You are on page 1of 12

‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪: ‬‬

‫المطلب ‪ : 1‬تعريفـه‬

‫المطلب ‪ :2‬أنواع التضخم‬

‫المبحث الثاني‪ : ‬أسباب التضخم وعالقته بالبطالة‬

‫‪        ‬المطلب ‪:1‬أسباب التضخم‬

‫‪        ‬المطلب ‪ :2‬عالقته بالبطالة‬

‫المبحث الثالث‪ : ‬أثار وسياسة عالج التضخم‬

‫‪        ‬مطلب ‪ : 1‬أثار التضخم‬

‫‪        ‬مطلب ‪ : 2‬سياسات عالج التضخم‬


‫المقدمة ‪:‬‬
‫إن السياسات احلديثة تسعى لتحقيق تنمية كبرية واسعة اجملال غري أن الواقع يفرض وجود‬
‫إختالالت متس كل ميادين احلياة العملية ( البحث ) ويعترب التضخم من أهم هذه اإلختالالت اليت‬
‫يعاين منها بلدان العامل كله خاصة يف الوقت الراهن ‪ .‬وبالغم من الرتكيز و االهتمام‪ C‬هبذه الطاهرة‬
‫من قبل االقتصاديني خاصة بعد احلرب العاملية‪ C‬الثانية‪.‬‬
‫‪  ‬بدراسة أسباهبا وأثارها االقتصادية على النظام االقتصادي الكلي وكذا السياسات اليت‬
‫يتعني إتباعها للقضاء عليها ‪ ,‬واملدى الذي يتعني اللجوء إليه يف استخدام هذه السياسات لكن‬
‫يبقى‪ C‬التحكم فيها والسيطرة عليها أمر صعباً ‪.‬‬
‫فإىل أي مدى يؤثر التضخم على االقتصاد الكلي ؟ وما هي‪  ‬حمددات انتشارها ؟ وهل‬
‫ميكن القضاء عليه خاصة مع تطور العامل السريع وتقدمه ‪.‬‬
‫ومن خالل حبثنا هذا تطرقنا يف الفصل األول للتعريف بالظاهرة حمل الدراسة وحتديد‬
‫أنواعها‪،‬أما الفصل الثاين فقد مشل معيار القياس التضخم ‪،‬وكذا األسباب األساسية‪ C‬املنشئة أما يف‬
‫الفصل (‪ )3‬فقد تناول أثاره االجتماعية واالقتصادية‪ , C‬والسياسات املنتهجة لعالجه ‪.‬‬

‫مطلب ‪ :1‬تعريف أنواع التضخم‪. ‬‬


‫‪  ‬يوجد هناك عدة تعاريف للتضخم منها الذي وصفه الدكتور نبيل الرويب بأخذ " أداة‬
‫للتحليل" و استند فيه على معيار ارتفاع األسعار فقال ‪ " :‬التضخم هو حركة صعودية لألسعار‬
‫تتصف باالستمرار الذايت الناتج عن فائض الطلب الزائد عن قدرة العرض "(‪)1‬‬
‫‪        ‬ومن التعاريف األكثر شيوعا ً أن ‪ ‬التضخم يتمثل يف اإلرتفاع املستمر يف املستوى العام‬
‫ألسعار السلع واخلدمات عرب الزمن (‪ )2‬وبتايل فالتضخم ينطوي على عنصرين أساسني مها إرتفاع‬
‫املستوى‪ C‬العام لألسعار ‪ ,‬وإرتفاع مستمر يف األسعار‬
‫‪ 1‬ـ‪ ‬ارتفاع المستوى العام لألسعار‪: ‬‬
‫ال يعترب تضخما جمرد إرتفاع يف سعر سلعة واحدة أو سلعتني ‪ ,‬ذلك ألن اإلرتفاع قد‬
‫يقابله اخنفاض يف أسعار سلع أخرى األمر الذي يرتتب عليه بقاء املستوى العام لألسعار ثابتاً غري‬
‫أن التضخم هو اإلرتفاع العام يف أسعار أغلبية السلع واخلدمات أو االرتفاع‪ C‬الكبري يف أسعار أغلبية‬
‫السلع و اخلدمات أو االرتفاع‪ C‬الكبري يف أسعار السلع األساسية‪ C‬اليت متثل نسبة كبرية من ميزانية‬
‫املستهلك‬
‫‪2‬ـ‪ ‬اإلرتفاعـ المستمر في األسعارـ‪: ‬‬
‫‪ ‬يعترب التضخم ظاهرة ديناميكية‪ C‬متكن خطورته يف كونه مستمر ونفرق يف هذا الصدد بني‬
‫اإلرتفاع املؤقت‪ C‬ملرة واحدة واإلرتفاع الدائم ملرة واحدة‬
‫كما قد تؤدي بعض األزمات السياسية مثل احلروب أو الثروات أو االضطرابات العاملية‬
‫إىل حدوث إرتفاع يف أسعار بعض املداخالت كأسعار الطاقة واألجور األمر الذي يرتتب عليه‬
‫حدث إرتفاع يف أسعار املنتجات الصناعية‪. C‬‬
‫أما اإلرتفاع يف األسعار والذي ميكن اعتباره تضخما فهو اإلرتفاع املستمر ‪ 2‬عرب الزمن ولفرتة‬
‫طويلة ‪.‬‬
‫مما سبق فإن التضخم هو كل زيادة يف التداول النقدي يرتتب عليه زيادة يف الطلب الكلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ‪ ‬حسب تحكم الدولةـ في الجهاز االئتمان‪: ‬‬
‫أ ـ‪ ‬التضخم الطليق (المكشوف)‪ :‬يتسم هذا النوع‪ C‬من التضخم بارتفاع األسعار واألجور ويكون‪C‬‬
‫دون أي تدخل من قبل السلطات احلكومية‪ C‬للحد من هذه اإلرتفعات ‪ .‬مما يؤدي إىل تفشي هذه‬
‫الظواهر التضخمية فرتتفع املستويات‪ C‬العامة لألسعار بنسبة أكرب من ازدياد التداول النقدي إضافة‬
‫إىل تدخل من قبل السلطات احلكومية للحد من هذه االرتفاعات‪ , C‬مما يؤدي إىل تفتيش هذه‬
‫الظواهر التضخمية فرتتفع املستويات‪ C‬العامة لألسعار بنسبة أكرب من ازدياد التداول العامة لألسعار‬
‫ب ـ ‪ ‬التضخم المكبوب ( المقيد‪ : ) ‬ويتجلى هذا النوع‪ C‬من التضخم بالتداخل من قبل‬
‫السلطات احلكومية‪ C‬يف سري حركات االئتمان‪ C‬بالتحكم يف اجلهاز االئتمان‪C‬‬
‫ج ـ ‪ ‬التضخم الكامش ‪ :‬يتمثل هذا النوع‪ C‬بارتفاع ملحوظ يف الدخول النقدية‪ C‬دون أن جتد هلا‬
‫منفذاً لإلنفاق بفضل تدخل الدولة ‪ ,‬كم انه ميكن تدخل عوامل اقتصادية جترب الدولة على احلد من‬
‫ظهور الظواهر التضخمية ‪.‬‬
‫‪ )2‬حسب تعدد القطاعاتـ االقتصاديةـ‪ : ‬بتنوع القطاعات االقتصادية تتنوع االجتاهات التضخمية‬
‫فالتضخم الذي يفتش يف قطاع الصناعات‪ C‬االستهالكية‪ C‬خيتلف عنه يف القطاعات االستثمارية‬
‫*‪ .‬التضخم السلعي‪ : ‬هو تضخم الذي حيصل يف قطاع صناعات االستهالك حيث يعترب عن‬
‫زيادة نفقة إنتاج السلع االستثمار ‪.‬‬
‫*‪ ‬التضخم الربعيـ‪ : ‬يعرب عن زيادة االستثمار على االدخار بصفة عامة حبيث تتحقق أرباح يف‬
‫قطاعي صناعات سلع االستهالكية‪ C‬واالستثمار ‪.‬‬
‫*‪ ‬التضخم الدخليـ‪ : ‬وحيصل نتيجة ارتفاع وتزايد نفقات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )3‬حسب مدح حدة الضغط التضخيمي‪: ‬‬
‫*‪ ‬التضخم الجامع‪ : ‬أشد أنواع‪ C‬التضخم أثار وأضرارا على االقتصاد حيث تتواىل االرتفاعات‬
‫لألسعار دون توقف ‪.‬وبتايل تفقد النقود قوهتا الشرائية وقيمتها توسيط للتبادل وبتايل استغالل‬
‫النقود يف قطاعات غري إنتاجية مبددة للثروة واخنفاض يف املدخرات القومية‪C‬‬
‫‪ )4‬حسب الظواهر الجغرافية والطبيعية‪ : ‬تتحدث بعض أنواع التضخم حبدوث ظواهر جغرافية‬
‫وطبيعية ليس هلا صفة الدوام ‪.‬‬
‫أ)‪ ‬التضخم الطبيعي‪ : ‬غري اعتيادي ينشا نتيجة الظروف طبيعية‪ C‬فاصلة نتيجة الزالزل ‪ ،‬فهي حافز‬
‫لظهور التضخم ‪.‬‬
‫ب)‪ ‬التضخم الحركي ‪ :‬هو مسة من مسات النظام الرأمسايل فيعرب عن حركات الظواهر الرأمسالية‬
‫كاألزمات االقتصادية املتجددة ‪.‬‬
‫فتحدث هنا عن أسعار السلع وارتفاعها‪ C‬العام واملتواصل‬
‫أما يف االقتصاد املفتوح للمبادالت فإن املهم مقارنة االرتفاع الداخلي لألسعار وهذا االرتفاع يف‬
‫االقتصاديات األجنبية‬
‫‪       ‬توازن نسب‪  ‬التضخم معناه‪ C‬منافسة االقتصاد الوطين يف األسواق العاملية‪C‬‬
‫‪    ‬قياس التضخم معقدة ‪ ,‬ولكن تستعمل األرقام القياسية لقياس التضخم‪  ‬خاصة املتعلقة‪ C‬باألسعار‬
‫والرقم القياس للناتج الداخلي اإلمجايل‪.‬‬
‫والرقم القياسي‪ C‬لألسعار هو الوسيلة إحصائية يتم إعدادها شهريا وهي حتتوي على بعض‬
‫النقائص‪ ، C‬فمثال كيف ميكن األخر بعني االعتبار التغريات احلاصلة يف سلوكات االستهالكية‪ C‬؟‬
‫وكيف ندمج املنتوجات اجلديدة ؟‬
‫ومع هذا فإن الرقم القياسي يعترب مرجع أساسي للتحليل االقتصادي‬
‫ـ نسبة التضخم متثل نسبة التغري األسعار االستهالك‪ C‬بني فرتتني على سبيل املثال إذا كان‬
‫الرقم القياسي‪ C‬للسنة األول‪  I1= 145  ‬والسنة الثانية ‪I2=150‬‬
‫‪    ‬فإن نسبة التضخم للسنة الثانية‪ C‬هي‪:‬‬

‫‪I2-I1 100        150-145   100 = 3.45‬‬


‫‪I1                                145 ‬‬

‫ـ وميكن حساب نسبة التضخم بطريقتني‪:‬‬


‫أ)‪ -‬حساب نسبة التضخم باالنزالق‪: ‬أي مقارنة الرقم القياسي لألسعار بالنسبة‪ C‬لفرتتني‬
‫ب)‪ -‬حسابـ نسبة التضخم بالمتوسط الحسابي‪: ‬أي مقرنة الوسط احلسايب السنوي للرقم‬
‫القياسي‪.  C‬‬
‫عالقة‪  ‬الطلب الكلي الفعلي بالتضخم ‪:‬‬
‫مبقتضى التحليل اليسرتب فإن الطلب الكلي الفعلي يعترب عامال رئيسيا وفعاال يف حتديد‬
‫مستويات التوظيف الدخل اإلنتاج يفرتض االقتصادي كبريا‪ C‬أن مستويات الطلب الكلي الفعلي أمنا‬
‫يتحد عند مستوى يقل عن مستوى االستخدام الكامل وحسبه إيضافا لتضخم هو الفجوة‬
‫املوجودة بني الطلب الكلي الفعلي وبني احلجم الكلي من السلع واملنتجات املعروضة عند مستوى‬
‫من االستخدام الكامل حبيث تتمثل تلك الفجوة بارتفاع يف مستويات األسعار السائدة‪.‬‬
‫وميكن إرجاع األسباب الدافعة للطلب الكلي للزيادة إىل األسباب الدافعة لالتفاق الكلي‬
‫للزيادة إىل أهنا كل العوامل الدافعة لإلنتاج الكلي والدخل القومي حنو الزيادة واالرتفاع‪ C‬وأهم هذه‬
‫األسباب‬
‫‪ )1‬زيادة االتفاق االستهالكي واالستثماري‪: ‬إذا ما ارتفاع حجم االتفاق العام ارتفاع يفوق إرتفاع‬
‫املنتجات والثروات الكلية املوجودة يف اجملتمع مع فرض الوصول إىل حالة التشغيل االشل فإنه‬
‫سيؤدي ال حمالة إىل التضخم ‪.‬‬
‫‪  )2‬التوسع في فتح اإلعتماداتـ من قبل المصاريف‪ : ‬قد ترغب الدولة يف تنشيط األعمال العامة‬
‫وزيادة اإلنتاج فتشجع املصاريف على فتح العمليات االئتمان بوسائلها املعروفة وختفيض سعر‬
‫الفائدة ‪ ,...‬فتحاول إستمالة املنتجني‪.‬‬
‫وأصحاب األعمال لتنفيذ ما تصبو إليه فيزيد استثمارهم ويصبح هذا االستثمار زائد من حيث‬
‫طلبة على املنتجات احلقيقية املوجودة يف اجملتمع وهذا بدوره يؤدي إىل ارتفاع األسعار منبأ عن‬
‫ظاهرة تضخمية حلت باجملتمع‬
‫‪   )3‬التوقعات النفسية ‪:‬‬
‫قد يرجع االرتفاع‪ C‬يف الطلب الكلي إىل عوام نفسية تقدوية‪  ‬أكثر من عوامل تقديرية أكثر‬
‫عوامل اقتصادية‪  ]1[ ‬ثانيا‪: ‬‬
‫العوامل الدافعة للعرض الكلي نحو التضخم‪:‬باإلضافة إىل أن التضخم يكون‪ C‬سببه هو‬
‫ارتفاع الطلب الكلي عن االستخدام األمثل قد يكون أيضا سببه اخنفاض العرض عن مستوى‬
‫االستخدام األمثل وقد يعود عدم مرونة اجلهاز اإلنتاجي يف كفاية الطلب الكلي الفعلي ألمور‬
‫كثرية منها ‪:‬‬
‫‪)1‬تحقيق مستوى االستخدام الكامل‪:‬ـ‪ ‬فقد يصل االقتصاد القومي ملرحلة من االستخدام‬
‫والتشغيل‪ C‬الشاملة جلميع العناصر اإلنتاجي‪  ‬عاجزا ‪ ,‬يف مستوى دون املستوى املتوقع لذلك الطلب‬
‫الكلي الفعلي املرتفع ‪.‬‬
‫‪)2‬عدم كفاية الجهاز اإلنتاجي‪:‬فقد يتصف‪ ‬اجلهاز اإلنتاجي بعدم املرونة ‪ ,‬والكفاية‪ C‬يف تزايد‬
‫السوق باملنتجات والسلع الضرورية ذات الطلب املرتفع ‪.‬‬
‫‪ )3‬النقص في العناصر اإلنتاجية ‪ :‬كالعمال ‪ ,‬املوظفني املختصني ‪ ,‬املواد اخلام ‪ ,‬املواد‪          ‬‬
‫األولية‪.C‬‬
‫‪ )4‬النقص في رأس المالـ العيني‪:‬قد تعود عدم مرونة اجلهاز اإلنتاجي إىل نقص يف رأس املال‬
‫العني املستخدم عند مستوى االستخدام الكامل‬
‫عالقة التضخم بالبطالة‪: ‬‬
‫‪    ‬تعريف البطالةـ‪: ‬بعد التعرض لظاهرة التضخم بصفة مفصلة وبعد التعرض ألثاره وسياسات‬
‫عالجه يتضح أن للتضخم عالقة بالبطالة أن كالمها يتأثر باألخر وقبل التعرض وشرح هذه العالقة‬
‫نتطرق إىل البطالة بصورة موجزة فالبطالة تعرف بأهنا تعطل جانب من قوة العمل املنتج اقتصاديا‬
‫تعطالً اضطراريا رغم رغبتهم فيه ‪ ,‬وتشمل كافة األشخاص الذين هم يف سن العمل وراغبني يف‬
‫العمل وباحثني عنه ولكنهم ال جيدون عمالً وحيدد سن العمل بني ‪ 16‬ـ ‪ 60‬سنة ‪.‬‬
‫ومييز االقتصاديون بني عدة أنوا ع للبطالة أبرزها‬
‫‪ /1‬بطالة انتقاليةـ (إمكانية)ـ ‪ :‬وتنشأ نتيجة الطبيعة‪ C‬الديناميكية‪ C‬أو احلركية لالقتصاد واألفراد على‬
‫حد سواء ومتثل عادة األفراد الذين يدخلون سوق العمل ألول مرة خالل فرتة بعثهم عن العمل‬
‫وكذلك األفراد الذين يدخلون سوق العمل ألول مرة خال فرتة بعثهم عن عمل كذلك األفراد‬
‫الذين يتنقلون‪ C‬من عمل ألخر ومن مهنة ألخرى أو يضطرون للتعطل بعض الوقت حلني إجياد‬
‫العمال بديل‬
‫‪ /2‬البطالة الهيكليةـ ‪:‬وتنشا نتيجة حدوث إختالالت هيكلية يف االقتصاد أو سوق العمل ومتثل‬
‫األفراد الذين يفقدون‪ C‬وظائفهم بسب التكنولوجيا احلديثة أو املتعطلني بسب اجلنسية أو العمر أو‬
‫نقص الثقافة أو التدريب ‪.‬‬
‫وتنشأ‪ C‬نتيجة التغريات‪ C‬يف أي برامج‪  ‬النشاط االقتصادي يف فرتات الكساء‬
‫وتعترب البطالة من الظواهر تغري مرغوب فيها يف أي جمتمع كما هلا من أثار اقتصادية‬
‫واجتماعية سلبية على اجملتمع أو تنجم اآلثار االقتصادية من خالل عملية املبعري وعدم استغالله‬
‫على الوجه األكمل ‪ ,‬وضياع اإلنتاج‪  ‬والدخل الذي كان ميكن أن ينتج ‪ ,‬وكذلك الرتاجع أو‬
‫التآكل يف قيمة رأس املال البشري واخلربات املكتسبة‪. C‬‬
‫أما اآلثار االجتماعية فمردها أن املتعطلون يعيشون‪ C‬علة على إنتاج غريهم ‪ ,‬ويف هذا مدعاة‬
‫بزيادة البؤس اإلنساين واملعاناة ‪ ,‬كما أهنا مدعاة لتفتش البحرية وزيادة معدالهتا وتنوعها ‪ ,‬وإىل‬
‫تفشي األمراض وزيادة معدالت اإلختالالت النفسية‪ C‬والعقلية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أثاره وسياساتـ عالج التضخم‬
‫المطلب ‪ :1‬أثار التضخم‬
‫يرجع القلق الشديد من تواجد التضخم من اآلثار االقتصادية و االجتماعية واليت ميكن إجنازها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪  )1‬يرتتب على التضخم إضعاف ثقة األفراد يف العملة وإضعاف احلافز على االدخار فإذا اخنفضت‬
‫قيمة النقود أدى ذلك إىل فقدان وظيفتها كمستودع للقيمة وهنا يزيد التفضيل السلعي على‬
‫التفضيل النقدي وبتايل يلجأ األفراد إىل حتويل ما بقي لديه من أرصدة إىل ذهب وعمالت أجنبية‬
‫مستقلة تقريبا إىل شراء سلع معمرة فقارات‬
‫‪   )2‬اختالف ميزان املدفوعات وذلك بزيادة الطلب على إسرتاد و اخنفاض حجم الصادرات‬
‫‪   )3‬يؤدي التضخم إىل توجيه رؤوس األموال إىل فروع النشاط االقتصادي‬
‫‪    )4‬يرتتب على استمرار تصاعد األسعار ارتباك يف تنفيذ املشروعات واستحالة حتديد تكاليف‬
‫إنشائها‬
‫‪ )5‬يرتتب على التضخم ظلم اجتماعي حبيث يؤثر على أصحاب الدخول الثابتة وعملة األسهم‬
‫ويستفيد أصحاب الدخول من التغري ‪.‬‬
‫‪   )6‬يعيق التضخم التوزيع يف الدخول والثروات يغلق موجة التوتر والتذمر االجتماعي والسياسي‪C‬‬
‫الضروري لدفع عجلة التنمية االجتماعية واالقتصادية‪]2[. C‬‬
‫المطلب ‪:2‬‬
‫سياسات عالج التضخم ‪:‬‬
‫ميكن عالج التضخم إما بواسطة السياسة‪ C‬املالية‪ C‬بأدورهتا املختلفة وعن طريق السياسة النقدية‬
‫بأدواهتا املختلفة وميكننا إجياز هذه اإلجراءات كلمن السياسات السابقة بعدما تعرف الساسة‬
‫النقدية‪  ‬والسياسة املالية‪C‬‬
‫طريقة ‪ )1‬السياسة النقدية وأدواتهاـ ‪:‬‬
‫تعريف السياسة‪ C‬النقدية‪ C‬بأهنا تلك السياسة ذات عالقة بالنقود واجلهاز املصريف واليت تؤثر‬
‫على عرض النقود إما بزيادة حجمها أو اإلقالل منها‬
‫والسياسة‪ C‬النقدية‪ C‬املضادة إىل التضخم هي اليت تقوم على تقليص كمية النقود انكماش يف‬
‫االئتمان‪ C‬املصريف بواسطة األدوات التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ سعر أو معدلـ الفائدةـ ‪ :‬وهو السعر الذي تتعامل فيه البنوك التجارية مع األفراد أي ما هو‬
‫حيصل عملية األفراد مقابل مدخراهتم لدى البنوك‪ C‬التجارية ‪.‬‬
‫تلتزم البنوك‪ C‬التجارية باحلد األعلى لسنة الفائدة اليت حيدده البنك املركزي وهو الوحيد الذي له‬
‫الصالحية (احلق) يف تغري هذا السعر يف حالة التضخم حيث يتم امتصاص‪ C‬الكتلة الزائدة من السيولة‬
‫عن طريق أسعار الفائدة على الودائع ألفراد أفراد أو املؤسسات إليداع أمواهلم‬
‫‪ 2‬ـ‪  ‬سعر أو معدل الخصم‪ : ‬وهو السعر الذي تتعامل به البنوك‪ C‬املركزية مع التجارية وهو أعلى‬
‫بقليل من معدالت الفائدة حىت تستطيع البنوك‪ C‬التجارية حتقيق بعض الربح املادي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ‪ ‬نسبة االحتياطـ القانونيـ‪ :‬وهي النسبة اليت البد أن حيتفظ هبا البنك‪ C‬التجاري من كل وديعة‬
‫تداع فيه وهي على شكل نقود سائلة لدى البنك املركزي وال حيصل مقابلها على فائدة‬
‫‪ 4‬ـ‪ ‬عملية السوق المفتوحة‪ :‬ويتمثل ذلك يف قيام البنك املركزي شراء أو بيع سندات احلكومة‬
‫من البنوك‪ C‬التجارية هبدف الرفع من احتياطاهتا النقدية لتمكينها‪ C‬من االقرتاض‪ C‬أما إذا أداع البنك‪C‬‬
‫املركزي الساندات إىل البنوك التجارية مما يؤدي إىل تقليص احتياطاهتا النقدية وبتايل امتصاص‬
‫الكتلة الزائدة = تساعد أدوات السياسة‪ C‬النقدية‪ C‬بتحكم يف كمية النقود املعروضة إما بزيادهتا يف‬
‫حالة االنكماش أو تقليصها يف حالة التضخم إذن تعترب وسيلة هامة من وسائل التحكم يف التضخم‬
‫ثانياـ ‪ :‬الطريقة الثانيةـ لعالج التضخم والتي تتمثل في السياسة المالية وأدواتها‪.‬‬
‫يقصد بسياسة املالية سياسة احلكومة يف حتديد املصادر املتلفة لألدوات العامة لدولة وحتديد‬
‫أمهية هذه املصادر من جهة وحتديد الكيفية اليت تستخدم هبا من جهة أخرى لتمويل اإلنفاق العام‬
‫حبيث حتقق األهداف االقتصادية و االجتماعية لدولة وأهم أدواهتا هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ‪ ‬الضرائبـ بكافةـ أنواعها‪ : ‬مثل ضرائب‪ C‬الشركات والرسوم اجلمركية الغري املباشرة على السلع‬
‫احمللية أو املستوردة وحتد سياسة احلكومة الضريبة وما يتناسب‪ C‬مع أهدافها العامة اليت تعكس‬
‫إسرتاجتية‪ C‬احلكومة ‪.‬‬
‫فاجلداول املختلفة لضريبة الدخل تعترب من األدوات اهلامة اليت ميكن أن تلعب دوراً مميزا يف‬
‫إعادة توزيع الدخل القومي‪ C‬باإلضافة إىل اعتبارها أداة هامة حلماية املنتجات احمللية والصناعات‬
‫الوطنية الناشئة‪. C‬‬
‫‪ 2‬ـ‪ ‬اإلنفاق الحكومي‪ :‬فحجم اإلنفاق‪ C‬احلكومي وكيفية توزيع مستوى النشاط يف كل القطاعات‬
‫االقتصادية وما يرتبط به من نشاطات إنتاجية أخرى أي حتويل النفقات احلكومية‪ C‬عن طريق زيادة‬
‫الضرائب‪ C‬أو لتقليل النفقات‪ C‬احلكومية بالقدر الذي يضر بنشاط االقتصادي أو تأجيل ببعض‪C‬‬
‫مشروعات االقتصادية‪C.‬‬
‫‪ 3‬ـ‪ ‬الدينـ العام‪ :  ‬تعترب السياسة الدولة اجتاه الدين العام من حيث حجمه ومعدالت منوه وسبيل‬
‫احلصول عليه من الوسائل املهمة يف تأثري على مستوى النشاط االقتصادي ‪ ,‬أما إذا كانت املوازنة‪C‬‬
‫العامة تتحقق فائض فإن حجم هذا الفائض‪ C‬ميكن أن يؤثر بصفة خمتلفة على االقتصاد الوطين ‪.‬‬
‫توجد إجراءات أخرى معاجلة لتضخم منها‪:‬‬
‫*الرقابة املباشرة‪ C‬على أسعار بوضع حد أقصى وحد أدىن هلا و استخدام نظام البطاقات يف توزيع‬
‫السلع الضرورية‬
‫* إنتاج بعض السلع الضرورية على حساب بعض السلع الكمالية‬
‫* الرقابة على األجور فهي ضرورية إلنفاق األسعار واألجور وكذلك ختفيض القيود على‬
‫الواردات يساعد يف زيادة عرض السلع األساسية‪ C‬وختفيض الضغوط التضخمية ومن اإلجراءات‬
‫اليت تساعد على عالج التضخم رفع اإلنتاجية‪ C‬بشكل عام وزيادة حجم االدخار القومي[‪ .]3‬‬

‫الخـاتـمة‪:‬‬
‫‪      ‬إن معظم‪  ‬الدول حاربت الظاهرة ووجهتها من ظهورها ومازلت إىل اآلن حتاول التخفيف‬
‫من حدة أثارها السلبية والقضاء عليها وهذا على اعتبار‪ C‬أن التضخم ظاهرة تأثر عكسياً على‬
‫اقتصاديات الدول فهل ميكن فعال ختلص منه بشكل هنائي والقضاء على كل أثاره السلبية متاشيا‬
‫مع استقرار النظم االقتصادية ويف حالة عدم القضاء عليه فهل كان البد من التعايش أوال والبحث‬
‫ما إذا كان فعال ظاهرة ميكن الرتكيز عليها والبحث فيها إن وجدت من أجل الوصول إىل حلول‬
‫ملشاكل اقتصادية أخرى ‪    .‬‬

‫[‪ ) ]1‬د‪ :‬غازي حسني عبابة ‪ :‬التضخم املايل مصر ‪ ,‬مؤسسة شباب اجلامعة ‪ 2004‬ص‪92‬‬
‫[‪ ]2‬الدكتور إمساعيل عبد الرمحان‪ ‬ودحويب موسى عريقات ك مفاهيم اساسية يف علم اإلقتصاد‬
‫الكلي عمان االردن ‪ 1999‬الطبيعة األول ص ‪ 154‬ـ‪155‬‬
‫[‪  ]3‬الدكتور ‪ :‬إمساعيل عبد الرمحان ‪ ,‬الدكتور عريب موسى عريقات ‪ ,‬مرجع سابق ص(‪ 156‬ـ‬
‫‪160‬‬

You might also like