Professional Documents
Culture Documents
خاتمة:
تلعب األسواق المالية دورا بالغ االهمية في اقتصاديات الدول ،نظرا لما تقدمه من خدمات مـالية
ذات طبيعة خاصة ،لذلك فسالمة وحسن أداء األسواق المالية ينعكس على سالمة وحسن األداء
االقتصادي للدول بوجه عام كما أنتدهور وانخفاض كفاءة األسواق المالية ال ينصب تأثيره عليها
فحسب بل يمتد ليشمل باقي القطاعات االقتصادية ،ولعلى ابرز مثال على اهمية وتأثير الدول القطاع
المالي على اداء االقتصادي ككل ،ما حدث في اسواق الدول الناشئة في األونة الخيرة حيث تعرضت
هذه الدول إلى ازمات مالية حادة نتيجة التدهور الحاد في أداء ومؤسسات األسواق المالية لهذه الدول .
ان تجنب مثل هذه األزمات يتطلب بناء مؤسسات واسواق مالية ذات كوادر فنية و إدارية على وعي
كامل وفهم عميق لكيفية ادارة هذه الكيانات االقتصادية الهامة في ظل النظام العالمي الجديد وثورة
المعلومات واالتصاالت التي جعلت من العالم قرية صغيرة ذات حدود متقاربة ليس بينها حواجز أو
عقبات ،األمر الذي يضع المسؤولين عن إدارة هذه األسواق المالية أمام تحدى حقيقي متمثال في كيفية
مواجهة التأثيرات السلبية المحتملة لألزمات المالية التي تحدث في بلدان أخرى على األسواق المالية
المحلية .
استنادا إلى هذه المقدمة يمكن ان نستنبط االشكالية التالية :ماهي األزمات المالية النقدية الدولية؟
األزمة المالية يمكن تعريفها على أنها تلك التذبذبات التي تؤثر كليا أو جزئيا على مجمل المتغيرات
المالية ،حجم اإلصدار ،أسعـار األسهـم و السندات ،و كذلـك اعتمادات الودائع المصرفية ،و معدل
الصـرف.
هـذا االختالف في تقديـر الظـواهر الخاصة باالرتفاع و االنخفاض يستلزم فترة طويلة لتفسيرها
و عادة ما تحدث األزمات المالية بصورة مفاجئة نتيجة ألزمة ثقة في النظام المالي مسببها الرئيسي
تدفق رؤوس أموال ضخمة للداخل يرافقها توسع مفرط و سريع في اإلقراض دون التأكد من المالءة
االئتمانية للمقترضين ،وعندها يحدث انخفاض في قيمة العملة ،مؤديا إلى حدوث موجات من التدفقات
و قد عرف االقتصاد الدولي عدة أزمات مالية إبان فترة الكساد العظيم خالل الفترة - 1929
1933
حيث ارتبطت أسباب هذه األزمة بالظروف العالمية السائدة حقبة ما بعد الحرب العالمية األولى ،و
كما تعرضت بورصة نيويورك سنة 1987إلى االنهيار و حققت خسارة قدرها 500مليار دوالر،
ثم المكسيك سنة 1994و الكثير من البورصات األخرى و التي سنتطرق إلى أهم أزماتها.
تحدث األزمة في النقد األجنبي أو العملة ،عندما تؤدي إحدى هجمات المضاربة على عملة بلد ما
إلى تخفيض قيمتها أو إلى هبوط حاد فيها،أو ترغم البنك المركزي على الدفاع عن العملة ببيع مقادير
و يميز بعض المحللين بين أزمات العملة ذات" الطابع القديم " أو "الحركة البطيئة" و بين األزمات
ذات "الطابع الجديد" ،إذ أن األولى تبلغ ذروتها بعد فترة من اإلفراط في اإلنفاق ،و االرتفاع الحقيقي
- 1عرفان تقي الحسيني " التمويل الدولي " دار المجدالوي للنشر ،األردن . 1999
التي تؤدي إلى إضعاف الحساب الجاري غالبا في سياق من الضوابط المتزايدة على رأس المال،
أما في الحالة الثانية ،فإن القلق الذي ينتاب المستثمرين بشأن جدارة ميزانيات جزء مهم من
االقتصاد
سواء كان عاما أو خاصا بالثقة ،يمكن أن يؤدي في مناخ األسواق المالية و الرأسمالية األكثر
تحدث األزمات المصرفية عندما يؤدي اندفاع فعلي أو محتمل على سحب الودائع من أحدى البنوك،
أو إخفاق البنوك ،إلى قيامها بإيقاف قابلية التزاماتها الداخلية للتحويل ،أو إلى إرغام الحكومة على
التدخل لمنع ذلك ،بتقديم دعم مالي واسع النطاق للبنوك ،و تميل األزمات المصرفية إلى االستمرار
وقتا أطول من أزمات العملة ،و لها آثار أقسى على النشاط االقتصادي ،وقد كانت األزمات نادرة
نسبيا في الخمسينات و الستينات بسبب القيود على رأس المال و التحويل ،و لكنها أصبحت أكثر
تحدث أزمة الديون إما عندما يتوقف المقترض عن السداد ،أو عندما يعتقد المقرضون أن التوقف
عن السداد ممكن الحدوث و من ثم يتوقفون عن تقديم قروض جديدة ،و يحاولون تصفية القروض
القائمة .
2
-مروان عطون ،األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال) .الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزء
،2000 ،2ص ص 100
يتوقف القطاع العام عن سداد التزاماته ،قد تؤدي إلى هبوط حاد في تدفقات رأس المال الخاص إلى
4
الداخل ،و إلى أزمة في الصرف األجنبي.
و قد تحدث األزمات ألسباب عديدة يمكن التنبؤ ببعضها ،و البعض اآلخر يصعب قياسه بدقة ،و
تفيد الخبرات المتراكمة في تقدير االتجاهات البورصة ( مثال :مؤشر داو جونز ،كما حدث في
األسبوع الماضي ألزمة نيويورك ، 1929و قد ترجع أسباب األزمات إلى: 5
-المتغيرات المحلية في معدل التضخم (أسواق السندات ) ،و أسعار الصرف ( أسواق العمالت
-التغيرات التكنولوجية مثل المنتجات الجديدة و االختراعات ،و تحول الطلب على المنتجات و
و يترتب على األزمات تدهور في األسعار و الخسائر ،و تدهور التداول في البورصة ،و فقدان
الثقة في بعض األوراق المالية ،لذا يفيد اإلفصاح المالي في الكشف عن حقيقة التغيرات في البورصات
و يمكن مواجهة األزمات البورصية إما باالنتظار أو باالنسحاب ،أو بتطبيق التخطيط االستراتيجي
الفعال كما هو موضح في الشكل ،حيث يوضح الشكل أساليب التعامل مع األزمات ،و تشغيل آليات
- 4مروان عطون ،األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال) .مرجع سابق ،ص 103
- 5وليد أحمد صافي ،سوق األوراق المالية و دورها في التنمية االقتصادية – حالة تطبيقية سوق عمان المالي ،رسالة ماجستير ،جامعة
الجزائر،1997 ،ص 132
البورصة سواء من حيث االنفراد بالقرارات أو التشاور ،أو تحقيق درجة عالية من قبول العاملين و
وقد شهد العالم موجات متتالية من األزمات ،أدت في غالب األحيان إلى إحداث ثغرات ضخمة في
االقتصاديات الدولية ،مما يتطلب إعادة هيكلة جذرية للسياسات االقتصادية المنتهجة ،و ضياع أصول
و بهدف التعرف على أهم األزمات المالية النقدية التي زعزعت اقتصاديات هذه الدول ،ارتأينا
بعد األزمة التي اجتاحت معظم دول العالم خالل سنوات الحرب العالمية األولى ،شهدت فترة ما بعد
الحرب نوعا من االستقرار في العالقات النقدية و المالية الدولية ،و استفاد المواطنون من زيادات في
المستوى المعيشي و اإلقتصادي عن طريق بعض سياسات اإلقراض المسهلة آنذاك و ذلك نتيجة
لإلصالحات النقدية و المالية التي شهدتها هذه الفترة ،لكن هذا االستقرار ما لبث أن اختفى مع انفجار
6
أزمة أكتوبر. 1929
هذا الرخاء ،أدى بالمواطن األمريكي إلى التوسع في االقتراض من أجل شراء مختلف المواد
و كانت اآلراء االقتصادية و اعتمادا على الفكر الكالسيكي ،تدعم فكرة أن قوى العرض و الطلب
سوف تؤدي تلقائيا إلى إعادة التوازن و القضاء على الكساد القائم ،خاصة عند اتخاذ البنك الفدرالي
- 6ضياء مجيد الموسوي ،األزمة االقتصادية العالمية . 1989 – 1986الجزائر ،دار الهدى للطباعة و النشر ، 1990 ،ص . 87
األمريكي قرار التوسع النقدي ،الذي أدى إلى ارتفاع إنتاج السلع االستهالكية و انخفاض البطالة مؤقتا،
و نتيجة لألوضاع المذكورة ،انصبت المضاربة على سوق األوراق المالية ،وارتفعت أسعار
األوراق المالية ،و أدت هذه السلوكات إلى ارتفاع أسعار أسهم أردأ الشركات ،و أصبحت البنوك
تضارب بأموال زبائنها ،وزاد عدد المتدخلين في السوق المالي إلى أعداد ضخمة من أفراد ،مضاربين،
و قد استمرت الحكومة بتوفير القروض السهلة ،حتى الوقت الذي اندلعت فيه األزمة ،وقد زادت
أيضا في تقديم القروض األجنبية بقصد المزيد من ربط االقتصاديات لدى األقطار األوربية برأس المال
األمريكي ،و هكذا ارتفعت اإلصدارات الجديدة من األوراق المالية للقيام باالستثمارات اإلضافية في
و كانت األمور تبدو و كأن الرخاء هو السائد و أن السياسة النقدية و المالية تجري في الطريق
الصحيح ،و قبل انتهاء السنة ،كانت األسواق المالية األمريكية قد غمرتها األزمة ،و هبطت أسعار
األوراق المالية هبوطا حادا ،و أخذت أسعار السلع في السوق العالمية تجنح إلى الهبوط السريع ،و في
سنة 1930تبين حقيقة أن االقتصاد األمريكي يواجه أزمة خطيرة و ليس مجرد ركود طفيف ،و
استمرت الدوائر األمريكية الحاكمة في إصدار المزيد من السندات لتمويل األشغال العامة للمحافظة
على االستخدام و القوة الشرائية ،و في نفس السنة ،ارتفعت البطالة إلى %8بعدما كانت % 0,9عام
7
،1929و استمرت باالرتفاع في السنوات التالية إلى غاية %25,1سنة .1933
- 7منير إبراهيم الهندي ،األسواق المالية و أسواق رأس المال .اإلسكندرية ،مكتبة دالتا للطباعة ، 1998 ،ص . 583
-1تسببت في زعزعة االستقرار النسبي في النظام األمريكي بأكمله.
3-عمق وحدة هذه األزمة بشكل استثنائي ،ففي الواليات المتحدة مثال ،انخفضت الودائع لدى
البنوك بمقدار ، %33كما انخفضت عمليات الخصم و اإلقراض مرتين ،و كان عدد البنوك التي
أفلست منذ بداية عام 1929حتى منتصف عام 1933أكثر من 10000بنكا ،أي حوالي %40من
إجمالي عدد البنوك األمريكية ،وقد أدى هذا إلى ضياع الكثير من مدخرات المودعين ،خاصة الصغار
منهم.
-4االنخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائدة في البنك المركزي لنيويورك إلى %2,6في الفترة
في بداية األزمة ،كان االرتفاع في أسعار الفائدة ناجما عن تزايد الطلب على النقود لسداد القروض،
لكن مع استمرار األزمة ،انخفضت الطلبات على القروض بسبب زيادة عرض رؤوس األموال.
أحدثت األزمة انهيارات كبيرة في األسعار لدى الدول الصناعية ،حيث انتقلت أسعار الجملة في
ألمانيا من %137سنة 1929إلى %93سنة .1933أما في فرنسا ،فقد انتقلت السعار من %137
.1933
هذا االنخفاض ،له انعكاسات مباشرة على انخفاض األرباح و تراكم رأس المال ،و على النشاط
االقتصادي ككل ،يتبع ذلك ارتفاع في معدالت البطالة وانخفاض األجور ،ففي انكلترا ،انخفضت
األرباح من 120مليون جنيه إسترليني سنة ،1929إلى 75,8مليون جنيه إسترليني سنة ،1932و
كذا بالنسبة أللمانيا ،كانت األرباح 315مليون مارك عام 1929لتنخفض إلى 72مليون مارك عام
. 1932
و هذه المعطيات تعطي فكرة عن الميل إلى االنخفاض القوي لمدا خيل الطبقة الرأسمالية ،و كل هذا
له انعكاسات مباشرة ليس فقط على نشاطات رأس المال الداخلية الخاصة بكل بلد ،و لكن كذلك على
عام 1928إلى 1,6مليون $عام 1933بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية ،أما في انكلترا ،فقد
كان 219مليون جنيه إسترليني سنة 1928لينخفض إلى 30مليون جنيه إسترليني
سنة . 1933
و إضافة إلى هذا ،فانه بين سنتي 1929و ، 1933انخفضت أسعار المنتجات بـ .، 45,7%و
بصفة عامة ،فقد شهدت هذه البلدان الصناعية األساسية الستة ( وم أ ،اليابان ،فرنسا ،ألمانيا ،انكلترا،
وايطاليا) انخفاضا في دخلها الوطني يقدر بالنصف ،كما عرفت التجارة الخارجية انكماشا بـ %40
إن األزمة التي شهدتها أسواق رأس المال الدولية في أكتوبر ، 1987و المتمثلة في االنخفاض
الكبير و المستمر في أسعار األوراق المالية ،فقد نتجت عن اتجاه أسعار الفائدة نحو االرتفاع ،و توقع
حدوث أزمة اقتصادية عامة بسبب تراجع مؤشرات النمو االقتصادي في معظم الدول ،باإلضافة إلى
كما تعرضت أسعار األوراق المالية( خاصة األسهم) إلى انخفاضات متتالية و متسارعة ،مما دفع
بحملة األوراق المالية إلى ىالبيع تجنبا انخفاضات أخرى في أسعارها ،الشيء الذي كان يثير القلق في
األوساط المالية خاصة و أن معظم أصحاب األوراق المالية كانوا يرغبون في البيع و ال يوجد
مشترون.8
و قد أدى تفاقم األزمة ،في األسواق المالية إلى أزمة الدوالر األمريكي ،نظرا ألن جزءا هاما من
األوراق المالية محرر بالدوالر،و لجوء حملتها إلى بيعها مقابل عمالت أخرى قوية ،زاد ذلك من
العرض و تسبب في استمرار انخفاض قيمة الدوالر األمريكي مقابل العمالت األخرى.
و كان للجوء الحكومة األلمانية إلى فرض ضريبة بنسبة %10على االدخارات و االستثمارات
تأثيرا سالبا على أسعار األوراق المالية هناك نتيجة انخفاض عوائدها ،بينما يعود ارتفاع أسعار
األوراق المالية في و م أ في بداية 1986إلى زيادة إرباح الشركات األمريكية و دخول االقتصاد
ثم أدى االنخفاض الحاد في أسعار البترول إلى إثارة قلق في األوساط المالية خاصة البنوك الكبيرة
لقد اختلفت اآلراء حول تحديد األسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث أزمة أكتوبر ، 1987فنجد في
هذه الحالة أسباب تتعلق بكفاءة السوق و أسباب أخرى ،وسوف نتطرق لهذه األسباب فيما يلي:
1-اإلنهيار هو انعكاس لردود األفعال المبالغ فيها ،حيث تتابعت موجات المضاربة للشراء
الالعقالني المبالغ فيه في أوساط المتعاملين في البورصة ،و انتقال المدخرين من اإلستثمارات الحقيقية
- 8يونس أحمد البطريق ،السياسات الدولية في المالية العامة ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية ،ص .291
-2اإلنهيار عبارة عن تصحيح األوضاع السابقة ،أي تصحيح ارتفاع أسعار األسهم إلى قيم تفوق
3-انتشار المعلومات التي تدل على أزمة واشكة الوقوع بسبب استمرار العجز في ميزان
المدفوعات المريكي.
-1استمرار العجز في الموازنة األمريكية ،و في هذا الصدد فكرت حكومة "ريقان" ،بتخفيض العجز
بـ 23مليار ، $و ذلك بتخفيض النفقات و زيادة الضرائب ،و بعد فشل الوعود بإصالح األوضاع،
-2رفع أسعار الفائدة ،بسبب استمرار العجز في الموازنة األمريكية ،لذلك اضطر البنك الفدرالي
األمريكي إلى رفع أسعار الفائدة على السندات طويلة األجل من أجل بيع اإلصدارات الجديدة من
سندات الخزينة ،و قد أقدمت كل من اليابان و الدول األوربية إلى ذلك لمنع خروج رؤوس األموال،
األمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب على األسهم وهبوط أسعارها .
3-تدهور سعر الدوالر األمريكي أمام العمالت الرئيسية ،وذلك منذ سنة ، 1985بنسب جد
عالية ،و قد لعبت تصريحات وزير الخزينة األمريكي دورا هاما في إقبال قوي على بيع األسهم ،
حيث أقر أنه يفضل انخفاض أسعار صرف الدوالر على رفع أسعار الفائدة ،مما أدى بالكثير من
المستثمرين إلى التخلص من األسهم التي بحوزتهم مقابل السندات و الودائع ذات العائد الثابت.
-4اعتماد األسواق المالية على أجهزة الكمبيوتر ،حيث تبرمج هذه األجهزة على أساس أوامر
الشراء و البيع ،كما تحتوي على برامج تعطي مؤشر إنذار مبكر بمجرد هبوط األسعار إلى حد معين،
فيقوم الكمبيوتر بإصدار أوامر بالبيع ،كما أن التغيرات في أسعار العمالت ،و األسهم ،زادت من
عرض األسهم و انخفاض الطلب عليها مما أحدث فوضى أدت إلى المزيد من االنهيار.
*الفرع الثالث :نتائج األزمة.
استنادا إلى المؤشرات السابق ذكرها ،توقع العديد من االقتصاديين وقوع أزمة تفوق في حدتها أزمة
، 1929و في يوم 17أكتوبر ، 1987بلغت أسعار الوراق المالية أدنى مستوى لها ،حيث فقد مؤشر
"داو جونز" 502نقطة مخلفا خسارة تقدر بـ 500مليار ،$خاصة و أن بورصات القيم المنقولة كانت
تستعمل النظام اآللي إلصدار أوامر البيع و الشراء ،و بعد أسبوع من ذلك أمر الرئيس "ريقن" بتشكيل
لجنة لمراقبة هذا النظام ،في حالة ما إذا كان التغير في مؤشر "داو جونز" يفوق 50نقطة.
9
و لقد أدى إلى سرعة انتشار هذه األزمة مجموعة من األسباب أهمها:
التعامل عن طريق أحدث الوسائل و األساليب اإللكترونية مما سهل انتقال األزمة و بسرعة
لقد ظهر السوق المالي المكسيكي في الحقبة الزمنية التي سبقت األزمة كفرصة استثمار مثالية
لألجانب ،نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة ،و الذي نجم عن اإلصالحات اإلقتصادية الشاملة بالبلد،
تمثلت أهم هذه اإلصالحات في خوصصة المؤسسات ،و رفع القيود على التجارة الخارجية ،إضافة
و لقد أفضى هذا الوضع إلى تهاطل رؤوس األموال األجنبية لشراء العقارات و القيم المنقولة ،مما
أدى إلى خلق عجز في ميزان المدفوعات المكسيكي ،و نظرا الستقرار العملة المكسيكية بسبب
- 9العقون نادية ،تحرير حركة رؤوس األموال و آثارها على ميزان المدفوعات .رسالة ماجستير ،جامعة محمد خيضر بسكرة-2003 ،
، 2004ص .99
ارتباطها بعملة أخرى ،توسع اإلئتمان المصرفي ،مع تواصل العجز في ميزان المدفوعات المكسيكي،
و نتيجة لهذه المؤشرات ،اضطرت الحكومة إلى الرفع المتزايد ألسعار الفائدة من أجل دعم العملة،
لكن و بمجرد تعويم العملة ،انخفضت قيمة البيزو ،وتباطأ التوسع االئتماني نتييجة ارتفاع أسعار
الفائدة.
هذه األوضاع ،أدت إلى انفجار أزمة مالية لم يسبق لها مثيل في المكسيك ،زاد من حدتها عبء
ديون ضخمة تطلبت إعادة هيكلة استعجالية كعنصر أساسي لحل األزمة.10
خاتمة:
من األزمات المالية النقدية التي عرفها العالم نستنتج أنه من الضروري أن يكون التحرير المالي
النقدي مصحوبا بسياسات مالئمة للحد من سرعة التقلب ومن المتفق عليه منذ وقت طويل أنه ال غنى
عن سياسات االقتصادية الكلي السليمة للمحافظة على االستقرار المالي النقدي غير أن التجارب الحديثة
تؤيد أن اإلستقرار االقتصادي الكلي وإ ن كان ضروريا فهو ال يكفي لتحقيق االستقرار.
- 10أديب ديمتري ،دكتاتورية رأس المال ،الطبعة ،01سوريا ،دار الثقافة و النشر ،2002 ،ص .45
قائمة المصادر والمراجع:
-عرفان تقي الحسيني " التمويل الدولي " دار المجدالوي للنشر ،األردن . 1999
-مروان عطون ،األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في العالم النقد و المال).
-وليد أحمد صافي ،سوق األوراق المالية و دورها في التنمية االقتصادية – حالة تطبيقية سوق
-ضياء مجيد الموسوي ،األزمة االقتصادية العالمية . 1989 – 1986الجزائر ،دار الهدى
-منير إبراهيم الهندي ،األسواق المالية و أسواق رأس المال .اإلسكندرية ،مكتبة دالتا للطباعة،
. 1998
-يونس أحمد البطريق ،السياسات الدولية في المالية العامة ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية.
-العقون نادية ،تحرير حركة رؤوس األموال و آثارها على ميزان المدفوعات .رسالة ماجستير،
-أديب ديمتري ،دكتاتورية رأس المال ،الطبعة ،01سوريا ،دار الثقافة و النشر.2002 ،