You are on page 1of 544

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة‬

‫الجزائر‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم‬
‫العلوم االقتصادية‬

‫السياسة المالية& ودورها في تحقيق‬


‫حالة الجزائر‪:‬‬ ‫التوازن االقتصادي‬
‫‪2004 -1990‬‬

‫أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة‬


‫إشراف& األستاذ الدكتور‪&:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫طواهر محمد التهامي‬ ‫دراوسي مسعود‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الجزائر‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫‪ -‬األستاذ الدكتور باشي أحمد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الجزائر‬ ‫‪ -‬األس تاذ ال دكتور ط واهر محم د أستاذ التعليم العالي‬
‫التهامي‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫‪ -‬الدكتور كواش خالد‬
‫عضوا‬ ‫جامعة البليدة‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫‪ -‬الدكتور ناصر مراد‬
‫عضوا‬ ‫المعهد الوطني للتجارة‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫‪ -‬الدكتور شنوفي نورالدين‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫‪ -‬الدكتور بن محمودة محبوب‬
‫نوقشت يوم‪08/05/2005 :‬‬
‫‪2006/2005‬‬

‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسم اﷲ الرحم ـ ـ ـن الرحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬

‫(‪...‬ربنا ال تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب‬


‫‪)...‬‬ ‫لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‬
‫اآلية ‪ 08‬من سورة آل عمران‬
‫اإلهــــــــــــــــــــــــــــــــداء‬
‫إلى من قال اﷲ في حقهما‬
‫(‪...‬وال تقل لهما أف وال تنهرهما وقل‬
‫لهما قوال آريما‪ )...‬اللذين دعواتهما‬
‫ذللت لي آثير من الصعاب‪ -‬أطال اﷲ في‬
‫عمرهما‪-‬‬
‫إلى التي آانت في ضمير الغيب وأصبحت‬
‫اليوم في عالم الشهادة نصف حياتي‬
‫وقاسمتني هموم‬
‫إنجاز هذا العمل وآان لها الفضل‬
‫الكبير في الترجمة‪ -‬زوجتي الكريمة‬
‫حفظها اﷲ‪-‬‬
‫إلى التي طالما داعبت القلم بأناملها‬
‫وهي لم تدرك بعد معنى القراءة‬
‫والكتابة‬
‫وشاآست للدفاع عن حقها في اللعب‪-‬‬
‫إسراء حفظها اﷲ‪-‬‬

‫العبد الضعيف إلى اﷲ مسع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود‬


‫التشكرات‬
‫(‪....‬رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعم ل‬
‫الصالحين‪ )...‬اآلية ‪ 19‬سورة النمل‬ ‫صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك‬

‫بص دق الوف اء واإلخالص أتق دم إلى مش رفي األس تاذ ال دكتور ط واهر‬
‫التهامي على نص ائحه القيم ة ال تي مكنت ني من إخ راج األطروح ة في‬ ‫محمد‬
‫ش كلها النه ائي‪ ،‬كم ا ال يفوت ني أن أتق دم إلى الس ادة أعض اء اللﹼجن ة على‬
‫قبولهم مناقشة هذه األطروحة وصرفهم جزء من وقتهم الثمين ألجل قراء‪‬ا؛‬
‫وأتقدم بخالص شكري وعظيم امتناني إلى زوجتي التي كانت الساعد المعين‬
‫في جميع مراحل إعداد األطروحة؛‬
‫وأتقدم بالشكر إلى األستاذ ‪ :‬قاشي خالد الذي نالت يديه شرف كتابة ه ذه‬
‫األطروحة‪ ،‬كما أتقدم بالشكر إلى‪ :‬صدوقي زروق‪ ،‬الكشبور ناصر‪ ،‬وحجال‬
‫فريد‪.‬‬
‫وإلى كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد‬

‫أخوكم مسع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود‬


‫المحتـ ـ ـ ـ ـ ــويات‬

‫المحتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــويات‬
‫اإلهداء‬
‫التشكرات‬
‫الفهرس قائمة‬
‫الجداول قائمة‬
‫األشكال‬
‫أ‪ -‬ي‬ ‫مقدمة عامـــــــــــــة‬
‫‪32‬‬
‫الجزء النظري‪ :‬دور السياسة المالية في تحقيق التوازن‬

‫(دراسة نظرية)‬ ‫االقتصادي‬


‫‪33‬‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪:‬‬ ‫‪34‬‬
‫مفهوم السياسة‬
‫المالية‬
‫وتطورها‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪35‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور‬ ‫‪36‬‬
‫الدولة في النشاط‬
‫االقتصادي‬
‫‪36‬‬ ‫‪ .1.‬مفهوم الدولة‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 1.1‬تطور دور الدولة‬
‫‪42‬‬ ‫‪ .2‬ماهية السياسة االقتصادية‬
‫‪42‬‬ ‫‪ .1.2‬تعريف السياسة االقتصادية‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .3‬أسلوب إعداد السياسة االقتصادية‬
‫‪45‬‬ ‫‪ .4‬أدوات السياسة االقتصادية‬
‫‪46‬‬ ‫‪ .1.4‬السياسة المالية والسياسة النقدية‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .2.4‬السياسة التجارية‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم السياسة المالية وتطورها‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .1‬تعريف السياسة المالية‬
‫‪49‬‬ ‫‪ .2‬تطور السياسة المالية‬
‫‪50‬‬ ‫‪ .1.2‬السياسة المالية في المجتمعات القديمة‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 2.2‬السياسة المالية في الفكر الكالسيكي‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .3.2‬السياسة المالية في الفكر الكنزي‬
‫‪ .3‬مراحل السياسة المالية المتدخلة ‪60‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ 1.3‬السياسة المالية المحضرة‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .2.3‬السياسة المالية التعويضية‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة المالية‬
‫‪ .1‬العوامل السياسية ‪64‬‬
‫‪64‬‬ ‫تأثير الظواهر المالية على السياسة الداخلية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ .2.1‬تأثير العوامل السياسية على السياسة المالية‬
‫‪65‬‬ ‫‪ .3.1‬التأثير المتبادل بين الموازنة العامة والعوامل السياسية‬
‫‪ .2‬العوامل اإلدارية ‪66‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪ .1.2‬تأثير العوامل اإلدارية على السياسة المالية‬
‫‪ .2.1‬تأثير السياسة المالية على المؤسسات اإلدارية ‪67‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ .3‬أثر النظام المالي‬
‫‪69‬‬ ‫‪ .1.3‬السياسة المالية في الرأسمالية‬
‫‪70‬‬ ‫‪ .2.3‬السياسة المالية في االشتراآية‬
‫‪72‬‬ ‫‪ .3.1‬أثر درجة النمو االقتصادي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أهداف السياسة المالية‬ ‫‪76‬‬
‫‪.1‬دور السياس‪NNNNN‬ة المالي‪NNNNN‬ة في تحقي‪NNNNN‬ق‬ ‫‪77‬‬
‫االستقرار االقتصادي‬
‫‪77‬‬ ‫‪ .1.1‬مفهوم االستقرار االقتصادي‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .2.1‬دور السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫‪83‬‬ ‫‪ .2‬دور السياسة المالية في تخصيص الموارد‬
‫‪83‬‬ ‫‪ 1.2‬معنى تخصيص الموارد‬
‫‪84‬‬ ‫‪ 2.2‬تدخل الدولة لتخصيص الموارد‬
‫‪85‬‬ ‫‪ .3.2‬إجراءات السياسة المالية إلعادة تخصيص الموارد‬
‫‪86‬‬ ‫‪ .3‬السياسة المالية ودورها في إعادة توزيع الدخل الوطني‬
‫‪86‬‬ ‫‪.1.3‬التوزيع الشخصي للدخل على أفراد المجتمع‬
‫‪88‬‬ ‫‪ .2.3‬آيفية إعادة توزيع الدخل‬
‫‪89‬‬ ‫‪ .4‬السياسة المالية ودورها في التنمية االقتصادية‬
‫‪.4‬مفهوم التنمية االقتصادية ‪89‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪.4‬مصادر تمويل التنمية االقتصادية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪98‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫‪100‬‬


‫التوازن‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪101‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬ ‫‪102‬‬
‫التوازن في الفكر‬
‫االقتصادي‬
‫‪102‬‬ ‫‪.1‬مفهوم التوازن‬
‫‪104‬‬ ‫‪.2‬أشكال التوازن‬
‫‪.2‬التوازن الجزئي و التوازن الكلي ‪104‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪.2‬التوازن قصير األجل والتوازن طويل األجل‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.2‬التوازن الساآن والتوازن الحرآي ‪105‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪106‬‬ ‫‪.2‬التوازن الناقص والتوازن الكامل‬ ‫‪.4‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪.3‬التوازن في الفكر االقتصادي‬
‫‪107‬‬ ‫‪.3‬التوازن في الفكر التقليدي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.3‬الت‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬وازن في الفك‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ر الكي‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬نزي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪109‬‬
‫‪.3‬الت‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬وازن عن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬د جيمس مي‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬د‬ ‫‪.3‬‬
‫‪113‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬الت وازن الكلي في النظ ام‬ ‫‪115‬‬
‫االقتصادي‬
‫‪.1‬التداخل بين سوق اإلنتاج وسوق النقود‬ ‫‪116‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪.2‬التوازن في سوق السلع و الخدمات‬
‫‪119‬‬ ‫‪.3‬التوازن في سوق النقود‬
‫‪122‬‬ ‫‪.4‬التوازن في سوقي السلع والخدمات والنقود‬
‫‪124‬‬ ‫‪ .5‬نموذج رياضي للتوازن في السوقين الحقيقية و النقدية‬
‫‪.6‬أثر تغير المستوى العام لألسعار‬ ‫‪127‬‬
‫‪127‬‬ ‫‪.6‬اثر سعر الفائدة على منحنى ‪LM‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.6‬أثر النقد الحقيق على منحنى ‪127 IS‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬العالقة بين التوازن‬ ‫‪128‬‬
‫المالي للموازنة العامة و التوازن‬
‫االقتصادي‬
‫‪128‬‬ ‫‪.1‬ماهية الموازنة العامة‬
‫‪128‬‬ ‫‪.1‬نشأة الموازنة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪.1‬تعريف الموازنة العامة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.1‬طبيع‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة الموازن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة العام‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة للدول‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪132‬‬
‫‪.1‬دور الموازن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة العام‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة في مالي‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة الدول‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة‬ ‫‪.4‬‬
‫‪133‬‬
‫‪.1‬أهمي‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة الموازن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة العام‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة‬ ‫‪.5‬‬
‫‪137‬‬
‫‪.1‬المب‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ادئ األساس‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ية للموازن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة‬ ‫‪.6‬‬
‫‪139‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪ .2‬نظرية توازن الميزانية العامة للدولة‬
‫‪144‬‬ ‫‪.3‬التمويل بالعجز و التوازن االقتصادي‬
‫‪.3‬عجز الموازنة العامة بين المدارس‪ N‬االقتصادية ‪144‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.3‬تموي‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ل العج‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ز‬ ‫‪.2‬‬
‫‪146‬‬
‫‪149‬‬ ‫‪.4‬أثر التوازن المالي للموازنة العامة للدولة في تحقيق التوازن االقتصادي‬
‫‪149‬‬ ‫‪.4‬تطور مفهوم توازن الميزانية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪.4‬توازن الموازنة و التوازن االقتصادي العام‬ ‫‪.2‬‬
‫‪152‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬أهمية نظرية التوازن االقتصادي‬
‫‪ .1‬تحديد سير االقتصاد لرسم السياسة االقتصادية ‪152‬‬
‫‪153‬‬ ‫‪ .2‬أهمية التوازن االقتصادي لرسم السياسة االقتصادية‬
‫‪ .3‬أهمية التوازن في اإلصالح االقتصادي ‪153‬‬
‫‪ .4‬أهمية التوازن في التخطيط االقتصادي ‪155‬‬
‫خالصة الفصل‬ ‫‪157‬‬
‫الثاني‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫‪158‬‬


‫أدوات‬
‫السياسة‬
‫المالية‬
‫المعتمدة في‬
‫تحقيق‬
‫التوازناالقتصا‬
‫دي‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪159‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬ ‫‪160‬‬
‫النفقات العامة‬
‫‪160‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم النفقات العامة‬
‫‪160‬‬ ‫‪ .1.1‬النفقة العامة مبلغ نقدي‬
‫‪161‬‬ ‫‪.1 .2‬صدور النفقة من الدولة أو أحد تنظيماتها‬
‫‪163‬‬ ‫‪.1 .3‬الغرض من النفقة العامة تحقيق نفع عام‬
‫‪164‬‬ ‫‪.2‬أنواع النفقات العامة‪-‬تقسيماتها‪-‬‬
‫‪164‬‬ ‫‪.2‬النفقات الحقيقية و النفقات التحويلية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪165‬‬ ‫‪.2‬النفقات العادية و النفقات غير العادية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪166‬‬ ‫‪.2‬التقسيم الوظيفي للنفقات العامة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪168‬‬ ‫‪.3‬ظاهرة تزايد اإلنفاق العام وأسبابها‬
‫‪170‬‬ ‫‪.3 .1‬األسباب الظاهرية‬
‫‪171‬‬ ‫‪.3 .2‬األسباب الحقيقية‬
‫‪.3 .3‬ترشيد النفقات العامة ‪171‬‬
‫‪172‬‬ ‫‪ .4‬اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‬
‫‪.4‬األثر المباشر لإلنفاق العام على الناتج الوطني ‪173‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪173‬‬ ‫‪.4‬األثر المباشر لإلنفاق العام على االستهالك الوطني‬ ‫‪.2‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪.4‬األثر على االدخار الوطني‬ ‫‪.3‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪.4‬أثر اإلنفاق العام على توزيع الدخل‬ ‫‪.4‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪.4‬األثر غير المباشر لإلنفاق العام على اإلنتاج و االستهالك الوطني‬ ‫‪.5‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪.4‬أثر اإلنفاق العام على معدل النمو االقتصادي‬ ‫‪.6‬‬
‫‪175‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬اإليرادات العامة‬
‫‪175‬‬ ‫‪ .1‬اإليرادات االقتصادية‬
‫‪175‬‬ ‫‪.1‬إيرادات أمالك الدولة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.1‬الثمن العام ‪177‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪177‬‬ ‫‪.2‬اإليرادات السيادية‬
‫‪177‬‬ ‫‪.1.2‬الرسوم‬
‫‪179‬‬ ‫‪2.2‬الضرائب‪N‬‬
‫‪ .3‬اإليرادات االئتمانية –القروض‪191 -‬‬
‫‪ .1.3‬ماهية القرض العام و خصائصه‬
‫‪191‬‬ ‫‪ .4‬اآلثار االقتصادية لإليرادات‬
‫‪195‬‬ ‫‪.4‬األثر على االستهالك و اإلنتاج‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.4‬األثر على االدخار و االستثمار‪195 0‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪196‬‬ ‫‪.4‬الثر على إعادة توزيع الدخل‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ 44‬اثر الضرائـــــب‪ N‬على آسب العمل‬
‫‪197‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬الموازنة العامة‬
‫‪197‬‬ ‫إعداد الموازنة العامة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪.1.1‬السلطة المختصة بإعداد الموازنة العامة‬
‫‪198‬‬ ‫‪ .2.1‬القواعد التي يسترشد بها في إعداد الموازنة العامة‬
‫‪199‬‬ ‫‪.1 .3‬اإلجراءات الفنية إلعداد الموازنة‬
‫‪.1 .4‬تقدير النفقات و اإليرادات العامة ‪200‬‬
‫‪ .2‬تبويب الموازنة العامة ‪202‬‬
‫‪.2‬التبويب الوظيفي ‪203‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪203‬‬ ‫‪.2‬التبويب اإلداري‬ ‫‪.2‬‬


‫‪203‬‬ ‫‪.2‬التبويب االقتصادي‬ ‫‪.3‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪.2‬موازنة األداء‬ ‫‪.4‬‬
‫‪206‬‬ ‫‪.3‬اعتماد و تنفيذ الموازنة‬
‫‪206‬‬ ‫ا‪.1.3‬السلطة المختصة باالعتماد‬
‫‪207‬‬ ‫‪.3‬إجراءات اعتماد الموازنة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪207‬‬ ‫‪.3‬تنفيذ الموازنة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪209‬‬ ‫‪.4‬مراقبة تنفيذ الموازنة العامة‬
‫‪209‬‬ ‫‪.4‬مفهوم مراقبة الموازنة العامة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪210‬‬ ‫‪.4‬أنواع مراقبة تنفيذ الموازنة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪213‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬آلية عمل السياسة المالية‬
‫‪214‬‬ ‫‪ .1‬حاالت االختالل في االقتصاد الوطني‬
‫‪.1‬الفجوة االنكماشية ‪214‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.1‬عالج الفجوة االنكماشية ‪215‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.1‬الفجوة التضخمية ‪216‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪217‬‬ ‫‪.1‬عالج الفجوة التضخمية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪219‬‬ ‫‪.2‬التدخل المالي للدولة و نموذج التوازن االقتصادي‬
‫‪220‬‬ ‫‪.2‬آثار السياسة االنفاقية على التوازن االقتصادي الكلي‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.2‬آثار السياسة الضريبية‪ N‬على نموذج التوازن االقتصادي الكلي ‪222‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪224‬‬ ‫‪.3‬دور الموازنة العامة في تحقيق التوازن االقتصادي‬
‫‪224‬‬ ‫‪.1.3‬الحاالت المختلفة لعدم التوازن االقتصادي و أساليب معالجتها‬
‫خالصة الفصل‬ ‫‪228‬‬
‫الفصل‬ ‫‪229‬‬
‫الرابع ‪:‬عالقة‬
‫السياسة‬
‫المالية‬
‫بالسياسة‬
‫النقدية‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪230‬‬
‫المبحث‬ ‫‪231‬‬
‫األول‪:‬مفهوم‬
‫السياسة النقدية و‬
‫أهميتها‬
‫‪231‬‬ ‫‪.1‬تعريف السياسة النقدية‬
‫‪233‬‬ ‫‪.2‬السياسة النقدية في الفكر االقتصادي‬
‫‪233‬‬ ‫‪.2‬المدرسة الكالسيكية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.2‬المدرسة الكينزية ‪234‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪.2‬المدرسة النقدية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪237‬‬ ‫‪.3‬أهداف السياسة النقدية‬
‫‪.3‬استقرار المستوى العام لألسعار ‪237‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪238‬‬ ‫‪.3‬التوازن في ميزان المدفوعات‬ ‫‪.2‬‬
‫‪239‬‬ ‫‪.3‬تقوية و استقاللية البنك المرآزي و تطور المؤسسات المالية و المصرفية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.3‬تحقيق التنمية االقتصادية ‪239‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪241‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬
‫‪242‬‬ ‫‪ .1‬األدوات الكمية‬

‫‪242‬‬ ‫‪.1‬سعر إعادة الخصم‬ ‫‪.1‬‬


‫‪244‬‬ ‫‪.1‬السوق المفتوحة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪246‬‬ ‫‪.1‬نسبة االحتياطي اإلجباري‬ ‫‪.3‬‬
‫‪248‬‬ ‫‪ .2‬األدوات الكيفية‪-‬النوعية‪-‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪.2‬تأطير القروض‬ ‫‪.1‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪.2‬التنظيم االنتقائي للقروض‬ ‫‪.2‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪.2‬النسبة الدنيا للسيولة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪.2‬فرض أسعار تفاضلية إلعادة الخصم‬ ‫‪.4‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪.2‬تغيير شروط االحتياطي القانوني‬ ‫‪.5‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪.2‬الودائع المشروطة من أجل االستيراد‬ ‫‪.6‬‬
‫‪252‬‬ ‫‪.2‬قيام البنك المرآزي ببعض العمليات المصرفية‬ ‫‪.7‬‬
‫‪:.2‬تنظيم معدالت الفائدة ‪252‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪252‬‬ ‫‪ .3‬التعليمات المباشرة‬
‫‪.3‬اإلقناع األدبي ‪253‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.3‬اإلعالم ‪254‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬التنسيق بين السياسة المالية و النقدية‬ ‫‪254‬‬
‫‪.1‬السياستان النقدية و المالية آأهم أدوات اإلدارة المالية‬ ‫‪255‬‬
‫العامة‬
‫‪257‬‬ ‫‪ .2‬أهمية التنسيق بين السياسة المالية و النقدية‬
‫‪259‬‬ ‫‪.1.2‬منحنى فيليبس‬
‫‪261‬‬ ‫‪.3‬شروط التنسيق بين السياسة المالية و النقدية‬
‫‪261‬‬ ‫‪1.3‬وضوح السياستين المالية و النقدية‬
‫‪261‬‬ ‫‪.3‬المشارآة الكاملة في صياغة و تنفيذ السياسات‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.3‬اآلثار المترتبة على عدم وجود التنسيق بين السياسات ‪262‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪264‬‬ ‫‪.4‬إجراءات التنسيق بين السياسة المالية و النقدية‬
‫‪264‬‬ ‫‪.1.4‬ترتيبات تنفيذ التنسيق‬
‫‪267‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬التفاعل بين السياسة المالية و النقدية‬
‫‪267‬‬ ‫‪.1‬الجدل الفكري حول السياسة المالية و النقدية‬
‫‪268‬‬ ‫‪.1‬حجج دعاة السياسة المالية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪269‬‬ ‫‪.1‬حجج دعاة السياسة النقدية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪270‬‬ ‫‪.2‬فعالية السياسة المالية و النقدية‬
‫‪272‬‬ ‫‪.3‬تأثيرات السياسة النقدية على السياسة المالية‬
‫‪.3‬أثر السياسة النقدية على عجز الموازنة ‪272‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪.3‬أثر استقاللية البنك المرآزي على السياسة المالية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪.4‬تأثيرات السياسة المالية على السياسة النقدية‬
‫‪274‬‬ ‫‪.4‬أثر النظام الضريبي على السياسة النقدية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪274‬‬ ‫‪.4‬االنضباط المالي لإلنفاق الحكومي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪275‬‬ ‫‪.4‬الهيمنة المالية مقابل النقدية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.5‬اآلثار المتبادلة للسياسات النقدية و المالية في ظل الحرية الكاملة لحرآة رأس ‪276‬‬

‫المال‬
‫‪279‬‬ ‫‪.1.5‬خليط السياسة المالية و النقدية في ظل أنظمة مختلة لمعدالت الصرف‬
‫خالصة الفصل‬ ‫‪279‬‬
‫خالصة الجزء‬ ‫‪280‬‬
‫النظري‬
‫الجزء التطبيقي‪:‬‬ ‫‪281‬‬
‫السياسة المالية‬
‫ودورها في‬
‫تحقيق التوازن‬
‫االقتصادي‬
‫دراسة تطبيقية‬ ‫‪282‬‬
‫على الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪-1990‬‬
‫‪2004‬‬
‫مقدمة‬
‫الفصل‬ ‫‪284‬‬
‫الخامس‪:‬‬
‫الوضع‬
‫االقتصادي‬
‫العام خالل‬
‫فترة الدراسة‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪285‬‬
‫‪287‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬االقتصاد الجزائر خالل مرحلة التخطيط االقتصادي المرآزي ‪79 -67‬‬
‫‪287‬‬ ‫‪ .1‬استراتيجية النظام االقتصادي الجزائري بعد االستقالل ‪1966-1962‬‬
‫التخطيط أداة لتنظيم العمل وتحقيق أهداف االشتراآية ‪287‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪ .2‬السياسة االقتصادية للجزائر خالل فترة المخططات التنموية ‪288 1979 -1967‬‬
‫‪288‬‬ ‫‪ .1.2‬اتجاهات المخططات التنموية‬
‫‪291‬‬ ‫النتائج االقتصادية العامة لفترة التخطيط االقتصادي ‪1979 -1967‬‬ ‫‪2.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االقتصاد الجزائري خالل مرحلة التنمية الالمرآزية ‪297 1989-1980‬‬
‫‪298‬‬ ‫‪ .1‬مميزات االقتصاد الجزائري خالل فترة الثمانينات‬
‫‪298‬‬ ‫االتجاهات االقتصادية والمالية للمخطط الخماسي األول ‪1984-1980‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪301‬‬ ‫‪ .2.1‬االتجاهات االقتصادية والمالية للمخطط الخماسي الثاني ‪1989-1985‬‬
‫‪304‬‬ ‫‪ .3.1‬النتائج االقتصادية العامة للفترة ‪1989 -1980‬‬
‫‪305‬‬ ‫‪ .2‬اإلصالحات االقتصادية العامة ونتائجها في فترة الثمانينات‬
‫‪305‬‬ ‫‪ .1.2‬مضمون اإلصالحات االقتصادية‬
‫‪306‬‬ ‫إصالح أدوات التأطير االقتصادي‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪308‬‬ ‫‪ .3.2‬إعادة هيكلة المؤسسات‬
‫‪309‬‬ ‫‪ .4.2‬استقاللية المؤسسات العمومية‬
‫‪311‬‬ ‫‪ .3‬تطور المديونية الخارجية‬
‫‪313‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مرحلة االنتقال والتعاون مع المؤسسات المالية الدولية‬
‫‪314‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم مرحلة االنتقال إلى اقتصاد السوق‬
‫‪314‬‬ ‫‪ .1.1‬ماهية مرحلة االنتقال‬
‫‪315‬‬ ‫‪ .2.1‬اإلجراءات المتخذة في إطار االنتقال إلى اقتصاد السوق‬
‫‪319‬‬ ‫‪ .2‬مراحل المرحلة االنتقالية إلى اقتصاد السوق‬
‫‪320‬‬ ‫‪ .3‬الجزائر وصندوق النقد الدولي‬
‫‪320‬‬ ‫‪ 1.3‬نشأة صندوق النقد الدولي‬
‫‪322‬‬ ‫‪ .2.3‬أولى االتفاقيات الجزائر وصندوق النقد الدولي‬
‫‪327‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬موضوع اإلصالحات االقتصادية في الجزائر خالل فترة الدراسة‬
‫‪328‬‬ ‫‪ .1‬تحرير األسعار وإلغاء الدعم عنها‬
‫‪328‬‬ ‫تحرير األسعار‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪328‬‬ ‫‪ .2.1‬إلغاء دعم األسعار‬
‫‪330‬‬ ‫‪ .2‬اإلصالحات الضريبية‬
‫‪330‬‬ ‫‪ .1.2‬إصالح الجهاز الضريبي‬
‫إصالح النظام الضريبي‪330 N‬‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪332‬‬ ‫‪ .3‬إصالحات القطاع المالي‬
‫‪333‬‬ ‫‪ .1.3‬إصالح الجهاز المصرفي ضمن قانون ‪90/10‬‬
‫‪334‬‬ ‫‪ .2.3‬إصالح سياسة سعر الصرف‬
‫‪335‬‬ ‫‪ .4‬إصالح السياسة النقدية‬
‫‪335‬‬ ‫‪ .1.4‬التطورات النقدية منذ عام ‪1991‬‬
‫‪337‬‬ ‫‪ .5‬اإلصالحات التجارية‬
‫‪339‬‬ ‫‪ .6‬إصالح المؤسسات العمومية والخوصصة‬
‫‪341‬‬ ‫خالصة الفصل الخامس‬
‫الفصل السادس‪:‬‬ ‫‪343‬‬
‫السياسة المالية‬
‫المطبقة خالل‬
‫الفترة ‪-1990‬‬
‫‪2004‬‬
‫مقدمة الفصل‬ ‫‪344‬‬
‫‪346‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬السياسة اإلنفاقية العامة في الجزائر‬
‫‪346‬‬ ‫‪ .1‬تعريف النفقات العامة وتصنيفها في الجزائر‬
‫‪346‬‬ ‫‪ .1.1‬نفقات التسيير‬
‫‪350‬‬ ‫‪ .2.1‬نفقات التجهيز‬
‫‪352‬‬ ‫‪ .2‬تطور اإلنفاق العام‪ -‬نظرة عامة‪-‬‬
‫‪356‬‬ ‫‪ .3‬تحليل تطور نفقات التسيير‬
‫‪358‬‬ ‫‪ .4‬تحليل تطور نفقات التجهيز‬
‫‪360‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سياسة اإليرادات العامة في الجزائر‬
‫‪ .1‬مفهوم اإليرادات العامة وتصنيفها في الجزائر ‪361‬‬
‫‪361‬‬ ‫‪ .1.1‬اإليرادات اإلجبارية‬
‫‪363‬‬ ‫‪ .2.1‬اإليرادات اإلختيارية‬
‫‪364‬‬ ‫‪ .2‬سمات النظام الضريبي الجزائري‬
‫‪366‬‬ ‫‪ .1.2‬مميزات النظام الضريبي بعد اإلصالحات‬
‫‪ .3‬تحليل تطور اإليرادات الجبائية ‪370‬‬
‫‪370‬‬ ‫‪.1.3‬مساهمة الجباية العادية في إيرادات الموازنة‬
‫‪371‬‬ ‫‪ .2.3‬امساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة‬
‫‪375‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الموازنة العامة‬
‫‪375‬‬ ‫‪ .1‬النظام المالي في الجزائر‬
‫‪375‬‬ ‫النظام المالي في المرحلة العثمانية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪376‬‬ ‫‪ .2.1‬النظام المالي في فترة االحتالل الفرنسي‬
‫‪378‬‬ ‫‪ .3.1‬النظام المالي بعد االستقالل‬
‫‪379‬‬ ‫‪ .2‬مفهوم الموازنة العامة للدولة‬
‫‪380‬‬ ‫‪ 1.2‬تعريف الموازنة العامة في التشريع الجزائري‬
‫‪382‬‬ ‫مبادئ الموازنة العامة في الجزائر‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪385‬‬ ‫‪ .3.2‬هيكل الموازنة العامة في الجزائر‬
‫‪387‬‬ ‫‪ .3‬دور الموازنة العامة في الجزائر‬
‫‪387‬‬ ‫‪ 1.3‬إعداد الموازنة العامة للدولة‬
‫‪388‬‬ ‫‪ 2.3‬إجراءات إعداد مشروع الموازنة العامة‬
‫‪389‬‬ ‫اعتماد وإقرار الموازنة العامة‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪ .4‬الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة في الجزائر ‪390‬‬
‫‪390‬‬ ‫‪ 1.4‬تنفيذ الموازنة العامة‬
‫‪392‬‬ ‫‪ .2.4‬الرقابة على تنفيذ الموازنة‬
‫‪394‬‬ ‫‪ .5‬عجز الموازنة العامة في الجزائر‬
‫‪397‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬التوازن االقتصادي العام الجزائري‬
‫‪398‬‬ ‫‪ .1‬التوازن المالي الداخلي‬
‫‪398‬‬ ‫‪ .1.1‬رصيد الميزانية خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬
‫‪ .2‬التوازن المالي الخارجي ‪401‬‬
‫‪406‬‬ ‫‪ .3‬التوازن النقدي‬
‫‪406‬‬ ‫‪ .1.3‬التضخم‬
‫‪409‬‬ ‫‪ 2.3‬السيولة االقتصادية‬
‫‪412‬‬ ‫خالصة الفصل السادس‬
‫‪414‬‬ ‫خالصة الجزءالتطبيقي‬
‫‪416‬‬ ‫الخاتمة العامــــــــــــــــــة‬
‫‪425‬‬ ‫قائمة المراجـــــــــــــــــــع‬
‫‪438‬‬ ‫قائمة المالحـــــــــــــــــــق‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬

‫قائمة الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫رقم الجدول عنوان الجدول‬
‫‪300‬‬ ‫توزيع االستثمارات حسب القطاعات ‪1984 -1980‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪304‬‬ ‫البرنامج الوطني لالستثمارات لفترة ‪1989 -1985‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪312‬‬ ‫الديون الخارجية الجزائرية للفترة ‪1984 -1974‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪329‬‬ ‫المبالغ المخصصة لدعم األسعار ‪1993 -1991‬‬ ‫‪04‬‬
‫أس ))عار ص ))رف ال ))دينار الجزائ ))ري مقاب ))ل ال ))دوالر للف ))ترة ‪335 -90‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪2004‬‬
‫توزي) ) ) ) ) ))ع االعتم) ) ) ) ) ))ادات بعن) ) ) ) ) ))وان ميزاني) ) ) ) ) ))ة التس) ) ) ) ) ))يير لس) ) ) ) ) ))نة ‪349‬‬ ‫‪06‬‬

‫‪ (2006‬الجدول ب)‬
‫توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة ‪ 2006‬حسب ‪352‬‬ ‫‪07‬‬

‫القطاعات (الجدول ج ـ)‬


‫‪354‬‬ ‫تطور نفقات الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪08‬‬
‫توزي) ))ع نفق) ))ات التس) ))يير حس) ))ب األب) ))واب خالل الف) ))ترة ‪357 -1990‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪2004‬‬
‫نس) ))بة النفق) ))ات العام) ))ة إلى الن) ))اتج ال) ))داخلي الخ) ))ام خالل الف) ))ترة ‪360‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2004 -1990‬‬
‫اإلي ) ) ) ))رادات النهائي ) ) ) ))ة المطبق ) ) ) ))ة على ميزاني ) ) ) ))ة الدول ) ) ) ))ة لس ) ) ) ))نة ‪364‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ (2006‬الجدول أ)‬
‫‪369‬‬ ‫هيكل النظام الضريبي لسنة ‪2004‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪373‬‬ ‫تطور إيرادات الموازنة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪374‬‬ ‫تط ))ور مع ))دالت العبء الض ))ريبي) خالل الف ))ترة ‪-1990‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪2004‬‬
‫مس ))اهمة الجباي ))ة البترولي ))ة في إي ))رادات الموازن ))ة خالل الف ))ترة ‪374‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪2004 -1990‬‬
‫مس ) ))اهمة الجباي ) ))ة العادي ) ))ة في إي ) ))رادات الموازن ) ))ة العام ) ))ة خالل ‪375‬‬ ‫‪16‬‬

‫الفترة ‪2004 -1990‬‬


‫‪395‬‬ ‫تطور بنود الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪399‬‬ ‫تطور رصيد الموازنة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪18‬‬
‫تط) ) ))ور رص) ) ))يد م) ) ))يزان الم) ) ))دفوعات للجزائ) ) ))ر للف) ) ))ترة ‪402 -1990‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪405‬‬ ‫تطور أسعار النفط خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪407‬‬ ‫تطور معدل التضخم خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪411‬‬ ‫تطور الكتلة النقدية خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪439‬‬ ‫‪23‬‬
‫تطور المديونية الخارجية خالل الفترة‪0991- 4002‬‬
‫‪440‬‬ ‫تطور خدمة الميديونية خالل الفترة ‪2004 -19901‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪440‬‬ ‫تطور مؤشر أسعار االستهالك خالل الفترة ‪-1990‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪442‬‬ ‫تطور كتلة األجور خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪26‬‬
‫تط ) ))ور مع ) ))دل البطال ) ))ة وع ) ))دد البط ) ))الين خالل الف ) ))ترة ‪443 -1990‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪2004‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪56‬‬ ‫منحنى الطلب الكلي‬ ‫‪01‬‬
‫‪57‬‬ ‫إنتاج التوظيف الكامل‬ ‫‪02‬‬
‫‪117‬‬ ‫التوازن في سوق السلع و الخدمات‬ ‫‪03‬‬
‫‪120‬‬ ‫التوازن في سوق النقود‬ ‫‪04‬‬
‫‪123‬‬ ‫التوازن في سوق السلع و الخدمات و النقود‬ ‫‪05‬‬
‫‪126‬‬ ‫التوازن في السوقين الحقيقية و النقدية‬ ‫‪06‬‬
‫‪168‬‬ ‫تقسيم النفقات العامة‬ ‫‪07‬‬
‫‪169‬‬ ‫قانون فليجنر‬ ‫‪08‬‬
‫‪194‬‬ ‫مصادر اإليرادات العامة‬ ‫‪09‬‬
‫‪205‬‬ ‫تبويب األداء‬ ‫‪10‬‬
‫‪206‬‬ ‫العالقة بين آافة أنواع التبويب و الغرض منها‬ ‫‪11‬‬
‫‪215‬‬ ‫الفجوة االنكماشية‬ ‫‪12‬‬
‫‪216‬‬ ‫السياسة المالية التوسعية‬ ‫‪13‬‬
‫‪217‬‬ ‫الفجوة التضخمية‬ ‫‪14‬‬
‫‪218‬‬ ‫السياسة المالية االنكماشية‬ ‫‪15‬‬
‫‪221‬‬ ‫آثار السياسة اإلنفاقية على التوازن االقتصادي الكلي‬ ‫‪16‬‬
‫‪260‬‬ ‫منحنى فليبس‬ ‫‪17‬‬
‫‪355‬‬ ‫تطور نفقات الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪396‬‬ ‫تطور بنود الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪399‬‬ ‫تطور رصيد الموازنة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪403‬‬ ‫تطور ميزان المدفوعات للجزائر خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪408‬‬ ‫تطور معدل التضخم خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪22‬‬
‫المقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ -1‬المدخل‬
‫ظلت قض))ية التنمي))ة االقتص))ادية تمث))ل إح))دى االهتمام))ات الك))برى لل))دول المتقدم))ة والنامي))ة‬
‫على ح‪‬د سواء والزلت تحتل هذه القضية في البل)دان النامي)ة أهمي)ة أك)بر باعتباره)ا الخي)ار‬
‫الرئيسي والوحيد للتحرر من أسر التخلف االقتصادي‪.‬‬
‫ومن ه ))ذا المنطل ))ق وض ))عت ال ))دول النامي ))ة" التنمي ))ة" قض ))يتها األولى ومعركته ))ا الرئيس ))ية‪،‬‬
‫وفي س ))بيل ذل ))ك جن ))دت موارده ))ا المتاح ))ة‪ -‬المادي ))ة والبش ))رية‪ -‬لتحقي ))ق ذل ))ك اله ))دف الكب ))ير‬
‫ووجهت أس))لحتها لخ))وض تل ))ك المعرك))ة ولم تض))ع الح))رب االقتص ))ادية أوزاره))ا بع))د وهي‬
‫تتقدم حينا وتتأخر حينا آخر‪.‬‬
‫وقد تب)اينت تل)ك ال))دول في اإلس)تراتيجية ال))تي تبنته))ا لخ)وض تل)ك المعرك))ة بحيث مارس))ت‬
‫ه) ))ذه ال) ))دول تج) ))ارب مختلف) ))ة ومن) ))اهج متع) ))ددة أمال في الوص) ))ول) إلى االس) ))تراتيجية المثلى‬
‫الكفيلة بتحقيق طموحاتها االقتصادية واللحاق بالدول ذات االقتصاد المتقدم‪.‬‬
‫ولم ))ا ك ))انت عملي ))ة التنمي ))ة عملي ))ة واعي ))ة وت ))زداد أهمي ))ة ه ))ذا ال ))وعي بالنس ))بة للمجتمع ))ات‬
‫النامي ))ة ال ))تي تع ))اني من التح ))ديات الهائل ))ة والمعق ))دة في ال ))وقت ال ))ذي ال تتمت ))ع إالﹼ بمق ))درات‬
‫وم))وارد مح))دودة‪ ،‬ف))إنﹼه الب))د من أن يك))ون اإلختي))ار الوحي))د ه))و التش))بث بالمنهجي))ة العلمي))ة‬
‫من قبل صانعي السياسات االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫إن السياس))ة االقتص))ادية تش))مل مجموع))ة من السياس))ات ال))تي تعم))ل ك))ل منه))ا على كمي))ة أو‬
‫أك ))ثر من الكمي)))ات الهام)))ة‪ ،‬كالسياس)))ة المالي)))ة والسياس ))ة النقدي ))ة واالئتماني ))ة وسياس ))ة س ))عر‬
‫الصرف والسياسة التجارية‪.‬‬
‫تحت))ل السياس))ة المالي))ة مكان))ة هام))ة بين السياس))ات األخ))رى ألنه))ا تس))تطيع أن تق))وم بال))دور‬
‫األعظم في تحقي))ق األه))داف المتع))ددة ال))تي ينش))دها االقتص))اد الوط))ني‪ ،‬وذل))ك بفض))ل أدواته))ا‬
‫المتعددة التي تعد من أهم أدوات اإلدارة االقتصادية في تحقيق التنمية االقتص))ادية والقض))اء‬
‫على المش ) ) ))اكل ال ) ) ))تي تع ) ) ))وق االس ) ) ))تقرار االقتص ) ) ))ادي‪ ،‬فباإلض ) ) ))افة إلى اآلث ) ) ))ار التوزيعي ) ) ))ة‬
‫والتخصصية) ألدوات السياسة المالية توجد أثار استقرارية تتمثل في دور اإلنفاق الحك))ومي‬
‫والضرائب) في التأثير على الطلب الكلي ومن ثم على المتغيرات االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫أ‬

‫والمكان))ة ال))تي تحتله))ا السياس))ة المالي))ة الي))وم في الفك))ر الح))ديث لم تح))دث طف))رة واحدةفق))د‬
‫ك) ))ان دوره ) ))ا باهت ) ))ا في العص ) ))ور القديم ) ))ة‪ ،‬أم ) ))ا في الفك ) ))ر التقلي ) ))دي ك) ))ان مطلوب ) ))ا منه) ))ا أن‬
‫تكونمحايدة تماما اتساقا مع طبيعة الفكر السائد أنذاك‪.‬‬
‫وبقي حال السياسة المالية على هذا الوضع إلى أن ظهر في األف))ق األزم))ات االقتص))ادية‪،‬‬
‫وبص)فة خاص)ة األزم)ة العالمي)ة ال)تي اجت)احت الع)الم س)نة ‪ ،1929‬إال يمكن ان)ه يمكن الق)ول‬
‫بأن التطور األعظم الذي لحق بالسياسة المالية قد نبع من اإلسهام الكبير لالقتصادي الكبير‬
‫جون ماينرد كينز في مؤلفه "النظرية العامة في العمالة والفائدة‬
‫والنقود" ‪ ،‬مع تأكيده على فشل آليات السوق وحدها في عالج المشاكل االقتص))ادية وخاص))ة‬
‫مش ))كلة الكس)))اد العظيم‪ ،‬وم)))ا ت)))رتب علي)))ه في الواق)))ع العملي من ض ))رورة تب ))ني أراء كي ))نز‬
‫الخاصة بتدخل الدولة في النشاط االقتصادي واالنتقال من نطاق الدولة الحارسة إلى نط))اق‬
‫الدولة المتدخلة بسياسات مالية مناسبة‪.‬‬
‫ومن ))ذ ذل ))ك الحين اكتس ))بت السياس ))ة المالي ))ة دورا أك ))ثر أهمي ))ة وأص ))بحت أداة رئيس ))ية من‬
‫أدوات السياسة االقتصادية في توجيه مسار الكيان االقتصادي‪ ،‬ومعالجة ما يتعرض له من‬
‫هزات وأزم))ات فض)ال عن م))ا له)ا من اث)ر في التنمي))ة القتص)ادية وخاص))ة في ال)دول األخ))ذة‬
‫في النمو‪ ،‬وبفضل ذلك التط))ور ال))ذي لح))ق بالسياس))ة المالي))ة في النظم المعاص))رة أص))بح من‬
‫واجب الدول) ) ) ) ))ة ولزام) ) ) ) ))ا عليه) ) ) ) ))ا أن تت) ) ) ) ))دخل في توجي) ) ) ) ))ه االقتص) ) ) ) ))اد الوط) ) ) ) ))ني في كاف) ) ) ) ))ة‬
‫نواحي ))ه‪،‬وأص ))بحت السياس ))ة المالي ))ة تلعب دورا جوهري ))ا في تحقي ))ق األه ))داف ال ))تي ينش ))دها‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وفي الحقيق))ة والواق))ع نج))ا من األزم))ات الح))ادة واالختناق))ات الش))ديدة ك))ل اقتص))اد تم ت))دخل‬
‫الدول))ة في))ه ض))من مراع))اة مع))ايير ع))دة‪ ،‬فمعي))ار خصوص))ية االقتص))اد المع))ني يظه))ر للدول))ة‬
‫مرون) ))ة واس) ))تجابة ه) ))ذا االقتص) ))اد إلى المتغ) ))يرات) المرتبط) ))ة بت) ))دخلها‪ ،‬وأم) ))ا معي) ))ار الحال) ))ة‬
‫االقتصادية الراهنة للبالد فتظهر مؤشراته ما يف))ترض في الدول))ة القي))ام ب))ه إزاء حال))ة رك))ود‬
‫أو ازدهار أو غيرهما‪ ،‬والمعي)ار الحق)وقي يقي)د س)لوك الدول)ة بم)ا أقرت)ه من ق)وانين وخاص)ة‬
‫ق ))انون الموازن ))ة في الس ))نة المعني ))ة‪ ،‬في حين يف ))ترض المعي ))ار الم ))الي تحقي ))ق االنس ))جام بين‬
‫الغايات المالية ووس)ائلها‪ ،‬أم)ا المعي)ار االجتم)اعي فيه)دف إلى تط)وير بيئ)ة المجتم)ع وخفي)ف‬
‫حدة الفوارق بين طبقاته‪ ،‬وأما المعيار االقتصادي فيفترض أن يكون االقتطاع واإلنفاق‬

‫ب‬

‫العام) ) ))ان م) ) ))ؤديين إلى تعظيم المن) ) ))افع في المجتم) ) ))ع‪ ،‬وه) ) ))ذا يع) ) ))ني خض) ) ))وع أعم) ) ))ال الدول) ) ))ة‬
‫جميعه))اإلى مع))ايير الربحي))ة المالي))ة والج))دوى االقتص))ادية‪ ،‬ودراس))ة ذل))ك على زي))ادة ال))دخل‬
‫الوط))ني‪،‬ومم))ا ال ش))ك في))ه أن المع))ايير كله))ا تص))ب في ض))رورة تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي‬
‫العام وإ نمائه‪.‬‬
‫لق))د توس))ع إط))ار الت))وازن ولم يب))ق توازن))ا للنفق))ات واإلي))رادات في موازن))ة الدول))ة يقتص))ر‬
‫على إقام) ))ة معادل) ))ة متعادل) ))ة بين النفق) ))ات اإلداري) ))ة لتس) ))يير مص) ))الح الدول) ))ة من جه) ))ة وبين‬
‫اإليرادات الض)ريبية) من جه))ة أخ))رى‪ ،‬وإ نم)ا يش))مل عناص)ر أهم واك)بر كم))ا ان)ه ليس توازن)ا‬
‫رقميا بل هو كيفي ينظر إلى النوع باإلضافة إلى الكم‪.‬‬
‫إن ش ))رط الت))وازن بالنس))بة لالقتص ))اد الوط ))ني يتمث ))ل في تحقي ))ق التع))ادل بين الطلب الكلي‬
‫والع)))رض الكلي في ض)))وء الض)))غوطات االقتص)))ادية المتاح ))ة‪ ،‬كم ))ا أن الت ))وازن الكلي ه ))ذا‬
‫يعت))بر محص))لة لتوازن))ات جزئي))ة تتفاع))ل فيم))ا بينه))ا والمتمثل))ة في األس))واق الس))لعية والنقدي))ة‬
‫والعمالية والتي يتم الربط والتنسيق بينها في إطار السياسة االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫ل)))ذا أص)))بح على السياس)))ة المالي)))ة أن ت)))وازن مالي)))ة الدول ))ة بم ))ا يتف ))ق ويتالءم م ))ع ت ))وازن‬
‫االقتص))اد الوط))ني وبه))ذا المع))نى يص))بح الت))وازن متع))دد الوج))وه وت))زداد أنواع))ه باالتج))اه من‬
‫الكم إلى النوع وكذلك كلما ان)دمجت الموازن)ة ض)من اإلط)ار االقتص)ادي واالجتم)اعي للبالد‬
‫وهذا هو الوجه الص)حيح لت)وازن الموازن)ة العام))ة باعتباره)ا برنامج)ا مالي)ا يعم)ل على تنفي)ذ‬
‫خطة الدولة االقتصادية االجتماعية لخدمة السياسة العاملة ومصالح االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫إذا ك ))انت قض ))ايا السياس ))ة المالي ))ة تط ))رح نفس ))ها وبش ))دة من ))ذ بداي ))ة الثالثين ))ات من الق ))رن‬
‫الماض ))ي في ال ))دول المتقدم ))ة فهي في ال ))دول النامي ))ة تعت ))بر أك ))ثر تعقي ))دا‪ ،‬ف ))الموارد مح ))دودة‬
‫والضغوط االنفاقي)ة متزاي)دة لتق)ديم الخ)دمات األساس)ية‪ ،‬والجزائ))ر إح))دى ال))دول النامي))ة ال)ذي‬
‫يأخ))ذ فيه))ا ت))دخل الدول))ة في الحي))اة االقتص))ادية مأخ))ذه العمي))ق من التعق))د‪ ،‬وينعكس ذل))ك في‬
‫سياستها اقتطاعا وإ نفاقا‪ ،‬فمن المالحظ إن تزاي)د حجم النفق)ات العام)ة الجزائري)ة ه)و ظ)اهرة‬
‫مس))تمرة بس))بب ازدي))اد الدول))ة بالوظ))ائف العام))ة‪ ،‬ه))ذا باإلض))افة إلى انخف))اض قيم))ة ال))دينار‬
‫الجزائري وزيادة عدد السكان‪.‬‬
‫والجزائر مثل بقية الدول النامية قامت بالتوسع في اس))تخدام أدوات السياس))ة المالي))ة في إط))ار‬
‫ما تسمح به التشريعات المختلفة لوزارة المالية بسياساتها االنفاقية وااليرادية‬

‫ج‬

‫به) ) ) ))دف تحقي) ) ) ))ق أه) ) ) ))داف السياس) ) ) ))ة االقتص) ) ) ))ادية للبالد‪ ،‬ومن هن) ) ) ))ا تظه) ) ) ))ر أهمي) ) ) ))ة دراس) ) ) ))ة‬
‫السياس))ةالمالية المطبق))ة في الجزائ))ر وم))دى مس))اهمتها في تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي خالل‬
‫الفترةمح))ل الدراس))ة ‪ 2004-1990‬وذل))ك للمس))اهمة في بن))اء س))يناريوهات السياس))ة المالي))ة‬
‫الناجحة في المستقل‪.‬‬

‫‪ -2‬إشكالية الدراسة‬
‫تع))د السياس))ة المالي))ة من أهم األدوات ال))تي تملكه))ا الدول))ة إلدارة االقتص))اد الوط))ني‪ ،‬س))واء‬
‫ال))دول المتقدم))ة أو النامي))ة‪ ،‬إذ تق))وم الدول))ة من خالل ه))ذه السياس))ة( باإلض))افة إلى سياس))ات‬
‫أخرى ) بتحقيق األهداف االقتصادية المنشودة(نمو‪،‬استقرار‪ )،‬توظيف‪...‬الخ)‪.‬‬
‫وق)د اس))تخدمت الجزائ))ر خالل الف)ترة مح)ل الدراس))ة (‪ )2004-1990‬العدي))د من أدوات تل))ك‬
‫السياس ))ة وال ))تي اس ))تهدفت في مجمله ))ا زي ))ادة مع ))دالت نم ))و الن ))اتج الوط ))ني كم ))دخل رئيس ))ي‬
‫لزي))ادة الع))رض الكلي وم))ا يتطلب))ه من زي))ادة مس))تويات االس))تثمار والتوظي))ف وبالت))الي الح))د‬
‫من الضغوط التضخمية‪ ،‬ومن مشكل البطالة ومن ثم تحقيق التوازن االقتصادي العام‪.‬‬
‫وهنا يثور تساؤل رئيسي حول دور أدوات السياسة المالية المطبقة خالل الفترة‬
‫مح) ))ل الدراس) ))ة في تحقي) ))ق تل) ))ك األه) ))داف‪ ،‬فه ‪$$‬ل تمكنت الس ‪$$‬لطة المالي ‪$$‬ة من خالل إدارته ‪$$‬ا‬
‫للسياسة المالية من تحقيق المستويات المثلى والمقبولة من حيث تخص‪$$‬يص الم‪$$‬وارد بين‬
‫االس‪$$‬تهالك وال‪$$‬تراكم‪ ،‬وتحقي‪$$‬ق االس‪$$‬تقرار االقتص‪$$‬ادي والس‪$$‬يطرة على االختالالت الهيكلي‪$$‬ة‬
‫وتحقيق التوازن االقتصادي العام؟‪.‬‬
‫ويش))تق من ص))ميم ه))ذا الس))ؤال الرئيس))ي أس))ئلة فرعي))ة أخ))رى ت))دور وتتمح))ور الدراس))ة ش))كال‬
‫ومضمونا وتحليال في اإلجابة عليها ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬ماهية السياسة المالية وأهدافها؟‬
‫‪ -‬ما هي المراحل التي مرت بها السياسة المالية في تطورها؟‬
‫‪ -‬ما عالقة السياسة المالية بالسياسات األخرى؟‬
‫‪ -‬ما هي أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي؟‬
‫‪ -‬ما المقصود بالتوازن االقتصادي وما عالقته بالتوازن المالي؟‬
‫‪ -‬إلى أي مدى استطاعت السياسة المالية في الجمهورية الجزائرية تنفيذ الخطط التنموية‬
‫بالكفاءة والفعالية المطلوبة؟‬

‫د‬

‫‪ -‬ما هي أسباب ارتفاع النفقات العامة ومن ثم العجز بالموازنة العامة للدولة‪ ،‬وتناميالدين‬
‫العام بنوعيه الداخلي والخارجي؟‬
‫‪ -‬ما هي أثار اإلصالحات االقتصادية في الجزائر على السياسة المالية؟‬
‫تقودنا اإلجابة على هذه األسئلة وغيرها من األسئلة التي قد تطرح في مثل هذه الدراس)ة إلى‬
‫طرح جملة من الفرضيات التي ستكون منطلقا لدراستنا هذه‪.‬‬

‫‪ -3‬فرضيات الدراسة‬
‫تقوم ه)ذه الدراس)ة على فرض)ية أساس)ية باإلض)افة إلى فرض)يات أخ)رى‪ .‬فالفرض)ية األساس)ية‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬لق‪$$‬د س‪$$‬اهمت السياس‪$$‬ة المالي‪$$‬ة (إلى ج‪$$‬وار بعض السياس‪$$‬ات األخ‪$$‬رى) المطبق‪$$‬ة بأدواته‪$$‬ا‬
‫المختلف ‪$$‬ة في عالج المش ‪$$‬كالت االقتص ‪$$‬ادية ال ‪$$‬تي واجهت االقتص ‪$$‬اد الجزائ ‪$$‬ري ومن ثم‬
‫المساهمة في تحقي‪$$‬ق الت‪$$‬وازن االقتص‪$‬ادي الع‪$‬ام في الم‪$‬دى المتوس‪$‬ط خالل الف‪$‬ترة مح‪$‬ل‬
‫الدراسة ‪.2004-1990‬‬
‫أما الفرضيات األخرى منها‪:‬‬
‫‪ -‬ع) ) ))دم كف) ) ))اءة وفعالي) ) ))ة السياس) ) ))ات المتبع) ) ))ة س) ) ))بب من أس) ) ))باب اإلختالالت ال) ) ))تي تص) ) ))يب‬
‫اقتصاديات الدول النامية؛‬
‫‪ -‬تفاقم النفقات العامة يعتبر سبب رئيسي لعجز الموازنة؛‬
‫‪ -‬ترشيد النفقات يقلل العجز ويعيد التوازنات؛‬
‫‪ -‬تش))كل التبعي))ة إزاء التغ))يرات الخارجي))ة( س))عر النف))ط وس))عر الص))رف)) عائق))ا أم))ام تحقي))ق‬
‫التوازنات المالية الداخلية والخارجية؛‬
‫‪-‬تبني ال)دول النظ)ام االقتص)ادي الح‪ ‬ر‪ ،‬ال يقل)ل من أهمي)ة الت)دخل الم)دروس) للدول)ة‪ ،‬والمتمث)ل‬
‫في السياسات االقتصادية إلدارة االقتصاد الوطني ومعالجة اإلختالالت التي تصيبه؛‬
‫‪ -‬ب))رامج اإلص))الح االقتص))ادي ال))تي تط))رح بواس))طة ك))ل من البن))ك ال))دولي وص))ندوق النق))د‬
‫ال ) ) ) ) ))دولي لعالج اإلختالالت في ال ) ) ) ) ))دول النامي ) ) ) ) ))ة‪ ،‬وال ) ) ) ) ))تي يطل ) ) ) ) ))ق عليه ) ) ) ) ))ا بسياس ) ) ) ) ))ات‬
‫التث) ))بيت( سياس) ))ات التك) ))ييف الهيكلي) ال تس) ))اهم في عالج تل) ))ك المش) ))كلة بق) ))در م) ))ا تحق) ))ق‬
‫أغراض وأطماع تلك المنظمات في الدول النامية؛‬

‫ه‬

‫‪ -4‬تحديد إطار الدراسة‬


‫تختلف األوضاع االقتصادية من دولة ألخ)رى حس)ب النظم االقتص)ادية والسياس)ة الس)ائدة‬
‫في ك)ل دول)ة‪،‬ومن)ه ال يمكن أن نق)دم دراس)ة واح)دة تك)ون ص)الحة لك)ل النظم‪ ،‬وعلي)ه ارتأين)ا‬
‫أن تكون الدراسة التطبيقي)ة على الجزائ))ر‪ ،‬أم))ا فيم))ا يخص اإلط)ار الزم))ني( ف))ترة الدراس)ة)‪،‬‬
‫تمت))د ف))ترة الدراس))ة لتش))مل الف))ترة ‪ 2004 ) -1990‬أي أك))ثر من عش))ر س))نوات‪ ،‬وهي به))ذه‬
‫تحت ) ))وي ف ) ))ترة اإلص ) ))الحات المالي ) ))ة‪ ،‬وفي ذات ال ) ))وقت نج ) ))د أ‪ ‬ن الجزائ ) ))ر عاش ) ))ت وض ) ))عا‬
‫اقتصاديا واجتماعيا صعبا‪.‬‬

‫‪ -5‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫يعود اختيارنا لهذا الموضوع) لعدة أسباب نذكر منها‪:‬‬
‫قلة الدراسات التي تناولت هذا الموض))وع‪ ،‬وكمس)اهمة متواض)عة من)اﹼ رأين))ا أن نكتب في‬ ‫‪-‬‬
‫هذا الموضوع؛‬
‫أهمية الموضوع‪ :‬أل‪ ‬ن السياسة المالية تستمد أهميته))ا من أدواته))ا‪ ،‬فالنفق))ات تخل))ق آفاق))ا‬ ‫‪-‬‬
‫واسعة لتحريك النش)اط االقتص)ادي‪ ،‬أم)ا اإلي)رادات تعت)بر وس)يلة مهم)ة لتوف)ير الم)وارد المالي)ة‬
‫باإلض))افة إلى أ‪ ‬ن الموازن))ة العمومي))ة أص))بحت تمث))ل إح))دى المؤش))رات األساس))ية وذات دور‬
‫هام في توجيه مسار النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫المرحلة االنتقالية التي يمر بها االقتصاد الجزائري والتي تنعكس حتما على السياسة المالية‪.‬‬

‫‪ -6‬أهمية البحث‬
‫مما سبق اتضح أ‪ ‬ن تدخل الدولة في الحياة االقتصادية يفترض مراعاة عدة معايير‪ ،‬كما‬
‫أ‪ ‬ن تطور الوق))ائع االقتص))ادية ق))د انعكس على تط))ور علم المالي))ة من علم يه))دف إلى ت))أمين‬
‫إي ))رادات عام ))ة لتغطي ))ة نفق ))ات عام ))ة إلى العلم ال ))ذي يبحث في جمل ))ة الوس ))ائل المالي ))ة ال ))تي‬
‫تس ))تخدمها الدول ))ة لتحقي ))ق أه ))دافها االقتص ))ادية والسياس ))ة االجتماعي ))ة‪ ،‬فالنفق ))ات العام ))ة ت ))ؤثر‬
‫على النشاط االقتصادي الوطني‪ ،‬على االس)تهالك‪ ،‬على االدخ)ار‪ ،‬وعلى االس)تثمار وبالت)الي‬
‫تؤثر في التوازن االقتصادي‪ ،‬هذا باإلض))افة إلى اآلث))ار ال))تي تح))دثها اإلي))رادات على النش))اط‬
‫االقتصادي الوطني ولهذا تصبح موازنة الدولة ليست غاية بح‪‬د ذاتها‪ ،‬بل هي‬

‫و‬

‫وسيلة يفترض تفاعلها مع الحال))ة االقتص))ادية للبالد‪ ،‬ومن ث‪‬م يص))بح على السياس))ة المالي))ة أن‬
‫توازن موازنة الدولة بما يتفق ويتالءم مع توازن االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ل))دور السياس))ة المالي))ة في تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي أهمي))ة كب))يرة‪ ،‬فهي ت))ؤثر في مس))توى‬
‫التوظي))ف‪ ،‬االدخ))ار في االس))تراد والتص))دير‪ ،‬في اإلنت))اج واالس))تهالك في مس))توى األس))عار‪،‬‬
‫حيث تح)))دد الس)))لطات المالي)))ة ه)))دفا مالي)))ا للموازن)))ة العام ))ة لتحقي ))ق أه ))دافا عام ))ة اقتص ))ادية‬
‫واجتماعي)ة‪ ،‬ويك))ون للسياس))ة المالي))ة في اإلنف)اق واالقتط))اع األث)ر الكب))ير في تحقي)ق الغ))رض‬
‫من الموازنة‪.‬‬
‫وأخيرا تتضح أهمية البحث والمتمثلة في أهمية عمل الدولة اقتطاعا وإ نفاقا للتأثير في الحي))اة‬
‫االقتصادية للبالد وبما يتالءم مع تحقيق توازن االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ -7‬أهداف البحث‬
‫يه ))دف ه ))ذا البحث أساس ))ا إلى محاول ))ة الكش ))ف عن اث ))ر اإلنف ))اق واالقتط ))اع الع ))امين على‬
‫الت))وازن االقتص))ادي الع))ام‪ ،‬وعن كش))ف السياس))ة المالي))ة المثلى لتحقي))ق األه))داف االقتص))ادية‬
‫العام) ))ة‪ ،‬حيث أن الت) ))وازن االقتص) ))ادي الع) ))ام يه) ))دف إلى تحقي) ))ق اعلي م) ))ردود على ص) ))عيد‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬واكبر زيادة في الدخل الوطني‪.‬‬
‫بص))فة عام))ة يه))دف البحث إلى كش))ف الت))دخل األمث))ل للدول))ة اقتطاع))ا وإ نفاق))ا وف))ق طبيع))ة‬
‫الحاج))ة والتكام))ل بين القط))اع الع))ام والخ))اص وص))وال إلى تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي الع))ام‬
‫وإ نمائ ))ه‪ .‬باإلض ))افة إلى م ))ا س ))بق يه ))دف البحث في نهايت ))ه إلى اق ))تراح التوص ))يات المناس ))بة‬
‫لتحس) ))ين فعالي) ))ة السياس ) ))ة المالي) ))ة في الجمهوري ) ))ة الجزائري) ))ة وذل) ))ك في ض ) ))وء المؤش ) ))رات‬
‫والنتائج التي سوف تتمخض عنها هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ – 8‬منهج وأدوات الدراسة‬


‫تض ))بط عملي ))ة البحث العلمي مراح ))ل ع ))دة تب ))د أبتحدي ))د المش ))كلة ثم وض ))ع الفرض ))يات وبع ))دها‬
‫تجميع البيانات ثم تحليلها وصوال إلى التعميمات ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 1‬جمعة احمد حلمي وآخرون‪ ،‬أساسيات البحث العلمي في العلوم االقتصادية والمالية واإلدارية دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1999 ،‬ص‪.44‬‬

‫ز‬
‫تعتمد األبحاث العلمية على مناهج تفرضها شروطا كثيرة أهمها طبيعة مشكلة البحث ومن))ه‬
‫تعري) ))ف منهج البحث بأن) ))ه مجموع) ))ة األس) ))س النظري) ))ة العلمي) ))ة ال) ))تي يتوق) ))ف على أساس) ))ها‬
‫معالجة موضوع معين لمعرفة الحقائق العلمية‪.‬‬
‫تحقيق) ))ا له) ))دف البحث وفي ض) ))وء طبيعت) ))ه وأهميت) ))ه ومفاهيم) ))ه وفروض) ))ه وح) ))دوده‪ ،‬وح) ))تى‬
‫نس ) ))تطيع اإلجاب ) ))ة عن أس ) ))ئلة البحث واإللم ) ))ام بك ) ))ل جوانب ) ))ه‪ ،‬واختب ) ))ار ص ) ))حة الفرض ) ))يات‬
‫المذكورة سابقا في ضوء ما يتوفر لنا من بيانات ومنه ركزنا في بحثنا هذا على‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج االستقرائي عن طريق استقراء الدراس)ات واألبح)اث والكتب وال)دوريات العربي)ة‬
‫واألجنبي))ة ال))تي تمت في مج))ال السياس))ة المالي))ة وتحقي))ق الت))وازن وذل))ك لخدم))ة ه))دف البحث‬
‫بغية توضيح مفهومها وأهدافها وخصائصها ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬باإلض ))افة إلى المنهج التحليلي الوص ))في وذل ))ك به ))دف تحلي ))ل البيان ))ات ال ))تي تت ))وافر عن‬
‫مشكلة البحث وفي إطار اإلشارة إلى واق))ع الجزائ))ر س))نعتمد على البيان))ات الرقمي))ة الرس))مية‬
‫الص) ))ادرة عن وزارة المالي) ))ة‪ ،‬البن) ))ك المرك) ))زي‪ ،‬وال) ))ديوان الوط) ))ني لإلحص) ))ائيات‪ ،‬وتج) ))در‬
‫اإلشارة هنا إلى أن اتس)اع عن)وان البحث وش)موليته لن ي)تيح تعمي)ق التحلي)ل لواق)ع االقتص)اد‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ -9‬محتويات الدراسة‬
‫تتضمن هذه الدراسة مقدمة عامة يتبعها ستة فصول‪ ،‬ثم نتائج الدراسة والتوصيات‪.‬‬
‫خص))ص الفص))ل األول والث))اني والث))الث والراب))ع للج))زء النظ))ري لموض))وع الدراس))ة وذل))ك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫الفص‪$$‬ل األول‪ :‬مفه‪$$‬وم السياس‪$$‬ة المالي‪$$‬ة وتطوره‪$$‬ا‪ ،‬حيث خص ))ص لدراس ))ة الخلفي ))ة التاريخي ))ة‬
‫والسياسة المالية بدءا بالمنهج التقليدي ثم الكينزي من خالل أربعة مباحث وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬دور الدولة في النشاط االقتصادي؛‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬مفهوم السياسة المالية وتطورها؛‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة المالية؛‬
‫‪ -‬المبحث الرابع أهداف السياسة المالية‪.‬‬
‫الفص ‪$$‬ل الث ‪$$‬اني‪ :‬الت ‪$$‬وازن‪ ،‬يهتم بالج) ))انب النظ) ))ري لموض) ))وع الت) ))وازن بص) ))فة عام) ))ة والت) ))وازن‬
‫االقتصادي بصفة خاصة من خالل أربعة مباحث وهي‪:‬‬

‫ح‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التوازن في الفكر االقتصادي؛‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬التوازن الكلي في النظام االقتصادي؛‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬العالقة بين التوازن المالي للموازنة العامة والتوازن االقتصادي؛‬
‫‪ -‬المبحث الرابع‪ :‬أهمية نظرية التوازن االقتصادي‪.‬‬
‫وبع))د أن تتح))دد األه))داف الرئيس))ية للسياس))ة المالي))ة يتبقى تحدي))د األدوات والوس))ائل المحقق))ة‬
‫لتلك األهداف والغايات ومن ثم جاء الفصل الثالث‪.‬‬
‫الفص‪$‬ل الث‪$‬الث‪ :‬أدوات السياس‪$‬ة المالي‪$$‬ة المعتم‪$‬دة في تحقي‪$$‬ق الت‪$‬وازن االقتص‪$‬ادي‪ ،‬ويش))مل‬
‫هذا الفصل على أربعة مباحث وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬النفقات العامة؛‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬االيرادت العامة؛‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬الموازنة العامة؛‬
‫‪ -‬المبحث الرابع‪ :‬آلية عمل السياسة المالية‪.‬‬
‫ولضرورة التنسيق والتكامل بين السياسة المالية وغيرها يكون الفصل الرابع‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‪ ،‬حيث يهتم بدراس)ة نوعي))ة العالق))ة‬
‫بين السياستين من خالل أربعة مباحث وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية وأهميتها؛‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أدوات السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬التنسيق بين السياسة المالية والنقدية؛‬
‫‪ -‬المبحث الرابع‪ :‬التفاعل بين السياسة المالية والنقدية‪.‬‬
‫أم ))ا الج ))زء التط ))بيقي فق ))د ع ))الج السياس ))ة المالي ))ة في الجزائ ))ر للف ))ترة ‪ 2004-1990‬من‬
‫خالل فص ))لين‪ ،‬حيث ن ))اقش األول طبيع ))ة الوض ))ع االقتص ))ادي الجزائ ))ري الع ))ام خالل ف ))ترة‬
‫الدراس) ))ة من خالل أربع) ))ة مب) ))احث‪ ،‬تن) ))اول األول وض) ))عية النظ) ))ام االقتص) ))ادي خالل ف) ))ترة‬
‫التخطيط المركزي‪ ،‬أما الثاني فتناول النظام االقتصادي خالل فترة التنمية الالمركزية‪ ،‬أم))ا‬
‫الث))الث فخص))ص لدراس))ة الجزائ))ر وص))ندوق النق))د ال))دولي‪ ،‬في حين تن))اول المبحث األخ))ير‬
‫اإلصالحات االقتص))ادية‪ .‬أم))ا الث))اني خص))ص لدراس))ة السياس))ة المالي))ة المطبق))ة في الجزائ))ر‬
‫خالل فترة الدراسة من خالل أربعة مباحث‪ ،‬تناول األول السياسة االنفاقية‪ ،‬أما الثاني‬

‫ط‬

‫فتن)اول السياس)ة اإليرادي)ة في الجزائ)ر‪ ،‬أم)ا الث)الث فتن)اول الموازن)ة العام)ة في الجزائ)ر‪ ،‬أم)ا‬
‫المبحث األخ) ))ير خص) ))ص لدراس) ))ة موق) ))ع الت) ))وازن االقتص) ))ادي الع) ))ام من اإلص) ))الحات في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫أم ))ا الخاتم ))ة فق)))د تض)))منت خالص)))ة للدراس ))ة مش ))فوعة ببعض النت ))ائج والتوص ))يات‪ ،‬وفي‬
‫األخير أرجو اﷲ الكريم أن أكون قد وفقت في عرض ودراسة وتحليل هذا الموضوع‪.‬‬
‫ي‬

‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزء النظري‪:‬‬


‫السياسة المالية ودورها في‬
‫تحقيق التوازن االقتصادي‬
‫(دراسة نظرية)‬
‫مقدمة الجزء النظري‬
‫الش))ك في أن السياس))ة االقتص))ادية هي مجموع))ة من السياس))ات ال))تي تعم))ل كال منه))ا على‬
‫كمي ))ة أو أك ))ثر من الكمي ))ات االقتص ))ادية الهام ))ة‪ ،‬كالسياس ))ة المالي ))ة والنقدي ))ة وسياس ))ة س ))عر‬
‫الص ))رف والسياس ))ة التجاري ))ة‪ ،‬على أن السياس ))ة المالي ))ة تحت ))ل مكان ))ة هام ))ة بين حزم ))ة ه ))ذه‬
‫السياسات االقتصادية‪.‬‬
‫في إط))ار التح))ول الفك))ري ال))ذي قدم))ه كي))نز لت))دخل الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي أعطى‬
‫للموازن))ة العام))ة وبالت))الي السياس))ة المالي))ة باإلض))افة إلى السياس))ة النقدي))ة أهمي))ة محوري))ة في‬
‫إدارة وتوجيه النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وب) ) ))ذلك تح) ) ))ول األم) ) ))ر من مفه) ) ))وم الت) ) ))وازن المحاس) ) ))بي إلى مفه) ) ))وم آخ) ) ))ر ه) ) ))و الت) ) ))وازن‬
‫االقتص ))ادي‪ ،‬وال ))ذي يع ))ني تحقي ))ق درج ))ة محم ))ودة من اس ))تقرار األس ))عار في إط ))ار التش ))غيل‬
‫الكامل للمقدرة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني والنمو االقتصادي المتواصل‪).‬‬
‫مم)))ا س)))بق يتض)))ح أن)))ه أص)))بح مس)))موحا للسياس)))ة المالي ))ة أن تح ))دث عج ))زا أو فائض ))ا في‬
‫الموازن))ة العام))ة للدول))ة طالم))ا ك))ان اله))دف ه))و تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي ومن هن))ا يتب))ادر‬
‫إلى الذهن السؤال التالي‪:‬‬
‫كيف يمكن للسياسة المالي)ة أن تحق)ق الت)وازن االقتص)ادي المنش)ود؟ ه)ذا م)ا نح)اول البحث‬
‫فيه في هذا الجزء من خالل الفصول التالية‪:‬‬
‫الفص ) ) ) ) ) ))ل األول‪ :‬مفه ) ) ) ) ) ))وم السياس ) ) ) ) ) ))ة المالي ) ) ) ) ) ))ة‬
‫وتطورها؛ الفصل الثاني‪ :‬التوازن؛‬
‫الفص ) ) ) ))ل الث ) ) ) ))الث‪ :‬أدوات السياس ) ) ) ))ة المالي ) ) ) ))ة المعتم ) ) ) ))دة في تحقي ) ) ) ))ق الت ) ) ) ))وازن)‬
‫االقتصادي؛ الفصل الرابع‪ :‬عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‪.‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫مفهوم السياسة‬
‫المالية و تطورها‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‬
‫الشك في َّ‬
‫أن السياسة االقتص)ادية تش)مل على مجموع)ة‪ ،‬من السياس)ات ال)تي‬
‫تعمل كل منه)ا على كمي)ة أو أك)ثر من الكمي)ات االقتص)ادية الهام)ة‪ ،‬كالسياس)ة المالي)ة‬
‫و النقدية و االئتمانية و سياسة سعر الصرف‪ ،‬على َّ‬
‫أن السياسة المالية تحت))ل مكان))ة‬
‫هام))ة بين ه))ذه السياس))ات‪َّ ،‬‬
‫ألن ه))ا تس))تطيع أن تحق))ق األه))داف المتع))ددة ال))تي يه))دف‬
‫إليها االقتصاد الوطني معتمدة في ذلك على أدواتها المتعددة ال)تي تس)تطيع أن تكيفه))ا‬
‫ح) ))تى ت) ))ؤثر في كاف) ))ة الج) ))وانب االقتص) ))ادية و االجتماعي) ))ة للمجتم) ))ع‪ ،‬و ق) ))د ش) ))هدت‬
‫السياس ))ة المالي ))ة تط ))ورات جوهري ))ة نتيج ))ة التط ))ور السياس ))ي و االجتم ))اعي لمفه ))وم‬
‫الدول ))ة‪ ،‬و انتقلت من الط ))ور الحي ))ادي إلى الط ))ور الت ))دخلي في الحي ))اة االقتص ))ادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬و ذلك عقب األزمة االقتصادية الكبرى عام ‪1929‬م ال))تي تعرض))ت له))ا‬
‫االقتص ))اديات الغربي ))ة و من ))ذ ذل ))ك الحين أص ))بحت السياس ))ة المالي ))ة أداة رئيس ))ية من‬
‫أدوات السياسة االقتصادية في توجي))ه المس)ار االقتص))ادي‪ ،‬و معالج))ة م)ا يتع)رض ل))ه‬
‫من ه))زات و أزم))ات‪ ،‬غ))ير َّ‬
‫أن السياس))ة المالي))ة ال تس))تطيع أن تحق))ق كاف))ة األه))داف‬
‫ال))تي ينش))دها االقتص))اد الوط))ني‪ ،‬ب))ل ينبغي التنس))يق بينه))ا و بين السياس))ات األخ))رى‪،‬‬
‫كم))ا َّ‬
‫أن السياس))ة المالي))ة تت))أثر بعوام))ل متع))ددة منه))ا م))ا ه))و سياس))ي و اآلخ))ر إداري‪،‬‬
‫باإلضافة إلى طبيعة النظام االقتصادي السائد‪.‬‬
‫و على هذا األساس نتناول في هذا الفصل المتكون من أربعة مباحث النقاط التالية‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬دور الدولة في النشاط االقتصادي؛ ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم السياسة المالية وتطورها؛‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة المالية؛‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أهداف السياسة المالية‪.‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور الدولة في النشاط االقتصادي والسياسة االقتصادية‬


‫‪ -1-1‬مفهوم الدولة‬
‫الدولة مصطلح سياسي يع‪‬بر عن مدلول ذو معنى واس))ع‪ .‬إ‪ ‬ن التع))رف عن‬
‫طبيع ))ة الدول ))ة بتع ))رف منظب ))ط يتم عن طري ))ق ال ))وعي ب ))الفرق بين المجتم ))ع والدول ))ة‬
‫والحكومة ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫المجتم ‪$$‬ع‪ :‬ه) ))و مجموع) ))ة إنس) ))انية أي مجموع) ))ة من األف) ))راد تعيش على إقليم‬ ‫‪-1‬‬
‫معين‪ ،‬تق ))وم بينه ))ا عالق ))ات متبادل ))ة ت ))دور ح ))ول العم ))ل على أس ))اس التع ))اون وتقس ))يم‬
‫العمل‪.‬‬
‫ف))المجتمع إذن ال يتمث))ل في مجموع))ة األف))راد فق))ط وإ نم))ا ك))ذلك في مجم))وع العالق))ات‬
‫التي تقوم بينهم والتي تح‪‬دد موقف كل منهم اتجاه اآلخر‪.‬‬
‫الدول‪$$‬ة‪ :‬هي ش ))كل من أش ))كال التنظيم‪ ،‬فهي التنظيم ال ))ذي يح‪‬دد العالق ))ة بين‬ ‫‪-2‬‬
‫الفئات أو الطبقات االجتماعية الحاكمة والطبقات االجتماعي))ة المحكوم))ة‪ ،‬وه))و تنظيم‬
‫ظه))ر م))ع بداي))ة التن))اقص بين المص))لحة الخاص))ة والمص))لحة العام))ة‪ ،‬متظمن))ا ت))ركيب‬
‫الدول)ة ووظائفه)ا يض)اف إلى ذل)ك أ‪ ‬ن اإلنت)اج في المجتمع)ات الزراعي)ة ال)تي تعتم)د‬
‫على ال))ري يس))تلزم الس))يطرة على األنه))ار وش))ق القن))وات لتنظيم اس))تخدام المي))اه إلى‬
‫غ))ير ذل))ك من األش))كال الكب))يرة ال))تي يعج))ز األف))راد عن القي))ام به))ا‪ ،‬األم))ر ال))ذي ي))دفع‬
‫إلى وج))ود س))لطة مركزي))ة منظم))ة تت))ولى القي))ام به))ذه األش))غال الكب))يرة ويخل))ق بالت))الي‬
‫وظيفة اقتصادية تقوم بها الدولة‪.‬‬
‫الحكومة‪ :‬فهي المحس)وس العض)وي ال)ذي يم)ارس وظ)ائف الدول)ة في مجتم)ع‬ ‫‪-3‬‬
‫معين مح‪‬دد تاريخي ) ) ))ا في ف ) ) ))ترة معين ) ) ))ة ومن ثم فهي تتمث ) ) ))ل في الس ) ) ))لطة التنفيذي ) ) ))ة‬
‫والتشريعية والقضائية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أ‪ ‬ن الدولة نتاج اجتماعي ظهر من خالل عملية تح‪‬ول المجتم))ع‬
‫إلى مجتم) ))ع سياس) ))ي ذي س) ))لطة منظم) ))ة‪ ،‬أي أنﹼه) ))ا نت) ))اج تط‪‬ور الحي) ))اة االجتماعي) ))ة‬

‫‪ - 2‬محمد دويدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ ،‬الدار الجامعية‪ N،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ص ‪.18 -16‬‬

‫‪37‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وأخ))يرا يمكن الق))ول أ‪ ‬ن الدول))ة ظ))اهرة تاريخي))ة لم توج))د في ك))ل مراح))ل التط‪‬ور‬
‫البش) ))ري‪ ،‬ومن هن) ))ا اختلفت الطبيع) ))ة االجتماعي) ))ة والسياس) ))ية للدول) ))ة الختالف ن) ))وع‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫وظ))اهرة الدول))ة كتنظيم اجتم))اعي تنتمي إلى مجموع))ة الظ))واهر السياس))ية وال))ذييعنينا‬
‫هن ))ا‪ ،‬أ‪ ‬ن وج ))ود دول ))ة كس ))لطة منظم ))ة ت ))ؤدي دورا في الحي ))اة االجتماعي ))ة‪ ،‬يتطلب‬
‫س))يطرتها على بعض الم))وارد البش))رية والمادي))ة في المجتم))ع للقي))ام بالخ))دمات العام))ة‬
‫التي تهدف إلى إشباع ما يسمى اصطالحا بالحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬تطور دور الدولة‬
‫لق))د م))ر موض))وع ت))دخل الدول))ة في الحي))اة االقتص))ادية بع))دة مراح))ل مختلف))ة‪،‬‬
‫حيث كان دور الدولة وتدخلها في النشاط االقتصادي‪ ،‬يزداد من فترة ألخ)رى وذل)ك‬
‫بم ))ا تملك ))ه من إمكاني ))ات مالي ))ة ومؤسس ))ية باإلض ))افة إلى ن ))داءات بعض االقتص ))اديين‬
‫بت))دخل الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي‪ ،‬وم))رور ال))وقت أص))بح ه))ذا الت))دخل ض))رورة‬
‫حتمية من أجل حماية النشاط االقتصادي وال)دخل الق)ومي وأن)ه في غي)اب ه)ذا ال)دور‬
‫تتع ) ))رض اقتص ) ))اديات ال ) ))دول إلى مش ) ))اكل عدي ) ))دة مث ) ))ل التض ) ))خم واالنكم ) ))اش وع ) ))دم‬
‫االستقرار ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وتج ))در اإلش ))ارة إلى أ‪ ‬ن حجم ه ))ذا ال ))دور ارتب ))ط تمام ))ا بحجم مالي ))ة الدول ))ة ع ))بر‬
‫المراح ))ل التاريخي ))ة المختلف ))ة ال ))تي م ))رت به ))ا المجتمع ))ات وله ))ذا وح ))تى يتح ))دد دور‬
‫الدول ))ة في النش ))اط االقتص ))ادي الب ))د من وج ))ود سياس ))ة مالي ))ة له ))ذه الدول ))ة يتح ))دد من‬
‫خالله ))ا وفي إط ))ار عالقته ))ا بب ))اقي السياس ))ات االقتص ))ادية‪ ،‬وبالت ))الي تحق ))ق األه ))داف‬

‫‪ 3‬حازم البيالوي‪ ،‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.98‬‬
‫‪-‬‬

‫‪38‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلوب) ))ة والمتف) ))ق عليه) ))ا من جمي) ))ع أف) ))راد المجتم) ))ع‪ ،‬ومن ه) ))ذا المنطل) ))ق يب) ))دو من‬
‫الصواب) تتبع دور الدولة في النشاط االقتصادي على النحو التالي‪:‬‬
‫الدول ‪$$‬ة الحارس ‪$$‬ة ودوره ‪$$‬ا في النش ‪$$‬اط االقتص ‪$$‬ادي‪ :‬لق ) ))د ك ) ))ان‬ ‫‪-1.2.1‬‬
‫موضوع دور‬
‫الدول ))ة في االقتص ))اد نقط ))ة ج ))دل دائم بين االقتص ))اديين عن ))د مطل ))ع الق ))رن الخ ))امس‬
‫عش ))ر ظه ))ر فك ))ر التج ))اريين وذل ))ك بع ))د أزم ))ة ارتف ))اع األس ))عار في ال ))دول األوربي ))ة‬
‫بسبب زيادة تدفق المعادن الثمينة إلى اقتصاديات تلك الدول‪ ،‬مما جعل هذه األخ))يرة‬
‫تعطي أهمي ))ة بالغ ))ة لت ))وازن م ))وازين م ))دفوعاتها‪ ،‬ول ))ذلك ك ))ان اهتم ))ام التج ))اريين ه ))و‬
‫تحقيق فائض في اإلنتاج به)دف التص)دير‪ ،‬األم)ر ال)ذي جعلهم ين)ادون بأهمي)ة النش)اط‬
‫التص) ))ديري‪ ،‬كم)))ا ن)))ادوا بمب) ))دأ الحري)))ة االقتص)))ادية وع) ))دم ت ))دخل الدول ))ة في النش ))اط‬
‫االقتص) ) ) ))ادي‪ ،‬حيث س) ) ) ))اد الظن بأ‪ ‬ن ك) ) ) ))ل ف) ) ) ))رد أج) ) ) ))در بتحقي) ) ) ))ق مص) ) ) ))لحته وأ‪ ‬ن‬
‫المصلحةليست إالﹼ مجموع مصالح اإلفراد‪ ،‬األمر الذي قلص دور الدولة إلى مج))رد‬
‫اتخاذاإلجراءات التي تكفل حماية مصالح األفراد داخليا وخارجيا ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ومع مطلع القرن السابع عشر ظهرت النزاعات التجاري))ة وس))ادت الفوض))ى األم))ر‬
‫ال ))ذي جع ))ل ه ))ؤالء التج ))اريين ين ))ادون بت ))دخل الدول ))ة لتنظيم الحي))اة االقتص ))ادية‪ ،‬وق ))د‬
‫اختلفت صور تدخل الدولة من دولة ألخرى‪ ،‬غ)ير أن)ه خالل ه)ذه الف)ترة س)اد مفه)وم‬
‫الدول ))ة الحارس ))ة في ظ ))ل س ))يادة أفك ))ار النظري ))ة الكالس ))يكية ال ))تي ك ))انت تب ))نى على‬
‫أ‪‬‬ ‫أساس ترك النشاط لألفراد دون تدخل من الدولة‪ ،‬لقد قامت أفكار الكالس))يك على‬
‫ن هناك قوى ذاتية قوية تمنع حدوث فترات الركود الطويلة في االقتصاد‪ ،‬وعلي))ه فإ‬
‫فإ‪‬‬ ‫‪ ‬ن االقتصاد في ظ)ل نظ))ام الس)وق لدي))ه اآللي)ة الذاتي))ة إلع))ادة توازن)ه وعلى ذل))ك‬
‫ن ه ))ذه الق ))وى الذاتي ))ة تس ))تطيع التغلب على اله ))زات ال ))تي تح ))دث باالقتص ))اد الوط ))ني‬
‫وتحرك ))ه نح ))و الت ))وازن الع ))ام‪ ،‬وق ))د ت ))رتب على ذل ))ك أ‪ ‬ن وظيف ))ة الدول ))ة ه ))و القي ))ام‬
‫‪ - 4‬محمد عفر‪ ،‬أحمد فريد‪ ،‬االقتصاد المالي الوضعي واإلسالمي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-‬‬

‫‪39‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بأعمال األمن والحماي)ة والعدال)ة وال)دفاع أي أنه)ا تك)ون حارس)ة للنش)اط االقتص)ادي‪،‬‬
‫وال م))انع في إقام))ة بعض المش))اريع العام))ة‪ ،‬ه))ذا وق))د س))ادت أفك))ار الكالس))يك لف))ترة‬
‫طويل))ة إالﹼ أ‪ ‬ن ح))دثت مش))كلة الكس))اد الكب))ير عن))دها ب))دأ االقتص))اديون يتش))ككون في‬
‫ص))حة النظري))ة الكالس))يكية بع))د عج))ز اقتص))اديات ال))دول عن إع))ادة توازنه))ا بطريق))ة‬
‫‪5‬‬
‫آلية كما كان يدعى الكالسيك‬
‫الدول‪$$‬ة المتدخل‪$$‬ة ودوره‪$$‬ا في النش‪$$‬اط االقتص‪$$‬ادي‪ :‬اتض ))ح م ))ع‬ ‫‪-1.2.2‬‬
‫تطور‬
‫األوض) ))اع االقتص) ))ادية واالجتماعي) ))ة ض) ))رورة التخلي عن مفه) ))وم الدول) ))ة الحارس) ))ة‪،‬‬
‫وانتشر بدله مفهوم الدولة المتدخل)ة خاص)ة بع)د أن س)اد الع)الم الكس)اد الع)المي الكب)ير‬
‫في ‪ ،1929‬وفي ال))وقت ذات))ه ب))رزت أفك))ار النظري))ة الكنزي))ة لالقتص))ادي اإلنجل))يزي‬
‫كي))نز خالل الثالثين))ات من الق))رن الماض))ي‪ ،‬ولق))د ج))اءت أفك))ار كي))نز معاكس))ة تمام))ا‬
‫ألفك ) ))ار الكالس ) ))يك‪ ،‬ال ) ))تي رس ) ))مت السياس ) ))ات الحكومي ) ))ة الواجب ) ))ة اإلتب ) ))اع للخ ) ))روج‬
‫مناألزمة ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫لق ))د ق ))امت النظري ))ة الكنزي ))ة على ض ))رورة ت ))دخل الدول ))ة في النش ))اط االقتص ))اديعن‬
‫طري ))ق إقام ))ة بعض المش ))اريع العام ))ة لتحري ))ك النش ))اط االقتص ))ادي من الرك ))ود ويتم‬
‫ذل ) ))ك من خالل اإلنف ) ))اق باعتب ) ))اره المض ) ))خة ال ) ))تي تنش ) ))ط ال ) ))دورة الدموي ) ))ة للنش ) ))اط‬
‫االقتص ))ادي‪ ،‬ففي الوالي ))ات المتح ))دة األمريكي ))ة ت ))دخلت الحكوم ))ة األمريكي ))ة بواس ))طة‬
‫زيادة اإلنفاق العام لكي تخلق دفعة قوي))ة من اإلنف)اق الف)ردي وبالت)الي زي))ادة الف)ائض‬
‫والمخ))زون من الس))لع الراك))دة‪ ،‬وأم))ا في انجل))ترا فإنه))ا ق))امت بتخفيض س))عر ص))رف‬
‫عملته ))ا لكي تزي ))د من الطلب الخ ))ارجي على ص ))ادراتها وتقل ))ل من ال ))واردات إليه ))ا‪،‬‬

‫‪ 5‬سامي خليل‪ ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ ،‬وآالة األهرام للتوزيع‪ ،1994 ،‬الكتاب األول‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ - 6‬نفس المرجع مباشرة‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪-‬‬

‫‪40‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وب ))ذلك تخفض من تي ))ار الت ))دفق النق ))دي الخ ))ارجي وترف ))ع من حجم الت ))دفقات النقدي ))ة‬
‫الداخلة إلى غير ذلك من الحلول التي اتبعتها الدول ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وقد ترتب على ذلك أ‪ ‬ن وظيفة الدولة تغيرت‪ ،‬حيث أصبح لها دورا متزاي‪‬دا في‬
‫النشاط االقتصادي واالجتم))اعي‪ ،‬باإلض)افة إلى الوظ))ائف التقليدي))ة للدول))ة ال)تي ك)انت‬
‫موجودة مثل األمن والحماية والعدال))ة وإ قام))ة المراف))ق العام))ة‪ .‬إ‪ ‬ن المب))دأ الس))ائد في‬
‫مج) ))ال المالي) ))ة العام) ))ة للدول) ))ة ه) ))و التخلي عن الحي) ))اد الم) ))الي وإ حالل محل) ))ه المالي) ))ة‬
‫الوظيفي))ة وال))ذي يق))رر بتحدي))د اإلنف))اق الع))ام المطل))وب أوال وال م))انع أن يتح))دد إنف))اق‬
‫عام أكبر من اإليرادات العامة‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن هدف السياسة المالية والنظ))ام الم))الي ه))و إح))داث الت))وازن) الم))الي وأيض))ا‬
‫إحداث التوازن االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن دور الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي ق))د ازداد بص))ورة كب))يرة‬
‫جدا ومنه أصبحت مالية الدولة ذات وزن كبير‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬الدولة االش‪$$‬تراكية ودوره‪$$‬ا في النش‪$$‬اط االقتص‪$$‬ادي‪:‬بع))د الح))رب العالمي))ة‬
‫األولى س))ادت مب))ادئ االقتص))اد االش))تراكي حيث ارتب))ط دور الدول))ة ب))اإلحالل مح))ل‬
‫قوى السوق‪ ،‬وعندها بدأ ينتشر مفهوم الدولة المنتجة أو الدولة االشتراكية‪ ،‬األمر‬

‫‪ 7‬محمد عفر‪ ،‬أحمد فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪-‬‬

‫‪41‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الذي دعم انتشار أسلوب التخطيط المرك))زي على الص))عيدين العملي واألكاديميوك))ان‬
‫من بين ال))دول ال))تي تبنت ه))ذا االتج))اه ع))دد من دول الع))الم الث))الث‪ ،‬والش))ك أ ‪ ‬نالبيئ))ة‬
‫الفكري))ة ال))تي ك))انت في ذل))ك ال))وقت تختل))ف اختالف))ا جوهري))ا عنه))ا في الوقتالحاض))ر‪،‬‬
‫ذلك أ‪ ‬ن معظم دول العالم الثالث كانت وقتها حديثة العهد باالستقالل وكانت تتطل))ع‬
‫إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية واالرتقاء بأنظمته)ا ومؤسس)اتها‪ ،‬وب)الطبع‬
‫ف))إنﹼه في ظ))ل وج))ود تل))ك اإلي))ديولوجيات اقتنعت ه))ذه البل))دان كغيره))ا بأن))ه ال يمكن‬
‫ح))دوث التنمي))ة دون ت))دخل مباش))ر من ج))انب الدولة ‪ .‬وق))د ت))رتب على ذل))ك مجموع))ة‬
‫‪8‬‬

‫من النتائج من أهمها ‪-:‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬أ‪ ‬ن وظيف ) ))ة الدول ) ))ة تغ ) ))يرت حيث أص ) ))بحت له ) ))ا الس ) ))يطرة الكامل ) ))ة على النش ) ))اط‬
‫االقتص ) ))ادي واالجتم ) ))اعي في الكث ) ))ير من المجتمع ) ))ات واختفى في ه ) ))ذا النم ) ))وذج‬
‫النشاط الفردي إلى حد كبير؛‬
‫‪ -‬إ‪ ‬ن المبدأ السائد في المالية العام)ة للدول)ة ه)و الرب)ط الكام)ل بين التخطي)ط الم)الي‬
‫للدول ))ة والتخطي ))ط االقتص ))ادي الش ))امل‪ ،‬وأص ))بح النش ))اط الم ))الي للدول ))ة ج ))زءا ال‬
‫يتج) ))زأ من نش) ))اطاتها االقتص) ))ادية‪ ،‬ومن ثم أص) ))بح علم المالي) ))ة العام) ))ة ج) ))زءا من‬
‫االقتصاد السياسي لالشتراكية؛‬
‫‪ -‬إ‪ ‬ن ه))دف السياس))ة المالي))ة والنظ))ام الم))الي ه))و محاول))ة تحقي))ق ع))دد من األه))داف‬
‫وتحقي) ) ) ))ق التواف) ) ) ))ق بينهم وهي ه) ) ) ))دف إح) ) ) ))داث الت) ) ) ))وازن الم) ) ) ))الي واالقتص) ) ) ))ادي‬
‫واالجتماعي وأخيرا هدف التوازن العام‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن الدول))ة أص))بحت تم))ارس دورا في النش))ط اإلقتص))ادي‬ ‫‪25‬‬
‫ك) ) ) ) ) ))أن يص) ) ) ) ) ))ل إلى نس) ) ) ) ) ))بة ‪ %100‬وه) ) ) ) ) ))و م) ) ) ) ) ))ا أدى إلى االنتق) ) ) ) ) ))ال إلى المرحل) ) ) ) ) ))ة‬

‫‪ - 8‬سعيد النجار‪ ،‬نحو استرايتجية قومية لإلصالح االقتصادي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ - 9‬عبد المطلب عبد الحميد‪ N،‬السياسات االقتصادية تحليل جزئي وآلي‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪،1997 ،‬‬
‫ص‪.239‬‬

‫‪42‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الموالي ) ))ة( الحالي ) ))ة) عن ) ))د نهاي ) ))ة الس ) ))بعينات ش ) ))هد الع ) ))الم تغ ) ))يرات فكري ) ))ة وسياس ) ))ية‬
‫واقتص ))ادية واس ))عة س ))اعدت في تراج ))ع تل ))ك اإلي ))ديولوجيات ال ))تي ت ))ؤدي إلى توس ))يع‬
‫دور الدول) ) ))ة وفي المقاب) ) ))ل ب) ) ))رز اهتم) ) ))ام واس) ) ))ع لتقليص وظ) ) ))ائف الدول) ) ))ة إلى أدنى‬
‫مستوى‪ ،‬وذل)ك إث)ر المش)اكل ال)تي تعرض)ت له)ا اقتص)اديات ال)دول ال)تي أخ)ذت بمب)دأ‬
‫االقتص ) ))اد االش ) ))تراكي مث ) ))ل التض ) ))خم والبطال ) ))ة والمديوني ) ))ة الخارجي ) ))ة وغيره ) ))ا من‬
‫سياسات هذا النظام ‪ .‬وقد اعتمدالمعارضون لفكرة االقتصاد االشتراكي على الواق))ع‬ ‫‪10‬‬

‫ال))ذي آلت إلي))ه تل))ك ال))دول‪،‬وخ))ير دلي))ل الفش))ل الكب))ير ال))ذي تعرض))ت ل))ه دول أوروب))ا‬
‫الشرقية واالتحاد السوفياتيوغيرها من الدول التي توسعت في النشاط الع))ام والقط))اع‬
‫الع ) ))ام وظه ) ))ور فعالي ) ))ة التح ) ))ول من القط ) ))اع العم إلى القط ) ))اع الخ ) ))اص فيم ) ))ا س ) ))مي‬
‫بالتخصص ))ية أو الخصخص ))ة ال ))تي انتش ))رت من ))ذ ع ))ام ‪ 1979‬تقريب ))ا عن ))دما طبقته ))ا‬
‫انجلترا ثم بدأ األخذ بها في الكثير من دول العالم ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫إن ك))ان موض))ع س))يطرة الدول))ة على الم))وارد االقتص))ادية ه))و أم))را هام))ا وض))روريا‬
‫لحس ))ن اس ))تخدام الم ))وارد وتنميته ))ا وتوف ))ير العدال ))ة واالس ))تقرار‪ ،‬فليس ذل ))ك يع ))ني أن‬
‫تق) ))وم الدول) ))ة ب) ))إدارة العالق) ))ات االقتص) ))ادية والت) ))دخل المس) ))تمر بش) ))كل مباش) ))ر‪ ،‬إنم) ))ا‬
‫المقصود بذلك هو قيامها بتنظيم إدارة الموارد االقتصادية في اتجاه عام متناسق مع‬
‫أه ))داف الدول ))ة‪ ،‬وأن تك ))ون للدول ))ة الق ))درة على من ))ع أي انح ))راف من ش ))أنه أن يه ))دد‬

‫‪- 10‬عباس المجرن‪ ،‬علي العبد‪ ،‬تطور هيكل اإليرادات العامة وسبل تنميتها في الكويت‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الكويت‪ ،‬العدد‪ ،4 N‬مجلد ‪ 23‬سنة ‪ ،1995‬ص‪.99‬‬
‫‪ - 11‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.240‬‬

‫‪43‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مصالح المجتمع ‪ .‬غير أ‪ ‬ن هناك مجاالت يفترض على الدولة أن تضطلع به))ا من‬ ‫‪12‬‬

‫أجل تحقيق الكفاءة االقتصادية منها ‪:‬‬


‫‪13‬‬

‫‪ -‬توف)ير الس))لع العام))ة ال)تي ال يمكن أن ينتجه))ا القط))اع الخ)اص لض)عف م)رد وديته))ا‬
‫المالية مثال؛‬
‫‪ -‬تصحيح حجم اإلنتاج فيما يسمى بأش)باه الس)لع العام)ة وال)تي ق)د تك)ون مت)وافرة في‬
‫الس) ))وق ولكن بنس) ))ب غ ) ))ير مثلى‪ ،‬كنتيج ) ))ة لوج) ))ود م) ))ا يس ) ))مى ب) ))الوفرات واآلث ) ))ار‬
‫الجانبي))ة المص))احبة لألم))ر ال))ذي ي))وجب ت))دخل الدول))ة لتص))حيح الكمي))ة المعروض))ة‬
‫بالسوق عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬فرض الضرائب) على حاالت الوفرات المالية( كالتلوث البيئي مثال)؛‬
‫‪ -‬تقديم الدعم في حالة الوفرات الموجبة( كما هو الحال بالنسبة للتعليم)؛‬

‫للدول ) ) ) ) ))ة دورا هام ) ) ) ) ))ا وأساس ) ) ) ) ))يا في إدارة االقتص ) ) ) ) ))اد الكلي على النح) ) ) ) ))و ال ) ) ) ) ))ذي‬
‫يكفالالس))تقرار الس))عري والت))وازن الخ))ارجي والعمال))ة الكامل))ة والعدال))ة في التوزي))ع‪،‬‬
‫ومنعاالحتك ) ) ) ))ارات الخاص) ) ) ))ة باإلض ) ) ) ))افة إلى وظ) ) ) ))ائف الدول ) ) ) ))ة التقليدي ) ) ) ))ة في األمن‬
‫والدفاعوالقض ) ))اء ح ) ))تى في ظ ) ))ل نظ ) ))ام االقتص ) ))اد الح ) ))ر‪ ،‬وله ) ))ذا يتطلب من الدول ) ))ة‬
‫‪14‬‬

‫الت))دخل الم))دروس في الحي))اة االقتص))ادية بحيث ال يمن))ع ت))دخلها ه))ذا ق))وى الس))وق من‬
‫أن تعم ))ل بطريق ))ة ص ))حيحة وفي نفس ال ))وقت يتس ))نى له ))ا إدارة دفع ))ة االقتص ))اد بم ))ا‬
‫يتالءم مع أهدافها التنموية‪.‬‬

‫‪ - 12‬حازم البيالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202‬‬


‫‪ - 13‬عباس المجرن‪ ،‬علي العبد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ - 14‬سعيد النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪44‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ونخلص في األخ ) ) ))ير أ‪ ‬ن مراجع ) ) ))ة دور الدول ) ) ))ة في النش ) ) ))اط االقتص ) ) ))ادي‬ ‫‪25‬‬
‫الوقت الحاضر ستستقر على مفهوم جديد ل))دور الدول))ة ليس بالض))رورة أح))د األدوار‬
‫الثالثة سالفة الذكر‪ ،‬أل‪ ‬ن الظروف التاريخية واالقتص))ادية واالجتماعي))ة تلعب دورا‬
‫هاما في تشكيل مثل تلك المفاهيم‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن لك))ل دول))ة ظروفه))ا وأوض))اعها الخاص))ة‬
‫به ) ))ا‪ ،‬وبص ) ))فة عام ) ))ة أ‪ ‬ن دور الدول ) ))ة يتض ) ))ح أك ) ))ثر عن ) ))د وض ) ))ع وتنفي ) ))ذ السياس ) ))ة‬
‫االقتصادية للبالد‪.‬‬

‫‪ -2‬ماهية السياسة االقتصادية‬


‫تس))تعمل كلم))ة سياسة في لغ))ة الع))رب مص))درا لساس))ة يس))وس‪ ،‬وتطل))ق بإطالق))ات‬
‫‪15‬‬

‫كث))يرة ومعناه))ا في جمي ))ع إطالقاته))ا ي))دور ح ))ول ت))دبير الش ))يء و التص))رف) في ))ه بم ))ا‬
‫يص))لحه‪ ،‬كم))ا يقص))د به))ا ت))دبير أم))ر ع))ام في جماع))ة م))ا ت))دبيرا يغلب علي))ه اإلحس))ان‪،‬‬
‫ويقصد بها منذ أن استعملها اإلغريق تدبير أمور الدول)ة‪ ،‬كم)ا اس)تخدمت بمع)نى علم‬
‫إدارة الدول‪ ،‬ومنها أنه)ا طريق)ة الحكم‪ ،‬كم)ا ع)رفت أيض)ا بأنه)ا مب)ادئ وقواع)د إدارة‬
‫المجتمع كالسياسة اإلقتصادية‪ ،‬السياسة التجارية‪ ،‬السياسة المالية‪ ،‬السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تعريف السياسة االقتصادية‬

‫‪ - 15‬ال ّسيّد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياس ة المالي ة في تحقي ق التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬التوزي‪NN‬ع الع‪NN‬ادي لل‪NN‬دخول‪،‬‬
‫التنمية اإلجتماعية‪ ،‬ضبط النظم‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص ص ‪.16-15‬‬

‫‪45‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يقصد بالسياسة اإلقتصادية عام))ة ك))ل م)ا يتعل))ق باتخ))اذ الق))رارات الخاص))ةباالختيار‬
‫بين الوسائل المختلفة التي يملكها المجتمع لتحقيق أه))داف اقتص))اديةواجتماعية معين)ة‬
‫والبحث عن أفضل الطرق الموصلة إلى تحقيق هذه األهداف ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫كم ))ا يعرفه ))ا البعض بأنﹼه ))ا مجموع ))ة اإلج ))راءات الحكومي ))ة ال ))تي تح ))دد مع ))الم البيئ ))ة‬
‫االقتص) ) ))ادية ال ) ) ))تي تعم ) ) ))ل في ظله ) ) ))ا الوح) ) ))دات االقتص) ) ))ادية األخ ) ) ))رى ‪ ،‬والسياس) ) ))ة‬
‫‪17‬‬

‫االقتص))ادية عب))ارة عن مجموع))ة األدوات واأله))داف االقتص))ادية والعالق))ات المتبادل))ة‬


‫بينهما ‪ ،‬والدولة هي المسؤولة عن إعداد وتنفيذ هذه السياسة‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫يتض ) ))ح من التع ) ))اريف الس ) ))ابقة أ‪ ‬ن السياس ) ))ة االقتص ) ))ادية تتمث ) ))ل في قي ) ))ام الدول ) ))ة‬
‫بخط ))وات وإ ج ))راءات ت ))رمي إلى تحقي ))ق أه ))داف اقتص ))ادية واجتماعي ))ة مح ))ددة وله ))ذا‬
‫يجب على السياس))ة االقتص))ادية ال))تي تنتهجه))ا الدول))ة أن تك))ون ق))ادرة على الوص))ول‬
‫إلى أقص))ى كف))اءة عن))د اس))تخدام الم))وارد المتاح))ة لتحقي))ق أقص))ى الغاي))ات أو بمع))نى‬
‫آخر استخدام أقل حجما من الموارد لتحقيق أكبر عدد من األهداف ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫كلم)ا ك)انت السياس)ة االقتص)ادية تتص)ف بالكف)اءة والفعالي)ة أمكن تحقي)ق مع)دالت نم)و‬
‫عالية‪ ،‬غير أ‪ ‬ن هذا الهدف يعتمد على أمرين‪:‬‬
‫أوال تحقيق التوازن المالي للدولة حيث يتم التنسيق بين اإليراد العام واإلنفاق العام‪،‬‬
‫أما األمر الثاني يتمثل في زيادة حجم المدخرات المحلية لزيادة حجم االستثمارات‪.‬‬
‫كم))ا تس))عى السياس))ة اإلقتص))اية إلى التوس))ع في اإلنت))اج به))دف تحقي))ق ف))ائض يس))تخدم‬
‫للتصدير وهنا يجب على السياسة االقتصادية السعي إلى تكييف الهياك))ل االقتص))ادية‬

‫‪ - 16‬أحمد زآي بدوي‪ ،‬معجم المصطلحات اإلقتصادية‪ ،‬دار الكتاب المصري‪ ،1985 ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ - 17‬نعمت اﷲ نجيب وآخرون‪ ،‬مقدمة في اإلقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص ‪.441‬‬
‫‪ - 18‬رضا العدل‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي والجزئي‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،1996 ،‬ص‪.325‬‬
‫‪ - 19‬نعمت اﷲ نجيب وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.441‬‬

‫‪46‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫م))ع متطلب))ات التوس))ع وذل))ك لتوجي))ه االس))تثمارات نح))و قطاع))ات معين))ة‪ ،‬قص))د تحقي))ق‬
‫االكتف)اء ال)ذاتي ومن)ه نح)و الص)ناعات التص)ديرية‪ )،‬وفي ه)ذا المج)ال يفض)ل اس)تعمال‬
‫أدوات السياس ) ))ة المالي ) ))ة لتحقي ) ))ق ه ) ))ذا اله ) ))دف‪ ،‬إم ) ))ا عن طري ) ))ق سياس ) ))ة اإلعف ) ))اءات‬
‫والتمييز الضريبي بحيث يتم تش)جيع مج)اال عن مج)ال آخ)ر مث)ل زي)ادة اإلنف)اق الع)ام‬
‫واإلعانات والدعم اإلنتاجي ‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫من أه ))داف السياس ))ة اإلقتص ))ادية ‪ :‬دعم مرحل ))ة اقتص ))ادية معين ))ة من المراح ))ل ال ))تي‬
‫‪21‬‬

‫يم) ))ر به) ))ا االقتص) ))اد الق) ))ومي‪ ،‬ومن األس) ))اليب ال) ))تي تس) ))تخدمها السياس) ))ة االقتص) ))ادية‬
‫لتحقي ) ))ق ه ) ))ذا اله ) ))دف اعتماده ) ))ا على أدوات السياس ) ))ة المالي ) ))ة وذل ) ))ك حس ) ))ب طبيع ) ))ة‬
‫وظ))روف ك))ل مرحل))ة‪ ،‬ك))ذلك هن))اك ه))دف آخ))ر للسياس))ة االقتص))ادية وه))و التقلي))ل من‬
‫البطال ))ة ومن ))ه االس ))تفادة من الطاق ))ات المعطل ))ة وأخ ))يرا زي ))ادة اإلنت ))اج ورف ))ع مع ))دل‬
‫النم))و‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن السياس))ة االقتص))ادية تس))عى لتحقي))ق ن))وع من الس))تقرار في مس))توى‬
‫األس ))عار وه ))و مطلب ض ))روري‪ ،‬أل‪ ‬ن ارتف ))اع األس ))عار ل ))ه آث ))ار س ))يئة على توزي ))ع‬
‫الدخول والتجارة الخارجية والعمالة ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫يتض ))ح مم ))ا س ))بق أنﹼه تس ))عى ال ))دول ومن خالل سياس ))تها االقتص ))ادية إلى تحقي ))ق‬
‫مجموع) ))ة من األه) ))داف االقتص) ))ادية‪ ،‬تتمث) ))ل في إش) ))باع حاج) ))ات أف) ))راد المجتم) ))ع من‬
‫مختل))ف الس))لع والخ))دمات‪ ،‬وخاص))ة تل))ك الس))لع ال))تي يطل))ق عليه))ا اس))م الس))لع العام))ة‬
‫وتحقي))ق النم))و االقتص))ادي وزي))ادة ف))رص التوظي))ف في المجتم))ع ح))تى يمكن معالج))ة‬
‫مشكلة البطال)ة ه))ذا باإلض)افة إلى تحقي))ق اس))تقرار نس))بي في المس)توى الع)ام لألس))عار‬
‫به) ) ))دف المحافظ) ) ))ة على مس) ) ))توى معيش) ) ))ة المجتم) ) ))ع‪ ،‬وإ لى ج) ) ))انب م) ) ))ا س) ) ))بق تس) ) ))عى‬
‫الحكومات إلى تحسين وضع ميزان مدفوعاتها والعمل على تقليل حجم الواردات‪).‬‬

‫‪ - 20‬محمد عفر‪ ،‬أحمد فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.337‬‬


‫‪ - 21‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪ - 22‬رضا العدل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.338‬‬

‫‪47‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬أسلوب إعداد السياسة االقتصادية‬


‫لكي يستطيع راسم السياسة االقتصادية إنجاز عمله في إعداد السياسة بكف))اءة الب))د‬
‫من إتب))اع أس))لوب معين يسترش))د ب))ه لتحقي))ق غايت))ه‪ ،‬وه))ذا األس))لوب يتك))ون من ع))دة‬
‫خطوات وهي ‪:‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ -‬تحدي ) ))د اله ) ))دف‪ :‬قب ) ))ل تحدي ) ))د ه ) ))دف أي سياس ) ))ة الب ) ))د من التع ) ))رف على المش ) ))كلة‬
‫المرادرس ) ))م السياس ) ))ة لحله ) ))ا‪ ،‬ح ) ))تى تح ) ))دد المش ) ))كلة بدق ) ))ة الب ) ))د من التع ) ))رف على‬
‫الظروفالمحيط) ))ة به) ))ا‪ ،‬فلمواجه) ))ة مش) ))كلة التض) ))خم يجب تحدي) ))د ن) ))وع التض) ))خم ثم‬
‫دراس))تهوتحليله لغ))رض معرف))ة األس))باب وعندئ))ذ تك))ون ق))د ح))ددت المش))كلة وبع))د‬
‫ذلك يمكن تحديد الهدف من وراء محاربة هذا التضخم؛‬
‫‪ -‬تحديد البدائل‪ :‬بهدف تحقيق الهدف المنش))ود‪ ،‬من األفض))ل تحدي))د أك))ثر من سياس))ة‬
‫وعن))د االس))تخدام تس))تخدم واح))دة أو أك))ثر في حال))ة التض))خم‪ ،‬المث))ال الس))ابق‪ ،‬فإ‪ ‬ن‬
‫راس ))م االسياس ))ة لدي ))ه ع ))دة أس ))اليب لمحارب ))ة ظ ))اهرة التض ))خم فق ))د يس ))تخدم أدوات‬
‫السياسة المالية مثل‪:‬‬
‫‪ -‬فرض ضريبة معينة المتصاص قسم من النقد الفائض‪،‬‬
‫‪ -‬خفض اإلنفاق الحكومي‪،‬‬
‫كما قد يعتمد على أدوات السياسة النقدية كأن يخفض العروض النقدي‪.‬‬

‫‪ - 23‬حودة عبد الخالق‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪ ،1983 ،‬ص‪.157‬‬

‫‪48‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬تحلي)))ل الب)))دائل‪ :‬عندئ)))ذ يجب تحلي)))ل جمي)))ع السياس ))ات المقترح ))ة تحليال دقيق ))ا م ))ع‬
‫تحديد ما سوف يترتب على كل واحدة من آثار‪ ،‬بمعنى في ظاهرة التضخم دائم))ا‬
‫م ))ا هي اآلث ))ار المترتب))ة على خفض اإلنف ))اق الع))ام‪ ،‬وم ))ا هي اآلث ))ار المترتب))ة على‬
‫تخفيض المعروض النقدي‪ ،‬وهنا يكون راسم السياسة أمامه عدة حل))ول وم))ا علي))ه‬
‫إالﹼ أن يختار الحل المناسب‪,‬‬
‫كم))ا يمكن ل))ه أن ي))درس الخلفي))ة التاريخي))ة للح))ل المخت))ار أي معرف))ة اآلث))ار اإليجابي))ة‬
‫والس))لبية الناتج))ة من خالل تط))بيق ه))ذا الح))ل في الماض))ي وهن))ا يمكن أن يأخ))ذ به))ذه‬
‫لسياس))ة المخت))ارة أو يبحث عن سياس))ة أفض))ل وفي حال))ة التأك))د من مالئم))ة السياس))ة‬
‫المخت))ارة للظ))روف االقتص))ادية الحالي))ة وعندئ))ذ يك))ون في الخط))وة األخ))يرة والمتمثل))ة‬
‫في اتخاذ قرار يتبنى السياسة المختارة المالئمة‪.‬‬
‫‪ -4‬أدوات السياسة االقتصادية‬
‫يمكن تقس ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))يم األدوات المتاح ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ة للتحكم في النظ ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ام االقتص ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ادي إلى‬
‫المجموعاتالتالية ‪:‬‬
‫‪24‬‬

‫‪ -‬أدوات السياسة النقدية‪:‬‬


‫‪ -‬أدوات السياسة المالية؛‬
‫‪ -‬نشاط األعمال العام‪،‬‬
‫‪ -‬التدخل المباشر من خالل االمتيازات والقيود واألوامر والتراخيص‪.‬‬

‫‪ - 24‬رضا العدل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬

‫‪49‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لإلش ))ارة فإ‪ ‬ن المع ))نى الواس ))ع للسياس ))ة االقتص ))ادية يمكن أن يجم ))ع ك ))ل القواع ))د‬
‫التي تحكم السلطات العام))ة و هي بص))دد الت))دخل في الحي))اة االقتص))ادية‪ ،‬في حين أن‬
‫المع))نى الض))يق للسياس))ة االقتص ))ادية يجعله))ا تنحص))ر في ج))انب واح ))د من الج))وانب‬
‫الثالث ))ة للت ))دخل‪ ،‬بحيث تحت ))ل الج ))انبين اآلخ ))رين الساس ))ة المالي ))ة و السياس ))ة النقدي ))ة‪،‬‬
‫فهي بذلك تقوم بالرقابة المباشرة للمتغيرات األساس)ية لالقتص)اد الق)ومي مث)ل اإلنت)اج‬
‫واالس))تثمار و االس))تهالك و االدخ))ار و الص))ادرات و ال))واردات و الص))رف األجن))بي‬
‫و االجور ‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫مم ) ))ا س ) ))بق يتض ) ))ح أن السياس ) ))ة االقتص ) ))ادية ب ) ))المعنى و الواس ) ))ع يمكن أن تض ) ))م‬
‫السياس ))ة المالي ))ة و السياس ))ة النقدي ))ة باإلض ))افة إلى السياس ))ة التجاري ))ة ال ))تي هي ج ))زء‬
‫منها وتختص ب‬
‫‪.‬أمور الصادرات و الواردات و اإلعانات و الصرف االجنبي ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ -4.1‬السياسة المالية والسياسة النقدية‪ :‬من حيث تأثير كل من السياسة النقدية‬


‫و المالية على االقتصاد نجد أكثر من وجهة نظر حول هذا الموضوع‪،‬‬
‫فالنقديون يرون أن السياسة النقدية هي أكثر فعالية في توجيه االقتصاد عن‬
‫السياسة المالية سواء في المدى القصير أو الطويل ولهذا تراهم يهمشون‬
‫السياسة المالية وحسب اعتقادهم أ‪ ‬ن نمو المعروض النقدي بنسب محسوبة‬
‫شرط ضروري وكافي من أجل نمو الدخل في حين أ‪ ‬ن الكنزيون‬
‫يعظمون دور السياسة المالية في التأثير على النشاط االقتصادي وأنها ال‬
‫تقل على السياسة النقدية في ذلك‪ ،‬ومهما يكن من اختالف في وجهة نظر‬

‫‪ - 25‬أحمد جامع‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار الثقافة الجامعية‪ ،‬القاهرة ‪،1990‬ص‪241‬‬
‫‪ - 26‬جودة عبد الخالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149‬‬

‫‪50‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االقتصاديين فإ‪ ‬ن التنسيق بين السياسة المالية والنقدية يعتبر أمرا ضروريا‬
‫وذلك أل‪ ‬ن لكل منهما تأثيرات مشتركة على النشاط االقتصاديوتهدفان إلى‬
‫تحقيق االستقرار االقتصادي للناتج واألسعار والعمالة وميزانالمدفوعات‪،‬‬
‫ولكن يجب التنويه على أ‪ ‬ن المقصود بالتنسيق هنا ليس بالضرورة أنيكون‬
‫كل من السياسة المالية والنقدية متالزمتين توسعا وانكماشا‪ ،‬فقد‬
‫تتضمنالسياسة العامة سياسة مالية توسعية مثال وسياسة نقدية انكماشية أو‬
‫العكس*‪.‬‬
‫‪ -4.2‬السياسة التجارية‬
‫تتمث ))ل السياس ))ة التجاري ))ة في مجموع ))ة اإلج ))راءات ال ))تي تطبقه ))ا الس ))لطات ذات‬
‫السيادة في مجال تجارتها الخارجية قصد تحقيق أهداف معينة محددة سابقا‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أ‪ ‬ن السياسة التجارية كأ‪ ‬ي سياسة عموما لها بعدان‪:‬‬
‫األول يتمث))ل في األه))داف ال))تي تعم))ل الساس))ة على تحقيقه))ا‪ ،‬في حين الث))اني يتجس))د‬
‫في األدوات التي تستخدمها هذه السياسة لتحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫هناك أه))داف كث)يرة للسياس)ة التجاري)ة أهمه))ا تحقي))ق م)وارد مالي)ة لخزين)ة الدول)ة‪،‬‬
‫تحقيق توازن ميزان المدفوعات‪ ،‬باإلضافة إلى إع))ادة توزي))ع ال))دخل الق))ومي وحماي))ة‬
‫اإلنت ) ))اج المحلي من المنافس ) ))ة األجنبي ) ))ة وأخ ) ))يرا الح‪‬د من التقلب ) ))ات الخارجي ) ))ة على‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وح ))تى تس ))تطيع السياس ))ة التجاري ))ة تحقي ))ق ه ))ذه األه ))داف تعتم ))د على حزم ))ة من‬
‫األدوات وال))تي تتمث))ل في ك))ل الوس))ائل المباش))رة وغ))ير المباش))رة مثل ‪ :‬الرقاب))ة على‬
‫‪27‬‬

‫‪ - 27‬جودة عبد الخالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫‪51‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصرف‪ ،‬اتفاقيات التج))ارة وال))دفع‪ ،‬اإلعان))ات‪ ،‬نظ))ام الحص))ص‪ ،‬ت))رخيص االس))تيراد‪،‬‬


‫الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم السياسة المالية وتطورها‬
‫‪ -1‬تعريف السياسة المالية‪:‬‬
‫اشتق مصطلح السياسة المالية أساس)ﹰا من الكلم))ة الفرنس))ية "‪ "Fisc‬و تع))ني حافظ))ة‬
‫النقود أو الخزانة ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫و كانت السياسة المالية ‪‬يراد في معناها األصلي ك ﹰال من المالي))ة العام))ة و ميزاني))ة‬
‫الدولة‪ ،‬و تعزز استخدام هذا المصطلح على نطاق واسع أكاديمي بنشر كتاب‬

‫*‪ -‬نرجع للسياستين بنوع من التفصيل في المباحث القادمة من هذا البحث‪.‬‬


‫"السياس) ))ة المالي) ))ة و دورات األعم) ))ال" للبروفيس) ))ور ‪ ، Alain. H. HANSEN‬و‬
‫يعكس مفه)))وم السياس)))ة المالي)))ة تطلع)))ات و أه)))داف المجتم ))ع ال ))ذي تعم ))ل في ))ه ‪ ،‬فق ))د‬
‫استهدف المجتمع قديمﹰا إشباع الحاجات العامة و تمويله))ا من م))وارد الموازن))ة العام))ة‬
‫ثم رك))ز االقتص))اديون ‪‬ج))ل اهتم))امهم على مب))ادئ الموازن))ة العام))ة و ض))مان‬
‫و من َّ‬
‫توازنه)ا ‪ ،‬و لكن نظ)رﹰا َّ‬
‫ألن اختي)ار الحاج)ات العام)ة المطل)وب إش)باعها يتطلب من‬
‫المس ))ؤولين اتخ ))اذ ق ))رارات ‪ ،‬و أن ه ))ذه األخ ))يرة ق ))د تح ))دث آث ))ارﹰا متعارض ))ة أحي ))انﹰا‬
‫فتثير مشكلة كيفية التوفيق بين هذه األهداف المتعارضة و تحقيق فعاليتها على نح))و‬
‫مرغوب ‪ ،‬و في ض))وء تل))ك التوفيق))ات و التوازن))ات يتك))ون أس))اس و مفه))وم السياس))ة‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ - 28‬طارق لحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1999 ،‬ص‪.201‬‬

‫‪52‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يزخ ))ر الفك ))ر الم ))الي بتعريف ))ات مختلف ))ة لمفه ))وم السياس ))ة المالي ))ة نس ))وق بعض ))ها على‬
‫سبيل المثال و ليس على سبيل الحصر‪.‬‬
‫فنعرف السياسة المالية َّ‬
‫بأن ها مجموعة السياسات المتعلقة باإليرادات العام))ة‬ ‫‪-‬‬
‫و النفقات العامة بقصد تحقيق أهداف محددة ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫بينما يعرفها البعض ب َّ‬


‫)أن ه)ا سياس)ة اس)تخدام أدوات المالي)ة العام))ة من ب)رامج‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنف))اق و اإلي))رادات العام))ة لتحري))ك متغ))يرات االقتص))اد الكلي مث))ل الن))اتج الق))ومي‪،‬‬
‫العمال) ))ة‪ ،‬االدخ) ))ار‪ ،‬االس) ))تثمار‪ ،‬و ذل) ))ك من أج) ))ل تحقي) ))ق اآلث) ))ار المرغوب) ))ة و تجنب‬
‫اآلث)ار غ))ير المرغوب)ة فيه)ا على ك))ل من ال)دخل و الن)اتج القوم)يين و مس)توى العمال))ة‬
‫و غيرها من المتغيرات االقتصادية ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫كما تعرف َّ‬


‫بأن ها مجموعة األهداف و التوجهات و اإلجراءات و النش))اطات‬ ‫‪-‬‬
‫ال ))تي تتبناه ))ا الدول ))ة للت ))أثير في االقتص ))اد الق ))ومي و المجتم ))ع به ))دف المحافظ ))ة على‬
‫استقراره العام و تنميته و معالجة مشاكله و مواجهة كافة الظروف المتغيرة‪.‬‬

‫هي ذل)))ك الج)))زء من سياس)))ة الحكوم)))ة ال)))ذي يتعل ))ق بتحقي ))ق إي ))رادات الدول ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫عنطري) ))ق الض) ))رائب) و غيره) ))ا من الوس) ))ائل و ذل) ))ك بتقري) ))ر مس) ))توى و نم) ))ط إنف) ))اق‬
‫هذهاإليرادات‪.1‬‬
‫‪ 29‬وجدي حسين‪ ،‬المالية الحكومية واالقتصاد العام‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1988 ،‬ص‪.431‬‬
‫‪ - 30‬محمود حسين الوادي‪ ،‬زآرياء أحمد عزام‪ ،‬المالية العام ة والنظ ام الم الي في اإلس الم‪ ،‬دار الميسرة للنش‪NN‬ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2000 ،‬ن ص‪.182‬‬

‫‪53‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و هناك تعريف آخر ال يخرج عن مض))مون التعريف))ات الس))ابقة‪ ،‬يوض))ح أن السياس))ة‬


‫المالي))ة هي تل))ك السياس))ات و اإلج))راءات المدروس))ة و المتعم))دة المتص))لة بمس))توى و‬
‫نم))ط اإلنف))اق ال))ذي تق))وم ب))ه الحكوم))ة من ناحي))ة و بمس))توى و هيك))ل اإلي))رادات ال))تي‬
‫تحصل عليها من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫و من خالل التعريف ))ات الس ))ابقة‪ ،‬نس ))تطيع الق ))ول أنه ))ا جميع ))ا تتف ))ق في أن السياس ))ة‬
‫المالي ) ) ))ة هي أداة الدول ) ) ))ة للت ) ) ))أثير في النش ) ) ))اط االقتص ) ) ))ادي بغي ) ) ))ة تحقي ) ) ))ق األه ) ) ))داف‬
‫االقتص))ادية و االجتماعي ))ة و السياس))ية ال))تي تس))عى إلى تحقيقه ))ا‪ ،‬بمع ))نى أن السياس ))ة‬
‫المالي))ة أس))لوب أو برن))امج عم))ل م))الي تتبعه))ا الدول))ة عن طري))ق اس))تخدام اإلي))رادات‬
‫و النفق ))ات العام ))ة‪ ،‬عالوة على الق ))روض العام ))ة لتحقي ))ق أه ))داف معين ))ة في طليعته ))ا‬
‫النهوض باالقتصاد الوطني و دفع عجلة التنمية و إشاعة االستقرار االقتص))ادي و‬
‫تحقي))ق العدال))ة االجتماعي))ة و إتاح))ة الف))رص المتكافئ))ة لجمه))ور المواط))نين) ب))التقريب‬
‫بين طبق ) ) ))ات المجتم ) ) ))ع و اإلقالل من التف ) ) ))اوت بين األف ) ) ))راد في ت ) ) ))وزع ال ) ) ))دخول و‬
‫الثروات‪.‬‬
‫و مم ) ))ا س ) ))بق يمكن الق ) ))ول أن السياس ) ))ة المالي ) ))ة هي السياس ) ))ة ال ) ))تي بفض ) ))لها‬
‫تستعمل الحكومة برامج نفقاتها و إيراداتها العام))ة و ال))تي تنتظم في الموازن))ة العام))ة‬
‫إلح) ))داث آث) ))ار مرغوب ) ))ة و تجنب اآلث) ))ار غ ) ))ير المرغوب) ))ة على ال ) ))دخل و اإلنت) ))اج و‬
‫التوظي))ف أي تنمي))ة و اس))تقرار االقتص))اد الوط))ني و معالج))ة مش))اكله و مواجه))ة كاف))ة‬
‫الظروف المتغيرة‪.‬‬

‫‪: Philip . A. klein, the Management of Market, Oriented Economics A Comparative 31‬أنظر ‪-‬‬
‫‪.p176 1973, California, Belmont, company, Publishing the Wadswor Perspective‬‬

‫‪54‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ ،‬موسوعة المص طلحات اإلقتص ادية اإلحص ائية‪ ،‬دار النهض‪NN‬ة العربي‪NN‬ة‪ ،1980 ،‬ص‬
‫‪.323‬‬

‫‪ -2‬تطور السياسة المالية‬


‫لق) ) ) ))د ش ) ) ) ))هد علم المالي) ) ) ))ة تط ) ) ) ))ورﹰا كب ) ) ) ))يرا في فكرت) ) ) ))ه و أهداف ) ) ) ))ه و وس ) ) ) ))ائله‬
‫تبعﹰاللتط) ) ))ورات ال) ) ))تي تع) ) ))اقبت على المجتمع) ) ))ات و تط) ) ))ور دور الدول) ) ))ة من الدول) ) ))ة‬
‫الحارسةإلى الدولة المتدخلة‪ ،‬و هو تطور لم يقتصر أثره على علم المالية فقط ‪ ،‬ب))ل‬
‫إن) ))ه ق) ))د انعكس على مفه) ))وم النظ) ))ام الم) ))الي فنقل) ))ه من السياس) ))ة المالي) ))ة المحاي) ))دة إلى‬
‫السياسة المتدخلة ‪ ،‬حيث تﹸعتبر السياسة المالية المرآة العاكسة لدور الدولة في ك))ل‬
‫عص ))ر من العص ))ور ‪ ،‬فحينم ))ا غ ))ابت الدول ))ة كس ))لطة منظم ))ة للمجتم ))ع ض ))عف دور‬
‫السياسة المالية ‪ ،‬و حينما ظهرت الدول))ة كس))لطة منظم))ة و لكن دوره))ا ك)ان مح))دودﹰا‬
‫تحت ت) ))أثير اإلي) ))ديولوجيات الس) ))ائدة آن) ))ذاك فك) ))ان دور السياس) ))ة المالي) ))ة ه) ))و اآلخ) ))ر‬
‫محدودﹰا‪.‬‬
‫و ظ))ل األم))ر ك))ذلك ح))تى ط))رأت تغ))يرات متع))ددة اقتص))ادية و اجتماعي))ة ح))ول دور‬
‫الدول ))ة و ض ))رورة ت ))دخلها في كاف ))ة مج ))االت الحي ))اة‪ ،‬و من هن ))ا ظه ))ر دور السياس ))ة‬
‫المالي ))ة م ))ؤثرﹰا في الحي ))اة االقتص ))ادية و االجتماعي ))ة و السياس ))ية و أن دور السياس ))ة‬
‫المالي ) ))ة يختل ) ))ف من دول ) ))ة إلى أخ ) ))رى تبعﹰا الختالف طبيع ) ))ة النظ ) ))ام االقتص ) ))ادي و‬
‫االجتماعي و السياسي في كل دولة من الدول‪.‬‬
‫و لق) ))د م) ))ر الفك) ))ر الم) ))الي في تط) ))وره بحثﹰا عن المقص) ))ود بالسياس) ))ة المالي) ))ة‬
‫بثالث مراح))ل األول منه))ا يتعل))ق بالعص))ور القديم))ة قب))ل الكالس))يك‪ ،‬و الثاني))ة تتص))ل‬

‫‪55‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بأفكار االقتصاديين التقليديين عن المالي))ة المحاي)دة‪ ،‬أم))ا المرحل)ة الثالث))ة تتعل))ق ب)الفكر‬
‫الح))ديث عن السياس))ة المالي))ة المتدخل))ة س))واء في إط))ار م))ا يس))مى بالمالي))ة المعوض))ة‬
‫(في االقتص ))اديات الرأس ))مالية) أو التخطي ))ط الم ))الي (في االقتص ))اديات االش ))تراكية)‪.‬‬
‫وذلك على النحو التالي‬

‫‪-2-1‬السياسة المالية في المجتمعات القديمة‬


‫ك ) ))انت تعكس السياس ) ))ة المالي ) ))ة في العص ) ))ور القديم ) ))ة غي ) ))اب الس ) ))لطات المنظم ) ))ة‬
‫للمجتمع و غياب أي تأثير لها‪.‬‬
‫السياسة المالية ما قبل الفكر الكالسيكي (التجاريين و الطبيعيين) "‬

‫‪56‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتم))يز تل))ك المرحل))ة من مراح))ل الفك))ر االقتص))ادي بع))دم وج))ود إط))ار ش))امل و منظم‬
‫ومح ))دد المع ))الم ح ))ول السياس ))ة المالي ))ة للدول ))ة و ت ))أثير على النش ))اط االقتص ))ادي‪ ،‬و‬
‫نظرﹰاالرتب))اط األفك))ار المالي))ة ل))دى المفك))رين بتط))ور دور الدول))ة و م))دى ت))دخلها في‬
‫النشاطاالقتص ))ادي‪ ،‬فنج ))د أن أفالط ))ون و أرس ))طو ق ))د اهتم ))ا بض ))رورة ت ))دخل الدول ))ة‬
‫مباش ))رة في مراقب ))ة األس ))عار و من ))ع االحتك ))ار و تحقي ))ق عدال ))ة التوزي ))ع فض ﹰال عن‬
‫تحدي) ))د مج) ))االت اإلنف) ))اق الع) ))ام (التعليم‪ ،‬األمن‪ ،‬الح) ))روب) ه) ))ذا فض ﹰال عن اإلنف) ))اق‬
‫التمويلي (اإلعانات) و التي أقرها كأخذ بنود اإلنفاق العام في حين اعتبرها أرس))طو‬
‫عملي))ة تتم بين األف))راد ب))دافع الحب و الص))داقة و ب))دون ت))دخل من ج))انب الدول))ة و لم‬
‫يتعرض كل من أفالطون و أرسطو لموضوع الضرائب أو الرسوم ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫و ق ))د أق ))ر توم ))اس األكوي ))ني بض ))رورة) ت ))دخل الحكوم ))ة بص ))ورة مباش ))رة في‬
‫مراقبة األسعار و وض)ع ح))دود دني)ا و علي)ا له))ا ‪ ،‬و من))ع االحتك))ار و ك)ذلك الح))د من‬
‫أي تصرفات شخص)ية ق))د تتع))ارض م)ع الص)الح الع)ام ‪ ،‬و ه))ذا م)ا رفض)ه أو رس))م (‬
‫‪ ، )ORASM‬إذ ال يج ))وز لج ))وء الحكوم ))ات لمص ))ادرة الملكي ))ات و إدارته ))ا بنفس ))ها‬
‫ب ))دعوى الص ))الح الع ))ام ‪ ،‬كم ))ا أض ))اف إن ك ))ان للدول ))ة دورﹰا في الحي ))اة االقتص ))ادية و‬
‫االجتماعي) ))ة ف) ))إن أح) ))د عناص) ))ر تموي) ))ل ه) ))ذه ال) ))دول هي الض) ))رائب) ‪ ،‬ال) ))تي يجب أن‬
‫تتص))ف بالعدال))ة و اليقين و الس))هولة و االقتص))اد‪ .‬و ه))و به))ذا الش))كل أول من وض))ع‬
‫معايير فرض الضرائب) في العالم الغربي ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫و م))ع االتج))اه إلى تعظيم دور الدول))ة في إدارة الش))ؤون التجاري))ة و االقتص))ادية –في‬
‫عصر التجاريين‪ -‬اتجه أنظ))ار المفك))رين إلى دور الض))رائب في النش))اط االقتص))ادي‬

‫‪ - 32‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬السياسة المالية والنقدية في الميزان ومقارنة اسالمية‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪،1986 ،‬‬
‫ص ص ‪.167 -164‬‬
‫‪ 33‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.172 -170‬‬
‫‪-‬‬

‫‪57‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذ أوضح توماس من (‪ )Thomas Min‬خط))ورة الض)رائب) نظ)رﹰا إلمكاني))ة تس)ببها‬


‫في عدم االستقرار االقتصادي ‪ ،‬بل و تدهور في النشاط االقتصادي ‪ ،‬لذلك يعد هذا‬
‫المص ))در غ ))ير أساس ))ي لتموي ))ل نش ))اط الدول ))ة و زي ))ادة قوته ))ا ب ))ل يجب أن تعتم ))د في‬
‫التموي ) ) ) ))ل على زي ) ) ) ))ادة ق ) ) ) ))درتها على التص ) ) ) ))دير و تحقي ) ) ) ))ق ف ) ) ) ))وائض في م ) ) ) ))وازين‬
‫المدفوعاتباعتبار الدولة المحتكر للتجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫و يلقى هذا الفكر قبو ﹰال عند ويليام بيتي (‪ )W.PETTY‬حيث يرى أنفرض‬
‫الض) ))رائب ال ي) ))ؤدي إلى ت) ))دهور النش) ))اط االقتص) ))ادي ‪ ،‬ب) ))ل على العكس ‪ ،‬يمكن أن‬
‫ت))ؤدي إلى ازده))اره ‪ ،‬و ذل))ك إذا ك))انت تنف))ق في الخ))دمات العام))ة ال))تي يس))تفيد منه))ا‬
‫المجتم))ع ‪ ،‬و أوض))ح ض))رورة ع))دم اإلف))راط في ف))رض الض))رائب َّ‬
‫ألن ذل))ك س))يؤدي‬
‫إلى س ) ))حب أم ) ))وال من دائ ) ))رة النش ) ))اط االقتص ) ))ادي ‪ ،‬كم ) ))ا ن ) ))ادى ويلي ) ))ام بي ) ))تي بع ) ))دم‬
‫اإلس) ))راف في اإلنف) ))اق الع) ))ام و ترش) ))يده و قص) ))ر دور الدول) ))ة على تق) ))ديم الخ) ))دمات‬
‫الرئيس))ية (اإلدارة ‪ ،‬الع))دل ‪ ،‬ال))دفاع) م))ع إمكاني))ة تخص))يص ج))زء من اإلنف))اق ك))دعم‬
‫للمتعطلين ‪ ،‬و تع)))د ه)))ذه أول محاول)))ة مبك)))رة في الفك ))ر الغ ))ربي لوض ))ع نظري ))ة في‬
‫السياسة المالية للدولة ‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫و في إط ) ))ار فلس ) ))فة الف ) ))يزيوقراط (‪ )PHISOCRATES‬الرافض ) ))ة ألفك ) ))ار‬


‫التجاريين و التي تن))ادي بض))رورة ت)رك النظ)ام االقتص))ادي ح)رﹰا ح)تى يمكن للق))وانين‬
‫الطبيعية أن تحركه حركة منتظم))ة و توجه))ه نح))و الت))وازن الط))بيعي ‪ ،‬أك))د فرانس))وا‬
‫‪36‬‬

‫كين ))اي (‪ )FRANCOIS Quesnay‬باعتي ))اره من أهم أقط ))اب تل ))ك المدرس ))ة على‬

‫‪ - 34‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173‬‬


‫‪ - 35‬عبد الرحمن يسرى‪ ،‬تطور الفكر اإلقتصادي ‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪،1997 ،‬‬
‫ص ‪.161 -159‬‬
‫‪ 36‬عبد الرحمن يسرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪-‬‬

‫‪58‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وج ) ) ))وب تخلي الدول ) ) ))ة عن ت ) ) ))دخلها في النش ) ) ))اط االقتص ) ) ))ادي ‪ ،‬و ض ) ) ))رورة قص ) ) ))ر‬
‫الضرائب على الناتج الصافي لملكية األراضي و ليس على أجور األف))راد ة ال على‬
‫ثم األس ))عار و بالت ))الي‬
‫المنتج ‪ ،‬إذ أن ذل ))ك س ))يؤدي لزي ))ادة تك ))اليف اإلنت ))اج ‪ ،‬و من َّ‬
‫ثم يجب توحي ))د الض ))رائب كله ))ا في‬
‫اإلض ))رار بالنش ))اط التج ))اري و ال ))ثروة ‪ ،‬و من َّ‬
‫ض))ريبة واح))دة على الري))وع ‪ ،‬كم))ا أك))د على ض))رورة إع))ادة ض))خ م))ا يتم جمع))ه من‬
‫ض) ))رائب في حرك) ))ة النش) ))اط االقتص) ))ادي م) ))رة أخ) ))رى ‪ ،‬و ذل) ))ك ح) ))تى ال ي) ))ؤثر ه) ))ذا‬
‫االقتط) ) ) ))اع س) ) ) ))لبﹰا على دورة النش) ) ) ))اط االقتص) ) ) ))ادي ‪ ،‬و لم يض) ) ) ))ف الطبيع) ) ) ))يين أي‬
‫إسهاماتأخرى في مجال السياسة المالية ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫م‪‬م)))ا س)))بق يتض)))ح أن دور الدول)))ة االقتص)))ادي و االجتم ))اعي ق ))د حص ))ر في‬
‫أقاللح ))دود الممكن ))ة األم ))ر ال ))ذي أفق ))د السياس ))ة المالي ))ة ك ))ل أث ))ر فع ))ال على االقتص ))اد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪-2-2‬السياسة المالية في الفكر الكالسيكي‬
‫لق))د وج))ه االقتص))اديون التقلي))ديون ج))انبﹰا ال ب))اس ب))ه من اهتمام))اتهم لدراس))ة‬
‫موض)وع المالي)ة العام)ة‪ ،‬مت)أثرين في ذل))ك بفلس))فة الحري))ة االقتص))ادية‪ ،‬ال)تي تح))د من‬
‫تدخل الدولة في الحياة االقتصادية و يجب أن ‪‬يقتصر دورها على الدفاع و الحف))اظ‬
‫على األمن و العدال ))ة بالدرج ))ة األولى‪ ،‬فهي كم ))ا ش ))بهها آدم س ))ميث رج ))ل الحراس ))ة‬
‫الليلي ‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫فق) ))د ك) ))انت النظري) ))ة المالي) ))ة التقليدي) ))ة نتيج) ))ة منطقي) ))ة تعكس فلس) ))فة الم) ))ذهب‬
‫االقتص ))ادي التقلي ))دي ال ))ذي يق ))وم على ق ))انون س ))اي لألس ))واق ‪ ،‬و م ))دلول الي ))د الخفي ))ة‬

‫‪ - 37‬جورج نابهانز‪ ،‬تاريخ النظرية اإلقتصادية‪ ،‬ترجمة صقر أحمد ص‪NN‬قر‪ ،‬المكتب‪NN‬ة األآاديمي‪NN‬ة‪ N،‬الق‪NN‬اهرة‪ ،‬الطبع‪NN‬ة‬
‫األولى‪ ،1997 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ - 38‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪-‬‬

‫‪59‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫آلدم س)ميث و بيئ))ة تس)ود فيه)ا كاف)ة مقوم)ات الحري))ة االقتص)ادية و المنافس))ة التام)ة ‪،‬‬
‫فقانون ساي لألسواق ‪ ،‬و الذي عادة ما ‪‬يصاغ في العبارة الش))هيرة "الع))رض يخل))ق‬
‫الطلب المساوي له" و جوهر قانون ساي هو االعتقاد بأن النظ))ام االقتص))ادي الح))ر‬ ‫‪39‬‬

‫يخلو من العوام)ل الذاتي)ة م)ا يض)من ل)ه دائمﹰا ذل))ك المس))توى من ال)دخل الوط))ني ال))ذي‬
‫يتم عنده استغالل كل طاقته اإلنتاجية ‪ ،‬بمعنى أن النظم الرأسمالية تتجه تلقائيﹰا إلى‬
‫التوازن المس))تقر عن))د مس))توى التش))غيل الكام))ل لم))وارد المجتم))ع اإلنتاجي))ة ‪ ،‬و تفس))ير‬
‫ذل))ك أن عب))ارة ق))انون س))اي تؤك))د عالق))ة س))ببية مباش))رة بين اإلنت))اج و اإلنف))اق ‪ ،‬ف))أي‬
‫زيادة في اإلنتاج (العرض) سوف تخلق زيادة معادلة له))ا في ال))دخل النق))دي ‪ ،‬و لم))ا‬
‫ك ) ))انت النق ) ))ود في تفك ) ))يرهم وس ) ))يط للتب ) ))ادل ليس إال ‪ ،‬و بالت ) ))الي ليس هن ) ))اك م ) ))برر‬
‫الحتفاظ األفراد بها ‪ ،‬فأي زيادة في الدخول النقدية سوف تتحول إلى زيادة معادلة‬

‫‪ 39‬عبد الفتاح قنديل‪ ،‬سلوى سليمان‪ ،‬الدخل القومي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1979 ،‬ص‪.90‬‬
‫‪-‬‬

‫‪60‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في اإلنف) ) ))اق على الس) ) ))لع و الخ) ) ))دمات ‪ ،‬و بالت) ) ))الي ك) ) ))ل زي) ) ))ادة في اإلنت) ) ))اج س) ) ))وف‬
‫تخلقتلقائيﹰا زيادة معادلة لها في اإلنفاق لشراء هذا اإلنتاج الجديد ‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫و لكي تزي) ) ))د مس) ) ))تويات اإلنت) ) ))اج و ال) ) ))دخل و العمال) ) ))ة يقتض) ) ))ي ذل) ) ))ك زي) ) ))ادة‬
‫اإلنتاجبعض الشيء ‪ ،‬عن الطلب القائم في الس))وق و عندئ))ذ س))يخلق الع))رض الجدي))د‬
‫المتولد عن زيادة اإلنتاج طلبه و هكذا يؤكد التقلي))ديون أن)ه إذا ت))رك القط)اع الخ))اص‬
‫ح )رﹰا في بيئ ))ة تت ))وافر فيه))ا ك ))ل الض ))مانات للحري ))ة االقتص ))ادية ‪ ،‬فإن ))ه يس ))عى إلنت ))اج‬
‫حاجات) ) ))ه و رغبات) ) ))ه و تعظيم ثروت) ) ))ه و تحقي) ) ))ق مص) ) ))لحته ‪ ،‬و بالت) ) ))الي يس) ) ))تمر في‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬و ال يتوقف إال عند مس)توى العمال)ة الكامل)ة ‪ ،‬حيث تص)بح في ه)ذه الحال)ة‬
‫كاف))ة الم))وارد االقتص))ادية المتاح))ة موظف))ة ت))وظيفﹰا ك))ام ﹰال ‪ ،‬كم))ا أن االقتص))اديين‬
‫‪41‬‬

‫الكالس) ))يك أمث) ))ال "دافي) ))د ريك) ))اردو" ‪ ،‬و "ج) ))ون س) ))تويرت مي) ))ل" و "ألف) ))رد مارش) ))ال"‬
‫يؤمنون بميل االدخار و االستثمار إلى التعادل عن طريق تغ)يرات س)عر الفائ)دة ‪ ،‬و‬
‫عند مستوى التشغيل الكامل دائمﹰا ‪ ،‬و لكي نض))من ه))ذه النتيج))ة ‪ ،‬فالب))د من الحيلول))ة‬
‫دون تدخل الدولة في النشاط االقتص)ادي ‪ ،‬ألن ت)دخل الدول)ة في النش)اط االقتص)ادي‬
‫سيعوق القط)اع الخ))اص عن التص))رف بحري))ة تام)ة ‪ ،‬و س)يحرم القط)اع الخ))اص من‬
‫رؤوس األموال الالزمة لزيادة اإلنتاج و تنمية االقتصاد الوط)ني ‪ ،‬و ك)ل ت)دخل من‬
‫قب ))ل الدول ))ة ‪ ،‬إخالل الت ))وازن الط ))بيعي للق ))وى التلقائي ))ة و تحوي ))ل لج ))زء من م ))وارد‬
‫المجتم ) ))ع عن اس ) ))تخداماتها المثلى ال ) ))تي ال يحققه ) ))ا إال القط ) ))اع الخ ) ))اص ‪ ،‬و من ثم‬
‫يخلص الفكر الكالسيكي إلى قصر وظيف)ة الدول)ة بص)فة أساس)ية على خ)دمات األمن‬
‫و ال))دفاع و العدال))ة ‪ ،‬و ب))ذلك يتح))دد دور السياس))ة المالي))ة في ظ))ل النظري))ة التقليدي))ة‬
‫في توف))ير اإلي))رادات الالزم))ة لتغطي))ة ه))ذه الخ))دمات دون أن يك))ون له))ا أي غ))رض‬

‫‪ - 40‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬دراسة في السياسة المالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ N،‬ص‪.40‬‬
‫‪ - 41‬عبد المنعم فوزي‪ ،‬المالية العامة والسياسة المالية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪61‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اقتص))ادي أو اجتم))اعي أو سياسي ‪ ،‬فتغ))ير اإلنف))اق الحك))ومي أو الض))رائب بالزي))ادة‬


‫‪42‬‬

‫أو ب))النقص ليس لهم))ا أي ت))أثير ي))ذكر على الطلب الكلي و الن))اتج و المس))توى الع))ام‬
‫لألس) ))عار و ذل) ))ك نظ ) )رﹰا ألث) ))ر اإلزاح) ))ة (‪ ، )Crowding out‬إذ أن زي) ))ادة اإلنف) ))اق‬
‫المم))ول عن طري))ق س))ندات ي))ؤدي إلى رف))ع س))عر الفائ))دة بم))ا يكفي لخفض مس))اويﹰا‬
‫لالس)))تثمارالخاص و االس)))تهالك الخ)))اص (لزي)))ادة االدخ ))ار) ‪ ،‬و بالت ))الي ع ))دم تغ ))ير‬
‫الطلب الكلي‪ 1‬للتغ))ير في اإلنف))اق الحك))ومي أو الض))رائب أث))ر فه))و أث))ر غ))ير مس))تقل‬
‫نابع من أسلوب تمويل الزيادة و إن كان في اإلنفاق أو الخفض في الضرائب‪).‬‬
‫و ي))ترتب على تحدي))د دور الدول))ة و تك))ييف نفقاته))ا و إيراداته))ا على نح))و م))ا‬
‫تق))دم ‪ ،‬قي))ام السياس))ة المالي))ة التقليدي))ة على ع))دة قواع))د مالي))ة أهمها ‪ :‬حي))اد السياس))ة‬
‫‪43‬‬

‫المالي ))ة في كاف ))ة األنش ))طة االقتص ))ادية للدول ))ة بمع ))نى أن يك ))ون ت ))دخل الدول ))ة حيادي ))ا‬
‫بحيث ال ي))ؤثر النش))اط االقتص))ادي للدول))ة على تص))رفات األف))راد و القط))اع الخ))اص‬
‫بأي شكل من األشكال ‪ ،‬و وج)وب ض)غط الميزاني)ة ‪ ،‬بحيث ال تمث)ل النفق)ات العام)ة‬
‫بنسبة ضئيلة من الدخل القومي ‪ ،‬و اعتماد اإليرادات العامة أساسﹰا على الض))رائب‬
‫و تق))دير ه))ذه اإلي))رادات تبعﹰا للنفق))ات العام))ة ال))تي يس))مح به))ا دور الدول))ة و ض))رورة)‬
‫ت) ) ))وازن الميزاني) ) ))ة س) ) ))نويﹰا ‪ ،‬أي تحقي) ) ))ق المس) ) ))اواة بين ج) ) ))انبي النفق) ) ))ات العام) ) ))ة و‬
‫اإليرادات العامة ‪ ،‬و يتم هذا بإجراء تقدير دقي)ق ألق)ل حجم ممكن من اإلنف)اق الع)ام‬
‫على ه ))ذه الوج ))وه األربع ))ة التقليدي ))ة الس ))ابقة ال ))ذكر ‪ ،‬و بالت ))الي تغطي ))ة ه ))ذه النفق ))ات‬
‫ب) ))إجراء تق) ))دير لإلي) ))رادات العام) ))ة ‪ ،‬الض) ))رائب ‪ ،‬الرس) ))وم ‪ ،‬و دخ) ))ل ال) ))دومين دون‬
‫اللج) ))وء إلى الق) ))روض أو زي) ))ادة اإلص) ))دار النق) ))دي ‪ ،‬و ظلت ه) ))ذه األس) ))س للسياس) ))ة‬
‫المالية س))ائدة ‪ ،‬و ظ))ل االعتق)اد بس))المتها إلى حين تعرض))ت اقتص)اديات ال))دول ال)تي‬
‫اعتنقت األفك))ار الكالس))يكية للعدي))د من اله))زات و الهزم))ات بين الحين و اآلخ))ر ‪ ،‬و‬

‫‪ - 42‬عبد المجيد القاضي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة والنظ ام الم الي في اإلس الم‪ ،‬مطبع‪N‬ة الرش‪N‬اد‪ ،‬اإلس‪NN‬كندرية‪،‬‬
‫بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.323‬‬
‫‪Jesse Burkhead, Government budging, John Willy, New York, 1963, p p 11- 43‬‬
‫‪:‬أنظر ‪-‬‬ ‫‪.13‬‬

‫‪62‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عن))دما زادت ح))دة ه))ذه األزم))ات بص))فة خاص))ة في س))نوات العش))رينات و الثالثين))ات‬
‫من الق)رن الماض)ي و خلقت ه))ذه األزم)ات ظ))روفﹰا جدي)دة أثبتت بم)ا ال ي)دعو مج)ا‬
‫ﹰال) للشك) أن) تلقائية) توازن) االقتصاد) القومي) ليس) أمرﹰا) واقعﹰا) ‪ )،‬و) في) أثناء) هذه‬
‫األزمات تعرضت االقتصاديات الرأسمالية ‪ ،‬لقدر من البطالة في الموارد المادي))ة و‬
‫اإلنسانية على‬

‫‪ - 1‬سامي خليل‪ ،‬نظرية اإلقتصاد الكلي‪ ،‬الكويت‪ ،1994 ،‬ص‪،‬ص ‪.206 -202‬‬
‫السواء ال يمكن التغاضي عنه))ا‪ .‬و ق))د زل))زلت ه))ذه األزم))ات أس))س االعتق))اد فيتلقائي))ة‬
‫التوازن باليد الخفية‪.1‬‬
‫و هك ))ذا نج ))د أن التمس ))ك باألفك ))ار الكالس ))يكية بص ))فة عام ))ة بأس ))س السياس ))ة‬
‫المالي))ة على وج))ه الخص))وص ت))ؤدي إلى تف))اقم األزم))ات االقتص))ادية و ازدي))اد ح))دتها‬
‫ثم إلحاق أبل)غ الض)رر باالقتص)اد الوط)ني ‪ ،‬كم)ا أن الظ)روف ال)تي تعرض)ت‬
‫و من َّ‬
‫لها اقتصاديات الدول الرأسمالية قد هيأت المجال لظهور األفكار الكينزية و لسياسة‬
‫تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2-3‬السياسة المالية في الفكر الكينزي‬
‫بع))د أن س))ادت النظري))ة الكالس))يكية لف))ترة طويل))ة من ال))زمن و م))ا أملت))ه على‬
‫السياس ) ))ة المالي ) ))ة من دور مح ) ))دود و قاص ) ))ر‪ ،‬ف ) ))إن التط ) ))ورات الكب ) ))يرة السياس ) ))ية و‬
‫االقتص ))ادية ال ))تي أح ))اطت بالع ))الم في الثالثين ))ات و األربعين ))ات من الق ))رن الماض ))ي‪،‬‬
‫متمثلة في الكساد العالمي و الحرب العالمية الثانية أدت إلى تغيير بعض المعتق))دات‬
‫في الدول الرأسمالية‪ ،‬حيث بدأت الدعوة إلى المزيد من التدخل الحكومي في الحياة‬
‫االقتصادية في محاولة للحد من اآلثار المترتبة عن هذه الظروف‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و لق)))د ك)))ان كي)))نز من أوائ)))ل االقتص)))اديين ال)))ذين ن ))ادوا بض ))رورة ت ))دخل الدول ))ة في‬
‫النشاط االقتصادي بهدف الوصول إلى حال)ة التش)غيل الكام)ل و المحافظ)ة على ن)وع‬
‫من االستقرار االقتصادي ‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫افترض كينز أن التوازن ال يمكن أن يح))دث تلق))ائيﹰا كم))ا اعتق))د الكالس))يك‪ ،‬و‬
‫إنما البد من ضرورة تدخل الدولة باستخدام السياسة المالئم))ة للوص))ول إلى الوض))ع‬
‫التوازني المنشود‪.‬‬
‫و لق) ) ))د رك) ) ))ز على مفه) ) ))وم الطلب الكلي و التغ) ) ))يرات في) ) ))ه كمح) ) ))دد أساس) ) ))ي‬
‫للتغ)يرات ال)تي تح)دث في المس)توى الت)وازني) لل)دخل الوط)ني ‪ ،‬كم)ا اعتق)د أن العج)ز‬
‫في الطلب الكلي هو سبب حالة الكساد التي سادت العالم بداية الثالثينات و منه فإن‬

‫‪ - 1‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬دراسات في السياسة المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪: Levine (Chars.) and Rubin (Jrene), Fiscal Stress and Public Policy, Sage Publication, Beverly 44‬أنظر‬
‫‪.Helis, London, 1980, p13 -‬‬

‫‪64‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫زيادة معدالت النمو في مكونات الطلب الكلي ستؤدي لزي))ادة حجم العمال))ة والتوظي))ف ‪،‬‬
‫ثم االقتراب من مستوى التوظيف الكامل ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫و يمكن توض) ) ) ))يح ش) ) ) ))كل ك) ) ) ))ل من منح) ) ) ))نى الطلب الكلي و منح) ) ) ))نى الع) ) ) ))رض الكلي‬
‫وفقﹰاللمفهوم الكينزي فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬منحنى‪ $‬الطلب الكلي ‪:‬‬
‫يعبر منحنى الطلب الكلي عن العالقة العكسية بين المستوى العام لألسعار‬
‫المستوى العام لألسعار‬
‫و الناتج أو الدخل الحقيقي و المتمثلة في الشكل التالي ‪:‬‬

‫ث الشكل رقم‬
‫‪ :1‬منحنى‬ ‫‪0‬‬
‫الطلب الكلي‬ ‫طك‬

‫الناتج أو الدخل الحقيقي‬


‫و‬ ‫ي‬

‫يتضح من الشكل السابق ‪ ،‬أنه كلما ارتفعت األسعار انخفض مس))توى ال))دخل‬
‫الحقيقي ‪ ،‬و العكس ص) ))حيح ‪ ،‬ألن ارتف) ))اع األس) ))عار س) ))يخفض من مكون) ))ات الطلب‬
‫الكلي ‪ ،‬م‪‬ما يؤدي بدوره إلى انخفاض الدخل الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬منحنى‪ $‬العرض الكلي‬
‫يوضح منحنى العرض الكلي العالقة الطردية بين المستوى العام لألسعار و الدخل‬

‫ث المستوى العام لألسعار‬ ‫الحقيقي‪.‬‬

‫‪ 45‬محمدي فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية‪ N،‬اإلسكندرية‪ ،2004 N،‬ص‪.176‬‬
‫‪-‬‬

‫‪65‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العرض الكلي‬ ‫الشكل رقم‪ :02‬منحنى‬


‫عك‬

‫ي‬

‫و‬ ‫ي*‬ ‫الدخل حقيقي‬


‫إنتاج التوظيف الكامل‬

‫يتضح من الش)كل الس)ابق‪ ،‬أن زي)ادة اإلنت)اج أو ال)دخل الحقيقي تكونمص)حوبة‬


‫بارتفاع في األسعار و العكس صحيح حتى نصل إلى مستوى التوظيفالكامل‪.‬‬
‫و حس))ب كي))نز دائمﹰا أن ال))دخل الوط))ني الت))وازني يتحق))ق عن))د تق))اطع ك))ل من‬
‫منح))نى الطلب الكلي و الع)رض الكلي‪ ،‬و أن ه)ذا المس))توى الت)وازني) ق))د يتحق))ق عن)د‬
‫مس) ))توى يزي) ))د أو يق) ))ل عن مس) ))توى التوظي) ))ف الكامل ‪.‬وبالت) ))الي ي) ))رى كي) ))نز أهمي) ))ة‬
‫‪46‬‬

‫وض ))رورة) ت ))دخل الدول ))ة باس ))تخدام السياس ))ة المالي ))ة بش ))قيها األساس ))يين هم ))ا اإلنف ))اق‬
‫الحكومي والضرائب‪.‬‬
‫أوضح كي)نز أن االقتص)اد الق))ومي ال يتص)ف بالتص)حيح ال)ذاتي دائمﹰا ‪ ،‬ف)القوة‬
‫التصحيحية التلقائية تتسم بالضعف ‪ ،‬كما أن االقتصاد القومي أساسﹰا غ)ير مس))تقر ‪،‬‬

‫‪ 46‬محمود فوزي أبو السعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.178‬‬


‫‪-‬‬

‫‪66‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثم فالت) ))دخل الحك) ))ومي ض) ))رورة ال مف) ))ر منه) ))ا للت) ))أثير على المس) ))توى الع) ))ام‬
‫و من َّ‬
‫للنش ))اط االقتص ))ادي و تص ))حيح الخل ))ل في آلي ))ات الس ))وق ‪ ،‬و ذل ))ك من خالل تع ))ديل‬
‫الحكوم))ة لوض))عها الم))الي أي االنتق))ال ب))دور الدول))ة من مرحل))ة الدول))ة الحارس))ة إلى‬
‫مرحلة الدولة المتدخلة‪.‬‬
‫و من))ه ك))انت النظري))ة الكينزي))ة نقط))ة تح))ول في الفك))ر االقتص))ادي و السياس))ة‬
‫المالي) ))ة‪ ،‬و ق) ))د ب) ))دأ التحلي) ))ل الكي) ))نزي بنق) ))د التحلي) ))ل التقلي) ))دي و رفض ق) ))انون س) ))اي‬
‫لألس ))واق ال ))ذي يتض)))من أن الع)))رض يخل ))ق الطلب المس ))اوي ل ))ه و تلقائي ))ة التش ))غيل‬
‫الكام ))ل‪ ،‬و خلص التحلي ))ل الكي ))نزي إلى أن مس ))توى التش ))غيل و اإلنت ))اج إنم ))ا يتوق ))ف‬
‫على الطلب الكلي الفع))ال‪ ،‬و أن الطلب ال يتح))دد تلق))ائيﹰا عن))د المس))توى ال))ذي يحق))ق‬
‫التشغيل الكامل لموارد المجتمع اإلنتاجية‪.‬‬
‫و وفقﹰا للتحلي))ل الكي))نزي‪ ،‬ف))إن ت))وازن التش))غيل الكام))ل ال يتحق))ق تلق))ائيﹰا كم))ا‬
‫تذهب إليه النظرية التقليدية‪ ،‬و إنما قد يتحقق التوازن عند مس))توى أق))ل من التش))غيل‬
‫الكام ))ل‪ ،‬و بالت ))الي يخلص التحلي ))ل الكي ))نزي إلى أن االنح ))راف عن التش ))غيل الكام ))ل‬
‫ه ) ))و الوض ) ))ع المعت ) ))اد في النظ ) ))ام االقتص ) ))ادي‪ ،‬بمع ) ))نى أن هن ) ))اك ق ) ))در من البطال ) ))ة‬
‫اإلجباري) ) ))ة تظه) ) ))ر في س) ) ))وق العمل ‪ .‬و نتيج) ) ))ة لك) ) ))ل ه) ) ))ذا تخلت السياس) ) ))ة المالي) ) ))ة‬
‫‪47‬‬

‫عنقواع ) ))دها التقليدي ) ))ة (س ) ))الفة ال ) ))ذكر) و اتخ ) ))ذت مفه ) ))ومﹰا وظيفيﹰا و أص ) ))بحت ذات‬
‫معنىأوس ) ))ع من المع ) ))نى الس ) ))ابق ‪ ،‬فهي تع ) ))ني وفقﹰا للمفه ) ))وم الكي ) ))نزي ‪ ،‬مجه ) ))ودات‬
‫الحكوم ))ةلتحقيق االس ))تقرار و تش ))جيع النش ))اط االقتص ))ادي ‪ ،‬فتع ))دت أه ))دافها النط ))اق‬
‫الم ))الي لتس ))اهم في تغي ))ير البني ))ان االقتص ))ادي و االجتم ))اعي للدول ))ة ‪ ،‬و ل ))ذلك أُطل ))ق‬
‫عليه) ))ا اس) ))م السياس) ))ة المالي) ))ة المتدخل) ))ة لتمييزه) ))ا عن السياس) ))ة المالي) ))ة المحاي) ))دة ‪ ،‬و‬

‫ص‪.146‬‬ ‫‪ 47‬عبد الفتاح قنديل‪ N،‬سلوى سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬


‫‪-‬‬

‫‪67‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أص))بحت الدول))ة هي المس))ؤولة في نهاي))ة األم))ر عن س))المة و ق))وة االقتص))اد الوط))ني‬


‫كك ))ل ‪ ،‬كم ))ا أص ))بحت السياس ))ة المالي ))ة أداة رئيس ))ية و مس ))ؤولة عن تحقي ))ق الت ))وازن‬
‫االقتصادي عند مس)توى التوظي)ف الكام)ل للم)وارد اإلنتاجي)ة عن طري)ق الت)أثير على‬
‫الطلب الفع) ))ال في االقتص) ))اد و تتمت) ))ع السياس) ))ة المالي) ))ة في ه) ))ذا الش) ))أن بالق) ))درة على‬
‫التأثير المباشر على مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ففي أوق ) ))ات الكس ) ))اد حيث يق ) ))ل الطلب عن المس ) ))توى ال ) ))ذي يحق ) ))ق التش ) ))غيل‬
‫الكام))ل لعوام)ل اإلنت)اج ‪ ،‬و بالت)الي ف)إن السياس))ة المالي))ة بش))قيها اإلي))رادات و النفق))ات‬
‫تعم) ))ل على زي) ))ادة الطلب عن طري) ))ق تي) ))ار اإلنف) ))اق الع) ))ام م) ))ع االلتج) ))اء إلى العج) ))ز‬
‫المنظم في الميزاني ) ))ة و اس ) ))تخدام الض ) ))رائب اس ) ))تخدامﹰا يش ) ))جع الطلب الخ ) ))اص على‬
‫االستهالك و االستثمار بما يضمن زيادة التش))غيل و اإلنت))اج مم))ا ي))ؤدي إلى الخ))روج‬
‫من حالة الكساد أو تحقيق حدتها‪.‬‬
‫أم) ))ا في ف) ))ترات التض) ))خم ‪ ،‬حيث يزي) ))د الطلب زي) ))ادة تف) ))وق ق) ))درة االقتص) ))اد‬
‫الوط) ))ني على إنت) ))اج الس) ))لع و الخ) ))دمات عن) ))د مس) ))توى التش) ))غيل الكام) ))ل ‪ ،‬و بالت) ))الي‬
‫يتع) ))رض االقتص) ))اد الوط) ))ني لموج) ))ات عارم) ))ة من ارتف) ))اع األس) ))عار ‪ ،‬و علي) ))ه ف) ))إن‬
‫السياس))ة المالي))ة تعم))ل في ه))ذه الحال))ة على خفض و تقيي))د الطلب عن طري))ق ترش))يد‬
‫اإلنف))اق الع))ام و زي))ادة الض))رائب م))ع تك))وين ف))ائض في الميزاني))ة المتص))اص الق))وة‬
‫الشرائية الزائدة و حجزها عن التداول ‪ ،‬و هكذا يمكن ضبط وقف التضخم أو على‬
‫األقل التقلي))ل من حدت))ه إلى الح))د ال))ذي ال يش))كل خط))ر ‪ ،‬و بالت))الي أص))بحت السياس))ة‬
‫المالي))ة تس))تخدم لمواجه))ة التقلب))ات الدوري))ة غ))ير المرغوب))ة في النش))اط االقتص))ادي ‪،‬‬
‫فتغ) ) ))ير اإلنف) ) ))اق الحك) ) ))ومي أو الض) ) ))رائب س) ) ))وف يؤدي) ) ))ان إلى تغي) ) ))ير ملم) ) ))وس في‬ ‫‪48‬‬

‫الطلب) ))الكلي ‪ ،‬و بالت) ))الي مس) ))توى الن) ))اتج و التش) ))غيل و ذل) ))ك على ال) ))رغم من وج) ))ود‬
‫‪- ,Rudinger Dornpusch, Stanly Fisher, Macro Economics, Mccraw, Hill International Booklom, 1984 48‬‬
‫‪.p87‬‬
‫‪-‬‬

‫‪68‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أثرالمزاحمة* ‪ ،‬كم ) ))ا َّ‬


‫أن الميزاني ) ))ة المتوازن ) ))ة ال تع ) ))ني بالض ) ))رورة حي ) ))اد السياس ) ))ة‬
‫المالية ‪،‬بل على العكس من ذلك لما لها من تأثير ملحوظ على النشاط االقتص))ادي ‪،‬‬
‫و ذل ) ))ك وفقﹰا لنظري ) ))ة مض ) ))اعف الوح ) ))دة أو م ) ))ا يطل ) ))ق علي ) ))ه مض ) ))اعف الموازن ) ))ة‬
‫المتوازنة ( ‪.1)BALANCED BUDJET MULTIPLIER‬‬
‫و س))ادت ه))ذه األس))س الجدي))دة للسياس))ة المالي))ة خالل األربعين))ات ‪ ،‬و أف))اض‬
‫زمالء هانسن(‪ hansen‬و تالمي) ) ))ذه في تحلي) ) ))ل أدوات السياس) ) ))ة المالي) ) ))ة و إمكانيته) ) ))ا‬
‫)‬

‫مح))اولين إرس))اء قواع))د السياس))ة المالي))ة تحت أس))ماء ‪ :‬المالي))ة التعويض))ية) و المالي))ة‬
‫الوظيفية ‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫و لق ))د ب ))دا منطقيﹰا نج ))اح ه ))ذه األس ))س للسياس ))ة المالي ))ة عن ))د تطبيقه ))ا في اقتص ))اديات‬
‫ال ) ))دول المتقدم ) ))ة ‪ ،‬حيث أمكن باس ) ))تخدامها المس ) ))اهمة في إخ ) ))راج اقتص ) ))اديات ه ) ))ذه‬
‫ال ))دول من أزم ))ة الكس ))اد الكب ))ير و معالج ))ة الض ))غوط التض ))خمية ال ))تي ظه ))رت خالل‬
‫الحرب العالمية ‪.II‬‬
‫و لق) ))د دف) ))ع ه) ))ذا النج) ))اح ألس) ))س السياس) ))ة المالي) ))ة ببعض االقتص) ))اديين إلى المطالب) ))ة‬
‫بتطبيق نفس األسس ال))تي أتبعت في ال))دول المتقدم))ة على اقتص))اديات ال))دول النامية‬
‫‪50‬‬

‫للنه))وض بمس))تويات النش))اط االقتص))ادي و القض))اء على البطال))ة اإلجباري))ة و المقنع))ة‬


‫و رفع حجم اإلنتاج و الدخل الوطني ‪ ،‬و منه تحقيق أه)داف التنمي)ة االقتص)ادية ‪ ،‬و‬
‫على ه))ذا ظه))ر إلى ج))وار السياس))ة االقتص))ادية سياس))ة مالي))ة تتف))ق معه))ا و تس))تخدمها‬
‫الدولة للت)أثير عليه))ا و توجيهه)ا الوجه))ة ال)تي تراه)ا و هي في ه)ذا الت)أثير ت)زداد ق))وة‬
‫كلما اتسع مدى نشاط الدولة االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 49‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬السياسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،2003 -2002 N،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 50‬حامد عبد المجيد دراز‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪-‬‬

‫‪69‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* ‪ -‬في حالة زيادة ‪ G‬أو خفض ‪ T‬على سبيل المثال سيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة التي سوف ت‪NN‬ؤثر س‪NN‬لبا‬
‫على اإلنفاق االستثماري الخاص وبالتالي ال ّح ّد من األثر اإليجابي لتغير في أدوات السياس‪N‬ة المالي‪NN‬ة وه‪N‬و م‪NN‬ا يمكن‬
‫التغلب عليه من خالل تمويل الزيادة في اإلنفاق أو تخفيض في الضرائب من خالل اإلصدار النقدي الجديد‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬مراحل السياسة المالية المتدخلة‬


‫َّ‬
‫إن التغيرات العملية و اإليديولوجية ال))تي ط))رأت على المس))توى االقتص))اديو‬
‫االجتماعي كان الزمﹰا على السياسة المالية أن تتخلى عن مفهوم الحياد و تتبنىمفهوم‬
‫التداخل ‪ ،‬و يمكن رد تدخل السياسة المالية إلى مرحلتين ‪:‬‬
‫‪51‬‬

‫‪ -3-1‬السياسة المالية المحضرة‬


‫و يش))يع تناوله))ا بين الكت))اب تحت عن))وان "نظري))ة س))قي المض))خة" ‪ .‬و مقتض))اها‬
‫‪52‬‬

‫أن الدول ))ة عن طري ))ق س ))لطاتها المركزي ))ة أو المحلي ))ة يمكنه ))ا تنفي ))ذ ب ))رامج تقتض ))ي‬
‫إنف))اق مب))الغ كث))يرة و على نط))اق واس))ع و تموي))ل عن طري))ق االق))تراض ‪ ،‬يك))ون من‬
‫ش ))أنها إعط ))اء الدفع ))ة األولى لالقتص ))اد الوط ))ني ح ))تى يتمكن من النه ))وض و الس ))ير‬
‫بمفرده اعتمادﹰا على قوته الذاتية فيما بعد‪.‬‬
‫و الفك) ))رة األساس) ))ية ال) ))تي تقترحه) ))ا نظري) ))ة س) ))قي المض) ))خة يتمث) ))ل في أن برن) ))امجﹰا‬
‫‪53‬‬

‫لإلنف))اق الع))ام يمكن أن يبع))د االقتص))اد عن مرك))ز الكس))اد و يش))جع عن االنتع))اش و‬


‫النه ) ))وض ‪ ،‬و يتمث ) ))ل المطلب الرئيس ) ))ي له ) ))ذه السياس ) ))ة في أن األم ) ))وال المس ) ))تخدمة‬
‫تستمد من مصادر غير نش))يطة ‪ ،‬و ال تمث))ل خص)مﹰا من الق))وة الش))رائية النش))يطة ‪ ،‬و‬
‫في معظم األح ))وال ف ))إن النفق ))ات ال ))تي تم ))ول ب ))االقتراض تل ))بي ه ))ذا المطلب بدرج ))ة‬
‫أكبر و هي أكثر توسعﹰا في االتجاه من النفقات التي تمول بأية وسيلة أخرى‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن نظري) ))ة س) ))قي المض) ))خة تف) ))ترض أن الش) ))فاء س) ))وف يك) ))ون معج ﹰال و أن‬
‫اإلنتاج يزداد ألن الموارد غير المستخدمة سوف تستخدم بواسطة النفقات الحكومي))ة‬
‫المتزاي) ))دة ‪ ،‬كم) ))ا تف) ))ترض أيض ))ﹰا أن االزده) ))ار س) ))وف يس) ))تمر بع) ))د توق) ))ف النفق) ))ات‬
‫‪ - 51‬عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ - 52‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ - 53‬عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.71 -70‬‬
‫‪-‬‬

‫‪71‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األساس ))ية ‪ ،‬و س ))وف يس ))تمر اإلنف ))اق الخ ))اص في االرتف ))اع أو يظ ))ل ع ))اليﹰا بقوت ))ه‬
‫الذاتية ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫و من))ه إن اص))طالح س))قي المض))خة يحم))ل مع))ه اس))تنتاجﹰا أن حجم))ا معين))ا من‬
‫اإلنفاق العام المتغير في ظروف معينة سيكون له أثر وضع االقتصاد على الطريق‬

‫‪ 54‬عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪-‬‬

‫‪72‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نح) ) ))و االس) ) ))تعمال الكام) ) ))ل للم) ) ))وارد بقوت) ) ))ه الذاتي) ) ))ة و ب) ) ))دون مس) ) ))اعدة إض) ) ))افية من‬
‫اإلنفاقالحكومي ‪ ،‬غ))ير أن مفه))وم س)قي المض))خة ال يحم))ل مع)ه اس))تنتاج قيم)ة اإلنف)اق‬
‫الالزم لكن فق) ))ط اس) ))تنتاج أن) ))ه مهم) ))ا ك) ))ان المبل) ))غ المطل) ))وب ع) ))اج ﹰال أو آج ﹰال ف) ))إن‬
‫االقتصاد سيكمل بقوته المحركة الذاتية‪.‬‬
‫و م‪‬م ))ا س ))بق يمكن الق ))ول أن سياس ))ة الس ))قي بالمض ))خة تقتص ))ر مهمته ))ا على‬
‫إعط))اء الجرع))ة األولى لالقتص))اد في حال))ة االنكم))اش و من ثم بإمكان))ه الس))ير ذاتيﹰا‪،‬‬
‫أي أنه))ا تك))ون بغ))رض عالج خل))ل م))ؤقت أو ط))ارئ‪ ،‬كم))ا يقتص))ر ت))وقيت عمله))ا في‬
‫مرحلة االنكماش فقط‪.‬‬
‫‪ -3-2‬السياسة المالية التعويضية‬
‫تعت)))بر السياس)))ة التعويض)))ية) نتيج)))ة طبيعي)))ة للتحلي ))ل الكي ))نزي‪ ،‬و يتمث)))ل مب ))دأ‬
‫العمل المالي التعويضي) في أنه عن))د إع))داد اإلنف))اق الحك))ومي و السياس))ات الض))ريبية‬
‫يتعين االهتمام أساسﹰا ب)الموقف االقتص)ادي و االتجاه)ات الموج))ودة‪ ،‬و له)ذا يس)تخدم‬
‫تي ))اري اإلي ))رادات و النفق ))ات العام ))ة للت ))أثير على النش ))اط االقتص ))ادي بقص ))د تحقي ))ق‬
‫مس) ))توى مرتف) ))ع من ال) ))دخل و العمال) ))ة‪ ،‬فليس اله) ))دف األول لألدوات المالي) ))ة تغطي) ))ة‬
‫النفق) ))ات العام) ))ة‪ ،‬و لكن الت) ))أثير على مجم) ))وع تي) ))ارات اإلنف) ))اق بقص) ))د التوص) ))ل إلى‬
‫ت ))وازن اقتص ))ادي كلي و لتحقي ))ق ه ))ذا اله ))دف تس ))تطيع الدول ))ة أن تغ ))ير من طلبه ))ا‬
‫‪55‬‬

‫للس))لع و الخ))دمات أو أن ت))ؤثر على طلب األف))راد و المش))روعات (بتخفي))ف أو زي))ادة‬


‫أعب ) ))ائهم الض ) ))ريبية) أو على حجم االس ) ))تثمارات أو مق ) ))دار الس ) ))يولة‪ .‬فتط ) ))بيق ه ) ))ذه‬
‫القاعدة قد يؤدي إلى وجود عجز أو فائض أي التخلي عن مب))دأ ت))وازن الميزاني))ة‪ ،‬و‬
‫أهمي))ة االلتج))اء إلى مب))دأ ع))دم ت))وازن الميزاني))ة ك))أداة لتحقي))ق الت))وازن على المس))توى‬
‫الوطني و استقرار األسعار‪.‬‬

‫‪ - 55‬باهر محمد غتلم‪ ،‬سامي السيد‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،1998 ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.614‬‬

‫‪73‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و تؤكد النظرية المالية التعويضية على أن االعتبار الموج))ه في ك))ل األوق))ات‬


‫يجب أن يك ))ون ه ))و حال ))ة االقتص ))اد ‪ ،‬ف ))إذا ك ))ان اإلنف ))اق الخ ))اص بالنس ))بة للف ))رد و‬
‫‪56‬‬

‫المش) ) ) ))روعات في حال) ) ) ))ة انهي) ) ) ))ار ف) ) ) ))إن اإلنف) ) ) ))اق الع) ) ) ))ام يجب أن ي) ) ) ))زداد أو تخفض‬
‫الضرائببهدف تشجيع اإلنفاق الخاص‪.‬‬
‫و في بعض المواقف يمكن استخدام كل من وجهتي السياسة التعويضية‪:‬‬
‫زي ))ادة النفق ))ات و خفض الض ))رائب) في نفس ال ))وقت‪ ،‬و يك ))ون العكس بطبيع ))ة الح ))ال‬
‫ه) ))و ض) ))رورة خفض اإلنف) ))اق الع) ))ام أو زي) ))ادة الض) ))رائب أو كالهم) ))ا كلم) ))ا زاد حجم‬
‫اإلنف ) ))اق الخ ) ))اص و تس ) ))تند السياس ) ))ة التعويض ) ))ية) في تحقي ) ))ق أه ) ))دافها على دع ) ))امتين‬
‫أساسيتين هما التأثير على االستهالك و التأثير على االستثمار‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -3-2-1‬التأثير على حجم االستهالك‬


‫هناك وسيلتان ماليتان هما تخفيض الضرائب و زي)ادة بعض أن)واع اإلنف)اق الع)ام‪،‬‬
‫فتخفيض الض))رائب خالل ف))ترة الرك))ود ي))ؤدي إلى زي))ادة اإلنف))اق و م))ا ينتج عن))ه من‬
‫ارتف) ))اع الق) ))وة الش) ))رائية المتاح) ))ة لألف) ))راد و المش) ))روعات‪ ،‬و تك) ))ون الض) ))رائب غ) ))ير‬
‫المباش ) ))رة المفروض ) ))ة على الس ) ))لع االس ) ))تهالكية أك ) ))ثر فعالي ) ))ة في ه ) ))ذه الحال ) ))ة‪ .‬من‬
‫تخفيض الضرائب على الدخل ألنه من الصعب قي)اس آث)ار تخفيض ض)رائب ال)دخل‬
‫لتوقفه))ا على كيفي))ة توزي))ع ال))دخل الوط))ني بين الفئ))ات االجتماعي))ة المختلف))ة و ميوله))ا‬
‫االستهالكية‪.‬‬

‫‪ - 56‬ال ّسيّد عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫‪ 57‬باهر محمد غتلم‪ ،‬سامي السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.616 -615‬‬

‫‪74‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪‬م))ا الوس))يلة الثاني))ة لزي))ادة االس))تهالك هي زي))ادة بعض أن))واع النفق))ات العام))ة‬
‫و خاص ))ة النفق ))ات االجتماعي ))ة و التحويلي ))ة‪ ،‬حيث أن ه ))ذه الزي ))ادة ت ))ؤدي إلى تجنب‬
‫المنافس ) ))ة بين القط ) ))اعين الخ ) ))اص و الع ) ))ام ال ) ))تي توج ) ))د في حال ) ))ة قي ) ))ام ه ) ))ذا األخ ) ))ير‬
‫بمشروعات معينة ‪ ،‬و إلى جانب هذه الوسائل التي تتخ))ذ في مج))ال الموازن))ة للت))أثير‬
‫على مس ))توى االس ))تهالك توج ))د وس ))يلة أخ ))رى تس ))تطيع الدول ))ة أن تلج ))أ إليه ))ا لتث ))بيت‬
‫األوضاع االقتصادية هي سياسة األجور‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬التأثير على االستثمار‬
‫تس))تطيع الدول))ة أن تق))وم باس))تثمارات عام))ة مباش))رة كم))ا تس))تطيع أن ت))ؤثر على‬
‫حجم االستثمارات في القطاع العام و الخاص و ذلك عن طري))ق وس))ائاللتمويل ال))تي‬
‫تض))عها تحت المش))روعات من إعان))ات و ق))روض و عن طريقالمعامل))ة الض))ريبية و‬
‫تحديد مستوى سعر الفائدة‪.‬‬
‫و للت)أثير على االس)تثمارات الخاص)ة نج)د أن الدول)ة ال تس)تطيع الت)دخل إال عنطري)ق‬
‫وس ))ائل غ ))ير مباش ))رة بالتخفيض ))ات الض ))ريبية و اإلعان ))ات أي مجموع ))ة اإلج ))راءات‬
‫التي تؤدي إلى زيادة الموارد المالية للمشروعات و تحسين مستوى ربحيتها‪.‬‬
‫م‪‬م))ا س))بق يتض))ح أن السياس))ة المالي))ة التعويض))ية هي سياس))ة دوري))ة أي أنه))ا تتطلب‬
‫عم ﹰال م) ))اليﹰا مس) ))تمرﹰا ‪ ،‬كم) ))ا أن ت) ))وقيت عمله) ))ا يمت) ))د ليغطي مرحل) ))تي االنكم) ))اش و‬
‫التضخم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪75‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة المالية‬


‫لق) ) ))د ‪‬ع) ) ))رفت المالي) ) ))ة العام) ) ))ة بأنه) ) ))ا دراس) ) ))ة اآلث) ) ))ار القانوني) ) ))ة و السياس) ) ))ة و‬
‫االقتص))ادية إلي))رادات و نفق))ات الموازن))ة العام))ة ل))ذلك هن))اك عوام))ل متع))ددة ت))ؤثر في‬
‫السياس ))ة المالي ))ة منه ))ا م ))ا ي ))ؤثر بالتش ))جيع و منه ))ا م ))ا ي ))ؤثر عكس ذل ))ك‪ ،‬له ))ذا ينبغي‬
‫مراعاة هذه اآلثار المتنوعة و ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬العوامل السياسية‬
‫أن ك))ل نظ))ام ض))ريبي ه))و ن))اتج عن ق))رار سياس))ي‪ ،‬حيث أن ه))ذا الت))أثير للسياس))ة‬
‫على الضريبة ‪‬وجد منذ قديم الزمان‪ ،‬و قد مس كل من الدول المتقدمة و المتخلفة‪.‬‬
‫ك))انت السياس))ة المالي))ة ح))تى س))نوات قليل))ة خلت هي الخادم))ة للسياس))ة المس))ؤولة عن‬
‫إم) ))دادها ب) ))األموال لنفقاته) ))ا و في الحاض) ))ر أص) ))بحت السياس) ))ة المالي) ))ة هي المع) ))اون‬
‫للسياسة باإلضافة إلى الوظائف االجتماعية و االقتصادية التي أُسندت لها‪.‬‬
‫إن الت)))أثير المتب)))ادل بين السياس)))ة المالي)))ة و العوام ))ل السياس ))ية يظه ))ر بوض ))وح ألن‬
‫االقتطاع العام من الدخل الوطني جد هام‪ ،‬كما أن تحديد قيمة هذا االقتطاع و‬

‫‪76‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحدي ) ) ))د توزيع ) ) ))ه و ق ) ) ))رارات اس ) ) ))تعماله تث) ) ) ))ير مش ) ) ))كالت سياس) ) ) ))ية هام) ) ) ))ة‪ ،‬و يمكن‬
‫توضيحاألثر المتبادل بين السياسة المالية و العوامل السياسية في نقاط ثالث ‪:‬‬
‫‪58‬‬

‫تأثير الظواهر المالية على السياسة الداخلية‬ ‫‪-1.1‬‬


‫يمكن للسياس ) ))ة المالي ) ))ة أن ت ) ))ؤثر على الحي ) ))اة السياس ) ))ية س ) ))واء عن طري ) ))ق النظم‬
‫السياس))ية‪ ،‬حيث أن ك))ل نظ))ام سياس))ي يم))ارس اختصاص))ات مالي))ة يس))تخلص من ه))ذا‬
‫الواقع سلطة سياسية أعلى من الس)لطة النابع)ة ع)ادة من األحك)ام القانوني)ة ال)تي تح)دد‬
‫نظامه و خ))ير دلي)ل س))لطة البرلم)ان و اختصاص))ه الم))الي و تف))وق وزي)ر المالي))ة ألن))ه‬
‫الوحيد المسؤول عن تحقيق التوازن بين نفقات و إيرادات الدولة ‪ ،‬كما له الح))ق في‬
‫اإلطالع على جمي) ))ع الق) ))رارات ال) ))تي يمكن اتخاذه) ))ا من ط) ))رف زمالئ) ))ه و المتعلق) ))ة‬
‫بالنفقات ‪ ،‬و من أج))ل الس))ماح ل)ه بإنج)از عمل))ه الم)الي اع))ترف ل))ه بامتي)ازات قانوني))ة‬
‫اشتق منها زيادة سلطته السياسية‪.‬‬
‫كم)ا يمكن للسياس)ة المالي)ة أن تم)ارس تأثيره)ا على الحي)اة السياس)ية من خالل‬
‫تأثيره))ا على األح))داث السياس))ية ذات األص))ل الم))الي أي الناتج))ة عن أس))باب مالي))ة و‬
‫ضريبية كوطأة العبء الضريبي على الطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫تأثير العوامل السياسية على السياسة المالية‬ ‫‪-1.2‬‬
‫يمكن أن ينظر لهذا التأثير من ناحيتين‪ :‬فمن ناحية تأثر البنيات السياس))ية نج))د أ‪ ‬ن‬
‫الطبقة الحاكمة في أ‪ ‬ي وفي أ‪ ‬ي تاريخ تمثل عنصرﹰا هامﹰا للتوجي))ه الم))الي للدول))ة‪،‬‬
‫أي أن السياسة المالية و حجم توزيع النفقات و تحصيل اإليرادات مكيف))ة بق))در كب))ير‬
‫حس))ب النظ))ام السياس))ي الس))ائد‪ ،‬أي َّ‬
‫أن الفئ))ة ذات التف))وق السياس))ي تس))تعمل س))لطتها‬

‫‪ 58‬الواحد‪،‬ص ص ‪.144 -143‬‬

‫مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪ -‬عطية عبد‬

‫‪77‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المالي))ة للمحافظ))ة على س))يطرتها في الدول))ة س))واء عن طري))ق السياس))ة الض))ريبية أو‬
‫ح ))تى عن طري ))ق النفق ))ات العام ))ة ال ))تي أص ))بحت تس ))تخدم كوس ))يلة ت ))أثير اجتم ))اعي و‬
‫اقتصادي قوية مثل ما هو معروف بالنفقات الحكومية و اإلعانات‪.‬‬
‫أما من ناحية تأثير الوقائع السياسية‪ ،‬هو أن األحداث السياسية الهام)ة له)ا انعكاس)ات‬
‫على السياس ) ))ة المالي ) ))ة لم ) ))ا له ) ))ا من ت ) ))أثير على إمكاني ) ))ات اإلي ) ))رادات و م ) ))ا تحدث ) ))ه‬
‫منتغ ) ))يرات في قيم ) ))ة و مح ) ))ل النفق ) ))ات العام ) ))ة‪ ،‬و من ه ) ))ذه الوق ) ))ائع السياس ) ))ية نج ) ))د‬
‫األحداثالعس) ))كرية و م) ))ا له) ))ا من ت) ))أثير واض) ))ح على السياس) ))ة المالي) ))ة‪ ،‬و يمكن تتب) ))ع‬
‫تطورالسياس))ة المالي))ة من خالل تط))ور الظ))واهر العس))كرية‪ ،‬فميالد الض))ريبة مث ﹰال‬
‫مرتبطبظه))ور الحمالت العس ))كرية‪ ،‬ه ))ذا من جه ))ة‪ ،‬و من جه ))ة أخ))رى َّ‬
‫أن الح))روب‬
‫عادةتترك خلفها آثار مالية‪ ،‬مثل ع)بئ الق)روض و نفق)ات إع))ادة التعم)ير‪ ،‬ل)ذلك يجب‬
‫معالج))ة ه))ذه النفق))ات االس))تثنائية بط))رق اس))تثنائية ك))القروض القهري))ة أثن))اء الح))رب ‪،‬‬
‫زي) ))ادة عن الح) ))روب نج) ))د ك) ))ذلك االض) ))طرابات االجتماعي) ))ة ال) ))تي هي األخ) ))رى له) ))ا‬
‫انعكاس))ات على السياس))ة المالي))ة‪.‬و ع))ادة ت))ؤدي ه))ذه االض))طرابات إلى عرقل))ة عم))ل‬
‫المصالح الضريبية) الذي ينعكس هو اآلخر على التحصيل الضريبي‪).‬‬
‫نجد في الوقت المعاص))ر مالمح الت))دخل بين االعتب))ارات السياس))ية و السياس))ة‬
‫المالي))ة تظه))ر جليﹰا أثن))اء الحمالت االنتخابي))ة‪ ،‬ق))د يأخ))ذ البرن))امج ط))ابعﹰا م))اليﹰا مث))ل‬
‫المطالب) ))ة بتخفيض الض) ))رائب‪ )،‬أو إلغ) ))اء ن) ))وع معين من الض) ))رائب‪ )،‬حيث تنفي) ))ذ أي‬
‫برنامج سياسي يكون عن طريق نفقات جديدة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التأثير المتبادل بين الموازنة العامة و العوامل السياسة‬ ‫‪-1.3‬‬


‫الميزاني ) ))ة هي ذل ) ))ك التص ) ))ريح ال ) ))دوري الممن ) ))وح من البرلم ) ))ان إلى الس ) ))لطة‬
‫التنفيذي) ))ة بتحص) ))يل اإلي) ))رادات و ص) ))رف النفق) ))ات‪ ،‬و من ه) ))ذا يظه) ))ر جليﹰا التف) ))وق‬
‫التشريعي على السلطة التنفيذية الناتج عن تطور ت)اريخي طوي))ل ‪ ،‬كم))ا توج)د عالق)ة‬
‫وثيقة بين الموازنة و البرلمان ‪ ،‬فق)د ظه)رت الموازن)ة أحي)انﹰا كعام))ل ل)دعم البرلم))ان‬
‫و أحيانﹰا أخرى عامل الندثاره‪.‬‬
‫و أخ ))يرﹰا إن المتتب ))ع للعالق ))ات المتبادل ))ة بين االعتب ))ارات السياس ))ية و السياس ))ة‬
‫المالية يالحظ َّ‬
‫أن هما سياس)تان ال يمكن الفص)ل بينهم)ا ‪ ،‬فمن الناحي)ة التقني)ة نج)د أن‬
‫الق)))رار الخ)))اص بكمي)))ة اإلنف)))اق و الق)))رار الخ)))اص بتموي ))ل ه ))ذا اإلنف ))اق ‪ ،‬فال يمكن‬
‫اعتبارهما قرارين منفصلين‪.‬‬
‫وأخ))يرا نخلص إلى أن إمكاني))ات عم))ل السياس))ة المالي))ة على الوج))ه الص))حيح‬
‫تك) ) ) ))ون أك) ) ) ))بر في النظم السياس) ) ) ))ية ذات الحكم ال) ) ) ))ديمقراطي‪ ،‬كم) ) ) ))ا أن فعالي) ) ) ))ة أداء‬
‫السياسةالمالية في الدول المستقلة تكون أكبر منها في الدول المستعمرة‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل اإلدارية‬
‫من العوام)))ل الهام)))ة ال) ))تي ت) ))ؤثر في السياس)))ة المالي ))ة نج) ))د العوام ))ل اإلداري ))ة‬
‫فهيت))ؤثر في السياس))ة المالي))ة و تت))أثر به))ا ‪ ،‬و من أهم ج))وانب السياس))ة المالي))ة ت))أثرﹰا‬
‫بالجهاز اإلداري هو الجانب الضريبي) ‪ ،‬لذلك فإن النظ)ام الض))ريبي يجب أن يتكي)ف‬
‫حتما م))ع الهياك)ل الموج))ودة‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن الجه))از اإلداري الكف)ؤ يه)يئ للسياس))ة المالي)ة‬
‫فعالية كبيرة في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪ -‬عطية عبد‬

‫‪79‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت) ))أثير العوام) ))ل اإلداري) ))ة على السياس) ))ة المالي) ))ة ت) ))أثير متب) ))ادل فكالهم) ))ا ي) ))ؤثر‬
‫ويتأثر باآلخر وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫تأثير العوامل اإلدارية على السياسة المالية‬ ‫‪-2.1‬‬
‫إ‪ ‬ن ه)))ذا الت ))أثير ه)))و ت ))أثير م)))زدوج فهن ))اك أث)))ر البني ))ات اإلداري ))ة‪ ،‬وك ))ذلك ت ))أثير‬
‫السياسة اإلدارية وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫تأثير البنيات اإلدارية على السياسة المالية‬ ‫‪-2.1.1‬‬
‫هن ))اك بعض البني ))ات اإلداري ))ة تحت ))اج إلى نفق ))ات كب ))يرة ألنه ))ا تحت ))وي على ع ))دد‬
‫كب ))ير من المراف ))ق وم ))ا تتطلب ))ه من عنص ))ر بش ))ري وم ))الي ق ))د ال يك ))ون مت ))وفرا في‬
‫الدول)ة المعني)ة‪ ،‬ك)ذلك في حال)ة اعتم)اد األس))لوب الالمرك))زي على نح)و موس))ع ف))إنﹼه‬
‫يؤدي إلى زيادة النفقات ألن الهيئات المحلية ذات االس))تقاللية المالي))ة تمي))ل ع))ادة إلى‬
‫المبالغ))ة في نفقاته))ا‪ ،‬كم))ا أن هن))اك اتج))اه مف))اده أ‪ ‬ن اإلدارة المحلي))ة أق))ل ص))الحية‬
‫‪59‬‬

‫من اإلدارة المركزي ))ة من ناحي ))ة تحص ))يل الض ))رائب‪ )،‬ويرج ))ع ذل ))ك لن ))درة الكف ))اءات‬
‫اإلداري ))ة في الهيئ ))ات المحلي ))ة باإلض ))افة إلى المرتب ))ات األق ))ل والوض ))ع األدنى‪ ،‬لكن‬
‫ه))ذه النتيج))ة ليس))ت حتمي))ة ألن))ه يمكن اعتب))ار الهيئ))ة المحلي))ة إدارة س))يئة ب))ل ق))د تك))ون‬
‫أفضل من اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫تأثير السياسة اإلدارية على السياسة المالية‬ ‫‪-2.1.2‬‬

‫‪ 59‬الواحد‪ ،‬ص‪.173‬‬

‫‪80‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للسياس ))ة اإلداري ))ة مظ ))اهر عدي ))دة له ))ا انعكاس ))ات مالي ))ة كالمؤسس ))ات والمنش ))آت‬
‫اإلداري ) ))ة‪ ،‬فبن ) ))اء المص ) ))انع والمنش ) ))آت العام ) ))ة في جه ) ))ة م ) ))ا تك ) ))ون مص ) ))در م ) ))وارد‬
‫ماليةهامة لما يفرض على المصنع من ض)رائب مختلف)ة‪،‬كم))ا أن ه)ذا المص))نع يس))اهم‬
‫فيزي) ) ))ادة النش) ) ))اط االقتص) ) ))ادي للناحي) ) ))ة عن طري) ) ))ق تنمي) ) ))ة االس) ) ))تهالك ومن) ) ))ه زي) ) ))ادة‬
‫المواردالمالي))ة‪ )،‬وه))ذا م))ا ال نج))ده في المن))اطق ال))تي تنع))دم به))ا المص))انع ومؤسس))ات‬
‫العم))ل لماتعاني))ه من ص))عوبات مالي))ة جم))ة‪ ،‬ألن))ه م))ع غي))اب األنش))طة االقتص))ادية فمن‬
‫الصعبفرض ضرائب هامة‪.‬‬
‫تأثير السياسة المالية على المؤسسات اإلدارية‪$‬‬ ‫‪-2.2‬‬
‫كما تؤثر العوامل اإلداري))ة في السياس)ة المالي))ة فه)ذه األخ))يرة هي األخ)رى ت))ؤثر‬
‫في الكيان))ات اإلداري))ة ت))أثير م))زدوج فهن))اك ت))أثير على المؤسس))ات اإلداري))ة‪ ،‬وك))ذلك‬
‫تأثير على السياسة اإلدارية وذلك كما يلي‪:‬‬
‫تأثير العمليات المالية على المؤسسات اإلدارية‬ ‫‪-2.2.1‬‬
‫نج))د على الس))احة اإلداري))ة أ‪ ‬ن أي جه))از يم))ارس اختصاص))ات مالي))ة فإن))ه يس))تمد‬
‫من ذلك تدعيما لسلطاته كما أن الحكم على مدى استقاللية الهيئ)ات الالمركزي)ة يتب)ع‬
‫م))دى اس))تقاللها الم))الي أي على م))دى الس))لطات المالي))ة الممنوح))ة له))ا وله))ذا ال يك))ون‬
‫االس) ) ))تقالل حقيقي) ) ))ا إال إذا ك ) ) ))ان للهيئ ) ) ))ة المحلي ) ) ))ة إي) ) ))رادات مس ) ) ))تقلة مث) ) ))ل إي ) ) ))رادات‬
‫أمالكه ))ا( ال ))دومين) م ))ع التمت ))ع بحري ))ة اإلنف ))اق دون اللج ))وء إلى الس ))لطة التش ))ريعية‬
‫للحص ))ول على التص ))ريح) باإلنف ))اق‪ ،‬وفي حال ))ة انع ))دام الحري ))ة المالي ))ة للهيئ ))ة المحلي ))ة‬
‫تك))ون الالمركزي))ة ص))ورية ح))تى وإ ن ك))انت له))ا اختصاص))ات قانوني))ة واس))عة ومن))ه‬
‫يمكن القول أن استقالل المالية هو مقياس حقيقي لالمركزية‪.‬‬

‫مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪ -‬عطية عبد‬

‫‪81‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إض))افة إلى م))ا س))بق نج))د ك))ذلك وظيف))ة المحاس))ب العم))ومي (أمين الخزين))ة) ال))ذي‬
‫يق) ))وم بمراجع) ))ة ص) ))حة عملي) ))ة اإلنف) ))اق قب) ))ل إج) ))راء عملي) ))ة وله) ))ذا يص) ))بح المحاس) ))ب‬
‫والمراج) ))ع ألعم) ))ال الم) ))دير ال) ))ذي ي) ))أمر بالص) ))رف دون أي) ))ة ض) ))غط من ط) ))رف ه) ))ذا‬
‫األخير على األول‪ ،‬ومنه يتض))ح أن االختص))اص الم))الي للمحاس))ب والمس))ؤولية ال))تي‬
‫يتحمله ))ا في حال ))ة ارتك ))اب أخط ))اء يس ))تخلص منه ))ا المحاس ))ب س ))لطة إض ))افية وله ))ذا‬
‫أصبح بفضل اختصاصاته المالية أحد الموظفين األكثر نفوذا في الدولة‪.‬‬
‫تأثير العمليات المالية على السياسة اإلدارية‬ ‫‪-2.2.2‬‬
‫إن تأثير السياسة المالية على السياسة اإلدارية يتضح بالنس))بة للجماع))ات المحلي))ة‬
‫والمنشآت العامة حيث أ‪ ‬ن السياسة اإلدارية لهذه الهيئات محكومة باعتبارات مالية‬
‫ففي حال))ة ت))وفر الم))وارد المالي))ة الناتج))ة من أمالكه))ا أو ض))خامة الوع))اء الض))ريبي‪،‬‬
‫فعندئذ تكون سياسة توسعية فهناك نفق)ات مختلف))ة واس)تثمارات عدي)دة تس))مح بتحس)ين‬
‫التنمية المحلية لما توفره من مرافق عامة جديدة‪ ،‬أما إذا ك))انت الم))وارد المالي))ة غ))ير‬
‫كافية حينئذ يجب على الهيئات المحلي))ة إتب))اع سياس))ة مالي))ة انكماش))ية أي مح))دودة أي‬
‫أنها تكتفي بالمرافق الضرورية فقط دون تجديد أو جديد‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن حياة الهيئات المحلية مكيفة كثيرا بأحوال السياسة المالية‪.‬‬
‫ونخلص في األخير أنه هناك تأثير متبادل بين السياسة المالية والعوامل اإلداري))ة‪،‬‬
‫بحيث أ‪ ‬ن كالهم))ا ي))ؤثر ويت))أثر ب))اآلخر وح))تى تحق))ق السياس))ة المالي))ة أه))دافها فالب))د‬
‫أن يت))وفر الجه))از اإلداري الكفء ال))ذي تت))وفر في))ه اإلمكاني))ات البش))رية والفني))ة وإ ال‬

‫‪82‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كان جهازا جامدا ويكون معوقا فعليا لفعالية السياسة المالية وهذا ما نجده في الدول‬
‫المتخلفة وأخيرا يمكن القول أن الجهاز الذي يساعد السياس))ة المالي))ة في أداء مهامه))ا‬
‫هو ذلك الجهاز اإلداري المقتصد في نفقاته البسيط في تكوينه‪ ،‬سريعا في مهامه‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر النظام االقتصادي‬
‫ينبغي أن تنسق السياسة المالية في طبيعتها وتكوينها وأهدافها وطريق))ة عمله))ا م))ع‬
‫النظام االقتصادي الذي تعمل من خالله(في إطاره)‪ ،‬لهذا تختلف السياسة المالي))ة في‬
‫النظام الرأسمالي عنها في النظام االشتراكي‪ ،‬فإذا كانت طبيع))ة االقتص))اد الرأس))مالي‬
‫تفس))ح مكان))ا للض))ريبة‪ ،‬فإ‪ ‬ن االقتص))اد االش))تراكي يص))ل إلى تجاهله))ا أو على األق))ل‬
‫اضمحالل دورها ‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫ل ) ))ذلك فإنن ) ))ا س ) ))نحاول أن نق ) ))ف هن ) ))ا في إيج ) ))از على طبيع ) ))ة السياس ) ))ة المالي ) ))ة في‬
‫االقتصاديات الرأسمالية واالشتراكية على التوالي‪:‬‬
‫‪-3-1‬السياسة المالية في النظام الرأسمالي‬
‫ك))ان النظ))ام الرأس))مالي في ب))دء نش))أته يق))وم على أس))اس النظري))ة الكالس))يكية ال))تي‬
‫تنادي بعدم تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪ ،‬ومن الطبيعي أن يؤدي‬

‫‪ 60‬الواحد‪ ،‬ص‪.185‬‬

‫مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪ -‬عطية عبد‬

‫‪83‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اقتص) ))ار الدول) ))ة على الوظ) ))ائف ال) ))تي ح) ))ددتها النظري) ))ة التقليدي) ))ة إلى أن تك) ))ون ك) ))ل‬
‫مننفقاتها وإ يراداتها قليلة متواضعة كما كان على السياسة المالية أن تكون محا‪‬ي)دة‪،‬‬
‫ومن وجه) ) ) ) ))ة أخ) ) ) ) ))رى نج) ) ) ) ))د أ‪ ‬ن الس) ) ) ) ))وق وال) ) ) ) ))ثروة) تك) ) ) ) ))ون بين أي) ) ) ) ))دي األف) ) ) ) ))راد‬
‫فإ ‪‬‬ ‫والجماعاتالخاصة والدولة حس)ب طبيعته))ا ال تمل))ك إي))رادات خاص)ة‪ ،‬نتيج))ة ل)ذلك‬
‫ن النفق))ات العام))ة ال يمكن أن تغطى إالﹼ بواس))طة االقتط))اع الض))ريبي ال))ذي يتم على‬
‫اإليرادات الخاصة‪ ،‬وق)د س)محت الحي)اة االقتص)ادي للنظري)ة التقليدي)ة أن تعيش ف)ترة‬
‫من ال) ) ))زمن إالﹼ أ‪ ‬ن الظ) ) ))روف وتغ‪‬ي) ) ))رات وتط‪‬ور دور الدول) ) ))ة بس) ) ))رعة فلم يع) ) ))د‬
‫يقتصر على وظائف وما شابه ذلك‪ ،‬بل تعداه إلى جمي))ع مج)االت الحي))اة االقتص))ادية‬
‫وأصبح حجم تدخل الدولة أكبر‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تزايد مس)تمر في النفق)ات العام)ة‪،‬‬
‫ومن خالل ه ) ))ذا ال ) ))تزا‪‬ي ) ))د لألعب ) ))اء يمكن تص ) ))ور ميالد رأس ) ))مالية اجتماعي ) ))ة وه ) ))ذا‬
‫التح))ول في الرأس))مالية أدى ه))و اآلخ))ر إلى الزي))ادة المتالزم))ة للعائ))د الض))ريبي وم))ع‬
‫التح ))ول الض ))روري في النظم الض ))ريبية س ))اعد ذل ))ك تط ))ور مفه ))وم الض ))ريبة ال ))تي‬
‫أصبحت تقوم في المالية المعاص)رة بوظ)ائف هام)ة أخ)رى منه)ا الوظيف)ة االقتص)ادية‬
‫للض ) ) ))ريبة أي أنه ) ) ))ا أص ) ) ))بحت أداة جوهري ) ) ))ة لت ) ) ))دخل الس ) ) ))لطة العام ) ) ))ة في المج ) ) ))ال‬
‫االقتصادي واالجتماعي مثل العدالة االجتماعية وكذلك تشجيع التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن القول أن التغير في النظام الضريبي) تعدد وظائف الضريبة‬
‫سببه تطور النظام الرأسمالي وبص))فة عام))ة نخلص إلى أ‪ ‬ن المجتمع))ات الرأس))مالية‬
‫هي تلك التي تبرز فيه))ا أهمي))ة ال))دور ال))ذي يلعب))ه االس))تثمار الخ))اص كعام))ل متح))رك‬
‫في ميزاني))ة االقتص))اد الوط))ني ومن ثم ينحص))ر دور السياس))ة المالي))ة في المجتمع))ات‬
‫الرأس ))مالية في تهيئ ))ة البيئ ))ة المواتي ))ة الزده ))ار االس ))تثمار الخ ))اص ونم ))وه من جه ))ة‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫‪84‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي العم)))ل على التخفي)))ف من ح) ))دة التقلب)))ات ال) ))تي ق) ))د تط) ))رأ على مس) ))توى النش ))اط‬
‫اإلقتصادي الكلي ‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫أخ ))يرا وبص ))فة عام ))ة أ‪ ‬ن الض ))ريبة تتح ))ل مكان ))ة هام ))ة ك ))أداة للت ))دخل االقتص ))ادي‬
‫واالجتماعي ولم يعد دورها محصورا في تمويل خزينة الدولة‪.‬‬

‫‪ -3-2‬السياسة المالية في النظام االشتراكي‬


‫تختلف ماهية وأهمية الدور الذي تلعبه السياسة المالية في الدول الرأس))ماليةعنها‬
‫في ال ))دول النامي ))ة‪ ،‬عنه ))ا في ال ))دول االش ))تراكية‪ ،‬فكم ))ا عرفن ))ا أن السياس ))ة المالي ))ةفي‬
‫البلدان الرأسمالية يتوفق دوره))ا على تهيئ))ة البيئ))ة المواتي))ة الزده))ار القط))اع الخ))اص‬
‫ونم ))وه من جه ))ة والعم ))ل على التخفي ))ف من ح ))دة التقلب ))ات ال ))تي تط ))رأ على مس ))توى‬
‫النش ))اط االقتص ))ادي الكلي والعم ))ل على ت ))أمين اس ))تقرار مس ))توى األس ))عار والتش ))غيل‬
‫الكامل فيما إذا تعرض االقتصاد إلى تقابات حادة يعصف بالتوازن االقتصادي‪.‬‬
‫أم ))ا المجتمع ))ات االش ))تراكية ال ))تي تتخ ))ذ من الملكي ))ة العام ))ة ألدوات اإلنت ))اج أس ))اس‬
‫القتص ))ادها ومن التخطي ))ط المرك ))زي الش ))امل أس ))لوبا إلدارة االقتص ))اد الوط ))ني أم ))را‬
‫الزما‪ ،‬كم)ا تت)ولى الخط)ة الوطني)ة مس)ؤولية المواءم)ة بين الم)وارد المادي)ة والم)وارد‬
‫اإلنس ))انية(البش ))رية)‪ ،‬وتوجي ))ه ه ))ذه الم ))وارد بين مختل ))ف األنش ))طة والمج ))االت وذل ))ك‬
‫لتحقي))ق النم))و المت))وازن لمختل))ف ف))روع االقتص))اد االش))تراكية وهك))ذا تك))ون السياس))ة‬
‫المالية في هذه الدول أكثر تدخلية وفي نظرهم تكون أكثر إيجابية وتلعب دور أك))ثر‬
‫أهمي ) ))ة‪ ،‬وذل ) ))ك أن العام ) ))ل الفع ) ))ال في ميزاني ) ))ة االقتص ) ))اد الوط ) ))ني لتل ) ))ك البالد ه ) ))و‬

‫‪ 61‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫‪-‬‬

‫‪85‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االس))تثمار الع))ام وليس االس))تثمار الخ))اص‪ ،‬ومن ثم ي))برز ذل))ك أهمي))ة إنف))اق القط))اع‬
‫الع ) ) ))ام وك ) ) ))ذا إي ) ) ))رادات ه ) ) ))ذا القط ) ) ))اع في االرتق ) ) ))اء بمس ) ) ))توى النش ) ) ))اط االقتص ) ) ))ادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن للسياسة المالية في الدول االشتراكية لها‬
‫خصائص متميزة‪ ،‬وهي نتيجة منطقية لطبيعة االقتصاد االشتراكي وهذه‬
‫الخصائص هي ‪:‬‬
‫‪62‬‬

‫المص)در الرئيس)ي لإلي)رادات العام)ة ه)و القط)اع الع)ام وليس الض)رائب أل‪ ‬ن‬ ‫‪-‬‬
‫الملكية لعناصر اإلنتاج للدولة كما أسلفنا؛‬
‫ك ))بر حجم النفق ))ات االس ))تثمارية وذل ))ك للحص ))ول على إي ))رادات م ))ع العلم أن‬ ‫‪-‬‬
‫النفقات االستثمارية للدولة أيضا؛‬

‫الق ) ) ) ))روض الداخلي ) ) ) ))ة ش ) ) ) ))به إجباري ) ) ) ))ة أم ) ) ) ))ا الق ) ) ) ))روض الخارجي ) ) ) ))ة فهي من‬ ‫‪-‬‬
‫الدوالالشتراكية؛‬
‫ومما يؤكد توافق السياسة المالي)ة م)ع طبيع)ة االقتص)اد ال)ذي من خالل)ه أن)القروض‬
‫ال تلعب دورا كب))يرا كمص))در اإلي))رادات الميزاني))ة في البالد اإلش))تراكية ‪ ،‬حيث أن‬
‫‪63‬‬

‫ت ) ))وازن الميزاني ) ))ة ي ) ))ؤمن دائم ) ))ا بواس ) ))طة المص ) ))ادر الغزي ) ))رة والتخطي ) ))ط الح ) ))ريص‬
‫للمصروفات‪.‬‬
‫في الواق ) ))ع أن أهمي ) ))ة السياس ) ))ة المالي ) ))ة في ه ) ))ذه البل ) ))دان أص ) ))بحت تض ) ))عف‬
‫تدريجيا في الوقت الحالي‪ ،‬بل يمكن القول أن االقتص))اد االش))تراكي ال))ذي يق))وم على‬

‫‪ 62‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1999 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 63‬عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.199‬‬
‫‪-‬‬

‫‪86‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫س))يطرة الدول))ة لعناص))ر اإلنت))اج وع))دم االع))تراف بالملكي))ة الخاص))ة للقط))اع الخ))اص‪،‬‬
‫وق ))د ب ))دأ يغ ))ير من ه ))ذه النظ ))رة نظ ))را للفش ))ل واإلفالس الل ))ذين أص ))ابه‪ ،‬وط ))بيعي أن‬
‫تفش) ))ل السياس) ))ة المالي) ))ة عن معالج) ))ة االنهي) ))ار االقتص) ))ادي ال) ))ذي أص) ))ابه في اآلون) ))ة‬
‫األخ ))يرة وال ))ذي يتج ))ه اآلن إلى نظ ))ام الس ))وق واالع ))تراف ت ))دريجيا بالملكي ))ة الفردي ))ة‬
‫باعتبارها جزءا من آلية النظام االقتصادي‪.‬‬
‫أخ))يرا ومهم))ا ك))ان ال))دور ال))ذي تق))وم ب))ه السياس))ة المالي))ة في ك))ل من االقتص))اديات‬
‫الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬فإنﹼه تجدر اإلشارة هنا إلى أن السياس))ة المالي))ة هي إح))دى‬
‫السياسات االقتصادية ومنه يجب التنسيق بينها وبين غيرها من السياسات األخ))رى‪،‬‬
‫وخاصة السياسة النقدية حتى تدعم كل منهما األخرى بهدف تحقيق أهداف السياس))ة‬
‫االقتصادية للدولة ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬أثر درجة النمو االقتصادي‬
‫إ‪ ‬ن السياس ))ة المالي ))ة مثله ))ا مث ))ل السياس ))ات األخ ))رى فهي انعك ))اس للنظم الس ))ائدة‬
‫ومس)توى التنمي)ة االقتص)ادية للدول)ة‪ ،‬وكم)ا أن الف)وارق بين مختل)ف ال)دول المتقدم)ة‪،‬‬
‫والنامي))ة تنعكس هي األخ))رى على السياس))ة المالي))ة وبالت))الي تختل))ف طبيع))ة السياس))ة‬
‫المالية بين الدول تبعا لطبيعة اقتصاديات هذه الدول ولهذا نح))اول أن نب‪‬ين طبيع))ة‬
‫السياسة المالية في كل من الدول المتقدمة والدول النامية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫‪87‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-3-3-1‬السياسة المالية في الدول المتقدمة‬


‫تتم ) ) ))يز اقتص ) ) ))اديات ال) ) ) ))دول المتقدم ) ) ))ة باكتم) ) ) ))ال جهازه) ) ) ))ا اإلنت) ) ) ))اجي وبنيته ) ) ))ا‬
‫األساس))يةوتنظيماتها المؤسس))ية ومقوم))ات نموه))ا االقتص))ادي ومن))ه تك))ون أهم وظيف))ة‬
‫للسياسةالمالية في هذه الدول ه))و البحث عن وس))ائل العالج واإلص))الح لم))ا يتع))رض‬
‫له هذا الكيان الناضج من مشاكل واختالالت ‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫‪-‬نالح))ظ في ه))ذه ال))دول بش))كل ع))ام ارتف))اع مع))دل النم))و االقتص))ادي‪ ،‬وج))ود جه))از‬
‫إنت ))اجي ق ))وي وم ))رن ذو إنتاجي ))ة عالي ))ة مم ))ا يجع ))ل الطلب الفع ))ال الكلي قاص ))را عن‬
‫عرض السلع والخدمات‪ ،‬كما أ‪ ‬ن االدخ)ار أك))بر من االس))تثمار في ح)االت الكس))اد‬
‫‪65‬‬

‫تنتش))ر في ه))ذه ال))دول البطال))ة وي))تراجع اإلنت))اج رغم وج))ود م))وارد إنتاجي))ة متعطل))ة‬
‫وذل ))ك نتيج ))ة نقص الطلب الكلي عن مس ))توى التش ))غيل الكام ))ل‪ ،‬في حين نج ))د حال ))ة‬
‫الح ) ))روب وحال ) ))ة االنتع ) ))اش أ‪ ‬ن الطلب الكلي ي ) ))زداد ليف ) ))وق ق ) ))درة االقتص ) ))اد على‬
‫اإلنتاج عند مستوى التشغيل الكامل فتظهر االندفاعات التضخمية ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫تهدف السياسة المالية في هذه الدول إلى تحقي))ق الت))وازن واالس))تقرار االقتص))اديين‬
‫عند مستوى التشغيل الكامل للموارد اإلنتاجية المتاحة للمجتمع لتخليصه من البطالة‬
‫والتض)))خم‪ ،‬فتق)))وم بتع)))ويض عن تقلب)))ات اإلنف)))اق الخ ))اص بزي ))ادة أو خفض اإلنف ))اق‬
‫الع ) ))ام‪ ،‬أو زي ) ))ادة أو خفض الض ) ))رائب لكبح الفج ) ))وة بين االدخ ) ))ار واالس ) ))تثمار أي‬
‫‪67‬‬

‫السماح لميزاني)ة الدول)ة ب)التقلب تبع))ا ألوج)ه ال)دورة االقتص)ادية المختلف))ة‪ ،‬ف)إذا ح)دث‬

‫‪ - 64‬عبد الفتاح قنديل‪ N،‬سلوى سليمان‪ ،‬الدخل القومي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1979 ،‬ص‪.350‬‬
‫‪ - 65‬بوشهو لز‪ ،‬توبج‪ ،‬أفكار جدي دة من اقتص اديين راحلين‪ ،‬ترجمة‪ :‬نزي‪NN‬رة األفن‪NN‬دي وع‪NN‬زة الحس‪NN‬يني‪ ،‬المكتب‪NN‬ة‬
‫األآاديمية‪ N،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.262‬‬
‫‪ - 66‬العبادي عبد الناصر وآخرون‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد الكلي‪ ،‬بدون معلومات‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫‪ - 67‬بوشهولز توج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.263 -262‬‬

‫‪88‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وك))ان اإلنف))اق الكلي على الن))اتج الوط))ني أق))ل مم))ا ه))و ض))روري لالحتف))اظ بمس))توى‬
‫العمال))ة الكامل))ة‪ ،‬ص))ار لزام))ا على الحكوم))ة أن تك‪‬ي))ف مس))توى إنفاقه))ا وتجنب))ه من‬
‫ض))رائب وم))ا نحص))ل علي))ه من إي))رادات أخ))رى‪ .‬وق))د تلج))أ الدول))ة إلى ط))رق مختلف))ة‬
‫لتمويل عجز الموازنة كي ترف))ع ال))دخل الق))ومي إلى مس))توى العمال))ة الكاملة ‪ ،‬ك))ذلك‬
‫‪68‬‬

‫تلج ) ) ) ))أ الدول ) ) ) ))ة إلح ) ) ) ))داث ف ) ) ) ))ائض في الموازن ) ) ) ))ة إذا زاد الطلب الكلي على الس ) ) ) ))لع‬
‫والخ))دمات‪ ،‬زي))ادة كب))يرة ال تقابله))ا زي))ادة في ال))دخل الحقيقي للمجتمعتالفي))ا لح))دوث‬
‫تضخم نقدي‪.‬‬
‫ب‪‬ين كينز في نظريت))ه العام))ة أن النظري))ة الكالس))يكية غ))ير ق)ادرة على حلمش))اكل‬
‫البطال))ة‪ ،‬وأث))ار ال))دورات االقتص))ادية‪ ،‬التض))خم والخل))ل في االس))تقرار اإلقتص))ادي ‪،‬‬
‫‪69‬‬

‫وق))د ركﹼز لح))ل مش))كل البطال))ة والكس))اد على زي))ادة الطلب الفع))ال عن طري))ق زي))ادة‬
‫االس))تثمارات الحكومي))ة العام))ة لملء الفج))وة بين ال))دخل واالس))تهالك‪ ،‬وبع))د كي))نزيين‬
‫علم))اء اقتص))اديين آخ))رين أن تن))اقض كي))نز يظه))ر في أن سياس))ته في الطلب الفع))ال‬
‫س) ))تؤدي إلى ت) ))وازن االدخ) ))ار م) ))ع االس) ))تثمار عن) ))د مس) ))توى دخ) ))ل أق) ))ل من مس) ))توى‬
‫التوظي))ف الكام))ل ودلي))ل ذل))ك أن المي))ل الح))دي لالس))تهالك في ال))دول المتقدم))ة يك))ون‬
‫منخفضا لصالح الميل الحدي لالدخار‪ ،‬وعليه فإ‪ ‬ن زيادة اإلنفاق الع)ام االس)تثماري‬
‫لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في االس)تهالك كم)ا أن زي)ادة حجم االس)تثمار ه)ذا س)يؤدي‬
‫إلى انخف))اض الكفاي))ة الحدي))ة ل))رأس الم))ال‪ ،‬وعلي))ه فس))يكون هن))اك قص))ور في الطلب‬

‫‪ - 68‬عبد المنعم فوزي‪ ،‬المالية والسياسة المالية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1992 ،‬ص ‪ 39‬أو (دار النهضة‬
‫‪،‬بيروت‪ ،1971 ،‬ص ‪.)3‬‬
‫‪ - 69‬نإيهانز حورج‪ ،‬تاريخ النظرية اإلقتصادية‪ ،‬ترجمة صقر أحمد صقر‪ ،‬المكتبة‪ N‬األآاديمية‪ ،‬القاهرة‪،1997 ،‬‬
‫ص‪.512‬‬

‫‪89‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الكلي يجع) ))ل ت) ))وازن االدخ) ))ار م) ))ع االس) ))تثمار عن) ))د مس) ))توى دخ) ))ل أق) ))ل من مس) ))توى‬
‫التوظيف الكامل ‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫وبصفة عامة فإنه يمكننا القول إجماال أن الدول المتقدمة هي تل))ك ال))تي ت))برر فيه))ا‬
‫أهمي ))ة ال ))دور ال ))ذي يلعب ))ه االس ))تثمار الخ ))اص ومن ثم ف ))إن السياس ))ة المالي ))ة في ه ))ذه‬
‫ال ))دول تتج ))ه نح ))و مس ))اندة االس ))تثمار الخ ))اص ومحاول ))ة س ))د أي ثغ ))رة انكماش ))ية أو‬
‫تضخمية قد تطرأ على مس))توى النش)اط االقتص))ادي عن طري)ق الت))أثير على مس))توى‬
‫الطلب الكلي الفع ) ))ال في اإلقتص ) ))اد‪ ،‬م ) ))ع قي ) ))ام الدول ) ))ة ع ) ))ادة ب ) ))المرافق االقتص ) ))ادية‬
‫واالجتماعية الهامة وذات المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ -3-3-2‬السياسة المالية في الدول النامية‬


‫لق ) ) ))د ظه ) ) ))رت بع ) ) ))د الح ) ) ))رب العالمي ) ) ))ة الثاني ) ) ))ة دول متقدم ) ) ))ة تمت ) ) ))از بالتق ) ) ))دم‬
‫والتطوراالقتص))ادي والرف))اه االجتم))اعي وارتف))اع مس))توى المعيش))ة ودول متخلف))ة أو‬
‫ما يطلقعليها بدول العالم الثالث أو الدول النامية هذه األخيرة امتازت بما يلي ‪:‬‬
‫‪71‬‬

‫ت ))دني متوس ))ط دخ ))ل الف ))رد ومن ))ه ت ))دني في ال ))دخل الوط ))ني‪ ،‬ع ))دم مس ))اهمة القط ))اع‬
‫الص ))ناعي إال بنس ))بة ض ))ئيلة ج ))دا من الن ))اتج الوط ))ني‪ ،‬ع ))دم وج ))ود نظ ))ام اقتص ))ادي‬

‫‪ - 70‬خليل سامي‪ ،‬النظريات والسياسات النقدية والمالية ‪ ،‬شرآة آاظمة للطباعة والترجمة والتوزيع‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص‪.232‬‬
‫‪ - 71‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.36-35‬‬

‫‪90‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واضح المعالم إذ نجد نظام خليط يجم)ع بين خص)ائص النظ)ام الرأس)مالي إلى ج)انب‬
‫بعض خص))ائص النظ))ام االش))تراكي‪ ،‬كم))ا تعتم))د ه))ذه ال))دول على المس))اعدات المالي))ة‬
‫والفني ) ))ة الخارجي ) ))ة مم ) ))ا أدى إلى التبعي ) ))ة للخ ) ))ارج‪ ،‬انخف ) ))اض االس ) ))تثمار اإلنت ) ))اجي‪،‬‬
‫وارتفاع الميل الحدي لالستهالك مع انتشار البطالة واألمية‪....‬الخ‪.‬‬
‫تتم))يز اقتص))اديات ه))ذه ال))دول بض))عف وع))دم مرون))ة جهازه))ا اإلنت))اجي وع))دم قدرت))ه‬
‫على تش))غيل موارده))ا اإلنتاجي))ة العاطل))ة وبالت))الي ف))إن ه))ذه البل))دان تفتق))ر إلى جه))از‬
‫إنت ))اجي ق ))وي يتمت ))ع بالكفاي ))ة والمرون ))ة مم ))ا يقتض ))ي أن التوس ))ع في الطلب النق ))دي‬
‫سينعكس تضخما‪ ،‬كما أن االدخار يعاني من انخفاض شديد ‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫كما تعاني اقتصاديات الدول النامية من معدالت كبيرة في عجز موازنتها العام))ة‪،‬‬
‫وتعود هذه العجوز إلى ضعف الموارد المالية الضريبية نتيجة سيطرة حالة الرك))ود‬
‫وك))ثرة اإلعف))اءات والته))رب الض))ريبي من جه))ة وإ لى نم))و اإلنف))اق العس))كري وع))دم‬
‫ترشيد اإلنفاق العام من جهة أخرى‪ ،‬إلى ج))انب ض))عف الطاق))ات الض))ريبية وزي))ادة‬
‫أعباء الديون الخارجية مما حتم التمويل بالعجز‪.‬‬
‫ولم ))ا ك ))ان بن ))اء جه ))از إنت ))اجي ق ))وي ه ))و ج ))وهر عملي ))ة التنمي ))ة يعتم ))د أساس ))ا على‬
‫تراكم رأس المال المنتج في االقتص))اد‪ ،‬ف)إن تعبئ))ة الم))وارد الرأس))مالية الالزم))ة لبن))اء‬
‫الطاق) ))ة اإلنتاجي) ))ة أو تموي) ))ل التنمي) ))ة االقتص) ))ادية الب) ))د وأن يحت) ))ل المك) ))ان األول بين‬
‫أهداف السياسة المالية وغيرها من السياسات االقتصادية في هذه البلدان ‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫‪ - 72‬العبادي عبد الناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.196‬‬


‫‪ - 73‬عبد الحميد‪ N‬القاضي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة والنظ ام الم الي في اإلس الم‪ ،‬مطبعة الرش‪NN‬اد‪ ،‬اإلس‪NN‬كندرية‪،‬‬
‫بدونتاريخ نشر‪ ،‬ص‪.328‬‬

‫‪91‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن))ه ف))إن السياس))ة المالي))ة ترك))ز ج))ل اهتماماته))ا في تموي))ل الموازن))ة العامةفض))ال‬
‫عن تموي) ) ))ل التنمي) ) ))ة االقتص) ) ))ادية‪ ،‬ه) ) ))ذا ال يع) ) ))ني إهم) ) ))ال ه) ) ))دف تحقي) ) ))ق االس) ) ))تقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث أن جزء من النجاح في معركة بناء المجتمع اقتصاديا‪ ،‬إنما يع))ود‬
‫بالدرج ))ة األولى إلى م ))دى مس ))اهمة السياس ))ة المالي ))ة مس ))اهمة فعال ))ة في التغلب على‬
‫أية موجة تضخمية عند ظهورها‪ ،‬بل أن المسألة ال تعدو أن تكون ترجيح))ا لألهمي))ة‬
‫النسبية لهدف على هدف آخر مما تمليه ضرورات التطور اإلقتص))ادي ‪ .‬ولإلش))ارة‬
‫‪74‬‬

‫ف))إن أدوات السياس))ة المالي))ة كم))ا ج))اءت في الفك))ر الك))نزي ال يمكن تطبيقه))ا بس))هولة‬
‫في الدول النامية‪ ،‬ألن الخصائص والظروف واألوضاع االقتص))ادية ال))تي تس))ود في‬
‫ه ))ذه ال ))دول تختل ))ف في تل ))ك ال ))تي تس ))ود في ال ))دول الص ))ناعية المتقدم ))ة‪ .‬وله ))ذا ف ))إن‬
‫ه)))دف تحقي) ))ق االس) ))تقرار االقتص) ))ادي في البل)))دان النامي ))ة ال يتطلب اتخ ))اذ سياس ))ات‬
‫لخفض االدخار وزيادة االستهالك كما يحدث في االقتصاديات الرأسمالية المتقدم))ة‪،‬‬
‫وإ نما يتطلب اتخاذ سياسات لزيادة االدخ)ار وت)راكم رأس الم)ال المنتج في االقتص)اد‬
‫إلمك ))ان تقلي ))ل البطال ))ة والح ))د من التقلب ))ات في آن واح ))د‪ ،‬ويك ))اد يتف ))ق الجمي ))ع على‬
‫أهمي))ة السياس))ة المالي))ة في مواجه))ة مش))اكل التنمي))ة االقتص))ادية واالجتماعي))ة عموم))ا‬
‫بس))بب ض))خامة المس))ؤوليات ال))تي يلقيه))ا ت))دعيم التنمي))ة على ع))اتق حكوم))ات البل))دان‬
‫النامي ))ة‪ ،‬وقص ))ور الجه ))ات الخاص ))ة عن مواجه ))ة التح ))ديات الجس ))يمة ال ))تي تف ))ترض‬
‫تق ))دمها‪ ،‬م ))ع ض ))عف الجه ))از النق ))دي به ))ا وع ))دم اس ))تجابة اقتص ))ادياتها كث ))يرا ألدوات‬
‫السياسة النقدية كتغيير سعر الفائدة مثال‪.‬‬
‫إلى ج)انب تعبئ)ة الم)وارد الرأس)مالية لتموي)ل التنمي)ة االقتص)ادية واالجتماعي)ة كه)دف‬
‫أساس السياسة المالية في البلدان النامية‪ ،‬ته)دف ك)ذلك إلى تقلي)ل التف)اوت الش)ديد في‬
‫‪ - 74‬عبد المنعم فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪92‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫توزي ))ع ال ))دخول وال ))ثروات ومس ))تويات االس ))تهالك بين األف ))راد‪ .‬زي ))ادة اإلنف ))اق الع ))ام‬
‫وم)))ا ي)))ترتب علي)))ه من تش)))غيل للطاق)))ات المعطل)))ة ورف ))ع كفاءته ))ا اإلنتاجي ))ة‪ ،‬وتق ))ديم‬
‫اإلعفاءات الضريبية في سبيل تشجيع القط))اع الخ))اص لل))دخول في العملي))ة اإلنتاجي))ة‬
‫بما يتوفر لديه من أموال‪ ،‬كل هذه اإلجراءات بال شك تساعد في أحداث التنمية‬

‫‪93‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االقتصادية ‪ ،‬كما أنه))ا تلعب دورا كب))يرا في الس))يطرة على ح))دة التقلب))ات االقتص))ادية‬
‫التي قد تحدث وتؤثر في عملية التنمية وتعرقل مسارها‪.‬‬
‫نخلص مم) ))ا س) ))بق أن السياس) ))ة المالي) ))ة تع) ))د هام) ))ة ج) ))دا لمواجه) ))ة مش) ))اكل التنمي) ))ة‬
‫االقتص ))ادية واالجتماعي ))ة في ال ))دول النامي ))ة نتيج ))ة قص ))ور الجه ))ود الخاص ))ة في ه ))ذه‬
‫البلدان عن مواجهة التحديات االقتصادية الجسيمة من جهة وضعف األجهزة النقدية‬
‫فيه) ))ا‪ ،‬وهك) ))ذا تس) ))تطيع ال) ))دول النامي) ))ة أن تس) ))تخدم السياس) ))ة المالي) ))ة إلى جنب بعض‬
‫السياس) ))ات األخ) ))رى كالسياس) ))ة النقدي) ))ة مثال لتط) ))ور البني) ))ان االقتص) ))ادي وفي إط) ))ار‬
‫برن ))امج متكام ))ل لإلص ))الح االقتص ))ادي يه ))دف أساس ))ا إلى زي ))ادة االس ))تثمار واإلنت ))اج‬
‫وعالج عج) ) ))ز الموازن) ) ))ة العام) ) ))ة للدول) ) ))ة والقض) ) ))اء على البطال) ) ))ة ت) ) ))دريجيا ومن ثم‬
‫االنطالق في طريق التنمية‪.‬‬

‫المبحث الرابع أهداف السياسة المالية‬


‫ته) ))دف السياس) ))ة المالي) ))ة إلى تحقي) ))ق أه) ))داف السياس) ))ة العام) ))ة من خالل اس) ))تخدام‬
‫اإليرادات والنفقات العامة من طرف الحكومة‪.‬‬
‫فالسياس))ة المالي))ة تس))اهم مس))اهمة كب))يرة في تحقي))ق التنمي))ة االقتص))ادية‪ ،‬كم))ا تس))اعد‬
‫مس) ))اعدة أكي) ))دة في تحقي) ))ق العدال) ))ة االجتماعي) ))ة عن طري) ))ق تك) ))ييف أدواته) ))ا وأخ) ))يرا‬
‫تس))تطيع السياس))ة المالي))ة أن تس))اهم في تحقي))ق االس))تقرار اإلقتص))ادي‪ ،‬وله))ذا نح))اول‬
‫في هذه الفقرة التطرق إلى ال)دور ال)ذي تق))وم ب)ه السياس))ة المالي))ة في تحقي)ق األه))داف‬
‫السابقة وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬دور السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫‪ -1-1‬مفهوم االستقرار االقتصادي‬
‫هو تحقيق التشغيل الكامل للموارد االقتصادية المتاحة‪ ،‬وتفادي التغيرات الكب))يرة‬
‫في المس) ))توى الع) ))ام لألس) ))عار م) ))ع االحتف) ))اظ بمع) ))دل نم) ))و حقيقي مناس) ))ب في الن) ))اتج‬

‫‪94‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القومي‪ ،‬أي أن مفهوم االستقرار اإلقتصادي يتض))من ه))دفين أساس))ين تس)عى السياس))ة‬
‫المالية مع غيرها من السياسات لتحقيقهما ‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫أ‪ -‬الحفاظ على مستوى التشغيل الكامل للموارد االقتص))ادية المتاح))ة؛‬


‫ب‪ -‬تحقيق درجة مناسبة من االستقرار في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫والتش))غيل الكام))ل كم))ا ه))و معل))وم ال يع))ني بالض))رورة الوص))ول بمع))دل البطال))ةإلى‬
‫الص))فر وإ نم))ا يتطلب األم))ر اختف))اء نس))بي لظ))اهرة البطال))ة‪ ،‬وتهيئ))ة الف))رص الوظيفي))ة‬
‫المنتجة لكل األفراد المؤهلين والذين يبحثون عن فرص العمل عند معدالت األجور‬
‫السائدة‪ ،‬أما استقرار المستوى العام لألسعار فيعني عدم وجود اتجاه ملحوظ أو ح))اد‬
‫لتحركات قصيرة األج)ل في المس)توى الع)ام لألس)عار‪ ،‬أم)ا ح)دوث تغ)يرات نس)بية في‬
‫أس))عار الس))لع الفردي))ة( وال))تي تعكس تغ))يرات في التفض))يالت الشخص))ية لألف))راد) فال‬
‫تتعارض مع استقرار المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫إن االس))تقرار االقتص))ادي ليس إال أح))د الظ))روف األساس))ية إلح))داث التنمي))ة وال))ذي‬
‫ينبغي أن يت ))دعم بغ ))يره من الظ ))روف المتطلب ))ة إلنج ))اح السياس ))ات الخاص ))ة بالتنمي ))ة‬
‫االقتصادية‪ ،‬أي يرافقه ويالزمه زيادة مع)دل النم)و اإلقتص)ادي‪ ،‬فمع)روف أن تحقي)ق‬
‫التشغيل الكامل يؤدي إلى االستخدام الكامل للموارد االقتص))ادية المتاح))ة‪ ،‬مم))ا ي))ؤدي‬
‫إلى رفع معدالت النمو اإلقتصادي ومستويات المعيشة ومستويات األس))عار المؤقت))ة‪،‬‬
‫بينم ) ) ))ا ت ) ) ))ؤدي التقلب ) ) ))ات في مس ) ) ))تويات األس ) ) ))عار إلى تقلب ) ) ))ات من ) ) ))اظرة في النش ) ) ))اط‬
‫اإلقتصادي بين البطالة والكساد من ناحية وبين التضخم وارتف))اع مس)تويات األس))عار‬
‫من ناحية أخرى مما يؤدي إلى خلق مشاكل اقتصادية على المس))توى الف))ردي وعلى‬
‫المس))توى الوط))ني ومن الج))دير بال))ذكر أن تحقي))ق االس))تقرار في ال))دول النامي))ة ومنه))ا‬
‫الجزائر له أهمي)ة خاص)ة الرتباط)ه الوثي)ق به)دف تحقي)ق التنمي)ة االقتص)ادية ومن ثم‬
‫ف) ))إن تحقي) ))ق التنمي) ))ة االقتص) ))ادية يجب أن يس) ))ير جنب) ))ا إلى جنب م) ))ع ه) ))دف تحقي) ))ق‬
‫االستقرار االقتصادي حتى يحصل األفراد على ثمار ومكاسب التنمي))ة‪ ،‬إذ أن غي))اب‬
‫االس))تقرار االقتص))ادي يح))ول الكث))ير من االس))تثمارات المنتج))ة إلى اس))تثمارات غ))ير‬
‫‪ - 75‬سلوى سليمان‪ ،‬السياسة اإلقتصادية‪ ،‬وآالة المطبوعات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الكويت‪ ،1973 ،‬ص‪.162‬‬

‫‪95‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫منتج))ة تتمث))ل في المض))اربة على العق))ارات‪ ،‬وتخ))زين الس))لع‪ ،‬ب))دال من االس))تثمار في‬
‫األنش ))طة الحقيقي ))ة ص ))ناعية ك ))انت أو زراعي ))ة‪ ،‬وهن ))ا نتس ))اءل كي ))ف يمكن أن تك ))ون‬
‫السياس))ة المالي))ة في خدم))ة االس))تقرار االقتص))ادي؟ وه))و م))ا نح))اول اإلجاب))ة عن))ه فيم))ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-1-2‬دور السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫تلعب السياس) ) ) ))ة المالي) ) ) ))ة دورا هام) ) ) ))ا في تحقي) ) ) ))ق االس) ) ) ))تقرار االقتص) ) ) ))ادي‬
‫وخاص ))ةوقت الكس ))اد أو وقت ال ))رواج نظ ))را لتأثيره ))ا في ك ))ل من مس ))توى التش ))غيل‬
‫ومستوىاألسعار ومستوى الدخل الوطني‪.‬‬
‫ب ) ))النظر إلى أس ) ))باب ومص ) ))ادر اإلختالالت والتقلب ) ))ات االقتص ) ))ادية ال ) ))تي تعص ) ))ف‬
‫باالستقرار االقتصادي في أي مجتمع من المجتمعات يمكن إرجاعها إلى نوعين من‬
‫االسباب مع عدم تجاهل أسباب أخرى تتعلق باقتصاديات الدول المتخلفة‪:‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪ -1‬ظهور زيادة أو عجز في الطلب الكلي في االقتصاد الوطني؛‬


‫‪ -2‬وجود قوى احتكارية تخرج على قواعد المنافسة وتتمتع بدرجة كبيرة في‬
‫تحديد كل من األسعار واألجور في المجتمع مع انخفاض درجة مرونة بعض‬
‫عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫وتعتم))د السياس))ة االقتص))ادية في تحقي))ق االس))تقرار االقتص))ادي على ع))دد من‬
‫األدوات واإلجراءات األساسية تنحصر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫أدوات السياس) ) ) ) ))ة المالي) ) ) ) ))ة‪ :‬من خالل تأثيره) ) ) ) ))ا على الطلب الكلي انخفاض) ) ) ) ))ا‬ ‫‪-1‬‬
‫وارتفاعا باستخدام السياسة الضريبية واإلنفاقية؛‬
‫أدوات السياس) ))ة النقدي) ))ة يس) ))تخدمها البن) ))ك المرك) ))زي للتحكم في كمي) ))ة النق) ))ود‬ ‫‪-2‬‬
‫المتداول) ))ة ونقتص) ))ر هن) ))ا على معرف) ))ة دور السياس) ))ة المالي) ))ة‪ ،‬وتك) ))ون النت) ))ائج ناجع) ))ة‬
‫باالعتماد على م)دى نج)اح السياس))ة المالي))ة ليس من الناحي))ة النظري)ة فق))ط ب)ل وأيض))ا‬

‫‪JOHNSON, Harry Gordon, On Economic and society, Chicago, University of Chicago, Bress, 76‬‬
‫‪,1975‬‬
‫‪p240‬‬

‫‪96‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من الناحي))ة التطبيقي))ة ونحن نعلم أن الموازن))ة العام))ة للدول))ة ق))د تك))ون متوازن))ة أو ق))د‬
‫يكون فيها عجزا أو فائضا‪.‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬ظهور عجز أو فائض في الطلب الكلي‬
‫أ‪-‬عجز في الطلب الكلي أي السياسة المالية المتمثلة بالتمويل بالعجز(البطالة)‪:.‬‬
‫تتلخص المش ))كلة في ه ))ذه الحال ))ة في أن الطلب الكلي ال يتناس ))ب م ))ع حجم الع ))رض‬
‫الكلي من السلع والخدمات‪ ،‬وذلك أن الطلب الكلي يتوازن مع العرض الكلي عند‬

‫‪97‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مس))توى أق))ل من التش))غيل الكام))ل أي هن))اك عج))ز في الطلب الكلي‪ ،‬وي))ترتب على))ذلك‬
‫أن االدخ ))ار المخط ))ط ل ))دى التش ))غيل الكام ))ل يزي ))د على االس ))تثمار مض ))افا إليهعج ))ز‬
‫الموازن) ))ة العام) ))ة‪ ،‬فهن) ))ا يك) ))ون لزام) ))ا على الدول) ))ة أن تت) ))دخل لمن) ))ع استفحااللمش ))اكل‬
‫االقتصادية وبالتالي زعزعة االستقرار االقتصادي باستخدام السياسة المالية‪.‬‬
‫أم ))ا كي ))ف يت ))أتى للسياس ))ة المالي ))ة عالج ه ))ذه المش ))كلة فيتم ذل ))ك عن طري ))ق رف ))ع‬
‫مس)))توى الطلب الكلي إلى المس)))توى ال)))ذي يحق)))ق التش ))غيل الكام ))ل‪ ،‬ويحق ))ق بالت ))الي‬
‫الخ))روج من أزم))ة الكس))اد وم))ا ت))رتب عليه))ا من بطال))ة‪ ،‬ويتم ذل))ك باس))تخدام السياس))ة‬
‫بش))قيها الض))ريبي) واإلنف))اقي‪،‬إم))ا ك))ل على ح))دة أو م))زج االث))نين مع))ا بنس))ب مختلف))ة‪،‬‬
‫طبق))ا لطبيع))ة وحجم المش))كلة موض))وع المعالج))ة‪ .‬فتس))تطيع ال))دول من خالل السياس))ة‬
‫اإلنفاقي ))ة(التوس ))ع في النفق ))ات العام ))ة) أن ترف ))ع من مس ))توى الطلب من خالل إقام ))ة‬
‫المش))روعات العام))ة االس))تثمارية وش))ق الطرق))ات والم))دارس) والمستش))فيات‪.....‬الخ‪.‬‬
‫أو من خالل توس ) ))ع الحكوم ) ))ة في منج مختل ) ))ف اإلعان ) ))ات االجتماعي ) ))ة مث ) ))ل إعان ) ))ة‬
‫البطالة والش)يخوخة‪ ،‬ونتيج)ة ذل)ك ت)زداد ال)دخول الشخص)ية واإلنف)اق الشخص)ي ليس‬
‫فقط بمقدار اإلنفاق الع)ام ب)ل بص)ورة مض)اعفة بفع)ل مض)اعفة االس)تثمار ‪ ،‬أي أ‪ ‬ن‬
‫‪77‬‬

‫هذا النوع من الدعم يزيد من مقدرة األفراد على اإلنفاق مما يحف))ز على االس))تثمار‬
‫ويزيد من العمالة‪.‬‬
‫كما تستخدم اإليرادات العامة( تخفيض اإليرادات الضريبية) في مواجه))ة الكس))اد‬
‫من خالل األث))ر التعويض))ي للض))رائب‪ ،‬حيث يمكن أن يس))هم تخفيض الض))رائب) في‬
‫زي ) ))ادة االس ) ))تهالك وزي ) ))ادة االس ) ))تثمار‪ ،‬ويمكن زي ) ))ادة االس ) ))تهالك عن طري ) ))ق رف ) ))ع‬
‫مستوى دخول الفئات المنخفضة الدخل نظرا الرتفاع المي))ل الح))دي لالس))تهالك له))ذه‬

‫‪ - 77‬وجدي حسين‪ ،‬المالية الحكومية واالقتصاد العام‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1988 N،‬ص‪.224‬‬


‫‪-‬‬

‫‪98‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفئات‪ ،‬مما يعني أن زيادة دخول هذه الفئ)ات يوج)ه لالس)تهالك‪ ،‬ومن الممكن زي)ادة‬
‫دخ ) ))ول األف ) ))راد في ه ) ))ذه الفئ ) ))ات عن طري ) ))ق تخفيض التص ) ))اعد بالنس ) ))بة للض ) ))ريبية‬
‫المطبقة على الشرائح األول من الدخل ‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫وفيما يتعل))ق باالس))تثمار فالسياس))ة الض))ريبية يمكن أن تعم))ل على زيادت))ه منخالل‬
‫الض ) ))رائب على األرب ) ))اح مم ) ))ا يش ) ))جع المنتجين على االس ) ))تثمار وبالت ) ))الي علىزي ) ))ادة‬
‫اإلنت ))اج‪ .‬والب ))د أن ن ))ذكر في األخ ))ير أن سياس ))ة زي ))ادة حجم اإلنف ))اق أك ))ثر فعالي ))ةمن‬
‫تخفيض الض))رائب‪ 1‬ألن مض)اعف االس)تثمار في حال)ة زي)ادة اإلنف))اق يزي)د عن حجم‬
‫المضاعف في حالة تخفيض الضرائب‪.‬‬
‫ب‪-‬زي) ))ادة مس) ))توى الطلب الكلي( التض) ))خم) أي السياس) ))ة المالي) ))ة المتمثل) ))ة بالتموي) ))ل‬
‫بالف))ائض‪:‬في ه))ذه الحال))ة تنحص))ر مش))كلة االس))تقرار االقتص))ادي في أن الطلب الكلي‬
‫أكبر من العرض الكلي أي أ‪ ‬ن هن))اك ف))ائض طلب))ا نق))ديا زائ))دا‪ ،‬حيث أن االس))تثمار‬
‫‪79‬‬

‫أك) ))بر من االدخ) ))ار مض) ))افا إلي) ))ه عج) ))ز الموازن) ))ة العام) ))ة ففي ه) ))ذه الحال) ))ة وفي ظ) ))ل‬
‫ظ))روف ض))عف مرون))ة الجه))از اإلنت))اجي فإن))ه يق))ود إلى التض))خم وارتف))اع األس))عار‪،‬‬
‫وبالتالي فإن على السياسة المالي)ة أن تخفض أو تعي)د مس)توى الطلب الكلي وتس)حب‬
‫الطلب النقدي الزائد أي امتصاص القوة الشرائية الزائدة‪ ،‬عن طريق إحداث ف))ائض‬
‫في الميزانية برفع معدالت الضرائب) القائمة أو زيادة حص))يلة الض))رائب) باس))تحداث‬
‫ض))رائب جدي))دة على أن))واع أخ))رى من الس))لع‪ ،‬كم))ا أن السياس))ة اإلنفاقي))ة تعم))ل على‬
‫ترش))يد الطلب االس))تهالكي من خالل خفض بن))ود اإلنف))اق الع))ام‪ ،‬وعلى ذل))ك تتك))ون‬

‫‪ 78‬سمير محمود معتوق‪ ،‬أمينة عزا لدين عبد اﷲ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪. Jannson Harry Gardon, op-cit, p241 79‬‬
‫‪-‬‬

‫‪99‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السياسة المالي))ة المس))تخدمة للح))د من التض))خم من ج)انبين ‪ ،‬الج))انب األول ه))و زي))ادة‬
‫الضرائب و الجانب الثاني هو تخفيض النفقات العام‪.‬‬
‫‪-1‬زيادة الضرائب‬
‫هن))ا نف))رق بين الض))رائب المباش))رة والض))رائب) غ))ير المباش))رة في))ترتب على زي))ادة‬
‫الضرائب المباشر على ال))دخل وخاص))ة التص)اعدية منه)ا امتص))اص ج)انب من الق)وة‬
‫الش ))رائية ل ))دى األف ))راد بق ))در يتناس ))ب م ))ع حجم ال ))دخل أي اقتط ))اع ج ))زء من دخ ))ول‬
‫األف) ))راد ال) ))ذي ك) ))ان س) ))ينفق على الس) ))لع والخ) ))دمات المختلف) ))ة ومن) ))ه تخفيض الطلب‬
‫الكلي‪.‬‬

‫‪ - 1‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205‬‬


‫ويمكن أن تس) ))اهم الض) ))رائب غ) ))ير المباش) ))رة في الح) ))د من االس) ))تهالك حيث‬
‫أنزي) ) ))ادة ه) ) ))ذا الن) ) ))وع من الض) ) ))رائب) ي) ) ))ترتب عن) ) ))ه انخف ) ))اض الطلب الكلي غ) ) ))ير أن‬
‫أثرالض ) ))رائب غ ) ))ير المباش ) ))رة في تخفيض الطلب الكلي يتوق ) ))ف على أن ) ))واع الس ) ))لع‬
‫ال ))تيتفرض عليه ))ا ه ))ذه الض ))رائب‪ ،‬أي الزي ))ادة في الض ))رائب غ ))ير المباش ))رة تقتص ))ر‬
‫على الس ))لع ال ))تي ي ))ؤدي ارتف ))اع أس ))عارها على انخف ))اض الطلب عليه ))ا‪ ،‬األم ))ر ال ))ذي‬
‫يتوقف على مرونة الطلب على مختلف السلع‪.‬‬
‫فمثال إذا زادت الض) ) ))رائب على الس) ) ))لع الكمالي) ) ))ة فإنه) ) ))ا ت) ) ))ؤدي إلى تخفيض‬
‫الطلب عليه) ) ))ا ويتوق) ) ))ف مق) ) ))دار االنخف) ) ))اض في الطلب على درج) ) ))ة مرون) ) ))ة الطلب‬
‫السعرية لهذه السلع‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيض النفقات العامة‬
‫‪-‬‬

‫‪100‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن عملي ))ة تخفيض النفق ))ات العام ))ة تس ))اهم في الح ))د من التض ))خم لك ))ون زي ))ادة‬
‫النفق ))ات عن اإلي ))رادات العام ))ة من أس ))باب وج ))ود التض ))خم‪ ،‬غ ))ير أن تخفيض بعض‬
‫بن) ) ) ))ود النفق) ) ) ))ات العام) ) ) ))ة يك) ) ) ))ون ص) ) ) ))عب المن) ) ) ))ال مث) ) ) ))ل خ) ) ) ))دمات الص) ) ) ))حة والتعليم‬
‫واألج) ))ور‪....‬الخ‪ ،‬وه) ))ذا ال يمن) ))ع تخفيض بعض النفق) ))ات العام) ))ة مث) ))ل بعض أن) ))واع‬
‫االستهالك الحكومي أو تأجيل تنفيذ بعض االستثمارات لفترة زمنية قصيرة‪.‬‬
‫ونظرا لصعوبة تخفيض النفقات العامة من الناحي))ة الواقعي))ة ف))إن أثره))ا في الح))د من‬
‫التض) ))خم مح) ))دود‪ ،‬ومن ثم) ))ة ف) ))إن السياس) ))ة المالي) ))ة ال) ))تي ته) ))دف إلى تخفيض الطلب‬
‫الكلي أي الح‪‬د من التض ) ) ) ))خم يجب أن يرك ) ) ) ))ز على زي ) ) ) ))ادة الض ) ) ) ))رائب) وخاص ) ) ) ))ة‬
‫الضرائب المباشرة ‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫الحال))ة الثاني))ة‪ :‬تتمت))ع الق))وة االحتكاري))ة بدرج))ة كب))يرة في تحدي))د األس))عار‪ ،‬إذ تم))ارس‬
‫نقاب))ات العم))ال وخاص))ة في ال))دول المتقدم))ة ض))غوطا كب))يرة في رف))ع األج))ور النقدي))ة‬
‫للعمال وكثيرا ما تنجح في ذلك‪ ،‬األمر الذي يدفع أصحاب األعمال إلى رفع أسعار‬
‫السلع والخدمات بنس))بة معين))ة‪ ،‬دون ح))دوث زي))ادة من))اظرة‪ ،‬وت))ؤدي ه))ذه الزي))ادة إلى‬
‫التضخم الناتج عن دفع التكاليف‪.‬‬

‫‪ 80‬سهيل محمود معتوق‪ ،‬أمينة عز الدين عبد اﷲ‪ ،‬مرحع سابق‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫‪-‬‬

‫‪101‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وه) ))ذه الحال) ))ة تظه) ))ر فيه) ))ا البطال) ))ة جنب) ))ا إلى جنب م) ))ع التض) ))خم‪ ،‬وق) ))د أطل) ))ق‬
‫عليه))افي األدب االقتص))ادي مش))كلة الكس))اد التض))خمي وق))د ظه))رت ه))ذه المش))كلة في‬
‫الدواللمتقدم))ة في أواخ))ر الس))تينات بس))بب نف))وذ نقاب))ات العم))ال ورج))ال اإلعم))ال أين‬
‫أخ ))ذتاألجور اتجاهه ))ا التوس ))عي‪ .‬أم ))ا في ال ))دول النامي ))ة ومنه ))ا الجزائ ))ر فيك ))ون ت ))أثير‬
‫نقابات العمال ضعيفا‪ ،‬كما أن سياسة األج)ور تتب)ع سياس)ات الدول)ة في الغ)الب‪ ،‬غ)ير‬
‫أن ه))ذه ال))دول تتب))نى ب))رامج تنموي))ة طويل))ة األج))ل فتواج))ه بعض االختناق))ات ك))أن ال‬
‫تحص ))ل على عوام ))ل اإلنت ))اج الن ))ادرة كالعمال ))ة الم ))اهرة والفني ))ة أو وج ))ود نقص في‬
‫الم))واد األولي))ة وقط))ع الغي))ار أوع))دم ت))وفر ش))بكة الط))رق والمواص))الت‪.....‬الخ‪ .‬مم))ا‬
‫ي))ؤدي إلى عرقل))ة اإلنت))اج وانخف))اض إنتاجي))ة االس))تثمارات في ال))وقت ال))ذي يزي))د في))ه‬
‫الطلب لعوام ))ل متع ))ددة كزي ))ادة ع ))دد الس ))كان أو زي ))ادة اإلنف ))اق الحك ))ومي أو غيره ))ا‪،‬‬
‫وفي ظ))ل ه))ذه الظ))روف ف))إن اس))تخدام السياس))ة المالي))ة للتحكم في ظ))روف الطلب ال‬
‫يمكن أن يحق))ق العمال))ة الكامل))ة واس))تقرار األس))عار‪ ،‬وعلي))ه ف))إن السياس))ة المالي))ة ال))تي‬
‫ينبغي استخدامها في ظروف الدول النامية تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫استخدام برامج اإلنفاق الع))ام في توف))ير ف))رص التعليم والت))دريب الف))ني لج))انب‬ ‫‪-‬‬
‫من قوة العم)ل ال)تي تفتق)د إلى الت)دريب الالزم إلى الوظ)ائف الجدي)دة‪ ،‬ومن ش)أن ه)ذه‬
‫السياس) ) ) ) ))ة تخفيض مع) ) ) ) ))دل البطال) ) ) ) ))ة‪ ،‬باإلض) ) ) ) ))افة إلى محاول) ) ) ) ))ة التوس) ) ) ) ))ع في بعض‬
‫المش ))روعات ذات النف ))ع مث ))ل الس ))كن والص ))حة وغيره ))ا وال ))تي ت ))ؤدي إلى زي ))ادة في‬
‫مرونة اإلنتاج عرض اإلنتاج الكلي واختفاء كثير من نقاط االختناق ‪.‬‬
‫تب ))ني الدول ))ة من خالل السياس ))ة المالي ))ة سياس ))ة رب ))ط بين الزي ))ادة في األج ))ور‬ ‫‪-‬‬
‫بالزيادة في اإلنتاجية ومن شأن هذه الزيادة تخفيض معدل التضخم؛‬
‫اعتم ) ))اد سياس ) ))ة ض ) ))ريبية تش ) ))جع على االدخ ) ))ار واالس ) ))تثمار من خالل المنح‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمارية واإلعفاءات الضريبية والتشجيع بصفة أساسية على التنمية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬دور السياسة المالية في تخصيص الموارد‬


‫يس ) ))عى اإلنس ) ))ان في حيات ) ))ه اليومي ) ))ة إلى إش ) ))باع حاج ) ))ات متع ) ))ددة مث ) ))ل التعليم‪،‬‬
‫الغ ))ذاء‪...‬الخ‪ ،‬كم ))ا أن ه ))ذه الحاج ))ات تتزاي ))د م ))ع م ))رور ال ))زمن والتق ))دم الحض ))اري‪.‬‬
‫يقص ) ) ))د ب ) ) ))الموارد البش ) ) ))رية والم ) ) ))وارد الطبيعي ) ) ))ة ورأس الم ) ) ))ال‪ ،‬وتش ) ) ))مل الم ) ) ))وارد‬
‫الطبيعي ))ة‪،‬األراض )ي) الزراعي ))ة والمع ))ادن وكاف ))ة الم ))وارد الطبيعي ))ة األخ ))رى‪ ،‬ويش ))مل‬
‫رأس المالك) ) ))ل االس) ) ))تثمارات والمب) ) ))اني واآلالت المس) ) ))تخدمة في اإلنت) ) ))اج‪ ،‬غ) ) ))ير أن‬
‫المش))كلة هيتع))دد الحاج))ات اإلنس))انية والن))درة النس))بية للم))وارد المتاح))ة‪ ،‬وي))ترتب على‬
‫ه))ذه المش))كلة االقتص))ادية ض))رورة تحدي))د الس))لع ال))تي يتم إنتاجه))ا والكمي))ات المنتج))ة‬
‫من هذه السلع‪.‬‬
‫ولكن كي) ))ف يتخ) ))ذ المجتم) ))ع الق) ))رارات الخاص) ))ة بتحدي) ))د الس) ))لع ال) ))تي يتم إنتاجه) ))ا‬
‫وتخص))يص الم))وارد بين االس))تخدامات المختلف))ة ول))ذا يجب أن تت))وفر وس))يلة تنظيمي))ة‬
‫التخاذ هذه القرارات‪ ،‬وتوجد وسيلتان التخ)اذ ه)ذه الق)رارات هما ‪ :‬جه)از الس)وق ‪،‬‬
‫‪81‬‬

‫تدخل الدولة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬معنى تخصيص الموارد‬
‫يقص))د بتخص))يص الم))وارد االقتص))ادية عملي))ة توزي))ع الم))وارد المادي))ة و البش))رية‬
‫بين األغ) ) ))راض أو الحاج) ) ))ات المختلف) ) ))ة‪ ،‬بغ) ) ))رض تحقي) ) ))ق أعلى مس) ) ))توى ممكن من‬
‫الرفاهية ألفراد المجتمع ‪ .‬و يشمل التخصص العديد من التقسيمات‪:‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ -‬تخصيص الموارد بين القطاع العام و القطاع لخاص‪.‬‬


‫‪ -‬تخصيص الموارد بين سلع اإلنتاج و سلع االستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص الموارد بين االستهالك العام و الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص الموارد بين الخدمات العامة و الخدمات الخاصة‪.‬‬

‫‪ - 81‬سهيل محمود معتوق‪ ،‬أمينة عز الدين عبه اﷲ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪ - 82‬آمال حشيش ‪ ،‬أصول المالية العامة ‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1984 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪-‬‬

‫‪103‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أي أن مش) ) ) ))كلة تخص) ) ) ))يص الم) ) ) ))وارد تتلخص في االختي) ) ) ))ار بين العدي) ) ) ))د من أوج) ) ) ))ه‬
‫التفض ) ))يل‪ ،‬مث ) ))ل التفض ) ))يل بين حاج ) ))ة و أخ ) ))رى أو بين غ ) ))رض و آخ ) ))ر‪ ،‬أو قط ) ))اع‬
‫اقتصادي و آخر‪ ،‬و في جميع األحوال يتضمن االختي))ار التض))حية ببعض الحاج))ة و‬
‫األغراض في سبيل إشباع الحاجات التي تنال تفضيل األفراد ‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫و كم ) ))ا أش ) ))رنا س ) ))ابقﹰا أن هن ) ))اك وس ) ))يلتان التخ ) ))اذ الق ) ))رارات المتعلق ) ))ة بتخص ) ))يص‬
‫الموارد‪.‬‬
‫فالوس) ) ))يلة األولى أي جه) ) ))از الس ) ))وق يميزه) ) ))ا ق ) ))وى الع) ) ))رض والطلب ونظ) ) ))ام الثمن‬
‫المؤسسان على مبدأ س))يادة المس))تهلك واختي))اره‪ ،‬أم))ا الوس))يلة الثاني))ة أي ت))دخل الدول))ة‬
‫فيميزه) ))ا ف) ))رض الض) ))رائب) والقي) ))ام بالنفق) ))ات العام) ))ة وص) ))ياغة السياس) ))ة المالي) ))ة في‬
‫إطارالموازنة العامة‪.‬‬
‫*‬
‫‪ -2-2‬تدخل الدولة لتخصيص الموارد‬
‫من المع ))روف أن جه ))از الس ))وق ق ))د يعج ))ز أحيان ))ا عن تحقي ))ق الكف ))اءة االقتص ))ادية‬
‫المثلى في تخص))يص الم))وارد ذل))ك أن))ه ق))د ت))ؤدي ق))وى الس))وق ل))و ت))ركت وش))أنها إلى‬
‫س ))وء تخص ))يص الم ))وارد إم ))ا بالمبالغ ))ة واإلس ))راف في إنت ))اج الس ))لع الكمالي ))ة وغ ))ير‬
‫الضرورية سعيا وراء الربح أو باإلقالل من إنتاج السلع الضرورية وهنا ي))أتي دور‬
‫السياس))ة المالي))ة في العم))ل على زي))ادة الكف))اءة االقتص))ادية بإع))ادة تخص))يص الم))وارد‬
‫عن طريق تقديم إعانات للوحدات اإلنتاجية التي تقوم بإنتاج السلع المطلوب إنتاجه))ا‬
‫أي حال))ة عج))ز جه))از الس))وق عن توجي))ه الم))وارد إلنت))اج ه))ذه الس))لع كم))ا ق))د تف))رض‬
‫ضرائب على السلع الكمالية‪.‬‬

‫‪ - 83‬رياض الشيخ ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مطابع الدجوى القاهرة ‪ ، 1989 ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪104‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعم))ل السياس ))ة المالي))ة في مج))ال تخص))يص الم ))وارد على حس ))ن توجي))ه وتخص))يص‬
‫الم) ))وارد في الح) ))االت ال) ))تي يالح) ))ظ فيه) ))ا قص) ))ر نظ) ))ر من ج) ))انب األف) ))راد ووح) ))دات‬
‫وتظهر أهمية إعادة تخصيص الموارد في حاالت كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬حالة الموارد ذات األهمية اإلستراتيجية وغير المتجددة كالنفط والغاز؛‬
‫‪ -‬حالة الموارد التي من المتوقع أن تشتد ندرتها في األمد البعيد كالموارد المائية‪،‬‬
‫ويتطلب في مثل هذا الوضع تنظيم إنتاج هذه الموارد وترشيد استهالكها‬
‫بالطريقة التي يراها صانع السياسة االقتصادية عامة و السياسة المالية على وجه‬
‫الخصوص مناسبة‪ ،‬كأن يرفع من أسعار استهالكها إلجبار األفراد على‬
‫االقتصاد في استخدامها وفي نفس الوقت البحث عن بدائلها‪ ،‬ألنه في حالة ترك‬
‫أسعار هذه الموارد منخفضة في الوقت الحاضر ال شك أنه يؤدي إلى اإلسراف‬
‫والتبذير في استخدامها ويؤدي أيضا إلى وقوع كوارث في المستقبل عندما‬
‫ينضب معينها دون توفير البدائل المناسبة ‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من التفصيل حول تخصيص الموارد أنظر‪ :‬س‪NN‬هير محم‪NN‬ود معت‪NN‬وق‪ ،‬أمين‪NN‬ة ع‪NN‬ز ال‪NN‬دين عب‪NN‬د اﷲ‪ ،‬المالية‬
‫العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.310-273‬‬

‫وعن) ) ) ))د الح) ) ) ))ديث عن الس) ) ) ))لع الجماعي) ) ) ))ة يجب أن نف) ) ) ))رق بين اإلنت) ) ) ))اج الع) ) ) ))ام له) ) ) ))ذه‬
‫الس ) ))لعوتوفيرها من ط ) ))رف الحكوم ) ))ة‪ ،‬فق ) ))د تق ) ))وم الدول ) ))ة باإلنت ) ))اج المباش ) ))ر ‪ ،‬ه ) ))ذه‬
‫الس ))لعالجماعية عن طري ))ق المش ))روعات العام ))ة‪ ،‬وق ))د يتم إنت ))اج بعض ))ها في القط ))اع‬
‫الخاصلحس ))اب الدول ))ة فمثال إذا أرادات الدول ))ة توف ))ير خ ))دمات التعليم والعالج فيمكن‬
‫أن تق ))وم ببن ))اء الم ))دارس أو المستش ))فيات عن طري ))ق ش ))ركات القط ))اع الع ))ام أو عن‬
‫طريق شركات القط)اع الخ))اص‪ ،‬حيث تق)وم الدول))ة بتموي))ل توف)ير ه)ذه الس)لع بم)وارد‬
‫الموازنة العامة وتقدمها بدون مقابل أو بأسعار أقل من تكلفة إنتاجها‪.‬‬

‫‪ 84‬رياض الشيخ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬


‫‪-‬‬

‫‪105‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-3‬إجراءات السياسة المالية إلعادة تخصيص الموارد‬


‫هناك إجراءات تساعد على تخصص الم)وارد وتوجيهه)ا إلى المج)االت ال)تي تنف)ق‬
‫وهيك)))ل األولوي)))ات واأله)))داف االقتص)))ادية للدول)))ة‪ ،‬ه ))ذه اإلج ))راءات تش ))مل ك ))ل من‬
‫المنتجين والمستهلكين‪.‬‬
‫بالنسبة للمنتجين‪ :‬هناك إجراءات مالي))ة مختلف)ة كح))وافز مالي))ة لتش)جيع‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمارات الخاصة وأهمها‪:‬‬
‫اإلعف ))اءات الض ))ريبية) على أرب ))اح األعم ))ال في االس ))تثمارات الجدي ))دة‬ ‫‪-‬‬
‫لفترة محدودة؛‬
‫اإلعفاء جزئيا من الضرائب غير المباشرة مثل الرسوم الجمركية؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعف ))اء األرب ))اح المحتج ))زة من الض ))رائب) إذا م ))ا اس ))تثمرت في إنش ))اء‬ ‫‪-‬‬
‫مشاريع جديدة أو تجديدها؛‬
‫تقديم إعانات استثمارية( رأسمالية) للمنشآت الصغيرة؛)‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنفاق الحكومي مثل برامج التدريب والتأهيل والطرق والمواص)الت)‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرها من صنوف اإلنفاق المتعلقة بالبنية األساسية لالقتصاد‪.‬‬
‫بالنسبة للمستهلكين‪ :‬قد تتدخل الدولة من خالل السياسة المالية لصالح‬ ‫‪-‬‬
‫المس ) ))تهلكين‪ ،‬حيث يس ) ))عى المس ) ))تهلكون بطبيع ) ))ة الح ) ))ال للحص ) ))ول على الس ) ))لع ذات‬
‫النوعي ) ))ة الج‪‬ي ) ))دة بأس ) ))عار منخفض ) ))ة وفي نفس ال ) ))وقت يس ) ))عى المنتج ) ))ون إلى ال ) ))بيع‬
‫بأس))عار عالي))ة‪ ،‬يح))دث ه))ذا عن))دما يت))اح لهم ق))در من الس))لطة االحتكاري))ة حيث ت))ؤدي‬
‫ه ))ذه األخ ))يرة في الع ))ادة إلى س ))وء تخص ))يص الم ))وارد عن ))دما ي ))زداد االس ))تغالل من‬
‫ط)رف المنتجين‪ ،‬تت)دخل الدول)ة بوض)ع ح)دود لألس)عار بطريق))ة أو ب)أخرى‪،‬ك))أن تق)وم‬
‫بتحديدأس) ) ) ))عار بعض الس) ) ) ))لع فق) ) ) ))د تك) ) ) ))ون بتكلف) ) ) ))ة إنتاجه) ) ) ))ا وق) ) ) ))د تك) ) ) ))ون أق) ) ) ))ل من‬

‫‪106‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ذل ) ))ك( تدعيماألس ) ))عار) وفي الح ) ))التين ت ) ))دفع الدول ) ))ة للمنتجين إعان ) ))ة مالي ) ))ة ( إعان ) ))ة‬
‫استغالل)‪.‬‬
‫وأخيرا نخلص إلى أ‪ ‬ن السياسة المالية تلعب دورا إيجابي))ا في تخص))يص الم))وارد‬
‫وبالتالي تلعب دورا هاما في تغيير أنماط اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -3‬السياسة المالية ودورها في إعادة توزيع الدخل الوطني‬
‫يتح))دد توزي))ع ال))دخل في ك))ل مجتم))ع بالش))كل الس))ائد لملكي))ة وس))ائل اإلنت))اج‪ ،‬يتحق))ق‬
‫التوزي ))ع بالدرج ))ة األولى لص ))اح أولئ ))ك ال ))ذين يملك ))ون وس ))ائل اإلنت ))اج أي أن عملي ))ة‬
‫توزي))ع ال))دخل تت))أثر بتوزي))ع ملكي))ة عوام))ل اإلنت))اج وق))د ال يك))ون توزي))ع ال))دخل بين‬
‫األفراد عادال من جهة نظر المجتمع‪ .‬وهناك نوعان من توزيع الدخل ‪:‬‬
‫‪85‬‬

‫التوزيع الشخصي للدخل على أفراد المجتمع اإلقتصادي‬ ‫‪-3.1‬‬


‫التوزيع الوظيفي‬ ‫‪-3.1.1‬‬
‫ويقص))د بال))دخل ال))وظيفي ال))دخل ال))ذي تجني))ه عناص))ر اإلنت))اج المختلف))ة أي توزي))ع‬
‫ال)دخل الوط)ني بين مختل)ف عناص)ر اإلنت)اج ويتك)ون من النس)بة المئوي)ة لنص)يب ك)ل‬
‫من األج) ))ور واألرب) ))اح والفوائ) ))د والري) ))ع من ال) ))دخل الوط) ))ني‪ ،‬وج) ))رى الع) ))رف عن) ))د‬
‫اس ))تخدام التوزي ))ع ال ))وظيفي لل ))دخل لدراس ))ة تف ))اوت توزي ))ع ال ))دخل على تقس ))يم عوائ ))د‬
‫اإلنت) ))اج إلى مجموع) ))تين ‪ ،‬تض) ))م األولى األج) ))ور أم) ))ا الثاني) ))ة تض) ))م عوائ) ))د عناص) ))ر‬
‫‪86‬‬

‫اإلنت)اج األخ)رى وتس)مى عوائ)د الملكي)ة‪ .‬ويق)اس التف)اوت في توزي)ع ال)دخل باس)تخدام‬
‫التوزي) ))ع ال) ))وظيفي لل) ))دخل عن طري) ))ق إج) ))راء مقارن) ))ة بين النس) ))بة المئوي) ))ة لنص) ))يب‬
‫إجم) ))الي األج) ))ور من ال) ))دخل الوط) ))ني وبين النس) ))بة المئوي) ))ة لنص) ))يب إجم ))الي عوائ) ))د‬
‫حق))وق الملكي))ة من ال))دخل الوط))ني وي))دل التق))ارب بين النس))بتين على أن التف))اوت في‬
‫توزيع الدخل منخفض والعكس بالعكس‪.‬‬

‫‪ - 85‬عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.459‬‬


‫‪ 86‬سهير محمود معتوق‪ ،‬أمينة عز الدين عبد اﷲ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.250‬‬
‫‪-‬‬

‫‪107‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التوزيع الشخصي للدخل‬ ‫‪-3.1.2‬‬


‫هو توزيع الدخل بين أفراد المجتمع أو بين األس))ر عن)د ك))ل فئ))ة من فئاتال))دخل ثم‬
‫تج))رى مقارن))ة بين النص))يب النس))بي لك))ل مجموع ))ة من األف))راد واألس ))ر عن))دمختلف‬
‫فئ)))ات ال)))دخل من ال)))دخل اإلجم)))الي‪ ،‬وعن)))د الح)))ديث عن التف ))اوت في توزي ))ع ال ))دخل‬
‫وال ))ثروة الوطني ))ة ي ))برز التس ))اؤل عن العوام ))ل ال ))تي تق ))ف وراء التف ))اوت الش ))ديد في‬
‫توزيع الدخل الوطني‪ ،‬هناك أس)باب متع)ددة تق)ف وراء التف)اوت في ال)دخول منه)ا م)ا‬
‫يرج ))ع إلى خص ))ائص إنس ))انية‪ ،‬ومنه ))ا م ))ا يرج ))ع إلى م ))ا يتمخض عن س ))ير العملي ))ة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبصفة عامة هناك عامالن يؤديان إلى التفاوت وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬الفرص المتاحة للفرد وتتمثل في المواهب والقدرات الذهنية والمهارات الجسدية‬
‫لألف))راد باإلض))افة إلى الق))درات الطبيعي))ة الموروث))ة والمكتس))بة وال))ثروة الممنوح))ة‬
‫من الوالدين واألقارب؛‬
‫‪ -2‬التف))اوت في توزي ))ع الق ))وى االقتص))ادية بين فئ ))ات المجتم))ع أي التف ))اوت في تمل))ك‬
‫ال ))ثروات الم ))درة لل ))دخل وال ))تي يملكه ))ا األف ))راد وال يخفى أن الفئ ))ات االقتص ))ادية‬
‫القوي))ة ق))د تك))ون ق))ادرة على توجي))ه الس))لطة إلى خدم))ة مص))الحها جزئي))ا‪ ،‬وهك))ذا‬
‫تعم))ل الق))وانين على ترك))يز ال))ثروة ل))دى فئ))ة معين))ة وتنتق))ل ه))ذه ال))ثروة من جي))ل‬
‫آلخر ومن المعل)وم أن ه)ذا الترك)يز في ال)ثروة ينعكس في ش)كل تف)اوت ش)ديد في‬
‫توزي ))ع ال ))دخل الوط ))ني‪ ،‬وه ))ذه العوام ))ل وغيره ))ا في تحدي ))د نم ))ط توزي ))ع ال ))دخل‬

‫‪108‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الوط) ))ني وال) ))ثروة الوطني) ))ة‪ ،‬وخل) ))ق درج) ))ة من التب) ))اين في المراك) ))ز االجتماعي) ))ة‬
‫واالقتصادية لألفراد وهنا يتس))م ال))دخل بع))دم العدال))ة في توزيع))ه وفي غ))ير ص))الح‬
‫الطبق) ) ))ات العامل) ) ))ة عموم) ) ))ا‪ ،‬وأص) ) ))حاب ال) ) ))دخول الثابت) ) ))ة والمح) ) ))دودة على وج) ) ))ه‬
‫الخص))وص‪ ،‬ومن هن))ا ت))برز أس))باب متع))ددة اجتماعي))ة واقتص))ادية تحتم تقلي))ل ه))ذا‬
‫التف)اوت وذل)ك بإع)ادة توزي)ع ال)دخل الوط)ني ال)تي ينبغي أن تق)وم به)ا الدول)ة ليس‬
‫إرض ) ))اء فق ) ))ط لمتطلب ) ))ات اجتماعي ) ))ة وإ نم ) ))ا أيض ) ))ا لمتطلب ) ))ات االس ) ))تقرار واألمن‬
‫االقتص) ))ادي ومن) ))ه تك) ))ون م) ))بررات إع) ))ادة التوزي) ))ع اجتماعي) ))ة واقتص) ))ادية في آن‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪-2 -3‬كيفية إعادة توزيع‪ $‬الدخل‬


‫يقص ))د بإع ))ادة توزي ))ع ال ))دخل وال ))ثروة إدخ ))ال تع ))ديالت على التوزي ))ع األوليلل ))دخل‬
‫وال))ثروة بغ))رض تقلي))ل التف))اوت في المجتم))ع‪ ،‬ومن هن))ا ف))إن أي سياس))ة مالي))ة تتبعه))ا‬
‫الحكوم))ة يجب أن تقل))ل من التف))اوت‪ ،‬وبش))كل ع))ام أن األدوات المالي))ة ال))تي يمكن أن‬
‫تستخدم من طرف الحكوم)ة إلع)ادة توزي)ع ال)دخل الوط)ني متع)ددة إالﹼ أنه)ا تنظم في‬
‫مجموعات ثالثة‪:‬‬
‫‪ -3-2-1‬تحديد عوائد عناصر اإلنتاج وأثمان السلع والخدمات‬
‫فق ))د تلج ))أ الدول ))ة أحيان ))ا وض ))ع ح))د أدنى لألج ))ور‪ ،‬أو التس ))عير الج ))بري أو زي ))ادة‬
‫أس))عار الس))لع الكمالي))ة وغ))ير الض))رورية‪ )،‬كم))ا تق))وم ب))دعم أس))عار الس))لع الض))رورية)‬
‫المح) ))دودة ال) ))دخل ‪ ،‬أو تق) ))ديم ال) ))دعم لألنش) ))طة اإلنتاجي) ))ة المخصص) ))ة إلنت) ))اج الس) ))لع‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬إعادة توزيع الدخل الوطني باستخدام السياسة الضريبية‪ $‬من جهة ومن‬
‫خالل سياسة اإلنفاق من جهة أخرى‬
‫‪-‬‬

‫‪109‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كأن تلجأ الدولة إلى فرض ض)رائب تص)اعدية على أص)حاب ال)دخول المرتفعة ‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫كذلك يمكن للدولة أن تفرض ضرائب على التركات أن تعيد توزيع ملكية الثروة‪.‬‬
‫ومن خالل النفقات التحويلية وما تقدم))ه الدول)ة من خ)دمات مجاني))ة أو ش)به مجاني)ة‬
‫ألص) ))حاب ال) ))دخول المتدني) ))ة‪ ،‬ال ش) ))ك أن) ))ه يرف) ))ع من ال) ))دخول الحقيقي) ))ة لهم‪ ،‬كم) ))ا أن‬
‫الحكوم))ة تس))تعمل سياس))ة اإلنف))اق الع))ام له))ذا الغ))رض‪ ،‬ألن اإلنف))اق الع))ام ي))ؤدي إلى‬
‫إحداث تعديالت في توزيع الدخل الحقيقي طبقا لما يلي‪:‬‬
‫زيادة اإلنفاق الع)ام على الس)لع والخ)دمات إلش)باع الحاج)ات العام)ة ت)ؤدي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض كمية السلع والخدمات المتاحة إلشباع الحاجات الخاصة؛‬
‫ت))ؤدي السياس))ة المالي))ة من تغي))ير نم))ط توزي))ع ال))دخل الحقيقي من خالل زي))ادة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنف))اق على الخ))دمات االجتماعي))ة ال))تي يس))تفيد منه))ا مح))دودي ال))دخل مم))ا ي))ؤدي إلى‬
‫رفع دخولهم الحقيقية‪.‬‬

‫‪ 87‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208‬‬

‫‪110‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حيث تعمل الضرائب التصاعدية على الدخول الشخصية على الح)د من التف))اوت في‬
‫توزيع الدخل عن طريقين‪:‬‬
‫فهي تقل))ل من م))دى التف))اوت في توزي))ع ال))دخل الص))افي‪ ،‬كم))ا أنه))ا نقص بالت))الي من‬
‫درج))ة ترك))ز ال))ثروات في المس))تقبل وهك))ذا ف))إن الض))رائب التص))اعدية على ال))دخول‬
‫له))ا أثره))ا في تغي))ير نم))ط ملكي))ة الم))وارد إذ أنه))ا تعم))ل على تع))ديل نم))ط الم))دخرات‬
‫أكثر مما تعمل على تعديل نمط االستهالك‪.‬‬
‫‪ -3-2-3‬تكييف نمط ملكية الموارد‬
‫ق) ))د تلج) ))أ الدول) ))ة إلى تغي) ))ير نم) ))ط ملكي) ))ة الم) ))وارد‪ ،‬وذل) ))ك بف) ))رض الض) ))رائب‬
‫التصاعدية على التركات والهبات وعلى ملكية رأس المال‪ ،‬وإ عادة توزيع الملكي))ات‬
‫بين األغنياء والفقراء إما مباشرة أو من خالل اس)تثمار ع))ام ي)ؤدي إلى رف))ع إنتاجي))ة‬
‫رأس الم) ) ))ال البش) ) ))ري للفق) ) ))راء من خالل التعليم الع) ) ))ام مثال أو ب) ) ))رامج الت) ) ))دريب أو‬
‫تحس ))ين الخ ))دمات الص ))حية العام ))ة باإلض ))افة إلى تحس ))ين الخ ))دمات التعليمي ))ة ألبن ))اء‬
‫الفق ))راء م ))ع إتاح ))ة الف ))رص الالزم ))ة إلتم ))ام التعليم بالنس ))بة ألبن ))اء األس ))ر مح ))دودة‬
‫الدخل‪.‬‬
‫وخالص))ة الق))ول أن السياس))ة المالي))ة بش))قيها اإلي))رادي واإلنف))اق تعم))ل على خفض‬
‫التف))اوت في توزي))ع ال))دخل عن طري))ق تقليله))ا للتف))اوت بين ال))دخول القابل))ة لإلنف))اق‪،‬‬
‫ومنه تقلل احتمال تكديس كميات كبيرة من ال))ثروات وال))دخول ل))دى فئ))ات معين))ة من‬
‫أفراد المجتمع دون غيرها‪.‬‬
‫‪ -4‬السياسة المالية ودورها في التنمية‪ $‬االقتصادية‬
‫‪ -4-1‬مفهوم التنمية االقتصادية‬
‫تع) ))رف التنمي) ))ة االقتص) ))ادية‪ ،‬كسياس) ))ة اقتص) ))ادية طويل) ))ة األج) ))ل لتحقي) ))ق النم) ))و‬
‫اإلقتص))ادي ‪ ،‬بأنه))ا عملي))ة ي))زداد بواس))طتها ال))دخل الوط))ني الحقيقي لالقتص))اد خالل‬ ‫‪88‬‬

‫‪ 88‬آمال بكري‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1986 ،‬ص‪.417‬‬


‫‪-‬‬

‫‪111‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ف ))ترة زمني ))ة طويل ))ة‪ ،‬وإ ذا ك ))ان مع ))دل التنمي ))ة أك ))بر من مع ))دل نم ))و الس ))كان‪ ،‬فإ‪ ‬ن‬
‫متوسط دخل الفرد الحقيقي سيرتفع‪.‬‬

‫ويقص ) ))د بعب ) ))ارة( عملي ) ))ة) هن ) ))ا تفاع ) ))ل مجموع ) ))ة ق ) ))وى معين ) ))ة‪ ،‬خالل ف ) ))ترة‬
‫زمنيةطويل))ة‪ ،‬مم))ا ي))ؤدي إلى ح))دوث تغي))يرات جوهري))ة في بعض متغ‪‬ي))رات معين))ة‬
‫فياالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫كم ))ا تع ))رف التنمي ))ة االقتص ))ادية بأنه ))ا إج ))راءات وسياس ))ات وت ))دابير معتم ))دة‬
‫تتمث))ل في تغي))ير بني))ان وهيك))ل االقتص))اد الق))ومي‪ ،‬وته))دف إلى تحقي))ق زي))ادة س))ريعة‬
‫ودائم))ة في متوس))ط ال))دخل الحقيقي ع))بر ف))ترة ممت))دة من ال))زن‪ ،‬وبحيث يس))تفيد منه))ا‬
‫الغالبي ))ة العظمى من األف ))راد ‪ ،‬كم ))ا أ‪ ‬ن هن ))اك تعريف ))ات أخ ))رى منه ))ا‪ :‬أنه ))ا تغي ))ير‬
‫‪89‬‬

‫بني ))اني ينبث ))ق عن دفع ))ة قوي ))ة وذل ))ك على أس ))اس من إس ))تراتيجية مالئمة ‪ ،‬أو أنه ))ا‬
‫‪90‬‬

‫عب))ارة عن تحقي))ق زي))ادة س))ريعة وتراكمي))ة ودائم))ة في ال))دخل الف))ردي الحقيقي ع))بر‬
‫فترة ممتدة من الزمن‪.‬‬
‫من التعريف))ات الس))ابقة يتض))ح أن مض))مون التنمي))ة االقتص))ادية ه))و زي))ادة العناص))ر‬
‫اإلنتاجية المستخدمة في النش))اط االقتص)ادي س))واء عن طري)ق تش))غيل المتعط)ل منه)ا‬
‫ل))دى المجتم))ع أو زي))ادة الكمي))ة المتاح))ة من العناص))ر األك))ثر ن))درة‪ ،‬م))ع رف))ع إنتاجي))ة‬
‫وكف))اءة اس))تخدام ك))ل منه))ا‪ ،‬وذل))ك عن طري))ق إع))ادة توزيعه))ا بين قطاع))ات االقتص))اد‬
‫المختلف))ة بغي))ة اس))تخدامها االس))تخدام األمث))ل أو عن طري))ق إج))راء تغي))يرات جذري))ة‬
‫ت) ) ))رمي في النهاي) ) ))ة إلى التخلص من عالق) ) ))ة التبعي) ) ))ة االقتص) ) ))ادية والسياس) ) ))ة للع) ) ))الم‬
‫الخ))ارجي‪ .‬ولإلش))ارة ف))إن التنمي))ة االقتص))ادية في ح‪‬د ذاته))ا ليس))ت مش))كلة ذات بع))د‬
‫اقتصادي فقط‪ ،‬ب)ل هي ظ)اهرة عادي)ة ذات أبع)اد متع)ددة سياس)ية‪ ،‬اجتماعي)ة‪ ،‬ثقافي)ة‪،‬‬
‫إداري ))ة‪ ،‬ل ))ذلك يفض ))ل الكث ))ير من أص ))حاب الفك ))ر االقتص ))ادي اعتب ))ار التنمي ))ة إج ))راء‬

‫‪ - 89‬علي لطفي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.185‬‬
‫‪ 90‬محمد زآي شافعي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1980 ،‬ص‪.77‬‬

‫‪112‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تغي ))يرات جذري ))ة في الهياك ))ل والنظم السياس ))ية واإلداري ))ة جنب ))ا إلى جنب م ))ع زي ))ادة‬
‫مع)دالت النم))و االقتص))ادي وتحقي)ق العدال))ة في توزي))ع ال)دخل الوط))ني ومن))ه الخ)روج‬
‫من دائرة التخلف‪.‬‬

‫‪ -4-2‬مصادر تمويل‪ $‬التنمية‪ $‬االقتصادية‬


‫تقتض ))ي التنمي ))ة االقتص ))ادية توف ))ير الم ))وارد المالي ))ة الالزم ))ة للتنمي ))ة وتلعب السياس ))ة‬
‫المالي)ة وخاص)ة في ال)دول النامي)ة‪ ،‬دورا هام)ا في تعبئ)ة الم)وارد الرأس)مالية الالزم)ة‬
‫لتموي))ل التنمي))ة‪ ،‬وزي))ادة مس))توى النش))اط االقتص))ادي للمجتم))ع‪ ،‬وتس))تخدم الدول))ة ك))ل‬
‫الوس))ائل واإلمكاني))ات لتوف))ير الم))ال الالزم للوص))ول) إلى ه))ذا اله))دف‪ ،‬وترج))ع أهمي))ة‬
‫السياس ))ة المالي ))ة في توف ))ير ه ))ذه الم ))وارد إلى قي ))ام الدول ))ة ب ))دور رئيس ))ي في إح ))داث‬
‫التنمي ))ة من خالل ال ))برامج والخط ))ط ال ))تي تتبناه ))ا وال ))تي أص ))بحت تق ))ع على عاتقه ))ا‬
‫باإلض) ))افة إلى ض) ))خامة االحتياج) ))ات الرأس) ))مالية الالزم) ))ة لتمويله) ))ا كم) ))ا أن ض) ))عف‬
‫االدخ) ))ار الخ) ))اص م) ))ع س) ))وء اس) ))تخدامه‪ ،‬وارتف) ))اع المي) ))ل الح) ))دي لالس) ))تهالك بس) ))بب‬
‫ض ))عف مس ))توى المعيش ))ة ونقص درج ))ة اإلش ))باع االس ))تهالكي ومحاك ))اة بعض فئ ))ات‬
‫المجتم))ع نم))اذج االس))تهالك ال))ترفي الس))ائد في ال))دول المتقدم))ة‪ ،‬م))ا ي))ترتب على أث))ر‬
‫التقليد من انتقال أنم)اط اس)تهالكية غ)ير مألوف)ة ل)دى المجتم)ع وليس)ت في ق)درة الق)وة‬
‫الش ))رائية لغالبي ))ة المجتم ))ع مم ))ا يلقي عبئ ))ا على الدول ))ة والسياس ))ة المالي ))ة على وج ))ه‬
‫الخص ))وص ‪ .‬ومن أج ))ل التخلص من التبعي ))ة االقتص ))ادية والسياس ))ية وكس ))ر دوائ ))ر‬ ‫‪91‬‬

‫الفق ))ر والخ ))روج من دائ ))رة التخل ))ف يس ))تلزم على الدول ))ة القي ))ام بوض ))ع وتنفي ))ذ خط ))ط‬
‫‪ - 91‬عبد الحميد القاضي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331‬‬
‫‪-‬‬

‫‪113‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إنمائي))ة متكامل))ة‪ ،‬وتوف))ير الم))وارد المالي))ة الالزم))ة لتمويله))ا‪ ،‬والقي))ام به))ذه المجه))ودات‬
‫التنموية يتطلب انتهاج سياسة مالية فعالة لتعبئة الم))وارد وتنمي))ة الم))دخرات الخاص))ة‬
‫ورفع القدرة االدخارية ومنه توجيهها لتمويل برامج التنمية‪.‬‬
‫مم)))ا س)))بق يمكن الق)))ول أن السياس)))ة المالي)))ة يجب أن تتج ))ه في المق ))ام األول نح ))و‬
‫تحقيق هدفين أساسية وهما‪:‬‬
‫‪ -‬تعبئة الموارد المالية لتمويل االستثمارات االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫‪ -‬قيامها بدور توجيهي من خالل ما تقدمه من حوافز وضمانات مالية للجهود‬
‫الخاصة ومن خالل تحسين دوافع العمل واالستثمار ‪.‬‬
‫‪92‬‬

‫‪ - 92‬محمد مبارك حجير‪ ،‬السياسة المالية والنقدية لخطط التنمية اإلقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية للطباع‪N‬ة والنش‪N‬ر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪114‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتتعدد مصادر التمويل وتتنوع وعادة تنقسم إلى مصادر داخلية( ادخار‪،‬ضرائب‪)،‬‬
‫اإلصدار النقدي‪...‬الخ)‪ ،‬وأخرى خارجي))ة( ق))روض‪ ،‬هب))ات‪ ،‬اس))تثماراتأجنبية‪...‬الخ)‪،‬‬
‫ونرك))ز الح))ديث على مص))ادر التموي))ل الداخلي))ة على اعتب))ار أنالسياس))ة المالي))ة تلعب‬
‫دورا كب) ))يرا في توف) ))ير ه) ))ذه الم) ))وارد وتوجيهه) ))ا نح) ))و االس) ))تخدامات المختلف) ))ة وفق) ))ا‬
‫لألولويات التي يضعها المخطط االقتصادي وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -4-2-1‬االدخار‬
‫يع ) ))رف بأن ) ))ه ذل ) ))ك الج ) ))زء من ال ) ))دخل ال ) ))ذي ال ينف ) ))ق على الس ) ))لع االس ) ))تهالكية‬
‫والخدمات‪ ،‬أو هو الفرق بين الدخل الجاري واإلنفاق الجاري ‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫كم ) ))ا يعرف ) ))ه البعض أيض ) ))ا بأن ) ))ه الج ) ))زء من ال ) ))دخل ال ) ))ذي ال ينف ) ))ق وال يخص ) ))ص‬
‫لإلكتناز ‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫ومن المع ) ))روف أن ق ) ))درة ال ) ))دول المتخلف ) ))ة على تك ) ))وين االدخ ) ))ار ق ) ))درة مح ) ))دودة‬
‫والسبب في ذل))ك ه))و انخف))اض ال))دخل الق))ومي بص))ورة يخص))ص معه))ا الج))زء األك))بر‬
‫لالستهالك ‪ ،‬كما يضاعف من مشكلة االدخار في البالد المتخلفة ع))دم وج))ود أوعي))ة‬ ‫‪95‬‬

‫ادخاري ))ة متع ))ددة لحم ))ل األف ))راد على االدخ ))ار‪ ،‬أو لتجمي ))ع الم ))دخرات وع ))دم وج ))ود‬
‫سوق لألوراق المالية أو سوق نقدية منتظمة وواسعة لتشجيع المدخرات‪.‬‬
‫ويمكن للسياس) ))ة المالي) ))ة أن تس) ))اعد في تك) ))وين االدخ) ))ار بتعبئ) ))ة االدخ) ))ار االختي) ))اري‬
‫واإلجباري‪ ،‬ففي حالة االدخار االختياري يمكن إتباع السياسة المالية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مي))ل السياس))ة المالي))ة إلى ف))رض الض))رائب) على ال))دخول المخصص))ة لالس))تهالك‬
‫ي ) ))ؤدي إلى تخفيض االس ) ))تهالك بينم ) ))ا ف ) ))رض الض ) ))رائب) على ال ) ))دخول المخصص ) ))ة‬

‫‪ - 93‬عبد الحميد القاضي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331‬‬


‫‪ - 94‬حمدية زهران‪ ،‬التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،1982 ،‬ص‪.275‬‬
‫‪ - 95‬رفعت المحجوب‪ ،‬السياسة المالية والتنمية االقتصادية‪ ،‬معهد الدراسات العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫نشر‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪115‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لالدخ ) ))ار ي ) ))ؤدي إلى زيادت ) ))ه كم ) ))ا أن تخفيض الض ) ))رائب) على الترك ) ))ات ي ) ))ؤدي إلى‬
‫تش))جيع االدخ))ار ‪ ،‬حث المش))روعات على ع))دم توزي))ع ج))زء من أرباحه))ا واس))تخدامه‬
‫كاحتي ))اطي يس ))اهم في تموي ))ل مش ))روعات جدي ))دة‪ ،‬أو التوس ))ع في أعمال ))ه وذل ))ك عن‬
‫طري ) ) ))ق إعف ) ) ))اء الج ) ) ))زء من األرب ) ) ))اح ال ) ) ))تي يع ) ) ))اد اس ) ) ))تثمارها( األرب ) ) ))اح الخاض ) ) ))عة‬
‫لضرائبمخفضة)‪.‬‬
‫أم ))ا بالنس ))بة لالدخ ))ار اإلجب ))اري وال ))ذي يتم في ص ))ورة س ))حب م ))ؤقت أو نه ))ائيمن‬
‫ص ))احب اإلي ))راد‪ ،‬ويمكن للسياس ))ة المالي ))ة أن تس ))اهم في تش ))جيع تكوين ))ه عن طري ))ق‬
‫ف) ))رض ض) ))رائب جدي) ))دة أو زي) ))ادة مع) ))دالت الض) ))رائب الحالي) ))ة‪ ،‬أو ط) ))رح ق) ))روض‬
‫إجباري ))ة أو س ))ن ق ))انون من ط ))رف الدول ))ة يل ))زم الش ))ركة بتج ))نيب نس ))بة من األرب ))اح‬
‫لتك ))وين احتي ))اطي( االحتي ))اطي الق ))انوني)‪ ،‬أو اقتط ))اع ج ))زء من ال ))دخول أو ال ))ثروات‬
‫الخاصة على أن ترد بعد فترة زمنية محددة‪.‬‬
‫ويمكن التفرق) ))ة بين أن) ))واع االدخ) ))ار على أس) ))اس مص) ))ادر تكوين) ))ه‪ ،‬فهن) ))اك ادخ) ))ار‬
‫ع))ائلي‪ ،‬وادخ))ار القط))اع الحك))ومي‪ ،‬وادخ))ار قط))اع األعم))ال‪ ،‬ونه))دف من وراء ه))ذا‬
‫التقس) ))يم إلى معرف) ))ة أنس) ))ب األس) ))اليب ال) ))تي تتبعه) ))ا السياس) ))ة المالي) ))ة للحص) ))ول على‬
‫م ) ))دخرات يمكن اس ) ))تخدامها لتموي ) ))ل التنمي ) ))ة االقتص ) ))ادية‪ ،‬وهن ) ))اك مص ) ))ادر داخلي ) ))ة‬
‫وأخرى خارجية‪:‬‬
‫‪-1 -4-2-1‬م))دخرات القط))اع الع))ائلي‪ :‬إن م))دخرات ه))ذا القط))اع تتح))دد بمجموع))ة‬
‫من العوام ))ل الشخص ))ية والموض ))وعية‪ )،‬فمن العوام ))ل الموض ))وعية نج ))د حجم ال ))دخل‬
‫الوط ))ني‪ ،‬وش ))كل توزيع ))ه‪ ،‬فالزي ))ادة في ال ))دخل الوط ))ني‪ ،‬وزي ))ادة نص ))يب الف ))رد من ))ه‬
‫ينعكس ذل ))ك في زي ))ادة مق ))درة الف ))رد على االدخ ))ار‪ ،‬كم ))ا أن التغ ))يرات في مس ))تويات‬
‫األجور الحقيقية واألس)عار والتغ))يرات في السياس)ة الض)ريبية ك))ل ه)ذه العوام)ل تح)دد‬

‫‪116‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلى ح‪‬د كب ))ير حجم م ))دخرات األف)))راد ‪ ،‬وله)))ذا على الدول ))ة أن تحف ))ز األف ))راد على‬
‫‪96‬‬

‫االدخ) ))ار وت) ))وجيههم إلى االس) ))تثمار المج) ))دي ض) ))من خط) ))ط التنمي) ))ة الش) ))املة‪ ،‬وع) ))دم‬
‫التوجه نحو اإلنفاق االستهالكي على السلع الكمالية‪.‬‬
‫وتتم))يز البل))دان المتخلف))ة بانخف))اض ال))دخل الوط))ني وبالت))الي انخف))اض نص))يب‬
‫متوسط الفرد منه‪ ،‬هذا باإلضافة إلى سوء توزيع ال)دخل الوط)ني بين أف)راد المجتم)ع‬
‫وهذا من شانه يضعف المقدرة االدخارية لدى األفراد‪ ،‬ومما يزيد األمر سوءا اتج))اه‬
‫أصحاب الدخول المرتفعة إلى تقليد األنماط االستهالكية في الدول المتقدمة والتوس)ع‬
‫في اإلنف))اق ال))ترفي‪ ،‬كم))ا أن انتش))ار ه))ذه األنم))اط االس))تهالكية ل))دى فئ))ةاألغنياء ينتق))ل‬
‫تدريجيا عن طريق المحاكاة إلى الفئات األخرى األقل دخال‪،‬وبالتالي يخصص جزء‬
‫كب ))ير من م ))وارد العمل ))ة الص ))عبة الس ))تيراد الس ))لع ال ))تي تش ))بعرغبة ه ))ذه الفئ ))ات‪ ،‬ه ))ذا‬
‫باإلض ))افة إلى افتق ))ار ه ))ذه ال ))دول إلى أس ))واق ومؤسس ))ات منظم ))ة ك ))ل ه ))ذه العوام ))ل‬
‫تجعل هذه المجتمعات تتسم بضآلة مدخرات هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -2 -2-1 -3‬مدخرات قطاع األعمال‪ :‬تتوق))ف م))دخرات ه))ذا القط))اع على أهميت))ه‬
‫النس ) ))بية في االقتص ) ))اد الوط ) ))ني‪ ،‬ففي حال ) ))ة ال ) ))دول الرأس ) ))مالية يتع ) ))اظم دور قط ) ))اع‬
‫اإلعمال‪ ،‬ومنه تزيد مدخرات هذا القطاع‪ ،‬كما أن مدخرات هذا األخير تتوقف على‬
‫طبيع))ة السياس))ة المالي))ة ال))تي تتبعه))ا الدول))ة في ف))رض الض))رائب‪ ،‬فتس))تطيع الدول))ة أن‬
‫تزي ))د من ادخ ))ار ه ))ذا القط ))اع بتخفيض الض ))رائب) المفروض ))ة علي ))ه‪ ،‬كم ))ا أن إعف ))اء‬
‫ج ))زء أو ك ))ل األرب ))اح غ ))ير الموزع ))ة واالحتياج ))ات المختلف ))ة ال ))تي يع ))اد اس ))تثمارها‬
‫تساهم في رفع حجم مدخرات هذا القطاع‪.‬‬

‫‪ - 96‬محمد مبارك حجر‪ ،‬السياسة المالية والنقدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪117‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3 -2-1 -3‬م) ))دخرات القط) ))اع الحك) ))ومي‪ :‬تنش) ))أ ه) ))ذه الم) ))دخرات نتيج) ))ة زي) ))ادة‬
‫اإلي))رادات عن النفق))ات‪ ،‬إم))ا بس))بب ثب))ات اإلي))رادات وض))بط النفق))ات الجاري))ة‪ ،‬وإ م))ا‬
‫بزي ))ادة اإلي ))رادات وتث ))بيت النفق ))ات أو زي ))ادة اإلي ))رادات وتخفيض حجم النفق ))ات‪ ،‬أي‬
‫إيج))اد عالق))ة تبادي))ة بين زي))ادة اإلي))رادات وتخفيض النفق))ات وبالت))الي بإمك))ان السياس))ة‬
‫المالي ) ))ة المس ) ))اهمة في توف ) ))ير م ) ))دخرات ه ) ))ذا القط ) ))اع عن طري ) ))ق زي ) ))ادة إي ) ))رادات‬
‫الضرائب والرسوم‪ ،‬غير أن المالحظ أن مدخرات هذا القطاع ض))ئيلة نظ))را لتزاي))د‬
‫حجم النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬القروض الداخلية‬
‫تشتمل القروض الداخلي)ة على ق)روض قص)يرة األج)ل وتص)در لمواجه)ة ظ)روف‬
‫مؤقت))ة أي االق))تراض الحقيقي الن))اجم عن االدخ))ار االختي))اري ال االدخ))ار اإلجب))اري‬
‫في أذون) ))ات الخزين) ))ة أو س) ))ندات التنمية ‪ .‬وينبغي اس) ))تعمال ه) ))ذه الق) ))روض لتموي) ))ل‬
‫‪97‬‬

‫المش ))روعات ال ))تي تحق ))ق ربح ))ا في وقت مناس ))ب ح ))تى يمكن اس ))تخدام ه ))ذهاألرباح‬
‫لخدمة الدين وفوائده ‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫والج)))دير بال)))ذكر أن الق)))روض الداخلي)))ة على عكس الق ))روض الخارجي ))ة ففي ))النوع‬
‫األول ال ت))ترتب أعب))اء حقيقي))ة على الم))وارد الوطني))ة‪ ،‬فخدم))ة ال))دين ال تتطلب س))وى‬
‫تحوي ))ل ال ))دخول من بعض األف ))راد إلى البعض اآلخ ))ر في المجتم ))ع‪ ،‬أم ))ا عن طري ))ق‬
‫اإلص))دار النق))دي الجدي))د( التموي))ل التض))خمي) فيقص))د ب))ه إص))دار نق))ود جدي))دة توج))ه‬
‫نح ))و اإلنف ))اق على مش ))روعات التنمي ))ة دون أن يك ))ون له ))ذه الق ))وة الش ))رائية الجدي ))دة‬
‫مقاب)))ل موج)))ود في االقتص)))اد من س)))لع وخ)))دمات ‪ .‬وي ))رى البعض أن إص ))دار نق ))ود‬
‫‪99‬‬

‫‪ 97‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207‬‬


‫‪ - 98‬رياض الشيخ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ - 99‬آمال بكري‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.445‬‬

‫‪118‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جدي ))دة وس ))يلة لتموي ))ل التنمي ))ة االقتص ))ادية تس ))مح بمعالج ))ة ض ))عف النظ ))ام الض ))ريبي‬
‫وهؤالء يقدمون مبررات لاللتجاء إلى التضخم منها ‪:‬‬
‫‪100‬‬

‫أ‪-‬إنه يعتبر حافز على االستثمار‪ ،‬وذلك أن ارتف))اع األس))عار ي))ؤدي إلى زي))ادة أرب))اح‬
‫المنظمين‪ ،‬ومن ))ه التوس ))ع في االس ))تثمار وظه ))ور ف ))رص جدي ))دة لالس ))تثمار وه ))و من‬
‫ناحية أخرى يؤدي إلى توزيع الدخول في ص)الح أص)حاب ال)دخول المرتفع)ة وزي)ادة‬
‫مدخراتهم الرتفاع ميلهم الحدي لالدخ)ار‪ ،‬إالﹼ أ‪ ‬ن ه)ذا الم)برر ض)عيف ب)ل ق)د يك)ون‬
‫خطر‪ ،‬حيث أنه ال يكون حافزا لالستثمار أل‪ ‬ن ما يعوق االس)تثمار ه))و ع)دم وج))ود‬
‫طلب ك) ))افي كم) ))ا أن) ))ه ليس ص) ))حيحا أ‪ ‬ن إع) ))ادة التوزي) ))ع لص) ))الح ال) ))دخول المرتفع) ))ة‬
‫يترتب عليه زي))ادة االدخ)ار فالزي))ادة في ال))دخول المرتفع))ة ت))ؤدي إلى زي))ادة اس))تهالك‬
‫الس))لع الكمالي))ة ال))تي تس))تورد معظمه))ا مم))ا ي))ؤدي إلى اإلخالل بم))يزان الم))دفوعات ‪،‬‬
‫‪101‬‬

‫باإلض))افة إلى أن))ه يض))ر ض))ررا بالغ))ا بأص))حاب ال))دخول الثابت))ة والمح))دودة وبالت))الي‬
‫يتن) ))افى م) ))ع ه) ))دف العدال) ))ة االجتماعي) ))ة وي) ))ؤدي إلى س) ))وء توزي) ))ع وتوجي) ))ه الم) ))وارد‬
‫الوطني))ة إذ يش))جع على المض))اربة في األص))ول الحقيقي))ة كالعق))ارات وتخ))زين الس))لع‪،‬‬
‫وفي أس))واق س))عر الص))رف‪ ،‬وبالت))الي تتح))ول الم))وارد بعي))دا عن مج))االت االس))تثمار‬
‫الالزمة للتنمية ‪.‬‬
‫‪102‬‬

‫ب‪ -‬اس ) ) ))تخدام سياس ) ) ))ة التموي ) ) ))ل التض ) ) ))خمي بق ) ) ))در مقب ) ) ))ول لتش ) ) ))جيع التنمي ) ) ))ة يكفي‬
‫تشجيعالمنض))مين‪ )،‬ويح))ول دون الخس))ائر ال))تي ق))د تتع))رض له))ا بعض المش))روعات‪،‬‬
‫واليخش ))ى في نظ ))رهم تح ))ول التض ))خم المعت ))دل إلى تض ))خم طلي ))ق‪ ،‬طالم ))ا ك ))ان في‬

‫‪ - 100‬باهر محمد غنم‪ ،‬المالية العامة ومبادئ اإلقتصاد المالي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص‪.315‬‬
‫‪ - 101‬باهر محمد علنم‪ ،‬المالية العامة ومبادئ التسويق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪ - 102‬حمدية زهران‪ ،‬التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.312‬‬

‫‪119‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وسعالسلطات الحكومية اإلشراف على زيادة ع))رض النق))ود والس))يطرة على الم))وارد‬
‫قبل أن تتجاوز األسعار نقطة الخطر‪ .‬والجدير بالذكر أن خط))ورة الق))وى التض))خمية‬
‫تتوقف على عاملين‪:‬‬
‫األول‪ :‬درج ))ة مرون ))ة ع ))رض س ))لع االس ))تهالك‪ ،‬ومن خص ))ائص الع ))رض في‬ ‫‪-‬‬
‫الدول المتخلفة أنه ضعيف المرونة بصفة عامة ؛‬
‫الث))اني‪ :‬م))دى ق))وة النقاب))ات العمالي))ة وغيره))ا من الكيان))ات االجتماعي))ة ال))تي ق))د‬ ‫‪-‬‬
‫تحوز قدرا من النفوذ السياسي يمكنها من رفع األجور والدخول‪.‬‬
‫ونخلص في األخ))ير أن سياس))ة التموي))ل التض))خمي يك))ون أثره))ا مح))دودا للغاي))ة في‬
‫التوس ))ع في االس ))تثمار وخل ))ق ف ))رص جدي ))دة والنتيج ))ة النهائي ))ة هي ارتف ))اع مس ))توى‬
‫األسعار‪.‬‬
‫‪ -3-2-3‬مصادر التمويل الخارجية‬
‫في حالة عجز المدخرات المحلية عن توفير رأس مال كاف لتموي))ل االس))تثمارات‬
‫المطلوب))ة لض))مان تحقي))ق مع))دل مناس))ب للتنمي))ة كم))ا أ‪ ‬ن االن))دفاع في تي))ار التموي))ل‬
‫التضخمي البد وأن ينجم عنه في النهاي)ة مت)اعب وص)عوبات ق)د تف)وق عملي)ة التنمي)ة‬
‫ذاته) ))ا‪ ،‬وله) ))ذا أو ذاك يب) ))دو أن اس) ))تيراد رأس الم) ))ال األجن) ))بي ه) ))و الطري) ))ق الوحي) ))د‬
‫للخروج من هذا المأزق وتسهيل إنجاز عملية التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫ورأس الم))ال المس))تورد يعت))بر خصوص))ا نافع))ا لتموي))ل الج))زء من برن))امج التنمي))ة‬
‫ال ) ))ذي يحت ) ))اج إلى النق ) ))د األجن ) ))بي مث ) ))ل م ) ))دفوعات عن إي ) ))رادات المع ) ))دات واآلالت‬
‫وخاصة عندما تكون حصيلة الصادرات غير كافية لهذا‪ .‬ومنه فرأس المال األجنبي‬
‫إنم ))ا يلعب دورا مس ))اعدا ق ))د تك ))ون ل ))ه أهميت ))ه بحيث يس ))هل الموق ))ف بص ))فة خاص ))ة‬
‫خالل مرحل))ة االنطالق وك))ذلك خالل المرحل))ة المبك))رة من النم))و التلق))ائي ال))ذي ي))دفع‬

‫‪120‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نفس ))ه بنفس ))ه أين تك ))ون الحاج ))ة ماس ))ة إلى اآلالت والمع ))دات والم ))واد الخ ))ام وبعض‬
‫السلع االستهالكية‪ ،‬في حين أن المش))روعات ال تك))ون ق))د أص))بحت ق))ادرة على إنت))اج‬
‫م ))ا يكفي من أج ))ل التص ))دير وفي مث ))ل ه ))ذه الف ))ترة االنتقالي ))ة تك ))ون المعون ))ةمن رأس‬
‫المال األجنبي ذات أهمية عظيمة‪.‬‬
‫له ))ذا تعت ))بر الكيفي ))ة ال ))تي يمكن به ))ا الحص ))ول على رأس الم ))ال من الدوالألجنبي ))ة‬
‫لتموي))ل التنمي))ة االقتص))ادية مس))ألة ذات أهمي))ة جوهري))ة‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن رؤوس األم))وال‬
‫األجنبي ))ة ال ))تي تس ))تفيد منه ))ا دول ))ة م ))ا لتموي ))ل تنميته ))ا االقتص ))ادية يمكن أن ت ))أتي من‬
‫حكومة أجنبية أو منظمات دولية مكونة خصيصا لهذا الغرض‪.‬‬
‫رغم أهمية رأس المال األجنبي وخاص))ة للبالد المتخلف))ة غ)ير أن))ه هن)اك اتف))اق ع))ام‬
‫على أن التنمي) ))ة المس) ))تقرة القوي) ))ة ال يمكن أن تعتم) ))د أساس) ))ا على ت) ))دفق رأس الم) ))ال‬
‫األجنبي‪ ،‬فالتنمية يجب أن تقوم على موارد متولدة بواس))طة االقتص))اد الوط))ني ذات))ه‪،‬‬
‫ورأس المال األجن)بي يجب أال يك))ون س)وى مكم))ل فق)ط للم)وارد المحلي))ة وليس ب))ديال‬
‫عنه) ))ا‪ ،‬أل‪ ‬ن التموي) ))ل األجن) ))بي ال يمكن أن يس) ))تمر إلى م) ))ا ال نهاي) ))ة فق) ))د يط) ))رأ من‬
‫الظروف ما يؤدي إلى نقصانه أو توقفه أحيانا كنشوب ح))رب مثال وله))ذا يجب على‬
‫االدخ))ار الوط))ني في ه))ذه الحال))ة أن تك))ون لدي))ه الق))درة على أن يح))ل مح))ل التموي))ل‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫لك) ))ل ه) ))ذه األس) ))باب يجب على ال) ))دول النامي) ))ة ومنه) ))ا الجزائ) ))ر في مج) ))ال التموي) ))ل‬
‫الخ)))ارجي أن تعتم)))د على موارده)))ا الخاص)))ة وفي س ))بيل ذل ))ك عليه ))ا أن تعم ))ل على‬
‫زي) ))ادة ص) ))ادراتها وتوس) ))يع أس) ))واق منتجاته) ))ا وتنوي) ))ع ه) ))ذه الص) ))ادرات ح) ))تى تواج) ))ه‬
‫بصادراتها الجزء األكبر من احتياجاتها من الواردات من السلع الرأسمالية الالزمة‬
‫للتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫م) ) ) ))ا يمكن استخالص) ) ) ))ه مم) ) ) ))ا س) ) ) ))بق ه) ) ) ))و أ‪ ‬ن موض) ) ) ))وع ت) ) ) ))دخل الدول) ) ) ))ة في‬
‫أ‪‬‬ ‫الحياةاالقتصادية م‪ ‬ر بعدة مراحل اختل))ف ه))ذا ال))دور في ك))ل مرحل))ة منه))ا‪ ،‬حيث‬
‫ن االتجاهالع))ام في مس))ار ه))ذه المراح))ل ك))ان زي))ادة دور الدول))ة وت))دخلها في النش))اط‬
‫االقتصادي لما تملكه من إمكانيات مالية ومؤسسية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تط‪‬ور دور الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي انعكس على السياس))ة المالي))ة ال))تي‬
‫عرفت هي األخرى تطورا كبيرا‪.‬‬
‫ففي الفك))ر الكالس))يكي ك))انت السياس))ة المالي))ة محا‪‬ي))دة‪ ،‬ش))أنها في ذل))ك ش))أن الفك))ر‬
‫الذي تعمل من خالله ول)ذلك ك)انت تمت)د لتش))مل مراف)ق مح))دودة ومع)دودة‪ ،‬أم)ا الفك))ر‬
‫المعاص ))ر فق ))د أص ))بحت السياس ))ة المالي ))ة متدخل ))ة في كاف ))ة المج ))االت‪ ،‬وذل ))ك بس ))بب‬
‫التط) ))ورات االقتص) ))ادية واإليديولوجي) ))ة واألح) ))داث المتع) ))ددة ال) ))تي أج) ))برت السياس) ))ة‬
‫المالية على التخلي عن مفهوم الحياد‪.‬‬
‫تلعب السياس) ) ))ة المالي) ) ))ة دورا كب) ) ))يرا في مختل) ) ))ف النظم االقتص) ) ))ادية‪ ،‬ففي النظ) ) ))ام‬
‫االشتراكي تسعى إلى تحقيق التنمية االقتصادية في حين تتج))ه في النظ))ام الرأس))مالي‬

‫‪122‬‬
‫مفهوم السياسة المالية وتطورها‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلى تحقيق االستقرار أل‪ ‬ن تدخل الدول في هذا النظ))ام أق))ل من))ه نوع))ا م))ا في النظ))ام‬
‫األول غ ))ير أنﹼه يمكن الق ))ول أ‪ ‬ن السياس ))ة المالي ))ة في كال النظ ))امين وجه ))ان لعمل ))ة‬
‫واحدة وهو تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية المرغوبة‪.‬‬
‫ومن) ))ه نج) ))د أ‪ ‬ن السياس) ))ة المالي) ))ة المعاص) ))رة ق) ))د ش) ))هدت تط‪‬ورات جوهري) ))ة أين‬
‫أص) ) ))بحت أداة الدول) ) ))ة لتوجي) ) ))ه اإلنت) ) ))اج واإلش) ) ))راف على النش) ) ))اط االقتص) ) ))ادي دون‬
‫تعرضه لمراحل الكساد والرواج التي تعصف به بين الحين واآلخر‪.‬‬
‫وأخيرا أ‪ ‬ن مصطلح السياسة المالية كان وال يزال محطة أنظار المهتمين بالحياة‬
‫االقتصادية كونها من أدوات الدولة للتدخل والتحكم وكذا التوجي))ه لمختل))ف قطاعاته))ا‬
‫به) ) ) ))دف تحقي) ) ) ))ق الت) ) ) ))وازن على المس) ) ) ))توى ال) ) ) ))داخلي والخ) ) ) ))ارجي ومن ثم الت) ) ) ))وازن‬
‫االقتصادي العام‪.‬‬
‫وهن))ا نتس))اءل م))ا المقص))ود ب))التوازن عام))ة واالقتص))ادي خاص))ة ؟ وه))ذا م))ا نح))اول‬
‫التعرف عنه في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفص ـ ـ ـل الثاني‪:‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‬
‫لق))د توس))ع إط))ار الت))وازن ولم يبقى توازت))ا للنفق))ات واإلي))رادات في موازن))ة الدول))ة العام))ة‬
‫يقتص))ر على إقام))ة معادل))ة متعادل))ة بين النفق))ات اإلداري))ة الالزم))ة لتس))يير مص))الح الدول))ة من‬
‫جه))ة وبين اإلي))رادات الض))ريبية من جه))ة أخ))رى‪ ،‬وإ نم))ا يش))مل عناص))ر أهم وأك))بر‪ ،‬كم))ا أن))ه‬
‫ليس توازنا رقميا بل هو كيفي ينظر إلى النوع باإلضافة الكم‪.‬‬
‫إن شرط التوازن بالنسبة لالقتصاد الوطني يتمثل في تحقيق تع))ادل بين الطلب الكلي‬
‫والعرض الكلي في ضوء الضغوطات االقتصادية المتاحة كم)ا أن الت)وازن الكلي ه)ذا يعت)بر‬
‫محص ) ))لة لتوازن ) ))ات جزئي ) ))ة تتفاع ) ))ل فيم ) ))ا بينه ) ))ا والمتمثل ) ))ة في األس ) ))واق الس ) ))لعية والنقدي ) ))ة‬
‫والعمالية‪ ،‬والتي يتم الربط والتنسيق بينهما في إطار السياسة االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن نظري))ة الت))وازن االقتص))ادي وس))يلة فعال))ة ال غ))نى عنه))ا في تص))ميم‬
‫النم ))اذج وتحلي ))ل الظ ))واهر االقتص ))ادية من جه ))ة باإلض ))افة إلى ق ))درتها على تحدي ))د المج ))ال‬
‫المناسب إلحداث الدفعة القوية ومتابعتها وتوجيهها على أفضل وجه من جهة أخرى‪.‬‬
‫ل) ))ذا أص) ))بح على السياس) ))ة المالي) ))ة أن ت) ))وازن مالي) ))ة الدول) ))ة بم) ))ا يتف) ))ق ويتالءم م) ))ع ت) ))وازن‬
‫االقتصاد الوط))ني كم))ا أص)بح الت)وازن متع)دد الوج))ه‪ ،‬ت)زداد أنواع)ه كلم)ا اتجهن)ا من النظري))ة‬
‫الكمية للتوازن إلى النظرية النوعية له‪.‬‬
‫وعليه سنتناول في هذا الفصل موضوع التوازن) االقتصادي من خالل المباحث‬
‫التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الت) ) ) ) ) ))وازن في الفك) ) ) ) ) ))ر االقتص) ) ) ) ) ))ادي؛‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن الكلي في النظام االقتصادي؛‬

‫‪125‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬العالقة بين التوازن المالي للموازنة العامة و التوازن االقتص))ادي؛‬


‫المبحث الرابع‪ :‬أهمية نظرية التوازن االقتصادي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التوازن في الفكر االقتصادي‬


‫لقد تطور مفهوم التوازن بشكل ملحوظ بين الفكر التقليدي والفكر الح)ديث وخالل مراح)ل‬
‫التط‪‬ور هذه كان يغ‪‬ير التوازن من طبيعته شيئا فشيئا ليحل الت))وازن الن))وعي ب))دل الت))وازن‬
‫الكمي وقبل استعراض آراء االقتصاديين قديمه وحديثه في موضوع التوازن‪.‬‬
‫يجدر بن))ا أن نتط))رق إلى مفه))وم الت))وازن) واس))تعراض مختل))ف التع))اريف ال))تي حظي به))ا من‬
‫طرف هؤالء االقتصاديين‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التوازن االقتصادي‬
‫يعت ))بر مص ))طلح الت ))وازن من المص ))طلحات والمف ))اهيم القديم ))ة في االقتص ))اد‪ ،‬وق ))د اهتمت‬
‫النظري) ))ات االقتص) ))ادية في األغلب األعم من تحليالته) ))ا بتحلي) ))ل الت) ))وازن ومفاهيم) ))ه وكيفي) ))ة‬
‫تحقيقه‪.‬‬
‫ويقصد بالتوازن عموما تع)ادل الق)وى المتض)ادة ال)تي ت)ؤثر في مس))توى الظ)اهرة موض))وع‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ويزخر األدب االقتصادي بنماذج التوازن بشقيه العام والجزئي والتوازن) الداخلي والت))وازن‬
‫االقتصادي الخارجي ومن ثمة التوازن االقتصادي العام‪.‬‬
‫وال يختل))ف االقتص))اديون فيم))ا بينهم في تحدي))د المفه))وم االقتص))ادي للت))وازن فيم))ا ق))د نج))دهم‬
‫يتن))اولون بط))رق مختلف))ة ن))وع الت))وازن المطل))وب‪ ،‬ومن ثم))ة وس))ائل تحقيق))ه‪ .‬إالﹼ أ‪ ‬ن المتف))ق‬
‫علي))ه أ‪ ‬ن الت))وازن بص))فة عام))ة يع))رف ب))أنﹼه الوض))ع ال))ذي يتس))م باالس))تقرار م))ا لم تتغ))ير‬
‫العوامل المحددة له‪ .‬وقد حظي موضوع التوازن بعدة تعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الت) ))وازن ه) ))و الحال) ))ة االقتص) ))ادية والمالي) ))ة ال) ))تي تتع) ))ادل فيه) ))ا ق) ))وى كلي) ))ة أو جزئي) ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫أوكالهم ))ا‪ ،‬إذا م ))ا ت ))وفرت ش ))روط وظ ))روف مح‪‬ددة بحيث أ‪ ‬ن ع ))دم اس ))تمرار إح ))داهما أو‬
‫نقص))ه أو زيادت))ه م))ع ثب))ات غ))يره ممكن أن ي))ؤدي من خالل العالق))ات والت))أثيرات المترابط))ة‬
‫ع))بر الوح))دات االقتص))ادية في االقتص))اد الق))ومي إلى اختالل يط))ول أو يقص))ر أجل))ه إلى أن‬
‫تس))حدث عوام))ل مض))ادة تعم))ل في عكس االتج))اه المخ))ل ليع))ود الت))وازن) االقتص))ادي س))يرته‬
‫األولى ‪.‬‬
‫‪103‬‬

‫كذلك هن)اك من يع))رف الت)وازن) ب))أنﹼه الوض)ع ال)ذي إذا تع)ذر الوص))ول إلي)ه م))ع ع)دم‬ ‫‪-‬‬
‫وج))ود أ‪ ‬ي ح))اجز باالبتع))اد س))يظل كم))ا ه))و م))ا لم يح))دث أ‪ ‬ي م))ؤثرات خارجي))ة ت))ؤدي إلى‬
‫‪104‬‬
‫ذلك ومن ثمة يمكن القول أ‪ ‬ن التوازن هو وضع ثبات نسبي‬
‫وتفس) ))ير ذل) ))ك أنﹼه في النظري) ))ة االقتص) ))ادية تتم دراس) ))ة العدي) ))د من الظ) ))واهر االقتص) ))ادية‬
‫كاإلنت) ) ))اج أو التض) ) ))خم أو البطال) ) ))ة أو الع) ) ))رض أو الطلب‪.....‬الخ‪ ،‬وتتم دراس) ) ))ة العدي) ) ))د من‬
‫المتغيرات والمؤشرات االقتصادية ذات الصلة بهاته الظواهر وكل متغير يأخذ قيم))ا مختلف))ة‬
‫تتغ))ير ص))عودا أو هبوط))ا وق))د تس))تقر لف))ترة معين))ة عن))د قيم))ة معين))ة أو مس))توى معين‪ ،‬وه))ذه‬
‫القيم المختلف))ة تت))أثر بع))دد النه))ائي من المتغ))يرات) والمس))ببات وإ ذا لم يتواج))د م))ا يغ‪‬ي))ر ه))ذه‬
‫الم ))ؤثرات والعوام ))ل ال ))تي ت ))دفع إلى تغي ))ير قيم ))ة المتغ ))ير فإ‪ ‬ن ه ))ذه القيم ))ة تع‪ ‬رف بالقيم ))ة‬
‫التوازني ))ة‪ ،‬وفي النظري ))ة االقتص ))ادية األمثل ))ة عدي ))دة كالس ))عر الت ))وازني‪ )،‬الكمي ))ة المتوازن ))ة‪،‬‬
‫الدخل التوازني‪...‬الخ‪).‬‬
‫س ) ))عر الت ) ))وازن مثال ه ) ))و الس ) ))عر ال ) ))ذي تتس ) ))اوى عن ) ))ده الكمي ) ))ات المطلوب ) ))ة م ) ))ع الكمي ) ))ات‬
‫المعروض )ة) في الس))وق‪ ،‬أو ال))ذي تت))وازن عن))ده ق))وى الطلب من ج))انب المش))ترين م))ع ق))وى‬
‫الع ))رض من ج ))انب الب ))ائعين وبالت ))الي يق ))ال للكمي ))ة ال ))تي يتح ))دد عن ))دها ثمن الت ))وازن كمي ))ة‬
‫التوازن‪.‬‬

‫‪ - 103‬مبارك حجير‪ ،‬التوازن االقتصادي وإمكانياته للدول العربية‪ ،‬مكتبة األنجلو مصرية‪ ،‬بدون سنة نشر ص‪.51‬‬
‫‪ - 104‬نعمت اﷲ نجيب إبراهيم‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬للتحليل الجمعي – جامعة اإلسكندرية‪ ،2000 ،-‬ص‪.22‬‬
‫‪127‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما يعرف التوازن) على أنه تلك الحالة التي يمكن أن تبقى دائما طالما لم يحدث‬
‫أي تغيير في الظروف المؤدية إليها ‪.‬‬
‫‪105‬‬

‫من ه) ))ذا التعري) ))ف يتض) ))ح أنﹼه رك) ))ز على حال) ))ة التش) ))غيل الكام) ))ل أي ص) ))فة الثب) ))ات‬
‫معتم))دا في ذل))ك على الفك))ر التقيلي))دي ال))ذي ينطل))ق من ش))رط ت))وازن االس))تخدام الكام))ل‪ ،‬ه))ذا‬
‫باإلضافة إلى بعض الدراسات ال))تي تن))اولت تحلي))ل مفه))وم الت))وازن) االقتص))ادي الع))ام بمفه))وم‬
‫االختالل والتي عرفت اختالل التوازن بأنﹼه االختالل بين حجم الموارد المتاحة ذاتي))ا وبين‬
‫حجم االحتياج) ))ات الفعلي) ))ة ال) ))تي يحتاجه) ))ا المجتم) ))ع أي أ‪ ‬ن االقتص) ))اد هن) ))ا يك) ))ون في حال) ))ة‬
‫اختالل ت) ))وازني إذا ماك)))ان يس) ))تخدم م)))وارد أك) ))ثر مم) ))ا يمل) ))ك في الواق ))ع‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن اختالل‬
‫الت ))وازن االقتص ))ادي الع ))ام ينعكس في مج ))الين اقتص ))اديين هم ))ا اختالل الت ))وازن) االقتص ))ادي‬
‫الداخليواختالل التوازن الخارجي‪.‬‬
‫ومن هن))ا يتض))ح أ‪ ‬ن الت))وازن على مس))توى الوط))ني يتحق))ق عن))دما يتس))اوى الطلب الكلي‬
‫مع العرض الكلي وعندما ال يكون هناك دوافع للتوسع أو االنكماش بزي))ادة الطلب الكلي أو‬
‫العرض الكلي خالل الفترة القصيرة‪.‬‬
‫وأخ) ) ))يرا نخلص إلى أ‪ ‬ن الت) ) ))وازن مب) ) ))دأ ق) ) ))ديم في االقتص) ) ))اد ويرم) ) ))ز ع) ) ))ادة إلى ت) ) ))وازن‬
‫األس))واق( الس))لع والخ))دمات‪ ،‬النق))د‪ ،‬العمال))ة) س))يأتي تفص))يل ذل))ك في المبحث الق))ادم من ه))ذا‬
‫الفصل‪.‬‬
‫بع) ))دما تعرفن)))ا على مفه) ))وم الت)))وازن نح)))اول في النقط)))ة الموالي ))ة التع ))رف على أش) ))كال ه) ))ذا‬
‫التوازن‪.‬‬
‫‪ -2‬أشكال التوازن‬
‫لق))د أخ))ذ الت))وازن أش))كال مختلف))ة ب))اختالف وجه))ة نظ))ر االقتص))اديين ل))ه من جه))ة واله))دف‬
‫المنشود من جهة أخرى ومن هذه األشكال نذكر ما يلي‪.‬‬
‫التوازن الجزئي والتوازن الكلي‬ ‫‪-2.1‬‬

‫‪ - 105‬دانيال أرلوند‪ ،‬تحليل األزمات اإلقتصادية‪ ،‬ترجمة عبد األمير ش‪NN‬مس ال‪NN‬دين‪ ،‬المؤسس‪NN‬ة الجامعي‪NN‬ة للدراس‪NN‬ات والنش‪NN‬ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص‪.141‬‬

‫‪128‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن نظرية التوازن الجزئي تهتم بدراسة الت))وازن على المس))توى الج))زئي أي ت))وازن الف))رد‬
‫أو المؤسسة أو القطاع‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن توازن الفرد يتحق)ق عن)د تع)ادل مس)تخدماته م)ع منتجات)ه‪،‬‬
‫أما توازن المؤسسة يتحقق عندما تتعادل إيراداتها مع نفقاتها‪.‬‬
‫أم) ))ا الت) ))وازن الكلي ه) ))و تل) ))ك الحال) ))ة ال) ))تي تك) ))ون فيه) ))ا كاف) ))ة الت) ))دفقات والس) ))لع على‬
‫المس))توى الوط))ني ثابت))ة أي انع))دام ص))افي الت))دفقات وبالت))الي ض))رورة تس))اوي االدخ))ار م))ع‬
‫االس ))تثمار‪ ،‬وله ))ذا يتم ))يز الت ))وازن الكلي بقدرت ))ه على تتب ))ع مس ))ار المتغ ))يرات اإلجمالي ))ة في‬
‫االقتصاد الوطني والتأثيرات المتبادلة فيما بينها ‪.‬‬
‫إن ش) ))رط تحقي) ))ق الت) ))وازن الكلي ق) ))د يتحق) ))ق ب) ))الرغم من وج) ))ود إختالالت في التوازن) ))ات‬
‫الجزئي))ة ش))ريطة أن تتع))ادل مجم))وع الف))وائض المنبثق))ة عن تل))ك اإلختالالت حيث يتج))ه ك))ل‬
‫من اإلنت ))اج والتوظي ))ف واألس ))عار إلى االنخف ))اض في االس ))واق ال ))تي تع ))اني من ف ))ائض في‬
‫العرض‪ ،‬في الوقت الذي يتجه لالرتفاع في األسواق التي تواجه تضخما ‪.‬‬
‫‪106‬‬

‫التوازن قصير األجل والتوازن الطويل األمد‬ ‫‪-2.2‬‬


‫يقصد باألول هو تل))ك الحال))ة ال))تي تك))ون فيه))ا الت))دفقات ثابت))ة بحيث ال يك))ون له))ا مي))ل إلى‬
‫مزي ))د من التغ ))ير على األق ))ل في ال ))زمن القص ))ير م ))ع إمكاني ))ة تغي ))ير المخ ))زون الحق ))ا‪ ،‬ال ))ذي‬
‫يعمل هو اآلخر على تغيير التدفقات مما يؤدي إلى اختالل التوازن السلعي والتدفقي الكامل‬
‫أي أ‪ ‬ن الت))وازن في الم))دى القص))ير يتجاه))ل التغ))يرات الس))لعية في الم))دى القص))ير لض))آلتها‬
‫نس ))بيا م ))ع مقارنته ))ا م ))ع الحجم الكلي للس ))لع‪ ،‬أم ))ا الت ))وازن االقتص ))ادي على الم ))دى الطوي ))ل‬
‫يتحقق عن)دما يك)ون توزي)ع مجم)وع الم)واد بحيث تص)بح اإلي)رادات اإلنتاجي)ة الحدي)ة النس)بية‬
‫متعادل ) ))ة في جمي ) ))ع الزي) ))ادات البديل) ))ة من جه ) ))ة إض) ))افة إلى تمكن المؤسس ) ))ات من اس) ))تخدام‬
‫مواردها في المجاالت األقل تكلفة بحيث يتعادل الن)اتج العي)ني الح)دي لقيم)ة ك)ل وح)دة نقدي)ة‬
‫في مجموعها ‪.‬‬
‫‪107‬‬

‫ومنه المحافظة على المستوى التوازني للدخل في الزمن القصير تتطلب ض))رورة مس))اواة‬
‫االدخ ))ار م ))ع االس ))تثمار في حين يتطلب الوص ))ول إلى مس ))توى التوظي ))ف الكام ))ل في الم ))دى‬

‫‪ - 106‬صقر أحمد صقر‪ ،‬النظرية اإلقتصادية الكلية‪ ،‬وآالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،1988 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ - 107‬مبارك حجير‪ ،‬التوازن اإلقتصادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪129‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطوي ))ل زي ))ادة اس ))تثمار الي ))وم دائم ))ا عن ادخ ))ار األمس ‪ ،‬أي م ))ع م ))رور األي ))ام يس ))تلزم أن‬
‫‪108‬‬

‫يكون االستثمار أكبر من االدخار بهدف الوصول) إلى التوظيف الكامل‪.‬‬


‫التوازن الساكن والتوازن الحركي‬ ‫‪-2.3‬‬
‫يقصد بالتوازن الساكن هو تلك الحالة التي تستقر عندها قيم المتغيرات موضوع الدراسة‬
‫أي ع ))دم وج ))ود ض ))غوط أو ق ))وى تعم ))ل على تغي ))ير تل ))ك القيم لكن ه ))ذا ال يمن ))ع من ح ))دوث‬
‫اختالل بعد مرور الزمن‪ ،‬فقد يختل التوازن في مركزه‪.‬‬
‫إن ه ))ذا الن ))وع من الت ))وازن لم يهتم بتحدي ))د الم ))دى الزم ))ني الالزم لحرك ))ة المتغ ))يرات)‬
‫بين األوضاع التوازنية‪ ،‬كما أن منهجه ال يوفر الثق))ة في الوص))ول إلى وض))ع ت))وازني جدي))د‬
‫ب))ل على العكس من ذل))ك ق))د تنح))رف المتغ))يرات عن مس))ارها نح))و الت))وازن الجدي))د مم))ا ق))د‬
‫ي ))ؤدي بن ))ا إلى نت ))ائج خاطئة ‪ ،‬ونظ ))را لالنتق ))ادات ال ))تي وجهت للن ))وع األول ت‪‬م اس ))تخدام‬
‫‪109‬‬

‫الن)))وع الث)))اني من الت)))وازن والمتمث)))ل في الت)))وازن الح)))ركي حيث يتحق ))ق الت ))وازن في نظ ))ر‬
‫مستخدمي هذا المفهوم (الحركي) إذا ما توفرت ل)ه الظ))روف والعوام))ل المناس))بة ثم م)ا يلبث‬
‫أن يفسحالمجال أمام اختالل جديد إثر تدخل عوامل وظروف جديدة مح)ل االختالل األول‬
‫‪110‬‬

‫‪ -4-2‬التوازن الناقص والتوازن الكامل‬


‫يقصد باألول هو ذلك التوازن الذي يكون قبل الوصول إلى التشغيل الكامل‪ ،‬أي أن ه))ذا‬
‫التوازن يتحقق بالرغم من وجود بعض عوامل اإلنتاج عاطلة وهذا ما رك))ز علي))ه كي))نز أين‬
‫قسم التشغيل إلى مستويات واعتبر أن التش))غيل الكام)ل ه))و واح)دا من ه))ذه المس)تويات غ))ير‬
‫أن ه))ذا الن))وع ص))عب التحقي))ق وخاص))ة في ظ))ل س))يطرة االحتك))ارات ال))تي ته))دف دائم))ا إلى‬
‫الوص))ول إلى مس))توى من اإلنت))اج وال))ذي يحق))ق ب))دوره أقص))ى ربح ممكن بغض النظ))ر عن‬
‫اآلثار المترتبة عن ذلك والتي تنعكس على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وفي حال) ))ة م)))ا إذا عج)))زت آلي) ))ة الس)))وق على تخص) ))يص الم ))وارد عن طري) ))ق تنس ))يق بين‬
‫قرارات المنتجين والمستهلكين تجنبا لسوء توزيع الموارد‪ ،‬فهنا تتدخل الدولة إلعادة توزي))ع‬
‫‪ - 108‬فايز إبراهيم الحبيب‪ ،‬نظريات التنمية والنمو اإلقتصادي‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‪ ،1985 ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ - 109‬مايكل ابدجمان‪ ،‬االقتصاد الكلي النظرية والسياسة‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬ترجمة محمد إبراهيم منصور‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص‪.29‬‬
‫‪ - 110‬صقر أحمد صقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪130‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الم))وارد بين مختل))ف االس))تخدامات بص))ورة تض)من دف))ع االقتص)اد إلى مرك))ز الت))وازن‪ ،‬ال)ذي‬
‫يسمح باستغالل كل الموارد المتاحة وعندها نكون أمام التوازن الكامل‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن هذا التوازن الهدف منه هو تحقيق التوازن االجتماعي‪.‬‬
‫إن الت ))وازن االجتم ))اعي للمالي ))ة العام ))ة يحق ))ق أغراض ))ه على مس ))توى الت ))وازن االقتص ))ادي‬
‫عن ) ))دما تس ) ))تطيع سياس ) ))ة إع ) ))ادة توزي ) ))ع ال ) ))دخول تحقي ) ))ق ت ) ))وازن في التوزي ) ))ع بين مختل ) ))ف‬
‫المواطنين والقطاعات في المجتم)ع فيك)ون ه)ذا التوزي)ع على أس)اس زي)ادة ق)درة الطبق)ة ذات‬
‫الدخل الضئيل على اإلنفاق ورفع مستواها المعاشي‪ .‬وفي الوقت نفسه يؤثر ذل))ك في الحال))ة‬
‫االقتص))ادية العام)ة فيزي))د من حجم االس))تهالك ويمكن أن يك))ون ع)امال إيجابي))ا في الت))أثير في‬
‫االقتصاد الوطني بغية إقامة إفتصاد عام‪.‬‬
‫بع))دما استعرض))نا مفه))وم الت))وازن وأش))كاله نح))اول في ه))ذه النقط))ة الموالي))ة التع))رض إلى‬
‫المراحل التي مر بها خالل تطوره التاريخي‪.‬‬

‫‪ -3‬التوازن في الفكر االقتصادي‬


‫لق))د تط))ور مفه))وم الت))وازن بش))كل ملح))وظ بين الفك))ر التقلي))دي والفك))ر الح))ديث ومن خالل‬
‫مراح))ل التط))ور ه))ذه ك))ان يغ))ير الت))وازن من طبيعت))ه ش))يئا فش))يئا وس))نحاول إيض))اح المع))الم‬
‫األساسية لكل مرحلة على النحو التالي‪.‬‬
‫‪-3-1‬التوازن في الفكر التقليدي‬
‫لدى الفكر التقليدي سادت الحرية االقتصادية التي هي حسب اعتقادهم الكفيل الوحيد لحل‬
‫جل المشاكل االقتصادية وإ عادة التوازن في حالة اختالله‪.‬‬
‫وق))د اف))ترض الكالس))يك جمل))ة من الف))روض والمتمثل))ة في ت))وافر ش))روط المنافس))ة التام))ة في‬
‫س ))وق الس ))لع والخ)))دمات واس ))تبعاد االكتن)))از‪ ،‬واس ))تحالة ح ))دوث ف ))ائض بس ))بب ق ))انون س ))اي‬
‫( العرض يخلق الطلب) مع عدم حدوث البطالة ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن المحافظة على التوازن لدى الكالسيك(بين العرض والطلب) يتم بواس))طة آلي))ة الس))وق‪،‬‬
‫ألن سعر الس))وق ه)و العام))ل الوحي)د ال))ذي يحق)ق الت))وازن في الم))دى القيص))ر عن))دما يتس)اوى‬
‫العرض مع الطلب‪ ،‬وفي المدى الطويل عندما يكون سعر الس))وق مس))اويا لس))عر التكلف))ة أين‬
‫تكون القوى االقتصادية في حالة سكون‪.‬‬
‫من هن ))ا يتض ))ح أن الفك ))ر التقلي ))دي وبص ))دد الت ))وازن االقتص ))ادي رك ))ز على التش ))غيل‬
‫الكامل الذي يستند على دعمين أساسين أولهما أن كل ع))رض يخل))ق الطلب الخ))اص ب))ه‪ ،‬أي‬
‫أن حجم اإلنت)اج مهم))ا بل))غ س)يتوفر ل))ه الطلب الك))افي‪ ،‬أم)ا الث)اني أن التوظي)ف الكام)ل يتحق))ق‬
‫بطريق))ة تلقائي))ة واس))تنادا إليه))ا ف))إن أص))حاب األعم))ال يس))تمرون في اس))تخدام عوام))ل اإلنت))اج‬
‫إلى الحد الذي تتكافئ فيه النفقة الحدية مع اإلنتاج الحدي ‪.‬‬
‫‪111‬‬

‫وأخيرا يبقى لنا أن نبحث على الكيفية التي تتحقق فيها ت))وازن النظ))ام االقتص))ادي في ظ))ل‬
‫ش) ))روط الفك) ))ر التقلي) ))دي من حري) ))ة وتلقائي) ))ة اللت) ))ان تعت) ))بران الراب) ))ط األساس) ))ي بين الت) ))وازن‬
‫الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫‪-3-1-1‬التوازن الداخلي‬
‫ويقصد به هو ذلك المستوى من الدخل الوطني الذي تختفي عنه البطالة والتضخم‪.‬‬
‫إن المساواة بين االدخار واالستثمار عند الكالسيك يشكل شرطا أساسيا لصحة قانون ساي‬

‫‪ - 111‬سامي خليل‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬شرآة آاظمة للنشر والترجمة‪ ،‬الكويت‪ ،1982 ،‬ص‪.193‬‬

‫‪132‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن)))ه ش) ))رط الت)))وازن الكلي‪ ،‬فق) ))د توص)))ل س)))اي إلى أن المنتج ))ات ال تب) ))ادل إال بالمنتج) ))ات‪،‬‬
‫وأن) ))النقود وس) ))يط للمبادل) ))ة وال يمكنه) ))ا أن تك) ))ون مخزن) ))ا للقيم) ))ة‪ ،‬بمع) ))نى أنه) ))ا ليس) ))ت وس) ))يلة‬
‫لنقاللقيم‪ ،‬ع))بر ف))ترات ال))زمن‪ ،‬وب))ذلك ف))إن ع))دم تص))ريف منتج))ات ف))رع معين ال يع))ني نقص‬
‫النقود‪ ،‬وإ نما يعني نقص إنتاج فرع آخر ‪.‬‬
‫‪112‬‬

‫إن قانون ساي بمفهومه التقليدي يعبر عن التوازن الكلي ال)دائم وبالت)الي يس)تبعد ع)دم‬
‫تص) ))ور نقص الطلب الكلي عن الع) ))رض الكلي ومن) ))ه يتض) ))ح لن) ))ا أن) ))ه ال يوج) ))د تس) ))رب من‬
‫الدخل عن طريق االدخار ألن هذا األخير يحول مباشرة لالستثمار‪ ،‬أي أن الطبقة الم))دخرة‬
‫هي نفس)ها الطبق)ة المس)تثمرة‪ .‬وهي الطبق)ة الرأس)مالية‪ ،‬في حين أن الطبق))ة العامل)ة تنف))ق ك)ل‬
‫دخلها على االستهالك الضروري نتيجة لحصولها على أجور تكاد تكون قريب)ة من مس)توى‬
‫الكفاف ‪ .‬وبهدف تحقيق فكرة التوازن افترض الكالسيك مرونة كل من األسعار‪ ،‬األجور‪،‬‬ ‫‪113‬‬

‫حركات سعر الفائدة‪.‬‬


‫‪ -3-1-2‬التوازن الخارجي‬
‫والمقصود به ميزان المدفوعات الذي يصون نفسه بنفسه دون ت)دخل أي ق)وى خارجي)ة لق)د‬
‫حظيت فك) ) ))رة الت) ) ))وازن الخ) ) ))ارجي باهتم) ) ))ام كب) ) ))ير في فك) ) ))ر ك) ) ))ل من آدم س) ) ))ميث من خالل‬
‫التخص))ص وتقس))يم العم))ل‪ ،‬وك))ذلك ديفي))د ريك))اردو من خالل نظري))ة الم))يزة المكتس))بة وال))تي‬
‫تقتض))ي بأ‪ ‬ن تختص ك))ل دول))ة في إنت))اج الس))لع ال))تي تتم))يز في إنتاجه))ا بأق))ل التك))اليف مم))ا‬
‫يسمح بخفض أس)عارها وه)و م)ا يعطيه)ا ق)درة تنافس)ية ‪ ،‬وحس)ب الكالس)يك أ‪ ‬ن الع)ودة إلى‬
‫‪114‬‬

‫وأ‪‬‬ ‫التوازن إنما تتم عن طريق تغيير وتع))ديل مس))تويات األس))عار المتعام))ل فيم))ا بين ال))دول‪،‬‬
‫ن كمي))ة النق))ود هي الم))ؤثر الوحي))د في تل))ك المس))تويات وال))تي ت))ؤدي ب))دورها إلى تغي))ير حجم‬
‫الصادرات والواردات‪ ،‬في االتجاه الذي يعود بالتوازن من جديد إلى ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ - 112‬رفعت المحجوب‪ ،‬الطلب الفعلي مع دراسة خاصة بالبالد اآلخذة في النمو‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1971 ،‬‬
‫ص‪.10‬‬
‫‪ - 113‬فايز إبراهيم الحبيبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 114‬محمد خليل برعي‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الدولي‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،1982 ،‬ص‪.100 -98‬‬
‫‪-‬‬

‫‪133‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وله))ذا ن))ادى الكالس))يك بحري))ة التج))ارة الخارجي))ة تبع))ا لمن))اداتهم بالحري))ة االقتص))ادية عموم))ا‪،‬‬
‫وبه ))دف نق ))ل اآلث ))ار المترتب ))ة عنه ))ا‪ ،‬إلى اقتص ))اديات ال ))دول األخ ))رى اس ))تند الكالس ))يك على‬
‫نظري ))ة كمي ))ة النق ))ود‪ ،‬حيث وض ))ع ه ))ؤالء االقتص ))اديون نظ ))ريتهم في الت ))وازن الخ ))ارجي في‬
‫ظل سيادة قاعدة الذهب والتي تستوجب من السلطات النقدية التدخل إلعادة التوازن‪،‬‬
‫مم ))ا أدى بهم إلى بعض االفتراض ))ات المكمل ))ة للنظري ))ة الكمي ))ة‪ ،‬والمتمثل ))ة في االرتب ))اط بين‬
‫كمية النقود والذهب باإلض)افة إلى حري)ة حرك)ة ال)ذهب اس)تيرادا وتص)ديرا مم)ا س)بق وفي‬
‫‪115‬‬

‫ال في مرحل))ة‬
‫ظل النظام الكالسيكي نخلص إلى أ‪ ‬ن األوضاع التوازني)ة) لن تع))رف الثب))ات إ ﹼ‬
‫التشغيل الكامل‪ .‬من خالل الفروض التي تبنتها النظرية نفسها أ‪ ‬ن هن))اك ارتب))اط وثي))ق بين‬
‫ش ))قي الت ))وازن ال ))داخلي والخ ))ارجي‪ -‬حيث أ‪ ‬ن اختالل الت ))وازن في إح ))داهما س ))يؤدي حتم ))ا‬
‫إلى اختالله في األخر‪ ،‬غير أ‪ ‬ن هذه المدرسة في تحليلها اعتمدت على الوحدة االقتص))ادية‬
‫ثم قامت بالتعميم على المستوى الكلي‪ ،‬كما افترضت عالم))ا يرتك))ز على الحري))ة االقتص))ادية‬
‫وتسود فيه المنافسة التام)ة‪ ،‬غ)ير أ‪ ‬ن واق)ع النش)اط االقتص)ادي يش)هد قي)ام التنظيم)ات العام)ة‬
‫والخاصة وسيطرة االحتكارات ولهذا فإ‪ ‬ن الحرية يجب أن ال تكون مطلق))ة ألنﹼه))ا ق))د ينجم‬
‫عنها آثارا اقتصادية واجتماعية تنعكس سلبا على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -3-2‬التوازن في الفكر الكنزي‬
‫تهدف النظرية الكنزية إلى البحث عن العوامل الواقعة والتي تحدد حجم التوظي))ف الفعلي‬
‫في المجتمع) ) ) ))ات ومن ث‪‬م كيفي) ) ) ))ة التخلص من البطال) ) ) ))ة والوص) ) ) ))ول إلى أعلى درج) ) ) ))ة من‬
‫التوظي))ف‪ ،‬ول))ذلك ب))دأ كي))نز نظريت))ه ب))رفض االف))تراض األساس))ي ال))ذي تق))وم علي))ه النظري))ة‬
‫‪116‬‬
‫الكالسيكية والذي يقول أ‪ ‬ن المجتمعات تسودها حالة من التوظيف الكامل‬

‫‪ - 115‬فؤاد هاشم عوض‪ ،‬اقتصاديات النقود والتوازن النقدي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1984 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ - 116‬علي لطفي‪ ،‬إيهاب نديم‪ ،‬مبادئ التحليل اإلقتصادي الكلي‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪ ،1996 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.107‬‬
‫‪-‬‬

‫‪134‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن منهج كي))نز على ح‪‬د قول))ه ك))ان محاول))ة للتخلص من الق))ديم وأخطائ))ه وخاص))ة بع))د أن‬
‫عج)زت النظري))ات التقليدي))ة أن توج))د تفس)ير للكس))اد وبص))فة خاص)ة الكس))اد الع)المي الكب)ير‪،3‬‬
‫حيث ك ) ))انت تجت ) ))اح الع ) ))الم أزم ) ))ة اقتص ) ))ادية ك ) ))برى ب ) ))دأت ع ) ))ام ‪ 1930‬واس ) ))تمرت ط ) ))وال‬
‫الثالثينات من القرن الماضي‪.‬‬
‫لق)د أوض)ح كي)نز أ‪ ‬ن انخف)اض األج)ور ي)ؤدي إلى انخف)اض الطلب الفعلي حيث أ‪ ‬ن ه)ذه‬
‫األجور تمثل نسبة هامة من الدخل الوطني وفي حالة انخفاضها ينخفض معها الدخل‪ ،.‬كم))ا‬
‫أ‪ ‬ن انخفاض دخل العمال يؤدي إلى انخفاض طلبهم على السلع والخدمات وعن))دها يخفض‬
‫المنتجين من إنت ) ))اجهم فتزي ) ))د البطال ) ))ة كم ) ))ا تؤج ) ))ل المش ) ))اريع ك ) ))ل ه ) ))ذا ي ) ))ؤدي إلى ارتف ) ))اع‬
‫نس ))بةالبطالة عكس م ))ا ك ))انت ت ))رى المدرس ))ة التقليدي ))ة من أ‪ ‬ن انخف ))اض األج ))ور ي ))ؤدي إلى‬
‫ارتفاعاألرب ))اح ومن هن ))ا خلص كي ))نز إلى أ‪ ‬ن مس ))توى األج ))ور ليس ه ))و المح ))دد لمس ))توى‬
‫التشغيل وإ نﹼما يحدده الطلب الكلي‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن منهج التحلي)))ل الك)))نزي يتمث)))ل في الطلب الفعلي أو الكلي لكون ))ه يش ))كل أداة للتع ))رف‬
‫على حقيقة الوضع التوازني لالقتص)اد‪ ،‬وال)ذي أثبتت نظريت)ه في االس)تخدام إمكانيت)ه حدوث)ه‬
‫دون بل))وغ مرحل))ة التش))غيل الكام))ل وه))و م))ا يع))رف بت))وازن م))ا دون التش))غيل الكام))ل‪ ،‬االم))ر‬
‫الذي استبعدته النظرية التقليدية إمكان حدوثه على نطاق واسع ‪.‬‬
‫‪117‬‬

‫يتك) ))ون الطلب الفعلي عن) ))د كي) ))نز من الطلب االس) ))تهالكي والطلب االس) ))تثماري‪ -‬اقتص) ))اد‬
‫مغلق‪ ،-‬وأوضح أ‪ ‬ن الطلب االستهالكي يتحدد بعوامل موضوعية وأخ))رى شخص))ية‪ ،‬ول))ذا‬
‫اعتبره دالة في الدخل مهمال بقية العوامل على األقل في ال))زمن القص))ير وأ‪ ‬ن ميل))ه الح))دي‬
‫يتناقص مع زيادة الدخل‪ -‬قانون كينز الس))يكولوجي‪ ، -‬في حين يتح))دد الطلب االس))تثماري‬
‫‪118‬‬

‫تبع))ا للعائ))د المتوق))ع من قب))ل المنتجين‪ ،‬وم))دى تغطيت))ه لتك))اليف االس))تخدام‪ ،‬ول))ذا اعت))بر أ ‪ ‬ن‬
‫قرار االستثمار دالة في الكفاية الحدية لرأس المال وسعر الفائدة السائد في السوق ‪.‬‬
‫‪119‬‬

‫‪ - 117‬سامي خليل‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.198‬‬


‫‪ - 118‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫‪ - 119‬ضياء مجيد موسوي‪ ،‬النظرية اإلقتصادية‪ -‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،-‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪،1994 ،‬‬
‫ص‪.194‬‬

‫‪135‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وس))نحاول التط))رق إلى نظري))ة الت))وازن ل))دى كي))نز على المس))توى ال))داخلي والخ))ارجي وذل))ك‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-3-2-1‬التوازن الداخلي‬
‫تعتبر النظرية الكنزية أ‪ ‬ن المساواة بين االدخار واالستثمار‬
‫(‪ )S= I‬ش))رط ض))روري عن))د ك))ل مس))توى من مس))تويات ال))دخل‪ ،‬حيث ينظ))ر لالدخ))ار على‬
‫أنﹼه ذلك الج))زء المتبقي من ال))دخل وال))ذي لم ينف))ق على الس))لع االس))تهالكية‪ ،‬في حين يعت))بر‬
‫االستثمار أنﹼه ذلك الجزء من الناتج الذي لم يستهلك كما هو موضح في المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪120‬‬

‫‪Y= E=C+ I=C+S‬‬ ‫‪S=I‬‬

‫‪ :Y‬ال))دخل؛ ‪ :S‬االدخ))ار؛ ‪ :I‬االس))تثمار؛‪ : C‬االس))تهالك؛‪ : E‬االنف))اق إ‪ ‬ن ج))وهر المس))اواة‬


‫بين االس ))تثمار واالدخ ))ار عن ))د كي ))نز تنتق ))ل من خالل تغ‪‬ي ))رات ال ))دخاللوطني‪ ،‬ح ))تى يتحق ))ق‬
‫مستوى اإلنتاج الكلي الذي يعطي الحجم المماثل من االدخار‪ ،‬كم))ا أنﹼه انطل))ق من وض))عية‬
‫االختالل‪ ،‬منفيا بذلك الطبيعة الدائمة للمساواة بين االستثمار واالدخار‪ ،‬وهن))ا يجب أن نح))دد‬
‫بدق ))ة الطلب على أم ))وال االس ))تثمار الالزم لتنفي ))ذ حجم اإلنت ))اج الكلي ال ))ذي يعطي المس ))توى‬
‫المرغوب من اإلدخار ‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫إ‪ ‬ن شرط التوازن في النظرية الكنزية يتمثل في التساوي بين طلب االس))تثمار في الف))ترة‬
‫الالحقة مع طلب الفترة الحالية‪ ،‬وهذا نتيجة الفتراض ثبات حجم االس))تهالك على األق))ل في‬
‫الم ))دى القص ))ير أو كم ))ا يع ))رف بتس ))اوي االدخ ))ار المحق ))ق في الف ))ترة الحالي ))ة م ))ع االس ))تثمار‬
‫المتوقع في الفترة الالحقة ‪.‬‬
‫‪122‬‬

‫‪ 120‬صقر أحمد صقر‪ ،‬النظرية اإلقتصادية الكلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫‪ - 121‬رفعت المحجوب‪ ،‬الطلب الفعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ - 122‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪-‬‬

‫‪136‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن كي))نز رفض فك))رة أ‪ ‬ن االدخ))ار يتع))ادل م))ع االس))تثمار تلقائي))ا على‬
‫أساس التغ‪‬ير في سعر الفائدة عند التقليديين‪ ،‬كما يعتبر أن سعر الفائدة مقابل عدم االكتن))از‬
‫وليس جزء لالدخار‪ ،‬ويرى كذلك أ‪ ‬ن العالقة بين سعر الفائدة واالستثمار إنﹼما تتحدد في‬
‫ضوء العالقة بين سعر الفائدة والكفاية الحدية لرأس المال‪ ،‬وأ‪ ‬ن سعر الفائدة يتحدد ب))دوره‬
‫عند نقطة التعادل بين عرض النقود والطلب عليها‪.‬‬
‫ونخلص في األخ))ير من خالل دراس))ة الت))وازن ال))داخلي عن))د كي))نز أ‪ ‬ن هن))اك ن))وعين من‬
‫المساواة كنتيجة إلدخال عنصر الزمن في التحليل‪:‬‬
‫األول يتحقق بتوازن االدخار مع االستثمار وبالمعنى المقصود عند الكالسيك؛‬
‫أم ))ا الث ))اني يتحق ))ق لم ))ا يتس ))اوى االدخ ))ار المحق ))ق في الف ))ترة الحالي ))ة باالس ))تثمار المتوق ))ع في‬
‫الفترة الالحقة‪ ،‬وهذا ما انشغلت به النظرية الكنزية‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬التوازن الخارجي‬
‫يجمع االقتص))اديون بش))كل ع))ام على أ‪ ‬ن تحقي))ق الت))وازن) االقتص))ادي الخ))ارجي يع‪‬د من‬
‫أهم األهداف التي تسعى السياسات االقتصادية إلى تحقيقها‪.‬‬

‫لق))د اعتم))د االقتص))ادي كي))نز في تحليل))ه لموض))وع الت))وازن االقتص))ادي الخ))ارجي علىفك))رة‬
‫الطلب الفعلي العتباره ) ))ا أس ) ))اس تص ) ))ميم ج ) ))ل السياس ) ))ات االقتص ) ))ادية إلح ) ))داث تغ‪‬ي ) ))رات‬
‫فيمستوى اإلنتاج والتوظيف األمر الذي ينعكس على الوضع الخارجي‪.‬‬
‫وكم ))ا الحظن ))ا س ))ابقا أ‪ ‬ن كي ))نز حثﹼ على ض ))رورة مس ))اواة االدخ ))ار م ))ع االس ))تثمار لتحقي ))ق‬
‫التوازن في اقتصاد مغلق وحتى إن ك)ان به)ذا االقتص))اد حكوم)ة وتج)اوز االس)تثمار االدخ)ار‬
‫فال يتخ))وف كي))نز من ذل))ك طالم))ا أ‪ ‬ن الض))رائب) أك))بر من اإلنف))اق الحك))ومي بمق))دار زي))ادة‬
‫االستثمارات على المدخرات‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أم))ا في حال))ة االقتص))اد المفت))وح فإ‪ ‬ن الت))وازن يتحق))ق عن))دما يتس))اوى الف))رق بين عناص))ر‬
‫الحقن والتس))رب الداخلي))ة‪ ،‬م))ع ص))افي التعام))ل م))ع الع))الم الخ))ارجي‪ ،‬وه))ذا م))ا نوض))حه من‬
‫خالل المعادالت التالية‪:‬‬

‫‪Y =C+S=C+I‬‬ ‫‪S=I……………………1‬‬ ‫‪Y‬‬


‫‪=C+S+T=C+I+G‬‬ ‫‪S+T=I+G .... .........2‬‬

‫‪Y =C+S+T+M=C+I+G+X‬‬ ‫‪I+G+ X-M = S+T .........3‬‬


‫‪ :M :‬االستثمار؛ ‪ :I‬االستهالك؛ ‪ :C‬اإلنفاق الحكومي؛ ‪ :G‬الضرائب؛ ‪ :T‬الدخل؛ ‪Y‬‬
‫‪ :‬الصادرات‪X .‬الواردات؛‬
‫وهكذا عندما يتحق)ق ف)ائض في م)يزان الم)دفوعات فإ‪ ‬ن عالج)ه يتم ض)من مس)تويات ال)دخل‬
‫والتوظيف في الداخل ‪ ،‬أي أ‪ ‬ن الدخل يرتف))ع وبم))ا أنﹼه من مح))ددات الطلب الكلي‪ ،‬فإ‪ ‬ن‬
‫‪123‬‬

‫الطلب المحلي على الس ))لع المحلي ))ة والمس ))توردة يرتف ))ع مم ))ا ي ))ؤدي إلى رف ))ع حجم ال ))واردات‬
‫لكن من ناحية أخرى قد يؤدي ارتفاع الطلب إلى ارتفاع األسعار في الداخل مما ي))ؤدي إلى‬
‫تراج))ع الطلب الخ))ارجي على الص))ادرات‪ ،‬وهك))ذا ح))تى يص))ل م))يزان الم))دفوعات إلى نقط))ة‬
‫التوازن وهذا حسب قيمة ومدى فعالية مضاعف التجارة الخارجي))ة‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن ح))دوث عج))ز‬
‫في م))يزان الم))دفوعات س))يؤثر ك))ذلك على الوض))ع ال))داخلي‪ ،‬حيث ينخفض ال))دخل وت))تراجع‬
‫األسعار مما ي))ؤدي إلى نقص الطلب المحلي على ال))واردات وفي نفس ال))وقت يتزاي))د الطلب‬
‫الخ)))ارجي على الص)))ادرات وهك)))ذا ح ))تى يص)))ل م)))يزان الم ))دفوعات م ))رة أخ ))رى إلى نقط ))ة‬
‫التوازن من جديد‪.‬‬

‫‪ 123‬محمد زآي شافعي‪ ،‬مقدمة في العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1977 ،‬ص‬
‫‪.133‬‬
‫‪-‬‬

‫‪138‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مم ))ا س ))بق يتض ))ح أ‪ ‬ن كي ))نز في تحليل ))ه للت ))وازن الخ ))ارجي اف ))ترض مرون ))ة ك ))ل من ))الطلب‬
‫ال ) ))داخلي على ال ) ))واردات) والطلب الخ ) ))ارجي على الص ) ))ادرات باإلض ) ))افة إلى مرون ) ))ةعرض‬
‫عوامل اإلنتاج‪ ،‬وهكذا فإ‪ ‬ن تغ‪‬ي)رات مس)تويات اإلنت))اج في النظري))ة الكنزي))ة تح) ّل مح) ّل تغ‬
‫‪‬يرات مستويات األسعار وأسعار الفائدة عند الكالسيك وبمعنى آخر أ‪ ‬ن معالج))ة موض))وع‬
‫الت ))وازن الخ ))ارجي عن ))د كي ))نز تمت نوع ))ا م ))ا بمع ))زل عن السياس ))ة النقدي ))ة عكس الكالس ))يك‪.‬‬
‫ونخلص في األخ))ير أ‪ ‬ن المعالج))ة الكنزي))ة لفك))رة الت))وازن) بش))قيه ال))داخلي والخ))ارجي إنﹼم))ا‬
‫تتم من خالل تغ‪‬يرات الدخل الوطني‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن اس))تمرار الت))وازن االقتص))ادي يتوق))ف على‬
‫دقة وصحة توقعات المنظمين التي تسمح بتساوي كل من الطلب المتوقع والفعلي‪.‬‬
‫أ‪‬‬ ‫بعد استعراضنا لموضوع التوازن االقتص))ادي عن)د ك))ل من التقلي)ديين والك))نزيين اتض))ح‬
‫ن ك))ل منهم ))ا ع ))الج الت))وازن ال ))داخلي بمع ))زل عن الت))وازن الخ))ارجي دون الرب ))ط بينهم ))ا إالﹼ‬
‫كمتغ‪‬ي))رات تابع))ة لتغ‪‬ي))رات مس))تويات األس))عار وس))عر الفائ))دة عن))د الكالس))يك أو لتغ‪‬ي))رات‬
‫مس))تويات ال))دخل عن))د الك))نزيين وعن))دها ينص))ح الكالس))يكيون بالسياس))ة النقدي))ة في حين فيم))ا‬
‫يؤمن الكنزيون بالمواءمات ال))تي تح)دثها تغ‪‬ي))رات ال))دخل الوط))ني وهك)ذا يهمل))ون التع))ارض‬
‫ال) ))ذي ق) ))د يك) ))ون قائم) ))ا بين السياس) ))ات ال) ))تي تعم) ))ل على تحقي) ))ق الت) ))وازن الكلي حيث تعق) ))د‬
‫السياسة التي تحقق الت)وازن ال)داخلي مش)كلة الت)وازن الخ)ارجي كم)ا يمكن أن ت)ؤدي السياس)ة‬
‫التي تلزم لتحقيق التوازن الخارجي إلى تعقيد مشكلة التوازن الداخلي‪.‬‬
‫بع ))د تعرض ))نا لمعالج ))ة الت ))وازن االقتص ))ادي عن ))د ك ))ل من الك ))نزيين والتقلي ))ديين‪ ،‬س ))نحاول‬
‫التع))رض في النقط ))ة الموالي))ة لموض ))وع الت ))وازن عن))د جيمس مي ))د أي معالج))ة فك))رة ت ))وازن‬
‫االدخار واالستثمار على النحو التالي‪.‬‬
‫‪ --3 3‬التوازن عند جيمس ميد ‪J.MEAD‬‬
‫لق))د الح))ظ جيمس مي))د أ‪ ‬ن السياس))ات ال))تي تعم))ل على تحقي))ق الت))وازن ال))داخلي لن ت))ترك‬
‫التوازن الخ)ارجي كم))ا ه))و‪ ،‬نظ))را الرتب))اط األه))داف االقتص))ادية ببعض))ها البعض‪ ،‬ذل))ك أ‪ ‬ن‬
‫محاول))ة تحقي))ق الت))وازن ال))داخلي باس))تخدام بعض األس))اليب ق))د يك))ون ع))امال مس))اعدا لتحقي))ق‬

‫‪139‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الت ))وازن الخ ))ارجي‪ .‬وبه ))ذا بحث جيمس مي ))د عن الح ))االت المختلف ))ة ال ))تي يمكن من خالله ))ا‬
‫انتقاء السياسات المناسبة لتحقيق التوازن االقتص)ادي‪ ،‬بحيث تعم)ل على تحقي)ق أعلى درج)ة‬
‫من التوافق في اتجاه كل من التوازن) الداخلي والخارجي‪ ،‬أو على األقل ال تعمل بحي))ثيؤدي‬
‫إلى معالجة أحد التوازنيين) وتعميق اختالل األخر ‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫وس) ))نحاول أن نتع) ))رض لفك)))رة ت)))وازن االدخ)))ار واالس ))تثمار عن) ))د جيمس مي ))د على النح ))و‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪-3-1‬توازن االدخار واالستثمار‪$‬‬
‫ي) ))رى جيمس مي) ))د أ‪ ‬ن االدخ) ))ار واالس) ))تثمار كمي) ))ات منفص) ))لة عن بعض) ))ها البعض‪ ،‬وال‬
‫يتحقق التوازن بينهما إالﹼ إذا استهدف في ظ))ل السياس))ات المالي))ة والنقدي))ة الرامي))ة ل))ذلك‪ .‬كم))ا‬
‫تنش))د في ذات ال))وقت تحقي))ق ت))وازن م))ع الع))الم الخ))ارجي الس))تكمال الص))ورة) العام))ة للت))وازن‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫يتفق ميد مع كينز عند انطالقه في معالجة التوازن حيث كل من االثنين ينطلق من وضع‬
‫ع) ))دم الت) ))وازن به) ))دف متابع) ))ة أك) ))ثر التط‪‬ورات و التف) ))اعالت الناتج) ))ة بين مق) ))ادير الكمي) ))ات‬
‫االستثمارية واالدخارية‪ ،‬بهدف الوصول إلى الت)وازن المنش))ود‪ ،‬حيث ينطل)ق مي)د من وض)ع‬
‫االنكماش أي النقص الحاصل في اإلنفاق الكلي في ظل ظروف تتس))م أساس))ا بوج))ود مرون))ة‬
‫في أس) ) ))عار الفائ) ) ))دة ال) ) ))تي يمكن أن تش) ) ))جع على االق) ) ))تراض واالس) ) ))تثمار في ال) ) ))وقت نفس) ) ))ه‬
‫واالنكماش عند ميد يقصد به الحالة التي يرتفع فيها االدخار الفعلي عن االستثمار المتوقع‪.‬‬
‫كم))ا ق))د تك))ون نقط))ة البداي))ة عن))د جيمس وض))ع ال))رواج ال))ذي يقص))د ب))ه الزي))ادة الحاص))لة في‬
‫اإلنفاق الكلي عما تسمح به ظروف الع))رض المت))اح وعن))دها يك))ون االدخ))ار الممكن أق))ل من‬
‫االستثمار الفعلي‪.‬‬

‫‪ 124‬فؤاد هاشم عوض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.33 .30‬‬


‫‪-‬‬

‫‪140‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مما سبق يتضح أ‪ ‬ن رؤية ميد لدور سعر الفائ)دة ال يختل)ف كث)يرا عن دوره)ا عن)د كي)نز‪،‬‬
‫من ناحي) ))ة تأثيره) ))ا في مع) ))دل االس) ))تثمار‪ ،‬غ) ))ير أ‪ ‬ن الق) ))رارات االس) ))تثمارية ال) ))تي يتخ) ))ذها‬
‫الرأسماليون غالبا ما ال تتأثر بسعر الفائدة وخاصة في األمد القصير‪ ،‬أما في األم))د الطوي))ل‬
‫تتأثر تلك القرارات بمع)دل االس)تثمار‪ ،‬ال)ذي يت)أثر ه)و اآلخ)ر بالتق)دم الف)ني واكتش)اف م)وارد‬
‫جدي ))دة وبص ))فة عام ))ة تت ))أثر ه ))ذه الق ))رارات بمختل ))ف السياس ))ات ال ))تي من ش ))أنها الت ))أثير في‬
‫مجرى االستثمار‪.‬‬

‫وأخيرا وبعد تحديد نقطة البدء من طرف ميد(‪ MEAD‬فقد استعرض جملة من‬
‫)‬

‫السياس)))ات المالئم)))ة لك)))ل انطالق) ))ة‪ ،‬ففي حال) ))ة االنكم)))اش يس) ))تخدم السياس ))ة المالي ))ة والنقدي) ))ة‬
‫التوس))عية‪ ،‬وسياس))ة تع))ديل األس))عار الرامي))ة إلى زي))ادة االس))تثمار به))دف إح))داث الت))وازن) بين‬
‫االدخار واالستثمار‪.‬‬
‫أم ))ا في حال ))ة ال ))رواج ف ))إنﹼه يتب ))ع السياس ))ة االنكماش ))ية للتقلي ))ل من اإلنف ))اق الكلي من خالل‬
‫اإلنفاق االستهالكي والحكومي‪.‬‬
‫وأخ ))يرا ونظ ))را الرتب ))اط األه ))داف االقتص ))ادية ببعض ))ها البعض وبه ))دف تحقي ))ق الت ))وازن‬
‫االقتصادي الكلي يجب استخدام الطرق واألساليب التي تساعد على تحقي)ق ك)ل من الت)وازن)‬
‫ال))داخلي والخ))ارجي حيث أ‪ ‬ن اإلبق))اء على أح))دهما في حال))ة ع))دم ت))وازن س))وف يبع))دنا عن‬
‫الوض))ع األحس))ن واألفض))ل‪ ،‬ويبقى االقتص))اد في حال))ة رفاهي))ة أق))ل مم))ا يك))ون علي))ه فيم))ا ل))و‬
‫كان عند وضع التوازن‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن الكلي في النظام االقتصادي‬


‫يمكن تقس ))يم االقتص ))اد الوط ))ني إلى أربع ))ة أس ))واق أساس ))ية وهي س ))وق اإلنت ))اج‪ ،‬الس ))وق‬
‫النق)دي‪ ،‬س)وق العم)ل‪ ،‬س)وق األوراق المالي)ة‪ ،‬ويتحق))ق الت)وازن الع))ام على مس)توى االقتص))اد‬

‫‪141‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الوط ))ني كك ))ل إذا تحق ))ق الت ))وازن في جمي ))ع األس ))واق وفي آن واحد ‪ ،‬ومن ))ه أ‪ ‬ن تحقي ))ق‬
‫‪125‬‬

‫التوازن في واحد فقط يع‪‬د شرطا ضروريا لتحقيق التوازن العام ولكنه غير كاف‪.‬‬
‫ونظ)))را لالرتب)))اط الوثي)))ق بين ك)))ل من اإلنت)))اج وس)))وق النق ))د فس ))وف نكتفي بهم ))ا في ه ))ذه‬
‫الدراس)ة‪ ،‬حيث يتحق)ق الت)وازن الكلي عن)دما يتحق)ق الت)وازن في كال الس)وقين مع)ا وفي نفس‬
‫الوقت‪.‬‬
‫فيم ) ))ا يلي س ) ))وف نتع ) ))رض أوال للت ) ))داخل بين الس ) ))وقين‪ ،‬ثم دراس ) ))ة س ) ))وق اإلنت ) ))اج( الس ) ))لع‬
‫والخدمات)‪ ،‬وكيفية اشتقاق منحنى ‪ ، IS‬ثم دراسة السوق النقدي مع كيفية اشتقاق منحنى‬
‫‪.LM‬‬

‫‪ - 125‬محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة في اإلقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪.231‬‬
‫‪-‬‬

‫‪142‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬التداخل بين سوق اإلنتاج وسوق النقود‬
‫إ‪ ‬ن عجز التحليل الجزئي عن تحقيق التوازن العام من خالل التوازن))ات الجزئي))ة يف))رض‬
‫ضرورة موضوعية لدراسة التوازن اإلقتصادي العام‪ ،‬لنفترض مثال أ‪ ‬ن عرض النق))ود ق))د‬
‫ازداد في حين بقي الطلب علي ))ه ثابت ))ا والتحلي ))ل الج ))زئي في س ))وق النق ))ود بف ))رض انخف ))اض‬
‫سعر الفائدة‪ ،‬لكن إذا نظرنا إلى االثر غير المباشر‪ -‬أثر ال))دخل‪ -‬له))ذا اإلنخف))اض في س))وق‬
‫الس))لع والخ))دمات فنالح))ظ أ‪ ‬ن انخف))اض س))عر الفائ))دة س))يؤدي إلى زي))ادة الطلب على النق))ود‬
‫من أج ))ل المع ))امالت وك ))ذلك زي ))ادة االس ))تثمارات‪ ،‬ف ))يزداد ال ))دخل بمق ))دار يحكم ))ه المض ))اعف‬
‫وهذا بدوره يؤثر على سعر الفائدة‪.‬‬
‫بينت النظرية الكالسيكية أ‪ ‬ن سعر الفائ))دة يتح))دد بن))اء على تق))اطع اإلدخ))ار م))ع االس))تثمار‬
‫ولكن ضمن حلق)ة مفرغ)ة بين مس)توى ال)دخل وس)عر الفائ)دة لم تفض)ي في النهاي)ة إلى تحدي)د‬
‫س) ))عر الفائ) ))دة‪ ،‬في حين ي) ))رى كي) ))نز أ‪ ‬ن س) ))عر الفائ) ))دة يتح) ))دد من خالل الطلب على النق) ))ود‬
‫وع ))رض النق ))ود على أن يع ))رف مس ))توى ال ))دخل‪ ،‬ولكن معرف ))ة ه ))ذا األخ ))ير تتطلب معرف ))ة‬
‫حجم االستثمارات والذي بدوره يعتمد على سعر الفائدة لنصل هنا إلى نفس الحلقة المفرغة‬
‫بين سعر الفائدة ومستوى الدخل‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن النظريتين تنقسمان بين المتغيرات الحقيقي))ة والمتغ))يرات النقدي))ة‪ ،‬حيث‬
‫تعت ) ))بر النظري ) ))ة الكالس ) ))يكية أن س ) ))عر الفائ ) ))دة يتحق) ) ))ق بواس ) ))طة الق) ) ))وى الحقيقي) ) ))ة لالدخ ) ))ار‬
‫واالس) ))تثمار‪ ،‬في حين ي) ))رى كي) ))نز أن س) ))عر الفائ) ))دة ظ) ))اهرة نقدي) ))ة تتعل) ))ق بتفض) ))يل الس) ))يولة‬
‫وع) ) ))رض النق) ) ))ود في حين يعت) ) ))بر أ‪ ‬ن العالق) ) ))ة بين اإلدخ) ) ))ار واالس) ) ))تثمار هي ال) ) ))تي تح) ) ))دد‬
‫المستوى التوازني للدخل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬التوازن في سوق السلع والخدمات‬
‫م) ))ع ثب) ))ات المس) ))توى الع) ))ام لألس) ))عار يتحق) ))ق الت) ))وازن في س) ))وق) الس) ))لع والخ) ))دمات عن) ))د تع) ))ادل الطلب‬
‫والعرض الكليين في هذه السوق‪.‬‬

‫‪ -1‬صقر أحمد صقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.353 ،350‬‬


‫‪ - 2‬أنظر‪:‬‬

‫‪143‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الناقة أحمد‪ ،‬يسرى عبد الرحمن‪ ،‬النظرية اإلقتصادية الكلية‪ ،‬منشورات مؤسسة ش‪NN‬باب الجامع‪NN‬ة‪ ،‬اإلس‪NN‬كندرية‪،1995 ،‬‬
‫ص ص ‪.73-60‬‬
‫‪ -‬مدحت العقاد‪ ،‬محمد رضا العدل‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار الحريري للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ص ‪-267‬‬
‫‪.271‬‬
‫‪ -‬ضياء مجيد المسوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.221 -209‬‬
‫‪ -‬الطلب الكلي‪ :‬ال))دخل الوط))ني(من وجه))ة نظ))ر الطلب) = االس))تهالك الخ))اص ‪ +‬االس))تثمار) الخ))اص‪+‬‬
‫اإلنفاق الحكومي(على السلع والخدمات)‪ +‬الصادرات‪.‬‬
‫‪Yd= C+I+G+X…………………………….1‬‬
‫‪ -‬الع )))رض الكلي‪ :‬ال )))دخل الوط )))ني(من وجه )))ة نظ )))ر الع )))رض)‪ :‬االس) ))تهالك ‪ +‬اإلدخ) ))ار‪ +‬الض )))رائب‪+‬‬
‫الواردات‪.‬‬
‫‪Ys= C+S+T+M……………………………..2‬‬
‫بمأ‪ ‬ن العرض الكلي = الطلب الكلي فإ‪ ‬ن‪:‬‬
‫‪YD= YS => C+I+G+X= C+S+T+M‬‬
‫وللتبسيط نفترض‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانية متوازنة =< ‪T= G‬‬
‫‪ -‬االقتصاد) مغلق =< ‪X= M‬‬
‫فيبقى لدينا االستثمار) = اإلدخار‪ ،‬أي ‪S=I‬‬

‫‪144‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪145‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪146‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب) ))افتراض أ‪ ‬ن الطلب على االس) ))تثمار م)))رن بالنس)))بة لس) ))عر الفائ ))دة(‪ )r‬فإ‪ ‬ن دال ))ة االس) ))تثمار) أو منح)))نى‬
‫الكفاي))ة الحدي))ة لالس))تثمار) يب‪‬ين العالق))ة بين الطلب على االس))تثمار وس))عر الفائ))دة كم))ا ه))و موض))ح في‬
‫الش ))كل رقم‪ 3‬الج ))زء‪-‬أ‪ -‬ويمكن كتاب ))ة معادلت ))ه( م ))ع اف ))تراض ثب ))ات العوام ))ل األخ ))رى) الم ))ؤثرة في دال ))ة‬
‫االستثمار)) كما يلي‪I= I(r)……………..3 :‬‬

‫اإلدخار‪S‬‬ ‫الشكل رقم‪ : 03‬التوازن في سوق السلع والخدمات اإلدخار‪S‬‬

‫الدخل‪Y‬‬ ‫االستثمار ‪I‬‬

‫دالة اإلدخار‬
‫‪S2‬‬ ‫)‪Y=Y-C(Y‬‬
‫‪S1‬‬ ‫التعادل بين االدخار‬
‫جـ‬ ‫ب‬ ‫واالستثمار ‪I= S‬‬
‫‪S0‬‬

‫سعر الفائدة‬ ‫سعر الفائدة‬


‫‪r‬‬
‫التوازن في سوق السلع‬
‫والخدمات‬ ‫الطلب على االستثمار‬
‫د‬
‫أ‬

‫‪Y0 Y1 Y2‬‬ ‫الدخل ‪Y‬‬ ‫‪I0‬‬ ‫‪I1‬‬ ‫‪I2‬‬ ‫االستثمار‪I‬‬

‫‪150‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬مدحت العقاد محمد رضا العدل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.271‬‬

‫أم ))ا بالنس ))بة لإلدخ ))ار(‪ )S‬فه ))و يعتم ))د على مس ))توى) ال ))دخل الحقيقي‪ ،‬فل ))و كتبن ))ا دال ))ة االس ))تهالك م ))ع ثب ))ات‬
‫العوام))ل األخ))رى) علي))ه كم))ا يلي‪ C= C(y)…………………………4 :‬فعندئ )ذ) يمكن كتاب))ة دال))ة‬
‫اإلدخار كما يلي‪S= Y- C(y)…………………..5 :‬‬
‫(‬ ‫هذا يعني أ‪ ‬ن شرط التوازن في سوق اإلنتاج( السلع والخدمات) ه)و التس)اوي) بين االس)تثمار المخط)ط‬
‫‪ )I‬واإلدخار) المخطط (‪ )S‬والمب‪‬ين رياضيا) كما يلي‪I(r) =Y- C(y)………………6 :‬‬
‫(‬ ‫تمثل المعادلة (‪ )6‬شرط التوازن في سوق السلع والخدمات‪ ،‬كما أنﹼها تفترض أن يكون سعر الفائدة‬
‫‪)r‬وك)ذلك مس)توى ال)دخل الحقيقي (‪ )y‬عن)د مس)توى) مناس)ب يحق)ق ه)ذه المعادل)ة‪ .‬حيث يتض)ح من الش)كل (‬
‫‪ )3‬أنﹼه عن) ))د س) ))عر فائ) ))دة معين (‪ r(0‬يتحق) ))ق اس) ))تثمار مح) ))دد (‪ I(0‬عن) ))د مس) ))توى) دخ) ))ل معين (‪ ،y(0‬عن) ))د‬
‫انخفاض سعر الفائدة (‪ r(1‬فإ‪ ‬ن الطلب على االستثمار) يرتفع إلى (‪ ، I(1‬ويك))ون مس))توى ال)دخل الت)وازني)‬
‫(‪ y(1‬عند قيمة يحددها مضاعف اإلنفاق االستثماري‪.‬‬
‫يمكن أن نالحظ التعادل بين االدخار المخطط واالستثمار) المخطط في الجزء(ب) من نفس الش))كل(‪،)3‬‬

‫أم))ا الج))زء(ج ـ) يوض))ح العالق))ة بين اإلدخ))ار وحجم ال))دخل الحقيقي‪ ،‬وأخ))يرا الج))زء(د) يمث))ل منح))نى (‪IS‬‬
‫)‬

‫)‬ ‫وال) ))ذي يمث) ))ل المح) ))ل الهندس ) )ي) للقيم المناس) ))بة والممكن) ))ة للعالق) ))ة بين ال ))دخل الحقيقي(‪ )y‬وس ))عر) الفائ) ))دة(‪r‬‬

‫والمحققة للتع)ادل بين اإلدخ))ار واالس)تثمار المخططين وعندئ)ذ منح)نى (‪ )IS‬يمث)ل الت))وازن في س)وق) الس))لع‬
‫والخدمات‪.‬‬
‫من منحنى (‪ )IS‬نالحظ ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬يمث))ل المنح))نى (‪ )IS‬الطلب الكلي على الس))لع والخ))دمات م))ع ثب))ات المس))توى) الع))ام لألس))عار‪ ،‬وذل))ك عن))د‬
‫مستويات) مختلفة من أسعار الفائدة‪.‬‬
‫من الشكل (‪ )3‬أ‪ ‬ن منحنى (‪ )IS‬هابط سالب الميل ليع‪‬ب)ر عن العالق)ة العكس))ية بين س)عر الفائ))دة‬ ‫‪-‬‬
‫ومس) ))توى) ال) ))دخل الت) ))وازني‪ ،‬أل‪ ‬ن العالق) ))ة عكس) ))ية بين مع) ))دل الفائ) ))دة والطلب على االس) ))تثمار والعالق) ))ة‬
‫طردي))ة بين الطلب على االس))تثمار) ومس))توى) ال))دخل فالعالق))ة عكس))ية بين س))عر الفائ))دة ومس))توى ال))دخل‪،‬‬
‫وكلم))ا زادات مرون))ة االدخ))ار ومرون))ة االس))تثمار وكلم))ا اشت‪‬د المي))ل الح))دي لالس))تهالك بالنس))بة لمع))دل‬
‫الفائدة كلما كان هبوط منحنى (‪ )IS‬أقل انحدارا‪.‬‬
‫فإذا رمزنا لالرتفاع بالرمز(‪ )1‬واالنخفاض بالرقم(‪ )2‬فيمكن أن نوضح العالقات السابقة كما يلي‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ارتفاع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪r‬‬
‫‪I‬‬
‫‪Y‬‬

‫انخفاض‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫باعتب ) ))ار أ‪ ‬ن منح ) ))نى ‪ IS‬ق) ))د اش ) ))تق من ش ) ))كل دال ) ))تي الطلب على االس ) ))تثمار ودال ) ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدخ))ار فعن))دما تك))ون مرون))ة الكفاي))ة الحدي))ة لالس))تثمار بالنس))بة لس))عر الفائ))دة ض))عيفة‪ ،‬فإ‪ ‬ن‬
‫مرون) ))ة المنح) ))نى(‪ )IS‬بالنس) ))بة لس) ))عر الفائ) ))دة س) ))تكون ض) ))عيفة أيض) ))ا‪ ،‬وذل) ))ك أل‪ ‬ن ض) ))عف‬
‫المرونة سيجعاللتغ‪‬ي)ر في ال))دخل المقاب))ل للتغ‪‬ي))ر في س)عر الفائ)دة طفيف)ا‪ ،‬ومن جه)ة أخ)رى‬
‫فإ‪ ‬ن ميل دالة اإلدخار يؤثر طردا بعالقته مع ميل المنحنى(‪ )IS‬بالقيمة المطلقة‪.‬‬
‫إذا ح) ))دث تق) ))دم تق) ))ني معين أو تحس) ))نت التوقع) ))ات االس) ))تثمارية ف ))إن منح) ))نى الكفاي) ))ة الحدي) ))ة‬
‫لالس) ))تثمار س) ))ينتقل إلى اليمن مم) ))ا يجع) ))ل منح) ))نى ‪ IS‬ينتق) ))ل ه) ))و اآلخ) ))ر أيض) ))ا نح) ))و اليمين‬
‫بالمقدار نفسه مضروبا في مضاعف االستثمار‪.‬‬
‫وكذا ل)و انتقلت دال)ة االدخ))ار يمين)ا نتيج)ة تغ‪‬ي))ر مي)ول المس))تهلكين وتوقع)اتهم باتج)اه إيج)ابي‬
‫لالدخار فإ‪ ‬ن المنحنى(‪ )IS‬سيتجه يمينا بنفس المقدار مضروبا بقيمة مضاعف االدخار‪.‬‬
‫د‪ -‬إ‪ ‬ن التحليل الس)ابق ك))ان في اقتص))اد مغل)ق وميزاني))ة متوازن)ة ولنق)ترب أك)ثر من الواق))ع‬
‫أي ع) ))دم ت) ))وازن الميزاني) ))ة ‪ G ≠T‬وك) ))ذلك يض) ))اف إلى االس) ))تثمار اإلنف) ))اق الحك) ))ومي ‪G‬‬
‫والص) ))ادرات‪ X‬فيك) ))ون(‪ )I+G+X‬في حين تص) ))بح دال) ))ة االدخ) ))ار بع) ))د إض) ))افة ال) ))واردات(‬
‫‪ )S+T+M‬وإ ‪ ‬ن ه ) ))ذا التوس) ))ع في المتغ‪‬ي ) ))رات يجع) ))ل المنح ) ))نى(‪ )IS‬مع) ))برا عن مس ) ))توى‬
‫أس)عار الفائ))دة والمس)تويات المقابل)ة له))ا من ال)دخل الحقيقي وال))ذي ي)ؤدي إلى تحقي)ق الت)وازن)‬
‫بين الطلب والعرض الكليين على السلع والخدمات في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3‬التوازن في سوق النقود‬
‫يتحقق التوازن في سوق النقود عندما يتوازن الطلب والعرض الكليين فيه وبالتالي يتحدد‬
‫س ))عر الفائ ))دة الت ))وازني‪ ،‬فأم ))ا الطلب على النق ))ود(‪ )MD‬فيعتم ))د على مس ))توى ال ))دخل النق ))دي‬

‫‪152‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعلى سعر الفائدة‪ ،‬في حين يعتبر عرض النقود (‪ )MS‬ثايت))ا تح))دده الس))لطات النقدي))ة(البن)ك)‬
‫المركزي)‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪:‬‬
‫ضياء مجيد الموسووي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.234 -223‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدحت العقاد‪ ،‬محمد رضا العدل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.275 -272‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.255 -241‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصطفى أحمد مزيد‪ ،‬حسن سمير محمد‪ ،‬النقود والتوازن اإلقتصادي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2000‬ص ص ‪.232 -223‬‬

‫فش ))رط الت ))وازن في ه ))ذا الس ))وق ه ))و ‪ ،MS= MD‬وبمأ‪ ‬ن الطلب على النق ))ود إم ))ا يك ))ون‬
‫منأجل المعامالت(‪ ،)1L‬كما قد يكون بهدف المضاربة( اإلكتناز) (‪ ،)2L‬فيمكن صياغة ذلك‬
‫‪MS‬‬ ‫فيكون شرط التوازن‪:‬‬ ‫رياضيا كما يلي‪L1(y)+L2(r) = MD = L1+L2 :‬‬
‫وتشير العالقة السابقة إلى أنﹼه‬ ‫)‪= MD= L1(y) +L2(r‬‬
‫في حال))ة ثب))ات ع))رض النق))ود‪ ،‬فهن))اك عالق))ة مح))ددة بين مس))توى ال))دخل الحقيقي(‪ )y‬وس))عر‬
‫الفائ))دة (‪ )r‬وتع))بر ه))ذه العالق))ة عن ش))رط الت))وازن في س))وق النق))ود ويع))بر عنه))ا ب))المنحنى(‬
‫‪ )LM‬والذي هو موضح في الشكل رقم(‪.)4‬‬
‫الشكل رقم‪ :04‬التوازن في سوق النقود‬

‫‪153‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أرصدة المعامالت‬ ‫أرصدة المعامالت‬


‫‪D‬‬
‫ج‬ ‫الطلب على أرصدة‬
‫المعامالت‬ ‫الطلب على‬
‫‪50‬‬ ‫ب‬ ‫النقد بين‬
‫المضاربة‬
‫‪40‬‬ ‫والمعامالت‬

‫الدخل الحقيقي‪Y‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أرصدة المضاربة‬

‫سعر الفائدة‬ ‫سعر الفائدة‬

‫‪LM‬‬ ‫التوازن في سوق‬


‫آالسيك‬ ‫النقود‬ ‫أ‬
‫‪R1‬‬
‫‪R0‬‬

‫آينز‬
‫فخ السيولة)مصيدة‬
‫آينز‬
‫الدخل الحقيقي ‪y‬‬ ‫على‬ ‫الطلب‬
‫‪Y0 Y1‬‬ ‫‪10 20‬‬ ‫النقد من أجل‬
‫المضاربة‬

‫المصدر‪ :‬مدحت العقاد‪ ،‬محمد رضا العدل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.274‬‬

‫يب‪‬ين الشكل الس)ابق الج)ز"أ" العالق)ة العكس)ية بين الطلب على النق)ود من أج)ل المض)اربة‬
‫وبين س) ))عر الفائ) ))دة(‪)r‬؛ أم) ))ا الج) ))زء"ب" فيب‪‬ين كيفي) ))ة انقس) ))ام كتل) ))ة النق) ))ود المعروض ) )ة) بين‬
‫المع))امالت والمض))اربة‪ ،‬فل))و بل))غ ع))رض النق))ود ‪ 60‬ملي))ار وح))دة نقدي))ة وخص))ص للمض))اربة‬
‫عن))د س ))عر الفائ))دة(‪ )1r‬مق))دار ‪ 10‬ملي))ار وح))دة نقدي ))ة فعندئ))ذ المتبقي للمع))امالت هو‪ 50‬ملي ))ار‬
‫وحدة نقدية‪.‬‬
‫فل) ))و انخفض س) ))عر الفائ) ))دة إلى (‪ )0r‬فإ‪ ‬ن أرص) ))دة المض) ))اربة ترتف) ))ع إلى ‪ 20‬ملي) ))ار وح) ))دة‬
‫نقدية‪ ،‬أما أرصدة المعامالت تنخفض إلى ‪ 40‬مليار وحدة نقدية وهكذا‪.‬‬
‫أم) ))ا الج) ))زء"ج" يوض) ))ح العالق) ))ة الطردي) ))ة بين مس) ))توى ال) ))دخل الحقي) ))ق(‪ )y‬وبين الطلب على‬
‫النقود من أجل المعامالت ويوضحها الخط البياني ‪.OD‬‬

‫‪154‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فعن) ))د تحدي) ))د ال) ))دخل الحقي) ))ق(‪ )0y‬فإ‪ ‬ن المس) ))افة بين مس) ))توى ال) ))دخل الحقيقي على المح) ))ور‬
‫األفقي وبين الخ)ط ‪ OD‬توض))ح الطلب على النق)ود ألغ)راض المع))امالت عن)د ه))ذا المس)توى‬
‫من ال))دخل‪ .‬وبمعرف))ة األرص))دة المتاح))ة للمع))امالت في الج))زء"ب" يتم تحدي))د مس))توى ال))دخل‬
‫الالزم لتحقيق التوازن في سوق النقود‪.‬‬
‫عند سعر الفائدة(‪ )0r‬تبقى أرصدة المعامالت ‪ 40‬مليار وحدة نقدية في مثالنا السابق لتحقيق‬
‫الت))وازني في س))وق النق))ود‪ ،‬والب))د أن يك))ون ال))دخل الحقيقي حينه))ا عن))د المس))توى (‪ ،)0y‬أم))ا‬
‫عندما يرتفع سعر الفائدة إلى (‪ r(1‬البد أن يرتفع مستوى الدخل الحقيقي إلى(‪.)1y‬‬
‫أم ))ا الج ))زء"د" يوض ))ح العالق ))ة بين ال ))دخل الحقيقي"‪ "y‬وس ))عر الفائ ))دة"‪ "r‬وال ))تي تحق ))ق ش ))رط‬
‫التوازن في سوق النقود والمتمثل في المنحنى(‪. )LM‬‬
‫من منحنى (‪ )LM‬نالحظ ما يلي‪:‬‬
‫"أ"‪ -‬إن شكل المنحنى صاعد وميله موجب ليع‪‬بر عن العالق)ة الطردي)ة بين مس)توى ال)دخل‬
‫الحقيق(‪ )Y‬والزيادة في الطلب على النقود من أجل المعامالت‪ ،‬ومع افتراض ثبات عرض‬
‫النقود فإ‪ ‬ن رفع سعر الفائدة سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النقود من أجل المضاربة؛‬
‫"ب"‪ -‬يعتم) ) ))د منح) ) ))نى(‪ )LM‬في ش) ) ))كله على ش) ) ))كل منح) ) ))نى الطلب على النق) ) ))ود ألغ) ) ))راض‬
‫المعامالت وكذلك شكل منحنى الطلب على النقود ألجل المضاربة فنج))د المنح))نى متج))ه إلى‬
‫الالنهاية‪ ،‬النهائي المرونة وموازيا للمحور األفقي عن))د المس))تويات المنخفض))ة من ال))دخل أل‬
‫‪ ‬ن الطلب على النق)ود من أج)ل المع)امالت يك)ون منخفض)ا‪ ،‬ومن)ه ي)زداد الطلب على النق)ود‬
‫من أج ))ل المض ))اربة مم ))ا ي ))ؤدي إلى انخف ))اض س ))عر الفائ ))دة ح ))تى يص ))ل إلى س ))عر مح ))دد ال‬
‫ينخفض بع) ))ده س) ))عر الفائ) ))دة أب) ))دا ويطل) ))ق علي) ))ه اس) ))م فخ الس ‪$$‬يولة أو مص ‪$$‬يدة كي ‪$$‬نز‪ ،‬وأ‪ ‬ن‬
‫ه)ذاالجزء من منح)نى(‪ )LM‬يط)ابق التص‪‬ور الك)نزي ال)ذي س)اد أزم)ة الكس)اد الع)المي لع)ام‬
‫‪.1929‬‬
‫"ج"‪ -‬عن) ))د المس)))تويات المرتفع) ))ة من ال) ))دخل في أقص) ))ى اليمين للمنح ))نى(‪ )LM‬يص ))بح ه ))ذا‬
‫األخ))ير موازي))ا للمح))ور العم))ودي‪ ،‬أل‪ ‬ن ع))رض النق))ود يكفي لتغطي))ة الطلب على النق))ود من‬
‫أج ))ل المع ))امالت‪ ،‬فيواص ))ل س ))عر الفائ ))دة ارتفاع ))ه ح ))تى يتم التخلص من أرص ))دة المض ))اربة‬
‫كله))ا ويطل))ق على ه))ذه المس))احة اس))م المنطق))ة التقليدي))ة( الكالس))يكية) أل‪ ‬ن النظري))ة التقليدي))ة‬

‫‪155‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تف ) ))رض الطلب على النق ) ))ود من أج ) ))ل المع ) ))امالت فق ) ))ط وال عالق ) ))ة بين الطلب على النق ) ))ود‬
‫ومعدل الفائدة‪.‬‬
‫"د"‪ -‬بين الح)التين الكنزي))ة األفقي))ة والكالس))يكية العمودي))ة يتج))ه المنح))نى (‪)LM‬متزاي))دا م))ائال‬
‫بعالقة طردية مع مستوى الدخل ليمثل الحالة العامة‪.‬‬
‫"و"‪ -‬إ‪ ‬ن زيادة عرض النقود أي التوازن قد اختل في س)وق النق)د ولكي تع)ود إلى الت)وازن‬
‫البد من زيادة الطلب على النقود وهذا ال يك))ون إال بانخف)اض س))عر الفائ)دة أو زي)ادة ال)دخل‪،‬‬
‫مم)))ا ي)))ؤدي إلى انتق)))ال المنح)))نى(‪ )LM‬إلى اليمين ويح ))دث العكس تمام ))ا ( انتق ))ال منح ))نى(‬
‫‪ )LM‬إلى اليسار في حالة افتراض انخفاض العرض النقدي)‪.‬‬

‫‪ -4‬التوازن في سوقي السلع والخدمات‪ -‬والنقود‬


‫لدراس ) ))ة الت ) ))وازن في الس ) ))وقين يجب الرب ) ))ط بين األج ) ))زاء الحقيقي ) ))ة لالقتص ) ))اد( القط ) ))اع‬
‫الحقيقي) والذي ينطوي على األنشطة والعمليات الحقيقي))ة مث))ل ال))دخل‪ ،‬االس))تثمار‪ ،‬االدخ))ار‪،‬‬
‫س ))عر الفائ)))دة( الس ))وق الحقيقي ))ة) (المنح)))نى ‪ )IS‬واألج ))زاء النقدي ))ة( القط ))اع النق ))دي) وال ))ذي‬
‫ينطوي هو اآلخر على عرض النقود والطلب عليها وسعر الفائ)دة( منح)نى‪ )LM‬كم)ا أش)رنا‬
‫له سابقا‪ .‬وكما هو ممثل في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ :05‬التوازن في سوقي السلع والخدمات والنقود‬


‫‪LM1‬سعر الفائدة‬ ‫‪R3‬‬ ‫‪R2‬‬
‫‪E3‬‬
‫‪LM2‬‬

‫‪E2‬‬ ‫‪R1‬‬

‫‪E1‬‬

‫‪156‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪IS‬‬

‫مستوى الدخل ‪Y1 Y2‬‬

‫المصدر‪ :‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.284‬‬

‫من الشكل نالحظ أ‪ ‬ن النقطة (‪ )2E‬عند سعر فائدة(‪ )2r‬ومستوى دخل مقاب)ل ل)ه ‪1Y‬تمث)ل‬
‫نقط ) ))ة وحي ) ))دة لت ) ))وازن الس ) ))وقين(‪ )LM1‬و(‪ )IS‬للبره ) ))ان على ذل ) ))ك نف ) ))ترض الفرض ) ))يتين‬
‫التاليتين‪:‬‬
‫أ‪-‬إن س))عر الفائ))دة الت))وازني ه))و(‪ )r1‬فال))دخل الت))وازني المقاب))ل ه))و(‪ )Y2‬فه))ذا يع))ني أن))ه من‬
‫المف))روض أن تك))ون ‪ E1‬هي نقط))ة الت))وازن في الس))وقين الحقيقي))ة والنقدي))ة‪ ،‬وبم))أن ‪ E1‬تق))ع‬
‫على منح ) ))نى ‪ IS‬فهي تحق ) ))ق الت ) ))وازن إذن في س ) ))وق الس ) ))لع والخ ) ))دمات‪ ،‬في حين ال تحق ) ))ق‬
‫التوازن في السوق النقدية ألنها ال تقع على منحنى ‪ ،LM1‬بالمقابل فإنه عند المستوى ‪Y2‬‬
‫من الدخل يفترض أن يكون سعر الفائدة التوازني ‪ r3‬عند مستوى أعلى من ‪ r1‬وه))ذا يع))ني‬
‫وج) ))ود ف) ))ائض في الطلب على النق) ))ود مم) ))ا ي) ))دفع س) ))عر الفائ) ))دة إلى اإلرتف) ))اع عن ‪ r1‬ولكن‬
‫ارتفاعه سيؤدي تخفيض االستثمارات وظهور فائض في اإلدخ)ار عن االس)تثمار مم)ا ي)ؤدي‬
‫إلى انخف))اض ال))دخل الحقيقي ليص))ل إلى ‪ Y1‬وال))ذي يقابل))ه س))عر الفائ))دة وحي))د ه))و ‪ r2‬عن))د‬
‫نقطة التوازن ‪. E2‬‬
‫ب‪ -‬إن س ))عر الفائ ))دة الت ))وازني ‪ r3‬ومس ))توى ال ))دخل الحقيقي ‪ Y2‬ف ))إن النقطة‪ E3‬هي نقط ))ة‬
‫الت ))وازن بين الس)))وقين الحقيقي)))ة والنقدي)))ة‪ ،‬غ)))ير أن وق)))وع ه ))ذه النقط ))ة على منح ))نى ‪LM1‬‬
‫يجعلها تحقق التوازن في سوق النقود‪ ،‬إال أنها ال تحقق التوازن في الس))وق الثاني))ة‪ ،‬وعن))دها‬
‫نج))د ف))ائض في الس))لع والخ))دمات واس))تثمار غ))ير مرغ))وب في))ه عن))د النقط))ة ‪ ،E3‬مم))ا يجع))ل‬
‫مس))توى ال))دخل الحقيقي ينخفض ال))ذي ي))ؤدي ه))و اآلخ))ر إلى ض))عف الطلب على النق))ود من‬
‫أج))ل المع))امالت‪ ،‬وبالت))الي يتج))ه س))عر الفائ))دة إلى االنخف))اض ح))تى يص))ل إلى نقط))ة الت))وازن‬
‫‪ E2‬عند مستوى الدخل التوازني) ‪ Y1‬وسعر الفائدة التوازني ‪.r2‬‬

‫‪157‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من الفرضيتين) السابقتين يتضح أن نقطة التوازن بين الس))وقين الس))لع والخ))دمات‪ ،‬النق))ود (‬
‫‪ )IS‬و(‪ )LM1‬هي النقط ))ة(‪ )E2‬تق ))اطع منح ))نى (‪ LM1‬و(‪ )IS‬في حين ل ))و ارتف ))ع ع ))رض‬
‫)‬

‫النق))ود من ‪ LM1‬ح))تى يص))ل إلى ‪ LM2‬ف))إن النقط))ة ‪ E1‬هي ال))تي تص))بح نقط))ة الت))وازن‬
‫االقتص))ادي بين الس))وق الحقيقي))ة والنقدي))ة أي تحقي))ق ش))رط الت))وازن في ك))ل من الس))وقين في‬
‫آن واحد‪.‬‬

‫‪ -5‬نم ‪$$ $ $‬وذج‪ $‬رياض‪$$$$$$$‬ي للت ‪$$ $ $‬وازن في الس‪$$$$$$$‬وقين الحقيقي‪$$$$$$$‬ة‬


‫أ‪ -‬من عالقات السوق الحقيقية نجد‪:‬‬ ‫‪126‬‬
‫والنقدية‬

‫‪-‬‬ ‫‪C= C0+CYd‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫دالة االستهالك ‪:‬أي =<‬


‫‪ :Yd‬الدخل المتاح وهو عبارة عن الدخل الوطني)‪ (Y‬منقوصة منه الضرائب))‪(T‬‬
‫‪Yd= Y-T‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪ :C0‬االستهالك األولي عندما ينعدم الدخل‪.‬‬

‫‪- T= T* + t Y‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫دالة الضرائب) =<‬


‫‪ :T0‬قيمة محددة‪ :t ،‬معدل الضرائب‪.‬‬

‫‪ :I= I0 –Vr‬االستثمار‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪ -‬دالة االستثمار =< ‪I0‬‬


‫األولي( قيمة محددة)‪ :V ،‬ميل دالة الطلب على االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة‪ :r ،‬سعر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫نحن نعلم أن ش) ))رط الت) ))وازن في س) ))وق الس) ))لع والخ) ))دمات ه) ))و تع) ))ادل بين الع) ))رض الكلي‬
‫والمتمث ))ل في ال ))دخل من وجه ))ة نظ ))ر الع ))رض من جه ))ة وبين مجم ))وع ك ))ل من االس ))تهالك‪،‬‬
‫االستثمار‪ ،‬اإلنفاق الحكومي من جهة ثانية ومنه يكون شرط التوازن كما يلي‪:‬‬
‫‪Y= C+I+G‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫ب‪ -‬من عالقات سوق النقود نجد كذلك‪:‬‬

‫‪ - 126‬أنظر‪ :‬صقر أحمد صقر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.372 -367‬‬


‫‪ -‬مدحت العقاد‪ ،‬محمد رضا العدل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.286 -272‬‬

‫‪158‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطلب على‬ ‫‪Md= L0+KY –mr‬‬ ‫‪ -‬دالة الطلب على النقود =< )‪(6‬‬
‫النقود ‪ Md‬يتكون من طلب على النقود أساسي ‪ 0L‬مضاف إليه ميل دالة الطلب على‬
‫النقود بالنسبة للدخل ‪ K‬مضروبة في الدخل مصطروحا منه ميل دالة الطلب على النقود‬
‫بالنسبة لسعر الفائدة‪ m‬مضروبا بسعر الفائدة‪ r‬وهذا راجع إلى العالقة الطردية بين‬
‫الطلب على النقود والدخل في حين تكون العالقة عكسية مع سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض النقود‪ MS‬هو قيمة ثابتة ‪ *M‬وبإمكان البنك المركزي تغييرها‬
‫*‪MS= M‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫التوازن في سوق النقود هو التساوي بين الطلب على النقود وعرضه أي‬
‫=‪Md‬‬ ‫‪Ms‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫ج‪ -‬استنتاج معادلة التوازن (منحنى‪(IS‬‬
‫بتعويض المعادلة ‪ ،3 ،2‬في المعادلة ‪ 1‬نحصل على‪:‬‬
‫‪C= C0+C(Y-(T*+t y))= C0- CT*+C(1-t)Y‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫نعوض كذلك المعادلة ‪ ،9 ،4‬في المعادلة ‪ 5‬نحصل على‪:‬‬
‫‪Y= C+I+G= C0- CT*+ C(1-t)Y+ I0-Vr+G‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫نقوم بقسمة الطرفين على ‪ V‬لنحصل على معدل الفائدة بداللة الدخل‪:‬‬
‫‪Y/V= (C0-CT*+ C(1-t)Y- I0+G)V-r‬‬
‫‪ r =(c0-‬معادلة التوازن في السوق الحقيقية (المنحنى ‪:(IS‬‬
‫‪ct*+I0+G)/V-(1-c(1-t)V)Y‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫المعادل ) ))ة األخ ) ))يرة ه ) ))ذه في اقتص ) ))اد مغل ) ))ق لنف ) ))ترض أن االقتص ) ))اد مفت ) ))وح ومن ) ))ه إض ) ))افة‬
‫الص) ))ادرات ‪ ، X‬وال) ))واردات ‪ ،M‬والتح) ))ويالت لألف) ))راد ‪ R‬نحص) ))ل على المعادل) ))ة األش) ))مل‬
‫‪r = ((c-Ct*+CR+I0+G+X-‬‬ ‫للت ))وازن في س ))وق الس ))لع والخ ))دمات (المنح ))نى ‪).)IS‬‬
‫إن معادلة ‪ IS‬السابقة تمثل أسعار الفائدة‬ ‫)‪M)/V)-((1-c(1-t)V)Y‬‬
‫ومس))تويات ال))دخل المقاب))ل له))ا وال))تي تحق))ق الت))وازن في س))وق الس))لع والخ))دمات‪ ،‬وكم))ا ه))و‬
‫مالح ))ظ أن ميل ))ه س ))الب بالنس ))بة لل ))دخل‪ ،‬دالل ))ة على العالق ))ة العكس ))ية بين س ))عر الفائ ))دة وبين‬
‫اإلنفاق االستثماري‪ ،‬ومنه العالقة العكسية بين سعر الفائدة والدخل عن طريق المضاعف‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د‪-‬‬ ‫(‪)c(1-t)V-1(-‬‬

‫إستنتاج معادلة التوازن في سوق النقود(‪ .)LM‬إذا‬


‫قمنا بتعويض المعادلة ‪ ،8 ،7‬في المعادلة ‪ 6‬نحصل‬
‫على‪:‬‬
‫‪M*=L0+KY-‬‬ ‫‪Mr‬‬
‫‪Mr= KY-M*+L0‬‬ ‫وحتى نحسب سعر الفائدة بداللة الدخل =<‬
‫ومنه معادلة التوازن في سوق النقود (المنحنى ‪: (LM‬هي‬
‫و‪-‬‬ ‫)*‪r = (K/M)y+1/m(L0-M‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫اس) ))تنتاج معادل) ))ة ال) ))دخل الوط) ))ني في الت) ))وازن بين الس) ))وقين الحقيقي) ))ة والنقدي) ))ة لنأخ) ))ذ‬
‫الشكل البياني للتوازن في السوقين التالي‪.‬‬
‫الش‪$$$$$‬كل رقم ‪ :06‬الت‪$$$$$‬وازن في الس‪$$$$$‬وقين‬
‫سعر الفائدة ‪r‬‬ ‫الحقيقية والنقدية‬
‫‪IS‬‬ ‫‪LM‬‬
‫‪r0‬‬ ‫‪E0‬‬

‫‪ Y‬الدخل‬

‫يتض))ح من الش))كل أن النقط))ة ‪ E0‬تحق))ق ش))رط الت))وازن في ‪ Y0‬الس))وقين وه))ذا يع))ني التس))اوي‬
‫بين ‪ IS‬و ‪ ،LM‬أي المساواة بين المعادلتين السابقتين ‪ ،12 ،11‬وألجل ذلك نحصل على‪:‬‬
‫>= ))*‪((c-C T*+I0+G)/V)-((1-c(1-t)Y/V)= (k/m)Y+(1/m)(L0-M‬‬
‫)‪Y=(1/(1-c(1-t)+ (vk/m))x ((C0-CT*+I0+G0(V/m)L0+(V/m)M*) (13‬‬
‫ه) ) ))ذه المعادل) ) ))ة( ال) ) ))دخل في الت) ) ))وازن) على اقتص) ) ))اد مفت) ) ))وح فنحص) ) ))ل على المعادل) ) ))ة األعم‬
‫للدخل ‪.‬في سوقي السلع والخدمات والنقود‬
‫وعند إضافة كل من الصادرات ‪ X‬والورادات ‪ M‬للمعادلة والتحويالت لألف))راد ‪ R‬للمعادل))ة‬
‫السابقة تحصل على المعادلة األشمل للدخل في التوازن‪.‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫‪(1/(1-c(1-t)+‬‬ ‫‪(VK/m))x‬‬ ‫‪(C0-CT*+CR+I0+G+X-M-‬‬

‫‪160‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)*‪(V/m)L0+(V/m)M‬‬
‫من النم))وذج الرياض))ي الس))ابق نخلص إلى أن أدوات السياس))ة االقتص))ادية المتاح))ة للدول))ة‬
‫بهدف التدخل في النشاط االقتص)ادي والمس)توى الت)وازني لل)دخل الوط)ني هي ثالث)ة‪ ،‬األولى‬
‫والثاني))ة تتعل))ق بالسياس))ة المالي))ة( اإلنف))اق الحك))ومي ‪ G‬أو حجم الض))رائب)‪،)T‬أم))ا الثالث))ة من‬
‫اختصاص السياسة النقدية حيث يمكن للبنك المركزي أن يغ‪‬ير حجمالنقود(‪ )*M‬المتداولة‪.‬‬
‫‪ -6‬أثر تغ‪‬ير المستوى العام لألسعار‬
‫إن التحليل السابق لموضوع التوازن االقتصادي الكلي افترض ثبات األسعار‪ ،‬ولكن ه))ذه‬
‫األخيرة إذا تغير المستوى العام لها‪ ،‬فإنها تؤثر على مستوى الت))وازن االقتص))ادي من خالل‬
‫تأثير أثرين وهما‪:‬‬
‫‪-1 -6‬أثر سعر الفائدة على المنحنى ‪LM‬‬
‫إن انخف))اض المس))توى الع))ام لألس))عار (‪ )P‬ي))ؤدي إلى زي))ادة الكتل))ة النقدي))ة الحقيقي))ة للنق))ود‬
‫مم))ا يجع))ل منح))نى ‪LM‬ينتق))ل نح))و اليمين فعن))دها ي))زداد ال))دخل الوط))ني ‪ Y‬وينخفض مع))دل‬
‫الفائ))دة ‪ r‬ف))إذا ك))ان االس))تثمار حساس))ا لس))عر الفائ))دة‪ r‬ف))يزداد وبالت))الي ي))زداد ال))دخل الوط))ني‪،‬‬
‫كما أن زيادة االستثمار تؤدي إلى زيادة االستخدام واإلنتاج بشكل إيج)ابي طالم)ا ذل)ك ي))ؤدي‬
‫إلى تحسين وضع التوازن اإلقتصادي باتجاه االستخدام الكامل‪ ،‬وبعد هذا المس))توى ف))إن ك))ل‬
‫زيادة في النقد الحقيقي تؤدي إلى ارتفاع األسعار وبالتالي التضخم‪.‬‬
‫أم))ا في حال))ة ارتف))اع األس))عار فيك))ون العكس أي انخف))اض ال))دخل الوط))ني م))ع االرتف))اع في‬
‫معدل الفائدة ‪ r‬الذي هو بدوره يقلل من االستثمار وتراجع في االستخدام‪.‬‬
‫‪ -6-2‬أثر النقد الحقيقي على منحنى‪IS‬‬
‫إن انخف) ))اض المس) ))توى الع) ))ام لألس) ))عار ‪ P‬ي) ))ؤدي إلى زي) ))ادة االس) ))تثمارات ‪ I‬واالس) ))تهالك ‪C‬‬
‫وبالت ))الي زي ))ادة الطلب مم ))ا يجع ))ل منح ))نى ‪IS‬ينتق ))ل نح ))و اليمين وبالت ))الي زي ))ادة في ال ))دخل‬
‫الوطني‪.‬‬
‫أما في حالة ارتفاع المستوى العام لألسعار يحدث العكس تماما‪.‬‬
‫إن تغير المستوى العام لألسعار يؤثر على التوازن اإلقتصادي من أثر األث))رين الس))ابقين‪،‬‬
‫في حال ) ))ة اإلنخف ) ))اض األس ) ))عار ي ) ))ؤدي إلى اتج ) ))اه المنح ) ))نى ‪ LM‬نح ) ))و اليمين‪ ،‬وإ لى زي ) ))ادة‬

‫‪161‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االس))تثمار إلى اتج))اه المنح))نى ‪ IS‬نح))و اليمين وإ ن تعاض))د األث))رين ي))ؤدي إلى زي))ادة ال))دخل‬
‫الوطني من جهة وثبات أو تغير معدل الفائدة من جهة أخرى‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬العالقة بين التوازن المالي للموازنة العامة والتوازن االقتصادي‬
‫يقص))د ب))التوازن الم))الي بص))فة عام))ة م))ا تحدث))ه المص))ادر اإليجابي))ة في مص))ادر الدول))ة من‬
‫حقن يع))وض م))ا ي))ترتب على مص))ادرها الس))البة( النفق))ات) من تس))رب بم))ا ي))ؤدي إلى تط))ابق‬
‫بين العناصر المالية والعناصر اإلقتصادية التي يتكون منها هيكل اإلقتصاد الوط))ني أي بم))ا‬
‫يق))ود في النهاي))ة عالوة على الت))وازن الكمي(المحاس))بي) إلى إح))داث ت))وازن كيفي يتمث))ل في‬
‫التوازن اإلقتصادي للمالية العامة‪.‬‬
‫قبل التعرض إلى أثر التوازن المالي على التوازن االقتصادي تجدر بنا اإلشارة‬
‫إلى موضوع الموازنة العامة للدولة ومبادئها األساسية في الفقرات التالية‪:‬‬

‫‪-1‬تعريف الموازنة العامة للدولة‬


‫س ))وف نح ))اول ض ))من ه ))ذه النقط ))ة التط ))رق إلى نش ))أة الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة‪ ،‬ثم إعط ))اء‬
‫تعريف للموازنة العامة‪ ،‬ومن ثمة استخالص أهم الخصائص للموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -1-1‬نشأة الموازنة‬
‫ك))انت األمم والحض))ارات القديم))ة تق))وم بجباي))ة األم))وال وتنفقه))ا دون أي أس))س أو قواع))د‬
‫في ذل))ك‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن مالي))ة الدول))ة لم تكن منفص))لة عن مالي))ة المل))ك أو الح))اكم حيث يق))وم ه))ذا‬
‫األخ ))ير باإلنف ))اق على الدول ))ة كم ))ا ينف ))ق على أس ))رته ب ))دأت عملي ))ة ض ))بط اإلي ))رادات ومن ثم‬
‫النفق))ات في بريطاني))ا أين ظه))رت فك))رة إع))داد موازن))ة اإلي))رادات ونفق))ات الدول))ة ع))ام ‪1628‬‬
‫عندما أصبح ض)رورة اعتم)اد اإلي)رادات والمص)روفات من ممثلي الش)عب واإلذن للمل)ك في‬
‫جباية الضرائب) من الشعب لتمويل النفقات العامة وإ لى غاية ‪ 1789‬في فرنسا ‪.‬‬
‫‪127‬‬

‫‪ - 127‬محمد حسين الوادي‪ ،‬زآريا أحمد عزام‪ ،،‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2000 ،‬ص‪.131‬‬

‫‪162‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن فكرة الموازنة لم تأت مرة واحدة وإ نم))ا ت‪‬م ذل))ك على مراح))ل متتالي))ة‪ ،‬ففي انجل))ترا‬
‫هي أول دول))ة اس))تنبطت القواع))د والمب))ادئ ال))تي تق))وم عليه))ا فك))رة الموازن))ة الحديث))ة تم ذل))ك‬
‫بعد ثالث مراحل وهي ‪:‬‬
‫‪128‬‬

‫ففي المرحل) ))ة األولى تق) ))رر ح) ))ق ممثلي الش) ))عب ب) ))اإلذن للمل) ))ك في جباي) ))ة الض) ))رائب)‬ ‫‪-‬‬
‫منالشعب( الملك شارل األول سنة ‪)1628‬؛‬
‫ثم تأتي المرحلة عندما كان يطلب من نواب الشعب الموافقة على ف))رض الض))رائب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فكانوا يتعرضون لمناقشة األوجه التي تنفق فيها حصيلة الضرائب؛‬
‫أم ))ا المرحل ))ة الثالث ))ة أين أص ))بح البرلم ))ان يعتم ))د اإلي ))رادات العام ))ة والنفق ))ات العام ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫باإلض))افة إلى االعتم))اد ال))دوري‪ ،‬ومن هن))ا ظه))ر الش))كل العلمي واألك))اديمي للموازن))ة العام))ة‬
‫المطبقة في وقتنا الحالي‪.‬‬
‫‪ 1-2‬تعريف الموازنة العامة‬
‫تع))ني كلم))ة موازن))ة في اللغ))ة ع))دة مع))اني منه))ا المس))اواة‪ ،‬المقابل))ة‪ ،‬وهي مش))تقة من كلم))ة‬
‫ميزان ويعني هذا األخير العدل ويقال في لغة العرب وازن بين شيئين موازنة‪.‬‬
‫وأطلق لفظ الميزانية في بادئ األمر على حقيب)ة النق)ود أو المحفظ)ة العام))ة ثم قص)د به))ا بع))د‬
‫ذلك مالية الدولة‪ ،‬وفي جميع الحاالت تعني كلمة الموازنة العامة اإليرادات والنفقات العام))ة‬
‫للدول)ة‪ ،‬واس)تخدام لف)ظ الميزاني)ة ألول م)رة في بريطاني)ا ويقص)د ب)ه الحقيب)ة ال)تي يحم)ل فيه)ا‬
‫وزي))ر الخزان))ة ببي))ان الحكوم))ة من م))وارد الدول))ة وحاجاته))ا إلى البرلم))ان‪ .‬ثم اس))تخدم اللف))ظ‬
‫بع ))د ذل ))ك لإلش ))ارة إلى مجموع ))ة الوث ))ائق ال ))تي تحتويه ))ا حقيب ))ة وزي ))ر الخزان ))ة‪ ،‬أي الخط ))ة‬
‫المالية الحكومة وهو بصدد تقديمها للبرلمان للحصول على موافقة الهيئة التشريعية ‪.‬‬
‫‪129‬‬

‫‪ - 128‬إبراهيم محمد قطب‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬ج‪ ،1‬الهيئة العامة المصرية للكتاب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪2Jesse Burkhead – Government Budgeting- John Wileynewyork, :‬‬ ‫‪- 129‬‬
‫مجدي محمد شهاب‪ ،‬االقتصاد المالي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.261‬‬ ‫‪-1963, p 2‬‬

‫‪163‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فالموازن ))ة العام ))ة عب ))ارة عن برن ))امج عم ))ل متف ))ق علي ))ه في ))ه تق ))دير اإلنف ))اق الع ))ام للدول ))ة‪،‬‬
‫ومواردها لفترة الحقة‪ ،‬تلتزم به الدولة وتكون مسؤولة عن تنفيذه‪ ،‬وتتكون الموازن))ة العام))ة‬
‫من ج) ) ))انبين يش) ) ))مل األول النفق) ) ))ات العام) ) ))ة(االس) ) ))تخدامات)‪ ،‬ويش) ) ))مل الج) ) ))انب الث) ) ))اني كاف) ) ))ة‬
‫اإليرادات التي تؤول إلى خزينة الدولة مهما كان مصدرها‪.‬‬
‫تمثل الموازنة العامة الوثيقة األساسية لدراس))ة المالي))ة العام))ة أل‪ ‬ي دول))ة من ال))دول‪ ،‬إذ أنه))ا‬
‫تش))مل بن))ود اإلنف))اق الع))ام‪ ،‬وكيفي))ة توزي))ع م))وارد الدول))ة على مختل))ف الخ))دمات ال))تي تق))دمها‬
‫لمواطنيه) ))ا‪ ،‬باإلض) ))افة إلى أنه) ))ا تب‪‬ين لن) ))ا كيفي) ))ة حص) ))ول الدول) ))ة على مختل) ))ف اإلي) ))رادات‬
‫العامة التي تمول بها هذا اإلنفاق‪.2‬‬

‫الموازن ) ))ة بي ) ))ان تق ) ))ديري لنفق ) ))ات وإ ي ) ))رادات الدول ) ))ة عن م ) ))دة مس ) ))تقبلية تق ) ))اس ع ) ))ادة بس ) ))نة‪،‬‬
‫وتتطلبإج))ازة من الس))لطة التش))ريعية كم))ا أنه))ا أداة رئيس))ية من أدوات السياس))ة المالي))ة تعم))ل‬
‫على تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للحكومة ‪.‬‬
‫‪130‬‬

‫وعلى ه ))ذا فإ‪ ‬ن الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة م ))ا هي إالﹼ خط ))ة مالي ))ة يتم على أساس ))ها اتخ ))اذ‬
‫الق ))رارات الخاص ))ة بالنفق ))ات العام ))ة للدول ))ة وإ يراداته ))ا لف ))ترة الحق ))ة‪ ،‬أي أنه ))ا تمث ))ل برنامج ))ا‬
‫ماليا يتضمن السياسات المالية واألهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق نخلص إلى أ‪ ‬ن الموازن ))ة العام ))ة هي توق ))ع وإ ج ))ازة لنفق ))ات الدول ))ة وإ يراداته ))ا‬
‫لف))ترة قادم))ة ع))ادة س))نة ومن))ه يمكن تحدي))د أهم العناص))ر ال))تي يعتم))د عليه))ا مفه))وم الموازن))ة‬
‫العامة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬الموازنة العامة توقع‬
‫تتض)من الموازن)ة العام)ة تق)ديرا احتمالي)ا لنفق)ات الدول)ة وإ يراداته)ا أي م)ا ينتظ)ر أن تنفق)ه‬
‫الس ))لطة التنفيذي ))ة وم ))ا يتوق ))ع أن تحص ))له من إي ))رادات خالل ف ))ترة الحق ))ة‪ .‬وم ))دى الدق ))ة في‬
‫التق ) ))ديرات يش ) ))كل ع ) ))امال مهم ) ))ا في كس ) ))ب أعم ) ))ال الحكوم ) ))ة من قب ) ))ل المجتم ) ))ع والس ) ))لطة‬
‫التش))ريعية ‪ ،‬فهن))اك نفق))ات يس))هل تق))ديرها بدق))ة على اف))تراض اس))تمراريتها ك))أن تك))ون على‬ ‫‪131‬‬

‫‪ - 130‬محمود حسين الواجد‪ ،‬زآريا أحمد عزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131‬‬


‫‪ - 131‬عبد اﷲ الشيخ‪ ،‬محمود الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،1992‬ص‪.406‬‬

‫‪164‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ش) ))كل التزام) ))ات على الحكوم) ))ة مث) ))ل رواتب الم) ))وظفين‪ ،‬كم) ))ا هن) ))اك أن) ))واع أخ) ))رى يص) ))عب‬
‫تقديرها حيث يعتمد تقدير على عوامل يصعب السيطرة عليه)ا مث)ل النفق)ات االس)تثمارية أم)ا‬
‫تق))ديرات اإلي))رادات العام))ة ب))الرغم من أنه))ا تتوق))ف على الق))وانين الض))ريبية غ))ير أنه))ا تت))أثر‬
‫بالنشاط االقتصادي للف))ترة الالحق))ة‪ .‬له))ذا عن))د تق))دير ك))ل من اإلي))رادات والنفق))ات العام))ة الب))د‬
‫من وض))ع تق))ديرات للوض))ع االقتص))ادي واالجتم ))اعي المتوق))ع أن يك))ون خالل نفس الف ))ترة‪،‬‬
‫أي أ‪ ‬ن على السلطة التشريعية والذي يع‪‬د بمثابة برنامج الحكومة في الف))ترة القادم))ة حيث‬
‫ه))ذا البرن))امج يعكس سياس))تها في كاف))ة المج))االت االقتص))ادية واالجتماعي))ة والسياس))ية وذل))ك‬
‫من خالل ما تتصرف إليه أوجه اإلنفاق واإليرادات) المختلفة ‪ .‬طالما أ‪ ‬ن الموازنة العام))ة‬
‫‪132‬‬

‫هي تنب) ))ؤ وتق) ))دير فتج) ))در اإلش) ))ارة إلى أ‪ ‬ن مس) ))ار العم) ))ل الم) ))الي ال يمكن رس) ))مه مق) ))دما‬
‫‪133‬‬

‫بشكلتام‪ ،‬لذلك يجب السماح بوجود مرون))ة كافي))ة لكي تس))اعد على التك‪‬ي))ف م))ع االحتم)االت‬
‫غير المتوقعة‪.‬‬
‫‪ :1-2-2‬الموازنة‪ $‬العامة إجازة‬
‫تعد الموازنة بمثابة خطة عمل الحكومة لفترة الحقة‪ ،‬غير أنها تبقى في شكل مشروع أو‬
‫إق))تراح بموازن))ة غ))ير قابل))ة للتنفي))ذ إالﹼ بع))د قبوله))ا من ط))رف الش))عب عن طري))ق ممثلي))ه في‬
‫المؤسس) ) ))ات الدس) ) ))تورية‪ ،‬أي أ‪ ‬ن الموازن) ) ))ة العام) ) ))ة تص) ) ))در بموافق) ) ))ة الس) ) ))لطة التش) ) ))ريعية‬
‫واعتمادها‪.‬‬
‫يقص ))د باعاتم ))اد الس ))لطة التش ))ريعية للموازن ))ة العام ))ة ه ))و الموافق ))ة على توقع ))ات الحكوم ))ة‬
‫بالنس ))بة للنفق ))ات واإلي ))رادات العام ))ة لس ))نة قادم ))ة كم ))ا تتض ))من خاص ))ية اإلعتم ))اد أيض ))ا منح‬
‫الس ))لطة التنفيذي ))ة اإلذن المس ))بق باإلنف))اق وتحص ))يل اإلي ))رادات‪ ،‬وبالت ))الي الموازن ))ة العام ))ة ال‬
‫تعت) ))بر نهائي) ))ة إالﹼ بع) ))د اعتماده) ))ا من الس) ))لطة التش) ))ريعية‪ ،‬وبع) ))دها يع) ))ود األم) ))ر إلى الس) ))لطة‬
‫التنفيذي ))ة(الحكوم ))ة) م ))رة أخ ))رى تق ))وم بتنفي ))ذ بن ))ود الموازن ))ة العام ))ة باإلنف ))اق والتحص ))يل في‬
‫الحدود التي صدرت بها إجازة هذه السلطة قصد تحقيق أهداف المجتمع‪.‬‬

‫‪ - 132‬زينب حسن عوض اﷲ‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ N،‬بيروت‪ ،1994 ،‬ص‪.248‬‬
‫‪ - 133‬ال ّسيّد عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1996 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪165‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن ض ) ))رورة اعتم ) ))اد الس ) ))لطة التش ) ))ريعية للموازن ) ))ة العام ) ))ة أي موافقته ) ))ا على سياس ) ))ات‬
‫وبرامج الحكومة قب)ل تنفي)ذها دوري)ا‪ ،‬يه)دف إلى متابع)ة الس)لطة التش)ريعية لم)ا اعتم)ده س)ابقا‬
‫مع سالمة التنفيذ سعيا لتحقيق أهداف المجتمع المسؤولة عنه‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬الموازنة كأداة توجيه‪$‬‬
‫تط ))ور دور الموازن ))ة العام ))ة واتبعت في ذل ))ك تط‪‬ور دور الدول ))ة في المجتم ))ع الح ))ديث‪،‬‬
‫ففي المالي ))ة الحديث ))ة تط ))ور دور الدول ))ة وزاد نش ))اطها االقتص ))ادي واالجتم ))اعي‪ ،‬فأص ))بحت‬
‫متدخلة في جميع المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبمأ‪ ‬ن الموازنة العامة تعكس برامج‬
‫الدول ))ة االقتص ))ادية واالجتماعي ))ة والسياس ))ية‪ ،‬ازدادت أهميته ))ا فأص ))بحت هي األداة الرئيس ))ية‬
‫في ي ))د الحكوم ))ة لتحقي ))ق أه ))دافها في مختل ))ف المج ))االت‪ ،‬كم ))ا تعت ))بر اإلط ))ار المنظم ألدوات‬
‫السياسة المالية وما تسعى إلى تحقيقه من أهداف‪.‬‬

‫تعت ))بر الموازن ))ة العام ))ة بمثاب ))ة توجي ))ه للسياس ))ات العام ))ة للدول ))ة قص ))د تحقي ))ق م ))ا تنش ))د إلي ))ه‬
‫منأهداف‪.‬‬
‫أخ) ) ))يرا يمكن الق) ) ))ول أ‪ ‬ن الموازن) ) ))ة العام) ) ))ة للدول) ) ))ة أداة تخطي) ) ))ط للمس) ) ))تقبل‪ ،‬حيث تعكس‬
‫األهداف المرجو تحقيقها‪ ،‬مع إبراز السياسات العامة لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬فيمكن للحكوم))ة‬
‫بواسطة الموازنة العامة توجيه األوضاع والسياسات االقتصادية إلى المسار الصحيح‪.‬‬
‫‪ -1-3‬طبيعة الموازنة العامة للدولة‬
‫تأخ ))ذ الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة أك ))ثر من ص ))فة نح ))اول التط ))رق إلى مختل ))ف ه ))ذه الص ))فات‬
‫القانونية والمالية على النحو التالي‪.‬‬
‫‪ -1-3-1‬الطبيعة القانونية‪$‬‬
‫تأخذ الموازنة العامة الصفة القانونية فهي من ناحية الشكل تمر بجميع المراحل التي يمر‬
‫به ))ا الق ))انون‪ ،‬ص ))دورها من الس ))لطة التش ))ريعية في في ش ))كل ق ))انون فه ))ذا يكفي ك ))ل الكفاي ))ة‬
‫العتبارها قانونية‪ ،‬بمأن الموازنة تكتسب الصفة القانونية من القانون الذي يجبره))ا ويجعله))ا‬
‫ملزمة‪ ،‬لهذا ينبغي أن نفرق بين الموازنة في ح‪‬د ذاتها وقانون الموازن)ة‪ .‬فالموازن)ة العام)ة‬

‫‪166‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في معظم ال) ))دول تق) ))وم الس) ))لطة التنفيذي) ))ة بتحض) ))يرها ثم تعرض) ))ها على الس) ))لطة التش) ))ريعية‬
‫العتمادها فإذا وافقت عليها صدر به))ا ق))انون يع)رف بق))انون اعتم)اد الموازن))ة أو ق)انون رب))ط‬
‫الموازن ))ة‪ ،‬أم ))ا الموازن ))ة في ح‪‬د ذاته ))ا تعت ))بر عمال إداري ))ا رغم موافق ))ة الس ))لطة التش ))ريعية‬
‫عليها‪ ،‬كما أ‪ ‬ن السلطة التنفيذية تمارس اختصاصها في شكل قرارات إدارية‪.‬‬
‫أما قانون الموازنة لكونه صادر عن السلطة التشريعية فيعد عمال تشريعيا من ناحية الشكل‬
‫فق))ط‪ ،‬أم))ا من ناحي))ة الموض))وع فه))و عم))ل إداري بحت لع))دم إحتوائ))ه على أي))ة قواع))د جدي))دة‬
‫ودائمة‪.‬‬
‫مما سبق نخلص إلى أ‪ ‬ن الموازنة قد تكون عمل إداري في بعض جوانبها‬
‫وقانون في جوانب أخرى‪ ،‬فموازنة النفقات ما هي إالﹼ عمل إداري تقوم به السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬أما موازنة اإليرادات العامة فقد تكون قانونا كما قد تكون عمل إداري‪.‬‬
‫فالضرائب) والرسوم التي تحصلها الحكومة فهي تحتاج إلى إذن من مسبق من السلطة‬
‫التشريعية لجبايتها فهنا تكون الموازنة قانونا‪ ،‬أما بعض الموارد األخرى( بيع ممتلكات‬
‫الدولة مثال) فتقدير الثمن يع‪‬د عمال إداريا غير أ‪ ‬ن هذا األخير له أهمية بالغة لهذا‬
‫يعرض على السلطة التشريعيةإلقراره(اعتماده)‪.‬‬
‫‪ -1-3-2‬الطبيعة المالية للموازنة العامة‬
‫من تعريف الموازنة يتضح أنها وسيلة الحكومة لتحقيق برنامج العمل الذي تتولى تنفيذه‪،‬‬
‫وبالت))الي هي البرن))امج الم))الي للخط))ة‪ ،‬ول))ذلك فهي تعت))بر في األس))اس وثيق))ة مالي))ة أو ج))دول‬
‫محاس) ))بي يب‪‬ين المحت) ))وى الم) ))الي للموازن) ))ة‪ ،‬وال) ))ذي يش) ))مل تق) ))ديرات النفق) ))ات العام) ))ة م) ))ع‬
‫تقسيمها إلى أنواع مختلف)ة ه))ذا من جه)ة والهيئ)ات ال)تي تت)ولى ه)ذا اإلنف))اق من جه))ة أخ))رى‪،‬‬
‫كم))ا يتض))من تق))ديرات اإلي))راد الع))ام م))ع توض))يح مص))ادره المختلف))ة‪ ،‬له))ذا أص))بحت الموازن))ة‬
‫العام))ة اإلط))ار ال))ذي يوض))ح اختي))ار الحكوم))ة أله))دافها م))ع وس))ائل الوص))ول) إليه))ا‪،‬فاأله))داف‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية يمكن تحقيقها من خالل الموازنة العامة بشقيها اإليرادي‬
‫واإلنفاقي‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يمكن الق))ول أ‪ ‬ن الموازن))ة هي التعب))ير الم))الي عن أه))داف الحكوم))ة ال))تي تري))د‬
‫تحقيقها(أهداف المجتم)ع)‪ ،‬والظ))اهرة ببن))ود الموازن)ة س))واء في ج)انب النفق))ات أو اإلي))رادات‪،‬‬

‫‪167‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إم))ا من ناحي))ة األرق))ام المالي))ة ال))واردة فيه))ا أو من ناحي))ة تفاص))يل مص))ادر اإلي))رادات وأوج))ه‬
‫اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -1-4‬دور الموازنة العامة في مالية الدولة‬
‫أصبحت الموازنة العامة في الوقت الحاضر تحظى باهتمام متزا‪‬يد في جميع المج))االت‪،‬‬
‫ص) ))احب ه) ))ذا االهتم) ))ام تط‪‬ور كب) ))ير في دوره) ))ا في مالي) ))ة الدول) ))ة الحديث) ))ة‪ ،‬به) ))دف تحقي) ))ق‬
‫أغراضها االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬طبقا للنظام االقتصادي السائد‪.‬‬
‫‪ -1-4-1‬النظام المالي‬
‫يع))رف أي نظ))ام بأن))ه مجموع))ة من العناص))ر والعالق))ات فالعناص))ر هي األج))زاء المكون))ة‬
‫للنظام‪ ،‬أما العالق)ات هي تراب))ط العناص)ر المكون)ة له)ذا النظ)ام‪ ،‬ومجم))وع االث)نين مع)ا تك)ون‬
‫وحدة النظام‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن نظام كل بلد يسوده تشابك معقد لذا يجب تقسيمه إلى أنظمة فرعية‬
‫مثل النظام االقتصادي‪ ،‬النظام السياسي‪....‬الخ‪.‬‬
‫كما أ‪ ‬ن كل نظام من هذه األنظمة ينقسم إلى أنظمة جزئية‪ ،‬ك)ل ج)زء يش))كل نظ))ام في ح‪‬د‬
‫ذاته فمثال النظام االقتصادي ينقسم إلى النظام المالي‪،‬نظام األسعار‪....‬الخ‪ ،‬ومن هنا يتض))ح‬
‫أ‪ ‬ن النظ) ))ام الم) ))الي م) ))ا ه) ))و إالﹼ ج) ))زء من النظ) ))ام االقتص) ))ادي ل) ))ه خصائص) ))ه وهيكل) ))ه ال) ))ذي‬
‫يجعلهنظام في ح‪‬د ذاته‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن النظ) ))ام الم) ))الي يتك) ))ون من عناص) ))ر مالي) ))ة تربطه) ))ا عالق ))ات مالي) ))ة والخاص) ))ة بتك) ))وين‬
‫واستخدام الموارد المالية العامة‪.‬‬
‫أما بخصوص هيكل النظام المالي يمكن النظر إليه من زاويتين‪:‬‬
‫األولى تتمث) ) ))ل في مجموع) ) ))ة من العالق) ) ))ات المالي) ) ))ة العام) ) ))ة كالنفق) ) ))ات العام) ) ))ة‪ ،‬الض) ) ))رائب‪،‬‬
‫القروض‪....‬الخ‪.‬‬
‫أم ))ا الثاني ))ة تتمث ))ل في مجموع ))ة من األجه ))زة والمؤسس ))ات المالي ))ة‪ ،‬س ))واء ك ))انت مركزي ))ة أو‬
‫محلية مثل الخزينة العمومية‪ ،‬البنك المركزي‪....‬الخ‪.‬‬
‫يق))وم النظ))ام الم))الي للدول))ة على ثالث))ة أرك))ان تك))ون مع))ا تنظيم))ا مالي))ا متك))امال وهي أه))داف‬
‫النظام المالي‪ ،‬األدوات التي يعتمد لتحقيق أهدافه باإلضافة إلى اإلطار الف))ني الس))تعمال ه))ذه‬
‫األدوات أو ما يعرف بالفن المالي‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أهداف النظم المالية تختلف باختالف النظم االقتص))ادية ففي البل))دان الرأس))مالية يتمث))ل‬ ‫‪-‬‬
‫في المحافظ ))ة على ه ))ذا النظ ))ام‪ .‬تط ))ويره عن طري ))ق المحافظ ))ة عن االس ))تقرار االقتص ))ادي‬
‫وم ))ع تحقي ))ق التوزي ))ع الع ))ادل لل ))دخل الوط ))ني ودعم النم ))و اإلقتص ))ادي‪ ،‬أم ))ا في ظ ))ل النظ ))ام‬
‫االشتراكي ه))و تحقي)ق أقص)ى مس)اهمة في إش)باع الحاج))ات العام)ة للمجتم))ع م)ع تنفي)ذ الخط))ة‬
‫المالية‪ ،‬أما في البلدان النامية هو الخروج من التخلف والتبعية للدول المتقدمة‪.‬‬
‫أما األدوات التي يعتمد عليها النظام المالي لتحقيق األهداف السابقة هي أدوات مالية‬ ‫‪-‬‬
‫تتمثل في اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬والميزانية العامة‪.‬‬
‫وأخ ))يرا اإلط ))ار الف ))ني ويقص ))د ب ))ه الكيفي ))ة ال ))تي تس ))تخدم به ))ا األدوات المالي ))ة لتحقي ))ق‬ ‫‪-‬‬
‫غ ))رض النظ ))ام الم ))الي‪ ،‬فمثال الفن الم ))الي الخ ))اص بالض ))ريبة يش ))مل على الم ))ادة موض ))وع‬
‫الضريبة‪ ،‬سعر الضريبة‪...‬الخ‪ .‬أي أ‪ ‬ن الفن المالي يتحدد بطبيعة األداة المالية‬
‫‪-1-4-2‬عالقة النظام المالي بالنظام االقتصادي‬
‫هي عالقة الجزء من الكل حيث النظام النظام المالي يعتبر جزءا من النظام االقتص))ادي‬
‫وبالتالي هناك ارتباط بين النظامين وتأثيرهما المتبادل كل على اآلخر‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تط ))ور مفه ))وم الدول ))ة من الدول ))ة الحارس ))ة إلى الدول ))ة المتدخل ))ة والمنتج ))ة أدى إلى ت ))زا‬
‫‪‬يدأهمي))ة اإلي ))رادات والنفق))ات العام ))ة وبالت))الي الموازن ))ة العام))ة للدول ))ة‪ ،‬وماله ))ا من دور في‬
‫تحقيق االس)تقرار االقتص)ادي‪ ،‬وله)ذا يمكن الق)ول أ‪ ‬ن النظ)ام الم)الي للدول)ة م)ا ه)و إالﹼ ج)زء‬
‫من النظ ))ام االقتص ))ادي الس ))ائد في تل ))ك الدول ))ة‪ ،‬أم ))ا النفق ))ات واإلي ))رادات العام ))ة م ))ا هي إالﹼ‬
‫كمي))ات اقتص))ادية وهي األخ))رى تمث))ل الج))زء من الك))ل‪ ،‬تق))وم بينهم))ا عالق))ات متبادل))ة في آن‬
‫واحد ‪.‬‬
‫‪134‬‬

‫اإليرادات العامة تقتطع من الكمي)ات االقتص)ادية الكلي))ة وهي ال))دخل الق)ومي واإلنف)اق‬ ‫‪-‬‬
‫القومي النفقات العامة فتعود فتضيف إلى الكمي))ات االقتص))ادية الكلي))ة‪ ،‬فهي ت))ؤدي إلى زي))ادة‬
‫اإلنفاق القومي‪ ،‬وتسهم في خلق جزء من الناتج القومي‪.‬‬

‫‪ - 134‬زينب حسين عوض اﷲ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.257 -256‬‬

‫‪169‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمأ‪ ‬ن النظ ))ام الم ))الي يق ))وم داخ ))ل نظ ))ام إقتص ))ادي واجتم ))اعي وسياس ))ي معين فيك ))ون‬
‫انعكاس)ا له)ذا النظ)ام‪ ،‬كم)ا يش)كل ج)زءا هام)ا من النظ)ام االقتص)ادي واالجتم)اعي والسياس)ي‪،‬‬
‫وبالتالي يعتبر أداة هامة لتحقيقه‪.‬‬
‫مم))ا س))بق نق ))ول أ‪ ‬ن النظ))ام الم ))الي يق ))وم على أس))اس المعطي ))ات ال ))تي تش ))كل النظ ))ام‬
‫االقتص))ادي والسياس))ي للبل))د‪ ،‬ويتغ))ير من بل))د آلخ))ر وح))تى داخ))ل البل))د نفس))ه يتغ))ير من وقت‬
‫آلخر حسب تغير األوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية لهذا البلد‪. .‬‬
‫ونخلص في األخ) ) ))ير إلى النتيج) ) ))ة المترتب) ) ))ة على ك) ) ))ون النظ) ) ))ام الم) ) ))الي ج) ) ))زء من النظ) ) ))ام‬
‫االقتصادي وهي ضرورة انسجام السياسة المالية مع سياستها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1-4-3‬دور الموازنة العامة في مالية الدولة‬
‫لق))د واكبت التغ‪‬ي))رات السياس))ية واالقتص))ادية واالجتماعي))ة في المجتمع))ات ع))بر العص))ور‬
‫تط‪‬ورات في فكرة الموازنة والدور الذي تقوم به في مالية الدولة‪ ،‬ولم))ا ك))انت الموازن))ة م))ا‬
‫هي إالﹼ انعكاس لدور الدولة في النشاط االقتصادي‪ ،‬فمن الط))بيعي أن يتب))ع تط‪‬ورا في دور‬
‫الدولة تط‪‬ورا مماثال في مفه))وم الموازن)ة ودوره))ا في النش))اط االقتص)ادي‪ ،‬وق))د اختل))ف ه))ذا‬
‫الدور في الفكر التقليدي عنه في الفكر الحديث‪.‬‬
‫‪ -1 -4-3 -1‬دور الموازن) ))ة العام) ))ة في النظري) ))ة التقليدي) ))ة‪ :‬في الفك) ))ر الكالس) ))يكي س) ))اد‬
‫االعتقاد بق))درة القط))اع الخ))اص‪ ،‬إذا م))ا ت))وافرت ل))ه اإلمكاني))ات الالزم))ة على تحقي))ق الت))وازن‬
‫المس))تقر تلقائي))ا عن))د مس))توى التوظي))ف الكامل ‪ .‬حيث ك))ان دور الدول))ة مقتص))ر في ال))دور‬
‫‪135‬‬

‫الضيق ( الدولة الحارسة)‪ ،‬لهذا غلب على الفكر الكالسيكي نوع من الحيادية المالي))ة‪ ،‬حيث‬
‫تمثل هذا الحي)اد في فك)رة الموازن)ة بم)ا تش)مله من م)وارد ونفق)ات حيادي)ة بالنس)بة لالقتص)اد‪،‬‬
‫كم ))ا ك ))ان االقتص ))اديون الكالس ))يك يفض ))لون الميزاني ))ات األق ))ل نفق ))ات م ))ع ت ))وازن الميزاني ))ة‬
‫سنويا‪ ،‬وبالتالي انحصر دور الدولة في اقتطاع جزء من ثروة مجموعة معين))ة من المجتم))ع‬
‫م) ))ع تحويل) ))ه إلى مجموع) ))ة أخ) ))رى من أف) ))راد نفس المجتم) ))ع‪ ،‬أي الحص) ))ول على اإلي) ))رادات‬
‫العام)ة لتغطي)ة النفق)ات التقليدي)ة‪ ،‬فه)ذا يع)ني الدول)ة محا‪‬ي)دة فال ته)دف إلى إح)داث تغي)ير في‬

‫‪ - 135‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬سميرة إبراهيم أيوب‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ N،‬اإلسكندرية‪ ،2002 N،‬ص‪.54‬‬

‫‪170‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البنيان االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهكذا أصبح دور الموازنة العامة ه))و ض))مان الت))وازن بين‬
‫اإليرادات العامة والنفقات العامة مع رفض فكرة الموازنة‪.‬‬
‫‪ -2 -4-3 -1‬دور الموازن ))ة في المالي ))ة العام ))ة الحديث ))ة‪ :‬تط ))ور الفك ))ر الكالس ))يكي تحت‬
‫ت))أثير االقتص))ادي االنجل))يزي كي))نز بمؤلف))ه الش))هير ال))ذي ظه))ر ع))ام ‪ 1936‬بعن))وان( النظري))ة‬
‫العام ))ة للعمال ))ة والفائ ))دة والنق ))ود)‪ ،‬ف ))زاد دور الدول ))ة فلم تع ))د مس ))تهلكة فحس ))ب ب ))ل أص ))بحت‬
‫موجهة ومنتجة للسلع والخدمات ‪.‬‬
‫‪136‬‬

‫من ))ذ نهاي)))ة الح)))رب العالمي)))ة الثاني)))ة أص)))بح مب)))دأ ت)))دخل الدول ))ة في النش ))اط االقتص ))ادي ه ))و‬
‫الغ ))الب‪ ،‬حيث ك ))انت األزم ))ة العالمي ))ة الك ))برى من الق ))رن الماض ))ي هي المع ))ول ال ))ذي انه ))ار‬
‫تحت ضرباته مبدأ القدرة الفردية( الحرية االقتصادية)‪.‬‬
‫ووجدت الدولة نفسها مض))طرة للت))دخل في الش))ؤون االقتص))ادية‪ ،‬وك))ان ل))ذلك انعكاس))اته على‬
‫المالي)))ة العام)))ة بص)))فة عام)))ة وعلى الموازن)))ة بص)))فة خاص ))ة فق ))د اس ))تبدلت المالي ))ة الحيادي ))ة‬
‫بالمالي ) ))ة المتدخل ) ))ة‪ ،‬واس ) ))تخدمت األدوات المالي ) ))ة ك ) ))أدوات فعال ) ))ة في الت ) ))أثير على الحرك ) ))ة‬
‫االقتص))ادية‪ .‬فلم يع))د هن))اك الح))ديث عن حي))اد الموازن))ة‪،‬ب))ل أص))بحت أداة من أدوات السياس))ة‬
‫المالية تلجأ إليها الدولة لتحقيق أهداف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫وط))رح جانب))ا مب))دأ الت))وازن الس))نوي للموازن))ة العام))ة‪ ،‬أي لم يع‪‬د المهم الحف))اظ على ت))وازن‬
‫جانبي اإليرادات والنفقات في الموازنة سنويا‪ ،‬إ‪ ‬ن ه)ذا الت)وازن لم يع)د أم)را تل)تزم بتنفي)ذه‪،‬‬
‫ب)ل انص‪ ‬ب االهتم))ام على الت)وازن الع))ام االقتص)ادي واالجتم))اعي‪ ،‬وله)ذا ط)رأ على قواع)د‬
‫الموازن) ) ) ))ة كث) ) ) ))يرا من التع) ) ) ))ديل والتط) ) ) ))وير لتالئم االتجاه) ) ) ))ات الجدي) ) ) ))د‪ ،‬وبالت) ) ) ))الي أص) ) ) ))بح‬
‫عجزالموازنة سياسة تتبعها الدولة أثناء األزمات‪.‬‬
‫وأخ ))يرا فإ‪ ‬ن الموازن ))ة تح ))ولت من مج ))رد وثيق ))ة محاس ))بية ورقابي ))ة على المالي ))ة إلى أداة‬
‫لإلدارة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 1-5‬أهمية الموازنة العامة‬

‫‪ - 136‬باهر غنلم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مطبعة المعرفة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1985 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪171‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كش) ))فت التج) ))ارب المالي) ))ة في مختل) ))ف دول الع) ))الم وب) ))األخص من) ))ذ الثالثين) ))ات عن تط‪‬ور‬
‫وظائف الموازنة العامة‪ ،‬مم)ا جعله)ا تحظى بأهمي))ة متزاي)دة ذات أبع)اد اقتص))ادية واجتماعي)ة‬
‫وسياسية في جميع الدول‪.‬‬
‫‪ -1-5-1‬األهمية‪ $‬السياسية للموازنة العامة‬
‫لم تعد الموازنة العامة مجرد وثيقة محاسبية لنفقات الدول)ة وإ يراداته)ا‪ ،‬ب)ل أص)بحت له)ا‬
‫أهمي ))ة سياس ))ية كب ))يرة في ال ))دول ذات األنظم ))ة النيابي ))ة حيث يش ))ترط لتنفي ))ذ بن ))ود الموازن ))ة‬
‫العام ))ة أن يعتم ))د مش ))روعها من ط ))رف البرلم ))ان‪ ،‬وه ))ذا االعتم ))اد يع ))د بمثاب ))ة الموافق ))ة من‬
‫ممثلي الش))عب على خط))ة عم))ل الحكوم))ة‪ .‬وعلى سياس))اتها المالي))ة واالقتص))ادية بص))فة عام))ة‬
‫والموازنة تكون المرآة العاكسة لها‪.‬‬
‫ومن األهميات السياسية المتعاظمة للموازنة العامة كونه))ا تم))ارس ت))أثيرا حقيقي))ا على طبيع))ة‬
‫النظ))ام السياس ))ي‪ ،‬وك))ذلك على اس))تقراره فتوج))د عالق ))ة وثيق ))ة بين الموازن ))ة والبرلم ))ان‪ ،‬فق ))د‬
‫ظهرت الموازنة العامة أحيانا كعامل لدعم البرلمان وأحيانا أخرى عامال الندثاره ‪.‬‬
‫‪137‬‬

‫مم) ))ا س) ))بق يمكن الق) ))ول أ‪ ‬ن الموازن) ))ة العام) ))ة تعت) ))بر إح) ))دى أدوات المؤسس) ))ات السياس) ))ية‬
‫الم))ؤثرة على أم))وال المجتم))ع من حيث تنظيم ص))رفها من جه))ة‪ ،‬والمحافظ))ة عليه))ا من جه))ة‬
‫أخرى‪ ،‬كما تعني الموازنة أيضا السلطة السياسية التي ارتضاها المجتمع لنفسه‪.‬‬
‫‪ -1-5-2‬األهمية‪ $‬اإلقتصادية للموازنة العامة‬
‫لقد أصبحت الموازنة العامة في المالية الحديث))ة أهم وثيق)ة اقتص))ادية تملكه)ا الدول))ة لكونه))ا‬
‫توفر معلومات تتعلق بأثر السياسات الحكومي))ة في اس))تخدام الم))وارد على مس))توى التوظي))ف‬
‫والنم ))و االقتص ))ادي وتوزي ))ع الم ))وارد داخ ))ل االقتص ))اد‪ .‬ق ))د تس ))تخدم الموازن ))ة العام ))ة لتحقي ))ق‬
‫ه ))دف العمال ))ة الكامل ))ة كم ))ا تس ))تخدم أيض ))ا كوس ))يلة لتحقي ))ق االس ))تقرار االقتص ))ادي‪ .‬تعتم ))د‬
‫إس ))تراتيجية الموازن ))ة العام ))ة في تحقي ))ق م ))ا س ))بق ذك ))ره على تغي ))ير مس ))توى الطلب الكليفي‬
‫االتج))اه المناس))ب مس))تخدمة في ذل))ك الض))رائب والنفق))ات‪ ،‬ومن الواض))ح ك))بر حجم الموازن))ة‬
‫هو العامل الفعال في تحقيق هذه األهداف‪ ،‬كما يجب أن يتوافق حجم الموازنة وتكوينها م))ع‬
‫الظ ))روف اإلقتص ))ادية للدول ))ة به ))دف تحقي ))ق بعض األه ))داف المرغوب ))ة وتجنب اآلث ))ار غ ))ير‬

‫‪ - 137‬ال ّسيّد عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪172‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المرغوبة‪ ،‬ولهذا أص)بحت الموازن)ة األداة الرئيس)ية للت)دخل في الحي)اة االقتص)ادية وتوجيهه)ا‬
‫نحو تحقي)ق أه)داف الت)وازن االقتص)ادي والمتمثل)ة‪ ،‬كم)ا تعت)بر ج)زء من الخط)ة المالي)ة وأداة‬
‫لتنفيذها ‪.‬‬
‫وفي األخ))ير تعت))بر الموازن))ة العام))ة ك))أداة للت))أثير المقص))ود على الحي))اة اإلقتص))ادية للدول))ة‬
‫ومنه أصبحت عامال هاما للحياة اإلقتصادية في مختلف الدول‪.‬‬
‫‪ -1-5-3‬األهمية‪ $‬االجتماعية للموازنة‬
‫تستخدم الموازنة العامة كأداة لتحقيق أغ))رض اجتماعي))ة‪ ،‬فهي تعم))ل على تحقي))ق الت))وازن‬
‫االجتم))اعي والقض))اء على التف))اوت بين دخ))ول األف))راد‪ ،‬م))ع ض))مان وص))ول بعض الخ))دمات‬
‫العام ) ))ة دون مقاب ) ))ل للفئ ) ))ة عديم ) ))ة ال ) ))دخل أو ذات ال ) ))دخل المح ) ))دود معتم ) ))دة في ذل ) ))ك على‬
‫الضرائب في المقام األول ثم تأت مدفوعاتها(اإلعانات) إلى األفراد في المقام الثاني‪.‬‬
‫إذا ك ) ))انت األس ) ))اليب التوزيعي ) ))ة للمنح واإلعان ) ))ات تأخ ) ))ذ اتجاه ) ))ا عكس ) ))يا لآلث ) ))ار التوزيعي ) ))ة‬
‫للضرائب كما هو معروف في التحليل االقتصادي‪ ،‬فالض))رائب) وعبؤه))ا يختل))ف من فئ))ة إلى‬
‫أخرى تؤدي إلى تغيير شكل الدخول بعد الضرائب عنه قبلها‪.‬‬
‫أم))ا النفق))ات العام))ة بعض))ها ليس))ت له))ا آث))ارا توزيعي))ة واض))حة مث))ل نفق))ات خ))دمات اإلدارة‪،‬‬
‫الدفاع‪....‬الخ‪ .‬والبعض اآلخر قد تكون له آثارا توزيعية على الدخل الحقيقي مثالها النفق))ات‬
‫العام))ة على الخ))دمات التعليمي))ة والص))يحة وذل))ك عن))دما تختل))ف منافعه))ا ل))دى بعض األف))راد‬
‫عنها لدى البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪ -1-5-4‬األهمية‪ $‬المحاسبية‪ $‬للموازنة‬
‫تمر الموازنة بعدة مراحل من أهمها مرحلة اإلعداد والتنفيذ‪ ،‬م))ع االعتم))اد في ذل))ك على‬
‫النظم واألساليب المحاسبية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن أهمية الموازنة من الناحي))ة المحاس))بية تب))دو واض))حة فيم))ا يتعل))ق بتحدي))د أن))واع حس))ابات‬
‫اإلي))رادات والنفق))ات ال))تي ينبغي على المص))الح الحكومي))ة إمس))اكها لت))نيظم معامالته))ا المالي))ة‪،‬‬
‫إذ يمسك لكل نوع من اإليرادات والنفقات حساب خاص وفقا لطريقة ومدة اعتمادالموازن))ة‪،‬‬
‫كما يمكن عن طريق النظ)ام المحاس))بي اس)تخراج الحس))اب الخت)امي للموازن)ة العام))ة‪ ،‬وال)ذي‬
‫يتض) ))من اإلي) ))رادات والمص) ))روفات الفعلي) ))ة ال) ))تي حص) ))لت أو ص) ))رفت خالل الس) ))نة المالي) ))ة‪،‬‬

‫‪173‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهك))ذا تظه))ر أهمي))ة المحاس))بة بالنس))بة للموازن))ة العام))ة في مراحله))ا المتع))ددة ال س))يما أنه))ا‬
‫تساعد في إظهار ودراسة نتائج تنفيذ الموازنة‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يتض))ح وح))تى ت))ؤدي الموازن))ة رس))التها وبالت))الي تحقي))ق األه))داف المطلوب))ة منه))ا‬
‫يجب رفع مستوى المهارة مع تحسين األنظمة اإلدارية والمحاسبية‪.‬‬
‫‪ -1-6‬المبادئ األساسية‪ $‬للموازنة‬
‫تم)ر الموازن))ة باعتباره))ا أداة لقي)ان الدول))ة ب))دورها اإلقتص)ادي واالجتم))اعي بع)دة مراح))ل‪،‬‬
‫تب ))دأ بمرحل ))ة التحض ))ير ال ))تي تحكمه ))ا أس ))س معين ))ة‪ ،‬وال ))تي تول ))دت نتيج ))ة للص ))راعات بين‬
‫الس ))لطة التش ))ريعية والتنفيذي ))ة( بين المل ))وك واألم ))راء وممثلي الش ))عب)‪ .‬تع ))رف ه ))ذه األس ))س‬
‫بالمب)))ادئ األساس)))ية لم) ))ا له) ))ا من أهمي)))ة سياس)))ية إض) ))افة إلى أهميته ))ا التنظيمي) ))ة عن) ))د إع ))داد‬
‫الموازن ))ة‪ ،‬به ))دف جع ))ل األفك ))ار المعروض ))ة أك ))ثر وض ))وحا والتع ))رف بس ))هولة على المرك ))ز‬
‫الم ))الي للدول ))ة‪ .‬ونظ ))را ل ))تزا‪‬ي ))د ت ))دخل الدول ))ة في الحي ))اة اإلقتص ))ادية وخاص ))ة بع ))د األزم ))ة‬
‫العالمي) ) ))ة‪ ،‬جع) ) ))ل من االل) ) ))تزام ببعض المب) ) ))ادئ عقب) ) ))ة أم) ) ))ام تحقي) ) ))ق األه) ) ))داف اإلقتص) ) ))ادية‬
‫واالجتماعية التي تسعى إليها هذه الدولة‪ ،‬وهذه المبادئ هي‪:‬‬
‫‪ -1-6-1‬مبدأ السنوية‪$‬‬
‫ظه))ر ه))ذا المب))دأ كنتيج))ة لش))يوع مب))دأ ض))رورة الموافق))ة على ف))رض الض))رائب بص))ورة‬
‫دوري))ة لتغطي))ة النفق))ات العام))ة‪ ،‬أي توق))ع وإ ج))ازة نفق))ات الدول))ة وإ يراداته))ا بص))فة دوري))ة ك))ل‬
‫اث))ني عش))ر ش))هر إذ ج))رت الع))ادة على اعتب))ار ه))ذه الم))دة نموذجي))ة لتق))دير نفق))ات وإ ي))رادات‬
‫الدول ))ة‪ ،‬وه ))ذا يع ))ني أ‪ ‬ن الموازن ))ة يجب أن تق ))رر باعتم ))اد س ))نوي من الس ))لطة التش ))ريعية‪،‬‬
‫ويرج))ع ه))ذا المب))دأ لع))دة اعتب))ارات سياس))ية ومالي))ة‪ .‬أم))ا االعتب))ارات السياس))ية تتمث))ل في أ ‪ ‬ن‬
‫الس))لطة التنفيذي))ة يخض))ع لرقاب))ة منتظم))ة ومتك))ررة نس))بيا من ج))انب البرلم))ان‪ ،‬به))دف تمكين‬
‫ه))ذا األخ))ير من متابع))ة نش))اط الس))لطة التنفيذي))ة ورقابت))ه حيث إذا قلت الم))دة عن س))نة تص))بح‬
‫فعالي))ة الرقاب))ة ش))ديدة ومرهق))ة‪ ،‬وإ ذا زادات عن س))نة تص))بح نوع))ا م))ا ض))عيفة‪ ،‬ومن الناحي))ة‬
‫المالية تعتبر فترة السنة مهمة جدا‪ ،‬حيث تتماشى التقديرات م))ع مس))توى النش))اط االقتص))ادي‬
‫ال))ذي يتغ))ير من فص))ل آلخ))ر‪ ،‬حيث ق))د تك))ون إي))رادات دوري))ة واألخرىموس))مية نفس الش))يء‬
‫بالنسبة للنفقات‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تختلف بداية السنة المالية ونهايتها باختالف ال)دول‪ ،‬في البعض تتط)ابق الس)نة المالي)ة‬ ‫‪-‬‬
‫معالس) ))نة الميالدي) ))ة مث) ))ل الجزائ) ))ر‪ ،‬وفي بعض األحي) ))ان تب) ))دأ في ‪ 01‬أكت) ))وبر في الوالي) ))ات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ومنها ما يعتمد السنة الهجرية مثل السعودية‪.‬‬
‫وقد ظهرت استثناءات لهذا المبدأ أهمها‪:‬‬
‫الموازنة اإلثنا عشرية‪ :‬جاء هذا االس))تثناء للظ))روف ال))تي ت))ؤدي إلى ت))أخر المص))ادقة‬ ‫‪-‬‬
‫على الموازن))ة‪ ،‬فك))ان الب))د من أن تتف))ق في الع))ام الالح))ق بم))وجب اإلنف))اق المماث))ل في الع))ام‬
‫السابق مقسما على اثنا عشر شهرا وما يطلق عليها في الجزائر العتمادات الشهرية؛‬
‫اإلعتم))ادات اإلض))افية‪ :‬هي المب))الغ ال))تي تص))ادق عليه))ا الس))لطة التش))ريعية الحق))ا إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الموازاة المعتمد سابقا ويطلق عليها في الجزائر العتمادات التكميلية؛‬
‫الموازن ))ة الدوري ))ة‪ :‬وته ))دف إلى الت ))أثير في الحال ))ة االقتص ))ادية‪ ،‬ففي حال ))ة االزده ))ار‬ ‫‪-‬‬
‫تحجم الدولة عن بعض بنود اإلنفاق الع))ام لتص)رفها في حال)ة الرك))ود به))دف تحقي)ق الت)وازن)‬
‫االقتصادي العام؛‬
‫اعتم)))ادات ال)))دفع‪ :‬حيث ترص)))د اعتم)))ادات المش ))اريع ال ))تي تتج ))اوز في م ))دتها الس ))نة‬ ‫‪-‬‬
‫المالي) ))ة وبالت) ))الي يتم أخ) ))ذ الموافق) ))ة من الس) ))لطة التش) ))ريعية على الحص) ))ة الس) ))نوية من ه) ))ذه‬
‫اإلعتمادات والتي تسمى باعتمادات الدفع( برامج التجهيز في الجزائر)‪.‬‬
‫‪ -1-6-2‬مبدأ وحدة الموازنة‬
‫يقتضي االلتزام بهذا المبدأ أن تدرج الحكوم)ة ك)ل اإلي)رادات والنفق)ات في وثيق)ة واح)دة‪،‬‬
‫أي تكون للدولة موازنة واحدة وحدة الموازنة تعتبر نتيج)ة طبيعي)ة لوح)دة الجه)از المرك)زي‬
‫للحكوم)ة ووح)دة الم)وارد ال)تي يس)تعين به)ا لتأدي)ة مهمت)ه‪ ،‬فالحكوم)ة تمث)ل وح)دة متكامل)ة في‬
‫الوظائف التي تقوم بها عن طريق أقسامها المختلفة‪.‬‬
‫ترجع أهمية هذا المبدأ إلى أنﹼه يؤدي إلى عرض الموازن))ة في أبس))ط ص))ورة ممكن))ة‪ ،‬ح))تى‬
‫يتس))نى لمن يهم))ه األم))ر التع))رف وبس))رعة على كمي))ات وأن))واع النفق))ات واإلي))رادات ال))واردة‬
‫في مشروع الموازنة كما يسهل مهمة السلطة التشريعية في االعتماد‪.‬‬
‫استثناءات مبدأ وحدة الموازنة‪ :‬هناك عدة استثناءات يمكن إيجازها في النقاطالتالية‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الموازن ) ))ات المس ) ))تقلة‪ :‬وهي موازن ) ))ات منفص ) ))لة عن الموازن ) ))ة العام ) ))ة؛ وتع ) ))ود إلى‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات مستقلة أي ميزانيات المصالح التي تتمتع بالشخصية االعتبارية؛‬
‫الموازنات االس)تثنائية‪ :‬وهي موازن)ات منفص))لة عن الموازن))ة العام)ة وتتض))من نفق))ات‬ ‫‪-‬‬
‫وإ يرادات استثنائية لمشاريع إنمائية عامة؛‬
‫الموازن ) ))ات الملحق ) ))ة‪ :‬اإلعتم ) ))ادات التكميلي ) ))ة والناتج ) ))ة عن التع ) ))ديالت الممكن ) ))ة على‬ ‫‪-‬‬
‫الموازنات اإلضافية؛‬
‫حرك))ة النق))ود( عملي))ات اإلخ))راج من الموازن))ة العام))ة)‪ :‬ويقص))د به))ا العملي))ة ال))تي يتم‬ ‫‪-‬‬
‫من خالله ))ا نق ))ل نفق ))ة إلى ذل ))ك الحين ك ))انت مس ))جلة في الموازن ))ة أو ك ))ان ينبغي أن ت ))درج‬
‫نظري) ))ا ليتم قي) ))دها في حس) ))ابات أخ) ))رى مث) ))ل تموي) ))ل االس) ))تثمارات المخطط) ))ة‪ ،‬المس) ))اهمات‬
‫الخارجية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -1-6-3‬مبدأ الشمولية‬
‫يه))دف ه))ذا المب))دأ إلى تس))جيل ك))ل اإلي))رادات العام))ة والنفق))ات العام))ة في وثيق))ة الموازن))ة‬
‫دون إج))راء أي))ة مقاص))ة بينه))ا‪ ،‬مع))نى ذل))ك أن يتم تس))جيل ك))ل تق))دير بنفق))ة وك))ل تق))دير ب)إيراد‬
‫دون إجراء أية مقاصة بين نفقات وإ يرادات أحد المرافق إلظهار صافي القيمة‪.‬‬
‫يعني االل)تزام بمب)دأ عمومي)ة الموازن)ة األخ)ذ بالميزاني)ة اإلجمالي)ة حيث تظه)ر كاف)ة تق)ديرات‬
‫نفق ))ات المراف ))ق وكاف ))ة تق ))ديرات إيرادات ))ه‪ ،‬وبعب ))ارة أخ ))رى فإ‪ ‬ن الموازن ))ة العام ))ة يجب أن‬
‫تشمل جميع أوجه النشاط للحكومة مما كان صغيرا أو كبيرا ويبرر هذا االلتزام العتبارات‬
‫سياسية ومالية ‪.‬‬
‫‪138‬‬

‫لتحقي ))ق أه ))داف ه ))ذا المب ))دأ وإ تاح ))ة الظ ))روف المهي ))أة لفاعليت ))ه يقتض ))ي األم ))ر من الحكوم ))ة‬
‫مراع) ))اة قاع) ))دتين فرعي) ))تين في إع) ))داد وتحض) ))ير ميزاني) ))ة الدول) ))ة قاع) ))دة ع) ))دم تخص) ))يص‬
‫‪139‬‬

‫اإليرادات وقاعدة تخصيص النفقات‪:‬‬

‫‪ - 138‬محمد الشيخ‪ ،‬محمود الظاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،1992 ،‬ص‪.414‬‬
‫‪ - 139‬حامد عبد المجيد دراز سميرة إبراهيم أيوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.90 -89‬‬

‫‪176‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ف) ))األولى‪ :‬تقض) ))ي ع) ))دم تخص) ))يص إي) ))راد معين لنفق) ))ة معين) ))ة أي تحص) ))يل كاف) ))ة اإلي) ))رادات‬
‫لصالحخزينة الدولة ثم اإلنفاق منها على كافة المرافق دون أدنى تخصيص ‪.‬‬
‫‪140‬‬

‫أم ))ا قاع ))دة تخص ))يص اإلعتم ))ادات يقص ))د به ))ا أن اعتم ))اد البرلم ))ان للنفق ))ات العام ))ة اليج ))وز‬
‫أنيكون إجماليا بل يجب أن يخصص مبلغ معين لكل وجه من وجوه اإلنفاق العام ‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫ولمبدأ شمولية الموازنة استثناءات من أهمها‪:‬‬


‫‪ -‬الموازنات الملحقة والمستقلة‪ :‬وهي موازنات منفصلة عن الموازنة العامة للدولة وترتبط‬
‫به ))ا عن طري)))ق حس)))ابات الص)))وافي‪ ،‬ف ))إذا حققت ه)))ذه الموازن ))ات فائض ))ا أوردت ))ه الموازن ))ة‬
‫العامة كإيراد في حساباتها‪ ،‬أما إذا حققت عجزا فتسدد الموازنة العامة للدولة؛ ‪ -‬صوافي‬
‫بعض أنواع اإليرادات مثل إيرادات رسوم الطوابع الذي يحسم منها عمولة بائعها‪.‬‬
‫‪ -1-6-4‬مبدأ توازن الميزانية‪$‬‬
‫ت ))وازن الموازن ))ة ل ))ه مفهوم ))ان‪ ،‬مفه ))وم تقلي ))دي واآلخ ))ر ح ))ديث‪ ،‬ف ))األول يقض ))ي تع ))ادل‬
‫اإلي ) ))رادات العام ) ))ة م ) ))ع النفق ) ))ات العام ) ))ة‪ ،‬أم ) ))ا الح ) ))ديث يق ) ))وم على أس ) ))اس الت ) ))وازن الم ) ))الي‬
‫واالقتص))ادي ب))دل ت))وازن النفق))ات واإلي))رادات ل))ذلك س))وف تخص))ص الفق))رة األخ))يرة من ه))ذا‬
‫المبحث لدراسة هذا التوازن‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ -2‬نظرية توازن الميزانية‪ $‬العامة للدولة‬
‫يقض) ))ي ت) ))وازن الموازن) ))ة التع) ))ادل بين النفق) ))ات واإلي) ))رادات‪ ،‬ع) ))دم وج) ))ود عج) ))ز وف) ))ائض‬
‫ونظري ))ة الت ))وازن ه ))ذه ك ))انت مقدس ))ة عن ))د التقلي ))ديين‪ ،‬أي ك ))ان يمن ))ع على الس ))لطة التنفيذي ))ة‬
‫إحداث أي زيادة أو عجز وعلي)ه الخط))ة المالي)ة المتمثل)ة في وثيقي))ة الموازن))ة يجب أن تك))ون‬
‫متوازن ))ة‪ ،‬وك ))ذلك الميزاني ))ة ال ))تي تظه ))ر الواق ))ع الفعلي إلي ))رادات ونفق ))ات الس ))نة المنص ))رمة‬
‫يجب أن تكون متوازنة هي األخرى وذلك بغض النظر عن الظروف االقتصادية ال))تي تم))ر‬
‫بها البالد المعينة‪.‬‬

‫‪ - 140‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.279‬‬


‫‪ - 141‬ال ّسيّد عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ - 142‬عصام بشور‪ ،‬توازن الموازنة العامة‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪ ،1983 ،‬ص‪.184‬‬

‫‪177‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من هن ))ا يتض ))ح أ‪ ‬ن ت ))وازن الموازن ))ة يتطلب ت ))وفر عنص ))رين هم ))ا‪ :‬ع ))دم وج ))ود فائض ))في‬
‫أ‪‬‬ ‫الموازن ))ة العام ))ة وه ))و عنص ))ر قلي ))ل الح ))دوث إالﹼ في ح ))االت االزده ))ار االقتص ))ادي‪ ،‬كم ))ا‬
‫نالتوازن يفترض عدم وجود عجز لكن هذا األخير قد يحدث لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ -‬خط)أ في تق)دير اإلي)رادات والنفق)ات‪ ،‬خط)أ في دراس)ة الحال)ة االقتص)ادية المقبل)ة ال)تي تنف)ذ‬
‫فيها الموازنة؛‬
‫‪ -‬عدم كفاية اإليرادات وخاصة السيادية منها لتغطية النفقات العامة؛‬
‫‪ -‬عجز مستمر لع))دة س)نوات والن)اتج عن ع)دة أس))باب مث))ل تزاي)د في النفق))ات ال يقابل)ه تزاي))د‬
‫في اإليرادات‪ ،‬التهرب الضريبي؛)‬
‫مما سبق يمكن أن نخلص إلى ثالثة أنواع من العجز الموازني‪:‬‬
‫‪ -‬عج ))ز م ))وازني تع ))ترف ب ))ه الس ))لطة التنفيذي ))ة ويظه ))ر عن ))د اعتم ))اد الموازن ))ة أي يك ))ون في‬
‫بداية السنة المالية؛‬
‫‪ -‬عج))ز ب))نيوي يظه))ر في نهاي))ة الس))نة المالي))ة نتيج))ة زي))ادة في النفق))ات غ))ير مماثل))ة لزي))ادة‬
‫اإليرادات العامة؛‬
‫‪ -‬عج) ))ز ن)))اتج عن الوض) ))عية االقتص) ))ادية ال)))تي يم)))ر به) ))ا اقتص ))اد البل) ))د المع ))ني أثن ))اء تنفي) ))ذ‬
‫الموازن))ة‪ ،‬أي أ‪ ‬ن ه))ذا الن))وع يظه))ر ك))ذلك في نهاي))ة الس))نة المالي))ة ولم يكن موج))ودا في‬
‫بداي ) ))ة الس ) ))نة ‪ ،‬وفي أغلب األحي ) ))ان يع ) ))ود س ) ))بب ه ) ))ذا العج ) ))ز إلى االنخف ) ))اض المف ) ))اجئ‬
‫لإليرادات والناتج هو اآلخر عن تغيير األوضاع االقتصادية خالل فترة تنفيذ الموازنة‪.‬‬
‫حس) ))ب النظري) ))ة التقليدي) ))ة وبخص) ))وص ت) ))وازن‪ ،‬الموازن) ))ة أ‪ ‬ن النفق) ))ات العام) ))ة تك) ))ون في‬
‫ح ))دودها ال ))دنيا‪ ،‬وبالت ))الي االقتط ))اع ه ))و اآلخ ))ر يك ))ون في ح ))دوده ال ))دنيا‪ .‬أم ))ا ال ))دول الحديث ))ة‬
‫وبغض النظ) ))ر عن النظ) ))ام االقتص) ))ادي الس) ))ائد به) ))ا فهي تنف) ))ق إنفاق) ))ا اس) ))تهالكيا‪ ،‬اس) ))تثماريا‬
‫باإلضافة إلى اإلنفاق التمويلي حتى وإ ن كان ذلك على حساب توازن الموازنة‪ ،‬ويعود ذلك‬
‫إلى توازن الموازنة هو حس)ابي ال يأخ)ذ بعين االعتب)ار وظ)ائف الدول)ة ال)تي تفرض)ها الحال)ة‬
‫االقتصادية للبالد‪ ،‬كما أ‪ ‬ن هذا التوازن هو وسيلة وليس غاي)ة‪ ،‬ويك)ون الت)وازن الم)الي ه)و‬
‫جزء من التوازن) االقتصادي ووسيلة لتحقيقه‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وله))ذا يمكن الق))ول أ‪ ‬ن ت))وازن الموازن))ة ه))و حس))ابي أك))ثر من))ه فعلي‪ ،‬وتق))ديري أك))ثر من))ه‬
‫واقعي‪ ،‬وهذا التوازن ال يظهر إالﹼ عند اعتماد الموازنة من طرف البرلمان‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أ‪ ‬ن المفهوم الكالسيكي لتوازن الموازنة العامة يتماشى م))ع وظيفةالدول))ة‬
‫آن))ذاك‪ ،‬وال يتناس))ب م))ع وظائفه))ا الحديث))ة( المنتج))ة) وم))ا تس))عى إلي))ه من تحقي))ق عمالةكامل))ة‪،‬‬
‫رف ) ) ))ع مس ) ) ))توى اإلنت ) ) ))اج وزي ) ) ))ادة ال ) ) ))دخل الوط ) ) ))ني وأخ ) ) ))يرا تحقي ) ) ))ق الت ) ) ))وازن االقتص ) ) ))ادي‬
‫الع) ))ام‪،‬فالموازن) ))ة أداة من أدوات السياس) ))ة االقتص) ))ادية( السياس) ))ة المالي) ))ة) تس) ))تخدمها الدول) ))ة‬
‫إلحداث أمور مرغوبة وتتجنب أمور غير مرغوب))ة‪ ،‬ومن))ه فإ‪ ‬ن ت))وازن الميزاني))ة ق))د يعطي‬
‫نتائج مرضية كما قد يعطي نتائج غير مرضية وهذا حسب األوضاع االقتصادية السائدة‪.‬‬
‫له))ذا ال يمكن المن))اداة بت))وازن الموازن))ة في جمي))ع األوق))ات والح))االت ففي حال))ة االزده))ار‬
‫االقتص) ))ادي يت) ))وفر ف) ))ائض في الموازن) ))ة يمتص س) ))يولة نقدي) ))ة ي) ))ؤدي حس) ))ن اس) ))تخدامها إلى‬
‫تحقي ) ))ق ع ) ))بئ التض ) ))خم‪ ،‬يمكن للدول ) ))ة في ح ) ))االت الرك ) ))ود االقتص ) ))ادي أن ترف ) ))ع من حجم‬
‫اإلعتمادات وخاصة االستثمارية فتزيد من اإلنتاج وبالت))الي تحري))ك عجل))ة التنمي))ة‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن‬
‫تط))بيق نظري))ة ت))وازن الموازن))ة ق))د يس))اهم في زي))ادة األزم))ة االقتص))ادية‪ ،‬ففي حال))ة الرك))ود‬
‫االقتص))ادي تنخفض ال))دخول واإلي))رادات الض))ريبة ه))ذا من جه))ة ومن جه))ة أخ))رى تض))طر‬
‫الدول))ة إلى زي))ادة الحجم الض))ريبي لتغطي))ة النفق))ات الهام))ة‪ ،‬فعندئ))ذ تك))ون ق))د اقتطعت أم))وال‬
‫يكون االقتصاد بحاجة ماسة لها‪.‬‬
‫باإلض ) ) ))افة إلى م ) ) ))ا س ) ) ))بق إ‪ ‬ن ت ) ) ))وازن الموازن ) ) ))ة ال يأخ ) ) ))ذ بعين االعتب ) ) ))ار المتغ‪‬ي ) ) ))رات‬
‫االقتص ))ادية محتمل ))ة التغ‪‬ي ))ر في أي ))ة لحظ ))ة وإ نم ))ا تحقيق ))ه يع ))ني تنفي ))ذ لوثيق ))ة س ))اكنة توض ))ح‬
‫الوضع المالي للدولة‪ ،‬وهكذا فالتمسك بتوازن الموازنة ق))د ي))ؤدي إلى نت))ائج عكس م)ا يه))دف‬
‫إليه ولهذا يصبح ت)وازن الموازن)ة وس)يلة لتحقي)ق الت)وازن اقتص)ادي الع)ام وليس غاي)ة في ح‬
‫‪‬د ذاته‪.‬‬
‫‪ -3‬التمويل‪ $‬بالعجز والتوازن االقتصادي‬
‫عجز الموازنة العامة بين المدارس االقتصادية‬ ‫‪-3.1‬‬
‫يع‪‬د عجز الموازنة العامة أحد القضايا التي القت اهتمام المدارس االقتصادية بداية من‬
‫الكالس)يك وص)وال لالقتص)اديين الك)نزيين وال ت)زال قض))ية عج)ز الموازن))ة أح)د القض)ايا ال))تي‬

‫‪179‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تشغل االقتصاديين وأصحاب السياسة‪ ،‬وتوضع كمعيار للعديد من التقييمات االقتص))ادية من‬
‫قبل الدول والمؤسسات االقتصادية الدولية‪.‬‬

‫المدرسة الكالسيكية والعجز المالي‬ ‫‪-3.1.1‬‬


‫تب))نى الفك))ر الكالس))يكي مب))دأ حي))اد الدول))ة‪ ،‬وع))دم ت))دخلها في النش))اط االقتص))ادي‪ ،‬أيحي))اد‬
‫السياس ))ة المالي ))ة‪ ،‬مب ))دأ ت ))وازن الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة‪ ،‬وع ))دم اللج ))وء إلى عج ))ز الموازن ))ة‬
‫العامة‪ ،‬ويرجع تبني هذا المبدأ إلى ارتكاز الفكر الكالسيكي إلى العديد من الحجج منها ‪:‬‬
‫‪143‬‬

‫إ‪ ‬ن اق ))تراض الحكوم ))ة ال يض ))يف طاق ))ة إنتاجي ))ة‪ ،‬وم ))ا ه ))و إالﹼ‬ ‫‪-‬‬
‫س))حب من م))وارد القط))اع الخ))اص_ االس))تثمار الخ))اص) لإلنف))اق على‬
‫االستهالك الحكومي؛‬
‫إ‪ ‬ن اق ) ))تراض الحكوم ) ))ة ي ) ))ؤدي إلى ع ) ))دم الق ) ))درة على تموي ) ))ل‬ ‫‪-‬‬
‫الموازن ))ة العام ))ة مس ))تقبال حيث تنق ))ل أعب ))اء خدم ))ة ال ))دين وس ))داد أص ))ل‬
‫القرض للموازنة العامة في السنوات المقبلة؛‬
‫عدم توازن الميزانية يساهم في نم)و اإلنف))اق الحك)ومي‪ ،‬وت)ؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى اتخ ))اذ إج)))راءات من ش)))أنها الض ))غط على داف ))ع الض ))رائب) لزي ))ادة‬
‫حصيلة الضرائب؛)‬
‫إ‪ ‬ن وجود العجز المالي ي)ؤدي إلى ت)دهور قيم)ة النق)ود وزي)ادة‬ ‫‪-‬‬
‫مس ))تويات األس ))عار‪ ،‬ول‪‬م ))ا ك ))ان ه ))ذا األخ ))ير يتطلب كمي ))ة كب ))يرة من‬
‫النق ))ود وبالت ))الي س ))وف تنخفض قيمته ))ا‪ ،‬وبالت ))الي زي ))ادة األس ))عار مم ))ا‬
‫ي))ؤدي إلى اس))تمرار العج))ز أي ال))دخول في دائ))رة مفرغ))ة من التض))خم‬
‫الحلزوني وتعميد عجز الموازنة‪.‬‬
‫الفكر الكنزي والعجز المالي‬ ‫‪-3.1.2‬‬

‫‪the Balance Budget in Reading In Fiscal Policy, The American Economic‬‬ ‫‪Jesse.v.Burkhead- - : 143‬‬
‫‪association‬‬
‫‪Richard, INC, 1955, p p 3-17‬‬

‫‪180‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رفض كينز قانون ساي لألس))واق‪ ،‬وه))و أح))د معتق))دات الكالس))يك‪ ،‬وأش))ار إلى ع))دم وج))ود‬
‫نظ ))ام أو آلي ))ة تس ))تند إلى الي ))د الخفي ))ة ال ))تي ت ))ؤمن به ))ا الكالس ))يك‪ ،‬كم ))ا أق ))ر بواقعي ))ة البطال ))ة‬
‫اإلجبارية ومن ثم الخطأ بافتراض التشغيل الكام))ل ال)ذي وض))عه الكالس))يك كأس)اس للتحلي))ل‪،‬‬
‫وأ‪ ‬ن األس))عار واألج))ور ال تتس))م بالمرون))ة ال))تي افترض))ها الكالس))يك وأرج))ع ذل))ك إلى نم))و‬
‫نقاب))ات العم))ال‪ ،‬وله))ذا اق))ترح كي))نز ت))دخل الدول))ة لتحقي))ق التوظي))ف الكام))ل وإ يج))اد الت))وازن‬
‫للدخل الوطني من خالل السياسات المالية والسياسات النقدي)ة‪ .‬فق)د ن)ادى كي)نز بت)دخل الدول)ة‬
‫إلعادة الت)وازن اإلقتص)ادي وتفعي)ل السياس))ة المالي))ة وع))دم ت)وازن الموازن)ة العام))ة وذل)ك من‬
‫أجل استعادة هذا التوازن‪ ،‬وبهذا فإ‪ ‬ن كينز قد أباح عدم االلتزام بمبدأ ت))وازن الموازن))ة‪ ،‬وإ‬
‫‪ ‬ن عج ))ز الموازن ))ة يك ))ون مرغوب ))ا في ))ه طالم ))ا ي ))ؤدي إلى مس ))توى التش ))غيل والن ))اتج‪ ،‬عن ))د‬
‫ح))دوث خل))ل في الت))وازن بين الطلب والع))رض‪ ،‬يتع))رض االقتص))اد لح))دوث البطال))ة‪ ،‬ف))إنﹼه‬
‫يمكنالقض ) ) ))اء على ه ) ) ))ذه البطال ) ) ))ة وإ حالل الت ) ) ))وازن اإلقتص ) ) ))ادي الع ) ) ))ام من خالل التموي ) ) ))ل‬
‫بالعجز(عجزالموازنة)‪ ،‬من خالل زيادة اإلنفاق العام بالمقدار الذي يتطلبه تحقيق االستقرار‬
‫وأيض ))اعندما يتع ))رض االقتص)))اد للتض ))خم ف)))إنﹼه باإلمك ))ان القض ))اء علي ))ه من خالل تحقي ))ق‬
‫ف))ائض ب))اإليرادات العام))ة من خالل زي))ادة الض))رائب) وتخفيض اإلنف))اق الع))ام بالمق))دار ال))ذي‬
‫يتطلبه تحقيق االستقرار‪.‬‬
‫مم) ))ا س) ))بق نخلص إلى أ‪ ‬ن الفك) ))ر الك) ))نزي ي) ))ؤمن بفاعلي) ))ة الموازن) ))ة العام) ))ة وع) ))دم حي) ))اد‬
‫السياسة المالية‪ ،‬وبإمكانية إحداث عجز الموازنة العامة أي عدم ت))وازن الموازن))ة العام))ة في‬
‫سبيل تحقيق التوازن العام لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫تمويل‪ $‬العجز‬ ‫‪-3.2‬‬
‫يس))تخدم عج))ز الموازن))ة في التحلي))ل الم))الي لقي))اس أث))ر الموازن))ة العام))ة للدول))ة في المتغ‬
‫‪‬ي ))رات االقتص ))ادية األخ ))رى‪ ،‬وك ))ذلك دوره ))ا في عملي ))ة التنمي ))ة وحش ))د الم ))وارد في ال ))دول‬
‫النامية ونم‪‬يز للعجز المالي المفاهيم التالية ‪:‬‬
‫‪144‬‬

‫‪- 144‬الفارس عبد الرزاق‪ ،‬الحكومة والفقر واإلنفاق العام‪ ،‬دراسة بظاهرة عجز الموازنة وأُثُرها االقتص‪NN‬ادية واالجتماعي‪NN‬ة‬
‫في البلدان العربية‪ ،‬مرآز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص ص ‪.18 -17‬‬

‫‪181‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬العج) ))ز الم) ))وازني) الش) ))امل‪ :‬يتض) ))من حاص) ))ل ط) ))رح اإلي) ))رادات العام) ))ة الض) ))ريبية وغ) ))ير‬
‫الضريبية مع عدم احتساب دخل االقتراض‪ -‬من النفقات العامة متض))منة فوائ))د الق))روض‬
‫مع استبعاد إهتالك ديون الحكومة‪.-‬‬
‫‪ -‬ال ))دين الع ))ام الم ))وازني‪ :‬حص ))يلة ط ))رح اإلي ))رادات الض ))ربية) وغ ))ير الض ))ريبية من النفق ))ات‬
‫العام ))ة وال ))تي تتض ))من اإلنف ))اق الج ))اري واإلنف ))اق الرأس ))مالي الص ))افي واألص ))ول المالي ))ة‬
‫الصافية‪.‬‬
‫‪ -‬العجز الجاري الموازني‪ :‬وهو حصيلة طرح اإليرادات المالية من النفقات الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬العج)))ز الم ))الي الم ))وازني المحلي‪ :‬وه)))و ن ))اتج ط)))رح المنح الخارجي ))ة من حص ))يلة ط ))رح‬
‫االنفاق العام من اإليرادات الحكومية‪.‬‬

‫عن) ))دما تس) ))تهدف السياس) ))ة المالي) ))ة نتيج) ))ة الظ) ))روف واألوض) ))اع االقتص) ))ادية إح) ))داث عج) ))ز‬
‫م))الي‪،‬فإن))ه على السياس))ة المالي))ة‪ ،‬وال))تي تق))وم بتطبيقه))ا الس))لطات المالي))ة إيج))اد س))بل لس))د ه))ذا‬
‫العجز‪،‬وتتمثل هذه السبل إما في القروض العامة أو اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫ولقد اختلف االقتصاديون حول نظرية التمويل بالعجز وظهرت ثالثة اتجاهات ‪:‬‬
‫‪145‬‬

‫*‪ -‬االتج))اه األول‪ :‬المؤ‪‬ي))د لنظري))ة التموي))ل ب))العجز ويعتق))د أص))حاب ه))ذه النظري))ة أ‪ ‬ن ه))ذا‬
‫التمويل يحقق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار ويسرع معدالت النمو اإلقتصادي؛‬
‫‪ -‬يخلق كتلة سلعية في المستقبل تكفي إلعادة امتصاص الكتلة النقدية مصدر هذا التمويل؛‬
‫‪ -‬التمويل بالعجز يساعد على توزيع أعباء التنمية بين أجيال الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫*‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬ويمثل الفري)ق المع)ارض للتموي)ل ب)العجز‪ ،‬وت)بريرهم ل)ذلك ه)و ا‪ ‬ن ه)ذا‬
‫التموي ))ل ي ))ؤدي إلى تض ))خم نق ))دي ح ))اد نظ ))را أل‪ ‬ن البل ))دان ال ))تي تلج ))أ إلي ))ه غالب ))ا م ))ا يك ))ون‬

‫‪ - 145‬نفس المرجع السابق مباشرة‪ ،‬ص ص ‪.22 -20‬‬


‫* ‪ --‬نرجع لهذه النقطة بالتفصيل في الفصل الثالث‪ ،‬المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جهازها اإلنتاجي ضعيفا‪ ،‬والمي)ل الح)دي لالس))تهالك ل)دى أفراده))ا مرتفع)ا‪ ،‬وم))ا ي))ترتب عن‬
‫ه))ذا التض))خم من تش))جيع المض))اربة‪ ،‬ض))عف االدخ))ار‪ ،‬وت))ردي مس))توى المعيش))ة ألص))حاب‬
‫ال ))دخول الض ))عيفة( المح ))دودة) ومن ))ه زي ))ادة التف ))اوت الطبقي بين أف ))راد المجتم ))ع‪ .‬لم ))ا ن ))ادى‬
‫أص))حاب ه))ذا االتج))اه بض))غط النفق))ات العام))ة ومحارب))ة ال))دعم الس))لعي أل‪ ‬ن ذل))ك ي))ؤدي إلى‬
‫ظه ))ور الس ))وق الس ))وداء ال ))تي تع ))بر عن الواق ))ع الفعلي ألس ))عار الس ))لع المدعوم ))ة وتزي ))د من‬
‫بؤس الطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫*‪ -‬االتج) ))اه الث) ))الث‪ :‬المعت) ))دلون في نظ) ))ريتهم إلى سياس) ))ة التموي) ))ل ب) ))العجز‪ ،‬وي) ))رى ه) ))ؤالء‬
‫االقتص ))اديون أ‪ ‬ن التموي ))ل ب ))العجز يجب أن يك ))ون ض ))من ح ))دود معين ))ة‪ ،‬وا‪ ‬ن يوج ))ه نح ))و‬
‫المش ))اريع اإلنتاجي ))ة ذات م ))ردود س ))ريع تس ))تطيع من خالل الطلب على إنتاجه ))ا امتص ))اص‬
‫الكتل))ة النقدي))ة الزائ))دة كم))ا يجب أن ي))ترجم التموي))ل ب))العجز إلى س))لع وخ))دمات منتج))ة تك))افئ‬
‫الكتل))ة النقدي))ة الفائض))ة‪ ،‬كم))ا ا‪ ‬ن نس))بة التموي))ل ب))العجز ال تتع))دى مع))دل زي))ادة الن))اتج‪ .‬كم))ا‬
‫يمكن لعجز الموازنة أن يمول بالقروض كما يلي‪:‬‬
‫*‬
‫‪ -3-2-1‬القروض العامة‬

‫يمكن أن نقسم القروض العامة من حيث صدورها وأنواعها إلى تقسيمات متع))ددةيقوم ك))ل‬
‫منها على وجهة نظر معينة‪ ،‬فيمكن ان تقسم القروض إلى داخلية وأخرىخارجية‪ ،‬إذا نظرنا‬
‫إلى مص))درها‪ ،‬كم))ا يمكن أن تقس))م إلى ق))روض قص))يرة ومتوس))طةوطويلة وذل))ك من وجه))ة‬
‫نظر أجل لقرض‪.‬‬
‫والقرض العام هو مبلغ مالي تحصل عليه الدولة أو الهيئات العام))ة وذل))ك من خالل اللج))وء‬
‫للغ))ير( أف))راد وهيئ))ات ومؤسس))ات وطني))ة أو أجنبي))ة أو دولي))ة) م))ع التعه))د بر‪‬د مبل))غ الق))رض‬
‫وسداد فوائده وفقا لشروطه‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬اإلصدار النقدي‬
‫عندما تتزاي)د النفق)ات العام)ة عن اإلي)رادات العام)ة فإ‪ ‬ن الدول)ة ق)د تلج)أ لإلص)دار النق)دي‬
‫الجدي ))د عن طري ))ق البن ))ك المرك ))زي والتوس ))ع في االئتم ))ان ال ))ذي يمنح ))ه الجه ))از المص ))رفي‪،‬‬
‫ومن الض))روري) أن يتم اإلص))دار النق))دي في ح))دود الغط))اء الموج))ود في المجتم))ع من س))لع‬

‫‪183‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وخدمات‪ ،‬فإذا ت‪‬م إصدار أوراق مالية دون أن يقابلها غطاء من السلع والخدمات‪ ،‬فمع))نى‬
‫ذلك أ‪ ‬ن كمية أكبر من النقود تط)ارد كمي)ة أص)غر من الس)لع والخ)دمات ويس)مى ه)ذا األم)ر‬
‫بالتض ))خم النق ))دي وك ))ذلك يح ))دث تض ))خم عن ))دما يتم خل ))ق االئتم ))ان بزي ))ادة النق ))ود المص ))رفية‬
‫بمعدل يفوق معدل نمو الناتج الوطني ويسمى هذا التضخم بالتضخم المالي‪.‬‬
‫وب) ))ذلك يمكن للدول) ))ة عن طري) ))ق اإلص) ))دار النق) ))دي الجدي) ))د تموي) ))ل النفق) ))ات العام) ))ة بم) ))وارد‬
‫وإ ي) ))رادات غ) ))ير مملوك) ))ة له) ))ا‪ ،‬أو غ) ))ير حقيقي) ))ة ويع‪‬د اإلص) ))دار النق) ))دي الجدي) ))د من أس) ))هل‬
‫الوس ))ائل ال ))تي تلج ))أ إليه ))ا الدول ))ة في تغطي ))ة النفق ))ات العام ))ة في حال ))ة ع ))دم كفاي ))ة اإلي ))رادات‬
‫العام ))ة‪ ،‬وتلج ))أ إليه ))ا ال ))دول النامي ))ة بص ))فة خاص ))ة‪ ،‬عن ))د عجزه ))ا عن االق ))تراض أو زي ))ادة‬
‫حصيلة الضرائب‪ ،‬ولتفادي اآلثار السلبية الناتج))ة عن اإلص))دار النق))دي الجدي))د‪ ،‬ويمكن ذك))ر‬
‫شروط إنجاح اإلصدار النقدي الجديد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تم‪‬يز الجهاز اإلنتاج بالمرونة وعدم الجمود؛‬
‫‪ -‬توجيه اإلصدار الجديد إلى استثمارات حيوية وسريعة العائد يمكن من خاللها االستغناء‬
‫عن اإلصدار الجديد فيما بعد؛‬
‫‪ -‬ضخ اإلصدار النقدي الجديد على فترات متباعدة وفي جرعات صغيرة؛‬
‫‪ -‬تضافر السياسات االقتصادية مثل سياسات االستثمار وسعر الفائدة والضرائب‪،‬‬
‫وذلكلضمان السيطرة على اآلثار التضخمية الذي يسببها اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫مما سبق يمكن أن نقول أ‪ ‬ن العجز الن))اجم بالموازن))ة العام))ة للدول))ة في ال))دول النامي))ةعادة‬
‫م ))ا يح ))دث كنتيج ))ة لجم ))ود حص ))يلة الض ))رائب وع ))دم ق ))درتها اللح ))اق ب ))النمو الس ))ريع لإلنف ))اق‬
‫الحك) ) ) ))ومي على الس) ) ) ))لع والخ) ) ) ))دمات المحلي) ) ) ))ة وال) ) ) ))ذي يمكن تس) ) ) ))ويته من خالل الم) ) ) ))وارد‬
‫المحلي)))ة( زي)))ادة اإلص)))دار النق)))دي‪ ،‬زي)))ادة حص)))يلة الض ))رائب)‪ )،‬وك ))ذلك عج ))ز م ))وارد النق ))د‬
‫األجن))بي عن تموي))ل الس))لع والخ))دمات المنتج))ة بالخ))ارج‪ ،‬األم))ر ال))ذي يتم تس))ويته من خالل‬
‫الديون الخارجية واإلعانات الخارجية أو جذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر التوازن المالي للموازنة العامة للدولة في تحقيق التوازن اإلقتصادي‬
‫تط‪ ‬ور مفهوم توازن الموازنة العامة للدولة‬ ‫‪-4.1‬‬

‫‪184‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد تطور مفهوم ت))وازن الموازن))ة العام)ة من ت))وازن كمي بين اإلي))رادات العام))ة والنفق)ات‬
‫العام)ة إلى ت)وازن م)الي واقتص)ادي واجتم)اعي للموازن)ة العام)ة كم)ا يتض)من الت)وازن الكمي‬
‫والن ))وعي أيض ))ا‪ ،‬فيس ))عى الت ))وازن الم ))الي للموازن ))ة العام ))ة إلى إقام ))ة ت ))وازن بين األص ))ول‬
‫والخص))وم وتحس))ين النفق))ات في ج))انب الخص))وم واإلي))رادات في ج))انب األص))ول‪ ،‬ويف))ترض‬
‫في ه)))ذا الت)))وازن) أالﹼ يك) ))ون حيادي)))ا في الحي) ))اة االقتص)))ادية للبالد ب ))ل يجب أن يك ))ون ف) ))اعال‬
‫وم))ؤثرا ومت))دخال ومنفعال به))ا ليط‪‬ور واقعه ))ا بش))كل إيج))ابي‪ .‬له ))ذا ف))التوازن الم))الي بص ))فة‬
‫عام))ة ه))و م))ا تحدث))ه المص))ادر اإليجابي))ة في موازن))ة الدول))ة من حقن يع))وض م))ا ي))ترتب على‬
‫مص) ) ))ادرها الس) ) ))البة(النفق) ) ))ات) من تس) ) ))رب بم) ) ))ا ي) ) ))ؤدي إلى التط) ) ))ابق بين العناص) ) ))ر المالي) ) ))ة‬
‫والعناص))ر االقتص ))ادية ال))تي يتك ))ون منه ))ا هيك))ل االقتص))اد الوط ))ني‪ ،‬أي م))ا يق))ود في النهاي))ة‬
‫عالوة على الت ) ) ))وازن الكمي(أو الحس ) ) ))ابي) إلى إح ) ) ))داث ت ) ) ))وازن كيفي يتمث ) ) ))ل في الت ) ) ))وازن‬
‫اإلقتصادي العام‪.‬‬
‫وبمع))نى آخ))ر يمكن الق))ول أ‪ ‬ن وراء ت))وازن النفق))ات( التس))رب) م))ع اإلي))رادات (الحقن) في‬
‫فترة الموازنة يجب األخذ بعين االعتبار التوازن الكمي والكيفي للج)انبين الس)لبي واإليج)ابي‬
‫في موازنة الدولة ويدخل عموما في الج))انب اإليج))ابي إي))رادات الدول))ة االقتص))ادية وحص))يلة‬
‫الض))رائب) المفروض))ة‪ ،‬أم))ا في الج))انب الس))لبي ال))دين الع))ام بكاف))ة ص))وره وجمي))ع االلتزام))ات‬
‫ال)تي تتحم)ل به)ا الدول))ة‪ ،‬ويمكن تفس))ير ذل)ك بم))ا ه)و معل)وم من أ‪ ‬ن ع)رض ك)ل عنص))ر من‬
‫العناص ) ) ))ر الس ) ) ))ابقة يتمث ) ) ))ل في إنت ) ) ))اج مق ) ) ))دار معين من المن ) ) ))افع االقتص ) ) ))ادية‪ ،‬وذل ) ) ))ك عن‬
‫طريقاستخدام الدخل فيتحقق التوازن اإلقتصادي للمالية العامة‪.‬‬
‫فالتوازن الم)الي للتموي)ل ب)العجز يف)ترض اس)تخدام الق)روض واإلص)دار النق)دي فياس)تثمارات‬
‫ذات طابع إنتاجي تستطيع عوائدها من أرباح وس))لع وخ))دمات وف))اء ه))ذا ال))دين وخدمت))ه‪ ،‬أم))ا‬
‫التوازن االقتصادي للموازنة العامة يفترض أن تك))ون منفع))ة إنف))اق اإلي))رادات العام))ة ال تق))ل‬
‫عن منفع))ة بقائه))ا ل))دى القط))اع الخ))اص‪ ،‬وهك))ذا ف))التوازن اإلقتص))ادي للمالي))ة العام))ة يتحق))ق‬
‫عندما تكون زيادة الدخل الوطني أو زي))ادة المنفع))ة االقتص))ادية العام))ة في االقتص))اد الوط))ني‬
‫معادل))ة على األق))ل للمنفع))ة ال))تي حجبت عن ال))دخل الوط))ني نتيج))ة اقتط))اع ه))ذه األم))وال‪ ،‬أم))ا‬
‫إذا انخفض ال ))دخل الوط ))ني نتيج ))ة ذل ))ك فه ))ذا يع ))ني أ‪ ‬ن النفق ))ات العام ))ة ق ))د تج ))اوزت ح ))دها‬

‫‪185‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األعلى في حين تظهر زيادة الدخل الوطني من حيث النتيج))ة سياس))ة مالي))ة س))لبية تتجلى في‬
‫عدم الوصول إلى مرحلة الضغط الضريبي‪).‬‬
‫أما التوازن االجتماعي للموازنة العامة فيقوم على أساس زيادة القوة الشرائية لدى الطبق))ات‬
‫ذات ال ))دخل المح)))دود‪ ،‬وك ))ذا رف)))ع مس ))تواها المعيش)))ي‪ ،‬وتخفيض ح ))دة التفا‪‬وت الطبقي بين‬
‫فئ ))ات المجتم ))ع المختلفة ‪ ،‬فالدول ))ة تقتط ))ع أم ))واال وتعي ))د توزيعه ))ا فيم ))ا بع ))د بش ))كل يف ))ترض‬
‫‪146‬‬

‫تخفيض ح)))دة فق)))ر الطبق)))ة الفق)))يرة وتخفيض فحش الطبق ))ة الغني ))ة‪ .‬وعلى ه ))ذا األس ))اس فق ))د‬
‫أصبح ينظر إلى توازن الموازنة ليس على االستقالل ولكن من خالل الت))وازن الم))الي‪ ،‬ف))أي‬
‫زي))ادة في الج))اني الس))لبي من الذم))ة المالي))ة للدول))ة يجب أن يتمخض عن))ه زي))ادة في الج))انب‬
‫اإليجابي تكون مساوية لها على األقل‪.‬‬
‫توازن الموازنة والتوازن االقتصادي العام‬ ‫‪-4.2‬‬
‫من المهام األساسية للموازنة العامة في المفهوم الحديث أن تس)هل عملي)ة تق)ويم مقترح)ات‬
‫المش ))روعات العام ))ة ويمكن تعري ))ف المش ))روعات العام ))ة بأنﹼها ‪ :‬وح ))دة اقتص ))ادية تملكه ))ا‬
‫‪147‬‬

‫الدولة إما كليا أو جزئيا‪ ،‬مستقلة عن الجهاز اإلداري للدولة‪ ،‬تتولى إنتاج السلع والخ))دمات‪،‬‬
‫يعت))بر‬ ‫وتعم))ل في نط))اق األه))داف االقتص))ادية واالجتماعي))ة ال))تي تس))عى الدول))ة لتحقيقه))ا‪.‬‬
‫ت) ) ))وازن الموازن) ) ))ة من أهم عوام) ) ))ل تحقي) ) ))ق الت) ) ))وازن اإلقتص) ) ))ادي الع) ) ))ام لالقتص) ) ))ادالوطني‬
‫والمحافظة عليه‪ ،‬فإذا لم يتحقق مثل هذا التوازن فإ‪ ‬ن ذلك من شأنه يؤدي إلى عدم ت))وازن‬
‫اقتصادي ‪.‬‬
‫يتكام ))ل الت ))وازن الم ))الي للموازن ))ة العام ))ة ( الت ))وازن بين األص ))ول والخص ))وم) م ))ع الت ))وازن‬
‫اإلقتص))ادي ألنﹼه يف))رض تع))ادال بين الوس))ائل المالي))ة المس))تخدمة في المالي))ة العام))ة‪ ،‬فعن))دما‬
‫يفرض التوازن) المالي أن يقوم تعادل بين المنفعة االقتصادية للقطاع مع مديونيت))ه‪ ،‬وبالت))الي‬
‫مع مديوني)ة الدول))ة عن))دما يم)ول المش))روع عن طري))ق الخزين)ة العام)ة فإ‪ ‬ن ذل))ك يع)ني على‬
‫مس ))توى اإلقتص ))ادي الع ))ام من ))ع ح ))دوث الخل ))ل بين المنفع ))ة العام ))ة والتكلف ))ة العام ))ة‪ ،‬وعن ))دما‬
‫يف))رض الت))وازن) الم))الي للموازن))ة أن يك))ون الم))ردود الم))الي لزي))ادة المنفع))ة االقتص))ادية ق))ادرا‬

‫‪ - 146‬عصام بشور‪ ،‬توازن الموازنة العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.375 -374‬‬
‫‪ - 147‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬اقتصاديات الخدمات والمشروعات العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪186‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على الوفاء بالقروض ال)تي ت‪‬م التموي)ل به)ا وأداء خدم)ة ه)ذه الق)روض‪ ،‬فه)و يف)رض ب)ذلك‬
‫عدم حصول تراجع في الدخل الوطني للبالد‪.‬‬
‫مما سبق نالحظ أ‪ ‬ن مشاريع الدولة يفترض فيها تحقيق التوازن المالي أو تحقيق جدوى‬
‫اقتص))ادية من اس))تخدام األم))وال فيه))ا وربح وعائ))د معق))ولين‪ ،‬ف))إنﹼه في ال))وقت نفس))ه يف))ترض‬
‫فيها زيادة في الدخل الوطني وصوال إلى تحقيق التوازن االقتصادي العام‪.‬‬
‫يتكام ))ل الت ))وازن االقتص ))ادي للموازن ))ة العام ))ة م ))ع الت ))وازن االقتص ))ادي الع ))ام حيث يف ))رض‬
‫التوازن االقتصادي للموازنة العام))ة رف)ع مردودي))ة النظ)ام االقتص)ادي بم))ا يتطلب))ه من تحلي)ل‬
‫دقي))ق لح))دود االقتط))اع الع))ام نوع))ا وكم))ا بحيث يمن))ع ه))ذا الت))وازن أن تق))وم الدول))ة باقتط))اع‬
‫أم ))وال من القط ))اع الخ ))اص وتق ))وم بع ))دها بإنفاقه ))ا بحيث ال تك ))ون زي ))ادة في ال ))دخل الوط ))ني‬
‫معادلة على األقل لزيادته فيما لو بقيت ه))ذه األم)وال ل)دى القط))اع الخ))اص‪ ،‬فالسياس)ة المالي)ة‬
‫الس)لبية هي ال)تي تس))عى من خالله)ا الدول)ة إلى تحقي)ق ت))وازن اقتص))ادي كلي جدي)د أعلى من‬
‫سابقه المحتمل قبل القيام باالقتطاع واإلنفاق‪.‬‬
‫يتكام ))ل الت ))وازن االجتم ))اعي للمالي ))ة العام ))ة م ))ع الت ))وازن االقتص ))ادي الع ))ام ألّن ))ه يق ))وم على‬
‫أس ) ))اس االقتط ) ))اع الض ) ))ريبي) من ال ) ))دخول المرتفع ) ))ة ثم إع ) ))ادة التوزي ) ))ع في ص ) ))الح ال ) ))دخول‬
‫المنخفضة وهذا يعني تحقيق زيادة في قدرة الطبقات ذات الدخل الض))ئيل على اإلنفاقويعم))ل‬
‫على رفع مستواها المعيشي‪ ،‬ويؤثر ذلك على الوضع االقتصادي العام ألنﹼه يؤديإلى زيادة‬
‫االستهالك وبالتالي ي)ؤدي إلى زي)ادة اإلنت)اج واالس)تثمار في المجتم)ع وتحقي)ق نم)وفي ال)دخل‬
‫الوطني وتوازن اقتصادي عام‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أهمية نظرية التوازن اإلقتصادي‬


‫إ‪ ‬ن نظرية التوازن اإلقتصادي وس)يلة منهجي)ة في التحلي)ل اإلقتص)ادي وال يس)تغنى عنه)ا‬
‫في األبحاث العلمية الكلي)ة‪ ،‬رغم م)ا و‪ ‬ج)ه إليه)ا من انتق)ادات‪ ،‬كم)ا أنﹼه)ا تس)اعد على التنب)ؤ‬
‫ب)المركز اإلقتص)ادي الت))وازني الجدي)د‪ ،‬والت)وازن) اإلقتص))ادي ه))و الحال))ة االقتص)ادية والمالي))ة‬
‫التي تسودها قوى جزئية أو كلي)ة أو كالهم))ا‪ ،‬إذا م)ا ت)وفرت ش))روط وظ)روف مح)ددة بحيث‬
‫أ‪ ‬ن ع))دم اس ))تمرار أح ))دهما أو زيادت ))ه م))ع ثب))ات غ ))يره يمكن أن ي ))ؤدي من خالل العالق))ات‬

‫‪187‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والت)))أثيرات المترابط)))ة ع)))بر الوح)))دات االقتص)))ادية باقتص ))اد الوط ))ني إلى اختالل يط ))ول أو‬
‫يقصر أجله إلى أن تحدث أو تستحدث عوامل مضادة تعمل في عكس الخلل ليع)ود الت))وازن‬
‫اإلقتص ) ) ))ادي س ) ) ))يرته األولى ‪ .‬فح ) ) ))تى ل ) ) ))و أخ ) ) ))ذنا بالنظري ) ) ))ات المتط‪‬ورة الالحق ) ) ))ة للنم ) ) ))و‬
‫‪148‬‬

‫اإلقتصادي والتنمية االقتصادية واعتبرناها هو الواق)ع أ‪ ‬ن االقتص)اد الوط)ني في حال)ة خل)ل‬
‫ت))وازني اقتص))ادي‪ ،‬ف))إنﹼه الب))د من البحث أيض))ا في إط))ار نظري))ة الخل))ل ه))ذه عن وض))عيات‬
‫خلل التوازن) التي تك)ون أك))ثر فعالي)ة لالقتص))اد الوط)ني‪ ،‬األم)ر ال)ذي يف))رض من جدي))د تب)ني‬
‫نظرية التوازن اإلقتصادي لفهم واق))ع الخل))ل وص))وال إلى الخل))ل‪ ،‬وبحث))ا عن ح))االت الت))وازن‬
‫الممكنة‪ ،‬ولدراسة الخلل والتوازن أيهم))ا أج))دى ض))من معطي))ات اقتص))ادية معين))ة‪ .‬له))ذا ظلت‬
‫فك) ) ))رة الت) ) ))وازن أساس) ) ))ا للتحلي) ) ))ل اإلقتص) ) ))ادي‪ ،‬نظ) ) ))را إلس) ) ))هامها الكب) ) ))ير في ح) ) ))ل المش) ) ))كلة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهذه اإلسهامات تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫تحديد سير االقتصاد وعوامل اختالله‪ :‬تتجلى أهمية التوازن االقتصادي عن))د دراس))ة‬ ‫‪-1‬‬
‫المش ))كلة االقتص ))ادية في ش ))كلها اإلجم ))الي إلظه ))ار التبا‪‬ين والتواف ))ق الق ))ائم بين المتغ‪‬ي ))رات‬
‫اإلجمالي) ))ة على المس) ))توى القط) ))اعي أو الكلي م) ))ع البحث في مقوم) ))ات الت) ))وازن االقتص) ))ادي‬
‫وأس))باب اختالل))ه وس))بل معالجته))ا‪ ،‬وبه))ذا تك))ون نظري))ة الت))وازن االقتص))ادي ق))د وض))حت لن))ا‬
‫الوض))عية الج‪‬ي))دة لالقتص))اد الوط))ني وذل))ك بع))د القض))اء على ك))ل اإلختالالت ال))تي تع))رض‬
‫له ))ا‪،‬وه ))ذا من خالل تحقي ))ق ت ))وازن نق ))دي ي ))ؤدي في النهاي ))ة إلى زي ))ادة وس ))ائل ال ))دفع بنفس‬
‫مع))داللنمو لالقتص))اد الوط))ني‪ ،‬م))ع االحتف)اظ ب))التوازن في س))وق االس))تثمار تجنب))ا لآلث))ار ال))تي‬
‫قدتض))ر ب))الحوافز االس))تثمارية كنتيج))ة لم))ا ق))د ي))ترتب على إنف))اق النظ))ام االئتم))اني في خل))ق‬
‫النق) ))د اإلض) ))افي في الس) ))وق االس) ))تثمارية من زي) ))ادة اإلنف) ))اق االس) ))تهالكي‪ ،‬وتعط) ))ل الم) ))وارد‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫أ‪‬‬ ‫أهمية التوازن اإلقتصادي لرسم السياس‪$‬ة االقتص‪$‬ادية‪ :‬ك))ان س))ائدا عن))د الكالس))يك‬ ‫‪-2‬‬
‫ن السياس ))ة المالي ))ة تس ))تعمل به ))دف الوص ))ول إلى التوظي ))ف الكام ))ل‪ ،‬كم ))ا تس ))تعمل السياس ))ة‬
‫النقدية من خالل تخفيض أسعار الفائدة لتحقيق النمو اإلقتصادي‪ ،‬في حين تس))تعمل السياس))ة‬
‫التجاري ))ة لتحقي ))ق االس ))تقرار في م ))يزان الم ))دفوعات‪ .‬ح ))تى ج ))اء الفك ))ر الك ))نزي ال ))ذي أظه ))ر‬

‫‪ - 148‬السيد حسن موفق‪ ،‬المشكالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪ ،1986 ،‬ص‪.173‬‬

‫‪188‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أهمي)))ة وفعالي)))ة السياس)))ة المالي)))ة كسياس)))ة تث)))بيت اس)))تجابة لص ))دمات الطلب الكلي كم ))ا أ ‪ ‬ن‬
‫االستخدام المتزامن لألدوات من أجل إنجاز أهداف متعددة في وقت واح))د هي طريق))ة أك))ثر‬
‫فعالي ))ة وأض ))من نجاح ))ا‪ ،‬ب ))دال من اس ))تخدام أدوات مح ))ددة ألغ ))راض وأه ))داف مح ))ددة األم ))ر‬
‫ال ))ذي أدى إلى تن ))امي االعتق ))اد بتش ))ابك وتعق ))د الحي ))اة االقتص ))ادية مم ))ا أدى في النهاي ))ة إلى‬
‫اللجوء للحلول الشمولية‪ ،‬وهو ما يفسح المجال أمام استخدام النماذج االقتصادية‪.‬‬
‫يع))رف النم))وذج االقتص))ادي ب))أنﹼه وس))يلة رياض))ية تعتم))د على النظري))ة االقتص))ادية‪ ،‬ويتمث))ل‬
‫في مجموعة من المع)ادالت أو القواع))د ال))تي تكفي لتص))وير الهيك)ل االقتص))ادي ونم))ط مع)دل‬
‫أدائه من اجل استخدامها في دراسة مختلف التط‪‬ورات المحتمل)ة بن)اء على ف)روض مع‪‬ين)ة‬
‫توطئة لتحديد السياسات الواجبة اإلتباع لتحقيق األهداف اإلقتصادية ‪.‬‬
‫‪149‬‬

‫يتحق ))ق الت ))وازن االقتص ))ادي للسياس ))ة المالي ))ة عن ))دما تك ))ون المنفع ))ة ال ))تي يتم تق ))ديمها إلى‬
‫االقتص ) ))اد الوط ) ))ني مس ) ))اوية على األق ) ))ل ال ) ))تي حجبت عن ال ) ))دخل الوط ) ))ني نتيج ) ))ة اقتط ) ))اع‬
‫األموال‪ ،‬فإذا انخفض الدخل الوطني نتيجة زي))ادة االقتطاع))ات العام))ة فه))ذا يع))ني أن النفق))ات‬
‫العامة قد تجاوزت ح‪‬دها األعلى‪ ،‬أما إذا ازداد الدخل الوطني فهذا يعني أنن))ا نمي))ل إلى الح‬
‫‪‬د األدنى لحجم اإلنف ))اق الع ))ام واالقتطاع ))ات العام ))ة‪ ،‬األم ))ر ال ))ذي ي ))دخل على أ‪ ‬ن الت ))وازن‬
‫االقتص))ادي ال))ذي تحقق))ه السياس))ة المالي))ة العام))ة يعظم م))ردود النظ))ام االقتص))ادي ويس))اهم في‬
‫تحقيق التوازنات االقتصادية‪.‬‬
‫أهمي‪$$$$‬ة الت‪$$$$‬وازن في اإلص‪$$$$‬الح االقتص‪$$$$‬ادي‪ :‬نتيج ) ) ))ة للص ) ) ))دمات اإلقتص ) ) ))ادية ال ) ) ))تي‬ ‫‪-3‬‬
‫تعرض) ))تلها اقتص) ))اديات دول الع) ))الم كفش) ))ل النظ) ))ام االش) ))تراكي خالل الثمانين) ))ات من الق) ))رن‬
‫الماض) ) ))ي‪،‬وتص) ) ))اعد حجم المديوني) ) ))ة في ال) ) ))دول النامي) ) ))ة‪ ،‬وتح‪‬ول االهتم) ) ))ام إلى السياس) ) ))ات‬
‫اإلقتصادية الكليةبوجه ع)ام‪ ،‬وسياس)ات اإلص)الح الهيكلي على وج)ه الخص)وص‪ ،‬في ال)وقت‬
‫ال) ) ))ذي تم تجاهله) ) ))ا خالل ف) ) ))ترة الس) ) ))بعينات حيث ك) ) ))ان ن) ) ))ادرا م) ) ))ا يس) ) ))تخدم أدوات السياس) ) ))ة‬
‫اإلقتصادية الكلية‪.‬‬
‫ونظرا الختالف األوضاع االقتص))ادية المتأزم))ة في ال))دول النامي))ة‪ ،‬ق)امت مؤسس))ات التموي))ل‬
‫الدولي))ة بتص))ميم ب))رامج إص))الح اقتص))ادي به))دف معالج))ة تل))ك اإلختالالت وتحقي))ق الت))وازن‬

‫‪ - 149‬مبارك حجير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪189‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واالس ))تقرار االقتص ))ادي في ه)))ذه ال ))دول‪ ،‬مش)))ترطة في ذل ))ك التقلي ))ل من دور القط ))اع الع ))ام‬
‫وفسح المجال للقطاع الخاص سواء كان محليا أو أجنبيا‪.‬‬
‫تلعب ت)))دابير السياس ))ة المالي)))ة دورا أساس ))يا في ب ))رامج اإلص ))الح ال ))تي ت ))دعمها المؤسس ))ات‬
‫الدولي))ة والموجه))ة إلى تحقي))ق النم))و وينبغي له))ا أن ال تس))هم فق))ط في زي))ادة االدخ))ار المحلي‬
‫بتموي))ل متطلب))ات االس))تثمار المرتبط))ة به))دف النم))و‪ ،‬ب))ل ينبغي له))ا أيض))ا أن ت))ولي االعتب))ار‬
‫الواجب للطرق التي تؤثر بها السياسة المالية في تخصيص الموارد وتحقيق النمو‪.‬‬
‫لقد جاءت سياسات اإلصالح االقتصادي على مرحل))تين‪ ،‬تتمث))ل األولى في سياس))ة التث))بيت‬
‫االقتصادي التي اعتمدها صندوق النقد الدولي ألزم)ة ال)دول النامي)ة وال)تي تق)وم على أولوي)ة‬
‫قض) ))ايا الت) ))وازن الع) ))ام في مواجه) ))ة قض) ))ايا اس) ))تحداث واس) ))تحداثات النم) ))و اإلقتص) ))ادي على‬
‫مس ) ))توى ك ) ))ل من الجه ) ))از اإلنت ) ))اجي والطلب الكلي الفع ) ))ال‪.‬أي تعزي ) ))ز التخص ) ))يص الفع ) ))ال‬
‫للموارد وتحقيق النمو وتتضمن هذه البرامج إدماج تدابير التث)بيت التقليدي)ة القص)يرة األج)ل‬
‫وخاص) ) ))ة تص) ) ))حيح اإلختالالت الداخلي) ) ))ة والخارجي) ) ))ة من خالل التحكم في الطلب الكلي في‬
‫عملي))ات التك‪‬ي))ف الهيكلي أط))ول أجال ن))رمي إلى حقن ج))انب الع))رض في اإلقتص))اد ‪ ،‬أم))ا‬
‫‪150‬‬

‫المرحلة الثانية فتتمثل في سياسات اإلصالح الهيكلي التي يضطلع به))ا البن))ك ال))دولي‪ ،‬وال))تي‬
‫ينبغي أن تواكب جهود تصحيح اإلقتصاد الكلي إصالحات هيكلية ت))رمي إلى تحس))ين فعالي))ة‬
‫الموارد اإلنتاجية المحدودة بغية زيادة معدل النمو في البلد بصفة دائمة‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق يتض ))ح أن ب ))رامج اإلص ))الح تش ))مل عنص ))رين يح ))دد األول اإلط ))ار الع ))ام لألداء‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬من خالل السياسات المالية والنقدية وسياسات تحرير األسعار‪ ،‬أما الثاني يحدد‬
‫منهج األداء على مستوى الوحدات اإلقتصادية الذي يزيد من قدرتها علىالمنافسة‪ ،‬باإلض))افة‬
‫إلى رفع كفاءة تخصيص الموارد عن طريق تش))جيع المبادراتالفردي))ة(القط))اع الخ))اص) على‬
‫حساب دور الدولة في النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫من الواض))ح أن إج))راء مجموع))ة متكامل))ة من اإلص))الحات ه))و مش))روع طم))وح وق))د أج))ريت‬
‫بالفع))ل في كث))ير من ال))دول النامي))ة بعض اإلص))الحات‪ ،‬بي))د أن))ه في بل))دان أخ))رى توج))د قي))ود‬
‫تعوق التغيرات ال)تي يمكن تنفي)ذها واقعي))ا‪ ،‬وينبغي وض)ع تص)ميم لإلص)الح على أس)اس ك))ل‬
‫‪ - 150‬ريشارد هينمنغ‪ N،‬وآالبان آوشهار‪ ،‬رسم سياسة مالية موجهة نحو تحقيق النمو – مجلة التمويل والتنمية‪ -‬مطابع‬
‫األهرام التجارية‪ ،‬مصر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص‪.27‬‬

‫‪190‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حالة على ح)دى‪ .‬إن التحكم في الطلب بش)كل س)ليم أم)ر ال غ)نى عن)ه س)واء لخل)ق الثق)ة ل)دى‬
‫المس) ))تثمر أو للحف) ))اظ على المص) ))داقية في أس) ))واق رأس الم) ))ال الدولي) ))ة ال) ))تي تتكف) ))ل بتوف) ))ير‬
‫الموارد الخارجية الشيء الذي يبرر اإلصالحات اإلقتصادية‪.‬‬
‫*‬
‫‪ -4‬أهمية التوازن في التخطيط اإلقتصادي‬
‫يع ))رف التخطي ))ط اإلقتص ))ادي ب ))أنﹼه التوجي ))ه ال ))واعي لم ))وارد المجتم ))ع بم ))ا يحق ))ق أهداف ))ه‪،‬‬
‫وبذلك يعتبر نوع من التنظيم االجتماعي لعملية اإلنتاج‪ ،‬التوزيع في المجتمع ‪.‬‬
‫‪151‬‬

‫يعرف التخطي)ط عام))ة ب))أنﹼه عملي)ة ووس)يلة لتحقي))ق ه)دف معين وليس ه)دفا أو غاي)ة بح)د‬
‫ذات ))ه وال يش ))كل أك ))ثر من مرحل ))ة ع ))ابرة في إنج ))از عم ))ل أو تحقي ))ق ه ))دف ‪ ،‬في حين نج ))د‬
‫‪152‬‬

‫أسلوب التخطيط مبرره في فشل نظام السوق الذي لم يقم بإدارة اإلقتصاد على أكمل وجه‪.‬‬
‫ففشل في توجيه موارد المجتمع والمحدد نح))و إنت))اج الس))لع والخ))دمات الجماعي))ة ال))تي‬ ‫‪-‬‬
‫تزداد الطلب عليها‪ ،‬نظ)را لع)دم االس)تثمار فيه)ا من ط)رف القط)اع الخ)اص بس)بب م)ا تتطلب)ه‬
‫من رؤوس أم ))وال ض ))خمة ه ))ذا من جه ))ة وض ))عف م ))رد وديته ))ا من وجه ))ة نظ ))ر المس ))تثمر‬
‫الخ ))اص من جه ))ة أخ ))رى‪ ،‬في حين يفض ))ل الخ ))واص االس ))تثمار في مش ))اريع ذات مردودي ))ة‬
‫سريعة وبأقل تكلفة‪.‬‬
‫كم))ا أن جه))از األس))عار يعكس الوض))ع اإلقتص))ادي الس))ائد ال كم))ا يك))ون في المس))تقبل‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل الق ) ))رارات) االس ) ))تثمارية وبالت ) ))الي عج ) ))ز نظ ) ))ام الس ) ))وق في التنس ) ))يق بين ق ) ))رارات‬
‫المنتجين والمتعلقة باالستثمارات الجديدة‪.‬‬

‫*‪ -‬التخطيط نوعان‪ :‬التخطيط المرآزي الذي عرفته الدول االش‪NN‬تراآية‪ ،‬والتخطي‪NN‬ط اإلقتص‪N‬ادي المعم‪NN‬ول ب‪NN‬ه في اقتص‪NN‬اديات‬
‫الدول الرأسمالية‪.‬‬

‫‪ -‬كم) ) ))ا أن ظ) ) ))اهرة ع) ) ))دم تجزئ) ) ))ة بعض عناص) ) ))ر تجع) ) ))ل نظ) ) ))ام الس) ) ))وق غ) ) ))ير ق) ) ))ادر على‬
‫ديموم ))ةتوازن المنتج مم ))ا ي ))ؤدي إلى ع ))دم تحقي ))ق حجم اإلنت ))اج ال ))ذي تتس ))اوى عن ))ده النفق ))ة‬
‫الحدي))ة م))ع الثمن‪ ،‬ه))ذا م))ا يجع))ل المنتج أم))ام عملي))ة مفاض))لة بين أحج))ام مختلف))ة‪ ،‬وإ ن ك))ان‬

‫‪ - 151‬عمر محي الدين‪ ،‬التنمية والتخطيط اإلقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ - 152‬فيصل فخري مرار‪ ،‬العالقة بين التخطيط والموازنة العامة‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1995 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪191‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعض ))ها يول ))د أرب ))اح غ ))ير عادي ))ة إال أنه ))ا ق ))د ال تك ))ون بالض ))رورة مناس ))بة من وجه ))ة النظ ))ر‬
‫اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪153‬‬

‫فالضرورة) الموضوعية) والعلمية تقتضي وجود ح‪‬د أدنى من التخطيط اإلقتصادي وخاص))ة‬
‫في الدول النامية التي توصف بظاهرة الجم)ود بس))بب طبيع)ة النظم اإلقتص)ادية واالجتماعي))ة‬
‫السائدة بها ولهذا تتأكد أهمية التخطيط اإلقتصادي وخاصة لم))ا يحقق))ه من خ))دمات اجتماعي))ة‬
‫باإلض)افة إلى قدرت)ه على تحقي)ق التنس)يق على مس)توى األه)داف أو الوس)ائل‪ ،‬وهك)ذا يص)بح‬
‫الت))وازن اإلقتص))ادي ش))رط ض))روري لتحقي))ق أهداف))ه السياس))ة اإلقتص))ادية للبل))د والمتمثل))ة في‬
‫االنماء والعدالة واالستقرار والتي تتضمنها العملية التخطيطية لنفس البلد‪.‬‬
‫مم) ) ))ا س) ) ))بق يمكن الق) ) ))ول أن الت) ) ))وازن اإلقتص) ) ))ادي أم) ) ))ر ض) ) ))روري ولمختل) ) ))ف األنظم) ) ))ة‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬رأسمالية كانت أو اشتراكية وح))تى النامي))ة‪ ،‬ب))الرغم من اختالف أس))باب الحاج))ة‬
‫إليه من نظام اقتصادي آلخر‪.‬‬

‫‪ - 153‬عمر محي الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.265 -264‬‬

‫‪192‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫نخلص مم))ا س))بق إلى أ‪ ‬ن مفه))وم الت ))وازن ق))د تط))ور بش))كل ملح))وظ بين الفك ))ر التقلي ))دي‬
‫والفك))ر المعاص))ر‪ ،‬وخالل مراح))ل التط))ور ه))ذه ك))ان يغ))ير الت))وازن من طبيعت))ه ش))يئا فش))يئا‪،‬‬
‫ليحل التوازن النوعي بدل التوازن الكمي‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تطور دور الدولة وتعدد وظائفها انعكس على توازن الموازن))ة‪ ،‬حيث لم يع))د يقتص))ر‬
‫على إقام) ))ة معادل) ))ة متعادل) ))ة بين النفق) ))ات الالزم) ))ة لتس) ))يير مص) ))الح الدول) ))ة من جه) ))ة‪ ،‬وبين‬
‫اإلي))رادات الض))ريبية) من جه))ة أخ))رى‪ .‬وإ نم))ا أص))بح ل))ه عالق))ة بالج))انب االقتص))ادي‪ ،‬ومن ثم‬
‫لم يقتصر النظر على التوازن الرقمي للموازنة بل تعداه إلى توازن أكبر‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن درجة االهتمام بالتوازن الحسابي للموازنة العامة قد تراجعت ألنﹼه تم التركيز على‬
‫ت))وازن أش))مل‪ ،‬وه))و الت))وازن االقتص))ادي الع))ام‪ ،‬وال))ذي وج))د أن))ه يتحق))ق على حس))اب العج))ز‬
‫في الموازنة‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى ظهور نظرية العجز‪.‬‬
‫ق))د تلج))أ الدول))ة أحيان)ا إلح)داث عج))ز في الموازن)ة لمواجه)ة اآلث))ار الض)ارة لف)ترات الكس)اد‬
‫والتضخم والعمل على اس))تيعابها أو على األق)ل التخفي)ف من ح)دتها‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن إح))داث عج)ز‬
‫الموازن ))ة يمكن أن يك ))ون وس ))يلة لتحري ))ك االقتص ))اد الراك ))د‪ ،‬س ))واء عن طري ))ق اس ))تثمارات‬
‫جديدة لزيادة اإلنتاج أو إنقاص الضرائب وبالتالي زيادة دخول األفراد مما يؤدي إلى زي))ادة‬
‫الطلب على السلع والخدمات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الت ))وازن االقتص ))ادي الع ))ام يتحق ))ق عن ))دما تك ))ون المنفع ))ة ال ))تي يتم تق ))ديمها لالقتص ))اد‬
‫الوط) ))ني معادل) ))ة على األق) ))ل للمنفع) ))ة ال) ))تي تحجب عن ال) ))دخل الوط) ))ني نتيج) ))ة اقتط) ))اع ه) ))ذه‬
‫األموال‪ ،‬فالتوازن االقتصادي العام غرضه أن تصل مردودية النظ))ام االقتص))ادي إلى أعلى‬
‫ح‪‬د لها‪ ،‬ويسهم ذلك في تحقيق التوازن االقتصادي العام المتمثل بتوازن العرض والطلب‪،‬‬
‫توازن اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬توازن االدخار‪ ،‬االستثمار‪ ،‬وتوازن اإلستراد والتصدير‪.‬‬
‫ولم ))ا س ))بق يص ))بح على السياس ))ة المالي ))ة أ‪ ‬ن ت ))وازن مالي ))ة الدول ))ة بم ))ا يتف ))ق ويتالءم م ))ع‬
‫ت ))وازن االقتص ))اد الوط ))ني‪ .‬وهن ))ا نتس ))اءل ‪ :‬م ))ا هي األدوات ال ))تي تعتم ))دها السياس ))ة المالي ))ة‬
‫لتحقيق التوازن االقتصادي؟ وهذا ما نحاول اإلجابة عنه في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أدوات السياسة‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المالية المعتمدة في‬


‫تحقيق التوازن‬
‫االقتصادي‬
‫مقدمة الفصل‬
‫تس) ))تطيع الدول) ))ة أن تت) ))دخل في النش) ))اط االقتص) ))ادي وت) ))ؤثر على المتغ) ))يرات) االقتص) ))ادية‬
‫مباشرة ويمتد هذا التأثير إلى محددات التوازن الكلي مستخدمة في ذلك سياستها المالية‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن مفهوم السياسة المالية يتعلق أساسا باإلجراءات والقرارات ال))تي تس))تخدمها‬
‫الس))لطات المالي))ة لتجدي))د النش))اط الم))الي للدول))ة وأيض))ا األدوات ال))تي تمكنه))ا من الت))دخل في‬
‫النشاط االقتصادي وتحديد إمكانية تأثيرها على جميع المتغيرات االقتصادية‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لقد اتضح مما تقدم أن السياسة المالية تعني اس))تخدام الحكوم))ة للض))رائب واإلنف))اق الع))ام‬
‫والموازن))ة العام))ة من أج))ل تحقي))ق االس))تقرار االقتص))ادي وتحقي))ق العدال))ة االجتماعي))ة ‪ ،‬ك))ل‬
‫كذلك في إطار تحقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومن ه)ذا تتﹼض)ح الحقيقت)ان‬
‫التاليتان‪:‬‬
‫‪ -1‬هن ) ))اك ثالث أدوات أساس ) ))ية للسياس ) ))ة المالي ) ))ة هي‪ :‬اإلرادات العام ) ))ة‪ ،‬اإلنف ) ))اق الع ) ))ام‪،‬‬
‫والموازنة العامة للدولة‪ ،‬وهذه األدوات يتم استخدامها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة أو إنقاص الضرائب‪).‬‬
‫‪ -2‬زيادة أو إنقاص اإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ -3‬استحداث فائض أو عجز في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن اله))دف األساس))ي الم))الي ه))و تحقي))ق االس))تقرار االقتص))ادي أي محارب))ة التض))خم و‬
‫االنكماش‪.‬‬
‫ولما كانت النفقات العامة واإلي))رادات العام))ة والموازن)ة) العام))ة العناص)ر الثالث)ة الرئيس)ية‬
‫لمح)ور النش)اط االقتص)ادي والم)الي للدول)ة وتك)ون في نفس ال)وقت األدوات الرئيس)ية لرس)م‬
‫وتنفيذ السياسة المالية للدول)ة فس)وف نقس)م ه)ذا الفص)ل إلى أربع)ة مب)احث نتن)اول في األول‬
‫النفق))ات العام))ة‪ ،‬وفي الث))اني اإلي))رادات العام))ة‪ ،‬أم))ا ف الث))الث س))وف ن))درس في))ه الموازن))ة‬
‫العام ) ) ) ))ة على أن نخص ) ) ) ))ص المبحث الراب ) ) ) ))ع ل ) ) ) ))دور ه ) ) ) ))ذه األدوات في تحقي ) ) ) ))ق الت ) ) ) ))وازن‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النفقات العامة‬


‫تعكس النفق ))ات العام ))ة دور الدول ))ة وتط ))وره‪ ،‬فم ))ع تط ))ور دور الدول ))ة من الدولةالحارس ))ة‬
‫إلى الدول))ة المتدخل))ة إلى الدول))ة المنتج))ة تط))ورت النفق))ات العام))ة حيث زاد حجمهاوتع))ددت‬
‫أنواعه ))ا‪ ،‬وأص ))بحت أداة رئيس ))ية من أدوات السياس ))ة المالي ))ة والسياس ))ية االقتص ))ادية‪ .‬وم ))ع‬

‫‪197‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تط ))ور طبيع ))ة السياس ))ة المالي ))ة من السياس ))ة المالي ))ة المحاي ))دة إلى الس ))يادة المالي ))ة المتدخل ))ة‪،‬‬
‫تطورت دراسة النفقات العامة وأصبحت تحتل مكانا بارزا في النظرية المالية‪.‬‬
‫وته ) ))دف دراس ) ))ة النفق ) ))ات العام ) ))ة إلى معرف ) ))ة األث ) ))ر ال ) ))ذي تول ) ))ده في حي ) ))اة المواط ) ))نين‬
‫االقتصادية واالجتماعية واالسترشاد بهذا األثر في وض))ع قواع))د عام))ة تس))ير عليه))ا سياس))ة‬
‫اإلنفاق العام على النحو الذي يحقق أهداف السياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن دراستنا للنفقات العامة تتضمن النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم النفقات العامة‬
‫يمكن تعري ))ف النفق ))ة العام ))ة مبل ))غ من النق ))ود يق ))وم بإنفاق ))ه ش ))خص معن ))وي ع ))ام به ))دف‬
‫تحقيق نفع عام‪.1‬‬
‫ويتضح من هذا التعريف للنفقة العامة أنه يتكون من ثالث عناصر ‪ 2‬والتي تمث))ل أرك))ان‬
‫النفقة وهي العنصر األول النفقة العامة مبلغ نقدي العنصر الثاني هو ص))دور النفق))ة العام))ة‬
‫من الدولة أو أحد األشخاص العامة والعنصر) الثالث هو أن النفقة العامة تهدف إلى تحقي))ق‬
‫نفع عام‪.‬‬
‫ولنناقش اآلن العناصر الثالث (أركان النفقة ) قصد التوصل إلى تحديد المفهوم الص))حيح‬
‫للنفقة العامة‪.‬‬
‫‪ -1-1‬النفقة العامة مبلغ نقدي‬
‫تق ))وم الدول ))ة بإنف ))اق مب ))الغ نقدي ))ة للحص ))ول على الس ))لع والخ ))دمات الالزم ))ة لممارس ))ة‬
‫نش))اطها‪ ،‬أي ك))ل م))ا تنفق))ه الدول))ة س))واء من أج))ل الحص))ول على الس))لع والخ))دمات الالزم))ة‬
‫لتسيير المرافق العامة‪ ،‬أو شراء السلع الرأسمالية الالزمة لعمليات اإلنتاجية‪ ،‬أو منح‬

‫‪198‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫علي لطفي – المالية العامة – دراسة تحليلية‪ ،‬مرجع س‪NN‬ابق‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪ - 2‬أحم‪NN‬د ج‪NN‬امع ‪ ،‬علم المالي ة العام ة – الج‪NN‬زء األول‪ -‬دار النهض‪NN‬ة العربي‪NN‬ة‪،‬‬
‫‪0791.2‬‬

‫اإلعان ))ات والمس ))اعدات بأش ))كالها المختلف ))ة‪ ،‬يجب أن يتخ ))ذ الش ))كل النق ))دي ح ))تى ي ))دخل في‬
‫مجااللنفقات العامة‪.‬‬
‫وعلى ه))ذا األس)اس‪ ،‬ف)إن الوس))ائل غ))ير النقدي))ة ال))تي تتبعه))ا الدول))ة للحص))ول علىمتطلباته))ا‬
‫ج ))برا وب ))دون مقاب ))ل كم ))ا في ح ))االت الس ))خرة واالس ))تيالء أو ب ))دفعها مقاب ))ل مح ))دود بج ))انب‬
‫منحها لبعض المزايا العينية مث))ل إتاح))ة الس))كن المج))اني لبعض موظفيه))ا في بعض المب))اني‬
‫التابعة لها ال تدخل في إطار النفقات العامة‪.‬‬
‫إن اش))تراط أن تتخ))ذ النفق))ة العام))ة ش))كال نق))ديا ق))د ج))اء نتيج))ة تفاع))ل مجموع))ة من العوام))ل‬
‫عبر التطور االقتصادي‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬االنتقال من االقتصاد العيني أين أصبحت النقود هي الوسيلة الوحي))دة لك))ل المع))امالت‪،‬‬
‫وقد اندثر نظام المقايضة‪.‬‬
‫‪ -2‬انتش))ار األفك))ار الديمقراطي))ة وتخلي الدول))ة من عنص))ر الق))وة (عم))ل الس))خرة واإلس))تالء‬
‫الجبري)‪.‬‬
‫‪ -3‬محاولة تحقيق العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع (إعادة توزيع الدخل)‪.‬‬
‫‪ -4‬تيس))ير عملي))ة الرقاب))ة على تنفي))ذ النفق))ات به))دف تحقيقه))ا األه))داف ال))تي خصص))ت له))ا‪،‬‬
‫ومن الواضح) أن هذه الرقابة تكون صعبة في حالة النفقات غير النقدية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬صدور النفقة من الدولة أو أحد تنظيمها‬
‫يع))د اش))تراط ص))دور النفق))ة من جه))ة عام))ة ‪ -‬الدول))ة أو تنظيمه))ا‪ -‬ركن))ا أساس))يا لوج))ود‬
‫النفق ))ة‪ ،‬وي ))دخل في ع ))داد النفق ))ات العام ))ة تل ))ك النفق ))ات ال ))تي تق ))وم به ))ا األش ))خاص المعنوي ))ة‬
‫العام))ة والدول))ة والهيئ))ات العام))ة الوطني))ة والمؤسس))ات العام))ة‪ ،‬كم))ا ين))درج تحت ه))ا أيض))ا‬
‫نفق ))ات المش)))روعات العام)))ة‪ ،‬فخض)))وع ه)))ذه المنش)))آت لتنظيم تج ))اري في إدارته ))ا وس ))عيها‬
‫لتحقي))ق ال))ربح ال يخفي طبيعته))ا كجه))از من أجه))زة الدول))ة يق))وم بنش))اط مم))يز قص))د تحقي))ق‬

‫‪199‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أه))داف اقتص))ادية واجتماعي))ة معين))ة‪ ،‬فالجه))ة الوحي))دة ال))تي تت))ولى عملي))ة اإلنف))اق الع))ام هي‬
‫الدول) ))ة من خالل أجهزته) ))ا المختلف) ))ة ض) ))من الق) ))وانين المعم) ))ول به) ))ا والمص) ))ادق عليه) ))ا من‬
‫طرف البرلمان‪.‬‬
‫أما إذا صدرت النفقة من أفراد أو مؤسسات خاصة (خيرية مثال) فال تعد نفقة‬
‫عامة ألنها لم تخرج من خزينة الدولة‪.‬‬
‫وأخيرا لكي تعد النفقة من النفق))ات العام)ة يش))ترط أن يك))ون األم)ر به))ا ش)خص معنويع))ام‪،‬‬
‫فالطبيعة القانونية لآلمر باإلنفاق عنصر أساس))ي في تحدي))د م))ا إذا ك))انت ه))ذه النفقةعام))ة أو‬
‫خاص))ة‪ ،‬والمقص))ود بالش))خص المعن))وي الع))ام ذل))ك الش))خص ال))ذي تنظم قواع))دالقانون الع))ام‬
‫عالقاته بغيره من األشخاص الطبيعيي ن والمعنويين‪.‬‬
‫وق ))د اس ))تند الفك ))ر الم ))الي في س ))بيل تحدي ))د طبيع ))ة ه ))ذا اإلنف ))اق معي ))ارين إح ))داهما ق ))انوني‬
‫والثاني وظيفي ‪.‬‬
‫‪154‬‬

‫‪ -1-2-1‬المعيار القانوني‬
‫فطبق))ا له))ذا المعي))ار‪ ،‬تتح))دد طبيع))ة النفق))ات على أس))اس الجه))ة ال))تي تق))وم باإلنف))اق وبن))اء‬
‫على هذا تعتبر النفقات على أساس الجهة التي تقوم باإلنفاق وبن)اء على ه))ذا تعت)بر النفق)ات‬
‫عامة إذا صدرت عن شخص معنوي عام‪ ،‬وتعتبر خاص))ة إذا ق))ام به))ا األف))راد والمؤسس))ات‬
‫الخاص))ة‪ ،‬أي أن ه))ذا المعي))ار يس))تند إلى اختالف طبيع))ة نش))اط أش))خاص الق))انون الع))ام عن‬
‫طبيع))ة نش))اط أش))خاص الق))انون الخ))اص‪ ،‬ه))ذا باإلض))افة إلى أن نش))اط الق))انون الع))ام يه))دف‬
‫إلى تحقيق المصلحة العامة ويعتم))د على الس))لطات اآلم))رة‪ ،‬في حين يه))دف نش))اط أش))خاص‬
‫القانون الخاص إلى تحقيق المصلحة الخاصة معتمدا في ذلك على التعاقد ‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬المعيار الوظيفي‬

‫‪.Mourice Duverger : France Publique, PUF, Paris.1971 ,pp 34- 39 - 154‬‬

‫‪200‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يس))تند ه))ذا المعي))ار أساس))ا على طبيع))ة الوظيفي))ة واالقتص))ادية للش))خص الق))ائم باإلنف))اق‪،‬‬
‫وليس على الطبيع))ة القانوني))ة للش))خص الق))ائم ب))ه‪ ،‬وبن))اء على ذل))ك تعت))بر النفق))ات عام))ة إذا‬
‫ق))امت به))ا الدول))ة بم))وجب س))لطتها اآلم))رة وس))يادتها‪ ،‬أم))ا النفق))ات ال))تي تق))وم به))ا األش))خاص‬
‫الخاص))ة فإنه))ا تعت))بر نفق))ات خاص))ة وق))د تعت))بر النفق))ات ال))تي يق))وم به))ا األش))خاص الخاص))ة‬
‫التي فوضتهم الدولة في استخدام سلطتها اآلمرة نفق))ات عام))ة بش))رط أن تك))ون ه))ذه النفق))ات‬
‫العامة نتيجة استخدام سلطتها السيادية‪.‬‬
‫ومم))ا س))بق‪ ،‬يتض))ح أن المعي))ار الق))انوني أوض))ح من ال))وظيفي للتمي))يز بين النفق))ات وه))ذا‬
‫حتى ال تستبعد نفقات القطاع العام من النفقات العامة‪.‬‬

‫مم))ا س))بق‪ ،‬يتض)ح أن مفه)وم النفق)ات العام))ة يجب أن يتس))ع ليش)مل جمي))ع النفق))ات ال))تيتقوم‬
‫به)ا الحكوم)ة المركزي)ة والحكوم)ات المحلي)ة والمؤسس)ات والهيئ)ات العام)ة ومؤسس)اتالقطاع‬
‫العام التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -1-3‬الغرض من النفقة العامة تحقيق نفع عام‬
‫ينبغي أن يك))ون اله))دف من النفق))ات العام))ة ه))و إش))باع الحاج))ات العام))ة ومن ثم تحقي))ق‬
‫النف ))ع أو المص ))لحة العام ))ة‪ ،‬وبالت ))الي ال تعت ))بر من قبي ))ل النفق ))ات العام ))ة تل ))ك النفق ))ات ال ))تي‬
‫تهدف إلى إشباع حاجة خاصة أي تحقيق نفع خاص ‪.‬‬
‫‪155‬‬

‫وتبرير هذا الشرط يرجع إلى سببين هما‪:‬‬


‫الم ))برر الوحي ))د للنفق ))ات العام ))ة ه ))و وج ))ود حاج ))ات عام ))ة تت ))ولى الدول ))ة أو الهيئ ))ات‬ ‫‪-1‬‬
‫والمؤسسات العامة إشباعها يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة‪.‬‬
‫إذا ك))ان اإلنف))اق يه))دف إلى نف))ع خ))اص‪ ،‬فإن))ه يخ))رج عن إط))ار النفق))ات العام))ة ألن))ه‬ ‫‪-2‬‬
‫يتعارض مع مبدأ المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع في تحم))ل األعب))اء كالض))رائب‪،‬حيث‬

‫‪ - 155‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬الوجيزة المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر – اإلسكندرية‪ 0002 N،‬ص ‪.33‬‬

‫‪201‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أن جمي))ع األف))راد يتس))اوون في تحم))ل األعب))اء العام))ة ومن ثم يجب أن يتس))اوون ك))ذلك في‬
‫االنتفاع بالنفقات العامة للدولة‪.‬‬
‫والواق) ))ع أن تحقي) ))ق المنفع) ))ة العام) ))ة ق) ))د أث) ))ار كث) ))يرا من الج) ))دل بين االقتص) ))اديين نظ) ))را‬
‫لصعوبة التمييز بين الحاج)ات العام)ة والحاج)ات الخاص)ة من جه)ة وص)عوبة قي)اس المنفع)ة‬
‫العام))ة من جه))ة ثاني))ا‪ ،‬وق))د أش))ار كت))اب المالي))ة العام))ة إلى أك))ثر من معي))ار للتفرق))ة بينهم))ا‬
‫(الحاجة العامة والحاجة الخاصة) من هذه المعايير ‪.‬‬
‫‪156‬‬

‫من حيث التعريف‪ :‬وقد أشرنا سابقا إلى تعريف كل منهما‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫من حيث جهة تولي عملية اإلشباع‪ :‬تتولى الدولة إشباع الحاج))ات العام))ة أم))ا ال))ذي‬ ‫‪-2‬‬
‫يتولى إشباع الحاجات الخاصة هو الفرد نفسه‪.‬‬

‫من جه‪$$$‬ة اإلنف‪$$$‬اق‪ :‬تق ) ))وم الدول ) ))ة باإلنف ) ))اق لتلبي ) ))ة الحاج ) ))ات العام ) ))ة كاإلنف ) ))اق على‬ ‫‪-3‬‬
‫التعليم‪،‬الصحة‪...‬الخ‪ .‬ويقوم الفرد باإلنفاق على تلبية حاجات))ه الخاص))ة معتم)دا في ذل))ك‬
‫على حجمدخله‪.‬‬
‫من حجم االس‪$$‬تهالك‪ :‬في الحاج ))ات العام ))ة‪ ،‬يق ))وم األف ))راد باالنتف ))اع به ))ا ك ))ل حس ))ب‬ ‫‪-4‬‬
‫حاجته‪ ،‬أما الحاجات الخاصة ينتف)ع منه)ا الف)رد بق)در م)ا ي)دفع من ثمن وس)ائل الحص)ول‬
‫عليها‪.‬‬
‫أن ‪$$‬واع النفق ‪$$‬ات العام ‪$$‬ة(تقس ‪$$‬يماتها)‪ :‬م) ))ع تخلي الحكوم) ))ات المعاص) ))رة عن سياس) ))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫الحياد المالي‪ ،‬اتسع نطاق اإلنفاق الع)ام‪ ،‬وتع)ددت وظائف)ه و األه)داف ال)تي يمكن أن ي)رمي‬

‫‪ - 156‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،1999‬ص ص ‪22-26‬‬

‫‪202‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إلى تحقيقه) ))ا‪ ،‬وتن) ))وعت وتع) ))ددت بالت) ))الي ص) ))ور اإلنف) ))اق الع) ))ام‪ ،‬وك) ))ان طبيعي) ))ا أن تت) ))ولى‬
‫الدراس))ات الحالي))ة أهمي))ة متزاي))دة لمح))اوالت تجمي))ع وتط))بيق النفق))ات العام))ة في مجموع))ات‬
‫مح))دودة وفق))ا لمع))ايير وأس))س معين))ة وتبع))ا للخص))ائص المش))تركة ب))الرغم من أن لك))ل دول))ة‬
‫تقسيمها الخاص به)ا ال)ذي يتالءم م)ع ظروفه)ا االقتص)ادية واالجتماعي)ة والسياس)ية وه)ذا م)ا‬
‫يسمى بالتقسيم الوضعي للنفقات‪.‬‬
‫ونحاول أن نعرض في هذه النقطة تقسيمات النفقات العامة وفقا للمعايير التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حس))ب معي))ار الت))أثير في ال))دخل الوط))ني أي الق))وة الش))رائية (النفق))ات الحقيقي))ة‬
‫والنفقات التحويلية)‪.‬‬
‫‪ -‬حسب معيار التكرار والدورية (نفقات عادية ونفقات غير عادية)‪.‬‬
‫‪ -‬التصنيف الوظيفي (حسب وظائف الدولة)‪.‬‬
‫‪ -2.1‬النفقات الحقيقية والنفقات التحويلية‬
‫النفقات الحقيقية‬ ‫‪-2.1.1‬‬
‫تع))ني النفق))ات الحقيقي))ة اس))تخدام الدول))ة لج))زء من الق))وة الش))رائية للحص))ول على الس))لع‬
‫والخدمات المختلفة إلقامة المشاريع التي تشبع حاجات عامة‪ ،‬وت))ؤدي النفق))ات الحقيقي))ة إلى‬
‫زيادة مباشرة في الناتج الوطني كصرف األموال العام)ة على األج)ور وال)رواتب) للع)املين‪،‬‬
‫كذلك شراء السلع والخدمات الالزمة لسير عمل اإلدارات وأجهزة الدولة‪.‬‬
‫النفقات التحويلية‬ ‫‪-2.1.2‬‬
‫هي تحويل مبالغ نقدية من فئة إلى أخرى في المجتمع وهذه النفقات ليس لها‬
‫مقابلمباشر وال تؤدي إلى زيادة في اإلنتاج الوطني بل تؤدي إلى إعادة توزيعه ‪.‬‬
‫‪157‬‬

‫أي أن ه))ذا الن))وع من النفق))ات من ش))أنها نق))ل الق))وة الش))رائية من فئ))ة إلى أخ))رى‪ ،‬أيته))دف‬
‫إلى إحداث تغيير في نمط توزيع الدخل الوطني‪.‬‬
‫تنقس))م النفق))ات التحويلي))ة إلى نفق))ات تحويلي))ة مباش))رة (نقدي))ة) ونفق))ات تحويلي))ة غ))ير مباش))رة‬
‫(س ))لفة‪ ،‬أو خدم ))ة بالمج ))ان) ومن الواض ))ح أ‪ ،‬النفق ))ات التحويلي ))ة المباش ))رة ت ))ؤدي إلى زي ))ادة‬

‫‪ - 157‬رفعت المحجوب‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪ 2991 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪203‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ال ))دخول النقدي ))ة لألف ))راد‪ ،‬في حين أن التح ))ويالت غ ))ير المباش ))رة ت ))ؤدي إلى زي ))ادة ال ))دخول‬
‫الحقيقية لألفراد ‪.‬‬
‫‪158‬‬

‫تنقسم النفقات التحويلية إلى ثالث أنواع ‪:‬‬


‫‪159‬‬

‫أ‪ -‬اقتصادية‪ :‬مثل اإلعانات بغرض تخفيض أسعار السلع الضرورية‪.‬‬


‫ب‪-‬اجتماعية‪ :‬مثل التأمينات االجتماعية وتعويضات البطالة‪.‬‬
‫ج‪-‬مالية‪ :‬مثل أقساط فوائد الدين العام‪.‬‬
‫‪ -2-2‬النفقات العادية والنفقات غير العادية‬
‫إن تط))ور دور الدول))ة ع))بر الت))اريخ باتج))اه المزي))د من الت))دخل في الش))ؤون االقتص))ادية‬
‫واالجتماعي ))ة‪ ،‬مم ))ا أدى إلى زي ))ادة النفق ))ات العام ))ة من حيث الحجم والن ))وع وه ))ذا أدى إلى‬
‫زي ))ادة اإلي ))رادات العام ))ة وم ))ع ازدي ))اد النفق ))ات العام ))ة‪ ،‬لم تع ))د الض ))رائب كافي ))ة لتغطيته ))ا‪،‬‬
‫خاصة إذا كانت هذه النفقات تستعمل لمواجه)ة مج)االت اس)تثنائية كاألزم)ات االقتص)ادية أو‬
‫الكوارث الطبيعية‪..‬الخ‪.‬‬
‫ولهذا أصبح الفكر المالي يهتم بالحاالت التي يجوز فيها اللجوء إلى االقتراض‬
‫وإ لى اإلصدار النقدي وقد وجد فيها مورد غير عادي‪ ،‬وال يقتصر فيها على الضرائب‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق يمكن الق ))ول أن س ))بب تقس ))يم النفق ))ات إلى عادي ))ة وغ ))ير عادي ))ة إنم ))ا يرج ))ع إلى‬
‫الحاجة لتحديد مدى االلتجاء إلى الموارد غ)ير العادي)ة لتغطي)ة النفق)ات العام)ة‪ ،‬أي أن فك)رة‬
‫النفق ) ) ) ))ات غ) ) ) ))ير العادي) ) ) ))ة ق) ) ) ))د اس ) ) ) ))تخدمت لت) ) ) ))برير اللج) ) ) ))وء إلى الم ) ) ) ))وارد غ) ) ) ))ير العادي ) ) ) ))ة‬
‫(القروضواإلصدار النقدي)‪ .‬وهن))اك ع)دة مع))ايير للتفرق)ة بين النفق)ات العادي))ة وغ)ير العادي)ة‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ - 158‬علي لطفي‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.491‬‬


‫‪ - 159‬عاطف صدقي ومحمد الرزاز‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬القاهرة‪ ،1995 ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪A. Wogner : traité de science des finances,(sans date) , Paris PP191-192 160‬‬
‫‪-‬‬

‫‪204‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أ‪-‬االنتظ ‪$$‬ام والدوري ‪$$‬ة‪ $:‬ف)))إذا ك)))انت دوري)))ة ومنتظم)))ة فتعت ))بر عادي ))ة مث ))ل األج ))ور‪ ،‬وإ ن لم‬
‫تكنكذلك فهي غير عادية ومنها مثال تمويل الحروب ومواجهة الكوارث‪.‬‬
‫ط ‪$$‬ول ف ‪$$‬ترة اإلنف‪$$‬اق‪ :‬ف)))إذا ك)))انت النفق)))ات تعطي دخال فتعت ))بر نفق ))ة عادي ))ة‪ ،‬أم ))ا إذا‬ ‫‪-2‬‬
‫امتدت ألكثر من سنة فتكون غير عادية‪.‬‬
‫معي‪$$‬ار تولي‪$$‬د ال‪$‬دخل‪ :‬ف))إذا ك))انت النفق))ات تعطي دخال فتعت))بر نفق))ة غ))ير عادي))ة‪ ،‬مث))ل‬ ‫‪-3‬‬
‫اللج ) ))وء إلى االق ) ))تراض للقي ) ))ام بالمش ) ))روعات العام ) ))ة ال ) ))تي تغطي دخال يغطي فوائ ) ))د ه ) ))ذا‬
‫الق))رض‪ ،‬أي أن))ا الق))رض يخص))ص لتغطي))ة نفق))ات تعطي إي))رادات تكفي ل))دفع فائدت))ه وللقي))ام‬
‫بتسديده‪ ،‬فعندئذ تعتبر هذه النفقات غير عادي))ة‪ ،‬أم))ا إذا ك))انت النفق))ات ال تول))د دخال‪ ،‬فتعت))بر‬
‫نفقات غير عادية‪.‬‬
‫معي‪$$‬ار اإلنتاجي‪$$‬ة‪ :‬ف))إذا ك))انت غ))ير منتج))ة أو م))ا يس))مى بالنفق))ات االس))تهالكية أي ال‬ ‫‪-4‬‬
‫ت))ؤدي إلى زي))ادة اإلنت))اج الوط))ني فهي نفق))ة عادي))ة‪ ،‬أم))ا إذا ك))انت منتج))ة ت))ؤدي إلى زي))ادة‬
‫اإلنت) ) ))اج الوط) ) ))ني فهي نفق) ) ))ة غ) ) ))ير عادي) ) ))ة مث) ) ))ل النفق) ) ))ات المخصص) ) ))ة إلنش) ) ))اء الم) ) ))دارس‬
‫والمستشفيات‪.‬‬
‫و‪ -‬معيار المساهمة في تكوين رأس المال العيني‪ :‬تك))ون النفق))ة عادي))ة طبق))ا له))ذا المعي))ار‬
‫إذا ك))انت ال تس))اهم في تك))وين رأس الم))ال كتل))ك ال))تي تل))زم تس))يير المراف))ق العام))ة وتس))مى‬
‫بالجارية أو ما يعرف أيضا بالنفقات اإلدارية‪.‬‬
‫أم)ا إذا ك)انت تس)اهم في تك)ون رؤوس األم)وال العيني)ة كالنفق)ات الرأس)مالية واالس)تثمارية‬
‫فهي نفقة غير عادية ‪.‬‬
‫‪161‬‬

‫‪-2-3‬التقسيم الوظيفي للنفقات العامة‬


‫على هذا األساس تقسم النفقات العامة وفقا للوظائف التي تؤديه))ا الدول))ة‪ ،‬وتج))در اإلش))ارة‬
‫هن ) ))ا إلى أ‪ ‬ن ه ) ))ذا التص ) ))نيف يع‪‬د أح ) ))دث التقس ) ))يمات للنفق ) ))ات العام ) ))ة‪ ،‬وق ) ))د اس ) ))تعمل في‬
‫الوالي))ات المتح))دة األمريكي))ة ثم انتش))ر إلى بقي))ة دول الع))الم‪ ،‬كم))ا أن))ه ال توج))د قاع))دة واح))دة‬
‫يلتزم بها لهذا التقسيم‪ ،‬ويمكن التقسيم وفقا للوظائف التي تؤديها الدولة المعاص))رة بواس))طة‬

‫‪ - 161‬علي لطفي‪ ،‬أصول المالية العامة ‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪205‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نفقاته ) ))ا العام ) ))ة‪ ،‬حيث تص ) ))نف ه ) ))ذه األخ ) ))يرة على أس ) ))اس مجموع ) ))ة وظ ) ))ائف أساس ) ))ية في‬
‫شكلمصالح تابعة للدولة‪.‬‬
‫والوظ) ) ) ) ) ))ائف األساس) ) ) ) ) ))ية للدول) ) ) ) ) ))ة هي‪ :‬الوظيف) ) ) ) ) ))ة اإلداري) ) ) ) ) ))ة‪ ،‬الوظيف) ) ) ) ) ))ة االجتماعي) ) ) ) ) ))ة‬
‫والوظيفةاالقتصادية‪ ،‬وبذلك تكون هن)اك ثالث)ة أن)واع للنفق)ات تن)درج تحت التقس)يم ال)وظيفي‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪162‬‬

‫‪ -2-3-1‬النفقات اإلدارية للدولة‬


‫تمثل النفقات المتعلقة بتسيير المرافق العامة والالزمة لقيام الدولة‪ ،‬وتشمل هذه النفق))ات‬
‫مرتب ))ات الم ))وظفين‪ ،‬أج ))ور العم ))ال ومعاش ))اتهم‪ ،‬ويمكن الق ))ول أن ه ))ذا الص ))نف من النفق ))ات‬
‫(اإلدارية) يتضمن نفقات اإلدارة العامة‪ ،‬والدفاع‪ ،‬األمن‪ ،‬العدالة والتمثيل الدبلوماسي‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬النفقات االجتماعية للدولة‬
‫وهي النفق ))ات المتعلق ))ة ب ))األغراض االجتماعي ))ة للدول ))ة‪ ،‬أي النفق ))ات الخاص ))ة بتحقي ))ق‬
‫األه ) ))داف االجتماعي ) ))ة لألف ) ))راد‪ ،‬ومن أهم بن ) ))ود ه ) ))ذه النفق ) ))ات‪ ،‬النفق ) ))ات الخاص ) ))ة ب ) ))التعليم‬
‫والصحة‪ ،‬والتأمينات االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪-2-3-3‬النفقات االقتصادية للدولة‬
‫هي النفق))ات المتعلق))ة ب))األغراض االقتص))ادية للدول))ة‪ ،‬أي النفق))ات المرتبط))ة بقي))ام الدول))ة‬
‫بأنش ))طة معين ))ة به ))دف تحقي ))ق أه ))داف اقتص ))ادية مث ))ل االس ))تثمارات العام ))ة ال ))تي ته ))دف إلى‬
‫توفير الخدمات األساسية كالنقل والمواصالت‪ ،‬الري‪ ،‬الكهرباء‪...‬الخ‪.‬‬
‫ويتض ))ح أن ه ))ذا الن ))وع من النفق ))ات ي ))زداد أك ))ثر أهمي ))ة في الدول ))ة االش ))تراكية كم ))ا يحت ))ل‬
‫مكانا بارزا في الدول النامية عنه في الدول المتقدمة لسبب عدم توفر التنمي))ة األساس))ية في‬
‫األولى‪.‬‬

‫‪ - 162‬السيد عبد المولى‪ -‬المالية العامة ‪ ،‬دارا لنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص ص ‪.08-87‬‬

‫‪206‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وترجع أهمية التقسيم الوظيفي للنفقات العامة إلى أنه يؤدي إلى ع))رض الموازن))ة في ش))كل‬
‫بس ))يط يس ))هل فهم ))ه‪ ،‬كم ))ا يمكﹼن التقس ))يم من إج ))راء دراس ))ات مقارن ))ة للت ))دفقات العام ))ة في‬
‫مختلف الدول‪.‬‬

‫ولتس))هيل عملي))ة التقس))يم يمكن إرج))اع االتف))اق الع))ام إلى ن))وعين رئيس))ين هم))ا اإلنفاقالع))ام‬
‫على الخ))دمات والنفق))ات العام))ة التحويلي))ة‪ ،‬بحيث تن))درج تحت ك))ل ن))وع من الن))وعين أن))واع‬
‫أخرى فرعية كما هو موضح في الشكل الموالي‪:‬‬
‫تقس‪$$$$$$$‬يم النفق ‪$$ $ $‬ات‬ ‫ش‪$$$$$ $‬كل رقم ‪07‬‬
‫العامة النفقات العامة‬

‫النفقات العامة التحويلية‬ ‫اإلنفاق العام على الخدمات‬

‫‪207‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نفقات تحويلية رأسمالية‬ ‫نفقات تحويلية في‬ ‫نفقات رأسمالية‬ ‫نفقات وظيفية‬

‫مروعات‬ ‫نفقات التجهيزات‬ ‫مصاريف‬ ‫الرواتب مصاريف‬


‫رأس المال‬
‫ش‬ ‫اإلنشاءات المعدات‬ ‫إدارية‬ ‫الصيانة‬
‫الجماعي‬ ‫اآلالت‬ ‫العامة‬ ‫أخرى‬ ‫الدورية‬
‫للمب‪NNN‬ان‬
‫ي‬
‫العامة‬

‫‪208‬‬
‫الفص) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ل الث) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))الث‪:‬‬
‫أدوات السياس) ) ) ) ))ة المالي) ) ) ) ))ة المعتم) ) ) ) ))دة في تحقي) ) ) ) ))ق‬
‫التوازن االقتصادي‬
‫غير مباشرة‬ ‫صورة دخول‬
‫اإلعاناتمعاشات‬
‫اإلعانات‬
‫االجتماعي‪NNNNNNNN‬ة‬

‫المس‪NNN‬نين‬

‫االقتصاد‬
‫ية‬
‫للمسنين‬

‫‪209‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد عفر وأحمد فريد‪ ،‬االقتصاد المالي والموضعي) واإلسالمي) (بين النظرية والتطبيق) مؤسس))ة‬
‫شباب الجامعة‪ -‬اإلسكندرية ‪ ، 1999‬ص ص‪.58 -57‬‬

‫‪-3‬ظاهرة تزايد اإلنفاق العام وأسبابها‬


‫من أهم الظ ))واهر االقتص ))ادية ال ))تي اس ))تدعت انتب ))اه االقتص ))اديين هي ظ ))اهرة تزاي ))د النفق ))ات‬
‫العامة مع زيادة الدخل الوطني‪.‬‬
‫تعت) ))بر ظ) ))اهرة تزاي) ))د النفق) ))ات من الظ) ))واهر العام) ))ة في جمي) ))ع ال) ))دول مهم) ))ا اختل) ))ف نظامه) ))ا‬
‫االقتص))ادي (رأس))مالية أو اش))تراكية) ومهم))ا اختلفت درج))ة تق))دمها االقتص))ادي ( دول متقدم))ة‪،‬‬
‫ودول نامية)‪ .‬أول من لفت االنتباه إلى هذه الظاهرة هو االقتصادي األلماني فاجنر‬
‫‪163‬‬

‫‪ A.wagner‬بعد أن قام بدراسة متعلقة بالنفقات العامة وتزايدها‪ ،‬وانتهى إلى وجود اتجاهع)ام‬
‫نحو زيادة النشاط المالي للدولة مع التطور االقتصادي الذي يحدث بها‪.‬‬
‫وقد صاغ هذا االستنتاج في صورة قانون اقتصادي يعرف باسم قانون فانجر والذي يشير‬
‫إلى أن))ه كلم))ا حق))ق مع))دال معين))ا من النم))و االقتص))ادي ف))إن ذل))ك يس))تتبع اتس))اع نش))اط الدول))ة‬
‫ومن ثم زي ))ادة اإلنف ))اق الع ))ام بنس ))بة أك ))بر من نس ))بة زي ))ادة متوس ))ط نص ))يب الف ))رد في الن ))اتج‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ويمكن توضيح قانون فانجر في الرسم الموالي‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪08‬‬
‫متوسط الدخل الفردي الحقيقي‬
‫ص‬

‫‪ - 163‬أنظر آل من ‪ - :‬عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬السياسات االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.352-252‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.26- 16‬‬

‫‪210‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫متوسط نصيب الفرد م النفقات الحقيقي‬


‫ج‬ ‫ق‬

‫ن‬

‫د‬ ‫ف‬

‫م‬ ‫س‬
‫أ‬ ‫ب‬
‫الحقيقي للفرد للفرد‬ ‫متوسط الدخل‬

‫المصدر‪ :‬علي لطفي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫النقط ))ة 'ف' في الش ))كل تمث ))ل العالق ))ة بين متوس ))ط ال ))دخل الحقيقي للف ))رد ومتوس ))ط الف ))رد من‬
‫النفقات الحقيقية في سنة معينة ولتكن السنة (ن) بينما تمثل النقطة (ق) هذه العالقة بعد فترة‬
‫معينة ولتكن السنة(ن‪.)4+‬‬
‫ويتضح من الشكل أن العالقة بين المتغ)يرين ك)انت م د‪/‬م أ وأص))بحت خالل الس)نة (ن‪)4+‬‬
‫م ج ‪ /‬م ب ‪ ،‬وكما هو واضح للعيان أن المس))افة د ج < أ ب أي متوس))ط الف))رد من النفق))ات‬
‫الحقيقي)ة يزي)د بنس)بة أك)بر من نس)بة زي)ادة متوس)ط الف)رد من ال)دخل الحقيقي‪ .‬والس)ؤال ال)ذي‬
‫يطرح‪ ،‬ما هي أسباب هذه الزيادة بمرور الوقت؟‬
‫لق ))د لوح ))ظ أن ظ ))اهرة تزاي ))د اإلنف ))اق الع ))ام ق ))د ترج ))ع إلى أس ))باب ظاهري ))ة وأخ ))رى حقيقية‪،1‬‬
‫وفيما يلي إشارة ألهم تلك األسباب‪.‬‬
‫‪ -3-1‬األس ‪$$‬باب الظاهري ‪$$‬ة‪:‬هن) ))اك العدي) ))د من األس) ))باب ال) ))تي ت) ))ؤدي إلى زي) ))ادة اإلنف) ))اق الع) ))ام‬
‫ظاهريا دون زيادة‪ ،‬أي زيادة في أنواع الخدمات ال)تي تق)دمها الدول)ة‪ ،‬أي زي)ادة المب)الغ المالي)ة‬
‫المخصصة لإلنفاق العام دون الزي)ادة في الحاج)ات العام)ة (ع)دم تلبي)ة حاج)ات إض)افية للف)رد )‬
‫من هذه األسباب نذكر‪:‬‬

‫‪211‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫انخفاض القيمة الحقيقية للنقود‪ :‬حيث يعبر عن ه)ذه القيم)ة بكمي)ة الس)لع والخ)دمات ال)تي‬ ‫‪-1‬‬
‫تستطيع الحصول عليها بوحدة النقد الواحدة (القوة الشرائية للنقود)‪.‬‬
‫إن انخف))اض الق))درة الش))رائية للنق))ود يع))ود إلى ارتف))اع األس))عار‪ ،‬وال))ذي ب))دوره يجع))ل الدول))ة‬
‫ت))دفع وح))دات نقدي))ة أك))ثر كلم))ا زاد انخف))اض قيم))ة النق))ود للحص))ول على نفس الكمي))ة من الس))لع‬
‫والخدمات ( ‪ 1‬دج في الفترة ≠‪ 1‬دج في الفترة (ن‪.)1+‬‬
‫الزي‪$$‬ادة المض‪$$‬طرة في ع‪$$‬دد الس‪$$‬كان‪ :‬تعت ))بر المش ))كلة الس))كانية من أعظم المش))اكل ال ))تي‬ ‫‪-2‬‬
‫تعاني منها دول العالم‪ ،‬والزيادة السكانية تعني الزي))ادة في النفق)ات العام))ة‪،‬ومثال زي))ادة الموالي)د‬
‫يع))ني زي))ادة المب))الغ المخصص))ة لهم من رعاي))ة‪ ،‬تأهي))ل‪ ،‬ص))حة‪... ،‬الخ‪ ،‬ك))ذلك ارتف))اع متوس))ط‬
‫األعم ))ار وزي ))ادة ع ))دد المس ))نين ي ))ؤدي إلى تخص ))يص مب ))الغ إض ))افية بزي ))ادة المع ))اش التقاع ))دي‬
‫ولرعايتهم صحيا واجتماعيا‪،‬كذلك البطالة‪.‬‬
‫ج‪-‬اختالف ط‪$$‬رق المحاس‪$$‬بة الحكومي‪$$‬ة‪ $:‬ق ))د ترج ))ع زي ))ادة النفق ))ات العام ))ة إلى اختالف ط ))رق‬
‫المحاس)))بة الحكومي)))ة وبص)))فة خاص)))ة طريق)))ة القي)))د في الحس ))ابات بع ))د أن اتب ))ع مب ))دأ عمومي ))ة‬
‫الموازنة ( الموازنة اإلجمالي)ة)‪ ،‬أين أص))بحت تقي))د في الموازن))ة العام)ة للدول))ة جمل)ة اإلي))رادات‬
‫والنفق ))ات دون إج ))راء المقاص)))ة بينهم ))ا‪ ،‬ومن الواض ))ح أن ه ))ذا النظ ))ام ي ))ؤدي إلى زي ))ادة حجم‬
‫النفقات العامة ولكن في الواقع زيادة ظاهرية‪.‬‬

‫‪ -‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪431.1-231‬‬


‫‪ -‬حامد عبد المجيد دراز‪ :‬المرسي السيد حجازي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.282 ،272‬‬
‫‪ -‬محمد خالد المهايني ‪ ،‬خالد الخطيب الحبشي‪ :‬المالية العامة والتشريع الجبائي ‪ ،‬منشورات جامع‪NN‬ة‬
‫دمشق‪ ،2000 ،‬ص‬
‫ص ‪.92-85‬‬

‫‪ -3-2‬األسباب الحقيقية لتزايد اإلنفاق العام‬

‫‪212‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫هي مجموع ))ة من العوام ))ل االجتماعي ))ة والسياس ))ية واإلداري ))ة والعس ))كرية ال ))تي أدت إلى زي ))ادة‬
‫النفقات العامة الناتجة عن زيادة الحاجات العامة ومن هذه األسباب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب اجتماعية‪ :‬وهي مرتبطة بزيادة دور الدولة في النش))اط االجتم))اعي وعدال))ة توزي))ع‬
‫الدخل‪.‬‬
‫‪ -2‬أس‪$$‬باب اقتص‪$$‬ادية‪ :‬الناتج)))ة عن زي)))ادة دور الدول)))ة في النش ))اط االقتص ))ادي به ))دف تحقي ))ق‬
‫التوازن العام لالقتصاد الوطني مم))ا يتطلب نفق))ات مالي))ة متزاي))دة مم))ا يع))ني زي))ادة في حجم‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬أس ‪$$‬باب سياس ‪$$‬ية‪ :‬وهي مرتبط ) ))ة بال ) ))دور السياس ) ))ي للدول ) ))ة والتغ‪‬ي ) ))رات السياس ) ))ية كتع ) ))دد‬
‫األح) ) ))زاب‪ ،‬ه) ) ))ذا باإلض) ) ))افة إلى التمثي) ) ))ل السياس) ) ))ي في الخ) ) ))ارج والمش) ) ))اركة في نش) ) ))اطات‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬كل هذا يؤدي بالضرورة إلى تزايد اإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ -4‬أسباب عسكرية‪ $:‬تزايد الحروب يؤدي بالضرورة إلى زيادة اإلنفاق العام‪.‬‬
‫و‪-‬أسباب إدارية‪:‬إن ك)ثرة األعم)ال ال))تي تمارس)ها الدول)ة تتطلب وج))ود م)وظفي حكوم))ة للعم)ل‬
‫في الجه) ))از اإلداري للدول) ))ة‪ ،‬باإلض) ))افة التط) ))وير والتح) ))ديث والت) ))دريب‪،‬مم) ))ا ي) ))ؤدي إلى زي) ))ادة‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬وكلما اتسعت أعمال الدولة زاد إنفاقها‪.‬‬
‫‪ -3-3‬ترشيد‪ $‬النفقات العامة‪ :‬المقص))ود بترش))يد النفق))ات العام))ة ه))و تحقي))ق أك))بر نف))ع للمجتم))ع‬
‫عن طري ))ق رف ))ع كف ))اءة ه ))ذا اإلنف ))اق إلى أعلى درج ))ة ممكن ))ة والقض ))اء على أوج ))ه اإلس ))راف‬
‫والتب ))ذير ومحاول ))ة تحقي ))ق الت ))وازن بين النفق ))ات العام ))ة وأقص ))ى م ))ا يمكن ت ))دبيره من الم ))وارد‬
‫العادية للدولة‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫والواقع أن ترشيد النفقات العامة يتطلب االلتزام بالضوابط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد حجم أمثل للنفقات العامة‪ :‬أنه ليست من المصلحة تتج))ه النفق))ات العام))ة نح))و التزاي))د‬
‫بال ح))دود‪ ،‬وإ نم ))ا تقتض ))ي المص ))لحة ب ))أن تص ))ل النفق ))ات إلى حجم معين ال تزي ))د عن ))ه وه ))و م ))ا‬
‫يطل))ق علي))ه ( الحجم األمث))ل للنفق))ات العام))ة) وه))ذا األخ))ير ه))و ذل))ك الحجم ال))ذي يس))مح بتحقي))ق‬

‫‪ - 164‬مجدي محمود شهاب‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.28-37‬‬


‫علي لطفي ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.032 ،218‬‬

‫‪213‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أكبر قدر من الرفاهية ألك)بر ع))دد من المواط)نين‪ ،‬وذل))ك في ح)دود أقص)ى م)ا يمكن ت)دبيره من‬
‫الموارد العادية للدولة‪.‬‬
‫ب‪-‬إعداد دراسات الجدوى للمشروعات‪ :‬تتضمن دراسة الجدوى ألي مش))روع على العناص))ر‬
‫التالي))ة‪:‬التك))اليف االس))تثمارية‪ ،‬الدراس))ة التس))ويقية‪ ،‬خط))ة التموي))ل المقترح))ة‪ ،‬اقتص))اديات تش))غيل‬
‫المش)))روع‪ ،‬ربحي)))ة المش)))روع‪ ،‬اآلث)))ار المحتمل)))ة للمش)))روع على البيئ ))ة واتس ))اقه م ))ع المجتم ))ع‪،‬‬
‫ف)رص العمال)ة ال)تي يخلقه)ا المش)روع وآث)اره على االدخ)ار وإ ع)ادة توزي)ع ال)دخل‪ ،‬ك)ذلك اآلث)ار‬
‫االجتماعية للمشروع‪.‬‬
‫ج‪-‬الترخيص المسبق من السلطة التشريعية‪ $:‬تقضي قواعد المالية العام))ة ب))أن إنف))اق أي مبل))غ‬
‫من األم ) ))وال العام ) ))ة أو االرتب ) ))اط بأنفاق ) ))ه‪ ،‬يجب أن يك ) ))ون مس ) ))بوق ب ) ))ترخيص من الس ) ))لطة‬
‫التش ) ))ريعية‪ ،‬ض ) ))مانا لتوجيه ) ))ه بالش ) ))كل ال ) ))ذي يض ) ))من تحقي ) ))ق المص ) ))لحة العام ) ))ة‪ ،‬كم ) ))ا أن ه ) ))ذا‬
‫الترخيص يساعد على ترشيد النفقات‪ ،‬ألن أعضاء البرلمان أثناء مناقش)تهم (مش))روع الموازن)ة‬
‫قد يطالبون الحكومة بإلغاء بعض النفقات أو استبدالها‪.‬‬
‫د‪ -‬تجنب اإلس‪$$‬راف والتب‪$$‬ذير‪ :‬هن ))اك ص ))ور عدي ))دة لإلس ))راف والتب ))ذير في النفق ))ات العام ))ة في‬
‫كثير من الدول النامية نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع تكاليف تأدية الخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬سوء تنظيم الجهاز الحكومي‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق مآرب خاصة لبعض ذوي النفوذ والسلطة‪..‬‬
‫‪ -‬عدم وجود تنسيق في العمل بين األجهزة الحكومية كما هو الحال مثال بالنسبة لألجهزة‬
‫المسؤولة عن المياه والكهرباء وتعبيد الطرقات‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة عدد العاملين في الجهاز الحكومي عن القدر الالزم ألداء األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغة في نفقات التمثيل الخارجي ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ال شك أن ترشيد النفقات العامة يتطلب القضاء على جمي))ع أوج))ه اإلس))راف والتب))ذير الم))ذكورة‬
‫سابقا وغيرها وباألخص تشديد الرقابة بمختلف أنواعها على النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‬
‫على الرغم من تع)دد أث)ار النفق)ات العام)ة في مختل)ف المي)ادين إال أنن)ا سنقتص)ر دراس)تنا هن)ا‬
‫على اآلثار االقتصادية وحدها‪.‬‬
‫إن دراسة اآلثار االقتصادية للنفقات العامة تعتبر أمرا بالغ األهمية ألنها تس))مح لن))ا ب))التعرف‬
‫على االس))تخدامات المختلف))ة ال))تي يمكن توجي))ه النفق))ات العام))ة إليه))ا لتحقي))ق أه))داف معين))ة‪ ،‬كم))ا‬
‫أن معرف) ))ة األث) ))ر ال) ))ذي يمكن أن تحقق) ))ه نفق) ))ة معين) ))ة‪ ،‬يجع) ))ل المس) ))ؤولين عن السياس) ))ة المالي) ))ة‬
‫يستخدمون هذه النفقة لتحقيق هذا األثر إذا ما اعتبر هدفا يسعى المجتمع لتحقيقه‪.‬‬
‫غ) ))ير أن ه) ))ذه اآلث) ))ار االقتص) ))ادية للنفق) ))ات العام) ))ة ق) ))د تك) ))ون مباش) ))رة‪ ،‬كم) ))ا ق) ))د تك) ))ون غ) ))ير‬
‫مباشرة‪،‬وفيما يلي دراسة وجيزة لآلثار االقتصادية المباشرة وغير المباشرة للنفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -4-1‬األثر المباشر لإلنفاق العام على الناتج الوطني‬
‫إن درج))ة ت))أثير اإلنف))اق الع))ام يتوق))ف على م))دى كف))اءة اس))تخدامه ( إنتاجي))ة اإلنف))اق الع))ام)‪،‬‬
‫ويؤثر اإلنفاق العام على الناتج الوطني من خالل‪ :‬زيادة القدرة اإلنتاجية أو الطاقات اإلنتاجية‬
‫في شكل إنفاق استثماري وبالتالي ينعكس باإليجاب على اإلنتاج الوطني‪.‬‬
‫إن النفقات الجارية يمكن أن تكون س)ببا لزي)ادة إنت)اج عناص)ر اإلنت)اج وذل)ك عن طري)ق‬ ‫‪-‬‬
‫نفقات الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬التدريب ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫ي))ؤدي إلى زي))ادة الطلب الفع))ال ألن))ه ي)ؤدي إلى زي)ادة طلب الدول))ة على س))لع االس)تهالك‬ ‫‪-‬‬
‫وعلى سلع االستثمار مما يؤدي إلى زيادة حجم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -4-2‬األثر المباشر لإلنفاق العام على االستهالك الوطني‬
‫هناك عدة جوانب يؤثر من خاللها اإلنفاق العام على االستهالك منها‪:‬‬
‫في حال))ة ش))راء الحكوم))ة س))لع اس))تهالكية مث))ل المالبس واألدوي))ة للقط))اع العس))كري مثال‬ ‫‪-‬‬
‫فإنه ))ا تزي)))د االس)))تهالك الوط)))ني‪ ،‬نفس الش)))يء في حال)))ة ش ))رائها لخ ))دمات اس ))تهالكية كال ))دفاع‬
‫واألمن والتعليم‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عندما تدفع الحكومة فوائد القروض لمقترضها وتقديم إعان)ات البطال))ة ومنحه)ا إلعان)ات‬ ‫‪-‬‬
‫دعم عينية‪ ،‬كل هذه النفقات تزيد من االستهال ك الوطني‪.‬‬

‫‪-4-3‬األثر على االدخار الوطني‬


‫إن زي))ادة االس))تهالك م))ع ثب))ات ال))دخل ي))ؤدي إلى انخف))اض االدخ))ار مم))ا ينعكس س))لباعلى‬
‫االستثمار الذي يؤثر هو اآلخر على اإلنتاج‪ ،‬تكون نفس النتائج عندما يزي))د االس))تهالك بمع))دل‬
‫يفوق الدخل الوطني‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أنه إذا زاد اإلنفاق العام بمعدل يفوق اإلي))رادات ف)إن األث)ر يك))ون س)البا على‬
‫االدخار الوطني والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪-4-4‬أثر اإلنفاق العام على توزيع‪ $‬الدخل‬
‫يظهر هذا التأثير من خالل‪:‬‬
‫الت))دخل في توزي))ع ال))دخل األولي‪ :‬بين ال))ذين ش))اركوا في إنت))اج ه))ذا ال))دخل عن طري))ق‬ ‫‪-‬‬
‫النفقات الحقيقية (كاألجور) وتحديد مكافآت عوامل اإلنتاج (عوائد اإلنتاج)‪.‬‬
‫الت))دخل عن طري))ق م))ا يجري))ه من تع))ديالت الزم))ة من الناحي))ة االقتص))ادية واالجتماعي))ة‬ ‫‪-‬‬
‫تتم على التوزي ))ع األولي وال ))ذي يع ))رف بإع ))ادة توزي ))ع ال ))دخل الوط ))ني (بين األف ))راد بص ))فتهم‬
‫مستهلكين) وذلك عن طريق النفقات التحويلية بين عوامل اإلنتاج أو فروع النشاط‪.‬‬
‫‪ -4.5‬األثر غير المباشر لإلنفاق العام على اإلنتاج واالستهالك الوطني‬

‫‪216‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتولد األثر غ)ير المباش)ر لإلنف)اق الع)ام على ك)ل من االس)تهالك واإلنت)اج الوط)ني من خالل م)ا‬
‫يع ))رف (ب ))دورة ال ))دخل) أي األث ))ر المض ))اعف لالس ))تهالك وال ))ذي يع ))ني أن الزي ))ادة األولي ))ة في‬
‫اإلنفاق تؤدي إلى زيادات متتالية في االستهالك خالل دور ة الدخل‪.‬‬
‫كما هناك أثر غير مباشر يتولد من خالل ما يعرف بأثر المعجل لالس))تثمار‪،‬وال))ذي مف))اده أن‬
‫الزيادة األولية في اإلنفاق تؤدي إلى زيادات متتالية في االستثمار وبالتالي زي))ادة غ))ير مباش))رة‬
‫في اإلنتاج خالل دورة الدخل (نرجع لنقطة المضاعف في المبحث الرابع من هذا الفصل)‪.‬‬
‫‪ -4.6‬أثر اإلنفاق العام على معدل النمو االقتصادي‬
‫إن زي) ))ادة اإلنف) ))اق الع) ))ام (االس) ))تثماري) ومن ثم زي) ))ادة ال) ))تراكم الرأس) ))مالي ومن) ))ه زي) ))ادة‬
‫االس ) ))تثمار‪ ،‬ه ) ))ذه الزي ) ))ادة في اإلنف ) ))اق يمكن أن تزي ) ))د من مع ) ))دل النم ) ))و االقتص ) ))ادي‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬


‫لكي تق ))وم الدول ))ة باإلنف ))اق الع ))ام‪ ،‬فالب ))د أن تت ))وفر له ))ا الم ))وارد الالزم ))ة ل ))ذلك‪ ،‬أي أنالوس ))ائل‬
‫التمويلية وتمثل هذه األخيرة دخوال للدولة يطلق عليها اإليرادات العامة‪.‬‬
‫ح ))تى يتس ))نى للدول ))ة القي ))ام بوظائفه ))ا‪ ،‬يجب أن تس ))تخدم بعض الم ))وارد البش ))رية وغ ))ير‬
‫البش))رية الموج))ودة تحت تص))رف الجماع))ات‪ ،‬أي تح))رر ج))زء من الم))وارد بحيث ال يس))تخدمه‬
‫األفراد‪ ،‬كما تستقطع الدولة جزء من القوة الشرائية الموجودة تحت تصرف األفراد‪،‬وقد تخل))ق‬
‫الدولة قوة شرائية إضافية إذ أن سلطة إصدار النقود تعد اختصاصا أصيال لها‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق‪ ،‬يتض ))ح أن الدول ))ة تحص ))ل على اإلي ))راد الع ))ام من خالل عملي ))تي نق ))ل الق ))وة‬
‫الش)رائية وخلقه)ا‪ ،‬س)واء تم داخ)ل االقتص)اد الوط)ني أو على الص)عيد ال)دولي‪ ،‬وإ ذا ك)ان اإلي)راد‬
‫الع ))ام يختل ))ف من حيث المص ))در ومن حيث ش ))كله‪ ،‬فإن ))ه يمكن التمي ))يز بين مختل ))ف اإلي ))رادات‬
‫العام) ))ة من حيث عنص) ))ر اإلجب) ))ار في الحص) ))ول عليه) ))ا‪ ،‬ومهم) ))ا يكن من أم) ))ر ف) ))إن اإلي) ))رادات‬
‫العامة ال تخرج على أن تكون إما اقتصادية أو سيادية أو ائتمانية ‪ ،‬وعليه س))نتناول موض))وع‬
‫‪165‬‬

‫اإليرادات العامة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ - 165‬إبراهيم علي عبد اﷲ‪،‬أنور العجارمة‪:‬مبادئ المالية العامة ‪،‬دار الصفاء للطباعة ‪ ،‬عمان‪ ،2000،‬ص ص ‪.421-021‬‬

‫‪217‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬اإليرادات االقتصادية (أمالك الدومين)‪.‬‬


‫‪ -‬اإليرادات السيادية (الضرائب) والرسوم)‪.‬‬
‫‪ -‬اإليرادات االئتمانية (القروض العامة)‪.‬‬
‫‪ -‬اآلثار االقتصادية لإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإليرادات االقتصادية‬
‫تلك اإليرادات التي تحصل عليها الدولة بصفتها شخص اعتباري قانوني يملك ثروة ويق)دم‬
‫خدمات عامة‪ ،‬ومن هذه اإليرادات‪ ،‬اإلي))رادات الناجم))ة عن ت))أجير العق))ارات العائ))دة له))ا‪ ،‬فوائ))د‬
‫القروض وأرباح المشروعات بهذا الوصف يمكن أن نتن))اول إي))رادات الدول))ة من ممتلكاته))ا في‬
‫نقطتين اثنتين هما‪ :‬إيرادات الدومين‪ ،‬الثمن العام‪.‬‬

‫إيرادات أمالك الدولة (الدومين)‬ ‫‪-1.1‬‬


‫يطلق لفظ الدومين على ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها؛ عقارية أو منقولة ‪،‬وأيا‬
‫‪166‬‬
‫ك))ان ن))وع ملكي))ة الدول))ة له))ا عام))ة أم خاص))ة‪،‬وتنقس))م ممتلك))ات الدول))ة (ال))دومين) إلى قس))مين‬
‫دومين عام ودومين خاص‪.‬‬
‫‪-1-1-1‬الدومين العام‬
‫يتك))ون ه))ذا الن))وع من ك))ل م))ا تمتلك))ه الدول))ة ويخض))ع للق))انون الع))ام‪ ،‬ويختص أيض))ا بتلبي))ة‬
‫الحاجات العامة مثل الطرق والمطارات والموانئ والحدائق العامة ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ - 166‬زينب حسين عوض الل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪218‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ويتم))يز ال))دومين الع))ام بع))دة مم))يزات ال يج))وز بيع))ه طالم))ا ه))و مخص))ص للمنفع))ة العام))ة‬
‫وال يج))وز تملك))ه بالتق))ادم‪ ،‬ملكي))ة الدول))ة ل))ه هي ملكي))ة عام))ة تخض))ع ألحك))ام الق))انون اإلداري‪،‬‬
‫والغاية من الدومين الع)ام تق))ديم خ)دمات عام))ة وليس ع))ل أم)وال للخزين)ة العام))ة‪ ،‬وه)ذا ال يمن))ع‬
‫من إمكان تحقيق إيراد كما هو الحال عند دخول الحدائق أو المطارات‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫هذا المقابل (اإليراد) يستعمل في الغالب في تنظيم استعمال هذا المرفق‪ ،‬ومهما يكن‬
‫فالنتيجة هي مجانية االنتفاع بأموال الدومين العام‪.‬‬
‫‪ -1-1-2‬الدومين الخاص‬
‫يقصد بالدومين الخاص كلما تملك)ه الدول)ة ملكي)ة خاص)ة وهي ال)تي تخض)ع ألحك)ام الق)انون‬
‫الخ))اص‪ ،‬ش))أنها في ذل))ك ش))أن األف))راد والمش))روعات الخاص))ة‪ ،‬وال))دومين الخ))اص ال يخص))ص‬
‫للمنفع))ة العام))ة‪ ،‬وي))در ال))دومين الخ))اص إي))رادات وله))ذا يعت))بر مص))در م))الي مهم للدول))ة ويقس))م‬
‫الدومين الخاص إلى ثالثة أقسام وهي‪:‬‬
‫الدومين الزراعي‪ :‬ويش)مل ممتلك))ات الدول)ة من األراض)ي الزراعي))ة والمن)اجم والغاب))ات‬ ‫‪-1‬‬
‫ويأتي إيراد هذا النوع من ثمن بيع المنتجات أو ثمن اإليجار‪.‬‬
‫ال‪$$‬دومين الص‪$$‬ناعي والتج‪$$‬اري‪ :‬ويتمث ))ل في مختل ))ف المش ))روعات الص ))ناعية والتجاري ))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫ال ))تي تق ))وم به ))ا الدول ))ة مثله ))ا في ذل ))ك مث ))ل األف ))راد‪ ،‬أم ))ا الط ))رق ال ))تي من خالله ))ا تق ))وم الدول ))ة‬
‫باستغالل هذه المشاريع وخاصة الصناعية‪ ،‬إما االستثمار المباشر أو الشراكة أو التأميم س))واء‬
‫كان كلي أو جزئي‪.‬‬

‫الدومين المالي‪ :‬هي تل))ك اإلي))رادات ال))تي تحص))ل عليه))ا الدول))ة من الس))ندات الحكومي))ة‬ ‫‪-3‬‬
‫وأذون))ات الخزين))ة واألس))هم (محفظ))ة األوراق المالي))ة)‪ ،‬ه))ذا باإلض))افة إلى الفوائ))د ال))تي تحص))ل‬
‫عليها من خالل القروض التي تمنحها لألفراد أو المؤسسات أو توظيف أموالها في البنوك‪.‬‬
‫‪ -1-2‬الثمن العام‬
‫يعتبر الثمن العام مصدر من مصادر إيرادات الدولة ويمكن تعريفه بأن)ه مبل)غ يدفع)ه بعض‬
‫األف ))راد مقاب ))ل انتف ))اعهم ببعض الخ ))دمات العام ))ة ال ))تي تق ))دمها الحكوم ))ة‪ ،‬بمع ))نى آخ ))ر ه ))و تل ))ك‬

‫‪219‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبالغ التي تحصل عليها الدولة بعد تقديمها لخ)دمات عام)ة تع)ود على األف)راد بمنفع)ة خاص)ة‪،‬‬
‫حيث يمكن تحديد المنتفع بها مثل خدمات البريد‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬المياه ‪...‬الخ‪.‬‬
‫إن الثمن الع ))ام ي ))دفع اختياري ))ا حيث ال يدفع ))ه إال من ينتف ))ع بالخدم ))ة العام ))ة عكس الض ))ريبة‬
‫التي تدفع جبرا‪.‬‬
‫هن))اك تش))ابه بين الخ))دمات ال))تي تق))دمها الدول))ة مقاب))ل ثمن ع))ام وبين الخ))دمات المماثل))ة ال))تي‬
‫يؤديه))ا القط))اع الخ))اص‪،‬وفي الح))التين ال تق))دم الخدم))ة لجمي))ع األف))راد تقتص))ر على من ي))رغب‬
‫فيه))ا‪ ،‬أم))ا االختالف األساس))ي ينحص))ر في أن الحكوم))ة ع))ادة ال ته))دف إلى ال))ربح ب))ل المنفع))ة‬
‫العامة بعكس القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليرادات السيادية‬
‫تتمث ))ل في اإلي ))رادات ال ))تي تحص ))ل عليه ))ا الدول ))ة ج ))برا من األف ))راد لماله ))ا من ح ))ق الس ))يادة‬
‫وتتمث))ل في الض))رائب والرس))وم والغرام))ات المالي))ة ال))تي تفرض))ها المح))اكم وت))ذهب إلى خزين))ة‬
‫الدولة‪ ،‬وفي التعويضات المدفوعة للدولة تعويضا عن أض))رار لحقت به))ا س))واء من ال))داخل أو‬
‫من دول))ة أخ))رى‪ ،‬وفي الق))رض اإلجب))اري ال))ذي يل))تزم الدول))ة بس))داده في المس))تقبل س))واء دفعت‬
‫عنه فائدة أم لم تدفع‪ ،‬كما تتمثل في إتاوة التحسين‪ ،‬وسوف نقتصر في دراستنا على لض))رائب‬
‫والرسوم‪.‬‬
‫الرسوم‬ ‫‪-2.1‬‬
‫ك)انت الرس)وم تحت)ل في الماض)ي أهمي)ة كب)يرة كمص)در من مص)ادر اإلي)رادات‪،‬وك)انت ت)أتي‬
‫مباش))رة بع))د ال))دومين‪ ،‬وم))ع م))رور ال))زمن‪ ،‬تض))اءلت أهمي))ة الرس))وم كمص))در لإلي))رادات العام))ة‬
‫تاركة مكان الصدارة) للضرائب‪ )،‬ومع ذل))ك فال زالت الرس))وم تلعب دورا هام))ا فيمالي))ة الهيئ))ات‬
‫المحلية في معظم الدول الحديثة‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬ماهية الرسوم‬

‫‪220‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يمكن تعري))ف الرس))وم بأنه))ا مب))الغ تحص))لها من بعض األف))راد مقاب))ل خ))دمات نوعي))ة من ن))وع‬
‫خاص تؤديها لها لهم أو مزايا تمنحها لهم‪.‬‬
‫والرس))وم ع))دة أن))وع ن))ذكر منه))ا على س))بيل المث))ال الرس))وم القض))ائية‪،‬الرس))وم) الجامعي))ة رس))م‬
‫تس) ) ) ))جيل الملكي) ) ) ))ة العقاري) ) ) ))ة‪،‬الرس) ) ) ))وم المفروض) ) ) ))ة على بعض النش) ) ) ))اطات كالص) ) ) ))يد وال) ) ) ))ذبح‬
‫والحفالت ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫من التعريف السابق‪ ،‬يتضح أن الرسم يتميز بخصائص ثالث هي ‪:‬‬
‫‪167‬‬

‫‪ -1‬الصفة النقدية للرسم‪ :‬أن الف))رد ل))ه حري))ة االختي))ار في طلب خدم))ة معين))ة وعن))د حص))وله‬
‫على الخدمة المطلوبة من إحدى الهيئات العامة يدفع مبلغ نقدي مقابل ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الص‪$$‬فة اإلجباري‪$$‬ة‪ :‬يق ))وم الف ))رد المس ))تفيد من الخدم ))ة ب ))دفع قيم ))ة الرس ))م ج ))برا للهيئ ))ة ال ))تي‬
‫تؤدى به الخدمة‪ ،‬ويبدو عنص))ر الج))بر واض))حا في اس))تقالل تل))ك الهيئ))ة في وض))ع النظ))ام‬
‫القانوني للرسم من حيث تحديد مقداره وطريقة تحصيله‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقيق النفع الخاص إلى جانب النفع العام‪ :‬يدفع الرسم مقابل الخدمة الخاصة التي‬
‫يحصل عليها الفرد من جانب إحدى الهيئ))ات العام))ة‪ ،‬وتتم)يز ه))ذه الخدم)ة بوج))ه ع)ام ب)أن النف))ع‬
‫ال))ذي يع))ود من أدائه))ا ال ينحص))ر على الف))رد وإ نم))ا يتع))دى ذل))ك لص))الح المجتم))ع بأكمل))ه‪ ،‬ويب))دو‬
‫هذا واضحا إذا الحظنا أن الرسوم تدفع نظير خدمات تؤديها المرافق العامة وأن هذه األخ))يرة‬
‫إنما يقصد بها تحقيق النفع العام‪ ،‬فالرسوم التي تدفع نظير خدمات تؤديه))ا المراف))ق العام))ة وأن‬
‫هذه األخيرة إنما يقصد بها حقيق النفع العام‪ ،‬فالرسوم التي تدفع لتسجيل الملكية العقارية ت))تيح‬
‫للف ) ))رد للحف ) ))اظ على حقوق ) ))ه‪ ،‬كم ) ))ا أنه ) ))ا ت ) ))ؤدي إلى اس ) ))تقرار الملكي ) ))ة في المجتم ) ))ع الح ) ))د من‬
‫المنازعات‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬التفرقة بين الرسم وبعض اإليرادات األخرى‬

‫‪ - 167‬زين العابدين‪ N‬ناصر‪،‬علم المالية العامة والتشريع المالي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1971 ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ -‬أحمد جامع‪ :‬علم المالية العامة‪ -،‬الجزء األول‪ -‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ 0791 ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪221‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ِ‬
‫ِتؤديهاتؤديه))ا الحكوم))ة مقاب))ل‬ ‫الرس‪$$‬م والثمن الع‪$$‬ام‪ :‬من حيث أن طبيع))ة الخ))دمات ال))تي‬ ‫‪-1‬‬
‫كل منهما يختلف تمام االختالف‪.‬‬
‫فبالنسبة للثمن العام‪ :‬ت)ؤدي الخ))دمات دون أي قي)ود لجمي)ع األف))راد ال)ذين يكون)وا على اس)تعداد‬
‫لدفع ثمنها‪.‬‬
‫أما الرسم فهو مقابل خدمات من نوع خاص ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬خدمات تتطلب توافر شروط معينة كالتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات تستوجب تقييد حرية األفراد في مزاولة بعض األنشطة كالتجارة في‬
‫األسلحة‪.‬‬
‫الرسم والضريبة‪ $:‬الض))ريبة دون مقاب))ل وهي إجباري))ة في حيث أن الرس))م ي))دفع مقاب))ل‬ ‫‪-2‬‬
‫خدمة معينة تقدمها الحكومة لألفراد بناء على طلبهم‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الضرائب‬
‫تعتبر الضرائب المصدر الرئيسي لإليرادات العامة‪ ،‬لهذا تحتل مكان الصدارة بين مصادر‬
‫اإلي))رادات العام))ة‪ ،‬ليس فق))ط باعتب))ار م))ا يمكن أن تقدم))ه من م))وارد مالي))ة‪ ،‬ولكن ألهمي))ة ال))دور‬
‫ال ) ))ذي تلعب ) ))ه في تحقي ) ))ق أغ ) ))راض السياس ) ))ة المالي ) ))ة‪ ،‬وم ) ))ا ي ) ))ترتب عليه ) ))ا من آث ) ))ار اقتص ) ))ادية‬
‫واجتماعية لذلك فن دراسة الضرائب تتناول جوانب متعددة ينبغي اإللم))ام به))ا جميع))ا‪ ،‬غ))ير أن‬
‫هذه الدراسة ال تس))ع لك))ل ه))ذه الج))وانب األم))ر ال))ذي ينبغي االقتص))ار على بعض الموض))وعات)‬
‫الجوهرية دون غيرها من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -2-2-1‬ماهية الضريبة وخصائصها‬
‫عن ))دما نش ))أت الض ))ريبة في بداي ))ة األم ))ر ك ))انت منح ))ة أو مس ))اعدة يق ))دمها المحكوم ))ون للح ))اكم‪،‬‬
‫ليستطيع إنجاز المشاريع ذات المنفعة العام))ة‪،‬أو لمواجه))ة ح))رب تتع))رض له))ا البالد‪ ،‬أي ك))انت‬
‫إل))زام أو دوام‪ ،‬ثم تط))ورت بع))د ذل))ك فك))رة الض))ريبة لتص))بح مش))اركة في النفق))ات العام))ة نظ))ير‬

‫‪222‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التمت))ع بكث))ير من الحق))وق‪ ،‬وفي منتص))ف الق))رن التاس))ع عش))ر‪،‬تط))ورت فك))رة الض))ريبة تط))ورا‬
‫هام ))ا بع) ))د أن اتص) ))فت بص) ))فة اإلل) ))زام‪،‬وبالت) ))الي أص) ))بحت تمث) ))ل م) ))وردا من م) ))وارد الدول) ))ة‪ ،‬ثم‬
‫تزاي) ))دت أهمي) ))ة الض ) ))رائب إلى أن أص ) ))بحت الم ) ))ورد الرئيس ) ))ي ال ) ))ذي تعتم) ))د علي ) ))ه الدول) ))ة في‬
‫الحص ))ول على م ))ا يلزمه ))ا من إي ))رادات لتغطي ))ة نفقاته ))ا المتزاي ))دة‪ ،‬إلى أن أص ))بحت الض ))رائب‬
‫الي ) ) ) ) ))وم تمث ) ) ) ) ))ل وس ) ) ) ) ))يلة فعال ) ) ) ) ))ة في ي ) ) ) ) ))د الدول ) ) ) ) ))ة تس ) ) ) ) ))تخدمها بغ ) ) ) ) ))رض تحقي ) ) ) ) ))ق األه ) ) ) ) ))داف‬
‫االقتصاديةواالجتماعية التي تهدف إليها ‪.‬‬
‫‪168‬‬

‫مم ))ا س ))بق يمكن أن نخلص إلى تعري ))ف الض ))ريبة على أنه ))ا مبل ))غ من النق ))ود تج ))بر ال ))دول أو‬
‫الهيئ))ات العام))ة المحلي))ة األش))خاص الخاض))عين لس))لطاتها طبيع))يين ك))انوا أو معن))ويين على دفع))ه‬
‫إليه ))ا بص ))فة نهائي ))ة ودون مقاب ))ل خ ))اص بغي ))ة تموي ))ل م ))ا تق ))وم ب ))ه (الدول ))ة) من إنف ))اق ع ))ام أي‬
‫بغرض الوفاء بمقتضيات السياسة العامة للدولة‪ ،‬وبمعنى آخر تفرض))ها لتحقي))ق أغ))راض مالي))ة‬
‫أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬ومن هذا التعري))ف يمكنن))ا التع))رف على أرك))ان (م))يزات)‬
‫الضريبة التي تميزها عناصر اإليرادات العامة وهي ‪:‬‬
‫‪169‬‬

‫الض‪$$ $‬ريبة اقتط‪$$ $‬اع نق‪$$ $‬دي‪ :‬فالض) ) ))ريبة في العص) ) ))ر الح) ) ))ديث اقتط) ) ))اع نق) ) ))دي من ث) ) ))روة‬ ‫‪-1‬‬
‫األشخاص الطبيعيين والمعنويين عكس الماضي أين كانت تدفع عينا‪.‬‬
‫الضريبة ت‪$$‬دفع بص‪$$‬فة نهائي‪$$‬ة‪ :‬أي م))ا ي))دفع من ض))ريبة في ح))دود الق))انون ال ي))رد لم))ؤد‬ ‫‪-2‬‬
‫بها ب)أي ح)ال من األح)وال وال ي)دفع عن)ه أي)ة فائ)دة‪ ،‬وه)ذا العنص)ر يم)يز الض)ريبة عن الق)رض‬
‫اإلجباري‪.‬‬
‫الضريبة تف‪$$‬رض وت‪$$‬دفع ج‪$$‬برا‪ :‬أنه))ا تف))رض من قب))ل الدول))ة على األش))خاص لماله))ا من‬ ‫‪-3‬‬
‫س))لطة الس))يادة أي أن العالق))ة بين الدول))ة والمكلفين ب))دفع الض))ريبة هي عالق))ة قانوني))ة وليس))ت‬
‫تعاقدي)ة‪ ،‬وي)ترتب على ذل)ك أن الدول)ة تنف)رد بوض)ع النظ)ام الق)انوني للض)ريبة من ناحي)ة تحدي)د‬
‫السعر وكيفية تحصيلها‪ ،‬وفي حال))ة امتن))اع أح))د الخاض))عين عن دفعه))ا ح))ق للدول))ة الرج))وع إلى‬
‫وسائل التنفيذ الجبري للحصول على الضريبة‪.‬‬

‫‪ - 168‬علي لطفي‪ :‬أصول المالية العامة‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة ‪ ، 7991 ،‬ص ص ‪.36-16‬‬
‫‪ - 169‬محمد محمد انار‪ ،: 2000‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.62-32‬‬

‫‪223‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الضريبة فريضة بدون مقابل‪ :‬الض))ريبة ليس له))ا مقاب))ل معين يحص))ل علي))ه دافعه))ا من‬ ‫‪-4‬‬
‫الدولة‪ ،‬إذ األصل فيها أن تسدد منها تكاليف الخدمات العامة غير القابلة التجزئة‪.‬‬
‫ه ـ‪ -‬الغرض من الفريضة‪ $‬تحقيق نفع عام‪ :‬ال تلتزم الدولة بتقديم خدمة معينة أو نف)ع خ)اص‬
‫إلى داف))ع الض))ريبة‪ ،‬ب))ل أنه))ا تحص))ل على حص))يلة الض))رائب باإلض))افة إلى اإلي))رادات األخ))رى‬
‫من أجل استخدامها في أوجه اإلنفاق العام ومن ثم تحقيق منافع عامة للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -2-2-2‬القواع ‪$$‬د األساس‪$$$‬ية للض‪$$$‬ريبة‪ :‬يقص ) ))د بقواع ) ))د الض ) ))ريبة المب ) ))ادئ ال ) ))تي يستحس ) ))ن‬
‫أنيسترشد به)ا الش))رع الم)الي وته)دف ه))ذه القواع)د إلى تحقي)ق مص))لحة أف)راد المجتم)ع من جه)ة‬
‫ومصلحة الخزينة العامة من جهة أخرى وهذه القواعد هي ‪:‬‬
‫‪170‬‬

‫أ‪ -‬قاع ‪$$‬دة العدال ‪$$‬ة‪ :‬مض) ))مون ه) ))ذه القاع) ))دة أن) ))ه يجب عن) ))د ف) ))رض الض) ))رائب) على المواط) ))نين‬
‫مراعاة تحقيق العدالة في توزيع األعباء العام))ة بين المواط)نين‪ .‬لق))د ث)ار ج)دل ك)بر بش))أن فك)رة‬
‫العدالة الضريبية النسبية أي طبقا لمس))توى دخ))ول األف))راد‪ ،‬أم))ا الفك))ر الح))ديث ق))د رأى ذل))ك في‬
‫الض ) ))ريبة التص ) ))اعدية‪ ،‬حيث ي ) ))دفع أص ) ))حاب ال ) ))دخول المرتفع ) ))ة أك ) ))ثر من أص ) ))حاب ال ) ))دخول‬
‫المنخفضة‪ ،‬وقد استقر الرأي على التصاعدية‪.‬‬
‫ب‪-‬مب‪$$‬دأ اليقين‪ :‬بمع))نى أن تك))ون الض))ريبة واض))حة من حيث المق))دار وموع))د وكيفي))ة ال))دفع‪،‬‬
‫وتؤدي مراعاة هذه القاع))دة إلى علم المم))ول بالض))بط بالتزامات))ه اتج))اه الدول))ة‪ ،‬ومن ثم يس))تطيع‬
‫الدفاع عن حقوقه ضد أي تعسف أو سوء استعمال للسلطة من جانبها‪.‬‬
‫إن اس ))تقرار نظ ))ام الض ))ريبة وثبات ))ه (تف ))ادي ك ))ثرة التع ))ديالت) يخف ))ف من العبء من خالل‬
‫اعتبار الممول على دفعها بشكل منتظم ومعتاد‪.‬‬

‫‪ -‬عادل أحمد حشيش‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪- - 751‬‬ ‫‪170‬‬


‫‪ .061‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪25 – 15‬‬
‫‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ج ـ‪ -‬قاعدة المالئمة في الدفع‪ :‬بمع))نى أن تك))ون إج))راءات ف))رض وتحص))يل الض))ريبة ومع))اد‬
‫جبايته))ا لظ)روف المم)ول وطبيع)ة عمل))ه ون)وع النش)اط االقتص))ادي ال)ذي يزاول))ه أو المهن))ة ال))تي‬
‫يمارس)ها‪ ،‬وعكس ذل))ك ق)د ي))ؤدي إلى الته)رب الض))ريبي‪ ،‬وله)ذا يعت))بر ال))وقت ال)ذي يحص))ل في)ه‬
‫المم))ول على دخل))ه أك))ثر األوق))ات مالئم))ة ل))دفع الض))رائب المفروض))ة على كس))ب العم))ل وعلى‬
‫إيراد القيم المنقولة‪.‬‬
‫وق))د نجم عن تل))ك القاع))دة(قاع))دة الحج))ز عن))د المن))ع) وهي أح))د القواع))د المتبع))ة في تحص))يل‬
‫الض))رائب‪ ،‬وتع))د وس))يلة مناس))بة في كث))ير من األحي))ان حيث تخف))ف من ش))عور المم))ول بعبء‬
‫الضريبة وتضمن غزارة الحصيلة باإلضافة إلى تسهيل عملية الدفع‪.‬‬

‫و‪ -‬قاع‪$$ $‬دة االقتص‪$$ $‬اد في نفق‪$$ $‬ات الجباي‪$$ $‬ة‪ :‬تقض ) ))ي ه ) ))ذه القاع ) ))دة بأن ) ))ه يجب على الدول ) ))ة أن‬
‫تختارطريقة الجباية التي تكلفها أقل النفقات أي رفع كفاءة الجهاز الضريبي حتى يكون الف))رق‬
‫بين ما يدفعه الممول وبين ما يدخل لخزينة الدولة أقل ما يمكن‪.‬‬
‫في العص) ))ر الح) ))ديث‪ ،‬أص) ))بحت الدول) ))ة تتحم) ))ل نفق) ))ات كب) ))يرة في س) ))بيل تحص) ))يل الض) ))رائب‬
‫ومحارب ) ))ة الته ) ))رب الض ) ))ريبي (مراقب ) ))ة المم ) ))ولين)‪ ،‬وله ) ))ذا لم تف ) ))رض ض ) ))رائب على ال ) ))دخل‬
‫الزراعي في كثير من الدول بسبب ارتفاع نفقات الجباية‪.‬‬
‫‪ -2-2-3‬مفهوم النظام الضريبة‬
‫يقص ))د بالنظ ))ام الض ))ريبي أن ))واع الض ))رائب ال ))تي تف ))رض في دول ))ة معين ))ة في وقت معين‪،‬‬
‫ويختلف النظام الضريبي من دولة ألخ)رى حس))ب النظ))ام السياس))ي واالقتص))ادي الس))ائد في ك))ل‬
‫منها‪.‬‬
‫ويتوق ))ف نج ))اح الدول ))ة في اختي ))ار النظ ))ام الض ))ريبي) األمث ))ل على معرف ))ة كامل ))ة بإي ))ديولوجيات‬
‫المجتم ) ))ع وكاف ) ))ة أوض ) ))اعه االقتص ) ))ادية واالجتماعي ) ))ة والسياس ) ))ية واأله ) ))داف ال ) ))تي يس ) ))عى إلى‬
‫تحقيقها‪ ،‬وعلى تفهم متعمق باألسس العلمية لرسم السياسة الضريبية‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وعلى ه))ذا األس))اس نح))اول أن نس))تعرض في ه))ذه النقط))ة أهم أن))واع الض))رائب) م))ع محاول))ة‬
‫اإلحاطة بالخصائص الرئيسية لكل منها‪.‬‬
‫لقد جرت عادة علماء االقتصاد وفقهاء المالية العام)ة على تقس))يم الض)رائب) إلى المجموع)ات‬
‫التالية‪.1‬‬
‫‪ -1 -2-3 -2‬الض)))رائب) المفروض) ))ة على األش)))خاص والض) ))رائب على األم) ))وال‪ :‬فبالنس) ))بة‬
‫لض ))رائب األف ))راد فهي ال ))تي تف ))رض على المواط ))نين) أنفس ))هم‪ ،‬وك ))انت تص ))يب الش ))خص بعين ))ه‬
‫بغض النظر عن دخله وقدرته المالية‪ ،‬وقد وجدت منذ القدم‪ ،‬حيث كان يطلق عليها‬

‫‪ -‬أنظر آل من ‪ - :‬محمد خالد المهايني‪ ،‬خالد الخطيب الحبشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪891.1 – 491‬‬
‫‪ -‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.06 – 95‬‬
‫‪ -‬محمد عفر وأحمد فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.631 – 031‬‬
‫‪ -‬صالح الروبلي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1988 ،‬ص ص‬
‫‪.118 – 117‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬حسين مصطفى حسن‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1987 ،‬ص ص ‪– 84‬‬
‫‪.52‬‬
‫ض))ريبة ال))رؤوس) في عص))ر الروم))ان واإلس))الم‪ ،‬تف))رض الض))ريبة بمبل))غ معين على كلش))خص‬
‫داخل الدولة‪.‬‬
‫تمتاز هذه الضرائب وفرتها وسهولة جبايتها وتحديد سعرها‪ ،‬أما االنتقاداتالموجهة إليها ع)دم‬
‫عدالتها ألنها تصيب جميع المواطنين باإلستثناء سواء األغنياء أو الفقراء‪.‬‬
‫ولكن م))ع التط))ور االجتم))اعي تط))ور مفه))وم الض))رائب‪ )،‬فأص))بح ينص))ب على م))ا يملك))ه الف))رد‬
‫من مال وليس عليه شخصيا‪ ،‬فظهرت التشريعات الضريبية في صورة ضريبة على األموال‪،‬‬
‫أما بالنسبة لضرائب) األموال فهي المرحلة األخيرة لتطور الضرائب) في الوقت الحاض))ر وهن))ا‬

‫‪226‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الض) ) ))ريبة تص) ) ))يب م) ) ))ا يملك) ) ))ه الش) ) ))خص من أم) ) ))وال داخ) ) ))ل المجتم) ) ))ع ممثل) ) ))ة في رأس) ) ))ماله أو‬
‫دخله‪،‬وتمتاز بعدالتها ألنها تصيب حجم األموال التي يملكها المكلف‪.‬‬
‫ويعب البعض عليه ))ا بص ))عوبة حص ))ر أم ))وال الش ))خص الحتس ))اب الض ))ريبة وإ مكاني ))ة الته ))رب‬
‫الضريبي‪.‬‬
‫‪-2 -2-3 -2‬الضرائب الواحدة والضرائب) المتعمدة‪ :‬عرفت الضرائب) الواحدة منذ القدم‪ ،‬إذ‬
‫كانت الدولة تفرض ضريبة واحدة فقط‪ ،‬وأول من طب)ق ه)ذه الض)ريبة (الف)يزوقراطيون) حيث‬
‫ن ))ادوا بف ))رض ض ))ريبة وحي ))دة على الن ))اتج الص ))افي من الزراع ))ة‪ ،‬فالزراع ))ة هي العم ))ل المنتج‬
‫الوحيد‪ ،‬إال أن الضريبة الوحيدة تعرضت النتقادات شديدة من أهمها‪:‬‬
‫ال تحق))ق إال ه))دفا مالي))ا فق))ط‪ ،‬إن الض))ريبة العص))رية له))ا آث))ار في االس))تهالك واالدخ))ار‬ ‫‪-‬‬
‫واالستثمار واإلنتاج‪ ،‬فمع الضريبة الوحيدة من الصعب التحدث عن الضريبة كأداة في توجيه‬
‫السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫الض) ))ريبة الوحي) ))دة ال تناس) ))ب االقتص) ))اد العص) ))ري فال يوج) ))د في الواق) ))ع مص) ))در وحي) ))د‬ ‫‪-‬‬
‫للثروة في المجتمع بل هناك مصادر مختلفة زراعية‪ ،‬صناعية ‪،‬تجارية‪...،‬الخ‪،‬وله))ذه األس)باب‬
‫وغيره ))ا‪ ،‬ط ))الب بعض المفك ))رين بض ))رورة ف ))رض أك ))ثر من ض ))ريبة على أي نش ))اط يزاول ))ه‬
‫الفرد ويحقق له ربحا‪ ،‬من هنا ظهرت الضرائب المتعددة‪.‬‬
‫تع))ني الض))رائب المتع))ددة أن تف))رض أك))ثر من ض))ريبة أساس))ية واح))دة‪ ،‬على أن))واع متع))ددة من‬
‫الدخول واألم))وال‪،‬وكلم))ا زادت حاج))ة الدول))ة إلى الم))ال ازداد أن))واع الض))رائب المفروض))ة‪ ،‬أي‬
‫أن المكلف يدفع عدد من الضرائب على جميع األنشطة التي يمارسها‪،‬وقد يزاول وظيف))ة وإ لى‬
‫جانبها يمارس التجارة أو يؤجر عقارا‪.‬‬
‫يمت))از ه))ذا الن))وع من الض))رائب) بأن))ه يتس))م بالمرون))ة ويناس))ب المفه))وم العصريللض))ريبة) كم))ا‬
‫يحد من ظاهرة التهرب الضريبي‪.‬‬
‫فمس ))اوئ الض ))ريبة الوحي)))دة ومحاس ))ن الض)))رائب المتع ))ددة‪ ،‬دفعت أك ))ثر ال ))دول إلى تب ))ني‬
‫الض))رائب المتع)ددة‪ ،‬وه)ذه الض))رائب إم))ا مفروض))ة على ال)دخول وعلى رأس الم))ال أو على‬
‫اإلنفاق‪ ،‬ولكل دولة مجموعة من الضرائب) تختلف ب))اختالف تكوينه))ا السياس))ي واالقتص))ادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3 -2-3 -2‬الض ) ))رائب المباش ) ))رة وغ ) ))ير المباش ) ))رة‪ :‬يعت ) ))بر ه ) ))ذا التص ) ))نيف من أق ) ))دم‬
‫التص) ))نيفات وأش) ))هرها انتش) ))ارا وذيوع) ))ا في مؤلف) ))ات المالي) ))ة العام) ))ة واالقتص) ))اد‪ ،‬كم) ))ا أن ه) ))ذا‬
‫التص ))نيف ه ))و الش ))ائع في وقتن ))ا الح ))الي وليس من الس ))هل التمي ))يز م ))ا بين ه ))ذين الن ))وعين من‬
‫الضرائب‪ ،‬وقد أجم)ع مفك)ري المالي)ة العام))ة على وض)ع بعض المع))ايير لتس))هيل التمي)يز بينهم)ا‬
‫وهذه المعايير هي‪:‬‬
‫‪ -1‬معيار الثبات‪ :‬ويقصد به مدى ثبات المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬فتعد ضريبة مباشرة إذا‬
‫فرضت دوريا (غالبا سنويا) على المركز المالي للمكلف (المم)ول)ال))ذي يتك))ون من عناص))ر‬
‫ثابت)))ة ودائم)))ة لف)))ترة طويل)))ة مث)))ل ال)))دخل أو رأس الم ))ال‪ ،‬في حين نج ))د أن الض ))رائب غ ))ير‬
‫مباش) ))رة تف) ))رض على وق) ))ائع أو أعم) ))ال عرض) ))ية متقطع) ))ة كالض) ))رائب على االس) ))تهالك أو‬
‫المبيعات واإلنتاج ‪...‬الخ‪ .‬ومما سبق يمكن القول أن الض))رائب المباش)رة تص))يب ال))ثروة في‬
‫ذاته ))ا‪،‬س ))واء متحقق ))ة أو قي ))د التحقي ))ق والض ))رائب غ ))ير المباش ))رة تص ))ب األعم ))ال المرتبط ))ة‬
‫بحركة الثروة واستخدامها‪.‬‬
‫‪ -2‬معيار التحصيل‪ :‬أي الطريقة التي تتبع للوصول للمادة الخاض))عة للض))ريبة وتحص))ياها‪،‬‬
‫تع) ))د الض) ))رائب) مباش) ))رة إذا حص) ))لت على أس) ))اس ج) ))داول م) ))بين فيه) ))ا اس) ))م المكل) ))ف والم) ))ال‬
‫الخاضع للضريبة مثل الضريبة على الدخل‪.‬‬
‫أم))ا الض))ريبة غ))ير المباش))رة فهي ال))تي تتم تحص))يلها على أس))اس وق))ائع أو ممارس))ة نش))اطات‬
‫اقتصادية معينة مثل ضريبة المبيعات‪ ،‬الجمارك‪ ،‬ضريبة االستهالك‪...‬الخ‪ .‬ج ـ‪ -‬معي‪$$‬ار نق‪$‬ل‬
‫عبء الضريبة‪ :‬تعد الضريبة مباشرة إذا تح‪‬ملها المكل)ف نهائي)ا مثلض)ريبة ال)دخل والض)رائب)‬
‫على رأس المال‪.‬‬
‫تع ))د الض ))رائب) غ ))ير مباش ))رة إذا تم نقله ))ا من مكل ))ف إلى آخ ))ر مث ))ل ض ))رائب اإلنتاج ))التي‬
‫يتحمله))ا المنتج للس))لعة وبنق))ل م))ا دفع))ه من ض))ريبة على ه))ذه الس))لعة عن))د بيعه))ا للمس))تهلك‬
‫(الضريبة على اإلنتاج االستهالك)‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نخلص مم) ) ))ا تق) ) ))دم أن هن) ) ))اك مع) ) ))ايير متع) ) ))ددة للتفرق) ) ))ة بين الض) ) ))رائب المباش) ) ))رة وغ) ) ))ير‬
‫المباش))رة‪،‬ولكن على ال))رغم من تع))دد المع))ايير فإنه))ا كله))ا عرض))ة للنق))د‪ ،‬وال يمكن االعتم))اد‬
‫على إح ))داها فق ))ط لض ))مان الوص ))ول إلى نتيج ))ة س ))ليمة‪،‬ومهم ))ا ك ))ان الح ))ال ف ))إن ج ))ل علم ))اء‬
‫االقتصاد وفقهاء المالية العام))ة اس))تخدموا تعب))ير الض))رائب المباش))رة للدالل))ة على الض))رائب‬
‫الجمركي ))ة وض ))رائب االس ))تهالك وله ))ذا انقس ))م علم ))اء االقتص ))اد وفقه ))اء المالي ))ة العام ))ة إلى‬
‫ف ))ريقين؛ فري ))ق ي ))دافع عن الض ))رائب المباش ))رة ويوض ))ح مزاياه ))ا وفي نفس ال ))وقت يه ))اجم‬
‫الضرائب غير المباشر‪،‬وفريق آخر هو عكس األول تماما‪.‬‬
‫وفيما يلي نحاول عرض وباختصار وجهة نظر لكل من الفريقين‪:‬‬
‫أ‪ -‬مزايا الضرائب المباشرة‪ :‬تتميز الضرائب المباشرة بالمميزات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ثبات حصيلتها‪ :‬إذ تفرض على عناصر تتمتع بالثبات النسبي‪.‬‬
‫‪-‬مرونتها‪ :‬بإمك))ان الدول))ة زي))ادة حص))يلة ه))ذا الن))وع كلم))ا دعت الحاج))ة عن طري))ق رف))ع س))عر‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫‪-‬عدالتها‪ :‬وذلك طبقا لمقدرة المكلفين بالدفع‪.‬‬
‫‪ -‬قلة تكاليف جبايتها‪ :‬هذا باإلضافة إلى وضوحها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عيوب الضرائب المباشرة‪:‬‬
‫‪ -‬تعقد وطول إجراءات الربط والتحصيل مما يترتب عليه تأخر تحصل الكثير منها‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل هذه الضرائب) يتطلب جهاز إداري واسع قد يزيد في أعباء تحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬ضخامة العبء الضريبي) يدفع المكلف إلى التهرب منها بشتى الطرق‪.‬‬
‫ج‪-‬مزايا الضرائب غير المباشرة‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع حصيلتها التساع نطاقها إذ تشمل اإلنتاج‪ ،‬االستهالك‪ ،‬المبيعات ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة تحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬ال يشعر الممول بدفعها كونها تدخل ضمن ثمن شراء السلعة‪.‬‬
‫‪ -‬مورد مباشر ومستمر على مدار السنة للخزينة العامة وليس موسميا‪.‬‬
‫عيوب الضرائب غير مباشرة‪:‬‬

‫‪229‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬عدم العدالة وعدم مراعاة الظروف المالية لدافعيها‪.‬‬


‫‪ -‬السلع الضرورية) هي أكثر السلع مالئمة لزيادة حصيلتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحتاج إلى رقابة محكمة على المنتجين لمنعهم من التهرب‪.‬‬
‫والمالح) ))ظ أن معظم النظم الض ) ))ريبية في جمي ) ))ع دول الع ) ))الم )رأس) ))مالية‪ ،‬اش) ))تراكية‪ ،‬متقدم ) ))ة‪،‬‬
‫نامية) تجمع ما بين الصنفين‪ ،‬إال أن مدى مساهمة ك))ل منه))ا في الحص))يلة اإلجمالي))ة للض))رائب‬
‫يختلف من دولة إلى أخرى تبعا لظروف كل دولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2-2-4‬التنظيم الفني للضريبة‪$‬‬
‫يقص))د ب))التنظيم الف))ني الوس))ائل الفني))ة المس))تخدمة في ك))ل مرحل))ة من المراح))ل ال))تي تم))ر به))ا‬
‫الض))ريبة من))ذ فرض))ها ح)تى تحص))يلها‪،‬في ض))وء الض))وابط االقتص))ادية ال))واجب مراعاته))ا وتب))دأ‬
‫هذه المراح)ل بتحدي)د الم)ادة الخاض)عة للض)ريبة‪ ،‬ثم قي)اس قيم)ة الم)ادة الخاض)عة‪،‬ثم تحدي)د قيم)ة‬
‫الضريبة وأخيرا ربطها وتحصيلها‪.‬‬
‫ونتناول في هذه الفقرة وفي عجالة هذه الموضوعات على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1 -2-4 -2‬تحديد وعاء الضريبة ‪ :‬يقصد بوعاء الضريبة الموض)وع ال))ذي تف)رض علي))ه‬
‫الض) ))ريبة أي الم) ))ادة الخاض) ))عة للض) ))ريبة‪ ،‬يتض) ))من تحدي) ))د وع) ))اء الض) ))ريبة* اختي) ))ار أساس) ))ي‬
‫ومناسبة فرض الضريبة‪ ،‬فإذا ما تقرر اقتطاع جزء من القوة الشرائية في صورة‬

‫‪ -‬أنظر‪ :‬باهر محمد عتلم‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مرجع ص ص ‪631.1 – 901‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض اﷲ ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.871 921‬‬
‫‪ -‬أمينة عزا لدين عبد اﷲ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.951 – 541‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.602 – 331‬‬
‫‪– 481‬‬ ‫‪ -‬محمد دويدار‪ -‬مبادئ اقتصاد السياسي (االقتصاد المالي) الدار الجامعية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.201‬‬

‫‪230‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫*‬

‫‪ -‬اختيار وعاء الضريبة ‪ :‬يعني اختيار المادة التي تفرض عليها الضريبة (الدخل) اإلنفاق الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وعاء الضريبة‪ :‬تحديد ذلك الجزء الذي تفرض عليه الضريبة بعد طرح اإلعفاءات والخصومات الالزمة‪.‬‬

‫ضريبية‪ ،‬تعين تحديد الشكل الملموس) للمادة التي تفرض عليها الض))ريبة‪،‬وه)و) م)ا يس))مىباختيار‬
‫أس))اس ف))رض الض))ريبة (أص))ل الض))ريبة)‪.‬كم))ا أن))ه يتعين التع))رف على المناس))بة ال))تي تحص))ل‬
‫فيها اإلدارة من المادة الخاضعة للضريبة على جزء يذهب إلى خزانة الدولة‪.‬‬
‫إذا م))ا تح))دد أس))اس ومناس))بة ف))رض الض))ريبة ك))انت الخط))وة التالي))ة المتمثل))ة في تحدي))د الم))ادة‬
‫الخاضعة للضريبة تحديدا كيفيا وكميا‪.‬‬
‫أ‪ -‬اختيار أساس فرض الضريبة‪ :‬يثير اختيار المادة الخاضعة عدة موضوعات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬االختيار بين الضريبة على األشخاص والضريبة على األموال ‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار بين الضريبة على رأس المال (الثروة) والضرائب) على الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار بين نظام الضريبة الواحدة أو نظام الضرائب المتعددة‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار بين نظام الضرائب المباشرة والضرائب) غير المباشرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختي‪$$‬ار مناس‪$$‬بة‪ $‬ف‪$$‬رض الض‪$$‬ريبة‪ :‬أش ))رنا فيم ))ا س ))بق إلى المش ))كلة األولى ال ))تي تث ))ور عن ))د‬
‫تحدي))د وع))اء الض))ريبة وهي اختي))ار أس))اس ف))رض الض))ريبة‪ ،‬وق))د انتهت المالي))ة المعاص))رة إلى‬
‫قص))ر ف))رض الض))ريبة على األم))وال دون األش))خاص‪ ،‬واألص))ل في المجتمع))ات المعاص))رة أن‬
‫يتخ ))ذ ال ))دخل أساس ))ا لف ))رض الض ))ريبة واس ))تثناءا يتخ ))ذ رأس الم ))ال (ال ))ثروة)‪ ،‬كأس ))اس لف ))رض‬
‫الض))ريبة‪ ،‬وباالنته))اء من ذل))ك تك))ون الخط))وة التالي))ة هي اختي))ار مناس))بة ف))رض الض))ريبة‪ .‬ه))ذا‬
‫االختي)ار تتنازع))ه عوام)ل عدي))دة‪ ،‬إذ يتعين أوال تحدي))د مناس))بة ف)رض الض)ريبة في وقت يس)هل‬
‫تق) ))دير الم) ))ادة الخاض) ))عة له) ))ا‪ ،‬ثاني) ))ا البحث عن المناس) ))بة ال) ))تي تس) ))هل فيه ))ا عملي) ))ة تق) ))دير قيم) ))ة‬
‫الم ))ادة‪،‬ناهي)))ك عن العوام)))ل األخ)))رى ال ))تي تختل)))ف ب ))اختالف اله ))دف من الض ))ريبة ال ))تي ي ))راد‬
‫فرضها‪.‬‬
‫ومن ه))ذه الناحي))ة ف))إن الض))ريبة يمكن أن تتب))ع ك))ل من ال))دخل ورأس الم))ال بطري))ق مباش))ر‪،‬‬
‫وذل ) ))ك أن تف ) ))رض على واقع ) ))ة تمل ) ))ك رأس الم ) ))ال أو على واقع ) ))ة اكتس ) ))اب ال ) ))دخل وه ) ))ذه هي‬
‫الض))رائب المباش))رة‪ ،‬كم))ا يمكن أن نتبعه))ا بطري))ق غ))ير مباش))ر‪ ،‬وذل))ك ب))أن تف))رض على واقع))ة‬
‫تداول رأس المال أو على واقعة إنفاق الدخل وهذه هي الضرائب) غير المباشرة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2 -2-4 -2‬تقدير وعاء الضريبة‪ :‬بعد اختيار وعاء الضريبة وتحديده‪ ،‬تأتي مرحلة تقدير‬
‫وعاء الضريبة‪ ،‬أي قياس هذا الوعاء وتوج))د ع))دة ط))رق لتق))دير وع))اء الض))ريبة يمكن تقس))يمها‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪-2-1 -2-4 -2‬التق ) ) ))دير اإلداري المباش ) ) ))ر‪ :‬تلج ) ) ))أ معظم التش ) ) ))ريعات الحديث ) ) ))ة إلى ه ) ) ))ذه‬
‫الطرقالمباشرة في تحديد وعاء الضريبة ويمكن التمييز بين أسلوبين‪:‬‬
‫أسلوب اإلقرار‪ :‬أن يقوم المكلف بنفسه بتقديم إقرار (تصريح) في موعد يحدده الق))انون‬ ‫‪-1‬‬
‫يتض)من عناص)ر ثروت)ه أو دخل)ه أو الم)ادة الخاض)عة للض)ريبة بص)ورة عام)ة ويطل)ق على ه)ذا‬
‫النوع اسم إقرار المكلف‪،‬كما هناك نوع ثاني من اإلقرار يسمى إقرار الغير أين يلتزم ش))خص‬
‫آخر غير المكلف بتقديم اإلقرار إلى اإلدارة الض)ريبية ويش)ترط أن تك)ون هن)اك عالق)ة قانوني)ة‬
‫ترب)))ط بين المكل)))ف والش)))خص الغ)))ير‪ ،‬كص)))احب العم)))ل ال ))ذي يق ))دم إق ))رار إلى اإلدارة المالي ))ة‬
‫بالمبالغ المستحقة لديه للعاملين عنده والخاضعة للضريبة على المرتبات‪.‬‬
‫أسلوب التحديد اإلداري المباشر‪ :‬تلجأ اإلدارة المالية إلى هذه الطريقة في حال))ة امتن))اع‬ ‫‪-2‬‬
‫المم ))ول بقص ))د أو بغ ))ير قص ))د عن تق ))ديم اإلق ))رار المطل ))وب من ))ه خالل الم ))دة القانوني ))ة‪ ،‬ويح ))دد‬
‫الوعاء في هذه الحالة بناء على م)ا بح)وزه اإلدارة المالي)ة من معلوم)ات‪ ،‬وتس)مى ه)ذه الطريق)ة‬
‫بالتفتيش اإلداري‪.‬‬
‫‪ -2-2 -2-4 -2‬التقدير على أساس المظاهر الخارجية‪ :‬حسب هذه الطريقة يتم تقدير قيمة‬
‫المادة الخاضعة للضريبة باالعتماد على بعض المظاهر الخارجية التي يسهل معرفتها مثل‬
‫عدد العمال أو اآلالت المستخدمة‪ ،‬عدد السيارات التي يمتلكها ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫من الواض) ))ح أن ه) ))ذه الطريق) ))ة ال تحق) ))ق العدال) ))ة الض) ))ريبية‪ ،‬حيث أن) ))ه من الممكن أن تس) ))اوي‬
‫المظاهر الخارجية بالنسبة للم))ولين ب))الرغم من اختالف مس))توى دخ))ولهم‪ ،‬كم))ا أن ه))ذه األخ))يرة‬
‫ق)د ترتف)ع دون أن تتغ)ير المظ)اهر الخارجي)ة مم)ا يقل)ل من حص)يلة الض)رائب) الممكن الحص)ول‬
‫عليها نتيجة ارتفاع مستوى الدخول‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2-3 -2-4 -‬أسلوب التقدير الجزافي‪ :‬يقصد بذلك أن قيمة المادة الخاضعة للضريبة تقدر‬
‫تق ))ديرا جزافي ))ا على أس ))اس بعض الق ))رائن مث ))ل القيم ))ة اإليجاري ))ة إذ تع ))د قرين ))ة لتحدي ))د دخ ))ل‬
‫صاحب العقار‪،‬رقم األعمال لتحديد ربح التاجر‪ ،‬ساعات عمل المحامي لتحديد دخله وهكذا‪.‬‬
‫إما أن تحدد هذه القرائن قانونيا ويطلق عليها بالجزاف الق)انوني وإ م))ا أن تح)دد بص))ورة اتفاقي))ة‬
‫بين إدارة الضرائب) والمكلف وغالبا ما يتم االتفاق على رقم معين يمث))ل مق))دار دخل))ه‪ ،‬وتس))مى‬
‫هذه الطريقة بالجزاف اإلتفاقي‪.‬‬
‫ومم))ا س))بق يتض))ح تش))ابه ك))ل من طريق))ة التق))دير الج))زافي م))ع طريق))ة المظ))اهرة الخارجي))ةحيث‬
‫أن كال منهم ) ))ا ال تعتم ) ))د على الحق ) ))ائق في تق ) ))دير الوع ) ))اء الض ) ))ريبي) وبالت ) ))الي يفتق ) ))دان الدق ) ))ة‬
‫واالنضباط بشأن تحديد المادة الخاصة للضريبة‪.‬‬
‫‪ -3 -2-4 -2‬س))عر الض))ريبة‪ :‬بع))د اختي))ار وع))اء الض))ريبة وتحدي))ده يطب))ق علي))ه س))عر معين‬
‫لتحدي ))د مق ))دار الض ))ريبة ال ))ذي يجب أن يدفع ))ه ك ))ل مكل ))ف‪ ،‬ويمكن في ه ))ذا الش ))أن إتب ))اع إح ))دى‬
‫الطريقتين‪:‬‬
‫تحدي))د مق))دار الض))ريبة أوال ثم تحدي))د س))عرها‪ ،‬أم))ا الثاني))ة يح))دد الس))عر أوال وه))و ال))ذي يتوق))ف‬
‫عليه مقدارها‪.‬‬
‫ويمكن أن تف ))رض الض ))ريبة بس ))عر واح ))د بص ))رف النظ ))ر عن الم ))ادة الخاض ))عة له ))ا وعندئ ))ذ‬
‫تك ) ))ون الض ) ))ريبة نس ) ))بية‪ ،‬كم ) ))ا يمكن أن تف ) ))رض بأس ) ))عار مختلف ) ))ة تبع ) ))ا الختالف قيم ) ))ة الم ) ))ادة‬
‫المفروضة عليها الضريبة وفي هذه الحالة تكون الضرائب) تصاعدية‪.‬‬
‫الض‪$$‬ريبة‪ $‬النس‪$$‬بية‪ :‬تك ))ون الض ))ريبة نس ))بية إذا م ))ا تح ))دد س ))عرها بنس ))بة مئوي ))ة ال تتغ ))ير‬ ‫‪-1‬‬
‫بتغير قيمة المادة الخاضعة لها‪ ،‬مثل فرض ضريبة على الدخل بسعر ‪ %10‬بغض النظ))ر عن‬
‫مقدارا لدخل‪ ،‬وهكذا يكون سعرها ال يختلف باختالف مستوى دخل المكلف‪.‬‬
‫الض‪$$‬ريبة التص‪$$‬اعدية‪ :‬هي ال ))تي تف ))رض بنس ))ب مئوي ))ة تتزاي ))د م ))ع ارتف ))اع قيم ))ة وع ))اء‬ ‫‪-2‬‬
‫الض ))ريبة‪ ،‬ومن ثم يتغ ))ير س ))عرها بتغ ))ير قيم ))ة وع ))اء الض ))ريبة) حيث يرتف ))ع الس ))عر كلم ))ا زادت‬
‫قيمة الوعاء‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مث ))ال ذل ))ك أن يك ))ون س ))عر الض ))ريبة ‪ %5‬بالنس ))بة لل ))دخل ال ))ذي ال يتج ))اوز ‪ 4000‬ون وبه ))ذا‬
‫يك))ون مق))دار الض))ريبة ‪ 20‬ون ‪ ،‬أم))ا إذا ك))ان ال))دخل ‪5000‬ون فيك))ون س))عر الض))ريبة ‪%25‬‬
‫ومقدارها ‪ 1250‬ون وهكذا‪.‬‬
‫ولتحقيق تصاعدية الضريبة يمكن تمييز أربعة أشكال رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التصاعد اإلجم‪$$‬الي‪ :‬طبق))ا له))ذا األس))لوب تقس))م ال))دخول إلى ع))دة فئ))ات وتف))رض الض))ريبة‬
‫على كل فئة بسعر معين يزيد كلما ارتفعت فئة الدخل وقد ينص الش))رع على إعف))اء الفئ))ة‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ -2‬التص‪$$‬اعد بالش‪$$‬رائح‪ :‬حس))ب ه))ذه األس))لوب يقس))م ال))دخل الواح))د إلى ش))رائح يبط))ق علىك))ل‬
‫شريحة سعر معين يرتفع كلما انتقلنا من ش))ريحة ألخ))رى‪ ،‬وهك))ذا ف))إن دخ))ل الممواللواح))د‬
‫ال يعامل معاملة ضريبة واحدة من حيث السعر‪.‬‬
‫‪ -3‬التصاعد عن طريق التنازل (الطريقة التنازلية)‪ :‬هذا األسلوب عكس الحال عند‬
‫ف ))رض س ))عر تص ))اعدي حيث يب ))دأ من س ))عر يمث ))ل الح ))د األقص ))ى ال ))ذي يف ))رض على ال ))دخول‬
‫المرتفعة‪ ،‬ثم ينخفض السعر كلما نزلنا على سلم الدخول‪.‬‬
‫‪ -4‬التص‪$$‬اعد عن طري‪$$‬ق اإلعف‪$$‬اء‪ :‬يع))ني إعف))اء ح))د أدنى من ال))دخل م))ع بق))اء س))عر الض))ريبة‬
‫ث))ابت فل))و ك))ان ح))د اإلعف))اء ‪ 1000‬وح))دة نقدي))ة وك))ان س))عر الض))ريبة ‪ %10‬ف))إن أص))حاب‬
‫الدخول التي ال تتعدى هذا المبلغ ال يدفعون شيئا وهكذا‪.‬‬
‫بعد حساب الضريبة يتعين تحصيلها وهذا هو ما نبحثه في النقطة التالية‪:‬‬
‫‪ -4 -2-4 -2‬ربط وتحص)يل الض)ريبة‪ :‬يقص)د برب)ط الض)ريبة ه)و إص)دار ق)رار من اإلدارة‬
‫المالية بتحديد المبلغ الذي يلتزم المكلف بدفعه كضريبة‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بعد إصدار قرار الربط فتأتي المرحل))ة األخ))يرة التنظيم الف))ني للض))ريبة والمتمثل))ة في تحص))يلها‬
‫أي حص))ول الخزين))ة العام))ة على مب))الغ الض))رائب المفروض))ة طبق))ا للتش))ريع الض))ريبي المطب))ق‬
‫في الدولة‪.‬‬
‫يتم تحصيل الضريبة بعدة طرق أهمها‪:‬‬
‫األصل العام‪ :‬أي يل))تزم المكل))ف ب))دفعها إلى اإلدارة من تلق))اء نفس))ه دون مطالب))ة اإلدارة بأدائه))ا‬
‫وتعد هذه الطريقة أكثر شيوعا وتسمى بطريقة التوريد المباشر‪.‬‬
‫ق))د يتم دف))ع الض))ريبة بمعرف))ة ش))خص آخ))ر غ))ير المكل))ف به))ا‪ ،‬ومض))مونها أن يكل))ف المكل))ف‬
‫المشرع شخصا آخر (المكل))ف الق))انوني) غ)ير المكل)ف الفعلي ب))دفع مبل))غ الض)ريبة) إلى الخزين)ة‬
‫العامة على أن يقوم بتحصيلها فيما بعد من المكلف الفعلي‪.‬‬
‫ويلج) ))أ المش) ))رع له) ))ذه الطريق) ))ة بالنس) ))بة للض) ))رائب على ال) ))دخل وتس) ))مى ب) ))الحجز عن) ))د المن) ))ع‪.‬‬
‫ولضمان حصول الدولة على مس))تحقاتها من الض)رائب) فق))د كف))ل الق)انون للخزان)ة العام))ة العدي)د‬
‫من الضمانات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تقري))ر ح))ق امتي))از ل))دين الض))ريبة على معظم ال))ديون األخ))رى (يس))توفي دين الض))ريبة قب))ل‬
‫غيره)‪.‬‬
‫‪ -‬تقري) ))ر ح) ))ق إص) ))دار أم) ))ر ب) ))الحجز اإلداري على األم) ))وال ض) ))د الممتنعين أو المتأخرينعن) ))د‬
‫السداد‪.‬‬
‫‪ -‬منح المشرع الموظفين المختصين في مصالح الضرائب حق اإلطالع على جميع الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير قاعدة الدفع ثم االسترداد‪.‬‬
‫باإلض))افة إلى م))ا س))بق‪ ،‬نج))د ك))ذلك وس))ائل مكافح))ة الته))رب ال))داخلي في نفس ال))وقت ض))مانات‬
‫لتحصيل الضريبة‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليرادات االئتمانية‪( 1‬القروض)‬
‫ق))د تحت))اج الدول))ة في كث))ير من األحي))ان إلى إنف))اق مب))الغ كب))يرة في وج))وه اإلنف))اق الع))ام‪ ،‬ال‬
‫تس))مح اإلي))رادات الدوري))ة المنتظم))ة بتغطيته))ا‪ ،‬وعندئ))ذ تلج))أ الدول))ة إلى اق))تراض المب))الغ ال))تي‬
‫تحتاجها‪ ،‬وبهذا تحصل على األم))وال المطلوب))ة وفي ال))وقت نفس)ه ال يس))تقطع ش)يئا من إي)رادات‬
‫السنة التي تقوم فيها بهذه النفقات‪،‬ويلجأ الدولة لهذا النوع من اإليرادات في حالتين‪:‬‬

‫‪235‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األولى حينم) ))ا تص) ))ل الض) ))رائب) إلى ح) ))دها األقص) ))ى وذل) ))ك ببل) ))وغ المع) ))دل الض) ))ريبي حجم) ))ه‬
‫األقصى‪.‬‬
‫أما الثانية تتمثل في الحاالت التي يكون فيها للضرائب ردود فعل عنيفة لدى الممولين‪.‬‬
‫له) ))ذا نح) ))اول أن نتط) ))رق وباختص) ))ار إلى موض) ))وع الق) ))روض العام) ))ة كمص) ))در من مص) ))ادر‬
‫إيرادات الدولة االئتمانية من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أنظر‪ - :‬محمد عفر وأحمد فري‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪272.1 - 262‬‬


‫‪ -‬علي لطفي‪ ،‬أصول المالية العامة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪ -‬رفعت المحجوب‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.491 – 091‬‬
‫محمد دويدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪،‬مرجع سابق ص ص ‪.962 – 972‬‬
‫صص‬ ‫‪ -‬عبيد علي أحمد الحجازي‪ ،‬مصادر التمويل مع شرح لمصدر القروض ‪،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،200 ،‬‬
‫‪.75 – 72‬‬
‫‪ -‬مروان عطوان‪ ،‬األسواق المالية والتغذية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ص‬
‫‪.134 - 129‬‬
‫‪ -3-1‬ماهية القرض العام وخصائصه‬
‫تعتبر الق)روض العام)ة أح)د مص)ادر اإلي)رادات العام)ة وذل)ك رغم الخالف)ات التيتث)ار بش)أنها‬
‫من حيث خط))ورة االعتم))اد عليه))ا‪ ،‬لم))ا له))ا من مش))اكل نتيج))ة األعب))اء المتراكم))ة على الق))رض‬
‫وخدمته‪ ،‬وق)د تزاي)دت أهمي)ة ه)ذا المص)در لمعظم دول الع)الم وخاص)ة النامي)ة منه)ا ال)تي تع)اني‬
‫نقص في موارد التمويل الذاتي‪.‬‬
‫‪ -3-3-1‬تعريف القرض‬

‫‪236‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الق))روض العام))ة هي مب))الغ نقدي))ة تقترض))ها الدول))ة أو الهيئ))ات العامل))ة من األف))راد أو الهيئ))ات‬
‫الخاصة أو الهيئ)ات العام)ة الوطني))ة أو األجنبي))ة أو المؤسس)ات الدولي))ة م))ع االل)تزام ب)رد المب))الغ‬
‫المقترضة وفوائدها طبقا لشروط القرض‪.‬‬
‫لقد حظي موضوع القروض باهتمام كبير على مستوى الفكر االقتصادي التقليدي والحديث‪.‬‬
‫لق))د ع))ارض الكالس))يك فك))رة الق))رض الع))ام واعت))بروا أن التموي))ل عن طري))ق الق))رض يحم))ل‬
‫الدولة عبئا ماليا يتمثل في أقساط الدين وخدماته‪ ،‬هذا باإلضافة إلى لجوء الدولة إلى اإلص))دار‬
‫النق ))دي لس ))داد الق ))رض مم ))ا ي ))ؤدي إلى التض ))خم‪ ،‬وينجم عن ه ))ذا األخ ))ير س ))وء توزي ))ع ال ))دخل‬
‫الوط ))ني بين األف ))راد‪ .‬أم ))ا الفك ))ر االقتص ))ادي الح ))ديث ك ))ان عكس الكالس ))يك ‪ ،‬فق ))د ن ))ادى كي ))نز‬
‫بضرورة الت))دخل في الحي))اة االقتص))ادية‪ ،‬وك))انت نظرت))ه اتج))اه الق))روض أنه))ا ذات دور إيج))ابي‬
‫في زي)))ادة اإلنت)))اج‪ ،‬ورف)))ع مس)))توى ال)))دخل وح)))د من البطال ))ة‪،‬كم ))ا تعم ))ل على تحقي ))ق التوزي ))ع‬
‫الشامل للدخل عن طريق توجيه األموال العامة نحو نفقات أكثر أولوية‪.‬‬
‫‪ -3-1-2‬خصائص القرض العام‬
‫يتم إب)رام الق)رض بص)ورة اختياري)ة‪ ،‬فالدول)ة له)ا كام)ل الحري)ة في طلب الحص)ول على‬ ‫‪-1‬‬
‫القرض من عدمه‪ ،‬كما أن الجهة المقرضة لها الحرية في منح القرض أو رفضه‪.‬‬
‫ي))دفع الق))رض بش)كل مبل))غ من الم)ال والش))ائع الق)روض أن ت))دفع بش)كل نق)دي ب))أي عملي))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫كانت ويصل إلى الخزينة بالشكل النقدي‪.‬‬
‫تتعهد الدولة برد القرض إلى الجه)ة المقرض)ة م)ع الفوائ)د المس)تحقة تبع)ا لش)رط اإلتف)اق‬ ‫‪-3‬‬
‫لهذا يطلق على القرض ضريبة مؤجلة‪.‬‬
‫يجب أن تواف))ق الس))لطة التش))ريعية على الق))رض أي أن ه))ذا األخ))ير يس))تند إلى تش))ريع‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪-2-1-3‬أنواع القروض‬
‫تنقس))م الق))روض إلى ثالث أن))واع رئيس))ية هي‪ :‬الق))روض من حيث المص))در وحري))ةالمكتتب‬
‫والقروض من حيث لمدة‪:‬‬
‫أ‪ -‬يمكن تقسيم القروض العامة من حيث حرية المكتتب فيها إلى‪:‬‬
‫‪-1‬ق ‪$$‬روض اختياري ‪$$‬ة‪ :‬وهي الق) ))روض ال) ))تي يكتتب فيه) ))ا األف) ))راد والهيئ) ))ات العام) ))ة والخاص) ))ة‬
‫الوطنية طواعية‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬قروض إجبارية‪ :‬وهي تل))ك الق))روض ال))تي يكتتب فيه))ا األف))راد والهيئ))ات العام))ة والخاص))ة‬
‫الوطني))ة جبري))ا‪ ،‬علم))ا أن ه))ذا الن))وع من الق))روض تك))ون داخلي))ة فق))ط‪ 0.‬ب‪ -‬تقسيم القروض‬
‫من حيث فترة السداد إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬ق‪$$‬روض قص‪$$‬يرة األج‪$$‬ل‪ :‬وف))ترة س))دادها ال تزي))د عن ‪ 5‬س))نوات وتلج))أ له))ا الدول))ة لمعالج))ة‬
‫العجز في الموازنة وهنا لها صورتان هما‪:‬‬
‫األولى‪ :‬حال ‪$$‬ة العج ‪$$‬ز النق ‪$$‬دي‪ :‬وهن) ))ا يك) ))ون ت) ))وازن الميزاني) ))ة متحقق) ))ا‪ ،‬لكن بعض اإلي) ))رادات‬
‫متأخرة وعليه تصدر الدولة قروضا قصيرة األجل تسمى سندات القصيرة‬
‫ثانيا‪ :‬حالة العجز المالي‪ :‬وفي ه))ذه الحال))ة تزي))د النفق))ات العام))ة عن اإلي))رادات العام))ة‪ ،‬وعلي))ه‬
‫تص ))در الدول ))ة قروض ))ا قص ))يرة األج ))ل لف ))ترة أط ))ول من األولى وتس ))مى س ))ندات الخزين ))ة غ ))ير‬
‫العادية‪.‬‬
‫يتم))يز ه))ذا الن))وع من الق))روض بالس))يولة وقل))ة عنص))ر المخ))اطرة لكنه))ا أحيان))ا تزي))د من مش))كلة‬
‫التضخم‪.‬‬
‫‪-2‬قروض متوسطة‪ $‬األجل‪ :‬تتراوح مدتها من‪ 3‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪-3‬ق‪$‬روض طويل‪$‬ة‪ :‬هي تل))ك ال))تي تزي))د م))دتها عن ‪ 10‬س))نوات غالب))ا م))ا تتخ))ذ أج))ال الق))روض‬
‫حسب حالة السوق‪ ،‬أي المدة التي تحتاج فيها الدولة لألموال‪ ،‬وكذلك طبيعة المش))اريع المعني))ة‬
‫بالقروض ومركز الدولة المالي ومن أمثلة القروض المتوسطة نجد السندات الحكومية‪.‬‬
‫ج‪-‬تقسيم القروض من حيث مصدرها‪:‬‬
‫‪ -1‬القروض الداخلية‪ :‬وهي القروض التي تصدرها الدولة داخل حدودها اإلقليمية‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر هي القروض التي تحصل عليها الدولة من طرف األشخاص الطبيعيين والمعنويين‬
‫المقيمين داخل إقليم الدولة هذا النوع من القروض ال يزيد وال ينقص فيالثروة الوطنية‪ ،‬كما‬
‫ال يؤثر على سعر الصرف وال على ميزان المدفوعات وإ ذ ما يؤديفقط إلى إعادة توزيع‬
‫الدخل‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-2‬القروض الخارجية‪ :‬وهي الق))روض ال))تي تص))درها الدول))ة خ))ارج ح))دودها اإلقليمي))ة أي‬
‫تحص ))ل عليه ))ا من الخ ))ارج س ))واء ك ))انت حكومي ))ة أجنبي ))ة أو ش ))خص ط ))بيعي أو معن ))وي أو‬
‫المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي أو البنك العالمي‪.‬‬
‫وتلجأ الدولة له)ذه الق)روض بس)بب نقص الم)دخرات الوطني)ة أو عج)ز في م)يزان الم)دفوعات‬
‫وهي على عكس القروض الداخلية من حيث أنها‪:‬‬
‫‪ -1‬تؤثر في الثروة الوطنية بالزيادة عند اإلصدار غير أنها تؤثر بالنقص عند السداد‪.‬‬
‫‪-2‬تحسن من سعر الصرف وحالة ميزان الم)دفوعات عن))د اإلص)دار ولكنه))ا تعم)ل العكس عن)د‬
‫السداد‪.‬‬
‫‪-3‬الق))رض الخ)ارجي يمكن أن ي))ؤدي إلى ت)دخل الجه))ة الدائن))ة في ش))ؤون البالد المدين))ة‪ ،‬س)واء‬
‫كانت هذه الجهة إحدى البلدان األجنبية أو منظمة دولية‪.‬‬
‫ومهما سبق‪ ،‬يمكن تلخيص مجمل اإليرادات العامة للدولة في الشكل الموالي‪:‬‬
‫الشكل رقم‪09‬‬
‫مصادر اإليرادات العامة‬

‫إيرادات ائتمانية‬ ‫إيرادات سيادية‬ ‫إيرادات اقتصادية‬

‫أرباح‬ ‫القروض‬ ‫الضرائب الرسوم الرخص اإلتاوات الغرامات‬ ‫الدومين الثمن العام‬
‫عملية‬ ‫العامة داخلية‬
‫اإلصدار‪N‬‬

‫دومين خاص وخارجية‬ ‫( طرق‪ ،‬دومين عام جسور‪،‬‬


‫النقدي‬

‫الدومين‬ ‫الدومين‬ ‫األمنقنوات المياهالدفاع‪ ، ،‬الدومين العقاري‬

‫الماليوالتجاري‬ ‫الصناعي‬ ‫القضاء ‪ ...‬الخ‬

‫‪239‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وأخيرا يمكن القول أن الدولة تستطيع من خالل استخدامها ألي نوع من اإليراداتس))الفة‬
‫الذكر تحقيق أغراض مختلف)ة وعدي)دة وله)ذا نح)اول ع)رض اآلث)ار المترتب)ة عن ه)ذهاإليرادات‬
‫ونقتص ) ))ر على اآلث ) ))ار االقتص ) ))ادية للض ) ))رائب لكونه ) ))ا الم ) ))ورد األساس ) ))ي لخزين ) ))ة الدولةوه ) ))ذا‬
‫موضوع النقطة الموالية‪.‬‬
‫‪ -4‬اآلثار االقتصادية لإليرادات‬
‫اتضح لنا فيما سبق كيف تطور دور الدول)ة في الع)الم المعاص)ر‪ ،‬فأص)بح يش)مل إلى ج)انب‬
‫وظائفه ))ا التقليدي ))ة كاف ))ة النش ))اطات االقتص ))ادية األم ))ر ال ))ذي يس ))تلزم ت ))وفر الم ))وارد االقتص ))ادية‬
‫الالزمة لذلك‪.‬‬
‫ولما كانت الضريبة تمثل المص)در الرئيس))ي لإلي))رادات العام))ة للدول)ة وأفض)ل أداة تس)تخدمها‬
‫الدولة للتدخل في النشاط االقتصادي والتأثير على الحياة االجتماعية‪،‬وفي إطار هذا ال))دور ك))ل‬
‫الض ))رائب) يتعين علين ))ا أن نتع ))رف وفي عجال ))ة على اآلث ))ار االقتص ))ادية للض ))ريبة دون غيره ))ا‬
‫من اإليرادات األخرى‪.‬‬
‫هناك العديد من اآلثار االقتصادية للضرائب من أهمها‪.1‬‬
‫‪ -4-1‬األثر على االستهالك واإلنتاج‬
‫إن ف))رض الض))ريبة على الم))داخيل المنخفض))ة ينجم عنه))ا انخف))اض في االس))تهالك واإلنت))اج‬
‫مم))ا ي))ؤدي إلى انخف))اض ال ))دخل الوط))ني ومن ثم نقص إي ))رادات الدول))ة‪ ،‬ونج))د نفس األث ))ر في‬
‫حال))ة ف))رض ض))رائب غ))ير مباش))رة على الس))لع الكمالي))ة ي))ؤدي انخف))اض االس))تهالك‪ ،‬غ))ير أن‬
‫األثر ال ينعكس على مقدرة األفراد عال اإلنتاج (عدم تأثر اإلنتاج)‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب‪NNNNNNNNNN‬ر‪NNNNNNNNNN‬آ‪NNNNNNNNNN‬ا‬ ‫ص‪NNNNNNNNNN‬ا‪NNNNNNNNNN‬د‪NNNNNNNNNN‬ق‪NNNNNNNNNN‬‬ ‫ا‪NNNNNNNNNN‬ل‪NNNNNNNNNN‬ك‪NNNNNNNNNN‬ر‪NNNNNNNNNN‬ي‪NNNNNNNNNN‬م‪NNNNNNNNNN‬‬ ‫‪ -‬ع‪NNNNNNNNNN‬ب‪NNNNNNNNNN‬د‪NNNNNNNNNN‬‬


‫مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية‪ 1 ،1973 ،‬ص ص ‪.187 – 173‬‬
‫‪ -‬محمد عبد المنعم عفر‪ ،‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬االقتصاد المالية الوصفي واإلسالمي‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪N،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ص ‪.227 – 219‬‬
‫‪ -‬محمود حسين الوادي‪ ،‬زآريا أحمد عزام‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم‪ -‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،2000‬ص ص ‪.71 – 68‬‬
‫‪ -‬عبد المطلب عبد الحميد‪ N،‬السياسات االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.961 - 661‬‬

‫إن فرض الض)رائب) مباش))رة ك)انت أو غ))ير مباش)رة تبع))ا لقواع)د معين))ة ف)إن ذل))ك يس)محللدولة‬
‫بتوجي ))ه ك ))ل من االس ))تهالك واإلنت ))اج تبع ))ا الحتياج ))ات وظ ))روف االقتص ))اد الوط ))ني‪،‬وذل )ك) من‬
‫ناحية التأثير الكلي على حجم االستهالك وحجم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -4-2‬األثر على االدخار واالستثمار‪$‬‬
‫إن ف)رض الض)رائب المباش)رة ذات الص)نف التص)اعدي تقل)ل من الق)درة على االدخ)ار ‪،‬ومن‬
‫ناحي))ة أخ))رى ف))إن ف))رض الض))ريبة على القيم المنقول))ة ي))ؤدي إلى نقص االدخ))ار أيض))ا وتقلي))ل‬
‫استعداد األفراد على االستثمار في الحالتين‪.‬‬
‫إن ف))رض ض))رائب غ))ير مباش))رة على الس))لع الكمالي))ة يزي))د من االدخ))ار‪،‬أم))ا في حال))ة ف))رض‬
‫ه))ذه الض))رائب على الس))لع الض))رورية) ينقص من االدخ))ار االختي))اري‪ ،‬ومن ناحي))ة أخ))رى ف))إن‬
‫ف))رض ض))ريبة على أرب))اح األس))هم في ش))ركات األم))وال بمع))دل أق))ل من الض))ريبة المفروض )ة)‬
‫على األرب))اح غ)ير الموزع))ة‪ ،‬ف)إن ه))ذا ي)ؤدي حتم))ا إلى تقلي)ل األم))وال االحتياطي)ة بمع))نى نقص‬
‫االستثمار الذاتي وفي نفس الوقت يؤدي إلى ارتفاع دخول األفراد نتيجة زيادة التوزيعات‪،‬وق))د‬
‫يؤدي هذا إلى زيادة االدخار‪.‬‬
‫كم))ا أن األم))وال المودع))ة ب))البنوك ف))إذا فرض))ت عليه))ا ض))رائب ينتج عنه))ا واح))د من االث))نين‪:‬‬
‫زيادة االستثمار المباشر أو االكتناز‪.‬‬
‫‪-3 -4‬األثر على إعادة توزيع‪ $‬الدخل‬
‫إن ف))رض الض))رائب) المباش))رة التص))اعدية م))ع توجي))ه الض))ريبة إلى الخ))دمات العام))ة ف))إن‬
‫النتيج ))ة النهائي ))ة هي إع ))ادة توزي ))ع ال ))دخل بطريق ))ة أق ))رب إلى العدال ))ة (م ))ع التحكم في ظ ))اهرة‬
‫التهرب)‪ ،‬وتك)ون نفس النتيج)ة في حال)ة ف)رض ض)رائب غ)ير مباش)رة على الس)لع الض)رورية‪،‬‬
‫فهذا يؤدي إلى سوء توزيع الدخل والنتيجة زيادة الفوارق االجتماعية‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4-4‬أثر الضرائب على كسب العمل‬


‫لدارسة أثر الضرائب على طلب العمل نميز حالتين‪:‬‬
‫األولى حال) ))ة ف) ))رض ض) ))ريبة على أص) ))حاب ال) ))دخول المح) ))دودة‪ ،‬فه) ))ذا ق) ))د ي) ))ؤدي إلى زي) ))ادة‬
‫اإلقبال على العمل عن طريق الساعات اإلضافية بهدف تعويض ما اقتطع منه كضريبة‪.‬‬
‫أما الثانية‪ ،‬حالة الدخول المرتفعة (المهن الحرة مثال)‪ ،‬إذا فرضت عليها ضريبة بنس))بةمرتفعة‬
‫قد تؤدي إلى اإلقالل من العمل أو عدم اإلقبال عليه إطالقا‪.‬‬
‫وم ))ا ه ))و ج ))دير بال ))ذكر في األخ ))ير أن أث ))ر ك ))ل من الض ))رائب) المباش ))رة وغ ))ير المباش ))رةليس‬
‫واحد‪ ،‬فكل ضريبة لها تأثيرها وفقا لظروف فرضها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الموازنة العامة‬
‫بع))د أن أنهين))ا في المب))احث الس))ابقة دراس))ة أدوات السياس))ة المالي))ة من إنف))اق وإ ي))رادات عام))ة‬
‫يك ))ون من الط ))بيعي أن ننتق ))ل إلى دراس ))ة الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة باعتب ))ار أن ))ه يتم من خالله ))ا‬
‫مقابلة النفقات العامة مع اإليرادات العامة‪.‬‬
‫وسوف تشمل دراستنا لموضوع الموازنة العامة النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم الموازنة العامة ونشأتها‪ ،‬القواعد األساسية للموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬دورة الموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاديات الموازنة العامة‪.‬‬
‫لإلشارة فإن النقطة األولى والثانية (مفهوم الموازنة ونشأتها وقواعدها األساس))ية) تعرض))نا‬
‫ل ) ))ه س ) ))ابقا (أنظ ) ))ر المبحث الث ) ))الث في الفص ) ))ل الث ) ))اني) وله ) ))ذا نقتص ) ))ر في الدراس ) ))ة على‬
‫إجراءات تحضير وإ عداد الميزانية وتنفيذها ومراقبة تنفيذها‪.‬‬
‫‪-1‬إعداد الموازنة العامة‬

‫‪242‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تختل ))ف ط ))رق إع ))داد الموازن ))ة العام ))ة من دول ))ة إلى أخ ))رى‪ ،‬كم ))ا تختل ))ف الجه ))ات ال ))تي تق ))وم‬
‫بإعدادها تبعا للنظام السياسي واالقتصادي المتبع‪.‬‬
‫العامة‪1‬‬ ‫‪ -1-1‬السلطة المختصة بإعداد الموازنة‬
‫ج ) ))رت التقالي ) ))د في معظم دول الع ) ))الم على اس ) ))تناد إع ) ))داد الموازن ) ))ة العام ) ))ة إلى الس ) ))لطة‬
‫التنفيذية‪،‬وال شك أن قيام الحكومة بإعداد الموازنة العامة أمرا طبيعيا لألسباب التالية‪:‬‬

‫عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ص ‪261.1 – 951‬‬ ‫‪-‬‬

‫قطب إبراهيم محمد‪ ،‬الموازنة العامة (الجزء األول)‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،1994 ،‬ص ص ‪.201 – 101‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪J.Burkhead . Governement , Budgeting OPCT, PP 83 – 105.‬‬

‫‪ -‬كون الحكومة هي المسؤولة عن تسيير المرافق العامة‪ ،‬باإلضافة إلى جبايتهالإليرادات‬


‫العامة والقائمة على اإلنفاق على المرافق العامة‪ ،‬مما يجعلها أقدر منغيرها معرفة‬
‫احتياجات هذه المرافق من نفقات وما ينتظر أن تدره من إيرادات‪.‬‬
‫‪ -‬كون السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن تنفيذ الموازنة ولذلك فمن الطبيعي أن تتولى أيضا‬
‫إعداد الموازنة العامة ألنها ستحاول قطعا أن تكون واقعية ودقيقة حتى يمكن تنفيذها دون‬
‫معوقات أو صعاب‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة التنفيذية أكثر السلطات معرفة بالمقدرة المالية لالقتصاد الوطني وذلك بفضل‬
‫األجهزة اإلحصائية التي تشرف عليها والمتغلغلة في البالد بأكملها والتي توفر البيانات‬
‫والتقديرات الضرورية‪.‬‬
‫ك))ون الموازن))ة العام))ة تعت))بر بمثاب))ة البرن))امج السياس))ي واالقتص))ادي واالجتم))اعي للحكوم))ة‬
‫إع))داد الموازن))ة خالل الس))نة القادم))ة ل))ذا فمن الط))بيعي أن ي))ترك للحكوم))ة إع))داد الموازن))ة ح))تى‬
‫تك))ون مع))برة عن برن))امج ه))ذه الحكوم))ة‪ ،‬تحت))اج الموازن))ة العام))ة إلى تنس))يق كب))ير بين بنوده))ا‬
‫المختلفة وهو أمر ال يتحقق إال إذا تولت الحكومة إعدادها لما تملكه من أجهزة إدارية متشبعة‬
‫ومنتش)رة في كام))ل إقليم الدول)ة‪ ،‬لكن ل)و أس))ندت ه)ذه المهم))ة إلى الس))لطة التش))ريعية فلن يتحق))ق‬

‫‪243‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التنسيق‪ ،‬وهذا ما أثبته التجربة من أن المجالس البرلمانية ال تحرص على تدابير المال بمقدار‬
‫حرصها على إرضاء الناخبين األمر الذي يحصل معه مخاطرة‪.‬‬
‫ومما سبق‪ ،‬يتضح أنه من المنطقي أن يعهد إلى السلطة التنفيذية إعداد وتحض))ير الميزاني))ة‬
‫على نحو مالئم للظ)روف االقتص)ادية ال)تي تم)ر به)ا ك)ل دول)ة ‪ ،‬ويك)ون من المؤك)د أنه)ا س)تقوم‬
‫بهذه المهمة بكل دقة وعناية‪.‬‬
‫وأخ))يرا أن المتف))ق علي))ه بين ال))دول أن الس))لطة المختص))ة بتحض))ير الموازن))ة وإ ع))دادها هي‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬إال أنه من غير المتفق عليه تحديد الشخص المسؤول الذي يقوم به)ذه المهم))ة‬
‫وحدود سلطته‪.‬‬
‫‪ -1-2‬القواعد التي يسترشد بها في تحضير الميزانية‪$‬‬
‫يتطلب إعداد وتحض)ير الموازن)ة‪ ،‬مراع)اة ع)دد القواع)د والمب)ادئ العام)ة والمتمثل)ة في مب)دأ‬
‫السنوية‪ ،‬مبدأ الوحدة مبدأ الشمولية مبدأ التوازن‪ ،‬ولقد سبق أن أشرنا إلى هذه المبادئ‪ ،‬فص))ال‬
‫عن ه) ))ذه المب) ))ادئ س) ))واء في ص) ))ورتها التقليدي) ))ة أو المتط) ))ورة ج) ))رى العملعلى مراع) ))اة بعض‬
‫القواعد التجريبية عند تحضير الميزانية من أهمها‪.‬‬
‫‪171‬‬

‫االسترش) ) ) ))اد بأح) ) ) ))دث الوق) ) ) ))ائع الس) ) ) ))ابقة‪ :‬ألن أفض) ) ) ))ل م) ) ) ))ا يس) ) ) ))اعد على دق) ) ) ))ة وتق) ) ) ))دير‬ ‫‪-1‬‬
‫النفقاتواإليرادات في ميزانية جديدة هي أرقام إيرادات ونفقات السنوات السابقة‪.‬‬
‫تحضير الميزانية يكون أقرب ما يكون لبداية السنة المالية‪ ،‬ألن)ه كلم)ا قص)ر ال)زمن بين‬ ‫‪-2‬‬
‫التحضير والتنفيذ كان التقدير أقرب إلى الدقة‪.‬‬
‫ت ))رتيب الحاج ))ات العام ))ة واألولوي ))ات االجتماعي ))ة بص ))ورة تحق ))ق أك ))بر ق ))در ممكن من‬ ‫‪-3‬‬
‫المنفع ))ة العام ))ة‪،‬وذل ))ك في اإلط ))ار ال ))ذي يحف ))ظ للسياس ))ة المالي ))ة وح ))دتها ويض ))من ع ))دم إح ))داث‬
‫تناقضات بداخلها‪.‬‬

‫‪ - 171‬زينب حسين عوض اﷲ‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.652‬‬

‫‪244‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫مراعاة الدقة في إقامة التقديرات بأن تكون المعطيات التي اعتمد عليها تنب))ع من الواق))ع‬ ‫‪-‬‬
‫مدعمة بالبيانات اإلحصائية الدقيقة والوثائق الثبوتية‪.‬‬
‫‪ -1-3‬اإلجراءات الفنية‪ $‬إلعداد الموازنة‬
‫إن عملي))ة الميزاني))ة في أي حكوم))ة تمث))ل مجتمع))ا ديمقراطي))ا تتض))من القي))ام بخط))وات آلي))ة‬
‫تتك) ))رر في ك) ))ل ع) ))ام‪ ،‬وهي اإلع) ))داد واالعتم) ))اد والتنفي) ))ذ‪ ،‬وأخ) ))يرا مراقب) ))ة التنفي) ))ذ ف) ))اإلجراءات‬
‫المتعلقة باإلعداد يمكن حصرها في خمس مراحل هي ‪:‬‬
‫‪172‬‬

‫إعداد إطار مشروع الموازنة‪ $‬العامة‬ ‫‪-1.3.1‬‬


‫لق ))د ج ))رت الع ))ادة على أن وزي ))ر المالي ))ة باعتب ))اره مثال للس ))لطة التنفيذي ))ة يت ))ولى إع ))داد ه ))ذا‬
‫اإلطار والذي يتضمن اتجاهات السياس)ة المالي)ة‪ ،‬وإ مكاني)ات الخزين)ة العام)ة في ض)وء مص)ادر‬
‫التموي ))ل الداخلي ))ة والخارجي ))ة‪،‬ومتطلب ))ات اإلنف ))اق الع ))ام‪ ،‬م ))ع رب ))ط ذل ))ك بالخط ))ة العام ))ة للتنمي ))ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫إصدار منشور الموازنة العامة‬ ‫‪-1.3.2‬‬
‫تت))ولى وزارة المالي))ة إص))دار ه))ذا المنش))ور وإ رس))اله إلى جمي))ع ال))وزارات) والهيئ))ات العام))ة‪،‬‬
‫ال))ذي يتض))من الخط))وط العريض))ة إلع))داد مش))روع الموازن))ة م))ع بيان))ات عن عناص))ر السياس))ة‬
‫المالي))ة للس ))نة المقبل ))ة م))ع مطالب ))ة ه))ذه الجه ))ات بإرس ))ال تق ))ديراتها إليرادته ))ا ونفقاته))اعن الس ))نة‬
‫المالي ))ة المقبل) ))ة في موع) ))د يح)))دده وزي) ))ر المالي)))ة لكي يتس)))نى ل) ))ه ال ))وقت الالزم إلعدادمش ))روع‬
‫ميزانية الدولة في الوقت المحدد‪.‬‬
‫إعداد مشروعات موازنات الوزارات والهيئات‬ ‫‪-1.3.3‬‬
‫تقع هذه المسؤولية على األجهزة اإلداري)ة وغالب)ا م)ا يك)ون دائ)رة مختص)ة له)ذا العم)ل تك)ون‬
‫مس ))تلقة عن ب)))اقي ال)))دوائر األخ ))رى في مس ))ؤوليتها مث ))ل دائ ))رة الميزاني ))ة‪ ،‬ال ))تي تت ))ولى إع ))داد‬
‫مش) ))روع الموازن) ))ة الخاص) ))ة ب) ))الوزارة أو الهيئ) ))ة المعني) ))ة ض) ))من إرش) ))ادات عام) ))ة وفي نط) ))اق‬
‫السياسة االقتصادية التي تستهدفها الحكومة‪.‬‬

‫‪ - 172‬عبد اﷲ الشيخ محمد الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬عمادة شؤون المكتبات‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪ ،1992‬ص ‪.416‬‬

‫‪245‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بحث ومناقشة مشروعات موازنات الوزارات والهيئات العامة‬ ‫‪-1.3.4‬‬


‫بع))د أن تص))ل كاف))ة تق))ديرات ال))وزارات) المختلف))ة والهيئ))ات التابع))ة للدول))ة‪ ،‬فتتم مراجعته))ا من‬
‫الناحي) ))ة الفني) ))ة والمحاس) ))بية‪ ،‬ثم تق) ))وم وزارة المالي) ))ة بإض) ))افة تق) ))ديرات نفقاته) ))ا‪ ،‬باإلض) ))افة إلى‬
‫تقديرات إيرادات الدولة التي تحصلها المصالح التابعة لها‪.‬‬
‫إعداد اإلطار النهائي للموازنة العامة‬ ‫‪-1.3.5‬‬
‫تتولى إدارة الميزانية بوزارة المالية جمع كاف)ة التق)ديرات المش)ار إليه)ا س)ابقا وتنس)يقها بع)د‬
‫أن تتص)))ل ب)))الوزارات المختلف)))ة إن دعت الحاج) ))ة ل)))ذلك وطلب م ))ا يحت ))اجون إلي ))ه من بيان) ))ات‬
‫ومستندات‪ ،‬ويكون مشروع الميزانية الذي يرسل إلى اللجنة المالي)ة ب)الوزارة‪،‬وتع)د) ه))ذه اللجن)ة‬
‫مشروع الميزانية‪ ،‬ويتم عرضه بعد ذلك على السلطة التشريعية في الموعد المحدد قانونا‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن عملية إعداد الموازنة يتم على نحو روتيني مثل كافة األعمال الحكومي))ة‬
‫األخ))رى‪ ،‬حيث تق))وم ك))ل إدارة من إلدارات الدول))ة قب))ل نهاي))ة ك))ل س))نة بتحدي))د احتياجاته))ا من‬
‫النفقات واإليرادات عن السنة القادمة‪.‬‬
‫‪ -1-4‬تقدير النفقات واإليرادات العامة‬
‫سبق وأنه عرفنا الموازنة العامة التقدير المعتمد لنفقات الدولة وإ يراداته))ا خالل م))دة مقبل))ة‪،‬‬
‫ومن الطبيعي أن يواجه مع)دي الموازن)ة العدي)د من الص)عوبات‪ ،‬كم)ا أن عملي)ة إع)داد الموازن)ة‬
‫أول ما تثير هو ش))كل تق))دير النفق))ات واإلي))رادات) ال))واردة بالموازن))ة‪ ،‬وله))ذا س))نتعرض فيم))ا يلي‬
‫لدراسة هذا المشكل بصورة موجزة‪.‬‬
‫تقدير النفقات‬ ‫‪-1.4.1‬‬
‫تقدير النفقات في المعتاد ال يثير صعوبات فنية كثيرة وال يتطلب إال أن يكون صادقا‪.‬‬
‫تقدر النفقات بطريقة التق)دير المباش)ر‪ ،‬من قب)ل الم)وظفين المختص)ين في الهيئ)ات المختلف)ة تبع)ا‬
‫للحاج))ات المنتظ))رة م))ع مراع))اة الدق))ة بمع))نى أن يك))ون ه))ذا التق))دير واقعي وبعي))د عن المغ))االة‬

‫‪246‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ح ))تى يمكن تطبيق)))ه في أرض الواق)))ع ويطل)))ق على المب)))الغ المقترح ))ة للنفق ))ات "اعتم ))ادات" وال‬
‫يج ))وز للس ))لطة التنفيذي ))ة أن تتجاوزه ))ا أثن ))اء التنفي ))ذ الفعلي‪ ،‬وإ ن دعت الض ))رورة لتج ))اوز ه ))ذه‬
‫االعتمادات عليها الحصول على موافقة مسبقة من السلطة التشريعية‪.‬‬
‫ويمكن بطبيع) ))ة الح) ))ال االسترش) ))اد بأرق) ))ام النفق) ))ات العام) ))ة ال) ))واردة بالموازن) ))ات الس) ))ابقة م) ))ع‬
‫مراع))اة أال تك ))ون منطوي ))ة على إس ))راف أو متض ))منة لبعض النفق))ات العارض ))ة أو االس))تثنائية‪،‬‬
‫كم))ا ينبغي على مع))دي الموازن))ة أن يأخ))ذوا في اعتب))ارهم نت))ائج الدراس))ات واألبح))اث المتعلق))ة‬
‫باألحوال االقتصادية المحلية والدولي))ة الس))ائدة‪ ،‬والتغ))يرات المتوق))ع ح))دوثها خالل الس))نة المالي))ة‬
‫القادم) ))ة‪ ،‬ل) ))ذلك ف) ))إن تق) ))ديرات النفق) ))ات ال) ))تي تت) ))ولى ال) ))وزارات والهيئ) ))ات العام) ))ة إع) ))دادها تتم‬
‫مراجعتها في وزارة المالية‪ ،‬التي تراعي وجود مع))دالت لإلنف))اق وتستش))هد باإلنف))اق الفعلي في‬
‫الس) ))نتين األخ) ))يرتين‪ ،‬كم) ))ا أن هن) ))اك مراجع) ))ة أخ) ))رى لتق) ))ديرات النفق) ))ات تتم في اللجن) ))ة الفني) ))ة‬
‫المختصة في السلطة التشريعية‪.‬‬
‫تقدير اإليرادات‬ ‫‪-1.4.2‬‬
‫إن تق ))دير اإلي ))رادات يث ))ير ص ))عوبات فني ))ة ناش ))ئة عن ارتب ))اط حص ))يلة الض ))رائب بالنش ))اط‬
‫االقتص)ادي خالل الس)نة القادم)ة‪،‬وله)ذا يجب دراس)ة ه)ذا النش)اط بمختل)ف توقعات)ه‪ ،‬وكلم)ا ك)انت‬
‫ه))ذه الدراس))ة دقيق))ة ك))ان تق))دير اإلي))رادات أق))رب م))ا يك))ون إلى الواق))ع‪.‬إن تق))دير اإلي))رادات بدق))ة‬
‫يقتضي اإللمام بكافة المتغ)يرات االقتص)ادية الم)ؤثرة في حجم ال)دخل الوط)ني‪ ،‬ومن ثم حص)يلة‬
‫الضرائب المحصلة لحساب الدولة وهناك أربعة أساليب لتقديراإليرادات) العامة هي‪:1‬‬
‫طريق‪$$‬ة التق‪$$‬دير المباش‪$$‬ر‪ :‬ت))رمي ه))ذه الطريق))ة بص))فة أساس))ية إلى التنب))ؤ باتجاه))ات ك))ل‬ ‫‪-1‬‬
‫مصدر من مصادر اإليرادات العامة على حدة وتقدير حصيلته على هذه الدراسة المباشرة‪.‬‬
‫وفي هذه الطريق)ة ت)ترك الحري)ة لمحض)ري الميزاني)ة في تق)دير اإلي)رادات المنتظ)ر تحص)يلها‬
‫على أس))اس إج))راء تحلي))ل مباش))ر لواق))ع الحي))اة االقتص))ادية واالجتماعي))ة والسياس))ية خالل الع))ام‬
‫المقبل‪.‬‬
‫طريقة السنة قبل األخيرة‪ :‬بمقتض))ى ه))ذه الطريق)ة يتم تق)دير اإلي))رادات العام))ة للموازن)ة‬ ‫‪-2‬‬
‫الجدي)دة على أس)اس إي))رادات الس))نة قب)ل األخ)يرة‪ ،‬فمثال إذا أردن)ا تق)دير إي)رادات موازن)ة الس)نة‬

‫‪247‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫(ن) س ))تعتمد على إي ))رادات الس ))نة األخ ))يرة ال ))تي ع ))رفت نتائجه ))ا‪،‬دون إج ))راء أي تغي ))ير إال في‬
‫الحاالت االستثنائية (فرض ضريبة جديدة مثال)‪.‬‬
‫طريقة الزيادة أو النقص النسبي‪ :‬تقضي هذه الطريقة بأن يدون في مش))روع الميزاني))ة‬ ‫‪-3‬‬
‫الجدي))دة أرق))ام اإلي))رادات وف))ق آخ))ر س))نة مالي))ة منقض))ية بع))د زيادته))ا بمع))دل مح))دد إذا ك))ان من‬
‫المتوق) ))ع ازدي) ))اد النش) ))اط االقتص) ))ادي أو بع) ))د تخفيض) ))ها بمع) ))دل مح‪‬دد إذا ك) ))ان هب) ))وط النش) ))اط‬
‫االقتصادي هو األمر األكثر توقعا‪.‬‬
‫طريق‪$$‬ة المتوس‪$$‬طات‪ :‬حس ))ب ه ))ذه الطريق ))ة يتم تق ))دير اإلي ))رادات للميزاني ))ة الجدي ))دة على‬ ‫‪-4‬‬
‫أساس متوسط اإليرادات المتحققة فعال خالل فترة سابقة (ثالث سنوات عادة)‪.‬‬
‫تبويب‪ $‬الموازنة العامة‪ :‬تعتبر الدق))ة والوض))وح من المب))ادئ األساس))ية للموازن))ة العام))ة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إال أن مبدأ الوضوح يرتبط ارتباطا وثيقا بشرط آخر هو أن تطهر الموازنة في صورة تس))هل‬
‫معها عملية التحليل االقتصادي الكل‪.‬‬

‫‪ -‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪933.1‬‬


‫‪ -‬طارق الحاج ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.471 – 371‬‬
‫‪ -‬علي لطفي‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.282 – 182‬‬
‫‪ -‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.525 – 615‬‬

‫ومن هن ) ) ))ا ك ) ) ))ان البحث عن التب ) ) ))ويب المناس ) ) ))ب من أهم خط ) ) ))وات إع ) ) ))داد الميزاني ) ) ))ة كم ) ) ))ا أن‬
‫التبويبالسليم للموازنة العام))ة يس)اعد على رب))ط الموازن)ة العام))ة بالسياس))ة االقتص))ادية‪ ،‬أي رب))ط‬
‫الموازنة بالخط)ة العام)ة بحيث يك)ون تناس)ق وع)دم التع)ارض بينهم)ا‪ ،‬ه)ذا باإلض)افة إلى تس)يير‬
‫تنفيذ الموازنة وأحكام الرقابة المالي)ة ومتابع)ة م)ا يتم من تنفي)ذ م)ع مقارنت)ه بالمس)تهدف‪،‬وتيس)ير‬

‫‪248‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اتخاذ القرارات االقتص)ادية والسياس)ية وفيم)ا يلي س)نحاول اس)تعراض أهم التبويب)ات المتع)ارف‬
‫عليها للموازنة العامة وهي ‪:‬‬
‫‪173‬‬

‫‪ -2.1‬التب‪$$‬ويب ال‪$$‬وظيفي‪ :‬يقص ))د به ))ذا الن ))وع أن يتم بتب ))ويب (ت ))رتيب) عملي ))ات الدول ))ة حس ))ب‬
‫النش ))اط أو الخدم ))ة ال ))تي تؤديه ))ا الدول ))ة على أس ))اس م ))ا تق ))وم ب ))ه من وظ ))ائف ك ))األمن وال ))دفاع‬
‫والتعليم‪...‬الخ‪ ،‬وذل))ك بغض النظ))ر عن التبعي))ة اإلداري))ة للنش))اط (الجه))از الحك))ومي ال))ذي يق))وم‬
‫باإلنف))اق)‪ ،‬فمثال ق))د يك))ون مستش))فى ت))ابع للقط))اع العس))كري‪ ،‬ولكن عمليات))ه يجب أن تظه))ر في‬
‫جانب اإلنفاق على الصحة وهكذا‪.‬‬
‫يتميز التب)ويب ال)وظيفي بتيس)ير دراس)ة مختل)ف أن)واع النش)اط الحك)ومي وأهميته)ا النس)بية في‬
‫اإلنفاق اإلجمالي كم))ا يس)مح ب)إجراء المقارن))ة فيم)ا يتعل)ق بالنفق)ات العام)ة وكيفي))ة توزيعه))ا على‬
‫وظ ) ))ائف الدول ) ))ة واتجاه ) ))ات ه ) ))ذا التوزي ) ))ع ومن ثم تحلي ) ))ل النش ) ))اط الحك ) ))ومي والوق ) ))وف على‬
‫التغيرات التي تحدث في طبيعة هذا النشاط من عام إلى آخر‪.‬‬
‫‪ -2.2‬التبويب اإلداري‪ :‬يقصد بالتبويب (التقسيم) اإلداري تصنيف النفقات واإلي))رادات العام))ة‬
‫وفق))ا للوح))دات الحكومي))ة في الدول))ة (ال))وزارة‪ ،‬المص))الح‪ ،‬والهيئ))ات‪... ،‬الخ)‪ ،‬فه))و ب))ذلك يعكس‬
‫هيكل التنظيم اإلداري للسلطات العامة‪.‬‬
‫حس))ب ه))ذا التقس))يم فك))ل وح))دة تس))اهم في تحض))ير وإ ع))داد الموازن))ة العام))ة للدول))ة من خالل‬
‫قيامه))ا بتحدي))د حجم النفق))ات المس))تقبلية وإ يراداته))ا المتوقع))ة خالل الس))نة المقبل))ة‪ ،‬كم))ا أن))ه يمكن‬
‫الس))لطة التش))ريعية من مناقش))ة واعتم))اد ومراقب))ة الموازن))ة بس))هولة عن طري))ق دراس))ة الوض))ع‬
‫المالي لكل وحدة حكومية على حدة‪.‬‬

‫‪ -2.3‬التب‪$$$$$$‬ويب االقتص‪$$$$$$‬ادي‪ :‬يق ) ) ) ))وم ه ) ) ) ))ذا الن ) ) ) ))وع على أس ) ) ) ))اس عملي ) ) ) ))ات الدول ) ) ) ))ة حس ) ) ) ))ب‬
‫طبيعتهااالقتصادية‪ ،‬وعرضها في ش))كل تظه))ر ب))ه وكأنه))ا ج))زء من نظ))ام أوس))ع يش))مل عملي))ات‬

‫‪ - 173‬باهر محمد عتلم‪ ،‬سامي السيد‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ص ‪.331 - 921‬‬
‫‪ -‬عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.761 – 361‬‬
‫‪. J.Burkhead . Governement , Budgeting OPCT, 113 – 125 -‬‬

‫‪249‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ك))ل القطاع))ات االقتص))ادية‪ ،‬وبالت))الي يتم ه))ذا التب))ويب حس))ب طبيع))ة العملي))ة وحس))ب من يق))وم‬
‫بهذه العمليات أي يتم حسب العملية وحسب القطاع‪.‬‬
‫‪ -1‬التبويب حسب العملية‪ :‬ويتم تبويب العملي))ات حس))ب طبيعته))ا االقتص))ادية وبص))فة عام))ة‬
‫تقسم هذه العمليات إلى مجموعتين متميزتين هما‪ :‬العمليات الجارية والعمليات الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -2‬التقسيم حسب القطاع‪ :‬ليس تبويب ميزانية الدولة هدفا في حد ذات))ه لكن)ه وس)يلة ليجع))ل‬
‫من الموازنة أداة لتنفيذ السياسة المالية والسياسة االقتص))ادية العام))ة‪ ،‬وبالت))الي يقتض))ي المنط))ق‬
‫تطبيق التبويب ال على الموازنة وإ نما على االقتصاد الوطني‪ ،‬سواء تم بواسطة الحكومة (في‬
‫الموازن))ة) أو بواس))طة القط))اع الع))ام أو بواس))طة األف))راد وح))تى يتم ذل))ك يل))زم التب))ويب حس))ب‬
‫القط))اع‪ ،‬أي يتم تقس))يم االقتص))اد إلى قطاع))ات تض))م ك))ل منه))ا مجموع))ات متناس))قة‪ ،‬فاالقتص))اد‬
‫الوط)))ني يتك)))ون من قط)))اع الحكوم)))ة‪ ،‬قط)))اع األعم) ))ال أف ))راد ومؤسس) ))ات ال تس) ))تهدف ال ))ربح‪،‬‬
‫وقطاع العالم الخارجي (غير المقيمين)‪.‬‬
‫وال يعني هذا أن كل اقتصاد البد وأن ينقسم إلى هذه المجموعات والقطاعات‪ ،‬بينما يتوقف‬
‫ذل))ك على طبيع))ة االقتص))اد وأبع))اده والفلس))فة ال))تي يق))وم عليه))ا‪ ،‬وعلى أس))اس ه))ذه المتغ))يرات‬
‫أيضا يتوقف حجم ودور الموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -2-4‬موازنة األداء‬
‫يرج ))ع ظه ))ور ه ))ذه الموازن ))ة إلى تطبيقه ))ا في الوالي ))ات المتح ))دة األمريكي ))ة وبالتحدي ))د في‬
‫والي))ة نيوي))ورك بع))د الح))رب العالمي))ة الثاني))ة‪ ،‬ويع))رف بعض الكت))اب موازن))ة األداء بأنه))ا أداة‬
‫إلى تب))ويب بيان))ات الموازن))ة العام))ة‪ ،‬بحيث يعطي االهتم))ام لم))ا تق))وم الدول))ة من أعم))ال وليس‬
‫لم) ))ا تش) ))تريه من س) ))لع وخ) ))دمات أي أن موازن) ))ة األداء توض) ))ح األغ) ))راض واأله) ))داف ال) ))تي‬
‫‪174‬‬

‫تتطلب االعتمادات من أجلها‪ ،‬كما توضح البرامج المقترح)ة تحقيقه)ا ه)ذه األه)داف فض)ال عن‬
‫معدالت كمية محددة يمكن بها قياس المهام التي تم انجازها في كل برنامج‬

‫‪. J.Burkhead . Government, Budgeting OP-CiTe, 133 – 135 - - 174‬‬

‫‪250‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪251‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫على ح ) ))دا‪ ،‬وت ) ))ذهب موازن ) ))ة األداء إلى الترك ) ))يز على م ) ))ا تفعل ) ))ه الحكوم ) ))ة وليس على م ) ))ا‬
‫تبتاعهمن أشياء ناقلة بذلك االهتمام من وسائل التنفيذ ذاته‪.‬‬
‫ومن ه ))ذا التعري ))ف يتض ))ح أن ه ))ذه الموازن ))ة تق ))وم على أس ))اس من المه ))ام المنج ))زة دون‬
‫المواد والسلع التي يتم الحصول عليها‪ ،‬بمع))نى آخ))ر أن الق))ائمين على إع))داد ميزاني))ة األداء‬
‫ال يهتم) ))ون بالدرج) ))ة األولى بتحدي) ))د عناص) ))ر اإلنت) ))اج المس) ))تخدمة في ك) ))ل وح) ))دة حكومي) ))ة‬
‫(أج ))ور‪ ،‬م ))واد البن ))اء ‪...‬الخ ب ))ل يهتم ))ون بتحدي ))د المنتج النه ))ائي من اس ))تخدام ه ))ذه العوام ))ل‬
‫(بناء مدرسة مثال) فاس)تخدام األم)وال العام)ة‪ ،‬وفق)ا له)ذا األس)لوب يتم به)دف تحقي)ق أه)داف‬
‫إنتاجية محددة‪.‬‬
‫ويلزم هنا التفرقة بين موازنة األداء وموازنة البرامج‪ ،‬فموازنة ال))برامج ينص))ب الترك))يز‬
‫فيها أساسا على تبويب اإلدارات المختلف))ة إلى الوظ))ائف األساس)ية ال))تي تؤديه)ا الدول))ة‪،‬وك)ل‬
‫وظيف))ة منه))ا تش))مل ب))رامج أساس))ية‪،‬وك))ل برن))امج أساس))ي يش))مل ب))رامج فرعي))ة‪ ،‬أي أن ه))ذا‬
‫األس ))لوب يق ))وم على أس ))اس النظ ))ر إلى احتياج ))ات المجتم ))ع ووس ))ائل إش ))باعها كم ))ا ته ))دف‬
‫طريقة اإلعداد هذه (البرامج) إلى تحقيق االستخدام األمثل والرشيد للموارد العام))ة بأفض))ل‬
‫صورة ممكنة‪.‬‬
‫والشكل الموالي يوضح العالقة بين تبويب موازنة األداء والبرامج‪).‬‬
‫تبويب األداء‬
‫الشكل رقم ‪ :10‬يوضح تبويب‪ $‬األداء‬
‫وظائف‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أدوات وهيئات‬

‫ب رامج‬

‫وحدات أداء‬

‫أنشطة‬ ‫ن واتج نهائية‬

‫‪205‬‬
‫سلع‬

‫‪J.Burkhead . Governement , Budgeting OPCT, P 148‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫يتضح من هذا الشكل أن تب)ويب ال)برامج أوس)ع من تب)ويب األداء وأن ك)ل ب)رامج يش)تمل‬
‫على عدد من الوح))دات اإلداري))ة التنظيمي))ة وي))دل ه))ذا الرس))م على أن األداء يمكن أن يق))اس‬
‫في صورة أنشطة أو ب))رامج نهائي))ة‪ ،‬وأن م)واد اإلنف))اق يتيس)ر تجميعه))ا على أح)د األساس)ين‬
‫(نواتج أو أنشطة)‪.‬‬
‫يمكن الق ))ول أن تب ))ويب موازن ))ة األداء يختل ))ف عن التبويب ))ات األخ ))رى‪ ،‬حيث أن غ ))رض‬
‫تب))ويب األداء يتمث))ل في التأك))د من أن األش))ياء ال))تي تش))تريها الحكوم))ة ال تحس))ب وتص))نف‬
‫بحس ))ب طبيعته ))ا‪ ،‬باعتباره ))ا كأش ))ياء‪،‬وإ نم ))ا يس ))تلزم أن تنظم وتجم ))ع وفق ))ا لألنش ))طة المع ))دة‬
‫لخ))دمتها‪ ،‬ومن هن))ا يتض))ح الف))رق بين تب))ويب األداء وبين التب))ويب التقلي))دي للموازن))ة العام))ة‬
‫في الطريق ))ة ال ))تي ينظ ))ر به ))ا أو تجم ))ع بواس ))طتها الس ))لع والخ ))دمات المش ))تراة ‪ ،‬فعلى س ))بيل‬
‫المث)ال في ظ))ل تب))ويب األداء يعت))بر الطن المش))ترى من اإلس))منت ج)زءا من المدرس))ة‪ ،‬ويتم‬
‫التركيز هن))ا على العملي)ة أو االنج)از‪ ،‬ويتض))ح من ه))ذا أن تب)ويب األداء يه)يئ الرابط))ة بين‬
‫المشتريات وبين اإلنجازات األمر الذي عاب التبويب التقليدي للموازنة العامة‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بع ))د أن اس ))تعرض ‪ Burkhead‬تبويب ))ات الموازن ))ة العام ))ة المختلف ))ة أورد الش ))كل الت ))الي‬
‫لتوضيح العالقة بين كافة أنواع التبويب والغرض منها‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ 11‬العالقة بين كافة أنواع التبويب والغرض منها‬
‫نوع‬ ‫الغرض من التبويب‬
‫تكوين البرامج‬ ‫التبويب‬
‫تبويب‬
‫اقتصادي‬
‫تبويب‬
‫وظيفي‬
‫االقتصادي‬ ‫التحليل‬
‫برامج‬

‫تنفيذ الموازنة‬ ‫إنجاز‬


‫تنظيم‬
‫تبويب حسب أغراض الصرف‪.‬‬
‫‪J.Burkhead . Governement , Budgeting OPCT, P 132‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫‪ -3‬اعتماد وتنفيذ‪ $‬الموازنة‬


‫السلطة المختصة باالعتماد‬ ‫‪-3.1‬‬
‫إذا ك))انت مرحل))ة اإلع))داد والتحض))ير ق))د أس))ندت إلى الس))لطة التنفيذي))ة باعتباره))ا األق))در‬
‫على ذلك‪ ،‬أما مرحلة االعتماد فتنفرد به الس)لطة التش)ريعية باعتب)ار أنه)ا جه)ة االختص)اص‬
‫التي تتولى مراجعة الحكومة في جميع أعمالها‪ ،‬باإلضافة إلى كونها ممثلة الش))عب بوص))فه‬
‫مصدر كل السلطات في النظم الديمقراطية‪.‬‬
‫يعت ))بر ح ))ق الس ))لطة التش ))ريعية في اعتم ))اد الموازن ))ة من الحق ))وق الرئيس ))ية ال ))تي اكتس ))بتها‬
‫الس))لطة التش))ريعية ع))بر التط))ور الت))اريخي‪ ،‬وعلي))ه ف))إن اعتم))اد الس))لطة التش))ريعية للموازن))ة‬
‫‪254‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫البد أن يسبق التنفيذ‪ ،‬بمعنى أن السلطة التنفيذية ال تستطيع البدء في تنفيذ الموازنة إال بعد‬
‫اعتمادها من طرف السلطة التشريعية‪.‬‬
‫إجراءات اعتماد الموازنة‬ ‫‪-3.2‬‬
‫بع ))د أن تق ))وم الس ))لطة التنفيذي ))ة بإع ))داد مش ))روع الموازن ))ة تق ))وم بعرض ))ه على الس ))لطة‬
‫التش))ريعية حيث يق))وم وزي))ر المالي))ة بإلقائ))ه على البرلم))ان ألن))ه يمث))ل الش))عب ال))ذي يتحم))ل‬
‫األعباء المالية الالزمة لتغطية اإلنفاق العام‪.‬‬
‫يخضع اعتماد الموازنة إلجراءات دستورية تس))تهدف االنته))اء من بحثه))ا في حينه))ا حيث‬
‫يتعين عرض مشروع الموازنة على السلطة التشريعية قبل بداية السنة المالية نظرا لزيادة‬
‫ت))دخل الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي‪ ،‬أص))بحت الموازن))ة وثيق))ة معق))دة يص))عب فهمه))ا ل))دى‬
‫العامة‪.‬‬
‫غالب))ا م))ا يك))ون هن))اك لج))ان مختص))ة لمناقش))ة مش))روع الميزاني))ة‪ ،‬ومعظم م))ا ي))دور حول))ه‬
‫النق ))اش ه ))و ج ))انب النفق ))ات وعلى األخص على التغ ))يرات المقترح ))ة في مش ))روع الميزاني ))ة‬
‫بعد التعديالت التي تجريها اللجان المختصة‪.‬‬
‫وبعد المناقشة والتداول يكون واحد من النتائج الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد مشروع الموازنة وبعدها يطلق عليه قانون الموازنة‪.‬‬
‫‪ -‬رفض مش ))روع الموازن ))ة وه ))ذا اإلج ))راء في المجتمع ))ات الديمقراطي ))ة ي ))ؤدي إلى تغي ))ير‬
‫سياسي مثل استقالة الحكومة أوحل البرلمان‪.‬‬
‫‪ -‬اعتم ))اد مش ))روع الموازن ))ة بع ))د إدخ ))ال بعض التع ))ديالت علي ))ه ف ))إن ه ))ذه المرحل ))ة تنتهي‬
‫بصدور قانون الميزانية أو صدور الميزانية العامة كوثيقة قانونية قابلة للتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬تنفيذ الموازنة‬
‫يقع على عاتق السلطة التنفيذية وحدها مسؤولية التنفيذ‪ ،‬وتقوم به من خالل ال)وزارات‬
‫والهيئات والمؤسسات العامة‪ ،‬حيث يتم في هذه المرحلة جباية اإلي))رادات وص))رف النفق))ات‬
‫حس))ب االعتم))اد المخص))ص لك))ل دائ))رة‪،‬ويتم اإلنف))اق من خالل الوح))دات اإلداري))ة وفق))ا لم))ا‬
‫هو مخول لها قانونا‪.‬‬
‫ويمكن توضيح عملية التنفيذ وبشكل مختصر من خالل المراحل التالية‪:‬‬

‫‪255‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3-3-1‬عمليات الصرف‬
‫تهيمن وزارة المالي ) ))ة على عملي ) ))ات الص ) ))رف في جمي ) ))ع األجه ) ))زة والمص ) ))الح الحكومي ) ))ة‬
‫التابعة لها عن طريق من ين))وب عنه))ا‪ ،‬وتم))ر عملي))ة الص)رف) بأربع))ة مراح)ل متتالي))ة يمكن‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬االرتباط بالنفقة‪ :‬ويحصل هذا االرتباط عندما تتخذ السلطة التنفيذية قرار ينتج عن))ه دين‬
‫في ذمة الدولة يجب سداده (التوقيع على شراء سلعة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫تحديد النفقة‪ :‬وه))و ق))رار تص))دره الجه))ة المختص))ة (الس))لطة التنفيذي))ة) بتق))دير المبل))غ‬ ‫‪-2‬‬
‫المستحق للدائن وخصمه من االعتمادات المقرر في الموازنة‪.‬‬
‫اإلذن بالص‪$$‬رف‪ :‬وه ))و األم))ر الموج))ه إلى أمين الص))ندوق في ال))دوائر المعني))ة ي))دفع‬ ‫‪-3‬‬
‫مبل))غ من الم))ال لش))خص م))ا (ال))دائن) علم))ا أن ه))ذا األم))ر يص))در من جه))ة رس))مية مفوض))ة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫صرف النفقة‪ :‬أي ص))رف قيم))ة النفق))ة المح))ددة س))ابقا للش))خص ص))احب العالق))ة‪،‬وق))د‬ ‫‪-4‬‬
‫تكون عملية الصرف (الدفع) نقدا أوشيكا مهما كان نوعه‪.‬‬
‫‪ -3-3-2‬تحصيل‪ $‬اإليرادات العامة‬
‫تق ))وم الجه ))ات الحكومي ))ة المختلف ))ة وذات ص ))احبة االختص ))اص بتحص ))يل م ))ا ورد في‬
‫الموازن))ة (بن))ود اإلي))رادات العام))ة)‪،‬وه))ذا طبق))ا للق))وانين واألنظم))ة المعم))ول به))ا وال يج))وز‬
‫ألي جه))ة ك))انت أن تتج))اوز ص))الحياتها المخول))ة له))ا قانوني))ا والقاع))دة هي (ع))دم تخص))يص‬
‫اإلي) ) ))رادات العامة ) وهي تع) ) ))ني أن تختل) ) ))ط جمي) ) ))ع اإلي) ) ))رادات ال) ) ))تي تحص) ) ))لها الخزان) ) ))ة‬
‫‪175‬‬

‫لحس))ابالدولة في مجموع ))ة واح))دة بحيث تم ))ول كاف ))ة النفق))ات العام ))ة للدول))ة دون تمي))يز بين‬
‫إيرادوآخر حسب مصدره‪.‬‬
‫كثيرا ما يحدث في الحياة العملي))ة اختالف بين اإلي))رادات المتوقع))ة واإلي))رادات المحص))لة‬
‫فعال‪.‬‬
‫فإذا كانت اإليرادات المحصلة فعال أكبر من ما هو متوقع أي أن هناك ف)ائض في الخزان))ة‬
‫العامة في هذه الحالة يتم تحويل الزيادة (الفائض) إلى المال االحتياطي‪.‬‬

‫‪ - 175‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬


‫‪256‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أم ))ا إذا ك ))انت اإلي ))رادات المتوقع ))ة أك ))ثر من اإلي ))رادات المحص ))لة فعال أي تص ))بح النفق ))ات‬
‫أك))بر من اإلي))رادات المحص))لة فعال أي تص))بح النفق))ات أك))بر من اإلي))رادات وبالت))الي ظه))ور‬
‫عجز في الموازنة (الخزانة العامة)‪ ،‬وعلى الدولة أن تغطي هذا العجز وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬فرض ضرائب جديدة أو زيادة معدالت الضرائب القائمة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلصدار النقدي الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬كما تلجأ إلى االقتراض‪.‬‬
‫أم ))ا إذا ت ))بين خالل عملي ))ة تنفي ))ذ الميزاني ))ة أن االعتم ))اد المخص ))ص لغ ))رض م ))ا غ ))ير ك ))افي‬
‫س)واء ك))ان ذل)ك نتيج))ة خط)أ في التق)دير أو نتيج)ة ظ))روف طارئ)ة فعندئ))ذ تلج)أ الحكوم)ة إلى‬
‫السلطة التشريعية للموافقة على فتح اعتمادات إضافية والتي تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬االعتمادات التكميلية‪ :‬وهي التي تقرر لتكملة إعتمادات واردة في الموازنة ولكن‬
‫يتضح أثناء التنفيذ عدم كفايتها‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمادات غير العادية‪ :‬وهي االعتمادات التي تقرر لمواجهة نفقات جديدة لم تكن‬
‫واردة أصال في الوازنة غير أنها تكون ضرورية ومهمة بسبب حدوث ظروف‬
‫كانت غير متوقعة أثناء إعداد الموازنة‪.‬‬
‫والواق ))ع أن ))ه بعام ))ل المرون ))ة ال ))ذي ينبغي أن تتس ))م ب ))ه الموازن ))ة العام ))ة أث ))ره على التنفي ))ذ‬
‫وهي ضرورية لضمان نجاح مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -4‬مراقبة تنفيذ الموازنة العامة‬

‫‪ -4-1‬مفهوم مراقبة تنفيذ الموازنة العامة‬


‫يمكن تعريف مراقب))ة تنفي)ذ الموازن))ة بأنه))ا الوس)يلة الفعال)ة لمراقب))ة األم)وال العام)ة إنفاق)ا‬
‫وتحصيال‪ ،‬ومن هنا يتضح أن المراقبة هنا تشمل كل من النفقات واإليرادات‪.‬‬
‫فبالنسبة لإليرادات يكون الهدف هو التأكد من تحص))يل ك))ل أن))واع اإلي))رادات المنص))وص‬
‫عليها في الموازنة العامة مع إزالة كل العراقيل التي تعيق عملية التحصيل‪.‬‬
‫أم))ا مراقب))ة تنفي))ذ النفق))ات يك))ون اله))دف ه))و التأك))د من أن اإلنف))اق يتم بالش))كل ال))ذي ارتض))اه‬
‫البرلمان لكونه الممثل للشعب باعتباره الممول األصلي للدولة‪ ،‬وما يدفعه من ضرائب هو‬
‫‪257‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ج))زء من دخ))ول أف))راد الش))عب‪،‬ولم))ا ك))انت الموازن))ة ته))دف إلى تحقي))ق أه))داف اقتص))ادية‪،‬‬
‫اجتماعية وسياسية‪،‬لذلك يمكن القول أن مراقبة تنفيذ الموازنة هي الضمان الحقيقي لتحقيق‬
‫ه ))ذه األه ))داف (أه ))داف المجتم ))ع) ومن ثم ض ))مان االس ))تغالل األمث ))ل للم ))وارد االقتص ))ادية‬
‫المتاحة وفي نفس الوقت التعرف على نقاط الضعف وتالقيها‪.‬‬
‫إن مراقب ) ))ة تنفي ) ))ذ الموازن ) ))ة تس ) ))تمر بع ) ))د انته ) ))اء الس ) ))نة المالي ) ))ة وذل ) ))ك من خالل دراس ) ))ة‬
‫الحسابات الختامية ومقارنتها بالتقديرات الواردة في الموازنة‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫‪ -4-2‬أنواع مراقبة تنفي ذ الموازنة‬
‫يمكن تجمي ) ) ))ع األن ) ) ))واع المختلف ) ) ))ة لمراقب ) ) ))ة تنفي ) ) ))ذ الموازن ) ) ))ة في ثالث مجموع ) ) ))ات‬
‫رئيسية‪،‬نحاول عرضها بإيجاز فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -4-2-1‬من حيث نوعية المراقبة‬
‫حيث تنقسم المراقبة إلى شكلية وأخرى نوعية‪.‬‬
‫المراقبة الشكلية‪ :‬يطلق عليها كذلك اسم المراقبة الحسابية وتتضمن مراقبة ال))دفاتر‬ ‫‪-1‬‬
‫الحس))ابية باإلض))افة إلى ك))ل المس))تندات الثبوتي))ة المتعلق))ة بالص))رف والتحص))يل‪ ،‬كم))ا ته))دف‬
‫ه ))ذه المراقب ))ة إلى التأك ))د من ص ))حة تط ))بيق الق ))وانين والل ))وائح المالي ))ة ك ))التحقق من تط ))ابق‬
‫الص)رف لإلعتم)ادات الممنوح)ة لك)ل من بن)ود الموازن)ة‪ ،‬وفي حال)ة التج)اوز الب)د من التأك)د‬
‫من الحصول على ترخيص سابق من الجهة المختصة‪.‬‬

‫المراقب‪$$ $‬ة الموض‪$$ $‬وعية‪ :‬يقص ) ))د بالمراقب ) ))ة الموض ) ))وعية) أو كم ) ))ا تس ) ))مى بالمراقب ) ))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫التقييمي))ةبتقييم النش))اط الحك))ومي للتع))رف على م))دى تحقي))ق أه))داف الموازن))ة ومن ثم م))دى‬
‫تحقيقأهداف السياسة االقتصادية عامة والسياسة المالية خاصة‪.‬‬
‫وللقيام بهذه المراقبة يستدعي األمر وضع معايير وتتخذ أساسا للتقييم‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر – محمود حسين الوادي‪ ،‬زآرياء أحمد عزام‪،‬مرجع سابق‬ ‫‪176‬‬


‫ص ص ‪ .371 – 361‬علي لطفي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.503 – 592‬‬
‫‪258‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ويتمث ) ))ل مض ) ))مون ه ) ))ذا الن ) ))وع من المراقب ) ))ة في مراجع ) ))ة حس ) ))ابات التك ) ))اليف واألعم ) ))ال‬
‫ومقارنته) ))ا بالتك) ))اليف النمطي) ))ة‪ ،‬ومراجع) ))ة نت) ))ائج األعم) ))ال والعائ) ))د منه) ))ا مقارن) ))ة بم) ))ا ك) ))ان‬
‫مستهدفا‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن فعالية هذا النوع من المراقبة تكون في حالة استخدام موازنة األداء‪،‬‬
‫أي ت ) ))ترجم األعم ) ))ال الحكومي ) ))ة إلى وح ) ))دات عم ) ))ل ص ) ))غيرة ومح ) ))ددة م ) ))ع قي ) ))اس تكلفته ) ))ا‬
‫التقديرية‪.‬‬
‫‪ -4-2-2‬من حيث التوقيت الزمني‪ $‬للمراقبة‬
‫ويطل ))ق على ه ))ذا الن ))وع من الرقاب ))ة اس ))م الرقاب ))ة اإلداري ))ة‪ ،‬يمكن تقس ))يمها إلى رقاب ))ة‬
‫الحقة ورقابة سابقة على الصرف‪.‬‬
‫الرقاب ‪$$‬ة الس ‪$$‬ابقة على الص ‪$$‬رف‪ :‬وهي رقاب) ))ة وقائي) ))ة تمن) ))ع وق) ))وع الخط) ))أ الم) ))الي‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وتعالج))ه قب))ل حدوث))ه‪ ،‬وتمث))ل الج))زء األك))بر األهم من الرقاب))ة اإلداري))ة‪ ،‬وتكمن مهمته))ا في‬
‫ع))دم ص))رف أي مبل))غ إال إذا ك))ان مطابق))ا لقواع))د المالي))ة المعم))ول به))ا س))واء ك))انت قواع))د‬
‫الميزاني) ))ة أو القواع) ))د المق) ))ررة في الل) ))وائح اإلداري) ))ة المختلف) ))ة‪ .‬وتق) ))وم به) ))ا وزارة المالي) ))ة‬
‫باعتبارها المسؤولة عن المال العام وذلك بواسطة المراقبين الماليين‪.‬‬
‫ومن مزاي ))ا ه ))ذا الن ))وع من الرقاب ))ة تقلي ))ل ف ))رض ارتك ))اب األخط ))اء المالي ))ة م ))ع المحافظ ))ة‬
‫على المال العام‪.‬‬
‫المراقب‪$$‬ة الالحق‪$$‬ة على الص‪$$‬رف‪ :‬تب ))دأ ه ))ذه الرقاب ))ة بع ))د انته ))اء الس ))نة المالي ))ة وقف ))ل‬ ‫‪-2‬‬
‫الحس) ))ابات وإ ع) ))داد الحس) ))ابات الختامي) ))ة للدول) ))ة ويالح) ))ظ أن ه) ))ذه الرقاب) ))ة ال تقتص) ))ر على‬
‫النفقات العامة فقط ولكنها تمتد لتشمل اإليرادات العامة كذلك‪.‬‬
‫فهي ترتك ) ) ))ز على اكتش ) ) ))اف االنحراف ) ) ))ات واألخط ) ) ))اء والمش ) ) ))كالت واتخ ) ) ))اذ اإلج ) ) ))راءات‬
‫التص ))حيحية لمواجهته ))ا وتجنب حص ))ولها مس ))تقبال وع ))دم تفاقمه ))ا عن ))د اكتش ))افها‪ ،‬فهي إذن‬
‫وسيلة للمحاسبة والوقاية‪،‬ولهذا تعرف باسم الرقابة العالجية‪.‬‬
‫ويتولى هذه الرقابة جهاز يتمتع باالستقالل التام أي أنه ال يخضع للسلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫والج ))دير بال ))ذكر أن الرقاب ))ة اإلداري ))ة أي ))ا ك ))ان نوعه ))ا ال تع ))د وأن تك ))ون رقاب ))ة من اإلدارة‬
‫على نفسها‪ ،‬أي أنها رقابة ذاتية أو داخلية‪ ،‬طبقا للقواعد التي تضعها السلطة التنفيذية‪،‬ولذا‬
‫فإنها ال تعد كافية للتأكد من حسن التصرف في األموال العامة‪.‬‬
‫‪ -4-2-3‬من حيث الجهة لتي تتولى المراقبة‬
‫حيث تنقسم إلى مراقبة داخلية ومراقبة خارجية‪.‬‬
‫مراقب‪$$‬ة داخلي‪$$‬ة‪ :‬تتم من داخ ))ل ال ))وزارات والمص ))الح الحكومي ))ة ذاته ))ا‪ ،‬حيث يت ))ولى‬ ‫‪-1‬‬
‫بعض موظفي الحكومة مراقبة موظفي الحكومة اآلخرين‪.‬‬
‫ومض)))مون ه)))ذه الرقاب)))ة أن توك)))ل إلى وح)))دة متخصص ))ة ترتب ))ط بالجه ))ات اإلداري ))ة العلي ))ا‬
‫(مص)لحة الت)دقيق والمراقب)ة) وتع)رف بالرقاب)ة اإلش)رافية التوجيهي)ة‪،‬ومن أهم أن)واع الرقاب)ة‬
‫الداخلي) ) ))ة هي المراقب) ) ))ة الشخص) ) ))ية والذاتي) ) ))ة لكونه) ) ))ا نابع) ) ))ة من داخ) ) ))ل الف) ) ))رد وشخص) ) ))يته‬
‫ومعتقداته‪.‬‬
‫مراقبة خارجي‪$$‬ة‪ :‬يقص))د به))ا تل))ك الرقاب))ة ال))تي تق))وم به))ا جه))ة (هيئ))ة) مس))تقلة وغ))ير‬ ‫‪-2‬‬
‫خاضعة للسلطة التنفيذية وتنقسم المراقبة الخارجية إلى مراقبة خاصة ومراقبة تشريعية‪.‬‬
‫مراقب‪$‬ة خاص‪$$‬ة‪ :‬تعت))بر ه))ذه الرقاب))ة أك))ثر أن))واع الرقاب))ة فاعلي))ة وتت))ولى ه))ذه الرقاب))ة‬ ‫‪-1‬‬
‫هيئة فنية مستقلة عن كل من اإلدارة والسلطة التشريعي‪ ،‬وتنحصر مهمتها في رقاب))ة تنفي))ذ‬
‫الميزاني) ))ة والتأك) ))د من أن عملي) ))ات النفق) ))ات واإلي) ))رادات ق) ))د تمت على النح) ))و الص) ))ادرة ب) ))ه‬
‫إج) ))ازة الس) ))لطة التش) ))ريعية وطبق) ))ا للقواع) ))د المالي) ))ة المق) ))ررة في الدول) ))ة وذل) ))ك عن طري) ))ق‬
‫مراجعة حسابات الحكومة ومستندات التحص))يل والص))رف) ومحاول))ة كش))ف م))ا تتض))منه من‬
‫مخالفات ووضع تقرير شامل عن ذلك‪.‬‬
‫والهيئ))ة ال))تي تق))وم بالرقاب))ة الخاص))ة (المس))تقلة) تختل))ف من دول))ة إلى أخ))رى‪ ،‬ففي فرنس))ا‬
‫مثال تت ))ولى ه ))ذه الرقاب ))ة هيئ ))ة قض ))ائية مس ))تقلة(محكم ))ة الحس ))ابات) وفي الجزائ ))ر المجلس‬
‫األعلى للمحاسبة‪.‬‬
‫رقابة تشريعية‪ $:‬تتمثل هذه الرقابة في حق السلطة التشريعية (البرلمان) في مراقب))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫أعم ))ال الس ))لطة التنفيذي ))ة للحكوم ))ة وتتمث ))ل تل ))ك الرقاب ))ة‪ ،‬ال ))تي يطل ))ق عليه ))ا ك ))ذلك الرقاب ))ة‬
‫السياسية في مطالبة المجالس النيابية للحكوم))ة بتق))ديم اإليض))احات والمعلوم))ات ال))تي تس))اهم‬

‫‪260‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في التأكد من سير العمليات الخاصة بالنفقات واإليرادات العامة‪ ،‬س)واء تم ذل)ك في ص)ورة‬
‫أس ) ))ئلة ش ) ))فوية أو خطي ) ))ة أو ح ) ))تى باالس ) ))تجواب‪،‬وعلى) ه ) ))ذا ف ) ))إن الرقاب ) ))ة التش ) ))ريعية على‬
‫الموازنةالعام))ة تتمث))ل في مرحل))تين‪ :‬المرحل))ة المعاص))رة لتنفي))ذ الميزاني))ة والمرحل))ة الالحق))ة‬
‫على تنفيذالميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫وختام دراستنا ألنواع الرقابة على تنفيذ الموازنة‪،‬تجدر اإلشارة إلى أن))ه على ال))رغم من‬
‫وجود بعض العيوب لكل ن)وع من أن)وع الرقاب)ة إال أن كال منهم)ا يعت)بر ض)روريا لم)ا ل)ه‬
‫من مزايا‪ ،‬وباعتبار أن األنواع المختلفة للرقابة تكمل بعضها البعض‪.‬‬
‫وأخ ) ))يرا يحس ) ))ن التنوي ) ))ه إلى أن الس ) ))لطات تس ) ))تطيع من خالله ) ))ا اس ) ))تخدمها أي أداة من‬
‫األدوات المش))ار إليه))ا فيم))ا س))بق تحقي))ق أغ))راض مختلف))ة عدي))د ه))و م))ا يس))مى بآلي))ة عم))ل‬
‫السياسة المالية‪ ،‬وفي هذا الصدد ويشير أحد المختصين إلى ذلك فيقول"‬
‫‪Among the revenue instruments, the most important role is played by‬‬
‫‪taxes; however, governments rely also on fees, on the prices of public‬‬
‫‪utilities, and on sales of assets. In addition to providing revenue, each‬‬
‫‪tax can also be used to achieve particular goals. For example,‬‬
‫‪important duties can be used to influence the balance of‬‬

‫‪payments; excise taxes can be used to influence consumption‬‬


‫‪patterns, "and so on.‬‬

‫من بين آلي))ات ال))دخل تلعب الرس))وم دورا ج))د ه))ام غ))ير أن الحكوم))ات تس))تند ك))ذلك على‬
‫اإلت))اوات‪ ،‬أس))عار الخ))دمات العمومي))ة‪ ،‬وعلى مبيع))ات األص))ول‪ .‬باإلض))افة لتوف))ير ال))دخول‪،‬‬
‫يمكن اس))تخدام ك))ل رس))م لتحقي))ق أه))داف خاص))ة مثال‪ ،‬تص))دير األعب))اء ق))د يس))تخدم للت))أثير‬
‫على م) ))يزان الم) ))دفوعات الرس) ))وم اإلض) ))افية ق) ))د تس) ))تخدم للت) ))أثير على نم) ))اذج االس) ))تهالك‬
‫وهكذا‪ .‬وهذا هو موضوع المبحث التالي‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬آلية عمل السياسة المالية‬


‫تكمن آلية السياسة المالية في التحكم في حجم اإلنفاق والضرائب) وال))دين الع))ام وذل))ك من‬
‫أج) ))ل محارب) ))ة التض) ))خم واالنكم) ))اش ‪ ،‬فبواس) ))طة السياس) ))ة المالي) ))ة العام) ))ة يمكن للحكوم) ))ة‬
‫‪177‬‬

‫استخدام قواها الضريبية واإلنفاقية لتحقيق العمال)ة الكامل)ة رف)ع مع)دالت نم)و الناتج)القومي‪،‬‬
‫استقرار األسعار واألجور‪ ،‬العدالة في توزيع الدخل‪.‬‬
‫تس ) ) ))تطيع الحكوم ) ) ))ة تحقي ) ) ))ق ه ) ) ))ذه األه ) ) ))داف من خالل زي ) ) ))ادة أو خفض اإلنف ) ) ))اق الع ) ) ))ام‬
‫‪178‬‬
‫والضرائب) وذلك وفقا للوضع االقتصادي‬
‫الشك أن أدوات السياسة تستخدم إما لمعالجة وجود فجوة ائتماني))ة أو فج))وة تض))خمية في‬
‫االقتصاد الوطني‪،‬أو ما يمكنه أن يطلق عليه حاالت االختالل في االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -1‬حاالت االختالل في االقتصاد الوطني‬
‫تس))عى جمي))ع ال))دول إلى تحقي))ق مس))توى ت))وازن الن))اتج الوط))ني ولكن ق))د يبتع))د االقتص))اد‬
‫عن وضع التوازن‪ ،‬ويظهر ذلك في ظهور ما يسمى بالفجوات التضخمية واالنكماش))ية في‬
‫حالة اختالف المستوى التوازني للناتج عن مستوى التوظف الكامل‪.‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬قصور الطلب الكلي عن العرض الكلي (الفجوة االنكماشية)‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬زيادة الطلب الكلي عن العرض الكلي (الفجوة التضخمية)‪.‬‬
‫‪ -1-1‬الفجوة االنكماشية‪$‬‬
‫تحدث الفجوة االنكماشية إذا كان االقتصاد الوطني يعاني من انخفاض الطلب الكلي عن‬
‫المستوى الالزم لتحقيق التوظف الكامل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لنفرض دالة االستهالك التالية‪:‬‬
‫‪C= 200 + 0.75 R‬‬
‫وحدة نقدية ‪I=300‬‬ ‫واإلنفاق االستثماري التلقائي‬
‫وبافتراض أننا نتعامل مع اقتصاد مغلق (ال يتعامل مع الخارج)‬
‫بناء على هذا االفتراض فإن المستوى التوازني) للدخل يكون في شكل المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪ - 177‬عبد المنعم راضي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.792‬‬
‫‪.lawrence S.kitter and william l, silber, money , (newyork), Basic book , publishers, 1984 – P:151 - 178‬‬
‫‪262‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪R= C + I => R= 200 + 0.75 R+300‬‬ ‫>=‬ ‫‪R-0.75 R = 500‬‬

‫>=‬ ‫‪R 500/ 0.25‬‬


‫‪ R= 2000‬وحدة نقدية‬ ‫>=‬

‫ف ))إذا افترض ))نا أن مس ))توى ال ))دخل ال ))ذي يحق ))ق التوظ ))ف الكام ))ل يع ))ادل ‪ 2500‬ون ف ))إن ه ))ذا‬
‫يع ) ))نيوجود فج ) ))وة انكماش ) ))ية‪ ،‬ومن الواض ) ))ح أ‪ ‬ن ه ) ))ذا المس ) ))توى الفعلي للطلب الكلي أق ) ))ل‬
‫منالمستوى الالزم لتحقيق التوظف الكامل‪ ،‬أي أن هناك فجوة انكماش))ية ق))درها ‪ 500‬وح))دة‬
‫نقدية‪.‬‬
‫ومن الواض ) ))ح أيض ) ))ا أن حجم الفج ) ))وة االنكماش ) ))ية يش ) ))ير إلى كمي ) ))ة اإلنف ) ))اق ال ) ))تي تل ) ))زم‬
‫إضافتها للطلب الكلي حتى يمكن االرتفاع بمستوى الدخل إلى مستوى التوظف الكامل‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه من الضروري أن ترتفع دالة الطلب الكلي بمقدار ‪ 500‬وحدة نقدية وهذه‬
‫الزيادة في الطلب الكلي ستؤدي إلى ارتفاع مستوى الدخل من ‪ R1‬إلى ‪ R2‬بمق))دار يع))ادل‬
‫هذه الزيادة مضروبة في قيمة المضاعف ( ‪ 500 = 4 × 125‬وحدة نقدية)‪.‬‬
‫كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬
‫تشكل رقم ‪ :12‬الفجوة االنكماشية‬
‫اإلنفاق الكلي‬ ‫فجوة انكماشية‬ ‫عك‬

‫ن‬ ‫طك‬

‫‪263‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪2‬‬‫‪R1 2000‬‬ ‫‪R 2500‬‬ ‫الدخل‬


‫‪ -1-2‬عالج الفجوة االنكماشية (السياسة المالية التوسعية)‬
‫إن السياس))ة المالي))ة التوس))عية تتحق))ق من خالل زي))ادة النفق))ات العام))ة وتخفيض الض))رائب‬
‫وعجز الموازنة‪ ،‬والهدف من هذه السياسة هو تنشيط الطلب العام على السلع والخدمات‪.‬‬
‫ومن))ه يمكن عالج الفج))وة االنكماش))ية من خالل أدوات السياس))ة المالي))ة عن طري))ق إح))دى‬
‫البدائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬قيام الحكومة بالعمل على زيادة مستوى اإلنفاق العام‪ :‬وهو ما يتوافق مع ما نادى به‬
‫كي ))نز عن ))د ح ))دوث أزم ))ة الكس ))اد الع ))المي‪ ،‬حيث أن اإلنف ))اق الحك ))ومي يمث ))ل دخ ))ل لألف ))راد‬
‫وبالت ))الي ي ))زداد الطلب الكلي مم ))ا ي ))ؤدي إلى مزي ))د من اإلنت ))اج ومن ف ))رص العم ))ل وعالج‬
‫البطالة ودفع‬
‫االقتصاد الوطني إلى التحسن وعالج الفجوة االنكماشية‪.‬‬
‫‪ -2‬قي))ام الحكوم))ة بتخفيض الض))رائب أو تق))ديم إعف))اءات ض))ريبية‪،‬وتتحق))ق هن))ا ك))ذلك زي))ادة‬
‫في الدخول ويزداد الميل لالستثمار وتزداد القوة الش))رائية في المجتم))ع مم))ا يع))ني مزي))د‬
‫من الح))افز على اإلنت))اج وزي))ادة ف))رص العم))ل وبالت))الي القض))اء على البطال))ة ومعالج))ة‬
‫الفجوة االنكماشية‪.‬‬
‫‪ -3‬قي ))ام الحكوم ))ة ب ))الجمع بين ك ))ل من الب ))ديل األول والث ))اني‪ :‬وذل ))ك من خالل زي ))ادة حجم‬
‫اإلنف ) ))اق الحك ) ))ومي وتخفيض الض ) ))رائب مم ) ))ا ي ) ))ؤدي إلى زي ) ))ادة حجم الطلب الكلي في‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ويمكن أن ن ) ))بين السياس ) ))ة المالي ) ))ة التوس ) ))عية لعالج الفج ) ))وة االنكماش ) ))ية من خالل الرس ) ))م‬
‫البياني الموالي‪:‬‬
‫السياسة المالية التوسعية‬ ‫الشكل رقم ‪13‬‬
‫عك‬
‫مستوى األسعار‬
‫ث‪2‬‬ ‫ن‪2‬‬

‫ن‪1‬‬

‫‪264‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ث‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طك‬


‫ك‪1‬‬ ‫ط‬

‫‪1‬‬ ‫ل‬ ‫ل‪2‬‬ ‫الدخل‬


‫‪-1-3‬الفجوة التضخمية‪$‬‬
‫تحدث الفجوة التضخمية إذا ك)ان االقتص)اد الوط)ني يع)اني من ارتف)اع الطلب الكلي عن‬
‫المستوى الالزم لتحقيق إلى توظف الكامل‪.‬‬
‫ف ))ان فرض ))نا في المث ))ال الس ))ابق أن مس ))توى ال ))دخل الح ))الي ه ))و ‪ 2500‬وح ))دة نقدي ))ة وه ))و‬
‫أعلىمن مس) ))توى التوظ) ))ف الكام) ))ل المرغ) ))وب في) ))ه وه) ))و ‪ 2000‬وح) ))دة نقدي) ))ة أي أن هن) ))اك‬
‫فجوةتضخمية قدرها ‪ 500‬وحدة نقدية‪ ،‬والرسم البياني التالي يوضح ذلك‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ 14‬الفجوة التضخمية‬

‫اإلنفاقالكلي‬ ‫عك‬

‫الفجوةالتضخمية‬

‫ن‬ ‫طك‬

‫ل‪2‬‬ ‫ل‪1‬‬ ‫الدخل‬

‫‪-1-4‬عالج الفجوة التضخمية‪( $‬السياسة المالية االنكماشية)‬


‫يمكن اللج)))وء إلى ه)))ذه السياس ))ة بف)))رض تخفيض الطلب الكلي وكبح جن ))اح التض ))خم من‬
‫خالل تخفيض النفقات العامة أو زيادة الضرائب أو استخدامها معا‪.‬‬
‫وهك))ذا يمكن عالج الفج))وة التض))خمية من خالل أدوات السياس))ة المالي))ة من خالل الب))دائل‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪265‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫قيام الحكوم))ة بتخفيض حجم اإلنف)اق الع))ام‪ ،‬مم)ا ي)ؤدي إلى تخفيض حجم االس))تهالك‬ ‫‪-1‬‬
‫وبالتالي حدوث انخفاض في الطلب الكلي مما يعالج الزيادة في مستوى األسعار‪.‬‬
‫قي ))ام الحكوم ))ة بزي ))ادة مع ))دالت الض ))رائب مم ))ا ي ))ؤدي إلى انخف ))اض دخ ))ول األف ))راد‬ ‫‪-2‬‬
‫وبالتالي انخفاض الطلب الكلي وعالج الزيادة في مستوى األسعار‪.‬‬
‫قيام الحكومة بالجمع بين الب))ديلين مع))ا من خالل تخفيض حجم اإلنف))اق الع))ام وزي))ادة‬ ‫‪-3‬‬
‫مع))دالت الض))رائب) في نفس ال))وقت بم))ا يحق))ق اله))دف من السياس))ة المالي))ة ويمكن توض))يح‬
‫ذلك في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ 15‬السياسة المالية االنكماشية‬


‫مستوى األسعار‬ ‫طع‬

‫ث‪1‬‬ ‫ن‪1‬‬

‫ث‪2‬‬ ‫ن‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫طك‬


‫ك‪2‬‬ ‫ط‬

‫ل‪2‬‬ ‫ل‪1‬‬ ‫الناتج‬

‫وهك ) ))ذا أن مض ) ))مون ك ) ))ل من السياس) ) ))ة المالي) ) ))ة والتوس ) ))عية ه) ) ))و أن) ) ))ه في حال) ) ))ة الرك ) ))ود‬
‫االقتص))ادي‪ ،‬وعن))دما يعم))ل االقتص))اد الوط))ني بطاق))ة أق))ل من قدرت))ه اإلنتاجي))ة الكامل))ة‪ ،‬هن))ا‬
‫تلج ))أ الحكوم ))ة إلى تحري ))ر االقتص ))اد الوط ))ني بواس ))طة التوس ))ع في اإلنف ))اق الع ))ام وإ ح ))داث‬
‫عجز في الموازنة العامل)ة للدول))ة إلى أن يص)ل االقتص))اد إلى التش))غيل الكام)ل‪،‬وعن))دما تلج)أ‬
‫الحكومة الستخدام سياسية مالية انكماشية ‪.‬‬
‫‪179‬‬

‫‪.N.GREGORY - MANIW- macroeconomics- new York- worth publishers- 1997- PP 377 – 378 - 179‬‬
‫‪266‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫غير أن الحكومات في العادة تميل إلى استخدام السياس)ة المالي)ة التوس)عية أك))ثر من‬
‫استخدامها للسياسة المالية االنكماشية (التقييدية) لألسباب اآلتية‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام الزائد بأهداف التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في التوظيف الكامل لعوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬الدوافع السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات المتزايدة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق العام والحد من ارتفاع الضرائب) عامل أساسي من عوامل الدعم‬
‫السياسي الشعبي‪.‬‬
‫‪ -‬دعم وتشجيع النشاطات االقتصادية التي تساعد في التقدم والنمو‪.‬‬

‫*‬
‫‪ -2‬التدخل المالي للدولة ونموذج‪ $‬التوازن االقتصادي‬
‫ينبغي على الس))لطة العام))ة في االقتص))اديات الحديث))ة أن تح))دد المه))ام ال))تي يص))عبعلى‬
‫القطاع الخاص القيام بها مثل مشروعات البنية األساسية والمش)روعات ذات النف)ع الع)ام‬
‫وينبغي اإلشارة إلى أ‪ ‬ن السياسية المالي))ة له))ا ت))أثير مباش))ر على الن))اتج الوط))ني الوط))ني‬
‫س))واء عن طري ))ق اإلنف ))اق الع ))ام أو عن طري ))ق اإلي))رادات العام))ة‪ ،‬ولكي تتأك))د من ذل))ك‬
‫يج))در بن))ا أن نع))بر عن ه))ذه اآلث))ار في ص))ورة إدخ))ال النش))اط الم))الي للدول))ة في نم))وذج‬
‫التوازن الكلي لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ولتكن لدينا معادلة التوازن االقتصادي الكلي كما يلي‪:‬‬
‫العرض الكلي= الطلب الكلي‬
‫الدخل= االستهالك‪ +‬االستثمار‪ +‬اإلنفاق الحكومي‬

‫‪Y= C+I+G‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫ولم))ا ك))ان ال))دخل الوط))ني عب))ارة عن الن))اتج الوط))ني مقوم))ا في ص))ورة نقدي))ة ف))إن ال))دخل‬
‫الحقيقي الن) ) ))اتج يمكن تص) ) ))وره على أن) ) ))ه الف) ) ))رق بين ال) ) ))دخل الوط) ) ))ني مطروح) ) ))ا من) ) ))ه‬
‫)‪C+C0+a(y-t‬‬ ‫االستقطاعات الضريبية (‪ )y-t‬وعندئذ نجد )‪(2‬‬

‫‪267‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وللتبسيط نفترض أن االستثمار (‪ )I‬هو بأكمله استثمار ذاتي أي مشتغل على‬


‫‪Y=C0+a(Y-T) +I+G‬‬ ‫مستوى الدخل فإن معادلة التوازن تصبح‪(3) :‬‬

‫)‪Y = 1 (C0-aT+I+G‬‬
‫‪1-a‬‬
‫حيث أن‪ )Y( :‬يمثل الدخل‪ )0C( ،‬االس))تهالك التلق))ائي‪ )a( ،‬المي))ل الح))دي لالس))تهالك‪،‬‬
‫(‪ )T‬الضرائب‪ )I( ،‬إلنفاق االستثماري‪ )G( ،‬اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫و المالحظ))ة هن))ا أن الحكوم))ة يمكنه))ا الت))أثير على مس))توى ال))دخل الوط))ني عن طري))ق‬
‫تعديل نسب االستقطاعات الضريبية أو تعديل اإلنفاق العام‪ ،‬أو تمارس االثنين معا‪.‬‬
‫ومنه يمكن للحكومة أن تختار أحد السياسات المالية الثالثة التالية‪:‬‬

‫* اعتمدنا في هذه النقطة على محمد عبد المنعم عمر و أحمد فريد مصطفى‪ ،‬اقتصاد الم الي الوض عي و اإلس المي بين‬
‫النظرية و التطبيق –مؤسسة شباب الجامع‪NN‬ة اإلس‪NN‬كندرية‪ ،‬ص ص‪-453‬‬
‫‪.073‬‬

‫‪ -‬استخدام السياسة االنفاقية؛‬


‫‪ -‬استخدام السياسة الضريبية؛)‬
‫‪ -‬استخدام السياستين معا كمؤثر على التوازن االقتصادي؛‬
‫و الج ))دير بال)))ذكر أن ك ))ل سياس ))ة من الثالث له ))ا أث ))ار مختلف ))ة على ك ))ل من ت ))دخل‬
‫الدولة في سوق الس)لع و الخ))دمات و في تحدي))د مس)توى الت))وازن االقتص)ادي و له))ذا‬
‫نح ))اول أن نتع ))رض باختص ))ار ألث ))ار ك ))ل من ه ))ذه السياس ))ات على نم ))وذج الت ))وازن‬
‫االقتصادي الكلي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -2-1‬أثار السياسة االنفاقية على التوازن االقتصادي الكلي‬
‫لدراسة هذا األثر نتطرق إلى الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الموازنة العامة للدولة في حالة توازن؛‬

‫‪268‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ال))وطن‪‬‬ ‫‪ -‬الس))لطات ق))ررت زي))ادة اإلنف))اق الع))ام من أج))ل تحقي))ق مع))دل معين لنم))و ال))دخل‬
‫ي؛‬
‫‪ -‬االقتصاد الوطني في مرحلة عدم التشغيل الكامل لجميع عوامل اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬حجم الم))وارد الض))ريبية (الض))رائب) مح))دودة بحيث أن زي))ادة اإلنف))اق ينجم عن))ه عج))ز‬
‫في الموازنة؛‬
‫عندئذ نجد أن الزيادة في اإلنفاق العام (‪ )∆G‬تؤدي بدورها إلى زيادة في الطلب الكلي‬
‫الفعال‪ ،‬وبم)ا أن االقتص))اد ه)و في مرحل)ة ع))دم التش)غيل الكام))ل لجمي)ع عوام))ل اإلنت))اج ف)إن‬
‫تل ))ك الزي ))ادة في الطلب الكلي ت ))ؤدي إلى زي ))ادة الن ))اتج الوط ))ني عن طري ))ق رف ))ع مس ))توى‬
‫التشغيل لعناصر اإلنتاج ومنه يمكن التغيير عن المستوى الجديد للناتج الوطني كما‬

‫)‪y+∆y= 1 (C0-aT+I+G+∆G‬‬ ‫يلي‪(4):‬‬


‫)‪(1-a‬‬
‫نط) ) ) ) ) ))رح المعادل) ) ) ) ) ))ة (‪ )3‬من المعادل) ) ) ) ) ))ة (‪)4‬‬
‫=‪y‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نحص ) ) ))ل على ‪∆G‬‬
‫)‪∆(5‬‬
‫‪1-a‬‬
‫وهو ما يعبر عن المض))اعف البس))يط لإلنف))اق الحك))ومي وذل))ك أن الزي))ادة في اإلنف))اق الع))ام‬
‫(‪ )∆G‬يستتبعها نمو مضطرد في الناتج الوطني ‪)∆ y‬و هذا نتيجة ألثر المض))اعف و ه)ذا‬
‫)‬

‫مع افتراض بقاء العوامل األخرى على حالها‪.‬‬


‫إال أن ه))ذا الوض)ع ق)د يتح)دد طبق))ا للحال))ة العام)ة لالقتص))اد الوط)ني و يمكن توض)يح ذل)ك‬
‫بالشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ -16‬آثار السياسة االنفاقية على التوازن االقتصادي الكلي‬

‫)‪(r‬‬ ‫عك‬

‫ي ل‪1‬‬ ‫ل‪2‬‬ ‫ي‬ ‫ل‪3‬‬ ‫ي‬

‫‪269‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪r0‬‬

‫‪0‬‬ ‫الدخل (‪) y‬‬


‫يعبر المنحى (ى ل) عن الدالة المتناقضة للدخل بالنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬كما يعبر عن‬
‫العالقة العكسية بين الفائدة و مستوى الدخل‪ ،‬كما أن كل نقطة على هذا المنحى تعبر عن‬
‫حالة من التوازن بين االدخار و االستثمار‪.‬‬
‫أما منحى ع ك يع)بر عن العالق)ة الطردي)ة بين س)عر الفائ)دة و ال)دخل الحقيقي وك)ل نقط)ة‬
‫واقفة على هذا المنحى تناظر حالة من التوازن النقدي‬
‫(الطلب على النقود= عرض النقود)‪.‬‬
‫نف))ترض اآلن أن المنح))نى (ي )ل) يتق))اطع م))ع المنح))نى (ع )ك) في الج))زء األفقي للمنح))نى ف))إن‬
‫ذل))ك يع))ني أن التق))اطع يتم في " مص))يدة الس))يولة*" ونتيج))ة ل))ذلك ف)إن دخ))ل الت))وازن ( ال))دخل‬
‫الذي يحقق الوضع الت))وازني أي ال))ذي يتس)اوى عن))ده االدخ)ار م))ع االس))تثمار والطلب على‬
‫النقود وعرض النقود) يتحدد عند مستوى هو (‪) y‬‬
‫‪. 1‬‬

‫) أي أن الفرد يفضل احتفاظه ‪ - - *r0‬مصيدة السيولة معناه إذا انخفض سعر الفائدة إلى الحد األدنى ال يمكن النزول عن‪NN‬ه (‬
‫بالنقود في شكل سيولة بدال من توظيفها وهذا من شأنه يقلل الطلب على االدخار‪.‬‬

‫إال أن الزي))ادة المس))تمرة في اإلنف))اق الع))ام (‪ )∆G‬ت))دفع المنحى (ي ل‪ )1‬نح))و‬


‫اليمين حيث يتح))رك إلى ي ل‪ 2‬ومن))ه يص))بح ال))دخل الت))وازني ‪ 2Y‬وعلى ه))ذا‬
‫األساس نجد أن‪ 1y2-y‬يمكن التعبير عنه بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫)‪∆y = y2-y1 = ∆G (1/1-a)……….(6‬‬
‫علم ))ا أن االقتص ))اد الوط ))ني يعيش في مرحل ))ة (مص ))يدة الس ))يولة) ف ))إن المب ))الغ‬
‫الالزمة للدولة لسد نفقاتها اإلضافية يمكن انتزاعها عن طريق االق))تراض من‬
‫المب))الغ النقدي))ة الس))ائلة المخصص))ة للمض))اربات دون ح))دوث ارتف))اع في س))عر‬

‫‪270‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفائدة‪ ،‬كما أن الدولة في هذه الحالة لم تقوم بأي اس))تقطاعات ض))ريبية جدي))دة‬
‫كما لم تلجأ إلى اإلصدار النقدي لسد العجز في الموازنة‪.‬‬
‫وبما أن الزيادة المتحققة في الدخل (‪ )∆y‬مساوية للمقدار )‪∆G(1/1-a‬‬
‫أي )‪∆y =∆G (1/1-a‬‬
‫وعندئ ) ))ذ تعت ) ))بر السياس ) ))ة المالي ) ))ة في ه ) ))ذه الحال ) ))ة ناجح ) ))ة وفعال ) ))ة في تحقي ) ))ق‬
‫األهداف االقتصادية وزيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2-2‬آثار السياسة الضريبية‪ $‬على نموذج التوازن االقتصادي الكلي‬
‫لدراس))ة ه))ذه اآلث))ار نبقي على االفتراض))ات الس))ابقة م))ع تع))ديل في حجم‬
‫‪ )∆ T‬مع بقاء اإلنفاق العام على حاله (‪. G‬‬
‫)‬ ‫)‬ ‫الضرائب‬
‫ف))إن ه))ذا التغي))ير في االس))تقطاع الض))ريبي) ‪ )∆ T‬ي))ؤدي إلى تغي))ير في مس))توى‬
‫)‬

‫الن ))اتج الوط ))ني مس ))اويا ‪ )∆ y‬وب ))ذلك ف ))إن المس ))توى الجدي ))د له ))ذا الن ))اتج يأخ ))ذ‬
‫)‬

‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪Y+∆y = (1/1-a) ( C0-a (T+∆T) + I+‬‬
‫)‪G……………….(7‬‬ ‫ويطرح المعادلة (‪ )7‬من‬
‫‪ ∆y = (1/1-a)(-a∆T) = (-‬المعادل))ة (‪ )3‬فنحص))ل على‬
‫)‪a/1-a) ∆T…………...(8‬‬ ‫يطلق عليه مضاعف‪.‬‬
‫حيث أن‪ (-a/1-a) :‬الضرائب‬
‫بمان الميل الحدي لالستهالك (‪ )a>0>1‬فإن القيمة المطلق)ة للمض)اعف البس)يط‬
‫(‪)a/1-a( >)a-1/1‬‬ ‫تكون أكبر من القيمة المطلقة للمضاعف الضريبي‬
‫وينتج عن ذل) ) ))ك أن الزي) ) ))ادة في اإلنف) ) ))اق الع) ) ))ام(‪ ) ∆G‬ت) ) ))ؤدي إلى زي) ) ))ادة في‬
‫مس ))توى ال ))دخل‪ ∆Y‬غ ))ير أن ه ))ذه الزي ))ادة تك ))ون أك ))بر من الزي ))ادة في ال ))دخل‬
‫الناتجة عن تخفيض الضرائب‬
‫بنفس القيمة ولنتأكد من ذلك نأخذ المثال التالي‪:‬‬

‫‪271‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الحال‪$$‬ة أ‪ :‬نف ))ترض أن اإلنف ))اق الع ))ام زاد بمبل ))غ ‪ 10‬ملي ))ار وح ))دة نقدي ))ة أي أن ‪، ∆G=10‬‬
‫ولنف) ))ترض أن المي) ))ل الح) ))دي لالس) ))تهالك يس) ))اوي ‪ a =0.6( 0.6‬فعندئ) ))ذ تنتج زي) ))ادة في‬
‫)‬

‫الناتجالوطني ‪ ∆y‬حيث أن‪:‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‪∆y‬‬ ‫=)‪(∆G‬‬ ‫‪10 =25‬‬

‫‪1-a‬‬ ‫‪1-0.6‬‬
‫وحدة نقدية ‪∆y=25‬‬

‫الحال‪$$‬ة ب‪ :‬لنف ))ترض أن الض ))رائب) خفض ))ت بمق ))دار ‪ 10‬ملي ))ار وح ))دة نقدي ))ة أي ‪∆T=10‬‬
‫ومع بقاء الميل الحدي لالستهالك ثابت ‪ a= 0.6‬ف)إن ه)ذا االنخف)اض في القط)اع الض)ريبي‬
‫يؤدي الى زيادة في الناتج الوطني ‪ ∆y‬حيث أن‪:‬‬
‫‪-a‬‬ ‫‪0.6‬‬
‫=‪∆y‬‬ ‫=)‪(∆T‬‬ ‫‪x10 =1,5x-10=15‬‬
‫‪1-a‬‬ ‫‪1 -0.6‬‬
‫‪∆y‬و حدة نقدية ‪=15‬‬

‫يتضح مما سبق أن المضاعف البسيط أكبر مضاعف للضرائب مما أدى إلى زيادة‬
‫ال ))دخل الوط ))ني ناتج ))ة عن زي ))ادة اإلنف ))اق الع ))ام بمبل ))غ أك ))بر من الزي ))ادة ‪ )∆ y‬الناتج ))ة عن‬
‫)‬

‫تخفيض الضرائب بنفس القيمة‪.‬‬


‫و أخ))يرا يمكن الق))ول أن أي تخفيض في س))عر الض))رائب ي))ؤدي إلى ح))دوث زي))ادة‬
‫في الناتج الوطني‪ ،‬و يؤدي ذلك ب)دوره إلى نم)و الحص)يلة الض)ريبية حيث أن المتحص)الت‬

‫اإلجمالية ال يمكن أن تتأثر بشكل حساس ك))ذلك ف)إن أث))ار أي تع))ديل في س))عر الض))ريبة (‪T‬‬
‫)‬

‫تك))ون ل))ه أث))ار كب))يرة ليس))ت فحس))ب في حال))ة الض))رائب) النس))بية ب))ل أيض))ا تك))ون ه))ذه اآلث))ار‬
‫كبيرة وواضحة في حالة الضرائب) التصاعدية‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬دور الموازنة العامة في تحقيق التوازن االقتصادي‬


‫من المه) ) ) ))ام األساس) ) ) ))ية للموازن) ) ) ))ة في المفه) ) ) ))وم الح) ) ) ))ديث أن تس) ) ) ))هل عملي) ) ) ))ة تق) ) ) ))ويم‬
‫مقترحاتالمش))روعات العام))ة و يمكن تعري))ف المش))روعات العام))ة بأنها " وح))دة اقتص))ادية‬
‫‪180‬‬

‫تملكهاالدول ) ))ة كلي ) ))ا أو جزئي ) ))ا مس ) ))تقلة عن الجه ) ))از اإلداري للدول ) ))ة تت ) ))ولى إنت ) ))اج الس ) ))لع و‬
‫الخدمات التي قد تكون خاصة أو جديرة باإلشباع‪ ،‬و تعمل في نط))اق األه))داف االقتص))ادية‬
‫و االجتماعي))ة ال))تي تس))عى الدول))ة لتحقيقه))ا " ووض))ع ص))ورة واض))حة ألث))ار النش))اط الم))الي‬
‫للحكوم))ة على تش))غيل االقتص))اد ك))امال‪ ،‬و التخطي))ط االقتص))ادي ال يخ))رج عن كون))ه تفك))يرا‬
‫منطقي))ا منظم))ا بين كيفي))ة توزي))ع الم))وارد االقتص))ادية المتاح))ة للمجتم))ع و بين االس))تخدامات‬
‫المختلفة من أجل تحقيق األهداف الوطنية للمجتمع خالل فترة زمنية محددة‪.‬‬
‫لق)د أص)بحت الموازن)ة في ال)وقت المعاص)ر أداة من أدوات السياس)ة االقتص)ادية‪ ،‬تس)تخدمها‬
‫الحكوم) ))ة للت) ))أثير على النش) ))اط االقتص) ))ادي من أج) ))ل تحقي) ))ق األه) ))داف ال) ))تي يس) ))عى إليه) ))ا‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫فمن المعت ))اد أن تك))ون الموازن))ة متوازن))ة س))ابقا و لكن كث))يرا م ))ا ينتهي ه))ذا الت ))وازن إلى‬
‫عدم توازن الحق‪ ،‬فهنا يبدأ االندماج االقتصادي للموازنة في التوازن االقتصادي الكلي‪.‬‬
‫الحاالت المختلفة لعدم التوازن االقتصادي و أساليب معالجتها‬ ‫‪3.1‬‬
‫التوازن االقتصادي وتوازن الموازنة‬ ‫‪3.1.1‬‬
‫هذه أبسط الحاالت إذ ليس))ت على المس))ؤولين أال تعدي))ة ه))ذا الت))وازن إلى الس))نة موض))وع‬
‫التقدير‪ ،‬مع إدخال ما يلزم من تعديالت تقتضيها السياسة المالية المتبع))ة‪ ،‬وع))ادة م))ا ي))ترجم‬
‫هذا التوازن السابق بالنسبة للس))نة موض))وع التق))دير إلى ت))وازن الح))ق إال في الح))االت ال))تي‬
‫يحدث فيها خطأ فني في التقديرأو مادي في الحسابات و هي أحوال قليلة الحدوث‪.‬‬

‫‪ 180‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬اقتصاديات الخدمات و المشروعات العامة ‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية ‪ ،2000 ،‬ص‪.33‬‬

‫‪273‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪3.1.2‬‬
‫يتوافر التوازن االقتصادي مع وجود عجز في الموازنة‬
‫إن عدم توازن الموازنة يعتبر ذو طبيع))ة غ)ير اقتص)ادية يق))وم على أس)اس تفض))يالتالدولة‬
‫الس))يادية أو اإلداري))ة‪ ،‬ك))أن يح))دث العج))ز في الموازن))ة نتيج))ة اإلعف))اءات الض))ريبية أوزي))ادة‬
‫في اإلنفاق‪.‬‬
‫ويع))د ع))دم الت))وازن في ه))ذه الحال))ة أم))را الزم))ا إلع))ادة اإلنف))اق الكلي للدول))ة إلى مس))توى‬
‫اإلي))راد اإلجم))الي له))ا‪ .‬وفي ه))ذه الحال))ة إم))ا أن تب))ني الموازن))ة على إظه))ار ه))ذا العج))ز في‬
‫التقديرات‪ ،‬أو تحاول تحقيق توازن حقيقي لها‪ ،‬و يالحظ في هذا الص)دد أن كال الطريق)تين‬
‫يؤدي إلى نفس النتيجة‪.‬‬
‫إم ))ا عن طري ))ق الق ))روض إذا م ))ا اخت ))يرت طريق ))ة تق ))ديم الموازن ))ة بعج ))ز أو برف ))ع األس ))عار‬
‫الض))ريبية إذا م))ا فض))ل تحقي))ق ت))وازن حقيقي له))ا‪ .‬و أم))ا الطريقت))ان مع))ا إذا لم يك))ف رف))ع‬
‫الس) ))عر الض) ))ريبي لس) ))د العج) ))ز و به) ))ذا يك) ))ون ق) ))د احتف) ))ظ ب) ))التوازن الكلي لالقتص) ))اد الع) ))ام‬
‫بالوسائل المناسبة (الضريبية و القرض)‪.‬‬
‫عدم التوازن االقتصادي و توازن الموازنة‬ ‫‪3.1.3‬‬
‫ف))إن ع))دم الت))وازن االقتص))ادي ق))د يك))ون ناش))ئا عن زي))ادة في اإلنف))اق أو نقص في))ه‪ ،‬ف))إذا‬
‫كان ناتجا عن زيادة اإلنفاق الكلي فهنا يكون من الط))بيعي ع))دم وج)ود ت))وازن في الموازن)ة‬
‫إال أنن ))ا افترض ))نا أن الموازن ))ة متوازن ))ة‪ ،‬رغم وج ))ود ه ))ذه الزي ))ادة التض ))خمية في اإلنف ))اق‪،‬‬
‫ومهم ))ا يكن فإن ))ه يجب معالج ))ة ع ))دم الت ))وازن الكلي بممارس ))ة الوس ))ائل المض ))ادة للتض ))خم‪،‬‬
‫وخاصة تجنب خلق نقود جديدة (اإلصدار النق))دي) م)ع العم))ل في نفس ال)وقت على التوف)ير‬
‫في اإلنفاق العام إذ كانت هناك زيادة فيه و معطاة بالزي)ادة في الحص)يلة الض)ريبية) الناتج))ة‬
‫عن حساسية النظام الضريبي القائم‪.‬‬
‫أو زيادة العبء الضريبي إذا لم يكن هناك زيادة في اإلنفاق‪.‬‬
‫أم))ا الف))رض الث))اني لع))دم الت))وازن االقتص))ادي فإن))ه يح))دث في الحال))ة العكس))ية و هي ع))دم‬
‫كفاية اإلنفاق اإلجمالي األمر الذي يخشى معه أن يؤدى إلى انخفاض الدخل الوط))ني ومن))ه‬
‫الحصيلة الضريبية‪ ،‬فإذا حدث هذا االنخفاض فإن))ه الب))د و أن ينجم عن))ه ع))دم ت))وازن الح))ق‬

‫‪274‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫للموازن ))ة و يص ))بح من الض ))روري) العناي ))ة ب ))أمر ه ))ذا العج ))ز‪ ،‬عن طري ))ق اختي ))ار الط ))رق‬
‫المناس))بة لتغطيت))ه و ال يتم ه))ذا ب))الطبع عن طري))ق تخفيض اإلنف))اق الع))ام‪ ،‬إذ أن ذل))ك ينتهي‬
‫إلى تف ))اقم الحال ))ة االنكماش ))ية الموج ))ودة و ال عن طري ))ق رف ))ع أس ))عار الض ))رائب ألن ))ه أث ))ر‬
‫مماث)ل و على ه))ذا ال يبقى إال اللج))وء للق))روض العام)ة ال))تي تس)تطيع تعبئ))ة م)ا ل))دى األف)راد‬
‫من أم))وال مكت))نزة‪ .‬كم))ا ينبغي االلتج))اء إلى التوس))ع االئتم))اني عن طري))ق خل))ق نق))ود جدي))دة‬
‫بش) ))رط أن تس) ))تعمل ه) ))ذه األخ) ))يرة في تموي) ))ل إنف) ))اق اس) ))تثماري يجب الح) ))رص دائم) ))ا على‬
‫اس))تمرار تحقي))ق الت))وازن الم))الي فه))و الطري))ق الط))بيعي الموص))ل إلى الت))وازن االقتص))ادي‬
‫العام‪.‬‬
‫انعدام التوازن االقتصادي و توازن الموازنة‪ $‬الموازنة في وقت‬ ‫‪3.1.4‬‬
‫واحد‬
‫إنها أكثر الحاالت تعقيدا نظرا لشمول عدم التوازن للجانبين مع))ا ويمكن التمي))يز في ه))ذا‬
‫الشأن بين نوعين من ع)دم الت)وازن الم)الي األول يتخ)ذ ش)كل ظ)اهرة واح)دة و الث)اني ينقس)م‬
‫إلى ظاهرتين تتعارض ك)ل ظ)اهرة فيه)ا م)ع األخ)رى ففي الن)وع األول ال)ذي يب)دو في)ه ع)دم‬
‫الت))وازن لالقتص))اد و الموازن))ة في مظه))ر واح))د ف))إن يح))دث إذا م))ا زاد اإلنف))اق الع))ام على‬
‫الحص ))يلة الض ))ريبية ففي ظ ))ل ه ))ذا الوض ))ع نج ))د أن ع ))دم الت ))وازن الميزاني ))ة يزي ))د من ع ))دم‬
‫التوازن االقتصادي في ال))وقت ال))ذي يعم)ل في))ه األخ))ير على الزي))ادة من س)ابقه و يمث)ل ذل))ك‬
‫وض))عا على ج))انب كب))ير من الخط))ورة إذا لم يتهي))أ ل))ه س))بيل العالج الس))ريع‪ ،‬و العالج هن))ا‬
‫يجب أن يكون فعاال و مؤثرا وال يتم ذلك إال بالعمل في اتجاهين متالزمين‪.‬‬
‫األول ضغط اإلنفاق العام إلحداث وفرة في مستوى الحصيلة الض)ريبية الموج)ودة فعال‪ ،‬و‬
‫الثاني بضغط اإلنفاق الخاص عن طريق رفع األسعار الضريبية و خاصة الض))رائب على‬
‫االستهالك‪ ،‬ومع السير في هذين االتجاهين فإن))ه يمكن للدول)ة أن تلج)أ إلى االق))تراض الع))ام‬
‫بش))رط أال تس))تخدم حص))يلة الق))روض في تموي))ل نفقاته))ا العام))ة و إال فإنه))ا ب))ذلك تك))ون ق))د‬
‫أضاعت األثر االنكماشي المنشود من وراء هذه القروض‪.‬‬
‫أم ))ا في الوض)))ع المض)))اد‪ ،‬أي إذا ك)))ان هن)))اك نقص في اإلنف ))اق الكلي مص ))حوبا بنقص في‬
‫اإلنف ))اق الع ))ام يحق ))ق نقص ))ا في الموازن ))ة‪ ،‬ف))إن عالج ه ))ذا الوض ))ع يعت ))بر أيس ))ر من الوض ))ع‬

‫‪275‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الس))ابق علي))ه حيث يقاب))ل ه))ذا الوض))ع ع))ادة في نهاي))ة تط))بيق سياس))ة انكماش))ية و على ه))ذا‬
‫فإنه يعتبر إعادة التوازن هنا عن طريق زيادة اإلنفاق العام باستخدام فائض الموازن))ة‪ ،‬ه))و‬
‫الذي يعوض نقص اإلنفاق الكلي فإذا كان ع))دم الت)وازن أخط))ر من أن يع)الج به))ذه الطريق)ة‬
‫فيمكن للدولة أن تلجأ إلى القرض بشرط أن تمول به برنامجا واسعا من اإلنفاق العام‪.‬‬
‫أما النوع الثاني يكون بزي)ادة اإلنف)اق الكلي و الم)وارد العام)ة في نفس ال)وقت و ه)ذا الن)وع‬
‫يحم ))ل في طيات ))ه و س ))ائل عالج ))ه إذا م ))ا اس ))تطاعت السياس ))ة المالي ))ة أن تحاف ))ظ على ه ))ذا‬
‫الح ))ال أو عن طري ))ق تث ))بيت اإلنف ))اق الع ))ام عن ))د مس ))توى معين و بالت ))الي تث ))بيت الحص ))يلة‬
‫الضريبية عند هذا المستوى‪ ،‬وبصفة عامة فإنه في كل هذه الحاالت تعتبر األسلحة المالي))ة‬
‫من الوسائل الفعالة التي يمكن استخدامها إلعادة التوازن‪).‬‬

‫‪276‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثالث‬


‫بع) ))د استعراض) ))نا ألدوات السياس) ))ة المالي) ))ة و المتمثل) ))ة في السياس) ))ة اإلنفاقي) ))ة و السياس) ))ة‬
‫الض))ريبية باإلض))افة إلى الموازن))ة العام))ة اتض))ح لن))ا أن السياس))ة المالي))ة ذات أهمي))ة بالغ))ة و‬
‫ذلك من خالل أدواتها و ما لها من تأثير على جمي))ع التغ))يرات االقتص))ادية كم))ا تمث))ل األداة‬
‫التي تستخدمها الحكومة لمعالجة المشكالت االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫ل))ذلك نج))د أن األدوات المالي))ة (السياس))ة الض))ريبية‪ ،‬و السياس))ة اإلنفاقي))ة) يمكنه))ا تع))ديل ك))ل‬
‫من الهيك) ))ل االقتص) ))ادي و االجتم) ))اعي للمجتم) ))ع فض) ))ال عن ق) ))درتها على ترش) ))يد اس) ))تخدام‬
‫األموال العام)ة‪ ،‬وتحقي)ق أقص)ى إنتاجي)ة من ه)ذه األم)وال‪ ،‬ك)ذلك ال يمكن إنك)ار فعالي)ة ه)ذه‬
‫األدوات و ال ))دور اله ))ام ال ))ذي يمكن أن تلعب ))ه في ال ))وقت الحاض ))ر من خالل تأثيره ))ا على‬
‫حجم العمال)ة و ال)دخل الوط)ني و مس)تويات األس)عار و مس)تويات االس)تثمار و أخ)يرا تعت)بر‬
‫األدوات المالية من الوسائل الفعالة التي تستخدمها الدول لتحقيق الت))وازن) الم))الي و من ثم‬
‫التوازن االقتصادي العام‪.‬‬
‫ف)إن ك))انت السياس))ة المالي))ة على ه))ذه األهمي))ة في تحقي))ق أه))داف السياس))ة االقتص))ادية و أن‬
‫ه))ذه األخ ))يرة تعتم))د على سياس ))ات فالس ))ؤال ال ))ذي يط ))رح م))ا عالق))ة السياس ))ة المالي ))ة به ))ذه‬
‫السياسات و هذا ما نحاول التعرض له في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫أدوات السياسة المالية المعتمدة) في تحقيق التوازن االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪278‬‬
‫الفص ـ ـ ـ ـل الرابع‪:‬‬
‫عالقة السياسة المالية‬
‫بالسياسة النقدية‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‬

‫من خالل تعرض ))نا في الفص ))ل الس ))ابق إلى موض ))وع الت ))وازن االقتص ))ادي الع ))ام لم يع ))د‬
‫هدفا في حد ذاته‪ ،‬حيث أثبت كينز أن االقتصاد الوطني يمكن أن يتوازن عن))د أي مس))توى‬
‫من مستويات العمالة‪ ،‬وليس عند مستوى العمالة الكاملة كما كان يعتقد الكالسيك‪.‬‬
‫ح))ديثا أص))بح ه))دف السياس))ة االقتص))ادية ال))تي تش))مل على حزم))ة من السياس))ات كالسياس))ة‬
‫المالي))ة والنقدي))ة االئتماني))ة والتجاري))ة وسياس))ة س))عر الص))رف‪ ،‬بص))فة عام))ة تحقي))ق الت))وازن‬
‫االقتصادي عند مستوى العمالة الكامل)ة غ)ير المص)حوب بارتف)اع المس)توى الع)ام لألس)عار‪،‬‬
‫وب))الطبع فه))ذا لن يتحق))ق دون اللج))وء إلى سياس))ات عمدي))ة منش))طة وه))ذه السياس))ة ق))د تك))ون‬
‫السياسة المالية كما قد تكون السياسة النقدية أو خليط منهما معا‪.‬‬
‫الش ))ك أن مج ))ال ت ))أثير السياس ))ة المالي ))ة ه ))و س ))وق اإلنت ))اج وأدواته ))ا الرئيس ))ية هي اإلنف ))اق‬
‫الحكومي والضرائب‪.‬‬
‫أم))ا السياس ))ة النقدي ))ة فمج))ال تأثيره))ا ه))و س ))وق النق))د وأدواته ))ا الرئيس ))ية هي س ))عر إع ))ادة‬
‫الخصم‪ ،‬االحتياطي القانوني‪ ،‬السوق المفتوحة‪ .‬تحتل السياسة النقدية والمالية مكانة هام))ة‬
‫ضمن سياسات السياس))ة االقتص))ادية وباعتب)ار أ‪ ‬ن السياس)ة المالي)ة مدعم)ة للسياس))ة النقدي))ة‬
‫وهم ) ))ا يمثالن العناص ) ))ر األساس ) ))ية للسياس ) ))ة االقتص ) ))ادية للدول ) ))ة‪ ،‬ويرتب ) ))ط بعض ) ))ها ببعض‬
‫ارتب) ))اط وثيق) ))ا مم) ))ا يس) ))تلزم وج) ))ود تواف) ))ق م) ))ع اإلج) ))راءات والت) ))دابير المتخ) ))ذة من ج) ))انب‬
‫الس))لطات المالي))ة والت))دابير واإلج))راءات المتخ))ذة من ط))رف الس))لطات النقدي))ة وله))ذا نح))اول‬
‫في ه))ذا الفص))ل التط))رق إلى ن))وع العالق))ة الموج))ودة بين السياس))ة المالي))ة والسياس))ة النقدي))ة‬
‫وفعالية السياسة النقدية والمالية وذلك من خالل المباحث التالية‪:‬‬

‫‪280‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفه) ) ) ) ) ) ))وم السياس) ) ) ) ) ) ))ة النقدي) ) ) ) ) ) ))ة‬


‫وأهميته ) ) ))ا؛ المبحث الث ) ) ))اني‪ :‬أدوات السياس ) ) ))ة‬
‫النقدية؛‬
‫المبحث الث) ) ) ) ))الث‪ :‬التنس) ) ) ) ))يق بين السياس) ) ) ) ))ة النقدي) ) ) ) ))ة‬
‫والمالي) ) ))ة؛ المبحث الراب) ) ))ع‪ :‬التفاع) ) ))ل بين السياس) ) ))ة‬
‫المالية والنقدية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية وأهميتها‬


‫تعت))بر السياس))ة النقدي))ة إح ))دى الوس))ائل الهام ))ة للسياس))ة االقتص ))ادية ال))تي تعتم ))دها الدول))ة‬
‫وال ))تي تتخ ))ذ من المعطي ))ات النقدي ))ة موض ))وعا لت ))دخلها به ))دف تحقي ))ق أغ ))راض اقتص ))ادية‬
‫مختلف))ة و له))ذا ارتأين))ا في ه))ذا الح))ديث أن ن))بين مفه))وم السياس))ة النقدي))ة من خالل تعريفه))ا‬
‫وحص) ) ))ر جمي) ) ))ع أبعاده) ) ))ا و الم) ) ))رور بمختل) ) ))ف الم) ) ))دارس) ال) ) ))تي تناولته) ) ))ا و س) ) ))اعدت على‬
‫تطويره ))ا‪ ،‬كم ))ا نتط ))رق إلى األه ))داف الرئيس ))ية ال ))تي نس ))عى إلى تحقيقه ))ا وذل ))ك من خالل‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف السياسة النقدية‬
‫ظه))ر مص))طلح السياس))ة النقدي))ة م))ع بداي))ة الق))رن التاس))ع عش))ر‪ ،‬وتط))ور م))دى االهتم))ام‬
‫منذ ذلك الحين مع تطور المراحل المختلفة للنظرية الكمية للنقود من المفهوم الحي))ادي‬
‫إلى المفه ))وم غ ))ير الحي ))ادي ذو الت ))أثير األق ))ل أهمي ))ة بالمقارن ))ة بالسياس ))ة المالي ))ة‪،‬ثم إلى‬
‫مرحل ) ))ة تعظيم دور النق ) ))ود و السياس ) ))ة النقدي ) ))ة في النش ) ))اط االقتص ) ))ادي و ذل ) ))ك وفق ) ))ا‬
‫للمرحلة الثالثة من مراحل تلك النظرية‪.1‬‬
‫لقد عرف مفهوم السياسة النقدية تعاريف ع)دة ص)يغت جميعه)ا من وجه)ة نظ)ر معين)ة‬
‫تخص الكاتب و الباحث االقتصادي في المشكلة االقتص)ادية و النقدي))ة و المالي))ة و العالق)ة‬
‫التي تربطهم جميعا في اإلطار العام لالقتصاد‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫اتفقت جمي) ))ع التع) ))اريف على أن السياس) ))ة النقدي) ))ة ذات العالق) ))ة الوطي) ))دة بالنق) ))د و الجه) ))از‬
‫المص))رفي و خاص))ة من))ه م))ا تعل))ق بسياس))ة االئتم))ان و ك))ذلك ب))الجزء من السياس))ة المالي))ة‬
‫الحكومية التي تتعلق بمشكلة ال)دين الع)ام بص)ورة خاص)ة و ب)المركز النق)دي للدول)ة بص)فة‬
‫عامة‪.‬‬
‫تعرف السياسة النقدية بأنها عبارة عن تلك البرامج أو اإلجراءات التي تنتهجها الس))لطات‬
‫النقدي))ة لتنظيم النق))د في المجتم))ع و ص))وال لأله))داف المرغوب))ة‪ ،‬و في معظم البل))دان يق))وم‬

‫بهذه اإلجراءات البنك المركزي ‪.‬‬


‫‪181‬‬

‫‪ - 1‬سمير محمود معتوق‪ -‬النظرية و السياسات النقدية – الدار المصرية اللبنانية ‪ 1989‬القاهرة ص ص‪149-144‬‬

‫‪Christine Ammer and Dean S.Ammer, Dictionnary of Busness and Economy ,(NewYork; Macmillan - 181‬‬

‫‪.)Publishing Co 1977 p269‬‬

‫‪282‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ويعرفه ))ا ‪ George Paniente‬على أنه ))ا "مجم ))وع الت ))دابير المتخ ))ذة من قب ))ل الس ))لطات‬ ‫‪182‬‬

‫النقدي)ة قص)د إح)داث أث)ر على االقتص)اد و ك)ذلك من أج)ل ض)مان اس)تقرار أس)عار الص)رف‬
‫هي حس ))ب ف ))وزي القيس " الت ))دخل (المباش ))ر) المعتم ))د من ط ))رف الس ))لطة النقدي ))ة به ))دف‬
‫‪183‬‬

‫الت ))أثير على الفعالي ))ات االقتص ))ادية‪ ،‬عن طري ))ق تغي ))ير ع ))رض وتوجي ))ه االئتم ))ان باس ))تخدام‬
‫وسائل الرقابة على النشاط االئتماني للبنوك التجارية كما تعرف السياسة النقدية بأنها دلي))ل‬
‫العمل الذي تنتهجه السلطات النقدية ‪ ،‬بغرض المشاركة الفعالة في توجيه مسار الوح))دات‬
‫‪184‬‬

‫االقتص)ادية‪ ،‬نح))و تحقي))ق النم)و ال)ذاتي المت)وازن‪ ،‬عن طري))ق زي)ادة الن))اتج الوط))ني بالمق)دار‬
‫ال ))ذي يض ))من للدول ))ة الوص ))ول إلى حال ))ة من االس ))تقرار النس ))بي لألس ))عار بمختل ))ف أنواعه ))ا‬
‫(أسعار الصرف‪ ،‬أسعار الفائدة أسعار السلع و الخدمات)‪.‬‬
‫ويقص) ))د بالسياس) ))ة النقدي) ))ة قي) ))ام البن) ))ك المرك) ))زي بتغي) ))ير كمي) ))ة النق) ))ود في المجتم) ))ع زي) ))ادة‬
‫ونقص) ))انا وذل) ))ك بت) ))أثيره على حجم االئتم) ))ان وأس) ))عار الفائ) ))دة عن طري) ))ق اس) ))تخدام أدوات) ))ه‬
‫التقليدية (أدوات السياسة النقدي))ة) للت))أثير على االس))تثمار و بالت))الي على النش))اط االقتص))ادي‬
‫في المجتمع ‪.‬‬
‫‪185‬‬

‫مم ))ا تق ))دم يمكن الق ))ول أن السياس ))ة النقدي ))ة هي تل ))ك السياس ))ة المرتبط ))ة ب ))النقود و الجه ))از‬
‫المص ))رفي أو ال ))تي تتحكم في ع ))رض النق ))ود و بالت ))الي في حجم الق ))وة الش ))رائية لبل ))د م ))ا و‬
‫علي))ه ف))إن السياس))ة النقدي))ة هي مجموع))ة الق))وانين ال))تي تض))عها الس))لطات النقدي))ة بم))ا يكف))ل‬
‫س))رعة و س))هولة ت))داول وح))دة النق))ود‪ ،‬لكي تس))تطيع أن تق))وم بوظائفه))ا االقتص))ادية بطريق))ة‬
‫تساعد على تحقي)ق أه)داف السياس)ة النقدي)ة ال)تي تخلص في األخ)ير إلى أن السياس))ة النقدي)ة‬
‫هي إج))راءات و قواع))د تتخ))ذها الدول))ة من خالل البن))ك المرك))زي به))دف تحقي))ق االس))تقرار‬
‫االقتصادي و تفادي األزمات التي يتعرض لها االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ 182‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر‪، 2003 -‬ص ‪53‬‬
‫‪ - 183‬نفس المرجع السابق مباشرة ص‪.53‬‬
‫‪ - 184‬أحمد فريد و سهير محمد‪ -‬السياسات النقدية‪ -‬مؤسسة شباب الجامعة‪ -‬اإلسكندرية ‪ -2000‬ص ص ‪.40-39‬‬
‫‪ 185‬عبد المنعم راضي‪ -‬النقود و البنوك مكتبة عين شمس – القاهرة ‪ .1998‬ص ص‪.291-290‬‬
‫‪-‬‬

‫‪283‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -2‬السياسة النقدية في الفكر االقتصادي‬


‫نظ))را ألهمي))ة السياس))ة النقدي)ة و ال))دور الفع))ال ال)ذي تلعب))ه في عملي)ة التنمي)ة‪ ،‬ه))ذا م)ا جعله)ا‬
‫تتط ))ور و تم ))ر بع ))دة مراح ))ل و عقب ))ات ح ))تى أص ))بحت على وض ))عها الح ))الي‪ ،‬و يهمن ))ا هن ))ا‬
‫التعرف على المراحل التي مرت بها السياس)ة النقدي)ة من خالل الم))دارس الفكري)ة المختلف))ة‬
‫التي اهتمت بالسياسة النقدية و ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -2-1‬المدرسة الكالسيكية‬
‫لق))د اعت))بر االقتص))اديون الكالس))يك أن النم))و يتم تلقائي))ا دون الحاج))ة إلى ت))دخل الدول))ة في‬
‫الحياة االقتص)ادي‪ ،‬وق)د اعتق)دوا أن الت)وازن االقتص)ادي يتحق)ق دائم)ا عن)د مس)توى التش)غيل‬
‫الكامل‪ ،‬مع افتراض حياد النقود‪ ،‬بحيث يقتصر أثر التغ)يرات في كمي)ة النق)ود على إح)داث‬
‫التغيرات في كمية النقود على إحداث التغيرات) في كمية النقود على إحداث تغيرات مقابلة‬
‫في قيمتها دون المساس بالنشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫‪186‬‬

‫وتعبر نظرية كمية النقود (النظرية النقدية الكالسيكية) عن وجه نظر الكالسيك في هذا‬
‫الش ))أن‪ ،‬حيث تش ))ير ه ))ذه النظري ))ة إلى وج ))ود عالق ))ة بين كمي ))ة النق ))ود ي ))ترتب عليه ))ا زي ))ادة‬
‫بنفس الق)))در و في نفس االتج)))اه في المس)))توى الع)))ام لألس ))عار ف ))أي تغ ))ير يح ))دث في األول‬
‫(النق))ود المعروض))ة) ينعكس بنفس الق))در على الث))اني (المس))توى الع))ام لألس))عار) دون أدنى‬
‫ت ))أثير على الج ))انب الحقيقي لالقتص ))اد الوط ))ني وه ))ذا م ))ع اف ))تراض أيض ))ا أن النق ))ود ت ))ؤدي‬
‫وظيفة واحدة هي وسيط في التبادل مما يفيد حياد النقود‪.‬‬

‫‪- 186‬محمد زآي الشافعي‪ ،‬مقدمة في النقود و البنوك ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1990‬ص ص‪.530-528‬‬
‫‪-‬‬

‫‪284‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫له))ذا اعت))بر الكالس))يك أن السياس))ة النقدي))ة سياس))ة محاي))دة وال ت))ؤثر ب))أي ص))ورة من الص))ور‬
‫على مستوى التشغيل أو اإلنتاج أو حتى األجور الحقيقة و أس))عار الفائ))دة‪ ،‬ويقتص)ر دوره))ا‬
‫في خل ))ق النق ))ود الالزم ))ة إلج ))راء المع ))امالت و يتض ))ح من ك ))ل ه ))ذا أن الفك ))ر الكالس ))يكي‬
‫يعكس المرحلة األولى من المراح))ل األساس))ية للنظري))ة النق))دي‪ ،‬أين اهتم االقتص))اديون فق))ط‬
‫بدراسة و تحليل العوامل التي تؤثر على المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ب ))ذلك تص)))بح الس)))لطات النقدي)))ة ق)))ادرة على التحكم في المس ))توى الع ))ام لألس ))عار من خالل‬
‫سيطرتها على كمية النقود المعروضة‪).‬‬

‫‪ -2-2‬المدرسة الكينزية‪$‬‬
‫لق))د ظ))ل الفك))ر الكالس))يكي س))ائدا ومقب))وال من ج))انب االقتص))اديين ح))تى بداي))ة الثالثين))ات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬ثم جاءت أزمة الكساد الدولي الكبير ‪ 1932- 1929‬ومانتج عنها من‬
‫آث ))ار س ))لبية أين عج ))زت نظري ))ة كمي ))ة النق ))ود (النظري ))ة النقدي ))ة الكالس ))يكية) على معالج ))ة‬
‫األزمة بشكل فعال‪.‬‬
‫وهن))ا ظه))رت النظري))ة الكينزي))ة ال))تي ق))دمت حل))وال مقترح))ة لح))ل تل))ك المش))كلة ألزم))ة‪ ،‬ولق))د‬
‫وج))ه كي))نز اهتمام))ه إلى دراس))ة الطلب على النق))ود ل))ذاتها ودرس عالقت))ه بمس))توى اإلنف))اق‬
‫الوط))ني ون))ادى ب))أن حي))اد الدول))ة في ظ))ل ه))ذه الظ))روف لم يع))د مقب))وال‪ ،‬ومن ثم فالب))د من‬
‫ت))دخلها إلنع))اش الطلب الكلي للقض))اء على مخلف))ات األزم))ة حيث ربطت النظري))ة الكينزي))ة‬
‫بين ال))دخل واإلنف))اق من خالل تع))ادل كمي))ة النق))ود وبين الطلب على النق))ود‪ ،‬باإلض))افة إلى‬
‫أن الت))وازن بين االس))تثمار واالدخ))ار (ت))وازن س))وق الس))لع) م))ع الت))وازن في الس))وق النق))دي‬
‫يحقق التوازن) االقتصادي العام ‪.‬‬
‫‪187‬‬

‫ولهذا اقترح كينز بعض السياسات المالية (زي))ادة كمي))ة النق))ود) ال))تي تس))مى سياس))ة النق))ود‬
‫الرخيصة "أي الزي)ادة في ع))رض النق)ود مم)ا ي)ؤدي إلى تنش)يط الطلب وال)ذي ي))ؤدي ب)دوره‬
‫إلى تحسين المستوى العام األسعار" والتمويل عن طريق التضخم‪.‬‬

‫‪ - 187‬جميل الزيدانين ‪ -‬السياسات في الجهاز المالي – دار وائل للنشر ‪ -‬عمان‪ ،1999 ،‬ص ص ‪.89 – 88‬‬

‫‪285‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ومن هنا يتضح أن السياسة النقدية عند كينز ليست بالمحايدة بل هي إيجابي))ة إذ لن يقتص))ر‬
‫تأثير النقود على المستوى الع))ام لألس))عار في كاف))ة األح))وال‪ ،‬ب))ل يمت))د إلى مس))تويات ال))دخل‬
‫والتش))غيل وذل))ك انطالق))ا من فرض))ية أن حال))ة التوظ))ف الكام))ل حال))ة ض))من ح))االت عدي))دة‬
‫يمكن أن يت))وازن عن))دها االقتص))اد الوط))ني‪ ،‬وهك))ذا النظري))ة الكينزي))ة ق))د عكس))ت المرحل))ة‬
‫الثاني ))ة من تط ))ور النظري ))ة النقدي ))ة‪ ،‬ولكن تم بموجبه ))ا إدم ))اج النظري ))ة النقدي ))ة في النظري ))ة‬
‫االقتص ))ادية الكلية ‪.‬وب ))دأ االهتم ))ام يتح ))ول من مج ))رد البحث عن أس ))باب تغ ))ير المس ))توى‬
‫‪188‬‬

‫الع))ام لألس))عار إلى دراس))ة مع))الم س))لوك النق))ود وأث))ره على مس))توى النش))اط االقتص))ادي كم))ا‬
‫أوضح كينز إمكانية نجاح السياس)ة النقدي)ة في عالج مش))كالت التض)خم والكس)اد‪ ،‬وق))د فس))ر‬
‫عم ))ل ه ))ذه السياس ))ة من خالل اعتم ))اد الس ))لطات النقدي ))ة لسياس ))ة الس ))وق المفتوح ))ة وبالت ))الي‬
‫التأثير على كمية النقود المعروض))ة س)واء بالزي)ادة أو ب)النقص وه)ذا وفق)ا للظ))روف الزائ))دة‬
‫واأله ))داف المرغ ))وب فيه ))ا‪ ،‬األم ))ر ال ))ذي ينعكس على س ))عر الفائ ))دة‪ ،‬باعتب ))ار ظ ))اهرة نقدي ))ة‬
‫تتخذ بتالقي قوى العرض والطلب‪ ،‬ومن ثم التأثير على اإلنف)اق االس)تثماري وال)ذي ب)دوره‬
‫يؤثر على الدخل الوطني‪ ،‬ومن ثم التأثير على مستوى النشاط االقتصادي ككل‪.‬‬
‫‪ -2-3‬المدرسة النقدية‬
‫لق))د ج))اءت مدرس))ة ش))يكاغو بزعام))ة ميلت))ون فري))دمان لتعي))د الحي))اة من جدي))د للنظري))ة‬
‫الكمي)))ة التقليدي)))ة ولكن في ص)))ورة جدي)))دة حيث تعكس المرحل ))ة الثالث ))ة من مراح ))ل تط ))ور‬
‫النظري ))ة النقدي ))ة وال ))تي يطل ))ق عليه ))ا النظري ))ة المعاص ))رة لكمي ))ة النق ))ود أو النظري ))ة الكمي ))ة‬
‫الجدي ))دة وال ))تي بموجبه ))ا تحوي ))ل النظري ))ة الكمي ))ة من مج ))رد نظري ))ة للطلب على النق ))ود إلى‬
‫نظري ) ))ة في ال ) ))دخل النق ) ))دي‪ ،‬مم ) ))ا أع ) ))اد التأكي ) ))د على ال ) ))دور الرئيس ) ))ي للنق ) ))ود في النش ) ))اط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ 188‬سمير محمد مفتوق‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.181 – 162‬‬
‫‪-‬‬

‫‪286‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وأصبح أنصار تلك النظرية يدعون بالنقد يبين (أص)حاب الم)ذهب النق)دي) ويش)كلون ق)وة‬
‫ذات نف) ))وذ متزاي) ))د ليس في عالم الفك) ))ر والتحلي) ))ل النق) ))دي وإ نم) ))ا أيض) ))ا في المج) ))ال تحدي) ))د‬
‫السياسات االقتصادية عموما‪.‬‬
‫يعتق ))د أص ))حاب المدرس ))ة النقدي ))ة ب ))أن للسياس ))ة النقدي ))ة أث ))ر فع ))اال على مختل ))ف األنش ))طة‬
‫االقتص ))ادية‪ ،‬بص ))رف النظ ))ر عم ))ا إذا ك ))انت ه ))ذه السياس ))ة انكماش ))ية أو تض ))خمية‪ ،‬وحس ))ب‬
‫اعتق))ادهم دائم))ا أن ت))دخل الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي عن طري))ق السياس))ة المالي))ة لتحقي))ق‬
‫االس))تخدام الكام))ل لعناص))ر اإلنت))اج ومن ثم تحقي))ق الت))وازن االقتص))ادي ف))إن ه))ذا اله))دف لن‬
‫يتحق ))ق وإ نم ))ا على العكس ف ))إن ه ))ذا الت ))دخل ق ))د ي ))ؤدي إلى تعمي ))ق الالت ))وازن‪ )،‬وله ))ذا تحت ))ل‬
‫السياس ))ة النقدي ))ة المرتب ))ة األولى في السياس ))ة االقتص ))ادية‪ ،‬على اعتب ))ار أن التغ ))يرات ال ))تي‬
‫تص)يب األنش)طة االقتص))ادية تبع)ا للتغ))يرات ال))تي تح))دث في كمي))ة النق)ود أك)ثر ت))أثيرا وأك)ثر‬
‫فاعلية من التأثيرات الناجمة عن السياسة المالية (سياسة اإلنفاق العام)‪.‬‬
‫لق))د أوض))ح النق))ديون أن التغ))ير في المع))روض النق))دي‪ ،‬ل))ه آث))ار واس))عة النط))اق على الطلب‬
‫الكلي ومن ثم الن))اتج الوط))ني واألس))عار‪ ،‬وه))ذه اآلث))ار تختل))ف في الم))دى القص))ير عنه))ا في‬
‫الم) ))دى الطوي) ))ل‪،‬حيث يمس ع) ))رض النق ) ))ود في الم) ))دى الطوي ) ))ل أث ) ))ره بص ) ))فة خاص ) ))ة على‬
‫المستوى العام لألسعار فقط كما في الحالة الكالسيكية‪ ،‬غير أنه في المدى القصير تم))ارس‬
‫النق)))ود أث)))را مباش) ))را وهام)))ا على اإلنف) ))اق الكلي ومن ثم على ال) ))دخل الوط) ))ني وذل) ))ك على‬
‫النحوالتالي ‪:‬‬
‫‪189‬‬

‫الحال‪$$$$‬ة األولى‪ :‬إن زي) ) ))ادة المع) ) ))روض النق) ) ))دي من ج) ) ))انب الس) ) ))لطات النقدي) ) ))ة ي) ) ))ؤدي إلى‬
‫زيادةاألرصدة النقدية لدى األف)راد والمش))روعات ف)وق المس)توى المرغ)وب في))ه‪ ،‬مم))ا ي)ؤدي‬
‫إلى ارتف))اع اإلنف))اق عن))د ه))ؤالء األف))راد وبالت))الي تك))ون هن))اك زي))ادة في الطلب الكلي ينج))ر‬
‫عنه زيادة في اإلنتاج والتشغيل‪ ،‬هذا إذا كان االقتصاد دون التشغيل الكامل مم)ا ي))ؤدي إلى‬
‫حدوث زيادة في األرصدة المرغوبة‪.‬‬

‫‪ 189‬سمير محمد معتوق‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.165 – 163‬‬

‫‪287‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أما إذا كان االقتصاد في حالة التشغيل الكامل فإن األثر ينعكس على األس)عار ال))تي ترتف)ع‪،‬‬
‫أي أن عملي) ))ة التع) ))ديل بين األرص) ))دة المرغوب) ))ة والحقيق) ))ة تتم في ه) ))ذه الحال) ))ة عن طري) ))ق‬
‫األسعار‪.‬‬
‫أما في الحالة الثاني))ة عن))د تخفيض المع))روض النق))دي من ط))رف البن))ك المرك))زي من خالل‬
‫قيام))ه ب))بيع األوراق الحكومي))ة في الس))وق المفتوح))ة ه))ذا ي))ؤدي إلى تقلي))ل كمي))ة النق))ود عن))د‬
‫الجمه) ))ور ومن ثم ينخفض اإلنف) ))اق على الس) ))لع والخ) ))دمات مم) ))ا ي) ))دفع ال) ))دخل الوط) ))ني إلى‬
‫مستوى أدنى‪ ،‬بمع)نى أن الجمه)ور عن)دما يواج)ه نقص)ا في س)يولته فإن)ه يقل)ل من إنفاق)ه إلى‬
‫أن يهب ))ط ال ))دخل الوط ))ني إلى النقط ))ة حيث تس ))تعاد النس ))بة األص ))لية بين ))ه وبين المع ))روض‬
‫النقدي مرة أخرى‪.‬‬
‫مما سبق نخلص إلى أن الفكرة الرئيسية للنظرية النقدية المعاص)رة تتمث)ل في أن التغ)يرات‬
‫الممكن)))ة في كمي)))ة النق)))ود‪ ،‬يمكن أن تع)))الج االختالالت االقتص ))ادية وت ))ؤدي إلى االس ))تقرار‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫وأخ) ))يرا يمكن الق) ))ول أن) ))ه مهم) ))ا اختلفت المف) ))اهيم األساس) ))ية للسياس) ))ة النقدي) ))ة ع) ))بر مختل) ))ف‬
‫المدارس‪ ،‬ورغم اختالف مبادئ كل منها إال أنهم يجمعون على أنه الب))د من وج))ود سياس))ة‬
‫نقدية رشيدة‪ ،‬يمكن من خاللها تسيير االقتصاد الوطني والتحكم في اختالال ته‪.‬‬

‫‪ -3‬أهداف السياسة النقدية‬

‫‪-‬‬

‫‪288‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫إن السياس))ة النقدي))ة ج))زءا من السياس))ة االقتص))ادية‪ ،‬ذل))ك أنه))ا تس))اهم في تحقيقاأله))داف‬
‫العامة للسياسة االقتصادية‪،‬إضافة لما للنقود من تأثير على المتغيرات االقتصاديةاألخرى‪.‬‬
‫تختل ))ف أه ))داف السياس ))ة النقدي ))ة تبع ))ا لمس ))تويات التق ))دم والتط ))ور االقتص ))ادي واالجتم ))اعي‬
‫للمجتمعات المختلفة‪ ،‬والنظم االقتصادية واالجتماعي)ة الس)ائدة وظ)روف احتياج)ات وأه)داف‬
‫هذه المجتمعات‪.‬‬
‫ففي الدول الرأسمالية المتقدمة ترتكز أهداف ه))ذه السياس))ات في المق))ام األول في المحافظ))ة‬
‫على العمال))ة الكامل))ة لالقتص))اد في إط))ار من االس))تقرار النق))دي ال))داخلي ك))ذلك في مواجه))ة‬
‫التقلب))ات االقتص))ادية المختلف))ة وتتب))ع ال))دول في ه))ذا المج))ال بعض السياس))ات النقدي))ة الكمي))ة‬
‫كعملي ))ات الس ))وق المفت ))وح أو تع ))ديل س ))عر الفائ ))دة أو تغي ))ير نس ))بة االحتي ))اطي النق ))دي ل ))دى‬
‫البنوك‪.‬‬
‫أم ))ا في ال ))دول النامي ))ة ف ))إن األه ))داف الرئيس ))ية لسياس ))اتها االقتص ))ادية ومن بينه ))ا السياس ))ة‬
‫النقدي ))ة‪ ،‬ترتك ))ز في خدم ))ة أه ))داف التنمي ))ة وتوف ))ير التموي ))ل الالزم له ))ا‪ ،‬بمع ))نى أن السياس ))ة‬
‫النقدية في هذه الدول تتجه في المقام األول نحو تعبئ))ة أك)بر ق)در ممكن من الم)وارد المالي))ة‬
‫الميسورة ووضعها في خدمة التنمية السريعة المتوازنة لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن األهداف الرئيسية للسياسة النقدية تتمحور حول األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -3-1‬استقرار المستوى العام لألسعار‬
‫تس)))عى السياس)))ة النقدي)))ة ع)))ادة إلى التحكم في كمي)))ة النق ))ود واالئتم ))ان واالس ))تقرار في‬
‫األس ))عار‪ ،‬والنم ))و االقتص ))ادي‪ ،‬ويعت ))بر ه ))دف تحقي ))ق االس ))تقرار ه ))و اله ))دف األك ))ثر أهمي ))ة‬
‫بالنس))بة للسياس))ة النقدي))ة وخاص))ة في البل))دان المتخلف))ة كم))ا تعاني))ه من تض))خم بص))ورة أك))ثر‬
‫حدة من الدول المتقدمة‪.‬‬
‫إال أنه البد من اإلشارة إلى أن هناك ارتفاعات في األسعار تكون من الناحي))ة االقتص))ادية‪،‬‬
‫إذ تس ) ) ))اعد على توس ) ) ))ع وزي ) ) ))ادة النش ) ) ))اط االقتص ) ) ))ادي‪ ،‬وخاص ) ) ))ة في ال ) ) ))دول ذات النظ ) ) ))ام‬
‫االقتصادي الحر‪ ،‬ألن انخفاض أو جمود األسعار يؤدي إلى حالة من الركود االقتصادي‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ويمكن فيم) ) ) ))ا يلي حص) ) ) ))ر أهم اآلث) ) ) ))ار ال) ) ) ))تي تتركه) ) ) ))ا تغ) ) ) ))يرات األس) ) ) ))عار إذا م) ) ) ))ا ارتفعت‬
‫علىالمستوى االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫األث‪$$$‬ر على إع‪$$$‬ادة توزي‪$$$‬ع ال‪$$$‬دخل الوط‪$$$‬ني‪ :‬حيث أن ارتف ) ))اع األس ) ))عار ي ) ))ؤدي إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫انخفاضاألجر الحقيقي ألصحاب الدخول الثابتة ‪.‬‬
‫األث‪$$‬ر على ال‪$$‬دين ‪ :‬إن ارتف ))اع األس ))عار ت ))ؤدي إلى ض ))عف الق ))درة الش ))رائية للنق ))ود‬ ‫‪-2‬‬
‫والمستفيد هنا هو المدين على حساب الدائن‪.‬‬
‫األثر على ميزان الم‪$‬دفوعات‪ :‬إن ارتف))اع األس))عار ي))ؤدي إلى انخف))اض الطلب على‬ ‫‪-3‬‬
‫المنتوجات الوطني)ة وبالت)الي انخف)اض حجم الص)ادرات وزي)ادة حجم ال)واردات مم))ا ينعكس‬
‫بصورة عجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫األث‪$‬ر على إع‪$‬ادة توزي‪$‬ع ال‪$‬ثروة‪ :‬إذ أص))حاب عوائ))د حق))وق التمل))ك من المس))تثمرين‬ ‫‪-4‬‬
‫في العق) ))ارات والس) ))ندات وغيره) ))ا‪ ،‬س) ))يكونون في وض) ))ع أفض) ))ل مم) ))ا يحققون) ))ه من أرب) ))اح‬
‫وعوائد كبيرة نتيجة الرتفاع األسعار ومن ثم ارتفاع قيم ممتلكاتهم مما يزيد من دخولهم‪.‬‬
‫من ه))ذه اآلث))ار وغيره))ا يمكن مالحظ))ة أهمي))ة االس))تقرار النس))بي وليس المطل))ق في قيم))ة‬
‫النق)))ود‪ ،‬وكه)))دف ينبغي أن تس)))عى إلى تحقيق) ))ه السياس)))ة االقتص ))ادية والسياس) ))ية النقدي ))ة في‬
‫معظم البل ) ) ) ))دان وعلى اختالف درج ) ) ) ))ة تط ) ) ) ))ور نظامه ) ) ) ))ا االقتص ) ) ) ))ادي واختالف طبيعت ) ) ) ))ه‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪190‬‬

‫‪ -3.2‬التوازن في ميزان المدفوعات‬


‫ته)دف السياس))ة النقدي))ة إلى تحقي))ق الت)وازن في م)يزان الم)دفوعات ومعالج))ة الخل)ل ال))ذي‬
‫ق))د يط))رأ علي))ه من ف))ائض أو عج))ز‪ ،‬وذل))ك عن طري))ق تخفيض مع))دالت الفائ))دة في ال))دول‬
‫التي ميزان مدفوعاتها في حالة فائض وخاصة الدول المتخلفة‪.‬‬

‫‪ - 190‬ناظم محمد النوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬مدرسة الكتب للطباعة والنشر‪،‬جامعة الموص‪NN‬ل‪ ،‬الع‪NN‬راق ‪1995‬‬
‫ص ص ‪.76 – 75‬‬

‫‪290‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أما في حالة تحقيق م))يزان الم))دفوعات عج))ز تلج))أ الدول))ة الغني))ة إلى زي))ادة مع))دالت الفائ))دة‪،‬‬
‫حتى تشبع تدفق رؤوس األموال األجنبية علما أن هذا التحرك ل))رؤوس األم))وال إلى داخ))ل‬
‫االقتصاد يعمل على التقليل من حدة العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫ه ) ) ))ذا باإلض ) ) ))افة إلى تحقي ) ) ))ق موازن ) ) ))ة بين الت ) ) ))دفقات المالي ) ) ))ة من نفق ) ) ))ات وإ ي ) ) ))رادات على‬
‫مستوىاالقتص))اد الكلي‪ ،‬وك))ذا موازن))ة بين االس))تثمار واالس))تهالك من جه))ة م))ع تحقي))ق ن))وع‬
‫مناالستقرار في العملة‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تقوية واستقاللية البنك المركزي وتطوير المؤسسات المالية والمصرفية‪$‬‬
‫تس))عى الس))لطة النقدي))ة إلى الس))يطرة على األدوات النقدي))ة‪ ،‬به))دف تنفي))ذ سياس))تها النقدي))ة‬
‫المناس ))بة ومن ثم الوص ))ول إلى األه ))داف المح ))ددة‪ ،‬حيث من خالل تقوي ))ة موق ))ف السياس ))ة‬
‫النقدي))ة يق))وى مرك))ز الس))لطة النقدي))ة ويتم اتخ))اذ الق))رارات المناس))بة بمع))زل عن أي س))لطة‬
‫أخرى‪ ،‬من هنا يكون هدف تقوية البنك المرك)زي وتحقي))ق اس)تقاللية س))لطة نقدي)ة ه))و أح))د‬
‫أهم األهداف لدى السلطة النقدية والتي تسعى لتحقيقها‪.‬‬
‫كم) ))ا تس) ))عى السياس) ))ة النقدي) ))ة إلى تحقي) ))ق ه) ))دف تط) ))وير المؤسس) ))ات المالي) ))ة والمص) ))رفية‪،‬‬
‫ويقص))د بالمؤسس))ات المالي))ة والمص))رفية الوس))يطية هي مؤسس))ات تتعام))ل ب))أدوات االئتم))ان‬
‫المختلفة (قصير ‪ ،‬متوسطة وطويل))ة األج))ل)‪ ،‬في ك))ل من س))وقي النق))د والم))ال‪،‬وأنه))ا ت))ؤدي‬
‫مهمة الوساطة بين المقترضين والمقرضين بهدف تحقيق الربح ‪.‬‬
‫‪191‬‬

‫وتطوير هذه المؤسسات واألس))واق ال))تي تتعام))ل فيه))ا (الس))وق الم))الي والس)وق النق)دي) بم)ا‬
‫يخدم تطور االقتصاد الوطني‪ ،‬نظرا لألهمي))ة الكب))يرة وت))أثير ه))ذه المؤسس))ات على النش))اط‬
‫االقتصادي‪ ،‬فهي تعمل على جمع المدخرات ومن ثم اإلقراض واالقتراض من وإ لى عدة‬

‫‪ - 191‬عمرومحي الدين ‪:‬التخلف والتنمبة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت‪ ،1975 ،‬ص ص ‪.453 ،449‬‬

‫‪291‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أطراف‪ ،‬فهي تمارس تأثيرات على كمي)ة ووس)ائل ال)دفع والس)يولة المحلي)ة ومن ثم الت)أثير‬
‫على النشاط االقتصادي ككل‪.‬‬
‫‪ -3.4‬تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫تلعب السياس ))ة النقدي ))ة دورا هام ))ا في توجي ))ه السياس ))ة اإلس ))تراتيجية واالقتص ))ادية العام ))ة‬
‫للدول))ة‪ ،‬إذ أنه))ا تتحكم في حجم وس))ائل ال))دفع من حيث تأثيره))ا على حجم االئتم))ان وعلى‬
‫سعر الفائدة وبالتالي على االستثمار ونموه‪.‬‬
‫وتحقي))ق التنمي))ة االقتص))ادية وه))و رف))ع مع))دل االس))تثمار‪ ،‬ولم))ا ك))ان ك))ل اس))تثمار الب))د أن‬
‫يقابله ادخار‪.‬‬

‫ف ) ))إن رف ) ))ع مع ) ))دل االس ) ))تثمار يقتض ) ))ي بالض ) ))رورة) رف ) ))ع مع ) ))دل االدخ ) ))ار الالزم لمواجه ) ))ة‬
‫متطلباتاالس ))تثمار ـ إذا المش ))كلة هي مش ))كلة تموي ))ل االس ))تثمار بمع ))نى آخ ))ر تموي ))ل التنمي ))ة‬
‫االقتصادية والتمويل قد يكون محليا كما قد يكون أجنبيا‪.‬‬ ‫‪192‬‬

‫والحقيق))ة هي أن القض))ية األساس))ية لتحقي))ق التنمي))ة ليس))ت بالض))رورة) المس))توى ال))ذي يرتف))ع‬
‫إلي))ه مع))دل االدخ))ار واالس))تثمار وإ نم))ا المهم ه))و وج))ود اإلمكاني))ة الالزم))ة ل))دفع ه))ذا المع))دل‬
‫نح ))و الزي ))ادة واالرتف ))اع بص ))فة مس ))تمرة‪ ،‬وه ))ذا االرتف ))اع المس ))تمر في مع ))دل االس ))تثمار ال‬
‫يتوق))ف على المس))توى ال))ذي يرتف))ع إلي))ه مع))دل االس))تثمار‪ ،‬ألن ارتف))اع مع))دل اس))تثمار دون‬
‫توافر مقومات التنمية األخرى قد ال يدفع االقتصاد الوطني نح))و التق))دم‪ ،‬له))ذا ف))إن االرتف))اع‬
‫المس) ) ) ))تمر في مع) ) ) ))دل االس) ) ) ))تثمار يتوق) ) ) ))ف على نم) ) ) ))ط وكيفي) ) ) ))ة اس) ) ) ))تخدام ه) ) ) ))ذا الحجم من‬
‫االس) ))تثمار‪،‬له) ))ذا تعم) ))ل السياس) ))ة النقدي) ))ة على تعبئ) ))ة وتنمي) ))ة أك) ))بر ق) ))در ممكن من الم) ))وارد‬
‫ووضعها في خدمة عملية التنمية االقتصادية مع توفير الش))روط المالئم))ة والمناس))بة وتق))ديم‬

‫‪ - 192‬عمر محي الدين ‪ :‬التخلف والتنمية‪ ،‬دارالنهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1975 ،‬ص ص ‪.453 – 449‬‬
‫‪-‬‬

‫‪292‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التس ))هيالت المطلوب ))ة لقي ))ام االس ))تثمارات وتوجيهه ))ا نح ))و القطاع ))ات ال ))تي تخ ))دم االقتص ))اد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن أهداف السياسة النقدية متداخلة فيم))ا بينه))ا‪ ،‬وك))ل واح))د منه))ا يكم))ل‬
‫اآلخ) ))ر‪ ،‬من خالل ه) ))ذه األه) ))داف يتض) ))ح أن للسياس) ))ة النقدي) ))ة اتج) ))اهين‪،‬ج) ))انب لالس) ))تثمار‬
‫واآلخر لالدخار ‪.‬‬
‫‪193‬‬

‫االدخ ‪$$‬ار‪ - :‬جم) ))ع وتعبئ) ))ة االدخ) ))ارات المحلي) ))ة بواس) ))طة المؤسس) ))ات المالي) ))ة والمص) ))رفية‬
‫القائمة في الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى االدخار نسبة إلى إجمالي الدخل الوطني‪.‬‬
‫االستثمار‪ -:‬زي))ادة نس))بة االس))تثمارات إلى إجم))الي ال))دخل الوط))ني وال))تي ت))ؤدي إلى زي))ادة‬
‫حجم الناتج الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه االستثمارات نحو القطاعات التي يتوجب تطويرها‪ ،‬مع زيادة األهمية النسبية‬
‫لمساهمة هذه القطاعات في التكوين الدخل الوطني وفي مقدمتها القطاع الصناعي‬
‫والزراعي‪.‬‬

‫من هنا تبرز أهمية السياسة النقدية ودورها في معالجة القضايا السابقة‪ ،‬والشك أنكف)اءة‬
‫السياسة النقدية أمر بالغ األهمية فكلما كانت هذه السياس))ة كفئ))ة اس))تطاعت تحقيقمع))دالت‬
‫نمو مرتفعة في االقتصاد الوطني‪،‬وذلك) من خالل المساهمة في ت))دعيم خططالدول))ة‪ ،‬في‬
‫تعبئ) ) ) ))ة الم) ) ) ))دخرات المحلي) ) ) ))ة ودعم الجه) ) ) ))از اإلنت) ) ) ))اجي وتقلي) ) ) ))ل الض) ) ) ))غط على م) ) ) ))يزان‬
‫الم))دفوعات‪،‬ورف))ع االس))تثمار الكلي م))ع المحافظ))ة على اس))تقرار األس))عار ورف))ع مس))توى‬
‫العمالة مساهمة بذبك في تحقيق أهداف السياسة االقتصادية العامة للدولة‪.‬‬
‫وفي سبيل تحقيق األهداف السابقة فإن السلطة النقدي))ة تس))تخدم أدوات السياس))ة النقدي))ة وه))و‬
‫ما نحول التطرق له في المبحث الموالي‪).‬‬
‫‪ 193‬ناظم محمد النوري المشري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.298 – 297‬‬

‫‪293‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬


‫تت))دخل الدول))ة في النش))اط االقتص))ادي بطري))ق غ))ير مباش))رة من خالل السياس))ة النقدي))ة ال))تي‬
‫تتبعها‪ ،‬ويعتبر التأثير على حجم وسائل الدفع في المجتمع من أهم جوانب السياسة النقدية‪،‬‬
‫وذلك بامتصاص النقود الزائدة أو توفير أرصدة تغذية جديدة للتعامل‪.‬‬
‫يعتمد البنك المركزي في تنفي))ذ سياس))ته النقدي))ة للت))أثير على حجم ون))وع االئتم))ان المص))رفي‬
‫على مجموع ) ) ))ة من الوس ) ) ))ائل واألدوات ال ) ) ))تي يس ) ) ))تخدمها حس ) ) ))ب الظ ) ) ))روف االقتص ) ) ))ادية‬
‫والمس) ))موح باس) ))تخدامها بحكم الق) ))انون تل) ))ك األدوات ال) ))تي يمكن من خالله) ))ا تنظيم نش) ))اطه‬
‫والنشاط المص)رفي بص)ورة عام)ة والت)أثير في المس)مار االقتص)ادي الوط)ني وه)ذه األدوات‬
‫هي ما يطلق عليها بأدوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫تم ) ))ارس السياس ) ))ة النقدي ) ))ة تأثيره ) ))ا على النش ) ))اط االقتص ) ))ادي من خالل مجموع ) ))تين من‬
‫األدوار المتاحة للتأثير على عرض النقود والمناخ من االئتمان‪.‬‬
‫أم))ا المجموع))ة األولى فهي األدوات العام))ة وهي مص))ممة للت))أثير على الحجم الكلي للنق))ود‬
‫واالئتم) ) ))ان وليس) ) ))ت مص) ) ))ممة لمج) ) ))االت النق) ) ))ود واالئتم) ) ))ان من خالل القطاع) ) ))ات الجزئي) ) ))ة‬
‫لالقتصاد وه)ذه األدوات هي عملي)ات الس)وق المفتوح)ة وأس)عار الخص)م‪ ،‬ونس)بة االحتي)اطي‬
‫النقدي‪.‬‬
‫أما المجموعة الثانية فهي األدوات الخاصة التي تؤثر على الحجم الكلي للنقود واالئتمان‬
‫من خالل قطاعات خاصة في االقتصاد‪ ،‬فهي تتعلق بالتأثير المباشر على الحص))ة المق))ررة‬
‫من النقود واالئتمان المخصصة لقطاع معين من االقتصاد‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪294‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫هذا باإلضافة الستخدام السلطات النقدية نفوذها في الرقاب)ة المباش)رة على االئتم)ان منخالل‬
‫‪194‬‬
‫أس))لوب االقتط))اع األدبي والتعليم))ات الملزم))ة ومن هن))ا يمكن تقس))يم أدوات السياس))ةالنقدية‬
‫إلى مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أدوات كمية‪ :‬الهدف منها التأثير على حجم االئتمان دون تمييز‪.‬‬
‫‪ -2‬أدوات كيفية‪ :‬وهي تتميز باألنشطة االقتصادية المختلفة‪ ،‬وذلك بأن تزيد االئتمان‬
‫المتجه لنشاط معين وتخفيض االئتمان آلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬التعليمات المباشرة‪:‬‬
‫‪-1‬األدوات الكمي‪$$‬ة‪ :‬تش))مل ه))ذه األدوات الوس))ائل المعروف))ة للتحكم في كمي))ة وحجم النق))ود‬
‫وهي سعر إعادة الخصم‪،‬السوق المفتوح‪،‬نسبة االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ -1 -1‬سعر إعادة الخصم‪ :‬لقد كان بنك انجلترا أول من ط‪‬ور سعر الخص))م كوس))يلة‬
‫‪195‬‬
‫للس))يطرة على االئتم))ان‪ ،‬واس))تعمل البن))ك س))عر خص))مه المع))روف باس))م"‪" BankRate‬‬
‫ألول مرة في سنة ‪.1839‬‬
‫ويقصد بسعر الخصم س)عر الفائ)دة ال)ذي يعي))د ب)ه البن))ك المرك)زي‪ ،‬خص))م األوراق التجاري))ة‬
‫ال ) ))تي س ) ))بق وأن خص ) ))مها البن ) ))ك التج ) ))اري‪،‬وه ) ))و عب ) ))ارة عن الثمن ال ) ))ذي يتقاض ) ))اه البن ) ))ك‬
‫المرك ))زي‪ ،‬مقاب ))ل تق ))ديم الق ))روض وخص ))م األوراق التجاري ))ة وأذون ))ات الخزين ))ة في الم ))دة‬
‫القصيرة‪.‬‬
‫كم)))ا يع)))رف س)))عر الخص ))م‪:‬بأن)))ه عب ))ارة عن س ))عر الفائ ))دة أو الثمن ال ))ذي يتقاض ))اه البن ))ك‬
‫ومض)مون‬ ‫‪196‬‬
‫المركزي مقابل تقديم الق)روض وخص)م األوراق التجاري)ة في الم)دة القص)يرة‬

‫‪ - 194‬خضر عباس العمر‪ ،‬التقلبات االقتصادية من السياسة المالية والنقدية‪ ،‬عم‪NN‬ادة ش‪NN‬ؤون المكتب‪NN‬ات‪ ،‬الري‪NN‬اض‪179 ،‬‬
‫ص ص ‪.182 – 184‬‬
‫محمد زآي شافعي‪ ،‬مقدمة في النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪..370 – 354‬‬

‫‪ - 195‬صبحي تادرس قريصة ‪،‬محمد العقاد‪ ،‬مقدمة فيعلم االقتصاد ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت‪ ،1983 ،‬ص ‪..378‬‬
‫‪ - 196‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬القاهرة ‪ 1985‬ص ‪.244‬‬

‫‪295‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ه))ذه العملي))ة ه))و أن))ه ق))د تحت))اج المش))روعات المختلف))ة إلى س))يولة لتموي))ل احتياجاته))ا‪ ،‬وهي‬
‫ب))ذلك تلج))أ إلى البن))وك التجاري))ة إلم))دادها ب))أدوات ال))دفع الالزم))ة‪ ،‬لض))مان اس))تمرار نش))اطها‬
‫في حال ))ة م ))ا إذا ك ))انت الس ))يولة مت ))وفرة فتق ))وم (البن ))وك التجاري ))ة) بتوف ))ير الس ))يولة للعمي ))ل‬
‫فيش ) ) ))كل ق ) ) ))روض أو خص ) ) ))م األوراق التجاري ) ) ))ة أي إعط ) ) ))اء للعمي ) ) ))ل م ) ) ))ا يس ) ) ))مى بالقيم ) ) ))ة‬
‫الحالي) ) ))ةلألوراق المخص) ) ))ومة وهي عب) ) ))ارة عن القيم) ) ))ة االس) ) ))مية له) ) ))ذه األوراق التجاري) ) ))ة‬
‫مخصوم منهافائدة بمعدل معين يطلق عليها اسم معدل أو سعر الخصم‪.‬‬
‫أم ))ا في حال ))ة ع ))دم ت ))وفر الس ))يولة لتق ))ديم الق ))روض لعمالئه ))ا فإنه ))ا تك ))ون مض ))طرة (البن ))وك‬
‫التجاري)))ة) إلى االلتج)))اء إلى البن)))ك المرك)))زي للحص)))ول على م ))واد نقدي ))ة إض ))افية لتموي ))ل‬
‫عملياته))ا (باعتب))اره مص))درها والق))رض النه))ائي في االقتص))اد) إم))ا ب))االقتراض المباش))ر أو‬
‫من خالل خص))م األوراق التجاري))ة ال))تي بمحفظته))ا‪ ،‬فيع))رض البن))ك س))عر الفائ))دة ال))ذي ي))راه‬
‫مناسبا على هذه البنوك والذي تحمله بدورها لعمالئها (عالوة على عمولتها في ذلك)‪.‬‬
‫ف ))إذا ك ))انت هن ))اك ب ))وادر تض ))خم‪ ،‬رف ))ع البن ))ك المرك ))زي س ))عر الفائ ))دة ح ))تى تزي ))د تكلف ))ة‬
‫االق))تراض على ك))ل من البن))وك التجاري))ة وعمالئه))ا‪ ،‬فيج))د من حجم االئتم))ان ويخفض من‬
‫وسائل الدفع المتاحة في االقتصاد‪.‬‬
‫أم ))ا إذا ك ))انت هن ))اك ب ))وادر انكم ))اش فيق ))وم البن ))ك المرك ))زي بتخفيض س ))عر الفائ ))دة لتش ))جيع‬
‫االقتراض ومن ثم زيادة وسائل الدفع في االقتصاد‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق يتض ))ح أن سياس ))ة س ))عر إع ))ادة الخص ))م ت ))ؤثر على االقتص ))اد الوط ))ني من خالل‬
‫قنوات ثالث هي‪ :‬حجم احتياطات المصارف‪ ،‬سعر الفائدة وتوقعات األفراد‪.‬‬
‫عن ))د انخف ))اض س ))عر إع ))ادة الخص ))م تق ))ترض البن ))وك التجاري ))ة من البن ))ك المرك ))زي ف ))تزداد‬
‫احتياطاته))ا وبالت))الي ي))زداد المع))روض من النق))ود وينخفض س))عر الفائ))دة‪ ،‬أم))ا عن))دما يرف))ع‬
‫البنك المركزي سعر إعادة الخص)م إلتب)اع سياس)ة انكماش)ية فتق)وم البن)وك التجاري)ة بتس)ويق‬

‫حميدات محمود – النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ – 1996 ،‬ص ص ‪.50 – 49‬‬
‫‪-‬‬

‫‪296‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫قروض) ))ها إلى البن) ))ك المرك) ))زي لتجنب س) ))عر الفائ) ))دة المرتف) ))ع‪ ،‬فتق) ))ل احتياطاته) ))ا وينخفض‬
‫عرض النقود وبالتالي يرتفع سعر الفائدة‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى توقعات األفراد فقد تكون داعمة لسياسة البنك المركزي أو معاكسة لها‪.‬‬
‫فلو رفع البنك المركزي سعر إعادة الخصم فيتوقع األفراد بداية سياس))ة انكماش))ية وارتفاع))ا‬
‫مق))ابال في أس))عار الفائ))دة وانخفاض))ا مق))ابال في أس))عار األوراق المالي))ة‪ ،‬فيق))وم األف))راد ب))بيع‬
‫األوراق المالي ) ))ة ال ) ))تي بح ) ))وزتهم لتخفيض الخس ) ))ارة المحتمل ) ))ة ويحجم ) ))ون عن االق ) ))تراض‬
‫متوقعين ارتفاع سعر الفائدة مما ي)ؤدي إلى ارتف))اع أس)عار الفائ))دة فيتم تس)ريع أحداثالسياس)ة‬
‫االنكماشية مما يدعم سياسة البنك المركزي‪.‬‬
‫أما لو عاكست توقعات األفراد ما قام به البنك المركزي من رفع سعر إعادة الخصم‪.‬‬
‫كأن يكون توقعهم عدم استمرار ذلك فيقومون على عكس ما أشرنا إليه سابقا وذلك بشراء‬
‫األوراق المالية بأس))عار يتوقع))ون ارتفاع))ه‪ ،‬ف)ترتفع أس))عار األوراق المالي))ة وتنخفض أس))عار‬
‫الفائدة مما يعكس سياسة البنك المركزي‪.‬‬
‫وأخ))يرا يمكن الق))ول أن س))عر الخص))م يعت))بر مؤش))را ل))دى البن))وك التجاري))ة يمكن من خالل))ه‬
‫التعرف على واقع واتجاهات السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -1-2‬السوق المفتوحة‬
‫تعد هذه الوسيلة من أهم الوسائل التي تتبعها البنوك المركزي))ة بغ)رض الت)أثير في حجم‬
‫االحتياط ))ات النقدي ))ة للبن ))وك التجاري ))ة‪،‬ومن ثم في ق ))درتها على خل ))ق االئتم ))ان وخل ))ق نق ))ود‬
‫الودائع‪.‬‬
‫يقصد بسياسة السوق المفتوحة‪ ،‬قيام البنك المركزي بدخول س))وق األوراق المالي))ة بائع))ا أو‬
‫مش))تريا لألوراق المالي))ة من المتع))املين في الس))وق المالي))ة س))واء ك))انوا بنوك))ا أو أف))رادا من‬
‫جمي) ))ع األن) ))واع وخاص ) ))ة الس ) ))ندات الحكومي ) ))ة‪،‬وذل) ))ك به) ))دف خفض أو رف) ))ع ق) ))درة البن ) ))وك‬
‫التجاري ))ة على منح االئتم ))ان‪ ،‬وق ))د يص ))ل األم ))ر أحيان ))ا ليش ))مل إلى ج ))انب األوراق المالي ))ة‬

‫‪297‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ال))ذهب والعمالت األجنبية وذل))ك للتقلي ))ل من الس ))يولة ل ))دى األف))راد وفي حال))ة قيام))ه ب ))بيع‬
‫‪197‬‬

‫األوراق المالي ))ة وزيادته ))ا في حال ))ة قيام ))ه بش ))رائها‪ .‬كم ))ا تس ))تخدم ه ))ذه السياس ))ة للت ))أثير في‬
‫كمي) ))ة الع) ))رض النق) ))دي ومن ثم س) ))عر الفائ) ))دة حينم) ))ا يق) ))وم البن) ))ك المرك) ))زي بش) ))راء أوراق‬
‫الحكوم))ة المالي))ة من الوح))دات االقتص))ادية األخ))رى في الس))وق المفت))وح‪ ،‬تأخ))ذ كمي))ة النق))ود‬
‫المتداولة واحتياطات البنوك التجارية في الزي)ادة‪ ،‬كم)ا تأخ)ذ أثم)ان ه)ذه األوراق المالي)ة في‬
‫الزي ))ادة أيض ))ا وهك ))ذا ت ))ؤدي الزي ))ادة في الع ))رض النق ))دي والزي ))ادة في مق ))درة البن ))وك على‬
‫اإلق))راض من جه))ة والزي))ادة في أس))عار األوراق المالي))ة من جه))ة أخ))رى إلى تخفيض س))عر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫ك) ) ))ذلك حينم) ) ))ا يق) ) ))وم البن) ) ))ك المرك) ) ))زي ب) ) ))بيع أوراق الحكوم) ) ))ة(الس) ) ))ندات) إلى الوح) ) ))دات‬
‫االقتص ) ))ادية األخ ) ))رى (مث ) ))ل ش ) ))ركات الت ) ))أمين‪،‬والش ) ))ركات الص ) ))ناعية ‪...‬الخ) في الس ) ))وق‬
‫المفت ))وح تأخ ))ذ كمي ))ة النق ))ود المتداول ))ة واحتياط ))ات البن ))وك التجاري ))ة في النقص ))ان‪،‬كم ))ا تأخ ))ذ‬
‫أس ))عار ه ))ذهاألوراق المالي ))ة في الهب ))وط أيض ))ا‪ ،‬وهك ))ذا ي ))ؤدي النقص في الع ))رض النق ))دي‬
‫والنقص فيمق)درة البن))وك على اإلق)راض من ناحي)ة والهب)وط في أس)عار األوراق المالي)ة من‬
‫ناحيةأخرى إلى رفع سعر الفائدة السائد في السوق‪.‬‬
‫بمعنى أنه في حالة توسع االئتمان عن الحجم الذي يرغب فيه البنك المركزي‪،‬فيقوم ه))ذا‬
‫األخ) ))ير ب) ))بيع األوراق المالي) ))ة الحكومي) ))ة(الس) ))ندات) فيقم األف) ))راد بش) ))رائها بنق) ))ود وش) ))يكات‬
‫فينخفض االحتياطي النقدي المص))رفي وبالت))الي ينخفض حجم الق))روض وتق))ل الودائ))ع ح))تى‬
‫تعود نسبة االحتياطات إلى الحد األدنى المطلوب‪.‬‬
‫إن قي ))ام البن ))ك المرك ))زي ب ))بيع الس ))ندات الحكومي ))ة دفع ))ة واح ))دة يخفض قيمته ))ا الفعلي ))ة عن‬
‫قيمته ))ا االس ))مية ف ))ترتفع أس ))عار الفائ ))دة الحقيقي ))ة عن أس ))عار الفائ ))دة االس ))مية عليه ))ا‪ ،‬نتيج ))ة‬

‫‪ 197‬أحمد جامع – التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار الثقافة الجامعية ‪ ،‬القاهرة‪ 1990 ،‬ص ص ‪.267 – 266‬‬
‫‪-‬‬

‫‪298‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫العالق))ة العكس))ية بين أس))عار الس))ندات وأس))عار الفائ))دة عليه))ا‪ ،‬ف))ترتفع تكلف))ة االق))تراض مم))ا‬
‫يؤدي إلى التقليل من االقتراض‪.‬‬
‫أم ))ا في حال)))ة انكم ))اش االئتم ))ان عن الحجم ال ))ذي ي ))رغب في ))ه البن ))ك المرك ))زي فيق ))وم ه ))ذا‬
‫األخير بشراء األوراق المالية الحكومي))ة من الس))وق المفتوح)ة‪،‬وي))دفع قيمته))ا بنق))ود وش)يكات‬
‫يودعها البائعون في حساباتهم في المصارف التجاري))ة‪ ،‬ف)تزداد إي))داعاتها هي األخ))رى ل))دى‬
‫البن ))ك المرك ))زي ف ))تزداد س ))يولة الجه ))از المص ))رفي وتتوس ))ع البن ))وك التجاري ))ة في االئتم ))ان‬
‫ومنح القروض‪.‬‬
‫إن قي ))ام البن ))ك المرك ))زي بش ))راء الس ))ندات الحكومي ))ة م ))رة واح ))دة يرف ))ع قيمته ))ا الفعلي ))ة عن‬
‫قيمتها االسمية فتنخفض أس))عار الفائ))دة الحقيقي))ة عن أس))عار الفائ))دة االس))مية‪ ،‬فتنخفض تكلف))ة‬
‫االقتراض ومن ثم التوسع فيه تحدث عمليات السوق المفتوحة أثرها على النق)ود الموج)ودة‬
‫في التداول‪ ،‬ومن ثم على النشاط االقتصادي ككل عن طريقتين‪:‬‬
‫أولهم))ا‪:‬الت))أثير في احتياط))ات البن))وك التجاري))ة ومن ثم في مق))درتها على منح االئتم))ان وه))و‬
‫تأثير مباشر‪.‬‬
‫وثانيهما التأثير في أسعار الفائدة على السندات وهو تأثير غير مباشر‪.‬‬

‫‪ -1-3‬نسبة االحتياطي اإلجباري‬


‫يع ))رف االحتي)))اطي الق ))انوني بأن ))ه احتي ))اطي الس)))يولة حيث أن البن ))وك التجاري ))ة يمكن‬
‫أتتض ) ))من احتياطاته ) ))ا القانوني ) ))ة المح ) ))ددة ل ) ))دى البن ) ))ك المرك ) ))زي نق ) ))ود س ) ))ائلة إض ) ))افة إلى‬
‫األصواللسائلة األخرى باألسهم والسندات والكمبياالت والذهب والعمالت الصعبة ‪.‬‬
‫‪198‬‬

‫وعادة فإن البن)ك يف)رض على البن)وك التجاري)ة باالحتف)اظ بنس)بة معين)ة من إجم)الي ودائعه)ا‬
‫في ش) ))كل رص) ))يد س) ))ائل ل) ))دى البن) ))ك المرك) ))زي ويطل) ))ق على ه) ))ذه النس) ))بة اس) ))م االحتي) ))اطي‬
‫‪ - 198‬محمود حسين الوادي‪ ،‬زآريا أحمد عزام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪299‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫القانوني‪،‬حيث أن البنوك التجارية يجب عليها وبصفة إجبارية وبمقتض))ى الق))انون االحتف)اظ‬
‫بها‪،‬ويترك للبنك المركزي حق تحديد هذه النسبة حسب أهدافه‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫وأول من اعتم ))د أداة االحتي ))اطي الق ))انوني هي الوالي ))ات المتح ))دة األمريكي ))ة من ))ذ ‪1933‬‬
‫ومن ثم اس))تعمل في ب))اقي دول الع))الم‪ ،‬أم))ا في الجزائ))ر لم يكن ذل))ك ممكن))ا إال بع))د ظه))ور‬
‫ق))انون النق))د والق))رض ‪ 90/10‬الص))ادر بت))اريخ ‪ " 14/04/1990‬يح))ق للبن))ك المرك))زي أن‬
‫يف ))رض على البن) ))وك أن) ))ة ت)))ودع لدي) ))ه في حس)))اب مجم) ))د ينتج فوائ ))د أوال ينتجه) ))ا احتياطي) ))ا‬
‫يحس))ب على مجم))وع ودائعه))ا أو على بعض أن))واع الودائ))ع أو على مجم))وع توظيفاته))ا أو‬
‫على بعض ه) ) ))ذه التوظيف) ) ))ات‪ ،‬وذل) ) ))ك بالعمل) ) ))ة الوطني) ) ))ة أو العمالت األجنبي) ) ))ة ي) ) ))دعى ه) ) ))ذا‬
‫االحتياطي باالحتياطي اإللزامي‪.‬‬
‫ال يمكن أن يتع))دى االحتي))اطي اإلل))زامي ‪ %28‬من المب))الغ المعتم))دة كأس))اس الحتس))ابه‪،‬‬
‫إال أنه يجوز للبنك المركزي أن يحدد نسبة أعلى في حالة الضرورة المثبتة قانونا‪"...‬‬
‫في بداي)ة األم))ر ك)انت سياس)ة االحتي)اطي ت))رمي إلى حماي)ة الم))ودعين من األخط))اء ال)تي ق))د‬
‫تنجم عن التص) ) ))رف غ) ) ))ير الرش) ) ))يد للبن) ) ))وك التجاري) ) ))ة‪ ،‬ثم أص) ) ))بحت عب) ) ))ارة عن أداة يمكن‬
‫بواسطتها الت))أثير في مق))درة البن))وك التجاري))ة على خل))ق االئتم))ان‪ ،‬حيث منح المش))رع للبن))ك‬
‫المرك ))زي س ))لطة تغي ))ير الح ))د األدنى لنس ))بة االحتي ))اطي النق ))دي ألغ ))راض السياس ))ة النقدي ))ة‪،‬‬
‫وتع ))د ه ))ذه السياس ))ة من السياس ))ات ال ))تي تس ))تخدم في مكافح ))ة الكس ))اد والتض ))خم وذل ))ك من‬
‫خالل رفع أو تخفيض نسبة االحتياطي‪.‬‬

‫فعن))دما يري))د البن))ك المرك))زي أن يح))د من ق))درة البن))وك التجاري))ة في التوس))ع فياالئتم))ان‪،‬‬
‫فإن))ه يلج))أ إلى مطالبته))ا لرف))ع نس))بة االحتي))اطي الق))انوني وبالت))الي تق))ل ق))درة البنوكالتجاري))ة‬
‫على منح االئتم ) ))ان‪ .‬فعلى س ) ))بيل المث ) ))ال يس ) ))تطيع البن ) ))ك المرك ) ))زي رف ) ))ع نس ) ))بةاالحتياطي‬

‫‪ 199‬أنظر عبد المجيد قدي – مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.86 – 84‬‬


‫‪-‬‬

‫‪300‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الق)انوني من ‪ %5‬إلى ‪ %10‬به)دف الح))د من التوس))ع في االئتم)ان‪،‬ويح))دث العكس تمام)ا إذا‬


‫ما أرادت السلطة النقدية زيادة قدرة البنوك التجارية في التوسع في االئتمان‪.‬‬
‫إن سياس)ة االحتي)اطي الق)انوني ه)ذه تك)ون فاعل)ة في ح)االت التض)خم أك)ثر منه)ا في ح)االت‬
‫االنكماش‪ ،‬فرفع نسبة االحتياطي القانوني في ح))االت التض))خم‪ ،‬ل))دى البن))ك المرك))زي يع))ني‬
‫تقلي))ل حجم الق))روض وبالت))الي تقلي))ل خل))ق الودائ))ع واالئتم))ان (ألن البن))وك التجاري))ة متوس))عة‬
‫فعال في منح القروض)‪.‬‬
‫أم ) ) ))ا في أوق ) ) ))ات االنكم ) ) ))اش أين يك ) ) ))ون الطلب على الق ) ) ))روض من ج ) ) ))انب المس ) ) ))تثمرين‬
‫منخفضا‪ ،‬األمر الذي يعني وج))ود أرص))دة عاطل))ة ل))دى البن))وك التجاري))ة وبالت))الي ل))و خفض‬
‫البن)))ك المرك)))زي نس)))بة االحتي)))اطي الق)))انوني ف ))إن الطلب على الق ))روض ق ))د ال ي)))زداد رغم‬
‫تخفيض ش) ))روط االف) ))تراض أي أن خفض نس) ))بة االحتي) ))اطي الق) ))انوني لن يزي) ))د عن كون) ))ه‬
‫إضافة أرصدة تغذية لدى البنوك التجارية وبالتالي فلن يتغير شيء‪.‬‬
‫ولذلك فإن أداة نسبة االحتياطي القانوني بحاج)ة إلى أداة أخ))رى تعم)ل معه))ا عن)دما يك))ون‬
‫األمر متعلق باالنكماش وقد تكون سياسة السوق المفتوحة ‪.‬‬
‫‪200‬‬

‫إن تحديد نسبة االحتياطي القانوني يتوقف على‪:‬‬


‫‪ -1‬كيفية توزيع أرباح زيادة عرض النقود بين البنوك ووزارة المالية حيث تتوقف نسبة‬
‫توزيع األرباح على السياسة النقدية‪ ،‬فعندما يرغب البنك المركزي في إتباع سياسة‬
‫نقدية توسعية فهناك حالتان أمامه‪.‬‬
‫األول‪ :‬أن يقوم بتخفيض نسبة االحتياطي القانوني‪ ،‬فعندما يذهب ربح زيادة ع))رض النق))ود‬
‫إلى البن))وك التجاري))ة‪ ،‬ألن تخفيض نس))بة االحتي))اطي الق))انوني ي))ؤدي ق))درة البن))وك التجاري))ة‬
‫على اإلقراض وشراء األوراق المالية وبالتالي يتيح الحصول على عوائد أكبر‪.‬‬

‫‪ - 200‬أحمد جامع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬

‫‪301‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أم‪$$ $‬ا الثاني‪$$ $‬ة‪ :‬أن يق ) ))وم البن ) ))ك المرك ) ))زي بش ) ))راء األوراق المالي ) ))ة فعن ) ))دما ت ) ))زداد عوائ ) ))د‬
‫البنك ))المركزي بازدي ))اد عوائ ))د األوراق المالي ))ة المش ))تراة ‪،‬وبم ))ا أن ج ))زءا من أرب ))اح البن ))ك‬
‫المركزيت))ذهب إلى وزارة المالي))ة‪ ،‬فه))ذا يع))ني أن إتب))اع سياس))ة الس))وق المفتوح))ة ي))ؤدي إلى‬
‫ذهابالزيادة في األرباح إلى الحكومة (وزارة المالية)‪.‬‬
‫ويتعين على البن ) ))ك المرك ) ))زي االختي ) ))ار بين سياس ) ))ة االحتي ) ))اطي الق ) ))انوني وبين سياس ) ))ة‬
‫السوق المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -2‬ضمان البنك المركزي للبنوك التجارية‬
‫ي)))راعي البن)))ك المرك)))زي عن)))د تحدي) ))د نس)))بة االحتي)))اطي الق) ))انوني النق) ))دي ض ))مان س) ))يولة‬
‫المرك))ز الم))الي للبن))وك التجاري))ة‪ ،‬ح))تى تتمكن من الوف))اء بالتزاماته))ا عن))دما يلج))أ عمالؤه))ا‬
‫لسحب ودائعهم عند الحاجة‪.‬‬
‫ففي ال))دول المتقدم))ة‪ :‬حيث يوج))د نظ))ام الت))أمين على الودائ))ع‪ ،‬وك))ذلك وج))ود س))وق مالي))ة‬
‫متقدمة تستطيع البنوك التجارية بيع بعض األوراق المالي))ة لتحص))ل على الس))يولة المطلوب))ة‬
‫مما يجعل سياسة نسبة االحتياطي القانوني أداة لتوجيه السياسة النقدية‪.‬‬
‫أما في الدول النامي)ة‪ :‬حيث ال وج)ود لنظ)ام الت))أمين على الودائ))ع وك))ذلك ال توج)د أس))واق‬
‫مالي))ة متقدم))ة‪ ،‬تص))بح سياس))ة نس))بة االحتي))اطي الق))انوني أداة لض))مان س))يولة المرك))ز المالي))ة‬
‫للبنوك التجارية‪.‬‬
‫خالل س ) ))ردنا ألح ) ))داث األدوات الكمي ) ))ة للسياس ) ))ة النقدي ) ))ة والمتمثل ) ))ة في سياس ) ))ة الس ) ))وق‬
‫المفتوح) ))ة‪ ،‬وس) ))عر إع) ))ادة الخص) ))م ونس) ))بة االحتي) ))اطي الق) ))انوني وكنتيج) ))ة ل) ))ذلك نخلص في‬
‫األخير إلى‪:‬‬
‫تعت))بر سياس))ة س))عر إع))ادة الخص))م مح))دودة في أثره))ا بالنس))بة ألث))ر سياس))تي الس))وق‬ ‫‪-‬‬
‫المفتوح ) ))ة ونس ) ))بة االحتي ) ))اطي الق ) ))انوني‪ ،‬فهي ال ت ) ))ؤثر على االقتص ) ))اد إذا لم تق ) ))دم البن ) ))وك‬
‫التجاري))ة على اإلق))راض من البن))ك المرك))زي األم))ر ال))ذي ال يتحق))ق في كث))ير من األوق))ات‬

‫‪302‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ألن البن))وك التجاري))ة تتجنب االق)تراض من البن)ك المرك)زي‪ ،‬ألن ذل)ك يظهره)ا ض)عيفة في‬
‫مركزها المالي ويسيء إلى سمعتها مما يقلل من عمالئها‪.‬‬
‫إن سياسة إع)ادة الخص)م تقل)ل من ت)أثير سياس)ة إع)ادة الخص)م تقل)ل من ت)أثير سياس)ة‬ ‫‪-‬‬
‫الس)وق المفتوح)ة فعن)دما يق)وم البن)ك المرك)زي بإتب)اع سياس)ة انكماش)ية ي)بيع األوراق المالي)ة‬
‫إلى البن) ) ) ) ))وك التجاري) ) ) ) ))ة أو إلى األف) ) ) ) ))راد (الس) ) ) ) ))وق المفتوح) ) ) ) ))ة) فينخفض النق) ) ) ) ))د خ) ) ) ) ))ارج‬
‫المص) ))ارفوتنخفض احتياط) ))ات البن) ))وك التجاري) ))ة‪،‬ووهن) ))ا تق) ))وم ه) ))ذه البن) ))وك ب) ))االقتراض من‬
‫البنك ))المركزي لتع ))ويض انخف ))اض احتياطاته ))ا مم ))ا يعي ))ق تحقي ))ق السياس ))ة االنكماش ))ية ألن‬
‫االقتراضس))يؤدي إلى زي))ادة احتياط))ات البن))وك التجاري))ة وبالت))الي زي))ادة ع))رض النق))ود مم))ا‬
‫يعاكس هدف السياسة االنكماشية المتبعة‪.‬‬
‫تتس)))م سياس)))ة االحتي)))اطي الق) ))انوني بس) ))رعة مفعوله ))ا في الت) ))أثير في ع ))رض النق ))ود‬ ‫‪-‬‬
‫وسعر الفائدة مقارنة بسياسة السوق المفتوحة وسياسة سعر إعادة الخصم‪.‬‬
‫تتميز سياسة نسبة االحتياطي القانوني بالحياد والوض)وح‪ )،‬ف)األول ألنه))ا ال تم))يز في‬ ‫‪-‬‬
‫نس ) ))بة االحتي ) ))اطي الق ) ))انوني بين المص ) ))ارف الكب ) ))يرة والص ) ))غيرة أم ) ))ا الثاني ) ))ة فرف ) ))ع نس ) ))بة‬
‫االحتي))اطي يع))ني بالض))رورة سياس))ة انكماش))ية في حين تخفيض نس))بة االحتي))اطي اإلل))زامي‬
‫يعني سياسة توسعية في االئتمان النقدي‪.‬‬
‫غ))ير سياس))ة نس))بة االحتي))اطي الق))انوني تع))اني ض))عف المرون))ة به))دف إح))داث تغي))ير طفي))ف‬
‫في س) ))عر الفائ) ))دة وع) ))رض النق) ))ود وه) ))ذا عكس سياس) ))تي الس) ))وق المفتوح) ))ة وس) ))عر إع) ))ادة‬
‫الخصم‪.‬‬
‫فنجد سياسة السوق المفتوحة تتميز بالمرونة التي يتحرك فيها البنك المرك))زي من مش))تري‬
‫إلى ب))ائع‪ ،‬كم))ا أن ه))ذه السياس))ة تتم))يز بالدق))ة في تحقي))ق التوس))ع واالنكم))اش بحجم ع))رض‬
‫النقود زيادة أو نقصا‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مم ) ))ا س ) ))بق يمكن الق ) ))ول أن األدوات الكمي ) ))ة للسياس ) ))ة النقدي ) ))ة والمش ) ))ار له ) ))ا س ) ))ابقا تع ) ))د‬
‫ضرورية لتحقيق أهداف السياسة االقتصادية والمتمثلة في السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫‪-2‬األدوات الكيفية (النوعية)‬
‫يس))تخدم البن))ك المرك))زي إلى ج))انب األدوات الكمي))ة ال))تي ت))ؤثر في حجم االئتم))ان أدوات‬
‫كيفي ) ))ة للت ) ))أثير في كيفي ) ))ة االئتم ) ))ان واتجاهات ) ))ه‪ ،‬حيث أن ه ) ))ذه األدوات (النوعي ) ))ة) تس ) ))تطيع‬
‫التمي ))يز بين األنش ))طة المختلف ))ة من حيث رف ))ع حجم االئتم ))ان لنش ))اط معين وخفض ))ه آلخ ))ر‬
‫بمع))نى آخ))ر ته))دف ه))ذه األدوات الكيفي))ة (المباش))رة) إلى الت))أثير على الكيفي))ة ال))تي يس))تخدم‬
‫به) ) ))ا االئتم) ) ))ان وليس على حجم االئتم) ) ))ان الكلي‪ ،‬وذل) ) ))ك عن طري) ) ))ق توجي) ) ))ه االئتم) ) ))ان إلى‬
‫المجاالت المرغوبة‪،‬وحجبه عن المجاالت التي ال تخدم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وهذه األدوات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪-1 -2‬تأطير القروض‬
‫قد تقوم السلطة النقدية بتحديد سقف معين لحجم القروض التي يمكن منحها للزبائن من‬
‫ط ) ))رف البن ) ))وك التجاري ) ))ة (الس ) ))قوف النوعي ) ))ة لالئتم ) ))ان)‪ ،‬ك ) ))أال يتج ) ))اوز ارتف ) ))اع مجموع ) ))ة‬
‫الق))روض الموزع))ة نس))بة معين))ة‪،‬وفي حال))ة تج))اوز البن))وك التجاري))ة الس))قف المح))دد له))ا من‬
‫ط ))رف الس ))لطة النقدي ))ة ق ))د تف ))رض عليه ))ا عقوب ))ات تختل ))ف من دول ))ة ألخ ))رى‪،‬ك ))أن تكلفه ))ا‬
‫احتياجاته)ا من النق)ود المركزي)ة كث)يرا كلم)ا احت)اج البن))ك المرك)زي إلى نق))ود طلب ذل))ك من‬
‫البن ))وك التجاري ))ة ال ))تي تج ))اوزت الس ))قف المخص ))ص له ))ا لمنح الق ))روض‪،‬وه ))ذا م ))ا يح ))د من‬
‫ق ))درتها على خل))ق االئتم))ان ومن ثم ض))ياع عنه ))ا فرص ))ة اله ))امش غ ))ير أ‪ ‬ن اس ))تعمال ه))ذه‬
‫األداة ق ))د ي ))ؤدي تش ))وهات قطاعي ))ة‪،‬وه ))ذا م ))ا دف ))ع إلى االس ))تغناء عنه ))ا في كث ))ير من ال ))دول‬
‫المتقدمة والنامية على السواء‪.‬‬
‫التنظيم االنتقائي للقروض‬ ‫‪-2.2‬‬

‫‪ - 201‬أنظر‪ - :‬عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.83 – 80‬‬


‫‪ -‬محمد زآي شافعي‪ ،‬مقدمة في النقود والبنوك‪،‬مرجع سابق ص ص ‪.375 – 368‬‬

‫‪304‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تهدف هذه اإلج))راءات االنتقائي))ة إلى تس)هيل الحص))ول على أن))واع خاص)ة من الق))روض‬
‫أو مراقبة توزيعها أحيانا‪.‬‬
‫عادة ما تكون هذه القروض في شكل سقوف مخصص)ة أله)داف معين))ة واله))دف من ه))ذه‬
‫اإلجراءات هو التأثير على اتجاه القروض نحو المجاالت الم))راد النه))وض به))ا أو تحفيزه))ا‬
‫والتي تتماشى وأهداف السياسة االقتصادية للدولة‪ ،‬ولهذا يمكن اتخاذ بعض اإلجراءات‪:‬‬
‫كتحدي) ) ))د مبل) ) ))غ الق) ) ))رض ال) ) ))ذي يس) ) ))مح للبن) ) ))وك التجاري) ) ))ة أن تمنح) ) ))ه إلى ع) ) ))دد معين من‬
‫المقترض))ين‪ ،‬باإلض))افة إلى تحدي))د مب))الغ وت))اريخ اس))تحقاق الق))روض الموجه))ة لالس))تعماالت‬
‫الخاصة‪ ،‬كما يجب التعريف بأنواع القروض الممنوعة التقديم إطالقا‪ ،‬البد من اإلشارة أن‬
‫اس ))تعمال ه)))ذه اإلج)))راءات االنتقائي)))ة ق)))د ت)))ؤدي إلى ارتف ))اع األس ))عار في بعض القطاع ))ات‬
‫وبالتالي وجود حالة تضخمية هذا باإلضافة إلى ظهور بعض المشاكل اإلداري))ة‪ ،‬ك)أن تق))وم‬
‫الفئ)))ة المح)))ددة من المقترض)))ين بتحوي)))ل رؤوس أم)))والهم إلى نش ))اطات أق ))ل أهمي ))ة األم ))ر‬
‫الذييتطلب متابعة ومراقبة صارمتين‪.‬‬
‫النسبة الدنيا للسيولة‬ ‫‪-2.3‬‬
‫قد يقوم البنك المركزي بإجبار البن))وك التجاري))ة على أن تحتف))ظ بنس))بة معين))ة (دني))ا) يتم‬
‫تحدي ))دها عن طري ))ق بعض األص ))ول‪،‬وه ))ذا تجنب ))ا لخط ))ر إف ))راد ه ))ذه البن ))وك في االق ))تراض‬
‫بس))بب م))ا ل))ديها من أص))ول مرتفع))ة الس))يولة‪ ،‬وه))ذا عن طري))ق التجمي))د بعض األص))ول في‬
‫محافظ البنوك التجارية ومن ثم الحد من االقتراض‪.‬‬
‫‪-4 -2‬فرض أسعار تفاضلية إلعادة الخصم‬
‫واله ))دف من ه ))ذا ه ))و الت ))أثير على األنش ))طة االقتص ))ادية بتش ))جيع بعض ))ها دون البعض‬
‫اآلخر‪،‬وذلك عن طري)ق خفض أو رف)ع س)عر إع))ادة الخص)م فمثال رف))ع س)عر إع))ادة الخص)م‬

‫‪305‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫لصناعة معينة للحد من ذلك الن)وع من الص))ناعات كم))ا ق)د يخفض س)عر إع))ادة الخص)م ه)ذا‬
‫لتشجيع هذا النوع من الصناعة وهكذا‪.‬‬
‫تغيير شروط االحتياطي القانوني‪$‬‬ ‫‪-2.5‬‬
‫ويقص ))د ب ))التغيير الش))روط وليس النس ))بة فق))د يح ))دث مثال إذا م))ا أرادت الس ))لطة النقدي))ة‬
‫تش) ))جيع ص) ))ناعة معين) ))ة أو مج) ))ال معين فإن) ))ه يمكن له) ))ا أن تس) ))تعمل م) ))ا يس) ))مى ب) ))القروض‬
‫الخاص ))ة بتل ))ك الص ))ناعة ض ))من االحتي ))اطي الق ))انوني ف ))إذا ك ))انت نس ))بة االحتي ))اطي الق ))انوني‬
‫‪ %30‬من قيم))ة الودائ))ع البالغ))ة ملي))ون وح))دة نقدي))ة في إح))دى البن))وك‪ ،‬وق))د ك))انت الق))روض‬
‫المطلوب))ة ‪ 100‬أل))ف وح))دة نقدي))ة‪ ،‬فه))ذا يع))ني أن البن))ك وطبق))ا له))ذه األداة يس))تطيع إق))راض‬
‫‪ 800‬ألف وحدة نقدية بدال من ‪700‬ألف وحدة نقدية‪.‬‬
‫الودائع المشروطة من أجل االستيراد‬ ‫‪-2.6‬‬
‫اله ))دف من ه ))ذا اإلج ))راء ه ))و دف ))ع المس ))توردين إلى إي ))داع المب ))الغ الالزم ))ة لس ))ديد ثمن‬
‫ال))واردات وفي ص))ور ودائ))ع ل))دى البن))ك المرك))زي لم))دة معين))ة وبم))ا أ‪ ‬ن المس))توردين في‬
‫غالب األحيان هم غير قادرين عن تجميد أموالهم فهم يلج))ؤون ع))ادة إلى االف))تراض‪ ،‬ومن))ه‬
‫تعم)))ل ه)))ذه األداة على تقلي)))ل حجم الق)))روض في االقتص ))اد ه ))ذا باإلض ))افة إلى رف ))ع تكلف ))ة‬
‫الواردات‪ -7-2 .‬قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية‬
‫عن ))دما تك ))ون أدوات السياس ))ة النقدي ))ة مح ))دودة األث ))ر‪ ،‬فعندئ ))ذ يلج ))أ البن ))ك المركزيله ))ذه‬
‫الوس ))يلة أين يق ))وم ببعض العملي ))ات ال ))تي هي من اختص ))اص البن ))وك التجاري ))ة وبهايص ))بح‬
‫البنك المركزي منافس للبنوك التجاري))ة‪ ،‬حيث يق))وم بمهامه))ا بص))فة دائم))ة أو اس))تثنائية ك))أن‬
‫تمن ) ) ))ع أو تعج) ) ))ز البن ) ) ))وك التجاري ) ) ))ة على منح الق ) ) ))روض لبعض القطاع ) ) ))ات األساس) ) ))ية في‬
‫االقتص))اد وال))تي هي بحاج))ة ماس))ة إلى م))وارد مالي))ة‪ ،‬فعندئ))ذ يك))ون البن))ك المرك))زي مج))بر‬
‫على تقديم هذه القروض مباشرة إلى الراغبين فيها‪.‬‬
‫‪ -2-8‬تنظيم معدالت الفائدة‬
‫عن ))دما تمنح البن ))وك الق ))روض تحص ))ل على فوائ ))د‪ ،‬وح ))تى يك ))ون نش ))اط البن ))وك مفي ))دا‬
‫ومربح ))ا يجب أن تأخ))ذ بعين االعتب ))ار أس ))عار الفوائ ))د المدين ))ة‪ ،‬وهي الفوائ ))د ال ))تي ت ))دفع من‬

‫‪306‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ط))رف الزب))ائن مقاب))ل الق))روض ال))تي تمنحه))ا لهم البن))وك‪ ،‬إض))افة إلى أس))عار الفوائ))د الدائن))ة‬
‫وهي الفوائد التي تمنحها البنوك مقابل الودائع ألجل الودعة لديها من طرف أصحابها‪.‬‬
‫بحيث يجب أن تك))ون الفوائ))د ال))تي تتحص))ل عليه))ا البن))وك أك))ثر من الفوائ))د ال))تي ت))دفعها‪،‬‬
‫ولهذا يترتب على تحديد سقف لمعدالت الفائدة على الودائع والقروض ما يلي‪:‬‬
‫حماي ))ة منافس ))ي البن ))وك (المؤسس ))ات المالي ))ة غ ))ير المص ))رفية) كي تتمكن‬ ‫‪-‬‬
‫من جلب المودعين‪.‬‬
‫تنظيم اله))امش فتحدي))د س))قف لس))عر الفائ))دة من ش))أنه تنظيم اله))امش ال))ذي‬ ‫‪-‬‬
‫يحصل عليه البنك من خالل الفرق بين الفوائد المحصلة والمدفوعة‪.‬‬
‫بالرغم من ت)وفر ك)ل ه)ذه األدوات الكمي)ة منه)ا والكيفي)ة‪ ،‬فق)د تلج)أ الدول)ة‬ ‫‪-‬‬
‫إلى أدوات أخرى تتمثل في التعليمات المباشرة‪.‬‬
‫‪-3‬التعليمات المباشرة‬
‫يستخدم البنك المركزي أحيانا إلى جانب األدوات المذكورة سابقا الكمية منها والكيفية‬
‫ال))تي ت))ؤثر في حجم االئتم))ان أدوات أخ))رى يطل))ق عليه))ا اس))م أدوات الت))دخل المباش))ر‪،‬‬
‫وخاص) ))ة في حال) ))ة ع) ))دم تحقي) ))ق البن) ))ك المرك) ))زي أله) ))داف السياس) ))ة النقدي) ))ة باس) ))تخدام‬
‫الوسائاللكمية والكيفية‪ ،‬كذلك في حالة رغبة من البنك المركزي في زيادة فعاليتها‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫عندئ ) ))ذ يتب ) ))ع البن ) ))ك المرك ) ))زي سياس ) ))ة النص ) ))ح واإلرش ) ))اد‪ ،‬وتق ) ))ديم المش ) ))ورة إلى البن ) ))وك‬
‫التجاري) ))ةوالتي تعت) ))بر أو تمث) ))ل ج) ))زء من سياس) ))ته في توجيه) ))ه االئتم) ))ان وال) ))تي ته) ))دف إلى‬
‫تحقيق أهدافمعينة لها عالقة باالئتمان المصرفي‪.‬‬
‫ه))ذه التوجيه))ات واإلرش))ادات ق))د تتم عن طري))ق أس))لوب اإلقن))اع المعن))وي أو وم))ا يس))مى‬
‫بالنفوذ األدبي أو األوامر والتعليمات المباشرة التي يقوم بإصدارها البنك المركزي وتكون‬
‫ملزمة للبنوك التجارية‪.‬‬
‫‪-1 -3‬اإلقناع األدبي‬
‫تستخدم هذه الوسيلة عندما يالح)ظ أن ميك)انيزم الس)وق ال يتماش)ى م)ع المص)لحة العام)ة‬
‫ويس ))تخدمها البن ))ك المرك ))زي في الت ))أثير على البن ))وك التجاري ))ة كي تس ))ير في االتج ))اه ال ))ذي‬
‫يرغب))ه‪ .‬وذل))ك عن طري))ق قي))ام البن))ك المرك))زي بمناش))دة البن))وك التجاري))ة بزي))ادة أو خفض‬
‫حجم االئتمان في مجال معين بوسائل منها االقتراحات والتحذيرات الشفهية أو الكتابية‪.‬‬
‫ف)))إذا الح)))ظ البن)))ك المرك)))زي أن التوس)))ع في حجم االئتم ))ان من ط ))رف البن ))وك التجاري ))ة‬
‫ينعكس س ))لبا على المص ))لحة العام ))ة‪،‬فعندئ ))ذ يطلب من ه ))ذه البن ))وك تخفيض حجم االئتم ))ان‬
‫دون اللجوء إلى تطبيق سياسة سعر إعادة الخصم أو الس))وق المفتوح))ة أو نس))بة االحتي))اطي‬
‫القانوني‪ ،‬ونظرا للعالقة المتينة بين البنك المركزي والبنوك التجارية باعتب))اره بن)ك البن))وك‬
‫والملج))أ األخ))ير لإلق))راض‪ ،‬فعندئ))ذ تك))ون البن))وك التج))اري ملزم))ة باإلقن))اع األدبي وبالت))الي‬
‫فإن اإلقناع األدبي ه)و عب)ارة عن مج)رد قب)ول البن)وك التجاري)ة بتعليم)ات وإ رش)ادات البن)ك‬
‫المركزي أدبيا بخصوص تقديم االئتمان وتوجيهه حسب االستعماالت المختلفة ‪.‬‬
‫‪202‬‬

‫كم))ا ق))د يض)غط البن))ك المرك))زي على البن)وك التجاري)ة به))دف تش)جيع القط)اع ال))زراعي لكي‬
‫تزي ))د من إقراض ))ها إلي ))ه على حس ))اب القطاع ))ات األخ ))رى مثال تنفي ))ذ سياس ))ة نقدي ))ة توس ))عية‬
‫للقطاع األول لتحفيزه للعمل‪ ،‬كما يمكن للبنك المركزي أن يض)غط بسياس))ة انكماش)ية عام)ة‬

‫‪ 202‬ضياء ومجيد الموسوي ‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الجزائر ‪ 1993 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪-‬‬

‫‪308‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫لف))رض اإلقن))اع المع))ني (األدبي) على البن))وك التجاري))ة لكي تس))ير وف))ق سياس))ته‪ .‬وغالب))ا م))ا‬
‫تأخ ))ذ البن))وك التجاري))ة ب ))رأي البن))ك المرك))زي لكون))ه الملج))أ األخ))ير للحص ))ول على م))وارد‬
‫نقدية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اإلعالم‬
‫ويكون ذلك عن طريق قيام البنك المركزي بوضع الحق)ائق واألرق)ام عن حالةاالقتص)اد‬
‫الوط))ني أم))ام ال))رأي الع))ام‪ ،‬كتفس))ير وأدل))ة لألس))باب ال))تي جعلت))ه يتب))نى سياس))ة معينةلتوجي))ه‬
‫حجم االئتم))ان‪ ،‬األم))ر ال))ذي يجع))ل البن))وك التجاري))ة في موق))ف ال يمكنه))ا مع))ه تجاه))ل أرائ))ه‬
‫بل األخذ بها‪.‬‬
‫من الج)دير ذك)ره في األخ)ير ه)و أن االقتص)اد كلم)ا ك)ان متق)دما ازداد اس)تخدامه لألدوات‬
‫الكمي))ة للسياس))ة النقدي))ة من سياس))ة س))عر إع))ادة الخص))م إلى س))يادة الس))وق المفتوح))ة إض))افة‬
‫إلى نس))بة االحتي))اطي الق))انوني نتيج))ة ت))وفر س))وق مالي))ة ونقدي))ة متقدم))ة ببنيته))ا الفني))ة الكامل))ة‬
‫وعالقاتها وعمق تواصلها‪.‬‬
‫في حين وعلى العكس مما ذكرناه آنفا نجد في الدول النامية االعتماد بشكل كب))ير على‬
‫الوس ))ائل الكيفي ))ة (المعنوي ))ة) في السياس ))ة النقدي ))ة وذل ))ك على حس ))اب األدوات الكمي ))ة نظ ))را‬
‫لعدم وجود سوق مالية ونقدية متقدمة فيها‪.‬‬
‫ف ))إن ك ))انت السياس ))ة النقدي ))ة على ه ))ذه األهمي ))ة في تحقي ))ق أه ))داف السياس ))ة االقتص ))ادية‬
‫الكلي)ة ك)ذلك السياس))ة المالي)ة وس))يلة من وس)ائلها فهن)ا الس))ؤال يط)رح نفس)ه فم)ا ن)وع العالق))ة‬

‫‪-‬‬

‫‪309‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الموجودة بين كل من السياسة المالية والسياسة النقدية في إطار السياسة االقتص))ادية الكلي))ة‬
‫للدولة؟‬
‫وهذا ما نحاول البحث فيه في النقطة الموالية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التنسيق بين السياسة المالية والنقدية‬


‫يمكن أن يجم))ع المع))نى الواس))ع للسياس))ة االقتص))ادية ك))ل اإلج))راءات ال))تي تحكم س))لوك‬
‫عم ))ل الس ))لطات العام ))ة وهي بص ))دد الت ))دخل في الحي ))ات االقتص ))ادية‪ ،‬أم ))ا المع ))نى الض ))يق‬
‫للسياسة االقتصادية فيجعلها تنحصر في جانب واحد من الجوانب الثالث للت))دخل( السياس))ة‬
‫المالي))ة‪ ،‬السياس))ة النقدي))ة‪ ،‬الت))دخل المباش))ر من خالل القي))ود‪ ،‬وال))ترخيص)‪ ،‬فهي ب))ذلك تق))وم‬
‫بالرقاب ) ) ))ة المباش ) ) ))رة للتغ ) ) ))يرات األساس ) ) ))ية لالقتص ) ) ))اد الوط ) ) ))ني مث ) ) ))ل اإلنت ) ) ))اج واالس ) ) ))تثمار‬
‫واالستهالكواالدخار‪ ،‬والص)ادرات وال))واردات‪ ،‬والص)رف األجن))بي واألج)ور ‪ ،‬وعلي))ه ف)ان‬
‫‪203‬‬

‫السياسةاالقتص ) ))ادية ب ) ))المعنى الواس ) ))ع يمكن أن تض ) ))م السياس ) ))ة النقدي ) ))ة والمالي ) ))ة وب ) ))الطبع‬
‫السياس ) ))ةالتجارية تن ) ))درج تحت السياس ) ))ة االقتص ) ))ادية فهي ج ) ))زء منه ) ))ا وتتخص ) ))ص ب ) ))أمور‬
‫الص))ادراتوالواردات واإلعان))ات والص))رف األجن))بي ‪...‬إلخ ‪ ،‬وله))ذا س))نحاول إلق))اء الض))وء‬
‫‪204‬‬

‫على أهمي ))ة التنس ))يق وش ))روطه م ))ع األخ ))ذ في االعتب ))ار اآلث ))ار المترتب ))ة على ع ))دم وج ))ود‬
‫التنسيق‪.‬‬
‫‪-1‬السياستان النقدية والمالية كأهم أدوات اإلدارة المالية العامة‬

‫‪ - 203‬احمد جامع‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪.241‬‬


‫‪ - 204‬جودة عبد الخالق‪ -‬االقتصاد الدولي‪ -‬دار النهضة‪ -‬القاهرة ‪ -1983‬ص‪.149‬‬

‫‪310‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫اإلدارة المالي) ))ة العام) ))ة في إطاره) ))ا الع)))ام‪ ،‬مص) ))طلح واس) ))ع يض ))م مجموع) ))ة التش) ))ريعات‬
‫المالي) ))ة‪ ،‬ومتطلب) ))ات تنفي) ))ذها واإلج) ))راءات وأس) ))اليب العم) ))ل ال) ))تي تس) ))تخدمها في تص) ))ريف‬
‫األمور المالية للدولة ‪.‬‬
‫‪205‬‬

‫يق)ع على ع))اتق اإلدارة المالي))ة في األجه))زة الحكومي))ة ثالث مس)ؤوليات رئيس)ية أوله))ا تق)ديم‬
‫النصح أو المشورة المالية‪ ،‬وثانيها توفير المعلومات المالية وأخيرا الرقابة المالية ‪.‬‬
‫‪206‬‬

‫وي ))دخل في إع ))داد اختصاص ))ات ومس ))ؤوليات اإلدارة المالي ))ة العام ))ة التش ))ريعات الض ))ريبية‬
‫والجمركية‪ ،‬إدارة الملكية العقارية للدول))ة‪ ،‬اإلج))راءات المالي))ة والمحاس))بية المتعلق))ة بالجباي))ة‬
‫والص)))رف‪ )،‬والتوثي)))ق الم)))الي والمحاس)))بي‪ ،‬النظم المحاس ))بية المتبع ))ة بم ))ا في ذل ))ك األس ))س‬
‫المحاسبية ونظم المعلومات وأساليب الرقابة الداخلية والخارجية ‪.‬‬
‫‪207‬‬

‫فالدراسات في اإلدارة المالية العامة ال تنص)ب أساس))ا على الزاوي)ة المالي)ة بق))در م)ا تنص)ب‬
‫على الزاوي ))ة اإلداري ))ة‪ ،‬حيث يتمرك ))ز نش ))اطا في ه ))ذا الش ))أن على ثالث مح ))اور جوهري ))ة‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪208‬‬

‫‪ -‬تحصيل اإليرادات ‪ - ،‬توزيع النفقات‪.‬‬


‫‪ -‬الرقابة على الموارد المالية‪ ،‬وضمان االستخدام األمثل لها‪.‬‬

‫‪ - 205‬حنارزوقي الصائغ‪ -‬اإلدارة المالية العامة ودرها في التنمية اإلدارية ‪ ،‬المنظمة العربية للعلم االقتصادية‪ -‬عمان –‬
‫‪ -1987‬ص‪5‬‬
‫‪- 206‬‬

‫حنارزوقي الصائغ – مرجع سابق‪ -‬ص‪.5‬‬ ‫‪- 207‬‬


‫‪ 208‬على العربي وعبد المعطي عساف‪ -‬اإلدارة المالية العامة‪ -‬دار عالم الكتب‪ -‬الرياض‪ -1992 -‬ص‪.5-4‬‬
‫‪-‬‬

‫‪311‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وفي سبيل ممارستها لهذه المهام المختلف)ة تظ)ل اإلدارة المالي)ة محكوم)ة بإط)ار ع)امينظم‬
‫ويض))بط تحركه))ا وه))و م))ا يس))مى بالسياس))ة المالي))ة للدول))ة وال))تي تق))ع ب))دورها في إط))ارأكثر‬
‫ش ))مولية يس ))مى بالسياس ))ة العام ))ة للدول ))ة‪ ،‬واهم م ))ا تمارس ))ه اإلدارة المالي ))ة العام ))ة فيمج ))ال‬
‫تحصيل وتعبئة الموارد المالية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة في دراسة وتحديد مصادر تمويل النشاطات الحكومية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬المساهمة في دراسة وتحديد الحجم الكلي لإلرادات العامة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬القي ))ام بتحص ))يل األم ))وال ال ))تي تم تحدي ))دها خالل الف ))ترة الزمني ))ة المح ))ددة م ))ع‬
‫القيام على صيانتها والمحافظة عليها‪.‬‬
‫وفيها يختص بتوزيع الم))وارد المالي))ة للدول)ة ف)ان اإلدارة المالي))ة العام)ة تض))طلع بع))دة ادوار‬
‫هامة يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المساعدة في تحديد حجم وأولويات اإلنفاق الحكومي وذلك في إطار السياس))ات العام))ة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬المس) ))اعدة في تحض) ))ير مختل) ))ف البيان) ))ات والج) ))داول وال) ))دفاتر الالزم) ))ة لتنفي) ))ذ عملي) ))ات‬
‫الصرف على مختلف أوجه النشاط الحكومي‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بعمليات الصرف) لألموال العامة في إطار القوانين والنظم المالية للدولة‪.‬‬
‫ال ش))ك أن تنفي))ذ تل ))ك المه ))ام ال يمكن أن يتيس))ر دون دراس ))ات مس))بقة‪ ،‬وب ))ذلك يمكن الق ))ول‬
‫بان اإلدارة المالية العامة يجب أن تقوم بإجراءات البحوث والدراسات المطلوبة وبكل دق))ة‬
‫قبل إقدامها على تحديد حجم وأولويات ومجاالت إلنفاق الحكومي في هذا الصدد فإن على‬

‫‪-‬‬

‫‪312‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫اإلدارة المالي ))ة العام ))ة يجب أن تفاض ))ل بين المن ))افع العام ))ة من اج ))ل الوص ))ول إلى تحقي ))ق‬
‫أقصى المنافع بأقل حجم من النفقات‪.‬‬
‫أم ) ))ا فيم ) ))ا يخص عملي ) ))ة الرقاب ) ))ة المالي ) ))ة ال ) ))تي ته ) ))دف إلى ترش ) ))يد إنف ) ))اق األم ) ))وال العام ) ))ة‬
‫والمحافظ))ة عليه))ا وص))ونها من عبث الع))ابثين ف))ان اإلدارة المالي))ة العام))ة تق))وم ب))دور يعت))بر‬
‫في غاية األهمية ويمكن تلخيصه فيما يلي ‪:‬‬
‫‪209‬‬

‫‪ -1‬المس))اهمة في تط))وير الق))وانين والل))وائح والنظم ال))تي تس))اعد على المحافظ))ة على))األموال‬
‫العامة ‪.‬‬

‫‪ -2‬تص ))ميم ال ))دفاتر والنم ))اذج والج ))داول البياني ))ة المتعلق ))ة بعملي ))ات تحص ))يل اإليراداتالعام ))ة‬
‫والتحكم في التصرف فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد التقارير الدورية واإلحصاءات الخاصة بتحصيل وصرف األموال العامة‪.‬‬
‫وأخيرا تمتاز اإلدارة المالية العامة بعدة مزايا منها ‪:‬‬
‫‪210‬‬

‫‪ -‬تع ))الج النش ))اطات المالي ))ة في القط ))اع الع ))ام‪ ،‬يع ))ني مص ))ادر األم ))وال العام ))ة واس ))تخدام‬
‫األموال العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ت)))ولي الموازن)))ة العام)))ة اهتمام)))ا خاص)))ا‪ ،‬وم)))ا الموازن ))ة إال خط ))ة مالي ))ة س ))نوية تعكس‬
‫السياسات المالية لبلدها وتعالج مصادر األموال العامة وطرق استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬تتقاس))م األجه))زة المالي))ة للدول))ة وظيفته))ا المالي))ة المتمثل))ة في التخطي))ط ورس))م السياس))ات‬
‫النقدي))ة والمالي))ة وتنفي))ذ ه))ذه السياس))ات ومتابعته))ا والرقاب))ة عليه))ا وتطويره))ا وغ))ير ذل))ك‬
‫من األعمال التي يتطلبها حسن استعمال وإ دارة األموال العام))ة غ))ير أن اإلدارة العام))ة‬
‫المباش) ) ))رة لألم) ) ))وال الحكومي) ) ))ة تعت) ) ))بر وض) ) ))يفة متخصص) ) ))ة لع) ) ))دد معين من األجه) ) ))زة‬

‫‪ 209‬على العربي و عبد المعطي عساف – مرجع سابق – ص‪.5‬‬


‫‪ - 210‬فيصل فخري وعدنان الهن‪N‬دي – مب ادئ اإلدارة المالي ة العام ة واقتص ادياتها – الج‪N‬زء األول ( مك‪N‬ان النش‪N‬ر غ‪N‬ير‬
‫موجود ‪-‬عمان‪ -1980 -‬ص‪.29 -28‬‬
‫‪-‬‬

‫‪313‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الحكومي))ة ال))تي أنش))أت له))ذا الغ))رض‪ ،‬وتتمث))ل األجه))زة الرئيس))ية لإلدارة المالي))ة العام))ة‬
‫في كل من ‪:‬‬
‫‪211‬‬

‫‪ -‬وزارة المالية‪ - ،‬البنك المركزي‪ - ،‬ديوان المحاسبة‪.‬‬


‫يتض))ح من خالل الس))رد الس))ابق لبعض مه))ام اإلدارة المالي))ة العام))ة أن ك))ل من السياس))ة‬
‫المالية والنقدية تعدان أداتين هامتين لهذه اإلدارة‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -2‬أهمية التنسيق بين السياسة المالية والنقذية‬
‫لك))ل دول))ة أه))داف اقتص))ادية تس))عى لتحقيقه))ا وهي في ذل))ك تس))تند إلى سياس))ة اقتص))ادية‬
‫عام))ة به))دف بل))وغ تل))ك األه))داف‪ ،‬من مكون))ات السياس))ة االقتص))ادية نج))د المالي))ة والسياس))ة‬
‫النقدي ))ة ال ))تي تمث ))ل اح ))د الرك ))ائز األك ))ثر دعام ))ة له ))ا وغالب ))ا م ))ا تض ))ع الدول ))ة أهدافاللسياس ))ة‬
‫االقتصادية تسعى لتحقيقها عن طريق أدوات ووسائل هاتين السياستين‪.‬‬
‫نظرا لهذه األهمية الكبيرة التي تتمتع بها كل من السياستين فان التنسيق بينها وبين أهداف‬
‫ك ))ل منه ))ا‪ ،‬أص ))بح ض ))رورة حتمي ))ة ال مف ))ر منه ))ا‪ ،‬ه ))ذا به ))دف تجنب التض ))ارب بين أه ))داف‬
‫ووسائل كل من السياستين (النقدية والمالية) أو بين وسائل وأهداف كل سياسة وحدها‪.‬‬
‫إن أهمي ) ) ) ))ة التنس ) ) ) ))يق بين السياس ) ) ) ))تين تتجلى في ق ) ) ) ))درتها على مواجه ) ) ) ))ة بعض األزم ) ) ) ))ات‬
‫االقتص ) ))ادية كالض ) ))غوط التض ) ))خمية ال ) ))تي تتمث ) ))ل في انخف ) ))اض الع ) ))رض الكلي من الس ) ))لع‬
‫والخدمات عن الطلب الكلي‪ ،‬نظر الوصول االقتصاد إلى مرحلة التشغيل الكام))ل‪ ،‬حيث ال‬
‫يمكن زي ) ) ) ))ادة حجم اإلنت ) ) ) ))اج‪ ،‬و إلع ) ) ) ))ادة الت ) ) ) ))وازن بين الطلب الكلي و الع ) ) ) ))رض الكلي و‬
‫للتخفيض من ح ))دة الض ))غوط التض ))خمية‪ ،‬تتخ ))ذ ك ))ل من الس ))لطة النقدي ))ة والمالي ))ة إج ))راءات‬
‫وتدابير يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 211‬نائل العواملة‪ -‬اإلدارة المالية العامة بين النظرية والتط بيق‪ -‬مؤسسة زه‪NN‬ران للطباع‪NN‬ة والنش‪NN‬ر والتوزي‪NN‬ع – عم‪NN‬ان‬
‫األردن‪-‬‬
‫‪ -1990‬ص‪.67‬‬
‫‪ 212‬ناظم محمد النوري الشمري – مرجع سابق‪ -‬ص ص ‪.325 -321‬‬

‫‪314‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬يق ))وم البن ))ك المرك ))زي (الس ))لطة النقدي ))ة) بامتص ))اص الكمي ))ة الزائ ))دة من المع ))روض‬
‫النق) ))دي أي تقليص حجم اإلنف) ))اق ومن ثم الطلب الكلي‪ ،‬باإلض) ))افة إلى تقليص حجم‬
‫االئتم ) ))ان المص ) ))رفي ال ) ))ذي تقدم ) ))ه المص ) ))اريف (البن ) ))وك) التجاري ) ))ة إلى اإلف ) ))راد و‬
‫المش ))روعات مم ))ا ي ))ؤدي إلى تقليص حجم اإلنف ))اق ومن ثم الطلب الكلي‪ ،‬باإلض ))افة‬
‫إلى تقليص حجم القروض الحكومية الموجهة لألف)راد والبن)وك أو القي)ام ب)االقتراض‬
‫من األفراد (ط))رح الس))ندات الحكومي))ة) به))دف تخفيض حجم الكتل))ة النقدي))ة المتداول))ة‬
‫لدى األفراد‪ ،‬و بالتالي تخفيض اإلنفاق االستهالكي و االستثماري‪.‬‬
‫‪ -‬كم) ))ا تق) ))وم الس) ))لطة المالي ) ))ة و في نفس المج) ))ال بالعم) ))ل على تخفيض حجم اإلنف ) ))اق‬
‫الحك))ومي وذل))ك ب))التخفيض من حجم ال))دخول‪ ،‬باإلض))افة إلى زي))ادة حجم اإلي))رادات‬
‫الحكومي) ) ))ة من خالل الرف) ) ))ع من مق) ) ))دار الض) ) ))رائب المباش) ) ))رة وغ) ) ))ير المباش) ) ))رة‪ ،‬و‬
‫التخفيض من حجم اإلعانات‪.‬‬
‫من خالل م ))ا تم س ))رده لإلج ))راءات و الت ))دابير المتخ ))ذة من ط ))رف الس ))لطتين النقدي ))ة و‬
‫المالي)ة يتض)ح أن ك)ل منهم)ا يس)عى إلى تحقي)ق ق)در من االس)تقرار في مس)تويات األس)عار‪،‬‬
‫وخل ))ق ت ))وازن بين الع ))رض الكلي و الطلب الكلي له ))ذا يس ))توجب التنس ))يق و المالئم ))ة بين‬
‫السياس ) ))تين لنف ) ))ترض اآلن أن االقتص ) ))اد يع ) ))اني من البطال ) ))ة و الرك ) ))ود االقتص ) ))ادي ف ) ))إن‬
‫السياسة‬

‫‪-‬‬

‫‪315‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫االقتصادية و المتمثلة في السياسة النقدية و السياسة المالي)ة في ه)ذه الحال)ة ته)دف إلىتحقي)ق‬
‫قدر من الرواج االقتصادي وذل)ك عن طري)ق مجموع)ة اإلج)راءات و الت)دابير تك)ون عكس‬
‫ما اتخذ من إجراءات في فترات التضخم وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تق ) ))وم الس ) ))لطة النقدي ) ))ة( البن ) ))ك المرك ) ))زي) بتوس ) ))يع االئتم ) ))ان و بالت ) ))الي زي ) ))ادة حجم‬
‫المع ) ))روض النق ) ))دي ومن ثم زي ) ))ادة حجم الطلب الكلي كم ) ))ا يق ) ))وم البن ) ))ك المرك ) ))زي‬
‫باس ))تخدام الوس ))ائل الكمي ))ة و الكيفي ))ة لتش ))جيع البن ))وك التجاري ))ة على منح الق ))روض‬
‫بهدف زيادة حجم اإلنفاق الكلي( وذلك بتخفيض سعر إعادة الخصم مثال)‪.‬‬
‫‪ -‬في حين تعم) ) ) ))ل السياس) ) ) ))ة المالي) ) ) ))ة على زي) ) ) ))ادة اإلنف) ) ) ))اق الحك) ) ) ))ومي و الج) ) ) ))اري و‬
‫االستثماري لزيادة اإلنفاق الكلي‪ ،‬كما تلجأ إلى تخفيض حجم الضرائب) المباش))رة و‬
‫غ ))ير المباش ))رة م ))ع الرف ))ع من الم ))دفوعات الحكومي ))ة(اإلعان ))ات) لزي ))ادة حجم الطلب‬
‫الكلي‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يالح))ظ أن اله))دف ال))ذي تس))عى إلي))ه ك))ل من السياس))ة المالي))ة و النقدي))ة ه))و‬
‫ه ) ))دف مش ) ))ترك و المتمث ) ))ل في زي ) ))ادة حجم الطلب الكلي و بالت ) ))الي زي ) ))ادة حجم اإلنت ) ))اج و‬
‫التشغيل و الدخل الوطني ومن ثم دفع االقتص))اد نح))و ال)رواج االقتص)ادي أي معالج))ة أزم)ة‬
‫الركود االقتصادي‪.‬‬
‫من خالل ما سبق و في الحالتين (تضخم أو ركود) يتضح جلي))ا ض))رورة التنس))يق و‬
‫المالئمة بين السياس))ة النقدي)ة والسياس))ة المالي)ة ح))تى تحق))ق الدول)ة م)ا تطمح إلي)ه و المس)طر‬
‫في سياستها االقتصادية العامة‪.‬‬
‫‪ 2-1‬منحى فيليبس‬
‫عندما تلجأ الحكومة إلى تخفيض نفقاتها بهدف الحد من مس))توى اإلنف))اق و من ثم حجم‬
‫الطلب الكلي في فترات التضخم غير أن هذا اإلجراء ينجم عنه بطالة في األيدي العاملة‪.‬‬
‫أما في حالة ما إذا قامت الحكومة بزيادة نفقاتها بهدف زيادة مستوى اإلنفاق مما يعاني))ه‬
‫االقتص))اد من رك))ود فالنتيج))ة هي زي))ادة في المس))توى الع))ام لألس))عار‪ ،‬هن))ا تواج))ه الحكوم))ة‬

‫‪316‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مش))كلة المفاض))لة بين زي))ادة مس))توى االس))تخدام وقب))ول االرتف))اع الع))ام لألس))عار‪ ،‬أيالمفاض))لة‬
‫‪213‬‬
‫بين البطالة و التضخم و هذا ما يوضحه منحى فيليس‬

‫م ستوى التضخم‬

‫‪10‬‬ ‫الشكل رقم‪ 17‬منحنى فليبس‬


‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬ ‫م ستوى ابطالة‬


‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ل‬
‫المصدر‪ :‬ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سابق ص‪324‬‬
‫من الشكل أعاله العالقة بين مس)توى البطال)ة و مس)توى أو مع)دل التض)خم (نس)بة التغ)ير‬
‫في األسعار)‪.‬‬
‫فإذا كان هدف الحكومة هو تحقيق االستقرار في األسعار فعندئ)ذ يجب أن نقب)ل بق)در من‬
‫البطالة قدره ‪ %9‬مثال‪.‬‬
‫أم))ا إذا ك))انت الحكوم))ة ته))دف إلى رف))ع مس))توى االس))تخدام و التقلي))ل من مع))دل البط))ال‪،‬‬
‫فمثال إذا أرادت تخفيض البطال))ة إلى ‪ %2‬فعليه))ا أن تقب))ل بزي))ادة في األس))عار ق))درها ‪،%5‬‬
‫وهنا تظهر مشكلة المفاضلة كما ذكرنا سابقا بين البطالة والتضخم أي االختيار بين أفضل‬
‫المس ))تويات لالس ))تخدام ومس ))توى األس ))عار ح ))تى تص ))ل إلى أفض ))ل النت ))ائج المس ))طرة ض ))من‬
‫السياس))ة االقتص))ادية للدول))ة ‪ ،‬ال))تي يمكن أن تجع))ل المنح))نى ينتق))ل ناحي))ة اليس))ار‪ ،‬االنتق))ال‬
‫ال))ذي ي))دل على تحقي))ق أدنى مس))تويات البطال))ة م))ع أدنى مع))دل للتض))خم األم))ر ال))ذي يع))ني‬
‫تطور مهارات العمال و تحسين أدائهم اإلنتاجي‪.‬‬

‫‪ - 213‬ناظم محمد النوري الشمري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪324‬‬

‫‪317‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -3‬شروط التنسيق بين السياسة المالية و النقدية‬


‫إن ه ))دف التنس ))يق بين السياس ))ة المالي ))ة و النقدي ))ة ه ))و تعظيم األداء االقتص ))ادي كك ))ل في‬
‫األجل الطويل‪ ،‬كذلك عن طريق تحقيق‪:‬‬
‫‪ -‬أهداف السياسة النقدية و التي تتضمن‪:‬‬
‫‪ -1‬االستقرار في المستوى العام لألسعار؛‬
‫‪ -2‬تقوية البنك المركزي وتحقيق استقالليته؛‬
‫‪ -‬أهداف السياسة المالية‪ ،‬و هي تخفيض تكاليف خدمة الدين العام باإلض))افة إلى األه))داف‬
‫االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫ولتحقيق التنسيق بين السياسة النقدية و المالية بهدف تحقي)ق األه)داف المش)ار إليه)ا أعاله‬
‫يشترط توفر‪:‬‬
‫‪ 3-1‬وضوح السياستين النقدية والمالية‬
‫من األهمية أن تكون كل من السياسة النقدية واضحة وموضوعة بدقة‪،‬حتى تستطيع ك))ل‬
‫من الس))لطة النقدي))ة والس ))لطة المالي ))ة أن ينس))اقا بين سياس ))تيهما و ي))أتي ذل))ك من منطل))ق أن‬
‫ض))عف إح))دى السياس))تين يثق))ل على كاه))ل األخ))رى‪،‬كم))ا أن التنس))يق الكفء بين السياس))ات‬
‫النقدي))ة والمالي))ة يش))ترط فعالي))ة السياس))تين و ه))و ش))رط ض))روري ليكون))ا مع))ا برنامج))ا قوي))ا‬
‫يتمتع بالوصول إلى مصداقية لكلتا السياستين‪.‬‬
‫‪ 3-2‬المشاركة الكاملة في صياغة و تنفيذ السياسات‬
‫حيث يتطلب التنس))يق بين السياس))ة المالي))ة و السياس))ة النقدي))ة مش))اركة كامل))ة بين الس))لطة‬
‫النقدي))ة و الس))لطة المالي))ة في ص))ياغة و تنفي))ذ السياس))ة و الرقاب))ة على تأثيراته))ا‪ ،‬و االتف))اق‬
‫على رد الفعل المناسب في إطار صياغة موحدة‪ ،‬مما يجعل هذه السياسة تصل للنجاح في‬
‫اقتصاديات الدول و خاصة النامية منها‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫إن تض))ارب السياس))ة النقدي))ة و السياس))ة المالي))ة ه))و س))بب أساس))ي لنقص المص))داقية ل))دى‬
‫الوح) ))دات االقتص) ))ادية تج) ))اه تل) ))ك السياس) ))ات ول) ))ذلك ف) ))إن البن) ))وك المركزي) ))ة يجب أالﹼ يتخ) ))ذ‬
‫سياس) ))ات نقدي)))ة تتع) ))ارض م) ))ع السياس) ))ات األخ)))رى كم ))ا يجب الترك ))يز على إع) ))ادة تش ))كيل‬
‫السياس)ات المالي)ة بم)ا يتناس)ب م)ع السياس)ات النقدي)ة به)دف مكافح)ة التض)خم باالعتم)اد على‬
‫الضريبة المباشرة و االنضباط المالي‪.‬‬
‫ويفيد التع))اون هن))ا بين الس))لطات النقدي))ة و المالي)ة في تحقي)ق األه))داف المشتركةللس))لطتين‬
‫دون التأثير على مصداقية السياسة االقتصادية ككل‪.‬‬
‫‪ -3‬اآلثار المترتبة‪ $‬على عدم وجود التنسيق بين السياسات‬
‫حيث أن اإلص ))الح يمكن أن يس ))تمر فق ))ط في ظ ))ل اس ))تقرار االقتص ))اد الكلي و االس ))تقرار‬
‫الم ))الي‪ ،‬ذل ))ك أن ع ))دم وج ))ود اس ))تقرار م ))الي و اس ))تمرار العج ))ز الم ))الي الكب ))ير ي ))ؤدي إلى‬
‫ارتف ))اع في أس ))عار الفائ ))دة‪ ،‬بينم ))ا إذا تم تث ))بيت أس ))عار الفائ ))دة عن ))د مس ))تويات دني ))ا في ظ ))ل‬
‫وج))ود عج))ز م))الي كب))ير ف))إن التض))خم سيص))بح جامح))ا وس))وف ينم))و الطلب على الق))روض‬
‫بصورة كبيرة وتتشوه عملية توزيع الموارد‪.‬‬
‫لتوض ))يح العالق ))ة بين السياس ))ة المالي ))ة و النقدي ))ة بطريق ))ة مبس ))طة فإنن ))ا يمكن أن نوض ))ح‬
‫العالق))ة بين عج))ز الموازن))ة و مص))ادر تمويل))ه حيث تس))تطيع الس))لطة المالي))ة ت))دبير التموي))ل‬
‫الالزم لعجز الموازنة من خالل ثالث مصادر‪:‬‬
‫المصدر األول‪:‬هو الدين العام المحلي عن طريق إصدار سندات حكومي)ة قص))يرة و طويل))ة‬
‫األجل‪ ،‬و يتوقف حجم التمويل من هذا المص))در على ع)دة عناص))ر منه))ا حجم ال)دين الع)ام‪،‬‬
‫و سعر الفائدة في السوق المحلي‪ ،‬و قدرة السوق المحلي على توفير ه))ذا التموي))ل‪ ،‬كم))ا أن‬
‫الجهاز المصرفي و البنك المركزي لهما دور في تسويق هذه السندات‪.‬‬
‫المصدر الثاني‪ :‬االقتراض الخارجي عن طريق إصدار سندات حكومي)ة قص)يرة أو طويل)ة‬
‫األج))ل بالعمل))ة األجنبي))ة‪ ،‬و يتوق))ف ه))ذا الن))وع من التموي))ل و إمكاني))ة الحص))ول علي))ه على‬
‫ع))دة متغ))يرات منه))ا‪ ،‬مق))دار اس))تيعاب أس))واق الم))ال األجنبي))ة له))ذه الس))ندات‪ ،‬ودرج))ة قب))ول‬
‫الوحدات االقتصادية الخارجية لمثل هذا النوع من الس))ندات‪ ،‬ك))ذلك تعتم))د على درج))ة الثق))ة‬

‫‪319‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫في االقتصاد المحلي‪ ،‬و الجدارة االئتمانية للدولة المصدرة للسندات و هناك عوامل أخرى‬
‫منها سعر الفائدة‪ ،‬و آجال االستحقاق‪ ،‬الضمانات المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر الثالث‪ :‬زيادة المعروض النقدي عن طريق البنك المركزي نتيج)ة إص)دار نق)ود‬
‫جديدة من طرفه‪.‬‬
‫مم ))ا س ))بق يتض ))ح أن الس ))لطة المالي ))ة تعتم ))د في تموي ))ل العج ))ز على مص ))ادر (ال ))دين‬
‫المحلي‪ ،‬االق))تراض الخ))ارجي‪ ،‬اإلص))دار النق))دي) تت))أثر معظمه))ا بق))رارات الس))لطة النقدي))ة‪،‬‬
‫وهذا ما يوضح التداخل بين السياس))ة المالي))ة والسياس))ة النقدي)ة ‪ ،‬و ض)رورة) التنس))يق بينهم))ا‬
‫ألن) ) ))ه ب) ) ))دون وج) ) ))ود تنس) ) ))يق بين السياس) ) ))ة النقدي) ) ))ة و السياس) ) ))ة المالي) ) ))ة ف) ) ))إن ثالث ب) ) ))دائل‬
‫تكونمتاحة ‪:‬‬
‫‪214‬‬

‫البديل األول‪ :‬هيمنة السلطة النقدية‪ ،‬حيث يهيمن البنك المركزي على الس))لطة النقدي))ة‪ ،‬فه))و‬
‫يقوم بتحديد النمو في القاعدة النقدي)ة‪ ،‬مس)تقال عن االحتياج)ات النقدي)ة للحكوم)ة و إمكاني))ات‬
‫تمويلها من أسواق المال المحلية و األجنبية‪.‬‬
‫وهذا األم))ر ي)دفع الحكوم)ة إلى تخفيض عج))ز ميزانيته)ا إلى مس)توى التموي))ل المت))اح من‬
‫أسواق المال المحلية و الخارجية مع خطورة عدم سداد م))ا تقترض))ه من ه))ذه األس))واق ألن‬
‫عدم استهالك هذه الديون يفقد المتعاملين في األسواق المالي))ة ثقتهم في الس))ندات الحكومي))ة‪،‬‬
‫و ال ))ذي ي ))ؤدي ب ))دوره إلى ص ))عوبة تس ))ويق أي ))ة دي ))ون جدي ))دة و االف ))تراض بمع ))دالت فائ ))دة‬
‫مرتفعة‪ ،‬مما يجعل تكلفة الدين عند حد غير مرغوب فيه‪.‬‬
‫الب‪$$‬ديل الث‪$$‬اني هيمن ‪$‬ة‪ $‬السياس‪$$‬ة المالي‪$$‬ة‪ :‬حيث تهيمن وزارة المالي ))ة في تحدي ))د حجم عج ))ز‬
‫الميزانية دون استشارة السلطة النقدية‪ ،‬والتي لها إمكانية التمويل من سوق الس)ندات‪ ،‬بينم)ا‬
‫تعت)))ذر الس)))لطة النقدي)))ة عن تموي)))ل أ‪ ‬ي من العج)))ز في ص ))ورة زي ))ادة في القاع ))دة النقدي ))ة‬
‫اقتراض الحكومة المباشر‪ ،‬فإذا تع))دى تموي))ل العج))ز ح)دود التوس))ع في الطلب على القاع))دة‬
‫النقدي))ة الحقيقي))ة عن))د مس))توى األس))عار المس))تهدف‪ ،‬فس))وف ي))ؤدي ذل))ك إلى زي))ادة الض))غوط‬

‫‪sundarajan,V,and others, the 214‬‬


‫‪: coordination of domestic public debit and monetary management in‬أنظر ‪economics, in transition issues 1 -‬‬
‫‪and lessons from experiences, IMF , working paper N° 148, 1994‬‬

‫‪320‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫على التض) ))خم‪ ،‬حيث ي) ))ؤدي ارتف) ))اع مس) ))تويات األس) ))عار في األس) ))واق المحلي) ))ة إلى زي) ))ادة‬
‫التدفقات النقدية الخارجية‪.‬‬
‫كم ))ا يول ))د ع ))دم االس ))تقرار تض ))خما عالي ))ا‪ ،‬ق ))د يض ))ر بنم ))و األس ))واق المحلي ))ة الحقيقي ))ة و‬
‫المالية‪.‬‬
‫البديل الثالث‪ :‬استقالل ك))ل س))لطة بنفس))ها‪ ،‬حيث نج))د أن الس))لطات النقدي))ة و المالي))ة يعمالن‬
‫بطريق ) ))ة مس ) ))تقلة‪ ،‬و ينتج عن ذل ) ))ك أن الس ) ))لطات النقدي ) ))ة و المالي ) ))ة ق ) ))د يص ) ))غان ق ) ))رارات‬
‫متض))اربة م))ع أه))دافها بالنس))بة للقاع))دة النقدية و حجم عج))ز الموازن))ة‪ ،‬حيث تم))ول الس))لطة‬
‫النقدي ))ة الج ))زء غ ))ير المغطى من عج ))ز الميزاني ))ة في أس ))واق الس ))ندات المحلي ))ة و األجنبي ))ة‪.‬‬
‫ف ))إذا لم يكن س ))وق رأس الم ))ال ق ))د تم تط ))ويره بع ))د فس ))وف يك ))ون في حال ))ة ال تس ))محبتقديم‬
‫تموي))ل ج ))وهري‪ ،‬أم))ا إذا ك ))ان ق ))د تم تط ))ويره وك ))انت أه))داف السياس))ة المالي))ة متض))اربةمع‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬فإ‪ ‬ن معدالت الفائدة في سوق السندات المحلية قد ترتفع ألعلىمستوياتها‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن التنس))يق بين السياس))ة النقدي))ة والسياسة المالية يعطي نت))ائج أفض))ل من‬
‫أي ب))ديل (الب))دائل الثالث س))الفة ال))ذكر)‪ ،‬فه))ذا التنس))يق لن يجع))ل الس))لطة المالية تم))ول عج))ز‬
‫الميزانية بأقل من تكاليف فقط و إنما سوف يحسن من توسيع سوق رأس المال المحلي‪.‬‬
‫حيث أن وج))ود التنس))يق س))وف يع))زز من ثق))ة الوح))دات االقتص))ادية في توليف))ة السياس))ات‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما يعزز أيضا من مصداقية هذه السياسات‪.‬‬
‫وه))ذا م))ا توض))حه إح))دى الدراس))ات ( ‪ : )Daniel Cohen‬أن الكث))ير من ح))االت ع))دم‬
‫‪215‬‬

‫التنسيق بين السياسات المالية و النقدية تفش))ل ذاتي))ا في تحقي))ق اس)تقرار لمتغ)يرات االقتص)اد‬
‫الكلي‪ ،‬و أن وج ) ))ود التنس ) ))يق بين السياس ) ))ة المالي ) ))ة والنقدي ) ))ة يزي ) ))د من مص ) ))داقية السياس ) ))ة‬
‫االقتصادية الكلية بينما يؤثر عدم التنسيق بين السياستين على السياسة المالي))ة في المس))تقبل‬
‫ويجعلها تتضمن الفشل الذاتي‪.‬‬
‫‪ -4‬إجراءات التنسيق‪ $‬بين السياسة النقدية و المالية‬

‫‪Daniel Cohen, Monetary and Fiscal Policy in an Open Economy with or without policy - 215‬‬
‫‪,Coordination‬‬
‫‪.European Economic Rivew, n°33, 1989, PP 303,339‬‬

‫‪321‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫إن التنس))يق الكفء بين السياس))ة النقدي))ة و السياس))ة المالي))ة يتطلب ترتيب))ات دعم مؤسس))ية‬
‫وتنفيذي))ة‪ ،‬وله))ذا س))نحاول ع))رض الترتيب))ات الالزم))ة ال))تي يجب أن تتخ))ذها ك))ل من الس))لطة‬
‫النقدية و المالية في سبيل التنسيق بين السياسة النقدية و المالية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬ترتيبات تنفيذ التنسيق‬
‫تمثل ترتيبات تنفيذ التنسيق شرط من الشروط الرئيسية المحددة لدور ومسؤولية كل من‬
‫السلطة النقدية والمالية وتشمل هذه الترتيبات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استقاللية البنك المركزي؛‬

‫‪ -‬منع التعارضات بين السياسة المالية والنقدية ومعالجتها عن طريق الحد من‬
‫اقتراضالحكومة المباشر من البنك المركزي؛‬
‫‪ -‬توازن الميزانية أو التعهد بالحد من العجز؛‬
‫‪ 4-1-1‬اس‪$$$‬تقالل البن‪$$$‬ك المرك‪$$$‬زي غالب ) ))ا م ) ))ا يحث على انفص ) ))ال البن ) ))ك و اس ) ))تقالله عن‬
‫السلطة السياسية (الحكومة) وذلك بهدف ممارسة عمله كسلطة نقدية مس))ؤولة عن إع))داد و‬
‫تنفيذ السياسة النقدية‪ ،‬ومن ثم تحقيق أهداف هذه السياسة‪.‬‬
‫و أول ما يهتم به البنك المركزي هو هدف تخفيض التضخم‪ ،‬و ال يع)ني اس)تقاللية البن)ك‬
‫المرك))زي ع))دم وج))ود تنس))يق في عمليات))ه م))ع الس))لطة المالي))ة س))واء في األج))ل القص))ير أو‬
‫الطوي ))ل حيث يعت ))بر عنص ))ر اس ))تقاللية البن ))ك المرك ))زي عنص ))ر ج ))د ه ))ام لنج ))اح السياس ))ة‬
‫النقدي ))ة وال ))تي تعتم ))د أيض ))ا على تط ))وير الوس ))ائل المناسبةللتنس ))يق بين البن ))ك المرك ))زي و‬

‫السلطة المالية ‪.‬‬


‫‪216‬‬

‫إن اس ))تقاللية البن ))ك المرك ))زي المطلوب ))ة ليس ))ت اس ))تقاللية مطلق ))ة والمهم هن ))ا ه ))و ت ))وافر‬
‫درجة من االستقاللية تسمح للبنك المركزي باستخدام اآلليات التنفيذية استخداما أفضل كما‬

‫‪Cottarelli, Carlo, Limiting Central Bank Credit to the Government ; theory and - 216‬‬
‫‪Practice, International Monetry Fund, Occasional paper 10, 1993‬‬

‫‪322‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يحافظ على فعالية السياسة النقدية‪ ،‬و األكثر من ذلك فإن البنك المركزي يحت))اج أن يص))مم‬
‫أهداف ) ))ه األولي ) ))ة منف ) ))ردا حيث ه ) ))و المس ) ))ؤول عن تنفي ) ))ذ السياس ) ))ة النقدي ) ))ة‪ ،‬ومن ثم تحقي ) ))ق‬
‫األهداف األولية التي تتلخص في استقرار األسعار‪.‬‬
‫و إذا ك)ان هن)اك إط)ار عم)ل ال يش)تمل على اس)تقاللية البن)ك المرك)زي م)ع وض)وح ه)دف‬
‫اس)تقرار األس)عار ف)إن الوض)ع يص)بح أك)ثر خط)ورة‪ ،‬ألن)ه في حال)ة ع)دم وج)ود تنس)يق (أي‬
‫تع ))ارض) بين السياس ))ة النقدي ))ة و المالي ))ة ق ))د ي ))دفع البن ))ك المرك ))زي تحت ض ))غوط حكومي ))ة‬
‫العتبارات قصيرة األجل و يكون لذلك تأثيرات خطيرة في األجل الطويل‪.‬‬
‫ومما س)بق يتض)ح أهمي)ة وج)ود ترتيب)ات لمن)ع التض)ارب بين السياس)ة النقدي)ة و المالي)ة و‬
‫ال))تي تتمث))ل في الح))د من اق))تراض الحكوم))ة المباش))ر من البن))ك المرك))زي و الح))د من عج))ز‬
‫الموازنة (توازن الموازنة)‪.‬‬

‫‪ 4-1-2‬الحد من االقتراض الحكومي المباشر من البنك المركزي‬


‫يعد االقتراض من البنك المركزي هو المص))در الرئيس))ي للتموي))ل المحلي لعجزالموازن)ة‪،‬‬
‫و ق ))د يض ))ر تك ))ثيف االق ))تراض الحك ))ومي المباش ))ر من البن ))ك المرك ))زي باالقتص ))ادالكلي و‬
‫هن) ))اك حتمي) ))ة الس) ))تقالل البن) ))ك المرك) ))زي إليج) ))اد ترتيب) ))ات مؤسس) ))ية للح) ))د من االق) ))تراض‬
‫الحكومي المباشر من البنك المركزي‪.‬‬
‫حيث يتهدد هدف تخفيض التضخم‪ ،‬ومن المع)روف أن بعض ال)دول تس)مح بتحدي)د س)قف‬
‫ال))دين الع))ام ال يتج))اوزه ك))ل من البن))ك المرك))زي و الحكوم))ة‪ .‬و عن))د تق))ييم عملي))ات التنس))يق‬
‫تقوم الدول في مرحلة النمو بتطوير الترتيبات التي تجعل البن))ك المرك))زي يمتن))ع عن تق))ديم‬
‫ق) ))روض مباش) ))رة للحكوم) ))ة‪ ،‬ك) ))ذلك اإلق) ))راض غ) ))ير المباش) ))ر مث) ))ل ش) ))راء البن) ))ك المرك) ))زي‬
‫للسندات الحكومية من السوق الثانوي ( من خالل عملي))ات الس)وق المفت)وح‪ ،‬قب)ول األوراق‬
‫المالي)ة كض)مانات إلع)ادة التموي)ل للنظ)ام المص)رفي)‪ .‬وه)و م)ا يجع)ل البن)ك المرك)زي ي)دير‬
‫حجم أكبر من السيولة من خالل سوق السندات الحكومية‪.‬‬
‫‪ 4-1-3‬الحد من العجز (توازن الميزانية)‪$‬‬

‫‪323‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫في ظل استقاللية البنك المركزي و خاصة في الدول النامية‪ ،‬فإن السلطة المالية‬
‫ال بد أن تمارس نوعا من الترتيبات المؤسسية لتحسين االنضباط المالي‪.‬‬
‫كم))ا أن البن))ك المرك))زي لن يهتم ب))أي إج))راءات لتض))خيم ال))ربح‪،‬ألن تض))خيم ال))ربح ليس‬
‫من أهدافه‪ ،‬و لذلك قد ال يحقق أرباحا مما يؤدي إلى عدم تحويل أي أرباح لوزارة المالي))ة‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬أكثر من ذلك فإنه قد يحق)ق خس)ائر و في ه)ذه الحال)ة ف)إن الحكوم)ة ملتزم)ة‬
‫بتعويض البنك المركزي عن خسائره‪ ،‬حيث أن خسائر البنك المركزي تحدث غالبا بس))بب‬
‫تأدية البنك المركزي لوظائفه ذات الطبيعة المالية‪.‬‬
‫‪ 4-1-4‬لجان التنسيق‬
‫يمكن الوصول) إلى التنسيق بين السياسة المالية و النقدية عن طريق لجان تنسيق رسمية‬
‫أو غير رسمية لغرض إدارة الدين‪ ،‬و تتضمن هذه اللجان طبعا أعض))اء من وزارة المالي))ة‬
‫و البن))ك المرك))زي‪ ،‬و يتقاب))ل أعض))اء ه))ذه اللج))ان بطريق))ة منتظم))ة لتب))ادل المعلوم))ات‪ ،‬م))ع‬
‫األخذ في االعتبار متطلبات التمويل الحكومية‪ .‬ومناقشة وتحليل األرص))دة النقدي))ة للحكوم))ة‬
‫و السيولة و تط))وير الس)وق‪ ،‬ومناقش))ة إس)تراتيجية إنج))از ال)دين الع))ام‪ ،‬كم)ا تهتم ه))ذه اللج)ان‬
‫بتط ))وير س ))وق الم ))ال‪ ،‬و تق ))ويم عملي ))ات التنس ))يق المكثف ))ة ال ))تي تج ))ري من خالله ))ا‪،‬وت ))وفر‬
‫الفرصة ليعلم كل عضو في هذه اللجنة أهداف العضو األخر‪ ،‬وتساعد على إتباعالترتيبات‬
‫و اإلجراءات و المساعدة في إدارة الدين و اإلدارة النقدية‪.‬‬
‫مما تم سرده من إجراءات إلحداث التنسيق بين السياسة المالية و النقدية نخلص‬
‫إلى‪:‬‬
‫وج ))ود بن ))ك مرك ))زي مس ))تقل ال يع ))د كافي ))ا‪ ،‬خاص ))ة في ظ ))ل وج ))ود كث ))ير من المعلوم ))ات‬
‫المتناقض))ة و التوقع))ات غ))ير األكي))دة و التفص))يالت المتغ))يرة‪ ،‬ل))ذلك فإن))ه من الض))روري أن‬
‫يعم))ل ك))ل من الس))لطة المالي))ة والس))لطة النقدي))ة (البن))ك المرك))زي ووزارة المالي))ة) س))ويا في‬
‫مراحل التصميم و التنفيذ و المراقبة للسياسات النقدية و المالية‪ ،‬وعند الض))رورة) يش))تركان‬
‫في تعديل و تنقيح السياسة االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ولكن يش))ترط اإلعالن بطريق))ة مس))تمرة عن كاف))ة التط))ورات االقتص))ادية و التغ))يرات في‬
‫السياس ))ة االقتص ))ادية الكلية ‪ .‬كم ))ا يتض ))ح أن التنس ))يق بين السياس ))ة المالي ))ة و النقدي ))ة على‬
‫‪217‬‬

‫المس))توى العملي يع))د أم))را حتمي))ا‪ ،‬ويمكن برمج))ة األط))ر النقدي))ة أو من خالل إتب))اع م))زيج‬
‫السياسات النقدية و المالية من خالل لجان التنسيق‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬التفاعل بين السياسة المالية والنقدية‬


‫يرتبط التفاع)ل بين السياس)ات النقدي)ة والمالي)ة بتب)ادل ت)أثير ك)ل منهم)ا على أه)داف اآلخ)ر‬
‫ف ))نرى للسياس ))ة النقدي ))ة ت ))أثير على السياس ))ة المالي ))ة في مس ))ألة تموي ))ل عج ))ز الموازن ))ة حيث‬
‫ي ))ؤثر موق ))ف السياس ))ة النقدي ))ة في ق ))درة الحكوم ))ة على تموي ))ل عج ))ز الموازن ))ة أل‪ ‬ن تكلف ))ة‬
‫خدم))ة ال))دين تتغ))ير تبع))ا لض))يق أو اتس))اع المص))ادر المتاح))ة للتم))وين كم))ا نج))د أ ‪ ‬ن اعتم))اد‬
‫الحكوم ))ة على البن ))ك المرك ))زي واس ))تراتيجيتها في ه ))ذا المج ))ال تمث ))ل قي ))دا على اس ))تقاللية‬
‫الس)))لطة النقدي)))ة‪ .‬ول)))ذلك نح)))اول أن نتع)))رض إلى الت)))أثيرات المختلف ))ة والمتداخل ))ة لك ))ل من‬
‫السياسة النقدية والمالية وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجدل الفكري حول السياسة المالية والنقدية‬


‫تكاد تجمع المراجع االقتصادية الحديثة‪ 1‬على أ‪ ‬ن بداية الجدل النقدي والم)اليترجع إلى‬
‫منتص))ف الخمس))ينات من الق))رن الماض))ي على ي‪‬د االقتص))ادي األم))ريكي ميلتونفري))دمان‪،‬‬
‫وقد انظم إليه مجموعة من االقتصاديين الذين أعلنوا إيم)انهم العمي)ق بق)درة السياس)ة النقدي)ة‬
‫وحدها دون غيرها من السياسات على تحقي)ق التش))غيل الكام))ل وعالج األزم)ات والوص))ول‬
‫إلى االستقرار االقتص))ادي‪ ،‬كم)ا عكف))وا على دراس))ة وبحث مختل)ف الس))بل ال)تي ح)اولوا به)ا‬
‫تجري))د السياس))ة المالي))ة الكلي))ة من أي))ة ق))درة على الت))أثير على الن))اتج الوط))ني والخ))روج من‬
‫األزمات وتحقيق التوازن العام‪.‬‬

‫‪.De List Worrel, Monetary and Fiscal Coordinations in small open economies - 217‬‬
‫‪.International Monetary Fund, working paper n° 56,2000 P1‬‬

‫‪325‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وق ))د اضط‪ ‬ر الم ))اليون بطبيع ))ة الح ))ال إلى التص ))دي لم ))ا يدعي ))ه أنص ))ار السياس ))ة النقدي ))ة‪،‬‬
‫فاتجهوا إلى دراسة وبحث الجوانب الفكرية المالية ال))تي أثاره))ا أنص))ار السياس))ة النقدي))ة في‬
‫هج))ومهم على السياس))ة المالي))ة‪ ،‬وق))د دافع))وا على الفك))ر الم))الي وق))درة السياس))ة المالي))ة على‬
‫الت))أثير على مس))توى النش))اط االقتص))ادي والتش))غيل وعالج األزم))ات‪ .‬ولم يح))اول الم))اليون‬
‫في ظ))ل ه))ذا الس))ياق ه))دم السياس))ة النقدي))ة وتجري))دها من أي))ة فعالي))ة كم))ا فع))ل النق))ديون‪ ،‬ب))ل‬
‫ن))ادوا بض))رورة مس))اندتها للسياس))ة المالي))ة ولكنه))ا ت))أتي في مرتب))ة ثانوي))ة من حيث األهمي))ة‬
‫في حالة مقارنتها بالسياسة المالية ‪.‬‬
‫‪218‬‬

‫لق) ))د ك) ))ان ه) ))ذا الج) ))دل موض) ))وع من) ))اظرة بين دع) ))اة السياس) ))ة المالي) ))ة بزعام) ))ة ‪walter‬‬
‫‪ Heller‬ودع ) ) ))اة السياس ) ) ))ة النقدي ) ) ))ة بزعامة ‪Milton Fridman‬ح ) ) ))ول أي سياس ) ) ))ة يجب‬
‫اعتماده))ا لتوجي))ه االقتص))اد األم))ريكي و ه))ذا م))ا ج))اء في كت))اب ‪monetary and fiscal‬‬
‫‪ policy‬و لقد ساق كل منهما جملة من الحجج أهمها ‪.‬‬
‫‪219‬‬

‫‪ 1-1‬حجج دعاة السياسة المالية‬


‫حسب ‪ Walter‬إن النقديين ( أنصار السياسة النقدية) لم يوفق))وا في تحدي))د المتغ))ير النق))دي‬
‫المالئم الذي يعمل على تحفيز النشاط االقتصادي‪ ،‬هل يتعلق األمر بالكتلة‬

‫‪ - 1‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬السياسات المالية والنقدية في الميزان ومقارنة إسالمية‪ ،‬مكتبة النهضة العربية المصرية‪ ،‬الطبع‪NN‬ة‬
‫األولى‪ ،1986 ،‬ص‪.266‬‬

‫النقدي) ) ))ة بمفهومه) ) ))ا الض) ) ))يق (‪ ،)1M‬أم بمفهومه) ) ))ا الواس) ) ))ع و ال) ) ))ذي ينص على أنه) ) ))ا‬

‫تشمإلض))افة على ‪ 1M‬ودائ))ع االدخ))ار و معظم الودائ))ع ألج))ل عن))د البن))وك أي (‪M(2‬‬
‫أومتغير آخر مثل القاعدة النقدية‪.‬‬

‫‪Haward R. Vane, John L. Thomson, -‬‬ ‫‪218‬‬


‫‪"An Introduction To Macroeconomics‬‬
‫‪Policy", (harvester Wereatsheaf, Great‬‬
‫‪.Britain , 1993) p324‬‬
‫‪ - 219‬عبد المجيد قدي‪ ،‬فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولي ة دراس ة حال ة النظ ام الض ريبي الجزائ ري في‬
‫الفترة‬
‫‪ ، 88-95‬جامعة الجزائر أطروحة دآتوراه دولة‪ -‬غير منشورة ‪ .1995‬ص‪.50‬‬

‫‪326‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫و يعل ) ))ل ‪ Walter‬بم ) ))ا وق ) ))ع في جويلي ) ))ة ‪ ،1968‬حيث الح ) ))ظ انخف ) ))اض التوس ) ))ع‬
‫النق))دي إذا ق))در ب))المخزون النق))دي‪ ،‬و ارتف))ع إذا ق))درناه ب))النقود مض))افا إليه))ا الودائ))ع‬
‫ألجل‪ ،‬وبقي ثابتا إذا تم تقديره بالقاعدة النقدية‪.‬‬
‫وقد الحظ غموض بعض أفكار النقديين خاصة فيما يتعلق بعالقة الكتلة النقدية بالدخل‪،‬‬
‫أحيانا يعتبرون أن هناك عالقة ضيقة بين الكتلة النقدية و ال))دخل‪ ،‬غ)ير أنهم يص))رحون في‬
‫حاالت أخرى بأن الطلب على النقود يتأثر بتغيرات الدخل‪ ،‬و اله)دف من ه)و إب)راز أهمي)ة‬
‫المضاعف النقدي في المدى القصير‪.‬‬
‫حس)))ب النق)))ديون أن أس)))عار الفائ)))دة تتح)))د على مس ))توى الس ))وق وبالت ))الي ال س ))لطان‬ ‫‪-‬‬
‫للدولة على ضبط هذه األسعار‪.‬‬
‫رغم أهمي ))ة السياس ))ة الض ))ريبية في اإلنع ))اش االقتص ))ادي‪ ،‬غ ))ير أن أنص ))ار السياس ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫النقدية ال يعترفون بتأثيرات هذه األداة و خير دليل النتيج)ة المتحص)ل عليه)ا في رف)ع نس)بة‬
‫التشغيل في الواليات المتحدة األمريكية ‪ 1964‬نتيجة التخفيضات الضريبية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬حجج دعاة السياسة النقدية‬
‫رد فريدمان على ‪ Walter‬و أصحابه بجملة من الحجج هي‪:‬‬
‫لم يتجاه) ) ) ) ))ل النق) ) ) ) ))ديون دور الق) ) ) ) ))درات اإلنتاجي) ) ) ) ))ة و إرادة الش) ) ) ) ))عوب في رفاهي) ) ) ) ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع) ))ات‪ ،‬إال أن النق) ))ود تبقى العام) ))ل المس) ))يطر و األهم باعتباره) ))ا هي ال) ))تي تقيم ه) ))ذه‬
‫العوامل‪.‬‬
‫يبالغ دع)اة السياس)ة المالي)ة باس)تعمالهم للسياس)ة الض)ريبية) أك)ثر من السياس)ة النقدي)ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و حس ))ب فري ))دمان أن مع ))دل التغي ))ير في الكتل ))ة النقدي ))ة ي ))ؤدي إلى ت ))أثير ه ))ام على ك ))ل من‬
‫ال))دخل و األس))عار في الم))دى الطوي))ل‪ ،‬كم))ا أن الدول))ة في حال))ة تغطي))ة عج))ز الموازن))ة تلج))أ‬
‫إلى االق))تراض من الس))وق النقدي))ة و ه))ذا م))ا ي))ؤدي إلى زي))ادة الطلب على القيم المقترض))ة‬
‫ومنه ارتفاع أسعار الفائدة‪.‬‬
‫زي ) ))ادة النفق ) ))ات ت ) ))ؤدي إلى بعض الت ) ))أثيرات‪ ،‬فتك ) ))ون ه ) ))ذه األخ ) ))يرة إيجابي ) ))ة خالل‬ ‫‪-‬‬
‫السداسيالذي يتم فيه اإلنفاق‪ ،‬وتكون سلبية في السداس)ي الم))والي ل)ه‪ ،‬بينم))ا الض))ريبة عديم)ة‬
‫الفعاليةعند فصلها عن النفقات العامة‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مم))ا س))بق يتض))ح أن ج))وهر الخالف ينص))ب ح))ول ت))دخل الدول))ة في الحي))اة االقتص))ادية‪،‬‬
‫نج ) ))د أن الم ) ))اليون ين ) ))ادون بت ) ))دخل الدول ) ))ة أم ) ))ا النق ) ))ديون يرك ) ))زون على آلي ) ))ات الس ) ))وق و‬
‫يعتبرونه))ا كفيل))ة لوح))دها بإح))داث الت))وازن) االقتص))ادي دون ت))دخل الدول))ة غ))ير أن الم))اليون‬
‫( الكنزيون) قد عدلوا من موقفهم اتجاه السياسة النقدي)ة‪ ،‬وذل)ك بإعط))اء دور أك))بر لتغ))يرات‬
‫ع ))رض النق)))ود في ال)))وقت ال)))ذي اع)))ترف في)))ه النق)))ديون ب ))أن س ))رعة الت ))داول‪ ،‬و إن ك ))انت‬
‫مستقرة بشكل عام في الم)دى الطوي)ل فإنه)ا تخض)ع لتغ)يرات ح)ادة في الم)دى القص)ير‪ ،‬كم)ا‬
‫اعترفوا أيضا بصعوبة االتفاق على المقصود بعرض النقود ‪.‬‬
‫‪220‬‬

‫وليس))ت ثم))ة ريب أن ك))ل من وجه))تي النظ))ر ألنص))ار السياس))ة المالي))ة و أنص))ار السياس))ة‬
‫النقدية‪ ،‬قد أثرت في األخرى بشكل ما‪ ،‬فأغلب االقتصاديين يعتقدون أن كل من السياستين‬
‫( المالي))ة‪-‬النقدي))ة) تق))رران أث))ار على الطلب الكلي و اإلنت))اج لكن م))دى فاعلي))ة ه))ذا الت))أثير‬
‫وآلية االنتقال ومدى ايجابية و سلبية تأثير السياسات‪ ،‬وكذلك مدى تدخل الدولة بالسياس))ات‬
‫النش))طة من عدم))ه وم))ا يس))تتبعه من نوعي))ة السياس))ة المتعب))ة‪ ،‬و أس))س ذل))ك الت))دخل‪ ،‬وم))دى‬
‫اعتم))اده على أح))داث الماض))ي و موق))ف التوقع))ات و أث))ر المص))داقية كله))ا أم))ور دار حوله))ا‬
‫الصراع الفكري بين أنصار هاتين السياستين‪.‬‬
‫‪ -2‬فعالية السياسة المالية و النقدية‬
‫يدور الجدل حول فاعلية السياسة المالية و النقدية أساسا حول آليات انتقال أثر‬
‫تلك السياسات على االقتصاد الكلي‪.‬‬
‫ال))تي يف))ترض فيه))ا دع))اة‬ ‫‪221‬‬
‫حيث ي))رفض دع))اة السياس))ة النقدي))ة ص))يغة نم))وذج (‪IS-LM‬‬
‫)‬

‫السياس ) ) ))ة المالي ) ) ))ة ت ) ) ))أثير ع ) ) ))رض النق ) ) ))ود على ال ) ) ))دخل من خالل س ) ) ))عر الفائ ) ) ))دة واإلنف ) ) ))اق‬
‫االس))تثماري‪ ،‬وم))ا ي))ترتب على ذل))ك إعط))اء النق))ود دورا ثانوي))ا في النش))اط االقتص))ادي في‬
‫حين ي ))رى دع ))اة السياس ))ة النقدي ))ة أ‪ ‬ن التع ))ديالت ال ))تي تح ))دث ج ))راء تغي ))ير ع ))رض النق ))ود‬
‫تك))ون على نط))اق واس))ع من اإلنف))اق على األص))ول المالي))ة والعيني))ة‪ ،‬وك))ذلك الخ))دمات وه))و‬

‫القاهرة‪-1995-‬ص‪.159‬‬
‫‪ - 220‬البالوي حازم‪ ،‬دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬دار الشرق و‬
‫‪ - 221‬مايكالبدجان‪ :‬االقتصاد الكلي النظرية و السياسات‪ -‬ترجمة محمد إبراهيم منصور دار المريخ‪ ،‬الرياض‪1998 ،‬ص‬
‫ص ‪.333-332‬‬

‫‪328‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مااليس) ) ))توعبه ج) ) ))وهر إظه) ) ))ار نم) ) ))وذج ( ‪) IS-LM‬ه) ) ))ذا فض) ) ))ال عن افتق) ) ))اده للديناميكي) ) ))ة‬
‫وعدممالءمته لالقتصاديات المفتوحة ‪.‬‬
‫‪222‬‬

‫وفي هذا اإلطار يطرح دعاة السياسة النقدية وجهة نظ))ر أخ))رى تنص على أ‪ ‬ن زي))ادة‬
‫ع ))رض النق) ))ود ت)))ؤدي إلى زي)))ادة اإلنف) ))اق على األص)))ول العيني ))ة و المالي ))ة و الخ) ))دمات و‬
‫تتض) ) ))من الزي) ) ))ادة في النفق) ) ))ات ك) ) ))ل من االس) ) ))تثمار و االس) ) ))تهالك و بالت) ) ))الي الطلب الكلي‬
‫مباشرة‪ ،‬كما ينف)ون األث)ر الس)لبي لزي)ادة المع)روض النق)دي على س)عر الفائ)دة وخاص)ة في‬
‫حالة توقع أفراد المجتمع حدوث مزيد من التضخم‪.‬‬
‫كما ج)ادل أنص)ار السياس)ة النقدي)ة أيض)ا ح))ول آلي))ة انتق)ال أث)ر السياس)ة المالي)ة‪ ،‬و ي))رون‬
‫أنه ))ا ليس ))ت بص ))ورة مباش ))رة‪ ،‬كم ))ا ه ))و معتق ))د عن ))د أنص ))ار السياس ))ة المالي ))ة‪ ،‬ب ))ل ينص ))رف‬
‫أثرها بصورة غير مباشرة من خالل سعر الفائدة و سرعة تداول النقود ‪.‬‬
‫‪223‬‬

‫و قد أتنهى الجدل الخاص بشأن فعالية السياسة النقدية باعتراف أنص)ار السياس)ة المالي)ة‬
‫بفعالي))ة السياس))ة النقدي))ة و أهميته))ا‪ ،‬ال))تي تك))اد تع))ادل أهمي))ة السياس))ة المالي))ة‪ ،‬بع))د أن أثبتت‬
‫الدراسات التطبيقية تأثير النقود بطرق شتى على االقتصاد ‪.‬‬
‫‪224‬‬

‫كم ))ا اتفق ))وا م ))ع أنص ))ار السياس ))ة النقدي ))ة على ع ))دم االس ))تناد على س ))عر الفائ ))دة كمؤش ))ر‬
‫رئيسي للسياسة النقدي))ة واس))تبدلوه بمع))دل النم))و في ع))رض النق))ود كمؤش))ر أفض))ل للسياس))ة‬
‫النقدية‪.‬‬
‫كما اعترف دع))اة السياس)ة النقدي))ة بفاعلي)ة السياس))ة المالي)ة و خاص)ة إذا ك))انت مص)حوبة‬
‫بتغ ))يرات في ع ))رض النق ))ود‪ ،‬و به ))ذا الش ))كل تق ))اربت و جه ))ات النظ ))ر بين الج ))انبين ح ))ول‬
‫فاعلية السياستين بصورة كبيرة و انحصرت الخالفات في أضيق الحدود ‪.‬‬
‫‪225‬‬

‫لق ))د عاص ))ر ذل ))ك ظه ))ور فري ))ق ث ))الث رافض التح ))يز ألي من السياس ))تين على ح ))دى ب ))ل‬
‫يؤي))د الم))زج بينهم))ا بالص))ورة ال))تي تحق))ق أه))داف السياس))ة االقتص))ادية بأق))ل تكلف))ة ممكن))ة و‬
‫حس))ب اعتق))ادهم يع))د تحدي))د أي السياس))تين أك))ثر أهمي))ة من األخ))رى ش))يء غ))ير مقب))ول إذ‬
‫‪- K. Alec. Chrystal, simon P rice- controversies in macko, harvester wheatsheal- great 222‬‬
‫‪.Britain, 1994-P42‬‬
‫‪- 223‬جيمس جوارتيز‪ ،‬ريجارد استروب‪ -‬االقتص اد الكلي االختي ار الع ام و الخ اص‪ ،‬ترجم‪N‬ة عب‪N‬د الفت‪N‬اح عب‪N‬د ال‪N‬رحمن‬
‫وآخرون‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪ ،1998 ،‬ص‪.432‬‬
‫‪-- 224‬مايكل ايدجمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.237‬‬
‫‪ - 225‬سهير محمود معتوق‪ ،‬النظريات و السياسات النقدية‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.189-188‬‬

‫‪329‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أن))األهم ه))و اختي))ار التوليف))ة المناس))بة و له))ذا ف))إن ك))ل سياس))ة اقتص))ادية يجب أن تتس))لح‬
‫‪226‬‬

‫بأدواتمساوية لألهداف أي أنه بق)در م)ا ل)دينا من أه)داف بق)در م)ا ينبغي أن يك)ون ل)دينا من‬
‫أدوات لتحقيق هذه األهداف ‪.‬‬
‫‪227‬‬

‫وق ))د ق ))ام االقتص ))ادي الكن ))دي ‪ ROBERTA- MUNDELL‬بتق ))ديم نم ))وذج مفي ))د في‬
‫‪228‬‬

‫هذا المجال تم على أساسه وضع أس))س و قواع))د السياس))ات المختلط))ة موض))حا أن األدوات‬
‫المختلفة ينبغي استخدامها لبلوغ األهداف التي يكون له)ا الت)أثير المباش)ر عليه)ا‪ ،‬أي أن ك)ل‬
‫أداة من أدوات تحقي))ق االس))تقرار ينبغي اس))تخدامها لتحقي))ق اله))دف ال))ذي ت))ؤثر علي))ه ت))أثيرا‬
‫مباش ))را م ))ع مالحظ ))ة أن السياس ))ة المالي ))ة تم ))ارس ت ))أثيرا مباش ))را على الت ))وازن ال ))داخلي و‬
‫ت ))أثيرا غ ))ير مباش ))ر على ت ))وازن م ))يزان الم ))دفوعات من خالل تأثيره ))ا على الطلب الكلي‬
‫على الواردات‪ ،‬في حين أن السياسة النقدية لها األولوية في تحقيق التوازن الخارجي‪.‬‬
‫على ال))رغم من تل))ك النظ))رة المتكافئ))ة ألهمي))ة دور ك))ل من السياس))تين ( النقدي))ة‪ -‬المالي))ة)‬
‫في عالج األزم ))ات و تحقي ))ق االس ))تقرار االقتص ))ادي إال أن أنص ))ار ه ))ذا االتج ))اه لم يقوم ))وا‬
‫بالمساواة المطلقة بين عدد األدوات المستخدمة في كل نوع‪.‬‬
‫كما لم يرو ضرورة استخدام كافة أدوات كل سياسة‪ ،‬بل آمنوا بوج)وب ت)رك تحدي)د ذل)ك‬
‫لظ)))روف ك)))ل حال)))ة‪ ،‬إذ يجب أن تتف)))اوت نس)))ب الم)))زج تبع ))ا للفلس ))فة االقتص ))ادية الس ))ائدة‪،‬‬
‫وكذلك درجة التقدم االقتصادي و نوعية األزم))ات االقتص)ادية ال))تي تواجهه))ا ال)دول المعني))ة‬
‫بتط ))بيق السياس ))ة‪ ،‬و ك ))ذلك درج ))ة االنفت ))اح على الع ))الم الخ ))ارجي‪ ،‬ونظ ))ام س ))عر الص ))رف‬
‫السائد ‪.‬‬
‫‪229‬‬

‫‪-3‬ت‪$$ $ $‬أثيرات السياس‪$$ $ $‬ة النقدي‪$$ $ $‬ة على السياس‪$$ $ $‬ة‬


‫يمكن التمييز بين السياسة المالية‬ ‫المالية‬

‫‪"S. Mitra, mony and Banking- theory: analysis ans poliey. A text book of readings - 226‬‬
‫‪.Random house- 1970, PP 515-516‬‬
‫‪.Ibid, PP 606-607 - 227‬‬
‫‪.Ibid- PP 606-607 - 228‬‬
‫‪ - 229‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328‬‬

‫‪330‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫و النقدية وفقا لثالثة معايير هي ‪:‬‬


‫‪230‬‬

‫معي) ))ار جه) ))ة اتخ) ))اذ الق) ))رار‪ ،‬ف) ))القرارات ال) ))تي يتخ) ))ذها البن) ))ك المرك) ))زي تن) ))درج في‬ ‫‪-1‬‬
‫السياسةالنقدية‪ ،‬أما القرارات التي تتخذ بوسطة وزارة المالية تندرج تحت السياسة المالية‪.‬‬
‫معي))ار حق))وقي‪ ،‬فالسياس))ة المالي))ة تح))دد حجم ال))دين الحك))ومي في حين تح))دد السياس))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫النقدية مكونات هذا الدين ( قرض بنكي أو اقتراض من الجمهور على شكل سندات)‪.‬‬
‫ج ـ‪ -‬معيار الهدف‪ ،‬فإذا كان الهدف من السياسة الت))أثير على الحاج)ات العام))ة و التوظ))ف‬
‫فهي سياسة مالي)ة‪ ،‬أم))ا إذا ك)ان اله)دف من السياس)ة الت))أثير على ع))رض النق))ود فهي سياس)ة‬
‫نقدية‪.‬‬
‫وفيما يلي نحاول إيضاح التأثيرات المختلفة للسياسة النقدية على السياسة المالية‪.‬‬
‫‪ 3-1‬أثر السياسة النقدية على عجز الموازنة‬
‫لتوض) ))يح ت) ))أثير السياس) ))ة النقدي) ))ة على عج) ))ز الميزاني) ))ة نأخ) ))ذ مجموع) ))ة من المتغ) ))يرات‬
‫المختلفة التي تتأثر بالسياس)ة النقدي)ة‪ ،‬و ت)ؤثر هي ب)دورها على عج)ز الموازن)ة‪ ،‬ب)الرغم أن‬
‫أث))ر ك))ل متغ))ير من ه))ذه المتغ))يرات يك))ون ص))غيرا إذا أخ))ذ على ح))دى‪ ،‬إال أن األث))ر الكلي‬
‫له ) ))ذه المتغ ) ))يرات مجتمع ) ))ة يك ) ))ون كب ) ))يرا‪ ،‬حيث أن معظم ه ) ))ذه المتغ ) ))يرات ( االرتف ) ))اع في‬
‫المس ))توى الع ))ام لألس ))عار‪ ،‬زي ))ادة اإلنف ))اق الع ))ام‪ ،‬نقص اإلي ))رادات الض ))ريبية‪ ،‬زي ))ادة ال ))دين‬
‫العام) تؤدي إلى زيادة عجز الميزانية إذا ما تم إتب))اع سياس))ة نقدي))ة انكماش)ية بس))بب ارتف)اع‬
‫سعر الفائدة ‪.‬‬
‫‪231‬‬

‫ل ))ذلك ف ))إن التغ ))ير في الوض ))ع الم ))الي كك ))ل ( ال ))دين الع ))ام‪ ،‬عج ))ز الموازن ))ة) يتعق ))د نتيج ))ة‬
‫السياسة النقدية االنكماشية و بالتالي فإن))ه يجب التنس))يق بين السياس))ة النقدي))ة و المالي))ة‪ ،‬وأن‬

‫‪ - 230‬محمد ناظم حنفي‪ ،‬مشاآل تحديد سعر الصرف و تقييم العمالت‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب ‪ ،1999‬ص ص ‪.125-121‬‬
‫‪ -‬رضا العدل‪ ،‬التحليل االقتصادي الجزئي والكلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪D. ahan and mami/ the‬‬ ‫‪231‬‬
‫‪fiscal effect of monetary‬‬
‫‪policyu.‬‬ ‫‪International‬‬
‫‪monetary fund - working‬‬
‫‪.paper N° 66.1998‬‬

‫‪331‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يأخ))ذ في االعتب))ار الت))أثيرات المتض))منة على الميزاني))ة بس))بب السياس))ة النقدي))ة االنكماش))ية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬أثر استقاللية البنك المركزي على السياسة المالية‬
‫في ظل وجود بنك مركزي مستقل يتبنى سياسة ضد التضخم تقل توقعات السلطة‬
‫المالي))ة بقي))ام البن))ك المرك))زي بت))دبير التموي))ل الالزم لعج))ز الميزاني))ة‪ ،‬و يح))د ذل))ك من ق))درة‬
‫السلطة المالية على إحداث هذا العجز‪.‬‬
‫إذا اس ))تطاعت الس ))لطة النقدي ))ة أن تص ))مم على سياس ))تها بنج ))اح و رفض ))ت تموي ))ل ال ))دين‬
‫الحكومي فإن السلطة المالية سوف تحاول العودة مرة أخ))رى إلى الت))وازن‪ ،‬ذل))ك أن تموي))ل‬
‫ال ))دين الحك ))ومي‪ ،‬يع ))ني إذع ))ان الس ))لطة النقدي ))ة للس ))لطة المالي ))ة‪ ،‬أم ))ا في حال ))ة ال ))رفض ف ))إن‬
‫السياسة المالية لن تجد مفرا من تقييد هذا العجز‪ ،‬من هنا فإن اس))تقاللية البن))ك المرك))زي و‬
‫التي برفض طلب الحكومة لمزيد من االئتمان‪ ،‬يؤدي إلى خفض التوسع في العج))ز الم))الي‬
‫مما يعني الحد من التضخم و االستقرار في قيمة العملة‪.‬‬
‫‪ -4‬تأثيرات السياسة المالية على السياسة النقدية‬
‫تت))أثر السياس))ة النقدي))ة بالسياس))ة المالي))ة المتبع))ة‪ ،‬فالنظ))ام الض))ريبي) المتب))ع ل))ه أث))ر على‬
‫السياسة النقدي)ة‪ ،‬و ك)ذلك مس)توى االنض)باط الم)الي للحكوم)ة فالتوس)ع الم)الي ق)د يض)يع أث)ر‬
‫السياسة النقدية االنكماشية في مجال تحقيق هدف تخفيض التضخم‪ ،‬كم))ا أن الهيمن))ة المالي))ة‬
‫للسياس))ة المالي))ة تجع))ل الس))لطة المالي))ة تحق))ق عج))زا مالي))ا كم))ا يحل))و له))ا‪ ،‬مم))ا يعط))ل على‬
‫السياس) ))ة النقدي) ))ة تحقي) ))ق أي من أه) ))دافها‪ ،‬و فيم) ))ا يلي نح) ))اول ع) ))رض الت) ))أثيرات المختلف) ))ة‬
‫للسياسة المالية على السياسة النقدية‪.‬‬
‫أثر النظام الضريبي‪ $‬على السياسة النقدية‬ ‫‪4.1‬‬
‫ي ))ؤثر النظ ))ام الض ))ريبي على الت ))وازن االقتص ))ادي الكلي من خالل أث ))ر الض ))رائب على‬
‫الدخل‪ ،‬ألن زيادة الضرائب) تؤدي إلى تخفيض الج))زء من ال))دخل المخص))ص لإلنف))اق على‬
‫االستهالك و تخفيض االدخار الذي يتم توجي))ه فيم))ا بع))د إلى اإلنف))اق على االس))تثمار أي أن‬
‫زي) ) ))ادة الض) ) ))رائب ت) ) ))ؤدي إلى تخفيض بعض عناص) ) ))ر اإلنف) ) ))اق الكلي‪ ،‬ألنه) ) ))ا ت) ) ))ؤثر على‬
‫االستهالك ( تأثير مباشر و االستثمار‪ ،‬تأثير غير مباشر)‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما أن أدوات السياسة النقدية ال يتم االستجابة له)ا في الم)دى القص)ير نتيج)ة وج)ود نظ)ام‬
‫ضريبي معين‪.‬‬
‫فمثال نج)))د أن تخفيض مع)))دل الفائ)))دة ال ينتج عن)))ه زي ))ادة في االس ))تثمار نتيج ))ة للتخفيض‬
‫الذي حدث في االدخار بسبب زيادة الضرائب على الدخل‪.‬‬
‫االنضباط المالي لإلنفاق الحكومي‬ ‫‪4.2‬‬
‫في ظ))ل االقتص))اد المغل))ق يج))بر البن))ك المرك))زي المس))تقل الحكوم))ة أن تف))رض انض))باطا‬
‫مالي))ا على إنفاقه))ا و ذل))ك من خالل آلي))ة الت))دخل في الس))وق‪ ،‬فعن))دما تزي))د متطلب))ات إق))راض‬
‫القط))اع الع))ام ف))إن البن))ك المرك))زي ي))بيع س))ندات حكومي))ة‪ ،‬و ال))ذي ي))ؤدي ب))دوره إلى نقص‬
‫المع ))روض النق ))دي‪ ،‬ف ))ترتفع أس ))عار الفائ ))دة و ترتف ))ع معه ))ا تكلف ))ة اإلق ))راض‪ ،‬حيث ت ))تراجع‬
‫السلطة المالية عن خطة اإلنف)اق ال))تي قررته))ا‪ ،‬أو ح))تى فإنه))ا لن تس)تطيع اس))تكمال الخط))ة‪،‬‬
‫ألنها قد ال تتمكن من اإلقراض‪ ،‬أو تقترض بتكاليف عالية جدا‪.‬‬
‫أم))ا في ظ))ل االقتص))اد المفت))وح‪ ،‬ربم))ا يج))ذب ارتف))اع س))عر الفائ))دة الن))اتج عن ت))دخل البن))ك‬
‫المركزي في الس))وق بي)ع األوراق الحكومي)ة المزي)د من الت)دفقات الرأس)مالي‪ ،‬و ال)تي تم)ول‬
‫الزيادة في العجز الحكومي‪.‬‬
‫بينما إذا قام البنك بشراء أوراق حكومية من السوق فيزيد من عرض النق))ود‪ ،‬و تنخفض‬
‫أس ))عار الفائ)))دة‪ ،‬و ينتج عن ذل)))ك خ)))روج ت)))دفقات رأس)))مالية‪ ،‬وهك ))ذا في حال ))ة ع ))دم وج ))ود‬
‫تنس))يق بين السياس))ة المالي))ة و السياس))ة النقدي))ة يص))بح االنض))باط الم))الي مكلف))ا‪ ،‬خاص))ة في‬
‫ظ))ل انخف))اض مص))داقية السياس))ات النقدي))ة و المالي))ة ل))دى العناص))ر االقتص))ادية و ال))تي ينتج‬
‫عنها وجود توقعات لدى العناصر االقتصادية بزيادة متطلبات الحكومة و القطاع العام من‬
‫الق) ))روض‪ ،‬ل) ))ذلك ف) ))إن ه) ))ذه التوقع) ))ات ربم) ))ا تعج) ))ل من ح) ))دوث التض) ))خم‪ ،‬وتخفيض قيم) ))ة‬
‫الصرف األجنبي‪ ،‬و في هذه الظروف فإن مع))دالت الفائ)دة المحلي)ة المرتفع))ة ج)دا ق))د تك))ون‬
‫مطلوبة لتجنب هروب رأس المال و عندها يكون االنضباط المالي مكلفا جدا‪.‬‬
‫الهيمنة المالية مقابل النقدية‬ ‫‪4.3‬‬
‫تعني الهيمنة المالية أن الحكومة تخطط إلنفاقها بعيدا عن أي تنسيق مع السلطة النقدي))ة‪،‬‬
‫و هي في سبيل ذلك تضع ميزانيتها و ال تهتم بمقدار العجز في الميزاني))ة‪ ،‬حيث يتم ت))دبير‬

‫‪333‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ه))ذا العج))ز بواس))طة البن))ك المرك))زي‪ ،‬أو بواس))طة س))وق الم))ال‪ ،‬و غالب))ا م))ا يح))دث ذل))ك إذا‬
‫ك))ان البن))ك المرك))زي غ))ير مس))تقل عن الحكوم))ة من حيث تص))ميم و تنفي))ذ السياس))ة النقدي))ة‪،‬‬
‫حيث تغلب على سياس))ته األه))داف ال))تي تح))ددها الحكوم))ة و تهتم به))ا عن))د وض))ع الخط))وط‬
‫الرئيسية للسياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫و ل)ذلك ف)إن الحكوم)ة لن تهتم بنم)و عج)ز الميزاني)ة طالم)ا أنه)ا ال تتوق)ع زي)ادة في تكلف)ة‬
‫الدين حيث يوفر البن)ك المرك)زي أغلب التموي)ل له)ذا العج)ز‪ ،‬س)واء من مص)ادر حقيق)ة أو‬
‫بإصدار المزيد من النقود الجديدة مما ي))ؤدي إلى انخف))اض كب))ير في ق))درة الس))لطة النقدي))ة‪،‬‬
‫مم))ا ي))ؤدي إلى المزي))د من النم))و في حجم عج))ز الميزاني))ة‪ ،‬كم))ا ي))ؤدي إلى زي))ادة مع))دالت‬
‫التض ))خم و انخف ))اض قيم ))ة العمل ))ة الوطني ))ة أم ))ام العمالت األجنبي ))ة‪ .‬أم ))ا في حال ))ة الهيمن ))ة‬
‫النقدي))ة‪ ،‬حيث أن البن))ك المرك))زي يح))دد أهداف))ه و يق))وم بتص))ميم و تنفي))ذ السياس))ات النقدي))ة‬
‫بعي ))دا عن متطلب ))ات الحكوم ))ة لتموي ))ل عج ))ز ميزانيته ))ا‪ ،‬و بالت ))الي انخف ))اض ق ))درة الس ))لطة‬
‫المالي)))ة في تحقي)))ق أه)))دافها‪ .‬وه)))دف البن)))ك من ه)))ذا اإلج ))راء ه ))و تحقي ))ق ه ))دف التض ))خم‬
‫واس ))تقرار مع ))د الص ))رف األجن ))بي‪ ،‬و له ))ذا نج ))د أن الس ))لطة المالي ))ة في ظ ))ل هيمن ))ة كامل ))ة‬
‫للسلطة النقدية ليست حرة تمام)ا في تحدي))د حجم عج))ز الميزاني))ة‪ ،‬و عليه))ا االل))تزام بض))بط‬
‫اإلنفاق العام‪.‬‬
‫عندما تريد الحكومات‪ ،‬أن تقترض في ظ)ل وج)ود هيمن)ة نقدي)ة فس)وف تج)د نفس)ها غ)ير‬
‫ح) ))رة تمام) ))ا في ذل) ))ك ألنه) ))ا تخض) ))ع لبعض القي) ))ود الداخلي) ))ة‪ ،‬كم) ))ا أن) ))ه من المفض) ))ل ع) ))دم‬
‫االق ))تراض إال إذا تس ))اوت القيم ))ة الجاري ))ة لص ))افي االلتزام ))ات الحكومي ))ة نح ))و الغ ))ير م ))ع‬
‫القيم))ة الحالي))ة للف))وائض (عائ))دات الض))ريبة ن))اقص اإلنف))اق) ال))تي من المتوق))ع تحقيقه))ا في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫و تع))د الساس))ة المالي))ة قوي))ة إذا ك))ان ه))ذا القي))د كافي))ا ب))دون ح))دوث أي تغي))ير في السياس))ة‬
‫النقدي))ة‪ ،‬أو ب))دون ح))دوث تغي))ير في مس))توى األس))عار‪ .‬و إذا ك))انت الحكوم))ة تع))دل العج))ز‬
‫لتحدد الدين و البنك المركزي غير مرغم على تمويل الدين بالتضخم فإن أح))د األنظم))ة و‬
‫يدعى ( الهيمنة النقدية) يكون هو السائد و بالعكس فإنه تحت نظام ( الهيمنة المالي))ة) ف))إن‬

‫‪334‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الحكوم ))ة عن ))د تحدي ))ديها الرص ))يد األولي للعج ))ز يك ))ون ذل ))ك مس ))تقال عن قيم ))ة التزاماته ))ا‬
‫الحقيقية للغير ‪.‬‬
‫‪232‬‬

‫‪ -5‬اآلثار المتبادلة للسياسات النقدية و المالية في ظل حالة الحرية الكاملة لحركة رأس‬
‫المال‬
‫يوج ))د الي ))وم تكام ))ل ع ))المي أك ))ثر من ذي قب ))ل رغم ه ))ذا ال ي ))زال الع ))الم بعي ))دا عن حال ))ة‬
‫الحري ) ))ة الكامل ) ))ة لحرك ) ))ة رأس الم ) ))ال‪ ،‬و تض ) ))غط تي ) ))ارات رأس الم ) ))ال الكب ) ))يرة الداخل ) ))ة و‬
‫الخارج) ) ))ة ( خاص) ) ))ة من و إلى ال) ) ))دول النامي) ) ))ة) على البن) ) ))ك المرك) ) ))زي‪ ،‬له) ) ))ذا يص) ) ))بح من‬
‫الض))روري) األخ))ذ في االعتب))ار آث))ار السياس))ة النقدي))ة على عج))ز الميزاني))ة تحت نظ))ام س))عر‬
‫الصرف الثابت مع درجة عالية من حركة راس المال ‪.‬‬
‫‪233‬‬

‫لتوض))يح ذل))ك نف))ترض أن السياس))ة المالي))ة ال ت))ؤثر على س))عر الص))رف‪ ،‬و أن الحكوم))ة‬
‫ل ) ))ديها كمي ) ))ات موجب ) ))ة من ال ) ))دين المحلي و األجن ) ))بي كنتيج ) ))ة لل ) ))بيع في الس ) ))وق المفتوح ) ))ة‬
‫للس ))ندات المحلي ))ة‪ ،‬ف ))ان عملي ))ات ه ))ذا الس ))وق تخفض من كمي ))ة النق ))ود في الت ))داول و يرتف ))ع‬
‫س))عر الفائ))دة وتج))د الوح))دات االقتص))ادية المحلي))ة نفس))ها مض))طرة لتع))ديل محافظه))ا المالي))ة‬
‫وعند سعر فائدة أولي‪ ،‬فإن العناصر االقتصادية التي تحتفظ بعدد كبير من الس))ندات وليس‬
‫لديها نقود كافية وم)ع الطلب الملح للعناص)ر االقتص)ادية على النق)ود س)تحاول بي)ع األص)ول‬
‫األجنبي))ة‪ ،‬و عن))د ه))ذه النقط))ة يجب على البن))ك المرك))زي أن يش))تري العمل))ة األجنبي))ة ال))تي‬
‫بحوزته))ا وفي المقاب))ل يض))طر البن))ك المرك))زي لش))راء الس))ندات بالعمل))ة األجنبي))ة وعن))د ه))ذه‬
‫النقط ))ة يجب على البن ))ك المرك ))زي أن يش ))تري العمل ))ة األجنبي ))ة‪ ،‬و ال ))ذي ي ))ؤدي إلى زي ))ادة‬
‫ع ))رض العمل ))ة المحلي ))ة‪ ،‬فيض ))طر بع ))د ذل ))ك إلى امتص ))اص المحلي ))ة من أج ))ل الحف ))اظ على‬
‫معدل صرف ثابت‪.‬‬

‫‪Sargent. T and wallace N. some Umpleasant monetarist Arithmetic, Federal - 232‬‬


‫‪.RESERVE Bank of Minneafoliis qurtery Review, vol 5 N3. 1981, PP1.17‬‬
‫‪faika el-refaie, the coordination of moinetary and fiscal policies in Egypt, the - 233‬‬
‫‪Egyptian‬‬
‫‪.center for economic studies, working paper n° 54,April 2001‬‬

‫‪335‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫و في حال ))ة اس ))تمرار تقيي ))د السياس ))ة النقدي ))ة لف ))ترة طويل ))ة بغ ))رض تحقي ))ق ه ))دف تخفيض‬
‫التض))خم ف))إن س))عر الفائ))دة المحلي))ة يظ))ل مرتفع))ا مم))ا ي))ؤدي إلى زي))ادة الت))دفقات من رؤوس‬
‫األموال إلى الداخل كما أ‪ ‬ن زيادة تكلفة السلطة المالية بسبب ارتف)اع س)عر الفائ)دة المحلي)ة‬
‫تؤدي إلى ارتفاع مستوى ال))دين الحك)ومي‪ ،‬حيث تح))اول الس)لطة المالي))ة تع)ديل هيك))ل ال)دين‬
‫العام الس))تغالل الف))رق بين مع))دالت الفائ))دة المحلي))ة المرتفع))ة و الفائ))دة الخارجي))ة المنخفض))ة‬
‫نس)بيا و ينتج عن ذل))ك تخفيض ال))دين المحلي مرتف))ع التك)اليف و زي)ادة ال)دين األجن)بي ألق))ل‬
‫تكلفة‪ .‬يضمن التنسيق بين السياسات النقدية و المالية اتساع مص))داقية السياس))ة النقدي))ة ل))دى‬
‫العناص ))ر االقتص ))ادية حيث يتح ))رك االقتص ))اد لت ))وازن جدي ))د بواس ))طة توقع ))ات الزي ))ادة في‬
‫معدل الصرف األجنبي اس))تجابة للزي))ادة االس))مية لمع))دل الفائ))دة المحلي‪ ،‬كم))ا يض))من وج))ود‬
‫التنس) ))يق بين السياس) ))ات النقدي) ))ة و المالي) ))ة نج) ))اح السياس) ))ة النقدي) ))ة في الوص) ))ول إلى مع) ))دل‬
‫تض ))خم منخفض و ال ))ذي يجع ))ل هن ))اك توقع ))ات ل ))دى العناص ))ر االقتص ))ادية بانخف ))اض س ))عر‬
‫الصرف‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫خليط السياسات النقدية و المالية في ظل أنظمة مختلفة لمعدالت الصرف‬ ‫‪5.1‬‬
‫يختلف خليط السياسات المالية و النقدية المستخدم باختالف نظام سعر الصرف المتبع‪،‬‬
‫وفيم ) ))ا يلي نح ) ))اول ع ) ))رض خلي ) ))ط السياس ) ))ات المناس ) ))ب في ظ ) ))ل النظم المختلف ) ))ة ألس ) ))عار‬
‫الصرف‪.‬‬
‫نظام معدل الصرف الثابت‬ ‫‪5.1.1‬‬
‫يناس ))ب ه ))ذا النظ ))ام ال ))دول ال ))تي تك ))ون فيه ))ا الهيمن ))ة للس ))لطة المالي ))ة‪ ،‬ففي ظ ))ل مع ))دل‬
‫الص))رف الث))ابت تك))ون السياس))ة المالي))ة هي الفعال))ة في التحكم في الطلب الكلي‪ ،‬وذل))ك ألن‬
‫العج))ز الم))الي ال ي))ؤثر في مع))دل الفائ))دة الص))رف‪ ،‬أو في مع))دل الص))رف) ال))ذي يك))ون ثابت))ا‬
‫( بق) ) ))رار سياس) ) ))ي)‪ ،‬و في ظ) ) ))ل ه) ) ))ذا الوض) ) ))ع ال ت) ) ))ؤثر السياس) ) ))ة النقدي) ) ))ة في المتغ) ) ))يرات‬
‫االقتص))ادية‪ ،‬و ي))ؤدي انخف))اض كف))اءة السياس))ة النقدي))ة في ظ))ل مع))دل الص))رف الث))ابت إلى‬
‫انخف))اض في مس))توى أرص))دة االحتياطي))ات الدولي))ة حيث ت))ؤدي الزي))ادة في ع))رض النق))ود‬
‫‪Ugo Panizza, monetary and fiscal policies in emerging markets, the Egyptian center - 234‬‬
‫‪for‬‬
‫‪.economic studies, working paper n°50, Décember2000‬‬

‫‪336‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الناتجة عن التوسع في االئتمان المحلي إلى انخفاض في مع))دل الفائ))دة المحلي))ة ال))ذي ي))ؤدي‬
‫إلى ه))روب رؤوس األم))وال وال))تي تمث))ل نقص))ا في االحتياطي))ات الدولي))ة‪ ،‬وت))ؤدي فيم))ا بع))د‬
‫إلى انخفاض في عرض النقود‪ ،‬و سوف يستمر هروب رؤوس األموال حتى يرجع مع))دل‬
‫الفائدة إلى المستوى األصلي‪.‬‬

‫نظام معدل الصرف المرن‪ :‬هنا نكون أمام حالتين األولى حرية‬ ‫‪5.1.2‬‬
‫انتقال رأس المال أما الثانية عدم حرية رأس المال و لهذا نحاول‬
‫توضيح خليط السياسات النقدية و المالية المناسب لكل حالة و ذلك‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫حري‪$$‬ة انتق‪$$‬ال رأس الم‪$$‬ال‪ :‬في حال))ة نظ))ام مع))دل الص))رف الم))رن يمكن أن تس))تخدم‬ ‫‪-1‬‬
‫السياس))ة النقدي))ة لرف))ع مس))توى الن))اتج المحلي‪ ،‬بينم))ا تفق))د السياس))ة المالي))ة ك))ل فعاليته))ا‪ ،‬ففي‬
‫حالة وج)ود حري)ة تام)ة النتق)ال رأس الم)ال‪ ،‬ف)إن خلي)ط السياس)ات في حال)ة مع)دل الص)رف‬
‫المرن يتكون من السياسة النقدية فقط‪ ،‬كما أن الرصيد النقدي بالكامل يصبح تحت س))يطرة‬
‫الس) ))لطة النقدي) ))ة حيث ي) ))ؤدي التوس) ))ع النق) ))دي إلى انخف) ))اض في مع) ))دل الفائ) ))دة المحلي عن‬
‫المع))دالت العالمي))ة مم))ا ي))ؤدي إلى زي))ادة تي))ارات رؤوس األم))وال للخ))ارج‪ ،‬مم))ا ي))ؤدي إلى‬
‫تخفيض في قيم))ة مع))دل الص))رف‪ ،‬و ه))و ال))ذي ي))ؤدي تبع))ا ل))ذلك إلى تحس))ن التنافس))ية للس))لع‬
‫المحلي ))ة و يرف ))ع مس ))تويات الن ))اتج أك ))ثر‪ ،‬و بالت ))الي يرتف ))ع الطلب على النق ))ود و هك ))ذا يبقى‬
‫مع ))دل الص ))رف في انخف ))اض بينم ))ا مع ))دل الفائ ))دة المحلي يرتف ))ع ح ))تى يص ))ل إلى مس ))توى‬
‫معدل الفائدة العالمي‪.‬‬
‫ع‪$$‬دم وج‪$$‬ود حري‪$$‬ة انتق‪$$‬ال رأس الم‪$$‬ال‪ :‬في ه ))ذه الحال ))ة للسياس ))ة المالي ))ة دور تلعب ))ه‬ ‫‪-2‬‬
‫ح ))تى في ظ ))ل نظ ))ام مع ))دل ص ))رف م ))رن‪ ،‬وت ))ؤثر السياس ))ة المالي ))ة التوس ))عية عموم ))ا على‬
‫التحكم في الطلب الكلي‪ ،‬فهي ت) ))ؤثر في القط) ))اع الخ) ))اص و ذل) ))ك نظ) ))را ألن أي زي) ))ادة في‬

‫‪337‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ال))دين المحلي في ظ))ل مس))توى ع))الي من التوس))ع الم))الي ق))د ت))ؤدي إلى زي))ادة في مع))دالت‬
‫الفائدة‪ ،‬مما يؤدي فيما بعد إلى دخول تي))ارات رؤوس األم))وال‪ ،‬فينخفض مع))دل الفائ))دة إلى‬
‫مستوى المع)دالت الدولي)ة‪ ،‬و هن)ا ترتف)ع قيم)ة مع)دل الص)رف‪ ،‬مم)ا ي)ؤدي إلى انخف)اض في‬
‫التنافسية و التي سوف تخفض من ربحية القطاع الخاص‪.‬‬
‫و أخ) ))يرا النتيج) ))ة هي أن السياس) ))ة المالي) ))ة ليس) ))ت مس) ))تقلة تمام) ))ا في حال) ))ة نظ) ))ام مع) ))دل‬
‫الصرف الثابت في األجل الطويل‪ ،‬كم)ا أن للسياس)ة النقدي)ة ح)دود في حال)ة مع)دل الص)رف‬
‫الم))رن‪ ،‬و خاص))ة ال))تي تتض))من توس))عا نق))ديا ق))د ي))ؤدي لعملي))ات غ))ير مس))تقرة من انخف))اض‬
‫قيمة معدل الصرف) و التضخم المحلي‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫من خالل تعرض))نا لعالق))ة السياس))ة المالي))ة بالسياس))ة النقدي))ة‪ ،‬أتض))ح أن))ه توج))د عالق))ة و‬
‫أثار متبادلة بين السياسات المالية و النقدية و المتغيرات االقتصادية الكلية فالسياسة المالي)ة‬
‫له))ا ت))أثير مباش))ر على ال))دخل ثم الطلب الكلي بينم))ا السياس))ة النقدي))ة له))ا ت))أثير غ))ير مباش))ر‬
‫على الطلب الكلي كما أن السياسة المالية أكثر فعالية في مواجه))ة الرك))ود االقتص))ادي على‬
‫عكس السياسة النقدية التي تكون لها فعالية أكثر في مواجهة الضغوط التضخمية‪ .‬غ))ير أن‬
‫التنس ))يق و التكام ))ل بين السياس ))تين يعت ))بر أم ))را ض ))روريا‪ ،‬وذل ))ك ألن لك ))ل منهم ))ا ت ))أثيرات‬
‫مش) ))تركة على النش) ))اط االقتص) ))ادي و ته) ))دفان إلى تحقي) ))ق االس) ))تقرار االقتص) ))ادي‪ ،‬كم) ))ا أن‬
‫تكام))ل ك))ل من أه))دافهما من ش))أنه أن ي))ؤدي إلى تحقي))ق أه))داف السياس))ة االقتص))ادية العام))ة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫لكن يجب التنوي ) ))ه على أن المقص) ))ود بالتنس) ))يق هن ) ))ا ليس بالض) ))رورة أن تك ) ))ون ك) ))ل من‬
‫السياسة النقدية و السياسة المالية متالزمتين توسعا وانكم))اش‪ ،‬إنم))ا ه))و ت))ركيب م))ا للسياس))ة‬
‫العام))ة‪ ،‬يتض))من سياس))ة مالي))ة انكماش))ية مثال و سياس))ة نقدي))ة توس))عية أو العكس‪ .‬وفي حال))ة‬
‫انفص ) ))ال ك ) ))ل من الس ) ))لطات النقدي ) ))ة و المالي ) ))ة عن بعض ) ))هما وقت وض ) ))ع السياس ) ))ات تبع ) ))ا‬

‫‪338‬‬
‫عالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ألهداف كل منهما‪ ،‬فإن ذلك قد يؤدي إلى تعارض عند تنفيذ هذه السياس))ات بم))ا ي))ؤثر على‬
‫تحقيق األهداف في النهاية‪.‬‬
‫بعد استعراضنا فيما سبق إلى موضوع السياسة المالي))ة و دوره))ا في تحقي))ق الت))وازن من‬
‫الناحية النظري)ة م)ع ض)رورة تعاض)د السياس)ة المالي)ة م)ع السياس)ة النقدي)ة لتحي)ق االس)تقرار‬
‫االقتص)ادي‪ ،‬ومن هن)ا يتب)ادر إلى األذه)ان الس)ؤال الت)الي‪ :‬إلى أي م)دى اس)تطاعت السياس)ة‬
‫وه)ذا م)ا‬ ‫المالية في الجزائر تحقي)ق الت)وازن االقتص)ادي بالكف)اءة و الفعالي)ة المطلوب)تين؟‬
‫سنحاول التطرق إليه في الجزء الثاني من الدراسة‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫الجزء الثاني‬
‫السياسة المالية& ودورها في تحقيق التوازن‬
‫االقتصادي‬
‫‪-‬دراسة تطبيقية على الجزائر خالل الفترة ‪90‬‬
‫‪.2004‬‬
‫مقدمة الجزء‬
‫م‪ ‬ر االقتصاد الوطني كباقي االقتصاديات العالمية التي كانت سائرة في نظام التخطي))ط االقتص))ادي‬
‫(النظ ))ام االش ))تراكي) بمرحل ))ة انتقالي ))ة أي بعملي ))ة تح‪‬ول جذري ))ة من نظ ))ام تخطي ))ط مرك ))زي إلى نظ ))ام‬
‫يستند على متطلبات السوق( اقتصاد السوق) وهذا من خالل إجراء تصحيحات هيكلية عميقة‪.‬‬
‫وقد تم‪‬يز االقتصاد الوطني بالخصوصيات التالية‪:‬‬

‫القاع))دة األساس))ية هي العالق))ة الس))لطوية للدول))ة في االقتص))اد و المجتم))ع من خالل س))يطرتها على‬ ‫‪-‬‬
‫النشاط االقتصادي( الملكية العامة)؛‬

‫التحديد اإلداري لألسعار وهي أسعار مخططة؛‬ ‫‪-‬‬


‫وس))ائل اإلنت))اج ك))انت محتك))رة من ط))رف الدول))ة مم))ا أدى إلى حتمي))ة مراقب))ة األس))عار من ط))رف‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة؛‬

‫ب))روز إختالالت هيكلي))ة في االقتص))اد على المس))توى ال))داخلي والخ))ارجي‪ ،‬فعلى المس))توى ال))داخلي‬ ‫‪-‬‬
‫تمثلت في اختالل المالي ) ) ))ة العام ) ) ))ة( عج ) ) ))ز الميزاني ) ) ))ة)‪ ،‬أم ) ) ))ا الخارجي ) ) ))ة تمثلت في عج ) ) ))ز م ) ) ))يزان‬
‫المدفوعات مع تفاقم حجم المديونية‪.‬‬
‫وبه) ))دف اس) ))تعادة الت) ))وازن ال)))داخلي والخ)))ارجي لالقتص)))اد الوط ))ني وتحقي ))ق االس) ))تقرار االقتص ))ادي‬
‫ظه ))رت الحاج ))ة الماس ))ة إلى التص ))حيح في السياس ))ة االقتص ))ادية‪ ،‬وبمأ‪ ‬ن الدول ))ة هي المس ))يطرة على‬
‫النشاط االقتصادي وفي نفس الوقت المحرك األساسي لعملية التصحيح من خالل سياستها االقتصادية‬
‫وال ))تي ترك ))ز أساس ))ا على السياس ))ة المالي ))ة والنقدي ))ة‪ ،‬غ ))ير أ‪ ‬ن السياس ))ة المالي ))ة تعت ))بر األداة األساس ))ية‬
‫للسياسة االقتصادية‪ ،‬ومن ث‪‬م تعتبر محور برامج التصحيح المسط‪ ‬رة لمرحلة االنتقال إلى اقتص))اد‬
‫السوق وإ لى ما بعد المرحلة االنتقالية ومن هنا تظهر عدة تساؤالت نذكر منها‪:‬‬

‫ما هي اإلصالحات التي عرفتها الجزائر؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما موقع التوازن العام من هذه اإلصالحات؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي المراحل التي مرت بها السياسة المالية ( قبل وبع))د اإلص))الحات)؟ وه))ل اس))تطاعت الس))لطة‬ ‫‪-‬‬
‫المالية ان تحقق التوازن االقتصادي من خالل أدوات السياسة المالية؟‬
‫وبه))دف رب))ط الج))زء النظ))ري ب))الجزء التط))بيقي من جه))ة واإلجاب))ة على األس))ئلة المطروح))ة وغيره))ا‬
‫قسمنا هذا الجزء إلى فصلين‪:‬‬
‫الفص) ))ل األول‪ :‬الوض) ))ع االقتص) ))ادي الع) ))ام خالل ف) ))ترة الدراس) ))ة وه) ))ذا من خالل التط) ))رق إلى ب) ))رامج‬
‫وإ نج ))ازات ف ))ترة المخطط ))ات التنموي ))ة باإلض ))افة إلى س ))رد ك ))ل اإلص ))الحات ال ))تي عرفته ))ا الجزائ ))ر؛‬
‫الفص ))ل الث ))اني‪ :‬السياس ))ة المالي ))ة المطبق ))ة في الجزائ ))ر خالل ف ))ترة الدراس ))ة وه ))ذا عن طري ))ق دراس ))ة‬
‫المراح))ل ال))تي م))رت به))ا السياس))ة المالي))ة من))ذ االس))تقالل إلى غاي))ة س))نة ‪ ،2004‬باإلض))افة إلى دراس))ة‬
‫أدوات السياسة المالية ومدى تحقيقها للتوازن االقتصادي العام‪.‬‬

‫‪342‬‬
283
‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‬
‫انتهجت الجزائر بع)د االس)تقالل اس))تراتيجية تنموي))ة تعتم)د على التخطي)ط المرك))زي كوس)يلةللتخطيط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وعلى قطاع عمومي ذو كثافة رأسمالية ويشكل حصة األسد من النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن استراتيجية التنمية المطبقة آنذاك كانت الغاية منها تكمن في تحقيق هدفين اثنين هم)ا‪ :‬من جه))ة‬
‫االستجابة للحاجات االجتماعية األكثر استعجاال( من توظيف وتدريس‪...‬إلخ)) ومن جه)ة أخ)رى العم)ل‬
‫على التح))رر الت))دريجي لميكانزم))ات التبعي))ة بإقام))ة اقتص))اد من ش))أنه توس))يع الطاق))ة البش))رية والمالي))ة‬
‫وحل مشكل التوظيف‪.‬‬
‫فمن المعل ))وم أ‪ ‬ن نج ))اح مث ))ل ه ))ذه السياس ))ة االقتص ))ادية ك ))ان يخض ))ع للتحكم من ط ))رف الدول ))ة في‬
‫توجي) ))ه االقتص) ))اد الكفي) ))ل بحث أعم) ))ال التنمي) ))ة وتنظيمه) ))ا‪ .‬لق) ))د ت) ))أك‪‬د تف) ))وق دور الدول) ))ة في المج) ))ال‬
‫اإلقتص) ))ادي من خالل إس) ))تعاد ال) ))ثروات الوطني) ))ة واألخ) ))ذ بزم) ))ام االقتص) ))اد الوط) ))ني وإ نش) ))اء وتط) ))وير‬
‫مؤسس ))ات عمومي ))ة بكاف ))ة قطاع ))ات النش ))اط وإ قام ))ة جه ))از تأسيس ))ي وتنظيمي من ش ))أنه ض ))مان ت ))دخل‬
‫الدول ))ة بش ))كل مباش ))ر في ك ))ل مج ))االت الحي ))اة االقتص ))ادية واالجتماعي ))ة‪ ،‬وق ))د م ))ر المس ))ار التنم ))وي في‬
‫الجزائر منذ االستقالل إلى غاية بداية األلفية الثالثة بالمراحل التالية‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ 1965 )-62 :‬اعتبرت كمرحلة إنتقالية إنحصرت في حال)ة وطبيع)ة اإلقتص)اد الوط)ني‬
‫غداة اإلستقالل وقد أتخذت فيها الخطوات األولى لبناء اإلشتراكية؛‬
‫المرحلة الثانية‪ 1979 )-67 :‬تميزت هذه الفترة باإلقتصاد الموج))ه مركزي))ا وق))د نف))ذت خالله))ا ب))رامج‬
‫طموح))ة في المج))الين اإلقتص ))ادي واإلجتم ))اعي أهمه))ا ت))أميم ال ))ثروات الوطني))ة وبن))اء قاع))دة إقتص ))ادية‬
‫ترتكز على التصنيع؛‬
‫المرحلة الثالثة ‪ 1989-80‬ويطلق على هذه الفترة مرحلة التنمية الالمركزية وشهدت الجزائر خاللها‬
‫عدة إصالحات إقتصادية؛‬

‫‪338‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫المرحل))ة الرابع))ة ‪ 2000 )-90‬تم))يزت ه))ذه المرحل))ة باإلنتاق))ل من تنظيم إقتص))ادي مخط))ط إلى تنظيم‬
‫إقتصادي آخر خاضع لق)وى الس)وق‪ ،‬كم)ا ع)رفت الجزائ)ر خالل ه)ذه الف)ترة ع)دة إص)الحات جوهري)ة‪،‬‬
‫كما لجأت إلى المؤسسات المالية الدولية بهدف تحقيق اإلستقرار اإلقتصادي‪.‬‬
‫مما سبق يتبادر إلى الذهن عدة أسئلة نذكر منها‪:‬‬
‫ما هي اإلنجازات التي تحققت خالل مرحلة التخطيط والتنمية الالمركزية؟ وما هي اإلصالحات ال))تي‬
‫عرفته ))ا الجزائ)))ر خالل الثمانين ))ات والتس)))عينات من الق)))رن الماض ))ي؟ وه ))ل وف ))رت ه ))ذه اإلص ))الحات‬
‫الش ))روط الض ))رورية) لإلنع ))اش اإلقتص ))ادي؟ وه ))ذا م ))ا نح ))اول اإلجاب ))ة عن ))ه في ه ))ذا الفص ))ل من خالل‬
‫المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االقتصاد الجزائري خالل مرحلة التخطيط المركزي ‪-67‬‬
‫‪1979‬؛ المبحث الثاني‪ :‬االقتصاد الجزائري خالل مرحلة التنمية الالمركزية‬
‫‪1989 -80‬؛ المبحث الثالث‪ :‬مرحلة االنتقال والتعاون مع المؤسسات المالية‬
‫الدولية؛ المبحث الرابع‪ :‬موضوع اإلصالحات في الجزائر خالل فترة الدراسة‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلقتصاد الجزائري خالل مرحلة التخطيط االقتصادي المركزي ‪79-67‬‬
‫إ‪ ‬ن حص ) ) ))يلة المجه ) ) ))ودات المبذول ) ) ))ة أثن ) ) ))اء ه ) ) ))ذه الف ) ) ))ترة في إط ) ) ))ار مش ) ) ))روع تنمي ) ) ))ة البالد في‬
‫المجاليناإلقتص))ادي واالجتم))اعي تس))تجيب وض))رورة تق))ييم النت))ائج المحص))ل عليه))ا ب))النظر إلى الوس))ائل‬
‫المجن ))دة والجه ))ود المبذول ))ة من ط ))رف األم ))ة إلخ ))راج البالد من حال ))ة التخل ))ف وال ))دفع به ))ا إلى طري ))ق‬
‫التنمية االشتراكية‪ ،‬وبهدف الوقوف على اإلنجازات التي أنجزت خالل ه)ذه الف)ترة نقس)م ه)ذه المرحل)ة‬
‫إلى فترتين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬استراتيجية‪ $‬النظام اإلقتصادي الجزائري بعد االستقالل ‪1966 -62‬‬
‫اعتبرت هذه المرحلة كمرحلة انتقالية خاصة وصعبة في نفس الوقت‪ ،‬وكانت تعرف عدة صعوبات‬
‫اقتصادية ومالية وسياسية واجتماعية‪ ،‬وقد اتخذت فيها اللبنات األولية الهادف))ة إلى بن)اء االش))تراكية من‬
‫خالل وضع نظام التسيير الذاتي وخلق المؤسسات الوطنية وكذلك الدواوين الوطنية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن اختي))ار اإلش))تراكية ج))اء في العدي))د من النص))وص االساس))ية إبت))داء من م))ؤتمر الص))ومام ‪1956‬‬
‫ال ))ذي أعطى اإلش)))ارة إلى التس) ))يير ال) ))ذاتي للمؤسس) ))ات‪ ،‬ويتأك ))د اإلتج) ))اه نح) ))و اإلش ))تراكية بع ))د م) ))ؤتمر‬
‫الص))ومام في جمي))ع المواثي))ق الوطني))ة‪ ،‬إبت))داء من ميث))اق ط))رابلس للحكوم))ة المؤقت))ة في ج))وان ‪،1962‬‬
‫وميثاق الجزائر ‪ ،1964‬وبعد ميثاق ‪.1976‬‬
‫‪ -1-1‬التخطيط أداة لتنظيم العمل وتحقيق أهداف اإلشتراكية‬
‫يقتضي االقتصاد االشتراكي أوال تدخل القيادة السياسية من خالل التخطيط الوطني لتوجي))ه األعم))ال‬
‫االقتص))ادية واالجتماعي))ة‪ ،‬وتقري))ر اس))تخدام مجم))وع الوس))ائل ال))تي تملكه))ا األم))ة في االتج))اه المطل))وب‬
‫لتحقيق أهداف التنمية الشاملة حسب ترتيب األولويات وفقا لما يقتضيه البناء االشتراكي‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن ه))ذا التص‪‬ور للتخطي))ط يس))تلزم إرادة سياس))ية حازم))ة‪ ،‬يعززه))ا وعي متبص))ر بأه))داف النش))يد‬
‫االش ))تراكي‪ ،‬ونظ ))رة إس ))تراتيجية م ))وفرة للش ))روط الالزم ))ة‪ ،‬كم ))ا يقتض ))ي أيض ))ا تق ))دير س ))ليما للمراح ))ل‬
‫المتالحقة ال)تي يجب أن يقطعه)ا النش)اط‪ ،‬ومعرف)ة مض)بوطة لطاق)ات البالد اعتم)ادا على إحص)اء دقي)ق‬
‫للموارد الوطنية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن التخطي ))ط يتطلب جه ))دا اس ))تنباطيا كب ))يرا وتفك ))يرا عميق ))ا من أج ))ل اكتش ))اف اإلمكاني ))ات الجدي ))دة‬
‫واس))تثمارها وجع))ل الوس))ائل المس))تخدمة أك))ثر فعالي))ة وأوس))ع أث))را‪ ،‬احتياط))ا للص))عاب وتجنب))ا للمخ))اطر‬
‫وتأمينا لنجاح العمل في نهاية المطاف‪.‬‬
‫به))ذا الص))دد يش))كل التخطي))ط األداة األساس))ية ال))تي تس))مح للقي))ادة السياس))ية بتجدي))د اآلج))ال ال))تي تتالءم‬
‫وأه ))داف التنمي ))ة االقتص ))ادية واالجتماعي ))ة‪ ،‬ولكي ينهض التخطي ))ط ب ))دوره ك ))امال في بن ))اء االش ))تراكية‪،‬‬
‫وتأمين رقي سريع للشعب فالبد أن تكون معالجته للقض))ايا مبني))ة على األفك))ار ال))تي تهت))دي به))ا الث))ورة‬
‫في مسعاها لتغيير المجتمع واإلنسان‪.‬‬
‫وق ) ))د اهت ) ))دت الجزائ ) ))ر إلى نظ ) ))ام التخطي ) ))ط ألنﹼه أداة عم ) ))ل مناس ) ))بة لتحقي ) ))ق التنمي ) ))ة االقتص ) ))ادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وليس ألنﹼه مجرد وسيلة اشتراكية ألداء العملية االقتصادية‪ .‬ولهذا وجب على الجزائ))ر‬
‫توف))ير ش))روط الب))دء بتط))بيق التخطي))ط وأهمه))ا التحكم في الق))وى االقتص))ادية(وس))ائل اإلنت))اج‪ ،‬التموي))ل)‬
‫للبالد‪ ،‬وق ))د نجحت الجزائ ))ر في ه ))ذا الس ))عي وذل ))ك عن طري ))ق ت ))أميم أراض ))ي المعم ))رين س ))نة ‪،1963‬‬
‫المن) ))اجم س) ))نة ‪ ،1966‬البن) ))وك وش) ))ركات الت) ))أمين ‪ ،1966‬باإلض) ))افة إلى تأميم) ))ات أخ) ))رى كم) ))ا ق) ))امت‬
‫بتنظيمات داخلية‪.‬‬
‫‪ -2‬السياسة اإلقتصادية للجزائر خالل فترة المخططات التنموية ‪1979 -1967‬‬
‫تعت))بر س))نة ‪1967‬بداي))ة جدي))دة في تنظيم اإلقتص))اد الوط))ني بع))د اإلس))تقالل‪ ،‬أين تبنت الجزائ))ر نظ))ام‬
‫التخطيط كوسيلة لتحقي))ق التنمي))ة‪ ،‬ولم يكن بإمك)ان الجزائ))ر تطبيق))ه من قب))ل نظ))را لحداث))ة اس))تقاللها من‬
‫جهة وعدم توفر الشروط الموضوعية التي تعطي للدولة قدرة التحكم في القوى اإلقتصادية الوطنية‪.‬‬
‫ع))رفت الجزائ))ر خالل ه))ذه الف))ترة ثالث مخطط))ات تنموي))ة وهي المخط))ط الثالثي‪ ،‬الرب))اعي األول‪،‬‬
‫والرباعي الثاني‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المرحلة التكميلية ‪ ،1979 )-1978‬وبهدف الوق))وف على النت))ائج‬
‫االقتص)ادية ال)تي حققت خالل ه)ذه الف)ترة الب)د من اإلش)ارة أوال إلى اتجاه)ات ه)ذه المخطط)ات‪ ،‬ثم إلى‬
‫اإلنجازات ثانيا وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪341‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫اتجاهات المخططات التنموية‪$‬‬ ‫‪-2.1‬‬


‫‪ -2-1-1‬المخط‪$$‬ط الثالثي(‪ $ :)1969-67‬يعت ))بر ه ))ذا المخط ))ط أول خط ))ة تنموي ))ة اقتص ))ادية عرفته ))ا‬
‫الجزائ))ر المس))تقلة‪ ،‬وه))و مخط))ط قص))ير اآلج))ال‪ ،‬وق))د انص‪ ‬ب موض))وع المخط))ط الثالثي أساس))ا على‬
‫التصنيع‪ ،‬ذلك أل‪ ‬ن اإلنتاج الصناعي هو محرك كل تنمية‪ ،‬وق))د بل))غ حجم االس))تثمارات البرمج))ة ‪9.0‬‬
‫‪ 6‬ملي ) ))ار دج أم ) ))ا التك ) ))اليف البرمج ) ))ة فق ) ))درت ب ـ ‪ 19.58‬ملي ) ))ار دج‪ ،‬الف ) ))رق بين تك ) ))اليف ال ) ))برامج‬
‫االس))تثمارية وحجم االس))تثمارات الم))رخص به))ا مالي))ا م))ا ي))دعى االس))تثمارات الب))اقي انجازه))ا (‪10.52‬‬
‫مليار دج) ‪ .‬ولقد وزعت االستثمارات بين ثالثة مجموعات متجانسة وهي ‪:‬‬
‫‪236‬‬ ‫‪235‬‬

‫‪ -‬االستثمارات اإلنتاجية مباشرة (كالمنتجات الزراعية والصناعية) ‪ 6.79‬مليار دج موزعة‬


‫علىالزراعة ب ـ ‪ 1.88‬مليار دج‪ ،‬والصناعة ‪ 4.91‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمارات الشبه اإلنتاجية (كالتجارة والمواصالت) ‪...‬الخ) ‪ 0.36‬مليار دج؛‬
‫‪ -‬االستثمارات غير اإلنتاجية مباشرة(كالمدارس مثال) ‪ 2.01‬مليار دج موزعة على التقنية التحتية‬
‫اإلقتصادية ‪ 0.28‬مليار دج‪ ،‬البنية التحتية االجتماعية ‪ 1.73‬مليار دج‪.‬‬
‫وك) ))انت ته) ))دف الدول) ))ة من وراء ه) ))ذا االتج) ))اه الى تط) ))وير جهازه) ))ا االنت) ))اجي ال) ))ذي ك) ))ان يع) ))اني من‬
‫الضعف والتبعية االقتصادية‪ ،‬ومن ثم تحقيق التنمية االقتصادية واالستقالل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2-1-2‬المخطط الرباعي االول (‪)1973-70‬‬
‫وهو ثاني مخطط تنموي في عهد الجزائر المستقلة وركز على هدفين اساسين هما‪:‬‬
‫‪ -‬تقوية ودعم بناء االقتصاد االشتراكي وتعزيز االستقالل االقتصادي؛‬
‫‪ -‬جعل التصنيع في المرتبة االولى من عوامل التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫اض ))افة الى ه ))ذين اله ))دفين اهتم ه ))ذا المخط ))ط بتنمي ))ة الري ))ف به ))دف الت ))وازن بين المن ))اطق الريفي ))ة‬
‫والم))دن‪ .‬والمالح))ظ ان حجم االس))تثمارات المس))جلة خالل ه))ذال المخط))ط تظه))ر مرتفع))ة وموزع))ة على‬

‫‪ 235‬محمد بالقاسم حسن بهلول – سياسة تمويل التنمية وتنظيمها في الجزائر‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ -1991.‬ص ‪.66‬‬
‫‪serétatarit d'état au plan- Bilan provisoire des investissements du plan triennal, 1967- 1979, - 236‬‬
‫‪juillet‬‬
‫‪.pp 3-4 ,1970‬‬
‫‪342‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫مختل ))ف القطاع ))ات االقتص ))ادية واالجتماعي ))ة وعلى مختل ))ف المن ))اطق الجغرافي ))ة من ال ))تراب الوط ))ني‬
‫بهدف الوصول الى مستوى عالي من التقدم االقتصادي‪.‬‬
‫إن حجم االس ))تثمارات في ه ))ذا المخط ))ط ق ))د ارتفعت عم ))ا ك ))انت علي ))ه في المخط ))ط الثالثي‪ ،‬ويظه ))ر‬
‫ذلك بوضوح في البرامج االستثمارية المحددة التي ترتفع تكاليفه))ا الى ‪ 68.56‬ملي))ار دج‪ ،‬والس))بب في‬
‫ذلك هو إن الدولة قررت إنشاء صناعات جديدة تخص المحروقات‪ ،‬الفروع الميكانيكي))ة‪ ،‬وذل))ك لتقوي))ة‬
‫الص)ناعة الثقيل)ة ال)تي انتهجته)ا الجزائ)ر ال)تي ت)وفر ش))روط التكام)ل االقتص))ادي ال)داخلي بين القطاع)ات‬
‫المختلفة وفروعها‪.‬‬
‫رغم األولوية والسرعة التي يراد بها تطوير القطاع الص)ناعي ف)ان الزراع)ة لم تهم)ل فق)د زادت في‬
‫ه ))ذا المخط ))ط عن المخط ))ط الثالثي بنس ))بة ‪ ، %62‬وه ))و م ))ا يفس ))ر اهتم ))ام الدول ))ة بالقط ))اع ال ))زراعي‬
‫‪237‬‬

‫آنذاك‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬المخطط الرباعي الثاني (‪)1977 -74‬‬


‫يع‪‬د ه ) ))ذا المخط ) ))ط ث ) ))الث مخط ) ))ط تنم ) ))وي أعدت ) ))ه الجزائ ) ))ر من ) ))ذ االس ) ))تقالل‪ ،‬ويعت ) ))بر كمخط ) ))ط‬
‫للتنميةاالقتصادية واالجتماعية على ضوء األفاق طويل))ة الم))دى والع))بر المستخلص))ة من تنفي))ذ المخط))ط‬
‫الرباعي األول‪ ،‬تحليل المعطيات الجديدة للبيئ)ة الدولية*‪ ،‬وق)د خص)ص له)ذا المخط)ط مبل)غ ‪ 110‬ملي)ار‬
‫دج ب ))رامج االس ))تثمارات العمومية ‪ ،‬وه ))و م ))ا يع ))ادل ‪ 12‬م ))رة الحجم االس ))تثماري التق ))ديري للمخط ))ط‬
‫‪238‬‬

‫الثالثي و‪ 4‬م) ))رات للمخط) ))ط الرب) ))اعي االول ‪ .‬وتتلخص أهم اتجاه) ))ات وأه) ))داف المخط) ))ط الرب) ))اعي‬
‫‪239‬‬

‫الثاني فيما يلي ‪:‬‬


‫‪240‬‬

‫‪ -‬ت ))دعيم اإلس ))تقالل اإلقتص ))ادي‪ ،‬وبن ))اء إقتص ))اد إش ))تراكي عن طري ))ق زي ))ادة اإلنت ))اج وتوس ))يع التنمي ))ة‬
‫بكامل التراب الوطني في إطار الخطة اإلجمالية للتنمية؛‬

‫‪ - 237‬محمد بالقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تمويل التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ - 238‬نفس األمر‪.‬‬
‫‪ - 239‬محمد بلقاسم بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪ - 240‬أنظر‪ - :‬األمر ‪ 68-74‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير العام للمخطط الرباعي الثاني ‪ 1977-74‬رئاسة مجلس ال‪NN‬وزراء‪ ،‬المؤسس‪NN‬ة الجزائري‪NN‬ة للطباع‪NN‬ة‪ ،‬مطبع‪NN‬ة بن بوالعي‪NN‬د‪N،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ص‪.10-8‬‬
‫‪343‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬رف ))ع الن ))اتج ال ))داخلي اإلجم ))الي عن ))د حل ))ول اآلج ))ال الحقيقي ))ة ب ‪ %46‬على األق ))ل أي بزي ))ادة يك ))ون‬
‫معدل‬
‫سرعتها ‪ %10‬سنويا؛‬
‫‪ -‬ت ))دعيم نظ ))ام التخطي ))ط قص ))د تحقي ))ق األه ))داف التالي ))ة‪ :‬الزي ))ادة في ق ))درات اإلنج ))از‪ ،‬تحس ))ين تنظيم‬
‫التسيير للقواعد المنتجة‪،‬‬
‫‪ -‬وضع نظام األسعار وجدول وطني لألجور؛‬
‫بااإلض ))افة إلى م ))ا س ))بق نج ))د أ‪ ‬ن ه ))ذا المخط ))ط يس ))عى إلى تحقي ))ق سياس ))ة الالمركزي ))ة عن طري ))ق‬
‫التخطيط الشامل ومن ث‪‬م تحقيق التوازن الجهوي‪ ،‬أما اإلستثمارات خالل هذا المخطط عرفت قف))زة‬
‫هائل))ة من ‪ 27.75‬ملي))ار دج خالل المخط))ط الرب))اعي األول إلى ‪ 110.22‬ملي))ار دج‪ ،‬وق))د وزعت ه))ذه‬
‫االس))تثمارات بش))كل ي))راعي الت))وازن) بين االس))تثمار في قط))اع إنت))اج وس))ائل اإلنت))اج‪ ،‬وفي قط))اع إنت))اج‬
‫وسائل االستهالك‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن المحاور األساس)ية لسياس)ة المخط)ط الرب)اعي الث)اني هي االهتم)ام بالقط)اع المنتج مباش)رة كأس)اس‬
‫مادي لتطوير قوى اإلنتاجية والقطاع الصناعي كمحرك للتنمية االقتصادية وقط))اع البني))ة التحتي))ة‪ ،‬ك))ل‬
‫هذا يهدف إلى بناء دولة ذات إقتصاد مستقل ومجتمع اشتراكي‪.‬‬

‫* ‪ -‬أنظر األمر رقم ‪ 68-74‬المؤرخ في ‪ 02‬يونيو ‪ 1974‬المتضمن المخطط الرباعي الثاني‪.‬‬


‫إ‪ ‬ن المح))اور األساس))ية للمخط))ط الرب))اعي الث))اني هي االهتم))ام بالقط))اع المنتج مباش))رة كأساس))مادي‬
‫لتط))وير ق))وى اإلنتاجي))ة والقط))اع الص))ناعي كمح))رك للتنمي))ة االقتص))ادية‪ ،‬وقط))اع البني))ة التحتي))ة‪ ،‬كله))ذا‬
‫يهدف إلى بناء دولة ذات إقتصاد مستقل ومجتمع إشتراكي‪.‬‬

‫‪1979‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -2-1-4‬اتجاهات المرحلة التكميلية ‪-78‬‬

‫‪ - 241‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.336 -335‬‬


‫* ‪ -‬آل إحصائيات هذه الفقرة م‪NN‬أخوذة من‪ -‬ملخص الحص‪NN‬يلة اإلقتص‪NN‬ادية واإلجتماعي‪NN‬ة للعش‪NN‬رية ‪ ، -1978 N-67‬وزارة التخطي‪NN‬ط والتهّيّئ‪NN‬ة‬
‫العمرانية‪ ،‬ماي ‪.1980‬‬
‫‪344‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫تعت ))بر ه ))ذه المرحل ))ة بمثاب ))ة المرحل ))ة اإلنتقالي ))ة ال ))تي ت‪‬م من خالله ))ا إتم ))ام م ))ا تبقى من المخط ))ط‬
‫الرباعي الثاني‪ ،‬وقد تميزت هذه المرحلة ببرامج استثمارية تتصف ببعض الخصائص وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الحجم الكب))ير من االس))تثمارات الب))اقي إنجازه))ا من المخط))ط الرب))اعي الث))اني والمق))درة ب ‪190.07‬‬
‫مليار دج؛‬
‫‪ -‬تسجيل برامج استثمارية جديدة لمواجهة المتطلبات الجديدة للتنمية؛‬
‫‪ -‬أغلب البرامج أعيد تقييمها بسبب التغيرات التي طرأت على األسعار والناتجة عن األزم))ة الدولي))ة؛‬
‫إ‪ ‬ن مجم ))وع اإلس ))تثمارات المس ))جلة والمع ))اد تقييمه ))ا خالل س ))نة ‪ 1978‬هي ‪ 5.63‬ملي ))ار دج‪ ،‬أم ))ا‬
‫س) ))نة ‪ 1979‬فك) ))انت إنجازاته) ))ا المالي) ))ة ق) ))د بلغت ‪ 54.78‬ملي) ))ار دج من مجم) ))وع ال) ))ترخيص الم) ))الي‬
‫المقدر ب ‪ 64.77‬مليار دج‪.‬‬
‫بع))دما استعرض))نا االتجاه))ات العام))ة للمخطط))ات التنموي))ة خالل الف))ترة ‪ 1979 )-67‬فم))ا هي النت))ائج‬
‫االقتصادية العامة لهذه الفترة؟‬
‫*‬
‫‪ -2-2‬النتائج االقتصادية العامة لفترة التخطيط االقتصادي(‪)1979-67‬‬
‫إ‪ ‬ن حص) ))يلة المجه)))ودات المبذول)))ة أثن)))اء ه) ))ذه الف)))ترة في إط) ))ار مش ))روع تنمي) ))ة البالد في المج ))الين‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي تستجيب وضرورة تقييم النتائج المحصل عليها‪ ،‬ب))النظر إلى الوس))ائل المجن))دة‬
‫والجه ))ود المبذول ))ة من ط ))رف األم ))ة إلخ ))راج البالد من حال ))ة التخل ))ف وال ))دفع به ))ا إلى طري ))ق التنمي ))ة‬
‫البشرية‪.‬‬
‫لقد أدى مجهود التنمية خالل ه)ذه الف)ترة إلى تحقي)ق إنج)ازات ج)ديرة بالمالحظ)ة في ع)دة مي)ادين وإ لى‬
‫أح))داث تح))ويالت عميق))ة في إقتص))ادنا إالﹼ أ‪ ‬ن النت))ائج المحص))ل عليه))ا ب))الرغم من أهميته))ا لم تكن في‬
‫مستوى المجهودات المبذولة وفي مستوى ضخامة الوسائل المالية بالداخل والخارج المخصصة لعم))ل‬
‫التنمي ) ) ))ة‪ .‬باإلض ) ) ))افة إلى ذل ) ) ))ك لق ) ) ))د تم‪‬ي ) ) ))زت الس ) ) ))نوات األخ ) ) ))يرة له ) ) ))ذه الف ) ) ))ترة ب ) ) ))بروز اإلخالل في‬
‫التوازناتوتفاقم التوترات على الصعيدين) اإلقتصادي واإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬االستثمارات‬
‫إ‪ ‬ن االستثمارات اإلجمالية للفترة ‪ 1978 )-67‬بلغت ‪ 300‬مليار دج‪ ،‬فهذه الزي))ادة اإلجمالي)ة في‬
‫مخ))زون رأس الم))ال أثن))اء الف))ترة نفس))ها إلى تحقي))ق إنت))اج إض))افي ش))امل مق))داره ‪ 46.5‬ملي))ار دج‪ ،‬أم))ا‬

‫معدالت اإلستثمار شهدت تط‪‬ورا متزا‪‬يدا بحيث بلغت بالنسبة لإلنتاج الداخلي الخ))ام المق))در ب ـ ‪26.‬‬

‫‪345‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ %4‬خالل المخط)ط الثالثي‪ %33.5 ،‬أثن)اء المخط)ط الرب)اعي األول و‪ %46.8‬أثن)اء المخط)ط الرب)اعي‬
‫الثاني و ‪ %54.7‬في سنة ‪ ،1978‬وعلى مستوى هيكل االستثمارات من حيث ال))برامج فإ‪ ‬ن الفالح))ة‬
‫وال)ري والص)يد البح)ري يت)دخل بمع)دل ‪ %9.2‬والص)ناعة بمع)دل ‪ ،%55‬أم)ا البن)اء واألش)غال العمومي)ة‬
‫بمعدل ‪ %2‬والمصالح اإلنتاجية بمعدل ‪ %7.3‬والمنشآت ‪ ،%2.6‬أما االجتماعي وغيره من المتفرقات‬
‫‪.%24.2‬‬

‫وعلى صعيد اإلنج))ازات يقتص))ر ت))دخل الفالح))ة وال))ري والص))يد البح))ري ‪ ،%8.8‬بينم))ا الص))ناعة ‪60.‬‬

‫‪ ،%3‬البناء واألشغال العمومي))ة بمع))دل ‪ %2.4‬والمص))الح المنتج))ة ‪ ،%7.3‬أم))ا الوض))ع االجتم))اعي فه)و‬
‫يشهد تدهورا إذ لم يعد يمثل سوى ‪%18.4‬في ميدان اإلنجازات‪.‬‬
‫‪ -1 -2-1 -2‬فقد التوازنات في تنفيذ االستثمارات‪ :‬من خالل األرقام يبدو واضحا أ‪ ‬ن هناك قطاع‬
‫مسيطرا كان يركز الموارد المادي)ة والمالي))ة والبش))رية لص))الحه وذل)ك على حس)اب محيط))ه االقتص)ادي‬
‫واالجتم ))اعي‪ .‬فب ))داخل القط ))اع الص ))ناعي نفس ))ه يرتك ))ز هيك ))ل االس ))تثمارات بك ))ثرة ح ))ول المحروق ))ات‬
‫والص ))ناعة الميكانيكي ))ة والحدي ))د والص ))لب وم ))واد البن ))اء‪ ،‬كم ))ا أ‪ ‬ن هيك ))ل االس ))تثمارات المق ))ررة ك ))ان‬
‫يس ))اعد على إنش ))اء الص ))ناعات في ش ))مال البالد مم ))ا أدى إلى خل ))ق نزع ))ات ح ))ول اس ))تعمال األراض ))ي‬
‫الفالحية‪.‬‬
‫أما التكاليف الباهظة وامتداد اآلج))ال المفروض))ة على االقتص)اد الوط))ني فهي ت))برز بوض))وح من خالل‬
‫الفوارق الملحوظة بين مبالغ االستثمارات المح‪‬ددة في بداية الفترة والمبالغ المسجلة في نهاية الف))ترة‪،‬‬
‫كما تظهر كذلك على مستوى معدالت اإلنجاز التي قليال ما تفوق ‪ %50‬بالتعبير المالي‪.‬‬
‫ونظ) ))را لإلختالالت ال) ))تي عرفته) ))ا ه) ))ذه الف) ))ترة جعلت المس) ))اعدة الفني) ))ة الخارجي) ))ة تس) ))تغ ّل الفرص) ))ة‬
‫النتش ))ارها ولتحدي ))د ش ))روطها وفق ))ا لرغبته ))ا‪ ،‬فوج ))دت في اختي ))ار التكنولوجي ))ا المتط ‪‬ورة خ ))ير س ))بيل‬
‫أ‪‬‬ ‫النتفاعها‪ ،‬كما أ‪ ‬ن هذا اإلختيار عمال تمهي)دا في تس))يير مجه)ود التنمي))ة‪ ،‬ومم))ا يجب التنوي))ه ل))ه ه)و‬
‫ن ط) ) ))رق التمهين وأس) ) ))اليبها ال) ) ))تي ك) ) ))ان من ش) ) ))أنها أن تفي) ) ))د األع) ) ))وان االقتص) ) ))اديين الجزائ) ) ))ريين من‬
‫خالاللمجهود االستثماري المكثف لم يكن لها وجود‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -2-2-2‬اإلنتاج الداخلي الخام‬


‫خالل فترة ‪ 1978 )-67‬تضاعف اإلنتاج الداخلي الخام‪ ،‬بحيث انتقل من ‪ 14.6‬ملي))ار دج إلى ‪86.8‬‬
‫ملي ))ار دج‪ ،‬مم ))ا يكش ))ف عن زي ))ادة متوس ))طة في الس ))نة نس ))بتها ‪ ،%17.6‬وإ ذا اس ))تثنينا ت ))أثير التض ))خم‬
‫النق)دي نالح)ظ أ‪ ‬ن اإلنت)اج ال)داخلي الع)ام المع‪‬ب)ر عن)ه بحجم أس)عار ‪ 1978‬ق)د انتق)ل من ‪ 40.3‬ملي)ار‬
‫دج س ) ))نة ‪ ،1967‬إلى ‪ 86.8‬ملي ) ))ار دج س ) ))نة ‪ 1978‬وعلي ) ))ه فإ‪ ‬ن مع ) ))دل النم ) ))و الحقيقي المس ) ))جل في‬
‫المتوس))ط أثن))اء الف))ترة بل))غ ‪ %7.2‬في الس))نة خالل نفس الف))ترة بقي إنت))اج المحروق))ات مرتف))ع مم))ا أدى‬
‫إلى إنق))اص مس))توى احتي))اط الجزائ))ر من المحروق))ات‪ ،‬وذل))ك لع))دم تط))بيق سياس))ة الم))دى الطوي))ل‪ ،‬أم))ا‬
‫اإلنت))اج الفالحي ع))انى ط))وال الف))ترة من الرك))ود‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن القط))اع الع))ام في الزراع))ة ال يمث))ل س))وى‬
‫‪ %7‬من القيمة المضافة الكلية‪ .‬إ‪ ‬ن اإلنتاج الصناعي خارج المحروقات كان ضعيفا طوال الفترة‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الض ) ))غوط ال ) ))تي تم ) ))ارس فيه ) ))ا الطلب ) ))ات االجتماعي ) ))ة والفردي ) ))ة لالس ) ))تهالك واالس ) ))تثمارات على‬
‫العروض الحقيقية الذي يم‪‬يزها النمو الضعيف‪ )،‬فقد أدت إلى بروز وارتفاع التضخم ال))ذي ظه))ر س))نة‬
‫‪ 1978‬بنسبة ‪ %18‬وهو معدل ليس بسهل مكافحته‪.‬‬
‫‪ -2-2-3‬التوازنات األساسية‪ $‬لالقتصاد الوطني‬
‫إ‪ ‬ن النشاط االقتصادي واالجتم)اعي تع)رض خالل ف)ترة ‪ 1979 )-67‬لنزاع)ات جم)ة يمكن حله)ا‬
‫بإع) ))ادة النظ) ))ر الت) ))دريجي في تراب) ))ط المع) ))دالت األساس) ))ية لالقتص) ))اد على ك) ))ل من المس) ))توى ال) ))داخلي‬
‫والخارجي‪.‬‬
‫‪ -1 -2-3 -2‬التوازنات الداخلية‪ :‬إ‪ ‬ن األه)داف االجتماعي)ة للف)ترة ب)الرغم من تثبيته)ا في مس)تويات‬
‫دني))ا لم تج))د ال))دعم الم))ادي الك))افي إلنجازه))ا‪ ،‬إ‪ ‬ن األه))داف من أج))ل اإلنت))اج واإلنتاجي))ة لم تتحق))ق بع))د‬
‫كما أ‪ ‬ن األهداف من أجل االندماج المعزز لالقتصاد الوطني تأج))ل تحقيقه))ا‪ ،‬وال))ذي ك))ان من المتوق))ع‬
‫التحكم أثن))اؤه في جمي))ع مراح))ل اإلنت))اج المقام))ة‪ ،‬ومن))ذ ذل))ك أص))بح االقتص))اد الوط))ني يتج))ه إلى اللج))وء‬
‫إلى الخارج أكثر حدة‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن ع ) ))دم التحكم في تس ) ))يير المش ) ))اريع وتخص ) ))يص الوس ) ))ائل أدى إلى إخالل الت ) ))وازن الع ) ))ام لهيك ) ))ل‬
‫اإلستثمارات وجعل المنطقيات القطاعية هي المس))يطرة كم))ا أ‪ ‬ن التط‪‬ور المعمم بالت))دريج له))ا والغ))ير‬
‫مرتبط))ة فيم))ا بينه))ا أدى إلى ض))عف أعم))ال اإلس))تثمارات فيم))ا بين القطاع))ات على مس))توى التخطي))ط‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫لق) ) ) ) ))د أدى المس) ) ) ) ))توى الض) ) ) ) ))عيف للنت) ) ) ) ))ائج والتب) ) ) ) ))ذير في الرأس) ) ) ) ))مال إلى ثق) ) ) ) ))ل محس) ) ) ) ))وس لتك) ) ) ) ))اليف‬
‫استهالكاالستثمارات في ذلك الوقت‪ ،‬فصار يطرح مشكل إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫نظ) ))را لآلث) ))ار االقتص) ))ادية المح) ))دودة والمؤجل) ))ة للمش) ))اريع س) ))تتميز ب) ))رامج االس) ))تثمارات في المس) ))تقبل‬
‫بتخصيص احتياطات هامة من الموارد للتجديد وإ عادة وزن المشاريع المتولدة عتها إنتاج))ات وم))داخل‬
‫جديدة بشكل ضعيف ذلك على حساب األعمال الجديدة‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الدور الهام الممنوح للمحروقات بوصفها نشاط تصدير ذو األثر المحدود المشوه لب))اقي االقتص))اد‬
‫ك))ان الس))بب بقس))ط كب))ير في فق))د التوازن))ات في الف))ترة ‪ 1978 )-67‬تض))اعف االس))تهالك اإلجم))الي من‬
‫الس)لع والخ)دمات المع‪‬ب)ر عن)ه باألس)عار الثابت)ة بمع)دل س)نوي يبل)غ في المتوس)ط ‪ %8.5‬ولق)د تض)اعف‬
‫التراكم الخ))ام أثن)اء نفس الف))ترة بمع))دل ‪ %15.3‬في الس)نة في ال))وقت ال)ذي لم يبل)غ مع))دل النم)و الس))نوي‬
‫لإلنتاج الداخلي الخام سوى نسبة ‪ %7.2‬أي أنﹼه يقل عن معدالت نمو االستهالك والتراكم الخام‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن مجم ))وع الم ))داخيل الموزع ))ة مقاب ))ل نش ))اطات اإلنت ))اج الع ))ادي ومقاب ))ل النش ))اطات االس ))تثمارية ق ))د‬
‫تضاعف هو اآلخ)ر بوت))يرة تف))وق وت)يرة البض)ائع الوطني)ة الج)اهزة من الس))لع والخ)دمات‪ .‬إ ‪ ‬ن حركي)ة‬
‫اإلنت))اج ال))داخلي الخ))ام غ))ير الكافي))ة مقارن))ة بالتوس))ع الس))ريع لطلب الس))لع والخ))دمات إلى ب))روز ارتف))اع‬
‫ع))ام في األس))عار مم))ا أدى ن))درة الم))واد واللج))وء إلى اس))تيراد الس))لع والخ))دمات بش))كل أخ))ذ يتس))ع يومي))ا‬
‫ومن ناحية أخرى لقد ساعد وضع التوترات هذا تطوير ظواهر المضاربة مما أدى إلى خلق إي))رادات‬
‫غ))ير م))بررة األم))ر ال))ذي أدى إلى زي))ادة ح))دة التفاوت))ات في توزي))ع ال))دخل إن ك)ان مع))دل التض))خم المق‬
‫‪‬در ب ‪ %10‬تقريب ) ))ا في س ) ))نة يع ) ))بر عن مجه ) ))ود الدول ) ))ة لت ) ))دعيم أس ) ))عار مجموع ) ))ة من الم ) ))واد ذات‬
‫االس))تهالك الواس))ع‪ ،‬ف))إنﹼه يع‪‬ب))ر في نفس ال))وقت عن الت))وترات التض))خمية ال))تي أخ))ذت ش))كل اختف))اء‬
‫السلع لعدد هائل من المواد‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الكتلة النقدية تضاعفت بمعدل سنوي متوسط نسبته ‪ %23‬إ‪ ‬ن هذا المعدل المرتف)ع بالمقارن)ة م))ع‬
‫معدل نمو اإلنتاج الداخلي الخام ‪ %7.2‬قد زاد من حدة التوترات) التضخمية‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫والج ))دير بالمالحظ ))ة أن ))ذ النظ ))ام الم ))الي لم ي ))وفر أدوات الت ))أطير ومراقب ))ة النفق ))ات بعن ))وان المخطط ))ات‬
‫لض ))مان اس ))تعمالها بأحك ))ام وفعالي ))ة‪ ،‬فنتيج ))ة ذل ))ك ك ))ان حجم تس ))ديدات اعتم ))ادات اإلس ))تثمار من ط ))رف‬
‫مؤسس) ))ات إنت) ))اج الس) ))لع والخ) ))دمات ج) ))د ض) ))عيف لع) ))دة أس) ))باب ن) ))ذكر منه) ))ا اآلج) ))ال الطويل) ))ة إلنج) ))از‬
‫اإلستثمارات والضعف الملحوظ في تحكم جهاز اإلنتاج والنقائص الظاهرة في التسيير‪.‬‬
‫‪ -2 -2-3 -2‬التوازن ))ات المالي ))ة للمؤسس ))ات‪ :‬إ‪ ‬ن رغب ))ة الدول ))ة الجزائري ))ة وعزمه ))ا على تحض ))ير‬
‫وتنظيمالتنمي))ة االقتص))ادية واالجتماعي))ة من خالل التحكم في أهم مقالي))د التوجي))ه وتس))يير االقتص))اد ق))د‬
‫حثت إلىتكييف مختلف المؤسسات العمومية وتوكيلها للممارسة أكبر جزء من الصالحيات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن التع)))دي على االمتي)))ازات بين القط)))اع الم) ))الي والقط ))اع اإلنت ))اجي م ))ع االس) ))تقطاب المف)))رد‬
‫للمؤسس) ) ))ات االقتص) ) ))ادية إلنج) ) ))از االس) ) ))تثمارات ك) ) ))ان على حس) ) ))اب مس) ) ))تلزمات الفعالي) ) ))ة االقتص) ) ))ادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬مما أدى إلى ظهور إخالل في التوازن) الهيكلي للهيكل المالي لع)دد كب)ير من المؤسس)ات‬
‫الوطنية‪ ،‬ومما سبق يظه)ر جلي)ا الس)بب األول في إخالل الت)وازن) والمتمث))ل في تك))اثر مه)ام المؤسس)ات‬
‫الوطنية وتعملقها‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن التك))اليف الباهظ))ة وتمدي))د اآلج))ال عملت كله))ا على إبط))ال مخطط))ات التموي))ل مهم))ا ك))انت‬
‫جودتها‪ ،‬بل أجبرت أحيانا بعض المؤسسات على تسديد القروض قبل استعمال االستثمارات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن التس))هيالت الموج))ودة ل))دى الس))وق المالي))ة الدولي))ة للحص))ول على التم))ويالت كيفم))ا ك))انت‬
‫كيفياته))ا دفعت بالمؤسس))ات االقتص))ادية إلى تط))وير مش))اريع ح))ل فيه))ا مع))دل التموي))ل الخ))ارجي مح))ل‬
‫مقياس المناسبة دون أن يكون دائما مطابقا م)ع األه)داف العام)ة لالقتص))اد الوط)ني‪ ،‬وفي ظ)روف غ)ير‬
‫مك‪‬يفة خاصة في اختيار التقنيات وطرق إنجاز المشاريع وإ برام الصفقات‪ -‬سياسة المفتاح في الي)د‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫لقد بلغت القروض الممنوحة لالستثمار في نهاية سنة ‪ 1978‬م)ا يق)ر ب‪ 170‬ملي)ار دج منح م)ا‬
‫يزيد عن ‪ %50‬منها في شكل قروض طويلة األجل‪ ،‬وما يقرب‪ %38‬في شكل ق))روض خارجي))ة‪ ،‬وق))د‬
‫تأخذ الصناعة أكثر من ‪ %78‬من القروض وأكثر من النصف منها يخص قطاع المحروقات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تس))ديدات القط))اع المنتج ك))انت ج‪‬د ض))عيفة وهي ال تمث))ل س))وى م))ا يق))رب من ‪ 20‬ملي))ار‬
‫دج منه ))ا ‪ 6‬ملي ))ار دج للقط ))اع الص ))ناعي خ ))ارج المحروق ))ات وذل ))ك ب ))الرغم من إقام ))ة ق ))روض إع ))ادة‬
‫الهيكلة التي يزيد مقدارها عن ‪ 10‬مليار دج‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫أم ))ام الض ))عف الملح ))وظ في تجدي ))د المخ ))زون من الم ))وارد أج ))برت الخزين ))ة على أن تطلب من‬
‫البن ))ك المرك ))زي تق ))ديمها المزي ))د من التس ))بيقات أي بمع ))نى آخ ))ر اإلق ))دام على إنش ))اء األوراق النقدي ))ة‪،‬‬
‫عالوة على ذل))ك فإ‪ ‬ن المش))اكل المرتبط))ة بتموي))ل اإلس))تثمار وفق))د التوازن))ات على مس))توى االس))تغالل‬
‫أدت إلى التف))اقم في عج))ز المؤسس))ات ل))دى البن))وك بلغت م))ا يق))رب من ‪ 20‬ملي))ار دج في س))نة ‪1978‬‬
‫منها ما يزيد عن ‪ 12‬مليار للقطاع الصناعي خارج المحروقات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن ه) ) ) ))ذه االض) ) ) ))طرابات المقرون) ) ) ))ة بع) ) ) ))دم تك‪‬ي) ) ) ))ف النظ) ) ) ))ام الجب) ) ) ))ائي والتعقي) ) ) ))د والبطء في‬
‫اإلجراءاتالموض))وعة وع))دم وج))ود نظ))ام أس))عار متناس))ق أدت كله))ا إلى زي))ادة هام))ة في تك))اليف اإلنت))اج‬
‫وزادت منتفاقم فقد توازن الهياكل المالية للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -3 -2-3 -2‬التوازن))ات الخارجي))ة‪ :‬إ‪ ‬ن اللج))وء إلى الخ))ارج لتغطي))ة الحاج))ات الض))رورية لتس))يير‬
‫اإلقتصاد الوطني بكيفية حسنة وكان يخص في جوهره إستيراد أموال التجهيز‪ ،‬ففيما بين ‪-67‬‬
‫‪ 1978‬أ‪ ‬ن النزعة إلى االستيراد قفزت من ‪ %23‬تقريبا إلى ما يزيد عن ‪.%48‬‬
‫اللج))وء الك))ثيف إلى الخ))ارج فيم))ا يخص الم))واد الغذائي))ة الزراعي))ة منه))ا والص))ناعية( ‪ 5‬ملي))ار دج س))نة‬
‫‪ )1978‬والم))واد الش))ه مص))نعة والتجه))يزات والخ))دمات المقرون))ة بت))دهور ش))روط التب))ادل ق))د زادت من‬
‫حجم استدانة الجزائر للخارج‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن ض) ))خامة مجه) ))ود اإلس) ))تثمار والش) ))روط الفوض) ))وية إلنجازه) ))ا المقرون) ))ة ب) ))النقص الملح) ))وظ في‬
‫اإلنتاج ترجمت كلها بالعجز في ميزان السلع والخدمات بالرغم من استخدام المحروق))ات بك))ثرة كمنب))ع‬
‫لتوفير العملة الصعبة وبالرغم من االرتفاع الهام المسجل في أسعار البترول سنة ‪.1974‬‬
‫لقد ت‪‬م تمويل هذا العجز من خالل اللجوء المتزا‪‬يد إلى االستدانة الخارجية بشكل يكشف‬
‫عن الض))عف في تحكم))ه وبش))روط غ))ير مرض))ية ولق))د بلغت ه))ذه االس))تدانة الخارجي))ة في س))نة ‪1978‬‬
‫قيمة‬
‫‪ 56‬مليار دج بينما فائدة الدين تمثل هي وحدها ما يزيد عن قيمة ‪ %25‬من قيمة الصادرات‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫مم))ا س))بق نخلص إلى أ‪ ‬ن الف))ترة المنص))رمة لم ينم خالله))ا اإلنت))اج ال))داخلي الخ))ام للجزائ))ر بالش))كل‬
‫ال))ذي ك))ان يتطلب))ه نم))و االس))تهالك وبخاص))ة االس))تثمار‪ ،‬إ‪ ‬ن التض))خم واختف))اء الم))واد واإلس))يراد ال))ذي‬
‫ازداد كما ونوعا هذا قد م‪‬يز شروط إنجاز التوازنات األساسية لالقتصاد‪.‬‬
‫ب))الرغم من كتل))ة االس))تثمارات الباهظ))ة المس))تعملة فلق))د بقيت إنتاجي))ات الجه))از اإلقتص))ادي تع))اني من‬
‫الضعف‪.‬‬
‫وفي األخ ))ير تج ))در اإلش ))ارة أ‪ ‬ن ف ))ترة ‪ 1978 ) )-67‬ارتفعت خالله ))ا مع ))دالت االس ))تثمار في اإلنت ))اج‬
‫الداخلي الخ)ام بش)كل ج)دير بالتنوي)ه إالﹼ ا‪ ‬ن فعاليته)ا الزالت دون أن تتجلى في الكث)ير من القطاع)ات‪،‬‬
‫فاإلش ))كالية األساس ))ية ال))تي ظه))رت خالل ف))ترة ‪ 1979 ) -67‬هي أ‪ ‬ن الدول ))ة ك))انت تعم ))ل على تث ))بيت‬
‫نس) ))يج الن) ))اتج المحلي إم) ))ا عن طري) ))ق احتياطاته) ))ا من المحروق) ))ات أو باالدان) ))ة الخارجي) ))ة المفرط) ))ة أو‬
‫اللجوء إلى االثنين معا لهذا فإ‪ ‬ن المرحل)ة الجدي)دة تحتم على الدول)ة البحث عن ط)رق جدي)دة ووس)ائل‬
‫أكثر مالئمة إلقامة تنميتها المستقبلية على أسس سليمة ومتينة وهذا ما نحاول البحث عنه في المبحث‬
‫الموالي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االقتصاد الجزائري خالل مرحلة التنمية الالمركزية ‪1989 -80‬‬
‫ع ) ))رفت ف ) ))ترة الس ) ))بعينات ع ) ))دة إختالالت س ) ))واء على المس ) ))توى ال ) ))داخلي أو الخ ) ))ارجي مم ) ))ا أدى‬
‫إلىانخف ) ) ))اض األداء االقتص ) ) ))ادي والتح) ) ) ))والت في البني ) ) ))ة االجتماعي) ) ) ))ة من ) ) ))ذ االس) ) ) ))تقالل ح ) ) ))تى أوائ) ) ) ))ل‬
‫الثمانيناتوهكذا أظهرت التجربة الجزائري)ة أنﹼه قب)ل الش)روع في تنفي)ذ أي)ة خط)ة تنموي)ة جدي)دة‪ ،‬ينبغي‬
‫القض ))اء على النق ))ائص للخط ))ة الس ))ابقة‪ ،‬وذل ))ك بتق ))ييم ك ))ل وس ))ائل االنت ))اج الموج ))ودة وإ عط ))اء األولوي ))ة‬
‫لإلمكانيات الذاتية وإ لزام المس‪‬ي)رين على تط)بيق الق))وانين لض)مان التحكم في إنج))از المش)اريع‪ ،‬وله))ذا‬
‫الغ))رض ك))ان واجب))ا إتب))اع سياس))ة الالمركزي))ة للهيئ))ات المكلف))ة باإلنج))از وه))ذا لتس))هيل عملي))ة مراقب))ة‬
‫المش))اريع وتف))ادي الت))أخر في إنجازه))ا به))دف التقليص من التبعي))ة للخ))ارج وخل))ق التكام))ل االقتص))ادي‬
‫والتحكم في اتخاذ القرارات وقيادة االستثمارات‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار عرفت عملية التنمية عامة خالل فترة ‪ 1989 )-80‬تركيزا على التحوالت الجي))دة‬
‫التي يعرفها االقتصاد الوط)ني والوض)ع) ال)دولي األم)ر ال)ذي أدى إلى اتخ)اذ ع)دة إص)الحات تماش)يا م)ع‬
‫الوض ))ع االقتص ))ادي الع ))المي والوض ))ع االقتص ))ادي واالجتم ))اعي للبالد‪ ،‬بغ ))رض تص ))حيح اإلختالالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية الناجمة في فترة السبعينات‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ع))رفت المرحل))ة ‪ 1989-80‬بمرحل))ة التنمي))ة الالمركزي))ة أين ش))هدت إنج))از مخططين تنم))وين هم))ا‪:‬‬
‫المخط ))ط الخماس ))ي االول ‪ ،1984 ) -80‬المخط ))ط الخماس ))ي الث ))اني ‪ ،1989 ) -85‬حيث ت‪‬م الترك ))يز‬
‫أن ))ذاك على إع)))ادة تق)))ويم اإلقتص)))اد بتنفي)))ذ جمل)))ة من اإلص)))الحات س ))عيا منه ))ا للخ ))روج من الوض)))عية‬
‫الصعبة التي عرفها اإلقتصاد الوطني باإلضافة إلى التك‪‬يف مع الوضع الدولي الجديد‪ ،‬ولهذا نح))اول‬
‫تحلي ))ل م ))ا ج ))اء في ك ))ل من المخططين باإلض ))افة إلى اإلنج ))ازات المحقق ))ة‪ ،‬كم ))ا نح ))اول التط ))رق إلى‬
‫اإلصالحات التي عرفتها هذه الفترة وهذا من خالل النقاط التالية‪.‬‬
‫‪ -1‬مم‪‬يزات االقتصاد الجزائري خالل فترة الثمانينات‬
‫خالل ه))ذه الف))ترة ت‪‬م الترك))يز على إع))ادة تق))ويم االقتص))اد الوط))ني نتيج))ة اإلختالالت ال))تي عرفه))ا‬
‫خالل الفترة السابقة ولهذا ت‪‬م إنج))از مخططين تنم))وين هم))ا المخط))ط الخماس))ي األول والث))اني‪ ،‬وفيم))ا‬
‫يلي نحاول أن نعطي االتجاهات االقتصادية والمالية لكل منهما‪.‬‬
‫االتجاهات االقتصادية والمالية للمخطط الخماسي األول ‪1984-80‬‬ ‫‪-1.1‬‬
‫‪ -1-1-1‬األهداف العامة للمخطط‬

‫‪352‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن المحاور الكبرى للمخط)ط الخماس)ي األول ترس)م س)بل السياس)ة االقتص)ادية واالجتماعي)ة ال)تي‬
‫تكف))ل تنظيم اس))تخدام المن))اهج والوس))ائل وال))برامج في الم))دى المتوس))ط والبعي))د للتنمي))ة االش))تراكية في‬
‫إطار توجيهات الميثاق الوطني بهدف ‪:‬‬
‫‪242‬‬

‫‪ -‬تغطية كافة االحتياجات في آفاق ‪ 1990‬بفضل التنمية المستمرة؛‬


‫‪ -‬توسيع وتنوع اإلنتاج الوط)ني وتكييف)ه م)ع تط)ور االحتياج)ات العام)ة وه)ذا إلقام)ة وتنمي)ة نش)اطات‬
‫اقتصادية متكاملة؛‬
‫‪ -‬بن))اء س))وق وطني))ة داخلي))ة نش))يطة وق))ادرة على تعزي))ز االس))تغالل االقتص))ادي بص))ورة دائم))ة به))دف‬
‫القضاء على التوترات الناشئة من المرحلة السابقة؛‬
‫‪ -‬التقلي ))ل من القي ))ود االقتص ))ادية ال ))تي تعرق ))ل حيوي ))ة التط‪‬ور االقتص ))ادي ومن ))ه ال يمكن لالس ))تقالل‬
‫االقتصادي أن يتقوى إالﹼ بشرط التحكم في التجهيزات المستوردة بأسعار مرتفعة بالنس))بة لالقتص))اد‬
‫وجعله) ) ))ا مالئم) ) ))ة لتط) ) ))وير الطلب ال) ) ))داخلي وتنويع) ) ))ه‪ ،‬ويمكن تلخيص توجيه) ) ))ات ه) ) ))ذه الف) ) ))ترة في‬
‫التوجيهات طويلة األمد للتنمية االقتصادية واالجتماعية خالل العشرية ‪ 1989 -80‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استمرار استفادة القطاعات من نفس الدعم الذي شهدته خالل فترة السبعينات؛‬
‫‪ -‬تنظيم اقتص))اد وإ ع))ادة هيكل))ة المؤسس))ات واس))تقالليتها به))دف تحس))ين فعاليته))ا اإلنتاجي))ة أي التوج))ه‬
‫نحو الالمركزية أكثر قصد تحقيق األهداف المسطرة؛ ‪ -‬االس))تخدام األمث)ل للتجه))يزات الص)ناعية‬
‫المتوفرة؛‬
‫‪ -‬تحقي))ق التكام))ل الش))امل بين الف))روع الص))ناعية من جه))ة وبينه))ا وبين القطاع))ات األخ))رى من جه))ة‬
‫ثانية؛‬
‫‪ -‬إنشاء المخططات الوالئية والبلدية وتنميتها وتعميقها لتأطير النشاطات وتحقيق التوازن الجهوي؛‬
‫‪ -‬إعطاء القطاع الخاص حقه في المشاركة والمساهمة في المخطط‪.‬‬
‫‪ -1-1-2‬توزيع االستثمارات‬

‫‪ 242‬التقرير العام للمخطط الخماسي األول ‪ ،1984 -80‬وزارة التخطيط والتهّيّئة‪ N‬العمرانية‪ ،‬ص ص ‪.5-1‬‬

‫‪353‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن االختي))ارات والتحكم بالنس))بة لل))برامج االس))تثمارية س))تركز قب))ل ك))ل ش))يء على وج))وب تحقي))ق‬
‫األهداف المتصلة بالتجهيزات اإلنتاجية وتغطية االحتياجات االجتماعية األكثر حس))ما بالنس))بة للتوس))يع‬
‫السريع للقاعدة المادية لالقتصاد وطاقاتها االستيعابية لالستثمارات‪.‬‬

‫إ‪ ‬ن اإلس ) ) ) ))تراتيجية التنموي) ) ) ))ة ال ) ) ) ))تي وض) ) ) ))عت لعش) ) ) ))رية ‪ 1989-80‬جعلت المح ) ) ) ))ور اله ) ) ) ))ام‬
‫لعمليةاالستثمار يتعلق باإلعداد للمستقبل‪ ،‬وذلك أساسا بعث البرامج الك))برى اإلنمائي))ة‪ ،‬وتنمي))ة الفالح))ة‬
‫وإ ع))ادة تك))وين الم))وارد الطاقوي))ة وتعزي))ز الهياك))ل القاعدي))ة األساس))ية‪ ،‬إض))افة إلى األعم))ال المس))تعجلة‬
‫الرامية إلىالتقليل من التوتر االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن األعم) ))ال الك) ))برى الجدي) ))دة ال) ))تي س) ))يتم القي) ))ام به) ))ا في القط) ))اع الص) ))ناعي يجب أن توج) ))ه نح) ))و‬
‫اتجاهين رئيس)يين‪ :‬تنمي)ة النش)اطات في العملي)ات التعديني)ة والص)ناعة الخفيف)ة‪ ،‬وتنظيم اإلنت)اج الموج)ه‬
‫نحو صنع التجهيزات التكرارية ‪.‬‬
‫‪243‬‬

‫ويمكن توضيح توزيع االستثمارات على مختلف القطاعات عبر المخطط الخماسي ‪1984 -1980‬‬
‫من خالل الجدول الموالي‪:‬‬

‫‪ 243‬التقرير العام للمخطط الخماسي األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪354‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :01‬توزيع االستثمارات حسب القطاعات للفترة ‪1984 -1980‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬
‫رخصة اإلنفاق‬ ‫برامج االستثمار‬ ‫البرامج‬
‫القطاعات‬
‫ما بعد‬ ‫‪84-80‬‬ ‫المجموع‬ ‫الجديدة‬ ‫البرامج القديمة‬
‫‪155.5‬‬ ‫‪132.2‬‬ ‫‪79.5‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪57.2‬‬ ‫‪211.7‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪49.3‬‬ ‫‪28.4‬‬ ‫منها‪ -:‬المحروقات‬

‫‪17.7‬‬ ‫‪77.7‬‬
‫‪47.7‬‬ ‫‪41.6‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫‪ -‬الفالحة‬

‫‪12.3‬‬ ‫‪59.4‬‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫منها‪ -:‬الغابات‬

‫‪0.8‬‬
‫‪20.0‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪ -‬الفالحة‬

‫‪3.9‬‬ ‫‪23.9‬‬

‫‪355‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪23.0‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪ -‬الري‬

‫‪7.0‬‬ ‫‪30.0‬‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪ -‬الصيد‬

‫‪0.6‬‬ ‫البحري‬
‫‪13.0‬‬ ‫‪13.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪ -‬النقل‬

‫‪2.8‬‬ ‫‪15.8‬‬
‫‪37.9‬‬ ‫‪36.2‬‬ ‫الهياكل القاعدية االقتصادية ‪19.9‬‬

‫‪18.2‬‬ ‫‪56.1‬‬
‫‪60.0‬‬ ‫‪58.0‬‬ ‫‪34.5‬‬ ‫‪ -‬السكن‬

‫‪32.5‬‬ ‫‪92.5‬‬
‫‪16.3‬‬ ‫‪14.3‬‬ ‫الهياكل القاعدية االجتماعية ‪6.7‬‬

‫‪4.7‬‬ ‫‪21.0‬‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫منها‪ -‬الصحة‬

‫‪2.8‬‬
‫‪9.6‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪ -‬التجهيزات الجماعية‬

‫‪3.7‬‬ ‫‪13.3‬‬
‫‪20.0‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪ -‬مؤسسات اإلنجاز‬

‫‪5.0‬‬ ‫‪25.0‬‬
‫‪159.‬‬ ‫‪400.6‬‬ ‫‪363.6‬‬ ‫‪196.9‬‬ ‫المجموع‬
‫‪9‬‬
‫‪560.5‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير عام للمخطط الخماسي األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫يتض ))ح من الج ))دول أ‪ ‬ن المخط ))ط الخماس ))ي ‪ 1984 ))-80‬ق ))د تض ))من برن ))امجين من االس ))تثمارات‪،‬‬
‫األول يتعل))ق بمجم))ل الب))اقي تنفي))ذه من الف))ترة الس))ابقة(االس))تثمارات الص))ناعية بم))ا فيه))ا المحروق))ات)‪،‬‬

‫وتق))در ب ‪ 79.5‬ملي))ار دج من أص))ل مجم))وع االس))تثمارات الباقي))ة ‪ 196.9‬ملي))ار دج أي بنس))بة ‪40.3‬‬

‫‪ %7‬وبنسبة ‪ %14.18‬من مجموع االستثمار المسطر‪ ،‬لذا ينبغي أن يفحص من جديد في ع))دد م))ا من‬

‫‪356‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫المشاريع الباقية التي من شأن تحليل يتم القيام به على ضوء ظ))روف جدي))دة لالقتص))اد‪ ،‬أن ي))ؤدي إلى‬
‫تأجيله))ا أو ح))ذفها إو إلى ته‪‬يئته))ا من جدي))د‪ ،‬مم))ا ي))ؤدي إلى تحس))ين نط))اق عم))ل المخط))ط في القط))اع‬
‫الصناعي‪ ،‬وإ لى فعالية األعمال الجديدة والمشاريع التي لم يشرع فيها بعد(بداية الثمانينات) هن))اك ‪20‬‬
‫شمروعا تابعة للوزارة في حين حوالي ‪ 150‬مشروعا تابعة للواليات الواحد والثالثون والية ‪.‬‬
‫‪244‬‬

‫إ‪ ‬ن درس التجرب))ة الس))ابقة في المس))تقبل يف))رض علين))ا أن ن))راعي طاقاتن))ا في اإلنج))از والتحكم‬
‫فيالموارد الخارجية المعبئة ونضج أكثر للمشاريع‪.‬‬
‫أما البرنامج الذي تضمنه المخطط هو البرنامج الجديد‪ ،‬أي االستثمارات المخصصة لفترة‬
‫‪ ،1984 -80‬وقد بلغت حصة الصناعة فيها ‪ 132.2‬مليار دج من إجمالي االستثمارات الجديدة‬

‫‪ 363.6‬مليار دج بنسبة ‪ %36.35‬بلغت فيها حص)ة المحروق)ات ‪ 49.3‬ملي)ار دج وه)ذا ي)دل على أ‪ ‬ن‬
‫السياسة الجديدة التنموي)ة أخ)ذت في توجي)ه االس))تثمارات نح)و الص))ناعات األخ))رى‪ ،‬عوض)ا عم))ا ك)انت‬
‫عليه في الفترة السابقة فإنها(المحروقات) تأخذ حصة األسد من البرنامج المسطر‪.‬‬
‫نالحظ كذلك من الجدول ‪ 01‬أ‪ ‬ن المخطط أعطى اهتماما للقطاعات األخ))رى مث))ل الفالح))ة والس))كن‬
‫والهياكل القاعدية االقتصادية والتربي)ة والتك)وين‪ ،‬إالﹼ أ‪ ‬ن الص)ناعة الزالت تحت)ل الص)دارة في عملي)ة‬
‫االس) ))تثمار‪ ،‬حيث اس) ))تحوذت على قيم) ))ة ‪ 211.7‬ملي) ))ار دج من إجم) ))الي ‪ 560.5‬أي بنس) ))بة ‪ %38‬من‬
‫مجموع االستثمارات‪ ،‬وهذا ي‪‬دل على أ‪ ‬ن االهتمام الزال م))ركﹼزا على القط))اع الص)ناعي وتفض))يله‬
‫على بقي))ة القطاع))ات أو ب))أخرى‪ ،‬ب))الرغم من أ‪ ‬ن حص))ة الص))ناعة في ف))ترة المخط))ط أق))ل عم))ا ك))انت‬
‫عليه في المرحلة السابقة‪ ،‬وأكثر من ثلثي اإلستثمارات قد امتصت من طرف فروع المحروقات‪.‬‬
‫‪ -1-2‬االتجاهات االقتصادية والمالية للمخطط الخماسي الثاني‬
‫‪ -1-2-1‬األهداف العامة للمخطط‬
‫يشكل المخطط الخماسي الثاني ‪ 1989-85‬مرحلة هامة في مسيرة التنمية اإلقتصادية واإلجتماعي))ة‬
‫للبالد‪ ،‬حيث يسعى إلى بلوغ غايتين‪:‬‬

‫‪ 244‬تقرير عام للمخطط الخماسي األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.318‬‬

‫‪357‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫تنظيم مختل ))ف االنش ))طة التنموي ))ة م ))ع مراع ))اة القي ))ود الخاص ))ة بالمرحل ))ة الراهن ))ة والوس ))ائل الممكن‬
‫تعبئته ))ا من جه ))ة‪ ،‬وإ دراج ))ه في منظ ))ور تنم ))وي طوي ))ل األم ))د من جه ))ة أخ ))رى‪ ،‬وخاص ))ة أن ص ))ورة‬
‫جزائ))ر التس))عينات تتوق))ف على م))ا أنج))ز ه))ذا المخط))ط ‪ ،1989 ) -85‬وه))ذا األخ))ير نفس))ه يعتم))د على‬
‫إنجازات المخطط السابق‪ ،‬ويهدف المخطط الخماسي الثاني بصفة عامة إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪245‬‬

‫‪ -‬تلبية االحتياجات األساسية للسكان المتزا‪‬يد عددهم بوتيرة ‪ %3.2‬سنويا مع مواص))لة النم))و بالنس))بة‬
‫لإلنتاج واالستثمارات؛‬

‫‪ -‬المحافظة على االستقالل االقتصادي‪ ،‬وذلك بالتحكم في التوازنات المالية الخارجية؛‬


‫‪ -‬ت ))دعيم المكتس)))بات المعت)))برة المحقق)))ة في مختل)))ف المج)))االت وخاص ))ة على ص ))عيد تنظيم االقتص)))اد‬
‫والفعالية في تسيير المؤسسات والالمركزية األنشطة والمسؤوليات؛‬
‫‪ -‬المحافظ) ) ))ة على م) ) ))وارد البالد غ) ) ))ير القابل) ) ))ة للتجدي) ) ))د‪ ،‬نظ) ) ))را لض) ) ))خامة االحتياج) ) ))ات االقتص) ) ))ادية‬
‫واالجتماعية المطلوب تلبيتها؛‬
‫‪ -‬تخفيض التكاليف وآجال إنجاز االستثمارات في جميع القطاعات والتحديد الص))ارم والحتمي للج))وء‬
‫إلى الطاق ) ))ات الخارجي ) ))ة العامل ) ))ة في حق ) ))ل اإلنج ) ))از والخ ) ))دمات والمراقب ) ))ة الدائم ) ))ة لش ) ))روط تعبئ ) ))ة‬
‫القروض الخارجية؛‬
‫‪ -‬تحس))ين فعالي))ة جه))از اإلنت))اج والتنمي))ة المكثف))ة لكاف))ة الطاق))ات البش))رية والمادي))ة المت))وفرة والتوزي))ع‬
‫التدريجي واألكثر اتزانا ألعباء التنمية بين الدولة واألعوان االقتصاديين( المؤسسات والعائالت)‪.‬‬

‫‪ 245‬و‪ .‬ت‪ .‬تقرير عام للمخط الخماسي الثاني( ‪ ،)1989 -85‬ص(‪.)8-5‬‬

‫‪358‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫لتحقي ))ق ه ))ذه األه ))داف العام ))ة يف ))رض في إط ))ار التخطي ))ط تص‪‬ورا ووض ))ع اآللي ))ات المالئم ))ة م ))ع‬
‫ال ح))دثت انحراف))ات في التوازن))ات وظه))رت‬
‫تفض))يل األدوات ذات الط))ابع الغقتص))ادي‪ ،‬قص))د العم))ل وإ ﹼ‬
‫اختالالت ال سيما في مجال التوازنات الخارجية‪ ،‬واحترام تسلسل األولويات ألعمال التنمية‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬توزيع االستثمارات‬
‫يقتضي برنامج االستثمارات المعتمد بسير محكم لإلستثمار في شتى مراحله‪ ،‬قصد القي))ام في إط))ار‬
‫المخطط) ))ات الس) ))نوية بالتع) ))ديالت الالزم) ))ة‪ ،‬حس) ))ب تط‪‬ور األوض) ))اع اإلقتص) ))ادية الدولي) ))ة والتوس) ))يع‬
‫الحقيقي للموارد الخارجية‪ ،‬والتط‪‬ور الذي سيتم في مجال إنتاجية جه))از اإلنت))اج وفعاليت))ه‪ ،‬كم))ا ي))زداد‬
‫هذا االمر أهميته نظرا لضيق مجال التدخل خالل الف))ترة ‪ 1989 )-1985‬بحيث أ‪ ‬ن نس))بة ‪ %55‬من‬
‫النقفات ستخصص إلنهاء البرامج الجاري إنجازها إلى غاية ‪.1984‬‬
‫‪246‬‬

‫لهذا نحاول أن نتعرف على االعتمادات المخصص)ة لبل)وغ األه)داف المس)طرة وكيفي)ة توزيعه)ا على‬
‫القطاعات اإلنتاجية أوال‪ ،‬وعلى الفروع الصناعية ثانيا وذلك من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫يتضح من الج)دول رقم ‪ 02‬البرن))امج الوط)ني لإلس))تثمار خالل ‪ 1989 )-85‬أ‪ ‬ن ال)برامج الج)اري‬
‫إنجازها إلى غاية ‪ 1984‬ستعبئ خالل فترة المخطط حجما هاما من النفقات تبل))غ ‪ 306.77‬ملي))ار دج‬
‫باألسعار الثابتة أي حوالي ‪ %55‬من النفقات اإلجمالية للمخطط‪.‬‬

‫‪ 246‬تقرير المخطط الخماسي الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168‬‬

‫‪359‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫يتوزع الحجم اإلجمالي للنفقات االستثمارية خالل الفترة ‪ 1989 -85‬إلى غاية ‪%56.6‬بالنسبة‬
‫للقطاعات المنتجة( الفالحة‪ ،‬الري‪ ،‬الصناعة‪ ،‬وس))ائل اإلنج))از‪ ،‬التخ))زين والتوزي))ع واالتص))االت) وإ لى‬
‫غاية ‪ %48.4‬بالنسبة للمنشآت األساسية االقتصادية واالجتماعية والتجهيزات الجماعية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الحص) ))ة المالي) ))ة البالغ) ))ة ‪ 79‬ملي) ))ار دج والممنوح) ))ة لقط) ))اع الفالح) ))ة ‪ %15‬تقريب) ))ا من النفق) ))ات‬
‫اإلجمالية‪ ،‬وهذا تعبيرا على األهمية الموجهة خالل فترة المخطط لقطاع الفالحة‪.‬‬
‫أم ) ))ا القط ) ))اع الص ) ))ناعي خصص ) ))ت ل ) ))ه حص ) ))ة بلغت ‪ 174.20‬ملي ) ))ار دج أي ‪ %31.7‬من النفق ) ))ات‬
‫اإلجمالي ))ة المق ))ررة‪ ،‬في حين أ‪ ‬ن ثقل ))ه في النفق ))ات اإلجمالي ))ة يبقى كب ))يرا س ))واء بالنس ))بة للتق ))ديرات أو‬
‫االنجاز‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :02‬البرنامج الوطني لالستثمارات للفترة ‪ 1989 -85‬باألسعار الثابتة‪ $‬لسنة‬
‫‪.1984‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬
‫هيكلة‬ ‫المصاريف ‪-85‬‬ ‫تكاليف البرامج‬ ‫البرامج‬
‫المصاريف‬ ‫المتراكمة‬
‫المجموع‬ ‫البرامج الجديدة‬ ‫برامج التجهيزات‬
‫‪%‬‬ ‫‪198‬‬ ‫القطاعات‬
‫‪9‬‬ ‫إلى غاية ‪1984‬‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪79.00‬‬ ‫‪115.42‬‬ ‫‪81.08‬‬ ‫‪34.34‬‬ ‫الفالحة والري‬

‫‪31.6‬‬ ‫‪251.60‬‬ ‫‪198.70‬‬ ‫‪52.90‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪174.20‬‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪39.80‬‬ ‫‪26.50‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫منها‪:‬المحروقات‬

‫‪41.50‬‬
‫‪3.50‬‬ ‫‪19.00‬‬ ‫‪25.00‬‬ ‫‪8.20‬‬ ‫وسائل اإلنجاز‬

‫‪33.20‬‬
‫‪2.70‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫‪15.41‬‬ ‫‪6.41‬‬ ‫وسائل النقل‬

‫‪21.52‬‬
‫‪2.90‬‬ ‫‪15.85‬‬ ‫‪11.36‬‬ ‫‪13.65‬‬ ‫التخزين والتوزيع‬

‫‪25.1‬‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪6.65‬‬ ‫‪7.35‬‬ ‫البريد والمواصالت‬

‫‪8.00‬‬ ‫‪14.00‬‬
‫‪8.3‬‬ ‫‪45.50‬‬ ‫‪27.76‬‬ ‫‪35.20‬‬ ‫المنشآت االقتصادية‬

‫‪62.96‬‬ ‫األساسية‬
‫‪27.2‬‬ ‫‪246.33‬‬ ‫‪130.28‬‬ ‫‪116.05‬‬ ‫المنشآت االجتماعية‬

‫‪149.45‬‬ ‫األساسية‬
‫‪8.00‬‬ ‫‪44.00‬‬ ‫‪25.67‬‬ ‫‪32.67‬‬ ‫التجهيزات الجماعية‬

‫‪58.34‬‬

‫‪361‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪828.3‬‬ ‫‪521.38‬‬ ‫‪306.77‬‬ ‫المجموع‬


‫‪8‬‬
‫‪550.00‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير عام المخطط الخماسي الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173‬‬

‫إ‪ ‬ن الحصة الممنوحة للص))ناعة باس)تثناء المحروق))ات تع‪‬ب)ر عن األولوي))ة الممنوح))ة لتوس))يع الق)درة‬
‫واندماج االقتصاد وتلبية الحاجيات بواسطة اإلنتاج الوطني‪.‬‬
‫‪ -1-3‬النتائج االقتصادية العامة للفترة ‪1989 -80‬‬
‫إ‪ ‬ن المخطط الخماسي االول وضع على أساس تقييم المرحلة السابقة إلتي وسعت قواعد اإلقتصاد‬
‫واإلس))تجابة الفعلي))ة لإلحتياج))ات اإلجتماعي))ة‪ ،‬لكنه))ا س))جلت م))ع ه))ذا إختالال في الت))وازن ك))ان الب))د من‬
‫تقويمه‪ ،‬وهذا ما أراد المخطط الجديد القيام به‪.‬‬
‫لق))د تحق)ق خالل ف))ترة ‪ 1984-80‬قس)م واف))ر من اإله)داف المسط‪ ‬رة‪ ،‬ففي مج)ال الم)وارد تض))اعف‬
‫اإلنت))اج ال))داخلي الخ))ام بالس))عر الج))اري حيث انتق))ل من ‪ 113‬ملي))ار دج س))نة ‪ 1979‬إلى ‪ 225.4‬ملي))ار‬
‫دج سنة ‪ 1984‬وسجل خارج المحروقات نموا ق))دره ‪ %5.8‬س))نويا‪ ،‬وأهم القطاع))ات ال)تي س)اهمت في‬
‫‪ ،)%9.5‬البناء واألشغال العمومية(‪،)%8.6‬والمحروقات(‪ ،)%28.6‬أما‬ ‫ذلك هي‪ :‬الصناعة(زيادة‬
‫اإلنتاج الفالحي سجل بعض الجمود(زيادة ‪.)%1.2‬‬
‫أما النصف الثاني من الثمانينات اتسم خالله الظرف االقتص))ادي ال))دولي بالت))أزم نتيج))ة اختاللمع‪‬دل‬
‫الفائ) ))دة‪ ،‬تذب) ))ذب أس) ))عار الص) ))رف وانخف) ))اض أس) ))عار الب) ))ترول‪ ،‬الش) ))يئ ال) ))ذي أرغم ال) ))دول الم‪ ‬ص) ))درة‬
‫للب ))ترول ومن بينه ))ا الجزائ ))ر إلى انته ))اج سياس ))ة التقش ))ف مم ))ا انعكس س ))لبا على الج ))انبين االقتص ))ادي‬
‫واالجتماعي وعلى أوضاعها الداخلية ومصداقيتها الخارجية‪.‬‬
‫لهذا لم تكن النتائج المحققة خالل المخطط الخماسي الثاني في مستوى وطموحات هذا المخطط إلى‬
‫أن بلغت القطاعات االقتصادية درجة الركود االقتصادي‪ ،‬كذلك انخفاض الم))داخل من العمل))ة الص))عبة‬
‫‪ ،‬ومن انخف ))اض في عملي ))ة االس ))تيراد وبالت ))الي تقلص حجم االس ))تثمارات الص ))ناعية الرتباطه ))ا به ))ذه‬

‫‪362‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫العملة‪ ،‬لهذا اتخذت عدة إصالحات اقتصادية للخروج من هذه الوضعية الصعبة ال))تي تم))ر به)ا البالد‪،‬‬
‫يمكن سردها في النقطة الموالية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلصالحات االقتصادية األولية ونتائجها في فترة الثمانينات‬
‫إ‪ ‬ن العملي ))ة االقتص ))ادية هي عب ))ارة عن مواجه ))ة حض ))ارية يواج ))ه من خالله ))ا المجتم ))ع التح ))ديات‬
‫المفروض ))ة علي ))ه س ))واء ك ))انت داخلي ))ة أو خارجي ))ة ويح ))اول التغلب عليه ))ا من خالل العم ))ل ال ))دؤوب‪،‬‬
‫وعلى هذا االساس ونظ))را لحتمي)ة التغي))ير وديناميكي)ة النم))و والتط‪‬ور حيث أخ)ذت الجزائ)ر م)ع مطل))ع‬
‫الثمانينات بع)دة إص)الحات إقتص)ادية في ص)ميم إقتص)ادها وسياس)تها التنموي)ة‪ ،‬حيث ب)رز التوج)ه نح)و‬
‫تحس ))ين س ))ير الجه ))از اإلنت ))اجي وإ دخ ))ال عوام ))ل الفعالي ))ة والمردودي ))ة‪ ،‬واختي ))ار الالمركزي ))ة في اتخ ))اذ‬
‫الق ) ))رارات وق ) ))د تجس ) ))دت ه ) ))ذه االهتمام ) ))ات في مجموع ) ))ة من اإلج ) ))راءات التنظيمي ) ))ة وال ) ))تي تع ) ))رف‬
‫باإلص ) ))الحات االقتص ) ))ادية‪ ،‬تمثلت اإلص ) ))الحات االقتص ) ))ادية ال ) ))تي أنجزته ) ))ا الجزائ ) ))ر خالل عش ) ))رية‬
‫الثمانينات في إصالح أدوات التأطير االقتصادي‪ ،‬إعادة هيكلة المؤسسات العمومي))ة ثم تلته))ا اس))تقاللية‬
‫المؤسسات وهذا ما نحاول التطرق إليه في عجالة هذا البحث وذلك من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -2-1‬مضمون اإلصالحات االقتصادية‬
‫اعتم ))دت هات)))ه اإلص)))الحات مجموع)))ة من العناص)))ر واعتبرته ))ا كمب ))ادئ أساس ))ية إلنج ))اح عملياته)))ا‬
‫وتحقيق األهداف المنتظرة منها ويمكن حصر هذه العناصر فيما يلي‪:‬‬
‫االعتماد على الذات‪ :‬إ‪ ‬ن التنمية الناجحة هي التي تعتم))د على ال))ذات عوض))ا عن التنمي))ة ال))تي‬ ‫‪-1‬‬
‫تعتمد على جهود خارجية؛‬

‫‪363‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫اإلنسان مصدر العملية التنموية‪ :‬إ‪ ‬ن التنمية االقتص)ادية في الجزائ)ر ع)بر اإلص)الحات ت)ؤكﹼد‬ ‫‪-2‬‬
‫بأ‪ ‬ننجاحها مرهون باإلنسان الذي هو عماد هذه التنمية؛‬
‫األخ‪$$‬ذ بتج‪$$‬ارب الس‪$$‬نوات الس‪$$‬ابقة‪ :‬إ‪ ‬ن اإلص))الحات الجدي))دة ت))ؤكﹼد أنﹼه على النخب))ة الحاكم))ة‬ ‫‪-3‬‬
‫في ))المجتمع أن تق ))اوم الض ))غوطات الناتج ))ة عن أف ))راد المجتم ))ع وتجنب الوع ))ود ال ))تي يص ))عب تحقيقه ))ا؛‬
‫د‪ -‬الترك‪$$‬يز على األس‪$$‬س الحقيقي‪$$‬ة للتنمي‪$$‬ة‪ $:‬إ‪ ‬ن ه))ذه اإلص))الحات ت))رمي إلى عملي))ة مراجع))ة ترك))يز‬
‫جه))ود المجتم))ع على تش‪‬ي))د ش))واهد ومع))الم ك))ان يظن بأنﹼه))ا حض))ارية أل‪ ‬ن إقام))ة مث))ل ه))ذه المظ))اهر‬
‫غالبا ما يكون على حساب أمور كثيرة لها أولوية في تنمية المجتمع‪.‬‬
‫‪ 2-2‬إصالح أدوات التأطير االقتصادي‬
‫وتتمثل في اإلجراءات التي عرفها االقتصاد الوطني بصفة عامة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إصالح سياسة التخطيط‪ :‬وذلك عن طريق تعديل التخطيط السابق من خالل الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تمديد فترة المخططات إلى خمس سنوات؛‬
‫‪ -‬تحقيق وظائف التخطيط المركزي باإلهتمام بالوظائف االساسية؛‬
‫‪ -‬العمل على توزيع أعمال التخطيط على مختلف المستويات؛‬
‫‪ -‬اعطاء األولوية للمخططات الوالئية في إطار التخطيط الالمركزي؛‬
‫‪ -‬إعتماد المخططات السنوية‪.‬‬
‫لق))د أخ))ذت س))نة ‪ 1988‬نقط))ة تح‪‬ول كب))ير في منظوم))ة التخطي))ط في الجزائ))ر وذل))ك بم))وجب ق))انون‬
‫‪ 02 -88‬الم))ؤرخ في ‪ 1988-01 )-12‬حيث تمثلت المنظوم))ة الجدي))دة للتخطي))ط بالفعالي))ة والمرون))ة؛‬ ‫‪247‬‬

‫ب‪ -‬إصالح النظام الجبائي‪ :‬تمثلت التعديالت التي أدخلت على النظام الجبائي القائم أنذاك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان مردودية الجباية العادية مع تخصيص الجباية البترولية لتمويل اإلستثمارات المنتجة؛‬
‫‪ -‬تبسط قانون الضرائب) وتطوير اآلليات الجبائية والتنظيمية؛‬
‫‪ 247‬قانون ‪ 02 -88‬المؤرخ في ‪ 12/01/1988‬الخاص بإصالح منظومة التخطيط بالجزائر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪64‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬تشجيع األنشطة اإلقتصادية‪.‬‬


‫ومنه أصبحت الجباية أداة لتوجيه وتحفيز وتطوير المؤسسات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬إصالح القرض والبنك‪ :‬لق))د ش))هد مي))دان النق))د والق))رض تط))بيق العدي))د من اإلج))راءات خالل ف))ترة‬
‫الثمانين)ات‪ ،‬حيث ن‪ ‬ص المخط)ط الخماس))ي األول على المركزي)ة العملي)ات المص)رفية من خالل‬
‫توس ))يع البن ))وك على ال ))تراب الوط ))ني باإلض ))افة إلى تجني ))د وتوجي ))ه إدخ ))ار األع ))وان االقتص ))اديين‬
‫لمساهمته في تمويل التنمي)ة‪ ،‬كم)ا أدخلت ع)دة إج)راءات تنظيمي)ة على الجه)از المص)رفي في ف)ترة‬
‫المخط))ط الخماس))يالثاني وذل))ك من خالل ق))انون ‪ 12 ) -86‬الم))ؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬وال))ذي ح‬
‫‪‬دد مه ))ام واختصاصاتالمؤسس ))ات المص ))رفية‪ ،‬كم ))ا أص ))بح البن ))ك المرك ))زي المس ))ؤول األول عن‬
‫تنفي ))ذ وتجس ))يد السياس ))ة النقديةوك ))ذا متابع ))ة المخط ))ط الوط ))ني للق ))رض وتوف ))ير الش ))روط الالزم ))ة‬
‫الس))تقرار النق))د والنظ))ام الم))الي عامة كم))ا أدخلت تع))ديالت أخ))رى س))نة ‪ 1988‬على دور البن))ك‬
‫‪248‬‬

‫المركزي أين أصبح مستقال عن الخزينة العمومية‪.‬‬


‫‪ -4‬إص‪$$‬الح نظ‪$$‬ام األس‪$$‬عار‪ :‬لق))د ش))رع م))ع بداي))ة ‪ 1982‬في تط))بيق نظ))ام جدي))د لألس))عار ال))ذي ي))ركﹼز‬
‫على‪:‬‬
‫‪ -‬ربط األسعار بالتط‪‬ور الحركي للتكاليف؛‬
‫‪ -‬التحديد السنوي لقائمة المواد المدعمة؛‬
‫‪ -‬تأخذ الدولة على عاتقها الفوارق بين األسعار الحقيقية واألسعار المح‪‬ددة مركزيا غير أ‪ ‬ن هذا‬
‫النظام أدى إلى إختالالت ولمعالجتها عمدت الدولة إلى إدخال بعض التصحيحات من خالل وضع‬
‫قانون جديد والمتمثل في قانون ‪ 12 -89‬والتي ق‪ ‬سم األسعار إلى صنفين‪:‬‬
‫‪249‬‬

‫‪ -1‬نظام األسعار المقننة‪$‬‬


‫وه))ذا عن طري)ق االس)عار المض)مونة) عن))د اإلنت)اج أي يتم اإلعالن عنه)ا مس)بقا به))دف التحف)يز مث))ل‬
‫أس ) ))عار الحب ) ))وب‪ ،‬كم ) ))ا نط‪‬ب ) ))ق االس ) ))عار المقنن ) ))ة من خالل األس ) ))عار المح‪‬ددة في مرحل ) ))ة اإلنت ) ))اج أو‬

‫‪ - 248‬أحمد هني‪ ،‬إقتصاد الجزائر المستقلة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ 249‬قانون ‪ 12-89‬الصادر في ‪ 05/07/1989‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،29‬الصادرة بتاريخ ‪.19/07/1989‬‬
‫‪3‬‬
‫‪65‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫التوزي)ع ويطب)ق ه)ذا الن)وع على الس)لع ال)تي تمنح له)ا الدول)ة األس)بقية به)دف حماي)ة فئ)ة اجتماعي)ة مثال‬
‫أو تنمي))ة من))اطق مع‪‬ين))ة‪ ،‬كم))ا ق))د تق))دم على ش))كل إعان))ات يطل))ق عليه))ا إعان))ات الت))وازن؛ ‪ -2‬نظ‪$$‬ام‬
‫األسعار الحرة‬
‫أي تح‪‬دد هذه األسعار وفقا للعرض والطلب أي حسب ميكانزمات السوق؛‬
‫ه ـ‪ -‬إص‪$$‬الح سياس‪$$‬ة التج‪$$‬ارة الخارجي‪$$‬ة‪ :‬إ‪ ‬ن سياس ))ة التج ))ارة الخارجي ))ة لم تع ))رف أي تغي ))ير من ))ذ‬
‫االس ))تقالل إلى غاي ))ة التع ))ديالت ال ))تي ج ))اء به ))ا ق ))انون ‪ 02-78‬وال ))ذي مف ))اده ت ))أميم التج ))ارة الخارجي ))ة‬
‫به ))دف حماي ))ة االقتص ))اد الوط ))ني‪ ،‬مراقب ))ة حرك ))ة رؤوس األم ))وال‪ ،‬تنوي ))ع العالق ))ات م ))ع الخ ))ارج‪ ،‬وم ))ا‬
‫يمكن اإلش))ارة إلي))ه ه))و احتك))ار الدول))ة للتج))ارة الخارجي))ة الص))فة األساس))ية لنظ))ام التج))ارة في الجزائ))ر‪،‬‬
‫وهذا إلى غاية ‪ 1990‬مرحلة تحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬إعادة هيكلة المؤسسات العمومية‪$‬‬

‫إ‪ ‬ن السياس) ) ))ة المطبق) ) ))ة خالل ف) ) ))ترة الس) ) ))بعينات من تخطي) ) ))ط وتس) ) ))يير مرك) ) ))زي نتجت عنه) ) ))ا‬
‫ع))دةإختالالت خالل ه))ذه الف))ترة‪ ،‬جعلت البالد في وض))عية اقتص))ادية ج‪‬د ص))عبة ل))ذلك تق‪ ‬رر إع))ادة‬
‫تنظيم عميق لالقتصاد وفي هذا اإلط)ار ظه)رت في بداي))ة الثمانين))ات سياس))ة اقتص)ادية متفتح))ة تجس))دت‬
‫في شعار من أجل حياة أفضل‪ ،‬فكان إجراء إعادة الهيكلة العضوية للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -2-3-1‬شكل ومضمون إعادة الهيكلة‬
‫لق))د اعت))بر المخط))ط الخماس))ي ‪ 1984 )-80‬أ‪ ‬ن إع))ادة الهيكل))ة للمؤسس))ات االقتص))ادية هي الوس))يلة‬
‫ال) ))تي يمكن من خالله) ))ا التخلص من المركزي) ))ة البيروقراطي) ))ة ال ))تي أص ))بحت تعرق) ))ل نش ))اط المؤسس)))ة‬
‫لتمرك ))ز ك ))ل الوظ ))ائف في جه ))ة واح ))دة‪ ،‬حيث نج ))د ‪ 1165‬وح ))دة سياس ))ية تجم ))ع ض ))من ‪ 19‬مؤسس ))ة‬

‫‪3‬‬
‫‪66‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ينص‪‬‬ ‫وطنية فقط وهذا ما ي‪‬دل على كبر حجم المؤسسات أن))ذاك‪ ،‬واله))دف من إع))ادة الهيكل))ة ك))ان‬ ‫‪250‬‬

‫ب على‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين شروط سير اإلقتصاد؛‬
‫‪ -‬تدعيم فعالية المؤسسات وتوزيع األنشطة بكيفية متوازنة على كامل التراب الوطني ‪.‬‬
‫‪251‬‬

‫لقد عرفت المؤسسة العمومية شكلين من إعادة الهيكلة هما‪:‬‬


‫‪ -1 -3-1 -2‬إعادة الهيكلة العضوية‪ :‬إ‪ ‬ن الحجم الكبير للمؤسسات العمومية جعلها صعبة التس)يير‬
‫وهذا في نظر القائمين على شؤونها وبالتالي ت‪‬م االعتقاد أ‪ ‬ن إع))ادة هيكلته))ا إلى مؤسس))ات عمويم))ة‬
‫صغيرة ومتوسطة الحجم أطلق على هذه العملية اسم إعادة الهيكلة العضوية ‪.‬‬
‫‪252‬‬

‫ويعل ))ل الس‪‬ي ))د عب ))د الحمي ))د اإلب ))راهيمي ذل ))ك بأ‪ ‬ن أش ))كال التنظيم المطبق ))ة على المؤسس ))ات الوطني ))ة‬
‫تثبت أنها غ)ير مالئم))ة نظ))را لق)وة تمرك)ز الهياك))ل ومرك)زة التس))يير وض)خامة ب))رامج اإلس))تثمار ‪ .‬لق))د‬
‫‪253‬‬

‫تمت إعادة الهيكلة العضوية على أساس التخصص والتقسيم الجغرافي‪.‬‬


‫‪ -2 -3-1‬إعادة الهيكلة المالية‪ :‬وتعني مجموع اإلجراءات التي تتخذها الدول))ة والمؤسس))ة في‬ ‫‪-2‬‬
‫الحين‪ ،‬وعلى ك ))ل المس ))تويات وليس فق ))ط على المس ))توى الم ))الي وك ))ذلك ك ))ل األعم ))ال المتخ ))ذة بص ))فة‬
‫دائم))ة من المؤسس))ة لتجس))يد اس))تقالليتها المالي))ة‪ ،‬وتجنب اللج))وء إلعان))ة الدول))ة به))دف تص))حيح العي))وب‬
‫الظاهرة في المرحلة السابقة‪.‬‬

‫‪ - 250‬ناصر دادي عدون‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ - 251‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزائر بين األزمة اإلقتصادية والسياسية‪ ،‬مطبعة دحلب‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ - 252‬عالوي لعالوي وآخرون‪ ،‬استقاللية المؤسسات العمويمة اإلقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،1994 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪.ABD EL HAMID BRAHIMI, L'économie algérienne, OPU, Alger, 1991, p388 253‬‬
‫‪3‬‬
‫‪67‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -2-4‬استقاللية المؤسسات العمومية‬


‫تم‪‬يز النصف الثاني من عشرية الثمانينات بوضعية اقتصادية صعبة‪ ،‬خاللها ظهر تأثيرانخفاض‬
‫أس ))عار الب ))ترول باإلض ))افة إلى انخف ))اض الق ))درة الش ))رائية لل ))دوالر على عملي ))ة التنمي ))ة‪ ،‬نتج عن ه ))ذا‬
‫ركود في االقتصاد‪ ،‬كما ظهرت عدة نتائج سلبية كارتف)اع األس)عار للم)وارد األساس)ية واالختف)اء الت)ام‬
‫لبعضها من السوق الوطنية‪ ،‬استفحال السوق السوداء‪ ،‬ارتفاع معدل التضخم‪.‬‬
‫ه ))ذه المش) ))اكل أدخلت المجتم)))ع في دوام)))ة ع)))دم االس) ))تقرار‪ ،‬ك) ))ل ه) ))ذا دالل ))ة على فش) ))ل اإلص) ))الحات‬
‫الهيكلية التي طبقت على المؤسسات العمومية‪ ،‬هذه األوضاع جعلت الحكومة تعمل على إعطاء مس‬
‫‪‬يري المؤسس)ات حري))ة اتخ)اذ الق)رار والمب)ادرة وف)ق م)ا تملي))ه قواع)د المت))اجرة وميكانزم))ات الس)وق‪،‬‬
‫وفي إطار توجيهات الميثاق الوطني وقرارات اللﹼجنة المركزية للح))زب في دورته)ا المنعق))دة في‪28/‬‬
‫‪ 12/1987‬بادرت الحكومة سلسلة من اإلصالحات تتعلق بتنظيم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وموض ))وع ه ))ذه اإلص ))الحات ينص‪ ‬ب على المؤسس ))ة العمومي ))ة وعلي ))ه تش ))كل نظ ))ام جدي ))د تمث ))ل في‬
‫استقاللية المؤسسات‪.‬‬
‫يع) ) ))ني اس) ) ))تقالل المؤسس) ) ))ة منحه) ) ))ا مزي) ) ))د من الحري) ) ))ة والمب) ) ))ادرة في إط) ) ))ار العم) ) ))ل للتجس) ) ))يد الفعلي‬
‫لالمركزية ‪.‬‬
‫‪254‬‬

‫وق) ))د تجس) ))دت مجموع) ))ة األعم) ))ال المتعلق) ))ة باس) ))تقالل المؤسس) ))ات في مش) ))اريع ق) ))وانين منحه) ))ا مجلس‬
‫الوزراء‬
‫خالل ش ))هر س ))بتمبر ‪ 1987‬وص ))ادق عليه ))ا المجلس الش ))عبي الوط ))ني في ديس ))مبر ‪ ،1987‬وفي ‪12‬‬
‫ج)انفي ص))در س))تة ق))وانين* وبه))ا ب))دأت مرحل))ة التط))بيق ال))تي ح‪‬ددت الحكوم))ة ش))روطه ومخطط))ه في‬
‫مارس ‪ 1988‬وهو يتضمن ثالثة مراحل ‪:‬‬
‫‪255‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬في السداسي االول من ‪ 1988‬وتعلقت بصناديق المساهمة؛‬

‫‪.ABD HAMID BRAHIMI, OP CITE, p412 - 254‬‬


‫* ‪ -‬القوانين الستة هي‪ 01-88 :‬قانون توجيه المؤسسات العمومية‪ 02-88 ،‬متعلق بالتخطيط‪ 3.-88 ،‬صناديق المس‪NN‬اهمة‪ 04-88 ،‬متعل‪NN‬ق‬
‫بقانون التجارة‪ 05-88 ،‬متعلق بقانون المالية‪ 06-88 ،‬متعلق بقانون البنوك والقرض‪.‬‬
‫‪ - 255‬دليل الجزائر االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للنشر واإلشهار‪ ،1989 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪368‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬تضمنت وضع نظام تشريعي نهائي ونقل المؤسسات إلى نظام االستقاللية؛‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬بدأت مع مطلع ‪ 1989‬وفي هذه الفترة عرف التخطيط نظام جديد يقوم على ثالثة‬
‫مستويات‪ .‬المخطط قصير المدى للمؤسسات‪ ،‬المخطط الفرعي‪ ،‬المخطط الوطني‪.‬‬
‫وفي ه ))ذا اإلط ))ار‪ -‬النظ ))ام الجدي ))د‪ -‬أص ))بحت المؤسس ))ة العمومي ))ة االقتص ))ادية ذات هيئ ))ة مس ))تقلة‬
‫منقس) ) ))مة إلى هيئ) ) ))تين هم) ) ))ا‪ :‬الجمعي) ) ))ة العام) ) ))ة‪ ،‬مجلس اإلدارة‪ ،‬وهك) ) ))ذا تص) ) ))بح المؤسس) ) ))ة العمومي) ) ))ة‬
‫االقتص) ))ادية هي ش) ))خص معن) ))وي وفق) ))ا للق) ))انون التج) ))اري وهي ش) ))ركات ذات مس) ))ؤولية مح) ))دودة أو‬
‫شركات المساهمةيكون رأس مالها من رأس مال الدولة أو الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -2-4-1‬نتائج استقاللية المؤسسات‬
‫إ‪ ‬ن إص))الح اس))تقاللية المؤسس))ات ج))اءت في ف))ترة المخط))ط الخماس))ي الث))اني‪ ،‬وله))ذا ك)ان اإلهتم))ام‬
‫منص‪ ‬ب على تطابق أهداف المؤسسة مع أهداف المخطط‪.‬‬
‫إذا رجعنا إلى واقع المؤسسة العمومية نجد أنﹼه)ا تفتق)ر للطاق)ات الالزم)ة لض)مان تناس)ق مخططه)ا م)ع‬
‫المخطط الوط)ني‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن مس)توى التأهي)ل بالمؤسس)ة يمي)ل على العم)وم إلى مس)توى متوس)ط وأ‪ ‬ن‬
‫العجز في التأطير يبدو واضحا خصوصا على مستوى المؤسسات المحلية‪ ،‬وج))ل المؤسس))ات ال))تي تح‬
‫‪‬ولت إلى النظام الجديد دون توفير اإلجراءات الالزمة والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استكمال العمليات الخاصة بتوزيع ذمم المؤسسات المهيكلة؛‬
‫‪ -‬التأخر في إعداد اإلجراءات القانونية المدعمة لالستقاللية؛‬
‫‪ -‬عدم وضوح اآلليات االقتصادية للجهاز المالي للمؤسسات؛‬
‫وهكذا لم تتحقق األهداف المنتظرة من استقاللية المؤسسات بص))فة مرض))ية س))واء من ناحي))ة تحس))ين‬
‫المردودية والنتائج المالية‪ ،‬أو فيما يخص الطاقات اإلنتاجية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن ع ))دد المؤسس)))ات ال ))تي طلبت الق ))روض ب)))دأ ي ))تزا‪‬ي ))د من ثالثي آلخ ))ر حيث بلغت ‪ %66.5‬خالل‬
‫الثالثي األول ثم ‪ %80.9‬خالل الراب) ))ع من س) ))نة ‪ ،1989‬إ‪ ‬ن مع) ))دل النم) ))و للن) ))اتج ال) ))داخلي للس) ))نوات‬
‫الثالث ‪ 1991 )-89‬ك ))ان بمتوس ))ط ‪ %1.4‬وه ))و مع‪‬دل نم ))و ض ))عيف‪ ،‬ه ))ذا دالل ))ة على عج ))ز جه ))از‬

‫‪369‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫اإلنتاج والذي يرجع حسب اعتقادنا إلى ضعف وانخف))اض اس))تقالل مع‪‬دل الطاق))ة ة اإلنتاجي))ة وه))و م))ا‬
‫أكده برنامج الحكومة لسنة ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬تط‪ ‬ور المديونية‪ $‬الخارجية للجزائر ‪1989-74‬‬
‫االس))تدانة هي عملي))ة يلتج))أ إليه))ا الش))خص عن))دما يك))ون ع))اجزا عن تغطي))ة متطلب))ات اإلنف))اق اعتم))ادا‬
‫فقط على موارده المالية الخاصة‪.‬‬
‫نظ)را الرتف)اع قيم)ة ال)واردات الجزائري)ة بس)بب التض)خم والنم)و الس)ريع للطلب باإلض)افة إلى التض)خم‬
‫العالمي ال)ذي م‪ ‬س المب)ادالت الدولي)ة بخس)ائر كب)يرة لبل)دان الع)الم الث)الث ومنه)ا الجزائ)ر‪ ،‬األم)ر ال)ذي‬
‫دفع الدولة إلى طلب قروض خارجية لمواجهة نفقات التنمية خالل الفترة ‪.1979 -67‬‬
‫لقد بلغت المديونية العامة للجزائر خالل سنة ‪ 6 ،1974‬مليار دوالر‪ ،‬وقد وصلت سنة ‪ 1978‬إلى‪2‬‬‫‪256‬‬

‫‪ 0‬ملي ))ار دوالر ث‪‬م ‪ 26‬ملي)))ار دوالر س ))نة‪ ،1979‬ب ))الرغم من أ‪ ‬ن ال ))ديون المس ))تحقة تب ))دو أق ))ل من‬
‫الديونالمتعاق ))د عليه ))ا ‪ ،‬إالﹼ أنه ))ا أبقيت خالل الس ))بعينات مرتفع ))ة‪ ،‬حيث بلغت ال ))ديون الخارجي ))ة ‪%3.3‬‬
‫ملي) ))ار دوالر أي م) ))ا يع) ))ادل ‪ %29‬من الن) ))اتج ال) ))داخلي الخ) ))ام‪ ،‬أين ارتفعت ه) ))ذه النس) ))بة إلى ‪ %56‬من‬
‫الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 1979‬وهذا ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ :‬الديون الخارجية الجزائرية للفترة ‪1979 -74‬‬ ‫جدول رقم ‪03‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليون دوالر‬
‫‪1979‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫‪1976‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1974‬‬ ‫الس ‪$$‬نوات‬
‫البيان‬
‫‪26.700 20.078‬‬ ‫‪15.005‬‬ ‫‪11.341‬‬ ‫‪9.590‬‬ ‫‪6.004‬‬ ‫الديون المتعاقد عليها‬
‫‪16.100 12.699‬‬ ‫‪8.316‬‬ ‫‪5.853‬‬ ‫‪4.475‬‬ ‫‪3.305‬‬ ‫الديون الجارية‪ -‬المستعملة‪-‬‬
‫‪%56‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫مجم ‪$$‬وع ال ‪$$‬ديون إلى الن ‪$$‬اتج ال ‪$$‬داخلي ‪%29‬‬
‫الخام ‪% PIB‬‬
‫‪RESSOURCE: ABD HAMID BRAHIMI, op-cite, p207.‬‬

‫‪.ABD HAMID BRAHIMI, op- cite p2080 - 256‬‬


‫‪370‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫يتض))ح من الج))دول أ‪ ‬ن ال))ديون الجاري))ة ق))د تض))اعفت بخمس م))رات م))ا بين س))نتي ‪ 1979 )-74‬في‬
‫حين خدم))ة ال))دين وال))تي تمث))ل تس))ديدات المبل))غ الرئيس))ي والفوائ))د مع))ا ق))د بلغت ‪ 2.43‬ملي))ار دج س))نة‬
‫‪ 1974‬وإ لى أك))ثر من ‪ 14‬ملي))ار دين))ار س))نة ‪ 1979‬أي تض))اعفت م))ا بين س))نة ‪ 1979 )-1974‬بس))بع‬
‫مرات‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أ‪ ‬ن المديونية خالل سنة ‪ 1979‬عرفت ارتفاعا كب))يرا حيث بلغت ‪ %56‬من الن))اتج‬
‫الداخلي الخام‪ ،‬أما خدمة الدين بلغت ‪ %36‬من صادرات السلع‪ ،‬هذا وم)ا زاد الوض)ع خط)ورة ش)روط‬
‫منح الق))روض على الجزائ))ر والمتمثل))ة في ارتف))اع مع‪‬دالت الفائ))دة وقص))ر م))دة الق))رض وه))ذا م))ا أقحم‬
‫الجزائر في نظام تراكمي أثر بقوة على سياسة التنمية المستقبلية ‪.‬‬
‫‪257‬‬

‫إ‪ ‬ن عبء المديوني ) ))ة الخارجي ) ))ة ق ) ))د زاد خالل ف ) ))ترة ‪ 1989 ) ) ) -80‬حيث انتقلت من ‪ 18.374‬ملي ) ))ار‬
‫دوالر س))نة ‪ 1985‬إلى ‪ 26.06‬ملي ))ار دوالر س))نة ‪ ،1989‬وترج ))ع ه ))ذه الزي))ادة إلى انخف))اض أس))عار‬
‫‪258‬‬

‫الب ))ترول س ))نة ‪ 1986‬باإلض ))افة إلى تحوي ))ل هيك ))ل المديوني ))ة من دي ))ون متوس ))طة وطويل ))ة األج ))ل إلى‬
‫أ‪‬‬ ‫قصيرة األجل ‪ ،‬كما أ‪ ‬ن نسبة خدم))ة ال))دين إلى الص))ادرات بلغت ‪ %69.2‬س))نة ‪ ،1989‬وه))ذا يع))ني‬
‫ن ثل) ))ثي ص ) ))ادرات‪-‬اإلي) ))رادات‪ -‬تخص) ))ص لخدم) ))ة ال ) ))دين والب ) ))اقي ال يكفي لس‪‬د الحاجي) ))ات الم ) ))واد‬
‫الضرورية المستوردة‪،‬وعندئذ كانت الجزائر تحتل المرتبة الثانية بعد أوغندا من ناحية خدمة الديون‪.‬‬
‫النم) ))و الس) ))ريع لحجم المديوني) ))ة الخارجي) ))ة للجزائ) ))ر جعله) ))ا تتخ) ))ذ ع) ))دة إج) ))راءات جدي) ))دة لح) ))ل مش) ))كل‬
‫المديونية وخاص)ة خدم)ة ال)دين وخاص)ة م)ع تقلص م)دة الق)روض‪ 4 -‬س)نوات س)نة ‪ -1989‬مقاب)ل ‪19‬‬
‫س))نة في المغ))رب و‪ 15‬س))نة في ت))ونس‪ ،‬وعلي))ه ت‪‬م إتخ))اذ ق))رار التغي))ير في هيك))ل المديوني))ة وتقليص‬
‫القروض الخارجية قصيرة األجل مع تفضيل القروض طويلة األجل ‪.‬‬
‫‪259‬‬

‫لق ))د ع ))رفت الجزائ)))ر س)))نة ‪ 1987‬ص)))عوبات كث)))يرة في حص ))ولها على ق ))روض جدي ))دة باإلض ))افة إلى‬
‫انخف))اض م))داخيل الص))ادرات بص))فة معت))برة‪ ،‬وك))ان على الجزائ))ر س))د حاجي))ات اإلقتص))اد الوط))ني من‬
‫جه))ة وتس))ديد مس))تحقاتها من ال))ديون وخ))دمات ال))دين من جه))ة أخ))رى‪ ،‬وك))ان من الص))عب التوفي))ق بين‬

‫‪.ABD HAMID BRAHIMI, op-cite, p208 - 257‬‬


‫‪MUSTAPHA MEKIDECHE, l'algerie entre économie de rente et économie émergente, 1986- - 258‬‬
‫‪.1999, édition dahlab- h. dey, Alger, 2000, p68‬‬
‫‪.BENISSAD HOCINE, la reforme economique en algerie, opu, mai 1991, p106 - 259‬‬
‫‪371‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫اإلثنين رغم هذا أ‪ ‬ن الجزائر لم تلجأ إلى تمويالت صندوق النقد ال)دولي إالﹼ انطالق)ا من س)نة ‪،1988‬‬
‫ومن ث‪‬م انطلقت الجزائ))ر في اتخ))اذ ت))دابير وسياس))ات حازم))ة وأك))ثر واقعي))ة م))ع مراع))اة اله))دف من‬
‫وراء ه))ذه اإلص))الحات وه))و ه))دف اإلنتاق))ل من اقتص))اد مو‪ ‬ج))ه إلى اقتص))اد الس))وق والمنافس))ة‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت عملت على التقارب وخلق جو من التعاون م))ع المؤسس))ات المالي))ة الدولي))ة‪ -‬ص))ندوق النق))د‬
‫ال ))دولي والبن ))ك الع ))المي‪ -‬ل ))دفع عجل ))ة اإلص ))الحات المتخ ))ذة خالل ف ))ترة التس ))عينات وه ))ذا م ))ا نح ))اول‬
‫التطرق له في المبحثين المواليين‪).‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مرحلة اإلنتقال والتعاون مع المؤسسات المالية الدولية‬


‫إ‪ ‬ن األزم))ة ال))تي أص))ابت االقتص))اد الوط))ني س))نة ‪ 1986‬أث))رت على ع))دة قطاع))ات منه))ا الص))ناعية‬
‫والفالحي ))ة والتجاري ))ة‪ ،‬خلقت س ))لبيات في اإلنت ))اج واالس ))تثمار‪ ،‬االس ))تهالك‪ ،‬التش ))غيل‪ ،‬األس ))عار‪...‬الخ‪.‬‬
‫وك ))انت ه ))ذه الس ))لبيات أك ))ثر وقع ))ا في س ))نتي ‪ 1988 ) -87‬أين س ))جلت تأثيراته ))ا على اإلنت ))اج ال ))داخلي‬
‫الخ ))ام م ))ا ع ))دا المحروق ))ات ال ))ذي انخفض بنس ))بة ‪ %2.5‬س ))نة ‪ ،1987‬و‪ %3.4‬س ))نة ‪ ،1988‬كم ))ا أ‪ ‬ن‬
‫االستثمار انخفض هو اآلخر سنة ‪ 1988‬بنسبة ‪.%2.7‬‬

‫المب ) ) ))ادالت حيث ازداد االس ) ) ))تيراد من ناحي ) ) ))ة القيم ) ) ))ة في س ) ) ))نة ‪ %10+(1988‬لم ) ) ))واد االس ) ) ))تهالك و‬
‫‪%12‬لمواد التجهيز‪ ،‬كما ارتفعت أسعار االستهالك ‪ %10‬في حين ازداد التض))خم ‪ %40‬م)ا بين س))نتي‬
‫‪.1988 ،1985‬‬
‫اتس) ))مت التوازن) ))ات المالي) ))ة الخارجي) ))ة بت) ))دهور المب) ))ادالت والع) ))روض وع) ))بئ المديوني) ))ة وهك) ))ذا فإ‪ ‬ن‬
‫الوضعية الصعبة التي عرفه)ا االقتص)اد الوط))ني في نهاي))ة الثمانين))ات من حيث اختالل الت)وازن الم))الي‬
‫ال))داخلي والخ))ارجي وتن))اقص اإلنت))اج وزي))ادة ح‪‬دة التض))خم ال))تي ك))انت ناتج))ة عن تش‪‬وه))ات هيكلي))ة‬

‫‪372‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫عميقة‪ ،‬ه)ذا باإلض)افة إلى الت)وترات الش)ديدة ال)تي ش)هدها االقتص)اد الع)المي وال)ذي تم ‪‬ي)ز بفش)ل النظ)ام‬
‫االشتراكي‪.‬‬
‫في ظ))ل ه))ذه الظ))روف القاس))ية ت))برز الحاج))ة الماس))ة إلى سياس))ة تص))حيحية وهك))ذا اعتم))دت الجزائ))ر‬
‫سياسة تصحيحية ذاتية والعمل على تحرير اآللة االقتصادية من قبضة اإلدارة البيروقراطية واالنتقال‬
‫من االقتص))اد الس))ابق والمخط))ط الس))ابق والموج))ة ال))ذي أثبت فش))له ليس في الجزائ))ر فق))ط ب))ل ح))تى في‬
‫الدول العظمى إلى االقتصاد الح‪ ‬ر أي اقتصاد السوق وفي نفس الوقت عملت الجزائ))ر على التق))ارب‬
‫وخلق جو من التعاون مع المؤسسات المالية الدولية( صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) بهدف دفع‬
‫عجلة اإلص)الحات المتخ)ذة به)دف إع)ادة الت)وازن ال)داخلي والخ)ارجي وتحس)ين األداء لالقتص)اد الكلي‪،‬‬
‫وهذا ما نحاول التطرق له في هذا المبحث من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم المرحلة االنتقالية إلى اقتصاد السوق؛‬
‫‪ -‬مراحل المرحلة االنتقالية إلى اقتصاد السوق؛‬
‫‪ -‬محتوى االتفاقات المبرمة مع صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم مرحلة االنتقال إلى اقتصاد السوق‬
‫‪ -1-1‬ماهية مرحلة االنتقال‬
‫إ‪ ‬ن عملية المرور من اقتصاد مخطط( االقتص))اد االش)تراكي) إلى اقتص))اد يعتم)د على ميكانزم))ات‬
‫السوق( اقتصاد السوق) يطلق على هذه العملية مرحلة االنتقال‪.‬‬
‫أم))ا االنتق))ال إلى اقتص))اد الس))وق يمث))ل عملي))ة اقتص))ادية اجتماعي))ة تتعه))د من خالله))ا دول))ة م))ا أن تتب))نى‬
‫اقتصاد السوق كنظام لها‪ .‬ولقد ظهرت عملي)ة االنتق)ال إلى اقتص)اد الس)وق م)ع نهاي)ة الثمانين)ات وبداي)ة‬
‫التس ))عينات من الق ))رن الماض ))ي في بل ))دان أوروب ))ا الش ))رقية‪ ،‬بولوني ))ا ‪ ،1989‬المج ))ر‪ ،‬بلغاري ))ا ‪،1990‬‬
‫ألباني))ا ‪ .1991‬أم))ا الجزائ))ر إن ني))ة ال))دخول إلى اقتص))اد الس))وق ك))انت ظ))اهرة بوض))وح كب))ير في بي))ان‬
‫السياسة العامة للحكومة في ديسمبر ‪ 1990‬أمام المجلس الشعبي الوط))ني‪ ،‬وفي رس))الة الني))ة والم))ذكرة‬
‫اللﹼتين وجهتهم))ا الحكوم))ة( وزارة االقتص)اد والمالي))ة) في ‪ 21‬أوت ‪ 1990‬وتتمث))ل خصوص)ية االنتق)ال‬
‫إلىاقتصاد السوق في نقطتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪373‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬االنفصال عن نظام اقتصادي أثبت فشله وعدم فعاليته ليس في الجزائر فقط وإ نما حتى في‬
‫دواللعالم؛‬
‫‪ -‬تحقيق هذا االنفصال في محيط سياسي متعدد أي ناتج عن انتخابات ديمقراطية تعددية‪.‬‬
‫وهك))ذا عملي))ة االنتق))ال إلى اقتص))اد الس))وق تتطلب دق))ة وفعالي))ة االختي))ارات االقتص))ادية باإلض))افة إلى‬
‫إمكانياتها السياسية ووعي وتفهم وتأقلم المواطنين مع النظام الجديد( اقتصاد السوق)‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تط))بيق نظ))ام اقتص))اد الس))وق ليس ب))األمر الس))هل‪ ،‬وليس من ن))وع العملي))ات ال))تي يج))ري إنجازه))ا‬
‫أل ‪‬‬ ‫بعجالة‪ ،‬ولهذا عادة ما تقف أمامه ص))عوبات كب))يرة منه))ا م))ا هي اقتص))ادية ومنه))ا م))ا هي اجتماعي))ة‬
‫ن المعروف عن اقتصاد السوق أنﹼه حرية تحرك ثالث عناصر إنتاج هي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل كقوة منتجة تتمثل في األشخاص الطالبين للعمل؛‬
‫‪ -‬عناصر اإلنتاج كموارد مادية طبيعية أو اقتصادية؛‬
‫‪ -‬رأس المال كتيار مالي لتمويل عمل اإلنتاج‪.‬‬
‫غ) ))ير أ‪ ‬ن الص) ))عوبة ال) ))تي يص) ))طدم به) ))ا ه) ))ذا النظ) ))ام الجدي) ))د في البل) ))دان ال) ))تي ك) ))انت تعتم) ))د النظ) ))ام‬
‫االش))تراكي هي خض))وع تل))ك الحري))ة لقي))ود التوجي))ه المرك))زي‪ ،‬من حيث توزي))ع عناص))ر اإلنت))اج بين‬
‫مختلف االستخدامات أو من حيث توزيع الناتج الصافي بينها كمداخيل لألشخاص‪.‬‬
‫وله))ذا لنق))ل تس))يير االقتص))اد من نظ))ام موج))ه‪ -‬اش))تراكي‪ -‬إلى نظ))ام ح))ر‪ -‬اقتص))اد الس))وق‪ -‬الب))د من‬
‫إحداث تغييرات كبيرة في العالق))ات اإلنتاجي))ة القائم))ة م))ع تطلب وقت للتك‪‬ي))ف م))ع العالق))ات اإلنتاجي))ة‬
‫الجديدة بهدف إنجاز عملية االنتقال بأقل التكاليف الممكنة‪.‬‬
‫وأخيرا يمكن القول أ‪ ‬ن عملية االنتقال تتمثل في التح‪‬ول من نظ))ام اقتص))ادي مرك))زي‪ -‬موج))ه إلى‬
‫نظ ))ام يس ))تند إلى الس ))وق‪ -‬ح ))ر‪ -‬من خالل قواع ))د تس ))يير الس ))وق‪ ،‬وتس ))هيل الملكي ))ة الخاص ))ة لوس ))ائل‬
‫اإلنتاج أي االعتماد على سياسة اقتصادية كلية من النوع اللبرالي‪.‬‬

‫اعتمدت الجزائر ابتداء من سنة ‪ 1988‬برنامجا تصحيحيا بغية تحقيق الالمركزية تدريجيا‬
‫في عملية صنع القرار وتطوير آليات السوق هذا من جهة ومن جهة أخرى إزالة اإلختالالت التي‬

‫‪374‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫تعاني منها مالية الدولة والناتجة عن الفترة السابقة في ظل النظام االقتصادي الموجه‪ ،‬وتمثل هذا‬
‫البرنامجفي مجموعة من اإلجراءات والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬إصالح القطاع الزراعي والصناعي‬
‫لق))د اتخ))ذ أول أج))راء على القط))اع ال))زراعي وذل))ك بع))د أن ق))امت الحكوم))ة في ع))ام ‪ 1987‬بتقس))يم‬
‫ح))والي ‪ 3500‬مزرعة حكومي))ة كب))يرة إلى تعاوني))ات خاص))ة ص))غيرة وم))زارع فردي))ة تتمت))ع بحق))وق‬
‫‪260‬‬

‫استغالل طويلة األجل‪ ،‬أما في المجال الصناعي منحت الدولة جميع المؤسسات العامة الوطني))ة تقريب))ا‬
‫اس))تغالال من الوجه))تين القانوني))ة والتش))غيلية في ع))ام ‪ 1988‬وج))اء بع))د ذل))ك إق))رار برن))امج س))نة ‪1990‬‬
‫لش) ))طب كمي) ))ة ض) ))خمة من ال) ))ديون المعدوم) ))ة والمس) ))تحقة على المؤسس) ))ات العام) ))ة‪ ،‬تل) ))ك ال) ))ديون ال) ))تي‬
‫تراكمت على مدى سنوات سادت فيها الضوابط الحكومية المباشرة‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬إصالح نظام األسعار‬
‫يرتك))ز نظ))ام األس))عار الجدي))د على نظ))امين لألس))عار هم))ا‪ :‬نظ))ام األس))عار المقنن))ة‪ ،‬ونظ))ام األس))عار‬
‫الحرة‪.‬‬
‫‪ -1 -2-2 -1‬نظ))ام األس))عار المقنن))ة‪ :‬تس))تطيع الدول))ة عن طري))ق ه))ذا النظ))ام أن تت))دخل مباش))رة في‬
‫الحي))اة اإلقتص))ادية وذل))ك به))دف تحقي))ق أه))داف السياس))ة اإلقتص))ادية واإلجتماعي))ة‪ ،‬وبمع))نى آخ))ر أ‪ ‬ن‬
‫األس))عار الخاض))عة له))ذا النظ))ام تعت))بر كوس))يلة لت))دخل الدول))ة‪ ،‬ويتم تنظيم ه))ذا الن))وع من األس))عار ع))بر‬
‫طريقتين‪:‬‬
‫‪ -‬يتم اإلعالن عن أسعار المنتوجات المضمونة مسبقا أي ضمان سعر أدنى للمنتجين عند إنتاج السلع‬
‫والخدمات التي يتطلب إنتاجها بصفة خاصة بهدف الحماية أو التحفيز أي أ‪ ‬ن هذا النوع من‬
‫األسعار المقننة الهدف منه تشجيع وتطوير المنتوجات األولية ضمن المخططات اإلقتصادية؛‬
‫‪ -‬يتم تحديد الح‪‬د األعلى لألسعار على مستوى اإلنتاج وعلى مستوى التوزيع‪ ،‬يطبق هذا النوع من‬
‫األسعار على السلع والخدمات التي تخولها الدولة أولوية اقتصادية واجتماعية خاصة بهدف حماية‬
‫بعض النشاطات اإلقتصادية أو الفئات االجتماعية وبالتالي الحد األعلى لألسعار يعتبر ‪:‬‬
‫‪261‬‬

‫‪ -‬وسيلة لتدخل الدولة في النشاط االقتصادي لتجسيد السياسة اإلقتصادية واالجتماعية؛‬


‫‪ - 260‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫‪.YOUCEF DEBOUB, le nouveau mécanisme économique en algerie, OPU, 1993, p99 - 261‬‬
‫‪375‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬وسيلة تدخل الدولة في االقتصاد لتأطير وتط‪‬ور األسعار عندما يتطلب ذلك بشروط السوق؛‬
‫‪ -‬وسيلة تسمح بتجنب تجاوز أقصى سعر مرخص به‪.‬‬

‫‪ -2 -2-2 -1‬نظ))ام األس))عار الح ))رة‪ :‬ويقص))د ب))ه حري))ة األس ))عار وتطب))ق على المنتوج))ات ال ))تي له ))ا‬
‫أولويةاقتصادية أو اجتماعية ويهدف هذا التنظيم من األسعار إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تمكين ميكانزم) ) ) ))ات الس) ) ) ))وق من تنظيم أس) ) ) ))عار الس) ) ) ))لع والخ) ) ) ))دمات عن طري) ) ) ))ق نظ) ) ) ))ام الع) ) ) ))رض‬
‫والطلب‪،‬باإلضافة إلى تنظيم السوق الوطنية والوصول) إلى تكامل حقيقي بين المخطط والسوق‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬إنسحاب الخزينة‪ $‬من دائرة التمويل‪$‬‬
‫من))ذ ص))دور ق))انون النق))د والق))رض تغ‪‬ي))رت العالق))ة بين الخزين))ة العمويم))ة والبن))ك المرك))زي أين‬
‫أصبحت عالقة تعاقدية‪ ،‬لقد جاء غي المادة ‪ 78‬من نفس القانون أ‪ ‬ن قيمة التسبيقات المقدمة للخزين))ة‬
‫من ط)رف البن))ك المرك))زي في نس))بة ال تتع))دى ‪ %10‬من اإلي)رادات العادي)ة للموازن))ة ال))تي تع))ود للس)نة‬
‫المالي))ة الفارط))ة واله))دف من ه))ذا اإلج))راء ه))و وض))ع ح‪‬د اللج))وء للخزين))ة إلى البن))ك المرك))زي به))دف‬
‫تمويل النفقات العامة‪ ،‬هذا ما يؤكﹼد تراجع الخزينة العمومية عن التمويل اإلستثماري‪.‬‬
‫انس))حاب الخزين))ة من دائ))رة التموي))ل ال يع))ني إعتزاله))ا تمام))ا عن تموي))ل اس))تثمارات القط))اع المنتج‪،‬‬
‫حيث تت))دخل من حين آلخ))ر لت))دعيم المش))اريع ذات األولوي))ة‪ -‬تش))جيع الص))ادرات خ))ارج المحروق))ات‬
‫مثال‪ -‬وذلك عن طريق تقديم إعان)ات مالي)ة لتس)ييرها أو تجهيزه)ا كم)ا ق)د تعفى من بعض الرس)و‪ ،‬أو‬
‫حصولها على قروض بمعدالت فائدة منخفضة‪.‬‬
‫‪ -1-2-4‬التدرج نحو إلغاء الدعم‬
‫يقصد بالدعم المالي تل)ك النفق)ات ال)تي تق)ع على ع)اتق الدول)ة به)دف إع)ادة توزي)ع ال)دخل بين أف)راد‬
‫المجتمع‪ ،‬وذلك عن طريق توفير السلع والمنتجات بأسعار أقل من تك))اليف إنتاجه))ا أو ش))راء إذا ك))انت‬
‫مستوردة‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن قض))ية تحري)ر األس))عار من ط)رف الدول))ة أث))ار ص)عوبات اجتماعي))ة متمثل)ة في تخلي الدول))ة عن‬
‫سياسة الدعم المالي ألسعار المواد ذات االستهالك الواسع‪ ،‬وقد أحدثت قضية التخلي عن الدعم سخط‬
‫ش))عبي وم))ا يتول))د عن))ه من وخ))ائم خط))يرة على االس))تقرار االجتم))اعي والسياس))ي للدول))ة أل ‪ ‬ن التخلي‬
‫عن دعم أس) ))عار الم) ))واد الض) ))رورية وذات األولوي) ))ة االجتماعي) ))ة ي) ))ؤثر كث) ))يرا على مس) ))توى اس) ))تهالك‬
‫الشرائح ذات الدخول المنخفضة والمحدودة‪.‬‬
‫لقد أحست الحكومة فعال بضرورة وضع سياسة اجتماعية جديدة لألسعار وتكون بداية الطريق نحو‬
‫اإلصالح االقتصادي وبررت الحكومة هذا اإلصالح بالحجج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬سياس ))ة ال ))دعم القائم ))ة غ ))ير فعال ))ة من ناحي ))ة إع ))ادة توزي ))ع ال ))دخل أل‪ ‬ن الطبق ))ة الغني ))ة تس ))تفيد هي‬
‫األخرىمن هذا الدعم؛‬
‫‪ -‬المهرب))ون يس))تغلون فرص))ة انخف))اض أس))عار بي))ع الم))واد المدعم))ة لتهريبه))ا ع))بر الح))دود مم))ا ي))ؤثر‬
‫علىاالقتصاد الوطني؛‬
‫‪ -‬دعم السلع يشجع على اإلسراف في استعمال تلك السلع وهذا استنزاف في موارد الدولة؛‬
‫‪ -‬الدعم يؤثر على ميكانزمات السوق‪ -‬العرض والطلب‪-‬؛‬
‫‪ -‬ال))دعم ي))ترتب عن دعم الس))لع خس))ارة ش))ركات القط))اع الع))ام لكونه))ا ت))بيع منتجاته))ا بأس))عار أق))ل من‬
‫تكاليفها الحقيقية‪.‬‬
‫وله))ذا ألغت الحكوم))ة فعال ابت))داء من النص))ف الث))اني من س))نة ‪ 1992‬دعم أس))عار الس))لع االس))تهالكية‬
‫عدا ثالثة منها‪ :‬الخبز‪ ،‬الحليب‪ ،‬الدقيق‪.‬‬
‫‪ -1-2-5‬التطهير المالي للمؤسسات‬
‫يعتبر مبدأ استقاللية المؤسسات العمومية أداة رئيسية من أجل رفع مردوديتها اإلقتصادية والمالي))ة‬
‫والتخلص من الوص) ) ) ))اية المباش) ) ) ))رة لإلدارات المركزي) ) ) ))ة‪ ،‬وح) ) ) ))تى تتمكن المؤسس) ) ) ))ات أن تنتق) ) ) ))ل إلى‬
‫االس))تقاللية الحقيقي))ة يجب أن تم))ر بتطه))ير م))الي ألغلبي))ة ه))ذه المؤسس))ات ال))تي تع))اني من عج))ز م))الي‬
‫هيكلي في خزينته))ا مم))ا ي))ؤثر على فعاليته))ا ونظ))ام تس))ييرها‪ ،‬له))ذا ك))انت سياس))ة التطه))ير الم))الي الح))ل‬
‫الوحي))د من أج))ل تس))وية المش))اكل المالي))ة الناتج))ة من المديوني))ة الكب))يرة له))ذه المؤسس))ات اتج))اه الخزين))ة‬
‫العمومية والبنوك التجارية‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫تهدف سياسة التطهير المالي إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما ‪:‬‬
‫‪262‬‬

‫‪ -‬تصحيح وتفادي كل العيوب الناجمة عن نظام التسيير السابق الذي أثبت فشله؛‬
‫‪ -‬تجمي ))ع المديوني ))ة به ))دف التقلي ))ل من درج ))ة ثقله ))ا على الحي ))اة اليومي ))ة للمؤسس ))ة م ))ع محاول ))ة إحالل‬
‫ال))ديون الطويل))ة عن طري))ق سياس))ة الكش))وفات المص))رفية ألن تطه))ير وض))عية المؤسس))ات والبن))وك‬
‫يخلق بينها جو من التعاون في شكل جديد‪ .‬ولبلوغ األهداف من سياسة التطهير المالي اتخ))ذت ع))دة‬
‫إجراءات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تك))ييف سياس))ات التموي))ل م))ع طبيع))ة النش))اطات وال))برامج االس))تثمارية قص))د تنوي))ع مص))ادر التموي))ل؛‬
‫‪ -‬إقام ))ة مخط ))ط وط ))ني للق ))رض م ))ع ض ))رورة إع ))ادة النظ ))ر في الق ))روض البنكي ))ة وط ))رق التس ))ديد‬
‫الجديدة‪ -‬تسهيل التمويل الذاتي‪ -‬؛‬
‫‪ -‬تحوي) ) ))ل ج) ) ))زء من دي) ) ))ون المؤسس) ) ))ات االقتص) ) ))ادية باتج) ) ))اه الخزين) ) ))ة العمومي) ) ))ة في ش) ) ))كل ق) ) ))روض‬
‫نهائيةوغير مس‪‬ددة مع إمكانية تحويل الديون القصيرة إلى ديون متوسطة أو طويلة األجل ‪.‬‬
‫‪263‬‬

‫‪ -2‬مراحل المرحلة االنتقالية إلى اقتصاد السوق‬


‫مم))ا س))بق يمكن تحدي))د ثالث))ة مراح))ل لمرحل))ة االنتق))ال من نظ))ام اقتص))ادي مو‪ ‬ج))ه‪ -‬اش))تراكي‪ -‬إلى‬
‫نظام اقتصادي يستند إلى مكانيزمات العرض والطلب‪ -‬اقتصاد السوق‪ -‬وهي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تحرير األس)عار‪ ،‬فتح األس)واق‪ -‬تحري)ر االقتص)اد‪ -‬وتعت)بر أص)عب مرحل)ة نظ)را لم)ا‬
‫تحدثه من أخطار؛‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬وهي مرحلة االستقرار وذلك عن طري))ق قواع))د وإ ج))راءات اقتص))ادية وهن))ا تكمن ق))وة‬
‫الدولة في التحكم وتحقيق التح‪‬والت االجتماعية واالقتصادية؛‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬تتمثل في تحديد النموذج االقتص))ادي الل)برالي) ال))ذي يتخ)ذ كنظ))ام اقتص))ادي جدي)د للبالد‬
‫كما يمكن أن يح‪‬دد في هذه المرحلة مستوى التنمية المراد الوصول) إليه بعد هذه المرحلة االخيرة‪.‬‬

‫‪ - 262‬المرسوم التنفيذي ‪ 75 N-91‬المؤرخ في ‪ -16/03/1991‬حساب التخصيص الخاص رقم ‪ 063-302‬ال‪NN‬ذي عنون‪NN‬ه ص‪NN‬ندوق تطه‪NN‬ير‬
‫المؤسسات العمومية‪-‬‬
‫‪ - 263‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 267 N-92‬الم‪NN‬ؤرخ في ‪ 88/11/1992‬يتعل‪NN‬ق بتحوي‪NN‬ل دي‪NN‬ون الخزين‪NN‬ة المترتب‪NN‬ة على المؤسس‪N‬ات العمومي‪NN‬ة‬
‫وتجميدها‪.‬‬
‫‪378‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫غير أ‪ ‬ن المنافع المحتملة لعملية التحرير واإلصالح هذه لم تتحقق في مجموعها لعدم دمج مختل))ف‬
‫التدابير في إطار شامل‪ ،‬ولغياب بعض الخطوات الرئيسية التي غنى عنها إلنش)اء اقتص))اد س))وق يتس))م‬
‫بالفعالي))ة‪ ،‬فعلى س))بيل المث))ال لم يتض))من إص))الح القط))اع ال))زراعي منح عق))ود الملكي))ة‪ ،‬مم))ا أع))اق ق))درة‬
‫المزارعين من القطاع الخاص على تدابير اإلئتمانات التجارية‪.‬‬
‫كذلك المؤسسات العامة فقد ظل وضعها المالي صعبا بسبب ارتفاع تكلفة تسريح الع))املين‪ ،‬فق))د أدى‬
‫ذلك إلى تراكم الخسائر التي أمكن مع ذلك تمويلها بقروض من البنوك التجارية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن هذا الوضع الصعب القتصادنا انطلقت الدولة في اتخاذ ت))دابير وسياس))ات حازم))ة وأك))ثر واقعي))ة‬
‫م ) ))ع مراع ) ))اة ه ) ))دف االنتق ) ))ال إلى اقتص ) ))اد الس ) ))وق‪ ،‬وله ) ))ذا ش ) ))رعت الحكوم ) ))ة في تص ) ))ميم برن ) ))امجين‬
‫اقتص ) ) ))اديين‪ ،‬وكالهم ) ) ))ا ين ) ) ))درجان في اإلص ) ) ))الح االقتص ) ) ))ادي‪ :‬يتمث ) ) ))ل األول في برن ) ) ))امج االس ) ) ))تقرار‬
‫االقتص))ادي األول م))ع ص))ندوق النق))د ال))دولي وه))و برن))امج قص))ير األج))ل ‪ ،1995 ) -1994‬أم))ا الث))اني‬
‫يتمثل في برنامج التصحيح الهيكلي ‪ ،1998 -1995‬وهذا ما نحاول التطرق له في النقطة الموالية‪.‬‬
‫‪ -3‬الجزائر وصندوق النقد الدولي‬

‫ع))ززت الس))لطات الجزائي))ة من جهوده))ا في تص))حيح االقتص))اد الكلي ابت))داء من ع))ام ‪،1989‬عن))دما‬
‫شرعت في تنفيذ برنامجين بدعم من صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫س))نحاول في ه))ذه النقط))ة التع))رض إلى مختل))ف االتفاقي))ات ال))تي أب))رمت بين الجزائ))ر وهذهالمؤسس))ة‬
‫المالية الدولية مع التركيز على اإلجراءات التي اتخذت في مجال السياسة المالية‪.‬‬
‫‪ -3-1‬نشأة صندوق النقد الدولي‪F.M.I‬‬
‫إث))ر الفوض)ى) الكب))يرة ال))تي عمت الع))الم أثن))اء الح))رب العالمي))ة في مج))ال الم))دفوعات الدولي))ة‪ ،‬أخ))ذت‬
‫الدول الغربية تبحث في تخصص كل الوسائل النقدية والمالية لبناء اقتصادها المت))دهور وبه))ذا الوض))ع‬
‫أصبح من الضروري) وضع أسس للنظام النقدي ال))دولي‪ ،‬وك))ان األم))ر إن انعق))د م))ؤتمر بروت))ون وودز‬
‫بالوالي))ات المتح))دة األمريكي))ة من الف))اتح إلى غاي))ة ‪ 22‬من ش))هر جويلي))ة ‪ 1944‬وض))م ‪ 44‬دول))ة وال))تي‬

‫‪379‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ك)انت كله))ا تس))عى إليج)اد حل)ول للنظ))ام النق)دي الس))ائد آن)ذاك‪ ،‬عن ط))رق وض)ع نظ)ام نق)دي دولي جدي))د‬
‫يزيل الفوضى التي عرفها العالم في ظل النظام النقدي القديم‪.‬‬
‫عقبت ه))ذا الم))ؤتمر تح‪‬والت كب))يرة في مج))ال الم))دفوعات الدولي))ة ال))تي أص))بحت تخ))دم وبدرج))ة أولى‬
‫مص))الح ال))دول ذات االقتص))اد المهيمن في المنظوم))ة الدولية ‪ .‬ومن ثم))ة ق))امت ال))دول ص))احبة الق))رار‬
‫‪264‬‬

‫في المنظوم))ة الدولي))ة بتنظيم ن))دوة دولي))ة إليج))اد حل))ول النظ))ام النق))دي ال))دولي الس))ائد أن))ذاك‪ ،‬أين ت‪‬م‬
‫مناقش))ة مش))روعين إح))داهما أم))ريكي‪ -‬خط))ة وايت‪ – white‬ال))تي ك))انت ته))دف إلى محاول))ة الوص))ول‬ ‫‪265‬‬

‫إلى أس) ))عار مس) ))تقرة وت) ))وازن في م) ))يزان الم) ))دفوعات‪ ،‬أم) ))ا المش) ))روع الث) ))اني بريط) ))اني‪ -‬خط) ))ة كي) ))نز‬
‫‪ – keynes‬فقد ك)انت ته))دف إلى موازن)ة األع)راض التض))خمية واالنكماش))ية‪ ،‬م)ع ال))تزام ال))دول بوض))ع‬
‫تس) ))وية لم) ))وازين م) ))دفوعاتها‪ ،‬باإلض) ))افة إلى اس) ))تقرار العمالت وإ نش) ))اء بن) ))ك يس) ))اهم في رف) ))ع الس) ))يولة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وق ))د أف ))رزت المناقش ))ات مول ))د مؤسس ))تين م ))اليتين دولي ))تين على نص اإلتفاقي ))ة في ‪،27/12/1945‬‬
‫‪266‬‬

‫األولى دوره ))ا منح الق ))روض القص ))يرة االج ))ل لل ))دول األعض ))اء وهي ص ))ندوق النق ))د ال ))دولي‪ ،‬والثاني ))ة‬
‫تمنح القروض الطويلة األجل وهي البنك العالمي‪.‬‬
‫لقد تمثلت مبادي هذا النظام الجديد في‪:‬‬

‫‪DJALALI ABDEL KACEM, -‬‬ ‫‪264‬‬


‫‪aperçu‬‬ ‫‪critique‬‬ ‫‪du‬‬ ‫‪système‬‬
‫‪monitaire internationale, entreprise‬‬
‫‪.nationale du livre, Alger, 1984, p11‬‬
‫‪ - 265‬هادي الخالدي‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬دار هومة‪ ،1996 ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ - 266‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪380‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫نظ ))ام قي ))اس الص)))رف بال)))ذهب‪ ،‬مع)))دالت ص)))رف ثابت)))ة‪ ،‬ق)))انون حس ))ن الس ))يرة‪ ،‬إنش ))اء مؤسس ))تين له)))ا‬
‫سمعةدولية هما‪ :‬صندوق النقد الدولي ‪ ،FMI‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،BIRD‬وفي ‪ 01‬م))ارس‬
‫‪ 1947‬بدأ الصندوق عملياته‪.‬‬
‫وهك ))ذا أص ))بح ص ))ندوق النق ))د ال ))دولي أهم مؤسس ))ة عالمي ))ة نظ ))را ل ))دوره اله ))ام على الص ))عيد الم ))الي‬
‫ال ))دولي‪ ،‬باإلض ))افة إلى كون ))ه ثلث من الثالثي الم ))ؤطر لالقتص ))اد الع ))المي‪-OMC.BIRD.FMI -‬‬
‫وهدف))ه تحقي))ق االس))تقرار في أس))عار الص))رف للعمالت ومعالج))ة العج))ز في م))وازين الم))دفوعات وذل))ك‬
‫لألسس التالية ‪ :‬نظام الصرف‪ ،‬اإلحتياطات النقدية للبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪.‬‬ ‫‪267‬‬

‫إ‪ ‬ن الدول) ))ة العض) ))و االك) ))ثر مس) ))اهمة في حص) ))ص رأس م) ))ال المؤسس) ))تين ال) ))دوليتين‪ -‬الص) ))ندوق‬
‫والبن))ك‪ -‬هي ال))تي يك))ون الت))أثير األق))وى في إدارة نش))اطها وتوجي))ه سياس))تها‪ ،‬وتعت))بر حص))ة الوالي))ات‬
‫المتح) ))دة هي األك) ))بر ‪ -‬ح‪‬دد حص) ))ة ص) ))ندوق النق) ))د ال) ))دولي المبدئي) ))ة س) ))نة ‪ 1946‬ب ـ‪ 7.4 :‬ملي) ))ار‬
‫‪268‬‬

‫دوالر‪ ، -‬الجزائ ))ر عض ))و في ك ))ل من ص ))ندوق النق ))د ال ))دولي والبن ))ك ال ))دولي لإلنش ))اء والتعم ))ير من ))ذ‬
‫حص ))ولها على االس ))تقالل في ‪ 31‬أوت ‪ ،1963‬وبلغت حص ))تها ‪ 623.1‬ملي ))ون وح ))دة حق ))وق الس ))حب‬
‫الخاص))ة ‪ DTS‬أي م))ا يع))ادل ‪ %0.69‬من المبل))غ اإلجم))الي أص))بحت ه))ذه الحص))ة س))نة ‪94.1 ) ،1994‬‬
‫مليون ‪.DTS‬‬
‫‪ 3-2‬أولى اتفاقيات الجزائر وصندوق النقد الدولي‬
‫ابت))داء من س))نة ‪ 1987‬دخلت الجزائ))ر في محادث))ات م))ع المؤسس))ات المالي))ة الدولي))ة‪ -‬ص))ندوق النق))د‬
‫الدولي والبن))ك الع))المي لإلنش))اء والتعم)ير‪ ،-‬من أج)ل الحص))ول على تم))ويالت تس))مح له)ا بتغطي)ة ج)زء‬
‫من احتياج))ات التموي))ل الخارجية ‪ ،‬وهك))ذا م))ع بداي))ة س))نة‪ 1988‬تش))كل أول ف))وج للتف))اوض م))ع البن))ك‬
‫‪269‬‬

‫العالمي حول برن)امج التص))حيح يتمث))ل في اإلص)الح بالت)درج وك))ان ذل)ك في س))رية تام))ة ه)ذا باإلض)افة‬
‫إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫‪ - 267‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬األحداث الرئيسية في التطّ ّور االقتصادي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1983 ،‬ص‪.192‬‬
‫‪ - 268‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪,MOURAD BEN ACHENHOU, reforme économiques dette et démocratie, édition echrifa, Alger - 269‬‬
‫‪.p119 ,1992‬‬
‫‪381‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫وقد ب)دأت المفاوض)ات م)ع ص)ندوق النق)د ال)دولي في فيف)ري ‪ 1989‬في س)رية تام)ة‪ ،‬والمب)ادرة ك)انت‬
‫من البداي))ة إلى النهاي))ة في ي))د الحكوم))ة الجزائري))ة‪ ،‬وانتهت في أفري))ل من نفس الس))نة ‪ .‬وق))د نتج عن‬
‫‪270‬‬

‫هذه المفاوضات االتفاقيات التالية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -3-2-1‬االتفاق االستعداد االئتماني‪ $‬األول ‪1989‬‬

‫لجأت الجزائر إلى صندوق النقد الدولي للحصول على األقساط المرتفعة في ‪ 30‬ماي ‪،1989‬وقد‬ ‫‪271‬‬

‫وافق صندوق النقد الدولي على تقديم ‪ 155.7‬ملي))ون وح))دة حق))وق س))حب خاصة‪ DTS‬في إطاراتف))اق‬
‫‪ ،STAND BY‬وقد استخدم المبلغ كليا في ‪ 30‬ماي ‪.1990‬‬
‫إ‪ ‬ن انخف))اض م))داخيل الص))ادرات من المحروق))ات م))ع ارتف))اع أس))عار الحب))وب في األس))واق الدولي))ة‪،‬‬
‫ك))ل ه))ذا جع))ل الجزائ))ر تلج))أ إلى تس))هيل التموي))ل التعويض))ي والط))ارئ‪ ،‬وال))ذي ق))در ب ـ‪ 351 :‬ملي))ون‬
‫وحدة حقوق سحب خاصة ‪.DTS‬‬
‫لقد كانت هذه المفاوضات مثالية وق))د س)محت للجزائ)ر بالحص))ول على س))يولة لف))ترة طويل)ة وبمع‪‬دل‬
‫فائدة منخفض مقارنة بالمعدالت المطبقة في األسواق المالية‪ .‬لق)د س)مح ه)ذا االتف)اق بتحس)ين الوض)عية‬
‫االقتصادية للجزائر سنة ‪ ،1989‬حيث ارتفعت الص))ادرات بنس))بة ‪ %19‬عم))ا ك))انت علي))ه س))نة ‪،1988‬‬
‫كما أ‪ ‬ن اإلنتاج الداخلي الخام هو اآلخر ارتفع بنسبة ‪ %2.9‬سنة ‪ 1989‬أين انخفض سنة‬
‫‪ 1988‬بنسبة ‪ %3.8‬هذا يدل على أ‪ ‬ن الجزائر استرجعت عملية النمو خالل هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬االتفاق االستعدادي االئتماني الثاني ‪1991‬‬
‫ك))ان ه))دف الحكوم))ة خالل ه))ذه الف))ترة ه))و دف))ع عجل))ة اإلص))الحات‪ ،‬مم))ا جع))ل المفاوض))ات تتواص))ل‬
‫بينه)ا وبين ص))ندوق النق))د ال))دولي م))ع بداي))ة س))بتمبر ‪ ،1990‬وق)د توص)لت الحكوم))ة الجزائري)ة إلى عق)د‬

‫‪.IBID, p120 - 270‬‬


‫‪ - 271‬قدي عبد المجيد‪ ،‬التموي ل بالض ريبة في ظ ل الت ّغيّ رات الدولي ة‪ -‬دراس ة حال ة النظ ام الض ريبي الجزائ ري ‪ ،-95 -88‬أطروح‪NN‬ة‬
‫دآتوراه‪ ،‬معهد‪ N‬العلوم االقتصادية غير منشورة‪ ،1995 ،‬ص‪.259‬‬
‫‪382‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫اتف ))اق ث ))اني م ))ع ص ))ندوق النق ))د ال ))دولي في ‪ 03‬ج ))وان ‪ ،1991‬حيث ت‪‬م تحري ))ر رس ))الة الني ))ة في ‪21‬‬
‫أفريل ‪.1991‬‬
‫‪272‬‬

‫حصلت الجزائر بموجب هذا االتفاق على قرض يق))در ب ـ‪300 :‬ملي))ون ‪ DTS‬أي م)ا يع))ادل ‪403‬‬
‫‪.1992‬‬ ‫‪273‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬مع خدمة دين تقدر ب ـ‪ 16 :‬مليار دوالر لسنتي ‪-1990‬‬
‫وق ))د وزع ه ))ذا الق ))رض أرب ))ع أقس ))اط متس))اوية أي م ))ا يع ))ادل ‪100‬ملي ))ون دوالر لك ))ل قس ))ط‪ ،‬ويس ))تمر‬
‫تحري ))ر األقس))اط بن ))اء على تحقي ))ق األه ))داف المنص ))وص عليه ))ا في االتف ))اق والمتمثل ))ة في اإلص ))الحات‬
‫االقتص ))ادية ال ))تي تض ))منتها رس ))الة حس ))ن الني ))ة ‪ 27‬أفري ))ل ‪1991‬ال ))تي ص ))ادق عليه ))ا الص ))ندوق‪ ،‬وق ))د‬
‫وزعت األقساط األربعة على النحو التالي‪ :‬األول في جوان ‪ ،1991‬الثاني في سبتمبر ‪ ،1991‬الث))الث‬
‫في ديس))مبر ‪ ،1991‬والراب))ع في م))ارس ‪ ،1992‬ومم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن ه))ذه الف))ترة تم))يزت باس))تعمال‬
‫هذا القرض مشروطا بوضع برنامج تثبيت قصير األج))ل ‪ 10‬أش))هر‪ ،‬يه))دف اتف))اق االس))تعداد االئتم))اني‬
‫‪274‬‬
‫هذاإلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير التجارة الخارجية من خالل العمل على قابلية تحويل الدينار؛‬
‫‪ -‬رفع معدل الفائدة على القروض البنكية؛‬
‫‪ -‬التقليص من حجم تدخل الدولة في االقتصاد؛‬
‫‪ -‬إصالح النظام الجبائي؛‬
‫‪ -‬ترشيد االستهالك واإلدخار عن طريق الضبط اإلداري ألسعار السلع؛‬
‫‪ -‬سن شبكة اجتماعية للعائالت المتصاص الغضب االجتماعي الناتج عن تطبيق هذا البرنامج؛‬
‫وكإجراءات عملية لجأت الحكومة في ‪ 01‬أكتوبر ‪ 1991‬بتقليص دعم موارد المحروقات‬

‫‪.Mourad ben achenhou, OP-CIT? P119 - 272‬‬


‫‪Ben Bitour -‬‬ ‫‪273‬‬
‫‪AHMED, l'algerie‬‬
‫‪au‬‬ ‫‪troisième‬‬
‫‪millénaire défis et‬‬
‫‪potentialités,‬‬
‫‪ALGRE,‬‬ ‫‪Edition‬‬
‫‪.marinoor, 1988, p78‬‬
‫‪ - 274‬هادي خالدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪383‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫والكهرباء‪ ،‬تطهير المؤسسات المالية‪ ،‬تحرير ‪ %40‬من األسعار‪ ،‬تخفيض قيمة الدينار الجزائري‪،‬‬
‫لكن خالل تلك الفترة الجزائر كانت تعيش وضع اقتصادي واجتماعي صعب هذا من جهة ومن‬
‫جهة أخرى هي في أمس الحاجة للحصول على تمويالت جديدة بالعملة الصعبة‪ ،‬لكن هذه‬
‫التمويالت يجب أن يوافق عليها صندوق النقد الدولي في شكل برنامج إصالحي آخر‪.‬‬
‫‪-3-2-3‬اتفاق االستعداد االئتماني أفريل ‪1994‬‬
‫لج))أت الجزائ))ر للم))رة الثاني))ة إلى طلب مس))اعدات ص))ندوق النق))د ال))دولي لح))ل االختالالت الهيكلي))ة‬
‫التي ميزت االقتصاد الجزائري والتي يمكن اعتبارها قي)ودا تعرق)ل إع)ادة الت)وازن ال)داخلي والخ)ارجي‬
‫والتي نحصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪275‬‬

‫‪ -‬االعتماد شبه الكلي على قطاع المحروقات الذي يمثل أكبر من ‪ %95‬من حصيلة الصادرات سنة‬
‫‪ ،1994‬رغم االنخفاض الشديد ألسعار المحروقات سنة ‪1993‬؛‬
‫‪ -‬االختالالت المالية الداخلية( عجز الميزانية الدائم)؛‬
‫‪ -‬عبء خدمة المديونية التي بلغت ‪ %86‬سنة ‪ 1993‬أين كانت سنة ‪ 1992‬تقدر ب ـ‪ %76:‬وقد أثر‬
‫هذا على صادرات الجزائر‪.‬‬
‫ولقد تمحورت أهداف هذا االتفاق حول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بعث وتيرة النمو مع خلق مناصب شغل جديدة في قطاعي الصناعة والفالحة؛‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار في قطاع السكن؛‬

‫‪ -‬مساعدة الفئات االجتماعية المحرومة؛‬


‫وعلى ه ))ذا االس))اس تحص ))لت الجزائ ))ر على ق ))رض ق ))دره ‪ 1037‬ملي ))ون دوالر أي م))ا يع ))ادل‪731.5‬‬
‫‪ ،DTS‬و‪ ‬زع هذا القرض إلى قسطين األول ق))دره ‪ DTS 389‬وتس))لمه مباش))رة بع))د االتف))اق؛والث))اني‬
‫يسلم خالل السنة على شكل دفعات‪.‬‬

‫‪ - 275‬هادي خالدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.203 ،202‬‬


‫‪384‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫وكإجراءات عملية لجأت الجزائر إلى اتخاذ عدة إجراءات لتحقيق أهداف االتفاق المشار إليها سابقا‬
‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل معدل الصرف ليصبح ‪1‬دوالر = ‪ 36‬دينار‪ ،‬أي تخفيض قيمة الدينار بمع‪‬دل ‪%40.17‬؛‬
‫‪ -‬بهدف دعم إدماج االقتصاد الجزائري في االقتصاد العالمي لجأت لتحرير التجارة الخارجية؛‬
‫‪ -‬تخفيض عجز الميزانية إلى ‪ %3.3‬من الناتج الداخلي الخام؛‬
‫‪ -‬تقليص وتيرة التوسع النقدي( الكتلة النقدية) عن طريق رفع معدل الفائدة على اإلدخار من ‪%10‬‬
‫أما النتائج‬ ‫إلى ‪%14‬وفي نفس الوقت رفع معدالت الفائدة على القروض إلى ‪%23.5‬؛‬
‫المتوصل إليها بعد تطبيق هذه اإلجراءات نذكر من أهمهما ‪:‬‬
‫‪276‬‬

‫‪ -‬بلغت األسعار المحررة ‪ %85‬في حين ت‪‬م رفع أسعار النقل‪ ،‬البريد بنسبة تتراوح من ‪ %20‬إلى‬
‫‪30%‬؛‬
‫‪ -‬كبح معدل التضخم في حدود ‪%29.05‬؛‬
‫‪ -‬تخفيض عجز الميزانية سنة ‪ 1994‬إلى ‪ %5.7‬من الناتج الداخلي الخام؛‬
‫‪ -‬ارتفاع مخزون العمالت األجنبية ب ‪ 1.5‬مليار دوالر نهاية سنة ‪ ،1994‬وبالتالي وصل المخزون‬
‫الكلي إلى ‪ 2.6‬مليار دوالر؛‬
‫‪ -‬تخفيض قيمة الدينار من ‪ 23.4‬دج للدوالر إلى ‪ 35.1‬دج للدوالر الواحد‪.‬‬
‫لق))د س))مح ه))ذا االتف))اق م))ع ص))ندوق النق))د ال))دولي بإعط))اء مؤش))ر إيج))ابي لل))دائنين حيث ت ‪‬م االتف))اق‬
‫على إع ))ادة جدول ))ة ال ))ديون الموق ))ع عليه ))ا س ))نة ‪ 1994‬وح‪‬ددت م ))دة التس ))ديد ‪ 16‬س ))نة في إط ))ار ن ))ادي‬
‫ب))اريس‪ ،‬مم))ا مكﹼن الجزائ))ر بع))د ذل))ك من إب))رام ‪ 17‬إتفاقي))ة ثنائي))ة‪ ،‬األولى ك))انت م))ع كن))دا في ديس))مبر‬
‫‪ 1994‬واألخيرة كانت مع إيطاليا في فيفري ‪.1995‬‬

‫‪-.‬‬ ‫‪Ben Bitour Ahmed ; OP- CIT, pp 95- 96 276‬‬


‫‪385‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -3-2-4‬اتفاق التصحيح الهيكلي ماي‪ -95‬ماي‪1998‬‬


‫بع) ))د انقض) ))اء برن) ))امج االس) ))تقرار وجهت الس) ))لطات الجزائري) ))ة رس) ))الة ني) ))ة في ‪ 30‬م) ))ارس ‪1995‬‬
‫إلىالم ))دير الع ))ام لص ))ندوق النق ))د ال ))دولي‪ ،‬وبغ ))رض دعم السياس ))ات ال ))تي تن ))وي الجزائ ))ر تطبيقه ))ا‪ ،‬فإنه ))ا‬
‫تطلبمساهمة مالية من الصندوق‪ ،‬وفي اإلطار قامت السلطات الجزائري))ة ب))إبرام اتف))اق في م))اي ‪1995‬‬
‫م))ع ص))ندوق النق))د ال))دولي في إط))ار برن))امج التص))حيح الهيكلي‪ ،‬وه))ذا لم))دة ‪ 03‬س))نوات‪ -‬م))اي ‪،1995‬‬
‫ماي ‪ -1998‬في نطاق الميكانيزم الموسع للقرض‪.‬‬
‫بمقتض))ى ه))ذا االتف))اق ت‪‬م الحص))ول على مبل))غ م))الي يق))در ب ‪ 1.169‬ملي))ون وح))دة حق))وق س))حب‬
‫خاصة ‪ ،DTS‬أي ما يعادل ‪ %127.9‬من حصة الجزائر في الصندوق‪ ،‬وتبعا لمصادقة مجلس إدارة‬
‫الص))ندوق على طلب الجزائ))ر فإنه))ا س))تطلب من ال))دول األعض))اء في ن))ادي ب))اريس ون))ادي لن))دن إع))ادة‬
‫جدولة مس)تحقاتها المتعلق))ة بخدم))ة ال)دين الخ))ارجي ال)تي يحين موع))د س)دادها خالل م)دة االنف))اق‪ ،‬وعلى‬
‫ه ))ذا األس ))اس ق ))امت الجزائ ))ر في جويلي ))ة ‪ 1995‬بعق ))د اتف ))اق إض ))افي إلع ))ادة جدول ))ة ال ))ديون المس ))تحقة‬
‫الس))داد بين ‪ 01‬ج))وان ‪ 1995‬و‪ 31‬م))اي ‪ ،1998‬باالض))افة الفوائ))د المس))تحقة الس))داد م))ا بين ‪ 01‬ج))وان‬
‫‪ 1995‬و‪ 31‬م))اي ‪ ،1996‬ومن المق))رر س))داد ه))ذه المب))الغ على ‪ 25‬قس))طا من األقس))اط نص))ف الس))نوية‬
‫األخذة في الزيادة تدريجيا ابتداء من ‪ 30‬نوفمبر ‪ 1999‬وتستمر حتى سنة ‪.2011‬‬
‫‪277‬‬

‫ولق))د س))محت اإلج))راءات العام))ة بإع))ادة جدول))ة ‪ 16‬ملي))ار دوالر نتيج))ة للمفاوض))ات ال))تي تمت ح))ول‬
‫إع))ادة جدول))ة دي))ون المؤسس))ات الخاص))ة بين ن))ادي لن))دن والجزائ))ر‪ ،‬ومفاوض))ات ح))ول ال))دين العم))ومي‬
‫مع نادي باريس‪.‬‬
‫لق))د تمح ))ور البرن))امج أساس ))ا على اس))تراتيجية تس ))عى إلى تحقي))ق نم ))و م))تزا ‪‬ي ))د واس))تقرار م))الي‪ ،‬خل ))ق‬
‫مناصب الشغل‪ ،‬تدعيم الطبقات االجتماعية المحرومة‪ ،‬توازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫خالل الفترة ‪ 1998 -1995‬أتخذت عدة قرارات نذكر منها ‪:‬‬
‫‪278‬‬

‫‪ - 277‬آريم النشاشيبي وأخرون‪ ،‬الجزائر تحقيق االستقرار والتحول إلى اقتصاد السوق‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪ ،1998 ،‬ص‬
‫‪.123‬‬
‫‪Ben issad Hocine, L’ajustement structurel En Algérie, Le Chemin parcouru, paru dans El Watan, - 278‬‬
‫‪N‬‬
‫‪.du 25/01/1999, p07 ,247‬‬
‫‪386‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬حل وإ عادة تنظيم وحتى التطهير المالي للمؤسسات العمومية ثم خوصصة بعضها؛‬
‫‪ -‬إنشاء شركة للتأمين على الصادرات من أجل تنويع الصادرات وترقيتها؛‬
‫‪ -‬إنشاء البنوك الخاصة برأسمال محلي أو مختلط أو فروع لبنوك أجنبية؛‬
‫‪ -‬إنشاء بورصة القيم المنقولة لتدعيم خوصصة المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫ومن خالل السياس) ) ) ))ة ال) ) ) ))تي تبنته) ) ) ))ا الحكوم) ) ) ))ة ابت) ) ) ))داء من س) ) ) ))نة ‪ 1995‬ظه) ) ) ))ور ف) ) ) ))وائض متتالي) ) ) ))ة‬
‫بالنس))بةللميزانية وه))ذا يع))ود إلى اإلج))راءات المتخ))ذة في ج))انبي الميزاني))ة‪ ،‬ف))اإليرادات ع))رفت تط‪‬ورا‬
‫‪ 1997‬وه ) ))ذا راج ) ))ع لتحس ) ))ن أس ) ))عار النف ) ))ط‪ ،‬باإلض ) ))افة إلى تط ) ))بيق ض ) ))ربية‬ ‫ملحوظام ) ))ا بين ‪) -95‬‬
‫القيمةالمضافة علىالمنتجات البترولية‪ )،‬أما اإليرادات غير البترولية بقيت في شبه استقرار‪ ،‬أما النفقات‬
‫ع))رفت انخف))اض ملح))وظ وه))ذا راج))ع إلى سياس))ة التقش))ف ال))تي انتهجته))ا الحكوم))ة باإلض))افة إلى إلغ))اء‬
‫الدعم على األسعار مع تجميد عملية التوظيف‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬موضوع اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر خالل فترة الدراسة‬


‫إ‪ ‬ن الغاية من كل إصالح اقتصادي هو تنشيط حركة النمو بمعدل أعلى من مع)دل نم)و الس)كان في‬
‫الس ))نة أل‪ ‬ن التق ))دم االقتص ))ادي مرتب ))ط به ))ذا اله ))دف ومرتب ))ط أيض ))ا بمس ))توى الف ))ائض الن ))اتج عن ه ))ذه‬
‫الزيادة من أجل تحسين درجة إشباع الحاجات االجتماعية إلى االستهالك وإ لى التنمية ‪.‬‬
‫‪279‬‬

‫لق))د ع‪‬ب))ر المخط))ط الس))نوي ‪ 1992‬عن ه))ذا االهتم))ام في األه))داف ال))تي ح‪‬دده))ا كم))ا يلي باألس))عار‬
‫الثابتة‪ :‬رفع معدل نمو الناتج الداخلي اإلجمالي بنسبة ‪ ،%5.2‬معدل االستهالك العائلي بنسبة ‪،%7.4‬‬
‫معدل ال)تراكم اإلجم)الي بنس))بة ‪ ،%8.5‬وهي مع))دالت أعلى من مع))دل النم)و الس)نوي للس))كان ال)ذي ه)و‬
‫حوالي ‪ (%2.5‬سنة ‪.)1987‬‬
‫وبص) ))فة عام) ))ة ك) ))ان برن) ))امج اإلص) ))الح الق) ))ائم من) ))ذ س) ))نة ‪ 1994‬ي) ))رمي إلى تحقي) ))ق أربع) ))ة أه) ))داف‬
‫رئيسية ‪:‬‬
‫‪280‬‬

‫‪ - 279‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزائر بين األزمة االقتصادية واألزمة السياسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪ - 280‬آريم النشاشيبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪387‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬رفع معدل النمو االقتصادي بغية استيعاب الزيادة في القوة العاملة وخفض البطالة تدريجيا؛‬
‫‪ -‬اإلسراع في تحقيق التقارب بين معدالت التضخم السائدة في الجزائر مع المعدالت السائدة في‬
‫البلدان الصناعية؛‬
‫‪ -‬خفض التكاليف االنتقالية للتصحيح الهيكلي على القطاعات السكانية األكثر تضررا؛‬
‫‪ -‬استعادة قوة ميزان المدفوعات مع تحقيق مستويات مالئمة من احتياجات النقد األجنبي؛‬
‫وهك) ))ذا فإ‪ ‬ن اإلص) ))الحات ال) ))تي تمت في االقتص) ))اد الوط) ))ني ته) ))دف إلى تنظيم االقتص) ))اد من اج) ))ل‬
‫ال ))دخول إلى اقتص ))اد الس ))وق‪ ،‬وتعل ))ق األم ))ر هن ))ا بتحري ))ر األس ))عار وإ لغ ))اء ال ))دعم عنه ))ا‪ ،‬اإلص ))الحات‬
‫الض) ) ) ))ريبية‪ ،‬إص) ) ) ))الح القط) ) ) ))اع الم) ) ) ))الي‪ ،‬إص) ) ) ))الح السياس) ) ) ))ة النقدي) ) ) ))ة‪ ،‬تحري) ) ) ))ر التج) ) ) ))ارة الخارجي) ) ) ))ة‪،‬‬
‫إصالحالمؤسسات العمومية وتنمية القطاع الخاص‪ ،‬وهذا ما نحاول التطرق له في هذه المبحث‪.‬‬

‫‪ -1‬تحرير األسعار وإ لغاء الدعم عنها‬


‫‪ -1-1‬تحرير األسعار‬
‫يهدف تحرير األسعار إلى تقليص الدعم الذي تقدمه الحكومة‪ ،‬حيث أعيد النظر في نظ))ام األس))عار‬
‫بمقتضى القانون ‪ 12 -89‬الصادر في جويلية ‪ ،1989‬أين قسم األسعار إلى قسمين‪:‬‬
‫‪281‬‬

‫األسعار المقننة واألسعار الحرة‪.‬‬


‫يمت))د تط))بيق حري))ة األس))عار إلى جمي))ع المنتوج))ات ال))تي لم ينص أي ق))انون عن تحدي))دها وهي تطب))ق‬
‫على المنتوج))ات ال))تي ال تتم))يز بالخصوص))ية األساس))ية لالقتص))اد والع))ائالت به))دف تمكين ميكانزم))ات‬
‫الس))وق من تنظيم أس))عار الس ))لع والخ))دمات ال ))تي من أجله))ا يق ))دم نظ))ام الع))رض والطلب نت))ائج إيجابي ))ة‬
‫لص))الح االس))تثمار واإلنت))اج والطلب‪ ،‬إض))افة قي))اس كثاف))ة المنافس))ة ال))تي تمث))ل بع))د ذل))ك مؤش))ر ممت))از‬
‫للوضعية الحقيقية للسوق ‪.‬‬
‫‪282‬‬

‫‪ - 281‬قانون رقم ‪ 12 -89‬المؤرخ في ‪ ،05/07/1989‬الجريدة الرسمية رقم ‪.1989 -29‬‬


‫‪.Youcef Deboub, Le nouveau mécanisme économique en algerie, OPU, 1985, p101 - 282‬‬
‫‪388‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫لقد أعطى برنامج التعديل الهيكلي أهمية كبرى لنظام تحري))ر األس))عار وإ بع))اد الدول))ة عن الت))دخل في‬
‫ميكانزمات السوق أل‪ ‬ن تدخلها ي))ؤدي إلى تش))ويه األس))عار النس))بية‪ ،‬أي األس))عار ال))تي تعكس التك))اليف‬
‫الحقيقية لإلنتاج‪ ،‬كما أ‪ ‬ن تدخل الدول يكبح من الحوافز الالزمة لزيادة الكفاءة اإلنتاجية والتخصيص‬
‫األمثل للموارد والتوزيع العادل للدخل الوطني‪.‬‬
‫وخالصة القول أنﹼه يجب إرجاع األمور إلى حقيقتها( التكاليف الحقيقة وهامش الربح الحقيقي) مع‬
‫استرجاع للسوق مكانته في تحديد األسعار الحقيقة ومن ث‪‬م رفع الدعم عن األسعار‪.‬‬
‫‪ -1-2‬إلغاء دعم األسعار‬
‫تمثلت الس)))لع المدعم) ))ة خالل س)))نتي ‪ 91/1992‬في ‪ 12‬م ))ادة وهي ‪ :‬الحب) ))وب‪ ،‬الس ))ميد‪ ،‬ال) ))دقيق‬
‫‪283‬‬

‫المس ))تورد والبق)))ول الجاف) ))ة‪ ،‬ال)))زيت النب)))اتي الع) ))ادي لالس)))تهالك الغ ))ذائي‪ ،‬الحليب‪ ،‬الس) ))كر المس ))حوق‪،‬‬
‫الخميرة المع‪‬دة للمخابز‪ ،‬الطماطم المصبرة‪ ،‬غاز البوتان‪ ،‬غاز البروطان‪ ،‬غاز أويل‪.‬‬

‫إبت ) ) ))داء من س ) ) ))نة ‪ 1993‬تقلص ) ) ))ت ه ) ) ))ذه الم ) ) ))واد إلى خمس ) ) ))ة م ) ) ))واد مدعم ) ) ))ة فق ) ) ))ط وهي‪ :‬الحب ) ) ))وب‪،‬‬
‫الس ))ميد‪،‬ال ))دقيق المس ))تورد‪ ،‬الحليب‪ ،‬دقي ))ق األطف ))ال‪ ،‬وق ))د بلغت المب ))الغ المخصص ))ة من ميزاني ))ة الدول ))ة‬
‫لدعماألسعار خالل الفترة ‪ 1993 -91‬ما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )04‬المبالغ المخصصة لدعم األسعار‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‪.‬‬
‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪199‬‬ ‫السن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوات‬
‫‪1‬‬
‫‪22.7‬‬ ‫‪29.5 17.65‬‬ ‫المبالغ المخصصة لدعم السلع االستهالكية‬
‫المصدر‪ :‬قوانين المالية) ‪.)1993 ،92 ،91‬‬

‫‪ - 283‬قوانين المالية لسنة ‪.1993 ،1991‬‬


‫‪389‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫مع مطلع سنة ‪ 1992‬كانت الجزائ)ر تطب)ق نظام)ا ل)دعم الس)لع االس)تهالكية العام)ة ال)ذي بلغت تكلفت)ه‬
‫على الموازن) ))ة م) ))ا نس) ))بته ‪ %5‬من إجم) ))الي الن) ))اتج المحلي‪ ،‬وق) ))د ش‪ ‬ج) ))ع ه) ))ذا النظ) ))ام على ت) ))راكم‬
‫‪284‬‬

‫المخزون) ))ات بغ) ))رض المض) ))اربة ومن ث‪‬م ظه) ))ور األس) ))واق الموازي) ))ة باإلض) ))افة إلى انتش) ))ار ظ) ))اهرة‬
‫تهريب السلع المدعمة إلى البلدان المجاورة‪.‬‬
‫لقد تطلب إلغاء هذا الدعم عملية تحرير ضخمة لنظام األسعار‪ ،‬باإلضافة إلى إحداث زي))ادات كب))يرة‬
‫في األس) ) ))عار المح‪‬ددة إداري) ) ))ا وخالل الف) ) ))ترة ‪ 1994‬إلى ع) ) ))ام ‪ 1996‬اض) ) ))طرت الحكوم) ) ))ة إلى رف) ) ))ع‬
‫المنتوج))ات الغذائي))ة والبترولي)ة) المدعم))ة بنس))بة تص))ل إلى ‪ %20‬وذل))ك للوص))ول إلى مس))توى األس))عار‬
‫الدولي))ة وبه))دف دعم الفئ))ات المحروم ))ة ت))ولت الحكوم))ة مس ))اعدة ه))ذه الفئ ))ات وذل))ك عن طري))ق إنش ))اء‬
‫برن ) ))امج الش ) ))بكة االجتماعي ) ))ة( ق ) ))انون المالي ) ))ة ‪ )1992‬وبع ) ))ده ص ) ))ندوق مس ) ))اعدة الفئ ) ))ات االجتماعي ) ))ة‬
‫المحرومة سنة ‪ 1993‬ويتلقى موارده من تخصيصات ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلصالحات الضريبية‪$‬‬
‫تم))يز النظ))ام الض))ريبي قب))ل التس))عينات بالتعقي))د والثق))ل ل))ذلك أص))بح نظ))ام ض))ريبي ص))عب التحكم في‬
‫تسييره ومكلف للغاية حيث تم‪‬يز بزيادة في الضرائب والرس))وم المتم‪‬ي)زة بمع))دالت مختلفة ( ‪3000‬‬
‫‪285‬‬

‫ش) ))ريحة ض) ))ريبية و‪ 3000‬مع‪‬دل)‪ ،‬تع) ))دد الوث) ))ائق المس) ))تعملة من المص) ))الح الض) ))ريبية) والمؤسس) ))ات(‬
‫‪ 1200‬وثيق ))ة)‪ ،‬ومهم ))ا يكن فإ‪ ‬ن ه ))ذا النظ ))ام مس ))توحى من النظ ))ام الفرنس ))ي في ظ ))ل اقتص ))اد مخط ))ط‬
‫مركزي‪.‬‬
‫وفي إط ))ار اإلص ))الحات الميزاني ))ة ال ))تي تبنته ))ا الحكوم ))ة ض ))من ق ))انون المالي ))ة لس ))نة ‪ 1991‬بإدخ ))ال‬
‫إص))الحات عميق))ة على النظ))ام الض))ريبي) من أج))ل تحديث))ه وعقلنت))ه‪ ،‬وهك))ذا ق))د أنش))أت ض))رائب جدي))دة‬
‫وإ لغ) ) ))اء الض) ) ))رائب الس) ) ))ابقة وتمثلت الض) ) ))رائب) الجدي) ) ))دة في الض) ) ))ريبة على أرب) ) ))اح الش) ) ))ركات‪،IBS‬‬
‫الرس ))معلى القيم ))ة المض ))افة‪ ،TVA‬الض ))رائب على ال ))دخل اإلجم ))الي ‪ ،IRG‬وفي س ))نة ‪ 1992‬أدخلت‬
‫تعديالت على الرسم العقاري‪ ،‬هذا باإلضافة إلى اإلصالح للجهاز الضريبي‪.‬‬
‫إصالح الجهاز الضريبي‬ ‫‪-2.1‬‬
‫‪ - 284‬آريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪.Youcef Deboub,OPU, pp 109, 110 - 285‬‬
‫‪390‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫لقد شرعت الحكومة منذ عام ‪ 1992‬في إعادة تنظيم اإلدارة الض))ريبية) أين مس))مى البرن))امج جمي))ع‬
‫المص ))الح ال ))تي له ))ا عالق ))ة بالمج ))ال الض ))ريبي‪ ،‬وهك ))ذا تمث ))ل ه ))ذا البرن ))امج في النق ))اط التالي ))ة‪ :‬تش ))جيع‬
‫المكلفين بتقس)))يم مب ))الغ الض)))ريبة‪ ،‬وض ))ع أنظم)))ة معالج ))ة م)))ع تس ))جيل التص ))ريحات الض ))ريبية‪ ،‬إع)))داد‬
‫برن) ))امج لتحقي) ))ق وكش) ))ف المخالف) ))ات والت) ))أخر في ال) ))دفع وع) ))دم التص) ))ريح() الغش الض) ))ريبي والته) ))رب‬
‫الضريبي)‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن التهرب الضريبي) في الجزائر بلغ مستوى عال جدا‪ ،‬أين بل)غ س)نة ‪ 1994‬مبل)غ‬
‫‪ 9208‬ملي ))ون دين ))ار وه ))و مبل ))غ ال يس ))تهان ب ))ه‪ ،‬أم ))ا في س ))نة ‪ 1995‬تقلص المبل ))غ ‪ 6962‬ملي ))ون دج‪،‬‬
‫وهو مبلغ مرتفع إذا ما قورن بمستوى اإليرادات الضريبية على مستوى الموازنة‪.‬‬
‫إصالح النظام الضريبي‪$‬‬ ‫‪-2.2‬‬
‫أشرنا سابقا أ‪ ‬ن الحكومة مع مطل))ع ‪ 1991‬ق)امت بإدخ)ال إص))الحات عميق)ة على النظ)ام الض))ريبي‬
‫وذلك عن طريق إنشاء ضرائب جديدة وهي‪.TVA ،IBS ،IRG :‬‬
‫فالض))ريبة على أرب))اح الش))ركات ‪ IBS‬ج))اءت إللغ))اء إزدواجي))ة النظ))ام الض))ريبي عن طري))ق إدم))اج‬
‫المؤسس))ات الوطني))ة واألجنبي))ة في مج))ال تطبيقه))ا وحيث ك))انت تخض))ع المؤسس))ات الوطني))ة للض))ريبة‬
‫على األرب) ))اح الص) ))ناعية والتجاري) ))ة بمع‪‬دل ‪ %50‬في حين ك) ))انت المؤسس) ))ات األجنبي) ))ة تخض) ))ع إم) ))ا‬
‫للض))ريبة على م))داخيل مؤسس))ات البن))اء بمع‪‬دل ‪ %8‬أو اقتط))اع الض))ريبة على األرب))اح غ))ير التجاري))ة‬
‫من المص)))در بالنس)))بة للمؤسس)))ات الخدمي)))ة بمع‪‬دل ‪ %25‬وهك ))ذا عن طري ))ق الض ))ريبة على األرب)))اح‬
‫الش))ركات يتم توحي))د الض))ريبة المط‪‬بق))ة على المؤسس))ات الوطني))ة والمؤسس))ات األجنبي))ة‪ ،‬وال))ذي يس))ير‬
‫في إطار مبدأ شمولية القواعد الجبائية ومن ث‪‬م الدخول في اقتصاد السوق‪.‬‬
‫أما الضريبة على الدخل اإلجم))الي ‪ IRG‬فق))د أدخلت عليه))ا ع))دة تع))ديالت أين وح))دت الض))ريبة على‬
‫دخل األفراد لتح ّل مح ّل مختلف الضرائب المفروضة على المداخيل وال))تي ك)انت تحم))ل تس))مية نوعي))ة‬
‫والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية‪ - ،‬الضريبة على األرباح غير التجارية؛‬
‫‪ -‬الضريبة على مداخيل الديون والودائع والكفاالت‪ - ،‬الرسم العقاري المفروض على الملكيةالمبنية‪)،‬‬
‫‪ -‬الضرائب التكميلية على الدخل‪ - ،‬الضرائب) المفروضة على الرواتب واألجور‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن اله ))دف من إح ))داث ه ))ذه الض ))ريبة) ه ))و تجس ))يد مب ))دأ ش ))مولية الجباي ))ة من جه ))ة ومحارب ))ة الغش‬
‫الجب))ائي من جه))ة أخ))رى‪ ،‬وه))ذا نظ))را لتن))وع الم))داخيل ال))تي يمكن أن يحص))ل عليه))ا الف))رد الواح))د ومن‬
‫فإ‪‬‬ ‫ث‪‬م يصعب مراقبة مختل)ف ه)ذه الم)داخيل وه)ذا م)ا ي)ؤدي إلى ض)عف الض)رائب المحص)لة وهك)ذا‬
‫ن الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪ IRG‬تطبق على مجموع المداخيل التي يحصل عليها نفس الفرد‪.‬‬
‫الرسم على القيمة المض))افة ‪ :TVA‬لق)د ت‪‬م تع))ويض الرس))م الوحي))د اإلجم)الي على اإلنت))اج‪TUGP‬‬
‫والرس) ))م الوحي) ))د اإلجم) ))الي على الخ) ))دمات‪ TUGPS‬بالرس) ))م على القيم) ))ة المض) ))افة ‪ ،TVA‬إ‪ ‬ن ه) ))ذا‬
‫اإلص))الح الجب))ائي ال))ذي يمس الض))رائب غ))ير المباش))رة اله))دف من))ه ه))و تبس))يط الجباي))ة غ))ير المباش))رة‬
‫وذل))ك عن طري))ق إلغ))اء النظ))ام ال))ذي ك))ان س))ائدا للرس))م على رقم األعم))ال(‪ )TUGP، TUGPS‬ال))ذي‬
‫يعت))بر معارض))ا م))ع النظ))ام االقتص))ادي الح))ديث‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن الرس))م على القيم))ة المض))افة ال يمس اإلنت))اج‬
‫ولكن القيمة المضافة فقط أي يفرض على الثروة الجديدة المكونة فعال‪.‬‬
‫كم) ))ا يه) ))دف الرس) ))م على القيم) ))ة المض) ))افة إلى تنمي) ))ة وتقوي) ))ة المنافس) ))ة ال) ))تي تخوض) ))ها المؤسس) ))ات‬
‫الجزائري) ))ة في األس) ))واق الدولي) ))ة‪ ،‬وذل) ))ك عن طري) ))ق إلغ) ))اء العبء الجب) ))ائي ال) ))ذي تتحمل) ))ه المنتوج) ))ات‬
‫الوطني))ة وخاص))ة الموجه))ة للتص))دير‪ ،‬وبمع))نى آخ))ر فإ‪ ‬ن اله))دف األساس))ي إلدخ))ال الرس))م على القيم))ة‬
‫المضافة ‪ TVA‬هو إدماج االقتصاد الوطني في اقتصاد السوق وتنميته‪.‬‬
‫أما الرسم على النشاط المهني ‪ TAP‬خالل سنة ‪1996‬عوض كل من الرسم على النشاط الصناعي‬
‫‪ TAIC‬والرس)))م على النش)))اط غ)))ير التج)))اري ‪ TANC‬برس ))م وحي ))د ه ))و الرس ))م على النش ))اط المه)))ني‬
‫‪ TAP‬وه)و يف)رض على ك)ل من األش)خاص الطبيع)يين والمعن)ويين ال)ذين يمارس)ون نش)اط ص)ناعي أو‬
‫تجاري أو غير تجاري ويحسب على رقم األعمال‪.‬‬
‫وبه ))دف توس ))يع الوع ))اء الجب ))ائي ومكافح ))ة الغش الض ))ريبي تض ))من ق ))انون المالي ))ة لس ))نة ‪ 2001‬ع ))دة‬
‫تدابير نذكر منها ‪:‬‬
‫‪286‬‬

‫‪ -‬إعادة هيكلة الرسم على القيمة المضافة عن طريق تخفيض المعدالت من(‪ )%21 ،%14 ،%7‬إلى‬
‫معدلين رئيسيين هما‪)%17 ،%7(:‬؛‬

‫‪ - 286‬مشروع قانون المالية لسنة ‪.2001‬‬


‫‪392‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ -‬إقامة نظام اإلخضاع للضربية) أحسن تكيفا مع المهن الحرة؛‬

‫وكانت تهدف الحكومة من هذه التدابير دعم الجباية من خالل زيادة مواردها‪.‬‬
‫‪ -3‬إصالحات القطاع المالي‬
‫في س))ياق تح‪‬ول الجزائ))ر إلى اقتص))اد الس))وق أدخلت تع))ديالت جذري))ة على طريق))ة عم))ل القط))اع‬
‫الم))الي لف))ترة ‪ 1991 ) -1989‬وك))انت ته))دف إص))الحات القط))اع الم))الي إلى زي))ادة االعتم))اد على ق))وى‬
‫السوق والمنافسة ولهذا كان من الضروري تحويل النظام المالي من مج))رد ناق))ل لألم))وال من الخزين))ة‬
‫إلى المؤسسات العامة إلى نظام يلعب دورا نشطا في تعبئة الموارد وتخصيصها‪.‬‬
‫تمثلت المرحل ))ة األولى لإلص ))الح في إنش ))اء إط ))ار مؤسس ))ي مالئم وتمثلت الخط ))وة األولى في ق ))رار‬
‫‪ 1987‬بانس ) ) ))حاب الخزين ) ) ))ة من عملي ) ) ))ة تموي ) ) ))ل االقتص ) ) ))اد‪ ،‬أين اقتص ) ) ))رت مس ) ) ))ؤوليتها على تموي ) ) ))ل‬
‫االس))تثمارات في البني))ة األساس))ية والقطاع))ات االس))تراتيجية ثم س))نة ‪ 1989‬أين ت‪‬م انش))اء س))وق النق))د‬
‫بين البنوك التجارية التي منحت لها االستقاللية‪.‬‬
‫لقد حدثت نقطة تح‪‬ول في عام ‪ 1990‬بعد إصدار قانون النقد والقرض الذي ن ‪ ‬ص على ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪287‬‬

‫‪ -‬منح البنك المركزي استقاللية عن وزارة المالية وتكليفه بتسيير السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬انشاء مجلس النقد والقرض؛‬
‫‪ -‬تطبيق قواعد تتسم بالشفافية وتحكم العالقة بين الخزينة والنظام المالي؛‬
‫‪ -‬إرساء مبدأ توحيد المعاملة بين المؤسسات الخاصة والعامة بالنسبة للحصوصل على االئتمان‬
‫وإ عادة التمويل من البنك المركزي وإ عادة الفائدة؛ ‪ -1-3‬إصالح الجهاز المصرفي ضمن قانون‬
‫‪10-90‬‬
‫يع‪‬د ق ))انون النق ))د والق ))رض أول ق ))انون يهتم ب ))األمور النقدي ))ة ويعت ))بر النق ))د متغ‪‬ي ))ر خ ))ارجي وأداة‬
‫للتنظيم ويمثل هذا القانون مصدرا أساسيا لبقية المراسيم والقواعد الصادرة بشان تنظيم السوق النقدي))ة‬
‫‪ - 287‬آريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫* ‪ -‬أنظر قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪.1990‬‬
‫‪393‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫في الجزائر والتي ترمي في مجملها إلى تطوير فعالية الميكانزمات التي تقوم عليها الس))وق باعتباره)ا‬
‫أح))د المص))ادر األساس))ية لتموي))ل نش))اط البن))وك التجاري))ة واالقتص))اد الوط))ني عام))ة‪ .‬لق))د انبث))ق عن ه))ذا‬
‫القانون تحديد الهياكل التالية*‪:‬‬

‫*‬
‫‪ -3-1-1‬مجلس النقد والقرض‬
‫يمثل مجلس إدارة وقد خولت له مهام عدة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬الصالحيات الواسعة إلدارة البنك المركزي؛‬
‫‪ -‬تحديد شروط توظيف األموال الخاصة لفائدة البنك المركزي؛‬
‫‪ -‬إحداث لجان استشارية من أعضائه؛‬
‫ولكونه سلطة نقدية من حقه إصدار أنظمة مصرفية تتعلق ب‪:‬‬
‫‪ -‬إصدار النقد‪ ،‬غرف المقاصة‪ ،‬مراقبة الصرف وتنظيم سوقه؛‬
‫‪ -‬النظم والقواعد المحاسبية المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -3-1-2‬صالحيات البنك المركزي‬
‫ع) ))رف البن) ))ك المرك) ))زي في ق) ))انون ‪ 10-90‬ب) ))أنﹼه مؤسس) ))ة وطني) ))ة تتمت) ))ع بالشخص) ))ية المعنوي) ))ة‬
‫واالستقالل المالي وهو يخضع لألحكام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يدعى البنك المركزي الجزائري في عالقته مع الغير‪ -‬بنك الجزائر‪-‬؛‬
‫‪ -‬يعتبر البنك المركزي تاجرا في عالقته مع الغير وتتمثل مهمته األساسية في توفير أفضل الشروط‬
‫لنمو االقتصاد الوطني مع السهر على االستقرار الداخلي والخارجي للنقد وهذا عن طريق تنظيم‬
‫الحركة النقدية وتوجيه ومراقبة القرض‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ولك ))ون البن ))ك المرك ))زي مس ))تقل عن الخزين ))ة العمومي ))ة ف ))إنﹼه يج ))بر ه ))ذه األخ ))يرة على تس ))ديد جمي ))ع‬
‫ديونه) ) ))ا اتجاه) ) ))ه وفي اآلج) ) ))ال المح‪‬ددة‪ ،‬حيث يمكن للبن) ) ))ك المرك) ) ))زي أن يمنح الخزين) ) ))ة مكش) ) ))وفات‬
‫بالحساب الجاري في حدود ‪ %10‬من اإليرادات العادية للدولة للسنة المالية الفارطة‪ ،‬كما يجب تس))ديد‬
‫هذه التسبيقات قبل نهاية السنة المالية‪ ،‬وهذا لتجنب تراكم ديون الخزينة اتج))اه البن))ك المرك))زي‪ ،‬عكس‬
‫م ))ا ك ))ان في الس ))ابق‪ ،‬وعلي ))ه يك ))ون تموي ))ل الخزين ))ة من خالل الس ))وق النقدي ))ة وذل ))ك عن طري ))ق ط ))رح‬
‫سنداتها العامة لالكتتاب االختياري عوض أن تقترض من البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -3-1-3‬اللجنة المصرفية‪$‬‬
‫مهمتها مراقبة حسن تطبيق القوانين التي تخضع لها البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫* ‪ -‬يراس هذا المجلس محافظ بنك الجزائر‪ ،‬ويضم نواب المحافظ الثالثة باإلضافة إلى ثالثة مندوبين من الحكومة‪.‬‬
‫‪ -3-2‬إصالح سياسة سعر الصرف‬
‫ش))هد نظ))ام الص))رف في الجزائ))ر من))ذ س))نة ‪ 1986‬تع))ديالت عدي))دة ت))زامنت أغلبه))ا م))ع اإلص))الحات‬
‫االقتص))ادية‪ ،‬وك))ان اله))دف منه))ا إعط))اء القيم))ة الحقيق))ة الداخلي))ة والخارجي))ة لل))دينار الجزائ))ري لي))واكب‬
‫التط‪‬ورات ال) ))تي تش) ))هدها التط) ))ورات التجاري) ))ة ونقتص) ))ر هن) ))ا على التع) ))ديالت ال) ))تي تمت خالل ف) ))ترة‬
‫الدراسة ‪.2004-1990‬‬
‫خالل عام ‪ 1991‬وكجزء من محاولة لتعديل األسعار النسبية المحلية وزيادة االنفتاح خفض ال))دينار‬
‫الجزائ) ) ))ر ب) ) ))أكثر من ‪ %100‬إلى ‪ 22‬دج لل) ) ))دوالر ‪ ،‬وخالل الف) ) ))ترة ‪1994 ) ) ) -1991‬وص) ) ))ل مع‪‬دل‬
‫‪288‬‬

‫التخفيض االس))مي لقيم))ة ال))دينار في المتوس))ط إلى ‪ %4‬فق))ط س))نويا مم))ا جع))ل قيم))ة ال))دينار ح))والي ‪24‬‬
‫دين ) ))ار لك ) ))ل دوالر في الس ) ))وق الرس ) ))مية‪ ،‬غ ) ))ير أ‪ ‬ن ه ) ))ذا االس ) ))تقرار النس ) ))بي لم يتف ) ))ق م ) ))ع الظ ) ))روف‬
‫االقتصادية أن)ذاك‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن ص)دمات التب)ادل التج)اري المعاكس)ة والسياس)ة المالي)ة التوس)عية أدت إلى‬

‫‪ - 288‬آريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114‬‬


‫‪395‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ارتف))اع التض ))خم بمع‪‬دالت عالي))ة ول ))ذلك ارتفعت قيم ))ة ال))دينار الجزائ ))ري ب ))المع‪‬دالت الحقيقي ))ة بنس))بة‬
‫‪ %50‬بين أكت ) ))وبر ‪ 1991‬ونهاي ) ))ة ‪ ،1993‬كم ) ))ا ارتفعت م ) ))رة أخ ) ))رى النس ) ))بة بين الس ) ))عر في الس ) ))وق‬
‫الموازي))ة والس ))عر الرس))مي بحل))ول ‪ 1994‬إلى أربع))ة أض))عاف‪ ،‬وفي ع ))ام ‪ 1994‬اتبعت سياس))ة مرن))ة‬
‫إلدارة س))عر الص))رف وج))رى بعض التخفيض االس))مي ح))تى منتص))ف ع))ام ‪ ،1996‬ومن))ذ ذل))ك ال))وقت‬
‫أدت السياس))ة المالي))ة المتش‪‬ددة وتقوي))ة المرك))ز الم))الي الخ))ارجي للجزائ))ر إلى تعزي))ز اس))تقرار س))عر‬
‫الصرف مما يساعد بدورها على تثبيت التوقعات بانخف))اض التض))خم‪ ،‬كم))ا أص))بح س))عر الص))رف مرن))ا‬
‫من خالل عق ))د جلس ))ات يومي ))ة لتحدي ))د الس ))عر تحت إدارة البن ))ك المرك ))زي الجزائ ))ري‪ ،‬ومن الخط ))وات‬
‫المهمة التي اتخذت في جانفي ‪ 1996‬استحداث سوق النقد األجنبي فيما بين البنوك‪.‬‬
‫ويمكن توضيح أسعار صرف الدينار مقابال الدوالر في الجدول التال‪ ‬ي‪:‬‬
‫أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر االمريكي‬ ‫جدول رقم‪05 :‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫السنوات‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪04‬‬
‫س‪$$$$$$$$$$‬عر‬
‫الصرف‬
‫‪82 77.39 79.8 83.3 77.19 69.31 60.35 28.41 56.18 52.17 42.89 24.12 22.8 21.4 12.2‬‬
‫المصدر‪International Financial States tics FMI october 2005. :‬‬

‫‪ -4‬إصالح الساسة النقدية‬


‫يتمثل دور الساسة النقدية في تكييف عرض النقود والطلب عليها بهدف منع االضطرابات‬
‫التي تؤثر على االنتاج الحقيقي‪ ،‬كما تهدف إلى تحقيق االستقرار في مع‪‬دل التضخم عند مستويات‬
‫دنيا دون أن تغفل عن نمو متباطئ في الكتلة النقدية مع ضبط صارم للسيولة المحلية‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫يكون ذل)ك عن طري)ق ع)دة وس)ائل أهمه)ا لج)وء البن)ك المرك)زي إلى المزي)د في إع)ادة تموي)ل البن)وك‬
‫وكذا في توف)ير أذن))ات الخزين)ة باإلض))افة إلى إلغ)اء القي))ود على ه))وامش س))عر الفائ)دة وال))تي ته))دف إلى‬
‫توفير المناخ المناسب كي تتجدد آليات السوق بالنسبة لسعر الفائدة‪ .‬لهذا عملت الجزائر منذ اس))تقاللها‬
‫على تحس))ين وتط))وير سياس))تها النقدي))ة وخاص))ة ف))ترة تحوله))ا إلى اقتص))اد الس))وق من خالل تبنيه))ا ع))دة‬
‫إصالحات هيكلية على اقتصادها‪.‬‬
‫‪ -4-1‬التط‪ ‬ورات النقدية منذ عام ‪1991‬‬
‫يمكن أن نقس))م ه))ذه التط‪‬ورات إلى ف))ترتين تعكس))ان التغ))ير الج))ذري في الوض))ع االقتص))ادي الكلي‬
‫فخالل ف ))ترة ‪ 1993 ) )-1992‬ك ))انت السياس ))ة النقدي ))ة توس ))عية بص ))فة أساس ))ية ال ))تي ته ))دف إلى تموي ))ل‬
‫عجوزات الميزانية الضخمة واحتياجات االئتمان لدى المؤسسات العامة‪.‬‬
‫خالل الفترة ‪ 1993 )-1992‬ونتيجة النعدام االنضباط المالي وزيادة الطلب للمؤسسات العام))ة ال))تي‬
‫ك)ان وض))عها الم)الي ق)د ت)دهور نتيج))ة لزي)ادة األج))ور الض)خمة والتب))اطؤ الع))ام في االقتص)اد‪ ،‬باإلض)افة‬
‫إلى ذلك فإ‪ ‬ن البنوك لم تجد خيارا سوى تقديم االئتم))ان للمؤسس))ات ح))تى تتمكن من الوف))اء بالتزام))ات‬
‫ديونه))ا الخارجي))ة‪ .‬وتبع))ا ل))ذلك زاد حجم النق))د‪ -‬الكتل))ة النقدي))ة‪ -‬بمفهوم))ه الواسع ‪ - M2‬بنس))بة ‪%22‬‬
‫خالل الف ) ))ترة ‪ 1992‬و‪ -1993‬مم ) ))ا يعكس التوس ) ))ع في االئتم ) ))ان المحلي بص ) ))فة أساس ) ))ية غ ) ))ير أ‪ ‬ن‬
‫التضخم انخفض في الواقع من ‪ %25.5‬سنة ‪ 1991‬إلى ‪ %20.5‬في نهاية ‪.1993‬‬
‫وترجع الزي)ادة في الكتل)ة النقدي)ة أساس)ا إلى العج)وزات المتتالي)ة للموازن)ة العام)ة وال)تي ك)انت تغطى‬
‫عن طري ))ق اإلص ))دار النق ))دي مم ))ا أدى إلى ظه ))ور اختالالت عنيف ))ة ب ))التوازن النق ))دي للبالد إلى غاي ))ة‬
‫‪.1994‬‬
‫ابت) ))داء من ع) ))ام ‪ 1994‬وفي إط) ))ار برن) ))امج اإلص) ))الح ج) ))رى تقيي) ))د السياس) ))ة النقدي) ))ة إلح) ))داث بعض‬
‫خفضص سريع في التضخم‪ ،‬وق))د س))اعد في ذل))ك التح))ول الهائ))ل في الوض))ع الم))الي أين انخفض عج))ز‬
‫الموازن) ) ))ة ب) ) ))أكثر من ‪ %4‬من الن) ) ))اتج المحلي اإلجم) ) ))الي في س) ) ))نة ‪ 1994‬و‪ %3‬من الن) ) ))اتج المحلي‬
‫‪289‬‬

‫اإلجمالي خالل سنة ‪ ،1995‬وبناء على ذلك تباطأ التوسع في النقد بمفهوم))ه الواس))ع في الف))ترة ‪1994‬‬
‫إلى غاية ‪ ،1997‬وقد انخفضت نسبة سيولة االقتص))اد( ‪/M2‬الن))اتج ال))داخلي الخ))ام) من ‪ %52.5‬س))نة‬

‫‪ - 289‬آريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.65 -61‬‬


‫‪397‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪ 1993‬إلى غاي))ة ‪ %45.5‬س))نة ‪ 1994‬إلى أق))ل من ‪ %3.7‬س))نة ‪ ،1997‬وق))د أدت السياس))ة النقدي))ة‬
‫‪291‬‬ ‫‪290‬‬

‫األك)ثر تش)ددا إلى هب))وط كب)ير في مع))دالت التض)خم من ‪ %39‬س)نة ‪ 1994‬إلى ‪ %6‬س)نة ‪ ،1997‬ويع‬
‫‪‬د ذل))ك أداء رائع))ا خصوص))ا في ض))وء تخفيض قيم))ة العمل))ة بنس))بة ‪ %50‬من بداي))ة البرن))امج ويش))هد‬
‫االنتع))اش ال))ذي تحق))ق خالل الف))ترة ‪ 1997 )-1995‬أ‪ ‬ن السياس))ة النقدي))ة الجدي))دة جعلت من الممكن‬
‫توجيه االئتمان بفعالية نحو األنشطة األكثر إنتاجية‪ ،‬أما خالل سنة ‪ 1999‬فإ‪ ‬ن نسبة سيولة االقتصاد‬
‫ارتفعت‬
‫إلى ‪ %45‬مقابل ‪ %43‬س)نة ‪ ،1998‬و ‪ %37‬س)نة ‪ 1997‬وه)ذا االس)تقرار لنس)بة س)يولة االقتص)اد في‬
‫مس))توى ‪ %45‬يفس))ر بالتحوي))ل إلى نق))د حس))اب أرص))دة م))وارد إع))ادة الجدول))ة وبزي))ادة لتموي))ل البن))وك‬
‫التجاري ))ة‪ .‬لكن ارتف ))اع ه ))ذه النس ))بة يع‪‬د خط ))را ألنه ))ا تعت ))برا مؤش ))را س ))ابقا لع ))ودة زي ))ادة الس ))يولة في‬
‫االقتصاد ومن ث‪‬م زيادة التضخم وتقليل االستقرار النقدي‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن الهدف الرئيسي الذي تتوخاه تدخالت البنك المركزي هو مراقب)ة التض))خم طبق))ا لمعي))ار متوس))ط‬
‫الم ) ))دى ال ) ))ذي اعتمدت ) ))ه الس ) ))لطات في ‪ 2001 ) ) )/2000‬أثن ) ))اء مناقش ) ))ات ح ) ))ول مخط ) ))ط دعم اإلنع ) ))اش‬
‫االقتص ))ادي‪ ،‬ولبل ))وغ ه ))ذا اله ))دف فإ‪ ‬ن الس ))لطة النقدي ))ة المتمثل ))ة في مجلس النق ))د والق ))رض تح‪‬دد في‬
‫بداية كل سنة برمجة نقدية من أجل التحكم في وتيرة تط‪‬ور مختلف العناصر النقدية وجعلها تتماش))ى‬
‫واله ))دف المنش ))ود في مج ))ال التض ))خم وعلي ))ه أص ))بح من الممكن تحقي ))ق نس ))بة تض ))خم معتدل ))ة بفض ))ل‬
‫تضافر سياسة مالية توسعية لكن محصورة في حدود التوازنات المنشودة وسياسة نقدية حذرة‪.‬‬
‫وهكذا في السنتين األخيرتين ‪ 2003 )-2002‬تزا‪‬يدات الكتلة النقدية ‪ M2‬على الت))والي ‪،%17.3‬‬
‫‪292‬‬

‫‪ %15.6‬بينما في سنة ‪ 2004‬تزايدات بنسبة ‪.%11.9‬‬

‫‪ - 290‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير حول وضعية السداسي األول‪ ،1995 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪conseil National Economique et Social, Rapport Sur La Conjonction Economique Et Sociale - 291‬‬
‫‪.l’année 1997, p27‬‬
‫‪ - 292‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬لجنة التقويم‪ ،‬مشروع تقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي سنة ‪ ،2004‬ص‪.32‬‬
‫‪398‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫يعت ))بر ه ))ذا االنخف ))اض بمثاب ))ة نتيج ))ة ج‪‬ي ))دة في مج ))ال االس ))تقرار النق ))دي وبالقيم ))ة المطلق ))ة ق‪‬درت‬
‫الكتل) ))ة النقدي) ))ة ‪ M2‬بمبل) ))غ ‪ 3756.2‬ملي) ))ار دج في نهاي) ))ة ‪ 2004‬منه) ))ا ‪ 874.3‬ملي) ))ار دج من العمل) ))ة‬
‫االئتمانية و‪ 1297.5‬مليار دج من الودائع تحت الطلب‪ ،‬و‪ 1584.4‬من شبه العملة‪.‬‬
‫يش)كﹼل التحكم في نس))ب ت))زا‪‬ي))د الكتل))ة النقدي))ة المتداول))ة مؤش))را إيجابي))ا س))واء فيم))ا يتعل))ق باالس))تقرار‬
‫المالي األفضل أو فيما يتعلق بالتناسق األحسن مع تطور سعر صرف الدينار‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلصالحات التجارية‬
‫قب))ل التس))عينات ك))انت الق))رارات المتعلق))ة بالتج))ارة الخارجي))ة تخض))ع للتخطي))ط المرك))زي حيث ك))انت‬
‫تحتكر الدولة جمي)ع المع)امالت الخارجي)ة بمقتض)ى ق)انون ‪ 02 )-78‬وله)ذا ك)ان ح)ق االس)تيراد محتك)ر‬
‫ل ))دى مؤسس ))ات عمومي ))ة عام ))ة ال ))تي منحت له ))ا الحكوم ))ة ح ))ق االس ))تيراد أم ))ا بقي ))ة المؤسس ))ات العام ))ة‬
‫األخرى والشركات الخاصة فتحتاج إلى ترخيص من البنك المركزي لدفع قيمة ما استوردته‪.‬‬
‫خالل ع ))ام ‪ 1989‬ب)))دأ تنفي ))ذ برن)))امج ت ))دريجي لتحري)))ر النظ ))ام التج ))اري أين ألغيت قي ))ود االس ))تيراد‬
‫المركزي))ة وح) ّل محله))ا نظ))ام أك))ثر مرون))ة يقض))ي بتخص))يص مبل))غ مح‪‬دد من النق))د األجن))بي واالئتم))ان‬
‫الس ))تعماله حس ))ب تق ))ديرها الخ ))اص وهك ))ذا أص ))بح بإمك ))ان الش ))ركات االس ))تيراد كم ))ا يمكن للمتع ))املين‬
‫االحتفاظ بالعملة الصعبة ما عدا شركة سوناطراك ‪.‬‬
‫‪293‬‬

‫لق ))د ص ))احب ق ))انون النق ))د والق ))رض س ))نة ‪ 1990‬ق ))انون المالي ))ة التكميلي وال ))ذي أدخ ))ل نظام ))ا يض ))م‬
‫شركات االمتياز وشركات البيع بالجملة مما أسهم إلى ح‪‬د ما في إلغاء االحتكارات وذلك عن طري))ق‬
‫ممارسات مجلس النقد والق))رض وال))ذي ك))ان يعطي الموافق))ة على االس))تيراد أو االس))تثمارات األجنبي))ة‪،‬‬
‫ومنذ أفريل ‪ 1991‬أصبح من حق ك)ل من أدرج في الس)جل التج)اري الجزائ)ري القي)ام باس)تيراد الس)لع‬
‫وإ ع ))ادة بيعه ))ا كش ))ركة لل ))بيع بالجمل ))ة كم ))ا منح المس ))توردون الح ))ق في الحص ))ول على العمل ))ة األجنبي ))ة‬
‫بالس) ))عر الرس) ))مي وهك) ))ذا أزيلت ك) ))ل القي) ))ود على ت) ))راخيص االس) ))تيراد‪ ،‬وفي ع) ))ام ‪ 1992‬أدى تج) ))دد‬
‫االختالالت المالية إلى قيام السلطات بإعادة القيود على النقد األجنبي مع تجديد الحظر على الواردات‬
‫وفي نهاية هذه السنة بدأت السلطات في تطبيق قواعد صارمة على التموي))ل بحيث تخض))ع المع))امالت‬
‫‪ - 293‬التقرير التمهيدي حول االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لبرنامج التع‪NN‬ديل الهيكلي‪ ،‬المجلس الوط‪NN‬ني االقتص‪NN‬ادي واالجتم‪NN‬اعي‪،‬‬
‫نوفبمر‪ ،1998 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪399‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫ال ))تي قيمته ))ا أك ))ثر من ‪ 100000‬دوالر تخض ))ع لموافق ))ة اللجن ))ة الخاص ))ة وتم ))ول من احتياطي ))ات النق ))د‬
‫األجن))بي الرس))مية ‪ ،‬وقي))دت ال))واردات وفق))ا للتط))بيق الت))الي‪ :‬أولوي))ة الس))لع اإلس))تراتيجية مث))ل األدوي))ة‪،‬‬
‫‪294‬‬

‫أولوية ثانية السلع المستعملة في الصناعات االسترايتيجة‪ ،‬المحصورة أي السلع االستهالكية الكمالية‪.‬‬
‫يضمن برنامج اإلصالح الذي انتهجته الجزائر س)نة ‪ 1994‬ع))دة ق)رارات لتحري)ر التج))ارة الخارجي))ة‬
‫وقد تعدت هذه اإلجراءات في مراحل هي‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء القاعدة الخاصة بتمويل بعض الواردات بشكل مطلق بالنقد األجنبي الخاص بالمستورد؛‬
‫‪ -‬تحرير الواردات من المع‪‬دات الصناعية والمهنية المستعملة؛‬

‫‪ -‬إلغاء جميع القيود على الصادرات باستثناء ذات األهمية التاريخية واألثرية؛‬
‫‪ -‬خفضت الحماية الجمركية وكذلك الحدود القصوى للتعريفة الجمركية من ‪ %60‬إلى ‪ %50‬سنة‬
‫‪ 1996‬وإ لى ‪ %45‬س))نة ‪ 1997‬م))ع اس))تمرار التع))ديل على مراح))ل يتناس ))ب م))ع التعريف ))ات الجمركي))ة‬
‫للدولة الشريكة؛‬
‫ونتيجة هذه اإلصالحات ( تحرير التجارة) ارتفعت الواردات) بش))دة س)نة ‪ 1994‬واس)تمرت على ه)ذا‬
‫الحال سنة ‪ 1995‬غير أ‪ ‬ن ه)ذه الزي)ادة في ال)واردات ت)راجعت س)نة ‪ 1997‬لع)دة أس)باب منه)ا‪ :‬هب)وط‬
‫ال ) ))دخل الع ) ))ائلي‪ ،‬وتحس ) ))ن اإلنت ) ))اج ال ) ))زراعي المحلي باإلض ) ))افة إلى الص ) ))عوبات ال ) ))تي تعرض ) ))ت له ) ))ا‬
‫ال أنﹼه ع))ادت ال))واردات) من جدي))د لالرتف))اع‬
‫المؤسسات العمومية في الحصول على التموي))ل األجن))بي إ ﹼ‬
‫خالل س)))نة ‪ 1998/1999‬بفض ))ل التخفيض في التعريف ))ات الجمركي ))ة ومحاول ))ة انض ))مام الجزائ ))ر إلى‬
‫المنظمة العالمية للتج))ارة‪ ، OMC‬واس)تمرت على ه)ذا الح))ال إلى غاي))ة ‪ 2004‬ويعت)بر تراج))ع الرس)وم‬
‫الجمركية عامال محفزا‪.‬‬

‫‪ -6‬إصالح المؤسسات العمومية‪ $‬والخوصصة‬

‫‪ - 294‬آريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪400‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫قب ))ل ع ))ام ‪ 1994‬ب ))ذلت الس ))لطات جه ))ودا معت ))برة نح ))و إع ))ادة هيكل ))ة المؤسس ))ات العمومي ))ة إذ منحت‬
‫لمعظم ه ))ذه المؤسس ))ات االس ))تقاللية القانوني ))ة والمالي ))ة م ))ع إع ))ادة تأهي ))ل ه ))ذه المؤسس ))ات بإعفائه ))ا من‬
‫الديون‪ ،‬نظ))را للوض))ع الم))الي الم)زري ال))ذي تم)يزت ب)ه المؤسس)ات العمومي))ة المس)تقلة لج))أت الس))لطات‬
‫للت) ) ))دخل للتطه) ) ))ير الم) ) ))الي للمؤسس) ) ))ات العمومي) ) ))ة من خالل الم) ) ))واد المس) ) ))تخرجة من ق) ) ))وانين المالي) ) ))ة‬
‫ومخططات التعديل الداخلية المقدمة من المؤسسات العمومي))ة االقتص))ادية وق))د دخلت عملي))ة التطه))ير‬
‫‪295‬‬

‫المالي في مرحلتها الفعلية في بداية نوفمبر ‪ ،1991‬حيث ت‪‬م إنشاء حساب خ))اص رقم ‪063 )-302‬‬
‫والذي سمي بصندوق تطهير المؤسسات العمومية والذي خصصت من خالله مبالغ ضخمة لتطه))ير‬
‫‪296‬‬

‫المؤسسات العمومية ذات الهيكل المختل‪.‬‬


‫غير أ‪ ‬ن هذه اإلصالحات لم تثبت فعاليتها لسببين رئيسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬لم تتمكن السلطات من منع التراكم المتزا‪‬يد للخسائر في المؤسسات العمومية؛‬
‫‪ -‬لم تشتمل اإلصالحات على إعادة الهيكلة الفعلية للمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫منذ عام ‪ 1994‬بدأت السلطات تتصدى لهذه النقائص وذلك من خالل اإلصالحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق قانون جديد لالستثمار يسمح بالمشاركة األجنبية؛‬
‫‪ -‬منح االستقاللية للمؤسسات العمومية الكبرى المثقلة بالديون ومتابعة إصالحها وإ عادة هيكلتها (‬
‫‪)1996 -1994‬؛‬
‫‪ -‬إقرار قانون الخوصصة األول بالتعاون مع البنك الدولي في ‪1996‬؛‬
‫‪ -‬خوصصة ‪ 250‬مؤسسة عمومية سنة ‪.1999 /1998‬‬
‫ففي ع ) ))ام ‪ 1995‬ب ) ))دأ تنفي ) ))ذ برن ) ))امج الخوصصة جمي ) ))ع ش ) ))ركات البن ) ))اء العام ) ))ة وخفض حجمه ) ))ا‬
‫‪297‬‬

‫وتصفيتها وترتب على هذا البرنامج ح ّل ‪ 19‬مؤسسة وتسريح عمالها مما أدى إلى وضع خطة جدي))دة‬

‫‪,Mustapha Mekideche, L’algerie Entre Economie De Reste Et Economie Emergente, 1986, 1990 - 295‬‬
‫‪.Edition Dahlab, ALGER , 2000, p39‬‬
‫‪ - 296‬المرسوم التنفيذي ‪ 75 -91‬المؤرخ في ‪.16/03/1991‬‬
‫‪ - 297‬المرسوم التنفيذي ‪ 22 -95‬المؤرخ في ‪ 08/1995 /26‬الم ّع ّدل و المتمم بمرسوم ‪.97/12‬‬
‫‪401‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫للتأمين ضد البطالة في جويلية ‪ ،1994‬تقدم بموجبها مدفوعات إنهاء الخدمة في ش))كل مب))الغ مقطوع))ة‬
‫للعمال المسرحين وعلى المدى الفترة ‪.1997 -1994‬‬
‫وفي أفري ))ل ‪ 1996‬ب ))دأ تنفي ))ذ برن ))امج الخوصص ))ة بمس ))اندة البن ))ك ال ))دولي‪ ،‬وفي ه ))ذه الس ))نة ص ))يغت‬
‫أعم ))ال ص ))ندوق التطه ))ير الم ))الي معلن ))ا ب ))ذلك عملي ))ة األنق ))اذ الحكومي ))ة( انتهت جمي ))ع الم ))دفوعات في‬
‫م ))ارس ‪ )1997‬اس ))تهدف برن ))امج الخوصص ))ة ح ))والي ‪ 200‬ش ))ركة من الش ))ركات العمومي ))ة الص ))غيرة‬
‫معظمه))ا في قط))اع البن))اء‪ ،‬لكن عملي))ة الخوصص))ة لم تتس))ارع خطاه))ا إالﹼ في نهاي))ة ‪ 1996‬بع))د إنش))اء‬
‫‪ 05‬ش))ركات إقليمي))ة قابض))ة‪ ،‬وبحل))ول أفري))ل ‪ 1998‬ك))ان ق))د ت‪‬م بالفع))ل خوصص))ة أو ح))ل أك))ثر من‬
‫‪ 800‬مؤسسة محلية‪.‬‬
‫إضافة إلى هذه المبادرات نحو الخوصصة أنشأت مؤسسات جديدة للنهوض بتنمية القطاع الخ))اص(‬
‫وكال ))ة االس)))تثمار الوط)))ني في ع)))ام ‪ )1994‬ه)))دفها مس)))اعدة المس ))تثمرين من القط ))اع الخ ))اص المحلي‬
‫واألجنبي على تخطي العقبات البيروقراطية والحصول على إعفاءات ضريبية‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن س))يرورة الخوصص))ة في الجزائ))ر تبقى بطيئ))ة وإ ذ نق))ول متوقف))ة أل‪ ‬ن الطلب ال))داخلي ض))عيف‬
‫وم ) ))تردد حيث لم يتم تنش ) ))يطه أو إعانت ) ))ه من ط ) ))رف البن ) ))وك والطلب الخ ) ))ارجي يع ) ))ني مهم ) ))ل بس ) ))بب‬
‫الغموض ونقص االمتياز لجلب األطرف األجنبية باإلضافة أ‪ ‬ن برن))امج الخوصص))ة أص))بح موض))وع‬
‫جدل لدى الفئة السياسية‪.‬‬

‫خالصة الفصل الخامس‬


‫من ) ))ذ أن حص ) ))لت الجزائ ) ))ر على اس ) ))تقاللها انتهجت األس ) ))لوب االش ) ))تراكي في التنمي ) ))ة االقتص ) ))ادية‬
‫واالجتماعية بإتباعها لسياسة مركزية وقد أتاحت الوفرة النفطية خالل عقد السبعينيات امكانبات هائل))ة‬
‫في خدمة المشروعات وخطط التنمية‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫على ال))رغم من ارتف))اع عائ))دات المحروق))ات فإ‪ ‬ن الموازن))ة العام))ة حققت عج))ز ق))دره ‪ 3517‬ملي))ون‬
‫دوالر س))نة ‪ 1980‬ه))ذا باإلض))افة إلى عج))ز م))يزان الم))دفوعات‪ ،‬نتج عن ه))ذا اختالالت كلي))ة الداخلي))ة‬
‫منها والخارجية‪.‬‬
‫في أوائل الثمانين)ات ب)دأت تظه)ر مس)اوئ التخطي)ط المرك)زي ف)رغم ض)خامة االس)تثمارات الحكومي)ة‬
‫لم يط) ))رأ تحس) ))ن كب) ))ير على اإلنت) ))اج‪ ،‬وق) ))د أص) ))بحت مظ) ))اهر الجم) ))ود والض) ))عف في نظ) ))ام التخطي) ))ط‬
‫المرك))زي واض))حة عن))دما أدت الص))دمة النفطي))ة العكس))ية ع))ام ‪ ،1986‬ولمواجه))ة ه))ذه األزم))ة اتخ))ذت‬
‫الجزائ ))ر ع)))دة ت)))دابير لتحقي)))ق االس)))تقرار االقتص)))ادي الكلي واإلص ))الحات الهيكلي ))ة‪ ،‬غ ))ير أ ‪ ‬ن خطى‬
‫التصحيح كانت بطيئة في البداية وتدهورت االختالالت االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫لق))د ع))ززت الس))لطات من جهوده))ا في تص))حيح االقتص))اد الكلي خالل الف))ترة ‪ 1991 )-1989‬عن))دما‬
‫ش ))رعت في تنفي ))ذ برن ))امجين ب ))دعم من ص ))ندوق النق ))د ال ))دولي‪ ،‬وبه ))دف االنتق ))ال من اقتص ))اد مخط ))ط‬
‫مركزي إلى اقتصاد يعتمد على ميكانزمات السوق( اقتصاد الس))وق) اتخ))ذت ع))دة إج))راءات تص))حيحية‬
‫شملت مختلف جوانب السياسة االقتصادية بما فيها السياسة المالية‪.‬‬
‫رغم م))ا حققت))ه ه))ذه اإلص))الحات من تق))دم فيم))ا يخص الت))أقلم م))ع متطلب))ات اقتص))اد الس))وق إالﹼ أ ‪ ‬ن‬
‫االقتصاد الوطني عرف وضعية صعبة في نهاية هذه الفترة تمثلت في اختالالت داخلية وخارجية‪.‬‬
‫ه ))ذه االختالالت ت)))دفع م)))رة ثاني)))ة إلى ض)))رورة اإلص)))الح في السياس ))ة االقتص ))ادية بص ))فة عام ))ة و‬
‫السياس))ة المالي))ة بص))فة خاص))ة‪ ،‬وهك))ذا ك))ان خي))ار الس))لطات اللج))وء إلى المؤسس))ات المالي))ة الدولي))ة عن‬
‫طري ))ق إب ))رام اتفاقي ))ات معه ))ا‪ .‬وبالت ))الي تبنت الجزائ ))ر ب ))رامج التص ))حيح المدعم ))ة من قب ))ل المؤسس ))ات‬
‫المالية الدولية التي تتبعها عادة الدول المعني)ة بعملي)ة التص))حيح وال)تي تمثلت في ب)رامج االس)تقرار من‬
‫أج ))ل تحقي ))ق الت ))وازن في االقتص ))اد الكلي‪ ،‬وب ))رامج التص ))حيح الهيكلي ال ))تي ته ))دف إلى تحس ))ين كف ))اءة‬
‫استخدام الموارد االقتصادية وتحقيق زيادة في الطاقة اإلنتاجية‪ .‬والسؤال الذي يطرح هنا هو‪ :‬ما هو‬

‫‪403‬‬
‫الوضع االقتصادي العام خالل فترة الدراسة‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫موق))ع الت))وازن االقتص))ادي الع))ام من ه))ذه اإلص))الحات؟ وم))ا هي السياس))ة المالي))ة المعتم))دة خالل ف))ترة‬
‫اإلص ))الحات ‪ .2004 ) -1990‬وه ))ذا م ))ا نح ))اول التع ))رف علي ))ه في الفص ))ل األخ ))ير والم ))والي من ه ))ذا‬
‫البحث‪.‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪339‬‬

‫الفصل‬
‫السادسالسياسة المالية‬
‫المطبقة خالل الفترة‬

‫‪344‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2004 -990‬‬

‫مقدمة الفصل‬
‫إ‪ ‬ن السياسة المالية أل‪ ‬ي دولة ما هي إالﹼ البرن)امج ال)ذي تخطط))ه تل))ك الدول))ة وتنف))ذه مس)تخدمة في)ه‬
‫مص))ادرها اإليرادي))ة وبرامجه))ا اإلنفاقي))ة إلح))داث آث))ار مرغوب))ة وتجنب أث))ار غ))ير مرغوب))ة على كاف))ة‬
‫متغ‪‬ي))رات النش))اط االقتص ))ادي واالجتم))اعي والسياس ))ي وذل))ك لتحقي))ق أه))داف المجتم))ع(عمال ))ة كامل))ة‪،‬‬
‫استقرار ونمو اقتصادي‪ ،‬توازن في ميزان المدفوعات‪ ،‬الت))وازن االقتص)ادي الع))ام‪ ،‬تقليص الفج)وة في‬
‫الدخول بين أفراد المجتمع‪....‬الخ)‪.‬‬
‫وتع‪‬د الموازن ))ة العام ))ة أل‪ ‬ي دول ))ة في الع ))الم بص ))فة عام ))ة هي المع‪‬ب ))ر الص ))ادق عن أه ))داف تل ))ك‬
‫السياسة وكذلك الوسيلة الرئيسية لتحقيق رقابة الس))لطة التش))ريعية على أداء الس))لطة التنفيذي))ة لوظائفه))ا‬
‫وتنظيمها لموارد الدولة وضمان حسن استخدامها‪ ،‬ويتفق ذلك م)ع وض)ع الموازن)ة للدول)ة في الجزائ)ر‬
‫تماما إذ أنها البرن)امج الم)الي للخط)ة عن س)نة مالي)ة مقبل)ة والمص)مم) لتحقي)ق أه)داف مح ‪‬ددة وذل)ك في‬
‫إطار الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية طبقا للسياسة العامة للدولة‪ ،‬وق))د عكس))ت الموازن))ة‬
‫العام ))ة للدول)))ة خالل الف)))ترة مح)))ل الدراس)))ة العدي)))د من األه)))داف ال ))ذي اختل ))ف البعض منه ))ا من س)))نة‬

‫‪345‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ألخ ))رى وظ ))ل البعض األخ ))ر كم ))ا ه ))و دون تغي ))ير‪ ،‬وذل ))ك وفق ))ا للظ ))روف ال ))تي يم ))ر به ))ا االقتص ))اد‬
‫الجزائري خالل تلك المرحلة‪.‬‬
‫كم))ا أ‪ ‬ن ف))ترة الدراس))ة ع))رفت ع))دة إج))راءات تص))حيحية* راديكالي))ة في السياس))ة االقتص))ادية بص))فة‬
‫عامة والسياسة المالية بصفة خاصة* إما بهدف تصحيح االختالالت التي اشتدت خطورتها إبت))داء من‬
‫منتص) ))ف الثمانين) ))ات مم) ))ا جع) ))ل السياس) ))ة المالي) ))ة تحض) ))ى بج) ))انب من االهتم) ))ام من ص) ))انعي الق) ))رار‪،‬‬
‫والسياسة المالية هي أساسا إما سياسة إنفاقي))ة أو سياس))ة ض))ريبية أو م))زج من السياس))تين مع))ا‪ ،‬وهن))اك‬
‫تكامل هام وقوي بين كل من السياسة المالية والسياسة النقدية في تحقيق األهداف االقتصادية عموما‪،‬‬
‫حيث أ‪ ‬ن السياستين تستهدفان أهدافا واحدة باإلض))افة إلى أ‪ ‬ن السياس))ة النقدي))ة كث))يرا م))ا تمل))ك ج))زءا‬
‫مهما من الدين العام‪ ،‬أو تديره لحساب السياسة المالية بغرض تمويل عجز الموازنة العامة‪.‬‬
‫وله) ))ذا نح) ))اول في ه) ))ذا الفص) ))ل التع) ))رض إلى التط‪‬ورات ال) ))تي عرفته) ))ا السياس) ))ة المالي) ))ة في ظ) ))ل‬
‫اإلصالحات الهيكلية التي انتهجتها الجزائر‪ ،‬وهنا يظل السؤال مشروعا ما موقع الت))وازن االقتص))ادي‬
‫العام بشقيه الداخلي والخارجي من هذه اإلصالحات؟‬

‫* ‪ -‬أنظر المبحث الرابع من الفصل السادس‪.‬‬

‫وفي محاولة لإلجابة على السؤال نقسم هذا الفصل إلى المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬السياسة االنفاقية العامة في الجزائر؛ المبحث الثاني‪:‬‬
‫سياسة اإليرادات العامة في الجزائر؛ المبحث الثالث‪ :‬الموازنة العامة‬
‫في الجزائر؛ المبحث الرابع‪ :‬التوازن االقتصادي العام الجزائري‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬السياسة اإلنفاقية العامة في الجزائر‬


‫تعت))بر النفق))ات العام))ة إح))دى أدوات السياس))ة المالي))ة ال))تي تق))وم الس))لطات المالي))ة بتنفي))ذها من خالل‬
‫الموازن))ة العام))ة للدول))ة لتحقي))ق األه))داف االقتص))ادية واالجتماعي))ة ال))تي ي))رمي المجتم))ع إلى تحقيقه))ا‬
‫خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫سنحاول هنا تسليط الض))وء على السياس)ة االنفاقي)ة ومعرف))ة إس)هامها في التنمي)ة االقتص)ادية وك))ذلك‬
‫معرفة مظاهر الفشل ليتأتى وضع سبل العالج المناسبة وذلك من خالل النقاط التالية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف النفقات العامة وتصنيفها في الجزائر‬
‫تمث))ل النفق))ات العام))ة الص))ورة) ال))تي تعكس نش))اط الدول))ة وأداة تحقي))ق أه))دافها وتوجي))ه اقتص))ادها‬
‫وض)مان االس)تقرار االقتص)ادي في البالد‪ ،‬ويمكن تعري)ف النفق)ات بأنه)ا المب)الغ المالي)ة ال)تي تص)رفها‬
‫الدولة إشباعا للحاجات العامة وتحقيقا لتدخلها االقتصادي واالجتماعي في إدارة مجتمعها اإلنساني‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن المع ))ايير ال ))تي نراه))ا ض ))رورة موض))وعية في اإلنف))اق الع ))ام هن))ا ه))و من الوجه ))ة االقتص))ادية‬
‫معي) ))ار الش) ))فافية‪ ،‬أو م) ))ا يقابل) ))ه من الوجه) ))ة الحقوقي) ))ة ص) ))دق التعام) ))ل في النفق) ))ة العام) ))ة م) ))ع الس) ))لطة‬
‫التش))ريعية‪ ،‬وك))ذلك األخ))ذ بعين االعتب))ار أ‪ ‬ن المجتم))ع ال))ذي تتعام))ل مع))ه ه))و مجتم))ع إنس))اني يف))رض‬
‫االنتب) ))اه إلى نظري) ))ات العل) ))وم الس) ))لوكية واألخالقي) ))ة عن) ))د مخاطبت) ))ه باتخ) ))اذ الق) ))رارات) ح) ))تى تس) ))تطيع‬
‫الوص ))ول إلى أه ))دافنا من خالل وج ))دان الش ))عب‪ ،‬وه ))ذا م ))ا قص ))دناه بعب ))ارة المجتم ))ع اإلنس ))اني ال ))تي‬
‫تضمنها التعريف المذكور أعاله‪.‬‬
‫تقس))م النفق))ات العام))ة في ميزاني))ة الجزائ))ر إلى قس))مين‪ :‬نفق))ات التس))يير‪ ،‬نفق))ات التجه))يز‪ ،‬وه))ذا طبق))ا‬
‫للتفرقة بين طبيعة النفقات حيث تجمع النفقات المتشابهة والمتجانس)ة من حيث طبيعته)ا وال)دور ال)ذي‬
‫تق ))وم ب ))ه واألث ))ر ال ))ذي يحدث ))ه واأله ))داف ال ))تي تس ))عى إلى تحقيقه ))ا الدول ))ة حس ))ب ك ))ل ن ))وع من أن ))واع‬
‫النفقات‪.‬‬
‫نفقات التسيير‪$‬‬ ‫‪-1.1‬‬
‫تعريفها‬ ‫‪-1.1.1‬‬
‫هي تل))ك النفق))ات ال))تي تخص))ص للنش))اط الع))ادي والط))بيعي للدول))ة‪ ،‬وال))تي تس))مح بتس))يير نش))اطات‬
‫الدولة والتطبيق الالئق للمهمات الجارية‪ ،‬وبصفة عامة هي تلك النفقات‬

‫ال))تي ت))دفع من أج))ل المص))الح العمومي))ة واإلداري))ة‪ ،‬أي أ‪ ‬ن مهمته))ا تض))من اس))تمرارية س))ير مص))الح‬
‫الدول ) ))ة من الناحي ) ))ة اإلداري ) ))ة‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن نفق ) ))ات التس ) ))يير تش ) ))مل على نفق ) ))ات المس ) ))تخدمين ونفق ) ))ات‬
‫المعدات‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪1.1.2‬‬
‫تقسيم نفقات التسيير‪$‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسب المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 17-84‬تنقسم نفقات التسيير إلى أربعة أبواب هي ‪:‬‬
‫‪298‬‬

‫أ‪ -‬أعب‪$$‬اء ال‪$$‬دين العم‪$$‬ومي والنفق‪$$‬ات المحس‪$$‬ومة‪ $‬من اإلي‪$$‬رادات‪ :‬يش ))مل ه ))ذا الب ))اب على االعتم ))ادات‬
‫الض))رورية) للتكف))ل بأعب))اء ال))دين العم))ومي باإلض))افة إلى األعب))اء المختلف))ة المحس))ومة من اإلي))رادات‬
‫ويشمل هذا النوع خمسة أجزاء هي‪:‬‬
‫‪ -‬دين قابل لالستهالك( اقتراض الدولة)؛‬
‫‪ -‬الدين الداخلي‪ -‬ديون عائمة(فوائد سندات الخزينة)؛‬
‫‪ -‬الدين الخارجي؛‬
‫‪ -‬ضمانات( من أجل القروض والتسبيقات المبرمة من طرف الجماعات والمؤسسات العمومية)؛‬
‫‪ -‬نفقات محسومة من اإليرادات( تعويض على منتوجات مختلفة)‪.‬‬
‫تخصيص‪$$‬ات الس‪$$‬لطة العمومي‪$$‬ة‪ :‬تمث))ل نفق))ات تس))يير المؤسس))ات العمومي))ة السياس))ية وغيره))ا‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المجلس الش) ) ))عبي الوط) ) ))ني‪ ،‬مجلس األم) ) ))ة‪ ،‬المجلس الدس) ) ))توري‪...‬الخ‪ ،‬وه) ) ))ذه النفق) ) ))ات مش) ) ))تركة بين‬
‫الوزارات‪.‬‬
‫النفقات الخاصة بوسائل المصالح‪ :‬وتشمل كل االعتمادات التي توفر لجميع المص))الح وس))ائل‬ ‫‪-3‬‬
‫التسيير المتعلقة بالموظفين والمع‪‬دات ويضم ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المستخدمين‪ -‬مرتبات العمل؛‬
‫‪ -‬المستخدمين‪ -‬المنح والمعاشات؛‬
‫‪ -‬المستخدمين‪ -‬النفقات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬مع‪‬دات تسيير المصالح؛‬
‫‪ -‬أشغال الصيانة؛‬
‫‪ -‬إعانات التسيير؛‬
‫‪ -‬نفقات مختلفة‪.‬‬

‫‪ - 298‬أنظر قانون ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07/07/1984‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬


‫‪349‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫د‪ -‬الت‪$$ $‬دخالت العمومي‪$$ $‬ة‪ $:‬تتعل ) ))ق بنفق ) ))ات التحوي ) ))ل ال ) ))تي هي ب ) ))دورها تقس ) ))م بين مختل ) ))ف أص ) ))ناف‬
‫التح ))ويالت حس ))ب األه ))داف المختلف ))ة لعملياته ))ا كالنش))اط الثق ))افي‪ ،‬االجتم ))اعي واالقتص ))ادي وعملي ))ات‬
‫التضامن وتضم‪:‬‬
‫‪ -‬التدخالت العمومية واإلدارية( إعانات للجماعات المحلية)؛‬

‫‪ -‬النشاط الدولي( مساهمات في الهيئات الدولية)؛‬


‫‪ -‬النشاط الثقافي والتربوي( منح دراسية)؛‬
‫‪ -‬النشاط االقتصادي(إعانات اقتصادية)‪.‬‬
‫‪ -‬إسهامات اقتصادية(إعانات للمصالح العمومية واالقتصادية)؛‬
‫‪ -‬النشاط االجتماعي( المساعدات والتضامن)؛‬
‫‪ -‬إسهامات اجتماعية( مساهمة الدولة في مختلف صناديق المعاشات‪...‬الخ)‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن ك)ل نفق)ات التس))يير المحص))ورة في األب))واب األربع))ة تقس))م في ق)انون المالي))ة في الج)دول‪ -‬ب‪-‬‬
‫الملحق بقانون المالية بالشكل التالي‪:‬‬
‫النفق ))ات الخاص ))ة بالب ))اب الث ))الث والراب ))ع حس ))ب ال ))وزارات‪ ،‬حيث يح ‪‬دد ق ))انون المالي ))ة المبل ))غ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجمالي لإلعتمادات الموجهة لكل دائرة وزارية ثم يتكفل المرسوم بتوزيع هذه االعتمادات اإلجمالي))ة‬
‫لكل جزء‪ ،‬وفصل حسب طبيعة كل نفقة‪.‬‬
‫النفق))ات الخاص))ة بالب))اب األول والث))اني المش))تركة بين ك))ل ال))وزارات) أو ال))تي ال ترتب))ط ب))وزارة‬ ‫‪-‬‬
‫معينة في ميزانية النفقات المشتركة في أسفل الجدول – ب‪ -‬بعد تخصيص االعتم))ادات الموجه))ة لك))ل‬
‫وزارة كما هو مب‪‬ين في الجدول‪ -‬ب‪ -‬التالي‪:‬‬

‫‪350‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :) 06‬توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪ 2006‬حسب كل دائرة وزارية( الجدول ب)‬
‫المبالغ (دج)‬ ‫الدوائر الوزارية‬
‫رئاسة الجمهورية‪....................................................................‬‬
‫مصالح رئيس الحكومة ‪..............................................................‬‬
‫‪4375766000‬‬
‫الدفاع الوطني‪.......................................................................‬‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪..........................................................‬‬
‫‪1872229000‬‬ ‫الشؤون الخارجية‪....................................................................‬‬
‫‪224766775000‬‬ ‫العدل‪.................................................................................‬‬
‫‪173130484000‬‬ ‫المالية‪..............................................................................‬‬
‫الطاقة والمناجم‪.....................................................................‬‬
‫الموارد المائية‪.........................................................................‬‬
‫‪20413738000‬‬
‫المساهمة وترقية االستثمارات‪........................................................‬‬
‫التجارة‪................................................................................‬‬
‫الشؤون الدينية واألوقاف‪.............................................................‬‬
‫‪19423923000‬‬
‫المجاهدين‪...........................................................................‬‬
‫الته‪ ‬يئة العمرانية والبيئة‪................................................................‬‬
‫‪26211667000‬‬
‫النقل‪.................................................................................‬‬
‫‪3364963000‬‬
‫التربية الوطنية‪........................................................................‬‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‪................................................................‬‬
‫‪4625415000‬‬ ‫األشغال العمومية‪....................................................................‬‬
‫الصحة والسكان وإ صالح المستشفيات‪...............................................‬‬
‫الثقافة‪..............................................................................‬‬
‫‪269295000‬‬ ‫االتصال‪.............................................................................‬‬
‫‪2999487000‬‬ ‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.........................................................‬‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي‪.........................................................‬‬
‫البريد وتكنولوجيات‪ $‬اإلعالم واالتصال‪...................................................‬‬
‫‪8112033000‬‬
‫العالقات مع البرلمان‪..................................................................‬‬
‫‪110081456000‬‬
‫التكوين والتعليم‪ $‬المهنيين‪.............................................................‬‬

‫‪351‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫السكن والعمران‪.........................................................................‬‬
‫الصناعة‪.............................................................................‬‬
‫‪749551000‬‬
‫العمل والضمان االجتماعي‪..............................................................‬‬
‫التشغيل والتضامن الوطني‪............................................................‬‬
‫‪4423943000‬‬ ‫الصيد البحري والموارد الصيدية‪.....................................................‬‬
‫‪222036472000‬‬ ‫الشباب والرياضة‪....................................................................‬‬
‫السياحة‪.................................................................................‬‬

‫‪21143889000‬‬

‫‪2798151000‬‬

‫‪70315276000‬‬
‫‪4271339000‬‬

‫‪3553324000‬‬

‫‪911384000‬‬

‫‪85319925000‬‬

‫‪1051631000‬‬

‫‪103955000‬‬

‫‪16985289000‬‬

‫‪4915473000‬‬

‫‪394262000‬‬
‫‪19524195000‬‬

‫‪352‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪47867107000‬‬

‫‪701061000‬‬

‫‪10629291000‬‬

‫‪818283000‬‬
‫‪1118161032000‬‬ ‫المجموع الفرعي‬
‫‪165285945000‬‬ ‫التكاليف المشتركة‬
‫‪1283446977000‬‬ ‫المجموع العام‬
‫المصدر‪ :‬قانون رقم‪ 16-5‬المؤرخ في ‪ 31/12/2005‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2006‬‬

‫‪-1-2‬نفقات التجهيز‬
‫‪ -1-2-1‬تعريفها‬
‫تمثل تلك النفقات التي لها طابع االس)تثمار ال))ذي يتول)د عن)ه ازدي))اد الن)اتج الوط))ني اإلجم))الي ‪PNB‬‬
‫وبالت))الي ازدي))اد ث))روة البالد ويطل))ق على نفق))ات التجه))يز اس))م ميزاني))ة التجه))يز أو ميزاني))ة االس))تمثار‬
‫وتكون ه))ذه النفق)ات من االس))تثمارات الهيكلي))ة االقتص))ادية االجتماعي)ة واإلداري))ة‪ ،‬وال))تي تعت))بر مباش)رة‬
‫باستثمارات منتجة ويضيف لهذه االستثمارات إعانات التجهيز المقدمة لبعض المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫وبص ) ) ))فة عام ) ) ))ة تخص ) ) ))ص نفق ) ) ))ات التجه ) ) ))يز للقطاع ) ) ))ات االقتص ) ) ))ادية للدول ) ) ))ة( القط ) ) ))اع الص ) ) ))ناعي‪،‬‬
‫الفالحي‪....‬الخ) من أجل تجهيزها بوسائل للوصول) إلى تحقيق تنمية شاملة في الوطن‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن نفق ))ات االس ))تثمار تمث ))ل المخط ))ط الوط ))ني الس ))نوي ال ))ذي يتم إع ))داده في ق ))انون كوس ))يلة تنفيذي ))ة‬
‫لميزانية ال))برامج االقتص)ادية‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن ه)ذه النفق))ات ت)وزع على ش)كل مش)اريع اقتص))ادية ت)وزع على‬
‫كافة القطاعات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تموي))ل نفق))ات التجه))يز يتم من قب))ل الخزين))ة العمومي))ة للدول))ة بنفق))ات نهائي))ة كم))ا ق))د يتم تمويله))ا‬
‫بنفقات مؤقتة في شكل قروض وتسبيقات الخزينة أو من البنك أي خالل رخص التمويل‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬تقسيم نفقات التجهيز‬

‫‪353‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫يتم تقسيم نفقات التجهيز حسب المخطط اإلنمائي السنوي وتظهر في الجدول‪ -‬ج‪ -‬الملحق بقانون‬
‫المالي) ))ة حس) ))ب القطاع) ))ات وحس) ))ب الم) ))ادة ‪ 35‬من ق) ))انون ‪ 17-84‬ت) ))وزع نفق) ))ات التجه) ))يز على ثالث) ))ة‬
‫أب))واب‪ :‬اس))تثمارات منف))ذة من ط))رف الحكوم))ة‪ ،‬دعم اس))تثماري‪ ،‬نفق))ات رأس))مالية أخ))رى‪ ،‬والتص))نيف)‬
‫ال ))ذي تعتم ))د علي ))ه التص ))نيف ال ))وظيفي ال ))ذي يس ))مح له ))ا بإعط ))اء وض ))وحا أك ))ثر ت ))أثير لنش ))اط الدول ))ة‬
‫االستثماري وعليه تدون نفقات التجهيز وفق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العناوين‪ :‬تقسم نفقات التجهيز إلى ثالثة عناوين(أبواب) وهي‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمارات التي تنفذ من طرف الدولة وتتمثل في النفقات التي تستند إما إلى أمالك الدولة أو إلى‬
‫المنظمات العمومية؛‬
‫‪ -‬إعانات االستثمار الممنوحة من قبل الدولة؛‬
‫‪ -‬النفقات األخرى برأسمال‪.‬‬
‫‪ -2‬القطاعات‪ :‬تجمع نفقات التجهيز في عناوين حسب القطاعات( عشرة قطاعات) هي‪:‬‬
‫المحروق) ))ات‪ ،‬الص) ))ناعة التحويلي) ))ة‪ ،‬الطاق) ))ة والمن) ))اجم‪ ،‬الفالح) ))ة وال) ))ري‪ ،‬الخ) ))دمات المنتج) ))ة‪ ،‬المنش) ))آت‬
‫األساس))ية االقتص))ادية واإلداري))ة‪ ،‬التربي))ة والتك))وين‪ ،‬المنش))آت األساس))ية االجتماعي))ة والثقافي))ة‪ ،‬المب))اني‬
‫ووس ))ائل التجه ))يز‪ ،‬المخطط ))ات البلدي ))ة للتنمي ))ة م ))ع اإلش ))ارة إلى أ‪ ‬ن القط ))اع ق ))د يض ))م ع ))دد معين من‬
‫الوزارات‪).‬‬
‫‪ -3‬الفصول والموارد‪ :‬تقس))م القطاع))ات إلى قطاع))ات فرعي))ة وفص))ول وم))واد حيث نتص))ور بطريق))ة‬
‫أك) ))ثر وض) ))وح ودق) ))ة وذل) ))ك حس) ))ب مختل) ))ف النش) ))اطات االقتص) ))ادية ال) ))تي تمث) ))ل ه) ))دف برن) ))امج‬
‫االس))تثمار‪ ،‬حيثث أ‪ ‬ن ك))ل عملي))ة تك))ون مركب))ة من قط))اع‪ ،‬وقط))اع ف))رعي‪ ،‬وفص))ل وم))ادة‪ .‬ك))أن‬
‫نقول مثال العملية رقم‪ 2423‬فهي تشمل على‪:‬‬
‫‪ -‬القطاع ‪................................2‬الصناعات التحويلية؛‬
‫‪ -‬القطاع الفرعي ‪......................24‬التجهيزات؛‬
‫‪ -‬الفصل ‪.............................242‬الصلب؛‬
‫‪ -‬المادة‪.............................2423‬التحويالت األولية للمواد‪.‬‬
‫ويمكن توضيح تصنيف نفقات التجهيز في الجدول –ج ـ‪ -‬الموالي‪:‬‬

‫‪354‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪355‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫جدول رقم( ‪ :)07‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة ‪ 2006‬حسب القطاعات الجدول‪ -‬ج ـ‪-‬‬
‫اعتمادات الدفع‬ ‫رخص البرامج‬ ‫القطاعات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصناعة‪.........................................................‬‬
‫الفالحة والري‪...................................................‬‬
‫دعم الخدمات المنتجة‪$............................................‬‬
‫‪112918000‬‬ ‫‪229588000‬‬
‫المنشآت القاعدية االقتصادية واالدارية‪$............................‬‬
‫‪42122000‬‬ ‫‪44390000‬‬
‫التربية والتكوين‪.................................................‬‬
‫‪1166121000‬‬
‫المنشآت القاعدية االجتماعية والثقافية‪$...........................‬‬
‫‪312772000‬‬ ‫دعم الحصول على السكن‪........................................‬‬
‫‪241114000‬‬ ‫مواضيع مختلفة‪.................................................‬‬

‫‪118772000‬‬ ‫المخططات البلدية للتنمية‪$........................................‬‬

‫‪59206000‬‬ ‫‪103900000‬‬

‫‪131068000‬‬ ‫‪150554000‬‬

‫‪200077000‬‬ ‫‪242431000‬‬
‫‪42800000‬‬ ‫‪42800000‬‬

‫‪2220868000‬‬ ‫المجموع الفرعي لالستثمار‬

‫‪1019735000‬‬
‫آجال استحقاقات تسديد سندات الخزينة ممتلكات الصندوق‬
‫‪3895000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الوطني للضمان االجتماعي‪$...................‬‬
‫دعم النش‪$$$‬اط االقتص‪$$$‬ادي(تخصيص‪$$$‬ات لحس‪$$$‬اب التخص‪$$$‬يص الخ‪$$$‬اص‬
‫‪238358000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وخفض نسب الفوائد)‪...........................................‬‬
‫‪80000000‬‬ ‫‪150000000‬‬ ‫البرنامج التكميلي لفائدة الواليات‪$................................‬‬

‫‪356‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪6000000‬‬ ‫‪6000000‬‬ ‫احتياطي لنفقات غير متوقعة‬

‫‪328253000‬‬ ‫‪156000000‬‬ ‫المجموع الفرعي للعمليات برأس المال‬

‫‪2376868000‬‬ ‫مجموع ميزانية التجهيز‬

‫‪1347988000‬‬
‫المصدر‪ :‬قانون رقم ‪ 16-5‬المؤرخ في ‪ 31/12/2005‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2006‬‬

‫‪ -2‬تطور االنفاق العام(نظرة عامة)‬


‫يعكس تط ) ))ور االنف ) ))اق الع ) ))ام بمختل ) ))ف بن ) ))وده تط‪‬ور مس ) ))ؤولية الدول ) ))ة عن تحقي ) ))ق االس ) ))تقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬وما توفره من شروط صحية للتنمية االقتصادية والعدال))ة االجتماعي))ة في كاف))ة دول الع))الم‬
‫عامة وفي الجزائر خاصة والتي تنازعها التوجهات ما بين‬

‫تب ))ني سياس ))ة االنفت ))اح االقتص ))ادي وإ عط ))اء دور القط ))اع الخ ))اص وتش ))جيع انس ))ياب رؤوس األم ))وال‬
‫األجنبية لتمويل مشروعات التنمية وم)ا يتض)منه من الخفض الت)دريجي ل)دور الدول)ة وترش)يده‪ ،‬والس)ير‬
‫قدما نحو تبني آلية السوق والوفاء بمتطلبات إبرام اتفاقيات التثبيت(االستقرار)) والتصحيح الهيكلي م))ع‬
‫المؤسس ))ات المالي ))ة الدولي ))ة‪ ،‬وبين تحقي ))ق الرفاهي ))ة للم ))واطن الجزائ ))ري وم ))ا ي ))ترتب علي ))ه من زي ))ادة‬
‫النفقات التي ترفع مستوى المعيشة وتحقيق مستويات توظف لشريحة عريضة من أبناء المجتمع‪ ،‬ه))ذا‬
‫فض ))ال عن النه ))وض بأعب ))اء األمن وال ))دفاع ال ))تي تكف ))ل األمن والحماي ))ة للمجتم ))ع وبم ))ا يتالءم م ))ع التط‬
‫‪‬ورات الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫وفي ظل ذلك اإلطار تميزت السياسة اإلنفاقي)ة في الجزائ)ر خالل الف)ترة مح)ل الدراس)ة بنم)و اإلنف)اق‬
‫الع))ام وارتف))اع مع‪‬دالت))ه س))واء نفق)ات التس))يير من))ه أو نفق))ات التجه))يز‪ ،‬وه))و م))ا يمكن أن نطل))ق عليه))ا‪-‬‬
‫بالسياسة اإلنفاقية التوسعية‪ ،-‬ويرتبط نمو اإلنفاق العام وتص))اعد مع‪‬دالت))ه ارتباط))ا وثيق))ا بالتط‪‬ورات‬
‫االقتص ))ادية واالجتماعي)))ة والسياس ))ية ال)))تي ش)))هدتها الجزائ)))ر إب ))ان تل ))ك الف ))ترة‪ ،‬وبالتوس ))ع الظ ))اهر في‬
‫الخ))دمات االجتماعي))ة والتعليمي))ة والص))حية‪...‬الخ‪ )،‬باإلض))افة إلى النفق))ات العس))كرية إلى ج))انب التوس))ع‬

‫‪357‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫في اإلنف ))اق االس ))تثماري لتموي ))ل المش ))اريع االقتص ))ادية ذات المنفع ))ة العام ))ة( مش ))اريع خط ))ط التنمي ))ة)‪.‬‬
‫ومع أ‪ ‬ن حجم النفقات العامة في سنة ‪ 1990‬كانت متواضعة إذ بلغت ‪ 136.5‬مليار دج ارتفعت إلى‬
‫‪ 420.13‬ملي))ار دج ( كم))ا ه))و موض))ح في الج))دول الم))والي)‪ ،‬وت))زا‪‬ي))دت بمع‪‬دالت مرتفع))ة لتص))ل في‬

‫منتصف عشرية التسعينات نهاية سنة ‪ 1995‬إلى ‪ 759.61‬مليار دج أي أ‪ ‬ن نسبة الزي))ادة بلغت ‪80.‬‬

‫‪ %8‬وقد استمرت هذه الزيادة في النفقات العامة إذ بلغت في نهاية األلفية الثانية ‪،1999‬‬
‫‪ 961.682‬مليار دج أي بزيادة ‪ %26.6‬ارتفعت هذه النسبة في النفقات العامة مرة ثانية خالل سنة‬
‫‪ 2004‬حيث بلغت النفقات العام)ة ‪ 1775300‬ملي)ار دج بنس)بة زي)ادة ق)درها ‪ %82.25‬كم)ا تكش)ف لن)ا‬
‫أرق))ام النفق))ات العام))ة أ‪ ‬ن السياس))ة اإلنفاقي))ة خالل النص))ف الث))اني من التس))عينات ليس))ت أك))ثر توس))عية‬
‫من س ) ))ابقتها‪ ،‬وذل ) ))ك أ‪ ‬ن نس ) ))بة الزي ) ))ادة في النفق ) ))ات العام ) ))ة في ع ) ))ام ‪ 1999‬لم تبل ) ))غ س ) ))وى ‪%26.6‬‬
‫بالمقارنة بسنة ‪ ).1995‬والجدير بالذكر أ‪ ‬ن السياسة اإلنفاقية لألربع سنوات األولى من األلفي))ة الثالث)ة‬
‫ش ))هدت تط‪‬وراتهام ))ة حيث ع ))اودت الزي ))ادة م ))رة ثاني ))ة إذ بل ))غ حجم النفق ))ات س ))نة ‪1775300 ) ،2004‬‬
‫مليار دج أي أ‪ ‬ن نسبة الزيادة بلغت ‪ %82.25‬بالمقارنة مع سنة ‪.1999‬‬

‫جدول رقم ( ‪ :)08‬تط‪ ‬ور نفقات الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬

‫‪358‬‬
‫نفقات التجهيز‬ ‫نفقات التسيير‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬
‫نسبتها إلى مجموع النفقات‬ ‫إلى النفقات‬ ‫نسبتها‬ ‫النفقات‬ ‫السنوات‬
‫مجموع النفقات‬ ‫مجموع‬
‫النفقات‪%‬‬
‫‪47700‬‬ ‫‪88800‬‬

‫‪136500‬‬ ‫‪34.95‬‬ ‫‪58300‬‬ ‫‪65.05‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪153800‬‬

‫‪212100‬‬ ‫‪27.48‬‬ ‫‪144000‬‬ ‫‪72.52‬‬ ‫‪1991‬‬


‫‪276131‬‬

‫‪420131‬‬ ‫‪34.28‬‬ ‫‪185210‬‬ ‫‪65.72‬‬ ‫‪1992‬‬


‫‪291417‬‬

‫‪476627‬‬ ‫‪38.86‬‬ ‫‪235926‬‬ ‫‪61.14‬‬ ‫‪1993‬‬


‫‪330403‬‬

‫‪566329‬‬ ‫‪41.66‬‬ ‫‪285923‬‬ ‫‪58.34‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪473694‬‬

‫‪759617‬‬ ‫‪37.65‬‬ ‫‪174013‬‬ ‫‪62.35‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪550596‬‬

‫‪724609‬‬ ‫‪24.02‬‬ ‫‪201641‬‬ ‫‪75.98‬‬ ‫‪1996‬‬

‫‪643555‬‬

‫‪845196‬‬ ‫‪23.86‬‬ ‫‪211884‬‬ ‫‪76.14‬‬ ‫‪1997‬‬

‫‪663855‬‬

‫‪875739‬‬ ‫‪24.19‬‬ ‫‪186987‬‬ ‫‪75.81‬‬ ‫‪1998‬‬

‫‪774695‬‬

‫‪961682‬‬ ‫‪19.45‬‬ ‫‪321929‬‬ ‫‪80.55‬‬ ‫‪1999‬‬

‫‪856193‬‬

‫‪1178122‬‬ ‫‪27.33‬‬ ‫‪357395‬‬ ‫‪72.67‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪963633‬‬
‫‪27.06‬‬ ‫‪452930‬‬ ‫‪72.94‬‬ ‫‪1097716‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1321028‬‬
‫‪1199042‬‬

‫‪29.21‬‬ ‫‪553649‬‬ ‫‪70.79‬‬ ‫‪1156635‬‬ ‫‪2002‬‬


‫‪1550646‬‬

‫‪31.59‬‬ ‫‪618665‬‬ ‫‪68.41‬‬ ‫‪2003‬‬


‫‪1752691‬‬
‫‪359‬‬

‫‪34.85‬‬ ‫‪65.15‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪1775300‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬

‫‪.SOURCE: ONS Rétrospective Statistique(1970- 2002), Edition 2005‬‬

‫‪360‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع تقرير الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪.2004 -2003‬‬

‫شكل رقم( ‪ ) 18‬يوضح‪ :‬تطور نفقات الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫وإ ذا نظرن) ) ) ))ا إلى النفق) ) ) ))ات العام) ) ) ))ة من ناحي) ) ) ))ة تقس) ) ) ))يمها إلى نفق) ) ) ))ات التس) ) ) ))يير( الجاري) ) ) ))ة) ونفق) ) ) ))ات‬
‫التجهيز(استثمارية) يمكن الخروج بمالحظتين هامتين‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬فيما يتعلق بنفقات التسيير يكشف الجدول أ‪ ‬ن هناك اختالال هيكليا بينها وبين النفقات‬
‫االستثمارية(التجهيز)‪ ،‬فقد بلغت نفقات التسيير نسبة متوسطة خالل الفترة كلها حوالي ‪%69.55‬‬
‫من إجمالي النفقات العامة وقد بلغت أقصاها خالل سنة ‪ 1999‬حيث مثلت حوالي ‪ %80.55‬من‬
‫إجمالي النفقات العامة‪ ،‬ووصلت إلى أدنى نسبة لها عام ‪ 1994‬حيث بلغت ‪ %58.34‬وهي ما‬

‫‪361‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫يمكن أن نطلق عليها نقطة توازن نسبي وبالتالي لكي تتجه السياسة اإلنفاقية اتجاها صحيحا ينبغي‬
‫خفض النفقات التسييرية وزيادة نفقات التجهيز‪.‬‬
‫أم) ))ا إذا نظرن) ))ا إلى نفق) ))ات التس) ))يير كقيم) ))ة مطلق) ))ة نج) ))د هن) ))اك تض) ))خما كب) ))يرا حيث ارتفعت من‬
‫‪ 88800‬مليون دج سنة ‪ 1990‬إلى ‪ 1156635‬مليون دج أي أنها تضاعفت عدة مرات‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني ))ة‪ :‬أم)))ا نفق)))ات التجه)))يز ف)))برغم من مح)))دوديتها للس)))نة ‪ 1990‬والبالغ ))ة ‪ 47.700‬ملي ))ار دج أي‬
‫بنسبة‬
‫‪ 34.95%‬من إجم)الي النفق)ات العام)ة‪ ،‬وهي نس)بة متدني)ة إذا م)ا ق)ورنت بنفق)ات التس)يير إالﹼ أنه)ا خالل‬
‫النص))ف األول من التس)عينات أخ))ذت في ال))تزا‪‬ي)د في ش)كل إنف))اق على المش)اريع االنمائي))ة وبع)د أخ))ذت‬
‫في التناقص إلى غاية نهاية فترة التسعينات‪ .‬وما يتضح من الجدول السابق أ‪ ‬ن نفق))ات التس))يير خالل‬
‫األربع سنوات األولى من األلفية الثالثة‪ ،‬أين أخذت‬
‫في ت))زا‪‬يد متت))ابع ش))أنها في ذل))ك ش))أن نفق))ات التس))يير لكن نس))بة نفق))ات التجه))يز ك))انت بنس))بة منخفض))ة‬
‫هذايعكس ضعف االستثمار خالل هذه الفترة في المشاريع االقتصادية واالجتماعية العمومية‪.‬‬

‫‪ -3‬تحليل تط‪ ‬ور نفقات التسيير‬


‫خالل بداي))ة ف))ترة الدراس))ة ‪ 1990‬ك))ان االقتص))اد الوط))ني يختن))ق من ج))راء تس))ديد المديوني))ة ال))تي‬
‫ك) ))انت تس) ))تحوذ على ح) ))والي ‪ %67‬من الم) ))داخيل الخارجي) ))ة‪ ،‬وك) ))انت الم) ))وارد المتبقي) ))ة تت) ))وزع على‬
‫واردات غير قابلة للتقليص كاألدوية مثال‪.‬‬
‫عن))د تفحص))نا لنفق))ات التس))يير خالل ف))ترة الدراس))ة يس))مح لن))ا بمالحظ))ة أ ‪ ‬ن ه))ذه النفق))ات ع))رفت تفاقم))ا‬
‫حادا وكان لها الدور الرئيسي في زيادة النفق))ات العام))ة إذ اس))تحوذت على نس))بة ت))تراوح م))ا بين ‪58.3‬‬
‫‪ %4‬كح‪‬د أدنى س)نة ‪ 1994‬و ‪ %80.55‬كح)د أقص)ى من إجم)الي النفق)ات وه)ذا س)نة ‪ ،1999‬ويرج)ع‬
‫التزا‪‬يد في نفقات التسيير إلى اعتبارات سياسية واجتماعية باإلضافة إلى اعتبارات اقتصادية‪.‬‬
‫يع ))ود االرتف)))اع المتت)))الي له)))ذا الن)))وع من النفق)))ات لس)))يطرة الدول ))ة من خالل تحمله ))ا للمه ))ام األساس)))ية‬
‫المنوط بها كالتسيير المنتظم لإلدارة العمومية المركزية منها والمحلية‪ ،‬والتعلم والصحة‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫حسب الجدول الموالي( توزيع نفقات التسيير) يتضح أ‪ ‬ن باب وسائل المصالح العامة يحتل الص))دارة‬
‫يلي))ه ب))اب الت))دخالت العمومي))ة ثم ب))اب ال))دين الع))ام ال))ذي أخ))ذ حص))ة ال يس))تهان به))ا وفي األخ))ير ب))اب‬
‫السلطات العمومية‪ ،‬وينطوي االتجاه الصعودي لنفقات التسيير عن ثالث أنماط من االنفاق هي‪:‬‬
‫‪ -‬ففي النمط األول خالل الفترة ‪ 1995 -1990‬لقد بلغت نفقات التسيير ‪88800‬مليون إلى نسبة‬
‫‪ 65%‬من النفقات العامة‪ ،‬ارتفعت إلى ‪ 276131‬ملي))ون س))نة ‪ 1992‬وق))د قف))زت إلى ‪ 473644‬ملي))ون‬
‫سنة ‪ 1995‬غير أ‪ ‬ن نسبتها انخفضت إلى ‪ %62‬من النفقات اإلجمالية؛‬
‫‪ -‬أم ))ا في النم ))ط الث ))اني والس ))ائد خالل الف ))ترة ‪ 1999 ) )-1995‬وال ))ذي انعكس في ))ه أث ))ر اإلص ))الحات‬
‫الهيكلي ))ة م ))ع النف ))ق عليه ))ا بين الحكوم ))ة الجزائري ))ة وص ))ندوق النق ))د ال ))دولي والبن ))ك الع ))المي‪ ،‬حيث‬
‫استهدف ترشيد االتفاق العام‪ ،‬لقد بلغت نفقات التسيير سنة ‪،1996‬‬

‫‪ 550596‬مليون دج إي نسبة ‪ %76‬من إجمالي النفق)ات ارتفعت ه)ذه النفق)ات إلى ح‪‬ده)ا ألقص)ى من‬
‫إجمالي النفقات ‪ %80.5‬سنة ‪ 1999‬أي ‪ 774695‬مليون دج‪.‬‬
‫جدول رقم( ‪ )09‬توزيع‪ $‬نفقات التسيير‪ $‬حسب األبواب خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬

‫‪363‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫وسائل المصالح‬ ‫التدخالت العمومية‬ ‫السلطات العمومية‬ ‫السنوات الدين العام‬
‫‪88800‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1990‬‬
‫‪153800‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1991‬‬
‫‪276131‬‬ ‫‪85743‬‬ ‫‪128585‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪61512‬‬

‫‪1992‬‬
‫‪291417‬‬ ‫‪91046‬‬ ‫‪156185‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪43945‬‬

‫‪1993‬‬
‫‪330403‬‬ ‫‪100634‬‬ ‫‪182655‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪46453‬‬

‫‪1994‬‬
‫‪473694‬‬ ‫‪115753‬‬ ‫‪251018‬‬ ‫‪1054‬‬

‫‪105869‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪550596‬‬ ‫‪142273‬‬ ‫‪317909‬‬ ‫‪1455‬‬ ‫‪88959‬‬

‫‪1996‬‬
‫‪643555‬‬ ‫‪253710‬‬ ‫‪352569‬‬ ‫‪1886‬‬

‫‪109381‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪663855‬‬ ‫‪242550‬‬ ‫‪380869‬‬ ‫‪4830‬‬

‫‪110793‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪774695‬‬ ‫‪311456‬‬ ‫‪331708‬‬ ‫‪5099‬‬

‫‪126432‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪856193‬‬ ‫‪358193‬‬ ‫‪335749‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪162251‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪963633‬‬ ‫‪454359‬‬ ‫‪361738‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪147536‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1097716‬‬ ‫‪552046‬‬ ‫‪408470‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪137200‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1199716‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2003‬‬
‫‪1156635‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪SOURCE: ONS Retrospective Statistique(1990- 2002), Edition 2005.‬‬

‫‪364‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ا‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي‪.2004 ،2003 ،‬‬

‫هنا نجد أ‪ ‬ن نفقات التسيير تضاعفت أربع مرات مقارنة مع نفقات التجهيز‪ ،‬وتعكس هذه الوض))عية‬
‫كلفة تسيير الخدمات العمومية ومستوى نفق)ات كب)يرة غ)ير قابل)ة للتقليص زي)ادة إلى أ‪ ‬ن ه)ذه المرحل)ة‬
‫شهدت نقص في االستثمارات‪.‬‬
‫أم))ا في النم))ط الث))الث لإلنف))اق والس))ائد خالل الف))ترة ‪ 2004 )-2000‬فإ‪ ‬ن نفق))ات التس))يير بقيت دائم))ا‬
‫ذات ال ))دور الرئيس ))ي في زي ))ادة اإلنف ))اق الع ))ام ولكن عن ))د مس ))توى أق ))ل من المس ))توى الس ))ائد في النم ))ط‬
‫السابق إذ انخفضت نسبة نفقات التسيير إلى إجمالي النفقات العامة من ‪ %80.55‬سنة ‪ 1999‬إلى ‪65‬‬
‫‪ %.15‬سنة ‪ 2004‬أما إذا نظرنا إلى نفقات التسيير كقيمة مطلقة نجد هناك تزا‪‬يد مستمر حيث‬
‫ارتفعت من ‪ 174.695‬ملي ) ))ون دج س ) ))نة ‪ 1999‬إلى ‪ 1156.635‬ملي ) ))ون دج س ) ))نة ‪ .2004‬وهك ) ))ذا ال‬
‫ت))زال نفق))ات التس))يير من حيث الحجم مرتفع))ة أك))ثر من نفق))ات التجه))يز تنخفض من س))نة ألخ))رى‪ ،‬وق))د‬
‫نتج هذا النمو في نفقات التسيير أساسا عن‪:‬‬
‫‪ -‬االرتفاع الشديد في قيمة التمويالت الخارجية ‪%40+‬؛‬

‫‪ -‬ارتفاع اإلعانات المقدمة للهيئات سيما فونال ‪FONAL +100.6%‬‬


‫‪299‬‬

‫وقد تراجعت الفروع األخرى لنفقات التسيير بش))كل متبا‪‬ين بالمقارن))ة م))ع س))نة ‪ 2002‬مثال فقدس))جل‬
‫بالفع))ل تراج))ع في ال))ديون العمومي))ة ‪ %13.8-‬والقيم))ة العقاري))ة ‪ %17.1-‬وأخ))يرا المع‪‬داتوالتموين))ات‬
‫‪ .%14.2-‬من المف)))روض أ‪ ‬ن ه)))ذه الزي)))ادة في نفق ))ات التس ))يير ت ))ؤدي إلى نت ))ائج معت ))برة فيالجه)))از‬

‫‪ - 299‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪ ،2003‬ص ص ‪-112‬‬
‫‪.113‬‬
‫‪365‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫االقتص) ))ادي وه) ))ذا يط) ))رح مش) ))كل نجاع) ))ة النفق) ))ات العمومي) ))ة وبه) ))ذا الص) ))دد يمكن اإلش) ))ارة إلى بعض‬
‫النقائص‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير عشوائي في نفقات التسيير‪ ،‬تضخم أجور موظفين الدولة؛‬
‫‪ -‬إ‪ ‬ن النفقات االجتماعية ال تصل إلى مستحقيها‪ ،‬ويترتب على ذلك ضرورة التعجيل في إعادة‬
‫تنظيم االقتصاد بصفة عامة والمصالح العمومية بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل تط‪ ‬ور نفقات التجهيز‬
‫تش))كل نفق))ات التجه))يز أهمي))ة خاص))ة وخاص))ة في ظ))روف ال))دول النامي))ة ومنه))ا الجزائ))ر ال))تي تفتق))ر‬
‫إلى الهياكل األساسية والبنية التحتية والخدمات التعليمية والصحية واالجتماعية والتي تعتبر المقومات‬
‫األساس))ية ألح))داث تنمي))ة اقتص))ادية ج))ادة وه))و م))ا يكس))ب خط))ط التنمي))ة االقتص))ادية أهمي))ة خاص))ة في‬
‫توس) ))يع الطاق) ))ة اإلنتاجي) ))ة لالقتص) ))اد‪ .‬وعلى ه) ))ذا األس) ))اس وض) ))عت الحكوم) ))ة الجزائري) ))ة على عاتقه) ))ا‬
‫مسؤولية تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي عن طريق السياس))ة المالي))ة والنقدي))ة ال))تي تلعب دورا‬
‫هاما في مجال التكوين الرأس)مالي‪ .‬ونس)تطيع بش)يء من اليس)ير معرف)ة مراح)ل تط‪‬ور نفق)ات التجه)يز‬
‫خالل ف))ترة ‪ 2004 )-90‬وإ لى إي م))دى أس))همت في خدم))ة أه))داف التنمي))ة االقتص))ادية وبداي))ة س))عت‬
‫خط))ط التنمي))ة المتالحق))ة إلى زي))ادة اإلنف))اق االس))تثماري حيث بلغت ع)ام ‪ 47.700 )،1990‬ملي))ون دج‪،‬‬
‫وتمث))ل ‪ %34.95‬من إجم))الي النفق))ات‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن نفق))ات التجه))يز ه))ذه تض))اعفت ع))ام ‪ 1995‬إلى أك))ثر‬
‫من ‪ 06‬م) ) ))رات بالمقارن) ) ))ة م) ) ))ع الس) ) ))نة األولى من ف) ) ))ترة الدراس) ) ))ة حيث بلغت ‪ 285.923‬ملي) ) ))ون دج‪،‬‬
‫واستمرت نفقات التجهيز في تزا‪‬ي)د إذ وص)لت ع)ام ‪ 2000‬إلى ‪ 321.929‬ملي)ون دج أي نس)بة ‪27.3‬‬
‫‪ %3‬من إجمالي النفقات‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن تقسيم تط‪‬ور نفقات التجهيز حسب الفترات التالية‪:‬‬

‫‪366‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬خالل الف) ))ترة ‪ 1995 ) ) -1990‬ع) ))رفت ت) ))زا‪‬ي) ))د مس) ))تمر نتيج) ))ة تنش) ))يط النم) ))و االقتص) ))ادي وتش) ))جيع‬
‫االستثمار الذي يتطلب توفير تجهيزات البنية التحتية مع إعطاء األولوية إلى إتمام ال))برامج الجاري))ة‬
‫والمقدرة في نهاية سنة ‪ 1994‬ب ‪330‬مليار دج ؛‬
‫‪300‬‬

‫‪ -‬أما خالل الفترة ‪ 1999 -1996‬خالل هذه الفترة عرفت نفقات التجهيز تذبذب حيث انفضت سنة‬
‫‪ 1996‬نتيج)))ة الت)))دابير السياس)))ية ال)))تي اتخ)))ذت لخفض االنف)))اق وترش ))يده‪ ،‬غ ))ير أنه ))ا ع ))ادت لالرتف)))اع‬
‫مرةثاني))ة س))نة ‪ 1998 )،1997‬وذل))ك نتيج))ة تش))جيع االس))تمثار وب))األخص في القطاع))ات الحساس))ة مث))ل‬
‫ال ))ري‪،‬التربي ))ة‪...‬الخ) باإلض ))افة إلى االس ))تمرار في ال ))برامج الجاري ))ة والمق ))درة نهاي ))ة س ))نة ‪1997‬ب ـ‪:‬‬
‫‪ 449.4‬مليار دج ‪ ،‬ارتفاع تكاليف االستثمار الذي تسبب فيه خفض قيمة ال))دينار الجزائ))ري واالنف))اق‬ ‫‪301‬‬

‫الالزم إلعادة إصالح البنية التحتية التي لحق بها الضرر نتيجة للصراع المدني‪.‬‬
‫خالل سنة ‪ 1999‬انخفضت نفقات التجهيز م)رة أخ)رى مقارن)ة بس)نتي ‪ ،1998 )-97‬ويمكن تفس)ير‬
‫ه ))ذا ال ))تراجع ب ))اإلجراءات الح ))ذرة ال ))تي اتخ ))ذت بع ))د تقلب ))ات س ))وق النق ))ط خالل ‪ 1998‬وخالل الثالثي‬
‫األول من س ) ))نة ‪ 1999‬باإلض ) ))افة إلى اإلج ) ))راءات المتخ ) ))ذة لوق ) ))ف األش ) ))غال الك ) ))برى ال ) ))تي ش ) ))رع في‬
‫إنجازه) ))ا مي) ))دانيا‪ ،‬غ) ))ير أ‪ ‬ن ه) ))ذه اإلج) ))راءات لم تكن مالئم) ))ة وبالفع) ))ل إذا اس) ))تؤنفت أش) ))غال مش) ))روع‬
‫متوقف فإ‪ ‬ن تكلفته األولية تتضاعف مرتين وأحسن دليل مترو الجزائر ومطار الجزائر‪.‬‬
‫أم ))ا الف ))ترة ‪ 2004 ) )-2000‬م ))ع بداي ))ة األلفي ))ة الثالث ))ة ع ))اودت نفق ))ات التجه ))يز إلى التزاي ))د من س ))نة‬
‫ألخرى حيث بلغت سنة ‪ 321.929 ،2000‬ملين دج ثم انتقلت إلى ‪ 618.665‬مليون دج سنة ‪2004‬‬
‫أي بنسبة ‪ %34.85‬من إجمالي النفقات العامة‪ ،‬كما سجلت نفقات التجهيز معدل نمو أس))رع بالمقارن))ة‬
‫م ))ع نفق ))ات التس ))يير‪ ،‬طبق ))ا لبرن ))امج تنفي ))ذ مش ))اريع المنش ))آت القاعدي ))ة والمش ))اريع األخ ))رى ال ))تي تمت‬
‫مباشرتها في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي الذي تبنته الحكومة ابت))داء من س))نة ‪ 2001‬ض))من‬

‫‪ - 300‬تقرير عن تنفيذ المخطط الوطني لسنة ‪ -1994‬جانفي ‪ -1996‬ص‪.2‬‬


‫‪.Rapport Sur La Situation Economique Et Sociale En 1997(ONS), Edition Septembre, 1998, P 39 - 301‬‬
‫‪367‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫أفق حماية المكتس)بات المحقق)ة في مج)ال التوازن)ات االقتص)ادية المالي)ة الكلي)ة‪،‬حيث خصص)ت الم)وارد‬
‫لإلبق ))اء على األولوي ))ات القطاعي ))ة ال ))تي ح‪‬ددته ))ا الحكوم ))ة كقط ))اع الفالح ))ة والر‪ ‬ي والس ))كن والتعليم‬
‫والكهرباء الريفية‪،‬‬

‫الغاز‪...‬الخ‪ .‬وذل)ك لالس)تجابة أك)ثر إلى متطلب)ات الش))عب المتع))ددة وخاص)ة الش))غل والس))كن م)ع إعط))اء‬
‫األولوي))ة إلى إنه))اء ال))برامج الجاري))ة قب))ل االنطالق في مش))اريع جدي))دة كإنه))اء م))ترو الجزائ))ر‪ ،‬مط))ار‬
‫الجزائر‪ ،‬الطريق السريع شرق‪ -‬غرب‪.‬‬
‫من خالل تحليلن ))ا لتط‪‬ور النفق ))ات العام ))ة يظه ))ر االنش ))غال بانعكاس))ات الزي ))ادة الس ))ريعة له ))ا والق ))درة‬
‫على تحمل توازنات الميزانية على الم)دى المتوس)ط وتتعل)ق المس)ألة بالنفق)ات المتك)ررة للدول)ة‪ ،‬وك)ذلك‬
‫بق ))درة الس) )لطات العمومي ))ة على تمدي ))د الجه ))ود على مس ))توى الميزاني ))ة من أج ))ل دعم إنش ))اء مناص ))ب‬
‫الشغلهذا من جه))ة‪ ،‬ومن جه))ة أخ))رى م))ا زال االقتص))اد الوط))ني يع))اني من العدي))د من النق))ائص ومنه))ا‬
‫ضعفاالستثمارات المنتج)ة والمنش)أة لل)ثروات وض)عف وس)ائل اإلنج)از وتن)درج إش)كالية التش)غيل بص)فة‬
‫خاصةض ))من ه ))ذه الض ))غوط ال ))تي تح ))ول دون إنش))اء ال ))ثروات مم ))ا يتطلب الض ))غط على آلي ))ات أخ ))رى‬
‫على مستوى السياسات‪.‬‬
‫جدول رقم(‪ ) 10‬يوضح نسبة النفقات العامة إلى الناتج الداخلي الخام ‪ PIB‬خالل الفترة ‪.2004 -1990‬‬
‫الوحدة ‪%‬‬

‫نسبة نفقات التجهيز إلى ‪PIB‬‬ ‫نسبة نقفات التسيير إلى ‪PIB‬‬ ‫نسبة النفقات اإلجمالية إلى ‪PIB‬‬ ‫السنوات‬

‫‪8.61‬‬ ‫‪16.01‬‬ ‫‪24.62‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪6.76‬‬ ‫‪17.84‬‬ ‫‪24.60‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪13.40‬‬ ‫‪25.69‬‬ ‫‪39.09‬‬ ‫‪1992‬‬

‫‪368‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪15.57‬‬ ‫‪24.49‬‬ ‫‪40.06‬‬ ‫‪1993‬‬

‫‪15.86‬‬ ‫‪22.21‬‬ ‫‪38.07‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪14.26‬‬ ‫‪23.62‬‬ ‫‪37.88‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪6.77‬‬ ‫‪21.42‬‬ ‫‪28.19‬‬ ‫‪1996‬‬

‫‪7.26‬‬ ‫‪23.41‬‬ ‫‪30.40‬‬ ‫‪1997‬‬

‫‪7.49‬‬ ‫‪23.45‬‬ ‫‪30.94‬‬ ‫‪1998‬‬


‫‪29.70‬‬
‫‪28.57‬‬
‫‪5.77‬‬ ‫‪23.93‬‬ ‫‪1999‬‬

‫‪31‬‬
‫‪7.81‬‬ ‫‪20.76‬‬ ‫‪34.17‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪36.83‬‬
‫‪33‬‬
‫‪8.38‬‬ ‫‪22.62‬‬ ‫‪2001‬‬

‫‪9.98‬‬ ‫‪24.19‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪11.64‬‬ ‫‪25.19‬‬ ‫‪2003‬‬


‫‪21.5‬‬

‫‪11.5‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب بناء على معطيات الجداول السابقة‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسة اإليرادات العامة في الجزائر‬


‫عم))دت السياس))ة اإليرادي))ة خالل الف))ترة مح))ل الدراس))ة على تنمي))ة وتنوي))ع مص))ادر اإلي))رادات العام))ة‬
‫وزيادة حصيلتها لمواجهة األعباء االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬كم))ا اعتم))دت السياس))ة اإليرادي))ة‬
‫والضريبية) على وجه الخصوص اعتم)ادا كب)يرا على الجباي)ة البترولي)ة وال)تي تج)اوزت نس)بتها في ك)ل‬
‫السنوات أكثر من ‪ %50‬من إجمالي اإليرادات العامة للموازنة‪ ،‬وبه))دف فهم تط‪‬ور اإلي))رادات العام))ة‬
‫في الجزائر خالل الفترة ‪ 2004 -1990‬نتناول في هذا المبحث النقاط التالية‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اإليرادات العامة وتصنيفها في الجزائر‬
‫تعت))بر اإلي))رادات العام))ة الوس))يلة المالي))ة للدول))ة لتغطي))ة نفقاته))ا وق))د تط‪‬ور مفهومه))ا من أداة لتزوي))د‬
‫الخزين) ))ة العام)))ة ب) ))األموال الالزم)))ة له)))ا إلى أداة للت)))أثير في الحي) ))اة العام) ))ة وتحقي ))ق أه) ))داف اقتص) ))ادية‬
‫واجتماعي ))ة إلى ج ))انب غرض ))ها الم ))الي في ظ ))روف تط‪‬ور فيه ))ا حجم النفق ))ات العام ))ة نتيج ))ة تط‪‬ور‬
‫وتنوعالحاجات العامة‪.‬‬
‫تع ) ) ))ددت أن ) ) ))واع اإلي ) ) ))رادات العام ) ) ))ة وتش ) ) ))عبت‪،‬فهن ) ) ))اك م ) ) ))وارد تأخ ) ) ))ذها الدول ) ) ))ة دون مقاب ) ) ))ل مث ) ) ))ل‬
‫الهباتواإلعانات‪ ،‬وأخرى لها صفة تعاقدية كإيرادات الدولة من أمالكها‪ ،‬وثالثة م))وارد إجباري))ة س))يادية‬
‫كالض ))رائب حس ))ب الق ))انون المتعل ))ق بق ))وانين المالي ))ة ‪ 17-84‬الس ))يما الم ))ادة ‪ 11‬من ))ه تص ))نف إي ))رادات‬
‫الميزانية العامة في الجزائر إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬إي ‪$$ $ $‬رادات ذات الط ‪$$ $ $‬ابع الجب ‪$$ $ $‬ائي وك ‪$$ $ $‬ذا حاص ‪$$ $ $‬ل‬
‫الغرامات؛ ب‪ -‬مداخيل األمالك التابعة للدولة؛‬
‫ج‪ -‬التك‪$$$$$$‬اليف المدفوع ‪$$ $ $‬ة لق‪$$$$$$‬اء الخ ‪$$ $ $‬دمات الم ‪$$ $ $‬ؤداة‬
‫واألت ‪$$‬اوي؛ د‪ -‬األم ‪$$‬وال المخصص‪$$‬ة‪ $‬لله ‪$$‬دايا والهب ‪$$‬ات‬
‫والمساهمات؛‬

‫‪370‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ه ـ‪ -‬التسديد برأسمال للقروض والتسبيقات الممنوحة من ط‪$$‬رف الدول‪$$‬ة من الميزاني‪$‬ة‪ $‬العام‪$$‬ة وك‪$$‬ذا‬
‫الفوائد المترتبة عنها؛‬
‫و‪ -‬مختلف حواصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها؛‬
‫ح‪ -‬م ‪$$‬داخيل المس ‪$$‬اهمات المالي ‪$$‬ة للدول ‪$$‬ة من أرب ‪$$‬اح مؤسس ‪$$‬ات القط ‪$$‬اع العم ‪$$‬ومي الم ‪$$‬رخص به ‪$$‬ا‬
‫قانونا‪.‬‬
‫وبتفحص اإلي))رادات الس))ابقة يمكن تص))نيف إي))رادات الموازن))ة العام))ة إلى قس))مين‪ :‬إي))رادات إجباري))ة‪،‬‬
‫إيرادات اختيارية‪.‬‬
‫‪ -1-1‬اإليرادات اإلجبارية‬
‫تتمثل في مجموع االقتطاعات التي تحصل عليها الدول))ة بص))فة إجباري))ة ودون مقاب))ل في الم))داخيل‬
‫الجبائية والغرامات والحصص المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-1-1‬اإليرادات الجبائية‬
‫تتكون من مختلف الضرائب والرسوم والمصنفة في الجدول –أ‪ -‬من الموازنة العامة كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الضرائب المباشرة‪ :‬وهي الضرائب) التي تفرض على مختل)ف أن))واع الم))داخيل كاألرب)اح الص)ناعية‬
‫والتجارية واألرباح غير التجارية والمرتبات واألجور‪....‬الخ؛‬
‫‪ -‬حق ‪$$ $‬وق التس‪$$$$$‬جيل والط ‪$$ $‬ابع‪ :‬وهي الض) ) ) ))رائب الموض) ) ) ))وعة على بعض العق) ) ) ))ود القانوني) ) ) ))ة وك) ) ) ))ل‬
‫الوثائقالموجه))ة للعق))ود المدني))ة والقض))ائية مث))ل حق))وق تس))جيل نق))ل الملكي))ة‪ ،‬وطواب))ع ج))وازات الس))فر‬
‫وبطاقة التعريف‪...‬الخ؛)‬
‫‪ -‬الضرائب غير المباشرة‪ :‬وتتك))ون أيض))ا من الض))رائب) غ))ير المباش))رة على االس))تهالك لكنه))ا تخص‬
‫فقط المنتجات غير الخاضعة للرسوم على رقم األعمال( كالذهب والكحول‪...‬الخ)؛‬

‫‪371‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬الضرائب على رقم األعمال‪ :‬وتفرض على مجموع المواد االستهالكية وبالت))الي فهي ض))رائب غ))ير‬
‫مباشرة على االستهالك؛‬
‫‪ -‬الحقوق الجمركية‪ :‬يخضع لهذا الرسم جميع الموارد الموجهة للتصدير واالستراد؛‬
‫‪ -‬الجباي‪$‬ة البترولي‪$‬ة‪ :‬تتك))ون من مجم))وع إقتط))اعين هم))ا‪ :‬ض))ريبة على إنت))اج الب))ترول الس))ائل والغ))از‬
‫ه) ))ذا من جه) ))ة وض) ))ريبة مباش) ))رة على األرب) ))اح الناتج) ))ة عن نش) ))اطات البترولي) ))ة المتعلق) ))ة ب) ))البحث‬
‫واالستغالل والنقل عبر القنوات؛‬
‫‪ -1-1-2‬الحصة المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية‪$‬‬
‫وتمثل نسبة من األرباح الصافية للمؤسسة بع)د اقتط)اع اش)تراكات العم)ال حيث أ‪ ‬ن ه)ذه الض)ريبة‬
‫تخضع للقواعد المطبقة في مادة الضرائب على األرباح التجارية والصناعية‪.‬‬
‫‪ -1-1-3‬الغرامات‬
‫وتتمثل في العقوبات المالية الصادرة عن هيئة قضائية مثل المحكمة‪ ،‬مجلس المحاس))بة‪...‬الخ‪ ،‬كم))ا‬
‫قد تفرضها هيئة إدارية مثل مفتشية األسعار‪ ،‬مفتشية الجمارك‪.‬‬

‫‪ -1-2‬اإليرادات االختيارية‬
‫يتكون هذا النوع من الموارد على المشاركات والمساهمات المدفوعة إيراديا من طرف األشخاص‬
‫مقابل استفادتهم بسلعة أو خدمة ما دون غيرهم من طرف الدولة ومنها‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬مداخيل أمالك الدولة‬
‫وهي الموارد التي تحصل عليها الدولة مقابل تصفيتها لثرواتها الطبيعية كالمناجم والغابات ‪...‬الخ‬
‫أو استغاللها في شكل إج)ازة أو خدم)ة أو رخص)ة ومن هن)ا يمكن أن نم‪‬ي)ز ن)وعين من م)داخيل أمالك‬
‫الدولة وهي‪:‬‬

‫‪372‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫م‪$$‬داخيل التص‪$$‬فية‪ :‬وتتمث))ل في الم))وارد ال))تي تحص))ل عليه))ا الدول))ة نتيج))ة تص))فية ثرواته))ا حيث‬ ‫‪-1‬‬
‫يتمتدبيرها بشكل اتفاقي بين الدولة والمستفيد من خالل نقل ملكيتها عن طريق التنازل مث))ل األراض))ي‬
‫التابعة للدولة‪ ،‬المساكن‪ ،‬المتاجر‪... ،‬الخ‪.‬‬
‫م‪$$ $‬داخيل االس‪$$ $‬تغالل‪ :‬ه) ) ))ذا الن) ) ))وع من الم) ) ))وارد يتم ت) ) ))دبيرها من خالل اإليج) ) ))ار أو الخدم) ) ))ة أو‬ ‫‪-2‬‬
‫الرخصة التي يستفيد منها األشخاص( طبيعين أو معنويين) الخ))واص أو العموم))يين ومن ه))ذه الم))وارد‬
‫نذكر‪:‬‬
‫م))داخيل اس))تغالل المن))اجم والمق))الع‪ ،‬م))داخيل الغاب))ات‪ ،‬م))داخيل اس))تخراج المنتج))ات من أمالك الدول))ة‪،‬‬
‫مداخيل رخص إنشاء محطات توزيع المشتقات البترولية على حافة الط)رق العمومي)ة‪ ،‬م)داخيل أش))غال‬
‫نقل وتوزيع المياه والكهرباء والغاز المنشأ بالطرق الوطنية‪ ،‬مداخيل استغالل الغابات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ 1-2-2‬التكاليف المدفوعة مقابل الخدمات المقدمة من طرف الدولة‬
‫تمث)ل ه)ذه الم)داخيل ك)ل المكاف)آت ال)تي تحص)ل عليه)ا الدول)ة مقاب)ل اس)تعمال خ)دماتها ويمكن أن نم‬
‫‪‬يز ثالث أنواع من هذه المداخيل المحصلة‪:‬‬
‫‪ -‬المكافآت المحصلة من النشاطات الصناعية والتجارية للدولة مقابل ما تؤديه من خدمات؛‬
‫‪ -‬المكافآت المحصلة من النشاطات المالية للدولة مثل ما تقدمه من نشاطات مصرفية؛‬
‫‪ -‬المكافآت المحصلة من النشاطات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬أموال المساهمات والهدايا والهبات‬
‫ه))ذا الن))وع من الم))وارد تق))دم للدول))ة ب))دون مقاب))ل وتتمث))ل في اإلس))هامات المالي))ة المقدم))ة من ط))رف‬
‫األفراد بمحض إرادتهم بهدف تمويل نفقة عمومية‪ .‬وبصفة عامة يمكن‬

‫الق))ول أ‪ ‬ن اإلي))رادات العام))ة النهائي))ة المطبق))ة على الميزاني))ة العام))ة للدول))ة المعروض)ة) عموم))ا حس))ب‬
‫الطبيعة القانونية والمصنفة) في الجدول – أ‪ -‬الملحق لقانون المالي)ة في ب)ابين هم)ا‪ :‬الم)وارد العادي)ة‪،‬‬
‫الجباية البترولية كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫‪373‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ ) 11‬يوضح اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة ‪ 2006‬الجدول‪ -‬أ‪-‬‬
‫المبالغ( بآالف دج)‬ ‫إيرادات الميزانية‬
‫‪ -1‬الموارد العادية‬
‫‪ -1-1‬اإليرادات الجبائية‪:‬‬
‫‪168140000‬‬ ‫‪ -201 -001‬حاصل الضرائب المباشرة‪............................................‬‬
‫‪21610000‬‬ ‫‪ -002-201‬حاصل التسجيل والطابع‪...............................................‬‬
‫‪303090000‬‬ ‫‪ -003-201‬حاصل الرسوم المختلفة على األعمال‪.................................‬‬
‫‪117880000‬‬ ‫( منها الرسم على القيمة المصافة على المنتجات المستوردة‪$........................‬‬

‫‪374‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪850000‬‬ ‫‪ -004-201‬حاصل الضرائب غير المباشرة‪........................................‬‬


‫‪117080000‬‬ ‫‪ -201 -005‬حاصل الجمارك‪$......................................................‬‬
‫‪610770000‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)1‬‬
‫‪ -1-2‬اإليرادات العادية‪:‬‬
‫‪12500000‬‬ ‫‪ -006-201‬حاصل دخل األمالك الوطنية‪$...........................................‬‬
‫‪10000000‬‬ ‫‪ -007-201‬الحواصل المختلفة للميزانية‪$...........................................‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ -008-201‬اإليرادات النظامية‪.....................................................‬‬

‫‪22500000‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)2‬‬


‫‪ -1-3‬اإليرادات األخرى‪:‬‬
‫‪118650000‬‬ ‫اإليرادات األخرى‪....................................................................‬‬
‫‪118650000‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)3‬‬
‫‪751920000‬‬ ‫مجموع الموارد العادية‬
‫‪ -2‬الجباية البترولية‪:‬‬
‫‪916000000‬‬ ‫‪ -011-201‬الجباية البترولية‪$......................................................‬‬
‫‪1667920000‬‬ ‫المجموع العام لإليرادات‬
‫المصدر‪ :‬قانون ‪ 16 -05‬المؤرخ في ‪ 31/12/2005‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2006‬‬

‫‪ -2‬سمات النظام الضريبي الجزائري‬


‫يتضمن التشريع الضريبي مجموعة القوانين واألنظمة والتعليمات واإلج)راءات والقواع)د واألس))اليب‬
‫التي تح)دد النظ))ام الض)ريبي) في بل))د م)ا‪ ،‬في حين النظ))ام الض)ريبي ه))و مجموع))ة الف))وائض المالي)ة ال))تي‬
‫تفرض الدولة اقتطاعها من المكلفين خالل زمن معين‪،‬‬
‫ويش) ))ترط في ه) ))ذه الف) ))وائض أن تك) ))ون مش) ))تقة من بيئته) ))ا مراعي) ))ة للتط‪‬ور الت) ))اريخي للبالد والواق) ))ع‬
‫االجتماعي والمستوى االقتصادي وأن تعلن بقرارات سياسية‪.‬‬
‫تع‪‬د الض))رائب أح))د األدوات الرئيس))ية للسياس))ة المالي))ة وال))تي يع))د دوره))ا ال))دور التم))ويلي إلى دورا‬
‫أك))ثر عمق))ا في توجي))ه النش))اط االقتص))ادي كمواجه))ة الض))غوط التض))خمية ومعالج))ة التف))اوت الكب))ير في‬
‫مستويات الدخول تحقيقا لمبدأ العدالة االجتماعية في توزيع الثروة‪ ،‬وبهذا الشكل لم تع))د الض))ريبة محا‬
‫‪‬يدة بل أداة لتوجيه النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫إذا ك ))انت األنظم ))ة الجبائي ))ة لل ))دول النامي ))ة تمت ))از بتع ))دد ص ))ور هيكله ))ا الجب ))ائي فإ ‪ ‬ن ه ))ذه األنظم ))ة‬
‫الجبائي ))ة تش ))ترك في ع ))دة خص ))ائص والجزائ ))ر باعتباره ))ا دول ))ة من ال ))دول النامي ))ة فق ))د امت ))از نظامه ))ا‬
‫‪375‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الجب ) ))ائي الم ) ))وروث عن االس ) ))تعمار بمجموع ) ))ة من الخص ) ))ائص والمم‪‬ي ) ))زات كتش ) ))عبه( وج ) ))وده ع ) ))دة‬
‫أصناف) حيث كل صنف مستقل عن اآلخر‪ ،‬وقد عملت الحكومة بهذا النظام مع إدخال ع))دة تع))ديالت‬
‫عليه منسنة ألخرى حتى أصبح على ما هو عليه حاليا‪.‬‬
‫المتتبع للنظام الضريبي الجزائري يالحظ أنﹼه م‪ ‬ر بعدة مراحل‪:‬‬
‫المرحل) ))ة األولى مباش) ))رة بع) ))د االس) ))تقالل أين تم‪‬ي) ))ز ه) ))ذا النظ) ))ام بنقص كب) ))ير في اإلط) ))ارات‬ ‫‪-‬‬
‫والخبرة مما حتﹼم على الحكومة االحتفاظ بالنظام السائد وقت االستعمار؛‬
‫المرحل) ))ة الثاني) ))ة تم‪‬ي) ))زت بإص) ))الحات ش) ))كلية حيث ع) ))رفت الض) ))ريبة في ه) ))ذه المرحل) ))ة دورا‬ ‫‪-‬‬
‫حياديا( تمويل الخزينة)؛‬
‫المرحل))ة الثالث))ة حيث ع))رف النظ))ام الض))ريبي خالل ه))ذه الف))ترة إص))الحات جذري))ة‪ ،‬أين ت‪‬م‬ ‫‪-‬‬
‫التخلي عن نظام الضريبة النوعية وح ّل محلﹼه نظام الضربية الش)امل‪ ،‬كم)ا أ‪ ‬ن ه)ذا التغ‪‬ي)ر ت)زامن‬
‫م))ع اإلص))الحات االقتص))ادية الك))برى ال))تي انتهجته))ا الدول))ة الجزائري))ة بالتع))اون م))ع المؤسس))ات المالي))ة‬
‫الدولي ))ة ه)))ذا من جه ))ة‪ ،‬ومن جه ))ة أخ ))رى ح)))تى يتماش ))ى النظ ))ام الض ))ريبي الجزائ ))ري م ))ع األح ))داث‬
‫العالمية واألنظمة الضريبية األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى النظام االقتصادي الوطني الذي تح ‪‬ول من نظام‬
‫مخطط إلى نظام يعتمد على آليات الس)وق( اقتص)اد الس)وق)‪ ،‬واله)دف األساس)ي من ه)ذه اإلص)الحات‬
‫عصرنة النظام الضريبي على المستوى التشريعي والتنظيمي‪.‬‬
‫سوف نركﹼز في إشارتنا هذه إلى مم‪‬يزات النظام الضريبي الجديد بعد إصالحات ‪.1991‬‬

‫‪ -2-1‬مم‪‬يزات النظام الضريبي‪ $‬بعد اإلصالحات‬


‫كانت تطبق الجزائر مع مطلع التسعينات من القرن الماضي نظاما ضريبيا معق))دا ومش))وها بدرج))ة‬
‫كب ))يرة م ))ع تعقي ))ده نظ ))را للع ))دد الكب ))ير من أن ))وع الض ))رائب والمع‪‬دالت باإلض ))افة إلى ع ))دم اس ))تقراره‬
‫حيث منذ االستقالل وهو يعرف تع)ديالت س)واء في إط)ار ق)وانين المالي)ة الس)نوية أو في إط)ار ق)وانين‬
‫أخرى ذات صلة بالنشاط االقتصادي‪ ،‬وبهدف إزال)ة ه)ذه العراقي)ل ال)تي أص)بحت تعي)ق عملي)ة التنمي)ة‬
‫االقتص ))ادية من جه ))ة وعص ))رنة النظ ))ام الض ))ريبي وتبس ))يطه والوص ))ول إلى ش ))فافية أوض ))ح في إط ))ار‬
‫فرض الضريبة من جهة ثانية عجلت الحكوم)ة بوض)ع إص))الح ش))امل للنظ))ام الض))ريبي المعتم)د ش))مل‬

‫‪376‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫اإلص ))الح الج ))انب التش ))ريعي من حيث التش ))ريعات الجدي ))دة والتنظيمي من حيث تنظيم وإ ع ))ادة تنظيم‬
‫اإلدارة الجبائي) ))ة‪ .‬وهك) ))ذا من) ))ذ س) ))نة ‪ 1992‬أدت اإلص) ))الحات إلى إزال) ))ة بعض المش) ))كالت المرتبط) ))ة‬
‫بتص))ميم النظ))ام الض))ريبي الجدي))د وأدخلت ض))رائب جدي))دة وفق))ا لمتطلب))ات اقتص))اد الس))وق‪ ،‬حيث أ‪ ‬ن‬
‫ه ))ذه اإلص ))الحات س ))محت من جه ))ة لألش ))خاص الطبيع ))يين من التعام ))ل م ))ع ض ))ريبية واح ))دة لل ))دخل‪،‬‬
‫أ مااألشخاص المعنويين فأوجبت عليهم الضريبة على أرباح الشركات من جهة أخرى‪.‬‬
‫وهك ))ذا ك ))ان ق ))انون ‪( 36-90‬الم ))ادة ‪ )38‬المتض ))من ق ))انون المالي ))ة لس ))نة ‪ 1991‬ق ))د وض ))ع ح ))د لنظ ))ام‬
‫الض ))ريبة النوعي ))ة والتكميلي ))ة والتخفيض ))ات المفرط ))ة ال ))تي تح ))رم خزين ))ة الدول ))ة من م ))وارد مالي ))ة ج ))د‬
‫هام ) ))ة‪ ،‬فك ) ))ان إص ) ))الح ‪ 1992‬به ) ))دف تحقي ) ))ق أه ) ))داف الض ) ))ريبة المعاص ) ))رة ف ) ))أدى إلى تحس ) ))ين نظ ) ))ام‬
‫الضرائب المباشرة وغير المباشرة على النحو التالي‪:‬‬
‫فيما يتعلق بالضرائب) المباشرة ت‪‬م إنشاء ض))ريبتين جدي))دتين على ال))دخل‪ ،‬األولى تعلقت باألش))خاص‬
‫الطبيع) ) ) ))يين وتمثلت في الض) ) ) ))ربية على ال) ) ) ))دخل اإلجم ) ) ))الي ‪ IRG‬وهي ض) ) ) ))ريبة أحادي) ) ) ))ة على دخ) ) ) ))ل‬
‫األش) ))خاص الطبيع) ))يين‪ ،‬حيث أدمج فيه) ))ا ع) ))دد كب) ))ير من الض) ))رائب المطبق) ))ة على الم) ))داخيل المختلف) ))ة‬
‫لش))خص م))ا‪ .‬ومن))ه يعت))بر ه))ذا التح‪‬ول م))ا ه))و إالﹼ تبس))يط للنظ))ام الض))ريبي الس))ابق ال))ذي يتم‪‬ي))ز بتع))دد‬
‫الض))رائب‪ ،‬الثاني))ة تف))رض على األش))خاص المعن))ويين والمتعلق))ة بالض))ريبة على أرب))اح الش))ركات ‪IBS‬‬
‫بحيث أ‪ ‬ن ه ))ذه الض ))ريبة تعت ))بر االختي ))ار الح ))الي لمختل ))ف ال ))دول وذل ))ك تحت م ))دلول تط ))بيق ض ))ريبة‬
‫مس))تقلة على خالف م))ا ك))ان علي))ه في الس))ابق حس))ب النظ))ام الن))وعي‪ ،‬واله))دف من ه))ذا اإلص))الح ه))و‬
‫تنظيم اقتص)))ادي بفض)))ل التخفيض في نس)))بة االقتطاع)))ات الض ))ريبية األم ))ر ال ))ذي يعطي تحف ))يزا أك)))بر‬
‫لالستثمار وذلك‬

‫باالس))تفادة من مختل))ف االمتي))ازات الممنوح))ة في ه))ذا المج))ال‪ .‬وفيم))ا يتعل))ق بالض))رائب غ))ير المباش))رة‬
‫كان العنصر المهم في اإلصالح هو إدخال ضريبة القيمة المضافة ‪ TVA‬وك))انت ه))ذه الض))ريبة) أك))ثر‬
‫بساطة من نظام الضرائب غير المباشرة الس))ابقة‪ ،‬وس))محت بتوس))يع القاع))دة الض))ريبية وإ ح))داث خفض‬
‫كبير في المع‪‬دالت األعلى‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫أشرنا سابقا أ‪ ‬ن الهدف من النظام الضريبي الجديد( بعد اإلصالحات) هو تبسيط النظام الض))ريبي‪،‬‬
‫وتخفي))ف العبء الض))ريبي حيث ه))ذا األخ))ير يحف))ز المؤسس))ة على مزاول))ة نش))اطها والتوس))ع في))ه‪ ،‬كم))ا‬
‫أنﹼه ق))د يش))جع تك))وين مؤسس))ات جدي))دة‪ ،‬ومن ش))روط نج))اح أ‪ ‬ي نظ))ام ض))ريبي وج))ود إدارة ض))ريبية‬
‫فعالة تسهر على تطبيقه ومتابعته‪ ،‬وفي هذا اإلطار سجلت سنة ‪ 1992‬مجموعة إجراءات أتخ))ذت من‬
‫أجل الحفاظ على األهداف األساسية لإلصالح الضريبي) خاصة واالقتصادي عام))ة من أج))ل اس))ترجاع‬
‫وتيرة النمو االقتصادي‪ ،‬هذه الوضعية الجدي))دة تتطلب من اإلدارة الض))ريبية الفعالي))ة والمردودي))ة ومن‬
‫لق ) )د ج) ))اء‬ ‫أج) ))ل ذل) ))ك وض) ))عت خط) ))ة اس) ))تراتيجية طموح) ))ة به) ))دف إع) ))ادة تنظيم اإلدارة الجبائي) ))ة‪.‬‬
‫‪ 91-60 ) ) ،196‬اللﹼذين تبن) ))ا مب) ))ادئ الالمركزي) ))ة واس) ))تقاللية اإلدارةالجبائي) ))ة في‬ ‫المرس) ))ومان ‪) -90‬‬
‫تسييرها لهذا ظهرت اإلدارة الضريبية في شكلها والمتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬على المستوى المركزي نجد المديرية العامة‪،‬‬
‫‪ -‬على المستوى الجهوي نجد الميديرة الجهوية؛‬
‫‪ -‬على المستوى الوالئي نجد المديرية الوالئية؛‬
‫‪ -‬المصالح الخارجية والمفتشيات والقباضات‪.‬‬
‫والمالحظ أ‪ ‬ن هذا التنظيم الجديد يمتاز بالوحدوية وهذا م))ا يه))دف إلي))ه المش))رع قص))د الوص))ول إلى‬
‫جباي))ة تس))تطيع أن ت))ؤدي أه))دافها وخاص))ة التم))ويلي‪ )،‬ه))ذا م))ا أدى بالحكوم))ة إلى توف))ير ط))رق وأس))اليب‬
‫في الربط في التحصيل وفي التنازع من أجل حسن توافق مع المجتمع المعاصر ومع المعطي))ات ال))تي‬
‫أفرزتها اإلصالحات االقتصادية المنتهجة‪.‬‬
‫إض))افة إلى م))ا س))بق لق))د ت‪‬م إعط))اء ن))وع من االس))تقاللية لإلدارة الجبائي))ة في تس))يير ش))ؤونها‪ ،‬كم))ا‬
‫قامت اإلدارة الضريبية بإعداد مخطط معلوماتي بموجب المرسوم ‪ 92 -210‬أين ت‪‬م إنشاء مديرية‬
‫مكلف ))ة بقي)))ادة ه)))ذه العملي)))ة‪ ،‬حيث ت‪‬م إدخ ))ال اإلعالم اآللي في ك ))ل المس ))تويات‪ ،‬بع ))د أن ك ))انت ه)))ذه‬
‫العملية تتمركز على المستوى المركزي‪ ،‬باإلضافة‬

‫لإلج ))راءات الس ))ابقة راحت تعم ))ل اإلدارة المركزي ))ة والجهوي ))ة على التق ))رب من الم ))واطن عن طري ))ق‬
‫تنظيم أبواب مفتوحة أو مطبوعات باإلضافة إلى استعمال وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن وجود إدارة ضريبية فعالة ينعكس إيجابيا على مردودية النظام الضريبي السائد‪ .‬وأخ))يرا يمكن‬
‫توضيح هيكل النظام الضريبي) بعد اإلصالحات في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ ) 12‬يوضح هيكل النظام الضريبي لسنة ‪.2004‬‬


‫المعدل‬ ‫الضريبة‬
‫‪ -I‬الضرائب المباشرة‪:‬‬
‫جدول متصاعد بحيث الدخل المعني ال يتجاوز ‪ 60000‬دج بينما أعلى مع‪‬دل‬ ‫‪ -‬الضريبة على الدخل اإلجمالي‬

‫‪ %40‬المواف‪$$‬ق لل‪$$‬دخل ال‪$$‬ذي يزي‪$$‬د عن ‪ 3240000‬دج يوج‪$$‬د مع‪‬دلين هم‪$$‬ا‪:‬‬ ‫‪IRG‬؛‬

‫‪%30 ،%15‬؛ ‪%2‬‬


‫‪ -‬الضريبة على أرباح الشركات‪IBS‬؛‬
‫‪%3‬‬
‫‪ -‬الرسم على النشاط المهني‪TAP‬؛‬
‫‪ -‬الدفع الجزافي ‪. VF‬‬
‫‪ -II‬الرسوم المماثلة الخاصة‪:‬‬
‫الرسم العقاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 3‬بالنسبة لألمالك المبنية بأتم معنى الكلمة؛‬
‫*‪ -‬على األمالك‬
‫‪ 10%‬بالنسبة لألمالك المبنية لالستعمال الكلي الموجودة في مناطق مح‬ ‫المبنية؛‬
‫‪‬ددة؛‬

‫‪ 5%‬خاص باألراضي التي مساحتها أصغر أو تساوي ‪500‬متر مربع؛‬

‫‪ 7%‬خاص باألألراضي التي مساحتها أكبر من ‪ 500‬وأصغر أو تساوي‬


‫‪ 1000‬متر مربع؛‬

‫‪379‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ 10%‬بالنسبة لألراضي التي مساحتها أكبر من ‪ 1000‬متر مربع؛‬

‫‪ 5%‬خاص باألمالك التي توجد في مناطق غير حضرية‪.‬‬

‫‪ 3%‬بالنسبة لألراضي الفالحية‪.‬‬


‫الضريبة على الثروة ‪IP‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪$$‬دول متص‪$$‬اعد بحيث ال‪$$‬دخل المعفي يق‪$$‬ل أو يس‪$$‬اوي ‪ 12000000‬دج بينم‪$$‬ا‬
‫أعلى مع‪‬دل يساوي ‪ %2.5‬الموافق للدخل الذي يزيد عن ‪ 50000000‬دج‪.‬‬
‫رسم التطهير ‪TA‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 150‬دج للعائلة التي توجد في بلدية ال يتجاوز عدد سكانها ‪50000‬‬
‫نسمة؛‬
‫‪ 200‬دج للعائلة التي توجد في بلدية التي عدد سكانها أكبر أو يساوي‬
‫‪ 50000‬نسمة؛‬
‫‪ 400‬دج للمحل التج‪$$‬اري ال‪$$‬ذي يوج‪$$‬د في بلدي‪$$‬ة ع‪$$‬دد س‪$$‬كانها ال يتج‪$$‬اوز‬
‫‪ 50000‬نسمة؛‬
‫‪ 500‬دج للمحل التجاري الذي يوجد في بلدية عدد سكانها أكبر أو يساوي‬
‫‪ -III‬الضرائب غير‬
‫‪ 50000‬نسمة‪.‬‬
‫المباشرة‪:‬‬
‫الرسم على القمية المضافة‬ ‫‪-‬‬
‫‪TVA‬؛‬
‫معدلين هما‪%17 ،%7 :‬؛‬
‫الضرائب غير المباشرة على‬ ‫‪-‬‬
‫حسب جدول يح‪‬دد فيه رسم قيمي‪.‬‬ ‫االستهالك( الكحول‪ ،‬التبغ‪ ،‬الذهب‪،‬‬
‫الفضة‪ ،‬البنزين)‬
‫المصدر‪ :‬ناصر مراد‪ ،‬اإلصالح الضريبي في الجزائر‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.151 ،149‬‬

‫‪ -3‬تحليل تطور إيرادات الموازنة‬


‫ع))رفت إي))رادات الموازن))ة العام))ة للدول))ة زي))ادة مس))تمرة خالل ف))ترة الدراس))ة ال))تي اس))تمر اعتماده))ا‬
‫بدرجة كبيرة على متحصالت الصادرات البترولية‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مساهمة الجباية العادية في إيرادات الموازنة‬
‫شهدت إيرادات الجباية العادية تطورا ملحوظا إذ انتقلت من ‪ 71.700‬مليون دج خالل س))نة ‪1990‬‬
‫إلى ‪ 241.992‬مليون دج سنة ‪ 1995‬واستمرت ه\ه الزيادة لتصل ‪ 329.828‬مليون دج سنة‬
‫‪380‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ 1998‬حيث بلغت مس ) ))اهمتها في اإلي ) ))رادات اإلجمالي ) ))ة ‪ %42.5‬وه ) ))ذا راج ) ))ع لألداء الجي ) ))د لحص ) ))يلة‬
‫الض))رائب الخاص))ة بالتج))ارة‪ ،‬كم))ا ارتفعت حص))يلة الرس))وم الجمركي))ة وض))ريبة القيم))ة المض))افة على‬
‫ال ))واردات نتيج)))ة تحري)))ر التج ))ارة الخارجي)))ة وتوس ))يع نط)))اق المب ))ادالت‪ ،‬كم ))ا اتجهت الض ))رائب نح ))و‬
‫االرتف ))اع وذل ))ك نتيج ))ة الت ))دابير المتخ ))ذة ض ))من برن ))امج التص ))حيح الهيكلي ال ))ذي ج ))اء فيه ))ا رف ))ع مع ))دل‬
‫الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪ IRG‬والتقليل من اإلعفاءات من الرسم على القيمة المضافة باإلض)افة‬
‫إلى رف ) ))ع مع ) ))دل الض ) ))ريبة على األرب ) ))اح المع ) ))اد اس ) ))تثمارها من ‪ %5‬إلى ‪ %33‬زي ) ))ادة على انتع ) ))اش‬
‫الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫غ))ير أن الجباي))ة العادي))ة ع))رفت ت))دهورا ابت))داء من س))نة ‪ 1999‬حيث بلغت ‪ 314.013‬ملي))ون دج و‬
‫‪ 233.502‬كلي ))ون دج س ))نة ‪ ،2000‬إن ك ))ان ه ))ذا االنخف ))اض يعرق ))ل نت ))ائج النم ))و فإن ))ه يط ))رح مش ))كل‬
‫تحص ))يل الض ))رائب الن ))اتج عن غي ))اب المتابع ))ة الجبائي ))ة الص ))ارمة لكب ))ار المكلفين بالض ))رائب‪ ،‬ض ))يق‬
‫قاع))دة الجباي))ة العادي))ة‪ ،‬وتج))در اإلش))ارة إلى الخس))ارة ال))تي تع))اني منه))ا الخزين))ة العمومي))ة نتيج))ة الغش‬
‫والته) ))رب الض) ))ريبي باإلض) ))افة إلى انخف) ))اض الض) ))رائب على األج) ))ور ‪ IRG‬نتيج) ))ة لتزاي) ))د عملي) ))ات‬
‫التسريح للعمال وغلق المؤسسات‪.‬‬
‫لق ))د ش ))هدت إي ))رادات الجباي ))ة العادي ))ة تط ))ورا ملحوظ ))ا ابت ))داء من س ))نة ‪ 2001‬حيث بلغت ‪398238‬‬
‫ملي ))ون دج أي نس)))بة ‪ %26.4‬من اإلي)))رادات اإلجمالي)))ة‪ ،‬وق)))د اس ))تمرت في التحس ))ن من س ))نة ألخ ))رى‬
‫لتص))ل س))نة ‪ 2004‬إلى ‪ 471.200‬ملي))ون دج م))ا يمث))ل ‪ %45.8‬من اإلي))رادات اإلجمالي))ة وبمع))دل نم))و‬
‫‪ %23.6‬هذا التحسن في إيرادات الجباي))ة العادي)ة راج))ع لع))دة عوام))ل ن)ذكر منه)ا تط)بيق تقني))ة االقتط)اع‬
‫من المص ) )در فيم) ))ا يخص الض) ))ريبة) على ال) ))دخل اإلجم) ))الي‪ ،‬واإلج) ))راءات المتخ) ))ذة من ط) ))رف الدول) ))ة‬
‫فيمحاربة الغش الضريبي‬

‫‪381‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫والته ))رب الض ))ريبي‪ ،‬باإلض ))افة لتحس ))ن الوض ))عية المالي ))ة للمؤسس ))ات التابع ))ة للقط ))اع الخ ))اص بفض ))ل‬
‫التشجيعات التي قدمتها الدولة للقط)اع الخ)اص ومن ثم ارتف)اع حص))يلة الض)ريبة على أب))راح الش))ركات‬
‫‪.IBS‬‬
‫وأخ))يرا يمكن تط))وير م))ردود الجباي))ة العادي))ة أك))ثر عن طري))ق متابع))ة ص))ارمة لك))ون الجباي))ة العادي))ة‬
‫أكثر استقرارا وأقل تذبذبا من الجباية البترولية وهذا يساعد على االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -3-2‬مساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة‬
‫تلعب الجباية البترولية دورا هاما في إيرادات الموازنة العامة للدولة ومن ثم تغطية النفقات العامة‪،‬‬
‫حيث يشكل هذا النوع من الجباية المصدر األساسي لإليرادات العامة‪.‬‬
‫وقب ) ))ل التط ) ))رق ل ) ))دور الجباي ) ))ة البترولي ) ))ة يمكن اإلش ) ))ارة إلى أنه ) ))ا ع ) ))رفت تزاي ) ))د مس ) ))تمر من بداي ) ))ة‬
‫التسعينات إلى غاية بداية األلفية الثالثة ‪ 2002‬ما عدا التذبذب الذي لح))ق به)ا س))نة ‪ 1993‬وك))ذلك س))نة‬
‫‪.1998‬‬
‫من الجدول رقم‪ 13‬يتضح أن اإليرادات الجبائي)ة البترولي))ة خالل س))نة ‪ 1990‬بلغت ‪ 76.200‬ملي))ون‬
‫دج ثم ارتفعت إلى ‪ 161.500‬ملي ) ))ون دج س ) ))نة ‪ 1991‬ويع ) ))ود ذل ) ))ك إلى الطلب الكب ) ))ير على الم ) ))وارد‬
‫البترولي))ة بس))بب ح))رب الخليج وق))د اس))تمرت في الزي))ادة لتص))ل إلى ‪ 564.765‬ملي))ون دج س))نة ‪1997‬‬
‫أي بنسبة ‪ %60‬من اإليرادات اإلجمالية‪.‬‬
‫ثم تراجعت سنة ‪ 1998‬إلى ‪ 378.556‬مليون دج بسبب انخفاض سعر برمي)ل النف)ط رغم ه)ذا تبقى‬
‫مساهمتها أكبر من مساهمة الجباية العادي))ة ثم تحس))نت باس))تمرار إلى غاي))ة ‪ 2001‬أين بلغت ‪956.38‬‬
‫‪ 9‬بنس ) ) ))بة ‪ %63.52‬من اإلي) ) ))رادات اإلجمالي ) ) ))ة أي انخف) ) ))اض مس) ) ))اهمتها ويرج) ) ))ع ه ) ) ))ذا االرتف ) ) ))اع إلى‬
‫التحفيزات والتشجيعات للشراكة األجنبية‪ ،‬أم))ا انخف))اض مس))اهمتها ف))يرجع إلى ارتف))اع إي))رادات الجباي))ة‬
‫العادية وهو ما تسعى إليه الدولة بهدف تنويع إيراداتها‪.‬‬
‫ثم ت))راجعت الجباي))ة البترولي))ة ابت))داء من س))نة ‪ 2002‬لتص))ل إلى ‪ 836.060‬ملي))ون دج س))نة ‪2003‬‬
‫وحينه))ا بلغت نس))بة مس))اهمتها في م))وارد الميزاني))ة نس))بة ‪ %47.80‬وهي أص))غر نس))بة بع))د س))نة ‪1994‬‬

‫‪382‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫أي بنس) ))بة تراج) ))ع ق) ))درها ‪ ،%2.2‬ويمكن تفس) ))ير ه) ))ذا ال) ))تراجع بانخف) ))اض أس) ))عار تص) ))ديرالمحروقات‬
‫الغازية التي عانت من آثار تراجع أسعار النفط الخام‪.‬‬

‫ع))رفت إي))رادات الجباي))ة البترولي))ة تحس))ن س))نة ‪ 2004‬حيث بلغت ‪ 862.200‬ملي))ون دج بمع))دل نم))و‬
‫‪ %3‬وبنس))بة ‪ %49.55‬مس))اهمة في إي))رادات الميزاني))ة‪ ،‬إن ه))ذا االرتف))اع النس))بي ألس))عار النف))ط س))مح‬
‫للجزائ))ر أن ترف))ع من احتياط))ات الص))رف بص))فة معت))برة إذ بلغت ‪ 43. 1‬ملي))ار دوالر نهاي))ة ‪،2004‬‬
‫‪302‬‬

‫وهذا ما يزيد من قوة مقاوم))ة االقتص)اد الوط))ني إزاء الص)دمات الخارجي))ة‪ ،‬وللت)ذكير أن انهي)ار أس)عار‬
‫النف ))ط س ))نة ‪ 1998‬انعكس على احتياط)))ات الص)))رف أين بلغت ‪ 4.4‬ملي ))ار دوالر نهاي ))ة ‪ 1999‬وأدت‬
‫هذه األزمة على غرار أزمة ‪ 1986‬إلى انهيار االدخار ومن ثم االستثمار والنمو‪.‬‬
‫وهك) ))ذا رغم أهمي) ))ة الجباي) ))ة البترولي ) )ة) في تموي) ))ل خزين) ))ة الدول) ))ة فإنه) ))ا تبقى م) ))ورادا غ) ))ير مس) ))تقرا‬
‫الرتباطه ومن ثم االقتصاد الوطني بعدة عوامل خارجية منها‪:‬‬
‫س ))عر الص ))رف‪ ،‬س ))عر البرمي ))ل الخ ))ام‪ ،‬الطلب على المحروق ))ات على المس ))توى ال ))دولي‪ ،‬باإلض ))افة إلى‬
‫الظروف المناخية‪ ،‬ومن هنا تظهر حتمية تطوير إيرادات الجباية العادية‪.‬‬

‫‪ - 302‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع تقرير الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪.2004‬‬
‫‪383‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫يمكن أن نورد مجموعة من الجداول التي تتناول تط‪‬ور إيرادات الموازنة‪ ،‬ومع‪‬دالت‬
‫العبءالضريبي‪ )،‬ومساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة‪.‬‬

‫االجدول رقم(‪ ) 13‬يوضح تط‪ ‬ور إيرادات الموازنة خالل الفترة ‪.2004 -1990‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬
‫مجموع اإليرادات‬ ‫نوع اإليرادات‬ ‫السنوات‬

‫غير الجبائية‬ ‫منها البترولية‬ ‫الجبائية‬


‫‪152500‬‬ ‫‪5200‬‬ ‫‪76200‬‬ ‫‪147300‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪248900‬‬ ‫‪4700‬‬ ‫‪161500‬‬ ‫‪244200‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪311864‬‬ ‫‪9200‬‬ ‫‪193800‬‬ ‫‪302664‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪313949‬‬ ‫‪13262‬‬ ‫‪179218‬‬ ‫‪300687‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪477181‬‬ ‫‪78831‬‬ ‫‪222176‬‬ ‫‪398350‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪611731‬‬ ‫‪33591‬‬ ‫‪336148‬‬ ‫‪578140‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪825157‬‬ ‫‪38557‬‬ ‫‪495997‬‬ ‫‪786600‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪926668‬‬ ‫‪47890‬‬ ‫‪564765‬‬ ‫‪878778‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪774511‬‬ ‫‪66127‬‬ ‫‪378556‬‬ ‫‪708384‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪950496‬‬ ‫‪75608‬‬ ‫‪560121‬‬ ‫‪874888‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪1125161‬‬ ‫‪55422‬‬ ‫‪836237‬‬ ‫‪1069739‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1505526‬‬ ‫‪150899‬‬ ‫‪956389‬‬ ‫‪1354627‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1432800‬‬ ‫‪177388‬‬ ‫‪942904‬‬ ‫‪1255412‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1517673‬‬ ‫‪116049‬‬ ‫‪836060‬‬ ‫‪1401624‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1618400‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫‪862200‬‬ ‫‪1603400‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪- ONS, Rétrospective Statistique( 1970- 2002), Edition 2005.‬‬
‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي للسنوات ‪،2002 ،2001 ،2000‬‬

‫‪.2004 ،2003‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد للسنوات ‪.2004 ،2003 ،2002‬‬

‫‪384‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ ) 14‬يوضح تط‪ ‬ور مع‪‬دالت العبء الضريبي خالل الفترة ‪ .2004 -1990‬الوحدة‪ :‬مليون دج‬
‫العبء الضريبي‪%‬‬ ‫الناتج الداخلي الخام‬ ‫الحصيلة الجبائية‬ ‫السنوات‬
‫‪554388.1‬‬

‫‪26.56‬‬ ‫‪147300‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪862132.8‬‬
‫‪1074695.8‬‬
‫‪28.32‬‬ ‫‪244200‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪1189724.9‬‬
‫‪28.32‬‬ ‫‪302664‬‬ ‫‪1992‬‬

‫‪1487403.6‬‬
‫‪25.27‬‬ ‫‪300687‬‬ ‫‪1993‬‬

‫‪2004994.7‬‬
‫‪26.78‬‬ ‫‪398350‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪2570028.9‬‬
‫‪28.83‬‬ ‫‪578140‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪2780168‬‬
‫‪30.60‬‬ ‫‪786600‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪2830490.7‬‬

‫‪31.61‬‬ ‫‪878778‬‬ ‫‪1997‬‬


‫‪3238197.5‬‬

‫‪385‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪25.02‬‬ ‫‪4123513.9‬‬ ‫‪708384‬‬ ‫‪1998‬‬

‫‪27.01‬‬ ‫‪4260810.7‬‬ ‫‪874888‬‬ ‫‪1999‬‬


‫‪1069739‬‬

‫‪25.97‬‬ ‫‪4537690.6‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪1354627‬‬

‫‪31.79‬‬ ‫‪4758693.‬‬ ‫‪2001‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪1255412‬‬
‫‪5379697‬‬
‫‪27.66‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1401624‬‬

‫‪29.45‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1603400‬‬

‫‪29.80‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪:‬‬
‫‪- ONS, Rétrospective Statistique (1970- 2002), Edition 2000.‬‬
‫‪- ONS, Synthèse De Comptabilité Nationale (1990-1996).‬‬
‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪.2004‬‬

‫الجدول رقم(‪ ) 15‬يوضح مساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة خالل الفترة ‪.2004 -1990‬‬
‫الوحدة مليون دج‬
‫نسبة المساهمة ‪%‬‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫اإليرادات الكلية‬ ‫السنوات‬

‫‪49.97‬‬ ‫‪76200‬‬ ‫‪152500‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪161500‬‬

‫‪64.88‬‬ ‫‪248900‬‬ ‫‪1991‬‬


‫‪193800‬‬

‫‪62.14‬‬ ‫‪311864‬‬ ‫‪1992‬‬


‫‪179218‬‬

‫‪57.08‬‬ ‫‪313949‬‬ ‫‪1993‬‬


‫‪222176‬‬

‫‪386‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪46.56‬‬ ‫‪336148‬‬ ‫‪477181‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪54.95‬‬ ‫‪495997‬‬ ‫‪611731‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪60.10‬‬ ‫‪564765‬‬ ‫‪825157‬‬ ‫‪1996‬‬

‫‪60.94‬‬ ‫‪378556‬‬ ‫‪926668‬‬ ‫‪1997‬‬

‫‪48.62‬‬ ‫‪560121‬‬ ‫‪774511‬‬ ‫‪1998‬‬

‫‪58.92‬‬ ‫‪836237‬‬ ‫‪950496‬‬ ‫‪1999‬‬


‫‪1125161‬‬

‫‪74.32‬‬ ‫‪956389‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪1505526‬‬

‫‪63.52‬‬ ‫‪942904‬‬ ‫‪2001‬‬


‫‪1432800‬‬

‫‪65.80‬‬ ‫‪836050‬‬ ‫‪2002‬‬


‫‪1517673‬‬

‫‪47.70‬‬ ‫‪862200‬‬ ‫‪2003‬‬


‫‪1618400‬‬

‫‪49.55‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ ) 16‬يوضح مساهمة الجباية العادية في إيرادات الموازنة خالل الفترة ‪.2004 -1990‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬

‫‪387‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫نسبة المساهمة‪%‬‬ ‫الجباية العادية‬ ‫مجمل اإليرادات‬ ‫السنوات‬

‫‪388‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪71700‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪152500‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪33.22‬‬ ‫‪82700‬‬
‫‪108864‬‬
‫‪248900‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪34.9‬‬
‫‪121469‬‬
‫‪311864‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪38.7‬‬
‫‪176174‬‬
‫‪313949‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪36.9‬‬
‫‪241992‬‬
‫‪477181‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪39.5‬‬
‫‪290603‬‬
‫‪611731‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪35.2‬‬
‫‪314013‬‬
‫‪825157‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪33.8‬‬
‫‪329828‬‬
‫‪926668‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪42.5‬‬
‫‪33.11‬‬ ‫‪314767‬‬
‫‪774511‬‬ ‫‪1998‬‬

‫‪20.7‬‬ ‫‪233502‬‬
‫‪950496‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪1125161‬‬
‫‪26.4‬‬ ‫‪398238‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1505526‬‬
‫‪21.8‬‬ ‫‪312508‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪1432800‬‬
‫‪37.2‬‬ ‫‪565564‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪1517673‬‬
‫‪45.8‬‬ ‫‪741200‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪1618400‬‬

‫‪2004‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الموازنة العامة للدولة في الجزائر‬


‫الموازن ))ة العام ))ة ك ))أداة لقي ))اس م ))دى تط‪‬ور الممارس ))ة الديمقراطي ))ة في المجتم ))ع‪ ،‬ومن خالله ))ا تق ))وم‬
‫الحكوم ))ة بتخص ))يص الم ))وارد المتاح ))ة لتغطي ))ة النفق ))ات الالزم ))ة إلش ))باع الحاج ))ات العام ))ة‪ ،‬ومن ث‪‬م‬
‫تعتبر الموازنة العمة للدولة قلب النظام المالي وجوهره‪.‬‬

‫‪ -1‬النظام المالي في الجزائر‬


‫ش ))هدت الجزائ ))ر ع ))بر تاريخه ))ا من العه ))د العثم ))اني م ))رورا بالعه ))د االس ))تعماري الفرنس ))ي ح ))تى‬
‫اس ))تقاللها أوض ))اع اقتص ))ادية واجتماعي ))ة وسياس ))ية مختلف ))ة تختل ))ف من ف ))ترة ألخ ))رى انعكس ه ))ذا على‬
‫النظ ))ام الم ))الي ال ))ذي ع ))رف ه ))و اآلخ ))ر ع ))دة تط‪‬ورات تجس ))دت نتائجه ))ا على الموازن ))ة العم ))ة للدول ))ة‪،‬‬
‫ولهذا نحاول أن نتطرق في عجالة لمراحل تط‪‬ور النظام المالي الجزائري في النقاط التالية‪.‬‬
‫‪303‬‬
‫‪ -1-1‬النظام المالي في المرحلة العثمانية‪$‬‬

‫خالل هذه المرحلة لم يكن هناك تنظيم معين تخضع ل)ه الجزائ)ر ب)ل ك)انت تس)ير وف)ق مبادئالش)ريعة‬
‫اإلسالمية وخالل فترة العثمانيين اعتمدت الدولة الجزائرية تنظيما‬

‫ماليا معتمدا على مصادر دخل مح‪‬ددة مثل باقي األقطار اإلسالمية‪ ،‬حيث تخض)ع تنظيم)ات مص)ادر‬
‫الدخل في جوهرها ألحكام الش)ريعة اإلس)المية باإلض))افة إلى التش)ريعات العثماني))ة ويمكن توض)يح ك)ل‬
‫من النظام الضريبي) ووجوه اإلنفاق كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النظام الضريبي) في العهد العثماني يتميز بتع‪‬دد المصادر حيث أ‪ ‬ن هذا النظام لم يستثني أ‪ ‬ي‬
‫مادة إالﹼ وخضعت للضريبة كما يتصف بالواقعية أي يأخذ واقع البالد ونفسية اآلهالي كما يستعين‬
‫الحكام في عملية التحصيل بشيوخ القبائل وأعيان المناطق لما لهم من نفوذ روحي وقبلي‪.‬‬
‫‪ - 303‬لعمارة جمال‪ ،‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.9 ،8‬‬
‫‪390‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬وجوه االنفاق العام‪ :‬جميع النفقات تتحملها خزينة الدولة ويمكن تقسيم النفقات إلى صنفين هما‪:‬‬
‫األول يتعل)))ق بالنفق) ))ات الض)))رورية) للمحافظ) ))ة على االمن ال)))داخلي والخ ))ارجي باإلض ))افة إلى مرتب) ))ات‬
‫الحاكمين والجنود ونفقات التجهيزات الحربية؛‬
‫أما النوع الثاني‪ :‬هذا النوع يساهم في الخزينة العمومي)ة بص)ورة غ))ير مباش)رة عن طري))ق بيت الم))ال‪،‬‬
‫مؤسسة أوقاف الزكاة‪ ،‬وتعتبر الميزاني))ة العمومي))ة هي القلب الن)ابض للدول)ة وك)انت تمث))ل رم)ز سياس))ة‬
‫الميزانية العامة للدولة الجزائرية قبل االحتالل الفرنسي‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫‪ -1-2‬النظام المالي في فترة االحتالل الفرنسي‬
‫غ))داة دخ))ول الفرنس))يين لم يكن هن))اك تنظيم ق))ائم يخض))ع ل))ه مالي))ة الدول))ة وك))انت تس))ير وف))ق مب))ادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تع ))ود بداي ))ة ظه ))ور النظ ))ام الم ))وازني إلى س ))نة ‪ 1833‬حيث ق ))امت لجن ))ة خاص ))ة إلى تقس ))يم النفق ))ات‬
‫الخاصة بالجزائر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬قسم خاص بالحرب وتدعيم النفقات العسكرية؛‬
‫‪ -‬قسم سمي بالميزانية ويدع‪‬م النفقات المدنية‪.‬‬
‫كما ت‪‬م دعم إجراء تنظيم الميزانية في المجال اإلداري سنة ‪ 1834‬ب)أمر تع))يين ح)اكم ع))ام ألمالك‬
‫الفرنسيين في شمال إفريقيا كلف بإعداد النفقات واإليرادات الس))نوية واألعم))ال المنتظ)ر القيامبه)ا تحت‬
‫وصاية الحرب ويبعث بها إلى وزير الحسابات العمومية‪ ،‬استم‪ ‬ر الوضع ك))ذلك إلى غاي)ة‪ 1838‬س))نه‬
‫تركيز مجموع الصالحيات في يد مدير المالية طبقا‬

‫ألم ))ر ‪ 31/10/1838‬لكن م ))ع مجيء الماريش ))ال بيج ))و على رأس الجزائ ))ر ت ))وقفت إج ))راءات تط ))بيق‬
‫األم))ر الس))ابق‪ ،‬ونظ))را لزي))ادة نفق))ات الح))رب م))ع األم))ير عب))د الق))ادر‪ -‬ط‪‬يب اﷲ ث‪$$‬راه‪ -‬طلب الح))اكم‬
‫العام قروض إضافية‪.‬‬

‫‪VOIR: Denideni Yahia, La Pratique Du Système Budgétaire De L'état En Algérie, OPU, 2002, - 304‬‬
‫‪PP‬‬
‫‪.10-15‬‬
‫‪391‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫سنة ‪ 1844‬ت‪‬م اقتراح إدماج الميزانيتين وخضوعها لوزير الحرب وقد أق))ترح ق))انون ‪04/08/18‬‬
‫‪ 44‬المح‪‬دد لميزاني ))ة س ))نة ‪ 1845‬أنﹼه ابت ))داء من س ))نة ‪ 1846‬ك ))ل اإلي ))رادات والنفق ))ات باس ))تثناء ذات‬
‫الطابع المحلي والبلدي ستخلف بميزانية الدولة وق))د ت‪‬م ذل))ك فعال بإص))دار أم))ر ‪ 17/01/1845‬ال))ذي‬
‫جعل كل من النفقات واإليرادات المحلية والبلدي))ة في نفس الوثيق))ة س))ميت بميزاني))ة البل))ديات الجزائري))ة‬
‫والمقاطعات ثم الدوائر الجزائرية يصادق عليها سنويا من الدوائر الفرنسية‪.‬‬
‫ع ))رفت الميزاني ))ة الجزائري ))ة ومكانته ))ا في الميزاني ))ة الفرنس ))ية تغ ))يرات كث ))يرة خالل الف ))ترة ‪-1845‬‬
‫‪ 1900‬يمكن تقسيمها إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى ‪ 1860 -1845‬التي قسمت إلى فترتين‪:‬‬
‫*‪ -‬الفترة من ‪ 1858 -1846‬أين كانت الميزانية تع‪‬د وتلحق بوزير الحرب ثم الفترة ‪-1858‬‬
‫‪ 1860‬حيث كان يخ‪‬ول ذلك إلى الوزارات الخاصة بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية والتي تعرف باسم االستقاللية المالية الممتدة من ‪ 1881 -1860‬أين كان الحاكم‬
‫العام ومساعديه هو الذي يحضر مشروع الميزانية ويرسله إلى وزارة الحرب الذي يلحقه بوزارته‬
‫ثم حولت إلى وزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة الممتدة من ‪ 1920 -1881‬ألحقت فيها المصالح الجزائرية بالوزارات المعنية‪.‬‬
‫ابت ))داء من س ))نة ‪ 1900‬أص ))بح للجزائ ))ر ميزاني ))ة خاص ))ة تض ))م نفقاته ))ا وإ يراداته ))ا دون أن يع ))ني ذل ))ك‬
‫االع))تراف باالس))تقالل السياس))ي‪ -‬التمت))ع بالشخص))ية المعنوي))ة‪ ،-‬وك))انت تع‪‬د من ط))رف الح))اكم تحت‬
‫مراقب))ة ال))وزراء( الداخلي))ة والمالي))ة) وم))ع م))رور ال))زمن واإلص))الحات أخ))ذت الميزاني))ة ش))كل ميزاني))ة‬
‫الدول ))ة إذ ك ))انت الجزائ ))ر أرض مس ))تقلة أك ))ثر من كونه ))ا جماع ))ة محلي ))ة‪ ،‬وك ))انت الميزاني ))ة الجزائري ))ة‬
‫تقسمإلى‪:‬‬
‫‪ -‬ميزاني ة عادية‪ :‬تضم جميع النفقات العادية للجزائر وتغطى بواسطة الضرائب والرسوم حيث‬
‫تقسمهذه الميزانية إلى قطاعات وكل قطاع يقسم إلى أبواب والباب هو محل المصادقة‪.‬‬

‫‪ -‬ميزانية غير عادية‪ :‬تضم النفقات غير العادية(_االستثنائية) وتغطى عن طريق القروض‬
‫واإلعانات‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ومن ث‪‬م أخذت ميزانية الجزائر صفة ميزانية الدول))ة وه))و م))ا ي))برر ت))زا‪‬ي))دها المعت))بر حيث انتقلت‬
‫من ‪ 65‬مليون فرنك فرنسي س)نة ‪ 1900‬إلى ‪ 25‬ملي))ار فرن)ك س))نة ‪ 1947‬إلى ‪ 110‬ملي))ار فرن)ك س))نة‬
‫‪.1954‬‬
‫وأخ))يرا يمكن الق))ول أ‪ ‬ن ه))ذه الميزاني))ة تش))مل ت))دريجيا ك))ل النفق))ات العام))ة س))واء نفق))ات التس))يير أو‬
‫التجهيز إلى درجة التي اضطرت فيها السلطات الفرنسية إلى تقسيمها كالميزانية الفرنس))ية‪ ،‬وم))ا يمكن‬
‫استخالص))ه من تط‪‬ور النظ))ام الم))الي المعتم))د في الجزائ))ر خالل مرحل))ة االحتالل الفرنس))ي ه))و ابت))داء‬
‫الس))مة االس))تعمارية له))ذا النظ))ام وال))ذي يك))ون ال محال))ة متم‪‬ي))ز للمص))الح الفرنس))ية ه))ذا من جه))ة ومن‬
‫جهة ثانية هو أثر نظام الميزانية الفرنسية في النظام المالي الجزائ)ري وال)ذي يس)تمر إلى ع)دة س)نوات‬
‫بعد االستقالل‪.‬‬
‫‪305‬‬
‫‪ -1-3‬النظام المالي بعد االستقالل‬
‫غداة االس))تقالل اس)تمر العم))ل بالتش))ريع الفرنس)ي المتمث)ل في أم))ر ‪ 02/01/1959‬إلى غاي)ة ص))دور‬
‫أم))ر ‪ 65 )-32‬الم))ؤرخ في ‪ 31/12/1965‬المتض))من ق))انون المالي))ة لس))نة ‪ 1966‬وال))ذي لم يكن قانون))ا‬
‫للمالي))ة لتل))ك الس))نة فحس))ب ب))ل ك))ان يحم))ل قواع))د تنظيم ق))انون المالي))ة للس))نوات المالي))ة حيث ورد في))ه‬
‫عبارة ابتداء من عدة مرات وتجسد ذلك في‪:‬‬
‫‪ -‬التقديم المنفصل لميزانية التشغيل والتجهيز؛‬
‫‪ -‬ابتداء من ‪ 67‬سيح‪‬دد قانون المالية طبيعة ومبلغ مجموع النفقات والموارد للدولة؛‬
‫‪ -‬إدخال قواعد ذات طبيعة جبائية؛‬
‫كما أ‪ ‬ن المشروع كان كل مرة أثن)اء تط)بيق الميزاني)ة ي)دخل كلم)ا ك)ان ذل)ك ض)روريا قواع)د جدي)دة‬
‫ع))بر ق))وانين المالي))ة‪ .‬وبه))دف إلغ))اء التش))ريع الفرنس))ي وك))ل س))ماته ك))ان ينبغي س‪‬د جمي))ع التغ‪‬ي))راتعن‬
‫طري))ق ق))وانين جزائري))ة وه))و م))ا ش))رع في التحض))ير ل))ه من))ذ الم))ؤتمر االس))تثنائي لح))زب جبه)ةالتحرير‬
‫الوطني سنة ‪ ،1980‬الذي كان بداية للتح‪‬ول عن المرحلة‬

‫‪ - 305‬أنظر‪ :‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.30 -16‬‬


‫‪.Denideni Yahia, OP-CIT PP61-70 -‬‬
‫‪.Bachiry ellesse, chaouch, OP-CIT PP 28-29 -‬‬
‫‪393‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫البومدينية التي كان فيها كل شيئ مركزيا ويقتضي التح‪‬ول على الالمركزية م)ع وج)ود الق))وانين ال)تي‬
‫تضبط الممارسات وكان من تلك القوانين‪.‬‬
‫الق) ))انون ‪ 84 ) ) -17‬الم)))ؤرخ في ‪ 07/07/1984‬المنظم لميزاني) ))ة الدول ))ة وال) ))ذي يج) ))د س) ))ند وم ))برر في‬
‫المادتين ‪ 151 )،149‬من دس))تور ‪ 1976‬وأيض))ا في األم))ر الفرنس))ي ‪ (02/01/1959‬ال))ذي بقي س))اري‬
‫المفعول إلى غاية ‪.)1965‬‬
‫لق))د وض))ح ق))انون ‪ 84 ) -17‬مع))نى ق))انون المالي))ة وأنواع))ه كم))ا ح‪‬دد مص))ادر م))وارد الدول))ة وكيفي))ة‬
‫الحص ) ))ول عليه ) ))ا والنفق ) ))ات وتقس ) ))يمها إلى نفق ) ))ات التش ) ))غيل ونفق ) ))ات االس ) ))تثمار والموازن ) ))ات الملحق ) ))ة‬
‫والجماعات والهيئات العمومية والحسابات الخاصة بالميزانية وعمليات الخزينة‪.‬‬
‫يعت))بر ق))انون ‪ 84 ) -17‬الق))انون المجس))د لق))انون الموازن))ة في الجزائ))ر المس))تقلة‪ ،‬وم))ع ذل))ك لم يكن‬
‫يخلو من النقائص التي تم تالفي البعض منها بواسطة قوانين ومراسيم مختلفة منها‪:‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 05 -88‬المع‪‬دل والمتمم لقانون ‪ 84 -17‬المتعلق بقوانين المالية؛‬
‫‪ -‬القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية مثل ميزانيات وعمليات المجلس الوطني الشعبي‬
‫ومجلس األمة‪...‬الخ؛‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي ‪ 93 -15‬المؤرخ في ‪ 14/12/1993‬والمع‪‬دل لبعض مواد القانون ‪.17 -84‬‬
‫بالرغم من أهمية الجانب التشريعي الذي تكفل به الق))انون المتعل))ق بالق))انون إالﹼ أ‪ ‬ن حاج))ة االقتص))اد‬
‫الوط))ني إلى التط‪‬ور ومس))ايرة التح‪‬والت االقتص))ادية العالمي))ة‪ ،‬باإلض))افة إلى جع))ل المالي))ة العمومي))ة‬
‫أداة فعال) ))ة في ه) ))ذا المج) ))ال فإ‪ ‬ن األم) ))ر يتطلب تحدي) ))د اإلط) ))ار المنهجي للميزاين) ))ة العام) ))ة للدول) ))ة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الموازنة العامة للدولة في الجزائر‬
‫يرتب))ط مفه))وم الميزاني))ة العام))ة بمجموع))ة التغ‪‬ي))رات االقتص))ادية واالجتماعي))ة والسياس))ية وعالقته))ا‬
‫بالمجال التشريعي‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -2-1‬تعريف الموازنة العامة في التشريع الجزائري‬

‫يعت) ))بر ق)))انون ‪ 17 -84‬الق) ))انون المج‪ ‬س) ))د لق) ))انون الميزاني) ))ة في الجزائ) ))ر حيث عرفه ))ا في الم)))ادة‬
‫‪306‬‬

‫‪06‬الميزاني) ))ة بأنه) ))ا تتش) ))كل من اإلي) ))رادات والنفق) ))ات النهائي) ))ة للدول) ))ة المح‪‬ددة س) ))نويا بم) ))وجب ق) ))انون‬
‫الماليةوالموزعة وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬
‫كم ))ا يع ))رف ق ))انون ‪ 21 -90‬الميزاني ))ة بأنه ))ا الوثيق ))ة ال ))تي تق‪‬در للس ))نة المدني ))ة مجم ))وع اإلي ))رادات‬
‫‪307‬‬

‫والنفقات الخاصة بالتسيير واالستثمار ومنها نفقات التجهيز الداخلة والنفقات بالرأسمال وترخص بها‪.‬‬
‫من خالل التع))ريفين الس))ابقين يمكن تعري))ف الموازن))ة العام))ة للدول))ة في الجزائ))ر هي وثيق))ة تش))ريعية‬
‫سنوية تقرر الموارد والنفقات النهائية للدولة وترخص بها بهدف تسيير وتجهيز المرافق العمومية‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬تعريف قانون المالية وأنواعه‬
‫لق ))د اعتم ))د المش ))رع الجزائ ))ري في تعريف ))ه لق ))انون المالي ))ة على األم ))ر ‪ (02/01/1959‬التش ))ريع‬
‫الفرنس) ))ي) حيث ج) ))اء ب) ))ه أ‪ ‬ن ق) ))وانين المالي) ))ة تح‪‬دد الطبيع) ))ة والمب) ))الغ والتخصيص) ))ات لك) ))ل الم) ))وارد‬
‫واألعب))اء العام))ة للدول))ة م))ع مراع))اة الت))وازن االقتص))ادي والم))الي ال))ذي تح‪‬دده وق))د بقي ه))ذا المفه))وم‬
‫س ))ائد إلى غاي)))ة ص)))دور ق)))انون ‪ 17-84‬وق)))د ج)))اء به)))ذا الق)))انون في الم ))ادة ‪ 6‬من ))ه‪ (:‬إ‪ ‬ن اإلي ))رادات‬
‫والنفقات النهائية للدول))ة تح‪‬دد س))نويا بم))وجب ق)انون المالي))ة كم)ا ت)وزع وف)ق األحك)ام التش)ريعية‪ ،‬وهي‬
‫شكل الموازنة العامة للدولة)‪.‬‬
‫من خالل ه))ذه النص))وص يتض))ح أ‪ ‬ن الميزاني))ة تتش))كل من اإلي))رادات والنفق))ات فهي إذن عب))ارة عن‬
‫مجموع))ة حس))ابات في حين أ‪ ‬ن ق))انون المالي))ة ي))رخص بإيج))از ه))ذه النفق))ات واإلي))رادات وبالت))الي فه))و‬
‫الحام))ل للميزاني))ة من مج))رد وثيق))ة حكومي))ة إلى ق))انون مل))زم التط))بيق بمع))نى آخ))ر أ ‪ ‬ن ق))انون المالي))ة‬
‫يمث ))ل الرخص)))ة التش)))ريعية إلنج ))از الموازن)))ة وبالت)))الي ال يمكن اعتم ))اد وتنفي ))ذ الموازن ))ة إالﹼ من خالل‬
‫ق)وانين المالي)ة أل‪ ‬ن إجازته))ا تتم من قب)ل الس)لطات التش)ريعية وتك)ون على ش)كل ق)انون وه))ذه اإلج)ازة‬

‫‪ - 306‬قانون ‪ 17-84‬المادة ‪ ،6‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 307‬قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15/08/1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية( المادة ‪.)3‬‬
‫‪395‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫من البرلم ))ان ش ))رع في تطبيقه ))ا من ‪ 1978‬س ))نة تنص ))يب أول مجلس ش ))عبي وط ))ني س ))ابقا ك ))انت من‬
‫صالحية مجلس الثورة‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬أنواع قوانين المالية‬


‫تض))من ق))انون ‪ 17 )-84‬في الم))ادة ‪ 02‬مختل))ف ق))وانين المالي))ة وهي‪ :‬ق))انون المالي))ة الس))نوي‪،‬ق))انون‬
‫المالية التكميلي‪ ،‬قانون المالية المع‪‬دل ثم قانون ضبط الموازنة‪.‬‬
‫أ‪ -‬قانون المالية السنوي‪ :‬إ‪ ‬ن قانون المالية يخضع أساسا إلى مب))ادئ المالي))ة العام))ة بم)ا يتناس))ب م))ع‬
‫مب))دأ الس))نوية حيث يتض))من االعتم))ادات الس))نوية وحجم الم))وارد وطبيعته))ا ومبلغه))ا وط))رق تحص))يلها‪،‬‬
‫ومن ))ه فإ‪ ‬ن ه ))ذا الق ))انون ي ))رخص س ))نويا االقتطاع ))ات الض ))ريبية كم ))ا يخص ))ص االعتم ))ادات الخاص ))ة‬
‫بالتسيير والتجهيز‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن قانون المالية السنوي يتكون من جزئين‪:‬‬
‫األول يتضمن األحكام المتعلقة بتحصيل الموارد العمومية والطرق والوسائل التي تضمن س))ير‬ ‫‪-‬‬
‫المصالح العمومية والمحافظة على التوازنات العمومية المالية الداخلية والخارجية؛‬
‫أما الثاني يتضمن المبلغ اإلجمالي لإلعتمادات المطبقة بصدد الموازنة العامة للدولة والموزعة‬ ‫‪-‬‬
‫حسب طبيعة النفقة( تسيير‪ ،‬تجهيز)‪.‬‬
‫قانون المالية التكميلي والمع‪‬دل‪ :‬إ‪ ‬ن االعتم))ادات المفتوح))ة لإلدارات العمومي))ة غ))ير مح‪‬ددة‬ ‫‪-2‬‬
‫وغالبا ما يتجاوز المبالغ المقدرة في بداية السنة ولهذا تضطر الحكومة إلى وضع قانون مالية تكميلي‬
‫يتماشى والتغ‪‬يرات الجديدة ثم المصادقة عليه من قبل البرلمان‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪396‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن ق ))انون المالي ))ة التكميلي يص ))در لغ ))رض تغي ))ير تق ))ديرات اإلي ))رادات أو خل ))ق إي ))رادات جدي ))دة أو‬
‫ال ) ))ترخيص بنفق ) ))ات جدي ) ))دة‪ .‬إ‪ ‬ن ق ) ))انون المالي ) ))ة المع‪‬دل ه ) ))و تص ) ))ريح بالمطابق ) ))ة أي التنفي ) ))ذ الحقيقي‬
‫للموازن ))ة حس)))ب المص)))ادقة األولي)))ة وال)))تي ت‪‬م تع)))ديلها بمختل ))ف ق ))وانين المالي ))ة المص ))ححة بموافق)))ة‬
‫الحكومة في إطار الحاالت الطارئة‪.‬‬
‫قانون ضبط الميزانية‪ $:‬تن)اول ق)انون ‪ 17 )-84‬في الم)ادة الخامس)ة ق)انون ض)بط الميزاني)ة حيث‬ ‫‪-3‬‬
‫يش)كﹼل الوثيق))ة ال))تي يثبت بمقتض))اها تنفي)ذ ق)انون المالي))ة وعن)د االقتض)اء ق))وانين المالي)ة التكميلي)ة والمع‬
‫‪‬دلة الخاصة بكل سنة مالية‪ .‬الهدف من)ه ه)و ض)بط النت)ائج المالي)ة لك)ل س)نة وإ ج)ازة الفروق)ات بين م)ا‬
‫ت‪‬م تنفيذه فعال وما كان متوقع كما يعتبر أداة لرقابة التنفيذ من طرف الس))لطة التش))ريعية‪ ،‬كم))ا يعت))بر‬
‫أداة أساسية في تقدير بيانات الميزانيات المس)تقبلية‪ ،‬ويق)وم ه)ذا الق)انون بع)رض النت)ائج وباإلض)افة إلى‬
‫توضيح البيانات فهو يضبط رصيد الميزانية( فائض أو عجز) الذي تحقق‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مبادئ الموازنة العامة في الجزائر‬


‫تخض))ع الموازن))ة العام))ة في الجزائ))ر في مرحل))ة تحض))يرها وإ ع))دادها لمجموع))ة من المب))ادئ أوم))ا‬
‫يطل ) ))ق عليه ) ))ا اس ) ))م القواع ) ))د الفني ) ))ة للميزاني ) ))ة ال ) ))تي ته ) ))دف إلى تمكين البرلم ) ))ان من مراقب ) ))ة النش ) ))اط‬
‫الماليللحكومة ولذلك فهي تتأثر بتغ‪‬ير دور الدولة ومدى تدخلها في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ومن البديهي أن يتم إعداد الموازنة العامة في الجزائر على أساس القواعد الفنية التقليدية والتي يمكن‬
‫حصرها فيما يلي‪ :‬مبدأ السنوية‪ ،‬مبدأ الوحدة‪ ،‬مبدأ الشمولية‪ ،‬مبدأ التخصيص‪ ،‬مبدأ التوازن‪.‬‬
‫لقد طرأت على ه)ذه المب))ادئ ع)دة اس))تثناءات وع))دة تع)ديالت نتيج)ة لتط‪‬ور دور الدول)ة والتغ‪‬ي))رات‬
‫التي فرضتها التح‪‬والت االقتصادية واالجتماعية والتي كان تأثيره))ا واض))ح في النظ))ام االش))تراكي ث‬
‫‪‬م التح‪‬ول إلى اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬مبدأ السنوية‪$‬‬
‫يقص ))د ب ))ه أن ت ))رخيص الموازن ))ة ال يص ))لح إالﹼ لس ))نة واح ))دة مقبل ))ة‪ ،‬أي يح ))دث توق ))ع إج ))ازة نفق ))ات‬
‫وإ يرادات الدولة بالنظر إلى سنة واحدة مقبلة وه))و م))ا يس))مح برقاب))ة دائم))ة من الس))لطة التش))ريعية على‬

‫‪397‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫أعم)ال الس)لطة التنفيذي)ة وخاص)ة فيم)ا يتعل)ق بالعملي)ات المالي)ة من جباي)ة وإ نف)اق وه)ذا م)ا يس)توجب أن‬
‫تك))ون الموازن))ة دوري))ة والف))ترة مح‪‬ددة‪ ،‬وه))ذا طبق))ا لم))ا ورد في ق)انون ‪ (: 17-84‬أ‪ ‬ن ق))انون المالي))ة‬
‫يق‪ ‬ر وي))رخص عن ك))ل س))نة مدني))ة بمجم))ل م))وارد الدول))ة ونفقاته))ا)‪ ،‬والس))نة المدني))ة تض))م الف))ترة ‪1‬‬
‫ج))انفي إلى غاي))ة ‪ 31‬ديس))مبر كم))ا ه))و في الجزائ))ر‪ ،‬وه))ذا يع))ني أ‪ ‬ن الحكوم))ة ملزم))ة بتنفي))ذ الميزاني))ة‬
‫خالل س)نة إالﹼ أ‪ ‬ن هن)اك عملي)ات تف)وت اإلط)ار الس)نوي وله)ذا ظه)ر على ه)ذا المب)دأ اس)تثناءات ( أي‬
‫الخروج على مبدأ سنوية الميزانية) وتستنبط هذه االستثناءات من اعتبارين مختلفين ‪:‬‬
‫‪308‬‬

‫‪ -‬من جهة العتبارات فنية وتطبيقية تتعلق بتصحيح آثار مبدأ سنوية الميزانية العامة للدولة؛‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى العتبارات سياسية واقتصادية متعلقة بمشاكل االستثمارات المخططة والبرامج‬
‫يسمح بإعطاء الترخيص المالي أثر يتعدى كثيرا اإلطار الض‪‬يق للسنة‪ ،‬ويمكن‬

‫حص))ر ه))ذه االس))تثناءات فيم))ا يلي‪ :‬عملي))ات ب))رامج التجه))يز‪ ،‬ترحي))ل االعتم))ادات‪ ،‬الميزاني))ة الش))هرية‪،‬‬
‫االعتمادات التكميلية‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬مبدأ وحدة الموازنة‬

‫‪ 308‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪-‬‬
‫‪398‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫يقص))د به))ذا المب))دأ أن تخص))ص موازن))ة واح))دة تض))م كاف))ة النفق))ات العام))ة واإلي))رادات العام))ة مه م))ا‬
‫‪309‬‬
‫ك)انت طبيعته)ا‪ ،‬بحيث يك)ون التص)ويت عليه)ا من ط)رف الس)لطة التش)ريعية م)رة واح)دة وبش)كل ع)ام‬
‫وحس))ب ه))ذا المب))دأ على اإلي))رادات والنفق))ات العام))ة للدول))ة أن تظه))ر في بي))ان واح))د‪ ،‬ثم تص))نف بش))كل‬
‫مفصل ومتجانس ح)تى يس)هل التع)رف على المرك)ز الم)الي للدول)ة كم)ا تمكﹼن أيض)ا من عملي)ة التحلي)ل‬
‫والمقارنة ومن ث‪‬م التأكد من وجود توازن أو عدمه في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫كما يسمح هذا المب)دأ للس)لطة التش)ريعية القي)ام بعملي)ة المراقب)ة والتع)رف على السياس)ة المالي)ة المعتم)دة‬
‫من ط))رف الحكوم))ة إالﹼ أ‪ ‬ن التط‪‬ور ال))ذي لح))ق بالس))لطة المالي))ة للدول))ة وتع))دد وظائفه))ا له))ذا أظه))رت‬
‫بعض االستثناءات على مبدأ وحدة الموازنة ويمكن ذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الميزاني ))ة الملحق ))ة‪ :‬هن ))اك بعض المؤسس ))ات العمومي ))ة ال تتمت ))ع بالشخص ))ية المعنوي ))ة المس ))تقلة عن‬
‫شخصية الدول)ة‪ ،‬فتعتم)د الدول)ة منحه)ا ميزاني)ة مس)تقلة إالﹼ أ‪ ‬ن ه)ذه الميزاني)ة تلح)ق الموازن)ة العام)ة‬
‫وه ) ))ذا م ) ))ا ن‪ ‬ص علي ) ))ه ق ) ))انون ‪ 17-84‬في الم ) ))ادة ‪ ( 45 ) ) )-44‬مث ) ))ل الموازن ) ))ة الخاص ) ))ة بالبري ) ))د‬
‫والمواصالت)؛)‬
‫‪ -‬الحس))ابات الخاص))ة بالخزين))ة‪ :‬تمث))ل ه))ذه الحس))ابات التع))ديل الث))اني على مب))دأ وح))دة الموازن))ة العام))ة‬
‫للدولة في الجزائر وقد خصص قانون ‪ 17 )-84‬لهذه الحسابات ‪ 14‬مادة( ‪ )61 )-48‬وتتمث)ل ه)ذه‬
‫الحس ))ابات في الحس ))ابات المفتوح)))ة في كتاب)))ات الخزين ))ة تق‪‬ي ))د فيه ))ا عملي ))ات اإلي ))رادات والنفق ))ات‬
‫لمصالح الدولة‪ ،‬التي تجريها تنفيذا ألحكام قانون المالية ولكن خارج الميزانية العام)ة للدولة ‪ ،‬وق)د‬
‫‪310‬‬

‫ص) )نﹼف ق ))انون ‪ 17-84‬ه ))ذه الحس ))ابات إلى‪ :‬الحس ))ابات التجاري ))ة‪ ،‬حس ))ابات التخص ))يص الخ ))اص‪،‬‬
‫حس ))ابات التس ))بيقات‪ ،‬حس ))ابات الق ))روض‪ ،‬حس ))ابات التس ))وية م ))ع الحكوم ))ات األجنبي ))ة كالمس ))اعدات‬
‫للدول‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬مبدأ شمولية الموازنة العامة‬

‫‪.Bachir Yellesse, OP-CIT, P76 - 309‬‬


‫‪ 310‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪-‬‬
‫‪399‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ويقص))د به))ذا المب))دأ إدراج كاف))ة اإلي))رادات والنفق))ات في ميزاني))ة الدول))ة دون إج))راء أي مقاص))ة أو‬
‫تخصيص بينهما ومنه يكون مبدأ الشمولية مكمل لمبدأ الوحدة‪ ،‬كما أ‪ ‬ن هذا المبدأ يقوم على قاع))دتين‬
‫هما‪:‬‬
‫‪ -‬قاعدة الناتج الخام أي أ‪ ‬ن اإليرادات والنفقات تسجل بمبلغها الخام( عدم المقاصة)؛‬
‫‪ -‬قاع ) ))دة ع ) ))دم التخص ) ))يص أي أ‪ ‬ن مجم ) ))وع اإلي ) ))رادات تخص ) ))ص لتغطي ) ))ة مجم ) ))وع النفق ) ))ات (ع ) ))دم‬
‫تخص ))يص اإلي ))رادات) إالﹼ أنﹼه في حال ))ة ع ))دم كفاي ))ة اإلي ))رادات المخصص ))ة لتغطي ))ة نفق ))ة م ))ا يج ))وز‬
‫للهيئة اإلدارية المعنية أن تطلب إعانة من الدولة به)دف تغطي))ة الج)زء المتبقي من النفق)ة ( الم))ادة ‪8‬‬
‫من قانون ‪ )17 )-84‬والمتمثلة في استثناءات مبدأ الشمولية‪ (:‬يمكن أن ينص القانون ص)راحة على‬
‫تخصيص الموارد لتغطية بعض النفقات)‪ ،‬وتكتسي هذه العمليات حسب األشكال التالية‪ :‬الميزانيات‬
‫الملحقة‪ ،‬الحساباتالخاصة بالخزينة‪.‬‬
‫‪ -2-2-4‬مبدأ توازن الموازنة‬
‫إ‪ ‬ن مبدأ توازن الموازنة العامة في الجزائر يوضع في إطار خاص‪ ،‬حيث أنﹼه لغاية سنة ‪1965‬‬
‫كانت النفقات العامة للدولة( التسيير‪ ،‬التجهيز) تظهر في الموازنة العامة‪.‬‬
‫وابت ))داء من مرحل ))ة تط ))بيق مخطط ))ات التنمي ))ة ب ))دأت تظه ))ر اإلختالالت المالي ))ة‪ ،‬حيث ب ))رزت مش ))اكل‬
‫التموي ))ل فعلى ال ))رغم من تواض ))ع محت ))وى المخط ))ط األول ‪ 1969 ) -1967‬غ ))ير أنﹼه أح ))دث مش ))اكل‬
‫للخزينة وقد تتفاقم هذه المشاكل وتزداد ح‪‬دتها خالل المخطط))ات التنموي))ة األخ))رى إن لم تنب))ع سياس))ة‬
‫مالي))ة عقالني))ة لك))ون م))وارد الميزاني))ة العام))ة للدول))ة تس))يطر عليه))ا الجباي))ة البترولي))ة‪ ،‬األم))ر ال))ذي يزي))د‬
‫من حدة مشكل تمويل التنمية واتساع الحاجات االجتماعية‪.‬‬
‫وس))وف نبحث عن م))دى تط))بيق مب))دأ ت))وازن الموازن))ة في الجزائ))ر خالل ف)ترة دراس))تنا ه))ذه‪ ،‬وفي ظ))ل‬
‫اإلص))الحات الهيكلي))ة ال))تي انتهجته))ا الجزائ))ر باإلض))افة إلى معرف))ة موق))ع الت))وازن االقتص))ادي من ه))ذه‬
‫اإلصالحات وهذا ما نتناوله في المبحث الرابع من هذا الفصل والدراسة ككل‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪400‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -2-3‬هيكل الموازنة العامة في الجزائر‬


‫لدراس))ة هيك))ل الموازن))ة العام))ة لدول))ة م))ا يجب معرف))ة المع))ايير ال))تي تص))نف على أساس))ها عملي))ات‬
‫الميزانية س)واء تعل))ق األم)ر بعملي))ات النفق))ات العام)ة أو اإلي))رادات‪ .‬فقب))ل ص)دور ق)انون ‪ 17-84‬ك)انت‬
‫الجزائ))ر تعتم))د على الق))وانين المس))توحاة من التش))ريع الفرنس))ي‪ ،‬وبص))دور ق)انون ‪ 17-84‬ال))ذي أص))بح‬
‫أهم مرجع في المالية العامة والذي ت‪‬م تعديله عدة مرات‪.‬‬
‫تتكون الموازنة العامة في الجزائر من جانبين ‪ :‬النفقات العامة‪ ،‬اإليرادات العامة‪.‬‬
‫وهنا نحاول وباختصار التطرق إلى المع)ايير ال)تي تب‪‬وب على أساس))ها مكون))ات الميزاني))ة العام))ة في‬
‫الجزائر أي تبويب النفقات العامة في الجزائر‪ ،‬تبويب اإليرادات العامة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2-3-1‬تبويب النفقات العامة في الجزائر‬
‫‪311‬‬

‫لقد تغ‪‬ير نوع التبويب مع تغ‪‬ير دور الدولة لما كان دورها تقليدي ساد التبويب اإلداري ثم‬
‫ظهرت عدة أصناف أكثر دقة كالتبويب اإلداري واالقتصادي والمالي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التبويب اإلداري‪ :‬تب‪‬وب النفقات العامة في الجزائر وفق معيارين‪:‬‬
‫‪ -‬التبويب حسب الوزارات‪ :‬أي حسب الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيير؛‬
‫‪ -‬التبويب حسب طبيعة االعتمادات‪ :‬أي توزع حسب الحاالت على الفصول أو القطاعات؛‬
‫ب‪ -‬التبويب الوظيفي‪ :‬حسب ه))ذا التص))نيف تقس))م الوظ))ائف في الجزائ))ر إلى أربع))ة مجموع))ات كب))يرة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الخدمات العامة كاإلدارة العامة واألمن؛‬
‫‪ -‬الخدمات االجتماعية كالصحة والتعليم؛‬
‫‪ -‬الخدمات االقتصادية كالفالحة والصناعة؛‬
‫‪ -‬النفقات غير القابلة للتخصيص فائدة الدين العام‪.‬‬

‫‪ 311‬أنظر لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪38 -34‬‬


‫‪401‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫علما أ‪ ‬ن قانون المالية ال يقدم صورة عن هذا النوع من التبويب‪.‬‬

‫ج‪ -‬التبويب االقتصادي‪ :‬يعتبر هذا النوع ذو أهمية بالغ)ة نظ)را لت)أثير النفق)ات على االقتص)اد الوط)ني‬
‫ككل‪ ،‬وحسب هذا النوع تقسم النفقات إلى‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات التسيير( النفقات الجارية) ونفقات التجهيز( نفقات االستثمار)؛‬
‫‪ -‬نفقات المصالح اإلدارية ونفقات التحويل أو إعادة التوزيع؛‬
‫إ‪ ‬ن نفقات المصالح ته))دف إلى مكاف))أة المن))افع والخ))دمات واألدوات المقدم))ة لإلدارة وهي ض))رورية‬
‫لسيرها ‪ ،‬أما نفقات التحويل تمثل نوع من العدالة في توزيع الدخل الوطني‪.‬‬
‫د‪ -‬التبويب المالي‪ :‬من الناحية المالية تقسم النفقات إلى ثالثة أنواع وهي‪:‬‬
‫النفق ))ات النهائي ))ة‪ :‬وتمث ))ل الح ))ق المش ))ترك في توزي ))ع األم ))وال العام ))ة حيث أنﹼه عن ))دما تخ ))رج‬ ‫‪-‬‬
‫األموال العامة فإ‪ ‬ن خروجها نهائي فمثال دفع راتب موظف أو نفقة ناتجة عن عملية أشغال عمومية‬
‫فهي تكاليف نهائية؛‬
‫النفق)ات المؤقت)ة‪ :‬تمث)ل ج)زء من حرك)ة األم)وال الخارج)ة من الص)ناديق العمومي)ة بص)فة مؤقت)ة‬ ‫‪-‬‬
‫حيث أ‪ ‬ن هذه النفقات تتعلق بالخزينة‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬تبويب‪ $‬اإليرادات العامة في الجزائر‬
‫تب‪‬وب اإليرادات عكس النفقات التي تب‪‬وب حسب األهداف التي تحققها‪ ،‬ولذلك فإ‪ ‬ن‬
‫تبويباإليرادات ينسجم مع التبويب القانوني باإلضافة إلى التبويب االقتصادي‪.‬‬
‫التب‪$$‬ويب الق‪$$‬انوني‪ :‬يس ))تند ه ))ذا الن ))وع على أس ))اس اس ))تخدام الق ))وة العمومي ))ة من ط ))رف الهيئ ))ات‬ ‫‪-1‬‬
‫المخ‪‬وللها ذل))ك خالل عملي))ة التحص))يل لإلي))رادات العام))ة‪ ،‬حيث يمكن للس))لطات العمومي))ة أن تلج)أ إلى‬
‫السلطة القانونية عند تحصيل اإليرادات واللجوء إلى التدابير اآلمرة والناهية التي خولها لها القانون‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪402‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫التب‪$$‬ويب االقتص‪$$‬ادي‪ :‬يعتم))د على مص))در االقتط))اع ومن هن))ا يمكن ان نم‪‬ي))ز بين التب))ويب قب))ل‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلصالحات ‪ 1991‬الذي كان يعتمد على الضرائب على الدخل‪ ،‬الض))رائب) على رأس الم))ال( ال))ثروة)‬
‫وض ))رائب االس ))تغالل‪ ،‬أم ))ا التب ))ويب بع ))د ‪ 1991‬ك ))ان يعتم ))د الض ))رائب على ال ))دخل والض ))رائب) على‬
‫أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة‪...‬الخ‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن إي ))رادات ونفق ))ات الموازن ))ة العام ))ة ال ))تي من خالله ))ا يتم التعب ))ير عن اختي ))ارات الموازن ))ة وفق ))ا‬
‫لمدونة تسمح بترقيم وتبويب عمليات إيرادات ونفقات الدولة وهو ما يعرف بمدونة الميزانية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬مدون))ة إي))رادات الموازن))ة العام))ة أو م))ا يع))رف بالج))دول (أ) الملح))ق بق))انون المالي))ة( أنظ))ر المبحث‬
‫السابق مباشرة)‪.‬‬
‫‪ -‬مدونة النفقات العامة التي تظهر في جدولين هما الجدول (ب) يتعلق بميزانية التسيير‪ ،‬أما الثاني‬
‫(ج) خاص بميزانية التجهيز( أنظر المبحث األول من هذا الفصل)‪.‬‬
‫‪ -3‬دورة الموازنة العامة في الجزائر‬
‫تعرف دورة الموازنة العامة بأنها تلك المراحل المتعاقبة والمتداخلة ال))تي تم))ر به)ا ميزاني))ة الدول)ة‪،‬‬
‫وه))ذه المراح))ل متبع))ة في جمي))ع األنظم))ة المالي))ة لل))دول ويبقى اإلختالف في توزي))ع المس))تويات في ك))ل‬
‫مرحلة والمراحل التي تمر بها الميزانية في الجزائر وهي ‪:‬‬
‫‪312‬‬

‫إعداد الموازنة العامة للدولة‬ ‫‪-3.1‬‬


‫يقص ))د به ))ذه المرحل ))ة تحض ))ير الموازن ))ة عن طري ))ق تحدي ))د مبل ))غ النفق ))ات ال ))تي يجب على الدول ))ة‬
‫تغطيتها بمواردها الجبائية وغير الجبائي))ة لس))نة مقبل)ة‪ ،‬ويجب أن تق))در النفق)ات قب))ل اإلي)رادات وه)و م))ا‬
‫يلزم الدولة بضمان السير الحسن لمصالحها‪.‬‬

‫‪ -3-1-1‬السلطة المكلفة بتحضير مشروع الميزانية‪$‬‬

‫‪ 312‬أنظر‪ :‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.230 -220‬‬


‫‪403‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫يت ))ولى مهم ))ة تحض ))ير مش ))روع الميزاني ))ة في مختل ))ف دول الع ))الم على اختالف أنظمته ))ا الس ))لطة‬
‫التنفيذية ويرجع ذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة التنفيذية هي الوحيدة التي تملك كل المعلومات الضرورية؛‬
‫‪ -‬تملك الهيئات واإلطارات المختصة في ذلك لوضع الخطط المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬بمأ‪ ‬ن السلطة التنفيذية هي المكلفة باإلعداد فيتم ذلك عن طريق تظافر جهود السلطات الداخلية‬
‫للسلطة التنفيذية حيث نجد مجموع الوزارات أين تكلف كل واحدة بتحضير ميزانية دائرتها‪ ،‬ثم‬
‫تجمع وزارة المالية كل المشاريع الصادرة عن مختلف الوزارات‪ ،‬وبعد ذلك يتم إعداد المشروع‬
‫األولي للميزانية العامة من طرف وزير المالية الذي يعرضه على مجلس الحكومة وبعد المناقشة‬
‫يضبط المشروع النهائي للميزانية الذي سيعرض على السلطة التشريعية( المجلس الشعبي‬
‫الوطني)‪.‬‬
‫يمكن للس ))لطات السياس ))ية أن تت ))دخل في تحض ))ير مش ))روع الميزاني ))ة وذل ))ك لم ))ا له ))ا من ص ))الحيات‬
‫والتي يمكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مساهمة رئيس الجمهورية‪ :‬حيث يتمتع هذا األخ)ير بس)لطة كب)يرة في تحض)ير الميزاني)ة لس)ببين‬
‫هما‪:‬‬
‫‪ -‬ترأسه مجلس الوزراء أين يكون له تأثير على سير المناقشات؛‬
‫‪ -‬باعتباره القاضي األول في البالد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مس‪$$‬اهمة رئيس الحكوم‪$‬ة‪ :‬إ‪ ‬ن س))لطة رئيس الحكوم))ة تتجلى في تولي))ه ض))بط برن))امج حكومت))ه‬
‫وعرضه على مجلس الوزراء أوال والمجلس الشعبي الوطني ثانيا‪.‬‬
‫وأخيرا أ‪ ‬ن تدخل السلطات السياسية يمكنه إعادة النظر في مشروع الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -3-2‬إجراءات إعداد مشروع الموازنة العامة‬

‫‪-‬‬
‫‪404‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تتميز هذه اإلج))راءات بمرحل))تين أساس)يتين هم)ا‪ :‬إج)راءات تق))دير الميزاني))ة العام))ة‪ ،‬إع)داد الخط)وط‬
‫الرئيسية للميزانية العامة‪.‬‬
‫‪ -3-2-1‬إجراءات تقدير الميزانية العامة‬
‫تهدف هذه اإلجراءات إلى الوصول بقدر اإلمكان إلى نتائج صحيحة‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تق ‪$$‬دير النفق ‪$$‬ات العام ‪$$‬ة‪ :‬تق) ))در نفق) ))ات الموازن) ))ة العام) ))ة على أس) ))اس التق) ))دير المباش) ))ر من قب) ))ل‬ ‫‪-1‬‬
‫الموظفينالمختص ))ين في ال ))وزارات والهيئ ))ات العام ))ة‪ ،‬ويجب أن يك ))ون ه ))ذا التق ))دير واقعي وبعي ))د عن‬
‫المغ ))االة حت ))ىيمكن تطبيق ))ه على أرض الواق ))ع‪ ،‬إ‪ ‬ن الطريق ))ة المباش ))رة المتبع ))ة لتق ))دير نفق ))ات التس ))يير‬
‫تقتضي أن يكون‬
‫كل مرفق عمومي إداري بتقدير نفقاته مباشرة استنادا إلى االلتزامات المادية المتك‪ ‬ررة كاألجور‬
‫والتكاليف االجتماعية والمصاريف أدوات التسيير وأشغال الصيانة وإ عانات التسيير والمصاريف‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫لقد جاء في قانون ‪ (17-84‬المادة ‪ )25‬ينبغي أن تبرر االعتمادات الالزمة لتغطية نفق))ات التس))يير في‬
‫ك))ل س))نة وفي مجموعه))ا وال تح‪‬ول االعتم))ادات المفتوح))ة لس))نة مالي))ة معين))ة الح))ق في تحدي))دها للس))نة‬
‫الموالي))ة التالي))ة‪ ،‬وهك))ذا ال يج))وز نق))ل النفق))ات من س))نة ألخ))رى مم))ا أج))بر الق))ائمين على تق))دير نفق))ات‬
‫التس))يير بمراجع))ة كاف))ة النفق))ات وتبريره))ا مهم))ا ك))ان نوعه))ا وحجمه))ا أم))ا تق))دير نفق))ات التجه))يز يرتب))ط‬
‫بتنفي))ذ إج))راءات الخط))ة‪ ،‬حيث يمث))ل مبل))غ اعتم))ادات التجه))يز ال))ذي يفتح س))نويا بم))وجب ق))انون المالي))ة‬
‫القسط السنوي المرقم من الخطة التنموي))ة‪ ،‬وتجم))ع االعتم))ادات المفتوح))ة بالنس))بة للميزاني))ة العام))ة وفق))ا‬
‫للمخطط اإلنمائي السنوي لتغطية نفقات االستثمار الواقعة على عاتق الدولة‪.‬‬
‫تقدير اإليرادات العامة‪ :‬يعتبر األمر هنا أكثر تعقيدا أل‪ ‬ن تق))دير اإلي))رادات يقتص))ر على التنب))ؤ‬ ‫‪-2‬‬
‫بكاف))ة المتغ‪‬ي))رات االقتص))ادية الداخلي))ة والخارجي))ة وخاص))ة أ‪ ‬ن إي))رادات الميزاني))ة الجزائري))ة تعتم))د‬
‫بشكل كبير على إيرادات المحروقات والتي هي األخرى تتأثر ب))المتغ‪‬ي))رات الدولي))ة‪ ،‬م))ا له))ا من ت))أثير‬
‫على أسعار هذه المحروقات‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تحصيل اإليرادات يقوم على أساس آخر البيانات المتحصل عليها في ميدان التحص))يل الجب))ائي‬
‫والتي تعتبر كأساس في تقدير إيرادات السنة المقبلة مع إدخال أثر التقلبات االقتصادية المتوقعة‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن الطريق ))ة المس ))تعملة لتق ))دير اإلي ))رادات العام ))ة في الجزائ ))ر هي طريق ))ة التق ))دير المباش ))ر وال ))تي‬
‫تقتض ))ي تق ))دير العائ ))د المحتم ))ل لك ))ل ض ))ريبة انطالق ))ا من أح ))دث المعلوم ))ات االقتص ))ادية م ))ع استرش ))اد‬
‫القائمين بالتقدير باإليرادات التي حصلت في السنوات السابقة‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬إعداد الخطوط الرئيسية‪ $‬للميزانية‪$‬‬
‫ويقص ))د به ))ا مختل ))ف عن ))اوين الميزاني ))ة العام ))ة ال ))تي يتم إع ))دادها على مس ))توى المديري ))ة العام ))ة‬
‫للميزاني))ة ب))وزارة المالي))ة وف))ق منهجي))ة معين))ة م))ع ترش))يد اختي))ارات الموازن))ة‪ ،‬وبع))د إج))راء التع))ديالت‬
‫المحتملة على مش)))روع الميزاني ))ة بع)))د المناقش ))ات ثم يح‪‬ول على مجلس ال ))وزراء للمص ))ادقة علي ))ه ثم‬
‫يدم جفي مشروع قانون المالية ويودع في مكتب المجلس الشعبي الوطني العتماده‪.‬‬
‫‪ -3-3‬اعتماد وإ قرار الموازنة العامة‬
‫إ‪ ‬ن مشروع الميزانية الذي أعدته السلطة التنفيذية ال يكون قابل للتنفيذ إالﹼ إذا وافقت عليه السلطة‬
‫التش) ))ريعية‪ ،‬ويقص) ))د باعتم) ))اد الس) ))لطة التش) ))ريعية للموازن) ))ة العام) ))ة المص) ))ادقة على توقع) ))ات الحكوم) ))ة‬
‫الخاص ))ة بالنفق ))ات واإلي ))رادات العام ))ة للس ))نة المقبل ))ة والموافق ))ة عليه ))ا‪ .‬وبمج ))رد إي ))داع مش ))روع ق ))انون‬
‫المالي))ة في مكتب المجلس الش))عبي الوط))ني يح))ول على الف))ور للﹼجن))ة المالي))ة والموازن))ة لدراس))ته بعم))ق‬
‫وبعد انتهائها تحرر تقريرا نهائيا بمجمل التوضيحات والتعديالت التي تراه)ا مناس))بة ثم يح‪‬ول المل))ف‬
‫إلى الجلسة العلنية من أجل المناقشة العامة والتصويت‪ .‬المناقش))ة من اختص))اص البرلم))ان المنبث))ق عن‬
‫دس))تور ‪ 1996‬بغرف ))تين هم))ا المجلس الش ))عبي الوط ))ني‪ ،‬ومجلس األم))ة ال ))تي له))ا الص ))الحية في إع))داد‬
‫الق) ))وانين والتص) ))ويت عليه) ))ا‪ .‬يع) ))رض مش) ))روع ق) ))انون المالي) ))ة على الغرف) ))ة األولى( المجلس الش) ))عبي‬
‫الوطني) لمناقشتها والمصادقة عليها ثم يرفع مرة ثانية إلى الغرفة الثانية( مجلس‬
‫األمة) بهدف المناقشة والمصادقة كذلك‪ ،‬وهنا قد يقبل المشروع ويصادق عليه أي تأكيد نتيجة الغرف))ة‬
‫األولى أو يرفض‪.‬‬
‫وقد ن‪ ‬ص قانون ‪ 17-84‬في مادته ‪ 70‬على كيفية التص))ويت) على بن))ود الموازن))ة العام))ة فب))دال من‬
‫التصويت على كل باب من الموازنة أقر التصويت) بصفة إجمالية وهذا على خمس مراحل‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت) بصفة إجمالية على اإليرادات العامة؛‬

‫‪407‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬التصويت) بصفة إجمالية على االعتمادات الخاصة للتسيير حسب كل دائرة وزارية؛‬
‫‪ -‬التصويت) بصفة نهائية على الجزء السنوي من االعتمادات المخصصة للتجهيز؛‬
‫‪ -‬التصويت) بصفة نهائية على رخص تمويل االستثمارات؛‬
‫‪ -‬التصويت) بصفة إجمالية على الح‪‬د األقصى للنفقات حسب كل صنف‪.‬‬
‫بعد الموافقة على مش)روع ق)انون المالي)ة من ط)رف الغرف)تين(س)واء على حال)ه أو بع)د تعديل)ه) ي)دخل‬
‫المش ))روع المعتم ))د مرحلت ))ه األخ ))يرة وهي اإلق ))رار وهن ))ا يأخ ))ذ ص ))فته الرس ))مية والش ))رعية ويوق ))ع من‬
‫طرف رئيس الجمهورية وينشر في الجريدة الرسمية للدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة على تنفيذ الموازنة‪ $‬العامة في الجزائر‬
‫ب عد االنتهاء من إعداد واعتماد الموازنة تأتي المرحلة األخيرة وهي التنفيذ ومن ث‪‬م المراقبةعلى‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويقصد بهذه األخ)يرة إنف)اق المب)الغ المدرج)ة ض)من الموازن)ة العام)ة وتحص)يل اإليراداتوالمب)الغ)‬
‫ال ))تي أدرجت هي األخ)))رى في الموازن)))ة‪ ،‬فإ‪ ‬ن ك)))انت الس)))لطة التنفيذي ))ة هي المكلف ))ة بإعدادوتحض)))ير‬
‫الميزانية ألسباب عدة في حين تتكفل الس)لطة التش)ريعية بالمص)ادقة على المش)روع‪ ،‬أم)ا مرحل)ة التنفي)ذ‬
‫من اختص) ))اص الحكوم) ))ة ال) ))تي تت) ))ولى التنفي) ))ذ والمراقب) ))ة على التنفي) ))ذ من خالل ال) ))وزارات) والهيئ) ))ات‬
‫والمؤسس) ))ات التابع) ))ة له) ))ا أم) ))ا البرلم) ))ان فيق) ))وم بالرقاب) ))ة السياس) ))ية معتم) ))دا على مجموع) ))ة من األدوات‬
‫القانونية‪ ،‬في حين يمارس مجلس المحاسبة الرقابة القضائية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬تنفيذ الموازنة العامة في الجزائر‬
‫يتم تنفيذ عمليات الميزانية العامة من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ النفقات عن طريق االلتزام والتصفية واألمر بالصرف؛‬
‫‪ -‬تنفيذ اإليرادات عن طريق إجراءات اإلثبات والتصفية والتحصيل‪.‬‬

‫‪ -4-1-1‬تنفيذ النفقات‬

‫‪408‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫إ‪ ‬ن تنفيذ النفقات يشترط شرطين أساسين هما‪:‬‬


‫‪ -‬ترخيص الموازنة‪ :‬التصويت على الميزانية هو شرط مسبق للتنفيذ العادي للنفقات العامة‪ ،‬كما أ‪ ‬ن‬
‫قانون المالية يقر ويرخص مجمل موارد الدولة وأعبائها لكل سنة؛‬
‫‪ -‬أصل الدين العمومي‪ :‬إ‪ ‬ن ترخيص الميزانية ال يعطي حق إنشاء االلتزام باإلنفاق وإ نما االنفاق‬
‫فقط‪ ،‬فإذا كان التصويت على الميزانية هو شرط شكل من أجل تنفيذها فإ‪ ‬ن وجود الدين يمثل‬
‫الشرط األساسي لذلك‪.‬‬
‫تنفي))ذ النفق))ات يتم من قب))ل ع))ونين منفص))لين هم))ا‪ :‬اآلم))ر بالص))رف ال))ذي مهمت))ه إص))دار األم))ر بتنفي))ذ‬
‫النفق ))ات أي عمل ))ه إداري‪ ،‬أم ))ا الع ))ون الث ))اني ه ))و المحاس ))ب العم ))ومي وال ))ذي تتلخص مهمت ))ه في تنفي ))ذ‬
‫األمر الصادر إليه من اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫وجود ه)ذين الع)ونين ض)روري لتنفي)ذ الميزاني)ة العام)ة ك)ل حس)ب اختصاص)ه وأ‪ ‬ن عم)ل ك)ل منهم)ا‬
‫منفصل عن اآلخر أي أ‪ ‬ن هناك فصل في صالحيات كل منهما وذلك لضمان التنفيذ السليم للميزاني)ة‬
‫العامة‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن تنفيذ عمليات النفقات العامة تمر بمرحلتين هما‪ :‬المرحلة اإلدارية‪ ،‬المرحلة المحاسبية‪.‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة اإلدارية‪ :‬يشرف على تنفيذها األمر بالصرف عبر ثالثة عمليات هي‪:‬‬
‫*‪ -‬االرتب ))اط بالنفق ))ة‪ :‬ه ))و الق ))رار ال ))ذي تص ))دره هيئ ))ة عمومي ))ة لتأك ))د على عاتقه ))ا إل ))تزام وال ))ذي ينتج‬
‫عنهنفقة؛‬
‫*‪ -‬تصفية النفقة‪ :‬تتمثل في استنتاج دين الدولة وتحديد مبلغه‪ ،‬وعملية التصفية هذه تشمل عمليتين‪:‬‬
‫إثب))ات الخدم))ة أي أ‪ ‬ن الخدم))ة ق))د ت‪‬م إنجازه))ا فعال‪ ،‬تحدي))د مبل))غ النفق))ة أي حس))اب دين الدول))ة بدق))ة‬
‫والتأكد بأنﹼه مستحق ولم يدفع من قبل‪.‬‬
‫*‪ -‬األم) ) ))ر ب) ) ))دفع النفق) ) ))ة‪ :‬هي المرحل) ) ))ة األخ) ) ))يرة وتتمث) ) ))ل في األم) ) ))ر الموج) ) ))ه إلى المحاس) ) ))ب ب) ) ))دفع‬
‫النفقة( حوالة الدفع)‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ب‪ -‬المرحلة المحاسبية‪ $:‬وهي عملية دفع المال إلى دائن الدولة أي أ‪ ‬ن دفع النفقة هو اإلجراء ال)ذي‬
‫يتم بموجب ))ه إب ))راء ال ))دين العم ))ومي ويت ))ولى عملي ))ة ال ))دفع ش ))خص يختل ))ف عن اآلم ))ر بالص ))رف وه ))و‬
‫المحاسب‪.‬‬

‫‪ -4-1-2‬تنفيذ اإليرادات( تحصيل اإليرادات) العامة‬


‫إ‪ ‬ن نظام تنفيذ اإليرادات يختلف تماما على نظام تنفيذ النفقات‪ ،‬حيث يلزم ق)انون المالي)ة الحكوم)ة‬
‫بتحص ))يل ك ))ل اإلي ))رادات المدرج ))ة(المق ))درة) في الموازن ))ة العام ))ة‪ ،‬اإلي ))رادات األساس ))ية للموازن ))ة هي‬
‫اإلي))رادات الجبائي))ة وإ ي))رادات أمالك الدول))ة وبالت))الي إج))راءات تنفي))ذ اإلي))رادات يختل))ف ب))اختالف ن))وع‬
‫اإلجراءات‪ ،‬واإلجراءات العامة لتحصيل اإليرادات تتمثل في ثالثة عمليات متتالية وهي‪:‬‬
‫اإلثب ‪$$‬ات‪ :‬وه) ))و اإلج) ))راء ال) ))ذي يتم بموجب) ))ه تك) ))ريس ح) ))ق ال) ))دائن العم) ))ومي‪ ،‬حيث ا‪ ‬ن اآلم) ))ر‬ ‫‪-1‬‬
‫بالصرف والمحاسب العمومي ال ينشؤون) اإليرادات وإ نما يتدخلون لضمان تحققها وتصفيتها؛‬
‫‪ -2‬اإلحالة على التحصيل‪ :‬أي تحدي))د المبل))غ الص))حيح الواقع))ة على الم))دين لص))الح ال))دائن العم))ومي‬
‫واآلمر بتحصيلها؛‬
‫التحصيل‪ :‬يمثل اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الديون العمومية‪ ،‬حيث يصدر اآلمر بالصرف‬ ‫‪-3‬‬
‫أوامر اإليرادات ويرسلها إلى المحاسب العمومي وعملية التحصيل تكون حسب طريقتين‪:‬‬
‫*‪ -‬التحصيل بالتراضي‪ :‬أي أ‪ ‬ن المكلف يدفع الضربية المستحقة بتاريخ االستحقاق؛‬
‫*‪ -‬التحصيل الجبري‪ :‬أي أ‪ ‬ن إذا تجاوز تاريخ االستحقاق ف)إنﹼه يج)وز للمحاس)ب العم)ومي أن يلج)أ‬
‫إلىالتحصيل الجبري للديون العمومية‪.‬‬
‫‪ -4-2‬الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة‬
‫ت))تزامن مرحل))ة الرقاب))ة م))ع مرحل))ة التنفي))ذ‪ ،‬حيث أنه))ا ذات أهمي))ة بالغ))ة في التش))ريع الماليالح))ديث‬
‫لكونه ))ا وس ))يلة عملي ))ة وفعال ))ة تض ))من حس ))ن تنفي ))ذ الميزاني ))ة العام ))ة للدول ))ة‪ ،‬أي ال ))تزام الس ))لطةالتنفيذية‬

‫‪410‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫بالتطبيق الصادق لبنود الموازن)ة العام)ة من إي)رادات أو نفق)ات والمحافظ)ة على الم)ال الع)ام ومن ث‪‬م‬
‫تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية والمالية التي رسمتها الحكومة‪.‬‬
‫وتص))نف الرقاب))ة العام))ة إم))ا على أس))اس وقت الرقاب))ة أو الس))لطة القائم))ة بالرقاب))ة وه))ذه الرقاب))ة تتن))اول‬
‫ش))كل النفق))ة وليس غايته))ا فهي إذن رقاب))ة لم))دى ش))رعية النفق))ة وتطابقه))ا م))ع التش))ريعات المعم))ول به))ا‪،‬‬
‫وتأخ) ))ذ الرقاب) ))ة على تنفي) ))ذ الميزاني) ))ة العام) ))ة في الجزائ) ))ر األش) ))كال التالي) ))ة‪ :‬الرقاب) ))ة اإلداري) ))ة‪ ،‬الرقاب) ))ة‬
‫القضائية‪ ،‬الرقابة البرلمانية‪.‬‬

‫‪ -4-2-1‬الرقابة اإلدارية‬
‫هي رقابة الهيئة التنفيذية على نفسها وبالتالي هي رقابة داخلية وتق))وم به))ا وزارة المالي))ة من خالل‬
‫األجهزة المختصة التابعة لها‪ ،‬ويمكن أن نفرق بين ثالثة أنواع من الرقابة اإلدارية وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة الس‪$‬ابقة على النفق‪$‬ات ال‪$‬تي يل‪$$‬تزم به‪$‬ا‪ :‬يم))ارس ه))ذا الن))وع من الرقاب))ة من قب))ل األجه))زة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقابة مفتش الوظيف العمومي؛‬
‫‪ -‬رقابة المراقب المالي؛‬
‫ثانيا‪ :‬رقابة المحاس‪$‬ب العم‪$$‬ومي أثن‪$‬اء التنفي‪$$‬ذ‪ :‬تك))ون ه))ذه الرقاب))ة أثن))اء التنفي))ذ وبع))د تأش))يرة الم))راقب‬
‫المالي( قابل للدفع)؛‬
‫ثالثا‪:‬رقابة المفتشية العامة للمالية‪ :‬يص))نف ه))ذا الن))وع ض))من الرقاب))ة الالحق))ة على أعم))ال المحاس))ب‬
‫من خالل ما ت‪‬م دفعه أو تحصيله وتقوم بها هيئة مستقلة تابعة لوزير المالية‪.‬‬
‫‪ -4-2-2‬رقابة مجلس المحاسبة‬
‫باعتب ) ))ار مجلس المحاس ) ))بة هيئ ) ))ة ذات كف ) ))اءة قض ) ))ائية وإ داري ) ))ة فإنه ) ))ا تعم ) ))ل تحت س ) ))لطة رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬وتهدف المراقبة التي يمارسها من خالل النتائج التي يتوصل إليه))ا إلى تش))جيع االس))تعمال‬
‫الفع) ))ال والص) ))ارم للم) ))وارد والوس) ))ائل المادي) ))ة واألم) ))وال العمومي) ))ة وترقي) ))ة إجباري) ))ة تق) ))ديم الحس) ))ابات‬
‫وتطويرشفافية تسيير المالية العمومية‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -4-2-3‬الرقابة البرلمانية‪ ( $‬التشريعية)‬


‫بمأ‪ ‬ن الس) ))لطة التش) ))ريعية هي ال) ))تي تص) ))ادق على الموازن) ))ة العام) ))ة فمن الط) ))بيعي أن تش) ))رف‬
‫علىمراقبة تنفيذها وبالتالي المجلس الشعبي الوطني في الجزائر هو الذي يم))ارس نش))اط الرقاب))ة ح))تى‬
‫يبقى وفيا لثقة الشعب‪ ،‬وتهدف هذه الرقابة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من أ‪ ‬ن ممارسة المؤسسات الوطنية وتنفيذ القرارات مطابقان للتشريع والتنظيم المعمول‬
‫بها؛‬
‫‪ -‬التأكد من التسيير السليم لالقتصاد الوطني؛‬
‫‪ -‬السهر على محاربة التبذير واالنحرافات والتالعب بأموال الشعب؛‬
‫‪ -‬محاربة البيروقراطية والتباطؤ في المهام؛‬

‫ويمكن للبرلمان أن يمارس وظيفة المراقبة بواسطة‪:‬‬


‫‪ -‬األسئلة الشفوية أو المكتوبة أل‪ ‬ي عضو من أعضاء الحكومة؛‬
‫‪ -‬استجواب الحكومة؛‬
‫‪ -‬لجان التحقيق‪ :‬أي يجوز للبرلمان بغرفتيه إنشاء لجنة وفي أي وقت للتحقيق في قضية ما‪.‬‬
‫‪ -1 -2-3 -3‬قانون ضبط الموازنة‪ :‬يأتي بعد تنفيذ الموازنة العامة يؤكﹼد مطابقة العمليات المنف))ذة‬
‫أثناء السنة مع الترخيصات األولية والذي مفاده هو ‪:‬‬
‫أن تق))دم الحكوم))ة للبرلم))ان بغرفتي))ه عرض))ا عن اس))تعمال االعتم))ادات المالي))ة ال))تي أقرته))ا لك))ل س))نة‬
‫مالية‪.‬‬
‫يق‪ ‬ر ه ))ذا الق ))انون حس ))اب نت ))ائج الس ))نة ال ))ذي يش ))مل على الف ))ائض أو العج ))ز باإلض ))افة إلى نت ))ائج‬
‫تس ))يير عملي ))ات الخزين ))ة‪ ،‬وله ))ذا يعت ))بر ق ))انون ض ))بط الموازن ))ة أداة تمكﹼن البرلم ))ان من مراقب ))ة نت ))ائج‬

‫‪412‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تنفي) ) ) ) ) ))ذ‬
‫الميزانية العامة للدولة المرخصة‪.‬‬
‫رغم أهمي))ة ه))ذه األداة غ))ير أنه))ا ق))د تك))ون عديم))ة الفعالي))ة في الجزائ))ر نظ))را لع))دم تق))ديم الحكوم))ة‬
‫القانون للمجلس الشعبي في معاده القانوني باإلضافة إلى تأخر المصادقة عليه من طرف البرلمان‪.‬‬
‫‪ -5‬عجز الموازنة العامة في الجزائر‬
‫تعت))بر الموازن))ة أهم أدوات السياس))ة المالي))ة في تحقي))ق الت))وازن واالس))تقرار االقتص))ادي وض))مان‬
‫تحقي ))ق التش ))غيل الكام ))ل من خالل التحكم في حجم االنف ))اق الع ))ام واإلي ))رادات العام ))ة وإ ع ))ادة توزي ))ع‬
‫ال) ) ))دخلوالثروات) من خالل السياس) ) ))ة الض) ) ))ريبية واإلنفاقي) ) ))ة( أنظ) ) ))ر المبحث األول والث) ) ))اني من ه) ) ))ذا‬
‫الفصل) ‪ ،‬ويمكن توضيح بنود الموازنة العامة في الجزائر من خالل الجدول التالي‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ ) 17‬يوضح‪ $‬تط‪ ‬ور بنود الموازنة العامة خالل الفترة ‪2004 $-1990‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬
‫الداخلي نسبة الرصيد إلى ‪% PIB‬‬ ‫الناتج‬ ‫الرصيد‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫السنوات النفقات العامة‬
‫الخام‪PIB‬‬
‫‪2.88‬‬ ‫‪554388.1‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪4.26‬‬ ‫‪36800‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪108267‬‬ ‫‪136500‬‬ ‫‪15250‬‬
‫‪10.07‬‬
‫‪862132.8‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪13.67-‬‬ ‫‪248900‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪1074695.8‬‬
‫‪212100‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪162678-‬‬
‫‪7.37-‬‬ ‫‪89148‬‬ ‫‪311864‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪1189724.9‬‬
‫‪3.91‬‬ ‫‪420131‬‬
‫‪147886-‬‬
‫‪2.9‬‬
‫‪100548‬‬ ‫‪313949‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪3.57-‬‬ ‫‪1487403.6‬‬
‫‪81472‬‬ ‫‪476627‬‬
‫‪0.35.‬‬
‫‪477181‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪2004994.7‬‬
‫‪1.28-‬‬ ‫‪566329‬‬
‫‪101228-‬‬
‫‪4.3‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪11186-‬‬ ‫‪611731‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪2570028.9‬‬
‫‪759617‬‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪52961-‬‬
‫‪3-‬‬
‫‪184498‬‬ ‫‪825157‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪2780168.0‬‬

‫‪413‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪117846-‬‬ ‫‪724609‬‬

‫‪2830490.7‬‬ ‫‪926668‬‬ ‫‪1998‬‬


‫‪845196‬‬
‫‪235018-‬‬
‫‪3238197.5‬‬ ‫‪774511‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪875739‬‬

‫‪4123513.9‬‬
‫‪156900-‬‬ ‫‪950496‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪961682‬‬
‫‪1178122‬‬
‫‪4260810.7‬‬ ‫‪1125161‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1321028‬‬
‫‪1550646‬‬
‫‪4537690.6‬‬ ‫‪1752691‬‬ ‫‪1505526‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1775300‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪4758693.‬‬ ‫‪1432800‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1517673‬‬
‫‪5379697‬‬ ‫‪1618400‬‬
‫المصدر‪:‬‬
‫‪- ONS, Rétrospective Statistique, 1970-2002, Edition 2005‬‬
‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي للسنوات‪،2002 ،2001 ،2000 ،‬‬

‫‪.2004 ،2003‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي المو‪ ‬حد للسنوات ‪.2004 ،2003 ،2002‬‬

‫الشكل رقم(‪ ) 19‬يوضح تط‪ ‬ور بنود الموازنة العامة خالل الفترة ‪.2004 -1990‬‬

‫‪414‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪2000000‬‬

‫‪1500000‬‬
‫النفقات العامة‬
‫‪1000000‬‬
‫اإلیرادات العامة‬
‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬

‫‪98‬‬
‫‪00‬‬
‫‪02‬‬
‫‪04‬‬
‫‪92‬‬
‫‪94‬‬
‫‪96‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪20‬‬
‫‪20‬‬

‫أما عج)ز الموازن)ة فه)و عب)ارة عن ح)دوث فج)وة بين اإلي)رادات المتوقع)ة والنفق)ات المتوقع)ة للدول)ة‪،‬‬
‫ويأخذ عجز الموازنة العامة شكلين‪:‬‬
‫أح ))دهما أن يك ))ون العج ))ز ناتج ))ا عن ض ))عف الجه ))از اإلنت ))اجي للدول ))ة وع ))دم ق ))درة اإلي ))رادات العام ))ة‬
‫مالحقة التزا‪‬يد في النفقات العامة للدولة‪ ،‬وهذا هو الذي يصيب الدول النامية والجزائ))ر واح))دة منه))ا‪،‬‬
‫أما الشكل الثاني للعجز فيكون ناتجا عن إتباع إحدى السياسات االقتصادية ال))تي تخل)ق ه))ذا العج)ز في‬
‫الموازنة العامة وهذا ما يظهر في اقتصاديات الدول المتقدمة‪.‬‬
‫يعت ))بر عج ))ز الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة أح ))د عوام ))ل االختالل األساس ))ية ال ))تي تعبث بأوض ))اع الت ))وازن‬
‫االقتصادي العام الداخلي‪.‬‬
‫وفي الجزائر إ‪ ‬ن تزا‪‬يد اإلنفاق( أنظر الجدول السابق مباش)رة) بمع‪‬دالت أعلى من مع‪‬دالت ت)زا‬
‫‪‬يد اإليرادات العامة أدى إلى نش))وء ظ))اهرة عج)ز الموازن))ة وال))تي ت))تزا‪‬ي))د مع‪‬دالت)ه من س))نة ألخ))رى‬
‫األم))ر ال))ذي يقتض))ي من))ا الوق))وف على ه))ذه الظ))اهرة ومعرف))ة أس))بابها ومن ث‪‬م محاول))ة وض))ع س))بل‬
‫لمعالج ))ة ه ))ذا العج ))ز الم ))زمن‪ ،‬ه ))ذا م ))ا نح ))اول التط ))رق ل ))ه في المبحث الم ))والي تحت عن ))وان الت ))وازن‬
‫االقتصادي العام في الجزائر‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬التوازن االقتصادي العام الجزائري‬


‫ليست ثمة ريب أ‪ ‬ن قرار الحكومة لإلصالحات االقتصادية الهيكلية قد جاءت ولي)دة رغب)ة ص)ادقة‬
‫في عالج أزمة االقتصاد الوطني‪ ،‬التي ت)راكمت أس)بابها ع)بر ف)ترة طويل)ة نس)بيا‪ ،‬وتمثلت تل)ك األزم)ة‬
‫في اختالل التوازن الداخلي والخارجي واختالل عالقات النمو بين قطاعات االقتصاد المختلفة‪ ،‬عج))ز‬
‫الموازنة العامة للدولة‪ ،‬عدم تناسب كمية النقود مع عرض السلع‪.‬‬
‫به) ))دف الوق) ))وف على وض) ))ع الت) ))وازن االقتص) ))ادي الع) ))ام للجزائ) ))ر وموقع) ))ه من اإلص) ))الحات ال) ))تي‬
‫انتهجتها الحكومة( أنظر الفصل السابق) خالل الفترة ‪ 2004 -1990‬نتناول الموضوعات التالية‪:‬‬
‫التوازن الداخلي‪ ،‬التوازن) الخارجي‪ ،‬التوازن النقدي‪.‬‬
‫‪ -1‬التوازن المالي الداخلي‬
‫تت))أثر المالي))ة العام))ة بمختل))ف التوازن))ات الخارجي))ة لك))ون اإلي))رادات تخض))ع بدرج))ة كب))يرة لم))ا يط))رأ‬
‫على الس))وق النفطي))ة ك))ون اإلي))رادات ترتك))ز بنس))ب عالي))ة على الجباي))ة البترولي))ة‪ ،‬واعتب))ارا لم))ا تمثل))ه‬
‫الميزاني))ة في تموي))ل االقتص))اد وإ نعاش))ه‪ ،‬يظه))ر واض))حا م))دى تبعي))ة وت))يرة اإلنع))اش لمس))توى م))داخيل‬
‫الجزائر من إيرادات المحروقات‪ ،‬أما موارد الميزانية األخرى( الجباي))ة العادي))ة) فهي مرتبط))ة بوت))يرة‬
‫النشاط االقتصادي وهذا األخير تتحكم فيه المتغ‪‬يرات الخارجية بدرج))ة كب))يرة وب))األخص س))عر النف))ط‬
‫وسعر الصرف‪.‬‬
‫ب) ))الرجوع إلى تط‪‬ور بن) ))ود الموازن) ))ة العام) ))ة( أنظ) ))ر الج) ))دول رقم ) خالل الف) ))ترة ‪2004 ) ) -1990‬‬
‫واستنادا إلى بيانات هذا الجدول يمكن القول با‪ ‬ن النفقات العامة ف))اقت اإلي))رادات العام))ة‪ ،‬وتبع))ا ل))ذلك‬
‫تكب ) ))دت مالي ) ))ة الدول ) ))ة عج ) ))ز م ) ))زمن حيث أن أس ) ))باب العج ) ))وزات في الموازن ) ))ة العام ) ))ة ليس ) ))ت ولي ) ))دة‬
‫التسعينات فقط ولكن أيضا في الثمانينات ترجع إلى ح‪‬د كبير إلى توسع اإلنف))اق الع))ام بوت))يرة س))ريعة‬
‫ال يمكن مواصلتها حيث فاق مع‪‬دلها سرعة الزيادة في قاعدة اإليرادات الض))ريبية لالقتص))اد ه))ذا من‬
‫جه))ة‪ ،‬ومن جه))ة أخ))رى أ‪ ‬ن ه))ذه العج))وزات ال))تي عرفته))ا مالي))ة الدول))ة تت))أثر بدرج))ة كب))يرة ب))إيرادات‬
‫الجباية البترولية التي ساهمت في إيرادات الموازنة بنسبة زادت عن ‪ %50‬طوال فترة الدراسة‪.‬‬
‫يعت ))بر عج ))ز الموازن ))ة العام ))ة للدول ))ة أح ))د عوام ))ل االختالل األساس ))ية ال ))تي تبعث بأوض ))اع الت ))وازن‬
‫االقتصادي العام الداخلي‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -1-1‬رصيد الميزانية‪ $‬خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬


‫تغ‪‬ير رصيد الميزانية العامة خالل هذه الفترة بتغ‪‬ير أسعار المحروقات نظرا لكونه يت))أثر بدرج))ة‬
‫كبيرة بإيرادات الجباية البترولية‪.‬‬
‫كان رصيد الميزانية مع نهاي)ة الثمانين)ات في حال)ة عج)ز حيث بل)غ س)نة ‪ 8100 )(1989‬ملي)ون دج)‬
‫تح‪‬ول ه))ذا الرص))يد إلى حال))ة ف))ائض م))ع بداي))ة التس))عينات كنت))ائج لإلص))الحات ال))تي انتهجته))ا الدول))ة‬
‫حيث بل)غ الف)ائض ‪ 16000‬ملي)ون دج س)نة ‪ 1990‬تحس)ن ه)ذا الف)ائض إلى ‪ 36800‬س)نة ‪ 1991‬أي‬
‫ما يمثل نسبة ‪ %4.26 )،%2.88‬من الن)اتج ال))داخلي الخ)ام‪ ،‬كم))ا أ‪ ‬ن ه))ذا التحس)ن في رص)يد الميزاني)ة‬
‫يع) ) ))ود ك) ) ))ذلك إلى تض) ) ))اعف إي) ) ))رادات الجباي) ) ))ة البترولي) ) ))ة حيث انتقلت من ‪ 76200‬س) ) ))نة ‪ 1990‬إلى‬
‫‪ 161500‬مليون دج سنة ‪.1991‬‬
‫لكن ه))ذا الف))ائض لم يس))تمر حيث ظه))ر العج))ز م))رة ثاني))ة ابت))داء من س))نة ‪ 108267 )(1992‬ميل))زن‬
‫دج) تفاقم هذا العجز سنة ‪ 1993‬حيث أص))بح ‪ 162267‬ملي))ون دج أي م))ا يمث))ل ‪%13.67 )،%10.07‬‬
‫على التوالي من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬
‫يمكن تفس))ير ذل))ك ب))تراجع أس))عار النف))ط إذ بلغت ‪ 17.50‬دوالر للبرمي))ل س))نة ‪1993‬ع))وض ‪24.34‬‬
‫دوالر سنة ‪ 1990‬مع ما ترتب عن ذلك من انخفاض في الجباية البترولية باإلض))افة إلى ذل))ك ارتف))اع‬
‫النفق))ات العام))ة فق))د ارتفعت س))نة ‪ 1993‬بنس))بة ‪ %26.49‬كم))ا ال ننس))ى خدم))ة المديوني))ة الخارجي))ة أين‬
‫ع))رفت أك))بر نس))بة له))ا من حجم الص))ادرات خالل ف))ترة الدراس))ة حيث بلغت ‪ .%82.2‬ويمكن توض))يح‬
‫ذلك عن طريق الجدول التالي‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪) 18‬يوضح تط‪ ‬ور رصيد الموازنة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬
‫الوحدة ملبون دج‬
‫النسية إلى الناتج الدخلي‬ ‫الرصيد‬ ‫السنوات‬
‫الخام‬
‫‪2.88‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪4.26‬‬ ‫‪36800‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪10.7-‬‬ ‫‪108267-‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪13.67-‬‬ ‫‪162678-‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪6-‬‬ ‫‪89148 -‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪7.37-‬‬ ‫‪147886-‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪3.91‬‬ ‫‪100548‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪81472‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪3.57-‬‬ ‫‪101228-‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪0.35-‬‬ ‫‪11186-‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪1.28-‬‬ ‫‪52961-‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪184498‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪2.6-‬‬ ‫‪117846-‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪4.9-‬‬ ‫‪235018-‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪3-‬‬ ‫‪156900-‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب بناء على الجدوال السابقة‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ويمكن تمثيل المعطيات السابقة في منحنى بياني والمتمثل في‬


‫الشكل رقم( ‪ )20‬يوضح تط‪ ‬ور رصيد الموازنة خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪100000‬‬
‫فائض‬
‫‪0‬‬
‫عجز‬
‫‪-100000‬‬
‫‪0‬‬

‫‪8‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬
‫‪92‬‬

‫‪94‬‬

‫‪2 004‬‬
‫‪1 996‬‬
‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪-200000‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪-300000‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على معطيات الجدول السابق‪.‬‬

‫تقلص عج) ))ز الموازن ) ))ة س) ))نة ‪ 1994‬إلى ‪ 89.148‬ملي) ))ون دج والس ) ))بب في ذل) ))ك ه) ))و اإلج) ))راءات‬
‫المنتهجة من طرف الدول)ة والمتمثل)ة في تعمي)ق اإلص)الحات الهيكلي)ة‪ ،‬غ)ير أ‪ ‬ن ه)ذا العج)ز زادت ح‬
‫‪‬دته سنة ‪ 1995‬بسبب تفاقم حجم النفقات التي كانت وتيرة زيادتها أكبر من وتيرة اإليرادات‪.‬‬
‫لق))د نجحت الس))لطات في ض))بط األوض))اع المالي))ة إلى درج))ة كب))يرة من))ذ ع)ام ‪ 1994‬وتح))ول الرص))يد‬
‫من عج))ز يع))ادل م))ا نس))بته ‪ %13.67‬من الن))اتج ال))داخلي الخ))ام س))نة ‪ 1993‬إلى عج))ز يع))ادل ‪ %6‬من‬
‫الن ))اتج ال ))داخلي الخ ))ام رغم ه ))ذا التحس ))ن في رص ))يد الميزاني ))ة غ ))ير أ‪ ‬ن االقتص ))اد الوط ))ني يبقى هش ))ا‬
‫وعرضة لألوضاع الخارجية وخاصة المتعلقة بأسعار النفط‪.‬‬
‫انهي)ار أس)عار المحروق)ات س)نة ‪ 12.85 )(1998‬دوالر) انعكس على إي)رادات الجباي)ة البترولي)ة مم)ا‬
‫ح‪‬ول رص) ))يد الميزاني) ))ة من ف) ))ائض يع) ))ادل ‪ %2.9‬من الن) ))اتج ال) ))داخلي الخ) ))ام س) ))نة ‪ 1997‬إلى عج) ))ز‬
‫‪419‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪1012‬‬
‫‪ 28‬مليون دج أي ما يعادل ‪ %3.57‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬
‫إ‪ ‬ن األوض ))اع البترولي )ة) الس ))لبية س ))نة ‪ 1998‬اس ))تمرت آثاره ))ا إلى غاي ))ة نهاي ))ة السداس ))ي األول من‬

‫س))نة ‪ 1999‬أين س))جل س))وق النف))ط تحس))نا س))مح بتقليص العج))ز ‪ 11186‬ملي))ون دج أي م))ا يع))ادل ‪0.3‬‬

‫‪ %5‬من الناتج الداخلي الخ)ام‪ ،‬وهك)ذا ع)رفت توازن)ات الميزاني)ة م)ع نهاي)ة عش)رية التس)عينات تط ‪‬ورا‬
‫ملحوظا تبعا لتغ‪‬يرات أسعار المحروقات‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تغ‪‬ي) )‬
‫رت توازن))ات الميزاني))ة خالل س))نة ‪ 2000‬بتغ‪‬ي))ر أس))عار المحروق))ات نظ))را لحص))ة الجباي )ة البترولي))ة‬
‫في مجموع إيرادات الميزانية حيث ترتب عن ذلك عجز الميزانية قدره ‪ 52961‬مليون دج م))ا يع))ادل‬
‫‪ %1.28‬من الن)))اتج ال)))داخلي الخ)))ام‪ ،‬وخالل س)))نة ‪ 2001‬ت)))رتب عن توازن ))ات الميزاني ))ة ف ))ائض ق ))دره‬
‫‪ 184498‬مليون دج ما يعادل ‪ %4.3‬من الناتج الداخلي الخام وه))ذا راج))ع إلى ارتف))اع اإلي))رادات بمع‬
‫‪‬دل أك))بر من مع‪‬دل النفق))ات‪ .‬لكن ه))ذا الف))ائض تح‪‬ول ب))دخول س))نة ‪ 2002‬إلى عج))ز رهيب إذ بل))غ‬
‫‪ 117846‬ملي ))ون دج أي م ))ا يع ))ادل ‪ %2.6‬واس ))تمر ه ))ذا العج ))ز في االرتف ))اع حيث ع ))رفت توازن ))ات‬
‫الميزاني))ة س))نة ‪ 2003‬أك))بر عج))ز خالل ف))ترة دراس))تنا ه))ذه إذ بل))غ ‪ 235018‬ملي))ون دج م))ا يمث))ل ‪%5‬‬
‫من الن ))اتج ال)))داخلي الخ)))ام‪ ،‬ويع‪‬د ه)))ذا العج)))ز نتيج)))ة ال)))تزا‪‬ي ))د الكب ))ير في النفق ))ات ‪ %13‬ب ))النظر إلى‬
‫االنخفاض األول حدة للعائدات ( ‪ )%3.7-‬ويع)ود تفس)ير انخف)اض العائ)دات إلى مس)توى أس)عار النف)ط‬
‫التي بلغت ‪ 19‬دوالر لبرميل‪.‬‬

‫استمر هذا العجز خالل سنة ‪ 2004‬لكن بأقل حدة من سنة ‪ 2003‬وهذا راجع إلى تف))اقم النفق))ات ال))تي‬
‫تزا‪‬يدت بمع‪‬دل أكبر من مع‪‬دل تغ‪‬ير اإليرادات‪.‬‬
‫مم))ا س))بق يتض))ح أ‪ ‬ن االقتص))اد الجزائ))ري تم‪‬ي))ز بعج))ز م))زمن في الموازن))ة العام))ة للدول))ة وال))ذي‬
‫يعت ))بر أح)))د عوام)))ل االختالل األساس)))ية ال)))تي حلت ب)))التوازن الم ))الي ال ))داخلي‪ ،‬ويمكن حص ))ر أس ))باب‬
‫استمرار العجز في أغلب سنوات فترة الدراسة إلى سببين أساسين هما‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة النفقات العامة للدولة بمع‪‬دالت عالية ومتزا‪‬يدة؛‬
‫‪ -‬انخفاض اإليرادات العامة التي تبقى عرضة التغ‪‬يرات الخارجية والمتعلقة بأسعار المحروقات‬
‫على وجه الخصوص لكون إيرادات الموازنة تعتمد بشكل كبير على الجباية البترولية‪.‬‬
‫وإ جم ))اال فإ‪ ‬ن الت ))وازن ال ))داخلي لالقتص ))اد الوط ))ني يع ))اني من اختالل يتمث ))ل في ع ))دم التناس ))ب بين‬
‫اإلي))رادات العام))ة واإلنف))اق الع))ام وق))د تمثلت اإلختالالت أساس))ا في نم))و النفق))ات العام))ة بمع‪‬دل أعلى‬
‫من نمو اإليرادات العامة المتاحة محدودة المصادر‬

‫‪421‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫*‬
‫‪ -2‬التوازن المالي الخارجي‬
‫حق))ق م))يزان الم))دفوعات كك))ل ف))ائض في أغلب الس))نوات لف))ترة الدراس))ة‪ ،‬ففي الس))نوات األولى من‬
‫فترة التسعينات حقق ميزان المدفوعات كك)ل ف)ائض متواص)ل حيث ت)زا‪‬ي)د من ‪ 84‬ملي)ون دوالر ع)ام‬
‫‪ 1990‬ليصل إلى ‪ 302‬مليون دوالر في سنة ‪.1993‬‬
‫تح))ول ه))ذا الف))ائض إلى عج))ز ابت))داء من س))نة ‪ 1994‬أين بل))غ ‪ 3999‬ملي))ون دوالر تط))ور ه))ذا العج))ز‬
‫إلى ‪ 5550‬ع ))ام ‪ 1995‬ث‪‬م تراج ))ع ليص ))ل ‪ 1700‬س ))نة ‪ ،1998‬وترج ))ع ه ))ذه العج ))وزات في م ))يزان‬
‫المدفوعات إلى عجز الميزان التجاري حيث بلغ سنة ‪ 260 )،1994‬مليون دوالر باإلضافة إلى عج))ز‬
‫ميزان الخدمات وعج)ز حس)اب رأس الم)ال لق)د س)جل الم)يزان التج)اري خالل س)نة ‪ 1995‬عج)ز يق)در‬
‫ب ـ‪:‬‬
‫‪ 700‬مليون دوالر حيث عرفت الواردات ارتفاع قدر ب ـ‪ %19.80 :‬بينما ارتفاع الصادرات يمثل‬
‫‪ 14.65%‬ج ) ))اء ه ) ))ذا االختالل في تط‪‬ور هيكل ) ))ة التج ) ))ارة الخارجي ) ))ة ليعم ) ))ق من عج ) ))ز الم ) ))يزان‬
‫التجاري‪.‬‬

‫خالل سنة ‪ 1999‬حقق الميزان التج)اري فائض)ا قيمت))ه ‪ 2958‬ملي)ون دوالر‪ ،‬وج))اء ه))ذا الف)ائض في‬
‫مس ))توى الم ))يزان التج ))اري نتيج ))ة ارتف ))اع الص ))ادرات ال ))تي بلغت قيمته ))ا ‪ 12125‬ملي ))ون دوالر مقاب ))ل‬
‫‪ 9166‬ملي ) ))ون من ال ) ))واردات غ ) ))ير أ‪ ‬ن ه ) ))ذا الف ) ))ائض لم يكن ممكن ) ))ا دون االرتف ) ))اع الكب ) ))ير ألس ) ))عار‬
‫البترول حتى وإ ن حدث ذلك فإنﹼه مرة أخرى دليل قاطع لمدى تبعية االقتصاد الوطني للمحروقات‪.‬‬
‫يظهر ميزان المدفوعات سنة ‪ 1999‬االتجاهات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اس ))تفادة ت ))وازن الحس ))اب الخ ))ارجي الج ))اري بس ))بب ارتف ))اع أس ))عار الب ))ترول حيث ق ‪‬در ب ـ‪20 :‬‬
‫دوالر‬
‫بدال من ‪ 900‬دوالر سنة ‪1998‬؛‬
‫‪ -‬توس))يع عج))ز حس))اب رأس الم))ال ويفس))ر ذل))ك بزي))ادة قيم))ة رؤوس األم))وال المدفوع))ة على الم))دى‬
‫المتوسط والطويل؛‬
‫‪422‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫أم) ) ) ) ))ا‬
‫خالل األلفي ))ة الثالث ))ة( الس ))نوات األولى) حق ))ق م ))يزان الم ))دفوعات ف ))ائض معت ))بر ومتواص ))ل‪ .‬لق ))د حق ))ق‬
‫الم ))يزان التج ))اري س ))نة ‪ 2000‬ف ))ائض ق ))دره ‪ 12300‬ملي ))ون دوالر وترج ))ع ه ))ذه النت ))ائج الج‪‬ي ))دة إلى‬
‫تحسين أسعار المحروقات في السوق الدولية‪ .‬والجدول الموالي يوضح ذلك‪.‬‬
‫السنوات الرصيد‬
‫‪84‬‬

‫‪1990‬‬
‫‪529‬‬

‫‪1991‬‬
‫‪ -‬آل اإلحصائيات مأخوذة من مصادر الجدول الموالي‪.‬‬ ‫*‬ ‫‪67‬‬
‫الجدول رقم(‪ ) 19‬يوضح تطور رصيد ميزان المدفوعات للجزائر للفترة ‪.2004 -1990‬‬ ‫‪1992‬‬
‫الوحدة مليون دوالر أمريكي‬ ‫‪302‬‬

‫‪1993‬‬
‫‪3999-‬‬

‫‪1994‬‬
‫‪5550-‬‬

‫‪1995‬‬
‫‪1900-‬‬

‫‪1996‬‬
‫‪1480‬‬

‫‪1997‬‬
‫‪1700-‬‬

‫‪1998‬‬
‫‪2410-‬‬
‫المصدر‪ - :‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬سنة ‪.2004 ،2002 ،2000‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪- ONS, Rétrospective Statistique 1970- 2002.‬‬ ‫‪7789‬‬

‫‪2000‬‬
‫‪6190‬‬

‫الشكل رقم( ‪ )21‬يوضح تط‪ ‬ور ميزان المدفوعات خالل الفترة ‪2004 -1990‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪3650‬‬

‫‪2002‬‬
‫‪7590‬‬

‫‪423‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪9100‬‬

‫‪2004‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪0‬‬ ‫تطوّ ّ ميزان المدفوعات‬


‫ر‬

‫‪92‬‬

‫‪02‬‬
‫‪90‬‬

‫‪91‬‬

‫‪93‬‬

‫‪94‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫‪00‬‬

‫‪01‬‬

‫‪03‬‬

‫‪04‬‬
‫‪-5000‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬
‫‪-10000‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على معطيات الجدول‪.‬‬

‫في ع))ام ‪ 2000‬حق))ق الم))يزان التج))اري فائض))ا ق))دره ‪ 11.14‬ملي))ار دوالر‪ ،‬إ‪ ‬ن ه))ذه النت))ائج تحققت‬
‫بفض ))ل التحس ))ن الج‪‬ي ))د ألس ))عار الب ))ترول ويع ))ود ه ))ذا الف ))ائض إلى مب ))الغ التص ))دير المق ))درة ب ‪10.06‬‬
‫ملي))ار دوالر ومس))توى االس))تيراد المق))درة ‪ 4.75‬ملي))ار دوالر دوالر‪ .‬وق))د بل))غ مبل))غ الص))ادرات خ))ارج‬
‫المحروقات ب ـ‪ 624 :‬مليون دوالر وبالرغم من ارتف))اع حجم الص))ادرات خ)ارج المحروق))ات بالنس)بة‬
‫لسنة ‪ 1999‬إالﹼ أنها تبقى ضعيفة جدا إذ ال تتعدى نسبة ‪ %2.9‬من مجموع الصادرات‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫و ما يمكن استنتاجه من هذا المبلغ الزهيد هو عدم وجود سياسة حقيقية لتحفيز الصادرات خارج‬
‫المحروقات‪ .‬تميز ميزان المدفوعات خالل سنة ‪ 2000‬باالتجاهات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطور الحساب الجاري بشكل إيجابي إلى درجة أن حقق فائض ‪ %11‬من الناتج الداخلي الخام؛‬
‫‪ -‬استقرار اتجاه حساب رأس المال نحو العجز؛‬
‫‪ -‬وأخ ))يرا يمكن الق ))ول أن التوازن ))ات المالي ))ة الخارجي ))ة ك ))انت مرهون ))ة بأس ))عار المحروق ))ات بحيث أن‬
‫انخفاضها يعود حتما على هذه التوازنات‪.‬‬
‫من المالح))ظ اس))تمرارية النت))ائج الحس))نة المس))جلة على م))يزان الم))دفوعات خالل الف))ترة ‪2004 )،2000‬‬
‫ويرج ))ع ذل ))ك لس ))عر برمي ))ل النف ))ط ال ))ذي ش ))كل أح ))د العناص ))ر األساس ))ية ال ))تي تلعب دورا هام ))ا في بن ))اء‬
‫المالي ))ة الداخلي ))ة والخارجي ))ة‪ ،‬ففي ع ))ام ‪ 2003‬تع ))ززت المؤش ))رات الخارجي ))ة للجزائ ))ر خاص ))ة م ))يزان‬
‫المدفوعات واحتياطات الصرف في آن واحد بفضل ارتفاع متوسط السعر السنوي لبرميل النف))ط ال)ذي‬
‫بلغ ‪ 28.9‬دوالر‪ .‬وكذا تزايد حجم‬

‫ص) ))ادرات المحروق) ))ات ال) ))تي س) ))جلت ارتفاع) ))ا بنس) ))بة ‪ %7‬بالمقارن) ))ة م) ))ع س) ))نة ‪ ،2002‬كم) ))ا س) ))اهمت‬
‫الظروف المناخية المناسبة للقطاع الفالحي في تحقيق نفقات االستيراد التي كانت تشكل عبئ))ا هام))ا في‬
‫ميزان السلع والخدمات‪.‬‬
‫بالمقاب))ل يش))كل العج))ز الع))ام في م))يزان الخ))دمات مص))درا للقل))ق وأن ه))ذه النت))ائج الس))لبية تع))د ع))امال‬
‫يس ))اهم في هشاش ))ة ت ))دعيم الوض ))ع الخ ))ارجي للجزائ ))ر على الم ))دى المتوس ))ط علم ))ا أن مس ))ار االنض ))مام‬
‫للمنظم))ة العالمي))ة للتج))ارة يتض))من مفاوض))ات هام))ة ح))ول الفص))ل المتعل))ق باإلتف))اق الع))ام ح))ول تج))ارة‬
‫الخدمات الذي يعتبر انعكاسات مقيدة سيما أنه يجبر البل))دان األعض))اء على فتح ك))ل قطاعاته))ا للمنافس))ة‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫لقد تجسد تزاي)د ف)ائض الم)يزان التج)اري خالل س)نة ‪ 2003‬من خالل ت)دعيم م)يزان الم)دفوعات‬
‫الخارجية‪ ،‬الذي ساهم بدوره في زيادة تراكم احتياطات الصرف ال))ذي ق))در ب ـ‪ 9,32‬ملي))ار دوالر م))ع‬
‫نهاي ))ة س ))نة ‪ 2003‬أي ح ))والي ثالث إض ))عاف احتياط ))ات س ))نة ‪ 2000‬مقاب ))ل ‪ 1,23‬ملي ))ار دوالر خالل‬
‫نفس الفترة من سنة ‪.2002‬‬

‫‪425‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تش))كل مس))تويات احتياط))ات الص))رف المحقق))ة ض))مانا لتموق))ع أفض))ل للجزائ))ر على الس))احة االقتص))ادية‬
‫الدولية سواء إزاء المستثمرين األجانب أو ايزاء نظرائهم الوطنين ‪.‬‬
‫و هكذا تواصلت النتائج الحسنة للوضع الخارجي للجزائر خالل سنة ‪ 2004‬والتي أكدتها المعايير‬
‫الثالثة التالية‪:‬‬
‫تحسن ميزان المدفوعات و حجم احتياطات الصرف‪ )،‬و التحكم في المديونية الخارجية‪.‬‬

‫سجل ميزان المدفوعات نتائج جيدة خالل سنة ‪ 2004‬حيث حقق فائضا قدره ‪ 1,9‬مليار دوالر ‪.‬‬
‫و الحدث الظرفي الب)ارز ال)ذي ينبغي اإلش)ارة إلي)ه يكمن في تزاي)د ال)واردات هي تل)ك الخاص)ية‬
‫األساسية لميزان المدفوعات في سنة ‪ ،2004‬فبينما لم يتج))اوز مبل))غ ال))واردات ‪ 35,9‬ملي))ار دوالر س))نة‬
‫‪،2000‬قف))زت ال))واردات إلى ‪ 19,18‬ملي))ار دوالر س))نة ‪ ،2004‬بزي))ادة س))نوية ق))درها ‪ 4,4‬ملي))ار دوالر‬
‫تس ))تحق ه ))ذه الزي ))ادة الهام ))ة من ال ))واردات عناي ))ة خاص ))ة‪ ،‬الن اث ))ر الحجم تم في س ))ياق تنفي ))ذ مخط ))ط‬
‫لإلنعاش االقتصادي و بالتالي هن)اك تراب))ط بين انتع))اش النم))و وبين زي))ادة ال)واردات من الخ))دمات ال))تي‬
‫بدأت منذ سنة ‪.2003‬‬

‫بلغت الص ))ادرات ‪ 71,31‬ملي ))ار دوالر س ))نة ‪ ،2004‬و يعت ))بر س ))عر البرمي ))ل للب ))ترول المتغ ))ير اآللي و‬
‫الحاسم إذا بلغ معدل سعر البرميل ‪ 6,38‬دوالر‪ ،‬و هكذا بعد مرور فترة طويلة‬

‫على العالج الذي كان يتمثل في العديد من التحوالت الهيكلية التي تمت في إطار برنامج التعديل‬
‫الهيكلي‪ ،‬تبقى النتائج االقتصادية خاضعة إلى التقلبات العنيفة أحيانا ألسعار المحروقات والظروف‬
‫المناخية‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫جدول رقم‪ 20‬تطور أسعار النفط خالل الفترة (‪)2004 -1990‬‬


‫الوحدة‪ :‬دوالر أمريكي‬
‫سعر البرميل‬ ‫السنوات‬
‫‪24,34‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪21,04‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪20,03‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪17,50‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪16,19‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪17,41‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪17,41‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪12,85‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪13,22‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪28,07‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪23,01‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪24,03‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪28,02‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪38,06‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪:‬‬

‫‪l’algérien en quelque chiffres résultat 1991 1990 ,‬‬ ‫ا ‪1992، 1994‬‬


‫‪، 2000، 2004 -‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‬

‫م‪ -‬و‪ -‬إ‪-‬إ مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي االجتماعي السنوات ‪2004- 2000‬‬ ‫‪-‬‬

‫و على عكس ما سبق سجل حساب رأس المال عجزا لكن أسباب موضوعية خاصة‬
‫و ان البالد قللتن من االستدانة و أصبحت تسدد ديونها الخارجية السيما التسديد المسبق لل))ديون و ه))ذا‬
‫العجز هو خيار في السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ي ))برر عج ))ز حس ))اب رأس الم ))ال بتس ))ديد المديوني ))ة و ذل ))ك بك ))ون س ))ونطراك ق ))امت باس ))تثمارات في‬

‫الخ))ارج و ه))ذا خالل س))نة ‪ 2004‬ق))در عج))ز ه))ذا الحس))اب بمبل))غ ق))دره ‪ 69,1‬ملي))ار دج مقاب))ل ‪37,1‬‬
‫مليار دوالر سنة ‪.2003‬‬
‫و أخ ) ))يرا نخلص إلى أن س ) ))نة ‪ 2004‬اتس ) ))مت باس ) ))تمرار ال ) ))وفرة المالي ) ))ة ال ) ))تي انعكس ) ))ت في التحس ) ))ن‬
‫المستمر لميزان المدفوعات عن طريق‪:‬‬
‫التراكم المستمر منذ سنة ‪ 2000‬الحتياطات الصرف التي تعد من أهم العوامل في مجال األمن‬ ‫‪-‬‬

‫المالي الخارجي من جهة وجعل االقتصاد الوطني في مأمن من الصدمات الخارجية من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫التخلص من حجم المديونية الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الف ائض المعتبر الذي حققه الحساب الجاري للميزان المدفوعات بفضل التطور المالئم لسعر‬ ‫‪-‬‬

‫برميل النفط‪.‬‬
‫كان لجميع العوامل انعكاسات ايجابية على الوضع المالي الخارجي للجزائر‪.‬‬
‫‪-3‬التوازن النقدي‬
‫انتهجت الجزائر م))ع مطل))ع التس))عينات ع))دة إص))الحات اقتص))ادية و هيكلي))ة و اس))تمرت في تط))بيق‬
‫هذه اإلصالحات طيلة فترة التسعينات و حتى السنوات األولى من األلفية الثالث)ة‪ ،‬به)دف المحافظ)ة‬
‫على التوازنات االقتصادية العامة‪ ،‬و تهيئة االقتصاد لتحقيق النمو القابل لالستمرار‪.‬‬
‫و في ه))ذا اإلط))ار‪ ،‬اعتم))دت الس))لطات النقدي))ة سياس))ة نقدي))ة ته))دف الى تحقي))ق االس))تقرار النق))دي و‬
‫استقرار األسعار و سعر الصرف‪ ،‬و تنظيم مستويات السيولة المحلي))ة ‪ ،‬بم))ا يتناس))ب م))ع متطلب))ات‬
‫حرك ))ة النش ))اط االقتص ))ادي‪ ،‬م ))ع توف ))ير التموي ))ل الالزم لألنش ))طة االس ))تثمارية و اإلنتاجي ))ة لمختل ))ف‬
‫قطاعات االقتصاد‪.‬‬
‫و انطالق))ا من ه))ذا نح))اول التط))رق إلى موض))وع الت))وازن النق))دي خالل الف))ترة ‪2004-1990‬‬
‫من خالل دراس)))ة و تحلي ))ل ظ ))اهرة التض ))خم ال)))تي تع)))بر عن حال ))ة االس ))تقرار النق ))دي‪ ،‬و الس ))يولة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1 -3‬التضخم‬

‫‪428‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫واجه االقتصاد الجزائري خالل س)نوات كث)يرة من الف)ترة مح)ل الدراس)ة ض)غوط تض)خمية ش)ديدة كم)ا‬
‫هو موضوع في الجدول الموالي‪.‬‬
‫أن ت) ))ذبب مع) ))ادالت التض) ))خم طيل) ))ة الف) ))ترة مح) ))ل الدراس) ))ات عن تف) ))اوت اإلج) ))راءات و السياس) ))ات‬
‫المتبع))ة و المح))اوالت الرامي))ة للح))د من الض))غوط التض))خمية و ال))تي نجحت في بعض الس))نوات و‬
‫فشلت في سنوات أخرى‪.‬‬
‫من الجدول الموالي يتضح أن التضخم عرف عدة مراحل يمكن ذكرها في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الفترة ‪ : 1992 -1990‬خالل هذه الفترة عرف التضخم تزايد متواصل حيث بلغ سنة ‪1992‬‬
‫معدل ‪ %7,31‬اكبر معدل خالل سنوات الدراسة و تفسير ذلك يرجع إلى عدة عوامل نذكر منها‬
‫‪ -‬التوسع النقدي و المتتالي خالل سنوات هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد حجم الطلب مع ركود في مستويات الطلب‪.‬‬

‫جدول ‪ 21‬تطور معدل التضخم خالل الفترة ‪2004-1990‬‬

‫الوحدة ‪% :‬‬
‫معدل التضخم‬ ‫السنوات‬
‫‪17.9‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪31.7‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪20.5‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪29.8‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪18.7‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪0.34‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1.42‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪O.N . S retrospctive statistique 1970.1996 édition :‬‬

‫‪429‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي‪ :‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي و االجتماعي‬
‫‪.‬لسنوات ‪2004،2002،2000‬‬
‫‪ -‬التقرير االقتصادي الغربي الموحد‪ -‬سبتمبر ‪.2000‬‬

‫‪430‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪22‬‬

‫تطور معدل التظخم خالل الفترة ‪1990-2004‬‬

‫‪35‬‬

‫‪1992‬‬
‫‪31,9‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪29,8‬‬
‫‪29‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪25,9‬‬

‫‪1993‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20,5‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪1990‬‬
‫المعدالت‬

‫‪18,7‬‬ ‫‪Série2‬‬
‫‪17,9‬‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1997‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪5,6‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4,7‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪2,6‬‬ ‫‪2002 2,6‬‬
‫‪2000 2,2 1,42‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0,34‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2006‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬اعتمادا على معطيات الجدول السابق‪.‬‬

‫أما سنة ‪ 1993‬انخفض فيه))ا التض))خم إلى مع))دل (‪ )%5,20‬أي ب ـ‪ 11‬نقط))ة و ترج))ع ه))ذه النت))ائج‬
‫المش) ))جعة‪.‬إلى اإلج) ))راءات المتخ) ))ذة من ط) ))رف الس) ))لطات النقدي) ))ة‪ ،‬حيث انخفض) ))ت وت) ))يرة التوس) ))ع‬
‫النقدي من ‪ %24‬إلى ‪ ، *%62,21‬باإلضافة إلى استقرار مستويات الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬الفترة ‪ :1995 -1994‬خالل هذه الفترة ظهر االرتفاع في معدالت التضخم من جديد و كان هذا‬
‫متزايد من سنة ألخرى إذ بلغ سنة ‪ 1995‬معدل ‪ % 8,29‬و يرجع ذلك على الخصوص إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬الركود الذي ميز مستويات العرض الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيصات القروض الموجهة لالقتصاد التي لم يكن لها مقابل إنتاجي باإلضافة إلى ارتفاع وتيرة‬
‫الطلب الكلي‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫* ‪ -‬أنظر الجدول رقم ‪20‬‬


‫‪ -‬الفترة ‪ :1999 )-1996‬خالل هذه الفترة تراجعت معدالت التض))خم وه))ذا م))ا يؤك))د على مواصلة‬
‫الجه))ود المتواص))لة والرامي))ة للح))د من الض))غوط التض))خمية و نجاحه))ا بداي))ة من ع))ام ‪ 1996‬و ق))د‬
‫بلغ معدل ‪ 7,18‬فراح هذا‬
‫‪ -‬المع ))دل ي ))تراجع بص ))ورة متواص ))لة ليقتص ))ر على مع ))دل ‪ 6,2‬س ))نة ‪ ،1999‬و تع ))ود ه ))ذه النت ))ائج‬
‫الحسنة إلى تضافر عدة جهود نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في السيولة االقتصادية‪ ،‬اعتدال وتيرة التوسع النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬تدني حجم االئتمان المحلي خالل هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬تراج ))ع مس ))توى الطلب الكلي بس ))بب انتش ))ار البطال ))ة ال ))تي ع ))رفت خالل الس ))نة اك ))بر مع ))دل له ))ا (‬
‫‪)%32‬‬

‫‪ -‬الف))ترة ‪ : 2004 ) – 2000‬اس))تمر التض))خم في االنخف))اض إذ ق))درت نس))بته س))نة ‪ 2000‬ب ـ‪34,0‬‬

‫مقابل ‪ 6,2‬سنة ‪ 1999‬و به)ذه النس)بة للتض)خم أص)بحت الجزائ)ر من ال)دول الش)ريكة األك)ثر أهمي)ة‬
‫و حتى و أن كان يجب ب)ذل المزي))د من المجه))ودات ح))تى تص))بح الجزائ))ر من ال))دول ذات التض))خم‬
‫المنعدم ‪.‬‬

‫لكن ه))ذه النس))بة للتض))خم لم تس))تمر س))رعان م))ا ع))اد التض))خم حيث ارتف))ع إلى مع))دل ‪ %2.2‬سنة ‪2001‬‬

‫‪،‬ثم تراجع من جديد ليقتصر ‪%1.42‬س‪NN‬نة ‪ 2002‬ثم اخ‪NN‬ذ مع‪NN‬دالت متزاي‪NN‬دة من ‪2.6‬س‪NN‬نة ‪ 2003‬ثم ‪4.7‬‬

‫سنة‬

‫‪.2004‬‬
‫تعود هده النت‪N‬ائج إلى اس‪NN‬تمرار الس‪N‬يولة المفرط‪N‬ة في الس‪N‬وق النقدي‪N‬ة باإلض‪N‬افة إلى ح‪N‬رآة هيك‪NN‬ل‬
‫الطلب على العملة لوسائل الدفع الفورية مثل العملة االئتمانية و الودائع عند الطلب مع مي‪NN‬ل أآث‪NN‬ر أهمي‪NN‬ة‬
‫نحو الودائع عند الطلب ‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫‪ 3-2‬السيولة االقتصادية‬
‫ع‪NN‬رفت الس‪NN‬يولة االقتص‪NN‬ادية مع‪NN‬دالت مرتفع‪NN‬ة خالل الف‪NN‬ترة ‪ 2004-1990‬لكن إذا آانت نس‪NN‬بة‬
‫السيولة مرتفعة فذلك يشكل خطر ألنها تعتبر مؤشرا سابقا لع‪NN‬ودة زي‪NN‬ادة الس‪NN‬يولة في االقتص‪NN‬اد الوط‪NN‬ني‬
‫مما يزيد في التضخم و يقلل من االستقرار النقدي ‪.‬‬
‫لقد بلغت نس‪NN‬بة الس‪NN‬يولة‪ % 61‬س‪NN‬نة ‪ 1990‬ثم ت‪NN‬راجعت إلى ‪ 48‬س‪NN‬نة‪ 1992‬ثم ارتفعت من جدي‪NN‬د حيث‬
‫بلغت ‪ %52.7‬سنة‪. 1993‬‬

‫من الجدول الموالي يتضح أن المستوى المعتدل للسيولة إرتبط بالفترة (‪ ) 1997 – 1995‬حيث‬
‫عرفت نسبة السيولة سنة ‪ 1996‬أدنى نسبة لها (‪ ,) %35.7‬و هذا راجع للتطهير النقدي و المالي الذي‬
‫وضع في إطار برنامج استقرار االقتصادي الكلي‪ ,‬حيث أن‬
‫االمتصاص التدريجي لفوائض السيولة ش‪NN‬رع في تحقي‪NN‬ق االس‪NN‬تقرار النق‪NN‬دي ال‪NN‬ذي يبقى الش‪NN‬رط‬
‫الضروري‪ N‬في استعادة النمو االقتصادي‪.‬‬
‫لقد عاودت نسبة السيولة خالل الفترة (‪ ) 1999 N– 1998‬االرتفاع أين بلغت ‪ %45‬سنة ‪ 1999‬و هذا‬
‫االس‪NN‬تقرار في مس‪NN‬توى ‪ %45‬يفس‪NN‬ر بزي‪NN‬ادة عملي‪NN‬ات إع‪NN‬ادة التموي‪NN‬ل عن طري‪NN‬ق تحوي‪NN‬ل أم‪NN‬وال إع‪NN‬ادة‬
‫الجدولة إلى نقود وهذا يعكس صورة االقتصاد الوطني الذي طغت عليه العملة النقدية المتداولة‪ ,‬و ه‪NN‬ذا‬
‫مؤشر يقلل من االستقرار النقدي مما يرفع من مستوى التضخم‪.‬‬
‫و مع مطلع األلفية الثالثة أخذت نسبة السيول في االرتفاع المتواصل حيث بلغت سنة ‪ 2000‬نسبة‬
‫‪ % 40.2‬و قد قفزت هذه النسبة إلى ‪ %71.4‬و ذلك سنة ‪ 2003‬و هي أآبر نسبة خالل سنوات ف‪NN‬ترة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫و للتحكم في اإلفراط في السيول قام بنك الجزائر بتك‪NN‬ييف أدوات‪NN‬ه ب‪NN‬إحالل تقني‪NN‬ة اس‪NN‬ترجاع الس‪NN‬يولة عن‬
‫طريق المزاد محل األدوات التقليدية للسياس‪N‬ة النقدي‪N‬ة و ذل‪N‬ك من‪N‬ذ أفري‪N‬ل س‪N‬نة ‪ ,2002‬و أص‪N‬بحت ه‪N‬ذه‬
‫األداة التقنية السائدة‪.‬‬
‫إن الهدف الرئيسي الذي تتوخاه تدخالت بنك الجزائر هو مراقبة التضخم طبقا للمعي‪NN‬ار متوس‪NN‬ط الم‪NN‬دى‬
‫الذي اعتمدته السلطات في ‪ 2001 N- 2000‬أثناء مناقشات حول مخطط اإلنعاش االقتص‪NN‬ادي و لبل‪NN‬وغ‬
‫‪433‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫ه‪NNNNNN‬ذا‬
‫الهدف فإن السلطة النقدية المتمثلة في مجلس النقد و القرض تح‪NN‬دد في بداي‪N‬ة آل س‪N‬نة برمج‪NN‬ة نقدي‪NN‬ة من‬
‫أجل التحكم في وتيرة تطور مختلف العناص‪N‬ر النقدي‪N‬ة و جعله‪N‬ا بالت‪N‬الي تتماش‪N‬ى و اله‪N‬دف المنش‪N‬ود في‬
‫مجال التضخم‪ ,‬و عليه أص‪N‬بح تحقي‪N‬ق نس‪N‬بة تض‪N‬خم معتدل‪N‬ة بفض‪N‬ل تض‪N‬افر سياس‪N‬ة مالي‪N‬ة توس‪N‬عية لكن‬
‫محصورة في حدود التوازنات المنشودة‪,‬و سياسة نقدية حذرة‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫جدول‬
‫الوحدة مليار دج‬ ‫رقم ‪ 22‬تطور الكتلة النقدية خالل الفترة ‪1990 – 2004‬‬
‫سيولة اإلقتصاد ‪%‬‬ ‫وتيرة التوسع ‪%‬‬ ‫الكتلة النقدية ‪M2‬‬ ‫السنوات‬
‫‪61.8‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪343.1‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪48.2‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪416.2‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪48.0‬‬ ‫‪24.0‬‬ ‫‪515.9‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪52.7‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪627.4‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪48.6‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪723.6‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪39.8‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪799.6‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪35.7‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪919.6‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪38.9‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪1.081.5‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪1.287.9‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪44.9‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪1.454.4‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪40.2‬‬ ‫‪14.08‬‬ ‫‪1.659.2‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪49.2‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫‪2.029.2‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪63.9‬‬ ‫‪17.3‬‬ ‫‪2.901.5‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪71.4‬‬ ‫‪17.2‬‬ ‫‪3.401.9‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪69.8‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪3.756.2‬‬ ‫‪2004‬‬
‫المصدر‪:‬‬
‫‪L’Algérie en quelque chiffres 1993 – 1996‬‬ ‫‪ONS‬‬
‫‪ONS‬‬ ‫‪Rapport sur a situation économique et sociale année 1999 CNES Rapport sur la‬‬
‫‪conjoncture économique et sociale de l’année 1997,2001, 2004.‬‬

‫‪435‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫خالصة الفصل السادس‬


‫من خالل دراستنا للسياسة المالية المطبقة في الجزائر خالل الفترة ‪ 2004 -1990‬اتضح لنا أ‪ ‬ن‬
‫السياسة االنفاقية تميزت بنمو اإلنفاق العام وارتفاع معدالته من سنة ألخرى طول فترة الدراسة نظرا‬
‫لتوسع نشاط الدولة وقد مثلت نفقات التسيير خالل الفترة كلها حوالي ‪ %72‬كمتوسط عام بينما مثلت‬
‫نفقات التجهيز حوالي ‪ % 37‬من النفقات العامة في أحسن األحوال‪.‬‬
‫أم))ا اإلي))رادات العام))ة لق))د ع))رفت تزاي))د متواص))ل خالل ف))ترة الدراس))ة ال))تي اس))تمر اعتماده))ا بدرج))ة‬
‫كب))يرة على الجباي))ة البترولي))ة حيث مثلت ه))ذه األخ))يرة نس))بة أك))بر من ‪ %60‬ط))وال س))نوات الدراس))ة‪،‬‬
‫ولهذا أصبح االقتصاد الوطني عرضة للمتغيرات الخارجية وخاصة المتعلقة بأسعار النفط‪.‬‬
‫وك))ان من نتيج)ة ذل)ك أن الموازن)ة العام)ة الجزائري))ة اتص))فت ب))العجز الم)زمن والمس)تمر خالل أغلب‬
‫س) ))نوات الدراس) ))ة ابت) ))داء من س) ))نة ‪ 1992‬ويرج) ))ع اس) ))تفحال العج) ))ز إلى عج) ))ز اإلي) ))رادات العام) ))ة عن‬
‫مالحقة الزيادة في اإلنفاق العام‪.‬‬
‫وفيم))ا يتعل))ق بوض))ع الت))وازن الع))ام لالقتص))اد الجزائ))ري فإن))ه يع))اني من مش))كالت أساس))ية وجوهري))ة‬
‫تعكس في واق))ع األم))ر حقيق))ة انع))دام الت))وازن الب))نيوي بص))ورة عام))ة‪ ،‬بع))ابرة أخ))رى أن الخل))ل يعت))بر‬
‫هيكليا في األساس وقد تمثلت اإلختالالت في نم))و النفق)ات العام))ة بمع)دالت أك)بر من اإلي))رادات العام)ة‬
‫المتاحة والمحدودة المصادر‬

‫‪436‬‬
‫السياسة المالية المطبقة خالل الفترة ‪2004-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬

‫خالصة الجزء التطبيقي‪$‬‬


‫ص ))احب انتق ))ال الجزائ ))ر من اقتص ))اد مخط ))ط مركزي ))ا إلى اقتص ))اد يعتم ))د على آلي ))ات الس ))وق القي ))ام‬
‫بعملي ))ة ض ))خمة إلع ))ادة توجي ))ه سياس ))اتها المالي ))ة‪ ،‬وتمثلت ه ))ذه العملي ))ة في مجموع ))ة من اإلص ))الحات‬
‫الهيكلي))ة بالتع))اون م))ع المؤسس))ات المالي))ة الدولي))ة‪ .‬ك))انت السياس))ة المالي))ة في إط))ار التخطي))ط المرك))زي‬
‫تركز أساسا على تخصيص العائد المحقق من صادرات المحروق))ات من أج))ل توف))ير الخ))دمات المدني))ة‬
‫ذات الحجم الكب ))ير باإلض ))افة إلى التح ))ويالت واإلعان ))ات العام ))ة لك ))ل من اإلنت ))اج واالس ))تهالك والقي ))ام‬
‫ببرنامج ضخم من االستثمارات العامة غير ذات األولوية‪.‬‬
‫وفي ع) ) ))ام ‪ 1986‬ت) ) ))دهورت مظ ) ))اهر الض) ) ))عف الم) ) ))الي بدرج) ) ))ة كب) ) ))يرة عن) ) ))دما انخفض ) ))ت إي) ) ))رادات‬
‫الص))ادرات الهيدروكربوني))ة‪ ،‬وق))د نتج عن ه))ذا اختالالت مالي))ة كب))يرة ال))تي م))ا ص))احبها من ت))راكم من‬
‫دين خارجي حتى أصبحت خدمات المديونية خطرا يهدد االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫اس))تمرار ه))ذه اإلختالالت المالي))ة أج))برت الحكوم))ة على القي))ام بعملي))ات تص))حيح م))الي أك))ثر ق))وة في‬
‫إطار برنامجين بمس)اندة ص)ندوق النق)د ال)دولي م)ع مطل))ع التس)عينات كم))ا أن ه)ذه الف))ترة ع))رفت ارتف)اع‬
‫حاد في أسعار النفط مما جعل ميزانية الدولة تحقق فائض غير أن هذا األخير تحول إلى عج))ز ابت))داء‬
‫من سنة ‪ 1992‬وهذا راجع الرتباط االقتصاد الوطني باإليرادات النفطية‪.‬‬
‫وبهدف تصحيح االختالالت المالية والتخفيض من عجوزات الميزانية استمرت الحكوم))ة في تط))بيق‬
‫اإلص ))الحات الهيكلي ))ة لالقتص ))اد الوط ))ني عام ))ة والمتعلق ))ة بالسياس ))ة المالي ))ة خاص ))ة وق ))د نجح برن ))امج‬
‫التص)حيح المنف)ذ ع)ام ‪ 1994‬إلى ح‪‬د كث)ير في تخفيض عج)ز الميزاني)ة وق)د اتخ)ذت الحكوم)ة السياس)ة‬
‫الضريبية وسياسة اإلنفاق العام كأداة فعالة من أدوات اإلدارة الكلية‪.‬‬
‫وتج))در اإلش))ارة أن السياس))ة االنفاقي))ة للجزائ))ر خالل الف))ترة ‪ 2004 )-1990‬تم))يزت بزي))ادة مع))دالت‬
‫النفق))ات العام))ة باس))تمرار‪ ،‬وأخ))ذت نفق))ات التس))يير حص))ة األس))د من النفق))ات اإلجمالي))ة ثم ت))أتي نفق))ات‬
‫التجهيز في المرتبة الثانية التي عرفت نوع من الزيادة خالل السنوات األخيرة من سنوات الدراسة‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫السياسة المالية المطبق‪NN‬ة خالل الف‪NN‬ترة ‪-1990‬‬ ‫الفصل السادس‪:‬‬
‫‪2004‬‬

‫أم))ا السياس))ة اإليرادي))ة تم))يزت باعتماده))ا على الجباي))ة البترولي )ة) حيث مثلت ه )ذه األخ))يرة‬
‫أكبر من ‪ %60‬من اإليرادات اإلجمالي))ة‪ ،‬غ)ير أ‪ ‬ن الجباي))ة العادي))ة ع)رفت ن)وع من التحس))ن‬
‫من خالل اإلصالحات الض)ريبية) المنتهج))ة‪ ،‬والش))يء المالح)ظ ه))و أن نس)بة زي))ادة اإلي)رادات‬
‫العام ))ة لم تالح ))ق زي ))ادة النفق ))ات العام ))ة مم ))ا أدى إلى نتيج ))ة تمثلت في عج ))ز الميزاني ))ة في‬
‫أغلب سنوات فترة الدراسة وبالتالي أصبح التوازن الداخلي مختل وراجع إلى ت))أثر الت))وازن‬
‫الداخلي بالمتغيرات الخارجية العتماده على اإليرادات النفطية‪.‬‬
‫أم))ا على مس))توى الت))وازن الخ))ارجي حققت الجزائ))ر نت))ائج حس))نة في أغلب س))نوات الدراس))ة‬
‫وتمثلت ه) ))ذه النت) ))ائج في الف) ))ائض ال) ))ذي حقق) ))ه م) ))يزان الم) ))دفوعات وه) ))ذا راج) ))ع إلى زي) ))ادة‬
‫ص ) ))ادرات الجزائ ) ))ر وخاص ) ))ة المحروق ) ))ات من جه ) ))ة وارتف ) ))اع أس ) ))عارها من جه ) ))ة أخ ) ))رى‪،‬‬
‫وبالتالي يصبح االقتصاد الجزائري هشا وعرضة للتغيرات) الخارجية ‪.‬‬
‫وأخ)))يرا نخلص إلى أن الت)))وازن االقتص)))ادي الع)))ام للجزائ ))ر يع ))اني من مش ))كالت أساس ))ية‬
‫وجوهري))ة تعكس في واق))ع األم))ر حقيق))ة انع))دام الت))وازن الب))نيوي بص))ورة عام))ة والمتمث))ل في‬
‫العج))ز الم))وازني) الن))اتج عن زي))ادة النفق))ات بمع))دل أك))بر من اإلي))رادات ه))ذا من جه))ة وتقلب‬
‫أسعار النفط من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫الخاتم ـ ـ ـ ـ ـة العام ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪439‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫إن الدراسات التي تطرقت إلى قضايا التنمية االقتصادية تؤكد على أهمية و دور‬
‫السياسة المالية في إنجاح الجهود التنموية المبذولة من طرف الدولة بهدف تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي والتوازن‪ N‬الكلي‪.‬‬
‫لقد ناقشت هذه الدراسة مشكلة التوازن االقتصادي العام في الجزائر وكان البد من التمهيد‬
‫للدراسة التطبيقية بإطار نظري لتزويد الباحث بالخبرة لفهم جذور المشكلة وأبعادها المختلفة‬
‫وتوظيف كل ذلك لفهم أبعاد الجانب التطبيقي للدراسة ومن ثم القدرة على التحليل إشتمل هذا‬
‫البحث على جزأين‪:‬‬
‫األول‪ :‬لبيان مفهوم السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي من الناحية النظرية‬
‫الثاني‪ :‬السياسة المالية المطبقة في الجزائر ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي العام ‪.‬‬
‫أظهرت مقدمة البحث أهميته والتي تأتي من أهمية السياسة المالية في الحياة االقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫كما بينت هدفه لمحاولة الكشف عن السياسة المالية المثلى لتحقيق الدولة للتوازن االقتصادي‬
‫وأوضحت منهجه للوصول إلى كشف الحقائق العلمية والحلول العملية الممكنة ‪ ،‬ثم استعرضت‬
‫فصول البحث‬

‫‪440‬‬
‫بعد تناولنا لموضوع السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر فإنه تم التوصل إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬النتائج‬
‫‪ - 1‬نتائج الجزء النظري‬
‫من خالل تعرضنا لمفهوم السياسة المالية وتطورها عبر مختلف المراحل والمدارس‪N‬‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادية إتضح لنا أن السياسة المالية لها مكانة هامة في السياسة االقتصادية المعاصرة‬
‫حيث أن السياسة المالية المعاصرة قد شهدت تطورات جوهرية وأصبحت أداة الدولة للتوجيه‬
‫واإلشراف على النشاط االقتصادي والحيلولة دون تعرضه لمراحل الكساد والرواج التي‬
‫تعصف به بين الحين واألخر‬

‫‪441‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫من خالل معالجتنا لموضوع التوازن إتضح لنا أن مفهوم التوازن‪ N‬قد تطور بين‬ ‫‪-‬‬
‫الفكرالتقليدي‪ N‬والفكر الحديث وخالل مراحل التطور هذه أصبح يغير من طبيعته شيئا فشيئا‬

‫ليحل التوازن‪ N‬النوعي محل التوازن الكمي ‪ ،‬ومن ثم فإن التوازن االقتصادي العام يتحقق‬
‫عندما تكون المنفعة التي يتم تقديمها لالقتصاد معادلة على األقل للمنفعة التي تحجب على‬
‫الدخل نتيجة اقتطاع هاته األموال وبعبارة أخرى أن غرض التوازن االقتصادي العام هو أن‬
‫تصل مردو دية النظام االقتصادي إلى أعلى درجة لها ‪.‬‬
‫عند معالجة أدوات السياسة المالية تبين لنا أن اإليرادات العامة واإلنفاق العام‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة إلى الموازنة العامة لها دور فعال في تعديل كل من الهيكل االقتصادي واالجتماعي‬
‫للمجتمع فضال عن قدرتها على ترشيد استخدام األموال العامة وتحقيق أقصى إنتاجية منها‬
‫باإلضافة إلى الدور الذي تلعبه هذه األدوات في التأثير على حجم العمالة والدخل ومستويات‬
‫األسعار ومن ثم التوازن‪ N‬االقتصادي العام‬
‫أما العجز في ميزانية أي دولة ال يعتبر خطأ في حد ذاته إذ أن هناك ظروف اقتصادية‬
‫تملي على الدولة التوسع في إنفاقها في فترة معينة لكن الخطأ أن يالزم ذلك العجز الموازنة‬
‫لسنوات عديدة األمر الذي ينبأ عن خلل اقتصادي يجب معالجته‪.‬‬
‫وأخيرا تعتبر هذه األدوات من الوسائل الفعالة التي تستخدمها الدولة لتحقيق التوازن‬
‫المالي الداخلي والخارجي ومن ثم التوازن االقتصادي العام‬
‫عند معالجتنا لعالقة السياسة المالية بالسياسة النقدية تبين لنا أن التنسيق بين السياستين‬ ‫‪-‬‬
‫أمرا حتميا والذي يتضمن برمجة األطر النقدية أو اإلتفاق على إتباع مزيج سياسات متفق‬
‫عليه من خالل لجان تنسيق مشتركة‪ ،‬ويكون هذا التنسيق يوم بيوم وذلك في مرحلة تصميم‬
‫السياسات وتنفيذها والرقابة ومتابعة التنفيذ والتعديل وقت اللزوم‪.‬‬
‫اتفقت معظم الدراسات النظرية على وجود أهمية شديدة لتنسيق بين السياسات المالية‬
‫والنقدية في الدول النامية ومنها الجزائر بهدف الوصول إلى تحقيق أهداف كل منهما وعدم‬
‫إعاقة إحداهما لألخرى في الوصول إلى هذه األهداف‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫إن كل من السياسات النقدية والمالية تأثر في أهداف السياسة األخرى وأن عدم التنسيقبين‬
‫السياستين له أثر سلبي في هذا المجال كما أن عدم التنسيق يؤثر على التوازناالقتصادي العام‬

‫‪ - 2‬نتائج الجزء التطبيقي‪:‬‬


‫قبل التطرق إلى موضوع السياسة المالية المطبقة في الجزائر خالل الفترة ‪– 1990‬‬
‫‪ 2004‬استوقفتنا نقطة مهمة وهي الوضع االقتصادي الجزائري خالل فترة الدراسة حيث‬
‫انتقلت الجزائر من نظام اقتصادي مخطط مركزيا إلى نظام يعتمد على آليات السوق‬
‫( اقتصاد السوق )‪.‬‬
‫لقد تميزت فترة التنمية االقتصادية المخططة مركزيا بحجم كبير من االستثمارات‬ ‫‪-‬‬
‫وبمشاكل في إنجاز المشاريع المبرمجة أدى ذلك إلى اللجوء المفرط إلى الخارج لالقتراض‬
‫باإلضافة إلى اإلصدار النقدي من البنك المركزي دون مقابل في اإلنتاج مما ساعد على‬
‫توسيع الفجوة التضخمية وتفاقم المديونية الخارجية التي أصبحت تنذر بالخطر وفي نفس‬
‫الوقت عرفت الموازنة العامة تطور هائال نظرا الرتفاع أسعار النفط ومن ثم إيرادات الجباية‬
‫البترولية التي تعتمد عليها الميزانية بنسبة كبيرة‪.‬‬
‫في أوائل الثمانينات بدأت تظهر مساوئ التخطيط المركزي فرغم ضخامة‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمارات الحكومية لم يطرأ تحسن كبير على اإلنتاج وما زاد الطين بلة أزمة ‪،1986‬‬
‫ولمواجهة هذه أالزمة ومعالجة االختالالت االقتصادية الكلية اتجهت الجزائر نحو سياسة‬
‫جديدة اتسمت بنوع من المرونة والفعالية والمتمثلة في سياسة التنمية الالمركزية حيث اتخذت‬
‫الجزائر عدة تدابير لتحقيق االستقرار االقتصادي الكلي واإلصالحات الهيكلية غير أن خطى‬
‫التصحيح كانت بطيئة في البداية مما زاد في تدهور االختالالت االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ 1988‬حدث تحول جذري في مجال اإلصالحات االقتصادية واتخذت‬ ‫‪-‬‬
‫عدة إجراءات بهدف ذلك‪ ،‬حيث عززت الحكومة من جهودها في تصحيح االقتصاد الكلي‬

‫‪419‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫عندما شرعت في تنفيذ برنامجين بدعم من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمتمثالن‬
‫في برنامج االستقرار وبرنامج التصحيح الهيكلي‪ ،‬وبهدف االنتقال من اقتصاد مخطط مركزيا‬
‫إلى اقتصاد السوق اتخذت عدة إجراءات تصحيحية والتي كانت تصب في إطارالبرنامجين‬
‫السابقين‪.‬‬
‫شملت هذه اإلجراءات مختلف جوانب السياسة االقتصادية للبالد بما فيها السياسةالمالية ‪.‬‬

‫تمثلت أهداف برنامج االستقرار في تقليص عجز الميزانية من جهة وترشيد النفقات العامة‬
‫ورفع إيرادات الميزانية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫أما أهداف برنامج التصحيح الهيكلي تمثلت في إصالح النظام الضريبي لتأقلمه مع النظم‬
‫الضريبية الدولية باإلضافة إلى إصالح اإلدارة الضريبية بهدف زيادة حصيلتها كما تضمن‬
‫البرنامج عدة إصالحات كإصالح السياسة التجارية والسعرية والسياسة النقدية‬
‫‪...‬الخ‪. N‬‬
‫وبصفة عامة ركز البرنامجين على تحقيق هدف أولي ومهم والمتمثل في القضاء على‬
‫عجز الميزانية وميزان المدفوعات وذلك عن طريق التقليص من اإلنفاق العام وترشيده من‬
‫جهة والرفع من حصيلة اإليرادات وتنويعها من جهة أخرى‪ ،‬وفعال تم ذلك بتقليص النفقات‬
‫العامة عن طريق إلغاء الدعم وترشيد نفقات التجهيز أما اإليرادات أدخلت بشأنها عدة‬
‫تصحيحات منها توسيع الوعاء الضريبي عن طريق إنشاء الضريبة على الدخل اإلجمالي‬
‫والرسم على القيمة المضافة والضريبة على أرباح الشركات ‪...‬الخ‪. N‬‬
‫مما قلص من عجز الميزانية أحينا وفائض أحيانا أخرى على المدى القصير لكن الشيء‬
‫المالحظ على موارد الميزانية إنها الزالت وستبقى تعتمد على الجباية البترولية مما جعل‬
‫االقتصاد الوطني عرضة للتغيرات الخارجية خاصة المتعلقة بأسعار النفط وهكذا يبقى‬
‫اقتصادنا اقتصاد هش ‪.‬‬
‫‪420‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬مع مطلع األلفية الثالثة تحسنت المؤشرات االقتصادية سواء تعلق االمر بالمالية العامة‬
‫أو إحتياطات الصرف وحتى نسبة خدمة المديونية ومستوى التضخم وهذه النتائج ال‬
‫يستهان بها وتبعث على التفاؤل وإمكانية العودة إلى الوضع الطبيعي والمستقر ويرجع‬
‫هذا التحسن إلى سعر النفط خالل سنة ‪ 2000‬وسجل ميزان المدفوعات هو األخر فائض‬
‫متواصل وأمام هذا الرخاء المالي وبهدف الحفاظ علىالتوازنات االقتصادية قررت‬
‫الحكومة إعادة بعث النشاط من جديد ومن ثم شرع فيتطبق برنامج اإلنعاش االقتصادي‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2001‬الذي يهدف إلى بعث الحياةمن جديد في كافة النشاطات االقتصادية‬
‫ومن ثم محاربة البطالة وتحقيق التوازن الجهوي ‪.‬‬

‫‪ -‬لكن في واقع األمر أن تحسن الوضع المالي للبالد الناتج عن الوفرة النفطية بالدرجة‬
‫األولى نتجت عنه أثار اجتماعية حتمية تمثلت في البطالة التي بقيت نسبتها في المتوسط‬
‫‪ % 27‬إضافة إلى ارتفاع األسعار نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن من جهة وإلغاء‬
‫الدعم لألسعار من جهة ثانية‪.‬‬
‫نخلص في األخير أن رغم اإلصالحات التي انتهجتها الدولة والوفرة المالية التي تغلب‬
‫عليها اإليرادات النفطية غير أن الوضع االقتصادي واالجتماعي الزال ضعيفا يحتاج إلى‬
‫تدابير أكثر فعالية وصرامة‪.‬‬
‫من خالل معالجتنا للسياسة المالية المطبقة في الجزائر خالل فترة الدراسة والمتمثلة في‬
‫السياسة االتفاقية والسياسة اإليرادية والموازنة العامة أتصح لنا ‪:‬‬
‫إن السياسة االتفاقية تميزت بنمو النفقات العامة وارتفاع معدالتها من سنة ألخرى وهذا‬
‫راجع لتوسع نشاط الدولة وقد مثلت نفقات التسيير فيها أكبر نسبة حيث بلغت في المتوسط ‪72‬‬
‫‪ %‬وهذا راجع إلى ارتفاع نفقات القطاع العام من صحة وتعليم ‪...‬الخ باإلضافة إلى كتلة‬

‫‪421‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫األجور وخاصة المتعلقة بإطارات الدولة التي أخذت نسبة ال يستهان بها هذا من جهة و سوء‬
‫استعمال النفقة العامة وتبديد األموال العمومية بشتى الطرق ‪.‬‬
‫أما نفقات التجهيز هي األخرى عرفت نمو متواصل في أغلب سنوات الدراسة وهذا راجع‬
‫لتراكم المشاريع غير المنجزة ( الباقية ) وخلق استثمارات جديدة‬
‫‪ -‬إن السياسة االيرادية في الجزائر تعتمد اعتماد شبه كلي على اإليرادات الجبائية بشقيها‬
‫( العادية والبترولية‪ ) N‬وقد عرفت خالل فترة الدراسة تزايد مستمر وبمعدالت نمو متذبذبة‬
‫بتذبذب إيرادات الجباية البترولية والتي ترتبط هي األخرى بالتغيرات الخارجية‬
‫والمتمثلةخصيصا‪ N‬في أسعار النفط ‪.‬‬
‫وهكذا استمر اعتماد إيرادات الميزانية على الجباية البترولية والتي مثلت في‬
‫المتوسطنسبة ‪ %60‬من اإليرادات اإلجمالية ومن ثم أصبح االقتصاد الجزائري يرتبط‬
‫ارتباط وثيق بإيرادات الجباية البترولية وعليه يمكن القول أن االقتصاد الجزائري كان‬
‫والزال رهين التغيرات الخارجية وخاصة المتعلقة بسعر النفط وسعر الصرف‬
‫مما سبق يتضح أن كل من اإليرادات العامة والنفقات العامة تزايدت باستمرار‬

‫خالل سنوات الدراسة بمعدالت متفاوتة لكن الشيء الجدير بالتنويه هو أن زيادة‬
‫اإليرادات العامة عجزت عن مالحقة الزيادة المتواصلة‪ N‬للنفقات العامة وكان من نتيجة ذلك‬
‫أن الموازنة العامة للدولة الجزائرية اتصفت بالعجز المزمن والمستمر خالل أغلب سنوات‬
‫الدراسة ابتداء من سنة ‪( 1992‬انخفاض أسعار النفط )‪.‬‬
‫إن العجز في ميزانية الدولة كما اشرنا سابقا ال يعتبر خطأ في حد ذاته إذ أن هناك‬
‫ظروف اقتصادية تملي على الدولة التوسع في إنفاقها في فترة معينة ‪.‬‬
‫إن العجز في ميزانية الدولة يجب أن ينظر له من خالل هيكل اإليرادات العامة من جهة‬
‫وااللتزامات الحكومية من جهة أخرى وقد كان للعجز أن يبلغ مستويات أعلى إال أن‬
‫‪422‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫االجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومة حالة دون ذلك ‪ ،‬حيث تركزت هذه االجراءات أوال‬
‫على وضع النفقات العامة عند حدود معينة ومحاولة زيادة الموارد بأشكالها ‪.‬‬
‫إن سد عجز الموازنة العامة للدولة يعد إحدى الركائز األساسية إلصالح المسار المالي‬
‫واالقتصادي وال ريب أن الحكومة تدرك أن تحقيق ذلك ال يتم إال بصورة متدرجة ‪ ،‬و مهما‬
‫يكن فإنها تكون على ثقة في إمكانية الوصول إليه بالمثابرة وحسن استخدام الموارد ‪.‬‬
‫وكقاعدة عامة فإن تخفيض العجز تدريجيا يتطلب أن يكون معدل نمو اإلنفاق العام أقل‬
‫من معدل نمو الناتج الداخلي الخام وأن يكون معدل نمو الموارد أكبر من معدل نمو اإلنفاق‬
‫العام بما يتيح زيادة في الموارد السيادية ‪.‬‬
‫ومن خالل معالجتنا لموضوع التوازن االقتصادي العام إتضح لنا أنه يعاني منمشكالت‬
‫أساسية وجوهرية تعكس في واقع األمر حقيقة انعدام التو زان البنيوي بصورةعامة ‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى إن الخلل يعتبر هيكليا في األساس ‪ ،‬وقد تمثلت االختالالت في نمواالستهالك بمعدل‬
‫أعلى من نمو اإلنتاج ‪ ،‬زيادة اإلنفاق العام عن اإليرادات العامة المتاحة محدودة المصادر‬
‫وعليه فإن التحليل العلمي الدقيق للحالة الراهنة لالقتصاد يدل على أنه يعاني منذ فترة طويلة‬
‫من اختالالت في التوازن االقتصادي العام‪ ،‬وبمعنى آخر إن االقتصاد الوطني يعاني من خلل‬
‫في هيكله من جهة وقصورا في نظام إدارته من جهة‬

‫أخرى‪ .‬إ‪ ‬ن االختالالت التي أصابت التوازن العام لالقتصاد الوطني الوطني مردها إلى‬
‫عاملين رئيسيين‪:‬‬
‫األول ما يسمى بالصدمات الخارجية التي تتألف أساسا من اإلضطرابات التي تصيب‬
‫أسعار النفط خاصة باإلضافة إلى أسعار الصرف‪.‬‬
‫الثاني يتمثل في السياسات االقتصادية التي تم اتخاذها في السنوات الماضية والتي تمخض‬
‫عنها عجز الزم الميزانية وكان سببا رئيسيا في إختالل التوازن االقتصادي العام‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫هناك هدفان أساسيان للموازنة أولهما رسم السياسة المالية للدولة في فترة سنة مالية مقبلة‬
‫وثانيهما تحديد برامج اإلنفاق الحكومي لنفس السنة مع فرض رقابة مالية وقانونية على‬
‫تنفيذه‪ ،‬ولهذا تعتبر الموازنة أهم أدوات السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫وضمان تحقيق التشغيل الكامل للموارد االقتصادية في المجتمع من خالل التحكم في حجم‬
‫اإلنفاق العام واإليرادات العامة وإعادة توزيع الدخل والثروات من خالل السياسة الضريبية‬
‫واإلنفاقية‪ ،‬ولهذا يجب أن تعنى الموازنة العامة بعناية خاصة‪.‬‬
‫بعد هذا العرض ألهم النتائج التي تم استخالصها من خالل معالجة مشكلة هاته الدراسة‬
‫نأتي إلى إختبار فرضيات البحث التي جاءت في مقدمته وهي كما يلي‪:‬‬
‫تحقق الفرضية األساسية والتي تخصص مساهمة السياسة المالية في عالج المشكالت‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادية وتحقيق التوازن االقتصادي على المدى المتوسط وذلك من خالل تخفيض عجز‬
‫الميزانية تارة وتحقيق فائض تارة أخرى؛‬
‫كما تتحقق الفرضيات األخرى والمتمثلة فيما يلي‪ :‬عدم كفاءة وفعالية السياسات‬ ‫‪-‬‬
‫المطبقةبسبب من أسباب االختالالت التي تصيب اقتصاديات الدول النامية وهذا ما حدث‬
‫لالقتصاد الوطني في نهاية الثمانينات؛‬
‫تبني الدول النظام االقتصادي الحر ال يقلل من أهمية تدخل الدولة وهذا ما تؤكده‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة النفقات العامة في الجزائر في المصالح العمومية؛‬
‫وبرامج اإلصالح االقتصادي التي تطرح بواسطة المؤسسات المالية الدولية ال تساهم‬ ‫‪-‬‬
‫في عالج المشكلة بقدر ما تحقق أغراض تلك المنظمات‪ ،‬وقد تأكد ذلك في الجزائر من خالل‬

‫ظهور عدة مشاكل مثل ارتفاع نسبة البطالة‪ ،‬تدهور النظم الصحية والتعليمية‪ ،‬ضعف القوة‬
‫الشرائية للمواطن‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫زيادة النفقات تمثل السبب الرئيسي في عجز الموازنة وهذا ما تؤكده في عدم مالحقة‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة اإليرادات وزيادة النفقات وبالتالي الزم الميزانية العجز؛‬
‫ترشيد النفقات يقلل عجز الموازنة وهذا فعال فعندما نفذت الحكومة اإلصالحات ومن‬ ‫‪-‬‬
‫بينها التقشف في النفقات تقلص عجز الميزانية؛‬
‫تبعية الموازنة إزاء التغيرات الخارجية وخاصة سعر برميل النفط وسعر الصرف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهذا ما أكدته نتائج الدراسة فعندما ترتفع أسعار النفط يزداد معدل النمو ويتقلص العجز‬
‫والعكس بالعكس وهكذا يبقى االقتصاد الوطني رهين التغيرات الخارجية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫على ضوء النتائج التي توصل إليها البحث نضع بعض التوصيات بهدف التقليل من‬
‫االختالالت وتحقيق التوازن االقتصادي العام‪ ،‬ونجمل أهم التوصيات فيما يلي‪:‬‬
‫لمعالجة العجز في الموازنة العامة بطريقة فعالة ينبغي ترشيد االنفاق العام بصورة‬ ‫‪-‬‬
‫عامة‪ ،‬وترشيد نفقات التمثيل الخارجي والدبلوماسي والبرلماني والحد من االنفاق العام‬
‫الترفي وغير الضروري‪ ،‬ومن ناحية أخرى عدم تجاوز نمو النفقات نمو اإليرادات في‬
‫الحاالت الحتمية؛‬
‫ضرورة القيام بإجراء بحوث ودراسات لمعرفة أسباب تدني الحصيلة من‬ ‫‪-‬‬
‫اإليراداتغير الجبائية وإيرادات الجباية العادية؛‬
‫العمل بجدية نحو نشر الوعي الضريبي بين أفراد المجتمع وذلك بالتنسيق مع الجهات‬ ‫‪-‬‬
‫المختصة‪ ،‬ومحاربة الغش والتهرب الضريبي‪ N‬بأي شكل من األشكال؛‬
‫االهتمام بإدارة الضرائب وتطويرها بهدف تحسين التحصيل الضريبي فتعميم‬ ‫‪-‬‬
‫استعمال اإلعالم اآللي سيخفض من التهرب والغش الضريبي؛‬
‫إصالح إدارة الجمارك وربطها بإدارة الضرائب باستعمال تقنيات اإلعالم اآللي‬ ‫‪-‬‬
‫للتقليل من التهرب الضريبي؛‬

‫‪425‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫تشجيع الصادرات خارج المحروقات عن طريق منح مزايا للمستثمرين وتشجيعهم‬ ‫‪-‬‬
‫على التصدير للخارج وبالتالي فك الميزانية واالقتصاد الوطني ككل من أثر التغيرات‬
‫الخارجية؛ ‪ -‬ضرورة التنسيق بين البنك المركزي ووزارة المالية في تحديد األهداف النقدية‬
‫وأن يتولى البنك المركزي صياغة واختيار األدوات المناسبة لتنفيذ هذه السياسة؛‬
‫إن الموازنة العامة للدولة هي الوسيلة األساسية إلخضاع السلطة التنفيذية لرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫السلطة التشريعية فيما يتعلق بالتصرف في الموارد المالية العامة‪ ،‬ولكل سلطة مهام في كل‬
‫مرحلة من المراحل التي تمر بها الموازنة خالل دورتها‪ ،‬وعليه يجب العمل على ضمان عدم‬
‫التداخل واالزدواجية بين السلطتين ومهامهما؛‬
‫يجب إعادة النظر في سياسة اإلعفاءات الضريبية والجمركية والتأكد من عدم إقرار‬ ‫‪-‬‬
‫إعفاء دون أن يكون له مبرراته المالية واالقتصادية واالجتماعية القوية‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫الوضع الحالي لموازنة الدولة؛‬
‫من أجل تحقيق الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد العامة البد من إخضاع اإلنفاق‬ ‫‪-‬‬
‫العام لمعايير الجدوى االقتصادية؛‬
‫وأخيرا أقول‪ :‬إن إنفاق عاما أكثر رشدا واقتطاعا عاما أكثر جدوى وتجارة خارجية أكبر‬
‫ربحا‪ ،‬وسياسة نقدية أكثر فعالية‪ ،‬وموازنة عامة أكثر شفافية من شأنها مجتمعة أن تحقق‬
‫التوازن االقتصادي عند معدالت أعلى لنمو الدخل الوطني الجزائري‪.‬‬
‫ال يفوتني في نهاية هذه األطروحة إال أن أذكر أ‪ ‬ن كل عمل بشري البد أن يوجد فيه من‬
‫النقص والهفوات التي يسبق القلم إليها أو يذهل الفكر عنها‪ ،‬فإن أحسنت فمن اﷲ فله الحمد‬
‫والشكر وإن كانت األخرى فمن نفسي‪ ،‬وسبحان من أبى أن يكون الكمال إال لكتابه‪ ،‬ولكن‬
‫حسبي أن اﷲ يعلم ما في الصدور‪.‬‬
‫فيا رب هذه يدي وخلفها قلب يدعوك ويقيني في رحمتك إنك مجيب الدعاء‪ .‬وما توفيقي إال‬
‫باﷲ عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬
‫‪426‬‬
‫قائم ـ ـ ـة المراج ـ ـ ـ ـ ـ ـع‬
‫‪ -I‬قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم علي عبد اﷲ‪ ،‬أنور العجارمة‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء للطباعة عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم محمد قطب‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬الجزء األول و الثاني‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪1994 ،‬‬
‫‪ -3‬أحمد جامع‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار الثقافة الجامعية القاهرة‪.1990 ،‬‬
‫‪ -4‬أحمد جامع‪ ،‬علم المالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الجزء األول‪.1970 ،‬‬
‫‪ -5‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم المصطلحات االقتصادية‪ ،‬دار الكتاب المصري‪.1985 ،‬‬
‫‪ -6‬أحمد فريد‪ ،‬سهير محمد ‪ ،‬السياسات النقدية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -7‬أحمد هني‪ ،‬اقتصاد الجزائر المستقلة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1993 ،‬‬
‫‪ -8‬الرويلي صالح ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.1988 ،‬‬
‫‪ -9‬السيد حسن موفق‪ ،‬المشكالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪.1986 ،‬‬
‫‪ -10‬السيد عبد المولى‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪.1993 ،‬‬
‫‪ -11‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -12‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االقتصادية ‪ ،‬التوزيع العادي‬
‫للدخول ‪ ،‬التنمية االجتماعية و ضبط التضخم‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -13‬العبادي عبد الناصر‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬بدون معلومات‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -14‬الفارس عبد الرزاق‪ ،‬الحكومة و الفقر و اإلنفاق العام (دراسة لظاهرة عجز الموازنة االقتصادية‬
‫االجتماعية في البلدان العربية)‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية بيروت‪.1997 ،‬‬

‫‪426‬‬
‫‪ -15‬الناظم محمد النوري الشمري‪ ،‬النقود و المصارف‪ ،‬مدرسة الكتب للطباعة و النشر جامعة‬
‫الموصل العراق‪.1995 ،‬‬
‫‪ -16‬الناقة أحمد‪ ،‬يسرى عبد الرحمان‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬منشورات مؤسسة شباب الجامعة‬
‫اإلسكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -17‬أمينة عز الدين عبد اﷲ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مؤسسة نبيل للطباعة و النشر القاهرة‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -18‬باهر محمد عتلم‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مركز كمبيوتر كلية الصيدلة جامعة القاهرة‪1993 ،‬‬
‫‪ -19‬باهر محمد عتلم‪ ،‬المالية العامة و مبادئ االقتصاد المالي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،‬‬
‫‪.1988‬‬
‫باهر محمد عتلم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مطبعة المعرفة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.1985 ،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫باهر محمد عتلم‪ ،‬سامي السيد‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار الثقافة العربية القاهرة‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫‪.1998‬‬
‫باهر محمد عذلم‪ ،‬سامي السيد‪ ،‬المالية العامة و القطاع العام‪ ،‬مطبعة العشري‪-‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫بوشهولز تويج (ترجمة ‪:‬نزيرة األفندي و عزة الحسيني)‪ ،‬أفكار جديدة من اقتصاديين‬ ‫‪-23‬‬
‫راحلين‪ ،‬المكتبة األكاديمية القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫جميل الزيدانيين‪ )،‬أساسيات في الجهاز المالي‪ ،‬دار وائل للنشر عمان‪.1999 ،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫جودة عبد الخالق‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار النهضة القاهرة‪.1983 ،‬‬ ‫‪-25‬‬
‫جورج نايهانز (ترجمه صقر أحمد صقر)‪ ،‬تاريخ النظرية االقتصادية‪ ،‬المكتبة األكاديمية‬ ‫‪-26‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1997 ،‬‬
‫حافظ محمود شلتوت‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة (اإلنفاق العام و الموازنة)‪ ،‬مركز معالجة‬ ‫‪-27‬‬
‫الوثائق القاهرة ‪.1997 ،‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬السياسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬ ‫‪-28‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬السياسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪-‬اإلسكندرية‪.1999،‬‬ ‫‪-29‬‬

‫‪427‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬المرسي السيد حجازي‪ ،‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬الدار الجامعية‬ ‫‪-30‬‬
‫اإلبراهيمية اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬سميرة إبراهيم أيوب‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‬ ‫‪-31‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪-‬اإلسكندرية‪.1981 ،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪-‬مصر‪.2000 ،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫حزام البالوي‪ ،‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬دار الشروق القاهرة‪.1998 ،‬‬ ‫‪-34‬‬
‫حسن عواضة ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار النهضة العربية‪-‬بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.1978 ،‬‬ ‫‪-35‬‬
‫حسين مصطفى حسين‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.1987 ،‬‬ ‫‪-36‬‬
‫حمدية زهران‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة عين شمس القاهرة‪.1982 ،‬‬ ‫‪-37‬‬
‫حميد عبد العظيم‪ ،‬السياسة المالية و النقدية في الميزان و مقارنة إسالمية‪ ،‬مكتبة النهضة‬ ‫‪-38‬‬
‫العربية‪.1986 ،‬‬
‫الملكية‬ ‫دار‬ ‫النقدية‪،‬‬ ‫السياسات‬ ‫و‬ ‫النظريات‬ ‫حميدات محمود‪،‬‬ ‫‪-39‬‬
‫للطباعة و النشر الحراش‪ ،‬الجزائر‪.1996 ،‬‬
‫خضر عباس المهر‪ ،‬التقلبات االقتصادية بين السياسة المالية و النقدية ‪ ،‬عمادة شؤون‬ ‫‪-40‬‬
‫المكتبات جامعة الرياض‪.1979 ،‬‬
‫دانيال ألوند (ترجمة عبد األمير شمس الدين)‪ ،‬تحليل األزمات االقتصادية‪ ،‬المؤسسة‬ ‫‪-41‬‬
‫الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع بيروت‪.1992 ،‬‬
‫رضا العدل‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي و الجزئي‪ ،‬مكتبة عين شمس‪.1996 ،‬‬ ‫‪-42‬‬
‫رفعت المحجوب‪ ،‬السياسة المالية و التنمية االقتصادية‪ ،‬معهد الدراسات العربية القاهرة‪،‬‬ ‫‪-43‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫رفعت المحجوب‪ ،‬الطلب الفعلي مع دراسة خاصة للبالد اآلخذة في النمو‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪-44‬‬
‫العربية القاهرة‪.1971 ،‬‬
‫رفعت المحجوب‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مكتبة النهضة العربية القاهرة‪.1990 ،‬‬ ‫‪-45‬‬

‫‪428‬‬
‫رياض الشيخ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مطابع الدجوى القاهرة‪.1989 ،‬‬ ‫‪-46‬‬
‫زين العابدين ناصر‪ ،‬علم المالية العامة و التشريع المالي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،‬‬ ‫‪-47‬‬
‫‪.1971‬‬
‫زينب حسن عوض اﷲ‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية بيروت‪.1994 ،‬‬ ‫‪-48‬‬
‫سائل العوالمة‪ ،‬اإلدارة المالية العامة بين النظرية و التطبيق‪ ،‬مؤسسة زهران للطباعة و‬ ‫‪-49‬‬
‫النشر و التوزيع عمان‪.1990 ،‬‬
‫سامي خليل‪ ،‬النظريات و السياسات النقدية و المالية‪ ،‬شركة كاظمة للطباعة و الترجمة و‬ ‫‪-50‬‬
‫التوزيع الكويت‪.1982 ،‬‬
‫سامي خليل‪ ،‬نظرية االقتصاد الكلي‪ ،‬وكالة األهرام للتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.1994 ،‬‬ ‫‪-51‬‬
‫سعيد النجار‪ ،‬نحو إستراتيجية قومية لإلصالح االقتصادي‪ ،‬دار الشروق القاهرة‪.1991 ،‬‬ ‫‪-52‬‬
‫الخدمات‬ ‫اقتصاديات‬ ‫عثمان‪،‬‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫سعيد‬ ‫‪-53‬‬
‫و المشروعات العامة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -54‬سلوى سليمان‪ ،‬السياسة االقتصادية‪ ،‬وكالة المطبوعات الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪.1973 ،‬‬
‫‪ -55‬سهير محمود معتوق‪ ،‬النظريات و السياسات النقدية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ -56‬سهير محمود معتوق‪،‬أمينة عز الدين عبد اﷲ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -57‬سوزى عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ -‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -58‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫صالح الرويلي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.1988 ،‬‬ ‫‪-59‬‬
‫صقر أحمد صقر‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬وكالة المطبوعات الكويت‪.1988 ،‬‬ ‫‪-60‬‬
‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬دار الفكر الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1993 ،‬‬ ‫‪-61‬‬
‫ضياء مجيد موسوي‪ ،‬النظرية االقتصادية التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪-62‬‬
‫الجامعية الجزائر‪.1994 ،‬‬
‫طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع عمان‪.1999 ،‬‬ ‫‪-63‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية بيروت‪.1992 ،‬‬ ‫‪-64‬‬

‫‪429‬‬
‫عاطف صدقي‪ ،‬محمد الرزاز‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬ ‫‪-65‬‬
‫عبد الرحمان يسرى‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة و النشر و التوزيع‬ ‫‪-66‬‬
‫اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫عبد الفتاح قنديل سلوى سليمان‪ ،‬الدخل القومي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪.1979 ،‬‬ ‫‪-67‬‬
‫عبد الكريم صادق بركات‪ ،‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬مؤسسة شباب‬ ‫‪-68‬‬
‫الجامعة اإلسكندرية‪.1973 ،‬‬
‫عبد اﷲ الشيخ محمد الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬عمادة شؤون المكتبات‬ ‫‪-69‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.1992 ،‬‬
‫عبد اﷲ الشيخ‪ ،‬محمود الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطابع جامعة الملك‬ ‫‪-70‬‬
‫سعود‪ ،‬الطبعة األولى‪.1992 ،‬‬
‫المالية العامة‬ ‫اقتصاديات‬ ‫المجيد القاضي‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫‪-71‬‬
‫و النظام المالية في اإلسالم‪ ،‬مطبعة الرشاد اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -72‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -73‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬السياسات االقتصادية تحليل جزئي و كلي‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -74‬عبد المنعم راضي‪ ،‬النقود و البنوك‪ ،‬مكتبة عين شمس القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ -75‬عبد المنعم فوزي‪ ،‬المالية العامة و السياسة المالية ‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪.1992 ،‬‬
‫‪ -76‬عصام بشور‪ ،‬توازن الموازنة العامة‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪.1983 ،‬‬
‫‪ -77‬عالوي لعالوي وآخرون‪ ،‬استقاللية المؤسسات العمومية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ -78‬علي العزبي‪ ،‬عبد المعطي عساف‪ ،‬اإلدارة المالية العامة‪ ،‬دار عالم الكتب الرياض‪.1992 ،‬‬
‫‪ -79‬علي لطفي‪ ،‬أصول المالية العامة‪ ،‬مكتبة عين شمس القاهرة‪.1997 ،‬‬
‫‪ -80‬علي لطفي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة عين شمس القاهرة‪.1980 ،‬‬
‫‪ -81‬علي لطفي‪ ،‬المالية العامة دراسة تحليلية‪ ،‬مكتبة عين شمس‪-‬مصر‪.1995 ،‬‬
‫‪ -82‬علي لطفي‪ ،‬إيهاب نديم‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬مكتبة عين شمس القاهرة‪.1996 ،‬‬

‫‪430‬‬
‫‪ -83‬علي لطفي‪ ،‬إيهاب نديم‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬مكتبة عين شمس‪.1996 ،‬‬
‫‪ -84‬عمر محي الدين ‪ ،‬التنمية و التخطيط االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربية بيروت‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ -85‬عمر محي الدين‪ ،‬التخلف و التنمية‪ ،‬دار النهضة العربية بيروت‪.1975 ،‬‬
‫‪ -86‬فؤاد هاشم عوض‪ ،‬اقتصاديات النقود و التوازن النقدي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪.1984 ،‬‬
‫‪ -87‬فايز إبراهيم الحبيب‪ ،‬نظرية التنمية و النمو االقتصادي‪ ،‬جامعة الملك سعود الرياض‪.1985 ،‬‬
‫‪ -88‬فيصل فخري‪ ،‬عدنان الهندي‪ ،‬مبادئ اإلدارة المالية العامة و اقتصادياتها‪ ،‬مكان النشر غير‬
‫موجود عمان‪ ،‬الجزء األول‪.1980 ،‬‬
‫‪ -89‬كريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬الجزائر تحقيق االستقرار والتح‪‬ول إلى اقتصاد السوق‪ ،‬صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬واشنطن‪.1998 ،‬‬
‫‪ -90‬كمال بكري‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية بيروت‪.1986 ،‬‬
‫‪ -91‬كمال حشيش‪ ،‬أصول المالية العامة‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية اإلسكندرية‪.1984 ،‬‬
‫‪ -92‬لعمارة جمال‪ ،‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -93‬مؤيد عبد الرحمان الدوري طاهر موسى الجنابي‪ ،‬إدارة الموازنات العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪،‬‬
‫عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -94‬مايكل أبد جمان (ترجمة محمد إبراهيم منصور)‪ ،‬االقتصاد الكلي ‪ :‬النظرية و السياسية‪ ،‬دار‬
‫المريخ للنشر الرياض‪.1988 ،‬‬
‫‪ -95‬مبارك حجير‪ ،‬التوازن االقتصادي و إمكانياته للدول العربية‪ ،‬مكتبة األنجلومصرية‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫نشر‪.‬‬
‫‪ -96‬مدحت العقاد‪ ،‬محمد رضا العدل‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار الحريري للطباعة القاهرة‪،‬‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -97‬مجدي محمد شهاب‪ ،‬االقتصاد المالي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -98‬مجدي محمد شهاب‪ ،‬االقتصاد المالي‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪ -99‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬االقتصاد المالي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ -‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -100‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزائر بين األزمة االقتصادية والسياسة ‪ ،‬مطبعة حلب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫‪431‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -101‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تمويل التنمية وتنظيمها في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ -102‬محمد حسين الوالي‪ ،‬زكريا أحمد عزام‪ ،‬المالية العامة و النظام المالي في اإلسالم‪ ،‬دار المسيرة‬
‫للنشرو التوزيع عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -103‬محمد خالد المهايني‪ ،‬خالد الخطيب الجشي‪ ،‬المالية العامة و التشريع الضريبي‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫دمشق‪.2000 ،‬‬
‫‪ -104‬محمد خالد الهادي‪ ،‬خالد الخطيب الجشي ‪ ،‬المالية العامة و التشريع الجبائي‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫دمشق‪.2000 ،‬‬
‫‪ -105‬محمد خليل برعي‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الدولي‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق القاهرة‪.1982 ،‬‬
‫‪ -106‬محمد دويدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي (االقتصاد المالي)‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ -107‬محمد زكي الشافعي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬دارالنهضة العربية القاهرة‪.1980 ،‬‬
‫‪ -108‬محمد زكي شافعي‪ ،‬مقدمة في العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،‬‬
‫‪.1977‬‬
‫‪ -109‬محمد زكي شافعي‪ ،‬مقدمة في النقود و البنوك‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪.1990 ،‬‬
‫‪ -110‬محمد عبد المنعم عفر‪ ،‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬االقتصاد المالي الوضعي اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -111‬محمد عبد المنعم عمر‪ ،‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬االقتصاد المالي الوضعي) و اإلسالمي بين النظرية‬
‫و التطبيق‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -112‬محمد عفر‪ ،‬أحمد فريد‪ ،‬االقتصاد المالية الوضعي و اإلسالمي بين النظرية و التطبيق‪،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -113‬محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -114‬محمد مبارك حجير‪ ،‬السياسة المالية و النقدية لخطط التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة‬
‫و النشر القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫‪ -115‬محمد محمد النجار‪ ،‬في اقتصاديات المالية العامة (اإليرادات)‪ ،‬جامعة الزقازيق‪-‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -116‬محمد محمد النجار‪ ،‬في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬جامعة الزقازيق‪-‬القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -117‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬مقدمة في علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر القاهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ -118‬مروان عطوان‪ ،‬األسواق المالية و النقدية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -119‬مصطفى أحمد مزيد‪ ،‬حسن سمير محمد‪ ،‬النقود و التوازن االقتصادي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‬
‫اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -120‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬االقتصاد النقدي و المصرفي‪ ،‬الدار الجامعية للنشر القاهرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ -121‬ميرندا زغلول رزق‪ ،‬عالم المالية العامة (اإليرادات العامة)‪ ،‬مؤسسة كمال للطباعة القاهرة‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪.1995 ،‬‬
‫‪ -122‬ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -123‬نعمت اﷲ نجيب ابراهيم‪ ،‬أسس علم االقتصاد للتحليل الجمعي‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -124‬نعمت اﷲ نجيب وآخرون‪ ،‬مقدمة في االقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية الكويت‪.1990 ،‬‬
‫‪ -125‬هادي الخالدي‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬دار هومة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -126‬وجدي حسين‪ ،‬المالية الحكومية و االقتصاد العام‪ ،‬اإلسكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪ -127‬وجدي حسين‪ ،‬لمالية الحكومية االقتصاد العام‪ ،‬اإلسكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪ -128‬يوسف أحمد البطريق‪ ،‬األحداث الرئيسية في التط‪‬ور االقتصادي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1983‬‬
‫‪- 129‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬دراسة في السياسة المالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪-130‬حن ) ))ارزوقي الص) ))ائغ‪ ،‬اإلدارة المالي ) ))ة العام) ))ة و دوره ) ))ا في التنمي ) ))ة اإلداري ) ))ة ‪ ،‬المنظم) ))ة العربي) ))ة‬
‫للعلوماإلدارية عمان‪.1987 ،‬‬
‫‪-131‬فيص ))ل فخ ))ر يم ))رار‪ ،‬العالق ))ة بين التخطي ))ط و الموازن ))ة العام ))ة‪ ،‬دار مج ))دالوي للنش ))ر و التوزي ))ع‬
‫عمان‪.1995 ،‬‬
‫‪433‬‬
‫‪ ،‬دليل الجزائر االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬المؤسس))ة الوطني))ة للنش))ر‬ ‫‪- 132‬‬
‫واإلشهار‪.1989 ،‬‬
‫ب‪ -‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ -133‬حمي) ))دات حم) ))ود‪ ،‬دور السياس) ))ة الميزاني) ))ة في تموي) ))ل التنمي) ))ة تط) ))بيق عملي على الجزائ) ))ر‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه دولة غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -134‬ق))دي عب))د المجي))د‪ ،‬التموي))ل بالض))ريبة في ظ))ل التغ‪‬ي))رات الدولي))ة‪ -‬دراس))ة حال))ة النظ))ام الض))ريبي)‬
‫الجزائري ‪ ،1995-1988‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1995 ،‬‬
‫جـ‪ -‬المجالت والموسوعات‪:‬‬
‫‪ -135‬ريشارلد هيمونغ‪ ،‬كاليان كوشهار‪ ،‬رسم سياسة مالية موجهة نحو تحقيق النمو‪ ،‬مجلة التموي))ل و‬
‫التنمية مطابع األهرام التجارية مصر‪ ،‬ديسمبر‪.1990‬‬
‫‪ -136‬عب ))اس المج ))رم‪ ،‬علي العب ))د‪ ،‬تط ))ور هيك ))ل اإلي ))رادات العام ))ة و س ))بل تنميته ))ا في الك ))ويت‪ ،‬مجل ))ة‬
‫العلوم االجتماعية جامعة الكويت العدد‪ 4‬مجلد ‪.1995 ،23‬‬
‫‪ -137‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ ،‬موسوعة المصطلحات االقتصادية اإلحصائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫د‪ -‬التقارير‪:‬‬
‫‪ -138‬التقرير االقتصادي العربي الموحد سنة ‪. 2002/2003/2004‬‬
‫‪ -139‬التقرير العام للمخطط الخماسي األول ‪ ،1984 -1980‬وزارة التخطيط والته‪‬يئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ -140‬التقري) ))ر الع) ))ام للمخط) ))ط الرب) ))اعي الث) ))اني ‪ ،1977 ) -1974‬رئاس) ))ة مجلس ال) ))وزراء‪ ،‬المؤسس) ))ة‬
‫الجزائرية للطباعة‪ ،‬مطبعة بن بوالعيد‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -141‬المجلس الوط ) ))ني االقتص ) ))ادي واالجتم ) ))اعي‪ ،‬التقري ) ))ر التمهي ) ))دي ح ) ))ول االنعكاس ) ))ات االقتص ) ))ادي‬
‫واالجتماعية لبرنامج التعمير الهيكيلي ‪ ،‬نوفمبر ‪.1998‬‬
‫‪-142‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسن‬
‫‪.2004 ،2003 ،2002 ،2001 ،2000 ،1999 ،1995‬‬
‫هـ‪ -‬القوانين والمراسيم‪:‬‬

‫‪434‬‬
02/01/1988 ‫ الم))ؤرخ في‬02-88 ‫ قانون‬-144 ).1993 )-1991 ‫ قانون المالية لسنة‬-143
.‫الخاص بإصالح منظومة التخطيط بالجزائر‬
19/07 ‫ الص))ادر بت)اريخ‬29 ‫ الجري)دة الرس))مية رقم‬،05/07/1989 ‫ الصادر في‬12-89 ‫ قانون‬-145
.‫ المتعلق بقوانين المالية‬07/07/1984 ‫ المؤرخ في‬17 /84 ‫ قانون‬-146 ./1989
.‫ النقد والقرض‬14/04/1990 ‫ المؤرخ في‬10 -90 ‫قانون‬-147
.2001 ‫مشروع قانون المالية لسنة‬-148
.16/03/1991 ‫المؤرخ في‬75-91 ‫المرسوم التنفيذي رقم‬-149
.08/11/1992 ‫ المؤرخ في‬267-92 ‫المرسوم التنفيذي رقم‬-150
.26/08/1995 ‫ المؤرخ في‬95/22 ‫المرسوم التنفيذي‬-151
‫ باللغة‬-II
‫ باللغة‬-‫ أ‬:‫األجنبية‬
:‫الفرنسية‬
152- A. WOGNER, TRAITE DE LA SCIENCES DES FINANCES, PARIS.
153- ABD EL HAMID BRAHIM, L'ECONOMIE ALGERIENNE, OPU, ALGER 1998.
154- ABD EL KACEM DJILALI, APERÇU CRITIQUE DU SYSTEME MONETAIRE INTERNATIONALE,
ENTREPRISE NATIONALE DU LIBRE, ALGER; 1984.
155- AHMED BEN BITOUR, L'ALGERIE AU TROISIEME MILLENAIRE- DEFIS ET POTENTIALITES- ALGER,
EDITION MARINOOR, 1988. 156- BACHIR YELLES CHAOUCH, LE BUDGET DE L'ETAT ET DES
COLLECTIVITES LOCALES, OPU 1991. 157- CONSEIL NATIONAL ECONOMIQUE ET SOCIAL, RAPPORTS
SUR LA CONJONCTEUR ECONOMIQUE ET SOCIALE DE L'ANNEE 1997; 1998.
158- HOCINE BENISSAD, LA REFORME ECONOMIQUE EN ALGERIE, OPU, MAI 1991.
159- HOCINE BENISSAD, L'AJUSTEMENT STRUCTUREL EN ALGERIE, LE CHEMIN PARCOURU, PARU DANS
EL WATAN N° 2467.

160- MAURICE DU VERGER. FINANCES PUBLIQUES, P.U.F, PARIS, 1971.


161- MOURAD BEN ACHENHOU, REFORMES ECONOMIQUE- DETTE ET DEMOCRATIE- EDITION ECHRIFA,
ALGER, 1992.
162- MUSTAPHA MEKIDECHE, L'ALGERIE ENTER ECONOMI DE RENTE ET ECONOMI EMERGENTE, 1986-
1999, EDITION DAHLEB, H.DEY, ALGER 2000.
163- YAHIA DENDIDENI, LA PRATIQUE DU SYSTEME BUDGETAIRE DE L'ETAT ALGERIE, OPU 2002.
164- YOUCEF DEBOUB, LE NOVEAU MECANISME ECONOMIQUE EN ALGERIE, OPU, 1993.
165-SECRETARIAT D'ETAT AU PLAN BILAN PROVISOIRE DES INVESTISSEMENTS DU PLAN TRIENNAL
1967- 1979; JUILLET 1970.

‫ باللغة االنجليزية‬-‫ب‬
166- JESSE BURKHEAD, GOVEMMENT BUDJETING, JOHN WILEY. NEW YORK,1963.
167- INTERNATIONAL FINANCIAL STATISTICS, OCTOBRE 2000, FMI.

435
168- HARRAP’ S, COMPACT, DICTIONNAIRE ANGLAIS/ FRANÇAIS, FRANÇAIS/ ANGLAIS, LA
BIBLE DES DICTIONNAIRES BILINGUES, EDITION PARIS, STUTTGART, HARRAY
LIMITED, 1984.
169- OXFORD ADVANCED LEANER’ S DICTIONARY OF CURRENT ENGLISH, AS HORNBY,
OXFORD UNIVERSITY PRESS, NO DATE OF PUBLISHING.
170- JESSE BURKHEAD, THÉ BALANCE BUDJET IN READING IN FISCAL POLICY, THÉ
AMERICAN ECONOMIE ASSOCIATION- RICHARD, INC,1995.
171- PHILY A. KLEIN, THÉ MANAGEMENT OF MARKET, ORIENTED ECONOMIE, WAASWOR
THÉ PUBLISHING COMPANY, BELMONT, CALIFOMIA,1973.
172- LEVINE AND RUBIN, FISCAL STREET AND PUBLIC POLICY, SAGE PUBLICATION,
BEVERLY HILLS, LONDON, 1980.
173- RUDINGER DOMPUSH, STANLY FISHER, MACRO ECONOMIES, ME CRAW, HILL
INTERNATIONAL BOOKLOM, 1984.
174- JOHNSON HARRY GORDON, ON ECONOMIE AND SOCIETY, UNIVERSITY OF CHICAGO
PRESS, CHICAGO, 1975.
175- LAWRENCE S, KITTER AND WILLIAM L. SILBER, MONEY NEW YORK: BASIC BOOK INC,
PUBLISHERS, 1984.
176- N. GREGORY MANKIW, MACROECONOMICS, NEW YORK: WORTHER PUBLISHERS, 1997.
177- CHRISTINE AMMERAND DEAN S. AMMER, DICTIONARY OF BUSINESS AND ECONOMY,
NEW YORK, MAC MILLAN PUBLISHING CO, 1977.
178- A H. MARSHELL, FINANCIAL ADMINISTRATION IN LOCAL GOVEMEMENT, LONDON:
GEORGE ALLEN & UNWEN LTD, 1985.
179- SUNDARAJAH, V. AND OTHERS. INTERNATIONAL MONTARY FOND, WORKING
PAPERN°148, 1994.
180- DANIEL COHEN, EUROPEAN ECONOMIE REVIEW, N° 33, 1989.
181- HOWARD R, VANE, JOHN L. THOMSON, " AN INTRODUCTION TO MACROECONOMICS
POLICY" , (HARVESTER WHEAT SHEAF GRÉÂT BRITAIN,
)3991.
182- K.ALEC CHRYSTAL, SIMON PRIÉE, CONTROVERSIES IN
MACROECONOMICS,HARVESTER WHEATSHEA, GRÉÂT BRITAIN, 1994.
183- S. MITRA, " MONEY AND BANKING. THEORY: ANALYSIS AND POLICY.
ATEXT BOOK FOR READINGS" RAMADON HOUSE, 1970.
184-DAHAN AND MONI, THÉ FISCAL EFFECTS OF MONETARY POLICY, INTERNATIONAL MONETARY FUND
WORKING PAPER N° 66, 1998.
185- SARGENT T. AND WALLACE N, SOME UNPIEASANT MONETARIST
ARITHMETIC, FÉDÉRAL RESERVE BANK OF MINNEAPOLIS QUATERLY REVIEW,VOL N0 5, N° 3, 1981.

436
‫المالحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫جدول رقم ‪ : 23‬تطور المديونية الخارجية‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر‬ ‫خالل الفترة ‪2004-1990‬‬
‫ديون قصيرة االجل‬ ‫ديون متوسطة و‬ ‫إجم‪NNNNNNNNNN‬الي‬ ‫السنوات‬
‫طويلة المدى‬ ‫الديون‬
‫السنة‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‬ ‫القيمة‬
‫‪6,3‬‬ ‫‪1,791‬‬ ‫‪93,7‬‬ ‫‪26,588‬‬ ‫‪28,379‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪1,239‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪26,636‬‬ ‫‪27,875‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪0,792‬‬ ‫‪97,1‬‬ ‫‪25,886‬‬ ‫‪26,678‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪2,7‬‬ ‫‪0,700‬‬ ‫‪97,3‬‬ ‫‪25,024‬‬ ‫‪25,724‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪2,15‬‬ ‫‪0,636‬‬ ‫‪97,85‬‬ ‫‪28,850‬‬ ‫‪29,486‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪0,256‬‬ ‫‪99,2‬‬ ‫‪31,317‬‬ ‫‪31,573‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1,26‬‬ ‫‪0,421‬‬ ‫‪98,74‬‬ ‫‪33,230‬‬ ‫‪33,651‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪0,52‬‬ ‫‪0,162‬‬ ‫‪99,48‬‬ ‫‪31,060‬‬ ‫‪31,222‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪0,70‬‬ ‫‪0,212‬‬ ‫‪99,30‬‬ ‫‪30,261‬‬ ‫‪30,473‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪0,62‬‬ ‫‪0,175‬‬ ‫‪99,38‬‬ ‫‪28,140‬‬ ‫‪28,315‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪0,69‬‬ ‫‪0,173‬‬ ‫‪99,31‬‬ ‫‪25,088‬‬ ‫‪25,261‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪0,62‬‬ ‫‪0,14‬‬ ‫‪99,38‬‬ ‫‪22,36‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪0,44‬‬ ‫‪0,10‬‬ ‫‪99,55‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪22,6‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪21,4‬‬ ‫‪2004‬‬

‫المصدر ‪Media Bank: le journal interne de la banque d’Algérie :‬‬


‫‪№51‬‬
‫المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي ‪ -:‬مشروع التقرير ح‪NN‬ول الف‪NN‬رق االقتص‪NN‬ادي و االجتم‪NN‬اعي للس‪NN‬نوات‬
‫‪2004،2003،2002،2001،2000‬‬
‫(‪ )-‬غير متوفر‬

‫‪438‬‬
‫جدول رقم (‪ :)24‬تطور خدمة المديونية‪N.‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر‬ ‫خال ل الفترة ‪2004 -19900‬‬

‫نسبة المديونية‪N‬‬ ‫نسبة خدمة‬ ‫خدمة المديونية‪N‬‬ ‫السنوات‬


‫الى ‪P.I.B‬‬ ‫المديونية‪ N‬الى‬
‫الصادرات‬
‫المجموع‬ ‫الفوائد‬ ‫االساس‬

‫‪47,9‬‬ ‫‪66,4‬‬ ‫‪8,891‬‬ ‫‪2,162‬‬ ‫‪6,729‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪69,3‬‬ ‫‪73,5‬‬ ‫‪9,508‬‬ ‫‪2,286‬‬ ‫‪7,222‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪62,8‬‬ ‫‪76,5‬‬ ‫‪9,278‬‬ ‫‪2,274‬‬ ‫‪7,004‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪52,1‬‬ ‫‪82,2‬‬ ‫‪9,050‬‬ ‫‪1,900‬‬ ‫‪7,150‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪64,9‬‬ ‫‪47,1‬‬ ‫‪4,520‬‬ ‫‪1,390‬‬ ‫‪3,130‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪76,1‬‬ ‫‪38,8‬‬ ‫‪4,244‬‬ ‫‪1,770‬‬ ‫‪2,025‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪73,1‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪4,281‬‬ ‫‪2,256‬‬ ‫‪2,354‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪66,4‬‬ ‫‪30,3‬‬ ‫‪4,465‬‬ ‫‪2,111‬‬ ‫‪3,202‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪64,8‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪5,180‬‬ ‫‪1,978‬‬ ‫‪3,397‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪54,9‬‬ ‫‪39,05‬‬ ‫‪5,116‬‬ ‫‪1,719‬‬ ‫‪2,820‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪19,80‬‬ ‫‪4,500‬‬ ‫‪1,678‬‬ ‫‪2,820‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪41,2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5,299‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪40,5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪4,044‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪17,7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪26,4‬‬ ‫‪12,6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2004‬‬

‫المصدر ‪Media Bank №51:‬‬

‫‪439‬‬
-1990 ‫ خالل فترة‬. ‫ تطور مؤشر اسعار االستهالك‬:)25( ‫جدول رقم‬
.2004
Evolution de l’indice des prix a la consommation base 100 en 1989

%‫نسبة التغير‬ ‫ العام‬N‫المؤشر‬


VARIATION INDICE GENERAL
‫السنوات‬
17,9 117,9 1990
20,5 148,4 1991
24,05 195,4 1992
17,02 235,5 1993
22,5 303,9 1994
23 394,4 1995
15,7 468,1 1996
5,4 494,9 1997
4,7 519,4 1998
2,6 533,2 1999
0,3 535,0 2000
4,05 557,6 2001
1,4 565,5 2002
1,2 572,3 2003

440
‫‪4,6‬‬ ‫‪599,9‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪O.V.S. rétrospective statistiques‬‬ ‫‪1970.2002‬‬ ‫‪:‬‬


‫المصدر‬
‫م‪.‬و‪.‬إ‪.‬إ مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي و االجتماعي لسنة ‪. 2004-2003‬‬

‫تطور رتبة االجور خالل‬ ‫جدول رقم (‪:)26‬‬


‫الفترة ‪2004-1990‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫المجموع‬ ‫خارج القطاع اإلداري‪N‬‬ ‫القطاع اإلداري‬ ‫السنوات‬


‫‪180,0‬‬ ‫‪106,1‬‬ ‫‪73,9‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪255,5‬‬ ‫‪152,2‬‬ ‫‪103,3‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪341,3‬‬ ‫‪191,9‬‬ ‫‪149,4‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪412,5‬‬ ‫‪234,4‬‬ ‫‪178,1‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪469,8‬‬ ‫‪263,7‬‬ ‫‪206,2‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪568,8‬‬ ‫‪313,8‬‬ ‫‪255,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪667,2‬‬ ‫‪363,3‬‬ ‫‪303,9‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪722,1‬‬ ‫‪391,0‬‬ ‫‪331,1‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪794,6‬‬ ‫‪430,1‬‬ ‫‪364,5‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪847,6‬‬ ‫‪455,0‬‬ ‫‪392,6‬‬ ‫‪1999‬‬

‫‪441‬‬
‫‪884,6‬‬ ‫‪479,7‬‬ ‫‪404,9‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪972,4‬‬ ‫‪518,9‬‬ ‫‪453,5‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1.047,3‬‬ ‫‪558.8‬‬ ‫‪489,3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪643‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪Sance : O.N.S. rétrospective statistique 1970-2002‬‬

‫تطور معدل البطالة وعدد البطالين‬ ‫جدول رقم(‪:)27‬‬


‫خالل الفترة ‪2004-1990‬‬
‫معدل البطالة بـ‪%‬‬ ‫عدد البطالين (مليون)‬ ‫السنوات‬
‫‪19,7‬‬ ‫‪1,15‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪21,1‬‬ ‫‪1,26‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪23,8‬‬ ‫‪1,52‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪23,15‬‬ ‫‪1,51‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪24,36‬‬ ‫‪1,66‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪28,10‬‬ ‫‪2,12‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪442‬‬
‫‪27,09‬‬ ‫‪2,18‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪26,41‬‬ ‫‪2,04‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪2,33‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪2,15‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪27,30‬‬ ‫‪2,09‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪2,50‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪23,7‬‬ ‫‪2,07‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪17,7‬‬ ‫‪1,67‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪ -‬المصدر‪O.N.S. :‬‬
‫‪L’Algérie en quelques chiffres résultat 1995/1996/1999 .‬‬
‫‪- O.N.S. Rétrospective statique (1970-1996)، (1970-2002).‬‬
‫‪ -‬المجلي الوطني االقتصادي و االجتماعي – مشروع تقرير حول الظرف االقتصادي و االجتماعي‬
‫‪2004‬‬

‫‪443‬‬

You might also like