Professional Documents
Culture Documents
:بحث حول
تقييم ادارة صندوق النقد الدولي الزمة الديون الخارجية و
منظومة االقراض الدولي
حددت مجموعة عمل دولية متعددة األطراف سنة 1988م المديونية والديون
الخارجية على أنها قيمة االلتزامات` القائمة والموزعة ،في أي فترة من الزمن
للمقيمين في دولة معينة اتجاه غير المقيمين لدفع األساس مع و بدون فائدة مع أو
بدون أساس ،وهذا التعريف الواسع للديون الخارجية يتطلب نظام مرن لتدوين وإدارة
الديون ،يتطلب نظام مرن التدوين وإدارة الحكومة ،ويتطلب المعرفة الكاملة لكافة
اإللتزامات المالية الخارجية للدولة ،والتي تشمل ديون الحكومة ،ديون البنك
المركزي ،المؤسسات العامة والخاصة المضمونة أو غير المضمونة طرف الحكومة
وتشمل كذلك العمليات المالية األخرى لألعوان اإلقتصاديين مثل اإلستثمار المباشر،
ولضمان إدارة جيدة للديون يجب عدم إغفال أي من المكونات األساسية للمديونية
ويمكن القول أيضا أن المديونية الخارجية هو اتفاق بين الحكومة أو إحدى مؤسساتها
وبين مصدر خارجي للحصول على موارد مالية أو حقيقية ،مع التزام الجانب` المدين
بإعادة تسديد تلك الموارد والفوائد المستحقة عليها خالل مدة زمنية يتم اإلتفاق عليها
عند عقد القرض
المطلب الثاني :اسباب ازمة الديون الخارجية
تختلف اتجاهات` تحديد طبيعة هذه األزمة واألسباب التي أدت إلى ظهورها،
ويتمحور االختالف حول ما إذا كانت األزمة تعود إلى سياسات اقتصادية ترتبط
بالدول المدينة أو عوامل ترتبط بالبيئة الخارجية̀ ،وتتمثل أسباب أزمة الديون
الخارجية بشكل عام في:
أسباب داخلية: -1
نبذة عن ازمة الديون الخارجية المبحث الثاني:
العجز في الموازين العامة :من العوامل الداخلية التي أدت إلى تفاقم أزمة أ-
الديون الخارجية والعجز المستمر في الموازنة العامة (العجز الداخلي) نتيجة
لالختالالت الهيكلية التي أدت إلى توسع نقدي وثم إلى ارتفاع معدالت األسعار
في هذه الدول ويقصد بالعجز الفرق السالب بين اإليرادات العامة والنفقات`
العامة ،ولقد واجهت الدول العربية خاصة متوسطة ومنخفضة الدخل عجزا
ماليا لتزايد اإلنفاق الحكومي مع بداية الثمانينات والذي يزيد بمعدل سنوي
حوالي %20عام 1979و %37عام 1987وهذا راجع إلى التوسع الكبير
في النفقات` الحكومية من جهة ،وإلى اإليرادات المحلية باإلضافة إلى انخفاض
المساعدات الخارجية من جهة أخرى وقد أدت هذه العوامل إلى عجز مستمر
في ميزانية هذه الدول.
هروب رؤوس األموال :كان هروب رؤوس األموال من الدول النامية إلى ب-
الدول المتقدمة من العوامل السلبية التي دعمت اختالالتها ففي الوقت الذي
اقترضت فيه كثيرا من الدول النامية من الخارج بنطاق واسع في السبعينيات
وبداية الثمانينات كان مواطنو هذه البلدان نفسها يمتلكون أرصدة ضخمة في
البنوك األجنبية وطبقا لتقديرات بنك" "Morgantrustفإن حوالي 200مليار
دوالر قد تم تهريبها من 18دولة نامية فقط على السبعينات ،وقد بلغ حجم
األموال المهربة من دول أمريكا الالتينية وحدها في الفترة 1985-1983
حوالي 105مليار دوالر.
غياب السياسة السليمة لإلقراض الخارجي :والذي كان له دور كبير في ت-
حدوث كثير من المشكالت الراهنة الناتجة عن تضخم الدين الخارجي وتفجر
أعباء خدمته ولعل عدم الشعور بأهمية وجود مثل هذه اإلستراتيجية لدى هذه
الدول ،كان ناجما عن ظروف االقتراض الخارجي في السبعينات ،إذ لم
تحرص جهات االقتراض الخارجي في السبعينات على مراعاة قدرة المدين
على السداد مستقبال ولم تعط لحسن استخدام المدين للقروض أية اعتبارات.
التضخم المحلي:الذي يؤثر سلبا على ميزان المدفوعات حيث يضعف من ث-
الموقف التنافسي لصادرات` الدولة في السوق العالمي وفي الوقت نفسه يشجع
نبذة عن ازمة الديون الخارجية المبحث الثاني:
على زيادة االستيراد حينما تكون أثمان السلع المستوردة التي لها مثيل محلي
منخفضة على األثمان المحلية ،وهكذا تقل الصادرات وتتزايد الواردات في
ظل التضخم ويتزايد عندئذ عجز الميزان التجاري يضاف إلى ذلك أن التضخم
المحلي يضغط على سعر الصرف للعملة المحلية فيتدهور هذا السعر ويشجع
هروب رأس المال إلى الخارج` ويضع العراقيل أمام انسياب االستثمارات
األجنبية الخاصة ،ولهذا تأثيرات سلبية على ميزان المدفوعات فيتزايد عجز
الحساب الجاري وتضطر الدولة الستدانة الخارجية كما أن زيادة الديون تؤثر
على التضخم أي زيادة الديون تؤدي إلى زيادة التضخم.
النفطية ،في الوقت نفسه استمرت أسعار السلع المصنعة في االرتفاع وخاصة
السلع االستهالكية والترفيهية مما أدى لجوء هذه الدول إلى االقتراض
الخارجي لسد مثل هذا العجز في المواد ،ولقد كلف تدهور التجارة الدولية
العربية ما يزيد عن 23بليون دوالر على هيئة انخفاض في الفائض التجاري
خالل الفترة 1987-1981ولجوء هذه الدول إلى االقتراض المحلي
والخارجي مما أدى إلى تزايد حجم الديون وأعباء خدمتها.
تغير معدالت الصرف :يؤثر ارتفاع معدالت الصرف لعملة معينة داخلة في ت-
هيكلة الديون الخارجية لبلد معين على حجم الديون ،هذا ما يحدث
بالفعل،ارتفاع` معدالت صرف الدوالر األمريكي ،باعتباره العملة الرئيسية
إلبرام القروض ،أدى إلى تعقيد األمر بالنسبة لعدد كبير من الدول النامية ،فقد
تأثرت بشدة أعباء خدمة الدين في بعض بلدان إفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا
الالتينية بسبب ارتفاع قيمة الدوالر بسبب السياسة التي اتبعتها الواليات المتحد
األمريكية التي عملت على تخفيض العملة المتداولة ورفع معدالت الفائدة وهذا
ما أدى إلى ارتفاع قيمة الدوالر وهذا بهدف تخفيض التضخم.
سياسات اإلقراض الدولية وارتفاع أسعار الفائدة :كان لسياسات اإلقراض ث-
الدولية وارتفاع أسعار الفائدة دور رئيسي في حجم الديون الخارجية للدول
العربية المدينة ولقد توسعت بعضها في االقتراض حيث أدى االتجاه إلى
اإلقراض التجاري قصير األجل وبفوائد مرتفعة إلى زيادة األعباء المالية على
بعض الدول العربية ،هذه الدول إلى القروض الخاصة والتي تمنح لفترات`
أقصر وبفائدة أعلى وفترة سماح أقل زاد من عبئ المديونية ،في المقابل` وحتى
تحمي البنوك التجارية نفسها من مخاطر اإلقراض إلى الدول النامية،
االستثمار والصادرات بمعدل مساو أو أكبر من معدل نمو الديون وحتى لولم يحدث
أي نمو في الواردات فسوف يتعين زيادة الصادرات` باستمرار لمجرد تغطية التدفقات
الخارجية المالية ،لكن استمرار الصادرات` ونموها يحتاج إلى المزيد من
االستثمارات خاصة لبلدان النقل الصافي السلبي ،ومع ذلك فقد ينخفض االستثمار
فيها انخفاض̀ا كبيرا إذا أريد تقليل العجز في الحسابات` الخارجية وهنا يكمن اللغز أو
الحلقة الخبيثة للديون :الصادرات ،االستثمار ،فالديون
حيث أنه لنمو الصادرات` ال بد وأن ينمو االستثمار المولد للصادرات` لكن نمو
االستثمار البد وأن يلزمه نمو الواردات لسببين :األول لمواجهة الزيادة في الطلب
على اآلالت والمعدات ،والثاني ألن االستثمار عبارة عن طلب نقدي وإنفاق نسبة من
هذا اإلنفاق تتجه للطلب على السلع األجنبية.
وفي هذه السياسة (زيادة الصادرات)` تتبعها الدول لتحقيق زيادة صافية في حصيلة
النقد األجنبي ،لكن زيادة االستثمار عن الحد المطلوب يؤدي بالضرورة إلى المزيد
من القروض ،هذا ما يؤدي إلى رفع معدل نمو القروض الجديدة وبالتالي ال يتصور
حدوث نمو في الناتج القومي سواء لالستخدام المحلي أو للتصدير بدون استثمار ،وال
استثمار بدون استيراد وال استيراد بدون قروض وال قروض بدون ارتفاع ألسعار
الفائدة وال قروض جديدة بدون زيادة عبء خدمة الديون.
وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة في حلقة الدين الخبيثة هذا يعني وجود خلل وبسببه عدم
الترابط بين النظام االقتصادي العالمي بجوانبه المالية والتجارية وبين عملية التنمية.
آثارها االجتماعية والسياسية: ب-
أوال :اآلثار االجتماعية للمديونية الخارجية
تتجاوز اآلثار السلبية للديون الخارجية الجوانب االقتصادية إلى األبعاد االجتماعية
خصوصا مع تنامي ظاهرة العولمة ،حيث أن اهتمام الدول النامية في التحكم في
إدارة نشاطاتها االقتصادية جعلتها تتنازل عن جزء كبير من مهمتها االجتماعية حيث
ارتفعت معدالت البطالة نتيجة تطبيق سياسات انكماشية تتضمنها برامج التقويم
نبذة عن ازمة الديون الخارجية المبحث الثاني:
الهيكلي ،خاصة في المراحل األولى مما يؤدي إلى انخفاض الطلب المحلي ويزيد من
حدة الركود االقتصادي الذي يؤدي إلى تراجع الطلب على العمل ،ويضاف إلى ذلك
عمليات الخوصصة للمؤسسات العمومية التي ساهمت في تقليص اليد العاملة ،كما
تراجعت الحكومات عن خلق فرص جديدة للعمل بحجة الضغط على اإلنفاق العام
وتقليص العجز في الميزانيات` العامة ،وكل هذا أثر سلبا على مستويات المعيشة
لغالبية الدول المدينة وأدى إلى تفاقم الفقر في هذه الدول.
ثانيا :اآلثار السياسية
إن خطورة تفاقم الديون ال تقف عند الحدود االقتصادية واالجتماعية ،بل تتجاوزها
إلى درجة إخضاع صانع القرار السياسي إلى مزيد من الضغوطات والتدخل
األجنبي ،وفي ظل تيار العولمة المتنامي في العصر الحالي` تزيد هيمنة الدول الدائنة
خلف ستار مؤسساتها الدولية المالية المختلفة ،من البنك والصندوق الدوليين إلى
شركات متعددة الجنسيات وفي كل ذلك مساس بالسيادة الوطنية واستقالل القرار
السياسي.
المبحث الثالث:
تقييم دور صندوق النقد الدولي
في مواجهة ازمة الديون
الخارجية
تقييم دور الصندوق النقد الدولي في مواجهة ازمة الديون الخارجية المبحث الثالث :
المبحث الثالث :تقييم دور الصندوق النقد الدولي في مواجهة ازمة الديون
الخارجية
المطلب األول :اهم المساعدات المقدمة من طرف صندوق النقد الدولي
نظرا ألهمية الدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي في إدارة النظام النقدي
والمالي الدوليين ،إضافة الدورة األساسي في معالجة أزمة المديونية العالمية سنحاول
رصد أهم المساعدات التي استفادت منها الدول العربية خصوصا البلدان العربية التي
عرفت تحول سیاسي ،وجهت لهذه المؤسسة جملة من اإلنتقادات حول الدور الذي
يقوم به خصوصا بعد أحداث األزمة المالية العالمية 2008م ،وكرد فعل لهذا قام
صندوق النقد الدولي بتطبيق جملة من اإلصالحات .
اإلنتاج فوافق المجلس التنفيذي بتاريخ 15مارس 2010م على عقد اتفاق مدته
ثالث سنوات لصالح الجمهورية الموريتانية في إطار التسهيل اإلئتماني الممدد
لمدة بقيمة 77.28وحدة حقوق السحب الخاصة من أجل توفير الدعم البرنامج
السلطات الموريتانية اإلقتصادي
جيبوتي :وافق المجلس التنفيذي في 17سبتمبر 2008م على عقد اتفاق مع ت-
جيبوتي لإلستفادة من اتفاق تسهيل النمو والحد من الفقر لمدة 3سنوات بقيمة
12.72مليون وحدة حقوق السحب الخاصة ووافق المجلس التنفيذي 6فيفري
2012م على طلب السلطات زيادة الموارد المتاحة موجب تسهيل تمويل
الممدد بقيمة 9.5مليون وحدة حقوق السحب الخاصة̀ ،وهذا لسد احتياجات`
التمويل الخارجي اإلضافية التي نشأت عن ارتفاع أسعار السلع األولية عالميا
وموجة الجفاف التي اجتاحت القرن اإلفريقي
المطلب الثاني :اإلنتقادات الموجهة لصندوق النقد الدولي
لقد وجهت العديد من اإلنتقادات لصندوق النقد الدولي ،خاصة من طرف الدول
النامية التي ترى تحيز الصندوق للدول الكبرى ،وذلك استنادا إلى العوامل التالية :
انعکاس برامج الصندوق بالسلب على المجال اإلجتماعي والسياسي فبرامج
اإلصالح التي يفرضها على الدول من خصخصة وتخفيض قيمة العملة
وتشجيع الصادرات` بما يضر اإلحتياجات` اإلجتماعية المحلية ،وكانت وصفات
متشابة سواء في دول الجنوب أو دول الشمال؛ حيث في أعقاب األزمة المالية
العالمية 2008م وجد حياة جديدة في أوروبا ،وذلك بتعاونه مع المفوضية
األوروبية والبنك المركزي األوروبي على تشكيل "الترويكا" التي عملت على
فرض سياسات تقشفية قاسية في كل من اليونان وإيرلندا والبرتغال وقبرص
وإسبانيا
تقييم دور الصندوق النقد الدولي في مواجهة ازمة الديون الخارجية المبحث الثالث :
عدم كفاءة حزمة اإلجراءات التي يوصي بها الصندوق ،خاصة للدول ذات
العجز في موازين مدفوعاتها ،والتي تدعم العولمة من خالل تخفيض اإلنفاق
العام ،تحرير األسعار من الرقابة وتشجيع اإلستثمارات األجنبية الخاصة̀؛
يتبنى الصندوق ويفرض على الدول نموذجا إنمائيا معينا ،وتنحصر عالقاته
في صياغة برامجه بالبنوك المركزية ووزارات المالية ،وال يشرك في ذلك
وزارات الصحة والتعليم والبيئة في الدول التي يتعامل معها في األزمات
صندوق النقد يخدم مصالح الدول الغنية ،ألن الدول أعضاء الصندوق في
األساس ترتكز على أربعة دول لها القوة التصويتية ،تتمثل في كل من الواليات
المتحدة األمريكية (حصتها تبلغ 18في المائة) ،ألمانيا واليابان وفرنسا
وبريطانيا (حصتها مجتمعة مع الواليات المتحدة تمثل 38في المائة) ،مما
يؤدي إلى خدمة مصالح هذه الدول من مصالح مستثمريها وبنوکها و
مؤسساتها الصناعية على حساب مصالح الدول الفقيرة ،وهنا فالصندوق ال
يتسم بالشفافية وهذا ما لمسناه من خالل دعم كبار البنوك المتعثرة من األزمة
المالية 2008م
في أعقاب األزمة المالية العالمية 2008م انتقدت دول "البريكس :البرازيل،
روسيا ،الهند ،كوريا الجنوبية ،الصين النظام النقدي الدولي القائم بما في ذلك
مؤسساته صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وطالبت بالحد من هيمنة الدوالر
على األسواق العالمية واعتماده كعملة مرجعية وحيدة في المعامالت` الدولية،
وطالبت بإدماج العملتين الروسية (الروبل) والصينية (اليوان) في سلة
العمالت المرجعية لصندوق النقد الدولي
المطلب الثالث :اصالحـ النظام االقراضي
في إطار اإلجراءات` المتحدة لدعم البلدان خالل األزمة االقتصادية العالمية
2008م ،قام صندوق النقد الدولي بعملية إصالح شاملة لكيفية اإلقراض من
تقييم دور الصندوق النقد الدولي في مواجهة ازمة الديون الخارجية المبحث الثالث :
موارده ،حيث تهدف هذه اإلصالحات إلى زيادة حجم القروض وتطويعها حسب
قوة كل بلد عضو ،ونذكر منها ما يلي:
تحديث الشرطية بهدف صندوق النقد الدولي إلى تركيز الشروط المرتبطة
بصرف قروضه وتطويعها كي تتالءم مع مختلف درجات القوة التي تميز
سياسات البلدان األعضاء وأساسيتها اإلقتصادية ،حيث سبق توجيه انتقادات
للصندوق بدعوى أنه يبالغ في فرض شروط ال تركز بالقدر الكافي على
األهداف األساسية .
مضاعفة حدود االستفادة من اإلقراض :يجري العمل على مضاعفة حدود
اإلستفادة من فروض الصندوق؛
تبسيط هياكل وآجال االستحقاق :اليجاد الحوافز السعرية الصحيحة لإلقتراض
من الصندوق ،أجرى أيضا تنفيذ إصالح شامل لهياكل التكلفة وأجال
اإلستحقاق .
إصالح التسهيالت الموجهة للبلدان األعضاء منخفضة الدخل :يعمل
الصندوق على إعادة تصميم تسهيالت اإلقراض المتوافرة للبلدان منخفضة
الدخل بغية تعزيز قدرة الصندوق على تقديم التمويل الميسر الطارئ
والقصير األجل
الخاتمة
بعد أزمة الكساد التضخمي و األزمات المصاحبة لها التي مست العالم الرأسمالي ،و
مع تراجع الطلب على االستثمار و انخفاض معدالت الربح ،فإن البلدان الرأسمالية
شرعت في البحث عن طريقة لتشغيل أموالها المجمدة بغرض الحصول على فوائد
عالية ،حيث تم تشغيل هذه السيولة في البلدان النامية بأسعار فائدة مرتفعة ما نتج
عنه تراكمات نقدية ضخمة .و بالنسبة للبلدان النامية ،فمع بداية سنوات الستينات
و نيل معظم هذه البلدان استقاللها السياسي ،فقد شرعت منذ استقاللها في التصنيع
و محاولة تحقيق التنمية االقتصادية المطلوبة ،لكن و مع عدم توفر رؤوس األموال
الالزمة لهذه العملية فإنها اتجهت نحو االستدانة من البلدان الرأسمالية بمعدالت
فائدة مرتفعة ،ما رجع سلبا على االقتصاد الوطني لهذه البلدان .بالتالي فإن أزمة
المديونية الخارجية هي ناتج العالقات االقتصادية غير المتكافئة بين البلدان
المتقدمة و البلدان النامية.
المراجع