Professional Documents
Culture Documents
تعكس طبيعة النظام النقدي الس ائد في دول ة معين ة التط ورات االقتص ادية واالجتماعي ة الحاص لة فيه ا في ف ترة زمني ة معين ة ويمكن
التعرف على هذه الطبيعة من خالل معرفة مكونات او عناصر النظام النقدي .
النقود المتداولة في الدولة بوقت معين من حيث نوعها وشلكها . .1
التشريعات والقوانين المنظمة ألداء النقود لوظائفها المختلفة . .2
المؤسسات النقدية والمصرفية التي تقوم بعملية االصدار النقدي وتنظيمه والتحكم فيه . .3
بالنسبة الى العنصر االول ،يقصد به كمية المعروض النقدي ( عرض النقد ) بمختلف انواعها السائدة في الت داول في دول ة معين ة في
وقت معين ,وهذه االنواع هي في الغالب نقود ورقية ومعدنية اضافة الى نقود الودائع .
اما العنصر الثاني ،فهو مجموع ة التش ريعات والق وانين الهادف ة الى تحس ين كف اءة ادارة النق ود واالئتم ان داخ ل الدول ة بم ا يحق ق
االهداف االقتصادية لها ،كرفع معدالت النمو في الناتج القومي ,وتحقيق استقرار قيمة العملة ,وغيرها من االهداف .
ويتمثل العنصر الثالث في مجموعة المؤسسات النقدية والمصرفية التي تتولى اصدار العملة الوطنية وهذه المؤسسات تتمث ل بالس لطة
النقدية التي يتراسها المصرف المركزي والمصارف التجارية والمتخصصة والمتخصصة والشاملة .
يمكن اعتبار القاعدتين األوليتين بمثابة صورتين او شكلين لقاعدة واحدة وهي قاعدة المعدن الواحد لع دم وج ود اختالف ج وهري بين
اعتماد النظام النقدي على قاعدة الفضة او قاعدة الذهب ,باس تثناء احالل المع دن الث اني مح ل االول في اواخ ر الق رن الــ( )18مم ا
يجعلنا نركز على قاعدة الذهب .
اما قاعدة المعدنين فهي تجمع معدنين (الذهب والفض ة) كوح دتي نق د مت داولتين جنب ا الى جنب .والقاع دة االخ يرة اخ ذت به ا ال دول
المعاصرة كأحد القواعد المنظمة لألوضاع النقدية ولو ان التطورات االخيرة اظهرت اشكال اخرى للنقود وهي النقود االلكترونية وفيما
يلي تحليل للقواعد السابقة -:
ويعطي ربط قيمة العملة بسعر الذهب المحلي للعملة المحلية قيم ة خارجي ة ايض ا باعتب ار ان ال ذهب ه و س لعة دولي ة يتح دد س عرها
الدولي بظروف العرض والطلب الدولي ,والدول التي تتبنى هذه القاعدة يجب ان تسمح بانتقال ال ذهب من الدول ة واليه ا بحري ة تام ة
ودون قيود تذكر ,والمهمة االساسية للسلطة النقدية في ظل هذه القاعدة هي ضمان بقاء العملة الوطنية قابلة للتحويل بصورة مباشرة
او غير مباشرة الى ما يساويها او ما يعادلها من الذهب .
لقد تم االخذ بهذه القاعدة منذ عام 1831وحتى نشوب االزمة االقتصادية الدولية المتمثلة الكساد العظيم للم دة 1932-1929واتخ ذت
هذه القاعدة عدة اشكال او صور هي -:
تعد هذه الصورة من اول واكمل صور قاعدة الذهب ,وتمثل التعامل بنوعين من النقود االول يتمثل في النقود المعدنية الذهبي ة (العمل ة
الذهبية) وتساوي قيمة هذه العملة قيمة وزن الذهب المكون لها ,فلو فرضنا ان قيمة اوس عر غ رام ال ذهب الخ الص يس اوي 1/20من
العملة الذهبية ,فهذا يعني ان قيمة العملة الذهبية تساوي 20غ رام من ال ذهب الخ الص ,الن وزن العمل ة الذهبي ة الفعلي يس اوي او
يعادل 20غرام من الذهب الخالص .
اما النوع الثاني من النقود المتداولة في ظل هذه الصورة ,فهي النقود الورقية (الكتابية) الذهبية القابل ة للتحوي ل الى م ا يس اويها من
ذهب ,اذا ما رغب حائزي هذه النقود بتحويلها لدى المصرف المركزي الذي يتولى اصدارها .
ان قاعدة الذهب بصيغتها المتكاملة (المسكوكات الذهبي ة ،ال تي هي عب ارة عن وح دات ذهبي ة ص غيرة الحجم نس بيا وموح دة ال وزن
والعيار ) كانت محكومة بجملة من الشروط وهي-:
أ -تحديد وزن معين وثابت لوحدة النقد من الذهب ,بحيث تكون القيمة االسمية للعملة المتداولة مساوية لوزن معين من الذهب .
ب -امكانية تحويل السبائك الذهبية الى مسكوكات ذهبية ,وبدون قيود وتكاليف ت ذكر ,باإلض افة الى امكاني ة تحوي ل المس كوكات الى
سبائك دون قيود او تكلفة مما يؤكد على بقاء العالقة بين قيمة العملة ومقدار الذهب المكون لها .
ج -تحويل االنواع االخرى من النقود المتداولة (النقود الورقية) الى ما يس اويها من ذهب بش كل مس كوكات او س بائك ذهبي ة وب دون
تكاليف ,مما يحقق التعادل بين قيم مختلف العمالت المتداولة آنذاك .
د -حرية استيراد وتصدير الذهب من الخارج واليه دون قي ود مم ا يحق ق تع ادل قيم ة ال ذهب محلي ا ودولي ا ,م ع ثب ات قيم ة العمل ة
المتداولة محليا .
واستمر االخذ به ذه الص يغة ح تى قي ام الح رب العالمي ة االولى ع ام 1914حيث تم التخلي عنه ا ألس باب تتمث ل في التوس ع في حجم
النشاط االقتصادي والتبادل التجاري وتزايد حجم االنفاق الحكومي لتمويل نفق ات الح رب ,مقاب ل قص ور الكمي ات المتاح ة من ال ذهب
لمواجهة توسع استخدامه ولذلك تخلت معظم الدول عن هذه الصيغة وتحولت الى الصيغة التالية لقاعدة ال ذهب وهي ص ورة او ص يغة
السبائك الذهبية .
تتسم هذه الصورة بان االوراق النقدية المتداولة لم تعد قابلة للتحويل الى ما يعادلها او ما يس اوي قيمته ا من مس كوكات ذهبي ة وانم ا
يقتصر تحويل هذه االوراق الى سبائك ذهبية بشروط منه ا ال يق ل وزن الس بيكة الذهبي ة عن مق دار معين يح دده الق انون ,وغالب ا م ا
يكون هذا الوزن كيلوغرام واحد من الذهب .
ومن الناحية العملية يعني هذا توقف سك العمالت الذهبية وانتفاء حق االفراد الحائزين لهذه المس كوكات الص غيرة القيم ة في تحويله ا
الى ذهب ,واقتصار ذلك الحق على من يحوز اوراق نقدية كبيرة ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبي ة )1كيل و غ رام) .وهك ذا ،
تقل قابلية النقود الورقية في ظل هذه الصيغة للتحويل الى ذهب عن قابليتها في التحويل في ظل صيغة المسكوكات الذهبية .
وتعود االسباب الحقيقية لتحول الدول من صيغة المسكوكات الذهبية الى صيغة السبائك الذهبية للظ روف ال تي املته ا الح رب العالمي ة
االولى من حيث تزايد نفق ات تموي ل الح رب ,حيث ان الحكوم ات في ظ ل ص ورة الس بائك الذهبي ة تكتفي ب الزام المص ارف المركزي ة
باالحتفاظ بكمية معينة من السبائك الذهبية تعادل قيمتها كمية النقود المتداولة ,مما يوفر للسلطات النقدية تركزا نسبيا في االحتياط ات
الذهبية يمسح لها بإدارة نقدية افضل من السابق .
ان طلب االفراد بتحويل ما بحوزتهم من اوراق نقدية الى ذهب يؤدي الى اكتناز ال ذهب والمض اربة علي ه ,خاص ة في اوق ات االزم ات
والحروب ,كما ان ذلك قد يستنزف احتياطي الذهب المتاح للدولة .
وهذه االسباب جعلت من المعتذر العودة الى صورة المسكوكات الذهبية ,والتحول الى السبائك لم ا ت وفره من مزاي ا نس بية خاص ة في
اوقات الحروب اال ان الحال لم يستمر بل تم التحول الى صورة الصرف بالذهب .
تتمثل هذه الصورة االخيرة لقاع دة ال ذهب في ال تزام الحكوم ات ممثل ة بس لطتها النقدي ة بتحدي د وزن معين من ال ذهب يمث ل محت وى
عملتها الوطنية ,على ان يتم ربط العملة الوطنية بعملة اخرى قابلة للتحويل الى ذهب ,بمعنى ان الدولة تتبع قاعدة الذهب بصورة غير
مباشرة ,من خالل تحديد سعر صرف عملتها الوطنية تجاه العمالت االخرى القابلة للتحويل الى ذهب بصورة مباشرة آنذاك ( كال دوالر
االمريكي والجنية االسترليني) .
ان ارتباط العملة الوطنية غير القابلة للتحويل الى ذهب بعمل ة اجنبي ة قابل ة للتحوي ل الى ذهب يمث ل ج وهر ص يغة الص رف بال ذهب ,
ويوفر ذلك على السلطات النقدية صاحبة العملة االولى تكوين االحتياطات الذهبية كغطاء لعملته ا اذ يمكنه ا ان تحتف ظ بعمالت اجنبي ة
دولية قابلة للتحويل الى ذهب وسندات واصول اخرى قصيرة االجل صادرة عن الدول صاحبة العملة االجنبية كغطاء لعملتها الوطنية .
وتوفر هذه الصيغة التي تم التوصية بتبنيها رسميا في مؤتمر جنوة في عام 1922مزايا عديدة تتمثل في احتفاظ الدول التي تع اني من
ضعف احتياطاتها الذهبية بغطاء لعملته ا الوطني ة بش كل ارص دة وس ندات ل دى مص رفها المرك زي ب دال من تك وين غط اء للعمل ة من
السبائك الذهبية فقط ,كما في السابق .
ومن هنا يالحظ المرونة الكبيرة لصيغة الصرف بالذهب التي توفرها للسلطات النقدي ة حيث تس تطيع الدول ة المتبع ة له ذه الص يغة ان
تسحب على خزانتها سندات لصالح الدول االخرى ,دون ان يكبدها ذلك خسارة جزء من مواردها الذهبي ة ,كم ا ان هن اك م يزة اخ رى
تتمثل في عوائد الفائدة التي تحصل عليها الدول من السندات المسحوبة على دول اخرى .
وادت ظ روف الح رب ومقتض يات االنف اق العس كري وزي ادة النق د المص ّدر ومن ثم ظه ور موج ات تض خمية تمثلت في االرتفاع ات
المستمرة باألسعار واالجور الى انهيار قاعدة الذهب نهائيا في عام . 1931
.1عدم كفاي ة االنت اج الع المي من ال ذهب ,وقص ور كميت ه عن مواكب ة الطلب علي ه لألغ راض النقدي ة (اص دار العمل ة) ,فض ال عن
االغراض غير النقدية واالكتناز ,وب رز قص ور ع رض ال ذهب واض حا بع د تن امي حجم المب ادالت الدولي ة وتوس ع حجم االنف اق على
االصالحات االقتصادية بعد الحرب العالمية االولى .
.2توجه معظم الدول بعد ازمة الكساد العظيم الى التوسع في االستثمارات وتنش يط االقتص اد ,لمالف اة اث ار الكس اد العظيم عن طري ق
اتباع اساليب جديدة تتعارض مع شروط واحكام قاعدة الذهب ومن هذه االساليب التوس ع في االص دار النق دي دون ان يقاب ل ذل ك ق در
كافي ومناسب من االحتياطات الذهبية كغطاء للعملة الوطنية المصدرة.
.3سوء توزيع االحتياطات الذهبية ما بين الدول المختلفة خاصة بعد الحرب العالمية االولى اذ تركزت معظم االحتياط ات الذهبي ة ل دى
الواليات المتحدة وفرنسا ,بينما كانت تل ك االحتياط ات ض عيفة ل دى ال دول االخ رى ,حيث تش ير االحص ائيات في ع ام 1931الى ان
الدولتين استحوذت على ثالثة اخماس الذهب الذي كان متاحا في العالم آنذاك .وهذا الوضع ادى الى فرض الدول اجراءات تقييدية على
حركة دخول وخروج الذهب منها واليها للمحافظ ة على االحتياط ات الذهبي ة ,مم ا ادى الى انهي ار اح د ارك ان قاع دة ال ذهب المتمث ل
بحرية تصدير واستيراد الذهب دون قيود .
.4توجه الدول الصناعية كالواليات المتحدة وانكلترا وفرنسا ,الى وضع قيود على حركة التجارة الدولية ,لتحس ين وتعزي ز مراكزه ا
االقتصادية التي تعرضت لصعوبات من جراء الحرب .
وهذه القيود ولدت اختالفات واض حة في مس تويات االس عار م ا بين ال دول المختلف ة وب ذلك انه ار ركن اخ ر من ارك ان قاع دة ال ذهب
والمتمثل في العالقة الثابتة بين العملة المتداولة وكمية الذهب المكون لها ,اي العالقة بين قيمة العملة الوطنية وس عر ال ذهب الموح د
محليا ودوليا .
.5ظهور القوى االحتكارية للشركات الكبرى وزيادة القوة التساومية لنقابات العمال ,مما ادى الى زيادة االسعار واالج ور وانفص الها
عن زيادة االحتياطات الذهبية التي قصرت عن مواكبة زيادة االسعار .
وبرغم هذه العوامل التي تظافرت للتخلي عن قاعدة الذهب ,فهي تمتعت بمزايا لم تتوفر في غيرها من القواعد ,ومنها الثبات النس بي
في قيمة العملة المرتبطة بها ,وتجنب االثار الناشئة عن االرتفاعات المستمرة في االسعار .
ويعود ذلك الى االرتباط الوثيق بين قيمة العملة وقيمة الذهب ,اي ارتباط القوة الشرائية للعملة المتداولة مع القيم ة الس وقية لل ذهب ,
وهذا االستقرار النسبي في قيمة العملة او قوتها الشرائية يساعد النقود على اداء وظائفها االساسية والمشتقة وبفاعلية اك بر وخاص ة
وظيفة قياس القيم .
كما ان هذا االرتباط المباشر والثابت نسبيا بين قيمة العملة وقيمة الذهب يساعد السلطات النقدية على اداء وظائفه ا بس هولة وتحقي ق
االستقرار االقتصادي والنقدي .ومن المزايا االخرى لقاعدة الذهب انها تقوم بتثبيت نس ب مبادل ة عمالت ال دول المختلف ة ,اي تحقي ق
استقرار نسبي في اسعار صرف مختلف العمالت ,بفعل ارتباط عملة كل دولة على حدة بالذهب .
وتنحصر حدود تقلب او تذبذب اسعار صرف العمالت بما يعرف بحدي دخول وخروج الذهب من والى الدولة ,وهذا التذبذب هو بح دود
+/- % 1وهذا الثبات النسبي في اسعار صرف العمالت يساعد على انسيابية التبادل الدولي واالستثمارات الخارجية ,كما توفر قاع دة
الذهب وسيلة للمدفوعات الدولية ,وهذه الوسيلة هي الذهب نفسه ,الذي يالقي قبوال دوليا كأداة ألداء االلتزامات والوفاء بالديون .
.1تحديد محتوى العمل ة الوطني ة من ال ذهب والفض ة ,على نح و ث ابت ,وفق ا لتش ريعات الس لطة النقدي ة في الدول ة ,بحيث تتمت ع
المسكوكات الذهبية بقوة ابراء قانونية تامة وغير محدودة في الوفاء بااللتزامات وتسوية المدفوعات .
.2تعهد والتزام السلطات النقدية بضمان صهر وسك كل من معدني الذهب والفضة وفقا للنسب المقررة في القوانين وبكلف ضئيلة .
.3ضمان حرية تصدير واستيراد المعدنين ) الذهب والفضة( من الدولة واليها ودون قيود تذكر .
اال ان هذه القاعدة واجهت صعوبات عملية ادت في نهاية المطاف الى التخلي عنها ,من هذه الص عوبات ع دم التط ابق او التواف ق بين
القيمة القانوني ة للعمل ة م ع القيم ة الفعلي ة او الس وقية لمع دني ال ذهب والفض ة ,مم ا افض ى الى اختف اء اح د المع دنين او كليهم ا ,
النخف اض قيمت ه القانوني ة او االس مية عن قيمت ه الفعلي ة او الس وقية ,ومن ثم ب دء اللج وء الى المع دن الث اني وه و ج وهر ق انون
جريشام .
يؤكد هذا القانون على ان (( العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول(( بمعنى ان العمل ة الرخيص ة تط رد العمل ة النفيس ة وتح ل
محلها فاذا كانت النسبة القانونية المحددة لقيمتي الذهب والفضة بمقدار ( )12وحدة من الفضة ولو فرض نا ان قيم ة الفض ة انخفض ت
في السوق بحيث اضحت نسبة المبادلة وحدة واحدة من الذهب في السوق تساوي ( )15وحدة من الفضة ,فعندئ ذ س يبادر االف راد الى
صهر ما لديهم من نقود ذهبية ،وبيعها بصورة سبائك ،ثم استبدالها بما يس اوي قيمته ا من فض ة ( )1:15للحص ول على ربح ق درة
ثالثة وحدات من الفضة لكل وحدة واحدة من الذهب ,وهذا الوضع سينتهي الى اختفاء العملة الجيدة او الثمينة (الذهب) واالبق اء على
العملة الرخيصة (الفضة) في التداول .
يجري اتباع هذه القاعدة حاليا في جميع النظم النقدية في العالم ,وذلك لنشوب االزمات االقتصادية والنقدي ة ال تي رافقت وتلت الح رب
العالمية الثانية( )1945 -1939وهي تقريبا ذات االسباب التي ادت بدول العالم الى التخلي عن قاعدة الذهب .
ويتمثل االساس الذي تستند اليه قاعدة النقود الورقية االلزامية ,في ان النقود الورقية المتداولة في الدولة تتمت ع بق وة اب راء قانوني ة
مطلقة .وهذه القوة نابعة من القانون الصادر عن السلطة النقدية ,ول ذلك فهي ت دعى ب النقود القانوني ة او االلزامي ة الن ص فة االل زام
بالتعامل بها ناجمة من القانون الذي ينظم اص دارها ,وال يح ق لحامله ا او حائزه ا المطالب ة بتحويله ا الى م ا يعادله ا من ذهب او اي
معدن اخر .
وتكون السلطة النقدية ممثلة بالمصرف المركزي او وزارة المالية او الخزانة وحدها مسؤولة عن كمية اص دار النق ود ,وفق ا لمع ايير
تضعها تلك السلطة ,بما يتناغم مع االهداف االقتصادية وفي مقدمة هذه االه داف تحقي ق ق در مقب ول ومناس ب من االس تقرار النق دي
والنمو االقتصادي.
ان هذا االستقرار يرتبط بالمستوى العام لألسعار فاذا الحظت السلطة النقدية تزايد االسعار ,تلجأ الى تقليص كمي ة النق ود المص درة ,
وتخفيض كمية وسائل الدفع المتاحة ,لتجنب حصول التضخم ,وبالعكس في حالة انخفاض االسعار .
ويالحظ ان قاعدة النقود الورقية االلزامية تتسم بالمرون ة الكب يرة ال تي تمكن الس لطات النقدي ة من اص دار كمي ات مناس بة من النق ود
الورقية ,اال ان هذه المرونة في مج ال االص دار النق دي ليس ت مرون ة مطلق ة او غ ير مح دودة الن التم ادي في االص دار يفض ي الى
تخفيض قيمة العملة الوطنية وتدهور قوتها الشرائية والتعرض لمشاكل اقتصادية ونقدية خطيرة .
لذا على السلطات النقدية ان تحقق التوازن بين التدفقات النقدية والسلعية وفي حالة تف وق اح دى الت دفقات على االخ رى يت وجب على
السلطات التدخل لتالفي االختالالت في االقتصاد .وبذلك تدرك السلطات النقدية اهمية الترابط القائم ما بين كمية النقود المتداولة وكمية
االنتاج من السلع والخدمات ,الن الوحدة النقدية من العملة المحلية تمنح حاملها حقا قانوني ا في الحص ول على م ا يعادله ا من الس لع
والخدمات ,وبذلك يكون غطاء العملة الفعلي او الحقيقي ,في ظل النقود الورقية االلزامية ,حجم االنتاج الفعلي للدولة .