You are on page 1of 12

‫مقدمة‬

‫اإلشكالية‪ :‬فيما تتمثل النظرية النيوكالسيكية؟ وماهي أهم نظرياتها؟ وماهي اإلنتقادات التي وجهت لها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية النظرية النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬البوادر األولى لنيوكالسيك‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهم المدارس‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نظرية وفرة عوامل اإلنتاج‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفكر العام للمدرسة النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬القيمة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التوزيع‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االستهالك‪:‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬نقد المدرسة النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬عدم انطباق النظرية الحدية على واقع السلوك االقتصادي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثير الدوافع غير اقتصادية على سلوك االقتصادي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خطأ النظرية الحدية في تركيز على الوحدات االقتصادية الصغيرة ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫في نهاية القرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪ 19‬عرف العالم تغيي ار جذريا بعد الثورة الصناعية وضهور اآللة حيث‬
‫عرف العالم االقتصادي تغي ار من وسائل بسيطة الى وسائل اكثر دقة ومنه ظهرت فيه افكار بسيطة ونظريات‬
‫علماء ومفكرون ساهمو في تطور العلم االقتصادي من بينهم االم سميث وحيث اعتمدوا في دراساتهم‬
‫التحليلية للضواهر االقتصادية على نضريات من بينها من بينها النظرية الكالسيكية والنيوكالسيكية وهاتان‬
‫الدراستان جاءتا لتصحيح بعض االفكار التي كانت تسود في الفكر االقتصادي القديم وقد انبثق منها العديد‬
‫من الفالسفة المفكرين من بينهم دافيد ريكاردو ومالتس وجون ميل وكالرمنجر و‪.....‬الخ‬
‫ويمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬ف يما تتمثل النظرية النيوكالسيكية؟ وماهي أهم نظرياتها؟ وماهي اإلنتقادات‬
‫التي وجهت لها؟‬

‫أ‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية النظرية النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬البوادر األولى لنيوكالسيك‬
‫ظهرت المدرسة الحدية حوالي سنة ‪ 1870‬في كل من إنجلت ار والنمسا وسوس ار ‪ ،‬على يد ويليم ستانلي‬
‫جيوفونز في إنجلت ار وكارل مانجر في النمسا وليون فراس في سويس ار حيث أن أعمال هؤالء االقتصاديين‬
‫ظهرت في وقت واحد تقريباً إال أنهم لم يتأثر أي منهم بالكتاب اآلخرين فيما مادى به من أفكار اقتصادية‬
‫ومع ذلك انتهوا جميعاً في بحثهم االقتصادي إلى نفس النتائج ‪ ،‬غير أن هرمان جوستن كان أو كاتب عكف‬
‫على تطوير األفكار التي نادى بها الرواد الثالثة ‪.‬‬
‫فكانت نقطة دراستهم تبنيهم فكرة المنفعة بهذا نقلوا النيوكالسيك مفهوم القيمة في العمل إلى القيمة التي‬
‫تحدد منفعة ولذة ‪ ،‬فالعمل ليس هو الذي يحدد القيمة بل المنفعة هي التي تسمح بها آخر وحدة خير من‬
‫الخيرات بإشباع رغبة من الرغبات هي التي تحدد القيمة ومن هنا ظهرت تسمية الحدية " ‪le‬‬
‫‪" marginalisme‬‬
‫فالمدرسة الحدية لم تقف عند الرواد الثالثة بل حصلت على رواد جدد في كل من سويس ار والنمسا ‪ ،‬فشكلوا‬
‫حيل ثاني لهذه المدرسة فكان فلفريد و بارتينو في سويس ار كان خليفة فالراس في تطبيقات النظرية الحدية ‪،‬‬
‫أما في النمسا كانوا هناك مفكرون عديدين لهم شأن كبير في تطور الفكر االقتصادي وفي مقدمتهم فون‬
‫فايزر ويوهم بافرك وفي هذه الحالة فإن بداية المدرسة النيوكالسيكية الحدية هي ‪:‬‬
‫* تشكيك في صحة بعض النظريات الكالسيكية‬
‫* تقديم طريقة التحليل‬
‫* االهتمام بصورة قاطعة نحو عملية توزيع الموارد االقتصادية من خالل ميكانيكية السوق ‪.‬‬
‫* االهتمام األول بدراسة السوق والجزئيات التي يتكون منها والتي تعمل فيه وتحركه خالل فترة محدودة من‬
‫‪1‬‬
‫الزمن ‪.‬‬
‫* تأثير النيوكالسيك بالتغيرات البيئية االقتصادية لدول غربية عرفت ركود وتخلصت منه ‪.‬‬
‫* اهتمامهم هو موضوع النمو االقتصادي وتوزيع الدخل في األجل الطويل ‪.‬‬
‫التغيرات البيئية االقتصادية ‪:‬‬
‫‪ -‬إخفاق تنبؤات الكالسيك بشأن الطبقات العمالية وعدم تمكنها من الخروج عن دائرة الكفاف ‪.‬‬

‫‪ -‬جالل خشيب‪ ،‬النظرية النيوكالسيكية في النمو االقتصادي‪ ،‬شبكة األلوكة ‪ /‬ثقافة ومعرفة ‪ /‬إدارة واقتصاد‪ ،‬تاريخ‬ ‫‪1‬‬

‫اإلضافة‪ ، 2014/12/16 :‬ص ‪.10‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬إخفاق كارل ماركس بشأن زيادة أعداد المتعطلين من العمال ( البطالة التكنولوجية) وزيادة عوامل البؤس‪.‬‬
‫التغيرات البيئية الثقافية ‪ :‬ساعدت على اختيار موضوعات البحث وطرق التحليل ‪:‬‬
‫‪-‬إخراج النيوكالسيك لعلم االقتصاد من دائرة التاريخ وعلوم اجتماعية و أصبح النظر إليه على أنه علم‬
‫بحث يحوي نظريات ثابتة قابلة للتجربة في كل عصر ومكان ‪.‬‬
‫‪-‬وصول إلى نتائج في تحليل الجزئي لم تكن متوقعة إطالقاً بالنسبة للكالسيك ‪ ،‬مثال ‪ :‬تحليل طلب‬
‫المستهلك على أساس المنفعة الحدية وتحليل غرض المنشأ على أساس ظروف اإلنتاج والنفقات أدى إلى‬
‫تطوير نظرية سعر السوق‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهم المدارس‬
‫لقد كان عدد المساهمين في الفكر النيوكالسيكي كبير ومتنوع أي من كل البلدان حيث شكلوا عدة مدارس‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -‬المدرسة النمساوية ويمثلها كارل منجر – فون فيز – وبوهم باورك ‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة اإلنجليزية (توفيقية) تمثلها ستالين جيفوس – ألفريد مارشال ‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسة لوزان الرياضية يمثلها ليون غالراس – باريتو ‪.‬‬
‫‪ )1‬المدرسة النمساوية ‪:‬‬
‫‪ -‬منهج التحليل منهج تجديدي وينكرون المنهج االستقرائي‬
‫‪ -‬تحويل االقتصاد من طبيعة السياسة إلى اقتصاد خالص مجرد ‪.‬‬
‫‪ -‬الحرية االقتصادية نسبية أي يرون ضرورة تدخل الدولة حسب مقتضيات األمور‪.‬‬
‫‪ )2‬المدرسة اإلنجليزية (التوفيقية )‪:‬‬
‫‪ -‬حاول توفيق بين كافة اتجاهات نيوكالسيك بل اتسع ليشمل التوفيق بين الكالسيك والنيوكالسيك ‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال الحقائق الواقعية في تحليله االقتصاد ( فردية سيكولوجية أو بيئية أو اجتماعية )‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فرق بين المدة القصيرة والمدة الزمنية الطويلة ‪.‬‬
‫‪ )3‬المدرسة الرياضية " لوزان" ‪:‬‬
‫‪ -‬اختلف عنهم في المنهج فهو ينطلق من الكل ليصل إلى الجزئيات ‪.‬‬
‫‪-‬رفض تحليل الجزئي الذي يبحث في سبب الظاهرة متغاضياً عن األسباب األخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬جالل خشيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬تحليل وظيفي يقوم على عالقة التنمية والتغيير‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نظرية وفرة عوامل اإلنتاج‬
‫تفسر النظرية الكالسيكية السبب في قيام التجارة الخارجية بين الدول في اختالف النفقات النسبية في إنتاج‬
‫السلع ولكنها لم تفسر لماذا تختلف النفقات النسبية من دولة ألخرى ونظر اآلن النظرية الكالسيكية تقوم‬
‫على أساس اعتبار العمل أساس لنفقة السلعة وان التبادل الدولي يتم على أساس المقايضة فقد قام " هيكشر"‬
‫بتحليل هذه الفروض التي تقوم علها النظرية الكالسيكية ‪.‬‬
‫وقد رفض " أولين" الفروض التي قامت عليها النظرية وهي اعتبار العمل أساس لقيمة السلعة وانه يجب‬
‫تطبيق األسعار وأثمان عوامل اإلنتاج على أساس نظرية القيمة فالتفاوت في قيمة سلع ال يرجع إلى التفاوت‬
‫فيما نفق على السلعة من عمل ولكن فيما أنفق من عناصر اإلنتاج على السلعة ‪ ،‬وبين " أولين" أن التجارة‬
‫الخارجية تقوم نتيجة ال للتفاوت النسبي بين تكاليف اإلنتاج إنما تقوم للتفاوت بين الدول في أسعار عوامل‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬وبالتالي في أسعار السلع المنتجة ‪ ،‬هذا االختالف في أسعار عوامل اإلنتاج إنما يرجع إلى ظروف‬
‫كل دولة من حيث وفرة أو ندرة عوامل اإلنتاج وينعكس هذا كله في أثمان السلع المنتجة ‪ ،‬وهكذا سيوجد‬
‫دوالً ستتخصص في إنتاج سلع معينة ألنها تتمتع بميزة معينة في إنتاجها وان هذه الميزة ترجع الختالف‬
‫أسعار عوامل إنتاج المشتركة في إنتاجها ‪.‬‬
‫وان الحديث عن التخصص يعني الحديث عن سياسة الحرية التجارية ‪ ،‬إن وضع الموارد االقتصادية في‬
‫أحسن استخداماتها الممكنة داخل االقتصاد ‪ ،‬يعني تخصص بلد في إنتاج السلعة بأقل تكاليف وبذلك تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية فإذا تخلينا عن فكرة التخصص فإنه يبعدنا عن توزيع األمثل للموارد االقتصادية ومن ثم‬
‫تنخفض إنتاجية هذه الموارد وهذا يؤدي إلى انخفاض الدخل القومي الحقيقي داخل البلد وترتفع نفقة إنتاج‬
‫السلع وتتعرض رفاهية المستهلك إلى التناقص ‪.‬‬
‫ورغم االنتقادات التي وجهت لهذه النظرية فإن أهميتها تتمثل في تطبيقها لنظرية الثمن وتحليل التوازن الذي‬
‫يستخدم في نظرية العرض والطلب على نظرية التجارة الخارجية فضالً عن إبقائها الضوء على العالقة‬
‫المتبادلة ما بين التجارة الخارجية وهيكل االقتصاد القومي للدولة التي تباشرها وبصفة خاصة مدة تأثر صورة‬
‫توزيع الدخل القومي ما بين مختلف الدول األطراف في هذه التجارة أي أثمان خدمات عناصر اإلنتاج في‬
‫‪3‬‬
‫الدولة بالنسبة لهذه األثمان نفسها في الدول األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬جالل خشيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفكر العام للمدرسة النيوكالسيكية‬
‫لقد أقام الحديون تحليلهم النظري على أساس تحديد قيم السلع ‪ ،‬ثم طبقو هذه القيم على ظاهرتي التوزيع‬
‫واالستهالك ‪.‬‬
‫وفلسفتهم في التحليل تقوم على استنباط القوانين االقتصادية من سلوك فرد معين ‪ ،‬أو ما يسمونه " الرجل‬
‫االقتصادي" ‪ " Economic man‬الذي يخضع في سلوكه االقتصادي إلى دوافع اقتصادية وحدها ويتمثل‬
‫في المصلحة الذاتية للفرد تحقيق أكبر لذة ونفع بأقل جهد وألم أو محاولة إشباع رغبات القصوى بأدنى‬
‫مجهود‬
‫المطلب األول‪ :‬القيمة‬
‫لقد حاول الحديون اإلجابة عن تساؤل ‪:‬‬
‫ما هي العوامل المحددة لقيمة السلع في األسواق ؟‬
‫أجابوا على هذا التساؤل بأن قيمة أي سلعة هي "لمنفعة الحدية " التي يحصل عليها عند استهالك أي‬
‫سلعة‪.‬‬
‫المقصود بالمنفعة ‪ :‬قدرة السلعة على إشباع الحاجة اإلنسانية المتعددة ‪.‬‬
‫المقصود بالحدية ‪ :‬ما يصل بالوحدة األخيرة من السلعة ‪.‬‬
‫ولتوضيح فكرة المنفعة الحدية عند الرواد األوائل ينبغي مالحظة ثالث أمور ذات الصلة بها ‪:‬‬
‫‪ -‬تناقص المنفعة الحدية‬
‫‪ -‬العالقة بين درجة اإلشباع وندرة السلع ‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة القيمة ‪.‬‬
‫أ – تناقص المنفعة الحدية‬
‫يقر الحديون أن الحاجة اإلنسانية قابلة لإلشباع وهذا ما يقوم به المجتمع االقتصادي ‪ ،‬كما يقرون أن هناك‬
‫إلحاح على الحاجة قبل بدئ اإلشباع ألنه كلما زاد عدد وحدات السلع في إشباع الحاجة قل تدريجياً اإللحاح‬
‫على الحاجة وتناقص مقدار المنفعة التي يحصل عليها من كل وحدة من وحدات السلع والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ب‪ -‬العالقة بين درجة اإلشباع وندرة السلع ‪:‬‬
‫يرى الحديون أن هناك ارتباط وثيق بين ندرة السلع ودرجة اإلشباع‬

‫‪ -‬المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ ادارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ،‬عمان طبعة [‪2002‬ص ‪.22‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫أي أن كلما كانت وفرة في وحدات السلع كانت درجة اإلشباع متوفرة وبذلك تنخفض المنفعة الحدية‪.‬‬
‫وكلما كانت قلة في السلعة كانت درجة االتساع قليلة وبذلك ترتفع المنفعة الحدية وهذا هو تطبيق العملي‬
‫لقانون تناقص المنفعة الحدية ''‪.‬‬
‫وحدة القيمة‪:‬‬
‫وفي ضوء ما سبق من حيث تناقص المنفعة الحدية والعالقة بين درجة اإلشباع وندرة السلع فان المنفعة‬
‫الحدية تتناقص لكن المنفعة الكلية في تزايد مطرد كلما زاد عدد الوحدات المستهلكة من أي سلعة‪.‬‬
‫إذا كانت الوحدات السابقة عن الوحدة األخيرة من سلع تحقق للفرد منفعة مرتفعة من منفعة الوحدة األخيرة‪.‬‬
‫فكيف تتحدد قيمة كل الوحدات على أساس منفعة هذه الوحدة األخيرة‪.‬‬
‫لقد أجابوا ع ن هذا التساؤل بان ثمة قانون آخر هو أن يمكن أن نحل أي وحدة من وحدات السلعة محل‬
‫أي وحدة أخرى طالما أن جميع وحدات السلع متجانسة‪ ،‬وتحتوي على نفس الصفات وهذا هو قانون‬
‫اإلحالل‪.‬‬
‫ومادام األمر كذلك تكون لجميع وحدات السلع قيمة موحدة‪.‬‬
‫* نخلص مما تقدم أن النظرية الحدية تتناول أمرين في تفسير القيمة‪:‬‬
‫‪ – 1‬فكرة القدرة االشباعية لسلع وخدمات‬
‫‪ – 2‬فكرة ندرة السلع القادرة على اإلشباع محدودية الكمية بالنسبة لطلب ومن هاتين الفكرتين نخرج بالفكرة‬
‫المنفعة الحدية التي تحدد قيمة السلعة من وجهة نظر الفرد المستهلك ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التوزيع‪:‬‬
‫‪ ‬التوزيع‪ :‬يرى نيو كالسيك أن كل نشاط اقتصادي هو نشاط منتج ومحقق لمسالة الرفاهية‬
‫االقتصادية من جانبين المادي وغير المادي ولم يعد هناك شك فان إنتاج الخدمات يدخل في‬
‫حساب الدخل القومي ومن ثم يساهم في زيادة الدخل القومي على مدى الفترة الطويلة وبذلك تحقق‬
‫التنمية االقتصادية ‪ ،‬ولقد وزعوا هذا الدخل على عناصر اإلنتاج بتحليل الوظيفي أي عوائد العناصر‬
‫تكون حسب وظيفة كل عنصر‪.‬‬
‫‪ ‬فاألجر‪ :‬هو اجر العمال العاديين والفنيين والموظفين ومكافأة اإلدارة‪.‬‬

‫‪ - 5‬زيد منير _كتاب مدخل الة االدارة العامة بين النظرية و التطبيق _ دار الشروق للنشر و التوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ص‪.25‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬الفائدة‪ :‬هي عائد رأس المال الذي وظف في العملية اإلنتاجية فراس المال هو عنصر من صنع‬
‫اإلنسان وخلقه اقتضى التضحية باالستهالك في الحاضر ولهذا يجب تعويض صاحبه بالفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬الربح‪ :‬عائد عنصر إنتاجي رابع لم يأخذه الكالسيك بعين االعتبار وهو عنصر التنظيم وهو فائدة‬
‫المشروع او صاحب الفكرة ومخرجه وهو يأخذ الربح الن خاطر بتجميع كل عناصر اإلنتاج من‬
‫اجل العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االستهالك‪:‬‬
‫االستهالك‪:‬‬
‫إن المستهلك صدفة األساسي عند إنفاقه لدخله هو تحقيق اكبر إشباع ممكن لحاجياته‪ .‬فالمستهلك يأخذ‬
‫في اعتباره الحاضر والمستقبل عند إنفاقه بمعنى ينفق جزءا من الحاجات التي يحتاجها في الوقت الحاضر‬
‫ويترك الجزء المتبقي للمستقبل وهذا ما يعرف باالدخار ‪.‬‬
‫فالمستهلك يستبدل النقود بوحدات من سلعة إلى أن يصل إلى المنفعة الحدية لهذه السلعة وهذا ما يمثل ''‬
‫الوضع التوازني لسلعة واحدة '' أما '' المجموعة التوازنية '' فهي أن ينفق دخله على وحدات السلع التي‬
‫اختارها حيث يوزع دخله على وحدات السلع بحيث يصل إلى المنفعة الحدية لكل وحدة من وحدات السلع‬
‫التي اختارها وهذا الوضع التوازني يؤدي إلى أن تكون المنفعة الحدية لنقود متساوية على جميع السلع‬
‫المستعملة ‪.‬‬
‫المنفعة الحدية لسلعة (أ) المنفعة الحدية لسلعة (ب)‬
‫الوضع التوازني ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫سعر سلعة (أ) سعر سلعة (ب)‬

‫‪ -‬جالل خشيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬نقد المدرسة النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬عدم انطباق النظرية الحدية على واقع السلوك االقتصادي‬
‫‪ -‬قانون تناقض المنفعة الحدية(أساسياً في الطلب) وهذا بمعنى أنه إذا أبقيت األشياء األخرى على حالها‬
‫فإن أية زيادة في معدل استهالك سلعة ما من شأنها أن تقلل حدة الطلب على أية وحدات صغيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬لكي يكون قانون تناقض المنفعة الحدية صحيحاً ‪:‬‬
‫‪ -1‬البد أن يجري استهالك سلعة ما في نفس الظروف المحيطة بالفرد المستهلك فضالً عن تبات دخله‬
‫النقدي‪.‬‬
‫‪ -2‬البد أن تتولد للفرد المستهلك رغبة أخرى عند االستهالك بمعنى أن الفرد يستشعر بحاجة للماء يتزايد‬
‫بزيادة ما يتناوله من طعام إلى جوار الشراب ‪ ،‬فإنه كلما أفرط في الشراب زادت رغبته في تعاطي الماء ‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة ظاهرة االستهالك تتماشى مع قانون تزايد المنفعة الحدية ‪.‬‬
‫المنفعة الحدية ‪ :‬نظرية المستهلك ال تنطبق على الواقع من ناحيتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يمكن أن يهتم المستهلك في الواقع بإجراء تعديالت دقيقة عند الحد فمعظم الناس ال يرغبون أن‬
‫يكونوا بمثابة آلة حاسبة ‪ ،‬كما أن الطبيعة اإلنسانية ال تهتم باألشياء الصغيرة ومهما أمعن الفرد المستهلك‬
‫في التدبير في إنفاق موارده على شراء سلع االستهالك فإنه ال يمكن أن يضع فاصل بين ما يرغب في‬
‫شرائه وما يعرض عنه وبذلك ال يمكن أن يصل إلى وضعه التوازني حتى ولو كان هناك حالة من االستقرار‬
‫في السوق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن المتوقع عادة أن تحدث تغي ارت ضئيلة متكررة في السعر والدخل ‪ ،‬وعلى المستهلك الرشيد أن‬
‫يأخذ احتياطاته من فترة إلى أخرى إال أن المستهلك تعود على مشتريات معينة طيلة األسبوع وال يغيرها إال‬
‫‪7‬‬
‫إذا تغيرت الظروف بشكل واسع ‪ ،‬وهذا التغيير يجب أن يكون مناسبة لتغيير الظروف ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثير الدوافع غير اقتصادية على سلوك االقتصادي‬
‫تستخدم كلمة المنفعة في االقتصاد لتعني " الرغبة " (قوة الطلب) ‪ ،‬ويرى البعض أن المنفعة تؤدي معنى‬
‫خاصية النفع أو الفائدة والنتيجة أن لفظ المنفعة يستخدم في الخلط بن االعتبارات االقتصادية واألخالقية ‪.‬‬

‫‪ -‬أ‪.‬رحاب كاظم (‪" ،)2014-12-4‬نظرية المبادئ اإلدارية"‪ ،‬جامعة بابل ‪ -‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬اطّلع عليه بتاريخ‬ ‫‪7‬‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.2018-12-17‬‬

‫‪8‬‬
‫إن نظرية سلوك المستهلك وضعت في وقت كان فيه معظم االقتصاديين يؤمنون بمقياس المنفعة وهؤالء‬
‫أطلق عليهم اسم " المنفعيين" كانوا يقيسون صالحية أي حدث من األحداث بمدى منفعته لبني اإلنسان ‪،‬‬
‫فال غرو إذا خلط النفعيون بين االقتصاد وعلم األخالق وال غرو إذا اعتقدوا أن المنفعة شيء يمكن قاسه‬
‫كمياً ‪.‬‬
‫ففي الواقع ال يمكن إال قياس قوة طلب معين بالنسبة إلى قوة طلب آخر وأنه خلق المنفعة ال تقرر نظرية‬
‫سلوك المستهلك إال نسبة الرغبة أو قوة الطلب بغض النظر عن االعتبارات األخالقية ‪.‬‬
‫دلت المدرسة الحدية بأنه يمكن استخالص من القوانين االقتصادية بالنظر إلى " رجل اقتصادي" يخضع‬
‫في سلوكه للدوافع االقتصادية وال يستجيب إال للمنطق الدقيق على أساس الموازنة بين اآلالم والمنافع ‪.‬‬
‫عارض بعض االقتصاديين على أن اإلنسان ال يوجد معزوالً عن بيئته وأن هذا الرجل المجرد ال وجود له‬
‫في الواقع وان كل فرد يتأثر بالنظم القائمة في البيئة التي يعيش في كنفها ‪ ،‬ومن هنا ظهرت المدرسة‬
‫األمريكية المسماة بمدرسة التنظيمات المؤسسية التي يتزعمها ثورستين فيلن والتي توافرت على البحث بمدى‬
‫تأثر مختلف التنظيمات المؤسسية في السلوك االقتصادي ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خطأ النظرية الحدية في تركيز على الوحدات االقتصادية الصغيرة ‪.‬‬
‫االنتقادات التي واجهت المدرسة الحدية وهي أن المدرسة أقامت تحليلها النظري على أساس الوحدات‬
‫االقتصادية الصغيرة ‪،‬وأهملت تماماً الوحدات االقتصادية الكبيرة ‪.‬‬
‫وبهذا وقعت ال مدرسة في خطأ الفتراضها أن األحجام الكلية ليست سوى مجموع األحجام ومثال على ذلك‬
‫ظاهرة االدخار فعندما يزيد ادخار بعض األفراد ال يعني زيادة االدخار الكلي بل على العكس يعني نقص‬
‫االدخار الكلي ‪ ،‬وهذا يفسر أن زيادة ادخار بعض األفراد تنطوي على النقص في طلبهم على السلع طالما‬
‫أن زيادة ادخارهم على حساب النقص في استهالكهم وهنا فإن نقص طلب هؤالء األفراد على السلع البد أن‬
‫يفضي إلى النقص في الطلب الكل على السلع وبالتالي إلى نقص دخول المنظمين وهذا يؤدي إلى نقص‬
‫ادخارهم واذا كان هذا النقص أكبر نسبياً من زيادة االدخار من جانب بعض أفراد المجتمع المشار إليهم‬
‫فإن المحصلة النهائية هي النقص في االدخار الكلي رغم الزيادة في االدخار الفردي لبعض األفراد في‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تعتبر األفكار التي جاءت بها النظريات التقليدية والسلوكية في األساس الذي ساعد على نشوء وتطور الفكر‬
‫االقتصادي الحديث حيث كانت التناقض بين االتجاهين والتعارض في األفكار أو التوافق فيما بينها بمثابة‬
‫الشبيه والتشجيع للبحث عن نظرية كاملة تجمع كافة المتغيرات التي تتداخل في عالقات داخلية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪.‬رحاب كاظم (‪" ،)2014-12-4‬نظرية المبادئ اإلدارية"‪ ،‬جامعة بابل ‪ -‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اطّلع عليه بتاريخ ‪.2018-12-17‬‬
‫‪ ‬جالل خشيب‪ ،‬النظرية النيوكالسيكية في النمو االقتصادي‪ ،‬شبكة األلوكة ‪ /‬ثقافة ومعرفة ‪ /‬إدارة‬
‫واقتصاد‪ ،‬تاريخ اإلضافة‪.2014/12/16 :‬‬
‫‪ ‬زيد منير _كتاب مدخل الة االدارة العامة بين النظرية و التطبيق _ دار الشروق للنشر و التوزيع‪ ،‬طبعة‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ ‬المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ ادارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ،‬عمان طبعة ‪.2002‬‬

‫‪11‬‬

You might also like