Professional Documents
Culture Documents
تعين العوملة اإلقتصادية تدفق رؤوس األموال عرب احلدود والتوسع املستمر واملتزايد حلدود األسواق املتبادلة بني الدول ،وتشري إىل
الرتابط اإلقتصادي املتزايد بني دول العامل ،نتيجة حلركة السلع واخلدمات عرب حدود الدول ،وتعترب األمهية املتزايدة للمعلومات اليت ختص
النشاطات اإلنتاجية من أهم القوى الدافعة للعوملة األقتصادية ،باإلضافة إىل سرعة تطوير العلوم والتكنولوجيا يف األسواق اليت تستخدم
تلك األنظمة واليت سامهت يف إنتشار اقتصاد ذلك البلد اىل مجيع أحناء العامل ،واستخدام هذه املعلومات اإلقتصادية العابرة للحدود يف
تطوير الصناعات يف كل مصانع العامل ومن أسباب أنتشار العوملة االقتصادية أيضًا هو تطور وسائل النقل حيث أخنفضت تكاليف شحن
البضائع ونقلها ملختلف دول العامل ،مما فتح جماالت جديدة لتسويق منتجات الدول خارج حدودها ،وميكن إعتبار اإلنتاج العاملي كذلك
من أشكال العوملة اإلقتصادية ،فعلى سبيل املثال يتم إنتاج أجزاء سيارة ما يف مخس دول أو أكثر وجتميعها معًا .وميكن تعريفها كذلك
بأهنا ترابط عميق وتفاعل بني األقتصادات عن طريق البنوك الدولية والشركات متعددة اجلنسيات مع إزدياد دور البنك الدويل وصندوق
النقد الدويل ،ويتم هذا الرتابط من خالل األنتاج الدويل والتجارة والصفقات املالية وغريها
صندوق النقد الدويل
هو مؤسسة مالية دولية مقّر ها العاصمة األمريكية واشنطن ،ويتألف أعضاؤها من 190دولة .األهداف املعلنة من صندوق النقد
الدويل هي «العمل على رعاية التعاون النقدي الدويل ،واحلفاظ على االستقرار املايل ،وتسهيل التجارة الدولية ،واحلّث على رفع
معدالت التوظيف والنمو االقتصادي املستدام ،وتقليص الفقر يف خمتلف أحناء العامل» .تأسس صندوق النقد الدويل يف عام ،1944وبدأ
عمله يف 27ديسمرب عام 1945يف مؤمتر بريتون وودز انطالًقا من أفكار االقتصادّينَي هاري ديكسرت وايت وجون مينارد كينز ،مث بدأ
الوجود الرمسي لصندوق النقد الدويل يف عام 1956عندما شاركت 29دولة يف تأسيسه هبدف إعادة هيكلة النظام املايل الدويل.
يلعب صندوق النقد دوًر ا مركزًيا اليوم يف إدارة مشكالت ميزان املدفوعات واألزمات املالية العاملية .تساهم الدول يف متويل احتياطات
الصندوق عرب نظام احلصص الذي يسمح للدول باقرتاض املال عندما تواجه مشكالت يف ميزان املدفوعات .يف عام ،2016كان لدى
صندوق النقد الدويل حقوق سحٍب خاصة بقيمة 477مليار (ما يعادل 667مليار دوالر أمريكي) يعمل صندوق النقد الدويل على
حتسني جودة اقتصادات الدول األعضاء عرب التمويل النقدي والنشاطات األخرى مثل مجع اإلحصائيات والتحليالت ومراقبة اقتصادات
تلك الدول ،ومطالبتها بتطبيق بعض السياسات .أهداف املنظمة ُموّض حة يف بنود االتفاقية ،وهي :حتفيز التعاون النقدي الدويل والتجارة
الدولية ،واحلفاظ على معدالت التوظيف املرتفعة واستقرار سعر الصرف ،وحتفيز النمو االقتصادي ،وإتاحة املوارد للدول األعضاء يف
أوقات األزمات املالية .يأيت متويل صندوق النقد الدويل من مصدرين رئيسني :احلصص والقروض
البنك الدويل
هو أحد الوكاالت املتخصصة يف األمم املتحدة اليت تعىن بالتنمية .وقد بدأ نشاطه باملساعدة يف إعمار أوروبا بعد احلرب العاملية الثانية
وهي الفكرة اليت تبلورت خالل احلرب العاملية الثانية يف «بريتون وودز» بوالية نيو هامبشري األمريكية ،ويعد اإلعمار يف أعقاب
النزاعات موضع تركيز عام لنشاط البنك نظرا إىل الكوارث الطبيعية والطوارئ اإلنسانية ،واحتياجات إعادة التأهيل الالحقة للنزاعات
واليت تؤثر على االقتصاديات النامية واليت يف مرحلة حتول ،ولكن البنك اليوم زاد من تركيزه على ختفيف حدة الفقر كهدف موسع
جلميع أعماله .ويركز جهوده على حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية اليت متت املوافقة عليها من جانب أعضاء األمم املتحدة عام ،2000
واليت تستهدف حتقيق ختفيف مستدام حلدة الفقر.
جمموعة البنك الدويل هي جمموعة مؤلفة من مخس منظمات عاملية ،مسؤولة عن متويل البلدان بغرض التطوير وتقليل إنفاقه ،باإلضافة إىل
تشجيع ومحاية االستثمار العاملي .وقد أنشئ مع صندوق النقد الدويل حسب مقررات مؤمتر بريتون وودز ،ويشار هلما معا كمؤسسات
بريتون وودز .وقد بدأ يف ممارسة أعماله يف 27يناير .1946رئيس احلايل هو أجاي بانغا
اتفق على إنشائه مع صندوق النقد الدويل يف املؤمتر الذي دعت إليه هيئة األمم املتحدة يف بريتون وودز بالواليات املتحدة األمريكية يف
يوليو/متوز ،1944وقد حضر املؤمتر 44دولة .بدأ البنك أعماله يف يونيو/حزيران .1946ويعمل يف مقر البنك الدويل يف واشنطن
مثانية آالف موظف وحوايل ألفني يف العمل امليداين.
يبلغ عدد الدول األعضاء يف البنك الدويل 189دولة تصب مصاحلها وآراؤها يف جملس احملافظني وجملس اإلدارة ومقره
واشنطن .ولكي تصبح أي دولة عضوا يف البنك الدويل لإلنشاء والتعمري جيب أن تنضم أوال إىل صندوق النقد الدويل ومؤسسة التنمية
الدولية ومؤسسة التمويل الدويل وهيئة ضمان االستثمار املتعدد األطراف.
اهلدف العام من البنك هو تشجيع استثمار رؤوس األموال بغرض تعمري وتنمية الدول املنضمة إليه واليت حتتاج ملساعدته يف
إنشاء مشروعات ضخمة تكلف كثريا وتساعد يف األجل الطويل على تنمية اقتصاد الدولة وبذلك تستطيع أن تواجه العجز الدائم يف
ميزان مدفوعاهتا .ومساعدة البنك تكون إما بإقراضه الدول من أمواله اخلاصة ،أو بإصدار سندات قروض لالكتتاب الدويل.
وتقدم كل دولة عضو يف البنك من اشرتاكها احملدد يف رأس مال البنك ذهبا أو دوالرات أمريكية ما يعادل %18من عملتها اخلاصة،
والباقي يظل يف الدولة نفسه
يرى بعض املفكرين واالقتصاديني الغربيني مثل :جوزيف ناي ،وجون دوناهيو ،واالقتصاديني العرب مثل :عبد املنعم السيد علي
وعمرو حمي الدين ،والعلماء املسلمني مثل :وهبة الزحيلي ،وعبد الكرمي بكار أن من أدوات العوملة االقتصادية اليت حتقق هبا أهدافها ما
يلي:
وقد قسم الباحثين و المفكرين االقتصاديني نشأة مصطلح العولمة وتطورها إلى ثالث مراحل تاريخية متتابعة على النحو التالي
ثانيا :نشأة العولمة نما هي العولمة ليست ظاهرة جديدة أو وليدة القرن العشرين وعقوده األخرية بالذات ،ظاهرة قديمة ال يقل عمرها حسب
العديد من الباحثين عن خمسة قرون ،ويعتبر الكثيرين أن تاريخ العولمة يبدأ باجتياح اإلسبان األندلس ،واكتشاف قارتي أمريكا أستراليا ،وبعدها
جاءت الثورة الصناعية ) ،(2فارتقى الغرب بها خطوات سريعة ،وبنى قاعدة عمالقة وقوية لالقتصاد معتمدة في ذلك على الشركات التجارية ذات
أساطيل برية وبحرية ،فالعولمة ليست نما هي امتداد للنظام ال أرسمالي أي تطور ال أرسمالية ) ظاهرة جديدة وا ،(3وقد تبلورت في أوضح
صورها في فترة انتهاء الحرب الباردة بين االحتاد السوفياتي والواليات المتحدة األمريكية وتفكك دول المنظومة االشرتاكية و ما عقب ذلك من
انفراد الواليات المتحدة األمريكية بقيادة العالم كقطب وحيد في اجملاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية .وبعبارة أخرى أن مقتضيات تطور
الرأسمالية قد توجب تشكيالت اقتصادية ترتب عليها في احدى مراحلها تكوينات قومية لحماية التركز الرأسمالي وتطور معدالت نمو ،وتأخذ هذه
التكوينات بعدها الزمني وفقا لمدى قدرة النظام الرأسمالي على التعامل مع هذه التكوينات بإحدى أدوات تطوره (4).وقد قسم الباحثين و
المفكرين االقتصاديني نشأة مصطلح العولمة وتطورها إلى ثالث مراحل تاريخية متتابعة على النحو التالي1. :
المرحلة األوىل :مرحلة التعليم
.وهي المرحلة التي تكون فيها العولمة مجال المراجعة واالختبار والتقييم ،فمرحلة تكوين مفهوم العولمة تمتد جذورها إلى عصر الفراعنة لذلك
فتطور مفهوم العولمة يختلط بكل من مفهوم التبادال التجاري والمنافع والغزو العسكري والهيمنة السياسية ،لقائد تاريخي
من أجل تكوين امبراطورية مترامية األطراف بأهداف اقتصادية وسياسية وجغرافية ،وكذلك الفتوحات اإلغريقية والرومانية والساملية2. .
المرحلة الثانية :مرحلة ميالد
العولمة كمصطلح .يرتبط مصطلح العولمة بحدث انتهاء عمل الجات )) GATTوبدء تبلور عمل منظمة التجارة الدولية)) OMCوممارسة
انشطتها في إزالة كافة الحواجز والقيود بين دول العالم وتنمية وتدعيم انتقال السلع والخدمات والمعلومات وتعظيم حرية خروج ودخول رؤوس
األموال .وتعتقد زمرة من االقتصاديني أن العولمة ليست أمرا بدعا في المجال االقتصادي ألن هناك عولمتين قديمة و حديثة ،ظهرت األوىل مع الثورة
الصناعية في القرن الثامن عشر ،واستطاعت تنفيذا لخطتها أن تزيد من انتاج السلع زيادة كبيرة كما مكنتها من الحصول على المواد الخام بأسعار
جد منخفضة ،وهذا ما يفسر اندماج الدول الفقيرة المستعمرة في االقتصاديات الدول الصناعية3. (6).
المرحلة الثالثة :مرحلة النمو والتطور
.وهي مرحلة تتسم بالتداخل والتشابك الواضح ألمور االقتصاد وأمور السياسة والثقافة واالجتماع ،وأن تصبح المصالح متداخلة ومتفاعلة والعوالم
مفتوحة دون وجود للحدود السياسية بين الدول ودون فواصل زمنية وجغرافية ،ومن تم فقد ظهر إلى الو جود كيان كوني جديد ،كيان انتماءاته
جديدة ،وقواعد التفاعل معه جديدة وآلياته جديدة قائمة على الدمج والتكامل والحيازة وابتاع اآلخرين والسيطرة عليهم ،والتحكم فيهم
وتوجيههم7).
( ثالثا :مفهوم العولمة.
ليس هناك تعريف جامع ومانع للعولمة وهو مصطلح غامض في أذهان الكثير ،ويرجع سبب ذلك أنها ليست مصطلحا لغويا قاموسا جامدا يسهل
تفسيرها بشرح املدلوالت اللغوية المتصلة ،بل هي مفهوم شمولي يذهب عميقا في جميع االجتاهات لتوصيف حركة التغيير المتواصلة ،ويمكننا
إجمالها في أربعة مفاهيم :ظاهرة اقتصادية ،وهيمنة القيم األمريكية ،وثورة تكنولوجيا واجتماعية ،وحقبة تاريخية).
ظاهرة اقتصادية
:إن العولمة في معناها اللغوي تعني تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله) (9فهي إذن "زيادة درجة االرتباط التبادل بين المجتمعات
اإلنسانية من خالل عمليات انتقال السلع ورؤوس األموال و تقنيات اإلنتاج واألشخاص والمعلومات
وعرفها الباحث االجتماعي اإلجنليزي أنتوني جينز بأنها" مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداثة ،تتكثف فيها العالقات االجتماعية على الصعيد
العالمي حيث يحدث تالحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج ،ويتم فيها ربط المحلي والعالمي بروابط إنسانية" ).اقتصادية وثقافية وسياسية
وا (11وعرفت من قبل اللجنة األوربية "بأنها العملية التي عن طريقها تصبح األسواق واإلنتاج في الدول المختلفة تعتمد كل منها على اآلخر
بشكل متزايد بسبب ديناميكيات التجارة في السلع والخدمات وتدفق رأس المال والتكنولوجيا (12)".وحسب تقديرات بعض الباحثين بأن العولمة
ظاهرة سوف تؤدي إلى الكفاءة االقتصادية االستخدام الموارد من خالل اقتراب االقتصاديات من بعضها البعض واتصالها بنظام السوق ،وأن
متضمنات اتفاقية الجات"" Gattومعاهدة "أوروغواي" وحصيلتها "منظمة التجارة العالمية"((OMCستؤدي إلى إلغاء القيود غير االقتصادية على
التجارة الخارجية ،والتي تشجع مصلحتها النهائية استخدام الموارد في ظل "فرصة التكاليف البديلة"2- (13).
هيمنة القيم األمريكية
.هذا التعبير لمفكر األمريكي الياباني األصل "توكو ياما" والذي أعتبر فيه سقوط االحتاد انهيار الك السوفياتي وا تلة االشرتاكية انتصارا حاسما
للرأسمالية على الشيوعية ،ويرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة اإليدلوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين
االتحاد السوفياتي والواليات المتحدة األمريكية وهي الحقبة التي تم فيها التركيز على نمو القدرات التكنولوجية األمريكية ،وعلى تفوق المؤسسات
والنظم على الطريقة األمريكية ،ووفق هذه الرؤية تكون العولمة ظاهرة جيدة وتمثل تقدم في التاريخ ألنها ترمز إلى انتصار ظواهر التحدث وسيادة
الديمقراطية كنظام سياسي3- (14).
ثورة تكنولوجية وسياسية.
يرى البعض أن العولمة ثورة تكنولوجية واجتماعية ،فهي شكل جديد من أشكال النشاط يتم فيه االنتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى
مفهوم ما بعد المجتمع الصناعي .وهذا التحول تقوده نخبة تكنولوجية صناعية تسعى إلى دعم السوق العالمية الواحدة بتطبيق سياسات مالية
وائتمانية وتكنولوجية واقتصادية شتى (15).فالعولمة إذن هي "صبغ العالم بصبغة واحدة في أي مجال من اجملاالت ،بمعنى أن يتقارب البشر
وتذوب بينهم الفوارق في الفكر واللغة والمعتقدات وفي أشكال األزياء وصور التبادل التجاري والصناعي ،فهي التوحد في كل شيء بحيث تذوب
كل الفواصل والحواجز
حقبة تاريخية.
العولمة من وجهة نظر أصحاب هذا الرأي هي المرحلة التي تعقب الحرب الباردة من الناحية التاريخية ،فالعولمة هي حقبة تاريخية زمنية تشير إلى
مختلف التحوالت والتغيرات التي طرأت على النسق الدولي ككل ،مشكلة بذلك ظاهرة أثرت في الميادين االقتصادية والسياسية واالجتماعية وفي
غيرها من المواضيع ذات الصلة في جميع أنحاء العالم .فالعولمة في صورتها الحالية ظاهرة تفرض تأثيرها على التاريخ اإلنساين كله ،تفرضه بقسوة
على ماضيه وحاضره و مستقبله ،كما أنه تفرضه كحتمية تاريخية قاهرة ،ومن تم فإن النظرة عادتها إلى حيث كانت يكون أم ار إليها على أنها حالة
عابرة أو فكرة طارئة يمكن طيها وا هزليا .لقد أثارت العولمة وأطروحاتها الكثير من الجدل والتخالف في الرؤية ،وفي الطرح ،وفي مدلوالت الفهم
والتحليل ،وما أفرزته من نتائج حتى األن ،وردود الفعل ما بين التأييد والرفض و ما بين المدح والذم ،وما بين اإلجياب والسلب وما بين الترحيب
والكراهية
– تعريف العولمة أ -العولمة حسب صندوق النقد الدولي ) " )Fund Monetary Internationalالعولمة تعني تزايد االعتماد
االقتصادي المتبادل بين دول العالم ،لوسائل عدة منها زيادة حجم وتنوع معامالت السلع والخدمات عبر الحدود والتدفقات الرأسمالية الدولية،
وكدلك سرعة ومدى انتشار 3التكنولوجيا