You are on page 1of 14

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األزمات المالية النقدية‪:‬‬

‫لمطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة المالية النقدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف األزمات المالية النقدية‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب حدوث األزمات‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهم األزمات المالية النقدية الدولية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أزمة وولستريت ‪1929‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أزمة وولستريت ‪.1987‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أزمة المكسيك ‪. 1994‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫مقدمة‬

‫تلعب األسواق المالية دورا بالغ االهمية في اقتصاديات الدول ‪ ،‬نظرا لما تقدمه من خدمات مـالية‬

‫ذات طبيعة خاصة ‪ ،‬لذلك فسالمة وحسن أداء األسواق المالية ينعكس على سالمة وحسن األداء‬

‫االقتصادي للدول بوجه عام كما أنتدهور وانخفاض كفاءة األسواق المالية ال ينصب تأثيره عليها‬

‫فحسب بل يمتد ليشمل باقي القطاعات االقتصادية ‪ ،‬ولعلى ابرز مثال على اهمية وتأثير الدول القطاع‬

‫المالي على اداء االقتصادي ككل ‪ ،‬ما حدث في اسواق الدول الناشئة في األونة الخيرة حيث تعرضت‬

‫هذه الدول إلى ازمات مالية حادة نتيجة التدهور الحاد في أداء ومؤسسات األسواق المالية لهذه الدول ‪.‬‬

‫ان تجنب مثل هذه األزمات يتطلب بناء مؤسسات واسواق مالية ذات كوادر فنية و إدارية على وعي‬

‫كامل وفهم عميق لكيفية ادارة هذه الكيانات االقتصادية الهامة في ظل النظام العالمي الجديد وثورة‬

‫المعلومات واالتصاالت التي جعلت من العالم قرية صغيرة ذات حدود متقاربة ليس بينها حواجز أو‬

‫عقبات ‪ ،‬األمر الذي يضع المسؤولين عن إدارة هذه األسواق المالية أمام تحدى حقيقي متمثال في كيفية‬

‫مواجهة التأثيرات السلبية المحتملة لألزمات المالية التي تحدث في بلدان أخرى على األسواق المالية‬

‫المحلية ‪.‬‬

‫استنادا إلى هذه المقدمة يمكن ان نستنبط االشكالية التالية‪ :‬ماهي األزمات المالية النقدية الدولية؟‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األزمات المالية النقدية‪:‬‬

‫لمطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة المالية النقدية‪.‬‬

‫األزمة المالية يمكن تعريفها على أنها تلك التذبذبات التي تؤثر كليا أو جزئيا على مجمل المتغيرات‬

‫المالية ‪ ،‬حجم اإلصدار‪ ،‬أسعـار األسهـم و السندات‪ ،‬و كذلـك اعتمادات الودائع المصرفية‪ ،‬و معدل‬

‫الصـرف‪.‬‬

‫هـذا االختالف في تقديـر الظـواهر الخاصة باالرتفاع و االنخفاض يستلزم فترة طويلة لتفسيرها‬
‫و عادة ما تحدث األزمات المالية بصورة مفاجئة نتيجة ألزمة ثقة في النظام المالي مسببها الرئيسي‬

‫تدفق رؤوس أموال ضخمة للداخل يرافقها توسع مفرط و سريع في اإلقراض دون التأكد من المالءة‬

‫االئتمانية للمقترضين‪ ،‬وعندها يحدث انخفاض في قيمة العملة‪ ،‬مؤديا إلى حدوث موجات من التدفقات‬

‫الرأسمالية إلى الخارج‪.1‬‬

‫و قد عرف االقتصاد الدولي عدة أزمات مالية إبان فترة الكساد العظيم خالل الفترة ‪- 1929‬‬

‫‪1933‬‬

‫حيث ارتبطت أسباب هذه األزمة بالظروف العالمية السائدة حقبة ما بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬و‬

‫بالفكر الكالسيكي السائد آنذاك‪.‬‬

‫كما تعرضت بورصة نيويورك سنة ‪ 1987‬إلى االنهيار و حققت خسارة قدرها ‪ 500‬مليار دوالر‪،‬‬

‫ثم المكسيك سنة ‪ 1994‬و الكثير من البورصات األخرى و التي سنتطرق إلى أهم أزماتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف األزمات المالية النقدية‪:‬‬

‫*الفرع األول‪ :‬أزمة النقد األجنبي ‪.‬‬

‫تحدث األزمة في النقد األجنبي أو العملة‪ ،‬عندما تؤدي إحدى هجمات المضاربة على عملة بلد ما‬

‫إلى تخفيض قيمتها أو إلى هبوط حاد فيها‪،‬أو ترغم البنك المركزي على الدفاع عن العملة ببيع مقادير‬

‫ضخمة من احتياطاته‪ ،‬أو رفع سعر الفائدة بنسبة كبيرة‪.‬‬

‫و يميز بعض المحللين بين أزمات العملة ذات" الطابع القديم " أو "الحركة البطيئة" و بين األزمات‬

‫ذات "الطابع الجديد"‪ ،‬إذ أن األولى تبلغ ذروتها بعد فترة من اإلفراط في اإلنفاق‪ ،‬و االرتفاع الحقيقي‬

‫في قيمة العملة‬

‫‪ - 1‬عرفان تقي الحسيني " التمويل الدولي " دار المجدالوي للنشر ‪ ،‬األردن ‪. 1999‬‬
‫التي تؤدي إلى إضعاف الحساب الجاري غالبا في سياق من الضوابط المتزايدة على رأس المال‪،‬‬

‫بما يؤدي في النهاية إلى تخفيض قيمة العملة‪.‬‬

‫أما في الحالة الثانية‪ ،‬فإن القلق الذي ينتاب المستثمرين بشأن جدارة ميزانيات جزء مهم من‬

‫االقتصاد‬

‫سواء كان عاما أو خاصا بالثقة‪ ،‬يمكن أن يؤدي في مناخ األسواق المالية و الرأسمالية األكثر‬

‫تحررا و تكامال إلى الضغط سريعا على سعر الصرف‪.2‬‬

‫*الفرع الثاني‪ :‬األزمة المصرفية‪.‬‬

‫تحدث األزمات المصرفية عندما يؤدي اندفاع فعلي أو محتمل على سحب الودائع من أحدى البنوك‪،‬‬

‫أو إخفاق البنوك‪ ،‬إلى قيامها بإيقاف قابلية التزاماتها الداخلية للتحويل‪ ،‬أو إلى إرغام الحكومة على‬

‫التدخل لمنع ذلك‪ ،‬بتقديم دعم مالي واسع النطاق للبنوك‪ ،‬و تميل األزمات المصرفية إلى االستمرار‬

‫وقتا أطول من أزمات العملة ‪ ،‬و لها آثار أقسى على النشاط االقتصادي‪ ،‬وقد كانت األزمات نادرة‬

‫نسبيا في الخمسينات و الستينات بسبب القيود على رأس المال و التحويل ‪ ،‬و لكنها أصبحت أكثر‬

‫شيوعا منذ السبعينات‪ ،‬و تحدث بالترادف مع أزمة العملة‪.3‬‬

‫*الفرع الثالث‪ :‬أزمة الديون‪.‬‬

‫تحدث أزمة الديون إما عندما يتوقف المقترض عن السداد‪ ،‬أو عندما يعتقد المقرضون أن التوقف‬

‫عن السداد ممكن الحدوث و من ثم يتوقفون عن تقديم قروض جديدة‪ ،‬و يحاولون تصفية القروض‬

‫القائمة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬مروان عطون‪ ،‬األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال)‪ .‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزء‬
‫‪ ،2000 ،2‬ص ص ‪100‬‬

‫‪ - 3‬مروان عطون‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪101‬‬


‫و قد ترتبط أزمة الديون بدين تجاري (خاص)‪ ،‬أو دين سيادي (عام)‪ ،‬كما أن المخاطر المتوقعة بأن‬

‫يتوقف القطاع العام عن سداد التزاماته‪ ،‬قد تؤدي إلى هبوط حاد في تدفقات رأس المال الخاص إلى‬
‫‪4‬‬
‫الداخل‪ ،‬و إلى أزمة في الصرف األجنبي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب حدوث األزمات‪:‬‬

‫و قد تحدث األزمات ألسباب عديدة يمكن التنبؤ ببعضها‪ ،‬و البعض اآلخر يصعب قياسه بدقة‪ ،‬و‬

‫تفيد الخبرات المتراكمة في تقدير االتجاهات البورصة ( مثال‪ :‬مؤشر داو جونز‪ ،‬كما حدث في‬

‫األسبوع الماضي ألزمة نيويورك ‪ ، 1929‬و قد ترجع أسباب األزمات إلى‪: 5‬‬

‫‪ -‬التغيرات الدولية‪ ،‬من الكوارث و الحروب و األزمات االقتصادية و الحروب التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬المتغيرات المحلية في معدل التضخم (أسواق السندات )‪ ،‬و أسعار الصرف ( أسواق العمالت‬

‫الحرة)‪ ،‬و أسعار األسهم‪ ،‬و تغير أسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ -‬التغيرات التكنولوجية مثل المنتجات الجديدة و االختراعات‪ ،‬و تحول الطلب على المنتجات و‬

‫الخدمات و هياكل محفظة االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشاعات و المعلومات الملوثة غير الحقيقية‪.‬‬

‫‪ -‬المضاربة غير المحسوبة‪.‬‬

‫و يترتب على األزمات تدهور في األسعار و الخسائر‪ ،‬و تدهور التداول في البورصة‪ ،‬و فقدان‬

‫الثقة في بعض األوراق المالية‪ ،‬لذا يفيد اإلفصاح المالي في الكشف عن حقيقة التغيرات في البورصات‬

‫و يمكن مواجهة األزمات البورصية إما باالنتظار أو باالنسحاب‪ ،‬أو بتطبيق التخطيط االستراتيجي‬

‫الفعال كما هو موضح في الشكل‪ ،‬حيث يوضح الشكل أساليب التعامل مع األزمات‪ ،‬و تشغيل آليات‬

‫‪ - 4‬مروان عطون‪ ،‬األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال)‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪103‬‬

‫‪ - 5‬وليد أحمد صافي‪ ،‬سوق األوراق المالية و دورها في التنمية االقتصادية – حالة تطبيقية سوق عمان المالي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪،1997 ،‬ص ‪132‬‬
‫البورصة سواء من حيث االنفراد بالقرارات أو التشاور ‪ ،‬أو تحقيق درجة عالية من قبول العاملين و‬

‫المتعاملين في البورصة‪ ،‬أو عدم تحقيق ذلك‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهم األزمات المالية النقدية الدولية‪:‬‬

‫وقد شهد العالم موجات متتالية من األزمات‪ ،‬أدت في غالب األحيان إلى إحداث ثغرات ضخمة في‬

‫االقتصاديات الدولية ‪ ،‬مما يتطلب إعادة هيكلة جذرية للسياسات االقتصادية المنتهجة‪ ،‬و ضياع أصول‬

‫هائلة من المستثمرين في األسواق المالية لهذه الدول‪.‬‬

‫و بهدف التعرف على أهم األزمات المالية النقدية التي زعزعت اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬ارتأينا‬

‫دراسة بعضها من خالل ثالث مطالب نتعرض في كل منها إلحداها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أزمة وولستريت ‪1929‬‬

‫بعد األزمة التي اجتاحت معظم دول العالم خالل سنوات الحرب العالمية األولى‪ ،‬شهدت فترة ما بعد‬

‫الحرب نوعا من االستقرار في العالقات النقدية و المالية الدولية‪ ،‬و استفاد المواطنون من زيادات في‬

‫المستوى المعيشي و اإلقتصادي عن طريق بعض سياسات اإلقراض المسهلة آنذاك و ذلك نتيجة‬

‫لإلصالحات النقدية و المالية التي شهدتها هذه الفترة‪ ،‬لكن هذا االستقرار ما لبث أن اختفى مع انفجار‬
‫‪6‬‬
‫أزمة أكتوبر‪. 1929‬‬

‫*الفرع األول‪ :‬مظاهر األزمة‪.‬‬

‫هذا الرخاء‪ ،‬أدى بالمواطن األمريكي إلى التوسع في االقتراض من أجل شراء مختلف المواد‬

‫االستهالكية و األجهزة‪ ،‬فزاد ذلك من حدة الديون‪.‬‬

‫و كانت اآلراء االقتصادية و اعتمادا على الفكر الكالسيكي‪ ،‬تدعم فكرة أن قوى العرض و الطلب‬

‫سوف تؤدي تلقائيا إلى إعادة التوازن و القضاء على الكساد القائم‪ ،‬خاصة عند اتخاذ البنك الفدرالي‬

‫‪ - 6‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬األزمة االقتصادية العالمية ‪ . 1989 – 1986‬الجزائر‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 87‬‬
‫األمريكي قرار التوسع النقدي‪ ،‬الذي أدى إلى ارتفاع إنتاج السلع االستهالكية و انخفاض البطالة مؤقتا‪،‬‬

‫كما اتجه سوق األوراق المالية إلى صعود ال نهاية له‪.‬‬

‫و نتيجة لألوضاع المذكورة‪ ،‬انصبت المضاربة على سوق األوراق المالية‪ ،‬وارتفعت أسعار‬

‫األوراق المالية ‪،‬و أدت هذه السلوكات إلى ارتفاع أسعار أسهم أردأ الشركات‪ ،‬و أصبحت البنوك‬

‫تضارب بأموال زبائنها‪ ،‬وزاد عدد المتدخلين في السوق المالي إلى أعداد ضخمة من أفراد‪ ،‬مضاربين‪،‬‬

‫شركات سمسرة‪ ،‬و أسر أمريكية‪.‬‬

‫و قد استمرت الحكومة بتوفير القروض السهلة‪ ،‬حتى الوقت الذي اندلعت فيه األزمة‪ ،‬وقد زادت‬

‫أيضا في تقديم القروض األجنبية بقصد المزيد من ربط االقتصاديات لدى األقطار األوربية برأس المال‬

‫األمريكي‪ ،‬و هكذا ارتفعت اإلصدارات الجديدة من األوراق المالية للقيام باالستثمارات اإلضافية في‬

‫مختلف القطاعات من ‪ 4000‬مليون‪ $‬سنة ‪ 1923‬غالى ‪10000‬مليون ‪ $‬سنة ‪.1929‬‬

‫و كانت األمور تبدو و كأن الرخاء هو السائد و أن السياسة النقدية و المالية تجري في الطريق‬

‫الصحيح‪ ،‬و قبل انتهاء السنة‪ ،‬كانت األسواق المالية األمريكية قد غمرتها األزمة‪ ،‬و هبطت أسعار‬

‫األوراق المالية هبوطا حادا‪ ،‬و أخذت أسعار السلع في السوق العالمية تجنح إلى الهبوط السريع‪ ،‬و في‬

‫سنة ‪ 1930‬تبين حقيقة أن االقتصاد األمريكي يواجه أزمة خطيرة و ليس مجرد ركود طفيف‪ ،‬و‬

‫استمرت الدوائر األمريكية الحاكمة في إصدار المزيد من السندات لتمويل األشغال العامة للمحافظة‬

‫على االستخدام و القوة الشرائية‪ ،‬و في نفس السنة‪ ،‬ارتفعت البطالة إلى ‪ %8‬بعدما كانت‪ % 0,9‬عام‬
‫‪7‬‬
‫‪ ،1929‬و استمرت باالرتفاع في السنوات التالية إلى غاية ‪ %25,1‬سنة ‪.1933‬‬

‫*الفرع الثاني‪ :‬خصائص األزمة‪.‬‬

‫تميزت هذه الفترة بمجموعة خصائص تمثلت في‪:‬‬

‫‪ - 7‬منير إبراهيم الهندي ‪ ،‬األسواق المالية و أسواق رأس المال‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬مكتبة دالتا للطباعة‪ ، 1998 ،‬ص ‪. 583‬‬
‫‪ -1‬تسببت في زعزعة االستقرار النسبي في النظام األمريكي بأكمله‪.‬‬

‫‪ 2-‬استمرار هذه األزمة لفترة طويلة نسبيا‪.‬‬

‫‪ 3-‬عمق وحدة هذه األزمة بشكل استثنائي‪ ،‬ففي الواليات المتحدة مثال‪ ،‬انخفضت الودائع لدى‬

‫البنوك بمقدار ‪ ، %33‬كما انخفضت عمليات الخصم و اإلقراض مرتين‪ ،‬و كان عدد البنوك التي‬

‫أفلست منذ بداية عام ‪ 1929‬حتى منتصف عام ‪ 1933‬أكثر من ‪ 10000‬بنكا‪ ،‬أي حوالي ‪ %40‬من‬

‫إجمالي عدد البنوك األمريكية‪ ،‬وقد أدى هذا إلى ضياع الكثير من مدخرات المودعين‪ ،‬خاصة الصغار‬

‫منهم‪.‬‬

‫‪ -4‬االنخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائدة في البنك المركزي لنيويورك إلى‪ %2,6‬في الفترة‬

‫(‪ )1933-1930‬مقابل ‪ %5,2‬سنة‪.1929 .‬‬

‫في بداية األزمة‪ ،‬كان االرتفاع في أسعار الفائدة ناجما عن تزايد الطلب على النقود لسداد القروض‪،‬‬

‫لكن مع استمرار األزمة‪ ،‬انخفضت الطلبات على القروض بسبب زيادة عرض رؤوس األموال‪.‬‬

‫*الفرع الثالث‪ :‬آثار األزمة على الدول الصناعية‪.‬‬

‫أحدثت األزمة انهيارات كبيرة في األسعار لدى الدول الصناعية‪ ،‬حيث انتقلت أسعار الجملة في‬

‫ألمانيا من‪ %137‬سنة ‪ 1929‬إلى ‪ %93‬سنة ‪ .1933‬أما في فرنسا‪ ،‬فقد انتقلت السعار من ‪%137‬‬

‫سنة ‪ 1929‬إلى ‪ %94‬سنة ‪ ،1933‬و كذا في اليابان من ‪ %166‬سنة ‪ 1929‬إلى ‪ %136‬سنة‬

‫‪.1933‬‬

‫هذا االنخفاض‪ ،‬له انعكاسات مباشرة على انخفاض األرباح و تراكم رأس المال‪ ،‬و على النشاط‬

‫االقتصادي ككل‪ ،‬يتبع ذلك ارتفاع في معدالت البطالة وانخفاض األجور‪ ،‬ففي انكلترا‪ ،‬انخفضت‬

‫األرباح من ‪ 120‬مليون جنيه إسترليني سنة ‪ ،1929‬إلى ‪ 75,8‬مليون جنيه إسترليني سنة ‪ ،1932‬و‬
‫كذا بالنسبة أللمانيا‪ ،‬كانت األرباح ‪ 315‬مليون مارك عام ‪ 1929‬لتنخفض إلى ‪ 72‬مليون مارك عام‬

‫‪. 1932‬‬

‫و هذه المعطيات تعطي فكرة عن الميل إلى االنخفاض القوي لمدا خيل الطبقة الرأسمالية‪ ،‬و كل هذا‬

‫له انعكاسات مباشرة ليس فقط على نشاطات رأس المال الداخلية الخاصة بكل بلد‪ ،‬و لكن كذلك على‬

‫تصدير رأس المال الذي انخفض من ‪ 1325‬مليون ‪$‬‬

‫عام ‪ 1928‬إلى ‪ 1,6‬مليون ‪ $‬عام ‪ 1933‬بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أما في انكلترا‪ ،‬فقد‬

‫كان ‪ 219‬مليون جنيه إسترليني سنة ‪ 1928‬لينخفض إلى ‪ 30‬مليون جنيه إسترليني‬

‫سنة ‪. 1933‬‬

‫و إضافة إلى هذا ‪ ،‬فانه بين سنتي ‪ 1929‬و ‪ ، 1933‬انخفضت أسعار المنتجات بـ ‪ .، 45,7%‬و‬

‫بصفة عامة‪ ،‬فقد شهدت هذه البلدان الصناعية األساسية الستة ( وم أ ‪ ،‬اليابان‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬انكلترا‪،‬‬

‫وايطاليا) انخفاضا في دخلها الوطني يقدر بالنصف‪ ،‬كما عرفت التجارة الخارجية انكماشا بـ ‪%40‬‬

‫مقارنة بسنة ‪ ،1929‬و بـ ‪ %74‬مقارنة بحجمها العادي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أزمة وولستريت ‪.1987‬‬

‫*الفرع األول‪ :‬ظروف حدوث األزمة‪.‬‬

‫إن األزمة التي شهدتها أسواق رأس المال الدولية في أكتوبر ‪ ، 1987‬و المتمثلة في االنخفاض‬

‫الكبير و المستمر في أسعار األوراق المالية‪ ،‬فقد نتجت عن اتجاه أسعار الفائدة نحو االرتفاع‪ ،‬و توقع‬

‫حدوث أزمة اقتصادية عامة بسبب تراجع مؤشرات النمو االقتصادي في معظم الدول‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫عوامل أخرى‪ ،‬منها تدهور قيمة الدوالرفي أسواق الصرف‪،‬‬

‫كما تعرضت أسعار األوراق المالية( خاصة األسهم) إلى انخفاضات متتالية و متسارعة‪ ،‬مما دفع‬

‫بحملة األوراق المالية إلى ىالبيع تجنبا انخفاضات أخرى في أسعارها‪ ،‬الشيء الذي كان يثير القلق في‬
‫األوساط المالية خاصة و أن معظم أصحاب األوراق المالية كانوا يرغبون في البيع و ال يوجد‬

‫مشترون‪.8‬‬

‫و قد أدى تفاقم األزمة‪ ،‬في األسواق المالية إلى أزمة الدوالر األمريكي‪ ،‬نظرا ألن جزءا هاما من‬

‫األوراق المالية محرر بالدوالر‪،‬و لجوء حملتها إلى بيعها مقابل عمالت أخرى قوية‪ ،‬زاد ذلك من‬

‫العرض و تسبب في استمرار انخفاض قيمة الدوالر األمريكي مقابل العمالت األخرى‪.‬‬

‫و كان للجوء الحكومة األلمانية إلى فرض ضريبة بنسبة ‪ %10‬على االدخارات و االستثمارات‬

‫تأثيرا سالبا على أسعار األوراق المالية هناك نتيجة انخفاض عوائدها‪ ،‬بينما يعود ارتفاع أسعار‬

‫األوراق المالية في و م أ في بداية ‪ 1986‬إلى زيادة إرباح الشركات األمريكية و دخول االقتصاد‬

‫األمريكي في نمو اقتصادي متسارع أفضل مما كان متوقعا‪.‬‬

‫ثم أدى االنخفاض الحاد في أسعار البترول إلى إثارة قلق في األوساط المالية خاصة البنوك الكبيرة‬

‫التي قدمت قروضا ضخمة لبعض الدول المنتجة للبترول كالمكسيك‪.‬‬

‫*الفرع الثاني‪ :‬أسباب حدوث األزمة‪.‬‬

‫لقد اختلفت اآلراء حول تحديد األسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث أزمة أكتوبر‪ ، 1987‬فنجد في‬

‫هذه الحالة أسباب تتعلق بكفاءة السوق و أسباب أخرى‪ ،‬وسوف نتطرق لهذه األسباب فيما يلي‪:‬‬

‫أ – أسباب تتعلق بكفاءة السوق‪ :‬هناك ثالث تفسيرات‪ ،‬و هي‪:‬‬

‫‪ 1-‬اإلنهيار هو انعكاس لردود األفعال المبالغ فيها‪ ،‬حيث تتابعت موجات المضاربة للشراء‬

‫الالعقالني المبالغ فيه في أوساط المتعاملين في البورصة‪ ،‬و انتقال المدخرين من اإلستثمارات الحقيقية‬

‫إلى االستثمارات المالية‪.‬‬

‫‪ - 8‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬السياسات الدولية في المالية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ -2‬اإلنهيار عبارة عن تصحيح األوضاع السابقة‪ ،‬أي تصحيح ارتفاع أسعار األسهم إلى قيم تفوق‬

‫بكثير قيمتها‪ ،‬لتعود إلى المستويات التي ينبغي ان تكون عليها‪.‬‬

‫‪ 3-‬انتشار المعلومات التي تدل على أزمة واشكة الوقوع بسبب استمرار العجز في ميزان‬

‫المدفوعات المريكي‪.‬‬

‫ب _ أسباب أخرى من بينها‪:‬‬

‫‪-1‬استمرار العجز في الموازنة األمريكية‪ ،‬و في هذا الصدد فكرت حكومة "ريقان"‪ ،‬بتخفيض العجز‬

‫بـ ‪ 23‬مليار ‪ ، $‬و ذلك بتخفيض النفقات و زيادة الضرائب‪ ،‬و بعد فشل الوعود بإصالح األوضاع‪،‬‬

‫أدى ذلك إلى فقدان الثقة بالحكومة‪.‬‬

‫‪-2‬رفع أسعار الفائدة‪ ،‬بسبب استمرار العجز في الموازنة األمريكية‪ ،‬لذلك اضطر البنك الفدرالي‬

‫األمريكي إلى رفع أسعار الفائدة على السندات طويلة األجل من أجل بيع اإلصدارات الجديدة من‬

‫سندات الخزينة‪ ،‬و قد أقدمت كل من اليابان و الدول األوربية إلى ذلك لمنع خروج رؤوس األموال‪،‬‬

‫األمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب على األسهم وهبوط أسعارها ‪.‬‬

‫‪ 3-‬تدهور سعر الدوالر األمريكي أمام العمالت الرئيسية‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪ ، 1985‬بنسب جد‬

‫عالية‪ ،‬و قد لعبت تصريحات وزير الخزينة األمريكي دورا هاما في إقبال قوي على بيع األسهم ‪،‬‬

‫حيث أقر أنه يفضل انخفاض أسعار صرف الدوالر على رفع أسعار الفائدة ‪ ،‬مما أدى بالكثير من‬

‫المستثمرين إلى التخلص من األسهم التي بحوزتهم مقابل السندات و الودائع ذات العائد الثابت‪.‬‬

‫‪-4‬اعتماد األسواق المالية على أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬حيث تبرمج هذه األجهزة على أساس أوامر‬

‫الشراء و البيع‪ ،‬كما تحتوي على برامج تعطي مؤشر إنذار مبكر بمجرد هبوط األسعار إلى حد معين‪،‬‬

‫فيقوم الكمبيوتر بإصدار أوامر بالبيع‪ ،‬كما أن التغيرات في أسعار العمالت‪ ،‬و األسهم‪ ،‬زادت من‬

‫عرض األسهم و انخفاض الطلب عليها مما أحدث فوضى أدت إلى المزيد من االنهيار‪.‬‬
‫*الفرع الثالث‪ :‬نتائج األزمة‪.‬‬

‫استنادا إلى المؤشرات السابق ذكرها‪ ،‬توقع العديد من االقتصاديين وقوع أزمة تفوق في حدتها أزمة‬

‫‪ ، 1929‬و في يوم ‪ 17‬أكتوبر ‪ ، 1987‬بلغت أسعار الوراق المالية أدنى مستوى لها ‪،‬حيث فقد مؤشر‬

‫"داو جونز" ‪ 502‬نقطة مخلفا خسارة تقدر بـ ‪ 500‬مليار ‪ ،$‬خاصة و أن بورصات القيم المنقولة كانت‬

‫تستعمل النظام اآللي إلصدار أوامر البيع و الشراء‪ ،‬و بعد أسبوع من ذلك أمر الرئيس "ريقن" بتشكيل‬

‫لجنة لمراقبة هذا النظام‪ ،‬في حالة ما إذا كان التغير في مؤشر "داو جونز" يفوق ‪ 50‬نقطة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫و لقد أدى إلى سرعة انتشار هذه األزمة مجموعة من األسباب أهمها‪:‬‬

‫الروابط الوثيقة بين األسواق المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعامل عن طريق أحدث الوسائل و األساليب اإللكترونية مما سهل انتقال األزمة و بسرعة‬ ‫‪‬‬

‫من سوق إلى أسواق أخرى‪.‬‬

‫التطور الهائل في نشاط هذه األسواق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أزمة المكسيك ‪. 1994‬‬

‫لقد ظهر السوق المالي المكسيكي في الحقبة الزمنية التي سبقت األزمة كفرصة استثمار مثالية‬

‫لألجانب‪ ،‬نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬و الذي نجم عن اإلصالحات اإلقتصادية الشاملة بالبلد‪،‬‬

‫تمثلت أهم هذه اإلصالحات في خوصصة المؤسسات‪ ،‬و رفع القيود على التجارة الخارجية‪ ،‬إضافة‬

‫إلى إصالحات أخرى في السياسة المالية‪.‬‬

‫و لقد أفضى هذا الوضع إلى تهاطل رؤوس األموال األجنبية لشراء العقارات و القيم المنقولة‪ ،‬مما‬

‫أدى إلى خلق عجز في ميزان المدفوعات المكسيكي‪ ،‬و نظرا الستقرار العملة المكسيكية بسبب‬

‫‪ - 9‬العقون نادية‪ ،‬تحرير حركة رؤوس األموال و آثارها على ميزان المدفوعات‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪-2003 ،‬‬
‫‪ ، 2004‬ص ‪.99‬‬
‫ارتباطها بعملة أخرى‪ ،‬توسع اإلئتمان المصرفي‪ ،‬مع تواصل العجز في ميزان المدفوعات المكسيكي‪،‬‬

‫حينها بدأ التوقع بحدوث أزمة مالية ‪،‬‬

‫و نتيجة لهذه المؤشرات‪ ،‬اضطرت الحكومة إلى الرفع المتزايد ألسعار الفائدة من أجل دعم العملة‪،‬‬

‫لكن و بمجرد تعويم العملة‪ ،‬انخفضت قيمة البيزو‪ ،‬وتباطأ التوسع االئتماني نتييجة ارتفاع أسعار‬

‫الفائدة‪.‬‬

‫هذه األوضاع‪ ،‬أدت إلى انفجار أزمة مالية لم يسبق لها مثيل في المكسيك‪ ،‬زاد من حدتها عبء‬

‫ديون ضخمة تطلبت إعادة هيكلة استعجالية كعنصر أساسي لحل األزمة‪.10‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من األزمات المالية النقدية التي عرفها العالم نستنتج أنه من الضروري أن يكون التحرير المالي‬

‫النقدي مصحوبا بسياسات مالئمة للحد من سرعة التقلب ومن المتفق عليه منذ وقت طويل أنه ال غنى‬

‫عن سياسات االقتصادية الكلي السليمة للمحافظة على االستقرار المالي النقدي غير أن التجارب الحديثة‬

‫تؤيد أن اإلستقرار االقتصادي الكلي وإ ن كان ضروريا فهو ال يكفي لتحقيق االستقرار‪.‬‬

‫‪ - 10‬أديب ديمتري‪ ،‬دكتاتورية رأس المال‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬سوريا‪ ،‬دار الثقافة و النشر‪ ،2002 ،‬ص ‪.45‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -‬عرفان تقي الحسيني " التمويل الدولي " دار المجدالوي للنشر ‪ ،‬األردن ‪. 1999‬‬

‫‪ -‬مروان عطون‪ ،‬األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال)‪.‬‬

‫الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزء ‪.2000 ،2‬‬

‫‪ -‬وليد أحمد صافي‪ ،‬سوق األوراق المالية و دورها في التنمية االقتصادية – حالة تطبيقية سوق‬

‫عمان المالي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1997 ،‬‬

‫‪ -‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬األزمة االقتصادية العالمية ‪ . 1989 – 1986‬الجزائر‪ ،‬دار الهدى‬

‫للطباعة و النشر‪. 1990 ،‬‬

‫‪ -‬منير إبراهيم الهندي ‪ ،‬األسواق المالية و أسواق رأس المال‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬مكتبة دالتا للطباعة‪،‬‬

‫‪. 1998‬‬

‫‪ -‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬السياسات الدولية في المالية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.‬‬

‫‪ -‬العقون نادية‪ ،‬تحرير حركة رؤوس األموال و آثارها على ميزان المدفوعات‪ .‬رسالة ماجستير‪،‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪. 2004 -2003 ،‬‬

‫‪ -‬أديب ديمتري‪ ،‬دكتاتورية رأس المال‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬سوريا‪ ،‬دار الثقافة و النشر‪.2002 ،‬‬

You might also like