You are on page 1of 7

‫‪www.elbassair.

net‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية العولمة المالية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم العولمة المالية‬

‫تعددت التعاريف للعولمة بصورة عامة فهي تعرف بأنها الناتج األساسي لعملية التحرير المالي و التحول إلى ما‬

‫يسمى باالنفتاح المالي مما أدى إلى تكامل وارتباط األسواق المالية المحلية بالعالم الخارجي من خالل إلغاء القيود‬

‫على حرك ة رؤوس األم وال ومن ثم أخ ذت تت دفق ع بر الح دود لتص ب في أس واق الم ال العالمي ة بحيث أص بحت‬
‫‪1‬‬
‫أسواق رأس المال أكثر ارتباطا وتكامال‪.‬‬

‫وتمثل في وجهة نظر " ‪ " harris‬االهتمام بصفة عامة بزيادة تدويل اإلنتاج و التوزيع و التسويق للسلع و‬

‫الخدمات ‪ ،‬كما تمثل في التطورات التي لها تأثير عميق على موضوع االقتصاد ككل و االقتصاد الدولي بشكل‬

‫خاص ‪.‬أما االقتصادي "‪ " Alonso‬فيرى بأنها الزيادة في التجارة الدولية و الروابط المالية التي دعمها التحرير‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادي و التغيرات التكنولوجيا‪.‬‬

‫و بالتالي تعتبر العولمة المالية هي الناتج األساسي لعمليات التحرر المالي و التحول إلى ما يسمى باالنفتاح المالي‬

‫مما أدى إلى تكامل و ترابط األسواق المالية المحلية بالعالم الخارجي من خالل إلغاء القيود على حركة رؤوس‬

‫األموال و من ثم أخذت تتدفق عبر الحدود لتصب في أسواق المال العالمية بحيث أصبحت أسواق رأس المال‬

‫أكثر ارتباطا و تكامال‪.‬‬

‫ويمكن االستدالل عن العولمة المالية بمؤشرين هما ‪:‬‬

‫المؤشر األول ‪ :‬هو تطور حجم المعامالت عبر الحدود في األسهم والسندات في الدول الصناعية المتقدمة حيث‬

‫تش ير البيان ات إلى أن المع امالت الخارجي ة في األس هم والس ندات ك انت تمث ل أق ل من ‪ % 10‬من الن اتج المحلي‬
‫‪3‬‬
‫اإلجمالي‬

‫‪ – 1‬أ‪ .‬د عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬العولمة و اقتصاديات البنوك ‪ (،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،) 2003 ،‬ص ‪.33‬‬
‫– د‪ .‬مفتاح صالح ‪ ،‬العولمة المالية ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪،‬جوان ‪. 2002‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3 -3‬أ‪.‬د ساكر محمد العربي ‪ ،‬محاضرات في االقتصاد الكلي ‪ ،‬ص ‪. 193‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫في ه ذه ال دول في ع ام ‪ 1980‬بينم ا وص لت إلى م ا يزي د عن ‪ % 100‬في ك ل من الوالي ات المتح دة األمريكي ة‬

‫وألمانيا عام ‪ 1996‬وإ لى ما يزيد عن ‪ % 200‬في فرنسا وإ يطاليا وكندا في نفس العام‪.‬‬

‫المؤشر الثاني ‪ :‬هو تطور تداول النقد األجنبي على الصعيد العالمي ‪ ،‬فإن اإلحصاءات تشير إلى أن متوس ط حجم‬

‫التعام ل الي ومي في أس واق الص رف األجن بي ق د إرتفعت عن ‪ 200‬ملي ار دوالر أم يركي في منتص ف الثمانين ات‬

‫إلى حوالي ‪ 1.2‬ترليون دوالر عام‪. 1995‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه على الرغم من تزايد درجة تكامل األسواق المالية فإنها لم تصل بعد إلى درجة التكامل‬

‫في األسواق السلعية أي أن العولمة المالية ال زالت في درجة أقل من العولمة اإلنتاجية أو عولمة اإلنتاج‪.‬‬

‫من ناحي ة أخ رى نالح ظ أن ج وهر عولم ة األس واق المالي ة ه و تحري ر حس اب رأس الم ال ويقص د ب ذلك إلغ اء‬

‫الحض ر على المع امالت في حس اب رأس الم ال والحس ابات المالي ة لم يزان الم دفوعات وال تي تش مل المع امالت‬

‫المتعلقة بمختلف أشكال راس المال مثل الديون وأسهم المحافظ المالية واإلستثمار المباشر والعقاري والثروات‬

‫الشخصية وتحرير حساب رأس المال‪.‬‬

‫و تتضمن العولمة المالية تحرير للمعامالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المعامالت المتعلقة باإلستثمار في سوق األوراق المالية مثل األسهم والسندات‪.‬‬

‫المعامالت المتعلقة بأصول الثروة العقارية أي المعامالت الخاصة بشراء أو بيع العقارات التي تتم محليا‬ ‫‪-‬‬

‫بواسطة غير المقيمين أو شراء العقارات في الخارج بواسطة المقيمين‪.‬‬

‫المع امالت الخاص ة باإلئتم ان التج اري والم الي والض مانات والكف االت والتس هيالت المالي ة ال تي تش مل‬ ‫‪-‬‬

‫التدفقات للداخل و قروض و الودائع التي تمثل التدفقات في الخارج ‪.‬‬

‫المعامالت المتعلقة بتحركات رؤوس األموال الشخصية وتشمل المعامالت الخاصة بالودائع أو القروض‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫أو المنح أو الميراث أو تسوية الديون‪.‬‬

‫‪ – 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪4‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫المعامالت المتعلقة باإلستثمار األجنبي المباشر وهي تشمل التحرر من القيود المفروضة على اإلستثمار‬ ‫‪-‬‬

‫المباش ر ال وارد لل داخل أو المتج ه للخ ارج أو على تص فية اإلس تثمارات أو تح ويالت األرب اح ع بر‬
‫‪1‬‬
‫الحدود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مراحل العولمة ‪:‬‬

‫بدأت البذور األولى للعولم ة في الس تينات والسبعينات واتسعت في الثمانينات بحيث يمكن القول بأن العالم على‬

‫مشارف التسعينات كان قد أصبح قرية مالية واحدة ‪ .‬و قد مرت العولمة المالية بالمراحل التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة تدويل التمويل غير المباشر‪ :‬تميزت هذه المرحلة بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬سيطرة البنوك على تمويل االقتصاديات الوطنية ‪.‬‬

‫ظهور وتوسـع أسواق األورودوالر‪ ،‬بدءا من لنـدن ثم في بقية الدول األوروبيـة‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬انهي ار نظ ام الص رف الث ابت بس بب ع ودة المض اربة على العمالت القوي ة آن ذاك ( الجني ه اإلس ترليني‬

‫والدوالر)‪ ،‬وذلك مع نهاية عشرية الستينات‪.‬‬

‫اندماج البتر ودوالرات في االقتصاد العالمي بعد ارتفاع أسعار البترول وتجمع مبالغ ضخمة لدى الدول‬ ‫‪-‬‬

‫المص درة للب ترول ف اقت احتياجاته ا من التموي ل‪ ،‬فمثال س جلت دول الخليج الع ربي فائض ا مق داره ‪360‬‬

‫مليار دوالر خالل ثماني سنوات (‪ ،)1981-1974‬مما زاد في نسبة االدخار العالمي وظهور القروض‬

‫البنكية المشتركة‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار البنوك األمريكية في كافة أنحاء العالم‪.‬‬

‫ارتفاع العجز في موازين المدفوعات للدول المتقدمة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة التحرير المالي‪ :‬وتميزت بما يلي‪:‬‬

‫‪ – 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬


‫‪ -‬رايس مبروك ‪ ،‬العولمة المالية و إنعكاساتها على الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪،‬مذكرة ماجستير ‪،‬جامعة محمد‬ ‫‪2‬‬

‫خيضر بسكرة‪ ، 2004/2005،‬ص ‪. 34‬‬


‫‪5‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ -‬الم رور إلى مالي ة الس وق أو اقتص اد الس وق المالي ة‪ ،‬على غ رار اقتص اد الس وق‪ ،‬ص احب ذل ك رب ط األنظم ة‬

‫المالية والنقدية الوطنية ببعضها البعض وتحرير القطاع المالي‪.‬‬

‫‪ -‬رف ع الرقاب ة على حرك ة رؤوس األم وال من الوالي ات المتح دة وبريطاني ا و ب ذلك رفعت كاف ة الح وافز في‬

‫وجهه ا دخ وال و خروج ا‪ ،‬اعت برت ه ذه االج راءات خط وة لعملي ة انتش ار واس عة للتحري ر الم الي والنق دي على‬

‫المستوى المالي‪.‬‬

‫توس ع ص ناديق المعاش ات والص ناديق األخ رى المتخصص ة في جم ع االدخ ار‪ ،‬وهي ص ناديق تت وفر على‬ ‫‪-‬‬

‫أموال ضخمة‪.‬‬

‫توسيع وتعميق اإلبداعات المالية بصفة عامة والتي سمحت بجمع كميات ضخمة من االدخار العالمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة ضم األسواق المالية الناشئة‪ :‬وتميزت بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضم العديد من األسواق الناشئة إبتداءا من أوائل التسعينات وربطها باألسواق المالية العالمية بشبكات االتص ال‬

‫وتسجيل أدوات مالية أجنبية فيها‪ ،‬الشيء الذي زاد من تدفق رؤوس األموال نحوها‪.‬‬

‫‪ -‬االنهي ارات الض خمة ال تي ش هدتها البورص ات العالمي ة‪،‬و ال تي كلفت االقتص اد الع المي آالف المالي ير من‬

‫الدوالرات و تسببت في إفالس الكثير من البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬زي ادة االرتب اط بين األس واق المالي ة إلي درج ة أنه ا أص بحت تش به الس وق الواح دة‪ ،‬وه ذا باس تعمال وس ائل‬

‫االتصال الحديثة وربطها بشبكات التعامل العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة حجم التعامل في أسواق الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬تحرير أسواق المواد األولية وزيادة حجم التعامل فيها‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬توسع التمويل المباشر اللجوء إلى األسواق المالية‪ ،‬وتغطية الدين العام بواسطة األوراق المالية‪.‬‬

‫– نفس المرجع ‪،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬العوامل المساعدة على تطور العولمة المالية‬


‫‪1‬‬
‫من العوامل التي ساعدت على تطور النشاط المالي و اندماج األسواق ما يلي ‪:‬‬

‫إزالة القيود على المدفوعات بالنسبة للحساب الجاري للدول األوروبية سنة ‪ 1958‬و بالنسبة للواليات‬ ‫‪.1‬‬

‫المتحدة األمريكية قامت باتخاذ الخطوات المتعلقة بإلغاء القيود على حركة رؤوس األموال سنة ‪1995‬‬

‫ثم تبعت الدول األخرى هذا النظام و هكذا تضاعف عدد الدول التي عمدت إلى إلغاء القيود المفروضة‬

‫على حركة رؤوس األموال و هذا العامل قد أدى إلى ادماج األسوق المالية بحيث أصبحت بعض أسواق‬

‫الدول النامية أكثر جاذبية من االقتصاديات المتقدمة و خاصة من حيث تنويع المحفظة المالية‬

‫للمستثمرين ‪.‬‬

‫التطور الصناعي في بعض الدول النامية و اندماجها في السوق المالي بحيث يعتبر النمو الذي حققته‬ ‫‪.2‬‬

‫بعض الدول النامية الفترة الأخيرة أحد أهم أسباب العولمة المالية نظرا لزيادة نصيبها من الناتج المحلي‬

‫اإلجمالي‪ ،‬بحيث ارتفع نصيب دول شرق آسيا في فترة ( ‪ ) 1988 – 1965‬من الناتج المحلي العام‬

‫من ‪ % 5‬إلى ‪ % 20‬و من الناتج الصناعي العالمي من ‪ % 10‬إلى ‪ % 23‬و زاد نصيب القطاع‬

‫الصناعي من الناتج المحلي اإلجمالي في الدول النامية منخفضة الدخل ‪ % 27‬سنة ‪ 1965‬إلى ‪% 34‬‬

‫سنة ‪ ، 1988‬و يعود تكامل الدول النامية في االقتصاد العالمي إلى برامج اإلصالح االقتصادي الذي‬

‫قامت به الدول و ما يحتويه لتدعيم الصادرات ‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة االستثمارات األجنبية المباشرة في‬

‫بعض الدول النامية ‪ ،‬أدى إلى زيادة نصيب الدول النامية من ‪ % 31‬من إجمالي تجارة الدول النامية‬

‫عام ‪ 1985‬إلى ‪ %37‬عام ‪ 1995‬كما زاد نصيب المنتجات الصناعية من إجمالي صادرات الدول‬

‫النامية ‪ % 47‬سنة ‪ 1985‬إلى ‪ % 89‬سنة ‪. 1995‬‬

‫‪ -‬د مفتاح صالح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫كما اتجهت الدول النامية نحو تحرير القطاع المالي و المصرفي و خفضت من نسبة اإلحتياطي القانوني ‪،‬‬

‫كما عملت على خوصصة البنوك و شركات التأمين و إلغاء الحواجز التي تفصل بين السوق المحلي و‬

‫الدولي لألوراق المالية مما أدى إلى ادماج السوق المالية المحلية في األسواق المالية العالمية و تسارع حركة‬

‫العولمة ‪.‬‬

‫تطور أسواق السندات الدولية ‪ :‬بدأت أسواق السندات الدولية تحتل مركزا بارزا في مجال االستثمارات‬ ‫‪.3‬‬

‫المالية الدولية في مطلع الستينات من القرن العشرين أما الفترة الحالية تمثل أحد أهم التوظيفات‬

‫االستثمارية طويلة األجل و تظم أسواق السندات الدولية نوعين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫سندات األورو ‪ :‬هي مشتقة من إسم السندات األوروبية و هي سندات تصدرها جهات مقترضة تنتمي‬ ‫‪-‬‬

‫لدول معينة خارج حدود دولتها و في أسواق رأس المال الدولية األخرى و بعملة غير عملة الدول التي‬

‫تم فيها طرح السندات لالكتتاب ‪.‬‬

‫‪ -‬السندات األجنبية ‪ :‬و هي سندات تصدرها جهات مقترضة تنتمي لدول معينة خارج حدود دولتها و في‬

‫أسواق رأس المال الدولية األخرى و بعملة نفس الدول التي تم فيها طرح السندات لالكتتاب ‪ ،‬مثال ‪ :‬مؤسسة‬

‫جزائرية تقوم بإصدار سندات و االكتتاب فيها في أسواق المال في نيويورك فهي سندات أجنبية‪.‬‬

‫تطور وسائل الرقابة من المخاطر ‪ :‬عرفت سنوات السبعينات و الثمانينات ظهور العديد من األدوات‬ ‫‪.4‬‬

‫المالية الجديدة التي تسمى " اإلبتكارات أو المشتقات المالية " و هي من األدوات االستثمارية التي تمنح‬

‫مستخدميها حق البيع و الشراء األسهم و العمالت األجنبية بسعر متفق عليه ‪ ،‬أو حق إجراء تسويات نقدية‬

‫عندما تحدث تغيرات في أسعار الفائدة أو أسهم ‪ ،‬و للرقابة من هذه المخاطر يتم استخدام أنواع من المشتقات‬

‫المالية أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخيارات ‪ :‬خيار الشراء أو البيع‪ ،‬يمنح للبائع الحق في شراء أو بيع عدد من األسهم بسعر محدد خالل وقت‬

‫محدد مقابل هامش فيكون فيها تنفيذ العقد اختياريا من قبل المشتري‪.‬أي يمنح للمستثمر حق بيع أو شراء عدد من‬

‫‪8‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫األسهم و السندات و العمالت إلى طرف آخر بسعر محدد مقدما و قد ينص على تنفيذ االتفاق في تاريخ أو خالل‬
‫‪1‬‬
‫فترة معينة‪.‬‬

‫ب‪ -‬العقود المستقبلية ‪ :‬و هي عقود قانونية ملزمة تنص على التبادل في المستقبل مقابل مبلغ محدد من‬

‫المشتري فهي سوق عقود مستقبلية لألسهم و السندات و لكن من خالل إتفاقيات يتم تنفيذها الحقا ‪ ،‬تعطي لحاملها‬

‫الحق في الشراء أو بيع كمية محددة من أحد األدوات المالية معينة بسعر محدد في وقت إبرام العقد ‪ .‬ج‪-‬‬

‫المقايضات ‪ :‬وهي اتفاق بين طرفين أو أكثر على تبادل تدفقات نقدية في تاريخ معين‪ ،‬وهي المبادالت التي‬

‫يتبادل طرفاها مدفوعات الفائدة الخاصة بكل منهما و المحسوبة بناءا على معدالت الفائدة الثابتة أو المتغيرة أو‬

‫يكون التبادل لمدفوعات خدمة الدين و المقومة بعمالت مختلفة ‪ ،‬كما تجمع عملية المبادلة بين الشراء الفوري‬

‫لعملة و بيعها آجال في نفس الوقت أو العكس ‪ ،‬أي بمعنى آخر تتضمن تحرير عقدين متزامنيين أحدهما للشراء و‬

‫اآلخر عقد بيع و قيمة كل من العقدين واحدة إال أن تاريخي استحقاقهما مختلفين و تفصل بينهما فترة زمنية ‪ .‬و‬

‫قد قام بنك المدفوعات الدولية بإحصائيات لسوق المشتقات المالية في ‪ 26‬دولة فقدرت بحوالي ‪ 47.5‬ترليون‬

‫دوالر أمريكي سنة ‪. 1995‬‬

‫‪ - 5‬ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي‪ :‬كانت ثورة المعلومات وما صاحبها من توسع في‬

‫استخدام الحاسب اآللي وثورة البرامج باإلضافة إلى التطور التكنولوجي الهائل في وسائل االتصال‬

‫من العوامل التي ساعدت على عولمة النشاط المالي واندماج أسواق المال‪ ،‬كما كان لها أثر‬

‫كبير في األسواق المالية العالمية‪ ،‬فأصبح في اإلمكان لماليين الدوالرات أو أي من العمالت‬

‫األخرى أن تعبر الحدود في دقائق معدودة‪ ،‬وهكذا فإن التطور التكنولوجي المذهل رفع من‬
‫‪1‬‬
‫سيولة األسواق المالية و سهولة تدفق األموال و الحصول عليها بسرعة‪.‬‬

‫‪ – 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.220 - 219‬‬


‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 220‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

You might also like