You are on page 1of 103

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪3‬‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس‬

‫ﻣدﺧــــل ﻟﻼﻗﺗﺻــــﺎد‬

‫ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﺟدع ﻣﺷﺗرك ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠوم ﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫إﻋداد‪ :‬د‪ .‬دﻋــﺎس ﺧﻠﯾــل‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪2022/2021 :‬‬


‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺗــوى‬
‫‪05‬‬ ‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫‪07‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪12‬‬ ‫‪ -2‬ﻣوﺿوع وﻣﻧﮭﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى‬

‫‪24‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬


‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪24‬‬ ‫‪ -2‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪25‬‬ ‫‪ -3‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪27‬‬ ‫‪ -4‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪30‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬


‫اﻟطﻠب واﻻﺳﺗﮭﻼك‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -1‬اﻹﺳﺗﮭﻼك وﻣﺣدداﺗﮫ‬

‫‪32‬‬ ‫‪ -2‬اﻟطﻠب‬

‫‪35‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﺣدّدات اﻟطﻠب‬

‫‪2‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -4‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب‬

‫‪41‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‬


‫اﻟﻌرض واﻹﻧﺗـــﺎج‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1‬اﻟﻌرض‬

‫‪43‬‬ ‫‪ -2‬اﻹﻧﺗﺎج‬

‫‪46‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس‬


‫اﻟﺳـــــوق‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﮭوم اﻟﺳوق واﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻧطﺎﻗﮫ‬

‫‪48‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺳواق‬

‫‪50‬‬ ‫‪ -3‬ﺗوازن اﻟﺳوق‬

‫‪56‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس‬


‫اﻟﻧﻘـــــود‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -1‬أھﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪57‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ‬

‫‪61‬‬ ‫‪ -3‬وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود‬

‫‪61‬‬ ‫‪ -4‬أﺷﻛﺎل اﻟﻧﻘود‬

‫‪64‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑــﻊ‬


‫اﻟدﺧــل اﻟوطﻧــﻲ‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﮭوم اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‬

‫‪3‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﻛوﻧﺎت اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‬

‫‪79‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن‬


‫اﻟﺑطﺎﻟــــــﺔ‬
‫‪80‬‬ ‫‪ -1‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ‪ ،‬أﺳﺑﺎﺑﮭﺎ وﻗﯾﺎﺳﮭﺎ‬

‫‪82‬‬ ‫‪ -2‬أﻧواع اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬

‫‪84‬‬ ‫‪ -3‬اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ‬

‫‪87‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ‬


‫اﻟﺗﺿﺧــــــــم‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺿﺧم وأﺳﺑﺎﺑﮫ‬

‫‪89‬‬ ‫‪ -2‬أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم‬

‫‪91‬‬ ‫‪ -3‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫ‬

‫‪95‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺎﺷر‬


‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -1‬اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪97‬‬ ‫‪ -2‬أھﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫‪100‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ وأﺑﻌﺎدھﺎ‬

‫‪102‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪4‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺎ وأﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬

‫وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟذي ﯾﺿﻊ اﻟدارس ﻟﻠﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺣﺎور اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗم ﻫذا‬

‫اﻟﻔرع ﺑدراﺳﺗﻬﺎ واﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣوﺿوﻋﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺷﻛﻠت ﺗﺟرﺑﺗﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻌدة‬

‫ﺳﻧوات وﺗواﺻﻠﻲ اﻟداﺋم ﻣﻊ طﻠﺑﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺄﻛﯾد أﻫﻣﯾﺔ وﺿﻊ ﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس‪،‬‬

‫وﺗﻘدﯾم ﻣﺎدة ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺄﺳﻠوب واﺿﺢ وﻣﺑﺳط وﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻔردات ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻛون ﻋوﻧﺎ ودﻟﯾﻼ‬

‫ﻷﺑﻧﺎﺋﻧﺎ اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺿﯾر ﺑﺣوﺛﻬم وﺗﺷﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻟﺗﺣﺿﯾر اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻬم‪ .‬وأﻧﺎ ﻛﻠﻲ أﻣل اﻟﯾوم أن‬

‫ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﺟﻬد اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ‪ ،‬وأن ﯾﺷﻛل ﻗﯾﻣﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻓﻲ ﻫذا‬

‫اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬

‫وﺑرﻏم ﺗﺷﻌب ﻣﺟﺎﻻت اﻫﺗﻣﺎم ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾﻼﻣس ﻛل اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‬

‫اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻓﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎور اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺿرورة اﻛﺗﺳﺎب‬

‫اﻟطﺎﻟب ﻟﻣﻌﺎرف أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻧﺗوﺧﻰ أن ﺗﻘدم إﺣﺎطﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺣﺎور اﻟﻣﻘﯾﺎس‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك‪ ،‬ﻗدﻣﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺷرة )‪ (10‬ﻓﺻول‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟطﻠب واﻻﺳﺗﻬﻼك‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻟﻌرض واﻹﻧﺗ ــﺎج‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬اﻟﺳوق‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس‪ :‬اﻟﻧﻘود‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑــﻊ‪ :‬اﻟدﺧــل اﻟوطﻧــﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟـ ـ ــﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ‪ :‬اﻟﺗﺿﺧـ ـ ـ ــم‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺎﺷر‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪6‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﺳﻧﺣﺎول ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل اﺳﺗﻌراض ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻼﻗﺗﻪ‬

‫ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬وﻛذا ﻓروع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪:‬‬

‫ورد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻛﺛر ﻣن ﺗﻌرﯾف ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧظرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن‬

‫ﺗﻧﺎوﻟوا ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗم ﺑﻬﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ .‬وﯾﻣﯾز ﻫؤﻻء ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣﻊ اﻟﺗﻌﺎرﯾف‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺗﻌﺎرﯾف ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺛروة واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﻛﺎﻧت ﻣوﺿﻊ ﻧﻘد ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺟﺎﻧب‬

‫ﻣﻌﯾن ﻣن ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن وﺳﻠوﻛﻪ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ أي أن رﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺑﺎﻟﺛروة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺑر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌﺎرﯾف ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ وﺻﻌوﺑﺔ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾطرح ﺿرورة‬

‫اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف‪ ،‬ﻧذﻛر‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻷﻣﺔ ﻣن أن ﺗﻐﺗﻧﻲ‪" .‬أدم ﺳﻣﯾث"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻌﻧﻰ ﺑدراﺳﺔ ﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة‬

‫واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣواردﻩ اﻟﻧﺎدرة أو اﻟﻣﺣدودة أو ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ‪" .‬روﺑﻧز"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫز اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﺑﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ أي ﻛﯾف ﯾﺣﺻل اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ‬

‫دﺧﻠﻪ وﻛﯾف ﯾﻧﻔق ﻫذا اﻟدﺧل‪" .‬أﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟظواﻫر ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺛﻣن‪" .‬داﻓﻧﺑورت"‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪" .‬ﺑﯾﺟو"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ‪" .‬ﻣﯾﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻬﺎ‬

‫اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻐرض اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪" .‬ﺳﺎﻣوﯾﻠﺳون"‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﻛﯾﻔﯾﺔ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﻲ‪" .‬رﯾﻣون ﺑﺎر"‪.‬‬

‫ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة أو اﻟﻣﺣدودة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﻣﺢ‬

‫ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻛﺑر إﺷﺑﺎع ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة و اﻟﻣﺗزاﯾدة‪.‬‬

‫إذن ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﺣد أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ أﻻ وﻫو اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻣل‬

‫ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل ﺑﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﺑﺎدل واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗوزﯾﻊ وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن‬

‫ظواﻫر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟدﺧل‪ ،‬اﻻدﺧﺎر‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬اﻟدورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪...‬‬

‫إﻟﺦ‪.‬‬

‫وﯾرى ﺑول ﺳﺎﻣوﯾﻠﺳن )‪ (Paul Samelsson‬ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد" أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو ﻣن أﻗدم‬

‫اﻟﻔﻧون وأﺣدث اﻟﻌﻠوم‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑوﺻﻔﻪ‬

‫ﻋﻠﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑذاﺗﻪ ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن ‪ ،18‬وﺗﺣدﯾدا ﺑدءا ﻣن اﻟﻌﺎم ‪ ،1776‬وﻫو اﻟﻌﺎم اﻟذي‬

‫ﻧﺷر ﻓﯾﻪ آدم ﺳﻣﯾث اﻟﻔﯾﻠﺳوف اﻹﻧﻛﻠﯾزي وﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر " طﺑﯾﻌﺔ وأﺳﺑﺎب ﺛروة‬

‫اﻷﻣم"‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻓرق أﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث أن ﻋﻠم اﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم‬

‫ﺑﻛﺷف اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺑﯾﺎن اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈن‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻠول‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻠم " ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺑﺎﻟﻔﻛر‪،‬‬

‫واﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظواﻫر اﻟﺣﺳﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك اﺳﺗﺧداﻣﺎ‬

‫ﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ "وﻫﻲ ﻛﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظواﻫر ﺗﻔﺳﯾ ًار ﻋﻠﻣﯾﺎ" ٕواذا أﺧذﻧﺎ أﺣد ﻓروع‬

‫اﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﻧﻘول ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟظواﻫر"‪.‬‬

‫‪ -1-1‬اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻛﻠﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻗﺻد و ﻟﻬﺎ ﻋدة‬

‫ﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘﺻد ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻻﻋﺗدال ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك ﻛﻠﻪ "واﻗﺻد ﻓﻲ ﻣﺷﯾك واﺧﻔض ﻣن ﺻوﺗك"‪ .‬وﺟﺎء ﻓﻲ ﻟﺳﺎن‬

‫اﻟﻌرب اﻟﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﺧﻼف اﻹﻓراط ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺑﯾن اﻹﺳراف واﻟﺗﻘﺗﯾر‪ ،‬واﻟﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ أن ﻻ‬

‫ﯾﺳرف وﻻ ﯾﻘﺗر‪ ،‬ﻓﯾﻘﺎل ﻓﻼن ﻣﻘﺗﺻد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻗد إﻗﺗﺻد ﻓﻼن ﻓﻲ أﻣرﻩ أي اﺳﺗﻘﺎم‪ ،‬و ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻣﻧﻬم‬

‫ﻣﻘﺗﺻد" ﺑﯾن ظﺎﻟم وﺳﺎﺑق‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋدل‪ ،‬وﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟم ﯾﺳرف‬

‫وﻟم ﯾﻘﺗر‪ ،‬واﻗﺗﺻد ﻓﻲ أﻣرﻩ ﺗوﺳط‪.‬‬

‫وﻣﺻطﻠﺢ إﻗﺗﺻﺎد ﻫو إﻏرﯾﻘﻲ و ﺗﻌﻧﻲ ‪ oikos‬أي اﻟﻣﻧزل و ‪ nomos‬أي اﻟﺗدﺑﯾر ﻓﺎﻟﻛﻠﻣﺔ‬

‫)‪ (oikos nomos‬ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﺗدﺑﯾر اﻟﻣﻧزل‪ ،‬ﺣﯾث إﺳﺗﺧدﻣﻪ أرﺳطو طﺎﻟﯾس و ﻗﺻد ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠم ﻗواﻧﯾن‬

‫اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻧزﻟﻲ أو ﻗواﻧﯾن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" إﻻ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻓﻲ‬

‫ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد ‪ Antoine De Monchrestien‬اﻟذي ﻧﺷر ﻋﺎم ‪ 1615‬ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺑﻌﻧوان "ﺷرح ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻗﺎﺻدًا ﺑﺻﻔﺔ "اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق "ﺑﻘواﻧﯾن اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ" أي اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ وﻟﯾس‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺣدﻫﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد دوﯾدار‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬دار اﻟﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،1993 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪9‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن ‪ 18‬ﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟظﻬور ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد )‪(Economics‬‬

‫ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن‪ ،‬ﺛم اﻟﻛﻼﺳﯾك اﻹﻧﻛﻠﯾز‪ ،‬وﻗد ﺗﺄﺳس ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن ﻣوﺿوع اﻹﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدًا ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﯾد آدم ﺳﻣﯾث ﺑﻌد أن أﺻدر‬

‫ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ﺛروة اﻷﻣم ﻋﺎم ‪ 1776‬واﻟذي ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أن ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻘﯾدا‬

‫ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬ﺗﻌﺎرﯾف ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ :‬ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻌﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧذﻛر‬

‫ﻣﻧﻬﺎ‪:2‬‬

‫‪ -1-2-1‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول‪ :‬اﺳﺗﻘر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺣول اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﯾﺣﺎول أن ﯾرﺑط ﻋﻠم‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن اﻟﻣوارد وﻧدرﺗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ واﺟﺗﻬﺎد اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧدرة )اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ( ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﯾﻣون ﺑﺎر )‪ (Raymon Barre‬ﻓﻲ‬

‫ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻠم ﯾدرس ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة وأﺷﻛﺎل ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻣوارد" ﻓﻬو ﻋﻠم " ﯾﺑﯾن اﻟﺳﺑل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻌدﯾدة واﻟﺗﻲ ﻻ ﺣﺻر‬

‫ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬم وﺳﺎﺋل ﻣﺣدودة"‪.‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم ﺑظﺎﻫرﺗﯾن‪:‬‬

‫‪ -‬ظﺎﻫرة ﻧدرة اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ظﺎﻫرة اﺟﺗﻬﺎد اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﻗﺻد إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إﺑراﻫﯾم ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2-2-1‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋرف ﻣﺎرﻛس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ "ﻋﻠم دراﺳﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬

‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ" وﻫو "ﻋﻠم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺿﺑط ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫وأﺳﺎﻟﯾب اﻹﻧﺗﺎج"‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف‪ ،‬ﯾﺗﺿﺢ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻫو‪:‬‬

‫‪ -‬دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو ﻋﻠم اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻛﯾﺎن اﻹﻧﺗﺎج اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫‪ -3-2-1‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس‬

‫ﻋﻼﻗﺎت اﻷﻓراد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ٕواﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣددة‬

‫ﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺣدود اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ أن أي ﻣﻔﻬوم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﯾﺗﻣﺣور ﺣول‪:‬‬

‫‪ -‬اﻫﺗﻣﺎم اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﻓراد‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﻔﺻل ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟدﻧﯾوﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻷﻫداف اﻷﺧروﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﺑﺗﻎ‬

‫ﻓﯾﻣﺎ آﺗﺎك اﷲ اﻟدار اﻵﺧرة وﻻ ﺗﻧس ﻧﺻﯾﺑك ﻣن اﻟدﻧﯾﺎ"‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ أن‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم ﺑوﺻف طرق إدارة اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻓﻬو ﯾﻼﺣظ وﯾﺻﻧف اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن‬

‫اﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺗﻧظﯾم اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾظﻬر اﻟوﺣدة واﻟدورﯾﺔ )اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻛ ارر( اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗطﺑﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣن ﻣﻬﺎم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺄﺳﯾس اﻷﻓﻛﺎر‪ ،‬واﻟﺑﺣث‬

‫‪11‬‬
‫ﻋن ﻣﺣددات اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ ٕواﯾﺿﺎح وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬أي‬

‫اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾم ﻧظﻣًﺎ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻧﻣﺎذج ﺷﺎرﺣﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﯾﺳﺎﻫم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻻ ﯾﻘﺗرح أﻫداﻓًﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻼﺋم ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪،‬‬

‫وﯾﺑﯾن ﻣدى اﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن اﻷﻫداف ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺗﺣﻘﯾق‬

‫ﻫذﻩ اﻷﻫداف وأﻓﺿل ﻫذﻩ اﻟطرق ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻓﻲ إطﺎر ظروف ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﯾﻘدم ﻋﻠم‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻗواﻋد اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺻﯾﻎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻣوﺿوع وﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟظواﻫر‬

‫اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬أي اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت‬

‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻌﯾﺷﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﯾﺗﺑدى ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﻣزدوﺟﺔ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن واﻟطﺑﯾﻌﺔ‬

‫‪3‬‬
‫وﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫ﯾﻘر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺄن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﻛﺎﻧت وﻻ زاﻟت ﻣوﺟﻬﺔ داﺋﻣﺎ‬
‫ّ‬

‫ﻧﺣو إﺧﺿﺎع ﻗوى اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬و ﻛذﻟك إﺧﺿﺎع اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻧدﻩ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ‬

‫"ﻋﺎﻣل اﻟﻧدرة" اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺑﻧﺎء اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗوازن ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻗﻲ و اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺎدي‪.‬‬

‫اﻟﻣﺳﺗﺟدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷﺑﺎع‬


‫ّ‬ ‫وﻛل ﻫذا ﯾﺻب ﻓﻲ رﻏﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة و‬

‫ﻫذﻩ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣواد أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻟﻛن اﺳﺗﻬﻼك ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻟن ﯾﺗم‬

‫‪3‬‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻣﻔﺎﻫﯾم – ﻣﺻطﻠﺣﺎت – أﺳﺋﻠﺔ‪ ،‬دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪12‬‬
‫دون اﺳﺗﺧراﺟﻬﺎ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬ﺛم ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬وذﻟك ﻫو ﺟوﻫر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬

‫أﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﺗﺞ ﺑﻣﻔردﻩ ﻛل ﺷﻲء‪ ،‬ﻟذﻟك ﻧراﻩ ﻣطﺎﻟﺑﺎً ﺑﺗﺑﺎدل ﺳﻠﻊ ﻣﻊ أﻓراد آﺧرﯾن ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻠﻊ أﺧرى‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل‬

‫ﺑﺛﻼث ﻋﻣﻠﯾﺎت‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼك‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن‪:‬‬

‫‪ -‬اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺿﺎد ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ وﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﺗﻔﺎﻋل ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻪ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ )ﻏذاء‪ ،‬ﻣﻠﺑس‪ ،‬ﻣﺳﻛن ‪ (...‬وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن ذاﺗﻪ‪ ،‬ﺑل ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻟطﺑﯾﻌﺔ‪،‬‬

‫ﺑﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻋﺑر ﺑذل ﺟﻬد ذﻫﻧﻲ أو ﻋﺿﻠﻲ ﺑﻬدف‬

‫اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﺑر ﻧﺷﺎط واع ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﺳﯾق ﻟﻛل ﻋواﻣل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواد أو‬

‫ﺧدﻣﺎت ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﯾﺷ ﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ﻣﻧﻔﻌﺔ )ﺳﻠﻊ‬

‫وﺧدﻣﺎت( أي ﺧﻠق اﻟﺧﯾرات‪.‬‬

‫وﻣن أﺟل اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﻌواﻣل‬

‫اﻹﻧﺗﺎج وﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬وﺗﺷﻣل‪ :‬اﻷرض )اﻟطﺑﯾﻌﺔ(‪ ،‬اﻟﻌﻣل‪ ،‬ورأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ أو اﻟﺗوزﯾﻊ‪ :‬إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن‬

‫اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻘﺎوم اﻟﻧدرة ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﻣﻔردﻩ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل ﻣﻬﺎم اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﺑل ﯾﺗم ذﻟك ﻣن‬

‫ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ‪ ،‬وﺑظﻬور ﻣﻔﻬوم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺣﯾث‬

‫ﺗﺗﺧﺻص ﻓﺋﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺧﺻص اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻪ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺑﺎﻗﻲ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ‪ ،‬وﻫﻛذا ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ﺿرورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬

‫ﻟﻸﻓراد‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘود اﻷداة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗوﻓر ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻣوﺣدا ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‬

‫اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل ﺗداول اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﻧﺎﻓﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑوﺟود وﺳﯾط‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻧﻘود ﻛوﺳﯾط ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل‬

‫وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم وﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﻣﺳﺗودﻋﺎ ﻟﻬﺎ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠدﻓﻊ اﻵﺟل‪.‬‬

‫‪ -3-1-2‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﻬﻼك‪ :‬ﻫﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻷﻓراد ﻣن إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻬم واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط وﺗﻌﯾد‬

‫دورة اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺿﻣن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث ﻫو ﻣﺷﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ أي اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﻓﻲ‬

‫دراﺳﺗﻪ ﻟﻣوﺿوع ﻣﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻗﺎﻧون ﻋﺎم أو أﺳﻠوب اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋق اﻷﺷﯾﺎء‬

‫اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ )اﻟذﻫﻧﯾﺔ( واﻟواﻗﻌﯾﺔ‬

‫)اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ( اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض‪ ،‬وﯾﻘوم ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳس اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﻧﻬﺞ اﺳﺗﻘراﺋﻲ )ﻣن اﻟﺟزء إﻟﻰ اﻟﻛل( واﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ )ﻣن اﻟﻛل إﻟﻰ اﻟﺟزء( ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺔ‬

‫اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺟرﯾب ﺑﻬدف اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﺗﻌﻣﯾم واﻟﺗوﻗﻊ‪ .‬وﯾﺗﺣﻘق ﻫذا ﻣن ﺧﻼل‪:4‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻼﺣظﺔ‪ :‬اﻹدراك اﻷوﻟﻲ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ ووﺻف و ﺗﻔﺳﯾر اﻟظواﻫر‪.‬‬

‫‪ -‬وﺿﻊ ﻓروض ﻋﻠﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺟرﯾب‪ :‬ﺗﻛرار اﻟﻣﻼﺣظﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻔﺳﯾر‪ :‬اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إﺑراﻫﯾم ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬ﺑﻧﺎء اﻟﻔروض اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻌﻣﯾم‪ :‬ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ﯾﺳﺗﻔﺎد ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟواﻗﻊ‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﻗﻊ‪.‬‬

‫وﯾﺑدأ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻣﻼﺣظﺔ اﻟواﻗﻊ ﻟﻛﻲ ﯾﺻور ﻓرض أوﻟﻲ‪ ،‬ﺛم ﯾدﺧل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺟرﯾب‪ ،‬ﻓﺈن ﺛﺑﺗت‬

‫ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻷوﻟﻲ وﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر ﯾﺻﯾر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗوﻗﻊ ﺑﺷﺄﻧﻪ‪.‬‬

‫وﯾﺗطﻠب وﺟود ﻋﻠم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌرﻓﻲ ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻓر ﻣوﺿوع ﻣﺣدد‪ :‬ﺣﯾث أن ﻣوﺿوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻫو اﻟﺗﺻورات اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻟﻠظواﻫر‬

‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻓر ﺟﺳم ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل‪ :‬وﺟوب اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬وأن ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺑﺣث اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم‬

‫اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟظواﻫر ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻘﯾﺎس اﻟظﺎﻫرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻧظرﯾﺎت وﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻠوم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع‪ :‬طﺑﯾﻌﯾﺔ )اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء‪ ،‬اﻟﻔﯾزﯾﺎء‪ ،‬ﻋﻠم اﻷﺣﯾﺎء‪ ،(... ،‬ﻋﻠوم ﻧظرﯾﺔ‬

‫ﻣﺟردة )ﺗﻬﺗم ﺑدراﺳ ﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ﻛﺎﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت‪ ،‬اﻟﺟﺑر‪ ،(... ،‬وﻋﻠوم إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫ﺗﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم‪ ،‬أو ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﻣﻊ اﻷﺷﯾﺎء ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻔرد‬

‫ﻫو اﻟﻣﺣور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻠوم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -1-2-2‬ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻫو "اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﻓﻲ دراﺳﺔ‬

‫ﻣوﺿوع ﻣﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎﻩ اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬أي اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻐﺎﯾﺔ اﻟﺑﺣث‬

‫اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث" ‪.‬‬

‫وﻟﻛل ﻋﻠم طرق ﺑﺣث ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﺿوﻋﻪ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﯾﻣﻛن أن‬

‫ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣوﺿوﻋﻪ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬اﻟﻣﻧﻬﺞ‬


‫ّ‬ ‫ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ )اﻟﺗﺟرﯾدي اﻟﻧظري( واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ )اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ اﻟواﻗﻌﻲ(‪.‬‬

‫* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‪ :‬ﯾﻌﺗﺑر أﻗدم ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﯾث ﯾﻌود إﻟﻰ ﻋﻬد أرﺳطو طﺎﻟﯾس‪ ،‬واﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺗﻌد ﻣﻘدﻣﺔ ُﻣﺳّﻠم ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﻌد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻزﻣﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻋﻘﻠﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻗﺿﯾﺔ ّ‬

‫ﻗواﻋد ذﻫﻧﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﺗدور ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟذﻫن ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟواﻗﻊ أي دون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑﺔ‪.‬‬

‫وﻫو ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﻛل إﻟﻰ اﻟﺟزء )اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل(‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟرﯾﺎﺿﻲ‬

‫ﻣن أﺑرز أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‪.‬‬

‫* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻘراء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠص ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ إﻟﻰ‬

‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟظﺎﻫرة ﻗﯾد اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬وﻫو ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻻﺳﺗدﻻل ﻋن طرﯾق‬

‫اﻟﻣﻼﺣظﺔ أو اﻟﺗﺟرﺑﺔ‪ ،‬ﻣن اﻟﺧﺎص إﻟﻰ اﻟﻌﺎم )ﻣن اﻟﺟزء إﻟﻰ اﻟﻛل أو اﻻﺳﺗدﻻل اﻟﺻﺎﻋد(‪.‬‬

‫إذن ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻧﻧﺗﻘل ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻣن اﻟواﻗﻊ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﺑر اﺳﺗﻘراء ﺟزﺋﯾﺎت‬

‫ﻣﺣﺻور ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬


‫ا‬ ‫ظل ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ‬
‫ﻫذا اﻟواﻗﻊ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗُﻌّﺑر ﻋﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻗواﻧﯾن ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻗد ّ‬

‫ﺗم ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺣﻘل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬


‫ﺣﺗﻰ اﻟﻘرن ‪ ،18‬ﺣﯾث ّ‬

‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣن أﺑرز أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2-2-2‬أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬إن إﺗﺑﺎع اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘﺗﺿﻲ‬

‫اﻟﺑﺣث ﻋن أﻛﺛر اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻣﻼءﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب‬

‫اﻟرﯾﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‪ ،‬واﻷﺳﻠوﺑﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻠذان ﯾﻌﺗﻣدان ﻋﻠﻰ‬

‫اﻻﺳﺗﻧﺑﺎط واﻻﺳﺗﻘراء ﻣﻌًﺎ‪.‬‬

‫* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟرﯾﺎﺿﻲ )إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‪ ،‬ﺗﺟرﯾدي‪ ،‬ﻧظري(‪ :‬ﻋﻧد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺑل‬

‫اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة "داﻟﺔ" ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ‬

‫ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ .‬وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻓﻲ‬

‫ﻟﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذا اﻻرﺗﺑﺎط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن‬


‫ﺗﺧﺻص ﻓرﻋﻲ ﺿﻣن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ّ‬
‫ّ‬ ‫اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ظﻬر‬

‫اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻻﻗﺗﺻﺎد وﻫو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟدﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﺳﻘط ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن‬

‫رﻏم ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ )إﺳﺗﻘراﺋﻲ‪/‬إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ(‪ :‬ﯾﻘوم اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ واﺳﺗﻘراء اﻟﺣوادث‬

‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬وﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم‬

‫اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ وﺻف اﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬أي ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑًﺎ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻪ وﻣﻌرﻓﺔ‬

‫ﺛم ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ‬


‫اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺗﻛررة وﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛررة ودرﺟﺔ اﻧﺗظﺎم ﺗﻛرارﻫﺎ‪ّ ،‬‬

‫واﻟﻣﺗﻛررة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫إن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫو أداة ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن‪ ،‬وﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ ﻫو ﻛﺎﺋن‪ ،‬وﺗوﻗﻊ ﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻓﻲ‬

‫ﺗطور اﻟﺷﻌوب واﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬


‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬أي ﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ّ‬

‫‪17‬‬
‫وﯾﺳﺎﻫم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻗواﻧﯾن اﻟﺗطور اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪،‬‬

‫وﺣددت ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ .‬ﻓﻘط ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ‬
‫ّ‬

‫ﺿرورة أﺧذ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ‪ ،‬واﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي( وﺗﺎرﯾﺦ‬

‫اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻣوﻣًﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟظواﻫر‬

‫ﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺧﺑرﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬


‫أن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ُﯾ ّ‬
‫اﻟﺗﻐﯾر‪ ،‬ﺣﯾث ّ‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗّﺳم ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار وﻋدم ّ‬

‫ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻟﻠظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻓﻬﻣﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﻣﺿﻣون ﻛل ﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋﺎﺷﻪ اﻟﺑﺎﺣث وﻋﻣل‬

‫ﺗﻔﺳر أﺳﺑﺎﺑﻪ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾرﻩ وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ّ‬

‫* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ )إﺳﺗﻘراﺋﻲ‪/‬إﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ(‪ :‬ﯾﻬدف ﻛل ﻋﻠم إﻟﻰ ﺑﻧﺎء ﻗواﻧﯾن‪،‬أي ﻋﻼﻗﺎت ﺟﺑرﯾﺔ ﺑﯾن‬

‫أﺣﺟﺎم ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس‪ ،‬و أوﻟﻰ ﻣراﺣل اﻟﻌﻠم إذا ﻫﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذﻩ اﻷﺣﺟﺎم )اﻟﻛﻣﯾﺎت( ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻹﺣﺻﺎء‬

‫ﺑﻘﯾﺎس ﻫذﻩ اﻷﺣﺟﺎم‪ ،‬إذ أﻧﻪ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻼﺣظﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﺗﺗّﺧذ ﺷﻛل اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷرﻗﺎم‪.‬‬

‫وﯾﻠﺟﺄ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون إﻟﻰ اﻷﺳﻠوب اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻘﯾﺎس ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟظواﻫر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻼ‬

‫ﺑد ﻣن ﺗﺣدﯾد‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﺳﺗوى اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن دﺧل‪ ،‬ﺑل ﻻ ّ‬

‫أﺛر زﯾﺎدة اﻟدﺧل ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗﺣدﯾدًا ﻛﻣﯾًﺎ‪.‬‬

‫وﯾوﺻف اﻹﺣﺻﺎء ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻠوب اﺳﺗﻘراﺋﻲ ﯾﺗّﺳم ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻛل ﻧظرﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑﺗﻌد ﻋن‬

‫اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻟﻛن ﯾؤﺧذ ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗرﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺗﻧﺎول اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ‬

‫ﻼ ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺟﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺳﻠﻊ‬


‫اﻷرﻗﺎم )اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧوﻋﯾﺔ(‪ ،‬ﻓﺎﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛ ً‬

‫وﺧدﻣﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﯾﺿًﺎ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﺗطور ﺣﺗﻰ ﺑﺎت ﯾﺷ ّﻛل ﻣﻊ‬
‫وﯾﻣﺛل اﻹﺣﺻﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ّ‬

‫ﻼ ﻣن ﻓروع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻫو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ‪.‬‬


‫اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓرﻋًﺎ ﻣﺳﺗﻘ ً‬

‫‪ -3‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ :‬ﯾﻌد ﺳﻠوك اﻟﻔرد وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‬

‫اﻟﻣﺷﺗرك ﻋﻧد ﻛل ﻓروع اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ )اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ‪ ،‬اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪ ،‬ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ‪(...‬‬

‫ﺣﯾث أن ﻛل ﺗﺧﺻص ﻣﻌرﻓﻲ ﯾدرس ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣن زاوﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺣﺎول ﻓﻬم طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن‬

‫اﻷﻓراد دون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻷﺧرى‪.‬‬

‫ﻏﯾر أﻧﻪ ورﻏم ﻫذا اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛون أﻧﻪ وﺑﻐﯾﺔ ﺗﺳﻬﯾل‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻛﺛر دﻗﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﻘﯾﯾم ﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ﯾﺗوﻟﻰ ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺟﺎﻧﺑﺎً ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ودراﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻورة ﻣﻧﻔردة‪ ،‬وﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣدود ﺑﯾن‬

‫ﺣد ﻛﺑﯾر‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻔروع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗداﺧﻠﺔ إﻟﻰ ّ‬

‫وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟذي ﺣﻘق ﻗدر ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‬

‫ﺑﻣوﺿوﻋﻪ وﻣﻧﻬﺟﻪ وﻗواﻧﯾﻧﻪ و ﻧظرﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﺳﺗﻌﯾﻧون ﺑﻣﺎ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘول اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن طرق وﻣﻧﺎﻫﺞ وﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻬذا‬

‫اﻟﻌﻠم‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻬﻣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪ -1-3‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ :‬ﯾﻌد ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻷﻛﺛر ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟظﺎﻫرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺟﻬﺎن ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺻﻠب اﻫﺗﻣﺎم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪،‬‬

‫وﯾﻌد رواد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن أواﺋل ﻣن أ ّﻛد ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن‬

‫‪19‬‬
‫ﺗطور اﻷﺣداث اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺗزﯾد ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻌﻠوم‬


‫وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺗﺟﺎﻫل ﻣﺎ ّ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷزﻣﺎت واﻟظواﻫر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ذات ﺧﻠﻔﯾﺔ‬

‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬أي ﯾرﺟﻊ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ إﻟﻰ ظواﻫر وﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻟﺳودان‪ ،‬ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ‪ ،‬اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻌراق ‪ (...‬واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) اﻷزﻣﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،(....‬وﻛل اﻟدراﺳﺎت‬

‫اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺑط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺷﻛل اﻟﻧظﺎم‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻗﯾﻣﻪ ٕواﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺗﻪ ﻋواﻣل رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أن‬

‫اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣرة ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي رأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻋﻛس اﻟﻧظم اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق‬

‫ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ واﻟﻣرﻛزي اﻟﻣﺧطط‪.‬‬

‫‪ -2-3‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع‪ :‬ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑدراﺳﺔ ﻛل اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن‬

‫ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣﺳﺗوى واﺣد ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫو ذﻟك اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛن‬

‫ﺗﻠﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ‬

‫اﻻﻧﺗظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ إﺑن ﺧﻠدون ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ودور اﻟﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣرﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺂﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﺛﻼ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬ﺗﺗﺟّﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ ظﻬور ﺗﺧﺻص ﻓرﻋﻲ ﺿﻣن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻫو ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو ﺿﻣن ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻫو ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر‬

‫اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻛس‪.‬‬

‫‪ -3-3‬اﻹﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪ :‬ﯾرﺗﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻣﻌرﻓﺔ‬

‫اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻋﺑر اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎف وﺻﯾﺎﻏﺔ‬

‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻟذا ﯾﺣﺗﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻣل اﻟﻣؤرخ أي ﻣﻌرﻓﺔ اﻹطﺎر‬

‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟزﻣﻧﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻣوﻣﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﺗﻛرر‬

‫اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﯾﻘود إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻌﻣﯾﻣﻪ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣن أدوات و طرق اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣؤرخ ﺑدورﻩ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ ﺟزءًا ﻣن ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬وﻫو‬

‫ﻻ ﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ‬


‫ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷن اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺷﻛل ﻣﺟﺎ ً‬

‫ﺗﺗﺑﻊ ﺗطورات اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرى ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛس ﻓﻲ ﻧظرﯾﺎﺗﻪ ﺣول اﻟﺗطور‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن أﺟل ّ‬

‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ أﺧرى ﺳﺑﺑﻪ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎت‬

‫اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي )اﻟﺟدﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ( ﻓوﺻول اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳﯾطرة اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫ﻌد اﻟﻘﺎﻧون اﻹطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬‬


‫‪ -4-3‬اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون‪ُ :‬ﯾ ّ‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وطﯾدة‪ ،‬واﻟﻘﺎﻧون ﺑﻬذا ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗرﺟﻣﺔ ﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬وﻗد ﯾﻛون‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺋد أرﺳﻣﺎﻟﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‪ ،‬أو اﺷﺗراﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ‪ ،‬أو إﺳﻼﻣﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أن‬

‫اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻌد ﻣن أﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي وآﺧر‪ ،‬وﻛل دوﻟﺔ ﻟﻬﺎ‬

‫‪21‬‬
‫ﻣﻧظوﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫ﻌد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻛﺄﺣد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ‬


‫‪ -5-3‬ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪ :‬ﺗُ ّ‬

‫اﻷوﻟﻰ ﺗدﻓﻊ اﻟﻔرد ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻧﺷﺎطﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل‬

‫اﻟﺗطورات اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻧﻔﺳﻲ وﻟﻪ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬أﺳواق اﻟﻣﺎل‬

‫وأﺳواق اﻟﺻرف ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -6-3‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ‪ :‬ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻛوﺳط ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﯾﻠﺗﻘﻲ‬

‫اﻟﻌﻠﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣواطن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟوﺣدات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺛﻼُ(‪ ،‬وﻫﻛذا ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ‬

‫ﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟوﺳط اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﺎﺣﺗواء رﻗﻌﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺛروات‬

‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ )ﻣﻌﺎدن‪ ،‬ﻣﺣروﻗﺎت‪ ... ،‬إﻟﺦ( ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ‬

‫أو اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺗﺑﻠور ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻫو ﻋﻠم ﯾﻬﺗم ﺑﺑﺣث اﻟﻘوى اﻟﻣﺣرﻛﺔ‬

‫واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ‪.‬‬

‫‪ -7-3‬ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ‪ :‬ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ ﺑدراﺳﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﺣﯾث ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن‪،‬‬

‫اﻟﻬﺟرة‪ ،‬ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن‪ ،‬اﻟﺗﻛﺎﺛر‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻧﺷطﺔ‪ ،‬ﻓوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﻛﻧﺔ وﺣرﻛﺗﻬﺎ وﺑﻧﯾﺗﻬﺎ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‬

‫واﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻣﺟﺎل اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ‪.‬‬

‫وﯾﺗﺿﺢ اﻟﺗداﺧل اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌواﻣل اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ ﺗؤﺛر‬

‫ﺣﺗﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺣدد ﺣﺟم اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ وﻣدى اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻣﺛل إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﻟﻬدف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺗﻔﺎوت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ درﺟﺎت ﺗوﻓﯾرﻫﺎ‬

‫‪22‬‬
‫ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻟﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺳﺗواﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻣن أﺑرز اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن رﺑطوا ﺑﯾن‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﻛﺎن ﻧذﻛر "روﺑرت ﻣﺎﻟﺗوس" ﻓﻲ ﻧظرﯾﺗﻪ ﺣول اﻟﺳﻛﺎن واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻘد ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ ﻻ‬

‫ﺗوازن ﺑﯾن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن )ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻫﻧدﺳﯾﺔ( وﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة اﻟﻣوارد )ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ( وﻫو ﻣﺎ‬

‫ﯾﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻻ ﺗـ ـزال اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﺗﺷ ــﻐل ﺑ ــﺎل اﻟﻣﻬﺗﻣ ــﯾن واﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﺄن اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي طﺎﻟﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ‬

‫اﻟﻣﺣور اﻟذي ﯾدور ﺣوﻟﻪ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺗﻔرﻋﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺣـور اﻹﻟﻣـﺎم ﺑﺟـوﻫر‬

‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌراض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌرﯾف وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌــد اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﻧــدرة ﻛﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﯾﻬﺎ اﻟــﺑﻌض ﺳــﺑب‬

‫ﻧﺷوء ﻋﻠـم اﻻﻗﺗﺻـﺎد‪ ،‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﻣﻔﻬوﻣﻬـﺎ ﻫـو اﻟﻣـدﺧل اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻹدراك اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟوﺛﯾﻘـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻔـرد واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬

‫ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧـدرة اﻟﻧﺳـﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣـوارد اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﺧـﺗﻼف‬

‫أﻧواﻋﻬ ــﺎ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﺑﻠﻐ ــت أﺣﺟﺎﻣﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻲ ﻣـ ـوارد اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﻣﺣ ــدودة ﻓ ــﻲ ﻛ ــل دوﻟ ــﺔ إذا ﻣ ــﺎ ﻗورﻧ ــت ﺑﺎﻟﺣﺎﺟ ــﺎت‬

‫اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪.‬‬

‫اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﯾﻣﻛــن أن ﻧﺳــﺗﻧﺗﺞ ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺟــﺎﻧﺑﯾن أﺳﺎﺳــﯾﯾن‪،‬‬

‫ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة وﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣوارد واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺣدودة ﻧﺳﺑﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗــدور اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺣــول ﻣــﺎ ﯾﺷــﺎﻫد ﻓــﻲ اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﯾوﻣﯾــﺔ ﻣــن ﻧــدرة‬

‫ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﺳﺗﻬﻼك ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺣـﺗم ﻋﻠﯾـﻪ اﺳـﺗﺧدام ﺗﻠـك اﻟﻣـوارد‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻣﺣــدودة ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺣــو أﻓﺿ ــل ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻣﻛﻧــﻪ ﺑﻠ ــوغ أﻗﺻ ــﻰ إﺷــﺑﺎع ﻣﻣﻛ ــن ﻣــن ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﻧﺷ ــﺄ ﺑﻬ ــذﻩ‬

‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣ ن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗطورة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ‪.‬‬

‫واﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻫــذا اﻟوﺿــﻊ ﺗﻧﺷــﺄ ﻣﺷــﻛﻠﺗﺎن اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺗﺎن ﻣرﺗﺑطﺗــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو ﯾﺟﻌــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ وﺟﻬــﯾن‬

‫ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻷوﻟـــﻰ‪ :‬وﺗظﻬــر ﺑﺳــﺑب ﻛــون اﻟﺟــزء اﻷﻛﺑــر ﻣــن اﻟﻣ ـوارد ﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻣــﺎ ﻻ ﯾﺻــﻠﺢ ﻓــﻲ ﺷــﻛﻠﻪ‬

‫اﻷوﻟــﻲ ﻹﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻟــزم ﺗــدﺧل اﻹﻧﺳــﺎن ﻋــن طرﯾــق ﺑــذل اﻟﺟﻬــد اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ )اﻟﻌﻣــل(‬

‫ﻟﯾﺣــدث ﺗﻐﯾﯾ ـرات ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻟﻣ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ وﯾﺟﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ ﺷــﻛل ﻣﻧﺎﺳــب ﻹﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ )ﺧﻠــق‬

‫ﻣﻧﻔﻌــﺔ(‪ .‬وﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺣــوﯾر ﻫــذﻩ ﻧﺷــوء ﺻ ـراع ﺑــﯾن اﻹﻧﺳــﺎن واﻟطﺑﯾﻌــﺔ‪ ،‬ﺻـراع ﺗﺣﻛﻣــﻪ ﻗـواﻧﯾن طﺑﯾﻌﯾــﺔ‬

‫ﺛﺎﺑﺗـﺔ وﻋﺎﻣــﺔ وأوﺿــﺎﻋﺎ ﻓﻧﯾــﺔ ﺗﺗﻐﯾــر ﺑﺗﻐﯾــر اﻟزﻣــﺎن واﻟﻣﻛــﺎن‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺣــوﯾر دﺧــول اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻲ‬

‫ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻪ )اﻹﻧﺗﺎج( اﻟﺻﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ :‬وﺗظﻬــر ﺑﺳــﺑب ﻛــون اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻛﺛﯾ ـرة وﻣﺗﻧوﻋــﺔ وﻣﺗ ازﯾــدة وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻏﯾــر‬

‫ﻣﺣدودة‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫـﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬـﺎ ﻣﺣـدودة‪ .‬وﻓـﻲ ﻫـذا اﻟوﺿـﻊ ﻻﺑـد وأن ﺗﻘـوم‬

‫ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣ ـوارد اﻟﻣﺣــدودة ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺣــدودة‪ ،‬وﻫــو أﻣــر ﯾﻘﺗﺿــﻲ ﺗﺣدﯾــد اﻟﺗــﻲ‬

‫ﺗﺷـ ــﺑﻊ واﻟﻘـ ــدر اﻟـ ــذي ﯾـ ــﺗم إﺷـ ــﺑﺎﻋﻪ وﺗﻠـ ــك اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣـ ــرم ﻣـ ــن اﻹﺷـ ــﺑﺎع‪ ،‬ﺑﺻـ ــرف اﻟﻧظـ ــر ﻋـ ــن طﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟﻧظـ ــﺎم‬

‫اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‪ .‬وﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ﻓــﺈن اﻟﺗﻘﺎﺑــل ﺑــﯾن اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺣــدودة واﻟﻣ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﯾﻘﺗﺿــﻲ‬

‫ﺗدﺧل اﻹﻧﺳﺎن ﻟﺗﺣدﯾد أوﻟوﯾﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ :‬ﻟﻘــد أﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻔﻛــرون ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻧــدرة واﻻﺧﺗﯾــﺎر ﻫﻣ ـﺎ وﺟﻬــﺎ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -1-3‬اﻟﻧـــدرة‪ :‬وﯾﻘﺻ ــد ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻧ ــدرة اﻟﻧﺳ ــﺑﯾﺔ وﻟ ــﯾس اﻟﻧ ــدرة اﻟﻣطﻠﻘ ــﺔ‪ ،‬وﯾﺗﻌ ــﯾن اﻟﺗﻣﯾﯾ ــز ﺑ ــﯾن اﻟﻧ ــدرة ﺑ ــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ‬

‫اﻟﻣطﻠ ــق واﻟﻧ ــدرة ﺑﻣﻌﻧﺎﻫ ــﺎ اﻟﻧﺳ ــﺑﻲ‪ .‬ﻫ ــذﻩ اﻷﺧﯾـ ـرة ﺗوﺿ ــﺢ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ اﻟﻧﺳ ــﺑﯾﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ ووﺳ ــﺎﺋل‬

‫إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺑﺎﯾن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻧدرة ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر‪.‬‬

‫ﻣن أﺳﺑﺎب ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧدرة‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻣوارد ﻟﻠﻧﻔﺎذ واﻟﻧﺿوب‪.‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﺑﻧﺳب ﺗﻔوق اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫‪ -2-3‬اﻻﺧﺗﯾــﺎر‪ :‬ﺗــﺗﻠﺧص اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻣطــﺎف ﻓــﻲ ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﺧﺗﯾــﺎر‪ .‬وﻫــذا اﻻﺧﺗﯾــﺎر‬

‫ﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ ﻋدة ﺟواﻧب‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ‪:5‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﻘرر ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﻧوﻋﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺷـﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻫـذا‬

‫ﯾﻌﻧــﻲ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣ ـوارد ﻋﻠــﻰ ﻓــروع اﻹﻧﺗــﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺗﺣدﯾــد ﺣﺟــم ﻛــل ﻓــرع ﻣــن ﻓــروع اﻹﻧﺗــﺎج‪،‬‬

‫وﺗﺧﺗﻠف وﺳﯾﻠﺔ اﺗﺧﺎذ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ أن ﯾﻘ ــرر ﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﯾﺗم ﺑﻬ ــﺎ اﻹﻧﺗ ــﺎج واﺧﺗﯾ ــﺎر أﻧﺳ ــب اﻟط ــرق ﻹﻧﺗ ــﺎج اﻟﺳ ــﻠﻊ‬

‫واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘررة‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ أن ﯾﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ زﯾــﺎدة ﻣﻘدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺗــﺎج ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑل‪ ،‬وﯾﺗطﻠــب ذﻟــك أن ﯾﻘــرر إﻟــﻰ أي‬

‫ﻗدر ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻐرض اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ إﻗﺎﻣـﺔ ﻣﺷـروﻋﺎت ﺟدﯾـدة ﻗـﺎدرة‬


‫ﺣد ﯾﺿﺣﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﯾوﻓر ا‬

‫ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻗدر إﺿﺎﻓﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد‪ ،‬ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ‪ ،2010 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﺣدد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻘـق ﻟـﻪ اﻻﺳـﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛـل ﻹﻣﻛﺎﻧﺎﺗـﻪ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‪ ،‬وﺗﺑـرز أﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا‬

‫اﻟﺟﺎﻧب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﺗواﻓر اﻟﻣوارد واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﻘرر ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻛـون اﻟﻧﺷـﺎط اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ ﻧﺷـﺎطﺎ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﻣﻘﺎوﻣــﺔ اﻟﻧـدرة اﻟﻧﺳـﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣـوارد‪ ،6‬وﺗﻘــوم‬

‫ﻛــل ﺣﯾ ــﺎة اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟ ــﻧظم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟوﺟ ــود اﻟﻣــﺗﻼزم ﻟﻺﻧﺳ ــﺎن واﻷﺷ ــﯾﺎء‪،‬‬

‫ﻓﺎﻹﻧﺳــﺎن ﯾﺣــس ﺑﺣﺎﺟــﺎت ﻣﺗﻌــددة ﯾﺟــد إﺷــﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺧﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ ﻟــﻪ اﻟطﺑﯾﻌــﺔ‪ ،‬وﯾﺳــﺗﻌﻣل ﻣــن أﺟــل‬

‫ذﻟك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫ﺗﺑــدأ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟظﻬــور ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟــد اﻹﻧﺳــﺎن ﻧﻔﺳــﻪ أﻣــﺎم ﻋــدد ﻛﺑﯾــر ﻣ ــن‬

‫اﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻣﺗ ازﯾـدة واﻟﻣﺗﺟــددة )ﻣـواد ﻏذاﺋﯾـﺔ‪ ،‬ﻟﺑــﺎس‪ ،‬ﻣﺳـﻛن‪ ،‬وﺳــﺎﺋل اﺗﺻـﺎل ‪ (...‬ﻣﻘﺎﺑـل ﻧــدرة و ﻗﻠـﺔ اﻟوﺳــﺎﺋل‬

‫واﻟﻣ ـوارد اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾــﺔ ﺗﻠــك اﻟﺣﺎﺟﯾــﺎت‪ .‬ﻓﺎﻟﺣﺎﺟ ـﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻻ ﺣﺻــر ﻟﻬــﺎ‪ ،‬وﻛﻠﻣــﺎ وﺻــل اﻹﻧﺳــﺎن إﻟــﻰ‬

‫ﺗﻠﺑﯾ ــﺔ ﺑﻌﺿ ــﻬﺎ إﻻ وظﻬ ــرت ﺣﺎﺟﯾ ــﺎت ﻣ ــن ﻧ ــوع آﺧ ــر‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﺗﺧﺗﻠ ــف ﺑ ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي ﻟﻠﻔ ــرد‬

‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﺗﻌﺗﺑ ــر اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ أﺣ ــد اﻟﻌواﻣ ــل اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻓ ــﻲ ظﻬ ــور اﻟﺻـ ـراع اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت‪،‬‬

‫وﻛــذﻟك ﻓﻛــرة ﻗﯾــﺎم اﻟﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ )اﻟدوﻟــﺔ(‪ ،‬ﺿ ــﻣن أﻫــم وظــﺎﺋف اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑﺎﻟدوﻟــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗوزﯾ ــﻊ‬

‫اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻋﻧﺎﺻــــر اﻟﻣﺷــــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻــــﺎدﯾﺔ‪ :‬إذا اﺗﻔﻘﻧ ــﺎ ﺑـ ـﺄن اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﺗﻛﻣ ــن ﻓ ــﻲ ﻧ ــدرة اﻟﻣـ ـوارد ﻗﯾﺎﺳ ــﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﺣﺎﺟ ــﺎت‪ .‬وﻋﻠ ــﻰ اﻓﺗـ ـراض أن اﻟﻣـ ـوارد ﻣﺣ ــدودة وأن اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت ﻣﺗﻌ ــددة وﻣﺗ ازﯾ ــدة‪ ،‬وﻋﻠﯾ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن اﻟﻘ ــول ﺑ ــﺄن‬

‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋﻧﺻرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن‪ ،‬ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟﻣوارد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ﻣﺧﺗﺎر طﻠﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﻛز ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗوح‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -1-4‬اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌرف اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻌﻛس اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول‬

‫ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل ﻻزﻣﺔ ﻟﺑﻘﺎء وﺣﻔظ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻟم وﻋدم اﻻرﺗﯾﺎح )اﻟﺟوع‪ ،‬اﻟﻌطش‪ ،‬اﻟﻣرض‪ ،‬اﻟﺑرد‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.(...‬‬

‫‪ -‬اﻟرﻏﺑﺔ ﺑﻣﻌرﻓﺔ وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻟم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻹزاﻟﺔ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻟم‪.‬‬

‫وﺗﺗّﺳم اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-1-4‬ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻹﺷﺑﺎع‪ :‬إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق أو اﻷﻟم‪ ،‬ﻓﻬذا اﻹﺣﺳﺎس ﺗﺗراوح‬

‫ﺣدة ﻫذا اﻟﺷﻌور إذا أﺷﺑﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗرﺳل ﻓﻲ‬
‫وﺗﻘل ّ‬
‫ﺣدﺗﻪ وﻧوﻋﻪ وﻓﻘًﺎ ﻟظروف اﻟﺣﺎل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫اﻹﺷﺑﺎع ﺗﻧﺎﻗﺻت ﺣدة اﻷﻟم ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻼﺷﻰ أو ﯾزول ﻛل ﺿﯾق و أﻟم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻔﺗرة اﻟواﺣدة‪،‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑظﺎﻫرة ﺗﻧﺎﻗص اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-1-4‬ﻻ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت‪ :‬إن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﻟﯾوم ﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ‬

‫ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻷﻣس‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻫﻲ اﻧﻌﻛﺎس ﻟﺿرورات ﺣﯾوﯾﺔ أو ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻲ أﯾﺿﺎً ﺗﻌﺑﯾر ﻋن أوﺿﺎع‬

‫اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ظروف اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﻣدن‪ ،‬أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻓﺈن‬

‫ﺣﺎﺟﺎت اﻷﺟداد ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﻧﺎ وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن ﺣﺎﺟﺎﺗﻧﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﺎت اﻷﺣﻔﺎد‪.‬‬

‫‪ -2-4‬اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣ ﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣن ﻣوارد و ﺧﯾرات طﺑﯾﻌﯾﺔ‪،‬‬

‫واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﺣدودة‬

‫داﺋﻣﺎُ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻧدرة‪.‬‬

‫وﯾرﺗﺑط وﺟود اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑوﺟود ﺷروط أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫ﻻﺑد ﻣن اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻫﻧﺎك ﻣواد ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬

‫‪ -‬ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ أي ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أو رﻏﺑﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪،‬‬

‫واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﯾﺳت ﺻﻔﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺑل ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ظروف اﻟﺣﺎل‪.‬‬

‫‪ -‬ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣوارد ﺧﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﺑﻘدر ﻣﺣدود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ﻫﻧﺎك ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺧﯾرات ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣوﺟودة ﺑﻛﺛرة‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر‬

‫ﻣﺣدودة اﻟﻛﻣﯾﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ إذن ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﺟﻣﯾﻊ‬

‫ﻣﻣﺎ‬
‫ﺗﻌد ﻧﺎدرة ﻧﺳﺑﯾًﺎ‪ ،‬أي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻬم ﻓﻲ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪ّ ،‬‬
‫اﻷﻓراد‪ .‬وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ّ‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿرورة اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟطﻠب واﻻﺳﺗﮭﻼك‬
‫‪ -1‬اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻣﺣدداﺗﻪ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ :‬ﻫو اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ أو إﺗﻼﻓﻬﺎ وذﻟك ﻣن أﺟل إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أو رﻏﺑﺎت‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻛل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺿوﯾﺔ‬

‫ﺗم إﻧﺗﺎﺟﻪ‬
‫ﯾﺗم ﻣواﺟﻬﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك )ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ( إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻣّﺎ ﺑﻣﺎ ّ‬
‫ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث ّ‬

‫ﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ " اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت ﺧﻼل‬
‫وﯾ ّ‬
‫ﻣن ﻗﺑل‪ُ .‬‬

‫ﯾﺗم ادﺧﺎرﻩ"‪.‬‬
‫اﻟﺣﺻﺔ ﻣن دﺧل اﻷﺳرة اﻟذي ﻟم ّ‬
‫ﯾﻌرﻓﻪ ﺟون ﻣﯾﻧﺎرد ﻛﯾﻧز ﺑﺄﻧﻪ " ّ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ"‪ ،‬ﻛﻣﺎ ّ‬
‫ﻓﺗرة ّ‬

‫أن‬
‫واﻻﺳﺗﻬﻼك رﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذ ّ‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓرص اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻌﻠﻘﺎن ﺑﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛّﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬

‫ورﻏم أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻗد ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻗﺑل ﻛﯾﻧز ﻣﺛل ‪E. Engel‬‬

‫ﻗدﻣﻪ‬
‫وﻣﺎرﺷﺎل ‪ A. Marshall‬و ﺑﺎرﯾﺗو ‪ V. Pareto‬و ﺑﯾﻐو ‪ A.C. Pigou‬وﻏﯾرﻫم‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎ ّ‬

‫ﻛﯾﻧز ﺣول اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﺗﻣﯾ اًز ﻣن ﺧﻼل طرﺣﻪ ﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺗراﺑطﺔ ﺗﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎد‪،‬‬

‫ﺧﺻﻪ ﻛﯾﻧز ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻟدورﻩ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫وﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ّ‬

‫اﻟﻣﺣرك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﺟﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫اﻟذي ﯾﻌﺗﺑرﻩ‬

‫‪ -2-1‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك‪:‬‬

‫‪ -1-2-1‬اﻟﻌواﻣل ذاﺗﯾﺔ‪ :‬وﯾﺗﺟﻠﻰ أﺛر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن‬

‫ﻣن اﻟدﺧل‪ ،‬ﺣﯾث ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘﺳﯾم دﺧﻠﻪ ﺑﯾن‬

‫اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ واﻻدﺧﺎر‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻹﻗﻼل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻧطﻠق ﻣن دواﻓﻊ ذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر‪ :‬وﻫو اﻟذي ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟﺗﺑﺻر وﺑﻌد اﻟﻧظر‪ :‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﯾدﺧر ﻟﻠﻣرض واﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ اﻹﺣﺗﺳﺎب‪ :‬ﯾﺧﻠق اﻻﺳﺗﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ :‬ﯾﺟﻌل اﻟﻔرد ﯾﻘّﻠل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ﻟﯾﺳﺗﺛﻣر وﯾزﯾد دﺧﻠﻪ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ :‬ﯾﺟﻌل اﻟﻔرد ﯾﺗﻌﺎطﻰ اﻟﺻﻔﻘﺎت واﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟﺗورﯾث‪ :‬وﻫو أﯾﺿﺎ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻹﻧﻔﺎق‪.‬‬

‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟ ّﺷﺢ وﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺗﻐﯾرات ﺗﻧطﻠق ﻣن أﺳﺑﺎب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺧﻠق ﺿﻐوطًﺎ ﻟزﯾﺎدة‬

‫ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟدﺧﻠﻪ‪ ،‬وﯾﻧدرج ﺿﻣن ﻫذﻩ‬


‫ّ‬ ‫درﺟﺔ ﻧزوع اﻟﻔرد ﻧﺣو اﻻﺳﺗﻬﻼك أو إﻧﻘﺎﺻﻬﺎ‬

‫اﻟﻌواﻣل ﻣﺗﻐﯾرات‪ ،‬ﻣﺛل‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة اﻟطﺎرﺋﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ أﺻول رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ‬

‫دﺧﻠﻪ اﻟﻣﻧﺗظم‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أو اﻹﺟراءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻠﺣوظﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔواﺋد اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻼ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻗﻌﺎت اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗوى دﺧوﻟﻬم اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﺣﺗﻣﺎﻻت ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑ ً‬

‫ﯾﺗﺣدد ﺑﻣوﺟب ﺣﺟم‬


‫ّ‬ ‫إذن‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي‬

‫ﻓﺛﻣﺔ ﻋواﻣل أﺧرى ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر‪ ،‬ﻣﺛل‬
‫اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ‪ّ ،‬‬

‫‪31‬‬
‫ﺗﺑدﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‬
‫اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔروق ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﺗوﻗﻌﺎت ّ‬

‫وطﺑﯾﻌﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻔﺋﺎت واﻟﺷراﺋﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻌدﻻت اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة‬

‫أﯾﺿًﺎ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ )اﻟزﯾﺎدات اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ وأﺛر ذﻟك‬

‫ﻋﻠﻰ اﻷذواق و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ(‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺳﺎﺋد وﻣدى ﺗطورﻩ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟطﻠب‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﺗﻌرﯾف اﻟطﻠب‪ :‬اﻟطﻠب ﻫو اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗرون ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﺷراﺋﻬﺎ ﻋﻧد ﺳﻌر ﻣﻌﯾن‬

‫‪7‬‬
‫وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺄن‪:‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ ّ‬

‫اﻟﻣﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻔردﯾﺔ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬اﻟطﻠب ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟطﻠب اﻟﻛّﻠﻲ‬

‫‪ -‬وﺟود اﻟرﻏﺑﺔ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﺻول ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﺗرن‬

‫ﺑﺎﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إرﺗﺑﺎط اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات‪ ،‬ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺳﻌر‪ ،‬اﻟدﺧل‪ ،‬اﻟزﻣن‪ ،‬أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪،‬‬

‫اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ ،‬اﻟدﻋﺎﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو‬

‫ﻣﺣددات اﻟطﻠب وﯾﻣﻛن‬


‫ﻓﺈن داﻟﺔ اﻟطﻠب ﻣﻌ ّﻘدة وﻫﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺗدﻋﻰ ّ‬
‫وﻋﻠﯾﻪ‪ّ ،‬‬

‫ﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل‪:‬‬

‫ﻛﺳﺎب ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪7‬‬

‫‪32‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟدراﺳﺔ أﺛر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ أﺛر ﻋﺎﻣل واﺣد ﻓﻘط واﻓﺗراض‬

‫ﺛﺑﺎت اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى وﻓق ﻣﺑدأ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟظﺎﻫرة )اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣددة ﻟﻠطﻠب ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ‪ ،‬ﻧﺟد‬


‫ّ‬ ‫‪ -1-2‬ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب‪ :‬إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ ﺛﺑﺎت اﻟﻌواﻣل‬

‫أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟطﻠب‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ‬

‫ارﺗﻔﻊ اﻟﺳﻌر ﺗﻧﺧﻔض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ )أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻧﻛﻣﺎش اﻟطﻠب(‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻛس ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر‬

‫ﺗﻣدد اﻟطﻠب(‪ ،‬وﯾطﻠق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ‬


‫ﯾﺳﻣﻰ ّ‬
‫ﺗرﺗﻔﻊ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ )أو ﻣﺎ ّ‬

‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻋﺑﺎرة "ﺗﻐﯾر اﻟطﻠب"‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﯾﻣﻛن ﻛﺗﺎﺑﺔ طﻠب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك )اﻟﻔرد( ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺗﻣﺎد ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺷﻛل‬
‫اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ‪.X‬‬ ‫‪ ،i = 1, 2, 3 …… n‬ﺣﯾث ‪ n‬ﯾﻣﺛّل ﻋدد اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و‬

‫=‬ ‫(∱‬ ‫(∱ =)‬ ‫وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﯾﺻﺑﺢ اﻟطﻠب اﻟﺳوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻵﺗﻲ‪) :‬‬

‫‪PX‬‬

‫‪QX‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -2-2‬ﺗﻔﺳﯾر داﻟﺔ اﻟطﻠب‪ :‬إن ﺗﻔﺳﯾر ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑرﯾر اﻧﺣدار ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب إﻟﻰ اﻷﺳﻔل ﯾﻣﻛن إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ ﺳﺑﺑﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن‬

‫ﻫﻣﺎ‪ :‬أﺛر اﻹﺣﻼل وأﺛر اﻟدﺧل‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬أﺛر اﻹﺣﻼل‪ :‬ﻋﻧد اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )اﻟﺑدﯾﻠﺔ( ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻣدد‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ) ّ‬
‫ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻷﺧرى ّ‬
‫ﺣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺳﺎﻋﺔ ّ‬

‫اﻟطﻠب(‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻊ ﺛﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻛﻣﺎش اﻟطﻠب‬

‫ﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬


‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن ّ‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك )ﻣﻊ ﺑﻘﺎء‬


‫‪ -2-2-2‬أﺛر اﻟدﺧل‪ :‬إن اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ّ‬

‫ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ‬
‫ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﻫذا ﻣﺎ ّ‬
‫اﻟدﺧل اﻹﺳﻣﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ(‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد ﻣن ﺷراﺋﻪ ﻟﻠﺳﻠﻊ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠﻌﺔ ّ‬

‫ﺑزﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﻌﻛس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫ﻛل ﻣن اﻟدﺧل واﻹﺣﻼل ﻫﻣﺎ ﺳﺑﺑﺎن ﻓﻲ اﻧﺣدار ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب‪ ،‬ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫إن أﺛر ّ‬
‫ّ‬

‫ﺗﻣدد طﻠب ﻓﺋﺔ اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺟز‬


‫ﯾؤدي إﻟﻰ ّ‬
‫ﻟطﻠب اﻟﺳوق ﻛون اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻌﺔ ّ‬

‫ﻋن ﺷراء ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﻌر اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪ -3-2‬إﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻊ ﻧﻘص إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ :‬إذا ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻧﻘﺻﺎ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﯾزﯾدون‬

‫ﻓﻲ طﻠﺑﻬم ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺳﻌر‪ ،‬وﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ﺗﻣدد ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وﯾؤدي ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض إﻟﻰ اﻹﺣﺟﺎم ﻋن‬
‫‪ -‬ﺗوﻗﻊ اﻧﺧﻔﺎض أو ارﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ :‬ﻗد ﯾﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر ّ‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﻬم ﻓﺎﺋض أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‬


‫ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺳﻌر ّ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺷراء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻻﻧﺧﻔﺎض‬

‫واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪ -‬رﻏﺑﺔ ﺑﻌض اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ ﺳﻌرﻫﺎ ﻣرﺗﻔﻊ ﺑﻐرض إظﻬﺎر اﻟﻣرﻛز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ :‬وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر‬

‫ﺗﻣدد ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ طﻠﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺛﻣن‬


‫ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻔﺎﺧرة واﻟﺑﯾوت اﻟﻔﺎرﻫﺔ واﻟﻣﺟوﻫرات اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻗد ّ‬

‫اﻋﺗﻘﺎدا ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺟودﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺳﻠﻌﺔ ﺟﻔﯾن‪ :‬ﻻﺣظ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﻧﺟﻠﯾزي )‪ (Robert Giffen‬أن اﻻﯾرﻟﻧدﯾﯾن ﻛﺎﻧوا ﻗد رﻓﻌوا اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم‬

‫ﻣن ﻣﺎدة اﻟﺑطﺎطﺎ أﺛﻧﺎء ﻣﺟﺎﻋﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1840‬رﻏم أن ﺳﻌرﻫﺎ ﻗد ارﺗﻔﻊ‪ .‬وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﺳﻣﯾت اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾرﺗﻔﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑرﻏم ارﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ ﺑﺳﻠﻊ )‪ ،(Giffen‬ﺣﯾث أن اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﯾﺟﻌﻠﻬم‬

‫ﯾﺿﺣون ﺑﺎﺳﺗﻬﻼﻛﻬم ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى وﯾﺧﺻﺻون ﺣﺻﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬم ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪،‬‬

‫وﺑرﻏم أن ﺳﻠﻊ )‪ (Giffen‬ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠﻊ دﻧﯾﺎ إﻻ أن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫو داﻟﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﺑدﻻﻟﻬﺎ ﺳﻌرﻫﺎ‪.‬‬

‫وﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺗﺷﻛل ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻗﺎﻧون اﻟطﻠب اﻟﺳﺎﺋد ﻫو ذﻟك اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ‬

‫ﺑﺄن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﺗﻧﺎﻗص ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -4-2‬اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ )طﻠب اﻟﺳوق(‪ :‬اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺳوق ﻣﺎ ﻫو ﻣﺟﻣوع اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻔردﯾﺔ‪ ،‬أو ﻫو‬

‫ﻣﺟﻣوع طﻠﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻷﻓراد‪ ،‬اﻟذﯾن ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬم اﻟﺳوق‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫وﯾﺷﺗق ﺟدول طﻠب اﻟﺳوق ﻣن ﺟداول طﻠﺑﺎت اﻟ ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻛل‬

‫ﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻧد ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﻌﺎر ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺷﺗﻘﺎق ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬

‫ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت طﻠب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ﻣﺣددات اﻟطﻠب‪ :‬ﻫﻧﺎك ﺟﻣﻠﺔ ﻋواﻣل ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺧﻼف ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ‪،‬‬
‫‪ّ -3‬‬

‫اﻟﻣﺣددات( إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻛﻣﯾﺔ وأﺧرى ﻧوﻋﯾﺔ )ﻛﯾﻔﯾﺔ(‪ ،‬وﺗﺷﻣل اﻟدﺧل‪ ،‬أذواق‬
‫وﺗﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ) ّ‬

‫اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ ،‬ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ّ‬

‫اﻟﻣﺣددة‬
‫ّ‬ ‫ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن أي ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى‬
‫ّ‬ ‫إذن‪ :‬إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ ﺛﺑﺎت ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫ﻟﻠطﻠب ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن‪ ،‬وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺎت‬

‫ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬


‫ّ‬ ‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ﻧﻘﺻﺎن )اﻧﺧﻔﺎض( اﻟطﻠب‪.‬‬

‫‪PX‬‬

‫‪QX‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟطﻠب أن ﻧﻔﺳرﻩ ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ورﻏﺑﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ورﻏﺑﺎﺗﻬم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﺈن ﻫذا‬

‫ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﺳﻌر واﻟﻌﻛس‪ ،‬وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗﺄﺛّر ﺑدورﻩ ﺑﺎﻟﻣﻧظوﻣﺔ‬

‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة وﻛذا ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻋﻼن واﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ﺗطور ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ :‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈن طﻠب اﻟﺳوق ﻫو إﺟﻣﺎﻟﻲ طﻠﺑﺎت‬
‫‪ّ -‬‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺳﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺎت‬

‫واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻌﻛس‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ :‬ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻓﻘدان ﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺳوق أو ارﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ ﻟﺳﺑب ﻣن‬

‫اﻷﺳﺑﺎب ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗوﻗﻊ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب وﻧﻘﺻﺎﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘﺻﺎن اﻟطﻠب‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻐﯾر دﺧول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ :‬إن ﺗﻐﯾر دﺧول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻌﻛس‪.‬‬

‫‪ -‬أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪،‬‬

‫ﺑﯾن‪:‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﻘدار اﻟﺗﻐﯾر ﻓﯾﻌود‬


‫ﺗﺣل ﻣﺣل اﻷﺧرى إذا ارﺗﻔﻊ ﺳﻌرﻫﺎ‪ّ ،‬‬
‫* ﺳﻠﻊ ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ‪ :‬ﯾﻣﻛن ﻟﻛل واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ أن ّ‬

‫إﻟﻰ درﺟﺔ اﻹﺣﻼل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ‪ :‬اﻟﻘﻬوة واﻟﺷﺎي‪.‬‬

‫* ﺳﻠﻊ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﻓق اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎﻧﺎ ﻣﺛل اﻟوﻗود واﻟﺳﯾﺎرات‪ ،‬اﻟﺳﻛر‬

‫واﻟﻘﻬوة ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫* ﺳﻠﻊ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﺟد أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺗﻐﯾر أﺳﻌﺎرﻫﺎ واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺷﺎي‬

‫واﻟﺳﯾﺎرات ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﻌود إﻣﺎ ﻟزﯾﺎدة دﺧل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬أو ﻻرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر‬

‫اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺑدﯾﻠﺔ‪ ،‬أو ﻻﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ أو ﺗﻐﯾر ذوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬


‫ّ‬

‫‪ -4‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب‪ :‬اﻟﻣروﻧﺔ ﺑداﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ظﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﯾط أر اﺣد‬

‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻣددة ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟطﻠب واﻟﻌرض‪ ... ،‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫إذن‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟطﻠب ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر واﻟدﺧل‪ ،‬إذن ﻣروﻧﺔ‬

‫اﻟطﻠب ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻘﯾﺎس ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل‪ ،‬وﻫﻲ إﻣﺎ ﺳﻌر‬

‫اﻟﺳﻠﻌﺔ أو أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى أو اﻟدﺧل‪.‬‬

‫ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻟﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ‪ ،‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ )اﻟﻣروﻧﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة( وﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟدﺧﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫(‪ :‬ﺗﻘﯾس ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ) ‪ (e‬درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ‬ ‫‪ -1-4‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ )‬

‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪ ،‬ﻓﺈن‪:‬‬

‫اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ‬

‫‪/‬‬
‫=‬ ‫(=‬ ‫ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ )‬
‫‪/‬‬

‫اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻌر‬

‫‪e‬‬ ‫=‬ ‫×‬ ‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪e‬‬ ‫=‬ ‫×‬ ‫أو‪:‬‬

‫ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ داﺋﻣﺎ ﻷن اﻟﺳﻌر ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻛﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﺣﺎﻻت‪.‬‬

‫ﻋﻣر ﺻﺧري‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟوﺣدوي‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2008 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪8‬‬

‫‪38‬‬
‫إذن ﻟﻣﻌرﻓﺔ درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻌر )ﻣدى ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب( ﻧﺄﺧذ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت‪:‬‬

‫‪ :‬اﻟطﻠب ﻏﯾر ﻣرن‪.‬‬ ‫‪<1 ‬‬

‫‪ :‬اﻟطﻠب ﻣرن‪.‬‬ ‫‪>1 ‬‬

‫‪ :‬اﻟطﻠب ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ اﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪=1 ‬‬

‫‪ :‬اﻟطﻠب ﻋدﯾم اﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪=0‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :‬اﻟطﻠب ﺗﺎم اﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬ ‫∞=‬ ‫‪‬‬

‫وﺗﻛون ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻧﺎظرﯾﺔ وﺳﻠﻌﺔ ﺟﯾﻔن ﺣﯾث ﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود‬

‫ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻊ ﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪ -2-4‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ‪ :‬وﺗﻘﯾس أﺛر ﺗﻐﯾر ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى وﻟﺗﻛن ‪ B‬ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن‬

‫اﻟﺳﻠﻌﺔ ‪.A‬‬

‫أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪:‬‬

‫وﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﺳﺎب اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ ﺗﻌطﯾﻧﺎ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ :‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺗﺎن ﻣﻛﻣﻠﺗﺎن ﻟﺑﻌﺿﻬﻣﺎ‪.‬‬ ‫*‪<0‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ :‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺗﺎن ﻗﺎﺑﻠﺗﺎن ﻟﻺﺣﻼل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬ ‫*‪>0‬‬

‫‪ :‬وﻧﻘول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن اﻟﺳﻠﻌﺗﺎن ﻣﺳﺗﻘﻠﺗﺎن ﻋن ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ‪.‬‬ ‫*‪=0‬‬

‫‪ -3-4‬ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ :‬وﺗﻘﯾس درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻋﻧد ﺗﻐﯾر‬

‫دﺧل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬ﺣﯾث أن‪:‬‬

‫=‬ ‫=‬ ‫×‬

‫=‬ ‫‪.‬‬ ‫أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪:‬‬

‫وﯾﻌطﯾﻧﺎ ﺣﺳﺎب ﻣروﻧﺔ اﻟدﺧل‪ ،‬إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫≥ ‪ :1‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﺎدﯾﺔ‪.‬‬ ‫* ‪≥0‬‬

‫‪ :‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ردﯾﺋﺔ‪.‬‬ ‫* ‪<0‬‬

‫‪ :‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻛﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬ ‫* ‪>1‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻟﻌرض واﻹﻧﺗـــﺎج‬

‫‪ -1‬اﻟﻌرض‪:‬‬

‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻌرض‪ :‬ﯾﻌرف اﻟﻌرض ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻣﯾﺎت ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﻣﻧﺗﺞ وﯾﻘدر‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋن ﺳﻌر ﻣﺣدد وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﯾﺷﻛل ﻋﺎم ﻧﺗوﻗﻊ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ أرﺗﻔﻊ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫ﻛﻠﻣﺎ زادت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪ ،‬ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔﺿت‬

‫اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﺳم ﻗﺎﻧون اﻟﻌرض‪.‬‬

‫إذن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﯾن اﻟﻔﺗرة‬

‫اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ واﻟطوﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة‪ :‬ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم‬

‫اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ :‬وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻓﯾﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر‬

‫اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺿﻣن ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ‪ :‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﯾﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻋﻧﺎﺻر‬

‫اﻹﻧﺗﺎج وﺗﻐﯾﯾر اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ وﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻌرض‪ :‬ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻌرض ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﺗﺳﻣﻰ ﻣﺣددات اﻟﻌرض‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ﺑداﻟﺔ‬

‫اﻟﻌرض‪ ،‬وﺗﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺣﯾث أن‪:‬‬

‫‪ :‬أﺳﻌﺎر ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ :E ،‬ﺗوﻗﻌﺎت‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ :‬أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى‪،‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ :‬ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪،‬‬

‫اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن‪ ،‬و ‪ :T‬ﻋواﻣل أﺧرى‪.‬‬

‫وﯾﻣﺛل ﻋرض اﻟﺳوق ﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻋﻧد ﻛل ﺳﻌر وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻋرض اﻟﺳوق ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻛل اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق‬

‫ﻟﻘﺎء ﺳﻌر ﻣﻌﯾن‪.‬‬

‫‪ -3-1‬ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض‪ :‬ﺗﻌﺑر ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻋن درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ‬

‫ﺗﻐﯾر ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن‪:‬‬

‫أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪:‬‬

‫وﺗﻛون ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض ﻣوﺟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟطردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ‬

‫ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ وﺳﻌرﻫﺎ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺈن اﻟﻌرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣرن‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا ﻛﺎﻧت ‪> 1‬‬

‫‪42‬‬
‫ﻧﻘول ﺑﺄن اﻟﻌرض ﻋدﯾم اﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ‪=0‬‬

‫ﻧﻘول ﺑﺄن اﻟﻌرض ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ اﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ‪= 1‬‬

‫ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌرض ﻣرن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺗﺎم اﻟﻣروﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون‬ ‫‪ -‬ﻟﻣﺎ ﺗﻛون ‪> 1‬‬

‫‪.‬‬ ‫∞ =‬

‫وﺗﺗﺑﺎﯾن ﻗﯾﻣﺔ ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض ﺣﺳب اﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة ﺟدا‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر‬

‫ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﻌرض‪ ،‬ﻋﻣوﻣﺎ‪ ،‬ﻏﯾر ﻣرن‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺷﻛل ﻣﺣدود ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﺳﻊ اﻟطﺎﻗﺔ‬

‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وزﯾﺎدة ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﻛون اﻟﻌرض ﻣرﻧﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر ﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‬

‫)اﻟﻌﻣل‪ ،‬رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬اﻷرض(‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻛون ﻗدرات اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ ﺗزاﯾد وﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌرض أﻛﺛر‬

‫ﻣروﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻹﻧﺗﺎج‪:‬‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ أو‬


‫ﻛل ﻧﺷﺎط إﻧﺳﺎﻧﻲ ّ‬
‫‪ -1-2‬ﻣﻔﻬوم اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬ﯾﻌرف أدم ﺳﻣﯾث اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ " ّ‬

‫زﯾﺎدﺗﻬﺎ ﺑﻘﺻد إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ"‪.‬‬

‫‪ -2-2‬أﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫وﺗﻌددﻫﺎ ﻻ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻹﻧﺳﺎن اﻟذي ﯾﺷﻌر ﺑﺗزاﯾد اﻟﺣﺎﺟﺎت‬

‫ﺗدﺧﻠﻪ‪ ،‬ﻟﻛن اﻷﻣر ﯾﻔرض ﻗﯾﺎﻣﻪ‬


‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺣﻘق إﺷﺑﺎع ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺑدون ّ‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﺑﻘﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‪.‬‬


‫ﺑﻣﺟﻬود ّ‬

‫‪ -‬ﯾﻌد اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣداﺧﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷﻓ ارد ّأﯾًﺎ ﻛﺎﻧت وظﺎﺋﻔﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺣﻘق‬

‫ﻛل ﺣﺳب ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗﺣص‬


‫ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻋواﺋد ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ّ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد اﻟرﯾﻊ‪ ،‬وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻷﺟر‪ ،‬و ﻣﺎﻟك رأس اﻟﻣﺎل ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ‪.‬‬

‫وﻣﺳﺗﻣر وﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ‬


‫ّ‬ ‫ﻧﻣو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗطورﻩ ﻣن ﺧﻼل ﺗزوﯾدﻩ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺷﻛل داﺋم‬
‫‪ -‬ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ّ‬

‫ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣردود اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻸﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪.‬‬

‫‪ -3-2‬ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬درج اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ‬

‫اﻹﻧﺳﺎن ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ )اﻷرض(‪ ،‬اﻟﻌﻣل‪ ،‬ورأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻓﻲ أواﺧر‬

‫ﻋﻧﺻر راﺑﻌﺎ ﻫو‬


‫ا‬ ‫اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر أﺿﺎف اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻣﺎرﺷﺎل إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻷرض )اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ(‪ :‬ﺣﯾث ﺗﺣﺗوي اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛل اﻷراﺿﻲ‬

‫اﻟزراﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎدن‪ ،‬اﻟﻣﯾﺎﻩ‪ ،‬اﻟﻬواء‪ ،‬اﻟﻣﺣروﻗﺎت ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻣل‪ُ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻣل ذﻟك اﻟﻣﺟﻬود اﻟﻌﺿﻠﻲ أو اﻟﻔﻛري )اﻟذﻫﻧﻲ( اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ اﻷﻓراد ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ‬

‫وﯾﺗم ﻗﯾﺎس ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل ﻋدد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺣﺻل اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﺟر‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت‪ّ ،‬‬

‫ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣﻠﻪ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ﻋزت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺑرﻋﻲ و ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.12-11‬‬

‫‪44‬‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺳﺑق إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗُﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻫو ﯾﻧﻘﺳم‬
‫‪ -‬رأس اﻟﻣﺎل‪ُ :‬‬

‫إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪:‬‬

‫* رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺛﺎﺑت‪ :‬وﻫو رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ُﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣرات ﻋدﯾدة دون أن ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ‬

‫اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬


‫ﺗﻐﯾﯾر‪ ،‬ﻣﺛل اﻵﻻت واﻟﺗﺟﻬﯾزات‪ُ ،‬‬

‫* رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗداول‪ :‬وﻫو رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺧدم إﻻ ﻣرة واﺣدة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫وﯾدﺧل ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻧظﯾم‪ :‬ﯾﻌد ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛوﻧﻪ ﻣﺻدر ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت و اﻹرﺷﺎدات ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ‬

‫اﻹﻧﺗﺎج و ﻣﺻدر ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣطﻠوﺑﺔ و ﻣواﺻﻔﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬و اﻟﻣﻧظم ﻫو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو‬

‫ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزج اﻷﻣﺛل ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻧظم أو‬

‫اﻹدارة أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻧﺟﺎح أو ﻓﺷل اﻟﻣﺷروع‪.‬‬

‫‪ -4-2‬أﻧواع اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬ﯾﺷﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻛﻼ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي )اﻟﺳﻠﻌﻲ(‪ :‬وﻫو اﻹﻧﺗﺎج اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل إدﺧﺎل ﺗﺣوﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد ٕواﻋﺎدة‬

‫ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻼﺑس‪ ،‬اﻷﺛﺎث ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻور اﻹﻧﺗﺎج ﻏﯾر اﻟﺳﻠﻌﻲ أو ﻏﯾر اﻟﻣﻧظور‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬ﺗﻘدﯾم‬


‫‪ -‬اﻹﻧﺗﺎج ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي )اﻟﺧدﻣﺎﺗﻲ(‪ :‬و ّ‬

‫اﻟﻌﻼج‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻹﻧﺗرﻧت ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬اﻟﺳوق‬
‫إن ﺳﻌﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻷن ﺗﻛون راﺋدة ﻓﻲ أﺳواﻗﻬﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ‬
‫‪ -1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺳوق واﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻧطﺎﻗﻪ‪ّ :‬‬

‫ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل اﻷﺳواق‪ ،‬ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺣور إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف‬

‫اﻷﺳواق ﺛم ﺳﻧﺗﻧﺎول طرق ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺳوق‪ :‬ﻫﻧﺎك ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺷراء وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﻘواﻧﯾن‬


‫أن اﻟﺳوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ّ‬

‫اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺳﻌر دورﻫﺎ دوﻣًﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺳوق أن ﯾﻛون ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻓﺳوق اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﯾس‬

‫ﺑﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن ﺣﯾث ﻧﺟد ﺷراء وﺑﯾﻊ اﻟﻌﻣﻼت ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﻔﺎوض اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ‬


‫وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺳوق ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻣﻛﺎن أو اﻟﻣﺟﺎل اﻟذي ّ‬

‫ﺳﻠﻌﺔ ذات ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﻘوى اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺳﻌر دورھﺎ واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﮫ ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪،‬‬

‫وﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﺗواﺟد اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬

‫وﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾق اﻟﺳوق ﺑﺄﻧﻪ‪" :‬ﻣﺟﻣوع طﻠب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻟﺳﻠﻌﺔ‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺧدﻣﺔ"‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻋدد ﻣن اﻷﻓراد ﻟدﯾﻬم ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺗطﻠب اﻹﺷﺑﺎع واﻟﻧﻘود ﻟﻺﻧﻔﺎق‬

‫واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ )‪ (03‬ﻋواﻣل ﯾﻣﻛن أن ﻧﺄﺧذﻫﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬أﻓراد‬

‫ﻟﮭم ﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﻟﮭم رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷراء‪ ،‬وﻟﮭم ﻗدرة ﺷراﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫أي ﻧ ﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳوق ﻣﺟﻣوع اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر )أﻓراد‪ ،‬ﻣﻧظﻣﺎت‪ ،‬أﺟﻬزة( اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺑﯾﻌﺎت‬

‫ﻣﻧﺗﺞ ﻣﻌﯾن أو ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻣذﻛورة أو ﻣﺟﻣوع‬

‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎدرﯾن واﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻣﺗﻼك اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﻊ وﺟوب ﺗوﻓر اﻟﻘدرة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﻧﺎء‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -2-1‬اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧطﺎق اﻟﺳوق‪ :‬ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻧطﺎق اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو‬

‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-2-1‬ﻧوع اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ :‬ﯾﺗﺄﺛر ﻧطﺎق اﻟﺳوق ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﻠﻊ‬

‫اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺗرات طوﯾﻠﺔ ﺧوﻓًﺎ ﻣن ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺗﻠف‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﺷك ﺳﺗﻛون ذات ﻧﺷﺎط‬

‫ﻣﺣﻠﻲ وﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗداوﻟﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﺳﺗﻛون ﺿﻣن ﺳوق ﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛﻼ‬

‫اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺧزﯾن واﻟﻧﻘل دون اﻟﺧوف ﻣن ﺗﻠﻔﻬﺎ ﻗد ﺗﺻﺑﺢ ﺳوﻗﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺗداوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪ :‬ﻟﻠﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺳوق‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﺑﻼ ﺷك‬

‫اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗداوﻟﻬﺎ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﺑﺳﺑب رﻓض ﺑﻌض‬

‫ﯾﺗم‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﻘﺎﺳﻬم اﻟﺧﺎص ﻻ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ ﻋﺎداﺗﻬم وﺗﻘﺎﻟﯾدﻫم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ّ‬

‫اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗروﯾﺞ وﺑﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ أﺳواق ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﻼﻗﻲ ﻗﺑوﻻً ﻋﺎﻣًﺎ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫‪ -3-2-1‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن‪ :‬إن ﺗﻘدم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ذات أﺛر ﻫﺎم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ‬

‫اﻷﺳواق ﻓﺳرﻋﺔ اﻻﺗﺻﺎل وا ﻻﻧﺗﻘﺎل أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة وﺗﻧﺷﯾط اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف‬

‫أﻧواع اﻷﺳواق‪.‬‬

‫‪ -4-2-1‬ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺄﻣﯾن‪ :‬إن ارﺗﻔﺎع ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺄﻣﯾن ﻟﻌدد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺟﺑر اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺑﺟدﯾد‬

‫ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ ﺳوق إﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم أن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ دول أﺧرى رﺑﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﻌﯾدة ﻫﻲ أﻗل‬

‫ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺗﺞ‪.‬‬

‫‪ -5-2-1‬اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﻠﻌب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دو ًار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد‬

‫ﻧطﺎق اﻟﺳوق‪ ،‬ﻓﻘﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔرض ﺿراﺋب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ‬

‫‪47‬‬
‫أﺳواق أﺧرى أو ﻗد ﺗﻌﻣل اﻟدوﻟﺔ أﯾﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص ورﺧص اﻻﺳﺗﯾراد ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ اﻷﺛر‬

‫ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘﻠﻬم إﻟﻰ أﺳواق أﺧرى وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣد ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺳواق‪ :‬ﺗﻘﺳم اﻷﺳواق ﺣﺳب ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﺣﺳب درﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ :‬ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺳوق إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن‪:‬‬

‫‪ -1-1-2‬ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺳوق ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص‪:‬‬

‫‪ -‬ﻛﺛرة ﻋدد اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﺑﺎﺋﻌﯾن‪ :‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻔرد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ‬

‫وﻛذﻟ ك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻔرد ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أي ﻣﻧﻬم اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر‬

‫اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق وأن اﻟﺛﻣن ﺑﻼ ﺷك ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎر وﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺟﺎﻧس اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ :‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺣﻼل ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔس اﻹﺷﺑﺎع‬

‫ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻔروض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳوق أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ‬

‫ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أي ﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳﻌر اﻟذي ﺗﺑﯾﻊ ﺑﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟدﺧول واﻟﺧروج إﻟﻰ اﻷﺳواق‪ :‬ﻻ ﺗوﺟد أي ﻗﯾود ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت أو اﻷﻓراد ﻣن اﻟدﺧول أو‬

‫اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺳوق ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺎم ﺑظروف اﻟﺳوق واﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة‪ :‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺗﺎم‬

‫ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ وﺷروط ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬وﻫﻛذا ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻔرض أﺳﻌﺎر أﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﻠﻊ ﻣﺣددة ﺗﺑﺎع ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ :‬ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﺳوق إﻟﻰ اﻷﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -3-1-2‬ﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم‪ :‬وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬ﺳﯾطرة اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‪ :‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻛل اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ‬

‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻷوﻟﯾﺔ ﻷي ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن أو ﺗﻘدﯾم أي ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻬم ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬وﺧﺎﺻﺔ أن ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻓورات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل‬

‫ﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أﯾن ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑﻘوة ﻋﺎﻟﯾﺔ وذﻟك ﻻﻣﺗﻼﻛﻪ رأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫ﻋواﺋق اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق‪:‬‬

‫‪ -‬وﺟود ﻣﻧﺗﺞ واﺣد ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ :‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻣﺛل اﻟوﺣﯾد ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺗﻣﻛﻧﺎ ﺑذﻟك ﻣن‬

‫أن‬
‫اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻟﺳﻌر أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أو اﻟﻌﻛس إن أراد‪ ،‬أي ّ‬

‫اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر‪ ،‬وﻛذﻟك ﻓﺈن طﻠب اﻟﺳوق ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺣﺗﻛر‬

‫ﻟﺗﻔردﻩ ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻏﯾر ﻣرن‪ ،‬ﻓﺗﻐﯾر‬


‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﺑداﺋل ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻣﺣﺗﻛر‪ :‬أي ّ‬

‫اﻟﺳﻌر ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن أن ﯾﺄﺧذ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم أﺣد اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ :‬ﻫو اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟذي ﯾظﻬر ﺑﺳﺑب اﻟﻌواﺋق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﺣدة‪،‬‬

‫وﻗد ﯾﻛون ﺑﺳﺑب ﺑراءات اﻻﺧﺗراع اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗراع ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻔﻌﻠﻲ‪ :‬وﯾﻧﺷﺄ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﺎﻧﻌًﺎ ﻟدﺧول اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻟﻬذا اﻟﻘطﺎع‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﻲ‪ :‬ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎر ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋدم وﺟود‬

‫أﻛﺛر ﻣن ﻣﺷروع ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻛﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -3‬ﺗوازن اﻟﺳوق‪:‬‬

‫‪ -1-3‬ﻣﻔﻬوم ﺗوازن اﻟﺳوق‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوازن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳوق واﻟﺗﻲ إذا ﺗﺣﻘﻘت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل اﻻﺳﺗﻣرار‪،‬‬

‫وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺳﺎوى اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬اﻟوﺣدة اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟوﺣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﻋن ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب‬

‫اﻟﺳوﻗﻲ وﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬وﯾﻌرف اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ ﻋن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗوازن ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ ﺳﻌر اﻟﺗوازن‬

‫)*‪ (P‬وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن )*‪ (Q‬ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن رﯾﺎﺿﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﺳﻌر وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن ﻧﺗﺧذ ﻧﻣوذﺟﺎ‬

‫ﺧطﯾﺎ ﻟﺳوق ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ‪.‬‬

‫ﯾﺗﺣدد ﺳﻌر اﻟﺗوازن وﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازن ﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ﺳوق ﺗﺗﺻف‬

‫ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﺗواﻓر ﺣﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬وﺟود ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗري ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺛر ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻟدﺧول واﻟﺧروج إﻟﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻓر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻛﻣﯾﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﺗدﺧﻼت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﺳوق‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﺳوق إﻟﻰ إﻋﺎﻗﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠﺗوازن‪ ،‬وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‪ ،‬إذا ﻓرﺿت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﻌ ار أدﻧﻰ )‪ (Prix Minimal‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ )اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﺛﻼ(‬

‫ﺑﻐرض ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻼﺣﯾن‪ ،‬أو ﺳﻌ ار أﻋﻠﻰ )‪ (Prix Maximal‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣدﯾد إﯾﺟﺎر اﻟﻣﺳﺎﻛن‬

‫)ﺑﻐرض ﻣﺳﺎﻋدة اﻷﺳر اﻟﻔﻘﯾرة(‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر‬

‫اﻟذي ﯾؤدي أﻣﺎ إﻟﻰ ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟطﻠب أو ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻌرض‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪PX‬‬

‫‪E‬‬

‫‪QX‬‬

‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوازن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳوق واﻟﺗﻲ إذا ﺗﺣﻘﻘت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣرار‪ ،‬وﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ‬

‫ﺗﺗﺳﺎوى اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳوق‬

‫ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ .‬وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﺑﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب وﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ ‪.E‬‬

‫إن ﺗوازن اﻟﺳوق ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺛﺑﺎت ظروﻓﻪ وﻣﻌطﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺣدوث ﺗﻐﯾرات ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﯾﻧﻌﻛس ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ظروف اﻟﺳوق ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺣرﻛﯾﺔ‬

‫واﻟﺗﺟدد‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺗوازن اﻟﺳوق ﯾﺗﺄرﺟﺢ ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌودة إﻟﻰ‬

‫اﻟوﺿﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺗوازن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث اﺧﺗﻼل واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛﻣﺔ ﻧﻘول‬

‫ﻋن ﺗوازن اﻟﺳوق ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺳﺗﻘر أو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘر‪.‬‬

‫‪ -2-3‬أﻧواع اﻟﺗوازن‪ :‬وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﻲ ﺗوازن اﻟﺳوق ﺑﺄن ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺗوازن‪ ،‬اﻟﺗوازن‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻘر‪ ،‬اﻟﺗوازن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر واﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﺎﯾد‪.‬‬

‫‪ -1-2-3‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺳﺗﻘر‪ :‬وﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾؤدي أي اﻧﺣراف ﻋن وﺿﻊ اﻟﺗوازن إﻟﻰ ﺗﻧﺷﯾط ﻗوى‬

‫اﻟﺳوق ﻟﻠﻌودة ﻣﺟددا إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن‪ ،‬أﻣﺎ إ ذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺷﯾط ﻫذﻩ اﻟﻘوى أن ﻧﺗﺣرك ﺑﻌﯾدا ﻋن وﺿﻊ‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﺗوازن ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوازن ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘر‪ ،‬وﺷرط ﺣدوث ﻫذا اﻟﻧوع أن ﯾﻛون ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﺳوﻗﻲ ﺳﺎﻟب‬

‫اﻟﻣﯾل وأن ﺗﻘل ﺣدة ﻋن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب اﻟﺳوﻗﻲ‪ ،‬أﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﺎﯾد ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺣﻧﻰ‬

‫اﻟﻌرض ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﺈﻧﻪ وﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﺳﻌري أﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗوازن ﺗﻛون اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‬

‫( ﻣﻣﺎ ﯾوﻟد ﻟﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻌرض‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر‬ ‫>‬ ‫أﻗل ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ )‬

‫ﻧﺣو اﻻﻧﺧﻔﺎض وﺻوﻻ إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗوازن )ﺳﻌر اﻟﺗوازن(‪ ،‬وﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺳﻌرﯾﺔ أدﻧﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗوازن‬

‫( وﺗﻧﺷﺄ ﻟدﯾﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻣﻣﺎ‬ ‫>‬ ‫ﺗﻛون اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ )‬

‫ﯾدﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻧﺣو ﺳﻌر اﻟﺗوازن‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬اﻟﺗوازن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر‪ :‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﯾﻛون اﻟﻌﻛس‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن‬

‫ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﯾل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض ﺳﺎﻟﺑﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬درﺟﺔ ﻣﯾل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض )ﺣدة اﻟﻣﯾل( أﻛﺑر ﻣن ﺣدة ﻣﯾل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب‪.‬‬

‫‪ -3-2-3‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﺎﯾد‪ :‬وأﺧﯾ ار ﯾﻛون اﻟﺗوازن ﻣﺣﺎﯾدا ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب‬

‫وﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض ﻣﺗطﺎﺑﻘﺎن‪.‬‬

‫ﯾﻠﻌب اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري دو ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﻘرون ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ٕوان ظﻬر ﻣﺗﺄﺧ ار‬

‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﯾﻘﺗرن اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻗﺗرن اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑوﺟود‬

‫وﻧﻣوﻫﺎ‪ ،‬وارﺗﺑط ﻫدف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺗطوﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﺷﻛل أﻓﺿل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺗﻧوﯾﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ّ‬

‫‪52‬‬
‫ﯾﺗم إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﺣﺎﺟﺎن اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ارﺗﺑط ﻫدف اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت إﻟﻰ ﺣﯾث ّ‬

‫ﻣﻛﻣﻼن ﻟﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض ﺑل ﻫﻣﺎ ﻓرﻋﺎن ﻷﺻل واﺣد‪.‬‬


‫ﻓﺎﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺑﺎدل ّ‬

‫ﺗطور اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺄﺛّر ﺑﺎﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ ّ‬
‫ﻟﻘد ّ‬

‫اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗﻘﻊ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺿﻣن اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻌﺑر ﺑﺻورة ﻋﺎﻣ ﺔ ﻋن دراﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ‬


‫ﯾﺗّﺻف ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ُﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗُ ّ‬

‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟدول‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن‬

‫ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪.‬‬

‫إن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺟذور ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑدأت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ودﺧوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬أي أﻧﻬﺎ‬

‫ﺗطو ار ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون واﻟوﺳﺎﺋل ﺑﺷﻛل‬


‫ﻣرة‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻋرﻓت ّ‬
‫ﻷول ّ‬
‫ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدﯾث اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ اﻹﻧﺳﺎن ّ‬

‫ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت وﺗﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺗﻌدد ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن‬


‫ﻟﻘد ﻛﺎن اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻟﻛن ّ‬

‫وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أداءﻫﺎ‬

‫ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر أو ﻓﻲ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻪ ﺑﻘدر ﯾﻔوق اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ‪ ،‬ﻓﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ذﻟك‬

‫ﺛم ﺗﻣ ّﻛن ﻣن إﺷﺑﺎع ﺑﻘﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬


‫اﻟﻔﺎﺋض ﻣﻊ ﻓواﺋض اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻵﺧرﯾن اﻟذﯾن ﺗﺧﺻﺻوا ﻓﻲ ﻓروع أﺧرى‪ّ ،‬‬

‫ﻋن طرق اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد وﻟﻌﺑت دورﻫﺎ ﻓﻲ ّأول اﻷﻣر‬

‫ﺛم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ ،‬وﻋن طرﯾﻘﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﻧﺗﺞ أن ﯾﺟد‬


‫ﻛواﺳطﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ّ‬

‫داﺋﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺣ ﺗﺎﺟﻪ ﻟﺳﻠﻌﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺟد اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﻧﻘودﻩ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن‬
‫ﻟﻘد ّ‬

‫اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﻌد ظﻬور طرف ﺛﺎﻟث ﯾﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن‬

‫ﻻﺳﺗﻬﻼ ﻛﻬﺎ ﻗﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﻧﻣﺎ ﻹﻋدادﻫﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ذﻟك ﻫو اﻟﺗﺎﺟر‬

‫اﻟذي ﻗوم ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻛﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺗﺣﺳس ﻣطﺎﻟب‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‬

‫وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫وﺗﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق ﻗﻧﺎﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫ّ‬

‫ﺗﺗم داﺧل‬
‫وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ّ‬
‫وﺗﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟ ّﺷق اﻷﻛﺑر ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ّ‬

‫ﺗﺗم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ وﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘطر اﻟواﺣد‪ ،‬وﻋﺎدة ﻣﺎ ّ‬

‫ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺷراء ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗورد ﻟﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟزﺋﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت‬

‫أﺻﻐر ﻧﺳﺑﯾﺎـ أﻣﺎ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت أﺻﻐر‪ ،‬ﻓﯾﻘوم ﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑﺷراء‬

‫ﻛﻣﯾﺎت ﻣن ﺗﺎﺟر اﻟﺟﻣﻠﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪.‬‬

‫وﺗﺿم ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة‪ :‬اﻟﺻﻧف اﻷول ﯾﻘوم ﺑﺷراء اﻟﺳﻠﻊ وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ وﺗﺣﻣل‬
‫ّ‬

‫ﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺻﻧف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺿم اﻟوﻛﻼء اﻟﻠذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﺗﺟﺎرة ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫ﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﻗﺑل أن ّ‬

‫د ون أن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻪ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟذﯾن ﯾﺗﻘﺎﺿون أﺗﻌﺎﺑﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣوﻻت ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟدول ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد ﺣﯾث ﯾﺗم‬

‫اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات إدارﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘد أدى اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﻣﺣﯾط‬

‫ﻛﺣل ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺟز اﻟدول ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم‬


‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺣﻠّﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﻓﺑرزت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫‪54‬‬
‫ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻌدم ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ إﻣﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﺗﻌود‬

‫إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻟﻌدم ﺗوﻓر رؤوس اﻷﻣوال أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول‬

‫أﻗل‪.‬‬
‫ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ّ‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس‪ :‬اﻟﻧﻘود‬
‫ﻛﺎن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ ﯾﺗم ﺑﻐرض اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذاﺗﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻔرد‬

‫ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ذاﺗﯾﺎ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ‪ ،‬وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظروف ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺑﺎدل ﻣوﺟودا‪.‬‬

‫وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت وﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺳﻛﺎن ظﻬر اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﺣﯾث أﺿﺣﻰ ﻓرد ﻣﺎ ﯾزرع اﻟﻘﻣﺢ وآﺧر‬

‫ﯾزرع اﻟﻘطن وﺛﺎﻟث ﯾﻘوم ﺑﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك واﻟﺣﯾواﻧﺎت ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫وﺑظﻬور اﻟﺗﺧﺻص وﺟد ﻓﺎﺋض ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻟدى اﻟوﺣدات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺎت ﻟﻬذﻩ‬

‫اﻟوﺣدات ﺗرﯾد أن ﺗﺷﺑﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻧﺷﺄت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻔﺎﺋض ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذاﺗﻲ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ اﻵﺧرون واﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾض ﺑدورﻫﺎ ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄت ﻓﻛرة اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﺗﻲ ﺗﻌد‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻣن أول ﺻورﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬اﻟﻧﻘود ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻔﯾدة ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن‬

‫ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ دون أن ﯾﻌرف ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻌّﻠﻪ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺗﺣﻠﯾﻠﯾًﺎ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣدﯾداً ّأو ّﻟﯾًﺎ‬

‫ﻟﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻧﻘود‪.‬اﻟﻧﻘود ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻗﺑوﻻً ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل أو ﻓﻲ إﺑراء اﻟدﯾون‪.‬‬

‫أي ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﺣدﯾث اﻷﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪ :‬اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ أو‬


‫ووﻓﻘًﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗﺣدﯾد ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ّ‬

‫)أوراق اﻟﺑﻧﻛوت(‪ ،‬واﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدة ) اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ واﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة(‪ ،‬واﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻋن‬

‫طرﯾق اﻟﺷﯾﻛﺎت‪ .‬وﯾﺗﻛون اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧﻘود أﺳﺎﺳﺎً ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧواع اﻟﺛﻼﺛﺔ‪.‬‬

‫ﺗرﺗﺑط اﻟﻧﻘود ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎً ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻧﺗﺎﺟﺎً وﺗوزﯾﻌﺎً واﺳﺗﻬﻼﻛﺎ إذ ﺗﻌﺗﻣد‬

‫ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻋﺗﻣﺎدا أﺳﺎﺳﯾًﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ذﻟك‬

‫أن ﻣﻌظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺻﻔﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف‬
‫إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻫﻲ ّ‬

‫‪10‬‬
‫ﺳﻛﯾﻧﺔ ﺑن ﺣﻣود‪ ،‬ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪56‬‬
‫ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻓﻣﻊ ﺗﻌﻘﯾد اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺿطردة ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺗﺳﺎع‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ّ‬

‫ﺑد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﻫذا‬


‫اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﻛﺎن ﻻ ّ‬
‫‪11‬‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ زادت درﺟﺎت ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻﯾص وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫ﺗﻘدم ﺗؤﺛّر اﻟﻧﻘود وﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟدﺧل‬
‫وﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ّ‬

‫أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻣﻌظم دﺧوﻟﻬم‬


‫وﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺎت وأﺛﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺣﯾث ّ‬

‫ﺑﺄن‬
‫ﻫﺎﻣﺎ ﻣن ﺛرواﺗﻬم ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ّ‬
‫أن ﺟزءًا ً‬
‫ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ّ‬

‫اﻟﻧﻘود ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤﺛّر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣن‬

‫ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻛظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود‪ :‬ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﺣﺗﻰ اﻵن ﺗﻌرﯾف ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﻘود‪ ،‬وﯾﻌود ذﻟك إﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎم اﻵراء ﺣول‬

‫دورﻫﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺧﻼل ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟطوﯾل‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ إﯾﺟﺎد ﺗﻌرﯾف‬

‫ﻣوﺣد ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻹﺟﻣﺎع ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺣدود اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗؤدﯾﻬﺎ داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻣﺛﻼ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ John Klein‬ﺑﺄﻧﻬﺎ "أي ﺷﻲء ﯾﻠﻘﻰ ﻗﺑوﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳدﯾد اﻟدﯾون "‪.‬‬

‫وﯾﻌرﻓﻬﺎ ‪ Edward Shppiro‬ﺑﺄﻧﻬﺎ " أي ﺷﻲء ﻣﻘﺑول ﻋﻣوﻣﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺗﺳدﯾد‬

‫اﻟدﯾون"‪ .‬أﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ Emile James‬ﻓﻘد ﻋرف اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻛل ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أو‬

‫‪11‬‬
‫طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري‪ ،‬ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪57‬‬
‫اﻟﻌرف ﻟﻛل ﻣﺷﺗري أو ﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺳدﯾد دﯾن دون رﻓﺿﻬﺎ أو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟداﺋن"‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻧﻼﺣظ اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وظﺎﺋﻔﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻣﺎرس‬

‫اﻟﻧﻘود دورﻫ ﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم ﺑﻣﻌﻧﻰ اﺳﺗﻌداد ﻛل ﻓرد‬

‫ﻟﻘﺑوﻟﻬﺎ ﻧظﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ‪ .‬وﺻﻔﺔ اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧﻘود ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠق ﻟﻬﺎ‬

‫ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺧرى‪ ،‬وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن ﻗﺑول اﻟﻧﻘود ﻗﺑوﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻣن‬

‫ﺟﺎﻧب اﻷﻓراد ﻗد ﯾﺳﺗﻣر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬ﻧﺷﺄة اﻟﻧﻘود‪ :‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﯾﻘﯾن ﻣﺗﻰ اﺳﺗﺧدم اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻧﻘود‬

‫أن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود ﻧﺷﺄت‬


‫ﻣرة وﻟﻛن اﻟﻣﺗّﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫو ّ‬
‫ﻷول ّ‬
‫ّ‬

‫اﻟﺗﺧﺻص واﺗﺳﺎع ﺗﻘﺳﯾم‬


‫ّ‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﺟز ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺗﺳﻬﯾل اﻟﺗﺑﺎدل أﻣﺎم ﺗزاﯾد درﺟﺎت‬

‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﻘﯾد ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ‪ .‬ﻟﻘد ﻛﺎن ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻛﺎﻓﯾًﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎدل‬

‫ﯾﺗم أﺳﺎﺳًﺎ‬
‫اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻗد وﺻﻼ ﺑﻌد إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد‪ ،‬وﻛﺎن اﻹﻧﺗﺎج ّ‬
‫ّ‬ ‫ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن‬

‫ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺑﺎ ﺷرة ﻟﻛن اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺳﺎﻋدت ﺑﺟﺎﻧب ﻋواﻣل أﺧرى ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة درﺟﺔ‬

‫اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل وﻫﻧﺎ ﻋﺟزت اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‬


‫ّ‬ ‫ﺛم ﻧﺷﺄت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﺧﺻص واﻧﺗﺷﺎر ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻣن ّ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ اﻟذي أﻣﻠﺗﻪ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻧﺗﺎﺟًﺎ وﺗوزﯾﻌًﺎ‪ .‬وظﻬرت‬

‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة إﻟﻰ أداة ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟﺗﺑﺎدل وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻧﻘود ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.315‬‬

‫‪58‬‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت أﺧرى دون اﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺑﺎدل‪،‬‬

‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻟﻛن ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﻌددة اﻷطراف‪.‬‬

‫ﻣن ﻋﯾوب اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋدم ﺗوﻓر رﻏﺑﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ إﯾﺟﺎد وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻘﯾﯾم ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ و اﻟﺗﺧزﯾن ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ ﻧﻘل اﻟﺳﻠﻊ و ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن ﻵﺧر‪.‬‬

‫‪ -‬ﺳرﻋﺔ ﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ‪.‬‬

‫ﺗؤدي اﻟﻧﻘود وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﻛﻔﺎءة وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌض‬
‫‪ -3-2‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻘود‪ :‬ﻟﻛﻲ ّ‬

‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫أن وﺟود ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﺳﺗﻼم اﻟﻧﻘود واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫‪ -1-3-2‬دوام اﻟﺑﻘﺎء‪ :‬وﻧﻌﻧﻲ ﺑذﻟك ّ‬

‫اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ اﻧﺗظﺎ ار ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪،‬‬

‫وﯾﺟب أﻻّ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺗﻠف أو ﻓﻘدان ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﺷراﺋﯾﺔ أي ﻗدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﺑﻛﻠﻣﺔ‬

‫أن اﻟﺷراء اﻟذي ﯾﺗّﺧذ ﺷﻛل ﻧﻘد ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﺑﺎدﻻت وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗّﺻف‬
‫أﺧرى ّ‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻣر طﺎﻟﻣﺎ ّأﻧﻪ ﯾﻣﺛّل ﺣﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺣﺎﻻً أو‬
‫ّ‬ ‫ﺑﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺑﻘﺎء‬

‫ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً‪.‬‬

‫ﻛل وﺣدة ﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺎﻟدﯾﻧﺎر ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﻣﻊ‬


‫أن ّ‬
‫‪ -2-3-2‬اﻟﺗﺟﺎﻧس‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺟﺎﻧس ّ‬

‫ﻗوة اﻹﺑراء‬
‫اﻟوﺣدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم وﺟود ﻓروق ﻓﻲ اﻟﻧوﻋﯾﺔ أو ﻓﻲ ّ‬

‫اﻟذي ﺗﻣﻧﺣﻪ وﺣدات ﻣن ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ‪ ،‬أي ﯾوﺟد اﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -3-3-2‬اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ‪ :‬وﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﺗﻛون اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم إﻟﻰ أﺟزاء‬

‫ﺻﻐﯾرة ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت( ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺑرت أو ﺻﻐرت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -4-3-2‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﻣل‪ :‬أي أن ﯾﻛون اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﺧذ ﻛﻧﻘود ﻣﻼﺋﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﺟﻣﻪ ووزﻧﻪ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﻬل‬

‫ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻧد أداﺋﻪ ﻟوظﺎﺋﻔﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫‪ -5-3-2‬أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟوﻓرة‪ :‬ﻷﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‬

‫اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻌﺎدل ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‬

‫ﯾﻌرض ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎض‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔس‬


‫ﻓﺈن ذﻟك ّ‬
‫اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ‪ّ ،‬‬

‫ﺗطور اﻟﻧﺷﺎط‬
‫ﻷن ذﻟك ﯾﻌﯾق ّ‬
‫أﻗل ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ّ‬
‫اﻟوﻗت ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻛون ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ّ‬

‫ﺗﻘدم ﻓﺈن ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﻛون ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ ﺣﺟم‬
‫ﻣﻣﺎ ّ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ّ .‬‬

‫اﻟﻣﺑﺎدﻻت و اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬

‫أي ﺳﻠﻌﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺎﻟﻧﻘود ﻣﻔﯾدة ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ‬


‫‪ -6-3-2‬أن ﺗﻛون ﻧﺎﻓﻌﺔ‪ :‬ﺗﺧﺗﻠف ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻧﻘود ﻋن ّ‬

‫إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻋدد ﻣن اﻟوﺣدات‬

‫ﻗوة‬
‫اﻟﻧﻘدﯾﺔ أي أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻣﻧﺣﻪ ﻟﺣﺎﺋزﻫﺎ ﻣن ّ‬

‫ﻣﺧﺻص‪ .‬وﺗﺗّﺣد ﻫذﻩ اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﺣﺎﺋز اﻟﻧﻘود ﻟﻸﺷﺧﺎص‬
‫ّ‬ ‫ﻣﺣدد وﻏﯾر‬
‫اﺧﺗﯾﺎر ﻏﯾر ّ‬

‫اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم وﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن وأي زﻣﺎن‪ ،‬وﻫﻲ‬

‫ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﻌﺗﺑر أداة ﺣﺎﻣﻠﺔ أو ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﺧﯾﺎراﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﻧوﻋﻬﺎ وﺷﻛﻠﻬﺎ ووﻗت‬

‫ﺷراﺋﻬﺎ‪ ،‬وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ وﻋدم اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻬذا ﯾﻛون أي ﻓرد ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻻ ﻋﺎﻣًﺎ‪.‬‬
‫اﺳﺗﻌداد ﻟﻘﺑوﻟﻬﺎ ﻟﺷﻌورﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻗﺑو ً‬

‫‪60‬‬
‫‪ -3‬وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود‪ :‬ﺗﻘوم اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄرﺑﻊ )‪ (04‬وظﺎﺋف رﺋﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ‪ :‬وﺳﯾط‬

‫‪13‬‬
‫ﻟﻠﻣﺑﺎدﻻت‪ ،‬وﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ‪ ،‬وﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾم‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ‪.‬‬

‫‪ -1-3‬وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘود وﺳﯾطﺎ ﻟﻠﺗﺑﺎدل وﻫﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﺑذﻟك اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻬﺎ‬

‫اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟوﺟود اﻟﺗواﻓق اﻟﻣزدوج ﺑﯾن رﻏﺑﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أداة ﻟﻠﺗﺑﺎدل‪.‬‬

‫‪ 2-3‬ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ‪ :‬اﻟﻧﻘود ﻫﻲ وﺣدة اﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ أي أو ﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻫﺎ‬

‫‪14‬‬
‫ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬

‫‪ -3-3‬ﻣﺧزن )ﻣﺳﺗودع( ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ‪ :‬ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺧزن ﺟﯾد ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﻘدرة ﺣﺎﺋزﻫﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻣن ﺳﻠﻊ و ﺧدﻣﺎت‪.‬‬

‫‪ -4-3‬وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ‪ :‬وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻧﻘود أداة ﻟﺗﺳدﯾد ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬

‫اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت‪ ،‬اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت‪ ... ،‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -4‬أﺷﻛﺎل اﻟﻧﻘود‪:‬‬

‫‪ -1-4‬اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ‪ :‬اﺳﺗﺧدم اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺗﻘوم ﺑدور اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻣﺛل‬

‫اﻷﻏﻧﺎم‪ ،‬اﻟﺻوف‪ ،‬اﻟﻣﻠﺢ‪ ،‬اﻟﺟﻠود‪ ... ،‬إﻟﺦ‪ .‬وﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﻌﺎدن ﻛﺎﻟﺣدﯾد واﻟﻧﺣﺎس واﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ‪ ،‬ﻓﻘد‬

‫اﻧﺗﻘﻠت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ )اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ( ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﺳﻬوﻟﺔ ﺻﻬر وﺳك اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ‪،‬‬

‫ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗﺟزﺋﺔ واﻟﺗﻘﺳﯾم‪ ،‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﻔظ واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻟﺛﺑﺎت اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﻧدرة ﻫذﯾن‬

‫اﻟﻣﻌدﻧﯾﯾن‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫زﯾﺎد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2010 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪14‬‬
‫إﻛن ﻟوﻧﯾس‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )‪ ،(2009-2000‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع ﻧﻘود و ﺑﻧوك‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2011/2010 ،3‬ص ‪.9‬‬

‫‪61‬‬
‫ﻧظ ار ﻟﻬذﻩ اﻟﻣواﺻﻔﺎت‪ ،‬ﻓﻘد اﺳﺗﻣر اﻋﺗﻣﺎد ﻫذﯾن اﻟﻣﻌدﻧﯾﯾن ﻛﻧﻘود ﺣﺗﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬

‫اﻷوﻟﻰ ﻧظ ار ﻟﻧدرﺗﻬﻣﺎ وﺣﻔﺎظﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺛﺑﺎت اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-4‬اﻟﻧﻘود اﻟﻧﺎﺋﺑﺔ‪ :‬ظﻬرت ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺳﯾطرة اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ )اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ(‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن‬

‫ﺷﻬﺎدات ﺗﻌطﻲ ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ‬

‫ﺗظﻬﯾرﻫﺎ ﻟﻐﯾرﻩ أو ﯾﺷﺗري ﺑﻬذا اﻟﺳﻧد ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ وﯾدﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺗﺎﺟر‪.‬‬

‫ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود )اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ( ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟذﻫب اﻟذي ﺗﺧﻔﯾﻪ وراءﻫﺎ وﺗﻌطﻲ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق‬

‫ﻓﻲ ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻘود ﺳﻠﻌﯾﺔ )ﻣﻌدن( ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫وظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ زﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﺗﺟﺎر ﯾودع ﻟدى اﻟﺻراف ﻓﻲ دﻣﺷق‬

‫اﻟﻠﯾرات اﻟذﻫﺑﯾﺔ وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺛﺑت ذﻟك ﺛم ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﺻﯾن ﻟﯾﺷﺗري اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣن ﻫﻧﺎك وﯾدﻓﻊ ﻫذﻩ‬

‫اﻟوﺛﯾﻘﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻔﻌل اﻟﺗﺎﺟر اﻟﺻﯾﻧﻲ وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎم ﯾﻘوم اﻟﺻراﻓون ﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم )ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة‬

‫‪15‬‬
‫زﻣن طرﯾق اﻟﺣرﯾر ﺑﯾن دﻣﺷق وﺷﻧﻐﻬﺎي ﺛم اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ أوروﺑﺎ واﻟدول اﻷﺧرى ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻫﻧﺎك(‪.‬‬

‫‪ -3-4‬اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ‪ :‬ظﻬرت اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻓﻲ أوروﺑﺎ وﻛﺎن أول ظﻬورﻫﺎ ﻓﻲ‬

‫ﺑﻧك اﺳﺗوﻛﻬوﻟم اﻟذي اﺻدر ﺷﻬﺎدة ورﻗﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟذﻫﺑﯾﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺛم‬

‫ﺗﺗﺎﻟت اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻓرﻧﺳﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ‪.‬‬

‫إذن اﻟ ﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﻬﺎدات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺗﺧﻔﻲ وراﺋﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣن اﻟذﻫب‬

‫وﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺗﻬﺎ اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺣﺳب اﻟﺗﻐطﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟورﻗﺔ ذات ﺗﻐطﯾﺔ ‪% 100‬‬

‫ﺑﺎﻟذﻫب‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ وراءﻫﺎ ذﻫﺑﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻘود رﻣزﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺑدال ﻓﻲ أي‬

‫ﻟﺣظﺔ وﯾﻠﺗزم اﻟﺑﻧك اﻟذي أﺻدرﻫﺎ ﺑردﻫﺎ ﻓو ار‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬اﻟﻧﻘود واﻟﺻﯾرﻓﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق‪ ،‬ﺳورﯾﺔ‪ ،2011 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪62‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ظﻬر ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻘود اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل إﻟﻰ ذﻫب وﻗد ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود أﯾﺎم ﺳﯾطرة ﻗﺎﻋدة اﻟﺳﺑﺎﺋك اﻟذﻫﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻘود اﻟ ورﻗﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل وﻫﻲ ﻧﻘود ورﻗﯾﺔ اﺣﺗﻛرت اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﺻدارﻫﺎ دون أن‬

‫ﺗﺧﻔﻲ وراءﻫﺎ أي أرﺻدة ذﻫﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -4-4‬اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ :‬وﻗد ﻧﺷﺄت وﺗطورت ﻣﻊ ﺗطور ﺗﻘﻧﯾﺎت ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ﻷﺻﺑﺢ اﻟﻔرد ﺑودع أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺳﺣب اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺑﻬﺎ أو اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗري ﻣﻧﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﺻراف اﻵﻟﻲ أو اﻵﻻت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑــﻊ‪ :‬اﻟدﺧــل اﻟوطﻧــﻲ‬
‫ﯾؤدي اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﻋﻼﻗﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗﺷﻛل‬

‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟداﺋرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﺣﺳب ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬أرﺑﻌﺔ )‪ (04‬ﻗطﺎﻋﺎت‪ ،‬ﻫﻲ‪:16‬‬

‫– اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ :‬وﯾﺗﺿﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻣﺎﻟﻛﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬‬

‫وﯾوﻓر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻋﺑر ﻗطﺎع اﻹﻧﺗﺎج ﺧدﻣﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل‬

‫واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل‪ :‬وﯾﺗﺷﻛل ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص‬

‫ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﻧﺷطﺔ أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة‪.‬‬

‫وﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻول ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻫذا‬

‫اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺟور واﻟرواﺗب واﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل واﻹﯾﺟﺎرات‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ :‬وﯾﺿم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﻓق واﻟﻬﯾﺋﺎت واﻹدارات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ :‬وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻠد واﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى‪،‬‬

‫وﻣﻧﻬﺎ ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻧﺗﻘﺎل رؤوس اﻷﻣوال واﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪ :‬ﯾﻌرف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻟﺑﻠد ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺻﺣﺎب‬

‫ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺳواء داﺧل اﻟﺑﻠد أو ﺧﺎرﺟﻪ ﺧﻼل‬

‫‪17‬‬
‫ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ﺗﻛون ﻋﺎدة ﺳﻧﺔ واﺣدة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر‪ ،‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،2010 ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪17‬‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪64‬‬
‫وﯾﺷﻣل اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ دﺧول اﻷﻓراد ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن )ﻣﺷروﻋﺎت‬

‫ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﺷروﻋﺎت ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻫﯾﺋﺎت ﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪ ( ...‬ﺳواء ﺗﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻧﺎﺻر‬

‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ داﺧل ﺑﻠدﻫم أو ﺧﺎرﺟﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﺧﻼل ﻓﺗرة‬

‫زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة‪ ،‬ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺳﻧﺔ‪ .‬وﯾﻘﺻد ﺑﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬

‫اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺧرى ﻟﺗﺟﻧب اﺣﺗﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣرﺗﯾن‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟوطﻧﻲ ﻫو ﻣﺟﻣوع ﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻛﺎﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﯾﺳﺎوي ﺻﺎﻓﻲ إﻧﺗﺎج‬

‫ﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺎوي إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧول اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬أي أﻧﻪ ﯾﺳﺎوي ﻣﺎ ﯾوزع‬

‫‪18‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺷﻛل أﺟور ٕواﯾﺟﺎرات وﻓواﺋد وأرﺑﺎح ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -1-1‬اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟوﺣدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪،‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺷﯾر اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ واﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻧﻘدي أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ‬

‫واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي‪ .‬وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك‪ ،‬ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‬

‫ﻟﻠﻔرد أو ﯾرﺗﻔﻊ أ و ﺣﺗﻰ ﯾظل ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو اﻧﺧﻔﺿت‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ‬

‫اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي أو‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺛﺎﺑﺗﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪ -‬ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟدﺧل‬

‫اﻟﻧﻘدي أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺛﺎﺑﺗﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﺳﻛﯾﻧﺔ ﺑن ﺣﻣود‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬ﯾﺑﻘﻰ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض اﻷﺳﻌﺎر أو ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ اﻻﻧﺧﻔﺎض أو اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل‬

‫اﻟﻧﻘدي‪.‬‬

‫وﯾﻘﺎس ﻣﺳﺗوى ﺗطور اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟدﺧل وطﻧﻲ اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣؤﺷر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺑر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻋن ﺣﺎﻟﺔ‬

‫اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد‪ ،‬ﻓﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﻌﻛس اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟوﺣدة اﻟﻧﻘد‪ .‬وﯾﻔﯾد ﺣﺳﺎب اﻟدﺧل‬

‫اﻟوطﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺳﺗوى ﺗطور اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ورﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟداﺧﻠﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ‬

‫اﻟﻣواطﻧﯾن أو اﻷﺟﺎﻧب ﻣن أﺻﺣﺎب ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﺑﺧدﻣﺎت ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ داﺧل اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد وذﻟك ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫وﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﺎءﻟت ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ‬

‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي داﺧل اﻟدوﻟﺔ وﻛذا ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﺎرج ﺑﻠدﻫم‪.‬‬

‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺻورة ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ذﻟك أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﻠﻊ‬

‫واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺧﻼل ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ‬

‫واﺣدة‪ ،‬وﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻧﻘدﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﻘدﯾر‪.‬‬

‫وﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﺣﺻر ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﺧول ﻣﻊ ﺗﻔﺎدي اﻟﺗﻛرار اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ‪ ،‬أي ﻋدم اﺣﺗﺳﺎب‬

‫أي دﺧل أﻛﺛر ﻣن ﻣرة‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗﺑر دﺧﻼ ﻛل ﻣﺑﻠﻎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﺧﺎرج إطﺎر ﻋواﺋد ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‬

‫‪66‬‬
‫ﻛﺎﻟﻣﻌﺎﺷﺎت واﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻧﺢ‪ ،‬وذﻟك ﻷن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻘدﻣوا ﻋﻣﻼ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق‪ ،‬ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي واﻟدﺧل‬

‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬ذﻟك أن اﻷول ﻫو ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬

‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻧﻘدي‪ ،‬أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت‬

‫ﻣﻘﺎﺑل دﺧﻠﻪ اﻟﻧﻘدي‪.‬‬

‫وﻗد ﯾرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل اﻟﺣ ﻘﯾﻘﻲ أو ﯾﻧﺧﻔض ﻓﻲ ظل ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬

‫ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﺛﺎﺑﺗﺎ ﺗﻘل ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد اﻟﺣﺻول‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ .‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟدﺧل‬

‫اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺗزداد اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻣن ﺛم ﯾرﺗﻔﻊ‬

‫دﺧﻠﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻣﻛوﻧﺎت اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬اﻻدﺧﺎر‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻدﺧﺎر ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺟﺎري اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري‬

‫ﺗم ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻟﺑﻧﺎء اﻟ طﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻫذا اﻟدﺧل أو ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾ ّ‬

‫ﻣﺳﺗواﻩ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻌﻼً ﻣن ﺧﻼل وداﺧل دورة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫وﯾﺳري ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ واﻟﻔردي‪ ،‬ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺳﺟل أن اﻟدﺧل‬

‫اﻟوطﻧﻲ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ ﯾﻧﻔق ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻏراض اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺑل ﯾﻘﺗطﻊ ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻟﯾﻛون‬

‫اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬ﻓﺈن أﻏﻠﺑﻬم ﻻ ﯾﻧﻔﻘون ﻛل دﺧوﻟﻬم اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ‬

‫واﻟﺧدﻣﺎت‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗﻔظون ﺑﺟزء ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك أو ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗوﻓﯾر ﻟﯾﺷﺗروا ﺑﻪ أﺳﻬم أو ﺳﻧدات أو أﺻول‬

‫ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل ادﺧﺎر اﻷﻓراد ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح واﻹﻧﻔﺎق اﻟﺟﺎري‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬أﺷﻛﺎل اﻻدﺧﺎر‪:‬‬

‫ﯾﻣﯾز ﻣﻌظم‬
‫‪ 1-1-1-2‬اﻻدﺧﺎر اﻟﻧﻘدي‪ :‬وﯾﻣﺛل اﻟﺻورة اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻷن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻧﻘدي ﻫو اﻟذي ّ‬

‫ﺟواﻧب اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺷ ّﻛل اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟﻼزم ﻟﺗﻣوﯾل ﺗﻛوﯾن‬

‫رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺻور ﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻷﻣوال اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻻدﺧﺎرﯾﺔ‬

‫ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ واﻟﻣدﺧرات اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺻورة ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ‬

‫اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ رأﺳﻣﺎل ﻋﯾﻧﻲ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻣدﺧرة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫ﺳواء ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻋن طرﯾق اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد ﻓﻲ ﺻورة أرﺑﺎح وﻓواﺋد‪.‬‬

‫ﺣد ذاﺗﻪ ﻻ ﯾدر دﺧﻼً ﺑﻣﺟرد ﺗﻛوﯾﻧﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﺗوﺟب أن ﯾﺗﺣول‬


‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ّ‬

‫ﺑد ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﺛﻣر اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﻧﺗﺟًﺎ ﯾﺣﻘق ﻋﺎﺋداً ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫إﻟﻰ رأﺳﻣﺎل ﻋﯾﻧﻲ أي ﻻ ّ‬

‫‪ 2-1-1-2‬اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﯾﻧﻲ‪ :‬وﯾﻣﺛل ﺻورة ﻣﺣدودة ﺟدا ﻟﻼدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬وﻗد ﯾﺗّﺧذ‬

‫ﺷﻛل ﻓﺎﺋض ﺳﻠﻌﻲ أو ﻓﺎﺋض ﻋﻣل‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸول ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ اﻟﻣزارﻋون ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﺑذ ور أو ﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻻﺣﻘﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻻدﺧﺎر‬

‫اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻓﺎﺋض ﻋﻣل ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل إﺿﺎﻓﻲ ﯾﺑذل وﯾﺗﺑﻠور ﻓﻲ ﺷﻛل‬

‫اﺳﺗﺛﻣﺎر إﻧﺗﺎﺟﻲ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫إذن ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أن اﻻدﺧﺎر ﺑﺷﻛﻠﯾﻪ اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟﻧﻘدي ﯾﺻﺑﺢ ﺻورة ﻣن ﺻور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫اﻟﻌﯾﻧﻲ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗّﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر وﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن ﺟزءًا ﻣن اﻟدﺧل‬


‫‪ -2-1-2‬اﻻﻛﺗﻧﺎز واﻻدﺧﺎر‪ :‬ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ اﻻﻛﺗﻧﺎز واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﻛون ّ‬

‫اﻟﺟﺎري ﻟم ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠﻔﺎن ﻓﻲ ﻛون اﻻﻛﺗﻧﺎز ﯾﻣﺛّل اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء ﻣن اﻟدﺧل‬

‫اﻟﺟﺎري‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﻘدي أو ﻋﯾﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻌﯾدا ﻋن دورة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺳرﺑﺎ ﻣن اﻟدﺧل‬

‫اﻟوطﻧﻲ(‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرف اﻻﻛﺗﻧﺎز ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﺛل "رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺛروة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﻘدي"‪ ،‬وﻫذا‬

‫ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣﻊ ﻣﻔﻬوم "ﻛﯾﻧز" ﻋن ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ اﻷﻓراد إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ رﻏﺑﺔ‬

‫ﻣﻧﻬم ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻟطﻣوﺣﺎت‪.‬‬

‫وﯾﺗﺿﻣن اﻻﻛﺗﻧﺎز زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣﺎﺿر اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﻟن ﺗﻌود ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻔرد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن إﻗراض أو اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﺎﺋض اﻟذي ﯾﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن دﺧﻠﻪ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻬﻼك‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬

‫ﯾﻘوم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻘود ﻣزﺟﻬﺎ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض إﻟﻰ ﺗطوﯾر‬

‫اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣواﻛﺑﺔ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻘدم‪ .‬وﻣن أﺑرز اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ‬

‫ﻛﺑﯾ ار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو وﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﻣن أﺟل ﺑﻠوغ ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑل واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﻣواردﻫﺎ اﺳﺗﻐﻼﻻ أﻣﺛل‪ ،‬وزﯾﺎدة طﺎﻗﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻌﺑﺋﺔ ﻣدﺧراﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ‬

‫وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد وﺑﺄﻗل ﻣﺧﺎطر‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن‬

‫‪69‬‬
‫ﺧﻼل ﺗﺑﻧﻲ ﻗواﻧ ﯾن وﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗﺗﻛﻔل ﺑﺎﺳﺗﻘطﺎب رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إﻟﻰ‬

‫‪19‬‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﻫﻧﺎك ﺗﻌﺎرﯾف ﻣﺗﻌددة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫* اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ :‬ﻫو ﻋﻣل أو ﺗﺻرف ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أﺟل ﺗطوﯾر ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا‬

‫اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺷﻛل أﻣوال ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ )اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ (... ،‬أو ﻓﻲ ﺷﻛل‬

‫ﻗروض‪.‬‬

‫أي اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﺳﻌﯾًﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ"‪ ،‬أو "ﻛل‬


‫ﻌرف ﺑﺄﻧﻪ " ّ‬
‫* اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ُ :‬ﯾ ّ‬

‫اﻛﺗﺗﺎب ﻷﻣوال ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗوج واﺳﺗﻬﻼﻛﻪ"‪ ،‬أو " ﻛل إﺿﺎﻓﺔ ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻷﺻول اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻘﺻد زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﻼﺣﻘﺔ"‪ ،‬أو "اﺳﺗﺧدام اﻟﻣدﺧرات ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو ﺗﺟدﯾدﻫﺎ"‪ ،‬أو "ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻣوال ﻧﺣو اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﺗؤدي إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أو ﺣﺎﺟﺎت‬

‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ"‪ ،‬أو "ﻫو ذﻟك اﻟﺟزء اﻟﻣﻘﺗطﻊ ﻣن اﻟدﺧل ﻻﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﻛوﯾن رأس‬

‫اﻟﻣﺎل"‪ ،‬أو "ﻫو ﺗوظﯾف أﻣوال ﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﯾرادات )ﻋواﺋد( أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل"‪.‬‬

‫وﯾﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗرﻛز ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﺗوظﯾف اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻗﺗﻧﺎء ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺻول ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻏراض‪.‬‬

‫* اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‪ :‬ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن" ﻣﺟﻣوع اﻷﻣﻼك واﻟﻘﯾم اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫اﻛﺗﺳﺑﺗﻬﺎ أو اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن أﺟل اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻐﻼل داﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻟﻣدة‬

‫طوﯾﻠﺔ" أو ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن " اﻷﺻول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎج وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ‬

‫‪19‬‬
‫ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪70‬‬
‫ﯾﺗم ﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ ﺑﻬدف اﻟﺑﯾﻊ ﺑل ﻟﻼﺳﺗﺧدام اﻟداﺋم ﻟذﻟك ﺳﻣﯾت ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟداﺋﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻻ ّ‬

‫ﻣﺟﻣل اﻷﻣﻼك واﻟﻘﯾم اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ )ﺷﻬرة اﻟﻣﺣل‪ ،‬اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺑراءات اﻻﺧﺗراع ‪ (...‬وﻏﯾر‬

‫اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ أو اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ )اﻟﺗﺟﻬﯾزات‪ ،‬اﻷراﺿﻲ‪ ،(...‬اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ )اﻟﺗﺟﻬﯾزات‪ (...‬وﻏﯾر اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ )اﻷراﺿﻲ‪،‬‬

‫اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ‪ (...‬اﻟﺗﻲ اﺷﺗرﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو أﻧﺟزﺗﻬﺎ ﺑوﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻣن أﺟل ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ‬

‫ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻛوﺳﺎﺋل داﺋﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﺳواء اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج أو اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‬

‫)ﺗﺟﻬﯾزات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ(‪.‬‬

‫‪ 2-2-2‬أﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﯾﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ‪ :‬ﺣﯾث ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺎص‪ :‬وﻫو ذﻟك اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺟﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻓردﯾﺔ أو ﻣن ﺧﻼل ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣﻛوﻣﻲ )ﻋﻣوﻣﻲ(‪ :‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻛوﯾﻧﻪ وﺗﻣوﯾﻠﻪ ﺳواء ﻣن‬

‫ﻓﺎﺋض اﻹﯾرادات أوﻣن اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻷﺻل ﻣﺣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺄﺻل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أداة أو واﺳطﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻘﺎرات‪ ،‬اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎدن‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓق ﻫذا‬

‫اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ‪:‬‬

‫ﺗم ﺗوظﯾف اﻷﻣوال ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة أﺻول ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻷﺻول‬


‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬أي إذا ّ‬

‫ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﺗزﯾد‬

‫ﻣن ﺛروة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺛروة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﺑﻣﺎ ﺗﺧﻠﻘﻪ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾؤدي ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ظﺎﻫرﯾﺔ‪ :‬وﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻷﺻل‬

‫ﻣﺎﻟﻲ ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺗﺧذ ﺷﻛل ﺣﺻﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ أو ﻓﻲ ﺳﻧداﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺻل ﺣﻘًﺎ ﻣﺎﻟﯾًﺎ‬

‫ﯾﺗم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ أﯾﺿًﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘل‬


‫ق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻷرﺑﺎح أو اﻟﻔواﺋد‪ .‬ﻛﻣﺎ ّ‬
‫ﯾﺧول ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ اﻟﺣ ّ‬
‫ّ‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﺣ ّﻘق إﯾرادات ووﻓرات ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ‬


‫ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج واﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻣن ﻣﺳﺗﺛﻣر ﻵﺧر‪ّ ،‬‬

‫أي زﯾﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﺎﻟﯾﺎً وﻫو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ّ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻌدﻻت ﻓﺎﺋدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﻣدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﺣﯾث ﺗﺻﻧف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر‪ ،‬إﻟﻰ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل‪ :‬وﺗﻛون ﻣدة اﻟﺗوظﯾف ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺳﻧﺔ ﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ أذوﻧﺎت‬

‫اﻟﺧزﯾﻧﺔ أو اﻟﺳﻧدات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل‪ :‬ﻫﻲ أطول ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ وﻗد ﺗﺻل ﻣدة ﺗوظﯾﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﻣس)‪ (05‬ﺳﻧوات‪،‬‬

‫ﻣﺛل ﺷراء أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺧﻣس )‪ (05‬ﺳﻧوات أو اﺳﺗﺋﺟﺎر أﺻل ﻣﺎ وﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺣدود‬

‫ﺧﻣس)‪ (05‬ﺳﻧوات‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل‪ :‬ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﺗوظﯾف ﻓﯾﻬﺎ ﺧﻣس)‪ (05‬ﺳﻧوات وﺗﺻل ﺣﺗﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر‬

‫)‪ (15‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺛل إﯾداع اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك )اﻟﻣدﺧرات(‪.‬‬

‫* ﺣﺳب ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬وﺗﺻﻧ ف اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋل ﻫذا اﻷﺳﺎس‪ ،‬إﻟﻰ‪ :‬ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺷﺎرﯾﻊ‬

‫زراﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺷروﻋﺎت ﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ )ﺗﺟﺎرة اﻟﻌﻘﺎرات‪ ،‬اﻟﻧﻘل‪ ،‬اﻻﺗﺻﺎﻻت‪ ،‬اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪.(...‬‬

‫* ﺣﺳب اﻟﻬدف ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺑﯾن‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻹﺣﻼل‪ :‬وﺗﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت و ﻗدرات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗوﺳﻊ‪ :‬ﺗﻬدف رﻓﻊ اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﺣدﯾث أو اﻟﺗرﺷﯾد‪ :‬وﺗﺧص ﺗﺣﺳﯾن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﺟدﯾد‪ :‬وﺗﺷﻣل اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف زﯾﺎدة ﺣﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ‬

‫اﻷﺳواق ﺑﺗﺑﻧﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫﺟوﻣﯾﺔ أو دﻓﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ :‬وﺗﺧص ﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل وﺗطوﯾر اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى اﻷﻓراد‪.‬‬

‫* ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬وﯾﺗم اﻟﺗﻣﯾﯾز‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر‪ ،‬ﺑﯾن‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺎدﯾﺔ‪ :‬ﻣﺛل اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ )ﻣﻌﻧوﯾﺔ(‪ :‬وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ‪ :‬ﺷﻬرة اﻟﻣﺣل‪ ،‬ﺑراءة اﻻﺧﺗراع‪ ،‬اﻹﺷﻬﺎر‪.... ،‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﻣﺛل اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات‪ ،‬أذوﻧﺎت اﻟﺧزﯾﻧﺔ‪.... ،‬‬

‫* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر‪ ،‬ﻟدﯾﻧﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺣﻠﻲ أو وطﻧﻲ‪ :‬وﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وطﻧﻲ واﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري وطﻧﻲ و رأس اﻟﻣﺎل وطﻧﻲ وﯾﺗم داﺧل اﻟوطن‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻛل اﺳﺗﺧدام ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻟﻣوارد ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﻠد ﻣن اﻟﺑﻠدان‪ ،‬أو ﻫو ذﻟك‬

‫اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫* اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب أﺳﻠوب إدارة اﻟﻣﺷروع‪ :‬وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر‪ :‬وﻫو ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻧﺻر رأس‬

‫اﻟﻣﺎل ﻓﻘط دون أن ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﺎﺷر‪ :‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺷراﻛﺔ أو اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -3-2-2‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وأﻫداﻓﻪ واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ‪ :‬إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﻣﺗﻐﯾر اﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻠﻲ‬

‫ﯾﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﯾرورة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗطورﻩ ‪ ،‬وﻫو ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﻣﺗﻐﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ‬

‫أﺧرى ﻛﺎﻻدﺧﺎر واﻟدول وﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف‪.‬‬

‫وﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر أﻫﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﻫداف ﯾرﻣﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾواﺟﻪ ﻣﺧﺎطر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد‬

‫ﺗﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻣﺣدد‬
‫* أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ّ‬

‫رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟرﺻﯾد اﻟﻧﻘدي و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوظﯾف‬

‫اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠدﺧل اﻟوطن‪.‬‬

‫وﯾﻌد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﺑﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗراﻛم رأس اﻟﻣﺎل و ﺗطوﯾر‬

‫ﺗم اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ ﻣن أﺻول إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ورأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺈﺣﻼل‬


‫أﺳﺎﻟﯾب إﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض ﻣﺎ ّ‬

‫رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﯾؤدي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻻدﺧﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة‪.‬‬

‫ورﻗﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬و ﻻ زال اﻟﻣﺟﺎل‬


‫ّ‬ ‫* أﻫداف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﻟﻘد اﻋﺗﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﻘدم‬

‫واﺳﻌﺎ أﻣﺎم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم ﺑﻪ واﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺣﺎق ﺑرﻛب اﻟﺗﻘدم‪.‬‬

‫ﻣن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﯾﻬﺎ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ّ‬ ‫ﯾظل ﻫو ﻫدف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد أو اﻟرﺑﺢ‪ :‬ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻧوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺈن اﻟرﺑﺢ ّ‬

‫ﺗﺳﻌﻰ اﻟدوﻟﺔ داﺋﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻛوﯾن اﻟﺛروة وﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﻬدف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿﺣﻲ اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻣل ﺗﻛوﯾن‬

‫اﻟﺛروة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل و ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺛروة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ و ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﯾوﻓر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق‬

‫اﻟدﺧل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر إﻟﻰ ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﺣﺗﻰ ﻻ‬

‫ﺗﻧﺧﻔض ﻗﯾﻣﺔ أﺻوﻟﻪ وﺛرواﺗﻪ ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ﺑﻔﻌل ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫* ﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر ﻫﻧﺎ ﻫو ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺣﻘق اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬

‫ﺗﻣﺗد ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر ﻟﺗﺷﻣل رأس اﻟﻣﺎل واﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ‪.‬‬


‫وﻗد ّ‬

‫ﻗد ﺗﻛون ﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﺑﯾرة ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗدﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌًﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻋواﺋد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬

‫ﺣﯾث ﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﺧﺎطر ﻧظﺎﻣﯾﺔ وﻣﺧﺎطر ﻏﯾر ﻧظﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺧﺎطر ﻧظﺎﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳواق وﺣرﻛﺗﻬﺎ وﻋواﻣل‬

‫ﺗﻣس‬
‫أﺧرى طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑل ّ‬

‫ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺧﺎطر ﻏﯾر اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﺑﻌد طرح اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻐﯾرات‬

‫ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻘﺎﺋدة وﺗدﻫور اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر ﻗد ﺗﺻﯾب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻻ ﺗﺻﯾب‬

‫ﻻ آﺧر‪ ،‬وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬


‫ﻣﺟﺎ ً‬

‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﻔﺷل ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ‬


‫‪ -‬ﻣﺧﺎطر اﻟﻌﻣل‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﺳﺗﺛﻣﺎر ّ‬

‫ﺗﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺧﺎطر اﻟﺳوق‪ :‬وﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻌﻛﺳﻲ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر أﺻول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ أو اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬

‫اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻘﻠب أوﺿﺎع اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض‬
‫‪ -‬ﻣﺧﺎطر اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود‪ :‬وﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر اﻟذي ّ‬

‫ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺧﺎطر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ :‬وﺗﻧﺗﺞ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﻛون‬

‫ﺳن ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾم واﻟﻣﺻﺎدرة أو‬


‫ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وأﺳﻌﺎر أدواﺗﻪ‪ ،‬ﻣﺛل‪ّ :‬‬

‫رﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾﻠﻌب اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري دو ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﻘرون ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ٕوان ظﻬر ﻣﺗﺄﺧ ار‬

‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﯾﻘﺗرن اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻗﺗرن اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑوﺟود‬

‫وﻧﻣوﻫﺎ‪ ،‬وارﺗﺑط ﻫدف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺗطوﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﺷﻛل أﻓﺿل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺗﻧوﯾﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ّ‬

‫ﯾﺗم إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬


‫ﻟﺣﺎﺟﺎن اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ارﺗﺑط ﻫدف اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت إﻟﻰ ﺣﯾث ّ‬

‫ﻣﻛﻣﻼن ﻟﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض ﺑل ﻫﻣﺎ ﻓرﻋﺎن ﻷﺻل واﺣد‪.‬‬


‫ﻓﺎﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺑﺎدل ّ‬

‫ﺗطور اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺄﺛّر ﺑﺎﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ ّ‬
‫ﻟﻘد ّ‬

‫اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗﻘﻊ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺿﻣن اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻌﺑر ﺑﺻورة ﻋﺎﻣ ﺔ ﻋن دراﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ‬


‫ﯾﺗّﺻف ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ُﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗُ ّ‬

‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟدول‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺧ ﺿﻊ ﻷﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن‬

‫ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪.‬‬

‫إن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺟذور ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑدأت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ودﺧوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬أي أﻧﻬﺎ‬

‫ﺗطو ار ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون واﻟوﺳﺎﺋل ﺑﺷﻛل‬


‫ﻣرة‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻋرﻓت ّ‬
‫ﻷول ّ‬
‫ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدﯾث اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ اﻹﻧﺳﺎن ّ‬

‫‪76‬‬
‫ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت وﺗﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻌدد ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن‬


‫ﻟﻘد ﻛﺎن اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻟﻛن ّ‬

‫وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أداءﻫﺎ‬

‫ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر أو ﻓﻲ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻪ ﺑﻘدر ﯾﻔوق اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ‪ ،‬ﻓﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ذﻟك‬

‫ﺛم ﺗﻣ ّﻛن ﻣن إﺷﺑﺎع ﺑﻘﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬


‫اﻟﻔﺎﺋض ﻣﻊ ﻓواﺋض اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻵﺧرﯾن اﻟذﯾن ﺗﺧﺻﺻوا ﻓﻲ ﻓروع أﺧرى‪ّ ،‬‬

‫ﻋن طرق اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد وﻟﻌﺑت دورﻫﺎ ﻓﻲ ّأول اﻷﻣر‬

‫ﺛم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ ،‬وﻋن طرﯾﻘﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﻧﺗﺞ أن ﯾﺟد‬


‫ﻛواﺳطﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ّ‬

‫داﺋﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﺳﻠﻌﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻘدور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺟد اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ ﻟﻧﻘودﻩ‪.‬‬

‫ﺗطور اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن‬
‫ﻟﻘد ّ‬

‫اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﻌد ظﻬور طرف ﺛﺎﻟث ﯾﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن‬

‫ﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻗﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﻧﻣﺎ ﻹﻋدادﻫﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ذﻟك ﻫو اﻟﺗﺎﺟر‬

‫اﻟذي ﻗوم ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻛﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺗﺣﺳس ﻣطﺎﻟب‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‬

‫وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫ﺗﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق ﻗﻧﺎﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫و ّ‬

‫ﺗﺗم داﺧل‬
‫وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ّ‬
‫وﺗﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟ ّﺷق اﻷﻛﺑر ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ّ‬

‫ﺗﺗم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ وﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘطر اﻟواﺣد‪ ،‬وﻋﺎدة ﻣﺎ ّ‬

‫ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺷراء ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗورد ﻟﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟزﺋﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت‬

‫‪77‬‬
‫أﺻﻐر ﻧﺳﺑﯾﺎـ أﻣﺎ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت أﺻﻐر‪ ،‬ﻓﯾﻘوم ﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑﺷراء‬

‫ﻛﻣﯾﺎت ﻣن ﺗﺎﺟر اﻟﺟﻣﻠﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪.‬‬

‫وﺗﺿم ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة‪ :‬اﻟﺻﻧف اﻷول ﯾﻘوم ﺑﺷراء اﻟﺳﻠﻊ وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ وﺗﺣﻣل‬
‫ّ‬

‫ﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺻﻧف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺿم اﻟوﻛﻼء اﻟﻠذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﺗﺟﺎرة ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫ﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﻗﺑل أن ّ‬

‫دون أن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻪ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟذﯾن ﯾﺗﻘﺎﺿون أﺗﻌﺎﺑﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣوﻻت ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟدول ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد ﺣﯾث ﯾﺗم‬

‫اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات إدارﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘد أدى اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن اﻟﻣﺣﯾط‬

‫ﻛﺣل ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺟز اﻟدول ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم‬


‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺣﻠّﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﻓﺑرزت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻌدم ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ إﻣﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﺗﻌود‬

‫إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻟﻌدم ﺗوﻓر رؤوس اﻷﻣوال أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول‬

‫أﻗل‪.‬‬
‫ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ّ‬

‫‪78‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟـــﺔ‬
‫ﺗﻌرف اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷزﻣﺎت‪ :‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ... ،‬إﻟﺦ‪،‬‬

‫وﻫﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺷﻲء ﺧﺎرج اﻟﻌﺎدة ﺑﺻدد اﻟﺣدوث‪.‬‬

‫وﺗﻌرف اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛظﺎﻫرة ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﻣظﺎﻫرﻫﺎ ﻣﺛل اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬

‫ﺗﻣس اﻟﺟواﻧب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾ ﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻣﺛل اﻧﺧﻔﺎض‬


‫اﻟﻛﺑﯾرة‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ‪ ،‬وﺗﺗﺟﻠّﻰ ﻓﻲ ﺗﻐﯾرات ّ‬

‫ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ )ﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬زراﻋﻲ‪ ،‬ﺧدﻣﺎﺗﻲ‪ (...‬وﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ )ﺑطﺎﻟﺔ داﺋﻣﺔ( وﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر )اﻧﻛﻣﺎش‬
‫ّ‬ ‫اﻹﻧﺗﺎج‬

‫أو ﺗﺿﺧم( واﻧﻛﻣﺎش ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ‬

‫أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ذات وزن اﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺑﯾر‪.‬‬

‫وﺗﻌد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺗﻘدﻣﺎ أو ﻧﺎﻣﯾﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣطﻠوﺑﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ‪ .‬إﻻ أن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗزداد أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫واﻟﺧدﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻗد ﺑرزت ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻧذ أواﺋل ﺛﻼﺛﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺻﺎب اﻟﻌﻠم اﺧﺗﻼ ﻓﻲ اﻟﺗوازن‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻠﻎ ذروﺗﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺣدث ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )‪ ،(1933-1929‬ﺣﯾث ﺑﻠﻎ‬

‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ‪ % 40‬ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﻧوات‪ .‬ﻛﻣﺎ اﻧﺗﺷرت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﻣﻌدﻻت‬

‫ﻣرﺗﻔﻌﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )‪ (1975-1974‬وﻛذﻟك ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة‬

‫)‪ ،(1983-1981‬وﺣﺗﻰ اﻟﯾوم ﺗﻌﺎﻧﻲ دول ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ﻣن أزﻣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ‪ ،‬أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ‪:‬‬

‫ﻣﻬﻣﺔ وﺗﻌطل ﺟﺎﻧب‬


‫أي ّ‬‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ اﻟﺿﯾق ُﯾﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋدم اﻣﺗﻬﺎن ّ‬

‫ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺗﻌط ﻼ اﺿط اررﯾﺎ رﻏم اﻟﻘدرة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫ﺣدد اﻟﺑطﺎل ﺑﻛوﻧﻪ "ذﻟك‬


‫أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗ ّ‬
‫ّ‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻼ ﻋﻣل وﻫو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وراﻏب ﻓﯾﻪ و ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى‬
‫ﺳن ّ‬‫اﻟﻔرد اﻟذي ﯾﻛون ﻓوق ّ‬

‫أﺟر ﺳﺎﺋد ﻟﻛن ﻻ ﯾﺟد ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل"‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق‪ ،‬ﯾﻼﺣظ ﺑﺄﻧﻪ وﻷﺟل اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧص ﻋﺎطﻼ ﻋن اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:20‬‬

‫‪ -‬أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﻣل واﻟذي ﯾﺗﺣدد ﻋﺎدة ﺑﯾن ‪ 18‬و ‪ 60‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﯾﻣﺛل ﺳن ‪ 18‬ﺳﻧﺔ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ‬

‫ﻟدﺧول ﺳوق اﻟﻌﻣل‪ ،‬أﻣﺎ ﺳن ‪ 60‬ﺳﻧﺔ ﻓﯾﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻋﻠﻰ أو ﺳن اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎﻣل‪.‬‬

‫‪ -‬أن ﺗﺗوﻓر ﻟدى اﻟﻌﺎطل اﻟرﻏﺑﺔ واﻻﺳﺗﻌداد اﻟﺟدي ﻟﻠﻌﻣل ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺑﺄﺟر أو ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص‪،‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن طﺎﻟب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻣﻠك ﺛروة وﯾﻌﯾش ﻣﻧ ﻬﺎ وﻻ ﯾرﯾد أن ﯾﻣﺎرس أي ﻋﻣل أو ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻻ‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺑطﺎﻻ‪.‬‬

‫‪ -‬أن ﯾﻘوم اﻟﻌﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﺟدي‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾوﺿﺢ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر‬

‫اﻟﺷﺧص ﺑﺎﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل إذا ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن أي ﻋﻣل ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﺛل‬

‫اﻟﺗﺳﺟﯾل أو ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻟدى اﻟﺟﻬﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷﻐﯾل‪ ،‬أو ﻟدى ﻣﻛﺎﺗب اﻻﺳﺗﺧدام أو اﻹﻋﻼن‬

‫ﻓﻲ اﻟﺻﺣف‪ ،‬أو ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت ﻋﻣل ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺷرﻛﺎت وأﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﻋﻣل‪ ،‬وﻟﻌل ﻫذا ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﻫم ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﺷﺧص ﻣﺎ ﻋﺎطﻼ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣن دوﻧﻪ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.298‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -2-1‬ﻗﯾﺎس اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﺗﻘﺎس اﻟﺑطﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﺎدة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻫو‬

‫ﯾﺳﺎوي ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﺳواء ﻣن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠون ﺳﺎﺑﻘﺎ أو ﻣن اﻟداﺧﻠﯾن اﻟﺟدد إﻟﻰ ﺳوق‬

‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬إﻟﻰ ﺣﺟم اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻧﺷﯾطﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ‪ ،‬وﻫؤﻻء ﯾﻣﺛﻠون اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺳن‬

‫اﻟﻌﻣل ﺳراء ﻛﺎﻧوا ﻋﺎﻣﻠﯾن أو ﻋﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‪ ،‬وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻋدد اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‬


‫× ‪100‬‬ ‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ =‬
‫ﺣﺟم ﻗوة اﻟﻌﻣل‬

‫‪ -3-1‬أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﺗﻌود اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻟطﻠب‪ :‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾؤدي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن‬

‫أﺳﻠوب اﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ أﺧر واﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن ٕواﻫﻣﺎل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻔﺎﻗم آﺛﺎر اﻟﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﺣّﻠت اﻟﻔﻧون اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫ﺳﺑب ﻓﻲ اﻧﺧﻔﺎض ﻟﻠطﻠب ﻋﻠﻰ‬


‫ﻣﺣل اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻣﺎ ﺗ ّ‬
‫اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ ﺑرأس اﻟﻣﺎل ّ‬

‫ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ أدى ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺣﻼل اﻟروﺑوت واﻵﻻت‬

‫ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷ دﻧﻰ واﻟﺣد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﺟور‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ رﻏﺑﺎت‬

‫ؤدي‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾ ّ‬
‫اﻟﻌﺎم اﻟﺟﺎري واﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ّ‬
‫اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن‪ ،‬وﻛذا اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ وﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق ّ‬

‫اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﯾث ﻧﺷﻬد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﻧظﺎم اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬن واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣوروﺛﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬أﻧواع اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ :‬ﻫﻧﺎك أﻧواع ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ظرف ﻷﺧر‪ ،‬وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﺑب اﻟذي ﯾﺷﻛل أﺳﺎس‬

‫ﺑروز ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ .‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب ﺗﻌطل أﺟزاء ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل ﺑﻔﻌل ﺗطورات ﺗؤدي‬

‫إﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻗوة اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗوﻓرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾظﻬر اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن‬

‫ﻫﯾﻛل ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻫﯾﻛل اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟد ﺷرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم‬

‫وﻣؤﻫﻼﺗﻬم ﻟم ﺗﻌد ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾر ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺗﻌطل ﻋن اﻟﻌﻣل‬

‫أﻣ ار طوﯾل اﻟﻣدى ﻧﺳﺑﯾﺎ‪.‬‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ‬
‫ﻣﻣﺎ ّ‬
‫ﻣﺣل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ّ‬
‫ّ‬ ‫وﯾﺗﺟﻠّﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻛذﻟك ﻋﻧد إﺣﻼل اﻵﻟﺔ‬

‫اﻟﻌﻣﺎل وأﯾﺿًﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷرﻛﺎت إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎطق ذات اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ّ‬

‫ﺗﺷوﻫﺎت ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻌض‬


‫ﯾﺳﺑب ّ‬
‫ﻣﻣﺎ ّ‬
‫اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف )اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺻﯾن واﻟﻬﻧد ‪ّ (...‬‬

‫اﻟدول‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﺻور اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج وﻣﺎ ﯾﺻﺣب ذﻟك ﻣن‬

‫رﻛود ﻓﻲ ﺗﺻرﯾف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻧد اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور اﻟﺳﺎﺋدة‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم ﺗﺳرﯾﺢ ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻣﺎل‬

‫ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗل اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ أو ﺗوﻗﻔت ﻋن اﺳﺗﯾﻌﺎب ﻋﻣﺎل ﺟدد‪ ،‬وﻗد ﺗﺗوﻗف ﺑﻌض‬

‫اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣ ﻣﺎ ﯾﺿطر اﻟﻌﻣﺎل أن ﯾﺑﺣﺛوا ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد‪ ،‬وذﻟك ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ ﯾﻛوﻧون ﻓﯾﻪ‬

‫ﻋﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‪ .‬وﺣﺗﻰ ﻟو وﺟدوا أﻋﻣﺎﻻ ﺑﺳرﻋﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺑﻌض ﯾظل ﺑدون ﻋﻣل ﺑﺳﺑب اﻟدورة‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻛود‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫم ﻋﻠﻰ‬

‫ﻻ أﻧﻬم ﻟم ﯾﺟدوا ﻋﻣﻼً‪ ،‬وﯾﺗﻘﻠّب ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف واﻻﺳﺗﺧدام ﻣﻊ ﺗﻘﻠب‬


‫اﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺎﻷﺟور اﻟﺳﺎﺋدة إ ّ‬

‫اﻟدورات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻧﻛﻣﺎش )اﻟﻛﺳﺎد( واﻟﺗوﺳﻊ‪.‬‬

‫وﻣن أﻫم ﺳﻣﺎت ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻛﺳﺎد ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻣن ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل‬

‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﯾﺷﯾر ﺗوﺻﯾف دورﯾﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ دورﯾﺔ اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ‬

‫‪21‬‬
‫ﺑﯾن ﺛﻼث )‪ (03‬وأرﺑﻊ )‪ (04‬ﺳﻧوات‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻹﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ‪ :‬ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺻﯾر اﻷﻣد وﯾﻛون ﻟﻔﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣدودة‪،‬‬

‫وﻫﻲ ﺗﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ واﻟﺣرﻛﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد واﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻓراد‬

‫واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟذﯾن ﯾﺿطرون إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر أﻣﺎﻛن ﻋﻣﻠﻬم أو ﻣﻬﻧﻬم أو ﻣﻧﺎطق ﺳﻛﻧﺎﻫم إﻟﻰ ﻓﺗرة ﻟﻠﺑﺣث ٕواﯾﺟﺎد‬

‫ﻋﻣل ﺟدﯾد ﺑدﯾل‪ ،‬وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض اﻷﻓراد اﻟطﻣوﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗرﻛون ﻋﻣﻠﻬم ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻓرص ﻋﻣل‬

‫أﻓﺿل‪ ،‬أو ﺗﻬﯾﺋﺔ أﻧﻔﺳﻬم ﻟﻣﻬن أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ وذات ﻣردود أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪.‬‬

‫وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﺑطﺎﻟﺔ ﻫؤﻻء ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻔون ﻓﯾﻬﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑطﺎﻟﺔ‬

‫ﻣؤﻗﺗﺔ أو اﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ أو اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗﻔق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣؤﻗت وﻟﻔﺗرات ﻗﺻﯾرة‬

‫وﺗﺗراوح ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣدود ‪ 3‬إﻟﻰ ‪.% 4‬‬

‫‪ -4-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘ ّﻧﻌﺔ‪ :‬ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ "ﻣﺳﺗﺗرة" و "ﻏﯾر ﻣﻛﺷوﻓﺔ"‪ ،‬وﻫﻲ‬

‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻧﻬﺞ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﺣﯾث ﯾﻔرض ﻫذا اﻟﻧﻬﺞ ﺗوﻓﯾر ﻓرص ﻋﻣل‬

‫ﻟﻛل ﻣن ﻫو ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﻣل وﻗﺎدر ﻋﻠﯾﻪ‪ .‬وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺟود ﻓﺎﺋض ﻣن ﻋﻧﺻر‬

‫‪21‬‬
‫ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻧﺷ ﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﯾث ﺗﻛون إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ اﻟﺣدﯾﺔ ﺻﻔر‪ ،‬وﻫذا اﻟﻔﺎﺋض ﻣن ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻛن‬

‫ﺳﺣﺑﻪ ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي دون أن ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ‪ :‬ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون رﻫن اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﻌﺎدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث‬
‫ّ‬ ‫‪ -5-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬

‫ﺗﻌطل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻟﻌﻣﺎل ﺧﻠل ﻓﺗرات ﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﺑﺳﺑب اﻷﺣوال اﻟﺟوﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء ﻣﺛﻼ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬

‫ﯾﺗﻌطل اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء وﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﺑﺎت واﻟﻣﺄﻛوﻻت اﻟﺻﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺻﯾف ﯾﺗﻌطل ﻋﻣﺎل‬

‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺷﺗوﯾﺔ‪ .‬وﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺑﻌض أﺟزاﺋﻪ وذﻟك‬

‫ﺑﺈﺟراء ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺑﯾوت اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ واﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟزراﻋﺔ ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﺧزﯾن اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -6-2‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺟﺎﻣدة‪ :‬وﺗﺳﻣﻰ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻌﺎطﻠﯾن اﻟداﺋﻣﯾن واﻟذﯾن ﻻ‬

‫ﯾﺳﻌون وراء اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﻏﻧﯾﺎء اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻣدون ﺑﺷﻛل‬

‫أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋض اﻷﻣوال ﻟدﯾﻬم وﻋﻠﻰ ادﺧﺎراﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرك ﺑﻌض‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻣﻠﻬم ﺑﻣﺣض إرادﺗﻬم ﻷﺳﺑﺎب ّ‬

‫‪ -3‬اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺗﻌد اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن اﻟظواﻫر ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ أي‬

‫ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﻣﺧﺎطر وﻣﺎ ﺗﺗرﻛﻪ ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪.‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻫدر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻋدم‬

‫اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺿﯾﺎع اﻹﻧﺗﺎج واﻟدﺧل اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟو أﻣﻛن ﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد اﻟﻣﻌطﻠﺔ‪،‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗراﺟﻊ واﻟﺗﺂﻛل ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺑﺷري‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أﻣﺎ ﻋن اﻵﺛﺎر أو اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻣردﻫﺎ أن اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﯾﻌﯾﺷون ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬

‫وﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻏﯾرﻫم‪ ،‬وأن اﺳﺗﻣرار ﺗﻌطﻠﻬم ﻋن اﻟﻌﻣل ﻟﻔﺗرات طوﯾﻠﺔ ﯾﻣﺛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﺑﺋﺎ ﺛﻘﯾﻼ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻷﻓراد وأﺳرﻫم وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾؤدي اﺳﺗﻣرار اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺑﻣﻌدﻻت ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ اﻟﺟراﺋم‬

‫واﻷﻣراض وزﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ‪ ...‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫وﺑﺧﺻوص اﻵﺛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﺧﻔﻰ اﻟوﻋود اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون ﻓﻲ ﺣﻣﻼﺗﻬم‬

‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻛﺳب ود اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن واﺳﺗﻘطﺎب اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟوﻋود واﻟﺗﻌﻬدات ﺑﺧﺻوص ﺧﻠق‬

‫ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل وﻓرص اﻟﻌﻣل واﻟﺣد ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑراﻣﺟﻬم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﻛم‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻷداء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺷﻐﯾل وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت دﻧﯾﺎ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﻫﻛذا‪ ،‬ﻓﺎن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﻹﺳراع ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ واﻟﺗﺻدي ﻟﻬﺎ ﺑﻛل‬

‫اﻟﺳﺑل واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﺣد ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ‪ .‬وﺗﻘﺗرن‬

‫ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎدة ﺑﺧطط ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط‬

‫واﻟطوﯾل‪.‬‬

‫‪ -2-3‬وﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أزﻣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪:‬‬

‫أن اﻟﺣد ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﺗﺗطﻠب ﺗﺧطﯾطﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﯾﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أﻫداﻓﻪ ﺿرورة‬

‫اﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﺣﻠﻘﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﻫو ﺗﺣدي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺣﻛوﻣﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1-2-3‬زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ‪ :‬وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام ﻛﻼ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫* اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ :‬وﺗﺳﺗﺧدم اﻷدوات اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض‪.‬‬

‫‪ -‬دﺧول اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻠﺳﻧدات‪.‬‬

‫* اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬وﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧدﻣﯾﺔ وذﻟك ﻟزﯾﺎدة اﻟدﺧول أو ﺧﻠق دﺧول ﺟدﯾدة‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟدﺧول وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗدﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وذﻟك ﻟزﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻷﻗﺎﻟﯾم ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﻓرص ﻋﻣل‬

‫ﻟﻠﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت وأﻗﺎﻟﯾم ﻣزدﻫرة ‪ ،‬وﺗﺳﻬﯾل ﻫﺟرة اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﺳن‬

‫ﻗواﻧﯾن ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟواﻓدة ﻣن اﻟﺧﺎرج‪.‬‬

‫‪ -3-2-3‬ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻸﺟور ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ٕ ،‬واﻧﻘﺎص ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ‬

‫ﺗﺷﻐﯾل ﻋدد اﻛﺑر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻌﻣﺎل‪.‬‬

‫‪ -4-2-3‬ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﻋم وﻣﻧﺢ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ‪ :‬اﻟﺗﺿﺧم‬
‫ﯾﺣﺗل اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺑﺎر از ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻟﻛوﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﺗﺷﻛو ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌظم‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻟﯾﺳت ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل ﺑﺎﺗت ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ ﺣدا ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬

‫إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺈﺛﺎرة وﺗﺟﻧب ﻣﺧﺎطرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط ﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻋن طرﯾق رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ .‬وﺗﺗﺿﺎرب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻧظ ار ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻠﺳﻔﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم وأﺳﺑﺎﺑﻪ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم‪ :‬ﻟﻠﺗﺿﺧم ﺗﻌﺎرﯾف ﻣﺗﻌددة ﺣﺳب اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذا‬

‫اﻻﺧﺗﻼف إﻟﻰ أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻣرت ﺑﺗطو ارت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﺳﻧﺣﺎول ﺗﻘدﯾم‬

‫ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ظﺎﻫرة ﻧﻘدﯾﺔ أو ظﺎﻫرة ﺳﻌرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 1-1-1‬اﻟﺗﺿﺧم ظﺎﻫرة ﻧﻘدﯾﺔ‪ :‬ﯾﻌرف اﻟﺗﺿﺧم وﻓق ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ "ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﺗؤدي‬

‫إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﺳواء ظﻬرت ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ‬

‫ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻣﺎن‪ ،‬أو ﻣن ﺧﻼل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود"‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬اﻟﺗﺿﺧم ظﺎﻫرة ﺳﻌرﯾﺔ‪ :‬وﻓق ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم ﻫو "اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻠﻣوس واﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ‬

‫اﻷﺳﻌﺎر ﻋﺑر اﻟزﻣن‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺟب أن ﯾﻛون ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﯾﻪ واﺿﺣﺎ وﻣﺳﺗﻣرا‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫أن اﻻرﺗﻔﺎع اﻟطﻔﯾف واﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺿﺧﻣﺎ"‪.‬‬

‫‪ -2-1‬أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم‪ :‬ﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻛﺄي ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻋدة ﻋواﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ‪،‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -1-2-1‬ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ‪ :‬ﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أﻛﺑر‬

‫ﻣن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬وﻣﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﯾﻌود إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن "ﻓﯾﻛﺳل" اﻟﺳوﯾدي و "ﻛﯾﻧز" اﻹﻧﺟﻠﯾزي‪،‬‬

‫وﻣؤداﻫﺎ أﻧﻪ‪ ،‬وطﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﯾرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة وﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾر‬

‫ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‪ .‬وﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد ﻫذﻩ اﻟﻛﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم أو ﻣﻌدل ارﺗﻔﺎع‬

‫‪22‬‬
‫اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ داﺋﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﻌدل اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع وزﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺻﺎرف‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر واﻷوﺿﺎع اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻷﺟور‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ‪ :‬ﻟم ﯾﻛن ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب وﺣدﻩ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﻔﺳﯾر ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻔﺳﯾ ار‬

‫ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﻟذﻟك ظﻬرت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻘرﺑﺎت ﺟدﯾدة‬

‫ﻟﺗﻔﺳﯾر ظﺎﻫرة ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻓﺣواﻫﺎ أن ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى‬

‫اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺑق ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ اﻷﺟور ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب أﺧرى ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻛﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ وﻋدم ﻣروﻧﺗﻪ ﻓﻲ ﺗزوﯾد اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ذات اﻟطﻠب‬

‫اﻟﻣرﺗﻔﻊ‪.‬‬

‫ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج )اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‪ ... ،‬إﻟﺦ(‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2‬أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم‪:‬‬

‫ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻋدة أﻧواع‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‪ ،‬ﻧوردﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم‪:‬‬

‫‪ -1-1-2‬اﻟﺿﻐط اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ‪ :‬وﯾﺗم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻟﻠﺗﺿﺧم‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺿﺧم اﻟطﻠب‪ :‬وﻫو ذﻟك اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛّﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن ﻧﺳﺑﺔ‬

‫اﻟﻣﻌروض ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺿﺧم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‪ :‬وﯾﺣدث ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﻔوق ﻣﻌدل اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )زﯾﺎدة‬

‫ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج(‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟذاﺗﻲ‪ :‬وﯾﻧﺷﺄ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻓﻲ أوﺿﺎع اﻷﺳواق‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ُﯾﻌﺗﺑر اﻻﺣﺗﻛﺎر ﺷرطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ :‬وﻫﻧﺎ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻟﻠﺗﺿﺧم‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ :‬وﯾﺣدث ﺑﺳﺑب وﺟود ﺛﻐرات واﺧﺗﻼﻻت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد‪ :‬وﻫو اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر اﻟدول‬

‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﻧد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﺳوف‬

‫ﺗﺳﺗورد اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟواردات‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -2-2‬ﻣن ﺣﯾث ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺿﺧم‪:‬‬

‫ﺣدة اﻟﺿﻐط اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ‪ :‬وﻧﻔرق ﺑﯾن‪:‬‬


‫‪ -1-2-2‬ﻣدى ّ‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺟﺎﻣﺢ‪ :‬وﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﺧطر أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺣﯾث ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻورة‬

‫اﻟﺣد ﻣﻧﻬﺎ وﺗﻔﻘد ﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬


‫ﺣﺎدة وﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾرﺗب آﺛﺎر ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ّ‬

‫ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ‪ ،‬وﻋﻼج ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻫو اﺳﺗﺑدال اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل وﻣن‬

‫اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ اﻧﻬﯾﺎر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ‪ ،‬اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.... ،‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟزاﺣف‪ :‬وﻫو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾ ﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن‬

‫ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻫو ﺗﺿﺧم ﺿﻣن ﻗدرة اﻟﺳﻠطﺎت‬

‫وﻣﺣل ﺳﯾطرﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬

‫‪ -2-2-2‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘطﺎع‪ :‬ﯾﺗﻧوع اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺗﻧوع اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺣدث ﻓﻲ‬

‫ﺳوق اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗﺿﺧم ﻟذي ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺳوق ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ‪ :‬وﯾﺷﻣل اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺳﻠﻌﻲ واﻟﺗﺿﺧم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻘق‬
‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ أﺳواق ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪ :‬وﯾﺷﻣل ﺗﺿﺧم اﻷرﺑﺎح )زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر( ّ‬

‫زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺗﺿﺧم اﻟدﺧل )زﯾﺎدة اﻷﺟور( اﻟذي‬

‫ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫‪ -3-2‬ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﺗﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻹﺋﺗﻣﺎن‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﻠﯾق )اﻟظﺎﻫر(‪ :‬وﯾﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور واﻟﻧﻔﻘﺎت‬

‫ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ‬
‫ﺗدﺧل ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت ّ‬
‫ي ّ‬ ‫اﻷﺧرى دون أ ّ‬

‫‪90‬‬
‫ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬وﯾؤدي ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﻌدم اﻟﺗدﺧل إﻟﻰ اﻟﺧوف ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳب أﻛﺑر‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺑوت‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﻠﯾق‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻛون ﻣﺳﺗﺗ ًار وﻏﯾر‬

‫ظﺎﻫر‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﯾر ﺣرﻛﺎت اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ‬

‫اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات ﻣﺛل اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺟﺑري واﻟﺑطﺎﻗﺎت‬

‫اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻛﺎﻣن‪ :‬ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﺗﺿﺧم ﯾظﻬر أن اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻠﺣوظ ﺣﯾث ﺗﺗوّﻓر ﻟدى‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻛﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﻊ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‬
‫اﻷﻓراد دﺧول ّ‬

‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺿﺧم ﻛﺎﻣﻧﺎ وﺧﻔﯾﺎ وﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟظﻬور‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺣرب ﻣﺛﻼً‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم‪ :‬ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻣﺳﺗوى‬

‫اﻟرﻓﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗرك آﺛﺎ ار اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-1-3‬آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‪ :‬ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود‬

‫وﯾﺗﺄﺛر ﺑﻪ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺗﺣﯾزة وﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾوﺳﻊ اﻟﻬوة ﺑﯾن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾؤدي إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻫﺎم‬
‫واﻟﺛروات ﺑﯾن اﻓرد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ‪ّ ،‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺎن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﺎﻗب دون وﺟﻪ ﺣق ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺿﻌف واﻷﻗل‬

‫ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻪ ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة‪ ،‬وﺗﺣدﯾدا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺎﻗب ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻫم‪ :‬أﺻﺣﺎب‬

‫اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﻣوظﻔﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت‪ ،‬وأﺻﺣﺎب اﻟﻣدﺧرات‪ ،‬وﻛذا اﻟداﺋﻧﯾن‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻔﯾد اﻟﺗﺿﺧم ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت أﺧرى‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة‪ ،‬ﻣﺛل‬

‫اﻟﺗﺟﺎر وأﺻﺣﺎب اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬واﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬وﻛذا اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ أو اﻟذﯾن ﯾﺑﯾﻌون وﯾﺷﺗرون‬

‫ﺑﻬدف اﻟرﺑﺢ ﻣن ﺗﺣرﻛﺎت اﻷﺳﻌﺎر‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬ﺗﻘﻠﯾل اﻻدﺧﺎر واﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ إﺿﻌﺎف‬

‫اﻟﺣواﻓز اﻟﻔردﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬واﻟﺗوﺟﻪ ﺑدﻻ ﻣن ذﻟك ﻧﺣو اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ اﻵﻧﻲ ﻫرﺑﺎ ﻣن‬

‫ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻊ‪ ،‬وﻫذا ﺑدورﻩ ﺳﯾﻌﯾق ﺗدﻓق اﻟﻣدﺧرات ﻧﺣو ﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬

‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﯾؤدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫‪ -‬اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪ :‬ﻟﺗﻔﺎدي ﺧﺳﺎرة اﻟداﺋﻧﯾن أو اﻟﻣﻘرﺿﯾن وﺗﺷﺟﯾﻌﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻷﻣوال أو‬

‫ﻣدﺧراﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺎن آﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم‬

‫اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن ﺳﻧﺔ ﻷﺧرى‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺿرورة إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻼوة اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ أﻣوال‬

‫اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺟري اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻻﺳﻣﻲ وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أن‪:‬‬

‫ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ )‪ = (R‬ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻹﺳﻣﻲ )‪ – (I‬ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم )‪(f‬‬

‫‪ -‬اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ :‬ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات‬

‫اﻟوطﻧﯾﺔ وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻗل ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣد ﻣن‬

‫ﻗدرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻫﻧﺎك أﺛﺎر أﺧرى ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗدﻫور ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪،‬‬

‫وﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﺣّﻠﻲ‪ :‬ﺣﯾث ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ﻓﻘدان ﺛﻘﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ وﻓﻲ اﻻدﺧﺎر‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت ﻻ ﺗﺳﺎﻫم‬

‫ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﯾراد‪ ،‬ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫‪ -‬اﻧﺗﺷﺎر أﻣراض اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻣﺛل اﻟرﺷوة واﻟﻔﺳﺎد اﻹداري‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻻﺋﺗﻣﺎن‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟواردات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺿﻌﺎف ﻣﯾزان‬

‫اﻟﻣدﻓوﻋﺎت‪.‬‬

‫‪ -2-3‬وﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم‪ :‬ﯾﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم وﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻠول واﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺻر‬

‫آﺛﺎرﻩ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -1-2-3‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬

‫ﯾﺣد ﻣن‬
‫‪ -‬رﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم واﻟذي ُﯾﺗﺑﻊ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ّ‬

‫ﺑﺎﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﻗراض وﯾﻌزز ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻدﺧﺎر‬

‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل‪ ،‬ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫ﺣﺻﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‪ :‬ﺣﯾث أن زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ﺗؤدي إﻟﻰ اﻣﺗﺻﺎص ّ‬

‫اﻟزاﺋدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗرﺷﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺎﺷر‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪ -1‬اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل ﺑﺎل‬

‫وﺗﻔﻛﯾر اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﺑﺎﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ‬

‫‪23‬‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة وﺷﺎﻣﻠﺔ وﺗرﺗﺑط ﺑﻌﻧﺎﺻر ﻛﺛﯾرة‪.‬‬

‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل‬

‫ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻷﻧﺷطﺔ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ‪ ،‬وﺗﺷﻣل اﻟﻘطﺎﻋﯾن‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻬﺗم ﺑﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﺗﺷﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾزداد ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد‪،‬‬

‫وﺗﺣﻘق ﻣﻌدﻻت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺗﻘدم أو اﻟﺗطور‪.‬‬

‫وﺑﺗﻌﺑﯾر أﺷﻣل ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛل ﻋﻣﻠﺔ ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗطور ﻫﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ أﺑﻌﺎدﻩ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣﺻول زﯾﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل اﻟﻔردي أي زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣﺻول زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات واﻧﺧﻔﺎض اﻟواردات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪24‬‬
‫طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.463‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻣﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم وزﯾﺎدة اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت وارﺗﻔﺎع ﻣﺗوﺳط ﻋﻣر اﻟﻔرد وزﯾﺎدة اﻟوﻋﻲ اﻟﺻﺣﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وزﯾﺎدة اﻟرﻋﺎﯾﺔ‬

‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ وزﯾﺎدة اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺗﺑذﯾر واﻟﻬدر‪.‬‬

‫‪ -‬رﻓﻊ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗزاﯾد اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎح اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوﺛﻬﺎ ﻛﺎﻟﻛﺳﺎد واﻟﺗﺿﺧم ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط‬

‫اﻟدﺧل اﻟﻔردي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل اﻟﻔردي ﻧﺳﺑﺔ اﻟدﺧل اﻟﻛﻠﻲ إﻟﻰ‬

‫ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﺛل ﻣﻌدل زﯾﺎدة ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟزﯾﺎدة‬

‫اﻟﻣﺿطردة ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻗدرات اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻔوق ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟدﺧل ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﻣو إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻧﺳﺣب‬

‫ﻫذا اﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺣﺳب ﻣﯾزات ﻛل دوﻟﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﻲ وداﺋم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وﻟطرق ﺳﯾرﻩ‪،‬‬

‫وﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻧﺑﺎط أﺳﺎﻟﯾب إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺟدﯾدة أﻓﺿل ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻣن‬

‫ﺧﻼل ﺗطوﯾر اﻟﻣﻬﺎرات واﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺧﻠق ﺗﻧظﯾﻣﺎت أﻓﺿل وزﯾﺎدة رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗراﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬

‫ﻣر اﻟزﻣن‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ّ‬

‫‪96‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إذا ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻓﺷل ﻣﺗراﻛم وﻣﺗﻌدد اﻟﺟواﻧب ﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ‬

‫اﻷﺻﻌدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬

‫ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺟواﻧب إﻻ ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﯾن ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﻧﻣو‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻣو زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ وارﺗﻔﺎع ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﯾﺣدث ﺑﻔﻌل آﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﺳوق دون ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻌد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ إدراﻛﯾﺔ ﺗراﻛﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻻ ﯾؤدي اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻫﯾﻛﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌﻣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗد ﯾواﻛب اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﺳﻘﺎطﺎت اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺗﻘدم ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻻﺳﺗﻬﻼك وﺗﻐﯾر‬

‫أﻧﻣﺎطﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﯾﻌﺑر ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬أي ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗﺑﺎدل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ...‬وﻣﺟﺎﻻت‬

‫ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ‪.‬‬

‫وﺗﺗطﻠب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن طﻣوﺣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ذات‬

‫اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻛذا اﻟرزﻧﺎﻣﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ووﺳﺎﺋل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ‪.‬‬

‫ﺗﺷﻣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ )‪ (03‬ﻣﺟﺎﻻت رﺋﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻲ‪:25‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.468‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻬد ﺑﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬اﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر‬

‫ﻣﻊ ﻣﻌدل ﺗﺷﻐﯾل ﻣرﺗﻔﻊ‪ ،‬وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻧﻣو واﺳﺗداﻣﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺷﻣل اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ‬

‫ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻧظﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬اﻟطرق‬

‫واﻟﺟﺳور واﻟﺣداﺋق واﻹﺳﻛﺎن واﻟﺗﻌﻠﯾم ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣل ﺳرﯾﻌﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ‬

‫اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾق وﺗﻧظﯾم وﺗطوﯾر اﻷﺣﯾﺎء اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬

‫اﻟﺻﻐﯾرة واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اﻟﺑﯾﺋــﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﻫﻧﺎك اﻋﺗراف دوﻟﻲ واﻫﺗﻣﺎم ﻣﺗزاﯾد ﻟدراﺳﺔ أﺛﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺿر ﻟﻠﻛون ﻣن ﺧﻼل ارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺣ اررة واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺔ اﻷوزون ﺑﻔﻌل‬

‫ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ :‬ﺗﻌرف اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺎ أﻗرﻫﺎ ﻣؤﺗﻣر ﺳﺗوﻛﻬوﻟم )‪ (1972‬ﺑﺄﻧﻬﺎ" ﻣﺟﻣوع ﻛل‬

‫اﻟﻣؤﺛرات واﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة وﻧﻣو اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ"‪ ،‬أو ﻫﻲ‬

‫"اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻣﺎدي واﻟﺣﯾوي واﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎء‪ ،‬اﻟﻬواء وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ‬

‫ﻛل ﻣﻧﻬم ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻛﺎﺋﻧﺎت ﺣﯾﺔ"‪.‬‬

‫وﯾﺗﻛون اﻹطﺎر اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪ ،‬ﺗﺷﻣل‪ :‬اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻدر‬

‫ﻟﻠﺗرﻓﯾﻪ واﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎظر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺻدر ﻟﻠﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬وأﺧﯾ اًر اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺳﺗودع ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب‬

‫اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -2-2-2‬اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ‬

‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻧﺷﺎطﺎً زراﻋﯾﺎ‪ ،‬ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ‪ ،‬ﺧدﻣﯾﺎ ‪...‬‬

‫إﻟﺦ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾؤﺛر ﺑدورﻩ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ .‬وﯾﻣﻛن ﺣﺻر‬

‫اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ واﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم‬

‫ﺑﻣﺣدودﯾﺔ وﻓرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻠوث‪ :‬أي ﺗﻐﯾر ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻹﺿرار‬

‫ﺑﺎﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﻗدرة اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣوارد اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﯾؤدي اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻔرط ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ إﺣداث ﺿﻐوط ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬

‫وﺗدﻣﯾر ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ )أراﺿﻲ‪ ،‬ﻣﯾﺎﻩ ﺟوﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻏﺎﺑﺎت‪ ،‬أﻧﻬﺎر‪ ،‬أﻧظﻣﺔ إﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ‪.(...‬‬

‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺿﺟﯾﺞ وﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﻣﺗﺎﻋب ﺻﺣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟورﺷﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم اﻵﻻت واﻟﺗﺟﻬﯾزات ذات ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺿﻐط اﻟﻌﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫‪ -3-2-2‬اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺣ اررة اﻷرض ﺑﻔﻌل زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى وﺣﺟم اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺑﻌﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺂﻛل طﺑﻘﺔ اﻷزون‪ :‬ﺣﯾث أن اﻷزون ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷرض ﻣن اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت ﻓوق‬

‫اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺣﯾث أن اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﺋﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷوزون ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻔﺟﯾرات اﻟﻧووﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن واﻷرض وطﺑﻘﺔ اﻷوزون ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻐﺎزات‬

‫واﻹﺷﻌﺎﻋﺎت واﻟﺣ اررة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻔﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗدﻣﯾر اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ‪ :‬ﺑرز ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺧﻼل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ‬

‫ﺗم ﺗﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺷﻛل رﺳﻣﻲ‬


‫اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﺎﺳﺗوﻛﻬوﻟم اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳوﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ‪ 05‬ﺟوان ‪ ،1972‬وﻗد ّ‬

‫وداﺋم ﺑﻣوﺟب ﺗﻘرﯾر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺻﺎدرة ﺳﻧﺔ ‪1987‬‬

‫واﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻘرﯾر ﺑروﻧد ﺗﻼﻧد‪ ،‬ﺣﯾث أﺷﺎر ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻫﻲ" اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ‬

‫ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟراﻫﻧﺔ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ"‪.‬‬

‫‪ -1-3‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ :‬ﺗﻌرف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف‬

‫ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار وﺗﻣﺗﻠك ﻋواﻣل اﻻﺳﺗﻣرار واﻟﺗواﺻل‪ ،‬وﻫﻲ ﻟﯾﺳت واﺣدة ﻣن ﺗﻠك اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫)اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪ ...‬إﻟﺦ( ﺑل ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻧﻬض ﺑﺎﻷرض وﻣواردﻫﺎ‪،‬‬

‫وﺗﻧﻬض ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑﻌد اﻟزﻣﻧﻲ وﺣق اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ"‪.‬‬

‫‪ -2-3‬أﺑﻌﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ :‬ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺑﯾﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ -1-2-3‬اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬وﺗﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟرﻓﺎﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﻷطول ﻓﺗرة ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطﻌﺎم‪ ،‬اﻟﻣﺳﻛن‪ ،‬اﻟﻣﻠﺑس‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬اﻟﺑﻌد اﻟﺑﯾﺋﻲ‪ :‬وﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣراﻋﺎة اﻟﺣدود اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻛل ﻧظﺎم ﺑﯾﺋﻲ ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ‬

‫ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻﺳﺗﻧزاف‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎوز ﺗﻠك اﻟﺣدود ﻓﺈﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗدﻫور اﻟﻧظﺎم‬

‫اﻟﺑﯾﺋﻲ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻌﺎﯾب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠون اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس‪ ،‬ﺳطﯾف‪ ،2011/2010 ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪27‬‬
‫ﻣراد ﻧﺎﺻر‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ و ﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،26‬ﺟوان ‪ ،2010‬ص ‪.135‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -3-2-3‬اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ :‬وﯾرﻛز ﻫذا اﻟﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻹﻧﺳﺎن ﺟوﻫر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن‬

‫ﺧﻼل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر وﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن‬

‫ﺧﻼل ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﺑﻛل ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -3-3‬أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ :‬ﺗﺳﻌﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻋدة أﻫداف‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪ :‬ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﺑر زﯾﺎدة اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻣوارد‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﻠﻣﺎ ﺗوﻓرت رؤوس اﻷﻣوال و اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻛﻔﺄة ﻛﻠﻣﺎ أﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدات‬

‫ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ‪ :‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ و ﺿﻣﺎن‬

‫اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬و ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد و ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻬم و ﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن‬

‫اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗرﺷﯾد إﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟــــﻊ‪:‬‬

‫‪ -1‬إﻛن ﻟوﻧﯾس‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )‪-2000‬‬

‫‪ ، (2009‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع ﻧﻘود و ﺑﻧوك‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم‬

‫اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪.2011/2010 ،3‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻌﺎﯾب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل ﺗﺣدﯾﺎت‬

‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠون‬

‫اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس‪ ،‬ﺳطﯾف‪.2011/2010 ،‬‬

‫‪ -3‬ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر‪ ،‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪.2010 ،‬‬

‫‪ -4‬ﺑوﻟﻣﻛﺎﺣل إﺑراﻫﯾم‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -5‬ﺑن ﺣﻣود ﺳﻛﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -6‬ﺧﺎﻟﻔﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻣﻔﺎﻫﯾم – ﻣﺻطﻠﺣﺎت – أﺳﺋﻠﺔ‪ ،‬دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‬

‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -7‬دوﯾدار ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬دار اﻟﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.1993 ،‬‬

‫طﺎﻫر ﻓﺎﺿل اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ و ﺧﺎﻟد ﺗوﻓﯾق اﻟﺷﻣري‪ ،‬ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹﻗﺗﺻﺎد‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار واﺋل‬

‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪.2009 ،‬‬

‫‪ -8‬زﯾﺎد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2010 ،‬‬

‫‪ -9‬ﺻﺧري ﻋﻣر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟوﺣدوي‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2008 ،‬‬

‫‪ -10‬طﻠﺑﺔ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﻛز ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗوح‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2007 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2000 ،‬‬

‫‪ -11‬ﻋزت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺑرﻋﻲ وﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪.2006 ،‬‬

‫‪ -12‬ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬اﻟﻧﻘود واﻟﺻﯾرﻓﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪،‬‬

‫‪.2012‬‬

‫‪ -13‬ﻛﺳﺎب ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫‪ -14‬ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد‪ ،‬ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ‪.2010 ،‬‬

‫‪ -15‬ﻧﺎﺻر ﻣراد‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ و ﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،26‬ﺟوان‬

‫‪.2010‬‬

‫‪103‬‬

You might also like