You are on page 1of 89

‫ج ـامعة احم ـد دراي ـة ادرار – الج ـزائـر‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية ‪ ،‬علوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مـذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬

‫ميدان علوم اقتصادية والتسيير وعلوم تجارية‬

‫شعبة علوم اقتصادية‬

‫تخصص مالية وبنوك‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫اثر السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة‬

‫( ‪)2016- 1990‬‬

‫االستاذ‪:‬‬ ‫إش ارف‬ ‫الطالبتين ‪:‬‬ ‫اعداد‬

‫أ‪ .‬حاج قويدر عبدالهادي‬ ‫عال فاطمة‬


‫عبد هللا نصي ةر‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫اللقب واالسم‬ ‫الرقم‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذة محاضرة‬ ‫د‪ .‬قاسم حسنة‬ ‫‪01‬‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ مساعد – أ ‪-‬‬ ‫أ‪ .‬حاج قويدر عبد الهادي‬ ‫‪02‬‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ مساعد – ب ‪-‬‬ ‫أ‪.‬حدادي عبد الغني‬ ‫‪03‬‬

‫الموسم الجامعي ‪2017- 2016‬‬


‫الموضوع‪:‬‬

‫اثر السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة‬

‫( ‪)2016- 1990‬‬
‫كلمة شكر‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي هداان هلذا وما كنا لنهتدي لوال أن هداان هللا لقوله تعاىل ‪ " :‬لئن شكرمت‬
‫ألزيدنكم " ‪ -‬صدق هللا العظيم –‬
‫يف هذا املقام ال يسعنا إال أن حنمد هللا تعاىل على هبته لنا نعمة اإلرادة والعزمية والعافية‬
‫طوال فرتة الدراسة لنصل يف األخري وخنتم هبذا العمل املتواضع من خالله نتقدم‬
‫أبصدق عبارات الشكر الذي ال تسعه الكلمات وال تسطره األقالم وال متاله املعاين‬
‫وعمال بقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬من مل يشكر الناس مل يشكر هللا " وعليه نتقدم‬
‫خبالص تشكراتنا إىل كل من قدم لنا العون من قريب أو بعيد يف إمتام هذا املشروع‬
‫وخنص ابلذكر االستاذ "حاج قويدر عبداهلادي " راجني من هللا عز وجل أن جيعله يف‬
‫ميزان حسناته نشاء هللا‬
‫اىل كل اساتذة كلية العلوم االقتصادية والتسري وعلوم التجارة‬
‫إىل كل طالب الكلية وخنص ابلذكر دفعة ماسرت العلوم االقتصادية‬
‫‪2017 - 2016‬‬
‫اىل العائلتني الكرميتني عال وعبد هللا ‪.‬‬
‫إىل كل هؤالء هندي هذا العمل املتواضع راجني من املوىل عز وجل املزيد من العطاء‬
‫والتوفيق للجميع‪.‬‬

‫نصرية ‪ +‬فاطمة‬
‫الفهرس‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة االشكال‬
‫ا ‪-‬ج‬ ‫مقدمة عامة ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار النظري لسياسة المالية‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬عموميات حول السياسة المالية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬تعريف السياسة المالية وأنواعها‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور السياسة المالية في الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬أهداف السياسة المالية‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أدوات السياسة المالية‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬السياسة اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬سياسة اإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬سياسة عجز الموازنة (الموازنة العامة )‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬آلية عمل السياسة المالية ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬حاالت االختالل في االقتصاد الوطني ودور الموازنة العامة في التصحيح ‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التدخل المالي لدولة ونموذج التوازن االقتصادي‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫خالصة الفصل ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مفاهيم والنظريات المفسرة للنمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫تمهيد‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف النمو االقتصادي وأنواعه‪.‬‬


‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عوامل ومعوقات النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات المفسرة للنمو االقتصادية‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬نظرية النمو الكالسيكية ‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية النمو الكينزية (نموذج هاردو –دومار) ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬نظرية النمو الداخلية (المعاصرة) ‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫خالصة الفصل ‪.‬‬


‫الفصل الثالث ‪ :‬دراسة تحليلية األثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر‬
‫‪.2016- 1990‬‬
‫‪44‬‬ ‫تمهيد‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطور السياسة المالية في الجزائر خالل فترة الدراسة ‪.2016/1990‬‬
‫‪45‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬السياسة المالية في ظل اإلصالحات االقتصادية‪1999- 1990‬‬
‫‪50‬‬ ‫الم طلب الثاني ‪:‬السياسة المالية في ظل برامج إلنعاش االقتصادي‪.2014- 2000‬‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬السياسة المالية في الجزائر خالل الفترة ‪.2016- 2015‬‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث لثاني ‪ :‬تحليل اثر السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة‬
‫الدراسة ‪.2016- 1990‬‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تحليل النمو القتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪.1999- 1990‬‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور معدالت النمو االقتصادي للجزائر ‪.2016- 2000‬‬
‫‪61‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة تحليله ألثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي خالل الفترة‬
‫‪.2016- 1990‬‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬دراسة اثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي خالل ‪.1999- 1990‬‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تحليل أثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر للفترة‬
‫‪.2016- 2000‬‬
‫‪65‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫خاتمة عامة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع ‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫قائمة الجداول‪.‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬
‫‪30‬‬ ‫متوسط نسبة تخصيص اإلنفاق على البحث والتطور بالنسبة لبعض‬ ‫‪01‬‬
‫الدول والمناطق خالل الفت ةر (‪.)2000- 1995‬‬
‫‪46‬‬ ‫تطور اإليرادات العامة في الجزائر للفترة ‪1999- 1990‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪47‬‬ ‫تطور أسعار البترول ‪.1998- 1990‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪49‬‬ ‫تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفت ةر ‪.1999- 1990‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪52‬‬ ‫تطور اإليرادات لعامة في الجزائر خالل ‪2014- 2000‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪53‬‬ ‫تطورات أسعار النفط خالل الفت ةر ‪.2014- 2000‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪54‬‬ ‫تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفت ةر ‪.2014- 2000‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪55‬‬ ‫تطور اإليرادات العامة للجزائر خالل الفت ةر ‪.2016- 2015‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪55‬‬ ‫تطور النفقات العامة في الجزائر ‪2016- 2015‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪57‬‬ ‫يوضح معدالت النمو العام خالل الفت ةر ‪.1994- 1990‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪58‬‬ ‫معدالت النمو العام وبعض المعدالت اإلقطاعية ‪1999- 1995‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪59‬‬ ‫تطور النمو االقتصادي ومعدالت النمو إلقطاعية في‬ ‫‪12‬‬
‫الجزائر(‪)2004- 2000‬‬
‫‪59‬‬ ‫معدل النمو العام ومعدالت النمو القطاعية خالل الفت ةر ‪- 2005‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪60‬‬ ‫معدل النمو العام ومعدالت النمو القطاعية خالل الفت ةر (‪- 2010‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪61‬‬ ‫نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪ ،‬التضخم‪،‬‬ ‫‪15‬‬
‫البطالة)‪.1999- 1990‬‬
‫‪63‬‬ ‫نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪ ،‬التضخم‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫البطالة)‪.2016- 2000‬‬

‫‪I‬‬
‫قائمة األشكال‪.‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪19‬‬ ‫يوضح الفجوة االنكماشية ‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪20‬‬ ‫دور السياسة المالية لمعالجة الفجوة االنكماشية ‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪21‬‬ ‫يوضح الفجوة التضخمية ‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪29‬‬ ‫العالقة بين السكان و الدخل‬ ‫‪04‬‬
‫‪47‬‬ ‫يوضح تطور إليرادات العام للجزائر خالل الفت ةر ‪- 1990‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪50‬‬ ‫يوضح تطور النفقات العامة للجزائر خالل الفت ةر ‪- 1990‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪55‬‬ ‫تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفت ةر ‪2014- 2000‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪56‬‬ ‫يوضح تطور النفقات العامة واإليرادات العامة للجزائر خالل‬ ‫‪08‬‬
‫سنتي ‪.2016- 2015‬‬
‫‪62‬‬ ‫يوضح العالقة بين أدوات السياسة المالية(اإليرادات والنفقات )‬ ‫‪09‬‬
‫‪،‬النمو العام ‪ ،‬معدالت ال بطالة والتضخم خالل الفت ةر ‪- 1990‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪64‬‬ ‫نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪،‬‬ ‫‪10‬‬
‫التضخم‪ ،‬البطالة)‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫مقدمة‬
‫مـــقـدمــــة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد السياسة االقتصادية ال عامة كل ما يتعلق باتخاذ الق اررات الخاصة باالختيار بين الوسائل المختلفة التي‬
‫يملكها المجتمع لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية معينة متمثلة في سياسة نقدية وسياسة تجارية وسياسة‬
‫مالية حيث تعتبر السياسة المالية عنص ار أساسيا في السياسة االقتصادية للدولة في االقتصاد فهي دراسة‬
‫تحليلية للنشاط المالي لما تتضمنه من تكييف كمي لحجم النفقات العامة واإليرادات العامة ‪،‬وتكييف نوعي‬
‫ألوجه اإلنفاق العام ومصادره‪ ،‬وتسعى إلى تحقيق أهدافها في حدود اإلمكانيات المتاحة لها ‪،‬لما يساهم في‬
‫دفع عجلة النمو االقتصادي إلى األمام في إطار المبادئ التي تتبناها واألسس التي تقوم عليها‪.‬‬
‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫نظ ار لعجز القطاع العام لوحده عن قيام بعملية تحقيق التوازن اقتصادي والوصول إلى أقصى درجات التقدم‬
‫والنمو االقتصادي وهو األمر الذي حتم على الجزائر إشراك القطاع الخاص وقد استخدمت أدوات السياسة‬
‫المالية لهذا الغرض وفي هذا اإلطار يمكن طرح اإلشكالية ‪:‬‬
‫إلى إي مدى ساهمت السياسة المالية في تحقيق النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفت ةر ‪1990‬إلى ‪2016‬‬
‫؟‬
‫ولمعالجة هذه اإلشكالية يمكن طرح األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬
‫• ما المقصود بالسياسة المالية وما دورها في االقتصاد الوطني ؟‬
‫• ما هو النمو االقتصادي وما هي معوقاته؟‬
‫• ما مدى تأثير السياسة المالية في الجزائر في تفعيل النمو االقتصادي‪.‬‬
‫الفرضيات ‪:‬‬
‫تقتضي معالجة الموضوع صياغة مجموعة من الفرضيات هي حصيلة مجموعة من القراءات وابرز هذه‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫• تعتبر السياسة المالية احد السياسات االقتصادية الناجحة المتبعة في الجزائر‪.‬‬
‫• النمو االقتصادي يمثل الزيادة الحقيقية في الدخل القومي ‪.‬‬
‫• ساهمت السياسة المالية المطبقة بمختلف أدواتها في تحقيق النمو االقتصادي في الجزائر خالل‬
‫فت ةر الدراسة ‪2016- 1990‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تظهر أهمية الموضوع في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المكانة الكبيرة التي تحتلها السياسة المالية في اقتصاديات الدول النامية والجزائر من بين تلك الدول‬
‫حيث اهتمت بالسياسة المالية لتطوير اقتصادها‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الدور الفعال الذي تلعبه ادوات السياسة المالية في دفع عجلة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫أ‬
‫مـــقـدمــــة‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة تسعى إلى تحقيق مجموعة من األهداف‪ ،‬لعل أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة التعري ف بالسياسة المالية ودورها في اقتصاديات الدول‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة التعرف على اإلجراءات التي انتهجتها الجزائر لتحقيق المستوى المرغوب من النمو االقتصادي ‪،‬‬
‫وذلك في إطار السياسة المالية من خالل (السياسة االتفاقية والسياسة الضريبية)‪.‬‬
‫دوافع اختيار الموضوع ‪:‬لقد تم اختيارنا لهذا الموضوع انطالقا من مجموعة من العوامل نذكر منها ‪:‬‬
‫✓ أهمية النمو االقتصادي في تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬
‫✓ مرونة السياسة المالية من خالل أدواتها في مواكبة التحوالت االقتصادية والمكانة التي حظيت بها في‬
‫الجزائر انتهاجها‪.‬‬
‫✓ الميول الشخصية والرغبة في كيفية آلية عمل السياسة المالية في تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬
‫حدود الدراسة ‪:‬اإلطار المكاني ‪ :‬تم إجراء هذه الدراسة على مستوى االقتصاد الوطني الجزائري‪.‬‬
‫اإلطار الزماني ‪:‬وتتمثل حدود هذه الدراسة في إنها خاصة بدراسة اثر السياسة المالية في تحقيق النمو‬ ‫•‬
‫االقتصادي في الفت ةر ما بين‪1990‬إلى غاية ‪2016‬في الجزائر‪.‬‬
‫المنهج المتبع ‪ :‬وقد تم االعتماد في إعداد هذه الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي من أجل اإللمام‬
‫بالجوانب النظرية للدراسة ‪،‬ثم استخدمنا المنهج اإلحصائي التحليلي والذي يساعد بشكل كبير على تفسير‬
‫النتائج على أرض الواقع من خالل استعراض اإلحصائيات المتعلقة بالموضوع وتحليلها‪.‬‬
‫تقسيمات الدراسة ‪:‬تتضمن هذه الدراسة مقدمة عامة تتبعها ثالثة فصول ‪ ،‬تم نتائج الدراسة‬
‫والتوصيات‪،‬خصصنا الفصل األول والثاني للجانب النظري للدراسة أما الفصل الثالث فخصص للجانب‬
‫التطبيقي للدراسة حيث عالج تطور السياسة المالية والنمو االقتصادي للجزائر للفت ةر ‪.2016- 1990‬‬
‫من خالل الفصل األول نتطرق إلى اإلطار النظري لسياسة المالية حيث قسم إلى ثالثة مباحث ‪،‬فالمبحث‬
‫األول يتناول عموميات حول السياسة المالية بالتطرق إلي مفهومها و أنواعها وتطورها في الفكر االقتصادي‬
‫وأهدافها‪.‬ومن خالل المبحث الثاني نتطرق إلى أدوات السياسة المالية ‪،‬أما المبحث الثالث فتضمن آلية عمل‬
‫السياسة المالية ‪.‬من خالل حاالت االختالل في االقتصاد الوطني والتدخل المالي لدولة ‪.‬‬
‫من خالل الفصل الثاني نحاول التطرق إلي مفاهيم والنظريات المفسرة للنمو االقتصادي‪،‬من خالل مبحثين‬
‫‪،‬ففي المبحث األول مفهوم النمو االقتصادي‪،‬وفي المبحث الثاني نتناول النظريات المفس ةر لنمو االقتصادي‪.‬‬
‫في الفصل الثالث ‪ :‬سوف نتناول دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي حالة الجزائر‬
‫‪.2016- 1990‬حيث قسم إلى ثالث مباحث‬
‫الدراسات السابقة ‪:‬توجد عدة دراسات عالجت إشكالية أثر السياسة على النمو االقتصادي ‪،‬ومن بين أهم‬
‫الدراسات السابقة للموضوع التي أطلعنا عليها‪:‬‬

‫ب‬
‫مـــقـدمــــة‬

‫‪ 1‬دراسة الباحث بلوفي محمد بعنوان"أثر السياسة النقدية والمالية على النمو االقتصادي حالة الجزائر‬
‫‪ " 2011_1970‬حيث تضمن أهمية التنسيق بين السياسة النقدية والسياسة المالية في السعي لتحقيق نمو‬
‫اقتصادي ‪.‬واختبار تأثيرهما على النمو االقتصادي باالعتماد على نموذج سانت لويس واستخدام برانامج‪E-‬‬
‫‪.Views‬‬
‫حيث توصل الباحث على أن اثر السياسة المالية على النشاط االقتصادي اكبر وأقوى من اثر السياسة‬
‫النقدية ‪،‬وان قدرة السياسة المالية على التنبؤ بالتغيرات في النشاط االقتصادي تفوق قدرة السياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ 2‬دراسة الباحث ضيف احمد بعنوان " أثر السياسة المالية على النمو االقتصادي المستديم في الجزائر‬
‫‪ " 2012- 1989‬درست أهم النظريات االقتصادية المفسرة للنمو االقتصادي ومدى مالءمتها لالقتصاد‬
‫الجزائري‪ .‬حيث توصل الباحث إلى وجود عالقة طردية بين نفقات التجهيز والناتج المحلي اإلجمالي اما مابين‬
‫نفقات التسيير والناتج المحلي وجود عالقة عكسية ‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬وجود بعض المعلومات المتناقضة فيما بينها في بعض المراجع‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة اإللمام بكل جوانب الموضوع وذلك التساع فت ةر الدراسة والموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف بعض التقسيمات حول الموضوع لكث ةر البحوث االقتصادية حوله‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصـل األول‬
‫اإلطـار النظري للسياسة المالية‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد السياسات االقتصادية والتي بواسطتها تعمل الدولة على التحكم في نشاطها االقتصادي والتي من‬
‫ضمنها السياسة النقدية ‪ ،‬والسياسة المالية إذ يتجسد دور هذا األخير في تسير مواردها في تجاه مشاريع‬
‫معينة من خالل نفقاتها األزمة لذلك بغية تحقيق ألهداف المسطر لها مسبقا وهذا ما سنقوم بدراسته في هذا‬
‫الفصل المعنون باإلطار ال نظري لسياسة المالية‪.‬‬
‫ضمن هذا الفصل سنقوم بدراسة اإلطار النظري لسياسة المالية من خالل التطرق إلى التعريف‬
‫بالسياسة المالية ‪،‬حيث قمنا بتقسيمه إلى ثالثة مباحث ‪،‬تحدثنا في المبحث األول على عموميات حول السياسة‬
‫المالية بالتطرق إلى تعريفها ومراحل تطورها عبر مختلف العصور (التقليدي‪ ،‬الكينزي ‪،‬في التحليل االقتصادي‬
‫جانب العرض)‪ ،‬وكذا مجمل األهداف لسياسة المالية‪ ،‬وضمن المبحث الثاني نقشنا مختلف أدوات السياسة‬
‫المالية المنتهجة من قبل السلطة المالية ثم المبحث الثالث الذي يتضمن آلية عمل السياسة المالية لمعالجة‬
‫مختلف التقلبات الحاصلة على المستوى االقتصادي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪:‬عموميات حول السياسة المالية‪.‬‬


‫من خالل هذا المبحث سنقوم بالتطرق إلى مختلف التعارف للسياسة المالية وتطورها التاريخي واألهداف‬
‫التي تسعى إلى تحقيقها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف السياسة المالية وأنواعها‪.‬‬
‫أوال‪:‬تعريف السياسة المالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫السياسة المالية من الناحية التاريخية مشتقة من الكلمة الفرنسية " ‪’"Fisc‬وتعني حافظة النقود أو الخ زانة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬وعلى ذلك فإن المصطلح كان يجب أن يكون مرادفا لمصطلح المالية لعامة‪ 2‬كما هو مستخدم في اللغة‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬لكي يضم اإليراد الحكومي والنفقات وسياسة الدين‪ ،‬ولكن في االستخدام الحديث فإن السياسة المالية‬
‫‪3‬‬
‫لها معنى أوسع ومختلف‪ ،‬ويرتبط بجهود الحكومة لتحقيق استقرار أو تشجيع مستويات النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫استخدم ‪ Keynes‬في كتابه النظرية العامة لالستخدام ‪،‬الفائدة والنقود مصطلح السياسة المالية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ fiscalpolicy‬عند اإلشارة إلى تأثير الضرائب على االدخار واإلنفاق االستثماري الحكومي الممول من خالل‬
‫‪4‬‬
‫القروض المقدمة من طرف الجمهور‪.‬‬
‫السياسة المالية هي دراسة تحليلية لألدوات والوسائل المالية للتأثير على مالية الدولة وهي تتضمن فيما‬ ‫‪.3‬‬
‫تتضمنه تكيفا كميا لحجم اإلنفاق العام واإليرادات العامة وكذا تكيفا نوعيا ألوجه هذا اإلنفاق العام واإليرادات‬
‫العامة وكذا تكيفا نوعيا ألوجه هذا اإلنفاق ومصادر هذه اإليرادات ‪ 5‬بهدف المحافظة على مستوى الطلب الذي‬
‫‪6‬‬
‫يؤدي إلى تخفيض حدة تذبذب ات الناتج المحلي اإلجمالي حول الناتج الذي يحقق التشغيل الكامل ‪.‬‬
‫السياسة المالية تشير إلى الجهود والمحاوالت الحكومية المعتمدة لتحقيق التوظيف الكامل لدولة التضخم‬ ‫‪.4‬‬
‫‪7‬‬
‫وذلك من خالل سياسة اإل نفاق والضريبية واقتراض العام‬
‫بصفة عامة‪ :‬ومن مجمل التعريفات السابقة يمكن القول أن السياسة المالية هي استخدام السلطات العامة‬
‫ل ألدوات التي يمكن للسياسة المالية أن تستخدمها في تحقيق االستقرار االقتصادي ‪،‬والتي تتمثل في مصادر‬

‫‪1‬درواسي مسعود‪ ،‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ‪ ،2004- 1990‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،2006- 2005،‬‬
‫ص‪47‬‬
‫‪2‬‬
‫المالية العامة ‪ :‬العلم الذي يدرس النفقات العامة واليرادات العامة وتوجيهيها من خالل برنامج معين يوضع لفترة محددة بهدف تحقيق أغراض الدولة‬
‫ااالقتصادية والجتماعية والسياسية ‪.‬‬
‫محمد حلمي الطوابي‪ ،‬أثر السياسات المالية الشرعية في تحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬دار الفكر ا لجامعي‪ ،‬االسكندرية‬ ‫‪3‬‬

‫–مصر ‪ ،-‬الطبعة االولى ‪ ،2007،‬ص ‪.08‬‬


‫‪4‬‬
‫معـط هللا آمــال‪ ،‬آثــار السياسـة الماليــة علــى المــو االقتصـادي دراســة قياســية لحالــة الجزائـر‪ ،2002- 19970‬مــذكرة تخــرج لنيــل شـهادة المجاســتير فــي العلــوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬تخصص االقتصاد الكلي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسير‪ ،‬جامعة ابي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪،2015/2014،‬ص‪.13‬‬
‫‪5‬‬
‫عوف محمود اكفراول‪ ،‬السياسة المالية والنقدية في ظل االقتصاد االسالمي ‪ ،‬مكتبة االشعاع للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ، ،‬الطبعة االولى ‪ ،1997‬ص‬
‫‪.144‬‬
‫‪ 6‬البشير عبد الكريم ‪ ،‬أثر السياسة المالية والنقدية على النمو و االستخدام في الجزائر ‪ ،‬ملتقي دولي حول السياسات االقتصادية ‪ ،‬جامعة تلمسان ن ص‬
‫‪.03‬‬
‫‪7‬مسعيد سامي الحالق‪،‬محمد محمود ا لعجلوني ‪،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪،‬ااالردن ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الطبعة ألولى ‪2010 ،‬ص‪.263‬‬
‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫اإليرادات العامة (الضرائب والرسوم والقرض العام‪ ،‬واإلصدار النقدي ‪....‬الخ) وكذلك األنفاق العام وهنا تأتى‬
‫َّ‬
‫ولتشكل برنامجا متكامال لتحقيق أهداف التنمية‬ ‫الميزانية العامة للدولة لتضم كافة هذه اإليرادات والنفقات العامة‪،‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أنواع السياسة المالية‪:‬‬
‫السياسة المالية المتمثلة في التمويل بالعجز ‪ :‬وتكون من خالل الطرق التالية ‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪:‬وتتمثل في زيادة الدولة من نفقاتها على المرافق الخدمية وعلى‬ ‫التوسع في النفقات الحكومية‬ ‫أ‪-‬‬
‫المشروعات العامة ‪،‬تزيد من النفقات التحويلية كالزيادة في اإلعانات على ذوي الدخول المحدودة أو العاطلين‬
‫عن العمل ‪،‬األطفال ‪....‬وهذا النوع من اإلعانات أو الدعم يزيد من مقد ةر األفراد على اإلنفاق ‪،‬مما يؤدي بدو هر‬
‫إلى زيادة االستثمار وزيادة العمالة‪.‬‬
‫التسريع في سداد جزء من القروض العامة ‪:‬قيام الدولة بسداد قروضها قبل موعد استحقاقها يدفع بالقوة‬ ‫ب‪-‬‬
‫الشرائية للمجتمع إلى األمام ‪،‬ويكون ذلك عن طريق إحالل النقود محل األوراق المالية في صناديق البنوك مما‬
‫‪1‬‬
‫يزيد من االحتياطي النقدي لها ومقدرتها على التوسع في االئتمان المصرفي‪.‬‬
‫تخفيض اإليرادات الضريبية ‪ :‬الهدف من وراء هذا التخفيض هو بعث قوة شرائية جديدة في المجتمع‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪،‬حيث يشير علماء المالية إلى‬
‫أن تخفيض الضرائب يزيد من صافي الدخل الفردي وبالتالي زيادة اإلنفاق االستهالكي ‪.‬وتسمى السياسة المالية‬
‫المتمثلة بالتمويل بالعجز في حالة الكساد (سياسة مالية توسعية)‪.‬‬
‫السياسة المالية المتمثلة بالتمويل بالفائض ‪:‬من خالل األساليب التالية ‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫زيادة اإليرادات الضريبة ‪ :‬ويستعمل هذا األسلوب في أوقات التضخم االقتصادي ‪،‬حيث يهدف إلى‬ ‫أ‪-‬‬
‫امتصاص القوة الشرائية لألفراد ‪،‬وقد ال يكون لهذا األسلوب أثر إال إذا انصب على التقليل االستهالك ومن هنا‬
‫نقع في أثر سلبي أخر حيث أن المتأثر بهذه الزيادة في اإليرادات تكون فئة لدخول متدنية‪.‬‬
‫التوسع في إصدار القروض العامة ‪:‬ويعني ذلك أن تقترض الحكومة من الجمهور عن طريق إصدار‬ ‫ب‪-‬‬
‫أوراق مالية ويبعها للجمهور ‪،‬و يكون ذلك اإلقراض إما اختياريا أو إجباريا‪.‬‬
‫الحد من االئتمان المصرفي ‪ :‬ويكون ذلك عن طريق سياسة البنك المركزي المتمثلة في بيع األوراق‬ ‫ت‪-‬‬
‫المالية في السوق المفتوح ‪،‬رفع نسبة االحتياطي ‪،‬سعر إعادة الخصم ‪،‬وكل هذا التأثير على كمية النقود‬
‫المعروضة وسعر الفائدة ‪،‬وبالتالي التأثير على حجم االستثمار‪ .‬وتسمى السياسة المالية المتمثلة بالفائض‬
‫‪2‬‬
‫(سياسة مالية انكماشية)‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور السياسة المالية في الفكر االقتصادي‪.‬‬

‫‪ 1‬عماري الياقوت ‪،‬أثر السياسة المالية التوسعية على النمو االقتصادي حالة الجزائر‪،‬جامعة أوكلي منحد أو لحاج ‪،‬البويرة ‪،‬الجزائر‪،،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة الماستر في ا لعلوم التجارية ‪،‬تخصص مالية الم ؤسسة ‪، ،2015/2014،،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫عماري الياقوت ‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪15‬ص‪.16‬‬
‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السياسة المالية في الفكر الكالسيكي‬


‫كان االقتصاديون القدامى أمثال دافيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل ‪،‬والفريد مارشال يؤمنون بميل االدخار‬
‫واالستثمار إلى التعادل عن طريق تغيرات سعر الفائدة وعند مستوى التشغيل الكامل دائما كما ظهر قانون‬
‫ساى‪ Say‬وهو من دعائم الفكر التقليدي ويبنى على أن "العرض يوجد الطلب عليه " ويوجد عالقة سببية‬
‫مباشرة بين اإلنتاج واإلنفاق وأن كل زيادة في اإلنفاق تؤدي إلى زيادة مساوية لها في الدخل النقدي حيث أن‬
‫النقود وفقا لهذا لفكر هي وسيط للتبادل فحسب‪ .‬وأن أي زيادة في الدخول النقدية تتحول لإلنفاق على السلع‬
‫والخدمات فكل زيادة في اإلنتاج تخلق تلقائيا زيادة معادلة لها في اإلنفاق "الطلب " لشراء هذا اإلنتاج الجديد‬
‫"العرض"‪.1‬كما ال ننسى مدلول اليد الخ فية آلدم سميث وبيئة تسود فيها كافة مقومات الحرية االقتصادية‬
‫والمنافسة التامة‪ .‬ولما كان الناس وفقا لهذا الفكر ال يحملون النقود لذاتها ولكن كوسيلة لتبادل ليس إال فأن أي‬
‫زيادة في الدخول النقدية سوف تتحول إلى زيادة معادلة في اإلنفاق على السلع والخدمات فكل زيادة في اإلنتاج‬
‫سوف تخلق تلقائيا زيادة معادلة لها في اإلنفاق‪ .‬لشراء هذا اإلنتاج الجديد‪ .‬فإذا ما ترك الفرد (القطاع الخاص)‬
‫ح ار بيئة تتوافر فيها كل ضمانات الحرية االقتصادية يسعى إلشباع حاجاته ورغباته وتعظيم ثرواته فأنه لن‬
‫‪2‬‬
‫يتوقف عن زيادة اإلنتاج إال عند مستوى العمالة الكاملة حيث توظف كافة الموارد االقتصادية كاملة‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬السياسة المالية في الفكر الكينزي ‪.‬‬
‫لقد أثبت الكساد العالمي الكبير ‪1929‬م عدم إمكانية تحقيق التوازن االقتصادي ‪،‬وأضح بجالء أهمية الدور‬
‫الذي يمكن أن تلعبه السياسة المالية في إحداث التوازن المنشود ‪،‬ونتيجة لذلك فقد اتخذت السياسة المالية معنى‬
‫أوسع من المعنى السابق ‪،‬فلم يعد من الممكن أن تظل هذه السياسة ذات طابع حيادي ويعتبر هذا التطور‬
‫نتيجة للفكر الكينزي الذي ينبع من نظرية كينز حيث عارض أفكار الكالسيك في كتابيه الكبيرين "تحليله العملة‬
‫‪"1931‬و"النظرية العامة للتشغيل والفائدة ‪ ،"1936‬والتي انتقد فيها قانون ساى لألسواق لتجاهله دور الطلب في‬
‫تحديد اإلنتاج والدخل ومستوى التوظيف ‪،‬وأكد عجز األساليب والسياسات التي اقترض الكالسيك قدرتها على‬
‫العودة دا ئما بالنشاط االقتصادي إلى مستوى التوظيف ‪،‬وأثبت مما ال يدع للشك مجاال إمكانية حدوث التوازن‬
‫االقتصادي عند أي مستوى من المستويات التوظيف الكامل ‪،‬وأكد وجود الكثير من التناقض والتعارض بين‬
‫مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ‪،‬بل أن الفرد في سعيه لتحقيق مصلحة الخاصة قد يخطئ أكثر مما يصيب ‪،‬‬
‫فالفرد ليس بدرجة الرشادة التي افترضها الكالسيك وما دام األمر كذلك فإن الدولة "القطاع العام " قد تكون في‬
‫بعض النشاطات أكثر رشدا من الفرد "القطاع الخاص" والدولة بطبيعتها ليست أقل إنتاجية من القطاع الخاص‬
‫‪،‬والدولة بحكم كونها ال تسعى لتح قيق مصلحة شخصية فإنها أكثر قدرة على تحقيق مصلحة المجتمع ‪.‬‬
‫وهنا يلقى كينز على الدولة مسؤولية التدخل في النشاط االقتصادي بكل ما يتاح لها من أدوات السياسات‬
‫االقتصادية بصفة عامة ‪،‬والسياسة المالية بصفة خاصة ‪،‬لتحقيق أهداف المجتمع االقتصادية واالجتماعية‬

‫‪1‬‬
‫محمود الكفراوي ‪ ،‬السياسة المالية والنقدية في ظل االقتصاد اإلسالمي ‪،‬مكتبة اإلشعاع للطباعة و النشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،1997،‬ص‪.150‬‬
‫‪2‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪،‬السياسات المالية ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬مركز االسكندرية لنشر ‪، 2000،‬ص‪21‬ص‪.22‬‬
‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫والسياسة ‪،‬كما أوضح أن العبرة ليست بتوازن ميزانية الدولة ‪،‬بل و األهم من ذلك توازن ميزانية االقتصاد ككل‬
‫ولو أدى هذا إلى عدم توازن ميزانية الدولة في المدة القصيرة على األقل وهو ما يعرف بنظرية العجز المنتظم‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬السياسة المالية في التحليل القتصادي جانب العرض‪.‬‬
‫تؤكد مدرسة اقتصادي جانب العرض على دور السياسة المالية في إنعاش جهاز اإلنتاج الرأسمالي العرض‬
‫اإلجمالي بدال من التأكيد على دور السياسة المالية في إنعاش الطلب الكلي الفعال والتوظيف عن طريق اإلنفاق‬
‫حسب رؤية المدرسة الكينزية ‪،‬إذ تعتمد تحليالتهم في ذلك على خفض ا لضرائب والحد من التدخل الحكومي في‬
‫مجال تحديد األسعار واألجور لتفعيل آلية السوق الحرة أداة لتخفيض الموارد المثلى وليس عن طريق تأثير‬
‫تدفقات الدخل وإلنفاق ‪،‬فمعدالت الضريبة تؤثر في األسعار النسبية للسلع ‪،‬وبالتالي في العرض من اليد العاملة‬
‫ورأس المال وهذا ما يؤك ده أنصار هذه المدرسة من رفع قيمة المكافأة بعد اقتطاع الضريبة بالنسبة لألنشطة‬
‫التنموية مثل العمل واالدخار واالستثمار مقارنة بوقت الفراغ واالستهالك ‪،‬ومن جهة أخرى يتمثل تحليل التغيير‬
‫في الضريبة في الدخل المتاح لإلنفاق ‪،‬فخفض الضرائب مثال عن العمل أو الفائدة أو أرباح األسهم يسهم‬
‫وبشكل فعال في زيادة االدخار والستثمار والذي ينعكس بدوره بصورة إيجابية على العرض الكلي ومن ثم على‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ولعل أهم األسس للسياسة المالية التي استندت إليها هذه المدرسة هي ‪:‬‬
‫إجراء تخفيض كبير في الضرائب المباشرة ‪،‬وفي هذا الخصوص يولي أنصار هذه المدرسة أهمية خاصة‬ ‫‪-‬‬
‫لخفض المعدالت الحدية للضرائب على رأس المال والضرائب على الدخل ‪.‬‬
‫أن يكون النظام الضريبي أقل تصاعدية ‪،‬أي الحد وبشكل ملموس من الطابع التصاعدي للضرائب‬ ‫‪-‬‬
‫المباشرة ‪.‬‬
‫أن يكون الحد من الضرائب مصحوبا بتخفيض اإلنفاق الحكومي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫أن يصمم ال نظام الضريبي بحيث يشجع اإلنتاجية والعرض بدال من التالعب بالطلب اإلجمالي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬أهداف السياسة المالية‪.‬‬
‫تسعى السياسة المالية لتحقيق جملة من األهداف من بينها مايلي ‪:‬‬
‫تحقيق العدالة االجتماعية ‪ :‬ويقصد يذلك وصول المجتمع إلى أعلى مستوى ممكن من الرفاهية ألفراده‬ ‫‪)1‬‬
‫في حدود إمكانياته‪ ،‬و ال ينبغي أن تقف السياسة المالية عند حد زيادة اإلنتاج ‪،‬بل يجب أن يقترن هذا الهدف‬
‫بإيجاد طرق عادلة لتوزيع ذلك اإلنتاج على األفراد‪.‬‬
‫تحقيق التوازن العام ‪:‬وهو التوازن بين مجموع اإلنفاق العمومي (نفقات األفراد لالستهالك ‪،‬والستثمار‬ ‫‪)2‬‬
‫‪،‬باإلضافة إلى نفقات الحكومة ) وبين مجموع الناتج الوطني‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف تستخدم الحكومة العديد من‬

‫‪1‬زويش سمية ‪،‬السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة حالة الجزائر‪ 2014/2000 ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ‪ ،،‬جامعة البويرة‪،‬‬
‫الجزائر‪،2015/2014 ،‬ص ص‪.6،7‬‬
‫‪2‬بلوافي محمد ‪ ،‬أثر السياسة النقدية والمالية على النمو االقتصادي حالة الجازئر‪ ،2011- 1970‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬جامعة بلقايد ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،2013/2012 ،‬ص ص‪.58،60،‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الطرق من بينها ‪:‬الضرائب ‪،‬والقروض ‪،‬وإلعانات ‪،‬واإلعفاءات والمشاركة مع األفراد في تكوين المشروعات‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫تحقيق التوازن المالي‪ :‬ويقصد بالتوازن المالي استخد ام موارد الدولة على أحسن وجه ‪،‬كأن تستخدم‬ ‫‪)3‬‬
‫القروض إال لألغراض اإلنتاجية ‪،‬وأن يتسم النظام الضريبي بالصفقات التي تجعله يالءم حاجات الخزانة العامة‬
‫من حيث المرونة والغ ازرة ‪،‬ويالءم في الوقت ذاته الممول من حيث عدالة التوزيع ومواعيد الجباية ‪.‬‬
‫تحقيق التوازن االقتصادي ‪:‬ومعنى التوازن االقتصادي هو الوصول الى حجم اإلنتاج األمثل ‪،‬ولذلك‬ ‫‪)4‬‬
‫على الحكومة الموازنة بين نشاط القطاع لخاص و القطاع العام معا للوصول إلى أقصى نتاج ممكن‪ .‬ويتحقق‬
‫التوازن بين القطاعين الخاص والعم عندما يصل مجموع المنافع الناتجة عن المنشآت الخاصة ‪،‬والعامة معا إلى‬
‫‪1‬‬
‫أقصى حد مستطاع ‪.‬أي استغالل إمكانيات المجتمع على أحسن وجه للوصول إلى حجم اإلنتاج األمثل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أدوات السياسة المالية‪.‬‬


‫سنقوم في هذا المبحث لدراستنا ألدوات السياسة المالية ‪ ،‬والتي تمكننا من معرفة النشاط المالي للدولة‬
‫وآلثار التي تحدثها على االقتصاد القومي‪ ،‬إذ قمنا بتقسيمه إلى ثالث أقسام على النحو التالي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬السياسة اإليرادات العامة‪.‬‬
‫تعريف اإليرادات العامة ‪ :‬تعرف على أنها عبارة عن جميع األموال النقدية ‪ ،‬والعينية ‪ ،‬والمنقولة‪ ،‬والعقارية التي‬
‫ترد إلى الخزينة العامة للدولة ‪.‬‬
‫كما تعرف أيضا أنها األموال التي تحصل عليها الحكومة سواء بصفتها السيادية أو من أنشطتها وأمالكها‬
‫الذاتية‪ ،‬أو من مصادر خارجية عن ذلك سواء أكانت قروضا داخلية أو خارجية ‪ ،‬أو مصادر تضخمية لتغطية‬

‫‪1‬‬
‫سالكي سعاد ‪ ،‬دور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر –دراسة بعض دول المغرب العربي ‪،-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫التسيير الدولي للمؤسسات ‪ ،‬تخصص مالية وبنوك ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقا يد‪ ،‬الجزائر ‪ ،2011- 2010 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫اإلنفاق العام خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬وذلك ل لوصول إلى تحقق عدد من األهداف االقتصادية واالجتماعية‬
‫والمالية ‪.1‬‬
‫أوال ‪:‬الضرائب والرسوم ‪.‬‬
‫‪ . I‬الضرائب‬
‫‪ : . 1‬تعريف الضريبة ‪:‬‬
‫التعريف األول ‪ :‬الضريبة مبلغ من النقود تجبر الدولة ‪ ،‬أو الهيئات العامة المحلية ‪ ،‬الفرد على دفعه إليها‬
‫‪2‬‬
‫بصفة نهائية ليس في مقابل انتفاعه بخدمة معينة وإنما لتمكنها من تحقيق منافع عامة ‪.‬‬
‫التعريف الثاني ‪ :‬بأنها مبلغ من النقود يجبيه أحد األشخاص العامة جب ار من األفراد بصفة نهائية ودون مقابل‬
‫‪3‬‬
‫خاص بغرض الوفاء بمقتضيات السياسة العامة لدولة ‪.‬‬
‫‪: . 2‬اآلثار االقتصادية لضرائب ‪.‬‬
‫✓ أثر السياسة الضريبية على االستهالك‪:4‬‬
‫نؤثر الضريبة بصفة مباشرة على مقدار دخل المكلفين بها حيث يتحدد هذا بحسب سعر الضريبة المفروضة‪،‬‬
‫فكلما كان السعر مرتفعا ك لما كان تأثيره على مقدار الدخل أكبر و العكس صحيح‪ ،‬و يترتب على ذلك التأثير‬
‫على حجم ما يستهلكه األفراد من السلع و خدمات‪.‬‬
‫فالضريبة تؤثر على االستهالك بالنقصان‪ ،‬إذ أنها تعمل على إنقاص الدخل المتاح أو الممكن التصرف فيه‬
‫فينخفض االستهالك‪.‬‬
‫✓ أثر السياسة الضريبية على االدخار‪:‬‬

‫فرض الضريبة يؤثر في دخول األفراد بالنقصان و بالتالي تقليل اإلنفاق على االستهالك مما يؤثر سلبا على‬
‫مدخراتهم‪ ،‬إال أن تأثير الضريبة في حجم االدخار ل يكون واحدا بالنسبة للدخول المختلفة‪ ،‬فالضريبة تؤدي‬
‫باألفراد إلى إعادة توزيع دخولهم ا لمتاحة بين االستهالك و االدخار وفقا لمرونة كل منهما‪ ،‬و كذا إعادة توزيع‬
‫اإلنفاق على االستهالك لمصلحة اإلنفاق الضروري على حساب اإلنفاق غير الضروري‪.‬‬
‫من هنا تجد أن اثر الضريبة على االدخار لمقدار دخل المكلف و نوع معيشة‪ ،‬و الحالة االقتصادية عموما‪،‬‬
‫و مدى توافر الباعث على زيادة النشاط مع دفع الضريبة‪.‬‬
‫✓ أثر السياسة الضريبية على اإلنتاج‪:‬‬

‫سالكي سعاد ‪ ،‬دور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫زينب حسين عوض هللا ‪،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬الدار الجامعية لطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت واالسكندرية ‪،.1998 ،‬ص‪.120‬‬
‫‪3‬‬
‫مجدي شهاب ‪ ،‬أصول االقتصاد العام المالية العامة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الجامعية الجديدة ‪ ،2003 ،‬ص‪.303‬‬
‫‪4‬عبد الهادي النجار‪" ،‬إقتصاديات النشاط الحكومي" ‪،‬مطبعة ذات السالسل ‪ ،‬الكويت ‪،1982‬ص‪.225‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫بما أن الضريبة تؤثر في االستهالك و االدخار بالسلب‪ ،‬و هذا من شانه تثبيط اإلنتاج ألن االستهالك عامل‬
‫مهم للنمو االقتصادي‪ ،‬كما أن االدخار تربطه عالقة طردية باالستثمار و بالتالي اإلنتاج‪ .‬فكلما كان االدخار‬
‫‪1‬‬
‫كبي ار كلما زاد حجم االستثمار و هذا يؤدي بالضرورة إلى زيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫✓ أثر السياسة الضريبية على توزيع الدخل‪:‬‬
‫قد يترتب على الضريبة إعادة توزيع الدخل و الثروات بصورة غير عادية لصالح الطبقات الغنية على حساب‬
‫الطبقات الفقيرة‪ ،‬و يحدث هذا بالنسبة للضرائب غير المباشرة باعتبارها أشد عبئا على الطبقات الفقيرة‪ ،‬أما‬
‫الضرائب المباش ةر فهي تؤثر على الطبقات الغنية و مستوى االدخار‪.‬‬
‫من هنا نجد أن الطريقة التي تستخدم بها الدولة الحصيلة الضريبة تؤثر على نمط التوزيع‪ ،‬فإذا أنفقت الدولة هذه‬
‫‪2‬‬
‫الحصيلة في صورة نفقات تحويلية‪ ،‬بمعنى تحويل الدخول‪.‬‬
‫✓ اثر السياسة الضريبية على األسعار‪:‬‬
‫األصل أن الضريبة تقتطع جانبا من دخول األفراد‪ ،‬األمر الذي يجعل المستوى العام لألسعار يتجه نحو‬
‫االنخفاض و ذلك بشرط أن تدخل حصيلة الضريبة هذه مجال التداول‪ ،‬و يعني ذلك أنه إذا تم االحتفاظ بمقدار‬
‫الضريبة دون أن يزداد معه تيار التداول النقدي كما إذا تم سداد قرض خارجي بهذه الحصيلة الضريبية مثال أو‬
‫تكوين احتياطي معين‪ ،‬فإن تيار اإلنفاق النقدي و من ثم يخف ضغط الطلب على األسعار في فترات التضخم‪.‬‬
‫أما فترات االنكماش حيث تلجأ الدولة إلى االقتطاع الضريبي من دخول األفراد‪ ،‬فإن تشجيع اإلنفاق و خاصة من‬
‫‪3‬‬
‫جانب الدولة لتشجيع الطلب الكلي الفعال يقضي على عوامل الركود وفقا لتحليل كبير في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪: . II‬الرسوم‪.‬‬
‫تمثل الرسوم النوع الثاني من اإليرادات التي تحصل عليها الدولة مقابل تقديمها خدمات خاصة لإلفراد‪.‬‬
‫‪ . 3‬تعريف الرسم‪ :‬بأنه مبلغ من النقود يدفعه الفرد جب ار إلى الدولة أو أحدى الهيئات العامة وذلك‬
‫للحصول على خدمة خاصة ذات مقابل مزدوج ‪،‬فهي تحقق في آن واحد نفعا خاصا لمن يستمتع‬
‫‪4‬‬
‫بها باإلضافة لنفع آخر عام يعود على المجتمع من إجراء أدائها‪.‬‬
‫تعتبر من مصادر اإليرادات العامة لدولة ذات األهمية الخاصة ‪،‬وتتميز بأنها من الموارد المالية التي تدخل‬
‫خزينة الدولة بصفة دورية منتظمة ومن ثم تقوم السلطات العمومية باستعمالها في تمويل نفقاتها العامة وتحقيق‬
‫المنافع العامة‪ .‬ويعد الرسم من أقدم مصادر اإليرادات العامة ‪،‬حيث كان يمثل فالعصور الوسطى أهمية كبي ةر‬
‫تفوق الضرائب ويرجع ذلك إلى‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الهادي النجار‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪.225‬‬


‫‪2‬‬
‫سوزي عدلي ناشد"الوجيز في المالية العامةه‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الجامعية الجددة‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر‪، 2000،‬ص‪.223‬‬

‫‪3‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 4‬مجدي محمود شهاب ‪،‬االقتصاد المالي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار الجامعية الجديدة لنشر ‪،‬االسكندرية ‪، 1999،‬ص‪.132‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أن في ذلك الزمن كانت العالقة بين الدولة ومواطنيها أشبه ما تكون عالقة تعاقدية ‪،‬حيث كانت الدولة تقدم‬
‫خدمات معينة لألفراد بواسطة مرافقها االدارية ‪،‬مقابل التزام األفراد بدفع مبلغ معين في شكل رسوم يعني‬
‫يفضلون اللجوء إلى الضرائب بدال من الضرائب ‪.‬‬
‫خصائص الرسم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتميز الرسم بخصائص التالية ‪:‬‬
‫الصفة النقدية لرسم‪ :‬كان الرسم قديما يحصل في صورة عينية ‪،‬وفقا لألوضاع االقتصادية العامة‬ ‫‪1‬‬
‫السائدة في ذلك الوقت ‪.‬ومع تطور دور الدولة وماليتها صار ضروريا أن يتم دفع الرسوم في صورة نقدية ‪.‬يعني‬
‫ال يمكن أن تتم جباية الرسم في صو ةر عينية بل يتم فرض الرسوم بصفتها النقدية وجبايتها على نفس الشكل‪.‬‬
‫كما تنص عليه النصوص القانونية‪.‬‬
‫صفة اإلجباري للرسم‪ :‬يدفع الرسم جب ار من طرف الشخص الذي يتقدم بطلب الخدمة ويظهر هذا‬ ‫‪2‬‬
‫العنصر إال عند طلب الخدمة ‪،‬ومن ثم فأن الشخص يكون له حق االختيار في طلب الخدمة من عدمه‪.‬‬
‫صفة المقابل للرسم‪ :‬يدفع الفرد الرسم مقابل الحصول على خدمة من الدولة أو هيئاتها العامة‬ ‫‪3‬‬
‫طابع المنفعة‪ :‬بكونه يتميز عن أهم مصادر اإليرادات العامة وهي الضرائب‪ .‬يعني السعي وراء ذلك إلى‬ ‫‪4‬‬
‫تحقيق منفعة خاصة وعامة للمجتمع واالقتصاد ككل‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ثانيا‪ :‬القرض العام‪.‬‬


‫‪ ) 1‬تعريف القرض لعام ‪ :‬تعرف بأنها مبلغ من المال تحصل عليه الدولة من األفراد الطبعين والمعنويين‬
‫سواء كانو مقيمين داخل الدولة أو خارجها ‪،‬وفي مقابل ذلك تلتزم الدولة بشراء أصل القرض وفقي لما‬
‫‪2‬‬
‫يقتاضه عقد االتفاق ‪،‬وكذلك بمبلغ إضافي يمثل الفائدة على القرض يحدد باإلنفاق في عقد القرض ‪.‬‬
‫‪ -‬هي األموال التي تستقبلها الدولة من األفراد في الظروف غير العادية ‪،‬لتغطية نفقات غير عادية ‪:‬كنفقات‬
‫الحروب واالستعدادات العسكرية ‪،‬ونفقات الكوارث الطبيعية والمناخية من زالزل وبراكين ‪،‬وفيضانات‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪: ) 2‬أنواع القروض العامة ‪.‬‬


‫تتنوع القروض العامة تبعا لطبيعة القرض ‪،‬ومصدره ‪،‬ومدته‪.‬‬
‫فبالنسبة لطبيعة القرض ‪:‬فهناك قروض اختيارية ‪،‬وقروض إجبارية‪.‬‬
‫وبالنسبة لمصدر القرض ‪:‬فهناك قروض محلية ‪،‬وقروض خارجية‪.‬‬
‫وبالنسبة لمدة القرض ‪:‬فهناك قروض قصي ةر األجل ‪،‬ومتوسطة األجل ‪،‬وطويلة األجل‪.‬‬
‫القروض االختيارية والقروض اإلجبارية ‪:‬وتعني القروض االختيارية حرية االقتراض ‪،‬أو اإلقراض من‬ ‫‪)1‬‬
‫عدمه‪ .‬وتتم بإدارة الطرفين ‪:‬المقترض ‪،‬والمقرض ‪،‬وقبولهما بشروط القرض ‪،‬والذي تعلن الدولة عادة عن‬

‫‪1‬محرزي محمد عباس ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪، ،‬صص‪.133،134،135‬‬
‫يونس أحمد البطريق وآخرون ‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دارا الجامعية الطبعة أولى ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2000 ، ،‬ص‪.317‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫غازي حسين عناية ‪،‬أصول اإليرادات المالية العامة في الفكر المالي اإلسالمي ‪،‬مؤسسة شباب الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪،2003،‬ص‪.210‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أحكامه ‪:‬كمقداره ‪،‬ومقدار فوائده ‪،‬وشروط االكتتاب به وتاريخ سداده ‪،‬وتترك لألفراد حرية االكتتاب به من عدمه‬
‫دون إكراه أو إجبار‪ .‬ولكن قد تحفزهم إلى ذلك بإغرائهم بفوائد مالية عالية تدفع لهم عند سداده‪.‬‬
‫القروض المحلية والقروض األجنبية ‪ :‬ويقصد بالقروض المحلية تلك التي تحصل عليها الدولة من‬ ‫‪)2‬‬
‫السوق المحلية الداخلية ‪،‬أي عن طريق العقود التي تعقدها مع رعاياها ‪،‬أو مؤسساتهم ‪،‬من شركات ‪،‬وبنوك‬
‫‪،‬ومصارف ‪،‬و غيرها‪ .‬و غالبا ما تلجأ الحكومات إلى مثل هذا النوع من القروض عند حاجتها لألموال لتمويل‬
‫بعض مشروعاتها ‪،‬أو لتحقيق أهداف خطتها االقتصادية ‪،‬أو رغبة منها المتصاص مدخرات األفراد وتوظيفها‬
‫في مشروعات االستثمار المنتجة‪ ،‬أو لتقليل النقد المتداول في أيدي األفراد ‪،‬وتحويله إلى خزينتها كنوع من‬
‫تثبيت األسعار ‪،‬ومنع ارتفاعها‪.‬‬
‫إما القروض األجنبية ‪،‬فهي تلك التي تحصل عليها الدولة من السوق الخارجية ‪،‬األجنبية كالدول ‪،‬والمؤسسات‬
‫‪،‬والمنظمات ‪،‬والمصارف األجنبية ‪،‬وذلك لسد العجز في ميزان مدفوعاتها ‪،‬او العجز في مدخراتها من العملة‬
‫الصعبة مما يساعدها على استيراد ‪،‬وشراء معدات اإلنتاج من الخارج ‪،‬وبالتالي استحداث التنمية االقتصادية‬
‫‪،‬وبالمعدالت المرسومة في خطتها االقتصادية الخماسية ‪،‬أو العشرية ‪،‬ومن ثم حفز النمو االقتصادي‬
‫‪،‬وبالمعدالت المخططة له‪.‬‬
‫القروض قصيرة اآلجل ومتوسطة األجل وطويلة اآلجل ‪:‬أما القروض قصي ةر اآلجل فهي التي ال تتعدى‬ ‫‪)3‬‬
‫مدتها السنة ‪،‬والتي تعقدها الدولة لتمويل احتياجاتها المالية المستعجلة ‪،‬وتصاحبها عادة سندات أو أذونات‬
‫الخزانة ‪،‬والتي تصدرها الخزانة العامة وتغطي بها العجز في ميزانيتها العامة‪.‬‬
‫أما القروض متوسطة األجل ‪،‬فهي التي تزيد مدتها عن عشر إلى عشرين سنة وهذه القروض سواء متوسطة‪،‬‬
‫وطويلة األجل غالبا ما تتسم فؤادها باالرتفاع ‪،‬ويكتتب بها األفراد ‪،‬والبنوك المركزية‪ ،‬والتجارية‪ ،‬والمؤسسات‬
‫المالية األخرى وغالبا ما يتحدد تاريخان للوفاء بهما ‪،‬بحيث تعمد الدولة إلى هذا الوفاء في التاريخ األول ‪،‬وان لم‬
‫‪1‬‬
‫تسمح لها ظروفها المالية تلزم بالوفاء في التاريخ الثاني ‪،‬فتقوم بتسديد قيمة القرض مع فوائده‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬سياسة اإلنفاق العام‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف النفقة العامة‪.‬‬
‫تعرف النفقة العامة يختلف من بلد آلخر ومن حقبة زمنية ألخرى سواء كان هذا االختالف من حيث‬ ‫‪-‬‬
‫خصائصه أو من حيث حجم هذه النفقات وذلك الختالف مفهوم الخدمات العامة التي تهدف إلى إشباع حجات‬
‫عامة ومن هنا يمكن أن نخلص إلى المفهوم المبسط لنفقة العامة "إن النفقة العامة تعني استخدام مبلغ من‬
‫‪2‬‬
‫المال من قبل هيئة عامة تحقيقا لمنفعة عامة "‬

‫‪1‬غازي عناية ‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار البيارق لنشر ‪،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪، 1998،‬ص ص ‪.62،63، 61‬‬
‫‪2‬‬
‫صالح الرويلي ‪،‬اقتصاديات المالية العامة ‪،‬دي وان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،1988،‬ص ص‪.25 ،23‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ينظر إلى النفقة العامة بأنها مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية للدولة أو أحد تنظيماتها بهدف إشباع‬ ‫‪-‬‬
‫حاجة عامة‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب الظاهرية لتزايد النفقات العامة ‪.‬‬
‫ترجع األسباب المؤدية إلى زيادة النفقات العامة إلى ثالثة عوامل رئيسية ‪:‬‬
‫تدهور قيمة النقود ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫اختالف طرق المحاسبة المالية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫زيادة مساحة إقليم الدولة وعدد سكانها ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫تدهور قيمة النقود ‪ :‬يقصد بتدهور قيمة النقود ‪،‬االنخفاض قوتها الشرائية مما يؤدي إلى نقص مقدار‬ ‫‪1‬‬
‫السلع والخدمات التي يمكن الحصول عليها بذات العدد من الوحدات النقدية عن المقدار الذي كان يمكن‬
‫الحصول عليه من قبل وهي الظاهرة التي يمكن أن تفسر ارتفاع أثمان السلع والخدمات ‪.‬‬
‫ومن المالحظ بصفة عامة إن قيمة النقود آخذة في االنخفاض بصو ةر مستم ةر ‪،‬وإن كانت نسبة التدهور تختلف‬
‫ن دولة إلى أخرى ‪.‬ويترتب على تدهور قيمة النقود زيادة النفقات العامة لواجهة هذا التدهور ‪،‬فالدولة تدفع عددا‬
‫من وحدات النقد أكبر مما كانت تدفعه من ذي قبل للحصول على نفس المقدار من السلع والخدمات‪ .‬فالزيادة‬
‫هنا في رقم النفقات العامة زيادة ظاهرية ‪،‬إذ ال يترتب عليها أي زيادة في المنفعة الحقيقية أو زيادة في أعباء‬
‫التكاليف العامة على األفراد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويعد تدهور قيمة النقود السبب األساسي للزيادة الظاهرية في النفقات العامة في العصر الحديث‪.‬‬
‫اختالف طرق المحاسبة المالية ‪:‬كان المتبع فيما مضى ‪،‬أن تخصص بعض اإليرادات التي كانت تقوم‬ ‫‪2‬‬
‫بتحصيلها بعض اإلدارات والمصالح لتغطية نفقاتها مباشرة ‪،‬ومن ثم لم تكن تظهر نفقاتها أو إيراداتها في‬
‫الميزانية العامة للدولة ما كان يجعل النفقات العامة الواردة في الميزانية أقل من حقيقتها ‪.‬‬
‫ومع إتباع مبدأ وحدة أو عمومية الميزانية العامة ‪،‬الذي يقضى بضرو ةر ظهور كافة نفقات الدولة (إيراداتها ‪-‬دون‬
‫تخصيص في الميزانية العامة ظهرت نفقات عامة كانت تتفق فيما قبل ولم تكن تظهر في الميزانية ومن ثم فإن‬
‫الزيادة في النفقات العامة في هذه‬
‫اتساع المساحة اإلقليمية للدولة وزيادة عدد السكان ‪ :‬إن اتساع مساحة اإلقليم نتيجة لضم مناطق‬ ‫‪3‬‬
‫جديدة للدولة قد يترتب عليه زيادة ظاهرية ‪،‬إذ ال ترتب على هذا االنضمام أية زيادة في الخدمات بالنسبة لسكان‬
‫اإلقليم األصلي ‪.‬وقد تحقق هذا السب ب م ار ار بالنسبة لبعض الدول األوربية التي تغيرت حدودها واتسعت مساحة‬
‫‪3‬‬
‫أقاليمها عقب عض الحروب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عاطف وليم أندراوس ‪ ،‬االقتصاد المالي العام ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2009،‬ص‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬االسكندرية ‪ ،2000،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 3‬مجدي محمود شهاب ‪ ،‬االقتصاد المالي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع ‪ ،1999 ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫إن الزيادة في النفقات العامة الناجمة عن زيادة عدد السكان تعتبر ظاهرية عندما ال يتزايد النصيب المخصص‬
‫‪1‬‬
‫للفرد الواحد ‪.‬أما إذا ترتب عنها زيادة في نصيب الفرد الواحد فإن هذه الزيادة تعتبر حقيقية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬األسباب الزيادة الحقيقية في النفقات العامة ‪.‬‬
‫تشمل أسباب الزيادة الحقيقية في النفقات العامة مايلي‪:‬‬
‫األسباب السياسية ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أدى تطور الدول ومؤسساتها وأحزابها والبلديات وجمع األجهزة المحلية إلى زيادة حجم اإلنفاق على هذه‬
‫المؤسسات وبالتالي يستفيد المواطن من تطور هذه األجهزة وخدماتها ‪,‬وهكذا تفرعت األسباب السياسية لتشمل‬
‫المجاالت لتالية ‪:‬‬
‫إن وجود األحزاب وتنظيم المواطنين ضمنها سوف يساهم في رفع مستوى الوعي السياسي ‪،‬وسوف يسهل‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات االنتخاب الختيار الرئيس والوزراء و األجهزة اإلدارية األخرى ‪،‬وبالتالي فإن هذه األحزاب تحتاج‬
‫للمساعدة م قبل الدولة سنويا ‪.‬‬
‫كما أن نشوء منظمة األمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها مثل منظمة الصحة الدولية ومنظمة العمل‬ ‫‪-‬‬
‫الدولية ومن ظمة المرأة والطفل ‪....‬الج والمنظمات المالية الدولية كالبنك الدولي والصندوق النقد الدولي و منظمة‬
‫التجارة العالمية أدى إلى زيادة اإلنفاق ‪،‬حيث تقدم المنظمات الخبرات واالستشارات للدول أحيانا المساعدات‬
‫المادية والمعنوية ‪،‬فينعكس ذلك إيجابا على حياة المواطنين وبالتالي اإلنفاق عليها سوف يكون إنفاقا حقيقا ‪.‬‬
‫زيادة حجم التمثيل الدبلوماسي في الدول األجنبية وذلك لخدمة الرعايا المقيمين أو العاملين في الخارج‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬وقد تقوم بعض الدول التي لها رعايا كثيرين في بلدان أجنبية بعقد مؤتمرات وندوات لتوثيق الروابط بين‬
‫المغتربين والموطن األم ‪،‬وذلك لما فيه ن خدمة للرعايا والوطن في آن واحد ‪،‬وهذا اإلجراء رتب نفقات جديدة لم‬
‫تكن موجودة سابقا ‪.‬‬

‫األسباب االقتصادية ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫إقامة مشاريع البنى التحتية في االقتصادية من طرقات جسور ومرافئ ومطارات وسكك لحديد والماء‬ ‫‪-‬‬
‫والكهرباء واالتصاالت والصرف الصحي و الحائق العامة وغيرها ‪،‬وجميع هذه المرافق الحيوية وضرورية‬
‫لالقتصاد الوطني ‪،‬وال تستطيع الدولة االستغناء عنها‪.‬‬
‫إقامة المشاريع االقتصادية العامة أو المشاركة مع تطور القطاع الخاص في إقامة بعض المنشآت‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعية الكبرى ‪،‬فقد أقامت دول شرق آسيا هذه المشاريع لتنمية وتطوير البالد‪.‬‬
‫إن محاربة الركود يرض على الدولة اإلنفاق لزيادة مستوى الطلب الكلي الفعلي في االقتصاد وذلك إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الحد الذي يستطيع من خالله تحريك عجلة اإلنتاج ‪،‬وقد دعت المدرسة الكينزية لزيادة اإلنفاق العام في حالة‬
‫الركود بهدف زيادة الطلب الذي يؤدي بدوره لزيادة اإلنتاج وهو ما يساهم في إخراج االقتصاد من حالة الركود‬

‫عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل الى السياسة االقتصادية الكلية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،2006‬ص‪.186‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫األسباب االجتماعية ‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬


‫زيادة حجم اإلنف اق العام على القطاع الصحة والتعليم والثقافة والرياضة وحماية التراث والتطوير المعارف‬ ‫‪-‬‬
‫عامة ‪،‬وهذه المجاالت واسعة وتتطلب العديد من القوى العاملة والخبرات والمواد والسلع‪ ،‬وهي بطبيعتها قطاعات‬
‫غير منتجة أي ليس لها أي مورد وجميع نفقاتها ستكون من الموازنة العامة للدولة وقد يصل ترتيب اإلنفاق‬
‫عليها في المراتب األولى بين القطاعات‪.‬‬
‫الضمان االجتماعي والصحي ‪:‬إن إتباع أكثر الدول أنظمة متطورة في الضمان االجتماعي قد فرض‬ ‫‪-‬‬
‫على الجميع تعميم التأمين الصحي واالجتماعي لتضمن الدولة سالمة عمالها و موظفيها أثناء العمل وفي سن‬
‫التقاعد وهذا ما يفرض على الدولة دعم الضمان االجتماعي والصحي بمبالغ كبي ةر جدا ‪،‬وذلك لتحسين ظروف‬
‫المعيشة ‪.‬‬
‫زيادة عدد السكان ‪ :‬إن زيادة هذا األخير يفرض على الدولة التوسيع في خدمات الصحة والتعليم والثقافة‬ ‫‪-‬‬
‫والطفولة وغيرها ‪،‬األمر الذي يؤدي لزيادة حجم اإلنفاق العام‪.‬‬
‫محاربة البطالة ‪ :‬إن محاربة البطالة مسؤولية وطنية تشترك فيها الدولة مع القطاع الخاص ومنظمات‬ ‫‪-‬‬
‫العمل المدني ‪ ،‬حيث يسعى الجميع لتخفيض عدد العاطلين عن العمل لذلك على الدولة تقديم إعانات للعاطلين‬
‫‪1‬‬
‫عن العمل ‪،‬أو التامين فرص العمل التي تكلف بطبيعتها مبالغ كبي ةر لم تكن موجودة في السابق ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اآلثار القتصادية للنفقات العامة‪.‬‬
‫أصبحت النفقات العامة في الوقت الحاضر أداة رئيسية من أدوات السياسة تستخدمها جميع الدول‪ .‬والشك أن‬
‫معرفة هذه اآلثار ستقودنا في تحقيق األهداف المطلوبة ‪،‬ويتوقف مدى تأثير اإلنفاق العام على حجم ذلك‬
‫اإلنفاق فكلما عظم حجم اإلنفاق كان تأثي هر كبير‪.‬‬
‫أثر النفقات العامة على اإلنتاج القومي ‪ :‬الناتج القومي هو أحد صور الدخل القومي وهو مجموع السلع‬ ‫أ‪-‬‬
‫والخدمات التي ينتجها المجتمع خالل فترة زمنية محددة عادة سنة‪ :‬و يمكن تقسيم اآلثار إلى نوعين مباش ةر‬
‫وغير مباشرة‪.‬‬
‫حيث تتمثل اآلثار المباشرة في اإلنفاق على المرافق األصلية وهي الدفاع الخارجي ‪،‬وحفظ األمن والقضاء‬
‫واألشغال العامة‪ .‬و اإلنفاق على المرافق اإلضافية كالتعليم والمواصالت والوقاية الصحية و غيرها‪ .‬فإلنفاق‬
‫على المرافق األصلية يعد ضروريا لإلنتاج فاختالل األم ن سيؤدي حتما إلى عزوف األفراد عن اإلنتاج لعد‬
‫اطمئنانهم على أموالهم‪.‬‬
‫أما اآلثار الغير مباشرة التي تعد بمثابة إفراز لآلثار المترتبة على اإلنفاق العام المباشر وهذا يستلزم منا‬
‫التعرض إلى كل من مفهومي المضاعف والمعجل لبيان اآلثار‪.‬‬

‫‪1‬بلوافي محمد‪ ،‬أثر السياسة النقدية والمالية على النمو االقتصادي حالة الجزائر ‪ ،2011- 1970‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬جامعة ابو بكر‬
‫بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2013/2012 ،‬ص ص ‪.91،92،93،94،95‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المضاعف ‪ :‬يعتبر" كاهن" أول من أدخل فك ةر المضاعف في النظرية االقتصادية إذ حاول قياس العالقة‬ ‫✓‬
‫الكمية القائمة بين الزيادة في االستثمار والزيادة في التشغيل وتتحدد قيمته كاآلتي ‪:‬‬
‫‪M=∆Y/∆I‬‬
‫حيث ‪ : M‬يمثل المعامل العددي للمضاعف‪.‬‬
‫∆‪ : Y‬تمثل الزيادة في الدخل القومي‪.‬‬
‫∆‪ : I‬تمثل الزيادة في االستثمار‪.‬‬
‫إذن الفكرة الجوهرية للمضاعف هي أن القيام بإنفاق استثماري معين من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الدخل‬
‫القومي‪.‬‬
‫المعجل ‪:‬ال تقتصر اآلثار غير المباشرة التي تتركها النفقات العامة على اإلنتاج القومي على الحلقات‬ ‫✓‬
‫المتتابعة من االستهالك المتولدة عن اإلنفاق األول ي وإنما هناك باإلضافة إلى آثار غير مباشرة تتركها هذه‬
‫‪1‬‬
‫النفقات في الطلب على أموال االستثمار ذلك االستثمار الذي يشتق من الطلب على السلع االستهالكية‪.‬‬
‫أثر النفقات العامة على االستهالك ‪:‬يظهر أثر النفقات العامة على االستهالك من خالل شراء الدولة‬ ‫ب‪-‬‬
‫السلع والخدمات وتوزيع المداخيل على أفراد الشعب‪.‬‬
‫ففي الحالة األولى تشتري الدولة هذه السلع والخدمات وتقدمها للمجتمع مثل وجبات الطلبة والتوسع في الخدمات‬
‫الصحية والتعليمية‪.‬‬
‫أما في الحالة الثانية ‪،‬فيتح دد حجم االستهالك بما تدفعه الدولة من أجور ومرتبات لعمالها‪ .‬لكن االستهالك يظل‬
‫منخفضا إذا اقتصر على الفئات المنتجة ‪،‬لذلك تنفق الدولة في إطار النفقات االجتماعية أمواال كثيرة لزيادة‬
‫‪2‬‬
‫الطلب الكلي الفعال على السلع والخدمات من قبل الطبقات الفقيرة ‪،‬مما يزيد في حجم االستهالك‪.‬‬
‫آثار اإلنفاق العام على مستوى األسعار ‪ :‬ال تتحدد األسعار المختلفة في اقتصاديات السوق بفعل قوى‬ ‫ت‪-‬‬
‫العرض والطلب فقط بل قد تتم في قطاعات معينة نتيجة تدخل الدولة بطريق مباشر او غير مباشر‪ .‬وقد كان‬
‫هذا التدخل إلى وقت قريب استثناء تستلزم فقط األوضاع االقتصادية الخطي ةر (كا الزمات االقتصادية ) ولكنه‬
‫أصبح منظما وهاما في االقتصاد الحديث سواء نتيجة المطالبة بتدخل الدولة أو بتدخلها تلقائيا‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫أثر النفقات العامة على التشغيل ‪ :‬مما يساعد على خلق فرص التشغيل إنفاق الدولة في إطار المساهمة‬ ‫ث‪-‬‬
‫كليا أو جزئيا في الرأسم ال االجتماعي للمؤسسات العامة االقتصادية‪ .‬كما أن تقديم المساعدات للمنتجين قد‬
‫يحول دون تسريح العمال ‪،‬وقد يؤدي إلى خلق قنوات إنتاجية جديدة تستوعب اليد العاملة اإلضافية‪ .‬كما أن‬
‫النفقات التحويلية المتعلقة بالضمان االجتماعي تجعل األفراد يشعرون بالضمان في الحاضر والمستقبل‬
‫‪4‬‬
‫(تعويض مصاريف العالج ‪،‬منحة الشيخوخة ‪.)...‬وعليه ‪،‬يقبلون على العمل أينما كان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عادل فليح العلي ‪،‬مالية الدولة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬زهران لنشر ‪،‬االردن ‪،2010،‬ص ص ‪.168،169،170،178،177‬‬
‫‪2‬‬
‫أعمر يحياوي ‪ ،‬مساهمة في دراسة المالية العامة ‪ "،‬النظرية العامة وفقا لتطورات الراهنة" ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار هومه لنشر ‪،‬الجزائر ‪، 2010،‬ص‪.85‬‬
‫‪3‬‬
‫حسين مصطفى حسين ‪،‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬ص ‪33‬‬
‫‪4‬‬
‫أعمر يحياوي ‪،‬مساهمة في دراسة المالية العامة ‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص ص‪.87،88‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سياسة عجز الموازنة (الموازنة العامة )‪.‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف الموازنة العامة ‪.‬‬
‫الموازنة العامة هي تقدير مفصل ‪،‬ومعتمد ‪،‬لنفقات الدولة و إيراداتها لمدة مقبلة من الزمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الموازنة العامة هي نظام موحد يمثل البرنامج المالي للدولة لسنة مالية مقبلة ‪،‬ويعكس الخطة المالية‬ ‫‪-‬‬
‫التي هي جزء من الخطة االجتماعية والقتصادية للدولة وهي كذلك خطة مالية للدولة ‪،‬تتضمن تقديرات للنفقات‬
‫‪،‬واإليرادات العامة‪ ،‬لسنة مالية مقبلة ‪ ،‬وتجاز بواسطة ال سلطة التشريعية قبل تنفيذها ‪،‬وتعكس األهداف‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية والجتماعية التي تتبناها الدولة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع العجز الموازني‪.‬‬
‫يمكن تمييز عدة أنواع من أنواع العجز الموازني ‪.‬‬
‫العجز الجاري ‪:‬ويعبر عن صافي مطالب القطاع الحكومي من الموارد ‪،‬والذي يجب تمويله باالقتراض‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ويقا س بالفرق اإلجمالي بين مجموع أنواع اإلنفاق واإليرادات لجميع الهيئات الحكومية مطروحا منه اإلنفاق‬
‫الحكومي المخصص لسداد الديون المتراكمة من سنوات سابقة ‪.‬‬
‫وهناك من يرى أنه الفرق بين اإلنفاق الجاري واإليرادات الجارية ‪،‬حيث يعبر اإلنفاق الجاري عن مجموع‬
‫اإلنفاق من دون اإلنفاق االستثماري في حين تعكس اإليرادات الجارية اإليرادات العادية ‪.‬‬
‫العجز األساسي ‪ :‬يتضمن العجز الجاري وفقا للمفهوم األول فوائد الديون ‪،‬إال أن الديون هي في الواقع‬ ‫‪.2‬‬
‫تصرفات تمت في الماضي ‪،‬منا يعني أن الفوائد عليها تتعلق بتصرفات ماضية وليست حالية‪ .‬ويعمل العجز‬
‫األساسي على استبعاد هذه الفوائد ليتمكن من إعطاء صورة عن السياسات المالية الحالية ‪.‬‬

‫إذن ‪:‬‬

‫العجز اجلاري = العجز اجلاري – الوائد على القروض املتعاقد عليها‬


‫مسبقا ‪.‬‬
‫العجز التشغيلي‪ :‬يعبر العجز التشغيلي عن ذلك العجز الناجم عن ربط الديون وفوائدها باألسعار لجارية‬ ‫‪.3‬‬
‫لتالفى آثار التضخم ‪،‬حيث يطالب الدائنون ‪،‬في العادة ‪،‬بتغطية خسائر انخفاض القيمة الحقيقية للديون بربطها‬
‫بتطور األسعار‪ .‬ومثل هذا الربط يعمل على رفع القيمة النقدية لفوائد وأقساط القروض المستحقة‪ .‬ومنه يرتفع‬
‫حجم العجز إذا استخدم صافي متطلبات القطاع الحكومي من الموارد (العجز الجاري ) ‪،‬مما يجعل البعض‬
‫يدعو إلى استبعاد هذه المدفوعات المتعلقة بتصحيح آثار ارتفاع األسعار وكذلك الفوائد الحقيقية ‪،‬من متطلبات‬
‫القطاع الحكومي من القروض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد شاكر عصفور ‪ ،‬أصول الموازنة العامة ‪ ،‬دار المسيرة‪،‬عمان ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2008 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫العجز الشامل‪ :‬يتكون القطاع الحكومي من الحكومة المركزية وحكومات الواليات واألقاليم والمشروعات‬ ‫‪.4‬‬
‫المملوكة للدولة ‪ .‬ومن هنا فإن العجز الشامل يعبر عن مجموع العجز المتعلق بالحكومة المركزية والمجموعات‬
‫المحلية ومؤسسات قطاع العام‪.‬‬
‫العجز الهيكلي ‪:‬ويعبر عن العجز الشامل مصححا بإزالة العوامل الظرفية المؤقتة النحرافات المتغيرات‬ ‫‪.5‬‬
‫االقتصادية (إيرادات وإنفاقات ) دون أن تعكس حقيقة في المدى الطويل ‪ .‬وبالتالي يعبر العجز الهيكلي عن‬
‫العجز الذي يحتمل استم ارره ما لم تتخذ الحكومة إجراءات للتغلب عليه ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫العجز اهليكلي =العجز الشامل – العجز ألظريف ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب العجز الموازي‪.‬‬


‫العوامل المرتبطة بجانب النفقات‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫األخذ بنظرية العجز الموازي أي العجز المنظم والتي نعني بها مجموعة األفكار لكل من‬
‫كينز‪،‬ليندر‪...‬الخ‪ ،‬وتقضي هذه النظرية بان زيادة النفقات في ظروف األزمات االقتصادية‪ ،‬خاصة في حالة‬
‫الكساد االقتصادي تؤدي إلى زيادة مباشرة في الدخل القومي‪ .‬كون الجهاز اإلنتاجي يتميز بالمرونة التي تسمح‬
‫بزيادة عرض السلع والخدمات‪ ،‬خاصة في ظل توفر أو وجود عوامل النتاج عاطلة سواء كانت موارد طبيعية أو‬
‫يد بشرية عاطلة‪:‬‬
‫زيادة حجم الدولة وما يتطلب ذلك من زيادة في اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدهور قيمة العملة الوطنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة عدد السكان المؤدية إلى زيادة النفاق الموجه للجانب االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة نفقات الدفاع والنفقات الحربية خاصة في الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب ‪ -‬العوامل المرتبطة بتراجع إيرادات الدولة‪:‬‬
‫يمكن حصر هذه العوامل بشكل خاص في تراجع اإليرادات الضريبية للدولة‪ .‬وهذه ميزة الدول النامية بشكل‬
‫خاص ‪.‬حيث تتميز هذه الدول بضعف الطاقة الضريبية بسبب ضعف الدخل القومي والفردي في هذه الدول‪.‬‬
‫انتشار ظاهرة التهرب الضريبي الذي تعاني منه الكثير من االقتصاديات النامية‪.‬‬
‫‪ /2‬أثار سياسة العجز الموازي‪ :‬تنقسم أثار سياسة العجز الموازي إلى أثار ايجابية وأخرى سلبية‪ ،‬ولكن ذلك‬
‫يبقى متوقفا على ك يفية استخدام الموارد والظروف االقتصادية السائدة في الدولة‪ .‬باإلضافة إلى األهداف‬
‫المسطرة من خالل هذه السياسة‪.‬‬
‫اآلثار اإليجابية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ -‬إنعاش االستثمارات‪ ،‬حيث يعتقد الكثير من االقتصاديين منهم أن اعتماد سياسة العجز الموازي و التوسع‬
‫في اإلنفاق من شأنه أن يحدث ارتفاعا في مستوى االستثمارات‪ .‬مما يؤدي إلى زيادة مستويات اإلنتاج السيما‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد قدي ‪ ،‬المدخل الى السياسة االقتصادية الكلية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ص‪.208- 206‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫في ظل اعتماد سياسة داعمة لالستهالك‪ ،‬الذي يساعد على خلق استثمار إضافي نتيجة زيادة الدخول حيث‬
‫تستخدم هده الزيادة في زيادة االستهالك لألفراد من جهة و زيادة ادخارهم من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم االستهالك بالنسبة للعائالت ‪،‬ألن سياسة العجز الموازي تعني التوسع في اإلنفاق مما يساعد على‬
‫زيادة االستهالك عن طريق ارتفاع الدخل المتاح و كذلك تدعيم األسعار أو تقديم الدولة إلعانات سواء كانت‬
‫نقدية أو مادية‪.‬‬
‫اآلثار السلبية‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫أثر اإل زاحة‪ :‬يعبر عن ذلك األثر الناجم عن تمويل العجز الموازي عن طريق المديونية العامة حيث‬ ‫‪-‬‬
‫يسبب دلك في الحد من إمكانية لجوء الخواص إلى االستدانة نتيجة ارتفاع معدالت الفائدة بسبب أو بفعل زيادة‬
‫حاجيات الدولة إلى تمويل تدخالتها العمومية‪ ،‬تسبب زيادة العجز الموازي زيادة في األنشطة مما يجعل األعوان‬
‫االقتصاديين في حاجة إلى وسائل الدفع للقيام بمعامالتهم‪ ,‬و إدا لم تكن هناك زيادة في عرض النقود فإن دلك‬
‫يؤدي إلى خلق ضغط على طلب النقود يجعل أسعار الفائدة في ارتفاع مستمر و هدا يؤثر سلبا على‬
‫االستثمار‪ ,‬و هنا يمكن القول أن اعتماد سياسة العجز الموازي و زيادة التدخالت العمومية في مجال االستثمار‬
‫يؤدي إلى إزاحة االستثمار الخاص‪.‬‬
‫األثر على ميزان المدفوعات ‪ :‬لتوضيح أثر سياسة العجز الموازي على وضعية ميزان المدفوعات البد من‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح العالقة بين عجز الميزانية و العجز في ميزان المدفوعات و يمكن إظهار دلك من خالل معادلتي الناتج‬
‫المحلي الخام من وجهة نظر اإلنفاق و كذلك من وجهة استخدامات الدخل‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫من وجهة نظر اإلنفاق‪:‬‬


‫)‪PIB = C+I+G+ (X - M‬‬
‫من وجهة استخدامات الدخل‪:‬‬
‫‪PIB = C + S + Tx + Te‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬آلية عمل السياسة المالية ‪.‬‬
‫تمهيد ‪:‬ضمن هذا المبحث قمنا بسليط الضوء على آلية عمل السياسة المالية في معالجة حاالت االختالل في‬
‫االقتصاد وكذا دور التدخل المالي للدولة في تحقيق التوازن االقتصادي‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬حاالت االختالل في االقتصاد الوطني ودور الموازنة العامة في التصحيح ‪.‬‬

‫تسعى جميع الدول إلى تحقيق مستوى توازن الناتج الوطني ولكن قد يبتعد االقتصاد عن وضع التوازن ‪،‬إذ يمكن‬
‫أن تظهر هذه الحاالت فيما يسنى بالفجوات التضخمية واالنكماشية في حالة اختالف المستوى التوازني للناتج‬
‫عن مستوى التوظيف الكامل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد قدي المدخل إلى السياسة االقتصادية الكلية ‪، ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.211‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ ) 1‬الفجوة االنكماشية ‪(.‬عجز الطلب الكلي عن العرض الكلي)‪،‬تحدث الفجوة االنكماشية إذا كان‬
‫االقتصاد الوطني يعاني من انخفاض الطلب الكلي عن مستوى الالزم لتحقيق التوظيف الكامل ‪.‬لنفرض‬
‫دالة االستهالك التالية ‪:‬‬

‫‪C=200+0.75y‬‬

‫واالنفاق االستثماري التلقائي (وحدة نقدية ‪ ) I=300‬وبافتراض أننا نتعامل مع اقتصاد مغلق بناء على هذا‬
‫االفتراض فإن المستوى التوازني للدخل يكون في الشكل التالية‪:‬‬

‫‪y=C+I⇒R=200+0.75y+300‬‬

‫‪⇒y-0.75R=500‬‬

‫‪⇒y500/0.25‬‬

‫‪⇒y=2000‬‬

‫فإذا افترضنا أن مستوى الدخل الذي يحقق التوظف الكامل يعادل (‪2500‬ون) فإن هذا يعني وجود فجوة‬
‫انكماشية ‪،‬حيث من الواضح أن هذا المستوى الفعلي للطلب الكلي أقل من المستوى الالزم لتحقيق التوظف‬
‫الكامل أي أن هناك فجوة انكماشية قدرها (‪500‬ون)‪.‬ومن ثم ستشير هذه الفجوة أيضا إلى كمية اإلنفاق الالزم‬
‫إضافتها للطلب الكلي بما يسمح له لالرتفاع بمستوى الدخل إلى مستوى التوظيف الكامل‪ .‬وهذا يعني أنه من‬
‫الضروري أن ترتفع دالة الطلب الكلي بمقدار (‪500‬ون) هذه الزيادة في الطلب الكلي ستؤدي إلى ارتفاع مستوى‬
‫الدخل من ‪y1‬إلى ‪ y2‬بمقدار يعادل هذه الزيادة مضروبة في قيمة المضاعف (‪500=125*4‬ون) كما هو‬
‫موضح في الشكل التالي ‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01 :‬يوضح الفجوة االنكماشية ‪.‬‬

‫‪G‬‬

‫‪AS‬‬

‫‪AD‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪2500 19 Y‬‬


‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫تصحيح الفجوة االنكماشية‪ :‬زيادة الطلب الكلي عن العرض الكلي (السياسة المالية التوسعية)‪ ،‬إن السياسة‬
‫المالية التوسعية تتحقق من خالل زيادة النفقات العامة وتخفيض الضرائب وعجز الموازنة بهدف تنشيط الطلب‬
‫الكلي ‪،‬ومنه يمكن عالج الفجوة االنكماشية من خالل أدوات السياسة المالية عن طريق إحدى البدائل التالية ‪:‬‬

‫• قيام الحكومة بالعمل على زيادة مستوى اإلنفاق العام وفقا لما نادى به كنز عند حدوث أزمة الكساد‬
‫العالمي‪.‬‬
‫• قيام الحكومة بتخفيض الضرائب أو تقديم إعفاءات ضريبية األمر الذي سيؤدي إلى زيادة في‬
‫المداخيل وارتفاع ميل لالستثمار وبالتالي القوة الشرائية‪.‬‬

‫يمكن أن نظهر دور السياسة المالية التوسعية في تصحيح الفجوة االنكماشية كالتالي‪: 1‬‬

‫‪ AS‬االنكماشية ‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 02‬دور السياسة المالية لمعالجة الفجوة‬
‫‪P‬‬

‫‪AD2‬‬

‫‪AD1‬‬

‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪ ) 2‬الفجوة التضخمية‪ :‬كما نعلم فإن التضخم عبا ةر الزيادة الغير الطبيعية في األسعار مما يعني وجود‬
‫ارتفاع في المستوى العام لألسعار وتستخدم أدوات السياسة المالية في الحالة للمحاولة من خفض‬
‫مستوى الطلب الكلي بتقليل القدرة الشرائية لألفراد والمجتمع ككل وذلك بإتباع سياسة انكماشية ويمكن‬
‫توضيح استخدامها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬رفع مستوى الضرائب وبالتالي خفض حجم ا لدخل القابل لإلنفاق مما يؤدي إلى خفض الطلب‬
‫الكلي في االقتصاد األمر الذي يؤدي إلى خفض المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تخفيض مستوى اإلنفاق العام الذي يؤدي بفعل آلية المضاعف إلى تخفيض حجم االستهالك ويحد‬
‫من الطلب الكلي ويخفض مستوى األسعار‪.‬‬

‫‪ 1‬أسعد هللا داود ‪،‬األزمات النفطية والسياسة المالية في الجزائر دراسة على ضوء االزمة المالية العالمية‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دارهومهلنشر‪،‬الجزائر ‪،2013،‬ص‬
‫ص ‪. 185،186،187‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ت ‪ -‬استخدام كال السياستين زيادة ا لضرائب والتوسع فيها وخفض اإلنفاق العام والشكل‪ 1‬يوضح ذلك‪ .‬سياسة‬
‫مالية انكماشية عن طريق خفض اإلنفاق وزيادة الضرائب أدت إلى انتقال منحنى الطلب‬
‫‪1‬‬
‫الكلي‪.‬من‪AD1‬إلى ‪AD2‬وخفض أسعار من ‪P1‬إلى‪.P2‬‬

‫الشكل رقم ‪ :03‬يوضح الفجوة التضخمية ‪.‬‬

‫‪AS‬‬

‫‪P1‬‬

‫‪P2‬‬ ‫‪AD2‬‬ ‫‪AD1‬‬

‫‪Q2‬‬ ‫‪Q1‬‬

‫‪ ) 3‬دور الموازنة العامة في تحقيق التوازن االقتصادي ‪:‬من المهام األساسية للموازنة في المفهوم الحديث‬
‫أن تستهل عملية تقويم مقترحات المشروعات العامة ويمكن تعريف المشروعات العامة بأنها "وحدة‬
‫اقتصادية تملكها الدولة كليا أو جزئيا مستقلة عن الجهاز اإلداري للدولة تتولى إنتاج السلع والخدمات‬
‫حيث تعمل في نطاق األهداف االقتصادية واالجتماعية التي تسعى الدولة لتحقيقها " باإلضافة إلى‬
‫وضع صورة واضحة ألثار النشاط المالي للحكومة على حالة االقتصاد‪ .‬إن تخطيط االقتصادي ال‬
‫يخرج عن ك ونه تفكي ار منطقيا منظما بين كيفية توزيع الموارد االقتصادية المتاحة للمجتمع وبين‬
‫االستخدامات المختلفة من أجل تحقيق األهداف الوطنية للمجتمع خالل فت ةر زمنية ‪ .‬لقد أصبحت‬
‫الموازنة في الوقت المعاصر أداة من أدوات السياسة االقتصادية ‪،‬تستخدمها الحكومة للتأثير على‬
‫ا لنشاط االقتصادي من أجل تحقيق األهداف التي يسعى إليها المجتمع ‪.‬فمن المعتاد أن تكون الموازنة‬
‫متوازنة في بداية الفت ةر ولكن كثي ار ما ينتهي هذا التوازن إلى عدم توازن عند نهاية السنة المالية ‪،‬من‬
‫خالل هذه النقطة يبدأ االندماج االقتصادي للموازنة في التوازن االقتصادي الكلي‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التدخل المالي لدولة ونموذج التوازن االقتصادي‪.‬‬

‫اختلفت صور تدخل الدولة في االقتصاد من بلد إلى آخر ومن حقبة زمنية إلى أخرى ‪،‬بغرض تحقيق أهداف‬
‫متعددة ‪،‬تتدخل الحكومات في الحياة االقتصادية بأشكال مختلفة ‪،‬أهمها السياسة المالية ‪،‬تارة عن طريق‬
‫الضرائب والرسوم وتا ةر أخرى عن طريق اإلنفاق الحكومي‪ .‬وهذا ما سمي بالسياسة المالية لدولة من إعادة‬

‫‪ 1‬محمد العربي ساكر ‪،‬االقتصاد الكلي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار الفجر لنشر والتوزيع ‪،‬القاهرة ‪،2006،‬ص‪121‬ص‪. 122‬‬
‫‪ 2‬أسعد هللا داود ‪،‬نفس المرجع السابق‪.186،187،‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫توزيع الدخل وتوجيه االستثمار ودعم االستهالك عن طريق تحديد األسعار وتسمى سياسة إنفاقية ‪،‬وفرض‬
‫ضرائب ورسوم على نشاطات وإعفاء أخرى أو رفعها على موارد وتخفيضها ألخرى ويدعى بالسياسة الجبائية‪.1‬‬
‫كما تتدخل في تحديد سعر الصرف تا ةر لتطوير االستثمار وذلك بتدخلها في األسواق المالية وهذا ما يسمى‬
‫‪2‬‬
‫بالسياسة النقدية ‪،‬كما يمكنها قيادة المشاريع والنشاطات الهامة بنفسها‪.‬‬

‫العرض الكلي = الطلب الكلي‬

‫الدخل =االستهالك ‪ +‬االستثمار ‪+‬اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪Y = C + I + G … … )1‬‬
‫ولما كان الدخل الوطني عبارة عن الناتج الوطني مقوما في صورة نقدية فان الدخل الحقيقي الناتج يمكن تصوره‬
‫على أنه الفرق بين الدخل الوطني مطروحا منه االستقطاعات الضريبة (‪ )y-t‬وعندئذ نجد ‪:‬‬

‫‪C + C0 + a(y − t) … … . . ) 2‬‬

‫ولتبسيط نفترض أن االستثمار ذاتي أي مشتغل على مستوى الدخل فإن معادلة التوازن تصبح ‪:‬‬

‫‪𝐶0 + 𝑎(𝑌 − 𝑇) + 𝐼 + 𝐺 ..... ) 3‬‬

‫= ‪+G)Y‬‬
‫‪11‬‬
‫𝐼 ‪− 𝑎(𝐶0 − 𝑎𝑇 +‬‬

‫حيث أن (‪ )Y‬يمثل الدخل ‪ )0C(،‬االستهالك التلقائي ‪ a ،‬الميل الحدي لالستهالك ‪)T(،‬الضرائب ‪)I( ،‬‬
‫اإلنفاق االستثماري ‪ )G(،‬اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫والمالحظة هنا أن الحكومة يمكنها التأثير على مستوى الدخل الوطني عن طريق تعديل نسب‬
‫االستقطاعات الضريبية أو تعديل اإلنفاق العام ‪،‬أو تمارس االثنين معا‪ .‬ومنه يمكن للحكومة أن تختار أحد‬
‫السياسات المالية الثالثة التالية ‪:‬‬

‫✓ استخدام السياسة اإلنفاقية‪.‬‬


‫✓ استخدام السياسة الضريبية‪.‬‬
‫✓ استخدام السياستين معا كمؤثر على التوازن االقتصادي ‪ ،‬والجدير بالذكر أن كل سياسة من الثالث‬
‫لها آثار مختلفة على كل من تدخل الدولة في سوق السلع والخدمات وفي تحديد مستوى التوازن‬

‫‪1‬‬
‫ونادي رهيد‪،‬آلية تدخل الدولة في النشاط االقتصادي عبر سياستها المالية ‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية و إدارية ‪،‬العدد التاسع ‪،‬جامعة البليدة ‪،‬جوان‬
‫‪،2011‬ص‪.115‬‬
‫‪2‬‬
‫ونادي رهيد‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪.115‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫االقتصادي ولهذا نحاول أن نتعرض باختصار آلثار كل من هذه السياسات على نموذج التوازن‬
‫االقتصادي الكلي على النحو التالي ‪:‬‬

‫لدراسة هذا األثر نتطرق إلى الفرضيات التالية ‪:‬‬

‫• الموازنة العامة لدولة في حالة توازن‪.‬‬


‫• السلطات قررت زيادة اإلنفاق العام من أجل تحقيق معدل معين لنمو الدخل الوطني‪.‬‬
‫• حجم الموارد الضريبية محددة بحيث أن زيادة اإلنفاق ينجم عنه عجز في الموازنة‪.‬‬
‫• االقتصاد الوطني في مرحلة عدم التشغيل الكامل لجميع عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫عندئذ نجد أن الزيادة في اإلنفاق العام (‪ )∆G‬تؤدي بدورها الى زيادة في الطلب الكلي الفعال ‪،‬وبما أن‬
‫االقتصاد هو في مرحلة عدم التشغيل الكامل لجميع عوامل اإلنتاج فإن تلك الزيادة الطلب الكلي تؤدي الى‬
‫زيادة الناتج الوطني عن طريق رفع مستوى التشغيل لعناصر اإلنتاج ومنه ويمكن التعبير عن المستوى الجديد‬
‫لناتج الوطني كما يلي ‪:‬‬

‫‪Y+∆y=1(C0-aT+I+G+∆G)/(1-a(……... ) 4‬‬

‫نطرح المعادلة (‪ )3‬من المعادلة (‪)4‬‬

‫نحصل على (‪∆G=∆G/1-a......)5‬‬

‫وهو ما يعبر عن المضاعف البسيط لإلنفاق الحكومي وذلك إن الزيادة في اإلنفاق العام (‪ )∆G‬سيتتبعها‬
‫نمو مضطرد في الناتج الوطني (‪ ) ∆y‬وهذا مع افتراض بقاء العوامل األخرى على حالها‪ .‬إال أن هذا‬
‫‪1‬‬
‫الوضع قد يتحدد طبقا للحالة العامة لالقتصاد الوطني‬

‫خالصة الفصل‬

‫مــن خــالل هــذا الفصــل نســتخلص إن الحكومــة تعم ــل مــن خــالل سياســتها االقتصــادية والمتمثلــة فــي السياس ــة‬
‫المالية على تحقيق مجموعـة مـن األهـداف وذلـك بفضـل أدواتهـا المتمثلـة فـي السياسـة الضـريبية ‪،‬سياسـة اإلنفـاق‬
‫العام ‪،‬سياسة عجز الموازنة‪ .‬وفق آلية معينة بقصد إحداث توازن اقتصادي‪ .‬ومن بين األهداف التي تسعى إلى‬
‫تحقيقها هي إحداث توازن مالي واقتصادي‪ .‬كما الحظنا كيفية تدخل الدولة في النشاط االقتصادي عبر السياسة‬
‫الماليـة لمعالجــة الفج ـوات االقتصــادية (االنكماشــية – التضــخمية )فمــن اجــل تصــحيح الفجــوة االنكماشــية تعمــل‬

‫‪ 1‬ونادي رهيد‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص ‪.115‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري لسياسة المالية‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫علـى اتخـاذ السياســة الماليـة التوســعية‪ ،‬التـي تتحقـق مــن خـالل زيــادة النفقـات العامـة وتخفــيض الضـرائب وعجــز‬
‫الموازنـة بهـدف تنشـيط الطلــب الكلـي أمـا لمعالجـة الفجــوة التضـخمية تعمـل علـى إتبــاع سياسـة انكماشـية أمـا عــن‬
‫طريق رفع مستوى الضرائب وبالتالي خفض حجم الدخل القابل لإلنفاق مما يؤدي إلى خفض الطلب الكلي فـي‬
‫االقتصـاد األمـر الـذي يـؤدي إلــى خفـض المسـتوى العـام لألسـعار‪ .‬أو تخفــيض مسـتوى اإلنفـاق العـام الـذي يــؤدي‬
‫بفعــل آلي ــة المضــاعف إل ــى تخف ــيض حجــم االس ــتهالك ويح ــد مــن الطل ــب الكل ــي ويخفــض مس ــتوى األس ــعار‪ ،‬أو‬
‫استخدام كال السياستين زيادة الضرائب والتوسع فيها وخفض اإلنفاق العام‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصـل الثاني‬
‫مفاهيم والنظريات‬
‫المفسرة للنمو االقتصادي‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪.‬‬
‫سنحاول من خالل هذه الفصل التطرق لمفاهيم النمو االقتصادي وكذا التعرض لمجمل النظريات‬
‫المفسر للنمو االقتصادي اذ لم تحظى هذه األخير باهتمام كبير من قبل كتاب علم االقتصاد إل افي الوقت‬
‫قريب فقد القتصاديين الكالسيك أمثال ادم سميث ودافيد ركاردو وتومس مالثوسو االقتصاديين بعده من‬
‫أمثال شومب يتر وفرانك كينج ‪ ،...‬قدموا أفكار التي تظهر في النظرية النيوكالسيكية للنمو االقتصادي‪ .‬وجاء‬
‫بعدهم هاردوودومار بإعطاء تحليل كينزي جديد لتفسير عناصر النمو القتصادي مستند في ذلك بدوال‬
‫اإلنتاج إلظهار أن النظام لرأسمالي غير مستقر بطبيعته‪ .‬من اجل اإللمام بهذا الجانب قمنا بتقسيم الفصل‬
‫الى مبحثين تناولنا في المبحث األول إلى المفاهيم النمو االقتصادي ‪ ،‬وضمن المبحث الثاني تحدثنا عن‬
‫النظريات المفسر للنمو االقتصادي ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النمو االقتصادي‪.‬‬


‫تطرقنا في هذا المبحث إلى مفهوم النمو االقتصادي تعريف النمو االقتصادي‪ ،‬واإلشارة إلى أهم عوامل‬
‫ومعوقات النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف النمو االقتصادي وأنواعه ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬تعريف النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬النمو في اللغة هو الزيادة الشئ وتغي هر إلى حال أكبر أو أحسن وبشكل تلقائي أما التنمية فتتم بفعل قوى‬
‫وإجراءات تهدف إلى التغيير وتشمل الهياكل االقتصادية واالجتماعية والمؤسساتية ويتشارك كل من النمو‬
‫والتنمية في السعي لزيادة الناتج المحلي اإلجمالي وزيادة الموارد والعناصر المستخدمة في العملية اإلنتاجية‬
‫ورفع كفاءتها‪ ،‬إال أن هذه الزيادة تلقائية في حالة النمو االقتصادي ولكنها تحدث في التنمية مع تغيرات‬
‫‪1‬‬
‫هيكلية اقتصادية واجتماعية وفي التنظيمات والمفاهيم ألسلوب إدارة العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬النمو هو الزيادة المطردة أو المستمر في إنتاج بلد ما خالل فترة أو عدة فترات طويلة من الزمن‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبذلك‪ ،‬فأن النمو يختلف عن مجرد التوسيع ‪Expansion‬الذي يعني الزيادة في إلنتاج لفت ةر قصيرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬النمو االقتصادي يتمثل في زيادة حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي عبر الزمن‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف النمو االقتصادي على أنه الزيادة الحقيقية في الناتج القومي وفي نصيب الفرد من هذا الناتج‪،‬‬
‫خالل فترة زمنية معينة‪ 4‬؛ كما يعبر عن قد ةر األمة على عرض مختلف السلع للسكان بشكل متزايد هذه القد ةر‬
‫مبنية على التقدم التكنولوجي والتعديالن األيدلوجية والمؤسسية التي يتطلبها ذلك النمو‪.5‬‬
‫‪ -‬يعني النمو االقتصادي حدوث زيادة مستمرة في متوسط الدخل الفردي مع مرور الزمن‪6‬و المعبر عن‬
‫بالعالقة التالية ‪ :‬متوسط الدخل الفردي =الدخل الكلي ÷ عدد السكان‪.‬‬
‫أي أنه يشير لنصيب الفرد في المتوسط من الدخل الكلي للمجتمع وهذا يعني أن النمو االقتصادي ال يعني‬
‫مجرد حدوث زيادة في الدخل الكلي أو الناتج الكلي وإنما يتعدى ذلك ليعني مجرد حدوث تحسن في مستوى‬

‫‪ 1‬طاهر فاضل البياتي وخالد توفيق ا لشمري ‪،‬مدخل إلى علم االقتصاد (التحليل الجزئي والكلي) ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار وائل لنشر ‪،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪2009‬ص ‪.467‬‬
‫‪2‬مسعى محمد‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثارها على النمو ‪،‬مجلة الباحث –عدد‪ ،2012/10‬جامعة قاصدي مرباح ‪،‬ورقلة –الجزائر‪ ،‬ص‬
‫‪.150‬‬
‫‪3‬كربالي بغداد‪ ،‬حمداني محمد ‪ ،‬استراتيجيات والسياسات التنمية المستدامة في ظل التحوالت االقتصادية والتكنولوجية بالجزائر‪ ،‬مجلة علوم االنسانية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2010 ،45‬جامعة وهران ‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 4‬محمود يونس محمد ‪ ،‬عبد النعيم محمد مبارك ‪ ،‬أساسيات علم االقتصاد ‪ ،‬الدار الجامعية لنشر ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬كلية التجارة بجامعتي‬
‫اإلسكندرية وبيروت‪ ،‬ص ‪.403‬‬

‫‪ 5‬كامل رشيد علي التل ‪ ،‬أثر التعليم على النمو االقتصادي "حالة األردن " مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير(غير منشور) في االقتصاد ‪ ،‬جامعة‬
‫اليرموك‪ ،‬العراق ‪ ،1991 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 6‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2000 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪27‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫معيشة الفرد ممثال في زيادة نصيبه من الدخل الكلي‪ .‬وبالطبع فإن هذا ال يحدث إال إذا فاق معدل نمو‬
‫الدخل الكلي معدل النمو السكاني‪.‬‬
‫معدل النمو االقتصادي = معدل نمو الدخل – معدل النمو السكاني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وبالتالي لن يكون هذا المعدل موجبا‪ ،‬إال إذا كان معدل نمو الداخلي الكلي أكبر من معدل النمو السكاني‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أنواع النمو االقتصادي‪ :‬هناك ثالثة أنواع من النمو االقتصادي وهي ‪.‬‬
‫‪ 1‬النمو التلقائي أو الطبيعي‪ : SpontanousGrwth‬ذلك الذي ينتج من القوى الذاتية المتاحة لالقتصاد‬
‫دون االلتجاء إلى التخطيط على المستوى القومي‪ ،‬وعادة فإن مثل هذا النمو يكون بطيئا برغم من تعرضه‬
‫في بعض األحيان لتقلبات عنيفة في الفترة القصيرة‪ .‬يعني يحصل مع مرور الوقت باستمرار وجود تشكيلة‬
‫‪2‬‬
‫اجتماعية معينة‪.‬‬
‫‪ 2‬النمو العابر‪:TransimentGrwth‬فكما هو واضح من أسمه ليس لديه صفة الثبات وإنما يأتي استجابة‬
‫لوجود عوامل طارئة‪ ،‬عادة ماتكون خارجية‪ ،‬ال تلبث أن تنتهي وبانتهائها ينتهي النمو الذي أحدثته‪ .‬أال أن‬
‫أثر هذا النمو يكون محدودا بسبب جمود اإلطار االجتماعي والثقافي في هذه الدول‪.‬‬
‫‪ 3‬النمو المخطط‪ : PlaunedGrwth‬فهو يحدث نتيجة عملية تخطيط شاملة لموارد ومتطلبات المجتمع‪.‬‬
‫ولذا ترتبط فاعليته ارتباطا وثيقاُ بقدرة المخططين وواقعية الخطط المرسومة وفاعلية التنفيذ والمتابعة ومشاركة‬
‫‪3‬‬
‫الجماهير في عملية التخطيط‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عوامل ومعوقات النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫اوال‪ :‬عوامل النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫توجد العديد من العوامل التي تحدد درجة النمو و التطور االقتصادي لبلد ما والتي تتمثل في العمل ‪ -‬رأس‬
‫‪4‬‬
‫المال ‪ -‬التقدم التقني‪.‬‬
‫العمل‪ :‬إن البحث عن أسباب النمو االقتصادي يرجع إلى القدرة ع لى االستثمار و التجديد من جهة‪ ،‬و القد رة‬
‫على استخدام الوسائل الجديدة والموارد المتوف ةر من جهة أخرى‪ ،‬و بالتالي نجد أنفسنا أمام مشكلتين‪ .‬المشكلة‬
‫األولى تتمثل في كمية العمل التي تبذلها اليد العاملة و هذه تقاس بسهولة أما المشكلة الثانية تتمثل في مها رة‬
‫اليد العاملة وكثافتها و نمط تنظيمها‪.‬‬
‫كمية العمل ׃ إن الحديث عن حجم السكان و مدى مساهمته في قوة العمل من األهمية بمكان ألنه يؤثر في‬
‫كمية أحد عناصر اإلنتاج (عنصر العمل)‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية ‪،‬اتجاهات حديثة في التنمية ‪،‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪11،12‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسين دخيل ‪،‬إشكاليات التنمية االقتصادية ا لمتوازنة "دراسة مقارنة " الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪، 2009،‬ص ‪.28‬‬
‫‪3‬‬
‫محمود يونس محمد و عبد النعيم محمد مبارك ‪،‬أساسيات علم االقتصاد ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.404، 403‬‬
‫‪ 4‬عزوز علي "الضغط الضريبي وأثره على النمو االقتصادي – دراسة حالة الجزائر خالل الفترة (‪.") .)2004- 1994‬مذكرة ماجستير جامعة (غير‬
‫منشور) الشلف ‪.2007 – 2006‬ص‪.57‬‬
‫‪28‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذا كان إسهام اإلضافات إلى عدد األفراد العاملين في شتى فروع اإلنتاج يرفع أو يخفض من مستوى دخل‬
‫الفرد‪ .‬ومن الناحية النظرية فإنه يمكن تصور خريطة تربط حجم السكان بمستوى الدخل‪ ،‬وبالتالي نستنتج من‬
‫واقع هذه العالقة بين السكان و الدخل أن ثمة هناك حجما أمثال للسكان كما يوضح الشكل التالي׃‬
‫‪1‬‬
‫الشكل رقم (‪ )04‬׃العالقة بين السكان و الدخل‪.‬‬
‫متوسط الدخل الفردي‬
‫بالدوالر‬
‫قلة عدد‬ ‫كثرة‬
‫السكان‬ ‫عدد‬
‫السكان‬

‫السكان بماليين النسمة‬

‫المصدر ׃ عزوز على "الضغط الضريبي و أثره على النمو االقتصادي ‪-‬دراسة حالة الجزائر خالل‬
‫الفترة(‪.") 2004 – 1994‬مذكرة ماجستير جامعة الشلف ‪. 2007 – 2006‬ص‪.58‬‬
‫يوضح الشكل أن هناك عالقة طردية بين معدل نمو السكان ومعدل النمو االقتصادي إلى حد معين و هو‬
‫نقطة الذروة في الشكل(‪ )0‬التي تمثل الحجم األمثل للسكان الذي يوافق معدل النمو األمثل التي يشهدها‬
‫اقتصاد ما من خالل نقص نصيب الفرد من الدخل الوطني وهذا ما يفسر في الواقع االقتصادي في‬
‫السياسات السكانية التي تنتهجها‪.‬‬
‫نوعية رأس المال البشرية ׃ يلعب التنظيم المتقدم والتدريب الفني الجيد دو ار كبي ار في زيادة الناتج الكلي‬ ‫أ‪-‬‬
‫ومن ثم زيادة متوسط ما يحصل عليه الفرد من ذلك و قد أثبتت الدراسات العلمية أن مستوى اإلنتاج‬
‫بالمؤسسات تزداد مع انخفاض درجة األمية وارتفاع المهارة التقنية و اإلدارية و ترتبط نوعية العمل ايجابيا مع‬
‫صحة السكان وطول أعمارهم وبطبيع ة الحال هذه أمور مرغوبة كأهداف في حد ذاتها زيادة عن انعكاسها‬
‫الجيد على اإلنتاج و اإلنتاجية‪.‬‬
‫• رأس المال ׃ يعتبر رأس المال من حيث مدى توفره ومعدل تراكمه من المحددات األساسية للطاقة‬
‫اإلنتاجية في المجتمعات و لمعدالت تغيرها ومن ثم في مستوى التقدم الذي بلغته ومعدل النمو يستحدث‬
‫فيها‪ .‬و يتم تقسيم رأس المال إلى نوعين‪:‬‬
‫رأس المال اإلنتاجي ׃ وهو عبارة عن اآلالت و المعدات التي تستخدم في العملية اإلنتاجية وتساهم‬ ‫•‬
‫بصو ةر مباشرة في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع السابق‪.‬ص‪.57‬‬

‫‪29‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رأس المال االجتماعي ׃ هي عبارة عن البنية األساسية في المجتمع من طرق و شبكات المياه ووسائل‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫المواصالت وتساهم بطريقة غير مباشرة في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التكنولوجيا و التنظيم ׃ إن البحث عن أسباب النمو يرجع إلى التقدم الذي بدوره يتبع التقدم العلمي‬
‫والجهد المبذول إلدراجه و إدماجه في مرحلة اإلنتاج والتوزيع حيث أن وجود نظام شامل للتعليم والتدريب‬
‫وخلق بيئة مناسبة للبحث العلمي من شأنهما أن يساعدا على خلق وتطبيق التكنولوجيا الحديثة والجدول‬
‫التالي يبن تخصيص اإلنفاق الحكومي على أعمال البحث ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )01‬متوسط نسبة تخصيص اإلنفاق على البحث والتطور بالنسبة لبعض الدول والمناطق‬
‫خالل الفترة (‪.)2000- 1995‬‬
‫بعض الدول اآلسيوية النامية‬ ‫دول أمريكا الالتينية‬ ‫دول االتحاد األوربي‬ ‫الو م أ‬ ‫المناطق‬
‫‪% 0.01‬‬ ‫‪% 0.02‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫نسبة اإلنفاق الحكومي من ‪% 4.3‬‬
‫الناتج المحلي الخام‬
‫المصدر‪ :‬عزوز علي "الضغط الضريبي وأث هر على النمو" مرجع سابق ص ‪.58‬‬
‫و مما ال شك فيه أن التقدم الفني شرط أساسي للتقدم االقتصادي و أن االفتقار إلى طبقة المنظمين هو‬
‫التفسير األساسي لغياب عملية اإلنماء السريعة في الدول النامية‪.‬‬
‫األرض والموارد الطبيعية‪ :‬إن عامل األرض من حيث المساحة والنوعية و ما تخزنه من موارد باطنية‬ ‫•‬
‫له دور كبير في عملية النمو والتطور االقتصادي و يعتبر هذين العاملين من أقدم التفسيرات المقدمة إلظهار‬
‫أسباب االختالفات فيما بين الطاقة اإلنتاجية في مختلف المجتمعات و من ثم مستويات المعيشة‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معوقات النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫تتلخص معوقات النمو االقتصادي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬النمو الديموغرافي‪ :‬يمثل العامل الديموغرافي أحد العوائق األساسية التي تقف في طريق النمو‬
‫االقتصادي للدول المتخلفة إذ أن نمو السكان بمعدالت سريعة و متزايدة في معظم هذه الدول يلغى أثر‬
‫الزيادة في اإلنتاج و الدخل فال يجني هؤالء السكان ثمار الجهود المبذولة في مجال النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ) 2‬مشكلة تكوين رأس المال‪ :‬يعتبر تكوين رأس المال العامل الرئيسي المحدد للنمو االقتصادي‪ .‬حيث‬
‫يالحظ أن كل من عنصري تكوين رأس المال و هما االدخار من جانب عرض رأس المال و االستثمار من‬
‫جانب الطلب على رأس المال يشوبه الضعف و القصور في دول العالم الثالث‪ .‬حيث أن جانب العرض‬
‫ضعيف بسبب ضعف الدخل القومي وبالتالي ضعف القدرة االدخارية‪ .‬أما جانب الطلب على رأس المال فإن‬
‫االستثمارات قاصرة على تحقيق النمو بالمعدالت السريعة‪ ،‬نظ ار لصغر حجم السوق‪.‬‬

‫‪ 1‬عزوز علي "الضغط الضريبي وأثره على النمو االقتصادي ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬ص‪.57‬‬
‫‪2‬عزوز علي‪ ،‬نفس المرجع ص ‪58‬‬
‫‪30‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ) 3‬التخلف التكنولوجي‪ :‬كل الدالئل تشير إلى هبوط مستوى التكنولوجيا في الدول المتخلفة و أن الهوة قد‬
‫اتسعت بين هذه الدول و الدول الصناعية المتقدمة‪ .‬و ذلك ألن الخبرة الفنية لم تمس إال قطاعات قليلة و‬
‫‪1‬‬
‫معينة‪ .‬باإلضافة إلى أن استيعاب األساليب الفنية الجديدة عملية شاقة ومكلفة وتعترضها صعوبات عديدة‪.‬‬
‫‪ ) 4‬ضعف المستوى التعليمي‪ :‬مما ال شك فيه أن مستوى التعليم يرفع من كفاءة عنصر العمل بمختلف‬
‫أنواعه و لهذا ينصح للدول النامية باالستثمار في التعليم لما له من تأثير مباشر و كبير في الرفع من‬
‫معدالت النمو االقتصادي‪ .‬ذلك ألن النقص في ال تعليم بأنواعه المختلفة يشكل عائق خطير للنمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ) 5‬ضعف الخدمات الصحية و انتشار األمراض‪ :‬لقد تبين أنه كلما تحسنت األحوال الصحية للعمال كلما‬
‫انخفض هدر الوقت من جهة وزاد الجهد المبذول من جانب األفراد العاملين من جهة أخرى‪.‬‬
‫و عليه فإن انتشار اآلفات و األمراض الفتاكة بكث ةر في مجتمع من شأنه أن يعرقل حركة التطور االقتصادي‬
‫من خالل التأثير على معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫الفساد اإلداري و المالي‪ :‬تشير الكثير من الدراسات إلى أنه للفساد اإلداري و المالي أثار سلبية على النمو‬
‫االقتصادي وذلك عبر قنوات متعددة أولى هذه القنوات هي خفض معدالت االستثمار و من ثم خفض حجم‬
‫الطلب الكلي و من خالله ينخفض معدل النمو االقتصادي‪ .‬أما القناة الثانية متعلقة بالتشوهات التي يحدثها‬
‫‪2‬‬
‫الفساد اإلداري في وجه النفقات الحكومية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات المفسرة للنمو االقتصادية‪.‬‬
‫تطرقنا في هذا المبحث الى النظريات المفسر للنمو االقتصادي عبر مختلف المدارس االقتصادي ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬نظرية النمو الكالسيكية ‪.‬‬
‫كانت نظريات النمو وتوزيع الدخل بين األجور واألرباح الشغل الشاغل لكل االقتصاديين‬
‫الكالسيك مثل (آدم سميث ‪،‬دافيد ريكاردو ‪ ،‬روبرت مالتوس‪ ،)....‬وقد استند التحليل الكالسيكي على‬
‫فرضيات عديدة أهمها الملكية الخاصة ولمنافسة التامة وسيادة حال االستخدام الكامل للموارد والحرية الفردية‬
‫في ممارسة النشاط واتجه الفكر الكالسيكي للبحث عن أسباب النمو الطويل األجل في الدخل القومي معتمدا‬
‫على أسلوب التحليل االقتصادي الجزئي‪، 3‬ولم يتم إعطاء اهتمام يذكر بما يحصل خالل اآلجل القصير من‬
‫توزيع للموارد على االستخدامات المختلفة‪ ،‬والكيفية التي يقوم فيها المستهلكون والمنتجون باتخاذ ق ارراتهم‬
‫‪4‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬أفكار النظرية الكالسيكية‪:‬‬

‫‪1‬حسين عمر‪ ،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪،.‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ص‪55.49.45‬‬
‫‪ 2‬حسين عمر‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪55.49.45‬‬
‫‪3‬بلوفي محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،،‬صص ‪186،187‬‬
‫‪ 4‬فليح حسن خلف ‪ ،‬التنمية وتخطيط االقتصادي ‪ ،‬جدار للكتاب العالمي ‪،‬علم الكتب الحديث ‪ ،‬االردن ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2006 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪31‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ . 1‬اعتقد الكالسيك أن اإلنتاج هو دالة لعدد من العوامل وهي العمل ‪،‬رأس المال ‪،‬الموارد الطبيعية والتقدم‬
‫التكنولوجي ‪،‬والتغير في اإلنتاج (النمو) يتحقق عندما يحصل تغير في أحد هذه العوامل أو جميعها‪ ،‬ومتغي ةر‬
‫‪،‬ولهذا فإن عملية اإلنتاج في ألراض الزراعية تخضع لقانون تناقص الغلة ‪،‬ولكن صحة التحليل المذكور هي‬
‫رهن افتراض ثبات الفن اإلنتاجي ورأس المال المستخدم ‪.‬‬
‫‪ . 2‬اعتقد الكالسيك بوجود عالقة بين النمو السكاني والتراكم الرأسمالي ‪،‬حيث أكدوا بأن تزيد التراكم‬
‫الرأسمالي يؤدي إلى تخفيض تكوين رأس المال ‪.‬‬
‫‪ . 3‬اتجاه األرباح نحو االنخفاض ‪ :‬إذ يقولون أن األرباح ال تزداد بشكل مستمر بل تتجه إلى االنخفاض‬
‫عندما تشتد المنافسة لزيادة التراكم الرأسمالي ‪،‬والسب طبقا آلدم سميث هو زيادة األجور الناجمة عن المنافسة‬
‫فيما بين الرأسماليين ‪.‬‬
‫‪ . 4‬يعتقد الكالسيك بأنه عند وجود السوق الحرة فإن اليد الخفية من شأنها أن تعظم الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ . 5‬حالة الثبات ‪ :‬إذ أن كل مفكري النظرية الكالسيكية يتصورون ظهور حالة الركود والثبات كنهاية لعملية‬
‫‪1‬‬
‫التراكم الرأسمالي ‪،‬وذلك بسبب ندرة الموارد الطبيعية والمنافسة فيما بين الرأسماليين ‪.‬‬
‫‪ ‬انتقادات النظرية الكالسيكية ‪:‬‬
‫‪-‬اإلدخارات تتوجه كلها لالستثمارات ‪ :‬يقول البعض بأنه ليس صحيحا أن كل االدخار يتوجه نحو‬
‫االستثمار‪ ،‬كما قال ‪ Schumpeter‬فإن االستثمار يمكن أن يزيد على االدخار من خالل االئتمان المصرفي‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬قوانين غير واقعية‪ :‬إن النظرة التشاؤمية لالقتصاديين الكالسيك والتي تؤكد عل أن نهاية التطور الرأسمالي‬
‫هي الركود استندت على قانون تناقص العوائد لألرض وعلى نظرية مالتوس لسكان‪ ،‬وقد قللوا من أهمية‬
‫التطور التكنولوجي في الحد من أثر تناقص العوائد‪ .‬كما أن عدد السكان لم ينمو بالمعدالت السريعة التي‬
‫افترضها ‪ ،‬وأن النمو اإلنتاجية في الزراعة كان أسرع من معدالت نمو السكان‪ ،‬وعليه فإن استنتاج‬
‫االقتصاديين الكالسيك حول الركود كان ضعيفا‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال النظرية للقطاع العام ‪ :‬يؤكد البعض بأن النظرية فشلت في إدراك أهمية الدور الذي يلعبه القطاع‬
‫العام في تعجيل التراكم الرأسمالي‪ ،‬وخاصة في الدول النامية حيث ال يوجد المنظمون الصناعيون ما يفرض‬
‫على الحكومة دو ار نشيطا كوكيل للتنمية في هذه الدول ‪.‬‬
‫‪-‬عدم صحة قانون ‪ say‬لألسواق ‪ :‬باستثناء مالتوس‪ ،‬فإن جميع االقتصاديين الكالسيك اعتبروا أن قانون‬
‫‪ say‬لألسواق هو جيد بالنسبة لالقتصاديات الحرة‪ ،‬حيث يكون العرض والطلب دائما متساويين‪ ،‬إال أن‬
‫‪ keynes‬أثبت أن قانون ‪ say‬قد اليكون صحيحا‪ ،‬حيث يمكن أن يحدث اختالل في التوازن بين بعض‬
‫العرض والطلب في السوق ‪.‬‬

‫‪ 1‬بلوفي محمد‪ ،‬أثر السياسة النقدية والمالية على النمو االقتصادي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪186،187‬‬
‫‪ 2‬معط هللا أمال‪ ،‬اثار السياسة المالية على النمو االقتصادي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪32‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬االجور ليست مرنة ‪ :‬تقوم النظرية الكالسيكية على افتراض أساسي وهو أن االجور مرنة تماما‪ ،‬إال أنه‬
‫في الواقع‪ ،‬من الصعب تخفيض االجور إلى أدنى من مستوى معين‪ ،‬ألن ذلك سيتم مقاومته من قبل نقابات‬
‫العمال‪ ،‬مما يتسبب في النزعات الصناعية‪ ،‬مثل هذه األحداث قد تعيق عملية النمو‬
‫‪ -‬مفاهيم خاطئة حول االجور واألرباح ‪:‬أظهرت التجربة العملية للنمو أن األجور لم تبق عند مستوى الكفاف‬
‫كما توقعت النظرية الكالسيكية‪ ،‬بل كانت هناك زيادة مستمرة في األجور النقدية ودون حصول انخفاض في‬
‫‪1‬‬
‫معدالت األرباح‪ ،‬كما أن االقتصاديات الناضجة والمنظورة لم تصل بعد إلى مرحلة الركود‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬النظرية النمو الكالسيكية الجديدة‪.‬‬
‫بينما اعتمدت المدرسة الكالسيكية على قانون ‪ say‬لتحليل النمو االقتصادي ‪،‬فإن العديد من االقتصاديين‬
‫المكونين للمدرسة الجديدة أمثال ‪Marshall،Alfred ،Walras ،Meger،Jevros‬اهتموا عوضا عن ذلك‬
‫بالمنفعة الحدية في تحديد أثمان عوامل اإلنتاج ‪،‬حيث تتم عملية تكوين رأس المال من خالل إحالله محل‬
‫العمل و بمعزل عن نظرية السكان ‪،‬اعتمادا على االدخار ‪،‬الذي يعتمد بدوره على سعر الفائدة ومستوى‬
‫الدخل ‪،‬في حين يتحدد االستثمار بسعر الفائدة بعالقة عكسية وباإلنتاجية الحديثة لرأس المال‪ ،‬كما يلعب‬
‫السكان والتكنولوجيا والتجارة الدولية دو ار مشجعا في توسيع اإلنتاج وتحيق النمو االقتصادي والذي يتضمن‬
‫ثالث أفكار ‪:‬‬
‫‪ ‬يتحدد معدل النمو اإلنتاج في المدى الطويل بمعدل نمو قوة العمل وإنتاجية والمحددة خارج النموذج‬
‫‪،‬كما أن معدل النمو مستقل عن معدل االدخار واالستثمار ‪ ،‬فكل ارتفاع في هذا األخير سيتم تعويضه إما‬
‫بالمعدل األعلى لنسبة رأس المال إلى الناتج‪ ، k/y‬أو بالمعدل المنخفض إلنتاجية رأس المال ‪،v/k‬بفرضية‬
‫تناقص عوائد رأس المال ‪.‬‬
‫‪ ‬معدل نمو دخل الفرد يتغير بتغير إ يجابا مع معدل االستثمار واالدخار وسلبا مع معدل نمو السكان ‪.‬‬
‫‪ ‬هناك عالقة سالبة لدى بلدان العالم بين ‪ v/k‬و ‪ k/y‬بسبب تقلبات االدخار (دالة االستهالك )‬
‫والتكنولوجيا (دالة اإلنتاج) ‪،‬بحيث أن البلدان الفقيرة التي تملك كميات قليلة من رأس المال تنمو أسرع من‬
‫البلدان الغنية التي تملك كميات كبي ةر منه ‪،‬وهو األمر الذي يؤدي إلى تقارب معدالت ودخل الفرد ومستويات‬
‫المعيشة فيما بين بلدان العالم المختلفة ‪.‬‬
‫من ناحية ثانية النظرية النيوكالسيكية)‪ (AMarshall-JClarck –Kwicksell‬أنه يمكن حدوث استمرارية‬
‫النمو بدون حدوث ركود وذلك ألن النمو االقتصادي ‪:‬‬
‫‪ ‬عملية مرتبطة ومتكاملة ومتوقفة ذات تأثير إيجابي متبادل ‪،‬يؤدي فيها نمو قطاع معين إلى دفع‬
‫القطاعات األخرى للنمو (الوافرات الخارجية ) ‪،‬ويؤدي نمو الناتج الوطني الى نمو فئات الدخل المختلفة من‬
‫أجور وأرباح‬

‫‪1‬معط هللا أمال‪ ،‬اثار السياسة المالية على النمو االقتصادي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.143‬‬

‫‪33‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬يعتمد على القدر المتاح من عناصر اإلنتاج في المجتمع ‪،‬فبينما يرتبط حجم القوى العاملة بالتغيرات‬
‫السكانية وحجم الموارد ‪،‬فإن سعر الفائدة يلعب دور الموجه لرؤوس األموال من خالل استقطاب مدخرات‬
‫السكان وتوجيهها نحو االستثمار مما يجعل النمو محصلة التفاعل بين التراكم الرأسمالي والنمو السكاني ‪،‬في‬
‫الوقت الذي يقوم فيه المنظم باستغالل التطور التكنولوجي بكيفية ال تسمح بحدوث الجمود في العملية‬
‫التطويرية وذلك بالتجديد واالبتكار‪.‬‬
‫‪ ‬النمو االقتصادي كالنمو العضوي ال يتحقق فجأة وإنما تدريجيا ‪،‬فيحدث أوال على المستوى الجزئي‬
‫وبتأثير متبادل مع المشاريع األخرى ‪ ،‬األمر الطي يتطلب التخصص وتقسيم العمل وحرية التجا ةر ‪،‬وذلك في‬
‫سبيل تحسين معدل التبادل الدولي في صالح البلد‪.‬‬
‫يعتبر ‪ Schumpeter‬من أبرز الكالسيكيين الجدد الذين اهتموا بحقل النمو‬ ‫**نموذج ‪:Schumpeter‬‬
‫االقتصادي ‪ ،‬حيث اعتبر اتجاه النمو غير مستمر‪ ،‬وأنما يصل بسرعة إلى حدوده بسبب وجود غير بيئة غير‬
‫مناسبة لالستثمار اإلبتكاري‪ ،‬كما أن للعوامل التنظيمية والفنية دو ار مهما في عملية النمو‪ ،‬حيث يؤدي خلق‬
‫منتج جديد وإجراء التحسينات المستمرة عليه إلى التنمية‪ ،‬وبالتالي فالنمو االقتصادي هو عملية تحدث م ةر‬
‫واحدة تبعا لظهور اختراعات وابتكارات جديدة تدخل في الميدان التجاري على شكل استثمارات جديدة تؤدي‬
‫فجأة إلى زيادة ملموسة في الدخل الوطني ‪.‬‬
‫**انتقادات النظرية النمو ل‪ :Schumpeter‬لكونها تستند على مجموع التغيرات االقتصادية واالجتماعية‬
‫وليس فقط على االبتكارات ‪ ،‬التي اعتباراتها من مهام المبتكر وحده في حين هي في الوقت الحالي من مهام‬
‫المؤسسات ذاتها التي أصبحت تنفق على البحث والتطوير ‪،‬وأن االئتمان المصرفي ال يكفي وحده لتمويل‬
‫االستثمارات ‪ ،‬بل يمكن تمويلها بالعجز إذا لم تكفي اإلدخارات و االستثمارات الحقيقية ‪ ،‬أو بواسطة أدوات‬
‫السوق المالي من أسهم وسندات وغيرها ‪ ،‬كما أنه ال يتوفر الكثير من البلدان النامية على المنظمين الذين‬
‫تعتمد عليهم نظريته في النمو ـ إضافة إلى أن االبتكارات وحدها ال تقود في األجل الطويل إلى التنمية بل‬
‫‪1‬‬
‫تحتاج إلى توليفة متنوعة من العوامل مثل الهياكل التنظيمية واإلدارية والعمل الماهر والدوافع والمحفزات‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬نظرية النمو الكينزية (نموذج هاردو –دومار)‪.‬‬
‫بعد ظهور مشكلة الكساد العالمي لسنة‪ ،1992‬وعجز النظرية الكالسيكية على تفسير ومعالجة هذه األزمة‪،‬‬
‫مما أدى إلى ظهور نظرية الكينزية ‪.‬‬
‫‪ ‬افتراضات النظرية الكينزية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن التوازن االقتصادي عند حالة عدم التشغيل الكامل‪ ،‬ويستمر ذلك لفترة طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن لالقتصاد أن يتوازن تلقائيا ‪ ،‬وأن حدث فسيكون ذلك في المدى البعيد وبتكلفة اجتماعية‬
‫باهضة‪.‬‬

‫‪ 1‬كبداني سيد احمد ‪ ،‬اثر النمو االقتصادي على عدالة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول العربية ‪ :‬دراسة تحليلية وقياسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص اقتصاد ‪ 2013- 2012 ،‬ص ص ‪.37،38،39‬‬
‫‪34‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬وجوب تدخل الدولة العتماد التوازن االقتصادي أو للحفاظ عليه ‪.‬‬


‫‪ -‬الطلب هو الذي يحدد العرض المناسب له وليس العكس ‪.‬‬
‫ومن أهم نموذج لنمو االقتصادي الذي يتبع النظرية فهو نموذج هاردو –دومار والموضح كما يلي‬
‫‪ ) 1‬نموذج هارود ‪-‬دومار‪HAROD- DOMAR D‬‬
‫يرجع هذا النموذج إلى أبحاث كل من االقتصادي رويهارود واالقتصادي إفيسيدومار ويعتبر مزيجا بين‬
‫األفكار الكينزية وأفكار التقليدين‪ ،‬وجاء هذا النموذج باألساس ليوجه إلى الدول النامية والدول التي تنخفض‬
‫فيها معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬إذا يهدف إلى تحديد معدل االدخار األنسب الذي من خالله يتحقق معدل‬
‫االستثمار الضروري الستهداف معدل نمو اقتصادي مرغوب فيه‪.‬‬
‫جاء نموذج هاردو ‪ -‬دومار بصفة أساسية لتحديد حجم التراكم الرأسمالي لالزم لتحقيق مستوى معين من النمو‬
‫االقتصادي ‪،‬وهذا التراكم الرأسمالي هو نتيجة لمعدل استثمار يتحدد تبعا لمعد ل االدخار‪ ،‬وهذا المعدل هو‬
‫الذي يهدف نموذج هارود ‪ -‬دومار لتحديده ‪.‬‬
‫حيث باعتبار أن الناتج هو دالة في رأس المال فقد يكون بالتالي‪𝑌 = 𝐾 ÷ 𝑉 :‬‬
‫حيث‪ V :‬معامل رأس المال ويعتبر معامل ثابت وهو مؤشر هام في نموذج هارود ‪ -‬دومار ‪،‬وتكمن أهميته‬
‫في أنه يقيس إنتاجية رأس الما ل أو االستثمار حيث من العالقة أعاله نجد 𝑌 ÷ 𝐾 = 𝑉‬
‫وينقسم معامل رأس المال إلى‪.‬‬
‫‪ -‬معامل رأس المال المتوسط ‪ :‬يعبر عن نسبة مخزون رأس المال ‪K‬إلى حجم الناتج ‪Y.‬‬
‫‪ -‬معامل رأس المال الحدي ‪ :‬وهو يقيس حجم رأس المال الضروري إضافة لرفع حجم الناتج (‪ )Y‬بمقدار‬
‫معين وهذا المعامل هو األهم في عملية النمو االقتصادي‪.‬‬
‫كباقي النماذج ينطلق نموذج هارود ‪ -‬دومار من مجموعة من الفرضيات كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االدخار هو نسبة من الدخل حيث ‪S =s.y:‬حيث‬
‫‪ s:‬الميل الحدي لالدخار ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫قوة العمل تنمو بمعدل ‪ n‬حيث‬
‫𝐿∆‬
‫=𝑛‬
‫𝐿‬
‫‪ -‬وجود فائض في أعمالة وندرة في رأس المال ‪.‬‬
‫ثبات معامل رأس المال حيث ‪:‬‬
‫𝐾 𝐾∆‬
‫=‬
‫𝑌 𝑌∆‬
‫ويقوم هذا النموذج على دالة إنتاج ليونيتيف أو دالة معامالت اإلنتاج الثابتة كما يلي ‪:‬‬
‫)‪ Y=F(K.L)+min(AK.BL‬حيث‪ B>0 :‬و‪ A>0‬وهما ثابتان ‪.‬‬
‫ويرى نموذج هارود –دومار أن حجم الناتج (‪ )Y‬هو دالة في رأس المال فقط حيث تصبح دالة اإلنتاج دالة‬
‫خطية في رأس المال كما يلي‪Y= K/V=A.K.........1 :‬‬
‫‪35‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث ‪ A=1/V:‬معامل رأس المال وهو ثابت باالفتراض ‪.‬‬


‫وإذا كان رأس المال يهتلك بمقدار 𝛿 ونمو السكان بالمقدار ‪ n‬فإن االهتالك الفعلي لرأس المال هو‬
‫)𝑛 ‪=I-(𝛿 +‬‬ ‫‪∆K:‬‬ ‫)𝛿 ‪(𝑛 +‬بالتالي نجد‬
‫∆ ⇒‪K=SY-(𝛿 + 𝑛)𝐾 … … … … … 2.‬‬
‫وباعتبار أن النمو االقتصادي هو عبارة عن التغير في حجم النتائج نجد انطالقا من المعادلة‪1‬‬
‫𝑣‪∆𝑌 = ∆𝐾/‬‬
‫𝐾∆ 𝑌∆‬
‫= ‪⇒g‬‬ ‫=‬ ‫‪… … … … … .3‬‬
‫𝑌‬ ‫𝑌 ‪𝑣.‬‬

‫= ‪.g‬‬
‫‪∆Y‬‬
‫‪Y‬‬
‫=‬
‫‪sY−(δ+n)K‬‬
‫‪v∗Y‬‬
‫وبتعويض المعادلة‪2‬في‪3‬المعادلة نجد ‪..............4‬‬
‫‪Δ𝑦 s‬‬
‫‪g‬‬ ‫=‬ ‫‪= − (𝛿 + 𝑛) … …… ….5‬‬
‫‪y v‬‬
‫وتشير هذه المعادلة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن االدخار هو العامل الرئيسي في عملية النمو االقتصادي ‪،‬بحكم أنه من خالله يتحدد معدل‬
‫االستثمار الذي يوفر التراكم الرأسمالي المحدد لعملية اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الحد من معامل رأس المال الحدي ‪،‬إي الرفع من كفاءة وفعالية اآلالت والمعدات ‪،‬إذ أن‬
‫ارتفاعه يؤثر سلبا على النمو االقتصادي والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ -‬األثر السلبي الرتفاع معدل نمو السكان و إهتالك رأس المال ‪.‬‬
‫ويرى كل من هارود و دومار أن تحقيق نمو اقتصادي متوازن أي يكون نمو الطلب مساوي إلى نمو‬
‫العرض غير ممكن‪ ،‬وذلك االستثمار المحقق غالبا ما ال يتساوى مع االستثمار المرغوب حيث أنه ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان االستثمار المحقق أكبر من االستثمار المرغوب‪ ،‬فذلك يعني أن حجم إنتاج يفوق حجم الطلب‬
‫وذلك ما يؤدي إلى كساد وهذه حالة نادرة الحدوث بحكم نقص الموارد في غالب األمر ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان االستثمار المرغوب أكبر من االستثمار المحقق فذلك يعني أن حجم الناتج يكون أقل من حجم‬
‫الطلب‪ ،‬وذلك ما يؤدي إلى تضخم ‪،‬وهذه حالة السائدة في معظم االقتصاديات‪ ،‬وذلك يرجع إلى نقص الموارد‬
‫‪1‬‬
‫المتاحة مقارنة بالموارد الالزمة والمطلوبة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى بفجوة التمويل ‪.‬‬

‫‪ ‬انتقادات النموذج ‪:‬‬


‫‪ -‬إن فرضية ثبات الميل الحدي لالدخار ومعدل رأس المال الناتج غير واقعية ‪،‬حيث يمكن أن يتغير في‬
‫المدى الطويل األمر الذي يؤدي إلى تغير متطلبات النمو المستقر ‪.‬‬

‫‪1‬بودخدخكريم ‪ ،‬أثر ال سياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪ ،2009- 22001‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫الماجستير ‪ ،‬تخصص ‪ :‬نقود ومالية ‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم ‪ ،‬الجزائر‪ ،2010/2009 ،‬ص ص ‪.116- 114‬‬
‫‪36‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إن فرضية ثبات نسب استخدام كل من رأس المال والعمل غير مقبولة لتفسير النمو الطويل األجل‬
‫لالقتصاد ‪،‬وذلك بسبب إمكانية اإلحالل فيما بينهما وتأثيرات التقدم التقني‪.‬‬
‫‪ -‬إن النموذج لم يهتم باحتمال تغير مستوى األسعار أو أسعار الفائدة ‪،‬حيث أن افتراض ثبات مستوى‬
‫األسعار هو غير واقعي ‪،‬ونتيجة لهذا االفتراض ‪،‬يمكن اع تبار أن العوامل الحقيقية فقط هي التي تؤثر على‬
‫النمو االقتصادي ‪،‬وذلك على الرغم من أن ‪ Hicks‬يرى بأن العوامل النقدية تلعب دو ار حاسما ومهما للغاية‬
‫في سياق النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬إن فرضية المساواة فيما بين معامل رأس المال والمعامل الحدي لرأس المال الناتج غير واقعية ‪،‬‬
‫وخصوصا إذا دخل رأس المال مرحلة تناقص العوائد ‪.‬‬
‫‪ -‬يفترض نموذج ‪ HAROD- DOMAR D‬عدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ‪،‬وبالتالي فهو ال‬
‫يعطي أي أهمية للسياسة المالية ‪،‬في حين أنه في معظم الدول وخاصة الدول النامية ‪،‬فإن الحكومة تلعب‬
‫دو ار حاسما كوكيل للنمو‪.‬‬
‫‪ -‬يتجاهل هذا النموذج دور التجارة الخارجية ‪،‬فهو يقوم على افتراض وجود اقتصاد مغلق ‪،‬ألنه في معظم‬
‫دول العالم ‪،‬تلعب التجارة الخارجية دو ار ملحوظا في سياق النمو والتنمية ‪،‬وبالتالي فإن المناسب تجاهل هذا‬
‫‪1‬‬
‫الجانب ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬نظرية النمو الداخلية (المعاصرة) ‪.‬‬
‫تؤس س نظرية النمو الداخلي للعالقة االيجابية بين التجارة الدولية والنمو االقتصادي طويل األجل والتنمية‬
‫فهي تبحث ف تقليص العوائق التجارية‪ ،‬وتسرع معدالت النمو االقتصادية والتنمية في األجل الطويل‪ ،‬من‬
‫خالل استيعاب الدول النامية للتكنولوجيا المتطورة في الدول المتقدمة بمعدل أسرع ‪ ،‬وزيادة المنافع المتدفقة‬
‫من األبحاث والتطوير وتحقيق اقتصاديات الحجم في اإلنتاج‪ ،‬وتقليل تشوهات األسعار بالشكل الذي يقود إلى‬
‫كفاءة أكبر الستخدام الموارد المحلية في القطاعات االقتصادية‪ ،‬وتحقيق تخصص وكفاءة اكبر في إنتاج‬
‫المدخالت الوسيطة وتقديم منتجات وخدمات جديدة‪.‬‬
‫بناء على ذلك ومع منتصف الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬ظهر فكري مستقل عن تلك االفتراضات‪ .‬فمثال‬
‫ركز ‪ P.Romer‬على أهمية البحث والتطوير‪ ،‬بينما ركز ‪ Lucas‬على رأس المال البشري في بناء نموذجه‪،‬‬
‫في حين ركز ‪ Barro‬على البنى التحتية والنفقات الحكومية‪ ،‬وركز آخرون على االنفتاح االقتصادي ودوره‬
‫في النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ ‬نموذج ‪)1990(BARRO‬‬
‫يبين هذا النموذج ‪ ،‬أن النشاطات الحكومية هي مصدر للنمو الداخلي ‪ ،‬حيث أنه يفترض أن الحكومة تشتري‬
‫جزء من اإلنتاج الخاص ‪،‬وتستعمل مشترياتها من أجل عرض الخدمات العمومية مجانا إلى المنتجين‬

‫‪1‬معط هللا آمال ‪ ،‬أثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة لحالة الجزائر ‪ ،2012- 1970‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪37‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخواص ‪.‬وباستعمال هذه السلع فإن المؤسسة النخفض الكميات األخرى ‪،‬باإلضافة إلى كل مؤسسة تستعمل‬
‫مجمل السلع ‪،‬ويؤكد على أن النشاطات المرتبطة بهذا النوع من الفرضيات محدودة ‪،‬ويفترض أن دالة اإلنتاج‬
‫‪1‬‬
‫للمؤسسة تأخذ الشكل التالي ‪:‬‬
‫𝑎‪=𝐴1−‬‬
‫𝑖‬ ‫𝑖𝑌)‪𝐾𝑖𝑎 𝐺 1−𝑎 ⟶ 0 < 𝛼 < 1 … … … … … … (1‬‬
‫حيث ‪:‬المر دودية الحدية لرأس المال الخاص متناقصة ‪،‬أما المر دودية المشتركة لرأس المال والنفقات‬
‫العمومية فهي ثابتة ‪،‬مع افتراض ثبات ‪. L‬وبالنسبة لمؤسسات فالنفقات العمومية تعتبر بالنسبة لها عوامل‬
‫إنتاج خارجية معطاة وبدون تكلفة وتمويلها يكون من خالل االقتطاعات الجبائية‪.‬‬
‫يعتمد نموذج باروه في النتائج التي توصل إليها على معادلة التوازن بالنسبة لسوق السلع والخدمات ‪:‬‬

‫)‪𝑌 = 𝐶 + 𝐼 + 𝐺 = 𝐶 + 𝐾 + 𝛿𝐾 + 𝐺 … … … … … … … (2‬‬

‫حيث أن ‪ :I:‬االستثمار ‪ :C،‬االستهالك ‪ :G،‬اإلنفاق الحكومي ‪.‬‬


‫وبافتراض أن الحكومة توازن ميزانياتها بفرض ضريبة على الناتج الكلي بمعدل ثابت ‪t‬إذن ‪:‬‬
‫‪T=G=tY‬‬
‫وبالتالي يكون الدخل المتاح بالنسبة للعائالت ‪) 1-t(Y‬وبناء على ذلك فإن دالة االستهالك تصبح على‬
‫الشكل التالي ‪:‬‬
‫(‪C=(1-s)(1-t(Y………….)3‬‬
‫بتعويض المعادلة (‪)3‬في المعادلة (‪)2‬تصبح لدينا ‪:‬‬
‫(‪Y=(1-s)(1-t)Y+K+G+𝐾𝛿………)4‬‬
‫وبماأن‪ T=G=tY‬فأن المعادلة (‪ )4‬تصبح على الشكل التالي ‪:‬‬
‫=‪(1-s)(1-t)Y+K+G+𝑡𝑌 + 𝐾𝛿𝑌 =⇒Y-(1-s)(1-t)Y-tY=K+K𝛿 ⇒Y‬‬ ‫(‪......)5‬‬
‫𝐾𝛿‪𝐾 +‬‬
‫)𝑡‪𝑠(1−‬‬
‫بتعويض ‪ tY‬مكان ‪G‬في المعادلة رقم (‪ )1‬فتتحصل على المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪Y==𝐴𝐾 𝑎 .𝐿1−𝑎 .𝑡 1−𝛼 𝑌1−𝛼 AL1−α k a (𝑡𝑌)1−a‬‬
‫𝛼𝑌 𝛼‪=𝐴𝐿1−𝛼 .𝐾 𝛼 .𝑡 1−‬‬
‫𝛼‪1−‬‬ ‫𝛼‪1−‬‬
‫𝑙‪⇒Y=𝐴1/𝛼 k .‬‬ ‫𝛼‬ ‫𝑡‪.‬‬ ‫𝛼‬ ‫)‪… … … … … … … … … … … … … … … … (6‬‬
‫وبمساواة المعادلة (‪ )6‬مع المعادلة (‪ )5‬نجد أن ‪:‬‬
‫∗‬
‫𝑘𝛿 ‪𝑘 +‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1−α 1−α‬‬ ‫‪k ∗ + δk‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1−α 1−α‬‬
‫‪= Aα K . L α 𝑡 α‬‬ ‫⇒‬ ‫‪= 𝐴α . L α t α‬‬
‫)‪s(1 − t‬‬ ‫)‪k. s(1 − t‬‬

‫‪ 1‬ضيف أحمد ‪ ،‬اثر السياسة المالية عل النمو االقتصادي المستدام في الجزائر‪،2012- 1989‬اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص نقود‬
‫ومالية‪ 2015- 2014 ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪38‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬ ‫‪1−α 1−α‬‬


‫∗𝑘‬
‫⇒‬ ‫‪= s(1 − t). Aα L‬‬ ‫‪α‬‬ ‫𝑡‬
‫‪α‬‬ ‫)‪− δ … … … … … … … . . (7‬‬
‫‪k‬‬
‫بما أن الدولة تقوم بتحديد معدل الضريبة الذي يسمح لها بتحديد حجم اإلنفاق الكلي ومعدل النمو لالقتصاد‬
‫‪،‬أي معدل الضريبة الذي يعظم النمو وذلك وفق العالقة التالية ‪:‬‬
‫∗‬
‫𝛼‪1−‬‬ ‫𝛼‪1−‬‬ ‫𝛼‪1−‬‬ ‫]‪𝜕[ k ⁄k‬‬
‫𝑡‪=[-‬‬ ‫𝑡)‪(1-t‬‬ ‫𝐿𝐴𝑠]‬ ‫‪=0‬‬
‫𝛼‪1+‬‬ ‫‪−1‬‬
‫𝛼‬ ‫‪+‬‬ ‫𝛼‬ ‫𝛼‬
‫𝛼‬ ‫‪∂t‬‬
‫‪(1-t)⇒𝑡 =1-α‬‬
‫𝛼‪1−‬‬
‫=‪⇔t‬‬ ‫∗‬
‫𝛼‬
‫تدل هذه النتيجة على أن الدولة تستطيع أن تقوم بتثبيت جزء ثابت من النفقات المخصصة للمنشآت القاعدية‬
‫والتي يعبر عنها بالعالقة ‪:‬‬
‫∗)𝑌‪𝑡 ∗ = 1 − 𝛼(𝐺⁄‬‬
‫ومن خالل البراهين المتعلقة بحساب معدالت النمو ‪،‬والتي يقتضي فرض معدالت معينة من الضرائب ‪،‬وكذا‬
‫ترشيد النفقات المتعلقة بالمنشآت القاعدية ‪،‬تبعا لذلك يقتضي تدخل حتمي للسلطات العمومية ‪ ،‬من أجل‬
‫تحقيق معدالت نمو مثالية وفق سياسة اقتصادية رشيدة ‪.‬حيث بيان بارو في هذا الصدد أهمية تدخل الدولة‬
‫بافتراض أنه عليها فالبداية تثبيت حجم النفقات العمومية المساوية ل 𝛼 ‪ 𝐺⁄𝑌 = 1 −‬وتقوم بالتالي‬
‫باقتطاع ضريبة جزافية على جميع المداخيل والمساوية ل ‪ G‬من أجل تمويل جميع نفقاتها‪.1‬‬
‫‪ ‬نموذج ‪.1991Rebelo‬‬
‫إن الحفاظ على المعدالت المترفعة للنمو في المدى البعيد هو الذي أرق االقتصاديين النيوكالسيك وذلك‬
‫بسبب تناقص اإلنتاجية الحدية وخاصة لرأس المال‪ ،‬ولهذا افترض ‪ 1991 Rebelo‬في نموذجه إلغاء‬
‫فرضية تناقص اإلنتاجية الحدية‪ ،‬أي( ‪ ،)∝= 1‬والتي تأخذ الشكل الخطي البسيط التالي ‪:‬‬
‫‪𝑌 = 𝐴𝐾 … … . .1‬‬
‫وحيث‪ A :‬ثابت موجب يعكس المستوى التكنولوجي‪ ،‬بينما تمثل ‪K‬رصيد رأس المال الموسع (المادي‬
‫والبشري )‪.‬‬
‫إن دالة اإلنتاج في نموذج𝐾𝐴 تجعل من االنتاجية الحدية لرأس المال ثابتة ومساوية للمستوى التكنولوجي‬
‫المستخدم (‪ ،)A‬ففي غياب فرضية تناقص العوائد الحدية لرأس المال سيكون االستثمار في رأس المال‬
‫الموسع آلية لجلب الواف ارت الخارجية والتحسينات اإلنتاجية بزيادة المكاسب التي تعوض تناقص العوائد‬
‫الحدية لرأس المال‪ ،‬وهذا مايسمح بنمو الناتج في المدى الطويل دون توقف‪ .‬أما تراكم مخزون رأس المال‬
‫فيكتب على شكل نموذج ‪ Solow‬كما يلي ‪.‬‬
‫‪𝑌̇ = δ𝑌 − 𝛿𝐾 … … … 2‬‬
‫‪2‬‬
‫وحيث عدد السكان ثابت أي (‪.( 𝐿∗ = nl = 0‬‬
‫ومن العالقة ‪ 1‬و ‪ 2‬يمكن استخراج معادلة النمو التالية ‪:‬‬

‫‪1‬ضيف احمد ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪.61- 60‬‬


‫‪ 2‬كبداني سيد أحمد‪ ،‬اثر النمو االقتصادي على عدالة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول العربية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪53‬‬
‫‪39‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫̇𝑌‬
‫‪= δ𝐴 − 𝛿 … … … … 3‬‬
‫‪Y‬‬
‫̇‪K‬‬
‫‪= δA − δ … … . .4‬‬ ‫أو‬
‫‪K‬‬
‫̇‪K‬‬
‫أو‪= δ − δ … … . .5‬‬
‫‪Y‬‬
‫‪K‬‬ ‫‪K‬‬
‫حيث أن ‪ Y‬حجم اإلنتاج‪ ،‬بينما ‪ δ‬هي معدل االدخار‪ ،‬لذا فإن تراكم مخزون رأس المال ينمو باستمرار مع‬
‫الزمن‪ ،‬وهذا ما يفسر استمرارية النمو االقتصادي في نموذج ‪AK‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪:)0‬نموذج‪AK‬‬
‫‪Y‬‬
‫𝑌𝛿‬

‫𝐾‪δ‬‬

‫‪δA‬‬
‫‪δ‬‬
‫‪K‬‬ ‫‪K0‬‬
‫يمثل الخط 𝐾‪ δ‬االستثمار الالزم لتعويض رأس المال المهتلك‪ ،‬وأما 𝑌𝛿 فهو يعبر عن الدالة الخطية‬
‫لالستثمار الجاري بداللة رصيد رأس المال‪ ،‬حيث أن االقتصاد الذي يبدأ من النقط ‪ K0‬وانطالقا من نموذج‬
‫ذات غلة الحجم المتناقصة فإن أي زيادة في رأس المال سوف تؤدي إلى زيادة متناقصة مع مرور الزمن‬
‫حتى تصل إلى مستوى ‪ . δ‬أما نموذج ‪ AK‬ذات غلة حجم الثابتة‪ ،‬فإن كل زيادة في رأس المال ستؤدي إلى‬
‫زيادة مضاعفة عبر الزمن‪ ،‬وتكون اإلنتاجية الحدية لكل وحدة رأس مال جديدة مساوية للتي قبلها والتي بعدها‬
‫وهي دائما مساوية ل‪A‬‬
‫انطالقا من العالقتين ‪3‬و‪ 4‬فألن معدل نمو رأس المال يساوي معدل نمو اإلنتاج‪ ،‬بينما معدل لنمو االقتصاد‬
‫‪ gY‬هو دالة متزايدة في معدل االستثمار (االدخار)‪ ،‬وبالتالي فإن أي سياسة حكومية ترمى إلى زيادة معدل‬
‫االستثمار سيكون لها أثر مباشر على لنمو االقتصادي ألن‪:1‬‬
‫̇𝑌‬
‫‪= δ𝐴 − 𝛿 = gY‬‬
‫‪Y‬‬

‫‪ ‬انتقادات النظرية الحديثة (الداخلية)‪.‬‬


‫تعاني نظرية النمو الجديدة من نقص مهم وهو أنها بقيت معتمدة على عدد من افتراضات النموذج‬
‫الكالسيكي الجديد وتلك االفتراضات غالبا ما تكون غير مالئمة القتصاديات الدول النامية ‪،‬على سبيل‬
‫المثال إن نظرية النمو الجديدة تفترض أن هناك قطاع إنتاج وحيد أو أن كل القطاعات متشابهة وهذا ال‬

‫‪1‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪40‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يسمح إلعادة تخصيص العمل ورأس المال بين القطاعات التي يحصل فيها تحوال خالل عملية التغيير‬
‫الهيكلي )‪)Structure change‬من أجل توليد النمو‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن النمو االقتصادي في الدول النامية عادة ما يكون معاقا بسبب عدم الكفاءة الناتجة عن‬
‫ضعف وفقر الهياكل إلرتكازية ومن الهياكل المؤسسية غير الكافية ونواقص أسواق رأس المال وأسواق السلع‪.‬‬
‫كذلك تفشل في توضيح المعدالت المنخفضة للقدرة على استغالل عنصر من عناصر اإلنتاج في الدول‬
‫منخفضة الدخل عندما يكون رأس ناد ار‪ .‬وفي الحقيقة فإن الحوافز الضعيفة ربما تكون أيضا مسؤولية عن‬
‫بطئ نمو الدخل القومي اإلجمالي مثل المعدالت المنخفضة لالدخار وتراكم رأس المال البشري‪ .‬إن حاالت‬
‫عدم الكفاءة التخصصية )‪ )AllocationalInefficiency‬شائعة في االقتصاديات التي تمر بمرحلة تحول‬
‫من األسواق التقليدية إلى األسواق التجارية الحديثة ‪.‬ولكن تأثير ذلك على النمو في المدى القصير والمدى‬
‫المتوسط كان قد أهمل ألن نظرية النمو الجديدة قد أكدت أكثر مما ينبغي على مقررات معدالت النمو في‬
‫‪1‬‬
‫المدى الطويل‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫تطرقتا خالل هذا الفصل إلى عرض النمو االقتصادية حيث قدمنا تعريفا هاما للنمو مفاده أن النمو‬
‫االقتصادي هو حدوث زيادة في إجمالي الناتج المحلي أو إجمالي الدخل الوطني بما يحقق زيادة في متوسط‬

‫‪ 1‬محمد صالح تركي القريشي ‪،‬علم اقتصاد التنمية ‪،‬إثراء لنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬االردن ‪، 2010 ،‬ص ص ‪.118،119‬‬
‫‪41‬‬
‫مفاهيم ونظريات المفسر للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نصيب الفرد من الدخل الحقيقي‪ ،‬كما تعرضنا إلى العوامل المساعدة على النمو االقتصادي حيث حصرناها‬
‫في عنصر العمل ورأس المال ‪ -‬التكنولوجيا والتنظيم‪ ،‬كما تطرقنا إلى معوقات النمو االقتصادي‪ .‬كما درسنا‬
‫التطور التاريخي لمفهوم النمو االقتصادي عند كل من المدرسة الكالسيكية والكينزية باإلضافة إلى الفكر‬
‫المعاصر‪ ،‬حيث سعت كل مدرسة لتحسين أفكار المدرسة السابقة لها إذ اعتمدت المدرسة الكالسيكية إلى‬
‫االهتمام بتراكم رأس المال ‪ ،‬أما المدرسة الكينزية التي نادت إلى تدخل الدولة في النشاط االقتصادي وكذلك‬
‫تراكم رأس المال‪ ،‬كما أن المدرسة الجديدة لنمو والتي جاءت بمجموعة من النماذج النمو الداخلية التي‬
‫تعبر عن عامل التكنولوجيا و رأسمال المادي والبشري إذ ركزت في تحليها على كيفية لوصول إلى النمو‬
‫الدائم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصـل الثالث‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على‬
‫النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016-1990‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫تمهيد‪.‬‬
‫نظ ار لظروف‬ ‫سياسة إصالحية لمنظومتها االقتصادية‬ ‫اتخذت الدولة الجزائرية بعد ‪1986‬‬
‫االقتصادية السائدة آنذاك بسبب أزمة البترول العالمية ما نتج عن هذا األخير إحداث أزمة مالية في‬
‫االقتصاد الجزائري العتمادها على الجباية البترولية كمورد أساسي لتمويل خزينتها العمومية؛ ابتداء من سنة‬
‫‪ 1990‬بالتوجه نحو اقتصاد السوق ومن بي ن هذه اإلصالحات‪ ،‬إصالح النظام الضريبي ‪ ،‬من اجل‬
‫معالجة سياستها المالية وإعادة التوازن االقتصادي الوطني‪.‬‬
‫ضمن هذا الفصل بدراسة مسار السياسة المالية خالل فترة الدراسة وآثراها على النمو‬ ‫سنقوم‬
‫االقتصادية في الجزائر باستعمال دراسة تحليله ألدوات السياسة المالية ولذلك قمنا بتقسيم الفصل إلى ثالثة‬
‫مباحث كما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تطور السياسة المالية في الجزائر خالل ‪. 2016 - 1990‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تطور معدالت النمو في الجزائر خالل ‪.2016- 1990‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل أثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل ‪.2016- 1990‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور السياسة المالية في الجزائر خالل فترة الدراسة ‪.2016/1990‬‬
‫شهدت السياسة المالية الجزائرية عدة تطورات ‪ ،‬أين قامت الحكومة الجزائرية بتغيير الق اررات واألنظمة‬
‫المالية‪ ،‬ضمن هذا المبحث سنتطرق لتطور النفقات العامة وإليرادات العامة في الجزائر خالل فترة الدراسة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬السياسة المالية في ظل اإلصالحات االقتصادية‪.1999-1990‬‬
‫أوال ‪ :‬سياسة اإليرادات العامة في الجزائر ‪.1999- 1990‬‬
‫عمدت السياسة اإل يرادية خالل هذه الفترة على تنمية وتنويع مصادر اإليرادات العامة وزيادة حصيلتها‬
‫لمواجهة األعباء االقتصادية واالجتماعية والسياسة ‪ ،‬كما اعتمدت السياسة اإل يرادية والضريبية على وجه‬
‫الخصوص اعتمادا كبي ار على الجباية الب ترولية والتي تجاوزت نسبتها في كل السنوات أكثر من ‪ %50‬من‬
‫إجمالي اإليرادات العامة للموازنة‪ 1‬؛ ومنذ الستقالل خاصة انطالقا من سنة ‪ ،1988‬حصلت عدة تغيرات‬
‫زادت عمقا مع اإلصالحات التي شرع فيها سنة ‪ ، 1992‬والتي أدت إلى إعادة صياغة الهيكل الضريبي‬
‫الجزائري‪ .‬تجلت هذه التغيرات في إعادة هيكلة المعدالت الضريبية‪ ،‬تأسيس ضرائب جديدة‪ ،‬إلغاء ضرائب‬
‫كانت موجودة ‪.‬‬
‫تميزت السياسة الضريبية ما بين ‪ ،1993- 1990‬بإدخال قانون المالية لسنة ‪ 1991‬ضرائب جديدة‪ .‬وقام‬
‫بمجموعة من التعديالت تمثلت في إنشاء الرسم على القيمة المضافة عوضا عن الرسم اإلجمالي على‬
‫اإلنتاج والرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات‪ ،‬كما تم تعديل سلم االقتطاع الضريبي على مداخيل‬
‫األشخاص الطبيعيين وشركات التضامن ‪...‬الج كما سعت السلطات إلى البحث عن موارد مالية جديدة‬
‫بتوسيع الوعاء الضريبي من خالل الحوافز الضريبية ضمن قوانين االستثمار؛ خاصة قانون االستثمار لسنة‬
‫‪.1993‬‬
‫وتميزت السياسة الضريبية للفترة ‪ 1998- 1994‬بكونها توسعية‪ ،‬بحيث خفيضة معدل الضريبة على أرباح‬
‫الشركات إلى ‪ % 38‬سنة ‪ 1994‬بعد أن كان ‪ ، %42‬كما تم تعديل الجدول التصاعدي للضريبة على الدخل‬
‫اإلجمالي وهذا بتخفيضه من ‪12‬معدال إلى ‪ 06‬معدالت سنة ‪.21994‬‬
‫كما شهدت هذه المرحلة ارتفاعا مستم ار في حصيلة إليرادات البترولية بسبب ارتفاع سعر النفط العالمي سنة‬
‫‪ ،1992‬لكن في سنة ‪ 1993‬عرفت حصيلة اإليرادات انخفاضا محسوسا بسبب انخفاض سعر البترول في‬
‫السوق العالمي ‪ ،‬لكن سرعان ما عادت إلى االرتفاع ابتداء من سنة ‪.31994‬‬

‫الجدول (‪ :)02‬تطور اإليرادات العامة في الجزائر للفترة ‪.1999- 1990‬‬

‫‪1‬بلوافي محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.225‬‬


‫‪ 2‬أريا محمد ‪ ،‬السياسة المالية ودورها في تفعيل االستثمار حالي الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير(غير منشور)‪ ،‬تخصص تحليل االقتصادي‬
‫‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2011- 2010 ،3‬ص‬
‫‪3‬بوعمرة أحمد و قيزة عمر ‪ ،‬أثر السياستين النقدية والمالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪ 2014- 1990‬دراسة قياسية ‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬تخصص مالية ونقود‪ ،‬جامعة العربي التبسي –تبسة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2016- 2015 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪45‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الوحدة ‪ :‬مليار دينار جزائري‪.‬‬


‫اإليرادات العامة‬
‫مجموع اإليرادات‬ ‫اإليرادات غير الجبائية‬ ‫إليرادات الجبائية‬ ‫السنة‬

‫إيرادات استثنائية‬ ‫إيرادات‬ ‫الجباية العادية‬ ‫الجباية البترولية‬


‫عادية‬

‫‪160.20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5.20‬‬ ‫‪78.80‬‬ ‫‪76.20‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪272.40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.70‬‬ ‫‪106.20‬‬ ‫‪161.50‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪316.80‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6.40‬‬ ‫‪109.10‬‬ ‫‪201.30‬‬ ‫‪1992‬‬

‫‪320.10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9.00‬‬ ‫‪126.10‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪1993‬‬

‫‪234.20‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪8.06‬‬ ‫‪175.96‬‬ ‫‪222.18‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪600.85‬‬ ‫‪22.86‬‬ ‫‪8.69‬‬ ‫‪233.15‬‬ ‫‪336.15‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪825.16‬‬ ‫‪27.10‬‬ ‫‪11.46‬‬ ‫‪290.60‬‬ ‫‪496.00‬‬ ‫‪1996‬‬

‫‪926.67‬‬ ‫‪32.11‬‬ ‫‪15.78‬‬ ‫‪314.01‬‬ ‫‪564.77‬‬ ‫‪1997‬‬

‫‪744.52‬‬ ‫‪51.42‬‬ ‫‪14.71‬‬ ‫‪299.83‬‬ ‫‪378.56‬‬ ‫‪1998‬‬

‫‪950.50‬‬ ‫‪59.11‬‬ ‫‪16.50‬‬ ‫‪314.77‬‬ ‫‪560.12‬‬ ‫‪1999‬‬


‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على تقرير المجلس الوطني االقتصادي والجتماعي ‪.‬‬

‫نالحظ من خال ل الجدول أن اإليرادات العامة الجزائر كانت في تزايد إذا بلغت ‪ 78.80‬مليون دج‬
‫خالل سنة ‪ 1990‬إلى ‪ 233.15‬مليون دج سنة ‪ 1995‬واستمرت في تزايد لتصل بذلك إلى ‪314.01‬‬
‫مليون دج خالل سنة ‪ 1997‬وهذا راجع لزيادة الحصيلة الضريبية نتيجة التدابير المتخذة ضمن برنامج‬
‫التصحيح الهيكلي‪ ،‬غير أن الجباية العادية عرفت تدهو ار خالل سنة ‪1998‬الى ‪ 299.83‬مليون دج نتيجة‬
‫غياب المتابعة الجبائية الصارمة ‪ ،‬ونتيجة للغش والتهرب الضريبي ؛ كما نالحظ أيضا أن اإليرادات الجباية‬
‫البترولية خالل سنة ‪ 1990‬بلغت ‪ 76.20‬مليون دج ثم ارتفعت إلى ‪ 161.50‬مليون دج‪ 1991‬نتيجة‬
‫ارتفاع الطلب على الموارد الجباية البترولية بسبب حرب الخليج حتى سنة ‪ 1997‬حيث بلغت ‪564.77‬‬
‫مليون دج ثم تراجعت سنة ‪ 1998‬إلى ‪ 378.56‬مليون دج بسبب انخفاض سعر برميل النفط والجدول‬
‫التالي يوضح أسعار البترول‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)03‬تطور أسعار البترول ‪.1998- 1990‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الوحدة ‪ :‬دوالر أمريكي للبرميل‪.‬‬


‫‪1998 1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬
‫‪19.86 19.45‬‬ ‫‪21.69‬‬ ‫‪17.58‬‬ ‫‪16.31‬‬ ‫‪17.75‬‬ ‫‪19.93‬‬ ‫‪18.32‬‬ ‫‪22.20‬‬ ‫سعر‬
‫البرميل‬
‫المصدر ‪:‬بلوافي محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)05‬يوضح تطور إليرادات العام للجزائر خالل الفترة ‪.1999- 1990‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪900‬‬
‫‪800‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫االيرات العامة (مليار دينار)‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999‬‬

‫من اعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)02‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطور السياسة االتفاقية في الجزائر ‪. 1999- 1990‬‬


‫قسم المشرع الجزائري النفقات العامة في الميزانية العامة إلى قسمين ‪ :‬نفقات التجهيز* و نفقات التسيير**‪.‬‬
‫شهدت الجزائر خالل هذه الفترة (‪ ) 1994- 1990‬تزايد واضحا ومستمر في نفقات التجهيز والتسيير ‪،‬وهذا‬
‫‪1‬‬
‫بفضل القف ةز االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي حققتها الجزائر خاصة أثناء‬
‫فت ةر اإلصالحات المدعومة ‪،‬قبل برنامج التعديل الهيكلي كانت سياسة اإلنفاق العام في الجزائر تتميز تدعيم‬
‫الدولة للعديد من السلع والخدمات باإلضافة إلى منح المساعدات واإلعانات لبعض األفراد‪ ،‬وكذا توسع الدولة‬
‫في حجم النفقات العسكرية بسبب الظروف األمنية الصعبة التي كانت تمر بها البالد‪ ،‬إلى جانب التوسع في‬
‫حجم اإلنفاق االستثماري لبعث سبل التنمية‪.‬‬
‫ومنه فإن االرتفاع المتزايد في حجم النفقات العامة قبل برنامج التعديل الهيكلي يرجع بالدرجة األولى إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تزايد تكلفة إعانات دعم السلع االستهالكية العامة بسبب األثر الناتج عن خفض سعر الصرف ‪.‬‬

‫*تلك النفقات التي لها طابع االستثمار الذي يتولد عنه أزيادة الناتج الوطني اإلجمالي ‪ PNB‬تخصص للقطاعات االقتصادية ل لدولة وتمول من قبل‬
‫الخزين ة العامة للدولة بنفقات نهائية كما قد يتم تمويلها بنفقات مؤقة في شكل قروض وتسبيقات الخزينة أوالبنك ‪.‬‬
‫**تلك النفقات التي تخصص للنشاط العادي والطبيعي للدولة والتي تسمح بتسيير نشاطات الدولة والتطبيق الالئق للمهمات الجارية تشمل نفقات‬
‫المستخدمين ونفقات المعدات‪.‬‬
‫‪ 1‬بوعمرة أحمد و قيزةعمر ‪ ،‬أثر السياستين النقدية والمالية على النمو االقتصادية في الجزائر ‘ نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪47‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪ -‬الشروع في برنامج رئيسي إلعادة هيكلة المؤسسات العامة بمساعدة البنك الدولي في صورة قرض‬
‫إلصالح المؤسسات العامة والقطاع المالي‪.‬‬
‫‪ -‬توسع الدولة في حجم النفقات العسكرية بسبب الظروف األمنية الصعبة ‪.‬‬
‫أما الفترة (‪ )1999- 1995‬فقد عرفت تطبيق سياسة مالية جديدة حيث تتلخص إصالحات السياسة‬
‫االتفاقية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬رفع الدعم عن الموارد الغذائية السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬إتباع سياسة دخول متشددة حيث تم تقليص رواتب عمال الوظيفي العمومي ‪ ،‬كما تم تقليص‬
‫التعيينات الجديدة ي الوظائف الحكومية ‪.‬‬
‫‪ -‬فحص جميع النفقات العامة بالتعاون مع البنك العالمي بداية من سنة ‪ ،1996‬حيث أن تقليص‬
‫النفقات جعل العجز الكلي للخزينة ينتقل من ‪ %8.7‬من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 1993‬إلى ‪% 2.4‬‬
‫‪1‬‬
‫سنة ‪.1997‬‬

‫جدول (‪ :)04‬تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفترة ‪.1999- 1990‬‬


‫الوحدة ‪ :‬مليار دج‬
‫مجموع النفقات‬ ‫نفقات التجهيز‬ ‫نفقات التسيير‬ ‫السنوات‬

‫‪ 1 1‬بوعمرة أحمد و قيزةعمر ‪ ،‬أثر السياستين النقدية والمالية على النمو االقتصادية في الجزائر‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪92‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫نسبتها إلى مجموع النفقات ‪%‬‬ ‫النفقات‬ ‫نسبتها إلى مجموع‬


‫النفقات ‪%‬‬ ‫النفقات‬

‫‪142.50‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪45.60‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪96.90‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪235.30‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪52.00‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪183.30‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪308.70‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪72.60‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪236.10‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪390.50‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪101.60‬‬ ‫‪%74‬‬ ‫‪288.90‬‬ ‫‪1993‬‬

‫‪461.90‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪117.70‬‬ ‫‪%74‬‬ ‫‪344.72‬‬ ‫‪1994‬‬


‫‪589.09‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪144.66‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪444.43‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪724.61‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪147.01‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪550.60‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪845.20‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪201.64‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪643.56‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪875.74‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪211.88‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪663.86‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪961.80‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪186.99‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪774.70‬‬ ‫‪1999‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على تقرير المجلس الوطني االقتصادي و الوزارة المالية ‪.‬‬

‫من خالل الجدول نالحظ أن النفقات العامة تميزت باالرتفاع مستمر خالل هذه الفت ةر (سياسة إنفاقية‬
‫توسعية)فيالحظ أن نفقات التسيير قد شهدت تزايد مستمر حيث بلغت سنة‪1990‬الى ‪ 96.90‬مليار دينار‬
‫جزائري أي ما نسبته ‪% 67‬من النفقات العامة‪ ،‬لتصبح سنة ‪ 1991‬إلى ‪ 183.30‬مليار دينار بالنسبة قد ةر‬
‫ب ‪ %78‬من النفقات العامة ويعود ذلك إلى قرار الحكومة برفع أجور رواتب العمال والمساعدات الممنوحة‬
‫إلى فئة الشبكة االجتماعية سنة ‪ 1992‬رغم جهود المبذولة من طرف الدولة من أجل تقليص حجم اإلنفاق‬
‫العام خاصة نفقات التسيير‪ ،‬إال أنها شهدت ارتفاعا لسنة ‪ 1995‬والذي قدر ب‪ 444.43.‬بالنسبة ‪ %75‬من‬
‫النفقات العامة إلى ‪ 663.86‬مليار دينار‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %75‬لسنة ‪ 1998‬وهي آخر سنة ضمن برنامج‬
‫التعديل الهيكلي ‪ ،‬كما بلغت في سنة ‪ 784.70 ،1999‬بالنسبة ‪ % 80‬من النفقات العامة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنفقات التجهيز في سنة ‪ 1990‬قد ةر ب ‪ 45.60‬مليار دينار ما نسبته ‪% 33‬من النفقات العامة‬
‫حيث شهدت زيادة مستمرة لتصبح بذلك سنة ‪ 1993‬تتجاوز ‪ 100‬مليار دينار وهذا الرتفاع يرجع بدرجة‬
‫األولى إلى المشاريع التي قامت بها الدولة في إطار المخططات التنموية ‪ ،‬ففي فت ةر ‪1995‬الى سنة ‪1998‬‬
‫عرفت نفقات التجهيز تطور مستمر بمعدل نسبي ثابت قدر ب ‪ %25‬من النفقات العامة للدولة‪ ،‬في سنة‬
‫‪ 1999‬عرفت نفقات التجهيز انخفاض قدر ب‪ 186.99‬مليار دينار بنسبة‪%20‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )06‬يوضح تطور النفقات العامة للجزائر خالل الفترة ‪. 1999- 1990‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬
‫النفقات العامة (مليار دينار)‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على الجدول رقم ‪.)04‬‬


‫المطلب الثاني ‪:‬السياسة المالية في ظل برامج إلنعاش االقتصادي‪.2014-2000‬‬
‫طبقت الجزائر خالل هذه الفترة سياسة مالية توسعية بخالف السياسة المالية التي انتهجتها للفترة السابقة‬
‫(‪ ،) 1999- 1990‬من خالل البرامج التي سطرتها ضمن هذه الفترة والمتمثلة في البرامج التالية‪:‬‬
‫برنامج دعم اإل نعاش االقتصادي أو المخطط الثالثي ‪ :2004/2001‬هو برنامج بادر به رئيس‬ ‫‪‬‬
‫الجمهورية يمتد على مدى أربع سنوات ‪ 2004- 2001‬ويتمحور حول األنشطة المخصصة لدعم المؤسسات‬
‫واألنشطة الزراعية المنتجة وغيرها والى تعزيز المرافق العموميةفي ميدان الري والنقل والمنشآت القاعدية‬
‫وتحسين ظروف المعيشة والتنمية المحلية وتنمية الموارد البشرية ‪ ،1‬الذي خصص له غالف مالي أولي‬
‫بمبلغ ‪ 525‬مليار دينار (حوالي ‪ 7‬مليار دوالر أمريكي ) ‪،‬قبل أن يصبح غالفه المالي النهائي مقد ار بحوالي‬
‫‪ 1.216‬مليار دينار (ما يعادل ‪ 16‬دوالر)‪.2‬‬
‫البرنامج التكميلي لدعم النمو (أو المخطط الخماسي األول ‪ : )2009/2005‬يعد هذا البرنامج‬ ‫‪‬‬
‫بمثابة اإلطار المؤكد لتوجهات الجزائر التي تم إقرارها ضمن اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬حيث أن تكامل البرنامجين‬
‫يجسد اإلستراتجية بعيدة المدى والتي تلخص رؤية الجزائر في إرساء مقومات االستثمار االستخالفي للعوائد‬

‫‪ 1‬رحماني موسى ‪ ،‬السبتي وسيلة ‪ ،‬واقع الجماعات المحلية في ظل اإلصالحات المالية وآفاق التمنية المحلية ‪ ،‬مداخلة مقدمة في إطار الملتق ى الدولي‬
‫تسير وتمويل الجماعات ا المحلية في ضوء التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪2‬محمد مسعي ‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الج ازئر وأثارها على النمو‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪147‬‬
‫‪50‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫النفطية‪ ، 1‬والذي قدرت اإلعتمادات المالية األولية المخصصة له بمبلغ ‪ 8.705‬مليار دينار (‪114‬مليار‬
‫‪2‬‬
‫دوالر) ‪ ،‬بما في ذلك مخصصات البرنامج السابق ‪ 1.216‬مليار دينار‪.‬‬
‫برنامج توطيد النمو االقتصادي أو المخطط الخماسي الثاني ‪: 2014/2010‬بقوام مالي قد هر‬ ‫‪‬‬
‫‪ 21.214‬مليار دينار ما يعادل حوالي ‪ 286‬مليار دوالر ‪ ،‬بما في ذلك الغالف اإلجمالي للبرنامج السابق‬
‫‪ 9.680‬مليار دينار‪ 3‬؛ ركز بشكل كبير على التنمية البشرية حيث خصص لها تقريبا نصف قيمة البرنامج‬
‫‪ 101122‬مليار دج كما أعطى هذا البرنامج لقطاع المنشآت األساسية أهمية كذلك لتحسين البنية التحتية‬
‫حتى تكون مواتية لتشجيع االستثمارات وتحفيز النمو‪.4‬‬
‫أوال‪ :‬تطور اإليرادات العامة خالل الفترة ‪.2014- 2000‬‬
‫شهدت اإليرادات الضريبية خارج المحروقات ارتفاعا كبي ار وذلك يرجع إلى ‪:‬‬
‫تحسن إدارة الضرائب في مكافحة الغش والتهرب الضريبي‪ ،‬وقد تم تحقيق أهم الزيادات بواسطة‬ ‫‪-‬‬
‫الضرائب على المداخيل واألرباح متبوعا بالضرائب على السلع والخدمات باإلضافة إلى الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫وضعت الدولة الجزائرية عدة تعديالت وإجراءات متمثلة في قانون المالية لسنة ‪ 2001‬والذي‬ ‫‪-‬‬
‫تضمن ‪ 33‬إجراء ضريبيا ما بين تعديل وإلغاء وإتمام ‪ ،‬وقانون المالية لسنة ‪ 2002‬والذي تضمن ‪ 32‬إجراء‬
‫لسنة ‪ 2003‬والذي تضمن ‪ 68‬إجراء ضريبيا‪ ،‬وقانون المالية لسنة ‪ 2004‬والذي تضمن ‪ 24‬إجراء ضريبيا‪،‬‬
‫وقانون المالية لسنة ‪ 2005‬الذي يتضمن ‪ 36‬إجراء ضريبيا‪ ،‬وقانون المالية لسنة ‪ 2006‬والذي يتضمن ‪32‬‬
‫إجراء ضريبيا‪ ،‬وقانون المالية لسنة ‪ 2007‬الذي يتضمن ‪ 37‬إجراءا ضريبيا‪ ،‬وقانون المالية لسنة ‪2008‬‬
‫الذي تضمن ‪20‬إجراء ضريبيا‬
‫أما فيما يتعلق باإليرادات البترولية في األلفية الثالثة فقد شهدت ارتفاعا بعد تحسن أسعار النفط العالمية وزيادة‬
‫الطلب العالمي عليها سنة ‪ ،2012 ،2011 ،2010‬وبالتالي المساهمة في زيادة اإليرادات الكلية لهذه السنة‬
‫‪5‬‬
‫انخفضت اإليرادات الميزانية سنة ‪ 2013‬بسبب انخفاض اإليرادات الضريبية للمحروقات‬

‫الجدول (‪ :)05‬تطور اإليرادات لعامة في الجزائر خالل ‪.2014- 2000‬‬

‫‪1‬بوهزة محمد‪ ،‬براج صباح ‪ ،‬اثر برنامج االستثمارات العمومية على متغيرات مربع كالدور لالقتصاد الجزائري للفترة ‪ ،2009- 2001‬أبحاث المؤتمر‬
‫الدولي (تقييم اثار برامج االستثمارات العامة وانعكاساتها على التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي للفترة ‪ ،2014- 2001‬يومي ‪ 12/11‬مارس‬
‫‪ ،)2013‬جامعة سطيف‪ ، 1‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪2‬محمد مسعي ‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الج ازئر وأثارها على النمو‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪147‬‬
‫‪3‬محمد مسعي ‪،،‬نفس الرجع السابق ص ‪.147‬‬
‫‪4‬‬
‫ضيف محمد ‪ ،‬أثر السياسة المالية على النمو االقتصادي المستدام في الجزائر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬صؤ‪.259‬‬
‫‪5‬بوعمرة أحمد وقيزةعمر ‪ ،‬نفس الرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.97 ،96‬‬
‫‪51‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الوحدة ‪ :‬مليار دج‬


‫مجموع اإليرادات‬ ‫السنة‬
‫‪1138.9‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1400.9‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1570.3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1520.50‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1599.30‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1719.80‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1828.90‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1831.30‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2763.00‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2786.60‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3081.50‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2992.40‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪3455.65‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2820.00‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪4218.99‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعدادا الطالبتين باالعتماد على بنك الجزائر ‪.‬‬
‫من خالل الجدول أعاله يتضح لنا أن اإليرادات العامة عرفت تزايد مستم ار خالل الفترة الممتدة من‬
‫‪ 2001‬إلى ‪ 2010‬حيث بلغت حوالي ‪ 3081.50‬مليار دينار جزائري كما عرفت انخفاضا في حجم‬
‫اإليرادات في سنة‪ 2011‬إلى ‪ 2992.40‬مليار دينار في سنة ‪ 2010‬أما خالل سنة ‪ 2012‬شهدت تزايدا‬
‫ملحوظ حيت قدرة ب ‪ 3455.65‬مليار دينار بعد تحسن أسعار النفط العالمية وزيادة الطلب العالمي عليها‬
‫وبالتالي المساهمة في زيادة اإليرادات الكلية لهذه السنة ثم عادة وانخفضت سنة ‪ 2013‬بسبب انخفاض‬
‫اإليرادات الضريبية للمحروقات حيث بلغت ‪ 2820.00‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬تطورات أسعار النفط خالل الفترة ‪.2014- 2000‬‬


‫‪52‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الوحدة ‪ :‬دوالر أمريكي ‪.‬‬


‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001 2000‬‬ ‫السنة‬
‫‪99.97‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪54.4 38.06 28.02 24.03 23.01‬‬ ‫‪28.0‬‬ ‫سعر‬
‫‪7‬‬ ‫البرميل‬
‫المصدر‪ :‬اريا هللا محمد مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫ثانيا ‪ -‬تطور النفقات العامة ‪ :‬شهدت هذه الفترة ارتفاع هائل في حجم النفقات العامة ويعود ذلك إلى ‪:‬‬
‫االنفراج المالي الذي شاهدته الجزائر مع مطلع سنة ‪ 2000‬بسبب ارتفاع سعر النفط‬ ‫‪-‬‬
‫تبني الدولة الجزائرية برنامج لدعم إلنعاش االقتصادي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع النفقات العامة بعد إطالق البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي ‪ 2009- 2005‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫بلغت النفقات حولي ‪4246.3‬مليار دينار جزائري إلعطاء األولويات للقطاعات التي حققت التنمية كقطاع‬
‫الفالحة والري ‪.‬‬
‫محاولة إنها جميع المشاريع التي كانت عالقة مثل الطريق السيار الشرق –غرب ومترو الجزائر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفع األجور والمنح الموجهة للمجاهدين والمصالح االدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع النفقات مع انطالق البرنامج الخماسي للتنمية االقتصادية ‪ 2014- 2010‬الذي خصص له‬ ‫‪-‬‬
‫حوالي ‪ 21214‬مليار دينار بهدف استكمال المشاريع الجاري انجازها خصوصا في قطاعات السكك الحديدية‬
‫والطرقات والمياه‪ ،‬وتطوير اقتصاد لدعم البحث العالمي وتعميم التعليم واستعمال وسيلة اإلعالم اآللي داخل‬
‫المنظومة الوطنية للتعليم وفي المرافق العمومية ‪.1‬‬

‫الجدول (‪ :)07‬تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفترة ‪.2014- 2000‬‬

‫‪1‬بوعمرةاحمد ‪،‬قيزة عمر ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.93 ،92‬‬


‫‪53‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬


‫نفقات التجهيز‬ ‫نفقات التسيير‬
‫إلى النفقات العامة‬ ‫نسبتها‬ ‫إلى النفقات‬ ‫نسبتها‬ ‫النفقات‬ ‫السنوات‬
‫إجمالي‬ ‫إجمالي النفقات‬
‫النفقات‬
‫‪1178.12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪321.93‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪856.19‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1321.03‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪357.40‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪963.63‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1550.65‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪452.93‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪1097.72‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1752.69‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪553.65‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪1199.04‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1891.8‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪640.7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪1251.1‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪2052.0‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪806.9‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪1245.1‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪2453.0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1015.1‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪1437.9‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪3108.5‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪1434.6‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪1673.90‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4191.0‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪1973.3‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2217.70‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪4246.3‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪1946.3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪2300.00‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪4466.9‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1807.9‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪2659.0‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪5731.4‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪1934.2‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪3797.20‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪7058.10‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2275.50‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪4782.60‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪6092.10‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪1887.80‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4204.30‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪6980.20‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪1985.40‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪4994.80‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على الوزارة الماليةو تقرير وبنك الجزائر‪.‬‬

‫يتضح لنا من خالل الجدول أن النفقات العامة خالل هذه الفت ةر شهدت ارتفاع مستمر العتماد الدولة‬
‫على السياسة االتفاقية التوسعية ‪،‬فنالحظ أن حجمها بلغ سنة ‪ 2000‬إلى ‪1178.12‬مليار دينار و ارتفعت‬
‫إلى‪ .3108.50‬مليار دينار سنة ‪ ، 2007‬وتزايدت بمعدالت مرتفعة لتصل سنة ‪ 2014‬إلى‪6980.20‬‬
‫مليار دينار؛ إال أنه من المالحظ أن نسبة نفقات التسيير انخفضت لسنة ‪ 2005‬من إجمالي النفقات العامة‬

‫الشكل رقم (‪ :)07‬تطور النفقات العامة في الجزائر خالل الفترة ‪.2014- 2000‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪800000‬‬

‫‪700000‬‬

‫‪600000‬‬

‫‪500000‬‬
‫نفقات التسيير‬
‫‪400000‬‬
‫نفقات التجهيز‬
‫‪300000‬‬ ‫النفقات العامة‬

‫‪200000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2014‬‬
‫المصدر‪:‬من اعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)07‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬السياسة المالية في الجزائر خالل الفترة ‪.2016- 2015‬‬
‫الجدول (‪ :)08‬تطور اإليرادات العامة للجزائر خالل الفترة ‪.2016- 2015‬‬
‫مجموع اإليرادات‬ ‫السنة‬

‫‪405270‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪4047.43‬‬ ‫‪*2016‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الط البتين باالعتماد على الوزارة المالية‪.‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول انخفاض في اإليرادات العامة لسنة ‪ 2015‬إلى ‪ 4052.70‬بعد أن كانت‬
‫‪ 421899‬سنة ‪ 2014‬نظ ار انخفاض أسعار النفط حيث بلغت ‪ 49.490‬دوالر أمريكي بعد ما كان ‪96.29‬‬
‫دوالر أمريكي لسنة الماضية‪ ،‬كما يالحظ أن اإليرادات ستشهد تدهو ار خالل سنة ‪ 2016‬لتبلغ ‪4047.43‬‬
‫الجدول (‪ :)09‬تطور النفقات العامة في الجزائر ‪2016- 2015‬‬
‫مجموع النفقات‬ ‫نفقات التجهيز‬ ‫نفقات التسيير‬ ‫السنة‬

‫‪7641.40‬‬ ‫‪3620.00‬‬ ‫‪3121.40‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪7984.17‬‬ ‫‪3176.84‬‬ ‫‪4807.33‬‬ ‫‪*2016‬‬


‫المصدر ‪ :‬من إعداد الط البتين باالعتماد على الوزارة المالية‪.‬‬
‫من خالل الجدول يتضح لنا أن النفقات العامة خالل هذه الفترة شهدت تحسن ضئيل حيث بلغت سنة‬
‫‪2015‬الى ‪7641.40‬مقارنة بالسنة الماضية أين بلغت ‪ 698020‬بهدف استكمال المشاريع الجاري انجازها‬
‫‪ ،‬كما يتوق أن يزيد اإلنفاق الحكومي بقدر ‪ 7984.17‬لسنة ‪. 2016‬‬
‫‪55‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)08‬يوضح تطور النفقات العامة واإليرادات العامة للجزائر خالل سنتي ‪.2016- 2015‬‬

‫‪800000‬‬

‫‪700000‬‬

‫‪600000‬‬

‫‪500000‬‬
‫االيرادات العامة النفقات العنة‬
‫‪400000‬‬
‫االيرات العامة‬
‫‪300000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر ‪:‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على الجدول رقم ‪.09- 08‬‬

‫المبحث لثاني ‪ :‬تحليل اثر السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر خالل فترة الدراسة‬
‫‪.2016- 1990‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫ضمن هذه المبحث سنقوم بدراسة تحليلية لمؤشرات معدالت النمو االقتصادي ‪ ،‬التضخم والبطالة للدولة‬
‫الجزائرية خالل فت ةر الدراسة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تحليل النمو القتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪.1999- 1990‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوضح معدالت النمو العام خالل الفترة ‪.1994- 1990‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪1487.4‬‬ ‫‪1189.72‬‬ ‫‪1074.7‬‬ ‫‪862.16‬‬ ‫‪554.3‬‬ ‫‪( PIB‬مليار دج)‬

‫‪- 0.2‬‬ ‫‪- 2.2‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪- 1.2‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫النمو العام(‪)%‬‬
‫‪-5‬‬ ‫‪- 4..4‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪- 6.2‬‬ ‫الفالحة(‪)%‬‬

‫‪- 2.2‬‬ ‫‪- 1.3‬‬ ‫‪- 5.6‬‬ ‫‪- 0.7‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫الصناعة خارج‬
‫المحروقات(‪)%‬‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪- 7.9‬‬ ‫‪- 3.1‬‬ ‫البناء واألشغال‬
‫العمومية(‪)%‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪- 0.35‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪- 0.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫الخدمات (‪)%‬‬
‫‪- 0.4‬‬ ‫‪- 0.8‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫المحروقات(‪)%‬‬
‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات‬
‫اتسمت هذه الفترة معدالت نمو عام ضعيفة جدا تراوحت مابين ‪ %2.2-‬و‪ %1.6‬بسبب تراجع‬
‫أسعار البترول‪ ،‬حيث تراوحت معدالت نمو قطاع الفالحة مابين ‪ %6.2-‬و‪%2‬باستثناء سنة ‪1991‬بلغت‬
‫‪% 15.4‬بسبب ارتباطه بالظروف المناخية ‪ ،‬كما جاءت أغلب معدالت النمو في قطاع خارج المحروقات‬
‫سلبي ة نتيجة تخلي الدولة عن العديد من المؤسسات العمومية في إطار اإلصالحات االقتصادية‪،‬كذلك عزوف‬
‫القطاع الخاص عن االستثمار في المجال الصناعي تم صدور قانون االستثمار في المرسوم التشريعي‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1993/10/5‬والذي يهدف إلى ترقية االستثمار وإتاحة المزيد من الحرية والمساواة بين‬
‫المتعاملين الخواص واألجانب ‪،1‬كما عرف قطاع البناء واألشغال العمومية معدالت نمو ضعيفة إلى جانب‬
‫قطاع الخدمات الذي سجل متوسط نمو قدره ‪%2.66‬نتيجة تردي األوضاع األمنية ‪ ،‬كما نالحظ أيضا أن‬
‫معدالت قطاع المحروقات كانت ضعيفة نتيجة لتذبذب أسعار البترول خالل الفت ةر ‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)11‬معدالت النمو العام وبعض المعدالت اإلقطاعية ‪.1999- 1995‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪1‬األمر رقم ‪03 /1‬المؤرخ في ‪20‬أوت ‪،2001‬المتعلق بتطوير االستثمارات في المادة ‪. 11- 10‬‬
‫‪57‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪3215.10 2803.10 2771.30 2570.00 2004.90‬‬ ‫‪(PIB‬ملياردج)‬

‫‪3.2‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫النمو العام (‪)%‬‬


‫‪2.7‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪13.5-‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫الفالحة (‪)%‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪3.8-‬‬ ‫‪8.7-‬‬ ‫‪1.4-‬‬ ‫الصناعة(خارج‬
‫المحروقات(‪)%‬‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫البناء واألشغال‬
‫العمومية (‪)%‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫الخدمات (‪)%‬‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫المحروقات(‪)%‬‬
‫المصدر الديوان لإلحصائيات ‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن معدالت النمو العام شهدت تحسن خالل هذه الفت ةر إذ سجلت معدال نمو‬
‫موجبة ليعرف ارتفاع جيد سنة ‪1996‬إلى ‪،%4.4‬في حين بلغ أدنى مستوياته في سنة‪ 1997‬حيث بلغ‬
‫‪%1.1‬ليبلغ أعلى معدالته سنة ‪ 1998‬ب‪%5.1‬نتيجة لتطبيق الجزائر برنامج التصحيح الهيكلي لصندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬كما نالحظ أن معدالت النمو التي سجلها القطاع لفالحي خالل سنتي ‪ 1996- 1995‬عرفت‬
‫ارتفاع جيد ما يدل على مكانة القطاع لفالحي في االقتصاد الجزائري ومدى مساهمته في رفع القيمة المضافة‬
‫مما يؤدي رفع معدل النمو العام ‪،‬في حين عرفت معدالت نمو قطاع الصناعة تدهور كبي ار نتيجة تراجع‬
‫الدولة عن االستثمار في الصناعات الثقيلة باستثناء سنة ‪ 1998‬سجلت معدل نمو قدره ‪%8.4‬بقطاع‬
‫الصناعة ‪.‬‬
‫كما عرف قطاع البناء واألشغال العمومية معدالت نموه إيجابية متواضعة بسبب تراجع حجم االستثمار العام‬
‫والخاص في هذا المجال؛ كما نجد أن قطاع الخدمات حقق هو أيضا معدالت نمو الباس بها حيث بلغ سنة‬
‫‪ 1998‬حوالي‪.%7.9‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تطور معدالت النمو االقتصادي للجزائر ‪.2016- 2000‬‬


‫الجدول رقم (‪:)12‬تطور النمو االقتصادي ومعدالت النمو إلقطاعية في الجزائر(‪)2004- 2000‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪6127.50‬‬ ‫‪5266.82‬‬ ‫‪4541.90‬‬ ‫‪4257.00‬‬ ‫‪4123.50‬‬ ‫‪(PIB‬مليار دج)‬

‫‪5.2‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫النمو العام(‪)%‬‬


‫‪3.2‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪- 1.3‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫الفالحة (‪)%‬‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫الصناعة (‪)%‬‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫واألشغال ‪5.1‬‬ ‫البناء‬
‫العمومية (‪)%‬‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫الخدمات (‪)%‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪- 1.6‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫المحرقات(‪)%‬‬
‫المصدر ‪:‬الديوان الوطني لإلحصائيات‬
‫عرف النمو في هذه الفترة معدالت نمو عام متحسنة حيث بلغ متوسطه ‪،%3.99‬نتيجة ارتفاع‬
‫أسعار البترول وتحسن األوضاع األمنية األمر الذي أدى التحسن البيئة االستثمارية حيث احتل القطاع‬
‫ألفالحي قفزة جيدة بنمو بلغ ‪ %13.5‬سنة ‪ 2001‬بفضل سياسات الدعم التي طبقتها الدولة والتي تهدف‬
‫إلى تحسين إنتاجية هذا القطاع‪،‬كما شهد قطاع الصناعة ارتفاع كبير في معدالته خالل هذه الفترة حيث بلغ‬
‫أوج تطوره سنة ‪ 2004‬حين بلغ ‪ ،6.2‬أما قطاع البناء واإلشغال العمومية فقد سجل أيضا ارتفاع ملحوظا و‬
‫المتأتي من االستثمار في مجال السكن والبنية ال تحتي كما حقق قطاع المحروقا ت سجل معدالت نمو متحسن ة‬
‫مقارنة بالفت ةر األولى‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)13‬معدل النمو العام ومعدالت النمو القطاعية خالل الفترة ‪.2009- 2005‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪10034.3‬‬ ‫‪11042.8‬‬ ‫‪9408.3‬‬ ‫‪8512.2‬‬ ‫‪7564.6‬‬ ‫‪(PIB‬مليار دج)‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫النمو العام (‪)%‬‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪- 5.3‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الفالحة (‪)%‬‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪- 3.9‬‬ ‫‪- 2.2‬‬ ‫‪- 4.5‬‬ ‫الصناعة(‪)%‬‬
‫‪- 1.9‬‬ ‫‪- 2.3‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪- 2.5‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫المحروقات(‪)%‬‬
‫المصدر ‪ :‬البنك الدولي ‪ ،‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪.‬‬
‫لوحظ فهذه الفترة تراجعا في معدالت ال نمو مقارنة بالفترة السابقة بعد سنة ‪،2007‬تزامنا مع تداعيات‬
‫األزمة العالمية وتأثيراتها في الطلب على البترول حيث انخفضت أسعاره وبالتالي تسجيل قطاع المحروقات‬
‫لمعدالت نمو سالبة‪ ،‬كما عرف قطاع الفالحة تحسن ملحوظ خالل سنتي ‪2006‬و‪ 2007‬ليسجل نموا سالبا‬
‫سنة ‪ 2008‬قدر ب ‪ %5.3-‬بفعل الجفاف كما ارتفع بعد ذلك ليبلغ ‪%6.2‬سنة ‪2009‬نتيجة مردود الحبوب‬

‫‪59‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫تلك السنة‪ ،‬إال أن القطاع الصناعي لم يشهد ارتفاعات محسوسة حتى سنة ‪ 2008‬إال أنها تعتبر غير كافية‬
‫مقارنة باآلليات و التحفيزات التي طبقتها الجزائر قصد دعم إنتاجية المؤسسات وترقية االستثمار‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)14‬معدل النمو العام ومعدالت النمو القطاعية خالل الفت ةر (‪.)2016- 2010‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪17731.0 16750.0 15843.0 14520.0 11991.0‬‬ ‫‪(PIB‬مليار دج)(‪)%‬‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫النمو العام(‪)%‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪- 1.3‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫الفالحة(‪)%‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫الصناعة (‪)%‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫البناء واألشغال ع (‪)%‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫الخدمات (‪)%‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪- 1.6‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫المحروقات(‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪.‬‬

‫عرف النمو العام خالل هذه الفترة تحسنا حيث انتقل إلى ‪%3.3‬سنة ‪ 2012‬ليصل سنة ‪2016‬‬
‫الى‪%3.4‬نفس الشئ في قطاع الصناعة خاصة سنة ‪ 2011‬و في قطاع لفالحي سيما سنة ‪ 2011‬حيث‬
‫بلغ‪،%13.5‬في حين حافظ قطاع الخدمات على مستوياته حيث تراوحت معدالت هذا األخير بين‬
‫‪3.8‬و‪ %7.7‬كما حافظ قطاع البناء و اإلشغال العمومية على مستواه المعهود في حين نالحظ تراجع في‬
‫قطاع المحروقات حيث بلغ ‪ %1.6-‬سنة ‪2011‬حتى سنة ‪ 2013‬الذي بلغ ‪ %8.8‬ليعود وينخفض م ةر‬
‫أخرى سنة ‪ 2014‬إلى ‪.%3.3‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة تحليله ألثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي خالل الفترة ‪- 1990‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫سنحاول في هذا المبحث معرفة مدى تأثير أدوات السياسة المالية عل النمو االقتصادي للفترة الدراسة‬
‫‪.2016- 1990‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬دراسة اثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي خالل ‪.1999- 1990‬‬
‫الجدول رقم(‪ :) 15‬نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪ ،‬التضخم‪ ،‬البطالة)‪.‬‬
‫البطالة‬ ‫النمو‬
‫التضخم‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫اإليرادات‪ %‬النفقات‪ %‬العام‪%‬‬ ‫السنوات‬
‫‪17.9‬‬ ‫‪19.8‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪-1.2‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪31.7‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪20.5‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪29.8‬‬ ‫‪28.3‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪18.7‬‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪17.3‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪28.6‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪29.3‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪17.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪1999‬‬
‫من إعداد الطالبتين من خالل الجداول السابقة ‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :) 09‬يوضح العالقة بين أدوات السياسة المالية(اإليرادات والنفقات ) ‪،‬النمو العام ‪ ،‬معدالت‬
‫البطالة والتضخم خالل الفترة ‪.1999- 1990‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬
‫التضخم ‪%‬‬
‫‪50‬‬ ‫البطالة ‪%‬‬

‫‪40‬‬ ‫النموالعام ‪%‬‬


‫‪%‬النفقات‬
‫‪30‬‬
‫االيرادات ‪%‬‬
‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبتين من خالل الجدول(‪)15‬‬


‫يتضح لنا من خالل الشكل أن منحنى النفقات العامة في تزايد والتي يترجمها البرامج التنموية ماسهم‬
‫في إعادة اإلنعاش االقتصادي وبالتالي ت ازيد في منحنى النمو االقتصادي من خالل البرامج والمشاريع التي‬
‫قامت الدولة بإطالقها في هذا اإلطار رغم قيام الدولة بنفقات كبير أال انه صاحبة تزايد في منحنى البطالة‬
‫الذي يرجع سببه لحل الحكومة لبعض المؤسسات العمومية ما نتج عنه ارتفاع في معدالت البطالة كما أن‬
‫هذه الزيادة في فالنفقات العامة صاحبه تزايد في المعروض النقدي عن الطلب عليه ما حدث تضخم وهو‬
‫المفسر لتزايد معدالت التضخم المالحظ من خالل نحنى التضخم الذي كان في تزايد مستمر خالل هذه الفترة‬
‫‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحليل أثر أدوات السياسة المالية على النمو االقتصادي في الجزائر للفترة ‪- 2000‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :) 16‬نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪ ،‬التضخم‪ ،‬البطالة)‬
‫‪.2016- 2000‬‬
‫البطالة‬ ‫النمو‬ ‫النفقات‬ ‫االيردات‬
‫التضخم‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫العام ‪%‬‬ ‫العامة‪%‬‬ ‫العامة‪%‬‬ ‫السنوات‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪20.2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪14.3‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪15.5‬‬ ‫‪22.8‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪14.3‬‬ ‫‪24.3‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪24.3‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪33.8‬‬ ‫‪40.9‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪43.4‬‬ ‫‪39.7‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪8.9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪45.9‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪46.1‬‬ ‫‪37.4‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪52.1‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪56.9‬‬ ‫‪53.8‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪59.9‬‬ ‫‪53.7‬‬ ‫*‪2016‬‬
‫المصدر‪:‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجداول السابقة ‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :) 10‬نسبة أدوات السياسة المالية والمؤشرات االقتصادية (النمو‪ ،‬التضخم‪ ،‬البطالة) ‪- 2000‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪140‬‬

‫‪120‬‬

‫) ‪. 2000-2016‬‬ ‫‪100‬‬
‫التضخم ‪%‬‬
‫) ‪ . 2000-2016‬البطالة‬ ‫‪80‬‬
‫‪%‬‬
‫) ‪ . 2000-2016‬النمو‬ ‫‪60‬‬
‫العام ‪%‬‬
‫) ‪ . 2000-2016‬النفقات‬
‫العامة ‪%‬‬ ‫‪40‬‬

‫) ‪. 2000-2016‬‬
‫االيرداتالعامة ‪%‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبتين من خالل الجدول(‪)16‬‬


‫من الشكل يتضح لنا أنه خالل الفترة من ‪ 2014 - 2000‬كلما زادة منحنى النفقات العامة يرافقه‬
‫تزايدلهفي منحى النمو العام إذ شهد هذا األخير ذروة تقدمه لسنة ‪ 2003‬أين بلغ‪%6.9‬نظ ار إلرتفاع‬
‫اإليرادات لتحسن أسعار الهيدروكربون ما يفسره تزايد منحنى اإليرادات العامة‪ ،‬مصاحب بارتفاع منحنى‬
‫التضخم خالل الفت ةر ‪ 2001- 2000‬بسب ارتفاع المستوى العام للسعار‪،‬إذ نشهد انخفاض في منحنى البطلة‬
‫من‪ %4‬لسنة ‪ 2004‬إلى‪1.3%‬سنة ‪ 2005‬إال أن جميع المؤشرات االقتصادية شهدت انخفضا لسنة‬
‫‪ 2014‬والذي يرجع سببه لتراجع مداخيل صادرات النفط في الجزائر بانخفاض قدره ‪%-45.47‬حيث أن‬
‫انخفض منحى التضخم يعود النخفاض سعر الصرف العاملة الوطنية كما نالحظ أن منحى النفقات العامة‬
‫عرف انخفضا التخاذ الدولة لسياسة التقشفية في النفقات في قانون المالية لسنة ‪ 2016‬مقارنة بسنة ‪2015‬‬
‫بنسبة ‪.%-8.8‬‬

‫خالصة الفصل ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة تحليلية ألثر السياسة المالية على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪2016- 1990‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫من خالل تتبعنا لمسار السياسة المالية في الجزائر خالل الفترة ‪ 2016- 1990‬أن الحكومة‬
‫الجزائرية‪ ،‬اتخذت من السياسة إنفاقية توسعية خالل فت ةر التسعينات ‪1999- 1990‬بارتفاع معدالت اإلنفاق‬
‫العام من سنة ألخرى نظ ار لتوسع نشاط الدولة ‪.‬‬
‫إن السياسة المالية المنتهجة من طرف الحكومة الجزائرية خالل فترة االلفينات ‪ 2014- 2000‬سياسة‬
‫مالية توسعية من خالل تباع سياسة إنفاقية توسعية ‪ ،‬أال أنها لم تعمل على خلق نمو اقتصادي في المستوى‬
‫الذي كانت تسعى الدولة لتحقيقه إذ أن جميع البرامج التنموية التي أطالقتها الدولة كانت يغلب عليها الطابع‬
‫االجتماعي أدت معظمها لتحس ين الخدمات االجتماعية دون االقتصادية؛ أما في فترة ‪ 2016- 2015‬اتبعت‬
‫الدولة سياسة تقشفية عملت على تخفيض من النفقات‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بوضع النمو االقتصادي العام للجزائر اتضح لنا أنه بعد انطالق مخطط اإلنعاش‬
‫االقتصادي والبرامج التنموية المكملة له ساهمت في تحقيق معدالت نمو الباس بها إال انه ال يزال يعاني من‬
‫مشكالت هيكلية والتي يترجمها الزيادة المستمر في النفقات العامة دون اإليرادات ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخـــاتـــــمة‬

‫من خالل موضوع بحثنا حاولنا أن نعرض إلى أي مدى ساهمت السياسة المالية في تحقيق النمو‬
‫االقتصادي كنموذج للدراسة في الجزائر ‪،‬ونظ ار للدور الذي تلعبه السياسة المالية في رفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي وتفعيل النشاط االقتصادي تطرقنا إلى دراسة مدى فعاليتها في ذلك‪.‬‬
‫اختبار الفرضيات‪ :‬لقد مكننا البحث وتحليل المعطيات من اختبار الفرضيات لما قاد إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬نصت الفرضية األولى ‪ :‬على أن السياسة المالية هي أحد السياسات االقتصادية الناجحة المتبعة في‬
‫الجزائر‪ .‬وهذا ما أكدته دراستنا على أن تحقيق هذه الفرضية أمر يتعلق بمدى ترشيد هذه السياسة‬
‫من خالل ترشيد الضرائب والنفقات بشكل يؤدي إلى الحد من العجز الموازني‪.‬‬
‫‪ -‬نصت الفرضية الثانية ‪:‬على أن النمو االقتصادي الزيادة الحقيقية في الدخل القومي ‪.‬وهذا صحيح‬
‫حيث إن النمو االقتصادي يشير إلى مجرد الزيادة الكمية في متوسط الدخل الفردي الحقيقي ‪.‬‬
‫في تحقيق النمو‬ ‫‪ -‬نصت الفرضية الثالثة‪ :‬ساهمت السياسة المالية المطبقة لمختلف أدواتها‬
‫االقتصادي خالل فترة الدراسة وهذا ما أكدته دراستنا من خالل ارتفاع نسبة النمو االقتصادي و‬
‫انخفاض نسبة البطالة ‪.‬‬
‫نتائج الدارسة ‪:‬‬
‫• تأتي أهمية السياسة المالية في كونها تتعامل مع معطيات حياتنا اليومية فهي تدخل في آلية فرض‬
‫الضرائب بأنواعها و اإلنفاق الحكومي بأنواعه خاصة في مجال الصحة و التعلم و اإلنشاءات و‬
‫غيرها و مما الشك فيه أننا و منذ أتى كينز بأفكاره حول دور الدولة في تحريك عجلة االقتصاد و‬
‫االقتصاديون يرمون بأعينهم إلى الدور الحكومي‪ ،‬كلما ألمت بدورة الحياة االقتصادية ضائقة فظاه ةر‬
‫البطالة أو هجمت الضغوط التضخمية‪.‬‬
‫• تلعب السياسة المالية دو ار مهما في الرفع من معدالت النمو االقتصادي باعتبار أن السياسة اإلنفاقية‬
‫أداة فعالة في يد الدولة للقيام لوظيفة التنموية ‪،‬حيث يعتبر التوظيف الجيد للنفقة الحكومية يساهم‬
‫بدرجة كبي ةر في تحقيق األهداف السياسة االقتصادية المتمثل فالنمو االقتصادي‪.‬‬
‫إن الجزائر أخذت على عاتقها بعض اإلصالحات خالل مرحلة تطبيق برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫وبرامج دعم النمو االق تصادية (تدعيم البنية التحتية ‪ ،‬تخفيض البطالة ‪،‬ارتفاع المستوى المعيشي ‪)...‬لعالج‬
‫االختالالت االقتصادية وهذه اإلصالحات لم تعطي ثمارها لحد الساعة‪.‬‬
‫• و يمكن القول أن السياسة المالية التي تتعامل و اإلنفاق العام ما هي إال وسيلة لضمان النمو‬
‫االقتصادي بما يؤهلها جنبا إلى جنب مع السياسة االقتصادية إلى تحقيق معادالت تشغيل واستق رار‬
‫كلي في األسعار لعل أهم أهداف السياسة المالية تتخلص في‪:‬‬
‫✓ الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫✓ الوصول إلى معادالت نمو مرتفع‪.‬‬
‫✓ العمل على رفاهية المجتمع و إعادة توزيع الدخل بشكل عادل‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫الخـــاتـــــمة‬

‫االقتراحات ‪:‬‬
‫بعد استعراض النتائج المتوصل إليها يمكن إبداء االقتراحات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬العمل بجدية نحو نشر الوعي الضريبي بين أفراد المجتمع وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة‬
‫‪،‬ومحاربة الغش والتهرب الضريبي بأي شكل من األشكال‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بإدارة الضرائب وتطويرها بهدف تحسين التحصيل الضريبي فتعميم استعمال اإلعالم اآللي‬
‫سيخفض من التهرب والغش الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح إدارة الجمارك وربطها بإدارة الضرائب باستعمال تقنيات اإلعالم اآللي لتقليل من التهرب‬
‫الضريبي‬
‫‪ -‬تشجيع الصادرات خارج المحروقات عن طريق منح مزايا للمستثمرين وتشجيعهم على التصدير‬
‫للخارج وبالتالي فك الميزانية واالقتصاد الوطني ككل من أثر التغيرات الخارجية‬
‫‪ -‬وأخي ار إنفاق عاما أكثر رشدا واقتطاعا عاما أكثر جدوى وتجارة خارجية أكبر ربحا ‪،‬وسياسة نقدية‬
‫أكثر فعالية ‪،‬وموازنة عامة أكثر شفافية من شأنها مجتمعة أن تحقق التوازن االقتصادي عند معدالت‬
‫أعلى لنمو الدخل الوطني الجزائري‪.‬‬
‫آفاق الدراسة ‪:‬‬
‫انطالقا مما ذكر سابقا من نتائج وكذا التوصيات التي تصب في إطار معالجة ألثر السياسة المالية على‬
‫النمو االقتصادي فانه ولتكملة موضوع هذه الدراسة ‪ ،‬فإننا نقترح دراسة‪.‬‬
‫✓ اثر األزمات االقتصادية على النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫✓ السياسة المالية ودورها في تهيئة المناخ االستثماري‪.‬‬
‫✓ دور السياسة اإلنفاقية في تحيق التوازن االقتصادي ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المراجع‬
‫اوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ -‬الكتب ‪.‬‬
‫‪ . 1‬أعمر يحياوي ‪ ،‬مساهمة في دراسة المالية العامة ‪ "،‬النظرية العامة وفقا لتطورات الراهنة" ‪،‬الطبعة‬
‫األولى ‪،‬دار هومه لنشر ‪،‬الجزائر ‪.2010،‬‬
‫‪ . 2‬أسعد هللا داود ‪،‬األزمات النفطية والسياسة المالية في الجزائر دراسة على ضوء االزمة المالية‬
‫العالمية‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دارهومهلنشر‪،‬الجزائر ‪.2013،‬‬
‫‪ . 3‬حسين عمر‪ ،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪،.‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ . 4‬محمد العربي ساكر ‪،‬االقتصاد الكلي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار الفجر لنشر والتوزيع ‪،‬القاه ةر ‪.2006،‬‬
‫‪ . 5‬محمد حسين دخيل ‪،‬إشكاليات التنمية االقتصادية المتوازنة "دراسة مقارنة " الطبعة األولى ‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪.2009،‬‬
‫‪ . 6‬محمد حلمي الطوابي‪ ،‬أثر السياسات المالية الشرعية في تحقيق التوازن المالي العام في الدولة‬
‫الحديثة ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية –مصر ‪ -‬الطبعة االولى ‪.،2007 ،‬‬
‫‪ . 7‬محمد صالح تركي القريشي ‪،‬علم اقتصاد التنمية ‪،‬إثراء لنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬االردن‬
‫‪.2010،‬‬
‫‪ . 8‬محمد شاكر عصفور ‪ ،‬اصول الموازنة العامة ‪ ،‬دار المسيرة‪،‬عمان ‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2008 ،‬‬
‫‪ . 9‬محمود يونس محمد و عبد النعيم محمد مبارك ‪،‬أساسيات علم االقتصاد ‪،‬الدار الجامعية لنشر‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪،‬كلية التجا ةر بجامعتي اإلسكندرية وبيروت‪.‬‬
‫‪ . 10‬محمود الكفراوي ‪ ،‬السياسة المالية والنقدية في ظل االقتصاد اإلسالمي ‪،‬مكتبة اإلشعاع للطباعة‬
‫و النشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1997،‬‬
‫‪ . 11‬محرزيمحمد عباس ‪ ،،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ . 12‬مجدي شهاب ‪ ،‬أصول االقتصاد العام المالية العامة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‬
‫‪.2003،‬‬
‫‪ . 13‬مجدي محمود شهاب ‪،‬االقتصاد المالي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار الجامعية الجديدة لنشر ‪،‬االسكندرية‬
‫‪1999،‬‬
‫‪ . 14‬مسعيد سامي الحالق‪،‬محمد محمود العجلوني ‪،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪،‬ااالردن ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬الطبعة ألولى ‪.2010 ،‬‬
‫‪ . 15‬حام د عبد المجيد دراز‪،‬السياسات المالية ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬مركز االسكندرية لنشر ‪.2000،‬‬
‫‪ . 16‬حسين مصطفى حسين ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ . 17‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬االسكندرية ‪2000،‬‬
‫‪ . 18‬صالح الرويلي ‪،‬اقتصاديات المالية العامة ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪.1988،‬‬
‫‪ . 19‬طاهر فاضل البياتي وخالد توفيق الشمري ‪،‬مدخل إلى علم االقتصاد (التحليل الجزئي والكلي)‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار وائل لنشر‪ ،‬عمان ‪-‬االردن ‪. 2009،‬‬
‫‪ . 20‬عاطف وليم أندراوس ‪ ،‬اال قتصاد المالي العام ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪.2009،‬‬
‫‪ . 21‬عادل فليح العلي ‪،‬مالية الدولة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬زهران لنشر ‪،‬االردن ‪.2010،‬‬
‫‪ . 22‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل الى السياسة االقتصادية الكلية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،2006‬‬
‫‪ . 23‬ع بد الهادي النجار‪" ،‬إقتصاديات النشاط الحكومي" ‪ ،‬مطبعة ذات السالسل ‪ ،‬الكويت ‪.1982‬‬
‫‪ . 24‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2000،‬‬
‫‪ . 25‬عوف محمود اكفراول‪ ،‬السياسة المالية والنقدية في ظل االقتصاد االسالمي ‪ ،‬مكتبة االشعاع‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬ا‪.1997‬‬
‫‪ . 26‬غازي حسين عناية ‪،‬أصول اإليرادات المالية العامة في الفكر المالي اإلسالمي ‪،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪.2003،‬‬
‫‪ . 27‬غازي عناية ‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار البيارق لنشر ‪،‬عمان ‪،‬‬
‫االردن ‪.1998،‬‬
‫‪ . 28‬فليح حسن خلف ‪ ،‬التنمية وتخطيط االقتصادي ‪ ،‬جدار للكتاب العالمي ‪،‬علم الكتب الحديث ‪،‬‬
‫االردن ‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2006 ،‬‬
‫‪ . 29‬زينب حسين عوض هللا ‪،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬الدار الجامعية لطباعة والنشر ‪،‬‬
‫بيروت واالسكندرية ‪.1998 ،‬‬
‫‪ . 30‬يونس أحمد البطريق وآخرون ‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دا ار الجامعية الطبعة أولى ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪2000 ، ،‬‬
‫‪ -‬المذكرات ‪.‬‬
‫‪ 1‬أريا محمد ‪ ،‬السياسة المالية ودورها في تفعيل االستثمار حالي الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير(غير منشور)‪ ،‬تخصص تحليل االقتصادي ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2011- 2010 ،3‬‬
‫‪ 2‬بودخدخ كريم ‪ ،‬أثر السياسة اإلنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر ‪- 22001‬‬
‫‪ ، 2009‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير ‪ ،‬تخصص ‪ :‬نقود ومالية ‪ ،‬جامعة دالي‬
‫إبراهيم ‪ ،‬الجزائر‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ 3‬معط هللا آمال‪ ،‬آثار السياسة المالية على النمواالقتصادي دراسة قياسية لحالة الجزائر‪- 19970‬‬
‫‪ ،2002‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماج ستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص االقتصاد الكلي ‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسي ير‪ ،‬جامعة ابي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2015/2014،‬‬
‫‪ 4‬سالكي سعاد ‪ ،‬دور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر –دراسة بعض دول‬
‫المغرب العربي ‪،-‬أطروحة م قدمة لنيل شهادة الماجستير (غير منشور) في التسيير الدولي للمؤسسات‬
‫‪ ،‬تخصص مالية وبنوك ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقا يد‪ ،‬الجزائر ‪.2011- 2010 ،‬‬
‫‪ 5‬كامل رشيد علي التل ‪ ،‬أثر التعليم على النمو االقتصادي "حالة األردن " مذكرة مقدمة‬
‫لنيلشهادةالماجستير(غير منشور) في االقتصاد ‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬العراق ‪.1991 ،‬‬
‫‪ 6‬عزوز علي "الضغط الضريبي وأثره على النمو االقتصادي – دراسة حالة الجزائر خالل الفت ةر‬
‫(‪.") .)2004- 1994‬مذكرة ماجستير (غير منشور) جامعة الشلف ‪..2007 – 2006‬‬
‫‪ 7‬بلوافي محمد ‪ ،‬أثر السياسة النقدية والمالية على النمو االقتصادي حالة الجازئر‪،2011- 1970‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬جامعة بلقايد ‪ ،‬الجزائر ‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ 8‬ضيف أحمد ‪ ،‬اثر السياسة المالية عل النمو االقتصادي المستدام في الجزائر‪- 1989‬‬
‫‪، 2012‬اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص نقود ومالية‪ 2015- 2014 ،‬ص ‪59‬‬
‫‪ 9‬درواسي مسعود‪ ،‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ‪- 1990‬‬
‫‪ ،2004‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،2006- 2005،‬‬
‫‪ 10‬كبداني سيد احمد ‪ ،‬اثر النمو االقتصادي على عدالة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول العربية‬
‫‪ :‬دراسة تحليلية وقياسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص اقتصاد ‪- 2012 ،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ 11‬بوعمرة أحمد و قيزة عمر ‪ ،‬أثر السياستين النقدية والمالية على النمو االقتصادية في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ 2014- 1990‬دراسة قياسية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬تخصص مالية ونقود‪،‬‬
‫جامعة العربي التبسي –تبسة ‪ ،‬الجزائر ‪.2016- 2015 ،‬‬
‫‪ 12‬عماري الياقوت ‪،‬أثر السياسة المالية التوسعية على النمو االقتصادي حالة الجزائر‪،‬جامعة أوكلي‬
‫منحد أو لحاج ‪،‬البوي ةر ‪،‬الجزائر‪،،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‬
‫‪،‬تخصص مالية المؤسسة ‪.2015/2014،‬‬
‫‪ 13‬زويش سمية ‪،‬السياسة المالية وأثرها في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة حالة الجزائر‪،‬‬
‫‪ 2014/2000‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة البوي ةر ‪ ،‬الجزائر‪.2015/2014 ،‬‬
‫‪ -‬الملتقياتوالمؤتمرات ‪:‬‬
‫‪ 1‬البشير عبد الكريم ‪ ،‬أثر السياسة المالية والنقدية على النمو و االستخدام في الجزائر ‪ ،‬ملتقي دولي‬
‫حول السياسا ت االقتصادية ‪ ،‬جامعة تلمسان‪.‬‬
‫‪ 2‬رحماني موسى ‪ ،‬السبتي وسيلة ‪ ،‬واقع الجماعات المحلية في ظل االصالحات المالية وآفاق التمنية‬
‫المحلية ‪ ،‬مادا خلة مقدمة في إطار الملتقى الدولي تسير وتمويل الجماعاتا المحلية في ضوء‬
‫التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 3‬بوهزة محمد‪ ،‬براج صباح ‪ ،‬اثر برنامج االستثمارات العمومية على متغيرات مربع كالدور لالقتصاد‬
‫الجزائري للفترة ‪ ، 2009- 2001‬أبحاث المؤتمر الدولي (تقييم اثار برامج االستثمارات العامة‬
‫وانعكاساتها على التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي للفت ةر ‪ ،2014- 2001‬يومي ‪ 12/11‬مارس‬
‫‪ ،)2013‬جامعة سطيف‪ ، 1‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬المجالت والتقارير والقوانين‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثارها على النمو ‪،‬مجلة الباحث ‪-‬‬ ‫مسعى‬ ‫‪.1‬‬
‫عدد‪ ،2012/10‬جامعة قاصدي مرباح ‪،‬ورقلة –الجزائر‪.‬‬
‫‪ . 2‬كريالي بغداد‪ ،‬حمداني محمد ‪ ،‬استراتيجيات والسياسات التنمية المستدامة في ظل التحوالت االقتصادية‬
‫والتكنولوجية بالجزائر‪ ،‬مجلة علوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،45‬جامعة وهران‪.‬‬
‫في النشاط االقتصادي عبر سياستها المالية ‪ ،‬مجلة أبحاث‬ ‫ونادي زهيد‪،‬آلية تدخل الدولة‬ ‫‪.3‬‬
‫اقتصاديةوإدارية ‪،‬العدد التاسع ‪،‬جامعة البليدة ‪،‬جوان ‪.2011‬‬
‫‪ -‬المواقع االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ . 1‬بنك الجزائر‬
‫‪ . 2‬البنك الدولي‬
‫‪ . 3‬و ازرة المالية المالية ‪.‬‬
‫‪ . 4‬الديوان الوطني لالحصائيات‬
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪ :01‬تطور معدل البطالة في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫صندوق النقد الدولي‬

‫نمو إجمالي الناتج المحلي‬


‫الملحق رقم ‪ :02‬نمو إجمالي الناتج المحلي(‪%‬سنويا) خال ل الفترة(‪)2015- 1998‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫السنة‬


‫‪3.9‬‬ ‫‪0.1-‬‬ ‫إجمالي الناتج المحلي(‪)%‬‬
‫المصدر ‪:‬بنك الجزائر‬

‫الملحق رقم ‪:03‬إجمالي الدخل القومي وفقا لتعادل القوة الشرائية(‪)2015- 1990‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬


‫‪56774051 165.70463‬‬ ‫إجمالي الدخل القومي (مليون دج)‬

‫المصدر ‪:‬بنك الجزائر‬

‫الملحق رقم ‪ : 04‬معدالت البطالة من ‪.1994- 1990‬‬

‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬


‫‪24.4‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪19.8‬‬ ‫البطالة ‪%‬‬
‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات‬
‫الملحق رقم ‪ :05:‬تطور معدالت البطالة‬

‫معدالت البطالة خالل الفترة (‪)2000- 1995‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫السنة‬


‫‪29.8‬‬ ‫‪29.3‬‬ ‫‪28.6‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪28.3‬‬ ‫البطالة (‪)%‬‬
‫المصدر‪:‬كبداني سيد أحمد ‪،‬أثر النمو االقتصادي على عادلة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول العربية دراسة تحليلية ‪،‬تخصص‬
‫اقتصاد‪،‬جامعة ابي بكر بلقايد ‪،‬تلمسان ‪.2013‬ص‪.233‬‬

‫معدالت البطالة خالل ‪.2010- 2001‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬
‫‪9.9‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫النسب ‪%‬‬
‫المصدر‪http://www.ons.dz :‬‬

‫الملحق رقم‪ : 06‬تطور معدالت التضخم في الجزائر‬

‫تطور معدالت التضخم في الجزائر للفترة ‪.1998- 1990‬‬

‫‪1998‬‬ ‫‪1997 1996‬‬ ‫‪1995 1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992 1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪29.0‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪17.9‬‬ ‫معدل‬
‫التضخم ‪%‬‬

‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات ‪.ONS‬‬

‫تطور معدل التضخم في الجزائر ‪.2016- 1999‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنة‬

‫‪3.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫معدل‬
‫التضخم‪%‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنة‬

‫‪/‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫معدل‬
‫التضخم‪%‬‬
‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات ‪.ONS‬‬
: ‫ملخص‬
‫من خالل موضوع بحثنا حاولنا أن نعرض مدى تأثير السياسة المالية في تحقيق النمو‬
‫ونظ ار لدور الذي تلعبه السياسة‬، ‫االقتصادي في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة التي عرفتها الجزائر‬
‫ كذلك ارتأينا‬،‫المالية في تحقيق األهداف المرجوة من خالل معالجة األزمات وتفعيل النشاط االقتصادي‬
‫دراسة مدى فعاليتها في ذلك باعتبار اإلصالح االقتصادي ضرورة موضوعية للدول التي تعاني من‬
‫إختالالت هيكلية وجب عليها تبني سياسات وبرامج اإلصالحات التي تمليها المؤسسات المالية الدولية‬
‫والمالحظ من خالل دراسة السياسة المالية المطبقة في الجزائر فقد أسهمت في تحقيق اإلصالح‬،
‫االقتصادي نسبيا على الصعيد االجتماعي وذلك بتسجيل معدالت بطالة منخفضة وعالج مشكل السكن‬
‫أما على الصعيد االقتصادي فقد سجلنا معدالت نمو البأس بها بالرغم من بعض اآلثار‬، ‫نوعا ما‬
‫السلبية منها ظاهرة التضخم مما أدى إلى فقدان القدرة الشرائية للفرد مما سبب انخفاض في الطلب‬
. ‫الكلي‬
‫فعالية السياسة المالية في الجزائر خالل‬، ‫ النمو االقتصادي‬، ‫ السياسة المالية‬: ‫الكلمات المفتاحية‬
.2016- 1990 ‫الفت ةر‬

Through our topic we tried to show how the finance policy effect on the
investigation of the economic growth. During the currently economic
transformations which Algeria witnessed. Due to the finance policy role in
achieving the purposes through escamimg the crises and activite the economic
activity we also wanted to study how its effectiveness in it as the economic
repair necessary for the countries which suffere from the lock of structural .It
ough to build strategies and programmers of repairs which the international
fiance companies provide. What was clear through the study of the Algerian
finance poliy that it contributed in the economic relatively in the social phase
through the unemployment average and residence problems .the decrease in
whereas in the economic level we found an acceptable growth rates although
some negative effects as the inflation which led to the loss of the purchasing
capacity for individual and whid led to the decrease in the total demand.
Keywords: fiscal policy, economic growth, effectiveness of fiscal policy in
Algeria during the period 1990-2016.

You might also like