Professional Documents
Culture Documents
MM21 215
MM21 215
العنوان
يل هاادة ماستر ككادلم ي املبم االتتاادلة مذكرة مقدمة استكماال ممتلباا
تخصص :اتتااد يقدي مايك
تحت إشراف األستاذ: من إعداد الطلبتين:
-سملر مح امدلن -هارزاذ امكاامس
-ريلة هااح
أعضاء لجنة المناقشة
رئلسا جاملة جلج األستاذ :جبلل املاهر
مهريا ممقر ار جاملة جلج األستاذ :سملر مح امدلن
مياتها جاملة جلج األستاذ :ان همي يمر امدلن
وعرف انا بالمساعدات التي تلقيناها ال يسعنا إال التقدم بالشكر الجزيل
إلى األستاذ الف اضل والمشرف"سمير محي الدين" ،الذي لم يبخل علينا
طيلة إنجاز هذا العمل بتوجهاته القيمة ونصائحه السديدة.
أتقدم بالشكر إلى كل شخص شجعنا ولو بكلمة طيبة ومدنا باألمل
ورفع معنوياتنا زمن كان يسدي لنا النصيحة ومن ساعدنا وأف ادنا
بالمعلومات.
شكرا للجميع
رفية شهرزاد
إهداء
ربنا لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك ومجدك على ما أنعمت علي من نعم ال
تحصى منها توفيقك إيانا إلنجاز هذا العمل
أهدي ثمرة جهدي إلى أمي التي تفانت في تربيتي وكان دعاءها ورضاها عني وراء كل نجاحاتي
فأنتي نبراس حياتي ومصدر قوتي ،وقلعتي التي أتحصن بها
أبي من كان سندا لي وتاجا أرفع به رأسي ،إلى من اكتوى بلسعات الدهور وذاق مرارة الحياة
ليحيي أوالده
ليال ونهارا حرا وبردا من أجلي تربيتي ،حفظكما هللا وأدامكما لنا شمعة مضيئة إلى من ثابر
في حياتنا
إلى إخوتي وأخواتي وأزواجهم والكتاكيت الصغار حفظكم هللا وجعلكم لي سندا
ال يكل وال يمل وال يميل
إلى نصفي الثاني ورفيق دربي وحياتي حتى مماتي الذي كان لي أمال يشع لي
طريقي كلما ضاقت بي السبل وكان دعمه شمعة أستنير بها
إلى كل أحبابي وأصدقائي في الحياة العلمية والدراسية
إلى زميلتي شهرزاد التي شاركتني وقاسمتني جهد هذا النجاح
وإلى كل من تسعهم ذاكرتي ولم تسعهم مذكرتي
رفية
.
إهداء
بسم هللا ابتدئ و به اهتدي ،وبرسوله اقتدي ،احمد هللا حمدا يليق بجاللته وعظمته وكماله ،ال خالق و ال
هادي غيره.
تختلف اللغات التي نعبر فيها عما في داخلنا وكانت لي لغتي الخاصة التي أهدي بها ثمرة سنوات من
المثابرة.
إلى من سهرت الليالي ألجلي،إلى من أعطتني حبها وأحبتني أكثر من نفسها،إلى من أضاعت لعيني بريق
النجاح و األمل فكانت رمز دائما للطيبة و المحبة إليك حبيبتي وأعز ما أملك في هذا الوجود
" أمي الغالية"
األشواك عن طريقي ليمهد لي طريق العلم ،إلى الذي يشقى لنسعد ويتعب لنرتاح إلى الذي نزع
إليك" أبي العزيز"
إلى ركائز بيتنا إخوتي (مختار ،عبد هللا).
إلى جدتي حفظها هللا وأطال في عمرها.وإلى كل عائلة
" بوكابوس" و"شمشم".
إلى من ال أملك غيرها أختي التي أنجبتها لي الدنيا ولم تنجبها أمي
"ريان" هي التي تقاسمت معها حلو الحياة ومرها،
هي روحي الثانية وسندي في هذه الحياة.
إلى رفيقتي"دينة" التي ال أندم على معرفتها يوما ما
بمثابة أخت لي،وصديقتي "رفية" التي ساندتني في هذا العمل.
وصديقاتي التي جمعتني بهم أيام الدراسة.
إلى من أحمل له مكانة في قلبي ولم أذكره.
شهرزاد
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
الصفحة المحتوى
الشكر
اإلهداء
III - VI فهرس المحتويات
VI I قائمة الجداول
VIII قائمة األشكال
IX قائمة المالحق
X قائمة المختصرات والرموز
أ-ث مقدمة
الفصل األول :اإلطار النظري لميزان المدفوعات
6 تمهيد
7 المبحث األول :مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات
7 المطلب األول :مفهوم ميزان المدفوعات ووظائفه
9 المطلب الثاني :مكونات ميزان المدفوعات وهيكله
41 المطلب الثالث :العوامل االقتصادية المؤثرة في ميزان المدفوعات ومؤشراته
47 المطلب الرابع :عالقة ميزان المدفوعات بحساب رأس المال والحساب الجاري
49 المبحث الثاني :التوازن واإلختالل في ميزان المدفوعات
49 المطلب األول :التوازن في ميزان المدفوعات
02 المطلب الثاني :اإلختالل في ميزان المدفوعات
02 المطلب الثالث :طرق تصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات
02 المطلب الرابع :مقاييس اختالل ميزان المدفوعات
07 خاتمة الفصل
الفصل الثاني :القطاع الصناعي في الجزائر
29 تمهيد
30 المبحث األول :مفاهيم عامة حول الصناعة
30 المطلب األول :نشأة الصناعة
31 المطلب الثاني :مفهوم وأهمية الصناعة
33 المطلب الثالث :مقومات الصناعة
35 المطلب الرابع :أنواع الصناعة
فهرس المحتويات
37 المبحث الثاني :مميزات وهيكل القطاع الصناعي في الجزائر
37 المطلب األول :المرجعية التاريخية للصناعة الجزائرية
42 المطلب الثاني :مميزات القطاع الصناعي في الجزائر
44 المطلب الثالث :هيكل القطاع الصناعي في الجزائر
47 المبحث الثالث :أبعاد وتوجهات انعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله
47 المطلب األول :أبعاد وتوجهات الصناعة في الجزائر
49 المطلب الثاني :سياسة إنعاش الصناعة في الجزائر
53 المطلب الثالث :مشاكل القطاع الصناعي في الجزائر
58 خاتمة الفصل
الفصل الثالث :تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان
المدفوعات خالل الفترة ()0202-0222
60 تمهيد
61 المبحث األول :وضعية ميزان المدفوعات الجزائري()0202-0222
61 المطلب األول :خصائص ميزان المدفوعات الجزائري
63 المطلب الثاني :تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة()0202-0222
68 المطلب الثالث :مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
69 المبحث الثاني :تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر
69 المطلب األول :تحليل أثر الناتج المحلي الداخلي على القطاع الصناعي
المطلب الثاني :تحليل أثر الصناعة التحويلية واإلستخراجية على القطاع
72
الصناعي
المطلب الثالث :نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع
76
الصناعي
المبحث الثالث :تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان
77
المدفوعات وآفاقه
المطلب األول :مساهمة قطاع الصناعي في الصادرات خالل الفترة
77
()0202-0222
المطلب الثاني :مساهمة قطاع الصناعي في الواردات خالل الفترة
79
()0202-0222
74 المطلب الثالث:مساهمة القطاع الصناعي في الميزان التجاري()0202-0222
فهرس المحتويات
المطلب الرابع:استشراف آفاق القطاع الصناعي ومساهمته في ميزان
83
المدفوعات
85 خاتمة الفصل
77 الخاتمة
91 قائمة المراجع
المالحق
الملخص
قائمة الجداول
قائمة الجداول
VII
قائمة األشكال
قائمة األشكال
تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة 11
44
) ( 2019-2000
تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة 16
46
()0202-0222
القيمة المضافة للناتج الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج 10
63
المحلي اإلجمالي للجزائر خالل الفترة ()0202-0222
مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي 14
61
اإلجمالي للجزائر خالل الفترة ()0202-0222
VIII
قائمة المالحق
قائمة المالحق
IX
قائمة المختصرات والرموز
قائمة المختصرات والرموز
الصادرات Exportations
EX
X
مقدمة
مقدمة
مقدمة
تعد التجارة الخارجية النافدة التي يطل عليها االقتصاد الوطني على العالم الخارجي باعتبارها عصب أي
اقتصاد ،وأداة هامة لتموين العملية اإلنتاجية بالمواد األولية وتجهيزات اإلنتاج ،وذلك ألهميتها البالغة في تسيير
النشاط االقتصادي من جهة ،ومن جهة أخرى فهي وسيلة لتصريف اإلنتاج الموجه للتصدير ومصدر مهم للعملة
الوطنية وجذب رؤوس األموال ،فتبادل سلع وخدمات متنوعة يترتب عنها مدفوعات للخارج مقابل الواردات
المحصل عليها ،والحصول على مقبوضات كنتيجة للصادرات من السلع والخدمات يطلق عليه ميزان المدفوعات
حيث يوضح لنا مالها من حقوق وما عليها من التزامات اتجاه الخارج ،ومن تم تحديد مديونية الدولة للعالم
الخارجي .ذلك لكون ميزان المدفوعات أحد أعمدة االقتصاد القومي وأداة من أدوات التحليل االقتصادي لمعرفة
الوضع االقتصادي لدولة ما في المدى القصير ،باإلضافة إلى كونه ذلك السجل الذي تندرج فيه كافة المعامالت
االقتصادية التي تربط االقتصاد الوطني باالقتصاد العالمي بعالقات تبادلية تزدوج فيها القيود الدائمة و القيود
المدينة ،وتتضمن حركة انتقال السلع والخدمات ورأس المال.
كما يعد القطاع الصناعي أحد ركائز التجارة الخارجية كونه من بين القطاعات االقتصادية التي تساهم بشكل
كبير في زيادة تراكم رأس المال ،حيث أصبح هناك تنافس شديد من أجل اكتساب قدرات صناعية قوية تمكنها
من تلبية الحاجيات األساسية لمواطنيها وتحسين مستوياتهم االجتماعية ،كما أن اكتساب قطاع صناعي قوي
يجعل االقتصاد أكثر مرونة على مواجهة التحديات والتقلبات االقتصادية والمحلية والدولية ،ألن أهم ما يميز
القطاع الصناعي هو ارتفاع اإلنتاجية والمساهمة في زيادة الدخل الفردي والقومي ،واحالل الواردات وتنمية
الصادرات وتنويع مصادر الدخل وتحسين ميزان المدفوعات.
والجزائر كغيرها من البلدان التي عرفت مشاكل في ميزان مدفوعاتها الخارجي وتوازناتها االقتصادية الكلية
ألسباب عدة منها تذبذب أسعار الصرف ،إضافة إلى ضعف اإلنتاج واإلفراط في اإلصدار النقدي .وأمام وضع
التغيرات الدولية واتجاهها نحو العولمة قامت الجزائر بمجموعة من اإلصالحات االقتصادية من أجل تحسين
األداء االقتصادي وتحقيق التوازنات الخارجية من حيث واردات اإلنتاج واالستهالك من جهة ،والصادرات من
جهة أخرى التي تمثل نسبة عالية من المحروقات ،والخروج من التبعية المفرطة لقطاع المحروقات ،تسعى
الجزائر إلى وضع استراتيجيات جديدة ،وتحديد مجموعة من األهداف على المدى المتوسط لترقية وتطوير
القطاع الصناعي ،ليأخذ مكانة الالئقة ويساهم بشكل فعالة ويحقق التنويع االقتصادي المنشود ،واالستغالل
األمثل لإلمكانيات المادية والطاقات البشرية المتاحة أحسن استغالل.
أ
مقدمة
إشكالية الدراسة
وبناءا على ماتقدم قمنا بصياغة اإلشكالية األساسية للدراسة والتي هي على النحو التالي:
ماهو واقع وحجم مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات؟
من خالل هذه اإلشكالية تظهر لنا مجموعة من األسئلة الفرعية التي يمكن أن تساعدنا في اإلجابة على
التساؤل الرئيسي وهي كالتالي:
-ما هي أهم اختالالت ميزان المدفوعات وطرق عالجه؟
-فيما تكمن مكانة القطاع الصناعي في االقتصاد الجزائري؟
-ما هو حجم مساهمة الصادرات والواردات الصناعية الجزائرية في ميزان المدفوعات؟ وما هي آفاقه؟
فرضيات الدراسة
-يعتمد النمو االقتصادي في الجزائر على القطاع الصناعي ،خاصة اإلستخراجية ،وبدرجة أقل الصناعات
التحويلية.
-تساهم الصادرات الصناعية بنسبة محدودة جدا في الميزان التجاري ،وبالتالي لها تأثير جد محدود على
ميزان المدفوعات.
-تساهم الواردات الصناعية بنسبة معتبرة في الميزان التجاري ،وبالتالي أي تغير في األسعار تكون له آثار
كبيرة على ميزان المدفوعات.
أسباب اختيار الموضوع
-أهمية ميزان المدفوعات كمؤشر رقمي للوضعية االقتصادية.
-الرغبة والميول الشخصي في تناول هذا النوع من الدراسات.
-ارتباط الموضوع بمجال التخصص.
أهمية الدراسة
تعود أهمية الدراسة إلى دور صادرات وواردات القطاع الصناعي خاصة الصناعة التحويلية باعتبارها
حلقة الوصل في العالقات االقتصادية من حيث التأثير على ميزان المدفوعات ،كون ميزان المدفوعات
يعكس الوضع االقتصادي في أي دولة ألنه يحتل مكانة في تحقيق التوازن االقتصادي ،مع إبراز أهم مراحل
التي يمر بها القطاع الصناعي والسياسات المنتهجة إلنعاشه ،لتطبيقها على ميزان المدفوعات الذي يعبر
عن الوضعية المالية.
أهداف الدراسة
-تحديد طبيعة العالقة الموجودة بين ميزان المدفوعات والقطاع الصناعي.
-تحليل أثر الصادرات الصناعية على ميزان المدفوعات الجزائري.
-تحليل أثر الواردات الصناعية على ميزان المدفوعات الجزائري.
ب
مقدمة
ت
مقدمة
اتبعتها الجزائر ال يمكنها التأثير على النشاط االقتصادي بصورة فعالة ،دون أن تتالءم إجراءاتها مع إجراءات
وتدابير السياسة المالية خصوصا والسياسة االقتصادية العامة للدولة بفروعها المختلفة عموما.
-دراسة زرافة محمد بعنوان " أثار تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية حالة الجزائر
،"0202-0222مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم التجارية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،الجزائر،
،0202وقد حاولت هذه الدراسة تحديد العالقة التبادلية بين أسعار الصرف وميزان المدفوعات بمكوناته
المختلفة ،وهذا باالعتماد على النموذج القياسي ،وأهم ما توصلت إليه أنه توجد عالقة طويلة المدى بين
متغيرات الدراسة والمتمثلة في الميزان التجاري وسعر الصرف وسعر البترول وهو ما يقدم داللة بوجود عالقة
توازنية بين هذه المتغيرات خالل فترة الدراسة.
وقد تميزت دراستنا عن الدراسات السابقة بحيث عالجت حجم مساهمة القطاع الصناعي خاصة الصناعة
التحويلية في الميزان التجاري بشكل خاص وميزان المدفوعات بصفة عامة.
هيكل الدراسة
من أجل اإلجابة على اإلشكالية واختبار الفرضيات تم تقسيم الدراسة إلى ثالث فصول كمايلي:
تناول الفصل األول ":اإلطار النظري لميزان المدفوعات" حيث تناولنا فيه مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات،
التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات.
أما الفصل الثاني ":القطاع الصناعي في الجزائر" فهو يعالج مفاهيم عامة حول الصناعة ،مميزات وهيكل
القطاع الصناعي في الجزائر ،أبعاد وتوجهات إنعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله.
وبالنسبة للفصل الثالث ":تحليل مساهمة القطاع الصناعي في ميزان المدفوعات الجزائري" فقد خصص لدراسة
حالة الجزائر خالل الفترة 0202-0222من خالل التطرق إلى وضعية ميزان المدفوعات الجزائري ،تحليل
تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر باإلضافة إلى مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات وآفاقه.
صعوبة الدراسة
تتمثل أهم صعوبات الدراسة في:
-وجود تناقض في اإلحصائيات ألنه ال توجد سلطة واحدة معينة بتجميع كل المعلومات فمثال لدينا النشرات
اإلحصائية وبنك الجزائر ،كلها تصرح بمعلومات وتكون مختلفة فيما بينها ،واذا تم االعتماد على واحدة فقط
فإنها ال نجد كل اإلحصائيات متوفرة مما يحتم علينا البحث في جميعها.
-صعوبة الحصول على المراجع والمعلومات.
-ضيق الوقت.
ث
الفصل األول :اإلطار النظري لميزان المدفوعات
مقدمة الفصل:
يقوم االقتصاد العالمي على عالقات اقتصادية مختلفة بين الدول ،حيث ّأدت التغيرات االقتصادية في العالم
إلى انتقال االقتصاديات العالمية من اقتصاديات مغلقة إلى منفتحة على العالم الخارجي ،أصبحت الدول ترتبط
ببعضها البعض بمجموعة مختلفة من المعامالت االقتصادية ،ترتب عليها استحقاقات مالية متبادلة يتعين تسويتها
في الحال أو في المستقبل ،فتبادل سلع وخدمات متنوعة يترتب عنها مدفوعات للخارج مقابل الواردات المحصل
عليها ،والحصول على مقبوضات كنتيجة للصادرات من السلع والخدمات باإلضافة إلى ما قد تمنحه وتحصل
عليه الدولة من إعانات وقروض أو القيام باستثمارات في الخارج أو القيام األجانب باستثمارات داخل ألدولة ولذلك
فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها اتجاه العالم الخارجي والتزاماتهما ولذا فهي تعد بيانا
تسجل فيه حقوقها والتزاماتها يطلق عليها ميزان المدفوعات وهو محور دراستنا في هذا الفصل المبحثين الموالين:
المبحث األول :مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات.
المبحث الثاني :التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات.
ولذلك فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها قبل العالم الخارجي والتزاماتها نحوه ولذا فهي
تعد بيانا تسجل فيه حقوقها والتزاماتها .وهذا البيان يسمى ميزان المدفوعات.
6
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-1محمد فوزي أبو السعد ،مقدمة في االقتصاد الكلي ،الدار الجامعية ،مصر ،4102 ،ص.743
-2شقيري نوري موسى وآخرون ،التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان،
،4104ص.083
-3طارق فاروق المصري ،االقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،المكتبة العصرية للنشر والتوزيع ،مصر ،4101 ،ص.24
-4سمير فخري نعمة ،العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاساتها على ميزان المدفوعات ،دار اليازوري للنشر والتوزيع،
عمان ،4100 ،ص.31
7
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
من خالل التعاريف السابقة لميزان المدفوعات نجد أن معظم التعريفات متقاربة إلى حد بعيد وتؤول إلى كون
ميزان المدفوعات هو سجل تسجل فيه كل المعامالت االقتصادية لدولة ما مع العالم الخارجي ،بين المقيمين في
تلك الدولة وغير المقيمين خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة.
-2-1أهمية ميزان المدفوعات االقتصادية
تعكس بيانات ميزان المدفوعات دالالتها الخاصة التي تعبر عن األحوال االقتصادية للبلد بغض النظر عن
الفترة الزمنية التي تغطيها دراسة هذه البيانات ،لذلك فإن تسجيل هذه المعامالت الدولية في حدذاتها مسألة حيوية
1
ألي اقتصاد وطني وذلك لألسباب التالية:
يعكس قوة االقتصاد الوطني للدولة :هيكل هذه المعامالت االقتصادية يعكس قوة االقتصاد الوطني وقابليته
ودرجة تكيفه مع المتغيرات المؤثرة في االقتصاد الدولي ،ألنه يعكس حجم وهيكل كل من الصادرات والواردات.
يظهر القوى المحددة لسعر الصرف :ميزان المدفوعات يعكس قوى طلب وعرض العمالت األجنبية ،ويبين أثر
السياسات االقتصادية على هيكل التجارة الخارجية من حيث حجم ونوع سلع التبادل.
يساعد على تخطيط وتوجيه العالقات االقتصادية الخارجية للدولة :يشكل ميزان المدفوعات أداة هامة تساعد
السلطات العامة على تخطيط وتوجيه العالقات االقتصادية الخارجية للدولة.
تقيس الوضع الخارجي للدولة :إن المعامالت االقتصادية التي تربط الدولة مع العالم الخارجي هي نتيجة
اندماجه في االقتصاد الخارجي ،فهي بذلك تعكس الوضع الخارجي للدولة.
-2وظائف ميزان المدفوعات
2
ومن وظائف ميزان المدفوعات نجد:
تقديم معلومات مهمة عن الدرجة التي يرتبط بها االقتصاد للدولة مع اقتصاديات الدول األخرى في العالم،
ويتوفر على البيانات الالزمة يمكن الوصول للمزيد من التفصيالت عن التطور الزمني والتحوالت الهيكلية
للمعامالت االقتصادية الدولية التي مر بها اقتصاد الدولة.
مساعدة واضعي السياسات االقتصادية في توجيه جميع األمور المهمة في الدول نتيجة االرتباط بين ميزان
المدفوعات واإلجراءات المالية والنقدية في الدولة.
تعتبر البيانات الواردة من ميزان المدفوعات أداة للتقييم والتفسير العلمي لكثير من الظواهر االقتصادية
المرتبطة باالقتصاديات العالمية.
-1السيد محمد أحمد السريتي ،اقتصاديات التجارة الخارجية ،مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر ،4118 ،ص.444 -448
-2عبد المجيد قدي ،مدخل الى السياسات االقتصادية الكلية ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،4103 ،ص.017
8
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-1الفار ابراهيم محمد ،سعر الصرف بين النظرية والتطبيق ،دار النهضة العربية ،مصر ،0440 ،ص .82
-2السيد محمد أحمد السريتي ،التجارة الخارجية ،الدار الجامعية ،مصر ،4114 ،ص.470
9
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
واردات الخدمات مدفوعات لشركات النقل والمالحة األجنبية ومدفوعات المواطنين لبالد أجنبية ألغراض التعليم أو
1
البعثات الدبلومسية والعسكرية ومدفوعات الفوائد على القروض األجنبية وأرباح االستثمارات األجنبية في الداخل.
ويسجل في الحساب الجاري أيضا االيرادات الرأسمالية المحولة من الخارج وأرباح االستثمار.
-3-1-2-1ميزان التحويالت :ويشمل التحويالت من العاملين بالخارج والهدايا والمنح والمساهمات
والتعويضات ،وكلها تسجل في الجانب المدين من ميزان المدفوعات للدول التي خرجت منها والجانب الدائن من
ميزان المدفوعات للدول التي دخلت إليها ،أي يشتمل على كل المبادالت دون مقابل ،ويدخل ضمن حساب
2
التحويالت صادرات الذهب وواردات الذهب.
-2-2-1حساب رأس المال :في هذا الحساب جميع العمليات التي تمثل تغي ار في مراكز الدائنية والمديونية
للدولة ألن معامالت الدولة مع الخارج ال تقتصر على تجارة السلع والخدمات فقط ،بل هناك حركات رؤوس
3
األموال التي تنتقل من بلد ألخر ،وتنقسم إلى نوعين :
-1-2-2-1تحركات رؤوس األموال طويلة األجل :ويقصد بها تحركات رأس المال من البلد إلى الخارج والعكس
لمدة تزيد عن السنة مثل االستثمارات المباشرة والقروض طويلة األجل وأقساط بسدادها ،وتسجل القروض الوطنية
للخارج واالستثمار الوطني في الخارج وأقساط سداد القروض األجنبية في الجانب المدين من حساب رأس المال
حيث يترتب عليها مدفوعات للخارج.
-2-2-2-1تحركات رؤوس األموال قصيرة األجل :ويقصد بها التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة
األجل أي لمدة تقل عن السنة ،وتقيد حركات رؤوس األموال قصيرة األجل للخارج في الجانب المدين ،أما
تحركات رؤوس األموال للداخل تسجل في الجانب الدائن ،وتتم التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة األجل
لعدة أسباب منها:
الخوف من الظروف االقتصادية والسياسية غير المالئمة.
اختالف مستويات أسعار الفائدة.
لغرض المضاربة ،فمثال عندما يتوقع المضاربون ارتفاع سعر عملة ما فإنهم يحولون أموالهم للبلد صاحب
العملة المتوقع ارتفاع قيمتها ثم يبيعون مشترياتهم من العملة إذا ما تحققت توقعاتهم والعكس.
10
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-3-2-1حساب التسويات الرسمية :ويضم هذا الحساب صافي االحتياطات الدولية من الذهب النقدي واألصول
السائلة ،والغرض من هذا الحساب هو التسوية الحسابية لميزان المدفوعات ،وذلك عن طريق تحركات االحتياطات
1
الدولية ،والتي تتكون من العناصر التالية:
الذهب النقدي لدى السلطات النقدية.
رصيد العمالت األجنبية والودائع الجارية لدى السلطات النقدية والبنوك التجارية التي تقع تحت رقابتها ،لدى
البنوك األجنبية.
األصول األجنبية قصيرة األجل مثل أدونات الخزينة األجنبية ،واألوراق التجارية األجنبية.
األصول الوطنية قصيرة األجل التي تحتفظ بها السلطات األجنبية والبنوك األجنبية.
الودائع التي تحتفظ بها البنوك األجنبية لدى البنوك الوطنية.
مبيعات األصول األجنبية طويلة األجل التي تحتفظ بها السلطات النقدية.
موارد صندوق النقد الدولي المسموح للدولة باستخدامها وفقا لالتفاقية.
القروض المختصة لتسوية العجز في ميزان المدفوعات.
وينقسم هذا الحساب إلى قسمين هما:
-1-3-2-1حساب السهو والخطأ :ميزان المدفوعات يشيد كمتطابقة محاسبية كون كل معاملة تكون قد
سجلت نظريا مرتين ،وعليه فإن المجموع الكلي يكون متساويا ،ولكن قد يحدث وان يكون المجموع الدائن ال
يساوي المدين نظ ار لكون مصادر المعلومات المعتمدة تتعدد وتختلف والفرق بينهما يمثل القيمة التي تسجل في
2
حساب السهو والخطأ.
-2-3-2-1حساب صافي اإلحتياطات الرسمية :ويطلق عليه بالميزان الكلي ،هو القسم األخير من ميزان
المدفوعات ،ويعبر عن صافي التغيرات التي تحدث في االحتياطات الدولية خالل فترة الميزان .وهو يمثّل الطريقة
التي يتم بها تسوية االختالل في الميزان الناتج عن الرصيد الدائن والمدين لبنود الميزان مجتمعة ،أي حساب
المعامالت الرأسمالية وحساب المعامالت الجارية ،ألن ضرورة توازن الميزان ال تحتم توازن كل حساب فيه على
حدى .فقد يكون حساب المعامالت الجارية في حالة عجز ،لكن يمكن تسويته بالفائض الذي يترتب عن
المعامالت الرأسمالية .وبتعبير آخر ،يمثّل هذا الحساب العمليات التعويضية لالختالالت الموجودة بين الجانب
3
الدائن والمدين للميزان.
-1إيمان عطية ناصف ،محمد جابر حسن ،االقتصاد الدولي ،دار الجامعية ،مصر ،4112 ،ص.770 -771
-2كامل بكري ،االقتصاد الدولي التجارة الدولية التمويل ،الدار الجامعية ،مصر ،4117 ،ص.448
-3محمد سيد عابد ،التجارة الدولية ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،مصر ،4110 ،ص .442
11
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
ولغرض تبسيط وسهولة الحساب والترصيد يمكن توضيح ميزان المدفوعات بأقسامه المختلفة في الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)1-1يوضح نموذج مفترض لميزان المدفوعات
12
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
المصدر :عادل أحمد حشيش ،اإلقتصاد الدولي ،دار الجديدة للنشر ،مصر ،4110 ،ص .87
ميزان المدفوعات
حساب العمليات
حساب عمليات التسوية حساب العمليات الجارية
الرأسمالية
13
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-1بسان الحجار ،العالقات االقتصادية الدولية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان ،4117 ،ص.22
-2جميل محمد خالد ،أساسيات اإلقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،األكاديميون للنشر والتوزيع ،عمان ،4102 ،ص .038-033
14
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
:Xالصادرات من السلع.
:Mالواردات من السلع.
فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي ،(Y-EL>0) :فهذا يعني أن االستخدامات الداخلية مغطاة بجزء من
الناتج الداخلي الخام ويوجه الباقي منه(الفائض) إلى التصدير ،وهو مايفسر الرصيد الموجب للميزان التجاري في
هذه الحالة) ،(X- M>0والعكس صحيح.
-2-2معدل التغطية):(TC
)TC=(X\M)×100…………………(4
وهذا المعدل يبين مدى قدرة اإليرادات اآلتية من الصادرات على تغطية المدفوعات الناتجة عن الواردات ،فإذا كان
هذا المعدل أصغر من ،011فهذا يعني أن قيمة الصادرات التغطي قيمة الواردات ولذا يجب على البلد البحث
1
عن موارد أخرى لتمويل وارداته.
وهو عبارة عن نسبة الواردات ) (Mمن السلع إلى الناتج المحلي الخام ).(PIB
)TD=( M\PIB)×100……………...(5
كلما كان هذا المعدل أصغر كلما كان البلد أقل تبعية للخارج ،والعكس صحيح.
15
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
1
-4-2معدل القدرة على التصدير):(TE
وهو عبارة عن نسبة الصادرات ) (Mمن السلع إلى الناتج المحلي الخام).(PIB
)TE=(X\PIB)×100…………………….(6
وكلما كان هذا المعدل كبي ار فإن ذلك يدل أن للبلد قدرات كبيرة لإلعتماد على قطاع التصدير والعكس صحيح.
-5-2معدل القدرة على سداد الواردات:
هذا المعدل يقيم بعدد األيام ،حيث كلما كان عددها أكبر فإن ذلك يعني أن البلد قادر على تسديد فاتورة
وارداته في أقرب اآلجال ،ومن المستحسن أال يقل عن 7أشهر ،وهو عبارة عن نسبة المخزون من احتياطي
2
الصرف إلى الواردات من السلع.
-6-2العالقة بين العجز في الميزان التجاري والناتج الداخلي الخام:
يمكن قياس العالقة بين رصيد ميزان العمليات الجارية والناتج الداخلي الخام بالعالقة التالية.BOC\PIB:
حيث :BOCرصيد ميزان العمليات الجارية
وعموما إذا كان هذا المعدل يعادل ٪5فهو يعتبر عاديا حسب آراء الخبراء ،أما إذا تجاوز ٪5فإن الوضعية
االقتصادية تصبح حرجة نوعا ما ،حيث أن احتياطات التمويل في هذا البلد تستدعي االستدانة.
إن هذه المؤشرات االقتصادية والتي تستخرج من األرصدة الفرعية لحسابات ميزان المدفوعات ،تمكننا من
معرفة الوضعية االقتصادية للبلد،إال أن ميزان المدفوعات ال يكون متوازنا في جميع الحاالت ،فإذا اعتبر متوازنا
من الناحية المحاسبية نتيجة لمبدأ القيد المزدوج فإنه ال يكون متوازنا من الناحية االقتصادية ،وهذا ماسنتطرق إليه
3
في المبحث الموالي.
-1طارق ربيع فيصل بوغاري ،تطور التجارة الخارجية وأثرها على ميزان المدفوعات دراسة حالة الجزائر ( ،)2212-2222مذكرة ماستر في
العلوم اإلقتصادية ،إقتصاد دولي ،جامعة محمد الصديق بن يحي ،الجزائر ،4141 ،ص .20
-2مرجع نفسه ،ص .20
-3جميل محمد خالد ،مرجع سبق ذكره ،ص .081
16
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
المطلب الرابع :عالقة ميزان المدفوعات بميزان رأس المال والحساب الجاري
من المعروف أن لكل دولة معامالتها الخارجية فالمقيمون فيها سواء كانوا شركات أو أفراد يقومون بمجموعة
من المعامالت مع أفراد يقيمون في دول مختلفة ،وتشمل هذه المعامالت أنواعا مختلفة كالتصدير واالستيراد
والخدمات المختلفة كالنقل والتأمين وما يتبع ذلك من تدفق لرؤوس األموال ...فإذا أردنا أن نعبر عن العالقة
1
الرياضية لميزان المدفوعات فتكون كاألتي:
BP=BTC + BK
بحيث:
BTC= X- M
BK= Ec –Sc
ومنه :
= Xالصادرات الوطنية
= Mالواردات الوطنية
ومن هنا نالحظ على أن رصيد ميزان المدفوعات يتشكل من رصيد حساب الميزان الجاري وحساب رؤوس
األموال ،لذلك فإن توازن ميزان المدفوعات يكتب في شكل المعادلة التالية:
-1منهوم بلقاسمم ،أثر تخفيض القيمة الخارجيةة للعملةة الوطنيةة علةى ميةزان المةدفوعات دراسةة قياسةية لحالةة الجزائةر ،4114 -0431ممذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستر في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلموم التجاريمة ،تخصمص ماليمة دولية،جامعمة وهمران،
الجزائر ،4107 ،ص .43
17
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
إال أن كل من الحسابين تتأثر بعوامل معينة فالميزان التجاري يتأثر بالدخل الوطني أما ميزان رؤوس األموال
فيتأثر بمعدل الفائدة.
-1بالنسبة لميزان رأس المال
إن ميزان رأس المال متعلق بمعدل الفائدة الداخلي والخارجي فكلما كان معدل الفائدة الداخلي أكبر من معدل
الفائدة المطبق في الخارج يؤدي هذا إلى تدفق رؤوس األموال نحو الداخل لتوظيفها أما في حالة ارتفاع معدل
الفائدة األجنبي وانخفاض معدل الفائدة المحلي يؤدي ذلك إلى خروج رؤوس األموال من الداخل إلى الخارج قصد
تحقيق فوائد أك بر وهذا ما ينعكس سلبا على العملة الوطنية بسبب قلة الطلب عليها مما يؤدي إلى انخفاض في
قيمتها الخارجية وكثرة الطلب على العملة األجنبية 1،وبذلك تكتب معادلة ميزان رأس المال على الشكل التالي:
)BK= BK(i
إن رصيد ميزان رأس المال تابع لمعدل الفائدة الداخلي واألجنبي.
-2بالنسبة للحساب الجاري
إن توازن ميزان المعامالت الجارية مرتبط بمستوى الدخل . yفكلما ارتفع الدخل المحلي زادت الواردات أو
الطلب على السلع األجنبية مع افتراض بقاء لألسعار الخارجية ثابتة ،وارتفاع في األسعار الداخلية من جهة كون
السلع الخارجية مكملة للسلع الداخلية من جهة أخرى ،أي أن االستيراد يكون أعلى كلما كان الدخل عاليا
وينخفض االستيراد كلما كان سعر الصرف الحقيقي عاليا.
أما بالنسبة للصادرات فهي متعلقة بمستويات الدخل لباقي العالم ،بحيث كلما ارتفعت مداخيل المستهلكين في
باقي العالم ،كلما زاد الطلب على السلع بما فيها المنتجات المحلية واألجنبية ،مما يعدل على زيادة الصادرات
األجنبية هذا من جهة ،ومن جهة أخرى كلما ارتفعت مستويات األسعار الداخلية للسلع والخدمات بالنسبة للسلع
2
األجنبية كلما قل الطلب عليها ،وبالتالي يقل الطلب على سلع الدول المصدرة من طرف المستهلك األجنبي.
18
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-1حنان لعروق ،سياسة سعر الصرف والتوازن الخارجي-دراسة حالة الجزائر ،-مذكرة مكملة لنيل شهادة المماجستير في العلموم االقتصاديمة،
جامعة منتوري ،الجزائر ،4115 ،ص .44
-2سلمى دوحة ،أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها دراسة حالة الجزائر ،أطروحة دكتواره في العلوم التجارية ،تجارة
دولية ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر ،4105 ،ص .004
-3عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،الدار الجامعية الجديدة ،مصر ،4114 ،ص .007
19
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
الجارية والرأسمالية طويلة األجل ،باإلضافة إلى رؤوس األموال قصيرة األجل التي يقوم بها الخواص ويكون
الغرض منها المضاربة.
-2-2العملية التعويضية أو الموازنة :ويطلق عليها بالعمليات تحت الخط ألن هذه العمليات ال تتم لذاتها ولكن
بشرط حدوث عمليات مستقلة ،أي بالنظر لحالة ميزان المدفوعات وسد ثغرة فيه وبالتالي فهي تتحقق من أجل
تعويض أو تسوية ما يتيح عن العمليات التلقائية أو المستقلة وذلك لتحقيق التوازن المحاسبي وليس اإلقتصادي
وتتمثل هذه المعامالت في حركات رؤوس األموال قصيرة األجل على هيئة قروض ،الثغر في األرصدة من
العمالت األجنبية وحركة اإلستراد والتصدير للذهب النقدي.
المطلب الثاني :اإلختالل في ميزان المدفوعات
-1مفهوم االختالل في ميزان المدفوعات:
يحدث اإلختالل نتيجة وجود فجوة بين مجموع المدفوعات ومجموع اإليرادات لدولة ما ،لذلك تبحث هذه
الدولة عن العناصر التي تساعد على تحقيق التوازن بين المدفوعات من قبل بلد إلى الخارج واإليرادات المستلمة
1
من الخارج.
2
والختالل ميزان المدفوعات حالتين هما:
الحالة األولى هي حالة وجود فائض وتعني زيادة الجانب الدائن على الجانب المدين في الميزان ،أي زيادة
حقوق الدولة التي تترتب على الدول األخرى.
الحالة الثانية هي حالة العجز وتحدث عندما يتجاوز الجانب المدين الجانب الدائن فيه ،أي تجاوز المطلوبات
التي تستحق على الدولة للدول األخرى.
-2أنواع االختالالت في ميزان المدفوعات
توجد عدة أنواع من االختالالت لميزان المدفوعات والتي تختلف باختالف أسباب حدوثها فقد يكون االختالل
ناتج عن سبب واحد أو جملة من األسباب هذا باختالف الدول والظروف المحيطة بها أو الفترة التي حدث فيها
االختالل ،ومن بين أنواع االختالالت في ميزان المدفوعات نذكر مايلي:
-1دريد كامل آيت شبيب ،المالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،4100 ،ص.80
-2فليح حسن خلف ،مرجع سبق ذكره ،ص.040
20
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
1
-1-2االختالل الوقتي :وله صورتان وهما:
-1-1-2اإلختالل الموسمي :يعتبر اإلختالل الموسمي نوعا آخ ار من اإلختالالت التي قد تصيب ميزان
المدفوعات في فترات معينة من السنة ،حيث أن ظروف األسواق الداخلية والخارجية تتغير أحيانا في مواسيم
محددة وهو ما قد يؤثر على بعض صادرات وواردات الدولة حيث أنها تشهد رواجا في بعض فترات وتنخفض
خالل مواسيم أو فترات معينة.
-2-1-2اإلختالل العارض :يحدث هذا النوع من اإلختالالت نتيجة لظروف طارئة كاألحوال الجوية السيئة
واآلفات مما يؤثر تأثي ار سيئا على ميزان المدفوعات ،إال أن هذا النوع من اإلختالالت ال يدعوا أن يكون مؤقتا
ويزول بزوال األسباب المؤدية إليه ،وكمثال على ذلك الظروف الطبيعية السيئة التي تصيب محصوال زراعيا يعتمد
عليه السكان كغداء رئيسي لهم أو كمادة أولية فيضظر البلد في هذه الحالة إلى استراد كميات أساسية من هذه
السلعة لسد النقص في حاجات السوق المحلية ،وهو ما قد يحدث عج از مؤقت على مستوى ميزان المدفوعات لهذه
الدولة.
-3-1-2اإلختالل الدوري :ويقصد به تناوب فترات الرخاء والكساد التي تميز اإلقتصاديات الصناعية وتؤثر
2
على مستوى الدخل والعمالة وتؤثر بالتالي على التجارة الخارجية.
-2-2اإلختالل الهيكلي :وهو الذي يصيب تركيب واتجاه العالقات اإلقتصادية بين الدول المختلفة ألسباب
تتصل بقدرة كل منها على اإلنتاج وبمستوى التكاليف والنفقات فيها وبالتقدم الفني الذي تطبقه في أساليب إنتاجها،
وبمستوى معيشة سكانها وباتجاه الطلب العالمي إلى سلع بديلة أخرى ،ويمركز الدولة كدائنة أو مدينة في النطاق
الدولي بسبب استثماراتها الدولية الماضية.
-3أسباب اإلختالل في ميزان المدفوعات:
3
هناك عدة أسباب الختالل ميزان المدفوعات نذكر منها:
-1-3اإلختالل النقدي:
إذا كان سعر الصرف العملة لدولة ما أكبر من قيمته الحقيقية يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار سلع هاته الدولة
من وجهت نظر الدولة األخرى ،مما يؤدي إلى انخفاض الطلب الخارجي لتلك السلع ،وبالتالي حدوث اختالل في
-1زرافة محمد ،أثر تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة الجزائر ،رسالة ماجيستر في العلوم التجارية ،اقتصاد
قياسي بنكي ومالي ،جامعة أبو بكر بلقايد ،الجزائر ،4102 ،ص.54
-2طارق فاروق المصري ،مرجع سبق ذكره ،ص .58
-3جميات عادل ،مرجع سبق ذكره ،ص .03 -02 -05
21
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
ميزان مدفوعاتها ،ويحدث العكس في حالة تحديد سعر صرف العملة بأقل مما يجب.فتقلبات أسعار الصرف
تتعلق بقيمة العملة الوطنية تجاه البلدان المشاركة في التبادالت االقتصادية.
-2-3التغيرات الهيكلية:
وتتمثل في تغير ظروف العرض والطلب أو ظروف اإلنتاج ،فمثال قد تتغير أذواق المستهلكين في دولة ما
مما يؤثر على صادرات أو واردات هذه الدولة ولمعالجة هذه االختالالت يجب البحث عن األسباب األساسية
للتغيرات الهيكلية ومعالجتها.
-3-3التقلبات الدورية:
يعود السبب األساسي للفائض أو العجز في ميزان المدفوعات في هذه الحالة إلى التقلبات االقتصادية الدورية
التي تحدث والتي تترك آثارها على التجارة الخارجية ،فالرواج يؤدي إلى زيادة الواردات ،وزيادة الواردات تؤدي إلى
زيادة االنتاج والتوظيف في الدول المنتجة للسلع مما يؤثر على ميزان المدفوعات ،ويحدث العكس في فترة الكساد،
ولعالج هذا النوع من االختالل يجب اتباع السياسات النقدية والمالية المالئمة.
-4-3أذواق المستهلكين:
يؤدي التغير في أذواق المستهلكين والتقدم التكنولوجي إلى انخفاض الطلب األجنبي على السلع المحلية
(انخفاض الصادرات المحلية).
-5-3تقلبات سعر الصرف:
إن أي تغير ناتج عن آلية السوق أو قرار حكومي في سعر الصرف ،ينعكس فو ار على وضعية ميزان
المدفوعات فأسعار الصادرات والواردات تتغير حسب قيمة العملة الوطنية ،وبالتالي تتأثر كمية الصادرات
والواردات وأيضا مدى تدفق رؤوس األموال ،عند انخفاض سعر الصرف لبلد ما يزيد حجم صادراتها ويقل الطلب
المحلي على الواردات األجنبية ،فإذا كان سعر الصرف أعلى من المستوى الذي يتفق مع األسعار السائدة في
الداخل ،يؤدي ذلك إلى ظهور عجز في ميزان المدفوعات ،واذا تم تحديد القيمة الخارجية لوحدة النقد الوطنية عند
مستوى أقل مما يتفق مع مستويات األسعار السائدة في الداخل في عالقتها باألثمان في الخارج أدى ذلك إلى
ظهور فائض في ميزان المدفوعات.
-6-3أسباب أخرى:
ومن بين األسباب األخرى كانخفاض اإلنتاجية في الدول النامية نتيجة قلة أدوات اإلنتاج لذلك تقدم هذه
الدول على برامج للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية يزداد فيها استيرادها لآلالت والتجهيزات الفنية ،وتهدف هذه
22
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
البلدان إلى رفع مستوى اإلستثمار الذي غالبا مايتجاوز طاقتها من اإلدخار اإلختياري ،ويترتب عن هذا التفاوت
1
بين مستوى اإلستثمار ومستوى اإلدخار حدوث تضخم مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان مدفوعاتها.
المطلب الثالث :طرق تصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات:
هناك عدة طرق تتسبب في اختالل ميزان المدفوعات وهي التالي:
-1التعديل اآللي لميزان المدفوعات:
إذا حصل اختالل في ميزان المدفوعات ،وكانت الدولة تتبع أسعار الصرف فإن ميزان المدفوعات يتعدل
تلقائيا .ولتوضيح عملية التصحيح التلقائي في ميزان المدفوعات نفترض أن ميزان المدفوعات يعاني عجز ،وذلك
ألن المدفوعات التلقائية أكبر من المسلمات التلقائية ،وبسبب هذا العجز في ميزان المدفوعات ومع بقاء العوامل
األخرى ثابتة كما هي ،حيث يميل سعر صرف الدينار مقابل العمالت األخرى إلى االنخفاض ،وبالتالي تصبح
2
السلع أقل كلفة من وجهة نظر المستوردين.
-2التدخل الحكومي في تعديل ميزان المدفوعات:
إن هناك عالقة وثيقة بين ميزان المدفوعات والدخل القومي لقطر ما ،فتغير إحداها يؤدي إلى تغير اآلخر ،فإن
مستويات دخل مرتفعة محليا يؤدي إلى زيادة الطلب المحلي على السلع والخدمات من الخارج وبالتالي يزداد
الطلب على العملة األجنبية وبالتالي يزداد العجز في ميزان المدفوعات من خالل االنكماش والتضخم المحليين.
فإذا كان هناك عجز في ميزان المدفوعات ،فإن الحكومة تقوم بسياسات انكماشية ،وذلك بتخفيض الطلب
الكلي الفعال على السلع والخدمات المحلية وبالتالي يحدث انكماش في الدخول وتدني في القوة الشرائية وانخفاض
3
في مستوى األسعار المحلية.
-3إتباع مجموعة من السياسات المالية والنقدية االنكماشية:
إن اتباع مجموعة من السياسات النقدية والمالية االنكماشية يؤثر على حجم اإلنفاق والدخل القومي ،وبالتالي
يؤثر على ميزان المدفوعات ،فعلى سبيل المثال تكون السياسة االنكماشية مالئمة إذا كانت الدولة تعاني من
ضغظ تضخمي في الداخل ولديها عجز في ميزان مدفوعاتها وبالتالي فإن إتباع مجموعة من السياسات النقدية
والمالية االنكماشية يساعد على تخفيض الطلب المحلي الزائد من السلع والخدمات ،وهذا بدوره يخفض الواردات
-1رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي وآخرون،التمويل الدولي ،دار األيام للنشر والتوزيع ،عمان ،4102 ،ص .58
-2موسى سعيد مطر وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص44؛
-3موسى سعيد مطر وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص47؛
23
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
ويشجع الصادرات ويمنع التضخم مما يترك آثاره على ميزان المدفوعات ،ويتم تخفيض الطلب الكلي على السلع
1
والخدمات بهدف تصحيح ومعالجة االختالل والعجز في ميزان المدفوعات من خالل مايلي:
أ -السياسة المالية :عن طريق:
زيادة الضرائب.
تخفيض اإلنفاق الحكومي.
تشجيع االدخار.
ب -السياسة النقدية :عن طريق:
عمليات السوق المفتوحة.
األسعار العليا للفائدة.
المتطلبات العليا لالحتياطي.
األسعار العليا لسعر الخصم واعادة الخصم.
24
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
ميزان التجارة(السلع).
مي ازن التجارة الغير منظورة(الخدمات).
التحويالت من جانب واحد.
ميزان رأس المال طويل األجل.
ويتلخص بوضع معامالت الحساب الجاري وحركات رؤوس األموال طويلة األجل فقط فوق الخط ،أي
المعامالت التلقائية ،أما تدفقات رؤوس األموال قصيرة األجل وبند السهو والخطأ الذي يعتقد أن التغيرات تعكس
أساسا تحركات غير مسجلة لرؤوس األموال قصيرة األجل ،وكذلك المعامالت في األصول االحتياطية الرسمية
فتوضع تحت الخط ،على اعتبار أنها عمليات موازنة ،وسبب هذا التقسيم هو التفريق بين المعامالت الغير
منتظمة(تحت الخط) ،والمعامالت المستقرة(فوق الخط) ،وعلى الرغم من أن فكرة الميزان األساسي تكون عدة
مقاييس قومية للعجز أو الفائض إال أن هذه الفكرة غير منطقية كونها تستند للتميز بين نوعين من معامالت
رؤوس األموال طويلة األجل والقصيرة األجل،والتي في الواقع يصعب التفرقة بين هاتين المعاملتين.
-1السيد متولي عبد القادر ،االقتصاد الدولي –السياسات والنظرية ،-الطبعة األولى ،دار الفكر ،عمان ،4100 ،ص .074
25
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
-1كامل بكري ،االقتصاد الدولي ،التجارة الخارجية والتمويل ،الدار الجامعية ،4110 ،ص .474
26
اإلطار النظري لميزان المدفوعات الفصل األول
خالصة الفصل:
إن ميزان المدفوعات يعكس العالقات االقتصادية الدولية ،فهو يبين صافي تعامل اقتصاد بلد معين مع
اقتصاديات العالم الخارجي ،إذا كانت معظم المعامالت الجارية والرأسمالية ال تترجم يشروط السوق ،خاصة مع
وجود تدخالت السلطات الحكومية ،فإن التوازن الخارجي يكون توازنا اصطناعيا ،لهذا فإن التوازن الخارجي مرتبط
بالتوازن الداخلي ،فوجود التبادل الدولي بين مختلف الشعوب والدول شيئ ضروري تفرضه متطلبات الحياة الدولة
بشتى مكونا تها وخاصة االقتصادية منها وعليه فإن الدول تلجأ لتنظيم اقتصادها الداخلي وتحاول إيجاد السياسات
التجارية الم الئمة للحد من نزيف ثرواتها وهذا من خالل التحكم في تدفق مختلف الصادرات والواردات التي يمكن
قياسها بمؤشرات تستنبطها من ميزان المدفوعات الذي يظهر المركز المالي للدولة إتجاه بقية العالم.
وعليه فقد توصلنا في هذا الفصل إلى معرفة بعض المفاهيم األساسية المتعلقة بميزان المدفوعات ،والمكونات
التي يشملها ،وكذا العوامل االقتصادية المؤثرة فيه ومعنى التوازن واالختالل فيه من خالل معرفة أسبابه وأنواعه
وطرق تصحيحه.
27
الفصل الثاني :القطاع الصناعي في الجزائر
تمهيد:
يعد قطاع الصناعة ركيزة هامة من ركائز النهضة االقتصادية ،وكأحد أهم قطاعات تنويع مصادر الدخل
والحد من االعتماد على المواد األولية (البترول والغاز) وسد احتياجات المجتمع ،وهي جوهر العملية التنموية
التي تؤدي إلى زيادة في الناتج القومي ومتوسط دخل األفراد ،والصناعة هي رافد أساسي لالستقالل السياسي
ومحاولة لتحرير االقتصاد من التبعية األجنبية.
والجزائر كغيرها من الدول اعتمدت على الصناعة بعد االستقالل كمنطلق لتحقيق التنمية االقتصادية ،غير أن
هذه السياسات المعتمدة في سبيل تحقيق تنمية صناعية أسفرت عن بناء هيكل صناعي ضعيف يقوم على
صناعات معتمدة في الغالب على العالم الخارجي في تلبية طلبها على المدخالت اإلنتاجية والمعدات والخبرات
األجنبية أيضا ،األمر الذي زاد من االرتباط ومن تبعية القطاع الصناعي للعالم الخارجي ،كما أن هيكل هذا
القطاع اإلنتاجي يخلو من الصناعات اإلنتاجية التي تحافظ على عوامل االستم اررية التي تتزايد أهميتها مع
تطور الصناعة بشكل خاص .وبناءا عليه سنتطرق من خالل هذا الفصل إلى ثالث مباحث كالتالي:
92
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-1مدحت القريشي ،االقتصاد الصناعي ،الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان ،5002 ،ص .81
30
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
معينة ،إن هذه التقنية سهلت القيام بعملية الرقابة داخل المشغل بغية إتقان العمل والرفع من جودة اإلنتاج ،ومع
تطور الوضع في تلك الفترة وزيادة الطلب انتشرت المشاغل بكثرة في الدول األوربية ابتداء من أوساط القرن
السادس عشروحتى بداية ظهور الثورة الصناعية في إنجلت ار عام 8810واستمرت في البلدان األخرى حتى القرن
1
التاسع عشر.
لقد ارتبط العمل في هذه المرحلة بتجزئة عملية اإلنتاج التي صاحبها تخصص في أدوات وتقنيات العمل
المستخدمة ،وقد أسفر ذلك عن زيادة كبيرة في إنتاجية العمل بالمقارنة مع المراحل السابقة ،وال شك أن لهذه
المرحلة الدور في تهيئة األساس التنظيمي والتقني لنشوء الصناعة اآللية الضخمة بعد الثورة الصناعية التي
تميزت باستخدام اآلالت وبكثافة ،والتي كان لها أثر كبير على االقتصاد سواء باإليجاب أو السلب ،وهذا ماجعل
2
معظم البلدان تتسابق نحو التصنيع على اعتبار أنه سبيل مساعد لدفع عجلة التنمية.
المطلب الثاني :مفهوم وأهمية الصناعة
سنحاول من خالل هذا المطلب تناول مفهوم الصناعة من خالل عرض مختلف المفاهيم التي تطرق لها
الباحثين.
-1مفهوم الصناعة
التعريف األول :تأخذ كلمة الصناعة معنيين أساسيين بحسب هدف استخدامها ،فالصناعة بمعنى النشاط
الصناعي قد يقصد بها كل اإلجراءات المتخذة من قبل الوحدات االقتصادية في المجتمع من أجل تحويل خام أو
سلع وسيطة إلى سلع أخرى تعتبر من جهة نظرها سلعا نهائية .وبموجب هذا التعريف نميز الصناعة عن بقية
النشاطات االقتصادية في المجتمع كالزراعة و الخدمات......
من جهة أخرى قد يقصد بـ ـ ـ "الصناعة" وحدة نشاط داخل القطاع الصناعي .لذلك فهي تضم كل الوحدات
اإلنتاجية التي تقوم بإنتاج سلع متقاربة أو تستخدم نفس المادة الخام،أو نفس طريقة الصنع.
ضمن هذا التعريف فإننا نقسم الصناعة بمعناها السابق (أي النشاط الصناعي ) إلى عدة صناعات مثل :
3
صناعة المواد الغذائية وصناعة المنسوجات وصناعة المنتجات الجلدية.
-1نعيم إلهام ،استخدام نموذج البرمجة باألهداف في نمذجة النظم الصناعية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص بحوث
العمليات وتسيير المؤسسات ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،الجزائر ،5082،ص.85-88
-2مرجع نفسه ،ص.85
-3بامخرمة أحمد سعيد ،اقتصاديات الصناعة ،دار زهران للنشر والتوزيع،المملكة العربية السعودية ،8991 ،ص .00
31
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
التعريف الثاني :عرف شارلز وجاريث جونز الصناعة على أنها " مجموعة من المؤسسات تقدم منتجات أو
خدمات يمكن أن تمثل بدائل لبعضها البعض ،وهذه البدائل عبارة عن منتجات أو خدمات تؤدي إلى إشباع
1
الحاجات األساسية لنفس المستهلك".
التعريف الثالث :أعطى مالك بن نبي مفهوم للصناعة على أنها ذلك النشاط غير الفالحي الذي يسعى إلى
إنتاج أو إحداث تعديل على األشياء والمواد بهدف تحقيق غاية ما ،حيث تشمل جميع الفنون والمهن والقدرات
2
وتطبيقات العلوم المختلفة ،فهي جميعها تدخل في مفهوم الصناعة.
ومن خالل ما سبق من التعريفات نستنتج أن الصناعة هي فرع من فروع النشاط االقتصادي التي تتولى
القيام بتحويل المواد األولية والزراعية والخامات المعدنية وغيرها من الموارد الطبيعية من شكلها الخام أو البسيط
إلى منتجات نهاية قابلة للتداول ،تلبي حاجات اإلنسان في اإلنتاج واالستهالك واالستثمار ،وعليه فهي تتفاعل
مع المحيط المادي لإلنسان لتجعله أكثر منفعة له ،وتشبع له الحاجات الضرورية.
-2أهمية الصناعة
تحتل الصناعة مكانة هامة في بنية االقتصاد باعتبارها عنصر أساسي فيها ،كونها تساهم في خلق
االرتقاء التقني واإلبداعي ،وتسمح للمؤسسة واالقتصاد ككل في تنميةقدراتها التنافسية والتفاوضية ،حيث تشكل
3
أفضل وسيلة لالندماج في االقتصاد العالمي ،و تتمثل أهميتها فيمايلي:
إن معدالت اإلنتاجية المرتفعة نسبيا في قطاع الصناعة تساهم في زيادة نمو الدخل القومي ،وبالتالي
رفع معدالت النمو االقتصادي ،كما أن نمو الصناعة يساعد على زيادة النمو في القطاعات األخرى ومنها
القطاع الزراعي.
يعتبر قطاع الصناعة من أهم الوسائل األساسية لتوسيع فرص التشغيل والتخفيف من مشكلة البطالة.
يساهم قطاع الصناعة في عالج مشاكل عجز ميزان المدفوعات ،وذلك من خالل تصنيع سلع تحل محل
الواردات ،أو تصنيع سلع موجهة للتصدير.
-1شارلز وجاريث جونز ،اإلدارة االستراتيجية(مدخل متكامل) ،ترجمة رفاعي محمد رفاعي ومحمد سيد أحمد عبد المتعال ،الجزء األول ،دار
المريخ للنشر ،المملكة العربية السعودية،5008،ص .808
-2مالك بن نبي ،مشكلة الثقافة ،دار الفكر ،دمشق ،بدون سنة نشر ،ص.858
-3الطيب داودي ،دالل بن طبي ،رهان السياسات الصناعية لقطاعات خارج المحروقات ،الملتقى الدولي األول حول االقتصاد الصناعي
والسياسات الصناعية ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر 00-05،ديسمبر ،5001ص.00
32
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
كما تعتبر الصناعة أهم روافد االقتصاد من خالل مساهمتها في تغطية القيمة المضافة المرتبطة باستخدام
الموارد المحلية من خالل تحويلها إلى منتجات أخرى ،بدال من تصديرها بشكلها األولي ،وبالتالي يتم الحصول
1
على القيمة المضافة المرتبطة ويمكن أن تتجلى أهمية الصناعة من خالل األهداف المتوقعة التالية:
المساهمة في عالج مشاكل البطالة ،حيث يؤدي نموها إلى توفير فرص العمل،كون غالبية البلدان النامية
تعاني إما من بطالة إجبارية أو اختيارية.
المساهمة في تنويع مصادر اإلنتاج والدخل و الصادرات في البلدان النامية ،مما يرفع نسبة مساهمة
الصناعة في الناتج المحلي اإلجمالي ،وبالتالي يقل االعتماد على تصدير المواد األولية.
يؤدي التحديث التقني المستمر وكذا تقسيم العمل والتخصص فيه إلى رفع مستوى اإلنتاجية.
يؤدي نمو قطاع الصناعة إلى نمو القطاعات األخرى مما يرفع معدل النمو االقتصادي بسبب وجود
عالقات ترابط بينها حيث يمدها بمستلزمات اإلنتاج مثل اآلالت والمعدات الالزمة ،كما يعتبر في نفس الوقت
سوقا لتسويق المنتجات الزراعية التي تتم تصنيعها فيه .
المساهمة في توفير مصادر النقد األجنبي وعالج الميزان التجاري من خالل تصنيع سلع تحل محل الواردات
أو تصنيع سلع للتصدير.
المطلب الثالث :مقومات الصناعة
تسعى معظم الدول خاصة النامية لتطوير صناعتها ،من خالل المقومات المتوفرة لديها أو استيراد هذه
2
المقومات ألنها األساس لقيام أي صناعة ،وتتمثل أهم هذه المقومات فيما يلي:
-1رأس المال
تستخدم الصناعات الحديثة آالت معقدة عالية التكاليف ،كما تستخدم كميات ضخمة من الوقود وأعداد كبيرة
من العمال،وكل ذلك يستدعي رأس مال كبير،الذي يتوفر في بعض الدول ويقل في أخرى ويمكن أن ينتقل من
دولة إلى أخرى إذا توفرت ألصحابه ضمانات كافية وأرباح مغرية.
-2المواد الخام
وهي مواد أولية وطبيعية تساهم في العملية الصناعية بشكل كبير عن طريق التحول من شكلها األصلي
إلى شكل آخر يتالءم مع متطلبات اإلنسان وحاجياته ،وتنقسم المواد الخام إلى ثالثة أقسام رئيسية كاآلتي:
-1-2مواد خام نباتية :مثل األخشاب ،القطن ،المطاط ،قصب السكر ،والقمح ......إلخ.
-1سعود وسيلة ،قاسي كمال ،المؤتمر الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برامج التنويع االقتصادي في
الجزائر ،مداخلة بعنوان تحليل أداء الصناعة في الجزائر خالل الفترة ،5082-5008جامعة البليدة ،5الجزائر ،ص .2-2
-2حماد اياد ،دور الصناعة التحويلية في النمو االقتصادي ،مذكرة ماجيستر ،كلية االقتصاد ،جامعة دمشق ،سوريا ،5009 ،ص.02
33
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
34
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
اإلنتاج ،وهكذا أصبحت وسائل النقل و المواصالت الحديثة دعامة أساسية للتطور الصناعي خاصة في عالم
1
تزداد فيه المنافسة لتقديم منتجات جيدة بسعر منخفض .
المطلب الرابع :أنواع الصناعة
تتمثل أنواع الصناعة فيمايلي:
-1من حيث نوعية الصناعة
2
ويهتم هذا الجانب من التصنيف بنوعية المنتوج المقدم ،ولها أربعة أنواع رئيسية هي :
-1 -1الصناعة التحليلية :هي تلك الصناعات التي تعتمد على تحليل المادة األصلية إلى مواد جديدة ،عن
طريق التركيب الكيماوي أو التركيز أو الخلط بمواد أخرى ،وتشمل " األسمدة ،األدوية واألحماض
والبتروكيماوية التي تتمثل في تكرير البترول ومشتقاته كاأللياف ،المطاط "...
-2-1الصناعات االستخراجية :عبارة عن صناعات تهتم باستخراج الخامات من باطن األرض أو من على
ظهرها ،وتشمل مراحل الكشف،ثم االستخراج ،ثم التركيز وفصل المواد الغريبة ومن أمثلتها استخراج الفحم من
المناجم.
-3-1الصناعة التجميعية :وهي تلك الصناعات التي تقوم على أساس تجميع أجزاء معينة لتكون منتجا
نهائيا.
-4-1الصناعة التحويلية :تتمثل في تلك الصناعات التي تقوم على أساس تحويل شكل المادة الخام إلى
شكل اخر مختلف تماما من حيث الخصائص وطبيعة المادة األصلية مثل صناعة الورق.
ولقد عرفها مركز اإلحصاء الفلسطيني بأنها " :هي الصناعة التي تقوم بتصنيع المواد الخام وتحويلها إلى سلع
نهائية ".
والصناعة بمعناها الواسع هي التغيير في شكل المواد الخام لزيادة قيمتها ،وجعلها أكثر مالئمة لحاجات
اإلنسان ومتطلباته ،وتبرز أهمية الصناعة في كونها ترفع من مستوى معيشة الشعوب بما تدره من مال وما
توفره من رفاهية لإلنسان بمقتنياتها المختلفة ،وكذلك هي وسيلة مهمة المتصاص األيدي العاملة الزائدة،
باإلضافة للمساهمة في تطوير النشاطات االقتصادية األخرى كالزراعة والنقل والصحة.
-1مراد حطاب ،أثر السياسات الصناعية على هيكل الصناعة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر ،5082 ،ص.28
-2حماد اياد ،مرجع سبق ذكره ،ص.02
35
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
لقد قسم bainالصناعات إلى أربعة أصناف وفقا لدرجة سهولة الدخول إلى السوق ،وهي على النحو
2
التالي:
-1-3صناعة سهلة الدخول :وهي الصناعات التي ال يوجد فيها منافس قائم أو محتمل له ميزة جوهرية في
التكلفة على المنافسين اآلخرين ،لكن أي محاولة من قبل البعض لتحقيق أرباح غير عادية واالستمرار معها لفترة
طويلة تنتهي بالفشل.
-2-3صناعات بها عوائق غير فعالة للدخول :وهي صناعات تحقق فيها المؤسسات القائمة أرباحا غير عادية
نتيجة لمزايا في التكلفة تتمتع بها عند أسعار منخفضة تمنع الدخول ،ولكن المكاسب التي يمكن تحقيقها في
-1عبد المجيد قدي ،المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والمناخ االستثماري ،الملتقى الوطني األول حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كلية
االقتصاد ،جامعة األغواط ،الجزائر ،أفريل ،5005ض.01
-2يحيى فريك ،استراتيجية التكامل العمودي في الصناعة دراسة حالة مجمع صيدال ،مذكرة ماجستر ،جامعة محمد خيضر،
الجزائر ،5085،ص.28
36
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
األجل الطويل من منع الدخول أقل من العوائد المضحى بها في الوقت الحاضر نتيجة إلتباع سياسة األسعار
المنخفضة.
-3-3صناعات بها عوائق فعالة للدخول :تختلف هذه الصناعات عن سابقتها في كون المكاسب طويلة األجل
التي يمكن تحقيقها من وراء منع الدخول أكبر من العوائد المضحى بها في األجل القصير نتيجة النتهاج سياسة
األسعار المنخفضة.
-4-3صناعات ممنوعة الدخول :هي الصناعات التي يكون السعر الذي يعظم الربح فيها في األجل القصير
منخفضا بدرجة التغري أي مؤسسات جديدة بالدخول ،الحتمال تحقيقها خسائر بصفة مستمرة في األجل
1
الطويل.
1
-يحيى فريك،مرجع سبق ذكره،ص .29-29
37
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
التموين .كما شهدت هذه المرحلة عدة إصالحات اقتصادية أهمها إعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات
الصن اعية العمومية ،حيث تم تقسيم المجمعات الصناعية الكبرى إلى وحدات صناعية صغيرة ومتوسطة ،األمر
الذي أدى إلى وجود صناعة غير قادرة على تنويع الصادرات ومنافسة المؤسسات األجنبية ،حيث لم تتجاوز
قيمة الصادرات خارج المحروقات خالل الفترة ( )8919- 8910عتبة % 2.5من إجمالي الصادرات.1
-1تطور القطاع الصناعي خالل الفترة :1999-1991
نتيجة للتطورات السلبية التي عرفها االقتصاد الجزائري في أواخر الثمانينيات والمتمثلة في االرتفاع المستمر
بنسب و8911 و8918 8912 سنوات خالل انخفضت التي الصادرات وتراجع للواردات
%12و%02و%00على التوالي مقارنة بصادرات ،8912مما أدى بشكل كبير إلى تدهور مستمر في ميزان
المدفوعات ،حيث حقق عج از قيمته 8811-مليار دج ،إضافة إلى عجز القطاع المنتج عن تلبية الحاجيات
الضرورية للمواطنين الناتج عن تراجع معدل استغالل الطاقات اإلنتاجية على مستوى المؤسسات االقتصادية من
حوالي %80سنة 8910إلى %10سنة ،1987بدأت تلوح في األفق بوادر أزمة اقتصادية خانقة مع مطلع سنة
.8990
إن اإلستراتيجية الصناعية المتبعة منذ االستقالل إلى غاية 8919والمتمثلة في كون القطاع العمومي هو
المسيطر على هيكلة االقتصاد الجزائري لم تكن ناجعة ال من الناحية اإلنتاجية وال من الناحية المالية ،كما أن
الطبيعة العمومية للملكية وطرق التسيير السائدة هما السببان الرئيسيان في أزمة النجاعة االقتصادية التي كان
يتخبط فيها القطاع الصناعي العمومي.كما أن ملكية الدولة لمعظم وسائل اإلنتاج خالل مرحلة االقتصاد
المخطط واعتبارها هي المالكة ،والمسيرة ،والقوة العمومية ،أثر بشكلي سلبي على عمل المؤسسات الصناعية
العمومية بشكل خاص والمتمثل في كونها شركات تجارية ومؤسسات اقتصادية حقيقية بما تستلزمه من متطلبات
2
لتصبح ناجعة اقتصاديا.
وأسفر عن هذه الوضعية تسجيل العديد من النقائص على مستوى القطاع االقتصادي العمومي تمثلت في
عدم فعالية طرق التسيير والتسويق على مستوى المؤسسات الصناعية مع تدني مستوى إنتاجية عناصر اإلنتاج
بشكل كبير وعدم استغالل الطاقات اإلنتاجية للمصانع ومحدودية استخدام الموارد وقدرات اإلنتاج ،مما أدى إلى
تسجيل عجز مالي كبير لهذه المؤسسات وعدم قدرتها على تسديد الديون وحتى األجور في بعض الحاالت.
-1مخضار سليم ،دراسة تحليلية لتنافسية القطاع الصناعي في الجزائر مقارنة ببعض الدول العربية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم االقتصادية ،تخصص بحوث العمليات وتسيير المؤسسات ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد ،الجزائر،
،5081ص .828
-2عبد المجيد بوزيدي ،تسعينيات االقتصاد الجزائري ،ترجمة جربيب أم الحسن ،دار موفم للنشر ،الجزائر ،8999 ،ص .20
38
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
ونتيجة للتطورات السياسية التي مرتبها الدولة بداية التسعينيات والمتمثلة في توقيف المسار االنتخابي إلى
توليد ضغوطات داخلية وخارجية زادت من تعقيد الوضع االقتصادي الجزائري وساهمت بشكل كبير في توقيف
مسار التنمية .زيادة على ذلك فإن اإلصالحات االقتصادية التي تمت خالل الفترة السابقة والمتمثلة في منح
االستقاللية للمؤسساتالعمومية وانشاء صناديق المساهمة لم تحقق إنعاش النمو كما كان مقر ار بسبب نقص
الموارد المالية ،م ما ترتب عن ذلك توجه السلطات نحو تعميق اإلصالحات االقتصادية سنة 8992أين تم
إصدار القانون المتعلق برؤوس األموال التابعة للدولة ،حيث تقرر بموجب هذا القانون إعادة هيكلة المؤسسات
االقتصادية وتجميعها وتنظيمها في شكلشركات قابضة صناعية ومالية في إطار إستراتيجية صناعية جديدة
مبنية على الفعالية اإلنتاجية والمردودية المالية وقابلية المؤسسات على المنافسة التامة.
وفي هذه المرحلة تم فتح القطاع الصناعي أمام الشركاء الخواص سواء كانوا أجانب أو وطنيين كما أن
الدولة لم تعد تملك %800منرأس مال الشركات ،بل بإمكانها امتالك نسبة %28أو أقل حسب األهمية
اإلستراتيجية للشركة أو القطاع حتى تتمكن من الرقابة على أنشطة المؤسسات والق اررات داخل مجلس اإلدارة
خاصة تلك المتعلقة بالتنازل عن المؤسسات ،لقد عرفت هذه الفترة اهتماماغير مسبوق للسلطاتالجزائرية
باالنفتاح على االستثمار األجنبي المباشر وتم إعطائه األولوية من خالل عدة قوانين أهمها قانون النقد والقرض
80- 90المؤرخ في 81أفريل 8990الذي تم بموجبه تحرير نظام االستثمار ،إضافة إلى صدور المرسوم
85/90المؤرخ في 02أكتوبر 8990والمتعلق بترقية االستثمارات والذي يعطي لالقتصاد الوطني انفتاحا أكثر
من خالل تحسين المناخ االستثماري لجذب رأس المال األجنبي ،ومن بين المبادئ التي يركز عليها هذا المرسوم
هو عدم التفريق بين المستثمر األجنبي والمحلي ،والحرية التامة لالستثمار وحرية تحويل رؤوس األموال واألرباح
1
مع إمكانية اللجوء إلى التحكيم الدولي.
وفي ظل الظروف الصعبة التي عرفها القطاع الصناعي وفي أواخر سنة 8998تم تطبيق إستراتيجية
جديدة خاصة بقطاع المحروقاتبهدف فك الخناق عن الضائقة المالية التي عاشتها الجزائر ،حيث تم تعديل
القوانين المتعلقة بأنشطة التنقيب والبحث عن حقول النفط والغاز واستغاللها ونقله وتمحورت هذه التعديالت في
2
إعطاء األهمية القصوى لالستثمار األجنبي من خالل ما يلي:
-توسيع مشاركة رأس المال األجنبي إلى التنقيب عن حقول الغاز الطبيعي واستغاللها وحتى النقل باألنابيب.
-إعطاء الشريك األجنبي الحق في الحصول على حصته من اإلنتاج الذي يشارك فيه .
39
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-منح تخفيضات جبائية على نتيجة االستغالل من أجل التحفيز على جذب االستثمارات األجنبية .
-بإمكان المستثمر األجنبي اللجوء إلى التحكيم الدولي في حال وجود نزاع بينه وبين المؤسسة الوطنية بعد
فشل عملية المصالحة.
-2التطور القطاع الصناعي خالل الفترة (:)2115-2111
شهدت هذه الفترة تحوالت جذرية على عدة مستويات سواء على مستوى الوضع األمني واالقتصادي
(خاصة التوازنات االقتصادية الكلية) ،والذي بدأ يتميز بنوع من االستقرار بداية من سنة 5002إذا ما قارناه
بسنوات التسعينيات ،وفي هذا اإلطار البد أن نشير إلى األمور التي تم تسجيلها خالل هذه الفترة وأولها هو
ارتفاع أسعار النفط في األسواق العالمية ،حيث ارتفع متوسط سعر البرميل من 02دوالر سنة 5001إلى
حوالي 809.2دوالر أمريكي سنة ، 5085مما كان له األثر اإليجابي على ارتفاع المداخيل من العملة الصعبة
وارتفاعها من 80مليار دوالر أمريكي سنة 8991إلى 28مليار دوالر سنة ،5080كما عرف أيضا ميزان
المدفوعات خالل هذه الفترة تطو ار كبي ار حيث انتقل من 8.1مليار دوالر سنة 5000إلى حوالي 5018مليار
دوالر سنة .5088كل هذه المؤشرات توضح جليا بأن الجزائر عاشت أريحية مالية خالل هذه المرحلة مثيل لها
منذ سنوات السبعينيات .كما عرفت هذه الفترة انفتاح القطاع الصناعي الجزائري على الصناعات ذات
التكنولوجيا العالية والمتمثلة في صناعة األدوية وصناعة السيارات ،وكذا الصناعات الكهرو منزلية وصناعة
الهواتف الذكية ،لكن إلى غاية يومنا هذا فإن جل هذه الصناعات هي عبارة عن صناعات تركيب وتعبئة وليست
صناعة إنتاج حقيقي ،وبالتالي يجب أن تكون نسبة االندماج في هذه الصناعات بمستويات عالية وأكثر من
%20حتى يمكننا القول أن الجزائر تسير في خطى الدول الناشئة وبإمكانها تحقيق االستقالل االقتصادي وتنويع
الصادرات خارج قطاع المحروقات.
-1-2االستثمار في القطاع الصناعي للفترة (:( 2115-2111
في هذه اإلطار ومن أجل تنويع اإلنتاج الصناعي الوطني واستقطاب االستثمارات األجنبية المباشرة
باعتبارها من بين اآلليات التي تساهم بشكل كبير في دعم النمو االقتصادي وتحسين القيمة المضافة للقطاع
الصناعي والقطاعات االقتصادية األخرى ،تم إصدار العديد من المراسيم والقوانينبهدف إنعاش القطاع الصناعي
وتحسين مناخ االستثمار في الجزائر في إطار سياسة صناعية جديدة مبنية على المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،ومن أهم هذه القوانين والمراسيم:
40
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-المرسوم التنفيذي رقم 080- 05المؤرخ في 5005/88/88والمتعلق بإنشاء صندوق ضمان القروض
للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ويرتكز نشاط هذا الصندوق على تسهيل عملية الحصول على القروض ومنح
الضمان الذي تشترطه البنوك للمؤسسات والمشاريع االستثمارية.
-المرسوم التنفيذي 511-00المؤرخ في 5000/09/02والمعدل والمتمم للمرسوم رقم - 296 92المؤرخ في
8992/09/01والمتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،حيث تقوم هذه الوكالة بمرافقة الشباب
ذوي المشاريع االستثمارية على انجاز مشاريعهم ،سواء من حيث التمويل واالنجاز واالستشارات ومنحهم العديد
من اإلعانات واالمتيازات كتخفيض نسب الفوائد على القروض واإلعفاءات الضريبية.
-المرسوم التنفيذي رقم 8922-02والمؤرخ في 5002/02/00والمتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية لتطوير
1
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي أوكلت لها المهام التالية:
السهر على تنفيذ إستراتيجية ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتأهيلها وتطويرها ودعم الخبرات
واالستشارات الموجهة لها.
تفعيل اإلبداع واالبتكار التكنولوجي على مستوى المؤسسات وحثها على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال
الحديثة.
جمع المعلومات المتعلقة بالتوزيع الجغرافي للمؤسسات ومجال نشاطها من أجل استغاللها ونشرها.
-األمر الرئاسي 01-02المؤرخ في 5001/08/82المعدل والمتمم لألمر رقم 00-08المؤرخ في
5008/01/50والمتعلق بتحفيز االستثمار المحلي واألجنبي ،حيث يخص هذا األمر االستثمارات المحلية
الخاصة ،وكذا االستثمارات األجنبية المنجزة ضمن األنشطة االقتصادية الخاصة بإنتاج السلع والخدمات ،ويتمثل
الهدف الرئيسي لهذا األمر في إنشاء مؤسسات صناعية جديدة واعادة هيكلة المؤسسات الصناعية العمومية
وتطوير قد ارتها اإلنتاجية ،وبموجب هذه األمر تم تغيير وكالة ترقية ومتابعة االستثمارات( (APSIبالوكالة
2
الوطنية لتطوير االستثمارات((ANDIوالتي تتولى المهام التالية:
تعمل الوكالة على ترقية االستثمارات وتطويرها ومتابعتها.
تقوم الوكالة بمرافقة المستثمرين المقيمين وغير المقيمين.
تسهيل اإلجراءات المتعلقة بتأسيس المؤسسات وانشاء المشاريع بواسطة خدمات الشبابيك الوحيدة الالمركزية.
41
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
لها جميع الصالحيات فيما يخص تسيير صندوق دعم االستثمار والتأكد من احترام المستثمرين لاللتزامات
والتعهدات خالل مدة اإلعفاء من الضرائب والرسوم.
وحسب الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار( (ANDIفإنه وخالل الفترة 5085- 5005تم تسجيل حوالي
05001مشروع استثماري في جميع قطاعات النشاط بقيمة إجمالية قدرها 5212.11دج ،منها 08291
مشروع ذو رأس مال محلي أي بنسبة ،% 99بينما بلغت عدد االستثمار ذات رأس المال األجنبي حوالي 180
مشروع بنسبة ،%8أما عن توزيع هذه االستثمارات حسب الحالة القانونية فنجدها تتشكل من 08201مشروع
تابع للقطاع الخاص بنسبة ،%99بينما بلغت عدد المشاريع التابعة للقطاع العمومي 051مشروع بنسبة ،%8
أما عدد المشاريع المختلطة في إطار الشراكة فقد بلغ 01مشروع ،وهذا يوضح جليا أنه وبالرغم من التحفيزات
واالمتيازات التي منحتها الدولة الجزائرية من أجل تشجيع وجذب االستثمارات األجنبية المباشرة إال أن هذه
األخيرة بقيت تسجل مستويات متدنية.
المطلب الثاني :مميزات القطاع الصناعي في الجزائر
منذ السنوات األولى الستقاللها أعطت الجزائر األولوية لقاعدة صناعية عمومية متنوعة ،حيث كان اإلنتاج
موجه حصريا للسوق الداخلية بهدف تحرير االقتصاد الوطني ،هذا ما وضع المؤسسة العمومية أمام وضعيات
تنافسية لم تتهيأ لها .لكن بفضل اإلصالحات االقتصادية التي مرت بها الجزائر بداية من عقد التسعينيات
وضعإطار قانوني جديد أفسخ المجال للقطاع الخاص للمشاركة بدوره في التنمية االقتصادية واالجتماعية،
1
ويمكن استخالص أهم مميزات الصناعة الجزائرية فيمايلي :
-قدرات إنتاج هائلة غير مستغلة بشكل كلي ،بسبب عوامل اإلنتاج الضعيفة وعدم كفاءة ونجاعة تقنيات التسيير
و إدارة األعمال.
-مردودية منخفضة ومعدالت نمو متدنية ترتب عنها إنتاجية ضعيفة ،راجعة لعدم تماشي المؤسسات الصناعية
وقواعد التنافسية في السوق.
-ارتفاع تكلفة اإلنتاج الصناعي بسبب االعتماد على التكنولوجيا المستوردة.
-تبعية كبيرة لقطاع المحروقات،أدت إلى نقص في تنوع الصادرات.
-ضعف استعمال التكنولوجيا المتطورة في الصناعات الحديثة ،أدى إلى تراجع نوعية المنتجات الصناعية.
-1فركاشة سفيان ،دور القطاع الصناعي في تحقيق االستقرار االقتصادي في الجزائر ،الملتقى العلمي الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع
الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر ،ص .80
42
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
ولعل أهم مايميز القطاع الصناعي الجزائري هو اعتماده بالدرجة األولى على الصناعات الخفيفة ليالحظ
غياب شبه تام للصناعات الثقيلة التي تعتبر أساس بناء هيكل اقتصادي قوي.
وهناك من لخص مزايا القطاع الصناعي في كونها تلك المواصفات والشروط التي يجب أن تتوفر في بلد ما
1
حتى يكون صناعيا وهي كالتالي:
-أن يكون ربع الناتج المحلي (كحد أدنى) من القطاع الصناعي.
-أن تكون نسبة معتبرة من اإلنتاج الصناعي (مثال )٪20تأتي من الصناعة التحويلية وذلك من أجل استبعاد
حاالت الدول التي يشكل قطاع التعدين فيها معظم أو كل النشاط الصناعي.
-أن تكون نسبة معينة من القوى العاملة (٪10كحد أدنى)تعمل في القطاع الصناعي .
وتكتسب الصناعة أهميتها من المزايا العديدة التي تتميز بها عن غيرها من القطاعات االقتصادية مما يجعلها
دور أساسيا وحيويا في تنمية االقتصاد الوطني ،ومن أبرز هذه المزايا:
قادرة على أن تلعب ا
-يتميز النشاط الصناعي بارتفاع متوسط إنتاجية العمل بالمقارنة مع مثيلهافي النشاط الزراعي أو في العديد
من القطاعات االقتصاديةاألخرى ،كما أن مستوى اإلنتاجية في الصناعة يرتفع مع تطور القطاع الصناعي.
إضافة إلى ذلك فإن االعتماد على التكنولوجيا الحديثة يساهم في رفع مستوى المهارة وارتفاع مستوى التنظيم
واإلدارة مما يؤدي إلى انتقال هذا التحسن التكنولوجي إلى القطاع األولي (الزراعة واالستخراج).
-إن وفرات الحجم تنطبق على الصناعة أكثر مما تنطبق على القطاعات األخرى األمر الذي يمكن من جني
ثمار هذه الوفرات من خالل الوحدات الصناعية كبيرة الحجم وبالتالي تخفيض تكلفة الوحدة المنتجة .
-تتمتع الصناعة أكثر من غيرها من القطاعات األخرى بعالقات تشابكيه ضمنية مع القطاعات األخرى مما
يجعلها محفزة على النمو التراكمي .يمكن للتشابكات أن تكون خلفية عندما تحفز صناعة المنسوجات لقيام
استثما ارت في إنتاج القطن والغزل لتجهيز الصناعة المذكورة ،أو أن تكون هذه التشابكات أمامية عندما تحفز
صناعة المنسوجات قيام صناعات إنتاج المالبس الجاهزة.
-تتميز الصناعة بإمكانيتها على استيعاب األيدي العاملة وخصوصا الصناعات كثيفة العمل.
1
-R.B.Sutcliff,Industry and Underdevelopment, Addison Wesley Publishing Company, 1971.
مترجم من طرف مدحت القريشيP17-18.
43
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
44
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-3-1المطاط والبالستيك :ال تزال صناعة المطاط في الجزائر متأخرة جدا ،حيث توجد شركة تصنيع واحدة
لصناعة اإلطارات والعجالت وهي شركة تابعة لمجمع دولي ( فرع ميشالن سابقا ومجمع سيفيثال حاليا) ،وشركة
عمومية واحدة لتحويل المطاط ،ALMOULESوثالثة شركات خاصة تنتمي لبرنامج التطوير األوروبي
،EDPMEبينما يضم قطاع البالستيك 200مؤسسة ،منها 82مؤسسة عمومية تابعة لمجمع البالستيك
1
والمطاط ( )ENPCوالبقية مؤسسات خاصة.
-2صناعة الزجاج
تحتاج صناعة الزجاج إلى توفر رمال ناعمة نقية خالية من الشوائب مثل أكاسيد الحديد والكروم
الستخدامها كخامة أساسية ،وأيضا إلى توفر مصادر رخيصة للطاقة مما يجعل الجزائر مؤهلة لتبني هذه
الصناعة ،إال أن األسواق ال تزال تزخر بالزجاج المستورد ،كما يعتبر الزجاج المسطح من مواد البناء التي يزداد
2
الطلب عليها مع نمو النشاط العمراني.
-3الصناعات الحديدية والمعدنية والميكانيكية والكهربائية واإللكترونية:
هي صناعات تعتمد على هياكل ومعدات ضخمة وتكييف طاقوي ،إضافة إلى اإلنتاج بكميات كبيرة وبنوعية
عالية ووجود يد عاملة مؤهلة ،وينضوي في إطارها عدد من الصناعات منها :صناعة السيارات والمركبات
صناعة األنابيب المعدنية والبالستيكية ،تجميع األجهزة اإللكترونية والمنزلية وأجهزة اإلعالم اآللي ،وتكنولوجيا
اإلعالم واالتصال ،وصناعة الكوابل الكهربائية ،باإلضافة إلى الصناعات المساندة للنشاط العم ارني ،وصناعة
الطاقات المتجددة ،وأهمها:
-1-3صناعة الحديد والصلب :رغم أهمية صناعة الحديد والصلب في تحقيق متطلبات التنمية االقتصادية
ودوره األساسي في أي اقتصاد إال أنه في الجزائر مازال هذا القطاع لم يلعب بعد الدور كقطاع قائد للتنمية
االقتصادية إال أن هناكإ اردة و استراتيجية إلعادة االعتبار لهذا القطاع ويمكن أن نذكر أهم المشاريع المستقبلية
الخاصة من أجل تنمية قطاع الحديد والصلب في الجزائر منها :مشروع إنجاز مركب الحديد والصلب ببالرة في
3
والية جيجل ،مركب الفوالذ ببطيوة في والية وهران.
-1إسحاق خرشي ،استراتيجية إعادة التركيز لتحسين الوضعية التنافسية للمؤسسات الصناعية ضمن هيكل الصناعة ،أطروحة دكتوراه في
العلوم التجارية ،جامعة الشلف ،الجزائر ،5082 ،ص.812
-2صندوق النقد العربي ،التقرير االقتصادي العربي الموحد ،سبتمبر ،5002ص.82
-3قريني عبد السالم ،أثر ترقية الصادرات غير نفطية على التنمية االقتصادية في الجزائر(دراسة مستقبلية حول تنويع االقتصاد الجزائري)،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة 1ماي ،8912الجزائر ،5081 ،ص
.25-20
45
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-2-3الصناعة الميكانيكية :تدعم الصناعة الميكانيكية القطاعات األخرى وأهم مصانعها مصنع سيدي
بلعباس للعتاد الفالحي ،الشركة الوطنية للعربات الصناعية بالرويبة ،مصانع السيارات ،غير أنه يبقى اإلنتاج في
هذا القطاع ضعيفا جدا بسبب عدم االستغالل الجيد لإلمكانيات المتاحة ،كما أن القطاع العمومي هو المسيطر
1
في هذه الصناعات وهناك آفاق كبيرة إلنعاش هذه الصناعات محليا بالنظر إلى حجم السوق.
3-3الصناعات الكهربائية واإللكترونية :تسعى الحكومة الجزائرية إلى تطوير الصناعات الكهربائية
واإللكترونية نظ ار لحجم الطلب المحلي وذلك من خالل االبتكار وتنويع المنتجات ،كما تشجع الدولة تنمية
اإللكترونيات المتخصصة .ومن بين فرص االستثمار في هذا القطاع إنتاج وتصدير الكابالت الكهربائية
والمكونات اإللكترونية و األجهزة المنزلية واإللكترونيات وتطوير الطاقة الشمسية ومحطات الطاقة ،ولقد جدب
هذا القطاع استثمار شركات دولية مثل LG :الكورية ،فيليبس الهولندية ،فاكتس الفرنسية ،المجموعة المصرية
2
السويدي للكابالت ،والكترونيك اإلمارات.
-4الصناعات الغذائية والفالحية
يعتبر قطاع الزراعة والمواد الغذائية من أحد أكبر القطاعات الواعدة ،ونظ ار لعدم كفاية االستثمار سجلت
الجزائر تراجعا في هذا القطاع ،ولذلك تهدف الخطة الوطنية للتنمية الزراعية والتنمية الريفية إلى الحد من اعتماد
الجزائر على الواردات ،ومن بين الفرص المتاحة في هذا القطاع إنتاج الحبوب واللحوم البيضاء والبطاطا وزيت
الزيتون وتجهيز الفواكه والخضار وتخزين المنتجات الغذائية الباردة ومنتجات الصيد البحري ،وتستثمر اليوم
العديد من الشركات األجنبية في الجزائر منها مجموعة كارجيل األمريكية ،أرالفودز الدنمركية EIC ،اإلماراتية
الكتاليس الفرنسية ،نستله السويسرية ،صافوال السعودية ،ومن المتوقع إنشاء مشروع عشر أقطاب زراعية متكاملة
3
فضال عن أقطاب لألغدية والزراعة باإلضافة إلى مشروع تنازل الدولة عن أراضي زراعية للقطاع الخاص.
-5صناعة الخشب والورق والفلين
تقوم صناعة الخشب على أخشاب أولية أو نصف مصنعة مستوردة من الخارج تستوعب عددا كبي ار من
العمالة إضافة العتبارها مجاال واسعا للقطاع الخاص لالستثمار فيها ،كما أنها مكملة لصناعة مواد البناء ونظ ار
ألن السوق تزخر باألثاث المستورد فهناك مجال واسع لزيادة الطاقة اإلنتاجية لتصنيع األثاث ،حيث أن معظم
-1ط.د /براي الهادي ،استراتيحية تنمية الفروع الصناعية الواعدة في الجزائر دراسة تحليلية خالل الفترة ( ،)2116-1991مجلة
اإلقتصاد و التنمية ،كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة يحي فارس ،الجزائر ،5081،ص.558
-2الهام أيت اعمر بن عجال ،آليات تشجيع الصادرات خارج المحروقات واقع وآفاق ،أطروحة دكتوراه في علوم التسيير ،جامعة الجزائر،0
،5088-5082ص.509
-3أبحري سفيان ،الشراكة األورومغاربية وآثارها على أداء وتأهيل القطاع الصناعي في منطقة المغرب العربي ،أطروحة دكتوراه في العلوم
االقتصادية ،جامعة الجزائر ،5080-5085 ،0ص.509
46
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
األثاث ينتجه القطاع الخاص في ورش صغيرة تفتقر إلى الكثير من المؤهالت الفنية والتقنية ،ويتطلب ذلك
تطوير هذه الصناعة بإنشاء شركات تعمل وفق المقاييس والمعايير الدولية وقادرة على منافسة األثاث المستورد
1
وأيضا تشجيع جهود البحث والتطوير إلنتاج مواد بديلة للخشب من المواد األولية المتوفرة بالمنطقة.
-6الصناعات الصيدالنية
تعاني صناعة ا ألدوية في الجزائر من تغطية الطلب المحلي ،حيث سجلت انخفاضا في معدالت النمو
وتزايد في وارداتها أكثر فأكثر ،مثقلة بذلك ميزانية الدولة حيث وصلت إلى 8.2مليار دوالر ،ومن أجل الحد من
االعتماد المتزايد تسعى الجزائر إلى توسيع نطاق منتجاتها وزيادة الصناعات والقطاعات في مجال الطب
والهدف هو تغطية االحتياجات من األدوية ،وفي هذا الصدد فإنه من المتوقع فتح رأس مال الشركة المحلية
الرئيسية صيدال ،والتي تعتبر الركيزة األساسية لصناعة األدوية في الجزائر ،وتقيم حاليا صيدال شركات مع
مجموعات دولية من أجل تطوير و إنتاج أدوية جديدة ،ونجد من بين هذه الشركات هناك الفرع الفرنسي
هارتمان ،األمريكي فايزر ،أست ار السعودية ،غالسكو سميث كالين بريطانيا ،وهناك أيضا حاليا مشاريع أقطاب
2
للقدرة التنافسية تغطي الصناعات الدوائية.
-1األبعاد
لقد تكفلت اإلستراتيجية الصناعية الجديدة بتحديد األبعاد المستقبلية للصناعة الوطنية ،من حيث الفروع
التي تم اختيارها كركيزة للتنمية الصناعية المستهدفة ،والقدرة على خلق القيمة المضافة الموجهة أساسا في
المرحلة األولى كتغطية حاجيات السوق الوطنية ،ثم ولوج األسواق الدولية في مرحلة الحقة ،وبناءا على ذلك تم
تحديد ثالثة فروع صناعية ،تمتلك فيها الصناعة الوطنية ميزة تنافسية ،سواء ألسباب طبيعية أو اقتصادية وهذه
3
الفروع هي:
47
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-الصناعات المعتمدة على المواد األولية المتوفرة في الجزائر وهي البتروكيمياء و الحديد والصلب ومواد البناء.
-الصناعات المحققة للقيمة المضافة ،والتي تمتلك فيها الجزائر ميزة تنافسية وهي الصناعات الغذائيةالكهربائية
واإللكترو منزلية.
-الصناعات الموجهة لتلبية الطلب المحلي الناتج عن تغيير نمط االستهالك الوطني وهي صناعة السيارات
عتاد األشغال ووسائل النقل.
-1التوجهات
إن المشروع الخاص بإستراتيجية وسياسة إنعاش وتنمية الصناعة الوطنية نتاج عدة جلسات وطنية أيام 52
و 58و 51فيفري ،5008بمشاركة واسعة لمجمل األطراف المعنية بالموضوع .وقد سمح الحوار والمناقشات
1
الذي تم بشأن وضع اإلستراتيجية بتحديد التوجهات األربعة الهامة التالية:
-تبني إطار مرجعي ونظرة جديدة للتنمية الصناعية.
-تحديد مبادئ اإلستراتيجية وتشكيل السياسات الصناعية.
-ضرورة سياسة تحفيزاالستثمارات األجنبية المباشرة.
-ضرورة تغيير النظام االقتصادي ومواصلة تطبيق سياسات اإلصالح الهيكلي التي تم الشروع فيها منذبداية
التسعينيات ،وبالخصوص اإلصالح البنكي ،بروز سوق رؤوس األموال ،إنشاء سوق للعقار االقتصادي ،تعزيز
وتقوية الشفافية على مستوى سوق السلع والخدمات وقواعد المنافسة لصالح المستهلك.
لذا تندرج إستراتيجية إنعاش الصناعة وتطويرها ضمن اإلستراتيجية االقتصادية الشاملة التي تقوم على
تصور جديد ونظرة جديدة لالقتصاد .وترتكز هذه اإلستراتيجية على حرية المبادرة وعلى ترشيد االقتصاد وتعزيز
منظومة التضامن والتكافل االجتماعي ،وتهدف هذه اإلستراتيجية إلى التطوير المكثف لنشاطات صناعية
مرتبطة ضمن الهدف المتمثل في السير نحو السلم واالزدهار.
وتشكل الصناعة الركيزة األساسية لالقتصاد لما تتوفر عليه البلد من موارد طبيعية وهامة في مجال
التصنيع ،وان اختيار الصناعة كقطاع إستراتيجي تبرره أربعة أسباب على األقل وهي كما يلي:
_ إن الصناعة من حيث القوة هي القطاع الذي يقطر الجهاز اإلنتاجي الوطني وهيكله .فالتصنيع هو في واقع
األمر العتلة التي يتحقق بفضلها تعميم األنشطة والتشغيل في سائر القطاعات االقتصادية الوطنية خاصة منها
قطاعي الخدمات والفالحة.
-1قوريش نصيرة ،أبعاد وتوجهات إستراتيجية إنعاش الصناعة في الجزائر ،مجلة اقتصاديات شمال افريقيا ،كلية العلوم االقتصادية و علوم
التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر ،العدد ،2ص .92-91
48
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
_ إن الصناعة هي كذلك محضن تكنولوجي من حيث قدرتها على إنتاج المستجدات التقنية وتعميمها على
االقتصاد برمته.
_ إن الصناعة هي أفضل ضمان للنمو المستقر بعيدا عن التقلبات المفاجئة في إنتاج المحروقات وأسعارها.
_ أخي ار الصناعة تمد بالدنا والمؤسسات الوطنية بأوراق في السوق العالمية في المفاوضات حول نقل القيمة
المضافة.
لذا ترتكز اإلستراتيجية الجديدة إلنعاش الصناعة الوطنية على جانبين هما :
-مواصلة تشجيع صناعات محل الواردات.
بالموازات مع تنمية وتطوير صناعة موجهة للتصدير النتقال الجزائر من مرحلة مجرد مصدر للمواد األولية
(الطبيعية) إلى مرحلة منتج ومصدر المواد المحولة بتكنولوجيا أكثر إحكام وذات قيمة مضافة أكبر بغية مواجهة
المنافسة الدولية ،وتخليص االقتصاد الوطني من تبعيته لقطاع المحروقات .حيث ان الهدف يكمن في الحصول
على هيكل لصادراتنا وميزان تجاري أقل تذبذبا أمام الصدمات الخارجية.
فاالستثمارات الموجهة نحو عرض الصادرات تعد إستراتيجية وستحظى باألولوية المطلقة .ومن بين الفروع
الصناعية التي ستحظى باألهمية هي تلك الصناعات التي تتوفر على قيمة مضافة كبيرة،وذات قدرة على
التصدير.أي تلك التي تسمح بإدماج الصناعة الوطنية ضمن األسواق الجهوية والعالمية .
المطلب الثاني :سياسة إنعاش الصناعة في الجزائر
جاءت السلطات الجزائرية بسياسة اإلنعاش االقتصادي والتي تهدف إلى تحريك النشاط االقتصادي بعدما
كان يعاني من الركود وتتمثل هذه السياسات كالتالي:
1
-1سياسة ترقية االستثمار
تحتل قضية االستثمارات الخاصة عامة واالستثمارات األجنبية خاصة مكانة بارزة ضمن أولويات
صانعي السياسات ،إذ يعتبر االستثمار األجنبي أحد المنافذ الرئيسية إلنجاح سياسة اإلنعاش الصناعي
والتنمية في األمد الطويل ،بعد أن لعبت هذه االستثمارات دو ار متمي از في كل من الدول المتقدمة والدول
حديثة التصنيع على حد سواء.لذا تسعى الجزائر منذ فترةكغيرها من الدول النامية األخرى ،إلى وضع
السياسات التي تساعد على جذب االستثماراألجنبي المباشر.
غير أن حجم االستثمارات األجنبية بصفة عامة يبقى محدودا للغاية بالنظر الى الجهود المبذولة لتحسين
مناخ االستثمار واإلمكانيات االستيعابية التي تتوفر عليها البالد.فمعظم التقارير التي تعدها الهيئات المختلفة
1
-مرجع نفسه ،ص.22-29
49
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
حول تقدير مناخ االستثمار في الجزائر تبقى بعيدة كل البعد عن الطموحات الواعدة لالقتصاد الجزائري ،يشير
التقرير الصادر عن البنك العالمي تحت عنوان القيام باألعمال ،والذي يخص وضع األعمال في 882دولة
عبر العالم.إن مؤشرات المناخ االستثمار في الجزائر لم تعرف تحسنا ابتداء من التسهيالت المقدمة إلنشاء
المؤسسات الى غاية فعالية القضاء في المنازعات وحماية الملكية وحل الشركات وقوانين العمل.
وقد كشف التقرير عن الصعوبات التي تواجه المستثمر منذ ق ارره إنشاء مؤسسة او الشروع في تجسيد
مشروعه االستثماري إلى غاية تصفية الشركة ،حيث ركز التقرير على البطء في تجسيد اإلصالحات
الفعليةميدانيا.إذ لم تتغير المؤشرات األساسية بالنسبة للجزائر ،خاصة بالنسبة لطول المدة التي تستغرقها كل
مرحلة أو كلفة كل خطوة من الخطوات أو عدد الوثائق التي تطلب من المستثمر .فمثال يتطلب على أي
مستثمر يرغب في إقامة مشروع اجتياز 81إجراء وتوفير عدد مماثل من الوثائق .وان المدة التي تتطلبها كل
مرحلة للشروع في تجسيد المشروع هي 51يوما ،أي قرابة الشهر بكلفة يمكن أن تصل إلى %2.58من قيمة
الدخل األولي للمشروع.
وفي ظل وجود هذه العوائق تتقهقر الجزائر إلى الرتبة 852في توفير شروط االستثمار.لذا يستدعي تطوير
االستثمار محيطا فعاال يوفر للمستثمرين إطا ار مؤسساتيا مالئما (نظام مالي مالئم وتوفر العقار وطبيعة
المنافسة) ونظام تحفيزيا للحماية من شأنه تمكين المستثمر من القيام بخياره لصالح االستثمار .وبالتالي فإن
إستراتيجية ترقية االستثمار يعد جزءا ال يمكن فصله عن إستراتيجية تحويل النظام االقتصادي في مجمله .فهي
بذالك معنية بتقدم اإلصالحات الهيكلية سيما تطوير النظام المالي عبر تفعيل سوق العقار وضمان شفافية سوق
السلع والخدمات .
وينتظر من تطبيق سياسة ترقية االستثمارات الخارجية المباشرة في إطار إستراتجية إنعاش النمو االقتصادي أن
تساهم في:
-تمويل االستثمارات في النشاطات التي تجلب النسب كبيرة من رؤوس األموال .
-تعميم التكنولوجيات الحديثة وتحسين القدرات اإلدارية وولوج السوق العالمية وتنويع الصاد ارت .
– 2سياسة التأهيل
إن النتائج المتحصل عليها من تطبيق إجراءات التأهيل في إطار البرنامجينبرنامج التنافسية الصناعية للو ازرة
المدعم من طرف منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمساعدة
اإلتحاد األوربي ،تبرز أن عملية التأهيل لم تتقدم بشكل قوي ولم تعطي النتائج المنتظرة ،وذلك لبعض العراقيل
والشروط التي حالت دون ذلك كالشروط الواجب توافرها في المؤسسة لالستفادة من البرنامج ،آجال تكوين
50
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
الملفات والتي تبدو أنها طويلة (خاصة فيما يتعلق باستخراج الوثائق اإلداريةوالمصرفية كالشهادات المصرفية
...إلخ )،ونظ ار ألهمية تأهيل المؤسسات االقتصادية في تحسين القدرة التنافسية لمواجهة المنافسة الدولية وما
1
يكتسبه من أهمية بالغة في تحقيق التنمية االقتصادية ،فقد تم اقتراح سياسة جديدة كمحور أساسي حول:
-توحيد البرامج الحالية في برنامج موحد ومدمج يندرج في إطار إستراتيجية التصنيع.
-تنفيد برنامج حقيقي خاص للتأهيل على أوسع نطاق من شأنه إدراج كافة عوامل العصرنة ( العوامل المادية
وغير المادية و البيئة).
-التكفل بتأهيل المؤسسات وبالتنسيق والمتابعة والتقييم.
-استهداف أحسن لألولويات القطاعية ولنظام المساعدات والتحفيز.
2
-3التقييس والمقاسة
يساهم تطوير نشاطات التقييس والمقاسة و االعتماد والتصديق والملكية الصناعية في الجهد الرامي إلى
بعث وعصرنة االقتصاد الوطني .حيث يندرج اإلشهاد على المطابقة ضمن مسعى الجودة المتبع في مجال
التقييس ،علما أن الجودة الرفيعة تمكن المنتوج الصناعي من مقاومة المنافسة الشديدة ،سواء على مستوى
السوق المحلي أو السوق العالمي ،وكذلك باعتبار أن الجودة تشكل الحماية الوحيدة والرئيسية ألي منتوج ،خاصة
بعد تفكيك الرسوم الجمركية الذي يسري تدريجيا ،بعد تطبيق اتفاق الش اركة مع اإلتحاد األوروبي ،و االنضمام
المرتقب إلى المنظمة العالمية للتجارة ،فمن الناحية التقنية فإن حصول المؤسسة الصناعية على إحدى الشهادات
من فئات "ايزو ( "9.000لمنظومة الجودة ) ،أو "ايزو ( "81.000لحماية البيئة ) يعني الدليل على أن
المؤسسة تملك منظومة تسيير وضمان الجودة مطابقة لمتطلبات وشروط متفق عليها عالميا ومدونة في مرجعية
مميزة .
إن هذا اإلشهاد يستجيب لحاجة المؤسسة في التمتع بثقة المتعاملين معها ،من أجل تثبيت تعامالتها ورفع
حجم مبيعاتها ،والثقة البد أن تتوفر لدى زبائنها ومورديها على حد سواء .كما تعتبر هذه الثقة عامال هاما
لالندماجاالقتصادي ،لذا ووعيا من و ازرة الصناعة واعادة الهيكلة قامت بوضع برنامج لمرافقة المؤسسات سنة
5000يهدف إلى تنمية أو تطوير منظومة وطنية للتقييس لتدعيم ومرافقة المؤسسات الراغبة في الحصول على
شهادات " اإليزو“ .وقد رصد لتطبيق هذا البرنامج مبلغ يقدر ب 200مليون دينار جزائري وتبين الحصيلة
التالية لسنة 5002نتائج المجهودات التي تبدل لهذا الغرض.
51
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
فقد تحصلت 828مؤسسة عمومية وخاصة على شهادات اإليزو 9000وست مؤسسات على اإليزو81.000
بينما يوجد 2مؤسسات في طريقها للحصول على اإليزو 55000المتعلقة بضمان المنتجات الغذائية.
كما تم تكوين 00مدققا للجودة بالمعهد الوطني لإلنتاجية و التنمية الصناعية ببومرداس الذي هو تحت وصاية
و ازرة الصناعة المتخصص في تكوين ورسكلة اإلطارات .
غير أن هذه النتائج تظل محدودة للغاية فالجزائر التتعدى ملكيتها لعدد محدود جدا من الشهادات للنوعين
في حين تمتلك الدول المتقدمة عشرات اآلالف منها،وهذا ما يجعل الجزائر مجبرة على بذل مجهودات استثمارية
أكبر إلنتاج سلعا ذات جودة وفق المواصفات الدولية ،إذا أرادتاالستفادة من سياساتها الخاصة باالنفتاح
االقتصادي.
1
-4تطوير العنصر البشري
إن االستراتيجية الصناعية تعتبر تطوير العامل البشري أساس نجاح كل سياسة صناعية باعتباره عامال
مشجعا المتصاص التكنولوجيا وعصرنة الصناعات ،ال طالما عانت الجزائر من :
-عج از في مجال التأطير الصناعي سواء على مستوى التسيير أو التحكم في التكنولوجيا.
-نظام تكوين ليس بإمكانه االستجابة بفعالية الحتياجات العمال المؤهلين في الصناعة .
وقصد التكفل بمتطلبات القطاع يتعين :
-تكثيف العرض في مجال التكوين المؤهل السيما من خالل استحداث مدارس تكوين المهندسين
والتقنيين الساميين في القطاعات الصناعية الكبرى.
-تنويع قنوات التكوين ( إشراك كافة الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين ).
-وضع نظام جديد خاص بالمساعدات العمومية لعروض التكوين ( مساعدات وقروض الضرائب ).
-مطابقة التأهيالت مع احتياجات السوق .
-تثمين أرس المال البشري ( سياسة األجور والظروف االجتماعية للعمل واإلطار المعيشي ).
-إنشاء مراكز التعليم والتمهين التكنولوجي من اجل تعليم مهني موجه نحو المهن الخاصة باإلضافة إلى إنشاء
لجنة دولة من أجل العلم و التكنولوجيا ووكالة لترقية التجديد الصناعي ،وو ازرة منتدبة مكلفة بالعلوم والتكنولوجيا
ووضع جهاز تشريعي ينظم تثمين األفكار المجددة ،وترويجها على السوق وتجميد الوسائل العمومية للمؤسسات
الصغيرة والمتوسطة وتقديم المساعدات للقطاعات العمومية والخاصة للدعم مالي مباشر لكل مشروع تنموي
-1نعيم إلهام ،إستخدام نمودج البرمجة باألهداف في نمدجة النظم الصناعية ،مرجع سبق ذكره ،ص.82-82
52
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
نموذجي من خالل إقامة صندوق مستقل لتمويل النماذج واجراءات تحفيزية أخرى ووضع سياسة "الذكاء
االقتصادي" بصيغة التسيير وجمع المعلومة وتحليلها وتفسيرها قبل اتخاذ الق اررات .
-كما يتم في مجال البحث والتنمية تمويل المخابر وقدرات البحث ،وترقية تنقل الباحثين والمهندسين من وفي
اتجاه عالم المؤسسة.
المطلب الثالث :مشاكل القطاع الصناعي في الجزائر
إن القطاع الصناعي الجزائري يتوفر على قدرات بالرغم من ضعف نسبة النمو فيه وذلك من خالل:
-قاعدة صناعية متنوعة ،حوالي 8000وحدة متوسطة وكبيرة الحجم عاملة في أهم فروع نشاط تكنولوجيات
الصناعة العصرية ،وتوزيع جغرافي لصناعة متوازنةنسبيا ،وقطاع خاص ناشئ.
-تتوفر أغلب المدن الكبرى على مواقع صناعية ،نسيج صناعي مترابط لكن بطريقة غير متكاملة.وبالرغم من
وجود هذه الميزات في قطاع الصناعي الجزائريلكن وجب اإلشارةإلى جملةالمشاكل والمعوقات التي تواجهه ،والتي
حالت دون تطويره ونموه ،وبالتالي أدت إلى زيادة ارتباطه بالعالم الخارجي في استيراد كل ماهو متعلق بهذا
القطاع وتعميق تبعيته له ،ويمكن عرض المشاكل والمعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي الجزائري
كاآلتي:
-1المشاكل المتعلقة بالمعدات واآلالت
يواجه القطاع الصناعي انخفاض في نسبة الكفاءة اإلنتاجية من جانب وارتفاع تكلفة اإلنتاج من جانب
آخر،كون معظم اآلالت والمعدات المستخدمة في المصانع إما قديمة أو متخلفة تكنولوجيا ،مما يترتب على ذلك
تعطلها في كثير من األحيان ،األمر الذي يزيد من تكلفة الصيانة ،كما يواجه القطاع الصناعي أيضا استعمال
قدرات إنتاج ضعيفة وهشة ،وهذا يدل على أن اإلنتاج الوطني ال يستجيب لمقاييس النوعية المطلوبة ويحمل
1
بصعوبة متزايد عبئ المنافسة بسبب االستثمارات والتأهيل والعصرنة.
-2عدم مالئمة مواقع المصانع
إن مواقع اإلنتاج لمعظم المؤسسات الصناعية الجزائرية تقع داخل المدن الكبرى وخاصة في المناطق
الساحلية للبالد ،وهي موزعة ومشتتة في المناطق التجارية والسكنية وهذا يؤدي بنا إلى التفكير بشكل جدي
2
إلنشاء المناطق الصناعية إلعادة التوطن الصناعي في مواقع خارج التجمعات السكانية .
-1مصطفى بودرامة ،الطيب قصاص ،المشاكل التي تواجه القطاع الصناعي بالجزائر ،مجلة رؤى االقتصادية ،العدد ،5088 ،85ص
.505
-2ساعو باية ،القطاع الصناعي الجزائري المشاكل والحلول ،مجلة المعارف ،العدد ،55جوان ،5088ص.10
53
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
54
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
-1بوخاري سمية ،واقع القطاع الصناعي في الجزائر المشاكل والحلول ،الملتقى العلمي الدولي استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار
تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة الجزائر ،يوم 08-02نوفمبر ،5081ص .09-01
-2مصطفى بودرامة ،الطيب قصاص ،مرجع سبق ذكره ،ص.502
55
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
الخارجية ،بل وحتى المنافسة في سوقها الداخلية ،وتعود التكلفة المرتفعة للمنتجات الصناعية الجزائرية إلى عدة
1
أسباب أهمها:
-عدم التمكن من استخدام كامل الطاقات اإلنتاجية المتاحة ،حيث تصل نسبة االستخدام إلى أقل من النصف
في بعض المؤسسات الصناعية .
-اختيار أحجام غير مالئمة للمؤسسات الصناعية بخاصة في القطاع العام.
-اإلنتاجية الضعيفة للعمالة.
-االرتفاع المصطنع في أسعار بعض المواد األولية الداخلة في العملية الصناعية نتيجة سياسة األسعار .
إضافة لذلك تعتبر العملية الصناعية عملية كمية ،وليست عملية نوعية ،أي أنها تركز اهتمامها على
اإلنتاج الكمي مع إهمال النوعية أو إلى اهتمام ضعيف بنوعية المنتوج ،والعمل على تطويره بما يتفق مع تطور
أذواق المستهلكين ،فالعالم يشهد تغيي ار هائالومتسارعا في تطوير اإلنتاج ومواصفاته ،وال تزال مسألة التكلفة
والنوعية قائمة وتشكل أحد أهم التحديات التي تقف أمامها الصناعة الجزائرية.
-9ضعف خدمات الدعم والتدريب وتكوين الكوادر البشرية
تعاني المشاريع الصغيرة والمتوسطة من مشكلة الوصول إلى الخدمات واالئتمان ،والمعلومات وأسواق
التكنولوجيا يعكس المشاريع الكبيرة ،والواقع أن مقدمي الخدمات يجدون التعامل مع عدد قليل من العمالء الكبار
أيسر وأرخص من أعداد كبيرة من المشاريع الصغيرة ،ألن تكلفة تنفيذ العقود ال تتغير مع حجم العقد ،ويجد
معظم منظمي الدورات التدريبية صعوبة في الوصول إلى أصحاب المشاريع الصغيرة ،ومعظم برامج هؤالء
موجهة إلى الشركات المتوسطة والصغيرة ،رغم أنها يروجونها على أنها موجهة لمشاريع صغيرة ومتوسطة
الحج م ،وعلى الرغم من محاوالت عدد من البلدان العربية تطوير مناهج التعليم وتحديث أساليب تعليم العلوم
وقيام معظم البلدان العربية بإحداث مؤسسات تهدف إلى توطين التعليم ما بعد الجامعي ،فإن كثي ار من
المشكالت األساسية مازالت تعترض العمل المثمر في نطاق نشر المعارفالعلمية واعداد األطر ،وتبرز
الدراسات أو مناهج التدريب تتركز أساسا في الحقول التقليدية وأن العالقات بين الجامعات والمعاهد من ناحية
والجهات المستفيدة من جهة ثانية هي عالقة ضعيفة جدا ،وأن منظومة التعليم تفتقر إلى المرونة الالزمة التي
تقتضيها حاجات التطور العلمي والثقافي السريع من القوى البشرية الكفؤة ورفع مستوى هذه القوى واعادة تأهيلها.
إذ يرجع ضعف الموارد البشرية في الجزائر إلى عدم مالئمة منظومة التربية مع حاجيات تنمية ثقافة الريادة
والمبادرة في أوساط الشباب ،كما يعاني سوق العمل من قلة الكوادر المؤهلة لتمكين المؤسسات من مواكبة
-1زوزي محمد ،استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية ،مجلة الباحث ،العدد ،5080 ،01ص.888
56
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
التطورات العالمية وتحسين طرق التسيير والتدبير والتسويق واستعمال المعلومات الحديثة وتوظيف التكنولوجيا
كثيفة المعرفة .وغالبا ما يتم إعداد برامج التدريب دون بذل أية محاولة جادة من أجل التعرف على المشاكل التي
تقف في وجه مالكي مؤسسات الصناعة أو التي تلبي احتياجاتهم الفعلية ،وفي غالب األحيان ،يتم التدريب بنفس
أسلوب طلبة الجامعات ،أو يكون بنفس طريقة التدريب التي يتلقاها أصحاب المؤسسات الكبيرة ،لكن هناك بداية
1
وعي لدى مؤسسات الدعم بأهمية تقييم االحتياجات مسبقا للمستفيدين من التدريب.
-11ضعف التعاون والتكامل بين المؤسسات الصناعية
ضعف درجة االندماج ما بين الفروع وكذا التنمية الضعيفة لنشاطات المقاوالت من الباطن ،إذ نجد تبعية
اتجاه األسواق الخارجية قصد ضمان التموين بالمدخالت والتجهيزات ،كما نجد هناك العديدمن العوائق التي
تحول دون قيام شبكات وشركات بين المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وتعاونها فيما بينها
وباستثناءات قليلة ،فإن الصناعات الجزائرية مبعثرة جغرافيا و قطاعيا ،ومن النادر أن نجد تحي از لشركات
صغيرة في موقع واحد أو على أساس قطاعي وهناك العديد من المناطق الصناعية في الجزائر ،لكن الشركات
القائمة في تلك المناطق التتعاون فيما بينها ،ورغم ذلك يتم أحيانا تجميع عدد صغيرمن المشاريع قطاعيا في
منطقة واحدة وعنده ينشأ قدر صغير من التعاون بين هذه الشركات ،إال ان التنافس هو العامل السائد بين تلك
الشركات و الثقة بين مالكي تلك الصناعات ضعيفة نسبيا ،وهناك عدد قليل اتحادات األعمال ،السيما تلك التي
تمثل مصالح الصناعات الصغيرة .ولكن معظم هذه االتحادات غير قائمة على أساس قطاعي والصناعات
منعزلة عموما ،وتقتصر أسواقها على المنطقة الموجودة فيها .وهي منعزلة أيضا فيما يتعلق بتوافر معلومات عن
المنافسين والموردين والتكنولوجيا الجديدة وأسواق التصدير ،والمشكلة الرئيسة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي
2
في االنعزال وليس الحجم .
-1مسعودي محمد ،تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر واقع وحلول ،مجلة الدراسات االقتصادية والمالية ،جامعة الوادي ،المجلد ،08
العدد ،09بدون سنة نشر ،ص.12
-2بوخاري سمية ،مرجع سبق ذكره ،ص .09
57
القطاع الصناعي في الجزائر الفصل الثاني
خالصة الفصل
يعد قطاع الصناعة ركيزة هامة من ركائز التنمية الطويلة المدى في االقتصاد ،وكأحد أهم قطاعات تنويع
مصادر الدخل القومي ،حيث يعتبر القطاع الصناعي العمود الفقري لالقتصاد الوطني ومحركا أساسيا في تنميته
وتطويره.
ونظ ار لألهمية البالغة لهذا القطاع فإن السلطات الجزائرية سعت جاهدة مند االستقالل والى يومنا هذا من
أجل تطويره ،وذلك من خالل اإلصالحات المتعاقبة من فترة إلى أخرى واتباع سياسات متعددة إلنعاشه وترقيته.
إال أنه ولألسف تبين للدولة الجزائرية بأن القطاع الصناعي بشقيه العام والخاص لم يستفد بالشكل الذي كان
مأموال به ،لكونه كان يعاني من مشاكل سببت عائقا في تنميته مما تطلب من الدولة الجزائرية البحث عن حلول
جديدة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم والنهوض بالقطاع الصناعي.
58
الفصل الثالث :تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان
المدفوعات خالل الفترة()0202-0222
المبحث األول :وضعية ميزان المدفوعات خالل الفترة .0202-0222
المبحث الثاني :تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر,
المبحث الثالث :مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات وآفاقه.
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
تمهيد :
تعتبر الصناعة عنص ار هاما في عملية بناء االقتصاد الوطني وتحقيق االستقالل االقتصادي ،وأهم ما يميز
القطاع الصناعي هو ارتفاع اإلنتاجية مقارنة ببقية القطاعات االقتصادية األخرى ،كما أن الصناعة التحويلية
تساهم بشكل كبير في إحالل الواردات وتنمية الصادرات وتنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من العمالت
األجنبية وتحسين ميزان المدفوعات ،ولكن بدون امتالك قاعدة صناعية قوية مبنية على استخدام األساليب
التكنولوجية الحديثة في اإلنتاج الصناعي وتقديم منتجات صناعية وفق متطلبات الجودة العالية ،ال يمكن
القضاء على التخلف االقتصادي وتحقيق التنمية ،كما أن االعتماد على قطاع المحروقات كمصدر وحيد لتراكم
رؤوس األموال يجعل اقتصادنا مرهون بمستويات إنتاج النفط وبتطور األسعار في األسواق الدولية ،كما يجعله
أكثر هشاشة وشديد التأثر بالصدمات والتقلبات االقتصادية الحاصلة على المستوى الدولي.
ونظ ار لألزمة االقتصادية الناتجة عن انهيار أسعار البترول بسبب التبعية الكبيرة لالقتصاد الوطني لقطاع
المحروقات ،دفع بالجزائر إلى اتباع نموذج اقتصادي جديد يعتمد على وقف اعتماد البلد على النفط ،وجعل
الميزانية في خدمة النمو ،مع وضع قاعدة صناعية وانتاجية ،واالنفتاح على األسواق الخارجية من أجل تصدير
المنتجات والخدمات الجزائرية ،والعمل على تقليل االستيراد ،من أجل تحسين الميزان التجاري وميزان المدفوعات
وتوفير النقذ األجنبي الالزم لعملية التنمية االقتصادية ،ولذلك تم تقسيم هذا الفصل إلى المباحث التالية:
المبحث األول :وضعية ميزان المدفوعات الجزائري (.)0202-0222
06
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
-1أميرة بوقطة ،أثر تقلبات سعر الصرف على ميزان المدفوعات دراسة تحليلية لحالة الجزائر ،0202-0222مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية،
جامعة محمد الصديق بن يحي ،الجزائر ،ص .72-76
61
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
على قدرتها على التصدير ،كما يؤثر تقلب حصيلة الصادرات على ميزان المدفوعات ،فلما يفوق تيار خروج
األموال لالستثمار في الخارج لفترة ما تيار دخول عوائد االستثمار بالخارج فإن هذا يشكل ضغظا عليه.
-0انخفاض معدل التبادل الدولي
يعرف معدل التبادل الدولي على أنه النسبة بين أسعار الصادرات وأسعار الواردات ويمكن تلخيص أسباب
تدهور معدل التبادل الدولي للدول النامية عموما فيما يلي:
-مرونة الطلب على السلع األولية(صادرات الدول النامية).
-المنافسة الشديدة بين صادرات الدول النامية نتيجة تماثلها ،مما يؤدي بالضرورة إلى انخفاض أسعارها.
-اختالف هيكل السوق المالي للسلع األولية والسلع الصناعية ،حيث أن سوق السلع األولية عالي المنافسة مما
يؤدي في الحال إلى انخفاض األسعار بخالف سوق السلع الصناعية األقل تنافسية ومن ثم بمقدور المنتجين
مقرري األسعار مقاومة ذلك الضغط التنازلي لألسعار.
ومن هنا فإن تدهور معدل التبادل الدولي لغير صالح الدول النامية يمثل أحد القوانين االقتصادية الموضوعة
في عالقات التبادل الدولي الالمكافئ في االقتصاد الرأسمالي العالمي بين الدول النامية والدول المتقدمة والذي
يتسنى من خالله استغالل ثروات الدول النامية وتعرض موازين مدفوعاتها الختالل مستمر.
-3ضعف القاعدة اإلنتاجية
تتميز القاعدة االنتاجية في الدول النامية عامة بعدم التنوع واألحادية في العديد منها مثل الجزائر ،مما يجعل
هذه االقتصاديات عرضة لتقلبات أسعار صادراتها ،وبالتالي ضعف قدرتها التنافسية سواء في السوق الداخلي أو
الدولي.
ويترجم ضعف أداء القطاع الصناعي عدة أمور منها الصناعات االستخراجية عليه ،وهي صناعات ترتكز على
المواد األولية مما يجعل أداء هذا القطاع مرتبط بالتطورات في األسعار والطلب العالمين على هذه المواد ،وهكذا
فإن إنتاجية الجزائر تعتبر ضعيفة ،أما بالنسبة للقطاع الزراعي فهو يشبه القطاع الصناعي في تذبذبه الملحوظ
في أدائه واالنخفاض الكبير في معدالت اإلنتاجية فيه مقارنة بالمعدالت العالمية.
62
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
المطلب الثاني :تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة (0202 -0222
ذكرنا سابقا أن ميزان المدفوعات هو السجل اإلجمالي الذي تدون به كل العمليات مع العالم الخارجي وهو
ما يكرس العالقة الوثيقة بينه وبين القطاع الصناعي باعتباره هذا األخير من اآلليات البالغة األهمية في التأثير
على وضعية ميزان المدفوعات وهو ما حتم علينا معرفة التطورات التي عرفها ميزان المدفوعات في فترة
الدراسة(.)0202-0222
-0تطور رصيد الميزان التجاري
يعتبر حساب الميزان التجاري أهم بنود ميزان المدفوعات ألنه يسجل حركة السلع والخدمات (الصادرات
والواردات) التي تمثل أهم العالقات االقتصادية الخارجية ألي دولة.
الجدول رقم( :)0-3تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة()0202-0222
الوحدة :مليار دوالر أمريكي
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
45.18 78.59 60.59 54.74 46.33 32.22 24.46 18.71 19.09 21.65 الصادرات
-37.40 -37.99 -26.35 -20.68 -19.86 -17.95 -13.32 -12.01 -9.48 -9.35 الواردات
التجا الميزان رصيد
6.67 22.72 22.02 22.27 07.26 02.06 00.07 7.60 2.70 00.22
التجاري
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
34.99 41.11 34.56 29.30 34.56 60.12 64.86 71.73 72.88 57.09 الصادرات
-44.63 -48.57 -48.98 -49.43 -52.64 -59.67 -54.98 -51.56 -46.92 -38.88 الواردات
التجا الميزان رصيد
-9.64 -7.46 -14.42 -20.13 -18.08 2.29 2.77 02.06 09.27 07.02
التجاري
المصدر:من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات:بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقارير السنوية،
.0202-0222
الميزان التجاري سجل فائضا مستمر منذ بداية سنة 0222إلى غاية ،0227بينما سجلت سنة 0220
و 0220تناقصا في حصيلة الصادرات الجزائرية ،وذلك بسبب تارجع الصاد ارت النفطية ،نتيجة انخفاض سعر
البرميل من النفط (بلغ المتوسط السنوي ألسعار البترول 07.9دوالر للبرميل سنة ،0222و 02.79دوالر
للبرميل ،0220ليعود االرتفاع سنة 0220ويصل إلى 09.02دوالر ،مما انعكس على الصادرات والميزان
التجاري ،فالتحسن في قيمة الصادرات تتحكم فيه إلى حد كبير أسعار المحروقات .هذه األخيرة عرفت عدم
استقرار في البداية ،ومع االرتفاع التدريجي ألسعار البترول إلى متوسط سنوي 22.02دوالر أمريكي سنة
،0222وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة الصاد ارت التي وصلت إلى 20.00مليار دوالر ،واستمر التزايد إلى
63
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
غاية 0222لتعرف قيمة الصادرات تراجع إلى بنسبة %20.7بسبب األزمة المالية العالمية ،0227لتعاود
قيمة الصادرات االرتفاع بسبب عودة األسعار لتصاعد إلى غاية األزمة البترولية ،0202حيث تراجعت أسعار
البترول في منتصف العام بنسبة %62من قيمتها مسببتا أول تراجع للصادرات منذ ،0227مع حلول عام
0209زاد التراجع انخفضت بنسبة %26.0لينعكس بشكل كبير على الصادرات حيث تراجع الصادرات
بنسبة ،%20.9فصادرات الجزائر لديها ارتباط كبيرة بتقلبات أسعار البترول.
أما الواردات فقد عرفت نموا تدريجيا وسريعة خالل الفترة من 0222إلى غاية ،0227حيث ارتفعت خالل هذه
الفترة بنسبة ،%227.2وكان لزيادة االحتياطات أثر كبير في نمو الواردات بهذا الحجم ،وبعد األزمة المالية
العالمية 0227شهدت الواردات الجزائرية واصلت الواردات في االرتفاع المستمر بمعدل كبير لغاية 0202
حيث سجل أعلى قيمة للواردات الجزائرية بـ ـ 92.7مليار دوالر أمريكي وبعد انخفاض موارد الدولة جراء انهيار
أسعار النفط منتصف سنة ،0202اتخذت الجازئر مجموعة من اإلجراءات بهدف ترشيد اإلنفاق العام والمحافظة
على التوازن الخارجي منها تقليص فاتورة االستي ارـد ،إذ بدأت الواردات في االنخفاض منذ سنة ،0209فيما
يخص الواردات الجازئرية فإن المنتجات الصناعية أو التجهيزات الصناعية تحتل صدارة الواردات بما قيمته 2.0
مليار دوالر تليها المنتجات النصف مصنعة تقدر ب ـ ـ0.2مليار دوالر ثم بعدها المنتجات الغذائية بقيمة 0.0
مليار دوالر أمريكي.
الشكل رقم( :)0-3تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة()0202-0222
100
80
60
40
الصادرات
20
الواردات
0
الميزان التجاري
2015
2018
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2016
2017
2019
-20
-40
-60
-80
64
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
2.54 2.33 1.37 1.76 1.06 0.62 0.62 0.97 1.18 0.42 االستثمار األجنبي المباشر
1.51 -0.43 -0.77 -11.89 -3.05 -2.23 -1.38 -1.32 -1.99 -1.92 رأس المال الرسمي الصافي
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
1.30 0.62 1.23 1.59 -0.68 1.52 1.69 1.54 2.04 3.47 االستثمار األجنبي المباشر
-0.07 0.15 -0.06 0.97 -0.45 0.51 -0.38 -0.58 -1.08 0.13 رأس المال الرسمي الصافي
0.18 0.87 0.31 0.17 -0.24 3.39 -0.96 -0.36 2.37 3.17 رصيد ميزان رأس المال
من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات:بنك الجزائر :التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقارير السنوية .0202-0222 المصدر:
يظهر من خالل الجدول أعاله أن رصيد حساب رأس المال عرف عج از متواصال طوال الفترة الممتدة
من 0222إلى ،0226وهو مايشكل داللة قوية على أن الجزائر كانت آنذاك دولة مستوردة لرؤوس األموال في
ظل اعتمادها على االقتراض الخارجي لتمويل سياستها االقتصادية .ويمكن إرجاع أسباب العجز إلى مايلي:
االرتفاع الكبير في مدفوعات استهالك الديون إضافة إلى األعباء المترتبة عليها.
الضغط الكبير الذي تشكله الديون الخارجية على مداخيل المحروقات حيث توجه نسبة معتبرة منها لىتسديد
قيمة هذه الديون إضافة إلى ارتفاع نسبة خدمة الدين.
ضعف احتياجات الصرف األجنبي لدى الدولة.
وابتداء من سنة 0227حقق رصيد حساب رأس المال فائضا والذي قدر ب 0.92مليار دوالر ،واستمر هذا
الفائض إلى غاية سنة 0200وقدر ب 0.26مليار دوالر ،وذلك بسبب ارتفاع حجم االستثمارات األجنبية
الصافية ،ليعود ويسجل عج از في سنتي 0200و 0202بقيمتي 2.27و 2.27مليار دوالر على التوالي
65
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
بسبب تراجع قيمة االستثمار األجنبي المباشر ،وكذا ارتفاع قيمة القروض المسددة مع انخفاض تلك المتأتية من
الخارج ،أما سنة 0202فقد حقق أعلى رصيد بقيمة 2.22مليار دوالر بسبب ارتفاع القروض المتأتية من
الخارج ،على الرغم من انخفاض قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة مقارنة مع السنة السابقة،إال أنه في سنة
0209عرف عج از من جديد قدر ب 2.02مليار دوالر ،ليعود لتحقيق الفائض خالل السنوات من ،0207إلى
غاية 0202بقيمة 2.07 ،2.76 ،2.20 ،2.06مليار دوالر على التوالي.
الشكل رقم( :)3-3تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة ()0202-0222
6
4
اإلستثمار األجنبي
2 المباشر
0
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
2019
-2 رأس المال الرسمي
الصافي
-4
-6
قروض قصيرة األجل
-8 وصافي السهو و الخطأ
-10
-12 رصيد ميزان رأس
المال
-14
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
حساب الرصيد
-16.93 -15.82 -21.76 -26.03 -27.53 -5.88 0.13 12.05 20.14 15.32 اإلجمالي
من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات :بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقارير السنوية.0202-0222 ، المصدر:
66
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن الرصيد الكلي لميزان المدفوعات سجل فائضا مستم ار منذ بداية سنة
0222إلى غاية 0202باستثناء سنة 0222كآثار لألزمة المالية العالمية ،وهذا راجع إلى القيم الموجبة التي
والذي تأثر باالرتفاع الجيد ألسعار البترول ،مما يجعل الدولة قادرة على الوفاء حققها الميزان التجاري،
بالتزاماتها اتجاه الديون المترتبة عليها طوال هذه الفترة ،كما ساعدها على تقوية وضعيتها المالية في مواجهة
الصدمات المختلفة ،كما سجل رصيد ميزان المدفوعات سنة 0222انخفاضا حادا بقيمة 2.79مليار دوالر
مقارنة بالسنة السابقة التي سجلت فائضا بقيمة 27.22مليار دوالر ،وهذا راجع لألزمة المالية العالمية ،ليعود
هذا الرصيد لالنتعاش التدريجي سنة 0202بقيمة 09.20مليار دوالر بسببا النتعاش االقتصادي ،ليرتفع هذا
الفائض سنة 0200بقيمة 02.02مليار دوالر ،ويبدأ هذا الفائض بالتناقص بداية من سنة ،0200لينخفض
انخفاضا حادا سنة 0202بقيمة 2.02مليار دوالر ،وبعد هذا االنخفاض الحاد في رصيد ميزان المدفوعات
سجل عجز آخر ابتداء من سنة 0202إلى غاية سنة ،0202وذلك بسب انخفاض أسعار البترول ،وهو ما
يبين أن استقرار ميزان المدفوعات الج ازئري يرتبط بصورة وثيقة بالوضع االقتصادي الدولي و تقلبات أسعار
النفط التي تشكل عامل مؤثر في رصيد ميزان المدفوعات.
الشكل(:)4-3تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة ()0202-0222
50
40
30
20
10
الرصيد
0
اإلجمالي
-10
-20
-30
-40
من خالل ما سبق يتضح لنا أن ميزان المدفوعات مرتبط ارتباطا وثيق بالميزان التجاري أي أنه مرتبط
بالخصوص بأسعار البترول باعتباره العنصر األساسي للصادرات الجزائرية التي تمثل % 26.00من الميزان
التجاري.
67
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
-1جميلة الجوزي ،ميزان المدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ،مجلة الباحث ،العدد ،00،0200ص
.002،022
68
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
69
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
الجدول رقم (:)5-3القيمة المضافة للناتج الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر
خال ل الفترة ()0202-0222
الوحدة :مليار دوالر أمريكي
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
الناتج المحلي
138.13 171.02 135.63 117.22 103.08 85.35 67.86 56.75 54.71 54.79
اإلجمالي
47.6 83.95 68.95 58.13 51.59 36.27 28.18 22.43 23.1 25.73 القيمة المضافة
نمقصإنم
34.46 49.08 50.83 49.59 50.04 42.49 41.52 39.52 42.22 46.96
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
الناتج المحلي
169.89 178.34 167.51 160.04 181.71 220.09 208.73 207.80 197.45 161.95
اإلجمالي
40.7 46.8 40 32.9 44.1 63.9 74.3 79.2 79.6 64.18 القيمة المضافة
23.95 26.24 23.87 20.55 24.26 29.03 35.59 38.11 40.31 39.62 نمقصإنم
المصدر :من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
ن م ق ص إ ن :نسبة مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج.
نالحظ من خالل الجدول أن مساهمة الصناعة التحويلية واإلستخراجية معا في الناتج المحلي اإلجمالي
عرف تذبذبا في السنوات األولى ،حيث سجلت سنة 0226أعلى نسبة ب % 92.72وهذا راجع إلى ارتفاع
أسعار النفط وانطالق برامج االنتعاش االقتصادي في هذه الفترة ،ثم شهدت تراجعا ملحوظا بداية من سنة
0227بسبب أزمة الرهن العقاري ،ليستمر االنخفاض التدريجي ابتداء من سنة 0202بنسبة %02.22بسبب
الصدمة البترولية ،مما نتج عنه عدم االستقرار في حصيلة قطاع المحروقات التي تتأثر بشكل كبير بتقلبات
أسعار النفط وبما أن حصة الجزائر من الصادرات النفطية محددة من طرف منظمة األوبك ،فإن أثر األسعار
سيظهر بقوة على حصيلة الصادرات مادامت الدولة غير قادرة على طرح كميات إضافية لتعويض القيمة الناتجة
عن انخفاض األسعار ،ليبقي هذا التدهور مستم ار إلى غاية 0202بنسبة ،% 02.29مما يدل على ضعف
مساهمة الصناعتين مقارنة بدول العالم ونقص نسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي خاصة الصناعة
التحويلية التي تشكل مؤشر هامة لوضعية االقتصاد.
70
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
الشكل رقم ( :)5-3القيمة المضافة للقطاع الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر
خالل الفترة ()0202-0222
350
300
250
200
نمقصإنم
50
0
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
2019
أكدت دراسة نشرها صندوق النقد العربي ،أن النمو االقتصادي في الجزائر يعتمد على القطاع
الصناعي ،خاصة الصناعات االستخراجية ،وبدرجة أقل الصناعات التحويلية ،مشيرة إلى أن هذه األخيرة ال
تساهم سوى بـ 4,5%من الناتج الداخلي الخام "،وهي بذلك من أدنى المستويات على المستوى العربي".
المطلب الثاني :تحليل أثر الصناعة التحويلية واإلستخراجية على الناتج المحلي اإلجمالي
يتكون القطاع الصناعي من صناعة إستخراجية تسيطر عليها المحروقات ،وصناعة تحويلية خارج
المحروقات ويأخذ هذا التصنيف بعين االعتبار العملية اإلنتاجية والتأثير على المادة الخام تكمن أهمية الصناعة
التحويلية في توفير وتقديم السلع للسوق ،وهي إحدى أهم فروع قطاع الصناعة وان كان هي الصناعة ،وتكتسي
أهمية بالغة في النسيج الصناعي ،حيث تسعى إلى تنميتها وتطويرها الجزائر بهدف التخلص من التبعية لقطاع
المحروقات ،ونهدف من خالل هذا المطلب إلى إبراز الصناعة التحويلية الجزائرية ومساهمتها في خلق القيمة
المضافة داخل االقتصاد ،ومساهمتها في الناتج المحلي اإلجمالي ،خاصة الصناعة التحويلية التي تشكل حجر
الزاوية في الصناعة.
71
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
5.81 6.54 5.37 4.77 4.42 4.18 4.38 4.10 3.81 القيمة المضافة للصناعة التحويلية 3.89
138.13 171.02 135.63 117.63 103.08 85.35 67.86 56.75 54.71 54.79 الناتج المحلي اإلجمالي
نسبة الصناعة التحويلية
4.2 3.8 4 4.1 4.3 4.9 6.6 7.3 7 7.2
إلجمالي الناتج المحلي
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
7.71 7.62 7.33 8.88 7.76 8.95 9.03 7.78 7.12 8.03 القيمة المضافة
169.89 178.34 167.51 160.04 181.71 220.09 208.73 207.80 197.45 161.95 الناتج المحلي اإلجمالي
نسبة الصناعة التحويلية
4.5 4.3 4.3 5.5 4.3 4.1 4 4 3.6 5
إلجمالي الناتج المحلي
المصدر :من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن الصناعة التحويلية المحرك األساسي للصناعة وللنمو المستدام ،إال أن
النتائج المحققة فيه تبقى ضعيفة نسبيا وليست بالنسب المرجوة ،حيث لم تتجاوز طول فترة الدراسة نسبة
%6.2كأعلى نسبة تكوين إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي سنة ،0202ويبقى عنصر التقدم التكنولوجي مصدر
النمو االقتصادي المستدام من أهم الحلقات المفقودة في مختلف البرامج االستثمارية المنتهجة منذ االستقالل و
الى يومنا هذا.شهدت معدل نمو تنازلي من سنة ألخرى خاصة مع ارتفاع أسعار البترول ،ففي سنة 0222
سجلت قيمة 2972مليار دوالر أمريكي لتصل ألعلى قيمة لها سنة 0202بقيمة 2.22مليار دوالر أمريكي
وطيلة هذه الفترة كانت المنتجات الحديدية ،المعدنية ،الميكانيكية والكهربائية تهيمن على مجمل الواردات
الصناعية التحويلية،وابتداء من سنة 0202إلى غاية 0202عرفت تراجع طفيف في وتيرة نموها ليستقر عند
قيمة 6.6مليار دوالر أمريكيسنة ، 0202وذالك راجع النخفاض أسعار البترول وما تبعها من إجراءات تقشفية
مست التضييق على االستيراد الذي أثر سلبا على الصناعات التي تعتمد على المواد األولية المستوردة من
الخارج.
72
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
الشكل رقم ( :) 2-3مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر
خالل الفترة()0202 -0222
250
50
0
2001
2006
2000
2002
2003
2004
2005
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
2019
وأوضحت الدراسة المنشورة مؤخ ار تحت عنوان" أثر قطاع الصناعات التحويلية على النمو االقتصادي في
الدول العربية" ،أن" زيادة إيرادات قطاع المحروقات في الجزائر ،تُساهم بدرجة كبيرة في زيادة النمو
االقتصادي" ،..ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المنتجات الصناعية ،وبالتالي" ارتفاع الطلب على القروض
الموجهة إلى القطاع الصناعي ،بما يساهم في زيادة إنتاجيته ".وبالنسبة للصناعات التحويلية– موضوع الدراسة
تمت اإلشارة إلى أن مساهمتها في الناتج الداخلي الخام في الجزائر ،قدرت بـ %4,5في ،0202وهي من أدنى
المستويات المسجلة في الدول العربية محل الدراسة ( 02دولة) ،إذ ال تتفوق الجزائر في هذا المجال سوى على
العراق الذي بلغت النسبة به % 2,2كما بلغ متوسط إنتاجية العامل في الصناعات التحويلية
الجزائرية 159,4 ،دوالر يوميا ،بمعدل نمو سلبي ) (%-0,2في الفترة الممتدة بين 2010و 2018بينما بلغ
متوسط عدد العاملين في هذا القطاع مقارنة بإجمالي عدد العمال % 11,9في نفس الفترة.
73
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
41.89 77.45 63.65 53.43 47.19 32.17 23.88 18.33 19.38 21.93 القيمة المضافة
الناتج المحلي
138.13 171.02 135.63 117.63 103.08 85.35 67.86 56.75 54.71 54.79
اإلجمالي
نسبة الصناعة
30 45.5 47 45.9 46 37.9 36.1 32.8 35.5 اإلستخراجية إلجمالي 40.8
الناتج المحلي
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
33.04 39.21 32.76 24.13 36.41 55.08 65.35 71.56 72.50 56.18 القيمة المضافة
الناتج المحلي
169.89 178.34 167.51 160.04 181.71 220.09 208.73 207.80 197.45 161.95
اإلجمالي
نسبة الصناعة
19.5 22 19.2 15 20 25 28.9 35 36.7 34.7 اإلستخراجية إلجمالي
الناتج المحلي
المصدر :من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
يتضح من خالل الجدول أعاله أن الصناعات اإلستخراجية في الجزائر تنمو بوتيرة متزايدة ،حيث ارتفعت
القيمة المضافة للصناعات اإلستخراجية من 00.22مليار دوالر سنة 0222لتصل إلى 66.29مليار دوالر
سنة 0227بسبب تأثير األزمة المالية العالمية على أسعار المحروقات ،ثم أخذت في االنخفاض من سنة
0222بقيمة 20.72مليار دوالر إلى غاية 0202بقيمة 22.22مليار دوالر وهذا راجع إلى إنخفاض إنتاج
النفط والغاز إضافة إلى تهاوي أسعار النفط في األسواق العالمية وضعف استغالل الطاقات اإلنتاجية في قطاع
المناجم.
74
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
الشكل رقم ( :)7 -3مساهمة القيمة المضافة للصناعة اإلستخراجية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر
خالل الفترة()0202-0222
250
200
150
القيمة المضافة
100
الناتج المحلي اإلجمالي
50
0
2003
2012
2000
2001
2002
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2013
2014
2015
2016
2017
2018
2019
المصدر :من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول.
وكما أوضح تقرير العربي الموحد في احصائياته أن الجزائر تحتل المركز األول في الصناعة االستخراجية
في شمال إفريقيا مقارنة بمصر التي تحتل المركز الثاني من حيث مساهمة القيمة المضافة للصناعات
االستخراجية في الناتج المحلي الخام بتحقيقها لنسب تتراوح بين %6.2سنة ،0200و %07.9سنة 0202
وبالنسبة لتونس فقد حققت مستويات ضعيفة تراوحت بين %9و ،%2نجد أن الجزائر هي التي حققت أعل
نسبة قدرها .%29.2
المطلب الثالث :نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي الجزائري للفترة
()0202-0200
تسعى السياسة االقتصادية المنتهجة خالل السنوات األخيرة إلى تحقيق قفزة نوعية في القطاع الصناعي
حيث تم إض فاء حركية كبيرة على القطاع ،من خالل إستراتيجية وطنية تطمح بالدرجة األولى إلى امتصاص
البطالة ورفع مساهمة القطاع في نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة ،وسنوضح ذلك من خالل
الجدول التالي:
75
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
الجدول رقم (:)8-3نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي للفترة
()0202-0200
0202 0208 0207 0202 0205 0204 0203 0200 0200 السنوات
الناتج الصناعي مليار دوالر
22.672 27.722 22.026 22.200 22.060 72.227 62.222 62.290 62.709
أمريكي
المصدر :من إعداد الطالبتان باالعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
ن ع ص ق م ق ص :نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي.
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن نصيب الفرد من الناتج الصناعي يبقى ضعيف جدا مقارنة بالدول
المتقدمة والدول العربية ،حيث سجل أعلى قيمة سنة 0200بـ ـ 0.06دوالر أمريكي ،ليسجل سنة 0202قيمة
2.227دوالر أمريكي متراجعا بنسبة ،%97.6مما يؤشر على حالة التراجع في نصيب الفرد بسبب تراجع أداء
القطاع الصناعي ،يعني تواضع معدل نمو العمالة الصناعية بشكل عام ،وهي ظاهرة تكررت خالل السنوات
الدراسة مسجلة تنازل سنوي .كما لم تزداد العمالة الصناعية في الجزائر طيلة سنوات عديدة ويعزى ذلك إلى
االهتمام بإقامة الصناعات ذات الكثافة الرأسمالية ،بدالً من الكثافة العمالية ،وتراجع توسع القطاع العام
وانخفاض مستوى التوظيف فيه دون أن يقابل ذلك توسع مالئم في االستثمارات والمشاريع الصناعية الخاصة.
لقد بلغت الكفاءة االقتصادية الصناعية*1الجزائرية %2.6سنة 0202محققة تراجع كبير مقارنة بسنة 0200
أين حققت (%0.0أي تراجع بنسبة .)%2.9
* -الكفاءة االقتصادية الصناعية تساوي على القوة العاملة الصناعية الناتج المحلي الصناعي كنسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي مقسوما
كنسبة مئوية من إجمالي القوة العاملة.
76
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
100
80
الكفاءة اإلقتصادية الصناعية
60 نعقمقص
نصيب الفرد من الناتج الصناعي
20
0
2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
77
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
المصدر :من إعداد الطالبتان باالعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات عرفت تذبذب من سنة
0222إلى غاية سنة ،0222ثم بدأت باالنخفاض في سنة 0222إلى غاية سنة 0202وهذا راجع إلى
انخفاض أسعار النفط واالزمة المالية العالمية التي أثرت عليها ،وابتداء من سنة 0200شهدت نسب متزايدة
قطاع المحروقات حيث قدرت ب %0.29إلى غاية سنة 8602بنسبة في الصادرات الصناعية خارج
78
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
،%7284وذلك بفضل مساهمة القطاع الخاص في تنويع الصادرات ،إضافة إلى الجهود المبذولة من طرف
السلطات خالل السنوات األخيرة من أجل تطوير هذا القطاع.
الشكل رقم (:) 2 -3نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات ((0208-0222
90
80
70
60 إجمالي الصادرات
50
40 الصادرات الصناعية
30
نسبة الصادرات الصناعية
20 إلجمالي الصادرات
10
0
2009
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
الجدول رقم( :)02-3نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات خالل الفترة ()0202-0222
الوحدة :مليار دوالر أمريكي
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
37.40 37.99 26.35 20.68 19.86 17.95 13.32 12.01 9.48 9.35 إجمالي الواردات
26.92 27.00 02.62 02.79 07.29 06.27 00.62 00.22 2.20 الواردات الصناعية 7.70
نسبة الواردات
100 95.05 94.07 95.01 95.41 95.04 95.57 94.08 98.31 92.08 الصناعية إلجمالي
الواردات
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
44.63 48.57 48.98 49.43 52.64 59.67 54.98 51.56 46.92 38.88 إجمالي الواردات
41.34 45.78 45.62 46.71 48.91 55.13 49.11 45.18 44.15 الواردات الصناعية 37.86
نسبة الواردات
92.62 94.25 93.14 94.49 92.91 92.39 89.32 87.62 94.09 97.37 الصناعية إلجمالي
الواردات
79
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
المصدر :من إعداد الطالبتان باإلعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد.
من خالل الجدول نالحظ أن نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات تميزت باالرتفاع المستمر من سنة
ألخرى ،وذلكبسب اإلرتفاع و التطور في حجم الواردات مرتبط بالتزايد المستمر في أسعار النفط والسياسة
التنموية التي اعتمدتها الجزائر خالل هذه الفترة والمتمثلة في البرامج التنموية التي اعتمدت فيها على حجم
الواردات ،وبرامج اإلنفاق العام التي طبقتها الجزائر مند 0220والتي تم تلبية الطلب المنبثق عنها من خالل
اإلستيراد ،ألن الجهاز اإلنتاجي المحلي ضعيف وغير قادرة على اإلستجابة للطلب المتزايد الذي تولد على برامج
اإلنفاق العام.
الشكل رقم (:)02 -3نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات خالل الفترة ()0202-0222
120
80
الواردات الصناعية
60
40
نسبة الواردات
الصناعية إلجمالي
20 الواردات
0
2001
2010
2000
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
2019
80
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
45.78 45.62 46.71 48.91 55.13 49.11 45.18 الواردات الصناعية 44.15 37.86
الميزان التجاري
-44.022 -44.119 -45.382 -47.134 -52.99 -47.551 -43.716 -42.655 -37.07
الصناعي
من خالل الجدول نالحظ خالل فترة الدراسة من 0222إلى 0207وجود عجز في الميزان التجاري
الصناعي ،وذلك راجع الرتفاع قيمة الواردات الصناعية وانخفاض قيمة الصادرات الصناعية وضعف معدالت
مجهود التصدير ،تبين بوضوح الوضعية التي يعاني منها القطاع الصناعي ومؤسساته في الجزائر بسبب ما مر
عليه القطاع من أزمات مالية وصدمات بترولية أثرت عليه بالسلب وافتقاره إلى القدرات التنافسية لمواجهة
المنتجات الصناعية األجنبية في السوق الداخلي واختراق األسواق الخارجية ،ويرجع هذا الضعف في تنافسية
القطاع إلى جملة من العوامل:
انخفاض الجودة.
ارتفاع التكلفة.
ضعف انتاجية العمل.
انخفاض قيمة العملة المحلية.
ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات من المواد األولية و المدخالت.
81
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
80
60
40
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2018
-20
-40
-60
82
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
-1خضراوي ساسية ،استراتيجيات ترقية القطاع الصناعي في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.00،00
،https://www.arabic.cnn.com -2كيف تخطط الجزائر لتحقيق نموها االقتصادي ،هذه أبرز اإلجراءات واألهداف القادمة،
يوم ،0200/27/00 :على الساعة.02:92 :
83
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
ويهدف المخطط عبر هذه المراحل إلى أن يتضاعف الناتج الداخلي الخام ب 0.2مرة ،وأن تتضاعف مساهمة
القطاع الصناعي مرتين حتى يصل إلى ،%02وعصرنة القطاع الفالحي لتحقيق األمن الغذائي وتنويع
صادرات البالد ،وتخفيض معدل نمو االستهالك الداخلي للطاقة إلى .%2
كما يهدف المخطط إلى تنويع الصادرات عبر إحداث مجاالت اقتصادية جديدة تحل محل المحروقات والبناء
واألشغال العمومية ،ومن ذلك الفالحة والصناعة والخدمات ،وتحسين ظروف االستثمار الخاص والعام بشكل
متساوي وتخفيض نفقات التجهيز المسجلة مباشرة في ميزانية الدولة ،ووضع نظام وطني جديد لالستثمار يعمل
على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ومن سمات المخطط كذلك تطوير الطاقات المتجددة وتجسيد سياسة جديدة لنجاعة الطاقة وتوفير فائض هام
من إنتاج المحروقات قابل للتصدير بما يتيح تقليل الفرق بين الواردات والصادرات ،إذ ترغب الجزائر بتكثيف
الصاد ارت مقابلة كبح تدفق الواردات.
وأوصت الوثيقة بتحفيز خلق الشركات في الجزائر ومراجعة القوانين المتعلقة بها وتمويل االستثمار العمومي
واصالح النظام البنكي وتطوير سوق رأس المال ومراجعة السياسة الصناعية واعادة تنظيم تسيير العقار
الصناعي واعداد برنامج جديد لتوزيع المناطق الصناعية وتطوير نجاعة اإلدارة االقتصادية ووضع نظام جديد
لالحصائيات.
84
تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات الفصل الثالث
خالصة الفصل:
مما سبق يتضح لنا أن ميزان المدفوعات الجزائري قد شهد عدة تذبذبات سواء خص ذلك باالرتفاع أو
االنخفاض ،حيث نجد أن الصادرات الجزائرية عديمة المرونة العتمادها على منتج واحد وغير تنافسي ،أما
الواردات فهي كذلك غير مرنة ألن معظمها سلع ضرورية ال يمكن االستغناء عنها.
كما يعتبر القطاع الصناعي من الدعائم األساسية في االقتصاد ،مما أدى بتضرر االقتصاد الوطني بدرجة
كبيرة نتيجة لجملة التقلبات التي شهدها قطاع المحروقات ،والتي أحدثت صدمة وزعزعة كبيرة على استقرار
ميزان المدفوعات ،حيث الحظنا أن الميزان التجاري حقق فائضا في معظم سنوات فترة الدراسة الرتفاع حصيلة
الصادرات النفطية على عكس ميزان العمليات الرأسمالية الذي حقق عجز ،وذلك لقلة رؤوس األموال المتجهة
إلى الجزائر ومن جهة أخرى تسديد الجزائر لديونها ،مما أثر سلبا على رصيد حساب رأس المال ،لهذا قمنا
بوضع مجموعة من اآلليات التي تساعد على تطوير الصادرات ومجموعة من اآلليات تساعد على الحد من
تزايد الواردات.
85
الخاتمة
الخاتمة
إن تنويع االقتصاد الوطني والسعي نحو تنويع مصادره وتقليل هيمنة القطاع النفطي والوصول إلى تحقيق
النمو االقتصادي والتنمية المنشودة ،ال يتم إال بتطوير القطاع الصناعي وتشجيع صادرات السلع المصنعة
وزيادة قدرتها التنافسية في األسواق الخارجية ،إال أن االقتصاد الجزائري استمر في تسجيل مستويات ضعيفة في
النمو وهو ما ظهر في ميزان المدفوعات.
بالرغم من اإلصالحات التي عرفها االقتصاد الجزائري إلصالح ميزان المدفوعات والتخلص من تبعية
االقتصاد للمحروقات ،تبقى كل المداخيل الناجمة عن التجارة الخارجية مصدرها دائما هو تزايد صادرات
المحروقات والمرتبطة بأسعار النفط .ويبقى الشيء اإليجابي الذي وصلت إليه الجزائر هو التخلص من المديونية
الخارجية التي أثقلت كاهل االقتصاد الجزائري.
كما يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المؤشرات االقتصادية وأدوات التحليل االقتصادي ،باإلضافة إلى
كونه بيان حسابي يسجل فيه جميع السلع والخدمات و المساعدات وكل المعامالت الرأسمالية خالل فترة زمنية
معينة ،ولقد تعرفنا لوضعية ميزان المدفوعات الجزائري والتطورات التي مر بها ،حيث بدلت الجزائر جهد أكبر
إلصالح االقتصاد باالعتماد على برامج مدعومة من طرف منظمات دولية ،وتركيز جهودها نحو إنعاش القطاع
الصناعي و النهوض به وتنميته للتخفيف من حدة الصدمة التي خلفها انهيار أسعار البترول على االقتصاد
الوطني وتنويع الصادرات خارج المحروقات.
نتائج الدراسة:
من خالل هذه الدراسة التي تناولت أثر تحليل القطاع الصناعي على ميزان المدفوعات الجزائري توصلنا إلى
عدة نتائج وتتمثل فيما يلي:
-ميزان المدفوعات يعكس مستوى أداء الجهاز اإلنتاجي للدولة ومدى قدرتها على المنافسة في األسواق
العالمية إضافة إلى مدى ارتباط االقتصاد الوطني باالقتصاد العالمي.
-يتكون ميزان المدفوعات من مجموعة من الحسابات ال تقل أهمية عن بعضها البعض ،ويتم تسوية الخلل إما
عن طريق السياسة النقدية والمالية.
-إن تحسين ميزان المدفوعات في الجزائر ال يعني بالضرورة الخروج من دائرة األزمات نهائيا مادام قطاع
المحروقات يشكل العمود الفقري لالقتصاد الجزائري.
-تمتلك الجزائر قدرات هائلة تمكنها من التخلص من التبعية لقطاع المحروقات ،وتعتبر الصادرات خارج
المحروقات المصدر المستدام لتستطيع الخروج الفعلي وتجنب تعرضها للصدمات النفطية.
78
الخاتمة
-تعتبر مشاكل التسويق من أبرز المشاكل والمعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي الجزائري ،وذلك
لصغر حجم السوق المحلية وعجزها عن استيعاب اإلنتاج المحلي مع تدهور الوضع المعيشي والمالي
للمستهلكين.
-تمتلك الجزائر قدرات هائلة تمكنها من التخلص من التبعية لقطاع المحروقات ،وتعتبر الصادرات خارج
المحروقات المصدر المستدام لتستطيع الخروج الفعلي وتجنب تعرضها للصدمات النفطية.
-كشفت الدراسة التي قمنا بها بهشاشة االقتصاد الجزائري ،وأن المشاكل التي يعاني منها هي مشاكل هيكلية
عميقة ،اعتماد المفرط على قطاع المحروقات ،بحيث يشكل نسبة % 97.22من صادرات الدولة ،وضعف
أداء باقي القطاعات على رأسها الصناعة التحويلية التي تعتبر قاطرة االقتصاديات الدول.
-الميزان التجاري الجزائري حقق فائضا مستم ار خالل أغلب فترة الدراسة حيث شهد سنة 8002أعلى نسبة له
قدرت ب ،%00.00إال أن ذلك ال يعود إلى تمكن السلع الجزائرية من اختراق األسواق الدولية ،بل يرجع
أساسا إلى ارتفاع أسعار النفط وارتفاع قدرات الجزائر االستخراجية.
-يشير التطور الكبير للواردات إلى عجز القطاع الصناعي الجزائري على تلبية الحاجات األساسية من المواد
الغذائية والسلع االستهالكية األخرى وعدم قدرته على مواكبة التطورات الحاصلة في المجتمع الجزائري
والمتمثلة في نمو الطلب وتعدد أذواق المستهلكين في ظل تحسن الوضع االجتماعي للطبقة العاملة الناتج
عن ارتفاع األجور وارتفاع مستوى القدرة الشرائية ،مما أدى إلى تلبية تلك الحاجيات عن طريق االستيراد من
األسواق الخارجية.
-عند زيادة أسعار النفط يحقق ميزان المدفوعات فائضا وذلك إلتباع الدولة سياسة توسعية من أجل تنمية
المرافق العمومية ،وفي حالة انخفاض أسعار النفط يحقق ميزان المدفوعات عج از وذلك إلتباع الدولة سياسة
انكماشية.
-يساهم الناتج الصناعي بالنسبة للناتج المحلي اإلجمالي بنسبة %89.32سنة 8003حيث تساهم الصناعة
والصناعة اإلستخراجية تساهم ب) %03.2وهو مايثبث صحة التحويلية بنسبة %0.2سنة ،8003
الفرضية األولى(.
-تساهم الصادرات الصناعية بنسبة %0.82سنة 8002محققة تراجع مقارنة بسنة 8002أين حققت نسبة
%0.90ومنه نالحظ محدودية تأثير الصناعة في صادرات الجزائر ،وبالتالي ضعف مساهمتها في ميزان
المدفوعات )وهو مايثبث صحة الفرضية الثانية(.
88
الخاتمة
-تساهم الواردات الصناعية بنسبة % 30.82سنة 8002محققة تراجع طفيف مقارنة بسنة 8002أين
حققت نسبة ،%39.00ومنه نالحظ أن الصناعة لها تأثير كبير في واردات الجزائر ،وبالتالي مساهمتها
بقوة في ميزان المدفوعات( وهو مايثبت صحة الفرضية الثالثة).
االقتراحات والتوصيات
بناءا على النتائج التي توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة بإمكاننا تقديم بعض التوصيات تتمثل فيما يلي:
-البحث عن مصادر متنوعة للدخل الوطني للخروج من تبعية المحروقات ،بتوسيع القاعدة اإلنتاجية وتحفيز
القطاعات اإلنتاج األخرى.
الرفع من كفاءة المؤسسات خاصة المتوسطة والصغيرة من أجل الرفع من قدراتها اإلنتاجية والتصديرية. -
-العمل على تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع االستثمار األجنبي لغرض استقطاب رؤوس األموال األجنبية.
-إقامة عالقة تكامل وتعاون ما بين مراكز البحث والجامعات مهما كانت صفتها(وطنية أو أجنبية) ،لتنمية
وتطوير المؤسسات الصناعية ،بهدف تشغيل عمالة مؤهلة ومدربة ،وأيضا قبل القيام بالمشروع الصناعي البد
من إقامة بحوث تسويقية وترويجي في الواقع العملي.
-ضرورة تشجيع وتحفيز عمليات االستثمار في الصناعات التحويلية بالدرجة األولى ،ألنها الفرع الذي يعد
دعامة أساسية للقطاع الصناعي ،كما يمكن االستفادة من إمكانيات الجزائر الطبيعية في تأسيس صناعات
أخرى منها الصناعات البيتروكيماوية أو الكيميائية والتي تستغل مخرجات الصناعة اإلستخراجية لتقديم
منتجات قابلة لالستعمال والتصدير ،بدال من تصديرها في صورة مادة خام ثم إعادة استيرادها في شكل مواد
كيميائية.
أفاق الدراسة
في الختام فإن بحثنا هذا ما هو إال مقدمة لمن يهمه البحث في مثل هذه المواضيع ،إذ يمكن للمهتم في
هذا المجال أن يواصل التعمق في هذه الدراسة أو التوسع فيها سواء بنفس المتغيرات أو بمتغيرات أخرى ،لذا
نقترح بعض الدوافع التي نراها أن تكون اشكالية لمواضيع وأبحاث أخرى وذلك حسب األتي:
-أثر تحليل القطاع الصناعي على الميزان التجاري.
-ميزان المدفوعات في ظل العولمة االقتصادية.
-القطاع الصناعي خارج المحروقات وأثره في تحسين ميزان المدفوعات الجزائري.
89
قائمة المراجع
قائمة المراجع
19
قائمة المراجع
-20عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،الدار الجامعية ،مصر.8008 ،
-81عادل أحمد حشيش ،اإلقتصاد الدولي ،دار الجديدة للنشر ،مصر.8001 ،
-88عبد المجيد بوزيدي ،تسعينيات االقتصاد الجزائري ،ترجمة جربيب أم الحسن ،دار موفم للنشر ،الجزائر،
.1222
-83عبد المجيد قدي ،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.8017 ،
-84فليح حسن خلف ،العالقات االقتصادية الدولية ،مؤسسة الوراق للنشر ،مصر.8001 ،
-85رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي وآخرون ،التمويل الدولي ،دار األيام للنشر والتوزيع ،عمان.8014 ،
-82شارلز وجاريث جونز ،االدارة االستراتيجية( مدخل متكامل) ،ترجمة رفاعي محمد ومحمد سيد أحمد عبد
المتعال ،الجزء األول ،دار المريخ للنشر ،المملكة العربية السعودية.8001 ،
-87شقيري نوري موسى وآخرون ،التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة
للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان.8018 ،
ب -المجالت
-1الجوزي جميلة ،ميزان المدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ،مجلة
الباحث ،العدد .8018 ،11
-8بوردامة مصطفى ،الطيب قصاص ،المشاكل التي تواجه القطاع الصناعي بالجزائر ،مجلة رؤى
االقتصادية ،العدد .8017 ،18
-3عطا اهلل بن مسعود ،النمو االقتصادي وعالقته بنمو القطاع الصناعي في الجزائر دراسة قياسية للفترة
،5102-0791مجلة رؤى االقتصادية ،العدد .8012 ،10
-4ط .د /بري الهادي ،استراتيجية تنمية الفروع الصناعية الواعدة في الجزائر دراسة تحليلة خالل الفترة
،5102-0771مجلة االقتصاد والتنمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة يحيى فارس ،الجزائر،
.8012
-5زوزي محمد ،استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية ،مجلة الباحث ،العدد .8010 ،02
-2مسعودي محمد ،تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر واقع وحلول ،مجلة الدراسات االقتصادية والمالية،
جامعة الوادي ،المجلد ،01العدد ،02بدون سنة نشر.
-7ساعو باية ،القطاع الصناعي الجزائري المشاكل والحلول ،مجلة المعارف ،العدد ،88جوان .8017
92
قائمة المراجع
-2عبدوس عبد العزيز ،تقييم تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر دراسة مقارنة مع بعض الدول المغرب
العربي الكبير ،مجلة الباحث.8013 ،
-2قوريش نصيرة ،أبعاد وتوجهات استراتيجية انعاش الصناعة في الجزائر ،مجلة اقتصاديات شما افريقيا،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر ،العدد .05
ج -األطروحات والرسائل الجامعية
-1آبحري سفيان ،الشراكة األورو مغاربية آثارها على أداء وتأهيل القطاع الصناعي في منظمة المغرب
العربي ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر.8013 ،3
-8إلهام آيث اعمر بن عجال ،آليات تشجيع الصادرات خارج المحروقات واقع وأفاق ،أطروحة دكتوراه في
علوم التسير ،جامعة الجزائر.8017 ،3
-3أميرة بوقطة ،أثر تقلبات سعر الصرف على ميزان المدفوعات دراسة تحليلية لحالة الجزائر-5111
،5102مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية ،جامعة محمد الصديق بن يحيى ،الجزائر.8012 ،
-4إسحاق خرشي ،استراتيجية إعادة التركيز لتحسين الوضعية التنافسية للمؤسسات الصناعية ضمن هيكل
الصناعة ،أطروحة دكتوراه في العلوم التجارية ،جامعة الشلف ،الجزائر.8015 ،
-5زرافة محمد ،أثر تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة الجزائر ،رسالة
ماجيستر في العلوم التجارية ،اقتصاد قياسي ومالي ،جامعة أبو بكر بلقايد ،الجزائر.8012 ،
-2حماد اياد ،دور الصناعة التحويلية في النمو االقتصادي ،رسالة ماجيستر ،كلية االقتصاد ،جامعة دمشق،
.8002
-7حنان لعروق ،سياسية سعر الصرف والتوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر ،رسالة ماجيستر في العلوم
االقتصادية ،جامعة منتوري ،الجزائر.8005 ،
-2طارق ريع فيصل بوغاري ،تطور التجارة الخارجية وأثرها على ميزان المدفوعات دراسة حالة الجزائر
،5102-5111مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية ،جامعة محمد الصديق بن يحيى ،الجزائر.8080 ،
-2يحيى فريك ،استراتيجية التكامل العمودي في الصناعة دراسة حالة مجمع صيدال ،رسالة ماجيستر،
جامعة محمد خيضر ،الجزائر.8018 ،
-10منهوم بلقاسم ،أثر تخفيض القيمة الخارجية للعملة الوطنية على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة
الجزائر ،5117 -0791رسالة ماجيستر في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،مالية
دولية ،جامعة وهران ،الجزائر.8013 ،
93
قائمة المراجع
-11مراد حطاب ،أثر السياسات الصناعية على هيكل الصناعة ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،كلية
العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر.8012 ،
-18مخضار سليم ،دراسة تحليلية لتنافسية القطاع الصناعي في الجزائر مقارنة ببعض الدول العربية،
أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،بحوث العمليات وتسيير المؤسسات ،جامعة آبي بكر بلقايد ،الجزائر،
.8012
-13نعيم إلهام ،استخدام نموذج البرمجة باألهداف في نمذجة النظم الصناعية ،أطروحة دكتوراه في العلوم
االقتصادية ،جامعة آبي بكر بلقايد ،الجزائر.8012 ،
-14سلمى دوحة ،أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها دراسة حالة الجزائر ،أطروحة
دكتوراه في العلوم التجارية ،تجارة دولية ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر.8015 ،
-15قريني عبد السالم ،أثر ترقية الصادرات غير نفطية ،على التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة مستقبلية
حول تنويع االقتصاد الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة 2ماي ،1245الجزائر.8012 ،
ج -المؤتمرات والملتقيات
-1الطيب دودي ،دالل بن طبي ،رهان السياسات الصناعية لقطاعات خارج المحروقات ،الملتقى الدولي األول
حول االقتصاد الصناعي والسياسات الصناعية ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة محمد خيضر،
الجزائر ،يوم 03-08ديسمبر .8002
-8بوخاري سمية ،واقع القطاع الصناعي في الجزائر المشاكل والحلول ،الملتقى العلمي الدولي حول
استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي والتسيير ،جامعة الجزائر ،يوم
07-02نوفمبر .8012
-3سعود وسيلة ،قاسي كمال ،المؤتمر الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برامج
التنويع االقتصادي في الجزائر ،مداخلة بعنوان تحليل أداء الصناعة في الجزائر خالل الفترة ،8012-8007
جامعة البليدة ،08الجزائر.
-4فركاشة سفيان ،دور القطاع الصناعي في تحقيق االستقرار االقتصادي في الجزائر ،الملتقى العلمي الدولي
حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر.
-5قدي عبد المجيد ،المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والمناخ االستثماري ،الملتقى الوطني األول حول
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،كلية االقتصاد ،جامعة األغواط ،الجزائر ،أفريل .8008
94
قائمة المراجع
-2خضراوي ساسية ،استراتيجية ترقية القطاع الصناعي في الجزائر ،الملتقى الدولي حول استراتيجية تطوير
القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر.
د -التقارير
-1المركز الوطني لوثائق الصحافة واالعالم ،الصناعة الجزائرية رهانات وآفاق .8011
-8التقرير االقتصادي العربي الموحد.
-3و ازرة الصناعة وترقية االستثمار ،استراتيجية وسياسة انعاش وتنمية الصناعة ،الكتاب للحكومة.8007 ،
-4بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقارير السنوية.
ه -المواقع اإللكترونية
،https://www.arabic.cnn.com-كيف تخطط الجزائر لتحقيق نموها االقتصادي ،هذه أبرز اإلجراءات
واألهداف القادمة.
ثانيا :المراجع باللغة األجنبية
1-R.B.Sutcliff,Industry and Underdevelopmen, Addison Wesley Publishing
مترجم من طرف مدحت القريشي Company, 1971. P17-18.
2- Ministere de L’industrie et de la Promotion des investissements, Stratégie et
politiques de relance et developpement industriels synthese, Algérie, p16.
95
:الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أداء القطاع الصناعي في الجزائر خاصة الصناعة التحويلية التي ال تزال
رغم أنها قاطرة لقيادة االقتصاد الوطني نحو التطور،)% 5.4( مساهمتها في الناتج المحلي محدودة جدا ب
.لتبقى الصناعة االستخراجية هي المسيطر على القطاع الصناعي
بسبب الدور،وال يزال القطاع الصناعي في الجزائر ضعيف جدا ال يساهم بشكل كبير في الصادرات
وذلك بفضل مساهمة القطاع الخاص في،المسيطر لقطاع المحروقات رغم النمو المحقق في السنوات األخيرة
حيث لم تتجاوز، إضافة إلى الجهود المبذولة من طرف السلطات من أجل تطوير هذا القطاع،تنويع الصادرات
. من إجمالي الصادرات%5.4 مساهمة الصناعة في الصادرات
حيث توصلنا،أشارت النتائج التطبيقية إلى وجود عالقة قوية بين رصيد ميزان المدفوعات وسعر البترول
.إلى عدم فعالية القطاع الصناعي في التأثير على الميزان التجاري و ميزان المدفوعات
الميزان، الصناعة الجزائرية، االقتصاد الجزائري، القطاع الصناعي، ميزان المدفوعات:الكلمات المفتاحية
. الصادرات والواردات، التجاري
Abstract :
This study amis to analyze the performance of the industrial sector in Algeria, especially the
manufacturing industry, whose contribution to the GDP is still very limited by(4.5%), although it is
a locomotive to lead the national economy towards development so that the extractive industry
remains in control of the industrial sector.
The industrial sector in Algeria is still very weak and does not contribute significantly to exports,
due to the dominant role of the hydrocarbon sector despite the growth achieved in recent years,
thanks to the contribution of the private sector to diversifying exports, in addition to the efforts
made by the authorities to develop this sector, as the industry’s contribution to exports did not
exceed 4.3% of the total exports.
The applied results indicated that there is a strong relationship between the balance of payments
balance and the oil price the ineffectiveness of the industrial sector in influencing the trade balance
and the balance of payments.
KEYWORDS: Balance of payments, industrial sector, Algerian economy, Algerian industry,
balance trade, exports and imports.
المالحق
الملحق رقم 01
97
الملحق رقم 02
98
الملحق رقم 03
99
الملحق رقم 04
100
الملحق رقم 05
101
الملحق رقم 06
102