Professional Documents
Culture Documents
إذا كانت الحضارات القديمة و العصور الوسطى لم تتناول الفكر الاقتصادي إال بشكل عارض
ضمن ألافكار الدينية أو ألاخالقية أو القانونية ،فقد بدأ الاهتمام بالسياسات الاقتصادية مع نشأة
الدولة الحديثة و خاصة في القرن السادس عشر ،و ظهرت تبعا لذلك عدة اتجاهات فكرية تناولت
العديد من ألافكار الاقتصادية ،و التي مهدت بذلك لظهور و نشأة علم الاقتصاد السياس ي الحديث ،و
من أهم ألافكار التي سادت خالل هذه املرحلة نجد أفكار و تصورات املدرسة أو التيار التجاري
الاقتـصادية ،و الطرق املناسبة لتسيير اقتصاد الدولة ،في طريقها ملواجهة املشاكل الاقتصادية على
استقرارها و بقاءها.
عرف العالم ألاوربي مع بدايات القرن السادس عشر تحوالت كبرى ،بسبب الاكتشافات
الجغرافية و حركة إلاصالح الديني و ميالد الدولة القومية و ما صاحب هذا من ظهور طبقة بورجوازية
في املجتمعات ألاوربية ،و لقد ساير الاتجاه املاركنت يلي هذه التحوالت و عبر عنها بصفة عملية ألنه كان
يدعو إلى املزيد من التفتح على التيارات التجارية ،و قدم أنصار هذا الاتجاه مجموعة من السياسات
الاقتصادية التي اعتقدوا أنها الكفيلة بتحقيق الرفاه و الاستقرار للدولة الحديثة .لتشكل بذلك ميالد
مرحلة جديدة من التنظيم و الفكر الاقتصادي عرف بالرأسمالية التجارية.
ب -الحماية الجمركية وتحقيق ميزان تجاري رابح كآلية لزيادة الثروة:
يمكن ،حسب مذهب التجارية ،زيادة الثروة بأحد طريقين :استثمار مناجم الذهب والفضة إذا
كانت متوافرة في الدولة ومنع خروج هذين املعدنين من البالد أو تنشيط التجارة الخارجية والتصدير
من السلع والخدمات بقيمة تزيد على القيم التي يشتريها البلد من الخارج ،أي تحقيق ميزان تجاري
ً
رابح يحقق فائضا يتم تسديده باملعادن الثمينة ،و ذلك عن طريق زيادة الصادرات و فرض الضرائب
على الواردات بهدف زيادة الحصول على النقود املعدنية ،و عادة ما كان التجاريون يقولون ":إن بيع
البضائع لآلخرين يكون دائما أفضل من شراء البضائع من آلاخرين" ،ألن البيع يحقــق مزية مؤكدة و
الشراء يجلب ضررا ال يمكن اجتنابه .واقترح أنصار التجارية اتخاذ تدابير متعددة لتحقيق هذا الهدف
منها:
-تشجيع الصادرات من املواد املصنعة ومنع استيراد السلع املنافسة للسلع الوطنية.
-بناء شركات املالحة وامتالك أساطيل بحرية ضخمة للنقل.
-توفير مواد أولية بأسعار منافسة عن طريق إقامة مستعمرات أو مستوطنات خارج
البالد.
وهكذا ترى التجارية ضرورة اتباع سياسة الحماية الجمركية والسيما تطبيق سياسة منع
ً
الاستيراد لتوفير ميزان تجاري رابح يشكل فائضه مصدرا للثروة.
ج -املوقف السلبي تجاه املنافسة و تشجيع سياسات الاحتكار:
من أهم أفكار و مبادئ املذهب املاركنتيلي املوقف السلبي تجاه املنافسة ،وعدم الترحيب بها
واملوافقة والتشجيع على الاحتكار أو على التحكم الاحتكاري في ألاسعار واملنتجات ،وبذلك تراجع مفهوم
السعر العادل أمام املاركنتيلية ،ومن هنا كانت منح وبراءات الاحتكار تعطى بحرية كبيرة في إنجلترا في
عصر امللكة اليزابيث .وكانت هذه املنح هبة سخية إلى أن قيدها البرملان إلانجليزي خالل حكم جيمس
ألاول بموجب قانون الاحتكارات في العامين ( 3261و .)3261
من جهة أخرى ،وملا كان الثراء والسعي إليه قد أصبح موضع احترام صار أخذ الفائدة على
ً
رأس املال إذا لم يتجاوز حد الاعتدال ،أمرا مقبوال ،وأصبح تمويل العمليات التجارية بأموال مقترضة
ً
عمال مشروعا ،ولم يعد في ذلك ما يحرم التجار من دخول الجنة ،وقد كان ذلك تغيرا في املواقف وفي
الفكر عما كان يجرى في الفترة السابقة ،فقد كان هناك التمييز ،كما سبق وأن بينا ،بين نوعى الفائدة،
فالفائدة تدان بشدة إذا كانت ابتزازا من جانب املحظوظين للمعوزين.
-4أهم ألافكار التي نادي بها الطبيعيون تحت تأثير الديني و العلمي
ذكرنا سابقا أن الطبيعيون أو الفيزيوقراط هم مجموعة من الاقتصاديين ظهرت في فرنسا أواخر
القرن 36و استمر فكرها ظاهرا في الحياة العلمية خالل القرن 31ولقد كانوا أول من يرفض الفلسفة
التجارية تماما بناءا على اقتناع فكري و كرد فعل ملا حدث في فرنسا من جراء تطبيقها .الفيزيوقراط في
هذا الرفض للماركنتالية يتفقون تماما مع بعض الرواد العظام ألاوائل مثل وليم بيني و كانتيون وقد
نجحوا في أن يستبعدوا نهائيا الاعتقاد القائل بان الثروة تتعلق بالتجارة و املعادن النفيسة .و لقد
تشبعت هذه املجموعة الفرنسية بالفلسفة الطبيعة فاعتقدت أن هناك قوانين تحكم النشاط
الاقتصادي و تسيره بانتظام بالغ تماما كما أن هناك قوانين طبيعية تحم املجموعة الشمسية أو
الدورة الدموية في جسم إلانسان و قرروا أن الجهل بالقوانين الطبيعية التي تحكم النشاط
الاقتصادي ال يمنع من تقرير املبدأ الهام وهوانه يجب ترك النظام الاقتصادي الحر حتى يمكن
للقوانين الطبيعية أن تحركه حركة منتظمة وتوجهه تلقائيا إلى التوازن الطبيعي.ووفقا لهذه الفلسفة
يجب أن تتخلى الدولة عن التدخل في النشاط الاقتصادي.
و يفسر ال فيزيوقراطيين العيوب امللحوظة في التنظيمات الاقتصادية بالجهل بالقوانين الطبيعية و
بتدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية ولقد تأثر الطبيعيون بالتقدم العلمي الذي حدث في عصرهم في
فروع الفلك و ألاحياء و الطبيعيات و لقد اكتشف نيوتن في ذلك الحين قوانين الجاذبية كما اكتشفت
الدورة الدموية في علم الطب و أصبحت هذه الاكتشافات عامال مهما ومؤكدا أن لكل ظاهرة طبيعية
قانونها الطبيعي الذي يحكمها و يتحكم فيها ومما يذكر أن كيناي وهو ابرز الاقتصاديين في املدرسة
الطبيعية كان طبيا في البالط الفرنس ي و انه في صياغته للجدول الاقتصادي قد تأثر جدا بمعلوماته
الطبية عن الدورة الدموية.
و يالحظ أيضا أن الفكر الديني في عصر الطبيعيين فد تطور كثيرا و ظهرت آراء جديدة تؤيد أن الخالق
قد أعطى لكل ش يء خلقه قانونه الخاص به الذي يسير به وانه لذلك يتركه يتحرك حركة ذاتية و بناءا
على ذلك فان عمل الظواهر الطبيعية ليس له ما يبرره بل انه يفسر ألامور على وجه التأكيد بعبارة
أخرى انه لو تركت ألاشياء حرة فإنها تنتظم في حركتها على أحسن وجه دون أن يحدث أي اضطراب و
أنها قادرة على أن تحقق توازنها طبيعيا
منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر ،شهد علم الاقتصاد طفرة كبيرة مع ظهور املفكر
الاقتصادي آدم سميث الذي وضع أولى اللبنات التي ساهمت في بناء علم الاقتصاد الحديث وجعله
ً ً
علما منفصال بذاته عن باقي العلوم واملجاالت البحثية .ثم جاء بعده جان بابتيست ساي صاحب قانون
ألاسواق الشهير (العرض يخلق الطلب) .وال يمكننا أن ننس ى طبعا دافيد ريكارد وصاحب قانون امليزة
النسبية أولى لبنات نظريات التجارة الدولية ،وغيرهم الكثيرين من رواد املدرسة الكالسيكية الذين هم
أوائل الاقتصاديين الذين أسسوا مبادئ هذا العلم في العصر الحديث وتبقى أعمالهم ونظرياتهم هي
التي مهدت الطريق ملن بعدهم .سواء أكملوا طريق الدفاع عن الحرية الاقتصادية واقتصاد السوق ،أو
انتقدوا هذه النظرية.
وسنتناول حديثنا عن نظرة الكالسيكيين لالقتصاد عبر عدة محاور نبرز فيها إنتاج املدرسة الكالسيكية
في نقاط بسيطة :
-1دور الفرد
يرى الكالسيك أنه من خالل سعي الفرد لتحقيق مصلحته الشخصية الخاصة سيحقق بذلك
املصلحة العامة ،كما أشار إلى ذلك مفهوم اليد الخفية آلدم سميث حيث يرى أن إلانسان
أناني بطبعه ،لكن ذلك ليس ً
سيئا بالضرورة؛ فالجزار الذي يبيع اللحم ال يفعل ذلك بنية توفير
اللحم الطازج للناس بأسهل طريقة ،لكن دافعه ألاساس ي هو الحصول على أقص ى ربح من
اللحم الذي يبيعه ،وهذا ألامر هو الذي يدفعه للعناية بسلعته وتقديم اللحم الطازج للناس.
ً
وهكذا تتحقق املنفعة العامة انطالقا من سعي كل شخص نحو تحقيق مصلحته الخاصة.
ومن نتاج إيمان الكالسيك بسعي الجميع لتحقيق املصلحة الشخصية ،رأوا أن الفاعلين
ً
الاقتصاديين (املؤسسات والشركات مثال) في سعيهم لتحقيق أقص ى استفادة ممكنة ،فإن هذا
يتكفل بتوجيه املوارد املتاحة نحو أفضل استخدام ممكن لها ،وبالتالي يستفيد الاقتصاد منها
بأقص ى كيفية ممكنة وتتحقق املنفعة العامة.
-2دور السوق
يرى الكالسيك أن كل ألاسواق (أسواق السلع والخدمات أو سوق العمل) تسودها املنافسة
الكاملة ،حيث تسعى كل املشروعات إلى تعظيم أرباحها الكلية فتسمح هذه املنافسة بتخفيض
التكلفة إلى أقل حد ممكن .وحالة املنافسة الكاملة تحقق أعلى فاعلية لألسواق التي تسمح
بتحقيق الرفاه الاقتصادي.
مبدأ حرية ألاسواق وفاعليتها ليس مرتبطا فقط باألسواق الداخلية القتصاد ما ،بل ألامر
ينطبق أيضا على السوق العالمي التي تجري فيه التبادالت التجارية عن طريق الاستيراد
والتصدير .فكان إنتاج اقتصاديي املدرسة الاقتصادية كآدم سميث أو دافيد ريكاردو عبر نظرية
امليزة النسبية ،ينصب حول أن السوق العالمي إذا تحقق فيه شروط السوق التنافس ي؛
كشيوع وإتاحة التكنولوجيا املستخدمة للجميع مع إمكانية الحصول عليها دون قيود ملن يرغب
في شرائها من هذه ألاسواق ،سينتج عن ذلك منافسة بين مختلف الدول حيث تتخصص كل
واحدة منها فيما تمتلك فيه ميزة نسبية مقارنة بغيرها من الدول .فإذا تم هذا ،فإن السوق
يلعب دوره أيضا في تحقيق املنفعة لجميع الدول التي تعتمد على تبادالت تجارية حرة بدون
قيود.
-3دور الدولة
املبدأ بسيط ،إذا كان العمل الحر لألسواق يتميز بالفاعلية التي تحقق املنفعة للجميع ،فيجب
بشكل قد يهدد حدوث املنافسة فالدولة إذا تدخلت في ألاسواق ستفسد عملها الطبيعي َّ
الفعال
ٍ
الكاملة التي يراها رواد املدرسة الكالسيكية أفضل ما يمكن الوصول إليه .وبالتالي فال يوجد ش يء
أفضل تستطيع الدولة أن تقدمه لالقتصاد .وعليه فأقص ى ما يمكنها تحقيقه هو أن تكون “سكرتارية”
لرجال ألاعمال تساعدهم وتذلل لهم العقبات وتوفر ألامن داخل البالد وتحمي حدودها الخارجية ما
ييهئ املناخ الالزم لقيام العمليات الاقتصادية داخل ألاسواق.
-4دور النقود
فريق إلى فريق آخر ،أي أننا
أما النقود فهي بالنسبة للكالسيك مجرد “عربة لنقل قيم املنتجات” من ٍ
نستخدمها فقط لتسهيل التبادالت بيننا ،وبالتالي فالنقود وسيلة وليست غاية ،فالغاية نفسها هي
الحصول على السلع والخدمات الستهالكها وتحقيق املنفعة ،أو استثمارها لجمع الثروة.
ومن هذا املنطلق ،فإن الطلب على النقود يكون إلتمام املعامالت التجارية فقط ،وبالتالي فهو مشتق
من الطلب على السلع والخدمات؛ فإذا ارتفع الطلب على السلع والخدمات ،يرتفع الطلب على النقود
أيضا؛ ألن وظيفة النقود الوحيدة هي الوساطة في عملية التبادل.
نتيجة
وعلى الرغم من كل الانتقادات املوجهة لهذه املدرسة إال أن ً
أحدا ال يستطيع أن ينكر قيمة ألافكار
والنظريات التي قدمتها في مجال الاقتصاد والتي أسست فيما بعد إلنتاج فكري غزير سواء جاء ليتمم
ويضيف على ما جاء به الاقتصاديون الكالسيك ،أو كان هدفه بيان مواطن الخلل فيه ،أو حتى جاء
َ
ليناقضه ويأتي بعكسه .وسنكمل رحلتنا مع هذا إلانتاج الفكري املتميز ملن أتوا بعد الكالسيك في
املقاالت القادمة.
املحاضرة الرابعة
النظام الاشتراكي
الحصة الاولى
تقديم بحث حول املدرسة التجارية من طرف الطلبة
اسئلة مناقشة:
-1ماهو مصدر الثروة عند التجاريين ؟
-2كيف يتم زيادة هذه الثروة عند التجاريين؟
-3ماهو موقفهم اتجاه املنافسة
-4ماهي اهم الاتجاهات الاقتصادية التجارية ؟
الاجابة:
-1ساد لدى التجاريين أن البحث الاقتصــادي يجب أن يستــهدف الوصول إلى إثراء الدولة ،و
اعتقدوا أن الطريق إلى ذلك لن يتحقق إال من خالل زيادة املعدن النفيس للدولة ،فاملعادن
الثمينة عندهم مصدر للثروة ومخزن للقيمة ،فمعيار قياس قوة الدولة و ثرائها هو حجم ما
تملكه من الذهب و الفضة ،لذلك يرون أنه يتوجب على الدولة الحصول على أكبر كمية من
املعادن النفيسة.
-2تشجيع الصادرات من املواد املصنعة ومنع استيراد السلع املنافسة للسلع الوطنية.
بناء شركات املالحة وامتالك أساطيل بحرية ضخمة للنقل.
توفير مواد أولية بأسعار منافسة عن طريق إقامة مستعمرات أو مستوطنات خارج البالد.
وهكذا ترى التجارية ضرورة اتباع سياسة الحماية الجمركية والسيما تطبيق سياسة منع
ً
الاستيراد لتوفير ميزان تجاري رابح يشكل فائضه مصدرا للثروة.
-3من أهم أفكار و مبادئ املذهب املاركنتيلي املوقف السلبي تجاه املنافسة ،وعدم الترحيب بها
واملوافقة والتشجيع على الاحتكار أو على التحكم الاحتكاري في ألاسعار واملنتجات
-4إذا كان الاتفاق بين التجاريين على أن هدف السياسة الاقتصادية هو العمل على زيادة قوة
الدولة و زيادة ثروتها الاقتصادية ،فقد اختلفت الوسائل و السياسات باختالف ظروف كل
دولة .من ابرز الاتجاهات نجد :املذهب التجاري املعدني في إسبانية ،املذهب التجاري الصناعي
في فرنسا (راجع املحاضرة)
الحصة الثانية
تقديم بحث حول املدرسة الطبيعية من طرف الطلبة
اسئلة مناقشة:
-1ماهي اهم مبادئ املدرسة الطبيعية؟
-2ماهي اسهامات املدرسة الطبيعية الفكرية لعلم الاقتصاد ؟
الاجابة:
-1امللكية الفردية :تقوم أساسا على املنفعة الشخصية فكل شخص في تصرفاته الاقتصادية
الذاتية يحث غيره على املنافسة في هذا املجال.
-الحرية الفردية :و ينطلق هذا املبدأ من تطورات مفكري التنوير املناهضة لتسلط الكنيسة
من منطلق ( دعه يعمل دعه يمر) .
-التسليم بان الزراعة هي العمل الوحيد املنتج أو النشاط الاقتصادي الذي يعطي إلانتاج
الصافي.
-الطبقات الاجتماعية :و هي عبارة عن تطور الفيزيوقراطية:
الطبقة املنتجة :تظم مختلف املزارعين الذين يستثمرون في إيجار ألارض من ا صحابها املالك
و هي الطبقة الوحيدة املنتجة لإلنتاج الزراعي.
طبقة املالك :تتكون من الطبقة املالكة لألرض ورجال الكنيسة.
الطبقة العقيمة :تتكون من التجار والصناع والحرفيين واستثمارها أساسا يتمثل في اقتناء
املنتوجات الزراعية ( أي ال تحقق ناتجا صافيا
-2بأمرين أساسيين :وضع الاقتصاد السياس ي بين العلوم الاجتماعية و النتائج الهامة آلراء
الطبيعيين في ميدان الفكر و ميدان الواقع.
-الاصتقاصاا الايا :لقد أسهمت مدرسة الطبيعيين في جعل الاقتصاد السياس ي علما له
استقاللية بين العلوم من صفة التبعية للفلسفة و الدين التي كان طابعها املميز في العصور
القديمة و العصور الوسطى و كذلك من صفة التبعية للسياسة العملية التي ميزت أبحاث
التجاريين في امليدان الاقتصادي.
إلانااج ثروة لامة :لم يعد النظر إلى النقود املصنوعة من املعدن النفيس على أنها تشكل
الثروة القومية التي تسعى الدولة إلى تر كيمها من خالل تشجيع الصادرات و تقليل الواردات
كما كان الحال عند التجاريين بل كانت الثروة عن الطبيعيين تتمثل في إلانتاج الذي عرفوه
بأنه العمل الذي يخلق مادة جديدة.
املناااة باملذهب الحـ ــر :يرجع إلى الطبيعيين الفضل في تأسيس املذهب الفردي أو الحر حيث
نادوا بترك النشاط الاقتصادي لألفراد حرا من أية قيود تفرضها الدولة عليه و إدارة هذا
النشاط وفقا للمصالح الذاتية لألفراد وعلى أساس املنافسة الجارية بينهم و اقتصار مهمة
الدولة على ألامن والعدالة والقيام باألشغال العمومية و لقد أخذت املدرسة الكالسيكية بهذا
املذهب إبان القرن 11وظل سائدا حتى القرن العشرين.
انتهاج لاسلوب العلمي في البحث الاصتقاصااي :لقد أدرك الطبيعيون أن درجة إنتاجية العمل
التي جعلت تحقيق الفائض أمرا ممكنا قد ظهرت في الزراعة ولم يذهبوا إلى ابعد من ذلك غير
أن هذه املحدودية في الفكر تتضمن تقدما ملموسا في تطور الفكر الاقتصادي في رأي مؤرخي
هذا الفكر .ذلك ألنها كشفت على أن الطبيعيين كانوا أول مدرسة فكرية استخدمت في ترابط
و تناسق منطقي أسلوب العزل و التجريد كأسلوب علمي في البحث الاقتصادي و لكن
الطبيعيين لم يدركوا حينئذ أنهم اتخذوا أولى خطوات البحث العلمي ألاصيل في املجال
الاقتصادي.
الحصة الثالثة
تقديم بحث حول املدرسة الكالسيكية من طرف الطلبة
اسئلة مناقشة:
-1ماهو مصدر الثروة عند الكالسيك؟
-2تكلم عند نظرة الكالسيك للفرد والسوق والدولة
الاجابة:
-1مصدر الثروة الاساس ي عند الكالسيك هو العمل ،كما انهم يثمنون املوارد الاقتصادية للدولة
ً
كافة ،من رأس املال وألارض وكذلك ألاعمال الحرة ،فضال عن جميع ألانشطة الاقتصادية من
زراعة وتجارة وإنتاج ،بل واهتموا بالتبادل التجاري الدولي ،ورأوا أن كل ذلك يسهم في تنمية
ثروة ألامة؛ لذا فالثروة الحقيقية في نظرهم تتمثل في السلع الاستهالكية والاستثمارية ،ال في
كمية النقود التي يمتلكها الفرد.
-2بالنسبة للفرد :يرى الكالسيك أنه من خالل سعي الفرد لتحقيق مصلحته الشخصية الخاصة
سيحقق بذلك املصلحة العامة ،كما أشار إلى ذلك مفهوم اليد الخفية آلدم سميث حيث يرى
سيئا بالضرورة .ومن نتاج إيمان الكالسيك بسعي أن إلانسان أناني بطبعه ،لكن ذلك ليس ً
الجميع لتحقيق املصلحة الشخصية ،رأوا أن الفاعلين الاقتصاديين (املؤسسات والشركات
ً
مثال) في سعيهم لتحقيق أقص ى استفادة ممكنة ،فإن هذا يتكفل بتوجيه املوارد املتاحة نحو
أفضل استخدام ممكن لها ،وبالتالي يستفيد الاقتصاد منها بأقص ى كيفية ممكنة وتتحقق
املنفعة العامة.
بالنسبة للسوق :يرى الكالسيك أن كل ألاسواق (أسواق السلع والخدمات أو سوق العمل)
تسودها املنافسة الكاملة ،حيث تسعى كل املشروعات إلى تعظيم أرباحها الكلية فتسمح هذه
املنافسة بتخفيض التكلفة إلى أقل حد ممكن .وحالة املنافسة الكاملة تحقق أعلى فاعلية
لألسواق التي تسمح بتحقيق الرفاه الاقتصادي .مبدأ حرية ألاسواق وفاعليتها ليس مرتبطا
فقط باألسواق الداخلية القتصاد ما ،بل ألامر ينطبق أيضا على السوق العالمي التي تجري
فيه التبادالت التجارية عن طريق الاستيراد والتصدير.
بالنسبة للدولة :لها دور الدركي واساس ذلك هو إذا كان العمل الحر لألسواق يتميز بالفاعلية
التي تحقق املنفعة للجميع ،فيجب علينا أن ندع ألاسواق تقوم بدورها الطبيعي .ولهذا فعلى
الدولة أال تتدخل في النشاط الاقتصادي ،إال في أضيق نطاق ،كتنظيم امللكيات ،وتقديم
خدمات التعليم ،والشرطة والقضاء ،والدفاع عن سيادة الدولة من التهديدات الخارجية وغير
ذلك من ألاعمال العامة.
الحصة الرابعة
تقديم بحث حول املدرسة الاشتراكية من طرف الطلبة
اسئلة مناقشة:
-1ماهي اسس النظام الاشتراكي ؟
-2ماهي عيوب النظام الاشتراكي ؟
الاجابة:
-1اسس النظام الاشتراكي:
َّ
امللكية العامة :وذلك من خالل إشراك جميع أفراد الشعب في َّ
ملكية وسائل إلانتاج ،وتقوم
َّ َّ َّ
تقرر توزيع ألارض على مجاالت ِّ تي ال الاقتصادي ،فهي ِّ الدولة بعد ذلك بإدارة النشاط
َّ َّ َّ َّ
والاستهالكية. إلانتاجية السلع كم َّية املوارد املوجهة إلنتاج ِّ تحدد ِّ الاستخدام املختلفة ،وهي التي ِّ
ً َّ
النظام هو إشباع الاقتصادي طبقا لهذا ِّ ِّ الربحَّ :إن الهدف من النشاط عدم الاعتراف بحافز ِّ
السعي للحصول عليه ،بل العامة ،أو الجماعة ،وليس تحقيق الربح الفاحش ،أو َّ َّ الحاجات
ِّ
تؤدي إلى سوء توزيع َّ َّ
على النقيض من ذلك ينظر إليه على أنه وسيلة من وسائل الاستغالل ِّ
َّ َّ
الدخل والثروة.
َّ الدولة على جهاز َّ التخطيط املركزي :وذلك من خالل اعتماد َّ َّ
التخطيط ،أو الهيئة ،أو اللجنة
َّ َّ َّ العليا َّ
القومية املراد تحقيقها ،ووسائل تحدد ألاهداف قومية شاملة ِّ للتخطيط لوضع خطة
َّ َّ تحقيق هذه ألاهداف ،وإخطار جميع الوحدات إلانتا َّ
تمثل جية في الدول بهذه الخطة التي ِّ
َّ َّ َّ ً َّ
املركزية التي عادة ما إلانتاجية في املرحلة املقبلة ،ممثال في فترة الخطة برنامج العمل للوحدات
تكون خمس سنوات.
-2عيوب النظام الاشتراكي
الخاصة ٌ َّ َّ َُْ َ َْ َ ْ َ َ ْ ُ َ
أمر يتنافى مع امللكية حق ضعف الحا ِّف ِّز ِّ ِّإلنج ِّاز ألاعم ِّال املخت ِّلف ِّة:فحرمان ألافراد من ِّ
َّ
سي ًئا.
ِّ ا
تأثير ويؤثر في الحافز الفردي إلنجاز ألاعمال ً
ِّ ِّ ة، َّ
البشري بيعة والط الفطرة
َّ ً ً اض إ ْن َتاج َّية ُ ْ َ
يتسلم ً
أجرا نظاما فعال للحوافز ،فكل عامل الع َّم ِّال:فالعامل عندما ال يجد ان ِّخف ُ ِّ ِّ ِّ
ُ ُ ُ َ إنتاجيتهً ،
وفقا لقاعدةِّ " :م ْن ك ِّل ف ْر ٍد َح َس َب ق ْد َرِّت ِّهَ ،وِّلك ٍل َح َس َب َّ النظر عن محد ًدا بغض َّ
ِّ
َّ
اج ِّت ِّه". َح َ
اط َّي ِّة:فترك ُز
َ َْ ْ َ َ َّ ََ َ ْ ص ِّاد َّي ِّة وإلا ْن َتاج َّ الاقت َ ْ الك َف َ َ
يد والبي ُروق َر ِّ يص املو ِّار ِّد ،و ِّس َياد ِّة الت ْع ِّق ِّ ِّ صِّ خ ت يف ة ِّ
ِّ ِّ ِّ ي ِّ ة
ِّ اء قلة
َّ ْ َ َ َ َ ُ
الاقتصادية يق الكفاءة لطة في يد مجموعة قليلة من صانعي القرار حال دون تح ِّق ِّ الس ِّ
اطية. التعقيد والبيروقر َّ وإلانتاجية في تخصيص املوارد ،وسيادة َّ َّ
َّ
إلانتاجية املاركسية "عن تحقيق الكفاءة َّ الع ْدل:لقد عجزت الاشتر َّ
اكية َع َد ُم َت ْحقيق َ َ َ َ
الكفاي ِّة و ِّ ِّ ِّ ِّ
والرفاهية لشعوبها. والاقتصادية ،والعدالةَّ ، َّ