You are on page 1of 100

‫وزارة التعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليم الع ـ ـ ـ ـ ـ ــالي والبـ ـ ـ ـ ـ ــحث الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلمي‬

‫جامعة محمد البشيراإلبراهيمي‪ ،‬برج بوعريريج‬


‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاسترفي العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫تنويع صيغ التمويل اإلسالمي كآلية لدعم االقتصاد الوطني‬


‫دراسة حالة بنك البركة ‪ -‬وكالة برج بوعريريج‪-‬‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫‪ -‬كفي مريم‬ ‫‪ -‬رزوق أحالم‬
‫‪ -‬محي الدين عزة‬
‫نوقشت بتاريخ‪ ،2021/09/12 :‬تحت إشراف اللجنة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫مؤسسة االنتماء‬ ‫اللقب واالسم‬


‫جامعة محمد البشير االبراهيمي‪ -‬برج بوعريريج رئيسا‬ ‫د‪ .‬سعيداني سميرة‬
‫جامعة محمد البشير االبراهيمي‪ -‬برج بوعريريج مشرفا‬ ‫د‪ .‬كفي مريم‬
‫جامعة محمد البشير االبراهيمي‪ -‬برج بوعريريج ممتحنا‬ ‫د‪ .‬بوعبد هللا هبة‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫شكر وتقدير‪:‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من لم يشكرالناس لم يشكرهللا"‬
‫صدق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بعد الحمد والشكر هلل‪ -‬جل شأنه‪ ،-‬نجد من الواجب علينا شكر كل من أمد لنا يد العون في إنجاز هذا‬
‫العمل‪:‬‬
‫نتقدم بالشكر الذي هو أقل ما يسدى إليها‪ ،‬ألستاذتنا املشرفة "كفي مريم"‪ ،‬اوال على قبولها اإلشراف‬
‫عل هذه املذكرة‪ ،‬وثانيا لكونها كانت صدرا رحبا ال يمل وال يكل عن توجيهنا إلى كل ما فيه صواب‪ ،‬فلها منا‬
‫خالص الشكر والعرفان وعظيم االمتنان‪ ،‬كما لها كل التقدير واالحترام‪.‬‬
‫كما ال ننس ى ان نشكر أعضاء لجنة املناقشة سلفا على تفضلهم بقراءة بحثنا هذا وتعبهم فيه وتصويبه‬
‫من الخلل والزلل‪.‬‬
‫كما نشكر كل من ساهم بجهد أو نصيحة أو توجيه أو كلمة طيبة من األساتذة األفاضل أو األصدقاء‬
‫األعزاء‪ ،‬فلهم أيضا خالص شكرنا وتقديرنا‪.‬‬

‫"أحالم" و"عزة"‬
‫اإلهداء‪:‬‬

‫الحمد هلل وكفى والصالة والسالم على املصطفى أما بعد‪:‬‬

‫أهدي ثمرة جهدي هذا إلى الوالدين الكريمين حفظهما هللا وأدامهما نورا لدربي‬

‫إلى الذي منحني القوة والعزيمة ملواصلة الدرب "زوجي"‬

‫لكل العائلة الكريمة التي ساندتني وال تزال من إخوة وأخوات‬

‫إلى كل من ساعدني في إتمام هذه املذكرة‬

‫إلى كل األشخاص الذين أحمل لهم املحبة والتقدير‬

‫"أحالم"‬
‫اإلهداء‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي كان العون األول واألخير إلنجاز هذا العمل‬
‫يشرفني أن أتقدم بكل فخر واحترام ألهدي ثمرة جهدي هذا وحصاد مشواري‪:‬‬
‫الى من دعائها سر نجاحي‪ ،‬إلى التي وهبت فلذة كبدها كل العطاء والحنان‪ ،‬إلى التي صبرت‬
‫على كل ش يء‪ ،‬التي رعتني حق الرعاية وكانت سندي في الشدائد‪ ،‬إلى من ارتحت كلما تذكرت‬
‫ابتسامتها في وجهي نبع الحنان "أمي"‪ ،‬أعز مالك على القلب والعين جزاها هللا عني خير الجزاء في‬
‫الدارين‪.‬‬
‫إلى من علمني ان الحياة كفاح ونضال الى من سعى وشقى في سبيل راحتي إلى سندي في‬
‫الحياة ومرجعي في كل األوقات‪ ،‬الى من لم يبخل علي ماديا ومعنويا‪ ،‬الى من اعتبره قدوتي في الحياة‬
‫إليك يا أغلى ما يمتلكه املرء يا من احمل اسمه بكل افتخار "أبي" العزيز‪ ،‬أدامه هللا فوق رؤوسنا‪.‬‬
‫إلى األعمدة التي أظل أرتكز عليها للصمود‪ ،‬إلى الذين تربيت معهم تحت سقف واحد‪ ،‬إلى من‬
‫قاسموني حنان أمي وأبي ومصدر افتخاري واعتزازي‪ ،‬إلى من آثروني على نفسهم إلى من علموني‬
‫علم الحياة‪ ،‬إلى من أظهروا لي ما هو أجمل من الحياة أخي عالء الدين وأختاي عفاف وعبير‪،‬‬
‫حفظهم هللا ورعاهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫إلى األخوات التي لم تلدهن أمي إلى من تحلو باإلخاء وتميزوا بالوفاء والعطاء‪ ،‬إلى من كانوا‬
‫معي على طريق النجاح والخير‪ ،‬إلى اللواتي تقاسمت معهن أجمل وأتعس أيامي وحفظن سري‬
‫وشددن ظهري واهتممن ألمري وكن وقت الضعف قوتي ومصدر سعادتي‬
‫صديقاتي( أحالم‪ ،‬إكرام‪ ،‬أمينة‪ ،‬زكية‪ ،‬فاطمة‪ ،‬مروة‪ ،‬ميسون‪ ،‬يمنى)‬
‫إلى جميع األهل واألقارب‪.‬‬
‫"عزة"‬
‫قائمة احملتوايت‬
‫قائمة المحتويات‪.................................................................................................................................... :‬‬

‫البسملة‬
‫شكر والتقدير‬
‫اإلهداء‬
‫‪VII‬‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫‪VII‬‬ ‫فهرس الجداول واألشكال‬
‫ا–د‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي )مدخل نظري)‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التمويل من منظور االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية التمويل في االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪3‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ماهية التمويل اإلسالمي وأنواعه‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التمويل اإلسالمي‬
‫‪5‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين التمويل اإلسالمي والربوي‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ التمويل في االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بالضوابط الشرعية في المعامالت المالية‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بقاعدة الخراج بالضمان والغنم بالغرم‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ استمرار الملك لصاحبه‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ ارتباط التمويل بالجانب المادي من االقتصاد‬
‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صيغ التمويل طويلة األجل في البنوك اإلسالمية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ التمويل متوسطة األجل في البنوك اإلسالمية‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صيغ التمويل قصيرة األجل في البنوك اإلسالمية‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي في األسواق المالية (الصكوك اإلسالمية)‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم وخصائص الصكوك اإلسالمية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الصكوك اإلسالمية‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية ودور الصكوك اإلسالمية‬
‫‪21‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪22‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي في دعم اقتصاديات الدول‬
‫‪23‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة المحتويات‪.................................................................................................................................... :‬‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دراسة حالة بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬


‫‪24‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقديم بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة وتعريف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قيم وأهداف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة لدى بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل واالستثمار المعتمدة لدى بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي في تمويل‬
‫االقتصاد الوطني اإلماراتي‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب نوع القطاعات‬
‫االقتصادية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب الموقع الجغرافي‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقديم بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التصنيفات والجوائز التي نالها البنك وعوامل نجاحه األساسية‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة لدى بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫‪38‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة لدى بنك فيصل اإلسالمي في االقتصاد‬
‫السوداني‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العوامل الداعمة للبنك للمساهمة في التنمية االقتصادية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمويل بنك فيصل اإلسالمي للتنمية االقتصادية في السودان‬
‫‪42‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي في بنك البركة دعم االقتصاد الجزائري‬
‫‪44‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة في الجزائر‬
‫‪45‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التطورات التشريعية للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قانون النقد والقرض ‪10-90‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬النظام رقم ‪ 02-18‬واألمر ‪ 02-20‬المتعلقين بالمالية التشاركية‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في التشريع الجزائري‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل الصناعة‬

‫‪VIII‬‬
‫قائمة المحتويات‪.................................................................................................................................... :‬‬

‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل اقتناء األصول‬


‫‪53‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في البنوك والنوافذ اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الصيغ المعتمدة في البنوك اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الصيغ المعتمدة في النوافذ اإلسالمية للبنوك التقليدية في الجزائر‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري –وكالة برج بوعريريج‪-‬‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقديم بنك البركة الجزائري‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة وتعريف بنك البركة الجزائري‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف وخصائص بنك البركة الجزائري‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقديم بنك البركة ‪ -‬وكالة برج بوعريريج‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في بنك البركة ‪ -‬وكالة برج بوعريريج‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المرابحة‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المساومة‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلجارة‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬السلم‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬االستصناع‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل المعتمدة في بنك البركة في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور صيغ التمويل طويلة األجل في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور صيغة المضاربة في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة المشاركة في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور صيغ التمويل متوسطة األجل في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور صيغة اإلجارة في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة االستصناع في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل قصيرة اآلجل في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور صيغة المرابحة في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة السلم في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور القرض الحسن في دعم االقتصاد الوطني‬
‫‪69‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪71‬‬ ‫الخاتمة العامة‬
‫‪76‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪81‬‬ ‫قائمة المالحق‬

‫‪IX‬‬
‫فهرس اجلداول واألشكال‬
‫فهرس الجداول‪.......................................................................................................................................:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫الرقم‬


‫‪26‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪28‬‬ ‫حجم التمويل املقدم من بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت حسب القطاعات‬ ‫‪02‬‬
‫‪31‬‬ ‫حجم التمويالت املمنوح من رف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت حسب املوع‬ ‫‪03‬‬
‫اجلغفايف خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬
‫‪36‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك فيصل اإلسالمي السوداين خالل الفرتة (‪)2019-2015‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪40‬‬ ‫نسب التمويل حسب القطاعات خالل الفرتة (‪)2019-2015‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪53‬‬ ‫أهم الصيغ التمويلي املعتمدة يف البنوك اإلسالمي ابجلزائف‬ ‫‪06‬‬
‫‪54‬‬ ‫أهم الصيغ التمويلي املعتمدة يف النوافذ اإلسالمي للبنوك التقليدي ابجلزائف‬ ‫‪07‬‬
‫‪60‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك الربك وكال بفج بوعفيفيج خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪61‬‬ ‫نسب استخدام كل صيغ من صيغ التمويل واالستثمار يف بنك الربك وكال بفج‬ ‫‪09‬‬
‫بوعفيفيج خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬

‫‪XI‬‬
‫فهرس األشكال‪...................................................................................................................................... :‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪27‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪27‬‬ ‫توزي التمويالت املقدم من رف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت خالل الفرتة‬ ‫‪02‬‬
‫(‪)2020-2016‬‬
‫‪29‬‬ ‫تطور إمجايل التمويل املقدم ملختلف القطاعات خالل الفرتة (‪)2020-2016‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪30‬‬ ‫توزي صيغ التمويل واالستثمار يف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت حسب القطاعات‬ ‫‪04‬‬
‫‪32‬‬ ‫توزي صيغ التمويل واالستثمار يف بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت حسب املوع‬ ‫‪05‬‬
‫اجلغفايف‬
‫‪37‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك فيصل اإلسالمي السوداين خالل الفرتة (‪-2015‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪)2019‬‬
‫‪37‬‬ ‫صيغ التمويل يف بنك فيصل اإلسالمي السوداين خالل الفرتة (‪)2019-2015‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪41‬‬ ‫التوزي القطاعي للتمويل يف بنك فيصل اإلسالمي السوداين خالل الفرتة (‪-2015‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪)2019‬‬
‫‪57‬‬ ‫اهليكل التنظيمي لبنك الربك وكال بفج بوعفيفيج‬ ‫‪09‬‬
‫‪60‬‬ ‫تطور صيغ التمويل يف بنك الربك وكال بفج بوعفيفيج خالل الفرتة (‪-2016‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪)2020‬‬
‫‪61‬‬ ‫توزي التمويالت املقدم من رف بنك الربك وكال بفج بوعفيفيج خالل سن‬ ‫‪11‬‬
‫‪2020‬‬

‫‪XII‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫مقدمة عامة‪......................................................................................................................................... :‬‬

‫‪ .1‬متهيد‪:‬‬
‫يلعب التمويل دورا هاما يف احلياة االعتصادي ‪ ،‬فهو الشفاي ن احليو والقلب الناب الذ دمد القطا االعتصاد‬
‫مبختلف وحداته ومؤسساته ابألموال الالزم للقيام بعملي االستثمار وحتقيق التنمي ودف عجل االعتصاد حنو األمام‪،‬‬
‫ومن هنا أعطى االعتصاد اإلسالمي أمهي ابلغ لعمليات التمويل وحتقيق االستثمار و يتجلى ذلك من خالل ففض‬
‫الزكاة على األموال سواء كانت عيني أو نقدي وذلك حىت يقل االكتناز‪ ،‬وابلتايل عدم تعطيل املوارد والوسائل اخلاص‬
‫بدف وترية االستثمار‪.‬‬
‫ومن هنا بفز التمويل االسالمي كظاهفة اعتصادي يف عاملنا املعاصف‪ ،‬وعد أثبت وجوده وأكدته املصار‬
‫االسالمي من خالل عيامها خبدمااها املقدم واالستمفار يف مساعداها على النمو االعتصاد ‪ ،‬على اعتبار أ ن القطا‬
‫املصفيف من بني القطاعات األكثف استجاب للمتغريات سواء الدولي أو احمللي ‪ .‬وتتميز املصار اإلسالمي أبهنا‬
‫مصار متعددة الوظائف فهي تؤد دور املصار التجاري واملصار املتخصص ‪ ،‬وأبهنا ال تتعامل ابالئتما ن فهي‬
‫ليست مقفض وال مقرتض وال تتعامل ابلفائدة أخذا أو عطاءا‪ ،‬إمنا تقدم التمويل وفق صيغ متويلي مشفوع متثل‬
‫منوذجا جديدا للعالع بني املمول واملتمول‪ ،‬حيث تقوم على أساس املشارك "الغنم ابلغفم" أ أ ن املمول ال يستحق‬
‫املكافأة إال مبقدار ما حيصل عليه املتمول من ربح خالل العملي االستثماري ‪.‬‬
‫أسلوب التمويل اإلسالمي شد انتباه البنوك التقليدي ‪ ،‬بعد االنتكاسات املتوالي لنظام التمويل التقليد ‪،‬‬
‫فالتمويل اإلسالمي يتميز بعدة خصائص متيزه عن غريه‪ ،‬كما له دورا هاما يف احلياة االعتصادي حيث يعترب أداة‬
‫ضفوري أل اعتصاد‪ ،‬وذلك من خالل صيغ متويله املختلف اليت تضمن مواصل نشاره االعتصاد وجعله أكثف‬
‫ديناميكي لدف عجل النمو االعتصاد ‪.‬‬

‫‪ .2‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫مما سبق دمكن رفح إشكالي البحث يف صيغتها التالي ‪:‬‬
‫ما مدى مسامهة تنويع صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد الوطين بشكل عام؟ ويف بنك الربكة ‪-‬‬
‫وكالة برج بوعريريج‪ -‬بشكل خاص؟‬

‫‪ .3‬التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫تندرج حتت هذه اإلشكالي جمموع من التساؤالت الففعي منها‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي صيغ التمويل االسالمي اليت من املمكن أ ن تعتمد عليها املصار اإلسالمي ؟‬
‫‪ ‬ماهي الصيغ التمويلي االسالمي األكثف استخداما على ضوء التجارب الدولي ؟‬
‫‪- ‬ما هي الصيغ التمويلي االسالمي األكثف اعتمادا يف بنك الربك اجلزائف – وكال بفج بوعفيفيج‪-‬؟‬
‫‪ ‬هل يؤد تنوي صيغ التمويل اإلسالمي لدعم االعتصاد الورين؟‬

‫أ‬
‫مقدمة عامة‪......................................................................................................................................... :‬‬

‫‪ .4‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫بغفض دراس هذا املوضو ومعاجل إشكاليته واالجاب على تساؤالته مت وض الففضيات التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬التمويل اإلسالمي يوفف عدة أساليب وصيغ متويلي تتوافق م الشفيع اإلسالمي وختتلف عن تلك اليت يتعامل هبا‬
‫يف التمويل الفبو ؛‬
‫‪ ‬يف ضوء التجارب الدولي ‪ ،‬فإ ن بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت وبنك فيصل السوداين يعتمدا ن على عدة صيغ متويل‬
‫اسالمي تعكس السياس االعتصادي املتعب يف البلد؛‬
‫‪ ‬بنك الربك اجلزائف –وكال بفج بوعفيفيج‪ -‬يعتمد يف متويالته على صيغ املفاحب بنسب مفتفع عن غريها من‬
‫الصيغ؛‬
‫‪ ‬إ ن تنوي صيغ التمويل اإلسالمي يؤد ابلضفورة اىل دعم االعتصاد الورين‪.‬‬
‫‪ .5‬أمهية البحث‪:‬‬
‫يكتسب البحث أمهيته من أمهي صيغ التمويل اإلسالمي اليت تعد آلي من اآلليات الداعم لالعتصاد الورين‪،‬‬
‫كما تتجلى األمهي يف التطورات اليت شهداها املصار اإلسالمي والثق اليت حتصلت عليها من عبل املستثمفين‬
‫االعتصاديني‪ ،‬ومسامهتها يف دعم العناصف اليت تدف ابالعتصاد الورين حنو التطور واالزدهار‪.‬‬
‫‪ .6‬أهداف البحث‪:‬‬
‫سنحاول من خالل هذا البحث الوصول اىل األهدا التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬التعف على خمتلف صيغ التمويل اإلسالمي ؛‬
‫‪ ‬التعف على أهدا كل من بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت وبنك فيصل اإلسالمي السوداين وبنك الربك اجلزائف ؛‬
‫‪ ‬التعف على الصيغ التمويلي اليت أتخذ النصيب األكرب يف التطبيق يف كل من بنك ديب اإلسالمي اإلمارايت‪ ،‬بنك‬
‫فيصل اإلسالمي السوداين وبنك الربك اجلزائف ؛‬
‫‪ ‬تسليط الضوء على الدور الفعال الذ يلعبه تنوي صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االعتصاد الورين وتطويف ودف‬
‫عجل التنمي يف البالد‪.‬‬
‫‪ .7‬أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب جعلتنا خنتار هذا البحث كموضو للمذكفة منها‪:‬‬
‫‪ ‬أسباب ذاتية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬ميولنا الشخصي لدراس هذا املوضو ؛‬
‫‪ ‬اعرتاح أستاذتنا املشفف للموضو فكنا أكثف ارتياحا هلذه الدراس على غريها؛‬
‫‪ ‬عناعتنا ا ن الدراسات املتعلق ابالعتصاد اإلسالمي والصريف اإلسالمي من أهم الدراسات يف الوعت احلايل‪.‬‬
‫‪ ‬أما األسباب املوضوعية نذكف منها‪:‬‬
‫‪ ‬إثفاء مكتبتنا مبثل هذه املواضي لالستفادة العلمي ؛‬
‫‪ ‬كو ن موضو حبثنا يدخل يف صميم ختصصنا؛‬

‫ب‬
‫مقدمة عامة‪......................................................................................................................................... :‬‬

‫‪ ‬كثفة احلديث عن التمويل والبنوك اإلسالميني يف اجلزائف دفعنا اىل االهتمام هبذا املوضو ؛‬
‫‪ ‬بيا ن جتفب اجلزائف مقارن م نظرياها العفبي واإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ .8‬صعوابت البحث‪:‬‬
‫واجهتنا عدة صعوابت أثناء اجنازان هلذه الدراس نعفض أمهها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬عل املفاج املتخصص ابلبنوك اإلسالمي السيما يف اجلزائف؛‬
‫‪ ‬صعوب احلصول على معلومات وافي من رف مسئويل بنك الربك وكال بفج بوعفيفيج؛‬
‫‪ ‬السفي وعدم اإلفصاح الذ تنتجه البنوك يف األرعام واإلحصائيات ختوفا من نشف املعلومات خارج اإلرار‬
‫الدراسي‪.‬‬
‫‪ .9‬منهج البحث‪:‬‬
‫يف سبيل إعداد هذا البحث وعصد الوصول للنتائج املفجوة واإلجاب على األسئل املطفوح استخدمنا املنهج‬
‫الوصفي التحليلي لكونه يتالءم م اجلانب النظف واملتعلق ابملدخل النظف حول صيغ التمويل اإلسالمي‪ .‬وكإسقاط‬
‫ملا مت عفاءته نظفاي على الواع ‪ ،‬مت االعتماد على منهج دراس احلال يف اجلانب التطبيقي املتعلق بدراس حال بنك الربك‬
‫اجلزائف ‪-‬وكال بفج بوعفيفيج‪ ،-‬وهذا من خالل عيامنا جبم البياانت واملعلومات املفتبط مبوضوعنا وحماول حتليليها‬
‫ومناعشتها‪ ،‬هبد الوصول اىل نتائج دمكن تعميمها‪.‬‬
‫‪.11‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬احلدود املكانية‪ :‬متت دراستنا يف بنك الربك اجلزائف –وكال بفج بوعفيفيج‪ -‬ولقد اخرتان بنك الربك لكونه أول‬
‫بنك إسالمي أتسس يف اجلزائف ولكونه يعمل يف إرار الشفيع اإلسالمي ‪ ،‬ما يسمح لنا بتقدمي دراس واععي عن‬
‫البنوك اإلسالمي مبا خيدم موضو حبثنا واخرتان وكال بفج بوعفيفيج لكونه موجود يف حدود الوالي ‪.‬‬
‫‪ ‬احلدود الزمنية‪ :‬مت حتديد هذه الدراس ضمن الفرتة املمتدة من ‪ 2016‬حىت ‪.2020‬‬
‫‪.11‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة لبومعزة لبىن‪ :‬بعنوا ن "واقع متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة وفق صيغ التمويل اإلسالمي (دراسة‬
‫حالة بنك الربكة "وكالة عني مليلة")" وذلك يف السن اجلامعي ‪ ،2017/2016‬جامع العفيب بن مهيد ‪-‬ام‬
‫البواعي‪ ،‬هذه الدراس عبارة عن مذكفة ماسرت‪.‬‬
‫هدفت الدراس للتعف على واع ومكان املؤسسات الصغرية واملتوسط يف االعتصاد‪ ،‬وإلظهار أهم صيغ‬
‫التمويل اإلسالمي ومدى مالئمتها لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسط ‪ .‬ومت التوصل لنتائج عدة أمهها ا ن التنوي يف‬
‫صيغ التمويل اإلسالمي جيعله من أكثف رف التمويل مالئم لطبيع وخصائص املؤسسات الصغرية واملتوسط ‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة لبوزيد عصام بعنوا ن "التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة (دراسة حالة بنك الربكة‬
‫اجلزائري)" وذلك يف السنة اجلامعية ‪ ،2111/2119‬جامعة قاصدي مرابح‪-‬ورقلة‪ ،‬هذه الدراسة عبارة عن‬
‫مذكرة ماجيستري‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة عامة‪......................................................................................................................................... :‬‬

‫أظهفت نتائج الدراس أ ن التمويل اإلسالمي خيتلف كليا عن التقليد ‪ ،‬سواء من حيث املبادئ اليت يقوم عليها‬
‫أو من حيث الطف اليت يتم هبا منح هذا التمويل‪ .‬ولقد ركزت هذه الدراس على أمهي التمويل اإلسالمي للمؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسط من خالل تبيا ن الصيغ اليت متنحها البنوك اإلسالمي هلذا النو من املؤسسات وابلتايل تتيح هلا‬
‫تسهيالت تساعدها على االستمفاري ‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة لكل من ابيشي نعيمة وقويدري صفاء بعنوا ن "أثر التمويل املصريف اإلسالمي على النمو االقتصادي‬
‫(دراسة حالة السودان للفرتة ما بني ‪ 1991‬و ‪ ")2119‬وذلك يف السنة اجلامعية ‪ ،2121/2119‬جامعة‬
‫امحد دراية‪-‬ادرار‪ ،‬هذه الرسالة عبارة عن مذكرة ماسرت‪.‬‬
‫هدفت الدراس اىل إبفاز أمهي التمويل املصفيف اإلسالمي داخل اجملتم ‪ ،‬وإبفاز خمتلف صيغ التمويل املستخدم‬
‫يف البنوك اإلسالمي ودورها يف حتقيق النمو االعتصاد ‪ .‬ولقد أكدت الدراس على أ ن املصار اإلسالمي تلتزم‬
‫بتطبيق أحكام الشفيع اإلسالمي الغفاء يف مجي تعامالاها‪ ،‬كما أكدت ا ن هذه األخرية أصبحت تلعب دورا هاما‬
‫وابرزا يف االعتصاد والتنمي وخاص ما تساهم فيه تلك املصار يف القطاعات االعتصادي كالزراع ‪ ،‬الصناع ‪ ،‬التجارة‬
‫واخلدمات وغريها‪.‬‬
‫‪.12‬خطة البحث‪:‬‬
‫سيتم عفض هذا البحث من خالل مقدم وثالث فصول وخامت حيث‪:‬‬
‫سيتم التطف يف الفصل األول إىل التمويل اإلسالمي يف املصار اإلسالمي واألسوا املالي ‪ ،‬من خالل التطف اىل‬
‫ماهي التمويل اإلسالمي وأهم األسس واملبادئ اليت حتكم هذه العملي ‪ ،‬كما سنتطف أيضا اىل صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫ابلتفصيل من خالل التعفيف هبا ومشفوعيتها وحتديد أركاهنا وشفوط تطبيقها وكيفيات استخدامها؛‬
‫وسيخصص الفصل الثاين إىل دراس جتارب صيغ التمويل اإلسالمي يف بنوك إسالمي دولي كتجفب بنك ديب‬
‫اإلسالمي اإلمارايت وجتفب بنك فيصل اإلسالمي السوداين وكيفي استخدام صيغ التمويل اإلسالمي عصد تطويف‬
‫اعتصادايت بلدمها؛‬
‫أما الفصل الثالث فنتطف فيه اىل التطبيقات العملي لصيغ التمويل اإلسالمي يف اجلزائف للنهوض ابالعتصاد‬
‫اجلزائف (دراس حال بنك الربك اجلزائف –وكال بفج بوعفيفيج‪ )-‬واآلفا املستقبلي لتطبيق خمتلف الصيغ لدف عجل‬
‫النمو االعتصاد ‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫اكتسب التمويل اإلسالمي في السنوات األخيرة اهتماما بالغا‪ ،‬نظ ار ألهميته ونجاعته كمصدر تمويلي‬
‫يتماشى مع ضوابط الشريعة اإلسالمية ويجعل العدالة من مبادئه األساسية‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار‬
‫الخصوصيات التمويلية للعديد من المؤسسات‪ ،‬وعليه يتوفر االقتصاد اإلسالمي على اآلليات والميكانيزمات‬
‫التي تدفعه إلى تحقيق التنمية واالزدهار‪ .‬وقد خصصنا هذا الفصل لتحديد اإلطار النظري حول مفهوم‬
‫التمويل في االقتصاد اإلسالمي والصيغ المختلفة التي يمكن يقدم بها هذا التمويل‪ ،‬ضمن مبحثين كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التمويل من منظور االقتصاد اإلسالمي؛‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫المبحث األ ول‪ :‬التمويل من منظور االقتصاد اإلسالمي‬


‫في هذا المبحث سوف نتطرق إلى مفهوم التمويل اإلسالمي وأهم خصائصه‪ ،‬وكذلك توضيح الفرق بين‬
‫التمويل اإلسالمي و التمويل التقليدي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التمويل في االقتصاد اإلسالمي‬
‫الفرع االول‪ :‬ماهية التمويل اإلسالمي وأنواعه‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل‬
‫جاء تعريف التمويل في القاموس االقتصادي أنه‪" :‬عندما تريد منشأة زيادة طاقتها اإلنتاجية أو إنتاج‬
‫مادة جديدة أو إعادة تنظيم أجهزتها‪ ...‬فإنها تضع برنامجا يعتمد على الناحيتين التاليتين‪:‬‬
‫من الناحية المادية‪ :‬أي حصر كل الوسائل المادية الضرورية إلنجاح المشروع (عدد وطبيعة البنايات‪،‬‬
‫اآلالت‪ ،‬األشغال اليد العاملة‪)...‬؛ ومن الناحية المالية‪ :‬وتتضمن كلفة ومصدر األموال وكيفية استعمالها‪،‬‬
‫وهذه الناحية هي التي تسمى بالتمويل‪.1‬‬
‫وبهذا يمكن ان نعتبر أ ن عملية التمويل تتضمن تحمل كلفة األموال وإيجاد المصادر التي تستمد منها‬
‫هذه األموال إضافة إلى طريقة استخدامها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التمويل اإلسالمي‬
‫يعرف التمويل اإلسالمي على أنه‪" :‬تقديم ثروة عينية كانت أم نقدية من أصحاب الفائض المالي إلى‬
‫أصحاب العجز المالي يديرونها ويتصرفون فيها لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية"‪.‬‬
‫كما عرف بأنه‪" :‬أن يقوم الشخص بتقديم شيء ذو قيمة مالية لشخص آخر إما على سبيل التبرع أو‬
‫على سبيل التعاون بين الطرفين من أجل استثماره بقصد الحصول على أرباح تقسم بينهما على نسبة يتم‬
‫االتفاق عليها مسبقا وفق طبيعة كل منهما ومدى مساهمته في رأس المال واتخاذ القرار اإلداري‬
‫واالستثماري"‪.2‬‬
‫من خالل التعاريف التي سبق ذكرها يمكن أن نعرف التمويل اإلسالمي بأنه إطار شامل من األنماط‬
‫والنماذج والصيغ المختلفة والمتنوعة التي تضمن توفير الموارد المالية ألي نشاط اقتصادي كان من خالل‬
‫االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع التمويل اإلسالمي‬


‫يمكننا أن نميز بين نوعين من التمويل في االقتصاد اإلسالمي وهما‪ :‬التمويل التجاري والتمويل‬
‫المالي‪ .‬حيث أن عملية التمويل التي تكون فيها سلطة رب المال ضئيلة ويترك فيها القرار االستثماري‬

‫‪1‬‬
‫قدي عبد المجيد وبوزيد عصام‪ ،‬التمويل اإلسالمي في االقتصاد – المفهوم والمبادئ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الدولي حول‪ :‬األزمة المالية الراهنة والبدائل‬
‫المالية والمصرفية للنظام المصرفي اإلسالمي نموذجا‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة‪ ،‬يومي ‪ 5‬و ‪ 6‬ماي ‪ ،2009‬ص‪.3:‬‬
‫‪2‬‬
‫منذر قحف‪ ،‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي – تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب التابع للبنك اإلسالمي للتنمية‪،‬‬
‫ط‪،2‬السعودية‪ ،1998 ،‬ص‪.12:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫للمستفيد من التمويل تسمى بالتمويل المالي‪ ،‬في حين أن التمويل التجاري يكون في الحاالت التي يتمتع بها‬
‫رب المال بكل صفات التاجر‪ .‬ففي التمويل المالي يمكن لرب المال أن يقرر في شيئين فقط‪ ،‬وهما‪:1‬‬
‫‪ ‬اختيار الطرف المدير وتحديد الشروط العامة للعالقة التي تربطه معه‪ ،‬ومنها نوع النشاط االستثماري‬
‫و مجاله؛‬
‫‪ ‬اختيار األصل الثابت الذي يتم استثماره‪ ،‬إضافة إلى الطرف المدير‪.‬‬
‫أما في التمويل التجاري فرب المال يتحلى بصفة التاجر كاملة أي أنه يتخذ القرار االستثماري بمفرده‪،‬‬
‫من ذلك اختيار السلعة التي يشتريها ويقوم بتخزينها ثم بيعها أو تأجيرها للطرف المستفيد من التمويل‪ ،‬الذي‬
‫قد يستفيد من السلعة استهالكا أو استغالال ويترتب عليه بذلك التزامات لصاحب السلعة‪.2‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬يمكننا القول أن التمويل التجاري يقوم على البيع‪ ،‬في حين التمويل المالي هو‬
‫تعاون بين رأس المال والعمل‪ .‬وأهم ما يميز بين النوعين أنه ال يمكن لألول أن يحل محل الثاني ألنه ال يسد‬
‫الحاجات التي من أجلها أبيح التمويل المالي‪ ،‬وألنه ال يستطيع استيعاب كل الظروف التي تط أر على عمليات‬
‫التمويل‪.‬‬
‫إضافة إلى هذا‪ ،‬يوجد نوع آخر من التمويل في االقتصاد اإلسالمي قائم على التعاون والبر واإلحسان‪،‬‬
‫يسمى بالتمويل التعاوني أو التكافلي‪ .‬فالتعاون والبر واإلحسان خصال حثت عليها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬من‬
‫أجل وحدة المجتمع ومحاربة الطبقية والفقر فيه‪ ،‬ونلمس هذا النوع من التمويل في أموال الهبة والوقف‬
‫والقرض الحسن‪.‬‬
‫وتحت كل نوع من األنواع المذكورة أعاله توجد مجموعة من الصيغ التمويلية التي تختلف كل منها عن‬
‫األخرى‪ ،‬هذا ما يجعل التمويل اإلسالمي يغطي كافة احتياجات الممول ويمكنه من استيعاب جميع الظروف‬
‫الممكنة ألي مشروع كان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التمويل اإلسالمي‬


‫يتميز التمويل اإلسالمي بمجموعة من الخصائص والتي تميزه عن نظيره التقليدي‪ ،‬ونذكر من أهم هذه‬
‫الخصائص ما يلي‪:3‬‬
‫أوال‪ :‬استبعاد التعامل بالربا أخذا وعطاء‬
‫فديننا اإلسالمي يحرم التعامل بالربا أخذا أو عطاءا‪ ،‬وتعد هذه الخاصية من أهم الخصائص‪ ،‬وهذا‬
‫راجع لكونها تساهم في تحقيق العدالة االجتماعية فهي تمنع الظلم وتحد من تركز الثروة وتحد من البطالة‬
‫وتضمن حق الفقير في تنمية موارده ومواهبه وإبداعاته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قدي عبد المجيد وبوزيد عصام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4:‬‬
‫‪2‬‬
‫منذر قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪3‬‬
‫بوفليح نبيل وعبد هللا الحرتسي حميد‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬أزمة النظام المالي و المصرفي الدولي وبديل البنوك اإلسالمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‬
‫للعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 7-6‬افريل‪ ،‬ص‪.14-13 :‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫ثانيا‪ :‬التركيز على توجيه سلوك الفرد نحو األخالق الفاضلة‬


‫فمن خصائص التمويل اإلسالمي أيضا تربية روح الفرد على األخالق الفاضلة والصفات الحسنة‪ ،‬فهو‬
‫يربي فيه صفات األمانة والثقة بالنفس واإلخالص واإلتقان في العمل مما يوفر فرص أكبر لنجاح‬
‫المشروعات وبالتالي نجاح عملية التنمية ككل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه المال نحو اإلنفاق المشروع‬
‫يجب أن يكون التمويل في مشاريع مباحة من وجهة نظر الشريعة فال ينفق على المشاريع المخالفة‬
‫لمقاصد الشريعة اإلسالمية والتي تؤدي إلى مفسدة الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬توجيه المال نحو االستثمار الحقيقي‬
‫من أهم الخصائص التي تميز التمويل اإلسالمي االستثماري‪ ،‬هو توجيه المال نحو االستثمار‬
‫الحقيقي الذي يهدف إلى امتزاج عناصر اإلنتاج مع بعضها‪ ،‬وبالتالي فإن أي ربح ينتج عن هذا االستثمار‬
‫يكون ربح حقيقي يظهر في زيادة عناصر اإلنتاج‪ ،‬مما يبين قدرة مصادر التمويل االستثماري على تنمية‬
‫طاقات المجتمع وموارده وقدراته‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التركيز على طاقات الفرد ومهاراته وإبداعاته‬
‫حيث أ ن من خصائص التمويل اإلسالمي تنمية طاقات الفرد والتركيز على حاجاته ومهاراته وإبداعاته‬
‫التي يعول عليها في تقدم المجتمع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين التمويل اإلسالمي والربوي‬


‫إن التمويل اإلسالمي في األساس هو جزء من االقتصاد اإلسالمي القائم على تنمية المجتمع‬
‫والمشاركة الفاعلة في القيام بمسؤولياته االجتماعية‪ .‬فالتمويل اإلسالمي قائم على مبدأ توفير الحلول التمويلية‬
‫للعمالء وتقديم التمويل المناسب لحالتهم ووضعهم ولتلبية احتياجاتهم ال إلثقال كاهلهم بالديون وجعلهم‬
‫يقترضون إلشباع حاجات استهالكية غير ضرورية‪ .‬حيث توجد عدة فروق جوهرية بين التمويل اإلسالمي‬
‫والتمويل الربوي‪ ،‬أهمها‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث ملكية رأس المال‬
‫ففي التمويل اإلسالمي يستمر ملك رأس المال للمالك‪ ،‬بينما في التمويل الربوي ملكية رأس المال تنتقل‬
‫للطرف اآلخر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الربح والخسارة‬
‫‪ -‬في التمويل اإلسالمي الخسارة تقع على رب المال‪ ،‬بينما في التمويل الربوي فال يتحمل الممول أي‬
‫خسارة‪ ،‬بمعنى آخر أن المستفيد في التمويل اإلسالمي‪ ،‬ال يضمن الخسارة إال في حال التعدي أو التقصير‬
‫ألن يده يد أمان بينما في التمويل الربوي تعتبر يده يد ضمان؛‬

‫‪1‬‬
‫قدي عبد المجيد وبوزيد عصام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8-7 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ -‬في التمويل اإلسالمي الربح هو ربح حقيقي ألنه ناتج عن زيادة في عناصر اإلنتاج‪ ،‬بينما في‬
‫التمويل الربوي فالربح هو ربح وهمي؛‬
‫‪ -‬في التمويل اإلسالمي يشترك الطرفان في الربح قليال كان أو كثي ار حسب ما اتفقا عليه‪ ،‬بينما في‬
‫التمويل الربوي فال ترتبط الزيادة التي يحصل عليها الممول بنتيجة ربحية المشروع وال بحصة المستفيد من‬
‫التمويل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث طبيعة نشاط االستثمار‬
‫‪ -‬يشترط في التمويل اإلسالمي التركيز على المشاريع التي تمتزج فيها عناصر اإلنتاج‪ ،‬في حين أنه‬
‫ال يشترط ذلك في التمويل الربوي‪ ،‬فمثال قد يستخدم المستفيد المال في إقراضه بالربا؛‬
‫‪ -‬ينحصر التمويل اإلسالمي باألعمال االستثمارية المتوقع ربحها‪ ،‬بينما في التمويل الربوي يمكن‬
‫تمويل أي نوع من األعمال االستثمارية؛‬
‫‪ -‬يقتصر التمويل اإلسالمي على األعمال الموافقة للشريعة اإلسالمية‪ ،‬بينما في التمويل الربوي فيمكن‬
‫تمويل أي نوع من األعمال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث طبيعة التمويل‬
‫يتم التمويل اإلسالمي عن طريق النقود أو عن طريق األصول الثابتة‪ ،‬بينما في التمويل الربوي يكون‬
‫التمويل عن طريق النقد فقط‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬من حيث التمويالت الممنوحة‬
‫البنوك اإلسالمية تقدم تمويالت بأساليب وصيغ تتطابق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫الصيغ قصيرة األجل كالمرابحة والسلم‪ ،‬متوسطة األجل كاإلجارة واالستصناع‪ ،‬أو طويلة األجل كالمضاربة‬
‫والمشاركة‪ .‬بينما البنوك التقليدية وظيفتها األساسية هي اإلقراض واالقتراض فهي تجمع األموال وتمول‬
‫المشروعات واألفراد مقابل فائدة محددة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬من حيث الرقابة‬
‫البنوك اإلسالمية تخضع باإلضافة الى الرقابة المالية‪ ،‬لرقابة شرعية لمراقبة أعمال البنك والتأكد من‬
‫مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬في حين أن البنوك التقليدية ال توجد فيها أي رقابة شرعية وإنما تقتصر‬
‫على الرقابة المالية فقط‪.1‬‬

‫‪ 1‬مطهري كمال‪ ،‬دراسة مقارنة بين البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "دراسة حالة بنك البركة وبنك‬
‫القرض الشعبي الجزائري"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2012/2011 ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ التمويل في االقتصاد اإلسالمي‬


‫يضبط التمويل في اإلسالم بمجموعة من المبادئ‪ ،‬تحدد مالمح اإلطار العام الذي يجعل التمويل‬
‫مقبوال شرعا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بالضوابط الشرعية في المعامالت المالية‬
‫أوال‪ :‬تحريم االكتناز‬
‫لقد حرمت الشريعة اإلسالمية اكتناز األموال وحبسها عن التداول‪ ،‬لما لالكتناز من آثار سلبية على‬
‫االقتصاد ككل‪ ،‬حيث يقول ابن القيم الجوزية رحمه هللا‪..." :‬فاألثمان (النقود) ال تقصد ألعيانها‪ ،‬بل يقصد‬
‫التوصل بها إلى السلع‪ ،‬فإذا صارت في أنفسها سلعا تقصد ألعيانها فسد أمر الناس…"‬
‫ومن بين اآلثار التي تنتج عن اكتناز األموال نذكر‪:1‬‬
‫‪ ‬تعطيل توظيف األموال مما يؤدي النخفاض اإلنفاق االستهالكي واالستثماري؛‬
‫‪ ‬عدم نمو الثروة االقتصادية وتداولها‪ ،‬وبالتالي عدم ظهور فئة إنتاجية جديدة تنافس الفئة الموجودة في‬
‫السوق؛‬
‫‪ ‬انتشار البطالة والكساد االقتصادي؛‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬إذا لم يتم اكتناز األموال واستمر تداولها بين المنتجين والمستهلكين والبائعين‬
‫والمشترين سيؤدي هذا إلى استم اررية إنتاجية وربحية االستثمار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحريم الربا‬
‫إن أهم ما يمتاز به التمويل اإلسالمي عن غيره هو استبعاد التعامل بالفائدة ذلك أنها تعتبر من قبيل‬
‫الربا الذي أجمع الفقهاء على تحريمه نظ ار لما له من آثار اقتصادية واجتماعية سلبية وبدون هذه الميزة‬
‫يصبح كأي تمويل آخر لذا فديننا اإلسالمي على غرار الديانات السماوية األخرى حرمها تحريما قطعيا‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬استثمار المال في الطيبات وتجنب الخبائث‬
‫حيث يجب ان يكون المشروع الممول مباح شرعا و يحقق النفع للمجتمع‪ ،‬ألنه ال يجوز تمويل‬
‫المشاريع المحرمة كمشاريع إنتاج الخمور والمخدرات‪ ...‬وغيرها‪ ،‬لما لها من أضرار على مصلحة األفراد‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االلتزام األخالقي في األنشطة االستثمارية‬
‫حيث انه على عكس التمويل التقليدي يمتاز التمويل اإلسالمي بااللتزام بأحكام ومبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية في جميع معامالتها‪ ،‬فالمصارف اإلسالمية تمتنع عن التمويل واالستثمار في المشروعات المنافية‬
‫لتعاليم ومبادئ ديننا الحنيف‪ ،‬فهي تجتنب كل تعامل فيه جهالة أو غرر أو غبن وأكل أموال الناس بالباطل‪،‬‬
‫كما أن تحري الحالل في التمويل واالستثمار من أهم معايير دراسات الجدوى وتقييم المشاريع في البنوك‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بولعيد بعلوج‪" ،‬ضوابط االستثمار في الفكر اإلسالمي"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2000 ،13‬ص‪.92:‬‬
‫‪2‬‬
‫قادري الطاهر‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة حسين‪ ،‬لبنان‪ ،2014 ،‬ص‪.29:‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بقاعدة الخراج بالضمان والغنم بالغرم‬


‫يقوم استثمار األموال في االقتصاد اإلسالمي على قاعدتين أساسيين هما الغنم بالغرم والخراج‬
‫بالضمان‪ ،‬فكما يحصل األطراف المشاركون في العملية االستثمارية على الربح بقدر ما تم االتفاق عليه‪،‬‬
‫يتحملون الخسارة التي يمكن أن تقع‪ ،‬وبالتالي كيفما كانت نتيجة االستثمار في المشروع إيجابية أو سلبية‬
‫يتحملها المستثمرون‪ ،‬أي من ينال نفع شيء يجب أن يتحمل الخسائر المترتبة عنه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ استمرار الملك لصاحبه‬


‫مضمون هذا المبدأ أن الملك في التمويل اإلسالمي يستمر لصاحبه حتى ولو تغير شكل‬
‫ملكه‪ ،‬فالتمويل في العادة يكون ماال نقديا ثم تشترى به االستثمارات والعقارات الالزمة لبدأ المشروع‪ ،‬بمعنى‬
‫أن المال في العمليات االستثمارية هو ملك لصاحبه األصلي‪ ،‬فصاحب المال يستحق الربح نتيجة لماله‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ ارتباط التمويل بالجانب المادي من االقتصاد‬


‫إن التمويل اإلسالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالجانب المادي لالقتصاد‪ ،‬فهو ال يقدم على أساس قدرة‬
‫المستفيد على السداد فقط‪ ،‬وإنما على أساس مشروع استثماري معين تمت دراسة جدواه ونتائجه المتوقعة‬
‫وقبول كل من الممول والمستفيد بهذه الدراسة‪ ،‬وإقدامهما على إنشاء العالقة التمويلية بينهما‪ ،‬كما أن التمويل‬
‫اإلسالمي ظاهرة مرتبطة بالدورة اإلنتاجية للسلع والخدمات‪ ،‬ويزداد التمويل أو ينقص بقدر حاجة الدورة‬
‫اإلنتاجية للعناصر التمويلية فهو ظاهرة من الظواهر الحقيقية في االقتصاد‪ ،‬أما التمويل الربوي فهو ظاهرة‬
‫مالية بحتة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫قدي عبد المجيد وبوزيد عصام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19:‬‬
‫‪2‬‬
‫زبير عياش وسميرة مناصرة‪" ،‬التمويل اإلسالمي كبديل تمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة"‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جوان‬
‫‪ ،2016‬ص‪.118:‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬


‫كما سبق الذكر فإن التمويل اإلسالمي يتيح للمتعاملين صيغ وأساليب تمويلية تتماشى مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬سنتطرق في هذا المبحث للصيغ التمويلية في كل من البنوك اإلسالمية واألسواق المالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‬


‫الفرع األول‪ :‬صيغ التمويل طويلة األجل في البنوك اإلسالمية‬
‫تتمثل صيغ التمويل طويلة األجل في البنوك اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل بالمضاربة‬
‫‪ .1‬تعريفها‪ :‬تعرف على أنها عملية استثمارية‪ ،‬تقوم على اتفاق بين طرفين هما صاحب رأس المال‬
‫والمضارب أو العامل‪ ،‬وهو الطرف المكلف باستثمار المال حيث يتفق الطرفان معا على مقاسمة ما قد‬
‫يتحقق من ربح من عملية االستثمار فيما بينهما‪ ،‬وفي حالة الخسارة إن حدثت فيتحملها صاحب رأس المال‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعيتها‪ :‬قال تعالى‪﴿:‬وآخرون يضربون في األرض يبتغون من فضل هللا﴾ (المزمل‪)20 :‬؛‬
‫والضرب هو السير في األرض بغرض التجارة وطلب الرزق‪ ،‬ووجه الداللة إن القراض ابتغاء فضل وطلب‬
‫نماء‪ ،‬وثبت في السيرة النبوية أن النبي صلى هللا عليه وسلم عمل مضارب بمال خديجة بنت خويلد رضي‬
‫هللا عنها وذلك قبل أن يبعث‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطها‪ :‬يمكن تصنيفها كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬شروط متعلقة برأس المال‪ :‬تظهر هذه الشروط فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬أن يكون رأس المال نقدا؛‬
‫‪ ‬أن يكون رأس المال معلوم المقدار والجنس والصفة عند التعاقد؛‬
‫‪ ‬أن يكون رأس المال عينا ال دينا في ذمة المضارب؛‬
‫‪ ‬تسليم المال إلى المضارب‪.‬‬
‫ب‪ .‬شروط متعلقة بتوزيع األرباح‪ :‬تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:2‬‬
‫‪ ‬تحديد نصيب كل من صاحب المال والمضارب من الربح؛‬
‫‪ ‬أن يكون الربح مشتركا بين صاحب المال والمضارب؛‬
‫‪ ‬أن يكون نصيب كل من صاحب المال والمضارب مقدا ار محددا من الربح؛‬
‫‪ ‬أن تكون النسبة المشروطة لكل من صاحب المال والمضارب حصة شائعة من الربح؛‬
‫‪ ‬أن تكون الخسارة على صاحب المال ما لم يكن هناك تقصير من جانب المضارب‪.‬‬
‫ج‪ .‬شروط متعلقة بالتنفيذ‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يقدم صاحب المال ما اتفق عليه من رأس مال المضاربة لتمكينه من العمل؛‬

‫‪1‬‬
‫فادي محمد الرفاعي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪،2‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2007 ،‬ص‪.119:‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحميد المغربي‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪،2004 ،‬ص‪.162:‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ ‬أن يكون العمل مشروعا مما تجوز فيه المضاربة وحسب شروط عقد المضاربة؛‬
‫‪ ‬ال يجوز للمضارب القيام ببعض األعمال مثل قرض مال المضاربة؛‬
‫‪ ‬التزام المضارب بما قيده به صاحب العمل‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواعها‪ :‬توجد عدة أنواع للتمويل بالمضاربة وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬المضاربة المطلقة‪ :‬وهي التي ال تتقيد بشروط معينة‪ ،‬يضعها رب المال وذلك من حيث الزمان والمكان‬
‫وطبيعة النشاط‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫ب‪ .‬المضاربة المقيدة‪ :‬وهي التي تكون في عملية معينة أو مشروع محدد وبشروط خاصة يضعها رب المال‬
‫على المضارب‪.‬‬
‫ج‪ .‬المساقاة‪ :‬هي دفع طرف لطرف آخر شجر ليقوم بسقيها وعمل سائر ما يحتاج إليه بجزء معلوم له من‬
‫ثمره‪ ،‬فهي إذا عقد بين صاحب الشجر مع عامل آخر يقوم بسقيها ومراعاتها‪ ،‬على أن يتقاسما الثمار‬
‫بينهما بنسب متفق عليها‪.‬‬
‫د‪ .‬المزارعة‪ :‬هي عقد بين مالك األرض الصالحة للزراعة وبين عامل يعمل فيها‪ ،‬ويتم تحديد نصيب كل‬
‫منهما من األرباح‪ ،‬أما الخسارة فتتوقف على حسب طبيعة مشاركة كل من الطرفين‪.‬‬
‫ه‪ .‬المغارسة‪ :‬هي عقد بين صاحب األرض وعامل يقوم بغرس األشجار وفق ما تم االتفاق عليه‪.‬‬
‫و‪ .‬المضاربة المنتهية بالتمليك‪ :‬هي عقد شركة بين طرفين في عين معينة‪ ،‬يتفق الطرفان على أن يبيع‬
‫أحدهما نصيبه لآلخر تدريجيا بعقود بيع مستقلة متعاقبة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل بالمشاركة‬


‫‪ .1‬تعريفها‪ :‬هي أن يشترك اثنان أو أكثر بحصة معينة في رأس المال يتجران به كالهما‪ ،‬والربح يوزع حسب‬
‫أموالهما‪ ،‬أو على نسبة يتفق عليها عند العقد‪.1‬‬
‫‪ .2‬مشروعيتها‪ :‬المشاركة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع لقوله تعالى‪﴿ :‬وان كثي ار من الخلطاء ليبغي بعضهم‬
‫على بعض إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾(ص‪ ،)24 :‬وقوله صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬أنا ثالث الشريكين‬
‫ما لم يخن أحدهما صاحبه‪ ،‬فإذا خانه خرجت من بينهما} (رواه أبو داوود)‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطها‪ :‬يمكن إيراد شروط التمويل بالمشاركة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون رأس مال المشاركة من النقود معلوم المقدار؛‬
‫‪ ‬أن يكون الربح معلوم المقدار؛‬
‫‪ ‬أن تكون الخسارة بقدر حصة كل شريك في رأس مال الشركة‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواعها‪ :‬من طرق التمويل بالمشاركة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬المشاركة المباشرة‪ :‬يدخل البنك اإلسالمي في هذا النوع من المشاركة شريكا في عمليات تجارية أو‬
‫است ثمارية مستقلة عن بعضها البعض‪ ،‬وفي هذا النوع من المشاركة يتم توزيع األرباح بين الطرفين‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل التغيرات الدولية الحديثة‪ ،‬مكتبة الرياض‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.175:‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫كل حسب مساهمته في رأس المال بعد القيام بتخصيص جزء من األرباح للشريك‪ ،‬مقابل إدارته‬
‫للعملية وتسويق الخدمة‪.1‬‬
‫ب‪ .‬المشاركة في رأس مال المشروع (المشاركة الدائمة)‪ :‬حيث يقوم البنك بالمساهمة في رأس مال‬
‫المشروع‪ ،‬الذي يتقدم به عميل البنك مهما كان نوع المشروع‪ ،‬وذلك وفقا لحصة مشاركة ثابتة لكل‬
‫من الطرفين تظل قائمة إلى حين انتهاء الشركة‪ ،‬وفي نهاية كل سنة يحدد مقدار األرباح والخسائر‬
‫ونصيب كل شريك‪.2‬‬
‫ج‪ .‬المشاركة المنتهية بالتمليك‪ :‬هي نوع من المشاركة يكون من حق الشريك فيها أن يحل محل البنك‬
‫في ملكية المشروع‪ ،‬إما دفعة واحدة أو على دفعات حسب ما تقتضيه الشروط المتفق عليها وطبيعة‬
‫العملية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ التمويل متوسطة األجل في البنوك اإلسالمية‬


‫تتمثل صيغ التمويل متوسطة األجل في البنوك اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل باإلجارة‬
‫‪ .1‬تعريفها‪ :‬هي عقد معاوضة على تمليك منفعة بعوض‪ ،‬وهو عقد الزم على بيع منفعة مباحة ومعلومة‬
‫بعوض معلوم لمدة معينة‪ ،‬ويتكون من العاقدان البائع ( مالك العين المؤجرة) والمستأجر ( مشتري‬
‫المنفعة) والصيغة والمعقود عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬شروطها‪ :‬تظهر شروط التمويل باإلجارة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون العين مباحة المنفعة شرعا؛‬
‫‪ ‬أن تكون العين المؤجرة مملوكة للمؤجر أو له سلطان التصرف عليها؛‬
‫‪ ‬تمكين المستأجر من العين المؤجرة حتى يتحقق له االنتفاع بها؛‬
‫‪ ‬أن تكون العين المؤجرة صالحة لالنتفاع بها؛‬
‫‪ ‬تحديد مدة اإلجارة والثمن وكيفية سداده‪.‬‬
‫‪ .3‬أنواع اإلجارة‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إجارة تشغيلية‪ :‬وهي تلك اإلجارة التي تعود فيها العين المستأجرة إلى المؤجر في نهاية المدة المتفق‬
‫عليها‪.‬‬
‫ب‪ .‬إجارة تمويلية‪ :‬هي تلك اإلجارة التي تقوم على تمليك منفعة أصل معين للمستأجر‪ ،‬خالل مدة معينة‬
‫مع وعد المؤجر (المالك) بتمليك ذات األصل للمستأجر في نهاية هذه المدة‪ ،‬وذلك سواء بالسعر الذي‬
‫يتفقن عليه أو بدون مقابل‪ ،‬أو بسعر السوق‪.3‬‬

‫مصطفى طايل‪ ،‬القرار االستشاري في البنوك اإلسالمية المكتب الجامعي الحديث‪ ،2006 ،‬ص‪.190:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫حربي العريقات وسعيد عقل إدارة المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل‪ ،‬عمان‪،2010 ،‬ص‪.166:‬‬
‫أمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬ ‫‪3‬‬

‫عباس سطيف‪ ،1‬الجزائر‪ ،2012/2001 ،‬ص‪.41:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫ج‪ .‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ :‬هي عقد بين طرفين يؤجر فيه احدهما آلخر سلعة معينة مقابل أجرة معينة‬
‫يدفعها المستأجر على أقساط خالل مدة محددة‪ ،‬تنتقل بعدها ملكية السلعة للمستأجر عند سداده ألخر‬
‫قسط بعقد جديد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل باالستصناع‪:‬‬


‫‪ .1‬تعريفه‪ :‬هو عقد بين البنك والمتعامل يتعهد فيه البنك بصناعة عين موصوفة في الذمة بسعر محدد على‬
‫أن تسلم في تاريخ محدد‪ ،‬ويقوم البنك بإبرام عقد استصناع موازي مع طرف ثالث يكون فيه البنك‬
‫مستصنعا والمقاول صانعا‪.1‬‬
‫‪ .2‬مشروعيته‪ :‬عقد االستصناع من العقود الشرعية التي أجازها المذهب الحنفي‪ ،‬وأجاز العمل بها مجمع‬
‫الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي والعديد من الفقهاء المعاصرين‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطه‪ :‬تتلخص أهم شروط التمويل باإلستصناع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بيان جنس المستصنع ونوعه وقدره وصفته؛‬
‫‪ ‬بيان الثمن ووقت سداده وما إذا كان معجال أو مقسطا؛‬
‫‪ ‬ال يجري في السلع التي ال يدخلها الصنعة؛‬
‫‪ ‬تحديد وقت لتسليم المبيع؛‬
‫‪ ‬أن يقدم الصانع مستلزمات الصناعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمويل بالبيع بالتقسيط‬


‫تتعدد أشكال التمويل بالبيع بالتقسيط فنذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1‬البيع باألجل‪ :‬هي صيغة يقوم من خاللها البنك بشراء سلع‪ ،‬بضائع‪ ،‬آالت أو معدات بناء على طلب‬
‫المتعامل‪ ،‬يقوم بعد تملكه لها وقبضها القبض الناقل للضمان ببيعها للمتعامل باألجل‪.‬‬
‫‪ .2‬البيع بالتقسيط‪ :‬هو نوع من أنواع البيوع المؤجلة يتم فيه تسليم المبيع وتأخير الثمن‪ ،‬أي هو بيع السلعة‬
‫بثمن مؤجل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صيغ التمويل قصيرة األجل في البنوك اإلسالمية‬


‫من صيغ التمويل قصيرة األجل في البنوك اإلسالمية نذكر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التمويل بالمرابحة‬


‫‪ .1‬تعريفها‪ :‬المرابحة من صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‪ ،‬يقصد بها البيع بالثمن الذي اشتريت به‬
‫السلعة مع زيادة هامش معلوم من الربح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى الزرقا‪ ،‬عقد االستصناع ومدى أهميته في االستثمارات اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،1999 ،‬ص‪.20:‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ .2‬مشروعيتها‪ :‬المرابحة أحد أنواع بيوع األمانة التي تقوم أساسا على كشف البائع للثمن الذي تم شراء‬
‫السلعة به وهو مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فمن الكتاب قوله تعالى‪﴿ :‬وابتغوا من فضل هللا﴾‬
‫(الجمعة‪ ،)10 :‬ووجه الداللة في هذه اآلية أن المرابحة ابتغاء للفضل من البيع‪ ،‬أما اإلجماع فقد تعامل‬
‫المسلمون بالمرابحة في سائر العصور وكان ذلك إجماعا على جوازها‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطها‪ :‬تظهر هذه الشروط فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬أن يكون ثمن السلعة معلوما؛‬
‫‪ ‬أن يكون الربح معلوما للبائع وللمشتري؛‬
‫‪ ‬أن يكون المبيع عوض فال يصح بيع النقود مرابحة؛‬
‫‪ ‬أن يكون العقد األول صحيحا‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواعها‪ :‬من أنواع المرابحة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬المرابحة البسيطة‪ :‬هي أن يشتري المشتري سلعة بثمن معين‪ ،‬ويبيعها آلخر بالثمن األول مع زيادة ربح‬
‫معلوم‪.‬‬
‫ب‪ .‬المرابحة المركبة‪ :‬هي عقد يلتزم من خاللها العميل بشراء السلعة من البنك اإلسالمي الذي يقوم بشرائها‬
‫نقدا من طرف ثالث‪ ،‬بناء على طلب العميل وبالمواصفات المتفق عليها‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل بالسلم‬


‫‪ .1‬تعريفه‪ :‬هو بيع آجل بعاجل‪ ،‬أي هو معاملة مالية يتم بموجبها تعجيل دفع الثمن وتقديمه نقدا إلى البائع‬
‫الذي يلتزم بتسليم بضاعة معينة مضبوطة بصفات محددة في آجل معلوم‪ ،‬فالمؤجل هو السلعة المباعة‬
‫الموصوفة في الذمة والعاجل هو الثمن‪.3‬‬
‫‪ .2‬مشروعيته‪ :‬السلم مشروع بالكتاب والسنة لقوله تعالى‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل‬
‫مسمى فاكتبوه﴾ (البقرة‪ ،)282 :‬ومن السنة قول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬من أسلم منكم فليسلم في‬
‫كيل معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إلى أجل معلوم}(رواه البيهقي)‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطه‪ :‬تظهر شروط التمويل بالسلم فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب تسليم رأس مال السلم عند انعقاد عقد السلم؛‬
‫‪ ‬أن يكون المسّلم فيه ورأس المال مما يجوز فيه التأجيل؛‬
‫‪ ‬أن يكون المسّلم فيه مقد ار بالكيل أو الوزن أو بالعدد؛‬
‫‪ ‬أن يحدد األجل لتسليم بضاعة السلم بشكل محدد وقاطع ومعلوم لطرفي التعاقد؛‬
‫‪ ‬بيان جنس رأس المال وقدره؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد الحناوي‪ ،‬المؤسسات المالية البورصية والبنوك التجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.407:‬‬
‫‪2‬‬
‫أمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫خديجة خالدي‪" ،‬التمويل اإلسالمي للمشاريع االقتصادية فرص وتحديات"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،4‬ص‪.52:‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ ‬أن يكون المسّلم فيه دينا موصوفا في الذمة‪ ،‬معلوم الجنس‪ ،‬معلوم النوع والقدر‪ ،‬معلوم الصفة وال‬
‫يكون نقودا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القرض الحسن‬


‫‪ .1‬تعريفه‪ :‬هو ذلك القرض الذي يمنحه شخص آلخر على نحو مجاني‪ ،‬أي دون أن يتقاضى في مقابل‬
‫هذا القرض منافع مادية‪.1‬‬
‫‪ .2‬مشروعيته‪ :‬القرض الحسن جائز‪ ،‬فهو يجوز للحاجة وقد دل على ذلك الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬ففي‬
‫الكتاب يقول هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم‬
‫تفلحون﴾ (الحج‪ ،)77 :‬أما في السنة يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬المسلم أخو المسلم‪ ،‬ال يظلمه‬
‫وال يسلمه‪ ،‬و من كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته}(رواه بخاري ومسلم)؛ وفي اإلجماع حث‬
‫اإلسالم على المال المقترض وحرض المؤمنين على دفعه‪ ،‬حيث وعدهم هللا بالثواب عليه‪.‬‬
‫‪ .3‬شروطه‪ :‬للتمويل بالقرض الحسن شروط نوجز أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬يصح اإلقراض بشرط توثيقه برهن وكفيل وإشهاد وكتابة؛‬
‫‪ ‬على المقترض أن يرد القرض إلى البنك نقدا بالعملة نفسها التي اقترض بها؛‬
‫‪ ‬يجب أن تكون هذه القروض بدون فائدة؛‬
‫‪ ‬أن يكون محل القرض ماال منقوال؛‬
‫‪ ‬أن يكون المال مملوك للمقرض؛‬
‫‪ ‬أن يكون مال المقرض معلوما ومقدرا‪.‬‬

‫الغالي بن إبراهيم‪،‬أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،2012 ،1‬ص‪.91:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي في األسواق المالية (الصكوك اإلسالمية)‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم وخصائص الصكوك اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬مفهوم الصكوك اإلسالمية‬
‫ينبغي تعريف الصكوك في اللغة ومن ثم في االصطالح االقتصادي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التعريف اللغوي للصكوك‪ :‬الصكوك جمع صك‪ ،‬والصك في لغة العرب الضرب‪ ،‬يقال صك فالن فالنا‬
‫أي ضربه‪ .1‬وقد يقصد بالصك‪ :‬الكتاب‪ ،‬وجمعه‪ :‬أصك وصكوك وصكاك‪ ،‬وعلى هذا المعنى فاللفظ‬
‫فارسي معرب‪ .2‬وقد يراد بالصك‪" :‬وثيقة اعتراف بالمال المقبوض‪ ،‬أو وثيقة حق في ملك أو نحو"‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالصك هو ورقة مكتوبة تثبت لمالكها حقا في مال‪ ،‬وفي اصطالح الفكر المالي التقليدي‬
‫يطلق لفظ الصك كأحد األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريف االصطالحي للصكوك‪ :‬قد عرفت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫الصكوك اإلسالمية بأنها‪" :‬وثائق متساوية القيمة‪ ،‬تمثل حصصا شائعة في ملكية أعيان أو منافع أو‬
‫خدمات أو موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص‪ ،‬وذلك بعد تحصيل قيمة الصكوك وقفل‬
‫‪3‬‬
‫باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله"‬
‫وقد ورد في قرار مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬أن الصكوك اإلسالمية‬
‫هي‪ ":‬إصدار وثائق أو شهادات مالية متساوية القيمة‪ ،‬تمثل حصصا شائعة في ملكية موجودات‪ :‬أعيان‪ ،‬أو‬
‫منافع‪ ،‬أو حقوق‪ ،‬أو خليط من األعيان والمنافع والديون قائمة فعال‪ ،‬أو سيتم إنشاؤها من حصيلة االكتتاب‪،‬‬
‫وتصدر وفق عقد شرعي وتأخذ أحكامه"‪.4‬‬
‫كما عرفت بأنها‪" :‬ملكية مشتركة في أصل ما‪ ،‬ولها الحق في الدخل الناتج عن هذا األصل إما عن‬
‫طريق تدفق الدخل فيتم ترسيخه وترجمته عبر أدوات قابلة للتداول يمكن إصدارها في السوق المالية‪ ،‬لذلك‬
‫فإن الصكوك تمكن المستثمر من حصر أو حجز العوائد متوسطة وطويلة األجل"‪.5‬‬
‫كما يقصد بها‪" :‬تحويل مجموعة من األصول المدرة للدخل غير السائلة إلى صكوك قابلة للتداول‬
‫مضمونة بهذه األصول ومن ثم بيعها في سوق األوراق المالية مع مراعاة ضوابط التداول"‪.6‬‬
‫وعليه فالصكوك اإلسالمية هي أدوات استثمارية تقوم على أساس المضاربة لمشروع أو نشاط‬
‫استثماري معين‪ ،‬بحيث ال يكون لمالكه فائدة أو نفع مقطوع وإنما تكون له نسبة من الربح‪-‬إن تحقق‪ -‬من‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الجزء‪ ،10:‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص‪.456 :‬‬
‫‪2‬‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص‪.871 :‬‬
‫‪3‬‬
‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪" ،‬المعايير الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية"‪ ،‬البحرين‪ ،2007 ،‬ص‪.288 :‬‬
‫‪4‬‬
‫القرار رقم‪ ،)19/4()178( :‬مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬الدورة التاسعة عشرة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2009 ،‬‬
‫صفية أبو بكر‪ ،‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر المصارف اإلسالمية الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية‪ ،‬دبي‪ ،2009 ،‬ص‪.7:‬‬ ‫‪5‬‬

‫نوال بن عمارة‪" ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ، 09‬جامعة ورقلة‪ ،2010 ،‬ص‪.253 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫هذا المشروع بقدر ما يملك من الصكوك‪ ،‬فهي إذن معرضة للربح أو الخسارة كأي استثمار يخضع ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الصكوك اإلسالمية‬


‫تتميز الصكوك اإلسالمية بخصائص عديدة‪ ،‬يمكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الصكوك تمثل ملكية حصص شائعة في الموجودات‪ :‬حيث تتضمن الحصة التي يمثلها الصك ملكية‬
‫شائعة في المشروع أو االستثمار الذي يمول من حصيلة إصدارها‪ ،‬فهي تمثل ملكية حاملها حصصا‬
‫شائعة في موجودات ذات عوائد سواء كانت أعيان أو منافع أو خدمات أو خليطا منها أو من الحقوق‬
‫المعنوية‪ ،‬وهي ال تمثل دينا في ذمة مصدرها‪ ،‬وهذا ما يميزها عن السندات الربوية‪.‬‬
‫‪ .2‬الصكوك تصدر بفئات متساوية القيمة‪ :‬ألنها تمثل حصصا متساوية في ملكية المشروع بهدف تسهيل‬
‫شرائها وتداولها بين الجمهور من خالل األسواق المالية‪.1‬‬
‫‪ .3‬الصكوك تقوم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة‪ :‬فيحصل مالك الصك على عائد يكون حصة من‬
‫الربح يتم تحديدها في نشرة اإلصدار‪ ،‬وال يصح تحديد العائد تحديدا كميا مسبقا أو منسوبا إلى القيمة‬
‫اإلسمية للصك‪ ،‬وفي المقابل يتحمل نصيبه من الخسارة بنسبة ما يملكه من صكوك‪.2‬‬
‫‪ .4‬قابلية الصكوك اإلسالمية للتداول‪ :‬تعتبر الصكوك اإلسالمية قابلة للتداول بأي وسيلة من وسائل التداول‬
‫الجائزة شرعا ونظاما‪ ،‬سواء كان التداول بيعا أو هبة أو رهنا‪.3‬‬
‫فهناك أنواع من الصكوك يمكن تداولها كصكوك المضاربة وصكوك المشاركة‪ ،‬وأنواع أخرى غير قابلة‬
‫للتداول شرعا ألنها تمثل دين في ذمة الغير‪ ،‬وألنه ال يجوز شراء الديون فال يجوز تداولها إال ذا تم تحويلها‬
‫إلى بضاعة كصكوك البيوع‪ :‬المرابحة‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم قابلية الصكوك للتجزئة‪ :‬أي أن الصك الواحد ال يج أز في مواجهة الشركة‪ ،‬وفي حالة ما إذا آلت‬
‫ملكية الصك ألشخاص آخرين بسبب اإلرث أو نحوه‪ ،‬فالبد أن يتفقوا فيما بينهم لتعيين شخص واحد‬
‫يمثلهم أمام الشركة‪.4‬‬
‫‪ .6‬تقيد الصكوك بالضوابط الشرعية‪ :‬سواء في إصدارها أو تداولها‪ ،‬أو من حيث األنشطة واالستثمارات‬
‫التي تعمل فيها‪ ،‬أو من حيث طبيعة العالقة بين أطرافها‪ ،‬فال تتضمن فوائد ربوية مقابل التمويل أو غير‬
‫ذلك من المحظورات الشرعية‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫حسين حامد حسان‪" ،‬صكوك االستثمار"‪ ،‬بحث مقدم الى هيئة المحاسبة والم راجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪ ،2003 ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد محي الدين أحمد‪" ،‬األدوات االستثمارية اإلسالمية ودورها في تنشيط البورصات العربية"‪ ،‬مجلة المصارف العربية‪ ،‬العدد‪ ،1994 ،163:‬ص‪:‬‬
‫‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد هللا بن محمد المطلق‪" ،‬الصكوك"‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة‪" :‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬عرض وتقويم"‪ ،‬المملكة السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪4‬‬
‫علي محيي الدين القره داغي‪" ،‬بحوث في فقه البنوك اإلسالمية – دراسة فقهية واقتصادية"‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص‪.338:‬‬
‫‪5‬‬
‫عبد الملك منصور‪" ،‬العمل بالصكوك االستثمارية اإلسالمية على المستوى الرسمي والحاجة إلى تشريعات جديدة"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر‪:‬‬
‫"المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول"‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2009 ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الصكوك اإلسالمية‬


‫شهدت الدول الغربية تطورات هائلة في مجال التوريق‪ ،‬وكذلك شهدت المنطقة اإلسالمية تطورات‬
‫متسارعة في ميدان التصكيك‪ ،‬غير أن التجربة الغربية كانت في معظمها مجال توريق الديون‪ ،‬بعكس‬
‫التجربة اإلسالمية التي تشترط وجود األصول قبل تصكيكها‪ ،‬وهو األمر الذي يحفظ لهذه األصول قيمتها‬
‫ويحول دون المقامرات والمضاربات التي رافقت توريق الديون‪.‬‬
‫وبشكل عام فقد أشارت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية إلى وجود أكثر من‬
‫أربعة عشر نوعا من الصكوك اإلسالمية‪ ،‬غير أن الصكوك األكثر انتشا ار واستخداما يمكن حصرها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صكوك اإلجارة‬
‫وهي صكوك تمثل ملكية شائعة في أعيان مؤجرة مملوكة لمالكي الصكوك‪ ،‬ويتم توزيع عائد اإلجارة‬
‫على المالك حسب حصص ملكيتهم‪ ،‬وهي قابلة للتداول وتقدر قيمتها حسب السوق‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬صكوك السلم‬
‫هي وثائق متساوية القيمة تصدر تحصيل رأس مال السلم‪ ،‬وعليه تصبح سلعة السلم مملوكة لحملة‬
‫الصكوك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صكوك االستصناع‬
‫هي وثائق متساوية القيمة يتم استخدام حصيلة االكتتاب فيها في تصنيع سلعة‪ ،‬ويصبح المصنوع‬
‫مملوكا لحملة الصكوك‪ .‬والمصدر لتلك الصكوك هو الصانع (البائع) والمكتتبون فيها هم المشترون للعين‬
‫المراد صنعها‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي تكلفة المصنوع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬صكوك المربحة‬
‫هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتمويل شراء سلعة مرابحة وتصبح سلعة المرابحة مملوكة‬
‫لحملة الصكوك‪ .‬ومصدر هذه الصكوك هو بائع بضاعة المرابحة‪ ،‬والمكتتبون فيها هم المشترون لهذه‬
‫البضاعة‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي تكلفة شرائها‪ ،‬ويملك حملة الصكوك هذه البضاعة ويستحقون ثمن بيعها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬صكوك المشاركة‬
‫هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها الستخدام حصيلتها في إنشاء مشروع أو تطوير مشروع قائم‪،‬‬
‫أو تمويل نشاط على أساس عقد من عقود المشاركة‪ ،‬ويصبح المشروع أو موجودات النشاط ملكا لحملة‬
‫الصكوك في حدود حصصهم‪ ،‬وتدار صكوك المشاركة على أساس الشركة أو على أساس المضاربة‪ ،‬أو‬
‫الوكالة باالستثمار‪ ،‬وتتخذ هذه الصكوك أشكاال منها‪:2‬‬

‫كمال توفيق حطاب‪ " ،‬الصكوك االستثمارية اإلسالمية والتحديات المعاصرة "‪ ،‬مؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية والعمل الخيري بدبي‪ 31 ،‬ماي ‪ 3-‬جوان ‪ ،2009‬ص‪.13 :‬‬


‫زاهرة علي محمد بني عامر‪ " ،‬التصكيك ودوره في تطوير سوق مالية إسالمية "‪( ،‬رسالة ماجستير)‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.95-94 :‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ .1‬صكوك الشركة‪ :‬وهي وثائق مشاركة تمثل مشروعات أو أنشطة تدار على أساس الشركة بتعيين أحد الشركاء‬
‫أو غيرهم إلدارتها‪ .‬والمصدر لتلك الصكوك هو طالب المشاركة معه في مشروع معين أو نشاط محدد‪،‬‬
‫والمكتتبون هم الشركاء في عقد المشاركة‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي حصة المكتتبين في رأس مال المشاركة‪،‬‬
‫ويملك حملة الصكوك موجودات الشركة بغنمها وغرمها‪.‬‬
‫‪ .2‬صكوك المضاربة‪ :‬وهي وثائق مشاركة تمثل مشروعات أو أنشطة تدار على أساس المضاربة بتعيين‬
‫مضارب من الشركاء أو غيرهم إلدارتها‪ .‬والمصدر لتلك الصكوك هو المضارب‪ ،‬والمكتتبون فيها هم أرباب‬
‫المال‪ ،‬وحصيلة االكتتاب هي رأس مال المضاربة ويملك حملة الصكوك موجودات المضاربة والحصة المتفق‬
‫عليها من الربح ألرباب المال‪ ،‬ويتحملون الخسارة إن وقعت‪.‬‬
‫‪ .3‬صكوك الوكالة باالستثمار‪ :‬هي وثائق مشاركة تمثل مشروعات أو أنشطة تدار على أساس الوكالة‬
‫باالستثمار بتعيين وكيل عن حملة الصكوك إلدارتها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬صكوك المزارعة‬
‫هي عبارة عن وثائق تصدر متساوية القيمة يتم إصدارها الستخدام حصيلة االكتتاب فيها لتمويل‬
‫مشروع معين على أساس المزارعة‪ ،‬ويصبح لحملتها نصيب في المحصول وفق ما حدده العقد‪.1‬‬
‫سابعا‪ :‬صكوك المساقاة‬
‫وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها الستخدام حصيلتها في سقي أشجار مثمرة واإلنفاق عليها‬
‫ورعايتها على أساس عقد المساقاة‪ ،‬ويصبح لحملة الصكوك حصة من المحصول وفق العقد‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬صكوك المغارسة‬
‫هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها الستخدام حصيلتها في غرس أشجار وفيما يتطلبه هذا الغرس‬
‫من أعمال ونفقات على أساس عقد المغارسة‪ ،‬ويصبح لحملة الصكوك حصة في األرض والغرس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زاهرة علي محمد بني عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية ودور الصكوك اإلسالمية‬


‫تعد الصكوك اإلسالمية من أفضل وسائل التمويل االقتصادي المتفقة وأحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ولذلك فقد حظيت باهتمام كبير من قبل العديد من األطراف‪ ،‬نظ ار لما لها من أهمية كبيرة وأدوار عديدة سواء‬
‫بالنسبة لألفراد أو للمؤسسات أو الحكومات‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة لألفراد‬
‫تكمن أهمية الصكوك اإلسالمية بالنسبة لألفراد مدخرين كانوا أم مستثمرين في‪:‬‬
‫‪ ‬وجود الصكوك اإلسالمية يرفع الحرج عن شريحة كبيرة من المستثمرين الذين يحتاجون إلى مثلها‬
‫ألسباب اقتصادية معقولة؛‬
‫‪ ‬تساعد الصكوك اإلسالمية األفراد على توفير مدخراتهم الصغيرة وتجميعها وتثمينها؛‬
‫‪ ‬تقدم الصكوك اإلسالمية قناة جيدة للمستثمرين الذين يريدون استثمار فوائض أموالهم‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫استردادها بسهولة عندما يحتاجونها من خالل السوق الثانوية‪1‬؛‬
‫‪ ‬تعتبر الصكوك اإلسالمية أداة استثمارية شرعية ذات مخاطر منخفضة عادة قابلة للتداول والتسييل؛‬
‫‪ ‬تعتبر وسيلة للتوزيع العادل للثروة‪ ،‬حيث أنها تمكن جميع المستثمرين من االنتفاع بالربح الحقيقي الناتج‬
‫عن المشروع بنسبة عادلة‪ ،‬فتنتشر بذلك الثروة على نطاق واسع دون أن تقتصر على شريحة معينة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫تقوم المؤسسات المالية اإلسالمية بإصدار الصكوك اإلسالمية وتحقق بذلك نتائج مهمة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬رفع كفاءة الدورة المالية واإلنتاجية ومعدل دورانها‪ ،‬عن طريق تحويل األصول غير السائلة إلى أصول‬
‫سائلة إلعادة توظيفها مرة أخرى؛‬
‫‪ ‬توسيع حجم األعمال للمؤسسات بدون الحاجة إلى زيادة حقوق الملكية؛‬
‫‪ ‬توسيع تدفق التمويل بشروط وأسعار أفضل وفترات سداد أطول‪2‬؛‬
‫‪ ‬تقدم أسلوبا جيدا إلدارة السيولة تستطيع من خالله المصارف والمؤسسات اإلسالمية به إدارة سيولتها‪،‬‬
‫فتقوم بشراء الصكوك إذا كان لديها فائض من السيولة‪ ،‬وبيع الصكوك في السوق الثانوية إذا احتاجت‬
‫للسيولة‪3‬؛‬
‫‪ ‬الوفاء باالحتياجات المشروعة للتمويل المطلوب للشركات المساهمة‪ ،‬بطريقة تجذب العديد من فئات‬
‫المجتمع للمشاركة المشروعة والتي لطالما كانت منعزلة عن التنمية خوفا من الوقوع في المحظورات‪4‬؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد علي الشخيري‪" ،‬الصكوك المعاصرة وحكمها"‪ ،‬الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2009 ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عالء الدين زعتري‪ " ،‬الصكوك‪ :‬تعريفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أهميتها‪ ،‬دورها في التنمية‪ ،‬حجم إصداراتها‪ ،‬تحديات اإلصدار"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ورشة‪" :‬‬
‫الصكوك اإلسالمية‪ :‬تحديات‪ ،‬تنمية‪ ،‬ممارسات دولية"‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.12:‬‬
‫محمد تقي العثماني‪" ،‬الصكوك كأداة إلدارة السيولة"‪ ،‬الدورة العشرون للمجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.05:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫وليد خالد الشايجي وعبد هللا يوسف الحجي‪"،‬صكوك االستثمار الشرعية"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر‪ ":‬المؤسسات المالية اإلسالمية"‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،2005 ،‬ص‪.926:‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫‪ ‬تعتبر الصكوك اإلسالمية أداة أساسية في نشاط المصارف اإلسالمية‪ ،‬يمكن من خاللها تطوير هيكل‬
‫الموارد واالستخدامات وتفعيل دورها االستثماري والتمويلي‪ ،‬وتخفيف المخاطر فيها والحد من مشكلة‬
‫السيولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لألسواق المالية‬
‫تؤدي الصكوك اإلسالمية دور هام في تنشيط وتنمية السوق المالية‪ ،‬حيث أن استخدام الصكوك‬
‫والتوسع في التعامل بها من شأنه أن يؤدي إلى تدعيم دور األسواق المالية من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬توسيع تشكيلة األدوات المالية اإلسالمية في السوق‪ ،‬بحيث تشمل صكوك الشركات وصكوك المصارف‬
‫اإلسالمية والصكوك الحكومية‪ ،‬مما يؤدي إلى تنشيط السوق المالية؛‬
‫‪ ‬توسيع قاعدة المؤسسات المشتركة في السوق المالي التي تتعامل في الصكوك اإلسالمية إصدا ار وتداوال‪،‬‬
‫وتشمل المصارف اإلسالمية وفي بعض األحيان المصارف التقليدية كما في ماليزيا‪ ،‬وشركات االستثمار‬
‫والحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الوسيطة‪ ،‬وذلك بالنسبة للصكوك القابلة للتداول؛‬
‫‪ ‬زيادة كفاءة السوق المالية بازدياد كمية ونوعية الصكوك اإلسالمية نظ ار لما يترتب عليها من تعميق‬
‫السوق واتساعه؛‬
‫‪ ‬تهيئة المناخ لقيام سوق مالية إسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى جذب مدخرات الباحثين عن االستثمار الخالي من‬
‫كافة المحظورات‪ ،‬خاصة أموال المغتربين ومختلف األموال المهاجرة إلى خارج العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بالنسبة لالقتصاد ككل‬
‫تكمن أهمية الصكوك اإلسالمية بالنسبة لالقتصاد ككل في كونها‪:‬‬
‫‪ ‬تعتبر الصكوك اإلسالمية من أفضل الصيغ المتوافقة وأحكام الشريعة التي ظهرت كبديل للسندات‬
‫التقليدية‪ ،‬فيما يتعلق بتمويل المشاريع الكبيرة والضخمة التي تعجز عنها وال تطبقها جهة واحدة؛‬
‫‪ ‬تساهم في إنعاش االقتصاد وذلك باالستفادة من رؤوس األموال التي تعزف عن المشاركة في المشاريع‬
‫التي تمول ربويا؛‬
‫‪ ‬توفير تمويل مستقر وحقيقي للدولة ومن موارد موجودة أصال في الدورة االقتصادية مما يقلل من اآلثار‬
‫التضخمية‪1‬؛‬
‫‪ ‬إمكانية استخدام الصكوك اإلسالمية في تنويل االحتياجات اإلنمائية للمؤسسات والمرافق الحكومية بما‬
‫يحقق هدف المشاركة بين الدولة والمواطنين في اإلعمار والتقدم المنشود؛‬
‫‪ ‬تعتبر الصكوك اإلسالمية من األدوات الفعالة لمعالجة عجز الموازنة العامة‪ ،‬بحيث يمكن أن تعتبر بديال‬
‫شرعيا ناجحا في تمويل عجز الموازنة العامة في الكثير من الدول اإلسالمية التي تلجأ لالقتراض‬
‫الربوي‪ ،‬وما ينجر عنه من تراكم للديون عليها‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القوي ردمان محمد عثمان‪" ،‬الصكوك اإلسالمية وإدارة السيولة"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر‪" :‬المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية"‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.8-7:‬‬
‫‪2‬‬
‫وليد خالد الشايجي وعبد هللا يوسف الحجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.927 :‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ ...........................................................:‬التمويل وصيغ التمويل اإلسالمي (مدخل نظري)‬

‫خالصة الفصل االول‪:‬‬


‫تناولنا في هذا الفصل عموميات حول التمويل اإلسالمي من خالل تطرقنا لمفهومه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬خصائصه‬
‫ومبادئه والفرق بينه وبين التمويل التقليدي‪ .‬كما تطرقنا لمختلف الصيغ التمويلية اإلسالمية المعتمدة في كل‬
‫من البنوك واألسواق المالية وتوصلنا الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التمويل اإلسالمي يعتبر من بين الحلول التي تم العمل بها كمصادر وطرق بديلة للتمويل ألن التمويل‬
‫بالنسبة للكثير من الدول اإلسالمية والمؤسسات كان مشكل يؤرقها؛‬
‫‪ ‬هناك عدة صيغ وأساليب تمويلية تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية معتمدة من طرف البنوك (صيغ‬
‫التمويل سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة األجل) ومن طرف األسواق المالية (الصكوك بمختلف‬
‫انواعها)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعتبر البنوك اإلسالمية من بين أهم مؤسسات التمويل اإلسالمي‪ ،‬التي تساهم في منح مختلف‬
‫التمويالت وتطرح أمام المتعاملين البديل الشرعي في التمويل بدال من البنوك التقليدية‪ ،‬باستعمال مختلف‬
‫الصيغ التمويلية اإلسالمية والتي سوف يتم التركيز عليها من خالل هذا الفصل‪.‬‬
‫سنحاول في هذا الفصل أن نقوم بتوضيح بعض التجارب الدولية التي حاولت االعتماد على صيغ‬
‫التمويل اإلسالمي لتطوير نظامها وتحسين أوضاعها االقتصادية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬سيتم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬دراسة حالة بنك دبي اإلسالمي اإلما ارتي؛‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫المبحث األول‪ :‬دراسة حالة بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬


‫تستحوذ دولة اإلمارات العربية المتحدة على أهم ثالث بنوك إسالمية والتي انتشرت حول العالم‪،‬‬
‫واستطاعت هذه البنوك أن تقدم أفضل الخدمات البنكية وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬وواحد من بين الثالث‬
‫بنوك هو بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي الذي سنتطرق إليه في مبحثنا هذا‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬تقديم بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬

‫الفرع االول‪ :‬نشأة وتعريف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬


‫يعد بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي من أقدم المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث أنه تأسس كشركة مساهمة عامة‬
‫في دبي بتاريخ ‪ 29‬صفر ‪1395‬هجري‪ ،‬الموافق ل ‪ 12‬مارس ‪ 1975‬ميالدي برأسمال قدره ‪ 3.798‬مليار‬
‫درهم إماراتي‪ ،‬وتم افتتاحه رسميا من قبل سمو الشيخ راشد يوم ‪ 15‬سبتمبر ‪ .1975‬بغرض تقديم الخدمات‬
‫المصرفية والخدمات المتعلقة بها وفقا ألسس الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما يتمتع باألخالق والمساواة والشفافية في‬
‫كل أعماله‪.1‬‬
‫يعد بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي أكبر بنك إسالمي في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وهو أول بنك‬
‫إسالمي متكامل الخدمات وثالث أكبر بنك إسالمي على مستوى العالم‪ .‬يتمتع البنك بحضور عالمي قوي‬
‫كالعب رئيسي في تعزيز الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية عبر أسواق مختلفة حول العالم‪.‬‬
‫وقد تحصل على لقب أفضل بنك إسالمي في العديد من المناسبات المرموقة‪ ،‬وفاز البنك عام ‪ 2017‬بالجائزة‬
‫العالمية اإلسالمية لألعمال في نسختها األولى في المنطقة‪ ،‬والتي تم تقديمها خالل الدورة ‪ 23‬من حفل جوائز‬
‫التميز لقطاع األعمال‪.‬‬
‫يمارس البنك أعماله في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ويبلغ عدد الشركات الشقيقة والتابعة والمشاريع‬
‫االستثمارية المشارك فيها لغاية ‪ ،2007‬حوالي ‪ 55‬شركة‪ ،‬تقوم بأعمال الخدمات المصرفية والوساطة‬
‫واالستشارات المالية‪ ،‬وأخرى في مجال التطوير العقاري واالستثمار العقاري‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من‬
‫الشركات التي تقوم باألعمال الصناعية بالنسيج واأللمنيوم وغيرها‪ ،‬وقد حققت هذه الشركات انتشا ار واسعا في‬
‫عدة دول سواء كانت عربية أو أجنبية " السودان‪ ،‬باكستان‪ ،‬مصر‪ ،‬ايرلندا‪ ،‬تركيا وغيرها من الدول"‪.‬‬
‫يتعامل بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي مع جميع العقود والعمليات والمعامالت التجارية والمالية وفقا‬
‫لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تتركز أهدافه في تقديم حلول مالية مصرفية إسالمية رائدة في المنطقة والعالم‪،‬‬
‫ويمارس البنك نشاطه من خالل مركزه الرئيسي في دبي‪ ،‬وفروعه المحلية والشركات التابعة لها‪ .2‬وقد تميزت‬
‫الفترة منذ سنة ‪ 1975‬الى يومنا هذا بعدة تطورات وتحقيق انجازات مختلفة (أنظر الملحق رقم ‪)1‬‬

‫‪ 1‬التقرير السنوي لبنك دبي اإلسالمي لسنة ‪ ،2019‬ص‪.14 :‬‬


‫‪ 2‬دوفي قرمية‪ "،‬دور العمل المصرفي الشامل في تحفيز االستثمار دراسة حالة بنك دبي اإلسالمي"‪ ،‬مجلة األصيل‪ ،‬خنشلة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪،2017‬‬
‫ص‪.124 :‬‬

‫‪24‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قيم وأهداف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬


‫أوال‪ :‬قيم البنك‬
‫تتمثل قيم البنك فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬الشمول‪ :‬حيث أن بنك دبي اإلسالمي متاح للجميع وليس لفئة معينة‪ ،‬واألهم من ذلك أنه يعمل بدون‬
‫تحيز‪.‬‬
‫‪ .2‬التعاون‪ :‬يعمل عمال البنك معاً كفريق واحد لتقديم الخدمات المصرفية بسهولة لمختلف العمالء‪.‬‬
‫‪ .3‬المرونة‪ :‬تقديم حلول استباقية بشكل أسرع وتوفير تجارب مالئمة‪.‬‬
‫‪ .4‬المسؤولية‪ :‬اتخاذ الق اررات المسؤولة بصورة عادلة وشفافة وملزمة‪.‬‬
‫‪ .5‬االلتزام‪ :‬يعمل البنك على تقديم تجارب مجزية بشغف والتزام تام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف البنك‬


‫يسعى بنك دبي اإلسالمي لتحقيق عدة أهداف‪ ،‬يمكن إيضاحها في النقاط التالية‪:2‬‬
‫‪ .1‬توفير وتطبيق أعلى معايير الخدمات المصرفية‪ ،‬واستخدام أفضل وأحدث التقنيات في جميع المعامالت‬
‫وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ .2‬القيام بإدارة جيدة الستثمارات البنك‪ ،‬بهدف تحقيق أعلى األرباح وأفضلها وليس أكثرها؛‬
‫‪ .3‬التعاون والتنسيق والتكامل مع مؤسسات وهيئات مالية تلتزم بأسس الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ .4‬تنويع االستثمار لتطوير المجتمعات اإلسالمية في جميع المجاالت االقتصادية؛‬
‫‪ .5‬المسؤولية والخدمات االجتماعية المتمحورة حول التعاليم اإلسالمية‪ ،‬خاصة فريضة الزكاة؛‬
‫‪ .6‬السعي لنشر العدالة االجتماعية والمساواة والشفافية في كل األنشطة التي يقوم بها البنك‪ ،‬والمساهمة في‬
‫تطوير المجتمع وتوفير السالمة واألمن؛‬
‫‪ .7‬العمل على إيجاد أدوات ترتكز على الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتوفير األموال المطلوبة للمستثمرين إلنشاء‬
‫مشاريع اقتصادية؛‬
‫‪ .8‬االلتزام بمتطلبات رأس المال حسب التعليمات والتوجيهات الصادرة عن المصرف المركزي لدولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة؛‬
‫‪ .9‬المحافظة على قدرة البنك على االستمرار في العمل وزيادة العائدات للمساهمين‪ ،‬والعمل على االحتفاظ‬
‫بقاعدة رأس مال قوية بهدف استمرار البنك وتطور أعماله‪.‬‬

‫‪ 1‬معلومات منشورة على الموقع الرسمي لبنك دبي اإلسالمي ‪. https://www.dib.ae/ar/about-us‬‬


‫‪ 2‬دوفي قرمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة لدى بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫التمويالت هي األموال التي يقدمها البنك من خالل قنوات تمويلية مختلفة‪ ،‬والتي من خاللها يتم‬
‫توظيف األموال لمختلف فروع النشاط االقتصادي وفق سياسة مدروسة ومعدة من طرف إدارة البنك‪ ،‬وبنك‬
‫دبي اإلسالمي كغيره من البنوك يوفر صيغ تمويل واستثمار متنوعة لعمالئه تتمثل في صيغة المرابحة‪،‬‬
‫صيغة المشاركة‪ ،‬صيغة المضاربة‪ ،‬صيغة االستصناع‪ ،‬صيغة اإلجارة (وقد تم التطرق إليهم في الفصل‬
‫األول)‪ ،‬باإلضافة إلى صيغة الوكالة‪ ،‬التي يمكننا تعريفها بأنها‪:‬‬
‫"اتفاقية بين طرفين‪ ،‬أ حدهما هو الممول (الموكل) وهو الذي يقدم مبلغ مالي محدد (رأسمال الوكالة)‬
‫إلى الوكيل وهو الذي يستثمر ذلك المبلغ وفقا للشريعة اإلسالمية وشروط معينة بأجرة محددة (مبلغ مقطوع أو‬
‫نسبة من المبلغ المستثمر)‪ ،‬يلتزم الوكيل بإعادة المبلغ المستثمر في حالة التخلف أو اإلهمال أو مخالفة أي‬
‫شرط من شروط الوكالة"‪.1‬‬
‫سنستعرض في الجدول التالي تطور صيغ التمويل في بنك دبي اإلسالمي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬تطور صيغ التمويل في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬
‫(الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي)‬
‫المجموع‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬
‫الصيغة‬
‫‪218.139.641‬‬ ‫‪64.321.080‬‬ ‫‪40.422.630‬‬ ‫‪38.675.004‬‬ ‫‪39.445.055‬‬ ‫‪35.275.872‬‬ ‫المرابحة‬
‫‪6.643.167‬‬ ‫‪873.582‬‬ ‫‪1.090.330‬‬ ‫‪1.187.724‬‬ ‫‪1.356.662‬‬ ‫‪2.134.869‬‬ ‫االستصناع‬
‫‪320.743.843‬‬ ‫‪80.389.621‬‬ ‫‪66.616.897‬‬ ‫‪66.179.771‬‬ ‫‪58.926.314‬‬ ‫‪48.631.240‬‬ ‫اإلجارة‬
‫‪34.769.694‬‬ ‫‪6.710.619‬‬ ‫‪7.114.522‬‬ ‫‪7.806.122‬‬ ‫‪6.698.523‬‬ ‫‪6.439.908‬‬ ‫المشاركة‬
‫‪58.576.131‬‬ ‫‪9.764.912‬‬ ‫‪11.134.451‬‬ ‫‪11.712.531‬‬ ‫‪13.606.554‬‬ ‫‪12.357.683‬‬ ‫المضاربة‬
‫‪55.489.727‬‬ ‫‪24.096.435‬‬ ‫‪14.062.495‬‬ ‫‪10.124.436‬‬ ‫‪4.534.259‬‬ ‫‪2.672.102‬‬ ‫الوكالة‬
‫‪6.664.962‬‬ ‫‪1.954.023‬‬ ‫‪1.491.509‬‬ ‫‪1.201.860‬‬ ‫‪1.056.524‬‬ ‫‪961.046‬‬ ‫بطاقات االئتمان‬
‫اإلسالمية‬
‫‪701.027.165‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير المالية السنوية لبنك دبي اإلسالمي خالل الفترة (‪.)2020-2016‬‬

‫ويمكننا توضيح معطيات الجدول في الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪ 1‬التقرير المالي السنوي لبنك دبي اإلسالمي لسنة ‪ ،2020‬ص‪.31-30 :‬‬

‫‪26‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬تطور صيغ التمويل في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪)1‬‬

‫بناء على الجدول السابق والشكل رقم (‪ ،)1‬يمكننا القول أن بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي وبصفته بنك‬
‫إسالمي شامل‪ ،‬فهو ينوع من صيغ التمويل واالستثمار التي يعتمدها‪ ،‬حيث نالحظ أنه يستعمل صيغ تمويل‬
‫قصيرة األجل كالمرابحة وأخرى متوسطة وطويلة األجل والمتمثلة في االستصناع‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬المشاركة‬
‫والمضاربة‪ ،‬كما أنه يعتمد على أساليب أخرى كالوكالة وبطاقات االئتمان المصرفية‪.‬‬
‫ويمكننا إيضاح نسب استخدام كل صيغة من صيغ التمويل واالستثمار من خالل الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬توزيع التمويالت المقدمة من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)1‬‬

‫‪27‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫من خالل الجدول والشكل السابقين‪ ،‬يظهر أن بنك دبي اإلسالمي يستخدم صيغتي اإلجارة والمرابحة‬
‫بنسب متقاربة أكثر من استخدامه لصيغ التمويل واالستثمار األخرى‪ ،‬كما أنه يولي أهمية كبيرة لصيغة الوكالة‬
‫وصيغة المضاربة كصيغ تمويل طويلة األجل‪ .‬كما أن البنك يستخدم وبنسب ضعيفة جدا صيغ التمويل‬
‫واالستثمار المتمثلة في المشاركة‪ ،‬االستصناع وبطاقات االئتمان اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل المعتمدة لدى بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي في تمويل االقتصاد الوطني‬
‫اإلماراتي‪.‬‬
‫توصلنا من خالل المطلب السابق الى أن بنك دبي اإلسالمي يوفر صيغ تمويل واستثمار متعددة‬
‫ومتنوعة سواء كانت قصيرة األجل‪ ،‬متوسطة أو طويلة األجل‪ ،‬كما أنه يستخدم كل من الوكالة وبطاقات‬
‫االئتمان اإلسالمية‪ .‬هذه الصيغ التمويلية ال تستخدم لتمويل قطاع معين إنما مختلف القطاعات االقتصادية‬
‫سواء كانت داخل دولة اإلمارات أو خارجها ويمكننا إظهار ذلك في مايلي‪:‬‬
‫الفرع األ ول‪ :‬صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب نوع القطاعات االقتصادية‬
‫عرف حجم التمويل المقدم من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب صيغ التمويل اإلسالمية‬
‫المختلفة المعتمدة من طرف بنك دبي اإلسالمي نموا كبيرا‪ ،‬فبنك دبي اإلسالمي يمول قطاعات اقتصادية‬
‫مختلفة ومتعددة منها‪ :‬العقارات‪ ،‬الطيران‪ ،‬التجارة‪ ،‬المقاوالت‪ ...‬الخ‪ .‬وباالعتماد على التقارير المالية لبنك دبي‬
‫اإلسالمي طوال فترة الدراسة (‪ )2020-2016‬توصلنا للجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)2‬حجم التمويل المقدم من بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب القطاعات‬
‫(الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي)‬
‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬
‫القطاع‬
‫‪26.410.963‬‬ ‫‪9.130.591‬‬ ‫‪7.267.319‬‬ ‫‪6.006.229‬‬ ‫‪5.143.336‬‬ ‫الحكومة‬
‫‪9.474.831‬‬ ‫‪6.761.126‬‬ ‫‪6.474.706‬‬ ‫‪6.334.566‬‬ ‫‪5.585.594‬‬ ‫المؤسسات المالية‬
‫‪42.402.403‬‬ ‫‪32.800.578‬‬ ‫‪28.843.281‬‬ ‫‪26.193.534‬‬ ‫‪19.595.437‬‬ ‫العقارات‬
‫‪5.340.236‬‬ ‫‪6.017.680‬‬ ‫‪6.764.351‬‬ ‫‪7.361.638‬‬ ‫‪7.080.064‬‬ ‫المقاوالت‬
‫‪8.160.257‬‬ ‫‪8.227.659‬‬ ‫‪8.246.748‬‬ ‫‪8.218.064‬‬ ‫‪7.392.771‬‬ ‫التجارة‬
‫‪20.545.969‬‬ ‫‪17.488.595‬‬ ‫‪18.884.255‬‬ ‫‪16.997.868‬‬ ‫‪10.843.825‬‬ ‫الطيران‬
‫‪41.949.404‬‬ ‫‪35.380.525‬‬ ‫‪34.399.266‬‬ ‫‪27.849.237‬‬ ‫‪26.211.379‬‬ ‫الخدمات والصناعة‬
‫‪21.143.776‬‬ ‫‪14.551.546‬‬ ‫‪13.647.866‬‬ ‫‪13.454.604‬‬ ‫‪13.138.185‬‬ ‫تمويل منازل لألفراد‬
‫‪29.662.040‬‬ ‫‪26.635.811‬‬ ‫‪25.938.165‬‬ ‫‪26.651.155‬‬ ‫‪25.535.682‬‬ ‫تمويل لألف ارد‬
‫‪205.089.879‬‬ ‫‪156.994.111‬‬ ‫‪150.465.957‬‬ ‫‪139.066.895‬‬ ‫‪120.526.273‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير المالية السنوية لبنك دبي اإلسالمي خالل الفترة (‪.)2020-2016‬‬

‫‪28‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫ويمكن توضيح تطور إجمالي التمويل المقدم لمختلف القطاعات خالل سنوات الدراسة من خالل‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)3‬تطور إجمالي التمويل المقدم لمختلف القطاعات خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد معطيات على الجدول السابق‪.‬‬

‫من خالل الشكل أعاله يتضح لنا ان إجمالي التمويل المقدم من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي‬
‫لمختلف القطاعات عرف تطو ار مستم ار من سنة ألخرى طوال سنوات دراستنا (‪ ،)2020-2016‬حيث بلغ‬
‫إجمالي التمويل المقدم ‪ 120.526.273‬ألف درهم إماراتي سنة ‪ ،2016‬وارتفع إلى ‪ 139.066.895‬في‬
‫سنة ‪ ،2017‬واستمر في االرتفاع أيضا خالل سنتي ‪ 2018‬و ‪ 2019‬ليقدر بـ ‪ 150.465.957‬ألف درهم‬
‫إماراتي وبـ ‪ 156.994.111‬ألف درهم إماراتي على الترتيب‪ ،‬أما في آخر سنة من سنوات الدراسة وهي‬
‫‪ 2020‬فقدر ب ‪ 205.089.879‬ألف درهم إماراتي‪ ،‬هذا االرتفاع المستمر من سنة ألخرى في حجم إجمالي‬
‫ال تمويل المقدم يوضح لنا اهتمام بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي ودوره الفعال في تمويل مختلف القطاعات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ويمكن إظهار توزيع صيغ التمويل على مختلف القطاعات من خالل الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫الشكل رقم (‪ :)4‬توزيع صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب القطاعات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية لبنك دبي اإلسالمي خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫من خالل الشكل أعاله نالحظ أن كفة االهتمام في بنك دبي اإلسالمي قد مالت نحو قطاعي الخدمات‬
‫والصناعة بالدرجة األولى بنسبة ‪ ،%22‬يليهما قطاع العقارات بنسبة ‪ ،%19‬وتمويل لألفراد بنسبة ‪،%17‬‬
‫متبوع بقطاع الطيران بنسبة ‪ ،%11‬وتمويل منازل لألفراد بنسبة ‪ ،%10‬لتتفاوت نسب التمويل في القطاعات‬
‫االقتصادية المتبقية‪.‬‬
‫وهذا التوجه االستثماري لبنك دبي اإلسالمي ما هو إال ترجمة لسياسة التنمية االقتصادية في اإلمارات‬
‫العربية المتحدة على مستوى مختلف األصعدة المالية والتقنية واإلدارية‪ ،‬فنجد بأن اإلمارات تتميز بمجموعة‬
‫من الحوافز لهذه االستثمارات يمكن تصنيفها الى‪:‬‬
‫‪ .1‬الموقع الجغرافي‪ :‬فاإلمارات تتمتع بموقع جغرافي يسمح للمستثمرين الوصول ألهم األسواق العالمية‬
‫الناشئة ومختلف مراكز األعمال الرئيسية في‪ :‬أوروبا‪ ،‬أسيا‪ ،‬المحيط الهادي‪ ،‬إفريقيا وأمريكا الشمالية‪.1‬‬
‫‪ .2‬العوامل االقتصادية‪ :‬فاإلمارات تكرس رؤوس أموال ضخمة لتعزيز البنية التحتية فهي تمتلك إحدى أكثر‬
‫البنى التحتية تطو ار في العالم‪ ،‬كما أن اإلمارات تحظى بوجود عدة مصادر مهمة للطاقة‪ ،‬كما حرصت‬
‫على إنشاء المناطق الحرة لتحفيز االستثمار سواء كان محلي أو أجنبي‪.2‬‬
‫‪ .3‬العوامل السياسية‪ :‬فوجود استقرار سياسي يقلل من درجة المخاطر وظروف عدم التأكد التي يتعرض لها‬
‫رأس المال المستثمر هذا يعد أمر محفز لالستثمار بصفة عامة واستثمار البنوك االسالمية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد الدلجاوي‪" ،‬حوافز وضمانات االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات العربية المتحدة"‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العدد ‪ ،2‬ديسمبر‬
‫‪ ،2019‬ص‪.763:‬‬
‫‪ 2‬خوميجة فتيحة‪ ،‬ملتقى حول‪ :‬االستثمارات األجنبية المباشرة ومستقبل المناطق الحرة الصناعية للتصدير‪ ،‬الملتقى العلمي الخامس لكلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‪ ،‬يومي‪ 26-25 :‬ماي ‪ ،2016‬ص‪.3 :‬‬

‫‪30‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫‪ .4‬العوامل االجتماعية‪ :‬فاإلمارات تعد بيئة عمل مؤهلة لتطوير األعمال وتوفير أوضاع معيشية مواتية‬
‫ومريحة لكافة المقيمين على أرضها‪.1‬‬
‫‪ .5‬العوامل القانونية‪ :‬فقد قامت اإلمارات بإصدار وتحديث حزمة من القوانين لها صلة باالستثمار‬
‫واالستثمار االسالمي بصفة خاصة‪ ،‬وأنشئت هيئة مستقلة لإلشراف على األسواق المالية‪ ،‬وحددت أسس‬
‫تسجيل الشركات وقواعد اإلفصاح والشفافية‪ ،‬وتطبيق مبادئ الحوكمة لتهيئة المناخ المالئم لتشجيع جذب‬
‫المدخرات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب الموقع الجغرافي‬

‫كما رأينا سابقا فان بنك دبي اإلسالمي يمول مختلف القطاعات االقتصادية لكن تمويالته ال تقتصر‬
‫على المناطق التي داخل دولة اإلمارات فقط إنما خارجها أيضا‪ .‬ويمكننا إيضاح حجم التمويالت الممنوحة من‬
‫طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي داخل وخارج اإلمارات من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3‬حجم التمويالت الممنوحة من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب الموقع الجغرافي‬
‫خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬
‫(الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي)‬
‫خارج دولة اإلمارات‬ ‫داخل دولة اإلمارات‬ ‫الموقع‬
‫السنوات‬
‫‪7.379.724‬‬ ‫‪113.146.549‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪7.978.703‬‬ ‫‪131.088.192‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪8.200.094‬‬ ‫‪142.265.863‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪10.275.658‬‬ ‫‪146.718.453‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪12.010.808‬‬ ‫‪193.079.071‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪45.844.987‬‬ ‫‪726.298.128‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية لبنك دبي اإلسالمي خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫من خالل الجدول أعاله يتضح لنا أن المبالغ المقدمة من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي والموجهة‬
‫للتمويل سواء داخل اإلمارات أو خارجها في زيادة مستمرة من سنة ألخرى حيث‪:‬‬
‫أنه بالنسبة للموجهة داخل اإلمارات قد قدرت سنة ‪ 2016‬ب ‪ 113.146.549‬ألف درهم إماراتي‪ ،‬و بـ‬
‫‪ 131.088.192‬ألف درهم إماراتي سنة ‪ ،2017‬واستمرت باالرتفاع لتقدر بـ ‪ 193.079.071‬ألف درهم‬
‫إماراتي وذلك سنة ‪.2020‬‬

‫‪ 1‬احمد الدلجاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.765:‬‬

‫‪31‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫أما بالنسبة للتي هي خارج اإلمارات فقد قدرت بـ ‪ 7.379.724‬ألف درهم إماراتي سنة ‪،2016‬‬
‫وارتفعت قليال لتقدر ب ‪ 7.978.703‬ألف درهم إماراتي سنة ‪ ،2017‬واستمرت باالرتفاع لتقدر سنة ‪2020‬‬
‫ب ‪ 12.010.808‬ألف درهم إماراتي‪.‬‬
‫ويمكننا عرض نسب التمويل المقدمة من طرف بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي داخل وخارج اإلمارات‬
‫بالشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)5‬توزيع صيغ التمويل واالستثمار في بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي حسب الموقع الجغرافي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول السابق‪.‬‬


‫من خالل الجدول والشكل السابقين نالحظ أن نسبة التمويالت المقدمة من طرف بنك دبي اإلسالمي‬
‫اإلماراتي داخل دولة اإلمارات أكبر بكثير من المقدمة لخارج الدولة‪ ،‬حيث أن نسبة التمويل داخل اإلمارات‬
‫قدرت بـ ‪ %94‬وهذا ما يقابل إجمالي مبلغ التمويل الموجه لداخل اإلمارات والمقدر بـ ‪ 726.298.128‬ألف‬
‫درهم إماراتي‪ ،‬أما نسبة التمويل المقدمة خارج اإلمارات فقدرت بـ ‪ %6‬فقط وهذا ما يقابل إجمالي مبلغ التمويل‬
‫الموجه لخارج اإلمارات والمقدر ب ‪ 45.844.987‬ألف درهم إماراتي‪.‬‬
‫هنا يجب أن نشيد بمسلك المشرع اإلماراتي في هذا الصدد‪ ،‬ألنه أتاح للمستثمر حرية التصرف‬
‫بمشروعه جزئيا أو كليا‪ ،‬وكذلك تغيير الشكل القانوني للشركة‪ ،‬واالندماج مع شركة أخرى‪ ،‬أو االستحواذ على‬
‫شركات أخرى‪ ،‬داخل أو خارج اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬وكلها أمور محفزة تعطي المستثمر مزيدا من الثقة‬
‫والطمأنينة ‪ ،‬وتمكنه من التعامل بمرونة مع األوضاع االقتصادية والمالية سواء بالنسبة لمشروعه‪ ،‬أو بالنسبة‬
‫للبلد المضيف الستثماره‪ ،‬ومن ثم ال يكون حبيسا في استثماره‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬


‫إن بنك فيصل اإلسالمي السوداني من المصارف اإلسالمية التي لها تجربة تستحق الدراسة في مجال‬
‫التمويل‪ ،‬وتكتسي هذه التجربة بسبب أسبقيتها بين المصارف اإلسالمية على المستويين المحلي والدولي‪ ،‬وأنها‬
‫مهدت الطريق لتطبيق أساليب المصرفية اإلسالمية في مجال التمويل‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬تقديم بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬

‫الفرع األ ول‪ :‬نشأة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬


‫فكرة إنشاء بنك إسالمي بالسودان برزت ألول مرة بجامعة أم درمان اإلسالمية عام ‪ ،1966‬إال أن‬
‫الفكرة لم تجد طريقها للتنفيذ‪ ،‬وفي فيفري ‪ 1976‬أفلحت جهود األمير محمد فيصل في الحصول على موافقة‬
‫الرئيس األسبق جعفر نميري على قيام بنك إسالمي بالسودان وقد تم بالفعل إنشاء بنك فيصل اإلسالمي‬
‫السوداني في ‪ 4‬أفريل من عام ‪ 1977‬بموجب األمر المؤقت المجاز من الهيئة التشريعية (البرلمان السوداني)‬
‫برقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،11977‬بوصفه مؤسسة مصرفية تعمل وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ويعد هذا البنك أول‬
‫تجربة لرأس المال المشترك بين السودانيين ومواطني الدول اإلسالمية األخرى‪ ،‬حيث كانت نسبة مشاركة رأس‬
‫المال السوداني ‪ %40‬ورأس المال من الدول اإلسالمية ‪.%60‬‬
‫كما يعد ثاني بنك إسالمي في العالم بعد بنك دبي اإلسالمي الذي أسس في ‪ ،1975‬وباشر البنك‬
‫أعماله فعليا في ماي‪ .21978‬وفي ماي ‪ 1977‬اجتمع ستة وثمانون من المؤسسين السودانيين والسعوديين‬
‫ووافقوا على فكرة التأسيس واكتتبوا فيما بينهم نصف رأس المال المصدق به آنذاك والبالغ ستة مليون جنيه‬
‫سوداني‪ .‬وفي ‪ 18‬أوت‪ 1977‬تم تسجيل بنك فيصل اإلسالمي السوداني كشركة مساهمة عامة محدودة وفق‬
‫قانون الشركات لعام ‪ .1925‬هذا وقد باشر البنك أعماله فعليا اعتبا ار من ماي ‪.1978‬‬
‫وقد حدد قانون إنشاء البنك على أن يعمل البنك وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتدعيم تنمية‬
‫المجتمع بالقيام بجميع األعمال المصرفية والمالية والتجارية وأعمال االستثمار‪ ،‬وقد حدد القانون أن يكون‬
‫للبنك رأس مال ال يقل عن ستة ماليين جنيه سوداني‪ ،‬وترك لعقد التأسيس والنظام األساسي للبنك توزيع رأس‬
‫المال إلى أسهم ونسبة المساهمة على أن تدفع مساهمة الجانب غير السوداني بعملة قابلة للتحويل‪.‬‬
‫واستثنى القانون الخاص المشار إليه البنك من القوانين المنظمة للخدمة وفوائد ما بعد الخدمة على أال‬
‫تقل المرتبات واألجور وفوائد ما بعد الخدمة التي يحددها البنك عن الحد األدنى المنصوص عليه في تلك‬
‫القوانين‪ ،‬أما أموال البنك وأرباحه فقد أعفيت من جميع أنواع الضرائب وكذلك األموال المودعة بالبنك‬

‫‪ 1‬سحر عبد القادر عبد الدائم‪ ،‬التمويل المصرفي وأثره على التجارة الخارجية في السودان دراسة تطبيقية ميدانية على بنك أم درمان الوطني‪-‬البنك‬
‫السوداني الفرنسي‪-‬بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪ ( ،‬مذكرة الماجستير)‪ ،‬جامعة شندي‪ ،‬السودان‪ ،2016 ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪ 2‬جبريل أحمد الصديق‪ ،‬دور بنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬في الفترة ‪ 18-17‬أبريل‬
‫‪ 2006‬م‪ ،‬مخبر العولمة واقتصاديات شمال افريقيا بكلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.496 :‬‬

‫‪33‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫لالستثمار ومرتبات وأجور ومكافآت ومعاشات جميع العاملين بالبنك ورئيس وأعضاء مجلس إدارته وهيئة‬
‫الرقابة الشرعية‪ .‬وبعد انقضاء خمس سنوات من عمر البنك تم تعديل قانون البنك‪ ،‬بحيث سحبت المميزات‬
‫واإلعفاءات الممنوحة للبنك بموجب األمر المؤقت الخاص بقانون بنك فيصل اإلسالمي السوداني عند تأسيسه‬
‫وذلك بعد ثبات ورسوخ التجربة وانتشارها‪.1‬‬
‫إن تأسيس بنك فيصل اإلسالمي السوداني نفذ في إطار نظام مصرفي إسالمي متكامل‪ ،‬وفي بيئة‬
‫طبقت فيها جملة من تشريعات وأنظمة مصرفية ومالية داخل دولة السودان‪ ،‬متوافقة مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬صدور قانون تنظيم العمل المصرفي لسنة ‪ ،1991‬وتضمن هذا القانون عقوبات إدارية ومالية لكل من‬
‫يمارس أعماال مصرفية تتعارض مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .2‬تشكيل الهيئة العليا للرقابة الشرعية للجهاز المصرفي والمؤسسات المالية في عام ‪ ،1992‬لتقوم بإصدار‬
‫الفتاوى الشرعية‪ ،‬وتقديم التوصيات والمشورة في المسائل الشرعية‪ ،‬وذلك لتوحيد األسس واألحكام الشرعية‬
‫للنشاط المصرفي والمالي‪ ،‬ومتابعة سياسات البنك المركزي وأدائه‪ ،‬ونشاط المصارف والمؤسسات المالية‬
‫بغرض إخضاعها ألحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪ ،‬وتنقية قوانين بنك السوداني المركزي وأنظمته‬
‫وكافة المصارف والمؤسسات المالية وأنشطتها من المعامالت الربوية‪ ،‬والعمل مع جهات االختصاص‬
‫لوضع صيغ المعامالت اإلسالمية موضع التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .3‬إلزام كل البنوك العاملة بتكوين هيئات داخلية للرقابة الشرعية تكميال لدور هيئة الرقابة الشرعية لبنك‬
‫‪2‬‬
‫السودان المركزي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬


‫تتلخص أهداف وأغراض بنك فيصل اإلسالمي السوداني في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬القيام بجميع األعمال المصرفية والتجارية والمالية وأعمال االستثمارات والمساهمة في مشروعات التصنيع‬
‫والتنمية االقتصادية والعمرانية والزراعية؛‬
‫‪ .2‬قبول الودائع بمختلف أنواعها؛‬
‫‪ .3‬تحصيل ودفع األوامر وأذونات الصرف وغيرها من األوراق والتعامل بالنقد األجنبي؛‬
‫‪ .4‬سحب واستخراج وقبول وتظهير وتنفيذ وإصدار الكمبياالت والشيكات وأي أوراق قابلة للتحويل أو النقل أو‬
‫التحصيل بشرط خلوها من أي محظور شرعي؛‬
‫‪ .5‬إعطاء القروض الحسنة وفق القواعد التي يقررها البنك؛‬
‫‪ .6‬االتجار بالمعادن النفيسة وتوفير خزائن لحفظ الممتلكات الثمينة؛‬

‫‪ 1‬سحر عبد القادر عبد الدائم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135 :‬‬


‫‪ 2‬محمد الشريف بشير‪" ،‬تجربة بنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل المشروعات الصغيرة والحرفية"‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪ ،‬قطر‪ ،‬العدد ‪ ،7‬أكتوبر‬
‫‪ ،2017‬ص‪.32:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫‪ .7‬تمثيل الهيئات المصرفية المختلفة شريطة عدم التعامل بالربا؛‬


‫‪ .8‬قبول األموال من األفراد واألشخاص االعتباريين سواء كانت بغرض توفيرها أو استثمارها؛‬
‫‪ .9‬القيام بتمويل المشروعات واألنشطة المختلفة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التصنيفات والجوائز التي نالها البنك وعوامل نجاحه األساسية‬

‫أوال‪ :‬التصنيفات والجوائز التي نالها البنك‬


‫توج البنك بعدة ألقاب علمية وإقليمية ومحلية‪ ،‬ونذكر منها على سبيل المثال‪ :‬جائزة أفضل مؤسسة‬
‫مالية إسالمية في إفريقيا للعام ‪ ،2017‬وذلك ضمن سياق جوائز (‪)Islamic Business and Finance‬‬
‫السنوية التي تمنحها مؤسسة (‪ )CPI Financial‬في مدينة دبي بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وفي إطار‬
‫برامجها المفتوحة لجميع البنوك والمؤسسات المالية والمؤسسات الداعمة للصناعة الحرفية‪.‬‬
‫كم ا حصل بنك فيصل اإلسالمي السوداني على شهادات المطابقة لثالثة أنظمة متوافقة مع معايير‬
‫المنظمة الدولية للتقييس (‪ ،)ISO 14001‬وشهادة المطابقة مع نظام السالمة والصحة المهنية البريطاني‬
‫(‪ )OHSAS 18001‬واستيفاء مؤشرات المواصفة (‪ )ISO 26000‬والخاصة بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬وتم‬
‫منح الشهادات بواسطة المؤسسة الدولية المانحة لشهادات المطابقة واالعتماد بتركيا ‪ QA Technic‬وهي‬
‫معتمدة من مجلس المواصفات االعتماد األلماني (‪ )DAKKS‬وهيئة المواصفات واالعتمادات البريطانية‬
‫(‪.)UKAS‬‬
‫كما حاز البنك على تصنيف أفضل بنك وأفضل مؤسسة مالية إسالمية في السودان‪ ،‬وذلك في سياق‬
‫الجوائز التي تمنحها مؤسسة غلوبال فاينانس األمريكية المخصصة في النشر وتصنيف المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية حول العالم‪ ،‬كما توج بجائزة أفضل بنك لتمويل المؤسسات في إفريقيا‪ ،‬وذلك ضمن سياق جوائز‬
‫(‪ )Islamic Business and Finance‬السنوية التي تمنحها مؤسسة ‪ CPI Financial‬من خالل‬
‫المنافسة التي شهدت مشاركة أكثر من ‪ 150‬مؤسسة مالية ومصرفية حول العالم (‪.1)2018 FIBSudan‬‬
‫في سنة ‪ 2019‬حصل بنك فيصل اإلسالمي السوداني على جائزة القوس األوروبية الخاصة بمعايير‬
‫الجودة وريادة األعمال والتميز في أعمال القطاع المصرفي‪ ،‬المقدمة من منظمة االتجاهات التمهيدية لألعمال‬
‫التجارية الدولية (‪ ،)BID‬ويتم اختيار المؤسسات الفائزة وفق أسس نموذج إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬بما فيها‬
‫معايير التميز واالبتكار‪ ،‬ورضا الزبائن‪ ،‬والتكنولوجيا والقيادة والتخطيط االستراتيجي ونتائج األعمال‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2020‬توج بنك فيصل اإلسالمي السوداني بجائزتي مؤسسة "كامبردج" للتميز في خدمة‬
‫العمالء والشمول المالي الرقمي في السودان‪ ،‬وذلك ضمن جوائز الخدمات المصرفية لألفراد لعام ‪،2020‬‬
‫التي نظمتها مؤسسة "كامبردج آيفانا التيكا"‪.‬‬

‫‪ 1‬جفاي عبد القادر وشخوم رحيمة‪" ،‬الصيغ التمويلية في البنوك اإلسالمية وخدماتها بنك فيصل اإلسالمي السوداني نموذجا"‪.،‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،3‬ص ‪.377 :‬‬

‫‪35‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫ثانيا‪ :‬عوامل النجاح األساسية للبنك‬


‫حدد البنك عوامل النجاح األساسية له ضمن عدة عناصر‪ ،‬نذكر منها اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام نظم وتقنيات حديثة تحقق كفاية وكفاءة األداء ضبطا وسرعة؛‬
‫‪ .2‬اختيار عاملين مؤهلين واعتماد خارطة لترقيتهم علما ومهارة واستق ار ار ووالء؛‬
‫‪ .3‬استقطاب الموارد رأسمال وودائع؛‬
‫‪ .4‬تطوير وتنويع صيغ الخدمة المصرفية واالمتياز فيها‪ ،‬والتدقيق في تنفيذ الشرعية؛‬
‫‪ .5‬تنفيذ سياسة ائتمانية نشطة تستوعب متطلبات العمالء وتجذب عمالء جدد وتعيد السابقين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة لدى بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬

‫يســتخدم بنــك فيصــل اإلســالمي الســوداني عــدة صــيغ للتمويــل‪ ،‬تشــمل اآلتــي‪ :‬صــيغة المرابحــة‪ ،‬صــيغة‬
‫المشـاركة‪ ،‬صــيغة المضــاربة‪ ،‬صــيغة الســلم‪ ،‬صــيغة االستصــناع‪ ،‬صــيغة المزارعــة‪ ،‬صــيغة اإلجــارة (تــم التطــرق‬
‫إليهم نظريا في الفصل األول) باإلضافة إلى صيغة المقاولة التي يمكننا تعريفها بأنها‪:‬‬
‫"عقــد يتعهــد أحــد طرفيــه بــأن يصــنع شــيئا أو يــؤدي عمــال لقــاء مقابــل يتعهــد بــه الطــرف اآلخــر‪ ،‬ويمكــن‬
‫للمصــارف أن تــدخل فــي مجــاالت مقــاوالت البنــاء إمــا بإنشــاء شــركات مقاولــة أو بمشــاركة المقــاولين فــي مجــال‬
‫عملهــم‪ ،‬بمعنــى آخــر يمكــن للمصــارف أن تــدخل مــع شــركات المقــاوالت فــي اتفاقيــات تمويــل بمشــاركتها فــي‬
‫مشروعاته أو أن يوكل البنك إليها بعض األعمال التي تستند إليه بعقود مقاولـة‪ ،‬بمعنـى أن يكـون البنـك مقـاوال‬
‫أوال وشركة المقاولة مقاوال ثانيا‪"1‬‬

‫سنستعرض في الجدول التالي تطور صيغ التمويل ببنك فيصل اإلسالمي السوداني‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)4‬تطور صيغ التمويل في بنك فيصل اإلسالمي السوداني خالل الفترة (‪)2019-2015‬‬
‫(الوحدة‪ :‬جنيه سوداني)‬
‫المجموع‬ ‫تمويالت أخرى‬ ‫المضاربة‬ ‫المرابحة‬ ‫المشاركة‬ ‫البيان‬
‫السنوات‬
‫‪2 498 773 209‬‬ ‫‪62 185 560‬‬ ‫‪84 370 960‬‬ ‫‪6 336 573 190‬‬ ‫‪323 483 486‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪4 835 448 200‬‬ ‫‪5 074 668‬‬ ‫‪50 259 740‬‬ ‫‪8 332 287 462‬‬ ‫‪464 240 157‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪50 659 313 316‬‬ ‫‪6 851 850‬‬ ‫‪261 671 406‬‬ ‫‪13 974 777 499‬‬ ‫‪647 992 412‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪19 348 377‬‬ ‫‪245 041‬‬ ‫‪216 499‬‬ ‫‪18 733 659‬‬ ‫‪778 153‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪20 480 760‬‬ ‫‪457 949‬‬ ‫‪541 692‬‬ ‫‪18 934 491‬‬ ‫‪628 546‬‬ ‫‪2019‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير المالية السنوية لبنك فيصل اإلسالمي السوداني‬

‫‪ 1‬تقرير المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ " ،‬صيغ تمويل التنمية في اإلسالم"‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.60 :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫يمكن توضيح معطيات الجدول السابق في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6‬تطور صيغ التمويل في بنك فيصل اإلسالمي السوداني خالل الفترة (‪)2019-2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين بناء على معطيات الجدول رقم (‪.)4‬‬
‫كما يمكن تمثيل صيغ التمويل في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)7‬صيغ التمويل في بنك فيصل اإلسالمي السوداني خالل الفترة (‪)2019-2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين بناء على معطيات الجدول رقم (‪.)4‬‬
‫من خالل الجدول واألشكال السابقة‪ ،‬نالحظ تنوع صور وأشكال التمويل المعتمدة من طرف بنك فيصل‬
‫اإلسالمي السوداني حيث تعتبر صيغة المرابحة في المرتبة األولى من بين صيغ التمويل التي يعتمد عليها‬
‫بنك فيصل اإلسالمي السوداني لتميزها بقلة المخاطرة وتوفر رأس المال الذي غالبا ما يستغل في قطاع‬
‫الصناعات الصغيرة‪ ،‬كما تتميز بسهولة الفهم بالنسبة للمتعاملين مع البنك‪.‬‬
‫أما صيغة المشاركة‪ ،‬وهي تلي المرابحة في االستخدام‪ ،‬فهي التي تحفز على العمل واإلنتاج وترفع من‬
‫مستوى الجدية بين الطرفين؛ ثم تليها صيغة المضاربة‪ ،‬ثم بقية الصيغ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة لدى بنك فيصل اإلسالمي في االقتصاد السوداني‬
‫الفرع األول‪ :‬العوامل الداعمة للبنك للمساهمة في التنمية االقتصادية‬
‫هناك أربع عوامل تساعد البنوك اإلسالمية وبنك فيصل اإلسالمي السوداني على اإلسهام الفاعل في‬
‫عملية التنمية هي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬أثبتت األبحاث أن تغيرات سعر الفائدة ال تؤثر في الحجم الكلي للمدخرات‪ ،‬أي أن العالقة بينهما‬
‫ضعيفة جدا‪ .‬فبالنسبة للمؤسسة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬فإن آلية المشاركة التي تعمل بها هي مؤسسة وسيطة‬
‫بين أصحاب المدخرات الذين يريدون استثمار أموالهم ورجال األعمال الذين يريدون تمويال لمشروعاتهم‪،‬‬
‫والعائد على االستثمار "ربح" محدد تبعا لنجاح المشروع االستثماري‪ ،‬ومنه فهو دخل يرتبط ارتباطا مباش ار‬
‫بالنشاط اإلنتاجي‪ ،‬وه ذا األمر ال يتحقق في نظام الفائدة حيث أن هناك قيودا عديدة تحد من ارتفاع سعر‬
‫الفائدة في السوق المصرفية‪ ،‬ومن هنا فإن معدالت الربحية في إطار آليات المشاركة تتغير بمرونة أكبر‬
‫بكثير من اسعار الفائدة على القروض‪ ،‬ومن ثم فإنها أكثر قدرة على جذب المدخرات ألغراض االستثمار‪.‬‬
‫كما أ ن البنوك اإلسالمية تجد أن أحد وسائل جمع المدخرات ألجل االستثمار يتمثل في إصدار‬
‫شهادات إيداع يتم تداولها في السوق المالي‪ ،‬تحصل في نهاية كل عام على جزء من األرباح نتيجة استثمار‬
‫أرصدتها في أنشطة إنتاجية حقيقية‪ .‬هذا وقد أثبتت التجربة الفعلية أن البنوك اإلسالمية أكثر قدرة على تعبئة‬
‫المدخرات مقارنة بالبنوك التجارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يتعلق هذا العامل بإثبات الضرورة االقتصادية للبنك اإلسالمي‪ ،‬فمن الجهة النظرية وجود سعر‬
‫فائدة سائد في السوق المصرفية يعني أن جميع المشروعات التي تتوقع عائد فوق هذا السعر ستكون راغبة‬
‫في االقتراض‪ ،‬وأن المشروعات التي تتوقع عوائد مرتفعة نسبيا قد تكون أكثر رغبة في االقتراض‪ ،‬كما أن‬
‫الحصول على االئتمان ال يتحدد فقط برغبة المشروعات وإنما أيضا بالقدرة على ذلك‪.‬‬
‫من جهة القدرة على الحصول على االئتمان المصرفي‪ ،‬فإن المشروعات األعلى عائدا قد تكون أقل‬
‫قدرة في الحصول على االئتمان المصرفي إذا كانت ناشئة ( ليس لها سمعة او مرك از ماليا قويا) أو كانت‬
‫صغيرة والبنوك ال ترغب في إقراضها‪ ،‬أو كان هامش المخاطرة مرتفعا في أعمالها‪ ،‬والبنوك تبتعد عن تمويل‬
‫هذه األعمال حتى إن كانت ذات أهمية خاصة لالقتصاد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إن األهمية المتزايدة التي أصبح يحتلها التمويل المصرفي من بين أنواع التمويل المختلفة‪ ،‬وأن‬
‫الحصول على التمويل يعني الحصول على فرصة لزيادة الدخل والعكس صحيح‪ ،‬من هنا نستطيع تقدير‬
‫التأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه التوزيع غير العادل للتمويل المصرفي على هيكل توزيع الدخل القومي في‬
‫أي مجتمع‪ ،‬ولقد تبين من تجارب التمويل المصرفي أن كبار العمالء هم الذين يحصلون على النسبة العظمى‬
‫من التمويل المصرفي‪.‬‬

‫‪ 1‬ليندا عبد الكريم ابو بكر محمد عوض هللا‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في التنمية االقتصادية في السودان – دراسة حالة بنك فيصل االسالمي السوداني‬
‫‪ ،-2017-2010‬بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النيلين‪ ،2019،‬ص ‪.88-85‬‬

‫‪38‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫رابعا‪ :‬قد ثبت أن سعر الفائدة يلعب دو ار سيئا في توزيع الدخل على نحو غير عادل‪ ،‬ولقد تسبب نظام‬
‫الفائدة منذ إق ارره بصفة قانونية في توزيع دخل األعمال اإلنتاجية بشكل بعيد عن العدالة والكفاءة وهذا ما‬
‫يرفضه النظام المصرفي اإلسالمي القائم على المشاركة‪.‬‬
‫ومن ذلك كله نجد أن للبنوك اإلسالمية ضرورة ماسة لتصحيح األوضاع‪ ،‬واعتمادها على المشاركة ال‬
‫يعني فقط إسهاما إيجابيا في تحقيق عدالة توزيع الدخل بين من يملكون فوائض نقدية قابلة لالستثمار ومن‬
‫يستثمرونها‪ ،‬وإنما أيضا في تنمية السلوك اإليجابي لألفراد الذي يلزم حتما لتنمية اقتصادية صحيحة‪ ،‬ذلك ألن‬
‫آليات المشاركة تدفع الجميع للمساهمة في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمويل بنك فيصل اإلسالمي للتنمية االقتصادية في السودان‬


‫إن بنك فيصل االسالمي السوداني يقوم بتمويل مشاريع التنمية عن طريق ممارسته في استثمار موارده‬
‫بثالث طرق‪:‬‬
‫‪ .1‬تمويل النشاط االقتصادي لعمالء البنك‪ :‬وهنا البد من التأكيد على أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬أن البنوك االسالمية تقوم بدراسة وتقييم المخاطر التي تتضمنها المشروعات التي تطلب التمويل‪ ،‬بنفس‬
‫األساليب التي تقوم بها البنوك التقليدية‪ ،‬سواء فيما يخص العميل أو الدولة أو العملة‪ ،‬بل وتقوم بهذا‬
‫التقييم بدرجة أعلى مما تقوم به البنوك التقليدية لمواجهة المخاطر اإلضافية التي تتعرض لها نتيجة‬
‫المشاركة في نتائج المشروع الذي تموله‪.‬‬
‫‪ ‬أن البنوك االسالمية بممارستها لهذا النوع من التمويل تقوم بالدور الذي تحجم عنه البنوك التقليدية في‬
‫تقديم رأس المال المخاطر‪.‬‬
‫‪ .2‬تمويل النشاط االقتصادي من خالل شركات تابعة للبنك‪ :‬تقوم هذه الطريقة على إنشاء شركات تابعة‬
‫للبنك إما مملوكة ‪ %100‬للبنك أو يملك نسبة األغلبية فيها‪ ،‬متخصصة في مختلف قطاعات االقتصاد‬
‫من تجارة داخلية وخارجية وإسكان ومقاوالت صناعية بأنواعها‪.‬‬
‫وال تختلف البنوك االسالمية في هذا الصدد عن البنوك العادية سوى أنها تعامل شركاتها التابعة وفقا‬
‫للصيغ السابق اإلشارة إليها خاصة صيغة القرض الحسن ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام بالنشاط التجاري بصفة مباشرة‪ :‬هذه الطريقة لجأت إليها بعض البنوك اإلسالمية بل توسعت فيها‪،‬‬
‫وساعدها على ذلك إصدار قوانين وتشريعات تخول للبنوك القيام بجميع األنشطة التجارية والصناعية‬
‫والزراعية والنقل والتخزين والتأمين‪.‬‬
‫وقد شهدت تجربة بنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل القطاعات تطورات كبيرة يمكن تبيانها من‬
‫خالل الجدول الموالي‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫الجدول رقم(‪ :)5‬نسب التمويل حسب القطاعات خالل الفترة (‪)2019-2015‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫القطاع‬
‫‪%0.4‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫زراعة‬
‫‪% 6.2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫صادر‬
‫‪% 11.5‬‬ ‫‪% 13‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪% 13‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫صناعة‬
‫‪% 6.8‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫نقل‬
‫‪% 2.7‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫تجارة‬
‫‪% 0.9‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫عقار‬
‫‪% 63.7‬‬ ‫‪% 64‬‬ ‫‪% 53‬‬ ‫‪% 57‬‬ ‫‪% 47‬‬ ‫تمويل أصغر ذو بعد‬
‫اجتماعي‬
‫‪% 0.7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الخدمي‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪% 12‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫قطاعات أخرى‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على التقارير السنوية لبنك فيصل اإلسالمي السوداني‬

‫يمكن استخالص عدة مالحظات من خالل الجدول‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬


‫‪ ‬نسبة التمويل الممنوح لقطاع الزراعة والصناعة والتجارة والعقار‪ ،‬وبعض القطاعات األخرى في انخفاض‬
‫مستمر خالل فترة الدراسة‪ ،‬أما نسبة التمويل في كل من قطاع الصادرات‪ ،‬والنقل فقد انخفضت خالل‬
‫السنوات ‪ 2018-2017-2016‬ثم عاودت االرتفاع خالل سنة ‪.2019‬‬
‫‪ ‬وما يالحظ من خالل الجدول زيادة نسب التمويل الممنوح لقطاع التمويل األصغر‪ ،‬ويالحظ أيضا أن‬
‫القطاع ذو بعد اجتماعي‪ ،‬والذي يشمل تمويل قطاع النقل‪ ،‬الصحة‪ ،‬مشروعات اإلنتاج‪ ،‬والبناء والتشييد‬
‫قد حصل على نسبة عالية من تمويالت البنك تراوحت بين ‪ % 64-47‬في الفترة ‪.2019-2015‬‬
‫كما يمكن توضيح الجدول السابق في الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫الشكل رقم (‪ :)8‬التوزيع القطاعي للتمويل في بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬


‫خالل الفترة (‪)2019-2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين بناء على معطيات الجدول رقم (‪.)5‬‬

‫من خالل الجدول والتمثيل البياني نالحظ أن مساهمة البنك متنوعة في تمويله لمختلف القطاعات في‬
‫االقتصاد السوداني‪ ،‬وإن كان االتجاه ليس في صالح القطاعات األساسية كالزراعة والصناعة وهذا قد يضعف‬
‫من االستثمار التنموي بما يخدم استدامة النمو والتنمية في االقتصاد السوداني‪.‬‬
‫تقوم االستراتيجية االستثمارية لبنك فيصل اإلسالمي السوداني على تحقيق الربحية‪ ،‬من خالل تطبيق‬
‫صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬وقد أدى تبني بنك فيصل اإلسالمي السوداني للتمويل األصغر إلى تحقيق األهداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية اآلتية‪:1‬‬
‫‪ ‬التخفيف من حدة الفقر وتقليل التفاوت بين الطبقات‪ ،‬وذلك بدفع عجلة النمو االقتصادي‪ ،‬وتوفير فرص‬
‫العمل‪ ،‬من خالل استيعاب الخريجين والشباب في مشروعات جماعية تنموية وفق تخصصاتهم؛‬
‫‪ ‬تيسير وصول خدمات التمويل األصغر إلى الشرائح الضعيفة وغير القادرة على تحصيل الخدمات المالية‬
‫الرسمية‪ ،‬وترقية الخدمات المقدمة من مؤسسات التمويل األصغر إلى المشروعات الصغرى والصغيرة؛‬
‫‪ ‬االرتقاء بمستوى االدخار واالستثمار‪ ،‬من خالل تعبئة رؤوس األموال من األفراد والجمعيات والهيئات‬
‫غير الحكومية؛‬
‫‪ ‬تشجيع روح التكافل الجماعي بإنشاء جمعيات تعاونية أو أي منظمات المجتمع المدني الخاصة بصغار‬
‫المنتجين؛‬
‫‪ ‬نشر ثقافة الصيرفة االسالمية التي تعزز من قدرات التمويل األصغر‪ ،‬ومتناهي الصغر‪ ،‬والصغير‪،‬‬
‫والتمويل المصرفي ذي البعد االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الشريف بشير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41 :‬‬

‫‪41‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاين‪ ..................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم اقتصادايت الدول‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫تطرقنا من خالل هذا الفصل للتجارب التطبيقية في كل من بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي وبنك فيصل‬
‫اإلسالمي السوداني‪ ،‬مع إب ارزنا لدور الصيغ التمويلية للبنكين في اقتصاد كل من اإلمارات والسودان‪ ،‬وتوصلنا‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يعتمد بنك دبي اإلسالمي اإلماراتي في تمويالته على اإلجارة بدرجة كبير مقارنة بباقي الصيغ التمويلية وله‬
‫دور فعال في تمويل مختلف قطاعات االقتصاد الوطني؛‬
‫‪ -‬يساهم بنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل مختلف القطاعات لكنه يركز بصورة أكبر على قطاع‬
‫التمويل األصغر مقارنة بالقطاعات األخرى‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫دور صيغ التمويل اإلسالمي يف بنك الربكة يف دعم‬
‫االقتصاد اجلزائري‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................ :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعد بنك البركة الجزائري أول بنك إسالمي ينشط في الجزائر‪ ،‬ما يجعله ذو أهمية خاصة تتضح من‬
‫خالل أشكال التمويل التي يقدمها واألهداف االقتصادية واالجتماعية المراد تحقيقها‪ ،‬مطبقا في ذلك‬
‫أساليب وصيغ تتماشى مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وسنقوم بتقسيم هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث االول‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة في الجزائر؛‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬تقديم بنك البركة الجزائري – وكالة برج بوعريريج ‪-‬؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل في دعم االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي المعتمدة في الجزائر‬


‫الشك أن نجاح تجربة الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تتطلب إطا ار قانونيا وتنظيميا يشجع على‬
‫االستثمار في مختلف المنتجات اإلسالمية‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا المبحث التطرق لالطار التشريعي الذي‬
‫يدعم التمويل االسالمي في الجزائر ومختلف الصيغ المعتمدة في هذا اإلطار‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطورات التشريعية للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬

‫الفرع األ ول‪ :‬قانون النقد والقرض ‪10-90‬‬


‫إن إصدار قانون النقد والقرض يشكل نقطة فارقة في تاريخ النظام المالي للجزائر‪ ،‬فقد هدف هذا‬
‫القانون إلعادة تنشيط وظيفة الوساطة المالية وإبراز دور النقد والسياسة النقدية‪ ،‬ونتج عنه تأسيس نظام تتمايز‬
‫فيه البنوك عن المؤسسات المالية األخرى من جهة‪ ،‬وتتمايز عن البنك المركزي الذي يمثل السلطة النقدية‬
‫وبنك البنوك من جهة أخرى‪ ،‬وأعيد للبنك المركزي كل صالحيته في تسيير النقد واالئتمان مع منحه استقاللية‬
‫واسعة‪ ،‬كما أعاد للبنوك التجارية وظائفها التقليدية بوصفها أعوانا اقتصادية مستقلة‪ .‬كذلك فقد حول القانون‬
‫السلطة النقدية إلى مجلس القرض والنقد وهو نفسه مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬يتمتع بصالحيات واسعة في‬
‫مجال القرض والنقد ويرأسه محافظ بنك الجزائر‪ ،‬وله الحق في إصدار القوانين المتعلقة بالنقد وشروط إنشاء‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك تدعيما للنظام النقدي والمالي لمسايرة اقتصاد السوق‪.‬‬
‫وألن القانون نص صراحة على الترخيص إلنشاء البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية واألجنبية‪ ،‬أو‬
‫االكتتاب في رأسمال البنوك الوطنية القائمة‪ ،‬فقد كان أولى نتائجه إنشاء أول بنك إسالمي هو بنك البركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‬


‫استمر العمل بقانون النقد والقرض ‪ 10-90‬أكثر من عقد كامل من الزمن‪ ،‬قبل أن تلجأ السلطات‬
‫النقدية في الجزائر إلى إصدار األمر ‪( 11-03‬بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪ )2003‬والذي عدل القانون ‪،10-90‬‬
‫وتضمن قواعد التنظيم البنكي بما في ذلك تحديد الجهات المكلفة بتنظيم المهنة البنكية وهي‪ :‬بنك الجزائر‬
‫ومجلس النقد والقرض واللجنة المصرفية‪.‬‬
‫كما تضمن أهم قواعد النشاط البنكي (عمليات البنوك)‪ :‬العمليات األصلية والتابعة‪ ،‬ومراقبة احترام‬
‫البنوك والمؤسسات المالية اللتزاماتها‪ ،‬كما أكد على أهمية مسألة الرقابة ومدى احترام البنوك والمؤسسات‬
‫المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية بشكل خاص في مجال حركة رؤوس األموال‪ ،‬نظ ار لصلتها المباشرة‬
‫بالحفاظ على االقتصاد الوطني من خالل ضمان التوازن المالي للبنوك‪ ،‬خاصة بعد الذي حصل من انهيار‬
‫بعض البنوك وما تبع ذلك من انعكاسات على االقتصاد وبشكل خاص على قيمة الدينار الجزائري‪ ،‬ثم بتاريخ‬
‫‪ 26‬أوت ‪ 2010‬صدر األمر ‪ 04-10‬ليعدل ويتمم األمر ‪ ،11-03‬وكانت التعديالت فيه طفيفة‪ ،‬ما يعني‬
‫أن القانون الحاكم للنظام المصرفي الجزائري إلى اآلن هو األمر ‪.11-03‬‬

‫‪45‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النظام رقم ‪ 02-18‬واألمر ‪ 02-20‬المتعلقين بالمالية التشاركية‬


‫يعتبر النظام ‪( 02-18‬الصادر بتاريخ ‪ )2019/11/04‬والمتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية‬
‫المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية أول إطار قانوني وتنظيمي خاص‬
‫بالعمليات المصرفية والمتوافقة مع ضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬غير أن القانون قد شابه بعض الغموض‪ ،‬وهو‬
‫ما سرع بصدور األمر ‪ 02 -20‬بداية سنة ‪ ،2020‬وألغى هذا النظام كل أحكام النظام رقم ‪( 02-18‬انظر‬
‫المادة ‪ 23‬من النظام ‪ .)02-20‬وقد عرف القانون العمليات البنكية اإلسالمية وحدد منها‪ :‬المرابحة‪،‬‬
‫المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم‪ ،‬اإلستصناع‪ ،‬حسابات الودائع‪ ،‬الودائع في حسابات االستثمار‪ ،‬كما‬
‫وضع ضوابط على تسويق المنتجات المالية اإلسالمية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬حصول البنك أو المؤسسة المالية المقدمة للمنتج اإلسالمي على ترخيص من البنك المركزي(بنك‬
‫الجزائر)؛‬
‫‪ .2‬االحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‬
‫للصناعة المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ .3‬إنشاء هيئة للرقابة الشرعية (تتكون من ثالثة أعضاء على األقل يتم تعيينهم من الجمعية العمومية)؛‬
‫‪ .4‬أتاح قانون ‪ 02-20‬للبنوك والمؤسسات المالية إنشاء شبابيك للصيرفة اإلسالمية‪ ،‬واشترط أن يكون‬
‫الشباك مستقال من الناحيتين المالية والمحاسبية عن الهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬كما يجب‬
‫أن تكون حسابات عمالء الشباك مستقلة عن باقي الحسابات األخرى للعمالء‪.1‬‬
‫وقد هدف القانون إلى تحديد القواعد المطبقة على المنتجات المسماة "التشاركية" التي ال يترتب عنها‬
‫تحصيل أو تسديد فوائد‪ ،‬كما يهدف الى تحديد شروط الترخيص المسبق من طرف بنك الجزائر للمصارف‬
‫والمؤسسات المالية المعتمدة للقيام بالعمليات المتعلقة بالصيرفة التشاركية وإلزالة اللبس الذي قد يرتبط‬
‫بمصطلح الصيرفة التشاركية‪ ،‬فقد عرفت المادة الثانية من القانون العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة‬
‫التشاركية على أنها العمليات التي تقوم بها المصارف والمؤسسات المالية التي تندرج ضمن فئات العمليات‬
‫المذكورة في المواد ‪ 66‬الى ‪ 69‬من األمر ‪ ،11-03‬ويتعين على البنك أو المؤسسات المالية الراغبة في‬
‫تقدي م منتجات مالية تشاركية تقديم معلومات وافية دعما لطلب الترخيص المسبق من بنك الجزائر منها‪ :‬بطاقة‬
‫وصفية للمنتج‪ ،‬رأي مسئول المطابقة للمصرف أو المؤسسات المالية‪ ،‬اإلجراء الواجب إتباعه لضمان‬
‫االستقاللية اإلدارية والمالية لشباك المالية التشاركية عن باقي أنشطة المصرف أو المؤسسة المالية‪ ،‬كما‬
‫يتعين على المصارف والمؤسسات المالية المعتمدة وبعد حصولها على ترخيص مسبق من طرف بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬ا لحصول على شهادة مطابقة منتجاتها ألحكام الشريعة من طرف (هيئة وطنية مؤهلة قانونا لذلك)‪،‬‬
‫غير أن القانون لم ينص على الجهة المخولة إلنشاء هذه الهيئة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الكريم أحمد قندوز وسفيان خمدة قعلول‪ " ،‬الصناعة المالية اإلسالمية بدول المغرب العربي –الواقع والتحديات واآلفاق‪ ،"-‬صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2020 ،01‬ص‪.32 :‬‬

‫‪46‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫لم يجد النظام طريقه للتطبيق لعدة اعتبارات‪ ،‬أهمها التغييرات السياسية التي حصلت في البالد وأدت‬
‫إلى إجراء انتخابات رئاسية نهاية سنة ‪ ،2019‬قبل أن يدخل االقتصاد العالمي في صراع محموم مع وباء‬
‫كورونا المستجد‪ ،‬رافقه انخفاض كبير في أسعار النفط‪ ،‬أثر في بعض التوازنات االقتصادية للبلد‪ ،‬ولم يمنع‬
‫ذلك كله من إصدار النظام ‪ 02-20‬في الربع األول من سنة ‪.2020‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في التشريع الجزائري‬


‫لغرض احترام التوازن واالنسجام يمكن تقسيم منتجات الصيرفة اإلسالمية إلى مجموعتين أساسيتين‪،‬‬
‫بناء على أهم الخصائص المشتركة والمرتبطة بموضوع كل عملية‪ ،‬في الفرع األول نتناول عمليات الواردة‬
‫على االستثمار أو الصناعة أو العمل‪ ،‬أما الثاني فنتناول فيه العمليات التي ترمي إلى اقتناء األصول أو‬
‫السلع‪ ،‬يتم دراستهما على ضوء األمر رقم ‪ ،02-20‬والتعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪2020‬‬
‫المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل الصناعة‬

‫أوال‪ :‬صيغة االستصناع‬


‫عرفها نظام بنك الجزائر رقم ‪ 02-20‬في مادته العاشرة‪ ،‬والمادة ‪ 44‬من التعليمة رقم ‪،2020-03‬‬
‫المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪ ،2020‬بأنها‪" :‬عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم سلعة إلى الزبون‬
‫صاحب األمر‪ ،‬أو بشراء لدى مصنع سلعة ستصنع وفقا لخصائص محددة ومتفق عليها بين األطراف‪ ،‬بسعر‬
‫ثابت‪ ،‬ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقا بين الطرفين"‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 45‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪ ،2020‬المعرفة للمنتجات‬
‫المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬على جواز قيام المصرف بإبرام عقد ثان يسمى " االستصناع الموازي" مع مصنع لتصنيع المنتوج‬
‫موضوع عقد االستصناع‪ ،‬على أن يكون العقدان مستقلين‪ .‬وقد وضعت التعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في‬
‫‪ 02‬أفريل ‪ 2020‬مجموعة من الضوابط الخاصة باالستصناع وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إبرام عقد مع الشخص المعنوي المصنع الذي يمتلك صاحب األمر ‪ %33‬فأكثر من رأس ماله‪1‬؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون سعر االستصناع معروفا عند إبرام العقد‪ ،‬ويمكن تحديد هذا السعر ودفعه نقدا‪ ،‬عينا أو‬
‫كحق انتفاع لفترة محددة‪ ،‬سواء تعلق األمر بحق االنتفاع من المنتوج موضوع عقد االستصناع أو منتوج‬
‫آخر‪2‬؛‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 45‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 46‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪47‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫‪ -‬إمكانية دفع التسبيق على سبيل الضمان‪ ،‬والذي سيعتبر جزءا من السعر المتفق عليه‪ ،‬في حالة الفسخ‬
‫يحق للبنك أو المؤسسة المالية االحتفاظ بهذا التسبيق أو جزء منه لتغطية الضرر الفعلي المترتب عنه؛‬
‫‪ -‬كما يمكن للبنك أو المؤسسة المالية أن يشترط على زبونه ضمانات‪ ،‬وتقع مسؤولية تسليم السلعة موضوع‬
‫العقد وفقا للخصائص التي اشترطها الزبون‪ ،‬على عاتق المصنع‪ ،‬وال يمكن للمصنع أن يتنصل من مسؤوليته‬
‫في حالة وجود عيوب خفية‪ ،1‬والتنصيص على الشروط الجزائية في حالة عدم احترام آجال التسليم‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬صيغة المضاربة‬


‫حذا نظام بنك الجزائر رقم ‪ 02-20‬في المادة السابعة (‪ )7‬منه‪ ،‬والتعليمة رقم ‪ 2020-03‬في المادة‬
‫‪ 19‬منها‪ ،‬حذو التعريف الذي جاء به الفقه‪ ،‬حيث عرفا المضاربة بأنها‪" :‬عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة‬
‫مالية المسمى "مقرض لألموال"‪ ،‬رأس المال الالزم للمقاول الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح‪،‬‬
‫وجاءت المضاربة كبديل للمعامالت بفائدة‪ ،‬ورغم تشابهها مع المشاركة فهي ال تتطلب إنشاء شركة‪ ،‬وتأخذ‬
‫المضاربة وفق المادة ‪ 23‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬شكلين‪:3‬‬
‫‪ .1‬المضاربة المطلقة‪ :‬هي تلك التي يفوض فيها البنك أو المؤسسة المالية المقاول بإدارة عمليات المضاربة‬
‫دون أي قيد‪ ،‬للمقاول الحرية في اختيار االستثمارات التي يريد تحقيقها‪ ،‬غير أنه يبقى مجب ار على السهر‬
‫على مصلحة الطرفين‪ ،‬وذلك لبلوغ هدف المضاربة‪.‬‬
‫‪ .2‬المضاربة المقيدة ‪ :‬هي تلك التي يفرض فيها البنك أو المؤسسة المالية قيودا تتعلق بنشاط المقاول‪ ،‬فيما‬
‫يخص قطاع النشاط وكيفيات وشروط االستثمار أو أي جانب آخر يراه مناسبا‪ ،‬كأن يحدد المكان أو‬
‫المجال الذي يعمل فيه‪.4‬‬
‫وقد جاءت التعليمة رقم ‪ 2020-03‬بمجموعة من الضوابط يمكن ذكر أهمها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مساهمة البنك قد تكون عينية أو نقدية أو كالهما‪ ،‬ولكن بقيمة محددة؛‬
‫‪ ‬كما يقوم بالرقابة والتحقق في حسابات المضاربة والوثائق ذات الصلة التي يمسكها؛‬
‫‪ ‬كما يجوز للبنك اشتراط على المقاول أي ضمان يراه ضروريا أو مناسبا‪ ،‬مع تحديد طبيعته وقيمته؛‬
‫‪ ‬توزيع األرباح المحققة وفقا لصيغة توزيع متفق عليها مسبقا بين األطراف‪ ،‬ومحددة عند توقيع العقد‪،‬‬
‫وعلى أساس حصة من الربح المحقق‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 49‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 48‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 23‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 4‬ماهر عزيز عبد الرحمن‪" ،‬صيغ التمويل اإلسالمية وأثرها في النشاط اإلقتصادي– دراسة حالة البنك اإلسالمي للتنمية" ‪ ،‬مجلة الغري للعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،2012 ،31:‬ص‪.320 :‬‬

‫‪48‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫ثالثا‪ :‬صيغة المشاركة‬


‫عرفتها المادة ‪ 6‬من نظام بنك الجزائر رقم ‪ ،02-20‬والمادة ‪ 14‬من التعليمة رقم ‪ ،2020-03‬بأنها‪:‬‬
‫"عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف‪ ،‬بهدف المشاركة في رأسمال مؤسسة أو في مشروع أو‬
‫في عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح"‪.‬‬
‫وهي من أهم الصيغ التمويلية‪ ،‬حيث يشارك المصرف العميل في رأس المال والعمل‪ ،‬وبموجب هذه‬
‫الصيغة يقدم المصرف حصة من التمويل الالزم لتنفيذ المشروع أو الصفقة‪ ،‬على أن يقدم العميل (طالب‬
‫التمويل) الحصة المكملة‪ ،‬دون اشتراط فائدة ثابتة كما هو الحال عند االقتراض من البنوك التقليدية‪ ،‬إنما‬
‫يشارك المصرف العم يل في الناتج المتوقع للمشروع ربحا كان ام خسارة ووفق النتائج المالية المحققة‪ ،‬وذلك‬
‫في ضوء قواعد وأسس توزيع يتم االتفاق عليها مسبقا بين المصرف والعميل‪.1‬‬
‫يمكن أن تكون المساهمة في الشركة نقدا و‪/‬أو عينا‪ ،‬وتحدد قيمة هذه األخيرة بشكل صحيح في عقد‬
‫المشاركة‪ ،‬كما يحدد العقد اإلجراءات والشروط الخاصة بفسخ وحل المشاركة وتوزيع أصولها‪ ،‬وتوزيع األرباح‬
‫حسب نسب مئوية متفق عليها‪ ،‬وعلى إمكانية تعديل التوزيع‪ ،‬وعلى تحمل الخسارة بالتناسب مع مساهمات‬
‫كل شريك في رأس المال‪ ،‬كما يجوز االتفاق على تكليف واحد من الشركاء أو أكثر لتسيير الشركة‪ ،‬أو تعيين‬
‫مسير من الغير مقابل دفع راتب ثابت له أو نسبة مئوية من األرباح أو كليهما‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للشريك‬
‫المسؤول‪ ،‬على أن يتم بعقد منفصل عن عقد المشاركة‪.2‬‬
‫وتميز المادة ‪ 17‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬بين شكلين من المشاركة‪:‬‬
‫‪ .1‬المشاركة الثابتة (النهائية)‪ :‬ع ندما تبقى حصة البنك أو المؤسسة المالية في رأس مال المشروع ثابتة‬
‫خالل فترة المشاركة المحددة في العقد‪ ،‬ويمكن للبنك أن يساهم في شركة قائمة‪ ،‬كتمويل رأسمالها أو‬
‫المساهمة في تكوين رأسمال الشركة (حصص اجتماعية)‪.‬‬
‫‪ .2‬المشاركة المتناقصة (المنتهية بالتمليك)‪ :‬بموجبها يلتزم البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بموجب تعهد أحادي‬
‫الطرف منفصل عن عقد المشاركة‪ ،‬بالتنازل عن حصته في رأس المال إلى شريك واحد (أو أكثر)‪ ،‬وفقا‬
‫إلجراءات الخروج المتفق عليها‪ .‬إذن يساهم البنك في تمويل مشروع‪ ،‬على أن يحل العميل محل‬
‫المصرف في ملكية المشروع تدريجيا‪ ،‬وتتناقص حصة البنك بصورة تدريجية كلما يقوم العميل بتسديد‬
‫للبنك حصته من أصل مبلغ التمويل البنكي للمشروع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬صيغة السلم‬
‫عرفتها المادة ‪ 9‬من نظام بنك الجزائر رقم ‪ ،02-20‬والمادة ‪ 36‬من التعليمة رقم ‪ ،2020-03‬بأنها‪:‬‬
‫"عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية بدور المشتري‪ ،‬من خالل شراء سلعة تسلم آجال من طرف‬
‫زبونه‪ ،‬مقابل الدفع الفوري والنقدي"‪.‬‬

‫‪ 1‬ماهر عزيز عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.317 :‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ 15‬و‪ 16‬و‪ 18‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪49‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫توفر هذه الصيغة التمويل الالزم للعمالء مقابل شراء منتجاتهم ودفع ثمنها مع تأجيل تسليم السلع"‪،1‬‬
‫ويرى البعض أن هذه الصيغة تستعمل عادة في مجال اإلنتاج الزراعي الذي يهدف إلى تغطية مصاريف أو‬
‫تكاليف عملية اإلنتاج‪ ،‬وخالفا للمرابحة ال يتدخل البنك بصفته بائعا ألجل للسلع المقتناة بطلب من عميله‪،‬‬
‫ولكن بصفته المشتري بالتسديد نقدا للسلع التي تسلم له مؤجال‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 37‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬على عقد السلم "الموازي"‪ ،‬وهو عندما يبرم البنك أو‬
‫المؤسسة المالية عقد السلم آخر مع طرف ثالث ومستقل عن العقد األول‪ ،‬من أجل بيع سلعة مطابقة في‬
‫مواصفاتها للسلعة موضوع العقد األول‪ ،‬تسلم في تاريخ الحق وبسعر متفق عليه يدفع فو ار أو نقدا‪ .‬وصيغة‬
‫السلم قد تشمل تمويل اإلنتاج أو اقتناء األصول‪.‬‬
‫يمكن استخالص شروط هذا العقد المذكورة في التعليمة رقم ‪ 2020-03‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يحدد موضوع العقد بوضوح وأن يكون معلوم الجنس والمقدار وأن تكون السلعة متوفرة وقابلة‬
‫للتداول تجاريا عند تاريخ التسليم؛‬
‫‪ ‬كما يجب تحديد سعر السلع نقدا وأجل ومكان التسليم من قبل البائع في مجلس العقد‪ .‬وبالنسبة للمنتوجات‬
‫الزراعية يمكن للمشتري أن يشترط أن يكون المنتوج من منطقة محددة دون اشتراط تحديد المستثمرة‬
‫الفالحية‪ ،‬أو أن يكون المنتوج من عالمة تجارية محددة بوضوح بالنسبة للمنتجات المصنعة؛‬
‫ومن ضوابط صيغة السلم‪ :‬إمكانية أن يطالب المشتري البائع بكفالة لضمان تسليم السلع عند‬
‫االستحقاق‪ .‬ويمكن للمشتري أن يوكل البائع لبيع و‪/‬أو تسليم السلع عند االستحقاق لشخص آخر مع أخذ‬
‫عمولة أو بدونها‪ .‬وعليه يصبح البائع مدينا تجاه المشتري بتحصيل قيمة المبلغ‪ .‬وأخي ار ال يمكن للمشتري أن‬
‫يبيع السلع قبل تسليمها من قبل البائع باستثناء عقد سلم موازي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل اقتناء األصول‬


‫أوال‪ :‬صيغة المرابحة‬
‫المرابحة حسب نص المادة ‪ 5‬من نظام بنك الجزائر رقم ‪ ،02-20‬والتعليمة رقم ‪ ،2020-03‬هي‬
‫عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع سلعة معلومة لزبون‪ ،‬سواء كانت هذه السلعة منقولة أو غير‬
‫منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬ويتم البيع بتكلفة اقتناء السلعة‪ ،‬مع إضافة هامش ربح متفق عليه‬
‫مسبقا‪ ،‬ووفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪ ،‬وهي على نوعين‪:‬‬
‫‪ .1‬المرابحة البسيطة‪ :‬وهي بيع المالك لسلعة يملكها أصال بمثل الثمن األول وزيادة‪ ،‬وهي عادة العمل‬
‫التجاري الذي يقوم به التاجر المتمثل في شراء السلع من أجل بيعها‪ ،‬وهو يخرج كقاعدة عن دائرة نشاط‬
‫المصارف‪.‬‬

‫‪ 1‬ماهر عزيز عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪50‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫‪ .2‬المرابحة آلمر بالشراء‪ :‬بموجبها يطلب شخص من المؤسسة أن تشتري له سلعة معينة ويعدها بأن‬
‫يشتريها منها بربح معين‪ ،1‬فقد عرفتها التعليمة رقم ‪ ،2020-03‬في المادة ‪ 9‬منها‪ ،‬بأنها‪" :‬العقد الذي‬
‫يقتني بموجبه البنك أو المؤسسة المالية من الغير‪ ،‬بخالف اآلمر بالشراء أو وكيله‪ ،‬بناء على طلب‬
‫ومواصفات اآلمر بالشراء‪ ،‬سلعة منقولة أو غير منقولة بهدف بيعها له بسعر يساوي تكلفة اقتنائها‪،‬‬
‫بإضافة هامش ربح متفق عليهما مسبقا‪ ،‬ووفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين"‪ .‬وهي عملية‬
‫مركبة‪ ،‬حيث يوافق البنك على شراء أصل أو سلعة من طرف ثالث بناء على طلب العميل‪ ،‬ثم يعيد بيعها‬
‫له‪ ،‬حيث يشتري العميل السلعة بالدفع الفوري أو المؤجل‪ .‬وهذا النوع من التمويل أثار جدال كبي ار حول‬
‫مدى مطابقته للشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث يرى البعض أنه قريب جدا من عملية اإلقراض التقليدي القائمة‬
‫على الفائدة‪.‬‬
‫للمؤسسة المصرفية أن تشتري السلعة بناء على رغبة عميلها وطلبه‪ ،‬مادام ان ذلك متفق مع الضوابط‬
‫الشرعية لعقد البيع‪ ،‬وتمثل تكلفة االقتناء سعر السلعة المقتناة بإضافة التكاليف المباشرة ذات الصلة باقتناء‬
‫هذه السلعة و المدفوعة للغير‪ ،‬ويجب أن يكون سعر البيع في عقد المرابحة ثابتا دون أي زيادة لغاية تسديده‬
‫بالكامل وفي اآلجال المتفق عليها‪ .‬ويمكن للزبون ان يسدد مسبقا السعر المتبقي المستحق أو جزء منه‪ ،‬وال‬
‫يترتب عن الدفع المسبق أي غرامة أو تخفيض في السعر للزبون وال تخلي البنك عن هامش الربح‪ ،‬ولكن‬
‫يمكن للبنك أن يتنازل عن جزء منه‪.2‬‬
‫فضال عما تم ذكره‪ ،‬يمكن اإلشارة إلى الضوابط المنصوص عليها في التعليمة رقم ‪2020-03‬‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن للبنك أن يوكل زبونه بشكل استثنائي الختيار أو لشراء باسم البنك السلعة موضوع العقد‪3‬؛‬
‫‪ ‬االنتقال الفوري لملكية السلعة من البنك إلى الزبون‪ ،‬مهما كانت كيفية الدفع المتفق عليها‪4‬؛‬
‫‪ ‬يمكن للبنك أن يطلب ضمانات عينية وشخصية‪5‬؛‬
‫‪ ‬التنصيص في العقد على إلزام الزبون‪ ،‬في حالة التأخر أو عدم التسديد بدون عذر معتبر‪ ،‬بدفع جزء أو‬
‫كامل المبلغ المتبقي المستحق‪6‬؛‬
‫‪ ‬يسمح بإدراج ضمن عقد المرابحة التزام الزبون بدفع في حالة التأخر أو عدم التسديد مبلغا يساوي جزءا أو‬
‫كامل الضرر الفعلي‪ ،‬ويتم إنفاق هذا المبلغ في أعمال خيرية تحت رقابة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‬
‫للصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬سعد عبد محمد ومي حمودي عبد هللا‪" ،‬عقد بيع المرابحة في المصارف اإلسالمية"‪ ،‬مجلة كلية بغداد االقتصادية الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪،2012 ،31‬‬
‫ص‪.5 :‬‬
‫‪ 2‬المادتان ‪ 4‬و‪ 5‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 10‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 8‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 7‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 6‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪51‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫قد يطلب البنك في عقد المرابحة آلمر بالشراء تقديم وديعة ضمان تسمى "هامش الجدية"‪ ،‬يمكن‬
‫استرجاعها بعد الوفاة أو عند مخالفة البنك اللتزاماته‪ ،‬أو استعمالها كخصم من سعر البيع أو يخصم منها‬
‫مبلغ التعويض مقابل الضرر الفعلي نتيجة عدم احترام اآلمر بالشراء لتعهد الشراء أحادي الطرف‪ .‬وهذا التعهد‬
‫يشترطه البنك على اآلمر بالشراء قبل اقتناء السلعة‪ ،‬ويتضمن بيان خصائص السلعة‪ ،‬وسعر االقتناء‪،‬‬
‫وكيفيات وآجال تسليمها لآلمر بالشراء‪ ،1‬ونصت المادة ‪ 13‬من التعليمة رقم ‪ 2020-03‬على أنه يتوجب‬
‫إبرام ثالثة عقود منفصلة‪:‬‬
‫‪ .1‬تعهد الشراء أحادي الطرف؛‬
‫‪ .2‬عقد شراء السلعة من طرف المصرف؛‬
‫‪ .3‬عقد المرابحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صيغة اإلجارة‬


‫عرفتها المادة (‪ )8‬من نظام بنك الجزائر رقم ‪ ،02-20‬والمادة ‪ 24‬من التعليمة رقم ‪،2020-03‬‬
‫بأنها‪" :‬عقد إيجار يضع خالله البنك أو المؤسسة المالية المسمى "المؤجر"‪ ،‬تحت تصرف الزبون المسمى‬
‫"المستأجر"‪ ،‬وعلى أساس اإليجار سلعة منقولة أو غير منقولة يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬لفترة محددة‬
‫مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد"‪.‬‬
‫وقد نصت تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬في المادة ‪ 28‬منها على أن السلعة موضوع عقد‬
‫اإلجارة تقع تحت مسؤولية البنك خالل الفترة التعاقدية‪ ،‬طالما لم يكن هناك أي تدهور أو إهمال أو نقص في‬
‫الصيانة من طرف الزبون‪ .‬حيث توضح المادة أن الصيانة المقصودة هنا هي الصيانة التشغيلية الدورية‬
‫(العادية) التي تقع على عاتق الزبون‪.‬‬
‫تنص التعليمة رقم ‪ 2020-03‬في المادة ‪ 33‬منها على اشتراط – في حالة طلب العميل من البنك‬
‫شراء سلعة منقولة أو غير منقولة بهدف تأجيرها له في إطار اإلجارة‪ -‬إمضاء تعهد إيجار أحادي الطرف‪،‬‬
‫مع وجوب تحديد في مضمونه خصائص السلعة وشروط وضعها تحت تصرف الزبون‪ .‬والحترام هذا التعهد‬
‫يشترط البنك إيداع وديعة ضمان تسمى "هامش الجدية" ويمكن أن ينص عقد اإلجارة على استرجاع مبلغ‬
‫وديعة الضمان بعد إبرام عقد اإلجارة أو استخدامه كأقساط أولى لإليجار‪ .2‬في حالة تنازل الزبون عن إبرام‬
‫العقد يقتطع البنك من هذه الوديعة مبلغ الضرر الفعلي الذي لحق به‪ ،‬وال يمكن للبنك المطالبة بدفع مبالغ‬
‫زيادة على وديعة الضمان‪ .‬أما إذا أخل البنك بالتزاماته التعاقدية فسيرجع الزبون على الفور وديعة الضمان‬
‫ويمكنه المطالبة بالتعويض عن الضرر الكلي‪ .‬كما نصت التعليمة في المادة ‪ 35‬بصفة صريحة على أن يتم‬
‫إبرام كل العقود اآلتي ذكرها بصفة منفصلة ومستقلة‪:‬‬

‫‪ 1‬المادتين ‪ 11‬و‪ 12‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 34‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪52‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫‪ .1‬عقد اقتناء السلعة من طرف المصرف؛‬


‫‪ .2‬عقد تعهد اإليجار أحادي الطرف؛‬
‫‪ .3‬عقد اإللتزام بالتنازل أو باقتناء السلعة‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 32‬من تعليمة بنك الجزائر رقم ‪ 2020-03‬على أن اإلجارة يمكن أن تكون على نوعين‪:‬‬
‫‪ .1‬إجارة تشغيلية‪ :‬تتمثل في إيجار عادي ال يؤدي إلى امتالك السلع المستأجرة من قبل المستأجر‪.‬‬
‫‪ .2‬إجارة منتهية التمليك‪ :‬عندما يمنح البنك أو المؤسسة المالية الزبون إمكانية امتالك السلع المستأجرة‪ ،‬عند‬
‫انقضاء المدة المتفق عليها مسبقا في العقد‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في البنوك والنوافذ االسالمية في الجزائر‬


‫نجد عدة صيغ تمويلية تقدمها البنوك اإلسالمية في الجزائر تأخذ بعين االعتبار أسس التعامل في‬
‫اإلسالم من جهة ورغبات العمالء من جهة أخرى‪ ،‬وتستند أعمال الصيرفة اإلسالمية إلى فرعين من البنوك‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية العربية ونوافذ إسالمية لبنوك تقليدية‪ .‬يمكن التطرق إلى الصيغ المعتمدة في‬
‫البنوك على النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصيغ المعتمدة في البنوك اإلسالمية في الجزائر‬
‫الجدول رقم (‪ :)6‬أهم الصيغ التمويلية المعتمدة في البنوك اإلسالمية بالجزائر‬
‫صيغ التمويل المعتمدة‬ ‫تاريخ نشأة‬ ‫المساهمون‬ ‫البيان‬
‫البنك‬ ‫البنك‬

‫‪ -‬اإلجارة أو االعتماد االيجاري؛‬ ‫‪ 20‬ماي‬ ‫بنك الفالحة والتنمية الريفية (الجزائر)‬ ‫بنك البركة الجزائري‬
‫‪ -‬المرابحة؛‬ ‫‪1991‬‬ ‫و‬
‫‪ -‬السلم؛‬ ‫مجموعة البركة المصرفية (البحرين)‬
‫‪-‬االستصناع؛‬
‫‪ -‬المشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة؛‬ ‫‪2008‬‬ ‫بنك السالم الجزائري تعاون جزائري‪ -‬خليجي‬
‫‪-‬المضاربة؛‬
‫‪ -‬اإلجارة؛‬
‫‪ -‬المرابحة؛‬
‫‪ -‬اإلستصناع؛‬
‫‪-‬السلم؛‬
‫‪ -‬البيع بالتقسيط؛‬
‫‪ -‬البيع اآلجل‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على معلومات من المواقع الرسمية لبنك البركة والسالم الجزائريين‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الصيغ المعتمدة في النوافذ اإلسالمية للبنوك التقليدية في الجزائر‬


‫منحت الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية شهادة المطابقة الشرعية لفتح نوافذ‬
‫تسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية لسبع (‪ )07‬مؤسسات بنكية وهيئات مالية‪ ،‬حيث شرعت الهيئة في‬
‫استقبال الملفات ودراستها وفق النظام ‪ 02-20‬الصادر في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬عن البنك المركزي وهو النظام‬
‫المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)7‬أهم الصيغ التمويلية المعتمدة في النوافذ اإلسالمية للبنوك التقليدية بالجزائر‬
‫صيغ التمويل المعتمدة‬ ‫تاريخ نشأة البنك‬ ‫البيان‬
‫البنك‬

‫‪ -‬المرابحة‬ ‫‪ 13‬جوان ‪1966‬‬ ‫البنك الوطني‬


‫‪ -‬اإلجارة‬ ‫الجزائري‬
‫‪ -‬حساب االستثمار االسالمي غير المقيد‬ ‫(‪)BNA‬‬
‫‪ -‬المرابحة‬ ‫‪1966‬‬ ‫القرض الشعبي‬
‫الجزائري‬
‫(‪)CPA‬‬
‫‪ -‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‬ ‫‪ 10‬أوت ‪1964‬‬ ‫الصندوق‬
‫الوطني للتوفير‬
‫واالحتياط(‬
‫‪)CNEP‬‬
‫المرابحة‬ ‫‪ 13‬مارس ‪1982‬‬ ‫بنك الفالحة‬
‫والتنمية الريفية‬
‫(‪)BADR‬‬
‫‪ Proline -1‬وتشمل‪ - :‬السلم ‪ -‬المرابحة‬ ‫‪15‬ديسمبر ‪2003‬‬ ‫بنك الخليج‬
‫‪Leasing -2‬عبارة عن تمويل تأجيري‪ :‬وهو نظام تمويلي‬ ‫(‪)AGB‬‬
‫يقوم فيه المؤجر (البنك) بتمويل شراء أصل رأسمالي‬
‫بطلب من المستأجر (المستثمر) بهدف استثماره مقابل‬
‫دفعات دورية (مقابل التأجير) مع احتفاظ المؤجر لملكية‬
‫األصل حتى نهاية العقد ويمتلك المستأجر خيار شراء‬
‫األصل عند نهاية مدة التأجير أو إعادة األصل للمؤجر في‬
‫نهاية مدة التأجير أو تجديد عقد التأجير مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المرابحة‬ ‫‪ 02‬ديسمبر ‪1998‬‬ ‫بنك المؤسسة‬
‫‪ -‬اإلجارة‬ ‫العربية الجزائر‬
‫‪ -‬االستصناع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على الموقع الرسمي للبنوك محل الدراسة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري –وكالة برج بوعريريج‪-‬‬
‫بنك البركة هو أول بنك إسالمي في الجزائر‪ ،‬يقدم تمويالت بصيغ عديدة الستخدام المال واستثماره‬
‫بالطرق المشروعة‪ .‬وامتثاال ألحكام القانون ‪ 10/90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالنقد والقرض تم‬
‫إنشاء البنك في ‪ 20‬ماي ‪ 1991‬ليجعل مقره الرئيسي بالجزائر لعاصمة‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬تقديم بنك البركة الجزائري‬

‫الفرع األ ول‪ : :‬نشأة وتعريف بنك البركة الجزائري‬


‫بنك البركة الجزائري هو أول بنك إسالمي يؤسس في الجزائر‪ ،‬وذلك بالشراكة بين القطاع العام‬
‫والقطاع الخاص‪ ،‬ليتيح فرصة العمل البنكي اإلسالمي للمتعاملين الساعين إلى التعامل على أساس مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.1‬‬
‫طرحت فكرة إنشاء بنك البركة اإلسالمي في سنة ‪ ،1984‬حيث بدأت االتصاالت األولية بين الجزائر‬
‫متمثلة في بنك الفالحة والتنمية الريفية وشركة دلة البركة القابضة الدولية‪ ،‬وقد نتج عن هذا االتصال تقديم‬
‫قرض مالي للجزائر خصص لتدعيم التجارة الخارجية‪.2‬‬
‫وقد تأسس بنك البركة الجزائري في شكل مساهمة بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1991‬في إطار أحكام القانون رقم‬
‫‪ 10/90‬المقترح في ‪ 14‬أبريل ‪ 1990‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬وهو مؤسسة مؤهلة للقيام بكل العمليات‬
‫البن كية والتمويلية واالستثمارية المطابقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية ولقد بلغ رأس المال آنذاك ‪ 500‬مليون‬
‫دينار جزائري موزعة بالتساوي بين كل من مجموعة البركة وبنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫وفي ظل متطلبات السوق سعى بنك البركة الجزائري إلى فتح عدة وكاالت تلبي حاجيات األفراد موزعة‬
‫على مناطق مختلفة من الوطن‪ ،‬ويلعب بنك البركة دو ار تجاريا فعاال حيث يقوم بتجميع الودائع التي عرفت‬
‫نموا كبي ار وتطو ار مستم ار من سنة إلى أخرى؛ ويلجأ إلى عملية منح القروض وفق األساليب المشروعة‪ ،‬كما‬
‫يقوم بتجميع الفوائض‪ ،‬وعليه فبنك البركة الجزائري يلعب دور الوسيط بين أصحاب رؤوس األموال من جهة‬
‫وأصحاب الحاجة لهذه األموال من جهة أخرى في شكل قروض خالية من الفائدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عيشوش عبدو‪ ،‬تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009/2008 ،‬ص‪-58:‬‬
‫‪.59‬‬
‫‪2‬‬
‫عجة الجياللي‪ ،‬عقد المضاربة( القراض) في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.228:‬‬

‫‪55‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف وخصائص بنك البركة الجزائري‬


‫أوال‪ :‬أهداف بنك البركة الجزائري‬
‫يهدف بنك البركة الجزائري إلى تحقيق جملة من األهداف من أبرزها‪:1‬‬
‫‪ ‬تغطية االحتياجات االقتصادية في ميدان الخدمات البنكية وأعمال التمويل واالستثمار المنظمة؛‬
‫‪ ‬تحقيق ربح من خالل استقطاب الموارد وتشغيلها بالطرق المشروعة؛‬
‫‪ ‬تطوير وسائل جذب األموال والمدخرات وتوجيهها نحو االستثمار باالعتماد على أسلوب المشاركة؛‬
‫‪ ‬توفير التمويل الالزم لسد احتياجات القطاعات المختلفة‪ ،‬وتقديم التسهيالت البنكية؛‬
‫‪ ‬المحافظة على السمعة الحسنة للبنك وتحسين الخدمات المقدمة من طرفه؛‬
‫‪ ‬مساهمة البنك في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية داخل المجتمع الجزائري؛‬
‫‪ ‬عصرنة الخدمات المقدمة المبنية على شبكة معلومات ناجحة والتكوين المالئم للموظفين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص بنك البركة الجزائري‬


‫يتميز بنك البركة الجزائري بعدة مميزات وخصائص‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬بنك المشاركة ‪ :‬يعتمد بنك البركة على المبادئ التي نصت عليها الشريعة اإلسالمية في باب أحكام‬
‫المعامالت المالية‪ ،‬والتي أطرها الفقهاء والمفكرون والمسلمون ضمن إطار أسموه بنظام المشاركة‪ ،‬وهو بذلك‬
‫يعتمد في عملياته التي يقوم بها على احترام أحكام الشريعة اإلسالمية سواء ما تعلق منها بعالقته مع‬
‫المودعين والممولين أو ما تعلق منها بأنشطته البنكية واالستثمارية والتمويلية‪2‬؛‬
‫‪ -2‬بنك مختلط‪ :‬يشكل بنك البركة حالة استثنائية في عالم بنوك المشاركة الناشطة على الساحة الدولية‪،‬‬
‫والتي تعود أغلبها لرأس المال الخاص‪ ،‬وذلك لكون رأس مالها مختلط بين شركة خاصة عربية (شركة دلة‬
‫البركة الدولية)‪ ،‬وبنك عمومي جزائري (بنك الفالحة والتنمية الريفية)‪3‬؛‬
‫‪ -3‬بنك ينشط في بيئة بنكية تقليدية‪ :‬يعمل بنك البركة الجزائري في بيئة خاضعة بالكامل لألطر والنظم‬
‫الرقابية التي يعتمدها بنك الجزائر والمبنية على أسس ربوية مخالفة تماما لمبادئ البنك والقيم التي أنشاء في‬
‫ضوئها‪ ،‬هذا ما يجعل بنك البركة يشكل استثناء عن القاعدة العامة للنظام البنكي في الجزائر‪.‬‬

‫بنك البركة الجزائري‪ ،‬القانون األساسي لبنك البركة الجزائري‪ ،‬ص‪.41:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عيشوش عبدو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63:‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحق العيفة‪ ،‬واقع التجربة المصرفية اإلسالمية في الجزائر تقييم اقتصادي إسالمي دراسة حالة بنك البركة‪( ،‬رسالة ماجستير)‪ ،‬كلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2012/2011 ،‬ص‪.34:‬‬

‫‪56‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقديم بنك البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج‬


‫يعتبر بنك البركة برج بوعريريج فرع من فروع بنك البركة الجزائري‪ ،‬وهو ممثله في مدينة برج بوعريريج‬
‫وكل الواليات التي يقوم بخدمتها‪ ،‬أنشئت الوكالة في فيفري ‪ ،2011‬وتحمل الوكالة رقم (‪ ،)405‬تقع هذه‬
‫الوكالة في (حي ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،1954‬الجباس‪ ،‬برج بوعريريج )‪ ،‬يقوم الفرع بالنشاط البنكي الكامل الذي يقوم‬
‫به الفرع الرئيسي بالجزائر من فتح حسابات‪ ،‬قبول الودائع‪ ،‬منح التمويل بمختلف أنواعه وغيرها من الخدمات‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫يمكن إظهار الهيكل التنظيمي لبنك البركة وكالة برج بوعريريج من خالل الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)9‬الهيكل التنظيمي لبنك البركة وكالة برج بوعريريج‬

‫المصدر‪ :‬وثائق داخلية للبنك‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫يظهر من خالل الشكل السابق الهيكل التنظيمي لبنك البركة وكالة برج بوعريريج حيث تتمثل مهام‬
‫البعض من عناصره األساسية فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المدير وهو المسؤول عن الفرع ونتائجه حيث يكون تحت سلطة مدير الشبكة وتتمثل المهام التي‬
‫يقوم بها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إعطاء التعليمات والتوجيهات المنظمة لعمل الفرع؛‬
‫‪ .2‬استقبال الزبائن في حالة وجود مشكلة لتسويتها؛‬
‫‪ .3‬اإلمضاء على البريد؛‬
‫‪ .4‬السهر على تطبيق التعليمات التي تدير الفرع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نائب المدير ويوجد تحت السلطة المباشرة لمدير الفرع‪ ،‬وتتمثل مهامه األساسية في تحقيق‬
‫نشاطات وأهداف الفرع وكذلك يقوم مقام المدير في حالة غيابه‪ .‬ويقوم كذلك بتسيير الوسائل البشرية والعتاد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األمانة وتتكلف بالبريد الوارد والصادر عن الوكالة والقيام باألعمال المكتبية وكذلك ضمان‬
‫وسائل االتصال على مستوى الفرع (الهاتف‪ ،‬الفاكس‪ ،‬االنترنيت‪ )...‬وتوصل المالحظات (الصادرة عن‬
‫المدير) وتقوم بنشرها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مصلحة التجارة الخارجية وهي المسؤولة عن معالجة كل المعامالت المتعلقة بالتجارة الخارجية‬
‫من توطين عمليات االستيراد والتصدير‪ ،‬تسيير ومتابعة حساب العملة الصعبة والتبادل النقدي وكذلك قبض‬
‫السجالت القانونية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مصلحة االلتزامات تتفرع الى‪:‬‬
‫‪ .1‬مصلحة التمويالت‪ :‬وهي تهتم بالتمويل العقاري –بيع وبناء العقارات‪-‬؛‬
‫‪ .2‬مصلحة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫‪ .3‬الرقابة الشرعية على المعامالت‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مصلحة الصندوق وهي مصلحة تتمثل وظيفتها في‪:‬‬
‫‪ .1‬تنفيذ التحويالت من وإلى حساب الزبون؛‬
‫‪ .2‬ضمان الدفع وسحب األموال (بالدينار أو بالعملة الصعبة)؛‬
‫‪ .3‬إصدار ومنح الشيكات ودفاتر التوفير‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل المعتمدة في بنك البركة ‪ -‬وكالة برج بوعريريج‬
‫تتبع وكالة برج بوعريريج مجموعة من العمليات التمويلية المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وفيما يلي‬
‫سنقدم تعريف مبسط لكل صيغة من الصيغ المعتمدة في الوكالة‪.‬‬
‫الفرع األ ول‪ :‬المرابحة‬
‫يعتبر التمويل بالمرابحة أهم عقود التمويل بالبيوع لدى بنك البركة وكالة برج بوعريريج‪ ،‬وهذا نظ ار‬
‫لسهولة تطبيق العقد عمليا من جهة وطبيعة العقد من جهة ثانية‪ ،‬وهي مخصصة أساسا للتمويالت قصيرة‬
‫األجل‪ ،‬ويقصد بالمرابحة البنكية توسط بنك البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج لشراء سلعة بناءا على طلب عميله‬
‫ثم بيعها له باألجل بثمن يساوي التكلفة الكلية للشراء زائد ربح معلوم متفق عليه بينهما‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المساومة‬
‫يتمثل بيع المساومة في طلب العميل من بنك البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج أن يشتري سلعة معينة‪،‬‬
‫يشتريها البنك من طرف ثالث بسعر ال دخل للعميل بتحديده‪ ،‬وبربح ال يعلمه العميل تبعا لذلك‪ ،‬ويكون للعميل‬
‫الحق في قبول السلعة أو رفضها بعد تملك البنك لها‪ ،‬فإذا قبل العميل فإنه يقوم بتسديد قيمة البضاعة‬
‫باألقساط على النحو الذي يتفق عليه‪ .‬ويقوم بنك البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج بتطبيق بيع المساومة على‬
‫السلع المشتراة من السوق المحلي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلجارة‬
‫يعتبر التمويل باإلجارة من أحد األساليب التمويلية القائمة على أساس المديونية‪ ،‬فهو عقد بين بنك‬
‫البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج والمتعامل‪ ،‬يؤجر البنك بمقتضاه عينا موجودة في ملك البنك عند التعاقد أو‬
‫موصوفة في ذمة المؤجر‪ ،‬تسلم في تاريخ محدد‪ .‬وهي نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬إجارة منتهية بالتمليك (التأجير التمليكي)‪ :‬وهي عقد بين طرفين يؤجر فيه أحدهما لألخر سلعة معينة‬
‫مقابل أجرة معينة يدفعها الطرف المستأجر على أقساط على أن تنتقل فيها ملكية العين المؤجرة الى‬
‫المستأجر في نهاية مدة اإلجارة‪1‬؛‬
‫‪ .2‬إجارة تشغيلية‪ :‬وهي التي تعود فيها العين المستأجرة إلى المؤجر في نهاية مدة اإلجارة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬السلم‬


‫يعتبر السلم أسلوب معتمد من قبل البنوك اإلسالمية ومنها بنك البركة وكالة برج بوعريريج‪ ،‬وهو عقد‬
‫على موصوف في الذمة بثمن مقبوض في مجلس العقد‪ ،‬وهو بيع آجل بعاجل حيث أنه يتقدم فيه رأس المال‬
‫أو الثمن‪ ،‬ويؤجل تسليم المبيع أو المسلم فيه ألجل معين‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ركيبي كريمة وغماري حفيظة‪ ،‬صيغ التمويل في البنوك االسالمية دراسة حالة بنك البركة وكالة تيزي وزو‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة اكلي محمد اوالحاج البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015/2014 ،‬ص‪.62 :‬‬
‫بن الضيف محمد‪ ،‬مقومات االستثمار في سوق األوراق المالية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص‪.80:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪59‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫الفرع الخامس‪ :‬االستصناع‬


‫هو عقد بين بنك البركة وكالة برج بوعريريج والمتعامل يتعهد فيه البنك بصناعة عين موصوفة في‬
‫الذمة بسعر محدد على أن تسلم في تاريخ معين (ويكون البنك هنا صانعا والمتعامل مستصنعا)‪ ،‬ويقوم البنك‬
‫بإبرام عقد استصناع موازي مع الطرف الثالث (عقد مقاولة) يكون فيه البنك مستصنعا والمقاول صانعا‪.‬‬

‫نستعرض في الجدول التالي تطور صيغ التمويل في بنك البركة وكالة برج بوعريريج‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)8‬تطور صيغ التمويل في بنك البركة وكالة برج بوعريريج خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬
‫(الوحدة‪ :‬دينار ج ازئري)‬
‫الصيغ‬
‫استصناع‬ ‫السلم‬ ‫إجارة‬ ‫مرابحة ‪ /‬مساومة‬
‫السنوات‬
‫‪72 276 154,54‬‬ ‫‪536 741 423,57‬‬ ‫‪3 172 816 079,09‬‬ ‫‪3 939 513 201,44‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪81 646 825,62‬‬ ‫‪436 653 941,08‬‬ ‫‪3 172 605 446,60‬‬ ‫‪5 051 298 502,77‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪89 131 346,79‬‬ ‫‪632 820 282,00‬‬ ‫‪3 224 222 210,32‬‬ ‫‪5 544 755 908,70‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪80 218 212,11‬‬ ‫‪569 538 253,80‬‬ ‫‪2 901 799 989,29‬‬ ‫‪4 990 280 317,83‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪75 761 644,77‬‬ ‫‪537 897 239,70‬‬ ‫‪2 740 588 878,77‬‬ ‫‪4 713 042 522,40‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪399 034 183,83 2 713 651 140,15 15 212 032 604,07 24 238 890 453,14‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على وثائق بنك البركة وكالة برج بوعريريج خالل الفترة (‪.)2020-2016‬‬

‫ويمكننا توضيح معطيات الجدول في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬تطور صيغ التمويل في بنك البركة وكالة برج بوعريريج‬
‫خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم(‪.)8‬‬

‫‪60‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫ويمكننا إيضاح نسب استخدام كل صيغة من صيغ التمويل في الجدول التالي‪:‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)9‬نسب استخدام كل صيغة من صيغ التمويل واالستثمار في بنك البركة وكالة برج بوعريريج‬
‫خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬
‫صيغ التمويل‬
‫‪58%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪51%‬‬ ‫مساومة‪/‬مرابحة‬
‫‪34%‬‬ ‫‪34%‬‬ ‫‪34%‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪41%‬‬ ‫إجارة‬
‫‪7%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫السلم‬
‫‪1%‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫استصناع‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)8‬‬

‫ويمكننا توضيح نسب التمويل لسنة ‪ 2020‬في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬توزيع التمويالت المقدمة من طرف بنك البركة وكالة برج بوعريريج‬
‫خالل سنة ‪2020‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)9‬‬

‫من خالل الجداول واألشكال السابقة يتضح فعال أن بنك البركة وكالة برج بوعريريج يقدم خمس صيغ‬
‫تمويلية وهي‪ :‬المرابحة‪ ،‬المساومة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم واالستصناع‪ .‬فنالحظ غياب التمويل بصيغتي المشاركة‬
‫والمضاربة لكونها طويلة األجل ومخاطرها مرتفعة وهذا ما ال يتماشى مع السياسة االستثمارية للبنك الهادفة‬
‫للربح السريع من خالل سرعة تحريك األموال‪ .‬كما أن بنك البركة‪ -‬وكالة برج بوعريريج لم يقدم أي تمويل‬
‫عن طريق صيغ التمويل الزراعي المتمثلة في المزارعة‪ ،‬المغارسة والمساقاة وذلك ألن قانونه األساسي ال‬

‫‪61‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫ينص على هذه الصيغ كأساليب للتمويل‪ ،‬إضافة للمخاطر العالية المرتبطة بالقطاع الزراعي حسب وجهة‬
‫نظر البنك‪.‬‬
‫نالحظ أن التمويل بصيغتي المرابحة والمساومة يحتالن المركز األول من حيث التمويالت الممنوحة‬
‫من طرف البنك الرتفاع نسب التمويل بهما من إجمالي تمويالت البنك حيث قدرت نسبة التمويل بهما سنة‬
‫‪ 2016‬ب ‪ %51‬وارتفعت لتقدر ب ‪ %58‬سنة ‪ 2017‬وبقيت النسبة مرتفعة وثابتة لغاية آخر سنة من‬
‫سنوات دراستنا (سنة ‪ ،)2020‬وهذا االرتفاع في نسب التمويل بصيغتي المرابحة والمساومة راجع لسهولة‬
‫التعامل بهما ووضوح تطبيقهما مع مردوديتهما العالية وربحهما المضمون ولما لهما من مزايا كالدفع ألجل‬
‫وتقسيط مبالغ التمويالت‪.‬‬
‫بينما في المركز الثاني نجد أن البنك يعتمد على التمويل بصيغة اإلجارة حيث قدرت نسبة التمويل بها‬
‫سنة ‪ 2016‬ب ‪ %41‬وانخفضت النسبة سنة ‪ 2017‬لتقدر ب ‪ %36‬و ب ‪ %34‬في سنة ‪ 2018‬وبقت‬
‫ثابتة لغاية ‪ ،2020‬صحيح أن مبالغ ونسب التمويل بصيغة اإلجارة شهدت انخفاضا خالل سنوات الدراسة إال‬
‫أنها بقت مرتفعة مقارن ة بصيغتي السلم واالستصناع‪ ،‬وهذا راجع لقلة مخاطر صيغة المرابحة لكون البنك‬
‫يمتلك العين المؤجرة في اإلجارة العادية (التأجير التشغيلي)‪ ،‬أما في اإلجارة المنتهية بالتمليك فإنه ال يملك‬
‫العين حتى يستوفي كامل حقوقه‪.‬‬
‫كما نالحظ أن نسب التمويل بصيغة السلم منخفضة حيث قدرت سنة ‪ 2016‬ب ‪ %7‬وانخفضت سنة‬
‫‪ 2017‬لتقدر بـ ‪ %5‬وارتفعت مرة أخرى لـ ‪ %7‬سنة ‪ 2018‬وبقت النسبة ثابتة لغاية آخر سنة من سنوات‬
‫الدراسة‪ ،‬هذا االنخفاض في نسب التمويل بالسلم مقارنة بالصيغ السابقة (المرابحة‪ ،‬المساومة‪ ،‬اإلجارة) راجع‬
‫الرتفاع مخاطره‪.‬‬
‫في حين نالحظ أن نسبة التمويل بصيغة االستصناع بقت ثابتة طيلة سنوات الدراسة وتقدر ب ‪%1‬‬
‫من إجمالي التمويالت‪ ،‬وهذا راجع لكون التمويل بصيغة االستصناع مخاطره مرتفعة‪ ،‬ولقلة التمويل في مجال‬
‫البناء والتجهيزات‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل المعتمدة في بنك البركة في دعم االقتصاد الوطني‬

‫البنوك اإلسالمية لها دور فعال في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬وبالتالي دعم االقتصاد الوطني‬
‫الجزائري ويتضح هذا من خالل صيغها التمويلية المتعددة ويمكن توضيح ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬دور صيغ التمويل طويلة األجل في دعم االقتصاد الوطني‬

‫الفرع األول‪ :‬دور صيغة المضاربة في دعم االقتصاد الوطني‬


‫تعتبر المضاربة أداة فعالة في التنمية االقتصادية وذلك من خالل أن‪:1‬‬
‫‪ .1‬صيغة المضاربة يمكنها لعب دور هام في دفع عجلة التنمية االقتصادية للجزائر وذلك الرتباطها بكفاءة‬
‫تخصيص الموارد المالية‪ ،‬فلو كان البنك اإلسالمي هو الطرف المضارب فمن المفترض أن لديه من‬
‫الخبرة والكفاءات البشرية ما يمكنه من اختيار وإدارة المشاريع ذات الجدوى االقتصادية‪ ،‬أما في حال كان‬
‫البنك ربا للمال فإنه سيقوم في هذه الحالة بكل ما من شأنه تقليل المخاطر (إجراءه للدراسات الالزمة‬
‫وفرضه للشروط والضوابط واختياره ألفضل المشاريع والمضاربين‪...‬الخ) كونه لن يشارك في العمل؛‬
‫‪ .2‬المضاربة تساهم في تخفيض تكاليف االستثمار وما يصاحبه من تخفيض التكاليف االقتصادية اإلضافية‬
‫التي يتحملها المجتمع ككل؛‬
‫‪ .3‬المضاربة تعد األسلوب المناسب للمزاوجة بين عنصري العمل ورأس المال‪ ،‬فليس كل مالك للمال لديه‬
‫القدرة على العمل فيه‪ ،‬وال كل مالك للكفاءة والقدرة على العمل يتوفر لديه المال‪ .‬والتمويل بصيغة‬
‫المضاربة يتناسب تماما مع الحرفيين الصغار حيث أنهم يملكون الخبرة والقدرة على القيام بعمل اقتصادي‬
‫وال تتوفر لديهم الموارد المالية‪ ،‬كما أنها تتناسب مع العلماء والباحثين من أصحاب الكفاءات والمهارات‬
‫النادرة الذين ال يجدون سبل تمويلية مناسبة لوضع أفكارهم موضع التطبيق العملي‪ .‬أي أنه باإلضافة إلى‬
‫البعد االقتصادي للمضاربة من خالل توظيف الطاقات العاطلة في حالة تمويل الحرفيين‪ ،‬فإن لها بعدا‬
‫اجتماعيا هاما وهو توطين الكفاءات البشرية المسلمة في الجزائر في حالة منح العلماء والخبراء التمويل‬
‫الالزم لنشاطاتهم؛‬
‫‪ .4‬المضاربة تساهم في الحد من التضخم كونها تعمل على ربط عمليات التمويل بعمليات اقتصادية حقيقية؛‬
‫‪ .5‬صيغة المضاربة تساهم في تعبئة المدخرات الصغيرة وتحويلها إلى استثمارات ضخمة ففي البنوك‬
‫اإلسالمية يوجد ما يعرف بسندات المقارضة‪ ،‬وهي سندات أو صكوك تصدرها البنوك اإلسالمية تفيد بأنها‬
‫ستقوم بتجميع األموال الستثمارها في مشروع معين‪.‬‬

‫‪ 1‬حريري عبد الغاني‪ ،‬قسول المين‪" ،‬الطبيعة التنموية لصيغ التمويل واالستثمار القائمة على مفهوم الملكية بالبنوك اإلسالمية"‪ ،‬مجلة الريادة‬
‫القتصاديات األعمال‪ ،‬الشلف العدد ‪ ،2017 ،5‬ص‪.72:‬‬

‫‪63‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة المشاركة في دعم االقتصاد الوطني‬


‫صيغة المشاركة تعد من األساليب الفعالة في تحقيق التنمية االقتصادية للجزائر خاصة في مجالي‬
‫االستثمار والتشغيل‪ .‬وهذا راجع لما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬اعتماد البنوك اإلسالمية على أسلوب المشاركة يعد أول خطوة لمحاربة االكتناز والقضاء على اآلثار‬
‫السلبية الناجمة عنه‪ ،‬ويعد خطوة إضافية للقضاء على السلوك السلبي في النشاط االقتصادي وهذه تعتبر‬
‫تنمية اقتصادية واجتماعية في آن واحد؛‬
‫‪ .2‬تعمل صيغة المشاركة على توجيه الموارد المالية نحو االستثمارات الحقيقية؛‬
‫‪ .3‬كما أن صيغة المشاركة تؤدي للربط بين عنصري العمل ورأس المال في مجال التنمية االقتصادية بما‬
‫يعود على كل منهما من ربح عادل متناسب مع دور كل منهما في العملية اإلنتاجية مما يفضي إلى‬
‫تحقيق العدالة في توزيع ناتج االستثمارات وعدم تركز الثروة لدى فئة معينة فقط من المجتمع وتوسيع‬
‫قاعدة الملكية في النشاط االقتصادي؛‬
‫‪ .4‬تعد صيغة المشاركة أقل مخاطرة على البنوك اإلسالمية من المضاربة ألن رأس المال يقدم من كال‬
‫الطرفين (البنك والعميل) وذلك ضمانا لجدية النشاط وتأمينا جزئيا للبنك الممول للجزء المتبقي من رأس‬
‫المال الضروري لتمويل النشاط االقتصادي؛‬
‫‪ .5‬صيغة المشاركة تعمل على تمويل رأس المال العامل مما يؤدي إلى توفير السيولة الالزمة لحسن سير‬
‫المشروع وبالتالي المساهمة في توظيف الطاقات العاطلة بالجزائر؛‬
‫‪ .6‬يؤدي توظيف الموارد المالية وفقا لصيغة المشاركة لتحقيق معدالت عالية للتنمية االقتصادية بالجزائر‪،‬‬
‫أل ن من شأنها إقحام األفراد بصورة فعالة وشفافة وحشد هممهم بالمسؤولية بشكل إيجابي‪ .‬هذا ما يشجع‬
‫البنوك اإلسالمية على التوسع في صيغ المشاركة لتحقيق تلك األهداف االقتصادية ذات األثر التنموي‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار درويش‪" ،‬الدور التنموي لبعض صيغ التمويل اإلسالمي (المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المرابحة)"‪ ،‬مجلة دراسات إسالمية‪ ،‬عين تموشنت العدد ‪،2‬‬
‫‪ ،2020‬ص‪.298 :‬‬

‫‪64‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور صيغ التمويل متوسطة األجل في دعم االقتصاد الوطني‬

‫الفرع األ ول‪ :‬دور صيغة اإلجارة في دعم االقتصاد الوطني‬


‫عقد االجارة يمكنه أن يساهم في التنمية من خالل ما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬لو قامت البنوك اإلسالمية في الجزائر باقتناء األراضي الزراعية والتي تمثل مساحات شاسعة من البالد‬
‫إضافة إلى المعدات ومختلف اآلالت الزراعية ( كآالت الحرث والحصاد‪ ،)...‬وفق صيغة اإلجارة ووفرتها‬
‫للمزارعين الذين ال يقدرون على اقتنائها سيؤدي هذا لزيادة عدد المنتجين الذين سيساهموا في تنمية‬
‫القطاع الزراعي في البالد؛‬
‫‪ .2‬تساهم اإلجارة في الحد من التضخم‪ ،‬وهذا راجع لكون التمويل بها يتيح الحصول على تمويل عيني ألنه‬
‫يمكن المستأجرين من االنتفاع بالمعدات بدل حصولهم على التمويل النقدي مما يحد من حجم الكتلة‬
‫النقدية المتداولة في االقتصاد الجزائري؛‬
‫‪ .3‬صيغة اإلجارة لها دور في تخفيض تكاليف االستثمار وزيادة األرباح مما يعمل على زيادة القدرة الشرائية‬
‫للمستهلكين‪ ،‬ويرافق ذلك زيادة الطلب الفعال مما يؤدي من جديد إلى زيادة اإلنتاج؛‬
‫‪ .4‬يمكن للبنوك اإلسالمية أن تساهم في التخفيف من حدة البطالة في الج ازئر عن طريق عقود اإلجارة‪ ،‬فلو‬
‫كان موضوع اإلجارة المنتهية بالتمليك شاحنة مثال فيمكن للعميل المستفيد بعد أن يسدد جميع أقساطه‬
‫للبنك اإلسالمي أن يصبح منتجا للدخل ومالكا للشاحنة بعد أن كان عاطال عن العمل‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫سيخفض من حجم البطالة بين شرائح واسعة من المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة االستصناع في دعم االقتصاد الوطني‬


‫يمكن للبنك اإلسالمي من خالل تطبيقه لصيغة االستصناع أن يقوم بدور هام في دعم جهود التنمية‬
‫الصناعية في الجزائر وزيادة قدرتها اإلنتاجية‪ .‬وفيما يلي عرض للدور الذي يمكن أن يؤديه عقد اإلستصناع‬
‫في التنمية‪:2‬‬
‫‪ .1‬صيغة االستصناع تقوم على طلب سلع بمواصفات معينة‪ ،‬مما يعني أن هناك حاجة فعلية لتلك السلع‬
‫وهذا بدوره يؤدي إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب وبالتالي تحقيق االستقرار لالقتصاد الجزائري؛‬
‫‪ .2‬يعتبر االستصناع أسلوبا جيدا لتمويل أصحاب المشروعات الصغيرة‪ ،‬ألنه يتيح التفاعل مع أسواق المال‬
‫وتوفير مصادر التمويل الالزمة لهذه المشروعات عن طريق إصدار صكوك استصناع وطرحها لالكتتاب‬
‫واستخدام حصيلتها في تمويل وتنمية المشروعات الصغيرة؛‬

‫‪ 1‬مالك سلوى‪ ،‬زايد رابح‪" ،‬واقع تطبيق نظام الصيرفة اإلسالمية في الجزائر في ظل جائحة كوفيد ‪ ،"19‬مجلة وحدة البحث قي تنمية الموارد البشرية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1‬جانفي ‪ ،2021‬ص‪.117 :‬‬
‫‪ 2‬أمين قسول‪ " ،‬الطبيعة التنموية لصيغ التمويل واالستثمار القائمة على مفهوم المديونية بالبنوك االسالمية –تحليل نظري‪ ،"-‬مجلة األكاديمية للدراسات‬
‫االجتماعية واالنسانية‪ ،‬الشلف العدد ‪ ،19‬جانفي ‪ ،2018‬ص‪.53 :‬‬

‫‪65‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫‪ .3‬عقد االستصناع المطبق من طرف البنوك اإلسالمية له دور مهم في التنمية كونه يرتبط بمشروعات‬
‫حقيقية تمس جميع القطاعات‪ ،‬األمر الذي سيعمل على توسيع قاعدة الصناعة في الجزائر؛‬
‫‪ .4‬لالستصناع دور في تمويل رأس المال الثابت للمنشآت ألن البنك اإلسالمي يمكنه أن يقوم عن طريق‬
‫عقد االستصناع بتوفير األصول الثابتة الالزمة لقيام المصانع أو إلحاللها في المصانع القديمة القائمة‪،‬‬
‫أو ألجل توسيع خطوط اإلنتاج‪ .‬وفي سبيل توفير هذه األصول فإن أمام البنك اإلسالمي خياران‪ ،‬فإما أن‬
‫يكون صانعا لهذه األصول أو شريكا لبعض المؤسسات التي تنتجها‪ ،‬وإما أن يقوم بتوفير هذه األصول‬
‫عن طريق صيغة اإلستصناع الموازي‪ .‬وفي كلتا الحالتين فإن هذا يكون مقابل ثمن ‪ -‬والذي يكون في‬
‫الغالب مقسطا‪ -‬يسدد له من طرف المستفيد من هذه األصول؛‬
‫‪ .5‬عقد اإلستصناع يساهم في تخفيض تكاليف المنتجات حيث أنه مشابه لما يعرف اليوم باإلنتاج‬
‫بالطلبيات‪ ،‬كون أن الصانع لن يقوم باإلنتاج إال بعد حصوله على طلب المستصنع‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫سيؤدي إلى تخفيض تكاليف المنتجات‪ ،‬كما أن الصانع لن يتحمل تكاليف تخزين وتسويق المنتجات‬
‫والتأمين عليها‪ ،‬بل سيسلمها مباشرة للمستصنع في األجل المحدد‪ .‬ومن المعلوم أن هذه التكاليف في حال‬
‫لم يتحملها الصانع‪ ،‬فإنها ستخصم من ثمن المنتج‪ ،‬أي أن التكلفة التي سيتحملها المستهلك النهائي لهذا‬
‫المنتج في األخير ستكون أقل في هذه الحالة بفضل عقد اإلستصناع؛‬
‫‪ .6‬يمكن لعقد اإلستصناع أن يساهم بفعالية في تنمية بعض الصناعات والقطاعات االستراتيجية في الجزائر؛‬
‫‪ .7‬عادة ما يتطلب عقد اإلستصناع استخدام مهارات معينة كالبنائين‪ ،‬بل ويتطلب في كثير من األحيان‬
‫استخدام أكثر من مهارة في نفس الوقت‪ ،‬مما يزيد من معدالت التشغيل ويخفض البطالة بين شرائح‬
‫واسعة من المجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور صيغ التمويل قصيرة األجل في دعم االقتصاد الوطني‬

‫الفرع األ ول‪ :‬دور صيغة المرابحة في دعم االقتصاد الوطني‬


‫المرابحة تعتبر نشاط من األنشطة المهمة التي تحقق عدة آثار إيجابية على صعيد التنمية االقتصادية‬
‫للجزائر نذكر منها‪:1‬‬
‫‪ .1‬أن التمويل باستخدام صيغة المرابحة غالبا ما يكون أقل تكلفة من التمويل الربوي‪ ،‬ففي حال تعثر العميل‬
‫عن السداد مثال لن يضطر إلى تحمل مبالغ إضافية‪ ،‬أي أن التكلفة النهائية للتمويل تكون أقل عند‬
‫استعمال صيغة المرابحة في هذه الحالة؛‬
‫‪ .2‬تساعد المرابحة في تنشيط وإنعاش التجارة وذلك من خالل تمكين التاجر الذي يملك أمواال من شراء ما‬
‫يريد من سلع على ان يقوم بتسديد أثمانها آجال بأقساط ومعنى هذا أنها تؤدي إلى تداول المال بين أفراد‬
‫المجتمع وأال يصبح حك ار على المقتدرين فقط وهو تحقيق أحد أهداف المالية اإلسالمية (تداول المال)؛‬
‫‪ .3‬تدني نسبة المخاطرة في عقد المرابحة مقارنة بباقي الصيغ‪ ،‬وبالتالي عائدها يكاد يكون مضمونا مما‬
‫يخدم مصلحة كل من البنك وأصحاب الودائع االستثمارية‪ ،‬ويزيد من قدرة البنك اإلسالمي على استقطاب‬
‫فئات جديدة تسعى إلى تحقيق األرباح‪ ،‬ومنه ضمان للتوسع في تعبئة الموارد المالية الخارجية التي تؤدي‬
‫إلى التوسع في النشاط االستثماري؛‬
‫‪ .4‬المرابحة تشجع الطلب على السلع المحلية المباعة غالبا وزيادة الطلب سيؤدي إلى زيادة األرباح المحققة‬
‫من طرف المنشآت المنتجة لتلك السلع‪ ،‬فإذا كانت هذه المنشآت تعاني من طاقات عاطلة ستستغل هذه‬
‫الطاقات وبالتالي يتحقق االستخدام الكفء للموارد المتاحة‪ .‬أما إذا كانت هذه المنشآت تشتغل بأقصى‬
‫طاقاتها‪ ،‬فإن زيادة الطلب على إنتاجها سيجذب رؤوس أموال جديدة لالستثمار فيها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور صيغة السلم في دعم االقتصاد الوطني‬


‫يستخدم السلم لتمويل مختلف العمليات والنشاطات االقتصادية (زراعية‪ ،‬تجارية وصناعية)‪ ،‬مما‬
‫سيعمل وال شك على دفع عجلة التنمية في الجزائر ويمكننا إبراز الدور التنموي لهذه الصيغة في النقاط‬
‫التالية‪:2‬‬
‫‪ .1‬يعتبر عقد السلم ضمانا لعدم توقف العمل وحال لمشكلة المصروفات الجارية التي تتطلبها دورات اإلنتاج‬
‫كدفع أجور العمال‪ ،‬حيث يوفر البنك اإلسالمي السيولة الالزمة مقابل جزء معلوم من اإلنتاج يستلمه في‬
‫وقت الحق حسبما تم االتفاق عليه؛‬

‫‪ 1‬سعيدي خديجة‪" ،‬صيغ التمويل اإلسالمي كآلية لتفعيل التنمية المستدامة في الجزائر – بنك البركة نموذجا‪ ،"-‬مجلة المشكاة في االقتصاد التنمية‬
‫والقانون‪ ،‬تلمسان العدد ‪ ،2017 ،6‬ص‪.185 :‬‬
‫‪ 2‬سعيدي خديجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186 :‬‬

‫‪67‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫‪ .2‬تمويل قطاع الصادرات‪ ،‬وكذلك الحرفيين وصغار المنتجين عن طريق إمدادهم بمستلزمات اإلنتاج كرأس‬
‫مال سلم‪ ،‬أو بالسيولة المالية لتلبية احتياجات دورة اإلنتاج؛‬
‫‪ .3‬توفير رأس المال الثابت للمؤسسات من خالل توفير األصول الثابتة الالزمة لقيام المصانع؛‬
‫‪ .4‬تساهم صيغة السلم في التخصيص األمثل لموارد التمويل ألن العميل يجب عليه تسليم السلعة المتفق‬
‫عليها بمواصفاتها المحددة عندما يحين األجل الى البنك‪ ،‬فبالتالي سيعمل جاهدا على إنتاج هذه السلعة‪،‬‬
‫وحتى وإن لم يكن هذا العميل هو المنتج الفعلي لهذه السلعة‪ ،‬ففي األخير ستذهب أموال البنك إلنتاج هذه‬
‫السلعة؛‬
‫‪ .5‬يمكن للدولة القيام بإصدار صكوك السلم لتمويل العجز المالي في ميزانيتها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور القرض الحسن في دعم االقتصاد الوطني‬


‫رغم أن الطابع التكافلي للقروض الحسنة الذي يطغى على طبيعتها التمويلية واالستثمارية‪ ،‬تظل هذه‬
‫األخيرة من أهم وسائل مساعدة المسلمين للقيام بمواجهة األزمات التي يتعرضون لها‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫األزمات اقتصادية أو اجتماعية ذات أبعاد اقتصادية كأعباء الزواج‪ ،‬التعليم والعالج‪ ...‬الخ‪ ،‬وجدير بالذكر أن‬
‫البنوك اإلسالمية كثي ار ما تواجه أثناء نشاطها بحاالت من إعسار العمالء‪ ،‬ومن ثم فإنها قد ترى تمويل بعض‬
‫أنشطة هؤالء العمالء بقروض حسنة لتيسير عسرهم وترويج نشاطهم االقتصادي حتى يتمكنوا من استعادة‬
‫قدرتهم على السداد‪.1‬‬

‫‪ 1‬أمين قسول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54:‬‬

‫‪68‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................................................... :‬دور صيغ التمويل اإلسالمي يف دعم االقتصاد اجلزائري‬

‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬


‫تطرقنا في فصلنا هذا إلى مختلف اإلصالحات التي تخص المالية اإلسالمية في الجزائر والصيغ‬
‫التمويلية المعتمدة في التشريع الجزائري وفي البنوك‪ ،‬كما حاولنا أيضا اإللمام بأهم العناصر المتعلقة ببنك‬
‫البركة الجزائري بصفة عامة ووكالة برج بوعريريج بصفة خاصة‪ ،‬معتمدين في دراستنا على التقارير المالية‬
‫المقدمة من قبل الوكالة بهدف التوصل إلى أهم الصيغ المصرفية اإلسالمية التي يتعامل بها‪ .‬وقمنا بإبراز‬
‫دور مختلف الصيغ التمويلية في دعم االقتصاد الوطني‪ ،‬وتوصلنا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬البنوك االسالمية العاملة في الجزائر وخاصة بنك البركة‪ ،‬تقدم صيغ تمويلية متنوعة تتماشى مع أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية للمتعاملين؛‬
‫‪ ‬بنك البركة الجزائري –وكالة برج بوعريريج‪ -‬يعتمد على صيغتي المرابحة والمساومة أكثر من بقية‬
‫الصيغ األخرى المعتمدة فيه‪ ،‬كما أنه ال يتعامل بصيغتي المشاركة والمضاربة وال بصيغ التمويل‬
‫الزراعية؛‬
‫‪ ‬للبنوك اإلسالمية دور هام في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية داخل المجتمع الجزائري من خالل‬
‫مختلف الصيغ التمويلية المعتمدة من قبلها سواء كانت طويلة‪ ،‬متوسطة أو قصيرة األجل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪69‬‬
‫اخلامت العام‬
‫اخلامتة العامة‬

‫يعــد التمويــل اإلســالمي مــن أهــم مقومــات نجــاح الصــناعة المصــرفية اإلســالمية‪ ،‬حيــث أن تــوفير بــدائل‬
‫للق ــروض التقليدي ــة بطريق ــة متوافق ــة م ــع أحك ــام الشـ ـريعة يع ــد م ــن أه ــم التح ــديات الت ــي تواج ــه العم ــل الصـ ـرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وقد نجحت المصارف اإلسالمية في تقديم العديد من الصيغ التي تمتاز بالمرونة والتكامل والتنـوع‪،‬‬
‫والتــي يمكــن اســتخدامها فــي تمويــل العديــد مــن القطاعــات االقتصــادية بأســاليب وصــيغ متعــددة ومتطــورة منهــا‬
‫المرابحة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬التأجير‪ ،‬االستصناع والسلم‪.‬‬
‫هناك تجارب في التمويل اإلسالمي أثبتت تقدمها ونجاحها رغم المشاكل التي تتخبط فيها والقصـور الـذي‬
‫يكتنفها في المجال التطبيقي وخيـر مثـال تجربـة بنـك فيصـل اإلسـالمي السـوداني الـذي يملـك رؤيـة واسـتراتيجية‬
‫اســتثمارية واضــحة وبعيــدة المــدى‪ ،‬ممــا جعلــت منــه أهــال للوصــول إلــى مصــاف البنــوك ال ارئــدة‪ ،‬وك ـذلك الحــال‬
‫بالنسبة لتجربة بنك دبي اإلسـالمي اإلمـاراتي القـائم علـى مبـادئ الصـيرفة اإلسـالمية والـذي يعتمـد علـى صـيغ‬
‫تمويل مختلفة بحيث يشجع على االستثمارات بتوفير قروض تتوافق مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫أم ــا بالنس ــبة للج ازئ ــر ف ــإن الص ــيرفة اإلس ــالمية تمث ــل أرض ــية مناس ــبة لتط ــوير االقتص ــاد الج ازئ ــري بك ــل‬
‫قطاعاته‪ ،‬انطالقا ممـا تـوفره مـن صـيغ إسـالمية متعـددة تـوفر التمويـل المناسـب بمختلـف الطـرق كـل حسـب مـا‬
‫يناســبه‪ ،‬لــذا فــإن وجــود بنــك البركــة الج ازئــري يعتبــر قف ـزة نوعيــة فــي مجــال الصــيرفة اإلســالمية‪ ،‬إذ أنــه يمثــل‬
‫الخطوة والتجربة العملية األولى في هذا المجال‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬النتائج النظرية‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم في الفصل األول تم التوصل للنتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل اإلسالمي ال يتعامل فيه بالربا ال أخذا وال عطاءا؛‬
‫‪ -‬يوفر التمويل اإلسالمي للمتعاملين صيغ تمويلية عديدة ومتنوعة تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬تبدو أهمية صيغ التمويل اإلسالمي في قدرتها على تحقيق العدالة بين طرفي المعاملة‪ ،‬بحيث يحصل كل‬
‫طرف على حقه بدال من نظام اإلقراض بالفوائد؛‬
‫مما سبق نستنتج أن الفرضية األولى والتي تقول (التمويل اإلسالمي يوفر عدة أساليب وصيغ تمويلية‬
‫تتوافق مع الشريعة اإلسالمية وتختلف عن تلك التي يتعامل بها في التمويل الربوي) هي فرضية صحيحة‬
‫وذلك من خالل ما تعرضنا له في الفصل األول‪.‬‬
‫‪ .2‬النتائج التطبيقية‪:‬‬
‫أما من خالل دراستنا للفصل الثاني والثالث قمنا بإسقاط المفاهيم النظرية على بنك دبي اإلسالمي‬
‫اإلماراتي‪ ،‬بنك فيصل اإلسالمي السوداني وبنك البركة الجزائري‪-‬وكالة برج بوعريريج‪ -‬وقد توصلنا للنتائج‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫‪ ‬إن بنك دبي اإلسالمي يعتبر أكبر قاعدة أصول في دولة اإلمارات‪ ،‬أول بنك متكامل الخدمات وأول بنك‬
‫إسالمي أنشأ في العالم‪ ،‬حيث يؤدي دو ار محوريا في تمويل مختلف القطاعات االقتصادية في اإلمارات‪،‬‬
‫من خالل استخدامه عدة صيغ تمويل إسالمية وتعد صيغة اإلجارة أكثر صيغة يعتمدها البنك في تمويل‬
‫القطاع الصناعي مقارنة مع باقي القطاعات؛‬
‫‪ ‬إن تجربة السودان في استعمال صيغ التمويل اإلسالمي قد شمل تطبيقها في عدة مجاالت كالمجال‬
‫الخدمي‪ ،‬مثال فالبنك يستخدم في تمويالته عدة صيغ لكنه يعتمد على صيغة المرابحة بدرجة أكبر من‬
‫باقي الصيغ االخرى‪ ،‬كما يمكن القول أن التجربة رغم قصر مدتها وحداثة هذا النوع من التمويل وبرغم‬
‫العراقيل والمشاكل واألخطاء التي صاحبت تطبيقها تبقى تجربة رائدة تستحق االهتمام‪ ،‬ومن مؤشر ثباتها‬
‫ونجاحها هو زيادة عدد المؤسسات المالية اإلسالمية؛‬
‫مما سبق نستنتج أن الفرضية الثانية والتي تقول (أنه في ضوء التجارب الدولية فإن بنك دبي‬
‫اإلسالمي اإلماراتي وبنك فيصل السوداني يعتمدان على عدة صيغ تمويل إسالمية تعكس السياسة‬
‫االقتصادية المتعبة في البلد) هي فرضية صحيحة وذلك من خالل ما تعرضنا له في الفصل الثاني‪.‬‬
‫كما توصلنا الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تواجه الصيرفة اإلسالمية في الجزائر جملة من التحديات التي قد تعيق انتشارها‪ ،‬السيما في ظل‬
‫افتقارها إلى نظام تشريعي وتنظيمي يرسم معالمها؛‬
‫‪ ‬حداثة تجربة الصيرفة اإلسالمية في الجزائر نتيجة تأخر تحرير القطاع المالي والمصرفي؛‬
‫وقواعد‬ ‫‪ ‬إن إصدار النظام رقم ‪ 02-20‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية سيعمل على تشجيع خلق بيئة مالئمة لتطوير‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ ‬إن افتتاح نوافذ إسالمية في البنوك الجزائرية يمكن أن يسهم في زيادة كفاءة النظام المصرفي‬
‫الجزائري؛‬
‫‪ ‬يقدم بنك البركة وكالة برج بوعريريج صيغا في أغلبها هي تمويل قصير ومتوسط األجل تجمع بين‬
‫السلم‪ ،‬المرابحة‪ ،‬المساومة‪ ،‬االستصناع واإلجارة‪ ،‬فهو ال يستخدم الصيغ طويلة اآلجل من مشاركة‬
‫ومضاربة وال صيغ التمويل الزراعية من مزارعة‪ ،‬مغارسة ومساقاة؛‬
‫‪ ‬تعدد وتنويع صيغ التمويل اإلسالمية له دور فعال وهام في دعم االقتصاد الوطني وتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية داخل المجتمع الجزائري‬
‫مما سبق نستنتج أن الفرضية الثالثة التي تقول (بنك البركة الجزائري –وكالة برج بوعريريج‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتمد في تمويالته على صيغة المرابحة بنسب مرتفعة عن غيرها من الصيغ) والرابعة التي تقول (إن‬
‫تنويع صيغ التمويل اإلسالمية يؤدي بالضرورة الى دعم االقتصاد الوطني) هما فرضيتان صحيحتان‬
‫وذلك من خالل ما تعرضنا له في الفصل الثالث‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫نقدم من خالل هذا البحث التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬دعوة البنوك المركزية في الدول اإلسالمية إلى تبني تنشيط دور صيغ التمويل اإلسالمي وأنشطتها‪،‬‬
‫وتشجيع إنشاء بنوك وشركات متخصصة للتمويل بصيغ التمويل اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬العمل على توفير تشريعات وقوانين أو أطر تنظيمية تسهل على االستفادة من صيغ التنويل اإلسالمي في‬
‫تمويل المشروعات؛‬
‫‪ ‬تنويع الصيغ التمويلية المقدمة في البنوك اإلسالمية بدال من االعتماد على الصيغ الحالية التي تتمثل‬
‫أغلبها في التمويل بالمرابحة‪ ،‬مع وضع برامج إعالنية لتعريف العمالء بها؛‬
‫‪ ‬تبسيط إجراءات التمويل يساعد على زيادة المشاريع‪ ،‬وإتباع سياسات تمويلية تشجيعية تساعد على‬
‫النهوض في قطاع التنمية االقتصادية؛‬
‫‪ ‬دعم البنوك اإلسالمية واهتمامها بالمجاالت التي تدعم وتيرة نمو االقتصاد وتساهم في التنويع االقتصادي‬
‫وتحسن من المستوى المعيشي؛‬
‫‪ ‬تشجيع البحوث المتعلقة بتطبيق صيغ التمويل اإلسالمي الحالية ودعم دراسات الهندسة واالبتكار المالي‬
‫الستحداث صيغ أخرى جديدة تتوافق مع متطلبات العصر الحديث؛‬
‫‪ ‬أهمية االستفادة من تجارب البنوك اإلسالمية الرائدة في هذا المجال‪ ،‬من خالل إقامة فروع له بدول عربية‬
‫وإسالمية أو عقد شراكة معها؛‬
‫‪ ‬ضرورة المضي قدما نحو تفعيل دور التمويل اإلسالمي من خالل االستفادة من التجارب الناجحة فيها بما‬
‫يتناسب مع ظروف وخصوصية االقتصاد الجزائري‪ ،‬واختيار التجارب المناسبة من خالل تبادل الخبرات‬
‫مع الدول الرائدة في مجال التمويل اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬إن الكفاءات البشرية المؤهلة في قطاع التمويل اإلسالمي مازالت غير كافية‪ ،‬وهذا تحد كبير أمام قطاع‬
‫التمويل اإلسالمي‪ ،‬فصيغ التمويل اإلسالمي تحتاج في تطبيقها لنوعية خاصة من العاملين لدرجة تجعل‬
‫توافر هذه النوعية عقبة رئيسية تحول دون إمكانية تطبيقها‪ ،‬وذلك ألن أنظمة عمل هذه الصيغ يمثل بناء‬
‫فكريا خاصا مصدره التشريع والفقه اإلسالمي‪ ،‬كما أن آليات العمل بها تختلف عن آليات العمل في‬
‫األنظمة التقليدية‪ ،‬األمر الذي يستدعي توافر كوادر مؤهلة تحيط بالقواعد والضوابط التي تحكم عمل هذه‬
‫الصيغ؛‬
‫‪ ‬ضرورة تأهيل وتدريب الكوادر البشرية في البنوك الجزائرية تدريب مناسب للعمل المصرفي اإلسالمي‬
‫وطبيعة عمله وضوابطه؛‬
‫‪ ‬إن السماح للبنوك التقليدية الجزائرية بفتح نوافذ إسالمية البد من التأكيد على االستقالل التام للنوافذ عن‬
‫المصرف الرئيسي‪ ،‬إداريا ومحاسبيا وماليا السيما في مصادر األموال واستخدامها؛‬
‫‪ ‬إدماج برامج المالية اإلسالمية في المعاهد والجامعات لضمان التكوين المتكامل وإنشاء مركز أبحاث‬
‫متخصص في الصناعة المالية اإلسالمية يرصد تطوراتها ويتابع تطبيقاتها ومستجداتها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫آفاق الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬إجراء دراسات جديدة حول مدى تطبيق البنوك الجزائرية التقليدية لصيغ التمويل اإلسالمي وفقا للنظام‬
‫‪ 02 -20‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية؛‬
‫‪ ‬إجراء دراسات جديدة حول مدى تطبيق األمر رقم ‪ 07-21‬المؤرخ في ‪ 27‬شوال عام ‪ 1442‬الموافق ‪8‬‬
‫جوان سنة ‪ ،2021‬يتضمن قانون المالية التكميلي الذي رفع الغبن عن المالية اإلسالمية ووضعها في‬
‫نفس مستوى المالية الكالسيكية‪ ،‬بحيث تم إقرار الحياد الجبائي وتعميم الدعم ليشمل صيغ التمويل‬
‫اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬دراسة مقارنة بين منتجات المالية االسالمية ونظيرتها التقليدية؛‬
‫‪ ‬دور الهندسة المالية االسالمية في تطوير أساليب وصيغ التمويل واالستثمار االسالميين؛‬
‫‪ ‬النظام المالي االسالمي والتحديات التي تواجهه في ظل العولمة؛‬
‫الصيرفة االسالمية في الجزائر واقعها وسبل تحسين تنافسيتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪74‬‬
‫عائـ ـم املـ ـفاج ـ ـ‬
‫قائمة املراجع‬

‫الكتب‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪.1‬الغالي بن إبراهيم‪ ،‬أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪.2‬الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬
‫‪.3‬حربي العريقات وسعيد عقل‪ ،‬إدارة المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ .4‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل التغيرات الدولية الحديثة‪ ،‬مكتبة الرياض‪،‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪.5‬عبد الحميد المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪.6‬عجة الجياللي‪ ،‬عقد المضاربة( القراض) في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪.7‬علي محيي الدين القره داغي‪" ،‬بحوث في فقه البنوك اإلسالمية – دراسة فقهية واقتصادية"‪ ،‬دار البشائر‬
‫اإلسالمية‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬
‫‪.8‬فادي محمد الرفاعي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪،2‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪.9‬قادري الطاهر‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة حسين‪ ،‬لبنان‪.2014 ،‬‬
‫‪.10‬محمد الحناوي‪ ،‬المؤسسات المالية البورصية والبنوك التجارية‪ ،‬ط‪،1‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2000،‬‬
‫‪.11‬محمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الجزء‪ ،10 :‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬
‫‪ .12‬مصطفى الزرقا‪ ،‬عقد االستصناع ومدى أهميته في االستثمارات اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬البنك اإلسالمي‬
‫للتنمية‪ ،‬جدة‪.1999 ،‬‬
‫‪.13‬مصطفى طايل‪ ،‬القرار االستشاري في البنوك اإلسالمية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪.2006 ،‬‬
‫‪.14‬منذر قحف‪ ،‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي – تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب التابع للبنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬ط‪ ،2‬السعودية‪.1998 ،‬‬
‫البحوث الجامعية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .15‬أمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،1‬الجزائر‪.2012/2001 ،‬‬
‫‪ .16‬زاهرة علي محمد بني عامر‪ " ،‬التصكيك ودوره في تطوير سوق مالية إسالمية "‪( ،‬رسالة ماجستير)‪،‬‬
‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪ .17‬سحر عبد القادر عبد الدائم‪ ،‬التمويل المصرفي وأثره على التجارة الخارجية في السودان دراسة تطبيقية‬
‫ميدانية على بنك أم درمان الوطني‪-‬البنك السوداني الفرنسي‪-‬بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪ ( ،‬مذكرة‬
‫الماجستير)‪ ،‬جامعة شندي‪ ،‬السودان‪.2016 ،‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .18‬عبد الحق العيفة‪ ،‬واقع التجربة المصرفية اإلسالمية في الجزائر تقييم اقتصادي إسالمي دراسة حالة بنك‬
‫البركة‪( ،‬رسالة ماجستير)‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ .19‬عيشوش عبدو‪ ،‬تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2009/2008 ،‬‬
‫المداخالت والملتقيات‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫بوفليح نبيل وعبد هللا الحرتسي حميد‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬أزمة النظام المالي و المصرفي الدولي‬ ‫‪.20‬‬
‫وبديل البنوك اإلسالمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 7-6‬افريل‪.‬‬
‫حسين حامد حسان‪" ،‬صكوك االستثمار"‪ ،‬بحث مقدم الى هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬ ‫‪.21‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪.2003 ،‬‬
‫صفية أبو بكر‪ ،‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر المصارف اإلسالمية الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة‬ ‫‪.22‬‬
‫الشؤون اإلسالمية‪ ،‬دبي‪.2009 ،‬‬
‫عبد القوي ردمان محمد عثمان‪" ،‬الصكوك اإلسالمية وإدارة السيولة"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر‪:‬‬ ‫‪.23‬‬
‫"المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية"‪ ،‬سوريا‪.2009 ،‬‬
‫عبد هللا بن محمد المطلق‪" ،‬الصكوك"‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة‪" :‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬عرض وتقويم"‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫المملكة السعودية‪.2010 ،‬‬
‫عبد الملك منصور‪" ،‬العمل بالصكوك االستثمارية اإلسالمية على المستوى الرسمي والحاجة إلى‬ ‫‪.25‬‬
‫تشريعات جديدة"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر‪" :‬المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول"‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪.2009 ،‬‬
‫عالء الدين زعتري‪ " ،‬الصكوك‪ :‬تعريفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أهميتها‪ ،‬دورها في التنمية‪ ،‬حجم إصداراتها‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫تحديات اإلصدار"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ورشة‪ " :‬الصكوك اإلسالمية‪ :‬تحديات‪ ،‬تنمية‪ ،‬ممارسات‬
‫دولية"‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫قدي عبد المجيد وبوزيد عصام‪ ،‬التمويل اإلسالمي في االقتصاد – المفهوم والمبادئ‪ ،‬مداخلة في‬ ‫‪.27‬‬
‫الملتقى الدولي حول‪ :‬األزمة المالية الراهنة والبدائل المالية والمصرفية للنظام المصرفي اإلسالمي نموذجا‪،‬‬
‫المركز الجامعي خميس مليانة‪ ،‬يومي ‪ 5‬و ‪ 6‬ماي ‪.2009‬‬
‫محمد تقي العثماني‪" ،‬الصكوك كأداة إلدارة السيولة"‪ ،‬الدورة العشرون للمجمع الفقهي اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.2010 ،‬‬
‫محمد علي الشخيري‪" ،‬الصكوك المعاصرة وحكمها"‪ ،‬الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي‬ ‫‪.29‬‬
‫الدولي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2009 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫وليد خالد الشايجي وعبد هللا يوسف الحجي‪" ،‬صكوك االستثمار الشرعية"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى‬ ‫‪.30‬‬
‫مؤتمر‪ ":‬المؤسسات المالية اإلسالمية"‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2005 ،‬‬
‫كمال توفيق حطاب‪ " ،‬الصكوك االستثمارية اإلسالمية والتحديات المعاصرة "‪ ،‬مؤتمر المصارف‬ ‫‪.31‬‬
‫اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري بدبي‪ 31 ،‬ماي ‪ 3 -‬جوان‬
‫‪.2009‬‬
‫المجالت‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫احمد محي الدين أحمد‪" ،‬األدوات االستثمارية اإلسالمية ودورها في تنشيط البورصات العربية"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.32‬‬
‫المصارف العربية‪ ،‬العدد‪.1994 ،163:‬‬
‫أمين قسول‪ " ،‬الطبيعة التنموية لصيغ التمويل واالستثمار القائمة على مفهوم المديونية بالبنوك‬ ‫‪.33‬‬
‫االسالمية –تحليل نظري‪ ،"-‬مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واالنسانية‪ ،‬الشلف العدد ‪ ،19‬جانفي‬
‫‪.2018‬‬
‫بولعيد بعلوج‪" ،‬ضوابط االستثمار في الفكر اإلسالمي"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬ ‫‪.34‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2000 ،13‬‬
‫جفاي عبد القادر وشخوم رحيمة‪" ،‬الصيغ التمويلية في البنوك اإلسالمية وخدماتها بنك فيصل‬ ‫‪.35‬‬
‫اإلسالمي السوداني نموذجا"‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.3‬‬
‫حريري عبد الغاني‪ ،‬قسول المين‪" ،‬الطبيعة التنموية لصيغ التمويل واالستثمار القائمة على مفهوم‬ ‫‪.36‬‬
‫الملكية بالبنوك اإلسالمية"‪ ،‬مجلة الريادة القتصاديات األعمال‪ ،‬الشلف العدد ‪.2017 ،5‬‬
‫خديجة خالدي‪" ،‬التمويل اإلسالمي للمشاريع االقتصادية فرص وتحديات"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.37‬‬
‫ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2014 ،4‬‬
‫دوفي قرمية‪ "،‬دور العمل المصرفي الشامل في تحفيز االستثمار دراسة حالة بنك دبي اإلسالمي"‪،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫مجلة األصيل‪ ،‬خنشلة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫زبير عياش وسميرة مناصرة‪" ،‬التمويل اإلسالمي كبديل تمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة"‪،‬‬ ‫‪.39‬‬
‫مجلة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جوان ‪.2016‬‬
‫سعد عبد محمد ومي حمودي عبد هللا‪" ،‬عقد بيع المرابحة في المصارف اإلسالمية"‪ ،‬مجلة كلية بغداد‬ ‫‪.40‬‬
‫االقتصادية الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪.2012 ،31‬‬
‫سعيدي خديجة‪" ،‬صيغ التمويل اإلسالمي كآلية لتفعيل التنمية المستدامة في الجزائر – بنك البركة‬ ‫‪.41‬‬
‫نموذجا‪ ،"-‬مجلة المشكاة في االقتصاد التنمية والقانون‪ ،‬تلمسان العدد ‪.2017 ،6‬‬
‫عمار درويش‪" ،‬الدور التنموي لبعض صيغ التمويل اإلسالمي (المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المرابحة)"‪،‬‬ ‫‪.42‬‬
‫مجلة دراسات إسالمية‪ ،‬عين تموشنت العدد ‪.2020 ،2‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ماهر عزيز عبد الرحمن‪" ،‬صيغ التمويل اإلسالمية وأثرها في النشاط اإلقتصادي– دراسة حالة البنك‬ ‫‪.43‬‬
‫اإلسالمي للتنمية" ‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‪.2012 ،31:‬‬
‫محمد الشريف بشير‪" ،‬تجربة بنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل المشروعات الصغيرة‬ ‫‪.44‬‬
‫والحرفية"‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪ ،‬قطر‪ ،‬العدد ‪ ،7‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫مالك سلوى‪ ،‬زايد رابح‪" ،‬واقع تطبيق نظام الصيرفة اإلسالمية في الجزائر في ظل جائحة كوفيد ‪،"19‬‬ ‫‪.45‬‬
‫مجلة وحدة البحث قي تنمية الموارد البشرية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جانفي ‪.2021‬‬
‫نوال بن عمارة‪" ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية"‪ ،‬مجلة الباحث‪،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫العدد ‪ ، 09‬جامعة ورقلة‪.2010 ،‬‬
‫القوانين‪:‬‬ ‫‪.V‬‬
‫أمر رقم ‪ 11-03‬مؤرخ ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪ 1424‬الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،2003‬يتعلق بالنقد‬ ‫‪.47‬‬
‫و القرض‪.‬‬
‫النظام رقم ‪ 01 20 -20‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ‪ 15‬مارس سنة ‪ ، 2020‬المحدد‬ ‫‪.48‬‬
‫للقواعد العامة المتعلقة بالشروط البنكية المطبقة على العمليات المصرفية‪.‬‬
‫مواقع االنترنت‪:‬‬ ‫‪.VI‬‬
‫‪49.‬‬ ‫‪https://badrbanque.dz/‬‬
‫‪50.‬‬ ‫‪https://fib-sd.com/ar‬‬
‫‪51.‬‬ ‫‪https://www.agb.dz/‬‬
‫‪52.‬‬ ‫‪https://www.albaraka-bank.com/‬‬
‫‪53.‬‬ ‫‪https://www.alsalamalgeria.com‬‬
‫‪54.‬‬ ‫‪https://www.bna.dz/fr/‬‬
‫‪55.‬‬ ‫‪https://www.cnepbanque.dz/‬‬
‫‪56.‬‬ ‫‪https://www.cpa-bank.dz/index.php/fr/‬‬
‫‪57.‬‬ ‫‪https://www.dib.ae/ar‬‬

‫‪79‬‬
‫عائم املالحق‬
‫قائمة املالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :1‬التطورات واالنجازات التي حققها بنك دبي اإلسالمي من سنة ‪ 1975‬الى يومنا هذا‬
‫التطورات واالنجازات المحققة‬ ‫السنوات‬
‫‪ -‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ 1975‬صدر قرار إنشاء بنك دبي اإلسالمي عن صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد ال‬ ‫من ‪1975‬‬
‫مكتوم؛‬ ‫الى ‪1985‬‬
‫‪ -‬بتاريخ ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1975‬تم افتتاح البنك رسميا من قبل سمو الشيخ راشد؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1977‬ظهر أول مكتب لبنك دبي اإلسالمي في منطقة ديرة بدبي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1979‬انتقل بنك دبي اإلسالمي الى مقره الرئيسي الجديد في منطقة ديرة؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1980‬نم افتتاح الفرع االول للبنك في بازار راشد ببر دبي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1981‬تم إطالق شعار جديد ثنائي اللغة لبنك دبي اإلسالمي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1982‬بنك دبي اإلسالمي افتتح فرع في ابوظبي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1983‬تم افتتاح فرع للبنك قي مدينة العين‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1987‬تم تقديم أجهزة الصراف اآللي عبر جميع فروع بنك دبي اإلسالمي؛‬ ‫من ‪ 1986‬الى‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1989‬أنشئت الهيئة الشرعية؛‬ ‫‪1995‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1990‬أعلن بنك دبي اإلسالمي اتفاقه مع في از انترناشيونال لمنتجات البطاقات‪ ،‬مما يوفر مزايا وصول‬
‫عالمية للمتعاملين؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1991‬تم إطالق بطاقات في از لبنك دبي اإلسالمي؛‬
‫‪-‬في سنة ‪ 1992‬تحول بنك دبي اإلسالمي الى شركة مساهمة عامة؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1993‬تم افتتاح فروع جديدة ببني ياس في ابوظبي وبر دبي استصناع (للبناء والتصنيع) تم تقديمه‬
‫كشكل أخر من أشكال التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1994‬قام البنك بتقديم الخدمات المصرفية الهاتفية كمبادرة رئيسية في خدمة المتعاملين؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1995‬احتفل البنك بمرور ‪20‬عاما‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1996‬افتتح بنك دبي اإلسالمي فروع جديدة في عجمان ودبي؛‬ ‫من ‪ 1996‬الى‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1997‬بدأت اإلمارات العربية المتحدة في تفعيل نظام التبديل ‪SWITCH‬؛‬ ‫‪2005‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1998‬أصبح بنك دبي اإلسالمي الراعي الرئيسي لجائزة دبي العالمية للقران الكريم‪ ،‬كما خضع هيكل‬
‫رأس مال البنك لتغيير كبير في أعقاب الغش الكبير‪ ،‬بما في ذلك زيادة رأس المال الى ‪ 1000‬مليون درهم‬
‫إماراتي وهو ما يعادل ‪271.7‬مليون دوالر أمريكي من خالل االكتتاب العام؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1999‬تم تقديم وتطوير هوية مؤسسية جديدة لبنك دبي اإلسالمي وتعيين مجلس إدارة جديد‪ ،‬كما بلغ‬
‫التوطين في نفس السنة نسبة ‪ % 21‬من إجمالي العاملين؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2000‬تم إطالق جوهرة وهو فرع للسيدات فقط‪ ،‬كما تم افتتاح مركز التمويل اإلسالمي الذي يعرف‬
‫حاليا بمركز اإلمارات التجاري لبيع وتمويل السيارات في مكان واحد‪ ،‬كما تم افتتاح مكتب وساطة لتداول األسهم‬
‫المحلية في سوق دبي المالي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2001‬أطلق البنك أول موقع الكتروني له على اإلطالق؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2002‬تم إعالن الشركات التابعة الجديدة؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2003‬أول تمويل كامل في اإلمارات للطائرات لطيران اإلمارات؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2004‬تم إطالق اإلسالمي للخدمات المصرفية الخاصة‪ ،‬كما قام البنك بإدارة اكبر صكوك اإلجارة‬
‫في العالم بمبلغ ‪1.000‬مليون دوالر أمريكي لتمويل المرحلة الثانية من التوسع في مطار دبي الدولي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2005‬تمت إزاحة الستار عن الهوية المؤسسية الجديدة لبنك دبي اإلسالمي في احتفال الذكرى‬
‫السنوية ‪ 30‬في حضور سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة املالحق‬

‫‪ -‬في مارس ‪ 2006‬بدا بنك دبي اإلسالمي باكستان عملياته؛‬ ‫من ‪ 2006‬الى‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2007‬تم إطالق مؤسسة بنك دبي اإلسالمي للخدمات اإلنسانية؛‬ ‫‪2015‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2008‬أطلق البنك شركة االستشارات الشرعية‪ ،‬دار الشريعة؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2009‬أطلق البنك خدمة وجاهة وهي خدمة حصرية إلدارة الثروات؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2010‬تم افتتاح بنك دبي اإلسالمي فرع األردن (عمان)؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2012‬أطلق برنامج التوجيه إماراتي كجزء من برنامج التوطين؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2013‬عين الدكتور عدنان شلوان رئيسا تنفيذيا للمجموعة وعبد هللا الهاملي رئيسا تنفيذيا للبنك‪ ،‬كما‬
‫تم في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2013‬توقيع المقاصة باليورو بين بنك دبي اإلسالمي وبنك دويتشه؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2014‬صكوك اإلجارة‪ 750-‬مليون دوالر أمريكي ‪ 15‬سنة وهي أطول صكوك ذات سيادة منذ‬
‫إصدارها‪ ،‬وبنك دبي اإلسالمي‪ -‬اتفاقية تمويل العربية للطيران‪ ،‬وقد أعلن من طرف مؤسسة فوربس الشرق‬
‫األوسط ان بنك دبي اإلسالمي ضمن أعلى أفضل ‪ 500‬شركة في العالم العربي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2015‬دخل بنك دبي اإلسالمي لمرحلة جديدة حيث انه انضم الى نادي أرباح المليار دوالر‪ ،‬كما‬
‫احتفل البنك بمرور ‪ 40‬عاما على تأسيسه مع إطالق هوية الشركات الجديدة‪ ،‬كما تم في نفس السنة أول إصدار‬
‫صكوك الشركات المملوكة للقطاع الخاص في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2016‬تم إطالق البطاقة االئتمانية ذات العالمة المشتركة األولى من نوعها بين بنك دبي اإلسالمي‬ ‫من ‪ 2016‬الى‬
‫ودائرة التنمية االقتصادية دبي‪ ،‬كما قام البنك بإطالق بطاقة ائتمانية ذات عالمة تجارية مشتركة مع فالي دبي‪،‬‬ ‫يومنا هذا‬
‫كما ان البنك قام أيضا بإصدار صكوك بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر أمريكي بنجاح؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2017‬تم إطالق بنك دبي اإلسالمي في كينيا؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2018‬تم إغالق ناجح للغاية لعملية زيادة رأس مال البنك حيث جذبت الصفقة اهتماما كبي ار من قبل‬
‫المستثمرين المحليين والدوليين من خالل اكتتابات تجاوزت قيمتها ‪ 14‬مليار درهم إماراتي‪ ،‬كما تم في نفس السنة‬
‫التعاون بين بنك دبي اإلسالمي وسكاي واردز طيران اإلمارات إلطالق بطاقات ائتمان سكاي واردز طيران‬
‫اإلمارات الجديدة من بنك دبي اإلسالمي‪ ،‬مصممة خصيصا لتقديم قيمة استثنائية للمجتمع المتنامي في البالد من‬
‫المسافرين الدائمين؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2019‬عززت عملية االستحواذ مكانة بنك دبي اإلسالمي كواحد من اكبر البنوك اإلسالمية في العالم‬
‫وواحدا من بين اكبر الكيانات المصرفية في اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬كما تم في نفس السنة إطالق المختبر‬
‫الرقمي المركز المتميز إلدارة عملية معالجة المنتجات الرقمية وتجربة متعامليه كبنك إسالمي رقمي؛‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2020‬تم إتمام دمج عمليات نور بنك في بنك دبي اإلسالمي بنجاح خالل وقت قياسي ‪ 283‬يوما فقط‬
‫وقبل الموعد النهائي المتوقع بفترة طويلة‪ ،‬كما تم في نفس السنة إصدار صكوك بقيمة مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على معلومات منشورة على الموقع الرسمي لبنك دبي اإلسالمي‬
‫‪ ،https://www.dib.ae/ar/about-us/our-history‬تاريخ االطالع‪.2021-05-30 :‬‬

‫‪82‬‬

You might also like