Professional Documents
Culture Documents
•
المبحث األول :ماهية القرض العام
المطلب األول :تعريف القرض العام
هو مبلغ من المال تحصل عليه الدولة من األفراد أو المصارف أو غيرها من المؤسسات المالية المحلية أو الدولية مع التعهد برد المبلغ المقترض مع
الفوائد المترتبة عليه في التاريخ المحدد للتسديد وفقا لشروط العقد.
المطلب الثاني :خصائص القرض العام
.1يتم إبرام القرض بصورة اختيارية :فالدولة لها مطلق الحرية في طلب الحصول على قرض من عدمه ،كما أن الجهة المقرضة لها الحرية في
منع القرض للدولة الطالبة له ،و لها الحق في الرفض
.2يدفع القرض بشكل مبلغ من المال :القروض تدفع بشكل نقدي ،سواء بالعملة المحلية أو بأي عملة أخرى
.3تتعهد الدولة بإعادة القرض إلى الدائن مع الفوائد السنوية المترتبة عليه ضمن الشروط المتفق عليها
.4يستند القرض إلى تشريع :حيث تقوم الحكومة بإبرام القرض إستنادا إلى إذن مسبق يصدر من قبل السلطة التشريعية
المطلب الثالث :طبيعة القرض العام
أوال :الطبيعة القانونية للقرض العام :يرى معظم الفقهاء أن القرض هو شكل من أشكال العقد اإلداري يتطلب موافقة كل من الدولة المقترضة
والمقرضين .وفي الديمقراطيات ،يجب أن تتم الموافقة على هذا العقد من قبل ممثلي الشعب ،مما يعني أن الحكومة يجب أن تحصل على موافقة من
المجلس التشريعي من أجل إصدار قرض .يُنظر إلى هذه الموافقة على أنها نتيجة منطقية لحق الحكومة في اقتراض الضرائب.
ثانيا :الطبيعة االقتصادية للقرض العام
كان الفكر االقتصادي التقليدي ينظر إلى القروض العامة على أنها شكل غير مرغوب فيه من التمويل يجب تخفيضه .وقد استند إلى افتراض أن التوظيف الكامل يمكن تحقيقه
تلقائيًا ،وأن القروض العامة ليست منتجة ويمكن أن تؤدي إلى عجز في الميزانية .تغير هذا الرأي مع صعود األزمات االقتصادية ،مما أدى إلى النظرية الكينزية التي تدعم
ضا للبلدان النامية حيث يمكن أن تساعد تدخل الدولة واستخدام القروض العامة لضمان النمو االقتصادي ،وتوفير فرص العمل ،ومنع التضخم .تعتبر القروض العامة مهمة أي ً
في تمويل التنمية االقتصادية ومعالجة العجز في ميزان المدفوعات.
المبحث الثاني :أنواع القروض
المطلب األول :من ناحية مصدر القرض المكاني ( القروض الداخلية و الخارجية )
.1القروض الداخلية :هو ذلك القرض الذي تحصل عليه الدولة من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين في إقليمها بغض النظر عن جنسياتهم سواء كانوا مواطنين أم
أجانب
.2القروض الخارجية :هو ذلك القرض الذي تحصل عليه الدولة من الحكومات األجنبية أو من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين في الخارج ،و كذلك القروض التي
تحصل عليها الدولة من الهيئات الدولية مثل :البنك الدولي للتنمية و التعمير و صندوق النقد الدولي و الهيئة الدولية للتنمية و تلجأ الدولة إلى اإلقتراض الخارجي لسببين
رئيسيين هما :
• عدم كفاية المدخرات القومية لتمويل النفقات العامة.
• حاجتها إلى العمالت األجنبية.
المطلب الثاني :من ناحية الحرية في االكتتاب ( القروض االختيارية و اإلجبارية )
.1القرض اإلختياري :القرض االختياري هو الذي تحصل عليه الدولة من المقرضين طواعية و اختيارا بحيث ال يدفعهم إلى اإلقبال عليه إال مزاياه المادية أو المعنوية ،و
األصل في القروض تكون اختيارية تتم بناءا على تعاقد قانوني سليم ،فتقوم الحكومة بتحقيق شروط العقد و تفاصيله و مزاياه ثم تترك لألفراد و الهيئات حرية اإلكتتاب في
هذا القرض دون مباشرة أي نوع من أنواع اإلكراه أو الضغط
القرض اإلجباري :عندما تخشى الدولة عدم إقدام مواطنيها أو الهيئات الوطنية على االكتتاب تعمد إلى الضغط للحصول على المبلغ الالزم له، .2
وتلجأ الدولة إلى هذا األسلوب االستثنائي في األوقات التي تعقب الحروب ،أو لمقاومة التضخم ،و القروض اإلجبارية تتم نتيجة لضعف الثقة في
الدولة في الوقت الذي تكون فيه بحاجة ماسة لألموال أو لتحقيق أموال اقتصادية كتحقيق االستقرار النقدي
المطلب الثالث :من ناحية ترتيب القرض
.3القروض المؤبدة :يقصد بالقروض المؤبدة التي ال تحدد الدولة أجال للوفاء بها مع إلتزامها بدفع الفوائد المستحقة عليها طوال فترة القرض إلى أن
يتم الوفاء به.
و القروض المؤبدة تتميmز بأن الدولmة تكون حرة فmي تحديmد الوقmت األكثmر مالءمة لظروفها االقتصmادية و الماليmة للوفاء بmه ،إال أنmه يعاب عليهmا أmن الدولmة قmد
تستعمل هذه القروض كرخصة لتأجيل الدفع مما يؤدي إلى تراكم الديون و تزايد الديون و تزايد أعباء الفوائد مما يؤثر سلبا على االقتصاد الوطني.
.2القروض المؤقتة :هي تلك التي تحدد الدولة موعدا معينا للوفاء بها و تلتزم به أمام المكتتبين في القرض ،و يمكن تقسيمها إلى :
قروض قصيرة األجل :تعرف هذه القروض بالقروض السائرة أو العائمة ،و تصدر الدولة هذه القروض في مدة ال تتجاوز في أغلب األحيان السنتين
قروض متوسQطة و طويلQة األجQل :يقصmد بالقروض متوسmطة أmو طويلmة األجmل تلmك القروض التmي تعقmد لمدة تزيmد عmن سmنتين و تقmل عmن 20عامmا و يطلmق
على هذين النوعين مصطلح " القروض المثبتة ".
المبحث الثالث :التنظيم التقني للقروض العامة
المطلب األول :اصدار القرض العام
الفرع األول :طرق اإلصدار :هناك ثالث طرق تلجا إليها الدولة إلصدار القرض العام
.1اإلكتتاب العام :في هذه الحالة تتولى الدولة بنفسها طرح سندات القرض العام لإلكتتاب مباشرة إلى من يريد ذلك من األشخاص الطبيعيين و
اإلعتباريين محددة ميعاد اإلكتتاب و نهايته
.2البيع للبنوك :يتم إصدار القرض في هذه الحالة عن طريق بيع الدولة للبنك أو لمجموعة من البنوك أو المؤسسات المالية مجموع سندات القرض
مقابل عمولة تمثل الفرق بين المبلغ اإلسمي للقرض و المبلغ الذي تدفعه البنوك فعال للدولة ثمنا للسندات المباعة لها
. .3البيع في البورصQة :في هذه الحالة تقوم الدولmة بعمليmة إصmدار القرض العام علmى غرار ما تفعله المشروعات الخاصmة ،فتعرض سندات القرض للmبيع
في سوق األوراق المالية (البورصة) و تبيعها بحسب السعر الذي تراه في صالحها كل يوم
الفرع الثاني :شروط اإلصدار و يتضمن الشروط التالية
أ – قيمة القرض العام و يقصد به المبلغ الذي يصدر به و قيمة هذا المبلغ إما أن تكون محددة عند البداية و إما أن تكون غير محددة
• ب -أنواع سندات القرض العام
السQندات اإلسQمية :و تكون السmندات إسmمية إذا إشتملmت علmى إسmم مالكهmا ،حيmث تقوم الدولmة فmي هذا النوع مmن السmندات بوضmع سmجل خاص بالديmن تقيmد فيmه
أسماء المكتتبين في القرض العام و تحتفظ به في وزارة المالية
السندات لحاملها :و في هذا الشكل ال تقيد أسماء مالكي السندات لدى إدارة القروض ،بل يعتبر حائز السند هو مالكه
المطلب الثاني :انقضاء القرض العام و استهالكه
الفرع األول :إنقضاء القرض العام
الوفاء :يقصد به رد قيمة القرض بأكمله إلى المكتتبين فيه ،و ذلك في تاريخ استحقاقه و هذا بالنسبة للقروض محددة المبلغ و قصيرة األجل •
ب -التثبيت :و يقصد به قيام الدولة بتحويل القرض قصير األجل ،عندما يحل أجله إلى قرض متوسط األجل أو طويل األجل
ج -التبديل :و هو ان تستبدل الدولة دين مرتفع الفائدة ب دينا جديدا ومنخفض الفائدة مما يترتب عله تخفيف عبء الخدمة الدين على الخزينة العمومية.
الفرع الثاني :إستهالك القرض العام
أساليب إستهالك القرض العام
.1االسQتهالك علQى أقسQاط سQنوية محددة :و فmي هذا األسmلوب تدفmع الدولmة سmنويا لحملmة السmندات جزءmا مmن قيمتهmا األصmلية باإلضافmة إلmى الفائدة المسmتحقة،
و ذلك حتى يتم إستهالك سندات القرض بعد فترة من الزمن.
.2االستهالك بطريقQة القرعة :و في هذا األسلوب تقوم الدولة عنmد حلول أجل إستهالك الديmن بإخراج نسبة معينmة من السندات كل عام في عملية " قرعة
" و دفع قيمة السندات التي تخرج من عملية السحب بالقرعة كاملة ألصحابها ،و تتكرر العملية حتى يتم استهالك كافة سندات القرض العام.
الخاتمة
• بنا ًء على البحث المنجز ،يمكن التوصل إلى أن القروض العامة هي أداة هامة لتمويل النمو االقتصادي وتحسين البنية
التحتية وتوفير الخدمات األساسية في الدولة ،و لكن يجب أن تكون مستدامة ومتوازنة وتستخدم لالستثمارات التي تحقق
العوائد االقتصادية واالجتماعية الكبيرة في المستقبل.