة ودورها في تمويل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة –دراسة حالة بنك السالم في الجزائر‪ -‬ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر‬
‫الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪.3710‬‬

‫~ ‪~ 95‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .10‬محمد بن موسى نعيمة خالدي التمويل اإلسالمي قراءة في أهم الضوابط والصيغ ورقة بحث مقدمة‬
‫إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر‪.3710‬‬
‫‪ .10‬نبيلة حمان زناتي سعاد الميلودي الهندسة المالية كمدخل لتطوير الصناعة المالية اإلسالمية عرض‬
‫التجربة الماليزية‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية‬
‫اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪-10‬‬
‫‪ 10‬ديسمبر ‪.3710‬‬
‫‪ .37‬ياسين بابا عمر جلماني عيساوي توفيق إدارة المخاطر في المصاريف اإلسالمية ورقة بحث مقدمة‬
‫إلى المؤتمر الدولي التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪.3710‬‬
‫‪ .31‬يمينة بوزكري واقع التمويل اإلسالمي في الجزائر ومعوقاته‪ ،‬ورقة بحث في الملتقى الوطني حول‪:‬‬
‫التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ 10-10‬ديسمبر ‪.3710‬‬

‫و‪ -‬القوانين والمراسيم‪:‬‬

‫‪ .1‬المادة ‪ 1‬و‪ 6‬من القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ‪ 10-71‬المؤرخ في‬
‫‪ 3771/13/13‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 00‬المنشورة في ‪ 12‬ديسمبر ‪.3771‬‬

‫‪ .3‬مرسوم تنفي ي رقم ‪ 306/06‬مؤرخ في ‪ 70‬سبتمبر ‪ 1006‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب وتحديد قانونها األساسي جريدة الرسمية عدد‪ 23‬الصادرة ‪.1006‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفي ي رقم ‪ 11/71‬المؤرخ في ‪33‬جانفي ‪ 3771‬المتعلق بالوكالة الوطنية لتسيير القرض‬
‫المصغر الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد‪ 6‬الصادرة بتاريخ ‪32‬حانفي ‪.3771‬‬

‫~ ‪~ 96‬‬
:‫ملخص‬

‫تهدف ه ه الدراسة إلى إبراز دور التمويل اإلسالمي في حل إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر خاصة في ظل ما تعانيه ه ه المؤسسات من معوقات للحصول على التمويل‬
‫ وتبين الدراسة أن أسلوب التمويل اإلسالمي من شأنه أن يسهم في تنمية ودعم المؤسسات الصغيرة‬.‫الالزم‬
‫والمتوسطة والتقليل من مشاكلها التمويلية و لك من خالل صيغه العديدة التي تمتاز بالمرونة والتكامل‬
.‫والتنوع وهو ما يسمح بتوفير الموارد المالية وفقا لما يتماشى مع االحتياجات التمويلية له ه المؤسسات‬

‫ البنوك اإلسالمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التمويل اإلسالمي صيغ التمويل‬:‫الكلمات الرئيسية‬
.‫اإلسالمي بنك البركة بنك السالم‬

ABSTRACT: This study aims to highlight the role of Islamic financial in


resolving the problem of financing of small and medium enterprises in order to
ensure their continuity and their development, especially in light of what these
enterprises suffer of financing obstacles.
The study shows that Islamic banks would contribute to the development of
small and medium enterprises and to reduce its financing problems, through the
several modes characterized by flexibility, integration and diversity, which
contributes to the provision of financial resources, according to the line with the
financing needs for these enterprises.

Key words: Islamic banks, Small and Medium Enterprises, Islamic finance
modes, Al Baraka bank Essalem bank.

~ 97 ~

You might also like