You are on page 1of 25

‫مقدمة عامة‬

‫نقع المؤسسة في قالب النشاط القاتصادي المعاصر‪،‬فهي المنبع الرئيسي للرفاهية المادية‪،‬وتبقى بالنسبة لمعظم العوان القاتصاديين‬
‫المكان الرئيسي للعمل‪،‬حتى الحياة الجتماعية‪،‬كما أن المؤسسة هي المكان الذي تمارس فيها طرق التسيير العقلنية الموجهة لبلوغ‬
‫الهداف القاتصادية أو الجتماعية‪،‬وفي هذا السياق فهي بمثابة المكان الذي تتلقاى فيه الفكار التي نسمح بالوصول إلى نظريات‬
‫‪.‬تفسيرية ووصفية التي تنشق من خللها التطبيقات الدارية‬

‫إن التنوع في الحقائق اليومية للمؤسسات وفي النظريات التي تقودها يزيد من أهمية وفائدة اقاتصاد المؤسسة‪،‬فالمؤسسات تتنوع وفقا‬
‫متمثلة في المساهمة )‪ (Finalité‬لعدة معايير‪:‬مجال النشاط‪،‬الحجم‪،‬الوضعية القانونية‪،‬نمط الدارة‪،...‬وبالتالي فإن لكل مؤسسة غايات‬
‫‪.‬في تلبية حاجيات العوان القاتصاديين من سلع وخدمات‬

‫من أجل ذلك فإن التسيير الحسن للمؤسسة يفترض إيجاد التنظيم المناسب من خلل اختيار الهيكلة المناسبة التي تسمح بتحديد‬
‫المسؤوليات والواجبات لكل فرد داخل المؤسسة‪،‬مع تصميم نظام معلوماتي يسمح باتخاذ القرارات الرشيدة وشبكة للتصالت تسمح‬
‫بتحديد سياسة عامة للمؤسسة واستراتيجية مكيفة مع البيئة الداخلية والخارجية‪،‬خاصة وأن منذ حوالي ثلثون سنة كان العالم‬
‫القاتصادي مسرحا لتحولت عميقة ساهمت في تحويل معطيات المنافسة والمتطلبات في مجال التنافسية‪:‬عولمة السواق‪،‬اكتشافات‬
‫علمية والبداع التكنولوجي وبالخصوص انفجار ملحوظ لتكنولوجيات العلم والتصال‪،‬تطور متطلبات العوان القاتصاديين‬
‫)المستهلكين‪،‬الموردين‪،‬الملك…‪،(.‬وبالتالي وفي ظل هذه المتغيرات هناك مجموعة من العوامل والوراق الرابحة التي يمكن أن‬
‫‪...‬تساهم في تحسين نجاعة المؤسسة‪،‬ومن بينها‪:‬المرونة‪،‬الجودة‪،‬ثقافة المؤسسة‪،‬الذكاء القاتصادي‪،‬المواصفات العالمية‬

‫الفصـل الول‪ :‬مفـاهيـم أسـاسـيـة حـول المـؤسسـة القاـتـصاديـة‬

‫تعتبر المؤسسات القاتصادية بمثابة النواة الساسية في النشاط القاتصادي للمجتمع‪،‬كما أنها تعبر عن علقاات اجتماعية‪،‬لن العملية‬
‫النتاجية تتضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة فيما بينها من جهة والعناصر المادية وعناصر أخرى معنوية من جهة ثانية‬
‫كما يشمل تعاملها المحيط‪،‬ولقد اتخذت المؤسسات القاتصادية عبر التاريخ أشكال مختلفة‪،‬وبالخص في القرن العشرين‪،‬حيث تطورت‬
‫بصفة كبيرة تجاوزت الدورين القاتصادي والجتماعي لتقتحم الدور السياسي )الشركات متعدية الجنسيات(‪،‬ولهذا سنتطرق إلى‬
‫‪ ...‬مجموعة من المفاهيم تسمح للقارئ فهم مختلف مكونات المؤسسة وسير نشاطاتها‬

‫‪ :‬الدورة القاتصادية‪ :‬هناك نوعين أساسيين من الدورات القاتصادية وهما )‪1- (1‬‬

‫)‪ (élementaire‬الدورة القاتصادية البسيطة •‬

‫)‪ (complet‬الدورة القاتصادية الكاملة •‬

‫الدورة القاتصادية البسيطة‪ :‬تتمثل في ظهور حاجيات لدى الفراد تتجلى من خلل الرغبات )حاجة ‪1.1-‬‬

‫للكل‪،‬حاجة للنزهة‪،‬حاجة للتنقل‪،(...،‬وبالتالي فإن هذه الحاجيات لبد أن تلبى بطريقة أو بأخرى‪،‬ومنه فلبد من استهلك سلع‬
‫وخدمات لشباع هذه الرغبات‪،‬ولكن بما أن السلع والخدمات ل توجد في حالتها الطبيعية بل لبد من إنتاجها‪.‬نستنتج بأن الستهلك‬
‫والنتاج عمليتين أساسيتين في كل نشاط اقاتصادي‪،‬وهو ما يقود إلى بروز دورة بسيطة حيث العوان القاتصاديين )منتجين( يحولون‬
‫الموارد إلى منتجات موجهة إلى أعوان اقاتصادية أخرى )مستهلكين(‪،‬وعامة نجد أن هذه السلع تتبادل في السواق مقابل النقود أو‬
‫‪.‬القروض‪،‬والشكل رقام )‪ (1‬يبين لنا ذلك بوضوح‬

‫الشكل رقام )‪ :(1‬الدورة القاتصادية البسيطة‬


‫سلع وخدمات‬

‫نقود‬

‫‪SOURCE:Pascal Laurent – Francois Bouard,OPCIT,P 14‬‬

‫‪:‬الدورة القاتصادية الكاملة‪ :‬تظهر هذه الدورة ثلثة مستويات للنشاطات ‪2.1-‬‬

‫‪.‬أ‪ .‬العمليات على السلع والخدمات‪ :‬تتمثل في إنتاج السلع والخدمات الموجهة للمستهلكين‬

‫تتمثل في توزيع المداخيل المحصلة من قابل المنتجين )الجور‪،‬الرباح‪،‬اليجار…(‪،‬وقاد توزع على ‪( La repaetition):‬ب‪ .‬التوزيع‬
‫‪.‬شكل خدمات لسباب اقاتصادية واجتماعية‬

‫ت‪ .‬تمويل القاتصاد‪ :‬قاد ل تصرف كل المداخيل وبالتالي من الضروري تحصيل الدخار من أجل الستفادة منه في تمويل القاتصاد‬
‫)وضعه من طرف المستهلكين في مختلف البنوك ليستفيد منه المنتجين على شكل قاروض من أجل القيام بمختلف النشاطات التي‬
‫‪.‬تتطلبها العملية النتاجية والبيعية(‬

‫‪:‬نستنتج بأن الدورة القاتصادية تضم أربعة أنواع من العوان القاتصادية وهم‬

‫المنتجين‪ :‬ينتجون سلع وخدمات موجهة إلى المستهلكين‪،‬ويوزعون المبالغ التي يقبضونها من مبيعاتهم على الجور‪،‬اليجار‪،‬الرباح ‪-‬‬
‫‪.‬أو يحتفظون بجزء منها لحاجيات المؤسسة المستقبلية‬

‫‪ .‬المستهلكين‪ :‬يستهلكون السلع والخدمات التي يشترونها بفضل دخولهم الولية المحصل عليها من خلل نشاطهم اليومي )الجور( ‪-‬‬

‫تقوم باقاتطاع من المداخيل الولية للفراد والمؤسسات )الضرائب والرسوم‪(..‬والتي تعيد ‪ (Les administrations):‬الدارات ‪-‬‬
‫‪ .‬توزيعها على شكل خدمات متنوعة أو خدمات مجانية )نشاطات الدولة‪،‬الضمان الجتماعي‪(…،‬‬

‫الهيئات المالية‪ :‬تقوم بجمع الدخار الذي يحوزه العوان ذوي القدرة التمويلية العالية من أجل إقاراضه إلى المحتاجين إلى التمويل ‪-‬‬
‫‪)...‬المؤسسات النتاجية‪،‬الخدمية‪،(،‬وتتمثل في البنوك‪،‬صناديق التوفير‬

‫‪.‬والشكل رقام )‪ (2‬يبين لنا الدورة القاتصادية الكاملة‬

‫الشكل رقام )‪ : (2‬الدورة القاتصادية الكاملة‬

‫…سلع وخدمات غير تبادلية ضرائب‪،‬رسوم‬

‫‪….‬خدمات ضرائب أجور‪،‬أرباح‪،‬إيجار‬

‫سلع وخدمات تبادلية نقود نقود نقود قاروض‪،‬حقوق ديون‬

‫‪SOURCE: Pascal Laurent et autres ,OPCIT,P15‬‬

‫تعريف المؤسسة القاتصادية‪ :‬هناك عدة تعاريف للمؤسسة القاتصادية وذلك عبر مختلف الزمنة ‪،‬وعليه سنحاول تقديم بعض ‪2-‬‬
‫‪ :‬التعاريف‪،‬لنه من الصعب العتماد على تعريف واحد يشمل مفهوم المؤسسة وذلك للسباب التالية)‪(2‬‬

‫‪ .‬التطور المستمر الذي نشهده المؤسسة القاتصادية في طرق تنظيمها وفي أشكالها القانونية منذ ظهورها وخاصة في القرن ‪- 20‬‬
‫تشعب واتساع نشاط المؤسسات القاتصادية‪،‬سواء الخدمية منها أو النتاجية‪،‬وقاد ظهرت مؤسسات تقوم بعدة أنواع من النشاطات في ‪-‬‬
‫‪.‬نفس الوقات وفي أمكنة مختلفة مثل المؤسسات متعددة الجنسيات‬

‫‪ .‬اختلف التجاهات القاتصادية واليديولوجيات )اشتراكية‪-‬ليبيرالية ( ‪-‬‬

‫بصفة عامة يمكن اعتبار كل العوان القاتصاديين المساهمين في النشاط القاتصادي‪،‬ما عدى المستهلكين‪،‬مؤسسات )البنوك‪،‬شركات‬
‫التأمين‪،‬صناع السيارات‪،‬الموزعين…(‪،‬كما أنها عبارة عن تجمع لشخاص مهيكلين ومنظمين ولديهم غايات اقاتصادية ويسعون إلى‬
‫‪.‬تحقيق أهداف معينة )الربح‪،‬النمو‪،‬تنمية سمعة المؤسسة…(‬

‫‪:‬من خلل ما سبق يمكن سرد بعض التعاريف المتعلقة بالمؤسسة القاتصادية‬

‫‪ .‬المؤسسة هي مجموعة أشخاص مهيكل ومتدرج‪،‬موجه لنتاج السلع والخدمات القابلة للمتاجرة‪،‬بهدف تحقيق أقاصى ربح)‪ (3‬‬

‫المؤسسة على أنها ‪ " :‬الوحدة التي تجمع فيها وتنسق العناصر البشرية والمادية للنشاط القاتصادي‪ M.Truchy (4)".‬يعرف ‪‬‬

‫منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس الموال وقادرات من أجل إنتاج سلعة ما‪،‬والتي يمكن أن تباع بسعر " ‪‬‬
‫أعلى من سعر تكلفتها‪(5)".‬‬

‫يمكن القول بأن تعريف المؤسسة عرف تطور منذ ما يقارب ثلثة قارون‪،‬بعد ما كانت المؤسسات تتميز بعمليات السوق إذ عرفت‬
‫كمؤسسة تسويقية لنتاج السلع والخدمات‪،‬وكانت المؤسسات الولى تعرف كمنظمات فلحية صغيرة حيث تتميز بصغر حجمها‬
‫وبقدرة تكنولوجية بسيطة وبعلقاات مباشرة وشخصية بين صاحب المؤسسة والعمال‪.‬وتطور هذا الوضع حسب كوتا إلى ثلثة‬
‫‪:‬اتجاهات وهي)‪(6‬‬

‫‪ .‬اتساع الحجم ‪-‬‬

‫‪.‬كثرة المنازعات الجتماعية ‪-‬‬

‫‪ .‬تعقد أنماط التسيير )أقال تكلفة‪،‬تسيير الموارد البشرية‪،‬تحليل السواق…( ‪-‬‬

‫يمكن أن تعرف المؤسسة على أنها‪ " :‬منظمة اقاتصادية واجتماعية مستقلة نوعا ما‪،‬تؤخذ فيها القرارات حول تركيب الوسائل‬
‫البشرية‪،‬المالية‪،‬المادية والعلمية بغية خلق قايمة مضافة حسب الهداف في نطاق زماني ومكاني" )‪ ،(7‬كما يعرف شومبتر‬
‫‪.‬المؤسسة بأنها ‪":‬مركز للبداع ومركز للنتاج")‪(SHUMPTER) (8‬‬

‫نستنتج في نهاية تعريفنا للمؤسسة بأنه ليس هناك تعريف موحد ومتفق عليه‪،‬وبغية تبسيط وتوضيح مفهوم المؤسسة‪،‬سوف نعتمد على‬
‫‪ :‬ثلثة محاور للمقاربة‪،‬وهي)‪(9‬‬

‫‪.‬المؤسسة بصفتها عون اقاتصادي‪ - ،‬المؤسسة منظمة اجتماعية‪ - ،‬المؤسسة كنظام ‪-‬‬

‫المؤسسة بصفتها عون اقاتصادي‪ :‬حسب هذا القاتراب يمكن تعريف المؤسسة على أنها‪ " :‬المؤسسة •‬

‫تنسق بين عوامل النتاج )رأس المال‪-‬العمل‪-‬الطبيعة( بغية إنتاج سلع أو خدمات موجهة للسوق ومنه الوصول إلى تلبية الحتياجات‬
‫)الطلب(‪.‬المحور الرئيسي لهذه النظرة يتمثل في الحصول على إنتاج مع تواجد مركز للقرار في المؤسسة‪،‬متمثل في سلطة الدارة‬
‫‪.‬وقادراتها التسييرية‪،‬من حيث تنظيم عملية النتاج بحسب إمكانيات المؤسسة والمتغيرات البيئية الخارجية‬
‫المؤسسة منظمة اجتماعية‪ :‬حسب هذا القاتراب يمكن تعريف المؤسسة على أنها‪ " :‬مجموعة من الفراد يشركون وينسقون جماعيا •‬
‫في منظمة مهيكلة)داخل تنظيم مهيكل( لنتاج السلع أو الخدمات"‪.‬محور التعريف يركز على منظمة مهيكلة‪،‬فالمؤسسة لم تعد ينظر‬
‫إليها من زاوية ميكانيكية لعملية النتاج ولكن كمنظمة اجتماعية‪،‬وعليه يتم دراستها من خلل تنظيم السلطات‪،‬توزيع المهام‪،‬اتخاذ‬
‫‪...‬القرار‪،‬مواقاف تصرفات الفراد‬

‫حيث تسمح لنا هذه النظرة بإثراء الفهم الحقيقي لسير المؤسسة‪،‬يركز مفهوم النظام ‪ (L’entreprise-Systeme):‬المؤسسة كنظام •‬
‫على تواجد عدة عناصر مترابطة فيما بينها عن طريق عدة ارتباطات)علقاات(‪،‬مع بقاء الكل منظم ومتساندا بغية تحقيق هدف‬
‫موحد‪.‬وعليه فإن المؤسسة ما هي إل مجموعة من مجموعة من النظمة الفرعية المترابطة فيمت بينها بالعديد من العلقاات التبادلية‬
‫)نظام الموارد البشرية‪،‬نظام النتاج‪،‬نظام التسويق‪،‬النظام المالي‪،‬نظام المعلومات‪،(...‬فضل عن ضرورة اللمام بجزء مهم من النظام‬
‫‪ .‬الكلي للمؤسسة وهو البيئة الخارجية للمؤسسة التي تعتبر عنصرا مهما من عناصر النظام)‪(10‬‬

‫‪:‬خصائص المؤسسة القاتصادية‪ :‬تتميز المؤسسات القاتصادية بمجموعة من الخصائص من بينها ‪3-‬‬

‫إن المؤسسة هي ذلك المكان التي يتم فيها تحويل الموارد ‪ (Centre de transformtion):‬المؤسسة مركز للتحويل‪1.3-‬‬
‫)المدخلت( منتجات تامة الصنع )سلع وخدمات(‪،‬وتتمثل الموارد في المواد الولية‪،‬رؤوس الموال‪،‬المعلومات‪،‬الفراد‪،‬والشكل رقام )‬
‫‪ (3.‬يبين لنا المؤسسة كمركز للتحويل‬

‫الشكل رقام )‪ :( 3‬المؤسسة مركز للتحويل‬

‫الموارد سلع وخدمات‬

‫‪SOURCE:Pascal Laurent – Francois Bouard,OPCIT,P 15‬‬

‫تعتبر المؤسسة المكان الذي يتم فيه تقسيم وتوزيع الموال المتأتية من ‪ (Centre de repartition):‬المؤسسة مركز للتوزيع‪2.3-‬‬
‫‪:‬بيع السلع والخدمات‪،‬وذلك تحت أشكال مختلفة ليستفيد منها مختلف العوان القاتصادية التي ساهمت في العملية النتاجية‪،‬مثل‬

‫‪.‬الجور التي توزع على العمال الجراء ‪-‬‬

‫‪.‬الرباح ومداخيل أخرى التي توزع على الملك الذين خاطروا برؤوس أموالهم سابقا ‪-‬‬

‫‪.‬مستحقات اليجار الخاص بالمقرات والمعدات الخاصة بالمؤسسة ‪-‬‬

‫‪.‬الفوائد التي تدفعها المؤسسة للبنوك تعويضا للموال المقترضة ‪-‬‬

‫‪.‬دفع مستحقات الموردين ‪-‬‬

‫‪.‬تسديد الضرائب والشتراكات في الضمان الجتماعي ‪-‬‬


‫تعتبر المؤسسة مكان يتم فيع العمل جماعيا )رجال ونساء( من ‪ (Centre de vie sociale):‬المؤسسة مركز للحياة الجتماعية‪3.3-‬‬
‫أجل الوصول إلى تحقيق أهداف المؤسسة وذلك بالتعاون والتنسيق في إطار احترام القواعد وقايم المؤسسة‪،‬حيث يقضي أغلبية العمال‬
‫ثلث )‪ ( 1/3‬أو أكثر من حياتهم في المؤسسة مما يؤدي إلى ترسيخ العديد من المظاهر بين العمال‪:‬صراعات‪،‬محبة‪،‬خيبة‬
‫أمل‪،‬رضاء‪...‬وعليه فإن المسير في المؤسسة يحاول التكيف مع الختلفات في اتجاهات العمال وأفكارهم وإيديولوجياتهم وأهداف‬
‫‪.‬تواجدهم في المؤسسة‪،‬وذلك من أجل تحقيق أهداف المؤسسة بأكبر فعالية‬

‫تلعب المؤسسة دورا مهما في القاتصاد باعتبارها مركزا ‪ (Centre de decisions):‬المؤسسة مركز القرارات القاتصادية‪4.3-‬‬
‫للقرارات القاتصادية التي تخص‪:‬نوع المنتوجات‪،‬كمية المنتوجات‪،‬السعار‪،‬التوزيع‪،‬التصدير‪،‬التصال…‪،‬تتمثل هذه القرارات في‬
‫الختيارات في استعمال الوسائل المحددة للوصول بأكثر فعالية للهداف المسطرة‪،‬ذلك لن المؤسسة عند قايامها بمختلف نشاطاتها‬
‫تجد نفسها مجبرة على اتخاذ قارارات متعددة على مختلف المستويات وفي فترات مختلفة )قاصيرة‪،‬متوسطة‪،‬طويلة( وحسب درجة‬
‫‪.‬أهميتها)استراتيجية‪،‬تكتيكية‪،‬عملية(‬

‫إن اتخاذ القرارات من مسؤوليات الدارة في المؤسسة ويترتب عليها نتائج مختلفة‪،‬وعليه لبد من مراعاة العوامل التي قاد تؤثر على‬
‫عملية اتخاذ القرار )المؤهلت‪،‬الهداف‪،‬الموارد‪،‬البيئة(‪،‬حتى تتمكن المؤسسة من اتخاذ القرار السليم الذي يسمح لها بتقليل حالت‬
‫‪.‬عدم التأكد ويزيد من فرص النجاح‪،‬وذلك في ظل ضغط المنافسة والمساهمين والمستهلكين والجراء‬

‫إن اتخاذ القرارات الرشيدة يتطلب معلومات من مصادر مختلفة ‪ (Reseau d’informtions):‬المؤسسة شبكة للمعلومات‪5.3-‬‬
‫)داخلية وخارجية عن المؤسسة (‪،‬وبالتالي يتحتم على المؤسسة إعداد أنظمة قاادرة على إنتاج المعلومات أو ما يسمى بنظام‬
‫المعلومات وتحويلها إلى المقررين )نظام اتصالت( من أجل إنجاز المهام المنوطة بهم على أكمل وجه‪،‬وتعتبر الشبكة المعلوماتية‬
‫‪.‬والتصالية بمثابة العنصر الحيوي للمؤسسة‬

‫المؤسسة مركز للمخاطرة‪ :‬إن المؤسسة معرضة للخطر باستمرار‪،‬حيث يمكن أن تخسر جزء أو كل تسبيقاتها المالية والمادية ‪6.3-‬‬
‫في حالة الفشل‪،‬وترتبط هذه المخاطر بصعوبات التسيير وضغط المنافسين ومتطلبات الزبائن‪،‬ولهذا نجد بأن رأسمال المؤسسة يشارك‬
‫‪.‬فيه عدة أشخاص أو مؤسسات من أجل جمع مبالغ مالية معتبرة من جهة ومن جهة ثانية تقليل المخاطر والخسائر في حالة الفشل‬

‫‪:‬الهداف الرئيسية للمؤسسة القاتصادية ‪4-‬‬

‫يمكن تعريف الهداف على أنها ) ) ‪ ( Scott‬تعبر الهداف عن النتائج‪/‬الغايات التي ترغب المؤسسة بلوغها‪،‬وحسب الكاتب سكوت‬
‫‪ " :( 11‬تصورات لنهاية مرغوبة‪ -‬ظروف وحالت يسعى العاملون لتحقيقها من خلل أداء واجباتهم "‪،‬كما عرفها الكاتب بيرو‬
‫على أنها )‪ " : ( 12‬تمثل المخرجات المحددة التي تضعها المؤسسة وتسعى إلى تحقيقها "‪،‬حيث تعتبر هذه الهداف ) ‪( Perrow‬‬
‫بمثابة بيانات عامة لما يجب أن تفعله المؤسسة‪،‬هناك العديد من الهداف تسعى المؤسسات القاتصادية الوصول إليها من خلل القيام‬
‫بنشاطاتها )سواء كانت عمومية أو خاصة(‪،‬مع اختلف هذه الهداف باختلف نشاط المؤسسة ونوعها وحجمها‪،‬ونلخص أهم هذه‬
‫‪:‬الهداف في العناصر التالية)‪(13‬‬

‫‪:‬الهداف القاتصادية‪ :‬تمثل أهم الهداف القاتصادية للمؤسسة فيما يلي‪1.4-‬‬

‫أ‪ -‬تحقيق الربح‪ :‬يعتبر الربح من أهم المعايير الدالة على صحة المؤسسة اقاتصاديا‪،‬نظرا إلى حاجة المؤسسة إلى الموال من أجل‬
‫تحقيق الستمرارية في النشاط والنمو‪،‬حيث أن تحقيق الربح يسمح بتوسيع نشاطات المؤسسة‪،‬تجديد التكنولوجيات المستعملة وتسديد‬
‫‪.‬الديون‪،‬وطبعا تختلف درجة الهتمام بالرباح بين المؤسسة العمومية والمؤسسة الخاصة‬

‫ب‪ -‬تحقيق متطلبات المجتمع‪ :‬إن تحقيق المؤسسة للنتائج المسطرة يمر حتما عبر بيع النتاج المادي )السلع( وتغطية تكاليفها‪،‬فهي‬
‫بذلك تحقق طلبات المجتمع‪،‬وعليه يمكن القول بأن المؤسسة القاتصادية تحقق هدفين في نفس الوقات‪ - :‬تحقيق طلبات المجتمع‬
‫‪).‬المستهلكين(‬

‫‪.‬تحقيق الرباح ‪-‬‬


‫ج‪ -‬عقلنة النتاج‪ :‬يتم ذلك من خلل الستعمال العقلني لعوامل النتاج‪،‬ورفع إنتاجها بواسطة التخطيط الجيد والدقايق للنتاج‬
‫والتوزيع‪،‬بالضافة إلى مراقابة عملية تنفيذ هذه الخطط والبرامج‪،‬وهو ما يسمح بتحقيق رضا المستهلكين والرباح وتدنية التكاليف‬
‫‪.‬وعكس ذلك يؤدي إلى إفلس المؤسسة‬

‫‪:‬الهداف الجتماعية‪ :‬تتمثل الهداف الجتماعية للمؤسسة فيما يلي‪2.4-‬‬

‫ضمان مستوى مقبول من الجور مقابل مجهوداتهم‪،‬وهو ما يسمح بتحسين مستوى معيشة العمال في ظل التطور السريع ‪-‬‬
‫للمجتمعات تكنولوجيا‪،‬مما جعل رغباتهم تتزايد باستمرار )منتوجات جديدة‪،(…،‬وبالتالي ما على المؤسسات إل تحسين النتاج وتوفي‬
‫‪.‬إمكانيات مالية ومادية أكثر فأكثر للعامل‬

‫الدعوة إلى تنظيم وتماسك العمال من خلل علقاات مهنية واجتماعية بين الشخاص رغم اختلفاتهم في المستوى العلمي‪،‬النتماء ‪-‬‬
‫الجتماعي والسياسي‪،‬لن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان الحركية المستمرة للمؤسسة وتحقيق أهدافها‪،‬أو بعبارة أخرى ترسيخ ثقافة‬
‫‪.‬المؤسسة لدى عمالها‬

‫توفير التأمينات والمرافق للعمال )التأمين الصحي‪،‬التأمين ضد حوادث العمل‪،‬التقاعد…(‪،‬فضل عن المرافق العامة مثل التعاونيات ‪-‬‬
‫‪...‬الستهلكية والمطاعم‬

‫‪:‬الهداف الثقافية والرياضية‪ :‬تتعلق هذه الهداف بالجانب التكويني والترفيهي‪،‬ومن بينها‪3.4-‬‬

‫توفير الوسائل الترفيهية والثقافية‪،‬التي تعمل على إفادة العمال وأبناء العمال )المسرح‪،‬المكتبات‪،‬الرحلت…(‪،‬لن ذلك له الثر البالغ ‪-‬‬
‫على مستوى العامل الفكرى والرضا والشعور باهتمام المؤسسة به والعمل على تحسين مستواه وكفاءته من أجل مسايرة تطورات‬
‫‪.‬العصر‬

‫تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى‪،‬حيث أنه مع تطور وسائل النتاج السريع أصبح العديد من العمال ل يتحكمون في هذه ‪-‬‬
‫التكنولوجيات بصفة جيدة ‪،‬وبالتالي فل بد من تدريبهم )سواء الجدد أو القدامى( تدريبا كفيل يمكنهم من التحكم الجيد في استعمال‬
‫‪.‬الوسائل الجديدة‪،‬وهو ما يسمح بالرفع من مردودية المؤسسة‬

‫تخصيص أو قاات للرياضة‪،‬حيث تعمل العديد من المؤسسات الحديثة على اتباع طريقة في العمل تسمح للعامل بمزاولة نشاط ‪-‬‬
‫رياضي في زمن محدد )اليابان ‪:‬بعد الغناء(‪،‬فضل عن إقاامة مهرجانات للرياضة العمالية‪،‬مما يجعل العامل يحتفظ بصحة جيدة‬
‫‪.‬ويتخلص من الخمول ويعطيه الحيوية في العمل‬

‫الهداف التكنولوجية‪ :‬من خلل قايام المؤسسة بالبحث والتطوير‪،‬وذلك بتوفير إدارة خاصة بعملية تطوير الوسائل والطرق ‪4.4-‬‬
‫‪.‬النتاجية علميا وترصد لها مبالغ كبيرة‬

‫‪:‬أهداف المؤسسة إلى أربع مجموعات رئيسية )‪ ( G.E.Greenley ) (14‬بينما صنف الكاتب جرينلي‬

‫‪:‬الهداف التوجيهية‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪‬‬

‫‪:‬قايادة السوق‪،‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬الوضع التنافسي ‪-‬‬

‫‪.‬درجة البداع ‪-‬‬

‫‪.‬التقدم التقني ‪-‬‬

‫‪:‬النتشار السوقاي‪،‬ويقاس بـ •‬

‫‪.‬عدد السواق ‪-‬‬


‫‪.‬عدد الجماعات الستهلكية ‪-‬‬

‫‪.‬عدد الصناعات ‪-‬‬

‫‪.‬عدد البلدان ‪-‬‬

‫‪:‬خدمة المنتفعين‪،‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬فائدة )قايمة ( المنتوج ‪-‬‬

‫‪.‬جودة المنتوج ‪-‬‬

‫‪.‬موثوقاية المنتوج ‪-‬‬

‫‪:‬أهداف أدائية‪ :‬وتتمثل فيما يلي ‪‬‬

‫‪:‬النمو ) التوسع (‪،‬ويقاس ب •‬

‫‪.‬عائدات المبيعات ‪-‬‬

‫‪.‬حجم النتاج ‪-‬‬

‫‪.‬هامش الربح ‪-‬‬

‫‪:‬الربحية‪ :‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬العائد على رأس المال ‪-‬‬

‫‪.‬العائد على الموجودات ‪-‬‬

‫‪.‬هامش الربح على عائد البيع ‪-‬‬

‫‪.‬العائد على أموال المساهمين ‪-‬‬

‫‪:‬الهداف الداخلية‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪‬‬

‫‪:‬الكفاءة‪،‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬المبيعات على مجموع الموجودات ‪-‬‬

‫‪.‬دوران المخزون ‪-‬‬

‫‪.‬فترة الئتمان ‪-‬‬

‫‪.‬السيولة ‪-‬‬

‫‪:‬شؤون العاملين‪،‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬علقاات العاملين ومعنوياتهم ‪-‬‬

‫‪.‬النمو الشخصي ‪-‬‬

‫‪.‬معدل راتب العامل ‪-‬‬


‫‪.‬عائدات البيع لكل عامل ‪-‬‬

‫‪:‬أهداف خارجية‪ :‬تمثل في العناصر التالية ‪‬‬

‫‪:‬المسؤولية الجتماعية‪،‬وتقاس بـ •‬

‫‪.‬صورة المؤسسة ‪-‬‬

‫‪.‬العلقاة بين السعر – الربح ‪-‬‬

‫‪.‬استخدام الموارد ‪-‬‬

‫‪.‬النشاط العام ‪-‬‬

‫‪.‬رفاه المجتمع المحلي ‪-‬‬

‫في الخير يمكن القول بأن هناك تباين بين أراء المفكرين فيما يتعلق بأهداف المؤسسة‪،‬فمنهم من يرى بأن الهدف الوحيد للمؤسسة هو‬
‫تعظيم الربح‪،‬وهذا طبعا باختلف النظام القاتصادي السائد في البلد ) اشتراكي‪،‬لبيرالي (‪،‬كما نجد بعض المؤسسات في حالت معينة‬
‫تفضل البقاء على تحقيق الربح وذلك من أجل ضمان استمرارها‪،‬كما أن الوقات الراهن وفي ظل ازدياد الهتمام بالبيئة وما يسمى‬
‫‪...‬بالتنمية المستدامة‪،‬فما على المؤسسة إل وضع أهداف واضحة تبين اهتمامها بالبيئة وحمايتها لها‬

‫بناء على ما سبق يتحتم على المؤسسة وضع سلم للهداف أو أولويات حسب إمكانيات المؤسسة الداخلية والعوامل البيئية المؤثرة‬
‫‪.‬عليها والعمل على تحقيقها تدريجيا‬

‫تصنيف المؤسسات القاتصادية‪ :‬هناك عدة أشكال يمكن أن تأخذها المؤسسات القاتصادية‪،‬ومن المفيد التمييز بينها بدللة بعض ‪5-‬‬
‫المعايير‪،‬حتى يتضح لنا تنوع المؤسسات من جهة‪،‬وإظهار متطلبات التسيير المختلفة حسب أنماط المؤسسات‪،‬ومن المعايير الكثر‬
‫‪:‬استعمال في تصنيف المؤسسات القاتصادية‪،‬ما يلي‬

‫‪.‬المعيار القانوني ‪-‬‬

‫‪.‬معيار الحجم ‪-‬‬

‫‪.‬المعيار القاتصادي)نوع النشاط( ‪-‬‬

‫تصنيف المؤسسات حسب المعيار القانوني‪ :‬يتم تصنيف المؤسسات طبقا لهذا المعيار إلى صنفين رئيسيين‪،‬هما‪ - :‬مؤسسات ‪1.5-‬‬
‫‪.‬خاصة‬

‫‪.‬مؤسسات عمومية ‪-‬‬

‫أ‪ .‬المؤسسات الخاصة‪ :‬قاد تكون مؤسسات فردية أو شركات‪،‬فالمؤسسات الفردية تنشأ عن شخص واحد هو رب العمل أو صاحب‬
‫)‪(Les Entreprises societaires‬رأس المال‪،‬عوامل النتاج‪،‬بالضافة إلى عمل الدارة والتنظيم أحيانا‪،‬أما مؤسسات الشركاء‬
‫فتكون تحت حيازة عدة حاملين لرؤوس الموال‪،‬بحوزتهم شخصية معنوية وذمة خاصة‪،‬حيث يتوزع التنظيم والتسيير ورأس المال‬
‫‪.‬على أكثر من شخص المؤسسة‬

‫ب‪ .‬المؤسسات العمومية‪ :‬في هذا النوع من المؤسسات يكون رأس المال مملوكا لمجموعة عمومية ممثلة في الدولة أو الجماعات‬
‫‪.‬المحلية ‪،‬كما أن سلطة القرار ترجع إليها‪،‬فهي مؤسسات تابعة للقطاع العام )الدولة( وتخضع للتشريعات الخاصة به‬
‫تصنيف المؤسسات حسب معيار الحجم‪ :‬من أهم المعايير المعتمد عليها في تصنيف المؤسسات القاتصادية حسب هذا ‪2.5-‬‬
‫وهنا تختلف تقسيمات المختصين للمؤسسات‪،‬حيث نجد من يميز بين خمسة أنواع من المؤسسات ‪(L’effectif)،‬المعيار‪،‬عدد العمال‬
‫‪...‬والبعض يميز بين أربعة والخر ثلثة أنواع فقط‬

‫‪ :‬المعتمدين على تصنيف المؤسسات إلى خمسة أنواع يكون على النحوالتالي)‪(15‬‬

‫‪ (Les toutes petites entreprises:TPE).‬من ‪ 0‬إلى ‪ 9‬عمال‪ :‬المؤسسات المصغرة ‪1-‬‬

‫‪ (Les petites entreprises:PE).‬من ‪ 10‬إلى ‪ 49‬عامل‪ :‬المؤسسات الصغيرة ‪2-‬‬

‫‪ (Les moyennes entreprises:ME).‬من ‪ 50‬إلى ‪ 499‬عامل‪ :‬المؤسسات المتوسطة ‪3-‬‬

‫‪ (Les grandes entreprises:GE).‬من ‪ 500‬إلى ‪ 999‬عامل‪ :‬المؤسسات الكبيرة ‪4-‬‬

‫‪ (Les tres grandes entreprises:TGE).‬بداية من ‪ 1000‬عامل ‪ :‬المؤسسات الكبيرة جدا ‪5-‬‬

‫‪ :‬أما التصنيف الثاني فيصنفها إلى أربعة أنواع على النحوالتالي )‪(16‬‬

‫‪.‬المؤسسات المصغرة‪ :‬من ‪ 1‬إلى ‪9‬عمال ‪1-‬‬

‫‪.‬المؤسسات الصغيرة‪ :‬من ‪ 10‬إلى ‪ 199‬عامل ‪2-‬‬

‫‪.‬المؤسسات المتوسطة‪ :‬من ‪ 200‬إلى ‪3- 499‬‬

‫‪.‬المؤسسات الكبيرة‪ :‬من ‪ 500‬فما فوق ‪4-‬‬

‫عادة ومن أجل التبسيط يتم التمييز بين نوعين من المؤسسات‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪.‬والتي ل يفوق عدد عمالها ‪،499‬بينما المؤسسات الكبيرة يفوق عدد عمالها ‪(17) 499‬‬

‫لكن يبقى العتماد على هذه المعايير للمقارنة بين المؤسسات القاتصادية غير كاف‪،‬لهذا تضاف إليها معايير أخرى في العديد من‬
‫‪..‬الحيان‪،‬مثل‪ :‬رقام العمال‪،‬القيمة المضافة‪،‬الموال الخاصة‪،‬النتائج‪،‬الستثمارات‬

‫النشاطات القاتصادية إلى ثلثة قاطاعات‪،‬وهي ‪ COLIN CLARK‬تصنيف المؤسسات حسب المعيار القاتصادي‪ :‬قاسم القاتصادي‪3.5-‬‬
‫‪(18):‬‬

‫يجمع تلك المؤسسات المتخصصة في الزراعة )الفلحة( بمختلف أنواعها ‪ (Secteur Primaire):‬أ‪ .‬القطاع الول‬
‫‪...‬ومنتوجاتها‪،‬وتربية المواشي‪،‬بالضافة إلى أنشطة الصيد البحري‬
‫تتمثل في قاطاع الصناعة‪،‬أي المؤسسات الصناعية‪،‬وهي مختلف المؤسسات التي ‪ (Le Secteur Secondaire):‬ب‪ .‬القطاع الثانوي‬
‫تعمل على تحويل المواد الطبيعية أساسا إلى منتوجات قاابلة للستعمال أو الستهلك النهائي أو الوسيط‪،‬وتشمل بعض الصناعات‬
‫المرتبطة بتحويل المواد الزراعية إلى منتوجات غذائية وصناعية مختلفة‪،‬بالضافة إلى صناعات تحويل وتكرير المواد الطبيعية من‬
‫‪.‬معادن وطاقاة وغيرها)الصناعات الستخراجية(‬

‫يتمثل في المؤسسات الخدماتية‪،‬أي المؤسسات المنتجة للخدمات ‪ (Le Secteur Tertiaire):‬ت‪ .‬القطاع الثالث‬
‫‪).‬التوزيع‪،‬النقل‪،‬السياحة‪،‬البنوك‪،‬التأمين‪(...،‬‬

‫تجدر الشارة إلى أن قاطاع الخدمات يعرف تطورا مذهل في العقدين الخيرين‪،‬وعليه هناك من يضيف قاطاعا رابعا‬
‫‪.‬الذي يتمثل في تلك المؤسسات التي تمنح الخدمات لمؤسسات أخرى‪:‬العلم اللي‪،‬المن‪،‬الستشارة‪(Quaternaire)،‬‬

‫الفـصـل الـثـانـي‪ :‬الـمـدارس التـنـظـيـمـيـة‬

‫عرف تسيير المؤسسات تطورا كثيرة منذ مئات السنين‪،‬من خلل أراء وأفكار ونظريات العديد من الكتاب والمفكرين‬
‫والممارسين‪،‬والذي تم جمعهم في مدارس تنظيمية‪،‬ودراسة والعمل باقاتراحاتهم ونظرياتهم‪،‬سواء كانت نظريات‬
‫وتسعى هذه النظريات غبر المدارس المختلفة إلى ‪(Prescriptives)،‬أو حكمية )‪(Explicatives‬نتفسيرية‪(Descriptives)،‬وصفية‬
‫ملحظة سير المؤسسات والبحث عن أسباب الظواهر من أجل استخراج الحكم أو قاواعد التسيير‪،‬وذلك في طريق البحث عن أحسن‬
‫نجاعة للمؤسسات‪،‬انطلقاا من أعمال فريديريك تايلور )‪ (1915-1856‬حول تقسيم العمل وتنظيمه وفايول )‪(1925-1841‬حول‬
‫الدارة وتنظيم المسؤوليات في المؤسسات وتقسيم الوظائف وغيرها‪،‬ولقد تعاقابت العمال والبحوث مما أدى إلى ظهور عدة اتجاهات‬
‫‪.‬أو مدارس كما سنتناول ذلك‬

‫المدرسة الكلسيكية‪ :‬نتيجة للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وتركز وسائل النتاج‪،‬ظهر إلى الوجود شكل جديد للعمل في ‪1-‬‬
‫بداية القرن العشرين‪،‬حيث جلب القطاع الصناعي يد عاملة كبيرة من الفلحة التي كانت قاليلة التكيف مع النتاج التقني‪،‬في هذا السياق‬
‫‪ :‬يمكن تحديد التجاهات التي تناولتها المدرسة التقليدية بالدراسة في ثلث نواحي كالتي ) ‪(1‬‬

‫الول‪ :‬زيادة النتاجية من خلل دراسة الجوانب الفنية للعمل والساليب والظروف التي تؤدي إلى تحقيق الكفاءة النتاجية للعناصر‬
‫المشتركة وذلك على مستوى الدارة التنفيذية)الورشة (‪،‬وهو ما ركزت عليه حركة الدارة العلمية‪،‬يتميز بأنه توجه تسييري‬
‫‪،‬لـفريديريك تايلور من خلل حديثه عن التنظيم العلمي للعمل‬

‫الثاني‪ :‬دراسة الدارة "كعملية " تعتمد على عدد من الوظائف التي يجب على المدير اضطلع بها‪،‬ومن خلل هذه الوظائف تم تنمية‬
‫عدد من المبادئ الدارية التي يمكن تطبيقها على الفراد والمؤسسات‪،‬وهو ما تناوله هنري فايول في حديثه عن التنظيم الداري‬
‫‪.‬للعمل‬

‫الثالث‪ :‬دراسة الدارة من خلل ما يسمى " التنظيم البيروقاراطي " للوصول إلى الكفاءة الدارية بتطبيق مبادئ البيروقاراطية‪،‬والذي‬
‫‪.‬كان بالتوازي مع التجاه الول والثاني‪،‬من خلل أفكار ماكس فيبر حول البيروقاراطية ذات التوجه السوسيولوجي‬

‫باختصار تركز المدرسة التقليدية على الكفاءة التنظيمية لتحقيق نجاح المؤسسة‬

‫‪(Taylor et l’organisation scientifique du travail):‬تايلور والتنظيم العلمي للعمل)‪1.1-(1915-1856‬‬

‫تعتمد الفكرة الساسية لتايلور على أنه يمكن رفع إنتاجية العامل الضعيفة بأقال جهد مع الحصول على أجر أحسن‪،‬من خلل التركيز‬
‫على زيادة كفاءة العمال الذي يعتمد على التصميم العلمي للوظائف‪،‬وقاد كان تصوره الساسي يتمثل في وجود طريقة مثلى لداء أي‬
‫وظيفة وأن هذه الطريقة المثلى لبد أن يتم اكتشافها واستخدامها‪.‬وهناك أربعة مبادئ هامة تنبثق عن البحث عن تحسين النتاجية‬
‫‪:‬وهي)‪(2‬‬

‫تطوير علم حقيقي لكل جزء من الوظيفة المراد انهاؤها وتحديد أفضل الطرق العلمية لداء هذه الوظيفة أو بعبارة أخرى الدراسة ‪-‬‬
‫العلمية للعمل والذي يتمثل في‪ :‬تحليل‪،‬تفكيك‪،‬تحديد‪،‬توقايت العمليات)دراسة الوقات والحركات(‪،‬وكل هذا التصميم للعمل من صلحيات‬
‫‪.‬الدارة‪،‬ولكن النتيجة تعود على العامل باليجاب‪،‬حيث يصبح ماهرا ومختص في التنفيذ‬

‫اختيار العمال على أسس علمية وتحميل كل عامل مسؤولية إنجاز الوظيفة التي تتناسب مع اختياره‪،‬من خلل التركيز على بعض ‪-‬‬
‫‪ .‬الخصائص مثل ‪:‬المقدرة‪،‬قاوة العضلت‪،‬ومقاومة التعب‬

‫تثقيف العمال وتطويرهم والتأكد من أنهم يستعملون أفضل الوسائل العلمية‪،‬محاولة منه إيجاد محفزات يتجاوب معها العمال‪،‬وزيادة ‪-‬‬
‫‪.‬الجور للعمال الذين ينتجون أكثر‬

‫التعاون الودي بين الدارة والعمال ‪،‬بإيجاد رئيس للعمال يعطي تعليماته ويشرف على العمال المكلفين بإنجاز خطوات العمل ‪-‬‬
‫‪.‬ومراحله‪،‬وهذا طبعا بعد تجزئة وتقسيم النشاطات‬

‫في الخير نستنتج بأن هذه المبادئ ما هي إل تطبيق لمعايير محددة علميا‪،‬حيث العمال يطبقون المبادئ التي أعدت لهم من خلل‬
‫‪.‬الدراسة العلمية للعمل دون احتجاجات‪،‬فهي مبادئ غير قاابلة للنقاش‪،‬ومنه فإن العمل يصبح عقلني ورشيد‬

‫‪...‬وهناك عدة مفكرين آخرين ساهموا في تطوير الدارة العلمية ومنهم‪:‬هنري غانت‪،‬فرانك وزوجته ليليان جيلبرت‬

‫‪(Fayol et la gestion administrative):‬فايول والتسيير الداري )‪2.1-(1925-1841‬‬

‫إن أفكار تايلور اهتمت أكثر بتنظيم العمل في الورشة النتاجية‪،‬أما أفكار فايول فركزت على الجانب الدارى‪،‬فلقد قاام بتحليل واقاتراح‬
‫‪ .‬وتصنيف نشاطات المؤسسة إلى ستة مجموعات من الوظائف)الدارات(‪،‬كما يبين ذلك الجدول رقام )‪(1‬‬

‫الجدول رقام )‪ :(1‬الوظائف الستة للمؤسسة حسب فايول‬

‫الوظائف النشاطات‬

‫)‪ (TECHNIQUE‬الوظيفة التقنية‬

‫)‪ (COMMERCIALE‬الوظيفة التجارية‬

‫)‪ (FINANCIERE‬الوظيفة المالية‬

‫)‪ (SECURITE‬وظيفة المن‬

‫)‪ (COMPTABLE‬الوظيفة المحاسبية‬

‫إنتاج‪،‬تحويل )‪ (ADMINISTRATIVE‬الوظيفة الدارية‬

‫شراء‪،‬بيع‪،‬تبادل‬

‫البحث عن رؤوس الموال وتسييرها‬

‫ضمان حماية الموظفين والخيرات‬


‫‪...‬القيام بالجرد‪،‬إعداد الميزانية‪،‬حساب أسعار التكلفة‬

‫‪.‬التنبؤ‪،‬التنظيم‪،‬القيادة‪،‬التنسيق‪،‬المراقابة‬

‫‪SOURCE: C.Bussenault et autres,OPCIT,P29‬‬

‫‪:‬فضل عن ذلك فقد حدد فايول وظائف المدير بخمس وظائف وهي )‪(3‬‬

‫‪.‬التخطيط‪ -2 ،‬التنظيم‪ -3 ،‬إصدار الوامر‪ -4 ،‬التنسيق‪ -5 ،‬الرقاابة ‪1-‬‬

‫‪ :‬بالضافة إلى أنه اشتهر بمادئه الربعة عشر في مجال الدارة وإرشاد المديرين في تسير مؤسساتهم)‪(4‬‬

‫تقسيم العمل‪ * ،‬السلطة‪ * ،‬النضباط‪ * ،‬وحدة الرئاسة‪ * ،‬وحدة التوجيه‪ * ،‬إخضاع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‪ * ،‬المكافأة *‬
‫‪).‬التعويض(‪ * ،‬المركزية‪ * ،‬تدرج السلطة‪ * ،‬الترتيب‪* ،‬المساواة‪ * ،‬استقرار العمالة‪ * ،‬البتكار )المبادأة(‪* ،‬التعاون‬

‫‪ (WEBER et la Bureaucratie):‬ماكس فيبر والبيروقاراطية )‪3.1-(1920-1864‬‬

‫في مفهومه العادي‪،‬أي المكان الذي يؤدون فيه الشخاص ‪ bureau‬الكلمة جاءت من‪ "Bureaucratie "،‬إن فيبر هو من أصل كلمة‬
‫وظائفهم الدارية‪،‬حيث أراد فيبر تجنب عملية التعسف التي قاد يلجأ إليها بعض المسؤولين في العلى‪،‬ومنه حماية العامل من خلل‬
‫ترسيخ السلطة على بعض المبادئ فيما يتعلق بالعمل في المكاتب خاصة وجود قاواعد رسمية في وثائق مكتوبة ورسمية‪،‬ومنه نستنتج‬
‫‪.‬بأن التنظيم البيروقاراطي عقلني وقاانوني‪،‬حيث أن سلطة القائد تعتمد على حماية قاانونية رسمية كطريقة أكثر فعالية في التنظيم‬

‫وتوصل إلى ذلك من خلل دراسته للمؤسسات الكبيرة التي كانت تتصف بعدم الكفاءة وتواجه العديد من المشكلت التنظيمية‪،‬ومنه‬
‫اقاترح نموذجا مثاليا للتنظيم أطلق عليه " النموذج البيروقاراطي "‪،‬واعتبره الكثر كفاءة ودقاة في تحقيق أهداف المؤسسة‪،‬لكونه يعتمد‬
‫‪ .‬على الرشد في اتخاذ القرارات‪،‬واعتبر فيبر المعرفة والمقدرة أساسا للتنظيم بدل من المحاباة والمحسوبية)‪(5‬‬

‫‪:‬اقاترح فيبر عدة سمات لهذا النموذج البيروقاراطي المثالي وهي)‪(6‬‬

‫‪.‬تقسيم العمل والتخصص‪،‬حيث يتم تحديد سلطة ومسؤولية كل فرد بوضوح‪،‬وهي سلطة مشروعة بحكم أنها واجبات رسمية ‪1-‬‬

‫‪.‬يتم تنظيم المكاتب ‪ /‬الوظائف في شكل سلم هرمي للسلطة مما لنتج عن ذلك سلسلة الوامر ‪2-‬‬

‫‪.‬اختيار جميع العاملين على أساس المؤهلت الفنية عن طريق المتحانات الرسمية أو استنادا للتعليم والتدريب ‪3-‬‬

‫‪.‬الموظفون يعينون ول ينتخبون ‪4-‬‬

‫‪.‬الموظفون الداريون يعملون مقابل رواتب ثابتة‪،‬وهم موظفون مهنيون ‪5-‬‬

‫‪.‬الموظف الداري ل يملك الوحدة التي يديرها ‪6-‬‬

‫على الداري أن يخضع لقوانين وضوابط ورقاابة شديدة‪،‬فيما يتعلق بسلوكه أثناء تأدية مهامه الرسمية‪،‬وهي ضوابط ليست ‪7-‬‬
‫‪.‬شخصية وتطبق بشكل موحد في جميع الحالت‬
‫‪ (L’ecole des relations hummaines):‬مدرسة العلقاات النسانية ‪2-‬‬

‫بعدما تعرفنا على أن المدرسة الكلسيكية ركزت على جانب الرشد والعقلنية لتحقيق أعلى كفاية إنتاجية من خلل الهتمام بتقسيم‬
‫العمل والتخصص والتسلسل الرئاسي والتنسيق والتأكيد على القوانين والنظمة وغيرها‪،‬مع إهمال الجانب السلوكي للفراد في‬
‫المؤسسات‪،‬حاولت مدرسة العلقاات النسانية دراسة السلوك النساني داخل المؤسسات وأثره على زيادة النتاجية‪،‬وتركز على فكرة‬
‫مؤداها أن الدارة تنطوي على تنفيذ العمال من خلل الفراد ومن ثم فإن دراسة الفراد ودوافعهم وأنماط سلوكهم والعلقاات‬
‫الشخصية المتداخلة هو المدخل السليم لدراسة الدارة)‪ ،( 7‬حيث اهتمت بدراسة النواحي النفسية والجتماعية للفراد ودراسة ما‬
‫‪.‬يحفزهم ويدفعهم للعمل‪،‬ومن أهم المفكرين التابعين اهذ المدرسة‬

‫يعتبر مؤسس حركة العلقاات النسانسة ‪(ELTON MAYO) (1880-1949):‬إيلتون مايو وحركة العلقاات النسانية‪1.2-‬‬
‫وسوسيولوجية العمل‪،‬بالرغم من أن الدراسات التي قاام بها مايو كانت في البداية تهدف إلى قاياس علقاة الظروف المادية المكونة‬
‫‪.‬للعمل وأثرها على النتاجية إل أنها خرجت من هذه الدراسات بنتائج أخرى تتصل بأهمية العنصر البشري في العملية الدارية‬

‫قاام بعدة دراسات في مجال بسيكولوجية الصناعة‪،‬وأكثرها شهرة ما سمي " تجربة هاورثون سنة ‪ ،" 1927‬وذلك في مصنع‬
‫‪:‬بشيكاغو والتي كانت على النحو التالي ‪Compagnie Westerne Electric‬‬

‫أ‪ -‬التجربة‪ :‬تتمثل في دراسة تغيرات البيئة المادية وشروط العمل )النارة‪،‬مواقايت العمل‪،‬أسس احتساب الجور‪،‬أوقاات الراحة…(‬
‫‪.‬على النتاجية‪،‬وذلك على ستة عمال متطوعين في الورشة‬

‫ب‪ -‬النتائج‪ :‬كانت النتائج متناقاضة حيث لم تثبت بصورة قااطعة أي علقاة خطية مباشرة بين تلك العوامل المادية وإنتاجية‬
‫العامل‪،‬حيث لحظ بأن النتاجية ارتفعت في كلتا الحالتين‪،‬عند تحسين شروط العمل )الثر المنتظم( وحتى عند عدم تحسين شروط‬
‫‪ .‬العمل فإن النتاجية استمرت في الرتفاع )الثر غير المنتظر(‬

‫ت‪ -‬الستنتاجات‪ :‬استنتج مايو بذلك بأن ارتفاع النتاجية ل تنتج فقط عن تحسين شروط العمل‪،‬ولكن العامل الحاسم في التأثير على‬
‫إنتاجية العامل هو ضغط الجماعة والمعايير الجتماعية للجماعة‪،‬من خلل تغيير العلقاات الجتماعية بين أعضاء المجموعة‪،‬حيث‬
‫‪.‬أصبحت فريق متجانس وكذلك بين فريق العمل والدارة‬

‫‪:‬من أهم الفكار والمفاهيم المستمدة من تجارب هاورثون‪،‬ما يلي)‪(8‬‬

‫إن المؤسسة نظام اجتماعي‪،‬بالضافة إلى كونها نظام فني‪،‬وأن هذا النظام الجتماعي يحدد أدوارا ومعايير لسلوك الفرد قاد تختلف ‪-‬‬
‫‪.‬عن أدوار ومعايير التنظيم الرسمي للمؤسسة‬

‫‪.‬ل تتم إثارة دوافع الفراد بفعل حوافز اقاتصادية فقط‪،‬فالحوافز المعنوية لها دورها أيضا في إثارة دوافع الفراد ‪-‬‬

‫‪.‬يجب التركيز على اتباع السلوب الديمقراطي والمشاركة كنمط في القيادة ‪-‬‬

‫‪.‬ربطت حركة العلقاات النسانية بين رضا الفرد وإنتاجيته ‪-‬‬

‫من الضروري تطوير اتصال فعال بين مستويات المؤسسة المختلفة لتبادل المعلومات‪،‬وعلى هذا فإن مشاركة العاملين مبدأ مهم في ‪-‬‬
‫‪.‬حركة العلقاات النسانية‬

‫‪.‬يحتاج مديرو المؤسسات مهارات اجتماعية بقد حاجتهم إلى مهارات فنية ‪-‬‬

‫‪.‬يمكن حفز العاملين في المؤسسة عن طريق تحقيق حاجاتهم النفسية والجتماعية ‪-‬‬
‫إذا فالعامل القاتصادي )المادي( لم يكن العنصر الوحيد المحرك للسلوك النساني نحو الداء الحسن‪،‬ومنه أوصى إلتون مايو بوضع‬
‫هياكل للسلطة في المؤسسة تعطي أكثر مسؤولية للعمال‪،‬وهو ما يبين أهمية العامل النساني في سلوك الفرد العامل‪،‬فالعامل ل يهتم‬
‫فقط بالمادة‪،‬بل يعطي أهمية كذلك للبعد العاطفي‪،‬لن ترشيد العمل )الحركات‪،‬التموضع‪،‬الوقات‪،‬الجراءات‪،‬التجهيزات…( لها دور‬
‫كبير في الرفع من النتاجية شريطة أن يصاحبها الهتمام بالجانب النساني‪،‬ومنه يتحتم على المؤسسات دراسة الطبيعة النسانية لفهم‬
‫‪...‬ردود فعله )نفسيا واجتماعيا(‪،‬أي دراسة حاجات الفراد في العمل‪،‬العلقاات في مجموعة العمل‪،‬التحفيز‪،‬القيادة‬

‫‪ (FREEDERICK HERZBERG et l’etude des motivations):‬فريديريك هرزبرق ودراسة التحفيزات‪2.2-‬‬

‫توصل فريديريك هرزبرق إلى أن عوامل العمل والتحفيزات التي يحتاجها العاملين في المؤسسة‪ ،‬يمك تجميعها في مجموعتين من‬
‫‪:‬التحفيزات )‪(9‬‬

‫عوامل الصيانة ‪ :‬وهي إن لم تتوفر تسبب عدم رضا للفرد‪،‬وتتعلق بـ ‪ :‬بظروف العمل‪،‬الراتب‪،‬نوع الشراف‪،‬النظافة في ‪‬‬
‫العمل‪،‬الضوضاء‪،‬وغيرها…‪،‬ومنه فإن عدم تلبية هذه الحاجات يسبب صراعات داخل المؤسسة‪،‬بينما توفيها ل يحقق أي رضى‬
‫‪.‬إضافي لنها عوامل ضرورية للعمل‬

‫عوامل الدافعية‪ :‬وهي إذا توافرت تسبب الرضا وتحفز الفرد إلى مزيد من العمل والجهد‪،‬وتتعلق هذه العوامل بجوهر العمل مثل‪ :‬‬
‫العتراف‪،‬الترقاية‪،‬التطور‪،‬العتراف بالجميل‪،‬المسؤولية‪،‬وغيرها‪،...‬ومنه فإن توفير هذه الحاجات والعوامل للعاملين في المؤسسة هو‬
‫‪.‬عامل لرضى العاملين وتحفيزهم أكثر‬

‫نستنتج بأن المؤسسة لبد أن تتجنب الستياء أو عدم الرضى‪،‬من خلل الخذ بالحسبان بيئة العمل‪،‬سياسة المؤسسة المنية‪،‬والتركيز‬
‫على تحسين شروط العمل والمكافآت‪،‬لن هذه العوامل هي جزء من المطالب العادية للعمال‪،‬من جهة‪،‬ومن جهة أخرى الحث على‬
‫الرضى أو إحداث الرضى‪،‬وذلك من خلل ترشيد وتبسيط العمل‪،‬مع إعطاء العمال مهام أكثر تعقيدا مصحوبة بأكثر حرية‬
‫‪.‬وأكثر‪،‬مسؤولية‬

‫الذي ميز بين نوعين من الفراد في ‪DOUGLAS McGREGOR ،‬هناك مفكرين آخرين ينتمون إلى هذه المدرسة‪،‬مثل‬
‫تنص على أن العامل يحب ‪ Z ،‬تنص على أن العامل ليحب العمل لبد أن يراقاب ويتابع ‪،...‬بينما النظرية ‪ X :‬المؤسسة‪:‬النظرية‬
‫فتحدث عن ديناميكية المجموعة‪،‬حيث اهتم بسلوكات المجموعة‪،‬وأن ‪ KURT LEWIN،‬العمل طواعية ول حاجة لمراقابته ‪،...‬أما‬
‫‪.‬النشاطات والسلوكات النفسية للفراد ل تتحد بالحيازات الفردية للفراد‪،‬لكن بالعلقاات التعاونية التي تحوزها داخل المجموعة‬

‫‪ (L’ecole Mathematique)(1945):‬المدرسة الرياضية ‪3-‬‬

‫تسمى كذلك المدرسة الكمية‪،‬حيث مع تطور المؤسسات والعمال تم إدخال مجموعة من الوسائل التقنية الكمية في التسيير بهدف‬
‫وذلك بإدخال البرمجة ‪ "MORGENSTERN"،‬التحكم أكثر في التسيير والدارة ومراقابة نشاطات المؤسسة‪،‬ومن أهم المفكرين‬
‫‪...‬الخطية‪،‬الطرق الحصائية‬

‫يمكن القول أن أفكار هذه المدرسة تنطوي على فكرة مؤداها أن الدارة يمكن النظر إليها كعملية منطقية يمكن التعبير عنها في شكل‬
‫كمي وعلقاات رياضية ومن ثم يمكن معالجة المشاكل الدارية من خلل وضع نموذج كمي يعبر عن العلقاات المختلفة التي تمثل‬
‫‪ :‬متغيرات المشكلة وعلى أساس الهداف المراد الوصول إليها‪،‬ومن أهم النماذج الرياضية لحل المشكلت الرياضية ما يلي )‪(10‬‬

‫‪.‬نموذج البرمجة الخطية ويستخدم في تحديد تشكيلة المنتجات المثلى المزمع إنتاجها والتي تحقق أعلى أرباح وأقال تكلفة ‪‬‬
‫‪.‬نموذج النقل والذي يهدف إلى الوصول إلى أفضل شبكة نقل والتي معها تقل تكاليفها إلى أدنى حد ممكن ‪‬‬

‫نموذج شبكة بيرت والذي يستخدم في تخطيط المشروعات الجديدة والعمليات النتاجية التي يعتمد تنفيذها على تتابع معين للنشطة ‪‬‬
‫‪.‬المكونة للمشروع أو العملية‬

‫نموذج نظرية المباريات )اللعاب( والذي يستخدم في أغراض المفاوضات مع الزبائن والموردين والطراف التي تتعامل معها ‪‬‬
‫‪.‬المؤسسة بغرض الوصول إلى الستراتيجيات الواجب اتباعها والتي تحقق مكاسب مرضية للمؤسسة‬

‫إل أن الهتمام بها دون مراعاة العوامل السلوكية والتنظيمية جعلها تفتقد إلى الشمولية وهو ما دفه المفكرين إلى الهتمام بالعنصر‬
‫‪.‬الخرى زيادة عن الجانب الكمي في التسيير‬

‫‪:‬المدرسة النيوكلسيكية )الكلسيكية الحديثة( ‪4-‬‬

‫استفادت هذه المدرسة من مختلف الفكار السابقة‪،‬إذ جمعت بين الجانب الكمي والجانب النساني ونجحت في ولدة الدارة‬
‫بالهداف‪،‬من خلل إشراك الداريين والعمال في الدارة وذلك عن طريق محاولة ربط أهداف كل منهما ببعض والتقائها بأهداف‬
‫المؤسسة ككل‪،‬وهي طريقة لربط العمال أكثر بمؤسستهم‪،‬ولقد كان من روادها العاملين في الميدان من إداريين‪،‬إطارات‬
‫‪:Alfreed Pritchard sloan (1875-1966)،(Octave Gelinier(1966)،Peter Ferdinand Drucker (1909)،‬ومهندسين‬
‫‪:‬وتمثل أهم أفكارهم فيما يلي)‪(11‬‬

‫تكلم عن لمركزية منسقة‪،‬حيث ل مركزية السلطة تدفع بالمبادرة‪،‬والمسؤولية ‪- Alfreed Pritchard sloan (1875-1966):‬‬
‫‪.‬والمرونة مع إلزامية استقللية القرارات والمراقابة الدورية للنتائج‬

‫تحدث عن قااعدتين أساسيتين لفاعلية المؤسسة )‪-1‬المنافسة‪-2،‬البداع(‪،‬ويضيف إليهما الغاية ‪- (Octave Gelinier(1966):‬‬
‫النسانية‪،‬وحتى تكون المؤسسة فعالة لبد أن تحدد المهام التي يجب أن تتحملها الدارة العامة‪،‬خاصة تعريف السياسة العامة وهيكلة‬
‫‪.‬المسؤوليات‬

‫أكد على أن الدارة أصبحت وظيفة أساسية في المجتمع‪،‬وتتمثل المهام الساسية للدارة ‪- Peter Ferdinand Drucker (1909):‬‬
‫‪:‬فيما يلي )‪(Management‬‬

‫‪.‬تحديد المهمة ووضع الهداف الخاصة بالمؤسسة بوضوح ‪1-‬‬

‫‪.‬إعداد برنامج إنتاجي ورضا في العمل ‪2-‬‬

‫‪.‬تسيير الوقاائع )كل ما يحدث في المؤسسة ( والمسؤوليات الجتماعية ‪3-‬‬

‫نستنتج بأن الدارة بالهداف أعطت أهمية كبيرة للجانب الداري‪،‬انطلقاا من تحديد الهداف‪،‬تحليل وتنظيم العمل في هيكل‪،‬تحفيز‬
‫‪...‬واتصال‪،‬القياس بالعتماد على المعايير وتكوين الفراد‬

‫‪ (L’approche Systemique):‬التوجه النظامي للمؤسسة ‪5-‬‬

‫‪ (Kenneth Boulding)،(Norbert‬بالضافة إلى‪ (Ludwig Von Bertalanffy)،‬من بين أهم مؤسسي النظرة النظامية للمؤسسة‬
‫يقوم مدخل النظمة على ربط المؤسسة بكل من البيئة ‪ (Martin Star)،‬و )‪(Jay Forrester‬و )‪Weiner)،(Sttafford Beer‬‬
‫الداخلية والخارجية‪،‬فوظائف الدارة وعمل المدير ل يرتبط فقط بالمتغيرات الداخلية ولكنها تعتبر جزء من بيئة أكبر و تتأثر‬
‫بالمتغيرات البيئية الخارجية في اتخاذ كافة قاراراتها‪،‬وعليه نجد أن مدخل النظمة ينظر إلى المؤسسة على أنها نظام موحد وموجه‬
‫نحو تحقيق أهداف مشتركة معينة‪،‬ومن ثم يجب أن تتفاعل أجزاؤه بطريقة تحق هذه الهداف‪،‬فبدل من التعامل مع المشكلت المختلفة‬
‫‪.‬كأجزاء منفصلة‪،‬فإن مدخل النظمة يقوم على افتراض أخذ جميع عناصر النظام ككل في العتبار‬

‫تعتبر المؤسسة حسب نظرية النظم على أنها تعمل بموجب نظام متحد ومؤلف من أجزاء متداخلة‪،‬ومنه يمكن تعريف النظام على أنه)‬
‫‪ " :( 12 ".‬عبارة عن مجموعة من القاسام المتداخلة والعاملة معا لهدف أو لهداف محددة‬

‫على أنه)‪ ": (13‬مجموعة العناصر المتفاعلة‪،‬الموجهة نحو تحقيق هدف"‪،‬أما "‪ "Von Bertalanffy‬يمكن تعريف النظام حسب‬
‫فيعرف النظام على النحو التالي)‪ ":( 14‬هو مجموعة من العناصر في تفاعل ديناميكي والمبنية على هدف"‪.‬كما يعرف " ”‪Rosnay‬‬
‫النظام على أنه )‪":( 15‬مجموعة من الجزاء التي تتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف معينة وبطريقة تكون كل متكامل يزيد‬
‫من مجرد الجمع المادي لهذه الجزاء"‪،‬فالمؤسسة هي مجموعة من الجزاء المعتمدة على بعضها والتي تعمل ككل واحد لتحقيق‬
‫‪.‬غرض أو هدف معين‬

‫نستنتج بأن النظام ما هو إل تجميع لعدة عناصر مترابطة فيما بينها وفي تفاعل ديناميكي‪،‬مجندة ومعبئة في الهياكل بحسب‬
‫الهداف‪،‬والمؤسسة يمكن تشبيهها بالنظام لنها مركبة من عناصر أو أنظمة فرعية )أفراد‪،‬رؤوس‬
‫أموال‪،‬تجهيزات‪،‬وظائف‪،‬معلومات‪،‬بيئة خارجية‪،(...‬فهي مثل جسم النسان المركب من أعضاء )القلب‪،‬الرئتين‪،‬الكلية‪،‬الوعية‬
‫الدموية…( والتي تسمح للنسان بالحياة والقيام بمختلف تحركاته وأعماله‪،‬وبالتالي فإن هيكل وسير النظام ونجاحه في المؤسسة‬
‫‪:‬مرتبط بثلثة عوامل)‪(16‬‬

‫‪.‬التفاعل بين هذه العناصر )الموال‪،‬الفراد‪،‬المواد‪،‬اللت…(‪1-‬‬

‫‪ .‬الغايات والهداف التي حددتها )الستمرارية‪،‬النمو‪،‬إرضاء الفراد(‪2-‬‬

‫‪.‬البيئة الخارجية )اقاتصادية‪،‬قاانونية‪،‬اجتماعية‪3-(...،‬‬

‫‪:‬كما يرى البعض بأن نجاح النظام يتطلب توافر ثلثة دعامات أساسية)‪(17‬‬

‫‪.‬توازن داخلي بين الجزاء المكونة للنظام ‪1-‬‬

‫‪.‬التعايش مع البيئة الخارجية ‪2-‬‬

‫‪.‬نظام جيد للتصال بالبيئة ‪3-‬‬

‫تعتبر المدرسة النظامية المؤسسة على أنها نظاما مفتوحا على البيئة من خلل تفاعله باستمرار مع البيئة ويبحث بصفة مستمرة عن‬
‫الموارد بهدف استغللها والستفادة منها‪،‬ويتغير هذا النظام ويتكيف بصفة مستمرة مع البيئة الخارجية‪،‬عن طريق البحث عن مدخلت‬
‫جديدة واستخدام عمليات تحويلية وإنتاج مخرجات ليضعها في متناول من يطلبها ويحتاج إليها‪،‬لهذا يتألف نظام المؤسسة‪-‬حسب‬
‫‪:‬نظرية النظم‪ -‬من العناصر الربعة التالية)‪(18‬‬

‫‪.‬المدخلت ‪‬‬

‫‪.‬العمليات التحويلية ‪‬‬

‫‪.‬المخرجات ‪‬‬

‫‪.‬المعلومات المرتدة ‪‬‬


‫‪:‬فضل عن ذلك فإن النظام المفتوح له سمات أخرى هامة ذات علقاة بدراسة المؤسسات‪،‬أهمها)‪(19‬‬

‫خاصية الدورة‪:‬النظام المفتوح عبارة عن سلسلة من الحداث والنشطة المتعاقابة‪،‬حيث أن مخرجات النظام تشكل مصدرا لمدخلت ‪‬‬
‫‪.‬جديدة تعمل على تكرار الدورة‬

‫مقاومة الفناء‪ :‬يستطيع النظام المفتوح البقاء والمحافظة على ذاته من الفناء‪،‬بل والنمو لكونه يملك المقدرة على استخدام طاقاة ‪‬‬
‫‪.‬وموارد )مدخلت ( تفوق مخرجاته‬

‫الوعي بالبيئة‪ :‬لكل نظام مفتوح حدوده التي تفصله عن بيئته‪،‬وإن كان من الصعب تحديد هذه الحدود بدقاة‪،‬وهناك علقاة اعتمادية ‪‬‬
‫‪.‬وتبادلية بين النظام وبيئته‪،‬ومنه فإن التغيير في بيئة النظام يمكن أن يؤثر في جانب أو أكثر من النظام والعكس صحيح أيضا‬

‫‪.‬الستقرار والثبات‪ :‬إن الموارد )المدخلت ( التي يحصل عليها لتجنب الفناء‪،‬تؤدي إلى حالة ثابتة نسبيا ‪‬‬

‫الميل نحو التوسع والنمو‪ :‬حينما يزداد النظام تعقيدا‪،‬ويسعى للتغلب على خاصية الفناء‪،‬يتحرك النظام المفتوح نحو النمو ‪‬‬
‫والتوسع‪،‬ولكي تضمن بقاءها‪،‬تعمل النظم المعقدة الكبيرة نحو تحقيق هامش من المان يتجاوز الحد المطلوب للبقاء‪.‬فالنظم الفرعية‬
‫‪.‬الكثيرة المعقدة داخل النظام تميل إلى استخدام مزيد من المدخلت تفوق ما تتطلبه المخرجات‪،‬وذلك لكي تتغلب على خاصية الفناء‬

‫توازن أنشطة الصيانة وأنشطة التكيف‪ :‬تعمل النظم المفتوحة على تحقيق نوع من التوافق والمواءمة بين النشطة التي تعمل على ‪‬‬
‫ضمان بقاء النظمة الفرعية في حالة توازن‪/‬ثبات‪،‬وإبقاء النظام ككل في توازن مع بيئته‪،‬وهذا يحول دون التغييرات السريعة المفاجئة‬
‫التي يمكن أن تخل بتوازن النظام‪.‬ومن ناحية أخرى‪،‬فالنشطة التكيفية ضرورية للنظام حتى يستطيع أن يتكيف مع المتطلبات الداخلية‬
‫‪.‬والخارجية مع مرور الزمن‪،‬وكل النشاطين ضروري لبقاء المؤسسة‬

‫وجود أكثر من بديل لتحقيق الهدف‪ :‬تعني أن المؤسسة يمكن أن تحقق أهدافها بمدخلت وعمليات تحويلية متنوعة‪،‬وتكمن أهمية هذا ‪‬‬
‫‪.‬المفهوم في العتقاد بوجود أكثر من حل واحد لمشكلة معينة بدل من محاولة التوصل إلى حل مثالي جامد‬

‫من أهم فوائد التي يمكن استخلصها من هذه النظرية‪،‬هي أنها تركز على العلقاات بين العناصر بدل من التركيز على طبيعة‬
‫العناصر ذاتها‪،‬فالعنصر يحدد ويعرف بمكانته في النظام وليس بطبيعته الخصوصية‪،‬ومنه فإن سلوك كل عنصر يختلف من علقاة‬
‫‪...‬لخرى‪،‬مثل استراتيجية التكلفة يمكن أن تكون في سياق تنافسي معين ولكن غير مناسبة في سياق آخر‬

‫إن نظرية النظمة تنظر إلى الكل وليس إلى الجزاء المكونة للكل‪،‬فإذا حدث تغيير في جزء ما فإن بقية الجزاء سيطرأ عليها التغيير‬
‫هي الخرى‪،‬حيث أن أي تغير في البيئة التنافسية للمؤسسة قاد يجعل أمورا كثيرة تتغير في النظمة الفرعية للمؤسسة )القيم‪،‬أنظمة‬
‫‪.‬التعويض‪،‬الستراتيجية‪،‬الهيكلة‪،‬النظام التسويقي‪،‬النظام النتاجي…(‪،‬وذلك تكيفا مع الوضاع التنافسية الجديدة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بيئة المؤسسة القاتصادية‬

‫تنشط المؤسسة القاتصادية في بيئة متنوعة ومعقدة سواء تعلق المر بالبيئة الداخلية أو البيئة الخارجية‪،‬إ‪ ،‬معرفة البيئة التي تنشط فيها‬
‫المؤسسة من المهام الساسية للستراتيجيين من خلل جمع المعلومات عن التغيرات التي تحدث فيها ومدى تأثيرها على‬
‫المؤسسة‪،‬وذلك بما تتيحه من فرص أو تفرضه من تهديدات‪،‬لن نجاح المؤسسة يتوقاف على مدة تكيفها مع البيئة الخارجية بطريقة‬
‫‪.‬تزيد من درجة استفادتها من الفرص وتزيد من قادرتها على مواجهة التهديدات البيئية‬

‫إن بيئة المؤسسة الخارجية متعددة المتغيرات‪،‬حيث تشمل البيئة القاتصادية والجتماعية‪،‬البيئة السياسية والقانونية‪،‬البيئة‬
‫الثقافية‪،‬المنافسون‪،‬الزبائن‪،‬الموردين‪،‬القوى العاملة…‪،‬هذا فضل عن البيئة الداخلية للمؤسسة والمتمثلة في القدرات والمكانيات‬
‫الداخلية للمؤسسة في مختلف وظائفها )الدارة‪،‬المالية‪،‬التسويق‪،‬النتاج‪،‬التموين…(‪،‬حيث أن تقييم هذه العناصر يسمح للمؤسسة‬
‫بالتعرف على نقاط قاوتها ونقاط ضعفها‪،‬ومنه أخذ فكرة كافية عن مدى قادرتها على استغلل الفرص أو تفادي التهديدات التي تفرضها‬
‫‪.‬البيئة الخارجية‬
‫تعريف البيئة‪ :‬يمكن تعريف البيئة على أنها)‪ " :( 1‬كافة المتغيرات التي لها علقاة بأهداف المؤسسة وتؤثر بالتالي على مستوى ‪1-‬‬
‫كفاءتها وفعاليتها‪،‬هذه المتغيرات منها ما يخضع إلى حد كبير‪-‬لسيطرة الدارة – مثل مستوى أداء العاملين وكفاءة تشغيل عناصر‬
‫النتاج من مواد خام وآلت ومجهود العاملين‪،‬ومنها ما ل يخضع لسيطرة الدارة مثل القرارات السياسية والقاتصادية للدولة وعادات‬
‫‪".‬وتقاليد ومعتقدات أفراد المجتمع‬

‫‪:‬هناك تعاريف أخرى للبيئة نلخصها فيما يلي)‪(2‬‬

‫‪ ".‬البيئة هي جميع العوامل والمتغيرات الواقاعة خارج حدود المؤسسة " ‪ (Robbins):‬تعريف روبنز ‪-‬‬

‫‪ ".‬البيئة هي جميع الظواهر خارج المؤسسة وتؤثر أو لديها إمكانات التأثير على المؤسسة " ‪ (Hawley):‬تعريف هاولي ‪-‬‬

‫تتمثل البيئة في تلك الحداث والمنظمات والقوى الخرى ذات الطبيعة الجتماعية " ‪ Voich):‬و ‪ (Wren‬تعريف وران و فواش ‪-‬‬
‫‪".‬والقاتصادية‪،‬والتكنولوجية والسياسية‪،‬والواقاعة خارج نطاق السيطرة المباشرة للدارة‬

‫بالضافـة إلى ذلـك هـناك مـن يرى بأن المحيط هو تلك القوى والعوامل الفاعلة والمؤرة داخليا‬

‫‪.‬وخارجيا في أعمال المؤسسات ونشاطاتها )‪(3‬‬

‫‪:‬نستنتج مما سبق بأن مفهوم البيئة ينطوي على عدة ملمح هامة‪،‬والتي من بينها‬

‫البيئة تشتمل على الطراف المتعاملة مع المؤسسة وما يصدر عنها من قارارات وتصرفات وسياسات •‬

‫واستراتيجيات مؤثرة على قادرة المؤسسة على تحقيق أهدافها)منافسين‪،‬موردين‪،‬بنوك‪،‬مساهمين‪،‬موزعين…(‬

‫‪.‬من المستحيل تصور مؤسسة تستطيع مزاولة نشاطاتها بمعزل عن البيئة‪،‬لن مصيرها هو الزوال •‬

‫‪:‬تتباين قادرات المؤسسات في كيفية العامل والتفاعل مع البيئة‪،‬بحيث نجد هناك نوعين من المؤسسات •‬

‫المؤسسة المتفاعلة‪:‬تتمثل في تلك المؤسسات التي تتفاعل مع البيئة‪،‬والتي تغير من سياساتها واستراتيجياتها وقاراراتها وفقا لتغيرات ‪‬‬
‫‪.‬البيئة‪.‬وعادة ما تكون هذه المؤسسات تابعة للقائد وقاليلة المكانيات‬

‫المؤسسات الفعالة‪:‬تتمثل في تلك المؤسسات التي تسعى إلى تهيئة وتسخير البيئة بما يخدم مصالحها ويحقق أهدافها‪،‬مثل ما قاامت به ‪‬‬
‫شركة كوكاكول في منتصف السبعينات عندما قاامت بمساعدة أحد الحزاب السياسية الهندية للوصول إلى السلطة بتمويل برنامج‬
‫الحزب في بناء المستشفيات والمدارس في بعض الماكن النائية مقابل انتزاع قارار من أعضاء ذلك الحزب بالسماح للشركة باستثمار‬
‫‪.‬أموالها داخل الهند‪،‬وعادة ما تكون هذه المؤسسات قاائدة في السوق‬

‫‪:‬إلى ثلثة مستويات‪،‬هي)‪ Anthony) (4‬و ‪ (Hodge‬تصنيف بيئة المؤسسة‪ :‬يمكن تصنيف بيئة المؤسسة حسب هودج و أنتوني ‪2-‬‬

‫‪.‬البيئة الجزئية ‪1-‬‬

‫‪.‬البيئة الوسيطة ‪2-‬‬

‫‪.‬البيئة الكلية ‪3-‬‬

‫في دراستنا هذه سنلخصها في مستويين فقط‪ -1 :‬البيئة الخارجيـة‪،‬وتشمـل كل العـوامل خـارج‬
‫المؤسسة)البيئة الوسيطة والبيئة الكلية(‪ - 2،‬اليئة الداخلية‪:‬تشمل كل العوامل داخل المؤسسة‪،‬أو كما يسميها البعض البيئة‬
‫‪.‬الجزئية)المؤسسة نفسها(‬

‫البيئة الخارجية للمؤسسة القاتصادية‪ :‬من مصلحة المؤسسة رصد ما يحدث في البيئة الخارجية من‪1.2-‬‬

‫تغيرات إيجابية أو سلبية )الفرص والتهديدات (‪،‬فالبيئة الخارجية للمؤسسة تتكون من مختلف القوى التي تقع خارج حدود المؤسسة‬
‫وتتفاعل مع بعضها لتؤثر على المؤسسات بطرق مختلفة‪،‬وتتكون من مستويين )البيئة الكلية‪،‬البيئة الوسيطة أو الصناعية(‪ ،‬كما هو‬
‫‪ ( ).‬موضح في الشكل رقام‬

‫الشكل رقام ) (‪ :‬مكونات البيئة الخارجية للمؤسسة‬

‫المصدر‪:‬محمد أحمد عوض‪:‬الدارة الستراتيجية‪:‬الصول والسس العلمية‪،‬الدار الجامعية بالسكندرية‪،‬مصر‪،2001،‬ص ‪96‬‬

‫البيئة القاتصادية‪ :‬تتمثل في الوضع القاتصادي العام السائد ومؤشراته المختلفة التي قاد تتأثر بها المؤسسات المستويين المحلي‪1.1.2-‬‬
‫‪:‬والعالمي‪،‬ومن بين أهم هذه المؤشرات‬

‫‪.‬معدل الفائدة‪ – .‬الميل للنفاق ‪-‬‬

‫‪.‬الميل للدخار‪ – .‬معدل التضخم ‪-‬‬

‫‪.‬إمكانية القاتراض‪ - .‬الضرائب والرسوم ‪-‬‬

‫متوسط الدخل الفردي‪ – .‬ميزان المدفوعات ‪-‬‬

‫‪.‬السياسات القاتصادية والمالية ‪ -‬قايمة العملت الجنبية ‪-‬‬

‫إن المؤسسة من الواجب عليها تقييم هذه العناصر وغيرها من أجل أخذ فكرة عن الفرص المتاحة والتهديدات الموجودة في السوق أو‬
‫‪.‬في البلد التي ترغب العمل فيه‬

‫البيئة الجتماعية والثقافية‪ :‬تتعلق بالقيم الجتماعية السائدة والعادات والتقاليد والتصرفات التي تحكم سلوك الفراد ‪2.1.2-‬‬
‫والمجموعات‪،‬وكيفية تعاملهم مع الحقوق النسانية والتطورات الثقافي‪،‬والخصائص السكانية والمكانية والحضارية السائدة في المجتمع‬
‫أو الدولة التي ترغب المؤسسة أن تنشط فيه‪،‬والتي قاد تخلق فرصا أمام المؤسسة أو تضع أمامها تهديدات لبد من تفاديها بذكاء وإل‬
‫‪:‬فمصير المؤسسة هو النسحاب من السوق‪،‬ومن أهم العناصر المكونة للبيئة الجتماعية ما يلي‬

‫‪.‬عدد المواليد‪ - .‬مستوى الثقافة والتعليم‪- .‬الولء للوطن‪ - .‬أهمية الصحة والنظافة ‪-‬‬

‫طرق قاضاء وقات الفراغ‪ - .‬عدد المنتمين إلى الديانات المختلفة‪ - .‬عدد النساء العاملت‪ – .‬الجماعات المؤثرة اجتماعيا‪ - .‬القيم ‪-‬‬
‫‪.‬الدينية السائدة‪ – .‬عادات الشراء والتسوق‬

‫‪.‬هيكل السكان) السن‪/‬الجنس(‪ .‬أهمية الجودة والدقاة ‪-‬‬

‫البيئة السياسية والقانونية‪ :‬تتمثل في القوانين والتشريعات الحكومية التي تحدد علقاات المؤسسات بالدولة إضافة إلى الفلسفة ‪3.1.2-‬‬
‫السائدة والهداف التي تؤمن بها الحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحكم)‪ ،(5‬والتي قاد تكون مصدرا للفرص أو مصدرا‬
‫‪:‬للتهديدات بالنسبة للمؤسسات‪،‬ومن أهم العناصر المشكلة للبيئة السياسية والقانونية‪،‬ما يلي‬

‫الضرائب والرسوم‪ – .‬العفاءات الجمركية‪ - .‬العلقاات الدولية‪ – .‬القرارات السياسية‪ - .‬الستقرار السياسي‪ - .‬التحالفات ‪-‬‬
‫‪.‬القاتصادية والعسكرية‬

‫‪.‬تحديد السعار‪ - .‬قاوانين حماية البيئة‪ – .‬قاوانين حماية المستهلك ‪-‬‬

‫…المواصفات القياسية للجودة‪ – .‬قاوانين العمالة المحلية والجنبية ‪-‬‬

‫البيئة التكنولوجية‪ :‬تتمثل في الظروف العامة لتطور التكنولوجيا وتوافرها لدى المؤسسات الراغبة في الحصول عليها‪،‬إضافة ‪4.1.2-‬‬
‫إلى تطور مجالت المعرفة والعلم‪،‬وقادرة كل منها على اكتشاف شتى النواع والشكال التكنولوجية التي تستفيد منها المؤسسات‬
‫وابتكارها واختراعها وخاصة فيما يعود إلى استخدامها في عملياتها النتاجية والتسويقية)‪،(6‬وتعتبر التغيرات التكنولوجية بدورها‬
‫بمثابة مصدر من مصادر الفرص والتهديدات بالنسبة للمؤسسات‪،‬وبالتالي فما على المؤسسات إل العمل على التعرف على التطورات‬
‫التكنولوجية الجديدة والعمل بها‪،‬لن المؤسسات التي ل تستطيع مواكبة التغيرات التكنولوجية المتطورة ل يمكنها أن تتنافس وتعمر‬
‫‪ :‬طويل في السوق‪،‬ومن أهم العناصر المشكلة للبيئة التكنولوجية‪،‬ما يلي)‪(7‬‬

‫‪.‬التكنولوجيا المستخدمة من قابل المنافسون‪ – .‬التكنولوجيا الحديثة في التدريب ‪-‬‬

‫‪.‬طرق الحصول على التكنولوجيا‪ - .‬التكنولوجيا الحديثة في التخزين ‪-‬‬

‫‪.‬المؤسسات الرائدة في استخدام التكنولوجيا‪ – .‬التكنولوجيا المستخدمة في النتاج ‪-‬‬

‫‪.‬الستثمارات المطلوبة للحصول على التكنولوجيا‪ – .‬التكنولوجيا الحديثة في النتاج ‪-‬‬

‫المنافسون‪ :‬تتمثل في المؤسسات التي تعرض أو تبيع المنتجات نفسها المنافسة لمنتجات مؤسستنا للزبائن أنفسهم )‪،(8‬وتشكل ‪5.1.2-‬‬
‫المنافسة التي تواجهها المؤسسة في السوق تهديدا كبيرا في حالة تفوق المنافسين وقاوتهم مقارنة بالمؤسسة المعنية‪،‬بينما ضعف‬
‫المنافسين يسمح بظهور فرص أمام المؤسسة يمكن أن تقتنصها في حالة معرفة استغللها‪،‬أو بعبارة أخرى كلما كانت للمؤسسات‬
‫المنافسة نقاط قاوة فإنها تشكل تهديدا على المؤسسة والعكس صحيح‪.‬وتزداد حدة المنافسة كلما زاد عدد المؤسسات التي تنشط في نفس‬
‫‪.‬القطاع وتساوت القوة النسبية بينهم‬

‫مع الشارة إلى أن المؤسسات اليقظة ل تكتفي بالتعرف على خصائص المنافسون الحاليون‪،‬بل تعمل من أجل اكتشاف المنافسون‬
‫المحتملون والذين ينتظرون الفرصة السانحة للدخول إلى السوق وتهديد المؤسسة‬
‫الزبائن‪ :‬إن الزبائن هم ركيزة تواجد المؤسسة‪،‬وعليه فلبد من إشباع حاجياتهم ورغباتهم بطريقة أفضل عن المنافسين‪،‬ومن ‪6.1.2-‬‬
‫أجل الوصول إلى ذلك لبد من معرفة توجهاتهم وأذواقاهم وأنماط استهلكهم ومختلف الخصائص التي يتميزون بها‬
‫) الدخل‪،‬الحساسية للسعر‪،‬الولء للعلمات التجارية‪،‬الحساسية للجودة…(‪،‬لن الزبائن يشكلون مصدرا للفرص التي يمكن أن تستغلها‬
‫المؤسسة ومصدرا للتهديد التي يمكن أن تعيق المؤسسة للوصول إلى تحقيق أهدافها‪،‬ومن أجل حسن التواصل معهم استخدمت‬
‫المؤسسات تقانات مهمة ومسهلة لذلك‪،‬من بينها)‪ " :( 9‬تكوين قاوائم بيانات شخصية عنهم وعن ميولهم‪،‬وفتح خطوط وقانوات اتصالية‬
‫‪ ".‬مجانية‪،‬والبقاء هاتفيا والكترونيا معهم ليل ونهارا وعلى مدار كامل السنة‬

‫الموردون‪ :‬إن المردون باعتبارهم مصدر لجلب المواد الولية ولوازم العمل للمؤسسة يمكن اعتبارهم من المحددات الرئيسية ‪7.1.2-‬‬
‫لنجاح أو فشل المؤسسات‪،‬بفعل الفرص الكثيرة التي قاد يتيحونها للمؤسسات من جهة‪،‬ومن جهة أخرى بفعل التهديدات الكثيرة التي قاد‬
‫تواجهها المؤسسات في حالة سوء التعامل معهم أو اختيارهم‪،‬إنه من مصلحة المؤسسة بناء علقاات متميزة مع مورديها وتنويع‬
‫الموردين من أجل الحصول على المزايا الكثيرة )السعر‪،‬الجودة‪،‬مواعيد التسليم‪،‬شروط الدفع‪،‬قابول المردودات…(‪،‬وعكس ذلك يحث‬
‫للمؤسسة في حالة اعتمادها على مورد واحد‪،‬فقد ل تتوفر فيه الصفات المناسبة أو أنه يفرض شوطه على المؤسسة‪،‬وهو ما يشكل‬
‫‪.‬تهديدا للمؤسسة )سوء الجودة‪،‬ارتفاع السعر‪،‬انقطاع في التموين‪(...،‬‬

‫نستنتج بأن المؤسسة مجبرة على معرفة كل الموردين المحتملين ثم اختيار أولئك الذين تتوفر فيهم الشروط المناسبة التي تبحث عنها‬
‫‪.‬المؤسسة‪،‬وعدم العتماد على مورد واحد‬

‫القوى العاملة‪ :‬يمثل العاملون وسوق العمل أحد القوى الموجودة في بيئة المؤسسة الخارجية )البيئة الصناعية(‪،‬والتي ينبغي ‪8.1.2-‬‬
‫تقيمها دوريا من أجل التعرف على ما تخلفه من تهديدات وفرص للمؤسسة‪،‬حيث أن غياب العمالة المدربة في السوق يمكن اعتباره‬
‫تهديدا للمؤسسات المتنافسة عالميا‪،‬كذلك بالنسبة لمعدل دوران العمالة المرتفع‪،‬بينما زيادة العرض في اليد العاملة قاد يعطي فرصة‬
‫‪.‬للمؤسسات للحصول على يد عاملة رخيصة وبأقال تكلفة‬

‫السلع البديلة‪ :‬تتمثل في تلك السلع التي يمكن أن يلجأ إليها الزبون في حالة وجود مشاكل في منتجات المؤسسة‪،‬فهي السلع ‪9.1.2-‬‬
‫والخدمات البديلة للسلع التي تقدمها مؤسسة ما‪،‬علما أن وجود سلع بديلة يحد من قادرة المؤسسة على رفع السعار خوفا من تحول‬
‫الزبائن إلى اقاتناء السلع البديلة‪،‬وهو ما يمثل تهديدا للمؤسسة‪،‬ويفرض على المؤسسة تخفيض السعار ورفع الجودة…‪،‬بينما في حالة‬
‫‪.‬غياب السلع البديلة فإنه يمكن اعتبارها فرصة للمؤسسة قاد تستغلها‬

‫البيئة الداخلية للمؤسسة‪ :‬تمثل البيئة الداخلية للمؤسسة أحد المتغيرات الرئيسية في فشل أو نجاح المؤسسة‪،‬وتلعب دورا أساسيا ‪2.2-‬‬
‫في إمكانية استغلل الفرص من عدمه‪،‬ومنه ينبغي على المؤسسة التعرف على مواردها وإمكانياتها الداخلية من أجل تكوين فكرة‬
‫شاملة عن قادراتها في التعامل مع البيئة الخارجية‪،‬وعليه عادة ما يتم تحليل أهم وظائف المؤسسة وتنظيمها‬
‫‪) .‬التسويق‪،‬النتاج‪،‬التموين‪،‬التمويل‪،‬الموارد البشرية‪،‬البحوث والتطوير(‬

‫وظيفة التسويق‪:‬علما أن التسويق يتضمن تلك النشطة المتعلقة بضمان انسياب السلع والخدمات من أماكن النتاج إلى أماكن ‪1.2.2-‬‬
‫الستهلك‪،‬فضل عن دراسة السواق ومنح الضمانات والخدمات ما بعد البيع‪،‬وعادة ما يتم الحكم على نجاح أو فشل الوظيفة‬
‫‪:‬التسويقية بمدى قاوة أو ضعف النقاط التالية)‪(10‬‬

‫‪.‬القدرة على التحكم في تكلفة التسويق ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على التنبؤ ‪-‬‬

‫‪.‬وجود ميزانية كافية للعلنات والجهود البيعية ‪-‬‬


‫‪.‬إقاناع الزبائن بعدالة أسعار المؤسسة ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على جمع المعلومات عن السواق والزبائن والستفادة منها ‪-‬‬

‫‪.‬وجود منافذ توزيع تحتل مواقاع ممتازة ‪-‬‬

‫‪.‬وجود رجال بيع على درجة عالية من الكفاءة ‪-‬‬

‫‪.‬وجود تنظيم جيد لدارة التسويق ‪-‬‬

‫‪.‬ولء الزبائن لمنتجات المؤسسة ‪-‬‬

‫‪.‬مرونة السعار بحيث يمكن تخفيضها إذا تغيرت ظروف السعر ‪-‬‬

‫‪.‬وجود خدمات ما بعد البيع ‪-‬‬

‫وظيفة النتاج‪ :‬تتكفل هذه الوظيفة بتلك النشطة التي تسمح بتحويل المدخلت )المواد الولية ولوازم العمل( إلى مخرجات ‪2.2.2-‬‬
‫‪) :‬منتجات تامة الصنع أو نصف مصنعة(‪،‬ويتحدد نجاحها بقوة أو ضعف العناصر المكونة لها‪،‬والتي نذكر من أهمها)‪(11‬‬

‫‪.‬وجود تشكيلة متكاملة من المنتجات بالسعر والجودة المناسبة ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على صيانة اللت وضمان التشغيل ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على تخفيض تكلفة النتاج وتقديم منتوج منخفض السعر ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على تخفيض وزيادة حجم النتاج ‪-‬‬

‫‪.‬العتماد على مستوى تكنولوجيا مناسبا ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على تحقيق وفورات الحجم الكبير ‪-‬‬

‫‪ .‬وجود آلت وتجهيزات يمكن استخدامها لنتاج أكثر من منتوج)نظام الصنع المرن( ‪-‬‬

‫وظيفة التموين)المداد(‪ :‬تتضمن النشطة المساعدة على توفير المواد الخام ومستلزمات النتاج وتخزينها بطريقة ‪3.2.2-‬‬
‫مناسبة‪،‬فضل عن تحزين المواد التامة الصنع إلى حين بيعها‪،‬ومن أهم عوامل نجاح أو فشل هذه الوظيفة مدى قاوة أو ضعف العناصر‬
‫‪:‬التالية)‪(12‬‬

‫‪.‬وجود علقاة طيبة مع الموردين ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على الشراء بكميات كبيرة ‪-‬‬

‫‪.‬تعدد مصادر التوريد ‪-‬‬

‫‪.‬توافر فريق تفاوض قاادر على الحصول على أحسن شروط الشراء ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على توفير)تقليل( نفقات التخزين ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على الوفاء باحتياجات التصنيع بالحد الدنى من المخزون ‪-‬‬


‫وظيفة الموارد البشرية‪ :‬تتمثل الدوار الرئيسية لهذه الوظيفة في توفير اليد العاملة المؤهلة والمحفزة لتحقيق أهداف ‪4.2.2-‬‬
‫‪ :‬المؤسسة‪،‬ويتحدد نجاحها أو فشلها بقوة أو ضعف النقاط التالية في الوظيفة)‪(13‬‬

‫‪.‬وجود سياسات اختيار وتعيين وترقاية جيدة ‪-‬‬

‫‪.‬توافر العمالة المدربة والماهرة والمحفزة ‪-‬‬

‫‪.‬انخفاض تكلفة العمالة مقارنة بالمنافسين ‪-‬‬

‫‪.‬وجود علقاات قاوية بالنقابات ومراكز التدريب ‪-‬‬

‫‪.‬استقرار العمالة وولئهم للمؤسسة ‪-‬‬

‫‪.‬سهولة الحصول على العمالة المطلوبة ‪-‬‬

‫وظيفة التمويل‪ :‬تتضمن النشطة الهادفة إلى تسيير أموال المؤسسة بطريقة عقلنية تسمح بتوفير السيولة من جهة‪،‬والوصول ‪5.2.2-‬‬
‫‪ :‬إلى تحقيق الربح من جهة أخرى‪،‬ويتم الحك على نجاحها أو فشلها بقوة أو ضعف العناصر التالية)‪(14‬‬

‫‪.‬وجود نظام جيد للتكاليف والمحاسبة ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على الحصول على قاروض طويلة الجل ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على الحصول على قاروض قاصيرة الجل ‪-‬‬

‫‪.‬وجود علقاات طيبة مع المقرضين ‪-‬‬

‫‪.‬تحقيق معدل ربح معتبر مع المحافظة على القدر المناسب من السيولة ‪-‬‬

‫‪.‬وجود هيكل تمويل مرن ‪-‬‬

‫وظيفة البحوث والتطوير‪ :‬تتضمن كل النشطة التي تساعد على الستفادة من الدراسات والبحوث في الرتقاء بجودة ما ‪6.2.2-‬‬
‫‪ :‬تقدمه المؤسسة من خدمات وسلع‪،‬ويتحدد فشل ونجاح الوظيفة بمدى قاوة أو ضعف العناصر التالية)‪(15‬‬

‫‪.‬وجود وحدة تنظيمية قاادرة على إجراء البحوث السلعية وتطويرها ‪-‬‬

‫‪.‬توافر القدرة المالية لجراء البحوث والتطوير ‪-‬‬

‫‪.‬القدرة على استيعاب نتائج البحوث والتطوير والستفادة منها ‪-‬‬

‫‪.‬مرونة العمليات والجراءات والهيكل التنظيمي بما يسمح بالستفادة من البحوث والتطوير ‪-‬‬

‫‪.‬وجود إدارة راغبة على تحمل المخاطرة وراغبة في التغيير ‪-‬‬

‫‪:‬نتائج تقييم البيئة ‪3-‬‬


‫تحليل البعاد البيئية‪ :‬ناقاش العديد من المفكرين تحليل البعاد والخصائص البيئية وآثارها على المؤسسة‪،‬وذلك من حيث عدم ‪1.3-‬‬
‫الذي اقاترح بعدين أساسيين يحددان ) ‪ (Duncan‬التأكد وتعقد البيئة ومدى استقرارها‪،‬ومن بين أهم الدراسات تلك التي قاام بها الكاتب‬
‫‪:‬درجة عدم التأكد وهما )‪(16‬‬

‫‪،‬التعقد •‬

‫‪.‬الستقرار •‬

‫بالنسبة لتعقد البيئة‪،‬تشير إلى مدى تعدد العناصر والمكونات البيئية التي تتعامل معها المؤسسة ومدى تجانسها‪،‬فالمؤسسة التي تتعامل‬
‫مع عدد كبير من المكونات العناصر البيئية غير المتجانسة في احتياجاتها وخصائصها‪،‬تعمل في بيئة معقدة‪،‬أما المؤسسات التي‬
‫‪.‬تتعامل مع عدد محدود من العناصر البيئية ذات الحتياجات المتشابهة‪،‬فهي تعمل في بيئة بسيطة‬

‫‪.‬أما بالنسبة للستقرار‪،‬فيشير إلى مدى عدم الستقرار والتغير في المكونات والعناصر البيئية‬

‫‪ ( ).‬يمكن التمييز بين أربع درجات مختلفة من التأكد البيئي اعتمادا على بعدي التعقد وعدم الستقرار‪،‬كما يبين ذلك الجدول رقام‬

‫الجدول رقام ) (‪ :‬درجات عدم التأكد البيئي انطلقاا من بعدي التعقد وعدم الستقرار‬

‫المصدر‪ :‬حسين حريم‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪58‬‬

‫‪ :‬نستنتج من خلل الجدول رقام ) ( بأن هناك أربعة حالت لعدم التأكد قاد تواجهها المؤسسة وهي)‪(17‬‬

‫البيئة البسيطة ‪ -‬الثابتة‪ ،‬تتصف بعد تأكد منخفض بفعل وجود عناصر بيئية قاليلة ومتشابهة في نفس الوقات‪ ،‬فضل على أن هذه ‪1-‬‬
‫‪ .‬العناصر تميل إلى الستقرار خلل فترة زمنية معينة )البقال‪ ،‬محطة البنزين(‬

‫البيئة المعقدة – الثابتة‪ ،‬تتميز بأنها ذات درجة متوسطة من عدم التأكد )عدم تأكد منخفض باعتدال( وذلك لوجود عدد كبير من ‪2-‬‬
‫‪ .‬العناصر البيئية غير المتشابهة‪ ،‬وإن تغيرت فإنها تتغير بشكل تدريجي ومتوقاع )الجامعات‪ ،‬المعاهد‪ ،‬شركات التأمين(‬

‫البيئة البسيطة – المتغيرة‪ ،‬وهي ذات درجة عدم تأكد عالية نسبيا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى وجود عناصر بيئية قاليلة وهي نوعا ما ‪3-‬‬
‫‪ .‬متشابهة‪ ،‬وتتغير باستمرار‪ ،‬ول يمكن التنبؤ بها )صناعة الطفال‪ ،‬لعب الطفال(‬

‫البيئة المعقدة – المتغيرة‪ ،‬تتميز بأعلى درجة عدم التأكد لنها تشتمل على عدد كبير من العناصر البيئية غير المتجانسة‪ ،‬وتتغير ‪4-‬‬
‫‪.‬بشكل سريع وغير متوقاع‬
‫نتائج تقييم البيئة الخارجية‪ :‬إن من أهم النتائج التي تتوصل إليها المؤسسة من تعرفها على مكونات البيئة الخارجية التي تتميز ‪2.3-‬‬
‫بدرجة مختلفة من التعقيد والستقرار‪ ،‬المر الذي يسمح بوجود من‪،‬جهة تهديدات أمام المؤسسة ومنه العمل على تفاديها والتخلص‬
‫منها بطريقة ذكية‪ ،‬ومن جهة أخرى فرص متاحة في السوق لبد من التفكير العقلني للمسيرين من أجل استغللها‪ ،‬وفي كلتا الحالتين‬
‫‪.‬فإن المر يتطلب اليقظة المستمرة من طرف المؤسسة‬

‫أ‪ -‬مفهوم الفرص‪ :‬هي التغيرات المواتية في البيئة الخارجية للمؤسسة والتي تؤثر إيجابـيا عليها )‪،(18‬أي أن الفرصة السوقاية هي‬
‫مجال يمكن أن تتمتع فيه المؤسسة بمركز تنافسي في السوق يجعلها متميزة عن منافسيها وتزيد من قاوة جذبها للزبائن وقادرتها على‬
‫تقديم ما يحتاجونه من منتجات‪ ،‬أو بعبارة أخرى القدرة على كشف ما يفتقده الزبائن وتقديم منتوج جديد يحتاجونه ول يتواجد في‬
‫‪.‬السوق أو يتواجد ولكن بمستوى أقال مما يتوقاعه الزبائن)‪(19‬‬

‫ب‪ -‬مفهوم التهديدات‪ :‬التهديدات هي التغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية قاي غير صالح المؤسسة وتــؤثــر عليها سلبا‪ ،‬أي هو‬
‫متغير خارجي يميل لن يكون طويل الجل مع غياب أو تواضع قادرات أو تحركات فاعلة للتعامل معه)‪،(20‬مثل ظهور منافس‬
‫‪.‬قاوي‪ ،‬صدور تشريع أو قارار سياسي معاكس‪ ،‬مما يؤدي إلى تضاؤل وتواضع المركز السوقاي للمؤسسة‬

‫مع الشارة إلى أن الفرص تأخذ أشكال مختلفة‪ ،‬كأن يخرج منافس قاوي من السوق‪ ،‬أو وجود رغبة من مؤسسة أخرى لبرام عقد‬
‫‪….‬شراكة‬

‫نتائج تقييم البيئة الداخلية للمؤسسة‪ :‬إن قايام المؤسسات بالتعرف على بيئتها الداخلية أو بعبارة أخرى تقييم إمكانياتها الداخلية‪3.3- ،‬‬
‫‪.‬يهدف إلى استخلص نقاط القوة ونقاط الضعف التي تتميز بها المؤسسة‬

‫أ‪ -‬مفهوم نقاط القوة‪ :‬هي المزايا والمكانات التي تتمتع بها المؤسسة بالمقارنة بما يتمتع به المنافسون)‪،(21‬أو أنها عبارة عن موارد‬
‫وقادرات محورية تمثل مجالت للتمكن وسمات إيجابية متاحة يمكن للمؤسسة أن تبني عليها‪ ،‬فتبحث عن الفرص التي يمكن اقاتناصها‬
‫‪.‬والفادة منها بتوظيف القوة هذه‬

‫ب‪ -‬مفهوم نقاط الضعف‪ :‬هي مجالت للقصور في موارد المؤسسة و‪/‬أو مهارات مديريها‪،‬تؤثر سلبا على أدائها وتفوت عليها اقاتناص‬
‫‪.‬فرص ويتطلب المر تصحيحها وتقويمها لتقليل آثارها السلبية)‪(22‬‬

‫في الخير نشير إلى أن هناك ارتباط وتكامل بين البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة‪،‬حيث حتى تستطيع المؤسسة أن تحدد مدى‬
‫وجود فرصة‪،‬وما إذا كانت تستطيع اقاتناص الفرص السوقاية والستفادة منها‪،‬يتطلب المر فحصا لكافة العوامل المؤثرة بشكل مباشر‬
‫أو غير مباشر‪،‬إيجابيا أو سلبيا على مستقبل عمليات المؤسسة‪،‬ويتضمن ذلك تحليل للبيئة الداخلية للمؤسسة للتعرف على نقاط القوة‬
‫ونقاط الضعف‪،‬وكذا تحليل مقابل للبيئة الخارجية للتعرف على الفرص والتهديدات‪،‬لن الفرصة لبد أن تقاس نسبة إلى نقاط القوة‬
‫والضعف الخاصة بالمؤسسة‪ .‬وعليه قاد يصعب على المؤسسة استغلل كل الفرص التسويقية المتاحة عالميا بفعل محدودية المكانيات‬
‫سواء المتعلقة باقاتحام هذه السواق أو تلك المتعلقة بدراستها وتحليلها أو بفعل صغرها‪،‬والشكل رقام)( يظهر لنا أربع حالت يمكن أن‬
‫تقع فيها المؤسسة من خلل مقارنة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات‪،‬وهو ما يسم المكانيات الداخلية للمؤسسة من منظور‬
‫‪.‬البيئة الخارجية‬

‫الشكل رقام )(‪:‬المكانيات الداخلية للمؤسسة من منظور البيئة الخارجية‬

‫‪،‬المصدر‪ :‬محمد أحمد عوض‬

You might also like