You are on page 1of 22

‫خطة البحـث‬

‫تمهيــــد‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف السياسة النقدية وأهدافها‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف السياسة النقدية‬
‫المطلب ألثاني ‪:‬اهداف السياسة النقدية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مكونات وأدوات السياسة النقدية‬
‫المطلب ألثالث مكونات السياسة النقدية‬
‫المطلب الرابع‪:‬ادوات السياسة النقدية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السياسة النقدية وعالج التضخم واالنكماش‬
‫المطلب األول‪ :‬السياسة النقدية في عالج التضخم‬
‫المطلب ألثاني ‪:‬السياسة النقدية وعالج االنكماش‬
‫خالصــة‬
‫تمهيـد‪:‬‬

‫لقد ظهر االهتمام جليًا بالسياسة النقدية في الفكر االقتصادي أثناء األزمات النقدية‪،‬‬
‫فظهرت ممارسات السياسة النقدية بصورة واضحة عندما تطورت البنوك المركزية وازداد‬
‫تخصصها في مجاالت اإلصدار واألسواق المالية بصورة عامة‪ .‬لذلك اعتبرت السياسة النقدية‬
‫جز ًءًً ا أساسيًا ومه ًما من أجزاء ومكونات السياسة االقتصادية العامة للدولة‪ ,‬فهي تهدف إلى دعم‬
‫عملية التنمية وتحقيق معدل نمو مرتفع ومستقر من خالل استخدام األدوات المتاحة للبنك‬
‫المركزي‪.‬‬

‫وعليه قمنا بتقسيم هذا البحث إلى اربعة مباحث نتناول في المبحث األول مفهوم وأهداف‬
‫السياسة النقدية والذي يتضمن تعريفًا للسياسة النقدية اتجاهاتها والمعلومات الالزمة لتنفيذها ‪,‬و‬
‫إلى األهداف التي تصبو إليها السياسة النقدية والي مكونات السياسة النقدية ‪ ,‬وفي المبحث الثاني‬
‫نتعرض إلى انواع ‪،‬وأدوات السياسة النقدية المباشرة وغير المباشرة وأدوات أخرى ‪ .‬والمبحث‬
‫الثالث نتطرق الي دور السياسة النقدية في عالج ظاهرتي التضخم واالنكماش ‪،‬والمبحث الرابع‬
‫نتناول فيه الي االثار االيجابية والسلبية لهده السياسة‪.‬‬
‫المبحث االول‪:‬تعريف وأهداف السياسة النقدية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف السياسة النقدية‪.‬‬
‫تعتبر السياسة النقدية من أهم السياسات االقتصادية و التي يتم اللجوء إليها لمكافحة‬
‫التضخم‪ ،‬وأيضا لحماية عملة الوطنية من التدهور ولتحقيق التوسع االقتصادي القائم على أساس‬
‫تمويل األنشطة اإلنتاجية المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف السياسة النقدية و اتجاهاتها‪:‬‬


‫يمكن تعريف السياسـة النقدية بأنها ‪ ":‬مجموعة اإلجراءات التي تتخذها السلـطة النقدية في‬
‫المجتمع‪ ,‬بغرض الرقابـة على االئتمان والتأثير عليه‪ ,‬بما يتفق وتحقيق األهداف االقتصـادية التي‬
‫تصبو إليها الحكومة "(‪)1‬؛ أي المقصود بالسياسـة النقدية تلك اإلجراءات التي يتخذها البنك‬
‫المركزي للتحكم في عرض النقود لمعالجة المشاكل التي تواجه االقتصاد (‪.)2‬‬
‫وتعرف السياسة النقدية على انها تلك االجراءات التى تستخدمها الدولةللتاثير في عرض‬
‫النقود اليجاد التوسع او االنكماش في حجم القوة الشرائية للمجتمع‪.‬‬
‫كما تعرف بانها مجموعة االجراءات واالحكام التي تتبعها الدولة بغرض التاثير و الرقابة على‬
‫‪3‬‬
‫االئتمان بما يتفق وتحقيق مجموعة اهداف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫و حسب تعريف آخر ‪ " :‬عبارة عن االستراتيجية المثلى أو دليل العمل الذي تنتهجه‬
‫السلطات النقدية من أجل المشاركة الفعالة في توجيه االقتصاد القومي إلى تحقيق النمو والوصول‬
‫إلى االستقرار االقتصادي " (‪. )4‬‬
‫فمن خالل التعاريف السابقة للسياسة النقدية يمكن استخالص أهم العناصر المكونة لها‪،‬‬
‫وهي اإلجراءات المتخذة‪ ،‬الهيئة المشرفة عن إدارة هذه السياسة‪ ،‬األهداف المرجو تحقيقها‪.‬‬

‫ص‪256.‬‬ ‫‪ 1‬محمد مروان السمان وأخرون‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي الجزئي والكلي‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪،1998،‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم الطبولي‪ ،‬مبادئ االقتصاد التحليلي الكلي‪ .‬منشورات الجامعة المفتوحة‪ ،‬ط‪ ،2‬طرابلس(ليبيا)‪،1997،‬ص‪.120.‬‬
‫‪ 3‬ا‪ -‬مفيد عبد لالوي‪،‬االقتصاد النقدي والسياسات النقدية‪،‬مطبعة مزوار ‪،‬الجزائر‪،2007‬ص‪63‬‬
‫‪ 4‬أحمد فريد مصطفى‪،‬سهير محمد السيد حسين‪ ،‬السياسات النقدية والبعد الدولي لليورو‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2000،‬ص‪.39.‬‬
‫‪ ‬اتجاهات السياسة النقدية‪:‬‬
‫إن اتجاه السياسة النقدية نحو االنكماش أو التوسع مرهون بنوع المشكلة أو األزمة القائمة‬
‫وبمحاولة معالجتها‪.‬‬
‫أ‪ /‬السياسة النقدية التقييدية (االتجاه االنكماشي) ‪:‬‬
‫يتبع البنك المركزي سياسة نقدية تقييدية بتقييد اإلنفاق وتقييد االئتمان وتقليص كمية النقود المتداولة في‬
‫المجتمع ورفع معدل الفائدة ومن ثم محاربة ارتفاع األسعار (وبالتالي محاربة التضخم )‪.‬‬
‫ب‪ /‬السياسة النقدية التوسعية (االتجاه التوسعي) ‪:‬‬
‫عكس الحالة األولى‪ ،‬يلجأ البنك المركزي إلى هذه الطريقة لتسريع نمو الكتلة النقدية بتشجيع‬
‫االئتمان وزيادة حجم وسائل الدفع وتخفيض معدل الفائدة‪ ،‬فيرتفع حجم االستثمارات مما يؤدي الى زيادة‬
‫اإلنتاج والتقليص من حدة البطالة‪.‬‬
‫جـ‪ /‬االتجاه المتعلق بالسياسة النقدية للدول النامية ‪:‬‬
‫هناك اتجاه آخر للسياسة النقدية خاص بالدول النامية‪ ،‬فهذه الدول تعتمد إما على الزراعة‬
‫الموسمية أو على محصول واحد وتصدير المواد األولية إلى الخارج‪ ،‬وعليه يقوم البنك المركزي بزيادة‬
‫حجم وسائل الدفع عند مرحلة بدء الزراعة وتمويل المحصول‪ ،‬ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع‬
‫‪1‬‬
‫المحصول‪ ،‬وهذا لحصر آثار التضخم ‪.‬‬

‫‪ ‬المعلومات الالزمة لتنفيذ السياسة النقدية‬


‫تحتاج السلطة النقدية في إدارة سياستها‪،‬إلى معرفة كيفية تشغيل االقتصاد الذي تعمل فيه‬
‫وعن حالته الممكنة في كل الفترة‪,‬كما تحتاج إلى معرفة سلوك الوحدات المؤسسية التي تؤثر في‬
‫كامل النشاط االقتصادي‪ ،‬والتي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬الحكومة؛‬
‫‪ -‬قطاع العائالت؛‬
‫= القطاع الخاص‬ ‫‪ -‬القطاع المالي الخاص؛‬
‫‪ -‬القطاع غير المالي الخاص‪.‬‬

‫= القطا ع العام‬ ‫‪ -‬القطاع المالي العام؛‬


‫‪ -‬القطاع غير المالي العام؛‬
‫‪ -‬القطاع الخارجي‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى رشدي شيحة ‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ .‬الدار الجامعية للطباعة والنشر ‪،‬بيروت‪ ،1981،‬ص‪.190.‬‬
‫فالحكومة تلعب دورا هاما في توجيه االقتصاد وتنشيطه من خالل السياسات االقتصادية‬
‫التي تنفذها‪ ،‬فهي تفرض الضرائب و تنفق وتدعم وتقترض وتقرض‪ ،‬كما تقوم بسن القوانين و‬
‫التشريعات المختلفة‪ .‬وتعد ميزانية الدولة ( الحكومة) األداة التي تستخدمها لتحقيق أهدافها‬
‫االقتصادية واالجتماعيـة‪ ,‬كما أن حالـة الميزانيـة تؤثر على وضع االقتصـاد الكلي وعلي السيـولة‬
‫المحليــة ( عرض النقود ) و على وضع القطاع الخارجي‪.‬‬

‫كما تؤثر الحكومة على النشاط االقتصادي عن طريق توجيه القطاع العام بما فيه قطاع‬
‫األعمال غير المالي والمالي باستثناء السلطة النقدية‪ ,‬من حيث نوع اإلنتاج وكمية الموارد‬
‫المخصصة له وطرق التسعير المستخدمة‪.‬‬

‫ويؤدي القطاع الخاصة دورا ً أساسيا ً في االقتصاد من حيث اإلنتاج واالستهالك‬


‫واالدخار واالستثمار‪ ,‬كما يؤثر على عرض النقود وعلى وضع القطاع الخارجي‪ ,‬أما القطاع‬
‫المالي وعلى رأسه السلطة النقدية فهو يلعب دورا ً مهما ً في توفير ما يحتاجه االقتصاد من‬
‫تمويل‪ ,‬فكال من الحكومة والقطاع الخاص يقترض من الجهاز المصرفي ويودع موارده المالية‬
‫لديه‪.‬‬

‫في حين يعتبر القطاع الخارجي مصدرا ً لما ينقص من سلع وخدمات ومنفذا ً لتصريف‬
‫الفائض في عرضها‪ ,‬إلى جانب تدفقات رؤوس األموال إلى الداخل وإلى الخارج‪.‬‬

‫وعليه ترتبط هذه الوحدات من خالل إجراء معامالت مالية وغير مالية في كل من سوق‬
‫السلع والخدمات وسوق العمل وسوق المال‪ .‬ونظرا ً لكون النقود مخزنا ً للقيمة ووسيلة للتبادل‬
‫ويتم تبادلهـا‬

‫في جميع األسواق‪ ,‬فان السياسة النقدية من خالل تأثيرها على كمية وقيمة النقود‪ ,‬تؤثر في كل‬
‫‪1.‬‬
‫هذه األسواق‪ ,‬لذلك تقوم السلطة النقديـة بمراقبة حالة جميع األسواق و ذلك على المستوى الكلي‬

‫علي توفيق‪ ،‬معبد علي الجارحي‪ ،‬نبيل عبد الوهاب لطيفة‪ " ،‬السياسات النقدية في الدول العربية "‪ .‬سلسلة بحوث ومناقشات حلقات‬ ‫‪1‬‬

‫العمل‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬أبو ظبي‪،1996،‬ص‪29 .27.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬اهداف السياسة النقدية‪:‬‬
‫تعتبر السياسة النقدية جزء من النظرية االقتصادية المعاصرة ‪ ،‬تهدف في الواقع الى‬
‫تحقيق جملة من االهداف نذ كر بعضا منها علي سبسيل المثال‪:‬‬
‫التدخل المباشر والفوري في تحديد العرض من النقود و كذا وسائل االئتمان من‬ ‫‪.1‬‬
‫خالل التاثير في كمية النقود المتداولة عبر مجموعة االجراءات وادوات ‪ .‬كان‬
‫يتدخل البنك المركزيفي رفع تكلفة القروض الممنوحة للجهاز المصرفي باستخدام‬
‫الليةسعر الخصم ‪ ،‬ورفع نسبةاالحتياطي القانوني المفروض علي البنوك التجارية‬
‫وغيرها من الوسائل المستخدمة ‪.‬‬
‫التاثير في مستوى القوة الشرائية في االتجاهين التضخمي واالنكماشي بمعنى تحقيق‬ ‫‪.2‬‬
‫مستويات مقبولة من القوة الشرائية تمتاز بنوع من االستقرار لتحقيق رضا كل‬
‫االطراف االجتماعية على مستوى االقتصاد‪.‬‬
‫السعي الي تحقيق اهداف السياسة االقتصادية المتمثلة اساسا في رفع معدالت االنتاج‬ ‫‪.3‬‬
‫وتحقيق مستوى مقبول من االستثمار ضمانا لتحقيق عال من التشغيل في اطار‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫مراقبة وحصر كل الظواهر التضخمية في اطار االقتصاد الوطني ‪،‬ونقصد‬ ‫‪.4‬‬
‫بالظواهر التضخمية كل زيادة في كمية النقود المتداولة التي تتسبب في زيادة‬
‫المستوى العام لالسعار‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مكونات وادوات السياسة النقدية‬
‫مكونات السياسة النقدية‪:‬‬
‫تتكون من هيكلين اثنين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬المؤسسات المشرفة على الحياة النقدية والمصرفية في البالد وتتكون من‪:‬‬
‫‪ ‬البنك المركزي الذي يلعب عدة ادوار‪.‬‬
‫‪ ‬الخزينة العمومية التي تلعب دورا كبيرا في االشراف على الجهاز البنكي‪.‬‬
‫‪ ‬وزارة المالية التي تسير بطريقة مباشرة للحياة المصرفية عن طريق‬
‫الخزينة ‪،‬وعن طريق التاثير علي البنك المركزي من خالل هيئاته المنظمة‬
‫والتي تتكلف الدولة بطريقة او باخري بتعيين اغضائه‪.‬‬
‫‪ .2‬التنظيمات المكلفة بمراقبة النشاط االئتماني فعلى سبيل المثال في الجزائر مجلس‬
‫النقد والقرض الدي اسس سنة‪.1990‬ويضم هذا المجلس مجموعة اعضاءه من‬
‫محافظ بنك الجزائر ووزير المالية‪،‬امين الخزينة العمومية وممثلين عن البنوك‬
‫‪1‬‬
‫وقطاعات النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬ادوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫تتلخص آلية عمل السياسة النقدية في استخدام مجموعة من األدوات التي يستطيع البنك‬
‫المركزي من خاللها التأثير أو السيطرة على عرض النقود وإدارة حجم االئتمان الممنوح‪ ,‬ويوجد‬
‫نوعان من األدوات‪ ,‬أدوات مباشرة التي تبحث عن الحد من الكتلة النقدية التي تخلقها البنوك‬
‫التجارية عند منحها القروض‪ ,‬وأدوات غير مباشرة والتي تهدف إلى تحديد الحجم الكلي لالئتمان‬
‫المتاح دون التأثير على تخصيصه بين مختلف االستعماالت‪.‬‬

‫‪ ‬األدوات غير المباشرة‬

‫يتحدد الغرض األساسي من استخدام أدوات غير مباشرة في التأثر على كمية االئتمان‬
‫المصرفي أي التأثير في حجم عمليات اإلقراض واالقتراض فمن خاللها تستطيع السياسة النقدية‬
‫التأثير على النشاط االقتصادي بطريقة توسعية أو انكماشية‪ ,‬وهناك ثالث أدوات للتأثير على‬
‫العرض النقدي وهي ‪ :‬عمليات السوق المفتوحة والتي تؤثر على القاعدة النقدية‪ ,‬والتغيرات في‬
‫سعر الخصم الذي يؤثر على كمية القروض المخصومة‪ ,‬والتغير في متطلبات االحتياطي والتي‬
‫تؤثر على المضاعف النقدي‪.‬‬

‫‪ /1‬سياسة إعادة الخصم ‪:‬‬

‫ويعرف سعر إعادة الخصم على أنه السعر الذي يتقاضاه البنك المركزي نظير إعادة‬
‫ضا يمثل سعر الفائدة الذي‬
‫خصم األوراق التجارية واألذونات الحكومية للبنوك التجارية وهو أي ً‬
‫يتقاضاه البنك المركزي من البنوك التجارية نظير تقديم القروض لها(‪.)2‬‬

‫وتعتبر سياسة إعادة الخصم من أقدم وسائل السياسة النقدية المنتهجة من قبل البنوك‬
‫المركزية‪ ,‬فقد شاع استخدامها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين غير أنها أصبحت‬
‫قليلة األهمية في العصر الحالي (‪.)2‬‬

‫‪ 1‬االسكندرية‪،‬ص‪ 200،201،202‬د‪-‬خبابه عبد هللا‪،‬االقتصاد المصرفي ‪،‬‬


‫‪ )1( 2‬رشاد العصار‪ ،‬رياض الحلبي‪ ،‬النقود والبنوك‪ .‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2000 ،‬ص‪.153.‬‬

‫(‪ )2‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت‪ ،‬أسس ومبادئ االقتصاد الكلي‪ .‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪،2000 ،‬ص‪.193.‬‬
‫وال يتم تحديد هذا السعر بنا ًء على عرض كمية األوراق التجارية المقدمة للخصم أو‬
‫الطلب على السيولة بل يتحدد من طرف البنك المركزي حسب السياسة المراد تطبيقها من أجل‬
‫التأثير على السوق النقدية وعلى قدرة البنوك التجارية في خلق االئتمان (‪.)13‬‬

‫أ‪ /‬أثر سياسة سعر الخصم ‪:‬‬

‫تحديد سعر الخصم يكون بإرادة البنك المركزي وبفضل هذا السعر يستطيع البنك‬
‫المركزي المحافظة على االستقرار االقتصادي‪ ،‬حيث أنه عندما يريد البنك المركزي أن يؤثر‬
‫على حجم االئتمان( حجم القروض التي يقدمها للبنوك) فإنه يقوم بتغير سعر إعـادة الخصم حيث‬
‫أن زيادة سعر إعـادة الخصم يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حجم االئتمان وبالعكس أي أن تخفيض‬
‫سعر إعادة الخصم يمكن أن يؤدي إلى زيادة حجم االئتمان‪.‬‬

‫ففي حالة وجود ركود اقتصادي أو وجود مؤشرات على إمكانية حدوث ركود اقتصادي‬
‫فإن البنك المركزي يقوم بإتباع سياسة توسعية من أجل إنعاش االقتصاد أو منع حدوث الركود‬
‫االقتصادي وذلك عن طريق تخفيض سعر الخصم أي تخفيض تكلفة االئتمان مما يحفز البنوك‬
‫التجارية لالقتراض من البنك المركزي األمر الذي يؤدي إلى زيادة األموال المتاحة للبنوك من‬
‫أجل إقراضها لألفراد‪ ,‬حيث أن انخفاض سعر الخصم سيؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة على‬
‫القروض المقدمة إلى األفراد في هذه الحالة يزيد عرض النقد مما يؤدي إلى انتعاش االقتصاد‪.‬‬

‫أما في حالة وجود تضخم فإن البنك المركزي يلجأ إلى رفع سعر الخصم وبالتالي تزداد‬
‫تكاليف القروض المخصومة لدى البنك المركزي األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على‬
‫القروض الممنوحة من طرف البنوك التجارية لألفراد وبالتالي يقل الطلب على النقد وهذا ما‬
‫يؤدي على تقليل القدرة الشرائية األمر الذي يساعد على محاربة التضخم ( أي اتباع سياسة‬
‫انكماشية) (‪. )2‬‬

‫‪ )3( 1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.244.‬‬

‫‪ )1( 2‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.192.193.‬‬


‫ب‪ /‬فعالية سياسة سعر الخصم ‪:‬‬
‫فعالية أداة سعر الخصم ال يمكن أن تظهر إال في غياب مصادر أخرى للسيولة واالئتمان‬
‫من غير البنك المركزي‪ ,‬ففي حالة وجود احتياطات نقدية لدى المشروعات (التمويل الذاتي)‪ ,‬أو‬
‫أنها تحصلت على قروض أجنبية فالرفع من سعر الخصم ال يكون له تأثير على مقدرة السوق‬
‫النقدية في تقديم القروض وزيادة حجم االئتمان نظرا ً للزيادة الحاصلة في عرض النقود‪.‬‬
‫كما أن رفع سعر الخصم من طرف البنك المركزي ال يمكن أن يؤثر على التوسع في منح‬
‫االئتمان من طرف البنوك التجارية مادام أن أصحاب المشروعات مستعدة لالقتراض والبنك‬
‫التجاري يدرك بأن أصحاب المشروعات هم الذين يتحملون الزيادة المفروضة في سعر الخصم‪,‬‬
‫واستمرارهم في الطلب على االئتمان بالرغم من ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬يعود إلى إمكانية تعويض‬
‫ذلك من خالل رفع اإلنتاجية أو أسعار السلع‪.‬‬
‫حتى في الفترات التي تشهد انكماشا ً والتي يخفض فيها البنك المركزي من سعر الخصم‬
‫من أجل التوسع في منح القروض فإنه يمكنه أن ال ينجح في ذلك إذا رأى أصحاب المشاريع أن‬
‫طلب السيولة ال يعود عليهم بعائد كبير‪.‬‬
‫وعليه يتوقف نجاح سياسة سعر الخصم في التأثير على حجم االئتمان على عوامل كثيرة‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬مدى اتساع سوق النقد وخاصة سوق الخصم؛‬
‫‪ -‬مدى أهمية سعر الفائدة بالنسبة للمقترضين والتي ترتبط بأوجه األنشطة االقتصادية‬
‫فمثال ً في عمليات المضاربة نجد رجال األعمال يقترضون ولو بأسعار مرتفعة مما‬
‫يضعف أهمية سعر الفائدة المدفوعة للحصول على االئتمان وبالتالي يضعف أثر رفع‬
‫سعر الخصم في التقليل من االئتمان (‪)1‬؛‬
‫‪ -‬مدى اعتماد البنوك الخارجية على البنك المركزي في الحصول على موارد نقدية إضافي(‪.)2‬‬
‫وبهذا تعتبر سياسة سعر الخصم وسيلة للتأثير في أسعار الفائدة وفي حجم القروض واتجاهات‬
‫السوق النقدية وبالرغم من هذا تعتبر أداة ذات فعالية ضعيفة‪ ,‬عندما تكون تغيرات سعر الخصم‬
‫ضئيلة وبالتالي يكون تأثيرها على قروض البنوك ضعيف أو منعدم عندما ال تكون البنوك‬
‫التجارية في حاجة إلى االقتراض أي توفر األموال لديها‪.‬‬
‫ب‪ /‬فعالية سياسة سعر الخصم ‪:‬‬
‫فعالية أداة سعر الخصم ال يمكن أن تظهر إال في غياب مصادر أخرى للسيولة واالئتمان‬
‫من غير البنك المركزي‪ ,‬ففي حالة وجود احتياطات نقدية لدى المشروعات (التمويل الذاتي)‪ ,‬أو‬
‫أنها تحصلت على قروض أجنبية فالرفع من سعر الخصم ال يكون له تأثير على مقدرة السوق‬
‫النقدية في تقديم القروض وزيادة حجم االئتمان نظرا ً للزيادة الحاصلة في عرض النقود‪.‬‬
‫كما أن رفع سعر الخصم من طرف البنك المركزي ال يمكن أن يؤثر على التوسع في منح‬
‫االئتمان من طرف البنوك التجارية مادام أن أصحاب المشروعات مستعدة لالقتراض والبنك‬
‫التجاري يدرك بأن أصحاب المشروعات هم الذين يتحملون الزيادة المفروضة في سعر الخصم‪,‬‬
‫واستمرارهم في الطلب على االئتمان بالرغم من ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬يعود إلى إمكانية تعويض‬
‫ذلك من خالل رفع اإلنتاجية أو أسعار السلع‪.‬‬
‫حتى في الفترات التي تشهد انكماشا ً والتي يخفض فيها البنك المركزي من سعر الخصم‬
‫من أجل التوسع في منح القروض فإنه يمكنه أن ال ينجح في ذلك إذا رأى أصحاب المشاريع أن‬
‫طلب السيولة ال يعود عليهم بعائد كبير‪.‬‬
‫وعليه يتوقف نجاح سياسة سعر الخصم في التأثير على حجم االئتمان على عوامل كثيرة‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬مدى اتساع سوق النقد وخاصة سوق الخصم؛‬
‫‪ -‬مدى أهمية سعر الفائدة بالنسبة للمقترضين والتي ترتبط بأوجه األنشطة االقتصادية‬
‫فمثال ً في عمليات المضاربة نجد رجال األعمال يقترضون ولو بأسعار مرتفعة مما‬
‫يضعف أهمية سعر الفائدة المدفوعة للحصول على االئتمان وبالتالي يضعف أثر رفع‬
‫سعر الخصم في التقليل من االئتمان (‪)1‬؛‬
‫‪ -‬مدى اعتماد البنوك الخارجية على البنك المركزي في الحصول على موارد نقدية إضافي(‪.)2‬‬
‫وبهذا تعتبر سياسة سعر الخصم وسيلة للتأثير في أسعار الفائدة وفي حجم القروض واتجاهات‬
‫السوق النقدية وبالرغم من هذا تعتبر أداة ذات فعالية ضعيفة‪ ,‬عندما تكون تغيرات سعر الخصم‬
‫ضئيلة وبالتالي يكون تأثيرها على قروض البنوك ضعيف أو منعدم عندما ال تكون البنوك‬
‫التجارية في حاجة إلى االقتراض أي توفر األموال لديها‪.‬‬

‫‪ )1( 1‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬النقود والبنوك‪ .‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،1984 ،‬ص‪.163.‬‬

‫(‪ )2‬كامل البكري وأخرون‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ .‬الدار الجامعية‪،‬االسكندرية‪،2000 ،‬ص‪.210.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ /2‬سياسة السوق المفتوحة ‪:‬‬

‫يقصد بعمليات السوق المفتوحة دخول البنك المركزي مشتريا ً أو بائعا ً في سوق األوراق‬
‫المالية خاصة السندات الحكومية (‪ , )1‬حيث يقوم البنك المركزي بعرض أو شراء سندات حكومية‬
‫في السوق المالي مما يساهم في خفض أو زيادة حجم النقود المتداولة في االقتصاد‪.‬‬

‫وتعتبر سياسة السوق المفتوحة األداة المفضلة لدى البلدان الصناعية التي بها أسواق مالية‬
‫متطورة للغاية والتي تعمل على نطاق واسع‪ ,‬وبالتالي تنشيط عمليات طرح وشراء األوراق‬
‫المالية ومن ثمة الحالة االقتصادية للدولة(‪.)21‬‬

‫أ‪ /‬أثــر سياسة السوق المفتوحة ‪:‬‬

‫تعتبر سياسة عمليات السوق المفتوحة إحدى مكونات السياسة النقدية التي تستخدمها‬
‫السلطة النقدية في الرقابة على االئتمان‪ ,‬وتظهر أهمية هذه السياسة فيما تمارسه من تأثير على‬
‫االحتياطات النقدية للمصارف التجارية وعلى سعر الفائدة في السوق‪.‬‬

‫‪ ‬كمية االحتياطي المصرفي ‪:‬‬


‫إن قيام البنك المركزي بشراء األوراق المالية‪ ,‬مقابل شيك مسحوب عليه يحصل عليه‬
‫البائع سواء كان البائع فردا ً أو مؤسسة أو بنكا ً‪ ,‬يؤدي إلى زيارة االحتياطات النقدية لدى البنوك‬
‫التجارية وذلك الن البائع سوف يودع هذا الشيك لدى البنك التجاري الذي يتعامل معه‪ ,‬فتزداد‬
‫الودائع بمقدار الشيك‪ ,‬وتزداد الشيكات تحت التحصيل‪ ,‬التي يقوم البنك التجاري بتحصيلها من‬
‫البنك المركزي وبالتالي تزداد االحتياطات النقدية لدى البنك التجاري (‪ ,)3‬في حين تؤدي عملية‬
‫بيع األوراق المالية إلى امتصاص هذه االحتياطات‪.‬‬

‫‪ ‬حجم االئتمان وسعر الفائدة ‪:‬‬

‫نعمة هللا نجيب ابراهيم‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪،2000 ،‬ص‪.449.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وليام ألكسندر وأخرون‪" ،‬استخدام أدوات غير مباشرة في السياسة النقدية"‪ .‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬مارس‪،1996‬ص‪.15.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد مروان السمان وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.261.‬‬ ‫‪3‬‬


‫تؤثر عمليات السوق المفتوحة على حجم االئتمان بالتوسع واالنكماش عن طريق التأثير‬
‫على عرض النقود‪ ,‬ففي حالة التضخم إذا رغب البنك المركزي بتقييد حجم االئتمان وامتصاص‬
‫جزء من النقود المتداولة‪ ,‬فإنه ينزل بائعا لألوراق المالية والسندات فتنخفض أسعارها مما يؤدي‬
‫إلى شراء البنوك لهذه السندات وتتحول السيولة النقدية النشطة إلى مجدة مما يؤدي إلى تضييق‬
‫إمكانية االئتمان المصرفي وبالتالي يقل النقد المتاح للتداول فترتفع أسعار الفائدة‪ ,‬أما في حاالت‬
‫االنكماش ينزل البنك المركزي إلى السوق مشتريا ً لهذه األوراق والسندات فترتفع أسعارها مما‬
‫يغري األفراد والبنوك لبيع‬

‫ما بحوزتهم من سندات وبالتالي تتزايد السيولة لدى البنوك مما يؤدي إلى تزايد إمكانية االئتمان‬
‫المصرفي وبالتالي يتوسع حجم النقد المعروض األمر الذي يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة‪.‬‬

‫ب‪ /‬فعالية عمليات السوق المفتوحة ‪:‬‬

‫إن فعالية ونجاح عمليات السوق المفتوحة تتحقق بتالقي إرادتي البنك المركزي من جهة‬
‫والبنـوك التجارية والمشروعات من جهـة أخرى‪ ,‬إذ أن توجه البنـك المركزي إلى عمليات السوق‬

‫المفتوحة لتوسيع االئتمان قد ال يجد صداه لدى المستثمرين حتى في حالة اتباع البنوك التجارية‬
‫(‪)1‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬ ‫سياسة إقراض سهلة وهو ما حصل في إنجلترا بين ‪ 1932‬و ‪1933‬‬

‫ومن هنا يمكن القول بأن إرادة البنك المركزي بمفردها ال تكفي لتحقيق هذا النجاح بل أن‬
‫ذلك يتوقف بالقدر األكبر على حجم وطبيعة السوق النقدية والمالية فيجب أن يكون هذا السوق‬
‫شامال ً‪ ,‬وتتوفر فيه كميات كافية من األوراق المالية والتجارية والتي يمكن تداولها في هذا‬
‫السوق(‪.)2‬‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪،2002 ،‬ص‪.268.‬‬

‫‪ 2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.251.‬‬


‫‪ /3‬سياسة االحتياطي اإلجباري ‪:‬‬

‫تعتبر نسبة االحتياطي النقدي من األدوات المستخدمة للرقابة على االئتمان الذي يؤثر في‬
‫عرض النقود‪ ,‬وهي النسبة التي يفرضها البنك المركزي على ودائع البنوك التجارية والتي تقتطع‬
‫ويحتفظ بها لدى البنك المركزي‪.‬‬
‫وقد كان الغرض في بداية األمر من تقدير هذه النسبة ضمان سيولة البنك وحماية حقوق‬
‫المودعين‪ ,‬وكانت الواليات المتحدة األمريكية أول من استعمل هذه التقنية سنة ‪ 1913‬لتأمين‬
‫طلبات السحب من المودعين ثم أصبحت فيما بعد وسيلة لمراقبة وتعديل سيولة البنوك (‪.)1‬‬
‫ا‪ /‬أثر سياسة االحتياطي اإلجباري ‪:‬‬
‫يستخدم البنك المركزي تقنية االحتياطات اإلجبارية في حالتين(‪: )21‬‬
‫‪ ‬يقوم البنك المركزي بتخفيض نسبة االحتياطي القانوني في حاالت الركود االقتصادي‬
‫وذلك لدعم سيولة الجهاز المصرفي وتعزيز مقدرته على خلق النقود االئتمانية‪ ,‬وبالتالي‬
‫التمكن من الزيادة في قروضها إلى المشروعات وتنتعش حركة النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا أراد البنك المركزي تخفيض حجم االئتمان فإنه يعمد إلى رفع نسبة االحتياطي‬
‫القانوني األمر الذي يؤدي إلى تجميد جزء كبير من احتياطات البنك التجاري مما يؤدي‬
‫إلى التقليل من قدرته على خلق النقود االئتمانية وبالتالي حدوث انكماش في االقتصاد‪.‬‬

‫ب‪ /‬فعالية سياسة االحتياطي اإلجباري ‪:‬‬


‫تعتبر هذه األداة ذات تأثير سريع المفعول على احتياطي البنوك التجارية مقارنة باألدوات‬
‫األخرى‪ ،‬حيث أن تأثيرها يشمل كل البنوك التجارية سواء الصغيرة أو الكبيرة إذ يخضع الكل‬
‫للنسب المحددة من طرف البنك المركزي بغض النظر عن حجم ودائعها (‪.)3‬‬
‫كما أن عملية تغيير معدل االحتياطي ليست سوى خلق تقلبات موازية في السوق النقدية‪,‬‬
‫إذ يمكن أن ال يكون لهذه الوسيلة النتيجة المنتظرة‪ ,‬حيث أن البنوك التجارية في البالد المختلفة‬
‫عادة ما تحتفظ باحتياطات فائضة كبيرة ومن ثمة فإن رفع نسبة االحتياطي القانوني ما لم يكن‬
‫كبيرا ً جدا ً‪ ,‬لن يخفض النسبة الفعلية لألرصدة النقدية إلى الودائع دون الحد األدنى الذي يشترطه‬

‫باري سيجل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.420.‬‬ ‫‪1‬‬

‫جميل الزيدانين السعودي‪ ،‬أساسيات في الجهاز المالي‪ -‬المنظور العلمي‪ . -‬داروائل للطباعة والنشر‪،‬االردن‪ ،1999،‬ص‪.‬ص‪.96.97.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195.‬‬


‫القانون وبالتالي لن يؤثر في عمليات األقراص ‪ ,‬وهو ما يستدعي القول بأن وسيلة االحتياطي‬
‫اإلجباري يجب استعمالها بجانب وسائل أخرى مكملة‪.‬‬
‫ورغم هذا فإن نسبة االحتياطي القانوني تعتبر من أنجح أدوات السياسة النقدية في البلدان‬
‫النامية وخاصة في الوطن العربي نظرا ً لضيق حجم السوق المالي ما يجعل تأثير معدل إعادة‬
‫الخصم أو عمليات السوق المفتوحة أقل أثر من تأثير نسبة االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات المباشرة‬
‫باإلضافة إلى األدوات السابقة توجد وسائل أخرى يتبعها البنك المركزي للحد من حرية‬
‫المؤسسات المالية في ممارسة بعض النشاطات ك ًما وكيفًا‪ ,‬وهي مستعملة بكثرة نظرا لالعتقاد بأن‬
‫التدخالت في السوق ال تسمح بتحقيق األهداف الموجودة‪ ,‬ومن األدوات المباشرة األكثر استعماال‬
‫نجد‪:‬‬
‫‪ /1‬سياسة تأطير القروض ‪:‬‬
‫تستخدم هذه األداة في الفترة التي تتميز بالتضخم وارتفاع األسعار وعندما يكون ميزان‬
‫المدفوعات في حالة عجز‪.‬‬
‫ففي االتجاهات التضخمية تضع الدولة عن طريق البنك المركزي سياسة تأطيرية إجبارية‬
‫للقروض بحيث تقدر السلطات النقدية الحد األعلى لمبالغ القروض التي يمكن أن تمنحها البنوك‬
‫للزبائن أو تقوم بتحديد معدل سنوي لتزايد القروض‪ ,‬وهكذا من سنة ألخرى يجب أال يتجاوز‬
‫ارتفاع مجموع القروض الموزعة النسبة المعينة التي حددتها السلطات النقدية‪ ,‬وفي حالة تجاوزها‬
‫من بنك أو بعض البنوك تطبق عليها عقوبات كأن تكلفها احتياجاتها من النقود المركزية كثيرا‪.‬‬
‫‪ /2‬السياسة االنتقائية للقروض ‪:‬‬
‫وتستخدم هذه السياسة لتجنب مساوئ السياسة الشمولية في مراقبة منح االئتمان‪ ,‬ألنه‬
‫عندما تتبع السلطات النقدية السياسة القرضية الشمولية ينتج عن ذلك توقف في زيادة االئتمان لكل‬
‫القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫لذا ينتهج البنك المركزي سياسة انتقائية تجعل قراراته تتعلق فقط ببعض القطاعات التي‬
‫يعتبرها أكثر مردودية لالقتصاد الوطني فيقوم بتوجيه القروض إليها‪ ,‬بحيث تكون قراراته كفيلة‬
‫بإعطاء كل التسهيالت في منح القروض إلى هذه القطاعات‪.‬‬
‫فالهدف األساسي من استعمال السياسة القرضية االنتقائية هو التأثير على توجيه القروض‬
‫نحو القطاعات االقتصادية و االستخدامات المرغوبة‪ ,‬ويمكن أن تأخذ هذه السياسة عدة أشكال‬
‫منها (‪: )1‬‬
‫‪ -‬إقرار معدل خصم مفضل؛‬

‫‪ 1‬فتح هللا ولعلو‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ -‬توزيع المداخيل النقود واالئتمان‪ .-‬دار الحداثة‪ ،‬بيروت‪،1987 ،‬ص‪.421.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعادة خصم األوراق التي تتوفر فيها الشروط الضرورية لهذه العملية؛‬
‫‪ -‬إعادة خصم األوراق فوق مستوى السقف؛‬
‫‪ -‬تغيير مدة استحقاق القروض ومعدل فوائدها‪.‬‬

‫‪ /3‬وضع حد أقصى لسعر الفائدة ‪:‬‬


‫قد تتنافس البنوك التجارية بغرض زيادة ودائع العمالء فتمنح الفوائد على الودائع الجارية‬
‫مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة ارتفاعا ً كبيرا ً‪ ،‬ولذا فإن البنك المركزي قد يضع حدا ً أعلى‬
‫للفوائد التي تمنح على الودائع الجارية ال يجب على البنوك التجارية أن تتخطاه وهذا الحد يكون‬
‫قابال ً للتغيير‬
‫حسب الظروف االقتصادية‪ ،‬فينخفض في حالة الرواج ويرتفع في حالة الكساد(‪.)1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األدوات األخرى‬
‫هناك أدوات أخرى للسياسة النقدية يمكن أن نذكر من بينها ‪:‬‬
‫‪ /1‬اإلقناع األدبي ‪:‬‬
‫تقوم هذه السياسة على توجيه النصح للبنوك وذلك بدعم التوسع في تقديم القروض وخاصة‬
‫القروض التي توجه للمضاربة‪ ,‬إذا الحظ البنك المركزي أن ثمة خطر على االقتصاد الوطني من‬
‫هذا التوسع‪ ,‬ويأخذ هذا اإلقناع أو التوجيه أشكاال ً مختلفة منها إرسال مذكرات إلى البنوك‬
‫باالمتناع عن قبول أوراق معينة‪ ,‬أو عدم اإلقراض لمشروعات معينة‪ ,‬وإما تأخذ شكل تحذير لعدم‬
‫قبول إعادة الخصم لبعض األوراق التجارية‪ ,‬أو عدم تقديم أموال كثيرة مطلوبة‪ ,‬ويتوقف نجاح‬
‫هذه السياسة على مدى التعاون بين البنوك التجارية والبنك المركزي‪.‬‬
‫فاإلقناع األدبي عبارة عن إرشادات وتعليمات ونصائح يقدمها البنك المركزي للبنوك‬
‫التجارية بخصوص تقديم االئتمان وتوجيهه(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬نعمة هللا نجيب‪ ،‬محمود يونس‪ ، ،‬مقدمة في اقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات النقدية‪.‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪.217.‬‬

‫(‪ )2‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ .‬دار الفكر‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص‪.40.‬‬
‫‪ /2‬اإليداع المسبق لالستيراد ‪:‬‬
‫تفرض هذه السياسة على المستوردين وضع المبلغ الالزم لتسديد ثمن وارداتها في شكل‬
‫ودائع لدى البنك المركزي لمدة محدودة‪ ,‬وبما أن المستوردين في غالب األحيان هم غير قادرين‬
‫على تجميد أموالهم الخاصة‪ ,‬فهم يلجؤون عادة إلى القرض البنكي‪ ,‬فتعمل هذه األداة على تقليص‬
‫حجم القروض في باقي االقتصاد‪ ,‬وعلى رفع تكلفة الواردات ‪.‬‬
‫وحتى وإن ارتفعت هذه الودائع المشروطة مسبقا من أجل االستيراد‪ ,‬فإنها تمكن من‬
‫التوصل إلى تقليص حجم الكتلة النقدية‪ ,‬وبالتالي تتسبب االستحقاقات الالحقة للودائع المخصصة‬
‫لالستيراد في التوسع النقدي ‪.‬‬
‫‪ /3‬الرقابة على شروط البيع بالتقسيط ‪:‬‬
‫يؤدي نظام البيع بالتقسيط إلى زيادة االستهالك بصفة عامة‪ ,‬لحصول كل فرد على السلع‬
‫التي يرغبون فيها‪ ,‬لكن البنك المركزي يتدخل لوضع شروط منح هذا االئتمان أو ما يسمى‬
‫باالئتمان االستهالكي‪ ,‬حيث أن المستهلك يدفع نسبة يحددها البنك المركزي من قيمة السلعة‪,‬‬
‫والباقي يكون على‬
‫شكل دفعات لمدة معينة‪ ,‬ففي حالة االنتعاش فإن البنك المركزي يقوم برفع النسبة أو بتقصير مدة‬
‫التقسيط‪ ,‬أي تقييد االئتمان وفي الحالة العكسية أي الكساد فإنه يقوم بتسيير شروط البيع وذلك‬
‫بتخفيض الجزء المدفوع من سلعة لحد أدنى وإطالة مدة التقسيط(‪.)1‬‬

‫‪ ‬االختيار بين األدوات المباشرة وغير المباشرة‬


‫في أواخر السبعينات‪ ,‬بدأت البلدان الصناعية تتجه صوب االعتماد التام على األدوات غير‬
‫المباشرة مثل عمليات السوق المفتوحة‪ ,‬وتسهيالت إعادة الخصم‪ ,‬واشتراطات االحتياطي‪ ,‬وقد‬
‫حذا حذوها كثير من االقتصادات التي تمر بمرحلة انتقال‪ ,‬فاألدوات غير المباشرة أصبحت أكثر‬
‫فعالية من األدوات المباشرة في البيئة االقتصادية الراهنة التي تزداد انفتاحا ً(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬

‫(‪ )2‬وليام ألكسندر وأخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14.‬‬


‫إن لألساليب المباشرة للرقابة على النقد مميزاتها الخاصة فهي سهلة التنفيذ والتفسير‪,‬‬
‫فضال ً عن أن تكاليفها المالية المباشرة منخفضة‪ ,‬وتستعملها خاصة بعض الحكومات لتوجيه‬
‫االئتمان نحو أهداف معينة‪.‬‬

‫كما أن لهذه األساليب المباشرة عيوب أهمها ‪ :‬عدم اإلنصاف في توزيع الموارد‬
‫وتخصيصها غير الكفء‪ ,‬فتعمل سياسة السقوف االئتمانية على حجم توزيع االئتمان والحد من‬
‫المنافسة واضعاف الوساطة المالية‪.‬‬

‫بالمقابل فإن األدوات غير المباشرة تشجع الوساطة المالية عن طريق القطاع المالي‬
‫الرسمي وتمييزها بالمرونة مما تسمح للسلطات النقدية من تنفيذ سياساتها وخاصة ما تتميز به من‬
‫استجابة سريعة للصدمات والتصحيح المباشر الخطاء السياسة النقدية‪.‬‬

‫واالنتقال من استخدام أدوات مباشرة إلى استخدام أدوات غير مباشرة هو عملية ال يمكن‬
‫تصورها سهلة في الدول المتخلفة مقارنة بالدول المتقدمة التي جرى فيها التحول إلى استعمال‬
‫أدوات غير مباشرة بصفة تدريجيةً وهذا لعدم وجود اختالالت اقتصادية في هذه الدول‪.‬‬

‫إال أن تبني أدوات السياسة النقدية غير المباشرة ال يمكن أن ينجح إذا لم ترافقه إصالحات‬
‫شاملة لكل االختالالات االقتصادية وأهم الشروط الواجبة توفرها في عملية االنتقال هي (‪: )1‬‬

‫‪ -‬عزل السياسة النقدية عن الضغوطات الناتجة عن االحتياطات المالية للدولة وذلك بتجنب‬
‫لجوء هذه األخيرة إلى التمويل النقدي لعجز الميزانية والعمل على دعم استقاللية البنك‬
‫المركزي؛‬
‫‪ -‬تقوية األسواق النقدية و األسواق فيما بين البنوك و تحقيق التكامل بينها بطريقة أفضل‪,‬‬
‫الن األدوات غير المباشرة تصبح اكثر فعالية إذا ما استجابت أسواق النقد بسرعة‬
‫إلجراءات البنك المركزي ‪,‬وهذا ما يحفز البنك المركزي على تطوير البيئة األساسية‬
‫للسوق النقدية ‪ -‬اإلطار التنظيمي والقانوني ‪ -‬؛‬
‫إعادة هيكلة النظام البنكي من أجل إنشاء بنوك قوية وتدعيم المنافسة وذلك بتسوية وسائل‬
‫القروض غير المنتجة والبنوك التي تواجهها صعوبات كما يمكن أن تساهم خصخصة بنوك الدولة‬
‫في تنفيذ إعادة الهيكلة ؛‬
‫‪ -‬دعم الوسائل التقنية الواجب توفيرها للبنوك المركزية لتحديد العرض والطلب على النقود‬
‫وتقدير أثر األدوات غير المباشرة للسياسة النقدية على إجمالي االئتمان والنقد وذلك بتوفير‬
‫بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب تخص تطورات القطاع المالي‪.‬‬

‫وعليه فاالختيار بين أدوات السياسة النقدية المباشرة وغير المباشرة يتوقف على‬
‫الخصائص االقتصادية للبالد والتوقيت المناسب لالستخدام هذه األدوات‪ ,‬ففي حالة اإلصالحات‬
‫المؤسسية التي ال يحتمل تنفيذها وجه السرعة فإن استخدام األدوات غير المباشرة قد يكون سابقا ً‬
‫ألوانه‪ ,‬في حين هذه األخيرة تكون ضرورية عندما تصبح األدوات المباشرة غير فعالة بسبب‬
‫تكلفتها الكبيرة‪ ,‬ولهذا ينصح البعض باستعمال األداتين معا ً ألحداث استقرار أكثر في النتائج‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السياسة النقدية في عالج التضخم واالنكماش‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬السياسة النقدية والتضخم‬
‫تعريف التضخم ‪:‬للتضخم تعار يف متعددة ‪،‬فهناك من يعرفه على اساس كمي ‪،‬و هناك من‬
‫يعرفه على لساس الدخل و االنفاق كما ان هناك من يعرفه على اساس العرض و الطلب ‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف المبني على النظرية الكمية يرى ان التضخم يعني ‪:‬كل زيادة في كمية‬
‫النقد المتداول تؤدي الى زيادة في المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف المبني على نظرية الدخل و االنفاق يرى ان التضخم هو الزيادة في‬
‫معدل االنفاق و الدخل ‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف المبني عل نظرية العرض و الطلب يرى ان التضخم عبارة عن ‪ :‬زيادة‬
‫الطلب على العرض تؤدي الى ارتفاع االسعار‪.‬‬
‫و بالتالي التعريف العام للتضخم‪:‬هو االرتفاع العام و المتواصل للمستوى العام لألسعار‬
‫المحلية مقارنة باألسعار العالمية‪.‬‬
‫وكدا يتمثل في المظهر العام للتضخم في االنخفاض المستمر للقيمة الحقيقية للوحدة النقدية‬
‫هده القيمة التي تقاس بالمتوسط العام لمختلف السلع و الخدمات الممكن شراؤها بهده‬
‫‪1‬‬
‫الوحدات من النقد‪.‬‬
‫المطلب االول‪:‬السياسة النقدية في معالجة التضخم‬
‫تتضمن وسائل السياسة النقدية السيطرة على عرض النقود بواسطة البنك المركزي ‪،‬و‬
‫يهدف باستخدامه لهده الوسائل الى تقليل عر ض النقود لغرض المضاربة ‪،‬و بالتالي رفع‬

‫‪ 1‬ا‪-‬مفيد عبد الالوي ‪،‬االقتصاد النقدي والسياسة النقدية ‪،‬مطبعة مزوار‪،2007،‬ص‪87،88‬‬


‫تكاليف القروض الممنوحة من قبل الجهاز المصرفي ‪،‬هدا ما جعل االفراد يقللون من‬
‫رغبتهم في االقتراض من اجل شراء و تخزين السلع الضرورية التي تعاني من قلة العرض‬
‫و يعتمد البنك المركزي على مجموعة من االدوات الكمية و النوعية و االدوات المساعدة ‪،‬‬
‫سياسة السوق المفتوحة وسعر اعادة الخصم و نسبة االحتياطي النقدي القانوني وغيرهم‬
‫من ادوات السياسة النقدية و التي تطرفنا و تتضمن وسائل السياسة النقدية السيطرة على‬
‫عرض النقود بواسطة البنك المركزي ‪ .‬و يستهدف استخدام وسائل السياسة النقدية المختلفة‬
‫تقليل عرض النقود لغرض المضاربة ‪،‬و بالتالي رفع تكاليف القروض الممنوحة من قبل‬
‫الجهاز المصرفي ‪،‬مما يقلل من رغبة االفراد في االقتراض من اجل شراء و خزين السلع‬
‫الضرور ة التي تعاني من قلة العرض ‪...‬وتعتبر عمليات السوق المفتوحة من المسائل‬
‫المهمة التي يستعمله البنك المركزي لتقليص حجم االئتمان و دلك عن طريق تدخل البنك‬
‫المركزي في السوق المالية و بيع كميات كبيرة من االوراق المالية الى الجمهور و البنوك‬
‫التجارة مما يؤدي الى تقليص حجم االرصدة النقدية‪،‬فتضعف قدرة البنوك التجارية عن منح‬
‫القروض ‪.‬و بشكل غير مباشر يؤدي قيام البنك المركزي ببيع كميات كبيرة من االوراق‬
‫المالية الى ارتفاع اسعار الفائدة نتيجة تخفيض عرض النقود ‪.‬و على افتراض ان االستثمار‬
‫دالة مرنة في سعر الفائدة ‪،‬فان ارتفاع سعر الفائدة سيؤدي الى تقليص حجم االستثمارات‬
‫‪،‬مما يساعد على التقليل من حدة الضغط التضخمي في االقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫ويستطيع البنك المركزي استخدام وسيلته النقدية الثانية المعروفة باسم سعر الخصم من اجل‬
‫السيطرة على التضخم‪.‬و سعر الخصم عبارة عن السعر الذي يفرضه البنك المركزي على‬
‫القرض التي يمكن ان تحصل عليها البنوك التجارية لقاء اعادة خصم االوراق التجارية لدى‬
‫البنك المركزي ‪.‬و عن طريق رفع سعر الخصم يتقلص حجم االئتمان المصرفي و تتوجه‬
‫سياسة البنك المركزي نحو السيطرة على القوى التضخمية داخل االقتصاد ‪،‬اد يؤدي رفع‬
‫السعر الخصم الى تقليل رغبة البنوك التجارية في االقتراض نظرا الرتفاع تكاليف‬
‫االقتراض وبعبارة اخرى ‪ ،‬عندما يكون عرض االئتمان اكبر من العرض الكلي للسلع ‪،‬‬
‫فان دلك يؤدي الى ارتفاع االسعار‪.‬و في هده الحالة يتدخل البنك المركزي فيرفع من سعر‬
‫الخصم ‪،‬مما يضطر البنوك التجارية الى اعادة النظر في سياستها االقراضية وتغير شروط‬
‫االئتمان ‪.‬‬

‫ويستطيع البنك المركزي رفع نسبة االحتياطي القانوني فيقل الرصيد النقدي المحتفظ به لدى‬
‫البنوك التجارية ‪،‬مما يؤدي الى تقليص قدرة البنوك التجارية على منح االئتمان ‪.‬‬
‫واظافة الى هده الوسائل النقدية غير المباشرة تتوفر لدى البنك المركزي وسائل مباشرة‬
‫يمكن ان يفرضها على البنوك التجارية ‪.‬فقد يصدر تعليماته الى لبنوك التجارية بخصوص‬
‫تحديد مقدار القروض التي يمكن ان يحصل عليها العميل من البنك التجاري لتمويل‬
‫مشترياته من سلع معينة ‪.‬‬
‫أال ان هناك صعوبات تعتري استخدام وسائل السياسة النقدية نذكر منها‪"1":‬ادا قامت‬
‫الحكومة بتقليص حجم الكتلة النقدية قبل بلوغ االقتصاد حالة االستخدام التام ‪،‬فان دلك‬
‫سيؤدي الى ارتفاع سعر الفائدة ‪،‬ثم انخفاض حجم الطلب االستثماري ‪،‬و انخفاض مستوى‬
‫الدخل ‪،‬و ما يترتب عليه من انخفاض في الطلب الكلي ‪.‬و يترتب على هده الحالة انخفاض‬
‫حجم االنتاج ال يؤدي الى تخفيض المستوى العام لألسعار ‪ .‬وفي هده الحالة سيتحمل‬
‫المجتمع تكلفة كبيرة تتمثل في عدم تخفي معدالت البطالة من اجل الحفاظ على االستقرار‬
‫مستوى االسعار ‪"2".‬ان ارتفاع سعر الفائدة سيؤدي الى ارتفاع قيمة القروض التي يمكن ان‬
‫تحصل عليها الحكومة من الجمهور ‪،‬مما يطرح مشكالت جديدة امام الحكومة ‪"3".‬ان‬
‫انخفاض اسعار االوراق المالية {السندات}نتيجة ارتفاع اسعار الفائدة سيعرض اصحابها الى‬
‫الخسارة ‪ ،‬مما سيثير سخطهم على السياسة النقدية ‪"4".‬عادة يؤدي االرتفاع اسعار الفائدة‬
‫الى تخفيض االنفاق االستثماري بدرجة اكبر من تأثير باقي بنود الطلب الكلي االخرى‬
‫‪،‬وما يترتب عليه من ابطاء في معدل النمو االقتصادي ‪"5".‬وقد تسمح السلطات النقدية‬
‫باستمرار ارتفاع االسار حتى بلوغ االقتصاد مستوى االستخدام التام ‪،‬ثم تتدخل الحكومة‬
‫للسيطرة على مستوى االسعار و منع ارتفاعها ‪ ،‬إال انه في هده الحالة ستواجه السلطات‬
‫‪1‬‬
‫النقدية مشكلة تحديد او معرفة حجم االستخدام التام ‪،‬وهو امر شاق جدا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬السياسة النقدية وعالج االنكماشية‪:‬‬

‫يعد االنكماش ‪déflation‬الحالة العكسية للتضخم "‪."1‬ويقصد به نقص كمية النقود المتداولة بالنسبة‬
‫لكمية المبادالت مع تدهور االسعار ‪ .‬وبتعبير اخر ‪،‬يتم تعقيم دور النقود في النشاط االقتصادي ‪،‬و‬
‫امتصاص الزيادة في الرصيد النقدي ‪،‬و التقييد من االفاق "الحكومي ـ الخاص ـ االستثماري "‪.‬وحصر‬
‫النشاط الحكومي و نشاط المشروعات و حجم االئتمان ‪،‬ومن ثم يقل النشاط االنتاجي ‪،‬وتتجمد معدالت‬
‫النمو ‪،‬وعود االسعار الى حلتها االولى ‪.‬‬

‫وعلى عكس التضخم تنخفض االسعار وتزداد البطالة و يتحقق فائض في ميزان المدفوعات "‪."2‬و‬
‫االنكماش بدلك حالة من االختالل في البناء االقتصادي والنقدي‪.‬ون ثم ال يتصور ان يتم اصالح النظام‬
‫النقدي عن طريق اختالل اخر ‪.‬فالتضخم و االنكماش سوف يؤديان الى سوء استخدام النقود ‪،‬وخروجها‬
‫عن وظائفها االصلية ‪،‬وتدهور النظام النقدي ‪.‬‬

‫و لتوضيح دلك ‪:‬في التضخم تفقد النقود وظيفتها كمخزن للقيمة ‪،‬و تنشط وظيفتها كوسيط للمبادلة ‪.‬وفي‬
‫االنكماش ‪،‬حيث توافر قدر ضئيل من ادوات الدفع ال يتناسب مع حجم التداول ‪،‬تفقد النقود وظيفتها‬
‫كوسيط للمبادلة و تتجه بقوة نحو وظيفتها كمخزن للقيمة ‪.‬اد يفضل االفراد و المشروعات اكتناز النقود‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد الموسوى‪،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الفكر الجزائر‪،1993،‬ص‪232،233،234‬‬


‫وعدم استخدامها في النشاط االستهالكي او االستثماري ‪،‬وتقتل حركة المدفوعات وتبطئ دور التبادل‬
‫"سلع ـ نقود"‪.‬و ينكمش الجهاز المصرفي ‪،‬ويتناقص حجم االئتمان‪،‬و التمويل‪.‬‬

‫اضف الى دلك ان االنكماش سيؤدي الى اختالل في جهاز االثمان ‪،‬حيث تنخفض اسعار السلع ولكن‬
‫بطريقة غير متوازنة ومتفاوتة حسب االهمية النسبية للسلع والخدمات ‪.‬فهناك بعض السلع تحقق معدالت‬
‫انخفاض كبيرة في اسعارها ‪،‬وسلع اخرى تخفض اسعارها بنسبة اقل وبدلك تختل معدالت المبادلة بين‬
‫هده السلع ‪.‬وتتم عملية تخفيض الموارد بطريقة بعيدة عن الرشادة االقتصادية ‪.‬كما ان اثار االنكماش‬
‫ستنال من دخول عناصر االنتاج ‪،‬حيث تنخفض اجور العمال بنسب اكبر من انخفاض اسعار السلع‬
‫االستهالكية وتزداد البطالة ‪،‬ويقل الطلب على السلع ‪،‬فينخفض االنتاج و ينعدم النمو‪.‬‬

‫ويؤكد التاريخ االقتصادي على عدم نجاح السياسة االنكماشية في التصدي لظاهرة التضخم ‪.‬فكل‬
‫االجراءات التي تتخذها السلطات النقدية تقابلها دائما ردود فعل عنيفة و مضادة القوة االجتماعية العالمية‬
‫‪1‬‬
‫ومن المشروعات ‪ .‬بحيث ان هده االجراءات تتحول عن هدفها وتؤدي الى زيادة االنفاق بدال من تقييده‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫د‪-‬سوزي عربي ناثر‪ ،‬مقدمة في االقتصاد النقدي والمصرفي‪،2007،‬ص‪152،153‬‬ ‫‪1‬‬

You might also like