You are on page 1of 11

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫‪..‬المبحــث األول ‪:‬نشأة الفكر المركانتيلي أو التجاري‬
‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬تعريف الفكر المركانتيلي ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬ظروف ما قبل المركانتيلية ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬نشأة المركانتيلية ‪.‬‬

‫‪..‬المبحـث الثانــي‪:‬مبادئ الفكر المركانتيلي‬


‫‪.‬المطلب األول‪:‬عالقة ثروة األمة بالمعدن النفيس ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪:‬تحقيق ميزان تجاري موافق ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬تدخل الدولة في الحياة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الرابع‪:‬ترتيب اوجه النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪..‬المبحـث الثــالث‪:‬السياسات المتبعة في الفكر المركانتيلي‬


‫‪.‬المطلب األول‪:‬احتكار الدولة للتجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪:‬سياسة االستيراد ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬سياسة التصدير ‪.‬‬
‫‪.‬المطلب الرابع‪:‬سياسة األجور المنخفضة ‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪:‬المقدمة‬
‫تعتبر التجارة الخارجية أو الدولية من أقدم اهتمامات الفلسفة االقتصادية ورجال االقتصاد و اليوم‬
‫ازدادت أهمية هذه التجارة حتى أصبحت عامال رئيسيا في اإلستراتيجية االقتصادية و السياسية‬
‫للدول و تتسم العالقات االقتصادية الدولية بطابع يجعلها تغاير العالقات االقتصادية الداخلية حيث‬
‫يعترضها عدة قيود وعوائق تفرضها الدول للمحافظة على سياستها أو اقتصادياتها ومن هنا‬
‫نستشف أن التجارة الدولية أو الخارجية تستجيب للظروف والعوامل الخارجية من ناحية وتؤدي‬
‫دورا هاما في االقتصاد الوطني من ناحية أخرى ‪ ،‬ولكن كيف تمكنت هذه التجارة من التطور‬
‫واالزدهار إلى الشكل الذي أصبحت عليه اآلن وما هي األفكار التي ساهمت في بلورت طرق‬
‫المعامالت التجارية الدولية‬
‫لعل من أهم األفكار أو المذاهب التي أدت بالتجارة الدولية إلى ما آلت إليه هو المذهب‬
‫المركانتيلي أو التجاري الذي يعد أولى خطوات التفكير االقتصادي الدولي ونقطة إطالق‬
‫السياسات واإلستراتيجيات في المعامالت التجارية الدولية ترى ما هي المركانتيلية ‪ ،‬ما هي‬
‫ظروف نشأة هذا المذهب وكيف تم هل كان فعال مذهبا فعاال ومحققا لرفاهية الشعوب واألمم وما‬
‫‪.‬هو النقد الموجه له‬
‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بالمذهب المركانتيلي أو التجاري‬
‫نشأ النظام المركنتلي التجاري في أوروبا خالل تقسيم اإلقطاعيات لتعزيز ثروة الدولة وزيادة ملكيتها من المعدنين الذهب‬
‫والفضة عن طريق التنظيم الحكومي الصادر لكامل االقتصاد الوطني وانتهاء في سياسات تهدف إلى تطوير الزراعة‬
‫والصناعة وإنشاء االحتكارات التجارية الخارجية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الفكر المركانتيلي‬


‫المركانتيلية هي مذهب اقتصادي ظهرت بوادره ابتداء من أواخر القرن الرابع عشر وساد إلى غاية القرن النصف الثاني‬
‫من القرن الثامن عشر والمركانتيلية لغة جاءت من كلمة‪ Merchant ‬باألنجليزية التي تعني " التاجر" ‪,‬أما إصطالحا‬
‫فهي المذهب الذي أولى إهتماما كبيرا بالمعادن النفيسة "ذهب وفضة" باعتبارهما أساس ثروة األمة ومنبع قوتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظروف ما قبل المركانتيلية‬

‫شهد القرن الخامس عشر والسادس عشر تحرر العبيد من س طوة النظ ام اإلقط اعي في أوروب ا و أتج ه معظم المتح ررين‬
‫للعمل في التج ارة إلى أن نش اط التج ارة ال داخلي لم يكن من اإلتس اع و األهمي ة بحيث ي وفر لهم مكان ة إقتص ادية ك برى‬
‫وسلطة سياسية في بالدهم ‪ .‬لقد جاء التغيير األساسي في األوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية عن طري ق التج ارة الخارجي ة‬
‫التي كانت تنمو بص ورة متس ارعة بحيث أدت ت دريجيا إلى ث راء التج ار و أدت إلى رف ع أهميتهم في النش اط اإلقتص ادي‬
‫وظهورهم كطبقة إجتماعية قوية في بلدانهم ومن أهم األسباب التي أدت إلى تطور التجارة الدولية هي ‪:‬‬

‫‪ _1‬إتصال أوروبا بالمشرق اإلسالمي المتقدم حينها‬

‫‪ -_2‬إكتشاف طرق مواصالت بحرية جديدة كطريق رأس الرجاء الصالح‬

‫‪_3‬إكتشاف القارة األمريكية الغنية بالذهب و كانت النتيجة الحتمية الكتش اف المن اجم الغني ة بال ذهب في الق ارة األمريكي ة‬
‫وزيادة التجارة الخارجية ونموها مع الشرق األوس طج واألقص ى أن زاد ث راء طبق ة التج ار وزادت ق وتهم داخ ل بل دانهم‬
‫وبدأو يسعون تدريجيا إلى تحرير المدن من سيطرة اإلقطاعيين فتكونت في كل مدينة عيئة إلدارتها مكونة من طبقة التجار‬
‫ذوي النفوذ وصاحب هذه التطورات إتخاذهم مع الملك لمحارب ة اإلقط اعيين و تق ويض نف وذ النبالء و األم راء ولق د ك ان‬
‫إلكتشاف الموارد الجديدة للثروة أيضا أثر إقتصادي له أهمية كبرى فلقد تدفقت المعادن النفيسة على أوروبا وخاصة الدول‬
‫اإلستعمارية الكبرى مثل ‪ :‬إسبانيا البرتغ ال‪ ,‬انجل ترا‪ ,‬هولن دا ‪ ,‬فرنس ا واس تخدمت ه ذه المع ادن في ش راء النتج ات من‬
‫البلدان األوربية المتقدمة‪.‬‬

‫‪ _4‬ومن جهة أخرى ونتيجة لتحالف الملك والتجار فقد تم القضاء على سلطة اإلقطاعيين والنبالء و األمراء وتمكن الملك‬
‫من فرض سلطة مركزية على سلطات األمراء التي كانت تقوم في مراكز متعددة داخل الدولة و كانت هذه الخط وة األولى‬
‫التي أدت إلى ظهور الدولة األوروبية الحديثة التي تقوم على أساس قومي و تخض ع لس لطة مركزي ة واح دة وك انت الق وة‬
‫الثانية التي أدت إلى ظهور الدولة األوروبية الحديثة بروز القوميات العرقية و تفكك اإلمبراطوريات الكبرى و انهياره ا و‬
‫يعد ظهور الدولة األوروبي ة به ذا الش كل الح ديث ذا أث ر ب الغ في سياس ة التج اريين إذ ق ام ه ؤالء برس م سياس ة التج ارة‬
‫الخارجية على مستوى اإلقتصاد القومي بما يخدم مصلحتهم و يحقق لهم أكبر ربح و أكثر ثراء‪.‬‬

‫ولق د ك انت حرك ة النهض ة الفكري ة في أوروب ا من أهم األح داث ال تي س اهمت في تط ور الفك ر السياس ي و اإلقتص ادي‬
‫األوروبي وال تي ص احبت عص ر الرأس مالية التجاري ة المتح ررة من ال دين ومن فلس فات وقي ود الكنيس ة وأدى ذل ك إلى‬
‫زعزع ة مرك ز الكنيس ة ومن ثم إلى إنهي ار بقي ة أعم دة النض ام اإلقتص ادي وتقوي ة الس لطة المدني ة للمل ك أو الحكومة‬
‫من جهة أخرى ال تؤمن إال بمصلحتها القومية وتعمل جاهدة على م د س لطانها و توس يع رقعته ا إلى احت دام الص راع بين‬
‫هذه الدول لصون مستعمراتها وعدم السماح ألي دولة باستغالل مواردها‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نشأة المركانتيلية‬
‫في مثل هذه الظروف التي ذكرناها من قبل كان الب د له ذه التط ورات أن تج د تعب يرا عنه ا في مج ال الفك ر اإلقتص ادي‬
‫فإنهيار النظام اإلقتصادي وقيام الدول الوطنية ذات السلطة المركزية ووقوع كل منها في سباق مع اآلخرين من أجل بس ط‬
‫سلطانها و األهمية المتزايدة للتجارة الدولية كل هذه التطورات اقتضت فلسفة جديدة تختل ف عن ت راث العص ور الوس طى‬
‫ومن هنا نشأت مجموعة األفكار التي أطل ق عليه ا فيم ا بع د الميركانتيلي ة أو التجاري ة ويربطه ا جميع ا خي ط واح د وه و‬
‫محاولة الكشف عن السياسة اإلقتصادية المالئمة لحاجات الدول الصاعدة‪.‬‬
‫‪.‬المبحـث الثانــي‪:‬مبادئ الفكر المركانتيلي‬

‫‪:‬يقدم علماء الفكر اإلقتصادي على أن أفكار التجاريين كانت تدور حول عدد من المبادئ األساسية أال وهي‬

‫المطلب األول‪:‬عالقة ثروة األمة بالمعدن النفيس‬


‫إن التجاريين كانو يعلقون أهمية كبرى على الذهب والفضة باعتبارهما عماد ث روة األم ة ونقط ة قوته ا و يص دق ذل ك بص فة‬
‫خاص ة على كتاب ات التج اريين قب ل بداي ة الق رن الس ابع عش ر ومن ثم يمي ل بعض الش راح إلى إطالق إس م المع دنيين‬
‫‪ Bulliomists‬على رجال الرعيل االول من الفكر التجاري إش ارة إل بى األهمي ة الخاص ة للمع دن النفيس في نظ رتهم إلى‬
‫الثروة‪.‬‬

‫وبالنظر إلى الظروف التي أتت بالمذهب التجاري والتي كان ضمنها ظهور الدولة اإلقليمية نجد أن دوافع التجاريين‬
‫إلعطاء المعادن النفيسة كل هذه األهمية كانت منطقية فقد أستنفذت الحرب المتواصلة خزائن الملوك ولم توفر الضرائب‬
‫اإليراد الالزم لقيام الدولة بأعباء الدفاع والحروب واإلدارة العامة وأصبح الملوك في ضائقة مستمرة ‪ ،‬والملك ليس في‬
‫حاجة إلى قمح أو قطن لمتابعة حروبه والقيام بسائر نفقات الدولة وإنما هو بحاجة مستمرة إلى ذهب وفضة ليؤكد‬
‫سلطانه ويحقق أطماعه ويدرأ عن نفسه أطماع غيره إذن فالمعدن النفيس وقوة الدولة توأمان ال ينفصالن‬
‫غير أن المسألة ال تقف عند حد مالئمة المعدن النفيس للقيام بحاجات الدولة الناشئة فالواقع أن وجهة نظر التجاريين‬
‫تستند إلى أكثر من ذلك فإننا نجد في كتابات بعضهم قياس ثروة األمة على ثروة األفراد ‪ ،‬فكما أن الفرد يقاس غناه بما‬
‫لديه من ذهب وفضة كذلك شأن األمم وفي ذلك يقول توماس مان ‪ 1664‬ويصدق ثروة المملكة ما يصدق على ثروة‬
‫‪.‬الفرد الذي يكسب دخال سنويا مقداره ‪ 1000‬جنيه ولديه رأس مال نقدي يبلغ ألفا من الجنيهات‬

‫إذا أنفق هذا الفرد ‪ 1500‬جنيه في السنة فإنه سيفقد كل أمواله بعد أرب ع س نوات في حين سيض اعفها خالل نفس الم دة‬
‫إذا أنفق ‪ 500‬جنيه سنويا فقط وهذه القاعدة ال تغيب أبدا في حق المملكة‪.‬‬

‫كذلك يمكننا أن نركز على عنصرين هامين أديا بالتجاريين إلى إتخاذ هذا الموقف من المعادن النفيسة‬

‫أوال – اإلرتفاع الشديد لألسعار في أوروبا خالل القرن السادس عش ر ال ذي ص احبته زي ادة ض خمة في كمي ة المع ادن‬
‫النفيس ة المتدفق ة إلى أوروب ا وبزي ادة غ ير معه ودة في ن واحي النش اط التج اري والص ناعي والح رفي وق د دف ع ه ذا‬
‫المركانتيليين إلى الربط بين هذه الظواهر المختلفة وكان التفسير الذي خلصوا إليه هو أن الزيادة في النش اط اإلقتص ادي‬
‫قد تترتب على اإلرتفاع في األسعار وزيادة الموجود في الدولة من المعادن النفيسة ( النقود الذهبي ة والفض ية ) لكن ه ذا‬
‫التحليل لم يكن مبينا على أي أساس علمي بل هو عبارة عن استنتاج جاء من حدوث ظاهرتين معا في آن واحد ‪.‬‬

‫ثانيا – إعتق اد العدي د من التج اريين أن مس توى س عر الفائ دة يح دد كمي ات الق روض ال تي تس تخدم في القي ام بالنش اط‬
‫اإلنتاجي والتجاري وأن مستوى الفائدة يتوقف على كمية المع ادن النفيس ة الموج ودة في الدول ة ف إذا زادت كمي ة النق ود‬
‫وأنخفض سعر الفائدة فهذا سيؤدي حتما إلى زيادة النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬تحقيق ميزان تجاري موافق‬
‫من أهم المبادئ التي أعطاها التجاريون أهمية كبرى هو مبدأ اإلهتمام بالتجارة الخارجية أو الدولية فمن وجهة نظرهم إلى‬
‫العالقة بين ثروة األمة وما لديها من معدن نفيس فإن الزيادة من هذا المعدن يعني زيادة ثروة األمة ومن ثم فإذا كان للبلد‬
‫مناجم لهذه الثروة وجب عليهم استغاللها بشتى الوسائل وإذا إفتقر البلد لمناجم ومعادن نفيسة فالطريق إلى زيادة رصيده‬
‫منها يمر عبر التجارة الدولية وهذا ال يتحقق إال إذا باع البلد سلعا للعالم الخارجي بقيمة تزيد عن كمية ما يشتريه منه وهذا‬
‫ما يسمى تحقيق الفائض في الميزان التجاري وهذا الفائض المتحقق يزيد من ثروة الدولة من المعدن النفيس وبالتالي‬
‫وكنتيجة لذلك ستنتعش األسعار واإلنتاج أما في حالة وقوع العكس وهو أن قيمة الواردات تكون أكبر من قيمة الصادرات‬
‫فإن الدولة ستحقق عجزا في ميزانها التجاري وستضطر إلى إخراج معادنها النفيسة بمقدار ذلك العجز وفي ذلك نقصان‬
‫شرائه ويلزم عن هذا التحليل وجوب العمل على تحقيق فائض في الميزان التجاري لزيادة الثروة ويقول ميسلند ‪1623‬‬
‫"إذا زادت قيمة السلع الوطنية والمصدر ة عن قيمة السلع األجنبية المستوردة فإن القاعدة التي تصدق دائما هي أن المملكة‬
‫تصبح أكثر غنى وأنتعاشا حيث أن الفائض البد أن يأتي لها بالمعدن النفيس‪.‬‬

‫كما أن توم اس م ان ‪ 1664‬يق ول‪ :‬إن الطريق ة العادي ة لزي ادة ثروتن ا تتمث ل في التج ارة الخارجي ة حيث يتعين علين ا أن‬
‫نراعي دائما القاعدة وهي أن نبيع لألجانب سنويا أكثر مما نشتري منهم في القيمة‪.‬‬

‫لقد أستطاعت المركانتيلية أن توجه النظرة للتجارة الخارجية بعين الحارس لكل تحرك أو تدفق للسلع والمعادن النفيسة وقد‬
‫مرت هذه السياسة بعدة مراحل وهي‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬وهي التي تعرف بمرحلة السياسة المعدنية " ‪ " Bullionison‬وفيها أعتبر التجاريون أن الطريق ة الوحي دة‬
‫لإلحتفاظ برصيد الدولة من المعدن النفيس وزيادته هي فرض رقابة تامة على كل خروج أو تحرك للمعدن النفيس وتركيز ك ل‬
‫المعامالت في الصرف األجنبي في يد موظف عمومي وهو صراف الملك حيث يشرف على تصدير أو أس تيراد أو التص رف‬
‫في المعدن النفيس مع العالم الخارجي ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬في هذه الفترة وجدت الدولة أنه يكفي أن تكون معامالت الدولة مع كل دولة على انفراد ذات فائض في‬
‫الميزان التجاري ومنه لم يعد هناك داع إلى مراقبة للصادرات من الذهب والفضة وإنما يكفي أن تكون مجموع‬
‫المعامالت لصالح الدولة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬في هذه المرحلة اتضحت فكرة الميزان التجاري الحديثة حيث أن البلد يجب عليه تحقيق فائض في‬
‫الميزان التجاري السنوي بغض النظر عن المعامالت الثنائية األداء حيث يمكن أن يحقق خسارة بوحدة مع البلد األول‬
‫لكنه يعوضها بربح عدة وحدات مع بلدان أخرى بحيث تكون النتيجة النهائية فائضا موافقا على التجارة الخارجية في‬
‫مجملها كما تجدر اإلشارة إلى أن التجاريين تطرقوا حتى لما يسمى بالصادرات والواردات غير المنضورة وعلى ذلك‬
‫فإننا نجد أن توماس مان يشير إلى نفقات النقل البحري ونفقات الجيوش خارج البالد وما يدفع الكاثوليك للكنيسة بروما‬
‫وهو يذكر أثر هذه المدفوعات على دخول وخروج الذهب شأنها شأن السلع التي تستوردها وتصدرها الدولة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‬

‫واضح أن منطق التجاريين يقتضي تدخل الدولة في التجارة الخارجية ‪.‬فإن الميزان التجاري الموافق ال ينشأ من تلقاء‬
‫نفسه‪.‬والبد ان يكون محال لسياسة هادفة من الدولة و منثم فقد نادى التجاريون بوجوب إخضاع التجارة الدولية لقيود‬
‫بقصد تحقيق فائض دائم في الميزان التجاري‪ .‬وتتمثل هذه القيود في فرض ضرائب جمركية على الواردات وحضر‬
‫بعضها كما تتمثل في إعانة بعض الصادرات‪.‬‬

‫لم يقف تدخل الدولة عند حدود التجارة الخارجية بل تعداه إلى إشرافها على عملية إنتاج السلع المعدة للتص دير و توف ير‬
‫ظروف أخرى لزيادة الصادرات ‪.‬وكان أكثرها شيوعا منح إنتاج سلعة أى معينة أو تص ديرها لش ركة معين ة ومث ل ذل ك‬
‫شركة الهند الشرقية و شركة الشرق األوسط في إنجلترا‪.‬كذلك إمتد ت دخل الدول ة إلى أس عار الس لع و مس توى األج ور‬
‫وإستيراد العمال المهرة من الخارج و إنشاء صناعات وطنية و إستغالل المزارع و المن اجم في المس تعمرات للحص ول‬
‫على المواد األولية‪.‬‬

‫لم يقف تدخل الدولة عند حدود التجارة الخارجية بل تعداه إلى إشرافها على عملية إنتاج السلع المعدة للتصدير و توفير‬
‫ظروف أخرى لزيلدة الصادرات ‪.‬وكان أكثرها شيوعامنح إنتاج سلعة أى معينة أو تصديرها لشركة معينة ومثل ذلك‬
‫شركة الهند الشرقية و شركة الشرق األوسط في إنجلترا‪.‬كذلك إمتد تدخل الدولة إلى أسعار السلع و مستوى األجور‬
‫وإستيراد العمال المهرة من الخارج و إنشاء صناعات وطنية و إستغالل المزارع و المناجم في المستعمرات للحصول‬
‫على المواد األولية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬ترتيب اوجه النشاط االقتصادي‬

‫كانت المفاضلة بين اوجه النشاط اإلقتصادي من المسائل التي شغلت رجال الفكرالتجاري منذ زمن قديم فقد تولد شعور‬
‫بأن الحرف ال يمكنها ان تكون بنفس اإلهمية و يجب ترتيبها حسب مردودها من المعادن النفيسة ومن هنا جائت‬
‫المفاضلة بين الزراعة و التجارة و الصناعة ‪.‬‬

‫فمن البديهي أن تأتي التجارة الدولية في قمة النشاطات التي تساهم في ثروة البلد فهي الطريق الوحيد لزيادة رصيد‬
‫الدولة من المعدن النفيس و قد أشار التجاريين إلى أن التجارة الداخلية ال تزيد شيئا إلى الثروة ذلك أن ربح أحد الطرفين‬
‫يشكل خسارة بالنسبة للطرف اآلخر ومن ثم فال جديد يضاف مهما كان حجم الصفقة ‪ .‬اما في التجارة الدولية فما يكسبه‬
‫البلد يمثل إضافة صافية لثروته حيث أن الطرف الخاسر هو بلد أجنبي‪ .‬و بالمثل فإن ما يخسره البلد في التجارة‬
‫الخارجية يمثل إقتطاعا من الثروة القومية‪.‬‬

‫كما اعطى التجاريون الصناعة المرتبة الثانية من حيث األهمية بعد التجارة الدولية فالصناعة هي أساس الصادرات التي‬
‫يأتي للبلد بالمعدن النفيس‪.‬و ترتب على ذلك أنهم كانو ينادون بإتباع السيلسات التي من شأنها دعم الصناعة الوطنية‬
‫كإعفاء المواد األولية من الضرائب الجمركية أو إخضاعها لضرائب مخففة‪.‬‬

‫أما الزراعة فلم تحظى من التجاريين بتقدير يذكر ألن حسب منظورهم لألمر فإن الزراعة ال تستطيع زيادة رص يد البل د‬
‫من المعادن النفيسة كما أنها عاجزة عن تصدير كمية كبيرة من العمل الوطني إلى الخ ارج ل ذلك فق د ج ائت التج ارة في‬
‫ذيل أوجه النشاط اإلقتصادي التي تضيف إلى الثروة‪.‬‬
‫المبحـث الثــالث‪:‬السياسات المتبعة في الفكر المركانتيلي‬

‫إن الغاية وراء سياسة التقييد الشديد للتجارة الخارجية كانت تتمثل أساسا في تحقيق المص لحة االقتص ادية القومي ة‪,‬وه و‬
‫تكوين الفائض من المعادن النفيسة‪.‬و لذلك أصبح تدخل الدولة أمرا حتميا ح تى يتم محارب ة ال واردات وتقيي دها من جه ة‬
‫والعمل على إنعاش الصادرات و تحقيق اكبر مكسب ممكن منها من جهة اخرى ‪ .‬هذه السياسة كانت ترتكز أساس ا على‬
‫عدة سياسات إنتهجها المركانتيليون لتحقيق اهدافهم ومن اهم هذه السياسات ‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬احتكار الدولة للتجارة الخارجية‬

‫من اهم األساليب الرئيسية التي إبتدعها المركانتيليون للتحكم في التجارة الخارجية تنظيم إحتكار الدولة لها فقد قامت‬
‫الدولة بمنع األجانب من التجارة في سلع معينة او في مناطق معينة كما قامت بتنظيم و إدارة الصادرات الوطنية بطرق‬
‫مباشرة ‪ .‬فلقد حرمت البرتغال مثال على أي دولة أجنبية أن تتاجر مع مستعمراتها في الشرق و استخدمت في ذلك‬
‫أسطولها البحري ‪.‬كما قامت الدولة األسبانية بحراسة تجارتها الخارجية دائما بقوة بحرية و حددت ميناء إشبيلية و عدد‬
‫محدود من موانئ مستعمراتها األمريكية للشحن البحري كل ذلك لتتأكد من وقوع التجارة الدولية بيدها‪.‬واحتكرت الدولة‬
‫الهولندية تجارة مستعمراتها في الهند الشرقية بالكامل و ابتدعت وسائل عدة لتنفيذ هذه السياسة من أهمها الرقابة‬
‫المباشرة و تحديد الكميات المنتجة من السلع الهامة داخل مستعمراتها ‪ .‬وسنت بريطانيا قانون القمح لتحرم به إستيراد‬
‫اية انواع من الغالل إال في حاالت الشح الشديد في المحاصيل الوطنية كما سنت أيضا قوانين المالحة البحرية لتمنع بها‬
‫أية سفن أجنبية من المتاجرة في الموانئ البريطانية أو فيم بينها وبين موانئ مستعمرات التاج كما ربطت فيما بينها و بين‬
‫مستعمراتها بروابط جمركية بشكل يجعل من المستحيل أن تذهب تجارة المستعمرات الهامة إلى الدول المنافسة‬
‫وباإلضافة إلى هذا أصدرت بريطانيا قوائم ببعض السلع الهامة التي يحرم تصديرها من مستعمراتها و هنا نالحظ مدى‬
‫أهمية الدور الذي لعبته المالحة في تمكين الدولة من إحتكار التجارة الخارجية و تنظيمها ولقد كان هذا من أحد األسباب‬
‫المباشرة وراء صدور قوانين المالحة في بريطانيا وغيرها من الدول المركانتيلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬سياسة االستيراد‪.‬‬

‫من الممكن تلخيص سياسة االستيراد المركانتيلية في مبدأ هام أال وهو محاربة السلع والخدمات االجنبية ألنها تتسبب في‬
‫تسرب المعدن النفيس خارج الدولة أما األسلوب الذي إتبع لتنفيذ هذه السياسة فقد تمثل في الضرائب الجمركية المرتفع ة‬
‫و المنع المباشر لبعض السلع من الدخول أما تجارة الواردات من المس تعمرات فق د ك ان له ا وض ع خ اص حيث ك انت‬
‫البلدان االوروبية المركانتيلية تحصل عليها بأثمان بخسة ثم تعيد تص دير ج زء كب ير منه ا في الس وق االوروبي و من ثم‬
‫يتحقق لها منها فائض صافي من الذهب ‪.‬‬

‫إال أن قوانين االستيراد كانت مرنة و لينة إذا م ا تعل ق االم ر ب المواد الخ ام ال تي ال تت وافر عليه ا الدول ة و الض رورية‬
‫للصناعات التصديرية المهمة كونها ترفع من قيمة الصادرات و منه فهي تدخل المعادن النفيس و تزيد في ثرؤة البلد‪..‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬سياسة التصدير‬

‫أما بالنسبة لسياسة التصدير فق د ش جعت الص ادرات من الس لع المص نوعة بكاف ة الوس ائل الممكن ة والعم ل دائم ا على‬
‫إكتساب أسواق خارجية جديدة خاصة البلدان المكتشفة حديثا و الغنية بالمعادن النفيسة‪.‬‬

‫وحينما كانت بعض صناعات الصادرات تعجز عن مواجهة المنافسة االجنبية في بعض االسواق فإن الدولة ال تتوانى‬
‫عن مساعدتها مباشرة بمعونة مالية‪.‬‬

‫ما أن الدول المركانتيلية قد قامت بفرض ضرائب جمركية مرتفعة جدا على بعض صادرات المواد الخام و السلع نص ف‬
‫المصنعة و التي تلزم للصناعات القومي ة الهام ة ال تي ي در تص دير منتجاته ا مكاس ب كب يرة من المع دن النفيس‪.‬و هك ذا‬
‫تمكنت الدول من حماية صناعاتها القومية الهامة من مواجهة أي ة مش اكل ق د تنش أ في س بيل الحص ول على مس تلزمات‬
‫إنتاجها‪ .‬وهكذا ساهمت الدول المركانتيلية في تقوية المركز التنافسي لص ناعاتها القومي ة في االس واق الخارجي ة ومن ثم‬
‫ازدادت قدرتها على اكتس اب المع دن النفيس و اس تطاعت ان توج ه ك ل طاقاته ا االقتص ادية نح و تص دير المنتج ات و‬
‫تحقيق الفائض المنشود في الميزان التجاري و تعزيز ثروتها من المعادن النفيسة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬سياسة األجور المنخفضة‪.‬‬

‫لقد تنبه المركانتيليون إلى أهمية تخفيض نفقة اإلنتاج للصادرات من السلع المصنوعة لهذا دعو إلى سياسة األجور‬
‫المنخفضة ألنها تساهم في بقاء نفقات اإلنتاج منخفضة‪.‬ولكن باإلضافة إلى ذلك اعتقدو ان األجور المنخفضة منشأنها أن‬
‫تشجع العمال على بذل جهد اكبر لمضاعفة اجرهم ومن ثم يزداد اإلنتاج المخصص للتصدير‪.‬كما انهم إعتقدو أن االجور‬
‫المرتفعة تذهب بأكملها الشباع الحاجات اإلستهالكية للطبقة العاملة و من ثم فإن إرتفاع االجور يعني زيادة اإلستهالك ‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫النظام المركانتيلي التجاري ‪ marcuntilism‬هو نظام اقتصادي نشأ في أوروبا لتعزيز‬
‫ثروة الدولة وزيادة ملكيتها من المعدنين النفيسين عن طريق التنظيم الحكومي الصارم‬
‫لكامل اإلقتصاد والتوجه التام للتجارة الخارجية والدولية ‪.‬‬

‫لقد ساهمت المركانتيلية في تطور الفكر اإلقتصادي في العالم وقدمت مبادئ طورت فيما‬
‫بعد وقامت عليها قواعد ونظريات اقتصادية بل أن المركانتيلية هي اللبنة األولى في بناء‬
‫التفكير اإلقتصادي الرأسمالي الحديث ‪.‬‬

‫لكن هذا المذهب كان مذهبا استغالليا وأعطى للحكومة الصالحيات ألن تفرض قيودا على‬
‫الشعب وأن تستغله شر إستغالل لتحقيق منفعتها ومنفعة كبار التجار وأدت السياسات التي‬
‫أتبعتها إلى إستعمار بلدان كاملة وتجريدها من مواردها بالقوة وإستعباد شعوبها ‪.‬‬

‫إن المذهب التجاري تولد نتيجة ظروف معينة وتطور بحسبها ولكنه لم يستطع مواكبة‬
‫تطور الشعوب ووعيها بمدى أهمية رفاهية الفرد ومدى أهمية حرية التجارة فتالشى‬
‫ليترك مكانا لتصورات إقتصادية جائت لتوافق تطور الشعوب ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪_1‬تاريخ األفكار االقتصادية عبر العصور من تأليف‪ :‬األستاذ خالد أبو القمصان‬

‫‪_2‬تصور الفكر االقتصادي من تأليف‪:‬د ‪ .‬عبد الرحمن يسري أحمد‬

‫‪_3‬تاريخ األفكار االقتصادية من الماركنتيلية الى الرأسمالية الحديثة من تأليف‪:‬‬

‫د ‪ .‬سعيد النجار‬

You might also like