Professional Documents
Culture Documents
ماهية النظام النقدي :تعتبر النقود متغير استراتيجي لما لها من دور هام في تمويل
عملية التنمية ،ورفع معدالت النمو وبتحقيق التوازن االقتصادي .وقد تطورت النقود عبر
التاريخ حسب أهمية وظائفها في االقتصاد ،وما ارتبط بهذا التطور من أشكال وخصائص
انعكست على أدوارها الوظيفية وعلى التنظيمات التي تحقق لها أداء مهامها .لذلك كانت
الحاجة لتنظيم الحيز الجغرافي لسلطة هذه النقود ،عرض النقود وتداول ذا ضرورة ملحة،
وذلك من حيث وحدة النقد ،األنواع المتداولة ،كيفية اإلصدار ،شروط وضبط الحيز الجغرافي
لسلطة هذه النقود ،إلل ازم الجمهور بقبول وإمكانية بتحويلها الى غيرها من النقود المتداولة
وهذا في إطار ما يعرف بالنظام النقدي.
-1نظام النقد الدولي خالل الفترة (: )1111 -1781
يجب التعرض لطبيعة النظام النقدي الدولي الذي ساد خالل هذه الفترة .يمكن القول أن
نظام النقد الدولي الذي ساد خالل هذه الفترة قد قام على أساس قاعدة الذهب التي جاءت
إلى التطبيق بشكل تلقائي وبتوافر مجموعة معينة من القواعد هي التي مهدت الطريق لسيطرة
قاعدة الذهب على النظام النقدي العالمي.
وتتمثل هذه القواعد بصفة أساسية في التزامات حكومات الدول المختلفة:
-بتحديد قيمة ثابتة لعملتها الورقية بالنسبة لوزن معين من الذهب.
-االلتزام بتحويل ما يقدم من عمالت ورقية بالذهب عند المستوى السابق
تحديده.
-ترك الحرية لألفراد في تصدير واستيراد الذهب بكل حرية وبدون قيود.
-وااللتزام بهذه القواعد من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق ميزة هامة وهي
استقرار وثبات أسعار صرف عمالت الدول المختلفة.
وعلى هذا األساس فإن مزايا تطبيق قاعدة الذهب تتلخص في:
1
الدولية ما يلي:
أ -استقرار أسعار الصرف:
إذ أن هناك عالقة ثابتة بين وحدة النقد األساسية لكل دولة وبين الذهب ويترتب عليه أن
أسعار العمالت بالنسبة لبعضها البعض ال يمكن ان تنقلب في حدود تكاليف شحن الذهب
والتأمين عليه وهذا بدوره يؤدي إلى دعم حرية التجارة ونمو التبادل الدولي وتحركات رؤوس
األموال.
ب -استقرار مستويات األسعار في الدول المختلفة:
حيث تلجأ الدول التي ترتفع فيها مستويات األسعار بالنسبة لمستوياتها في الدول األخرى
إلى تصدير الذهب إلى الخارج ,ويتم خروج الذهب منها إلى غاية عودة األسعار فيها إلى ما
كانت عليه.
ج -دعم الثقة في النظام النقدي:
وذلك للقيد الذي تفوضه آلية النظام على كمية النقود المصدرة والذي بدوره يدعم استقرار
مستويات األسعار ,بمعني أن الذهب يكون موزعا بين مختلف الدول بحسب حاجة كل منها إلى
اإلصدار.
وقد كانت العوامل المساعدة على انهيار نظام الذهب هي:
-1زوال عصر حرية التجارة.
-2سوء توزيع الذهب بين الدول أي تركز الذهب في خزائن بعض الدول مثل
أمريكا وفرنسا ,بحيث فقدت بقية الدول األخرى جزءا كبي ار من احتياطاتها مثل
ألمانيا بسبب دفع التعويضات للحلفاء ,هذا العامل قضى على أحد مقومات
نظام الذهب (حرية دخول وخروج الذهب).
-3ظهور القوى االحتكارية :وذلك بـ :
-نمو الكثير من الشركات االحتكارية وشبه االحتكارية التي تتحكم في
األسعار واإلنتاج.
-ظهور الكثير من النقابات العمالية القوية التي تعمل دائما على رفع
مستويات األجور وال تقبل أي تخفيض فيها ,هذا ساعد على ضعف
العالقة بين مستويات األسعار وكمية النقود والذهب الموجود في الدولة
وهذا ما أدى إلى انهيار نظام الذهب الدولي.
-4عدم االستقرار السياسي
-2نظام النقد الدولي في فترة ما بين الحربين :
بعد الحرب العالمية األولى اختلفت قواعد اللعبة األساسية التي تضمن بقاء واستمرار
2
قاعدة الذهب ,وانطفأت نيران الحرب في نهاية عام 1111بعد أن خرجت كل الدول عن قاعدة
الذهب وانهارت األسواق المالية وانكمش حجم التجارة الدولية بشكل كبير وتم وقف تحويل
العمالت الورقية إلى ذهب ومنع عمليات استيراد وتصدير الذهب واتجهت أسعار صرف
العمالت المختلفة إلى التقلب المستمر حيث سادت قاعدة الالقاعدة ,وتغيرت مراكز القوة
االقتصادية في العالم بظهور الواليات المتحدة األمريكية بعد الحرب كأكبر دولة دائنة وذات
فوائض مالية كبيرة وأرصدة ذهبية ضخمة ,وظهرت كذلك مشكلة تعويضات الحرب التي فرضت
على ألمانيا من ناحية ومشكلة الديون المستحقة للواليات المتحدة من ناحية أخرى.
وعليه سارعت الدول إلى عقد مؤتمر لإلصالح النقدي في بروكسل سنة 1121وفي جنوة
1122وكانت الدعوة آنذاك إلى العودة لقاعدة الذهب هي البديل األفضل لتحقيق االستقرار
اإلقتصادي والمالي والنقدي وتنشيط حركة التجارة الدولية وكانت العودة لقاعدة الذهب تحت شكل
تطبيق نظام السبائك الذهبية ,وعادت إنكلت ار بالفعل إلى قاعدة الذهب سنة 1121وحددت سع ار
للجنيه اإلسترليني عند نفس مستواه في الفترة السابقة للحرب ,كما عادت فرنسا إلى نفس القاعدة
عام ,1121أما ألمانيا فقد دمر التضخم قيمة عملتها وثقل حملها بتعويضات الحرب واضطرت
إلى تغيير عملتها عام ,1123ولجأت إلى عقد قروض خارجية ساعدتها على العودة إلى قاعدة
الذهب سنة ,1124وهكذا عاد عدد كبير من الدول إلى قاعدة الذهب ولفترة محدودة حيث حل
الكساد الكبير سنة 1121وخرجت الدول تباعا عن اإللتزام بقاعدة الذهب وسادت الفوضى
وفرضت معظم الدول مرة أخرى السعر اإللزامي لعملتها المحلية وعمدت الدول إلى تعويم عملتها
حيث عمدت بريطانيا إلى تعويم الجنيه اإلسترليني وخروجها عن قاعدة الذهب سنة 1131
ويتبعها في ذلك عدد كبير من الدول :فرنسا ,أمريكا مع تخفيض عملتيهما.
وهكذا فإن الخروج عن قاعدة الذهب كان مرفقا بتخفيضات كبيرة ألسعار صرف العمالت
المختلفة مما أثر بشكل كبير على حركة التجارة الدولية وأصبح نظام التعويم هو األساس الذي
ارتكز عليه النظام النقدي العالمي في فترة ما بين الحربين.
-3المقدمات التاريخية لنظام النقد الدولي " بريتون وودز " :
نتج عن خروج الدول عن قاعدة الذهب في فترة ما بين الحربين Iو IIحدوث تخفيضات
متتالية للعمالت الرئيسية (الجنيه اإلسترليني ,الدوالر األمريكي ,الفرنك الفرنسي والمارك
األلماني) ,كما ساعدت النتائج المعروفة للحرب العالمية الثانية بوقت معقول البحث عن ايجاد
نظام نقدي دولي ,كما ساهمت أيضا في وضع بعض االقتراحات الخاصة بالنظام الجديد وتمثلت
مالمح هذه النتائج في ضمان دول التحالف الغربي هزيمة بلدان المحور.
ودار النقاش حول طبيعة الهيمنة في داخل رأس المال الدولي ,حيث كان الصراع بين
3
رأس المال البريطاني في سبيل استبقائه على األقل على بعض هيمنته على االقتصاد الدولي مع
رأس المال األمريكي وهو يؤكد هيمنته على االقتصاد الدولي فيما بعد الحرب العالمية الثانية,
وبدأ تنظيم السوق الدولية بمشروعين أحدهما بلوره اإلقتصادي اإلنجليزي الشهير كينز وتضمن
إنشاء اتحاد للمقاصة ( )Clearing Unionواآلخر بلوره اإلقتصادي األمريكي هوايت ( Hany
)H.Whiteوكيل و ازرة المالية األمريكي ,وانتهى األمر في اتفاقية بريتون وودز بغلبة المشروع
األمريكي في تحديد معالم النظام النقدي وانبثق عليه إنشاء مؤسستين تسهران على االئتمان
الدولي.
ائتمان قصير األجل :ويسهر عليه صندوق النقد الدولي.
ائتمان طويل األجل :ويسهر عليه البنك الدولي لإلنشاء والتعمير.
وقد تواجدت اقتراحات فرنسية وكندية عند مناقشة االقتراحين السابقين على اتفاقية بريتون
وودز وفيما يلي أهم ما جاء في كال المشروعين:
4
دولة أخرى في بريتون وودز في الواليات المتحدة األمريكية لوضع نظام نقدي دولي جديد موافقا
للمشروع األمريكي وتمت صياغته في االتفاقية.
ويقوم بريتون وودز على قاعدة الصرف بالذهب وهو يرتكز بصفة رئيسية على قابلية
تحويل الدوالر األمريكي فقط إلى ذهب ومن ناحية أخرى مع تثبيت صرف العمالت بالنسبة
للدوالر األمريكي ومن ثم تصبح جميع العمالت مربوطة بشكل أو بآخر بالذهب من خالل
الدوالر.
ولتوسيع حجم التجارة اقترح المؤتمرون تعاون الدول فيما بينها مع رفع الحواجز ,وذلك
بأن تتوقف الدول المشاركة في المؤتمر عن فرض القيود عن عمليات الصرف داخل أراضيها
كالسيطرة على تحركات النقد األجنبي ,وعدم األخذ بنظام األسعار المتعددة والتوقف عن عقد
اتفاقيات الدف ع الثنائية إال إذا كانت تهدف إلى مراقبة حركة تنقالت رؤوس األموال ,على أن ال
تعرقل سير العمليات التجارية الدولية ,لكن المؤتمرون اتفقوا على االحتفاظ بحق استمرار تطبيق
القيود التي فرضت أثناء الحرب على المدفوعات والتحويالت الخاصة بالعمالت الدولية الجارية
لمدة أقصاها سنة في أفريل 1111بعدها تزول القيود بين الدول.
وحاول المؤتمر مراعاة عدة مبادئ أساسية نلخصها فيما يلي:
-1سعر الصرف يعتبر من المسائل ذات األهمية الدولية وينبغي العمل على
ضمان ثبات أسعار الصرف على األقل في المدة القصيرة مع إمكان تعديلها
في بعض الظروف إذا استوجب ذلك.
-2من المصلحة زيادة االحتياطي من الذهب والعمالت في كل دولة حتى ال
تضطر الدول إلى اتخاذ سياسة قد تضر بالتوازن الداخلي لمواجهة العجز في
ميزان المدفوعات.
-3تحقيق المصلحة السياسية واالقتصادية بإيجاد نظام التجارة متعددة األطراف
وتحقيق قابلية العمالت للتحويل.
-4إن اختالل ميزان المدفوعات يعتبر مسؤولية مشتركة بين دول العجز ودول
الفائض.
-1في كثير من األحيان ترجع االختالالت النقدية إلى أسباب غير نقدية ,وهنا
يجب على المنظمات النقدية أن تتعاون مع المنظمات األخرى لعالج هذه
االختالالت.
-6إن أفضل الطرق لتحقيق التعاون النقدي هو استخدام منظمة دولية ذات
وظائف محددة.
-7إن زيادة االستثمارات الدولية أمر حيوي لالقتصاد.
5
ومن هنا وفي سبيل تطبيق هذه المبادئ أنشئ صندوق النقد الدولي في 21ديسمبر
1141ليقوم بعدد من الوظائف والمهام المشتقة من هذه المبادئ.
مر نظام بريتون وودز بمرحلتين أساسيتين هما:
-مرحلة االستقرار النسبي.
-مرحلة التصدع واالنهيار.
مرحلة االستقرار النسبي:
امتدت هذه المرحلة من 1146حتى نهاية الخمسينات وما ميز هذه المرحلة هو االستقرار
النسبي للدوالر ,ولقد ساعد تراكم %71من احتياطي الذهب الرسمي في العالم لدى الواليات
المتحدة األمريكية أن تقرر هذه األخيرة إعطاء دوالرات لكل دولة تريد التخلي عن الدوالرات التي
تملكها مقابل الذهب فقط وليس بعملة البنك الوطنية.
أما إنجلت ار فقد عادت قابلية الجنيه اإلسترليني للتحويل للعمالت األخرى وليس للذهب,
وقد تم ذلك خالل عام من وضع اتفاقية بريتون وودز موضع التطبيق.
وبالنسبة للعمالت األوربية األخرى فقد دام انتظارها 11سنة لتكون قابلة للتحويل إلى
عمالت أخرى وليس إلى ذهب.
واختارت البنوك المركزية للدول المختلفة الدفاع عن أسعار التعادل الخاصة بعمالتها
مقابل الدوالر األمريكي وحده ,وهكذا ظل الدوالر يتربع قيمة المدفوعات الدولية حتى نهاية
الخمسينات.
مرحلة التصدع واالنهيار:
امتدت هذه المرحلة من ,1171 -1161حيث أخذ المخزون األمريكي في التناقص
تدريجيا ذلك أن المكانة الهامة التي احتلها الدوالر في نظام بريتون وودز أدت إلى مسؤولية كبرى
على عائق الواليات المتحدة األمريكية حيث كان يجدر بها كي تتمكن من تحويل الدوالرات إلى
ذهب الحد من عملية خلق الدوالر (أي عدم زيادة الدوالرات لدى البنوك المركزية األجنبية زيادة
مفرطة) ,والحد من استخدام الدوالر في مبادالتها مع بقية دول العالم.
في ظل هذه الظروف اشتدت أزمة الثقة في الدوالر وذلك لعدم قدرة الواليات المتحدة
األمريكية تحويل الدوالرات التي تحتفظ بها إلى ذهب عند الطلب واشتد الطلب على الذهب,
حيث اعتقد المضاربون قرب انخفاض القيمة الرسمية للدوالر بالنسبة للذهب ,وأخذت أسعار
الذهب ترتفع في األسواق النقدية الرئيسية العالمية ,وهذا ما لم يكن في صالح الدول التي تحتفظ
بالدوالرات بكمية كبيرة.
وقد قامت الواليات المتحدة األمريكية باالتفاق مع 16دول أوربية إلنشاء مجمع الذهب
" "Gold Poolلتدعيم الدوالر بمواجهة هذا الموقف ,وقد تعهدت الدول األوروبية بتزويد سوق
6
لندن بالذهب بالسعر الرسمي ,وبعدم تحويل أرصدتها الدوالرية إلى ذهب من أمريكا.
وأدى هذا االتفاق إلى اإلبقاء على السعر السوقي للذهب في حدود سعره الرسمي ,لكن
هذا المجمع قد ألغي في مارس 1161بسبب اشتداد الطلب على الذهب بغرض االكتناز
والمضاربة والذي كان نتيجة توقع انهيار الجنيه اإلسترليني وانخفاض قيمته فضال عن إعالن
فرنسا الخروج من مجمع الذهب وهكذا لم تستطع الواليات المتحدة األمريكية االحتفاظ بالسعر
الرسمي للدوالر بالنسبة للذهب وسمح بأن يكون للذهب سعران أحدهما حر يتحدد وفقا للعرض
والطلب شأنه شان أي سلعة أخرى ,واآلخر رسمي يتم التعامل به بين السلطات النقدية فقط.
واستمر عجز الميزان األمريكي إلى أن ألغت الواليات المتحدة األمريكية تحويل الدوالر
إلى ذهب وسقطت بذلك قاعدة الصرف بالذهب التي قام عليها نظام بريتون وودز وانهار هذا
النظام.
وبعد انهيار نظام بريتون وودز ساد نظام التعويم وقد كان النهيار هذا النظام أثر على
الدول النامية :زيادة حدة المديونية إلى الخارج ,زيادة العجز في موازين المدفوعات ,إستنزاف
االحتياطات النقدية الدولية ,استيراد التضخم ,انخفاض حجم التدفقات المسيرة ,تدهور أسعار
الصرف.
نظام التعويم المدار (نظام تعويم العمالت):
في الواقع أن هذا النظام لم يقصد أحد اختياره بل فرض نفسه عند انهيار نظام بريتون
وودز ,وبغرض مواجهة الفوضى التي سادت أسواق الصرف األجنبي والمضاربات التي أحدثت
العديد من االختالالت.
ويعتمد هذا النظام أساسا على أسعار الصرف المعومة وهي التي تتحول بحرية أي وفقا
لقوى عرضها والطلب عليها في السوق ,وهناك أنواع من التعويم:
التعويم النقي :ويكون عندما ال يتدخل البنك المركزي مطلقا في أسواق الصرف لمساندة سعر
صرف العملة الوطنية عند مستوى معين.
التعويم غير النقي :عندما يتدخل البنك المركزي لمنع التقلبات في السعر من أن تتجاوز حدا
معينا.
التعويم المستقل :وهو عندما ال يرتبط سعر صرف العملة الوطنية في ارتفاعه وانخفاضه
بأسعار صرف أي عملة أو عمالت أخرى.
التعويم المشترك :عندما تشترك مجموعة معينة من العمالت معا بالنسبة لما يحدث من
تغيرات في أسعار صرفها فترتفع هذه األسعار سويا أو تنخفض سويا.
7
ثانيا :تطور النظام المالي الدولي:
تعريف التطور النظام المالي :إن التطور النظام المالي الدولي مفهوم متعدد األبعاد وليس من
السهل إيجاد تعريف واحد محدد له وقد اكتسب قيمة أكبر مع مرور الوقت عرف على أنه:
"تراكم لألصول المالية بوتيرة أسرع من تراكم األصول غير المالية" .وفي سنة 2111عرف
: Levineبانه عملية تقوم عن طريقها األسواق المالية األدوات والوساطة المالية بتحسين
معالجة المعلومة ،تنفيذ العقود ،وإنجاز الصفقات ،مما يسمح للنظام المالي بممارسة وظائفه
المالية بكفاءة ".أما اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا التابعة لألمم المتحدة :عرفته
بأنه" :عملية تتجسد في تحقيق تحسينات كمية ونوعية في تقديم خدمات مالية بشكل كفء".
وعرف ايضا :بعملية متعددة األبعاد يتمتع من خاللها النظام المالي بالسهولة ،العمق ،الفعالية،
المردودية ،االستقرار ،الجودة المؤسساتية ،ويقدم لألعوان االقتصاديين تنوع كبير في المؤسسات
واألدوات كما يستقبل التدفقات الأرسمالية واألجنبية.
ثالثا :األبعاد األساسية في التطور النظام المالي الدولي :االبعاد االساسية في التطور المالي و
ذلك من خالل الجدول التالي:
8
يمثل النظام المالي سوقا يلتقي فيه العرض والطلب على رؤوس األموال وتجتمع فيه مختلف
األوراق المالية المصدرة ،وبالتالي يضمن االلتقاء بين األعوان االقتصاديين:
-تسهيل الصفقات المالية وتخفيض تكاليفها:
-جمع المعلومات حول المشاريع االستثمارية وتفضيل التخصيص األمثل للموارد.
-تخفيض الصراعات ،ومراقبة المقاولين والمؤسسات.
-تعبئة االدخار المحلي.
-تسهيل المبادالت للسلع والخدمات (التجارة).
9
العجوزات في ميزانياتها عن طريق اصدار وتسويق تلك األدوات المالية العالمية ،اثر التوسع
الكبير في أسواق السندات وارتباطها على المستوى الدولي وتحريرها من كافة القيود ،وقد سمح
التوسع والتعمق في ابداعات المالية ،بجمع كميات ضخمة من االدخار العالمي ،واجراء عمليات
المراجحة الدولية في أسواق السندات والنمو السريع في األصول المالية المشتقة ،إضافة الى كل
هذا شهدت هذه المرحلة توسع ،صناديق المعاشات والصناديق األخرى المتخصصة في جمع
االدخار ،التي تهدف الى تعظيم إيراداتها في مختلف األسواق العالمية.
ج-مرحلة تعميم الم ارحجة وضم األسواق المالية الناشئة :بعد تحرير بورصة لندن اثر اجراء
اإلصالحات المعروفة big bangفي 1116بداية المرحلة الثالثة في سيرورة العولمة المالية،
التي تبعها بقية البورصات العالمية بعد ذلك بتحرير أسواقها أسهمها ،مما سمح بربطها ببعضها
البعض وعولمتها ،على غرار أسواق السندات ،وبهذا أصبحت أسواق راس المال اكثر ارتباطا
وتكامال وبشكل خاص في العقد التاسع في القرن الماضي الى درجة انها أصبحت تشبه سوقا
واحدة ،اذ حدثت قفزة هائلة في حجم التدفقات المالية بين تلك األسواق ،على اثر استعمال وسائل
االتصال الحديثة وربطها بشبكات التعامل العالمية ،كما سمح ضم األسواق الناشئة ابتداء من
أوائل التسعينات وربطها باألسواق المالية عن طريق شبكات االتصال وتسجيل أدوات مالية
اجنبية فيها ،وبزيادة تدفق رؤوس األموال نحوها ،اال ان الحدث المميز لهذه المرحلة هو
االنهيارات الضخمة التي شهدتها البورصات العالمية ،والتي كلفت االقتصاد العالمي خسائر
بأالف الماليير من الدوالرات وتسببت في افالس الكثير من البنوك والمؤسسات المالية.
د-النظام المالي الجديد :ان معالم النظام المالي الجديد ارتبط بسياسة التحرير المالي الذي
يتضمن تحرير المعامالت المالية ارتباطا وثيقا بهيمنة السياسات الليبرالية ،الغاء القيود والترتيبات
والضوابط المفروضة على حركات رؤوس األموال عبر الحدود الوطنية ،وإعطاء السوق مطلق
الفاعلية في عمليات ضمان الموارد المالية وتوزيعها وتخصيصها وتحديد أسعار العمليات المالية
طبقا لقوى العرض والطلب ،وكذلك ينبغي الغاء الرقابة المالية الحكومية ،وبيع البنوك ذات
الملكية العامة ،وإعطاء البنوك والمؤسسات المالية استقاللها التام ،وعدم فرض اية قيود على
حرية الدخول والخروج من صناعة الخدمات المالية.
العوامل المفسرة لتسارع الحركات الرؤوس االموال:
-صعود الرأسمالية المالية :األهمية المتزايدة لراس المال الذي يتجسده في صناعة الخدمات
المالية بمكوناتها المصرفية وغير المصرفية ،حيث أصبحت معدالت الربح التي يحققها تزيد عدة
10
اضعاف عن معدالت الربح التي تحققها قطاعات اإلنتاج الحقيقي.
-بروز فوائض نسبية كبيرة لرؤوس األموال :ان الحركة الدائمة لرؤوس األموال الباحثة عن الربح
على الصعيد العالمي تعكس وجود كتلة كبيرة من الفوائض االدخارية التي ضاقت أسواقها
الوطنية عن استيعابها ،فراحت تبحث عن فرص أفضل لالستثمار الخارجي لتدر مردودا افضل
مما لوبقيت في الداخل.
-التقدم التكنولوجي :لعب التقدم التكنولوجي في مجال االتصاالت والمعلومات ،دور بالغ األهمية
في اندماج األسواق المالية وتكاملها ،حيث تغلب على الحواجز المكانية والزمانية بين األسواق
الوطنية المختلفة.
-إعادة هيكلة صناعة الخدمات المالية وظهور االبتكارات المالية :لقد عرفت صناعة الخدمات
المالية تغيرات هائلة توسعت دائرة االعمال المصرفية ،محليا ودوليا،
-نمو سوق السندات :ان النمو الهائل إلصدا ارت السندات وتداولها في األسواق المالية،
وباألخص السندات الحكومية.
-الخصخصة :ان برامج الخصخصة والتي سمحت لألجانب بتملك بعض الشركات والمساهمة
في ملكيتها ،وهو ما أدى الى زيادة تدفق رؤوس األموال الدولية الى البالد المعنية.
-التطور الصناعي في بعض الدول النامية واندماجها في السوق المالية العالمية :يعتبر النمو
الذي حققته بعض الدول النامية احد األسباب لزيادة نصيبها من الناتج المحلي اإلجمالي ،وهذا
يساعدها في زيادة التدفقات المالية الدولية.
11