Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس
ﻣدﺧــــل ﻟﻼﻗﺗﺻــــﺎد
ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﺟدع ﻣﺷﺗرك ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻋﻠوم ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر
32 -2اﻟطﻠب
2
37 -4ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب
43 -2اﻹﻧﺗﺎج
3
67 -2ﻣﻛوﻧﺎت اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ
4
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺎ وأﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟذي ﯾﺿﻊ اﻟدارس ﻟﻠﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺣﺎور اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗم ﻫذا
ﻟﻘد ﺷﻛﻠت ﺗﺟرﺑﺗﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻌدة
ﺳﻧوات وﺗواﺻﻠﻲ اﻟداﺋم ﻣﻊ طﻠﺑﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺄﻛﯾد أﻫﻣﯾﺔ وﺿﻊ ﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس،
وﺗﻘدﯾم ﻣﺎدة ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺄﺳﻠوب واﺿﺢ وﻣﺑﺳط وﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻔردات ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻛون ﻋوﻧﺎ ودﻟﯾﻼ
ﻷﺑﻧﺎﺋﻧﺎ اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺿﯾر ﺑﺣوﺛﻬم وﺗﺷﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻟﺗﺣﺿﯾر اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻬم .وأﻧﺎ ﻛﻠﻲ أﻣل اﻟﯾوم أن
ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﺟﻬد اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ ،وأن ﯾﺷﻛل ﻗﯾﻣﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل.
وﺑرﻏم ﺗﺷﻌب ﻣﺟﺎﻻت اﻫﺗﻣﺎم ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾﻼﻣس ﻛل اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎور اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺿرورة اﻛﺗﺳﺎب
اﻟطﺎﻟب ﻟﻣﻌﺎرف أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻧﺗوﺧﻰ أن ﺗﻘدم إﺣﺎطﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺣﺎور اﻟﻣﻘﯾﺎس.
وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ،ﻗدﻣﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺷرة ) (10ﻓﺻول ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
5
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس :اﻟﻧﻘود
6
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد
ﺳﻧﺣﺎول ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل اﺳﺗﻌراض ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻼﻗﺗﻪ
ورد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻛﺛر ﻣن ﺗﻌرﯾف ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧظرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن
ﺗﻧﺎوﻟوا ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗم ﺑﻬﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد .وﯾﻣﯾز ﻫؤﻻء ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣﻊ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ،ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ:
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﻌﺎرﯾف ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺛروة واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،وﻗد ﻛﺎﻧت ﻣوﺿﻊ ﻧﻘد ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺟﺎﻧب
ﻣﻌﯾن ﻣن ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن وﺳﻠوﻛﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ أي أن رﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﺑﺎﻟﺛروة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺑر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻌﺎرﯾف ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ وﺻﻌوﺑﺔ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾطرح ﺿرورة
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻷﻣﺔ ﻣن أن ﺗﻐﺗﻧﻲ" .أدم ﺳﻣﯾث".
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻌﻧﻰ ﺑدراﺳﺔ ﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫز اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﺑﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ أي ﻛﯾف ﯾﺣﺻل اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ
7
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ" .ﺑﯾﺟو".
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ" .ﻣﯾﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن".
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻬﺎ
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﻛﯾﻔﯾﺔ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﻲ" .رﯾﻣون ﺑﺎر".
ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة أو اﻟﻣﺣدودة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﻣﺢ
إذن ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﺣد أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ أﻻ وﻫو اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻣل
ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل ﺑﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج ،اﻟﺗﺑﺎدل واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗوزﯾﻊ وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن
ظواﻫر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟدﺧل ،اﻻدﺧﺎر ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﺗﺿﺧم ،اﻟدورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺑطﺎﻟﺔ ...
إﻟﺦ.
وﯾرى ﺑول ﺳﺎﻣوﯾﻠﺳن ) (Paul Samelssonﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد" أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو ﻣن أﻗدم
اﻟﻔﻧون وأﺣدث اﻟﻌﻠوم ،وﻫﻲ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ،ﺣﯾث أن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑوﺻﻔﻪ
ﻋﻠﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑذاﺗﻪ ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن ،18وﺗﺣدﯾدا ﺑدءا ﻣن اﻟﻌﺎم ،1776وﻫو اﻟﻌﺎم اﻟذي
ﻧﺷر ﻓﯾﻪ آدم ﺳﻣﯾث اﻟﻔﯾﻠﺳوف اﻹﻧﻛﻠﯾزي وﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر " طﺑﯾﻌﺔ وأﺳﺑﺎب ﺛروة
اﻷﻣم".
وﻫﻧﺎك ﻓرق أﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث أن ﻋﻠم اﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم
ﺑﻛﺷف اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺑﯾﺎن اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺈن
8
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻠم " ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺑﺎﻟﻔﻛر،
واﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظواﻫر اﻟﺣﺳﯾﺔ ،وذﻟك اﺳﺗﺧداﻣﺎ
ﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ "وﻫﻲ ﻛﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظواﻫر ﺗﻔﺳﯾ ًار ﻋﻠﻣﯾﺎ" ٕواذا أﺧذﻧﺎ أﺣد ﻓروع
اﻟﻌﻠوم ،ﻧﻘول ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟظواﻫر".
-1-1اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد :ﻛﻠﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻗﺻد و ﻟﻬﺎ ﻋدة
ﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘﺻد ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻻﻋﺗدال ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك ﻛﻠﻪ "واﻗﺻد ﻓﻲ ﻣﺷﯾك واﺧﻔض ﻣن ﺻوﺗك" .وﺟﺎء ﻓﻲ ﻟﺳﺎن
اﻟﻌرب اﻟﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﺧﻼف اﻹﻓراط ،وﻫو ﻣﺎ ﺑﯾن اﻹﺳراف واﻟﺗﻘﺗﯾر ،واﻟﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ أن ﻻ
ﯾﺳرف وﻻ ﯾﻘﺗر ،ﻓﯾﻘﺎل ﻓﻼن ﻣﻘﺗﺻد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﻗد إﻗﺗﺻد ﻓﻼن ﻓﻲ أﻣرﻩ أي اﺳﺗﻘﺎم ،و ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻣﻧﻬم
ﻣﻘﺗﺻد" ﺑﯾن ظﺎﻟم وﺳﺎﺑق .ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋدل ،وﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟم ﯾﺳرف
) (oikos nomosﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﺗدﺑﯾر اﻟﻣﻧزل ،ﺣﯾث إﺳﺗﺧدﻣﻪ أرﺳطو طﺎﻟﯾس و ﻗﺻد ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠم ﻗواﻧﯾن
وﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" إﻻ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ،و ﻫو ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻓﻲ
ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد Antoine De Monchrestienاﻟذي ﻧﺷر ﻋﺎم 1615ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺑﻌﻧوان "ﺷرح ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻗﺎﺻدًا ﺑﺻﻔﺔ "اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق "ﺑﻘواﻧﯾن اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ" أي اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ وﻟﯾس
1
اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺣدﻫﺎ.
1
ﻣﺣﻣد دوﯾدار ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻣﺧﺗﺎر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1993 ،ص .11
9
وﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن 18ﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟظﻬور ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد )(Economics
ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ،ﺛم اﻟﻛﻼﺳﯾك اﻹﻧﻛﻠﯾز ،وﻗد ﺗﺄﺳس ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن ﻣوﺿوع اﻹﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدًا ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن ،ﻋﻠﻰ ﯾد آدم ﺳﻣﯾث ﺑﻌد أن أﺻدر
ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ﺛروة اﻷﻣم ﻋﺎم 1776واﻟذي ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أن ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻘﯾدا
ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-2-1ﺗﻌﺎرﯾف ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻌﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧذﻛر
ﻣﻧﻬﺎ:2
-1-2-1اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول :اﺳﺗﻘر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺣول اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﯾﺣﺎول أن ﯾرﺑط ﻋﻠم
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن اﻟﻣوارد وﻧدرﺗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ واﺟﺗﻬﺎد اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧدرة )اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ( ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﯾﻣون ﺑﺎر ) (Raymon Barreﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻠم ﯾدرس ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة وأﺷﻛﺎل ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ
اﻟﻣوارد" ﻓﻬو ﻋﻠم " ﯾﺑﯾن اﻟﺳﺑل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻌدﯾدة واﻟﺗﻲ ﻻ ﺣﺻر
2
إﺑراﻫﯾم ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،ص .06
10
-2-2-1اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋرف ﻣﺎرﻛس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ "ﻋﻠم دراﺳﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ" وﻫو "ﻋﻠم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺿﺑط ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وأﺳﺎﻟﯾب اﻹﻧﺗﺎج".
-دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ.
-3-2-1اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻟث :ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس
ﻋﻼﻗﺎت اﻷﻓراد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ٕواﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣددة
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ أن أي ﻣﻔﻬوم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﯾﺗﻣﺣور ﺣول:
-اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﻔﺻل ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟدﻧﯾوﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻷﻫداف اﻷﺧروﯾﺔ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﺑﺗﻎ
-ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم ﺑوﺻف طرق إدارة اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻓﻬو ﯾﻼﺣظ وﯾﺻﻧف اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
-ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺗﻧظﯾم اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾظﻬر اﻟوﺣدة واﻟدورﯾﺔ )اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻛ ارر( اﻟﺗﻲ
ﺗطﺑﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻣن ﻣﻬﺎم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺄﺳﯾس اﻷﻓﻛﺎر ،واﻟﺑﺣث
11
ﻋن ﻣﺣددات اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ ٕواﯾﺿﺎح وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾﻧﻬﺎ ،أي
اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾم ﻧظﻣًﺎ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻧﻣﺎذج ﺷﺎرﺣﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-ﯾﺳﺎﻫم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﻘﺗرح أﻫداﻓًﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻼﺋم ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
وﯾﺑﯾن ﻣدى اﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن اﻷﻫداف ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻫذﻩ اﻷﻫداف وأﻓﺿل ﻫذﻩ اﻟطرق ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻓﻲ إطﺎر ظروف ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﯾﻘدم ﻋﻠم
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻗواﻋد اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺻﯾﻎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
-1-2ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد :ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟظواﻫر
اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،أي اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻌﯾﺷﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﯾﺗﺑدى ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﻣزدوﺟﺔ :ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن واﻟطﺑﯾﻌﺔ
3
وﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن.
ﯾﻘر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺄن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﻛﺎﻧت وﻻ زاﻟت ﻣوﺟﻬﺔ داﺋﻣﺎ
ّ
ﻧﺣو إﺧﺿﺎع ﻗوى اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ،و ﻛذﻟك إﺧﺿﺎع اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻧدﻩ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
"ﻋﺎﻣل اﻟﻧدرة" اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﻧﺎء اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗوازن ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻗﻲ و اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺎدي.
ﻫذﻩ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣواد أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻟﻛن اﺳﺗﻬﻼك ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻟن ﯾﺗم
3
ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد :ﻣﻔﺎﻫﯾم – ﻣﺻطﻠﺣﺎت – أﺳﺋﻠﺔ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص .21
12
دون اﺳﺗﺧراﺟﻬﺎ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﺛم ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ،وذﻟك ﻫو ﺟوﻫر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﺗﺞ ﺑﻣﻔردﻩ ﻛل ﺷﻲء ،ﻟذﻟك ﻧراﻩ ﻣطﺎﻟﺑﺎً ﺑﺗﺑﺎدل ﺳﻠﻊ ﻣﻊ أﻓراد آﺧرﯾن ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻠﻊ أﺧرى.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل
-اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺿﺎد ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ وﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﺗﻔﺎﻋل ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ.
-اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻪ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ )ﻏذاء ،ﻣﻠﺑس ،ﻣﺳﻛن (...وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن ذاﺗﻪ ،ﺑل ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻟطﺑﯾﻌﺔ،
ﺑﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ،ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻋﺑر ﺑذل ﺟﻬد ذﻫﻧﻲ أو ﻋﺿﻠﻲ ﺑﻬدف
-اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﺑر ﻧﺷﺎط واع ﻣﻧﻪ.
ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﺳﯾق ﻟﻛل ﻋواﻣل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواد أو
ﺧدﻣﺎت ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﯾﺷ ﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ﻣﻧﻔﻌﺔ )ﺳﻠﻊ
وﻣن أﺟل اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﻌواﻣل
-2-1-2ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ أو اﻟﺗوزﯾﻊ :إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺣﯾث أن
اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻘﺎوم اﻟﻧدرة ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﻣﻔردﻩ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل ﻣﻬﺎم اﻹﻧﺗﺎج ،ﺑل ﯾﺗم ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ ،وﺑظﻬور ﻣﻔﻬوم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺣﯾث
ﺗﺗﺧﺻص ﻓﺋﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺧﺻص اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻪ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﺑﺎﻗﻲ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد
13
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ،وﻫﻛذا ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ﺿرورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻟﻸﻓراد ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘود اﻷداة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗوﻓر ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻣوﺣدا ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل ﺗداول اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺎﻓﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑوﺟود وﺳﯾط ،ﺣﯾث ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻧﻘود ﻛوﺳﯾط ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل
وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم وﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﻣﺳﺗودﻋﺎ ﻟﻬﺎ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠدﻓﻊ اﻵﺟل.
-3-1-2ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﻬﻼك :ﻫﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻷﻓراد ﻣن إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻬم واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط وﺗﻌﯾد
دورة اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺿﻣن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ.
-2-2ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد :ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث ﻫو ﻣﺷﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ أي اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﻓﻲ
دراﺳﺗﻪ ﻟﻣوﺿوع ﻣﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻗﺎﻧون ﻋﺎم أو أﺳﻠوب اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋق اﻷﺷﯾﺎء
)اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ( اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،وﯾﻘوم ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳس اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ،وﻫو ﻣﻧﻬﺞ اﺳﺗﻘراﺋﻲ )ﻣن اﻟﺟزء إﻟﻰ اﻟﻛل( واﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ )ﻣن اﻟﻛل إﻟﻰ اﻟﺟزء( ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺔ
4
إﺑراﻫﯾم ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .2
14
-ﺑﻧﺎء اﻟﻔروض اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-اﻟﺗوﻗﻊ.
وﯾﺑدأ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻣﻼﺣظﺔ اﻟواﻗﻊ ﻟﻛﻲ ﯾﺻور ﻓرض أوﻟﻲ ،ﺛم ﯾدﺧل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺟرﯾب ،ﻓﺈن ﺛﺑﺗت
ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻷوﻟﻲ وﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر ﯾﺻﯾر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
-ﺗوﻓر ﻣوﺿوع ﻣﺣدد :ﺣﯾث أن ﻣوﺿوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻫو اﻟﺗﺻورات اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻟﻠظواﻫر
واﻟوﻗﺎﺋﻊ.
-ﺗوﻓر ﺟﺳم ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل :وﺟوب اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،وأن ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺑﺣث اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم
اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟظواﻫر ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ،وﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
-ﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻧظرﯾﺎت وﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ.
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻠوم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع :طﺑﯾﻌﯾﺔ )اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ،اﻟﻔﯾزﯾﺎء ،ﻋﻠم اﻷﺣﯾﺎء ،(... ،ﻋﻠوم ﻧظرﯾﺔ
ﻣﺟردة )ﺗﻬﺗم ﺑدراﺳ ﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ﻛﺎﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ،اﻟﺟﺑر ،(... ،وﻋﻠوم إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺗﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،أو ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﻣﻊ اﻷﺷﯾﺎء ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻔرد
15
-1-2-2ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﻗﺗﺻﺎدي :اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻫو "اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﻓﻲ دراﺳﺔ
ﻣوﺿوع ﻣﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎﻩ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،أي اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻪ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻐﺎﯾﺔ اﻟﺑﺣث
وﻟﻛل ﻋﻠم طرق ﺑﺣث ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﺿوﻋﻪ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﯾﻣﻛن أن
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ :ﯾﻌﺗﺑر أﻗدم ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﯾث ﯾﻌود إﻟﻰ ﻋﻬد أرﺳطو طﺎﻟﯾس ،واﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺗﻌد ﻣﻘدﻣﺔ ُﻣﺳّﻠم ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﻌد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻزﻣﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻋﻘﻠﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻗﺿﯾﺔ ّ
ﻗواﻋد ذﻫﻧﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﺗدور ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟذﻫن ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟواﻗﻊ أي دون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑﺔ.
وﻫو ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﻛل إﻟﻰ اﻟﺟزء )اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل( ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟرﯾﺎﺿﻲ
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻘراء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠص ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظﺎﻫرة ﻗﯾد اﻟدراﺳﺔ ،وﻫو ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻻﺳﺗدﻻل ﻋن طرﯾق
اﻟﻣﻼﺣظﺔ أو اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،ﻣن اﻟﺧﺎص إﻟﻰ اﻟﻌﺎم )ﻣن اﻟﺟزء إﻟﻰ اﻟﻛل أو اﻻﺳﺗدﻻل اﻟﺻﺎﻋد(.
إذن ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻧﻧﺗﻘل ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻣن اﻟواﻗﻊ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﺑر اﺳﺗﻘراء ﺟزﺋﯾﺎت
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣن أﺑرز أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ.
16
-2-2-2أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي :إن إﺗﺑﺎع اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘﺗﺿﻲ
اﻟﺑﺣث ﻋن أﻛﺛر اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻣﻼءﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب
اﻟرﯾﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ ،واﻷﺳﻠوﺑﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻠذان ﯾﻌﺗﻣدان ﻋﻠﻰ
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟرﯾﺎﺿﻲ )إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ ،ﺗﺟرﯾدي ،ﻧظري( :ﻋﻧد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺑل
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة "داﻟﺔ" ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،وﻣن ﻫﻧﺎ
ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻓﻲ
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟدﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺳﻘط ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ )إﺳﺗﻘراﺋﻲ/إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ( :ﯾﻘوم اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ واﺳﺗﻘراء اﻟﺣوادث
واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،وﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ وﺻف اﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ،أي ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑًﺎ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻪ وﻣﻌرﻓﺔ
إن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫو أداة ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ،وﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ ﻫو ﻛﺎﺋن ،وﺗوﻗﻊ ﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻓﻲ
17
وﯾﺳﺎﻫم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻗواﻧﯾن اﻟﺗطور اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ،
وﺣددت ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .ﻓﻘط ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ
ّ
ﺿرورة أﺧذ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ،واﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي( وﺗﺎرﯾﺦ
اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻣوﻣًﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟظواﻫر
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻟﻠظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻓﻬﻣﻪ
ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﻣﺿﻣون ﻛل ﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋﺎﺷﻪ اﻟﺑﺎﺣث وﻋﻣل
ﺗﻔﺳر أﺳﺑﺎﺑﻪ.
ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾرﻩ وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ّ
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ )إﺳﺗﻘراﺋﻲ/إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ( :ﯾﻬدف ﻛل ﻋﻠم إﻟﻰ ﺑﻧﺎء ﻗواﻧﯾن،أي ﻋﻼﻗﺎت ﺟﺑرﯾﺔ ﺑﯾن
أﺣﺟﺎم ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس ،و أوﻟﻰ ﻣراﺣل اﻟﻌﻠم إذا ﻫﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذﻩ اﻷﺣﺟﺎم )اﻟﻛﻣﯾﺎت( ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻹﺣﺻﺎء
ﺑﻘﯾﺎس ﻫذﻩ اﻷﺣﺟﺎم ،إذ أﻧﻪ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻼﺣظﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﺗﺗّﺧذ ﺷﻛل اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷرﻗﺎم.
وﯾﻠﺟﺄ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون إﻟﻰ اﻷﺳﻠوب اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻘﯾﺎس ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟظواﻫر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻼ
ﺑد ﻣن ﺗﺣدﯾد
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﺳﺗوى اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن دﺧل ،ﺑل ﻻ ّ
وﯾوﺻف اﻹﺣﺻﺎء ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻠوب اﺳﺗﻘراﺋﻲ ﯾﺗّﺳم ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻛل ﻧظرﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑﺗﻌد ﻋن
اﻟواﻗﻊ ،وﻟﻛن ﯾؤﺧذ ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗرﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺗﻧﺎول اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ
وﺧدﻣﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻘط ،ﺑل ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﯾﺿًﺎ.
18
ﺗطور ﺣﺗﻰ ﺑﺎت ﯾﺷ ّﻛل ﻣﻊ
وﯾﻣﺛل اﻹﺣﺻﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻗد ّ
-3ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﯾﻌد ﺳﻠوك اﻟﻔرد وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻣﺷﺗرك ﻋﻧد ﻛل ﻓروع اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ )اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس (...
ﺣﯾث أن ﻛل ﺗﺧﺻص ﻣﻌرﻓﻲ ﯾدرس ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣن زاوﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺣﺎول ﻓﻬم طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن
ﻏﯾر أﻧﻪ ورﻏم ﻫذا اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛون أﻧﻪ وﺑﻐﯾﺔ ﺗﺳﻬﯾل
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻛﺛر دﻗﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﻘﯾﯾم ﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﺗوﻟﻰ ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺟﺎﻧﺑﺎً ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ودراﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻورة ﻣﻧﻔردة ،وﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣدود ﺑﯾن
ﺣد ﻛﺑﯾر.
ﻫذﻩ اﻟﻔروع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗداﺧﻠﺔ إﻟﻰ ّ
وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟذي ﺣﻘق ﻗدر ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﺑﻣوﺿوﻋﻪ وﻣﻧﻬﺟﻪ وﻗواﻧﯾﻧﻪ و ﻧظرﯾﺎﺗﻪ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﺳﺗﻌﯾﻧون ﺑﻣﺎ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ
ﻓﻲ اﻟﺣﻘول اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن طرق وﻣﻧﺎﻫﺞ وﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻬذا
اﻟﻌﻠم ،و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻬﻣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى.
-1-3ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ :ﯾﻌد ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻷﻛﺛر ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد،
ﻓﺎﻟظﺎﻫرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺟﻬﺎن ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ ،ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺻﻠب اﻫﺗﻣﺎم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد،
وﯾﻌد رواد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن أواﺋل ﻣن أ ّﻛد ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻛﻣﺎ أن
19
ﺗطور اﻷﺣداث اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺗزﯾد ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷزﻣﺎت واﻟظواﻫر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ذات ﺧﻠﻔﯾﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أي ﯾرﺟﻊ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ إﻟﻰ ظواﻫر وﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻟﺳودان ،ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ ،اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ
اﻟﻌراق (...واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) اﻷزﻣﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،(....وﻛل اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺑط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻛﻣﺎ أن ﺷﻛل اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻗﯾﻣﻪ ٕواﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺗﻪ ﻋواﻣل رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أن
اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣرة ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي رأﺳﻣﺎﻟﻲ ،ﻋﻛس اﻟﻧظم اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق
-2-3ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع :ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑدراﺳﺔ ﻛل اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣﺳﺗوى واﺣد ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫو ذﻟك اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎدﯾﺔ .وﯾﻣﻛن
-أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
اﻻﻧﺗظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ إﺑن ﺧﻠدون ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ودور اﻟﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣرﯾﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺂﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت
20
-ﺗﺗﺟّﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ ظﻬور ﺗﺧﺻص ﻓرﻋﻲ ﺿﻣن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻫو ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو ﺿﻣن ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻫو ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر
-3-3اﻹﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ :ﯾرﺗﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻋﺑر اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎف وﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻟذا ﯾﺣﺗﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻣل اﻟﻣؤرخ أي ﻣﻌرﻓﺔ اﻹطﺎر
اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟزﻣﻧﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻣوﻣﯾﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث أن ﺗﻛرر
اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﯾﻘود إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻌﻣﯾﻣﻪ ،وﯾﻌﺗﺑر
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣن أدوات و طرق اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣؤرخ ﺑدورﻩ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ ﺟزءًا ﻣن ﺑﺣﺛﻪ ،وﻫو
ﺗﺗﺑﻊ ﺗطورات اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾرى ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛس ﻓﻲ ﻧظرﯾﺎﺗﻪ ﺣول اﻟﺗطور
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن أﺟل ّ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ أﺧرى ﺳﺑﺑﻪ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎت
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي )اﻟﺟدﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ( ﻓوﺻول اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳﯾطرة اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻋﻠﻰ
وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج.
ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وطﯾدة ،واﻟﻘﺎﻧون ﺑﻬذا ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗرﺟﻣﺔ ﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﻗد ﯾﻛون
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺋد أرﺳﻣﺎﻟﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،أو اﺷﺗراﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،أو إﺳﻼﻣﯾﺎ ،ﺣﯾث أن
اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻌد ﻣن أﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي وآﺧر ،وﻛل دوﻟﺔ ﻟﻬﺎ
21
ﻣﻧظوﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﺛل :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
اﻷوﻟﻰ ﺗدﻓﻊ اﻟﻔرد ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻧﺷﺎطﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ ،ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺛل
اﻟﺗطورات اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻧﻔﺳﻲ وﻟﻪ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺛل :أﺳواق اﻟﻣﺎل
-6-3ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ :ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻛوﺳط ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن ،وﯾﻠﺗﻘﻲ
اﻟﻌﻠﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣواطن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟوﺣدات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺛﻼُ( ،وﻫﻛذا ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ
ﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟوﺳط اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎﺣﺗواء رﻗﻌﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺛروات
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ )ﻣﻌﺎدن ،ﻣﺣروﻗﺎت ... ،إﻟﺦ( ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ
أو اﻟدوﻟﺔ.
وﺗﺗﺑﻠور ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻫو ﻋﻠم ﯾﻬﺗم ﺑﺑﺣث اﻟﻘوى اﻟﻣﺣرﻛﺔ
-7-3ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ :ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ ﺑدراﺳﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﺣﯾث ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن،
اﻟﻬﺟرة ،ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن ،اﻟﺗﻛﺎﺛر ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻧﺷطﺔ ،ﻓوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﻛﻧﺔ وﺣرﻛﺗﻬﺎ وﺑﻧﯾﺗﻬﺎ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
وﯾﺗﺿﺢ اﻟﺗداﺧل اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌواﻣل اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ ﺗؤﺛر
ﺣﺗﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺣﯾث ﺗﺣدد ﺣﺟم اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ وﻣدى اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺛل إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﻟﻬدف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺗﻔﺎوت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ درﺟﺎت ﺗوﻓﯾرﻫﺎ
22
ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻟﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺳﺗواﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻣن أﺑرز اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن رﺑطوا ﺑﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﻛﺎن ﻧذﻛر "روﺑرت ﻣﺎﻟﺗوس" ﻓﻲ ﻧظرﯾﺗﻪ ﺣول اﻟﺳﻛﺎن واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻘد ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ ﻻ
ﺗوازن ﺑﯾن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن )ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻫﻧدﺳﯾﺔ( وﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة اﻟﻣوارد )ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ( وﻫو ﻣﺎ
23
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻻ ﺗـ ـزال اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﺗﺷ ــﻐل ﺑ ــﺎل اﻟﻣﻬﺗﻣ ــﯾن واﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﺄن اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي طﺎﻟﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ
اﻟﻣﺣور اﻟذي ﯾدور ﺣوﻟﻪ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺗﻔرﻋﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺣـور اﻹﻟﻣـﺎم ﺑﺟـوﻫر
-1ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ :ﺗﻌــد اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﻧــدرة ﻛﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﯾﻬﺎ اﻟــﺑﻌض ﺳــﺑب
ﻧﺷوء ﻋﻠـم اﻻﻗﺗﺻـﺎد ،ﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﻣﻔﻬوﻣﻬـﺎ ﻫـو اﻟﻣـدﺧل اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻹدراك اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟوﺛﯾﻘـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻔـرد واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ
وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧـدرة اﻟﻧﺳـﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣـوارد اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﺧـﺗﻼف
أﻧواﻋﻬ ــﺎ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﺑﻠﻐ ــت أﺣﺟﺎﻣﻬ ــﺎ ،ﻓﻬ ــﻲ ﻣـ ـوارد اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﻣﺣ ــدودة ﻓ ــﻲ ﻛ ــل دوﻟ ــﺔ إذا ﻣ ــﺎ ﻗورﻧ ــت ﺑﺎﻟﺣﺎﺟ ــﺎت
اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﯾﻣﻛــن أن ﻧﺳــﺗﻧﺗﺞ ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺟــﺎﻧﺑﯾن أﺳﺎﺳــﯾﯾن،
ﻫﻣﺎ:
-2طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ :ﺗــدور اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺣــول ﻣــﺎ ﯾﺷــﺎﻫد ﻓــﻲ اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﯾوﻣﯾــﺔ ﻣــن ﻧــدرة
ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﺳﺗﻬﻼك ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﻣﻣـﺎ ﯾﺣـﺗم ﻋﻠﯾـﻪ اﺳـﺗﺧدام ﺗﻠـك اﻟﻣـوارد
24
اﻟﻣﺣــدودة ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺣــو أﻓﺿ ــل ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻣﻛﻧــﻪ ﺑﻠ ــوغ أﻗﺻ ــﻰ إﺷــﺑﺎع ﻣﻣﻛ ــن ﻣــن ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت ،وﻣــﺎ ﯾﻧﺷ ــﺄ ﺑﻬ ــذﻩ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣ ن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗطورة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ.
واﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻫــذا اﻟوﺿــﻊ ﺗﻧﺷــﺄ ﻣﺷــﻛﻠﺗﺎن اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺗﺎن ﻣرﺗﺑطﺗــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو ﯾﺟﻌــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ وﺟﻬــﯾن
ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
-1-2اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻷوﻟـــﻰ :وﺗظﻬــر ﺑﺳــﺑب ﻛــون اﻟﺟــزء اﻷﻛﺑــر ﻣــن اﻟﻣ ـوارد ﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻣــﺎ ﻻ ﯾﺻــﻠﺢ ﻓــﻲ ﺷــﻛﻠﻪ
اﻷوﻟــﻲ ﻹﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ،ﻟــذﻟك ﻟــزم ﺗــدﺧل اﻹﻧﺳــﺎن ﻋــن طرﯾــق ﺑــذل اﻟﺟﻬــد اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ )اﻟﻌﻣــل(
ﻟﯾﺣــدث ﺗﻐﯾﯾ ـرات ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻟﻣ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ وﯾﺟﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ ﺷــﻛل ﻣﻧﺎﺳــب ﻹﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ )ﺧﻠــق
ﻣﻧﻔﻌــﺔ( .وﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺣــوﯾر ﻫــذﻩ ﻧﺷــوء ﺻ ـراع ﺑــﯾن اﻹﻧﺳــﺎن واﻟطﺑﯾﻌــﺔ ،ﺻـراع ﺗﺣﻛﻣــﻪ ﻗـواﻧﯾن طﺑﯾﻌﯾــﺔ
ﺛﺎﺑﺗـﺔ وﻋﺎﻣــﺔ وأوﺿــﺎﻋﺎ ﻓﻧﯾــﺔ ﺗﺗﻐﯾــر ﺑﺗﻐﯾــر اﻟزﻣــﺎن واﻟﻣﻛــﺎن .ﻛﻣــﺎ ﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺣــوﯾر دﺧــول اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻲ
-2-2اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ :وﺗظﻬــر ﺑﺳــﺑب ﻛــون اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻛﺛﯾ ـرة وﻣﺗﻧوﻋــﺔ وﻣﺗ ازﯾــدة وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻏﯾــر
ﻣﺣدودة ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫـﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬـﺎ ﻣﺣـدودة .وﻓـﻲ ﻫـذا اﻟوﺿـﻊ ﻻﺑـد وأن ﺗﻘـوم
ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣ ـوارد اﻟﻣﺣــدودة ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺣــدودة ،وﻫــو أﻣــر ﯾﻘﺗﺿــﻲ ﺗﺣدﯾــد اﻟﺗــﻲ
ﺗﺷـ ــﺑﻊ واﻟﻘـ ــدر اﻟـ ــذي ﯾـ ــﺗم إﺷـ ــﺑﺎﻋﻪ وﺗﻠـ ــك اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣـ ــرم ﻣـ ــن اﻹﺷـ ــﺑﺎع ،ﺑﺻـ ــرف اﻟﻧظـ ــر ﻋـ ــن طﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟﻧظـ ــﺎم
اﻻﻗﺗﺻــﺎدي .وﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ﻓــﺈن اﻟﺗﻘﺎﺑــل ﺑــﯾن اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺣــدودة واﻟﻣ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﯾﻘﺗﺿــﻲ
-3ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ :ﻟﻘــد أﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻔﻛــرون ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻧــدرة واﻻﺧﺗﯾــﺎر ﻫﻣ ـﺎ وﺟﻬــﺎ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
25
-1-3اﻟﻧـــدرة :وﯾﻘﺻ ــد ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻧ ــدرة اﻟﻧﺳ ــﺑﯾﺔ وﻟ ــﯾس اﻟﻧ ــدرة اﻟﻣطﻠﻘ ــﺔ ،وﯾﺗﻌ ــﯾن اﻟﺗﻣﯾﯾ ــز ﺑ ــﯾن اﻟﻧ ــدرة ﺑ ــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣطﻠ ــق واﻟﻧ ــدرة ﺑﻣﻌﻧﺎﻫ ــﺎ اﻟﻧﺳ ــﺑﻲ .ﻫ ــذﻩ اﻷﺧﯾـ ـرة ﺗوﺿ ــﺢ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ اﻟﻧﺳ ــﺑﯾﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ ووﺳ ــﺎﺋل
-2-3اﻻﺧﺗﯾــﺎر :ﺗــﺗﻠﺧص اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻣطــﺎف ﻓــﻲ ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﺧﺗﯾــﺎر .وﻫــذا اﻻﺧﺗﯾــﺎر
-ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﻘرر ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﻧوﻋﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺷـﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ ،وﻫـذا
ﯾﻌﻧــﻲ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣ ـوارد ﻋﻠــﻰ ﻓــروع اﻹﻧﺗــﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺗﺣدﯾــد ﺣﺟــم ﻛــل ﻓــرع ﻣــن ﻓــروع اﻹﻧﺗــﺎج،
-ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ أن ﯾﻘ ــرر ﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﯾﺗم ﺑﻬ ــﺎ اﻹﻧﺗ ــﺎج واﺧﺗﯾ ــﺎر أﻧﺳ ــب اﻟط ــرق ﻹﻧﺗ ــﺎج اﻟﺳ ــﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘررة.
-ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ أن ﯾﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ زﯾــﺎدة ﻣﻘدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺗــﺎج ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑل ،وﯾﺗطﻠــب ذﻟــك أن ﯾﻘــرر إﻟــﻰ أي
5
ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،2010 ،ص .19
26
-ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﺣدد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻘـق ﻟـﻪ اﻻﺳـﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛـل ﻹﻣﻛﺎﻧﺎﺗـﻪ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ ،وﺗﺑـرز أﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا
اﻟﺟﺎﻧب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﺗواﻓر اﻟﻣوارد واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ.
-ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﻘرر ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
وﯾﻛـون اﻟﻧﺷـﺎط اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ ﻧﺷـﺎطﺎ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﻣﻘﺎوﻣــﺔ اﻟﻧـدرة اﻟﻧﺳـﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣـوارد ،6وﺗﻘــوم
ﻛــل ﺣﯾ ــﺎة اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟ ــﻧظم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓ ــﺔ ،ﻋﻠــﻰ اﻟوﺟ ــود اﻟﻣــﺗﻼزم ﻟﻺﻧﺳ ــﺎن واﻷﺷ ــﯾﺎء،
ﻓﺎﻹﻧﺳــﺎن ﯾﺣــس ﺑﺣﺎﺟــﺎت ﻣﺗﻌــددة ﯾﺟــد إﺷــﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺧﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ ﻟــﻪ اﻟطﺑﯾﻌــﺔ ،وﯾﺳــﺗﻌﻣل ﻣــن أﺟــل
ﺗﺑــدأ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟظﻬــور ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟــد اﻹﻧﺳــﺎن ﻧﻔﺳــﻪ أﻣــﺎم ﻋــدد ﻛﺑﯾــر ﻣ ــن
اﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻣﺗ ازﯾـدة واﻟﻣﺗﺟــددة )ﻣـواد ﻏذاﺋﯾـﺔ ،ﻟﺑــﺎس ،ﻣﺳـﻛن ،وﺳــﺎﺋل اﺗﺻـﺎل (...ﻣﻘﺎﺑـل ﻧــدرة و ﻗﻠـﺔ اﻟوﺳــﺎﺋل
واﻟﻣ ـوارد اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾــﺔ ﺗﻠــك اﻟﺣﺎﺟﯾــﺎت .ﻓﺎﻟﺣﺎﺟ ـﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻻ ﺣﺻــر ﻟﻬــﺎ ،وﻛﻠﻣــﺎ وﺻــل اﻹﻧﺳــﺎن إﻟــﻰ
ﺗﻠﺑﯾ ــﺔ ﺑﻌﺿ ــﻬﺎ إﻻ وظﻬ ــرت ﺣﺎﺟﯾ ــﺎت ﻣ ــن ﻧ ــوع آﺧ ــر ،وﻫ ــﻲ ﺗﺧﺗﻠ ــف ﺑ ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي ﻟﻠﻔ ــرد
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﺗﻌﺗﺑ ــر اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ أﺣ ــد اﻟﻌواﻣ ــل اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻓ ــﻲ ظﻬ ــور اﻟﺻـ ـراع اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت،
وﻛــذﻟك ﻓﻛــرة ﻗﯾــﺎم اﻟﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ )اﻟدوﻟــﺔ( ،ﺿ ــﻣن أﻫــم وظــﺎﺋف اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑﺎﻟدوﻟــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗوزﯾ ــﻊ
-4ﻋﻧﺎﺻــــر اﻟﻣﺷــــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــــﺎدﯾﺔ :إذا اﺗﻔﻘﻧ ــﺎ ﺑـ ـﺄن اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﺗﻛﻣ ــن ﻓ ــﻲ ﻧ ــدرة اﻟﻣـ ـوارد ﻗﯾﺎﺳ ــﺎ
ﺑﺎﻟﺣﺎﺟ ــﺎت .وﻋﻠ ــﻰ اﻓﺗـ ـراض أن اﻟﻣـ ـوارد ﻣﺣ ــدودة وأن اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت ﻣﺗﻌ ــددة وﻣﺗ ازﯾ ــدة ،وﻋﻠﯾ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن اﻟﻘ ــول ﺑ ــﺄن
6
ﻣﺧﺗﺎر طﻠﺑﺔ ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣرﻛز ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗوح ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2007 ،ص .2
27
-1-4اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺗﻌرف اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻌﻛس اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول
-اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻟم وﻋدم اﻻرﺗﯾﺎح )اﻟﺟوع ،اﻟﻌطش ،اﻟﻣرض ،اﻟﺑرد ،اﻟﺑطﺎﻟﺔ .(...
-1-1-4ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻹﺷﺑﺎع :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق أو اﻷﻟم ،ﻓﻬذا اﻹﺣﺳﺎس ﺗﺗراوح
ﺣدة ﻫذا اﻟﺷﻌور إذا أﺷﺑﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗرﺳل ﻓﻲ
وﺗﻘل ّ
ﺣدﺗﻪ وﻧوﻋﻪ وﻓﻘًﺎ ﻟظروف اﻟﺣﺎلّ ،
ّ
اﻹﺷﺑﺎع ﺗﻧﺎﻗﺻت ﺣدة اﻷﻟم ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻼﺷﻰ أو ﯾزول ﻛل ﺿﯾق و أﻟم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻔﺗرة اﻟواﺣدة،
-2-1-4ﻻ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت :إن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﻟﯾوم ﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻷﻣس ،وﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻫﻲ اﻧﻌﻛﺎس ﻟﺿرورات ﺣﯾوﯾﺔ أو ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻲ أﯾﺿﺎً ﺗﻌﺑﯾر ﻋن أوﺿﺎع
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ظروف اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﻣدن ،أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻓﺈن
ﺣﺎﺟﺎت اﻷﺟداد ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﻧﺎ وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن ﺣﺎﺟﺎﺗﻧﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﺎت اﻷﺣﻔﺎد.
-2-4اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣ ﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣن ﻣوارد و ﺧﯾرات طﺑﯾﻌﯾﺔ،
واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﺣدودة
28
ﻻﺑد ﻣن اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﺷرﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﻫﻧﺎك ﻣواد ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل.
ّ -
-ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ أي ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أو رﻏﺑﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة،
واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﯾﺳت ﺻﻔﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺑل ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ظروف اﻟﺣﺎل.
-ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣوارد ﺧﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﺑﻘدر ﻣﺣدود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ،ﺣﯾث
ﻫﻧﺎك ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺧﯾرات ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣوﺟودة ﺑﻛﺛرة ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣﺣدودة اﻟﻛﻣﯾﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ إذن ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﺟﻣﯾﻊ
ﻣﻣﺎ
ﺗﻌد ﻧﺎدرة ﻧﺳﺑﯾًﺎ ،أي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻬم ﻓﻲ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎّ ،
اﻷﻓراد .وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ّ
29
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟطﻠب واﻻﺳﺗﮭﻼك
-1اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻣﺣدداﺗﻪ:
-1-1ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﻬﻼك :ﻫو اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ أو إﺗﻼﻓﻬﺎ وذﻟك ﻣن أﺟل إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أو رﻏﺑﺎت
ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻛل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺿوﯾﺔ
ﺗم إﻧﺗﺎﺟﻪ
ﯾﺗم ﻣواﺟﻬﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك )ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ( إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻣّﺎ ﺑﻣﺎ ّ
ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث ّ
ﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ " اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت ﺧﻼل
وﯾ ّ
ﻣن ﻗﺑلُ .
ﯾﺗم ادﺧﺎرﻩ".
اﻟﺣﺻﺔ ﻣن دﺧل اﻷﺳرة اﻟذي ﻟم ّ
ﯾﻌرﻓﻪ ﺟون ﻣﯾﻧﺎرد ﻛﯾﻧز ﺑﺄﻧﻪ " ّ
ﻣﻌﯾﻧﺔ" ،ﻛﻣﺎ ّ
ﻓﺗرة ّ
أن
واﻻﺳﺗﻬﻼك رﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذ ّ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓرص اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻌﻠﻘﺎن ﺑﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛّﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
ورﻏم أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻗد ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻗﺑل ﻛﯾﻧز ﻣﺛل E. Engel
ﻗدﻣﻪ
وﻣﺎرﺷﺎل A. Marshallو ﺑﺎرﯾﺗو V. Paretoو ﺑﯾﻐو A.C. Pigouوﻏﯾرﻫم ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎ ّ
ﻛﯾﻧز ﺣول اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﺗﻣﯾ اًز ﻣن ﺧﻼل طرﺣﻪ ﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺗراﺑطﺔ ﺗﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎد،
ﺧﺻﻪ ﻛﯾﻧز ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻟدورﻩ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
وﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ّ
-1-2-1اﻟﻌواﻣل ذاﺗﯾﺔ :وﯾﺗﺟﻠﻰ أﺛر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن
ﻣن اﻟدﺧل ،ﺣﯾث ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘﺳﯾم دﺧﻠﻪ ﺑﯾن
اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ واﻻدﺧﺎر ،ﺣﯾث أن اﻹﻗﻼل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻧطﻠق ﻣن دواﻓﻊ ذاﺗﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ:
30
-داﻓﻊ اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر :وﻫو اﻟذي ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﻟﻣواﺟﻬﺔ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ.
-داﻓﻊ اﻟﺗﺑﺻر وﺑﻌد اﻟﻧظر :وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﯾدﺧر ﻟﻠﻣرض واﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ.
-داﻓﻊ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﯾﺟﻌل اﻟﻔرد ﯾﻘّﻠل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ﻟﯾﺳﺗﺛﻣر وﯾزﯾد دﺧﻠﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
-2-2-1اﻟﻌواﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﺗﻐﯾرات ﺗﻧطﻠق ﻣن أﺳﺑﺎب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺧﻠق ﺿﻐوطًﺎ ﻟزﯾﺎدة
-اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة اﻟطﺎرﺋﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ أﺻول رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ
دﺧﻠﻪ اﻟﻣﻧﺗظم.
ﻼ.
-ﺗوﻗﻌﺎت اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗوى دﺧوﻟﻬم اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﺣﺗﻣﺎﻻت ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑ ً
ﻓﺛﻣﺔ ﻋواﻣل أﺧرى ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر ،ﻣﺛل
اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲّ ،
31
ﺗﺑدﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔروق ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﺗوﻗﻌﺎت ّ
وطﺑﯾﻌﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻔﺋﺎت واﻟﺷراﺋﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻌدﻻت اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة
أﯾﺿًﺎ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ )اﻟزﯾﺎدات اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ وأﺛر ذﻟك
ﻋﻠﻰ اﻷذواق و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ( ،اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺳﺎﺋد وﻣدى ﺗطورﻩ.
-2اﻟطﻠب:
-1-2ﺗﻌرﯾف اﻟطﻠب :اﻟطﻠب ﻫو اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗرون ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﺷراﺋﻬﺎ ﻋﻧد ﺳﻌر ﻣﻌﯾن
7
وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
ﺑﺄن:
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ ّ
-وﺟود اﻟرﻏﺑﺔ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﺻول ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﺗرن
ﺑﺎﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ.
-إرﺗﺑﺎط اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :اﻟﺳﻌر ،اﻟدﺧل ،اﻟزﻣن ،أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن،
اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ...إﻟﺦ.
ّ ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،اﻟدﻋﺎﯾﺔ ،اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو
ﻛﺳﺎب ﻋﻠﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص .60
7
32
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟدراﺳﺔ أﺛر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ أﺛر ﻋﺎﻣل واﺣد ﻓﻘط واﻓﺗراض
أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟطﻠب ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ
ارﺗﻔﻊ اﻟﺳﻌر ﺗﻧﺧﻔض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ )أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻧﻛﻣﺎش اﻟطﻠب( ،وﺑﺎﻟﻌﻛس ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر
وﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﻣﻛن ﻛﺗﺎﺑﺔ طﻠب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك )اﻟﻔرد( ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺗﻣﺎد ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺷﻛل
اﻵﺗﻲ:
= (∱ (∱ =) وﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﺻﺑﺢ اﻟطﻠب اﻟﺳوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻵﺗﻲ) :
PX
QX
33
-2-2ﺗﻔﺳﯾر داﻟﺔ اﻟطﻠب :إن ﺗﻔﺳﯾر ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ
واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑرﯾر اﻧﺣدار ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب إﻟﻰ اﻷﺳﻔل ﯾﻣﻛن إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ ﺳﺑﺑﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن
-1-2-2أﺛر اﻹﺣﻼل :ﻋﻧد اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )اﻟﺑدﯾﻠﺔ( ﻋﻠﻰ
ﺗﻣدد
ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ) ّ
ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻷﺧرى ّ
ﺣﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺳﺎﻋﺔ ّ
اﻟطﻠب( ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻊ ﺛﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻛﻣﺎش اﻟطﻠب
ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ
ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﻫذا ﻣﺎ ّ
اﻟدﺧل اﻹﺳﻣﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد ﻣن ﺷراﺋﻪ ﻟﻠﺳﻠﻊ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠﻌﺔ ّ
ﻛل ﻣن اﻟدﺧل واﻹﺣﻼل ﻫﻣﺎ ﺳﺑﺑﺎن ﻓﻲ اﻧﺣدار ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ،ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
إن أﺛر ّ
ّ
ﻋن ﺷراء ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﻌر اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
-ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻊ ﻧﻘص إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ :إذا ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻧﻘﺻﺎ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﯾزﯾدون
ﻓﻲ طﻠﺑﻬم ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺳﻌر ،وﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ﺗﻣدد ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
34
وﯾؤدي ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض إﻟﻰ اﻹﺣﺟﺎم ﻋن
-ﺗوﻗﻊ اﻧﺧﻔﺎض أو ارﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ :ﻗد ﯾﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر ّ
واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
-رﻏﺑﺔ ﺑﻌض اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ ﺳﻌرﻫﺎ ﻣرﺗﻔﻊ ﺑﻐرض إظﻬﺎر اﻟﻣرﻛز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
-ﺳﻠﻌﺔ ﺟﻔﯾن :ﻻﺣظ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﻧﺟﻠﯾزي ) (Robert Giffenأن اﻻﯾرﻟﻧدﯾﯾن ﻛﺎﻧوا ﻗد رﻓﻌوا اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم
ﻣن ﻣﺎدة اﻟﺑطﺎطﺎ أﺛﻧﺎء ﻣﺟﺎﻋﺔ ﺳﻧﺔ 1840رﻏم أن ﺳﻌرﻫﺎ ﻗد ارﺗﻔﻊ .وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﺳﻣﯾت اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗﻔﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑرﻏم ارﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ ﺑﺳﻠﻊ ) ،(Giffenﺣﯾث أن اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﯾﺟﻌﻠﻬم
ﯾﺿﺣون ﺑﺎﺳﺗﻬﻼﻛﻬم ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى وﯾﺧﺻﺻون ﺣﺻﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬم ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ،
وﺑرﻏم أن ﺳﻠﻊ ) (Giffenﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠﻊ دﻧﯾﺎ إﻻ أن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫو داﻟﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﺑدﻻﻟﻬﺎ ﺳﻌرﻫﺎ.
وﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺗﺷﻛل ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ،ﺣﯾث أن ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب اﻟﺳﺎﺋد ﻫو ذﻟك اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ
-4-2اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ )طﻠب اﻟﺳوق( :اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺳوق ﻣﺎ ﻫو ﻣﺟﻣوع اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ،أو ﻫو
ﻣﺟﻣوع طﻠﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻷﻓراد ،اﻟذﯾن ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬم اﻟﺳوق ،ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﯾﺷﺗق ﺟدول طﻠب اﻟﺳوق ﻣن ﺟداول طﻠﺑﺎت اﻟ ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻛل
ﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻧد ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﻌﺎر ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺷﺗﻘﺎق ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
35
ﻣﺣددات اﻟطﻠب :ﻫﻧﺎك ﺟﻣﻠﺔ ﻋواﻣل ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺧﻼف ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ،
ّ -3
اﻟﻣﺣددات( إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻛﻣﯾﺔ وأﺧرى ﻧوﻋﯾﺔ )ﻛﯾﻔﯾﺔ( ،وﺗﺷﻣل اﻟدﺧل ،أذواق
وﺗﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ) ّ
اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ...إﻟﺦ.
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ّ
اﻟﻣﺣددة
ّ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﺈن أي ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى
ّ إذن :إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ ﺛﺑﺎت ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻟﻠطﻠب ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺎت
PX
QX
-أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ورﻏﺑﺎﺗﻬم ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ورﻏﺑﺎﺗﻬم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﺈن ﻫذا
ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﺳﻌر واﻟﻌﻛس ،وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗﺄﺛّر ﺑدورﻩ ﺑﺎﻟﻣﻧظوﻣﺔ
36
ﺗطور ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن :ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈن طﻠب اﻟﺳوق ﻫو إﺟﻣﺎﻟﻲ طﻠﺑﺎت
ّ -
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺳﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺎت
واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻌﻛس.
-ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻓﻘدان ﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺳوق أو ارﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ ﻟﺳﺑب ﻣن
اﻷﺳﺑﺎب ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗوﻗﻊ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب وﻧﻘﺻﺎﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘﺻﺎن اﻟطﻠب.
-ﺗﻐﯾر دﺧول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن :إن ﺗﻐﯾر دﺧول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻌﻛس.
-أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض،
ﺑﯾن:
* ﺳﻠﻊ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ :وﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﻓق اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎﻧﺎ ﻣﺛل اﻟوﻗود واﻟﺳﯾﺎرات ،اﻟﺳﻛر
واﻟﻘﻬوة ...إﻟﺦ.
* ﺳﻠﻊ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ :وﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﺟد أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺗﻐﯾر أﺳﻌﺎرﻫﺎ واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺷﺎي
واﻟﺳﯾﺎرات ...إﻟﺦ.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﻌود إﻣﺎ ﻟزﯾﺎدة دﺧل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،أو ﻻرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أو ﻻﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ أو ﺗﻐﯾر ذوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠﻌﺔ
-4ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب :اﻟﻣروﻧﺔ ﺑداﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ظﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﯾط أر اﺣد
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻣددة ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،وﻣﻧﻬﺎ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟطﻠب واﻟﻌرض ... ،إﻟﺦ.
37
إذن ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟطﻠب ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر واﻟدﺧل ،إذن ﻣروﻧﺔ
اﻟطﻠب ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻘﯾﺎس ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ،وﻫﻲ إﻣﺎ ﺳﻌر
ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻟﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب ،ﻫﻲ :ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ،ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ )اﻟﻣروﻧﺔ
( :ﺗﻘﯾس ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ) (eدرﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ -1-4ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ )
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ،ﻓﺈن:
/
= (= ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ )
/
ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ داﺋﻣﺎ ﻷن اﻟﺳﻌر ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻛﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم
8
اﻟﺣﺎﻻت.
ﻋﻣر ﺻﺧري ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟوﺣدوي ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص .22
8
38
إذن ﻟﻣﻌرﻓﺔ درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻌر )ﻣدى ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب( ﻧﺄﺧذ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺣﯾث
وﺗﻛون ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻧﺎظرﯾﺔ وﺳﻠﻌﺔ ﺟﯾﻔن ﺣﯾث ﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود
ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻊ ﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى.
-2-4ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ :وﺗﻘﯾس أﺛر ﺗﻐﯾر ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى وﻟﺗﻛن Bﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن
اﻟﺳﻠﻌﺔ .A
وﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ،ﻓﺈن ﺣﺳﺎب اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ ﺗﻌطﯾﻧﺎ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
39
:وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺗﺎن ﻗﺎﺑﻠﺗﺎن ﻟﻺﺣﻼل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ. *>0
-3-4ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟداﺧﻠﯾﺔ :وﺗﻘﯾس درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻋﻧد ﺗﻐﯾر
40
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ :اﻟﻌرض واﻹﻧﺗـــﺎج
-1اﻟﻌرض:
-1-1ﺗﻌرﯾف اﻟﻌرض :ﯾﻌرف اﻟﻌرض ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻣﯾﺎت ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﻣﻧﺗﺞ وﯾﻘدر
ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋن ﺳﻌر ﻣﺣدد وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﯾﺷﻛل ﻋﺎم ﻧﺗوﻗﻊ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ أرﺗﻔﻊ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻛﻠﻣﺎ زادت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ،ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔﺿت
إذن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﯾن اﻟﻔﺗرة
-اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة :ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم
-اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺗوﺳطﺔ :وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻓﯾﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر
-اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ :وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﯾﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻋﻧﺎﺻر
-2-1اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻌرض :ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻌرض ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﺗﺳﻣﻰ ﻣﺣددات اﻟﻌرض ،ﺣﯾث
ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ﺑداﻟﺔ
41
ﺣﯾث أن:
:أﺳﻌﺎر ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج :E ،ﺗوﻗﻌﺎت , :أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى، , :ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ،
وﯾﻣﺛل ﻋرض اﻟﺳوق ﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻋﻧد ﻛل ﺳﻌر وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻋرض اﻟﺳوق ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻛل اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق
-3-1ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض :ﺗﻌﺑر ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻋن درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ
وﺗﻛون ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض ﻣوﺟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟطردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻓﺈن اﻟﻌرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣرن. -إذا ﻛﺎﻧت > 1
42
ﻧﻘول ﺑﺄن اﻟﻌرض ﻋدﯾم اﻟﻣروﻧﺔ. -وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون =0
ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌرض ﻣرن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺗﺎم اﻟﻣروﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون -ﻟﻣﺎ ﺗﻛون > 1
. ∞ =
وﺗﺗﺑﺎﯾن ﻗﯾﻣﺔ ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض ﺣﺳب اﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
-اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة ﺟدا :وﻫﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر
ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﻌرض ،ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻏﯾر ﻣرن.
-اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة :وﻫﻲ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺷﻛل ﻣﺣدود ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﺳﻊ اﻟطﺎﻗﺔ
-اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ :وﻫﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر ﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج
)اﻟﻌﻣل ،رأس اﻟﻣﺎل ،اﻷرض( ،ﺣﯾث ﺗﻛون ﻗدرات اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ ﺗزاﯾد وﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌرض أﻛﺛر
ﻣروﻧﺔ.
-2اﻹﻧﺗﺎج:
43
وﺗﻌددﻫﺎ ﻻ
ّ -ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻹﻧﺳﺎن اﻟذي ﯾﺷﻌر ﺑﺗزاﯾد اﻟﺣﺎﺟﺎت
-ﯾﻌد اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣداﺧﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷﻓ ارد ّأﯾًﺎ ﻛﺎﻧت وظﺎﺋﻔﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﯾث ﺗﺣﻘق
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد اﻟرﯾﻊ ،وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻷﺟر ،و ﻣﺎﻟك رأس اﻟﻣﺎل ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ.
-3-2ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج :درج اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ
اﻹﻧﺳﺎن ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ )اﻷرض( ،اﻟﻌﻣل ،ورأس اﻟﻣﺎل ،وﻓﻲ أواﺧر
9
اﻟﺗﻧظﯾم.
-اﻷرض )اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ( :ﺣﯾث ﺗﺣﺗوي اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛل اﻷراﺿﻲ
-اﻟﻌﻣلُ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻣل ذﻟك اﻟﻣﺟﻬود اﻟﻌﺿﻠﻲ أو اﻟﻔﻛري )اﻟذﻫﻧﻲ( اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ اﻷﻓراد ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ
وﯾﺗم ﻗﯾﺎس ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل ﻋدد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺣﯾث ﯾﺣﺻل اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﺟر
واﻟﺧدﻣﺎتّ ،
ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣﻠﻪ.
9
ﻋزت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺑرﻋﻲ و ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،2006 ،ص ص .12-11
44
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺳﺑق إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗُﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،وﻫو ﯾﻧﻘﺳم
-رأس اﻟﻣﺎلُ :
إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
* رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺛﺎﺑت :وﻫو رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ُﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣرات ﻋدﯾدة دون أن ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ
* رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗداول :وﻫو رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺧدم إﻻ ﻣرة واﺣدة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
-اﻟﺗﻧظﯾم :ﯾﻌد ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛوﻧﻪ ﻣﺻدر ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت و اﻹرﺷﺎدات ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎج و ﻣﺻدر ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣطﻠوﺑﺔ و ﻣواﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ،و اﻟﻣﻧظم ﻫو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ،ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزج اﻷﻣﺛل ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ،وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻧظم أو
-اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي )اﻟﺳﻠﻌﻲ( :وﻫو اﻹﻧﺗﺎج اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل إدﺧﺎل ﺗﺣوﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد ٕواﻋﺎدة
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﺳوق
إن ﺳﻌﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻷن ﺗﻛون راﺋدة ﻓﻲ أﺳواﻗﻬﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﺳوق واﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻧطﺎﻗﻪّ :
ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل اﻷﺳواق ،ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺣور إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺳﻌر دورﻫﺎ دوﻣًﺎ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺳوق أن ﯾﻛون ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻓﺳوق اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﯾس
ﺑﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن ﺣﯾث ﻧﺟد ﺷراء وﺑﯾﻊ اﻟﻌﻣﻼت ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ.
ﺳﻠﻌﺔ ذات ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﻘوى اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺳﻌر دورھﺎ واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﮫ ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ،
وﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾق اﻟﺳوق ﺑﺄﻧﻪ" :ﻣﺟﻣوع طﻠب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺧدﻣﺔ".
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻋدد ﻣن اﻷﻓراد ﻟدﯾﻬم ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺗطﻠب اﻹﺷﺑﺎع واﻟﻧﻘود ﻟﻺﻧﻔﺎق
واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﯾﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ ) (03ﻋواﻣل ﯾﻣﻛن أن ﻧﺄﺧذﻫﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻫﻲ :أﻓراد
أي ﻧ ﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳوق ﻣﺟﻣوع اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر )أﻓراد ،ﻣﻧظﻣﺎت ،أﺟﻬزة( اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺑﯾﻌﺎت
ﻣﻧﺗﺞ ﻣﻌﯾن أو ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻓﻬو ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻣذﻛورة أو ﻣﺟﻣوع
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎدرﯾن واﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻣﺗﻼك اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﻊ وﺟوب ﺗوﻓر اﻟﻘدرة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﻧﺎء.
46
-2-1اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧطﺎق اﻟﺳوق :ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻧطﺎق اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-1-2-1ﻧوع اﻟﺳﻠﻌﺔ :ﯾﺗﺄﺛر ﻧطﺎق اﻟﺳوق ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺳﻠﻊ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺗرات طوﯾﻠﺔ ﺧوﻓًﺎ ﻣن ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺗﻠف ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﺷك ﺳﺗﻛون ذات ﻧﺷﺎط
ﻣﺣﻠﻲ وﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗداوﻟﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﺳﺗﻛون ﺿﻣن ﺳوق ﻣﺣﻠﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛﻼ
اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺧزﯾن واﻟﻧﻘل دون اﻟﺧوف ﻣن ﺗﻠﻔﻬﺎ ﻗد ﺗﺻﺑﺢ ﺳوﻗﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺗداوﻟﺔ.
-2-2-1اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد :ﻟﻠﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺳوق ،ﻓﻬﻧﺎك ﺑﻼ ﺷك
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗداوﻟﻬﺎ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﺑﺳﺑب رﻓض ﺑﻌض
ﯾﺗم
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﻘﺎﺳﻬم اﻟﺧﺎص ﻻ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ ﻋﺎداﺗﻬم وﺗﻘﺎﻟﯾدﻫم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ّ
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗروﯾﺞ وﺑﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ أﺳواق ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﻼﻗﻲ ﻗﺑوﻻً ﻋﺎﻣًﺎ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-3-2-1ﺳﻬوﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن :إن ﺗﻘدم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ذات أﺛر ﻫﺎم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
اﻷﺳواق ﻓﺳرﻋﺔ اﻻﺗﺻﺎل وا ﻻﻧﺗﻘﺎل أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة وﺗﻧﺷﯾط اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
أﻧواع اﻷﺳواق.
-4-2-1ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺄﻣﯾن :إن ارﺗﻔﺎع ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺄﻣﯾن ﻟﻌدد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺟﺑر اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺑﺟدﯾد
ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ ﺳوق إﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم أن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ دول أﺧرى رﺑﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﻌﯾدة ﻫﻲ أﻗل
-5-2-1اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺗﻠﻌب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دو ًار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
ﻧطﺎق اﻟﺳوق ،ﻓﻘﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔرض ﺿراﺋب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ
47
أﺳواق أﺧرى أو ﻗد ﺗﻌﻣل اﻟدوﻟﺔ أﯾﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص ورﺧص اﻻﺳﺗﯾراد ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ اﻷﺛر
ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘﻠﻬم إﻟﻰ أﺳواق أﺧرى وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣد ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺳوق.
-1-2ﺣﺳب درﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ :ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺳوق إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن:
-ﻛﺛرة ﻋدد اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﺑﺎﺋﻌﯾن :ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻔرد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ
وﻛذﻟ ك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻔرد ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أي ﻣﻧﻬم اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر
-ﺗﺟﺎﻧس اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت :وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺣﻼل ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔس اﻹﺷﺑﺎع
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻔروض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳوق أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ
-ﺣرﯾﺔ اﻟدﺧول واﻟﺧروج إﻟﻰ اﻷﺳواق :ﻻ ﺗوﺟد أي ﻗﯾود ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت أو اﻷﻓراد ﻣن اﻟدﺧول أو
اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺳوق ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺎم ﺑظروف اﻟﺳوق واﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة :وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺗﺎم
ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ وﺷروط ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ،وﻫﻛذا ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻔرض أﺳﻌﺎر أﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ
-2-1-2ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﺳوق إﻟﻰ اﻷﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
48
-ﺳﯾطرة اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ :ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻛل اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻷوﻟﯾﺔ ﻷي ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن أو ﺗﻘدﯾم أي ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻬم ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ :وﺧﺎﺻﺔ أن ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻓورات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل
ﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أﯾن ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑﻘوة ﻋﺎﻟﯾﺔ وذﻟك ﻻﻣﺗﻼﻛﻪ رأس اﻟﻣﺎل.
-وﺟود ﻣﻧﺗﺞ واﺣد ﻓﻲ اﻟﺳوق :ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻣﺛل اﻟوﺣﯾد ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺗﻣﻛﻧﺎ ﺑذﻟك ﻣن
أن
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻟﺳﻌر أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أو اﻟﻌﻛس إن أراد ،أي ّ
اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ،وﻛذﻟك ﻓﺈن طﻠب اﻟﺳوق ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺣﺗﻛر
-اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ :ﻫو اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟذي ﯾظﻬر ﺑﺳﺑب اﻟﻌواﺋق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﺣدة،
وﻗد ﯾﻛون ﺑﺳﺑب ﺑراءات اﻻﺧﺗراع اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗراع ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ.
-اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻔﻌﻠﻲ :وﯾﻧﺷﺄ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
-اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﻲ :ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎر ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋدم وﺟود
49
-3ﺗوازن اﻟﺳوق:
-1-3ﻣﻔﻬوم ﺗوازن اﻟﺳوق :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوازن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳوق واﻟﺗﻲ إذا ﺗﺣﻘﻘت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل اﻻﺳﺗﻣرار،
وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺳﺎوى اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،اﻟوﺣدة اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟوﺣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﻋن ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب
اﻟﺳوﻗﻲ وﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ ،وﯾﻌرف اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ ﻋن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗوازن ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ ﺳﻌر اﻟﺗوازن
)* (Pوﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن )* (Qﺗﺣدﯾد ﺳﻌر وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن رﯾﺎﺿﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﺳﻌر وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن ﻧﺗﺧذ ﻧﻣوذﺟﺎ
ﯾﺗﺣدد ﺳﻌر اﻟﺗوازن وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن ﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ﺳوق ﺗﺗﺻف
-وﺟود ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗري ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺛر ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ.
وﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﺳوق إﻟﻰ إﻋﺎﻗﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠﺗوازن ،وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،إذا ﻓرﺿت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﻌ ار أدﻧﻰ ) (Prix Minimalﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ )اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﺛﻼ(
ﺑﻐرض ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻼﺣﯾن ،أو ﺳﻌ ار أﻋﻠﻰ ) (Prix Maximalﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣدﯾد إﯾﺟﺎر اﻟﻣﺳﺎﻛن
)ﺑﻐرض ﻣﺳﺎﻋدة اﻷﺳر اﻟﻔﻘﯾرة( ،وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن ،وﻫو اﻷﻣر
50
PX
E
QX
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوازن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳوق واﻟﺗﻲ إذا ﺗﺣﻘﻘت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ،وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺗﺳﺎوى اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳوق
ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ .وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﺑﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب وﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ .E
إن ﺗوازن اﻟﺳوق ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺛﺑﺎت ظروﻓﻪ وﻣﻌطﯾﺎﺗﻪ ،وﯾﻣﻛن ﺣدوث ﺗﻐﯾرات ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﯾﻧﻌﻛس ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ظروف اﻟﺳوق ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺣرﻛﯾﺔ
واﻟﺗﺟدد ،وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺗوازن اﻟﺳوق ﯾﺗﺄرﺟﺢ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌودة إﻟﻰ
اﻟوﺿﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺗوازن ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث اﺧﺗﻼل واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻧﻘول
-2-3أﻧواع اﻟﺗوازن :وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﻲ ﺗوازن اﻟﺳوق ﺑﺄن ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺗوازن ،اﻟﺗوازن
-1-2-3اﻟﺗوازن اﻟﻣﺳﺗﻘر :وﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾؤدي أي اﻧﺣراف ﻋن وﺿﻊ اﻟﺗوازن إﻟﻰ ﺗﻧﺷﯾط ﻗوى
اﻟﺳوق ﻟﻠﻌودة ﻣﺟددا إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن ،أﻣﺎ إ ذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺷﯾط ﻫذﻩ اﻟﻘوى أن ﻧﺗﺣرك ﺑﻌﯾدا ﻋن وﺿﻊ
51
اﻟﺗوازن ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوازن ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘر ،وﺷرط ﺣدوث ﻫذا اﻟﻧوع أن ﯾﻛون ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﺳوﻗﻲ ﺳﺎﻟب
اﻟﻣﯾل وأن ﺗﻘل ﺣدة ﻋن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب اﻟﺳوﻗﻲ ،أﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﺎﯾد ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺣﻧﻰ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﺈﻧﻪ وﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﺳﻌري أﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗوازن ﺗﻛون اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
( ﻣﻣﺎ ﯾوﻟد ﻟﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻌرض ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر > أﻗل ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ )
ﻧﺣو اﻻﻧﺧﻔﺎض وﺻوﻻ إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن )ﺳﻌر اﻟﺗوازن( ،وﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺳﻌرﯾﺔ أدﻧﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗوازن
( وﺗﻧﺷﺄ ﻟدﯾﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻣﻣﺎ > ﺗﻛون اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ )
-2-2-3اﻟﺗوازن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر :أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﯾﻛون اﻟﻌﻛس ،وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن
-درﺟﺔ ﻣﯾل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض )ﺣدة اﻟﻣﯾل( أﻛﺑر ﻣن ﺣدة ﻣﯾل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب.
-3-2-3اﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﺎﯾد :وأﺧﯾ ار ﯾﻛون اﻟﺗوازن ﻣﺣﺎﯾدا ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب
ﯾﻠﻌب اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري دو ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﻘرون ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ٕوان ظﻬر ﻣﺗﺄﺧ ار
ﻋﻧﻪ ،ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﯾﻘﺗرن اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻗﺗرن اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑوﺟود
وﻧﻣوﻫﺎ ،وارﺗﺑط ﻫدف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺗطوﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﺷﻛل أﻓﺿل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺗﻧوﯾﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ّ
52
ﯾﺗم إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧﻬﺎ.
ﻟﺣﺎﺟﺎن اﻹﻧﺳﺎن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ارﺗﺑط ﻫدف اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت إﻟﻰ ﺣﯾث ّ
اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻘﻊ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺿﻣن اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ،
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟدول ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض.
إن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺟذور ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑدأت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ودﺧوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،أي أﻧﻬﺎ
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت وﺗﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أداءﻫﺎ
ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر أو ﻓﻲ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻹﻧﺗﺎج ،وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻪ ﺑﻘدر ﯾﻔوق اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ ،ﻓﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ذﻟك
ﻋن طرق اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ .وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد وﻟﻌﺑت دورﻫﺎ ﻓﻲ ّأول اﻷﻣر
داﺋﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺣ ﺗﺎﺟﻪ ﻟﺳﻠﻌﻪ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺟد اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﻧﻘودﻩ.
53
ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن
ﻟﻘد ّ
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﻌد ظﻬور طرف ﺛﺎﻟث ﯾﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
ﻻﺳﺗﻬﻼ ﻛﻬﺎ ﻗﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﻧﻣﺎ ﻹﻋدادﻫﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ذﻟك ﻫو اﻟﺗﺎﺟر
اﻟذي ﻗوم ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻛﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺗﺣﺳس ﻣطﺎﻟب
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
وﺗﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق ﻗﻧﺎﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
ّ
ﺗﺗم داﺧل
وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ّ
وﺗﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟ ّﺷق اﻷﻛﺑر ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ّ
ﺗﺗم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ وﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﻲ
اﻟﻘطر اﻟواﺣد ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ّ
ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺷراء ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗورد ﻟﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟزﺋﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت
أﺻﻐر ﻧﺳﺑﯾﺎـ أﻣﺎ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت أﺻﻐر ،ﻓﯾﻘوم ﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑﺷراء
وﺗﺿم ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة :اﻟﺻﻧف اﻷول ﯾﻘوم ﺑﺷراء اﻟﺳﻠﻊ وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ وﺗﺣﻣل
ّ
ﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺻﻧف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺿم اﻟوﻛﻼء اﻟﻠذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﺗﺟﺎرة ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ
ﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﻗﺑل أن ّ
د ون أن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻪ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟذﯾن ﯾﺗﻘﺎﺿون أﺗﻌﺎﺑﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣوﻻت ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت .أﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟدول ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد ﺣﯾث ﯾﺗم
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات إدارﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻟﻘد أدى اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﻣﺣﯾط
54
ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻌدم ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ إﻣﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﺗﻌود
إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻟﻌدم ﺗوﻓر رؤوس اﻷﻣوال أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول
أﻗل.
ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ّ
55
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس :اﻟﻧﻘود
ﻛﺎن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ ﯾﺗم ﺑﻐرض اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذاﺗﻲ ،ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻔرد
ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ذاﺗﯾﺎ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ،وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظروف ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺑﺎدل ﻣوﺟودا.
وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت وﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺳﻛﺎن ظﻬر اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ،ﺣﯾث أﺿﺣﻰ ﻓرد ﻣﺎ ﯾزرع اﻟﻘﻣﺢ وآﺧر
وﺑظﻬور اﻟﺗﺧﺻص وﺟد ﻓﺎﺋض ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻟدى اﻟوﺣدات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺎت ﻟﻬذﻩ
اﻟوﺣدات ﺗرﯾد أن ﺗﺷﺑﻌﻬﺎ ،وﻣن ﺛم ﻧﺷﺄت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻔﺎﺋض ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذاﺗﻲ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ اﻵﺧرون واﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾض ﺑدورﻫﺎ ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄت ﻓﻛرة اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﺗﻲ ﺗﻌد
10
اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻣن أول ﺻورﻫﺎ.
-1أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﻧﻘود ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻔﯾدة ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ دون أن ﯾﻌرف ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻌّﻠﻪ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺗﺣﻠﯾﻠﯾًﺎ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣدﯾداً ّأو ّﻟﯾًﺎ
)أوراق اﻟﺑﻧﻛوت( ،واﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدة ) اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ واﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة( ،واﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻋن
طرﯾق اﻟﺷﯾﻛﺎت .وﯾﺗﻛون اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧﻘود أﺳﺎﺳﺎً ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧواع اﻟﺛﻼﺛﺔ.
ﺗرﺗﺑط اﻟﻧﻘود ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎً ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻧﺗﺎﺟﺎً وﺗوزﯾﻌﺎً واﺳﺗﻬﻼﻛﺎ إذ ﺗﻌﺗﻣد
ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻋﺗﻣﺎدا أﺳﺎﺳﯾًﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك
أن ﻣﻌظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺻﻔﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف
إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻫﻲ ّ
10
ﺳﻛﯾﻧﺔ ﺑن ﺣﻣود ،ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص .39
56
ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟﻧﻘود ،ﻓﻣﻊ ﺗﻌﻘﯾد اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺿطردة ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺗﺳﺎع
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ّ
ﺗﻘدم ﺗؤﺛّر اﻟﻧﻘود وﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟدﺧل
وﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ّ
ﺑﺄن
ﻫﺎﻣﺎ ﻣن ﺛرواﺗﻬم ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ّ
أن ﺟزءًا ً
ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ّ
اﻟﻧﻘود ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤﺛّر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣن
-1-2ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود :ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﺣﺗﻰ اﻵن ﺗﻌرﯾف ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﻘود ،وﯾﻌود ذﻟك إﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎم اﻵراء ﺣول
دورﻫﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺧﻼل ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟطوﯾل ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ إﯾﺟﺎد ﺗﻌرﯾف
ﻣوﺣد ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻹﺟﻣﺎع ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺣدود اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ
ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻣﺛﻼ اﻻﻗﺗﺻﺎدي John Kleinﺑﺄﻧﻬﺎ "أي ﺷﻲء ﯾﻠﻘﻰ ﻗﺑوﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳدﯾد اﻟدﯾون ".
وﯾﻌرﻓﻬﺎ Edward Shppiroﺑﺄﻧﻬﺎ " أي ﺷﻲء ﻣﻘﺑول ﻋﻣوﻣﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺗﺳدﯾد
اﻟدﯾون" .أﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي Emile Jamesﻓﻘد ﻋرف اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻛل ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أو
11
طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري ،ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2009 ،ص .313
57
اﻟﻌرف ﻟﻛل ﻣﺷﺗري أو ﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺳدﯾد دﯾن دون رﻓﺿﻬﺎ أو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل
12
اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟداﺋن".
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻧﻼﺣظ اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وظﺎﺋﻔﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻣﺎرس
اﻟﻧﻘود دورﻫ ﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم ﺑﻣﻌﻧﻰ اﺳﺗﻌداد ﻛل ﻓرد
ﻟﻘﺑوﻟﻬﺎ ﻧظﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ .وﺻﻔﺔ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧﻘود ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠق ﻟﻬﺎ
ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى ،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن ﻗﺑول اﻟﻧﻘود ﻗﺑوﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻷﻓراد ﻗد ﯾﺳﺗﻣر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ.
-2-2ﻧﺷﺄة اﻟﻧﻘود :ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﯾﻘﯾن ﻣﺗﻰ اﺳﺗﺧدم اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻧﻘود
اﻟﻌﻣل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﻘﯾد ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ .ﻟﻘد ﻛﺎن ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻛﺎﻓﯾًﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎدل
ﯾﺗم أﺳﺎﺳًﺎ
اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻗد وﺻﻼ ﺑﻌد إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد ،وﻛﺎن اﻹﻧﺗﺎج ّ
ّ ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن
ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺑﺎ ﺷرة ﻟﻛن اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺳﺎﻋدت ﺑﺟﺎﻧب ﻋواﻣل أﺧرى ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة درﺟﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ اﻟذي أﻣﻠﺗﻪ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻧﺗﺎﺟًﺎ وﺗوزﯾﻌًﺎ .وظﻬرت
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة إﻟﻰ أداة ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟﺗﺑﺎدل وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻧﻘود ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت.
12
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .315
58
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت أﺧرى دون اﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺑﺎدل،
ﺗؤدي اﻟﻧﻘود وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﻛﻔﺎءة وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌض
-3-2ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻘود :ﻟﻛﻲ ّ
أن وﺟود ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﺳﺗﻼم اﻟﻧﻘود واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ
-1-3-2دوام اﻟﺑﻘﺎء :وﻧﻌﻧﻲ ﺑذﻟك ّ
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ اﻧﺗظﺎ ار ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل،
وﯾﺟب أﻻّ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺗﻠف أو ﻓﻘدان ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﺷراﺋﯾﺔ أي ﻗدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﺑﻛﻠﻣﺔ
أن اﻟﺷراء اﻟذي ﯾﺗّﺧذ ﺷﻛل ﻧﻘد ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﺑﺎدﻻت وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗّﺻف
أﺧرى ّ
اﻟﻣﺳﺗﻣر طﺎﻟﻣﺎ ّأﻧﻪ ﯾﻣﺛّل ﺣﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺣﺎﻻً أو
ّ ﺑﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺑﻘﺎء
ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً.
ﻗوة اﻹﺑراء
اﻟوﺣدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم وﺟود ﻓروق ﻓﻲ اﻟﻧوﻋﯾﺔ أو ﻓﻲ ّ
اﻟذي ﺗﻣﻧﺣﻪ وﺣدات ﻣن ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ،أي ﯾوﺟد اﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل.
59
-3-3-2اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﺗﻛون اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم إﻟﻰ أﺟزاء
ﺻﻐﯾرة ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت( ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺑرت أو ﺻﻐرت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ.
-4-3-2ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﻣل :أي أن ﯾﻛون اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﺧذ ﻛﻧﻘود ﻣﻼﺋﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﺟﻣﻪ ووزﻧﻪ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﻬل
-5-3-2أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟوﻓرة :ﻷﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻌﺎدل ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
ﺗطور اﻟﻧﺷﺎط
ﻷن ذﻟك ﯾﻌﯾق ّ
أﻗل ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ّ
اﻟوﻗت ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻛون ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ّ
ﺗﻘدم ﻓﺈن ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﻛون ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ ﺣﺟم
ﻣﻣﺎ ّ
اﻻﻗﺗﺻﺎديّ .
إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻋدد ﻣن اﻟوﺣدات
ﻗوة
اﻟﻧﻘدﯾﺔ أي أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻣﻧﺣﻪ ﻟﺣﺎﺋزﻫﺎ ﻣن ّ
ﻣﺧﺻص .وﺗﺗّﺣد ﻫذﻩ اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﺣﺎﺋز اﻟﻧﻘود ﻟﻸﺷﺧﺎص
ّ ﻣﺣدد وﻏﯾر
اﺧﺗﯾﺎر ﻏﯾر ّ
اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم وﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن وأي زﻣﺎن ،وﻫﻲ
ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﻌﺗﺑر أداة ﺣﺎﻣﻠﺔ أو ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﺧﯾﺎراﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﻧوﻋﻬﺎ وﺷﻛﻠﻬﺎ ووﻗت
ﺷراﺋﻬﺎ ،وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ وﻋدم اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻬذا ﯾﻛون أي ﻓرد ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ
ﻻ ﻋﺎﻣًﺎ.
اﺳﺗﻌداد ﻟﻘﺑوﻟﻬﺎ ﻟﺷﻌورﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻗﺑو ً
60
-3وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود :ﺗﻘوم اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄرﺑﻊ ) (04وظﺎﺋف رﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ :وﺳﯾط
13
ﻟﻠﻣﺑﺎدﻻت ،وﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ،وﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ.
-1-3وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘود وﺳﯾطﺎ ﻟﻠﺗﺑﺎدل وﻫﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﺑذﻟك اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ،ﻧظ ار ﻟوﺟود اﻟﺗواﻓق اﻟﻣزدوج ﺑﯾن رﻏﺑﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أداة ﻟﻠﺗﺑﺎدل.
2-3ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ :اﻟﻧﻘود ﻫﻲ وﺣدة اﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ أي أو ﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻫﺎ
14
ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
-3-3ﻣﺧزن )ﻣﺳﺗودع( ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ :ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺧزن ﺟﯾد ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﻘدرة ﺣﺎﺋزﻫﺎ
-4-3وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ :وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻧﻘود أداة ﻟﺗﺳدﯾد ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
-4أﺷﻛﺎل اﻟﻧﻘود:
-1-4اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ :اﺳﺗﺧدم اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺗﻘوم ﺑدور اﻟﻧﻘود ،ﻣﺛل
اﻷﻏﻧﺎم ،اﻟﺻوف ،اﻟﻣﻠﺢ ،اﻟﺟﻠود ... ،إﻟﺦ .وﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﻌﺎدن ﻛﺎﻟﺣدﯾد واﻟﻧﺣﺎس واﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ ،ﻓﻘد
اﻧﺗﻘﻠت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ )اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ( ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب ،ﻣﻧﻬﺎ :ﺳﻬوﻟﺔ ﺻﻬر وﺳك اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ،
ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗﺟزﺋﺔ واﻟﺗﻘﺳﯾم ،ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﻔظ واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻟﺛﺑﺎت اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﻧدرة ﻫذﯾن
اﻟﻣﻌدﻧﯾﯾن.
13
زﯾﺎد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون ،ﻋﻣﺎن ،2010 ،ص .103
14
إﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) ،(2009-2000ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع ﻧﻘود و ﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2011/2010 ،3ص .9
61
ﻧظ ار ﻟﻬذﻩ اﻟﻣواﺻﻔﺎت ،ﻓﻘد اﺳﺗﻣر اﻋﺗﻣﺎد ﻫذﯾن اﻟﻣﻌدﻧﯾﯾن ﻛﻧﻘود ﺣﺗﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
-2-4اﻟﻧﻘود اﻟﻧﺎﺋﺑﺔ :ظﻬرت ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺳﯾطرة اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ )اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ( ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن
ﺷﻬﺎدات ﺗﻌطﻲ ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ،وﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ
ﺗظﻬﯾرﻫﺎ ﻟﻐﯾرﻩ أو ﯾﺷﺗري ﺑﻬذا اﻟﺳﻧد ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ وﯾدﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺗﺎﺟر.
ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود )اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ( ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟذﻫب اﻟذي ﺗﺧﻔﯾﻪ وراءﻫﺎ وﺗﻌطﻲ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق
وظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ زﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﺗﺟﺎر ﯾودع ﻟدى اﻟﺻراف ﻓﻲ دﻣﺷق
اﻟﻠﯾرات اﻟذﻫﺑﯾﺔ وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺛﺑت ذﻟك ﺛم ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﺻﯾن ﻟﯾﺷﺗري اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣن ﻫﻧﺎك وﯾدﻓﻊ ﻫذﻩ
اﻟوﺛﯾﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻔﻌل اﻟﺗﺎﺟر اﻟﺻﯾﻧﻲ وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎم ﯾﻘوم اﻟﺻراﻓون ﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم )ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة
15
زﻣن طرﯾق اﻟﺣرﯾر ﺑﯾن دﻣﺷق وﺷﻧﻐﻬﺎي ﺛم اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ أوروﺑﺎ واﻟدول اﻷﺧرى ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻫﻧﺎك(.
-3-4اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ :ظﻬرت اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻓﻲ أوروﺑﺎ وﻛﺎن أول ظﻬورﻫﺎ ﻓﻲ
ﺑﻧك اﺳﺗوﻛﻬوﻟم اﻟذي اﺻدر ﺷﻬﺎدة ورﻗﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟذﻫﺑﯾﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺛم
ﺗﺗﺎﻟت اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻓرﻧﺳﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ.
إذن اﻟ ﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﻬﺎدات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺗﺧﻔﻲ وراﺋﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣن اﻟذﻫب
وﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺗﻬﺎ اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺣﺳب اﻟﺗﻐطﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟورﻗﺔ ذات ﺗﻐطﯾﺔ % 100
ﺑﺎﻟذﻫب ،ﻓﺎﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ وراءﻫﺎ ذﻫﺑﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻘود رﻣزﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺑدال ﻓﻲ أي
15
ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻧﻘود واﻟﺻﯾرﻓﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﺳورﯾﺔ ،2011 ،ص .16
62
أﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ظﻬر ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ:
-اﻟﻧﻘود اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل إﻟﻰ ذﻫب وﻗد ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود أﯾﺎم ﺳﯾطرة ﻗﺎﻋدة اﻟﺳﺑﺎﺋك اﻟذﻫﺑﯾﺔ.
-اﻟﻧﻘود اﻟ ورﻗﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل وﻫﻲ ﻧﻘود ورﻗﯾﺔ اﺣﺗﻛرت اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﺻدارﻫﺎ دون أن
-4-4اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :وﻗد ﻧﺷﺄت وﺗطورت ﻣﻊ ﺗطور ﺗﻘﻧﯾﺎت ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﻷﺻﺑﺢ اﻟﻔرد ﺑودع أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺳﺣب اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ
ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺑﻬﺎ أو اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗري ﻣﻧﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﺻراف اﻵﻟﻲ أو اﻵﻻت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
63
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑــﻊ :اﻟدﺧــل اﻟوطﻧــﻲ
ﯾؤدي اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﻋﻼﻗﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﺷﻛل
اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟداﺋرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﺣﺳب ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
– اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ :وﯾﺗﺿﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻣﺎﻟﻛﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
وﯾوﻓر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻋﺑر ﻗطﺎع اﻹﻧﺗﺎج ﺧدﻣﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل
واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
-ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل :وﯾﺗﺷﻛل ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص
وﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻول ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺟور واﻟرواﺗب واﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل واﻹﯾﺟﺎرات.
-اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ :وﯾﺿم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﻓق واﻟﻬﯾﺋﺎت واﻹدارات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
-اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ :وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻠد واﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى،
-1ﺗﻌرﯾف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ :ﯾﻌرف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻟﺑﻠد ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺻﺣﺎب
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺳواء داﺧل اﻟﺑﻠد أو ﺧﺎرﺟﻪ ﺧﻼل
17
ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ﺗﻛون ﻋﺎدة ﺳﻧﺔ واﺣدة.
16
ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر ،ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت ،2010 ،ص .59
17
ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .155
64
وﯾﺷﻣل اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ دﺧول اﻷﻓراد ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن )ﻣﺷروﻋﺎت
ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺷروﻋﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،ﻫﯾﺋﺎت ﺣﻛوﻣﯾﺔ ( ...ﺳواء ﺗﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻧﺎﺻر
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﺧﻼل ﻓﺗرة
زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ،ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺳﻧﺔ .وﯾﻘﺻد ﺑﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺧرى ﻟﺗﺟﻧب اﺣﺗﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣرﺗﯾن ،ﺣﯾث أﻧﻪ إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ ﻫو ﻣﺟﻣوع ﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻛﺎﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ...إﻟﺦ ،ﻓﺈن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﯾﺳﺎوي ﺻﺎﻓﻲ إﻧﺗﺎج
ﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺎوي إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧول اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ،أي أﻧﻪ ﯾﺳﺎوي ﻣﺎ ﯾوزع
18
ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺷﻛل أﺟور ٕواﯾﺟﺎرات وﻓواﺋد وأرﺑﺎح ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ.
-1-1اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟوﺣدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺷﯾر اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ واﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻧﻘدي أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي .وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ،ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﻟﻠﻔرد أو ﯾرﺗﻔﻊ أ و ﺣﺗﻰ ﯾظل ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو اﻧﺧﻔﺿت ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
-ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي أو
-ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟدﺧل
18
ﺳﻛﯾﻧﺔ ﺑن ﺣﻣود ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .129
65
-ﯾﺑﻘﻰ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض اﻷﺳﻌﺎر أو ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ اﻻﻧﺧﻔﺎض أو اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل
اﻟﻧﻘدي.
وﯾﻘﺎس ﻣﺳﺗوى ﺗطور اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟدﺧل وطﻧﻲ اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ
ﻣؤﺷر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺑر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻋن ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد ،ﻓﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﻌﻛس اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد .وﯾﻔﯾد ﺣﺳﺎب اﻟدﺧل
وﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟداﺧﻠﻲ ،ﺣﯾث أن اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻣواطﻧﯾن أو اﻷﺟﺎﻧب ﻣن أﺻﺣﺎب ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﺑﺧدﻣﺎت ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ داﺧل اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد وذﻟك ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ.
وﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﺎءﻟت ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي داﺧل اﻟدوﻟﺔ وﻛذا ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﺎرج ﺑﻠدﻫم.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺻورة ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ،ذﻟك أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺧﻼل ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ
واﺣدة ،وﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻧﻘدﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﻘدﯾر.
وﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﺣﺻر ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﺧول ﻣﻊ ﺗﻔﺎدي اﻟﺗﻛرار اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ،أي ﻋدم اﺣﺗﺳﺎب
أي دﺧل أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗﺑر دﺧﻼ ﻛل ﻣﺑﻠﻎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﺧﺎرج إطﺎر ﻋواﺋد ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج
66
ﻛﺎﻟﻣﻌﺎﺷﺎت واﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻧﺢ ،وذﻟك ﻷن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻘدﻣوا ﻋﻣﻼ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ،ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ذﻟك أن اﻷول ﻫو ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻧﻘدي ،أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت
وﻗد ﯾرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل اﻟﺣ ﻘﯾﻘﻲ أو ﯾﻧﺧﻔض ﻓﻲ ظل ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﺛﺎﺑﺗﺎ ﺗﻘل ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل
اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺗزداد اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻣن ﺛم ﯾرﺗﻔﻊ
دﺧﻠﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
-1-2اﻻدﺧﺎر :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻدﺧﺎر ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺟﺎري اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري
ﺗم ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻟﺑﻧﺎء اﻟ طﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻫذا اﻟدﺧل أو ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾ ّ
وﯾﺳري ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ واﻟﻔردي ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺳﺟل أن اﻟدﺧل
اﻟوطﻧﻲ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ ﯾﻧﻔق ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻏراض اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑل ﯾﻘﺗطﻊ ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻟﯾﻛون
اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ.
67
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻓراد ،ﻓﺈن أﻏﻠﺑﻬم ﻻ ﯾﻧﻔﻘون ﻛل دﺧوﻟﻬم اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎتٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗﻔظون ﺑﺟزء ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك أو ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗوﻓﯾر ﻟﯾﺷﺗروا ﺑﻪ أﺳﻬم أو ﺳﻧدات أو أﺻول
ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل ادﺧﺎر اﻷﻓراد ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح واﻹﻧﻔﺎق اﻟﺟﺎري
-1-1-2أﺷﻛﺎل اﻻدﺧﺎر:
ﯾﻣﯾز ﻣﻌظم
1-1-1-2اﻻدﺧﺎر اﻟﻧﻘدي :وﯾﻣﺛل اﻟﺻورة اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻷن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻧﻘدي ﻫو اﻟذي ّ
ﺟواﻧب اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ،ﺣﯾث ﯾﺷ ّﻛل اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟﻼزم ﻟﺗﻣوﯾل ﺗﻛوﯾن
رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺻور ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﻬﺎ :اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻷﻣوال اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻻدﺧﺎرﯾﺔ
ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ واﻟﻣدﺧرات اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺻورة ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ
اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ رأﺳﻣﺎل ﻋﯾﻧﻲ ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻣدﺧرة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﺳواء ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻋن طرﯾق اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد ﻓﻲ ﺻورة أرﺑﺎح وﻓواﺋد.
ﺑد ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﺛﻣر اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﻧﺗﺟًﺎ ﯾﺣﻘق ﻋﺎﺋداً ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
إﻟﻰ رأﺳﻣﺎل ﻋﯾﻧﻲ أي ﻻ ّ
2-1-1-2اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﯾﻧﻲ :وﯾﻣﺛل ﺻورة ﻣﺣدودة ﺟدا ﻟﻼدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﻗد ﯾﺗّﺧذ
ﺷﻛل ﻓﺎﺋض ﺳﻠﻌﻲ أو ﻓﺎﺋض ﻋﻣل ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸول ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ اﻟﻣزارﻋون ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﺑذ ور أو ﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻻﺣﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻻدﺧﺎر
اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻓﺎﺋض ﻋﻣل ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل إﺿﺎﻓﻲ ﯾﺑذل وﯾﺗﺑﻠور ﻓﻲ ﺷﻛل
اﺳﺗﺛﻣﺎر إﻧﺗﺎﺟﻲ.
68
إذن ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أن اﻻدﺧﺎر ﺑﺷﻛﻠﯾﻪ اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟﻧﻘدي ﯾﺻﺑﺢ ﺻورة ﻣن ﺻور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻌﯾﻧﻲ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗّﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر وﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
اﻟﺟﺎري ﻟم ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ،وﯾﺧﺗﻠﻔﺎن ﻓﻲ ﻛون اﻻﻛﺗﻧﺎز ﯾﻣﺛّل اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء ﻣن اﻟدﺧل
اﻟﺟﺎري ،ﺳواء ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﻘدي أو ﻋﯾﻧﻲ ،ﺑﻌﯾدا ﻋن دورة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺳرﺑﺎ ﻣن اﻟدﺧل
اﻟوطﻧﻲ(.
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرف اﻻﻛﺗﻧﺎز ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﺛل "رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺛروة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﻘدي" ،وﻫذا
ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣﻊ ﻣﻔﻬوم "ﻛﯾﻧز" ﻋن ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ اﻷﻓراد إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ رﻏﺑﺔ
وﯾﺗﺿﻣن اﻻﻛﺗﻧﺎز زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣﺎﺿر اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﻟن ﺗﻌود ﻋﻠﻰ
اﻟﻔرد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن إﻗراض أو اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﺎﺋض اﻟذي ﯾﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن دﺧﻠﻪ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻬﻼك.
-2-2اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر:
ﯾﻘوم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻘود ﻣزﺟﻬﺎ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض إﻟﻰ ﺗطوﯾر
اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣواﻛﺑﺔ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻘدم .وﻣن أﺑرز اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ
ﻛﺑﯾ ار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو وﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
وﻣن أﺟل ﺑﻠوغ ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑل واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﻣواردﻫﺎ اﺳﺗﻐﻼﻻ أﻣﺛل ،وزﯾﺎدة طﺎﻗﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﺗﻌﺑﺋﺔ ﻣدﺧراﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ
وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد وﺑﺄﻗل ﻣﺧﺎطر ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن
69
ﺧﻼل ﺗﺑﻧﻲ ﻗواﻧ ﯾن وﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗﺗﻛﻔل ﺑﺎﺳﺗﻘطﺎب رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إﻟﻰ
19
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
* اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ :ﻫو ﻋﻣل أو ﺗﺻرف ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أﺟل ﺗطوﯾر ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا
اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺷﻛل أﻣوال ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ )اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ (... ،أو ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻗروض.
اﻛﺗﺗﺎب ﻷﻣوال ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗوج واﺳﺗﻬﻼﻛﻪ" ،أو " ﻛل إﺿﺎﻓﺔ ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻷﺻول اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻣﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻘﺻد زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﻼﺣﻘﺔ" ،أو "اﺳﺗﺧدام اﻟﻣدﺧرات ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو ﺗﺟدﯾدﻫﺎ" ،أو "ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻣوال ﻧﺣو اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﺗؤدي إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أو ﺣﺎﺟﺎت
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ" ،أو "ﻫو ذﻟك اﻟﺟزء اﻟﻣﻘﺗطﻊ ﻣن اﻟدﺧل ﻻﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﻛوﯾن رأس
اﻟﻣﺎل" ،أو "ﻫو ﺗوظﯾف أﻣوال ﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﯾرادات )ﻋواﺋد( أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل".
وﯾﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗرﻛز ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﺗوظﯾف اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ
* اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن" ﻣﺟﻣوع اﻷﻣﻼك واﻟﻘﯾم اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﻛﺗﺳﺑﺗﻬﺎ أو اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن أﺟل اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻐﻼل داﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻟﻣدة
طوﯾﻠﺔ" أو ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن " اﻷﺻول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎج وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ
19
ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .103
70
ﯾﺗم ﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ ﺑﻬدف اﻟﺑﯾﻊ ﺑل ﻟﻼﺳﺗﺧدام اﻟداﺋم ﻟذﻟك ﺳﻣﯾت ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟداﺋﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ
واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻻ ّ
ﻣﺟﻣل اﻷﻣﻼك واﻟﻘﯾم اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ )ﺷﻬرة اﻟﻣﺣل ،اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑراءات اﻻﺧﺗراع (...وﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ (...اﻟﺗﻲ اﺷﺗرﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو أﻧﺟزﺗﻬﺎ ﺑوﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻣن أﺟل ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ
ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻛوﺳﺎﺋل داﺋﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﺳواء اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج أو اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
)ﺗﺟﻬﯾزات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ(.
2-2-2أﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﯾﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ :ﺣﯾث ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ:
-اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺎص :وﻫو ذﻟك اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺟﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻓردﯾﺔ أو ﻣن ﺧﻼل ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
-اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣﻛوﻣﻲ )ﻋﻣوﻣﻲ( :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻛوﯾﻧﻪ وﺗﻣوﯾﻠﻪ ﺳواء ﻣن
* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻷﺻل ﻣﺣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﯾﻘﺻد ﺑﺄﺻل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أداة أو واﺳطﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻣﻧﻬﺎ:
اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﻌﻘﺎرات ،اﻟﺳﻠﻊ ،اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻌﺎدن .وﻋﻠﯾﻪ ،ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓق ﻫذا
اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ:
ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﺗزﯾد
ﻣن ﺛروة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺛروة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﺑﻣﺎ ﺗﺧﻠﻘﻪ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ،ﺣﯾث ﯾؤدي ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
71
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ظﺎﻫرﯾﺔ :وﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻷﺻل
ﻣﺎﻟﻲ ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺗﺧذ ﺷﻛل ﺣﺻﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ أو ﻓﻲ ﺳﻧداﺗﻬﺎ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺻل ﺣﻘًﺎ ﻣﺎﻟﯾًﺎ
أي زﯾﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﺎﻟﯾﺎً وﻫو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ّ
* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﻣدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﺣﯾث ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ،إﻟﻰ:
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل :وﺗﻛون ﻣدة اﻟﺗوظﯾف ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺳﻧﺔ ﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ أذوﻧﺎت
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل :ﻫﻲ أطول ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ وﻗد ﺗﺻل ﻣدة ﺗوظﯾﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﻣس) (05ﺳﻧوات،
ﻣﺛل ﺷراء أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺧﻣس ) (05ﺳﻧوات أو اﺳﺗﺋﺟﺎر أﺻل ﻣﺎ وﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺣدود
ﺧﻣس) (05ﺳﻧوات.
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل :ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﺗوظﯾف ﻓﯾﻬﺎ ﺧﻣس) (05ﺳﻧوات وﺗﺻل ﺣﺗﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر
* ﺣﺳب ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :وﺗﺻﻧ ف اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋل ﻫذا اﻷﺳﺎس ،إﻟﻰ :ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺷﺎرﯾﻊ
زراﻋﯾﺔ ،ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣﺷروﻋﺎت ﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ )ﺗﺟﺎرة اﻟﻌﻘﺎرات ،اﻟﻧﻘل ،اﻻﺗﺻﺎﻻت ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت .(...
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗوﺳﻊ :ﺗﻬدف رﻓﻊ اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب.
72
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﺣدﯾث أو اﻟﺗرﺷﯾد :وﺗﺧص ﺗﺣﺳﯾن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف.
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ :وﻫﻲ ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف زﯾﺎدة ﺣﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﺗﺧص ﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل وﺗطوﯾر اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى اﻷﻓراد.
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ )ﻣﻌﻧوﯾﺔ( :وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ :ﺷﻬرة اﻟﻣﺣل ،ﺑراءة اﻻﺧﺗراع ،اﻹﺷﻬﺎر.... ،
-اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺣﻠﻲ أو وطﻧﻲ :وﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود،
ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وطﻧﻲ واﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري وطﻧﻲ و رأس اﻟﻣﺎل وطﻧﻲ وﯾﺗم داﺧل اﻟوطن.
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ :وﻫﻲ ﻛل اﺳﺗﺧدام ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻟﻣوارد ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﻠد ﻣن اﻟﺑﻠدان ،أو ﻫو ذﻟك
اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
-اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر :وﻫو ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻧﺻر رأس
73
-3-2-2أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وأﻫداﻓﻪ واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ :إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﻣﺗﻐﯾر اﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻠﻲ
ﯾﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﯾرورة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗطورﻩ ،وﻫو ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﻣﺗﻐﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ
وﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر أﻫﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﻫداف ﯾرﻣﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾواﺟﻪ ﻣﺧﺎطر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد
ﻣﺣدد
* أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ّ
رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟرﺻﯾد اﻟﻧﻘدي و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوظﯾف
وﯾﻌد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﺑﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗراﻛم رأس اﻟﻣﺎل و ﺗطوﯾر
رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﯾؤدي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ
واﺳﻌﺎ أﻣﺎم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم ﺑﻪ واﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺣﺎق ﺑرﻛب اﻟﺗﻘدم.
اﻟﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ
ّ ﯾظل ﻫو ﻫدف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر
-ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد أو اﻟرﺑﺢ :ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻧوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺈن اﻟرﺑﺢ ّ
ﺗﺳﻌﻰ اﻟدوﻟﺔ داﺋﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-ﺗﻛوﯾن اﻟﺛروة وﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ ،وﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﻬدف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿﺣﻲ اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻣل ﺗﻛوﯾن
74
-ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ و ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت ،ﺣﯾث ﯾوﻓر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق
اﻟدﺧل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ.
-اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر إﻟﻰ ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﺣﺗﻰ ﻻ
ﺗﻧﺧﻔض ﻗﯾﻣﺔ أﺻوﻟﻪ وﺛرواﺗﻪ ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ﺑﻔﻌل ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ.
* ﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر ﻫﻧﺎ ﻫو ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺣﻘق اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
ﻗد ﺗﻛون ﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﺑﯾرة ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗدﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌًﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻋواﺋد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
-ﻣﺧﺎطر ﻧظﺎﻣﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳواق وﺣرﻛﺗﻬﺎ وﻋواﻣل
ﺗﻣس
أﺧرى طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑل ّ
-اﻟﻣﺧﺎطر ﻏﯾر اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﺑﻌد طرح اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻐﯾرات
ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻘﺎﺋدة وﺗدﻫور اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر ﻗد ﺗﺻﯾب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻻ ﺗﺻﯾب
ﺗﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻪ.
-ﻣﺧﺎطر اﻟﺳوق :وﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻌﻛﺳﻲ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر أﺻول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ أو اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
75
ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
-ﻣﺧﺎطر اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود :وﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر اﻟذي ّ
-اﻟﻣﺧﺎطر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﺗﻧﺗﺞ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
-3-2اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ:
ﯾﻠﻌب اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري دو ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﻘرون ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ٕوان ظﻬر ﻣﺗﺄﺧ ار
ﻋﻧﻪ ،ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﯾﻘﺗرن اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻗﺗرن اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑوﺟود
وﻧﻣوﻫﺎ ،وارﺗﺑط ﻫدف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺗطوﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﺷﻛل أﻓﺿل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺗﻧوﯾﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ّ
اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻘﻊ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺿﻣن اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ،
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟدول ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧ ﺿﻊ ﻷﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض.
إن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺟذور ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑدأت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ودﺧوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،أي أﻧﻬﺎ
76
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت وﺗﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أداءﻫﺎ
ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر أو ﻓﻲ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻹﻧﺗﺎج ،وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻪ ﺑﻘدر ﯾﻔوق اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ ،ﻓﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ذﻟك
ﻋن طرق اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ .وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد وﻟﻌﺑت دورﻫﺎ ﻓﻲ ّأول اﻷﻣر
داﺋﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﺳﻠﻌﻪ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺟد اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﻧﻘودﻩ.
ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن
ﻟﻘد ّ
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﻌد ظﻬور طرف ﺛﺎﻟث ﯾﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
ﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻗﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﻧﻣﺎ ﻹﻋدادﻫﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ذﻟك ﻫو اﻟﺗﺎﺟر
اﻟذي ﻗوم ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻛﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺗﺣﺳس ﻣطﺎﻟب
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺗﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق ﻗﻧﺎﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
و ّ
ﺗﺗم داﺧل
وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ّ
وﺗﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟ ّﺷق اﻷﻛﺑر ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ّ
ﺗﺗم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ وﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﻲ
اﻟﻘطر اﻟواﺣد ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ّ
ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺷراء ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗورد ﻟﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟزﺋﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت
77
أﺻﻐر ﻧﺳﺑﯾﺎـ أﻣﺎ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت أﺻﻐر ،ﻓﯾﻘوم ﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑﺷراء
وﺗﺿم ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة :اﻟﺻﻧف اﻷول ﯾﻘوم ﺑﺷراء اﻟﺳﻠﻊ وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ وﺗﺣﻣل
ّ
ﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺻﻧف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺿم اﻟوﻛﻼء اﻟﻠذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﺗﺟﺎرة ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ
ﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﻗﺑل أن ّ
دون أن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻪ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟذﯾن ﯾﺗﻘﺎﺿون أﺗﻌﺎﺑﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣوﻻت ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت .أﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟدول ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد ﺣﯾث ﯾﺗم
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات إدارﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻟﻘد أدى اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﻣﺣﯾط
ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻌدم ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ إﻣﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﺗﻌود
إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻟﻌدم ﺗوﻓر رؤوس اﻷﻣوال أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول
أﻗل.
ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ّ
78
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﺑطﺎﻟـــﺔ
ﺗﻌرف اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷزﻣﺎت :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ... ،إﻟﺦ،
وﺗﻌرف اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛظﺎﻫرة ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﻣظﺎﻫرﻫﺎ ﻣﺛل اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺑورﺻﺔ ،اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ )ﺻﻧﺎﻋﻲ ،زراﻋﻲ ،ﺧدﻣﺎﺗﻲ (...وﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ )ﺑطﺎﻟﺔ داﺋﻣﺔ( وﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر )اﻧﻛﻣﺎش
ّ اﻹﻧﺗﺎج
أو ﺗﺿﺧم( واﻧﻛﻣﺎش ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ
أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ذات وزن اﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺑﯾر.
وﺗﻌد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺗﻘدﻣﺎ أو ﻧﺎﻣﯾﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣطﻠوﺑﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ .إﻻ أن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗزداد أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
وﻗد ﺑرزت ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻧذ أواﺋل ﺛﻼﺛﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺻﺎب اﻟﻌﻠم اﺧﺗﻼ ﻓﻲ اﻟﺗوازن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻠﻎ ذروﺗﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺣدث ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) ،(1933-1929ﺣﯾث ﺑﻠﻎ
ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ % 40ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﻧوات .ﻛﻣﺎ اﻧﺗﺷرت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﻣﻌدﻻت
ﻣرﺗﻔﻌﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (1975-1974وﻛذﻟك ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
) ،(1983-1981وﺣﺗﻰ اﻟﯾوم ﺗﻌﺎﻧﻲ دول ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ﻣن أزﻣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
79
-1اﻟﺑطﺎﻟﺔ :ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ،أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ:
ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺗﻌط ﻼ اﺿط اررﯾﺎ رﻏم اﻟﻘدرة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج.
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻼ ﻋﻣل وﻫو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وراﻏب ﻓﯾﻪ و ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى
ﺳن ّاﻟﻔرد اﻟذي ﯾﻛون ﻓوق ّ
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﯾﻼﺣظ ﺑﺄﻧﻪ وﻷﺟل اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧص ﻋﺎطﻼ ﻋن اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:20
-أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﻣل واﻟذي ﯾﺗﺣدد ﻋﺎدة ﺑﯾن 18و 60ﺳﻧﺔ ،وﯾﻣﺛل ﺳن 18ﺳﻧﺔ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ
ﻟدﺧول ﺳوق اﻟﻌﻣل ،أﻣﺎ ﺳن 60ﺳﻧﺔ ﻓﯾﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻋﻠﻰ أو ﺳن اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎﻣل.
-أن ﺗﺗوﻓر ﻟدى اﻟﻌﺎطل اﻟرﻏﺑﺔ واﻻﺳﺗﻌداد اﻟﺟدي ﻟﻠﻌﻣل ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺑﺄﺟر أو ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص،
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن طﺎﻟب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻣﻠك ﺛروة وﯾﻌﯾش ﻣﻧ ﻬﺎ وﻻ ﯾرﯾد أن ﯾﻣﺎرس أي ﻋﻣل أو ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻻ
ﯾﻌﺗﺑر ﺑطﺎﻻ.
-أن ﯾﻘوم اﻟﻌﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﺟدي ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾوﺿﺢ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر
اﻟﺷﺧص ﺑﺎﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل إذا ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن أي ﻋﻣل ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﺛل
اﻟﺗﺳﺟﯾل أو ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻟدى اﻟﺟﻬﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷﻐﯾل ،أو ﻟدى ﻣﻛﺎﺗب اﻻﺳﺗﺧدام أو اﻹﻋﻼن
ﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،أو ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت ﻋﻣل ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺷرﻛﺎت وأﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل ...إﻟﺦ.
-ﻋدم وﺟود ﻋﻣل ،وﻟﻌل ﻫذا ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﻫم ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﺷﺧص ﻣﺎ ﻋﺎطﻼ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣن دوﻧﻪ.
20
طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .298
80
-2-1ﻗﯾﺎس اﻟﺑطﺎﻟﺔ :ﺗﻘﺎس اﻟﺑطﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﺎدة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻫو
ﯾﺳﺎوي ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ،ﺳواء ﻣن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠون ﺳﺎﺑﻘﺎ أو ﻣن اﻟداﺧﻠﯾن اﻟﺟدد إﻟﻰ ﺳوق
اﻟﻌﻣل ،إﻟﻰ ﺣﺟم اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻧﺷﯾطﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،وﻫؤﻻء ﯾﻣﺛﻠون اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺳن
اﻟﻌﻣل ﺳراء ﻛﺎﻧوا ﻋﺎﻣﻠﯾن أو ﻋﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
-اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻟطﻠب :وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾؤدي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن
أﺳﻠوب اﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ أﺧر واﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن ٕواﻫﻣﺎل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى
-اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻔﺎﻗم آﺛﺎر اﻟﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ :ﺣﯾث ﺣّﻠت اﻟﻔﻧون اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ،وﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ أدى ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺣﻼل اﻟروﺑوت واﻵﻻت
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷ دﻧﻰ واﻟﺣد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﺟور ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ رﻏﺑﺎت
ؤدي
ﻣﻣﺎ ﯾ ّ
اﻟﻌﺎم اﻟﺟﺎري واﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ّ
اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ،وﻛذا اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ وﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق ّ
-إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ :وﻫﻲ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﯾث ﻧﺷﻬد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
81
-طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬن واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣوروﺛﺔ.
-2أﻧواع اﻟﺑطﺎﻟﺔ :ﻫﻧﺎك أﻧواع ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ظرف ﻷﺧر ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﺑب اﻟذي ﯾﺷﻛل أﺳﺎس
ﺑروز ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ .وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
-1-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب ﺗﻌطل أﺟزاء ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل ﺑﻔﻌل ﺗطورات ﺗؤدي
إﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻗوة اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗوﻓرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾظﻬر اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن
ﻫﯾﻛل ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻫﯾﻛل اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟد ﺷرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم
وﻣؤﻫﻼﺗﻬم ﻟم ﺗﻌد ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾر ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺗﻌطل ﻋن اﻟﻌﻣل
ﯾؤدي إﻟﻰ
ﻣﻣﺎ ّ
ﻣﺣل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ّ
ّ وﯾﺗﺟﻠّﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻛذﻟك ﻋﻧد إﺣﻼل اﻵﻟﺔ
اﻟﻌﻣﺎل وأﯾﺿًﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷرﻛﺎت إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎطق ذات اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ
اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ّ
اﻟدول.
-2-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﺻور اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج وﻣﺎ ﯾﺻﺣب ذﻟك ﻣن
رﻛود ﻓﻲ ﺗﺻرﯾف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻧد اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور اﻟﺳﺎﺋدة ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم ﺗﺳرﯾﺢ ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻣﺎل
ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗل اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ أو ﺗوﻗﻔت ﻋن اﺳﺗﯾﻌﺎب ﻋﻣﺎل ﺟدد ،وﻗد ﺗﺗوﻗف ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣ ﻣﺎ ﯾﺿطر اﻟﻌﻣﺎل أن ﯾﺑﺣﺛوا ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد ،وذﻟك ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ ﯾﻛوﻧون ﻓﯾﻪ
ﻋﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل .وﺣﺗﻰ ﻟو وﺟدوا أﻋﻣﺎﻻ ﺑﺳرﻋﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺑﻌض ﯾظل ﺑدون ﻋﻣل ﺑﺳﺑب اﻟدورة
82
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫم ﻋﻠﻰ
وﻣن أﻫم ﺳﻣﺎت ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻛﺳﺎد ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻣن ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﯾﺷﯾر ﺗوﺻﯾف دورﯾﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ دورﯾﺔ اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ
21
ﺑﯾن ﺛﻼث ) (03وأرﺑﻊ ) (04ﺳﻧوات.
-3-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻹﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ :ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺻﯾر اﻷﻣد وﯾﻛون ﻟﻔﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣدودة،
وﻫﻲ ﺗﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ واﻟﺣرﻛﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد واﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﺣﯾث ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻓراد
واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟذﯾن ﯾﺿطرون إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر أﻣﺎﻛن ﻋﻣﻠﻬم أو ﻣﻬﻧﻬم أو ﻣﻧﺎطق ﺳﻛﻧﺎﻫم إﻟﻰ ﻓﺗرة ﻟﻠﺑﺣث ٕواﯾﺟﺎد
ﻋﻣل ﺟدﯾد ﺑدﯾل ،وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض اﻷﻓراد اﻟطﻣوﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗرﻛون ﻋﻣﻠﻬم ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻓرص ﻋﻣل
أﻓﺿل ،أو ﺗﻬﯾﺋﺔ أﻧﻔﺳﻬم ﻟﻣﻬن أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ وذات ﻣردود أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ.
وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﺑطﺎﻟﺔ ﻫؤﻻء ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻔون ﻓﯾﻬﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑطﺎﻟﺔ
ﻣؤﻗﺗﺔ أو اﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ أو اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ،وﯾﺗﻔق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣؤﻗت وﻟﻔﺗرات ﻗﺻﯾرة
-4-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘ ّﻧﻌﺔ :ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ "ﻣﺳﺗﺗرة" و "ﻏﯾر ﻣﻛﺷوﻓﺔ" ،وﻫﻲ
اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻧﻬﺞ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﺣﯾث ﯾﻔرض ﻫذا اﻟﻧﻬﺞ ﺗوﻓﯾر ﻓرص ﻋﻣل
ﻟﻛل ﻣن ﻫو ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﻣل وﻗﺎدر ﻋﻠﯾﻪ .وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺟود ﻓﺎﺋض ﻣن ﻋﻧﺻر
21
ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .189
83
اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻧﺷ ﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﯾث ﺗﻛون إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ اﻟﺣدﯾﺔ ﺻﻔر ،وﻫذا اﻟﻔﺎﺋض ﻣن ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻛن
اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ :ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون رﻫن اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﻌﺎدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث
ّ -5-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ
ﺗﻌطل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻟﻌﻣﺎل ﺧﻠل ﻓﺗرات ﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﺑﺳﺑب اﻷﺣوال اﻟﺟوﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء ﻣﺛﻼ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﺗﻌطل اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء وﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﺑﺎت واﻟﻣﺄﻛوﻻت اﻟﺻﯾﻔﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺻﯾف ﯾﺗﻌطل ﻋﻣﺎل
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺷﺗوﯾﺔ .وﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺑﻌض أﺟزاﺋﻪ وذﻟك
ﺑﺈﺟراء ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،ﻣﺛل اﻟﺑﯾوت اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ واﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ
-6-2اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺟﺎﻣدة :وﺗﺳﻣﻰ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻌﺎطﻠﯾن اﻟداﺋﻣﯾن واﻟذﯾن ﻻ
ﯾﺳﻌون وراء اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﻏﻧﯾﺎء اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻣدون ﺑﺷﻛل
أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋض اﻷﻣوال ﻟدﯾﻬم وﻋﻠﻰ ادﺧﺎراﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرك ﺑﻌض
ﻣﻌﯾﻧﺔ.
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻣﻠﻬم ﺑﻣﺣض إرادﺗﻬم ﻷﺳﺑﺎب ّ
-1-3اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺗﻌد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن اﻟظواﻫر ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ أي
ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﻣﺧﺎطر وﻣﺎ ﺗﺗرﻛﻪ ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ
وﺗﺗﻣﺛل اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻫدر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻋدم
اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺿﯾﺎع اﻹﻧﺗﺎج واﻟدﺧل اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟو أﻣﻛن ﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد اﻟﻣﻌطﻠﺔ،
84
أﻣﺎ ﻋن اﻵﺛﺎر أو اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻣردﻫﺎ أن اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﯾﻌﯾﺷون ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
وﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻏﯾرﻫم ،وأن اﺳﺗﻣرار ﺗﻌطﻠﻬم ﻋن اﻟﻌﻣل ﻟﻔﺗرات طوﯾﻠﺔ ﯾﻣﺛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﺑﺋﺎ ﺛﻘﯾﻼ ﻋﻠﻰ
اﻷﻓراد وأﺳرﻫم وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،ﻛﻣﺎ ﯾؤدي اﺳﺗﻣرار اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺑﻣﻌدﻻت ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ اﻟﺟراﺋم
وﺑﺧﺻوص اﻵﺛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﺧﻔﻰ اﻟوﻋود اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون ﻓﻲ ﺣﻣﻼﺗﻬم
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻛﺳب ود اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن واﺳﺗﻘطﺎب اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟوﻋود واﻟﺗﻌﻬدات ﺑﺧﺻوص ﺧﻠق
ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل وﻓرص اﻟﻌﻣل واﻟﺣد ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑراﻣﺟﻬم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻷداء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺷﻐﯾل وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت دﻧﯾﺎ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻫﻛذا ،ﻓﺎن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﻹﺳراع ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ واﻟﺗﺻدي ﻟﻬﺎ ﺑﻛل
اﻟﺳﺑل واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ،وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﺣد ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ .وﺗﻘﺗرن
ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎدة ﺑﺧطط ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط
واﻟطوﯾل.
أن اﻟﺣد ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﺗﺗطﻠب ﺗﺧطﯾطﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﯾﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أﻫداﻓﻪ ﺿرورة
اﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﺣﻠﻘﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻫو ﺗﺣدي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺣﻛوﻣﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ:
-1-2-3زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ :وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام ﻛﻼ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
85
* اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :وﺗﺳﺗﺧدم اﻷدوات اﻵﺗﯾﺔ:
-ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض.
* اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :وﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ:
-زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧدﻣﯾﺔ وذﻟك ﻟزﯾﺎدة اﻟدﺧول أو ﺧﻠق دﺧول ﺟدﯾدة.
-ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟدﺧول وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗدﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وذﻟك ﻟزﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق.
-2-2-3ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻷﻗﺎﻟﯾم ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﻓرص ﻋﻣل
ﻟﻠﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت وأﻗﺎﻟﯾم ﻣزدﻫرة ،وﺗﺳﻬﯾل ﻫﺟرة اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ،وﺳن
-3-2-3ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻸﺟور ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻐﯾلٕ ،واﻧﻘﺎص ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
86
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ :اﻟﺗﺿﺧم
ﯾﺣﺗل اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺑﺎر از ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻟﻛوﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﺗﺷﻛو ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌظم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ،وﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻟﯾﺳت ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل ﺑﺎﺗت ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ .وﻫذا ﻣﺎ ﺣدا ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺈﺛﺎرة وﺗﺟﻧب ﻣﺧﺎطرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط ﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻋن طرﯾق رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ .وﺗﺗﺿﺎرب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻧظ ار ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻠﺳﻔﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
-1-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم :ﻟﻠﺗﺿﺧم ﺗﻌﺎرﯾف ﻣﺗﻌددة ﺣﺳب اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذا
اﻻﺧﺗﻼف إﻟﻰ أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻣرت ﺑﺗطو ارت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﻋﻠﯾﻪ ،ﺳﻧﺣﺎول ﺗﻘدﯾم
1-1-1اﻟﺗﺿﺧم ظﺎﻫرة ﻧﻘدﯾﺔ :ﯾﻌرف اﻟﺗﺿﺧم وﻓق ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ "ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﺗؤدي
إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ،ﺳواء ظﻬرت ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ،أو ﻓﻲ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي ،أو ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ
-2-1-1اﻟﺗﺿﺧم ظﺎﻫرة ﺳﻌرﯾﺔ :وﻓق ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم ﻫو "اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻠﻣوس واﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ
اﻷﺳﻌﺎر ﻋﺑر اﻟزﻣن ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺟب أن ﯾﻛون ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﯾﻪ واﺿﺣﺎ وﻣﺳﺗﻣرا ،ﺣﯾث
-2-1أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم :ﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻛﺄي ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻋدة ﻋواﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ،
87
-1-2-1ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ :ﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أﻛﺑر
ﻣن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ،وﻣﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﯾﻌود إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن "ﻓﯾﻛﺳل" اﻟﺳوﯾدي و "ﻛﯾﻧز" اﻹﻧﺟﻠﯾزي،
وﻣؤداﻫﺎ أﻧﻪ ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ،ﻓﺈن ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﯾرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة وﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾر
ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود .وﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد ﻫذﻩ اﻟﻛﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم أو ﻣﻌدل ارﺗﻔﺎع
22
اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ داﺋﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﻌدل اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود.
-اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ.
-2-2-1اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ :ﻟم ﯾﻛن ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب وﺣدﻩ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﻔﺳﯾر ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻔﺳﯾ ار
ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم ،ﻟذﻟك ظﻬرت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻘرﺑﺎت ﺟدﯾدة
ﻟﺗﻔﺳﯾر ظﺎﻫرة ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻓﺣواﻫﺎ أن ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺑق ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ اﻷﺟور ﺧﺎﺻﺔ.
22
ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .194
88
-ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ وﻋدم ﻣروﻧﺗﻪ ﻓﻲ ﺗزوﯾد اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ذات اﻟطﻠب
اﻟﻣرﺗﻔﻊ.
ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج )اﻟﻌﻣﺎل ،اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ... ،إﻟﺦ(. -
-2أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم:
ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻋدة أﻧواع ،ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،ﻧوردﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ:
-ﺗﺿﺧم اﻟطﻠب :وﻫو ذﻟك اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛّﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻣﻌروض ﻣﻧﻬﺎ.
-ﺗﺿﺧم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف :وﯾﺣدث ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﻔوق ﻣﻌدل اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )زﯾﺎدة
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟذاﺗﻲ :وﯾﻧﺷﺄ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻓﻲ أوﺿﺎع اﻷﺳواق ،ﺣﯾث
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺣﻠﻲ :وﯾﺣدث ﺑﺳﺑب وﺟود ﺛﻐرات واﺧﺗﻼﻻت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد :وﻫو اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﻧد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﺳوف
ﺗﺳﺗورد اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟواردات.
89
-2-2ﻣن ﺣﯾث ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺿﺧم:
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺟﺎﻣﺢ :وﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﺧطر أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺣﯾث ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻورة
ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ،وﻋﻼج ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻫو اﺳﺗﺑدال اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل وﻣن
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ اﻧﻬﯾﺎر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.... ،
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟزاﺣف :وﻫو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾ ﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن
ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ،وﻫو ﺗﺿﺧم ﺿﻣن ﻗدرة اﻟﺳﻠطﺎت
وﻣﺣل ﺳﯾطرﺗﻬﺎ.
ّ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
-2-2-2ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘطﺎع :ﯾﺗﻧوع اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺗﻧوع اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة ،ﻓﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺣدث ﻓﻲ
ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻘق
-اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ أﺳواق ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج :وﯾﺷﻣل ﺗﺿﺧم اﻷرﺑﺎح )زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر( ّ
زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺗﺿﺧم اﻟدﺧل )زﯾﺎدة اﻷﺟور( اﻟذي
ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج.
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﻠﯾق )اﻟظﺎﻫر( :وﯾﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور واﻟﻧﻔﻘﺎت
ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ
ﺗدﺧل ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت ّ
ي ّ اﻷﺧرى دون أ ّ
90
ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ،وﯾؤدي ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﻌدم اﻟﺗدﺧل إﻟﻰ اﻟﺧوف ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺑوت :ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﻠﯾق ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻛون ﻣﺳﺗﺗ ًار وﻏﯾر
ظﺎﻫر ،ﺣﯾث ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﯾر ﺣرﻛﺎت اﻷﺳﻌﺎر ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ
اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات ﻣﺛل اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺟﺑري واﻟﺑطﺎﻗﺎت
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ.
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻛﺎﻣن :ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﺗﺿﺧم ﯾظﻬر أن اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻠﺣوظ ﺣﯾث ﺗﺗوّﻓر ﻟدى
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻛﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﻊ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ
اﻷﻓراد دﺧول ّ
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺿﺧم ﻛﺎﻣﻧﺎ وﺧﻔﯾﺎ وﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟظﻬور ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺣرب ﻣﺛﻼً.
-1-3اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم :ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻣﺳﺗوى
اﻟرﻓﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرك آﺛﺎ ار اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.
-1-1-3آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل :ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود
وﯾﺗﺄﺛر ﺑﻪ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺗﺣﯾزة وﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول
ﻣﻣﺎ ﯾوﺳﻊ اﻟﻬوة ﺑﯾن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾؤدي إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻫﺎم
واﻟﺛروات ﺑﯾن اﻓرد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔّ ،
91
وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺎن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﺎﻗب دون وﺟﻪ ﺣق ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺿﻌف واﻷﻗل
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻪ ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة ،وﺗﺣدﯾدا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺎﻗب ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﻫم :أﺻﺣﺎب
اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة ،ﻣﺛل اﻟﻣوظﻔﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت ،وأﺻﺣﺎب اﻟﻣدﺧرات ،وﻛذا اﻟداﺋﻧﯾن.
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻔﯾد اﻟﺗﺿﺧم ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت أﺧرى ،ﻫﻲ :أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة ،ﻣﺛل
اﻟﺗﺟﺎر وأﺻﺣﺎب اﻷﻋﻣﺎل ،واﻟﻣدﯾﻧﯾن ،وﻛذا اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ أو اﻟذﯾن ﯾﺑﯾﻌون وﯾﺷﺗرون
-2-1-3ﺗﻘﻠﯾل اﻻدﺧﺎر واﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ إﺿﻌﺎف
اﻟﺣواﻓز اﻟﻔردﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،واﻟﺗوﺟﻪ ﺑدﻻ ﻣن ذﻟك ﻧﺣو اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ اﻵﻧﻲ ﻫرﺑﺎ ﻣن
ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻊ ،وﻫذا ﺑدورﻩ ﺳﯾﻌﯾق ﺗدﻓق اﻟﻣدﺧرات ﻧﺣو ﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
-اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة :ﻟﺗﻔﺎدي ﺧﺳﺎرة اﻟداﺋﻧﯾن أو اﻟﻣﻘرﺿﯾن وﺗﺷﺟﯾﻌﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻷﻣوال أو
ﻣدﺧراﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺎن آﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم
اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن ﺳﻧﺔ ﻷﺧرى ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺿرورة إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻼوة اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ أﻣوال
اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن .وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺟري اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻻﺳﻣﻲ وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﺣﯾث أن:
-اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ :ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات
اﻟوطﻧﯾﺔ وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻗل ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺧرى ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣد ﻣن
92
إﺿﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ،ﻫﻧﺎك أﺛﺎر أﺧرى ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗدﻫور ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ،
وﻣﻧﻬﺎ:
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﺣّﻠﻲ :ﺣﯾث ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ﻓﻘدان ﺛﻘﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ وﻓﻲ اﻻدﺧﺎر.
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت ﻻ ﺗﺳﺎﻫم
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد :ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟواردات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺿﻌﺎف ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
-2-3وﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم :ﯾﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم وﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻠول واﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺻر
آﺛﺎرﻩ ،ﻣن ﺧﻼل أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
-1-2-3اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل:
ﯾﺣد ﻣن
-رﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم واﻟذي ُﯾﺗﺑﻊ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي ،وﻫو ﻣﺎ ّ
ﺑﺎﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك.
ّ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﻗراض وﯾﻌزز ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻدﺧﺎر
93
ﺣﺻﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ :ﺣﯾث أن زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ﺗؤدي إﻟﻰ اﻣﺗﺻﺎص ّ
اﻟزاﺋدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
94
اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺎﺷر :اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-1اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
-1-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل ﺑﺎل
وﺗﻔﻛﯾر اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻗد ﺗﺑﺎﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ
23
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة وﺷﺎﻣﻠﺔ وﺗرﺗﺑط ﺑﻌﻧﺎﺻر ﻛﺛﯾرة.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل
ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻷﻧﺷطﺔ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ،وﺗﺷﻣل اﻟﻘطﺎﻋﯾن
24
اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ ﺗﻬﺗم ﺑﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ.
وﻋﻠﯾﻪ ،ﺗﺷﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾزداد ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد،
وﺑﺗﻌﺑﯾر أﺷﻣل ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛل ﻋﻣﻠﺔ ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗطور ﻫﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ أﺑﻌﺎدﻩ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-ﺣﺻول زﯾﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل اﻟﻔردي أي زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد.
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات واﻧﺧﻔﺎض اﻟواردات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري. -
23
ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .199
24
طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .463
95
-اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻣﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم وزﯾﺎدة اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ .
-اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت وارﺗﻔﺎع ﻣﺗوﺳط ﻋﻣر اﻟﻔرد وزﯾﺎدة اﻟوﻋﻲ اﻟﺻﺣﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وزﯾﺎدة اﻟرﻋﺎﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
-ﺗزاﯾد اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎح اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوﺛﻬﺎ ﻛﺎﻟﻛﺳﺎد واﻟﺗﺿﺧم ...إﻟﺦ.
-2-1اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط
اﻟدﺧل اﻟﻔردي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ،ﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل اﻟﻔردي ﻧﺳﺑﺔ اﻟدﺧل اﻟﻛﻠﻲ إﻟﻰ
ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن .وﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﺛل ﻣﻌدل زﯾﺎدة ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟزﯾﺎدة
اﻟﻣﺿطردة ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻗدرات اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻔوق ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟدﺧل ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﻣو إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،وأن ﯾﻧﺳﺣب
أﻣﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻛﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﻲ وداﺋم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وﻟطرق ﺳﯾرﻩ،
وﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻧﺑﺎط أﺳﺎﻟﯾب إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺟدﯾدة أﻓﺿل ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻣن
ﺧﻼل ﺗطوﯾر اﻟﻣﻬﺎرات واﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺧﻠق ﺗﻧظﯾﻣﺎت أﻓﺿل وزﯾﺎدة رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗراﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻣر اﻟزﻣن.
ﻋﻠﻰ ّ
96
ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إذا ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻓﺷل ﻣﺗراﻛم وﻣﺗﻌدد اﻟﺟواﻧب ﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ
اﻷﺻﻌدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻪ ﻻ
وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﯾن ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﻧﻣو ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻧﻣو زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ وارﺗﻔﺎع ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﯾﺣدث ﺑﻔﻌل آﻟﯾﺔ
اﻟﺳوق دون ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻌد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ إدراﻛﯾﺔ ﺗراﻛﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ.
-ﻻ ﯾؤدي اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻫﯾﻛﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌﻣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
-ﻗد ﯾواﻛب اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﺳﻘﺎطﺎت اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺗﻘدم ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻻﺳﺗﻬﻼك وﺗﻐﯾر
-1-2ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﯾﻌﺑر ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أي ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗﺑﺎدل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ...وﻣﺟﺎﻻت
وﺗﺗطﻠب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن طﻣوﺣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻛذا اﻟرزﻧﺎﻣﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ووﺳﺎﺋل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ.
25
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .468
97
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻬد ﺑﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻣﺛل :اﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر
ﻣﻊ ﻣﻌدل ﺗﺷﻐﯾل ﻣرﺗﻔﻊ ،وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻧﻣو واﺳﺗداﻣﺗﻪ ،وﺗﺷﻣل اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ
ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻧظﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ.
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﺛل :اﻟطرق
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣل ﺳرﯾﻌﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾق وﺗﻧظﯾم وﺗطوﯾر اﻷﺣﯾﺎء اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت
-2-2اﻟﺑﯾﺋــﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﻫﻧﺎك اﻋﺗراف دوﻟﻲ واﻫﺗﻣﺎم ﻣﺗزاﯾد ﻟدراﺳﺔ أﺛﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺿر ﻟﻠﻛون ﻣن ﺧﻼل ارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺣ اررة واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺔ اﻷوزون ﺑﻔﻌل
ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي.
-1-2-2ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ :ﺗﻌرف اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺎ أﻗرﻫﺎ ﻣؤﺗﻣر ﺳﺗوﻛﻬوﻟم ) (1972ﺑﺄﻧﻬﺎ" ﻣﺟﻣوع ﻛل
اﻟﻣؤﺛرات واﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة وﻧﻣو اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ" ،أو ﻫﻲ
"اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻣﺎدي واﻟﺣﯾوي واﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن ،وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﺔ ،اﻟﻣﺎء ،اﻟﻬواء وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ
وﯾﺗﻛون اﻹطﺎر اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ،ﺗﺷﻣل :اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻدر
ﻟﻠﺗرﻓﯾﻪ واﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎظر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺻدر ﻟﻠﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وأﺧﯾ اًر اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺳﺗودع ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب
اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت.
98
-2-2-2اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي :ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻧﺷﺎطﺎً زراﻋﯾﺎ ،ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ ،ﺧدﻣﯾﺎ ...
إﻟﺦ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾؤﺛر ﺑدورﻩ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .وﯾﻣﻛن ﺣﺻر
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ :ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ واﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻠوث :أي ﺗﻐﯾر ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻹﺿرار
ﺑﺎﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﻗدرة اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ.
-اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣوارد اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾؤدي اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻔرط ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ إﺣداث ﺿﻐوط ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ
وﺗدﻣﯾر ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ )أراﺿﻲ ،ﻣﯾﺎﻩ ﺟوﻓﯾﺔ ،ﻏﺎﺑﺎت ،أﻧﻬﺎر ،أﻧظﻣﺔ إﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ .(...
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺿﺟﯾﺞ وﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﻣﺗﺎﻋب ﺻﺣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟورﺷﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
-ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺣ اررة اﻷرض ﺑﻔﻌل زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى وﺣﺟم اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺑﻌﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
-ﺗﺂﻛل طﺑﻘﺔ اﻷزون :ﺣﯾث أن اﻷزون ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷرض ﻣن اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت ﻓوق
اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﯾﺔ ،وﺣﯾث أن اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷوزون ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي.
-اﻟﺗﻔﺟﯾرات اﻟﻧووﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن واﻷرض وطﺑﻘﺔ اﻷوزون ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻐﺎزات
99
-3اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ :ﺑرز ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺧﻼل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ
وداﺋم ﺑﻣوﺟب ﺗﻘرﯾر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺻﺎدرة ﺳﻧﺔ 1987
واﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻘرﯾر ﺑروﻧد ﺗﻼﻧد ،ﺣﯾث أﺷﺎر ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻫﻲ" اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ
ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟراﻫﻧﺔ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ".
-1-3ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ :ﺗﻌرف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف
ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار وﺗﻣﺗﻠك ﻋواﻣل اﻻﺳﺗﻣرار واﻟﺗواﺻل ،وﻫﻲ ﻟﯾﺳت واﺣدة ﻣن ﺗﻠك اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ
)اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ...إﻟﺦ( ﺑل ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻧﻬض ﺑﺎﻷرض وﻣواردﻫﺎ،
وﺗﻧﻬض ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ ،وﻫﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑﻌد اﻟزﻣﻧﻲ وﺣق اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ
26
اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ".
-2-3أﺑﻌﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ :ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
27
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺑﯾﺋﻲ.
-1-2-3اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي :وﺗﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟرﻓﺎﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻷطول ﻓﺗرة ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطﻌﺎم ،اﻟﻣﺳﻛن ،اﻟﻣﻠﺑس ،اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ...إﻟﺦ.
-2-2-3اﻟﺑﻌد اﻟﺑﯾﺋﻲ :وﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣراﻋﺎة اﻟﺣدود اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻛل ﻧظﺎم ﺑﯾﺋﻲ ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻﺳﺗﻧزاف ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎوز ﺗﻠك اﻟﺣدود ﻓﺈﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗدﻫور اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑﯾﺋﻲ.
26
اﻟﻌﺎﯾب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠون اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس ،ﺳطﯾف ،2011/2010 ،ص ص .12-11
27
ﻣراد ﻧﺎﺻر ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ و ﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل ،اﻟﻌدد ،26ﺟوان ،2010ص .135
100
-3-2-3اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :وﯾرﻛز ﻫذا اﻟﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻹﻧﺳﺎن ﺟوﻫر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن
ﺧﻼل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر وﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن
-3-3أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ :ﺗﺳﻌﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻋدة أﻫداف ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
-زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ :ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﺑر زﯾﺎدة اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻣوارد
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺣﯾث ﻛﻠﻣﺎ ﺗوﻓرت رؤوس اﻷﻣوال و اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻛﻔﺄة ﻛﻠﻣﺎ أﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدات
-ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ :وذﻟك ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ و ﺿﻣﺎن
اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ،و ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد و ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻬم و ﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن
101
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟــــﻊ:
-1إﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )-2000
، (2009ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع ﻧﻘود و ﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم
-2اﻟﻌﺎﯾب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل ﺗﺣدﯾﺎت
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠون
-3ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر ،ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت.2010 ،
-4ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل إﺑراﻫﯾم ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت
-5ﺑن ﺣﻣود ﺳﻛﯾﻧﺔ ،ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
-6ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد :ﻣﻔﺎﻫﯾم – ﻣﺻطﻠﺣﺎت – أﺳﺋﻠﺔ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
-7دوﯾدار ﻣﺣﻣد ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻣﺧﺗﺎر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1993 ،
طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري ،ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ ،دار واﺋل
-8زﯾﺎد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون ،ﻋﻣﺎن.2010 ،
-9ﺻﺧري ﻋﻣر ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟوﺣدوي ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
-10طﻠﺑﺔ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣرﻛز ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗوح ،اﻟﻘﺎﻫرة.2007 ،
102
ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2000 ،
-11ﻋزت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺑرﻋﻲ وﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.2006 ،
-12ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻧﻘود واﻟﺻﯾرﻓﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت،
.2012
-13ﻛﺳﺎب ﻋﻠﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
-14ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.2010 ،
-15ﻧﺎﺻر ﻣراد ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ و ﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل ،اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻌدد ،26ﺟوان
.2010
103