‫‪265‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف وأثره‬

‫على االقتصاد املصري خالل الفترة (‪)2021-2016‬‬
‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد أبـو زيـادة‬
‫دكتوراه فى احلقوق – قسم االقتصاد واملالية العامة – جامعة بنها‬

‫املقدمة‬
‫ً‬
‫نطاقا يستهدف‬ ‫اعتمدت خطة اإلصالح املصرية على وجود برنامج متكامل وأوسع‬
‫(((‪.‬‬
‫إجراء إصالح هيكلي باالقتصاد املصري بصفة عامة وقطاع الطاقة بصفة خاصة‬

‫حاليا عددً ا من املتغيرات اجلذرية وذلك مع تبنيه‬

‫ً‬ ‫يشهد االقتصاد املصري‬
‫استراتيجية قومية لإلصالح االقتصادي متثل هدفها األساسي فى تغليب آليات السوق‬
‫متشيا مع ما تشهده الساحة العاملية من‬
‫ً‬ ‫التوجه نحو أعمال قوى العرض والطلب وذلك‬
‫ً‬
‫فضل عما يهدف إليه‬ ‫حتوالت كبيرة فى مجال األخذ بأساليب االقتصاد احلر‪ ,‬هذا‬
‫برنامج اإلصالح االقتصادي من معاجلة املشكالت واالختالالت االقتصادية التي كان‬
‫يعاني منها االقتصاد املصري‪.‬‬

‫هذا وقد استلزم تنفيذ استراتيجية اإلصالح االقتصادي اتخاذ مجموعة من‬
‫السياسات النقدية واالئتمانية‪ ,‬التي تستهدف حتقيق االستقرار النقدي وتخفيف‬
‫الضغوط التضخمية؛ وذلك بإحداث نوع من التوازن بني جانبي العرض والطلب‬
‫النقدي‪ ،‬ليتمشى معدل النمو فى السيولة املحلية مع النمو احلقيقي فى الناجت املحلى‬
‫(((‪.‬‬
‫اإلجمالي‬

‫ويف محاولة جديدة لعالج هذا املوقف االقتصادي املتدهور بتوجيه ومساندة‬
‫من صندوق النقد الدولي والبنك الدوليني‪ ,‬قامت احلكومة املصرية بتنفيذ برنامج‬
‫إصالح شامل يهدف إلي تأكيد االجتاه نحو مزيد من االعتماد على قوى السوق‬

‫((( د‪ .‬رشدي إبراهيم رشدي‪ ,‬البترول بني االستخراج األولى والتصنيع فى االقتصاد املصري‪ ,‬رسالة مقدمة للحصول على درجة‬
‫الدكتوراه فى احلقوق‪ ,‬جامعة االسكندرية‪ ,‬كلية احلقوق‪ ,‬قسم االقتصاد واملالية العامة‪ ,2018 ,‬ص ‪260‬‬
‫((( د‪ .‬أحمد عبد احلافظ عبد الوهاب معني‪ ،‬دور السياسة النقدية فى التأثير على هيكل االئتمان بالبنوك فى ظل برنامج‬
‫اإلصالح االقتصادي ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة للحصول على درجة املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪،2001 ،‬‬
‫ص أ‪.‬‬

‫‪-265-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪266‬‬

‫وتشجيع املبادرات الفردية اخلاصة وحترير السياسات االقتصادية من خالل تطبيق‬

‫برنامج اإلصالح االقتصادي(((‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬
‫نظرا لآلثار االقتصادية واالجتماعية التي أفرزتها الضغوط التضخمية فى‬
‫ً‬
‫االقتصاد املصري‪ ،‬فإن أهمية الدراسة تنبع من خالل التعرف على مدى جناح‬
‫اإلصالح االقتصادي فى االقتصاد املصري‪ .‬فروض الدراسة‪:‬‬

‫‪ -1‬عانى االقتصاد املصري من تأثير مجموعة متداخلة من العوامل الداخلية‬

‫واخلارجية واالختالالت الهيكلية التي ساهمت فى تغذية الضغوط التضخمية ودفع‬
‫مستويات األسعار املحلية إلى االرتفاع‪.‬‬

‫‪ – 2‬أسهمت السياسات النقدية واملالية التي نفذتها احلكومة فى التخفيف من‬

‫العوامل الداخلية فى تغذية الضغوط التضخمية فى االقتصاد املصري من خالل‬
‫برنامج اإلصالح االقتصادي‪.‬‬

‫من خالل العرض السابق‪ ،‬ميكننا طرح اإلشكالية الرئيسية للبحث كالتالي‪:‬‬

‫واجه االقتصاد املصري خالل السنوات املاضية عدد من التحديات الداخلية‬

‫واخلارجية التي أدت إلى تفاقم املشاكل واالختالالت الهيكلية فى االقتصاد املصري‪،‬‬
‫سلبا على أوضاع املالية العامة وميزان املدفوعات وارتفاع مستويات الدين العام‬
‫وأثرت ً‬
‫ونقص مستويات املعروض من النقد األجنبي وتراجع االحتياطات الدولية‪ ,‬وقد‬
‫دفعت هذه التطورات احلكومة فى أواخر عام ‪ 2016‬إلى اإلسراع بتبني برنامج متكامل‬
‫لإلصالح االقتصادي وذلك بهدف معاجلة االختالالت الهيكلية‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬نطرح السؤال اجلوهري التالي‪:‬‬

‫ً‬
‫ما املقصود مبفهوم برنامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وما هي مراحل اإلصالح‬
‫االقتصادي؟‬

‫((( نهال أحمد عبد احلى تقى الدين ‪ ،‬تقييم فاعلية السياسة النقدية فى حتقيق االستقرار والنمو االقتصادي فى مصر‪ ،‬دراسة‬
‫حتليلية تطبيقية للفترة منذ ‪ ،1990‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم‬
‫االقتصاد‪ ،‬عام ‪ 2009‬ص أ‪.‬‬

‫‪-266-‬‬
‫‪267‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تسعى الدراسة إلى حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬التعرف على آثار حترير سعر الصرف فى مصر‪.‬‬
‫‪ – 2‬التعرف على أهم نتائج برنامج اإلصالح االقتصادي املصري‪.‬‬
‫يتلخص منهج البحث العلمي املستخدم الستخالص البحث فى اآلتي‪:‬‬
‫تعتمد منهجية البحث علي املنهج االستقرائي فى إجراء مسح شامل للدراسات‬
‫السابقة املتعلقة مبوضوع الدراسة‪ ،‬كما أن الدراسة تعتمد علي املنهج االستنباطي فى‬
‫حتليل متغيرات الدراسة وذلك من خالل دراسة تنفيذ برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫املصري‪.‬‬
‫نظرا ألهمية البحث واتساعه فقد حاولنا ضبط خطة البحث وعرضها من خالل‬ ‫ً‬
‫ثالثة مطالب‪ ،‬لتسهل على القارئ التعمق دون أدنى صعوبة‪ ،‬ويف موضوع البحث‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬وقد مت اختيار عنوان البحث وهو‪(:‬برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫وسياسة سعر الصرف واثره علي االقتصاد املصري خالل الفترة (‪ ))2021-2016‬وذلك‬
‫إلظهار إشكالية البحث‪.‬‬
‫لذا قسمنا هذا البحث إلى ثالثة مطالب على النحو التالي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم ومراحل اإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهم نتائج برنامج اإلصالح االقتصادي خالل الفترة (‪)2021 -2016‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬آثار برنامج االصالح االقتصادي علي سعر الصرف‪.‬‬

‫‪-267-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪268‬‬

‫املطلب األول‬
‫مفهوم ومراحل اإلصالح االقتصادي‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تسعي معظم دول العالم‪ ,‬إلي حتقيق مجموعه من األهداف االقتصادية‪ ,‬والتي‬
‫تأتي فى أولها حتقيق التوازن الكلي ودفع النمو مع التأكيد علي االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫ويف سبيل ذلك تقوم تلك الدول باستخدام مزيج من السياسات النقدية واملالية‬
‫باإلضافة إلي سياسة معدل الصرف‪ .‬ويتم استخدام ذلك من قبل تلك الدول فى‬
‫أطار مجموعة من السياسات يطلق عليها سياسات االصالح االقتصادي واملدعمة من‬
‫املؤسسات الدولية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير)(((‪.‬‬
‫وعليه نقسم هذا املطلب إلي ثالثة فروع علي النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل اإلصالح االقتصادي‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مشروطيه صندوق النقد الدولي فى تنفيذ برامج اإلصالح‬
‫االقتصادي‬

‫((( د‪ .‬باهر سامي نخله حنني‪ ,‬معدل الصرف وبرامج االصالح االقتصادي فى مصر‪ ,‬املجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية‪,‬‬
‫كلية التجارة وإدارة األعمال‪ ,‬جامعة حلوان‪ ,‬العدد الثاني‪ ,2009 ,‬ص‪.229‬‬

‫‪-268-‬‬
‫‪269‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫الفرع األول‬
‫مفهوم برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫(‪-)1‬هو عملية حتتوى على تغيرات جذرية فى منهج الدولة السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي؛ بحيث تشمل هذه السياسات على دميوقراطية سياسية‬
‫وحرية اقتصادية‪ ,‬تؤدى إلى تغيير فى سلوك األفراد ووحدات اإلنتاج واخلدمات‪.‬‬
‫(‪ -)2‬وميكن تعريفه أيض ًا بأنه‪ :‬مجموعة اجراءات تتخذها احلكومة‪ ,‬تساهم‬
‫فى تشكيل سلوك اقتصادي على أساس آليات السوق احلر‪ ,‬وميكن أن تتراوح هذه‬
‫اإلجراءات من حترير األسعار فى قطاع معني ولسلع معينه‪ ,‬إلى بيع وحدات القطاع‬
‫العام إلى القطاع اخلاص (((‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫مراحل اإلصالح االقتصادي‬
‫املرحلة األولى ‪ :‬مرحلة االعداد والتمهيد (‪:((( )1989-1986‬‬
‫وهى مرحلة‪ ,‬الهدف منها تهيئة املجتمع املصري لتقبل سياسة اإلصالح‬
‫نظرا ألنها سوف تواجه‬ ‫ً‬ ‫االقتصادي؛ وذلك ملا لها من آثار إيجابية وأخرى سلبية؛‬
‫الكثير من العقبات واملشاكل وهو ما أوضحته جتارب بعض الدول‪ ,‬حيث متثل مرحلة‬
‫إعداد البنية األساسية الالزمة للنهوض االقتصادي‪ ,‬وتوفير املناخ املالئم لتقبل‬
‫‪.‬‬
‫املرحلتني التاليتني‪ ,‬وحتقيق املصداقية الدولية‬

‫املرحلة الثانية ‪ :‬مرحلة االستقرار والتثبيت االقتصادي (‪:((( )1993-1989‬‬

‫تشمل هذه املرحلة على مجموعة من السياسات النقدية واملالية‪ ,‬التي ترسم‬
‫ً‬
‫قليال من اإلصالحات‬ ‫طريق اإلصالح االقتصادي والتي متثل جانب الطلب‪ ،‬كما تشمل‬
‫الهيكلية‪ ،‬ومتثل املرحلة األولى لسياسة اإلصالح االقتصادي للمؤسسات الدولية‪،‬‬
‫وتتضمن حترير سعر الفائدة‪ ،‬وحترير سعر الصرف‪ ،‬وعالج عجز املوازنة العامة‪ ,‬وإلغاء‬
‫الدعم علي السلع غير األساسية‪ ,‬وغيرها من السياسات األخرى؛ والهدف من هذه‬
‫ً‬
‫متهيدا للمرحلة الثالثة‪.‬‬ ‫املرحلة هو تكميش الطلب‪ ,‬وبالتالي تعتبر‬
‫((( أحمد عبد احلافظ عبد الوهاب معني‪ ،‬دور السياسة النقدية فى التأثير على هيكل االئتمان بالبنوك فى ظل برنامج اإلصالح‬
‫االقتصادي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪63‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪63 ، 62‬‬

‫‪-269-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪270‬‬

‫املرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة التصحيح الهيكلي الشامل من ‪ 1993‬ولم تنتهي‪:‬‬

‫وهي متثل املرحلة الثالثة فى برنامج اإلصالح االقتصادي للمؤسسات الدولية‪,‬‬
‫وتعتبر أطول ً‬
‫أمدا من املرحلة الثانية ويشتمل اجلزء األكبر منها علي إصالحات‬
‫ً‬
‫قليال من اإلصالحات‬ ‫هيكلية متعلقة بجانب العرض من املشكلة االقتصادية‪ ،‬وتشمل‬
‫املالية والنقدية وتهدف إلى زيادة العرض‪.‬‬
‫كما أن الهدف األساسي من استخدام مجموعة األدوات والسياسات النقدية فى‬
‫برنامج اإلصالح‪ ،‬هو جعل قوى السوق هي املتحكم األساسي فى توزيع االئتمان‬
‫وتعبئة املدخرات وإدارة السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلصالح النقدي‪:‬‬
‫فى ظل سياسات اإلصالح االقتصادي حتدد اإلطار التنظيمي لعمل اجلهاز‬
‫املصريف بسياسة نقدية انكماشية تعتمد على قيام البنك املركزي بضبط السيولة‬
‫املحلية من خالل أساليب الرقابة النقدية غير املباشرة (((‪.‬‬

‫ويتمثل فى ‪:‬‬
‫أ – حترير سعر الفائدة‪.‬‬

‫ب – السقوف االئتمانية‪.‬‬

‫ج – إصدار أذون اخلزانة‪.‬‬

‫د – توحيد وحترير سعر الصرف‪.‬‬

‫هـ – نسبتي االحتياطي والسيولة‪.‬‬

‫و – اإلصالح املصريف‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلصالح املالي‪:‬‬
‫إن الهدف من اإلصالح املالي هو زيادة اإليرادات العامة وترشيد اإلنفاق العام‬
‫للسيطرة علي عجز املوازنة العامة للدولة وأهم تلك اإلجراءات‪:‬‬

‫((( د‪ .‬خالد زكى محمد الديب‪ ،‬دور السياسة النقدية والسياسة املالية فى خفض الفجوة االدخارية – دراسة حتليلية منذ ‪،1974‬‬
‫جامعة عني شمس‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الدراسات العليا‪ ،‬ص ‪141‬‬

‫‪-270-‬‬
‫‪271‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫أ – الضريبة العامة علي املبيعات‪.‬‬

‫ب – ترشيد الدعم‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬الضريبة املوحدة‪.‬‬
‫د – تعديل التعريفة اجلمركية‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلصالحات الهيكلية (((‪:‬‬

‫أ – حترير األسعار‪.‬‬
‫ب – حترير القطاع العام‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬اخلصخصة (((‪:‬‬
‫هي زيادة كفاءة وتشغيل املشروعات العامة‪ ،‬من خالل االعتماد على آليات السوق‪،‬‬
‫والتخلص من ترتيبات البيروقراطية‪ ،‬وكان صدور القانون رقم ‪ 203‬لسنة ‪ 1991‬خطوة‬
‫سابقة وممهدة لها‪ ,‬وتهدف إلى‪ :‬زيادة اإلنتاجية والربحية وكفاءة اإلدارة‪ ،‬وتوسيع‬
‫قاعدة امللكية‪ ،‬وتدعيم املوازنة‪ ،‬وزيادة اجلودة‪ ،‬وحتقيق املنافسة‪ ،‬وتنشيط سوق املال‪،‬‬
‫‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫((( د‪ .‬أحمد عبد احلافظ عبد الوهاب معني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.71 ، 70‬‬
‫((( املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.72 ، 71‬‬

‫‪-271-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪272‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫مشروطيه صندوق النقد الدولي فى تنفيذ برامج اإلصالح‬
‫االقتصادي‬
‫(((‪.‬‬
‫تتمثل مشروطيه صندوق النقد الدولي فى العناصر التالية‬
‫‪ – 1‬إتباع سياسة مالية تعمل على تخفيض العجز فى املوازنة من خالل ضغط‬
‫اإلنفاق العام مع زيادة كفاءته وإلغاء الدعم مع العمل على زيادة اإليرادات عن طريق‬
‫رفع أسعار منتجات شركات قطاع األعمال العام واخلدمات احلكومية والطاقة وكذلك‬
‫العمل على زيادة احلصيلة الضريبية‪.‬‬
‫‪ – 2‬تخفيض سعر صرف العملة املحلية لتكون أكثر واقعية بهدف تشجيع زيادة‬
‫الصادرات واحلد من الواردات‪.‬‬
‫‪ – 3‬وضع سقوف ائتمانية بهدف التحكم فى العرض النقدي واحلد من الطلب‬
‫الكلى وكذلك زيادة معدالت الفائدة املحلية المتصاص السيولة لدى األفراد‪.‬‬
‫‪ – 4‬حترير التجارة اخلارجية من القيود الكمية‪.‬‬
‫‪ – 5‬حترير األسعار املحلية حتى يتم تخصيص املوارد على أساس التكلفة احلقيقية‬
‫لعناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ – 6‬تشجيع االستثمارات األجنبية من خالل التوسع فى احلوافز الضريبية‬
‫واحلماية من املصادرة أو التأميم والسماح بتحويل أرباح االستثمارات األجنبية‬
‫للخارج وغيرها‪.‬‬
‫‪ – 7‬سياسات سوق عمل لتقييد األجور احلقيقية وزيادة مرونة األجور وأسواق‬
‫العمل‪.‬‬
‫كما يقوم البنك الدولي مبنح عدة أنواع من القروض مثل قروض املشروعات‬
‫‪ project lending‬وقروض البرامج‪ program lending‬باإلضافة إلى قروض التكيف‬
‫الهيكلي ‪structural adjustment lending.‬‬

‫((( د‪ .‬خالد إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬دور السياسة املالية فى عالج مشاكل الدين العام‪ ،‬رسالة دكتوراه الفلسفة فى املالية العامة‪،2003 ،‬‬
‫ص ص ‪20 ،19‬‬

‫‪-272-‬‬
‫‪273‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫وتتمثل مشروطيه البنك الدولي لتقدمي هذه القروض فى (((‪:‬‬

‫‪ – 1‬تعبئة املدخرات املحلية من خالل السياسة املالية وكذلك من خالل أسعار‬

‫الفائدة املحلية‪.‬‬

‫‪ – 2‬حتسني كفاءة االستثمارات فى القطاع العام مبا فى ذلك حتديد أولويات‬

‫وكثيرا ما ينصح ببيع وحدات القطاع العام للقطاع‬
‫ً‬ ‫االستثمار وسياسات األسعار‪،‬‬
‫اخلاص وتصفية الوحدات اخلاسرة‪.‬‬

‫‪ – 3‬إصالح املؤسسات االئتمانية مبا فى ذلك النظام املصريف واإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪ – 4‬حتسني كفاءة استثمارات القطاع اخلاص من خالل إصالح السياسات التجارية‬

‫وتقوية احلوافز على التصدير وغيرها‪.‬‬

‫وال يشترط استخدام القرض فى الشراء من سوق دولة معينة إال أنه يشترط أن‬
‫تستخدم هذه القروض فى مشروعات معينة بالنسبة لقروض املشروعات‪ ،‬وبالنسبة‬
‫لقروض البرامج فإنه يخلق نوع من التبعية السياسية ويتضمن قبول الدولة شروط‬
‫(((‪.‬‬
‫معينة عند إعداد سياساتها االقتصادية واالجتماعية‬

‫ويالحظ فى الوقت احلالي تداخل مشروطيه البنك الدولي مع مشروطية‬

‫الصندوق‪ ،‬ففي غالب األحيان يدعم البنك والصندوق برامج اإلصالح االقتصادي‬
‫اخلاص بنفس الدول ويشتركان فى وضع السياسات املالئمة كل حسب اهتماماته‬
‫وخبرته فكما يقول ‪ E. Peter Wright‬أحد خبراء البنك الدولي أن « البنك يقود‬
‫الصندوق فى القضايا املتعلقة بالتنمية بينما يقود الصندوق البنك فى األمور‬
‫(((‪.‬‬
‫املتعلقة بتكييف ميزان املدفوعات‬

‫((( املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪21 ، 20‬‬

‫‪(2) Roland Sturm and Markus M. Muller, Public Deficits : A comparative study of their‬‬
‫‪Economic and political consequences in Britain, Canada, Germany and the United States,‬‬
‫‪Longman, New York, USA, 1999,P.5.‬‬
‫((( د‪ .‬خالد إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬دور السياسة املالية فى عالج مشاكل الدين العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫‪-273-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪274‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫أهم نتائج برنامج اإلصالح االقتصادي خالل الفترة (‪)2021 -2016‬‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫واجه االقتصاد املصري خالل السنوات املاضية عدد من التحديات الداخلية‬
‫واخلارجية التي أدت إلى تفاقم املشاكل واالختالالت الهيكلية فى االقتصاد املصري‪،‬‬
‫سلبا على أوضاع املالية العامة وميزان املدفوعات وارتفاع مستويات الدين العام‬
‫وأثرت ً‬
‫ونقص مستويات املعروض من النقد األجنبي وتراجع االحتياطات الدولية (((‪.‬‬
‫وعليه نقسم هذا املطلب إلي فرعني علي النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مجموعة اخلطوات االصالحية لبرنامج االصالح االقتصادي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهم النتائج املترتبة علي بدء تنفيذ برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫اعتبارا من ‪ 3‬نوفمبر ‪2016‬‬
‫ً‬
‫الفرع األول‬
‫مجموعة اخلطوات االصالحية لبرنامج االصالح االقتصادي‬
‫دفعت التطورات الداخلية واخلارجية احلكومة فى أواخر عام ‪ 2016‬إلي اإلسراع‬
‫بتبني برنامج متكامل لإلصالح االقتصادي وذلك بهدف معاجلة االختالالت‬
‫مدعوما باتفاق قرض ممدد ‪ Extended Fund Facility EFF‬مع صندوق‬ ‫ً‬ ‫الهيكلية‬
‫النقد الدولي ملدة ثالث سنوات بقيمة ‪ 12‬مليار دوالر(((‪.‬‬
‫وقد شمل البرنامج مجموعة من اخلطوات اإلصالحية يتمثل أهمها فيما يلي (((‪:‬‬
‫حترر نظام الصرف األجنبي ملعاجلة مشكلة نقص العملة األجنبية‪ ,‬وزيادة‬
‫تنافسية الصادرات وحفز االستثمارات وتنشيط السياحة‪.‬‬
‫ضبط أوضاع املالية العامة لتخفيض عجز املوازنة العامة للدولة والسيطرة على‬
‫الدين العام‪ ،‬ويشمل ذلك حتريك أسعار املنتجات البترولية وتطبيق قانوني ضريبة‬
‫القيمة املضافة واخلدمة املدنية‪.‬‬
‫((( البنك األهلي املصري‪ ,‬النشرة االقتصادية‪ ,‬العدد األول ‪ ,2017‬املجلد السابع والستون ‪ ،‬ص‪6‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ,‬ص‪6‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ,‬ص‪.6‬‬

‫‪-274-‬‬
‫‪275‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫إعادة ترتيب أولويات اإلنفاق العام لصالح القاعدة العريضة من املجتمع املصري‪.‬‬
‫تدعيم شبكات األمان االجتماعي من خالل تخصيص جانب من الوفر املالي‬
‫لتعزيز اإلنفاق االجتماعي وزيادة دعم الغذاء وبحث التحول لنظام الدعم النقدي‪.‬‬
‫تنويع مصادر التمويل من خالل إصدار السندات الدوالرية فى األسواق الدولية‪.‬‬
‫تبني سياسة نقدية انكماشية الحتواء التضخم‪.‬‬
‫شكل رقم (‪)1‬‬
‫اعتبارا من أواخر ‪2016‬‬
‫ً‬ ‫ملخص ألهم اإلجراءات اإلصالحية‬

‫املصدر‪ :‬البنك األهلي املصري‪ ,‬النشرة االقتصادية‪ ,‬العدد األول ‪ ,2017‬املجلد السابع والستون‪ ,‬ص‪.6‬‬

‫التزاما من جانب الدولة بإدخال إصالحات فى‬

‫ً‬ ‫شهدت السنوات املاضية‬
‫مجاالت الصحة والتعليم والبحث العلمي والسكن الالئق‪ ،‬مع التركيز على األبعاد‬
‫املتعلقة باجلودة والتنافسية بشكل خاص من خالل تبني ثالثة محاور كاملة فى‬
‫استراتيجية التنمية املستدامة‪ :‬رؤية مصر ‪ 2030‬لقضايا االستثمار فى البشر‪،‬‬
‫محورين ضمن البعد االجتماعي وهما «الصحة» و»التعليم والتدريب» ومحور‬
‫ضمن البعد االقتصادي وهو «املعرفة واالبتكار والبحث العلمي»‪ .‬حيث حتسن أداء‬
‫قطاع التعليم قبل اجلامعي فى مصر خالل السنوات العشر األخيرة ً‬
‫وفقا ملؤشرات‬
‫اإلتاحة‪.‬‬

‫‪-275-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪276‬‬

‫وقد قامت الدولة املصرية خالل الفترة (‪ )2020-2014‬باتخاذ مجموعة من‬

‫اإلجراءات التي تتعلق بالنهوض بالصحة العامة للمواطنني فى إطار من العدالة‬
‫واإلنصاف‪ ،‬وحتقيق التغطية الصحية الشاملة‪ ،‬وحتسني حوكمة قطاع الصحة‪,‬‬
‫مثل مبادرات عالجية رائدة‪-‬السيطرة على فيروس سي‪ 100 -‬مليون صحة‪ -‬القضاء‬
‫على قوائم االنتظار‪ -‬صحة املرأة‪ -‬تعزيز البنية التحتية الصحية‪ -‬تنظيم وتطوير‬
‫صناعة الدواء‪.‬‬
‫كما حظي اإلسكان االجتماعي باهتمام الدولة املصرية للعمل على متكني أصحاب‬
‫الدخل املنخفض واملتوسط‪ ،‬ففي عام ‪ ،2014‬مت اإلعالن عن إنشاء مليون وحدة سكنية‬
‫لدعم أصحاب الدخول املنخفضة واملتوسطة‪ ،‬وتعزيز اإلتاحة للفئات مرتفعة‬
‫الدخل‪.‬‬
‫استهدف برنامج لإلصالح االقتصادي حتقيق استقرار االقتصاد الكلي ووقف‬
‫تراجعه‪ ،‬واتساق السياسات املالية والنقدية لتعزيز الثقة فى االقتصاد وقدرته على‬
‫جذب معدالت استثمار عالية لتحقيق تنمية شاملة‪ ،‬وخلفض معدالت الدين العام‬
‫وسد فجوة ميزان املدفوعات‪ ،‬وإعادة تدفق االستثمار األجنبي املباشر‪.‬‬
‫كذلك زادت مصر من استثماراتها بقدر كبير فى مشروعات قومية كبرى إلنشاء‬
‫وتقوية بنية حتتية صلبة تستند إليها أنشطة التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫عبر ربوع مصر وعلى نحو متزامن‪ ,‬والتوجه نحو استهداف صعيد مصر باملشروعات‬
‫االستثمارية وتطوير البنية التحتية والعنصر البشرى اجلاذب لرأس املال اخلاص‬
‫(مشروع تنمية الصعيد)‪.‬‬
‫كما مت رفع كفاءة املنظومة الضريبية‪ ,‬وإدارة مرنة لسعر صرف اجلنيه املصري‬
‫خلفض معدالت التضخم واحلفاظ على الدخول احلقيقة للمواطنني‪ ,‬واصالح‬
‫منظومة دعم الطاقة مع زيادة برامج احلماية االجتماعية القائمة على االستهداف‬
‫اجليد(((‪.‬‬
‫ووفقا لتقرير التنمية البشرية ‪ ,2021‬اهتمت مصر بتخفيف أثر اإلصالحات‬
‫ً‬
‫احتياجا من خالل زيادة مخصصات برامج احلماية‬
‫ً‬ ‫االقتصادية على الفئات األكثر‬
‫االجتماعية والتوسع فى برامج الدعم النقدي املشروط وحتسني استهداف منظومة‬

‫((( تقرير التنمية البشرية ‪.2021‬‬

‫‪-276-‬‬
‫‪277‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫دعم السلع التموينية‪ ،‬كما توسعت الدولة فى برامج التمكني واحلماية االجتماعية‬
‫املعتمدة على التحويالت النقدية املشروطة فطبقت برنامج تكافل وكرامة فى كل‬
‫احتياجا وخاصة النساء‪ ،‬حيث بلغ عدد‬
‫ً‬ ‫املحافظات بالتركيز على الفئات األكثر‬
‫املستفيدين من الدعم النقدي بكل أشكاله ‪ 3.8‬مليون أسرة فى فبراير ‪.2021‬‬
‫وبرامج سوق العمل النشط‪ ,‬وتوسيع قاعدة املؤمن عليهم ضمنه‪ ,‬قانون جديد‬
‫للتأمينات يضمن معاشات عادلة للمستحقني ويشمل العمالة غير املنتظمة‪.‬‬
‫كما تفاعلت مصر مع تطورات أزمة جائحة كوفيد‪ 19-‬بسرعة ومرونة اتخذت مصر‬
‫حزمة من القرارات وتبنت عددً ا من اإلجراءات التنظيمية والسياسات املتدرجة للحد‬
‫من انتشار اجلائحة حيث خصصت مصر ‪ 100‬مليار جنيه باإلضافة إلى حزمة تنشيطية‬
‫نقدية ملواجهة األزمة وأشارت التقديرات وتقارير الرصد الدولية أن مصر واحدة من‬
‫عدد قليل من دول العالم جنحت فى حتقيق معدالت منو إيجابية رغم اجلائحة‪.‬‬
‫وكشف التقرير أن اإلصالحات االقتصادية ساهمت فى تهيئة االقتصاد املصري‬
‫ملواجهة جائحة كورونا فنجحت فى حتقيق معدالت منو إيجابية رغم اجلائحة مما‬
‫أدى إلى حتقيق معدل منو بلغ ‪ % 3.6‬فى العام املالي ‪ 2020 / 2019‬و معدل منو ‪ % 2.8‬فى‬
‫العام املالي ‪ 2021/2020‬مع توقع معدل منو ‪ % 5.4‬فى العام املالي ‪.2022/ 2021‬‬
‫إلى أن ظهر حتد جديد‪ ،‬متثل فى احلرب بني روسيا وأوكرانيا‪ ،‬فقد ضربت هذه‬
‫األزمة االقتصاد ً العاملي‪ ،‬وأدخلته مرحلة َغير مسبوقة من الركود‪ ،‬وكان جلهود‬
‫اإلصالح التي أجنزتها الدولة املصرية فى األعوام األخيرة الفضل فى تعزيز قدرة‬
‫االقتصاد املصري على الصمود فى مواجهة هذه االزمة(((‪.‬‬
‫اهتماما كبير ًا للحفاظ على األصول البيئية احليوية وعلى‬
‫ً‬ ‫كما أولت مصر‬
‫رأسها مياه نهر النيل ‪ -‬املصدر الرئيسي الحتياجات مصر املائية‪ -‬وشرعت فى‬
‫دراسة جدوى استخدام حلول غير تقليدية لتأمني احتياجات املستقبل من املياه‬
‫مثل حتلية مياه البحر وإعادة تدوير مياه الري والصرف الصحي‪.‬‬
‫كذلك عززت مصر من قدراتها وتدابيرها العملية الرامية للتصدي لتأثيرات‬
‫املخاطر املناخية وهو ما انعكس فى تقدم ترتيب مصر فى مؤشر األداء فى مواجهة‬
‫تغير املناخ‪.‬‬
‫((( تقرير التنمية البشرية ‪.2021‬‬

‫‪-277-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪278‬‬

‫تصدر إصالح منظومة الطاقة أولويات مصر‪ ،‬فنفذت برنامج جريء إلصالح دعم‬‫ّ‬
‫فضل عن أهميته كجزء من اإلصالح االقتصادي ‪ -‬ساهم فى ضبط‬ ‫ً‬ ‫الطاقة‪ ،‬والذي‬
‫أمناط االستهالك غير املستدام ملصادر الطاقة التقليدية‪ ،‬كذلك عظمت مصر من‬
‫اعتمادها على مصادر الطاقة املتجددة ومن جهودها لتحسني كفاءة الطاقة‪.‬‬
‫حيث تقدم ترتيب مصر فى مؤشر األداء فى مواجهة تغير املناخ من املركز ‪30‬‬
‫(‪ )2016‬إلى ‪ )2021( 22‬من ‪ 57‬دولة تنتج مع ًا ‪ %90‬من انبعاثات العالم ومتتلك مصر‬
‫حاليا ‪ 5.8‬جيجاوات من احتياجاتها الكهربائية من مصادر متجددة وتستهدف إنتاج‬‫ً‬
‫‪ % 42‬من تلك االحتياجات بحلول ‪ ,2030‬حيث حقق مشروع حتسني كفاءة الطاقة فى‬
‫مختلف املباني وفورات قدرها ‪ ٪40-25‬من إجمالي استهالك الكهرباء‪.‬‬
‫ويف مجال احلوكمة بذلت مصر جهودً ا مهمة فى تعزيز مسارات احلوكمة بها‬
‫فواصلت جهدها الدؤوب لتطوير وإصالح اجلهاز اإلداري للدولة – مبا فى ذلك اإلدارة‬
‫املالية وتعزيز املساءلة من خالل تفعيل دور نظم املتابعة والتقييم وتأهيل الكوادر‬
‫وخاصة الشباب مع تعظيم فرص مشاركتهم فى صنع القرار(((‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أهم النتائج املترتبة علي بدء تنفيذ برنامج اإلصالح‬
‫اعتبارا من ‪ 3‬نوفمبر ‪2016‬‬
‫ً‬ ‫االقتصادي‬
‫تؤكد مؤشرات األداء االقتصادي خالل السنة املالية ‪ 2017/2016‬أن قرار حترير سعر‬
‫الصرف فى ‪ 3‬نوفمبر ‪ 2016‬ساعد علي رفع معدالت النمو االقتصادي ومعاجلة التشوهات‬
‫وحتقيق التوازن ووضع االقتصاد علي الطريق الصحيح وهو ما يتضح فيما يلي (((‪-:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬علي مستوي معدالت التضخم‪:‬‬
‫(‪ )1‬ارتفاع معدل التضخم خالل السنة املالية ‪ 2017/2016‬إلى ‪ %29,8‬مقابل‪ %14‬فى‬
‫السنة السابقة عليها؛ ويرجع ذلك االرتفاع إلى االجراءات التي اتخذتها الدولة فى‬
‫إطار برنامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وخاصة حترير سعر صرف اجلنية املصري‪ ،‬تطبيق‬
‫قانون ضريبة القيمة املضافة‪ ،‬ورفع أسعار الوقود فى إطار إصالح منظومة الدعم(((‪.‬‬
‫((( تقرير التنمية البشرية ‪.2021‬‬
‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬التقرير السنوي ‪ ، 2017/2016 ،‬ص أ‪.‬‬
‫((( البنك املركزي املصري ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ,2017/2016 ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪-278-‬‬
‫‪279‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫(‪ )2‬تراجع املعدل السنوي للتضخم العام بفضل تبني البنك املركزي املصري‬
‫سياسة نقدية حصيفة ليقتصر على نحو ‪ %14,4‬فى مايو ‪ 2018‬مقابل ‪ %29,8‬فى عام‬
‫‪ ,2017‬وهو األمر الذي يتوافق مع هدف البنك املركزي املصري بتخفيض التضخم إلي‬
‫معدل أقل من ‪ %10‬فى األجل املتوسط ((( ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انتهج البنك املركزي سياسة نقدية تقييدية‪ ،‬وبشكل استباقي‪ ،‬ومؤقت من‬
‫أجل احتواء الضغوط التضخمية التي واجهها االقتصاد املصري بعد حترير سعر‬
‫الصرف‪ .‬وأعلن البنك املركزي املصري فى مايو ‪ 2017‬وألول مرة فى تاريخه عن معدل‬
‫التضخم املستهدف وتوقيت حتقيقه‪ ،‬وهو ‪ )٪3±( ٪١3‬فى الربع األخير من‪.2018‬‬
‫وتشير بيانات التضخم األخيرة‪ ،‬إلى جناح السياسة النقدية فى احتواء الضغوط‬
‫التضخمية‪ ،‬حيث تراجعت معدالت التضخم السنوي األساسي فى مصر لتقتصر‬
‫على نحو‪ %14,4‬عام ‪ .٢٠١٨‬وقد ساهمت السياسة النقدية عبر حترير سعر الصرف‬
‫فى تعزيز تنافسية السلع واخلدمات املحلية وبالتالي ارتفاع الطلب اخلارجي على‬
‫املنتج املحلي‪ ،‬ليصبح صايف الصادرات أحد العوامل الرئيسية فى ارتفاع معدل النمو‬
‫االقتصادي‪ .‬ثم انخفض املعدل السنوي للتضخم األساسي املعد من قبل البنك‬
‫املركزي املصري ليصل إلى ‪ %9,4‬فى يونيو (((‪ ،2019‬ثم انخفض املعدل ليصل إلى ‪4,8‬‬
‫‪ %‬فى يونيو ‪.((( 2021‬‬
‫وقد ساهمت السياسة النقدية عبر حترير سعر الصرف فى تعزيز تنافسية السلع‬
‫واخلدمات املحلية وبالتالي ارتفاع الطلب اخلارجي على املنتج املحلي‪ ،‬ليصبح صافى‬
‫الصادرات أحد العوامل الرئيسية فى ارتفاع معدل النمو االقتصادي(((‪.‬‬

‫البنك االهلي املصري‪ ,‬النشرة االقتصادية العدد الثاني يونيو ‪,2018‬املجلد الثامن والستون ‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫(((‬
‫النشرة اإلحصائية الشهرية للبنك املركزي املصري‪ .‬العدد رقم ‪ 279‬يونيو ‪ 2020‬ص ‪.5‬‬ ‫(((‬
‫النشرة اإلحصائية الشهرية للبنك املركزي املصري‪ .‬العدد ‪ ,291‬يونيو ‪ ,2021‬ص ‪.5‬‬ ‫(((‬
‫املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫(((‬

‫‪-279-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪280‬‬

‫شكل رقم (‪)2‬‬

‫معدل التضخم العام ألسعار املستهلكني خالل الفترة (‪)2021-2017‬‬

‫املصدر‪ :‬البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة اإلحصائية الشهرية‪ ,‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬على مستوي االحتياطيات األجنبية‬

‫ً‬
‫ارتفع رصيد االحتياطيات من العمالت األجنبية فى نهاية ديسمبر ‪ 2017‬ليصل‬
‫مليارا فى نهاية سبتمبر ‪ .2016‬واستمر االرتفاع فى صايف‬
‫ً‬ ‫إلى ‪ 37‬مليار دوالر مقابل ‪19.6‬‬
‫االحتياطيات الدولية نحو ‪ 42.6‬مليار دوالر فى نهاية ديسمبر ‪ ,2018‬واستمر االرتفاع‬
‫فى صايف االحتياطيات الدولية نحو‪ 45.4‬مليار دوالر فى نهاية ديسمبر ‪ ,2019‬ثم‬
‫انخفض صايف االحتياطيات الدولية نحو ‪ 40.1‬مليار دوالر فى نهاية ديسمبر ‪,2020‬‬
‫ثم ارتفع صايف االحتياطيات الدولية نحو ‪40.8‬مليار دوالر فى نهاية اكتوبر (((‪.2021‬‬

‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫‪-280-‬‬
‫‪281‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫شكل رقم (‪)3‬‬

‫صايف االحتياطيات الدولية خالل الفترة (‪)2021-2016‬‬

‫املصدر‪ :‬البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬على مستوي ميزان املدفوعات‬
‫كليا بلغ نحو ‪ 13.7‬مليار دوالر خالل السنة‬ ‫ً‬
‫فائضا ً‬ ‫حقق ميزان املدفوعات املصري‬
‫املالية ‪( 2017/2016‬منه نحو ‪12.2‬مليار دوالر يخص الفترة نوفمبر‪ /‬يونيو ‪2017/2016‬‬
‫كليا بلغ نحو ‪2.8‬مليار‬ ‫ً‬
‫عجزا ً‬ ‫التي أعقبت قرار حترير سعر الصرف)‪ .‬وذلك مقابل‬
‫دوالر خالل السنة املالية السابقة‪ .‬فقد حقق حساب املعامالت الرأسمالية واملالية‬
‫صايف تدفق للداخل بلغ حوالي ‪29‬مليار دوالر(مقابل نحو ‪ 21.2‬مليار دوالر)‪ ،‬إلي‬
‫جانب تراجع العجز فى حساب املعامالت اجلارية مبعدل ‪ %21.5‬ليقتصر على نحو‬
‫ً‬
‫فائضا‬ ‫‪15.6‬مليار دوالر (مقابل نحو ‪19.8‬مليار دوالر)(((‪ ،‬بينما حقق ميزان املدفوعات‬
‫كليا خالل السنة املالية ‪ 2018/2017‬بلغ نحو ‪12.8‬مليار دوالر(((‪ ،‬بينما حقق ميزان‬ ‫ً‬
‫كليا بلغ نحو ‪ 4.1‬مليار دوالر خالل السنة املالية ‪ 2020/2019‬مقابل‬ ‫ً‬
‫فائضا ً‬ ‫املدفوعات‬
‫‪ 1.7‬مليار دوالر خالل السنة املالية السابقة‪ ,‬مما حد من أثر العجز الكلي املحقق لسنة‬
‫العرض (((‪ .‬بينما حققت معامالت االقتصاد املصري مع العالم اخلارجي خالل السنة‬
‫كليا بلغ نحو ‪ 1,9‬مليار دوالر (مقارنة بعجز بلغ نحو ‪ 8,6‬مليار‬ ‫ً‬
‫فائضا ً‬ ‫املالية ‪2021/2020‬‬

‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬التقرير السنوي‪ ,2017/2016 ,‬ص‪.56‬‬

‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬التقرير السنوي‪ ,2018/2017 ,‬ص ‪.55‬‬
‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )279‬يونيو ‪ ,2020‬ص ‪.3‬‬

‫‪-281-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪282‬‬

‫تأثرا بجائحة كورونا التي اجتاحت‬ ‫ً‬ ‫دوالر خالل السنة املالية السابقة ‪2020/2019‬‬
‫أساسا لتحقيق احلساب الرأسمالي واملالي صايف‬ ‫ً‬ ‫العالم)‪ ،‬ويرجع هذا الفائض الكلي‬
‫تدفق للداخل بلغ نحو ‪ 23,4‬مليار دوالر (مقابل نحو ‪ 5,4‬مليار دوالر)(((‪.‬‬
‫شكل رقم (‪)4‬‬
‫تطور ميزان املدفوعات خالل الفترة (‪)2021-2016‬‬

‫املصدر‪ * :‬البنك املركزي املصري‪ ,‬التقرير السنوي ‪ ,2017/2016 ،‬ص‪.56‬‬

‫* البنك املركزي املصري‪ ,‬التقرير السنوي ‪ ,2018/2017 ،‬ص ‪.55‬‬
‫* البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬على مستوي السيولة املحلية‬

‫ً‬
‫ارتفاع السيولة املحلية عام‪ 2017/2016‬ليصل إلى ‪ 2918193‬مليون جنيه(مبا‬
‫ميثل‪ %84.10‬من الناجت املحلي) مقابل‪ 2094500‬مليون جنيه (مبا ميثل ‪ %77.24‬من‬
‫الناجت املحلي اإلجمالي) خالل نفس الفترة من عام ‪ 2016/2015‬واستمرت السيولة‬
‫املحلية فى االرتفاع عام ‪2018/2017‬حتي وصلت إلي ‪ 3581583‬مليون جنيه (مبا ميثل‬
‫‪ %76.63‬من الناجت املحلي االجمالي)‪ .‬واستمرت السيولة املحلية فى االرتفاع عام‬
‫‪2019/2018‬حتي وصلت إلى ‪ 4053149‬مليون جنيه (مبا ميثل ‪ %76.15‬من الناجت املحلي‬
‫االجمالي)‪ ،‬واستمرت السيولة املحلية فى االرتفاع عام ‪ 2020/2019‬حتي وصلت إلي‬

‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.3‬‬

‫‪-282-‬‬
‫‪283‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫‪ 4353065‬مليون جنيه (((‪ ،‬واستمرت السيولة املحلية فى االرتفاع عام ‪2021/2020‬‬

‫حتي وصلت إلي ‪ 5574011‬مليون جنيه(((‪.‬‬
‫شكل رقم (‪)5‬‬
‫تطور السيولة املحلية خالل الفترة (‪)2021-2016‬‬

‫املصدر‪*:‬البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )274‬يناير ‪ ,2020‬ص‬
‫‪.25 ,24‬‬
‫*البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )286‬يناير ‪ ,2021‬ص ‪.25 ,24‬‬
‫*البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.25 ,24‬‬

‫خامسا‪ :‬على مستوي معدالت البطالة‬

‫ً‬
‫انخفاض معدل البطالة ليبلغ ‪ %11.8‬للسنة املالية ‪ 2017/2016‬مقابل ‪ %12.5‬السنة‬
‫املالية ‪ ,2016/2015‬واستمر االنخفاض فى معدل البطالة ليصل إلى ‪ %9.9‬من السنة‬
‫املالية ‪ ,2018/2017‬واستمر االنخفاض فى معدل البطالة ليصل إلى ‪ %7.9‬للسنة املالية‬
‫‪ .((( 2019/2018‬بينما ظل معدل البطالة فى الثبات ليصل إلى ‪ %7.9‬للسنة املالية‬
‫‪.2020(((/2019‬‬

‫البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )286‬يناير ‪ ,2021‬ص ‪.25 ,24‬‬ ‫(((‬
‫البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.25 ,24‬‬ ‫(((‬
‫البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )274‬يناير ‪ ,2020‬ص ‪.20‬‬ ‫(((‬
‫البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.20‬‬ ‫(((‬

‫‪-283-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪284‬‬

‫شكل رقم (‪)6‬‬

‫تطور معدالت البطالة خالل الفترة (‪)2020-2016‬‬

‫املصدر‪*:‬البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )274‬يناير‪ ,2020‬ص ‪.20‬‬
‫*البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )296‬نوفمبر ‪ ,2021‬ص ‪.20‬‬

‫سادسا‪ :‬على مستوي الناجت املحلي االجمالي بتكلفة عوامل االنتاج‬

‫ً‬
‫(باألسعار الثابتة)‬
‫ارتفاع معدل النمو للناجت املحلي اإلجمالي احلقيقي بتكلفة عوامل االنتاج ليبلغ‬
‫‪ %3.6‬للسنة املالية ‪ 2017/2016‬مقابل ‪ %2.3‬السنة املالية ‪ ,2016/2015‬واستمر االرتفاع‬
‫فى معدل النمو للناجت املحلي اإلجمالي احلقيقي ليصل إلى ‪ %5.2‬عن السنة املالية‬
‫‪ 2018/2017‬ثم انخفض معدل النمو للناجت املحلي اإلجمالي احلقيقي بتكلفة عوامل‬
‫اإلنتاج ليصل إلى ‪ %5.1‬عن السنة املالية ‪ ، 2019/2018‬ثم انخفض معدل النمو للناجت‬
‫املحلي اإلجمالي احلقيقي بتكلفة عوامل اإلنتاج ليصل إلى ‪ %2.5‬عن السنة املالية‬
‫‪ ،2020(((/2019‬ثم ارتفع معدل النمو للناجت املحلي اإلجمالي احلقيقي بتكلفة عوامل‬
‫االنتاج ليصل إلى ‪ %13.6‬عن السنة املالية ‪.2021(((/2020‬‬

‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )273‬ديسمبر ‪ ,2019‬ص ‪.19 ، 18‬‬
‫((( البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة االحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )298‬يناير ‪ ,2022‬ص ‪.19 ، 18‬‬

‫‪-284-‬‬
‫‪285‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫شكل رقم (‪)7‬‬

‫تطور معدل منو الناجت املحلي اإلجمالي خالل الفترة (‪)2021-2016‬‬

‫املصدر‪ :‬البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة اإلحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )273‬ديسمبر ‪ ,2019‬ص‬
‫‪.19 ، 18‬‬
‫البنك املركزي املصري‪ ,‬النشرة اإلحصائية الشهرية‪ ,‬العدد رقم (‪ )298‬يناير ‪ ,2022‬ص ‪.19 ، 18‬‬

‫وتتبني مصر استراتيجية لتعزيز التنمية والتجارة أحد محاورها الرئيسية يهدف‬
‫إلى زيادة الصادرات املصرية للمنتجات غير البترولية‪ ,‬وذلك من خالل عدد من‬
‫البرامج تعتمد على الترويج والتسويق‪ ,‬وتفعيل االتفاقيات الدولية وتذليل عوائق‬
‫النفاذ لألسواق‪ ,‬وتطوير اإلجراءات والتشريعات املنظمة للتصدير واالستيراد‪,‬‬
‫وقامت كذلك وزارة التجارة والصناعة بدراسة وافية لتوجهات الطلب العاملي لتحديد‬
‫القطاعات التصديرية الواعدة واملستقبلية وتلك التقليدية واملتراجعة لتحديد‬
‫سياسة التعامل مع كل قطاع‪ ,‬حيث مت تقسيم الصادرات املصرية إلى صادرات ذات‬
‫حاليا وهي ما سيتم العمل علي زيادة تنافسيتها وعلي‬
‫ً‬ ‫جاهزية والتي تصدرها مصر‬
‫األخص السعرية والتي ساهم حترير سعر الصرف فى رفع التنافسية السعرية لها‪,‬‬
‫وصادرات مطلوبة للتحول الهيكلي وخاصة ذات املكون التكنولوجي املتطور وهو ما‬
‫يتطلب تطوير طرق اإلنتاج والتكنولوجيا املستخدمة(((‪.‬‬

‫((( البنك االهلي املصري‪ ,‬النشرة االقتصادية‪ ,‬العدد األول ‪ ,2017‬املجلد السابع والستون‪ ,‬ص ‪.20‬‬

‫‪-285-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪286‬‬

‫وقد وافق البرملان املصري فى مايو ‪ 2017‬علي قانون االستثمار اجلديد الذي يهدف‬
‫إلى تبسيط االجراءات أمام املستثمرين ووضع حد أقصي للفترة الزمنية إلنهائها‪,‬‬
‫باإلضافة إلي منح حوافز خاصة جلذب االستثمار فى مناطق وقطاعات التنمية‬
‫املستهدفة‪ ,‬والعمل علي سرعة تسوية املنازعات‪ ,‬مبا يضمن حتقيق االستقرار فى‬
‫السياسات االستثمارية وإعالء مبادئ احلوكمة والشفافية(((‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫آثار برنامج االصالح االقتصادي علي سعر الصرف‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫ً‬
‫مركزا محوريً ا فى‬ ‫يؤثر سعر الصرف على كافة قطاعات االقتصاد القومي‪ ،‬ويحتل‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬بحيث ميكن أن يستخدم كهدف أو كأداة من أجل حتقيق معدالت‬
‫معينة للتضخم أو لنمو النشاط االقتصادي أو ميزان املدفوعات‪ ،‬بالتالي فإن تطورات‬
‫سعر الصرف تؤثر على املستوى العام لألسعار من خالل تأثيرات على أسعار السلع‬
‫(((‪.‬‬
‫املستوردة‪ ،‬كما أن تغيراته تؤثر مباشرة على أسعار السلع املحلية القابلة للتجارة‬
‫يشكل التحرير املالي دعامة رئيسية من دعامات اإلصالح االقتصادي فى مصر‬
‫والذى بدأ تطبيقه منذ منتصف عام ‪ ،1991‬وقد تركز هذا التحرير املالي النسبي‬
‫ألسعار الفائدة وسعر الصرف‪ ،‬والتحرير الكامل للتعامالت فى البورصة وأسواق املال‬
‫(((‪.‬‬

‫ومن املعلوم أن تغيير سعر الصرف يؤثر على ميزان املدفوعات وعلى مستوى‬
‫األسعار املحلية‪ ،‬وعلى معدل التبادل الدولي‪ ،‬وعلى توزيع الدخل القومي‪ ،‬وعلى‬
‫االدخار واالستثمار القوميني‪ ،‬وعلى قدرة االقتصاد القومي على جذب االستثمارات‬
‫(((‪.‬‬
‫األجنبية وعلى عبء املديونية اخلارجية‬
‫وتتلخص مشكلة اجلنيه املصري ببساطة تامة وفى كثير من األحيان فى وجود‬
‫طلب زائد على العمالت األجنبية مبعدالت تفوق معدالت املعروض منها مما ينتج‬

‫((( البنك االهلي املصري‪ ,‬النشرة االقتصادية‪ ,‬العدد األول ‪ ,2017‬املجلد السابع والستون‪ ,‬ص‪.24‬‬
‫‪(2) Dennis,R,” Monetary Policy and Exchange Rates in Small open Economies “ FRBSF‬‬
‫‪Economies Letter, 2001,16 (May) :1-4.‬‬
‫((( محمد محمود عبد الرحمن خليل‪ ،‬حترير أسعار الصرف فى مصر وأثر نظام النقد األوروبي على اجلنيه املصري‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫للحصول على درجة املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عني شمس‪ ،2002 ،‬ص ‪129‬‬
‫((( ريهام طلعت حرب سالم ‪ ،‬سعر صرف اجلنيه املصري وأثره على امليزان التجاري الزراعي ‪ ،‬خالل الفترة من ‪ ، 2005 – 1996‬رسالة‬
‫مقدمه للحصول علي درجه املاجستير فى االقتصاد‪ ,‬جامعة عني شمس‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪-286-‬‬
‫‪287‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫عنه ردود عكسية على اجلنيه املصري تظهر فى صور التدهور املتتالي ألسعار الصرف‬
‫(((‪.‬‬
‫للجنيه املصري تلك ببساطة مشكلة اجلنيه املصري‬
‫ومن أسباب اإلعالن عن حترير سعر صرف اجلنيه وتركه لقوى العرض والطلب‪،‬‬
‫هو العزوف عن استخدام االحتياطيات الدولية للدفاع عن اجلنيه مقابل الدوالر‪،‬‬
‫حيث يعفي النظام اجلديد للبنك املركزي من عبء التدخل فى سوق الصرف للتأثير‬
‫على قيمة اجلنيه املصري دون مبرر اقتصادي‪ ،‬وهو ما يعنى االحتفاظ بحجم مناسب‬
‫من االحتياطيات األجنبية التي تؤمن االحتياجات االستراتيجية والغذائية بصورة‬
‫(((‪.‬‬
‫كاملة‬
‫وتشير النتائج إلى أن سعر صرف اجلنيه بعد حتريره وتراجع قيمته أمام الكثير‬
‫من العمالت األخرى ومنه الدوالر‪ .‬كان له أثر كبير على إحداث تقلبات فى الناجت‬
‫املحلى اإلجمالي فى مصر‪ ،‬وتربطه باملتغير التابع عالقة عكسية‪ ،‬أي أنه كلما حتركت‬
‫قيمة الدوالر فى مواجهة اجلنيه فى اجتاه معني فإن الناجت املحلى اإلجمالي يتجه فى‬
‫االجتاه املعاكس‪ ,‬مبعنى أنه كلما تراجعت قيمة الدوالر أمام اجلنيه املصري ارتفعت‬
‫القيمة احلقيقية للناجت املحلى‪ .‬وتتراجع قيمة الناجت املحلى بارتفاع قيمة الدوالر‬
‫أمام اجلنيه ومعنى هذا أن حرية سعر الصرف لها مردود مباشر وقوى على تقلب‬
‫(((‪.‬‬
‫مستوى الناجت املحلى اإلجمالي‬
‫وعليه نقسم هذا املطلب إلي ثالثة فروع علي النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسباب تدهور سعر صرف اجلنيه املصري‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار السلبية وااليجابية النخفاض قيمة اجلنيه املصري‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اآلثار االيجابية لتحرير سعر الصرف علي أداء ميزان املدفوعات‬
‫فى مصر‪.‬‬

‫((( املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫((( شيماء على متولى على زيد ‪ ،‬أثر سياسة سعر الصرف على التجارة اخلارجية لقطاع املنسوجات واملالبس اجلاهزة فى مصر‪ ،‬بحث‬
‫مقدم لنيل درجة املاجستير فى االقتصاد ‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬قسم االقتصاد ‪ ، 2007،‬ص ‪.90‬‬
‫االثار الدورية لسياسات اإلصالح االقتصادي فى مصر ‪ ،‬مصر املعاصرة ‪ ،‬مجلة علمية محكمة ربع سنوية‬ ‫((( د‪.‬جمال إبراهيم حسن ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬تصدرها اجلمعية املصرية لالقتصاد السياسي واالحصاء والتشريع ‪ ،‬أكتوبر ‪ ، 2006‬العدد ‪ ، 484‬السنة السابعة والتسعون ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‬
‫‪141‬‬

‫‪-287-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪288‬‬

‫الفرع األول‬
‫أسباب تدهور سعر صرف اجلنيه املصري‬
‫فى مجال البحث فى أسباب تدهور قيمة عملة بلد ما جند أن مشكلة الصرف جتد‬
‫جذورها فى مجموعة العالقة الهيكلية واالقتصادية واالجتماعية التي يترتب‬
‫عليها انخفاض نسبة تغطية الصادرات للواردات أي قصور حصيلة الصادرات عن‬
‫الوفاء باملدفوعات الالزمة للواردات وهو قصور له آثار تراكمية فى زيادة الطلب على‬
‫العمالت األجنبية مبعدالت تفوق زيادة الطلب على العملة الوطنية‪ ،‬وتنقسم أسباب‬
‫(((‪:‬‬
‫تدهور قيمة اجلنيه إلى‬
‫(((‪:‬‬
‫‪ - 1‬تدهور قيمة اجلنيه ألسباب داخلية‬
‫تعتبر العالقة بني حصيلة الصادرات واملدفوعات على الواردات سواء كانت‬
‫منظورة أو غير منظورة هي بداية مشكلة سعر الصرف فى الدول األخذة فى النمو‬
‫فمعظم هذه الدول تعانى من انخفاض نسبة تغطية الصادرات للواردات وأن عجز‬
‫ميزان املعامالت اجلارية هو السبب الرئيسي وراء تدهور قيمة العمالت وهذا العجز‬
‫يتزايد من سنة ألخرى ألنه يؤدى إلى مزيد من املدفوعات للخارج لتمويل فوائد‬
‫وأقساط الديون اخلارجية التي تستخدم ملواجهة هذا العجز مما يعنى الدخول فى‬
‫حلقة مفرغة من العجز‪ .‬ومما يزيد من هذا العجز تزايد أسعار الواردات بدرجة أكبر‬
‫من تزايد أسعار الصادرات وكذلك تزايد الواردات االستهالكية‪ ،‬وما يستتبعه من آثار‬
‫سلبية على االقتصاد القومي وعلى العجز فى ميزان املعامالت اجلارية ومن ثم ميزان‬
‫املدفوعات‪.‬‬
‫(((‪:‬‬
‫‪ -2‬تدهور قيمة اجلنيه املصري ألسباب خارجية‬
‫إن ما تعقده مصر من قروض مع صندوق النقد الدولي هو أكثر أنواع القروض‬
‫نظرا لتراكم الديون واعباؤها من‬ ‫ً‬
‫ارتباطا بتدهور سعر صرف اجلنيه بطريقة مباشرة ً‬
‫نظرا لظروف التضخم‬
‫نظرا لتزايد الواردات وارتفاع أسعارها ً‬
‫أقساط وفوائد‪ ،‬وكذلك ً‬
‫العاملي‪ ،‬وبالتالي انخفاض قيمه اجلنيه‪.‬‬
‫((( ريهام طلعت حرب سالم ‪ ،‬سعر صرف اجلنيه املصري وأثره على امليزان التجاري الزراعي ‪ ،‬خالل الفترة من ‪ ، 2005 – 1996‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪80‬‬
‫((( املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪81 ، 80‬‬
‫((( املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪86‬‬

‫‪-288-‬‬
‫‪289‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫وتعد سياسة سعر الصرف فى مصر القائمة على ربط اجلنيه بالدوالر األمريكي‬
‫رئيسيا فى عدم استقرار سوق وسعر الصرف‪ ،‬حيث ربط اجلنيه املصري‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عامل‬
‫مقابل العمالت احلرة الرئيسة األخرى يتحدد بناء على حركة أسعار الدوالر مقابل‬
‫العمالت‪ ،‬وال يكون هناك أي اعتبار للعوامل االقتصادية احلقيقية فى حتديد سعر‬
‫صرف اجلنيه املصري مقابل تلك العمالت‪.‬‬
‫أثرا‬
‫كما تعرض االقتصاد املصري للعديد من الصدمات اخلارجية التي كان لها ً‬
‫سلبيا على سوق الصرف‪ ،‬ومن هذه الصدمات ما شهدته اآلونة األخيرة من أزمات‬ ‫ً‬
‫اقتصادية‪ ،‬بداية من أحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ ,2001‬ذلك اليوم املشهود الذى خلق حالة من‬
‫املخاوف من الطيران واالنتقال إلى بلدان أخرى فى مختلف بالد العالم مما أدى إلى‬
‫آثار شديدة السلبية على االقتصاد املصري فى مجاالت السياحة والطيران والفنادق‬
‫والنفط‪ ،‬وتراجعت حركة السياحة فى مصر ضمن التراجع العاملي حلركة السياحة‬
‫سلبيا على املصادر الرئيسة للنقد األجنبي فى مصر‪ ،‬وأدى إلى تراجع عرض‬ ‫ً‬ ‫مما أثر‬
‫العمالت احلرة مما أسهم فى زيادة االختالل بني الطلب الكبير على تلك العمالت‬
‫والعرض األقل من هذه العمالت‪ ،‬وهو ما أدى إلى زيادة االضطراب الذى تعانى منه‬
‫سوق الصرف املصرية‪ ,‬ثم األزمة املالية العاملية عام ‪ ,2008‬ثم جائحة كورونا مع بداية‬
‫عام ‪2020‬م والتي كانت وماتزال لها تداعيات حادة على االقتصاد العاملي بصفه عامة‬
‫وأخيرا حرب روسيا وأوكرانيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وعلى االقتصاد املصري بصفه خاصة‪,‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اآلثار السلبية وااليجابية النخفاض قيمة اجلنيه املصري‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬اآلثار السلبية النخفاض قيمة اجلنيه املصري‬
‫‪ – 1‬ارتفاع معدل التضخم‪.‬‬
‫‪ – 2‬انخفاض قيمة األجور احلقيقية للعاملني بالدولة‪.‬‬
‫‪ – 3‬ارتفاع األعباء على الشركات املقترضة بالدوالر‪.‬‬
‫‪ – 4‬حدوث خسائر مالية فى العديد من القطاعات االقتصادية مثل‪ :‬قطاع‬
‫البترول وذلك بسبب االتفاقيات املوقعة بني وزارة البترول والشركات األجنبية التي‬

‫‪-289-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪290‬‬

‫تقضى بأن االستثمار يكون بالدوالر‪ ،‬وأن حتصل على نصيبها من البيع باجلنيه وهو‬
‫((( ‪.‬‬
‫ما يعنى حتمل قطاع البترول فارق سعر العملة‬
‫‪ - 5‬إن تخفيض سعر صرف العملة يرتبط بارتفاع تكاليف االستيراد مما يحد‬
‫من حجم الواردات ألغراض التنمية ويضع املشروعات املحلية مبصر فى موقف غير‬
‫(((‪.‬‬
‫تنافسي مع مثيلها من الواردات‬
‫‪ -6‬ارتفاع تكاليف اإلنتاج املحلى التي تعتمد مدخالته على الواردات‪.‬‬
‫‪ -7‬ارتفاع أسعار الواردات من السلع االستهالكية وعلى رأسها السلع التي ليس لها‬
‫بديل محلى‪.‬‬
‫‪ -8‬ارتفاع تكلفة املواد اخلام املستوردة التي ليس لها بدائل محلية‪ ،‬والتي تدخل‬
‫فى عمليات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-9‬ارتفاع تكلفة املعيشة بالنسبة للمواطنني (((‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار اإليجابية النخفاض قيمة اجلنيه املصري‪.‬‬

‫ً‬
‫يستند أصحاب الفكر التقليدي إلى أن تخفيض سعر الصرف سوف ينعكس‬
‫إيجابيا على النمو االقتصادي‪ .‬حيث أن تأثير تخفيض قيمة العملة املحلية سيؤدى‬ ‫ً‬
‫إلى حتسني الوضع التنافسي اخلارجي‪ ،‬مما من شأنه أن يؤدى الى حتويل الطلب‬
‫محليا واملنافسة للواردات وبالتالي زيادة الصادرات نتيجة‬
‫ً‬ ‫فى صالح السلع املنتجة‬
‫آثارا توسعية‬
‫انخفاض أسعار املنتجات املحلية‪ .‬فإن هذا التحويل سوف يترتب عليه ً‬
‫على الناجت احلقيقي تستمر طاملا توافرت الطاقات العاطلة‪ ،‬ألنه متى اقترب املجتمع‬
‫من حالة التشغيل الكامل لطاقاته‪ ،‬فإن التخفيض فى قيمة العملة املحلية سوف‬
‫ينعكس فى ارتفاع املستوى العام لألسعار(((‪ .‬وبالتالي تقليل الواردات نتيجة ارتفاع‬
‫أسعارها ويشجع على تقليل نسبة املواد اخلام املستوردة الداخلة فى اإلنتاج أو‬
‫استعمال البدائل املحلية‪.‬‬
‫((( شيماء على متولى على زيد‪ ،‬أثر سياسة سعر الصرف على التجارة اخلارجية لقطاع املنسوجات واملالبس اجلاهزة فى مصر‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪89‬‬
‫((( د‪ .‬سامح مظهر محمد جنيب القاضي‪ ،‬سياسات سعر الصرف وآثارها على منط الواردات املصرية ( خالل الفترة ‪– 1983/82‬‬
‫‪ ( ) 2007/2006‬منوذج قياسي لتقدير دالة الطلب على الواردات الوسيطة واالستهالكية )‪ ،‬جامعة عني شمس‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم‬
‫االقتصاد‪ ، 2010 ،‬ص ‪2‬‬
‫((( محمد عبد الفتاح رجب ‪ ،‬توصيات مؤمتر دور التجارة االلكترونية وخدمات النقل الدولي فى تنمية الصادرات ‪ ،‬اجلهة املنظمة‬
‫جمعيه رجال األعمال باإلسكندرية‪ ، 2002 ,‬ص ‪.3‬‬
‫((( د‪ .‬تغريد محمد عاطف الغندور‪ ،‬املساعدات األجنبية ومحددات النمو االقتصادي فى مصر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه‬
‫الفلسفة فى االقتصاد‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية التجارة وإدارة األعمال‪ ،‬قسم االقتصاد والتجارة اخلارجية‪ ،2013 ,‬ص ‪30‬‬

‫‪-290-‬‬
‫‪291‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫كما يؤثر سعر الصرف علي زيادة تدفق رؤوس األموال األجنبية لالستثمار املباشر‬
‫فخفض قيمة العملة يؤدي إلي تقليل تكلفة العملة املحلية وبالتالي زيادة الطلب‬
‫عليها وزيادة معدالت التوظيف والعمالة‪ ,‬األمر الذي يؤدي إلي زيادة العائد علي‬
‫رأس املال‪ .‬كما يؤدي انخفاض قيمة العملة أيض ًا إلي زيادة ثروة املستثمرين األجانب‬
‫مقارنة بثروة املستثمرين املحليني مما يسهم فى زيادة االستثمار األجنبي‪ .‬علي حني‬
‫يري البعض بوجود عالقة موجبة بني ارتفاع قيمة العملة واالستثمارات األجنبية‪,‬‬
‫ويعود ذلك إلي أن ارتفاع قيمة العملة سيؤدي إلي زيادة االستيراد والذي قد يدفع‬
‫الدولة إلي وضع قيود أو إتباع سياسة إغالقيه أو فرض ضرائب‪ ,‬مما قد يدفع‬
‫(((‪.‬‬
‫توقعا حلدوث مثل هذه االجراءات‬‫ً‬ ‫باملستثمرين األجانب إلي زيادة االستثمار‬
‫وتؤدي أيض ًا تخفض قيمة العملة إلي تشجيع السياحة الوافدة ملصر نتيجة رخص‬
‫األسعار املحلية‪ ،‬واحلد من السياحة اخلارجية نتيجة ارتفاع تكلفتها مبا فيها احلج‬
‫(((‬
‫والعمرة‪ .‬كما تؤدي أيض ًا إلي املحافظة على احتياجات الدولة من النقد األجنبي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫اآلثار االيجابية لتحرير سعر الصرف علي أداء ميزان‬
‫املدفوعات فى مصر‬
‫آثارا إيجابية ملموسة على أداء‬
‫لقد كان لقرار حترير سعر صرف اجلنيه املصري ً‬
‫معامالت مصر اخلارجية فى األجل القصير متثلت فى حتسن نسبي ألداء الصادرات‬
‫املصرية وتباطؤ منو الواردات‪ ,‬وجذب تدفقات استثمارية ملصر سواء علي مستوي‬
‫االستثمارات املباشرة أو غير املباشرة ‪ ،‬ولعل برنامج اإلصالح االقتصادي الذي تتبناه مصر‬
‫حاليا يهدف إلي مساعدة االقتصاد علي العودة إلي مستويات تناسب إمكاناته الكامنة‬ ‫ً‬
‫لتحقيق معدالت منو أعلي وخلق املزيد من فرص العمل وحماية الفقراء ومحدودي‬
‫الدخل‪ ,‬حيث يقوم البرنامج علي عدة ركائز أساسية من خالل االعتماد علي سياسة‬
‫مرنة لسعر الصرف وضبط أوضاع املالية العامة وتخفيف أعباء املوازنة واجراء اصالحات‬
‫هيكلية واسعة النطاق وتعزيز االستثمارات وتعزيز برامج احلماية االجتماعية‪.‬‬
‫((( د‪ .‬حنان عبد احلكيم عبد الفتاح محمد منيسي‪ ,‬قياس أثر السياسة النقدية علي املتغيرات االقتصادية األساسية فى‬
‫االقتصاد املصري خالل الفترة ‪ ,2006-1990‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه الفلسفة فى االقتصاد‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,‬كلية االقتصاد‬
‫والعلوم السياسية‪ ,‬قسم االقتصاد‪ ,2011 ,‬ص ‪.59‬‬
‫((( د‪ .‬محمد عبد الفتاح رجب ‪ ،‬توصيات مؤمتر دور التجارة االلكترونية وخدمات النقل الدولي فى تنمية الصادرات‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪-291-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪292‬‬

‫فعلى الرغم من أن اجراءات اإلصالح االقتصادي وحترير أسعار الصرف قد‬

‫صاحبها بعض اآلثار السلبية خاصة فيما يتعلق مبعدالت التضخم‪ ,‬إال أن كافة‬
‫املؤسسات الدولية أبدت تفاؤلها بشأن االقتصاد املصري‪ ,‬وأشادت بهذه االجراءات‬
‫والتي بدأت جتني ثمارها من خالل جذب املزيد من التدفقات االستثمارية املباشرة‬
‫وغير املباشرة‪ ,‬مع تعزيز اجراءات السيطرة علي العجز املالي‪ ,‬بل ومن املنتظر أن يحقق‬
‫ً‬
‫مزيدا من التعايف والتحسن خالل املرحلة املقبلة (((‪.‬‬ ‫االقتصاد املصري‬
‫ايجابيا علي موارد السوق‬
‫ً‬ ‫أثرا‬
‫كما كان لقرار حترير سعر الصرف فى ‪ 3‬نوفمبر ‪ً 2016‬‬
‫من النقد األجنبي‪ ,‬حيث بلغت موارد البنك املركزي من النقد األجنبي منذ قرار‬
‫((( ‪.‬‬
‫حترير سعر الصرف وحتي نهاية يونيو ‪ 2017‬حوالي ‪ 53.8‬مليار دوالر‬

‫ويري الباحث‪:‬‬
‫أنه من املتوقع أن يتحسن أداء معامالت مصر مع العالم اخلارجي خالل الفترة‬
‫املقبلة‪ ,‬نتيجة تبني احلكومة املصرية برنامج إصالح اقتصادي من شأنه خلق مناخ‬
‫مالئم جلذب االستثمارات األجنبية وتنمية الصادرات ودعم السياحة وزيادة‬
‫االحتياطي النقدي األجنبي وخاصة بعد انعقاد منتدي االستثمار إفريقيا ‪2018‬‬
‫دوليا‪,‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متحدثا‬ ‫يومي ‪ 9, 8‬ديسمبر ‪ 2018‬وبحضور نحو ‪ 10‬رؤساء أفارقة وأكثر من ‪60‬‬
‫تليها رئاسة مصر لالحتاد األفريقي فى ‪2019/2/10‬والذي يتكون من ‪ 55‬دولة‪ ,‬حيث‬
‫تعزز من تعاونها الوثيق مع محيطها القاري‪ ,‬وتوطد عالقتها مع كافة الدول السمراء‬
‫التي متثل العمق االستراتيجي للقاهرة‪ ,‬كما يفتح ً‬
‫آفاقا واسعة للتعاون مع إفريقيا مما‬
‫يعد فرصة لزيادة التعاون‪ ,‬وسيكون له أكبر األثر فى تنمية التجارة وحجم األعمال‬
‫والصادرات ويف إقامة العديد من املشروعات االستثمارية املشتركة‪.‬‬

‫وحيث أن سعر الصرف فى مصر مرتبط بالدوالر األمريكي‪ ,‬بالرغم من أن الشريك‬

‫التجاري األول ملصر هو املجموعة األوروبية‪ ,‬وبالتالي إذا حدثت تغييرات كبيرة فى‬
‫سعر صرف الدوالر األمريكي أمام العمالت األوروبية فسوف ينعكس هذا بشكل سلبي‬
‫على ميزان املدفوعات‪ ,‬مما جعل احلكومة املصرية توطد عالقاتها باالحتاد األوروبي‬
‫عن طريق انعقاد املؤمتر العربي األوروبي األول (باستقرارنا – نستثمر) بشرم الشيخ‬

‫((( البنك االهلي املصري ‪ ،‬النشرة االقتصادية ‪ ،‬العدد األول ‪ ، 2017‬املجلد السابع والستون ‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫((( البنك املركزي املصري ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ، 2017/2016‬ص و ‪.‬‬

‫‪-292-‬‬
‫‪293‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫بتاريخ ‪ .2019/2/ 25 ,24‬ونحن نتوقع أن من شأن انعقاد املؤمتر العربي االوروبي زيادة‬
‫فى جذب االستثمارات األجنبية سواء كانت عربية أو أوروبية وذلك سوف ينعكس‬
‫باإليجاب على ميزان املدفوعات بصفة خاصة وعلى برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫‪-293-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪294‬‬

‫ـــ اخلامتة‬
‫متيزت مصر خالل فترة ما قبل اإلصالح االقتصادي بوجود معدل تضخم مرتفع‪،‬‬
‫ولذلك بدأت مصر فى تطبيق برنامج إصالح مالي واقتصادي‪ ،‬وحيث إن السيطرة‬
‫على معدالت التضخم املرتفعة كانت من أولويات برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫شديدا ملثل هذه اجلزئية‪ ,‬كان الهدف‬
‫ً‬ ‫اهتماما‬
‫ً‬ ‫فإن السلطات االقتصادية قد أولت‬
‫ً‬
‫متمثال فى ضرورة حترير سوق الصرف‬ ‫األساسي لتطبيق نظام اإلصالح االقتصادي‬
‫األجنبي من القيود اإلدارية‬

‫فالدولة مطالبة باحلفاظ على معدالت عالية للنمو والتشغيل تواجه بها حتديات‬
‫الفقر وتفاوت توزيع الدخل‪ ،‬وعليها جتنب الوقوع فى فخاخ املديونية‪ .‬وبداية العالج‬
‫التنموي لهذه املعضالت هو االستثمار فى البنية األساسية والتكنولوجية ويف قدرات‬
‫املجتمعات على التصدي لتغيرات املناخ وإدارة التحول املطلوب ً‬
‫وفقا لنهج التنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫وقد جنح االقتصاد املصري فى السير بخطى ثابتة ومنهجية استباقية ومرنة‪،‬‬
‫نحو حتقيق مستهدفات برنامج اإلصالح االقتصادي والهيكلي‪ ،‬ويف مقدمتها تطبيق‬
‫اإلصالحات الرامية إلى النهوض مبعدل النمو‪ ،‬واحتواء نسب عجز املوازنة‪ ،‬ومعدالت‬
‫مسارا تصاعديً ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فضال عن اتخاذ االحتياطيات الدولية من النقد األجنبي‬ ‫التضخم‪،‬‬
‫فى ظل انتعاش األنشطة التجارية وتعايف قطاع السياحة‪ ،‬إلى جانب ارتفاع حتويالت‬
‫املصريني فى اخلارج‪ ،‬وغيرها من مصادر النقد األجنبي‪ ،‬ما أسهم فى تعزيز بنية‬
‫االقتصاد املصري‪ ،‬ومتاسكه وصموده فى مواجهة التحديات‪ ،‬وإنقاذه من تأثيرات‬
‫جائحة كورونا التي أضرت بالعديد من االقتصادات العاملية‪ ،‬وهو األمر الذي انعكس‬
‫بدوره على حتسن املؤشرات االقتصادية‪ ،‬وحظى بإشادة كبيرة من املؤسسات الدولية‪.‬‬
‫ومن املؤكد أن النجاح االقتصادي الذي حققته مصر فى اآلونة األخيرة وجهود‬
‫قليال بسبب جائحة كورونا‪ ,‬وسوف تؤثر جائحة كورونا‬ ‫ً‬ ‫اإلصالح اجلارية سيضعف‬
‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫وحرب روسيا وأوكرانيا على جناح اإلصالح االقتصادي الذي حققته مصر‬
‫علي قطاع السياحة‪ ,‬وحتويالت من املصريني العاملني فى اخلارج‪ ,‬وعلي إيرادات قناة‬
‫السويس‪ ,‬والصادرات‪ ,‬كذلك التأثير بالسلب على الناجت املحلي اإلجمالي الوطني‪.‬‬

‫‪-294-‬‬
‫‪295‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫ـــ النتائج والتوصيات‬

‫حتليال ملدى جناح اإلصالح االقتصادي املصري‪ ,‬وفيما يلي النتائج‬
‫ً‬ ‫قدم هذا البحث‬
‫التي توصلنا إليها‪ ،‬والتوصيات التي وضعت على أساسها‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -1‬أدي ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى حدوث ارتفاعات متوالية فى مستويات‬
‫األسعار املحلية صاحبها تدهور شديد فى مستوى معيشة شريحة كبيرة فى املجتمع‬
‫املصري‪ ,‬لذلك اتخذ االقتصاد املصري خطوات جادة نحو االجتاه إلي تطبيق برنامج‬
‫اإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫‪-2‬أدت االختالالت الهيكلية وضعف معدالت اإلنتاج وسوء حالة البنية والهياكل‬
‫األساسية فى االقتصاد املصري إلى خلق كثير من املشاكل االقتصادية مثل زيادة‬
‫معدالت تضخم واستمرار العجز فى ميزان املدفوعات وقد أنعكس هذا على مركز‬
‫وحدة النقد املصرية فتدهوره قيمة اجلنيه املصري فى مواجهة العمالت األجنبية‬
‫وخاصة الدوالر‪.‬‬
‫‪ – 3‬أوضحت الدراسة أن تخفيض قيمة عملة مصر سوف يؤدي إلي زيادة تكلفة‬
‫ً‬
‫ضغطا على األسعار‬ ‫محليا وميثل ذلك‬
‫ً‬ ‫الواردات مما يزيد من سعر السلعة املنتجة‬
‫املحلية فى مصر‪.‬‬
‫‪ - 4‬أوضحت الدراسة أن اإلصالحات االقتصادية ساعدت على استقرار االقتصاد‬
‫الكلي خالل السنوات املاضية‪ ،‬وبالتالي أسهمت فى بناء القدرة على مواجهة التحديات‬
‫املتعلقة بأزمة كورونا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫ً‬
‫فى ضوء الدراسة السابقة ونتائجها مت التوصل إلى مجموعة من التوصيات التي‬
‫تلقى الضوء على بعض العناصر التي ميكن االستفادة منها فى خفض معدل التضخم‬
‫وحتقيق االستقرار والنمو باالقتصاد املصري من خالل برنامج اإلصالح االقتصادي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة السيطرة على معدالت التضخم من خالل استخدام أدوات السياستني‬
‫املالية والنقدية فى ضبط التضخم‪.‬‬

‫‪-295-‬‬
‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪296‬‬

‫‪-2‬زيادة اجلهود املبذولة للحفاظ علي استقرار قيمة العملة املحلية وذلك من‬
‫خالل ضرورة عالج األسباب الهيكلية وراء أزمة سعر الصرف فى االقتصاد املصري‬
‫وذلك من خالل عالج االختالالت الهيكلية مبيزان املدفوعات عن طريق العمل علي‬
‫تنمية الصادرات املصرية واالهتمام بجودة املنتج املصري والتسويق اجليد لهذه‬
‫املنتجات باإلضافة إلي ترشيد الواردات وزيادة الصناعات البديلة لها‪.‬‬

‫‪ – 3‬ضرورة عدم اعتماد مصر على الواردات التي تعرض اقتصادها للتضخم والعمل‬
‫الدؤوب على تنمية القطاع الصناعي بها كخطوة هامة نحو تفادي تقلبات األسعار بها‬
‫تبعا لتقلبات األسعار باخلارج والتي تنتقل إليها عن طريق الواردات‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ -4‬العمل على رفع مستوى اإلنتاجية وذلك من خالل حتقيق بعض املتطلبات‬
‫وهي االرتفاع مبستوي القدرة اإلدارية‪ ،‬واالهتمام باحلوافز‪ ،‬والتوسع فى التدريب‬
‫والتأهيل املهني‪.‬‬

‫‪-296-‬‬
‫‪297‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫املراجع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الكتب العامة‪:‬‬
‫‪1.1‬د‪ .‬محمد عبد الفتاح رجب‪ ،‬توصيات مؤمتر دور التجارة اإللكترونية وخدمات‬
‫النقل الدولي فى تنمية الصادرات‪ ،‬اجلهة املنظمة جمعيه رجال األعمال‬
‫باإلسكندرية‪.2002 ,‬‬

‫‪2.2‬د‪ .‬خالد زكى محمد الديب‪ ،‬دور السياسة النقدية والسياسة املالية فى خفض‬
‫الفجوة االدخارية – دراسة حتليلية منذ ‪ ،1974‬جامعة عني شمس‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬الدراسات العليا‪.‬‬

‫ثاني ًا ‪ :‬الرسائل اجلامعية (ماجستير – دكتوراه)‪.‬‬

‫‪1.1‬أحمد عبد احلافظ عبد الوهاب معني‪ ،‬دور السياسة النقدية فى التأثير على‬
‫هيكل االئتمان بالبنوك فى ظل برنامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫رسالة مقدمة للحصول على درجة املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪،‬‬
‫قسم االقتصاد‪.2001 ،‬‬

‫‪2.2‬د‪ .‬تغريد محمد عاطف الغندور‪ ،‬املساعدات األجنبية ومحددات النمو‬

‫االقتصادي فى مصر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه الفلسفة فى‬
‫االقتصاد‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية التجارة وإدارة األعمال‪ ،‬قسم االقتصاد‬
‫والتجارة اخلارجية‪.2013 ,‬‬

‫‪3.3‬د‪ .‬حنان عبد احلكيم عبد الفتاح محمد منيسي‪ ,‬قياس أثر السياسة‬
‫النقدية على املتغيرات االقتصادية األساسية فى االقتصاد املصري خالل‬
‫الفترة ‪ ,2006-1990‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه الفلسفة فى االقتصاد‪,‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ,‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ,‬قسم االقتصاد‪.2011 ,‬‬

‫‪4.4‬د‪ .‬خالد إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬دور السياسة املالية فى عالج مشاكل الدين‬
‫العام‪ ،‬رسالة دكتوراه الفلسفة فى املالية العامة‪.2003 ،‬‬

‫‪-297-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪298‬‬

‫‪5.5‬د‪ .‬رشدي إبراهيم رشدي‪ ,‬البترول بني االستخراج األولى والتصنيع فى‬
‫االقتصاد املصري ‪ ،‬رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه فى احلقوق‪,‬‬
‫جامعة االسكندرية‪ ,‬كلية احلقوق‪ ,‬قسم االقتصاد واملالية العامة ‪.2018 ،‬‬

‫‪6.6‬ريهام طلعت حرب سالم‪ ،‬سعر صرف اجلنيه املصري وأثره على امليزان التجاري‬
‫الزراعي‪ ،‬خالل الفترة من ‪ ،2005 – 1996‬رسالة مقدمه للحصول علي درجه‬
‫املاجستير فى االقتصاد‪ ,‬جامعة عني شمس‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 7.7‬شيماء على متولى على زيد‪ ،‬أثر سياسة سعر الصرف على التجارة اخلارجية‬
‫لقطاع املنسوجات واملالبس اجلاهزة فى مصر‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة‬
‫املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪.2007،‬‬

‫‪8.8‬محمد محمود عبد الرحمن خليل‪ ،‬حترير أسعار الصرف فى مصر وأثر نظام‬
‫النقد األوروبي على اجلنيه املصري‪ ،‬رسالة مقدمة للحصول على درجة‬
‫املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عني شمس‪.2002 ،‬‬

‫‪9.9‬نهال أحمد عبد احلى تقى الدين‪ ،‬تقييم فاعلية السياسة النقدية فى‬
‫حتقيق االستقرار والنمو االقتصادي فى مصر‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية‬
‫للفترة منذ ‪ ،1990‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستير فى االقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫االسكندرية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬عام ‪.2009‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬مقاالت ودوريات‬

‫‪1.1‬د‪ .‬باهر سامي نخله حنني‪ ,‬معدل الصرف وبرامج االصالح االقتصادي‬
‫فى مصر‪ ,‬املجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية‪ ,‬كلية التجارة وإدارة‬
‫األعمال‪ ,‬جامعة حلوان‪ ,‬العدد الثاني‪ ,2009 ,‬ص‪.229‬‬

‫‪2.2‬د‪ .‬جمال إبراهيم حسن‪ ،‬اآلثار الدورية لسياسات اإلصالح االقتصادي فى‬
‫مصر‪ ،‬مصر املعاصرة ‪ ،‬مجلة علمية محكمة ربع سنوية‪ ،‬تصدرها اجلمعية‬
‫املصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع ‪ ،‬أكتوبر ‪ ، 2006‬العدد ‪،484‬‬
‫السنة السابعة والتسعون‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪-298-‬‬
‫‪299‬‬ ‫د‪ /‬ماهـر عبدالوهـاب حـامد ‪ -‬برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬

‫‪3.3‬د‪ .‬سامح مظهر محمد جنيب القاضي‪ ،‬سياسات سعر الصرف وآثارها على منط‬
‫الواردات املصرية ( خالل الفترة ‪ ( ) 2007/2006 – 1983/82‬منوذج قياسي‬
‫لتقدير دالة الطلب على الواردات الوسيطة واالستهالكية )‪ ،‬جامعة عني‬
‫شمس‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم االقتصاد‪.2010 ،‬‬

‫رابع ًَا‪ :‬التقارير والنشرات‬

‫‪1.1‬البنك األهلي املصري‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫‪2.2‬البنك املركزي املصري‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫‪3.3‬النشرة اإلحصائية الشهرية للبنك املركزي املصري‪ ،‬أعداد وسنوات متفرقة‪.‬‬

‫‪4.4‬تقرير التنمية البشرية ‪.2021‬‬

‫خامس ًا ‪ :‬املراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪1. Dennis,R,” Monetary Policy and Exchange Rates in Small open‬‬
‫‪Economies “ FRBSF Economies Letter, 2001,16 (May) .‬‬
‫‪2. Roland Sturm and Markus M. Muller, Public Deficits : A comparative‬‬
‫‪study of their Economic and political consequences in Britain, Canada,‬‬
‫‪Germany and the United States, Longman, New York, USA, 1999.‬‬

‫‪-299-‬‬
 ‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪300‬‬

‫مخلص‬
‫فى ظل تفاقم الضغوط التضخمية وحركة االرتفاعات املتوالية فى مستويات‬
‫األسعار املحلية والتدهور فى سعر صرف العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية‬
‫وجدت‪ ,‬احلكومة نفسها أمام منعطف خطير يوشك أن يؤدى إلى انهيار بنيان االقتصاد‬
‫الوطني‪ .‬وملواجهة الوضع االقتصادي املتدهور؛ بدأت السلطات احلكومية مشاوراتها‬
‫مع صندوق النقد بشأن تنفيذ برامج التثبيت االقتصادي والتكيف الهيكلي الذى‬
‫يدعمه ويسانده صندوق النقد‪ ،‬وقد انتهت تلك املشاورات بعقد اتفاق بني حكومة‬
‫جمهورية مصر العربية وصندوق النقد الدولي‪ ،‬تضمن قيام احلكومة املصرية‬
‫بتنفيذ برنامج لإلصالحات االقتصادية واملالية على مراحل زمنية متتابعة خالل‬
‫الفترة‪ ،‬وقد تضمن البرنامج عددً ا من السياسات النقدية واملالية الهادفة إلى وقف‬
‫التدهور فى أداء االقتصاد املصري واحلد من تفاقم الضغوط التضخمية وحتقيق‬
‫االستقرار فى مستويات األسعار املحلية واإلصالح االقتصادي بصفة عامة‪.‬‬
‫جنح االقتصاد املصري فى السير بخطى ثابتة ومنهجية استباقية ومرنة‪ ،‬نحو‬
‫حتقيق مستهدفات برنامج اإلصالح االقتصادي والهيكلي‪ ،‬ويف مقدمتها تطبيق‬
‫اإلصالحات الرامية إلى النهوض مبعدل النمو‪ ،‬واحتواء نسب عجز املوازنة‪ ،‬ومعدالت‬
‫مسارا تصاعديً ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فضل عن اتخاذ االحتياطيات الدولية من النقد األجنبي‬ ‫التضخم‪،‬‬
‫فى ظل انتعاش األنشطة التجارية وتعايف قطاع السياحة‪ ،‬إلى جانب ارتفاع حتويالت‬
‫املصريني فى اخلارج‪ ،‬وغيرها من مصادر النقد األجنبي‪ ،‬ما أسهم فى تعزيز بنية‬
‫االقتصاد املصري‪ ،‬ومتاسكه وصموده فى مواجهة التحديات‪ ،‬وإنقاذه من تأثيرات‬
‫جائحة كورونا التي أضرت بالعديد من االقتصادات العاملية‪ ،‬وهو األمر الذي انعكس‬
‫بدوره على حتسن املؤشرات االقتصادية‪ ،‬وحظى بإشادة كبيرة من املؤسسات الدولية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية االصالح االقتصادي‪ ،‬سعر الصرف‪ ،‬ميزان املدفوعات‪ ،‬النقد‬
‫االجنبي‪.‬‬
‫‪3.‬‬

‫‪-300-‬‬
301 ‫ برنامج اإلصالح االقتصادي وسياسة سعر الصرف‬- ‫ ماهـر عبدالوهـاب حـامد‬/‫د‬

The economic reform program and exchange rate policy

and its impact on the Egyptian economy during the period
(2016-2021)
Ph.D Maher Abd El- Wahab Hamed Abo Ziada,
Abstract
In light of the escalation of inflationary pressures, the movement of
successive increases in domestic price levels, and the deterioration
in the national currency’s exchange rate against foreign currencies,
the government has found itself at a critical juncture that is about to
lead to the national economy’s structural collapse. In response to the
deteriorating economic situation, the government authorities launched
negotiations with the IMF on the implementation of the IMF-supported
economic stabilization and structural adjustment initiatives. The
program contained a series of monetary and financial policies aimed
at halting the Egyptian economy’s decline, restraining the escalation of
inflationary pressures, attaining domestic price stability, and promoting
economic reform in general.
The Egyptian economy has been able to maintain a consistent,
proactive, and adaptable approach to fulfilling the economic and structural
reform program’s objectives, In light of the recovery of commercial
activities and the tourism sector, the most important of which is the
implementation of measures aimed at rising growth rates, managing
budget deficit rates and inflation rates, and increasing international
foreign exchange reserves, In addition to an increase in remittances
from Egyptians abroad and other sources of foreign exchange, which
helped to strengthen the Egyptian economy’s structure, cohesion, and
steadfastness in the face of challenges, as well as saving it from the
effects of the Corona pandemic, which hit many global economies,
which is what the Egyptian economy needed. As a result, economic
indices improved, and foreign agencies applauded it favorably.
Keywords (economic reform, exchange rate, balance of payments,
foreign exchange).

-301-
‫( عـــدد رقـــم ‪ ٥٤٧‬يـــولـــيـــو ‪( ٢٠٢٢‬‬ ‫مـصــــــــــر املــعـاصــــــرة‬ ‫‪302‬‬

‫‪-302-‬‬