Professional Documents
Culture Documents
الدكتور
محسن حسن علوان
مدير الدراسات و التخطيط و المتابعة
خالصة البحث
165
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
إن األزمة المالية التي يعيشها العالم حاليا بدأت أعراضها بالظهور خالل العام الماضي ،2007حينها بدأ
المختصون بإرسال إشارات تدعو إلى معالجة المشكلة قبل أن تتفاقم ،حيث أن البعض منهم تنبأ مسبقا باألحداث التي
نعاصرها حاليا .وتتلخص المشكلة في توجه البنوك والمؤسسات المالية في الواليات المتحدة إلى منح قروض
عقارية بشكل كبير ,ويهدف هذا النوع من القروض إلى تمويل حاجة المقترضين لشراء عقارات على اختالف
أنواعها .يتميز هذا النوع من القروض بالمخاطرة العالية لعدم وجود تدفقات نقدية متوقعة سواء للمقترض أو
المشروع الممول يمكن للبنك االعتماد عليها كمصدر لسداد القرض ،لهذا السبب قامت البنوك برفع سعر الفائدة
على هذا النوع من القروض من أجل تحقيق أعلى عائد ممكن من القرض ومن أجل تغطية جزء من المخاطر التي
تندرج تحت هذا النوع من القروض.
مع مرور الوقت وكنتيجة الستحقاق سداد هذه القروض ،بدأ المقترضون في مواجهة مشكلة عدم المقدرة على
السداد بسبب ارتفاع قيمة التزاماتهم المصرفية ،والذي يعود إلى سعر الفائدة المرتفع بشكل رئيسي ،مما دفع جزء
كبير منهم إلى عرض عقاراتهم للبيع من أجل سداد ديونهم .خالل هذه الفترة ارتفعت نسبة العقارات المعروضة
للبيع إلى حدود غير مسبوقة ،وكنتيجة طبيعية للعرض الزائد دون زيادة مقابلة في الطلب بدأت أسعار العقارات
باالنخفاض.
إن الدور األساسي والتقليدي ألي بنك هو قبول الودائع ومنح القروض ،حيث يقوم البنك باستقطاب األموال من
الجهات التي لديها فائض وتوجيهها لألطراف التي لديها عجز ،لهذا فإن المصدر الرئيسي ألموال البنك هي ودائع
األطراف التي لديها فائض والتي تحصل على عائد مقابل إيداع أموالها في البنك ،واالستخدام الرئيسي لهذه األموال
هو القروض .من هنا يمكننا أن ندرك بداية األزمة المالية ،حيث أصبحت البنوك تواجه مشكلة سيولة لعدم سداد
المقترضين ديونهم والتي هي باألساس أموال مودعين ،ومع انتشار أنباء األزمات التي بدأت تواجه البنوك بين
المودعين ،زاد إقبال المودعين على سحب ودائعهم لضمان استرداد أموالهم في ظل بيئة متخمة باإلشاعات مما
عمق مشكلة السيولة لدى البنوك ،بل تعدى األمر إلى انهيار بعض البنوك مثل بنك ( ليمان برذرز) والذي يعد رابع
أكبر بنك استثماري في الواليات المتحدة األمريكية ،والذي يبلغ من العمر 150عام.
فضال عن أن انخفاض قيمة العقارات التي قامت البنوك بتمويلها زاد من حجم المشكلة ،حيث أن قيمة العقار
أصبحت أقل من قيمة القرض الممنوح ،هذه الظروف مجتمعة ساهمت بشكل كبير بتخفيض مقدرة البنوك على
اإلقراض مما أدى إلى انخفاض كبير في مستوى اإلنفاق االستهالكي واالستثماري ،مما زاد من احتمالية حدوث
كساد إن لم يتم معالجة األمر سريعا .هذا السبب إلى جانب محاولة إعادة الثقة للجهاز المصرفي هو وراء قيام
السلطات المالية في العديد من الدول إلى ضخ مبالغ كبيرة في أنظمتها المصرفية.
166
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
167
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
تتلخص مشكلة البحث في أن سوء إدارة البنوك و المصارف في الواليات المتحدة األمريكية ،قد أدى إلى حدوث
األزمة المالية ،باإلضافة إلى عدم تدخل الحكومات في ضبط األسواق .حيث ن معدل نمو الكتلة النقدية اكبر من
النمو في المراحل العادية .وبدورنا سوف نقوم بتحديد هذه األسباب وتحديد التوصيات المناسبة لها .
ثانيا) منهجية البحث:
إن المنهجية المتبعة في هذا البحث ،هوا تباع األسلوب التحليلي واالستقرائي المعتمد على األرقام اإلحصائية،
والتجارب المالية السابقة.
المبحث األول
: 1-1األزمات المالية السابقة (عرض عام )
168
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
بهدف إعطاء نظرة عامة ،سنقوم باستعراض أهم األزمات المالية التي تعرض لها العالم تاريخيا لكي نتمكن من
فهم أسباب األزمة المالية الحالية وتداعياتها :
1-1-1أزمة عام : 1929اعتبر االقتصاديين وخبراء المال إن هذه األزمة جرت وراءها سنوات من التراجع
االقتصادي والبطالة والبؤس و التي تبعتها الحرب العالمية الثانية .فقد انهارت أسواق البورصة في تشرين األول
1929بعد انهيار أموال المضاربة .فكان ماليين االميركيين قد اشتروا أسهما من أموال االستثمار المسماة(
)TEUST FUNDSوالتي انهارت الواحدة تلو األخرى .و وخالل شهر تشرين األول 1929انهار مؤشر (داو
جونز) لبورصة نيويورك بنسبة %13وتبعه انهيار آخر في اليوم التالي بنسبة .%12وفي نهاية تشرين األول,
فقد المؤشر نصف قيمته واستمر في الهبوط في األشهر التالية وانخفض إلى أدنى مستوياته في منتصف عام
1932حيث فقد %90من قيمته نسبة إلى ما قبل األزمة ,مما أوقف المضاربات في البورصة وكانت هذه األزمة
.)1(............. اكبر إخفاق في الواليات المتحدة ووصلت هذه األزمة إلى أوروبا ،وبدأ تجاوز األزمة عام .1954
1-1-2أزمة عام : 1987في نهاية عام 1987انهارت بورصة وول ستريت بنسبة %23في مؤشر( داو
جونز) في جلسة واحدة وهي األقوى في ذلك اليوم ولحقتها في ذلك أغلب األسواق العالمية ,لكن تفاقم هذا االنهيار
جاء نتيجة مشكالت في المعالجات المعلوماتية ولم يكن هناك أي مؤشر للخالص ,ومع هذا قفزت المؤشرات مجددا
بسرعة .وبعد عامين عاد مؤشر ( داو جونز) إلى مستويات ما قبل االنهيار.
1-1-3األزمة اآلسيوية ( :)1998-1997مرت البورصات العالمية بأوقات عصيبة فجاءت األزمة اآلسيوية
لعام 1997وتبعتها أزمة 1998وهي انهيار المال الروسي حيث انخفض الروبل بنسبة %60في شهر آب
1998وذلك خالل أحد عشر يوما وعرفت بذلك روسيا أزمة اقتصادية ونقدية مرتبطة جزئيا باألزمة اآلسيوية لعام
,1997كما لم تستطع أموال المضاربات االميركية Ltcmتفادي هذا االنهيار.
1-1-4أزمة عام : 2000كان عام 2000نهاية االنهيار المالي لالنترنت فقد انتفخت فقاعة المضاربة حول
قيم البورصات المرتبطة باالنترنت والتقنيات الجديدة وتراجع مؤشر (ناس داك) الذي يجمع سندات االنترنت
والتكنولوجيات بنسبة %27طيلة األسبوعين األولين من نيسان عام 2000بنسبة %39,3خالل العام وشمل
. )2 (.............. هذا السقوط جميع األسواق المرتبطة باالقتصاد الجديد.
169
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
170
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
وجمعت رســاميل جديــدة بقيمــة 200مليــار حــتى منتصــف العــام الجــاري ،إال أن خســائر ائتمانيــة جديــدة ،بــدأت تــبرز
مؤخرًا مع تراجع قيمة الديون ،وهذا أشعل مخاوف المستثمرين من المؤسســات الماليــة الــتي تتحمــل أعبــاء قــروض،
وازدادت المخاوف توهجًا بعد إفالس بنك “ليمان” الــذي شــكل صــدمة للمســتثمر الــذي كــان على ثقــة من أن الحكومــة
األمريكية ستقوم بدعم البنوك الكبرى ومنعها من اإلفالس .
وتمتد األزمة المالية التي تعرضت لها الواليات المتحدة أوال ,لتصل إلى قطاع البنوك في أوروبا في األسابيع
األخيرة ,مما يدفع حكومات الدول األوروبية إلى تكثيف جهودها للبحث عن إجراءات اإلنقاذ الطارئة لمنع حدوث
مزيد من االضطرابات .وبتهديد األزمة المالية من جهة فإن اقتصاد منطقة اليورو يواجه أيضا مشكلة التضخم الذي
ظل مرتفعا عند مستوى. %3.6وأظهرت األرقام الرسمية أن اإلنفاق االستهالكي واالستثمارات والصادرات وهي
المحركات الثالثة الرئيسية في منطقة اليورو قد تراجعت كثيرا في الربع الثاني من العام الحالي منخفضة عن الثالثة
أشهر السابقة بنسب %0.2و 1%و %0.2على التوالي .
وقد حذر صندوق النقد في تقريره للربع الثالث من عام 2008من أن أمريكا الالتينية والبلدان التي ربطت
اقتصادها بالعملة األمريكية ستعاني من تباطؤ االقتصاد العالمي وذلك بسبب أثره المباشر على سوق العمالت .
لقد أدت التوترات وعدم الثقة في أسواق المال إلى زيادة عمليات استرداد األصول من صناديق سوق المال وتفاقم
ديون المؤسسات المقترضة ،وعليه من المرجح حدوث اندماجات في القطاعات المالية.
المبحث الثاني
171
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
شهدت أالزمة المالية األخيرة تقلبات و " تذبذبات " حادة عانت منها األسواق المالية العالمية .ففي بداية األزمة
اهتزت أسواق المال والبورصات العالمية على مدى يومين متتاليين بفعل مخاوف أن تنتقل مشاكل القطاع العقاري
األمريكي إلى بقية أسواق العالم .وفي هذا السياق تراجع مؤشر ( )MSCIلألسهم العالمية بأكثر من ،% 6األمر الذي
شطب معه أكثر من تريليوني دوالر ( 2000مليار) من القيمة اإلجمالية السوقية لألسهم العالمية والتي تقدر بنحو 35
دوالر. )5(........ تريليون
إن هذه األرقام ،على أهميتها اإلجمالية ،ال تعطي صورة كاملة من دون اإلطالع على حركة " التذبذبات " على
مستوى البلدان أو مجموعات البلدان .فعلى سبيل المثال كان االنخفاض في قيمة األسهم والسندات في بورصة
نيويورك قد بلغ مليارات الدوالرات بعد أسبوع من أسوأ ما حل باألسواق منذ عام .2003وأطلق العديد من المحللين
على يوم الخميس الذي اندلعت فيه هذه األزمة بـ "خميس أسود جديد" حيث انهارت األسواق المالية بشكل كبير فقد
خسر مؤشر " داو جونز" قرابة 311نقطة فقط في ذلك اليوم وما يقارب 400نقطة خالل األسبوع .كما انخفض
مؤشر( ستاندارد أند بورز( قرابة 60نقطة خالل األسبوع .وتلقت مؤشرات األسهم األمريكية هذه الضربات وسط
مؤشرات على استمرار التدهور في سوق اإلسكان وارتفاع أسعار النفط ومخاوف بشأن التمويل.
ومن جهتها أقفلت طوكيو ،ثاني بورصات العالم ،على انخفاض كبير بلغ %2.36وقد تراجع مؤشر (نيكاي)225
ألسهم 225شركة كبرى 418.28نقطة ليبلغ أدنى مستوى له منذ الثاني من آيار الماضي.
كما انخفضت األسهم األوروبية في بداية المعامالت مواصلة الهبوط الحاد الذي شهدته في اليوم السابق مع إقبال
المستثمرين على البيع في األسواق العالمية وتزايد عزوفهم عن المخاطرة ،فقد منيت تلك األسهم بأكبر خسارة ليوم
واحد في أكثر من أربعة أشهر وسط تجنب للمخاطرة أوقد شرارته تدهور مناخ تمويل عمليات االستحواذ ومخاوف
بشأن اإلسكان األمريكي أيضا .)6(...........
وبالمقابل انخفضت األسهم في بورصتي الصين بشدة لحظة اندالع األزمة متأثرة باالتجاه العالمي الذي قادته األسهم
األمير كية ،حيث تراجع مؤشر «هانغ سينغ» القياسي لبورصة هونغ كونغ بنسبة % 3.15أو بمقدار 730نقطة
تقريبا .
أما على مستوى العالم العربي فلم تنجو مثال األسواق الخليجية من هذا االنحدار أيضا .فعلى سبيل المثال تراجعت
أسهم السوق السعودية إلى المستوى األدنى في ستة أشهر .كما تراجعت أسواق أبو ظبي ودبي وقطر والبحرين.
إن ما يثير االنتباه هو أن االنخفاض الحاد في البورصات العالمية جاء على الرغم من اإلعالن عن نمو شهده
االقتصاد األمريكي خالل الربع الثاني من عام )%3.4( 2007مقارنة بالربع األول لنفس السنة ( .)%0.7ولم ينجح
تقرير أظهر نمو االقتصاد األمريكي بإيقاع أسرع من المتوقع في الربع الثاني من العام الحالي واعتدال التضخم في
تهدئة المخاوف المتزايدة من أن التدهور في السوق العقارية مرتفعة المخاطر ربما يضرب غيرها من القطاعات
المالية ،مما يعني أننا أمام أزمة ليست عابرة وخاصة بمجال التداول ،بل نحن أمام عناصر أزمة تعمل في حقل اإلنتاج
172
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
173
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
المستثمرين األجانب سوف يفترضون عادة وجود مخاطر أكبر في األسواق الناشئة".
االتجاه األول :الذي يعتبر حقل التبادل والتغيرات والتطورات الحاصلة فيه بمثابة مصدر ومنبع األزمة االقتصادية .
أن هذا االتجاه يرى األزمة االقتصادية بكونها أزمة تحقيق فائض القيمة باعتبار أن القانون االقتصادي األساسي
للرأسمالية هو تعظيم فائض القيمة وتحقيق أقصى األرباح.
االتجاه الثاني .:يقوم بتعميم النتائج التي يمكن الحصول عليها من تحليل التطورات الحاصلة في حقل اإلنتاج
ويستخدمها كأداة معرفية – تحليلية لدراسة التطورات في مجال التداول وبحث العالقات المتبادلة ذات الطابع الجدلي
العام وليصل في نهاية األمر إلى تشخيص األزمة بأنها أزمة بنيوية الطابع .إن هذا االتجاه يعتقد أن األزمة هي أزمة
إنتاج فائض القيمة .غير انه في إطار هذا االتجاه هناك العديد من االقتصاديين يؤكدون على ضرورة أن يدخل في تحليل
المظاهر الجديدة في تدويل عملية اإلنتاج والدور المتعاظم للشركات االحتكارية الدولية النشاط في االقتصاد الرأسمالي
واألسواق المالية وما تشهده من " تذبذبات " وعدم االقتصار في تحديد أسباب األزمة االقتصادية الراهنة على المخطط
الكالسيكي لتراكم رأس المال .)9(.....................
إن التراكم الفائض ال يتضح اليوم بشكل وجود قدرات إنتاجية ال تعمل بكامل طاقتها في القطاعات التي تصيبها
األزمة فحسب ،بل ويشكل رأسمال نقدي فائض نسبيا في الفروع النامية بصورة ديناميكية .وهكذا تتشابك أزمات
اإلنتاج الدورية مع األزمة في المجال التسليف المالي .فالفائض النسبي في تراكم رأس المال النقدي يفوق بنسبة
متزايدة التوظيفات المباشرة في " رأس المال المنتج " أي تلك المؤسسات التي تنتج القيم المادية و " تنتج " فائض
القيمة .هكذا إذن ينمو راس المال النقدي ،بما في ذلك رأس المال الوهمي ،وتتعاظم مواقع المؤسسات المالية والنقدية
النقدي. بما فيها البورصات والبنوك العمالقة ذات الطبيعة االحتكارية ،مما يعزز الطبيعة الطفيلية لرأس المال
174
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
المبحث الثالث
3-1آثار األزمة المالية الدولية
على االقتصاد العراقي
قبل إلقاء الضوء على آثار األزمة المالية الدولية على االقتصاد العراقي ،علينا تحليل ميزانية العراق لعامي
2008و 2009والتي أقرت من قبل السلطات المالية العراقية ،وكذلك مساهمة بعض القطاعات في الناتج المحلي
اإلجمالي :
أ -ميزانية العراق :
__________
-1ميزانية عام : 2008لقد تم إعداد الميزانية باالعتماد على موارد النفط المصدر الوحيد لها ،ومعلوم إن
إنتاج النفط العراقي بلغ ( )2.1مليون برميل /اليوم وحسب أسعار عام 2008والتي تجاوزت ()100
دوالر للبرميل الواحد ،بلغت تخصيصات الميزانية بضمنها التكميلية للعام المذكور ( )70مليار دوالر .
وزعت كآالتي :
إال أن هذه الميزانية قد تم تعديلها (استنادا إلى تصريح وزير المالية العراقي من الفضائيات بتاريخ
) 31/10/2008لتصبح من 80مليار دوالر إلى 67مليار دوالر ،باعتماد سعر النفط 62دوالر للبرميل
الواحد وبإجمالي إنتاج قدره 2مليون طن /اليوم .
ب -الناتج المحلي اإلجمالي GDP
ومن المؤشرات المهمة في إعطاء الصورة عن قوة االقتصاد هو مؤشر لناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية
والذي ساهمت فيه القطاعات التالية :
-1ساهم القطاع العام بنسبة . %70.3
-2ساهم القطاع الخاص بنسبة .%29.7
-3اما قطاع الزراعة وهو قطاع خاص فكانت مساهماته متواضعة وكما يلي :
-عام 2002ساهم بنسبة %8.5في الناتج المحلي اإلجمالي .
-عام 2006ساهم بنسبة . %5.8
-عام 2007ساهم بنسبة .%5.0
-4أما قطاع النفط فقد ساهم عام 2002بنسبة %70في الناتج المحلي اإلجمالي ،في حين هذه المساهمة قد
.)11 (.................. انخفضت لتصل إلى نسبة . %55
إن ما يهدد بانعكاس آثار األزمة المالية العالمية على االقتصاد العراقي هو :
ركود االقتصاد الغربي الذي من شأنه أن يؤثر سلبيا على أسعار النفط العالمية ،
إذ يعتمد العراق وبشكل كبير على عائداته النفطية.و أهم ما يمكن أن ينتقل من
انعكاسات األزمة على الواقع االقتصادي العراقي هو ركود اآللة االقتصادية
والصناعية الغربية وما يتمخض عن الركود عادة من انخفاض في الطلب على
الطاقة وخاصة النفط الخام بما يؤثر سلبيا على أسعار النفط في السوق
العالمية .وبما أن الناتج المحلي اإلجمالي في العراق يعتمد على عوائد النفط
بحدود %80فان ذلك سيؤدي إلى انتقال األزمة المالية إلى العراق .أن اآلثار
األخرى التي ستنتقل من خالل قنوات العولمة تتمثل بأسهم أسواق المال في
العراق والمنطقة .أن العدوى أخذت تنتقل بسرعة ،والحلول ليست بمتناول
العراق ألنه متلقي للصدمة ليس إال ،بل تكمن في البلدان التي انطلقت منها
األزمة.
وبخصوص الوسائل الكفيلة بتجنب آثار هذه األزمة أو حتى تخفيفها ،هو أن
يعيد البنك المركزي العراقي النظر بسياساته التي اتبعها ألكثر من سنتين
وخاصة رفعه نسبة الفائدة والتي بلغت %16على الرغم من ارتفاع معدالت
177
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
178
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
تبني سياسات تستهدف خلق األرضية المناسبة لتطور رأسمالي تابع ،يتيح اندماج االقتصاد العراقي باالقتصاد
الرأسمالي العالمي ومراكزه المتقدمة ،ويعيد إنتاج هذه العالقة من دون عوائق .وقد عّبرت السياسات االقتصادية
لسلطة االحتالل عن"مشروع اقتصادي"آخر ،ينطلق من المصالح اإلستراتيجية واإليديولوجية اليمينية للمحافظين
الجدد في اإلدارة األمريكية ،التي تعمل في اتجاه الهيمنة على االقتصاد العالمي .ويمكن مالحظة هذا التوجه في
مفهوم"إعادة األعمار"الذي روجت له سلطة االحتالل كمفهوم هندسي خاٍل من أية مضامين اجتماعية -اقتصادية،
بدال عن مفهوم التنمية االقتصادية.
المبحث الرابــع
االستنتاجات والتوصيات
من المرجح أن يكون لهذه األزمة تأثير كبير ليس فقط على هيكل النظام
الدولي وموازين القوة فيه ولكن أيضا على مستقبل النظام الرأسمالي نفسه.
ويمكننا أن نستنتج من خالل قراءتنا لالزمة ما يلي :
4-1-1يبدو أن الخطر الفعلي يكمن حاليا في أن تستمر تفاعالت األزمة العقارية األمريكية في التأثير على
أسواق المال وتحوله إلى أزمة نقدية يصعب التحكم فيها بوسائل تقليدية داخل أسواق المال التي تخشى أزمة سيولة
وما قدي ترتب عنها من انهيار لالسم والسندات.
4-1-2وبالرغم من أنه من المبكر جدا إجراء أي تقييم لآلثار التراكمية لالزمة الحالية ،غير انه يمكن االستنتاج
بأنه سيكون لهذه األزمة آثار بعيدة المدى على قطاعات مختلفة .ونظرا الن القانون المنظم للتطور الحالي هو قانون
التطور المتفاوت فانه يمكن االستنتاج أن تكاليف األزمة الحالية ستوصلنا إلى موجة انكماش جديدة .
4-1-3هناك قلق كبير بسبب انخفاض قيمة الدوالر ،ألن انخفاض قيمة الدوالر أمام العمالت الرئيسية من ناحية
سيؤدي إلى خلل في الميزان التجاري ما بين الواليات المتحدة األمير كية والدول الكبرى مثل االتحاد األوروبي
واليابان والصين لصالح الواليات المتحدة األمير كية من ناحية ،من ناحية أخرى لكون هناك عولمة مالية وانفتاح
األسواق المالية على بعضها البعض فمن الطبيعي أن تتأثر المؤسسات المالية فيها .
4-1-4أن األسواق الناشئة ستتأثر بهذه األزمة ،لكن تأثيرها سيختلف من دولة إلى دولة ومن منطقة إلى منطقة
تبعا لدرجة انفتاحها على االقتصاد العالمي وانخراطها في األسواق المالية.
4-1-5بالنسبة القتصاد العراقي فان تأثير أالزمة عليه يكمن في أسعار النفط المصدرة ،حيث أن أي انخفاض في
أسعار النفط يؤثر سلبا في ميزانية العراق وفعال فان ميزانية عام 2009كان مخصص لها 80مليار دوالر أمريكي
179
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
.تم تعديل هذه الميزانية جراء انخفاض أسعار النفط لتصبح تخصصيصاتها اإلجمالية بمبلغ 67مليار دوالر على
أساس سعر البرميل الواحد من النفط سيصبح 62دوالر أمريكي .
4-1-6أما مدى تأثر المواطن العراقي جراء هذه األزمة فيكمن أوال في قلة إيرادات العراق من العملة الصعبة
نتيجة انخفاض تصدير المنتجات النفطية ،يضاف إلى ذلك زيادة أسعار السلع المستوردة ،وكذلك زيادة المواد
المستوردة الداخلة في صناعة المنتجات المحلية ،فضال عن تقليل الرواتب .
4-2التوصيـــــات
أ -اطرح بعض األفكار المستنبطة من المشكالت المالية السابقة التي مر بها العالم علها تسهم في بعض من
الحلول :
-1على مستوى أمريكا التي انبعثت منها المشكلة ،من الممكن أن تقوم الحكومة بتقديم قروض للمصارف التي
تعاني من مصاعب ،بحيث تسمح لها بعرض مستنداتها التجارية الُم عرضة للخطر الخاصة بديون الرهن
العقاري باعتبارها إضافية .من شأن ذلك السماح للمصارف بالوصول إلى النقد الذي تحتاجه بشدة بأسعار
فائدة مغرية تحددها الحكومة.
-2إمكانية إنشاء صندوق تقتصر عمليات شرائه على األوراق المالية واألصول األخرى الُم ربحة .ويساعد
تأسيس صندوق استثماري بـ 700مليار دوالر المقترحة من قبل الحكومة األمريكية في بث النشاط مجددًا
في تجارة األوراق المالية المرتبطة بالرهن العقاري ،وتحفيز أسواق االعتمادات المصرفية من خالل إشراك
الحكومة الفدرالية كمستثمر جديد يتمتع بالثراء النقدي .
ب -على مستوى العراق من الممكن طرح التوصيات التالية :
-1طالما إن التخصيصات االستثمارية في الميزانية حاليا متوقفة من الممكن إجراء مناقلة من مبالغها المخصصة
لصالح الفقرات التشغيلية األخرى ،في حالة استمرار انخفاض أسعار النفط ،وهذا ممكن العمل به على المدى
القصير ( األشهر القليلة القادمة ).
-2العمل على إيجاد شراكة فعلية بين القطاعين العام والخاص في مجال الزراعة تتمثل بالدعم الكامل من قبل
الحكومة لتنشيط القطاع الزراعي أوال لتوفير المواد الغذائية لكبح جماح ارتفاع األسعار ،وثانيا للعمل على زراعة
المحاصيل الزراعية التي تصب في القطاع الصناعي على المدى البعيد ،بهدف تنويع مصادر الدخل العراقية وعدم
االعتماد على النفط لوحده .
-3التوسع في إعطاء القروض التشغيلية للمواطنين شريطة إيجاد صناعات صغيرة أو حرف منتجة تساهم في
إيجاد بدائل لدعم المواد االستهالكية للمواطنين .
180
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
قائمة المراجع
-1د .احمد طلفاح – المعهد العربي للتخطيط -اإلشكاليات الحديثة في االقتصاد الكلي – ص. 14
-2د .احمد طلفاح – المعهد العربي للتخطيط -إشكالية إدارة األزمات عند وقوعها – ص . 24
-3الدكتور بول كروجمان -حائز على جائزة نوبل ،-تحليل النظريات االقتصادية –ترجمة الباحث بتصرف –ص
. 101
-4جريدة الشرق األوسط – العدد . 19/10/2008- 10918
-5جمهورية العراق – وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي – الجهاز المركزي لإلحصاء – المجموعة اإلحصائية
السنوية ، 2006-2005-مستقاة من جداول الحسابات القومية ص ، 463ومن جداول اإلحصاءات النفطية ص581
.بتصرف من قبل الباحث .
-6ا.د .وائـــل إبراهيم الـراشــــد-كلية العلوم اإلداريــة – قســم المحاســبة –جامعــة الكــويت – حركــة أســعار عشـوائية أم
تنبؤات .دراسة مقارنة ص. 2007 – 10
-7دومينيك ستروس – كان ـ مدير صندوق النقد الدولي – دار الحياة في . 2008-9-23
-8وكالة أنباء الشرق األوسط ،موقع قناة فرنس ،24سي أن أن .من موقعها على االنترنت .
-9د .صالح ياسر -في ضوء المؤتمر الوطني الثامن..العناوين الكبرى لجذور ومسببات األزمة االقتصادية في
المرحلة الراهنة .
:Financial Analysis and Prediction . Paul Eleck. London )1988( -10ترجم بتصرف من قبل الباحث
.الستنباط األزمات المالية السابقة .ص. 25
-11نفس المصدر السابق ،ص ،31ص. 33
– 12د .عبد المنعم السيد علي -أستاذ االقتصاد في الجامعة المستنصرية – مـدخل في علم االقتصـاد الحـديث –ص
. 277
181
مجلة ديالى 2009 / العدد الثالث والثالثون
182