Professional Documents
Culture Documents
1
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
2
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿﺑط :ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷداة ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وذﻟك
ﺑﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻌﻣﻠﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوازن ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻌﺎش :إﻋﺎدة إطﻼق اﻵﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ وذﻟك ﺑرﻓﻊ
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،وﺗﻘدﯾم ﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻘروض ،ورﻓﻊ اﻷﺟور
واﻻﺳﺗﻬﻼك.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎش :ﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﺗﻘﻠﯾص اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﻔﯾض
اﻷﺳﻌﺎر ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟدﺧل وﺗﺟﻣﯾد اﻷﺟور وﺗﻘﻠﯾص اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗوﻗف ﺛم اﻟذﻫﺎب :ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﻧﺎوب اﻟﻣﺗﺳﻠﺳل
ﺑﯾن ﺳﯾﺎﺳﺗﻲ اﻹﻧﻌﺎش واﻻﻧﻛﻣﺎش ﺣﺳب آﻟﯾﺔ ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﻌﻛس ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ.
.2اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻫﯾﻛل وﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﺑﻌﯾد ،أي
ﺗﻐﯾﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ٕواﺣداث ﺗﺣوﻻت ﻋﻣﯾﻘﺔ وﺟذرﯾﺔ ﻓﯾﻪ ﻣن ﺣﯾث أﺣﺟﺎﻣﻬﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ
وأﻧﺷطﺗﻬﺎ .ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺗم ﻫذا ﻗﺑﻠﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄطﯾر آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق واﻟﺧوﺻﺻﺔ وﺳﯾﺎدة
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﺑﻌدﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل دﻋم اﻟﺑﺣوث واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ودﻋم اﻟﺗﻛوﯾن .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺈن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺛﺑﯾت وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ.
ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم اﻟﻔروﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺗﯾن اﻟظرﻓﯾﺔ واﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ.
3
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
4
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
5
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﺗرﺗﺑط اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣ ّﻛن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ) اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي( ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر واﻟﻘ اررات ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة.
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺗرﺗﺑط اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﻠدان
اﻷﺧرى ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻐرض اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات
واﻟواردات ﻣن ﺑﻐﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
6
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
7
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ( ﻓﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺑﺷري وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ وﺗﺣﺳﯾن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﻧﻪ زﯾﺎدة
اﻹﻧﺗﺎج .ﻛﻣﺎ ﺗؤدي اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع واﻷﻣن واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻷﻣﻧﻲ
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ورﻓﻊ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
-ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل :ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ
اﻟﻣداﺧﯾل ،ﺣﯾث ﺗﻣول ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ذوي اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ وﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ
ذوو اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ.
-اﻟﺑطﺎﻟﺔ :إن زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣﺛل إﻧﺷﺎء اﻟﻣطﺎرات أو
اﻟطرﻗﺎت أو اﻟﺟﺳور ﯾؤدي اﻟﻰ ﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﻌﺎب اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﻬوم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ
-1ﻣﻔﻬوم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ
8
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﺗﺗﻛون اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ ) اﻟﺿراﺋب
واﻟرﺳوم( أو ﻣن أﻧﺷطﺗﻬﺎ وأﻣﻼﻛﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ) اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص( أو اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ
واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ .ﺗﺧﺗﻠف ﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻷﻓراد
ﻣﺟﺗﻣﻌﻬﺎ.
-2اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ
-اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج :إن ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﯾؤدي اﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺎض اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﻣن ﺛم ﺗﻘﻠﯾص إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺎن ﻫذا ﯾؤدي اﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻛن ﻻ
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج .وﻫﻛذا ﻓﺈن ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد.
-اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﯾؤدي اﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻗدرة اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر
وﻣن ﺛم ﺗﻘﻠﯾص اﺳﺗﻌدادﻫم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ،أﻣﺎ اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻠل ﻣن
اﻻدﺧﺎر.
-إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣداﺧﯾل :إن ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻣﻊ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻰ
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺳﺎﻋد اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺑطرﯾﻘﺔ اﻗرب اﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ.
اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ :إن ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذوو اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﯾؤدي اﻟﻰ إﻗﺑﺎل ﻫؤﻻء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣن
ﺧﻼل ﻟﺟوﺋﻬم إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺎ اﻗﺗطﻊ ﻣﻧﻬم ﻛﺿرﯾﺑﺔ .أﻣﺎ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ
أﺻﺣﺎب اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ )اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة( ﻗد ﯾؤدي ﺑﻬؤﻻء اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣل أو ﺗﻘﻠﯾﺻﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺗﺗﻛون اﻷداة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘدﯾر ﻣﻔﺻل ﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ
ٕواﯾراداﺗﻬﺎ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺧﻠل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ
اﻟﻣﻘﺻود ) ﻧظرﯾﺔ ﻛﯾﻧز( اﻟذي ﯾﻐطﻰ ﺑﺎﻹﯾرادات ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ) اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم( ﻣن أﺟل زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺧﺎﺻﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري
اﻟذي ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗراﻛم رؤوس اﻷﻣوال ورﻓﻊ اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
9
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
10
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
11
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
-ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم :ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻫو ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻧظﯾر ﺧﺻﻣﻪ ﻷذوﻧﺎت اﻟﺧزاﻧﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﻣن أﺟل ﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ورﻓﻊ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن .ﯾؤدي رﻓﻊ ﻫذا اﻟﺳﻌر اﻟﻰ
زﯾﺎدة أﻋﺑﺎء اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺧﺻم أوراﻗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﻘﻠﯾل
ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض واﻧﺧﻔﺎض اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق .أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻔض
ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻓﺈن ﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة
اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ :ﯾﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن أﺟل زﯾﺎدة أو ﺗﻘﻠﯾص
اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺑﯾﻊ أو ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻌرض ﻣﺎ ﺑﺣوزﺗﻪ ﻣن أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
وﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻐرﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾﻣﺗص اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﯾﺗﻘﻠص ﺣﺟم
اﻟﺳﯾوﻟﺔ وﺗﻧﺧﻔض ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن.
ﯾﻣﺛل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن وداﺋﻊ اﻟﺑﻧوك -ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ :
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﺎﺋل ،ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻛﺎﺣﺗﯾﺎطﺎت إﺟﺑﺎرﯾﺔ دون ﻣﻘﺎﺑل ) دون
ﻓواﺋد( .ﺗﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ،ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ظروف اﻻﻧﻛﻣﺎش ﯾﺧﻔض
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣن أﺟل زﯾﺎدة اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ ﻗدرﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷدوات اﻟﻧوﻋﯾﺔ أو اﻟﻣﺑﺎﺷرة
ﺗﺗﺿﻣن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ أو اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻬدف
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻘروض وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض :ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺳﻘف أﻋﻠﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟذي ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ .ﻫذا اﻟﺳﻘف ﯾﺗﻐﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻧوع اﻟﻘروض
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ،وﻛل ﺗﺟﺎوز ﻟﻬذا اﻹﺟراء ﯾﻌﺎﻗب ﺑوﺿﻊ اﺣﺗﯾﺎطﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أرﺑﺎﺣﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺎض ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋل ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض .ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم
ﺗﻌﻣل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻷوﻟوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ
إﺣداث اﻟﺗﺿﺧم.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة :ﺗﺳﻌﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض إﻟﻰ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓواﺋد أﻛﺑر ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إدارﺗﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘروض ،وﻓﻲ إطﺎر
12
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﺗﻧظﯾم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳب اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟوداﺋﻊ واﻟﻘروض اﻟﺳﺎﺋد ﯾﻣﻛﻧﻪ إﻟزام اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻣﻌﯾﻧﻪ
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﺑﺈﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر
وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻧﺣو ﻣﺟﺎﻻت اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺣددة.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﻧﺎع اﻷدﺑﻲ :ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﻘدﯾم إرﺷﺎدات
وﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗﺻد إﻗﻧﺎﻋﻬﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﻲ ﺗﺗﺻرف ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟذي
ﯾرﻏﺑﻪ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻓﺈن اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﺳﯾطﻠب ذﻟك ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻛﻣﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻠﺗزم ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻧظ ار ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﻠﺟﺄ اﻷﺧﯾر
ﻟﻼﻗﺗراض.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗوﺳﻌﻲ
ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎش اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ .ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗل ﯾطﺑق اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أدوات
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﻋن طرﯾق رﻓﻊ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ أو ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم أو
ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻹﺟراءات ﺗرﺗﻔﻊ ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق
اﻟﻧﻘود وﺧﻠق اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزداد اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي وﺗﻧﺗﻬﻲ وﺿﻌﯾﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎش وﯾرﺗﻔﻊ ﻛل ﻣن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﻲ
ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم أو ﺗﺧﻔﯾض ﻋﺟز ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،وذﻟك
ﻋن طرﯾق ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ أو رﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة
اﻟﺧﺻم أو رﻓﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﺣد ﻣن ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋل ﻣﻧﺢ
اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺎض ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود وﻣن ﺛم ﯾﻧﺧﻔض اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر وﻋودﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وارﺗﻔﺎع ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود وﻣن ﺛم ارﺗﻔﺎع
اﻟﺻﺎدرات واﻧﺧﻔﺎض اﻟواردات وﻋودة اﻟﺗوازن اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
13
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
14
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
15
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﺣﺿر اﺳﺗﯾراد ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺿرة ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ ﻛﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻛﺣوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﻧﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ دوﻟﺔ أﺧرى ﻷﺳﺑﺎب ﺻﺣﯾﺔ ﻛﺎﻧﺗﺷﺎر اﻷوﺑﺋﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﻠد.
ﻗد ﺗﺣﺿر اﻟدوﻟﺔ ﻛل اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣن أﺟل ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻌﯾش ﻓﻲ
اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ،ﻣﺛل ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻗﺑل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺧﯾرة.
ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﺷﻠت ﻧظ ار ﻟﻌدم ﺗﻣﻛن أي دوﻟﺔ أن ﺗﻌﯾش ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ.
-إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺗﺻدﯾر :ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻹﻋﺎﻧﺎت ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﻲ أو
ﻣﺻدري اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺗﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻘل
ﻋن أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻷﺟﺎﻧب .ﺗﺄﺧذ ﻫدﻩ اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﺑﻪ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺗﺞ اﻟﺳﻛر.
ﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺛل اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ.
ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن أو اﻟﻣﺻدرﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺗﺳﻬﯾﻼت ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻛﺎﻟﻘروض ﺑﻣﻌدﻻت ﻓﺎﺋدة
ﺿﺋﯾﻠﺔ.
دﻣﺞ اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﺟﻣرﻛﻲ اﻟﻣﻌﺎد ﺣﯾث ﯾزﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻋﻧد اﻟﺗﺻدﯾر ﻋن
اﻟرﺳم اﻟﺳﺎﺑق ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ﻋﻧد اﺳﺗﯾراد اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻏراق :ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن
أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﻲ .ﺗﺷﺗرط ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻏراق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺗﺗم ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻدرة.
اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة.
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻدرة
ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾﺗم ﺑﺷﻛل ﻣؤﻗت إﻟﻰ أن ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﺗﺻرﯾف اﻟﻔﺎﺋض اﻟﻣﻛدس ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻷﺟﻧﺑﻲ أو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻻﻧﻔراد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻪ.
-اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺗوﻓر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزاﯾﺎ ﻋدﯾدة ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻧطﻘﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺣﯾث ﺗﺷﻣل ﻟواﺋﺢ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟزءا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﺧطط ﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ :ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻐﯾﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ طﻠب وﻋرض اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ وذﻟك ﻣن أﺟل رﻓﻊ أو ﺧﻔض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
اﻟوطﻧﯾﺔ .ﻣﺛﻼ رﻓﻊ ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
16
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻘوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﻲ ،واﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻘوﻣﺔ
ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﻲ .ﻫذا اﻹﺟراء ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﺎدرات اﻟوطﻧﯾﺔ وارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻣن اﻟﺧﺎرج .أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻔض ﺳﻌر ﺻرف
اﻟﻌﻣﻠﺔ ﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﺣﯾث ﺗرﺗﻔﻊ اﻟﺻﺎدرات وﺗﻧﺧﻔض اﻟواردات.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺗﺟﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ :ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺣﺗﻛر ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟﺑﻌض
ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﯾراد واﻟﺗﺻدﯾر.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻛل اﻹﺟراءات واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺧطر ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟواردات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
ﯾﺳﺗﻧد ﻣؤﯾدي ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺟﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-1اﻟﺣﺟﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
وﺿﻣﺎن اﻷﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺎﻣﯾن ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻟذا ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟدوﻟﺔ ﺿﻣﺎن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻻﻛﺗﻔﺎء
اﻟذاﺗﻲ ﺗﺣﺳﺑﺎ ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻟوﺿﻊ.
-2اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :ﺗﻠﺟﺎ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻠﻰ
اﻟوطن واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطورﻫﺎ إﻻ ﻓﻲ ظل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻛﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺳﻔن واﻟﻣطﺎرات واﻷﺳﻠﺣﺔ.
-3اﻟﺣﺟﺞ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻛﺛرة اﻻﺧﺗﻼط و
ذوﺑﺎن اﻟﻔوارق ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣن ﺛم ﻓﻘدان اﻟﻬوﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟذا ﻓﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﯾد ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
ﯾﻘﺻد ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋدم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﺣرة
ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود واﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ ﻋﺑر اﻟﺣدود ﻣن ﺧﻼل إﻟﻐﺎء ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻗل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺣر اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ.
ﯾﺳﺗﻧد أﻧﺻﺎر ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﺧﺻص
واﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﯾﯾن ﻟﻠﻌﻣل ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
17
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ ؛ وﻣزاﯾﺎ أﺧرى ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳود ﻓﻲ ظل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة.
ا
18
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
19
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﻓﻘﯾﺔ ﻣﺟﻣوع اﻹﺟراءات واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ودون اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻓروع وﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺷﻛل داﺋم.
-2أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﺈن أﻫم أﻫداﻓﻬﺎ إﺣﻼل اﻟواردات وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات
-ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺣﻼل اﻟواردات
ﻟﻘد دﻋت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ إﻟﻰ دور اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋدة ﻓﻲ دﻋم اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻋن طرﯾق إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ إﺣﻼل
اﻟواردات وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ،ﺗﺗﺿﻣن ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺣﻼل اﻟواردات إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗورد ﺳﺎﺑﻘﺎ .وﻗد اﻋﺗﺑرت
اﻷوﻟﻰ ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧظ ار ﻟﺑﺳﺎطﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت وﻟﺗوﻓﯾر اﻟطﻠب اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ
اﻧﺗظﺎر إﺣﻼل اﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳﯾطﯾﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻛﺛر ﺗطو ار وﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ
ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق.
ﻟﻛن ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﯾﻧت أن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻣﺷﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻟﻸﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻫم اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ،ﺣﯾث
اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب وذﻟك ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﺟزء اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻷرﺑﺎح
إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.
-ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳﯾطﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﺗدﻋم ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻫذا اﻟوﺿﻊ
ﯾﺻﻌب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻣرار اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ دﻋم اﻟدوﻟﺔ.
-ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣرﯾر ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﻬﯾل
اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳﯾطﯾﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ أدت إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع
أﺳﻌﺎر اﻟﺻﺎدرات وﻓﻘدان ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
-ﻣن ﺑﯾن أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺣﻼل اﻟواردات ﺗوﺛﯾق اﻟﺗراﺑط اﻷﻣﺎﻣﻲ واﻟﺧﻠﻔﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻟﻛن ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣدﺧﻼت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗرﺗﺑط أﻣﺎﻣﯾﺎ ﺑﺻﻧﺎﻋﺎت إﺣﻼل
اﻟواردات وﺗﻔﺿﯾل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻗﺗﻧﺎء ﻣدﺧﻼﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣوردﯾن اﻷﺟﺎﻧب أدى إﻟﻰ ﺗﻌﺛر ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗراﺑط اﻷﻣﺎﻣﻲ واﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت.
-ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات
20
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﻧظ ار ﻟﻠﻘﯾود اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗواﺟﻪ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺣﻼل اﻟواردات ،وﻓﻲ ظل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ اﻟﺗﻲ راﻓﻘت ﺗﺟﺎرب ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺗﺑﻌت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﺧرى
ﺗﺳﺗﻬدف اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋوض اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ
ودﻋﻣﻬﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣﺑرراﺗﻬﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
-1ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣن أﻫم أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺷروط اﻟدﺧول إﻟﯾﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗرﻛز ﻓﯾﻬﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺣﺟم اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ.
ﻣن أﻫم ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ رﺧص ﺟدﯾدة
اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻧﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺣﺟم ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ )اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ( أي ﻣدى وﺟود طﺎﻗﺔ
إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﺎﺋﺿﺔ.
-2ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺗرﺟﻊ ﻟﺳﺗﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﻘﻠﯾص اﻟواردات وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣن أﺟل
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺗﻌزﯾزﻫﺎ إﻟﻰ ﺣﯾن ﺗﺄﻫﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﻛﻠف ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑل ﺗدر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻧﺣرﻓت ﻋن ﻫدﻓﻬﺎ ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ أﺟل ﻏﯾر ﻣﻌروف ،ﻣﻊ
اﻟﻌﻠم أن اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗواﺟﻬﻪ ﺻﻌوﺑﺎت ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗدرﻩ ﻣن ﻣداﺧﯾل.
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣﻘق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟواﺟب ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ.
-ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺟودة ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺿرر
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
-أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻋن أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ.
-ﯾﺟب أن ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
ﺗﻘﺎس ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
21
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
22
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
أﻗل وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن واردات اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
-7ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر
إن ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻛﺎﻣل ﻧﺎدرة اﻟوﺟود إﻻ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺑراءة اﺧﺗراع ﻟﻣﻧﺗﺞ ﻫﺎم ،ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺣق اﻻﺣﺗﻛﺎر وذﻟك ﺑﺄن ﺗﻌطﯾﻪ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺣﯾث
ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟوﺣﯾد ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ،وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواطن وأﻣﻧﻪ واﺳﺗﻘ اررﻩ وأن ﺗﻛون اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻬﺎ.
ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟدوﻟﺔ اﻷداة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟوﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﻘواﻋد اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻼﺣﺗﻛﺎر.
-8ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾر
ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻋوض ﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻘوى اﻟﺳوق ،ﻓﻘد
ﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ ﺳﻌر أﻗﺻﻰ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎوزﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ .وﻗد ﺗﻔرض ﺣد أدﻧﻰ ﻟﻠﺳﻌر ﺑﻐرض
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺑررات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ودﻋﻣﻬﺎ ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﺛﺎرت وﺟﻬﺎت ﻧظر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن ﻣؤﯾد وﻣﻌﺎرض.
ﻓﻘد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﻌﺎرﺿون ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ أﺛرﻫﺎ اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :
ﻗﺳم ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻹﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟدﻋم
اﻟذي ﺗﻘدﻣﻪ اﻟدوﻟﺔ واﻟذي ﯾﺳﺗﻣر ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ )ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ( وﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﻣن
ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وارﺗﻔﺎع اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ؛ أﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣرﺗﺑط
ﺑﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﻬﻼك.
أﻣﺎ اﻟﻣؤﯾدون ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬم ﯾﻌﺗﻘدون أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ٕواﺣﻼل اﻟواردات ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ
ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ارﺗﻔﺎع اﻟدﺧل ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ اﻟذي ﯾﻔوق ﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرق ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ.
23
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
24
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟزراﻋﻲ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺑﻬدف زﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟزراﻋﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ.
ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺑﻌض دول أوروﺑﺎ )اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ واﯾطﺎﻟﯾﺎ( وﻗد ﺣﻘﻘت ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺿﺎﻫﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟزراﻋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ
-1ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛل اﻟﻣوارد
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ وذﻟك ﺑﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ دﺧل ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣوارد
اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣوارد.
-2زﯾﺎدة ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﯾزة
ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺻدﯾرﯾﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-3ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ وﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﻫذا اﻷﺧﯾر واﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻷﺧرى ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣد ﻣن اﻟﻔوارق ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ واﻟدﺧل ،ووﺿﻊ
ﺣدود دﻧﯾﺎ ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ
إن ﻣﻌظم اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺗﺣدد أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟذا ﺗﺗدﺧل
اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻌدﯾل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﺷرﯾﺣﺗﯾن ﻣﺗﻌﺎرﺿﺗﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ :
اﻟﻣزارﻋﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
-1اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات :ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة
واﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣﺛل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣزارﻋﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن وﻋﺑﺊ إﺿﺎﻓﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﻣورد ﻣﺎﻟﻲ ﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ.
-اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات :ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق
اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗﻣﺛل ﻋﺑﺊ ﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣزارع ٕواﻋﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ٕواﯾراد ﯾدﺧل ﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ.
-ﺣﺻص اﻹﺳﺗﯾراد :ﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗراﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗوردﯾن،
ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض اﻟﻣﺣﻠﻲ وﻣن ﺛم ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺑذﻟك
ﺗﻣﺛل إﺟراء ﻣﻘﻧﻊ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣزارع .ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﺣﺻل اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﯾرادات ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗراﺧﯾص
اﻟﻣﻘدﻣﺔ.
25
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
-ﺣﺻص اﻟﺻﺎدرات :ﺗﻔرض ﻋﺎدة ﻣن طرف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺻدرة ﯾؤدي
إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض اﻟﺧﺎرﺟﻲ وارﺗﻔﺎع اﻟﻌرض اﻟداﺧﻠﻲ وﻣن ﺛم اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﻲ.
-2اﻷدوات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻷﻧﻬﺎ -اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷرﯾﺣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ :اﻟﻣزارع
ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﻣن ﺛم ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر واﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ؛ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل ﻋﺑﺊ ﻫذﻩ اﻟرﺳوم ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟوﺿﻊ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ .ﻟذا
ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﻋﻔﺎء اﻟﻣزارﻋﯾن ﻣن اﻟﺿراﺋب.
-اﻹﻋﺎﻧﺎت :ﺑﻐرض ﺗﺧﻔﯾض أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻧﺢ إﻋﺎﻧﺎت ﻟدﻋم
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺗﻛﺛﯾف إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ذات اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻟواﺳﻊ ،أو ﺗوﺳﯾﻊ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ذات اﻟﻣردودﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ.
-3ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﺻرف
إن ﺗﻘﯾﯾم ﺳﻌر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺗوازن ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع اﻟواردات واﻧﺧﻔﺎض اﻟﺻﺎدرات وﻋدم ﻗدرة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻟذا ﻓﺈن ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ
ارﺗﻔﺎع ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻧﺧﻔﺎض
أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻣﻧﻪ زﯾﺎدة ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
أﻣﺎ رﻓﻊ ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫذﻩ اﻷداة
ﺗﻣﺛل اﻟﻘوة اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻷن اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻷن أﺳﻌﺎر ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﺗﺗﺣدد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
-4اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ
-اﻷﺳﻌﺎر اﻹدارﯾﺔ :ﻫذﻩ اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب ،ﺗﺗﺣدد ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑق وﺗﻬدف
إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﺳوق ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ،ﺗﺳﺗﺧدم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ واﺳﻌﺔ
اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻛﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ.
ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺳﻌﺎر وﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺟﻣﻠﺔ
ﺗﺗﺣﻣل اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﺑﺊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
-اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻷﻗل :ﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ ﺳﻌر أدﻧﻰ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ وﺗﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣزارﻋﯾن
ﻟﻠزﯾﺎدة .ﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻷﺳﻌﺎر ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣزارﻋﯾن.
26
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﻫذﻩ اﻷداة ﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﺷراء أي ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌروﺿﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣد اﻟﻣﺿﻣون
ﻟﻠﺳﻌر.
-اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﻘرة :ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار دﺧل اﻟﻣزارﻋﯾن ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺣدﯾد ﺣد أدﻧﻰ وﺣد أﻗﺻﻰ
ﻟﻸﺳﻌﺎر .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺷﺗري اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺄﻗل ﺳﻌر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺧﻔض ﺳﻌر
اﻟﺳوق إﻟﻰ أدﻧﻰ ﺣد وﺗﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﻧﺎﺳب .ﺗﺗطﻠب ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ إﻧﺷﺎء ﻣﺧﺎزن وﻏرف
ﺗﺑرﯾد ﻹطﻼﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣدﺧﻼت اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ
-1ﺳﯾﺎﺳﺔ دﻋم وﺗﻣوﯾل ﻣدﺧﻼت اﻹﻧﺗﺎج :ﺗدﻋم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣزارﻋﯾن ﻣن ﺧﻼل دﻋم ﻣدﺧﻼت
اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ وذﻟك ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺑﻧوك ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﺑﻘروض ﻣﻘﺎﺑل أﺳﻌﺎر
ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ؛ أو اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﺳﺗﯾراد ﻣدﺧﻼت اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺄﺳﻌﺎرﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﻠﻣزارﻋﯾن ﺑﺄﺳﻌﺎر
أﻗل.
-2ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﺧدام ﻣﯾﺎﻩ اﻟري :ﯾﻌﺗﺑر اﻟري ﻋﺎﻣل ﺿروري ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﺳﻣﺢ
ﺑﺎﺳﺗداﻣﺗﻪ وﺗﻧﻣﯾﺗﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺄﻣﯾن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وذﻟك ﺑزﯾﺎدة
اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر واﻟﺗوﺳﻊ اﻷﻓﻘﻲ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ .ﻟذا ﻓﺎن اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ
وﺗﻌدﯾل ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟري ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗطورة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ
ﻟﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ٕواﻟﻰ ﯾد ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻛﻔﺄة ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ .ﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺗﻣوﯾل أﻧﺷطﺔ اﻷﺑﺣﺎث
اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟري.
-3ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻣﺗﻼك اﻟﻌﻘﺎرات اﻟزراﻋﯾﺔ :ﯾرﺗﺑط اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ،
ﻟزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻷرض ﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ رﻓﻊ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬﺎ ،وﺗرﺗﺑط إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
اﻷرض ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺑﻧظﺎم ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ .ﻟذﻟك ﯾﺟب ﺳن ﻗواﻧﯾن ﻟﺗﻧظﯾم ﻛل ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣوارد
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ ﻛﺎﻷرض وطﺑﯾﻌﺔ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ.
-4ﺳﯾﺎﺳﺎت اﺳﺗﺻﻼح اﻷراﺿﻲ :ﺗﻬدف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺻﻼح إﻟﻰ ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻷرض ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ
ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،وذﻟك ﺑﺗﻛﻔل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻛﺎﺳﺗﺧدام اﻵﻻت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻟﺷق وﺑﻧﺎء اﻟطرق اﻟزراﻋﯾﺔ وﺑﻧﺎء اﻟﺳدود وﺣﻔر اﻵﺑﺎر وﺗﺧﻠﯾص اﻟﺗرﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻠوﺣﺔ.
27
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
28
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
-2اﺧﺗﻼل اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ :ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻧﺻﯾب اﻟﻧﺳﺑﻲ
ﻟﻠﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﻔﺎق واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ )ﺧﺎﺻﺔ اﻟواردات( ﻟﻺﯾرادات
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺿراﺋب
اﻟدﺧل ﻣن اﻟﻌﻣل واﻟرﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻹرﺑﺎح وﻓواﺋد رأس اﻟﻣﺎل واﻟﺛروة.
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻘد ﺑﯾﻧت دراﺳﺔ أن اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻓﻲ 86ﺑﻠد ﻧﺎﻣﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان
ﺗﻣﺛل %30واﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗﺻل إﻟﻰ .%60
-3ﺿﻌف اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري :ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻌدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ،
ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘص اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ظﺎﻫرة
اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻔﺳﺎد واﻟرﺷوة.
-4ﻏﯾﺎب اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ :ﺗﺗﻣﯾز اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺎب اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣﻣل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف ﺷراﺋﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﯾث ﺗﺗرﻛز أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ذووا اﻟدﺧل اﻟﻣﺣدود ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟﻌداﻟﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إذ ﺗﻘﺗﺻر ﺿرﯾﺑﺔ
اﻟدﺧل ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت وﻻ ﺗﺷﻣل ﻓواﺋد رأس اﻟﻣﺎل ودﺧل
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺣرة.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ
-1ﺗوﺳﯾﻊ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ :اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫو اﻟﻣﺎدة أو اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ أي ﻣن ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑﺊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻣن ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ،وﻗد ﺗﻌددت أﻧواع اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق واﻟﺗداول )اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ( وﺿراﺋب اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت واﻻﺳﺗﻬﻼك )اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ( ؛ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ) ﺿراﺋب اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت واﻷرﺑﺎح واﻟﻔواﺋد( ؛ ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ
اﻹرث ) ﺿرﯾﺑﺔ اﻣﺗﻼك اﻟﻌﻘﺎر(.
ﻟزﯾﺎدة ﻛﻔﺎءة اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗم ﺗوﺳﯾﻊ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل طرﯾﻘﺗﯾن :
-إﯾﺟﺎد وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة ﻛﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺿراﺋب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أﻧواﻋﺎ أﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ،
واﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛل اﻟﺗﻠوث ﻟﻠﺣد ﻣن
اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻧﻪ.
-رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﺿراﺋب دون
اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻷي ﻣظﻬر اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﺎﻟﻧﻔوذ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات
واﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘﻠص ﺣﺟم اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺟﻬد اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ،وﻣن ﺛم ﺗﺗﺳﻊ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
29
اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﯿﺲ ﺳﻌﯿﺪة ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﻟذا ﻓﺎن ﺗوﺳﯾﻊ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣراﻓق ﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻹرﺳﺎء ﻧوع
ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾص ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ وارﺗﻔﺎع ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿراﺋب.
-2ﺗرﺷﯾد ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
ﻟﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻣﻌدﻻت ﻧﺳﺗﺧدم ﺛﻼث طرق :اﻟﻣﻌدل اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻛﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟرﺳم ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ؛ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ واﻟﺗﻧﺎزﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻷرﺑﺎح.
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗرﺷﯾد ﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﺧطوة أوﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﻌﻧﻲ ﺗﻘﻠﯾل
اﻟﻔروﻗﺎت ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌدﻻت ﻓﻲ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﻣن أﻫم ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗوﻓر اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻷوﻋﯾﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ .ﻣﺛﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﺧﻔﯾض أو إﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻓرض
ﺿراﺋب ذات ﻣﻌدﻻت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺷرﯾﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣﺛل اﻟﺳﺟﺎﺋر واﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻐﺎزﯾﺔ.
-3اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻷدوات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ :ﺗﺗطﻠب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ رؤﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف
ﺟواﻧب اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻷن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﺟﺎﻧب ﻣﻌﯾن ﻗد ﯾﺿر ﺑﺟﺎﻧب آﺧر ،ﻣﺛل إﺻﻼح
ﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻗد ﺗﻛون ﻟﻪ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت .وﻟﻛن ﻗﺑل
ذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت واﻟﻣؤﺷرات واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى
ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح ﺑﺎﻟواﻗﻊ.
-4ﺗﻌدﯾل اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري اﻟﺿرﯾﺑﻲ :ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺑﯾن
ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻷداء ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻹﺻﻼﺣﺎت.
ﯾﺗم ذﻟك ﺑﺗﺑﺳﯾط اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﻷن ﺗﻌﻘﯾدﻫﺎ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة أﻋﺑﺎء ﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن إدﺧﺎل اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﺻﺎل اﻟداﺋم واﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن واﻟﺟﻬﺎز اﻹداري اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
30