You are on page 1of 122

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد الصديق بن يحي‪ -‬جيجل‪-‬‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫العنوان‬

‫مساهمة القطاع الصناعي في ميزان المدفوعات‬


‫دراسة حالة الجزائر ‪0202 -0222‬‬

‫يل هاادة ماستر ككادلم ي املبم االتتاادلة‬ ‫مذكرة مقدمة استكماال ممتلباا‬
‫تخصص‪ :‬اتتااد يقدي مايك‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبتين‪:‬‬
‫‪ -‬سملر مح امدلن‬ ‫‪ -‬هارزاذ امكاامس‬
‫‪ -‬ريلة هااح‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫رئلسا‬ ‫جاملة جلج‬ ‫األستاذ‪ :‬جبلل املاهر‬
‫مهريا ممقر ار‬ ‫جاملة جلج‬ ‫األستاذ‪ :‬سملر مح امدلن‬
‫مياتها‬ ‫جاملة جلج‬ ‫األستاذ‪ :‬ان همي يمر امدلن‬

‫السنة الدراسية‪2020- 2021 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫الشكر هلل العلي الكبير أوال وأخيرا الذي أطال في عمرنا وهدانا إلى‬
‫مافيه الخير‪ ،‬وبفضله ونعمته توصلنا إلى إنجاز هذا العمل المتواضع‬
‫ونسأله عز وجل أن يجعله نافع لنا ولغيرنا‪ ،‬وأن يوفقنا إلى ما يحبه‬
‫ويرضاه‪.‬‬

‫وعرف انا بالمساعدات التي تلقيناها ال يسعنا إال التقدم بالشكر الجزيل‬
‫إلى األستاذ الف اضل والمشرف"سمير محي الدين"‪ ،‬الذي لم يبخل علينا‬
‫طيلة إنجاز هذا العمل بتوجهاته القيمة ونصائحه السديدة‪.‬‬

‫إلى من أمدوا لنا يد العون والمساعدة في إنجاز هذا العمل المتواضع‬


‫سواء من بعيد أو قرب‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر إلى كل شخص شجعنا ولو بكلمة طيبة ومدنا باألمل‬
‫ورفع معنوياتنا زمن كان يسدي لنا النصيحة ومن ساعدنا وأف ادنا‬
‫بالمعلومات‪.‬‬

‫في األخير بخالص الشكر إلى كل أساتذة العلوم اإلقتصادية‪.‬‬

‫شكرا للجميع‬

‫رفية‬ ‫شهرزاد‬
‫إهداء‬

‫ربنا لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك ومجدك على ما أنعمت علي من نعم ال‬
‫تحصى منها توفيقك إيانا إلنجاز هذا العمل‬
‫أهدي ثمرة جهدي إلى أمي التي تفانت في تربيتي وكان دعاءها ورضاها عني وراء كل نجاحاتي‬
‫فأنتي نبراس حياتي ومصدر قوتي‪ ،‬وقلعتي التي أتحصن بها‬
‫أبي من كان سندا لي وتاجا أرفع به رأسي‪ ،‬إلى من اكتوى بلسعات الدهور وذاق مرارة الحياة‬
‫ليحيي أوالده‬
‫ليال ونهارا حرا وبردا من أجلي تربيتي‪ ،‬حفظكما هللا وأدامكما لنا شمعة مضيئة‬ ‫إلى من ثابر‬
‫في حياتنا‬
‫إلى إخوتي وأخواتي وأزواجهم والكتاكيت الصغار حفظكم هللا وجعلكم لي سندا‬
‫ال يكل وال يمل وال يميل‬
‫إلى نصفي الثاني ورفيق دربي وحياتي حتى مماتي الذي كان لي أمال يشع لي‬
‫طريقي كلما ضاقت بي السبل وكان دعمه شمعة أستنير بها‬
‫إلى كل أحبابي وأصدقائي في الحياة العلمية والدراسية‬
‫إلى زميلتي شهرزاد التي شاركتني وقاسمتني جهد هذا النجاح‬
‫وإلى كل من تسعهم ذاكرتي ولم تسعهم مذكرتي‬

‫رفية‬

‫‪.‬‬
‫إهداء‬

‫بسم هللا ابتدئ و به اهتدي‪ ،‬وبرسوله اقتدي‪ ،‬احمد هللا حمدا يليق بجاللته وعظمته وكماله‪ ،‬ال خالق و ال‬
‫هادي غيره‪.‬‬
‫تختلف اللغات التي نعبر فيها عما في داخلنا وكانت لي لغتي الخاصة التي أهدي بها ثمرة سنوات من‬
‫المثابرة‪.‬‬
‫إلى من سهرت الليالي ألجلي‪،‬إلى من أعطتني حبها وأحبتني أكثر من نفسها‪،‬إلى من أضاعت لعيني بريق‬
‫النجاح و األمل فكانت رمز دائما للطيبة و المحبة إليك حبيبتي وأعز ما أملك في هذا الوجود‬
‫" أمي الغالية"‬
‫األشواك عن طريقي ليمهد لي طريق العلم‪ ،‬إلى الذي يشقى لنسعد ويتعب لنرتاح‬ ‫إلى الذي نزع‬
‫إليك" أبي العزيز"‬
‫إلى ركائز بيتنا إخوتي (مختار‪ ،‬عبد هللا)‪.‬‬
‫إلى جدتي حفظها هللا وأطال في عمرها‪.‬وإلى كل عائلة‬
‫" بوكابوس" و"شمشم"‪.‬‬
‫إلى من ال أملك غيرها أختي التي أنجبتها لي الدنيا ولم تنجبها أمي‬
‫"ريان" هي التي تقاسمت معها حلو الحياة ومرها‪،‬‬
‫هي روحي الثانية وسندي في هذه الحياة‪.‬‬
‫إلى رفيقتي"دينة" التي ال أندم على معرفتها يوما ما‬
‫بمثابة أخت لي‪،‬وصديقتي "رفية" التي ساندتني في هذا العمل‪.‬‬
‫وصديقاتي التي جمعتني بهم أيام الدراسة‪.‬‬
‫إلى من أحمل له مكانة في قلبي ولم أذكره‪.‬‬

‫شهرزاد‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫الشكر‬
‫اإلهداء‬
‫‪III - VI‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪VI I‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪VIII‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪IX‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫‪X‬‬ ‫قائمة المختصرات والرموز‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬
‫‪6‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ميزان المدفوعات ووظائفه‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات ميزان المدفوعات وهيكله‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل االقتصادية المؤثرة في ميزان المدفوعات ومؤشراته‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة ميزان المدفوعات بحساب رأس المال والحساب الجاري‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واإلختالل في ميزان المدفوعات‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التوازن في ميزان المدفوعات‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلختالل في ميزان المدفوعات‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬طرق تصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مقاييس اختالل ميزان المدفوعات‬
‫‪07‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪29‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الصناعة‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة الصناعة‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وأهمية الصناعة‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات الصناعة‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع الصناعة‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مميزات وهيكل القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المرجعية التاريخية للصناعة الجزائرية‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬هيكل القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أبعاد وتوجهات انعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أبعاد وتوجهات الصناعة في الجزائر‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬سياسة إنعاش الصناعة في الجزائر‬
‫‪53‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مشاكل القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪58‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان‬
‫المدفوعات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪60‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪61‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬وضعية ميزان المدفوعات الجزائري(‪)0202-0222‬‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬خصائص ميزان المدفوعات الجزائري‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري‬
‫‪69‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحليل أثر الناتج المحلي الداخلي على القطاع الصناعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل أثر الصناعة التحويلية واإلستخراجية على القطاع‬
‫‪72‬‬
‫الصناعي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع‬
‫‪76‬‬
‫الصناعي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان‬
‫‪77‬‬
‫المدفوعات وآفاقه‬
‫المطلب األول‪ :‬مساهمة قطاع الصناعي في الصادرات خالل الفترة‬
‫‪77‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة قطاع الصناعي في الواردات خالل الفترة‬
‫‪79‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫‪74‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬مساهمة القطاع الصناعي في الميزان التجاري(‪)0202-0222‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫المطلب الرابع‪:‬استشراف آفاق القطاع الصناعي ومساهمته في ميزان‬
‫‪83‬‬
‫المدفوعات‬
‫‪85‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫‪77‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪91‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫المالحق‬
‫الملخص‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪12‬‬ ‫نموذج مفترض لميزان المدفوعات‬ ‫‪10‬‬
‫‪63‬‬ ‫تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة‬ ‫‪10‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫‪56‬‬ ‫تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة‬ ‫‪10‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة‬ ‫‪10‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫‪70‬‬ ‫القيمة المضافة للناتج الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج‬ ‫‪10‬‬
‫المحلي اإلجمالي للجزائر خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪72‬‬ ‫مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي‬ ‫‪10‬‬
‫اإلجمالي للجزائر خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪74‬‬ ‫مساهمة القيمة المضافة للصناعة اإلستخراجية في الناتج‬ ‫‪10‬‬
‫المحلي اإلجمالي للجزائر خالل الفترة (‪)0202 -0222‬‬
‫‪76‬‬ ‫نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع‬ ‫‪10‬‬
‫الصناعي الجزائري للفترة (‪)0202-0200‬‬
‫‪78‬‬ ‫نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات خالل‬ ‫‪10‬‬
‫الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪79‬‬ ‫نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات خالل‬ ‫‪01‬‬
‫الفترة (‪0202-0222‬‬
‫‪81‬‬ ‫تطور الميزان التجاري الصناعي خالل الفترة‬ ‫‪00‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة األشكال‬
‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪31‬‬ ‫هيكل ميزان المدفوعات‬ ‫‪13‬‬

‫تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة‬ ‫‪10‬‬


‫‪46‬‬
‫)‪( 2019-2000‬‬

‫تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة‬ ‫‪11‬‬
‫‪44‬‬
‫) ‪( 2019-2000‬‬
‫تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة‬ ‫‪16‬‬
‫‪46‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫القيمة المضافة للناتج الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج‬ ‫‪10‬‬
‫‪63‬‬
‫المحلي اإلجمالي للجزائر خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي‬ ‫‪14‬‬
‫‪61‬‬
‫اإلجمالي للجزائر خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬

‫مساهمة القيمة المضافة للصناعة اإلستخراجية في الناتج المحلي‬ ‫‪16‬‬


‫‪60‬‬
‫اإلجمالي للجزائر خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬
‫نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي‬ ‫‪10‬‬
‫‪66‬‬
‫للفترة (‪)0202-0200‬‬
‫نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات للفترة‬ ‫‪17‬‬
‫‪67‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات للفترة‬ ‫‪31‬‬
‫‪01‬‬
‫(‪)0202-0222‬‬
‫ت طورالميزان التجاري الصناعي خالل الفترة‬ ‫‪33‬‬
‫‪00‬‬
‫(‪)2018-0222‬‬

‫‪VIII‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫قائمة المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫الرقم‬


‫‪97‬‬ ‫تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة (‪)2013-2000‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪98‬‬ ‫تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة (‪)2018-2013‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪99‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة (‪)2008-2000‬‬ ‫‪03‬‬
‫القيمة المضافة للقطاع الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج‬
‫‪100‬‬ ‫‪04‬‬
‫المحلي اإلجمالي (‪)2019-2000‬‬
‫نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي‬
‫‪101‬‬ ‫‪05‬‬
‫والكفاءة االقتصادية (‪)2019-2011‬‬
‫الصادرات الصناعية ونسبتها إلى إجمالي الصادرات‬
‫‪102‬‬ ‫‪06‬‬
‫(‪)2018-2000‬‬

‫‪IX‬‬
‫قائمة المختصرات والرموز‬
‫قائمة المختصرات والرموز‬

‫الداللة باللغة العربية‬ ‫الداللة باللغة الفرنسية‬ ‫االختصار‬


‫ميزان المدفوعات‬ ‫‪Balance Des Paiements‬‬ ‫‪BP‬‬

‫الصادرات‬ ‫‪Exportations‬‬
‫‪EX‬‬

‫الواردات‬ ‫‪Importations‬‬ ‫‪IM‬‬

‫الميزان التجاري‬ ‫‪Balance commerciale‬‬ ‫‪BC‬‬

‫الناتج الداخلي المحلي‬ ‫‪Production Interne brut‬‬ ‫‪PIB‬‬

‫اإلستهالك‬ ‫‪Consommation‬‬ ‫‪C‬‬

‫اإلدخار‬ ‫‪Investissement‬‬ ‫‪I‬‬

‫معدل التغطية‬ ‫‪Taux de Couverture‬‬ ‫‪TC‬‬

‫معدل التبعية‬ ‫‪Taux de Dépendance‬‬ ‫‪TD‬‬

‫دخول رؤوس األموال‬ ‫‪Entrée du capital‬‬ ‫‪Ec‬‬

‫خروج رؤوس األموال‬ ‫‪Sortie de la capitale‬‬ ‫‪Sc‬‬

‫‪X‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫تعد التجارة الخارجية النافدة التي يطل عليها االقتصاد الوطني على العالم الخارجي باعتبارها عصب أي‬
‫اقتصاد ‪ ،‬وأداة هامة لتموين العملية اإلنتاجية بالمواد األولية وتجهيزات اإلنتاج‪ ،‬وذلك ألهميتها البالغة في تسيير‬
‫النشاط االقتصادي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فهي وسيلة لتصريف اإلنتاج الموجه للتصدير ومصدر مهم للعملة‬
‫الوطنية وجذب رؤوس األموال‪ ،‬فتبادل سلع وخدمات متنوعة يترتب عنها مدفوعات للخارج مقابل الواردات‬
‫المحصل عليها‪ ،‬والحصول على مقبوضات كنتيجة للصادرات من السلع والخدمات يطلق عليه ميزان المدفوعات‬
‫حيث يوضح لنا مالها من حقوق وما عليها من التزامات اتجاه الخارج‪ ،‬ومن تم تحديد مديونية الدولة للعالم‬
‫الخارجي‪ .‬ذلك لكون ميزان المدفوعات أحد أعمدة االقتصاد القومي وأداة من أدوات التحليل االقتصادي لمعرفة‬
‫الوضع االقتصادي لدولة ما في المدى القصير‪ ،‬باإلضافة إلى كونه ذلك السجل الذي تندرج فيه كافة المعامالت‬
‫االقتصادية التي تربط االقتصاد الوطني باالقتصاد العالمي بعالقات تبادلية تزدوج فيها القيود الدائمة و القيود‬
‫المدينة‪ ،‬وتتضمن حركة انتقال السلع والخدمات ورأس المال‪.‬‬
‫كما يعد القطاع الصناعي أحد ركائز التجارة الخارجية كونه من بين القطاعات االقتصادية التي تساهم بشكل‬
‫كبير في زيادة تراكم رأس المال‪ ،‬حيث أصبح هناك تنافس شديد من أجل اكتساب قدرات صناعية قوية تمكنها‬
‫من تلبية الحاجيات األساسية لمواطنيها وتحسين مستوياتهم االجتماعية‪ ،‬كما أن اكتساب قطاع صناعي قوي‬
‫يجعل االقتصاد أكثر مرونة على مواجهة التحديات والتقلبات االقتصادية والمحلية والدولية‪ ،‬ألن أهم ما يميز‬
‫القطاع الصناعي هو ارتفاع اإلنتاجية والمساهمة في زيادة الدخل الفردي والقومي‪ ،‬واحالل الواردات وتنمية‬
‫الصادرات وتنويع مصادر الدخل وتحسين ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من البلدان التي عرفت مشاكل في ميزان مدفوعاتها الخارجي وتوازناتها االقتصادية الكلية‬
‫ألسباب عدة منها تذبذب أسعار الصرف‪ ،‬إضافة إلى ضعف اإلنتاج واإلفراط في اإلصدار النقدي‪ .‬وأمام وضع‬
‫التغيرات الدولية واتجاهها نحو العولمة قامت الجزائر بمجموعة من اإلصالحات االقتصادية من أجل تحسين‬
‫األداء االقتصادي وتحقيق التوازنات الخارجية من حيث واردات اإلنتاج واالستهالك من جهة‪ ،‬والصادرات من‬
‫جهة أخرى التي تمثل نسبة عالية من المحروقات‪ ،‬والخروج من التبعية المفرطة لقطاع المحروقات‪ ،‬تسعى‬
‫الجزائر إلى وضع استراتيجيات جديدة‪ ،‬وتحديد مجموعة من األهداف على المدى المتوسط لترقية وتطوير‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬ليأخذ مكانة الالئقة ويساهم بشكل فعالة ويحقق التنويع االقتصادي المنشود‪ ،‬واالستغالل‬
‫األمثل لإلمكانيات المادية والطاقات البشرية المتاحة أحسن استغالل‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬إشكالية الدراسة‬
‫وبناءا على ماتقدم قمنا بصياغة اإلشكالية األساسية للدراسة والتي هي على النحو التالي‪:‬‬
‫ماهو واقع وحجم مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات؟‬
‫من خالل هذه اإلشكالية تظهر لنا مجموعة من األسئلة الفرعية التي يمكن أن تساعدنا في اإلجابة على‬
‫التساؤل الرئيسي وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي أهم اختالالت ميزان المدفوعات وطرق عالجه؟‬
‫‪ -‬فيما تكمن مكانة القطاع الصناعي في االقتصاد الجزائري؟‬
‫‪ -‬ما هو حجم مساهمة الصادرات والواردات الصناعية الجزائرية في ميزان المدفوعات؟ وما هي آفاقه؟‬
‫‪ ‬فرضيات الدراسة‬
‫‪ -‬يعتمد النمو االقتصادي في الجزائر على القطاع الصناعي‪ ،‬خاصة اإلستخراجية‪ ،‬وبدرجة أقل الصناعات‬
‫التحويلية‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم الصادرات الصناعية بنسبة محدودة جدا في الميزان التجاري‪ ،‬وبالتالي لها تأثير جد محدود على‬
‫ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم الواردات الصناعية بنسبة معتبرة في الميزان التجاري‪ ،‬وبالتالي أي تغير في األسعار تكون له آثار‬
‫كبيرة على ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪ -‬أهمية ميزان المدفوعات كمؤشر رقمي للوضعية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة والميول الشخصي في تناول هذا النوع من الدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط الموضوع بمجال التخصص‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الدراسة‬
‫تعود أهمية الدراسة إلى دور صادرات وواردات القطاع الصناعي خاصة الصناعة التحويلية باعتبارها‬
‫حلقة الوصل في العالقات االقتصادية من حيث التأثير على ميزان المدفوعات‪ ،‬كون ميزان المدفوعات‬
‫يعكس الوضع االقتصادي في أي دولة ألنه يحتل مكانة في تحقيق التوازن االقتصادي‪ ،‬مع إبراز أهم مراحل‬
‫التي يمر بها القطاع الصناعي والسياسات المنتهجة إلنعاشه‪ ،‬لتطبيقها على ميزان المدفوعات الذي يعبر‬
‫عن الوضعية المالية‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‬
‫‪ -‬تحديد طبيعة العالقة الموجودة بين ميزان المدفوعات والقطاع الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل أثر الصادرات الصناعية على ميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل أثر الواردات الصناعية على ميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬منهج وأدوات الدراسة‬


‫تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي وكذا المنهج التاريخي من أجل استيعاب الجانب النظري للبحث‬
‫فيما يتعلق بكل من ميزان المدفوعات والقطاع الصناعي ثم إسقاطه على حالة الجزائر من خالل تحليل‬
‫المعطيات الخاصة بميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬
‫أما بخصوص األدوات المستخدمة في الدراسة‪ ،‬فقد تم االعتماد على مجموعة من الكتب والمذكرات‬
‫والمجالت في الجانب النظري‪ ،‬أما الجانب التطبيقي فقد تم االعتماد على مختلف التقارير والنشرات‬
‫واإلحصائيات‪ ،‬وتحليلها باستخدام الجداول والمنحنيات والنسب الوقوف على مكامن الخلل والضعف‪.‬‬
‫‪ ‬إطار الدراسة‬
‫اعتمدنا في دراستنا على دراسة حالة الجزائر من أجل الحصول على معلومات متوفرة حول موضوع محل‬
‫الدراسة‪ ،‬أما الحدود الزمنية لهذه الدراسة فتمتد من سنة ‪ 0222‬إلى غاية ‪ 0202‬بالنسبة لميزان المدفوعات‬
‫والقطاع الصناعي‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‬
‫‪ -‬دراسة حطاب موراد بعنوان " أثر السياسات الصناعة على هيكل الصناعة‪ -‬دراسة حالة صناعة األدوية في‬
‫الجزائر‪ ،"-‬أطروحة دكتوراه في االقتصاد الصناعي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ ،0202 ،‬وقد حاولت هذه‬
‫الدراسة إبراز أثر السياسات الصناعية على االقتصاد الجزائري خاصة في اآلونة األخيرة بهدف الخروج من‬
‫التبعية في ظل ارتفاع فاتورة الواردات وتحقيق صناعة تتوافق مع متطلبات المجتمع‪ ،‬ولقد توصلت بعد‬
‫معالجتها إلشكالية الدراسة أن الدولة قامت بدعم وتشجيع قطاعات الصناعة من خالل صياغة سياسات‬
‫صناعة للنهوض بها‪ ،‬لكون هذه السياسات لها عالقة وطيدة بهيكل الصناعة تتمثل في اإلجراءات القانونية‬
‫والتشريعية المطبقة في القطاع‪ ،‬وكذلك اإلعانات المالية الممنوحة لبعض المؤسسات التي تنشط فيه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة محضار سليم بعنوان" دراسة تحليلية لتنافسية القطاع الصناعي في الجزائر مقارنة ببعض الدول‬
‫العربية"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في بحوث العمليات وتسيير المؤسسات‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪،0202 ،‬‬
‫وقد حاولت هذه الدراسة إبراز مدى قدرة القطاع الصناعي الجزائري على تنويع اإلنتاج الصناعي المحلي‬
‫والتقليل من فاتورة الواردات وترقية الصادرات الصناعية خارج قطاع المحروقات‪ ،‬ولقد توصلت بعد معالجتها‬
‫للموضوع أنه البد من تطبيق أنظمة الجودة الشاملة على كل المؤسسات الصناعية سواء كانت تابعة للقطاع‬
‫الخاص أو العام من أجل إنتاج سلع وفق متطلبات الجودة العالمية وحتى تتمكن من الولوج إلى األسواق‬
‫العالمية والمساهمة في ترقية الصادرات خاج المحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة منهوم بلقاسم" بعنوان أثر تخفيض القيمة الخارجة للعملة الوطنية على ميزان المدفوعات دراسة قياسية‬
‫لحالة الجزائر‪ ،"0222-0292‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0202 ،‬وقد حاولت هذه الدراسة إظهار األثر االيجابي في معالجة إختالالت ميزان المدفوعات بحكم‬
‫أن الجزائر تعتمد على مورد واحد وهو البترول‪ ،‬ولقد توصلت بعد معالجتها للموضوع بأن السياسة النقدية التي‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمة‬

‫اتبعتها الجزائر ال يمكنها التأثير على النشاط االقتصادي بصورة فعالة‪ ،‬دون أن تتالءم إجراءاتها مع إجراءات‬
‫وتدابير السياسة المالية خصوصا والسياسة االقتصادية العامة للدولة بفروعها المختلفة عموما‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة زرافة محمد بعنوان " أثار تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية حالة الجزائر‬
‫‪ ،"0202-0222‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0202‬وقد حاولت هذه الدراسة تحديد العالقة التبادلية بين أسعار الصرف وميزان المدفوعات بمكوناته‬
‫المختلفة‪ ،‬وهذا باالعتماد على النموذج القياسي‪ ،‬وأهم ما توصلت إليه أنه توجد عالقة طويلة المدى بين‬
‫متغيرات الدراسة والمتمثلة في الميزان التجاري وسعر الصرف وسعر البترول وهو ما يقدم داللة بوجود عالقة‬
‫توازنية بين هذه المتغيرات خالل فترة الدراسة‪.‬‬
‫وقد تميزت دراستنا عن الدراسات السابقة بحيث عالجت حجم مساهمة القطاع الصناعي خاصة الصناعة‬
‫التحويلية في الميزان التجاري بشكل خاص وميزان المدفوعات بصفة عامة‪.‬‬
‫هيكل الدراسة‬ ‫‪‬‬

‫من أجل اإلجابة على اإلشكالية واختبار الفرضيات تم تقسيم الدراسة إلى ثالث فصول كمايلي‪:‬‬
‫تناول الفصل األول ‪":‬اإلطار النظري لميزان المدفوعات" حيث تناولنا فيه مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات‪،‬‬
‫التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني‪ ":‬القطاع الصناعي في الجزائر" فهو يعالج مفاهيم عامة حول الصناعة‪ ،‬مميزات وهيكل‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬أبعاد وتوجهات إنعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله‪.‬‬
‫وبالنسبة للفصل الثالث‪ ":‬تحليل مساهمة القطاع الصناعي في ميزان المدفوعات الجزائري" فقد خصص لدراسة‬
‫حالة الجزائر خالل الفترة ‪ 0202-0222‬من خالل التطرق إلى وضعية ميزان المدفوعات الجزائري‪ ،‬تحليل‬
‫تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر باإلضافة إلى مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات وآفاقه‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة الدراسة‬
‫تتمثل أهم صعوبات الدراسة في‪:‬‬
‫‪ -‬وجود تناقض في اإلحصائيات ألنه ال توجد سلطة واحدة معينة بتجميع كل المعلومات فمثال لدينا النشرات‬
‫اإلحصائية وبنك الجزائر‪ ،‬كلها تصرح بمعلومات وتكون مختلفة فيما بينها‪ ،‬واذا تم االعتماد على واحدة فقط‬
‫فإنها ال نجد كل اإلحصائيات متوفرة مما يحتم علينا البحث في جميعها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على المراجع والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واإلختالل في ميزان المدفوعات‪.‬‬


‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يقوم االقتصاد العالمي على عالقات اقتصادية مختلفة بين الدول‪ ،‬حيث ّأدت التغيرات االقتصادية في العالم‬
‫إلى انتقال االقتصاديات العالمية من اقتصاديات مغلقة إلى منفتحة على العالم الخارجي‪ ،‬أصبحت الدول ترتبط‬
‫ببعضها البعض بمجموعة مختلفة من المعامالت االقتصادية‪ ،‬ترتب عليها استحقاقات مالية متبادلة يتعين تسويتها‬
‫في الحال أو في المستقبل‪ ،‬فتبادل سلع وخدمات متنوعة يترتب عنها مدفوعات للخارج مقابل الواردات المحصل‬
‫عليها‪ ،‬والحصول على مقبوضات كنتيجة للصادرات من السلع والخدمات باإلضافة إلى ما قد تمنحه وتحصل‬
‫عليه الدولة من إعانات وقروض أو القيام باستثمارات في الخارج أو القيام األجانب باستثمارات داخل ألدولة ولذلك‬
‫فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها اتجاه العالم الخارجي والتزاماتهما ولذا فهي تعد بيانا‬
‫تسجل فيه حقوقها والتزاماتها يطلق عليها ميزان المدفوعات وهو محور دراستنا في هذا الفصل المبحثين الموالين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫ولذلك فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها قبل العالم الخارجي والتزاماتها نحوه ولذا فهي‬
‫تعد بيانا تسجل فيه حقوقها والتزاماتها‪ .‬وهذا البيان يسمى ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول ميزان المدفوعات‬


‫إن المعامالت االقتصادية بين دول العالم يترتب عليها استحقاقات مالية متبادلة يتعين تسويتها في الحال أو في‬
‫المستقبل‪ ،‬ولذلك فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها والتزاماتها نحو العالم الخارجي‪ ،‬ولذا فهي‬
‫تعد بيانا تسجل فيه حقوقها والتزاماتها وهذا البيان يسمى ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ميزان المدفوعات ووظائفه‬
‫ميزان المدفوعات يعتبر من أهم المؤشرات االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل البيانات الموجودة داخله‪ ،‬داللتها‬
‫الخاصة والتي تعبر عن األحوال االقتصادية للبلد بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تغطيها دراسة هذه البيانات‪،‬‬
‫كما يسمح السلطات العامة بمعرفة وتحليل وضعية االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم ميزان المدفوعات‬
‫‪ -1-1‬تعريف ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫لقد تعدد التعاريف حول ميزان المدفوعات نذكر منها‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬يعرف على أنه سجل مالي منتظم يتم فيه تسجيل جميع المعامالت التي تتم بين المقيمين في‬
‫‪1‬‬
‫دولة ما وبين المقيمين في دول العالم األخرى خالل فترة زمنية عادة سنة‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬هو سجل محاسبي يبين جميع المبادالت االقتصادية التي تحدث بين المواطنين المقيمين في تلك‬
‫‪2‬‬
‫الدولة والمواطنين المقيمين في دولة أجنبية أخرى خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬يعرف على أنه وثيقة يسجل فيها مجموع العمليات االقتصادية التي تتم بين المقيمين في الدولة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وغير المقيمين خالل مدة معينة وتكون عاما واحدا غالبا‪.‬‬
‫التعريف الرابع‪ :‬يعرف بأنه بيان أساسي ومنسق لجميع التعامالت االقتصادية التي تتم بين مواطنين وحكومات‬
‫ومؤسسات محلية لبلد من البلدان مع مواطنين وحكومات ومؤسسات أجنبية‪ ،‬كما أنه أسلوب لتنظيم االستالمات‬
‫‪4‬‬
‫والمدفوعات النقدية في تلك المعامالت الدولية خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬عادة ما تكون سنة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فوزي أبو السعد‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،4102 ،‬ص‪.743‬‬
‫‪ -2‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،4104‬ص‪.083‬‬
‫‪ -3‬طارق فاروق المصري‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،4101 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -4‬سمير فخري نعمة‪ ،‬العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاساتها على ميزان المدفوعات‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،4100 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل التعاريف السابقة لميزان المدفوعات نجد أن معظم التعريفات متقاربة إلى حد بعيد وتؤول إلى كون‬
‫ميزان المدفوعات هو سجل تسجل فيه كل المعامالت االقتصادية لدولة ما مع العالم الخارجي‪ ،‬بين المقيمين في‬
‫تلك الدولة وغير المقيمين خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬أهمية ميزان المدفوعات االقتصادية‬
‫تعكس بيانات ميزان المدفوعات دالالتها الخاصة التي تعبر عن األحوال االقتصادية للبلد بغض النظر عن‬
‫الفترة الزمنية التي تغطيها دراسة هذه البيانات‪ ،‬لذلك فإن تسجيل هذه المعامالت الدولية في حدذاتها مسألة حيوية‬
‫‪1‬‬
‫ألي اقتصاد وطني وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يعكس قوة االقتصاد الوطني للدولة‪ :‬هيكل هذه المعامالت االقتصادية يعكس قوة االقتصاد الوطني وقابليته‬
‫ودرجة تكيفه مع المتغيرات المؤثرة في االقتصاد الدولي‪ ،‬ألنه يعكس حجم وهيكل كل من الصادرات والواردات‪.‬‬
‫‪ ‬يظهر القوى المحددة لسعر الصرف‪ :‬ميزان المدفوعات يعكس قوى طلب وعرض العمالت األجنبية‪ ،‬ويبين أثر‬
‫السياسات االقتصادية على هيكل التجارة الخارجية من حيث حجم ونوع سلع التبادل‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد على تخطيط وتوجيه العالقات االقتصادية الخارجية للدولة‪ :‬يشكل ميزان المدفوعات أداة هامة تساعد‬
‫السلطات العامة على تخطيط وتوجيه العالقات االقتصادية الخارجية للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تقيس الوضع الخارجي للدولة‪ :‬إن المعامالت االقتصادية التي تربط الدولة مع العالم الخارجي هي نتيجة‬
‫اندماجه في االقتصاد الخارجي‪ ،‬فهي بذلك تعكس الوضع الخارجي للدولة‪.‬‬
‫‪-2‬وظائف ميزان المدفوعات‬
‫‪2‬‬
‫ومن وظائف ميزان المدفوعات نجد‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم معلومات مهمة عن الدرجة التي يرتبط بها االقتصاد للدولة مع اقتصاديات الدول األخرى في العالم‪،‬‬
‫ويتوفر على البيانات الالزمة يمكن الوصول للمزيد من التفصيالت عن التطور الزمني والتحوالت الهيكلية‬
‫للمعامالت االقتصادية الدولية التي مر بها اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة واضعي السياسات االقتصادية في توجيه جميع األمور المهمة في الدول نتيجة االرتباط بين ميزان‬
‫المدفوعات واإلجراءات المالية والنقدية في الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر البيانات الواردة من ميزان المدفوعات أداة للتقييم والتفسير العلمي لكثير من الظواهر االقتصادية‬
‫المرتبطة باالقتصاديات العالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،4118 ،‬ص‪.444 -448‬‬
‫‪ -2‬عبد المجيد قدي‪ ،‬مدخل الى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،4103 ،‬ص‪.017‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات ميزان المدفوعات وهيكله‬


‫إن ميزان المدفوعات عبارة عن حصر شامل للعديد من العمليات اإلقتصادية‪ ،‬بعضها عملية بيع والبعض‬
‫األخر عمليات شراء‪ ،‬والبعض الثالث تحويالت رأس مالية‪ ،‬ويمكن تقسيمها ألغراض التحليل إلى ثالثة أقسام أو‬
‫ثالثة موازين وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬مكونات مي ازن المدفوعات‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1-1‬عموديا‪ :‬وينقسم بدوره إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪-1-1-1‬الجانب الدائن‪ :‬وتسجل فيه كل عملية يترتب عنها دخول العملة األجنبية‪ ،‬أي أن الصادرات وكل ما من‬
‫شأنه خلق حقوق للدولة قبل المستوردين األجانب أو دخول لرأس المال يقيد في الجانب الدائن‪.‬‬
‫‪-2-1-1‬الجانب المدين‪ :‬وتسجل فيه كل عملية يترتب عنها دفع أو إلتزام بالدفع للدول األخرى‪ ،‬أي أن الواردات‬
‫وكل ما من شأنه خروج العملة األجنبية من الدولة إلى الدولة األخرى يقيد في الجانب المدين‪.‬‬
‫‪-2-1‬أفقيا‪ :‬أما أفقيا فهناك العديد من التقسيمات إال أن األكثر اتفاقا هو الذي يقسم ميزان المدفوعات إلى أربعة‬
‫أقسام وهي األتي‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬الحساب الجاري‪:‬‬
‫يشمل هذا الحساب على جميع المبادالت من السلع والخدمات والذي يتألف من عنصرين هما الميزان التجاري‪.‬‬
‫وميزان الخدمات‪.‬‬
‫‪-1-1-2-1‬الميزان التجاري‪ :‬ويتعلق األمر هنا بتجارة السلع أي صادرات السلع ووارداتها خالل الفترة محل‬
‫الحساب‪ ،‬أي أنه تسجل فيه التجارة المنظورة‪ ،‬أي صادرات وواردات السلع وتسجل فيه الصادرات السلعية دائنة في‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬أما الواردات السلعية فتسجل في الجانب المدين حيث يترتب عليها خروج نقد أجنبي‪ .‬كما أن‬
‫الميزان التجاري يحقق فائضا إذا كانت صادرات السلع أكبر من واردات السلع‪ ،‬ويحقق الميزان التجاري عج از إذا‬
‫كانت صادرات السلع أقل من واردات السلع‪ ،‬ويحقق الميزان التجاري توازنا إذا كانت صادرات السلع تساوي‬
‫‪2‬‬
‫واردات السلع‪.‬‬
‫‪ -2-1-2-1‬ميزان الخدمات‪ :‬حيث تسجل فيه جميع المعامالت الخدمية‪ ،‬ويسمى بحساب أو ميزان المعامالت‬
‫غير منظورة‪ ،‬ويسجل فيه صادرات وواردات الخدمات‪ ،‬وتسجل صادرات الخدمات في الجانب الدائن‪ ،‬ومن أمثلة‬

‫‪ -1‬الفار ابراهيم محمد‪ ،‬سعر الصرف بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،0440 ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،4114 ،‬ص‪.470‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫واردات الخدمات مدفوعات لشركات النقل والمالحة األجنبية ومدفوعات المواطنين لبالد أجنبية ألغراض التعليم أو‬
‫‪1‬‬
‫البعثات الدبلومسية والعسكرية ومدفوعات الفوائد على القروض األجنبية وأرباح االستثمارات األجنبية في الداخل‪.‬‬
‫ويسجل في الحساب الجاري أيضا االيرادات الرأسمالية المحولة من الخارج وأرباح االستثمار‪.‬‬
‫‪-3-1-2-1‬ميزان التحويالت‪ :‬ويشمل التحويالت من العاملين بالخارج والهدايا والمنح والمساهمات‬
‫والتعويضات‪ ،‬وكلها تسجل في الجانب المدين من ميزان المدفوعات للدول التي خرجت منها والجانب الدائن من‬
‫ميزان المدفوعات للدول التي دخلت إليها‪ ،‬أي يشتمل على كل المبادالت دون مقابل‪ ،‬ويدخل ضمن حساب‬
‫‪2‬‬
‫التحويالت صادرات الذهب وواردات الذهب‪.‬‬
‫‪-2-2-1‬حساب رأس المال‪ :‬في هذا الحساب جميع العمليات التي تمثل تغي ار في مراكز الدائنية والمديونية‬
‫للدولة ألن معامالت الدولة مع الخارج ال تقتصر على تجارة السلع والخدمات فقط‪ ،‬بل هناك حركات رؤوس‬
‫‪3‬‬
‫األموال التي تنتقل من بلد ألخر‪ ،‬وتنقسم إلى نوعين ‪:‬‬
‫‪-1-2-2-1‬تحركات رؤوس األموال طويلة األجل‪ :‬ويقصد بها تحركات رأس المال من البلد إلى الخارج والعكس‬
‫لمدة تزيد عن السنة مثل االستثمارات المباشرة والقروض طويلة األجل وأقساط بسدادها‪ ،‬وتسجل القروض الوطنية‬
‫للخارج واالستثمار الوطني في الخارج وأقساط سداد القروض األجنبية في الجانب المدين من حساب رأس المال‬
‫حيث يترتب عليها مدفوعات للخارج‪.‬‬
‫‪ -2-2-2-1‬تحركات رؤوس األموال قصيرة األجل‪ :‬ويقصد بها التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة‬
‫األجل أي لمدة تقل عن السنة‪ ،‬وتقيد حركات رؤوس األموال قصيرة األجل للخارج في الجانب المدين‪ ،‬أما‬
‫تحركات رؤوس األموال للداخل تسجل في الجانب الدائن‪ ،‬وتتم التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة األجل‬
‫لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ ‬الخوف من الظروف االقتصادية والسياسية غير المالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف مستويات أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬لغرض المضاربة‪ ،‬فمثال عندما يتوقع المضاربون ارتفاع سعر عملة ما فإنهم يحولون أموالهم للبلد صاحب‬
‫العملة المتوقع ارتفاع قيمتها ثم يبيعون مشترياتهم من العملة إذا ما تحققت توقعاتهم والعكس‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.474‬‬


‫‪ -2‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.474‬‬
‫‪ -3‬فليح حسن خلف‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر‪ ،‬مصر‪ ،4110،‬ص‪.424‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-3-2-1‬حساب التسويات الرسمية‪ :‬ويضم هذا الحساب صافي االحتياطات الدولية من الذهب النقدي واألصول‬
‫السائلة‪ ،‬والغرض من هذا الحساب هو التسوية الحسابية لميزان المدفوعات‪ ،‬وذلك عن طريق تحركات االحتياطات‬
‫‪1‬‬
‫الدولية‪ ،‬والتي تتكون من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الذهب النقدي لدى السلطات النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬رصيد العمالت األجنبية والودائع الجارية لدى السلطات النقدية والبنوك التجارية التي تقع تحت رقابتها‪ ،‬لدى‬
‫البنوك األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬األصول األجنبية قصيرة األجل مثل أدونات الخزينة األجنبية‪ ،‬واألوراق التجارية األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬األصول الوطنية قصيرة األجل التي تحتفظ بها السلطات األجنبية والبنوك األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع التي تحتفظ بها البنوك األجنبية لدى البنوك الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬مبيعات األصول األجنبية طويلة األجل التي تحتفظ بها السلطات النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬موارد صندوق النقد الدولي المسموح للدولة باستخدامها وفقا لالتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬القروض المختصة لتسوية العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫وينقسم هذا الحساب إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪-1-3-2-1‬حساب السهو والخطأ‪ :‬ميزان المدفوعات يشيد كمتطابقة محاسبية كون كل معاملة تكون قد‬
‫سجلت نظريا مرتين‪ ،‬وعليه فإن المجموع الكلي يكون متساويا‪ ،‬ولكن قد يحدث وان يكون المجموع الدائن ال‬
‫يساوي المدين نظ ار لكون مصادر المعلومات المعتمدة تتعدد وتختلف والفرق بينهما يمثل القيمة التي تسجل في‬
‫‪2‬‬
‫حساب السهو والخطأ‪.‬‬
‫‪ -2-3-2-1‬حساب صافي اإلحتياطات الرسمية‪ :‬ويطلق عليه بالميزان الكلي‪ ،‬هو القسم األخير من ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬ويعبر عن صافي التغيرات التي تحدث في االحتياطات الدولية خالل فترة الميزان‪ .‬وهو يمثّل الطريقة‬
‫التي يتم بها تسوية االختالل في الميزان الناتج عن الرصيد الدائن والمدين لبنود الميزان مجتمعة‪ ،‬أي حساب‬
‫المعامالت الرأسمالية وحساب المعامالت الجارية‪ ،‬ألن ضرورة توازن الميزان ال تحتم توازن كل حساب فيه على‬
‫حدى‪ .‬فقد يكون حساب المعامالت الجارية في حالة عجز‪ ،‬لكن يمكن تسويته بالفائض الذي يترتب عن‬
‫المعامالت الرأسمالية‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬يمثّل هذا الحساب العمليات التعويضية لالختالالت الموجودة بين الجانب‬
‫‪3‬‬
‫الدائن والمدين للميزان‪.‬‬

‫‪ -1‬إيمان عطية ناصف‪ ،‬محمد جابر حسن‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،4112 ،‬ص‪.770 -771‬‬
‫‪ -2‬كامل بكري‪ ،‬االقتصاد الدولي التجارة الدولية التمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،4117 ،‬ص‪.448‬‬
‫‪ -3‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪ ،4110 ،‬ص ‪.442‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫ولغرض تبسيط وسهولة الحساب والترصيد يمكن توضيح ميزان المدفوعات بأقسامه المختلفة في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-1‬يوضح نموذج مفترض لميزان المدفوعات‬

‫مدين‬ ‫دائن‬ ‫البيان‬

‫‪-0‬حساب المعامالت الجارية‬


‫‪-0-0 -0-0‬الميزان التجاري‬
‫‪+‬‬ ‫‪ -0-0-0‬الصادرات السلعية‬
‫‪+‬‬ ‫‪ -4-0-0‬الواردات السلعية‬
‫‪-4-0‬ميزان الخدمات‬
‫‪+‬‬ ‫‪-0-4-0‬الصادرات من الخدمات‬
‫‪+‬‬ ‫‪-4-4-0‬الواردات من الخدمات‬
‫‪-7-0‬حساب التحويالت أحادية الجانب‬

‫‪+‬‬ ‫‪-0-7-0‬إستالم من الخارج(من غير المقيمين)‬


‫‪-4-7-0‬دفع غلى الخارج(إلى الغير المقيمين)‬
‫‪+‬‬

‫‪-4‬حساب رأس المال‬


‫‪-0-4‬حساب رأس المال طويل األجل‬
‫‪ -‬المستلمة من الخارج‬
‫‪+‬‬
‫‪ -‬المدفوعة إلى الخارج‬
‫‪+‬‬
‫‪-4-4‬حساب رأس المال قصير األجل‬
‫‪+‬‬ ‫‪ -‬المستلمة من الخارج‬

‫‪+‬‬ ‫‪ -‬المدفوعة إلى الخارج‬

‫‪-3‬ميزان اإلحتياطات الرسمية‬

‫‪-4‬حساب السهو والخطأ‬

‫‪++++‬‬ ‫‪++++‬‬ ‫المجموع‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المصدر‪ :‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،4110 ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪-2‬هيكل ميزان المدفوعات‬

‫الشكل(‪ :)2-1‬يوضح هيكل ميزان المدفوعات‬

‫ميزان المدفوعات‬

‫حساب العمليات‬
‫حساب عمليات التسوية‬ ‫حساب العمليات الجارية‬
‫الرأسمالية‬

‫حساب اإلحتياطات‬ ‫حساب رأس المال‬ ‫الميزان التجاري‬


‫الرسمية‬ ‫طويل األجل‬

‫حساب رأس المال‬ ‫ميزان الخدمات‬


‫صافي السهو والخطأ‬
‫قصير األجل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان إعتمادا على الجانب النظري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل االقتصادية المؤثرة في ميزان المدفوعات ومؤشراته‬


‫‪ -1‬العوامل االقتصادية المؤثرة في ميزان المدفوعات‬
‫‪1‬‬
‫توجد عدة عوامل تؤثر على ميزان المدفوعات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1-1‬التضخم ‪ :‬إن التضخم يؤدي إلى ارتفاع األسعار المحلية مقارنة باألسعار األجنبية‪ ،‬فتنخفض الصادرات‬
‫وترتفع الواردات نظ ار ألن أسعار السلع األجنبية تصبح أكثر جاذبية بالنسبة للمقيمين بالمقارنة مع أسعار السلع‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪-2-1‬معدل نمو الناتج المحلي‪ :‬تؤدي زيادة الدخل في دولة معينة إلى زيادة الطلب على الواردات ويحدث‬
‫العكس في حالة انخفاض الدخل إذ ينخفض الطلب على الواردات‪.‬‬
‫‪-3-1‬االختالف في أسعار الفائدة‪ :‬إن التغير في أسعار الفائدة يبدي أثر على حركة رؤوس األموال‪ ،‬فيؤدي‬
‫ارتفاع سعر الفائدة المحلية إلى ارتفاع رؤوس األموال إلى الداخل‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن انخفاض سعر‬
‫الفائدة المحلي يؤدي إلى خروج رؤوس األموال‪ ،‬وذلك ألن المراكز المالية العالمية األخرى تصبح أكثر جاذبية‬
‫بالنسبة للمستثمرين‪.‬‬
‫‪-4-1‬سعر الصرف‪ :‬يؤدي ارتفاع القيمة الخارجية للعملة إلى خفض القدرة التنافسية للسلع والخدمات المنتجة‬
‫محليا‪ ،‬وتجعل أسعار الواردات أكثر جاذبية بالنسبة للمقيمين وعلى عكس من ذلك يؤذي بتخفيض سعر الصرف‬
‫إلى زيادة القدرة التنافسية للصادرات‪ ،‬وتجعل أسعار الواردات أقل جاذبية بالنسبة للمقيمين‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤشرات اإلقتصادية لميزان المدفوعات‬
‫يمكن معرفة الوضعية اإلقتصادية لبلد ما عن طريق ميزان مدفوعاته‪ ،‬وهذا بفضل مؤشراته اإلقتصادية‬
‫المستخرجة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬عالقة الميزان التجاري باالقتصاد الكلي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫لدينا العالقة التالية والتي تحقق المساواة بين الموارد واالستخدامات في اقتصاد ما‪:‬‬
‫)‪Y=C + I+(X+M)…………………..(1‬‬
‫حيث‪ :Y :‬اإلنتاج من السلع مقيما بالناتج الداخلي الخام بسعر السوق في فترة معينة‪.‬‬
‫‪ : C‬االستهالك الداخلي الخام والعمومي‪.‬‬
‫‪ :I‬االستثمار الداخلي الخام والعمومي‪.‬‬

‫‪ -1‬بسان الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،4117 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬جميل محمد خالد‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديميون للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،4102 ،‬ص ‪.038-033‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ :X‬الصادرات من السلع‪.‬‬
‫‪ :M‬الواردات من السلع‪.‬‬

‫)‪Y- (C+I) =X- M………………..(2‬‬ ‫من العالقة (‪ )0‬يمكن استنتاج مايلي‪:‬‬

‫‪ : C+I‬يمثل االستخدامات الداخلية ونرمز لها ب )‪ (EL‬ومنه‪:‬‬ ‫حيث‪:‬‬

‫)‪Y-EL= X-M…………….. (3‬‬

‫حيث ‪ : Y- EL :‬الفائض أو العجز في الناتج الداخلي‪.‬‬

‫‪ : X-M‬رصيد الميزان التجاري‪.‬‬

‫فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي‪ ،(Y-EL>0) :‬فهذا يعني أن االستخدامات الداخلية مغطاة بجزء من‬
‫الناتج الداخلي الخام ويوجه الباقي منه(الفائض) إلى التصدير‪ ،‬وهو مايفسر الرصيد الموجب للميزان التجاري في‬
‫هذه الحالة)‪ ،(X- M>0‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ -2-2‬معدل التغطية)‪:(TC‬‬

‫وهو عبارة عن نسبة الصادرات)‪ (X‬إلى الواردات )‪ (M‬من السلع‪.‬‬

‫)‪TC=(X\M)×100…………………(4‬‬

‫وهذا المعدل يبين مدى قدرة اإليرادات اآلتية من الصادرات على تغطية المدفوعات الناتجة عن الواردات‪ ،‬فإذا كان‬
‫هذا المعدل أصغر من ‪ ،011‬فهذا يعني أن قيمة الصادرات التغطي قيمة الواردات ولذا يجب على البلد البحث‬
‫‪1‬‬
‫عن موارد أخرى لتمويل وارداته‪.‬‬

‫‪ -3-2‬معدل التبعية )‪:(TD‬‬

‫وهو عبارة عن نسبة الواردات )‪ (M‬من السلع إلى الناتج المحلي الخام )‪.(PIB‬‬

‫)‪TD=( M\PIB)×100……………...(5‬‬

‫كلما كان هذا المعدل أصغر كلما كان البلد أقل تبعية للخارج‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.034‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4-2‬معدل القدرة على التصدير)‪:(TE‬‬
‫وهو عبارة عن نسبة الصادرات )‪ (M‬من السلع إلى الناتج المحلي الخام)‪.(PIB‬‬
‫)‪TE=(X\PIB)×100…………………….(6‬‬
‫وكلما كان هذا المعدل كبي ار فإن ذلك يدل أن للبلد قدرات كبيرة لإلعتماد على قطاع التصدير والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -5-2‬معدل القدرة على سداد الواردات‪:‬‬
‫هذا المعدل يقيم بعدد األيام‪ ،‬حيث كلما كان عددها أكبر فإن ذلك يعني أن البلد قادر على تسديد فاتورة‬
‫وارداته في أقرب اآلجال‪ ،‬ومن المستحسن أال يقل عن ‪7‬أشهر‪ ،‬وهو عبارة عن نسبة المخزون من احتياطي‬
‫‪2‬‬
‫الصرف إلى الواردات من السلع‪.‬‬
‫‪ -6-2‬العالقة بين العجز في الميزان التجاري والناتج الداخلي الخام‪:‬‬
‫يمكن قياس العالقة بين رصيد ميزان العمليات الجارية والناتج الداخلي الخام بالعالقة التالية‪.BOC\PIB:‬‬
‫حيث ‪ :BOC‬رصيد ميزان العمليات الجارية‬
‫وعموما إذا كان هذا المعدل يعادل ‪ ٪5‬فهو يعتبر عاديا حسب آراء الخبراء‪ ،‬أما إذا تجاوز‪ ٪5‬فإن الوضعية‬
‫االقتصادية تصبح حرجة نوعا ما‪ ،‬حيث أن احتياطات التمويل في هذا البلد تستدعي االستدانة‪.‬‬

‫إن هذه المؤشرات االقتصادية والتي تستخرج من األرصدة الفرعية لحسابات ميزان المدفوعات‪ ،‬تمكننا من‬
‫معرفة الوضعية االقتصادية للبلد‪،‬إال أن ميزان المدفوعات ال يكون متوازنا في جميع الحاالت‪ ،‬فإذا اعتبر متوازنا‬
‫من الناحية المحاسبية نتيجة لمبدأ القيد المزدوج فإنه ال يكون متوازنا من الناحية االقتصادية‪ ،‬وهذا ماسنتطرق إليه‬
‫‪3‬‬
‫في المبحث الموالي‪.‬‬

‫‪ -1‬طارق ربيع فيصل بوغاري‪ ،‬تطور التجارة الخارجية وأثرها على ميزان المدفوعات دراسة حالة الجزائر (‪ ،)2212-2222‬مذكرة ماستر في‬
‫العلوم اإلقتصادية‪ ،‬إقتصاد دولي‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬الجزائر‪ ،4141 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -3‬جميل محمد خالد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.081‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة ميزان المدفوعات بميزان رأس المال والحساب الجاري‬
‫من المعروف أن لكل دولة معامالتها الخارجية فالمقيمون فيها سواء كانوا شركات أو أفراد يقومون بمجموعة‬
‫من المعامالت مع أفراد يقيمون في دول مختلفة‪ ،‬وتشمل هذه المعامالت أنواعا مختلفة كالتصدير واالستيراد‬
‫والخدمات المختلفة كالنقل والتأمين وما يتبع ذلك من تدفق لرؤوس األموال‪ ...‬فإذا أردنا أن نعبر عن العالقة‬
‫‪1‬‬
‫الرياضية لميزان المدفوعات فتكون كاألتي‪:‬‬
‫‪BP=BTC + BK‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫ميزان المدفوعات‬ ‫‪Balance des paiements :BP‬‬

‫الميزان الجاري‬ ‫‪La blalance des transaction :BTC‬‬

‫ميزان رأس المال‬ ‫‪La balance des capitaux :BK‬‬

‫‪BTC= X- M‬‬

‫‪BK= Ec –Sc‬‬

‫ومنه ‪:‬‬

‫‪ = X‬الصادرات الوطنية‬

‫‪ = M‬الواردات الوطنية‬

‫‪ = Ec‬دخول رؤوس األموال‬

‫‪ = Sc‬خروج رؤوس األموال‬

‫ومن هنا نالحظ على أن رصيد ميزان المدفوعات يتشكل من رصيد حساب الميزان الجاري وحساب رؤوس‬
‫األموال‪ ،‬لذلك فإن توازن ميزان المدفوعات يكتب في شكل المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪BP= BTc+BK=0 avec BTc= BK‬‬

‫‪ -1‬منهوم بلقاسمم‪ ،‬أثر تخفيض القيمة الخارجيةة للعملةة الوطنيةة علةى ميةزان المةدفوعات دراسةة قياسةية لحالةة الجزائةر ‪ ،4114 -0431‬ممذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلموم التجاريمة‪ ،‬تخصمص ماليمة دولية‪،‬جامعمة وهمران‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،4107 ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫)‪BP= (X- M)+(Ec-Sc‬‬

‫إال أن كل من الحسابين تتأثر بعوامل معينة فالميزان التجاري يتأثر بالدخل الوطني أما ميزان رؤوس األموال‬
‫فيتأثر بمعدل الفائدة‪.‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة لميزان رأس المال‬
‫إن ميزان رأس المال متعلق بمعدل الفائدة الداخلي والخارجي فكلما كان معدل الفائدة الداخلي أكبر من معدل‬
‫الفائدة المطبق في الخارج يؤدي هذا إلى تدفق رؤوس األموال نحو الداخل لتوظيفها أما في حالة ارتفاع معدل‬
‫الفائدة األجنبي وانخفاض معدل الفائدة المحلي يؤدي ذلك إلى خروج رؤوس األموال من الداخل إلى الخارج قصد‬
‫تحقيق فوائد أك بر وهذا ما ينعكس سلبا على العملة الوطنية بسبب قلة الطلب عليها مما يؤدي إلى انخفاض في‬
‫قيمتها الخارجية وكثرة الطلب على العملة األجنبية‪ 1،‬وبذلك تكتب معادلة ميزان رأس المال على الشكل التالي‪:‬‬
‫)‪BK= BK(i‬‬
‫إن رصيد ميزان رأس المال تابع لمعدل الفائدة الداخلي واألجنبي‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للحساب الجاري‬
‫إن توازن ميزان المعامالت الجارية مرتبط بمستوى الدخل‪ . y‬فكلما ارتفع الدخل المحلي زادت الواردات أو‬
‫الطلب على السلع األجنبية مع افتراض بقاء لألسعار الخارجية ثابتة‪ ،‬وارتفاع في األسعار الداخلية من جهة كون‬
‫السلع الخارجية مكملة للسلع الداخلية من جهة أخرى‪ ،‬أي أن االستيراد يكون أعلى كلما كان الدخل عاليا‬
‫وينخفض االستيراد كلما كان سعر الصرف الحقيقي عاليا‪.‬‬

‫أما بالنسبة للصادرات فهي متعلقة بمستويات الدخل لباقي العالم‪ ،‬بحيث كلما ارتفعت مداخيل المستهلكين في‬
‫باقي العالم‪ ،‬كلما زاد الطلب على السلع بما فيها المنتجات المحلية واألجنبية‪ ،‬مما يعدل على زيادة الصادرات‬
‫األجنبية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى كلما ارتفعت مستويات األسعار الداخلية للسلع والخدمات بالنسبة للسلع‬
‫‪2‬‬
‫األجنبية كلما قل الطلب عليها‪ ،‬وبالتالي يقل الطلب على سلع الدول المصدرة من طرف المستهلك األجنبي‪.‬‬

‫)‪BTc= BTc(y‬‬ ‫ونكتب معادلة ميزان المعامالت الجارية‪:‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ -2‬منهوم بلقاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬


‫باعتبار ميزان المدفوعات المرآة العاكسة للحالة االقتصادية للدولة والذي يوضح وضعيتها في دائرة العالقات‬
‫الدولية فإنه من الضروري توازن جانبه في آخر كل فترة ولكن هذه المساواة ال تحدث في كثير من األحيان ليظهر‬
‫ما يعرف باالختالل في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التوازن في ميزان المدفوعات‬
‫توازن ميزان المدفوعات يعني تساوي الجانب المدين فيه مع الجانب الدائن‪ ،‬كما يتطلب الميزان تسوية تتمثل‬
‫في تعديل وضعيته بمعرفة أسباب وأنواع االختالل الموجودة فيه‪ ،‬وكيفية معالجتها‪ ،‬وقبل ذلك البد من فهم المعنى‬
‫‪1‬‬
‫الحقيقي للتوازن‪ ،‬فنجد مفهومين مختلفين‪ ،‬هما التوازن المحاسبي‪ ،‬والتوازن االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬التوازن المحاسبي‬
‫يقصد بالتوازن المحاسبي لميزان المدفوعات تساوي مجموع الحسابات الدائنة مع الحسابات المدينة‪ ،‬ونتيجة‬
‫لألخطاء اإلحصائية وعدم دقة اإلحصائيات من طرف المصالح الخاصة بإعداد ميزان المدفوعات‪ ،‬قد اليتطابق‬
‫قيم المتحصالت مع قيم المدفوعات‪ ،‬لذا يتم إضافة بند إصطناعي والمسمى ببند السهو والخطأ‪ ،‬تسجل فيه الفجوة‬
‫الناتجة عن عدم تساوي مجموع الجانب الدائن مع الجانب المدين ويتحقق بذلك التوازن المحاسبي لميزان‬
‫‪2‬‬
‫المدفوعات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -2‬التوازن اإلقتصادي‬
‫إن توازن ميزان المدفوعات بالمفهوم اإلقتصادي ال يمكن تحققه حتمي‪ ،‬ولكن بتوافر ظروف اقتصادية‪،‬‬
‫سياسية‪ ،‬وتجارية‪ ،‬بحيث ال يمن التركيز على الرصيد النهائي للجانبين الدائن والمدين للميزان‪ ،‬وانما على رصيد‬
‫أجزاء أو حسابات فقط من الميزان‪ ،‬ويمكن التمييز بين هذه الحسابات من خالل الهدف من إجرائها وهي قد تكون‬
‫عملية تلقائية أوتعويضية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬العملية التلقائية أو المستقلة‪ :‬ويطلق عليها أيضا بالعمليات فوق الخط وهي مجموع العمليات التي تتم‬
‫لذاتها بغض النظر عن الوضع اإلجمالي للميزان أو عن الناتج التي تترتب عنها نظر لما تحققه من ربح‪ ،‬ومثل‬
‫هذه العمليات عملية التصدير واستراد السلع والخدمات‪ ،‬تلقي اإلستثمارات األجنبية أو القيام بها‪ ،‬المعامالت‬

‫‪ -1‬حنان لعروق‪ ،‬سياسة سعر الصرف والتوازن الخارجي‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة مكملة لنيل شهادة المماجستير في العلموم االقتصاديمة‪،‬‬
‫جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪ ،4115 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -2‬سلمى دوحة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها دراسة حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتواره في العلوم التجارية‪ ،‬تجارة‬
‫دولية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ ،4105 ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -3‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،4114 ،‬ص ‪.007‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫الجارية والرأسمالية طويلة األجل‪ ،‬باإلضافة إلى رؤوس األموال قصيرة األجل التي يقوم بها الخواص ويكون‬
‫الغرض منها المضاربة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬العملية التعويضية أو الموازنة‪ :‬ويطلق عليها بالعمليات تحت الخط ألن هذه العمليات ال تتم لذاتها ولكن‬
‫بشرط حدوث عمليات مستقلة‪ ،‬أي بالنظر لحالة ميزان المدفوعات وسد ثغرة فيه وبالتالي فهي تتحقق من أجل‬
‫تعويض أو تسوية ما يتيح عن العمليات التلقائية أو المستقلة وذلك لتحقيق التوازن المحاسبي وليس اإلقتصادي‬
‫وتتمثل هذه المعامالت في حركات رؤوس األموال قصيرة األجل على هيئة قروض‪ ،‬الثغر في األرصدة من‬
‫العمالت األجنبية وحركة اإلستراد والتصدير للذهب النقدي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلختالل في ميزان المدفوعات‬
‫‪ -1‬مفهوم االختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫يحدث اإلختالل نتيجة وجود فجوة بين مجموع المدفوعات ومجموع اإليرادات لدولة ما‪ ،‬لذلك تبحث هذه‬
‫الدولة عن العناصر التي تساعد على تحقيق التوازن بين المدفوعات من قبل بلد إلى الخارج واإليرادات المستلمة‬
‫‪1‬‬
‫من الخارج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والختالل ميزان المدفوعات حالتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى هي حالة وجود فائض وتعني زيادة الجانب الدائن على الجانب المدين في الميزان‪ ،‬أي زيادة‬
‫حقوق الدولة التي تترتب على الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية هي حالة العجز وتحدث عندما يتجاوز الجانب المدين الجانب الدائن فيه‪ ،‬أي تجاوز المطلوبات‬
‫التي تستحق على الدولة للدول األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع االختالالت في ميزان المدفوعات‬
‫توجد عدة أنواع من االختالالت لميزان المدفوعات والتي تختلف باختالف أسباب حدوثها فقد يكون االختالل‬
‫ناتج عن سبب واحد أو جملة من األسباب هذا باختالف الدول والظروف المحيطة بها أو الفترة التي حدث فيها‬
‫االختالل‪ ،‬ومن بين أنواع االختالالت في ميزان المدفوعات نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬دريد كامل آيت شبيب‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،4100 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -2‬فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.040‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1-2‬االختالل الوقتي‪ :‬وله صورتان وهما‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬اإلختالل الموسمي‪ :‬يعتبر اإلختالل الموسمي نوعا آخ ار من اإلختالالت التي قد تصيب ميزان‬
‫المدفوعات في فترات معينة من السنة‪ ،‬حيث أن ظروف األسواق الداخلية والخارجية تتغير أحيانا في مواسيم‬
‫محددة وهو ما قد يؤثر على بعض صادرات وواردات الدولة حيث أنها تشهد رواجا في بعض فترات وتنخفض‬
‫خالل مواسيم أو فترات معينة‪.‬‬
‫‪ -2-1-2‬اإلختالل العارض‪ :‬يحدث هذا النوع من اإلختالالت نتيجة لظروف طارئة كاألحوال الجوية السيئة‬
‫واآلفات مما يؤثر تأثي ار سيئا على ميزان المدفوعات‪ ،‬إال أن هذا النوع من اإلختالالت ال يدعوا أن يكون مؤقتا‬
‫ويزول بزوال األسباب المؤدية إليه‪ ،‬وكمثال على ذلك الظروف الطبيعية السيئة التي تصيب محصوال زراعيا يعتمد‬
‫عليه السكان كغداء رئيسي لهم أو كمادة أولية فيضظر البلد في هذه الحالة إلى استراد كميات أساسية من هذه‬
‫السلعة لسد النقص في حاجات السوق المحلية‪ ،‬وهو ما قد يحدث عج از مؤقت على مستوى ميزان المدفوعات لهذه‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪-3-1-2‬اإلختالل الدوري‪ :‬ويقصد به تناوب فترات الرخاء والكساد التي تميز اإلقتصاديات الصناعية وتؤثر‬
‫‪2‬‬
‫على مستوى الدخل والعمالة وتؤثر بالتالي على التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪-2-2‬اإلختالل الهيكلي‪ :‬وهو الذي يصيب تركيب واتجاه العالقات اإلقتصادية بين الدول المختلفة ألسباب‬
‫تتصل بقدرة كل منها على اإلنتاج وبمستوى التكاليف والنفقات فيها وبالتقدم الفني الذي تطبقه في أساليب إنتاجها‪،‬‬
‫وبمستوى معيشة سكانها وباتجاه الطلب العالمي إلى سلع بديلة أخرى‪ ،‬ويمركز الدولة كدائنة أو مدينة في النطاق‬
‫الدولي بسبب استثماراتها الدولية الماضية‪.‬‬
‫‪-3‬أسباب اإلختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫هناك عدة أسباب الختالل ميزان المدفوعات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1-3‬اإلختالل النقدي‪:‬‬
‫إذا كان سعر الصرف العملة لدولة ما أكبر من قيمته الحقيقية يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار سلع هاته الدولة‬
‫من وجهت نظر الدولة األخرى‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض الطلب الخارجي لتلك السلع‪ ،‬وبالتالي حدوث اختالل في‬

‫‪ -1‬زرافة محمد‪ ،‬أثر تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستر في العلوم التجارية‪ ،‬اقتصاد‬
‫قياسي بنكي ومالي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪ ،4102 ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -2‬طارق فاروق المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -3‬جميات عادل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.03 -02 -05‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫ميزان مدفوعاتها‪ ،‬ويحدث العكس في حالة تحديد سعر صرف العملة بأقل مما يجب‪.‬فتقلبات أسعار الصرف‬
‫تتعلق بقيمة العملة الوطنية تجاه البلدان المشاركة في التبادالت االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬التغيرات الهيكلية‪:‬‬
‫وتتمثل في تغير ظروف العرض والطلب أو ظروف اإلنتاج‪ ،‬فمثال قد تتغير أذواق المستهلكين في دولة ما‬
‫مما يؤثر على صادرات أو واردات هذه الدولة ولمعالجة هذه االختالالت يجب البحث عن األسباب األساسية‬
‫للتغيرات الهيكلية ومعالجتها‪.‬‬
‫‪ -3-3‬التقلبات الدورية‪:‬‬
‫يعود السبب األساسي للفائض أو العجز في ميزان المدفوعات في هذه الحالة إلى التقلبات االقتصادية الدورية‬
‫التي تحدث والتي تترك آثارها على التجارة الخارجية‪ ،‬فالرواج يؤدي إلى زيادة الواردات‪ ،‬وزيادة الواردات تؤدي إلى‬
‫زيادة االنتاج والتوظيف في الدول المنتجة للسلع مما يؤثر على ميزان المدفوعات‪ ،‬ويحدث العكس في فترة الكساد‪،‬‬
‫ولعالج هذا النوع من االختالل يجب اتباع السياسات النقدية والمالية المالئمة‪.‬‬
‫‪ -4-3‬أذواق المستهلكين‪:‬‬
‫يؤدي التغير في أذواق المستهلكين والتقدم التكنولوجي إلى انخفاض الطلب األجنبي على السلع المحلية‬
‫(انخفاض الصادرات المحلية)‪.‬‬
‫‪ -5-3‬تقلبات سعر الصرف‪:‬‬
‫إن أي تغير ناتج عن آلية السوق أو قرار حكومي في سعر الصرف‪ ،‬ينعكس فو ار على وضعية ميزان‬
‫المدفوعات فأسعار الصادرات والواردات تتغير حسب قيمة العملة الوطنية‪ ،‬وبالتالي تتأثر كمية الصادرات‬
‫والواردات وأيضا مدى تدفق رؤوس األموال‪ ،‬عند انخفاض سعر الصرف لبلد ما يزيد حجم صادراتها ويقل الطلب‬
‫المحلي على الواردات األجنبية‪ ،‬فإذا كان سعر الصرف أعلى من المستوى الذي يتفق مع األسعار السائدة في‬
‫الداخل‪ ،‬يؤدي ذلك إلى ظهور عجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬واذا تم تحديد القيمة الخارجية لوحدة النقد الوطنية عند‬
‫مستوى أقل مما يتفق مع مستويات األسعار السائدة في الداخل في عالقتها باألثمان في الخارج أدى ذلك إلى‬
‫ظهور فائض في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -6-3‬أسباب أخرى‪:‬‬
‫ومن بين األسباب األخرى كانخفاض اإلنتاجية في الدول النامية نتيجة قلة أدوات اإلنتاج لذلك تقدم هذه‬
‫الدول على برامج للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية يزداد فيها استيرادها لآلالت والتجهيزات الفنية‪ ،‬وتهدف هذه‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫البلدان إلى رفع مستوى اإلستثمار الذي غالبا مايتجاوز طاقتها من اإلدخار اإلختياري‪ ،‬ويترتب عن هذا التفاوت‬
‫‪1‬‬
‫بين مستوى اإلستثمار ومستوى اإلدخار حدوث تضخم مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان مدفوعاتها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طرق تصحيح اإلختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫هناك عدة طرق تتسبب في اختالل ميزان المدفوعات وهي التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعديل اآللي لميزان المدفوعات‪:‬‬
‫إذا حصل اختالل في ميزان المدفوعات‪ ،‬وكانت الدولة تتبع أسعار الصرف فإن ميزان المدفوعات يتعدل‬
‫تلقائيا‪ .‬ولتوضيح عملية التصحيح التلقائي في ميزان المدفوعات نفترض أن ميزان المدفوعات يعاني عجز‪ ،‬وذلك‬
‫ألن المدفوعات التلقائية أكبر من المسلمات التلقائية‪ ،‬وبسبب هذا العجز في ميزان المدفوعات ومع بقاء العوامل‬
‫األخرى ثابتة كما هي‪ ،‬حيث يميل سعر صرف الدينار مقابل العمالت األخرى إلى االنخفاض‪ ،‬وبالتالي تصبح‬
‫‪2‬‬
‫السلع أقل كلفة من وجهة نظر المستوردين‪.‬‬
‫‪ -2‬التدخل الحكومي في تعديل ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫إن هناك عالقة وثيقة بين ميزان المدفوعات والدخل القومي لقطر ما‪ ،‬فتغير إحداها يؤدي إلى تغير اآلخر‪ ،‬فإن‬
‫مستويات دخل مرتفعة محليا يؤدي إلى زيادة الطلب المحلي على السلع والخدمات من الخارج وبالتالي يزداد‬
‫الطلب على العملة األجنبية وبالتالي يزداد العجز في ميزان المدفوعات من خالل االنكماش والتضخم المحليين‪.‬‬

‫فإذا كان هناك عجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬فإن الحكومة تقوم بسياسات انكماشية‪ ،‬وذلك بتخفيض الطلب‬
‫الكلي الفعال على السلع والخدمات المحلية وبالتالي يحدث انكماش في الدخول وتدني في القوة الشرائية وانخفاض‬
‫‪3‬‬
‫في مستوى األسعار المحلية‪.‬‬
‫‪ -3‬إتباع مجموعة من السياسات المالية والنقدية االنكماشية‪:‬‬
‫إن اتباع مجموعة من السياسات النقدية والمالية االنكماشية يؤثر على حجم اإلنفاق والدخل القومي‪ ،‬وبالتالي‬
‫يؤثر على ميزان المدفوعات‪ ،‬فعلى سبيل المثال تكون السياسة االنكماشية مالئمة إذا كانت الدولة تعاني من‬
‫ضغظ تضخمي في الداخل ولديها عجز في ميزان مدفوعاتها وبالتالي فإن إتباع مجموعة من السياسات النقدية‬
‫والمالية االنكماشية يساعد على تخفيض الطلب المحلي الزائد من السلع والخدمات‪ ،‬وهذا بدوره يخفض الواردات‬

‫‪ -1‬رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي وآخرون‪،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار األيام للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،4102 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪44‬؛‬
‫‪ -3‬موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪47‬؛‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫ويشجع الصادرات ويمنع التضخم مما يترك آثاره على ميزان المدفوعات‪ ،‬ويتم تخفيض الطلب الكلي على السلع‬
‫‪1‬‬
‫والخدمات بهدف تصحيح ومعالجة االختالل والعجز في ميزان المدفوعات من خالل مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬السياسة المالية‪ :‬عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة الضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع االدخار‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياسة النقدية‪ :‬عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬عمليات السوق المفتوحة‪.‬‬
‫‪ ‬األسعار العليا للفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬المتطلبات العليا لالحتياطي‪.‬‬
‫‪ ‬األسعار العليا لسعر الخصم واعادة الخصم‪.‬‬

‫‪ -1‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.401‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مقاييس إختالل ميزان المدفوعات‬


‫نستطيع تحديد العجز والفائض بسهولة في ميزان المدفوعات‪ ،‬لو تمكنا من وضع المعامالت التلقائية فوق‬
‫الخط ومعامالت الموازنة تحت الخط‪ ،‬لكن في الواقع العملي يصعب ذلك الستحالة معرفة دوافع المعامالت‬
‫الفردية من خالل البيانات االحصائية‪ ،‬وفيمايلي مقاييس اختالل ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫‪ -1‬الميزان األساسي‪:‬‬
‫الميزان األساسي هو المجموع الجبري لصافي أرصدة الحساب الجاري وحساب رأس المال طويل األجل‪،‬‬
‫ويفترض أن تكون المعامالت في الحسابات المعنية مستقلة عن وضعية ميزان المدفوعات‪ ،‬ويقيس ميزان األساسي‬
‫درجة االختالل في ميزان المدفوعات‪ ،‬حيث يتحقق التوازن بتساوي الفائض في الحساب الجاري مع تدفقات رأس‬
‫المال الطويل األجل إلى الخارج أو يتساوى العجز الجاري مع تدفقات رأس المال طول األجل إلى الداخل‪،‬‬
‫فالميزان األساسي الذي يوضح موقف البلد في األجل الطويل حيث يتعامل مع كل البنود المستقلة على أنها البنود‬
‫التي يجب المقارنة بين الدائن منها والمدين لتقرر الموقف االقتصادي لميزان المدفوعات‪ ،‬ويشتمل على البنود‬
‫‪1‬‬
‫المستقلة وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬ميزان التجارة(السلع)‪.‬‬
‫‪ ‬مي ازن التجارة الغير منظورة(الخدمات)‪.‬‬
‫‪ ‬التحويالت من جانب واحد‪.‬‬
‫‪ ‬ميزان رأس المال طويل األجل‪.‬‬
‫ويتلخص بوضع معامالت الحساب الجاري وحركات رؤوس األموال طويلة األجل فقط فوق الخط‪ ،‬أي‬
‫المعامالت التلقائية‪ ،‬أما تدفقات رؤوس األموال قصيرة األجل وبند السهو والخطأ الذي يعتقد أن التغيرات تعكس‬
‫أساسا تحركات غير مسجلة لرؤوس األموال قصيرة األجل‪ ،‬وكذلك المعامالت في األصول االحتياطية الرسمية‬
‫فتوضع تحت الخط‪ ،‬على اعتبار أنها عمليات موازنة‪ ،‬وسبب هذا التقسيم هو التفريق بين المعامالت الغير‬
‫منتظمة(تحت الخط)‪ ،‬والمعامالت المستقرة(فوق الخط)‪ ،‬وعلى الرغم من أن فكرة الميزان األساسي تكون عدة‬
‫مقاييس قومية للعجز أو الفائض إال أن هذه الفكرة غير منطقية كونها تستند للتميز بين نوعين من معامالت‬
‫رؤوس األموال طويلة األجل والقصيرة األجل‪،‬والتي في الواقع يصعب التفرقة بين هاتين المعاملتين‪.‬‬

‫‪ -1‬السيد متولي عبد القادر‪ ،‬االقتصاد الدولي –السياسات والنظرية‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،4100 ،‬ص ‪.074‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬ميزان التسويات الرسمية‪:‬‬


‫وفيه يتم وضع كافة حركات رؤوس األموال الخاصة قصيرة األجل وبند السهو والخطأ فوق الخط‪ ،‬أما‬
‫المعامالت في األصول االحتياطية هي فقط التي توضح تحت الخط كونها تعكس التدخل الرسمي في سوق‬
‫الصرف األجنبي‪ ،‬وتمثل حقيقة تدفقات موازنة ولكن تواجه هذه الفكرة عدة اعتراضات حيث أن بعض تدفقات‬
‫رؤوس األموال الخاصة قصيرة األجل‪ ،‬مثل القروض المصرفية لتمويل التجارة الخارجية واالئتمان المصرفي هي‬
‫حركات موازنة‪.‬‬
‫كما أن بعض المعامالت الرسمية ليس لها عالقة لتمويل الفجوة في ميزان المدفوعات في الفترة الجارية‪ ،‬مثل أن‬
‫تقترض البنوك المركزية في أسواق رأس المال األجنبية لتكبير إحتياطاتها‪ ،‬أو أن تبيع احتياطاتها للبنوك التجارية‬
‫‪1‬‬
‫المحلية عند استنزاف السيولة الداخلية في هذه المعامالت تعتبر تلقائية‪.‬‬

‫‪ -1‬كامل بكري‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬التجارة الخارجية والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،4110 ،‬ص ‪.474‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري لميزان المدفوعات‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫إن ميزان المدفوعات يعكس العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬فهو يبين صافي تعامل اقتصاد بلد معين مع‬
‫اقتصاديات العالم الخارجي‪ ،‬إذا كانت معظم المعامالت الجارية والرأسمالية ال تترجم يشروط السوق‪ ،‬خاصة مع‬
‫وجود تدخالت السلطات الحكومية‪ ،‬فإن التوازن الخارجي يكون توازنا اصطناعيا‪ ،‬لهذا فإن التوازن الخارجي مرتبط‬
‫بالتوازن الداخلي‪ ،‬فوجود التبادل الدولي بين مختلف الشعوب والدول شيئ ضروري تفرضه متطلبات الحياة الدولة‬
‫بشتى مكونا تها وخاصة االقتصادية منها وعليه فإن الدول تلجأ لتنظيم اقتصادها الداخلي وتحاول إيجاد السياسات‬
‫التجارية الم الئمة للحد من نزيف ثرواتها وهذا من خالل التحكم في تدفق مختلف الصادرات والواردات التي يمكن‬
‫قياسها بمؤشرات تستنبطها من ميزان المدفوعات الذي يظهر المركز المالي للدولة إتجاه بقية العالم‪.‬‬
‫وعليه فقد توصلنا في هذا الفصل إلى معرفة بعض المفاهيم األساسية المتعلقة بميزان المدفوعات‪ ،‬والمكونات‬
‫التي يشملها‪ ،‬وكذا العوامل االقتصادية المؤثرة فيه ومعنى التوازن واالختالل فيه من خالل معرفة أسبابه وأنواعه‬
‫وطرق تصحيحه‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القطاع الصناعي في الجزائر‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الصناعة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مميزات وهيكل القطاع الصناعي في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أبعاد وتوجهات إنعاش قطاع الصناعة في‬


‫الجزائر‪.‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعد قطاع الصناعة ركيزة هامة من ركائز النهضة االقتصادية‪ ،‬وكأحد أهم قطاعات تنويع مصادر الدخل‬
‫والحد من االعتماد على المواد األولية (البترول والغاز) وسد احتياجات المجتمع‪ ،‬وهي جوهر العملية التنموية‬
‫التي تؤدي إلى زيادة في الناتج القومي ومتوسط دخل األفراد‪ ،‬والصناعة هي رافد أساسي لالستقالل السياسي‬
‫ومحاولة لتحرير االقتصاد من التبعية األجنبية‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من الدول اعتمدت على الصناعة بعد االستقالل كمنطلق لتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬غير أن‬
‫هذه السياسات المعتمدة في سبيل تحقيق تنمية صناعية أسفرت عن بناء هيكل صناعي ضعيف يقوم على‬
‫صناعات معتمدة في الغالب على العالم الخارجي في تلبية طلبها على المدخالت اإلنتاجية والمعدات والخبرات‬
‫األجنبية أيضا‪ ،‬األمر الذي زاد من االرتباط ومن تبعية القطاع الصناعي للعالم الخارجي‪ ،‬كما أن هيكل هذا‬
‫القطاع اإلنتاجي يخلو من الصناعات اإلنتاجية التي تحافظ على عوامل االستم اررية التي تتزايد أهميتها مع‬
‫تطور الصناعة بشكل خاص‪ .‬وبناءا عليه سنتطرق من خالل هذا الفصل إلى ثالث مباحث كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الصناعة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مميزات وهيكل القطاع الصناعي في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أبعاد وتوجهات إنعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الصناعة‬


‫تؤدي الصناعات دو ار أساسيا في النمو االقتصادي من خالل نمو القطاعات االقتصادية المتنوعة انطالقا‬
‫من قوى الدفع األمامية والخلفية‪ ،‬حيث أن الصناعة تعمل على تحقيق التشابك االقتصادي بين األنشطة من‬
‫جهة وربط القطاعات الصناعية من جهة أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى إنشاء هياكل صناعية متنوعة‪ ،‬ومن خالل‬
‫المبحث نعرض نشأة ومفهوم الصناعة وأهميتها‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬نشأة الصناعة‬
‫تعود نشأة الصناعة إلى المجتمع البدائي عندما كانت على هيئة نشاطات بسيطة تتجلى في نشاطات‬
‫منزلية ضمن القطاع الزراعي أو الريفي ‪ ،‬فقد كانت الصناعة آنذاك تقتصر على صناعة وحياكة المالبس‬
‫والغزل والنسيج التي كانت تتم عادة من طرف المرأة‪ ،‬أما الرجل فقد مارس الصناعة من خالل صناعته ألدوات‬
‫العمل والطبخ وغيرها من المواد الضرورية للمنزل واإلنتاج‪.‬‬
‫إن ممارسة الصناعة في العصر البدائي كانت تتم بواسطة وسائل بدائية بسيطة بغية تلبية احتياجات العائلة‬
‫فقط من أجل مواصلة الحياة دون أن يخصص منه شيء للسوق‪ ،‬وذلك بسبب ضآلة حجم اإلنتاج في تلك‬
‫المرحلة‪ ،‬وقد استمر هذا النمط من اإلنتاج الصناعي إلى مراحل متأخرة من تطورالمجتمع البدائي‪ ،‬وتحول مع‬
‫الزمن إلى مورد رئيسي لدخل بعض العائالت عندما تحول إلى إنتاج مخصص للتبادل في السوق أو على هيئة‬
‫خدمات صناعية للغير‪ ،‬وذلك من خالل تحول بعض المنتجين المنزليين إلى أفراد متخصصين بنشاط معين‬
‫كحرفيين أوصناع كالحدادين والنجارين وغيرهم‪ ،‬إذ كان نشاطهم مخصصا للسوق وليس إلشباع حاجة العائلة‬
‫فقط‪ ،‬علما أن عمل هذه الفئة كان يتمحور في بادئ األمر حول إنتاج سلع صناعية بناء على توصية من‬
‫المستهلك غير أن هذا الوضع تعدى فيما بعد إلى ضرورة صنع منتجات وعرضها للبيع بدون توصية نتيجة‬
‫‪1‬‬
‫توسع االستهالك‪.‬‬
‫لقد بقيت الحرفية النمط السائد حتى القرون الوسطى (اإلقطاعية) ووصلت أعلى مستوياتها في فترة البناء‬
‫الورشي في الدول واألوربية ومازالت بعض الصناعات قائمة لحد اآلن بسبب طابعها التراثي والشخصي ودقة‬
‫الصنع وجمال المظهر ما جعلها في بعض الدول تعد من النشاطات الرئيسية كالغزل والنسيج وصناعة األثاث‪.‬‬
‫إن توسع االستهالك وتطور المجتمعات جعل الطلب على السلع الصناعية في تزايد مستمر‪ ،‬ذلك أدى إلى‬
‫ظهور ما يسمى بالمعمل‪ ،‬حيث يتم فيه استخدام مجموعة من العمال الحرفيين تحت وصاية رب العمل‬
‫(المسؤول عن المعمل) إلنتاج سلع صناعية معينة لقاء أجورهم‪ ،‬وذلك تحت سقف واحد باستخدام تقنية يدوية‬

‫‪ -1‬مدحت القريشي‪ ،‬االقتصاد الصناعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،5002 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪30‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫معينة‪ ،‬إن هذه التقنية سهلت القيام بعملية الرقابة داخل المشغل بغية إتقان العمل والرفع من جودة اإلنتاج‪ ،‬ومع‬
‫تطور الوضع في تلك الفترة وزيادة الطلب انتشرت المشاغل بكثرة في الدول األوربية ابتداء من أوساط القرن‬
‫السادس عشروحتى بداية ظهور الثورة الصناعية في إنجلت ار عام ‪ 8810‬واستمرت في البلدان األخرى حتى القرن‬
‫‪1‬‬
‫التاسع عشر‪.‬‬
‫لقد ارتبط العمل في هذه المرحلة بتجزئة عملية اإلنتاج التي صاحبها تخصص في أدوات وتقنيات العمل‬
‫المستخدمة‪ ،‬وقد أسفر ذلك عن زيادة كبيرة في إنتاجية العمل بالمقارنة مع المراحل السابقة‪ ،‬وال شك أن لهذه‬
‫المرحلة الدور في تهيئة األساس التنظيمي والتقني لنشوء الصناعة اآللية الضخمة بعد الثورة الصناعية التي‬
‫تميزت باستخدام اآلالت وبكثافة‪ ،‬والتي كان لها أثر كبير على االقتصاد سواء باإليجاب أو السلب‪ ،‬وهذا ماجعل‬
‫‪2‬‬
‫معظم البلدان تتسابق نحو التصنيع على اعتبار أنه سبيل مساعد لدفع عجلة التنمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وأهمية الصناعة‬
‫سنحاول من خالل هذا المطلب تناول مفهوم الصناعة من خالل عرض مختلف المفاهيم التي تطرق لها‬
‫الباحثين‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الصناعة‬
‫التعريف األول‪ :‬تأخذ كلمة الصناعة معنيين أساسيين بحسب هدف استخدامها‪ ،‬فالصناعة بمعنى النشاط‬
‫الصناعي قد يقصد بها كل اإلجراءات المتخذة من قبل الوحدات االقتصادية في المجتمع من أجل تحويل خام أو‬
‫سلع وسيطة إلى سلع أخرى تعتبر من جهة نظرها سلعا نهائية‪ .‬وبموجب هذا التعريف نميز الصناعة عن بقية‬
‫النشاطات االقتصادية في المجتمع كالزراعة و الخدمات‪......‬‬
‫من جهة أخرى قد يقصد بـ ـ ـ "الصناعة" وحدة نشاط داخل القطاع الصناعي‪ .‬لذلك فهي تضم كل الوحدات‬
‫اإلنتاجية التي تقوم بإنتاج سلع متقاربة أو تستخدم نفس المادة الخام‪،‬أو نفس طريقة الصنع‪.‬‬
‫ضمن هذا التعريف فإننا نقسم الصناعة بمعناها السابق (أي النشاط الصناعي ) إلى عدة صناعات مثل ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫صناعة المواد الغذائية وصناعة المنسوجات وصناعة المنتجات الجلدية‪.‬‬

‫‪ -1‬نعيم إلهام‪ ،‬استخدام نموذج البرمجة باألهداف في نمذجة النظم الصناعية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص بحوث‬
‫العمليات وتسيير المؤسسات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪ ،5082،‬ص‪.85-88‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ -3‬بامخرمة أحمد سعيد‪ ،‬اقتصاديات الصناعة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪،‬المملكة العربية السعودية‪ ،8991 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪31‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التعريف الثاني‪ :‬عرف شارلز وجاريث جونز الصناعة على أنها " مجموعة من المؤسسات تقدم منتجات أو‬
‫خدمات يمكن أن تمثل بدائل لبعضها البعض‪ ،‬وهذه البدائل عبارة عن منتجات أو خدمات تؤدي إلى إشباع‬
‫‪1‬‬
‫الحاجات األساسية لنفس المستهلك"‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬أعطى مالك بن نبي مفهوم للصناعة على أنها ذلك النشاط غير الفالحي الذي يسعى إلى‬
‫إنتاج أو إحداث تعديل على األشياء والمواد بهدف تحقيق غاية ما‪ ،‬حيث تشمل جميع الفنون والمهن والقدرات‬
‫‪2‬‬
‫وتطبيقات العلوم المختلفة‪ ،‬فهي جميعها تدخل في مفهوم الصناعة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق من التعريفات نستنتج أن الصناعة هي فرع من فروع النشاط االقتصادي التي تتولى‬
‫القيام بتحويل المواد األولية والزراعية والخامات المعدنية وغيرها من الموارد الطبيعية من شكلها الخام أو البسيط‬
‫إلى منتجات نهاية قابلة للتداول‪ ،‬تلبي حاجات اإلنسان في اإلنتاج واالستهالك واالستثمار‪ ،‬وعليه فهي تتفاعل‬
‫مع المحيط المادي لإلنسان لتجعله أكثر منفعة له‪ ،‬وتشبع له الحاجات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الصناعة‬
‫تحتل الصناعة مكانة هامة في بنية االقتصاد باعتبارها عنصر أساسي فيها‪ ،‬كونها تساهم في خلق‬
‫االرتقاء التقني واإلبداعي‪ ،‬وتسمح للمؤسسة واالقتصاد ككل في تنميةقدراتها التنافسية والتفاوضية‪ ،‬حيث تشكل‬
‫‪3‬‬
‫أفضل وسيلة لالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬و تتمثل أهميتها فيمايلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن معدالت اإلنتاجية المرتفعة نسبيا في قطاع الصناعة تساهم في زيادة نمو الدخل القومي‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪ ‬رفع معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬كما أن نمو الصناعة يساعد على زيادة النمو في القطاعات األخرى ومنها‬
‫القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر قطاع الصناعة من أهم الوسائل األساسية لتوسيع فرص التشغيل والتخفيف من مشكلة البطالة‪.‬‬
‫‪ ‬يساهم قطاع الصناعة في عالج مشاكل عجز ميزان المدفوعات‪ ،‬وذلك من خالل تصنيع سلع تحل محل‬
‫الواردات‪ ،‬أو تصنيع سلع موجهة للتصدير‪.‬‬

‫‪ -1‬شارلز وجاريث جونز‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية(مدخل متكامل)‪ ،‬ترجمة رفاعي محمد رفاعي ومحمد سيد أحمد عبد المتعال‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار‬
‫المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،5008،‬ص ‪.808‬‬
‫‪ -2‬مالك بن نبي‪ ،‬مشكلة الثقافة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪.858‬‬
‫‪ -3‬الطيب داودي‪ ،‬دالل بن طبي‪ ،‬رهان السياسات الصناعية لقطاعات خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى الدولي األول حول االقتصاد الصناعي‬
‫والسياسات الصناعية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ 00-05،‬ديسمبر ‪ ،5001‬ص‪.00‬‬

‫‪32‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تعتبر الصناعة أهم روافد االقتصاد من خالل مساهمتها في تغطية القيمة المضافة المرتبطة باستخدام‬
‫الموارد المحلية من خالل تحويلها إلى منتجات أخرى‪ ،‬بدال من تصديرها بشكلها األولي‪ ،‬وبالتالي يتم الحصول‬
‫‪1‬‬
‫على القيمة المضافة المرتبطة ويمكن أن تتجلى أهمية الصناعة من خالل األهداف المتوقعة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المساهمة في عالج مشاكل البطالة‪ ،‬حيث يؤدي نموها إلى توفير فرص العمل‪،‬كون غالبية البلدان النامية‬
‫تعاني إما من بطالة إجبارية أو اختيارية‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تنويع مصادر اإلنتاج والدخل و الصادرات في البلدان النامية‪ ،‬مما يرفع نسبة مساهمة‬
‫الصناعة في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وبالتالي يقل االعتماد على تصدير المواد األولية‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي التحديث التقني المستمر وكذا تقسيم العمل والتخصص فيه إلى رفع مستوى اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي نمو قطاع الصناعة إلى نمو القطاعات األخرى مما يرفع معدل النمو االقتصادي بسبب وجود‬
‫عالقات ترابط بينها حيث يمدها بمستلزمات اإلنتاج مثل اآلالت والمعدات الالزمة‪ ،‬كما يعتبر في نفس الوقت‬
‫سوقا لتسويق المنتجات الزراعية التي تتم تصنيعها فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في توفير مصادر النقد األجنبي وعالج الميزان التجاري من خالل تصنيع سلع تحل محل الواردات‬
‫أو تصنيع سلع للتصدير‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات الصناعة‬
‫تسعى معظم الدول خاصة النامية لتطوير صناعتها‪ ،‬من خالل المقومات المتوفرة لديها أو استيراد هذه‬
‫‪2‬‬
‫المقومات ألنها األساس لقيام أي صناعة‪ ،‬وتتمثل أهم هذه المقومات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬رأس المال‬
‫تستخدم الصناعات الحديثة آالت معقدة عالية التكاليف‪ ،‬كما تستخدم كميات ضخمة من الوقود وأعداد كبيرة‬
‫من العمال‪،‬وكل ذلك يستدعي رأس مال كبير‪،‬الذي يتوفر في بعض الدول ويقل في أخرى ويمكن أن ينتقل من‬
‫دولة إلى أخرى إذا توفرت ألصحابه ضمانات كافية وأرباح مغرية‪.‬‬
‫‪-2‬المواد الخام‬
‫وهي مواد أولية وطبيعية تساهم في العملية الصناعية بشكل كبير عن طريق التحول من شكلها األصلي‬
‫إلى شكل آخر يتالءم مع متطلبات اإلنسان وحاجياته‪ ،‬وتنقسم المواد الخام إلى ثالثة أقسام رئيسية كاآلتي‪:‬‬
‫‪-1-2‬مواد خام نباتية‪ :‬مثل األخشاب‪ ،‬القطن‪ ،‬المطاط‪ ،‬قصب السكر‪ ،‬والقمح ‪......‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬سعود وسيلة‪ ،‬قاسي كمال‪ ،‬المؤتمر الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برامج التنويع االقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬مداخلة بعنوان تحليل أداء الصناعة في الجزائر خالل الفترة ‪ ،5082-5008‬جامعة البليدة‪ ،5‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.2-2‬‬
‫‪ -2‬حماد اياد‪ ،‬دور الصناعة التحويلية في النمو االقتصادي‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،5009 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪33‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-2‬مواد خام حيوانية‪:‬مثل الجلود‪ ،‬األصواف‪ ،‬األلبان‪ ،‬واللحوم‪.‬‬


‫‪-3-2‬مواد خام معدنية‪ :‬مثل الحديد‪ ،‬النحاس‪ ،‬الذهب‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون بعض الصناعات مواد خام لصناعات أخرى أكثر تطورا‪ ،‬وهي مايطلق عليها بالمواد نصف‬
‫المصنعة كالزيوت‪ ،‬والخيوط النسيجية‪ ،‬وكتل الحديد‪ ،‬ومشتقات النفط الناتجة عن التكرير وغير ذلك وتوفر المواد‬
‫الخام وانخفاض أثمانها‪ ،‬وتنوعها‪ ،‬وسهولة استغاللها دور كبير في قيام الصناعة‪.‬‬
‫‪-3‬القوى المحركة‬
‫تعد عصب الصناعة الحديثة‪ ،‬وخاصة الفحم‪ ،‬النفط‪ ،‬والطاقة المائية‪ ،‬وتختلف الصناعات من حيث‬
‫استهالكها لمواد الطاقة‪ ،‬وكذا مدى ارتباطها بمناطق هذه الموارد‪ ،‬فالفحم مثال تركزت حوله مصانع الحديد‬
‫والصلب في أوروبا‪ ،‬نتيجة لثقل وزنه وصعوبة نقله‪ ،‬على عكس النفط الذي يمكن نقله بسهولة فلذلك لم يؤثر‬
‫على إعادة توزيع المناطق الصناعية‪.‬‬
‫وتقدر القوى المحركة‪ ،‬والوقود المستخدمة في العالم حاليا على النحو التالي‪ :‬الفحم ‪ ،%20‬والنفط ومشتقاته‬
‫‪ ،%15‬القوى األخرى ‪.%1‬‬
‫‪-4‬األيدي العاملة‬
‫إن توفر األيدي العاملة من أهم العوامل التي تساعد على نجاح الصناعة وتطورها‪ ،‬ومع ذلك فإنه باإلمكان‬
‫هجرة األيدي العاملة من منطقة إلى أخرى‪ ،‬إذا كانت األجور مرتفعة ومغرية‪ ،‬وتأثير األيدي العاملة في‬
‫الصناعة يتمثل في مدى توفرها من الناحية العددية والمهارة الفنية‪ ،‬واختيار موقع الصناعة في مناطق العمال‬
‫يوفر على أصحاب المصانع تكاليف معيشة العمل‪.‬‬
‫‪-5‬األسواق‬
‫كل صناعة تعمل من أجل توفير الحاجات االستهالكية لسكان البلد الموجود فيه أوال ثم لسكان البلدان‬
‫المجاورة والبعيدة‪ ،‬ولكي تستمر الصناعة في اإلنتاج البد من تسويقه لتستخدم أثمان بيعها في شراء الخامات‬
‫ودفع األجور‪ ،‬وضمان األرباح ألصحاب رؤوس األموال‪،‬والبد من مراعاة حجم السوق ونوعية المشترين‬
‫وأذواقهم‪.‬‬
‫‪-6‬وسائل النقل والمواصالت‬
‫كبير على توفر وسائل النقل وسرعتها‪ ،‬و رخص تكاليفها‪ ،‬لتتمكن من‬
‫ا‬ ‫تعتمد الصناعة الحديثة اعتمادا‬
‫الحصول على الخامات و الوقود‪،‬أو لتصريف اإلنتاج ذلك ان الخامات والسوق قد يبتعدان عن بعضهما وعن‬
‫مراكز الصناعة في كثير من الحاالت‪ ،‬مما يجعل التقليل من تكاليف النقل عملية ضرورية لخفض تكاليف‬

‫‪34‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلنتاج‪ ،‬وهكذا أصبحت وسائل النقل و المواصالت الحديثة دعامة أساسية للتطور الصناعي خاصة في عالم‬
‫‪1‬‬
‫تزداد فيه المنافسة لتقديم منتجات جيدة بسعر منخفض ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع الصناعة‬
‫تتمثل أنواع الصناعة فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث نوعية الصناعة‬
‫‪2‬‬
‫ويهتم هذا الجانب من التصنيف بنوعية المنتوج المقدم‪ ،‬ولها أربعة أنواع رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪ -1 -1‬الصناعة التحليلية‪ :‬هي تلك الصناعات التي تعتمد على تحليل المادة األصلية إلى مواد جديدة‪ ،‬عن‬

‫طريق التركيب الكيماوي أو التركيز أو الخلط بمواد أخرى‪ ،‬وتشمل " األسمدة‪ ،‬األدوية واألحماض‬
‫والبتروكيماوية التي تتمثل في تكرير البترول ومشتقاته كاأللياف‪ ،‬المطاط ‪"...‬‬
‫‪ -2-1‬الصناعات االستخراجية‪ :‬عبارة عن صناعات تهتم باستخراج الخامات من باطن األرض أو من على‬
‫ظهرها‪ ،‬وتشمل مراحل الكشف‪،‬ثم االستخراج‪ ،‬ثم التركيز وفصل المواد الغريبة ومن أمثلتها استخراج الفحم من‬
‫المناجم‪.‬‬

‫‪ -3-1‬الصناعة التجميعية‪ :‬وهي تلك الصناعات التي تقوم على أساس تجميع أجزاء معينة لتكون منتجا‬

‫نهائيا‪.‬‬
‫‪ -4-1‬الصناعة التحويلية‪ :‬تتمثل في تلك الصناعات التي تقوم على أساس تحويل شكل المادة الخام إلى‬
‫شكل اخر مختلف تماما من حيث الخصائص وطبيعة المادة األصلية مثل صناعة الورق‪.‬‬
‫ولقد عرفها مركز اإلحصاء الفلسطيني بأنها‪ " :‬هي الصناعة التي تقوم بتصنيع المواد الخام وتحويلها إلى سلع‬
‫نهائية "‪.‬‬
‫والصناعة بمعناها الواسع هي التغيير في شكل المواد الخام لزيادة قيمتها‪ ،‬وجعلها أكثر مالئمة لحاجات‬
‫اإلنسان ومتطلباته‪ ،‬وتبرز أهمية الصناعة في كونها ترفع من مستوى معيشة الشعوب بما تدره من مال وما‬
‫توفره من رفاهية لإلنسان بمقتنياتها المختلفة‪ ،‬وكذلك هي وسيلة مهمة المتصاص األيدي العاملة الزائدة‪،‬‬
‫باإلضافة للمساهمة في تطوير النشاطات االقتصادية األخرى كالزراعة والنقل والصحة‪.‬‬

‫‪ -1‬مراد حطاب‪ ،‬أثر السياسات الصناعية على هيكل الصناعة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ ،5082 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬حماد اياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪35‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬من حيث حجم المؤسسة‬


‫ال يوجد تعريف موحد وشامل للصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة‪ ،‬حيث أن هناك العديد من الطرق‬
‫التي يمكن أن يتم بها تعريف الصناعات الصغيرة وذلك باالعتماد على البيئة التي تعمل بها تلك الصناعات‪.‬‬
‫وأكثر المعايير استخداما لغرض تصنيف الصناعات هي المعايير الكمية والتي تشمل األصول الثابتة‪ ،‬األيادي‬
‫العاملة‪ ،‬المبيعات‪ ،‬ورأس المال‪ ،‬حيث يمكن عرض مجموعة من التعاريف ألنواع المؤسسات الصناعية حسب‬
‫‪1‬‬
‫حجمها في القانون الجزائري كالتالي‪:‬‬
‫‪-1-2‬الصناعات المصغرة‪ :‬هي تلك المؤسسات الصناعية التي تشغل مابين ‪ 09-08‬عمال ولها رقم أعمال‬
‫أقل من ‪500‬مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫‪-2-2‬الصناعات الصغيرة‪ :‬تعرف على أنها تلك المؤسسات الصناعية التي تشغل مابين ‪ 19-80‬عامال‪ ،‬ولها‬
‫رقم اعمال اليتجاوز ‪ 500‬مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫‪-3-2‬الصناعات المتوسطة‪ :‬هي تلك الصناعات التي تشغل مابين ‪ 520 -20‬عامل ويتراوح رقم اعمالها بين‬
‫‪ 500‬مليون دينار وملياري دينار جزائري‪.‬‬
‫‪-4-2‬الصناعات الكبيرة‪ :‬تشغل الصناعة الكبيرة أكثر من ‪ 520‬عامال‪ ،‬ويفوق رقم أعمالها ملياري دينار‬
‫جزائري‪.‬‬

‫‪-3‬حسب صعوبة وسهولة الدخول إلى السوق‬

‫لقد قسم ‪ bain‬الصناعات إلى أربعة أصناف وفقا لدرجة سهولة الدخول إلى السوق‪ ،‬وهي على النحو‬
‫‪2‬‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪-1-3‬صناعة سهلة الدخول‪ :‬وهي الصناعات التي ال يوجد فيها منافس قائم أو محتمل له ميزة جوهرية في‬
‫التكلفة على المنافسين اآلخرين‪ ،‬لكن أي محاولة من قبل البعض لتحقيق أرباح غير عادية واالستمرار معها لفترة‬
‫طويلة تنتهي بالفشل‪.‬‬
‫‪-2-3‬صناعات بها عوائق غير فعالة للدخول‪ :‬وهي صناعات تحقق فيها المؤسسات القائمة أرباحا غير عادية‬
‫نتيجة لمزايا في التكلفة تتمتع بها عند أسعار منخفضة تمنع الدخول‪ ،‬ولكن المكاسب التي يمكن تحقيقها في‬

‫‪ -1‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والمناخ االستثماري‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كلية‬
‫االقتصاد‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،5005‬ض‪.01‬‬
‫‪ -2‬يحيى فريك‪ ،‬استراتيجية التكامل العمودي في الصناعة دراسة حالة مجمع صيدال‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،5085،‬ص‪.28‬‬

‫‪36‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األجل الطويل من منع الدخول أقل من العوائد المضحى بها في الوقت الحاضر نتيجة إلتباع سياسة األسعار‬
‫المنخفضة‪.‬‬
‫‪-3-3‬صناعات بها عوائق فعالة للدخول‪ :‬تختلف هذه الصناعات عن سابقتها في كون المكاسب طويلة األجل‬
‫التي يمكن تحقيقها من وراء منع الدخول أكبر من العوائد المضحى بها في األجل القصير نتيجة النتهاج سياسة‬
‫األسعار المنخفضة‪.‬‬
‫‪-4-3‬صناعات ممنوعة الدخول‪ :‬هي الصناعات التي يكون السعر الذي يعظم الربح فيها في األجل القصير‬
‫منخفضا بدرجة التغري أي مؤسسات جديدة بالدخول‪ ،‬الحتمال تحقيقها خسائر بصفة مستمرة في األجل‬
‫‪1‬‬
‫الطويل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مميزات وهيكل القطاع الصناعي في الجزائر‬


‫من خالل هذا المبحث سوف نسلط الضوء على المرجعية التاريخية للقطاع الصناعي الجزائري‪ ،‬ومختلف‬
‫التطورات التي مر بها مع إبراز أهم المميزات التي يتصف بها‪ ،‬والهياكل التي يتكون منها هذا القطاع‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬المرجعية التاريخية للصناعة الجزائرية‬
‫لقد عرف القطاع الصناعي الجزائري منذ االستقالل والى غاية سنة ‪ 5082‬تطورات عدة على مختلف‬
‫الفترات‪ ،‬حيث تميز القطاع الصناعي خالل سنوات الستينيات بالهشاشة وارتباطه التام بالخارج وعلى وجه‬
‫الخصوص بفرنسا‪ ،‬وهذا أمر طبيعي له ما يبرره ألن فرنسا المستعمرة لم تسمح بقيام صناعة وطنية متطورة بل‬
‫كانت تسعى دائما إلبقاء الصناعة في الجزائر مصد ار للمواد الخام لتلبية حاجياتها وحاجيات البلدان المتقدمة‪،‬‬
‫لكن خالل سنوات السبعينيات قررت السلطات الجزائرية انتهاج سياسة اقتصادية شاملة مبنية على إستراتيجية‬
‫التصنيع الثقيل والصناعات المصنعة‪ ،‬وتوجيه اإلنتاج الصناعي نحو السوق الداخلي وتحقيق االستقالل‬
‫االقتصادي في ظل تحسن مداخيل الدولة من العملة الصعبة نتيجة تأميم قطاع المحروقات ومنابع الغاز‬
‫الطبيعي‪ ،‬وبالرغم من االنجازات الكبيرة والمتمثلة في إنشاء العديد من المؤسسات االقتصادية والبنى التحتية‬
‫والمنشآت االجتماعية‪ ،‬إال أن أداء القطاع الصناعي خالل هذه الفترة عرف مستويات متوسطة أين لم تتجاوز‬
‫مساهمته في الناتج المحلي الخام عتبة ‪.%09‬‬
‫أما خالل سنوات الثمانينيات فتم تسجيل العديد من االختالالت االقتصادية‪ ،‬أهمها عدم التكامل بين القطاع‬
‫الصناعي والقطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬وعدم قدرة القطاع الصناعي على تلبية الحاجيات األساسية للمجتمع‬
‫وال سيما االستهالكية منها‪ ،‬مما أدى إلى وجود تبعية مطلقة للخارج في التموين بالسلع االستهالكية وسلع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يحيى فريك‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.29-29‬‬

‫‪37‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التموين‪ .‬كما شهدت هذه المرحلة عدة إصالحات اقتصادية أهمها إعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات‬
‫الصن اعية العمومية‪ ،‬حيث تم تقسيم المجمعات الصناعية الكبرى إلى وحدات صناعية صغيرة ومتوسطة‪ ،‬األمر‬
‫الذي أدى إلى وجود صناعة غير قادرة على تنويع الصادرات ومنافسة المؤسسات األجنبية‪ ،‬حيث لم تتجاوز‬
‫قيمة الصادرات خارج المحروقات خالل الفترة (‪ )8919- 8910‬عتبة ‪% 2.5‬من إجمالي الصادرات‪.1‬‬
‫‪-1‬تطور القطاع الصناعي خالل الفترة ‪:1999-1991‬‬
‫نتيجة للتطورات السلبية التي عرفها االقتصاد الجزائري في أواخر الثمانينيات والمتمثلة في االرتفاع المستمر‬
‫بنسب‬ ‫و‪8911‬‬ ‫و‪8918‬‬ ‫‪8912‬‬ ‫سنوات‬ ‫خالل‬ ‫انخفضت‬ ‫التي‬ ‫الصادرات‬ ‫وتراجع‬ ‫للواردات‬
‫‪%12‬و‪%02‬و‪%00‬على التوالي مقارنة بصادرات ‪ ،8912‬مما أدى بشكل كبير إلى تدهور مستمر في ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬حيث حقق عج از قيمته ‪8811-‬مليار دج‪ ،‬إضافة إلى عجز القطاع المنتج عن تلبية الحاجيات‬
‫الضرورية للمواطنين الناتج عن تراجع معدل استغالل الطاقات اإلنتاجية على مستوى المؤسسات االقتصادية من‬
‫حوالي ‪%80‬سنة ‪ 8910‬إلى ‪%10‬سنة ‪،1987‬بدأت تلوح في األفق بوادر أزمة اقتصادية خانقة مع مطلع سنة‬
‫‪.8990‬‬
‫إن اإلستراتيجية الصناعية المتبعة منذ االستقالل إلى غاية ‪ 8919‬والمتمثلة في كون القطاع العمومي هو‬
‫المسيطر على هيكلة االقتصاد الجزائري لم تكن ناجعة ال من الناحية اإلنتاجية وال من الناحية المالية‪ ،‬كما أن‬
‫الطبيعة العمومية للملكية وطرق التسيير السائدة هما السببان الرئيسيان في أزمة النجاعة االقتصادية التي كان‬
‫يتخبط فيها القطاع الصناعي العمومي‪.‬كما أن ملكية الدولة لمعظم وسائل اإلنتاج خالل مرحلة االقتصاد‬
‫المخطط واعتبارها هي المالكة‪ ،‬والمسيرة‪ ،‬والقوة العمومية‪ ،‬أثر بشكلي سلبي على عمل المؤسسات الصناعية‬
‫العمومية بشكل خاص والمتمثل في كونها شركات تجارية ومؤسسات اقتصادية حقيقية بما تستلزمه من متطلبات‬
‫‪2‬‬
‫لتصبح ناجعة اقتصاديا‪.‬‬
‫وأسفر عن هذه الوضعية تسجيل العديد من النقائص على مستوى القطاع االقتصادي العمومي تمثلت في‬
‫عدم فعالية طرق التسيير والتسويق على مستوى المؤسسات الصناعية مع تدني مستوى إنتاجية عناصر اإلنتاج‬
‫بشكل كبير وعدم استغالل الطاقات اإلنتاجية للمصانع ومحدودية استخدام الموارد وقدرات اإلنتاج‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫تسجيل عجز مالي كبير لهذه المؤسسات وعدم قدرتها على تسديد الديون وحتى األجور في بعض الحاالت‪.‬‬

‫‪ -1‬مخضار سليم‪ ،‬دراسة تحليلية لتنافسية القطاع الصناعي في الجزائر مقارنة ببعض الدول العربية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص بحوث العمليات وتسيير المؤسسات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،5081‬ص ‪.828‬‬
‫‪ -2‬عبد المجيد بوزيدي‪ ،‬تسعينيات االقتصاد الجزائري‪ ،‬ترجمة جربيب أم الحسن‪ ،‬دار موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،8999 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪38‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونتيجة للتطورات السياسية التي مرتبها الدولة بداية التسعينيات والمتمثلة في توقيف المسار االنتخابي إلى‬
‫توليد ضغوطات داخلية وخارجية زادت من تعقيد الوضع االقتصادي الجزائري وساهمت بشكل كبير في توقيف‬
‫مسار التنمية‪ .‬زيادة على ذلك فإن اإلصالحات االقتصادية التي تمت خالل الفترة السابقة والمتمثلة في منح‬
‫االستقاللية للمؤسساتالعمومية وانشاء صناديق المساهمة لم تحقق إنعاش النمو كما كان مقر ار بسبب نقص‬
‫الموارد المالية‪ ،‬م ما ترتب عن ذلك توجه السلطات نحو تعميق اإلصالحات االقتصادية سنة ‪ 8992‬أين تم‬
‫إصدار القانون المتعلق برؤوس األموال التابعة للدولة‪ ،‬حيث تقرر بموجب هذا القانون إعادة هيكلة المؤسسات‬
‫االقتصادية وتجميعها وتنظيمها في شكلشركات قابضة صناعية ومالية في إطار إستراتيجية صناعية جديدة‬
‫مبنية على الفعالية اإلنتاجية والمردودية المالية وقابلية المؤسسات على المنافسة التامة‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة تم فتح القطاع الصناعي أمام الشركاء الخواص سواء كانوا أجانب أو وطنيين كما أن‬
‫الدولة لم تعد تملك ‪%800‬منرأس مال الشركات‪ ،‬بل بإمكانها امتالك نسبة ‪%28‬أو أقل حسب األهمية‬
‫اإلستراتيجية للشركة أو القطاع حتى تتمكن من الرقابة على أنشطة المؤسسات والق اررات داخل مجلس اإلدارة‬
‫خاصة تلك المتعلقة بالتنازل عن المؤسسات ‪ ،‬لقد عرفت هذه الفترة اهتماماغير مسبوق للسلطاتالجزائرية‬
‫باالنفتاح على االستثمار األجنبي المباشر وتم إعطائه األولوية من خالل عدة قوانين أهمها قانون النقد والقرض‬
‫‪ 80- 90‬المؤرخ في ‪ 81‬أفريل ‪ 8990‬الذي تم بموجبه تحرير نظام االستثمار‪ ،‬إضافة إلى صدور المرسوم‬
‫‪ 85/90‬المؤرخ في ‪ 02‬أكتوبر ‪ 8990‬والمتعلق بترقية االستثمارات والذي يعطي لالقتصاد الوطني انفتاحا أكثر‬
‫من خالل تحسين المناخ االستثماري لجذب رأس المال األجنبي‪ ،‬ومن بين المبادئ التي يركز عليها هذا المرسوم‬
‫هو عدم التفريق بين المستثمر األجنبي والمحلي‪ ،‬والحرية التامة لالستثمار وحرية تحويل رؤوس األموال واألرباح‬
‫‪1‬‬
‫مع إمكانية اللجوء إلى التحكيم الدولي‪.‬‬
‫وفي ظل الظروف الصعبة التي عرفها القطاع الصناعي وفي أواخر سنة ‪ 8998‬تم تطبيق إستراتيجية‬
‫جديدة خاصة بقطاع المحروقاتبهدف فك الخناق عن الضائقة المالية التي عاشتها الجزائر‪ ،‬حيث تم تعديل‬
‫القوانين المتعلقة بأنشطة التنقيب والبحث عن حقول النفط والغاز واستغاللها ونقله وتمحورت هذه التعديالت في‬
‫‪2‬‬
‫إعطاء األهمية القصوى لالستثمار األجنبي من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع مشاركة رأس المال األجنبي إلى التنقيب عن حقول الغاز الطبيعي واستغاللها وحتى النقل باألنابيب‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء الشريك األجنبي الحق في الحصول على حصته من اإلنتاج الذي يشارك فيه ‪.‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزائر بين األزمة االقتصادية واألزمة السياسية‪ ،‬دار دحلب للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.552‬‬

‫‪39‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬منح تخفيضات جبائية على نتيجة االستغالل من أجل التحفيز على جذب االستثمارات األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬بإمكان المستثمر األجنبي اللجوء إلى التحكيم الدولي في حال وجود نزاع بينه وبين المؤسسة الوطنية بعد‬
‫فشل عملية المصالحة‪.‬‬
‫‪-2‬التطور القطاع الصناعي خالل الفترة (‪:)2115-2111‬‬
‫شهدت هذه الفترة تحوالت جذرية على عدة مستويات سواء على مستوى الوضع األمني واالقتصادي‬
‫(خاصة التوازنات االقتصادية الكلية)‪ ،‬والذي بدأ يتميز بنوع من االستقرار بداية من سنة ‪ 5002‬إذا ما قارناه‬
‫بسنوات التسعينيات‪ ،‬وفي هذا اإلطار البد أن نشير إلى األمور التي تم تسجيلها خالل هذه الفترة وأولها هو‬
‫ارتفاع أسعار النفط في األسواق العالمية‪ ،‬حيث ارتفع متوسط سعر البرميل من ‪ 02‬دوالر سنة ‪ 5001‬إلى‬
‫حوالي ‪809.2‬دوالر أمريكي سنة ‪، 5085‬مما كان له األثر اإليجابي على ارتفاع المداخيل من العملة الصعبة‬
‫وارتفاعها من ‪80‬مليار دوالر أمريكي سنة ‪ 8991‬إلى ‪ 28‬مليار دوالر سنة ‪،5080‬كما عرف أيضا ميزان‬
‫المدفوعات خالل هذه الفترة تطو ار كبي ار حيث انتقل من ‪8.1‬مليار دوالر سنة ‪ 5000‬إلى حوالي‪ 5018‬مليار‬
‫دوالر سنة ‪.5088‬كل هذه المؤشرات توضح جليا بأن الجزائر عاشت أريحية مالية خالل هذه المرحلة مثيل لها‬
‫منذ سنوات السبعينيات‪ .‬كما عرفت هذه الفترة انفتاح القطاع الصناعي الجزائري على الصناعات ذات‬
‫التكنولوجيا العالية والمتمثلة في صناعة األدوية وصناعة السيارات‪ ،‬وكذا الصناعات الكهرو منزلية وصناعة‬
‫الهواتف الذكية‪ ،‬لكن إلى غاية يومنا هذا فإن جل هذه الصناعات هي عبارة عن صناعات تركيب وتعبئة وليست‬
‫صناعة إنتاج حقيقي‪ ،‬وبالتالي يجب أن تكون نسبة االندماج في هذه الصناعات بمستويات عالية وأكثر من‬
‫‪%20‬حتى يمكننا القول أن الجزائر تسير في خطى الدول الناشئة وبإمكانها تحقيق االستقالل االقتصادي وتنويع‬
‫الصادرات خارج قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ -1-2‬االستثمار في القطاع الصناعي للفترة (‪:( 2115-2111‬‬
‫في هذه اإلطار ومن أجل تنويع اإلنتاج الصناعي الوطني واستقطاب االستثمارات األجنبية المباشرة‬
‫باعتبارها من بين اآلليات التي تساهم بشكل كبير في دعم النمو االقتصادي وتحسين القيمة المضافة للقطاع‬
‫الصناعي والقطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬تم إصدار العديد من المراسيم والقوانينبهدف إنعاش القطاع الصناعي‬
‫وتحسين مناخ االستثمار في الجزائر في إطار سياسة صناعية جديدة مبنية على المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬ومن أهم هذه القوانين والمراسيم‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 080- 05‬المؤرخ في ‪ 5005/88/88‬والمتعلق بإنشاء صندوق ضمان القروض‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ويرتكز نشاط هذا الصندوق على تسهيل عملية الحصول على القروض ومنح‬
‫الضمان الذي تشترطه البنوك للمؤسسات والمشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ 511-00‬المؤرخ في ‪ 5000/09/02‬والمعدل والمتمم للمرسوم رقم ‪- 296 92‬المؤرخ في‬
‫‪ 8992/09/01‬والمتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬حيث تقوم هذه الوكالة بمرافقة الشباب‬
‫ذوي المشاريع االستثمارية على انجاز مشاريعهم‪ ،‬سواء من حيث التمويل واالنجاز واالستشارات ومنحهم العديد‬
‫من اإلعانات واالمتيازات كتخفيض نسب الفوائد على القروض واإلعفاءات الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 8922-02‬والمؤرخ في ‪ 5002/02/00‬والمتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي أوكلت لها المهام التالية‪:‬‬
‫‪ ‬السهر على تنفيذ إستراتيجية ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتأهيلها وتطويرها ودعم الخبرات‬
‫واالستشارات الموجهة لها‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل اإلبداع واالبتكار التكنولوجي على مستوى المؤسسات وحثها على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬جمع المعلومات المتعلقة بالتوزيع الجغرافي للمؤسسات ومجال نشاطها من أجل استغاللها ونشرها‪.‬‬
‫‪ -‬األمر الرئاسي ‪ 01-02‬المؤرخ في ‪ 5001/08/82‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 00-08‬المؤرخ في‬
‫‪ 5008/01/50‬والمتعلق بتحفيز االستثمار المحلي واألجنبي‪ ،‬حيث يخص هذا األمر االستثمارات المحلية‬
‫الخاصة‪ ،‬وكذا االستثمارات األجنبية المنجزة ضمن األنشطة االقتصادية الخاصة بإنتاج السلع والخدمات‪ ،‬ويتمثل‬
‫الهدف الرئيسي لهذا األمر في إنشاء مؤسسات صناعية جديدة واعادة هيكلة المؤسسات الصناعية العمومية‬
‫وتطوير قد ارتها اإلنتاجية‪ ،‬وبموجب هذه األمر تم تغيير وكالة ترقية ومتابعة االستثمارات( ‪ (APSI‬بالوكالة‬
‫‪2‬‬
‫الوطنية لتطوير االستثمارات(‪(ANDI‬والتي تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تعمل الوكالة على ترقية االستثمارات وتطويرها ومتابعتها‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم الوكالة بمرافقة المستثمرين المقيمين وغير المقيمين‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل اإلجراءات المتعلقة بتأسيس المؤسسات وانشاء المشاريع بواسطة خدمات الشبابيك الوحيدة الالمركزية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91-90‬‬


‫‪ -2‬المركز الوطني لوثائق الصحافة واإلعالم‪ ،‬الصناعة الجزائرية رهانات وآفاق‪ ، 5088 ،‬ص ‪.18-10‬‬

‫‪41‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬لها جميع الصالحيات فيما يخص تسيير صندوق دعم االستثمار والتأكد من احترام المستثمرين لاللتزامات‬
‫والتعهدات خالل مدة اإلعفاء من الضرائب والرسوم‪.‬‬
‫وحسب الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار(‪ (ANDI‬فإنه وخالل الفترة ‪ 5085- 5005‬تم تسجيل حوالي‬
‫‪ 05001‬مشروع استثماري في جميع قطاعات النشاط بقيمة إجمالية قدرها ‪5212.11‬دج‪ ،‬منها ‪08291‬‬
‫مشروع ذو رأس مال محلي أي بنسبة ‪ ،% 99‬بينما بلغت عدد االستثمار ذات رأس المال األجنبي حوالي ‪180‬‬
‫مشروع بنسبة ‪ ،%8‬أما عن توزيع هذه االستثمارات حسب الحالة القانونية فنجدها تتشكل من ‪ 08201‬مشروع‬
‫تابع للقطاع الخاص بنسبة ‪،%99‬بينما بلغت عدد المشاريع التابعة للقطاع العمومي ‪ 051‬مشروع بنسبة ‪،%8‬‬
‫أما عدد المشاريع المختلطة في إطار الشراكة فقد بلغ ‪ 01‬مشروع‪ ،‬وهذا يوضح جليا أنه وبالرغم من التحفيزات‬
‫واالمتيازات التي منحتها الدولة الجزائرية من أجل تشجيع وجذب االستثمارات األجنبية المباشرة إال أن هذه‬
‫األخيرة بقيت تسجل مستويات متدنية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫منذ السنوات األولى الستقاللها أعطت الجزائر األولوية لقاعدة صناعية عمومية متنوعة‪ ،‬حيث كان اإلنتاج‬
‫موجه حصريا للسوق الداخلية بهدف تحرير االقتصاد الوطني‪ ،‬هذا ما وضع المؤسسة العمومية أمام وضعيات‬
‫تنافسية لم تتهيأ لها‪ .‬لكن بفضل اإلصالحات االقتصادية التي مرت بها الجزائر بداية من عقد التسعينيات‬
‫وضعإطار قانوني جديد أفسخ المجال للقطاع الخاص للمشاركة بدوره في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويمكن استخالص أهم مميزات الصناعة الجزائرية فيمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬قدرات إنتاج هائلة غير مستغلة بشكل كلي‪ ،‬بسبب عوامل اإلنتاج الضعيفة وعدم كفاءة ونجاعة تقنيات التسيير‬
‫و إدارة األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬مردودية منخفضة ومعدالت نمو متدنية ترتب عنها إنتاجية ضعيفة‪ ،‬راجعة لعدم تماشي المؤسسات الصناعية‬
‫وقواعد التنافسية في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع تكلفة اإلنتاج الصناعي بسبب االعتماد على التكنولوجيا المستوردة‪.‬‬
‫‪ -‬تبعية كبيرة لقطاع المحروقات‪،‬أدت إلى نقص في تنوع الصادرات‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف استعمال التكنولوجيا المتطورة في الصناعات الحديثة‪ ،‬أدى إلى تراجع نوعية المنتجات الصناعية‪.‬‬

‫‪ -1‬فركاشة سفيان‪ ،‬دور القطاع الصناعي في تحقيق االستقرار االقتصادي في الجزائر‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع‬
‫الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪42‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولعل أهم مايميز القطاع الصناعي الجزائري هو اعتماده بالدرجة األولى على الصناعات الخفيفة ليالحظ‬
‫غياب شبه تام للصناعات الثقيلة التي تعتبر أساس بناء هيكل اقتصادي قوي‪.‬‬
‫وهناك من لخص مزايا القطاع الصناعي في كونها تلك المواصفات والشروط التي يجب أن تتوفر في بلد ما‬
‫‪1‬‬
‫حتى يكون صناعيا وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون ربع الناتج المحلي (كحد أدنى) من القطاع الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون نسبة معتبرة من اإلنتاج الصناعي (مثال‪ )٪20‬تأتي من الصناعة التحويلية وذلك من أجل استبعاد‬
‫حاالت الدول التي يشكل قطاع التعدين فيها معظم أو كل النشاط الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون نسبة معينة من القوى العاملة (‪٪10‬كحد أدنى)تعمل في القطاع الصناعي ‪.‬‬
‫وتكتسب الصناعة أهميتها من المزايا العديدة التي تتميز بها عن غيرها من القطاعات االقتصادية مما يجعلها‬
‫دور أساسيا وحيويا في تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬ومن أبرز هذه المزايا‪:‬‬
‫قادرة على أن تلعب ا‬
‫‪ -‬يتميز النشاط الصناعي بارتفاع متوسط إنتاجية العمل بالمقارنة مع مثيلهافي النشاط الزراعي أو في العديد‬
‫من القطاعات االقتصاديةاألخرى‪ ،‬كما أن مستوى اإلنتاجية في الصناعة يرتفع مع تطور القطاع الصناعي‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن االعتماد على التكنولوجيا الحديثة يساهم في رفع مستوى المهارة وارتفاع مستوى التنظيم‬
‫واإلدارة مما يؤدي إلى انتقال هذا التحسن التكنولوجي إلى القطاع األولي (الزراعة واالستخراج)‪.‬‬
‫‪ -‬إن وفرات الحجم تنطبق على الصناعة أكثر مما تنطبق على القطاعات األخرى األمر الذي يمكن من جني‬
‫ثمار هذه الوفرات من خالل الوحدات الصناعية كبيرة الحجم وبالتالي تخفيض تكلفة الوحدة المنتجة ‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع الصناعة أكثر من غيرها من القطاعات األخرى بعالقات تشابكيه ضمنية مع القطاعات األخرى مما‬
‫يجعلها محفزة على النمو التراكمي‪ .‬يمكن للتشابكات أن تكون خلفية عندما تحفز صناعة المنسوجات لقيام‬
‫استثما ارت في إنتاج القطن والغزل لتجهيز الصناعة المذكورة‪ ،‬أو أن تكون هذه التشابكات أمامية عندما تحفز‬
‫صناعة المنسوجات قيام صناعات إنتاج المالبس الجاهزة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز الصناعة بإمكانيتها على استيعاب األيدي العاملة وخصوصا الصناعات كثيفة العمل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-R.B.Sutcliff,Industry and Underdevelopment, Addison Wesley Publishing Company, 1971.‬‬
‫مترجم من طرف مدحت القريشي‪P17-18.‬‬

‫‪43‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هيكل القطاع الصناعي في الجزائر‬


‫يقسم هيكل القطاع الصناعي في الجزائر إلى عدة قطاعات والتي يعمل كل منها في مجال معين‪ ،‬وحسب‬
‫‪1‬‬
‫الديوان الوطني لإلحصائيات فإنه هناك تسعة مجموعات رئيسية وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬صناعة الكيمياء والمطاط والبالستيك‬
‫تتميز الصناعة البتروكيميائية واألسمدة بتطور سريع وتكثيف تكنولوجي وطاقوي ويد عاملة عالية التأهيل‪،‬‬
‫وتعتمد في مادتها األولية على المحروقات‪ ،‬وأهم منتجاتها هي البالستيك‪ ،‬األسمدة‪ ،‬الطالء والدهان‪ ،‬المنظفات‬
‫والمبيدات‪ ،‬وتتركز أهم المصانع في حاسي مسعود‪ ،‬غرداية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬عنابة وسكيكدة‪ ،‬ويشهد هذا القطاع‬
‫دخول شركات أجنبية خاصة بالشراكة مع مؤسسة سوناطراك‪ ،‬حيث وصل اإلنتاج الداخلي الخام للصناعات‬
‫الكيميائية والمطاط والبالستيك إلى ‪ 80.5‬مليار دج سنة ‪ ،5082‬ويرجع هذا النمو في اإلنتاج إلى اعتماد‬
‫الحكومة في السنوات األخيرة على برنامج يستهدف تكثيف استغالل كامل الطاقة والموارد الطبيعية التي تتمتع‬
‫بها الدولة‪ ،‬من خالل تحسين الصناعات التحويلية للطاقة حيث تعتبر صناعة األسمدة أحد أهم الصناعات التي‬
‫يستهدفها البرنامج‪ ،‬وتمثل احتياطات الجزائر الضخمة من الغاز الطبيعي و البترول و بعض المواد الخام‬
‫كالفوسفات أحد أهم مكونات صناعة البتروكيمياويات‪ ،‬والتي يمكن استغاللها لتحقيق ميزة تنافسية واكتساح‬
‫األسواق العالمية‪ ،‬وتشتمل هذه الصناعات على‪:‬‬
‫‪-1-1‬الصناعات البتروكيماوية‪ :‬نظ ار للطلب القوي التي تشهده الجزائر على المستويين المحلي والدولي‪،‬تسعى‬
‫الحكومة الستغالل موارد الغاز الكبيرة التي توجد في الجزائر لتطوير إنتاج البتروكيماويات‪ ،‬والسيما البالستيك‬
‫واأللياف األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن هذه الصناعات ذات هيكلية عالية ألن المنتجات البتروكيماوية تدخل‬
‫كمدخالت في عدد كبير من القطاعات األخرى (البالستيك‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬األلياف النسيجية‪ ،‬والسيارات وما إلى‬
‫ذلك)‪.‬‬
‫‪-2-1‬األسمدة‪ :‬من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على األسمدة على المدى المتوسط نتيجة للبحث عن‬
‫إنتاجية أكبر في الزراعة‪ ،‬ومع ذلك فإن البالد لديها احتياطات كبيرة من الفوسفات الموجودة في جبل العنق إلى‬
‫حد كبير تحت استغالل (‪ 1.5‬مليون طن ‪ /‬سنة‪ ،‬االحتياطات من ‪ 2‬مليار طن)‪ ،‬ومن شأن الشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص على المستوى الوطني أو األجنبي أن تدمج بسهولة القطاع‪ ،‬والجمع بين استخراج الخام‬
‫وتحويله غلى حمض الفوسفوريك ومن تم استخدامه في إنتاج األسمدة‪ ،‬وينطبق الشيء نفسه على استغالل ميزة‬
‫الغاز المنطلق للتخصص في إنتاج وتصدير اليوريا‪.‬‬

‫‪-Ministere de L’industrie et de la Promotion des investissements, Stratégie et politiques de‬‬


‫‪1‬‬

‫‪relance et developpement industrielssynthese, Algérie, p16.‬‬

‫‪44‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-3-1‬المطاط والبالستيك‪ :‬ال تزال صناعة المطاط في الجزائر متأخرة جدا‪ ،‬حيث توجد شركة تصنيع واحدة‬
‫لصناعة اإلطارات والعجالت وهي شركة تابعة لمجمع دولي ( فرع ميشالن سابقا ومجمع سيفيثال حاليا)‪ ،‬وشركة‬
‫عمومية واحدة لتحويل المطاط ‪ ،ALMOULES‬وثالثة شركات خاصة تنتمي لبرنامج التطوير األوروبي‬
‫‪ ،EDPME‬بينما يضم قطاع البالستيك ‪ 200‬مؤسسة‪ ،‬منها ‪ 82‬مؤسسة عمومية تابعة لمجمع البالستيك‬
‫‪1‬‬
‫والمطاط (‪ )ENPC‬والبقية مؤسسات خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬صناعة الزجاج‬
‫تحتاج صناعة الزجاج إلى توفر رمال ناعمة نقية خالية من الشوائب مثل أكاسيد الحديد والكروم‬
‫الستخدامها كخامة أساسية‪ ،‬وأيضا إلى توفر مصادر رخيصة للطاقة مما يجعل الجزائر مؤهلة لتبني هذه‬
‫الصناعة‪ ،‬إال أن األسواق ال تزال تزخر بالزجاج المستورد‪ ،‬كما يعتبر الزجاج المسطح من مواد البناء التي يزداد‬
‫‪2‬‬
‫الطلب عليها مع نمو النشاط العمراني‪.‬‬
‫‪ -3‬الصناعات الحديدية والمعدنية والميكانيكية والكهربائية واإللكترونية‪:‬‬
‫هي صناعات تعتمد على هياكل ومعدات ضخمة وتكييف طاقوي‪ ،‬إضافة إلى اإلنتاج بكميات كبيرة وبنوعية‬
‫عالية ووجود يد عاملة مؤهلة‪ ،‬وينضوي في إطارها عدد من الصناعات منها‪ :‬صناعة السيارات والمركبات‬
‫صناعة األنابيب المعدنية والبالستيكية‪ ،‬تجميع األجهزة اإللكترونية والمنزلية وأجهزة اإلعالم اآللي‪ ،‬وتكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬وصناعة الكوابل الكهربائية‪ ،‬باإلضافة إلى الصناعات المساندة للنشاط العم ارني‪ ،‬وصناعة‬
‫الطاقات المتجددة‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1-3‬صناعة الحديد والصلب‪ :‬رغم أهمية صناعة الحديد والصلب في تحقيق متطلبات التنمية االقتصادية‬
‫ودوره األساسي في أي اقتصاد إال أنه في الجزائر مازال هذا القطاع لم يلعب بعد الدور كقطاع قائد للتنمية‬
‫االقتصادية إال أن هناكإ اردة و استراتيجية إلعادة االعتبار لهذا القطاع ويمكن أن نذكر أهم المشاريع المستقبلية‬
‫الخاصة من أجل تنمية قطاع الحديد والصلب في الجزائر منها‪ :‬مشروع إنجاز مركب الحديد والصلب ببالرة في‬
‫‪3‬‬
‫والية جيجل‪ ،‬مركب الفوالذ ببطيوة في والية وهران‪.‬‬

‫‪ -1‬إسحاق خرشي‪ ،‬استراتيجية إعادة التركيز لتحسين الوضعية التنافسية للمؤسسات الصناعية ضمن هيكل الصناعة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،5082 ،‬ص‪.812‬‬
‫‪ -2‬صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬سبتمبر‪ ،5002‬ص‪.82‬‬
‫‪ -3‬قريني عبد السالم‪ ،‬أثر ترقية الصادرات غير نفطية على التنمية االقتصادية في الجزائر(دراسة مستقبلية حول تنويع االقتصاد الجزائري)‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪1‬ماي ‪ ،8912‬الجزائر‪ ،5081 ،‬ص‬
‫‪.25-20‬‬

‫‪45‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-3‬الصناعة الميكانيكية‪ :‬تدعم الصناعة الميكانيكية القطاعات األخرى وأهم مصانعها مصنع سيدي‬
‫بلعباس للعتاد الفالحي‪ ،‬الشركة الوطنية للعربات الصناعية بالرويبة‪ ،‬مصانع السيارات‪ ،‬غير أنه يبقى اإلنتاج في‬
‫هذا القطاع ضعيفا جدا بسبب عدم االستغالل الجيد لإلمكانيات المتاحة‪ ،‬كما أن القطاع العمومي هو المسيطر‬
‫‪1‬‬
‫في هذه الصناعات وهناك آفاق كبيرة إلنعاش هذه الصناعات محليا بالنظر إلى حجم السوق‪.‬‬
‫‪ 3-3‬الصناعات الكهربائية واإللكترونية‪ :‬تسعى الحكومة الجزائرية إلى تطوير الصناعات الكهربائية‬
‫واإللكترونية نظ ار لحجم الطلب المحلي وذلك من خالل االبتكار وتنويع المنتجات‪ ،‬كما تشجع الدولة تنمية‬
‫اإللكترونيات المتخصصة‪ .‬ومن بين فرص االستثمار في هذا القطاع إنتاج وتصدير الكابالت الكهربائية‬
‫والمكونات اإللكترونية و األجهزة المنزلية واإللكترونيات وتطوير الطاقة الشمسية ومحطات الطاقة‪ ،‬ولقد جدب‬
‫هذا القطاع استثمار شركات دولية مثل‪ LG :‬الكورية‪ ،‬فيليبس الهولندية‪ ،‬فاكتس الفرنسية‪ ،‬المجموعة المصرية‬
‫‪2‬‬
‫السويدي للكابالت‪ ،‬والكترونيك اإلمارات‪.‬‬
‫‪ -4‬الصناعات الغذائية والفالحية‬
‫يعتبر قطاع الزراعة والمواد الغذائية من أحد أكبر القطاعات الواعدة‪ ،‬ونظ ار لعدم كفاية االستثمار سجلت‬
‫الجزائر تراجعا في هذا القطاع‪ ،‬ولذلك تهدف الخطة الوطنية للتنمية الزراعية والتنمية الريفية إلى الحد من اعتماد‬
‫الجزائر على الواردات‪ ،‬ومن بين الفرص المتاحة في هذا القطاع إنتاج الحبوب واللحوم البيضاء والبطاطا وزيت‬
‫الزيتون وتجهيز الفواكه والخضار وتخزين المنتجات الغذائية الباردة ومنتجات الصيد البحري‪ ،‬وتستثمر اليوم‬
‫العديد من الشركات األجنبية في الجزائر منها مجموعة كارجيل األمريكية‪ ،‬أرالفودز الدنمركية‪ EIC ،‬اإلماراتية‬
‫الكتاليس الفرنسية‪ ،‬نستله السويسرية‪ ،‬صافوال السعودية‪ ،‬ومن المتوقع إنشاء مشروع عشر أقطاب زراعية متكاملة‬
‫‪3‬‬
‫فضال عن أقطاب لألغدية والزراعة باإلضافة إلى مشروع تنازل الدولة عن أراضي زراعية للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -5‬صناعة الخشب والورق والفلين‬
‫تقوم صناعة الخشب على أخشاب أولية أو نصف مصنعة مستوردة من الخارج تستوعب عددا كبي ار من‬
‫العمالة إضافة العتبارها مجاال واسعا للقطاع الخاص لالستثمار فيها‪ ،‬كما أنها مكملة لصناعة مواد البناء ونظ ار‬
‫ألن السوق تزخر باألثاث المستورد فهناك مجال واسع لزيادة الطاقة اإلنتاجية لتصنيع األثاث‪ ،‬حيث أن معظم‬

‫‪-1‬ط‪.‬د‪ /‬براي الهادي‪ ،‬استراتيحية تنمية الفروع الصناعية الواعدة في الجزائر دراسة تحليلية خالل الفترة (‪ ،)2116-1991‬مجلة‬
‫اإلقتصاد و التنمية‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬الجزائر‪ ،5081،‬ص‪.558‬‬
‫‪ -2‬الهام أيت اعمر بن عجال‪ ،‬آليات تشجيع الصادرات خارج المحروقات واقع وآفاق‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،0‬‬
‫‪ ،5088-5082‬ص‪.509‬‬
‫‪ -3‬أبحري سفيان‪ ،‬الشراكة األورومغاربية وآثارها على أداء وتأهيل القطاع الصناعي في منطقة المغرب العربي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،5080-5085 ،0‬ص‪.509‬‬

‫‪46‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األثاث ينتجه القطاع الخاص في ورش صغيرة تفتقر إلى الكثير من المؤهالت الفنية والتقنية‪ ،‬ويتطلب ذلك‬
‫تطوير هذه الصناعة بإنشاء شركات تعمل وفق المقاييس والمعايير الدولية وقادرة على منافسة األثاث المستورد‬
‫‪1‬‬
‫وأيضا تشجيع جهود البحث والتطوير إلنتاج مواد بديلة للخشب من المواد األولية المتوفرة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ -6‬الصناعات الصيدالنية‬
‫تعاني صناعة ا ألدوية في الجزائر من تغطية الطلب المحلي‪ ،‬حيث سجلت انخفاضا في معدالت النمو‬
‫وتزايد في وارداتها أكثر فأكثر‪ ،‬مثقلة بذلك ميزانية الدولة حيث وصلت إلى ‪ 8.2‬مليار دوالر‪ ،‬ومن أجل الحد من‬
‫االعتماد المتزايد تسعى الجزائر إلى توسيع نطاق منتجاتها وزيادة الصناعات والقطاعات في مجال الطب‬
‫والهدف هو تغطية االحتياجات من األدوية‪ ،‬وفي هذا الصدد فإنه من المتوقع فتح رأس مال الشركة المحلية‬
‫الرئيسية صيدال‪ ،‬والتي تعتبر الركيزة األساسية لصناعة األدوية في الجزائر‪ ،‬وتقيم حاليا صيدال شركات مع‬
‫مجموعات دولية من أجل تطوير و إنتاج أدوية جديدة‪ ،‬ونجد من بين هذه الشركات هناك الفرع الفرنسي‬
‫هارتمان‪ ،‬األمريكي فايزر‪ ،‬أست ار السعودية‪ ،‬غالسكو سميث كالين بريطانيا‪ ،‬وهناك أيضا حاليا مشاريع أقطاب‬
‫‪2‬‬
‫للقدرة التنافسية تغطي الصناعات الدوائية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أبعاد وتوجهات إنعاش قطاع الصناعة في الجزائر ومشاكله‬


‫شهدت الصناعة الجزائرية مرحلة تحول عميقة من شأنها إعادة ترتيب وهيكلة القطاع‪ ،‬وذلك بفضل تطبيق‬
‫إستراتيجية وسياسات إنعاش الصناعة‪ .‬ومن خالل هذه الدراسة سنحاول إبراز وضعية القطاع الصناعي الجزائري‬
‫عن طريق اإلصالحات المتعاقبة عليه‪ ،‬إضافة إلى التطرق ألهم المشاكل التي من شأنها إعاقة تطوره ونموه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أبعاد وتوجهات الصناعة في الجزائر‬

‫‪ -1‬األبعاد‬

‫لقد تكفلت اإلستراتيجية الصناعية الجديدة بتحديد األبعاد المستقبلية للصناعة الوطنية‪ ،‬من حيث الفروع‬
‫التي تم اختيارها كركيزة للتنمية الصناعية المستهدفة‪ ،‬والقدرة على خلق القيمة المضافة الموجهة أساسا في‬
‫المرحلة األولى كتغطية حاجيات السوق الوطنية‪ ،‬ثم ولوج األسواق الدولية في مرحلة الحقة‪ ،‬وبناءا على ذلك تم‬
‫تحديد ثالثة فروع صناعية‪ ،‬تمتلك فيها الصناعة الوطنية ميزة تنافسية‪ ،‬سواء ألسباب طبيعية أو اقتصادية وهذه‬
‫‪3‬‬
‫الفروع هي‪:‬‬

‫‪ -1‬صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة ‪ ،5000‬ص‪.91‬‬


‫‪ -2‬و ازرة الصناعة وترقية االستثمار‪،‬استراتيجية وسياسات إنعاش وتنمية الصناعة‪ ،‬الكتاب األبيض للحكومة‪ ،5008 ،‬ص‪.822‬‬
‫‪ -3‬خضراوي ساسية‪ ،‬استراتيجيات ترقية القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار‬
‫تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪47‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الصناعات المعتمدة على المواد األولية المتوفرة في الجزائر وهي البتروكيمياء و الحديد والصلب ومواد البناء‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعات المحققة للقيمة المضافة‪ ،‬والتي تمتلك فيها الجزائر ميزة تنافسية وهي الصناعات الغذائيةالكهربائية‬
‫واإللكترو منزلية‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعات الموجهة لتلبية الطلب المحلي الناتج عن تغيير نمط االستهالك الوطني وهي صناعة السيارات‬
‫عتاد األشغال ووسائل النقل‪.‬‬
‫‪ -1‬التوجهات‬
‫إن المشروع الخاص بإستراتيجية وسياسة إنعاش وتنمية الصناعة الوطنية نتاج عدة جلسات وطنية أيام ‪52‬‬
‫و ‪ 58‬و ‪ 51‬فيفري ‪ ،5008‬بمشاركة واسعة لمجمل األطراف المعنية بالموضوع‪ .‬وقد سمح الحوار والمناقشات‬
‫‪1‬‬
‫الذي تم بشأن وضع اإلستراتيجية بتحديد التوجهات األربعة الهامة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبني إطار مرجعي ونظرة جديدة للتنمية الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مبادئ اإلستراتيجية وتشكيل السياسات الصناعية‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة سياسة تحفيزاالستثمارات األجنبية المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تغيير النظام االقتصادي ومواصلة تطبيق سياسات اإلصالح الهيكلي التي تم الشروع فيها منذبداية‬
‫التسعينيات‪ ،‬وبالخصوص اإلصالح البنكي‪ ،‬بروز سوق رؤوس األموال‪ ،‬إنشاء سوق للعقار االقتصادي‪ ،‬تعزيز‬
‫وتقوية الشفافية على مستوى سوق السلع والخدمات وقواعد المنافسة لصالح المستهلك‪.‬‬
‫لذا تندرج إستراتيجية إنعاش الصناعة وتطويرها ضمن اإلستراتيجية االقتصادية الشاملة التي تقوم على‬
‫تصور جديد ونظرة جديدة لالقتصاد‪ .‬وترتكز هذه اإلستراتيجية على حرية المبادرة وعلى ترشيد االقتصاد وتعزيز‬
‫منظومة التضامن والتكافل االجتماعي‪ ،‬وتهدف هذه اإلستراتيجية إلى التطوير المكثف لنشاطات صناعية‬
‫مرتبطة ضمن الهدف المتمثل في السير نحو السلم واالزدهار‪.‬‬
‫وتشكل الصناعة الركيزة األساسية لالقتصاد لما تتوفر عليه البلد من موارد طبيعية وهامة في مجال‬
‫التصنيع‪ ،‬وان اختيار الصناعة كقطاع إستراتيجي تبرره أربعة أسباب على األقل وهي كما يلي‪:‬‬
‫_ إن الصناعة من حيث القوة هي القطاع الذي يقطر الجهاز اإلنتاجي الوطني وهيكله‪ .‬فالتصنيع هو في واقع‬
‫األمر العتلة التي يتحقق بفضلها تعميم األنشطة والتشغيل في سائر القطاعات االقتصادية الوطنية خاصة منها‬
‫قطاعي الخدمات والفالحة‪.‬‬

‫‪-1‬قوريش نصيرة‪ ،‬أبعاد وتوجهات إستراتيجية إنعاش الصناعة في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،2‬ص ‪.92-91‬‬

‫‪48‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫_ إن الصناعة هي كذلك محضن تكنولوجي من حيث قدرتها على إنتاج المستجدات التقنية وتعميمها على‬
‫االقتصاد برمته‪.‬‬
‫_ إن الصناعة هي أفضل ضمان للنمو المستقر بعيدا عن التقلبات المفاجئة في إنتاج المحروقات وأسعارها‪.‬‬
‫_ أخي ار الصناعة تمد بالدنا والمؤسسات الوطنية بأوراق في السوق العالمية في المفاوضات حول نقل القيمة‬
‫المضافة‪.‬‬
‫لذا ترتكز اإلستراتيجية الجديدة إلنعاش الصناعة الوطنية على جانبين هما ‪:‬‬
‫‪ -‬مواصلة تشجيع صناعات محل الواردات‪.‬‬
‫بالموازات مع تنمية وتطوير صناعة موجهة للتصدير النتقال الجزائر من مرحلة مجرد مصدر للمواد األولية‬
‫(الطبيعية) إلى مرحلة منتج ومصدر المواد المحولة بتكنولوجيا أكثر إحكام وذات قيمة مضافة أكبر بغية مواجهة‬
‫المنافسة الدولية‪ ،‬وتخليص االقتصاد الوطني من تبعيته لقطاع المحروقات‪ .‬حيث ان الهدف يكمن في الحصول‬
‫على هيكل لصادراتنا وميزان تجاري أقل تذبذبا أمام الصدمات الخارجية‪.‬‬
‫فاالستثمارات الموجهة نحو عرض الصادرات تعد إستراتيجية وستحظى باألولوية المطلقة‪ .‬ومن بين الفروع‬
‫الصناعية التي ستحظى باألهمية هي تلك الصناعات التي تتوفر على قيمة مضافة كبيرة‪،‬وذات قدرة على‬
‫التصدير‪.‬أي تلك التي تسمح بإدماج الصناعة الوطنية ضمن األسواق الجهوية والعالمية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سياسة إنعاش الصناعة في الجزائر‬
‫جاءت السلطات الجزائرية بسياسة اإلنعاش االقتصادي والتي تهدف إلى تحريك النشاط االقتصادي بعدما‬
‫كان يعاني من الركود وتتمثل هذه السياسات كالتالي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-1‬سياسة ترقية االستثمار‬
‫تحتل قضية االستثمارات الخاصة عامة واالستثمارات األجنبية خاصة مكانة بارزة ضمن أولويات‬
‫صانعي السياسات‪ ،‬إذ يعتبر االستثمار األجنبي أحد المنافذ الرئيسية إلنجاح سياسة اإلنعاش الصناعي‬
‫والتنمية في األمد الطويل‪ ،‬بعد أن لعبت هذه االستثمارات دو ار متمي از في كل من الدول المتقدمة والدول‬
‫حديثة التصنيع على حد سواء‪.‬لذا تسعى الجزائر منذ فترةكغيرها من الدول النامية األخرى‪ ،‬إلى وضع‬
‫السياسات التي تساعد على جذب االستثماراألجنبي المباشر‪.‬‬
‫غير أن حجم االستثمارات األجنبية بصفة عامة يبقى محدودا للغاية بالنظر الى الجهود المبذولة لتحسين‬
‫مناخ االستثمار واإلمكانيات االستيعابية التي تتوفر عليها البالد‪.‬فمعظم التقارير التي تعدها الهيئات المختلفة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22-29‬‬

‫‪49‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حول تقدير مناخ االستثمار في الجزائر تبقى بعيدة كل البعد عن الطموحات الواعدة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬يشير‬
‫التقرير الصادر عن البنك العالمي تحت عنوان القيام باألعمال‪ ،‬والذي يخص وضع األعمال في ‪ 882‬دولة‬
‫عبر العالم‪.‬إن مؤشرات المناخ االستثمار في الجزائر لم تعرف تحسنا ابتداء من التسهيالت المقدمة إلنشاء‬
‫المؤسسات الى غاية فعالية القضاء في المنازعات وحماية الملكية وحل الشركات وقوانين العمل‪.‬‬
‫وقد كشف التقرير عن الصعوبات التي تواجه المستثمر منذ ق ارره إنشاء مؤسسة او الشروع في تجسيد‬
‫مشروعه االستثماري إلى غاية تصفية الشركة‪ ،‬حيث ركز التقرير على البطء في تجسيد اإلصالحات‬
‫الفعليةميدانيا‪.‬إذ لم تتغير المؤشرات األساسية بالنسبة للجزائر‪ ،‬خاصة بالنسبة لطول المدة التي تستغرقها كل‬
‫مرحلة أو كلفة كل خطوة من الخطوات أو عدد الوثائق التي تطلب من المستثمر‪ .‬فمثال يتطلب على أي‬
‫مستثمر يرغب في إقامة مشروع اجتياز ‪ 81‬إجراء وتوفير عدد مماثل من الوثائق‪ .‬وان المدة التي تتطلبها كل‬
‫مرحلة للشروع في تجسيد المشروع هي ‪51‬يوما‪ ،‬أي قرابة الشهر بكلفة يمكن أن تصل إلى ‪ %2.58‬من قيمة‬
‫الدخل األولي للمشروع‪.‬‬
‫وفي ظل وجود هذه العوائق تتقهقر الجزائر إلى الرتبة ‪ 852‬في توفير شروط االستثمار‪.‬لذا يستدعي تطوير‬
‫االستثمار محيطا فعاال يوفر للمستثمرين إطا ار مؤسساتيا مالئما (نظام مالي مالئم وتوفر العقار وطبيعة‬
‫المنافسة) ونظام تحفيزيا للحماية من شأنه تمكين المستثمر من القيام بخياره لصالح االستثمار‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫إستراتيجية ترقية االستثمار يعد جزءا ال يمكن فصله عن إستراتيجية تحويل النظام االقتصادي في مجمله‪ .‬فهي‬
‫بذالك معنية بتقدم اإلصالحات الهيكلية سيما تطوير النظام المالي عبر تفعيل سوق العقار وضمان شفافية سوق‬
‫السلع والخدمات ‪.‬‬
‫وينتظر من تطبيق سياسة ترقية االستثمارات الخارجية المباشرة في إطار إستراتجية إنعاش النمو االقتصادي أن‬
‫تساهم في‪:‬‬
‫‪-‬تمويل االستثمارات في النشاطات التي تجلب النسب كبيرة من رؤوس األموال ‪.‬‬
‫‪-‬تعميم التكنولوجيات الحديثة وتحسين القدرات اإلدارية وولوج السوق العالمية وتنويع الصاد ارت ‪.‬‬
‫‪ – 2‬سياسة التأهيل‬
‫إن النتائج المتحصل عليها من تطبيق إجراءات التأهيل في إطار البرنامجينبرنامج التنافسية الصناعية للو ازرة‬
‫المدعم من طرف منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمساعدة‬
‫اإلتحاد األوربي‪ ،‬تبرز أن عملية التأهيل لم تتقدم بشكل قوي ولم تعطي النتائج المنتظرة‪ ،‬وذلك لبعض العراقيل‬
‫والشروط التي حالت دون ذلك كالشروط الواجب توافرها في المؤسسة لالستفادة من البرنامج‪ ،‬آجال تكوين‬

‫‪50‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الملفات والتي تبدو أنها طويلة (خاصة فيما يتعلق باستخراج الوثائق اإلداريةوالمصرفية كالشهادات المصرفية‬
‫‪...‬إلخ )‪،‬ونظ ار ألهمية تأهيل المؤسسات االقتصادية في تحسين القدرة التنافسية لمواجهة المنافسة الدولية وما‬
‫‪1‬‬
‫يكتسبه من أهمية بالغة في تحقيق التنمية االقتصادية ‪ ،‬فقد تم اقتراح سياسة جديدة كمحور أساسي حول‪:‬‬
‫‪ -‬توحيد البرامج الحالية في برنامج موحد ومدمج يندرج في إطار إستراتيجية التصنيع‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيد برنامج حقيقي خاص للتأهيل على أوسع نطاق من شأنه إدراج كافة عوامل العصرنة ( العوامل المادية‬
‫وغير المادية و البيئة)‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بتأهيل المؤسسات وبالتنسيق والمتابعة والتقييم‪.‬‬
‫‪ -‬استهداف أحسن لألولويات القطاعية ولنظام المساعدات والتحفيز‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-3‬التقييس والمقاسة‬
‫يساهم تطوير نشاطات التقييس والمقاسة و االعتماد والتصديق والملكية الصناعية في الجهد الرامي إلى‬
‫بعث وعصرنة االقتصاد الوطني ‪.‬حيث يندرج اإلشهاد على المطابقة ضمن مسعى الجودة المتبع في مجال‬
‫التقييس‪ ،‬علما أن الجودة الرفيعة تمكن المنتوج الصناعي من مقاومة المنافسة الشديدة ‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫السوق المحلي أو السوق العالمي‪ ،‬وكذلك باعتبار أن الجودة تشكل الحماية الوحيدة والرئيسية ألي منتوج‪ ،‬خاصة‬
‫بعد تفكيك الرسوم الجمركية الذي يسري تدريجيا ‪ ،‬بعد تطبيق اتفاق الش اركة مع اإلتحاد األوروبي‪ ،‬و االنضمام‬
‫المرتقب إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬فمن الناحية التقنية فإن حصول المؤسسة الصناعية على إحدى الشهادات‬
‫من فئات "ايزو ‪( "9.000‬لمنظومة الجودة )‪ ،‬أو "ايزو ‪( "81.000‬لحماية البيئة ) يعني الدليل على أن‬
‫المؤسسة تملك منظومة تسيير وضمان الجودة مطابقة لمتطلبات وشروط متفق عليها عالميا ومدونة في مرجعية‬
‫مميزة ‪.‬‬
‫إن هذا اإلشهاد يستجيب لحاجة المؤسسة في التمتع بثقة المتعاملين معها‪ ،‬من أجل تثبيت تعامالتها ورفع‬
‫حجم مبيعاتها‪ ،‬والثقة البد أن تتوفر لدى زبائنها ومورديها على حد سواء‪ .‬كما تعتبر هذه الثقة عامال هاما‬
‫لالندماجاالقتصادي‪ ،‬لذا ووعيا من و ازرة الصناعة واعادة الهيكلة قامت بوضع برنامج لمرافقة المؤسسات سنة‬
‫‪ 5000‬يهدف إلى تنمية أو تطوير منظومة وطنية للتقييس لتدعيم ومرافقة المؤسسات الراغبة في الحصول على‬
‫شهادات " اإليزو“‪ .‬وقد رصد لتطبيق هذا البرنامج مبلغ يقدر ب ‪ 200‬مليون دينار جزائري وتبين الحصيلة‬
‫التالية لسنة ‪ 5002‬نتائج المجهودات التي تبدل لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪ -1‬قوريش نصيرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.808-800‬‬


‫‪-2‬نعيم إلهام‪ ،‬استخدام نموذج البرمجة باألهداف في نمدجة النظم الصناعية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.81-80‬‬

‫‪51‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فقد تحصلت ‪ 828‬مؤسسة عمومية وخاصة على شهادات اإليزو ‪ 9000‬وست مؤسسات على اإليزو‪81.000‬‬
‫بينما يوجد ‪ 2‬مؤسسات في طريقها للحصول على اإليزو ‪ 55000‬المتعلقة بضمان المنتجات الغذائية‪.‬‬
‫كما تم تكوين ‪ 00‬مدققا للجودة بالمعهد الوطني لإلنتاجية و التنمية الصناعية ببومرداس الذي هو تحت وصاية‬
‫و ازرة الصناعة المتخصص في تكوين ورسكلة اإلطارات ‪.‬‬
‫غير أن هذه النتائج تظل محدودة للغاية فالجزائر التتعدى ملكيتها لعدد محدود جدا من الشهادات للنوعين‬
‫في حين تمتلك الدول المتقدمة عشرات اآلالف منها‪،‬وهذا ما يجعل الجزائر مجبرة على بذل مجهودات استثمارية‬
‫أكبر إلنتاج سلعا ذات جودة وفق المواصفات الدولية‪ ،‬إذا أرادتاالستفادة من سياساتها الخاصة باالنفتاح‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-4‬تطوير العنصر البشري‬
‫إن االستراتيجية الصناعية تعتبر تطوير العامل البشري أساس نجاح كل سياسة صناعية باعتباره عامال‬
‫مشجعا المتصاص التكنولوجيا وعصرنة الصناعات‪ ،‬ال طالما عانت الجزائر من ‪:‬‬
‫‪ -‬عج از في مجال التأطير الصناعي سواء على مستوى التسيير أو التحكم في التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬نظام تكوين ليس بإمكانه االستجابة بفعالية الحتياجات العمال المؤهلين في الصناعة ‪.‬‬
‫وقصد التكفل بمتطلبات القطاع يتعين ‪:‬‬
‫‪-‬تكثيف العرض في مجال التكوين المؤهل السيما من خالل استحداث مدارس تكوين المهندسين‬
‫والتقنيين الساميين في القطاعات الصناعية الكبرى‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع قنوات التكوين ( إشراك كافة الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين )‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام جديد خاص بالمساعدات العمومية لعروض التكوين ( مساعدات وقروض الضرائب )‪.‬‬
‫‪ -‬مطابقة التأهيالت مع احتياجات السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬تثمين أرس المال البشري ( سياسة األجور والظروف االجتماعية للعمل واإلطار المعيشي )‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مراكز التعليم والتمهين التكنولوجي من اجل تعليم مهني موجه نحو المهن الخاصة باإلضافة إلى إنشاء‬
‫لجنة دولة من أجل العلم و التكنولوجيا ووكالة لترقية التجديد الصناعي‪ ،‬وو ازرة منتدبة مكلفة بالعلوم والتكنولوجيا‬
‫ووضع جهاز تشريعي ينظم تثمين األفكار المجددة‪ ،‬وترويجها على السوق وتجميد الوسائل العمومية للمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وتقديم المساعدات للقطاعات العمومية والخاصة للدعم مالي مباشر لكل مشروع تنموي‬

‫‪ -1‬نعيم إلهام‪ ،‬إستخدام نمودج البرمجة باألهداف في نمدجة النظم الصناعية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.82-82‬‬

‫‪52‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نموذجي من خالل إقامة صندوق مستقل لتمويل النماذج واجراءات تحفيزية أخرى ووضع سياسة "الذكاء‬
‫االقتصادي" بصيغة التسيير وجمع المعلومة وتحليلها وتفسيرها قبل اتخاذ الق اررات ‪.‬‬
‫‪-‬كما يتم في مجال البحث والتنمية تمويل المخابر وقدرات البحث‪ ،‬وترقية تنقل الباحثين والمهندسين من وفي‬
‫اتجاه عالم المؤسسة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مشاكل القطاع الصناعي في الجزائر‬
‫إن القطاع الصناعي الجزائري يتوفر على قدرات بالرغم من ضعف نسبة النمو فيه وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪-‬قاعدة صناعية متنوعة‪ ،‬حوالي ‪ 8000‬وحدة متوسطة وكبيرة الحجم عاملة في أهم فروع نشاط تكنولوجيات‬
‫الصناعة العصرية‪ ،‬وتوزيع جغرافي لصناعة متوازنةنسبيا‪ ،‬وقطاع خاص ناشئ‪.‬‬
‫‪-‬تتوفر أغلب المدن الكبرى على مواقع صناعية‪ ،‬نسيج صناعي مترابط لكن بطريقة غير متكاملة‪.‬وبالرغم من‬
‫وجود هذه الميزات في قطاع الصناعي الجزائريلكن وجب اإلشارةإلى جملةالمشاكل والمعوقات التي تواجهه‪ ،‬والتي‬
‫حالت دون تطويره ونموه‪ ،‬وبالتالي أدت إلى زيادة ارتباطه بالعالم الخارجي في استيراد كل ماهو متعلق بهذا‬
‫القطاع وتعميق تبعيته له‪ ،‬ويمكن عرض المشاكل والمعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي الجزائري‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬المشاكل المتعلقة بالمعدات واآلالت‬
‫يواجه القطاع الصناعي انخفاض في نسبة الكفاءة اإلنتاجية من جانب وارتفاع تكلفة اإلنتاج من جانب‬
‫آخر‪،‬كون معظم اآلالت والمعدات المستخدمة في المصانع إما قديمة أو متخلفة تكنولوجيا‪ ،‬مما يترتب على ذلك‬
‫تعطلها في كثير من األحيان‪ ،‬األمر الذي يزيد من تكلفة الصيانة‪ ،‬كما يواجه القطاع الصناعي أيضا استعمال‬
‫قدرات إنتاج ضعيفة وهشة‪ ،‬وهذا يدل على أن اإلنتاج الوطني ال يستجيب لمقاييس النوعية المطلوبة ويحمل‬
‫‪1‬‬
‫بصعوبة متزايد عبئ المنافسة بسبب االستثمارات والتأهيل والعصرنة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم مالئمة مواقع المصانع‬
‫إن مواقع اإلنتاج لمعظم المؤسسات الصناعية الجزائرية تقع داخل المدن الكبرى وخاصة في المناطق‬
‫الساحلية للبالد‪ ،‬وهي موزعة ومشتتة في المناطق التجارية والسكنية وهذا يؤدي بنا إلى التفكير بشكل جدي‬
‫‪2‬‬
‫إلنشاء المناطق الصناعية إلعادة التوطن الصناعي في مواقع خارج التجمعات السكانية ‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى بودرامة‪ ،‬الطيب قصاص‪ ،‬المشاكل التي تواجه القطاع الصناعي بالجزائر‪ ،‬مجلة رؤى االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،5088 ،85‬ص‬
‫‪.505‬‬
‫‪ -2‬ساعو باية‪ ،‬القطاع الصناعي الجزائري المشاكل والحلول‪ ،‬مجلة المعارف‪ ،‬العدد‪ ،55‬جوان ‪،5088‬ص‪.10‬‬

‫‪53‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬مشاكل متعلقة بالخدمات‬


‫يواجه القطاع الصناعي مشاكل تتعلق بالخدمات الضرورية‪ ،‬والتي ال غنى عنها كالمياه والكهرباء والمجاري‪،‬‬
‫باإلضافة إلى االتصاالت والنقل‪ .‬وكل هذه الخدمات أصبحت ضرورية للنهوض بالقطاع الصناعي‪ ،‬كما تواجه‬
‫أيضا بعض المصانع مشكلةاختيار طريقة تصريف منتجاتها والتوصل إلى أفضل قناة توزيع تحقق لها ماتريد‬
‫‪1‬‬
‫من أهداف‪ ،‬وهو ماتتكلف به الوظيفة التسويقية‪.‬‬
‫‪ -4‬مشاكل العقارات الصناعية‬
‫ويرجع هذا بالخصوص لعدم كفاية األراضي في المناطق الصناعيةباإلضافةالرتفاع أسعارها‪ ،‬كما أن غياب‬
‫سوق عقاري فعال أدى لوجود الكثير من المضارات حول العقار الصناعي وصعوبة التأكيد من ملكيته‬
‫‪2‬‬
‫الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -5‬مشاكل تتعلق بنقص التمويل‬
‫يواجه الجهاز اإلنتاجي صعوبات إيجاد مصادر التمويل وهذا نتيجة لغياب جهاز مصرفي قادر على‬
‫تمويل إقامة صناعات جديدة وصناعات قائمة‪ ،‬وبالتالي حرم القطاع الصناعي من مصدر هام ورئيسي‬
‫لتنميته‪.‬قد نتج عن ذلك اعتماد المؤسسات على التمويل الذاتي مما ترتب عليها قلة حجم االستثمارات في هذا‬
‫‪3‬‬
‫القطاع وصغر حجم المصانع التي تم إنشاؤها‪.‬‬
‫‪ -6‬المشاكل المتعلقة بالمواد الخام‬
‫ارتفاع أسعار ال مواد األولية بحكم االنخفاض القوي للعملة الوطنية وكذلك لجوء بعض فروع الصناعة إلى‬
‫‪4‬‬
‫االعتماد على السوق األجنبية في استيراد بعض من المواد الخام‪.‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬بن مسعود عطا اهلل‪ ،‬النمو االقتصادي وعالقته بنمو القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬دراسة قياسية للفترة ‪ ،2115-1991‬مجلة رؤى‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،5082 ،80‬ص‪.99‬‬
‫‪ -3‬ساعو باية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبدوس‪ ،‬تقييم تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر دراسة مقارنة مع بعض دول المغرب العربي الكبير‪ ،‬مجلة الباحث‪،‬‬
‫‪ ،5080‬ص‪.12‬‬

‫‪54‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -9‬مشاكل متعلقة بالتسويق‬


‫تعتبر مشاكل التسويق من أبرز المشاكل والمعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي سواء على‬
‫المستوى الوطني أو الدولي من خالل تسويق وتصدير المنتجات المصنعة ومن أهم المعوقات المرتبطة بالتسويق‬
‫‪1‬‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬صغر حجم السوق المحلية وعجزها عن استيعاب اإلنتاج المحلي مع تدهور الوضع المعيشي والمالي‬
‫للمستهلكين وبالنظر إلى وضعية الطلب الحقيقي‪ ،‬وقدرة المؤسسات الصناعية على التكيف مع المعطيات‬
‫الجديدة للسوق بالنسبة إلى تشكيلة المادة التي تصنعها ومع المحيط الجديد لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬المنافسة غير العادلة وغير المتكافئة بين منتجات الصناعة المحلية وبين منتجات الصناعة األجنبية حيث‬
‫فتحت السوق الجزائرية على مصراعيها للسلع والمنتجات األجنبية التي تدخل بدون أية قيود زعما أن الجزائر‬
‫تتبع اقتصاد السوق الحر‪.‬‬
‫‪ -8‬مشاكل تتعلق بالخبرة الفنية وغياب التنظيم والتخطيط الصناعي‬
‫من الواضح أن الخبرة الفنية والتقدم التقني ضروري لمواكبة مدى التقدم الذي يحدث في مجاالت اإلنتاج‬
‫والتي تمكن من خاللها استيراد ونقل التكنولوجيا وزيادة الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى نقص مؤسسات‬
‫التعليم التقني والتطبيقي والمعاهد الفنية المتخصصة التي كان يمكناالعتماد عليها في تخريج العمالة المدربة‬
‫الالزمة لمواكبة التقدم التقني والفني الالزم لتطوير القطاع الصناعي‪ ،‬وكذا ضعف التعاون مابين مراكز البحث‬
‫والتطوير والجامعات ‪ ،‬وهذا باإلضافة إلى غياب التنسيق والتطوير بين المؤسسات الصناعية وغياب التخطيط‬
‫الصناعي الضروري النطالقة حقيقية وصحيحة للقطاع الصناعي الجزائري ضف إلى ذلك نقص في مجال‬
‫القدرات التسييرية لطواقم المؤسسات الصناعية ‪ ،‬حيث أكد الدليل المنهجي حول إعادة الهيكلة و تأهيل‬
‫المؤسسات الذي اعدته و ازرة الصناعة بالتعاون مع المنظمة المتحدة للتنمية الصناعية (جانفي ‪ )5000‬أن‬
‫المشاكل المرتبطة بالتسيير و التنظيم تعد من بين األسباب األولى التي تكبح التشغيل التقني الجيد للمؤسسة‬
‫‪2‬‬
‫بشكل عام ‪.‬‬
‫‪-9‬ارتفاع كلفة اإلنتاج وعدم االهتمام بالنوعية‬
‫تتميز الصناعة الجزائرية بشكل عام بارتفاع كلفة منتجاتها عن مثيالتها في السوق العالمية وحتى المنتجات‬
‫المشابهة لها في الدول النامية‪ ،‬ومنها الدول العربية‪ ،‬وهذا ما يشكل عقبة صعبة أمام وصولها إلى األسواق‬

‫‪ -1‬بوخاري سمية‪ ،‬واقع القطاع الصناعي في الجزائر المشاكل والحلول‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار‬
‫تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 08-02‬نوفمبر ‪ ،5081‬ص ‪.09-01‬‬
‫‪ -2‬مصطفى بودرامة‪ ،‬الطيب قصاص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.502‬‬

‫‪55‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخارجية‪ ،‬بل وحتى المنافسة في سوقها الداخلية‪ ،‬وتعود التكلفة المرتفعة للمنتجات الصناعية الجزائرية إلى عدة‬
‫‪1‬‬
‫أسباب أهمها‪:‬‬
‫‪-‬عدم التمكن من استخدام كامل الطاقات اإلنتاجية المتاحة‪ ،‬حيث تصل نسبة االستخدام إلى أقل من النصف‬
‫في بعض المؤسسات الصناعية ‪.‬‬
‫‪-‬اختيار أحجام غير مالئمة للمؤسسات الصناعية بخاصة في القطاع العام‪.‬‬
‫‪-‬اإلنتاجية الضعيفة للعمالة‪.‬‬
‫‪-‬االرتفاع المصطنع في أسعار بعض المواد األولية الداخلة في العملية الصناعية نتيجة سياسة األسعار ‪.‬‬
‫إضافة لذلك تعتبر العملية الصناعية عملية كمية‪ ،‬وليست عملية نوعية‪ ،‬أي أنها تركز اهتمامها على‬
‫اإلنتاج الكمي مع إهمال النوعية أو إلى اهتمام ضعيف بنوعية المنتوج‪ ،‬والعمل على تطويره بما يتفق مع تطور‬
‫أذواق المستهلكين‪ ،‬فالعالم يشهد تغيي ار هائالومتسارعا في تطوير اإلنتاج ومواصفاته‪ ،‬وال تزال مسألة التكلفة‬
‫والنوعية قائمة وتشكل أحد أهم التحديات التي تقف أمامها الصناعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -9‬ضعف خدمات الدعم والتدريب وتكوين الكوادر البشرية‬
‫تعاني المشاريع الصغيرة والمتوسطة من مشكلة الوصول إلى الخدمات واالئتمان‪ ،‬والمعلومات وأسواق‬
‫التكنولوجيا يعكس المشاريع الكبيرة‪ ،‬والواقع أن مقدمي الخدمات يجدون التعامل مع عدد قليل من العمالء الكبار‬
‫أيسر وأرخص من أعداد كبيرة من المشاريع الصغيرة‪ ،‬ألن تكلفة تنفيذ العقود ال تتغير مع حجم العقد‪ ،‬ويجد‬
‫معظم منظمي الدورات التدريبية صعوبة في الوصول إلى أصحاب المشاريع الصغيرة‪ ،‬ومعظم برامج هؤالء‬
‫موجهة إلى الشركات المتوسطة والصغيرة‪ ،‬رغم أنها يروجونها على أنها موجهة لمشاريع صغيرة ومتوسطة‬
‫الحج م‪ ،‬وعلى الرغم من محاوالت عدد من البلدان العربية تطوير مناهج التعليم وتحديث أساليب تعليم العلوم‬
‫وقيام معظم البلدان العربية بإحداث مؤسسات تهدف إلى توطين التعليم ما بعد الجامعي‪ ،‬فإن كثي ار من‬

‫المشكالت األساسية مازالت تعترض العمل المثمر في نطاق نشر المعارفالعلمية واعداد األطر‪ ،‬وتبرز‬

‫الدراسات أو مناهج التدريب تتركز أساسا في الحقول التقليدية وأن العالقات بين الجامعات والمعاهد من ناحية‬
‫والجهات المستفيدة من جهة ثانية هي عالقة ضعيفة جدا‪ ،‬وأن منظومة التعليم تفتقر إلى المرونة الالزمة التي‬
‫تقتضيها حاجات التطور العلمي والثقافي السريع من القوى البشرية الكفؤة ورفع مستوى هذه القوى واعادة تأهيلها‪.‬‬
‫إذ يرجع ضعف الموارد البشرية في الجزائر إلى عدم مالئمة منظومة التربية مع حاجيات تنمية ثقافة الريادة‬
‫والمبادرة في أوساط الشباب‪ ،‬كما يعاني سوق العمل من قلة الكوادر المؤهلة لتمكين المؤسسات من مواكبة‬

‫‪ -1‬زوزي محمد‪ ،‬استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،5080 ،01‬ص‪.888‬‬

‫‪56‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التطورات العالمية وتحسين طرق التسيير والتدبير والتسويق واستعمال المعلومات الحديثة وتوظيف التكنولوجيا‬
‫كثيفة المعرفة‪ .‬وغالبا ما يتم إعداد برامج التدريب دون بذل أية محاولة جادة من أجل التعرف على المشاكل التي‬
‫تقف في وجه مالكي مؤسسات الصناعة أو التي تلبي احتياجاتهم الفعلية‪ ،‬وفي غالب األحيان‪ ،‬يتم التدريب بنفس‬
‫أسلوب طلبة الجامعات‪ ،‬أو يكون بنفس طريقة التدريب التي يتلقاها أصحاب المؤسسات الكبيرة‪ ،‬لكن هناك بداية‬
‫‪1‬‬
‫وعي لدى مؤسسات الدعم بأهمية تقييم االحتياجات مسبقا للمستفيدين من التدريب‪.‬‬
‫‪ -11‬ضعف التعاون والتكامل بين المؤسسات الصناعية‬
‫ضعف درجة االندماج ما بين الفروع وكذا التنمية الضعيفة لنشاطات المقاوالت من الباطن‪ ،‬إذ نجد تبعية‬
‫اتجاه األسواق الخارجية قصد ضمان التموين بالمدخالت والتجهيزات‪ ،‬كما نجد هناك العديدمن العوائق التي‬
‫تحول دون قيام شبكات وشركات بين المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وتعاونها فيما بينها‬
‫وباستثناءات قليلة‪ ،‬فإن الصناعات الجزائرية مبعثرة جغرافيا و قطاعيا ‪ ،‬ومن النادر أن نجد تحي از لشركات‬
‫صغيرة في موقع واحد أو على أساس قطاعي وهناك العديد من المناطق الصناعية في الجزائر‪ ،‬لكن الشركات‬
‫القائمة في تلك المناطق التتعاون فيما بينها ‪ ،‬ورغم ذلك يتم أحيانا تجميع عدد صغيرمن المشاريع قطاعيا في‬
‫منطقة واحدة وعنده ينشأ قدر صغير من التعاون بين هذه الشركات‪ ،‬إال ان التنافس هو العامل السائد بين تلك‬
‫الشركات و الثقة بين مالكي تلك الصناعات ضعيفة نسبيا ‪ ،‬وهناك عدد قليل اتحادات األعمال‪ ،‬السيما تلك التي‬
‫تمثل مصالح الصناعات الصغيرة‪ .‬ولكن معظم هذه االتحادات غير قائمة على أساس قطاعي والصناعات‬
‫منعزلة عموما‪ ،‬وتقتصر أسواقها على المنطقة الموجودة فيها‪ .‬وهي منعزلة أيضا فيما يتعلق بتوافر معلومات عن‬
‫المنافسين والموردين والتكنولوجيا الجديدة وأسواق التصدير‪ ،‬والمشكلة الرئيسة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي‬
‫‪2‬‬
‫في االنعزال وليس الحجم ‪.‬‬

‫‪ -1‬مسعودي محمد‪ ،‬تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر واقع وحلول‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬المجلد ‪،08‬‬
‫العدد‪ ،09‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬بوخاري سمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪57‬‬
‫القطاع الصناعي في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‬
‫يعد قطاع الصناعة ركيزة هامة من ركائز التنمية الطويلة المدى في االقتصاد‪ ،‬وكأحد أهم قطاعات تنويع‬
‫مصادر الدخل القومي‪ ،‬حيث يعتبر القطاع الصناعي العمود الفقري لالقتصاد الوطني ومحركا أساسيا في تنميته‬
‫وتطويره‪.‬‬
‫ونظ ار لألهمية البالغة لهذا القطاع فإن السلطات الجزائرية سعت جاهدة مند االستقالل والى يومنا هذا من‬
‫أجل تطويره‪ ،‬وذلك من خالل اإلصالحات المتعاقبة من فترة إلى أخرى واتباع سياسات متعددة إلنعاشه وترقيته‪.‬‬
‫إال أنه ولألسف تبين للدولة الجزائرية بأن القطاع الصناعي بشقيه العام والخاص لم يستفد بالشكل الذي كان‬
‫مأموال به‪ ،‬لكونه كان يعاني من مشاكل سببت عائقا في تنميته مما تطلب من الدولة الجزائرية البحث عن حلول‬
‫جديدة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم والنهوض بالقطاع الصناعي‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان‬
‫المدفوعات خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وضعية ميزان المدفوعات خالل الفترة ‪.0202-0222‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر‪,‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات وآفاقه‪.‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫تعتبر الصناعة عنص ار هاما في عملية بناء االقتصاد الوطني وتحقيق االستقالل االقتصادي‪ ،‬وأهم ما يميز‬
‫القطاع الصناعي هو ارتفاع اإلنتاجية مقارنة ببقية القطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬كما أن الصناعة التحويلية‬
‫تساهم بشكل كبير في إحالل الواردات وتنمية الصادرات وتنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من العمالت‬
‫األجنبية وتحسين ميزان المدفوعات‪ ،‬ولكن بدون امتالك قاعدة صناعية قوية مبنية على استخدام األساليب‬
‫التكنولوجية الحديثة في اإلنتاج الصناعي وتقديم منتجات صناعية وفق متطلبات الجودة العالية‪ ،‬ال يمكن‬
‫القضاء على التخلف االقتصادي وتحقيق التنمية‪ ،‬كما أن االعتماد على قطاع المحروقات كمصدر وحيد لتراكم‬
‫رؤوس األموال يجعل اقتصادنا مرهون بمستويات إنتاج النفط وبتطور األسعار في األسواق الدولية‪ ،‬كما يجعله‬
‫أكثر هشاشة وشديد التأثر بالصدمات والتقلبات االقتصادية الحاصلة على المستوى الدولي‪.‬‬
‫ونظ ار لألزمة االقتصادية الناتجة عن انهيار أسعار البترول بسبب التبعية الكبيرة لالقتصاد الوطني لقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬دفع بالجزائر إلى اتباع نموذج اقتصادي جديد يعتمد على وقف اعتماد البلد على النفط‪ ،‬وجعل‬
‫الميزانية في خدمة النمو‪ ،‬مع وضع قاعدة صناعية وانتاجية‪ ،‬واالنفتاح على األسواق الخارجية من أجل تصدير‬
‫المنتجات والخدمات الجزائرية‪ ،‬والعمل على تقليل االستيراد‪ ،‬من أجل تحسين الميزان التجاري وميزان المدفوعات‬
‫وتوفير النقذ األجنبي الالزم لعملية التنمية االقتصادية‪ ،‬ولذلك تم تقسيم هذا الفصل إلى المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وضعية ميزان المدفوعات الجزائري (‪.)0202-0222‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر (‪.)0202-0222‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات(‪.)0202-0222‬‬

‫‪06‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬وضعية ميزان المدفوعات الجزائري(‪)0202-0222‬‬


‫يعرف ميزان المدفوعات الجزائري بأنه السجل اإلجمالي التي تدون به كل العمليات مع العالم الخارجي‪ ،‬وال‬
‫يختلف ميزان المدفوعات الجزائري في هيكله عن غيره من موازين مدفوعات باقي الدول إال من حيث مايعكسه‬
‫من وضع إقتصادي خاص بالجزائر وسنتطرق في هذا المبحث إلى كل من خصائص ميزان المدفوعات‬
‫الجزائري مشاكل التنبؤ به وتطوره‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خصائص ميزان المدفوعات الجزائري‬
‫يتميز ميزان مدفوعات الجزائري بعدة خصائص سلبية متكاملة ومتفاوتة فيما بينها‪ ،‬منها ماهو ناتج عن‬
‫عملية تطور تاريخي طويل ومعقد أدى االستعمار دو ار أساسيا في تكوينها‪ ،‬وتبرز الخصائص الموروثة عن‬
‫الوضع االستعماري في‪:‬‬
‫‪ -‬التخلف االقتصادي وتشوه البنية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬التبعية االقتصادية للدول المتقدمة‪.‬‬
‫ومنها ماهو ناتج عن العالقات االقتصادية العالمية الحالية غير متكافئة بين الدول الصناعية الكبرى والدول‬
‫‪1‬‬
‫النامية ومنها الجزائر‪ ،‬والتي يمكن إبرازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬عدم استقرار أسعار الصادرات‬
‫تعتبر الجزائر من الدول أحادية التصدير حيث تمثل المحروقات نسبة تفوق ‪ % 22‬من صادراتها‪ ،‬وبالتالي‬
‫تطرح مشكالت خاصة فيما يتعلق بعدم استقرار أسعارها‪ ،‬وكلما كانت أسعار المحروقات أكثر تعرضا لتقلبات‬
‫األسعار زاد احتمال تعرض ميزان المدفوعات للعجز‪ ،‬مما يستوجب على الدولة تكوين احتياطاتها دولية أكبر‬
‫حتى ولو تمتعت الصادرات بدرجة عالية من االستقرار‪ ،‬وال تقف خطورة تقلبات أسعار الصادرات على ظهور‬
‫العجز في ميزان المدفوعات فحسب بل يمتد ذلك إلى عدة متغيرات اقتصادية هامة كمستوى الدخل ومستوى‬
‫التشغيل واالستهالك واالدخار واالستثمار وعلى حصيلة الضرائب‪ ،‬إضافة على تأثير ذلك إلى عدة متغيرات‬
‫اقتصادية هامة كمستوى الدخل ومستوى التشغيل واالستهالك واالدخار واالستثمار وعلى حصيلة الضرائب‬
‫إضافة على تأثير ذلك على طاقة الدولة في االستيراد‪ ،‬إذ تتوقف قدرة الدولة على االستيراد في المدى الطويل‬

‫‪ -1‬أميرة بوقطة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على ميزان المدفوعات دراسة تحليلية لحالة الجزائر ‪ ،0202-0222‬مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.72-76‬‬

‫‪61‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫على قدرتها على التصدير‪ ،‬كما يؤثر تقلب حصيلة الصادرات على ميزان المدفوعات‪ ،‬فلما يفوق تيار خروج‬
‫األموال لالستثمار في الخارج لفترة ما تيار دخول عوائد االستثمار بالخارج فإن هذا يشكل ضغظا عليه‪.‬‬
‫‪-0‬انخفاض معدل التبادل الدولي‬
‫يعرف معدل التبادل الدولي على أنه النسبة بين أسعار الصادرات وأسعار الواردات ويمكن تلخيص أسباب‬
‫تدهور معدل التبادل الدولي للدول النامية عموما فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مرونة الطلب على السلع األولية(صادرات الدول النامية)‪.‬‬
‫‪ -‬المنافسة الشديدة بين صادرات الدول النامية نتيجة تماثلها‪ ،‬مما يؤدي بالضرورة إلى انخفاض أسعارها‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف هيكل السوق المالي للسلع األولية والسلع الصناعية‪ ،‬حيث أن سوق السلع األولية عالي المنافسة مما‬
‫يؤدي في الحال إلى انخفاض األسعار بخالف سوق السلع الصناعية األقل تنافسية ومن ثم بمقدور المنتجين‬
‫مقرري األسعار مقاومة ذلك الضغط التنازلي لألسعار‪.‬‬
‫ومن هنا فإن تدهور معدل التبادل الدولي لغير صالح الدول النامية يمثل أحد القوانين االقتصادية الموضوعة‬
‫في عالقات التبادل الدولي الالمكافئ في االقتصاد الرأسمالي العالمي بين الدول النامية والدول المتقدمة والذي‬
‫يتسنى من خالله استغالل ثروات الدول النامية وتعرض موازين مدفوعاتها الختالل مستمر‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف القاعدة اإلنتاجية‬
‫تتميز القاعدة االنتاجية في الدول النامية عامة بعدم التنوع واألحادية في العديد منها مثل الجزائر‪ ،‬مما يجعل‬
‫هذه االقتصاديات عرضة لتقلبات أسعار صادراتها‪ ،‬وبالتالي ضعف قدرتها التنافسية سواء في السوق الداخلي أو‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ويترجم ضعف أداء القطاع الصناعي عدة أمور منها الصناعات االستخراجية عليه‪ ،‬وهي صناعات ترتكز على‬
‫المواد األولية مما يجعل أداء هذا القطاع مرتبط بالتطورات في األسعار والطلب العالمين على هذه المواد‪ ،‬وهكذا‬
‫فإن إنتاجية الجزائر تعتبر ضعيفة‪ ،‬أما بالنسبة للقطاع الزراعي فهو يشبه القطاع الصناعي في تذبذبه الملحوظ‬
‫في أدائه واالنخفاض الكبير في معدالت اإلنتاجية فيه مقارنة بالمعدالت العالمية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطور ميزان المدفوعات الجزائري خالل الفترة ‪(0202 -0222‬‬
‫ذكرنا سابقا أن ميزان المدفوعات هو السجل اإلجمالي الذي تدون به كل العمليات مع العالم الخارجي وهو‬
‫ما يكرس العالقة الوثيقة بينه وبين القطاع الصناعي باعتباره هذا األخير من اآلليات البالغة األهمية في التأثير‬
‫على وضعية ميزان المدفوعات وهو ما حتم علينا معرفة التطورات التي عرفها ميزان المدفوعات في فترة‬
‫الدراسة(‪.)0202-0222‬‬
‫‪ -0‬تطور رصيد الميزان التجاري‬
‫يعتبر حساب الميزان التجاري أهم بنود ميزان المدفوعات ألنه يسجل حركة السلع والخدمات (الصادرات‬
‫والواردات) التي تمثل أهم العالقات االقتصادية الخارجية ألي دولة‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)0-3‬تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪45.18‬‬ ‫‪78.59‬‬ ‫‪60.59‬‬ ‫‪54.74‬‬ ‫‪46.33‬‬ ‫‪32.22‬‬ ‫‪24.46‬‬ ‫‪18.71‬‬ ‫‪19.09‬‬ ‫‪21.65‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪-37.40 -37.99 -26.35 -20.68 -19.86 -17.95 -13.32 -12.01‬‬ ‫‪-9.48‬‬ ‫‪-9.35‬‬ ‫الواردات‬
‫التجا‬ ‫الميزان‬ ‫رصيد‬
‫‪6.67‬‬ ‫‪22.72‬‬ ‫‪22.02‬‬ ‫‪22.27‬‬ ‫‪07.26‬‬ ‫‪02.06‬‬ ‫‪00.07‬‬ ‫‪7.60‬‬ ‫‪2.70‬‬ ‫‪00.22‬‬
‫التجاري‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪34.99‬‬ ‫‪41.11‬‬ ‫‪34.56‬‬ ‫‪29.30‬‬ ‫‪34.56‬‬ ‫‪60.12‬‬ ‫‪64.86‬‬ ‫‪71.73‬‬ ‫‪72.88‬‬ ‫‪57.09‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪-44.63 -48.57 -48.98 -49.43 -52.64 -59.67 -54.98 -51.56 -46.92 -38.88‬‬ ‫الواردات‬
‫التجا‬ ‫الميزان‬ ‫رصيد‬
‫‪-9.64‬‬ ‫‪-7.46 -14.42 -20.13 -18.08‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫‪02.06‬‬ ‫‪09.27‬‬ ‫‪07.02‬‬
‫التجاري‬

‫المصدر‪:‬من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات‪:‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقارير السنوية‪،‬‬

‫‪.0202-0222‬‬

‫الميزان التجاري سجل فائضا مستمر منذ بداية سنة ‪ 0222‬إلى غاية ‪ ،0227‬بينما سجلت سنة ‪0220‬‬
‫و‪ 0220‬تناقصا في حصيلة الصادرات الجزائرية‪ ،‬وذلك بسبب تارجع الصاد ارت النفطية‪ ،‬نتيجة انخفاض سعر‬
‫البرميل من النفط (بلغ المتوسط السنوي ألسعار البترول ‪ 07.9‬دوالر للبرميل سنة ‪ ،0222‬و‪ 02.79‬دوالر‬
‫للبرميل ‪ ،0220‬ليعود االرتفاع سنة ‪ 0220‬ويصل إلى ‪ 09.02‬دوالر‪ ،‬مما انعكس على الصادرات والميزان‬
‫التجاري‪ ،‬فالتحسن في قيمة الصادرات تتحكم فيه إلى حد كبير أسعار المحروقات‪ .‬هذه األخيرة عرفت عدم‬
‫استقرار في البداية‪ ،‬ومع االرتفاع التدريجي ألسعار البترول إلى متوسط سنوي ‪ 22.02‬دوالر أمريكي سنة‬
‫‪ ،0222‬وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة الصاد ارت التي وصلت إلى ‪ 20.00‬مليار دوالر‪ ،‬واستمر التزايد إلى‬

‫‪63‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫غاية ‪ 0222‬لتعرف قيمة الصادرات تراجع إلى بنسبة ‪ %20.7‬بسبب األزمة المالية العالمية ‪ ،0227‬لتعاود‬
‫قيمة الصادرات االرتفاع بسبب عودة األسعار لتصاعد إلى غاية األزمة البترولية ‪ ،0202‬حيث تراجعت أسعار‬
‫البترول في منتصف العام بنسبة ‪ %62‬من قيمتها مسببتا أول تراجع للصادرات منذ ‪ ،0227‬مع حلول عام‬
‫‪ 0209‬زاد التراجع انخفضت بنسبة ‪ %26.0‬لينعكس بشكل كبير على الصادرات حيث تراجع الصادرات‬
‫بنسبة ‪ ،%20.9‬فصادرات الجزائر لديها ارتباط كبيرة بتقلبات أسعار البترول‪.‬‬
‫أما الواردات فقد عرفت نموا تدريجيا وسريعة خالل الفترة من ‪ 0222‬إلى غاية ‪ ،0227‬حيث ارتفعت خالل هذه‬
‫الفترة بنسبة ‪ ،%227.2‬وكان لزيادة االحتياطات أثر كبير في نمو الواردات بهذا الحجم‪ ،‬وبعد األزمة المالية‬
‫العالمية ‪ 0227‬شهدت الواردات الجزائرية واصلت الواردات في االرتفاع المستمر بمعدل كبير لغاية ‪0202‬‬
‫حيث سجل أعلى قيمة للواردات الجزائرية بـ ـ ‪ 92.7‬مليار دوالر أمريكي وبعد انخفاض موارد الدولة جراء انهيار‬
‫أسعار النفط منتصف سنة ‪،0202‬اتخذت الجازئر مجموعة من اإلجراءات بهدف ترشيد اإلنفاق العام والمحافظة‬
‫على التوازن الخارجي منها تقليص فاتورة االستي ارـد‪ ،‬إذ بدأت الواردات في االنخفاض منذ سنة ‪ ،0209‬فيما‬
‫يخص الواردات الجازئرية فإن المنتجات الصناعية أو التجهيزات الصناعية تحتل صدارة الواردات بما قيمته ‪2.0‬‬
‫مليار دوالر تليها المنتجات النصف مصنعة تقدر ب ـ ـ‪0.2‬مليار دوالر ثم بعدها المنتجات الغذائية بقيمة ‪0.0‬‬
‫مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)0-3‬تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬
‫الصادرات‬
‫‪20‬‬
‫الواردات‬
‫‪0‬‬
‫الميزان التجاري‬
‫‪2015‬‬

‫‪2018‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬

‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬

‫‪2019‬‬

‫‪-20‬‬

‫‪-40‬‬

‫‪-60‬‬

‫‪-80‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالبتان اعتمادا على الجدول‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬تطور حساب رأس المال‬


‫يعتبر الحساب الرأسمالي ثاني أهم مكونات ميزان المدفوعات‪ ،‬كونه يمثل صافي الحركات الخاصة برؤوس‬
‫األموال والجدول التالي يبين تطور حساب رأس المال في الجزائر في فترة الدراسة‪.‬‬
‫الجدول(‪ :)3-3‬تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008 2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2.54‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫‪1.76‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫االستثمار األجنبي المباشر‬

‫‪1.51‬‬ ‫‪-0.43 -0.77 -11.89‬‬ ‫‪-3.05‬‬ ‫‪-2.23‬‬ ‫‪-1.38‬‬ ‫‪-1.32‬‬ ‫‪-1.99‬‬ ‫‪-1.92‬‬ ‫رأس المال الرسمي الصافي‬

‫قروض قصيرة األجل‬


‫‪-0.60‬‬ ‫‪0.64 -1.59‬‬ ‫‪-1.08‬‬ ‫‪-2.25‬‬ ‫‪-0.62‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫‪-0.36‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.18‬‬
‫صافي السهو والخطأ‬
‫‪3.45‬‬ ‫‪2.54 -0.99 -11.22‬‬ ‫‪-4 .24‬‬ ‫‪-1.87‬‬ ‫‪-1.37‬‬ ‫‪-0.71‬‬ ‫‪-0.87‬‬ ‫‪-1.36‬‬ ‫رصيد ميزان رأس المال‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018 2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬

‫‪1.30‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫‪-0.68‬‬ ‫‪1.52‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪2.04‬‬ ‫‪3.47‬‬ ‫االستثمار األجنبي المباشر‬

‫‪-0.07‬‬ ‫‪0.15 -0.06‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪-0.45‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪-0.38‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-1.08‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫رأس المال الرسمي الصافي‬

‫قروض قصيرة األجل‬


‫‪-1.77‬‬ ‫‪0.10 -0.85‬‬ ‫‪-2.39‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪-2.27‬‬ ‫‪-1.30‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪-0.43‬‬
‫صافي السهو والخطأ‬

‫‪0.18‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪-0.24‬‬ ‫‪3.39‬‬ ‫‪-0.96‬‬ ‫‪-0.36‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫رصيد ميزان رأس المال‬

‫من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات‪:‬بنك الجزائر‪ :‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقارير السنوية ‪.0202-0222‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫يظهر من خالل الجدول أعاله أن رصيد حساب رأس المال عرف عج از متواصال طوال الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 0222‬إلى ‪ ،0226‬وهو مايشكل داللة قوية على أن الجزائر كانت آنذاك دولة مستوردة لرؤوس األموال في‬
‫ظل اعتمادها على االقتراض الخارجي لتمويل سياستها االقتصادية‪ .‬ويمكن إرجاع أسباب العجز إلى مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬االرتفاع الكبير في مدفوعات استهالك الديون إضافة إلى األعباء المترتبة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬الضغط الكبير الذي تشكله الديون الخارجية على مداخيل المحروقات حيث توجه نسبة معتبرة منها لىتسديد‬
‫قيمة هذه الديون إضافة إلى ارتفاع نسبة خدمة الدين‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف احتياجات الصرف األجنبي لدى الدولة‪.‬‬
‫وابتداء من سنة ‪ 0227‬حقق رصيد حساب رأس المال فائضا والذي قدر ب ‪ 0.92‬مليار دوالر‪ ،‬واستمر هذا‬
‫الفائض إلى غاية سنة ‪ 0200‬وقدر ب ‪ 0.26‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع حجم االستثمارات األجنبية‬
‫الصافية‪ ،‬ليعود ويسجل عج از في سنتي ‪ 0200‬و ‪ 0202‬بقيمتي ‪ 2.27‬و ‪ 2.27‬مليار دوالر على التوالي‬

‫‪65‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بسبب تراجع قيمة االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وكذا ارتفاع قيمة القروض المسددة مع انخفاض تلك المتأتية من‬
‫الخارج‪ ،‬أما سنة ‪ 0202‬فقد حقق أعلى رصيد بقيمة ‪ 2.22‬مليار دوالر بسبب ارتفاع القروض المتأتية من‬
‫الخارج‪ ،‬على الرغم من انخفاض قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة مقارنة مع السنة السابقة‪،‬إال أنه في سنة‬
‫‪ 0209‬عرف عج از من جديد قدر ب‪ 2.02‬مليار دوالر‪ ،‬ليعود لتحقيق الفائض خالل السنوات من ‪،0207‬إلى‬
‫غاية ‪ 0202‬بقيمة ‪ 2.07 ،2.76 ،2.20 ،2.06‬مليار دوالر على التوالي‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)3-3‬تطور رصيد حساب رأس المال لميزان المدفوعات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫اإلستثمار األجنبي‬
‫‪2‬‬ ‫المباشر‬
‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪-2‬‬ ‫رأس المال الرسمي‬
‫الصافي‬
‫‪-4‬‬
‫‪-6‬‬
‫قروض قصيرة األجل‬
‫‪-8‬‬ ‫وصافي السهو و الخطأ‬
‫‪-10‬‬
‫‪-12‬‬ ‫رصيد ميزان رأس‬
‫المال‬
‫‪-14‬‬

‫المصدر‪:‬من اعداد الطالبتان اعتماد على معطيات الجدول‪.‬‬

‫‪ -3‬تطور حساب الرصيد الكلي‬


‫بعد التطرق لتطور رصيد مختلف البنود الرئيسية لميزان المدفوعات خالل الفترة (‪ )0202-0222‬سنقوم‬
‫بدراسة تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات وهو ما يبينه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4-3‬تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫حساب الرصيد‬
‫‪3.85‬‬ ‫‪36.99‬‬ ‫‪29.55‬‬ ‫‪17.73‬‬ ‫‪16.94‬‬ ‫‪9.25‬‬ ‫‪7.47‬‬ ‫‪3.66‬‬ ‫‪6.19‬‬ ‫‪7.57‬‬
‫اإلجمالي‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫حساب الرصيد‬
‫‪-16.93 -15.82 -21.76 -26.03 -27.53‬‬ ‫‪-5.88‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪12.05‬‬ ‫‪20.14‬‬ ‫‪15.32‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من إعداد الطالبات باالعتماد على إحصائيات‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقارير السنوية‪.0202-0222 ،‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن الرصيد الكلي لميزان المدفوعات سجل فائضا مستم ار منذ بداية سنة‬
‫‪ 0222‬إلى غاية ‪ 0202‬باستثناء سنة ‪ 0222‬كآثار لألزمة المالية العالمية‪ ،‬وهذا راجع إلى القيم الموجبة التي‬
‫والذي تأثر باالرتفاع الجيد ألسعار البترول‪ ،‬مما يجعل الدولة قادرة على الوفاء‬ ‫حققها الميزان التجاري‪،‬‬
‫بالتزاماتها اتجاه الديون المترتبة عليها طوال هذه الفترة‪ ،‬كما ساعدها على تقوية وضعيتها المالية في مواجهة‬
‫الصدمات المختلفة‪ ،‬كما سجل رصيد ميزان المدفوعات سنة ‪ 0222‬انخفاضا حادا بقيمة ‪ 2.79‬مليار دوالر‬
‫مقارنة بالسنة السابقة التي سجلت فائضا بقيمة ‪ 27.22‬مليار دوالر‪ ،‬وهذا راجع لألزمة المالية العالمية‪ ،‬ليعود‬
‫هذا الرصيد لالنتعاش التدريجي سنة ‪ 0202‬بقيمة ‪ 09.20‬مليار دوالر بسببا النتعاش االقتصادي‪ ،‬ليرتفع هذا‬
‫الفائض سنة ‪ 0200‬بقيمة ‪ 02.02‬مليار دوالر‪ ،‬ويبدأ هذا الفائض بالتناقص بداية من سنة ‪ ،0200‬لينخفض‬
‫انخفاضا حادا سنة ‪ 0202‬بقيمة ‪ 2.02‬مليار دوالر‪ ،‬وبعد هذا االنخفاض الحاد في رصيد ميزان المدفوعات‬
‫سجل عجز آخر ابتداء من سنة ‪ 0202‬إلى غاية سنة ‪ ،0202‬وذلك بسب انخفاض أسعار البترول‪ ،‬وهو ما‬
‫يبين أن استقرار ميزان المدفوعات الج ازئري يرتبط بصورة وثيقة بالوضع االقتصادي الدولي و تقلبات أسعار‬
‫النفط التي تشكل عامل مؤثر في رصيد ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫الشكل(‪:)4-3‬تطور الرصيد الكلي لميزان المدفوعات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬
‫الرصيد‬
‫‪0‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪-10‬‬

‫‪-20‬‬

‫‪-30‬‬

‫‪-40‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح لنا أن ميزان المدفوعات مرتبط ارتباطا وثيق بالميزان التجاري أي أنه مرتبط‬
‫بالخصوص بأسعار البترول باعتباره العنصر األساسي للصادرات الجزائرية التي تمثل ‪% 26.00‬من الميزان‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري‬


‫يعترض إعداد ميزان المدفوعات الجزائري و التنبؤ بوضعيته المستقبلية بعض الصعوبات نذكر أهمها فيما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬ضعف نظام المعلومات االقتصادية الكلي وتأخر نظام الحسابات القومية‪:‬‬


‫حيث تتميز المعلومات في الجزائر بالكثير من النسبية وعدم الدقة‪ ،‬بما يجعل السياسات المبنية عليها تطرح‬
‫الكثير من اعتبارات المصداقية‪ ،‬ألن هذه األخيرة ال يمكن تحقيقها إال بتأكد األعوان االقتصاديون من أن‬
‫السلطات االقتصادية لن تقوم بمراجعة تصرفاتها‪ .‬كما أن السياسات المتعلقة بميزان المدفوعات في الجزائر‬
‫تعاني من مشكلة المصداقية لكون المعلومات فيها تعاني من جوانب قصور عديدة أبرزها قصور عديدة أبرزها‬
‫مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على تقدير التغيرات والتقلبات العشوائية التي تتعرض لها المقادير االقتصادية الكلية بالنظر إلى‬
‫المدة الزمنية الكبيرة التي يستغرقها إعداد البيانات مما يؤدي إلى ظهور عدم االتساق بين تغيرات الهيكل‬
‫االقتصادي شديد الحساسية لتقلبات السوق العالمية وطريقة التوصل إلى المعلومات ألن نظام المحاسبة الوطنية‬
‫الج زائري الحالي غير قادر على إعداد بعض الجداول مثل جدول العمليات المالي‪ ،‬أو التأخر في إنتاج بعض‬
‫الجداول المركزية كجدول المدخالت و المخرجات ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم موافقة نظا م الحسابات الوطنية الجزائري لألنظمة المحاسبية الدولية‪ ،‬إذ أن النظام المحاسبي الوطني‬
‫الجزائري اليزال يستلهم الكثير من جوانبه من القواعد التي تحكم المحاسبة للناتج المادي رغم تحولها القتصاد‬
‫السوق الحر‪.‬‬
‫‪ -0‬صعوبة معرفة المتغيرات المؤثرة على سلوك المؤسسات واداء ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫حيث يعتمد التنبؤ بصفة أساسية على مدى القدرة على تحديد المتغيرات المحددة لسلوك المؤسسات بما‬
‫يساعد على نمدجتها‪ ،‬فقد يؤثر حجم الواردات المحلية على أسعارها فضال عن تأثير أسعار الصرف عليها‪ ،‬و‬
‫باعتبار ميزان المدفوعا تسجل شامل لمختلف التعامالت الخارجية فيمكن اإلشارة إلى بعض مشكالت التنبؤ به‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬جميلة الجوزي ‪ ،‬ميزان المدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،00،0200‬ص‬
‫‪.002،022‬‬

‫‪68‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬صعوبة إدراك المتغير األساسي الذي يتحكم في الحصيلة بالنقد األجنبي‪.‬‬


‫‪ -‬صعوبة تحديد القدرة التنافسية لالقتصاد الجزائري أخدا بعين االعتبار األسعار الداخلية مقارنة باألسعار‬
‫الخارجية لما لذلك من ارتباط بالدورات االقتصادية في البلدان النامية من جهة‪ ،‬وبتحركات وتقلبات أسعار‬
‫الصرف المعومة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة معرفة تأثير كل من سياسات العرض والطلب على ميزان المدفوعات لما لهما من تداخل في النهاية‬
‫وبالتالي صعوبة االختيار بين إحداهما‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اتساق البيانات بالنظر إلى اختالف مصادرها‪ ،‬فضال عن مدى مصداقيتها ومدى القدرة على تحديد أيها‬
‫أولى باالعتبار‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل تطور أداء القطاع الصناعي في الجزائر‬


‫تعد الصناعة من أعمدة االقتصاد للعديد من الدول‪ ،‬والمحرك الحقيقي للفعاليات االقتصادية والتبادلية بين‬
‫الدول‪ ،‬مؤشر حقيقي لقياس مدى تقدم الدول‪ ،‬ذلك من خالل ارتفاع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي و‬
‫التصدير‪ ،‬والدول النامية ال تزال تعتمد على المواد األولية كمساهمة أساسي في الناتج المحلي والتصدير والجزائر‬
‫واحدة من الدول النامية التي تقوم صادرات على المواد األولية بشكل أساسي‪،‬ومن خالل هذا المبحث نقوم‬
‫بتحليل القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬مساهمته في العديد من المؤشرات االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تحليل أثر الناتج الصناعي على الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫على الرغم من الجهود المبذولة في القطاع الصناعي لتحسين وضعيته إال أنه بقي يعاني من التأرجح في‬
‫النمو وضعف اإلنتاج الصناعي في تغطية الطلب المحلي من المواد االستهالكية‪ ،‬وزيادة فاتورة االستيراد لتغطية‬
‫الطلب الداخلي‪ ،‬والجدول الموالي يوضح نسبة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪:)5-3‬القيمة المضافة للناتج الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر‬
‫خال ل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪138.13‬‬ ‫‪171.02‬‬ ‫‪135.63‬‬ ‫‪117.22‬‬ ‫‪103.08‬‬ ‫‪85.35‬‬ ‫‪67.86‬‬ ‫‪56.75‬‬ ‫‪54.71‬‬ ‫‪54.79‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪47.6‬‬ ‫‪83.95‬‬ ‫‪68.95‬‬ ‫‪58.13‬‬ ‫‪51.59‬‬ ‫‪36.27‬‬ ‫‪28.18‬‬ ‫‪22.43‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪25.73‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫نمقصإنم‬
‫‪34.46‬‬ ‫‪49.08‬‬ ‫‪50.83‬‬ ‫‪49.59‬‬ ‫‪50.04‬‬ ‫‪42.49‬‬ ‫‪41.52‬‬ ‫‪39.52‬‬ ‫‪42.22‬‬ ‫‪46.96‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪169.89‬‬ ‫‪178.34‬‬ ‫‪167.51‬‬ ‫‪160.04‬‬ ‫‪181.71‬‬ ‫‪220.09‬‬ ‫‪208.73 207.80 197.45 161.95‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪40.7‬‬ ‫‪46.8‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪32.9‬‬ ‫‪44.1‬‬ ‫‪63.9‬‬ ‫‪74.3‬‬ ‫‪79.2‬‬ ‫‪79.6‬‬ ‫‪64.18‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫‪23.95‬‬ ‫‪26.24‬‬ ‫‪23.87‬‬ ‫‪20.55‬‬ ‫‪24.26‬‬ ‫‪29.03‬‬ ‫‪35.59‬‬ ‫‪38.11‬‬ ‫‪40.31‬‬ ‫‪39.62‬‬ ‫نمقصإنم‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬
‫ن م ق ص إ ن‪ :‬نسبة مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن مساهمة الصناعة التحويلية واإلستخراجية معا في الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫عرف تذبذبا في السنوات األولى‪ ،‬حيث سجلت سنة ‪ 0226‬أعلى نسبة ب ‪ % 92.72‬وهذا راجع إلى ارتفاع‬
‫أسعار النفط وانطالق برامج االنتعاش االقتصادي في هذه الفترة‪ ،‬ثم شهدت تراجعا ملحوظا بداية من سنة‬
‫‪ 0227‬بسبب أزمة الرهن العقاري‪ ،‬ليستمر االنخفاض التدريجي ابتداء من سنة ‪ 0202‬بنسبة‪ %02.22‬بسبب‬
‫الصدمة البترولية‪ ،‬مما نتج عنه عدم االستقرار في حصيلة قطاع المحروقات التي تتأثر بشكل كبير بتقلبات‬
‫أسعار النفط وبما أن حصة الجزائر من الصادرات النفطية محددة من طرف منظمة األوبك‪ ،‬فإن أثر األسعار‬
‫سيظهر بقوة على حصيلة الصادرات مادامت الدولة غير قادرة على طرح كميات إضافية لتعويض القيمة الناتجة‬
‫عن انخفاض األسعار‪ ،‬ليبقي هذا التدهور مستم ار إلى غاية ‪ 0202‬بنسبة‪ ،% 02.29‬مما يدل على ضعف‬
‫مساهمة الصناعتين مقارنة بدول العالم ونقص نسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي خاصة الصناعة‬
‫التحويلية التي تشكل مؤشر هامة لوضعية االقتصاد‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ :)5-3‬القيمة المضافة للقطاع الصناعي ونسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر‬
‫خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪350‬‬

‫‪300‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬
‫نمقصإنم‬

‫‪150‬‬ ‫القيمة المضافة‬


‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫أكدت دراسة نشرها صندوق النقد العربي‪ ،‬أن النمو االقتصادي في الجزائر يعتمد على القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬خاصة الصناعات االستخراجية‪ ،‬وبدرجة أقل الصناعات التحويلية‪ ،‬مشيرة إلى أن هذه األخيرة ال‬
‫تساهم سوى بـ ‪4,5%‬من الناتج الداخلي الخام‪ "،‬وهي بذلك من أدنى المستويات على المستوى العربي‪".‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل أثر الصناعة التحويلية واإلستخراجية على الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫يتكون القطاع الصناعي من صناعة إستخراجية تسيطر عليها المحروقات‪ ،‬وصناعة تحويلية خارج‬
‫المحروقات ويأخذ هذا التصنيف بعين االعتبار العملية اإلنتاجية والتأثير على المادة الخام تكمن أهمية الصناعة‬
‫التحويلية في توفير وتقديم السلع للسوق‪ ،‬وهي إحدى أهم فروع قطاع الصناعة وان كان هي الصناعة‪ ،‬وتكتسي‬
‫أهمية بالغة في النسيج الصناعي‪ ،‬حيث تسعى إلى تنميتها وتطويرها الجزائر بهدف التخلص من التبعية لقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬ونهدف من خالل هذا المطلب إلى إبراز الصناعة التحويلية الجزائرية ومساهمتها في خلق القيمة‬
‫المضافة داخل االقتصاد‪ ،‬ومساهمتها في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬خاصة الصناعة التحويلية التي تشكل حجر‬
‫الزاوية في الصناعة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬بالنسبة للصناعات التحويلية‪:‬‬


‫يؤدي قطاع الصناعة دو اًر مهماً في خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويساهم بشقيه اإلستخراجي‬
‫والتحويلي في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬إال أن القطاع الصناعي في الجزائر تغلب عليه هيمنة الصناعة‬
‫اإلستخراجية في الناتج المحلي اإلجمالي وضعف مساهمة الصناعة التحويلية‪ ،‬التي وصلت إلى ‪ %2.9‬سنة‬
‫‪ 0202‬مقارنة ب ـ ‪ %6.0‬سنة ‪ ،0222‬حيث تراجعت بنسبة ‪ ،%26.9‬والجدول التالي يوضح ذلك‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)2-3‬مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر خال ل‬
‫الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪:‬مليار دوالر أمريكي‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5.81‬‬ ‫‪6.54‬‬ ‫‪5.37‬‬ ‫‪4.77‬‬ ‫‪4.42‬‬ ‫‪4.18‬‬ ‫‪4.38‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫القيمة المضافة للصناعة التحويلية ‪3.89‬‬
‫‪138.13 171.02‬‬ ‫‪135.63‬‬ ‫‪117.63‬‬ ‫‪103.08‬‬ ‫‪85.35‬‬ ‫‪67.86‬‬ ‫‪56.75‬‬ ‫‪54.71 54.79‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫نسبة الصناعة التحويلية‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7.2‬‬
‫إلجمالي الناتج المحلي‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪7.71‬‬ ‫‪7.62‬‬ ‫‪7.33‬‬ ‫‪8.88‬‬ ‫‪7.76‬‬ ‫‪8.95‬‬ ‫‪9.03‬‬ ‫‪7.78‬‬ ‫‪7.12‬‬ ‫‪8.03‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫‪169.89 178.34‬‬ ‫‪167.51‬‬ ‫‪160.04‬‬ ‫‪181.71‬‬ ‫‪220.09‬‬ ‫‪208.73‬‬ ‫‪207.80‬‬ ‫‪197.45 161.95‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫نسبة الصناعة التحويلية‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪5‬‬
‫إلجمالي الناتج المحلي‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن الصناعة التحويلية المحرك األساسي للصناعة وللنمو المستدام‪ ،‬إال أن‬
‫النتائج المحققة فيه تبقى ضعيفة نسبيا وليست بالنسب المرجوة‪ ،‬حيث لم تتجاوز طول فترة الدراسة نسبة‬
‫‪%6.2‬كأعلى نسبة تكوين إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي سنة ‪ ،0202‬ويبقى عنصر التقدم التكنولوجي مصدر‬
‫النمو االقتصادي المستدام من أهم الحلقات المفقودة في مختلف البرامج االستثمارية المنتهجة منذ االستقالل و‬
‫الى يومنا هذا‪.‬شهدت معدل نمو تنازلي من سنة ألخرى خاصة مع ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬ففي سنة ‪0222‬‬
‫سجلت قيمة‪ 2972‬مليار دوالر أمريكي لتصل ألعلى قيمة لها سنة ‪ 0202‬بقيمة ‪ 2.22‬مليار دوالر أمريكي‬
‫وطيلة هذه الفترة كانت المنتجات الحديدية‪ ،‬المعدنية‪ ،‬الميكانيكية والكهربائية تهيمن على مجمل الواردات‬
‫الصناعية التحويلية‪،‬وابتداء من سنة ‪ 0202‬إلى غاية ‪ 0202‬عرفت تراجع طفيف في وتيرة نموها ليستقر عند‬
‫قيمة‪ 6.6‬مليار دوالر أمريكيسنة ‪ ، 0202‬وذالك راجع النخفاض أسعار البترول وما تبعها من إجراءات تقشفية‬
‫مست التضييق على االستيراد الذي أثر سلبا على الصناعات التي تعتمد على المواد األولية المستوردة من‬
‫الخارج‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم ( ‪ :) 2-3‬مساهمة القيمة المضافة للصناعة التحويلية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر‬
‫خالل الفترة(‪)0202 -0222‬‬
‫‪250‬‬

‫‪200‬‬ ‫القيمة المضافة‬

‫‪150‬‬ ‫نسبة الصناعة التحويلية‬


‫إلجمالي الناتج المحلي‬

‫‪100‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪2006‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫وأوضحت الدراسة المنشورة مؤخ ار تحت عنوان" أثر قطاع الصناعات التحويلية على النمو االقتصادي في‬
‫الدول العربية"‪ ،‬أن" زيادة إيرادات قطاع المحروقات في الجزائر‪ ،‬تُساهم بدرجة كبيرة في زيادة النمو‬
‫االقتصادي"‪ ،..‬ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المنتجات الصناعية‪ ،‬وبالتالي" ارتفاع الطلب على القروض‬
‫الموجهة إلى القطاع الصناعي‪ ،‬بما يساهم في زيادة إنتاجيته ‪".‬وبالنسبة للصناعات التحويلية– موضوع الدراسة‬
‫تمت اإلشارة إلى أن مساهمتها في الناتج الداخلي الخام في الجزائر‪ ،‬قدرت بـ‪ %4,5‬في ‪ ،0202‬وهي من أدنى‬
‫المستويات المسجلة في الدول العربية محل الدراسة (‪ 02‬دولة)‪ ،‬إذ ال تتفوق الجزائر في هذا المجال سوى على‬
‫العراق الذي بلغت النسبة به ‪ % 2,2‬كما بلغ متوسط إنتاجية العامل في الصناعات التحويلية‬
‫الجزائرية‪ 159,4 ،‬دوالر يوميا‪ ،‬بمعدل نمو سلبي )‪ (%-0,2‬في الفترة الممتدة بين ‪ 2010‬و ‪2018‬بينما بلغ‬
‫متوسط عدد العاملين في هذا القطاع مقارنة بإجمالي عدد العمال‪ % 11,9‬في نفس الفترة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬بالنسبة للصناعات اإلستخراجية‪:‬‬


‫يتضح دور االستراتيجية الصناعية في تنمية فروع الصناعة في الجزائر‪ ،‬من خالل تحليل تركيبة القطاع‬
‫الصناعي الجزائري الذي ينقسم إلى صناعة استخراجية تسيطر عليها المحروقات‪ ،‬حيث بلغت نسبة مساهمة‬
‫الصناعة االستخراجية في الناتج المحلي سنة ‪ 0222‬بنسبة ‪ %22.7‬مقارنة بسنة ‪ 0202‬التي قدرت ب‬
‫‪ ،%02.9‬والجدول الموالي يوضح ذلك‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪:)7-3‬مساهمة القيمة المضافة للصناعة اإلستخراجية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر خالل‬
‫الفترة (‪)0202 -0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪41.89‬‬ ‫‪77.45‬‬ ‫‪63.65‬‬ ‫‪53.43‬‬ ‫‪47.19‬‬ ‫‪32.17‬‬ ‫‪23.88‬‬ ‫‪18.33‬‬ ‫‪19.38‬‬ ‫‪21.93‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪138.13‬‬ ‫‪171.02‬‬ ‫‪135.63‬‬ ‫‪117.63‬‬ ‫‪103.08‬‬ ‫‪85.35‬‬ ‫‪67.86‬‬ ‫‪56.75‬‬ ‫‪54.71‬‬ ‫‪54.79‬‬
‫اإلجمالي‬
‫نسبة الصناعة‬
‫‪30‬‬ ‫‪45.5‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪45.9‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪37.9‬‬ ‫‪36.1‬‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫اإلستخراجية إلجمالي ‪40.8‬‬
‫الناتج المحلي‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪33.04‬‬ ‫‪39.21‬‬ ‫‪32.76‬‬ ‫‪24.13‬‬ ‫‪36.41‬‬ ‫‪55.08‬‬ ‫‪65.35‬‬ ‫‪71.56‬‬ ‫‪72.50‬‬ ‫‪56.18‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪169.89‬‬ ‫‪178.34‬‬ ‫‪167.51‬‬ ‫‪160.04‬‬ ‫‪181.71‬‬ ‫‪220.09‬‬ ‫‪208.73‬‬ ‫‪207.80 197.45 161.95‬‬
‫اإلجمالي‬
‫نسبة الصناعة‬
‫‪19.5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪19.2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪34.7‬‬ ‫اإلستخراجية إلجمالي‬
‫الناتج المحلي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬

‫يتضح من خالل الجدول أعاله أن الصناعات اإلستخراجية في الجزائر تنمو بوتيرة متزايدة‪ ،‬حيث ارتفعت‬
‫القيمة المضافة للصناعات اإلستخراجية من ‪ 00.22‬مليار دوالر سنة ‪ 0222‬لتصل إلى ‪ 66.29‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 0227‬بسبب تأثير األزمة المالية العالمية على أسعار المحروقات‪ ،‬ثم أخذت في االنخفاض من سنة‬
‫‪ 0222‬بقيمة ‪ 20.72‬مليار دوالر إلى غاية ‪ 0202‬بقيمة ‪ 22.22‬مليار دوالر وهذا راجع إلى إنخفاض إنتاج‬
‫النفط والغاز إضافة إلى تهاوي أسعار النفط في األسواق العالمية وضعف استغالل الطاقات اإلنتاجية في قطاع‬
‫المناجم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم ( ‪ :)7 -3‬مساهمة القيمة المضافة للصناعة اإلستخراجية في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر‬
‫خالل الفترة(‪)0202-0222‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬
‫القيمة المضافة‬
‫‪100‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2012‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬

‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬
‫وكما أوضح تقرير العربي الموحد في احصائياته أن الجزائر تحتل المركز األول في الصناعة االستخراجية‬
‫في شمال إفريقيا مقارنة بمصر التي تحتل المركز الثاني من حيث مساهمة القيمة المضافة للصناعات‬
‫االستخراجية في الناتج المحلي الخام بتحقيقها لنسب تتراوح بين ‪ %6.2‬سنة ‪ ،0200‬و ‪%07.9‬سنة ‪0202‬‬
‫وبالنسبة لتونس فقد حققت مستويات ضعيفة تراوحت بين ‪ %9‬و ‪ ،%2‬نجد أن الجزائر هي التي حققت أعل‬
‫نسبة قدرها ‪.%29.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي الجزائري للفترة‬
‫(‪)0202-0200‬‬
‫تسعى السياسة االقتصادية المنتهجة خالل السنوات األخيرة إلى تحقيق قفزة نوعية في القطاع الصناعي‬
‫حيث تم إض فاء حركية كبيرة على القطاع‪ ،‬من خالل إستراتيجية وطنية تطمح بالدرجة األولى إلى امتصاص‬
‫البطالة ورفع مساهمة القطاع في نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة‪ ،‬وسنوضح ذلك من خالل‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪:)8-3‬نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي للفترة‬
‫(‪)0202-0200‬‬
‫‪0202‬‬ ‫‪0208‬‬ ‫‪0207‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫‪0205‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0203‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬
‫الناتج الصناعي مليار دوالر‬
‫‪22.672 27.722 22.026 22.200 22.060 72.227 62.222 62.290 62.709‬‬
‫أمريكي‬

‫نصيب الفرد من الناتج‬


‫‪0.227‬‬ ‫‪0.022‬‬ ‫‪0.270‬‬ ‫‪0.722‬‬ ‫‪0.027‬‬ ‫‪0.799‬‬ ‫‪0.227‬‬ ‫‪0.007‬‬ ‫‪0.062‬‬
‫الصناعي بدوالر أمريكي‬
‫نعصقمقص‬
‫‪00.227‬‬ ‫‪7.229 02.227‬‬ ‫‪9.792‬‬ ‫‪6.220 00.020 07.209 00.600 00.227‬‬
‫بدوالر أمريكي‬
‫الكفاءة االقتصادية الصناعية ‪%‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.0‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان باالعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬
‫ن ع ص ق م ق ص‪ :‬نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي‪.‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن نصيب الفرد من الناتج الصناعي يبقى ضعيف جدا مقارنة بالدول‬
‫المتقدمة والدول العربية‪ ،‬حيث سجل أعلى قيمة سنة ‪ 0200‬بـ ـ ‪ 0.06‬دوالر أمريكي‪ ،‬ليسجل سنة ‪ 0202‬قيمة‬
‫‪ 2.227‬دوالر أمريكي متراجعا بنسبة ‪ ،%97.6‬مما يؤشر على حالة التراجع في نصيب الفرد بسبب تراجع أداء‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬يعني تواضع معدل نمو العمالة الصناعية بشكل عام‪ ،‬وهي ظاهرة تكررت خالل السنوات‬
‫الدراسة مسجلة تنازل سنوي‪ .‬كما لم تزداد العمالة الصناعية في الجزائر طيلة سنوات عديدة ويعزى ذلك إلى‬
‫االهتمام بإقامة الصناعات ذات الكثافة الرأسمالية‪ ،‬بدالً من الكثافة العمالية‪ ،‬وتراجع توسع القطاع العام‬
‫وانخفاض مستوى التوظيف فيه دون أن يقابل ذلك توسع مالئم في االستثمارات والمشاريع الصناعية الخاصة‪.‬‬
‫لقد بلغت الكفاءة االقتصادية الصناعية‪*1‬الجزائرية‪ %2.6‬سنة ‪ 0202‬محققة تراجع كبير مقارنة بسنة ‪0200‬‬
‫أين حققت ‪ (%0.0‬أي تراجع بنسبة ‪.)%2.9‬‬

‫*‪ -‬الكفاءة االقتصادية الصناعية تساوي على القوة العاملة الصناعية الناتج المحلي الصناعي كنسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي مقسوما‬
‫كنسبة مئوية من إجمالي القوة العاملة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ :) 8 -3‬نصيب العامل الصناعي من القيمة المضافة في القطاع الصناعي‬


‫للفترة (‪)0202-0200‬‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬
‫الكفاءة اإلقتصادية الصناعية‬

‫‪60‬‬ ‫نعقمقص‬
‫نصيب الفرد من الناتج الصناعي‬

‫‪40‬‬ ‫الناتج الصناعي‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة قطاع الصناعة في ميزان المدفوعات وآفاقه‬


‫إن التغيرات التي عرفها القطاع الصناعي لها دور هام في التأثير على ميزان المدفوعات بشكل عام‬
‫والميزان التجاري بشكل خاص‪ ،‬ومن أجل معرفة أهم االنعكاسات التي شكلتها هذه التغيرات على الميزان‬
‫التجاري‪ ،‬سنقوم أوال بمعرفة تأثيرها على كل من الصادرات والواردات‪ ،‬وبعد ذلك نتعرف على تأثيرها على رصيد‬
‫الميزان التجاري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مساهمة القطاع الصناعي في الصادرات خالل الفترة ( ‪)0202-0222‬‬
‫ال يزال القطاع الصناعي في الجزائر ضعيف جدا وال يساهم بشكل كبير في الصادرات‪ ،‬بسبب الدور‬
‫المسيطر لقطاع المحروقات‪ ،‬حيث تشكل المحروقات أكثر من ‪ %26‬من إجمالي الصادرات الجزائرية وسنوضح‬
‫ذلك أكثر من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-3‬نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات (‪(0208-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪29.07‬‬ ‫‪67.92‬‬ ‫‪72.92‬‬ ‫‪92.62‬‬ ‫‪27.22‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫‪02.27‬‬ ‫‪07.60‬‬ ‫‪02.22‬‬ ‫‪00.79‬‬ ‫إجمالي الصادرات‬
‫‪2.722‬‬ ‫‪0.272‬‬ ‫‪2.262‬‬ ‫‪0.262‬‬ ‫‪2.629‬‬ ‫‪2.700‬‬ ‫‪2.907‬‬ ‫‪2.772‬‬ ‫‪2.900‬‬ ‫الصادرات الصناعية ‪2.270‬‬
‫نسبة الصادرات‬
‫‪0.26‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫الصناعية إلجمالي‬
‫الصادرات‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪20.00‬‬ ‫‪22.97‬‬ ‫‪02.22‬‬ ‫‪22.97‬‬ ‫‪92.22‬‬ ‫‪72.60‬‬ ‫‪60.62‬‬ ‫‪60.77‬‬ ‫‪96.22‬‬ ‫إجمالي الصادرات‬
‫‪1.758‬‬ ‫‪0.920‬‬ ‫‪1.328‬‬ ‫‪1.776‬‬ ‫‪2.140‬‬ ‫‪1.559‬‬ ‫‪0.272‬‬ ‫‪0.229‬‬ ‫الصادرات الصناعية ‪2.622‬‬
‫نسبة الصادرات‬
‫‪4.27‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫‪4.53‬‬ ‫‪5.13‬‬ ‫‪3.56‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫الصناعية إلجمالي‬
‫الصادرات‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبتان باالعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات عرفت تذبذب من سنة‬
‫‪ 0222‬إلى غاية سنة ‪ ،0222‬ثم بدأت باالنخفاض في سنة ‪ 0222‬إلى غاية سنة ‪ 0202‬وهذا راجع إلى‬
‫انخفاض أسعار النفط واالزمة المالية العالمية التي أثرت عليها‪ ،‬وابتداء من سنة ‪ 0200‬شهدت نسب متزايدة‬
‫قطاع المحروقات حيث قدرت ب ‪ %0.29‬إلى غاية سنة ‪ 8602‬بنسبة‬ ‫في الصادرات الصناعية خارج‬

‫‪78‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ،%7284‬وذلك بفضل مساهمة القطاع الخاص في تنويع الصادرات‪ ،‬إضافة إلى الجهود المبذولة من طرف‬
‫السلطات خالل السنوات األخيرة من أجل تطوير هذا القطاع‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪:) 2 -3‬نسبة الصادرات الصناعية إلجمالي الصادرات (‪(0208-0222‬‬

‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬ ‫إجمالي الصادرات‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬ ‫الصادرات الصناعية‬

‫‪30‬‬
‫نسبة الصادرات الصناعية‬
‫‪20‬‬ ‫إلجمالي الصادرات‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة القطاع الصناعي في الواردات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬


‫تعتبر الواردات وسيلة لتغطية العجز في تلبية الطلب المحلي سواء كان عام أو خاص‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫الواردات ذات طبيعة استهالكية أو استثمارية‪ ،‬وفي كل األحوال تمثل الواردات الجانب السالب في ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬وتتأثر هذه بعوامل كثيرة ناتجة عن تطور حجم الطلب المحلي‪ ،‬والسياسة المتبعة من طرف الدولة‬
‫وسنحاول من خالل الجدول أسفله أن نحلل مدى مساهمة القطاع الصناعي في الواردات‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)02-3‬نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪37.40‬‬ ‫‪37.99‬‬ ‫‪26.35‬‬ ‫‪20.68‬‬ ‫‪19.86‬‬ ‫‪17.95‬‬ ‫‪13.32‬‬ ‫‪12.01‬‬ ‫‪9.48‬‬ ‫‪9.35‬‬ ‫إجمالي الواردات‬
‫‪26.92‬‬ ‫‪27.00‬‬ ‫‪02.62‬‬ ‫‪02.79‬‬ ‫‪07.29‬‬ ‫‪06.27‬‬ ‫‪00.62‬‬ ‫‪00.22‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫الواردات الصناعية ‪7.70‬‬
‫نسبة الواردات‬
‫‪100‬‬ ‫‪95.05‬‬ ‫‪94.07‬‬ ‫‪95.01‬‬ ‫‪95.41‬‬ ‫‪95.04‬‬ ‫‪95.57‬‬ ‫‪94.08‬‬ ‫‪98.31‬‬ ‫‪92.08‬‬ ‫الصناعية إلجمالي‬
‫الواردات‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪44.63‬‬ ‫‪48.57‬‬ ‫‪48.98‬‬ ‫‪49.43‬‬ ‫‪52.64‬‬ ‫‪59.67‬‬ ‫‪54.98‬‬ ‫‪51.56‬‬ ‫‪46.92‬‬ ‫‪38.88‬‬ ‫إجمالي الواردات‬
‫‪41.34‬‬ ‫‪45.78‬‬ ‫‪45.62‬‬ ‫‪46.71‬‬ ‫‪48.91‬‬ ‫‪55.13‬‬ ‫‪49.11‬‬ ‫‪45.18‬‬ ‫‪44.15‬‬ ‫الواردات الصناعية ‪37.86‬‬
‫نسبة الواردات‬
‫‪92.62‬‬ ‫‪94.25‬‬ ‫‪93.14‬‬ ‫‪94.49‬‬ ‫‪92.91‬‬ ‫‪92.39‬‬ ‫‪89.32‬‬ ‫‪87.62‬‬ ‫‪94.09‬‬ ‫‪97.37‬‬ ‫الصناعية إلجمالي‬
‫الواردات‬

‫‪79‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبتان باإلعتماد على إحصائيات التقرير العربي الموحد‪.‬‬

‫من خالل الجدول نالحظ أن نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات تميزت باالرتفاع المستمر من سنة‬
‫ألخرى‪ ،‬وذلكبسب اإلرتفاع و التطور في حجم الواردات مرتبط بالتزايد المستمر في أسعار النفط والسياسة‬
‫التنموية التي اعتمدتها الجزائر خالل هذه الفترة والمتمثلة في البرامج التنموية التي اعتمدت فيها على حجم‬
‫الواردات‪ ،‬وبرامج اإلنفاق العام التي طبقتها الجزائر مند ‪ 0220‬والتي تم تلبية الطلب المنبثق عنها من خالل‬
‫اإلستيراد‪ ،‬ألن الجهاز اإلنتاجي المحلي ضعيف وغير قادرة على اإلستجابة للطلب المتزايد الذي تولد على برامج‬
‫اإلنفاق العام‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪:)02 -3‬نسبة الواردات الصناعية إلجمالي الواردات خالل الفترة (‪)0202-0222‬‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬ ‫إجمالي الواردات‬

‫‪80‬‬

‫الواردات الصناعية‬
‫‪60‬‬

‫‪40‬‬
‫نسبة الواردات‬
‫الصناعية إلجمالي‬
‫‪20‬‬ ‫الواردات‬

‫‪0‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمة القطاع الصناعي في الميزان التجاري للفترة (‪)0202-0222‬‬


‫يعتبر التغير في رصيد الميزان التجاري محصلة التغيرات الحاصلة في كل من الصادرات والواردات‬
‫وسنوضح ذلك من خالل الجدول الموالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)00-3‬تطور الميزان التجاري الصناعي خالل الفترة(‪)0208-0222‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر أمريكي‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2.722‬‬ ‫‪0.272‬‬ ‫‪2.262‬‬ ‫‪0.262‬‬ ‫‪2.629‬‬ ‫‪2.700‬‬ ‫‪2.907‬‬ ‫‪2.772‬‬ ‫الصادرات الصناعية ‪2.900 2.270‬‬
‫‪26.92‬‬ ‫‪27.00‬‬ ‫‪02.62‬‬ ‫‪02.79‬‬ ‫‪07.29‬‬ ‫‪06.27‬‬ ‫‪00.62‬‬ ‫‪00.22‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫الواردات الصناعية ‪7.70‬‬
‫الميزان التجاري‬
‫‪-36.647‬‬ ‫‪-34.627 -23.811 -18.571 -18.205‬‬ ‫‪-16.438‬‬ ‫‪-12.212 -10.611‬‬ ‫‪-8.798 -8.129‬‬
‫الصناعي‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1.758‬‬ ‫‪0.920‬‬ ‫‪1.328‬‬ ‫‪1.776‬‬ ‫‪2.140‬‬ ‫‪1.559‬‬ ‫‪0.272‬‬ ‫الصادرات الصناعية ‪0.229 2.622‬‬

‫‪45.78‬‬ ‫‪45.62‬‬ ‫‪46.71‬‬ ‫‪48.91‬‬ ‫‪55.13‬‬ ‫‪49.11‬‬ ‫‪45.18‬‬ ‫الواردات الصناعية ‪44.15 37.86‬‬
‫الميزان التجاري‬
‫‪-44.022 -44.119 -45.382 -47.134‬‬ ‫‪-52.99‬‬ ‫‪-47.551 -43.716 -42.655 -37.07‬‬
‫الصناعي‬

‫من إعداد الطالبتان باإلعتماد على اإلحصائيات السابقة‪.‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫من خالل الجدول نالحظ خالل فترة الدراسة من‪ 0222‬إلى ‪ 0207‬وجود عجز في الميزان التجاري‬
‫الصناعي‪ ،‬وذلك راجع الرتفاع قيمة الواردات الصناعية وانخفاض قيمة الصادرات الصناعية وضعف معدالت‬
‫مجهود التصدير‪ ،‬تبين بوضوح الوضعية التي يعاني منها القطاع الصناعي ومؤسساته في الجزائر بسبب ما مر‬
‫عليه القطاع من أزمات مالية وصدمات بترولية أثرت عليه بالسلب وافتقاره إلى القدرات التنافسية لمواجهة‬
‫المنتجات الصناعية األجنبية في السوق الداخلي واختراق األسواق الخارجية‪ ،‬ويرجع هذا الضعف في تنافسية‬
‫القطاع إلى جملة من العوامل‪:‬‬
‫‪ ‬انخفاض الجودة‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع التكلفة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف انتاجية العمل‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض قيمة العملة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات من المواد األولية و المدخالت‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم(‪ :)00-3‬تطور الميزان التجاري الصناعي خالل الفترة(‪)0208-0222‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬ ‫الصادرات الصناعية‬


‫الواردات الصناعية‬
‫‪0‬‬ ‫الميزان التجاري الصناعي‬
‫‪2004‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪-20‬‬

‫‪-40‬‬

‫‪-60‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبات اعتمادا على معطيات الجدول‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الرابع‪ :‬استشراف آفاق القطاع الصناعي ومساهمته في ميزان المدفوعات‬


‫منذ أن ضربت األزمة المالية الجزائر تهاوي أسعار البترول وجدت السلطات العليا للبالد نفسها مضطرة‬
‫للبحث عن المجاالت البديلة لتنويع االقتصاد الجزائري والخروج من التبعية المطلقة لالقتصاد الريعي‪ ،‬وعليه‬
‫توجهت الحكومة في إطار سياسيتها االقتصادية الجديدة لالستثمار في مجال الطاقات المتجددة إلنعاش الخزينة‬
‫العمومية‪ ،‬وتحقيق األمن الطاقوي للبالد‪.‬‬
‫وضعت الجزائر خطتها لتحقيق نمو اقتصادي على ثالث مراحل ألجل الوصول إلى تحقيق معدل نمو ب‬
‫‪%7.9‬عام ‪ 0222‬خ ارج المواد النفطية عصب االقتصاد الجزائري‪ ،‬وهي المواد التي أدت كنتيجة لذلك إلى‬
‫دخول الجزائر في أزمة اقتصادية‪ ،‬وحسب وثيقة نشرها موقع و ازرة المالية وصادق عليها مجلس الوزراء تضمنت‬
‫مايلي‪:‬‬
‫المرحلة األولى من الخطة تبدأ من (‪ )0202 –0207‬وهي مرحلة اإلقالع‪ ،‬وتهدف خاللها الجزائر على نمو‬
‫تدريجي للقيمة المضافة لمختلف القطاعات ألجل تحقيق أهداف كل قطاع وتقليص عجز الميزانية‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫عبر وسائل من أهمها تطوير عائدات الضرائب المحلية‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية من (‪ )0209-0222‬فهي مرحلة انتقالية تدارك االقتصاد المحلي‪ ،‬ومن األهداف‬
‫‪1‬‬
‫اإلستراتيجية األساسية المقترح تجسيدها كحلول لعام ‪ 0209‬تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الوصوإللى تحقيق معدل نمو برقمين في كل الفروع الصناعية المختارة ضمن اإلستراتيجية المرسومة بحلول‬
‫سنة ‪.0209‬‬
‫‪ ‬زيادة حصة الصناعات التحويلية في الناتج الداخلي الخام إلى حدود ‪.%02‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى تحقيق ‪ 02‬مليارات دوالر كصادرات صناعية بحلول سنة ‪.0209‬‬
‫‪ ‬زيادة مساهمة القطاع الخاص في التقسيم الهيكلي للقيمة المضافة داخل الفروع األساسية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة نسبة التشغيل داخل القطاع الصناعي مقارنة مع إجمالي اليد العاملة الناشطة‪.‬‬
‫في حين تهدف المرحلة األخيرة (‪ )0222-0207‬إلى استنفاد القدرات االستدراكية لالقتصاد وتحقيق التوازن بين‬
‫‪2‬‬
‫جل القطاعات إلنهاء استئساد القطاعات الطاقوية‪.‬‬

‫‪ -1‬خضراوي ساسية‪ ،‬استراتيجيات ترقية القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00،00‬‬
‫‪ ،https://www.arabic.cnn.com -2‬كيف تخطط الجزائر لتحقيق نموها االقتصادي‪ ،‬هذه أبرز اإلجراءات واألهداف القادمة‪،‬‬
‫يوم‪ ،0200/27/00 :‬على الساعة‪.02:92 :‬‬

‫‪83‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويهدف المخطط عبر هذه المراحل إلى أن يتضاعف الناتج الداخلي الخام ب‪ 0.2‬مرة‪ ،‬وأن تتضاعف مساهمة‬
‫القطاع الصناعي مرتين حتى يصل إلى ‪ ،%02‬وعصرنة القطاع الفالحي لتحقيق األمن الغذائي وتنويع‬
‫صادرات البالد‪ ،‬وتخفيض معدل نمو االستهالك الداخلي للطاقة إلى ‪.%2‬‬
‫كما يهدف المخطط إلى تنويع الصادرات عبر إحداث مجاالت اقتصادية جديدة تحل محل المحروقات والبناء‬
‫واألشغال العمومية‪ ،‬ومن ذلك الفالحة والصناعة والخدمات‪ ،‬وتحسين ظروف االستثمار الخاص والعام بشكل‬
‫متساوي وتخفيض نفقات التجهيز المسجلة مباشرة في ميزانية الدولة‪ ،‬ووضع نظام وطني جديد لالستثمار يعمل‬
‫على الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫ومن سمات المخطط كذلك تطوير الطاقات المتجددة وتجسيد سياسة جديدة لنجاعة الطاقة وتوفير فائض هام‬
‫من إنتاج المحروقات قابل للتصدير بما يتيح تقليل الفرق بين الواردات والصادرات‪ ،‬إذ ترغب الجزائر بتكثيف‬
‫الصاد ارت مقابلة كبح تدفق الواردات‪.‬‬
‫وأوصت الوثيقة بتحفيز خلق الشركات في الجزائر ومراجعة القوانين المتعلقة بها وتمويل االستثمار العمومي‬
‫واصالح النظام البنكي وتطوير سوق رأس المال ومراجعة السياسة الصناعية واعادة تنظيم تسيير العقار‬
‫الصناعي واعداد برنامج جديد لتوزيع المناطق الصناعية وتطوير نجاعة اإلدارة االقتصادية ووضع نظام جديد‬
‫لالحصائيات‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫تحليل مساهمة القطاع الصناعي الجزائري في ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫مما سبق يتضح لنا أن ميزان المدفوعات الجزائري قد شهد عدة تذبذبات سواء خص ذلك باالرتفاع أو‬
‫االنخفاض‪ ،‬حيث نجد أن الصادرات الجزائرية عديمة المرونة العتمادها على منتج واحد وغير تنافسي‪ ،‬أما‬
‫الواردات فهي كذلك غير مرنة ألن معظمها سلع ضرورية ال يمكن االستغناء عنها‪.‬‬
‫كما يعتبر القطاع الصناعي من الدعائم األساسية في االقتصاد‪ ،‬مما أدى بتضرر االقتصاد الوطني بدرجة‬
‫كبيرة نتيجة لجملة التقلبات التي شهدها قطاع المحروقات‪ ،‬والتي أحدثت صدمة وزعزعة كبيرة على استقرار‬
‫ميزان المدفوعات‪ ،‬حيث الحظنا أن الميزان التجاري حقق فائضا في معظم سنوات فترة الدراسة الرتفاع حصيلة‬
‫الصادرات النفطية على عكس ميزان العمليات الرأسمالية الذي حقق عجز‪ ،‬وذلك لقلة رؤوس األموال المتجهة‬
‫إلى الجزائر ومن جهة أخرى تسديد الجزائر لديونها‪ ،‬مما أثر سلبا على رصيد حساب رأس المال‪ ،‬لهذا قمنا‬
‫بوضع مجموعة من اآلليات التي تساعد على تطوير الصادرات ومجموعة من اآلليات تساعد على الحد من‬
‫تزايد الواردات‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫إن تنويع االقتصاد الوطني والسعي نحو تنويع مصادره وتقليل هيمنة القطاع النفطي والوصول إلى تحقيق‬
‫النمو االقتصادي والتنمية المنشودة‪ ،‬ال يتم إال بتطوير القطاع الصناعي وتشجيع صادرات السلع المصنعة‬
‫وزيادة قدرتها التنافسية في األسواق الخارجية‪ ،‬إال أن االقتصاد الجزائري استمر في تسجيل مستويات ضعيفة في‬
‫النمو وهو ما ظهر في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫بالرغم من اإلصالحات التي عرفها االقتصاد الجزائري إلصالح ميزان المدفوعات والتخلص من تبعية‬
‫االقتصاد للمحروقات‪ ،‬تبقى كل المداخيل الناجمة عن التجارة الخارجية مصدرها دائما هو تزايد صادرات‬
‫المحروقات والمرتبطة بأسعار النفط‪ .‬ويبقى الشيء اإليجابي الذي وصلت إليه الجزائر هو التخلص من المديونية‬
‫الخارجية التي أثقلت كاهل االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫كما يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المؤشرات االقتصادية وأدوات التحليل االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫كونه بيان حسابي يسجل فيه جميع السلع والخدمات و المساعدات وكل المعامالت الرأسمالية خالل فترة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬ولقد تعرفنا لوضعية ميزان المدفوعات الجزائري والتطورات التي مر بها‪ ،‬حيث بدلت الجزائر جهد أكبر‬
‫إلصالح االقتصاد باالعتماد على برامج مدعومة من طرف منظمات دولية‪ ،‬وتركيز جهودها نحو إنعاش القطاع‬
‫الصناعي و النهوض به وتنميته للتخفيف من حدة الصدمة التي خلفها انهيار أسعار البترول على االقتصاد‬
‫الوطني وتنويع الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة التي تناولت أثر تحليل القطاع الصناعي على ميزان المدفوعات الجزائري توصلنا إلى‬
‫عدة نتائج وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ميزان المدفوعات يعكس مستوى أداء الجهاز اإلنتاجي للدولة ومدى قدرتها على المنافسة في األسواق‬
‫العالمية إضافة إلى مدى ارتباط االقتصاد الوطني باالقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون ميزان المدفوعات من مجموعة من الحسابات ال تقل أهمية عن بعضها البعض‪ ،‬ويتم تسوية الخلل إما‬
‫عن طريق السياسة النقدية والمالية‪.‬‬
‫‪ -‬إن تحسين ميزان المدفوعات في الجزائر ال يعني بالضرورة الخروج من دائرة األزمات نهائيا مادام قطاع‬
‫المحروقات يشكل العمود الفقري لالقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬تمتلك الجزائر قدرات هائلة تمكنها من التخلص من التبعية لقطاع المحروقات‪ ،‬وتعتبر الصادرات خارج‬
‫المحروقات المصدر المستدام لتستطيع الخروج الفعلي وتجنب تعرضها للصدمات النفطية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬تعتبر مشاكل التسويق من أبرز المشاكل والمعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي الجزائري‪ ،‬وذلك‬
‫لصغر حجم السوق المحلية وعجزها عن استيعاب اإلنتاج المحلي مع تدهور الوضع المعيشي والمالي‬
‫للمستهلكين‪.‬‬
‫‪ -‬تمتلك الجزائر قدرات هائلة تمكنها من التخلص من التبعية لقطاع المحروقات‪ ،‬وتعتبر الصادرات خارج‬
‫المحروقات المصدر المستدام لتستطيع الخروج الفعلي وتجنب تعرضها للصدمات النفطية‪.‬‬
‫‪ -‬كشفت الدراسة التي قمنا بها بهشاشة االقتصاد الجزائري‪ ،‬وأن المشاكل التي يعاني منها هي مشاكل هيكلية‬
‫عميقة‪ ،‬اعتماد المفرط على قطاع المحروقات‪ ،‬بحيث يشكل نسبة ‪ % 97.22‬من صادرات الدولة‪ ،‬وضعف‬
‫أداء باقي القطاعات على رأسها الصناعة التحويلية التي تعتبر قاطرة االقتصاديات الدول‪.‬‬
‫‪ -‬الميزان التجاري الجزائري حقق فائضا مستم ار خالل أغلب فترة الدراسة حيث شهد سنة ‪ 8002‬أعلى نسبة له‬
‫قدرت ب ‪ ،%00.00‬إال أن ذلك ال يعود إلى تمكن السلع الجزائرية من اختراق األسواق الدولية‪ ،‬بل يرجع‬
‫أساسا إلى ارتفاع أسعار النفط وارتفاع قدرات الجزائر االستخراجية‪.‬‬
‫‪ -‬يشير التطور الكبير للواردات إلى عجز القطاع الصناعي الجزائري على تلبية الحاجات األساسية من المواد‬
‫الغذائية والسلع االستهالكية األخرى وعدم قدرته على مواكبة التطورات الحاصلة في المجتمع الجزائري‬
‫والمتمثلة في نمو الطلب وتعدد أذواق المستهلكين في ظل تحسن الوضع االجتماعي للطبقة العاملة الناتج‬
‫عن ارتفاع األجور وارتفاع مستوى القدرة الشرائية‪ ،‬مما أدى إلى تلبية تلك الحاجيات عن طريق االستيراد من‬
‫األسواق الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬عند زيادة أسعار النفط يحقق ميزان المدفوعات فائضا وذلك إلتباع الدولة سياسة توسعية من أجل تنمية‬
‫المرافق العمومية‪ ،‬وفي حالة انخفاض أسعار النفط يحقق ميزان المدفوعات عج از وذلك إلتباع الدولة سياسة‬
‫انكماشية‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم الناتج الصناعي بالنسبة للناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ‪ %89.32‬سنة ‪ 8003‬حيث تساهم الصناعة‬
‫والصناعة اإلستخراجية تساهم ب‪) %03.2‬وهو مايثبث صحة‬ ‫التحويلية بنسبة ‪ %0.2‬سنة ‪،8003‬‬
‫الفرضية األولى(‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم الصادرات الصناعية بنسبة ‪ %0.82‬سنة ‪ 8002‬محققة تراجع مقارنة بسنة ‪ 8002‬أين حققت نسبة‬
‫‪ %0.90‬ومنه نالحظ محدودية تأثير الصناعة في صادرات الجزائر‪ ،‬وبالتالي ضعف مساهمتها في ميزان‬
‫المدفوعات )وهو مايثبث صحة الفرضية الثانية(‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬تساهم الواردات الصناعية بنسبة‪ % 30.82‬سنة ‪ 8002‬محققة تراجع طفيف مقارنة بسنة ‪ 8002‬أين‬
‫حققت نسبة ‪ ،%39.00‬ومنه نالحظ أن الصناعة لها تأثير كبير في واردات الجزائر‪ ،‬وبالتالي مساهمتها‬
‫بقوة في ميزان المدفوعات( وهو مايثبت صحة الفرضية الثالثة)‪.‬‬
‫‪ ‬االقتراحات والتوصيات‬
‫بناءا على النتائج التي توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة بإمكاننا تقديم بعض التوصيات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البحث عن مصادر متنوعة للدخل الوطني للخروج من تبعية المحروقات‪ ،‬بتوسيع القاعدة اإلنتاجية وتحفيز‬
‫القطاعات اإلنتاج األخرى‪.‬‬
‫الرفع من كفاءة المؤسسات خاصة المتوسطة والصغيرة من أجل الرفع من قدراتها اإلنتاجية والتصديرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬العمل على تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع االستثمار األجنبي لغرض استقطاب رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة عالقة تكامل وتعاون ما بين مراكز البحث والجامعات مهما كانت صفتها(وطنية أو أجنبية)‪ ،‬لتنمية‬
‫وتطوير المؤسسات الصناعية‪ ،‬بهدف تشغيل عمالة مؤهلة ومدربة‪ ،‬وأيضا قبل القيام بالمشروع الصناعي البد‬
‫من إقامة بحوث تسويقية وترويجي في الواقع العملي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تشجيع وتحفيز عمليات االستثمار في الصناعات التحويلية بالدرجة األولى‪ ،‬ألنها الفرع الذي يعد‬
‫دعامة أساسية للقطاع الصناعي‪ ،‬كما يمكن االستفادة من إمكانيات الجزائر الطبيعية في تأسيس صناعات‬
‫أخرى منها الصناعات البيتروكيماوية أو الكيميائية والتي تستغل مخرجات الصناعة اإلستخراجية لتقديم‬
‫منتجات قابلة لالستعمال والتصدير‪ ،‬بدال من تصديرها في صورة مادة خام ثم إعادة استيرادها في شكل مواد‬
‫كيميائية‪.‬‬
‫‪ ‬أفاق الدراسة‬
‫في الختام فإن بحثنا هذا ما هو إال مقدمة لمن يهمه البحث في مثل هذه المواضيع‪ ،‬إذ يمكن للمهتم في‬
‫هذا المجال أن يواصل التعمق في هذه الدراسة أو التوسع فيها سواء بنفس المتغيرات أو بمتغيرات أخرى‪ ،‬لذا‬
‫نقترح بعض الدوافع التي نراها أن تكون اشكالية لمواضيع وأبحاث أخرى وذلك حسب األتي‪:‬‬
‫‪ -‬أثر تحليل القطاع الصناعي على الميزان التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬ميزان المدفوعات في ظل العولمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الصناعي خارج المحروقات وأثره في تحسين ميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪:‬المراجع باللغة العربية‬


‫أ‪ -‬الكتب‬
‫‪ -1‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.8002‬‬
‫‪ -8‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.8002 ،‬‬
‫‪ -3‬السيد متولي عبد القادر‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬السياسات والنظريات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.8011‬‬
‫‪ -4‬الفار ابراهيم محمد‪ ،‬سعر الصرف بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.1221 ،‬‬
‫‪ -5‬ايمان عطية ناصف‪ ،‬محمد جابر حسن‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعية‪ ،‬مصر‪.8002 ،‬‬
‫‪ -7‬بامخرمة أحمد سعيد‪ ،‬اقتصاديات الصناعة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1224 ،‬‬
‫‪ -2‬بسان الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.8003 ،‬‬
‫‪ -2‬جميل محمد خالد‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديميون للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8014 ،‬‬
‫‪ -10‬سمير فخري نعمة‪ ،‬العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاساتها على ميزان المدفوعات‪،‬‬
‫دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8011 ،‬‬
‫‪ -11‬دريد كامل آيت شبيب‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.8011‬‬
‫‪ -18‬طارق فاروق المصري‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.8010‬‬
‫‪ -13‬كامل بكري‪ ،‬االقتصاد الدولي للتجارة الدولية والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.8003 ،‬‬
‫‪ -14‬كامل بكري‪ ،‬االقتصاد الدولي التجارة الخارجية والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بدون بلد‪.8001 ،‬‬
‫‪ -15‬مالك بن تيى‪ ،‬مشكلة الثقافة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -12‬مدحث القريشي‪ ،‬االقتصاد الصناعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8005 ،‬‬
‫‪ -17‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزائر بين األزمة االقتصادية واألزمة السياسية‪ ،‬دار دحلب للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -12‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪-12‬محمد فوزي أبو السعد‪ ،‬مقدمة االقتصاد الكلي ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.8014 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -20‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.8008 ،‬‬
‫‪ -81‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ -88‬عبد المجيد بوزيدي‪ ،‬تسعينيات االقتصاد الجزائري‪ ،‬ترجمة جربيب أم الحسن‪ ،‬دار موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1222‬‬
‫‪ -83‬عبد المجيد قدي‪ ،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.8017 ،‬‬
‫‪ -84‬فليح حسن خلف‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ -85‬رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار األيام للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8014 ،‬‬
‫‪ -82‬شارلز وجاريث جونز‪ ،‬االدارة االستراتيجية( مدخل متكامل)‪ ،‬ترجمة رفاعي محمد ومحمد سيد أحمد عبد‬
‫المتعال‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.8001 ،‬‬
‫‪ -87‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‬
‫للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.8018 ،‬‬
‫ب‪ -‬المجالت‬
‫‪ -1‬الجوزي جميلة‪ ،‬ميزان المدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬العدد ‪.8018 ،11‬‬
‫‪ -8‬بوردامة مصطفى‪ ،‬الطيب قصاص‪ ،‬المشاكل التي تواجه القطاع الصناعي بالجزائر‪ ،‬مجلة رؤى‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.8017 ،18‬‬
‫‪ -3‬عطا اهلل بن مسعود‪ ،‬النمو االقتصادي وعالقته بنمو القطاع الصناعي في الجزائر دراسة قياسية للفترة‬
‫‪ ،5102-0791‬مجلة رؤى االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.8012 ،10‬‬
‫‪ -4‬ط‪ .‬د‪ /‬بري الهادي‪ ،‬استراتيجية تنمية الفروع الصناعية الواعدة في الجزائر دراسة تحليلة خالل الفترة‬
‫‪ ،5102-0771‬مجلة االقتصاد والتنمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة يحيى فارس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.8012‬‬
‫‪ -5‬زوزي محمد‪ ،‬استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪.8010 ،02‬‬
‫‪ -2‬مسعودي محمد‪ ،‬تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر واقع وحلول‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪،‬‬
‫جامعة الوادي‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،02‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -7‬ساعو باية‪ ،‬القطاع الصناعي الجزائري المشاكل والحلول‪ ،‬مجلة المعارف‪ ،‬العدد ‪ ،88‬جوان ‪.8017‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -2‬عبدوس عبد العزيز‪ ،‬تقييم تنافسية الصناعة التحويلية في الجزائر دراسة مقارنة مع بعض الدول المغرب‬
‫العربي الكبير‪ ،‬مجلة الباحث‪.8013 ،‬‬
‫‪ -2‬قوريش نصيرة‪ ،‬أبعاد وتوجهات استراتيجية انعاش الصناعة في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شما افريقيا‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.05‬‬
‫ج‪ -‬األطروحات والرسائل الجامعية‬
‫‪ -1‬آبحري سفيان‪ ،‬الشراكة األورو مغاربية آثارها على أداء وتأهيل القطاع الصناعي في منظمة المغرب‬
‫العربي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8013 ،3‬‬
‫‪ -8‬إلهام آيث اعمر بن عجال‪ ،‬آليات تشجيع الصادرات خارج المحروقات واقع وأفاق‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫علوم التسير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8017 ،3‬‬
‫‪ -3‬أميرة بوقطة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على ميزان المدفوعات دراسة تحليلية لحالة الجزائر‪-5111‬‬
‫‪ ،5102‬مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬الجزائر‪.8012 ،‬‬
‫‪ -4‬إسحاق خرشي‪ ،‬استراتيجية إعادة التركيز لتحسين الوضعية التنافسية للمؤسسات الصناعية ضمن هيكل‬
‫الصناعة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪.8015 ،‬‬
‫‪ -5‬زرافة محمد‪ ،‬أثر تقلبات أسعار الصرف على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة الجزائر‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستر في العلوم التجارية‪ ،‬اقتصاد قياسي ومالي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪.8012 ،‬‬
‫‪ -2‬حماد اياد‪ ،‬دور الصناعة التحويلية في النمو االقتصادي‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬‬
‫‪.8002‬‬
‫‪ -7‬حنان لعروق‪ ،‬سياسية سعر الصرف والتوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستر في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪.8005 ،‬‬
‫‪ -2‬طارق ريع فيصل بوغاري‪ ،‬تطور التجارة الخارجية وأثرها على ميزان المدفوعات دراسة حالة الجزائر‬
‫‪ ،5102-5111‬مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ -2‬يحيى فريك‪ ،‬استراتيجية التكامل العمودي في الصناعة دراسة حالة مجمع صيدال‪ ،‬رسالة ماجيستر‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪.8018 ،‬‬
‫‪ -10‬منهوم بلقاسم‪ ،‬أثر تخفيض القيمة الخارجية للعملة الوطنية على ميزان المدفوعات دراسة قياسية لحالة‬
‫الجزائر ‪ ،5117 -0791‬رسالة ماجيستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬مالية‬
‫دولية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.8013 ،‬‬

‫‪93‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -11‬مراد حطاب‪ ،‬أثر السياسات الصناعية على هيكل الصناعة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪.8012 ،‬‬
‫‪ -18‬مخضار سليم‪ ،‬دراسة تحليلية لتنافسية القطاع الصناعي في الجزائر مقارنة ببعض الدول العربية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬بحوث العمليات وتسيير المؤسسات‪ ،‬جامعة آبي بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.8012‬‬
‫‪ -13‬نعيم إلهام‪ ،‬استخدام نموذج البرمجة باألهداف في نمذجة النظم الصناعية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة آبي بكر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪.8012 ،‬‬
‫‪ -14‬سلمى دوحة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها دراسة حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في العلوم التجارية‪ ،‬تجارة دولية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪.8015 ،‬‬
‫‪ -15‬قريني عبد السالم‪ ،‬أثر ترقية الصادرات غير نفطية‪ ،‬على التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة مستقبلية‬
‫حول تنويع االقتصاد الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1245‬الجزائر‪.8012 ،‬‬
‫ج‪ -‬المؤتمرات والملتقيات‬
‫‪-1‬الطيب دودي‪ ،‬دالل بن طبي‪ ،‬رهان السياسات الصناعية لقطاعات خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى الدولي األول‬
‫حول االقتصاد الصناعي والسياسات الصناعية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 03-08‬ديسمبر ‪.8002‬‬
‫‪ -8‬بوخاري سمية‪ ،‬واقع القطاع الصناعي في الجزائر المشاكل والحلول‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‬
‫استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يوم‬
‫‪ 07-02‬نوفمبر ‪.8012‬‬
‫‪ -3‬سعود وسيلة‪ ،‬قاسي كمال‪ ،‬المؤتمر الدولي حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برامج‬
‫التنويع االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مداخلة بعنوان تحليل أداء الصناعة في الجزائر خالل الفترة ‪،8012-8007‬‬
‫جامعة البليدة ‪ ،08‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬فركاشة سفيان‪ ،‬دور القطاع الصناعي في تحقيق االستقرار االقتصادي في الجزائر‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي‬
‫حول استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬قدي عبد المجيد‪ ،‬المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والمناخ االستثماري‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪.8008‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -2‬خضراوي ساسية‪ ،‬استراتيجية ترقية القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول استراتيجية تطوير‬
‫القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫د‪ -‬التقارير‬
‫‪-1‬المركز الوطني لوثائق الصحافة واالعالم‪ ،‬الصناعة الجزائرية رهانات وآفاق ‪.8011‬‬
‫‪ -8‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪.‬‬
‫‪ -3‬و ازرة الصناعة وترقية االستثمار‪ ،‬استراتيجية وسياسة انعاش وتنمية الصناعة‪ ،‬الكتاب للحكومة‪.8007 ،‬‬
‫‪ -4‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقارير السنوية‪.‬‬
‫ه‪ -‬المواقع اإللكترونية‬
‫‪ ،https://www.arabic.cnn.com-‬كيف تخطط الجزائر لتحقيق نموها االقتصادي‪ ،‬هذه أبرز اإلجراءات‬
‫واألهداف القادمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة األجنبية‬
‫‪1-R.B.Sutcliff,Industry and Underdevelopmen, Addison Wesley Publishing‬‬
‫مترجم من طرف مدحت القريشي ‪Company, 1971. P17-18.‬‬
‫‪2- Ministere de L’industrie et de la Promotion des investissements, Stratégie et‬‬
‫‪politiques de relance et developpement industriels synthese, Algérie, p16.‬‬

‫‪95‬‬
:‫الملخص‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أداء القطاع الصناعي في الجزائر خاصة الصناعة التحويلية التي ال تزال‬
‫ رغم أنها قاطرة لقيادة االقتصاد الوطني نحو التطور‬،)% 5.4( ‫مساهمتها في الناتج المحلي محدودة جدا ب‬
.‫لتبقى الصناعة االستخراجية هي المسيطر على القطاع الصناعي‬
‫ بسبب الدور‬،‫وال يزال القطاع الصناعي في الجزائر ضعيف جدا ال يساهم بشكل كبير في الصادرات‬
‫ وذلك بفضل مساهمة القطاع الخاص في‬،‫المسيطر لقطاع المحروقات رغم النمو المحقق في السنوات األخيرة‬
‫ حيث لم تتجاوز‬،‫ إضافة إلى الجهود المبذولة من طرف السلطات من أجل تطوير هذا القطاع‬،‫تنويع الصادرات‬
.‫ من إجمالي الصادرات‬%5.4 ‫مساهمة الصناعة في الصادرات‬
‫ حيث توصلنا‬،‫أشارت النتائج التطبيقية إلى وجود عالقة قوية بين رصيد ميزان المدفوعات وسعر البترول‬
.‫إلى عدم فعالية القطاع الصناعي في التأثير على الميزان التجاري و ميزان المدفوعات‬
‫ الميزان‬،‫ الصناعة الجزائرية‬،‫ االقتصاد الجزائري‬،‫ القطاع الصناعي‬،‫ ميزان المدفوعات‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ الصادرات والواردات‬، ‫التجاري‬

Abstract :

This study amis to analyze the performance of the industrial sector in Algeria, especially the
manufacturing industry, whose contribution to the GDP is still very limited by(4.5%), although it is
a locomotive to lead the national economy towards development so that the extractive industry
remains in control of the industrial sector.
The industrial sector in Algeria is still very weak and does not contribute significantly to exports,
due to the dominant role of the hydrocarbon sector despite the growth achieved in recent years,
thanks to the contribution of the private sector to diversifying exports, in addition to the efforts
made by the authorities to develop this sector, as the industry’s contribution to exports did not
exceed 4.3% of the total exports.
The applied results indicated that there is a strong relationship between the balance of payments
balance and the oil price the ineffectiveness of the industrial sector in influencing the trade balance
and the balance of payments.
KEYWORDS: Balance of payments, industrial sector, Algerian economy, Algerian industry,
balance trade, exports and imports.
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬

‫‪97‬‬
‫الملحق رقم ‪02‬‬

‫‪98‬‬
‫الملحق رقم ‪03‬‬

‫‪99‬‬
‫الملحق رقم ‪04‬‬

‫‪100‬‬
‫الملحق رقم ‪05‬‬

‫‪101‬‬
‫الملحق رقم ‪06‬‬

‫‪102‬‬

You might also like