Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
المطلب الثاني :التعريف برائد المدرسة الكينزية " جون مينا رد كينز"
المطلب الثاني :النظرية العامة الكينزية (أدوات التحليل االقتصادي عند كينز )
اخاتمة
1
مقدمــــــــــــــــــــــــــــة
إن التحليل الذي ساد المدرسة النيوكالسيكية و المرتكز على التحليل الوحدوي و االهتمام
بمشاكل سلوك الوحدات االقتصادية ،عجز عن مواجهة مشكالت اقتصادية جديدة ظهرت لألفق
أال و هي األزمة العالمية أو أزمة الكساد العالمي سنة ، 1929حيث أن النظام الرأسمالي و
الحرية االقتصادية التي كان يدعو إليها و عدم تدخل الدول في النشاطات االقتصادية أصبح
غير وارد تماما ،إذ أن ظهور األزمة و اإلختالالت في كل أوجه النشاط االقتصادي و في كل
الدول الرأسمالية تقريبا أدى الى تدخل الدول في هذه المجتمعات و اتخاذ التدابير الالزمة
لمعالجة األزمة.
و في هذا الوقت بالذات بدأت في الظهور مجموعة من األفكار االقتصادية التي ارتكزت أساسا
على انتقادات ألفكار الكالسيكيين ،ثم المناداة بتدخل الدول من أجل مواجهة هذه األزمة من
خالل تحليل جديد للظواهر االقتصادية أال و هو التحليل الكلي أي التركيز على المجاميع الكلية
و ليس الفردية.
و من هو رائد هذه المدرسة ؟ و ما هي أهم األفكار و النظريات التي قدمها كينز؟ و كيف يمكن
تقييمها؟
2
الفصل األول :أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية
ال يمكن أن نفهم األفكار التي جاء بها "كينز" إال إذا وضعناها في الظرف الزماني و المكاني
الذي صدرت فيه ،فلقد كانت الوضعية االقتصادية في بريطانيا و في كل الدول الرأسمالية بعد
أزمة 1929تتسم بتقلص الطلب و انتشار البطالة التي عرفت باسم " الكساد الكبير " ووصلت
إلى أشدها في 1932و استمرت إلى غاية بداية الحرب العالمية الثانية و تميز هذا الكساد
بوجود بطالة كبيرة و تعطل جزء كبير من الطاقة اإلنتاجية خاصة في مجال الصناعة ،كما أن
األسعار و األرباح و األجور بلغت مستويات منخفضة جدا ،و باختصار توقف االقتصاد عن
1
السير و ساد جو من التشاؤم و خاصة في دوائر رجال األعمال و اإلنتاج.
لقد أدت فترة الكساد إلى فقد ثقة رجال األعمال و االقتصاديين في النظرية التقليدية فقد انخفضت
األجور و استمر الركود ،و أدى ذلك إلى وجود 25%من قوة العمل في حالة بطالة و معظم
المصانع أغلقت و استغلت بنصف طاقتها اإلنتاجية ،و استمر هذا الركود في الظروف
االقتصادية عقدا من الزمن.
إن النظام الرأسمالي الذي كان النظام العالمي ( أي النظام الذي يغطي كافة أنحاء العالم) و عند
ظهور األزمة االقتصادية دفع الدول في المجتمعات الرأسمالية إلى اتخاذ إجراءات قصد معالجة
األزمة مسجلة بذلك بدء مرحلة من التدخل الكبير للدولة في الحياة االقتصادية و هذا يدل على
ميالد رأسمالية الدولة االحتكارية.
-1بن حمودة سكينة ،دروس في االقتصاد السياسي ،الجزائر :دار الملكية للطباعة و اإلعالم ، 2006 ،ص.167
3
إن عجز النظرية الكالسيكية الجديدة على مواجهة مشكالت االقتصاد القومي و االهتمام فقط
بمشكلة سلوك الوحدة االقتصادية (الرجل االقتصادي) أدى إلى ضرورة التفكير بنوع اخر من
التحليل و إعادة النظر في النظريات التي كانت سائدة في الفكر االقتصادي التقليدي.
و في مواجهة البطالة ،و الطاقة اإلنتاجية العاطلة ظهر نموذج "كينز" ،ذلك النموذج الذي بين
سبب عجز النظام السعري عن انتشال االقتصاد تلقائيا من حالة الكساد و العودة إلى التوظيف
الكامل للموارد ،و قد أحدثت كتابات " كينز" ثورة اقتصادية بكل معنى الكلمة و إحداث
ثورة في التفكير االقتصادي حول قضايا البطالة ،و عمل األسواق الكلية و بناء على ذلك 1
و إلى جانب هذه الظروف االجتماعية و االقتصادية التي أثرت على أفكار كينز و أدت إلى
ظهور النظرية الكينزية فقد تأثر كينز بمؤلفات االقتصادي السويدي " ويكسل " Wicksell
السيما في حقل النقود ،وظهر هذا الـتأثير واضحا في رسالته األولى عن النقود سنة .1930
و لهذه األسباب كلها ال يمكن التطرق إلى أفكار كينز إال بعد شرح مبسط ألزمة الكساد العالمية
( أزمة )1929و بعض االنتقادات التي وجهها كينز للنظرية التقليدية التي كانت قوانينها عاجزة
2
عل إيجاد حلول لهذه األزمة.
األزمة تعني الشدة أو الضيق ،و تمثل مرحلة أو فترة صعبة في حياة الفرد أو المجتمع ،و تظهر
من خالل مظهر من خالل مظهر بارز و مميز لها.
أما األزمة االقتصادية فهي ذلك الكساد الذي استفحل أمره و جعل الماليين من المستثمرين
يفقدون مدخراتهم ،كما أدى ذلك إلى إغالق سوق العمل و المصانع و إفالس البنوك ،و تكدس
السلع و البضائع الفائضة عن االستهالك مما انجر انخفاض األسعار.
-1محفوظ بن عصمان ،مدخل في االقتصاد الحديث ،الجزائر :دار العلوم للنشر و التوزيع ،2003 ،ص .86
-2رجب عزمي ،اإلقتصاد السياسي ،ط ،4بيروت :دار العلم للماليين ، 1988 ،ص .113
4
نشأة أزمة 1929و تطورها :
انطلقت من الواليات المتحدة األمريكية كونها أقوى دولة بعد الحرب العالمية األولى ألنها
استفادت من الحرب لكونها لم تمسها ،و زادت من قوة صناعتها اقتصادها ،فصارت الممون
الرئيسي للدول المحاربة زراعيا و صناعيا و اقتصادها ،مما شجع المزارعون و الصناع
األمريكيون على زيادة اإلنتاج لسد حاجيات الدول األوروبية المتزايدة ،و لكن منذ 1926بدأت
المؤسسات األمريكية تشعر بوطأة المضاربات و أخذت األرباح تقل تدريجيا ،و تضخم اإلنتاج
الزراعي و قل الطلب و انخفضت األسعار نظ ار لتوقف المصانع في الدول األوروبية عن استيراد
السلع األمريكية بعد أن توصلت إلى إنتاج حاجاتها الزراعية و الصناعية بنفسها ،كما ظهرت
دول مصدرة للقمح بعد الحرب ،و لهذه األسباب تكدست البضائع في الو.م.أ و تراكمت الديون
و أفلست الكثير من المعامل والمصانع و تم تسريح العمال و انتشرت البطالة و ضعفت القدرة
الشرائية و تفاقمت المشاكل االجتماعية و األخالقية .إضافة إلى ذلك أثار تباطؤ الدول األوروبية
عن تسديد ديونها المتوجبة عليها للو.م.أ ،ففقد المستثمرون األمريكيون و األجانب الثقة في
الخزينة األمريكية و انعكس ذلك على بورصة "وول ستريت" األمريكية حيث تسبب عرض
األسهم للبيع بكثافة مما أدى إلى هبوط األسعار بشكل حاد و مزيد من اإلفالس و التسريح و
البطالة ،و سرعان ما انتقلت األزمة إلى الصعيد االجتماعي.
-توقفت الو.م.أ عن استيراد المواد األولية الالزمة لصناعتها و عجزت الدول المنتجة لهذه
المواد و معظمها في أمريكا الالتينية تسويقها.
-طلبت دول أوروبا الغربية و الوسطى تسديد القروض و الديون التي عليها ،مما أدى إلى
إفالس المؤسسات المالية و الصناعية و التجارية و انتشار البطالة.
-سحبت أمريكا أموالها من أوروبا فتأثر االقتصاد األوروبي ،ثم انعكس كل ذلك على
المستعمرات األوروبية فأصبحت األزمة عالمية .
إن أهم الدول التي مستها األزمة:
5
النمسا :لضعف اقتصادها و كثرة األموال األجنبية المستثمرة فيها حيث أدى سحب هذه
األخيرة و الودائع إلى إفالس بنكها عام .1931
ألمانيا :سحب القروض األجنبية من البنك األلماني خاصة األمريكية.
إنجلترا :خفضت إنجلت ار في قيمة الجنيه اإلسترليني ،فاضطرب الميزان التجاري األوروبي
بل العالمي.
فرنسا :تعرضت لصعوبات اقتصادية تحولت إلى أزمة بلغت ذروتها عام ،1932فقل
التصدير و ارتفع عدد العاطلين و اضطرت أكثر من 20دولة إلى تخفيض قيمة
عمالتها.
بدأت الدول المتأثرة باألزمة معالجتها بعدة طرق مختلفة ،و اضطرت على عدة خطط
منها الخطة الجديدة ) (New Dealالتي وضعها الرئيس األمريكي (تيودور روزفلت) ،
و خالصة القول أن النظام الرأسمالي الحر لم يصبح قاد ار على حماية االقتصاد مما
وجب التدخل في شؤون االقتصادية بواسطة مخططات توجيهية.
6
إسم " خطة كينز" سنة ، 1943و كان قد أصبح آنذاك اللورد جون مينارك كينز ،
1
توفي سنة .1946
لقد كانت نظرية "كينز" مناقصة لنظرية الكالسيكيين فكان أول عمل قام به هو انتقاده
لهذه األخيرة قبو وضع أسس منهجه الجديد و من أهم أركان النظرية الكالسيكية التي
تعرضت للنقد هي :
-1الحرية الفردية
-2المصلحة الخاصة
-3مبدأ االنسجام بين مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة المبني على فكرة
النظام الطبيعي.
-4المنافسة الحرة و دور جهاز األسعار في تحريك النشاط االقتصادي العام.
2
-5المبدأ القائل بأن الربح هو حافز األفراد على اإلنتاج و التقدم االقتصادي
لقد رفض " كينز" االعتراف بما جاءت به النظرية الكالسيكية بأن الفرد و
هو يحقق مصلحته الخاصة ال يضر بمصالح اآلخرين كما رأى أن تدخل
الدولة عند الضرورة لتحقيق التوظيف الكامل عن طريق خلق طلب كاف
لمعادلة الزيادة في اإلنتاج و تهيئة البيئة و الظروف الالزمة لتحقيق التوازن
شيء ضروري و الزم.
كما أن اإلنسجام ال يكون دائما بين المصلح الشخصية و المصلحة
الجماعية ،كما أن المنافسة الحرة ال تؤدي دائما إلى توازن االقتصاد العام
-1ولعلو فتح هللا ،االقتصاد السياسي ،د ب ن ،دار الحداثة ، 1997 ،ص .134
-2عزمي رجب ،مرجع سابق الذكر ،ص.114
7
فالتوازنات الجزئية ال تؤدي دائما الى التوازن العام ،و ارتكاز الكالسيك على الربح كحافز وحيد
لألفراد لتحقيق الرفاهية في الحياة ال يكون دائما صحيحا.
و لقد ارتكز كينز في انتقاده للنظرية الكالسيكية حول نقطتين و هي :مشكل البطالة و مشكل
النقود ( االدخار ،االستثمار ،الفائدة)
.1مشكلة البطالة:
يرى " كينز" أن الكالسيكيين ارتكبوا خطأ كبي ار عندما رفضوا اعتبار وجود البطالة العمالة
العتقادهم أن كل واحد راغب للعمل يجده بسهولة بما يناسب إمكانياته الفكرية و الجسمية
بسبب المنافسة الموجودة في سوق المواد و سوق عوامل اإلنتاج ،و لقد برهنت الوقائع
االق تصادية خطأ هذا الطرح بدليل أن إنجلت ار و كل الدول الرأسمالية عرفت ظاهرة
البطالة المستمرة منذ أول القرن العشرين ،و أن الظاهرة تفاقمت أثناء األزمة االقتصادية،
1
و لذلك يبحث كينز في كيفية محاربة البطالة و الوصول إلى مرحلة االستخدام الكامل.
-و يرى كينز خالفا للنظرية الكالسيكية أنه ليس صحيحا أن العمال يتركون عملهم بمجرد
انخفاض األجر الحقيقي ،و قد أثبتت التجارب أن العمال يقبلون األجر النقدي السائد مع
ارتفاع تكاليف المعيشة.
-كما يرى كينز أن اقتراح النظرية الكالسيكية بتخفيض األجور لحل مشكل البطالة و
فائض اإلنتاج خاطئ ألن االنخفاض العام في األجور البد أن يؤدي إلى نقص الطلب
الكلي ،و هو ما يؤدي إلى زيادة حجم البطالة ال غلى قلتها.
-و يرفض " كينز" رفضا تاما معالجة الكالسيك لمشكلة البطالة بواسطة تخفيض األجور
مع بقاء الطلب الكلي ثابت ،ألن في الحقيقة تخفيض ا ألجور في كل الصناعات يؤثر
على الطلب الكلي.
-و يرى كينز أنه من غير المنطقي أن نعالج المشكلة على أساس تخفيض األجور ،ألن
هذا يعني تناسي أمرين هامين :
8
-وجود نقابات عمالية قوية ترفض هذا اإلتجاه.
-وجود تشريعات عمالية تحدد الحد األدنى لألجور و الحد األقصى للساعات.
1
-Kheladi Mokhtar, Introduction A l’Economie politique, Alger : OPU.2004 ;P139
9
.2مشكلة النقود (االدخار ،االستثمار ،الفائدة):
لم يدخل الكالسيكيون في اعتبارهم النقود و لم يولها أي اهتمام بل اعتقدوا أن لها دو ار محايدا و
أنها مجرد حجاب يغطي الحقيقة ،و يرى كينز أن هذا هو الخطأ الثاني الذي ارتكبه الكالسيك
ألن للنقود دو ار إيجابيا لتعلق الناس بها و العمل على الحصول عليها رغبة في اكتنازها ،و هي
1
أداة أساسية في التحليل االقتصادي.
يرى "كينز" أن الكالسيك أهملوا التغيرات في مستوى الدخل عندما نظروا غلى
سعر الفائدة على أنه العامل الوحيد الذي يحقق التعادل بين االدخار و
االستثمار.
كما اختلف " كينز" مع الكالسيك بأن العالقة بين االدخار وسعر الفائدة هي
عالقة طردية حيث يرى أنه في بعض األحيان تكون عالقة عكسية و هناك
عوامل أخرى تتدخل في حجم المدخرات و هي :
-مستوى الدخل
2
-االحتياط للطوارئ
إن سعر الفائدة عند النيوكالسيك هو مكافأة صاحب رأس المال ،و هو السعر الذي
يعطي لألسر من أجل تشجيعها على عدم االستهالك الفوري للمداخيل و ادخار جزء
منها.
إن كينز انتقد هذا التحليل النيوكالسيكي للفائدة و أدخل في التحليل االقتصادي الجانب
البسيوكولوجي إلي يفسر سلوك الفرد من أجل ادخار جزء من دخله في شكل سيولة ،و
يفسر هذا الدافع لالدخار بثالثة أسباب و هي :المبادلة ،االحتياط و المواظبة.
حيث أنه حسب كينز سعر الفائدة هو السعر الذي يجعل األفراد يقررون التنازل على
جزء من السيولة و تغييرها.
10
.3الدولة:
إن هدف الدولة من االستثمار هو دفع الطلب ،فيجب إعطاء الوسائل لألفراد من أجل
طلب السلع و الخدمات ،فالدولة إذن توزع الدخول بخلق مناصب شغل في فروع معينة
التي ال يهتم بها القطاع الخاص ،كما تتدخل الدولة في تحديد معدل الضرائب المختلفة ،
و معدل الفائدة عن طريق وضع سياسة موازني ة و سياسة ضريبية.
و هكذا نجد أن كينز استنتج أن الدولة عنصر أساسي في عمل االقتصاد الحديث عكس
المدرسة الكالسيكية التي نادت بعدم تدخل الدولة.
المبحث الثاني :النظرية العامة الكينزية ( أدوات التحليل االقتصادي عند كينز)
سميت هذه النظرية بالنظرية العامة ألنها تشمل جميع األوضاع و الحاالت االقتصادية
الممكنة في كل مكان و زمان ،و عامة أيضا من حيث أنها تناولت الكليات و ليس
ا لجزئيات ،فهي ال تتعلق بمواضيع و دراسات جزئية و فردية كما هو الحال في االقتصاد
1
الكالسيكي و هذا االتجاه يعرف باقتصاد المجموعات أو االقتصاد الكلي.
فنظرية كينز إذن تدرس العالقات بين مجموعات كبيرة من الظواهر االقتصادية مثل :
حجم العمالة العام أو التوظيف العام ،الدخل العام ،االستثمار العام ،االستهالك العام،
اإلنفاق العام ،العرض الكلي ،الطلب الكلي.
عرض كينز نظريته باالرتكاز على ثالثة عناصر مهمة و هي ما تسمى بأدوات التحليل
االقتصادي عند كينز و هي :
)1الميل الحدي لالستهالك
)2الفعالية الحدية لرأس المال
)3سعر الفائدة
11
نظرية الدخل و االستخدام:
إن نقطة البداية في دراسة و تحليل الدخل و االستخدام عند كينز انطلقت من تحديد
مفهوم الطاقة اإلنتاجية في االقتصاد و هي " قدرة االقتصاد على إنتاج سلع و خدمات
تعتبر محدودة في المدى القصير " لذا يمكن القول بأن النظرية الكينزية لالستخدام
تنطلق أساسا من الطلب الكلي الذي يعتبر المحدد األساسي و الحاسم لمستوى الدخل و
االستخدام في المدى القصير ،أما في المدى الطويل فقد تظهر عوامل أخرى تؤثر على
الطاقة اإلنتاجية.
و قبل البدء بتحليل العناصر األساسية في نظرية الدخل و االستخدام البد من إعطاء
1
فكرة عن منحنيات الطلب الكلي و العرض الكلي و ما يعنيه كل واحد منهما.
a
Yالدخل
الشكل ( رقم )01منحنى الطلب الكلي
-1محمود حسين الوادي ،أحمد عازف العساف ،االقتصاد الكلي ،عمان :دار المسيرة ،2009 ،ص.87
12
و إذا كان التعامل مع اقتصاد مغلق ليس له عالقات مع العالم الخارجي فإن :
الطلب الكلي = اإلنفاق العائلي ( االستهالك) +اإلنفاق الحكومي (االستثمار) +إنفاق القطاع
الخاص (استثمار)
اإليرادات المتوقعة
S
45° Y
الشكل (رقم )02منحنى العرض الكلي
و من أجل تحديد الوضع التوازني للدخل و االستخدام البد من الجمع بين منحنيا
الطلب الكلي و العرض الكلي حيث وضح كينز أن مستوى الدخل و االستخدام
التوازني سوف يتحدد عند نقطة تقاطع منحنى الطلب الكلي مع منحنى العرض
الكلي كما يوضحه الشكل التالي:
13
Qاإلنفاق
S D
Yالدخل
الشكل ( رقم )03مستوى الدخل و االستخدام التوازني
إن نقطة تقاطع المنحنيين تحدد المستوى التوازني للدخل و االستخدام أي النقطة
التي تمثل حالة توازن االقتصاد القومي.
ومن خالل تحليل كينز فإنه يمكن جعل االقتصاد في حالة توازن أو إعادة التوازن و
خاصة في المدى القصير من خالل التأث ير على وحدات اإلنتاج أو وحدات اإلنفاق.
و ما يهمنا هو تحرك دالة الطلب الكلي إلى وضع أعلى من وضعها السابق الذي
يمثل رغبة وحدات اإلنفاق على إنفاق المزيد من الدخل المتولد من اإلنتاج الجاري،
أي زيادة وحدات اإلنفاق إنفاقها أكثر من الدخل المتولد ،أو أكثر مما يتوقعه
المنتجون و ذلك سيؤدي بالضرورة إلى حدوث اختالل سيدفع جميع القوى المؤثرة
في النشاط االقتصادي للتحرك من أجل دفع االقتصاد للتوازن من جديد و بحالة
أفضل مما كان عليه سابقا ،و عادة فإن نقطة التوازن الجديدة تمثل وضعا أفضل
لالقتصاد عما كان عليه ،إذ تعني المزيد م ن اإلنتاج و االستخدام و الدخل و هو ما
سماه كينز بالطلب الفعال ،و يمكن توضيح ذلك بالشكل التالي:
14
Q
S
’D
L D
Yالدخل (اإلنتاج)
الشكل ( رقم ) 04تحرك دالة الطلب الكلي إلى وضع أعلى
: Qاإلنفاق الكلي
:Yالدخل اإلنتاج
نظرية االستهالك و االدخار:
إن الطلب الكلي هو المحدد الرئيسي لمستوى الدخل و االستخدام في المدى القصير ،و
يمثل الطلب الكلي اإلنفاق الكلي أي:
الطلب = اإلنفاق الكلي = اإلنفاق االستهالكي (العائلي) +اإلنفاق االستثماري (قطاع
األعمال) +اإلنفاق الحكومي ( استهالكي و استثماري) +صافي اإلنفاق الخارجي (
الفرق بين قيمة الصادرات و قيمة الواردات).
)Y=C+I+G+(X-M
العوامل المحددة لإلنفاق االستهالكي:
لقد اعتمد كينز في تحليله لطبيعة العالقة بين الدخل و االستهالك على فكرتين
أساسيتين أو اللتان أصبحتا األساس في النظرية الحديثة للدخل و االستخدام و هما:
-العالقة الوثيقة بين الدخل و االستهالك
-و طبيعة العالقة بين الدخل و االستهالك
15
حيث بين االستهالك يعتمد دائما على الدخل و أن العالقة بينهما هي عالقة طردية ،و قد أطلق
كينز على هذه العالقة بالميل لالستهالك ،و الذي نعبر عنه بالعالقة التالية:
االستهالك
الدخل
"أن الناس يميلون من حيث المبدأ و بصورة عامة إلى زيادة إنفاقهم االستهالكي كلما زاد دخلهم،
لكن بمقدار أقل ،و قد سمى كينز تلك العالقة بالقانون السيكولوجي األساسي".
فالعوامل الذاتية :هي العوامل النفسية ( السيكولوجية) المؤثرة في الطلب العائلي على السلع،
تتأثر اتجاهات الشراء باإلشهار ،و جاذبية المنتج ،و التوقعات المتعلقة بمستوى األسعار ،و
الوفرة المستقبلية للسلع و مستويات الدخول المستقبلية و كذلك بصفات المستهلك النفسية مثل
الكرم ،البخل ،حب المظاهر المغاالة في اإلنفاق.
توزيع الدخول :حيث يؤثر توزيع الدخل في مستوى االستهالك الكلي إذا كان مستلمو
الدخل ليس لديهم نفس الميول المتوسطة لالستهالك و قد تؤدي إعادة توزيع الدخل إلى
انتقال دالة االستهالك الكلية و التغير في ميل الدالة.
تقلبات األسعار في األسواق :فعندما تنخفض األسعار يقبل الطالبون على رفع مستوى
استهالكهم و عندما ترتفع األسعار يتقلص الطلب مع العلم أن للطلب تأثي ار أيضا على
األسعار.
16
اختيارات الدولة في ميدان الضرائب :فالدولة تستطيع أن تنقص من الميل الحدي
لالستهالك لبعض الفئات االجتماعية إذا عمدت على رفع الضرائب التي تصب على
مداخيلهم.
اختيارات الدولة في ميدان التخطيط العام :فتوجيه الدولة قد يساعد قطاعا على حساب
قطاع آخر أو دخل فئة على حساب فئة أخرى و يؤثر هذا بالطبع على مستوى
االستهالك عند األفراد و القطاعات.
التقسيط االئتماني للمستهلك :تؤثر تكلفة ووفرة التقسيط االئتماني للمستهلك على قدرته
الشرائية فكلما كانت وفرة في القروض االستهالكية و تكلفة أقل لهذا القرض فإن زيادة
االقتراض االستهالكي يؤدي إلى انتقال منحنى دالة االستهالك الكلي إلى األعلى.
سعر الفائدة :في التحليل الكالسيكي كان ينظر إلى سعر الفائدة على أنه الثمن المدفوع
لألفراد مقابل التضحية باالستهالك الحاضر أي أنه ثمن االدخار ،و بالتالي اعتبر
سعر الفائدة العامل المحدد لالستهالك الحاضر أي أنه ثمن االدخار ،و بالتالي اعتبر
سعر الفائدة العامل المحدد لالستهالك .إال أن األمر لم يعد كذلك في التحليل الكينزي،
و مع ذلك يشير االقتصاديون إلى أن سعر الفائدة قد يؤثر على االستهالك عن طريق
تغير تكاليف االقتراض ،أو بتأثيره على القيمة الجارية للثروة عندما ترتفع أسعار السندات
نتيجة انخفاض أسعار الفائدة مثال و بالتالي تصبح دالة االستهالك على النحو التالي:
C=c(y,i)1
و على هذا األساس حدد كينز الدالة الخطية لالستهالك:
C=Co+byd
حيث تمثل Coكمية االستهالك عندما يكون الدخل المتاح صفرا.
-1ضياء مجيد الموسوي ،النظرية اإلقتصادية ،التحليل االقتصادي الكلي ،ط ، 3الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية ،2005 ،
ص.120
17
C
C
C0 p
45° yd
أما المفهوم اآلخر الذي استند عليه كينز في تفسيره للعالقة بين الدخل و االستهالك ،فهو ما
أطلق عليه بالميل الحدي لالستهالك ،و يعرف الميل الحدي لالستهالك بأنه أي تغير في الدخل
البد و أن يؤدي إلى تغير في االستهالك و لكن بدرجة أقل.
التغير في االستهالك
الميل الحدي لالستهالك (= )MPC
التغير في الدخل
= MPC )-(1
𝐶∆
𝑦∆
إن األفراد يستهلكون قسطا من دخلهم و يكون هذا القسط المستهلك متناسبا مع مستوى الدخل ،
فإن ارتفع الدخل ارتفع االستهالك ،و لكن ارتفاع االستهالك أقل من ارتفاع الدخل ،فاألفراد
1
يدخرون أكثر كلما ارتفع دخلهم ألنهم يكونوا قد استجابوا إلى حاجاتهم الملحة و الضرورية.
-1يوجين أ ،ديوليو ،النظرية االقتصادية الكلية ( ،ترجمة :محمد رضا العدل وحمدي رضوان عبد العزيز) الجزائر :ديوان
المطبوعات الجامعية ، 1983 ،ص .68
18
و الجدول التالي يوضح ذلك :فإذا رمزنا للدخل ب Yو االستهالك ب Cفإننا نجد:
يبدو من الجدول أن قيمة الميل الحدي لالستهالك هي 0,8و تبقى ثابتة ،بينما تنخفض قيمة
الميل الوسطي لالستهالك مع ارتفاع مستوى الدخل.
و نفس هذا التحليل يطبق على األمم و الدول ،فالدول المتقدمة اقتصاديا تدخل كثي ار فيكون ميلها
الحدي لالستهالك منخفضا ،أما الدول المتخلفة اقتصاديا يكون ميلها الحدي لالستهالك مرتفعا
ألنها لم تتمكن من اإلستجابة إلى كل حاجاتها و بالتالي فاإلدخار منخفض أو غير موجود.
نظرية االستثمار (اإلنفاق االستثماري):
إن اإلنفاق االستثماري ما هو إال ذلك النوع من اإلنفاق على السلع الرأسمالية و التي
تتمثل في اآلالت ،و أدوات اإلنتاج ،كما يتضمن اإلنفاق على المباني الجديدة و
1
اإلضافات إلى المباني القديمة ،كما يتضمن التغير في المخزون السلعي.
إن اإلنفاق االستثماري له أهمية كبي رة في النشاط االقتصادي لعدة أسباب منها:
-1اعتباره أهم العوامل المحددة للطاقة اإلنتاجية ،فهو أحد العوامل األساسية في عملية
التنمية االقتصادية.
-1محمود حسين الوادي ،أحمد عارف العساف ،مرجع سابق الذكر ،ص .120
19
-2يعتبر أحد المكونات الرئيسية للطلب الكلي.
-3يتميز بأنه شديد التقلب نظ ار ألن التغيرات التي تحدث في قطاع السلع الرأسمالية
تكون أسرع بكثير من التغيرات التي تحدث في قطاع السلع االستهالكية .
-1الكفاية الحدية لرأس المال و المقصود بها العائد الي تحققه الوحدة النقدية المستثمرة.
-2سعر الفائدة والتي تمثل كلفة رأس المال المستثمر و الذي يمكن استعماله للمقارنة بينه و
بين الكفاية الحدية لرأس المال من أجل معرفة مقدار رأس المال المطلوب استثماره في
أي نشاط.
كما أن هناك مجموعة من العوامل األخرى المحددة لإلنفاق االستثماري و هي :
-التقدم العلمي و التكنولوجي.
-توقعات المستثمرين.
-حالة االقتصاد القومي (انتعاش أو انكماش).
-األرباح المتوقعة.
-درجة المخاطرة التي تتعرض لها األموال المستثمرة.
-1مضاعف االستثمار:
إن العمالة تزيد بزيادة االستثمار ما لم يكن هناك تغير في الميل الحدي لالستهالك،
كما أن المجتمع قد يجد أنه من الضروري أن ينفق مقدار أكبر من النقود على
االستثمار لمنع البطالة.
فعندما تقوم الدولة بمشروعات عامة فإن الزيادة الكلية في الدخل القومي ستكون
أكبر من المبلغ المنفق على هذه المشروعات ،و بالمثل تصبح الزيادة في العمالة
الكلية الناشئة عن المشروعات الجديدة أكبر من عدد العمال الذين يعملون في
المشروع األصلي ،ألن الزيادة في الطلب على السلع االستهالكية الناشئة عن
العمالة األساسية ستؤدي إلى زيادة أكبر في حجم الصناعات االستهالكية ،و هذا
20
يؤدي بدوره إلى زيادة العمالة ،و عدد المرات التي تزيد بها العمالة األصلية بسبب
الزيادة في االستثمار يطلق عليها اسم " المضاعف" » .« Multiplicatieur
أو بعبارة أخرى يبين المضاعف عدد المرات التي تتضاعف بها الزيادة في
االستثمار و نمز له ب . Ke:
فإذا افترضنا أن الدخل قد تغير من yإلى) ∆𝑦(𝑦 +و لتحديد قيمة 𝑦∆ ننطلق
من معادلة التوازن:
1
=𝑦 (𝑎 + 𝐼 ) … … … … … … … … … … … … … .1
𝑏1−
1
1
= المضاعف
يعتبر "كينز" الكفاية الحدية لرأس المال عنص ار أساسيا يلعب دوره كباعث للمستثمر
الذي يقوم باستثمار أمواله ،ذلك ألن عملية االستثمار خطيرة و مغامرة يجب على
المستثمر أن يقدر نتائج اإلقدام عليه ،و هذا ما جعل "كينز" يهتم بمفهوم الحافز
على االستثمار أي دافع المستثمر ليقوم باستثمار أمواله.
فالمستثمر يترقب مردود أو عائد سنوي لالستثمار و يجب مقارنة هذا المردود بسعر
قرض رأس المال و هو ما يسميه "كينز" بالكفاية الحدية لرأس المال ،فالكفاية الحدية
لرأس المال حسب "كينز" هو عبارة عن معدل الخصم الذي يحقق المساواة بين قيمة
رأس المال و مجموع القيم الحالية لعوائده.
و لتكن هذه العوائد:
S1,S2,S3,…………….Sn
حيث S1عائد السنة األولى
S2عائد السنة الثانية
S3عائد السنة الثالثة
Snعائد السنة األخيرة
22
و لحساب الكفاية الحدية لرأس المال نحسب معدل الخصم الذي يجعل مجموع القيم الحالية
للعوائد مساوية إلى ثمن رأس المال.
فإذا افترضنا أن ) (Pهو ثمن رأس المال و ) (rهي الكفاية الحدية لرأس المال المعادلة التالية:
23
Iالفائدة
MS
كمية النقود
ب -الطلب على النقود :أو ما يسميه " كينز" بالتعلق بالسيولة و هو مفهوم يعبر عن
األهمية التي يعطيها األفراد للنقود بحيث يميلون إلى بقاء أمالكهم و أموالهم في شكل نقود
أو في شكل سيولة حبا للنقود في حد ذاتها ،و يرى " كينز" أن هذا التعلق بالسيولة يعود
إلى ثالثة دوافع هي :
دافع الدخل أو دافع المعامالت حيث يعمل األفراد على المحافظة على العملة
في اليد طول الفترة الفاصلة بين وقت استالمهم للدخل ووقت إنفاقه أي إمكانية
استعماله أثناء هذه الفترة من أجل تغطية المصروفات اليومية.
و كلما زاد الناتج الكلي و العمالة ارتفعت األجور و األثمان و زاد الطلب على
النقود للمعامالت.
دافع االحتياط :إن األفراد يتعلقون بالنقود احتياطا للمستقبل و خاصة للنفقات
غير المنتظرة ،و ينشأ هذا الدافع لألفراد و المؤسسات االقتصادية و يسمى
بدافع المشروع لدى هذه المؤسسات.
24
دافع المضاربة :يعمل األفراد المضاربين على المحافظة على النقود من أجل
استعمالها و عرضها في األسواق المالية ستنخفض في المستقبل فإنهم يؤجلون
عمليات الشراء و يحتفظون بالنقود سائلة ،و يتوقف حجم هذا الجزء من الطلب
1
على توقعات األفراد بالنسبة لالئتمان في المستقبل بما في ذلك سعر الفائدة.
Iالفائدة
MD
Mكمية النقود
2
و يحدث التوازن في القطاع النقدي عندما يتساوى عرض النقود مع الطلب عليها.
Iالفائدة MS
i1 MD
Mكمية النقود
-1زيتون أحمد ضياء الدين ،مبادئ في علم االقتصاد ،االسكندرية ،المكتب العلمي للنشر و التوزيع ،2001 ،ص .379
-2يوجين أ.د .يوليو ،مرجع سابق الذكر ،ص .146
25
النتائج التي توصل إليها كينز:
-1في حالة البطالة يترتب على الدولة أن تسعى لتأمين العمل للجميع ،و ذلك بالتأثير
المباشر على االتجاهات االقتصادية األساسية مثل التأثيرات النفسية التي تهمين على
االتجاه االقتصادي العام.
-2الشرط األساسي لهذا التدخل هو عدم المس بالحريات األساسية لألفراد ،و ترك القطاع
الخاص يأخذ المبادرات االقتصادية.
-3ضرورة وجود جهاز إداري متين له القدرة على التدخل و التأثير على القطاع الخاص.
-4اعتبار األدوات المالية أدوات اقتصادية تستخدم لتحقيق أغراض اقتصادية و اجتماعية
فهي تستعمل من أجل محاربة البطالة و كبح التضخم ،و محاربة التخلف و العمل على
تدعيم حركات اإلنشاء و التعمير .كما أصبحت أداة لتحقيق أغراض اجتماعية حيث
تهدف إلى توفير العمل لكل من يرغب فيه و إلى محو التفاوت بين الطبقات و إقرار
التوازن االجتماعي.
26
المبحث الثالث :تقييم أفكار كينز :
إن أفكار كينز و نظرياته أحدثت تطو ار جوهريا في الفكر االقتصادي ،لقد أطلق على النظرية
الكينزية اسم الثورة الكينزية أو العلم االقتصادي الجديد ،فقد كان كينز باعتماده على التحليل
الكلي للظواهر االقتصادية مذهبا جديدا و تحليال حديثا لم يسبقه إليه أحد و خاصة أن التحليل
الكلي كان ينطلق من التحليل الجزئي .إال أن أفكار كينز القت مجموعة من االنتقادات التي
يمكن إدراجها فيمايلي:
-1ال يمكن اعتبار نظرية كينز نظرية عامة من وجهة نظر البعض ألنها ال تصلح لكل
مكان و زمان ،فقد وضعت النظرية في زمن األزمة االقتصادية 1929أي أزمة
الكساد العظيم ،فهل هي صالحة لحل أزمة 2008؟
-2إن كينز جمع أفكاره من مختلف الكتاب الذين سبقوه ( التجاريون ،الطبيعيون ،
التقليديون) و بالتالي هناك مغاالة في اعتبار الفكر الكينيزي ثورة في علم االقتصاد.
-3التقليل من الحرية االقتصادية في النظام الرأسمالي و التي تعتبر سمة من سماته
األساسية.
إن االنتقادات الموجهة للنظرية الكينزية هي في معظمها انتقادات شكلية ال تمس جوهر
النظرية العامة ،و بالتالي فالنظرية الكينزية هي مدرسة حديثة لالقتصاد الكلي.
27
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة
خالصة لما جاء في هذا العرض للمدرسة الكينزية نستنتج أن المحور األساسي الذي
قامت عليه النظرية هو االنتقادات التي وجهت للمدرسة الكالسيكية و إظهار مساوئها و
كذا إظهار عيوب األنظمة الرأسمالية المتطورة ،و في مقدمتها اإلخفاق في تأمين
العمالة الكاملة لأليدي العام لة ،و عدم نجاحها في إيجاد عدالة لتوزيع الدخول و
الثروات ،انطالقا من تحليل االستهالك و االستثمار و النقود ،و توصل إلى ضرورة
تدخل الدولة لتحقيق التوازن العام ،و هذا ال يعني أن كينز يحبذ االشتراكية و إنما هو
يؤكد دائما ثقته بالباعث الفردي و المشاريع الخاصة ،و إنما يدعو إلى إحداث بعض
األجهزة الحكومية الفعالة للرقابة على النشاط االقتصادي العام ،و التوجيه المركز في
بعض الميادين الهامة كالنقود و االدخار و االستثمار و االستهالك و سعر الفائدة و
غيرها من الظواهر االقتصادية العامة.
28