Professional Documents
Culture Documents
ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ:
ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ:
I
41 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم
ً
44 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﻧواع أﺧرى ﻟﻠﺳوق
64-46 اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس :اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر
46 أوﻻ :ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﺑﺎدﺋﻪ
49 ﺛﺎﻧﯾﺎ :داﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
50 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣـﺣـددات اﻻﺳﺗـﺛـﻣـﺎر
57 راﺑﻌﺎ :دواﻓﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
58 ﺧﺎﻣﺳﺎ :أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
60 ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر
90-67 اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر
67 أوﻻ :اﻻﺳﺗﻬﻼك
67 -1ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﻬﻼك
66 -2داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك
71 -3أﻧواع اﻻﺳﺗﻬﻼك
72 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻدﺧﺎر
72 -1ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر
72 -2اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي
76 -3داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر
85 -4دواﻓﻊ اﻻدﺧﺎر
86 -5أﻧواع اﻻدﺧﺎر
88 -6أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺗﻪ
100-91 اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﺗوزﯾﻊ
91 أوﻻ :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوزﯾﻊ
92 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ
93 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﻫداف اﻟﺗوزﯾﻊ
94 راﺑﻌﺎ :وظﺎﺋف اﻟﺗوزﯾﻊ
96 ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗوزﯾﻊ
II
97 ﺳﺎدﺳﺎ :ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ
99 ﺳﺎﺑﻌﺎ :إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ
101 اﻟﻣراﺟﻊ
III
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد أﺣد أﻫم ﻓروع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟدول ،ﻓﻬو ﯾﻼﻣس ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻛل ﺟواﻧﺑﻬﺎ ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ
أم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ،أم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻟذا ﺗﻌددت ﺗﻌﺎرﯾﻔﻪ ووظﺎﺋﻔﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣﻠﻪ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟدارﺳﯾن ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻷدوات
اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﯾﻛون
ﻣرﺟﻌﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ وﺷﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠطﺎﻟب ،ﺣﯾث ﺗﺗﺿﻣن ﻋرﺿﺎ ﺷﺎﻣﻼ وﻣﺑﺳطﺎ ﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﻓﻲ ﺛﻣﺎن ﻣﺣﺎور ﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
اﻟﻣﺣور اﻷول :ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد(
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :أﻧﻣﺎط ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻷﻧظﻣﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :اﻷﺳواق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس :اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﺗوزﯾﻊ
1
اﻟﻣﺣور اﻷول :ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد واﺿﺢ اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ﻧﺟد ﻣن اﻟﺿروري أن ﻧوﺿﺢ أوﻻ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم وﻋﻼﻗﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أﺟل
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻌﻣﯾﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-1ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد :اﻷﺻل اﻟﻠﻐوي ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﻏرﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠم
ﻗواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻧزﻟﻲ" ،اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻗﺗﺻﺎد اﻷﺳرة" ،وﻓﻲ اﻟﻌﺻر
اﻟﺣدﯾث ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﻔﻛري أﺻﺑﺢ ﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ
ﯾوﺟد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣل وﻛﺎﻣل ﯾﻐطﻲ ﻛل ﻣﺟﺎﻻت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﯾرﺿﻲ ﻛل ﻋﻠﻣﺎﺋﻪ ،وﻣﻊ ذﻟك
ﻓﺈن ﻋددا ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﻧطﺎق ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻗد وﺟﻬوا اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﻧﺣو ﺻﯾﺎﻏﺔ
ﺗﻌﺎرﯾف ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﺄوﺟﻪ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد دراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ورد أﺑرزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
ﻟﻘد ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﯾﻠﺳوف أدم ﺳﻣﯾث Adam Smithﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ دراﺳﺔ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ وأﺳﺑﺎب ﺛروة
اﻷﻣم ﻋﺎم 1776ﺑﺄﻧﻪ "ﻫو ﻋﻠم دراﺳﺔ اﻟﺛورة ،وﻗد وﺟﻪ اﻟﻧﻘد ﻟﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻟﺗرﻛﯾزﻩ واﻫﺗﻣﺎﻣﻪ
ﺑﺎﻟﺛورة وﺣدﻫﺎ ٕواﻫﻣﺎﻟﻪ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟذي ﯾﻘدر اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺛورة).(1
أﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟﻔرد ﻣﺎرﺷﺎل Alfred Marshalﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻣﻧﺷور ﻋﺎم 1890ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ" :ﻋﻠم دراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﺛورة وﺗﺑﺎدﻟﻬﺎ ٕواﻧﻔﺎﻗﻬﺎ وﺗﺑﻌﺎ ﻟرأي ﻣﺎرﺷﺎل ﻓﻐن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ رﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻔرد
)(2
وﻗد ﻻﻗﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﻗﺑوﻻ واﺳﻌﺎ ،ﻟﺣﯾن ورود اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﺳﺗﺧدام دﺧﻠﻪ
ﺗﻌرﯾف ﻟوﻧﯾل روﺑﻧز Lionel Robinsواﻟذي أﺻﺑﺢ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣدﯾث ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ
)-(1ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﲪﺪ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار زﻫﺮان ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻷردن ،2013 ،ص.4
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻳﺴﺮى ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،2008 ،ص.16
2
ﺑﺄﻧﻪ» :ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻧﻲ دراﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﻣﺗزاﯾدة
ﺑواﺳطﺔ ﻣواردﻩ اﻟﻣﺣدودة).«(1
وأﺧﯾ ار ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﺎﻣوﯾﻠﺳون Samuelsonﺑﺄﻧﻪ »دراﺳﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر
ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻬﺎ ﻣواردﻫم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻧﺎدرة ﻹﻧﺗﺎج ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺳﻠﻊ ،ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟزﻣن وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﺑﻐرض اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل«).(2
واﻟواﺿﺢ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى ﯾﺣﻔل ﺑﺎﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻋددﻫﺎ ﻗد ﯾﻘﺗرب ﻣن ﻋدد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻧﺿرﯾن ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم،
واﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر دراﺳﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﯾوﺿﺢ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻠم
وﻣوﺿوﻋﻪ ،وﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺣل دراﺳﺗﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن:
»ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾدرس ﻣﺎ ﻫو ﻣﺷﺎﻫد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟواﻗﻌﯾﺔ
ﻣن ﻧدرة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وطرق اﺳﺗﺧدام
ﺗﻠك اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣدودة ﻋﻠﻰ أﻓﺿل ﻧﺣو ﻣﺳﺗطﺎع ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ اﺗﺳﺎع ﻣﻣﻛن ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣﺎﺟﺎت وﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋن ذﻟك ﻣن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗطورة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ،ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ).«(3
)-(1ﲪﺪي اﲪﺪ اﻟﻌﻨﺎﱐ :أﺳﺎﺳﻴﺎت ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،اﻟﺪار اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،دون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ،ص.10
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص.4
) - (3أﲪﺪ ﺟﺎﻣﻊ :اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،اﳉﺰء اﻷول ،اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،1984 ،ص.4
3
أﺷﺎر إﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻠم :اﻟﻣﺳﺗﻌﻠﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن اﻟﻣوارد
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ )واﻟﻧﺎدرة( واﻟﺣﺎﺟﺎت واﺟﺑﺔ اﻹﺷﺑﺎع )واﻟﻣﺗﻌددة(.
ﺟﻣﻊ ﻓﻲ إﯾﺟﺎز ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :طرق اﻹﻧﺗﺎج ،اﻟﻣوارد ،اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻣﻠك ،اﻟﺗوزﯾﻊ.
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫم ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى: -2
ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط وﺛﯾق ﺑﯾن أوﺟﻪ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ أﺣد
اﻟﻣﻌﺎرف ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرف اﻷﺧرى ،إذن ﻓﻐن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ وﺗﻔﺎﻋل ﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﻋﻠم
اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى ،ﻛﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻷﺧﻼق واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻹﺣﺻﺎء
وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻛل ﻋﻠم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم ﯾﺗرك ﺑﺻﻣﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ .ﺳﻧﺣﺎول إﯾﺿﺎح اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺑﻌض اﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى.
أ -ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع :ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻫو اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص أو ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أو ﺑﯾن اﻟطﺑﻘﺎت داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺳﻠوك واﻟﻌﺎدات).(1
إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺗﻣﻛن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﻓرع ﺧﺎص ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹطﺎر
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ ظﻠﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻣن ﺛم ﻓﻬو ﯾﺑﯾن ﺑدﻗﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
واﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظﻠﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﯾدرس
اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،أﻣﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾدرس واﺣدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫر ﻛﻣﺎ أن ﻋﻠﻣﺎء
) -(1ﺧﺒﺎﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ،ﺑﻼﻃﺔ ﻣﺒﺎرك ،أﺳﺎﺳﻴﺎت ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎم ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻣﺼﺮ ،2010 ،ص.21
4
اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم أن ﯾﻘوﻣوا ﺑدراﺳﺗﻬم إذا ﻟم ﯾﺗزودوا ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ).(1
ﻣن اﻷﻣور اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻗﺎدر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻬﺎ ،اﻟﻘ اررات
واﻟﺗطورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻬدوء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺳﺗﻘرار ﻣن أﻫم ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﻧﺗﻌﺎش
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻣرد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣروب واﻟﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أو
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﯾﻛون ﻣردﻫﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﺣﯾث أن ﻋدم ﺗوﻓر اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾدﻓﻊ
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻻﻧﻬﯾﺎر ،ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺣدد اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد أن ﯾﻘدم أﻓﺿل اﻟﻧظم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻟﻐﺎﯾﺎت ،وﯾﻼﺣظ ﻣن ﻫذا اﻧﻪ ﻣن
اﻟﺻﻌب ﺟدا اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ﻛﺎن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﯾدرس ﺗﺣت اﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ) .(2وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﺣﻠل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻏﻔﺎل اﻟﻌواﻣل
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺣﻠل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون ذا إﻟﻣﺎم ﻛﺎﻣل ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑدراﺳﺔ ﺳﻠوك وﺗﺻرﻓﺎت اﻹﻧﺳﺎن واﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن وراء ﺗﻠك
اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ﻟذﻟك ﯾﻬﺗم اﻟﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﺳﻠوك اﻟﻔرد ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﺟددة ،وﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث
ﺑﺎﺳﺗﻘطﺎب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن).(3
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون ﻫو اﻹطﺎر اﻟذي ﯾﺗم ﻓﻲ داﺧﻠﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻬو ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺑﻌض ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻋﺎدة ﯾﻌﻣل
) -(1ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻟﻔﻲ ،اﳌﺪﺧﻞ إﱃ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2009 ،ص.30
) -(2ﳏﻤﺪ اﻟﻮادي وآﺧﺮون ،اﻷﺳﺎس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،دار اﻟﻴﺎزوري اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،اﻷردن ،2007 ،ص.29
) -(3ﳏﻤﺪ ﻃﺎﻗﺔ او آﺧﺮون ،أﺳﺎﺳﻴﺎت ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰﺋﻲ واﻟﻜﻠﻲ ،إﺛﺮاء ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،اﻷردن ،2008 ،ص.31
5
ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺟواﻧب ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ
ووﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻸﻓراد واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻣﺛﻼ ﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﺳواق وﻓرض
اﻟرﺳوم ،واﻟﺟﻣﺎرك واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﺣﺗﻰ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻛل ذﻟك ﻟﻪ
أﺛر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷي ﻣﺟﺗﻣﻊ).(1
ﺗرﺑط ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة ﺑﻌﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻘد اﻷﺧﯾر ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾوﻓر ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻷﻣم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا
ﯾواﺟﻬوﻧﻬﺎ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗطﺑﯾق ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ،
وﺗﺟﻧب ﻣﺎ ﻗد ﺗم ﺗﺟرﺑﺗﻪ وأﺛﺑت ﻓﺷﻠﻪ.
ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﻣن ﻓﻬم وﺣل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض اﻟﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﺛﻧﺎء ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﺎﺣث
اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﺑرﻫﺎن اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎدﻻت رﯾﺎﺿﯾﺔ ﺗرﺑط
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ رﯾﺎﺿﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﺣل
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ أي اﻗﺗﺻﺎد.
ﯾوﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﺟداول
واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﺣوﯾل ﺗﻠك اﻟظواﻫر إﻟﻰ ﻗﯾم ﻋددﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻌﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﺻﻧﯾف واﻟﺗﻣﻛن ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ أدق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻛﻣﺛﺎل ﯾﻣﻛن
ذﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ واﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ).(2
6
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧواع وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﻬﺎج اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﯾﺗﯾﺢ أدوات وأﺳﺎﻟﯾب
ﻋدﯾدة ﺗﺳﺎﻋد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻗواﻧﯾن وﻗواﻋد اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺑدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛوﻣﻧﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻬو ﯾﻬﺗم
ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻪ وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻣﺛل
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻪ،
ﻛﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻛﻠﻲ ،واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ ،وﻛذﻟك ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﻠﻲ اﻟﺗﺿﺧم
وﻣﺳﺑﺑﺎﺗﻪ ،وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ أﺛر ﻛﻠﻲ.
-2أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ أﺳﻠوﺑﯾن
)(2
رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ:
أ -اﻟطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﯾﺔ( :ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻌﻣل اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ وﺿﻊ
اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻔروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻣﯾم ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻔﺳﯾر اﻟظﺎﻫرة
) -(1ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺪﻣﺮداش ،ﻣﺒﺎدئ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﺪس ،ﻣﺼﺮ ،2005 ،ص.21
) -(2ﳏﻤﺪ اﻟﻮادي وآﺧﺮون ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص.32
7
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أي اﻧﻪ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻬول ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ،واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺟزﺋﯾﺔ.
ب -اﻟطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﻘراﺋﯾﺔ :ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﺣﻛﺎم
ﻋﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻣﯾم أﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﯾﻌﻣل اﻟﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻼﺣظﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ ﻓرد ﻣﺣدد أو ﻋدد ﻣن اﻷﻓراد داﺧل أي ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﺛم ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﻣﯾم ﻣﺎ ﺗوﺻل
إﻟﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ.
اﻷﺳﻠوب اﻟوﺻﻔﻲ :ﯾﻧطوي ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل
اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﻟﻔظﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن "ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ
ﺑﯾن ﺗﻐﯾر اﻟﺳﻌر واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطوﯾﯾن ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎدﯾﺔ) ،(1ﺣﯾث ﯾﻔﯾد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل
ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﻛﻣﯾﺔ.
اﻷﺳﻠوب اﻟرﯾﺎﺿﻲ :ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻷدوات اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﻌدﻻت واﻟرﻣوز
اﻟﺟﺑرﯾﺔ واﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،وﻗد أدى اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗﺣﻠﯾل إﻟﻰ ﻧﺷﺄة ﻓرع ﻣﺳﺗﻘل ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﯾﺎﺿﻲ.
اﻷﺳﻠوب اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ :ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أدوات ﻋﻠم اﻹﺣﺻﺎء إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﯾﻬدف ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻗﯾﺎس
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﻗد أدى اﻟﺗطور إﻟﻰ
إﻧﻔراد ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﻔرع ﻣﺳﺗﻘل ﻣن ﻓروع اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ.
8
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد(
ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،أي ﻧدرة اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة وﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة).(1
ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻧﺻران أﺳﺎﺳﯾﺎن أوﻟﻬﻣﺎ ،ﺗﻌدد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﻧدرة
اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )وﺳﺎﺋل إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت(.
-1ﺗﻌدد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ :ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﺻدﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول
ﻋن ﻧﻔﻊٕ ،واﺷﺑﺎع ﻣﻌﯾن أو ﺷﻌور ﺑﺄﻟم ﯾﻘﺗﺿﻲ دﻓﻌﻪ أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﺗﻪ) ،(2وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟطﻌﺎم ،ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻧﺎول اﻟﻔرد ﻟﻠطﻌﺎم إﺣﺳﺎس ﺑﺄﻟم اﻟﺟوع ،وﻛذﻟك
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺎء ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻧﺎول ﻛوب ﻣن اﻟﻣﺎء إﺣﺳﺎس ﺑﺄﻟم
اﻟﻌطش...وﻫﻛذا).(3
أ -ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ :اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ أﻫﻣﻬﺎ:
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ :ﻓﻐﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫد أن ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﻻ ﺗﻣﺛل
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﺿرورات ﺣﯾوﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن أوﺿﺎع اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ظروف
اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن )ﺣﺎﺟﺎت اﻟرﯾف ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣدﯾﻧﺔ( ).(4
) -(1ﻋﺎدل اﳌﻬﺪي وﳌﻴﺎء اﳌﻐﺮﰊ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﺸﺮي ،ﻣﺼﺮ ،دون ﺳﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ ،ص.34
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص ص .9-8
) -(3ﳏﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ دوﻳﺪار وآﺧﺮون ،أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،1988 ،ص.80
) -(4ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺑﻦ ﲪﻮد ،ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،دار اﶈﻤﺪﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2009 ،ص.23
9
ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم :ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻟم اﻟذي ﯾﺗوﻟد ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻧﻪ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺑزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺔ،
ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟطﻌﺎم ﯾﻣﻛن إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺟزﺋﯾﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﻧﺎول ﺑﻌض اﻷطﻌﻣﺔ ،وﻟﯾس ﻛل
اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻹزاﻟﺔ اﻟﺟوع ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﺗﺗوﻗف ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ
وﺳﺎﺋل إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﻧﻘﺳﺎم ،أو ﻋﻠﻰ ﺗﻧوع ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟودة.
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة واﻟﻼﻧﻬﺎﺋﯾﺔ :ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﺷﻌر ﺑﺣﺎﺟﺔ واﺣدة وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺷﻌر
ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺛل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟطﻌﺎم أو اﻟﺷراب أو اﻟراﺣﺔ أو ﻣﺷﺎﻫدة ﻣﺑﺎراة ﻟﻛرة
اﻟﻘدم...اﻟﺦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻧوع اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺗزاﯾد ﻓﻣﻊ
ﻣرور اﻟوﻗت ﺗﺗزاﯾد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﺎد اﻟﻔرد ﯾﺷﺑﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺗطﻠﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ وﻗد ظﻬرت ﻟﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت) ،(1وﯾﻣﻛن إرﺟﺎع
ﺗزاﯾد اﻟﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب أﻫﻣﻬﺎ:
زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻛل.
اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﺣﺿﺎري.
ﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﺣﺿﺎري.
ﺗﻘدم وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل وﻓﻧون اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن.
ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺷﺑﺎع :ﻓﻛل اﻟرﻏﺑﺎت وﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﺧدﻣﺗﻬﺎ أو أﺷدﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛن إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌد
ﺣد ﻣﻌﯾن) ،(2أو ﺑﻌد ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك ،ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول ﻧوع ﻣن
اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﯾﺗم إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌد ﺗﻧﺎول ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗﺟدد
ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق.
ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺑدال :وﺗﻌﻧﻲ أن إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ
أﺧرى ﻗرﯾﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﺿﺔ ﻋن ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ أﺧرى ﻟﺗﺣﻘﯾق ذات اﻟﻐرض
ﻛﺎﺳﺗﺑدال ﺷراء اﻟﻠﺣم ﺑﺷراء اﻟﺑﯾض.
10
ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﻛﺎﻣل :وﯾﻌﻧﻲ أن إﺷﺑﺎع ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻻ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻷﺧرى ،ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻐذاء ﺗﻛﻣل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺳﺎء ﻛﻣﺎ أن ﻛﻼ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻛﻣﻼن اﻟﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ٕواﻟﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ واﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻋن اﻟﻧﻔس.
أ -ﺗﻌرﯾف اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﻣوارد ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛل ﺷﻲء ﻧﺎﻓﻊ
)ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ(( وﯾﺣﻘق رﻏﺑﺔ آو ﯾﻘﺿﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ).(1
وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣوارد اﻟﺣرة وﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﺳﻌر ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺗوﻓرة دون
ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻬواء ،اﻟﻣﺎء ،اﻟﺷﻣس... ،اﻟﺦ ،وﺗﺻﺑﺢ ﻣوارد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﺳﻠﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ( ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧل
ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﯾدﺧل ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻋﻧﺎﺻر
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺳﻌر ﻣﻬﯾن).(2
ب -ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺗﺗﺳم اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻫﻲ:
)(3
أن ﯾﻛون اﻟﻣورد ﻧﺎﻓﻌﺎ أي ﯾﻌطﻲ ﻣﻧﻔﻌﺔ ،واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗدرة اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ
إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺷﻲء )اﻟﻣورد( ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻻ ﺑد أم ﯾﻛون
ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻓﺈذا وﺟد ﺷﻲء ﻣﺎ ﻟم ﯾﻌرف ﻟﻪ
اﻹﻧﺳﺎن اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻹﺷﺑﺎع إﺣدى اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻐن ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻻ ﯾﻌﺗﺑر
ﻣوردا اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ.
11
أن ﯾﻛون اﻟﻣورد ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﺧدام :أي أن ﯾﻛون ﻣﺗﺎﺣﺎ ﻻﺳﺗﺧدام ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻓﺈذا وﺟدت ﻣﻌﺎدن ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض وﻟم ﺗﻛن ﻫﻧﺎك وﺳﯾﻠﺔ ﻻﺳﺗﺧراﺟﻬﺎ ﻓﻐﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻣوردا اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ.
أن ﯾﻛون اﻟﻣورد ﻧﺎدرا ﻧدرة ﻧﺳﺑﯾﺔ :ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻹﺷﺑﺎع ﻛل
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻣورد ﺗﻔﻲ ﻹﺷﺑﺎع ﻛل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ،
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣوردا ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدي )ﻣورد ﺣ ار(.
أن ﯾﻛون اﻟﻣورد ﻏﯾر ﻣﺗﺧﺻص :ﺑﻣﻌﻧﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻹﺷﺑﺎع أﻛﺛر ﻣن ﺣﺎﺟﺔ
إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻷرض اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣوردا ﻏﯾر ﻣﺗﺧﺻص ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ
زراﻋﺔ اﻟﻘطن أو اﻟﻘﻣﺢ أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺎﻛن أو اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ...اﻟﺦ.
ت -ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﻫﻧﺎك ﻋدة ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻟﻠﻣواد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ:
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ :ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم
ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺑﺎﺷرة اﺳم اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺧﺑز واﻟﻣﻼﺑس،
وﺧدﻣﺎت اﻟطﺑﯾب ،أﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗﺧدم ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑل
ﺗدﺧل ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت أﺧرى ﻛﺎﻵﻟﺔ ﻣﺛﻼ :ﻓﺗﻌد ﺳﻠﻌﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ).(1
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ :اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣل ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﺣل اﻵﺧر ﻹﺷﺑﺎع ﻧﻔس اﻟﺣﺎﺟﺔ وأﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺷﺎي واﻟﻘﻬوة
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام أي ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺷروب ﺳﺎﺧن أﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻣﻌﺎ ﻹﺷﺑﺎع ﻧﻔس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﺎﻟﺷﺎي
واﻟﺳﻛر ﺳﻠﻌﺗﺎن ﻣﺗﻛﺎﻣﻼن ﻷن اﺳﺗﻬﻼك إﺣداﻫﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﺳﺗﻬﻼك اﻷﺧرى).(2
12
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ واﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ :اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ
ﻟدى اﻟﻔرد أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻣﺛل اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﻼﺑس أو
اﻟﺳﻛن).(1
أﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎت أﻗل إﻟﺣﺎﺣﺎ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻣﯾز
ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻣﺎ ﯾﻌد ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﻛﻣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ
وﻗت ﻣﺎ أو ﻣﻛﺎن ﻣﺣدد أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﻗد ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻓﻲ
وﻗت او ﻣﻛﺎن آﺧر او ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﺧص آﺧر واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ).(2
ﺗﻛﻣن أرﻛﺎن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد أن ﯾﺟد اﻟوﺳﺎﺋل
واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑوﺿﻊ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫﻲ:
ﻣﺎذا ﯾﻧﺗﺞ )ﺳﻠم اﻟﺗﻔﺿﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ( :أي ﻣﺎذا ﯾﺗم إﻧﺗﺎﺟﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻟﺗﺗﻣﺎﺷﻰ
ﻣﻊ رﻏﺑﺎت وﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ،ﻓﻣن
اﻟﻣﻌروف ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻر أﻧﻪ ﺗوﺟد ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺗﻌددة وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﺎﺗﻬم ،وﻻن وﺳﺎﺋل إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻧﺎدرة ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺳﺗﻠزم ﺿرورة ﺗرﺗﯾب ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺣﺳب أوﻟوﯾﺗﻬﺎ أو اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎرض ﻣﻧﻬﺎ).(3
ﻛﯾف ﺗﻧﺗﺞ )ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج( :ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﻧظﯾم اﻹﻧﺗﺎج وﺗﻌﺑﺋﺔ ﻛل اﻟﻣوارد
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ وﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣرﻏوﺑﺔ ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻛﻔﺎءة،
13
ﺑﺣﯾث ﯾﺗدﻧﻰ ﺣﺟم اﻟﺿﯾﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ واﻟﻧﺎدرة أﺻﻼ إﻟﻰ أﻗل ﻗدر
ﻣﻣﻛن).(1
ﻟﻣن ﺗﻧﺗﺞ ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج :واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ طرﯾﻘﺔ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗوزﯾﻊ ﻫذا
اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻌداﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ).(2
-1اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ :وﺗﺑدو ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣوارد واﻟﺣﺎﺟﺎت ،ﻟﯾس ﻓﻘط
ﻣن ﺣﯾث ﻛﻣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣطﻠﻘﺔ ،إذ ﻗد ﯾﻛون اﻟﺣﺟم ﻣﺗوﻓر ﻣن ﻣورد ﻛﺛﯾ ار ﺟدا ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر
ﻫذا اﻟﻣورد ﻧﺎدرا ،ذﻟك ﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻔوق ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻣﻧﻪ رﻏم ﺿﺧﺎﻣﺗﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺑدو ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧظﻣﺗﻬﺎ ودرﺟﺎت ﺗطورﻫﺎ ،إﻻ أن
درﺟﺔ ﺣدﺗﻬﺎ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ آﺧر.
-2اﻻﺧﺗﺑﺎر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ :طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣوارد ﻣﺣدودة واﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺗﻌددة ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﻘرر
ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻗﺑل ﻏﯾرﻫﺎ ،وﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻻﻧﻔﻼل
)(3
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﯾن ﺿرورة ﺗرﺗﯾب اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻠم ﻣﻧﻬﺎ أو ﺣﺗﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ
اﻷوﻟوﯾﺎت أو اﻟﺗﻔﺿﯾﻼت.
-3اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣرﻛﺑﺔ :أي أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺗظﻬر ﻋﻧد
اﻟﺗﺻدي ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻫﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﯾﺎرات )ﺳﻠم اﻟﺗﻔﺿﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ( ،ﻣﺷﻛﻠﺔ
ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،وﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ(...اﻟﺦ
14
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :أﻧﻣﺎط ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(
ّإن طرﯾﻘﺔ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﺎﺋم ﺣﯾث ﯾﻣﻛن
ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄﻧّﻪ ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺑﻌض اﻷﻫداف اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﻣﺳﯾطرة).(1
وﯾﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧّﻪ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻵﻟﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ وﺗﻧﻔذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ").(2
اﻟطرﯾﻘﺔ أو اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ،
طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﺣدات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻛوﯾن واﻷﻫداف،
واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻرف ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟوﺣدات ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ
ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﺑب وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳق واﻟﺗراﺑط ﺑﯾن اﻟوﺣدات
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ،
اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ أو اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل أو اﻟﻧﺎﺗﺞ
ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل اﺳﺗﻣ اررﻩ ،وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
داﺧل اﻟﻧظﺎم،
(1)- J. Lajugie, Les systèmes économiques, P.U.E, Colle, Que Sais-je ?, Paris, 1989, 12ème
Ed, P3.
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .54
) -(3ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﻳﺴﺮي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .54
15
اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻘوى اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار ّ
ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﺎﺋدة.
أ -اﻟﻘوى اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑواﺳطﺗﻬﺎ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ،وﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل أوﻻ اﻟﻣواد اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أدوات اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺟﻬﯾزاﺗﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﺛﺎﻧﯾﺎ
اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻓراد أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم اﻟﻔﻧﯾﺔ.
ب -ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟرواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
وﻋﻠﻰ اﻷﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻣﻠك وﺳﺎﺋل ﻹﻧﺗﺎج ﻣن ارض وﻣﺎ ﺗﺣﺗﻬﺎ وﻣﺻﺎﻧﻊ
وأدوات اﻹﻧﺗﺎج وﻏﯾرﻫﺎ).(2
ت -ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾن
ﻣﺧﺗﻠف أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓردﯾﺎ ﺗﺳﺗﺄﺛر ﻓﯾﻪ اﻷﻗﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ﯾﻧﺎل ﻓﯾﻪ ﻛل ﻓرد أﺳﻬم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻧﺻﯾﺑﺎ ﻣن
ﻫذا اﻟﻧﺎﺗﺞ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﻘدار إﺳﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج.
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻷﺳﺎس ﻓﺄﺑﻌﺎد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎذا؟ ...وﻛﯾف؟ ...وﻟﻣن ﻧﻧﺗﺞ؟،
وﺿﻣﺎن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ دون آﺧر ،ﻓﻬﻲ ﻣﺷﺎﻛل ﺗﻧﺟم ﻋن ﻧدرة
اﻟﻣوارد )ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج( اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻧظﺎم
) -(1أﲪﺪ ﺟﺎﻣﻊ ،ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،1986 ،ص ص .58-57
) -(2ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺼﻌﻴﺪي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .138
16
ﺟدا ،وﻫﻧﺎك أﻧﻣﺎط
ﺟدا أو ﻛﺑﯾرة ً
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺗﺑﻌﻪ ،وﺳوًاء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺻﻐﯾرة ً
ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ:
-1اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج :أي ﺳﯾطرة اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﻘﺗﺻر دور اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻷﻣن وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
-2اﻟﺣرﯾﺔ :اﻋﺗﻣﺎد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ إذ ّأن ﺷﻌﺎرﻩ "دﻋﻪ ﯾﻌﻣل اﺗرﻛﻪ ﯾﻣر".
-3ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ :أي ّأن ﻟﻔرد ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أوﻻ
وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أﺧﯾرا ،ﻓﻌﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر آدم ﺳﻣﯾث ّأن ﻫﻧﺎك ﯾد ﺧﻔﯾﺔ ﺗدﻓﻊ ﻛل ﻓرد ﻟﻠﺳﻌﻲ
ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ وﻣن ﺛم ﯾﺻل إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-4اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ :وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق.
وﯾﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ )ﻣﺎذا ﯾﻧﺗﺞ( ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ،
ﻓﺎﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﯾرﺗﻔﻊ
ﺳﻌرﻫﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻐري اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻣزﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﺑداﻓﻊ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أو اﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ
ﻛﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ )ﻛﯾف ﺗﻧﺗﺞ( ﻋن طرﯾق ﻣﻘﺎرﻧﺔ إﯾرادات اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻣﻊ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج،
ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺢ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻧواﺣﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ،وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﺳﯾﺗم ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد
)(2
اﻷﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر رﺑﺢ ﺻﺎﻓﻲ ﻣﻣﻛن. اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
أﻣﺎ )ﻟﻣن ﺗﻧﺗﺞ( ﻓﺟﻬﺎز اﻟﺳﻌر ﯾﻘدم ﺣﻼ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث ﯾﺗﺣدد ﻧﺻﯾب ﻛل
ﻓرد ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﺑﺣﺟم اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟدﯾﻪ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدد ﺑﺣﺟم دﺧﻠﻪ ،وﯾﺗﺣدد
ﺣﺟم دﺧﻠﻪ ﺑﻛﻣﯾﺔ وﻧوع ﻣﺎ ﯾﻣﺗﻠﻛﻪ اﻟﻔرد ﻣن ﺧدﻣﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وﺑﺳﻌر ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ن
) -(1ﺧﺒﺎﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ،ﺑﻼﻃﺔ ﻣﺒﺎرك ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .32
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .18
17
ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،وﺑﺎﻟطﺑﻊ ن ﯾﻣﺗﻠك ﺧدﻣﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ذات ﺳﻌر أﻋﻠﻰ ﺳوف ﯾزﯾد دﺧﻠﻪ ،ﻓﺗزﯾد ﻗوﺗﻪ
اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،ﻓﯾزﯾد ﻧﺻﯾﺑﻪ ن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ).(1
-1ﺳﯾدة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬﻲ
ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق،
-2ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻘﯾق ﺗوزﯾﻊ
اﻟدﺧول واﻟﺛروات ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف أﻓرادﻩ.
-3ﯾﻘوم ﺑﺈﺗﺑﺎع آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻷﻧﺷطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻘﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-4اﻟدور اﻟواﺳﻊ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي).(4
وﻧظ ار ﻟﻼﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ،اﺗﺟﻬت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول إﻟﻰ
إﺗﺑﺎع ﻧظﺎم وﺳطﻲ ﯾﺣﻣل ﺑﻌض ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻧظﺎﻣﯾن) ،(5وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﺻطﻼح ﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧطط أو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣدار ،ﺣﯾث ﯾﺑﺎﺷر اﻷﻓراد ﻧﺷﺎطﻬم اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﻲ
18
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﯾطر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺣﻛوﻣﯾﺎ أو ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣؤﻣﻣﺔ
وﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺣرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك
ﻗواﻋد وﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺗﻔرض ﻗﯾودا ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺷروع ﻵﺧر ،وﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل
ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋن طرﯾق ﻧظﺎم اﻟﺳوق واﻷﺳﻌﺎر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،وﻟﻛن اﻟدوﻟﺔ
ﺗﺗدﺧل ﺑﺻورة ﻣﺗزاﯾدة ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻐﺎﯾرة ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
ظل اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻵﺧرﯾن).(1
) -(1ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .20
19
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻹﻧﺗﺎج
ﺳﺑق وأن أوﺿﺣﻧﺎ ّأن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﺗواﻓر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻓﺎﻟﺳﻠﻌﺔ أو
اﻟﺧدﻣﺔ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ وﻟﻛن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻻ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ
ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﺗﺳﻣﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣوﯾر أو اﻟﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎج.
ﯾﻌرف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺄﻧّﻪ ﺧﻠق ﻣﻧﻔﻌﺔ أو إﺿﺎﻓﺔ ﻷﯾﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺷﺑﺎع) ، (1أو أﻧّﻪ
زﯾﺎدة اﻟﻣﺗﺎح ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ أي اﻟﺗﻲ ﯾؤدي اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ) .(2وﯾﻛون ذﻟك ﻋن طرﯾق أﺣد أﺷﻛﺎل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(3
-1ﺗﻐﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ :وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺧﻠق ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎع
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺗﺣوﯾل اﻟﻘطن إﻟﻰ ﻏزل أو ﺗﺣوﯾل اﻟﻐزل إﻟﻰ أﻗﻣﺷﺔ.
-2ﻧﻘل اﻟﺳﻠﻌﺔ :ﻣن ﻣﻛﺎن ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ﻣﻧﻔﻌﺗﻬﺎ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن آﺧر ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ﻣﻧﻔﻌﺗﻬﺎ
ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﺛل ﻧﻘل ﺧﺎم اﻟﺣدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺟم إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺣدﯾد واﻟﺻﻠب.
-3ﺧزن اﻟﺳﻠﻌﺔ :ﺣﯾث أن ﻧﻘل اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻧﻘﻼ زﻣﻧﯾﺎ ﻣن وﻗت ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ وﻧﻘل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ
ﻧﺳﺑﯾﺎ إﻟﻰ وﻗت ﯨﺧر ﺗﻘل ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ وﺗزداد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،ﻛﺗﺧزﯾن اﻟﻘﻣﺢ واﻷرز ﻓﻲ
وﻗت اﻟﺣﺻﺎد ﻟﻌرﺿﻪ ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﻧﺔ.
-4إﺗﺎﺣﺔ اﻟﺳﻠﻊ :ﻟﻠراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑﺄﺳﻠوب ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ،ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺄﺷﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
ﻹﺗﺎﺣﺗﻬﺎ ﻵﻻف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أذواﻗﻬم وﻣﯾوﻟﻬم ﻟﯾﻧﺗﻘوا ﻣﺎ ﯾﺷﺎءون.
20
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﺗﻌﻣل وﺗﺷﺗرك ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ،وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋﻧﺎﺻر رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-1اﻷرض :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗوﻓرة ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﻬﺎ وﺑﺎطﻧﻬﺎ وﻣﺎ ﺣوﻟﻬﺎ ﻣوﻫوﺑﺔ ﻣن
وﺟل ﻣﺛل اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﺑﺣﺎر وﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧرج ﻣن ﺑﺎطﻧﻬﺎ ﻣن ﻧﻔط وﻣﻌﺎدن
ﻋز ّاﻟﺧﺎﻟق ّ
ﺛﻣﯾﻧﺔ).(1
-2اﻟﻌﻣل :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺟﻬود اﺧﺗﯾﺎري ﯾﺑذﻟﻪ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺳوًاء ﻛﺎن ﻫذا
اﻟﺟﻬد ﻋﺿﻠﯾﺎ أو ذﻫﻧﯾﺎ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﻧﻔﻌﺔ أو زﯾﺎدﺗﻬﺎ وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
أﺟل وﻫﻧﺎك ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻟﻠﻌﻣل ﻣﻧﻬﺎ):(2
أ -اﻟﻌﻣل اﻟذﻫﻧﻲ واﻟﻌﻣل اﻟﻌﺿﻠﻲ.
ب -اﻟﻌﻣل اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ واﻟﻌﻣل اﻟﺣرﻓﻲ ...اﻟﺦ
-3رأس اﻟﻣﺎل :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،أﻧّﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺻول واﻟﺳﻠﻊ
ﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ أﺧرى) ،(3أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻫو ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال
اﻟوﺳﯾطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗداﺑﯾر وﺳﯾطﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل) .(4وﻣن ﺛم ﻓﻬو ﯾﺷﻣل
اﻵﻻت واﻟﻣﻌدات واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻟﻣﺧزون ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺳﻠﻊ ﺗﺣت اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ.
-4اﻟﺗﻧظﯾم :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم ﻛﻌﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أو ذﻟك اﻟﻧﺷﺎط
ﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾب واﻟﺗﺄﻟﯾف أو اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
)اﻟﻌﻣل ،اﻷرض ،رأس اﻟﻣﺎل( ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ،ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻣﺣددة ،ﻣن أﺟل إﻧﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ﺳﻠﻌــﺔ أو ﺧدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻌﯾﻧ ـ ــﺔ واﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ
21
ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد "اﻟﻣﻧظم" » ،(1) « L’entrepreneurإذ ﯾﻘﺻد ذﻟك اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺷروع ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﺗﻧﻔﯾذﻩ وﺗﺣﻣل ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ).(2
ﯾطﻠق اﺻطﻼح داﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدﯾﺔ،
أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﻛﻣﯾﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج وﻻ ﺗﺗﺿﻣن أي
ﻗﯾﻣﺔ ﻧﻘدﯾﺔ).(3
وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن داﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺷﻛل ﺟدول أو ﻣﻌﺎدﻟﺔ رﯾﺎﺿﯾﺔ ﺗوﺿﺢ أﻗﺻﻰ ﻛﻣﯾﺔ
ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻓﺗراض ﺑﻘﺎء اﻟﻌواﻣل
اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن داﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺗﺧذ
اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(4
)…Q= ƒ(k,L,D,
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻼﺣظ ّأن ﺣدوث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن ﻋﺎﻣل
واﺣد أو أﻛﺛر ﻣن ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺳوف ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻐﯾرات ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج.
) -(1ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺼﻌﻴﺪي ،ﻣﺒﺎدئ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،اﳉﺰء اﻷول ،ﻣﻄﺎﺑﻊ اﻟﺒﻴﺎن ،دﰊ ،2002 ،ص .119
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .109
) -(3ﲪﺪي أﲪﺪ اﻟﻌﻨﺎﱐ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .124
) -(4ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .112
22
-1اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺗﻘﺳﯾم ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج :وﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ّأن داﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺗﺿﻣن
أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ،ﺣﯾث ﯾوﺟد ﻓﺗرﺗﯾن زﻣﻧﯾﺗﯾن ﺗﺳﺗﺧدﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ
اﻟﻌﻧﺎﺻر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻫﻣﺎ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾرة ،وﻫﺗﺎن
اﻟﻔﺗرﺗﺎن اﻟزﻣﻧﯾﺗﺎن):(1
أ -اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر :وﻫو اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷروع ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر ﻛﻣﯾﺎت ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ )ﻛﺎﻟﻌﻣل( ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗظل ﻛﻣﯾﺎت ﻋﻧﺎﺻر
اﻹﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻐﯾرﻫﺎ )ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻵﻻت( وﺗوﺻف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﺗﻐﯾرﻫﺎ ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾرةـ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب ﺗﻐﯾرﻫﺎ
ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
ب -اﻷﺟل اﻟطوﯾل :وﻫو اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻣﺗﻐﯾرة،
ﻷن ا ﻟﻣﺷروع ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ وﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ٕواﺿﺎﻓﺔ أو ﺗﻐﯾﯾر اﻵﻻت
ّ
واﻟﻣﻛﺎﺋن ...اﻟﺦ).(2
وﻗﺻد ﺗوﺿﯾﺢ أﻧواع اﻹﻧﺗﺎج وﻣﻧﺣﯾﺎﺗﻪ ﻧﺄﺧذ اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ
ووﺣدات اﻷرض ،واﻟﻌﻣل ﻷﺣد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ.
23
ﺟدول رﻗم ) :(1اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ووﺣدات اﻷرض اﻟﻌﻣل ﻷﺣد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺣدي اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ وﺣدات اﻟﻌﻣر وﺣدات اﻷرض
اﻟﻣﺻدر :ﻋﺑد اﻟﻐﻔور إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2013 ،ص
.115
ﻣن اﻟﺟدول اﻟﺳﺎﺑق ﯾﺗﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ وﻋﻧﺻر ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾر )اﻟﻌﻣل(
ﻣﻊ ﺛﺑﺎت ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﺎﺑت )اﻷرض(.
وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﻧﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن إﺿﺎﻓﺔ
وﺣدات ﻣن ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾر إﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﺎﺑت).(1
24
ﻓﺈن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﯾﺄﺧذ اﻟﺷﻛل
وﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟدول اﻟﺳﺎﺑق ،اﻟﻌﻣود اﻟﺛﺎﻟث ّ
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻜﻠﻲ
TP
49
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗوﺳط :APﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻘﺳوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدد وﺣدات ب-
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺗﻐﯾر )ﻋدد وﺣدات اﻟﻌﻣل( ).(1
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺣدي :MPوﻫو اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ) (TPﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ ت-
ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾر )اﻟﻌﻣل( أي:
25
. اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ )(TP اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺣدي )= (MP
اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾر )ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل( )(L
وﻣن ﺧﻼل ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدول اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ﺷﻛل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻛل ﻣن اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﺣدي ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻵﺗﻲ:
APاﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
MPواﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺤﺪي
13
10
APاﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
MPواﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺤﺪي
ﻛﻣﺎ اﺗﺿﺢ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﺗم اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣدﺧﻼت إﻧﺗﺎج ﻣﺗﻐﯾرة
وﻣدﺧﻼت إﻧﺗﺎج ﺛﺎﺑﺗﺔ وﯾﺣﻛم ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ﻗﺎﻧون ﺗﻧﺎﻗض
اﻟﻐﻠﺔ ،إذ ﺗﻧص اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ "ﺑﺎﻓﺗراض ﺛﺑﺎت ﻣﺳﺗوى اﻟﻔت اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ وﺛﺑﺎت
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ﻋﻧﺻر ﻣﺗﻐﯾر ،ﻓﺈن زﯾﺎدة ﻋﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻐﯾر ﺑوﺣدات
26
ﻣ ﺗﺳﺎوﯾﺔ ،ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻌﻧﻲ ّأن ﻣﻌدل زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﺑﻌد ﻧﻘطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳوف
ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎﻗض).(1
وﻣن ﺧﻼل ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣراﺣل اﻟﺛﻼث ﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧﺎﻗض اﻟﻐﻠﺔ.
اﻟﻨﺎﺗﺞ
MPﻗﻤﺔ TPاﻟﻜﻠﻲ
ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ
اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
AP
اﻟﻨﺎﺗﺞ
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺤﺪي
اﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ MP
اﻟﻣﺻدر :ﻋﺑد اﻟﻐﻔور إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .120
27
ب -ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﺎﻗض اﻟﻐﻠﺔ :ﯾﺗزاﯾد اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ وﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻧﺎﻗض ﺑﻣﻌﻧﻰ ّأن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج.
ﯾﺻل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺗوﺳط إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻪ وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﺣدي.
ﺑﻌد ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺗوﺳط ﻣﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺣدي ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺗوﺳط أﻛﺑر ﻣن
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺣدي.
-4ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج:
وﻫﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣن أﺛﻣﺎن ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ،أو ﻹﻧﺗﺎج وﺣدة إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ).(1
ﺗﺗوﻗف ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر وﻛﻣﯾﺎت ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ،
وﻧﺳب اﻟﻣزج اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛﺳﻬﺎ داﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣن ﺣﯾث اﻵﺟﺎل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل وﺗﻛﺎﻟﯾف
طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل.
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﻐﯾﯾر أﺣد ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج وﺛﺑﺎت اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى وﺗﻧﻘﺳم ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ
اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر إﻟﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺛﺎﺑﺗﺔ وﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺗﻐﯾرة.
) -(1ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .122
28
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ :TFC
ﻫﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج أي أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻧﻪ ،وﺗدﻓﻊ ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻛﺎن ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺻﻔرا ،أي أﻧﻬﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﺑق وأن ارﺗﺑطت ﺑﻬﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج) ،(1ﻣﺛل اﻹﯾﺟﺎرات ،أﻗﺳﺎط اﻟﺗﺄﻣﯾن ،اﻻﻧدﺛﺎرات ...اﻟﺦ.
وﻫﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﺗزداد أو ﺗﻘل ﺣﺳب اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،ﻟذﻟك إذا ﻛﺎن اﻹﻧﺗﺎج ﻣﺳﺎوﯾﺎ
ﻟﺻﻔر ﻓﺈن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﺗﻛون ﻣﻌدوﻣﺔ) ،(2وﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج زادت اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة،
ﻓﺎﻟﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ) (VCﯾﺗﺟﻪ داﺋﻣﺎ ﻣن أﺳﻔل إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ٕواﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﻣﺛل )أﺟور
اﻟﻌﻣﺎل ،اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ،ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻘل(.(3) ...
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻛﻠﯾﺔ:
وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن
اﻹﻧﺗﺎج) .(4واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻛﻠﯾﺔ ﺗﺳﺎوي اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺻﻔ ار وﺗزداد ﻛﻠﻣﺎ
زادت ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻧظ ار ﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة.
TC= TVC
+ TFC
29
اﻟﺷﻛل رﻗم ) :(4ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﻜﻠﯿﺔ
TC اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة
اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ TVC
اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ
TFC
اﻟﺼﻔﺮ
ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج
اﻟﻣﺻدر :اﻟﻌﺷري ﺣﺳﯾن دروﯾش وآﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺷﻌب ،ﻣﺻر،
،1994ص .384
اﻧﺗﻘل اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ ﺣﺳﺎب اﻟوﺣدة اﻟواﺣدة
أي ﻧﺻﯾب ﻛل وﺣدة ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف )اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ +اﻟﻣﺗﻐﯾرة( وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻛﻠﯾﺔ:
ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
AFC= FC
Q
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة :AFCوﻫﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻣﻘﺳوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج.
30
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة = اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة
ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
AFC = VC
P
ATC=AFC+AVC
P
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ :MCﺗﻣﺛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣدﯾﺔ ،اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إﻧﺗﺎج وﺣدة
)(2
اﻟﺗﻌﺑﯾر إﺿﺎﻓﯾﺔ واﺣدة أو ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻛﻠﻔﺔ آﺧر وﺣدة ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ وﯾﻣﻛن
ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
MC = ATC
AP
31
ب -ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل :Costs in the Long-Runﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘﻧﺎ ﻓﺈن
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘدرة أوﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾر ﻛل ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺗﻐﯾرة ،أي أن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗﺳﺎوي ﺻﻔر،
ﻓﺈن اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﺿﺎﻓﺔ )ﺗﻐﯾﯾر( اﻵﻻت ﺟدﯾدة،
وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ّ
واﺳﺗﺑدال اﻵﻻت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑﺄﺧرى أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ...اﻟﺧن وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ
اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﺗﺗﺣول ﻣﺗوﺳط اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة إﻟﻰ ﻧوع واﺣد ﻫو اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻛﻠﯾﺔ
ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل).(1
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺗﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﻼ ﯾوﺟد ﻋﻧﺻر إﻧﺗﺎﺟﻲ ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﻣن
ﺛم ﻻ ﺗوﺟد ﻫﻧﺎك ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ )ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ أو ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ( .وﯾﻣﻛن
ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ) ،(LRTCﺑﺄﻧﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج
ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﺟﻣﯾﻊ
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج.
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ) ،(LRACﺑﺄﻧﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻣﻘﺳوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟوﺣدات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،أو:
LRTC
= LRAC
Q
) -(1ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .129
32
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ):(Long-Run Marginal Cost
وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟم اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺗﻐﯾر
ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺑوﺣدة واﺣدة ،أو:
∆ LRMC
= LRMC
∆Q
ﯾﺑدأ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻣﺗوﺳط اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﺑﺎﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج.
وﯾﻌﻧﻰ ﻫذا أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺗوﺳﻌت اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ،ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔﺿت ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟوﺣدة اﻟواﺣدة اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ.
وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ "اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣﺟم" أو "وﻓورات اﻟﺣﺟم" .ﯾﺻل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻣﺗوﺳط
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻪ ،وﯾﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى أﻗل ﻣﺳﺗوى ﺗﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل .وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى ﺑﺎﻟﺣﺟم اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ﻟﻺﻧﺗﺎج ﻓﻲ
اﻟﻣدى اﻟطوﯾل وﯾﺑدأ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻣﺗوﺳط اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻰ
ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ "ﺗﺑذﯾرات اﻟﺣﺟم" أو.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ) ،(SRACﺗﻘﻊ
داﺧل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ) ،(LRACوﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﺣﻧﻰ
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ) ،(LRACﻣﻧﺣﻧﻰ ﻏﻼﻓﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت اﻟﻣدى
اﻟﻘﺻﯾر .وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﯾﻘطﻊ اﻟﺟزء اﻟﺻﺎﻋد ﻣن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل
ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻓﻲ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ.
وﯾوﺿﺢ اﻟﺷﻛل رﻗم ) ،(5ﻛل ﻣن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،وﻣﻧﺣﻧﻰ
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،وﻣﻧﺣﻧﯾﺎت اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدى
اﻟﻘﺻﯾر.
33
ﺷﻛل رﻗم) :(5ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل
اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ
MC
3 1
SRAC SRAC
2
SRAC LRAC
Q
أ -اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ ) :(TRﻫﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﻣﻧﺎ ﻟﻠﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ
ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ) ،(2وﯾﺳﺗﺧرج وﻓق اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) -(1اﻟﻌﺸﺮي ﺣﺴﲔ دروﻳﺶ وآﺧﺮون ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .392
) -(2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .132
34
TR = Q.P
ب -اﻹﯾراد اﻟﻣﺗوﺳط :ﻫو ﻧﺻﯾب اﻟوﺣدة اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﻣن اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو ﺣﺎﺻل ﻗﺳﻣﺔ
اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدات اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ).(1
ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎجQ
AR = TR
Q
ت -اﻹﯾراد اﻟﺣدي :ﻫو ﻣﻘدار اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺗﻐﯾر اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﺑوﺣدة
واﺣدة ،أو ﻫو اﻹﯾراد اﻟﻧﺎﺟم ﻣن ﺑﯾﻊ وﺣدة إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻹﻧﺗﺎج).(2
MR = TR
p
35
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :اﻷﺳواق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾوﺟد ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺧذﻫﺎ أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﻌﺗﻣد ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل اﻟﺳوق واﻟﺳﻠوك اﻟذي ﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫدﻓﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻫو ﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح .وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳﻧﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻌراض اﻷﺳواق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻊ
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ وﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم.
-1ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ :ﯾﺗﻣﯾز ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص وﻫﻲ:1
ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﻋدم ﺗﺄﺛﯾر أي ﻣﺳﺗﻬﻠك أو ﻣﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،وﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻟﻠﺳﻌر ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺳوق .وﯾﺳﻣﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﺑﺳﻌر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،
وﻫو اﻟﺳﻌر اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺗﺑﺎع ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟودة واﻟﻛﻔﺎءة وأداء اﻟﺧدﻣﺔ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو
اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﺗم ﺷراء اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻧﻪ .وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺟﺎﻧس اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺞ
اﻷول ﺗﻌﺗﺑر "ﺑدﯾل ﻛﺎﻣل" ﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻵﺧرﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب اﻟﻔردي ﻋﻠﻰ
ﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﯾﻛون ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻣروﻧﺔ.
36
ت -ﺣرﯾﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق :
ﯾﻣﻛن ﻷي ﻣﻧﺗﺞ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ ٕواﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم وﺟود
أي ﻋواﺋق ﺗﻣﻧﻊ دﺧول ﻣﻧﺗﺟﯾن ﺟدد إﻟﻰ اﻟﺳوق .وﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج أﯾﺿًﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل
1
ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻣن إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ إﻟﻰ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى.
ﺗﺗوﻓر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺣول اﻟﺳﻠﻌﺔ وﺳﻌرﻫﺎ وطرﯾﻘﺔ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺑﺻورة ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ.
ﺗذﻛر أن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷي ﻣﻧﺷﺄة ﻫو ﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ .وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت ،ﻓﺈن ﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة .وﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ،
ﺗﺳﺗﻣر اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﺗﻐطﯾﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ اﻟﻛﻠﯾﺔ .واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﻐطﯾﺔ
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻫﻧﺎ أن ﺗﻛون اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻛﻠﯾﺔ أﻗل ﻣن ،أو ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻺﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻣﻧﺷﺄة .أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺿطر إﻟﻰ اﻟﺗوﻗف ﻋن
اﻹﻧﺗﺎج ﻟﺗﻘﻠﯾل ﺧﺳﺎﺋرﻫﺎ .2وﺗﺟدر اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن ﺗوﻗف اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋن اﻹﻧﺗﺎج ،ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن
اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻻ ﺗﻘوم ﺑدﻓﻊ أي ﺗﻛﺎﻟﯾف .ﻓﺎﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،ﺗﺗﺣﻣل داﺋﻣﺎً اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج .إذاً ،ﺣﺗﻰ وأن ﺗوﻗﻔت اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋن اﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺗﻘوم
ﺑدﻓﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
-1ﻋﺎدل اﻟﻤﮭﺪي ،و ﻟﻤﯿﺎء ﻟﺒﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﺸﺮي ،ﻣﺼﺮ ،دون ﺳﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ ،ص204
-2ﻣﺤﻤﺪ طﺎﻗﺔ وأﺧﺮون،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ،ص.199
-3ﺿﯿﺎء اﻟﻤﺠﯿﺪ اﻟﻤﻮﺳﻮي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ،ص ص.253-252
37
أ -طرﯾﻘﺔ اﻟﻛﻠﯾﺎت :ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻧﻘوم ﺑﻌﻣل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ، TR
ٕواﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ) ،(TVCﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ب -طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺎت :أن اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ ) (TRاﻟذي ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﺷﺄة ،ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺿروﺑﺎً ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﺑﯾﻌﻬﺎ ) ،(Qأو:
وﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺗوﺳط اﻹﯾراد ،واﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن إﯾراد اﻟوﺣدة اﻟواﺣدة ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ
اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ،ﻋن طرﯾق ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ رﻗم ) (1أﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ ) ،(Qأو:
TR )(P)x(Q
= = AR = P )- - - (2
Q Q
وﺗوﺿﺢ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ رﻗم ) ،(2أن ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾﺳﺎوي اﻹﯾراد اﻟﺣدي اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺑﯾﻌﻬﺎ.
وﯾﻣﻛن اﻵن اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻗرار اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻹﻧﺗﺎج
ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
38
ﺑﺎﻟﻣﻧﺷﺄة ،ﺗﺗوﻗف اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋن اﻹﻧﺗﺎج .أي أن ﺳﻌر اﻹﻏﻼق ﻫو أﻗل ﺳﻌر ﯾﻣﻛن أن
ﺗﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻪ وﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج.
ت -اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺣدﯾﺔ :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑزﯾﺎدة ﺣﺟم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ )ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ ﻣن ،(Qﻓﺈن
ﻫﻧﺎك ارﺗﻔﺎﻋﺎً ﻓﻲ اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ اﻟذي ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ) ،(TR = P x Qإﻻ أن ذﻟك ﺳﯾﻛون
ﻣﺻﺣوﺑﺎً ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ) (TCأﯾﺿﺎً .إذاً ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر اﻟﻣﻧﺷﺄة زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺑﻣﻘدار
وﺣدة واﺣدة ﻣﺛﻼً ،ﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن زﯾﺎدة
اﻹﻧﺗﺎج ﺑوﺣدة واﺣدة ) ،(MCﻣﻊ ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﯾراد اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﺑوﺣدة
واﺣدة ) ،(MRأو:
∆TC ∆TR
وﯾﻌﻧﻲ ﺷرط اﻟﺗوازن ) ،(MR=MCأن اﻹﯾراد اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟذي ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻧﺗﯾﺟﺔ
زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﺑوﺣدة واﺣدة ،ﯾﺳﺎوي اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج.
وﻣن ﺛم ،ﻓﻼ ﯾوﺟد داﻓﻊ ﻟدى اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻧﺣو زﯾﺎدة أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ
اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻌظم أرﺑﺎح اﻟﻣﻧﺷﺄة.
ﻣن اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ رﻗم ) (3أﻋﻼﻩ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﯾراد اﻟﺣدي ) ،(MRﻧﻘوم ﺑﻘﺳﻣﺔ طرﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ
) (∆Qوﻣن ﺛم ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
39
أي أن اﻹﯾراد اﻟﺣدي ﯾﺳﺎوي ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أو أن اﻹﯾراد اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟذي ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺟراء ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﯾﺳﺎوي داﺋﻣﺎً ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ .وﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ رﻗم ) (4ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد
ﻗرار اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﺟدول رﻗم) :(2ﻫﯾﻛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺧﺎص ﺑﻣﻧﺷﺄة ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ
TR - AR MC MR TC TR Q P
TC
- 10 50 -- 50 10 0 0 50
30 50 10 50 20 50 1 50
75 50 5 50 25 100 2 50
105 50 20 50 45 150 3 50
105 50 50 50 95 200 4 50
65 50 90 50 185 250 5 50
- 55 50 170 50 355 300 6 50
وﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﺗوازن ،ﻧﻘوم ﺑﺗطﺑﯾق ﺷرط ﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح ) ،(MR = MCوﻓﻲ ﺳوق
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﻋن ﺷرط اﻟﺗوازن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
)(P = MC
وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻋﻧد ﻛﻣﯾﺔ إﻧﺗﺎج ﺗﺳﺎوي ) (Q = 4وﺣدات .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن إﻧﺗﺎج
) (4وﺣدات ،ﯾﺣﻘق ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة أﻛﺑر ﻓرق ﺑﯾن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﯾرادات ٕواﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ).(KD 105
وﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ﺗﺗﺿﺢ ﺣﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻣﻧﺷﺄة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ:
40
اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻹﻏﻼق وﻟذﻟك ﺗﺳﺗﻣر اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج .أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح ،ﻓطﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻋﻠﻰ ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻌﺎدل ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﺷﺄة
أرﺑﺎﺣﺎً اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﯾﺳﺎوي ﺳﻌر اﻹﻏﻼق وﻟذﻟك ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻻﺳﺗﻣرار أو اﻟﺗوﻗف
ﻋن اﻹﻧﺗﺎج .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح ،ﻓﺎﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻗل ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻌﺎدل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ
ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﺷﺄة أرﺑﺎﺣﺎً اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑل ﺗﻐطﻲ ﻓﻘط اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة وﺗدﻓﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻹﻏﻼق وﻟذﻟك ﺗﺳﺗﻣر اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج .أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح ،ﻓﺎﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻗل ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻌﺎدل وﺑذﻟك ﻻ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﺷﺄة أرﺑﺎﺣًﺎ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة وﺟزء ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻹﻏﻼق وﻟذﻟك ﺗﺗوﻗف اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋن اﻹﻧﺗﺎج .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻸرﺑﺎح ،ﻓﻼ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﺷﺄة أرﺑﺎﺣﺎً اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺗﺣﻣل ﻓﻘط اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر اﻟﺗﺣﻛم وﺑﺻورة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺣﺟم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ،أو اﻟدﺧول إﻟﻰ
ﺳوق ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ )طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻋﻧﺻر إﻧﺗﺎﺟﻲ ﺛﺎﺑت( .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﺗﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﻣﻧﺷﺄة وﺑﺣرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗوﻟﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ،وﻣن ﺛم ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗوﺳﻊ
ﻓﻲ ﺣﺟم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗوﻓر ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.1
أن اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء دﺧول ﻣﻧﺷﺂت ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻟﺳوق ﻫو وﺟود ﻣﻧﺷﺎت ﺗﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎً
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳوق .ﻓﻠﻧﻔﺗرض أن ﺳوق ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ وﺿﻊ ﺗوازن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺷﺄة
اﻟﺗوازﻧﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﺗﻠك اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻬﺎ ﺷرط اﻟﺗوازن ) .(P=MCﻟﻧﻔﺗرض اﻵن أن ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻗد ارﺗﻔﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﺗﺑدأ اﻟﻣﻧﺷﺎت ﺑﺗﺣﻘﯾق
أرﺑﺎح اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث أن ) .(P > MCأن وﺟود ﻫذﻩ اﻷرﺑﺎح ﺳﯾدﻓﻊ ﻣﻧﺷﺎت ﺟدﯾدة إﻟﻰ
اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ وﺟﻧﻲ ﻫذﻩ اﻷرﺑﺎح .وﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻋدد اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق،
ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ .وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن
41
اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﺳﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل ﻣﻧﺷﺄة .وﺗﺳﺗﻣر
ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻟﻰ أن ﯾﺻل اﻟﺳﻌر ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ) ،(P = MCوﺗﺧﺗﻔﻲ اﻷرﺑﺎح وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻻ ﯾوﺟد داﻓﻊ ﻟدﺧول ﻣﻧﺷﺎت ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻟﺳوق.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺧﺳﺎﺋر ،أي أن ) (P < MCﻓﻲ ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﺧﺳﺎﺋر
ﺳﺗدﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺳوق .وﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﻋدد اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻼرﺗﻔﺎع ،وﺗﺑدأ اﻟﻣﻧﺷﺎت
ﺑﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎﺋر .وﯾﺳﺗﻣر ﺧروج اﻟﻣﻧﺷﺎت ﻣن اﻟﺳوق إﻟﻰ أن ﯾﺗﻌﺎدل ﻛل ﻣن ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ) (P = MCوﺗﺧﺗﻔﻲ اﻟﺧﺳﺎﺋر .إذاً ،ﺗﻛون اﻷرﺑﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔر داﺋﻣﺎً ،وﯾﻛون اﻟوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻫو ﺷرط اﻟﺗوازن:
P = MC
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،وﺑﺳﺑب ﺛﺑﺎت ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻘد ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻌض
اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟدﺧول إﻟﻰ أﺳواق ﺟدﯾدة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﺑﺈﻣﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺟﻧﻲ
اﻷرﺑﺎح.
-1ﺧﺻﺎﺋص ﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم :ﯾﻌﺗﺑر ﺳوق ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﺳوق اﺣﺗﻛﺎر ﺗﺎم إذا ﺗﻣﯾز اﻟﺳوق
ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻫو اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺣﺗﻛر
ﯾﻣﺛل ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑرﻓﻊ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﺈن ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺳوف ﯾﻧﺧﻔض .أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﺈن ﺳﻌر
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ .وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺻﺎﻧﻌﺎً ﻟﻠﺳﻌر ،وﻟﯾس ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻟﻠﺳﻌر ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺳوق
42
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ .وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺣﺗﻛر ﯾﺗﻣﺗﻊ أﯾﺿﺎً ﺑﻘوة اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ )أو ﻗوة ﺳوﻗﯾﺔ( ،أو
ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ ) ،(Market Powerﺣﯾث ﺗﻧﺑﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘوة ﺑﺳﺑب ﻗدرة اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم
ﺑﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ .وﺑﻣﺎ أن ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﺣﺗﻛر أو ﺑﺎﺋﻊ وﺣﯾد ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﺈن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
ﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻧﺣﻧﻰ طﻠب اﻟﺳوق.
ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻬﺎ أو ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻫو ﻋدم وﺟود ﺑداﺋل ﻗرﯾﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻣروﻧﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺟداً ،وﯾﻛون ﻣﻌﺎﻣل
اﻟﻣروﻧﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺎً ﻟﻠﺻﻔر.
ت -وﺟود ﻋواﺋق ﺗﻣﻧﻊ دﺧول ﻣﻧﺗﺟﯾن ﺟدد إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻣﺣﺗﻛر:
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﺈن ﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﺟود ﻋواﺋق ﺗﻣﻧﻊ دﺧول أي
ﻣﻧﺷﺄة إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻣﺣﺗﻛر .ﻓﻘد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌواﺋق ﻋواﺋق ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ )ﺑراءات اﻻﺧﺗراع
واﻻﻣﺗﯾﺎز( ،أو ﻋواﺋق ﺣﻛوﻣﯾﺔ )ﻗواﻧﯾن ﻣﺣﻠﯾﺔ( ،أو ﻋواﺋق إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )ﻣﻠﻛﯾﺔ طرﯾﻘﺔ اﻹﻧﺗﺎج أو
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج( ،أو ﻋواﺋق ﺗﻘﻧﯾﺔ )اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج( ،أو
ﻋواﺋق طﺑﯾﻌﯾﺔ.
ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻧﺷﺄة اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ واﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم )( ،ﯾﻣﻛن
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗوازن اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
43
ﺟدول رﻗم):(3ﻫﯾﻛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺧﺎص ﺑﻣﻧﺷﺄة اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ
ﺗوازن اﻟﻣﺣﺗﻛر:
ﯾﺗﺣﻘق ﺗوازن اﻟﻣﻧﺷﺄة )ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻻﺣﺗﻛﺎر( ،ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗوي اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ ﺗﺳﺎوي
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻣﻊ اﻹﯾراد اﻟﺣدي ،أو:
MR = MC
وﺑﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺟدول رﻗم ) ،(3ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺗوازن ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧد إﻧﺗﺎج ) (5وﺣدات ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ،
وﺑﺳﻌر ﺗوازﻧﻲ ﯾﺳﺎوي ) (30دﯾﻧﺎر .وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﺗوازن ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳﻌر
أﻋﻠﻰ ﻣن اﻹﯾراد اﻟﻣﺗوﺳط ) .(P > MRوﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،ﻓﺈن اﻟﺳﻌر اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﻧﺷﺎة
اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﯾﻛون داﺋﻣﺎً أﻋﻠﻰ ﻣن اﻹﯾراد اﻟﻣﺗوﺳط )ﻣﺎﻋدا ﻋﻧد إﻧﺗﺎج اﻟوﺣدة اﻷوﻟﻰ(.
وﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺗﻛر ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﯾﺗﺳﺎوى ﻓﯾﻪ اﻹﯾراد اﻟﺣدي ﻣﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﺣدﯾﺔ) ،(MC = MR = 22ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗوازﻧﯾﺔ ) (5وﺣدات .وﯾﺗﺣدد
اﻟﺳﻌر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ،اﻟذي ﯾﺑﯾن أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾرﻏب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑدﻓﻌﻪ
44
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ) (5وﺣدات ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ ،وﯾﻛون اﻟﺳﻌر اﻟﺗوازﻧﻲ ) 30دﯾﻧﺎر( ،وﻫو
أﻋﻠﻰ ﻣن اﻹﯾراد اﻟﺣدي اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻌﺔ.
ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻻ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣﻘﯾق
أرﺑﺎح اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻷن ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ دﺧول ﻣﻧﺷﺎت ﺟدﯾدة إﻟﻰ
ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ )وﺧروج ﻣﻧﺷﺎت ﻣن ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن وﺟود أرﺑﺎح )أو ﺧﺳﺎﺋر( ،ﺳﯾدﻓﻊ
ﻣﻧﺷﺎت ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق )أو اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺳوق( ،وﺗﺳﺗﻣر ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻟﻰ أن
1
ﺗﺗﻼﺷﻰ اﻷرﺑﺎح.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم ،ﻓﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗﻛر اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،وذﻟك ﻟوﺟود ﻋواﺋق ﺗﻣﻧﻊ دﺧول ﻣﻧﺗﺟﯾن ﺟدد إﻟﻰ ﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ﻣن ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ وﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﺻوى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﻷي ﺳوق اﻟوﺻول ﻟﻬﺎ .وﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﺷﻛﻠﯾن ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺳوق ،ﺗوﺟد أﺷﻛﺎل أﺧرى ﺗﺟﻣﻊ
ﺑﯾن ﺧﺻﺎﺋص ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ واﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم.
-1اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ:
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺳوق ﻗرﯾب اﻟﺷﺑﻪ ﻣن ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﻫذا
اﻟﺳوق:2
أ -وﺟود ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أي ﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻌر
اﻟﺳوق.
45
ب -اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺳوق.
وﯾﻛون ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻣﻧﺣد ارً ﻣن أﻋﻠﻰ ﻷﺳﻔل ،وﻣن اﻟﯾﺳﺎر إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن.
ث -وﺟود اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﺳﻌرﯾﺔ ،وﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام طرق ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻛﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل
اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن ،وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻠﻌﻲ.
-2اﺣﺗﻛﺎر اﻟﻘﻠﺔ:
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺳوق أﻗرب إﻟﻰ ﺳوق اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﺎم ،وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -وﺟود ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﺣﺻﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳوق .وﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎس ﺣﺟم ﺣﺻﺔ
اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﺗﻘدﯾر ﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت أو اﻹﻧﺗﺎج) .ﻣﻧظﻣﺔ اﻷوﺑك(.
ت -وﺟود ﻋواﺋق ﺗﻣﻧﻊ دﺧول ﻣﻧﺗﺟﯾن ﺟدد إﻟﻰ اﻟﺳوق .وﺗﻌطﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة "ﻗوة اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ"
ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳوق ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود "ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ" ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق .وأﺧﯾرا،
ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳوق ﺣواﻓز ﻟﻼﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر ﻣﻌﯾن ،أو ﺗﻘﺳﯾم
ﻣﻧﺎطق اﻟﺑﯾﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﻫﻛذا.
ث -ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﺳﯾط ﻛﻧوع اﻟﺗﻐﻠﯾف أو
ﺧدﻣﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ .وﺗرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻣﯾزة ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﺳﻌرﯾﺔ.
46
اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس :اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻟﻘد ﻋﺎﻟﺟت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،إذ اﻋﺗﺑرت أن اﻻدﺧﺎر ﻫو اﻟﻣﺣرك
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻔﺎﺋض ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻫو ﯾﻌﺑر ﻋن ﺗﺄﺟﯾل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن
اﻟﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﺎﻟﻣﻧظم اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺈﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر أرﺑﺎﺣﻪ ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ،إﻧﻣﺎ
ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح ﺟدﯾدة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷن ﺗﺿﻣن ﻟﻪ ﺣﺎﻟﺔ أﻓﺿل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
إن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ دون إﻋطﺎءﻫﺎ
ﻧﻔس اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ).(1
أﻋطﻰ اﻟﻛﯾﻧزﯾون ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل ﻧظرﯾﺗﻬم ،إذ ﯾﻌﺗﺑرون أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو
أﺣد اﻟﺣواﻓز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وأن ﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠطﺎت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ،ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﯾوﺟﻪ ﻻﺳﺗﺧدام رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻏﯾر
اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن أﺟل إﻧﻌﺎش اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ،أﻣﺎ اﻷﻓراد ﻓﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ ،واﻟذي ﯾﻛون
ﻣﺣرﺿﺎ ﺑدون ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ واﻟذي ﯾﻠﺑﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﺗطوﯾر
ً ﻣﺣدﺛًﺎ أو
اﻹﻧﺗﺎج.
1
- C. Charmal ”Investissement et croissance économique”, Dunod, Paris 1969, p10.
47
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﺗوازن ﻷن ﺣﺟﻣﻪ
ﺿﻌﯾف ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ادﺧﺎر اﻷﻋوان ،وﻟﻬذا ﯾﺗطﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ واﻟذي ﺗﻛﻣن ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﻲ
ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻌﺎدل ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج ،اﻟﻌرض واﻟطﻠب.
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻷﻣوال ﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﻔﺗرة ﻣن
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺗﻌوﺿﻪ ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟزﻣن ﺑﻘﺻد
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة وﻛذﻟك ﻋن اﻟﻧﻘص اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﺑﻔﻌل ﻋﺎﻣل اﻟﺗﺿﺧم وذﻟك ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر
ﻣﻌﻘول ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺣﻣل ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺎﺣﺗﻣﺎل ﻋدم ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺗدﻓﻘﺎت.
ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﻧﻪ وﻣن ﻣﻧظور اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ﺗﺣوﯾل اﻷﺻول اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ إﻟﻰ أﺻول ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ إﺿﺎﻓﺔ إﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،دون ﻧﻘﺻﺎن) ،(2وﯾﺄﺧذ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺷﻛﺎل
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
- Jean Charles Hall "Choix d’investissement dans l’entreprise", France 1973, p45.
) -(2ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺪﻣﺮداش ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .355
48
ﻣﺑﺎدئ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر: -3
ﺣﺗﻰ ﯾﺗوﺻل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر إﻟﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﻣراﻋﺎة
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻫﻲ: 1
ﻧظ ار ﻟﺗﻌدد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و اﺧﺗﻼف درﺟﺔ ﻣﺧﺎطرﻫﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟرﺷﯾد داﺋﻣﺎ
ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻔرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن ﻣدﺧرات ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻫذﻩ
اﻟﻔرص أو اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣراﻋﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
و ﻫﻧﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳب ،و
ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ أو اﻟﺟوﻫري ﻟﻛل ﺑدﯾل ﻣﺗﺎح ،و ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا
اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑدﯾل اﻷﻓﺿل و اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺣﺳب وﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر و ﻛذا ﻣﺑدأ
اﻟﻣﻼءﻣﺔ.
1زﻳﺎد رﻣﻀﺎن ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﳌﺎﱄ و اﳊﻘﻴﻘﻲ ،دار واﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ 1999 ،ص 228
49
ج – ﻣﺑدأ اﻟﻣﻼءﻣﺔ:
ﺑﻌد اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و أدواﺗﻬﺎ ،و ﻣﺎ ﯾﻼﺋم رﻏﺑﺎت و ﻣﯾول اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر و
ﻛذا دﺧﻠﻪ و ﺣﺎﻻﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺎت و اﻟﻣﯾول ،ﺣﯾث ﻟﻛل
ﻣﺳﺗﺛﻣر ﻧﻣط ﺗﻔﺿﯾل ﯾﺣدد درﺟﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻘرارﻩ ،و اﻟﺗـﻲ ﯾﻛﺷﻔـﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﺟــوﻫـري و اﻷﺳـﺎﺳﻲ و ﻫﻲ:1
و ﻫﻧﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون إﻟﻰ ﺗﻧوﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬم ،و ﻫذا ﻟﻠﺣد و اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن درﺟﺔ
اﻟﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﯾس ﻣطﻠﻘﺎ ،ﻧظ ار ﻟﻠﻌﻘﺑﺎت و
اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون ،ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﻬم اﻧﺗﻬﺎج و ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ
ارض اﻟواﻗﻊ .
ﻫﻲ داﻟﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺳﻠوك اﻟﻣﻧظﻣﯾن ﺣﯾث ﯾﻔﺎﺿﻠون ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﺑﻌدﻣﻪ،
وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،إذن ﺗرﺗﺑط ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﻼﻗﺔ
ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻐﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾرات اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن وﺗوﻗﻌﺎﺗﻬم ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل
طردﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷرﺑﺎح.
وﯾﺗﺣدد ﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﺗﻐﯾراﺗﻪ اﻟ ذي ﯾؤﺛر ً
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﺣدد داﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﺎﻣل ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻣدى وﺟود طﺎﻗﺎت ﻋﺎطﻠﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟزﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﺑﺗﺷﻐﯾﻠﻬﺎ ،وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﻟﺣﺟم رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺧزون اﻟﻣﺗوﻓر
ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻛﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
50
إذن ﻓﺈذا رﻣزﻧﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑـ I :
إن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ) (iﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻛﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل ،إﻻ أﻧﻪ
ﻋﻧد دراﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﯾﻣﻛن إﻫﻣﺎل ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدراﺳﺔ وﺗﺳوﯾﺔ
ﻣﺧزون رأس اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧزون اﻷﻣﺛل.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﻋن ارﺗﺑﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻣﺗﻐﯾر ) (yوﻣﺧزون رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗﺎح.
ﻓﺗﺻﺑﺢ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟطوﯾل ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
)I = I(y . k
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻧﺻر ﺣﺳﺎس ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ،ﻟذﻟك ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﺛــﯾر
اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت و ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘر ،و ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت و اﻟﺗﻐﯾرات ﯾﻌد أﻣ ار ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ذﻟك أﻧﻪ ﻟو أﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻛون ﻗد ﻗطﻌﻧﺎ ﺷوطﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر
اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
و ﻫﻧﺎ ﯾﺛﺎر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ؟
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: 1
ﻃﺎﻫﺮ ﺧﻴﺪر ﺣﺮدان ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص 39
1
51
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
و اﻟﺗوﻗﻌﺎت
و ﻣﺳﺗوى اﻷرﺑﺎح
و ﻣﻌدل اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ) ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ(.
52
ﻓﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣددا ﻟرﺻﯾد رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ،أي أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺗؤﺛر ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .
53
اﻟﺗﻔﺎؤل ﺣول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫو اﻟﺷﻌور اﻟﺳﺎﺋد ﺑﯾن رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،و أن ﯾﺗطور ﻫذا اﻟﺗﻔﺎؤل ﻓﻲ
ﺻورة ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﺗﻧﺑﺊ ﻋن ﺗوﻗﻌﺎت ﺗﻧﻛﺷف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
ﺗوﻗﻌﺎت ﺧﺎطﺋﺔ ،و أﯾﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر ﻓﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن أن اﻟﺗوﻗﻌﺎت
ﺗﻠﻌب دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﺳواء أﺛﺑﺗت ﻫدﻩ اﻟﺗوﻗﻌﺎت أن ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺑررﻫﺎ
ﻣن ﻋدﻣﻪ:(1) .
54
ﯾﺣدد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر( و ﻟذﻟك ﺗﻛون اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺣﻔزة ﻟزﯾﺎدة اﻷرﺑﺎح أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر )
ﻣﺛل ﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ( .
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑزﯾﺎدة اﻷﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ،أو ﺧﻔض
ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟزﯾﺎدة ،ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﻟﻘد أﺛﯾر ﺣول ﻫذﻩ اﻵراء اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟدل ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﺣول
ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﺎﻫدات – ﻣن أرض واﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ – ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﻌظﻣون
ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ.
ذﻟك أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟداﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺗﺣﻘق اﻷرﺑﺎح ،ﻻ ﺗﻧطﺑق دوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي
ﻗدم إذ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻷرﺑﺎح ،ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻌﺎﻛس ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗد ﯾﻛون ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟدﺧل – ﺣﺳـب ﻧظرﯾـﺔ
ﻣﺿﺎﻋف اﻻﺳﺗﺛﻣـﺎر ) اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ (.
55
و أوﺿﺢ " "Hicksﻧظرﯾﺔ " Samuelsonوﻧﻣوذج " "Richard Goodwinو ﻗرر
أن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻌﺟل ﻏﯾر ﻣﻧﺗظم ﻋﻧد ﺗﻐﯾر اﻟطﻠب و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻣﻌدل أﻛﺑر
ﻣن اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ رﺻﯾد رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ) ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺟود ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ(
ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام ﻛل اﻵﻻت اﻟﻌﺎطﻠﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو
زاد اﻟطﻠب اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،و ﯾﺗﺿﻣن ﻧﻣوذج " "Richard Goodwinﺣدا أﻋﻠﻰ ﻟﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﻠــﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،أﻣﺎ " "Hicksﻓﺎﻓﺗرض وﺟود ﺣد أﻗﺻﻰ
ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ،ﯾﺗﺣدد ﺑﺣﺟم اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻛﻠـﯾﺔ و ﯾﺗﺣدد ﻫذا اﻟﻘﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻷﺧرى .
وﺗﻌﺗﻣد ﻧظرﯾﺔ " "Jorgensonﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺟل ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗوﻗف
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ وﺳط ﻣرﺟﺢ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧل ) ،ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻷﺷﯾﺎء اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻟﻬﺎ (
و اﻟﺧﻼﺻﺔ أن ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و
ﻗد ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛذﻟك ،ﻷن اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺻﺎﻋدي ﻟرﻗم
اﻷﻋﻣﺎل ﻗد ﺗﻛون ﺗوﻗﻌﺎت ﻣﻼﺋﻣﺔ.
1ﺣﺴﯿﻦ ﻋﻤﺮ ،اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر و اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺤﺪﯾﺚ ،ﻣﺼﺮ ، 1997 ،ص 55
56
-ﻣﻔﻬوم اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻸﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ:
ﯾﻘﺻد ﻛﯾﻧز ﺑﺎﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ،ﻣﻘدار اﻟﻐﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرﻫﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ) اﻷﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ
اﻟﺟدﯾد ( طوال اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾظل ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗﺎﺋﻣﺎ ،أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى طوال اﻟﻌﻣر اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ
ﻟﻸﺻـل اﻟرأﺳﻣـﺎﻟﻲ اﻟﺟدﯾد .
ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ،ﻓﺎن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﯾﻔﻛر أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺑداﺋل ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،إذ ﯾﻣﻛﻧﻪ –
ﻣﺛﻼ – ﺷراء ﺳﻧدات ﻣدرة ﻟﻠﻔﺎﺋدة ،أو إﯾداع أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ادﺧﺎري ﻟدى أﺣد اﻟﻣﺻﺎرف ﻣﻣﺎ
ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻔﺎﺋدة ﻋن ﻫذا اﻹﯾداع ،و ﻣن ﺛم ﯾﻘﺎرن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﯾن اﻟﻌﺎﺋد اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل
ﻋﻠﯾﻪ – ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺧﺎطرﺗﻪ ﻓﻲ ﺧﻠق أﺻول رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ،و ﺑﯾن إﯾداع أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ ﺻورة ﺳﻧدات
أو ﺣﺳﺎب ادﺧﺎري ﺑدون ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد .
و ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﻠﻛﻲ ﯾﻛون ﺛﻣﺔ ﺣﺎﻓز ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟدى رﺟل اﻷﻋﻣﺎل ،ﻓﻼﺑد أن ﯾﻛون اﻟﻌﺎﺋد ﻣن ﻫذا
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر " ﺳﻌر اﻟﺧﺻم " أﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾﺳﺎوﯾﻪ.
-ﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل
و ﻓﻲ ﺷرح ﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﯾﻔرق ﻛﯾﻧز ﺑﯾن ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ " اﻟﻐﻠﺔ
اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن أﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟدﯾد " ،و ﺑﯾن ﺛﻣن ﻋرض ﻫذا اﻷﺻل ،و ﯾﻌﻠل ﻛﯾﻧز ﻫذا اﻟرﺑط
ﺑﺄن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻻ ﯾﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻸﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﯾﻔﻛر أﯾﺿﺎ ﻓﻲ
ﺛﻣن أو ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻋرض ﻫذا اﻷﺻل ،و ﻻ ﯾﻘﺻد ﻛﯾﻧز ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻌرض ﺛﻣن اﻷﺻل اﻟﻣوﺟود ﻓﻌﻼ،
ﺑل " ﺗﻛﻠﻔﺔ إﺣﻼل " ﻫذا اﻷﺻل ﺑﺄﺻل ﺟدﯾد ﯾﺷﺎﺑﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎ اﻷﺻل اﻟذي ﺳﯾﺗم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﻪ ،و
ﻟﻬذا ﯾﺳﻣﻲ ﻛﯾﻧز " ﺛﻣن ﻋرض اﻷﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟدﯾد " " ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﺣﻼل " و ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻌرف
ﻛﯾﻧز اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:1
" اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﺗﺳﺎوي ﺳﻌر اﻟﺧﺻم اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن
اﻷﻗﺳﺎط اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻷﺻل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،أﺛﻧﺎء ﺣﯾﺎة ذﻟك اﻷﺻل
ﻣﺳﺎوي ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺛﻣن ﻋرﺿﻪ " .
57
راﺑﻌﺎ :دواﻓﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
– 1دواﻓﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣؤﺳﺳﺔ )اﻟﺟزﺋﻲ( :
اﻟﻬدف اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد )اﻟرﺑﺢ أو اﻟدﺧل( ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻓردا ﯾوظف أﻣواﻟﻪ دون أن ﯾﻛون ﻫدﻓﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد أو اﻟرﺑﺢ.
ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﻧﺟد ً
أﻣﺎ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫﻲ :
-اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﻐطﯾﺔ اﻟطﻠب اﻹﺿﺎﻓﻲ
-ﺣﻔﺎظ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق أو اﻟرﻓﻊ ﻣﻧﻬﺎ دون اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻣن اﺳﺗﻐﻼل
ذﻟك ﺑواﺳطﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
-اﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣن اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾل أو اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻣدروس
وﻣﻧﺎﺳب ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻘطﺎب أﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن ﯾﺗﺻﻔون ﺑﻘﺑول وﺗﻔﺿﯾل اﻟﻣﻧﺗوج واﻟرﺿﺎ ﻋﻠﯾﻪ.
وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن طرق اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ وﻛذا اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟزاﺋدة ﻣﺳﺗﺑدﻟﺔ
ذﻟك ﺑﺄﻓﺿل ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻣن اﺧﺗراﻋﺎت وﻛذا اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة).(1
-ﺗﺟدﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻫﺗﻼﻛﻬﺎ ﺳوًاء ﻛﺎن اﻫﺗﻼك ﻣﺎدي أو ﻣﻌﻧوي ﺧﻼل
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
58
ﺧﺎﻣﺳﺎ :أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
إن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺳﻧﺳﺗﺧﻠص
ﺗﻠك اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
59
أﻣﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﺎﺳﺗﻔﺎدﺗﻬﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع اﻷرﺑﺎح ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وﺗﺣﻘﯾق ﻫﺎﻣش رﺑﺢ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ،أو ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت
ﻧﺳﺑﯾﺎ.
ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش رﺑﺢ ﻣﻧﺧﻔض ً
أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺗرﺗﻔﻊ ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع أرﺑﺎح اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻣن
أﯾﺿﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع
ﺟﻬﺔ ،وارﺗﻔﺎع أﺟور اﻟﻌﻣﺎل ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺗرﺗﻔﻊ ً
اﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳﻠﻊ )اﻟطﻠب اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ(.
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻧﻼﺣظ أن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻋﺎﻣﺔ ،أي ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أطراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟﻛن اﺳﺗﻔﺎدة
أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﺗﻛون أﻛﺑر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﯾﺳﺗﺣوذون ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ اﻷﺳد.
ﻛﺑﯾر ﻟﻠﺑﺣوث ،ﺧﺎﺻﺔ
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ً ا
ً ﻧظر ﻟﻛل ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎزات ،ﻧﺟد أن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗوﻟﻲ
ًا
اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ،إذ ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻘدر ﻣﺎ ﺑﯾن %1إﻟﻰ %3ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ
اﻟﺧﺎم ،وﺗوزع ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺻﺻﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث ،ﻣﺛل اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ،ﻣﺧﺎﺑر اﻟدوﻟﺔ،
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ.
60
ﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﺋدة ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﺗرة ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻘرض ،وﻣﺑﻠﻎ اﻟﻔﺎﺋدة ﻫذا ﻧظﯾر
ﺗﺄﺟﯾل اﺳﺗﻌﻣﺎل دﺧﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺑﯾن أن ﯾﺳﺗﺛﻣر أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح م ذﻟك .وﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﻧوي وﻋدل اﻟرﺑﺢ اﻟﺳﻧوي اﻟذي
ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻫذا اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻛﯾﻧز ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس
اﻟﻣﺎل ،ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وارﺗﻔﺎع ﺣﺟﻣﻪ ﺣﺳب ﻧظرﯾﺔ ﻛﯾﻧز ﺗﺣددﻩ ﻛل ﻣن :
اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
درﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
درﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ دﻋم ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
درﺟﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل
دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻛﺎن
ﻣدى ﻣﺎ ﯾوﻓرﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻋن طرﯾق إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾرادﻫﺎ
-(1ﺣﺴﲔ ﻋﻤﺮ ،اﳌﻮﺳﻮﻋﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ، ،ص 40
61
ت -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ :و ﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑدﻣﺞ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص
ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب رؤوس أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ و ﻟﻬﺎ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ﻓﻲ
اﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺣﻛوﻣﺎت إﻟﻰ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑرأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎص.
-2ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ :و ﺗﺻﻧف ﻣن ﺣﯾث ﻣدﺗﻬﺎ اﻟزﻣﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث أﺻﻧﺎف ﻫﻲ:
أ-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل :و ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘل ﻣدة إﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻋن اﻟﺳﻧﺗﯾن ،و
ﺗﻛون ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدورة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدورة اﻻﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ.
ب-اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل :و ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘل ﻣدة إﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻋن ﺧﻣـس
ﺳﻧوات و ﺗزﯾد ﻋن اﻟﺳﻧﺗﯾن ،و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣل اﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ .
ت-اﺳﺗﺛﻣﺎرات طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل :ﺗؤﺛر ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺔ
ﺧﺎﺻـﺔ و ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و ﻫﻲ ﺗﺗطﻠب ﻟرؤوس أﻣوال ﺿﺧــﻣﺔ و ﺗﻔوق ﻣدة
إﻧﺟﺎزﻫﺎ ﺧﻣس ﺳﻧوات.
-3ﻣن ﺣﯾث اﻷﻫﻣﯾﺔ و اﻟﻐرض :ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎم ﻣﻧﻬﺎ:1
أ-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﺟدﯾد :و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺟدﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،و ذﻟك ﺑﺷـراء
اﻵﻻت و اﻟﻣﻌدات و ﺟل وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ،و ذﻟك ﻻﺳﺗﺑدال اﻟﻣﻌدات اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن
ﻣن ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺷراء اﻟﻣﻌدات اﻷﻛﺛر ﺗطو ار ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻧوﻋﯾﺔ و زﯾﺎدة اﻷرﺑﺎح ،و ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫو اﻟﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ .
ب-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻧﻣو ) اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ( :ﻫدﻓﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،إذ ﺗﻘوم ﺑﺗﺳوﯾــق ﻣﻧﺗﺟﺎت و
اﺑﺗﻛﺎرات ﺟدﯾدة و ﻣﺗﻣﯾزة ،ﻟﻔرض ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻵﺧرﯾن ،و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻬﺟوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋﻠﻰ ﻧﻔس وﺗﯾرة اﻹﻧﺗﺎج.
62
ت -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ و ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ :و ﻫﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻧﻘﺳم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﯾـﺎر
ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﺳن اﻟﻧوﻋﯾﺔ و ﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾـف
اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ،ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻛس ﻓﻬﻲ ﻏﯾر
ﻣﻧﺗﺟﺔ.
ث-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ :و ﺗﻛون أﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﻬدف ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗطوﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ،و ذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺿرورﯾﺔ .أﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻐرﺿﻬﺎ ﻫو ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣن ﺳﻠﻊ و ﺧدﻣﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﺳﯾن ﻫذﻩ اﻟﺧﯾرة ﻛﻣﺎ و ﻧوﻋﺎ.
ح-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ :ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،و ﺗﻌوﯾض ﻣﺎ
اﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﻪ ﺑﺄﻣوال و إﻫﺗﻼﻛﺎت ،أﻣﺎ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺗﻬدف إﻟﻰ رﻓﻊ رأس ﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺟدﯾدة ﺑﺣﺳب اﻟطﻠب و اﻟظروف.
خ-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ :ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺣﯾث ﺗﻘوم
ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻋطﺎء ﺻورة ﺣﺳﻧﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻣﻌﻬﺎ و اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻣﻧﺗوﺟﻬﺎ.
63
و ﺑذﻟك ﯾﺗﻣﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋن اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،ﺣﯾث أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻻ ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﻋﻧد إﻧﺗﺎج ﻛل وﺣدة ،ﺑل ﺗﺗم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﺻﻔﺔ
ﻋﺎﻣﺔ دون اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن اﺧﺗﻼف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﺣرﻛﺎت رأس اﻟﻣﺎل اﻟدوﻟﻲ
ﻣﺛل اﻟﻘروض و اﻹﻋﺎﻧﺎت ﻓﻼ ﺗوﺟد اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﯾﻬﺎ.
و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أﺷﻛﺎل و أﻧواع ﻣﺗﻌددة ،و ﯾﻌود ﺳﺑب اﺧﺗﻼف أﺷﻛﺎل ﻫذﻩ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة ﻟﻌل ﻣن أﻫﻣﻬﺎ :ﺷﻛل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ،طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﺻور اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
و ﯾطرح ﻣﺷﻛل إدراج ﻷﻧواع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺻور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،و ﻫذﻩ
اﻟﺻور ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:1
ﻋﻘود اﻟرﺧص :و ﺗﺗﻣﺛل ﺻور ﻋﻘود اﻟرﺧص ﻓﻲ ﻧﻘل ﺣﻘوق ﺑراءات اﻻﺧﺗـ ـراع أو
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻻﺳم اﻟﺗﺟﺎري.
ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج :و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻور اﺗﻔﺎق ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺗم ﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج،
ﺣﺳب ﻣواﺻﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟداﺧل.
اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة :و ﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﻓﻲ ﺻورة اﺗﻔﺎق ﺗـﻣد ﻓﯾﻪ ﺷرﻛﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ
أو ﻫﯾﺋﺔ وطﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻣدﯾرﯾن اﻟذﯾن ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم ﺧﺑرة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺷروع
ﻣﻌﯾن ،ﻣﻘﺎﺑل ﻋﺎﺋد ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺧﺑراء اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺷﺄن.
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ :أن ﺑﻌض ﻋﻘود اﻟرﺧص ﻣﺛل اﺳﺗﺧدام ﺑراءة اﻻﺧﺗراع ،و
ﺑﻌض ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﺳﺗﯾراد اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣﺻﻧﻊ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق ،و ﯾﺗم
إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﻠﯾف أو اﻟﺗﻌﻠﯾب ﻓﻲ اﻟﻔروع ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾﻌﺗﺑر اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﺑﺎﺷ ار ،ﺣﯾث
أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺧدام ﺑراءة اﻻﺧﺗراع ،ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﻧﻘل ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻋﯾﻧﯾﺔ ،و
ﯾﻣﻛن ﺑﻬذا اﻟﺣق اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﺈن
إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾب أو اﻟﺗﻐﻠﯾف ﯾﻌﺗﺑر إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ و ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ذﻟك اﺳﺗﺛﻣﺎ ار ﻣﺑﺎﺷ ار.
- 1ﻋﻠﻰ ﻟﻄﻔﻲ ،ﳏﺎﺿﺮات ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة 2003 ،ص. 343
64
و ﻣن ﺻور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺟد اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗد ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ أو اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ أو اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑر اﻟﺣدود،
ﻓﻲ إطﺎر اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻷم و اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺗﺟﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم
ﻹدارﺗﻬﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔروع ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ،و ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻹدارﯾﺔ ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻣو و اﻟﺗوﺳﻊ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن.
ب -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ :و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ ،و ﻟﻛن
ﻣﻠﻛﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل و ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻول ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠطرف اﻟﻣﺣﻠﻲ.
65
اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس :اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻬدف واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻟﻛل ﻧﺷﺎط إﻧﺗﺎﺟﻲ ،وﻟﻬذا اﺣﺗﻠت دراﺳﺗﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﻛﻠﻲ ،وﻗد ﺗﺟﺳدت ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌروف "ﻛﯾﻧز" واﻟذي ﺑﯾّن دور اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻷزﻣﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ).(1
إن اﻻﺳــﺗﻬﻼك ﻫــو اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧ ـدﻣﺎت ﻟﻐﺎﯾــﺔ إﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﯾــﺎت واﻟرﻏﺑــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﻣــﺎ
ﻋــرف اﻻﺳــﺗﻬﻼك ﺑﺄﻧــﻪ اﻟﻣﺣــرك اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻺﻧﺗــﺎج وﻏﺎﯾﺗــﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ،وﻟﻬــذا ﻓــﺈن اﻻﺳــﺗﻬﻼك ﻫــو اﻟﻬــدف
2
اﻟرﺋﯾس ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻗــد ﻋرﻓــﻪ ﻗــﺎﻣوس ﻋﻠــم اﻻﻗﺗﺻــﺎد ﺑﺄﻧ ـﻪ" 3:ﻋﻣﻠﯾــﺔ إﺗــﻼف اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ﺑﻌــد إﺷــﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾــﺎت
اﻷﺷﺧﺎص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت".
إذن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻫو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻗﺻد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷﻋـوان اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﯾن ،ﺳـواء
ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أﻓرادا ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻧﻬﺎﺋﯾﯾن ،أم ﻣؤﺳﺳﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،أم ﻫﯾﺋﺎت رﺳﻣﯾﺔ أو ﺷﺑﻪ رﺳﻣﯾﺔ.
ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ "اﻟﺟزء اﻟﻣﺳﺗﻘطﻊ ﻣن اﻟدﺧل واﻟذي ﯾﻣﻛن إﻧﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷراء
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ورﻏﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك").(4
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟطﻠب اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ اﻟﺟﺎري ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت) .(5وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن "اﻟطﻠب اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﺧﺎص"
ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟطﻠب اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣن ﺳﻠﻊ
وﺧدﻣﺎت.
) -(1ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻲ ،اﳌﺪﺧﻞ إﱃ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،دار أﺳﺎﻣﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2009 ،ص .122
-2ﻧﺎظم ﻣﺣﻣد ﻧوري اﻟﺷﻣري ،ﻣﺣﻣد ﻣوﺳﻰ اﻟﺷروف ،ﻣدﺧل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار زﻫران ،ﻋﻣﺎن ،1999 ،ص ص.16-15:
3
-Alain Cotta, Dictionnaire de Science Economique, Maison Mame, France, 3ème édition, 1968-1975,
pp:123-124.
) -(4ﳏﻤﺪ اﻟﻮادي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .225
) -(5ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺪﻣﺮداش ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .229
66
ﺛﺎﻧﯾﺎ :داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك
ﺗوﺿﺢ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ اﻷﻓراد ﻣن
اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ) ،(1وﺗﻌﺗﺑر داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك أﻫم إﺿﺎﻓﺎت ﻛﯾﻧز
Keynesإﻟﻰ أدوات اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ .وﯾطﻠق ﻛﯾﻧز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك
واﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﺑﻣﺻطﻠﺢ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻘدار اﻹﻧﻔﺎق اﻟذي ﯾرﻏب
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻓﻲ إﻧﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻋﻧد ﻛل ﻣﺳﺗوى ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﺧل
اﻟﻣﺗﺎح ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﺑﺄﻧّﻪ اﻟدﺧل اﻟﻛﻠﻲ ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﻪ ﺣﺟم اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة).(2
)C = f(yd
ﺣﯾث:
:Cاﻻﺳﺗﻬﻼك
:Ydاﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح
وﺗﺷﯾر اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ إﻟﻰ ّأن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ،ﻓﺎﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﺎﻣل ﻣﺗﻐﯾر
ﺗﺎﺑﻊ ،واﻟدﺧل ﻋﺎﻣل ﻣﺳﺗﻘر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذﻩ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
C=c0 + byd
ﺣﯾث:
) :(c0ﯾﻣﺛل ﺣﺟم اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﯾﻛون ﻣوﺟﺑﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺣﺟم اﻟدﺧل ﺻﻔ ار.
67
) :(bﯾﻣﺛل اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك واﻟذي ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟزﯾﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح).(1
واﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك داﺋﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣوﺟﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﺻﻔر وأﻗل ﻣن اﻟواﺣد اﻟﺻﺣﯾﺢ
ﺣﯾث0b1:
وﯾﻣﻛن ﺗﻣﺛﯾل داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﺧطﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
)(Cاﻻﺳﺘﮭﻼك
ﺧﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ
C = c0 + byd
C
C0 =C
yd
450
)(ydاﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺘﺎح
اﻟﻣﺻدر :ﻣﺣﻣد ﻓوزي أﺑو ﻟﺳﻌود ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ﻣﺻر ،2010 ،ص .35
) -(1ﳏﻤﺪ ﻓﻮزي أﺑﻮ اﻟﺴﻌﻮد ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص .35
68
ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺳﺎﺑق ﺗم رﺳم ﺧط ْ 45أو ﺧط اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﻧﺻف اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻧد
ﻧﻘطﺔ اﻷﺻل ،وﺗم رﺳم داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺧط ﻣﺳﺗﻘﯾم ﻣﯾﻠﻪ ﻣوﺟب واﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن
اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك وﻫو ﻣﯾل ﺛﺎﺑت داﺋﻣﺎ ،وﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ اﻟﻣﺣور اﻟرأﺳﻲ ﻋﻧد
ﻧﻘطﺔ ) (c0ﯾﻌﻧﻲ أن ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﺳﺎوي ﻗﯾﻣﺔ ﻣوﺟﺑﺔ = ) (+c0ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺣﺟم اﻟدﺧل
ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻠﺻﻔر ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟداﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر.
أﻣﺎ ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ ﺧط اﻟدﺧل ﻓﺗﻌﻧﻲ أن ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﺳﺎوي ﺣﺟم
اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ،وﺑﻣﺎ أن ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﯾﺗوزع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﺑﻣﻌﻧﻰ:
ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر ﯾﺳﺎوي ﺻﻔ ار ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎدل ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ
ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ ) (Aوﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ ﺧط اﻟدﺧل.
ﻋﻧد ﺗﺣﻠﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن
اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟدﺧل ،وﻫﻣﺎ:
أ -اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك :ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻧد أي ﻧﻘطﺔ ﻣﻘﺳوﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟدﺧل):(1
اﻟدﺧل
APC = c
Y
69
ﻓﺈن اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط
ﻓﺈذا ﻛﺎن دﺧل اﻟﻔرد 1000دﯾﻧﺎ ار واﺳﺗﻬﻼﻛﻪ 900دﯾﻧﺎرّ ،
ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻋﻧدﻩ ﯾﺳﺎوي ،10/9وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى دﺧل اﻟﻔرد ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﯾوﺟﻪ
ﻣﻧﻪ ﻧﺣو اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﯾوﺟﻪ ﻣﻧﻪ ﻧﺣو اﻻدﺧﺎر ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس
إذا ﻛﺎن اﻟدﺧل ﻣﻧﺧﻔﺿﺎ ﻓﺈن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﯾوﺟﻪ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻛون ﻛﺑﯾرا ،وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻘﻰ ﻣﻧﻪ
ﻟﻼدﺧﺎر ﯾﻛون ﻗﻠﯾﻼ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾرﺗﻔﻊ اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻔﻘﯾرة وﯾﻘل
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐﻧﯾﺔ).(1
ب -اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك :ﻓﻘد أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك
إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟدﺧل أي:
ﻓﺈن اﻟﻣﯾل ﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﯾﻛون أﻗل ﻣن واﺣد ﻫدد ﺻﺣﯾﺢ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﺗﻐﯾر
وﻣن ﺛم ّ
ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻛون أﻗل ﻣن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟدﺧل ،أي ّأن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل ﺗﻧﻘﺳم ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك
واﻻدﺧﺎر.
ت -اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك واﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك) :(2ﯾﻛون اﻟﻣﯾل
اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﺛﺎﺑﺗﺎ إذا ﺗﻣﺛﻠت داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺑﺧط ﻣﺳﺗﻘﯾم ،طﺎﻟﻣﺎ أن اﻧﺣدار اﻟﺧط
اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم ﺛﺎﺑﺗﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻘدار c/yﯾﺑﻘﻰ ﺛﺎﺑﺗﺎ.
إﻻ أن اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﯾﺗﻧﺎﻗض ﺑﺗزاﯾد ﺣﺟم اﻟدﺧل ،إذ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺷﻛل
اﻟﺳﺎﺑق أﻧﻪ ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ Aﯾﻛون اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك واﺣد ﺻﺣﯾﺢ ،وﯾﻛون أﻛﺑر ﻣن
واﺣد إﻟﻰ اﻟﯾﺳﺎر ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ ) (Aوأﻗل ﻣن واﺣد إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ ) (Aوﺗﻘﺗرب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﯾل
اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻛﻠﻣﺎ ازداد اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﻘطﺔ
).(A
70
وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻋرض داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟدﺧل ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻫﻲ):(1
اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣوﺟب وأﻗل ﻣن واﺣد ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛﯾﻧز.
ﺛﺑﺎت اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﺑﻔرض أن داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك داﻟﺔ ﺧطﯾﺔ.
اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﯾﻛون ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺳﺎوي ﺻﻔرا ،وﯾﺗﺟﻪ
إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎﻗص ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ،وأﻧﻪ ﯾﻔوق اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك،
وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻔروض اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓرض أن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾظل ﻣوﺟﺑﺎ ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﺗوى اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ دﺧل.
إذن ﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺷراء واﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ،وﺗﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق وﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت وﻣن ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ أﻧﻪ:
71
ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗدﺧل اﻟﻼﺷﻌور ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻪ.
ﯾﻣﻛــن ﺗﻘﺳــﯾم اﻻﺳــﺗﻬﻼك إﻟــﻰ ﻋــدة أﻧ ـواع ،وذﻟــك ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﻣﻌــﺎﯾﯾر ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻋﻧــد
ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ ،وﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧواع:
ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻐـرض ﻣـن اﻻﺳـﺗﻬﻼك ،ﻓﺎﻻﺳـﺗﻬﻼك اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ أو اﻟﺷﺧﺻـﻲ
ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻷﻓراد واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺷراء اﻟﺳﻠﻊ ﻣن أﺟل
اﺳ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ اﻟﺷﺧﺻ ــﻲ ،أو اﻟﻌ ــﺎﺋﻠﻲ أو اﻟﻣﻧزﻟ ــﻲ ،ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ اﻻﺳ ــﺗﻬﻼك اﻟوﺳ ــﯾط أو اﻹﻧﺗ ــﺎﺟﻲ ﯾـ ـرﺗﺑط
1
ﺑﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟوﺣدات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج.
ﯾﻣﻛـن ﺗﻘﺳــﯾم اﻻﺳــﺗﻬﻼك ﺣﺳـب اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﺔ ،ﻓﯾﻌـرف اﻻﺳــﺗﻬﻼك اﻟﺧــﺎص أو اﻟﻔــردي
ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد واﻟﻌﺎﺋﻼت ،أﻣﺎ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌﺎم أو
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻬو اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟوﺣدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﺷﺑﻪ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﻘﺳـﯾم ﻋﻠـﻰ ﻣﺻـدر اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠﻛﺔ ،إن ﻛـﺎن ﻣـن اﻟﺳـوق ﻓﯾﺳـﻣﻰ
ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳوﻗﻲ أو اﻟﻧﻘديٕ ،وان ﻛﺎن داﺧل اﻟوﺣدة اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﯾﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذاﺗﻲ ،ﺣﯾث
ﻓـﻲ اﻟﻧــوع اﻷول ﻣـن ﻫــذا اﻟﺗﻘﺳـﯾم ﺗﻛــون ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﺳــﺗﺧدام اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ﻹﺷـﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت ﻋــن
طرﯾق ﺷراء ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن اﻷﺳـواق ﻣﻘﺎﺑـل ﻣﺑـﺎﻟﻎ ﻧﻘدﯾـﺔ ،ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧـوع اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﺗﻛـون
ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻬﻼك ﺟزء ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟوﺣدة اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻗﺻد ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬﺎ.
-1ﻧﺎظم ﻣﺣﻣد ﻧوري اﻟﺷﻣري ،ﻣﺣﻣد ﻣوﺳﻰ اﻟﺷروف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.16
72
-4اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳﻠﻌﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺧدﻣﺎﺗﻲ:
ﯾﻌﺗﻣـ ــد ﻓـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺗﻘﺳـ ــﯾم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧوﻋﯾـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ــﻲء اﻟﻣﺳـ ــﺗﻬﻠك ،أي ﺳ ـ ــﻠﻌﺔ ﻛﺎﻧـ ــت أم ﺧدﻣ ـ ــﺔ،
ﻓﺎﻻﺳــﺗﻬﻼك اﻟﺳــﻠﻌﻲ ﯾﻌــرف ﺑﺄﻧــﻪ اﺳــﺗﺧدام ﻟﻣــﺎ ﻟــﻪ وﺟــود ﻣــﺎدي ،ﻣﺛــل اﻟﺳــﻛر واﻟﺣﻠﯾــب ﻹﺷــﺑﺎع
ﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻔــرد ﻣــن اﻟﻐــذاء ،أو ﻛﺎﺳــﺗﺧدام اﻟﻣﻼﺑــس أو اﻟطﺎﻗــﺔ وﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺳــﻠﻊ ،أﻣــﺎ
اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺧدﻣﺎﺗﻲ ﻓﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﺳـﺗﺧدام ﻣـﺎ ﻟـﯾس ﻟـﻪ وﺟـود ﻣـﺎدي ﻣﺛـل اﻟﻧﻘـل ،اﻟﺗﻌﻠـﯾم ،اﻟﻌـﻼج
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺧدﻣﺎت.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻدﺧﺎر
-2ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر:
اﻻدﺧﺎر ﻫو اﻟﺟزء ﻏﯾر اﻟﻣﻧﻔق ﻣن اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك) .(1وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح
ﯾﻣﺛل ﻣﺟﻣوع اﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺎح ﻷﻓراد اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،وﯾﺗم ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣﻧﻪ ﻟﻺﻧﻔﺎق
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺟﻪ ﻟﺟزء اﻟﻣﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻼدﺧﺎر ،أي أن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر
ﯾﻣﺛﻼن ﻣﻛوﻧﯾﯾن ﻣﻛﻣﻠﯾن ﯾرﺗﺑطﺎن ﺑﺎﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺑﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾر اﻟدﺧل
اﻟﻣﺗﺎح ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرﺗﺑط اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﺑﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺛﺑﺎت اﻟدﺧل
اﻟﻣﺗﺎح.
إذا ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺣﺳب اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺟد أن
اﻟﻣدارس اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻛﯾﻧز ﻟم ﺗﺗﻧﺎول اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ إطﺎر ﻧظرﯾﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم ،أي ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻷن اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة واﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻟم ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺛل ﺻورة ﻣن
ﺻور اﻹﻛﺗﻧﺎز ،وﯾﺳﺗﺧدم ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺎطر وﻣﻘﺗﺻ ار ﻋﻠﻰ ﻓﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺣدودة.
73
وﻟﻛن ﻣﻊ ﺗطور اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ رؤوس أﻣوال اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ظﻬرت اﻟﻣدﺧرات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﺗطورت
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣن اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻟﻬدف ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﻣو.
74
اﻷﻋﻣﺎل اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻣﻌﺎش .ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻣراﻧﻪ ﻣن اﻷﻣﺻﺎر أﻛﺛر وأوﻓر ﻛﺎن ﺣﺎل
أﻫﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرف أﺑﻠﻎ ﻣن ﺣﺎل اﻟﻣﺻر اﻟذي دوﻧﻪ ..ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﻬﻲ إِﻟﻰ اﻷﻣﺻﺎر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﻓﻲ
أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺿروراﺗﻬﺎ ,وﻻ ﺗﻌد ﻣن اﻷﻣﺻﺎر ,إِذ ﻫﻲ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻘرى واﻟدﺳﺎﻛر ,ﻓﻠذﻟك ﺗﺟد أﻫل
ﻫذﻩ اﻷﻣﺻﺎر اﻟﺻﻐﯾرة ﺿﻌﻔﺎء اﻷﺣوال ﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﻘر واﻟﺧﺻﺎﺻﺔ ,ﻛﻣﺎ أن أﻋﻣﺎﻟﻬم ﻻ
ﺗﻔﻲ ﺑﺿروراﺗﻬم ,وﻻ ﯾﻔﺿل ﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛﻠوﻧﻪ ﻛﺳﺑﺎً ,وﻻ ﺗﻧﻣو ﻣﻛﺎﺳﺑﻬم ,وﻫم ﻟذﻟك ﻣﺳﺎﻛﯾن ﻣﺣﺎوﯾﺞ إِﻻ
اﻷﻗل اﻟﻧﺎدر""
ﺗﺑﻠور ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر ﻣﻧذ ﺑدء اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧظم ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻔﺎﺋض
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .ﻓﻬو ﻣن اﻟدﻻﻻت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن ﺧﻠف اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺟﺎرﯾﯾن
»اﻟﻣرﻛﻧﺗﯾﻠﯾﯾن« ﺑﻣﯾزان ﺗﺟﺎري إِﯾﺟﺎﺑﻲ وزﯾﺎدة اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻣن اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ ﺑوﺻﻔﻬﻣﺎ اﻟﺛروة
اﻟرﺋﯾﺳﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ .وﻗد أﺑرز اﻟﺗﺟﺎرﯾون أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ ﻷﻧﻬم ﻋﺎﺷوا ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن
اﻹﻧﺗﺎج وزاد اﻟﺧوف ﻣن
اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر واﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ,إِذ ﺳﺎدت ﻓﯾﻬﻣﺎ اﻟﺣروب ﺑﯾن اﻟدول وﻗل ِ
ﻗﻠﺔ اﻷﻏذﯾﺔ واﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻛﺎن ﺗﻣﻠك اﺣﺗﯾﺎطﻲ ذﻫﺑﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻣﻠك ﻣزﯾﺔ اﻟﺷراء ﻧﻘداً إِﺿﺎﻓﺔ إِﻟﻰ
اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻷﺧرى .وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﯾﺿﺎً أن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺗدﺧل ﻟﺗوﺟﯾﻪ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .ﻓﺎﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺟﺎرﯾﯾن ﻛﺎن ﻣرﺗﺑطﺎً ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻹﻗطﺎع ,وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ آﻧذاك أن ﺗدﻋم ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻘوة اﻟدوﻟﺔ.
ﺣﺿن ِ
وﯾﻌد اﻻدﺧﺎر ﻛذﻟك ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﯾوﺣﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻛر اﻟﻔﯾزﯾوﻗراطﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺈِﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟدى أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﻔﻛر ﻫو أن اﻟﻌﻣل اﻟزراﻋﻲ
اﻟزراﻋﻲ .ﻓﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ِ
ذﻟك. ﯾﺿﻣن ﻻ اﻷﻋﻣﺎل ﻣن ﻏﯾرﻩ أن ﺣﯾن ﻓﻲ ﻓﺎﺋﺿﺎً ﯾوﻓر
ﻟم ﺗﺑﺣث اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻻدﺧﺎر – داﻟﺔ اﻹدﺧﺎر -ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،إﻻ
أﻧﻬﺎ رﺑطت اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﺎﺷرة واﻋﺗﺑرت اﻻدﺧﺎر ﯾﺳﺎوي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
75
وﻟﻘد ﻋﺎرض أدم ﺳﻣﯾث اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﺛروة اﻷﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟذﻫب
واﻟﻔﺿﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻋﺗﺑر أن اﻟﻣدﺧرات ﻻ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن ﻫذا اﻟﺗدﻓق ،ﺑل ﯾﺗطﻠب ذﻟك ﺟزء ﻣن اﻟدﺧل
واﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺟزء ﻣن اﻟدﺧل ﯾدﺧر وﯾﺳﺗﺛﻣر .ﻓﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟم ﺗﻔرق ﺑﯾن
اﻻدﺧﺎر اﻹﺟﺑﺎري و اﻻدﺧﺎر اﻟﺳﻠﺑﻲ أي اﻻﻛﺗﻧﺎز ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻻدﺧﺎر ﻣرادف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
ﻛﻣﺎ اﻫﺗم اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻣدﺧرات اﻟﻔردﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎج ذﻟك ﻣن رأي
ﺣﯾث ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻫو ﺛﻣن اﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻣﺎرﺷﺎل A. Marshall
اﻟﺳوق ،وﯾﻣﯾل ﻫذا اﻟﺳﻌر إﻟﻰ اﻟﺗوازن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎدل اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻋﻧد ﺳﻌر ﻣﻌﯾن
ﻣﻊ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳوق ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﺳﻌر.
ﻧﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺄن ﻧظرة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻻﻓﺗراﺿﺎت
اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣدرﺳﺔ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺗرض ﻋﺎﻟﻣﺎ اﺳﺗﺎﺗﯾﻛﯾﺎ ﯾﺳودﻩ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل،
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻟذﻟك ﺳوف ﻧﻬﺗم
ﻓﻘط ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻدﺧﺎر.
ﻓﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﺗﺗﻠﺧص ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر وﺿرورة اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺑﺗﻛوﯾﻧﻪ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻣو ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ،ﻷن ﻛل ادﺧﺎر ﯾﺗﺣول ﺑﻔﻌل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ
اﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻻدﺧﺎر ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
1
ج -اﻻدﺧﺎر ﻋﻧد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻛﯾﻧز أول ﻣن أﻫم ﺑﺷﻛل ﺟدي ﺑداﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻛﻣﺎ
ﺳﺑق ﺗﻌﺗﺑر ﺑﺄن ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﺗﻐﯾر ﻏﯾر ﻣﻬم ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺗﺣدد ﺑظروف اﻟﻌرض ،ﻣﻊ
ﻛون اﻻﻗﺗﺻﺎد دوﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺧدام ﻛﺎﻣل ﻟﻘوى اﻹﻧﺗﺎج ،وﯾﻌﺗﺑر اﻻدﺧﺎر ﻋﻧد اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻣن
76
أﺟل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻷﻫم ،أي أن اﻟﻔرد ﯾﺗﺧذ أول ﻗرار ﻋﻧد ﺗﻠﻘﯾﻪ اﻟدﺧل وﻫو اﻻدﺧﺎر
ﺛم اﻻﺳﺗﻬﻼك.
أﻣﺎ ﻋﻧد ﻛﯾﻧز ﻓﻘرار ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﯾﺗم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺗﺣدد
أوﻻ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺛم اﻻدﺧﺎر وﯾوزع ﻫذا اﻷﺧﯾر أي اﻻدﺧﺎر ﺑدورﻩ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﯾن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋﯾﻧﯾﺔ واﻻﻛﺗﻧﺎز ﻓﻲ أﺻول ﻧﻘدﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺗﻐﯾر ﻣﺗﺑﻘﻲ أي ذﻟك اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن اﻟدﺧل ﺑﻌد أن ﯾﺳﺗﻬﻠك اﻷﻓراد
ﻣﺎ ﯾرﻏﺑون ﻓﯾﻪ .وﻟﻘد ﻓرق ﻛﯾﻧز ﺑﯾن ﺗﻧوﻋﯾن ﻣن اﻻدﺧﺎر ،وﻫﻣﺎ اﻻدﺧﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،أي ذﻟك
اﻟﺟزء ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر اﻟﺳﻠﺑﻲ أي اﻻﻛﺗﻧﺎز وﻫو اﻟﺟزء اﻟذي ﻻ
ﯾﻌرض ﻓﻲ ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗﺳﺎوى اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻛﻼﺳﯾك.
ﻛﻣﺎ وﺟﻪ ﻛﯾﻧز وأﺗﺑﺎﻋﻪ اﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺛﯾرة ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻋن ﻋﻼﻗﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
ﺑﺎﻻدﺧﺎر ،ﻓﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﯾس ﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻬم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻻدﺧﺎر ،ﺑل ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم وﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻫو ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘوم
ﻋﻠﯾﻪ اﻻدﺧﺎر ،ﺣﯾث ﯾﺗوﻗف ﻛل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل وﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟدﺧل ،ﻟﻛن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗﻘل ﻋن ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل ،وﯾرﺗﺑط
اﻻدﺧﺎر ﺑﻣﯾل اﻻدﺧﺎر وﯾﺗوﻗف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌواﻣل ،ﻫﻣﺎ ﻋواﻣل ﻣوﺿوﻋﯾﺔ
وﻋواﻣل ﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﺑطﯾﺋﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة ﻛﺎﻟﻌواﻣل
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو أن أﺛﺎر اﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﻠﻐﻲ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن أﻏﻠب
اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة ﺗﻌود إﻟﻰ ﺗﻐﯾر اﻟدﺧل ﻛﻣﺗﻐﯾر أﺳﺎس ﻣن ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻷﺧرى اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ،رﻛز اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺗطورت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺷﻛل
أدق وأﻛﺛر ﺗﻔﺻﯾل.
-3داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر :ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻸﻓراد إﻣﺎ أن ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك أو ﯾﺟﻧب
اﻹدﺧﺎر وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﻛﺗﺎﺑﺔ داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(1
77
Yd = c + s
إذنS = yd – c :
وﺑﺗﻌوﯾض داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻧﺟد:
)C =yd –(c0 + byd
S = yd –c0 – byd
S = -c0 +(1-b)yd
ﺣﯾث:
اﻻدﺧﺎر S
داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر
اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺘﺎح
-C0
78
وﯾﻣﻛن اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻛل ﻣن داﻟﺗﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺑﯾﺎﻧﻲ واﺣد ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
450ﺧﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ
AMC 1 ﺣﺎﻟﺔ C
اﻻﺳﺘﮭﻼك اﻻﺳﺘﮭﻼك
واﻻدﺧﺎر
ﺣﺎﻟﺔ S
اﻻدﺧﺎر
AMC =1 APS>0
C=S
AMC>1
-C0
S=0
اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺘﺎح
APS=0
-C0
APS0
ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ اﻟﻣﺣور اﻟرأﺳﻲ ﺗﻛون ﻋﻧد ﻗﯾﻣﺔ ﺳﺎﻟﯾﺔ ) (-c0ﺗﻌﺎدل ﺗﻣﺎﻣﺎ
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣوﺟﺑﺔ ) (+c0واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ اﻟﻣﺣور اﻟرأﺳﻲ.
ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ اﻟﻣﺣور اﻷﻓﻘﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ أن ﺣﺟم اﻟﻣدﺧرات ﯾﺳﺎوي
ﺻﻔر ﺗﻘﻊ ﺗﻣﺎﻣﺎ أﺳﻔل ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻊ ﺧط اﻟدﺧل واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ أن ﺣﺟم
اﻟدﺧل ﻣﺳﺎوي ﻟﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك.
اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك MPCﻋﻧد أي ﻧﻘطﺗﯾن ﺗﻘﻌﺎن ﻋﻠﻰ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺛﺎﺑت
داﺋﻣﺎ ﻣﻬﻣﺎ زاد اﻟدﺧل ذﻟك ﻷن داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻫﻲ داﻟﺔ ﺧطﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي
79
ﻟﻼدﺧﺎر ﺛﺎﺑت داﺋﻣﺎ ﻋﻧد أي ﻧﻘطﺗﯾن ﻋﻠﻰ داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر ﻟﻛون داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر ﻫﻲ أﯾﺿﺎ
داﻟﺔ ﺧطﯾﺔ.
اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﯾﺗﻧﺎﻗض داﺋﻣﺎ ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح.
اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼدﺧﺎر ﯾﺗزاﯾد داﺋﻣﺎ ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺣﺟم ﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺗﺎح.
أ -اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر :ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺧل اﻟﻌﺎم ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوى
اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر وﻓ اررات اﻻدﺧﺎر ﺗﻛون ﻣﺷروطﺔ ﺑﺗطوﯾر ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﺧل ،وﻫذا ﻣﺎ
ﯾؤﻛد ﻟﻧﺎ اﻟواﻗﻊ ﺣﯾث ﻧﺟد اﻷﻏﻧﯾﺎء ﯾدﺧرون أﻛﺛر ﻣن اﻟﻔﻘراء وﻫذا ﻹﺷﺑﺎع وﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺎﺗﻬم،
ﻷن ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﺗﻛون اﻟطﺑﻘﺔ
اﻷﻛﺛر ﺣرﻣﺎﻧﺎ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص دﺧﻠﻬﺎ ﻟﺿرورﯾﺎت ﻋن ﺗﻐﯾر اﻟدﺧل واﻟذي ﻧﻌﺑر ﻋﻧﻪ
ﺑﺎﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك
)S= F(y)=y-Fc(y
MPS= ds/dy=S
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻐﯾر ﻫذا اﻟدﺧل إذن ﻫﻧﺎك ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر إذن :
Δy=Δc+Δs
80
وﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ Δyﯾﻧﺗﺞ أن MPC + MPS =1 :
اﻟﻣﯾل اﻟوﺳﯾطﻲ ﻟﻼدﺧﺎر :وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺑﺔ اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻛﻠﻲ.
وﺣﺳب اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻧﻼﺣظ ﺗﻧﺎﻗص ﺑزﯾﺎدة اﻟدﺧل ،وﻫذا ﻣﻣﻛﻧﺎ اﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﻣﯾل اﻟوﺳﯾطﻲ ﻟﻼدﺧﺎر:
APS = s/y
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن MPSو : APCإن داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﺗﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺧطﻲ :
S=a+Sy
APS = MPS
ب-اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن APCو : APSﻧﻌﻠم أ y= c+s : ،ﺑﻘﺳﻣﺔ طرﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎواة ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ :
81
ﻫدم ﻣﺑدأ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم وﻓق وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن واﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن اﻟﺟدد ﻣن
أﻣﺛﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﯾون ﻓﺎﻟراس.
ﻋرض ﻧظرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم
ﻋرض ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺗدﺧل ﻧﺷﯾط وﻓﻌﺎل ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺟدﯾد
اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﺻﺎﻟﺢ طﺑﻘﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن ﻗﺎطﺑﺔ ,ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت
ِ
اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗرﻛز اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻣﺗﺟﺎﻫﻠﺔ أﻫﻣﯾﺔ اﻟدﺧل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم.
إِن ﻣﻧطﻠق ﻛﯾﻧز ﻓﻲ ﻫدﻣﻪ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون ﺳﺎي
وذﯾوﻟﻪ .ﻓﻔﻲ رأي ﺳﺎي وﻣؤﯾدﯾﻪ أن اﻟﻌرض ﯾؤدي إِﻟﻰ اﻟطﻠب أي طﻠب ﻣﺎ ﯾﻌرض .ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك
اﻹﻧﺗﺎج إِﻟﻰ ﺳﻠﻊ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﺳﻠﻊ إِﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
إِذن أﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم ِ
أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث رأس اﻟﻣﺎل ﻓﺈِن اﻟﻔﺎﺋدة ,اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺳﻌر رأس اﻟﻣﺎل ,ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻧظم اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟدﺧل ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إِﻟﻰ ﺣﺻول اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن ﻋرض رؤوس اﻷﻣوال
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻدﺧﺎر وطﻠب رؤوس اﻷﻣوال ﻫذﻩ ﺑﻘﺻد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﻓﺈِذا زادت ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن إِﻟﻰ رأس اﻟﻣﺎل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾرﻓﻌوا ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑل
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون أن ﯾﺧﻔﺿوا اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم وﯾزﯾدوا ادﺧﺎرﻫم ﻣدﻓوﻋﯾن ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻔﺎﺋدة .وﺑﺎﻟﻌﻛس إِذا ﻗﻠت
ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن إِﻟﻰ رأس اﻟﻣﺎل اﻧﺧﻔﺿت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓزاد اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻧﻘص اﻻدﺧﺎر .وﻣن ﺛم
ﻓﺈِن ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻌﻔوﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﺑﻘﺎء اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺳﺎوﯾﺎً داﺋﻣﺎً ﻟﻼدﺧﺎر.
ﻟﻛن ﻛﯾﻧز ﯾﻧﺎﻫض ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺷدة إِذ ﯾرى أن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻬوﻟﺔ .ذﻟك أن ﻗ اررات
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ,وﻗ اررات اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن ,وﻗ اررات اﻟﻣدﺧرﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻵﺧر ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟدواﻓﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
اﻹﻧﺗﺎج اﻟذي ﯾﻘررﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛون ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطﻠب اﻟﻣﻧﺗظر
أ -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن :ﻓﺈِن ﺣﺟم ِ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾﺗﺣﻣﻠوﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت إِﻧﺗﺎﺟﻬم,
اﻟذي ﯾﺗوﺧوﻧﻪ ,آﺧذﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻛﻠف ِ
اﻹﻧﺗﺎج ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺄﻣول اﻟذي ﺳﯾﻌود ﻟﻠﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن ﻣن ﺟراء
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎً أن ﺣﺟم ِ
82
اﻹﻧﺗﺎج .وﻟﻛن ﻛﯾف ﯾﺣدد ﻫذا اﻟرﺑﺢ؟ ﯾﺟﯾب ﻛﯾﻧز :إِن اﻟرﺑﺢ ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣردود
ﻋﻣﻠﯾﺎت ِ
اﻟﻬﺎﻣﺷﻲ ﻟرأس اﻟﻣﺎل )أي اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣردود اﻟﻣرﺗﻘب ﻟوﺣدة إِﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن رأس اﻟﻣﺎل وﺑﯾن
اﻹﻧﺗﺎج ,واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣدث
اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ( اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ِ
ﻛﻠﻔﺔ إِﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟوﺣدة ِ
ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﻘرﺿﯾن .ﻓﺈِذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺎﺋدة ٪5ﻣﺛﻼً واﻟﻣردود اﻟﻣﻧﺗظر
,٪15ﻓﺈِن ﻋﺎﻣل »اﻟﺣض ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر« ﯾﻛون ﻛﺑﯾ ارً ,وﺑﺎﻟﻌﻛس ,إِذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
اﻣﺗﺻﺎص اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﻧﺗظر ﻛﻠﻪ أو ﻗﺳم ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻪ ﻓﺈِن اﻟﺣض ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺧﺗﻔﻲ.
ب -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك :ﻓﯾﻛون اﻟﺳؤال :ﺑﻣﺎذا ﯾﺗﻌﻠق اﻟطﻠب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ )أي اﻟطﻠب اﻟﻣﻧﺗظر(
اﻹﻧﺗﺎج
اﻟذي ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻫم اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون اﻟدﺧل اﻟذي ﺑﻔﺿﻠﻪ ﯾﺷﺗرون ِ
وﯾدﺧرون ,وﻣﺎ اﻟذي ﺳﯾﺧﺻﺻوﻧﻪ ﻟﻼدﺧﺎر؟
ﯾﺟﯾب ﻛﯾﻧز :إِن ﻫذا اﻷﻣر ﯾﻌود إِﻟﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸﻓراد ﻓﻬذا اﻟوﺿﻊ ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد »اﻟﻣﯾل
إِﻟﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك« ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد اﻟﻣﯾل إِﻟﻰ اﻻدﺧﺎر .واﻟﻣﻬم ﻟدى ﻛﯾﻧز ﻫو اﻟدﺧل وﻟﯾس اﻟﺳﻌر ,
وﻫﻛذا ﯾﺣل ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻌر اﻟذي ﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾون ﻧظرﯾﺗﻬم.
ت -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣدﺧرﯾن :ﻓﺎﻟﺳؤال ﻫو :ﻣﺎذا ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزداد اﻟدﺧل؟ ﻻﺷك أن اﻟﻣدﺧرﯾن
ﺳﯾﻣﯾﻠون إِﻟﻰ زﯾﺎدة ادﺧﺎرﻫم أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺳﯾزﯾدون اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم .ﻓﺈِذا زاد اﻟدﺧل ﺑﻧﺳﺑﺔ ٪5ﻣﺛﻼً ﻓﺈِن
اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺳﯾزداد ٪2أو ٪3وﻟﻛن اﻻدﺧﺎر ﯾزداد ٪7أو ٪8ﻓﻬو ﯾزداد ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن زﯾﺎدة
اﻟدﺧل.
ﯾﻌد ﺑﻧظر ﻛﯾﻧز »ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻧﻔﺳﯾﺎً أﺳﺎﺳﯾﺎً « ,وﻫو ﯾﻼﺣظ ﻟﻬذا أن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﯾدﺧرون أﻛﺛر ﻣﻣﺎ
وﻫذا ّ
ﯾوﻓر اﻟﻔﻘراء.
واﻟﺧﻼﺻﺔ أن ﻛﯾﻧز ﯾرى أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﻫﻲ :
83
وأن اﻟطﻠب ﯾﺗﻧﺎزﻋﻪ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ,وﻫﻣﺎ ﯾﺧﺿﻌﺎن ﻟﻠوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟدى اﻷﻓراد
ﺑﯾن » اﻟﻣﯾل إِﻟﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك« و » اﻟﻣﯾل إِﻟﻰ اﻻدﺧﺎر« ﻣن دون أن ﯾﻛون ﻟذﻟك ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﻘرار اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن.
وأن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺧﺿﻊ ﻫو أﯾﺿﺎً ﻟﻌواﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ )ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ,
وﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗداوﻟﺔ( ﻣن دون ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌرض رأس اﻟﻣﺎل أو اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻪ.
وﻛل ﻫذا ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗﺻور أن ﺧطﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﺳﺗﺗﻔق ﻣﻧذ اﻟﺑدء ﻣﻊ ﺧطﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﻣدﺧرﯾن ,ﻟذﻟك ﯾرﻓض ﻛﯾﻧز ﻓﻛرة ﻗﯾﺎم ﺗوازن ﻋﺎم ﻋﻔوي ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ,وﻟﻛﻧﻪ
ﯾﻘر ﺑﺿرورة وﺟود ﺗوازن ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ .ﻓﻛﯾف ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ زﻣﻧﯾﺔ
ﻣﺎ؟ وﻋﻠﻰ أي ﻣﺳﺗوى؟
-6وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻛﯾﻧز ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر :وﺗوﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻘﺎط اﻷرﺑﻊ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
أ -ﺗﻌﺎدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر :ﯾرى ﻛﯾﻧز أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺗﻌﺎدل ﺑﺎﻟﺿرورة ﺑﯾن
اﻻدﺧﺎر وﻫو اﻟﻔﺎﺋض ﻣن اﻟدﺧل ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻬﻼك ,واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫو زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻬﯾزات ﺗﻌﺎدل
اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﻻ ﯾﻣﺗص ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك ,ﻓﺎﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺗﺳﺎوﯾﺎن إِذن ﻷن ﻛﻼً
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺳﺎوي ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ,وﻫﻛذا ﻓﺈِن ﺗﺳﺎوﯾﻬﻣﺎ ﯾﺗم
ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ.
وﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎدل ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻟﯾﺳت أﺑداً آﻟﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻘد
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾون .إِن آﻟﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺻﻠﺢ ,ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻛﯾﻧز ,ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻔردي أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﻣﺷروع ﻣﻧﻌزل :ﻓﺎﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌطﻲ اﻟﻔرد أو اﻟﻣﺷروع ﻣزاﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ,وارﺗﻔﺎع
ُﺣدث اﻟﻌﻛس.
اﻷﺳﻌﺎر ﯾ
ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض أو اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﯾؤدي إِﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟم ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾون :ﻓﻬو ﯾﻐﯾر
اﻹﻧﺗﺎج
اﻟدﺧل اﻟﻣوزع ,ﯾزﯾدﻩ أو ﯾﻧﻘﺻﻪ .واﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟدﺧل ﻫو اﻟذي ﺗﺗم ﺑﻔﺿﻠﻪ إِﻋﺎدة ﺷراء ِ
اﻟﻣﺗﺣﻘق .وﯾرى ﻛﯾﻧز أن ﺗﻐﯾرات اﻟدﺧل ,وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗوازن اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ,ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
84
ﻗرار اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﯾن ,وﺑوﺟﻪ أدق ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﻘررون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ,ﻫذﻩ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻬﺎ دور ﺣﺎﺳم ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ,ﻓﻬﻲ ﺗوﺟدﻩ وﻫﻲ ﺗﻛﺛﱢرﻩ.
ب -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾوﺟد اﻟدﺧل وﻫو ﯾؤدي إِﻟﻰ اﻻدﺧﺎر :ﻋﻧدﻣﺎ ّﯾﻧﻣﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛون ,وﻣﻧﻬم اﻟدوﻟﺔ ,
اﻹﺻدار اﻟورﻗﻲ ,أي طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺿﺧم
اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬم ﺑﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﺳواء ﺑﺎﻻدﺧﺎر اﻟﺳﺎﺑق ,أو ﺑطرﯾﻘﺔ ِ
اﻟﻧﻘدي ,ﻓﺈِﻧﻬم ﯾوزﻋون اﻷﻣوال اﻟﻣﺗواﻓرة ﻟدﯾﻬم ﺑﻣﻘﺎﺑل ﺷراﺋﻬم ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إِﻟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﻣواد
أوﻟﯾﺔ وﯾد ﻋﺎﻣﻠﺔ وﻏﯾرﻫﺎ .وﻫم ﺑﻬذا إِﻧﻣﺎ ﯾزﯾدون دﺧل ﻣن ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻛﺎﻟﺗﺟﺎر,
واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن ,واﻟزراﻋﯾﯾن ,واﻟﻌﻣﺎل ,وﺑزﯾﺎدة ﻫذا اﻟدﺧل ﯾزﯾدون إِﻣﻛﺎن اﻻدﺧﺎر ﻟدى ﻫؤﻻء ,ﻓزﯾﺎدة
إِﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗؤدي -ﻣﺎ داﻣت اﻟﺑﻼد ﻟم ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻛﺎﻣل -إِﻟﻰ وﺟود
اﻻدﺧﺎر إِﺿﺎﻓﺔ إِﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻋﺎطﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل.
85
-4دواﻓﻊ اﻻدﺧﺎر
ﺗﻘوم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ دﻋﺎﻣﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ :اﻟﻘدرة اﻻدﺧﺎرﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ
أ -اﻟﻘدرة اﻻدﺧﺎرﯾﺔ :ﻫﻲ ﻗدرة اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﻣن دﺧﻠﻪ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل,
اﻹﻧﻔﺎق ,وﯾﺗوﻗف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم ﻣﻌﯾﺷﺔ
وﻫﻲ ﺗُﺣدﱠد ﺑﺎﻟﻔرق ﺑﯾن ﺣﺟم اﻟدﺧل وﺣﺟم ِ
اﻟﻔرد وﺳﻠوﻛﻪ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ,وﻣن ﺛم ﻓﺈِن اﻟﻘدرة اﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟدﺧل
اﻟﻣطﻠق ,ﺑل ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻓرد إِﻟﻰ آﺧر وﺗﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر اﻟظروف.
ب -اﻟرﻏﺑﺔ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ :ﻓﻬﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﺗﻘوى وﺗﺿﻌف ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو
ﻟﻼدﺧﺎر وﻣﻘدار ﺗﺄﺛر اﻟﻔرد واﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟدواﻓﻊ.
وأﻫم اﻟدواﻓﻊ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻼدﺧﺎر ﻫﻲ ﻋطﺎﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل ,واﻟرﻏﺑﺔ
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟُﻣرﻛﱠب »دﺧل -ﺣﺎﺟﺔ«,
اﻹﺛراء.
واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ِ
أﻣﺎ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد درﺟﺔ ﻧﺷﺎط اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟدﺧل,
وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ,واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ,ودرﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟدوﻟﻲ ,واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي -
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-اﻟدﺧل ُ :ﯾ ّﻌد اﻟدﺧل ﻋﺎﻣﻼً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻪ ,ﻓﺈِذا زاد اﻟدﺧل ﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈِن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺳﯾزداد ,وﻟﻛن اﻻدﺧﺎر ﺳﯾزداد ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك .وﻫذا
ﯾﻌد ﺑﻧظر ﻛﯾﻧز ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻧﻔﺳﯾﺎً أﺳﺎﺳﯾًﺎ.
ّ
-ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة :ﯾﺧﺗﻠف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺣول ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ّ
ﺗﻛون
ُﺳﻬم ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع
اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .ﻓﻔرﯾق ﻣﻧﻬم ﯾرى أن اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾ
ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠزﯾﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣدﺛﻬﺎ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ,
وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ذﻟك ﯾرى ﻫذا اﻟﻔرﯾق أن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﻘود إِﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم
اﻻدﺧﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻧﻘص اﻟذي ﯾﺣدﺛﻪ ذﻟك اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ إِذ
اﻟدﺧل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻫو ﻣﺻدر ﻛل ادﺧﺎر.
وﯾرى ﻓرﯾق آﺧر أن اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر إِذ ﯾﺛﺑط ﻣن ﻋزﯾﻣﺔ
أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺗﺄﺟﯾل اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم وﺗﻛوﯾن اﻻدﺧﺎر.
86
واﻷﻣر ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻻﺣﺗﻣﺎل ﻷن ﺳﻠوك أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﻓﻘط ﺑﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة ﺑل ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣؤﺛرات أﺧرى ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ,وﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر.
-اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ :إِذا ﻋﻣدت اﻟدوﻟﺔ إِﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول اﻧﺧﻔض ﺣﺟم ﻣدﺧرات
اﻷﻓراد ,وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس إِذا ﻋﻣدت اﻟدوﻟﺔ إِﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿراﺋب ﻓ ﻘد ﯾؤدي ذﻟك إِﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر.
-درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟدوﻟﻲ :ﺗؤﺛر اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻷزﻣﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺣروب ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر :ﻓﺗوﻗﻊ اﻷﻓراد ﺣدوث ﻧﻘص ﻓﻲ إِﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ
اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾؤدي إِﻟﻰ ﺗﻬﺎﻓﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺷراﺋﻬﺎ ﺑﻛﻣﯾﺎت واﻓرة ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي إِﻟﻰ ﻧﻘص اﻟﻣدﺧرات.
-اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي – اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي -اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻓﻬﻧﺎك ﻓﺎرق ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﺻدر اﻟﻣدﺧرات
ﺑﯾن ﺑﻠدان اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﻲ.
ﻓﻔﻲ ظل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻛون اﻟﻣدﺧرات ﻣن ادﺧﺎر أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟدرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ .أﻣﺎ ﻓﻲ ظل اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻌﺎد ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل ﺗوزﯾﻌﺎً ﻋﺎدﻻً ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﺗﻘﻠﯾل
اﻟﻔوارق ﺑﯾن اﻟطﺑﻘﺎت إِﻟﻰ أدﻧﻰ ﺣد ﻣﻣﻛن ,ﻓﺈِن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﯾرﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻓﻲ
اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﺗزداد ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر.
-5أﻧواع اﻻدﺧﺎر:
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣدﯾث إِﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :اﻻدﺧﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎري واﻻدﺧﺎر
اﻹﺟﺑﺎري.
ِ
أ -اﻻدﺧﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎري :وﻫو اﻻدﺧﺎر اﻟﺣر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻔرد طوﻋﺎً واﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ِﻹرادﺗﻪ ورﻏﺑﺗﻪ
اﻹﻧﻔﺎق.
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣوازﻧﺗﻪ ﺑﯾن وﺿﻌﯾن :وﺿﻊ إِﻗداﻣﻪ ﻋﻠﻰ إِﻧﻔﺎق دﺧﻠﻪ ووﺿﻊ إِﻣﺳﺎﻛﻪ ﻋن ﻫذا ِ
اﻹﺟراءات واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟﺣر ﻋن طرﯾق إِﯾﺟﺎد اﻟوﻋﻲ
وﺗﺳﻬم ﺟﻣﻠﺔ ﻣن ِ
اﻻدﺧﺎري ﻟدى اﻟﻣواطﻧﯾن وﺗﻧﻣﯾﺗﻪ ,ودﻋم اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ واﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻻدﺧﺎر ,وﺗطوﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻻدﺧﺎرﯾﺔ وﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ وﺗﺣﺳﯾن ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ .
وﻻ ﺗزال اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺣدودة اﻟﻌدد وﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
87
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻣدﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﺳﺑﺎب إِدارﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ,إِﺿﺎﻓﺔ إِﻟﻰ أن اﻻدﺧﺎرات اﻟﻔردﯾﺔ
ﻣﻘﺻورة ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدن ,وﯾﻛﺎد اﻻدﺧﺎر أن ﯾﻛون ﻣﻌدوﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟرﯾﻔﯾﺔ ﻟﻌدم وﺟود ﻓروع ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺻﺎرف وﺻﻧﺎدﯾق ﺗوﻓﯾر اﻟﺑرﯾد.
اﻹﺟﺑﺎري :وﻫو ادﺧﺎر ﯾﺟﺑر ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻓراد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو ﻟﻘ اررات
ب -اﻻدﺧﺎر ِ
اﻹﺟﺑﺎري ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣدﯾث وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ
ﺣﻛوﻣﯾﺔ أو ﻗ اررات اﻟﺷرﻛﺎت .وﻗد اﻧﺗﺷر اﻻدﺧﺎر ِ
ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻧطﺎق اﻻدﺧﺎر اﻟﺗﻘﺎﻋدي ﻟدى ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻣدﺧرات ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﺗﺳﺎع ﻣﺟﺎﻟﻪ وﻟﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﻣرار واﻟﺛﺑوت.
-ﻧطﺎق ادﺧﺎر اﻟﺷرﻛﺎت :وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣدﺧرات ﯾﺗﻛون ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ِﻹﺣدى
اﻟﺷرﻛﺎت دﻋم اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻬﺎ أو ﻋدم ﺗوزﯾﻊ ﻗﺳط ﻣن أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻗﺻد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻣوﯾل ذاﺗﻲ ,ﻓﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻧﺎﻗص ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن.
ﺗُﺣﺻل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣوال ﻣﻣﺎ ﯾوﻓر ﻟﻬﺎ
ّ -ﻧطﺎق اﻻدﺧﺎرات ﻋن طرﯾق اﻟﺿراﺋب :إِذ
اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ,وﺗﻘﻠﯾص اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣن ﺟﻬﺔ
إِﻣﻛﺎﻧﺎت أﻛﺑر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ِ
أﺧرى ,وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺧﺎص اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﺑذﯾر واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺳوﱠﻏﺔ.
وﻟﻠﺿراﺋب ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أﺛر ﻣﻬم ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وإِﻓ ارزاﺗﻬﺎ وإِﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ وﺗﻐذﯾﺔ ﺧزاﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ,وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت زﯾﺎدة ﻛﺑﯾرة إِﺛر اﻻﻧدﻓﺎع ﻧﺣو اﻟﺗﺳﻠﺢ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ,ﻓﺈِن ﻟﻠﺿراﺋب أﺛ ارً ﻛﺑﯾ ارً ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ,وﻫﻲ ﺗﺳوﱠغ
ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺿﻌف إِﻣﻛﺎﻧﺎت اﻻدﺧﺎر اﻟﺣر وﺿرورة ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺿﻐط
اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎﺣﻪ وﺗﺣوﯾل اﻟﻣوارد ﻣﻧﻪ إِﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ,وﺗﺣوﯾل ﻣوارد ﻣﺑﻌﺛرة ﻣن أﯾدي
اﻷﻓراد إِﻟﻰ ﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ,وﺗوﻓﯾر اﻟﺣواﻓز ﻟزﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﺟﯾﻬﻪ ,وﺗﻘﻠﯾل
اﻟﻔوارق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-اﻟﻘروض :وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻫﻲ اﻷداة اﻟﺗﻲ ُ ﯾﻠﺟﺄ إِﻟﯾﻬﺎ ﺑﺳﺑب ﺷﺢ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ:
اﻹﺟﺑﺎري ﻣﻣﺛﻼً ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب .وﯾﺳوﱠغ اﻻﻗﺗراض اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ اﻟدول
وﻗﺻور اﻻدﺧﺎر ِ
88
اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣظﻬري
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﺑﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻻﻛﺗﻧﺎز واﻧﺗﺷﺎر ظﺎﻫرة ِ
واﻟﺗﻔﺎﺧري وﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إِﻟﻰ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،إِذ ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻘروض وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ وﻓﻘﺎً ﻷﻫداف اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻣﺳﺎﻋدة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ دﻋم ﺟﻬود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :ﻫﻲ اﻷداة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إِﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺳﺑب ﻗﺻور اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺣﻠﻲ
ورﻏﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺟﻧب ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎطر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗدﻫور اﻟﻧﻘدي أو ﻋدم
اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﺿراﺋب أﻋﻠﻰ.
وﺗﺳﺎﻋد اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ,إِذا أﺣﺳن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ,ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات
وﺑداﺋل اﻟﻣﺳﺗوردات ,ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن
اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ,ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎون ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺿﺧم وﺗﺟﻧب ﺗدﻫور اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
-اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ :إِذا ﻟم ﯾﺗﯾﺳر اﺳﺗدراك اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ طواﻋﯾﺔ ﺑﻔﺿل اﻻدﺧﺎر اﻟﺣر أو ﻛرﻫﺎً ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺿراﺋب أو ﻋن
ﺗَﺣدث ادﺧﺎر ﺑزﯾﺎدة وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ واﻻﺋﺗﻣﺎن ﺛم
ُﺳ ْ
طرﯾق اﻟﻘروض ,ﻓﺈِﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ْﯾ
اﻻﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ.
واﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ أو اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣوارد ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻟﺟﺎري إِﻟﻰ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺑﺈِﺻدار ﻧﻘود أو اﺋﺗﻣﺎن ﻟﺳد اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎً ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن
ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ,ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻋن طرﯾق إِﺻدار اﻟﻧﻘود.
ﻟﻼدﺧﺎر أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣرك اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾواﺟﻪ ﺻﻌوﺑﺎت وﻋراﻗﯾل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻛﺎﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
89
وﻣن ﺛم اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻘدم واﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻘرار ,إِذ ﺗﻌد اﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ,ﻟذا ﻋﻣﻠت ﻫذﻩ اﻟدول ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣذاﻫﺑﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟوﻋﻲ اﻻدﺧﺎري ﺑﯾن أﻓرادﻫﺎ ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق وﺟذب ﻫذﻩ اﻟﻣدﺧرات وﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق وأﻫداف اﻟدوﻟﺔ وﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم.
ُﺣﺻل
وﻟﻘد أظﻬر اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾ
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣدﺧراﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﻔوق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة اﻟﻣدﺧرات اﻟﺗﻲ ﺗُﺟﻣﻊ ﻣن اﻟﻘﻠﺔ ﻣن ذوي
اﻟدﺧول اﻟﻛﺑﯾرة وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد أن ﻧﻣت اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ,ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ,وﺑﻌد أن
ﺿﻐطت اﻟﻣطﺎﻟب واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠدوﻟﺔ ,ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى .وإِذا ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر أﺳﺎﺳﺎً
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ,ﺳواء ﻟﻠﻔرد أو ﻟﻠدوﻟﺔ أوﺿﺢ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ ,ﻓﺈِﻧﻬﺎ أﺷد وﺿوﺣﺎً وأﻛﺛر
إِﻟﺣﺎﺣﺎً ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطور ,إِذ ﺗؤدي اﻟﻣدﺧرات ﺧدﻣﺎت ﺟﻠﯾﻠﺔ ﻟﻠﻔرد وﻟﻠدوﻟﺔ.
-أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر ﻟدى اﻟﻔرد :ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣدﺧرات ﻋواﻣل اﻷﻣﺎن ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ,ذﻟك أﻧﻪ ﺑﺈِﯾداﻋﻬﺎ
أو ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ أي ﻣن اﻷوﻋﯾﺔ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﯾﺣﺻل ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد ﻣﺟز إِﻣﺎ
أن ﯾﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣطﺎﻟﺑﻪ اﻟﻣﺗزاﯾدة وإِﻣﺎ أن ﯾزﯾد ﺑﻪ ﻣدﺧراﺗﻪ واﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ .وﺗوﺟﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ
اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﺎت ﺟدﯾدة ﺗزﯾد ﻣن دﺧول اﻷﻓراد وﺗﻔﺗﺢ ﻟﻬم آﻓﺎﻗﺎً ﺟدﯾدة
اﻟﻣدﺧرات إِﻟﻰ ِ
وﻓرﺻﺎً أﻛﺑر ﻟﻠﻌﻣل واﻟﺧدﻣﺔ .وﺗؤدي اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة إِﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
ﻟﻠﻔرد وﺗﺗﯾﺢ ﻟﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻓﺿل.
-أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر ﻟدى اﻟدوﻟﺔ :ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ﻓﺈِن اﻟﻣدﺧرات ﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣطﻠوب ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن دون اﺿطرار اﻟدوﻟﺔ إِﻟﻰ
اﻟﻠﺟوء ﻟزﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب وﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إِﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم
اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟذي ﺗﻧﻌﻛس آﺛﺎرﻩ ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع
اﻟذي ﯾﺻﺎﺣب ﻋﺎدة ِ
اﻟﻣطرد ﻟﻸﺳﻌﺎر.
اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وذﻟك
اﻟﺣد ﻣن اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﺣب ِ
ّ
ﺑﺎﻣﺗﺻﺎص
اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻣدﺧرات ﺟدﯾدة.
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧول اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ِ
اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻸﻓراد ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﺗﺻدﯾر
اﻟﺣد ﻣن ِ
ّ
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﻊ اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻼزم ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
90
وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣن
ﺟﻬﺔ ,وﺗﻘﻠﯾص اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﺧﻔض اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟزﯾﺎدة دﺧول اﻷﻓراد وزﯾﺎدة إِﻧﻔﺎﻗﻬم ,وﯾﺳﺎﻋد ﺧﻔض ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت
ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟوﻓر اﻟﻣﺣﻘق إِﻟﻰ إِﻧﺗﺎج اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﯾ اردﻫﺎ.
ب -ﻋواﻣل ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻدﺧﺎري :ﯾواﺟﻪ اﻻدﺧﺎر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌراﻗﯾل ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :إن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻬرﯾب
اﻷﻣوال اﻟداﺧﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻣن طرف أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال ,و اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺧواص و
ﺑﻬذا ﻓﺈﻧﻬم ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ ﺗﻐذﯾﺔ اﻟﺑﻧوك اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ,و ﻛذاﻟك ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗدﻫورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ إﻟﻲ اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻣوال و اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗوﺿﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾﻌرﻗل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠوطن ,إذن ﻓﺳﻠوك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن ﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن أﻣواﻟﻬم ﻟﻌدم اﻷﻣن اﻟﻣﺎﻟﻲ و
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﻗل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ و ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر ﺧﺎﺻﺔ ذﻟك
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :إن ﺗدﻫور اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ
اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻧﻘدي ,وﺗوزﯾﻊ ﻣداﺧﯾل ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر و ﺗوﺟﻪ اﻷﻓراد إﻟﻰ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋﻧﻪ وﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال إﻟﻰ ﻋﻣﻼت
أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﺳﺗﻣرار و ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﯾرات ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋوض ﻋن اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
أو إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﻋﯾﺔ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻻ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻷن ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻘدم ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺎز اﻻدﺧﺎري ﻟﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺈن رأس اﻟﻣﺎل ﯾﻔﻘد
ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
91
اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻟﺗوزﯾﻊ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗوزﯾﻊ أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟرﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣزﯾﺞ اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ وﻫو ﻻ ﯾﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﻌن
طرﯾﻘﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟزﺑون أن ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﻓﻲ اﻟوﻗت واﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن،
ﻓﺎﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة واﻟﻣﺗﻣﯾزة وذات اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟذاﺑﺔ واﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ وذات اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻗد ﻻ
ﺗﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻬﺎ إذا ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻼﺋم واﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.
ﯾﻌرف اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،اﻟﻣواﻓﻘﺔ
ﻟﻸذواق واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت واﻻﺧﺗﯾﺎرات ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ،ﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ
واﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻠزﺑون".1
و ﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :إﯾﺻﺎل اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ اﻟﻣورد أو إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ أو
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ". 2
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻗﺻد
إﯾﺻﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﺻل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺷﻣل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺿﻣن وﺻول اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟزﺑون ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن". 3
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل
ﻋﻠﻰ اﻧﺳﯾﺎب وﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ وﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟزﺑون ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻣرو ار ﺑﻌدد ﻣن اﻟوﺳطﺎء اﻟﻣﻘدﻣﯾن ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن.
1
- J. Lendrevie et D. Lendon, Mercator – 5ème édition Dalloz, Paris – 1997 – p332.
-2ﺑﯿﺎن ھﺎﻧﻲ ﺣﺮب – ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ – ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮراق ــ ﻋﻤﺎن – اﻷردن – 1999 -ص .187
3
- Justear et S.F. Giraby – Marketing objectif – 2ème édition – Durant – Paris – 1984- p89.
92
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣن اﻷدوات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
ﻣن ﻣﺻﺎدرﻫﺎ إﻟﻰ ﺣﯾث ﺗواﺟد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب واﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺣدد ،وﺗﺳﻌﻰ
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ إﻟﻰ ﺣل اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺑﯾن اﻟرﻏﺑﺎت واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج،
ﻓﺎﻟزﺑون ﯾﺳﻌﻰ داﺋﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾن ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺳب ﺳﻠم ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ وﯾرﻏب
ﻓﯾﻬﺎ،
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت دون أن ﯾﻛون ﻣﺟﺑ ار ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﻣﺧﺎزن ،أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻠزم ﻋﻠﻰ
ﺗﺻرﯾف ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ وﺛﯾرة اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗظم وﻣﺗﻔﺎﻋل ،وﻫﻧﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ
1
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺗوﻟﯾﻔﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟزﺑون ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-1ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ :ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-2ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑون :ﻛذﻟك ﻟﻠﺗوزﯾﻊ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑون ،ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1طﺎرق اﻟﺤﺎج وآﺧﺮون – اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺞ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ – دار اﻟﺼﻔﺎء – ﻋﻤﺎن – اﻷردن – – 1997ص .151
ﺑﺸﯿﺮ اﻟﻌﻼق وآﺧﺮون -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص . 216
93
-اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟزﺑون ﺑﺎﻷﻋداد اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق
ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘل وﻋرض وﺗرﺗﯾب اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن وأوﻗﺎت ﺗواﺟد اﻟزﺑﺎﺋن ،ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ
أن ﻏﯾﺎب ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ ﺣﺻول اﻟزﺑون ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر ،ﺑل ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻣﺷﻘﺔ ﻛﺑﯾرة.
-ﯾﻌﻣل ﻛﺄداة ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﻌروض ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻋن طرﯾق ﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺧزﯾن واﻟﻧﻘل ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺧزﯾن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ ﻟوﻗت طﻠﺑﻬﺎ أو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ طرح اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻔﺗﻘرة وﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﻛﺛرة.
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑوﺿﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟزﺑون ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﯾﻪ.
-ﺗﻘﺳﯾم وﺗﻔﻛﯾك اﻷﺣﺟﺎم اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت إﻟﻰ أﺣﺟﺎم ﻣﺗوﺳطﺔ أو ﺻﻐﯾرة ﺗﻛون ﻓﻲ
ﻣﺗﻧﺎول اﻟزﺑون
-ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ.
1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﻫداف اﻟﺗوزﯾﻊ :ﯾﻣﻛن إﺑراز أﻫداف اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﻣﺳﺎﻋدة اﻗﺗراب اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣن اﻟزﺑون :ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ أن ﯾﻛون
ﻣﺗواﺟدا ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻧﻘﺎط أو أﻣﺎﻛن ﺗواﺟد ﻛﺎﻓﺔ اﻟزﺑﺎﺋن ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل أو اﻟﺣد ﻣن
إدراك ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن ﻟﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ،ﻟﻛن ﻋن طرﯾق ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﯾﻘﺗرب اﻟﻣﻧﺗﺞ أﻛﺛر
ﻓﺄﻛﺛر ﻣن اﻟزﺑون رﻏم ﺑﻌدﻩ اﻟﺟﻐراﻓﻲ واﻟﻣﻛﺎﻓﻲ ﻋﻧﻪ ،ﻓﺄﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺗﻘرب اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ وﺗوﺣد
اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟزﺑون.
-2ﺿﻣﺎن ﺗدﻓق واﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ :ﺑﻌد أن ﯾﺗﻌرف ،وﺑﻌد أن ﯾﺣدد اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻛﺎﻓﺔ ﺣﺎﺟﺎت
اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن ﻋن طرﯾق إﺟراء دراﺳﺔ اﻟﺳوق ،ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺑﺷﻛل داﺋم
وﻣﺳﺗﻣر ٕواﯾﺻﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن ،وﻻ ﯾﺗم ذﻟك إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ
اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺗوزﯾﻊ إذن ﯾﺿﻣن ﺗدﻓق واﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ وﺣﺗﻰ اﻟﺧدﻣﺎت إﻟﻰ اﻟزﺑﺎﺋن ﻓﻲ أﺣﺳن
اﻟظروف وﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ واﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺣددة.
1
- Bertrand JP – Techniques commerciales et marketing – Berti édition Nantes – 1993 –p 18.
94
-3اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﻋدد اﻟﻣﺑﺎدﻻت :وأن وﺟود اﻟوﺳطﺎء ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل واﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﻋدد
اﻟﻣﺑﺎدﻻت ،ﻷن اﻟوﺳﯾط ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺞ ،ﺛم ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟزﺑون وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻟﺟﻬود ﻣن اﻟطرﻓﯾن.1
-4اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ :إن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ
ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﻣﺎﻛن ﺗواﺟد اﻟزﺑﺎﺋن وﻓﻲ
اﻷوﻗﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﺔ اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ.
ﺗوزﯾﻊ اﻷﺧطﺎر :إن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ -6
ﯾؤدي إﻟﻰ إﺧراج اﻟﺳﻠﻊ ﻋن ﻣﺧﺎزن اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ ﻣﺧﺎزن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوﺳطﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﻣﺗﺎﺟر
اﻟﺟﻣﻠﺔ ،وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺗﺞ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻛﺎﻓﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﯾﻧﻪ
وﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﺎون ﻛل ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺑﺎﻗﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ
ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر ﺑﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﺑﺎء.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن أﻣﺎﻛن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن
2
ﺗواﺟد زﺑﺎﺋﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻟﻪ وﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋدة وظﺎﺋف ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ،ﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺗﺟزﺋﺔ ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ ﻛﻣﯾﺎت أﺻﻐر :ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻋن طرﯾق ﻗﯾﺎم ﺗﺟﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ
وﺗﺟﺎر اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﺷراء اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت ﺿﺧﻣﺔ وﻛﺑﯾرة وﺗﺟزﺋﺗﻬﺎ
وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﺣﺟﺎم ﺻﻐﯾرة ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﺳﺗﻬﻼك ﻛل أﺳرة أو وﺣدة ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ.
1
P. Kotler et B. Dubois – op cit – p 497.
2
- Helfer JP et orsoni. J – marketing - édition Vuibert 5ème édition – Paris – 1998 – p 296.
-طﻠﻌﺖ أﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ – اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ اﻟﻔﻌﺎل – دار اﻟﻔﺠﺮ – اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ – ﻣﺼﺮ – -2002ص .429
-ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ راﺿﻲ اﻟﺠﺒﻮري – اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ اﻟﻨﺎﺟﺢ – دار اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ – ﺑﯿﺮوت – ﻟﺒﻨﺎن – 2000 -ص .130
95
-2ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت :ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻠب وﺗﺟﻣﯾﻊ ﻋدد
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ داﺧل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺳﻠﻌﯾﺔ ،إذ ﯾﻘوم ﺗﺎﺟر اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﺟﻣﻊ ﻋدد
ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻣن ﻋدة ﻣﻧﺗﺟﯾن ،وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ.
-3اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺧزﯾن :إن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻻﺑد أن ﺗوﺿﻊ أوﻻ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺻﺻﺔ ﺗﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎزن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺧزﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ اﻟوﺳطﯾﺔ ﺑﺗﺧزﯾن
اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺧﺎزﻧﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺟﺎﻫزة ﻟﻠﺑﯾﻊ وﺗﻐطﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن وظﯾﻔﺔ
اﻟﺗﺧزﯾن ﺗؤدي ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ.
-4اﻻﺗﺻﺎل وﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت :إن وﺟود اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوﺳطﯾﺔ ﻛﺣﻠﻘﺔ وﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
واﻟزﺑﺎﺋن ﻓﻲ اﻟﺳوق وﺑطرﯾﻘﺔ داﺋﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟزﺑﺎﺋن ،ﻣن
ﺣﯾث اﻷذواق واﻟرﻏﺑﺔ وﻣدى اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷراء ،اﻟﻌﺎدات اﻟﺷراﺋﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻓﻬم ﯾﺗﺻﻠون اﺗﺻﺎﻻ
ﻣﺑﺎﺷ ار ﺑﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗؤدي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗروﯾﺟﯾﺔ
اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺗداوﻟون اﻻﺳم واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﺗﺻل إﻟﻰ اﻟزﺑون ﺑذات
اﻻﺳم اﻟذي ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﺞ.
-5ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺗﺟﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ واﻟزﺑﺎﺋن :ﯾﻘوم ﺗﺟﺎر اﻟﺟﻣﻠﺔ واﻟوﻛﻼء ﺑﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت
اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ وﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﺗﺟﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﻋرض اﻟﺳﻠﻊ ،اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،ﺗﻧظﯾم
أﻣﺎﻛن اﻟﺑﯾﻊ ،وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘدم ﺗﺟﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑدورﻫم ﺧدﻣﺎت ﻟﻠزﺑﺎﺋن ،ﻗد ﺗﻛون ﺧدﻣﺎت ﻗﺑﻠﯾﺔ
وﻗد ﺗﻛون ﺧدﻣﺎت ﺑﻌدﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠﻊ ،واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺷراء ،وﻣن
ﺑﯾن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن ،ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،إﺑراز أﻫﻣﯾﺔ وﻓواﺋد اﻟﻣﻧﺗﺞ ،ﺧدﻣﺎت
اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ.
-6ﺧدﻣﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن :ﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوﺳطﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻷﺟل أو
ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط ،أو ﻋن طرﯾق ﺑطﺎﻗﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن ،أو اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ،وﺑذﻟك
ﻓﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﻘدم وﺗﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن إﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ أو ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻷدﻧﻰٕ ،وان ﻫذﻩ
اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﺳﻬم ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب زﺑﺎﺋن ﺟدد اﻟذﯾن ﻟﯾﺳت ﻟدﯾﻬم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﻔوري
ﻟﻠﺳﻠﻊ.
96
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗوزﯾﻊ:
-1اﻟﻧﻘل :ﯾﻌرف اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟﺳﻠﻊ ﻣن أﻣﺎﻛن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ أو ﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ
أﻣﺎﻛن اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أو اﻟﻣرﻏوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد وﺑﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ" ،2وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد اﻟﻧﻘل ﻣن أﻫم ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ
اﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن أﻣﺎﻛن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ،
-2اﻟﺗﺧزﯾن :ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل أن ﺗﺗم إذا ﻟم ﺗﻣر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎزن ،وﯾﻌرف
اﻟﺗﺧزﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :وﺳﯾﻠﺔ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣوﺟودات ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟظروف طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻐﯾﯾرات ،وﻣن ﺛم ﺗوﻓﯾرﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣواﻟﯾﺔ"،3
وﯾﻌد اﻟﺗﺧزﯾن ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣﺧزوﻧﺎت ﺳﻠﻌﺎ
ﺗﺎﻣﺔ اﻟﺻﻧﻊ أو ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻌﺔ أو ﻗﯾد اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻛﺎﻧت أو ﻣواد أوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن ،وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﯾن إﺧراﺟﻬﺎ إﻟﻰ وﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل.
-5ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣواد :ﯾﺗﻌﻠق ﻧﺷﺎط ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣواد ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟﻣواد
ﺑﻬدف ﺗﺟﻬﯾز وﺗرﺗﯾب ووﺿﻊ اﻟﻣواد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﯾﺳﻬل ﻋن طرﯾﻘﻪ ﺣرﻛﺗﻬﺎ وﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ،
وﻗد ﻋرﻓت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾق ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣواد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" :ﻓن ﺗﺣرﯾك وﺗﻐﻠﯾف وﺗﺧزﯾن
اﻟﻣواد ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﺳواء ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ أو اﻟﻠﯾﻧﺔ أو اﻟﺻﻠﺑﺔ".4
1
- J. Lendrevie et D. Lendon – op cit – p 333.
-2ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﯿﺪات – ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ ﻣﺪﺧﻞ ﺳﻠﻮﻛﻲ – دار اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ – ﻋﻤﺎن – اﻷردن – – 1999ص .318
-3زﻛﻲ ﺧﻠﯿﻞ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .427
-4ﺑﺸﯿﺮ اﻟﻌﻼق وآﺧﺮون – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .235
97
ﺳﺎدﺳﺎ :ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ
ﺗﻌرف ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" :اﻟطرﯾق اﻟذي ﯾﺳﻠﻛﻪ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺳﻠﻌﺔ ﻛﺎن أو ﺧدﻣﺔ ﻣن
ﻣﻛﺎن إﻧﺗﺎﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ"،1ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" :ﻣﺟﻣوع اﻟوﺳطﺎء اﻟﺗﻲ
ﺗﺄﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺷطﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ،أي اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ
إﻟﻰ اﻟزﺑون".2
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻗﻧﺎة اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗﻠك اﻟطرﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن أو اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن إﻟﻰ اﻟزﺑﺎﺋن ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻷﻓراد ﻛﺣﻠﻘﺔ وﺻل
ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟزﺑون وﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ذﻟك.
3
-2وظﺎﺋف ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ :ﺗؤدي ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﺎدة ﻋدة وظﺎﺋف ،أﻫﻣﻬﺎ:
أ -اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣوث :وﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻣن أﺟل إﺗﻣﺎم
ﺗﺧطﯾط اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻌﯾﺔ واﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ورﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل داﺧل
اﻟﻘﻧﺎة اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ.
ب-اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗروﯾﺞ :ﻣن أﺟل إﻋطﺎء ﺻورة اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ودﻓﻊ اﻟزﺑون إﻟﻰ
اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﺷراء ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت.
ت-اﻻﺗﺻﺎل :ﻣﻊ اﻟزﺑون ،ﺑﻬدف ﺟﻠﺑﻪ وﺑﻧﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻣﻌﻪ.
ث-اﻟرﺑط واﻟﺟﻣﻊ :أي طرح اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼءم ﺷﻛﻼ وﺣﺟﻣﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎت ورﻏﺑﺎت اﻟزﺑون .
ج -اﻟﺗﻔﺎوض :وﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل إﺟراء ﺣوار ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن،
ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣول ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ ،ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺳدﯾد ،ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﻗت
اﻟﺗﺳﻠﯾم.
ح -اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺎدي :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺧزﯾن وﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣواد.
1
- J. Lendrevie et D. Lendon – opcit – p 332.
2
- P. Kotler et B. Dubois – op cit – p 496.
3
- J. Viguy – la distribution : structures et pratiques – Dalloz – paris – 1997 – p 108.
98
خ -اﻟﺗﻣوﯾل :أي ﺗﺣدﯾد ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻐطﯾﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗوزﯾﻊ وﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺎﺳب.
د -اﻟﻣﺧﺎطرة :وذﻟك ﺑﺗﺣﻣﯾل اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ
ﻛﺎﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻐﯾر وﺗﻘﻠب اﻷﺳﻌﺎر ،اﻟﺗﻠف ،ﺗﻐﯾر أذواق اﻟزﺑﺎﺋن ،وﻏﯾرﻫﺎ.
وﻣﻘﺎﺑل ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف ﺗوﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ
1
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾطﻠب ﻓﯾﻪ اﻟزﺑون
ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ،وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ.
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺳب اﻟذي ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟزﺑون
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ ،ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠزﺑون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻼﺋم.
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺎﻟﺷﻛل واﻟﺣﺟم اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟزﺑون،
ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ طرح وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل
واﻷﺣﺟﺎم اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟزﺑون ﻓﯾﻬﺎ.
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ واﻟﺣﯾﺎزﯾﺔ أو اﻟﺗﻣﻠك :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻧﺗﻘﺎل ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ
اﻟوﺳﯾط ،ﺛم إﻟﻰ اﻟزﺑون .
أ -اﻟﻘﻧوات اﻟﻣﺑﺎﺷرة :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ
اﻟزﺑون دون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻗﻧﺎة أﺧرى ،أو وﺳطﺎء آﺧرﯾن ،واﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك:
ب -اﻟﻘﻧﺎة ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ
اﻟﺳﻠﻊ ،وﯾوﺟد ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟوﺳطﺎء :اﻟوﺳطﺎء اﻟﺗﺟﺎر وﻫم اﻟذﯾن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻬم ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﻣن
1
- Bertraud. J.P – op cit – p 19.
2
- P. Kotler et B. Dubois – op cit – p 499.
99
اﻟﻣﻧﺗﺞ ،واﻟوﺳطﺎء اﻟوﻛﻼء ،وﻫم اﻟذﯾن ﯾﺑﯾﻌون اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻻ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﯾﻬم ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺳﻠﻊ،1
2
وﯾﻣﻛن إﺑراز اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل :
-1ﻣﺤﻤﻮد ﺻﺎدق ﺑﺎزرﻋﺔ – إدارة اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ -اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ــﺎﻟﻘﺎھﺮة -ﻣﺼﺮ ــ – 2001ص .355
2
- J. Lendrevie et D. Lendon- op cit- p363.
100
أﺳﺎس ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﺣﺟم ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ،أﻣﺛﻠﺔ :اﻟﻣﻌﺎطف ،اﻟﺑدﻻت ،اﻟﻧظﺎرات
اﻟطﺑﯾﺔ ،إﻟﺦ ...
-3إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟوﺣﯾد :ﯾﻘﺻد ﺑﻬدﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر أﺣد اﻟﻣوزﻋﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗوزﯾﻊ واﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻗطﺎع ﺳوﻗﻲ ﻣﻌﯾن وﻣﺣدد ،وأن ﺗوزع ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋن
طرﯾق ﻫذا اﻟﻣوزع.
ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﻓﺈن ﻟﻬذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋدة ﻣزاﯾﺎ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﻣوزع ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ إﺟراء اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣوزع ،ﺑﺄن ﻻ ﯾﻘوم ﺑﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوزع ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺿﻣن أن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺑﯾﻌﺎت ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺗﺗم ﻓﻘط ﻣن
ﺧﻼﻟﻪ ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺟﺗﻧب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣوزﻋﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن طﺎﻟﻣﺎ ﻻ
ﯾوﺟد ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟﺳوﻗﻲ.
101
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-1اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
-أﺣﻣد ﺟﺎﻣﻊ :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
ﻣﺻر.1984 ،
-أﺣﻣد ﺟﺎﻣﻊ ،ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر.1986 ،
-اﻟﻌﺷري ﺣﺳﯾن ،دروﯾش وآﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺷﻌب ،ﻣﺻر،
.1994
-ﺑﯾﺎن ﻫﺎﻧﻲ ﺣرب ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺳوﯾق ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوراق ،ـ اﻷردن1999. ،
-ﺣﺳﯾن ﻋﻣر ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،ﻣﺻر . 1997 ،
-ﺣﺳﯾن ﻋﻣر ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة . 1991 ،
-ﺣﻣدي اﺣﻣد اﻟﻌﻧﺎﻧﻲ :أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر ،دون ﺳﻧﺔ
ﻧﺷر.
-ﺧﺑﺎﺑﺔ ﻋﺑد اﷲ ،ﺑﻼطﺔ ﻣﺑﺎرك ،أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎم ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ،
ﻣﺻر.2010 ،
-ﺳﻛﯾﻧﺔ ﺑن ﺣﻣود ،ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر2009 ،
-ﻧﺟﯾب اﺑراﻫﯾم ﻧﻌﻣﺔ اﷲ ،أﺳس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻣﺻر.2006 ،
-زﯾﺎد رﻣﺿﺎن ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ و اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر. 1999 ،
-طﻠﻌت اﻟدﻣرداش ،ﻣﺑﺎدئ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘدس ،ﻣﺻر.2005 ،
-طﺎﻫر ﺧﯾدر ﺣردان ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن1997 ،
-ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد اﻟﻣوﺳوي ،أﺳس ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ط ،2اﻟﺟزاﺋر،
.2013
اﻷردن، دار اﻟﺻﻔﺎء، -طﺎرق اﻟﺣﺎج وآﺧرون ،اﻟﺗﺳوﯾق ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،
.1997
-طﻠﻌت أﺳﻌد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻔﻌﺎل ،دار اﻟﻔﺟر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر،
-ﻋﺎدل اﻟﻣﻬدي وﻟﻣﯾﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺷري ،ﻣﺻر ،دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر
-ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﻌﯾدي ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﺑﯾﺎن ،دﺑﻲ.2002 ،
102
-ﻋﺑد اﻟﻐﻔور إﺑراﻫﯾم اﺣﻣد ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن،
.2013
-ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم راﺿﻲ اﻟﺟﺑوري ،اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻧﺎﺟﺢ ،دار اﻟﺗﯾﺳﯾر ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن. 2000 ،
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﯾﺳرى ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر2008 ،
-ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻟﻔﻲ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،
.2009
-ﻋﻠﻰ ﻟطﻔﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة،
. 2003
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﻋﺑﯾدات ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺳوﯾق ﻣدﺧل ﺳﻠوﻛﻲ ،دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻋﻣﺎن،
اﻷردن.2002،
-ﻣﺣﻣد ﺣﺎﻣد دوﯾدار وآﺧرون ،أﺻول ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر،
1988
-ﻣﺣﻣد اﻟوادي وآﺧرون ،اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن2007 ،
-ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ و آﺧرون ،أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ ،إﺛراء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن2008 ،
-ﻣﺣﻣد ﻓوزي أﺑو اﻟﺳﻌود ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر
.2010
-ﻣﺣﻣود ﺻﺎدق ﺑﺎزرﻋﺔ ،إدارة اﻟﺗﺳوﯾق ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ــﺎﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر2001 ،
-ﻧﺎظم ﻣﺣﻣد ﻧوري اﻟﺷﻣري ،ﻣﺣﻣد ﻣوﺳﻰ اﻟﺷروف ،ﻣدﺧل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار زﻫران،
ﻋﻣﺎن.1999 ،
103
- C. Charmal ”Investissement et croissance économique”, Dunod,
Paris 1969.
- Helfer JP et orsoni. J – marketing - édition Vuibert 5ème édition –
Paris – 1998.
- Jean Charles Hall "Choix d’investissement dans l’entreprise",
France 1973.
- J. Lajugie, Les systèmes économiques, P.U.E, Colle, Que Sais-
je ?, Paris, 1989, 12ème Ed.
- J. Lendrevie et D. Lendon, Mercator – 5ème édition Dalloz, Paris –
1997.
- Justear et S.F. Giraby – Marketing objectif – 2ème édition – Durant
– Paris – 1984.
- J. Viguy – la distribution : structures et pratiques – Dalloz – paris
– 1997.
104