You are on page 1of 59

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم‬

‫العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة باجي مختار عنابة‬


‫كلية العلوم اإلقتصادية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس‬


‫تخصص اقتصاد دولي‬

‫عنوان المذكرة‬

‫العولمة المالية وآ ثارها على اإلقتصاديات الناشئة‬

‫تحت اشراف األستاذة‬


‫بوكرش‬
‫الطالبين‪:‬‬‫من اعداد‬
‫بوزريبة عبد السالم‬
‫غناي رفيق‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2020‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل الذي وفقني في انجاز هذه المذكرة والصالة والسالم على‬
‫أشرف المرسلين اما بعد‪...‬‬
‫" وكان فضل هللا عليك‬‫أهدي هذا العمل الى كل من كان له فضل علي‬
‫"‬
‫عظيما‬
‫الى كل من أعطى دون ان ينتظر الجزاء لكل من ساهم في بناء عقلي‬
‫وتفكيري‪ ...‬الى الوالدين الكريمين‪..‬الى عائلتي وأساتذتي‬
‫والى كل اصدقائي وكل المقربين الى قلبي‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫االهداء‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫) قل إعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون)‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫اهدي هذا العمل الى كل من ساندني‬


‫إلى من كلله هللا بالهيبة والوقار‪...‬‬
‫الى من علمني العطاء بدون انتظار‪ ...‬الى من أحمل اسمه بكل افتخار‪...‬‬
‫أرجو من هللا ان يمد في عمرك لترى ثمار قد حان قطافها بعد طول‬
‫اإلنتظار وستبقى كلماتك نجوم اهتدي بها اليوم وفي الغد والى االبد‪...‬‬
‫)والدي العزيز)‬

‫إ لى مالكي في الحياة إلى معنى الحب معنى الحنان والدفان إلى بسمة‬
‫الحياه وسر الوجود إلى من كان دعاءها سر نجاحي وحنانها بلسم‬
‫جراحي إلى اغلى الحبايب‬

‫)أمي الحبيبة)‬

‫وإلى كل عائله بوزريبة‬

‫‪3‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المقدمة العامة‬

‫الفصلاألول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للعولمة المالية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم العولمة و أسسها‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم العولمة المالية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسس العولمة المالية‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص العولمه المالية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬أسباب و مراحل العولمة المالية‬

‫المطلب األول‪:‬أسباب ظهور العولمة المالية‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪:‬مراحل تطور العولمة المالية‪.‬‬
‫خاتمة الفصل األول‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األسواق المالية الناشئة‪.‬‬

‫المبحث االول ‪:‬تعريف االسواق المالية الناشئة وخصائصها‬


‫ومعايير تصنيفها ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪:‬تعريف االسواق المالية الناشئة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص االسواق المالية الناشئة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط قيام األسواق المالية الناشئة ومراحل‬
‫‪4‬‬
‫تطورها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬شروط قيام السوق المالية الناشئة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني مراحل تطور السوق الناشئة‪.‬‬
‫خاتمة الفصل الثاني‬

‫الفصل الثالث‪ :‬آثر العولمة المالية على األسواق الناشئة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪:‬مكانة االسواق المالية الناشئة ضمن التوزيع الدولي‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬تصاعد دور االسواق الناشئة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنامي عناصر جذب االستثمار‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬عدم االرتباط في العوائد مع االسواق المتقدمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬مؤشرات أداء األسواق المالية الناشئة‪.‬‬


‫المطلب األول ‪:‬المؤشرات المرتبطة باألداء‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المؤشرات المرتبطه بالعوائد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األزمات المالية في االسواق المالية الناشئة‬
‫ومؤشرات االداء بفعل األزمات‪.‬‬
‫المطلب االول ‪:‬األزمات مالية في االسواق المالية الناشئة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات األداء بفعل األزمات‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثالث‪.‬‬

‫الخاتمة العامة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪6‬‬
‫شهد الربع األخير من القرن العشرين‪ ،‬و في العقد األخير على وجه‬
‫الخصوص ظهور العديد من التغيرات العالمية السريعة و المتالحقة‪،‬‬
‫حيث تحول االقتصاد العالمي من أطراف مترامية إلى قرية صغيرة‬
‫متنافسة بحكم ثورة االتصاالت و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬فأصبح هناك‬
‫سوق واحد‪ 6‬ال يقتصر الفاعلون فيه على الدول و الحكومات بل انضم إليهم‬
‫العديد‪ 6‬من المنظمات االقتصادية العالمية مثل المنظمة العالمية للتجارة و‬
‫صندوق‪ 6‬النقد الدولي إضافة على الشركات متعددة‪ 6‬الجنسيات‪.‬‬

‫لقد أفضت التغيرات السابقة في النظام االقتصادي العالمي إلى شيوع‬


‫مفهوم جديد هو مفهوم العولمة أو الكوكبية ( ‪ )Globalisation‬و رغم‬
‫أن اغلب جوانب هذه الظاهرة مثل العولمة‪ 6‬االقتصادية و السياسية و‬
‫الثقافية هي ظواهر قديمة‪ ،‬فإن العولمة‪ 6‬المالية جديدة النشأة و تتمثل في‬
‫تدويل مصادر التمويل و السيطرة‪ 6‬على االدخار‪ ،‬حيث يرى الكثير من‬
‫االقتصاديين أن البداية الحقيقية للعولمة المالية كانت بعد انهيار نظام‬
‫بريتون و ودز ( ‪ ) 1973 -1971‬و الدخول في نظام تعويم أسعار‬
‫صرف العمالت‪ ،‬حيث عرف العالم على الصعيد‪ 6‬المالي في هذه الفترة‬
‫‪7‬‬
‫أكبر فائض مالي في تاريخ النظام الرأسمالي‪ ،‬و الذي كان ينذر باندالع‬
‫أزمات مالية خطيرة في ظل محدودية استيعاب قطاع اإلنتاج الفعلي لهذا‬
‫الفائض‪ ،‬و كذلك في ظل القيود المفروضة على حركة رؤوس األموال‪.‬‬

‫و لكن مع تعاظم ظاهرة التدوي‪6‬ل المطرد‪ 6‬على كافة األصعدة‬


‫اإلنتاجية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬التكنولوجية و اإلعالمية‪ ،‬تولدت عوامل ضاغطة‬
‫في اتجاه عمليات التحرير المالي‪ ،‬فتبنت معظم الدول االشتراكية سابقا و‬
‫الدول النامية سياسات االنفتاح المالي طواعية أو تحت ضغوط حثيثة من‬
‫صندوق‪ 6‬النقد الدولي و الدائنين كشرط أساسي صمن إعادة‪ 6‬جدولة الديون‬
‫الخارجية و منح القروض الجديدة‪6.‬‬

‫و في العقد األخير من القرن المنصرم أصبحت أسواق الرأس‪ 6‬المال‬


‫أكثر ارتباط و تكامال‪ ،‬حيث زادت التدفقات المالية بين األسواق‪ 6‬المالية‬
‫بأحجام هائلة‪ ،‬فعلى سبيل المثال تشير البيانات أن المعامالت الخارجية‬
‫في األسهم و السندات في البلدان المتقدمة كانت تمثل أقل من ‪ %10‬من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي سنة ‪ 1980‬لتقفز هذه النسبة إلى ‪ %100‬في‬
‫سنة ‪ 1996‬في كل من الواليات المتحدة‪ 6‬األمريكية و ألمانيا‪ ،‬و إلى‬
‫‪ %200‬في نفس السنة في كل من فرنسا و إيطاليا‪ ،‬كما تشير بيانات‬
‫أخرى أن متوسط حجم التعامل اليومي في أسواق‪ 6‬الصرف األجنبي قد‬
‫ارتفع من نحو ‪ 200‬مليار دوالر أمريكي في منتصف الثمانينات إلى‬
‫حوال ـ ــي ‪ 102‬تريليون دوالر أمريكي في سنة ‪ 1995‬و هو ما يزيد عن‬
‫‪ %84‬من حجم االحتياطيات الدولية‪ 6‬لجميع بلدان العالم في نفس السنة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬اشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن تزايد تأثير العولمة‪ 6‬المالية على حركية رؤوس األموال يطرح‬
‫سؤال‪ 6‬جوهري هو مدى تأثير هذه العولمة على أداء األسواق المالية في‬
‫الدول النامية بصفة عامة و على أداء األسواق المالية الناشئة بصفة‬
‫خاصة ( ‪ ،)Emergent markets‬و انطالقا من هذا السؤال الجوهري‬
‫يمكن طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما هو مفهوم العولمة المالية و مراحل تطورها ؟‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هي انعكاسات العولمة‪ 6‬المالية على اقتصاديات الدول‬ ‫‪-2‬‬
‫النامية؟‬
‫ما هو مفهوم األسواق المالية الناشئة و مكانتها ضمن النظام‬ ‫‪-3‬‬
‫المالي العالمي؟‬
‫ماهي انعكاسات العولمة‪ 6‬المالية على أداء األسواق‪ 6‬المالية‬ ‫‪-4‬‬
‫الناشئة؟‬
‫‪ -2‬اسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫تكمن اهميةالموضوع في النقاط التاليه‪:‬‬
‫‪ #‬العولمة المالية الناشئة كفكر وكظاهرة تفرض نفسها من خالل هيئات‬
‫ومنظمات دولية فمسالة حركة التحرير رؤوس االموال قد اصبحت‬
‫حقيقةولم تعد اختيارا‬
‫‪ #‬التطور الكبير والنمو السريع الذي شهدته االسواق المالية الناشئة‬
‫‪#‬الحركة السريعة لالسواق المالية الناشئة وزيادة ترابطها كنتيجة طبيعية‬
‫لتطور الكبير في وسائل االتصال والتكنولوجيا‬

‫‪9‬‬
‫‪ #‬قله الدراسات التي اجريت في هذا المجال مقارنة بين االهميه الكبيرة‬
‫التي تمثلها كل من ظاهرة العولمة المالية واالسواق الماليه الناشئة من ما‬
‫يتطلب المزيد من الدراسة والتحليل‬
‫‪ -3‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫يمكن وضعه اطار للدراسة من خالل فرضيات التالية‪:‬‬
‫‪#‬صاحب العولمة المالية تدبدب كبير وعدم االستقرار في االسواق بسبب‬
‫المضاربات المتزايدة مما ادى الى عدم االستقرار في النظام المالي الدولي‬
‫ويولد عدم الثقة في االسواق المالية الناشئة بشكل خاص‬
‫‪ #‬تعتبر االسواق الناشئة تلك االسواق المتواجدة في الدول المنخفضة و‬
‫متوسطة النمو اال انه بالرغم من ذلك فبامكانها ان تستجيب للطلب المحلي‬
‫على رؤوس االموال و ان توفر للعديد من المستثمرين المحليين و‬
‫االجانب فرص استثمار اموالهم‬
‫‪ #‬بامكان االسواق المالية الناشئة ان تستفيد من بعض جوانب العولمة‬
‫المالية لتطوير كفاءتها وتحسين ادائها من خالل االستفادة من تجربة‬
‫االسواق المتطورة و إتباع سياسات تاهيليه القتصادياتها‬
‫‪ #‬تساهم رؤوس االموال الداخلة الى االسواق المالية الناشئة في تنشيط‬
‫وتفعيل ادائها‬
‫‪ -4‬خطة الدراسة‪:‬‬
‫لتبسيط دراسه هذا الموضوع قمنا بتقسيمه الى ثالثة فصول‬
‫في الفصل االول تطرقنا الى العولمة المالية مفهومها نشاتها والعوامل‬
‫المساعدة على تطورها اما في الفصل الثاني قمنا اعطاء مفهوم‬
‫لالسواق المالية الناشئة معايير وهو خصائصها وفي الفصل الثالث‬
‫واالخير من الدراسةدرسنا تاثير العولمة المالية على االسواق المالية‬
‫الناشئة فالخاتمة‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار‬
‫المفاهيمي‬
‫للعولمة‬
‫المالية‬

‫‪12‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫االعتماد‬ ‫يشهد االقتصاد الدولي تطورات كبيرة وتزايد ظاهرة‬
‫االقتصادي المتبادل وهو ما ادى الى ميالد نظام جديد يتميز بالتحرير‬
‫المالي وازالة القيود على حركة رؤوس االموال ودفع الى االندماج لكل‬
‫بين كل االسواق السلع واسواق االموال الدولية مع سرعة وسهولة‬
‫االتصاالت بين المراكز المالية في مختلف دول العالم كما اصبح‬
‫للقرارات المالية واالحداث االقتصادية التي تحدث في احدى دول العالم‬
‫اثار على االفراد دول في مناطق اخرى من العالم ويسمي االقتصاديون‬
‫هذه الظاهرة بالعولمة المالية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث االول‪ :‬مفهوم العولمة الماليةوأسسها‪.‬‬

‫االول‪ :‬مفهو‪1‬م العولمة المالية‪:‬‬ ‫المطلب‬

‫إن مفهوم العولمة‪ 6‬المالية ال ينفصل أبدا عن تطورها التاريخي‪،‬‬


‫فاالتجاهات المختلفة التي اتبعتها العولمة المالية من مرحلة ألخرى‬
‫تعطي كل منها تصورا معينا للعولمة المالية‪ ،‬ولكن يمكن إدراج تعريفين‬
‫مهمين‪:‬‬
‫التعريف األول‪ " :‬العولمة المالية عملية مرحلية إلقامة سوق‬ ‫‪‬‬
‫شاملة ووحيدة لرؤوس األموال تتالشى في ظلها كل أشكال‬
‫الحواجز‪ 6‬الجغرافية و التنظيمية‪ ،‬لتسود‪ 6‬بذالك حرية التدفقات‬
‫المالية‪ ،‬من أجل ضمان أفضل توزيع لمختلف أشكال رؤوس‬
‫األموال بين مختلف المناطق و قطاعات النشاط‪ ،‬في أثناء البحث‬
‫‪1‬‬
‫عن أعلى العوائد و أقل المخاطر"‬
‫التعريف الثاني‪ « :‬العولمة المالية هي النمو الهائل في حجم‬ ‫‪‬‬
‫التعامالت المالية على المستوى العالمي و التي تقود نحو توحيد‬
‫‪2‬‬
‫أسعار السلع‪ 6‬المالية في مختلف األسواق المالية العالمية "‬
‫من خالل ما سبق يمكن استخالص تعريف العولمة المالية على أنها‬
‫النمو الهائل في حجم و نوعية المعامالت المالية الذي يخترق كل أشكال‬
‫الحواجز‪ 6‬الجغرافية و القيود التنظيمية بحيث تصبح المعامالت المالية تتم‬
‫‪11‬‬
‫جبار محفوظ ‪ ،‬العولمة المالية و انعكساتها على الدول النامية‪،‬مجلة العلوم االجتماعية و االنسانية‪،‬جامعة باتنة‪،‬العدد‬
‫‪،07.‬ديسمبر‪2002‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬شاذة جمال خطيب‪،‬العولمة المالية ومستقبل االسواق العربية‪،‬مؤسسة طابة‪،‬القاهرة‪2002‬‬
‫‪14‬‬
‫في إطار سوق مالي عالمي موحد يضمن الحصول‪ 6‬على أعلى العوائد‪6‬‬
‫بأقل المخاطر‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أسس العولمة المالية‪ (.‬قاعدة " ‪) " 3D‬‬

‫ترتكز العولمة‪ 6‬المالية على ثالثة أسس رئيسية و هي‪:‬‬


‫‪ 1 -‬عدم الفصل بين أقسام أسواق رأس المال ( ‪Le‬‬
‫‪)Décloisonnement‬‬
‫إن الشرط الضروري للعولمة‪ 6‬المالية ليس فقط في انفتاح أسواق‪6‬‬
‫المال القطرية أمام تدفق رؤوس األموال و إنما أيضا في انفتاح األقسام‬
‫الموجودة‪ 6‬في هذه األسواق على بعضها البعض‪ ،‬أي أن تطبيق هذا‬
‫المبدأ‪ 6‬يتم على مستويين‪:‬‬
‫‪ -‬المستوى الداخلي‪ :6‬و يعني إمكانية االنتقال من السوق‪ 6‬المالي قصيرة‬
‫األجل إلي السوق المالي طويل األجل‪ ،‬من البنوك التجارية إلى بنوك‬
‫األعمال‪ ،‬من خدمات التامين إلى الخدمات البنكية‪ ،‬ومن أسواق الصرف‬
‫إلى األسواق المالية‪...‬الخ‪ .‬و تجدر اإلشارة أن الحركة القوية لعمليات‬
‫إلغاء التخصص لألسواق‪ 6‬ظهرت فبي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث‬
‫تم التوصل إلى إلغاء بعض التمييزات التقليدية التي كانت تفصل البنوك‬
‫التجارية و بنوك األعمال‪ ،‬في‪ 2‬بريطانيا تم مزج وظائف الوسطاء‬
‫الماليين و السماسرة‪ ،‬كما سمح لغير المقيمين بأن يكونوا مساعدي‬
‫الرؤساء في اإلصدارات األجنبية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬المستوى الخارجي‪  :‬و يعني فتح األسواق المالية الوطنية‪ 6‬أمام‬
‫المتعاملين األجانب‪ ،‬بحيث يتسنى للمتعاملين األجانب شراء جزء من‬
‫األصول المالية لكبرى الشركات الوطنية‪ ،‬باإلضافة لألصول المالية‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫‪ 2 -‬تقلص دور الوساطة في التمويل ( ‪)La Désintermédiation‬‬


‫و هذا يعني اعتماد أساليب التمويل المباشرة إلجراء عمليات‬
‫التوظيف و االقتراض‪ ،‬و نقصد بالتمويل المباشر‪ ،‬اللجوء إلى إصدار‪ 6‬و‬
‫تبادل األوراق المالية في األسواق المالية ( أسهم‪ ،‬سندات‪..‬الخ‪ ).‬دون‬
‫المرور عبر الوسطاء الماليين أو البنوك ( التمويل غير المباشر )‪،‬‬
‫فالرشادة االقتصادية تستدعي البحث عن أفضل تمويل بأقل تكلفة‪ ،‬و هذا‬
‫ما يفسر التطور الكبير لألدوات المالية المباشرة على حساب نشاط البنوك‬
‫و الوسطاء الماليين اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 3 -‬إزالة القيود التنظيمية ( ‪)La Déréglementation‬‬


‫تزامن مبدأ إزالة القيود التنظيمية مع السياسة النقدية الجديدة‪6‬‬
‫للواليات المتحدة األمريكية خالل الثمانينات و التي ألغ‬
‫ت الكثير من القيود التنظيمية خاصة في مجال تسيير الحسابات المالية‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال أصبح بإمكان سحب مبالغ مالية من الحساب لألجل (‬
‫‪3‬‬
‫‪ ) Comptes à term e‬بشرط اإلبقاء على رصيد أدنى‪ ،‬كما يمكن‬

‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫إجراء عملية تحويل مباشرة من الحساب الجاري ( ‪)comptes à vue‬‬
‫إلى الحساب لألجل) ( ‪ ،comptes à terme‬ومن جهة أخرى اعتمدت‬
‫السياسة نظام تعويم أسعار الفائدة و أسعار صرف العمالت مما أدى إلى‬
‫إفراز سلسلة من األدوات المالية الجديدة إلدارة المخاطر الناتجة عن‬
‫التذبذب و عدم االستقرار في أسعار الفائدة و أسعار صرف العمالت‪ ،‬مما‬
‫‪1‬‬
‫شجع على إزالة القيود التنظيمية التي كانت توضع لتجنب تلك المخاطر‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪:‬خصائص العولمة المالية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‬


‫‪41‬‬
‫‪.‬عبد المطلب عبد الحميد‪،‬العولمة واقتصاديات البنوك‪،‬الدار الجامعية‪،2005‬ص‪34‬‬
‫‪17‬‬
‫ان للعولمة المالية جملة من الخصائص تميزها عن غيرها من المفاهيم‬
‫اهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬سياده اليات السوق وسائل اكتساب القدرات التنافسية‬


‫ان اهم يميز العولمة هي سيادة اليه السوء وارتباطها ارتباطا وثيقا‬
‫بالحرية كما تاتي من على تقدم التكنولوجيا والثورة المعلوماتية وثورة‬
‫االتصال والمواصالت من اجل االكتساب قدرات تنافسية وتعميقها لتحقيق‬
‫اعلى انتاجية باقل تكلفةممكنةوباحسن جودة والبيع بسعر تنافسي على ان‬
‫يتم ذلك في ظروف قياسية ألن العالم تحول الى قرية كونية صغيرة يتغير‬
‫فيها نمط تقسيم العمل الدولي ليتفق وينسجم مع عالميةاالنتاج العالمية‬
‫االسواق‬

‫‪-2‬ديناميكية وحركيةومفهوم العولمة‬


‫إن اهم خاصية للعولمة ما هي تمييزها بالحركية والديناميكية بدليل‬
‫احتمال تبدل موازين القوى االقتصادية القائمة إذ تسعى كل دولة بكل ما‬
‫لديها من قوى المتالك القدرات التنافسية حتى تستطيع المنافسة ويظهر‬
‫ذلك من خالل تكتالت االقليمية في مواجهة عولمة االقتصاد والدفاع عن‬
‫مصالح الوطنية وتتعمق حركيه العولمة اذ انها تسعى كذلك الى الغاء‬
‫الحدود السياسية والتأثير بقوه على دور الدولة في النشاط االقتصادي‬

‫‪ -3‬االعتماد على االقتصاد المتبادل‬


‫إن تحول من االتفاقية العامة للتعريفة الجمركية الى المنظمة العالمية‬
‫للتجارة لم يلبث من غير مالمح االقتصاد العالمي حيث ربطت العالقات‬
‫وتشابكت المصالح بين عدد من البلدان ومع ميالد هذه المنظمه اكتملت‬
‫مؤسسات النظام االقتصادي العالمي الحديث الذي اتسم بهيمنة النظام‬
‫الراسمالي بمبادئه والياته حيث ساعدت الدول المنتميةالى هذه المنظمه‬
‫لالستفادة من تحرير التجارة وحركة رؤوس االموال الدولية‬
‫وزيادةوثيرات التبادالت التجارية بفضل الثوره التكنولوجية‬
‫والمعلوماتيةوفي ظل العولمة تم اسقاط حاجز المسافات بين الدول‬

‫‪18‬‬
‫والقارات وقد ترتب على زياده درجه االعتماد االقتصادي المتبادل كاحد‬
‫الخصائص المميزة للعولمة ظهور اثار عديدة من اهمها‪:‬‬
‫‪#‬زياده تعرض االقتصاديات الوطنيه للصدمات االقتصاديه‬

‫‪ #‬حركه انتقال الصدمات االقتصاديه سواء كانت ايجابيه او سلبيه‬

‫‪ #‬تزايد اهميه التجاره الدولية كعامل هام في النمو االقتصادي في الدول‬


‫المختلفه حيث اصبحت صادرات محرك النمو وهذا نتيجه زيادة درجة‬
‫االعتماد المتبادل‬

‫‪ #‬زيادة درجة المنافسة ادت الى ازالة العقبات او تدليلها على االقل امام‬
‫التدفقات الصناعية والمالية وقيام اسواق عالمية في السلع والخدمات‬
‫تتنافس وتتصارع فيها مختلف دول العالم‬

‫‪ -4‬ان وجود امور جديدة من تقسيم العمل الدولي‬


‫ان العولمه تتسم بوجود انماط جديدة من تقسيم العمل الدولي حيث لم يعد‬
‫في امكانية اي دوله مهما كانت قدرتها الذاتيه ان تستقل بمفردها هذا‬
‫المنتج الصناعي وانما من الشائع اليوم ان نجد العديد من المنتجات يتم‬
‫تجميع مكوناتها في اكثر من دوله حيث تقوم بكل واحده منها بالتخصص‬
‫في صنع احد المكونات فقط وبالتالي اصبحت قرارات االنتاج‬
‫واالستثمارات تتخذ من منظور عالمي وفق االعتبارات الرشاده‬
‫االقتصاديه في ما يتعلق بالتكلفه والعائد‬

‫‪ -5‬تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات‬


‫ان احد اهم السمات االساسيه للعولمه هي الشركات المتعدده الجنسيات او‬
‫الشركات العابره للقارات والتي تؤثر بقوه على االقتصاد العالمي من‬
‫خالل ما يصاحب نشاطها من استثمارات مباشره ونقل للتكنولوجيا‬
‫والخبرات االنتاجيه والتسويقيه واالداريه وهناك العديد من المؤشرات‬

‫‪19‬‬
‫االخرى الداله على تعاظم دور الشركات المتعدده الجنسيات العالميه ولعل‬
‫من اهمها‬
‫ان اجمالي ايرادات اكبر ‪ 500‬شركه متعدده الجنسيات في العالم يصل‬
‫الى حوالي ‪ 45‬بالمئه من الناتج المحلي االجمالي وتستاهل الشركات‬
‫المتعدده الجنسيات على نحو ‪ 40‬بالمئه من حجم صادرات الدولية‬

‫‪ 80#‬بالمئه من مبيعات العالم تتم من خالل الشركات المتعدده الجنسيات‬

‫‪ #‬انتاج اكبر ‪ 600‬شركه متعدده الجنسيات وحدها ما يتراوح بين ربع‬


‫وخمس القيمة المضافة المولدة من انتاج السلع عالميا‪.‬‬

‫‪ #‬ان االصول سائل من الذهب واالحتياطات النقديه الدوليه المتوافره لدى‬


‫الشركات المتعدده الجنسيات حوالي ضعف االحتياطي الدولي منها ويدل‬
‫هذا المؤشر على مقدار تحكم هذه الشركات في السياسه النقديه الدوليه‬
‫واالستقرار النقدي العالمي‪.‬‬

‫‪#‬ان للشركات المتعدده الجنسيات الدور الرابع في التقدم التكنولوجي‬


‫حيث يعود اليها الفضل في الكثير من االكتشافات العلميه التي يرجع‬
‫معظمها الى جهود البحث والتطوير الذي قامت بها هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ -6‬تزايد دور المؤسسات االقتصادية العالمية في ظل العولمه‬


‫لقد تميز عقد التسعينات من القرن العشرين بانهيار االتحاد السوفياتي‪،‬‬
‫تعاظم نشاط االسواق المالية‪ ،‬قيام التكتالت االقتصادية الكبرى ‪،‬قيام‬
‫منظمه التجاره العالمية التي بها اكتمال المثلث الذي تشكل اضالعه‬
‫مؤسسات النظام االقتصادي العالمي (صندوق النقد الدولي البنك الدولي‬
‫ومنظمة التجارة العالمية)‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل تطور العولمة المالية‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اسباب ظهور العولمة المالية‬

‫تضافرت عدة عوامل في توفير المناخ المالئم لتطور و نمو العولمة‪6‬‬


‫المالية و التي بدأت تتبلور عن ما يزيد عن ربع قرن و كان أهمها‪:‬‬
‫‪ 2-1-1‬تنامي الرأسمالية المالية‪.‬‬
‫لقد كان للنمو الهائل الذي حققه الرأسمال المستثمر في األصول‬
‫المالية دورا أساسيا في إعطاء قوة الدفع للعولمة المالية‪ ،‬فأصبحت‬
‫معدالت الربح التي يحققها الرأسمال في أصول‪ 6‬مالية تزيد بعدة أضعاف‬
‫عن معدالت الربح التي تحققها قطاعات اإلنتاج الحقيقي‪ ،‬و أصبحت‬
‫الرأسمالية ذات طابع ريعي تتغذى على توظيف الرأسمال ال على‬
‫‪1‬‬
‫استثماره‪.‬‬
‫على الصعيد العالمي لعب الرأسمال المستثمر في األصول المالية دورا‬
‫ِمؤثرا لما يقدمه من موارد مالية بشروطه الخاصة لمختلف البلدان‪ 6‬و‬
‫المناطق‪ ،‬ال سيما بعد االنخفاض الملحوظ الذي حدث في حجم التدفقات‬
‫المالية الرسمية و الحكومية التي كانت تقدم من طرف الدول المتقدمة و‬
‫المنظمات الدولية‪.‬و‪ 6‬لقد نمت المعامالت المالية نمو ملحوظا ‪ ،‬فقد قفزت‬
‫حجم التدفقات المالية على المستوى العالمي من ‪ 1230‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ 1982‬إلي حوالي ‪ 5000‬مليار دوالر سنة ‪ 1992‬أي خالل ‪10‬‬
‫سنوات تضاعف حجم التدفقات المالية العالمية حوالي ‪ 04‬مرات‪،‬‬
‫متجاوزا بكثير حجم النمو المحقق في التجارة الدولية‪ 6،‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫فإن احتياجات‪ 5‬التجارة الدولية‪ 6‬من عمليات الصرف األجنبي ال تمثل‬
‫سوى ‪ %3‬من إجمالي عمليات الصرف األجنبي التي تتم على المستوى‬
‫العالمي‪ ،‬و هو األمر الذي يعني أن حركة رؤوس األموال غدت مستقلة‬
‫عن حركة التجارة الدولية‪ 6‬بآلياتها و دورت ــها الخاصة‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬عجز األسواق الوطنية عن استيعاب الفوائض المالية‪.‬‬
‫أدى عدم قدرة بعض األسواق الوطنية‪ 6‬على استيعاب األحجام‬
‫الضخمة من المدخرات و الفوائض المالية‪ ،‬إلى اتجاه هذه الفوائض إلى‬
‫أسواق خارجية بحثا عن فرص استثمار أفضل و معدالت ربح أعلى‪ ،‬و‬
‫تجدر اإلشارة هنا أن معظم هذه الفوائض المالية اتجهت نحو تسوية العجز‬
‫في ميزان المدفوعات لكثير من الدول‪ 6‬المتقدمة‪ ،‬خاصة الواليات المتحدة‪6‬‬
‫األمريكية‪ ،‬و الجدول‪ 6‬رقم( ‪ )1‬يوضح نسبة العجز المالي المسوا عن‬
‫طريق اللجوء إلى الرأسمال الخارجي‪.‬‬
‫جدول رقم( ‪:)1‬نسبة مساهمة الرأسمال الخارجي في تسوية عجز‬
‫ميزان المدفوعات لبعض الدول(‪)%‬‬
‫‪1992‬‬ ‫‪1979‬‬ ‫الدول‬
‫‪20.4‬‬ ‫‪18.5‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫اليابان‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪31.8‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪27.7‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫كندا‬
‫‪51‬‬
‫‪.‬رمزي زكي‪ ،‬العولمة المالية‪ ،‬دار المستقبل العربي ‪،‬الطبعة االولى‪ 1999‬صفحة ‪73‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Source : Bisignano,Internationalization of financial‬‬
‫‪markets , Estimation FMI.‬‬

‫‪ 2-1-3‬ظهور االبتكارات المالية الجديدة‪.‬‬


‫ارتبطت العولمة‪ 6‬المالية بظهور عدد هائل من األدوات المالية الجديدة‪6،‬‬
‫فإلى جانب األدوات المالية التقليدية (األسهم و السندات ) المتداولة في‬
‫األسواق‪ 6‬المالية أصبح هناك العديد‪ 6‬من األدوات االستثمارية منها‪:‬‬
‫المشتقات ( ‪ )Derivatives‬التي تتعامل مع التوقعات المستقبلية و تشمل‬
‫المبادالت ( ‪ ، )Swaps‬المستقبليات ( ‪ ، )Futures‬القاعدة‪ )Colles ( 6‬و‬
‫الخيارات ( ‪..... )Options‬الخ‪.‬و لقد ظهرت هذه األدوات تحت تأثيــر‬
‫عاملين مهمين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬االضطرابات التي سادت األسواق المالية بعد االتجاه نحو تعويم‬
‫أسعار صرف العمالت و أسعار الفائدة‪ ،‬و تكمن أهمية هذه‬
‫األدوات في الحماية من مخاطر التقلبات التي تحدث على مستوى‬
‫أسعار صرف العمالت و أسعار الفائدة‪ ،‬و مع مرور الوقت‬
‫أصبحت المخاطر نفسها سلعة تتداول في األسواق‪6.‬‬
‫‪-2‬‬

‫‪-2‬المنافسة الشديدة بين المؤسسات المالية‪ ،‬أدت إلى لجوء‬


‫هذه المؤسسات و خاصة الحديثة منها إلى استعمال هذه األدوات‬
‫من أجل تجزئة المخاطر و تحسين السيولة‪6.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 2-1-4‬التقدم التكنولوجي‪.‬‬
‫لقد ساهم التقدم التكنولوجي في مجال االتصاالت و المعلومات مساهمة‬
‫فعالة في دمج و تكامل األسواق‪ 6‬المالية على المستوى العالمي‪ ،‬حيث تم‬
‫التغلب على الحواجز‪ 6‬المكانية و الزمنية بين مختلف األسواق‪ 6‬الوطنية‪ ،‬و‬
‫انخفضت تكلفة االتصاالت السلكية و الالسلكية‪ ،‬ولقد ساعد كثيرا هذا‬
‫التقدم التكنولوجي في ترابط األسواق وكذلك‪ 6‬القدرة على متابعة األسعار‬
‫في مختلف األسواق‪ 6‬المالية التخاذ القرارات المناسبة بالبيع و الشراء‪.‬‬
‫‪ 2-1-5‬التحرير المالي المحلي و الدولي‪.‬‬
‫لقد أقدمت العديد من الدول على إلغاء الرقابة على الصرف منذ‬
‫‪ 1979‬في بريطانيا‪ 1985 -1980 ،‬في اليابان و بداية التسعينات في‬
‫فرنسا‪ ،‬و هذا بالنسبة للمقيمين وغير المقيمين و يشير الجدول‪ 6‬رقم ( ‪)2‬‬
‫إلى السنوات التي بدأت فيها بعض البلدان‪ 6‬الصناعية و البلدان النامية‬
‫عمليات التحرير المالي‪.‬‬
‫جدول رقم ( ‪ : )2‬تاريخ بدء عمليات التحرير المالي في بعض الدول‬
‫بداية التحرير‬ ‫الدولة‬ ‫بداية التحرير‬ ‫الدولة‬
‫‪1974‬‬ ‫السشيلي‬ ‫الواليات المتحدة ‪1982‬‬
‫‪1989‬‬ ‫المكسيك‬ ‫‪1980‬‬ ‫كندا‬
‫‪1991‬‬ ‫بيرو‬ ‫‪1979‬‬ ‫اليابان‬
‫‪1991‬‬ ‫فنزويال‬ ‫‪1981‬‬ ‫المملكة المتحدة‪6‬‬
‫‪1991‬‬ ‫مصر‬ ‫‪1984‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪1991‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪1978‬‬ ‫هونج كونج‬

‫‪24‬‬
1980 ‫جنوب إفريقيا‬ 1981 ‫اندونيسيا‬
1988 ‫بنجالدش‬ 1978 ‫كوريا الجنوبية‬
1989 ‫الهند‬ 1978 ‫ماليزيا‬
1984 ‫فرنسا‬ 1981 ‫الفلبين‬
‫منتصف‬ ‫تايالند‬ 1978 ‫سنغافورة‬
‫الثمانينات‬
1989 ‫البرازيل‬ 1979 ‫تايوان‬
Source :Williamson J. and Mahar M. ,Areview of
financial liberalization souh Asia region ,Internal
.disscussion paper , No. 171,World bank , 1998,P.43

25
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور العولمة المالية‬

‫رغم أن العولمة‪ 6‬المالية لها جذور تمتد على نهاية القرن التاسع عشر‬
‫فإن الكثير من االقتصاديين يعتبرونها حديثة النشأة نسبيا‪ ،‬فعمرها ال‬
‫يتجاوز األربعين سنة على أكثر تقدير‪ ،‬و يمكن تلخيص مراحل العولمة‪6‬‬
‫المالية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -2 -‬مرحلة تدويل التمويل غير المباشر ( ‪.)1979 -1960‬‬


‫أهم ما ميز هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫‪#‬سيطرة البنوك على تمويل االقتصاديات الوطنية ( سيطرة التمويل‬
‫غير المباشر ) و تعايش األنظمة المالية و النقدية الوطنية‬
‫المغلقة‪.‬‬
‫‪#‬انهيار نظام ( ‪ )Bretton Woods‬في أوت ‪ ،1971‬و حل‬
‫محله نظام أسعار الصرف المرنة‪.‬‬
‫‪#‬إدماج البترودوالرات في االقتصاد العالمي بعد ارتفاع أسعار‬
‫البترول حيث عرفت دول الخليج فائضا ماليا قدر بـ‪ 360 :‬مليار‬
‫دوالر خالل الفترة ( ‪ ،1 )1981 -1974‬مما زاد في نسبة‬
‫االدخار العالمي‪.‬‬
‫‪#‬بداية المديونية الخارجية لدول العالم الثالث‪.‬‬
‫‪#‬ظهور أسواق‪ 6‬األدوات المالية المشتقة مثل المستقبليات‪ ،‬المبادالت و‬
‫الخيارات‪ ،‬حيث ظهرت ألول‪ 6‬مرة في الواليات المتحدة‪ 6‬سنة‬

‫‪61‬‬
‫‪.‬رمز زكي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪76‬‬
‫‪26‬‬
‫‪#‬ارتفاع العجز في موازين المدفوعات للدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪. )1985 -1980‬‬ ‫‪ 2-2 -‬مرحلة التحرير المالي (‬


‫لقد عرفت هذه المرحلة ما يلي ‪:‬‬
‫‪#‬رفع الرقابة على حركة رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪#‬التوسع‪ 6‬الكب ‪66‬ير في أس ‪66‬واق‪ 6‬الس ‪66‬ندات و ال ‪66‬ذي ك ‪66‬ان س ‪66‬ببه الرئيسي حاجة‬
‫ال‪66 6 6‬دول‪ 6‬الص‪66 6 6‬ناعية و خاصة الوالي‪66 6 6‬ات المتح‪66 6 6‬دة‪ 6‬لتغطية العجز في‬
‫م ‪66 6 6 6‬يزان الم ‪66 6 6 6‬دفوعات‪ ،‬وذلك عن طريق إص ‪66 6 6 6‬دار و تس ‪66 6 6 6‬ويق تلك‬
‫األدوات المالية في األسواق‪ 6‬المالية‪.‬‬
‫‪#‬توسع ص ‪66‬ناديق المعاش ‪66‬ات و الص ‪66‬ناديق األخ ‪66‬رى المتخصصة في جمع‬
‫االدخار و التي تمتاز بفوائضها المالية الكبيرة‪.‬‬

‫‪ - 2-3‬مرحلة صعود األسواق المالية الناشئة (‬


‫‪. )...... -1986‬‬
‫أهم ما ميز هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫‪#‬توسع أسواق‪ 6‬األسهم و السندات بعد سلسلة من اإلصالحات كانت‬
‫بدايتها في بريطانيا ثم تبعتها بقية بورصات العالم‪ ،‬حيث زادت‬
‫قيمة األسهم المتداولة‪ 6‬في البورصات العالمية من ‪ 1400‬مليار‬
‫دوالر سنة ‪ 1975‬إلى ‪ 17000‬مليار دوالر سنة ‪ ،1995‬أي‬
‫بمتوسط زيادة سنوية قدرها ‪ ، %13.25‬و فيما يخص سوق‬
‫السندات فإن حجمها قد قدر سنة ‪ 1995‬بـ‪ 15300 :‬مليار‬
‫‪27‬‬
‫دوالر‪ ،‬و كان نصيب الواليات المتحدة من هذه السوق حوالي‬
‫‪ 2758‬مليار دوالر ‪ ،‬معظمها سندات حكومية بنسبة ‪. %88‬‬
‫خاتمة الفصل األول‬
‫‪#‬صعود األسواق‪ 6‬المالية الناشئة‪ ،‬و ربطها باألسواق المالية العالمية‪،‬‬
‫المتداول في‬
‫هناك‬ ‫بشانالرأسمال‬
‫العولمة هي ان‬ ‫الواضحه من‬
‫هذه األسواق‬ ‫حيث زاد نصيب‬
‫الحقيقه‬
‫بينماالوقت‬
‫العولمة في‬
‫مقابل ‪%14‬‬‫فعلية من‬
‫‪1986‬‬ ‫بصورة‬ ‫استفادتسنة‬
‫دولمن ‪%4‬‬ ‫األسواق‪ 6‬العالمية‬
‫هناك دول تندفع نحو المزيد من التهميش على‬
‫الرغم من انها مندمجة في تيار العولمة مع‬ ‫الحالي‪.‬‬
‫لهذهمن أزمة‬
‫بداية‬ ‫التاثيرالناشئة‪،‬‬
‫المتراكم‬ ‫السنواتق‪6‬فانالمالية‬
‫عرفتها األسوا‬
‫‪#‬األزمات المالية التيمرور‬
‫الظاهرة بدأ يعكس نفسه بسرعة ملحوظة في‬
‫االزدهاراألزمة‬
‫االول ‪،1997‬‬
‫طرفهاشرق آسيا‬ ‫واضحةجنوب‬
‫أزمة دول‬ ‫المكسيك ‪،1994‬‬
‫معادلة‬
‫‪.1999‬ص‪.‬‬
‫مجاالت االقتصاد‬ ‫البرازيلفي كل‬
‫أزمةوالشامل‬ ‫الروسية ‪ 1998‬و‬
‫المتواصل‬
‫االمريكي وطرفها الثاني تراجع االقتصاديات‬
‫االخرى بدء من اقتصاديات الدول المتقدمة‬
‫نفسها والتي تنتقل وتهاجر منها رؤوس االموال‬
‫التي تحلم باالستقرار في السوق االمريكية‬
‫‪.‬المنتعشة الى غيرها من االقتصاديات‬

‫‪28‬‬
29
‫األسواق‬
‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫المالية الناشئة‬

‫‪30‬‬
‫تمهيد‬
‫تعتبر االسواق المالية الناشئة اصول مالية مستقلة تمت نتيجة عوامل‬
‫لالستفادة من‬ ‫داخلية وخارجيةو يهدف االستثمار االجنبي فيها‪.‬‬
‫التنويع لتعظيم العائد ولكن االستثمار يتضمن اصول المقومة بالعملة‬
‫االجنبية فهي بالتالي معرضة لمخاطر العملة ويقصد بها تلك المخاطر‬
‫والتقلبات التي تتعرض لها عوائد المحفظة الناتجة عن تحركات اسعار‬
‫صرف العمالت المقومة بها‪ .‬اصول المحفظة االمر يستوقف المستثمر‬
‫التخاذ بعض التدابير للحد منها‬

‫‪31‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف األسواق المالية الناشئة معايير‬
‫تصنيفها وخصائصها‪.‬‬

‫المطلب االول ‪:‬تعريف األسواق المالية الناشئة‪.‬‬

‫لقد احيطت األسواق الناشئة بدراسة هامة من قبل العديد من الباحثين‬


‫وبعناية كبيرة لدى الكثير من المؤسسات المالية الدولية من اجل محاولة‬
‫تعريفها وتحديد خصائصها نظرا لالهمية البارزة التي اصبحت تمثلها‬
‫كقطب لجذب رؤوس االموال الدولية في الحقيقة ال يوجد تعريف محدد‬
‫وموحد لالسواق المالية الناشئة فعبارة ناشئة تعود في االصل الى بنوك‬
‫االستثمار االمريكية الذي كانت تبحث المناطق الجغرافية ذات نمو‬
‫قوي من اجل االستفادة من العوائد المرتفعة في األسواق المالية التي‬
‫ينتظر ان تتطور وتنمو ويشمل مصطلح ناشئة عده مفاهيم يمكن ان‬
‫يعني سوقا قد دخلت عمليه نمو وتطور بشكل يجعلها مهم وجادبة‬
‫بالنسبه للمستثمرين ويمكن ان يقصد به سوقا بدات في التطور حيث‬
‫يكبر حجمها ويزداد تطورها على عكس بعض‪ .‬األسواق الضعيفة‬
‫والتي لم تدخل بعد مرحله االنطالق ومن الواضح ان اغلبيه االسواق‬
‫االسواق‬ ‫المصنفة حاليا كناشئة ستدخل في المستقبل ضمن اطار‪.‬‬
‫المتقدمة فمرحلة النشوء هذه مرت بها كل سوق مالية في بدايه تطورها‬
‫حيث في بدايه القرن العشرين كانت السوق االمريكية تعتبر ناشئة‬
‫بالنسبة للمستثمر البريطاني بينما السوق اليابانية تعد ناشئة في‬
‫الستينات و السبعينات و تتمثل االسواق الناشئة حاليا في االسواق الدول‬
‫االسيويه التي تنمو بمعدالت سريعه و بعض بلدان امريكا الجنوبيه و‬
‫عموما فانه البد من النظر الى ظاهره األسواق الناشئة كعملية حركية‬
‫فبعض االسواق قد برزت فعال و بعضها في الطريق البروز و اخرى‬
‫‪71‬‬
‫ستظهر الحقا‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫هالة حلمي السعيد‪،‬االسواق المالية الناشئة ودورها في التنمية االقتصادية في ظل العولمة‪،‬بنك الكويت الصناعي‬
‫‪1999.‬ص‪102‬‬
‫‪32‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص االسواق الماليه الناشئه‪.‬‬

‫تشترك غالبية البورصات الناشئة في بعض ميزات على الرغم‬


‫من تباينها بما يتعلق ببعض المؤشرات‪:‬‬
‫‪ -1‬الحجم الصغير ‪:‬يعكسه كل من مؤشر االستثمارات‬
‫البورصة ومؤشر عدد الشركات المسجلة في السوق وعلى‬
‫الرغم من تحقيق بعض األسواق لمعادالت جيدة وارتفاع‬
‫مؤشراتها الى اكثر من ذلك المتحققة في األسواق المتقدمة إال‬
‫انها تبقى متميزة بنوع من التواضع‬

‫‪-2‬درجه التركيز العالية‪ :‬تبدو من من خالل مالحظة تقاطع‬


‫مؤشرات الحجم والتركيز ‪،‬الوزن اهم الشركات المسجلة في‬
‫رأس مال البورصة مما يسمح بعزل البورصات الناشئة عالية‬
‫التركيز باالستثناء الهند وباكستان والبرازيل‬

‫‪ -3‬تذبذب كبير في األسواق الناشئة بالنسبةلالسواق‬


‫المتقدمة‪ :‬وتقاس درجة التذبذب بواسطة االنحراف المعياري‬
‫لعوائد السوق النوعين وايضا بمعدل ( ‪Per‬هو حاصل قسمة سعر‬
‫السهم على عائده وهذا معدل مرتفع جدا في االسواق الناشئة‪.‬‬

‫‪ -4‬التطور السريع حيث حققت عديد من البورصات الناشئة‬


‫معدالت نمو مرتفعة وقد سجل هذا التحسن في اندونيسيا ‪،‬تركيا‪،‬‬
‫البرتغال ا‪،‬ليابان‪ ،‬فنزويال ‪،‬اليونان ‪،‬األرجنتين ‪،‬ماليزيا وهذا راجع‬
‫في غالب األحيان الى الدخول المكثف للشركات المخصص لهذه‬
‫البورصات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -5‬قلة الكفاءة في التنظيم وضعف المنظومة القانونية‪:‬‬
‫تحتاج األسواق الناشئة الى اطارات مسيرة كفئة من اجل السير‬
‫الحسن للعمليات المالية باالضافة الى جهاز معلومات شفاف فيما‬
‫يتعلق بالشركات المسجلة كما البد من وجود قوانين لحماية‬
‫المدخرين أو مستثمرين خاصة فيما يتعلق بتحويل رؤوس األموال‬
‫واعادتها الى الوطن او تحويل االرباح‬

‫‪ -6‬ضعف االستقبال لالستثمارات االجنبية‪:‬فعلى الرغم من‬


‫تزايد رؤوس األموال المتجهة نحو البورصات الناشئة من ‪13‬‬
‫مليار دوالر في ‪ 1990‬الى ‪ 61‬مليار في ‪ 1993‬فهناك دراسات‬
‫للبنك الدولي توضح ان الحصة االكبر من رؤوس االموال‬
‫المستثمرة في األسواق المالية الدولية تتركز فيها دول الصناعية‬
‫وهذا على الرغم من ان األسواق الناشئة اكثر مردوديه وتنوع‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬شروط قيام األسواق المالية الناشئة‬
‫ومراحل تطورها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬شروط قيام السوق المالية الناشئة‪.‬‬

‫تنشا السوق المالية الناشئة اساسا من وجود الضغوطات الداخلية وأخرى‬


‫خارجية توفر شروط الجاذبية المطلوبة التي تسمح بالتقاء كل من العرض‬
‫وطلب الدوليين على التمويل الطلب الدولي على رؤوس األموال عند ازمة‬
‫المديونية في بداية الثمانينات الى تقليل من اللجوء الى القروض المصرفية‬
‫لتمويل هذه االقتصاديات المدينة ومن ثم كان البد من ايجاد مصدر تمويل‬
‫مباشر دون اللجوء الى الوساطة وقد تم في بداية عمليه التخفيض من‬
‫المديونية والتي وضعت في إطار مخطط برادي في مارس ‪ 1989‬الذي‬
‫جاء بفكرة توريق ديون البلدان النامية حيث ساهمت هذه العمليات في‬
‫امكانية االستجابة في االسواق الدولية لرؤوس األموال لعشرات المليارات‬
‫من الدوالرات من سندات برادي المصدر ة في بلدان امريكا الالتينية‬
‫بشكل خاص كما قدمت البنوك االمتيازات بكثافة لالختيارات تحويل‬
‫مستحقاته على البلدان النامية الى سندات مقابل تخفيض المبلغ الرئيسي او‬
‫الفائدة وضمن هذه الشروط قادت عمليات التوريق الديون مع التطور‬
‫الكبير لألسواق الناشئة الى تحول جزء من قروض هذه البلدان الى محافظ‬
‫المستثمرين دول يين العرض الدولي لرؤوس االموال مع الركود‬
‫االقتصادي الذي ضرب البلدان المتقدمه في بداية التسعينات باضافة الى‬
‫انخفاض معدل الفائدة في عدد منها ومن بينها الواليات المتحدة ساع‬
‫المستثمرون االجانب والمحليون تعيين وراء ال عوائد الى استثمار‬
‫اموالهم في البلدان الناشئة سواء في األسواق المالية او باستثمارات طويله‬
‫االجل في شكل مساهمات في قطاع االنتاج المحلي ولقد تطورت التدفقات‬
‫‪35‬‬
‫المالية المتوجهة الى األسواق الناشئة في شكل استثمارات مباشرة او في‬
‫شكل استثمارات المحفظة المالية ويعود ذلك بالتاكيد الى التغيرات التي‬
‫طرأت على هذه البلدا ن من خالل تحسن االستقرار السياسي واالجتماعي‬
‫إضافة الى اإلصالحات االقتصادية والمؤسساتية الموضوعة عادة من‬
‫طرف صندوق النقد الدولي التي تهدف اليات االقتصاد السوق وتقديم دور‬
‫مهم وفعال للمؤسسات الخاصة في تخصيص الموارد وكل هذه االمور قد‬
‫دعمت نمواألسواق المالية وعموما فان تطور األسواق الناشئة مرتبطة‬
‫ارتباطا بادارة السلطات العمومية ولتزامها بضرورة االندماج ضمن‬
‫المحيط التجاري والمالي والدولي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المطلب الثاني مراحل تطور السوق الناشئة‪.‬‬

‫يمكن تمييز اربعة مراحل اساسيه يتطور السوق الناشىئة حسب البلد ومذا‬
‫تطور السوق في حد ذاته‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة األولى وتبدا مع بداية استخدام السوق المالية كاسلوب‬
‫تمويل وتدعيم النمو االقتصادي للبلد وعموما يرفض الدخول مثل هذه‬
‫األسواق بدرجة اإلستقرار االقتصادي والسياسي للبلد حيث يميل‬
‫المستثمرون المحليون الى التوجه نحو هذا النوع من االستثمار بدال من‬
‫الودائع بنكية تقليدية وسندات الخزينة قصيره االجل وخال لها تميل اسعار‬
‫ال أوراق الى إرتفاع بسبب الحجم الصغير الذي تتمتع به هذه األسواق‬
‫كما انه تقدم فرص استثمار محدودة كما ان هذه االسباب تتمتع بنمو معتبر‬
‫في الحجم وفي درجه الرقي والتكلف الشيء الذي يميزها عن األسواق‬
‫البدائية والتي تظهر عليها عالمات تطور بلدان‪.‬‬

‫‪ -2‬المرحلة الثانية‪:‬‬
‫خالل هذه المرحلة تكون السوق المالية اكثر نشاط بحيث تؤدي‬
‫ضغوطات من الخارج من اجل الحصول على تسهيالت للدخول ومن‬
‫الداخل لتخفيض تكلفه رأس المال الى تحرير النظام المالي بصفة عامة‬
‫وفي هذه المرحلة النشيطة والمتذبذبة تحسن السوق المالية مجموعة‬
‫قوانينها المتعلقة باالستثمارات وخاصة االجنبية منها وانظمة المقاسة‬
‫والتسوية بهدف جذب المستثمرين وزيادة حجم األوراق المالية المتداولة‬
‫على السوق ولكن هناك عامالن ال يخدمان مصلحه المستثمر بشكل كبير‬
‫الحجم الصغير للسوق وبقاء بعض القيود التنظيمي ه من بين االسواق التي‬
‫ال تزال في هذه المرحلة الصين ‪-‬كولومبيا ‪-‬ا لهند ‪,-‬باكستان ‪-‬البيرو‬
‫والفلبين‬

‫‪37‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪:‬و هي مرحلة التوسع حيث تقدم السوق عوائد اكثر‬
‫ارتفاعا و اقل تذبذبا ويحصل المستثمرون بسهولة كبيره على‬
‫اإلصدارات الجديدة المتزايدة بشكل سريع ولكن هذا يترجم في الحقيقة‬
‫احتياجات متزايدة الى اموال لدى مؤسسات كانت مسجلة من قبل اكثر مما‬
‫يعبر عن برامج خوصصة وينمو الى جانب السوق البورصة هذه نظام‬
‫وساطة مالية فعالة للبنوك وقد وصلت هذه كل من اسواق‪ :‬االرجنتين‪،‬‬
‫البرازيل‪ ،‬اندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬المكسيك وفنزويال كما ظهر في الكثير من‬
‫هذه األسواق بعض اليات تغطي المخاطر كالمشتقات والعمليات على‬
‫المؤشرات نظرا لنقص والمفاجات الكبيرة فيها‬

‫‪ -4‬المرحلة الرابعة هي المرحلة النهائية والتي تعبر عن نضج‬


‫السوق واستقرار نموها حيث تكون عالوات المخاطر التنافسية على‬
‫األسواق‬ ‫المستوى الدولي وتقترب السوق في هذه المرحله من‬
‫المالية المتقدمة المكتملة النضج وفي هذه المرحلة ايضا يالحظ احترام‬
‫السوق للمعايير الدولية المعترفة وتطور إستراتيجية التسويق واالتصال‬
‫مما يجعل السوق أكثر جاذبية نسبة للمستثمرين دوليين ومن ناحية أ خرى‬
‫فانها تتميز بحجم كبير يجعلها قادرة للمقارنة اسواق المتقدمة وقد ال تعتبر‬
‫السوق ناشئة الى هذه المرحلة وعموما يمكن القول ان المرور األسواق‬
‫عبر هذه المراحل يلغي قليال ذلك التقسيم التقليدي للعالم بين بلدان متقدمة‬
‫وبلدان متخلفة وعلى الرغم من بقاء بعض المعالم المميزة لكل منها ولكن‬
‫المؤكد في كل األحوال ان بروز هذه األقسام الكثيرة عبر العالم قد غير‬
‫في رسم خريطة التدفقات المالية الدولية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثاني‬


‫إن البلدان التي تتوفر على اسواق ستتطور لتدرج مستقبال‬
‫ضمن قائمه األسواق المتطورة اما االسواق الناشئة فقط ال يكون‬
‫لها أثر اليوم كما ان اختالف هذه األخيرة من بلد الخر استنادا‬
‫لبعض المعايير التصنيف امكن من تقسيمها لعده مجموعات ‪،‬ان‬
‫وجود اسواق أوراق مالية صاعد يقلل من فرصة هروب‬
‫األموال للخارج وخاصة تلك التي تخرج نظرا لعدم وجود‬
‫‪.‬أسواق مالية محلية تعطي بدائل استثمارية متعددة‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫آ ثر العولمة المالية‬
‫على األسواق‬
‫الناشئة‬

‫‪40‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مكانة االسواق المالية الناشئة‬
‫ضمن التوزيع الدولي‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تصاعد دور االسواق الناشئة‬

‫شغلت هذه االسواق مقدمة االحداث خالل كل عشريه تسعينات‪،‬‬


‫واخذت االهتمام الكبير حتى بعض تعرضها لالزمه الماليه في اواخر‬
‫تلك العشريه من خالل استقطابها لرؤوس االموال الخاصه‪ ،‬والتي‬
‫ارتفعت تدفقاتها الى داخل مجموع هذه االسواق من ‪ 53‬فاصل ‪ 2‬مليار‬
‫دوالر في ‪ 19 90‬لتصل الى ‪ 231‬مليار دوالر في ثم ‪ 202.7‬مليار‬
‫دوالر في ‪ 1997‬مع عودتها الى االقتراض الحكومي مع انتقال اثار‬
‫عدوى االزمه المكسيكيه في ‪ 1995‬ولقد اتجهت هذه االموال بشكل‬
‫كبير نحو جنوب شرق اسيا ‪% 47‬وامريكا الالتينيه ‪ % 38‬كاقطاب‬
‫رئيسية بينما تتقاسم باقي مناطق العالم النسبةالمتبقية ‪ %15‬وعلى‬
‫العموم فان اهمية التدفقات المالية الدولية الداخلة الى االسواق الناشئة‬
‫انما تعكس مدى فعالية االقتصادية والمالية لهذهاالسواق وليست هناك‬
‫اي مبالغة اذا اعتبرت هذه االسواق العنصر االساسي والمحرك‬
‫لالسواق المالية الدولية خالل هذه المدة ونالحظ تصاعد تدفقات‬
‫الرؤوس االموال الى االسواق الناشئة اصبح يمثل بشكل كبير قواعد‬
‫واسس العولمة المالية الجديدة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬تنامي عناصر جذب االستثمار‬


‫‪41‬‬
‫ان النظره المستقبليه والتوقع الدائم لمعادالت نمو مرتفعه هي التي تبرر‬
‫هذا التصاعد لالسواق الناشفه وحتى بعد االزمه التي اصابتها في ‪1997‬‬
‫استطاعت بفضل توقعات النمو فيها عند استعيد نشاطها في هذه العوائد‬
‫المرتفعه في االسواق الناشئه وضعف معدالت العوائد في االسواق الماليه‬
‫الكبرى بنفس الوقت مسلسل باالضافه سياسات االنفتاح الموسعه التي‬
‫اتبعتها سلطات هذه البلدان‪ ،‬كل هذه العوامل ساعدت في اعاده تحريك‬
‫رؤوس االموال في العالم‪ ،‬وفي وضع االسس الجغرافيه‪ -‬الماليه الدوليه‪.-‬‬
‫وتبني نظريات االستثمار الدولي عاده على تحليل في بعدين(مخاطر‪-‬‬
‫عوائد)‪ ،‬فهي باسلوب ابسط تقويم على المقارنه بين العوائد المتوقعه‬
‫لالستثمار والمتمثله اساسا في مخاطر البلدان في حد ذاته‪ :‬مخاطر‬
‫سياسيه ‪،‬مخاطر السيادة مخاطر الصرف باالضافه الى تدبر في جميع‬
‫االحوال يعتبر هذا ثنائي التقليدي اهم محرك لعمليه التوزيع الدولي‪،‬‬
‫وتتميز االسواق الناشئه رغم المخاطر االستثمار فيها بالعوائد المرتفعه‬
‫وهذا يمثل اهم عنصر جاذب االستثمار الدولي‪ ،‬وارتفاع معدالت النمو‬
‫فيها يشكل مؤشر فعال في عمليه بناء اهداف واستراتيجيات المستثمرين‪،‬‬
‫كما انها تحمل توقعات متفائله عن مستقبل هذه االسواق فمثال في ‪1996‬‬
‫قدر البنك الدولي ان معدل النمو السنوي في البلدان المتقدمه يصل الى‬
‫اثنين فاصل سبعه بالمئه خالل فتره ‪ 1994‬الى ‪ 2009‬مقابل ‪% 4.8‬في‬
‫البلدان الناشئه بشكل عام اي الضعف تقريبا ومع نشاط الكبير الذي شهده‬
‫القطاع الخاص في االقتصاديات الناشئه والدعم المقدم له من قبل الحكومه‬
‫في اطار التحويالت الهيكليه لهذه االقتصاديات زاد اقبل رؤوس االموال‬
‫االجنبية‪ :‬استثمارات مباشره استثمارات المحافظ الماليه والقروض البنكيه‬
‫وكل التدفقات االجنبيه والتي تتبع تلك االصالحات والتغيرات االقتصاديه‬
‫وخاصه التي تتعلق بالقوانين االستثمارات وكذلك مكانه القطاع الخاص‬
‫ولقد اصبح االن بامكان هذه االسواق الناشئه ان تستحوذ على حصص‬
‫متزايده من االنتاج العالمي من خالل موقعها الجغرافي وعدد سكانها‬
‫وثرواتها الطبيعيه سكانها وثرواتها الطبيعيه ويمكن ان تصل الى معدل‬
‫نمو حوالي سته بالمئه مع التطور الملحوظ للقطاع الخاص ونظام‬
‫االقتصاد السوق المبني على الحريه االقتصاديه وهذا يعني ان االقتصاد‬
‫الوعد بالنمو االقتصادي مع االستقرار السياسي يشكالن عوامل النجاح‬
‫‪42‬‬
‫بالنسبه لالسواق الناشئه لجذب االستثمارات الدوليه إليها‪ ،‬وتعمل السلطات‬
‫المحليه على دعم االستقرار السياسي خاصه في ما يتعلق بسياستها اتجاه‬
‫االستثمارات‪ .‬وعموما يمكن القول ان انفتاح االسواق الماليه الناشئه‬
‫لالستثمار االجنبي ومحاوله توفير كل عوامل الجذب لهذه التدفقات الماليه‬
‫يجعلها تدخل في منافسه حقيقيه مع االسواق الماليه العالميه الكبرى وربما‬
‫تعتمد في ذلك على ميزات العوائد المرتفعه وهذا معناه ان االسواق الناشئه‬
‫ومن اجل اندماجها المالي في الحركه العالميه دفع ثمن لذلك يتمثل في‬
‫العوائد المرتفعه للمستثمرين‪.‬‬

‫المطلب الثالث عدم االرتباط في العوائد مع األسواق المتقدمة‬


‫‪43‬‬
‫ويستخدم هذا المفهوم في تحليل مخاطر المحفظة المالية حيث يعتبر بعض‬
‫المحللين الماليين ان عدم االرتباط باألسواق المتقدمة يلعب دورا مهما في‬
‫نجاح االستثمارات في األسواق الناشئة ويقصد بعدم االرتباط هنا معامل‬
‫االرتباط بين العوائد على األسواق المتقدمة والعوائد على األسواق الناشئة‬
‫بمعنى ان اي تغيير في عوائد االسواق المتقدمه ال يؤدي بالضروره الى‬
‫التأثير على عوائد األسواق الناشئة وهذا االرتباط الضعيف جدا يترجم من‬
‫جهه نظر هؤالء المحللين بانه يوجد ارباح محتملة من وراء عملية تنويع‬
‫المحفظة في األسواق الناشئة ولما كان المستثمر الدولي يبحث عن افضل‬
‫تشكيلة لمحفظته المالية والوصول الى افضل العوائد باقل المخاطر‬
‫وحسب المختصين في هذا الميدان من خالل الخبرات المتراكمة لديهم فان‬
‫تشكيل محافظ مراجعة بأوراق مالية على األسواق الناشئة يمثل درجة‬
‫ضعيفة من المخاطر من تلك المرجحة بأوراق مالية في أسواق البلدان‬
‫‪8 1‬‬
‫الصناعية ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪http:// tarek39.sosblog.fr/CaAEOCI-a-CaEOiiN-b1/CaAOaC-CaaCaiE-CaaCOAE-b1-‬‬
‫‪p16.htm‬‬
‫‪44‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشرات األسواق المالية الناشئة‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب االول ‪:‬المؤشرات المرتبطة بنشاط السوق‪:‬‬

‫وتتلخص ضمن ثالث مجموعات رئيسية‪ ،‬وهي‬


‫‪1‬‬
‫حجم السوق ‪ :‬ويقيسه مؤشران‬
‫‪ -‬رسملة السوق‪ :‬من أهم المؤشرات ‪ ،‬يحسب النسبة بين قيمة‬
‫األوراق المالية المسجلة للتداول‪ 6‬إلى قيمة الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫والمعنى االقتصادي لهذا المؤشر أنه يدرس بشكل خاص قدرة‬
‫االقتصاد على تعبئة رؤوس األموال عن طريق السوق المالية‪.‬‬
‫وقد انتقلت رسملة البورصات الناشئة من ‪ 146‬مليار دوالر في‬
‫‪ 1984‬إلى ‪ 1900‬مليار في ‪ 1994‬أي تضاعفت ‪ 11‬مرة مقابل ‪3‬‬
‫مرات بالنسبة للبلدان‪ 6‬المتقدمة خالل نفس الفترة‪ ،‬وبلغت سنة ‪1997‬‬
‫حوالي ‪ 2229.5‬مليار دوالر‪ ،‬وقد مثلت األسواق‪ 6‬الناشئة في مجملها‬
‫‪ %9.47‬من الرسملة السوقية العالمية في نفس العام‪.‬‬
‫‪ -‬عدد الشركات المسجلة ‪ :‬وهو مقياس يعبر أيضا على حجم السوق‬
‫ولو‪ 6‬أنه يهمل إلى حد ما االختالفات في قيم هذه الشركات‪ ،‬وتدل‬
‫الزيادة‪ 6‬في هذا المؤشر على تطور الثقافة المالية في هذه السوق وزيادة‬
‫اعتماد الشركات على التمويل المباشر‪،‬ولقد ازداد‪ 6‬عدد الشركات‬
‫المسجلة في األسواق‪ 6‬الناشئة ما بين ‪ 1995 -1980‬بـ ‪، %137‬‬
‫‪9‬‬
‫ويرجع ذلك إلى تطور الثقافة المالية بهذه األسواق‪6.‬‬

‫‪91‬‬
‫هالة حلمي السعيد‪ ،‬االسواق المالية الناشئة و دورها في التنمية االقتصادية في ظل العولمة‪.‬بنك الكويت الصناعي ص‪80‬‬
‫‪45‬‬
‫السيولة ‪ :‬ويقصد بها سهولة بيع وشراء األوراق المالية ‪،‬‬
‫وهناك مؤشران ‪:‬‬
‫‪ -‬معدل التداول ‪ :‬ويقيس التداول المنظم ألسهم الشركات نسبة إلى‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فهو يعكس السيولة بالنسبة لالقتصاد ككل‪ .‬في‬
‫األسواق‪ 6‬الناشئة ككل‪ ،‬زاد مـعدل الــتداول‪ 6‬بحوالي ‪ %200.1‬من‬
‫‪ 1990‬إلى ‪.1997‬‬
‫‪ -‬معدل الدوران ‪ :‬ويحسب بقسمة قيمة إجمالي األسهم المتداولة‪ 6‬على‬
‫رسملة السوق‪ ،‬وهو في الحقيقة يكمل مقياس رسملة السوق‪ ،‬وهذا‪ 6‬من‬
‫أجل توضيح درجة نشاط السوق‪ ،‬فقد تكون السوق صغيرة من حيث‬
‫رسملتها ولكن معدل الدوران‪ 6‬فيها مرتفع فتتميز بالنشاط (البرازيل)‪،‬‬
‫وقد يكون للسوق أعلى أحجام للرسملة وأعلى معدالت التداول‪ 6‬ولكن‬
‫معدل الدوران‪ 6‬فيها ضعيفا (ماليزيا)‪.‬‬

‫‪ -‬التركيز ‪ :‬تقاس درجة تركيز السوق بحساب حصة أكبر عشر‬


‫شركات في رسملة السوق‪ 6‬أو في قيمة التداول‪ ،‬والمعنى االقتصادي‬
‫لهذا المؤشر هو مالحظة مدى هيمنة الشركات الكبرى على رسملة‬
‫السوق‪ ،‬وبالتالي مدى تأثر السوق‪ 6‬بالتغيرات في قيم أوراق‪ 6‬هذه‬
‫الشركات‪.‬‬
‫باستثناء الهند والباكستان والبرازيل‪ ،‬فإن أغلب األسواق‪ 6‬الناشئة تبدو‬
‫شديدة‪ 6‬التركيز‪ ،‬ففي الوقت الذي ال يتعدى فيه تركيز أسواق اليابان‬
‫والواليات المتحدة‪ 6‬الـ ‪ ، %20‬يصل التركيز في األسواق الناشئة إلى‬
‫‪ %60‬وبتجاوز هذه النسبة في األرجنتين‪ ،‬كولومبيا وفنزويال ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬المؤشرات المرتبطه بالعوائد‪.‬‬
‫يهتم بها المستثمرون لمعرفه درجة اداء األسواق من منطلق استثماري‬
‫ويرتب ذلك بالعوائد وهي معايير اعتمدتها بعض المؤسسات‬

‫‪47‬‬
‫االستثمارية العالمية تسهيل عمليه االستثمار على‪ .‬األسواق المالية‬
‫وهناك مؤشران‪:‬‬

‫اوال ‪:‬المؤشر االستثماري لمؤسسة التمويل الدولية استخدم في‬


‫‪ 1988‬وهو يظهر المردوديه المتوسطه لالسواق لفتره معينه ويعتمد‬
‫هذا المؤشر على حساب رسمه عينه كبيره من األسهم على عدد معين‬
‫من االسواق في الدول النامية‬

‫ثانيا‪ :‬مؤشر مورغان ستانلي‪ :‬يحسبه بنك االستثمار االمريكي‬


‫مورغان ستانلي وهو يقيس اداء االسواق الماليه في البلدان الناميه‬
‫بنفس مبدا المؤشر السابق ولكنه ال يغطي نفس العدد من االسهم وال‬
‫نفس العدد من االسواق‬
‫ثانيا مؤشر مورغان ستانلي يحسبه بنك االستثمار االمريكي‬
‫مورغان وهو يقيس اداء األسواق المالية في البلدان النامية بنفس مبدا‬
‫المؤشر السابق ولكنه ال يغطي نفس العدد من األسهم وال نفس العدد‬
‫من االسواق ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬األزمات الماليةفي االسواق المالية‬


‫الناشئة والمؤشرات االداء بفعل االزمات‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫المطلب االول األزمات المالية في األسواق المالية الناشئة‬

‫كثيرا ما ينظر للعولمة المالية على أنها السبب في حدوث ‪.‬‬


‫االضطرابات في األسواق الناشئة‪ ،‬وكثيرا أيضا ما دافع أنصار العولمة‬
‫باعتبار االختالالت االقتصادية القاعدية في هذه األسواق‪ 6‬هي السبب‬
‫الرئيسي وراء حدوث األزمات‪ ،‬لكن دراستنا ستنطلق من اعتبار أن‬
‫العولمة‪ 6‬المالية هي فقط أحد العوامل المساهمة في حدوث األزمة‪ ،‬ثم في‬
‫مرحلة الحقة كعنصر مساعد في توسعها وانتشارها‪.‬‬
‫يمكن القول إن تلك اإلضطرابات في تدفقات رؤوس األموال إلى أمريكا‬
‫الالتينية في منتصف التسعينات وإ لى جنوب شرق آسيا واألسواق الناشئة‬
‫األخرى في أواخر التسعينات‪ ،‬إنما تعكس غياب الشروط القاعدية‬
‫الضرورية لنجاح تحرير عمليات حساب رأس المال‪ ،‬فهذه األسواق قد‬
‫تميزت لفترة بضعف كفاءة أنظمتها وعدم استقرار توا زناتها االقتصادية‬
‫الكلية‪ ،‬األمر الذي ساهم في توفير المناخ الذي يسبق األزمات‪ ،‬كما أن‬
‫أنظمتها المالية غالبا ما تبدو ضعيفة جدا الستيعاب تلك التدفقات الكثيفة‬
‫لرؤوس‪ 6‬األموال‪ ،‬كما تفتح العولمة المالية المجال أمام المضاربات ضد‬
‫العمالت واألصول بهذه األسواق مما قد يتسبب في انهيارها‪ ،‬واألكثر من‬
‫ذلك‪ ،‬قد تتوسع آثار االضطراب لتنتقل إلى أسواق مجاورة جغرافيا أو‬
‫مشابهة من حيث الظروف االقتصادية بفعل ما يعرف بآثار العدوى‬
‫والسلوكيات القطيعية للمستثمرين‪ ،‬لتؤدي في النهاية إلى اهتزاز‬
‫واضطراب‪ 6‬النظام المالي العالمي ككل‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫وتقود المالحظة لمراحل األزمة المالية المكسيكية إلى االستنتاج أن‬
‫االختالالت الهيكلية لالقتصاد المكسيكي قبل ‪ 1995‬وعمليات التخفيض‬
‫المتتابعة للبيزو وتزايد العجز في العمليات الجارية باإلضافة إلى كثرة‬
‫الفضائح والعثرات السياسية‪ ،‬أدى كل ذلك إلى تراجع ثقة المستثمرين في‬
‫البيزو وفي السوق المكسيكية بشكل عام‪ ،‬وانطلقت بذلك الهجمات‬
‫المضاربية ضد البيزو وخروج رؤوس األموال من المكسيك‪ ،‬وانهارت‬
‫بذلك سوق الصرف‪ ،‬وتلتها سوق األوراق المالية في األشهر األولى من‬
‫‪.1995‬‬
‫وقد اعتبر بعض المؤلفين أن األزمة المكسيكية كانت بمثابة اإلنذار‬
‫المسبق بقدوم االضطرابات بالنسبة للبلدان‪ 6‬اآلسيوية‪ ،‬ولكن تطورها الكبير‬
‫ومعدالت النمو السريعة والمتميزة لهذه البلدان‪ 6،‬وجاذبيتها الكبيرة‬
‫لالستثمارات األجنبية‪ ،‬جعلها تتجاهل بعض اختالالتها القاعدية المشابهة‬
‫لتلك المتسببة في أزمة المكسيك‪ ،‬هذا التشابه كان سببا في انتقال آثار‬
‫العدوى‪ 6‬إليها‪ ،‬حيث تراجعت الثقة في االقتصاديات اآلسيوية وقام‬
‫المتعاملون في سوق األوراق المالية في جويلية ‪ 1997‬ببيع كميات هائلة‬
‫من األوراق في البورصات اآلسيوية‪ ،‬ثم قاموا بشراء كميات ضخمة من‬
‫الدوالرات من أسواق‪ 6‬الصرف المحلية وتحويلها إلى بلدانهم في صورة‬
‫قانونية ودون أي قيد مما أدى إلى انهيار سوق الصرف وسوق األوراق‬
‫المالية‪.‬‬
‫وانتقلت بنفس الطريقة آثار العدوى‪ 6‬لتصيب االضطرابات كل من روسيا‬
‫والبرازيل في ‪ ،1998‬ويمكن القول إن االندماج المالي واالقتصادي‬
‫والترابط‪ 6‬فيما بين األسواق في إطار العولمة المالية يزيد في إمكانية‬
‫‪50‬‬
‫حدوث األزمات و هذا في حال انخفاض ثقة المستثمرين‪ ،‬ويساهم في‬
‫عملية انتشار االضطرابات ويوفر المناخ النتقال آثار العدوى‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تأثر مؤشرات األداء بفعل األزمات‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫لقد كان أثر األزمات المالية قويا على تدفقات رؤوس األموال إلى‬
‫األسواق‪ 6‬الناشئة وكذلك‪ 6‬على التنويع الدولي في كل من األسواق‪ 6‬الكبرى‬
‫والناشئة معا‪ ،‬وقد انعكس ذلك على مؤشرات أداء األسواق‪ 6،‬حيث تأثرت‬
‫كل من معدالت العوائد‪ 6‬وكذا نشاط األسواق‪6.‬‬
‫*فقد كان مؤشرا األداء المحسوبان من طرف مؤسسة التمويل الدولية‬
‫‪ IFCI‬وبنك االستثمار األمريكي مورغان ستانلي ‪ MSCI‬في ارتفاع‬
‫خالل أوائل التسعينات ولكنهما شهدا انخفاضا خالل فترات األزمات في‬
‫‪ 1995‬و ‪ 1997‬ثم انخفاض أكثر في ‪ .1998‬وهذا يعني تراجع‬
‫العوائد المنتظرة على األسواق خالل هذه الفترات و هذا ما يوضحه‬
‫الجدول رقم ( ‪.)6‬‬

‫جدول رقم ( ‪ )6‬تطور مؤشرات البورصة المركبة لألسواق الناشئة‬


‫(سنة األساس ‪)1992‬‬
‫المؤشرا‪ 199 199 199 199 199 199 6‬سبتمبر ‪1998‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ت‬
‫المرتبطة‬
‫بالعوائد‬
‫‪80 120 150 140 160 180 100‬‬ ‫مؤشر‬
‫مؤسسة‬
‫التمويل‬

‫‪52‬‬
‫الدولية‬
‫‪65 115 157 145 170 185 100‬‬ ‫مؤشر‬
‫مورغان‬
‫ستانلي‬
‫‪DUFOUR J.F., Les marchés émergents,‬‬
‫‪Paris, Armand Colin, 1999, P.27‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن اتباع األسواق الناشئة لسياسات‬


‫وإ صالحات هيكلية بعد األزمة قد أدى إلى استرجاع بعض من الثقة في‬
‫كفاءاتها وأداءاتها‪ ،‬ويترجم ذلك بتحسن مؤشر مورغان ستانلي نسبيا‬
‫‪.‬خالل سنوات ‪ 2000‬و ‪2001‬‬
‫* تراجعت أيضا بفعل األزمة اآلسيوية ‪ 1997‬بعض مؤشرات نشاط‬
‫السوق ‪ ،‬فبالنسبة لمؤشر حجم السوق‪ ،‬فقد تأثر مؤشر رسملة البورصة‪،‬‬
‫حيث تراجع بنسب كبيرة ليس فقط في األسواق الناشئة ولكن في األسواق‬
‫المتقدمة أيضا‪ ،‬كما هو موضح في الجدول الموالي‪.‬‬
‫جدول رقم ( ‪ )7‬الخسائر في رسمالت البورصة بين سبتمبر ‪1997‬‬
‫وأكتوبر ‪( - 1997‬مليون دوالر)‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫تايوان‬ ‫‪-‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪68.375‬‬ ‫‪ 636.877‬فرنسا‬ ‫طوكيو‬
‫‪-‬‬ ‫ماليزيا‬ ‫‪-‬‬ ‫هونغ كونغ‬
‫‪66.801‬‬ ‫‪ 263.851‬سنغافورة‬ ‫المملكة المتحدة‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫الصين‬ ‫‪-‬‬ ‫ألمانيا‬

‫‪53‬‬
‫‪37.402‬‬ ‫‪176.648‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪24.207‬‬ ‫‪124.021‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91.202 -‬‬
‫‪50.204‬‬
‫‪Source :MSCI/Gilles Pouzin‬‬
‫)‪(www.pouzin.com‬‬

‫في الوقت نفسه تراجع مؤشر السيولة‪ 6‬في األسواق الناشئة نظرا‬
‫لالنخفاض الكبير في القيمة المتداولة‪ ،‬وهذا ما يوضحه الجدول‪ 6‬الموالي‪.‬‬

‫جدول ( ‪ : )8‬الخسائر في القيم المتداولة للبورصات اآلسيوية (جويلية‬


‫‪-97‬جويلية ‪)98‬‬
‫‪54% -‬‬ ‫‪ 46 -‬سيئول‬ ‫اندونيسيا‬
‫‪58% -‬‬ ‫جاكارتا‬ ‫‪%‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪27% -‬‬ ‫طوكيو‬ ‫‪47-‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪34% -‬‬ ‫الفلبين‬ ‫‪%‬‬ ‫هونغ كونغ‬
‫‪54-‬‬
‫‪%‬‬
‫‪45-‬‬
‫‪%‬‬
‫‪Source : MOREAU M., Economie de‬‬
‫‪l’Asie de sud-est, Paris, PUF, 2000, P.101.‬‬

‫‪54‬‬
‫يتضح من الجدولين‪ 6‬األخيرين أن كال من مؤشري رسملة البورصة‬
‫والسيولة‪ 6‬قد تأثرا بالخروج المفاجئ والعنيف لرؤوس األموال األجنبية‪،‬‬
‫‪.‬وهذا يبين العالقة الوثيقة بين استثمارات األجانب وهذين المؤشرين‬
‫وهناك دراسة ‪ ‬لتطور كل مؤشرات أداء السوق‪ 6‬المالية في كل من ماليزيا‬
‫وكوريا الجنوبية‪ ،‬أثبتت وجود عالقة طردية قوية بين كل من رسملة‬
‫السوق‪ 6‬والسيولة‪ 6‬من جهة‪ ،‬واستثمارات األجانب في السوق من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬حيث كانت معامالت االرتباط موجبة وقريبة جدا من الواحد‪6.‬‬
‫من خالل ماسبق يمكن التأكيد على وجود‪ 6‬تأثير حقيقي وقوي للعولمة‪6‬‬
‫المالية كعملية وكواقع على أداء األسواق المالية الناشئة‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫االضطرابات التي سببتها سلوكيات المستثمرين‪ ،‬يبقى من الضروري جدا‬
‫لألسواق‪ 6‬الناشئة أن تستفيد من إيجابيات العولمة المالية باالندماج الفعلي‬
‫في األسواق العالمية مع المراقبة المستمرة الستقرار التوازنات القاعدية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫خاتمة الفصل الثالث‬
‫من خالل ما سبق يمكن التاكيد على وجود تاثير حقيقي وقوي‬
‫للعولمة المالية كعمليه وكواقع على اداء األسواق المالية الناشئة‬
‫وعلى الرغم من االضطرابات التي سببتها سلوكيات‬
‫المستثمرين يبقى من الضروري جدا لألسواق الناشئه ان‬
‫تستفيد من ايجابيات العولمه المالية باالندماج الفعلي في‬
‫االسواق العالمية مع مراقبه المستمرة اإلستقرار التوازنات‬
‫القاعدي‬

‫‪56‬‬
‫الخاتمة‬
‫العامة‬

‫‪57‬‬
‫لقد تبين من دراسة أثار العولمة‪ 6‬المالية على الدول النامية‪،‬‬
‫وبالتركيز على األسواق‪ 6‬المالية الناشئة‪ ،‬وصول العولمة المالية على‬
‫مراحل متقدمة من تطورها‪ ،‬وأصبح اندماج أسواق‪ 6‬المال العالمية واقعا‬
‫ملموسا‪ ،‬ينبغي التعامل معه بكل حذر و واقعية‪ .‬ولقد خلقت العولمة‬
‫المالية خالل السنوات األخيرة هيكال جديدا لتدفقات رؤوس األموال عبر‬
‫العالم‪ ،‬تتمثل في األسواق‪ 6‬المالية الناشئة‪ ،‬حيث ظهرت تلك األقطاب‬
‫الجاذبة لرؤوس‪ 6‬األموال بفضل العوائد‪ 6‬المرتفعة في أسواقها مقارنة‬
‫بأسواق البلدان المتقدمة‪ ،‬كما استطاعت األسواق‪ 6‬المالية الناشئة أن تستفيد‬
‫من إيجابيات العولمة المالية قبل األزمات المالية التي أصابتها خالل‬
‫التسعينات‪ ،‬حيث ارتفعت آداءاتها االقتصادية و المالية بصورة واضحة‪،‬‬
‫ولكن فترة األزمات ( ‪ )1999 -1995‬جعلت رؤوس األموال تتراجع و‬
‫تنسحب من هذه األسواق‪ ،‬مما أثر سلبا على أدائها‪ ،‬حيث انخفضت كل‬
‫من رسملتها السوقية و قيمها البورصية ‪ ،‬و سنقد فيما يلي بعض‬
‫االقتراحات التي من شأنها تحسين وضعية هذه األسواق ضمن النظام‬
‫المالي الدولي‪ 6‬الجديد‪:‬‬
‫‪ -1‬المحافظة على نوع من االستقرار االقتصادي فيما يتعلق‬
‫بالمتغيرات الكلية و أهمها معدالت النمو‪ ،‬معدالت التضخم‪،‬‬
‫معدالت الفائدة‪ ،‬معدالت االستثمار‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحفاظ على االستقرار السياسي‪ ،‬حيث تقل أهمية العوائد بالنسبة‬
‫للمستثمر إذا‪ 6‬لم يتوفر االستقرار السياسي في البلد‪ 6‬المعني‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -3‬تحسين اإلطار القانوني و التنظيمي لألسواق‪ 6‬المالية في هذه‬
‫البلدان‪ ،‬من أجل كبح الحركة السريعة لرؤوس األموال الدولية‪،‬‬
‫و وضع حد للعمليات ذات الطبيعة المضاربية البحتة‪.‬‬
‫‪ -4‬ربط البورصات الناشئة فيما بينها‪ ،‬وإ دماجها ضمن سوق مالية‬
‫موحدة‪.‬‬

‫‪59‬‬

You might also like