You are on page 1of 91

‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمي‬

‫كمية العموم االقتصادية‪ ،‬العموم التجارية وعموم التسيير‬


‫قسم‪ :‬العلوم االقتصادية‬
‫الرقم التسمسمي‪2018/ ...... :‬‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات شهادة ماستر أكاديمي (ل م د)‬


‫دفعــــــت‪2018 :‬‬
‫الميدان‪ :‬عموم اقتصادية‪ ،‬عموم تجارية وعموم التسيير‬
‫الفرع‪ :‬عموم إقتصادية‬
‫التخصص‪ :‬إقتصاد كمي‬

‫عنوان المذكرة‪ :‬أثر االنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر‬


‫دراسة قياسية لمفترة (‪)2016 -1990‬‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين‪:‬‬


‫‪ -‬عيسى بنشوري‬ ‫‪ -‬خالد عويـــــــــــــــــــــــــن‬
‫‪ -‬عبد الواحد سهايمية‬
‫نوقشت أمام المجنة المكونة من األساتذة‪:‬‬

‫الصفـــة‬ ‫الرتبــة العممية‬ ‫اإلسم والمقـــب‬

‫رئيســـــــــــــــــــــــــــا‬ ‫أستاذ مساعــــــد أ‬ ‫مالكية أحميـدة‬


‫ومقر ار‬
‫مشرف ــ‬
‫ــا‬ ‫أستاذ محاضر ب‬ ‫عيسى بنشوري‬
‫عضــــــوا مناقشا‬ ‫أستاذ مســــــاعد أ‬ ‫عابــــــــــــي رضا‬

‫السنت الجامعيت‪2018/2017 :‬‬


‫اللهم أنت ربي ال إلو إال أنت خلقتننا ونحن عبادك‬
‫نا‪ ،‬نعوذ بك من شر ما‬
‫ونحن على عهدك ووعدك ما إستطعت‬
‫بذنب فاغفر لنا فإنو ال‬
‫صنعنا‪ ،‬ونبوء لك بنعمتك علينا ونبوء نا‬
‫يغفر الذنوب إال أنت أما بعد‪:‬‬
‫بداية الغيث قطرة وأولى قطرات إنتاجنا الفكري‪ :‬الشكر هلل‬
‫عز وجل‪ ،‬الذي أعاننا على إكمال ىذا العمل المتواضع شكر نرفعو‬
‫من صميم الذات إلى كل من ساىم معنا في إعداد المذكرة التي أردناىا غذاء‬
‫للعقل وتقوية للطموح‪ ،‬فجزيل الشكر‬
‫لألستاذ المشرف‪﴿ :‬عيسى بنشوري﴾‬
‫على توجيهاتو ونصائحو القيمة وسماحة معاملتو معنا‪،‬‬
‫وخاصة على صبره علينا شكرا لكل أساتذة ومؤطري‬
‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية‪ ،‬وعلوم التسيير لوالية تبسة‬
‫تحية شكر وإشادة حارة إلى من صبر معنا وساعدنا إلتمام وإخراج ىذه الثمرة‬
‫وشكرا لكل من ساىم معنا في إخراج ىذه المذكرة‬
‫إلى النور وساعدنا على إنجازىا‪،‬‬
‫سواء من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪I‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الشكر والعرفـــان‬
‫‪VII - I‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪IX - XIII‬‬ ‫فهرس األشكــــــال‬
‫‪XI - X‬‬ ‫فهرس الجــــــداول‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫أ‬ ‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫أ‬ ‫ثانيا‪ :‬التساؤالت الجزائية‬
‫ب‬ ‫ثالثا‪ :‬فرضيات الدراسة‬
‫ب‬ ‫رابعا‪ :‬أسباب إختيار الموضوع‬
‫ب‬ ‫أ‪ /‬األسباب الموضوعية‬
‫ب‬ ‫ب‪ /‬األسباب الذاتية‬
‫ب‬ ‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫ج‬ ‫سادسا‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫ج‬ ‫سابعا‪ :‬مناهج الدراسة‬
‫ج‬ ‫أ‪ /‬المنهج الوصفي‬
‫ج‬ ‫ب‪ /‬المنهج اإلستقرائي‬
‫ج‬ ‫ثامنا‪ :‬حدود الدراسة‬
‫ج‬ ‫أ‪ /‬الحدود الجغرافية‬
‫ج‬ ‫ب‪ /‬الحدود الموضوعية‬
‫د‬ ‫ج‪ /‬الحدود الزمنية‬
‫د‬ ‫تاسعا‪ :‬عوائق وصعوبات الدراسة‬
‫د‬ ‫عاش ار‪ :‬هيكمة الدراسة‬

‫‪II‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪40-5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلنفاق الحكومي والتضخم‬
‫‪6‬‬ ‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬األدبيات النظرية لإلنفاق الحكومي والتضخم‬
‫‪7‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفاهيم حول اإلنفاق العام‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقات العامة‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر النفقة العامة‬
‫‪7‬‬ ‫أوال‪ :‬العنصر األول "النفقة العامة مبمغ نقدي "‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العنصر الثاني "النفقة العامة يقوم بها شخص عام "‬
‫‪9‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العنصر الثالث "الغرض من النفقة العامة تحقيق نفع عام "‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات النفقة العامة‬
‫‪9‬‬ ‫أوال‪ :‬المعيار االقتصادي‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المعيار الوضعي أو العممي‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬األسباب الظاهرية لتزايد النفقات العامة‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ :‬تدهور قيمة النقود‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختالف طرق المحاسبة المالية‬
‫‪13‬‬ ‫ثالثا‪ :‬زيادة مساحة إقميم الدولة وعدد سكانها‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬آثار االقتصادية لمنفقات العامة‬
‫‪14‬‬ ‫اوال‪ :‬آثار النفقات العامة المباشرة‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آثار النفقات العامة المباشرة‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬محددات حجم النفقات العامة‬
‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬دور الدولة‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مستوى النشاط االقتصادي‬
‫‪19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المقدرة المالية الوطنية‬

‫‪III‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مفاهيم حول التضخم‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التضخم‬
‫‪20‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف المبني عمى النظرية الكمية (النقدية)‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف المبني عمى أساس نظرية الدخل واإلنفاق‬
‫‪21‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التعريف المبني عمى نظرية العرض والطمب‬
‫‪22‬‬ ‫رابعا‪ :‬التعريف المبني عمى خصائص ومظاهر التضخم‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النظريات المفسرة لمتضخم‬
‫‪23‬‬ ‫أوال‪ :‬النظرية النقدية في تفسير التضخم‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النظرية الكنيرية لتفسير التضخم‬
‫‪26‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النظرية المعاصرة لتفسير التضخم‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب التضخم‬
‫‪27‬‬ ‫أوال‪ :‬التضخم بارتفاع الطمب الكمي‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التضخم بانخفاض العرض الكمي‬
‫‪29‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التضخم الهيكمي‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع التضخم‬
‫‪29‬‬ ‫أوال حسب تحكم الدولة في جهاز األسعار‬
‫‪29‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التضخم الطميق المكشوف الظاهري‬
‫‪30‬‬ ‫ثالثا‪ :‬معيار تعدد القطاعات االقتصادية‬
‫‪31‬‬ ‫رابعا‪ :‬مدى حدة الضغط التضخمي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لمتضخم‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬اآلثار االقتصادية‬
‫‪32‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اآلثار االجتماعية‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األدبيات التطبيقية لإلنفاق الحكومي والتضخم‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدراسات المحمية‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬الدراسة االولي‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الدراسات العربية‬
‫‪34‬‬ ‫أوال‪ :‬الدراسة األولى‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الدراسات األجنبية‬
‫‪36‬‬ ‫أوال‪ :‬الدراسة األولى‬
‫‪36‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬
‫‪37‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مقارنة الدراسات السابقة مع الدراسات الحالية‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المقارنة مع الدراسات المحمية‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المقارنة مع الدراسات العربية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المقارنة مع الدراسات األجنبية‬
‫‪40‬‬ ‫خاتمة الفصل األول‬
‫‪65-41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة قياسية ألثر اإلنفاق الحكومي والتضخم‬
‫‪42‬‬ ‫تمهيد الفصل الثاني‬
‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬االطار التطبيقي لمدراسة‬
‫‪43‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الطريقة المتبعة في الدراسة‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطور متغيرات الدراسة‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور اإلنفاق الحكومي خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تطور معدل التضخم خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫‪47‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األدوات المستخدمة في الدراسة‬

‫‪V‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دراسة إستقرارية السالسل‬
‫‪48‬‬ ‫أوال‪ :‬اختبار اإلستقرارية‬
‫‪49‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختبار فيميبس وبيرون ‪Phillips and Perron test‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التقدير وتحديد درجة التأخير‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختبارات التكامل المشترك‬
‫‪50‬‬ ‫أوال‪ :‬اختبار انجل‪ -‬غرانجر ‪Engel&Granger ،1987‬‬
‫‪51‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إختبار جوهانسن‪ -‬جيسمس (‪)Johansen Juselius Test‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬السببية بين متغيرتين‬
‫‪52‬‬ ‫أوال‪ :‬اختبار السببية بين متغيرتين‬
‫‪52‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مراحل اختبار جرانجر‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تحميل مكونات التباين ودوال االستجابة‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬
‫‪55‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬االختبارات التشخيصية لمنموذج محل الدراسة‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دراسة إستقرارية السالسل الزمنية‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة عالقة التكامل المشترك‬
‫‪59‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الدراسة الديناميكية لنموذج االنحدار الذاتي‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تقدير نموذج )‪ VAR(1‬واختبار إستقراريته‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬النموذج المقدر‬
‫‪60‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إستقرارية النموذج‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اختبار السببية بين المتغيرين‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دوال االستجابة وتحميل أو تجزئة التباين‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ :‬دوال االستجابة‬
‫‪62‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحميل التباين‬

‫‪VI‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪64‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪68-65‬‬ ‫الخاتمـــــــــــــــــــة‬
‫‪71-69‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المالحــــــــــــــــــــــــــق‬

‫‪VII‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫‪VIII‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫المصدر‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫محمد عبد العزيز عثمان‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬الدار‬ ‫يوضح التصنيف االقتصادي لمنفقات‬
‫‪10‬‬ ‫الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،2008 ،‬ص ‪470‬‬
‫‪1.1‬‬
‫العامة‬
‫‪25‬‬ ‫ضياء المجيد الموسوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪221‬‬ ‫يوضح التضخم عند كينز‬ ‫‪1.2‬‬
‫منحنى تطور اإلنفاق الحكومي في‬
‫‪44‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫‪2.3‬‬
‫الجزائر بين (‪)2016-1990‬‬
‫منحنى تطور معدل التضخم الجزائر‬
‫‪45‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫‪2.4‬‬
‫بين(‪)2016-1990‬‬
‫‪57‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫التمثيل البياني لسمسمة الفروقات ‪DG‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫‪57‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫التمثيل البياني لسمسمة الفروقات ‪DG‬‬ ‫‪2.6‬‬
‫الدائرة االحادية الختبار الجذور‬
‫‪60‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫‪2.7‬‬
‫المتعددة‬
‫‪62‬‬ ‫من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬ ‫دوال االستجابة‬ ‫‪2.8‬‬

‫‪IX‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫‪X‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫المصدر‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫مقارنة بين الدراسات السابقة المحمية‬
‫‪37‬‬ ‫الطمب بناء عمى الدراسات السابقة‬
‫ة‬ ‫من إعداد‬ ‫‪1.1‬‬
‫والدراسة الحالية‬
‫مقارنة بين الدراسات السابقة العربية‬
‫‪38‬‬ ‫الطمب بناء عمى الدراسات السابقة‬
‫ة‬ ‫من إعداد‬ ‫‪1.2‬‬
‫والدراسة الحالية‬
‫مقارنة بين الدراسات السابقة األجنبية‬
‫‪39‬‬ ‫الطمب بناء عمى الدراسات السابقة‬
‫ة‬ ‫من إعداد‬ ‫‪1.3‬‬
‫والدراسة الحالية‬

‫من البنك الدولي بيانات عمى الطالبان اعتمادا إعداد من‬ ‫تطور اإلنفاق الحكومي في الجزائر‬
‫‪43‬‬ ‫‪2.4‬‬
‫خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫من البنك الدولي بيانات عمى الطالبان اعتمادا إعداد من‬ ‫تطور معدل التضخم في الجزائر خالل‬
‫‪45‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬
‫‪56‬‬ ‫نتائج اختبارات إستق اررية المتغيرات‬ ‫‪2.6‬‬
‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬
‫‪58‬‬ ‫نتائج اختبار التأخير المثمى‬ ‫‪2.7‬‬

‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬ ‫نتائج اختبار التكامل المشترك بين‬
‫‪58‬‬ ‫‪2.8‬‬
‫التضخم واإلنفاق الحكومي‬

‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬ ‫نموذج )‪ VAR(1‬باستخدام طريقة‬
‫‪59‬‬ ‫‪2.9‬‬
‫المربعات الصغرى‬

‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬ ‫نتائج اختبار (جذر الوحدة) إستق اررية‬
‫‪60‬‬ ‫‪2.10‬‬
‫نموذج شعاع االنحدار الذاتي‬

‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬ ‫نتائج اختبار العالقة السببية بين التضخم‬
‫‪61‬‬ ‫‪2.11‬‬
‫واإلنفاق الحكومي‬
‫من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬
‫‪63‬‬ ‫نتائج تحميل التباين‬ ‫‪2.12‬‬

‫‪XI‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫‪XII‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫نحن نعرف أن الجزائر كغيرىا من الدول تسعى جاىدة إلى مسايرة التقدم ومواكبة التطور الحضاري‬
‫الذي يعرفو العالم‪،‬حيث وجدت نفسيا مضطرة لتحسين سياساتيا االقتصادية محاولة منيا االلتحاق بالدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬حيث يتميز النشاط االقتصادي بحتمية تعرضو لمتقمبات بين حاالت االنتعاش والرواج من جية‪،‬‬
‫وحاالت االنكماش والركود من جية أخرى والتي من شانيا أن تجمب معيا أزمات من التضخم‪ ،‬وبالتالي‬
‫أصبح االستقرار االقتصادي الكمي من بين األىداف األساسية لواضعي السياسة االقتصادية‪ ،‬لذلك أصبحت‬
‫الحكومات عمى وعي لمسؤولياتيا في تحقيق االقتصاد الكمي والتدخل بشتى أدواتيا لمكافحة اختاللو‪ ،‬نجد أن‬
‫من أىم النقاط الممفتة لمنظر خالل مراحل التطور االقتصاد الجزائري ظاىرة التضخم مما تسببو ىده األخيرة‬
‫من آثار تمقي بظالليا عمى الصعيدين االقتصادي واالجتماعي يعتبر التضخم أحد أىم المؤشرات الرئيسية‬
‫لمدى تحكم الدولة في أوضاع االقتصاد الكمي ‪ ،‬كونو حالة مرضية مرافقة لمحياة االقتصادية لمدول المتقدمة‬
‫والمتخمفة عمى حد سواء‪ ،‬والسيما الجزائر التي عانت من األبعاد واالنعكاسات الخطيرة ليده الظاىرة ولعل‬
‫أىم أداة تعتمد عمييا الحكومة في الوقت الرىن ىي سياسة اإلنفاق العام التي تعتبر أداة من أدوات السياسة‬
‫المالية‪ ،‬والتي تستخدميا الدول التأثير مؤشرات االستقرار الكمي‪ ،‬فقد أكد كينز في نظريتو العامة عمي أىمية‬
‫النفقات العام كأداة قادرة عمى إنعاش االقتصاد في الكثير الحيان‪ ،‬وتصحيح االختالل في الطمب الكمي‪.‬‬
‫فالجزائر بيذا الصدد اعتمدت عمي اإلنفاق العام باتجاىيا االنكماش والتوسعي من أجل تحقيق‬
‫االستقرار فاألنفاق الحكومي أثر بارز عمي مجمل النشاط االقتصادي‪ ،‬خاصة جوانب االستقرار السعري‬
‫والنقدي فقد يؤدي اإلنفاق الحكومي إلي ظيور ضغوط تضخمية في االقتصاد‪ ،‬كما قد يكون تأثير ضعيف‬
‫عمى مستوى العام لألسعار‪ ،‬فإذا كان مثال اإلنفاق الحكومي ييدف إلي تقميل الدين العام يكون تأثير ضعيف‬
‫عمى مستوى العام لألسعار‪ ،‬أم إذا كان ييدف مثال إلي زيادة القوة الشرائية لألشخاص‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلي‬
‫ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ .‬والشك أن المعرفة المستقبمية لمستوى التضخم تساعد كثي ار عمى بعض‬
‫المخمفات السمبية الناتجة عنو‪ ،‬لدلك فإن الدراسات في اإلطار أصبحت تشغل باستمرار حي از خاصا‪ ،‬وتفرض‬
‫نفسيا كفرع عممي ونظ ار لمدور اليام الذي تمعبو القيم المتوقعة لمتضخم عمى غرار غيره من الظواىر‬
‫االقتصادية واالجتماعية في رسم وتوجيو السياسات والبرامج المثالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫من خالل ما تم طرحو عمى مستوى المقدمة‪ ،‬يمكن إدراج اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إلى أي مدى كان تأثير اإلنفاق العام عمى التضخم في الجزائر في الفترة ‪2016-1990‬؟‬
‫ثانيا‪ :‬التساؤالت الجزائية‬
‫يندرج ضمن اإلشكال الرئيسي جممة من التساؤالت الفرعية يمكن حصرىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬ما المقصود باإلنفاق العام؟‬
‫‪ -‬ماهي األسباب الظاهرية لتزايد اإلنفاق العام؟‬
‫‪ -‬هل هناك عالقة بين اإلنفاق الحكومي والتضخم؟‬

‫‌أ‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ثالثا‪ :‬فرضيات الدراسة‬


‫تعد الفرضية بمثابة إجابة مؤقتة عن التساؤالت الفرعية‪ ،‬والبد أن يتبين مجموعة من الفرضيات التي‬
‫تبنى عمييا الدراسة والمتمثمة في‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنفاق العام عنصر ىام في السياسة المالية؛‬
‫‪ -‬يؤدي االتفاق الحكومي التوسعي إلى تزايد في معدل التضخم؛‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة سببية بين االتفاق الحكومي والتضخم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أسباب إختيار الموضوع‬
‫لم يكن إختيارينا لمموضوع وليد الصدفة بل كان مبني عمى دوافع ذاتية وأخرى موضوعية جعمتنا نفكر‬
‫بمضمونو بجدية – أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر دراسة قياسية لمفترة ( ‪)2016 -1990‬‬
‫والتي جاءت عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬األسباب الموضوعية‬
‫‪ -‬محاولة تشخيص مدى أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر؛‬
‫‪ -‬سالسة الموضوع ورغبة المتحاورين في مناقشتنا في ىذا الموضوع‪ ،‬وىذا ما يساعدنا عمى اخذ‬
‫المعمومات المطموبة وغير المتوقعة أثناء الدراسة والبحث؛‬
‫‪ -‬اتساع الموضوع مما يدفعنا إلى التعمق أكثر واثراء مخيالتنا وزيادة الخبرة من ناحية وتزويد المطمعين‬
‫بمعمومات كانوا يجيمونيا من ناحية أخرى؛‬
‫‪ -‬الموضوع المدروس يتماشى ويتناسب مع التخصص الذي درسناه أال وىو إقتصاد كمي والذي لو صمة‬
‫متينة بالموضوع "أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر "؛‬
‫ب‪ /‬األسباب الذاتية‬
‫‪ -‬الموضوع حساس بالنسبة لنا ولمباحثين الذين يعممون عمى تطوير معارفيم في ىذا الميدان حتى يكونوا‬
‫أثر اإلنفاق الحكومي عمى‬ ‫منسجمين مع المستجدات المستمرة المتطور خاصة في المسائل المتعمقة‬
‫التضخم في الجزائر؛‬
‫أثر‬ ‫‪ -‬قناعتنا بأىمية ىذا الموضوع ومدى حساسيتو في صفوف الدارسين خاصة بما يتعمق بموضوع‬
‫اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر؛‬
‫‪ -‬الرغبة وحب االستطالع لمتعرف عمى الجديد واكتشاف المجيول خاصة فيما يتعمق أثر اإلنفاق الحكومي‬
‫عمى التضخم في الجزائر لمفترة (‪)2016 -1990‬؛‬
‫‪ -‬ميمنا إلى المواضيع والقضايا والظواىر التي ليا عالقة باإلنفاق الحكومي والتضخم؛‬
‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫إن األىداف عبارة عن انعكاس لمتساؤالت في جميع الدراسات وتعمم أن لكل بحث عممي أىداف عممية‬
‫وعممية مسطرة يسعى إلى تحقيقيا من خالل النتائج المتوصل إلييا في نياية الدراسة‪ ،‬وليذا الموضوع عدة‬
‫أىداف نذكر منيا‪:‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ -‬التعرف عمي اإلنفاق الحكومي وعناصره؛‬


‫‪ -‬معرفة النظريات المفسرة لمتضخم؛‬
‫‪ -‬تحديد العالقة السببية بين اإلنفاق الحكومي والتضخم؛‬
‫‪ -‬قياس أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر خالل الفترة ( ‪ )2016-1990‬بإستخدام النموذج‬
‫القياسي؛‬
‫سادسا‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫‪ -‬تتمثل أىمية الدراسة فيما يمكن أن تسفر عنو من نتائج إيجابية تساعدنا في التعرف عمى مفيوم وماىية‬
‫التضخم والعالقة التي تربط‬ ‫لإلنفاق الحكومي من جية‪ ،‬ومن جية أخرى تسميط الضوء عمى مفيوم‬
‫بينيم؛‬
‫‪ -‬توضيح مدى تأثير اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪)2016 -1990‬؛‬
‫‪ -‬الوقوف عمى طبيعة العالقة بين اإلنفاق الحكومي والتضخم؛‬
‫‪ -‬قياس آثار اإلنفاق الحكومي عمى التضخم‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مناهج الدراسة‬
‫من المعموم أن لكل موضوع مناىج بحث يعتمد عمييا الباحث لموصول لنتائج محققة باستخدام المنيج‬
‫المناسب وطبيعة الموضوع ألجل تسميط األضواء عمى أىم أبعاده ونقاطو الغامضة بغية كشفيا‪.‬‬
‫ومن خالل بحثنا المتمثل في " أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر دراسة قياسية لمفترة‬
‫(‪ ")2016 -1990‬فقد اعتمدنا في دراستنا عمى المنيج المزدوج الذي يخدم موضوع بحثنا ويتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ /‬المنهج الوصفي ‪ :‬وىذا إليضاح وابراز الجوانب النظرية المتعمقة باإلتفاق الحكومي والتضخم‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى رصد وتحميل تطورىا عمى طول فترة الدراسة من خالل االستعانة بالجداول واألشكال البيانية‪.‬‬
‫ب‪ /‬المنهج اإلستقرائي‪ :‬وذلك من خالل استخدام األدوات القياسية الختبار أثر اإلنفاق الحكومي عمى‬
‫التضخم في الجزائر لمفترة (‪.)2016-1990‬‬
‫ثامنا‪ :‬حدود الدراسة‬
‫ال بد ألي بحث أن ترافقو حدود ومجاالت تحكمو ويقف عندىا الباحث‪ ،‬حيث تندرج ىذه الحدود في‬
‫الحدود الجغرافية‪ ،‬والحدود الزمنية‪ ،‬باإلضافة إلى الحدود الموضوعية‪ ،‬وىو ما سوف يتم توضيحو من خالل‬
‫جممة من النقاط عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الحدود الجغرافية‪ :‬وىو اإلطار المكاني الذي أجرينا فيو دراستنا ألن أي دراسة عممية تتطمب جانب ميداني‬
‫باإلضافة إلى الجانب النظري وذلك بغرض تطبيق النظرية عمى الواقع فكان ىذا المكان أو الحيز‬
‫الجغرافي ىو دراسة حالة الجزائر في الفترة الممتدة من (‪ )2016-1990‬؛‬
‫ب‪ /‬الحدود الموضوعية ‪ :‬وىو المجال الموضوعي الذي يتعمق بالموضوع الذي نحن بصدد دراستو أال وىو‬
‫أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر دراسة قياسية لمفترة (‪)2016 -1990‬؛‬

‫‌ج‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ج‪ /‬الحدود الزمنية ‪ :‬ويعرف بالمجال الزمني الذي يمثل المدة الزمنية التي إنحصرت فييا دراستنا أوال وىي‬
‫الفترة الممتدة من ‪ 1990‬إلى غاية ‪.2016‬‬
‫تاسعا‪ :‬عوائق وصعوبات الدراسة‬
‫ككل الدراسات صادفتنا جممة من الصعوبات والعراقيل تعمقت أساسا بمرحمة إعداد وجمع المعمومات‬
‫الكافية والالزمة لتكوين المادة الخامة لبحثنا ومن خالل دراستنا ليذا الموضوع تجمت لنا أىم ىذه الصعوبات‬
‫والتي تمثمت في‪:‬‬
‫‪ )26‬سنة مما أدى بنا إلى‬ ‫‪ ‬طول الفترة الزمنية التي أجريت عمييا الدراسة والمقدرة بستة وعشرون (‬
‫إستغراق وقت أكثر من الذي منح إلينا قانون من طرف إدارة الجامعة؛‬
‫‪ ‬قمة المراجع المتخصصة في صمب الموضوع والتي تبين أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم؛‬
‫‪ ‬قمة المراجع المتخصصة التحميل اإلقتصادي لكل من اإلنفاق الحكومي والتضخم؛‬
‫‪ ‬نقص البيانات المتعمقة بمتغيرات الدراسة‪ ،‬خاصة معدالت اإلنفاق الحكومي في الجزائر‪.‬‬
‫عاش ار‪ :‬هيكمة الدراسة‬
‫وبناءا عمى اإلشكالية الرئيسية والتي عالجت مضمون المذكرة‪ ،‬وما تم إدراجو من إشكاليات جزئية تم‬
‫تقسيم ىذه المذكرة إلى فصمين أساسيين يعالجون صمب الموضوع باإلضافة إلى مقدمة وخاتمة عمى النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫جاءت مقدمتنا شاممة لجميع جوانب الدراسة من أىمية‪ ،‬والدوافع الشخصية والموضوعية إلختيار‬
‫الموضوع‪ ،‬وطرح لإلشكالية وما إنبثق منيا من إشكاليات جزئية‪ ،‬باإلضافة إلى المنيج المتبع في الدراسة‪،‬‬
‫وأىدافيا‪ ،‬مع التعرض إلى حدود الدراسة‪ ،‬وصعوباتىا‪ ،‬وأخي ار ىيكمتيا؛‬
‫تناولنا في الفصل األول من الدراسة اإلطار ألمفاىيمي لإلنفاق الحكومي والتضخم‪ ،‬إذ إنقسم بدوره إلى‬
‫مبحثين‪ ،‬جاء المبحث األول لنتناول فيو األدبيات النظرية لإلنفاق الحكومي والتضخم‪ ،‬حيث ضم مفاىيم‬
‫حول اإلنفاق العام‪ ،‬ومفاىيم حول التضخم‪ ،‬أما في المبحث الثاني تناولنا فيو األدبيات التطبيقية لإلنفاق‬
‫الحكومي والتضخم‪ ،‬حيث عالج في مضمونو الدراسات السابقة‪ ،‬ومقارنة الدراسات السابقة مع الدراسات‬
‫الحالية‪.‬‬
‫أما في الفصل الثاني فتعرضنا فيو إلى الدراسة قياسية ألثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم‪ ،‬إذ إنقسم‬
‫األول ليعالج الطريقة واألدوات المستخدمة في الدراسة‪ ،‬والمبحث الثاني‬ ‫بدوره إلى مبحثين‪ ،‬جاء المبحث‬
‫عرض ومناقشة نتائج الدراسة المتوصل إلييا‪.‬‬
‫وفيما يخص خاتمة الموضوع‪ ،‬فمقد إحتوت عمى ممخص مركز يتضمن محتوى الدراسة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫جممة من النتائج والتوصيات وآفاق الدراسة‪.‬‬

‫‌د‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫من تغير دور الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية وتحويميا من الدولة الحارسة إلى الدولة‬
‫المتدخمة قد أدى إلى تطور وتوسع مياميا‪ ،‬وبالتالي زيادة نفقاتيا العامة‪ ،‬إذا تعتبر اإلنفاق العام إحدى أىم‬
‫إحدى المعايير المستعممة في قياس حجم التدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪ ،‬فاإلنفاق الحكومي أثر بارز‬
‫عمى مجمل النشاط االقتصادي‪ ،‬خاصة جوانب االستقرار السعري والنقدي‪ ،‬فقد يؤدي اإلنفاق الحكومي إلى‬
‫ظيور التضخمية في االقتصاد كما قد يكون تأثيره ضعيف عمى المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫وىدفنا من ىذا الفصل ىو إظيار مختمف الوسائل المتعمقة باإلنفاق الحكومي والتضخم ‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فتطرقنا إلى دراسة الحاالت المختمفة التي شممتيا الدراسات السابقة التي أجريت في ىذا الميدان‪ .‬سواء‬
‫الدراسات السابقة التي أجريت في ىذا الميدان‪ ،‬سواء الدراسات السابقة بالغة العربية واألجنبية‪.‬‬
‫سنحاول في ىذا الفصل التطرق إلى األدبيات النظرية لإلنفاق الحكومي والتضخم كمبحث أول‪ ،‬والى‬
‫األدبيات التطبيقية لإلنفاق الحكومي والتضخم كمبحث ثاني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬األدبيات النظرية لإلنفاق الحكومي والتضخم‬


‫سنتطرق في مضمون ىذا المبحث إلى مفاىيم عامة حول اإلنفاق الحكومي ىذا من جية‪ ،‬ومن جية‬
‫أخرى تسميط الضوء عمى مفاىيم عامة حول التضخم‪ ،‬وذلك باإلعتماد عمى مطمبين أساسيين‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مفاهيم حول اإلنفاق العام‬
‫من الميم جدا تحديد مفيوم النفقات العامة‪ ،‬وعناصرىا وأسبابيا وباإلضافة إلى ضبط تقسيماتيا‬
‫ومحددتيا وآثارىا وىو ما ستتم معالجتو في ىذا المطمب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقات العامة‬
‫لمنفقات العامة تعارف عديدة ومختمفة يمكن عرضيا كما يمي‪:‬‬
‫‪-‬ىي مبمغ من المال بخرج من خزينة الدولة بواسطة إدارتيا ومؤسساتيا وىيئاتيا وو ازرتيا المختمفة إلشباع‬
‫حاجات عامة(‪.)1‬‬
‫‪-‬كم قابل لمتقويم النقدي يأمر بإنفاقو شخص من أشخاص قانون العام إلشباع الحاجات العامة(‪.)2‬‬
‫‪-‬ىي مبمغ نقدي يقوم بإنفاقو شخص عام يقصد بتحقيق المنفعة العامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر النفقة العامة‬
‫من خالل التعريف السابق لمنفقة العامة يستخمص أنيا ذات عناصر أو أركان وىي كما يمي ‪ ،‬المبمغ‬
‫النقدي‪ ،‬ويقوم باتفاقو شخص عام‪ ،‬والغرض منيا ىو تحقيق نفع عام‪ ،‬عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العنصر األول "النفقة العامة مبمغ نقدي"‬
‫تقوم الدولة بواجباتيا في اإلنفاق العام باستخدام مبا ع من النقود ثمنا لما تحتاجو من ومنتجات سمع‬
‫وخدمات‪ ،‬من أجل تسير مرافق عامة وثمنا ورؤوس األموال اإلنتاجية التي تحتاجيا لمقيام بالمشروعات‬
‫االستثمارية التي نتوالىا‪ ،‬ولمنح المساعدات واإلعانات المختمفة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وغيرىا ويمكن أن‬
‫نقول أن النفقات العامة دائما تتم في صورة نقدية‪ ،‬وال يخفى عمى الفطنة أن اإلنفاق في صورتو النقدية قد‬
‫أدى إلى ازدياد حجم النفقات العامة‪ ،‬وبالتالي ازدياد حجم الضرائب (كمصدر أساسي لإلرادات العامة )‬
‫وغيرىا من األعباء العامة مع توزيع اعدل ليذه األعباء كل بحسب مقدرتو التكميفية‪ ،‬وأصبحت النقود ىي‬
‫الوسيمة الوحيدة لكل معامالت وأداة لمتبادل وأصبح اإلنفاق العام واإليراد العام في شكل غالب يتم بشكل‬
‫نقدي‪.‬‬

‫‪ -1‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص‪122 :‬‬
‫‪ -2‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪378 :‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬العنصر الثاني "النفقة العامة يقوم بها شخص عام"‬


‫وفقا ليذا العنصر ال يعتبر المبمغ النقدي الذي يتفق ألداء خدمة عامة من قبل النفقة العامة إال إذا‬
‫صدر من شخص عام‪ ،‬ويقصد باألشخاص العامة لمدولة مما ذلك الييئات والمؤسسات العامة ذات شخصية‬
‫معنوية‪ ،‬والواليات في الدول االتحادية أو قد تكون أشخاص عامة محمية كمجالين المحافظات والمدن والقرى‬
‫في الدول الموحدة وعمى ىذا فان النفقات التي ينفقيا أشخاص طبيعية أو اعتبارية ال تغير النفقة عامة حتى‬
‫لو كانت تيدف إلى تحقيق نفع عام ‪ ،‬ومثال ذلك إذا قام شخص ما ببناء مستشفى ثم تبرع بيا لمدولة‪ .‬فان‬
‫ىذا اإلنفاق ال يعد عاما‪ ،‬ذلك أن األموال التي قام بإنفاقيا تعد أمثمة خاصة وليست عامة بالرغم من عمومية‬
‫اليدف‪ ،‬ومن ثم يعد من قبيل اإلنفاق‪.‬‬
‫لكن ىل يعني ذلك أن كافة المبالغ التي تنفقيا الدولة أو الييئات العامة تعد من قبيل النفقات العامة؟‬
‫من المتفق عميو أن كافة المبالغ التي تنفقيا الدولة بصدد ممارستيا لنشاطيا العام وبموجب سيادتيا‬
‫وسمطتيا األ مرة تعد نفقات عامة اما النفقات التي تنفقيا الدولة بصدد ممارستيا لنشاط اقتصادي مماثل‬
‫لمنشاط الذي يباشره األفراد مثل المشروعات اإلنتاجية فقد ثار خالف فقيي حول طبيعتيا(‪.)1‬‬
‫أ‪ /‬المعيار القانوني المعنوي‪:‬‬
‫يعتمد ىذا المعيار عمى الطبيعة القانونية لمجيات التي تقوم باإلنفاق التي تحدد طبيعة النفقة‪ ،‬وما إذا‬
‫كانت عامة أما خاصة‪ ،‬فالنفقات العامة ىي تمك النفقات التي يقوم بيا أشخاص القانون العام‪ ،‬الشخص‬
‫المعنوي العام وىي الدولة والييئات العامة القومية والمحمية والمؤسسات العامة‪.‬‬
‫ب‪ /‬المعيار الوظيفي (الموضوعي)‪:‬‬
‫يعتمد ىذا المعيار عمى الفكرة االقتصادية وباالجتماعية‪ ،‬والتي تأخذ في حسابيا تطور الدولة‪ ،‬واتساع‬
‫نطاق نشاطيا المالي‪ ،‬حيث تتحدد طبيعة النفقات العامة‪ ،‬طبقا ليذا المعيار عمى أساس طبيعة الوظيفة التي‬
‫تخصص ليا ىذه النفقات‪ ،‬وبناء عمى ذلك تعتبر النفقات عامة إذا قامت بيا الدولة بصفتيا السيادية‪ ،‬أو إذا‬
‫قام بيا بعض األشخاص الخاصين‪ ،‬الذين تعوضيم الدولة في استخدام سمطتيا السيادية‪.‬‬
‫اما النفقات التي تقوم بيا الدولة أو الييئات والمؤسسات العامة أو شركات القطاع العام‪ ،‬في الظروف‬
‫نفسيا التي يقوم األفراد والقطاع الخاص باإلنفاق فييا فأنيا تعتبر نفقات خاصة(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ 2009 ،‬م‪ ،‬ص‪25 :‬‬
‫‪ -2‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير سامية‪ ،‬أسس المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪57 :‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬العنصر الثالث "الغرض من النفقة العامة تحقيق نفع عام"‬


‫ينبغي أن يكون اليدف من النفقات العامة ىو اشباع الحاجات العامة ومن ثم تحقيق النفع العام أو‬
‫المصمحة العامة‪ ،‬وبالتالي ال تعتبر من قبيل النفقات العامة تمك النفقات التي تيدف إلى اشباع الحجات‬
‫الخاصة وتحقيق نفع خاص يعود عمى األفراد(‪.)1‬‬
‫وذلك أن معنى المنفعة العامة قد اختمف مع تطور الفكر المالي‪ ،‬فالفكر التقميدي كان يرى أن تحقيق‬
‫المنفعة العامة تتم من خالل قيام الدولة بوظائفيا التقميدية المحددة في الجيش واألمن الداخمي والقضاء‬
‫وبعض المرافق العامة‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن فكرة المنفعة العامة قد آثارت كثير من الجدل بين كتاب المالية العامة واالقتصاد‬
‫حول التوصل إلى معيار دقيق لقياس المنفعة العامة‪ ،‬وبذلك محوالت عديدة في سبيل التوصل إلى مثل ىذا‬
‫المعيار يمكن أن نذكر منيا‪:‬‬
‫تحقيق المنفعة العامة القصوى‪ ،‬عندما تساوي التضحية الحدية التي يتحمميا األفراد في سبيل تمويل‬
‫النفقات العامة‪ ،‬مع المنفعة الحدية لدخوليم المتبقية بعد اقتطاع جزء من ىذه الدخول لتمويل النفقات العامة‪.‬‬
‫‪-‬تتحقق المنفعة العامة القصوى‪ ،‬عندما تتساوى المنافع الحدية لجميع النفقات العامة في أوجو استخداماتيا‬
‫المختمفة‪.‬‬
‫‪-‬تحقيق المنفعة العامة القصوى‪ ،‬عندما يتم توزيع النفقات العامة عمى أوجو االستخدامات المختمفة بحيث‬
‫يتحقق أكبر قدر من الدخل القومي(‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات النفقة العامة‬
‫بالرغم من تعديد وتنويع التقسيمات النفقة العامة أو الحكومية سواء عمى مستوى الكتابات االقتصادية‬
‫والمالية أو عمى مستوى التطبيق والذي تظيره موازنات الدولة‪ ،‬إال أن ىذه التقسيمات في مجمميا النظري‬
‫والتطبيقي تسدد إلى معيارين رئيسيين(‪:)3‬‬
‫أوال‪ :‬المعيار االقتصادي‬
‫إن أىمية إعداد الميزانيات العامة السنوية يمزم الدولة ايجاد تصنيف يحوي جميع وظائف الدولة التي‬
‫تقوم بيا‪ ،‬ويعتبر التصنيف االقتصادي أىم ىذه التصنيفات‪ ،‬نظ ار العتبارىا معيار حديث وحركي ومتطور‬

‫‪ -1‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30 :‬‬


‫‪ -2‬خالد الخطيب‪ ،‬أحمد زىير سامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪59 :‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد العزيز عثمان‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2008 ،‬ص‪.470 :‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫مع الظرف االقتصادية‪ ،‬ووفقا ليذا المعيار يتم تصنيف النفقات العامة باالستناد إلى عدد من المعايير أىميا‬
‫معيار طبيعة النفقة العامة‪ ،‬ومعيار دورية النفقة العام‪ ،‬ومعيار الغرض من النفقة العامة(‪.)1‬‬
‫وفي نطاق التقسيمات االقتصادية لمنفقات العامة يتم االستناد إلى عدد من المعايير في التصنيف‬
‫‪ :)1-1‬يوضح التصنيف االقتصادي‬ ‫النفقة العامة من أىم تمك المعايير في الشكل البياني التالي رقم (‬
‫لمنفقات العامة‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬يوضح التصنيف االقتصادي لمنفقات العامة‬
‫التصنيف االقتصادي لمنفقات العامة‬

‫معيار الغرض من النفقة‬ ‫النفق‬


‫معيار دورية ة‬ ‫معيار طبيعة النفقة‬

‫النفقات اإلدارية‬ ‫النفقات الجارية‬ ‫النفقة الحقيقة‬


‫النفقات االجتماعية‬ ‫النفقات الرأسمالية‬ ‫النفقة التحويمية‬
‫النفقات االقتصادية‬
‫مصدر‪ :‬محمد عبد العزيز عثمان ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬الدار الجامعية لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،2008 ،‬ص ‪470‬‬

‫أ‪ /‬معيار طبيعة النفقة العامة‪:‬‬


‫تنقسم النفقات العامة إلى مجموعتين‪:‬‬
‫أ‪ /1-‬النفقات الحقيقية‪ :‬وىي صرف األموال العامة عمى األجور والرواتب لمعاممين بالدولة‪ ،‬وكذلك عمى‬
‫شراء السمع والخدمات األزمة لتسير عمل إدارات وأجيزة الدولة‪ ،‬وىذا النوع من النفقات يزيد من اإلنتاج‬
‫القومي‪.‬‬
‫أ‪ /2-‬النفقات التحويمية‪ :‬وىي صرف األموال العامة عمى اإلعانات االجتماعية‪ ،‬والدعم الحكومي في‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬والبطالة‪...‬الخ‪ ،‬ىذا النوع من النفقات ال يزيد من الناتج القومي‪ ،‬ألنو ييدف إلى إعادة‬
‫توزيع الدخل والثروات بين المواطنتين‪ ،‬ودعم الفقراء من أبناء المجتمع(‪.)2‬‬
‫ب‪ /‬معيار دورية النفقات العامة‪:‬‬
‫يكن تقسيم النفقات العامة لمدولة إلى نفقات جارية (عادية) والنفقات الرأسمالية (استثمارية)‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة ‪ ،‬مدخل لدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد العام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،2006 ،‬ص‪.66 :‬‬
‫‪ -2‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪124 :‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ /1-‬النفقات العامة الجارية ‪ :‬وىي تشمل النفقات التي ال تترب عمى إنفاقيا زيادة في رأس المال‬
‫االجتماعي أو في زيادة في رأس المال اإلنتاجي بالمؤسسة أو الييئات العمومية‪ ،‬فغالبيتيا تتسم بالدورية‬
‫والتكرار يطمق عمييا اسم " النفقات العادية"‪ ،‬وتشمل بنود الرواتب واألجور ومصروفات الصيانة وفواتير المياه‬
‫والكيرباء وكل ما يتطمب تسير مختمف الو ازرات والوحدات الحكومية‪.‬‬
‫ب‪ /2-‬النفقات العامة الرأسمالية ‪ :‬ىذه النفقات ترتبط بفترة زمنية معينة واإلنفاق عمى المشاريع التنموية‪،‬‬
‫والنفقات االستثنائية والتي تتطمب مكافحة البطالة‪ ،‬ونفقات اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬ويطمق عمى ىذا الصنف من‬
‫النفقات العامة اسم النفقات " غير اعتيادية "‬
‫ج‪ /‬معيار الغرض من النفقة العامة‪:‬‬
‫تنقسم النفقات العامة إلى ثالثة مجموعات‪:‬‬
‫ج‪ /1-‬النفقات اإلدارية ‪ :‬ويقصد بيا النفقات التي تتعمق بسير المرافق العامة‪ ،‬واألزمة لقيام الدولة‪ ،‬وتشتمل‬
‫ىذه النفقات عمى نفقات الدفاع واألمن والجياز السياسي‪ ،‬وىي نفقات تواجو االحتياجات العامة في المجالت‬
‫التقميدية والضرورية لحماية األفراد داخميا وخارجيا وتوفير العدالة فييا بينيم وتنظيم الشؤون السياسية ليم‬
‫ج‪ /2-‬النفقات االقتصادية ‪ :‬وىي النفقات العامة التي تنفقيا الدولة لتحقيق بعض األىداف االقتصادية‬
‫كتشجيع وحدات اإلنتاج لمقطاع الخاص عمى زيادة اإلنتاج أو تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد وأيضا زيادة‬
‫اإلنتاج القومي وتشمل ىذه النفقات كل ما يتعمق بمشروعات الصناعية والقصوى الكيربائية والري والصرف‪،‬‬
‫أضف إلى ذالك كافة اإلعانات االقتصادية التي تمنحيا الدولة لممشروعات العامة والخاصة‪.‬‬
‫ج‪ /3-‬النفقات االجتماعية ‪ :‬وىي النفقات التي تتعمق باألىداف واألغراض االجتماعية لمدولة‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫في الحجات العامة التي تؤدي إلى التنمية االجتماعية لألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق تحقيق قدر من الثقافة‬
‫والتعميم والصحة لألفراد‪ ،‬وتحقيق قدر من التضامن االجتماعي عن طريق مساعدة بعض األفراد والفئات ذات‬
‫المواد المحدودة‪ ،‬منح اعاقة ولمعاطمين عن العمل‪...‬الخ(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعيار الوضعي أو العممي‬
‫من الناحية العممية تختمف الدول في األسموب الذي تتبعو لتقسيم النفقات العامة فكل دولة تستخدم‬
‫التقسيم الوضعي أو العممي ذك التصنيف المعمول بو في الميزانيات العامة التقميدية والحديثة ومن أىم تمك‬
‫التقسيمات‪:‬‬
‫أ‪ /‬التقسيم الوظيفي‪:‬‬
‫يتم اإلعتماد حسب ىذا التقسيم عمى الوظائف التي يتم اإلنفاق عمييا‪ ،‬والتعرف عمى مصاريف كل‬
‫تخفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ض‬
‫ـــ‬ ‫دائرة من دوائرىا وقدرتيا اإلنتاجية لتقارنو مع مصاريف وانتاجية القطاع الخاص‪ ،‬وبعد ذلك يتم‬

‫‪ -1‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫إعتمادات اإلنفاق وفقا لمتكمفة‪ .‬فمثال تعتمد النفقات العامة لمسكك الحديدية باالستناد عمى تكمفة الكيمومتر‬
‫الواحدة‪ ،‬وىذا األسموب لو مزايا منيا معرفة مصاريف وانتاجية إدارات الدولة المختمفة‪ ،‬وىذه الطريقة فتمكن‬
‫في أن الوظيفة في الحكومة تؤثر عمى باقي الوظائف وتتأثر بيا‪ ،‬وبالتالي تؤثر عمى جميع إدارات الدولة‪.‬‬
‫ب‪ /‬التقسيم االقتصادي‪:‬‬
‫يتم اإلعتماد حسب ىذا التقسيم إلى األعمال والميام المختمفة التي تمارسيا دوائر الدولة شريطة‬
‫توزيعيا حسب القطاعات االقتصادية (زراعة‪ ،‬سياحة‪ ،‬صناعة ) ‪ ،‬ويؤخذ بالحسبان نفقات التوزيع تحول جزء‬
‫من الدخل القومي من فئة ألخرى عمى شكل إعانات اجتماعية ومساعدات اقتصادية‪...‬الخ(‪.)1‬‬
‫ج‪ /‬التقسيم اإلداري‬
‫وفق ىذا التقسيم يتم تصنيف النفقات العامة في الميزانية العامة‪ ،‬إلى عدد من األبواب حيث يخصص‬
‫كل باب لكل جية إدارية أو و ازرة معينة فمثال و ازرة الدفاع يخصص ليا باب معين وو ازرة األمن الداخمي‬
‫كذلك باب خاص بيا‪ ،‬وو ازرة التعميم العالي بابا مخصص بيا‪ ،‬وىكذا أوكل باب خاص بو ازرة معينة تقسم إلى‬
‫فروع اتفاقية‪ ،‬وكل فرع ينقسم بدوره إلى عدد من البنوك اإلنفاقية تخصص كل منيا لوحدة أقل مستواىا‬
‫التنظيم من المستوى التنظيمي لموحدة اإلدارية التي يخصص ليا فرع محدد(‪.)2‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬األسباب الظاهرية لتزايد النفقات العامة‬
‫نرجع األسباب المؤدية إلى زيادة النفقات العامة إلى ثالثة عوامل رئيسية ‪ ،‬إال وىي تدىور قيمة النقود ‪،‬‬
‫واختالف طرق المحاسبة المالية‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة مساحة إقميم الدولة وعدد سكانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تدهور قيمة النقود‬
‫يقصد بتدىور قيمة النقود‪ ،‬انخفاض قوتيا الشرائية مما يؤدي إلى نقص مقدار السمع والخدمات التي‬
‫يمكن الحصول عمييا بذات العدد من الوحدات النقدية عن المقدار الذي كان يمكن الحصول عميو من قبل‬
‫وىي الظاىرة التي يمكن أن تفسر ارتفاع أثمان السمع والخدمات‪ ،‬و ومن المالحظ بصفة عامة أن قيمة النقود‬
‫أخذت في انخفاض بصورة مستمرة‪ .‬وان كانت نسبة التدىور تختمف من دولة إلى أخرى‪ ،‬ويترب عمى تدىور‬
‫قيمة النقود زيادة النفقات العامة لمواجية ىذا التدىور فالدولة تدفع عددا من الوحدات النقدية أكبر مما كانت‬
‫تدفعو من قبل لمحصول عمى نفس المقدار من السمع والخدمات‪ ،‬فممزيادة ىنا في رقم النفقات العامة زيادة‬
‫ظاىرية إذ ال يترتب عمييا أي زيادة في المنفعة الحقيقية أو زيادة في أعباء التكاليف العامة عمى األفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ :‬ص‪.126 :‬‬


‫‪ -2‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68 :‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعد تدىور قيمة النقود السبب األساسي لمزيادة الظاىرية في النفقات العامة في العصر الحديث(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختالف طرق المحاسبة المالية‬
‫في الماضي كانت الموازنة العامة تظير المبالغ الرقمية لإلرادات والنفقات العامة‪ ،‬بعد أن تتم‬
‫المقايضة المباشرة والفورية بين اإليرادات والنفقات‪ ،‬فإذا ظير فائض أو عجز يظير في الموازنة العامة‪ .‬وبعد‬
‫إدراج جميع‬ ‫أن اتبع مبدأ عمومية الموازنة‪ ،‬حيث ال يجوز إجراء مقايضة ما بين اإليرادات والنفقات‪ ،‬وجب‬
‫اإليرادات والنفقات في وثيقة واحدة‪ ،‬استخدم ما يطمق عميو بطريقة الموازنة اإلجمالية‪ ،‬وفي بعض الدول‬
‫تدخل ىناك بعض البنود الجديدة لإليرادات والنفقات دون أن يتغير الحجم الحقيقي لإلنفاق العام(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬زيادة مساحة إقميم الدولة وعدد سكانها‬
‫قد تكون الزيادة الظاىرية في النفقات العامة مردىا زيادة مساحة إقميم الدولة أو عدد سكانيا‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك قيام الدولة باختالف دولة أخرى أو استرداد جزء من إقميميا‪ ،‬ويترتب عمى ىذه الزيادة بطبيعة الحال‪،‬‬
‫زيادة في حجم النفقات العامة‪ ،‬إال أنيا زيادة ظاىرية نظ ار لعدم حدوث زيادة في النفع العام أو زيادة في‬
‫األعباء العامة الممقاة عمى السكان دون مقابل فعمي‪.‬‬
‫ومن الواضح أن متوسط نصيب الفرد من النفقات العامة في ىذه الحاالت إذا تأثر بالزيادة تكون‬
‫حقيقية‪ ،‬إما إذا تزايد اإلنفاق لمجرد مواجية التوسع الكائن في مساحة الدولة أو زيادة عدد السكان دون أن‬
‫يمس السكان األصمين فينا تكون الزيادة في اإلنفاق العام مجرد زيادة ظاىرية(‪.)3‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬آثار االقتصادية لمنفقات العامة‬
‫لقد تجولت النظرة لدور النفقات العامة من فكرة النفقات المحايدة إلى فكرة النفقات االيجابية والمؤثرة‬
‫في كل جوانب الحيات االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وبالتالي ستقتصر دراستنا عمي آثار النفقات‬
‫العامة‪ ،‬ولمعرفة األثر المتوقع الذي يمكن أن تحديثو النفقة معينة‪.‬‬
‫وتشمل ىذه الدراسة آثار النفقات العامة المباشر وغير المباشرة‬

‫‪ -1‬سوزي عربي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65 :‬‬


‫‪ -2‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137 :‬‬
‫‪ -3‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.66 :‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫اوال‪ :‬آثار النفقات العامة المباشرة‬


‫وتشمل آثار النفقات العامة المباشرة‪:‬‬
‫أ‪ /‬األثر المباشر لإلنفاق العام عمي الناتج الوطني‪:‬‬
‫أ‪ /1-‬أثر النفقات العامة عمي قدرة األفراد عمى العمل واالدخار واالستثمار‪:‬‬
‫ىناك من النفقات العامة التي ترفع من قدرة األفراد عمي العمل من خالل رفع الكفاءة وألىمية المينية‪،‬‬
‫وتأخذ ىذه النفقات العامة شكال نقديا وعينيا(‪.)1‬‬
‫فالشكل النقدي لمنفقات العامة والمتمثمة في اإلعانات العائمية والمعاشات واألجور والمرتبات التي‬
‫يستفيد منيا األفراد مباشرة‪ ،‬أما الشكل العيني لمنفقات العامة‪ ،‬كالخدمات الصحية والتعميمية‪ ،‬فكل ىذه النفقات‬
‫تزيد من قدرة األفراد عمى العمل وبالتالي زيادة دخوليم ومن ثم زيادة الدخل المخصص لالدخار‪ ،‬وبتالي فان‬
‫تأثير النفقات العامة في قدرة األفراد عمي العمل‪ ،‬وكذلك في قدرتيم عمي االدخار واالستثمار‪.‬‬
‫أ‪ /2-‬األثر المباشر لإلنفاق العام في انتقال عناصر اإلنتاج‪:‬‬
‫تؤدي النفقات العامة إلى انتقال عناصر اإلنتاج بين المناطق المختمفة وذلك عن طريق إنشاء مدن‬
‫ومجمعات سكانية ومناطق صناعية في أماكن جديدة‪ ،‬ومن القطاع العام إلى الخاص أو العكس‪ ،‬ومن نشاط‬
‫إلى نشاط اقتصادي أخر وذلك بتشجيع بعض النشاطات ودعميا‪ ،‬وغالبا ما يكون ليذا االنتقال األثر الكبير‬
‫عمى الناتج الوطني(‪.)2‬‬
‫ب‪ /‬األثر إلنفاق العام عمى االستهالك الوطني‪:‬‬
‫يقصد باآلثار المباشرة لمنفقات العامة في االستيالك القومي‪ ،‬تمك الزيادة في الطمب االستيالكي‪ ،‬التي‬
‫آثارىا في‬ ‫تترتب مباشرة عن النفقات العامة‪ ،‬أي التي ال تتم خالل دورة الدخل‪ ،‬تباشر النفقات العامة‬
‫االستيالك القومي عن طريقتين ‪ ،‬أوليما شراء الدول لبعض السمع أو الخدمات االستيالكية ‪ ،‬و ثانييما قيام‬
‫الدولة بتوزيع دخول تخصص جزئيا أو كميا لالستيالك يتوقف عن طبيعة ىذه النفقات أي عمى العرض الذي‬
‫تخصص لو تمك النفقات‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير شامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪ -2‬محمود حسين الوادي‪ ،‬زكريا أحمد عزام‪،‬‬
‫األولى‪ 2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.143 :‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ /‬أثر النفقات العامة في إعادة توزيع الدخل القومي‪:‬‬


‫يقصد بإعادة توزيع الدخل الوطني‪ ،‬تغيير حالة توزيع الدخل القومي‪ ،‬عن طريق تدخل الدولة‬
‫باستخدام الوسائل المالية وغير المالية‪ ،‬أي أن إعادة التوزيع تتطمب المقارنة بين حالتين‪ ،‬حالة يتم فييا توزيع‬
‫أولي لمدخل‪ ،‬تتدخل الدولة لتغيير ىذه الحالة‪ ،‬إلى حالة ال تقم فييا الدولة بإجراء تغيير في التوزيع‪.‬‬
‫حيث يتحدد توزيع الدخل في الدول الرأسمالية‪ ،‬التي تقوم عمى الممكية الخاصة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬بين‬
‫مختمف الموارد والقوى االقتصادية التي تساىم في عممية اإلنتاج‪ ،‬وفقا لقوانين السوق‪ ،‬في صورة أجور أو‬
‫أرباح أو فوائد أو إيجارات وىو ما يؤدي إلى وجود تفاوت كبير في توزيع الدخل‪ ،‬مما يتطمب تدخل الدولة‬
‫بعاده توزيع الدخل القومي‬ ‫إلدخال التعديالت الالزمة‪ ،‬التي تجعمو أقرب لمعدالة والمساواة أي ما يعرف بأ‬
‫باستخدام النفقات العامة‪.‬‬
‫وتباشر الدولة تدخميا في إعادة توزيع الدخل الوطني عمى مرحمتين‪ ،‬فيي تتدخل أوال في توزيع الدخل‬
‫بين الذين شاركوا في إنتاجو‪ ،‬وذلك عن طريق النفقات الحقيقية التي تؤدي إلى خمق زيادة مباشرة في اإلنتاج‬
‫الوطني‪ ،‬ومن ثم توزيع دخول جديدة عمى عناصر اإلنتاج‪ ،‬تتمثل في األجور‪ ،‬الفوائد‪ ،‬الريع واألرباح‪ ،‬أي‬
‫تؤدي إلى توزيع الدخول بين المنتجين‪ ،‬وتتدخل ثانيا من أجل إعادة التوزيع النيائي لمدخل الوطني‪ ،‬وفي ىذه‬
‫المرحمة تمجأ الدولة إلى إدخال تعديالت ضرورية عمى الدخول الناتجة عن التوزيع األولي‪ ،‬إلعادة توزيع‬
‫الدخل بين المستيمكين‪ ،‬تعتمد الدولة بشكل كبير االدوات المالية في إعادة التوزيع في رفع مستوى رفاىية‬
‫المواطنين في ذلك‪ ،‬كالنفقات التحويمية التي تقتصر عمى تحويل جزء من الدخل فيما بين الفئات االجتماعية‬
‫المختمفة‪ ،‬أو فيما بين فروع اإلنتاج المختمفة‪ ،‬أو عن طريق النفقات العامة التي تؤدييا الدولة لتقديم خدمات‬
‫غير قابمة لمتجزئة‪ ،‬فمثل ىذه النفقات تؤدي إلى زيادة الرفاىية الجماعية(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار النفقات العامة المباشرة‬
‫أ‪ /‬أثر المضاعف‪:‬‬
‫يقصد بالمضاعف في التحميل االقتصادي المعامل العددي الذي يشير إلى الزيادة في الدخل القومي‬
‫المتولدة عن الزيادة في اإلنفاق‪ ،‬وأثر زيادة اإلنفاق القومي عمى االستيالك(‪.)2‬‬
‫ولتوضيح فكرة المضاعف في حالة النفقات العامة أو األثر غير المباشر لمنفقات العامة‪ ،‬نستعين‬
‫بالمعادالت التالية‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد الخطيب‪ ،‬أحمد شامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪104 :‬‬


‫‪ -2‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81 :‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫فكما نعمم فإن الطمب الكمي)‪ ،(DG‬يتكون من اإلنفاق االستيالكي)‪ ،)c‬واإلنفاق االستثماري ( ‪،)I‬‬
‫واإلنفاق الحكومي أو العام (‪ ،)G‬وصافي المعامالت مع الخارج )‪ (X-M‬وبذل تصبح دالة الطمب الكمي كما‬
‫يمي‪DG =C+I+G+ (X-M) :‬‬
‫وعند التوازن أي توازن سوق السمع والخدمات‪ ،‬يكون الطمب الكمي مساويا لإلنتاج الكمي أي العرض‬
‫الكمي الذي نرمز لو بالرمز)‪ (OG‬أي أن‪OG=DG=C+I+ G+(X-M) :‬‬
‫إليو‬ ‫وىو شرط التوازن‪ ،‬ونعمم أن اإلنتاج الكمي أو العرض الكمي ما ىو إال الدخل الكمي الذي نرمز‬
‫برمز(‪ ،)Y‬وعميو يكون إذن لدينا‪:‬‬

‫حيث أن‬
‫‪ :Yd -‬الدخل المتاح ‪ :C0/‬االستيالك المستقل‬
‫‪ :TR0 -‬التحويالت المستقمة ‪ :I0/‬االستثمار المستقل‬
‫‪ :t -‬معدل الضريبة ‪ :Tx0/‬الضرائب المستقمة ‪ :X/‬الصادرات ‪ :X0/‬الواردات‪ :M0/‬الواردات المستقمة‬
‫‪ :m -‬الميل الحدي لالستيراد‪ :c/‬الميل الحدي لالستيالك‪.‬‬
‫نعوض المعادالت السموكية في المعادلة رقم (‪ )1‬ونتحصل عمى‪:‬‬

‫ومنو أي زيادة في اإلنفاق العام أو الحكومي ( ‪ )G‬تؤدي إلى زيادة الطمب الكمي‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى‬
‫زيادة اإلنتاج أو الدخل الوطني وىذا كما يمي(‪:)1‬‬

‫‪ ،)2011-1999‬مذكرة مقدمة ضمن‬ ‫‪ -1‬أسماء ناويس‪ ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام عمي معدالت التضخم في الجزائر (‬
‫متطمبات نيل شيادة الماجستير في العموم اقتصادية‪ ،‬تحميل االقتصادي‪ ،‬جامعة الشمف‪ ،2014-2013 ،‬ص‪30 :‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫أو بعبارة أخرى‪ ،‬إذا تغير اإلنفاق العام بوحدة واحدة بتغير دخل التوازن ب ‪ DY‬ويكون دائما أكبر من‬
‫الواحد‪ ،‬وىذا ما يعرف بأثر المضاعف‪ ،‬معناه أن الزيادة في اإلنتاج والدخل ال تتم بنفس مقدار الزيادة في‬
‫اإلنفاق ولكن بنسبة مضاعفة‪ ،‬ولذاك سمي بالمضاعف(‪.)1‬‬
‫ب‪ /‬أثر المعجل‪:‬‬
‫يتصرف اصطالح المعجل في تحميل االقتصادي إلى أثر زيادة اإلنفاق أو نقصو عمى حجم‬
‫االستثمار‪ ،‬حيث أن الزيادات المتتالية في الطمب عمى السمع االستيالكية يتبعيا عمى نحو حتمي زيادات في‬
‫االستثمار‪ ،‬والعالقة بين ىاتين الزيادتين يعبر عنيا بمبدأ المعجل‪.‬‬
‫وحقيقة األمر‪ ،‬أن زيادة الدخول –كما رأينا –يترتب عمييا زيادة في الطمب عمى السمع االستيالكية(أثر‬
‫المضاعف) ومع مرور الوقت فان منتج ي ىذه السمع‪ ،‬بعد نفاذ المخزون‪ ،‬يجدون أنفسيم مدفوعين إلى زيادة‬
‫إنتاج تمك السمع‪ ،‬يفرض زيادة إرباحيم‪ ،‬ومن ثم يضطرون إلى زيادة طمبيم عمى السمع االستثمارية من‬
‫المعدات الالزمة الستمرار إنتاجية السمع التي زاد الطمب عمييا‪ ،‬ومع زيادة االستثمار يزداد الدخل القومي‪،‬‬
‫فزيادة اإلنفاق العام بما تحدثو من زيادة أولية في اإلنتاج القومي تسمح بإحداث زيادة في االستثمار‪-‬بمرور‬
‫الوقت– بنسبة اكبر‪ ،‬ومما ىو جدير بالذكر‪ ،‬أن ىناك تفاعال متبادال بين مبد أ المضاعف والمعجل‪ ،‬كما أن‬
‫أثر المعجل‪ ،‬شانو في ذلك شأن أثر المضاعف‪ ،‬يختمف من قطاع صناعي إلى أخر(‪.)2‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬محددات حجم النفقات العامة‬
‫أن حجم النفقات العامة ودورىا في المجتمع واالقتصاد يعتمد عمى عدة عوامل والتي من أىميا دور‬
‫الدولة‪ ،‬ومستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬والمقدرة المالية الوطنية‪ ،‬وىو ما سوف نوجزه عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دور الدولة‬
‫إذ‬ ‫حيث تختمف أىمية النفقات العامة‪ ،‬وحجميا‪ ،‬والدور الذي تؤدي تبعا لدور الدولة في االقتصاد‪،‬‬
‫الدور المحايد لمدولة في عمل االقتصاد ونشاطاتو في ظل النظرية االقتصادية الكالسيكية يفرض دو ار محايدا‬
‫لمنفقات العامة في ظل المالية التقميدية في إطار النظرية الكالسيكية ىذه‪ ،‬بحيث أن النفقات العامة ينبغي أن‬
‫ال يترتب عمييا أي تأثير عمى عمل االقتصاد ونشاطاتو وبحيث تترك ميمة القيام بيذا العمل النشطات آللية‬
‫السوق الحرة والتمقائية وبدون أي تدخل من الدولة‪ ،‬أو أي تأثير عمييا‪ ،‬ألن مثل ىذا التدخل أو التأثير في‬
‫حالة حصولو سيؤدي إلى إعاقة عمل االقتصاد(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬أسماء ناويس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪30 :‬‬


‫‪ -2‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ -3‬فميح حسن خمف‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار جدا ار لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص‪.118 :‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫وىي مراحل التطور التي مرت بيا الدول خالل الفترة ما بين القرن الثامن عشر والقرن العشرين عمى‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الدولة الحارسة‪:‬‬
‫يتحدد الدور الذي تقوم بو الدولة‪ ،‬في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في المحافظة عمى الفكر‬
‫االقتصادي والسياسي الذي كان سائدا والذي كان يؤمن النظام الطبيعي والحرية االقتصادية وبقدرتيا عمى‬
‫تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي فاقتصرت وظائف الدولة عمى المحافظة عمى ىذا النظام وديمومة‬
‫استم ارره من خالل القيام بأعمال الدفاع المدني الخارجي‪ ،‬والمحافظة عمى األمن الداخمي والعدالة‪ .‬ومن ىنا‬
‫جاءت تسمية الدولة بالدولة الحارسة‪ .‬وانعكس ىذا الدور عمى طبيعة السياسة المالية‪ ،‬لتكوين سياسة محايدة‪،‬‬
‫مقتصرة عمى األغراض المالية لتغطية النفقات العامة‪ ،‬دون أن يكون ليا أي تأثير في األوضاع االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وقد ترتب في ضوء ىذا الدور النتيجتان التاليتان‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض حجم النفقات العامة‪ ،‬وكذلك انخفاض نسبتيا إلى الدخل القومي‪ ،‬ألن ىذه النفقات تعتبر نفقات‬
‫استيالكية‪ ،‬يجب أن تضغط إلى أضيق الحدود؛‬
‫‪ -‬قمة أنواع ىذه النفقات العامة‪ ،‬وذلك نتيجة لتحديد الوظائف التي تستطيع الدولة أن تقوم بيا‪ ،‬انسجاما مع‬
‫طبيعة الوجبات الممقاة عمى عاتقييا‪ ،‬وضيق نطاق النفقات العامة‪ ،‬ودون أن تكون أداة من أدوات السياسة‬
‫االقتصادية والمالية‪ ،‬ودون أن تكون إلعادة توزيع الدخل القومي بين الطبقات المختمفة‪.‬‬
‫ب‪ /‬الدولة المتدخمة‪:‬‬
‫وفي أوائل القرن العشرين‪ ،‬وتحت تأثير األزمات االقتصادية المتكررة‪ ،‬وما سببتو من اضطرابات‬
‫اجتماعية‪ ،‬أثبتت الوقائع عجز النظام الطبيعي‪ ،‬والحرية االقتصادية عن ضمان استمرار الفمسفة الفردية‪،‬‬
‫فتطور دور الدولة‪ ،‬وبدأت تخرج عن حيادىا التقميدي‪ ،‬وأصبحت مسؤولية عن التوازن االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وكان منطقيا أن تنعكس ىذه التغيرات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬في المالية العامة لمدولة بشكل‬
‫عام‪ ،‬وفي جانب النفقات العامة خاصة‪ ،‬لتنسجم مع الدور الجديد لمدولة من خالل(‪:)1‬‬
‫‪ -‬تنوع النفقات العامة‪ ،‬طبقا لتنوع وظائف الدولة‪ .‬فقد أصبحت الدولة مسؤولة عن التوازن االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬اضافة إلى وظائفيا التقميدية فاتسعت مجال النفقات العامة االقتصادية‪ ،‬االعالنات‬
‫االقتصادية ونفقات البطالة‪ ،‬والنفقات العامة االقتصادية‪ ،‬اإلعالنات االقتصادية ونفقات البطالة‪ ،‬والنفقات‬

‫‪ -1‬فميح حسن خمف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119 :‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫العامة إلعادة توزيع الدخل القومي‪ .‬أصبحت النفقات العامة أداة من ادوات السياسة المالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية؛‬
‫‪ -‬ازدياد حجم النفقات‪ ،‬العامة وزيادة معدليا القومي‪ ،‬وىذا ما يتضح من خالل دراسة تطور النفقات العامة‬
‫في العديد من الدول المختمفة‪.‬‬
‫ج‪ /‬الدولة المنتجة (االشتراكية)‪:‬‬
‫‪ 1917‬وبرزت األفكار والمبادئ‬ ‫وفي العقد الثاني من القرن العشرين‪ ،‬قامت الثورة في روسيا عام‬
‫االشتراكية‪ ،‬ووجدت تطبيقا ليا في إطار الدولة االشتراكية التي تقوم عمى الممكية الجماعية لوسائل اإلنتاج‪،‬‬
‫وأصبحت الدولة مسؤولة بشكل مباشر عن اإلنتاج وعن توزيعو أيضا‪ ،‬وظير ما أطمق عميو الدولة المنتجة‬
‫وانعكس ىذا التغير في دور الدولة عمى المالية العامة بشكل عام‪ ،‬والنفقات العامة بشكل خاص فاتسع نطاق‬
‫النفقات العامة بشكل كبير‪ ،‬وأصبح حجميا ضخما‪ ،‬يغطي مجالت اقتصادية و إجتماعية لم تكن معروفة من‬
‫قبل‪ ،‬في ظل األنماط السابقة لدور الدولة وىكذا تعاظمت أىمية النفقات العامة‪ ،‬وشكمت نسبة ىامة جدا من‬
‫الدخل القومي‪ ،‬تكاد تستحوذ عمى كامل الدخل القومي‪ ،‬في المراحل المتقدمة ليذا الدور(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مستوى النشاط االقتصادي‬
‫تؤثر النفقات العامة عمى النشاط االقتصادي وليا دور في رسم السياسات االقتصادية في حاالت‬
‫الركود واالنتعاش االقتصادي فمن الناحية االقتصادية يجب أن يكون مستوى النفقات العامة متوافقا بصورة‬
‫عكسية مع مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬فترتفع النفقات في فترات الركود من خالل زيادة اإلعانات االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ومن خالل برامج التحفيز االقتصادي‪ ،‬وتخفيض فترات االنتعاش لخفض الطمب الكمي وتقيل‬
‫مخاطر التضخم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقدرة المالية الوطنية‬
‫من بين محددات حجم اإلنفاق العام‪ ،‬قدرة الدولة عمى تغطية تمك النفقات بالحصول عمى الموارد‬
‫الضرورية‪ ،‬ويقصد بيا مدى مقدرة االقتصاد الوطني عمى تحمل األعباء المالية لمنفقات العامة‪ ،‬دون‬
‫األضرار بمستوى معيشة األفراد أو القدرة اإلنتاجية لدييم‪ ،‬بحيث تعتبر الطاقة الضرورية من أىم عناصر‬
‫المقدرة المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير سامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67 :‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫وتنقسم المقدرة التمويمية لالقتصاد إلى قسمين ىما‪:‬‬


‫أ‪ /‬القدرة التكميفية‪:‬‬
‫وتتعمق بمدى قدرة الدخل الوطني عمى تمويل اإليرادات العامة عن طريق الضرائب ‪ ،‬وىنا يتعمق األمر‬
‫بالحد الذي يمكن أن تصمو الدولة في االقتطاعات الضريبية‪.‬‬
‫ب‪ /‬القدرة االفتراضية‬
‫وتتعمق بمدى قدرة الدولة عمى المجوء إلى االقراض العام‪ ،‬وىذا يرتبط بالقدرة التسديدية عمى مستوى‬
‫األسواق المالية(‪.)1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مفاهيم حول التضخم‬
‫في ىذا المطمب سوف نتطرق إلى التضخم بصفة عامة من حيث تعريف والنظريات واألسباب واألنواع‬
‫واآلثار االقتصادية وىي كالتالي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التضخم‬
‫من المتفق عميو بين المالية واالقتصاد أنو ليست لكممة التضخم معنى واحد أو مفيوم محدد‪ ،‬بل‬
‫اختمف تعريف التضخم عند ىؤالء المفكرين والعمماء‪ ،‬وباختالف المقصود منو‪ ،‬والزمن الذي حل فيو‪،‬‬
‫فالتعريف الخاص بكممة التضخم في الفترة ما بين الحربين العالميتين لدى الكثير من الدول ىو إصدار النقود‬
‫االعتبارية‪ ،‬بصفة مطمقة دون النظر إلى عوامل أخرى كالتغطية ليذه النقود الصادرة‪ ،‬ولكن أن المفيوم قد‬
‫تغير فيما بعد ذلك‪ ،‬أصبح المقصود منو فائض النقر عمى فائض السمع والخدمات‪ ،‬وال شك أن القائمين بيذا‬
‫المعنى إنما تأثروا بالنظريات‪ ،‬والمفاىيم الكينرية التي سادت بين الحربين العالميتين وفي ىذا المجال يمكن‬
‫القول أن ىناك عدة مفاىيم لظاىرة التضخم مبنية عمى نظريات مختمفة‪ ،‬نذكر منيا ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف المبني عمى النظرية الكمية (النقدية)‬
‫فالتضخم النقدي بناء عمى ىذه النظرية بمعنى "كل زيادة في كمية النقد المتداول يؤدي إلى زيادة في‬
‫المستوى العام لألسعار "‪ ،‬ىذا التعريف الخاص بالتضخم يقتضي أن الزيادة في كمية النقد المتداول والممقى‬
‫في السوق ىي السبب في ظيور الظواىر التضخمية‪ ،‬ومنيا ارتفاع األسعار السائدة(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬مقراني حميد‪ ،‬أثر اإلنفاق الحكومي عمى معدلي البطالة والتضخم في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة ماجيستر في‬
‫لمعموم االقتصادية‪ ،‬االقتصاد الكمي‪ ،‬منشورة جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬دفعة ‪ ،2014/2015‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ -2‬غازي حسين عناية‪ ،‬التضخم المالي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.09 :‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف المبني عمى أساس نظرية الدخل واإلنفاق‬


‫حسب ىذه النظرية التضخم ىو الزيادة في معدل اإلنفاق والدخل‪ ،‬إذ ترتفع األسعار نتيجة زيادة نفقات‬
‫عناصر اإلنتاج‪ ،‬وخاصة الزيادة في معدالت األجور باعتبار رفع دخل العمال العنصر اليام من عناصر‬
‫اإلنتاج ويفترض بصالحية ىذه النظريات أن تكون الزيادة في اإلنفاق عامة وشاممة بنسبة يفوق الزيادة في‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وحتى ال تتحمل الدولة ىذه الزيادة‪ ،‬ودون أن تمتصيا في نفقات اإلنتاج وتخفيض معدالت األرباح‬
‫فأنيا تمجأ إلى امتصاصيا برفع األسعار(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعريف المبني عمى نظرية العرض والطمب‬
‫تكون ىذه النظرية نتيجة التوازنية في العالقة‪ ،‬بين العرض والطمب بحيث يكون التضخم ثمرة ىذه‬
‫العالقة المقصودة وىي العالقة السمبية وليست إيجابية أي تمثل الخمل التوازن فيما بين العرض والطمب‪ ،‬فمن‬
‫العمماء االقتصاديين من خالل تعريفو‪ ،‬وتحميمو لمفيوم التضخم عمى القوى التي تحكم ىذه العالقة فعرف‬
‫التضخم بأنو "زيادة الطمب عمى العرض زيادة تؤدي إلى ارتفاع األسعار"‬
‫ولقد اشترط البعض من ىؤالء االقتصاديين شروط يجب توافر ىا إلمكانية تطبيق ىذا التحميل عمى‬
‫كممة التضخم‪ ،‬واعتبار األسعار المرتفعة بسبب الخمل في التوازن مابين الطمب والعرض ارتفاعا تضخميا‪،‬‬
‫ومن ىؤالء االقتصاديين العالم أبا ليرنر ‪ Abalener‬حيث يشرط أن يكون ارتفاع األسعار فجائيا وغير متوقع‬
‫حتى يكون تضخما‪ ،‬كذلك منيم من اشترط أن يكون مستوى األسعار العام ىو المقصود باألسعار المرتفعة‬
‫بحيث يشمل بأسواق السمع‪ ،‬وأسواق عوامل اإلنتاج فزيادة الطمب عمى العرض تفرض وجود فائض في‬
‫الطمب ايجابي في كل أسواق السمع‪ ،‬وأسواق عوامل اإلنتاج‪ ،‬وىذا يعني وجود فائض في العرض سمبي في‬
‫كال السوقين‪.‬‬
‫ولقد بني أصحاب ىذه النظرية أنو لو زاد الطمب النقدي عن العرض السمعي عنده ثمن معين فإن‬
‫األسعار ستميل لالرتفاع (فائض ايجابي في الطمب) والعكس صحيح‪ ،‬وكمما كان ذلك الفائض كبي ار (فائض‬
‫الطمب وفائض العرض) (ايجابي سمبي) زادت سرعة ارتفاع أو انخفاض األسعار فالعمماء االقتصاديون الذي‬
‫إنما يأخذون بمفيوم العرض والطمب واعتبروىا أساسا صالحا في تحميميم لظاىرة‬ ‫نادوا بيذه النظرية‬
‫التضخمية كسبب منشئ ليا‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى رشدي شيخة‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬بيروت‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪.580 :‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪،)1‬‬ ‫كل من العالم " بيرو ‪ "iruP‬والعالم "فمن" والعالم "ليرنر‪ "lerner‬والعالم الكبير "كينز ‪"Kenze‬‬
‫حيث يعرف بيرو التضخم "بأنو ازدياد النقد الجاىز دون زيادة في السمع والخدمات" ‪ ،‬ويعرف فيمن التضخم‬
‫بأنو‪" :‬ازدياد وسائل الدفع المستعممة بصورة غير عادية بالنسبة لكمية البضائع‪ ،‬والخدمات المعروضة عمى‬
‫المشترين خالل مدة معينة"‪ ،‬ويعرف ليرنر التضخم بأنو "زيادة الطمب عمى العرض"‪.‬‬
‫أو زيادة‬ ‫كما يعرف كينز التضخم "بأنو زيادة المقدرة الشرائية التي ال يقابميا زيادة في حجم اإلنتاج"‬
‫الطمب الحقيقي في وجود استخدام كامل عمى أن ىذه النظرية ىي األخرى ال تسمم من االنتقادات الموجية‬
‫إلييا فمثال يعوزىا التحديد‪ ،‬والوضوح في تفسيراتيا لنشوء التضخمية‪.‬‬
‫ومن بين ىذه االنتقادات‪:‬‬
‫‪ -‬فمتى يكون ىناك فائض في الطمب االيجابي‪ ،‬وفائض سمبي؟ وىل يشمل ذلك جميع الفوائض في األسواق‬
‫في المجتمع حيث تحكم بوجود فائض في الطمب؟‬
‫‪ -‬كذالك المقصود بارتفاع األسعار؟ وىل ىو المستوى العام لألسعار في سوق السمع‪ ،‬وأسواق العوامل أو‬
‫كال السوقين معا؟‬
‫‪ -‬كذلك في السوق الواحد قد ترتفع أسعار بعض السمع فيو دون أن ترتفع أسعار بقية السمع‪ ،‬فيل يحكم‬
‫بوجود فائض تضخم في الطمب أو األسعار وبالنظر إلى التعريف السابق لمتضخم فان جميع النظريات‬
‫التي تم سردىا كأساس ليذا التعريف يمكن تصنيفيا ضمن األسباب المتسيبة لمظواىر التضخمية والتي‬
‫يشمميا المعيار األول‪ ،‬ويمكن االنتقال اآلن إلى بحث المعيار الثاني في تعريف التضخم إال وىو المبني‬
‫عمى خصائص التضخم(‪.)2‬‬
‫رابعا‪ :‬التعريف المبني عمى خصائص ومظاهر التضخم‬
‫يبني أصحاب ىذا المعيار تعريفيم لمتضخم‪ ،‬وتحميل وتبيان المعنى المراد منو بناء عمى الخصائص‬
‫واآلثار الخاصة والناتجة عميو‪ ،‬وأىميا ارتفاعات األسعار‪ ،‬ومن ىؤالء االقتصاديين " مارشال‪ ،‬ديروبينس‪،‬‬
‫فالمان‪ ،‬كموزو وغيرىم " وتنصب تعريفاتيم لمتضخم عمى أىم اآلثار الناتجة عن التضخم‪ ،‬وىي األسعار‪.‬‬
‫فيعرف رونيسن التضخم‪ :‬بأنو االرتفاع غير منتظم لألسعار ويعرفو مارشال‪ :‬بأنو ارتفاع األسعار فيما‬
‫يعرفو فالمان‪ :‬بأنو حركة االرتفاع العام لألسعار ويعرفو كموزو بأنو الحركات العامة الرتفاع األسعار الناشئة‬
‫عن العنصر النقدي كعامل محرك دافع(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18 :‬‬


‫‪ -2‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير سامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫‪ -3‬غازي حسين عنابة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫وىناك من يرى أن التضخم ىو ارتفاع في المستوى العام لألسعار الذي ينتج عنو وجود فجوة بين حجم‬
‫السمع الحاضرة وحجم الدخول المتاحة لإلنفاق فمن غير المحتم حسب ىذا التعريف أن يكون الدافع إلى‬
‫ارتفاع األسعار عامال نقديا‪ ،‬فكما أن االرتفاع في األسعار قد ينتج عن زيادة في الدخول المتاحة التي‬
‫تصاحب الزيادة في كمية النقود أو سرعة تداوليا فانو قد يحدث أيضا نتيجة نقص في عرض السمع‬
‫النخفاض اإلنتاج(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظريات المفسرة لمتضخم‬
‫تختمف النظريات المفسرة لمصدر القوى التضخمية الدافعة الرتفاع األسعار المتواصل‪ ،‬ونستعرض‬
‫فيما يمي ألىم ىذه النظريات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬النظرية النقدية في تفسير التضخم‬
‫يرى أنصار ىذه النظرية الكمية لمنقود أن الزيادة في كمية النقر المتداول في السوق بسبب ظيور‬
‫البوادر التضخمية‪ ،‬بمعنى آخر فكمما طرحت في السوق كميات من النقود المتداولة كمما ارتفعت األسعار‬
‫التي تنم عمى حصول ظاىرة تضخمية في المجتمع وتفسير ذلك من خالل معادلة التبادل ل ـ‪" :‬فشر" ‪ ،‬والتي‬
‫تكتب بصيغة كما يمي‪ ،M.V = P. T :‬حيث‬
‫‪ :M -‬متوسط كمية النقود خالل فترة زمنية معينة‬
‫‪ :V -‬سرعة دوران النقود ( ثابت )‬
‫‪ :P -‬المستوى العام لألسعار‬
‫‪ :T -‬حجم المبادالت والمعامالت ( ثابت )‬
‫وتفسر ىذه المعادلة عمى أن الزيادة في كمية النقود ‪ M‬بنسبة معينة بترتب عمييا نفس الزيادة في‬
‫المستوى العام لألسعار ‪ ، P‬ومن منطمق تحقيق افتراضات ىذه النظرية فان أي زيادة في كمية النقود تختمف‬
‫وأخذت معادلة‬ ‫ضغطا تضخميا وتطورت ىذه الصياغة عمى يد الفريد مارشال وأعضاء مدرسة كمبريدج‬
‫التبادل صيغة جديدة إلحالل فكرة الطمب عمى النقود ‪ K‬مكان سرعة دوران النقود‪ ،‬واستخدام الناتج القومي أو‬
‫الدخل القومي ‪ Y‬بدال من حجم المعامالت وعميو يصبح الصياغة كالتالي‪ ،M.K = P.Y ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ :M -‬متوسط كمية النقود خالل فترة زمنية معينة‬
‫‪ :K -‬الطمب عمى النقود بحيث ‪K = 1/V‬‬
‫‪ :P -‬المستوى العام لألسعار‬

‫‪ -1‬نبيل الروبي‪ ،‬نظرية التضخم‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ :Y -‬الدخل القومي الحقيقي(‪.)1‬‬


‫وجوىر ىذه النظرية أن الظاىرة التضخمية عبارة عن اختالف بين التيار النقدي والتيار السمعي ‪ ،‬غير‬
‫أن العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار التي تضمنيا ىذه النظرية ليست بالبساطة التي تصورتيا‬
‫فقد ترتفع األسعار ألسباب ال عالقة بزيادة كمية النقود فييا فالظروف االقتصادية التي سادت المجتمعات‬
‫الرأسمالية أثناء فترة الكساد الكبير ‪ 1933 – 1929‬م لم تفسر عدم ظيور التضخم‪ ،‬وعدم ارتفاع األسعار‬
‫مع أنو القي في األسواق كمية كبيرة من النقود المتداولة‪ ،‬ومن ثم يعتبر الفائض النقدي تضخما وكذلك فانو‬
‫ال يمكن وصف األسواق أثناء فترة الكساد بأنيا تعاني من حاالت التضخم نتيجة تحويل الحكومات‬
‫لمشروعاتيا االستثمارية واعادة بناء اقتصادياتيا مما اقتضى إغراق ىذه األسواق بالنقد‪ ،‬فالظواىر التضخمية‬
‫لم تسيطر عمى تمك األسواق‪ ،‬ولم تتفشى في تمك المجتمعات التي أغرقت أسواقيا بالفوائض النقدية(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظرية الكنيرية لتفسير التضخم‬
‫عرفت بالنظرية الكنيرية نسبة إلى مؤسسيا االقتصادي االنجميزي جون مينارد كينز‪ ،‬األفكار األساسية‬
‫لمتحميل الكالسيكي وباعتبار نظرية التوظف أو الدخل الوطني الكنيرية ىي خاصة بالقدرة القصيرة فأنيا تقوم‬
‫عمى عدد من االفتراضات منيا ثبات العوامل المحددة لموقع دالة العرض الكمي‪ ،‬ومن ثم التغير في الطمب‬
‫الكمي الناتج عن تغبير عنصر آخر من عناصر اإلنفاق الوطني‪ ،‬ويتميز التحميل الكنيري في تفسيره لمتضخم‬
‫بمرحمتين أساسيتين‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة األولى ‪ :‬ال تكون فييا كل المواد اإلنتاجية لالقتصاد الرأسمالي الصناعي مستغمة في ىذه الحالة‬
‫عند زيادة اإلنفاق الحكومية مثال‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الدخول وبالتالي يزيد اإلنفاق عمى‬
‫االستيالك‪ ،‬أي يزيد الطمب الكمي‪ ،‬فيعكس ذلك عمى زيادة اإلنتاج ويسمى ىذا النوع بالتضخم الجزئي‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة الثانية ‪ :‬وىي مرحمة التشغيل االم حيث تكون الطاقات اإلنتاجية قد وصمت إلى أقصى حد من‬
‫تشغيميا‪ ،‬ومن ىنا فان أي زيادة في الطمب الكمي ال تنجح في احدا أي زيادة في اإلنتاج أو العرض الكمي‬
‫لمسمع‪ ،‬وبالتالي تخمق فائض طمب يعكس نفسو انعكاسا مباشر أو كامال عمى مستوى األسعار‪ ،‬ومن‬
‫المالحظ أن ارتفاع األسعار يستمر باستمرار وجود فائض الطمب " القوة التضخمية "‪ ،‬يفسر كينز ىذا‬
‫النوع بالتضخم الناشئ عن جذب الطمب أو التضخم البحت(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬


‫‪ -2‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪ -3‬صبحي نادرس فرصيو‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار النيضة العربية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ 1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.237 :‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يعبر التحميل كينز لمتضخم عن الدول الصناعية والرأسمالية التي تحقق فائض إنتاجي كبير وتتميز‬
‫بأسواق عالية الكفاءة‪ ،‬حيث أن المشاكل األساسية التي تتميز بيا الدول المتخمفة ىي قصور طاقاتيا‬
‫اإلنتاجية حتى عمى تمبية متطمباتيا اليومية(‪.)1‬‬
‫ورغم ذلك فان ىذه النظرية تمقي الضوء عمى االختالل بين قوى الطمب الكمي وقوى العرض الكمي‪،‬‬
‫وأمر ميم لمبمدان النامية المتقدمة ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الشكل رقم‪ :)1.2( :‬يوضح التضخم عند كينز‬

‫المصدر‪ :‬ضياء المجيد الموسوي‪" ،‬اقتصاديات النقود والبنوك"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪221‬‬

‫‪ Q1‬ويتحقق التوازن‬ ‫يفترض الشكل أعاله تحقيق التوظيف التام لعوامل اإلنتاج عند مستوى إنتاج‪،‬‬
‫العام عند توازن سوق السمع وسوق النقد في نقطة تقاطع ( ‪ LM(P1‬مع ‪ ،IS1‬حيث يكون عندىا الناتج ‪Q1‬‬
‫بسعر الفائدة ‪ r1‬ومستوى األسعار‪ P1 ،‬إبفتراض زيادة الطمب الكمي ممثال في انتقال المنحنى ‪ IS1‬إلى ‪IS2‬‬
‫ومن ثم حصول فائض في الطمب قدره ‪ Q2-Q1‬يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار ومتسببا في‬
‫االنخفاض الحقيقي لمنقود‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى )‪ LM(P1‬إلى )‪ LM(P2‬حيث يتحقق التوازن العام مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ولكن عند مستوى سعر فائدة أعمى ومستوى عال من األسعار‪ ،‬مع ثبات حجم الناتج عند مستواه‬
‫السابق‪.‬‬
‫إن التحميل الكينيزي يقرر أن التضخم ىو مؤشر عمى ضعف الطاقة اإلنتاجية عن استيعاب فوائض‬
‫الطمب الكمية‪ ،‬وىو بذلك يتحدد بعوامل ثالث‪:‬‬
‫‪ -‬فوائض الطمب الكمية االيجابية‪ :‬تعبر عن الفرق في زيادة الطمب الكمي عن العرض الكمي‪.‬‬

‫‪ -1‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬


‫‪ -2‬ضياء المجيد الموسوي‪" ،‬اقتصاديات النقود والبنوك"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.221 :‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬فوائض العرض الكمي السمبية ‪ :‬وىي تعبر عن عدم مرونة العرض الكمي في مواجية الطمب الكمي‬
‫المرتفع (أي عدم المرونة بين السمع المستيمكة وبين اإلنفاق الكمي المتزايد)‪.‬‬
‫‪ -‬مستويات العمالة والتشغيل المتحققة ‪ :‬وىي تعبر عن مستويات التضخم المرتفعة كمما كان التشغيل في‬
‫ظروف اقرب إلى االكتمال(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬النظرية المعاصرة لتفسير التضخم‬
‫اعتمدت ىذه المدرسة شيكاغو بزعامة "ميمتون فريدمان" النظرية الكمية إلى الحياة في صورة جديدة‪،‬‬
‫وانتشار ىذه النظرية في الواقع ال يرجع فقط إلى مساىمات "فريدمان" في ىذه الصياغة الجديدة‪ ،‬بل أيضا‬
‫إلى المناخ االقتصادي الذي ساد اقتصاديات الدول الرأسمالية في السبعينيات وخاصة انتشار ظاىرة التضخم‬
‫ألركودي حيث صاحب االرتفاع المتواصل لألسعار تزايد معدالت البطالة‪ ،‬وىو ما يناقض منحنى "فيميب‪". :‬‬
‫وكذلك عجز سياسات مكافحة التضخم التي تنصح بيا النظرية الكن يرية‪ ،‬وىي الظروف التي نشأت فييا‬
‫النظرية‪ ،‬ىذه النظرية التي تنظر إلى التضخم عمى أنو ظاىرة نقدية بحتة‪ ،‬وأن مصدره ىو نمو كمية النقود‬
‫بسرعة اكبر من نمو اإلنتاج‪ ،‬حيث تقوم نظرية "فريدمان" عمى مبدأين ىما‪:‬‬
‫‪ -‬المؤثر في المستوى العام لألسعار ىو تطور التغير في النسبة بين كمية النقود وبين الناتج‪ ،‬أي نصيب‬
‫(‪)2‬‬
‫الوحدة من الناتج الوطني من كمية النقود‪ ،‬وليس مجرد تطور كمية النقود‬
‫‪ -‬التغير الذي يط أر عمى سرعة دوران النقود أو التفضيل النقدي كمعبر عن األرصدة النقدية التي يرغب‬
‫األفراد باالحتفاظ بيا من دخوليم النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬يتصور "فريدمان" أن التغير في كمية النقود يدعمو تغير في سرعة دور أنيا في نفس االتجاه‪ ،‬وينعكس‬
‫إجمالي أثر التغير في كمية النقود وسرعة دور أنيا في إحداث تغير في كل من الناتج الوطني واألسعار‬
‫بنسب متفاوتة‪.‬ونمخص من ىذا أن مصدر االرتفاع التضخمي في النظرية المعاصرة لكمية النقود‪ ،‬يرجع‬
‫إلى زيادة الرصيد النقدي في المجتمع عن "الحجم األمثل" الذي يحقق االستقرار في المستوى العام‬
‫لألسعار‪.‬‬

‫‪ -1‬وجدي جميمة‪ ،‬السياسة النقدية وسياسة استهداف التضخم‪ ،‬مذكرة انيل شيادة ماجيستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة ابو‬
‫بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،2016/2015 ،‬ص‪.74 :‬‬
‫‪ -2‬بمعزوز بن عمي‪" ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.140 :‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫النقد‬ ‫‪ -‬وترى ىذه المدرسة أن سبب اإلختالالت يرجع إلى مكونات دالة الطمب عمى النقود ولي‪ :‬عرض‬
‫الذي تتحكم فيو السمطات النقدية‪ ،‬أما الطمب عمى النقود فيو يصعب التحكم فيو حيث تشمل متغيرات‬
‫عديدة كما يقول "فريدمان‪ " ،‬كسعر الفائدة الحالي والمتوقع‪ ،‬ومعدل التضخم ومستوى الدخل القومي‪،‬‬
‫ومستوى الثروة المادية عمى صيغة أصول ثابتة أو نقدية‪ ،‬ويمكن تمخيص دالة الطمب عمى النقود رياضيا‬
‫(‪)1‬‬
‫(كما يراىا فريدمان) عمى النحو التالي‪M= F(P,Rb,Re,1/P,dp/dt,W,u) :‬‬
‫‪ -‬ويمكن القول أن ىذه النظرية بالمقارنة مع صورتيا التقميدية أكثر عمقا و اقعية في تحميل العالقات بين‬
‫كمية النقود واألسعار فيي تأخذ بعين االعتبار تأثير التغير في الناتج أو الدخل الوطني الحقيقي وتغير‬
‫في الطمب عمى النقود عمى مستويات األسعار باإلضافة إلى الدراسات المتعمقة لمعوامل التي تجد الطمب‬
‫عمى النقود تفسير لمقوة التضخمية في البالد المتخمفة بعد أكثر واقعية لتفسير ىذه القوة بالمقارنة مع‬
‫النظرية الكمية التقميدية وأيضا أكثر صالحية في ىذا المجال من النظرية الكنيرية(‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب التضخم‬
‫يرى معظم االقتصاديون أن ظاىرة التضخم ترجع إلى األسباب اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التضخم بارتفاع الطمب الكمي‬
‫أن التضخم يتولد نتيجة وجود اختالل بين الطمب والعرض‪ ،‬ويسبب زيادة الطمب النقدي عمى العرض‬
‫النقدي فانو ينشأ زيادة في الدخول النقدية لألفراد‪ ،‬دون أن يقابل ىذه الزيادة في الدخول زيادة حقيقة في‬
‫األرصدة النقدية‪ ،‬ويؤدي إلى رفع ارتفاع في المستوى العام‬ ‫اإلنتاج من األفراد من األفراد تحصموا ىذه‬
‫لألسعار وىو ما يسمى بتضخم الطمب(‪ ،)3‬وتحدث ىذه االختالفات نتيجة ألسباب عدة أىميا(‪:)4‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق االستيالكي واالستثماري‬
‫‪ -‬التوسع في فتح اإلعتماد من قبل المصارف‬
‫‪ -‬العجز في الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬الذي يؤدي إلى زيادة الكتمة النقدية المتداولة دون أن تقابميا زيادة في‬
‫اإلنتاج وخاصة حالة التشغيل الكامل‪.‬‬

‫‪ -1‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 :‬‬


‫‪ -2‬صبحي نادرس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.248 :‬‬
‫‪ -3‬صبحي نادرس ر‬
‫فيصة‪ ،‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫‪1983‬م‪ ،‬ص‪.250 :‬‬
‫‪ -4‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تمويل العمميات الحربية‬


‫‪ -‬االرتفاع في معدالت األجور‬
‫‪ -‬التوقعات واألوضاع النقدية‬
‫ثانيا‪ :‬التضخم بانخفاض العرض الكمي‬
‫لقد ساىم اقتصادي كمبردج الكبير ألفريد مارشال في بداية القرن العشرين في صياغة األدوات‬
‫التحميمية لمعرض والطمب‪ ،‬ومن المفيد لفيم أفضل لمصطمح التوازن‪ ،‬توضيح الدور الحيوي الذي أعطاه‬
‫مارشال لعامل الزمن الالزم لتوازن األسعار وأن النظريات التي تؤكد عمى جانب الطمب لم تكف لتفسير‬
‫التضخم تفسير كامال في جميع الفترات لذلك فقد رافق تطورىا تطو ار مماثال نظريات أخرى تؤكد عمى جانب‬
‫العرض‪ ،‬وما أتينا عمى ذكره بالنسبة لزيادة الطمب يصمح أيضا لقولو النخفاض العرض حيث أن ىذا األخير‬
‫من شأنو أن يؤدي إلى إحداث ظواىر تضخمية ومن أىم العوامل المسببة في انخفاض العرض الكمي ىو‬
‫وأيضا كثرة النقد‬ ‫نقص الثروة اإلنتاجية التي بمقدور الجياز االقتصادي توفيرىا وكذا سياسة اإلنفاق العام‪،‬‬
‫الزائد والمتداول في تحقيق البرامج إضافة إلى مجموعة من العناصر ندرجيا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق مرحمة االستخدام الكامل‪ :‬قد يصل االقتصاد إلى حالة التشغيل الشامل لجميع طاقاتو وبذلك يعجز‬
‫الجياز اإلنتاجي عن تغطية العرض المتناقص‬
‫‪ -‬عدم كفاية الجياز اإلنتاجي‪ :‬عندما يتصف الجياز اإلنتاجي بعدم المرونة‪ ،‬فانو يعجز كل بمد وتتغير من‬
‫فترة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬النقص في العناصر اإلنتاجية‪ :‬كالعمال والموظفين المختصين‪ ،‬وكذا المواد األولية والخامة‪...‬الخ(‪.)1‬‬
‫‪ -‬النقص في رأس المال العيني‪ :‬أن انخفاض إنتاجية في رأس المال بسبب االستيالك من جية واالستعمال‬
‫غير العقالني من جية أخرى‪ ،‬ويؤدي إلى النقص في رأس المال المستخدم‪ ،‬مما يباعد بين النقد المتداول‬
‫والمعروض من السمع المتناقص وىذا يعني بداية التضخم‪ ،‬وىناك عوامل أخرى منيا عجز المشاريع عمى‬
‫التوسع ألسباب فنية‪ ،‬وحدوث عوامل طارئة تقمل اإلنتاج مثل الحروب‪ ،‬الجفاف قمة العمالت االجنبية‬
‫وغيرىا من ما يحول دون إستراد المواد األولية(‪.)2‬‬

‫النقود والبنوك‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والطباعة‬ ‫‪ -1‬جمال خرسين‪ ،‬أيمن أبو خضير‪ ،‬عماد حضاونة‪،‬‬
‫والتوزيع‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.129 :‬‬
‫‪ -2‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115 :‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬التضخم الهيكمي‬


‫يتمثل في مجموعة من العالقات والنسب الثابتة المميزة من خالل الزمان والمكان‪ ،‬والكميات‬
‫االقتصادية المرتبطة بالعممية اإلنتاجية وتوزيع الموارد المالية داخل المجتمع ونجد أسبابيا أما سموك العناصر‬
‫البنائية أو ىيكمية لالقتصاد مثل السكان أو شكل المشروعات أو ىيكل األسواق وأما في جيود العالقات بين‬
‫تمك العناصر‪ ،‬ومن مظاىر التضخم الييكمي في االقتصاد الرأسمالي ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تدخل الدولة في النشاط االقتصادي واالجتماعي يمارس أيضا ضغوط تضخمية‪ ،‬في اإلعانات االجتماعية‬
‫مثال ال يقابميا أي إنتاج‪ ،‬في حين يزيد الطمب‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة التوزيع في البناء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬شكل المشروعات المكونة لمواحدة االقتصادية اإلنتاجية الصناعية في االقتصاد الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة النفقات العسكرية خاصة في حالة الحرب(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع التضخم‬
‫ىناك أنواع متعددة من التضخم‪ ،‬ولكنيا ليست منفصمة عن بعضيا البعض‪ ،‬أو قد يتضمن نوع ما من‬
‫إذ أن‬ ‫التضخم نوعا من األنواع األخرى‪ ،‬وقد يكون في سوق السمع كما قد يكون في أسواق عوامل اإلنتاج‬
‫أنواع التضخم تشترك في خاصية وواحدة‪ ،‬وىي عجز النقود عن أداء وظائفيا أداء كامال‪ ،‬ونستعرض فيما‬
‫يمي األنواع التضخم المختمفة باالستعانة بعدة معايير تميز كل نوع وذلك عمى النحو التالي(‪.)2‬‬
‫أوال حسب تحكم الدولة في جهاز األسعار‬
‫يتحد بعض أنواع االتجاىات التضخمية في الدولة بمد تحكم الدولة في جياز األسعار‪ ،‬ومراقبتيا‬
‫أنواع من‬ ‫لتحركات المستويات العامة لألسعار‪ ،‬والتأثير فييا‪ ،‬حيث ينطوي تحت ظل ىذا المعيار ثالثة‬
‫االتجاىات التضخمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التضخم الطميق المكشوف الظاهري‬
‫يتسم ىذا النوع من التضخم بارتفاعو مستويات األسعار واألجور‪ ،‬العتراضيا أو الحد منيا‪ ،‬ووفقا ليذا‬
‫النوع التضخم ترتفع األسعار بنسبة أكبر من ازدياد المتداول النقدي لمكميات النقدية المتداولة‪ .‬والى جانب‬
‫أحجام السمطات الحكومية عن التدخل فقد تتدخل عوامل أخرى في رفع المستويات العامة لألسعار‪ ،‬وتساعد‬
‫االقتصاديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‬
‫ـــ‬ ‫عمى تزايد حدة الضغوط التضخمية ومنيا الظروف االقتصادية السائدة في بعض القطاعات‬

‫‪ -1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪.597 :‬‬
‫‪ -2‬الروبي نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫وكذلك العوامل النفسية لألفراد من بائعين ومشترين‪ ...‬الخ‪ ،‬فمطالبة العمال برفع معدالت األجور بناء عمى‬
‫ارتفاع األسعار في قطاعاتيم اإلنتاجية يدفع المشترين والمنتجين إلى رفع أسعار منتجاتيم لتغطية تكاليف‬
‫اإلنتاج المرتفعة ومنيا ارتفاع األجور‪ ،‬وىذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحاجات االستيالكية‪ ،‬ومن ثم إلى‬
‫تسييل فتح اإلعتمادات أمام المنتجين لزيادة إنتاجيم مما يوفر أرباحا أكثر‪ ،‬ويدفع العمال من جديد إلى‬
‫المطالبة برفع أجورىم‪ ،‬فضال عن اندفاع المنتجين من القطاعات األخرى(‪.)1‬‬
‫أ‪ /‬التضخم المكبوت المقيد‪:‬‬
‫وىو نوع من التضخم مستتر وفي ظمو ال يستطيع األسعار أن ترتفع أو تتمدد عمى طريق سياسات‬
‫تتمثل في وضع ضوابط وعمميات تقنن من اإلنفاق الكمي‪ ،‬وتمنع من االرتفاع األسعار‪ ،‬وىذا يؤدي إلى‬
‫تجميع الموجودات النقدية والسائدة التي يمكن تحويميا قوة شرائية في وقت الحق ومن سماتو بروز الطوابير‬
‫عمى المحالت التجارية‪ ،‬وظاىرة السوق السوداء‪ ،‬وىو بخالف التضخم الظاىر(‪.)2‬‬
‫ب‪ /‬التضخم الكامن الخفي‪:‬‬
‫يتمثل في ارتفاع ممحوظ في الدخول النقدية دون أن تجد ليا منفذا لإلنفاق بفضل تدخل الدولة حين‬
‫خالت الدولة بجراءتيا المختمفة دون إنفاق ىذه الدخول المتزايدة فيبقى التضخم كامنا‪ ،‬وخفيا ال يسمح‬
‫بالظيور‪ ،‬وفي شكل انكماش في اإلنفاق عمى السمع االستيالكية والعدائية واالستثمارية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬معيار تعدد القطاعات االقتصادية‬
‫تتنوع االتجاىات التضخمية بتنوع القطاعات االقتصادية الموجودة‪ ،‬فالتضخم الذي يتفشى في سوق‬
‫السمع‪ ،‬يختمف عن التضخم الذي يتفشى فيسوق عوامل اإلنتاج‪ ،‬كذلك فالتضخم الذي يتفشى في قطاع‬
‫الصناعات االستيالكية يختمف عنو في القطاعات االستثمارية ويحمل العالمة االقتصادي كينز أنواع‬
‫التضخم المتفشية في أسواق السمع إلى‪:‬‬
‫أ‪ /‬التضخم السمعي‪:‬‬
‫وىو التضخم الذي يحصل في قطاع صناعات االستيالك حيث يعبر عن زيادة نفقة إنتاج سمع‬
‫االستثمار عمى االدخار(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59-58 :‬‬


‫‪ -2‬محمود حسين الوادي واخرون‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار المسرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ 2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫‪ -3‬غازي حسين عنابة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪596 :‬؛ ‪60‬؛ ‪.80‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ /‬التضخم الرأسمالي‪:‬‬


‫يحصل ىذا التضخم في قطاع الصناعات االستثمارية‪ ،‬يعبر عن زيادة قيمة سمع االستثمار عمى نفقة‬
‫إنتاجيتيا‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لالتجاىات التضخمية المتفشية في أسواق عوامل اإلنتاج فقد صنفيا كينز إلى نوعين ىما‪:‬‬
‫التضخم الداخمي والتضخم الربحي‪.‬‬
‫‪ -‬التضخم المدخمي‪ :‬يحصل نتيجة ارتفاع وتزايد نفقات اإلنتاج ومنيا أجور العمال وقد ورد ىذا التقسيم في‬
‫تحميل كينز لمتغيرات الحاصمة في مستويات األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬التضخم الربحي‪ :‬وىو ما يعبر عن زيادة االستثمار عمى االدخار بصفة عممة‪ ،‬بحيث تتحقق أرباح فورية‬
‫في قطاعي صناعات السمع االستيالكية واالستثمارية(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬مدى حدة الضغط التضخمي‬
‫يمكن تقسيم التضخم من حيث حدتو ودرجة قوتو إلى‬
‫أ‪ /‬التضخم الجامع‪:‬‬
‫وأشد أنواع التضخم آثا ار وضر ار عمى االقتصاد القومي‪ ،‬حيث تتوالى االرتفاعات الشديدة لألسعار دون‬
‫توقف‪ ،‬بحيث تترك آثا ار كبي ار يصعب عمى السمطات الحكومية الحد منيا‪ ،‬أو معالجتيا‪ ،‬فتفقد النقود قوتيا‬
‫الشرائية وقيمتيا كوسيط لمتبادل‪ ،‬ومخزن لمقيم‪ ،‬مما يدفع إلى عن استخداميا كمخزن لمقيمة ومقياسيا‬
‫آخر بمعدالت مرتفعة أخرى فان األفراد يتخمون عن‬ ‫لممدفوعات األحادية إذا ما حققت األسعار ارتفاعا‬
‫استخداميا كوسيط لمتبادل‪.‬‬
‫ب‪ /‬التضخم الغير الجامح المتوسط‪:‬‬
‫وىو تضخم ترتفع فيو معدالت األسعار ولكن بمستوى أقل من ارتفاعيا بالنسبة لمتضخم الجامح بحيث‬
‫تكون آثاره أقل خطورة عمى االقتصاد القومي وبحيث يسيل عمى السمطات الحكومية عالجو‪ ،‬ومكافحتو والحد‬
‫من آثاره بحيث ال يصل األمر إلى فقدان الثقة تماما بالنقد المتداول(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬جمال خرسين واخرون‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان ‪ ،2002‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ -2‬غازي حسين عنابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪62 :‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لمتضخم‬


‫التضخم كظاىرة نقدية لو من اآلثار ما يتجاوز ىذه الخاصية‪ ،‬يمكن إيجازه فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اآلثار االقتصادية‬
‫‪ -‬ضعف االدخار بسبب ضعف الثقة في العممة والميل نحو االستيالك وشراء العقارات والسمع المعمرة‬
‫والعمالت الصعبة وبالتالي تفقد العممة وظيفتيا كمخزن لمقيمة‪.‬‬
‫‪ -‬عجز ميزان المدفوعات نتيجة زيادة الواردات لكون أن المنتجات المحاسبية تصبح مرتفعة الثمن بسبب‬
‫ارتفاع تكاليف إنتاجيتيا‬
‫‪ -‬انتشار النشطات الطفيمية المربحة ونقص االستثمار اإلنتاجي‬
‫‪ -‬تيريب رؤوس األموال والمضاربة بالعممة والسمع‬
‫‪ -‬صعوبات كبيرة في عممية التخطيط بسبب التغير المستمر ألسعار عوامل اإلنتاج سواء عمى مستوى‬
‫االقتصاد الكمي أو الجزئي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار االجتماعية‬
‫‪ -‬تدىور القدرة الشرائية خصوصا لذوي الدخل الثابت كالموظفين وأصحاب المعاشات‬
‫‪ -‬التأثير السمبي عمى المقرضين بسبب انخفاض معدل الفائدة الحقيقي بينما يستفيد من طمك المقترضون‬
‫حيث تقل تكاليف التسديد‬
‫‪ -‬سوء توزيع الدخل القومي والذي يتجمى في بروز الطبقية والفقر واألمراض والبطالة وتسريح العمال وينجر‬
‫عن ذلك توقف عممية التنمية‬
‫‪ -‬ظيور آفاق واضطرابات اجتماعية(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬محاضرات االقتصاد النقدي والسياسات النقدية ‪ ،‬دار ساحة السوق للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األدبيات التطبيقية لإلنفاق الحكومي والتضخم‬


‫سنتعرض في ىدا الجزء ألىم الدراسات التي عالجت أثر اإلنفاق الحكومي عمي التضخم وبيذا الغرض‬
‫سنقوم بعرض تمك الدراسات من خالل ىدا المبحث‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫تم تقسيم الدراسات السابقة التي تناولت مواضيع متشابية إلى ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدراسات المحمية‬
‫أوال‪ :‬الدراسة االولي‬
‫دراسة مقراني حميد ‪ ،2014‬أثر اإلنفاق الحكومي عمي معدلي البطالة والتضخم في الجزائر‪ ،‬دراسة‬
‫حالة الجزائر باستخدام األدوات اإلحصائية والقياسية‪ .‬مدكرة تدخل ضمن متطمبات نيل شيادة الماجستير‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد كمي‪ ،‬كمية العموم اقتصادية وعموم التجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة (محمد بوقرة‪،‬‬
‫بومرداس)‪.‬‬
‫أ‪ /‬االشكالية‪:‬‬
‫ما ىو أثر اإلنفاق الحكومي عمى معدلي البطالة والتضخم في الجزائر (‪)2012_1988‬؟‬
‫ب‪ /‬الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫تيدف ىده الدراسة إلى تحميل ظاىرة البطالة في الجزائر ومعرفة أثر اإلنفاق الحكومي عمييا وعمى‬
‫معدل التضخم ‪ ،‬و تقسيم فعالية السياسة المالية في الجزائر باستخدام إدارة اإلنفاق الحكومي في تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬وأبراز أىمية أساليب وأدوات القياسية االقتصادي‪ ،‬النماذج القياسية والطرق االحصائية‬
‫في تحميل الظواىر االقتصادية‪.‬‬
‫ج‪ /‬النتائج‪:‬‬
‫توجد عالقة طردية ضعيفة بتأخير واحد بين اإلنفاق الحكومي ومعدل التضخم أي أن زيادة اإلنفاق‬
‫العام في سنة معينة تسبب في ارتفاع األسعار في السنة التي تمبييا ‪ ،‬كما توجد عالقة عكسية بين اإلنفاق‬
‫العام ومعدل البطالة بتأخير‪ ،‬فإذا ارتفعت النفقات العامة الحقيقية في سنة معينة يرتقب انخفاض معدل‬
‫البطالة في سنة تمييا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬
‫لصحراوي محمد نجيب‪ 2016 ،‬دراسة العالقة السببية بين مشكمتين البطالة والتضخم في الجزائر‬
‫خالل الفترة ( ‪ ،)2014-1980‬دراسة القياس االقتصادي‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والعموم التجارية وعموم‬
‫التسيير‪ ،‬قسم العموم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقمة –‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ىل توجد عالقة مستقرة طويمة األجل بين البطالة والتضخم في الجزائر خالل الفترة (‪(2014-1980‬‬
‫وان وجدت فما ىو اتجاه السببية؟‬
‫ب‪ /‬الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫تيدف الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين التضخم والبطالة في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫ج‪ /‬النتائج‪:‬‬
‫أن متغيرات ىذا النموذج وىي البطالة والتضخم كانت مستقرة مع مرور الزمن عمى مستويا وذلك في‬
‫المستوى األول ولكن بعد إدخال الفروق استقر التضخم عند الفرق األول وكذلك البطالة استقرت عند الفرق‬
‫األول فانو يمكن القول انو ال توجد عالقة تكامل المشترك بين المتغيرين‪ ،‬وىذا يفسر أن العالقة بين البطالة‬
‫والتضخم ال تكون عمى المدى الطويل‪.‬‬
‫وفيما يتعمق بالسببية‪ ،‬فان التضخم ال تربطو عالقة سببية مع البطالة واألمر نفسو لمبطالة أيضا فيي‬
‫ال تربطيا عالقة سببية بالتضخم‪ .‬أي أن كال المتغيرين ال تربطيما عالقة سببية ببعضيما‪ ،‬وأن التضخم ال‬
‫تسبب في البطالة‪ ،‬والبطالة ال تسبب في التضخم‪ ،‬بمعني ال توجد سببية في أي من اإلتجاىين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدراسات العربية‬
‫أوال‪ :‬الدراسة األولى‬
‫دراسة (محمد كمال حسين رجب ) ‪ ،2011‬أثر السياسة اإلنفاقية في التضخم في فمسطين‪ :‬دراسات‬
‫إحصائية‪ ،‬مذكرة ماجستير في االقتصاد‪ ،‬كمية االقتصاد والعموم اإلدارية (جامعة األزىر –غزة‪)-‬‬
‫أ‪ /‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ما ىو دور السياسة اإلنفاقية في الحد من التضخم في االقتصاد الفمسطيني وتحقيق االستقرار في‬
‫مستويات األسعار المحمية؟‬
‫ب‪ /‬الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫تيدف ىذه الدراسة إلى معرفة أثر السياسة االتفاقية لمسمطة الوطنية الفمسطينية عمى التضخم في‬
‫فمسطين‪ ،‬باإلضافة إلى تحميل السياسة اإلنفاقية لدى السمطة الوطنية الفمسطينية وما شيدتو األراضي‬
‫الفمسطينية من تأزم الوضع المالي لمسمطة الوطنية الفمسطينية وازدياد حدة المشاكل المالية ‪ ،‬ىذا فضال عمى‬
‫التعرف عمى أىم اآلثار االقتصادية واالجتماعية التي أفرزتيا الضغوط التضخمية في االقتصاد الفمسطيني ‪،‬‬
‫والوصول إلى نتائج وتوصيات لممساعدة في عالج اإلختالالت في ىيكل االقتصاد الفمسطيني‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ /‬النتائج‪:‬‬
‫‪-‬التضخم يؤثر سمبا عمى الحياة االقتصادية واالجتماعية ويقمص مؤشرات االقتصاد الكمي في الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة مما يؤدي إلى الزيادة في اإلنفاق العام نتيجة انخفاض القوة الشرائية؛‬
‫‪-‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التغير في إجمالي النفقات العامة عمى الرقم القياسي العام؛‬
‫‪-‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التغير في النفقات الجارية وصافي اإلقراض عمى الرقم القياسي‬
‫العام؛‬
‫‪-‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التغير في األجور والرواتب عمى الرقم القياسي العام؛‬
‫‪-‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التغير في النفقات تشغيمية والنفقات التحويمية عمى الرقم القياسي‬
‫العام؛‬
‫‪-‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التغير في النفقات التحويمية عمى الرقم القياسي العام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬
‫دراسة‪( ،‬عبد الحميد بخيت محمد)‪2011 ،‬م‪ ،‬فعالية السياسة النقدية في تقميل حدة التضخم في‬
‫السودان ( ‪ ،)2010-1990‬دراسة قياسية‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد القياسي‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪،‬‬
‫جامعة السودان‪.‬‬
‫أ‪ /‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ما فعالية السياسة النقدية في تقميل حدة التضخم في السودان (‪)2010-1990‬؟‬
‫ب‪ /‬أهداف البحث‪:‬‬
‫تيدف ىذه الدراسة إلى معرفة دور السياسة النقدية في تقميل التضخم‪ ،‬ومعرفة مسببات التضخم وكيفية‬
‫معالجتيا بواسطة السياسة النقدي‪ ،‬معرفة اآلثار االقتصادية واالجتماعية لمتضخم وابراز واألدوات المناسبة‬
‫لمسياسة النقدية في تقميل التضخم‪.‬‬
‫ج‪ /‬النتائج‪:‬‬
‫بعد تشخيص الظاىرة وتقدير الدراسة وتحميل البيانات توصمت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪-‬ىنالك عالقة طردية بين عرض النقود والتضخم حيث تبرىن الدراسة إلى أن أي زيادة في كمية النقود تقود‬
‫إلى التضخم؛‬
‫‪-‬ىنالك عالقة عكسية ببن التضخم وسعر الصرف وىذا يتفق مع منطق النظرية االقتصادية‪ ،‬حيث أن‬
‫استقرار سعر الصرف يؤدى إلى تقميل التضخم؛‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬ىنالك عالقة طردية بين الناتج اإلجمالي المحمي وعرض النقود كما أن ىنالك عالقة طردية بين اإلنفاق‬
‫الحكومي وعرض النقود‪.‬‬
‫عكسی بين حجم أسعار الواردات والتضخم وىذا يخالف منطق النظرية االقتصادية التي‬
‫ة‬ ‫عالق‬
‫ة‬ ‫‪-‬ىنالك‬
‫تبين أن ارتفاع أسعار السمع العالمية يؤدى إلى ارتفاع األسعار المحمية وذلك نسبة إلى ارتفاع تكاليف‬
‫إنتاجيا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الدراسات األجنبية‬
‫لقد تم اختيار بعض الدراسات نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الدراسة االولى‬
‫‪Olaiya, Sam, Ayo, Nwasa, A trivariate causality test among economic, growth,‬‬
‫& ‪government expenditure & inflation rate in Nigeria, paper, Research Journal of Finance‬‬
‫‪Accounting,Vol.3, N° 1, 2012‬‬
‫أ‪ /‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ماىي العالقة السببية بين النمو االقتصادي واإلنفاق الحكومي عمي معدل التضخم في نيجيريا‪.‬‬
‫ب‪ /‬نتائج الدراسة‪:‬‬

‫تناولت ىذه الدراسة العالقات السببية بين النمو االقتصادي‪ ،‬اإلنفاق الحكومي ومعدل التضخم في‬
‫نيجيريا خالل الفتًرة ‪ 1970‬إلى ‪ 2010‬استخدمت الدراسة كال من اختبارات َ)‪ )ADF‬وبيرون لفحص‬
‫خصائص المتغيرات‪ .‬حيث أظيرت االختبارات عن وجود عالقة سببية ثنائية االتجاه بين اإلنفاق الحكومي‬
‫والنمو االقتصادي في كل من المدى القصير وعمى المدى الطويل ‪ ،‬وأيضا تم الكشف أنو في المدى القصير‬
‫يكون اتجاه أحادي لمعالقة السببية الموجودة من النمو االقتصادي واإلنفاق الحكومي لمعدل التضخم لم‬
‫يالحظ أي ردود فعل من معدل التضخم باتجاه المتغيرين‪ ،‬وقد أوصت ىذه الدراسة عمى ضرورة تنفيذ‬
‫الحكومة لسياسات ذات إنفاق حكومي معتدل أي ترشيد اإلنفاق الحكومي من أجل الحد من معدل التضخم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة الثانية‬

‫‪Francesco, Roberto, Gian, The nexus between puplic expenditure‬‬ ‫‪inflation in the‬‬
‫‪Mediterranean countries, paper, Cosimo magzzino, Roma Italy, 2011‬‬
‫ىدفت ىذه المقالة إلى تقييم األدلة العممية عمى العالقة بين اإلنفاق العام والتضخم لبمدان البحر‬
‫األبيض المتوسط (فرنسا‪ ،‬أسبانيا‪ ،‬اليونان‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬قبرص‪ ،‬مالطا‪ ،‬البرتغال) خالل الفترة (‪،)2009-1970‬‬
‫وذلك باستخدام منيج السالسل الزمنية‪ .‬وتبين بعد إدخال بعض تقنيات االقتصاد القياسي عموما‪ ،‬أنو توجد‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫عالقة طويمة المدى بين اإلنفاق العام والتضخم فقط عند البرتغال‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فاختبارات جرانجر‬
‫السببية أظيرت أنو في المدى القصير اتجاه التدفق يكون من النفقات العامة إلى التضخم لكل من فرنسا‪،‬‬
‫قبرص‪ ،‬مالطا وأسبانيا‪ ،‬وتدفق ثنائي االتجاه إليطاليا‪ ،‬ومن التضخم إلى اإلنفاق العام لمبرتغال وعميو‪.‬‬
‫خمصت الدراسة إلى أنو ال يوجد دليل واضح عمى أن اتجاه التأثير يكون دائما من اإلنفاق العام إلى التضخم‬
‫والعكس صحيح كذلك‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مقارنة الدراسات السابقة مع الدراسات الحالية‬
‫بعد عرض مجمل لبعض الدراسات المحمية‪ ،‬العربية واألجنبية نتطرق اآلن لتبيان أوجو الشبو‬
‫واالختالف بينيا وبين الدراسة الحالية‪ ،‬عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المقارنة مع الدراسات المحمية‬
‫يمكن توضيح أوجو الشبو واالختالف من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول (‪ :)1.1‬مقارنة بين الدراسات السابقة المحمية والدراسة الحالية‬
‫الدراسات السابقة‬
‫الدراسة الحالية‬
‫الدراسة الثانية‬ ‫الدراسة األولى‬

‫‪ -‬أثر اإلنفاق الحكومي عمي‬ ‫‪ -‬العالقة السببية بين مشكمتين البطالة‬ ‫‪ -‬أثر اإلنفاق الحكومي عمي معدلي‬
‫موضوع الدراسة‬
‫التضخم‬ ‫والتضخم في الجزائر‬ ‫البطالة والتضخم في الجزائر‬

‫‪ -‬تحميل ظاىرة البطالة في الجزائر‬


‫‪ -‬قياس أثر اإلنفاق العام‬ ‫‪ -‬الكشف عن العالقة بين التضخم‬ ‫الهدف من‬
‫ومعرفة أثر اإلنفاق الحكومي عمييا‬
‫عمي التضخم‬ ‫والبطالة في االقتصاد الجزائري‪.‬‬ ‫الدراسة‬
‫وعمى معدل التضخم‬

‫‪ -‬الجزائر‬ ‫‪ -‬الجزائر‬ ‫‪ -‬الجزائر‬ ‫عينة الدراسة‬

‫‪2016-1990 -‬‬ ‫‪2014-1980 -‬‬ ‫‪2012-1988 -‬‬ ‫فترة الدراسة‬


‫‪ -‬نموذج شعاع االنحدار‬ ‫طريقة معالجة‬
‫‪ -‬نموذج ‪ ،ECM‬التكامل المشترك‬ ‫‪ -‬نموذج استقرار السالسل الزمنية‬
‫الذاتي ‪var‬‬ ‫الموضوع‬
‫‪ -‬وجود عالقة عكسية بين اإلنفاق العام‬
‫‪ -‬توجد عالقة طردية بين‬ ‫‪ -‬ال توجد عالقة تكامل المشترك بين‬
‫ومعدل البطالة بتأخير‬
‫اإلنفاق الحكومي والتضخم‬ ‫المتغيرين‪ ،‬وىذا يفسر أن العالقة بين‬
‫‪ -‬وجود عالقة طردية ضعيفة بتأخير‬ ‫النتائج‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة سببية بين‬ ‫البطالة والتضخم ال تكون عمى المدى‬
‫واحد بين اإلنفاق الحكومي ومعدل‬
‫اإلنفاق الحكومي والتضخم‬ ‫الطويل‪.‬‬
‫التضخم‬
‫الطمب بناء عمى الدراسات السابقة‬
‫ة‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫يظير من خالل الجدول أعاله أن جميع الدراسات اشتركت في موضوع الدراسة‪ ،‬واختمفت في فترتيا‬
‫وعينتيا‪ ،‬وطريقة معالجة الموضوع‪ ،‬حيث أن الدراسة األولى استخدمت نموذج استقرار السالسل الزمنية‪ ،‬أما‬
‫الدراسة الثانية فركزت عمى استخدمت نموذج ‪ ECM‬التكامل المشترك‪ ،‬بينما الدراسة الحالية استخدمت نماذج‬
‫شعاع االنحدار الذاتي ‪.var‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المقارنة مع الدراسات العربية‬
‫يمكن توضيح أوجو الشبو واالختالف من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول‪ (1.2) :‬مقارنة بين الدراسات السابقة العربية والدراسة الحالية‬
‫الدراسات السابقة‬
‫الدراسة الحالية‬
‫الدراسة الثانية‬ ‫الدراسة االولى‬
‫‪ -‬ىو دور السياسة اإلنفاقية في‬
‫‪ -‬مافعالية السياسة‬
‫‪- -‬أثر اإلنفاق الحكومي‬ ‫الحد من التضخم في االقتصاد‬
‫النقدية في تقميل حدة‬ ‫موضوع الدراسة‬
‫عمى التضخم‬ ‫الفمسطيني وتحقيق االستقرار في‬
‫التضخم في السودان‬
‫مستويات األسعار المحمية‬
‫مسببات‬ ‫‪ -‬معرفة‬
‫‪. -‬معرفة أثر السياسة اإلنفاقية‬
‫‪ -‬قياس أثر اإلنفاق العام‬ ‫وكيفية‬ ‫التضخم‬
‫لمسمطة الوطنية الفمسطينية عمى‬ ‫الهدف‬
‫عمي التضخم‬ ‫بواسطة‬ ‫معالجتيا‬
‫التضخم في فمسطين‬
‫السياسة النقدية‬
‫‪ -‬الجزائر‬ ‫‪ -‬السودان‬ ‫‪ -‬فمسطين‬ ‫عينة الدراسة‬
‫‪2016-1990 -‬‬ ‫‪2010-1990 -‬‬ ‫‪2008-1996 -‬‬ ‫فترة الدراسة‬
‫‪-‬نموذج شعاع االنحدار‬ ‫)‪ ،)Excel‬والبرنامج‬ ‫‪ -‬برنامج‬ ‫طريقة معالجة‬
‫‪ -‬نموذج بانل‬
‫الذاتي ‪var‬‬ ‫)‪(SPSS‬‬ ‫الدراسة‬
‫الطمب بناء عمى الدراسات السابقة‬
‫ة‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد‬
‫يظير من خالل الجدول أعاله أن جميع الدراسات اشتركت عمى اقل في احد جوانب موضوع الدراسة‪،‬‬
‫واختمفت في فترتيا وعينتيا‪ ،‬وطريقة معالجة الموضوع‪ ،‬حيث أن الدراسة األولى برنامج )‪ ،)Excel‬والبرنامج‬
‫)‪ ،(SPSS‬أما الدراسة الثانية فركزت عمى نموذج بانل‪ ،‬بينما الدراسة الحالية استخدمت نماذج شعاع‬
‫االنحدار الذاتي ‪.var‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المقارنة مع الدراسات األجنبية‬


‫يمكن توضيح أوجو الشبو واالختالف من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول‪ (1.3) :‬مقارنة بين الدراسات السابقة األجنبية والدراسة الحالية‬
‫الدراسات السابقة‬
‫الدراسة الحالية‬
‫الدراسة الثاني‬ ‫الدراسة االولى‬
‫‪ -‬العالقة بين اإلنفاق العام‬ ‫‪ -‬ماىي العالقة السببية بين النمو‬
‫‪ -‬أثر اإلنفاق الحكومي‬ ‫موضوع‬
‫والتضخم لبمدان البحر‬ ‫االقتصادي واإلنفاق الحكومي‬
‫عمى التضخم‬ ‫الدراسة‬
‫األبيض المتوسط‬ ‫عمي معدل التضخم‬
‫‪ -‬تقييم األدلة العممية عمى‬
‫‪- -‬معرفة العالقة السببية بين النمو‬
‫‪ -‬قياس أثر اإلنفاق العام‬ ‫العالقة بين اإلنفاق العام‬
‫االقتصادي واإلنفاق الحكومي‬ ‫الهدف‬
‫عمي التضخم‬ ‫والتضخم لبمدان البحر‬
‫عمي معدل التضخم‪.‬‬
‫األبيض المتوسط‬
‫‪ -‬فرنسا‪ ،‬أسبانيا‪ ،‬اليونان‪،‬‬
‫‪ -‬الجزائر‬ ‫ايطاليا‪ ،‬قبرص‪ ،‬مالطا‪،‬‬ ‫‪ -‬نيجيريا‬ ‫عينة الدراسة‬
‫البرتغال‬
‫‪2016-1990 -‬‬ ‫‪2009-1970 -‬‬ ‫‪2010-1970 -‬‬ ‫فترة الدراسة‬

‫‪ -‬نموذج شعاع االنحدار‬ ‫‪ -‬باستخدام منيج السالسل‬ ‫طريقة معالجة‬


‫‪ -‬اختباراتَ(‪)ADF‬‬
‫الذاتي ‪var‬‬ ‫الزمنية‬ ‫الدراسة‬

‫‪ -‬توجد عالقة طرديو بين‬


‫‪ -‬حيث أظيرت االختبارات عن‬
‫الحكومي‬ ‫اإلنفاق‬
‫طويمة‬ ‫‪ -‬أنو توجد عالقة‬ ‫وجود عالقة سببية ثنائية االتجاه‬
‫والتضخم‬
‫المدى بين اإلنفاق العام‬ ‫بين اإلنفاق الحكومي والنمو‬ ‫لنتائج‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة سببية‬
‫والتضخم فقط عند البرتغال‪.‬‬ ‫االقتصادي في كل من المدى‬
‫بين اإلنفاق‪.‬الحكومي‬
‫القصير وعمى المدى الطويل‪.‬‬
‫والتضخم‬
‫المصدر‪ :‬من أعداد الطالب بناء عمى الدراسة السابقة‬

‫يظير من خالل الجدول أعاله أن جميع الدراسات اشتركت عمى اقل في احد جوانب موضوع الدراسة‪،‬‬
‫الموضوع‪ ،‬حيث أن الدراسة األولى اختباراتَ( ‪ ،)ADF‬أما‬ ‫واختمفت في فترتيا وعينتيا‪ ،‬وطريقة معالجة‬
‫الدراسة الثانية فركزت عمى باستخدام منيج السالسل الزمنية‪ ،‬بينما الدراسة الحالية استخدمت نماذج شعاع‬
‫االنحدار الذاتي ‪.var‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار المف اهيمي لإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل األول‬

‫خاتمة الفصل األول‬


‫يعتبر الوقوف عمى اإلطار النظري لإلنفاق الحكومي والتضخم من األمور الضرورية أمام كل ميتم‬
‫باالقتصاد الجزائري‪ ،‬نظ ار ألىميتيا الكبيرة ونظ ار لنتائجيا وانعكاساتيا االيجابية والسمبية في جوانب الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث أن الفيم الحقيقي ليذه المتغيرات يؤدي بنا إلى التشخيص السميم ومعرفة كيفية‬
‫التحكم فييا‪.‬‬
‫ليذا جاء الفصل كمحاولة لتقديم أىم المفاىيم المتعمقة بيذه المتغيرات انطالقا من تقديم بعض‬
‫التعاريف والتطرق إلى بعض الدراسات السابقة و مقارنتيا بالدراسات الحالية كما أن ىذه المتغيرات تخضع‬
‫إلى مجموعة من المحددات والعوامل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪41‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد الفصل الثاني‬


‫بعد تعرضنا في الفضل السابقة إلى اإلنفاق الحكومي والتضخم‪ ،‬سوف نحاول في ىذا الفصل إبراز‬
‫طبيعة العالقة بينيما وتحديد مدى تأثير تغير اإلنفاق الحكومي عمى التضخم من خالل استعمال نماذج‬
‫شعاع االنحدار الذاتي عمى دولة الجزائر‪ ،‬بحيث تحتل النماذج االقتصادية القياسية مكانة ىامة في الدراسات‬
‫االقتصادية وترجع ىذه األىمية إلى استعماليا في المجال التحميمي والتنبؤي وفي اتخاذ الق اررات االقتصادية‬
‫لبناء سياسات اقتصادية مالئمة عمى أساس المتطمبات في كل المجاالت االقتصاد في البداية سوف نتعرف‬
‫عمى اإلنفاق الحكومي والتضخم في الجزائر ومن ثم سنحاول تطبيق نماذج شعاع االنحدار الذاتي ‪VAR‬‬
‫التي سنتعرف من خالل عمى درجة تأثير اإلنفاق الحكومي صدمة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬االطار التطبيقي لمدراسة‬


‫سنتطرق في ىذا المبحث إلى الطريقة واألدوات المستخدمة في الدراسة‪ ،‬من خالل التعريف بالعينة‬
‫محل الدراسة ومصادر بيانات حتى يتسنى لنا أخذ فكرة عامة عمى موضوع الدراسة‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الطريقة المتبعة في الدراسة‬
‫يعتبر المجتمع المدروس الركيزة األساسية إلنجاز الدراسات التطبيقية‪ ،‬وىذا من خالل عممية جمع‬
‫البيانات الالزمة التي تساعد عمى قياس وتحميل اآلثار المترتبة عمى ىذه الدراسة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور متغيرات الدراسة‬
‫سنتعامل في ىذه الدراسة مع متغيرين أساسين ىما‪:‬‬
‫‪-‬الناتج المحمي االجمالي الحقيقي‪ :‬تم استخدام الناتج المحمي االجمالي كمؤشر لإلنفاق الحكومي حيث تم‬
‫التعبير عنو باألسعار الثابتة لمعممة المحمية‪ ،‬وقد تم الحصول عمي القاعدة البيانات الخاصة من الموقع‬
‫البنك العالمي ويرمز لو برمز ‪.G‬‬
‫‪-‬المتغير التابع ىو معدل التضخم والدي يقاس بواسطة معدل تعير اسعار االستيالك‪ ،‬وقد تم الحصول‬
‫عمى قاعدة البيانات الخاصة بيذا المتغير انطالق من الموقع البنك العالمي ويرمز لو ب )‪.(INF‬‬
‫لقد أسسنا ىذه الدراسة القياسية عمى بيانات سنوية خاصة بمعدالت التضخم مصدرىا الديوان‪ ،‬من‬
‫البنك الدولي وسمسمة زمنية سنوية لإلنفاق الحكومي‪ ،‬كال السمسمتين تحتويان عمى ‪ 26‬مالحظة سنوية (من‬
‫‪ 1990‬إلى ‪ )2016‬سنقوم بتحميل تطور اإلنفاق الحكومي ومعدل التضخم عمى طول فترة الدراسة ‪ .‬ىذا ما‬
‫سنقوم باستنتاجو من خالل تحميمنا لمعطيات الجدول والشكل التالي‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطور اإلنفاق الحكومي وفي الجزائر خالل الفترة (‪.)2016-1990‬‬
‫الجدول رقم )‪ :(2.4‬تطور اإلنفاق الحكومي في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل اإلنفاق‬
‫‪99.93‬‬ ‫‪90.43‬‬ ‫‪94.62‬‬ ‫‪102.80‬‬ ‫‪103.52‬‬ ‫‪101.35‬‬ ‫‪98.54‬‬ ‫‪94.48‬‬ ‫‪101.43‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل اإلنفاق‬
‫‪77.80‬‬ ‫‪73.10‬‬ ‫‪76.86‬‬ ‫‪85.59‬‬ ‫‪85.627‬‬ ‫‪90.12‬‬ ‫‪85.32‬‬ ‫‪78.71‬‬ ‫‪94.628‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫معدل االتفاق‬
‫‪114.26‬‬ ‫‪113.36‬‬ ‫‪101.70‬‬ ‫‪97.19‬‬ ‫‪91.62‬‬ ‫‪89.89‬‬ ‫‪92.97‬‬ ‫‪100.51‬‬ ‫‪80.73‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬

‫‪43‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أجل توضيح أكثر لتطور اإلنفاق الحكومي في الجزائر خالل الفترة(‪ )2016-1990‬نستعين‬
‫بالمنحنى االتي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2.3‬منحنى تطور اإلنفاق الحكومي في الجزائر بين (‪)2016-1990‬‬

‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1995‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1994‬‬

‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪g‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬

‫‪-‬التحميل االقتصادي‬
‫من خالل مالحظة الشكل رقم ( ‪ )2-2‬يظير جميا التزايد المستمر لحجم اإلنفاق العام من سنة إلى‬
‫اخرى خاصة مع نياية التسعينات‪ ،‬فعندما حاولت الدولة أصالح القطاع الصناعي وخمف التكامل بينو وبين‬
‫القطاع الزراعي خالل المرحمة الممتدة بمراحل التالية‪:‬‬
‫‪-‬المرحمة االول‪ : (1999-1990 :‬خالل ىذه المرحمة نالحظ تطور بطيء في مستوى اإلنفاق العام‬
‫مقارنة بالمرحمة األولي حيث كان نسبة ‪ %101.49‬عام ‪ 1990‬ثم تناقصو إلى ‪ %94.62‬وقد يعود ىذا‬
‫إلى األزمة االقتصادية الحادة التي واجيت الجزائر في نياية الثمانينات وسوء األوضاع األمنية في سنوات‬
‫التسعينات‪ ،‬وبالتالي عدم توفر الجو المناسب لتطبيق السياسات االقتصادية من جية‪ ،‬وضعف القدرة‬
‫التمويمية بسبب انخفاض أسعار المحروقات‪ ،‬ثم لجأت إليو مرة ثالثة في إطار برنامج التثبيت االقتصادي‬
‫الثالث لطمب مساعدات صندوق النقد الدولي لحل اإلختالالت الييكمية التي ميزت االقتصاد الجزائري‪ ،‬من‬
‫خالل إستراتيجية اقتصادية جديدة ترمي لمدخول إلى اقتصاد السوق والتخفيف من المشاكل االجتماعية‬
‫كالبطالة والسكن(‪.‬‬
‫‪-‬المرحمة الثانية (‪ :)2016-2000‬خالل ىذه المرحمة عرف اإلنفاق العام تطور كبي ار ممحوظا‪ ،‬فمقارنة‬
‫بالمرحمة السابقة فقد عرف معدل نمو اإلنفاق العام قفزة كبيرة بنسبة ‪ %78.71‬عام ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ %114.26‬عام ‪ ،2016‬وقد سمح تحسن الوضعية المالية لمجزائر بداية السنوات الثالثة نتيجة االرتفاع‬
‫اإلنفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اق‬
‫ـــ‬ ‫الذي عرفتو أسعار المحروقات بتحول السياسة االقتصادية المتبعة إلى السياسة التوسعية في‬

‫‪44‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العام‪ ،‬قصد الخروج من التبعات واألزمة االقتصادية التي مرت بيا البالد‪ ،‬والتي نتج عنيا تدىور النشاط‬
‫االقتصادي والمستوى المعيشي لألفراد وكذا استفحال ظاىرة البطالة وارتفاع معدالتيا‪ ،‬من أجل ذلك تم‬
‫إقرار برامج خماسية ضخمة‪ ،‬جاء األول باسم برنامج اإلنعاش االقتصادي الذي امتد من ‪ 2001‬إلى‬
‫‪ 2004‬ثم برنامج خماسي ثاني سمي بالبرنامج التكميمي لدعم النمو االقتصادي الذي امتدة من ‪2005‬‬
‫إلى ‪ ،2009‬وأخي ار البرنامج الخماسي الثالث الذي سمي ببرنامج تعزيز النمو االقتصادي الذي انطمق في‬
‫‪ 2010‬ويمتد إلى نواية ‪ ،2016‬وقد سطرت أىداف معينة لكل برنامج من ىذه البرامج الثالثة)‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تطور معدل التضخم وفي الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫الجدول رقم )‪ :(2.5‬تطور معدل التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1990‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل اإلنفاق‬
‫‪4.950‬‬ ‫‪5.733‬‬ ‫‪18.679‬‬ ‫‪29.779‬‬ ‫‪29.047‬‬ ‫‪20.540‬‬ ‫‪31.669‬‬ ‫‪25.886‬‬ ‫‪16.652‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل اإلنفاق‬
‫‪3.673‬‬ ‫‪2.314‬‬ ‫‪1.382‬‬ ‫‪3.961‬‬ ‫‪4.268‬‬ ‫‪1.418‬‬ ‫‪4.225‬‬ ‫‪0.339‬‬ ‫‪2.6455‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫معدل االتفاق‬
‫‪6.397‬‬ ‫‪4.784‬‬ ‫‪2.916‬‬ ‫‪3.253‬‬ ‫‪8.894‬‬ ‫‪4.521‬‬ ‫‪3.916‬‬ ‫‪5.734‬‬ ‫‪4.862‬‬
‫الحكومي ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬

‫من أجل توضيح أكثر لتطور معدل التضخم في الجزائر خالل الفترة(‪ )2016-1990‬نستعين‬
‫بالمنحنى االتي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2.4‬منحنى تطور معدل التضخم الجزائر بين(‪)2016-1990‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2013‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪1999‬‬

‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬

‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬

‫‪inf‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبان اعتمادا عمى بيانات من البنك الدولي‬

‫‪45‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬التحميل االقتصادي‬
‫مع نياية عقد الثمانينات وبداية التسعينيات عرف االقتصاد الجزائر ضغوط تضخمية شديدة‪ ،‬التي‬
‫عادت أسبابيا باألساس لكون معدالت التضخم كانت مكبوتة خالل مرحمة االقتصاد بالمخطط بسبب القيود‬
‫المفروضة عمى األسعار التي كانت تتحدد بطريقة إدارية‪ ،‬وأنو مع تحويل اقتصاد الجزائر نحو اقتصاد‬
‫السوق استدعى منيا األمر تحرير األسعار بشكل تدريجي لتتحدد وفق آليات العرض والطمب في السوق مما‬
‫أدى منطقيا إلى ارتفاع األسعار وبالتالي ظيور الضغوط التضخمية‪ ،‬وىذا ما يمكن مالحظتو من خالل‬
‫الجدول والشكل السابقين حيث بالرجوع إلييما يمكننا تحميل تطورات معدالت التضخم بتقسيميا إلى ثالثة‬
‫فترات رئيسية‪.‬‬
‫‪ 1992‬معدل‬ ‫‪-‬الفترة (‪ :)1992-1990‬خالل ىذه الفترة عرف التضخم تزايد متواصل حيث بمغ سنة‬
‫‪ %31.66‬أكبر معدل خالل سنوات الدراسة وتفسير ذلك يرجع إلى عدة عوامل نذكر منو‪ ،‬التوسع النقدي‬
‫والمتتالي خالل سنوات ىذه الفترة وارتفاع معدالت السيولة وتزايد حجم الطمب مع ركود في مستويات‬
‫الطل‪. ،‬أما سنة ‪ 1993‬انخفض فييا التضخم إلى معدل ‪ %20.54‬أي بمعدل ‪ 11‬نقطة وتراجع ىذه‬
‫النتائج المشجعة إلى اإلجراءات المتخذة من طرف السمطة النقدية ‪.‬‬
‫‪-‬الفترة (‪ :)1995-1994‬خالل ىذه الفترة ظير االرتفاع في معدالت التضخم من جديد وكان ىذا متزايد‬
‫من سنة ألخرى إذ بمغ سنة ‪ 1995‬بمعدل ‪ %29.77‬ويرجع ذلك عمي الخصوص إلى الركود الذي ميز‬
‫مستويات العرض الكمي وتخصيصات القروض الموجة لالقتصاد التي لم يكن ليا مقابل إنتاجي باإلضافة‬
‫إلى ارتفاع وتيرة الطمب الكي ‪.‬‬
‫‪-‬الفترة (‪ :)1999-1996‬خالل ىذه الفترة تراجعت معدالت التضخم وىذا ما يؤكد عمى مواصمة الجيود‬
‫المتواصمة والرامية لمحد من الضغوط التضخمية ونجاحيا بداية من عام ‪ 1996‬وقد بمع ‪ %18.68‬ف ارح‬
‫ىذا المعدل يتراجع بصورة متواصمة ليقتصر عمى معدل ‪ %2.65‬سنة ‪ ،1999‬وتعود النتائج الحسنة إلى‬
‫تضافر عدة جيود نتذكر منيا التحكم في السيولة االقتصادية وإعتدال وتيرة التوسع النقدي وتراجع مستوى‬
‫الطمب الكمي بسبب انتشار البطالة التي عرفت خالل السنة اكبر معدل ليا ‪.%31.66‬‬
‫ب ‪ %0.34‬مقابل‬
‫‪-‬الفترة (‪ :)2004-2000‬إستمر التضخم في انخفاض إذ قدرت نسبتو سنة ‪ 2000‬ـ‪:‬‬
‫‪ %2.65‬سنة ‪ ،1999‬وبيذه النسبة التضخم أصبحت الجزائر من الدول الشريكة األكثر أىمية وحتى وأن‬
‫كان يجب بذل المزيد من المجيودات حتى تصبح الجزائر من الدول ذات التضخم المنعدم‪ ،‬لكن ىذه‬
‫النسبة لمتضخم لم تستمر سرعان ما عاد التضخم حيث ارتفع إلى معدل ‪ %4.22‬سنة ‪ ،2001‬ثم تراجع‬
‫من جديد ليقتصر ‪ %1.42‬سنة ‪ 2002‬ثم أخذ معدالت متزايدة من ‪ %4.26‬سنة ‪ 2003‬ثـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪%3.96‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سنة ‪ ،2004‬وتعود ىده النتائج إلى استمرار السيولة المفرطة في السوق النقدية باإلضافة إلى حركة ىيكل‬
‫الطمب عمى العممة لوسائل الدفع الفورية مثل العممة االئتمانية والودائع عند الطمب مع ميل أثر أىمية نحو‬
‫الودائع عند الطمب‪.‬‬
‫‪ %1.38‬سنة‬ ‫‪-‬الفترة (‪ :)2009-2005‬من خالل ىذه الفترة تراجعت معدالت التضخم إلى معدل‬
‫‪ 2005‬وىذا يعود إلى تراجع إلى التحكم في السيولة االقتصادية تم تستمر إلى المعدل ‪ %2.31‬في سنة‬
‫‪ 2006‬وتسمر أيضا في السنوات ‪ 2008-2007‬إلي المعدل ‪ %3.67‬و‪ %4.86‬وىذه النتائج تعود إلى‬
‫إستمرار السيولة المفرطة في السواق أما السنة وتراجع مستوى الطمب الكمي من خالل السنة اكبر‪ ،‬ثم‬
‫تزداد بمعدل ‪ %5.73‬سنة ‪ ،2009‬وىذا يعود إلى توسعت في اإلنفاق العام من خالل األجور والرواتب ‪.‬‬
‫‪-‬الفترة (‪ :)2016-2010‬عرف معدل التضخم انخفاضا إلى ‪ %3.90‬في سنة ‪ 2010‬نتيجة التباطؤ‬
‫‪2011‬‬ ‫الممحوظ في وتيرة إرتفاع األسعار المسجمة بالنسبة لممنتجات الفالحية‪ ،‬وأن النسبة في سنة‬
‫ارتفعت بنسبة ‪ ،%4.52‬ثم ارتفعت إلى أعمى مستوى لسنة ‪ 2012‬بنسبة ‪ %8.89‬بنسبة إلى السنوات‬
‫الحالية‪ ،‬وىذا مؤشر خطير جدا عمي اإلستقرار النقدي‪ ،‬كما إن لو داللة عمى ضعف التنمية االقتصادية‬
‫من منظور إنخفاض القوة الشرائية‪ ،‬وعرف إن معدل التضخم تباطأ في ‪ 2013‬بنسبة ‪ ،%3.25‬ليواصل‬
‫تباطؤه سنة ‪ 2014‬بنسبة ‪ ،%2.91‬وىي أقل نسبة بنسبة إلى السنوات األخيرة‪ ،‬وىو ما يمثل مكسبا لمدفع‬
‫الميزانية المتزامن مع‬ ‫نحو اإلستقرار النقدي خاصة في ىذه الظرف المتميز بانخفاض في إيرادات‬
‫(‪)1‬‬
‫انخفاض في أسعار البترول‬
‫المطمب الثاني‪ :‬األدوات المستخدمة في الدراسة‬
‫تستعمل أدوات القياس االقتصادي في كشف طبيعة العالقة بين المتغيرات االقتصادية المدروسة‪ ،‬غير‬
‫إن ذلك يعتمد عمى خمفية اقتصادية‪ ،‬أي إن عممية المقارنة تتم مع الطرح النظري االقتصادي‪ ،‬غير إن ىناك‬
‫‪ "VAR‬والتي تقوم عمى دراسة العالقة بين المتغيرات‬ ‫ب‪ " :‬بنماذج شعاع االنحدار الذاتي‬
‫نماذج تسمى ـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬وىذا ما يميزىا عن باقي أدوات القياس االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫من خالل ىذا المطمب سوف نحاول التطرق إلى ىذا النوع من أدوات القياس االقتصادي عمى النحو‪:‬‬

‫‪ -1‬صحراوي محمد نجيب‪ ،‬دراسة العالقة السببية بين مشكمتي البطالة والتضخم في الجزائر خالل الفترة ( ‪،)2014-1980‬‬
‫مذكرة شيادة ماستر عموم اقتصادية‪ ،‬اقتصاد قياسي‪ ،‬جامعة ورقمة ‪ ،2016-2015‬ص ‪144‬‬

‫‪47‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬دراسة إستقرارية السالسل‬


‫قبل تقديم عمي تطبيق تقنية أشعة االنحدار الذاتي‪ ،‬من الواجب عميو أوال إن ندرس إستق اررية المتغيرات‬
‫المكونة لشعاع االنحدار الذاتي‪ ،‬فان كانت ىذه المتغيرات غير مستقرة‪ ،‬فانو البد عميو إن يحدث بعض‬
‫التعديالت في ىذه المتغيرات حتى تصبح مستقرة‪ ،‬لكن قبل نقدم أىم اختبارات اإلستق اررية‪ ،‬نرى من المفيد اوال‬
‫إن نتعرض إلى بعض المفاىيم المتعمقة باإلستقرار‪.‬‬
‫‪-‬تكون السمسمة الزمنية العشوائية ‪ yt‬مستقرة إذا تحققت فييا الشروط اآلتية(‪:)1‬‬
‫‪ E(yt) = m-‬ميما يكن ‪ ،t‬وىذا يعني إن التوقع الرياضي (المتوسط ) ثابت ومستقل عن الزمن ‪.‬‬
‫‪ ،Var(yt) -‬ميما يكن ‪ ،t‬وىذا يعني إن التباين ثابت ومنتيي أو مجدد‪ ،‬كما انو مستقل عن‬ ‫‪2‬‬

‫الزمن‪.‬‬
‫‪ [(ytm)(ytkm)] kCov(yt, ytk)  E-‬وىذا يعني إن التباين المشترك مستقل عن الزمن‪ ،‬كما‬
‫أن‪k k :‬‬
‫أوال‪ :‬اختبار اإلستقرارية‬
‫أ‪ /‬اختبار ديكي فولر المدعم (‪:)2( )1981‬‬
‫لقد تعرضنا إلى تطبيق في ضل الفرضيات التي مفادىا إن األخطاء العشوائية تشكل لنا اضطرابا‬
‫ابيضا‪ ،‬وىذا يتضمن بالضرورة عدم وجود ارتباط بين المتغيرات لكن في سنة ‪ 1981‬رأى ديكي وفمور أنو ال‬
‫داع لوضع ىذه الفرضية المسبقة (‪ )prionri‬ولذلك حاول ىذين الباحثين اقتراح اختبار أخر‪ ،‬يعتمد عمى‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬
‫أ‪ /1-‬نقدر النماذج االتية‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬

‫مع العمم أن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- RÉGIS BOURBONNAIS, MICHEL TERRAZA, Analyse des series temporelles en économie, Paris: presses‬‬
‫‪universitaires de France, 1er édition, 1999, P 79-80.‬‬
‫‪ -2‬عبدلي إدريس‪ ،‬محاولة بناء نموذج قياسي لمطمب عمى النقد في الجزائر باستخدام تقنية نماذج أشعة االنحدار الذاتي ‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬عموم واقتصادية الجزائر‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪. 148‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ /2-‬لدينا الفرضية المراد اختبارها‬


‫‪ Y1‬غير مستقر‪،‬‬ ‫نقوم بحساب ‪ t‬ونقارنو مع ‪ t‬المجدولة فإننا نقبل فرضية العدم أي السمسمة الزمنية‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬فاذا كانت ‪ t‬المحسوبة أقل من ‪ t‬المجدولة فإننا نقبل الفرضية البديمة ‪ ،H1‬ومنو فان السمسمة‬
‫الزمنية ‪ Y1‬مستقرة ‪ ،‬بقي لنا إن نشير إلى تحديد درجة التأخير ‪ P‬يعتمد عمى معيار‪AIKE S :‬‬
‫و‪SRAWAHZ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختبار فيميبس وبيرون ‪Phillips and Perron test‬‬
‫يعتبر ىذا االختبار غير المعممي فعاال‪ ،‬حيث يأخذ بعين االعتبار التباين الشرطي لألخطاء‪ ،‬فيو‬
‫يسمح بإلغاء التحيزات الناتجة المميزات الخاصة لمتذبذبات العشوائية‪ ،‬حيث اعتمد نفس التوزيعات المحدودة‬
‫الختباري ‪ DF‬و‪ ،ADF‬ويجري ىذا اإلختبار في أربعة مراحل‪:‬‬
‫‪ ،Dickey-Fuller‬مع حساب االحصائيات‬ ‫‪-‬تقدير بواسطة ‪ OLS‬النماذج الثالثية القاعدية الختبار‬
‫المرافقة(‪.)2‬‬
‫حيث ‪ ˆt‬تمثل البواقي‪.‬‬ ‫‪-‬تقدير التباين قصير المدى‪:‬‬
‫‪-‬تقدير المعامل الصحيح ‪ ،s12‬المسمى التباين طويل المدى‪ ،‬والمستخرج من خالل التباينات لبواقي النماذج‬
‫السابقة حيث‪:‬‬
‫من أجل ىذا التباين يجب من الضروري إيجاد عدد التباطؤات ‪ ،Newey-West l‬المقدر بداللة عدد‬
‫المشاىدات الكمية ‪ ،T‬النحو التالي‪:‬‬
‫مع‬ ‫‪-‬حساب إحصائية فيميبس وبيرون‪:‬‬
‫‪ ‬تشويشا أبيض ‪ ،‬ىذه‬ ‫)‪ -(asymptotic‬عندما تكون‬ ‫والذي يساوي ‪ –1‬في الحالة التقاربية‬
‫اإلحصائية تقارن مع القيمة الحرجة لجدول ماك كينون ‪Mac Kinnon‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التقدير وتحديد درجة التأخير‪:‬‬
‫كما اشرنا آنفا‪ ،‬بعد إن يقوم الباحث بدراسة إستق ارريو السالسل الزمنية المكونة لشعاع االنحدار‬
‫الذاتي وجعل هذه األخيرة مستقرة‪ ،‬ينتقل إلى المرحمة الثانية وىي تقدير نموذج شعاع االنحدار الذاتي وتحديد‬
‫درجة التأخير‪ ،p‬وعمى العموم بإمكان الباحث استخدام الطريقة‪ :‬التقدير بواسطة المربعات الصغرى العادية‪:‬‬
‫لنأخذ نموذج شعاع االنحدار الذاتي من الدرجة ‪:p‬‬

‫‪ -1‬شيخي محمد‪ ،‬طرق االقتصاد القياسي ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ـدار حامد لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪212‬‬
‫‪ -2‬صحراوي محمد نجيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أجل الحصول عمى النموذج المقدر‪:‬‬

‫فاننا نطبق طريقة المربعات الصغرى العادية عمى كل المعادالت المشكمة لنموذج شعاع االنحدار‬
‫الذاتي‪ ،‬مع العمم إن ‪ ^t‬تمثل لنا شعاع البواقي المقدر ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اختبارات التكامل المشترك‬
‫يمكن إن يقال إن التكامل المشترك يشير إلى طريقة الحصول عمى توازن أو عالقة طويمة المدى بين‬
‫متغيرات غير مستقرة أو تعني وجود طريقة تعديل تمنع الزيادة في خطأ عالقة المدى الطويل‪.‬‬
‫وتتمخص فكرة التكامل المشترك بين سمسمتين زمنيتين ‪ Yt ،Xt‬في أنو إذا كانت السمسمتين متكاممتين‬
‫من نفس الدرجة (‪ )d‬أي‪:‬‬
‫‪Id ~X t-‬‬
‫‪( d)I ~Y t-‬‬
‫وإذا يوجد عالقة بين ىذين المتغيرين مثل‪Yt = a0 + a1Xt +Ut :‬‬
‫وىذه العالقة متكاممة من الدرجة ( ‪ )b < d‬حيث (‪ )b‬ففي ىذه الحالة يوجد تكامل مشترك بين ‪ Xt‬و‪Yt‬‬
‫من الدرجة (‪ )d ،b‬وتكتب‪Xt ،Yt ~ CI )d ،b( :‬‬
‫وتسمى الدالة ‪ Yt = a0 + a1Xt +Ut‬بدالة انحدار التكامل المشترك‪ ،‬ويمكن إن تعمم الفكرة إلى أكثر‬
‫وانما يشترط إن تكون درجة‬ ‫متغيرين وفي ىذه الحالة فإن شرط تساوي السالسل في التكامل قد ال ينطبق‬
‫تكامل المتغير التابع ال تتجاوز درجة تكامل أي من المتغيرات المستقمة‪.‬‬
‫توجد العديد من االختبارات لمكشف عن عالقة التكامل المش ترك بين السالسل الزمنية من أىميا(‪:)1‬‬
‫أوال‪ :‬اختبار انجل‪ -‬غرانجر ‪:Engel&Granger ،1987‬‬
‫حيث اقترح كل من أنجل وجرانجر سنة ‪ 1987‬طريقة الختبار عالقة التكامل المتزامن ترتكز عمى‬
‫مرحمتين أساسيتين وىما‪:‬‬
‫األولى تقدير العالقة المعنية بطريقة المربعات الصغرى العادية‪ ،‬بحيث نحصل عمى معادلة انحدار‬
‫التكامل المشترك‪ ،‬ثم الحصول عمى بواقي االنحدار المقدر ‪ t‬وىي المزيج الخطي المتولد من انحدار العالقة‬
‫التوازنية طويمة المدى‪.‬‬

‫‪ -1‬عبدلي ادريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪50‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما المرحمة الثانية فيتم اختبار مدى سكون البواقي المتحصل عمييا من الخطوة األولى وفق اآلتي‪:‬‬
‫‪t+t-1t-1‬‬ ‫)‪et ,…………… IN(0‬‬
‫فإذا كانت إحصائية ‪ :‬لمعممة ‪ t-1‬معنوية فإننا نرفض الفرض العدمي‪:‬‬
‫‪ ،tI)1(-‬بوجود جذر وحدة في البواقي ونقبل الفرض البديل بسكون البواقي‬
‫‪ ، )2(-‬بالتالي نستنتج بأن متغيرات النموذج بالرغم من أنيا سالسل زمنية غير متكاممة من‬
‫نفس الرتبة‪ ،‬وأن العالقة المقدرة في الخطوة األولى ىي عالقة صحيحة وغير مضممة‪.‬‬
‫أما إذا كانت ساكنة سمسمة البواقي غير ساكنة في المستوى‪ ،‬فإنو ال توجد عالقة توازنية طويمة األجل‬
‫بين المتغيرين وأن العالقة مضممة وال يمكن الركون إلييا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬إختبار جوهانسن‪ -‬جيسمس (‪)Johansen Juselius Test‬‬
‫لتحديد عدد متجيات التكامل المشترك اقترح ‪ Johansen Juselius‬إجراء اختبارين ‪:‬‬
‫أ‪ /‬اختبار األثر)‪:)Trace‬‬
‫يتم اختبار فرضية العدم القائمة ن عدد متجيات التكامل المشترك الفريدة يقل عن أو يساوي العدد (‪)q‬‬
‫الفرض البديل (‪ )r=q‬ويحسب < لصفة التالية‪:‬‬
‫بحيث تمثل‪T :‬حجم العينة‪R ،‬عدد متجيات التكامل المشترك‬
‫إذ‪:‬‬
‫ىي اصغر قيم المتجيات الذاتية ‪ p-r‬وتنص فرضية العدم عمى وجود عدد من متجيات التكامل‬
‫المشترك يساوي عمى األقل ‪r‬أي إن عدد ىذه المتجيات يقل أو يساوي‪.r‬‬
‫ب‪ /‬اختبار القيمة القصوى (‪:)Max‬‬
‫الذي تحسب إحصائيتو وفق العالقة التالية‪:‬‬
‫ويجري اختبار فرضية العدم التي تنص عمى وجود ‪ r‬من متجيات التكامل المشترك مقابل الفرضية‬
‫البديمة التي تنص عمى وجود ‪ r+1‬من متجيات التكامل المشترك فإذا زادت القيمة المحسوبة لنسبة اإلمكان‬
‫‪ LR‬عن القيمة الحرجة بمستوى معنوية معين فإننا نرفض فرضية العدم التي تشير إلى عدم وجود إي متجية‬
‫لمتكامل المشترك واذا كانت اقل فإننا ال نستطيع رفض فرضية العدم القائمة بوجود متجية واحد عمى األقل‬
‫لمتكامل المشترك‪.‬‬

‫‪ -1‬نعان عبد المطيف عبد الرزاق‪ ،‬إنسام خالد حسن الجبوري‪ ،‬دراسة مقارنة في طرائق انحدار التكامل المشترك مع تطبيق‬
‫عممي‪ ،‬المجمة العراقية لمعموم االقتصادية‪ ،‬السنة العاشرة‪ ،‬العدد الثالث والثالثون ‪ ،2012‬ص ‪201‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السببية بين متغيرتين(‪:)1‬‬


‫تعد دراسة السببية ذات أىمية بالغة لفيم وتفسير الظواىر اإلقتصادية ومن أجل تسطير السياسات‬
‫االقتصادية المناسبة والصحيحة‪ .‬كما إن اتجاه العالقة السببية يسمح بوضع العالقات بين المتغيرات‬
‫االقتصادية‬
‫أوال‪ :‬اختبار السببية بين متغيرتين‬
‫ليكن لدينا المتغيرين ‪ Xt‬و‪ Yt‬حيث‪:‬‬
‫‪)1(........‬‬
‫‪)2( .........‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫في المعادلة رقم (‬ ‫‪-‬تكون العالقة السببية ‪ Xt‬نحو ‪ Yt‬إذا كانت‬
‫وفي المعادلة (‪.)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫في المعادلة رقم (‬ ‫‪-‬تكون العالقة السببية ‪ Xt‬نحو ‪ Yt‬إذا كانت‬
‫وفي المعادلة (‪.)1‬‬
‫‪-‬تكون العالقة في االتجاىين إذا كان‬

‫‪-‬إستقاللية العالقة بين المتغيرتين إذا كان‪:‬‬


‫‪-‬من أجل اختبار وجود عالقة سببية من ‪ Xt‬نحو‪ Yt‬نقوم باختبار جرانجر )‪ )Granger‬التالي‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراحل اختبار جرانجر‬
‫ونحتفظ بمجموع مربع البواقي ‪RSSR‬‬ ‫‪-‬نقوم بتقدير العالقة‪:‬‬
‫ونحتفظ ب ‪SSUR‬‬ ‫‪-‬نقوم بتقدير العالقة‪:‬‬
‫‪-‬نقوم باختبار الفرضية عن طريق احصائية فيشر التالية‪:‬‬

‫‪ ،2012-1988‬مذكرة تدخل ضمن‬ ‫‪ -1‬مقراني حميد ‪ ،‬أثر اإلنفاق الحكومي عمى معدل البطالة والتضخم في الجزائر‬
‫متطمبات نيل شيادة ماجستير‪ ،‬في العموم االقتصادية‪ ،‬اقتصاد كمي‪ ،‬جامعة بمرداس‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪127‬‬
‫‪ -2‬مقراني حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪128‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث‬
‫‪ :P-‬تمثل عدد التأخيرات لممتغيرة ‪.Xt‬‬
‫‪ :K-‬عدد المعممات المقدرة في مرحمة ‪2‬‬
‫‪ :n-‬عدد المشاىدات‪.‬‬
‫‪-‬إذا وجدنا ‪F(P.n-K( < FC‬‬
‫ومنو ىناك عالقة سببية من ‪ Xt‬نحو ‪.Yt‬‬ ‫نرفض الفرضية ‪ H0‬بمعني‬
‫ومن الضروري بشأن القيام بيذا االختبار‪ :‬يفترض إن السالسل الزمنية تكون مستقرة‪ ،‬وتحقيق فرضية‬
‫الحد العشوائي‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تحميل مكونات التباين ودوال االستجابة‬
‫ييدف تحميل تباين خطأ التنبؤ إلى حساب وتحديد مدى مساىمتيا في تباين الخطأ ‪.‬رياضيا‪ ،‬نستطيع‬
‫كتابة تباين خطأ التنبؤ لفترة معينة ‪ h‬بداللة تباين الخطأ الخاص بكل متغير عمى حدا‪ ،‬لمعرفة وزن أو نسبة‬
‫مشاركة كل تباين نقوم بقسمة ىذا التباين‪ ،‬عمى تباين خطأ التنبؤ الكمي‪ ،‬بعدما تصبح الصدمات طبيعية‬
‫(‪)1‬‬
‫وشاقولية‪ ،‬يتم تحميل االستجابة بواسطة النموذج‬

‫خطأ التنبؤ في األفق ‪ h‬يعطى بالعالقة التالية‪:‬‬

‫إذا كانت صدمة معينة عمى ‪ 1t‬ال تؤثر عمى تباين خطأ ‪ Y1t‬ميما تكن ‪ h‬من المحتمل إن ‪Y2t‬‬
‫متغير خارجي باعتبار إن ‪ 1t‬و ‪ Y1t‬مستقالن‪ ،‬وعكس ذلك‪ ،‬إذا كانت لصدمة معينة عمى ‪ 1t‬أثر‬
‫كبير عمى تباين خطأ ‪ Y1t‬فإن ىذا األخير متغير داخمي‪.‬‬
‫‪-‬دوال االستجابة‬
‫إن الطريقة األخرى لمتعرف عمى السموك الحركي لمنموذج ىي من خالل دوال اإلستجابة الفورية‪ ،‬حيث‬
‫توضح تأثير صدمة بمقدار إنحراف معياري واحد ألحد المتغيرات ( أي صدمة لممتغيرات العشوائية الييكمية(‬
‫تكـ ـون‬
‫عمى القيم الحالية والمستقبمية لمتغيرات النموذج عندما تكون المتغيرات مستقرة ومتكاممة فإن المتغيرات ـ‬

‫‪ -1‬شيخي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪284-283‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في حالة توازن في فترة زمنية معينة وأن أي صدمة ألي من المتغيرات المستخدمة ستعمل عمى التأثير عمى‬
‫وضعية التوازن لفترة زمنية معينة ثم تعود إلى التوازن شريطة عدم حدوث صدمة أخرى في نفس الوقت ‪.‬فعند‬
‫حدوث صدمة مقدارىا انحراف معياري واحد في متغير ما نتيجة لسبب معين فإن دالة اإلستجابة تقيس تأثير‬
‫ذلك عمى القيمة الحالية والمستقبمية لذلك المتغير(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬بوشنة عبد الصمد‪ ،‬اختبار عالقة التكامل المشترك الثرالتغير التداول النقدي عمى الناتج الداخمي الخام حالة الجزائر‬
‫خالل ‪ ، 2014-1970‬مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات شيادة ماستر اكاديمي‪ ،‬عموم اقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫ورقمة‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬


‫بعد التعرف عمى االدوات المستخدمة في الدراسة والمتمثمة اساسا في نماذج االنحدار الذاتي‬
‫الديناميكية والمتغيرات المدرجة الدراسة واالحصاءات الوصفية المتعمقة بيا‪ ،‬سيتم في ىذا المطمب عرض‬
‫نتائج الدراسة القياسية في مختمف مراحميا وكذا مناقشة ىذه النتائج من خالل التحميل االقتصادي واالحصائي‬
‫ليا‪ ،‬سيتم تقسيم الدراسة إلى قسمين‪ ،‬في القسم االول سيتم دراسة إستق اررية السالسل المكونة لمنموذج ودراسة‬
‫عالقة التكامل المشترك بين ىذه المتغيرات اما القسم الثاني فسيرتكز عمى دراسة العالقة السببية بين ىذه‬
‫المتغيرات باإلضافة إلى تحميل التباين ودوال االستجابة مع اختبار خمو النموذج من مشاكل القياس المختمفة‬
‫المطمب األول‪ :‬االختبارات التشخيصية لمنموذج محل الدراسة‬
‫قبل الحكم عمى النموذج المستخدم وجب أوال القيام بتشخيصو حيث يتم تحديد النموذج بناء عمى درجة‬
‫إستق اررية السالسل كمرحمة أولى ثم الجزم عمى نوع النموذج المستخدم من خالل اختبار التكامل المشترك لـ‪:‬‬
‫‪johenson‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دراسة إستقرارية السالسل الزمنية‬
‫‪ ،)unit root‬ويتم‬ ‫تكون السالسل الزمنية مستقرة كما اسمفنا الذكر إذا لم تحتوي عمى جذر الوحدة (‬
‫اكتشاف وجود جذر الوحدة من عدمو في النماذج الثالث (في وجود ثابت‪ ،‬ثابت واتجاه عام‪ ،‬عدم وجود ثابت‬
‫واتجاه عام)‪ ،‬باالعتماد اختبارات وىي‬
‫‪ :pp-‬فيميبس بيرون ‪Phillips Perron‬‬
‫‪ :ADF-‬ديكي فولر المطور ‪Augmented Dickey-Fuller‬‬
‫حيث يعتمد االختبارين عمى نفس الفرضية‪:‬‬
‫‪-‬عدم إستق اررية السمسمة (وجود جذر الوحدة)‪H0......................‬‬
‫‪-‬السمسمة مستقرة ( عدم وجود جذر احادي)‪H1......................‬‬
‫تم قبول فرض العدم إذا كانت القيمة المحسوبة لالختبار اكبر من القيمة المجدولة ‪ ،‬ويمكن االستدالل‬
‫باستخدام قيمة االحتمال لالختبار ‪ ،P-VALUE‬حيث نقبل الفرضية الصفرية في حالة قيمة ‪ Prop‬اقل من‬
‫‪ 0.05‬والنتائج موضحة في الجدول رقم (‪.)1.3‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)2.6‬نتائج اختبارات إستقرارية المتغيرات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫من خالل االختبارين السابقين يمكن إن نستخمص ما يمي‪:‬‬


‫نقبل الفرضية الصفرية عدم إستقرار السمسمتين ‪ INF‬و ‪ G‬عند المستوى وفي النماذج الثالث (وجود‬
‫قاطع‪ ،‬وجود قاطع واتجاه عام‪ ،‬عدم وجود قاطع واتجاه عام)‪ ،‬وذلك الن قيمة ‪ prop‬في السمسمتين وفي كل‬
‫األولى)‪ ،I(1‬نالحظ إستقرار السمسمتين عند‬ ‫النماذج اكبر من ‪ ،0.05‬وعند إجراء الفروقات من الدرجة‬
‫مستوى المعنوية ‪ 1%‬وفي النماذج الثالث (وجود قاطع‪ ،‬وجود قاطع واتجاه عام‪ ،‬عدم وجود قاطع واتجاه‬
‫‪ 0.05‬والشكمين المواليين يظيران التمثيل‬ ‫عام)‪ ،‬الن قيمة ‪ prop‬في السمسمتين وفي كل النماذج اقل من‬
‫البياني لمسمسمتين المستقرتين‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ :)1.5‬التمثيل البياني لسمسمة الفروقات ‪DG‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2.6‬التمثيل البياني لسمسمة الفروقات ‪DG‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫األولى األمر الذي‬ ‫من خالل نتائج دراسة إستق اررية السالسل الزمنية والتي كانت متكاممة من الدرجة‬
‫يعكس احتمالية وجود تكامل مشترك من الدرجة األولى لمتغيرات الدراسة‬

‫‪57‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة عالقة التكامل المشترك‬


‫قبل القيام باختبار التكامل المشترك وجب تحديد درجة تأخير النموذج وذلك باالعتماد عمى أقل القيم‬
‫(‪)1‬‬
‫وكانت النتائج كما يمي‪:‬‬ ‫لمعايير )‪(AIC / SH / H-Q‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2.7‬نتائج اختبار التأخير المثمى‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫درجة التأخير المثمى‪ :‬من الجدول السابق يتضح إن درجة التأخير المثمى ىي )‪ (t-1‬اي التأخير بفترة‬
‫زمنية واحدة لممتغيرين‬
‫‪-‬اختبار التكامل المشترك ل جوهانسون وجيسمس (‪:)Johansen and Jusel‬‬
‫لتحديد عدد عالقات التكامل المشترك بين المتغيرات المدروسة‪ ،‬يقترح ( ‪) Johansen and Jusellius‬‬
‫(‪ )Max Eigenvalue‬ويمكن‬ ‫اختبارين ىما‪ :‬اختبار األثر( ‪ )Trace Test‬واختبار القيمة الكامنة العظمى‬
‫تمخيص تتائج االختبار في الجدول رقم(‪:)3‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3.8‬نتائج اختبار التكامل المشترك بين التضخم واإلنفاق الحكومي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫من خالل االختبارين في الجدول ( ‪ ،)3‬يمكن قبول فرضية العدم التي تنص عمى عدم وجود عالقة‬
‫إختبار األثر واختبار القيمة الذاتية‬ ‫تكامل مشترك بين المتغيرات وذلك الن القيم المحسوبة لالختبارين‬
‫العظمى عمى التوالي ‪ 6.45‬و ‪ 4.51‬اقل من القيم المجدولة ليما ‪ 15.49‬و ‪14.26‬عند مستوى معنوية‬
‫‪ ،%5‬و من خالل النتيجة السابقة يمكن تطبيق نموذج االنحدار الذاتي ‪ VAR‬الذي ال يشترط وجود عالقة‬
‫تكامل مشترك أي إن النموذج الذي سيتم استخدامو بعد التأكد من إستق ارره باستخدام اختبار الجذور المتعددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- RÉGIS BOURBONNAIS, MICHEL TERRAZA, Op.Cit, P 99.‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الدراسة الديناميكية لنموذج االنحدار الذاتي‪:‬‬


‫سيتم في ىذا المطمب عرض النموذج المعتمد في الدراسة واختبار مدى إستق اررية البواقي بناء عمى‬
‫درجة التأخير المثمى المحددة سابق كمرحمة أولى ثم سيتم تنول كل من دراسة السببية وتحميل التباين ودوال‬
‫االستجابة كمرحمة ثانية‬
‫الفرع األول‪ :‬تقدير نموذج )‪ VAR(1‬واختبار إستقراريته‪:‬‬
‫تم‬ ‫تقدير النموذج‪ :‬بيدف دراسة مدى معنوية المعممات المرتبطة بالمتغيرات المدرجة في النموذج‬
‫استخدام طريقة المربعات كان تقدير نموذج )‪ VAR(1‬كالتالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2.9‬نموذج )‪ VAR(1‬باستخدام طريقة المربعات الصغرى‬
‫‪Estimation Method: Least Squares‬‬
‫‪Date: 03/31/18 Time: 20:52‬‬
‫‪Sample: 1991 2016‬‬
‫‪Included observations: 26‬‬
‫‪Total system (balanced) observations 52‬‬

‫‪Coefficient‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫)‪C(1‬‬ ‫‪0.826527‬‬ ‫‪0.122509‬‬ ‫‪6.746647‬‬ ‫‪0.0000‬‬


‫)‪C(2‬‬ ‫‪0.040349‬‬ ‫‪0.123761‬‬ ‫‪0.326021‬‬ ‫‪0.7459‬‬
‫)‪C(3‬‬ ‫‪-2.481357‬‬ ‫‪10.97396‬‬ ‫‪-0.226113‬‬ ‫‪0.8221‬‬

‫‪Determinantresidual covariance‬‬ ‫‪1203.047‬‬

‫)‪Equation: DINF = C(1)*DINF(-1) + C(2)*DG(-1) + C(3‬‬


‫‪Observations: 26‬‬
‫‪R-squared‬‬ ‫‪0.730301‬‬ ‫‪Meandependent var‬‬ ‫‪9.069094‬‬
‫‪Adjusted R-squared‬‬ ‫‪0.706849‬‬ ‫‪S.D. depenent var‬‬ ‫‪9.857761‬‬
‫‪S.E. of regression‬‬ ‫‪5.337327‬‬ ‫‪Sumsquaredresid‬‬ ‫‪655.2023‬‬
‫‪Durbin-Watson stat‬‬ ‫‪1.732382‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫أوال‪ :‬النموذج المقدر‬


‫‪INF = 0.826527441664*INF(t-1) + 0.0403488475131*G(t-1) - 2.48135730058‬‬
‫‪R2= 0.73 R2 =0.70 N= 26 F-statistic= 31.14‬‬
‫من خالل الشكل السابق يتضح إن النموذج ككل معنوي ‪ F-statistic= 31.14‬وقيمة احتمالية وىي‬
‫معنوية ‪ 5%‬حيث ‪ ( Ft(26,0.05)=4.22‬أنظر الممحق رقم ‪،)01 :‬‬ ‫اكبر من القيمة المجدولة عند مستوى‬
‫‪ 73%‬من‬ ‫‪H R2=0.73‬ي إن المتغيرات المستبقة تساىم بتفسير‬ ‫باإلضافة إلى إن قيمة معامل التحديد‬
‫تغيرات معدل التضخم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬إستقرارية النموذج‬


‫لمتأكد من مدى إستق اررية النموذج يتم تطبيق اختبار الجذور المتعددة حيث تعتبر نتائج شعاع االنحدار‬
‫الذاتي مستقرة إذا كانت كل الجذور أقل من الواحد‪ ،‬والجدول أدناه يبين نتائج ىذا االختبار‬
‫الجدول رقم (‪ :)2.10‬نتائج اختبار (جذر الوحدة) إستقرارية نموذج شعاع االنحدار الذاتي‬
‫‪Roots of Characteristic Polynomial‬‬
‫‪Endogenous variables: DINF DG‬‬
‫‪Exogenous variables: C‬‬
‫‪Lag specification: 1 1‬‬
‫‪Date: 04/10/18 Time: 17: 47‬‬

‫‪Root‬‬ ‫‪Modulus‬‬

‫‪-0.011714 - 0.045426i‬‬ ‫‪0.046912‬‬


‫‪-0.011714 + 0.045426i‬‬ ‫‪0.046912‬‬

‫‪No root lies outside the unit circle.‬‬


‫‪VAR satisfies the stability condition.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫الشكل رقم‪ )2.7( :‬الدائرة االحادية الختبار الجذور المتعددة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫من خالل قراءتنا لمجدول والشكل أعاله يتبين إن جميع الجذور أقل من الواحد‪ ،‬أي تقع داخل الدائرة‬
‫األحادية‪ ،‬وعميو يعتبر نموذج شعاع االنحدار الذاتي ‪ VAR 1‬مستقر‬

‫‪60‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختبار السببية بين المتغيرين‪:‬‬


‫سيتم في ىذه المرحمة بتحديد اتجاه التأثير من خالل العالقات السببية وذلك باستخدام اختبار السببية‬
‫‪ Test Granger Causality‬لـنموذج االنحدار الذاتي ‪VAR‬وعميو كانت نتائج االختبار عمى النحو التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)2.11‬نتائج اختبار العالقة السببية بين التضخم واإلنفاق الحكومي‬

‫‪Lags: 1‬‬
‫ص ية‬ ‫ي‬ ‫‪Obs‬‬ ‫‪F-Statistic‬‬ ‫‪Prob.‬‬
‫‪ INF‬يسبب ‪G‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.05738‬‬ ‫‪0.8129‬‬
‫يسبب ‪INF‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪0.05256‬‬ ‫‪0.05256‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫يعتبر جرانجر أن وجود تكامل مشترك بين متغيرين يعني وجود عالقة سببية في اتجاه واحد عمى‬
‫األقل‪ ،‬وبالتالي نستنتج إن عدم وجود تكامل مشترك بين متغيرين يعني عدم وجود عالقة سببية بينيما‪.‬‬
‫وطبقا لجراجر تشير نتائج الجدول أعاله إلى إن اإلنفاق الحكومي ال يسبب التضخم وكذلك نجد إن‬
‫‪ %5‬وىذا‬ ‫التضخم ال يسبب اإلنفاق وما يعزز ذلك ىو نسبة االحتمال الحرج األكبر من مستوى المعنوية‬
‫يدل عمى قبول الفرضية العديمة‪ ،‬بمعنى ال توجد سببية من أي في االتجاىين وبالتالي يمكنا القول بأن‬
‫التضخم واإلنفاق الحكومي ال يرتبطان بعالقة طويمة األجل في االقتصاد الجزائري خالل الفترة المعطاة‬
‫بالدراسة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دوال االستجابة وتحميل أو تجزئة التباين‬
‫وذلك كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دوال االستجابة‬
‫إن دراستنا لدوال االستجابة والتي تتمثل في تطبيق الصدمات الييكمية عمى النموذج من خالل النتائج‬
‫واألشكال البيانية لدوال االستجابة والموضحة لالستجابة لمصدمات من قبل جميع المتغيرات موضوع الدراسة‪،‬‬
‫سيتم التركيز ىنا عمى إحداث صدمات عمى مستوى اإلنفاق الحكومي وعمى مستوى المتغير معدل التضخم‬
‫وقياس أثر ىذه الصدمات‪ ،‬وانتقاليا إلى المتغيرات إلى المتغير االخر‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكن اعتبار كل الصدمات مؤقتة‪ ،‬حيث إن المتغيران يعود إلى نقطة التوازن في المدى‬
‫الطويل حسب األشكال البيانية لدوال االستجابة (الشكل اسفمو)‪ ،‬وىذا ما يثبت إستق ارريو النموذج "‪:"VAR‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ :)2.8‬دوال االستجابة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫بإحداث صدمة عمى اإلنفاق الحكومي نالحظ عدم وجود استجابة بالنسبة لمعدل التضخم وذلك خالل‬
‫السنة األولى‪ ،‬وابتداء من السنة الثانية انخفضت استجابتو‪ ،‬لتعاود االرتفاع في السنة الثالثة ثم يتجو نحو‬
‫اإلستقرار بداية من السنة الثالثة‬
‫وبإحداث صدمة في معدل البطالة نالحظ غياب االستجابة في العام األول لإلنفاق الحكومي‪ ،‬ومع‬
‫بداية العام الثاني يرتفع اإلنفاق الحكومي‪ ،‬ثم يبدئ في االنخفاض مع بداية العام الثالث ويتجو اإلنفاق‬
‫الحكومي إلى اإلستقرار في السنوات المقبمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحميل التباين‬
‫يشير تحميل التباين إلى التحركات في سمسمة معينة الناجمة عن صدماتيا الخاصة مقابل‬
‫الصدمات في المتغيرات األخرى في النظام‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)2.12‬نتائج تحميل التباين‬

‫‪Variance‬‬
‫‪Decomposition‬‬ ‫‪of‬‬
‫‪DINF :‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪DINF‬‬ ‫‪DG‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3.770176‬‬ ‫‪100.0000‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪4.182045‬‬ ‫‪85.02135‬‬ ‫‪14.97865‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4.204435‬‬ ‫‪84.23010‬‬ ‫‪15.76990‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4.206105‬‬ ‫‪84.23139‬‬ ‫‪15.76861‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4.206416‬‬ ‫‪84.22022‬‬ ‫‪15.77978‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪4.206429‬‬ ‫‪84.21992‬‬ ‫‪15.78008‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪4.206430‬‬ ‫‪84.21991‬‬ ‫‪15.78009‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪4.206431‬‬ ‫‪84.21990‬‬ ‫‪15.78010‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪4.206431‬‬ ‫‪84.21990‬‬ ‫‪15.78010‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪4.206431‬‬ ‫‪84.21990‬‬ ‫‪15.78010‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد عمى برنامج ‪EVIEWS 10‬‬

‫يوضح الجدول نسبة تباين خطأ التنبؤ لمعدل التضخم والمفسر من قبل صدماتو الخاصة والصدمات‬
‫في المتغير المفسر اإلنفاق الحكومي‪ ،‬إن تحميل تجزئة التباين أعاله يغطي فترة ‪ 10‬سنوات من أجل التأكد‬
‫‪.‬في‬ ‫من اآلثار عندما يسمح لممتغير المفسر (اإلنفاق الحكومي) بأن تؤثر عمى التضخم لفترة أطول نسبيا‬
‫المدى القصير (السنة الثانية المستقبمية) فإن ‪ % 85.02‬من تباين خطأ التنبؤ لمعدل التضخم ترجع إلى‬
‫‪ %14.97‬في تفسير تباين خطأ التنبؤ‪،‬‬ ‫صدماتو الخاصة‪ ،‬في حين إن يساىم اإلنفاق الحكومي بحوالي‬
‫والمدى المتوسط (السنة الخامسة المستقبمية) فإن معدل التضخم يساىم بحوالي ‪ %84.22‬في تفسير التنبؤ‬
‫الخاص بو‪ ،‬في حين يساىم اإلنفاق الحكومي بـ ‪ % 15.78‬في تفسير خطأ التنبؤ لمعدل التضخم لتبقى ىذه‬
‫‪ % 15.78‬في‬ ‫النسب ثابتة تقريبا خالل السنوات المقبمة‪ ،‬فخالل السنة التاسعة يساىم اإلنفاق الحكومي بـ‬
‫تفسير تباين الخطأ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة قياسية ألثر اإلنف اق الحكومي والتضخم‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‬
‫يعتبر ىذا الفصل محاولة لتجسيد أىم ما تم التطرق إليو في الفصل النظري عمى أرض الواقع‪ ،‬من‬
‫خالل دراسة في الجزء األول من ىذا الفصل تناولنا فيو اإلطار النظري لإلنفاق الحكومي والتضخم‪ ،‬كما‬
‫تناولنا في الجزء الثاني لمعرفة أثر تغيرات اإلنفاق الحكومي عمى التضخم في الجزائر‪ ،‬حيث تبين لنا ‪VAR‬‬
‫تطبيق نموذج شعاع االنحدار الذاتي إن أي صدمة قد تحدث في اإلنفاق سوف تؤثر بشكل مباشر في‬
‫التضخم‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪66‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪-1990‬‬ ‫حاولنا من خالل ىذه الدراسة معالجة أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم خالل الفترة‬
‫‪ 2016‬حيث توصمنا إلى أن اإلنفاق الحكومي يؤثر عمى األسعار بشكل متفاوت تماشيا مع التفاوت في‬
‫المستوى النشاط االقتصاد العام‪ ،‬عندما تحدث الزيادة في النفقات العامة عمى المستوى العام لألسعار وخاصة‬
‫في حالة الركود االقتصادي‪ ،‬حيث يكون ىذا في حالة اإلزدىار اإلقتصادي مما يؤدي في النياية إلى إمكانية‬
‫حدوث التضخم‪ ،‬فأثر اإلنفاق العام عمى التضخم بصفة عامة يتحدد وفق اإلنفاق العام واتجاىو (توسعي‪،‬‬
‫انكماشي) الذي يتماشى مع الوضعية االقتصادية حيث تزيد من اإلنفاق العام في أوقات إنكماش النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتحد من اإلنفاق العام في أوقات التوسع االقتصادي الحد من التضخم‪.‬‬
‫من ىنا ومن ىذا المنطمق يمكن إستخالص جممة من النتائج والتوصيات ندرجيا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج على ضوء الفرضيات‬
‫يمكن إدراجيا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنفاق الحكومي ىو تمك لمبالغ المالية التي تقوم بصرفيا السمطة العمومية من اجل تحقيق المنفعة‬
‫وبالتالي فانو يساىم بدرجة كبيرة وميمة في تحقيق التنمية من خالل تحريك عجمة االقتصادية؛‬
‫‪ -‬تتبع الحكومة سياسة مالية انكماشية عن طريق زيادة الضرائب وتخفيض اإلنفاق الحكومي أو تخفيض‬
‫الضرائب أو اإلثنين معا؛‬
‫‪ -‬عدم وجود عالقة سببية بين اإلنفاق الحكومي والتضخم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج العامة‬
‫يمكن إدراجيا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬يتحدد أثر اإلنفاق العام عمى المستوى العام لألسعار عمى ضوء حجم اإلنفاق العام واتجاىو الذي يتماشى‬
‫مع الوضعية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬إن اإلصالحات اإلقتصادية من ‪ 1990‬إلى غاية ‪ 1996‬أدت إلى إرتفاع معدالت التضخم بسبب سياسة‬
‫جانب الطمب الكمي الكبير لقيمة العممة والتحرير التدريجي ألسعار السمع وأسعار الفائدة؛‬
‫‪ -‬ىناك عالقة طردية بين اإلنفاق الحكومي والتضخم؛‬
‫‪ -‬السالسل الزمنية والتي كانت متكاممة من الدرجة األولى واألمر الذي يعكس احتمالية وجود التكامل‬
‫المشترك‪.‬‬
‫‪ -‬أظيرت النتائج إختبارات جذر الوحدة إحتواء المتغيرين عمى جذر الوحدة‪ ،‬ما تطمب حساب الفرق األول‬
‫لكل من سالسل التضخم واإلنفاق الحكومي؛‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة سببية بين اإلنفاق الحكومي والتضخم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ثالثا‪ :‬التوصيات‬
‫يمكن إدراجيا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬البد من التحكم في كل العوامل المكبدة لمتضخم كالعوامل النقدية والييكمية (سوق الموازنة)؛‬
‫‪ -‬منع التحركات الكبيرة لإلنفاق الحكومي حتى ال تحدث آثار كبيرة عمى التضخم الكبير المحمي في‬
‫الجزائر؛‬
‫‪ -‬ضبط معدالت النمو اإلنفاق الحكومي في الجزائر بحيث تكون متوافقة مع الطاقة اإلنتاجية والنمو الناتج‬
‫لممحل اإلجمالي الحقيقي من جية أخرى؛‬
‫‪ -‬مراجعة السياسة المالية والنقدية في الجزائر بما يكفل ترشيد اإلنفاق الحكومي وباإلنضباط اإلستيالكي منو‬
‫وجعل العرض النقدي يتماشى مع العرض السمعي الحقيقي‪ ،‬وبذلك كبح جناح التضخم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬آفاق الدراسة‬
‫من المؤكد أن معالجة موضوع ما يأتي كمواصمة لدراسات سابقة من جية‪ ،‬ويفتح مجال واسعا لمبحث‬
‫في مختمف الجوانب ذات الصمة بو من جية أخرى‪ ،‬ومن بين المواضيع التي نقترحيا كتطوير وأثر ليذه‬
‫الدراسة ىي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة السياسة النقدية والسياسة المالية لإلنفاق الحكومي في الجزائر؛‬
‫‪ -‬تحميل فاعمية اإلنفاق العام في تحقيق اإلستقرار اإلقتصادي الخارجي؛‬
‫‪ -‬العوامل المعتبرة لنمو اإلنفاق الحكومي دراسة قياسية في الجزائر‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫‪69‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬كتب‬

‫‪ .1‬بمعزوز بن عمي‪ " ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية "‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية لمطباعة‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2004 ،‬‬

‫‪ .2‬جمال خرسين‪ ،‬أيمن أبو خضير‪ ،‬عماد حضاونة‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار المسيرة‬

‫لمنشر والطباعة والتوزيع‪2002 ،‬م‬

‫‪ .3‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪2000 ،‬‬

‫أسس المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل لمطباعة‬ ‫‪ .4‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زهير سامية‪،‬‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2008 ،‬‬

‫‪ .5‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ 2009 ،‬م‬

‫‪ .6‬صبحي نادرس فرصيه‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار النهضة العربية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ 1984 ،‬م‬

‫‪ .7‬صبحي نادرس فريصة‪ ،‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬

‫النهضة العربية‪1983 ،‬م‬

‫‪ .8‬ضياء المجيد الموسوي‪" ،‬اقتصاديات النقود والبنوك"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪2002 ،‬م‬

‫‪ .9‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪2009 ،‬‬

‫‪ .10‬غازي حسين عناية‪ ،‬التضخم المالي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪2003 ،‬‬

‫‪ .11‬فميح حسن خمف‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار جدا ار لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪2008 ،‬‬

‫‪ .12‬محمد عبد العزيز عثمان‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪2008 ،‬‬

‫‪ .13‬محمود حسين الوادي واخرون‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار المسرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪2010 ،‬م‬

‫‪ .14‬محمود حسين الوادي‪ ،‬زكريا أحمد عزام‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬

‫عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2007 ،‬م‬

‫‪70‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫االقتصاد النقدي والمصرفي ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ .15‬مصطفى رشدي شيحة‪،‬‬

‫‪1986‬م‬

‫‪ .16‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬محاضرات االقتصاد النقدي والسياسات النقدية ‪ ،‬دار ساحة السوق لمطباعة والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪2007 ،‬م‬

‫‪ .17‬نبيل الروبي‪ ،‬نظرية التضخم‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1984 ،‬م‬

‫ثانيا‪ :‬دراسات غير منشورة‬

‫‪ .1‬أسماء ناويس‪ ،‬أثر سياسة اإلنفاق العام عمي معدالت التضخم في الجزائر ( ‪ ،)2011-1999‬مذكرة‬

‫مقدمة ضمن متطمبات نيل شهادة الماجستير في العموم اقتصادية‪ ،‬تحميل االقتصادي‪ ،‬جامعة الشمف‪،‬‬

‫‪2014-2013‬‬

‫‪ .2‬مقراني حميد‪ ،‬أثر اإلنفاق الحكومي عمى معدلي البطالة والتضخم في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬

‫ماجيستر في لمعموم االقتصادية‪ ،‬االقتصاد الكمي‪ ،‬منشورة جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬دفعة‬

‫‪2014/2015‬‬

‫‪ .3‬وجدي جميمة‪ ،‬السياسة النقدية وسياسة استهداف التضخم ‪ ،‬مذكرة انيل شهادة ماجيستر في العموم‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة ابو بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪2016/2015 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫جدول برسون‬

‫الملحق رقم (‪)01‬‬


‫جدول توزيع ستودنت‬

‫الملحق رقم (‪)02‬‬


)03( ‫الملحق رقم‬
PP ‫اختبارات االستقرارية‬
UNIT ROOT TEST TABLE (PP)
At Level
G INF
With t-Statistic -1.4287 -1.4631
Constant
Prob. 0.5527 0.5359
n0 n0
With t-Statistic -1.0081 -1.8501
Constant
& Trend
Prob. 0.9254 0.6509
n0 n0
Without t-Statistic 0.3221 -1.3141
Constant
& Trend
Prob. 0.7711 0.1697
n0 n0

At First
Difference
d(G) d(INF)
With t-Statistic -5.0808 -5.2530
Constant
Prob. 0.0004 0.0003
*** ***
With t-Statistic -5.5773 -5.7519
Constant
& Trend
Prob. 0.0007 0.0005
*** ***
Without t-Statistic -5.1349 -5.2190
Constant
& Trend
Prob. 0.0000 0.0000
*** ***

ADF ‫اختبار استق اررية‬

UNIT
ROOT
TEST
TABLE
(ADF)

At Level
G INF
With t-Statistic -1.3901 -1.4649
Constant
Prob. 0.5714 0.5351
n0 n0
With t-Statistic -1.2220 -1.7472
Constant
& Trend
Prob. 0.8845 0.7006
n0 n0
Without t-Statistic 0.1917 -1.3308
Constant
& Trend
Prob. 0.7338 0.1650
n0 n0

At First
Difference
d(G) d(INF)
With t-Statistic -4.9967 -5.1592
Constant
Prob. 0.0005 0.0003
*** ***
With t-Statistic -4.7237 -5.1856
Constant
& Trend
Prob. 0.0049 0.0016
*** ***
Without t-Statistic -5.0503 -5.1604
Constant
& Trend
Prob. 0.0000 0.0000
*** ***
Notes: (*)Significant at the 10%; (**)Significant at the 5%; (***) Significant at the 1%. and (no) Not Significant
*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

This Result is The Out-Put of Program Has Developed By:


Dr. Imadeddin AlMosabbeh
College of Business and Economics

‫اختبار السببية‬
Pairwise Granger Causality Tests
Date: 04/10/18 Time: 21:17
Sample: 1990 2016
Lags: 1

Null Hypothesis: Obs F-Statistic Prob.

DG does not Granger Cause DINF 25 0.05738 0.8129


DINF does not Granger Cause DG 0.05256 0.8208
‫الملحق رقم (‪)04‬‬
‫اختبار جوهانسون‬
‫الممخص‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى معرفة أثر اإلنفاق الحكومي عمى التضخم‬
‫ اعتمادا عمى التحميل الديناميكي‬2016-1990 ‫خالل الفترة‬
‫ و توصمت الدراسة إلى‬VAR ‫وباستخدام نموذج االنحدار الذاتي‬
‫أن صدمة اإلنفاق بوحدة واحدة يزيد في معدل التضخم في المدى‬
‫الطويل‬
‫الكممات المفتاحية‬
VAR ‫ النموذج‬،‫ اإلنفاق الحكومي‬،‫التضخم‬

Résume

Cette études vise à identifier l’effet des


dépenses publique sur l’inflation algérienne au
cours de la période 1990-2016 sur la base
d’analyse dynamique en utilisant le model de
poutre d’auto régression; l’études à trouve que
le choc des dépenses dans une unité augmenter
l’inflation à long terme
Les mots clé
l’inflation, les dépenses publique, VAR

You might also like