You are on page 1of 34

‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫الفصل االول ‪ :‬نشأة ‪ ،‬تطور و وظائف النقود ‪.‬‬


‫‪ -1‬من اقتصاد المقايضة إلى االقتصاد النقدي‬
‫‪ -2‬أشكال النقود‬
‫‪ -3‬وظائف النقود‬

‫‪ -1‬من اقتصاد المقايضة إلى االقتصاد النقدي ‪:‬‬


‫تبنى المجتمع االنساني في بداياتو نظاما اقتصاديا قائما عمى االنتاج المعيشي (‪)économie de subsistance‬‬
‫أي ينتج الفرد ما يحتاجو الستيالكو الشخصي و العائمي فقط ‪ ،‬مما يفسر غياب التبادل و الحاجة لمنقود ‪.‬‬
‫مع التطور االنساني ‪ ،‬ظير تقسيم العمل و التخصص و التعاون بين المنتجين ‪ ،‬مما أدى إلى زيادة االنتاج عن‬
‫تم توجييو نحو حاجة جماعات أخرى في مقابل فوائض‬
‫حاجة االكتفاء الذاتي و ظيور الفائض االنتاجي ‪ ،‬الذي ّ‬
‫سمعيا المنتجة أيضا ‪ ،‬و سميت ىذه العممية أي تبادل سمعة في مقابل أخرى بصورة مباشرة بالمقايضة‬
‫)‪.(troc/barter‬‬
‫لكن مع التطور االقتصادي و تطور حاجات االنسانية تنوعت و تضاعف عدد السمع المنتجة و المتبادلة مما ادى‬
‫إلى صعوبة و تعقد اتمام عمميات المقايضة بسبب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة توافق ارادة العرض و الطمب بين أطراف التبادل ‪ :‬سواء في المكان ‪ ،‬او الزمن ‪ ،‬أو طبيعة البضائع‬
‫المراد تبادليا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبة تقييم البضائع المراد تبادليا ‪ ،‬أي كيف نحدد قيمة بضاعة معينة و كم تساوي في مقابل أخرى‬
‫(باالخص في حالة عدم القابمية لمتجزئة) ‪.‬‬
‫فالتقييم في نظام المقايضة ثنائي (كم من سمعة س تساوي من سمعة ع) و االمر مقبول مادام عدد السمع المتبادلة‬
‫في السوق محدود ‪ ،‬لكن مع تطور رغبات الناس و زيادة عدد البضائع و انفجار عمميات التبادل أصبح عدد‬
‫االسعار وفق التقييم الثنائي كبي ار جدا‪ ،‬فإذا افترضنا عدد السمع المتبادلة في االقتصاد ‪ n‬فإن عدد االسعار‪ P‬يساوي‬
‫عدد عمميات التبادل الممكنة ‪:R‬‬

‫بالمقابل في اقتصاد نقدي فإن عدد االسعار في السوق ‪:‬‬


‫وبالتالي فاقتصاد المقايضة فيو مضيعة و تبذير لمجيد و الوقت (الوقت يعتبر موردا ناد ار في االقتصاد ‪ ،‬باماكن‬
‫االفراد استخدامو الكتساب ثروات جديدة أو انفاقو في الترفيو)‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ -2‬أشكال النقود ‪:‬‬


‫‪.1-2‬النقود السمعية (البدائية) ‪(la monnaie merchandise/primitive) :‬‬
‫ىي سمعة تختار من بين السمع االخرى تتمتع بالقبول العام نظ ار ألىميتيا سواء في االستيالك او التزيين ‪ ،‬فيتم‬
‫استعماليا لقياس القيم و تبادل السمع االخرى ‪ ،‬و قد تباين ىذا النوع من النقود بتباين المجتمعات االنسانية فنجد من‬
‫استعمل الممح ‪ ،‬الماشية ‪ ،‬الشاي ‪ ،‬النسيج ‪ ،‬الذرى و حتى السجائر في السجون في الوقت المعاصر ‪.‬‬
‫ميزة ىذا النظام النقدي أنو مادي فقيمة الوحدة النقدية مرتبط بالقيمة الذاتية ليذه السمعة النقدية أي قيمتيا االستعمالية‬
‫و قدرتيا عمى اشباع الحاجة و كذلك ندرتيا النسبية في الطبيعة ‪.‬‬
‫‪ .2-2‬النقود المعدنية ‪(la monnaie métallique):‬‬
‫ىي نوع خاص من النقود السمعية ‪ ،‬حيث يتم استعمال أحد المعدنين الذىب أو الفضة (نظام معدني أحادي) او‬
‫االثنين معا (نظام معدني ثنائي) كوحدات نقدية ‪ ،‬و تنقسم عادة إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬النقود الموزونة )‪(pesée‬‬
‫حيث تأخد أشكال مختمفة كالكرات ‪ ،‬الخواتم ‪ ،‬الحمي‪ ...‬فيتم تعييرىا و فحصيا عند كل عممية تبادل مما ينتج‬
‫تكاليف في جانب أطراف العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬النقود المحسوبة )‪(comptée‬‬
‫ىي نقود معدنية في شكل قطع متساوية تقريبا يتم حسابيا عند التبادل ‪ ،‬كما يتم التأكد من وزنيا و معدنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬النقود المسكوكة )‪(frappée‬‬
‫ىذا النوع من النقود يتم ضمانو من طرف االمير او أي سمطة ذات مكانة اجتماعية (مما يخفض من تكاليف‬
‫تعزز استعمال الناس‬
‫التبادل) ‪ ،‬و صورة االمير (السمطة المصدرة) أو رموز دينية مطبوعة عمييا تمنحيا ىالة روحية ّ‬
‫ليا ‪.‬‬
‫* قانون » ‪ : « gresham‬النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة‬
‫بمعنى أن األفراد يحتفظون بالقطع النقدية ذات القيمة المرتفعة كمعدن في السوق ‪ ،‬أو غير المغشوشة أو ذات‬
‫الطمب الكبير عمييا فيقومون بتخزينيا (‪ ، )thésaurisée‬في حين يطرحون لمتداول القطع المعدنية األقل قيمة و‬
‫طمبا ‪.‬‬
‫قانون قريشام إذن قانون نفسي و اقتصادي في نفس الوقت ‪ ،‬فيو نفسي ألنو يعتمد عمى ميزة بشرية و ىي أن االفراد‬
‫يفضمون دائما االحتفاظ بالجيد من األشياء ألنفسيم ‪ ،‬و اقتصادي ألن األفراد يريدون تحقيق ربح من وراء اعادة‬
‫تذويب القطع المعدنية ذات المعدن األغمى لبيعيا في سوق المعادن بقيمة أكبر من قيمتيا كقطعة نقدية ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ .3-2‬النقود االئتمانية (‪: )fiduciaire‬‬


‫‪Fiduciaire :fiduciaris : fiducias :confiance‬‬
‫ىي النقود القائمة عمى الثقة ‪ ،‬فعمى خالف النقود المعدنية التي ىي كمية من المعدن ذو تكمفة انتاج و قيمة ‪،‬‬
‫فإن النقود االئتماني ة تتميز بخاصية أساسية و ىي انيا تمثل قيمة بدال من ان تحتوي في ذاتيا تمك القيمة ‪ ،‬فالقيمة‬
‫الحقيقية أو الذاتية تترك مكانيا لقيمة مبنية عمى ثقة الجميور‪ ،‬فالنقود في ىذه الحالة أصبحت المادية‬
‫(‪.)dématérialisation‬‬
‫* النقود الورقية )‪(la monnaie de papier‬‬
‫ىي تمك النقود التي يصدرىا تجار خواص ذو سمعة متينة (نميز بين ىاتو النقود من جية و االوراق النقدية من‬
‫جية اخرى )‪ ،)(papier monnaie‬فمن اجل تجنب المساوئ المرتبطة باستعمال النقود المعدنية (السرقة ‪ ،‬الحرائق‬
‫‪ ،‬تكاليف النقل و التخزين‪...‬إلخ) ‪ ،‬يقوم حائزو ىذه النقود (من ذىب و فضة) بايداعيا لدى الصاغة (‪)orfévres‬‬
‫(أجداد رجال المصارف الحاليين)في مقابل شيادات )‪ ، )cértificats d’or‬و تستعمل ىذه االخيرة في التبادل فيي‬
‫تمثل قيمة ما يقابميا من ذىب أو فضة ‪.‬‬
‫‪ .4-2‬النقود الكتابية (النقود بالكتابة) ‪monnaie scripturale‬‬
‫تعرف النقود الكتابية بانيا النقود التي توجد بالكتابة (القيد) و الموجودة في الحسابات البنكية أو البريدية ‪ ،‬و ىناك‬
‫من يميز بين نوعين من ىاتو النقود ‪:‬‬
‫* النقود الكتابية التمثيمية ‪:‬‬
‫إن عممية ايداع مبمغ من السيولة من طرف زبون تقابميا كتابة محاسبية بسجمو عمى مستوى البنك او مركز البريد ‪،‬‬
‫فحسابو سيصبح دائنا بذلك المبمغ الذي يعتبر بمثابة نقود كتابية تمثيمية ‪.‬‬
‫* النقود الكتابية االئتمانية ‪:‬‬
‫ىي نقود القرض ‪ ،‬حيث تخمق نفس الكتابة المحاسبية السابقة (حساب صاحب القرض يصبح دائنا بالمبمغ) ‪ ،‬و‬
‫العمميتان (ايداع السيولة ‪ ،‬منح القرض) يظيران معا في ميزانية البنك (موارد‪/‬استخدامات)‪.‬‬
‫‪ .5-2‬النقود الرمزية ‪:‬‬
‫يقصد بيا وسائل الدفع التي قيمتيا و قدرتيا الشرائية تتجاوز بكثير تكمفتيا ضمن استعماالت اخرى ‪ ،‬و تأخذ شكل‬
‫اوراق و قطع النقدية (‪ ، )monnaie divisionnaire‬و تتميز بثالث خصائص ‪:‬‬
‫‪ -‬وحدة جهة االصدار ‪:‬‬
‫وحده البنك المركزي يتمتع بامتياز اصدار االوراق و القطع النقدية المتداولة كنقود قانونية بالتراب الوطني ‪ ،‬و القانون‬
‫يمنحو صالحية تسييرىا (التوزيع و الصيانة) ‪ ،‬حيث تعددت جيات اصدار ىذا النوع من النقود قديما لكن الفوضى‬
‫التي نتجت عن ذلك دفعت السمطات العمومية إلى تركيز ىذه الوظيفة في يد بنك وحيد ىو البنك المركزي ‪ ،‬الذي‬
‫يمنحيا بالمقابل تسبيقات (قروض)‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ -‬عدم القابمية لمتحويل )‪: (le cours forcé‬‬


‫إن ىذه النقود غير قابمة لمتحويل إلى ذىب ‪ ،‬في االصل كانت ىذه النقود مضمونة بمعدن ثمين (الذىب ) حيث‬
‫بنياية الحرب العالمية الثانية خمف الدوالر االمريكي الجنيو االسترليني كعممة دولية محورية و كان قابل التحويل إلى‬
‫ذىب ‪ ،‬لكن بتاريخ ‪15‬اوت‪ 1971‬أنيى الرئيس االمريكي نيكسون قابمية التحويل ىاتو ‪.‬‬
‫‪ -‬القوة االبرائية )‪: (le cours légal‬‬
‫النيا تتمتع بقوة ابرائية قانونية ال يمكن رفض ىذه النقود في التداوالت ‪ ،‬فالقانون يمزم االعوان االقتصاديين بقبوليا‬
‫في عمميات التبادل ‪.‬‬
‫‪ .6-2‬النقود االلكترونية ‪:‬‬
‫ىي تمك االموال المحولة عبر طريق افتراضي سواء ما بين البنوك او بين البنوك و االفراد باستخدام سبل الكترونية ‪،‬‬
‫فيي تحل محل النقود التقميدية (ورقية او كتابية) ‪ ،‬و تتطمب ىذه النقود حامال الكترونيا )‪(support électronique‬‬
‫ينطوي عمى قيمة (نقدية) تمثل حقا لصاحبيا عمى مصدر ىذا النقد ‪ ،‬فالنقد االلكتروني قائم عمى مبدا الدفع‬
‫المسبق)‪ ، (le principe de prépaiement‬كما يجب أن يحظى بالقبول بين المتعاممين ‪ .‬و تنتقل النقود‬
‫االلكترونية باستخدام الوسائل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقة السحب (‪ : )carte de retrait‬تسمح ىذه البطاقة لحامميا بسحب مبالغ نقدية من الموزعات اآللية‬
‫لالوراق النقدية (‪ )D.A.B‬او شبابيك البنوك و مراكز البريد‪ ،‬مثال ‪ :‬بطاقة السحب البريدية ‪ ،‬بطاقات‬
‫‪ -‬بطاقة االقراض )‪ : (carte de crédit‬في الغالب قد تكون ىذه البطاقات محمية أو دولية ‪ ،‬و ىي أداة دفع‬
‫حقيقية حيث يستخدميا االفراد عند شراء السمع و الخدمات ‪ ،‬فتنتقل المبالغ النقدية (الوحدات النقدة االلكترونية) من‬
‫حساب صاحب البطاقة نحو حساب المستفيد (التاجر) ‪ ،‬و بالجزائر نجد البطاقة المصرفية بين البنوك )‪ (C.I.B‬و‬
‫تعتبر بطاقة سحب و دفع محمية ‪ ،‬و كذلك بطاقة ‪ VISA‬الدولية التي يصدرىا القرض الشعبي الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -3‬وظائف النقود ‪:‬‬
‫منذ أرسطو ‪ ،‬عرفت لمنقود ثالثة وظائف أساسية ‪:‬‬
‫‪.1-1‬النقود وحدة حساب ‪:‬‬
‫تسمح ىذه الوظيفة بالتعبير عن قيمة كل سمعة عمى أساس قاعدة موحدة (عمى خالف المقايضة أين االسعار ثنائية‬
‫دائما) مما يسيل المقارنة بين مختمف السمع و المفاضمة بينيا ‪ ،‬مسك المحاسبة و اجراء الحساب االقتصادي من‬
‫تكمفة و ربح و خسارة ‪ ،‬و اتخاذ الق اررات االقتصادية تبعا لذلك من طرف المستيمكين او المنتجين ‪.‬‬
‫و حتى تقوم النقود بوظيفة الحساب فإن ليا سع ار ‪ ،‬لكن يمكن التمييز بين االسعار التالية لوحدة النقد ‪:‬‬
‫* السعر المطمق(االسمي) ‪ :‬بمعنى أن قيمة وحدة نقدية ىي قيمتيا االسمية المكتوبة عمييا‪ ،‬قيمة واحد دينار جزائري‬
‫ىي واحد دينار جزائري‬
‫*السعر النسبي ‪ :‬ىو سعر النقود معبر عنو بالسمع االخرى (القدرة الشرائية لمنقود) ‪ ،‬و التضخم ىو اختالل يتجسد‬
‫في التدىور المستمر في ىذا السعر ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫* سعر الفائدة ‪ :‬و ىو سعر الحصول عمى النقود ‪ ،‬و نميز ىنا بين سعر الفائدة االسمي و الحقيقي ‪ ،‬قصير االجل‬
‫و طويل األجل ‪ ،‬االسعار المطبقة من طرف الوسطاء الماليين و االسعار السائدة في السوق (السوق النقدي ‪ ،‬السوق‬
‫المالي)‪.‬‬
‫نقيميا بعممة أخرى ‪ ،‬و يتم التمييز بين سعر الصرف االسمي و الحقيقي ‪،‬‬
‫* سعر الصرف ‪ :‬ىو سعر العممة عندما ّ‬
‫الثنائي و الفعمي (المتعدد) ‪ ،‬اآلني و ألجل ‪.‬‬
‫‪ .2-1‬النقود وسيط لمتبادل ‪:‬‬
‫تعتبر ىذه الوظيفة من اىم أسباب الحاجة إلى النقود حيث تسمح بتجنب المقايضة و مساوئيا‪ ،‬فدخول النقود في‬
‫عممية التبادل يسمح بفك عمميتي البيع الشراء المتداخمتين أثناء المقايضة ‪ ،‬فبدال من مقايضة سمعة باخرى فإننا نبيع‬
‫االولى بالنقود و التي بواسطتيا نشتري السمعة الثانية او سمعة اخرى او نؤجل عممية الشراء او نمغييا و نحتفظ‬
‫بالقيمة المخزنة في النقود (ادخار)‪.‬‬
‫و من خالل التوسط في المبادالت فإن النقود يتم تداوليا وفق سرعة معينة ‪ ،‬مع وجود عالقة رياضية ما بين ىذه‬
‫السرعة و كمية النقود في االقتصاد (معادلة فيشر لمتبادل ‪ )M.V=P.T :‬ـ‬
‫و حتى تقوم النقود بيذا الدور يجب ان تكون مقبولة لدى الجميع ‪ ،‬حيث كان ىذا القبول في البداية مستمدا من‬
‫قيمتيا االستعمالية (قيمتيا الذاتية كسمعة تستيمك او تستعمل لمتزيين كالقمح أو الممح أو المعادن كالذىب) ‪ ،‬لكن‬
‫حاليا فإن قيمة النقود مستمدة من القيمة القانونية التي تمنحيا اياىا الدولة (سمطة االصدار)‪.‬‬
‫في االقتصاديات الحديثة تعتبر النقود الكتابية الشكل االكثر استعماال في اتمام المبادالت التجارية ‪ ،‬و ذلك باستعمال‬
‫الشيكات ‪ ،‬أوامر التحويل و بطاقات الدفع ‪.‬‬
‫‪ .3-1‬النقود مخزن لمقيمة ‪:‬‬
‫تخزن و تنقل القدرة الشرائية عبر الزمن ‪ ،‬فحائز النقود باستطاعتو أن‬
‫نقصد بيذه الوظيفة أن النقود باستطاعتيا أن ّ‬
‫يشتري الس مع حاليا لكن بإمكانو تأجيل ذلك لممستقبل و أثناء االنتظار تختزن القيمة في وحدة النقد ‪ ،‬و قد سمح ىذا‬
‫األمر بحل االشكال المرتبط بعدم التوافق الزمني بين الحصول عمى المداخيل و انفاقيا ‪.‬‬
‫و بالرغم من تعدد وسائل تخزين القيمة (االدخار) في االقتصاد الحديث (المعادن النفيسة ‪ ،‬السمع الثمينة ‪ ،‬العقارات‬
‫‪ ،‬االوراق المالية) لكنيا ال تقوم مقام النقود ألن ىذه االخيرة ذات سيولة تامة (أي امكانية استعماليا فوريا في الشراء‬
‫دون تكمفة) و نيائية (أعمى أشكال السيولة) عمى خالف االصول االخرى التي استعماليا في التبادل يتضمن في‬
‫الغالب تكمفة (وقت ‪ ،‬مال ‪ ،‬فرصة) ‪.‬‬
‫و قدرة النقود عمى حفظ و تخزين القيم مرتبط بقيمتيا عبر الزمن ‪ ،‬و ىو أمر مرتبط عكسيا بالتغير في المستوى‬
‫المدخرين في فترات التضخم الى االنتقال نحو أشكال تخزين القيمة االخرى (االصول‬
‫العام لألسعار ‪ ،‬مما يدفع ّ‬
‫المادية ‪ ،‬المالية‪. )...‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬قياس كمية و سرعة دوران النقود‬


‫‪ -1‬المجمعات النقدية ‪ :‬المعنى و المكونات‬
‫‪ .1-1‬التعريف ‪:‬‬
‫تعرف الكتمة النقدية بأنيا مجموع وسائل الدفع المتداولة في اقتصاد ما عند لحظة زمنية معينة ‪ ،‬أو أنيا قيمة‬
‫المخزون الكمي وسيط المبادالت‪ ،‬كما تعرف بأنيا مجموع المبالغ التي يحوزىا االعوان غير الماليون في االقتصاد و‬
‫المقصود بيم ‪ :‬العائالت ‪ ،‬المؤسسات و الحكومة ‪.‬‬
‫‪ .2-1‬من الودائع إلى المجمعات النقدية )‪:(les agrégats monétaires‬‬
‫بإمكان البنك المركزي أن ينشر احصائيات الكتمة النقدية بالقدر الذي يراه مناسبا ‪ ،‬و نظريا تعتبر مجمعات الكتمة‬
‫النقدية بمثابة مؤشرات متطورة حول النشاط االقتصادي و األسعار ‪.‬‬
‫يتم تقسيم مختمف مجموعات الودائع السائمة باستخدام معيار السيولة المتناقصة ‪ ،‬و في الجزائر تقسم الكتمة النقدية‬
‫تفجرت في الدول المتقدمة بشكل‬
‫إلى ثالث مستويات ‪ ،‬إضافة لمستوى رابع ناتج عن ثورة االبداعات المالية التي ّ‬
‫خاص ‪:‬‬
‫‪ -‬القاعدة النقدية ‪ :(la base monétaire) H‬و تتمثل في النقود الورقية و المعدنية المتداولة لدى الجميور‬
‫مضافا إلييا ودائع البنوك التجارية المحتفظ بيا في حساباتيا لدى البنك المركزي (الرصيد الدائن ليذه الحسابات لدى‬
‫البنك المركزي )‪.‬‬
‫زيادة القاعدة النقدية ينتج في زيادة القروض التي تمنحيا البنوك و بالتالي زيادة حجم الودائع لدى النظام البنكي ومنو‬
‫زيادة الكتمة النقدية ككل و انخفاضيا ينتج عنو العكس ‪ ،‬و تستعمل عمميات السوق المفتوحة (بيع و شراء سندات‬
‫الخزينة الحكومية) لمتأثير مباشرة عمى القاعدة النقدية و منو عمى الكتمة النقدية ككل ‪ ،‬وفق معامل يعرف بالمضاعف‬
‫النقدي ‪.‬‬
‫‪ -‬الكتمة النقدية وفق مفهوم )‪:M1(narrow money‬‬
‫و تعرف بالنقود الضيقة ‪ ،‬و تتشكل من النقود الورقية ‪ )monnaie fiduciaire(MF‬المتداولة من طرف االعوان‬
‫‪ ،‬و الودائع‬ ‫االقتصاديين غير الماليين خارج دائرة النظام البنكي ‪ ،‬و الودائع تحت الطمب في البنوك التجارية‬
‫‪ ،‬ىذه األنواع الثالث من الودائع مع بعضيا‬ ‫‪ ،‬و الحسابات البريدية الجارية‬ ‫في الخزينة العمومية‬
‫البعض تمثل النقود الكتابية ‪ ،)monnaie scripturale(MS‬و نكتب ‪:‬‬
‫‪M1‬‬
‫تمثل الكتمة النقدية ‪ M1‬المبالغ النقدية التي يحتفظ بيا الجميور التمام معامالتيم و ليس ليا عائد في الغالب (العائد‬
‫كبير من ىذه النقود تحوزه المؤسسات ‪ ،‬و معدل نمو ىذا المجموع يستعمل‬
‫ا‬ ‫أن جزءا‬
‫االسمي يساوي الصفر) حيث ّ‬
‫في الغالب لتوقّع مستوى النشاط االقتصادي حاليا و في المستقبل ‪ ،‬و ينظر إلى ىذا المجموع عمى انو االكثر‬
‫استق ار ار من بين كل المجاميع (و بالتالي االسيل توقعا) ‪ ،‬و لو أن تجارب الدول المتقدمة حديثا تميزت بعدم استق ارره‬

‫‪6‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫عبر الزمن(تحت تأثير عوامل خاصة كاالبتكارات المصرفية و المالية ‪ ،‬ازالة القيود التنظيمية ‪ ،‬و تجاوز التخصص‬
‫نحو الشمولية من طرف المؤسسات المالية)‪.‬‬
‫‪ -‬الكتمة النقدية وفق مفهوم )‪:M2(Broad money‬‬
‫و تعرف بالنقود الواسعة ‪ ،‬و نكتب ‪:‬‬
‫= ‪M2‬‬
‫‪ :‬و ىي الودائع ألجل في البنوك التجارية و تسمى أيضا بشبو النقود)‪ ، (la quasi-monnaie‬و ىي ودائع‬
‫تولّد عائدا (فائدة) فيي ودائع توفير أساسا حيث ال يحصل صاحبيا في الغالب عمى دفتر شيكات لذلك فإن تحويميا‬
‫ألرصدة نقدية جاىزة تستعمل في الدفع يتطمب تكمفة ‪ ،‬و بالتالي فيي أقل سيولة عند السحب و ال تستعمل مباشرة‬
‫في المعامالت عمى خالف مكونات المجموع ‪ ، M1‬و ّ‬
‫تدل شبو النقود في الغالب عمى سموك االفراد بشأن تأجيل‬
‫استيالك آني نحو المستقبل بحثا عن االدخار ‪.‬‬
‫‪ :‬الودائع بالعمالت االجنبية حرة التحويل ‪.‬‬
‫و يستعمل المجموع ‪ M2‬أحيانا كيدف وسيطي ضمن تنفيذ السياسة النقدية ‪ ،‬و في الجزائر يستعمل البنك المركزي‬
‫كمعبر رئيسي عن حجم الكتمة النقدية ضمن تقاريره الدورية ‪ ،‬كما يستعممو لقياس سيولة‬
‫ّ‬ ‫(بنك الجزائر) ىذا المجموع‬
‫االقتصاد (‪. )ratio de liquidité‬‬
‫‪ -‬الكتمة النقدية وفق مفهوم ‪: M3‬‬
‫المتقدمة‬
‫ّ‬ ‫تعبر عن السيولة العامة في االقتصاد أي الكتمة النقدية وفق المفيوم الواسع ‪ ،‬و تشكل في االقتصاديات‬
‫ّ‬
‫الموضوع االساسي الذي يرتكز عميو رسم السياسة النقدية ‪.‬‬
‫= ‪M3‬‬
‫‪ :‬الودائع االدخارية في المؤسسات المالية (بخالف البنوك التجارية) ‪ ،‬و تتميز ىذه الودائع بطول ّ‬
‫مدتيا أي قمة‬
‫سيولتيا حيث يخضع سحبيا لشروط أكثر تشددا من أنواع الودائع األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬الكتمة النقدية وفق مفهوم ‪: M4‬‬
‫= ‪M4‬‬
‫‪ :‬السندات قصيرة االجل المتداولة في السوق النقدي ‪ ،‬حيث ال يمكن تحويل ىذه السندات بشكل مباشر إلى‬
‫أرصدة نقدية إال بعد حمول تاريخ االستحقاق ‪ ،‬لكن يمكن بيعيا في السوق النقدي مقابل نقود ‪ ،‬و تتكون أساسا من‪:‬‬
‫‪ -‬السندات التي تصدرىا الدولة و الموجية نحو الجميور )‪.(bons de trésor‬‬
‫تسوق عمى مستوى السوق النقدي ‪(billets de‬‬
‫‪ -‬السندات التي تصدرىا المؤسسات مدتيا ما بين يوم و سنة ‪ ،‬و ّ‬
‫‪. ) trésorerie‬‬

‫‪7‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ .3-1‬استعماالت المجمعات النقدية ‪:‬‬


‫تستعمل المجاميع النقدية التي ينشرىا البنك المركزي في حساب عدد من النسب (‪ )ratios‬التي تعتبر مؤشرات‬
‫متقدمة لتشخيص الوضع النقدي و مستوى النشاط االقتصادي و ‪ ،‬أو كأىداف وسيطية يتم استيدافيا عند تطبيق‬
‫السياسة النقدية ‪:‬‬
‫‪ .1-3-1‬حساب النسب االقتصادية الكمية ‪:‬‬
‫توضح مجاميع الكتمة النقدية بعض الخصوصيات المالية‬
‫ّ‬ ‫من خالل توليفيا مع مجاميع اخرى (نقدية أو حقيقية) ‪،‬‬
‫الكمية القتصاد ما مع امكانية المقارنة مع دول اخرى ‪ ،‬و سنحاول شرح بعض النسب التي يمكن حسابيا ‪:‬‬
‫* المضاعف النقدي ‪:‬‬
‫الكمية القصوى من النقود المصرفية أو الكتابية التي يمكن خمقيا (من خالل منح القروض) انطالقا من‬ ‫يعبر عن ّ‬ ‫ّ‬
‫وحدة نقدية واحدة من النقود المركزية (القاعدة النقدية) ‪ ،‬و لحسابو نقوم بقسمة الكتمة النقدية ‪ M2‬عمى القاعدة النقدية‬
‫‪ ، H‬و نكتب‪:‬‬
‫‪m = M2/H‬‬
‫* معدل سيولة االقتصاد ‪:‬‬
‫يعبر ىذا المعدل عن مستوى نقدنة (‪ )monétarisation‬االقتصاد أي مستوى استخدام النقود و وفرتيا (مع التفرقة‬
‫ّ‬
‫بين النقدنة ىنا و التنقيد "‪ "monétisation‬و التي تعني تحويل أصل او دين إلى نقود ) ‪ ،‬و يساوي إلى النسبة ما‬
‫معبر عن النشاط‬
‫بين مجموع االرصدة النقدية الموجودة بحوزة العائالت و المؤسسات غير البنكية و مؤشر ّ‬
‫المعدل كالتالي (من اليمين الى الشمال) ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي ‪ ،‬بالنسبة لبنك الجزائر يحسب ىذا‬

‫الكتمة النقدية ‪/M2‬الناتج الداخمي الخام )‪(PIB‬‬

‫في حالة التشغيل الكامل (طاقات االنتاج في االقتصاد كميا مستخدمة) يدل ارتفاع معدل سيولة االقتصاد عمى وجود‬
‫ضغوط تضخمية (ضغط عمى المستوى العام لألسعار نحو االرتفاع) ‪.‬‬

‫* معدل تفضيل السيولة ‪:‬‬


‫يعبر ىذا المعدل عن مدى تفضيل الجميور الستخدام السيولة أي النقود القانونية (اوراق و قطع نقدية) ‪ ،‬يمكن‬ ‫ّ‬
‫قياس ىذا التفضيل من خالل قسمة النقود الورقية و المعدنيةّ أي النقد المركزي عمى احدى مجاميع الكتمة النقدية ‪.‬‬
‫بالنسبة لبنك الجزائر يحسب ىذه المعدل كالتالي ‪:‬‬
‫التداول االئتماني ( النقدي) ‪ / TF‬الكتمة النقدية ‪M2‬‬
‫و المقصود بالتداول االئتماني ىنا ىي النقود الورقية و المعدنية خارج البنوك ‪ ،‬و كمما زاد ىذا المعدل زاد تفضيل‬
‫الجميور لالحتفاظ بالنقود القانونية عمى حساب النقود الكتابية ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫األم َولة (‪ )financialisation‬و استخدام النقد الكتابي (‪: ) scripturalisation‬‬ ‫* التمييز ما بين ْ‬
‫األم َولة (التعامل في االصول المالية) معناه تحول النظام المالي و المصرفي من‬
‫إن التحول المتزايد لالقتصاد نحو ْ‬
‫االعتماد عمى موارد قصيرة االجل نحو موارد طويمة االجل ‪ ،‬و يتم قياس ىذا التحول من خالل قسمة المجموع‬
‫الفرعي لشبو النقود (الودائع الجل) عمى الكتمة النقدية ‪ ،‬و ارتفاع ىذا المعدل يدل عمى تدعيم و تقوية موارد النظام‬
‫المالي ‪ ،‬في الجزائر يحسب البنك المركزي ىذه النسبة كالتالي ‪:‬‬
‫‪ /‬الكتمة النقدية ‪M2‬‬ ‫الودائع ألجل‬
‫أما المعدل الذي يقيس مدى استعمال االقتصاد لمنقود الكتابية )‪ (scripturalisation‬فيتم حسابو بالنسبة لبنك‬
‫الجزائر كالتالي ‪:‬‬
‫‪ /‬الكتمة النقدية ‪M2‬‬ ‫الودائع تحت الطمب‬
‫ارتفاع ىذا المعدل يدل عمى تحول متزايد لالقتصاد من استخدام السيولة نحو المصرفة (‪.)la bancarisation‬‬
‫* معدل الوساطة المالية (‪: )intermédiation financière‬‬
‫الوساطة المالية ىي قناة تمرير االموال من أصحاب الفائض إلى أصحاب العجز حيث تشكل المؤسسات‬
‫يتم استخدام‬
‫المصرفية وسيطا ماليا ميما في ىذا الصدد ‪ ،‬من أجل معاينة تطور الوساطة المالية ضمن اقتصاد ما ّ‬
‫النسبة التالية‪:‬‬
‫" الكتمة النقدية ‪ / M3‬الكتمة النقدية ‪" M1‬‬
‫كمما زادت ىذه النسبة نفترض أن الوساطة المالية في توسع ضمن النشاط االقتصادي ‪ ،‬أي أن ىناك اعتمادا متزايدا‬
‫عمى المؤسسات المالية المصرفية ماعدا البنوك التجارية في ضمان التمويل ‪.‬‬

‫‪.2-1-3‬المجاميع النقدية مؤشرات عمى مستوى النشاط االقتصادي ‪:‬‬


‫تستخدم المجاميع النقدية في حالتيا الخامة (عند حسابيا) أو بعد تعديميا كمؤشر متقدم عن مستوى النشاط‬
‫االقتصادي و مستوى االسعار ‪ ،‬فبحسب النظرية الكمية لمنقود و التفسير النقدي لمتضخم (الذي يالقي شبو اجماع‬
‫مجمع من المجاميع النقدية سالفة الذكر كقيمة مرجعية لتقييم سيولة االقتصاد ‪،‬‬
‫بين االقتصاديين) باالمكان استخدام ّ‬
‫و في بعض االقتصاديات فإن تحميل مكونات ىذه المجاميع قد يسمح بتوقع اضطرابات ممكنة في االسواق المالية و‬
‫انعكاساتيا عمى النظام البنكي ‪.‬‬
‫و المالحظات التالية غالبا ما تؤ ّكدىا الدراسات االحصائية ‪:‬‬
‫‪ -‬في الغالب فإن الكتمة النقدية بالمفيوم الضيق ‪ M1‬و االنفاق الكمّي االسمي (الناتج الداخمي الخام (‪)PIB‬‬
‫االسمي) يتحركان في نفس االتجاه ‪ ،‬حيث أن تغير ‪ M1‬يسبق تغير الناتج الداخمي الخام االسمي ‪.‬‬
‫‪ -‬نفس المالحظة بالنسبة لتطور قيم المجاميع النقدية من جية ‪ ،‬و تطور االنتاج الكمي (الناتج الداخمي الخام‬
‫الحقيقي (‪ ))PIB reel‬من جية أخرى ‪ ،‬يتحركان في نفس االتجاه و األول يسبق الثاني ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ -‬المقارنة ما بين تطور المجاميع النقدية (أساسا ‪ )M1‬و مستوى االسعار يجعمنا نالحظ أن تغير األول يسبق تغير‬
‫الثاني في نفس االتجاه (أي حدوث التضخم) ‪ ،‬في ىذه الحالة االقتصاديون يعتبرون أن التضخم سببو نقدي ‪.‬‬
‫‪ .2-3‬سرعة تداول النقود )‪(VCM‬‬
‫تعرف سرعة تداول النقود عمى انيا عدد مرات الدفع التي تستعمل فييا الوحدة النقدية الواحدة خالل فترة معينة‬
‫عادة سنة ‪ ،‬فيي تقيس تكرار انتقال وحدة نقدية من يد ألخرى خالل سنة ‪ ،‬و ىذا المفيوم ميم ألنو بحسب سرعة‬
‫تداوليا بإمكان نفس الكمية من النقود أن تستعمل في الدفع و اتمام حجم أكبر أو أصغر من المعامالت ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫إذا افترضنا أن لدينا اقتصادا صغي ار يضم فالحا و ميكانيكيا ‪ ،‬و يضم كتمة نقدية بينيما مقدرة بـ ‪ 6000‬دج ‪ ،‬قاما‬
‫بشراء سمع و خدمات فيما بينيما في ثالث معامالت خالل مدة سنة ‪.‬‬
‫* الفالح انفق ‪ 6000‬دج لتصميح الجرار من طرف الميكانيكي ‪.‬‬
‫* الميكانيكي اشترى ‪ 4000‬دج من الخضر من عند الفالح ‪.‬‬
‫* الميكانيكي اشترى بيض دجاج من عند الفالح بقيمة ‪ 2000‬دج ‪.‬‬
‫إذن فمبمغ ‪ 12000‬دج انتقل عبر األيدي خالل السنة بالرغم من أن االقتصاد يضم فقط ‪ 6000‬دج ‪ ،‬إن تبادل‬
‫تم انفاقو في اقتناء سمع و خدمات جديدة قد استعمل في المتوسط مرتين‬
‫مبمغ ‪ 12000‬دج كان ممكنا ألن كل دينار ّ‬
‫خالل السنة ‪ ،‬مما يعني أن سرعة تداول النقود ىي ‪/2‬السنة ‪.‬‬
‫الحظ لو ان الفالح قد اشترى ج ار ار مستعمال من عند الميكانيكي ‪ ،‬او أىداه سمعة معينة ‪ ،‬فإن ىذه المعامالت لن‬
‫تدخل في حساب سرعة تداول النقود ‪ ،‬ألن ىذه المعامالت ال يأخذ بيا في حساب الناتج الداخمي الخام ليذا‬
‫االقتصاد الصغير ‪.‬‬
‫‪ .1-2-3‬قياس سرعة تداول النقود ‪:‬‬
‫إن قياس سرعة تداول النقود تتم وفق مقاربتين مختمفتين ‪ ،‬ىل نحن بصدد سرعة تداول النقود في المعامالت أو‬
‫سرعة التداول الدخمية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬سرعة التداول في المعامالت ‪vitesse –transaction :‬‬
‫أي‬
‫في ىذه الحالة فإن سرعة تداول النقود ىي متوسط عدد المرات التي تنتقل فييا وحدة نقدية من يد ألخرى إلتمام ّ‬
‫نوع من المعامالت خالل مدة زمنية معينة (سنة) ‪ ،‬ميما كان نوع المعاممة شراء سمع او خدمات أو أصول مالية أو‬
‫أية أغراض أخرى ‪ ،‬و تقاس من خالل النسبة ما بين قيمة المعامالت المسجمة خالل تمك المدة و مجموع نقدي‬
‫مختار ‪ ،‬و نكتب ‪:‬‬
‫‪Vt = T/Mi‬‬ ‫)‪(i=1,2,3‬‬
‫‪ = Vt‬سرعة تداول النقود في المعامالت ‪.‬‬
‫‪ = Mi‬ىو المجموع النقدي المختار ‪ ،‬و في الغالب يختار ‪M1‬‬
‫∑ = القيمة السعرية (االسمية) لمجموع المعامالت (التداوالت التجارية)‪.‬‬ ‫‪= P*Q =T‬‬

‫‪10‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫ب‪ -‬سرعة النقود الدخمية ‪vitesse-revenu :‬‬


‫تعبر عن متوسط عدد المرات التي تستعمل فييا وحدة نقدية لشراء سمع و خدمات جديدة منتجة محميا خالل فترة‬
‫معين في حساب‬ ‫زمنية معينة (في الغالب سنة) ‪ ،‬و من ىذا المنطمق فيي عدد المرات التي يدخل فييا دينار واحد ّ‬
‫الدخل الكمي (قيمة السمع الجديدة المنتجة محميا) خالل وحدة زمنية معينة ‪ ،‬و تساوي إلى النسبة ما بين الناتج الكمي‬
‫(الوطني او المحمي) و مجموع نقدي ‪ ،‬و نكتب ‪:‬‬
‫‪Vy = P*Q/Mi= PIB/Mi‬‬ ‫)‪(i= 1,2,3‬‬
‫‪ = Vy‬سرعة تداول النقود الدخمية ‪.‬‬
‫(مقيم باألسعار الجارية)‬
‫‪ = P*Q‬الناتج الوطني أو المحمي االسمي ّ‬
‫‪ .2-2-3‬المقصود بسرعة تداول النقود ‪:‬‬
‫إن سرعة تداول النقود ليا معنيين ‪ ،‬فيي تمثل خالل فترة معينة عدد العمميات التجارية التي سمحت باتماميا الوحدة‬
‫النقدية فكمما زادت سرعة تداول النقود كمما زاد عدد المعامالت المنجزة في االقتصاد ‪ ،‬فإذا قمنا أن سرعة تداول النقود‬
‫السنوية لمدينار الجزائري ىي ‪ 18‬فذلك يعني أن دينار جزائري واحد سمح بإتمام (استعمل خالل) ‪ 18‬عممية معاممة‬
‫خالل السنة ‪ ،‬و بعبارة أخرى ‪ 20 =18/360 :‬يوم أي أن كل دينار جزائري انتقل من يد إلى يد ك ّل ‪20‬يوم خالل‬
‫السنة ‪.‬‬
‫‪ .3-2-3‬محددات سرعة تداول النقود ‪:‬‬
‫متغيرة و تتحكم فييا عوامل‬
‫تبين الحقا أنيا ّ‬ ‫كان الكالسيك ينظرون إلى سرعة دوران النقود عمى أنيا مستقرة لكن ّ‬
‫عديدة ‪ ،‬باإلضافة لمحددات الطمب عمى النقود (الثروة الكمية ممثمة في الدخل الدائم ‪ ،‬تكمفة الفرصة البديمة من خالل‬
‫عوائد االصول المنافسة لمنقود ‪ ،‬االذواق و التفضيالت) ‪ ،‬عدد السكان (كمما زاد عدد السكان كمما زاد الطمب عمى‬
‫النقد و قمت سرعة دورانو ) و الظروف االقتصادية (حالة االقتصاد من رواج أو كساد ‪ ،‬التوقعات المستقبمية بشأن‬
‫االسعار ‪ ،‬االضطرابات السياسية ‪ ،‬الجفاف‪.....‬الخ) ‪ ،‬فإن قيمة سرعة تداول النقود تتوقف أيضا عمى نوعين من‬
‫العوامل الييكمية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬طريقة تنظيم االنتاج و التبادالت ‪ :‬ترتبط سرعة تداول النقود بطول الدورة االقتصادية أي عدد االعوان المتدخمين‬
‫في المسار االنتاجي ‪ ،‬فكمما زاد عدد المتدخمين زادت الحاجة إلى السيولة و انخفضت سرعة تداول النقود و العكس‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنظيم عمميات الدفع ‪:‬‬
‫يمكن معاينة ثالثة جوانب من عمميات الدفع ليا تأثير عمى سرعة تداول النقود ‪:‬‬
‫‪ ‬دورية تحصيل عوائد عوامل االنتاج ‪ :‬كمما كانت المدة طويمة ما بين فترتي الحصول عمى الدخل (أسبوعي ‪،‬‬
‫شيري ‪ ،‬سنوي ‪ )...‬كمما كان متوسط مدة بقاء النقود متداولة في االقتصاد أطول ‪ ،‬مما يعني سرعة تداول‬
‫أقل ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ ‬عادات و طرق الدفع ‪ :‬حيث تؤثر عادات الدفع في المعامالت (أسبوعية ‪ ،‬شيرية ‪ ) ...‬و القروض‬
‫الممونين لزبائنيم (دفع كمّي ام بالتقسيط ‪ ،‬نقدا حاض ار أم دينا) عمى سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الممنوحة من طرف‬
‫‪ ‬تطور وسائل الدفع و االبتكارات التكنولوجية في المجال المالي ‪ :‬كمما تطورت وسائل السحب و الدفع‬
‫(شيكات ‪ ،‬تحويالت بنكية ‪ ،‬دفع الكتروني ‪ ،‬معامالت عبر االنترنت ) كمما قل االحتفاظ بالنقود و زاد‬
‫تداوليا و بالتالي زادت سرعتيا ‪ ،‬كما ان االبتكارات المالية كالمقاصة تقمل من االحتفاظ بالنقود ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬عرض النقود (خمق و انشاء النقود)‬


‫تعتبر عممية انشاء النقود من الوظائف الرئيسية لمنظام البنكي (بنك مركزي و بينوك تجارية) بواسطتيا يتم توفير‬
‫سمعة النقد (عرض النقود) لتمبية الطمب النقدي من طرف االعوان في االقتصاد ‪ .‬و ىنا يجدر التمييز ما بين خمق‬
‫النقود الورقية (االئتمانية او القانونية) من طرف البنك المركزي ‪ ،‬و النقود الكتابية من طرف البنوك التجارية ‪.‬‬
‫‪ -1‬انشاء النقود القانونية ‪ :‬االئتمانية ‪ ،‬العمومية ‪ ،‬المركزية ‪.‬‬
‫يقوم البنك المركزي بخمق و اصدار ىذه النقود كامتياز فوضتو اياه السمطات العامة ‪ ،‬حيث أن البنك المركزي‬
‫مستقل عن السمطة التنفيذية في ممارستو لعممية االصدار ‪.‬‬
‫‪ .1-1‬عممية و طريقة االصدار ‪:‬‬
‫يشير االصدار النقدي (‪ )l’émission monétaire‬إلى العممية التي بواسطتيا يقوم البنك المركزي باصدار نقود‬
‫قانونية لصالح األعوان االقتصاديين (مؤسسات ‪ ،‬أفراد ‪ ،‬حكومة) من خالل طبع االو ارق النقدية و سك النقود‬
‫المعدنية ‪.‬‬
‫و يقوم البنك المركزي بيذه العممية من خالل تنقيد عدد من األصول ‪ ،‬و التنقيد ىو قيامو بطبع و سك النقود‬
‫القانونية في مقابل حصولو عمى أصول حقيقية أو نقدية من الجيات التي أصدر النقود لصالحيا ‪ ،‬و تمثّل ىذه‬
‫األصول ما يعرف بمقابالت الكتمة النقدية ) ‪. (les contreparties de la masse monétaire‬‬
‫فالبنك المركزي يصدر نقودا عندما يشتري ذىبا او عمالت صعبة ‪ ،‬عندما يعيد تمويل البنوك ضمن النظام البنكي‬
‫(أوراق و سندات تجارية) ‪ ،‬أو عندما يمنح قروضا (تسبيقات) لمدولة (سندات خزينة عمومية)‪.‬‬
‫و يمكن استعراض ىذه المقابالت (االصول المنقّدة) كالتالي ‪:‬‬
‫* صافي االصول الخارجية ‪)AEN( avoirs extérieurs nets:‬‬
‫تتجسد االصول الخارجية في الذىب و العمالت الصعبة و حقوق السحب الخاصة (العممة النظرية لصندوق النقد‬
‫الدولي) التي يتوافر عمييا البمد ‪ ،‬و حائز احدى ىذه االصول بامكانو شراء سمع و خدمات من الخارج ‪.‬‬
‫يزيد حجم ىذه االصول لدى البنك المركزي بتدفق العمالت االجنبية القابمة لمتحويل إلى داخل البمد بسبب التصدير‬
‫او االقتراض من الخارج مثال ‪ ،‬و ينخفض حجميا بخروج العمالت االجنبية نحو الخارج بسبب االستيراد او تسديد‬
‫الديون الخارجية أو فوائدىا مثال ‪ .‬و الفارق ما بين التدفقات الداخمة و الخارجة يعطينا رصيدا موجبا او سالبا يسمى‬

‫‪12‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫صافي االصول الخارجية ‪ ،‬و الذي يساوي إلى رصيد ميزان المدفوعات كما يساوي إلى التغير في حجم االحتياطات‬
‫الرسمية ‪.‬‬
‫و بالتالي عند دخول أحد عناصر االصول الخارجية يقوم البنك المركزي بتنقيدىا أي يصدر نقودا مركزية في المقابل‬
‫‪ ،‬و العكس في حالة خروج احد ىذه العناصر حيث يسحب ما يقابميا من التداول في االقتصاد (تدمير نقدي)‪.‬‬
‫* المستحقات الصافية عمى الحكومة ‪)CNG( créances nets sur le gouvernement :‬‬
‫قد ال تكفي الموارد العادية لمدولة لتغطية نفقاتيا ‪ ،‬و أحيانا قد ال يتوافق تحصيل االيرادات مع وقت صرف النفقات‬
‫باالخص في بداية السنة المالية ‪ ،‬في كل االحوال قد تحتاج الدولة إلى تمويل اضافي فتمجأ لمبنك المركزي لطمب‬
‫الدعم المالي ‪.‬‬
‫يقوم البنك المركزي بتمويل الحكومة من خالل اعطائيا تسبيقات (سمفات) في الحساب الجاري لمخزينة العمومية‬
‫المفتوح لديو ‪ ،‬و تعتبر ىذه التسبيقات ديونا عمى الحكومة و تتميز النقود المصدرة في اطارىا بأنيا قرض عمى‬
‫بياض (ال يتطمب تغطية او مقابال ماديا في شكل سندات) ‪.‬‬
‫تدخل البنك المركزي عمى مستوى السوق النقدي (سياسة السوق المفتوح) و اشترى سندات خزينة‬
‫لكن في حالة ما إذا ّ‬
‫عامة من عند حائزين متدخمين في السوق (حيث ان ىذه السندات صدرت سابقا عن الحكومة و بقي عمى استحقاقيا‬
‫مدة معينة) ‪ ،‬فإن البنك المركزي عند شرائيا سيقوم بتنقيدىا عندما تدخل ميزانيتو (أي يصدر نقودا قانونية جديدة في‬
‫مقابميا) ‪ ،‬بالنياية تعتبر ىذه الكمية الجديدة المصدرة من النقود بمثابة قرض لمحكومة مادامت ىي مصدرة ىذه‬
‫السندات ‪ ،‬في الحالة المعاكسة أي لما يقوم البنك المركزي ببيع سندات خزينة عامة في السوق النقدي و يحصل عمى‬
‫سيولة نقدية في المقابل نقول أنو قام بتدمير تمك الكمية من النقود من التداول في االقتصاد ‪.‬‬
‫* مستحقات (حقوق) عمى االقتصاد ‪(CNE) crédits nets à l’économie :‬‬
‫عندما تحتاج البنوك لمسيولة و لم تعثر عمييا من مصادرىا االبتدائية (جمع الودائع من الجميور ‪ ،‬السوق النقدي ما‬
‫الموسع) فإنيا تمجأ لمبنك المركزي لتطمب منو إعادة تمويميا ‪ ،‬و يمكن لمبنك المركزي وفقا لظروف و‬
‫ّ‬ ‫بين البنوك او‬
‫شروط معينة أن يقبل إعادة تمويميا ‪ ،‬و يكون ذلك عادة مقابل حصولو عمى أصول تتمثل في السندات التجارية (و‬
‫تقدم البنوك ىذه السندات ‪:‬‬
‫حتى سندات عمومية ) ‪ ،‬و ّ‬
‫إما في إطار عممية إعادة الخصم (‪.)réescompte‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬أو كضمان لقروض يمنحيا إياىا مباشرة في حسابيا الجاري لديو)‪. (repos‬‬
‫‪ -‬تبيعيا لو في إطار عمميات السوق المفتوح (‪. )opérations d’open market‬‬
‫في كل الحاالت يقوم البنك المركزي بتنقيد ىذه السندات أي اصدار نقود قانونية لفائدة النظام البنكي مقابل حصولو‬
‫تم انشائيا في االقتصاد بين‬
‫تعبر عن ديون ّ‬
‫عمييا ‪ ،‬و تجدر االشارة أن ىذه السندات التجارية ما ىي إالّ أدوات ّ‬
‫االعوان االقتصاديين لتسوية المعامالت بينيم ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫* صافي البنود األخرى ‪autres postes nets (APN) :‬‬


‫تصنف إحدى الحاالت الثالث السابقة و يتكون من‬
‫ّ‬ ‫يشكل ىذا المجموع قيمة متبقية فيو يمثّل كل البنود التي لم‬
‫عناصر عديدة ‪ ،‬و تأخذ ىذه البنود عمى أساس صاف فال يمكن اعتبارىا ذات صبغة نقدية أي ال تساىم في اصدار‬
‫النقود فميست ذات اىمية في التحميل النقدي ‪.‬‬
‫‪ .2-‬ميزانية البنك المركزي ‪:‬‬
‫انطالقا من العناصر األربعة السابقة يمكن وضع ميزانية البنك المركزي في شكل العالقة التالية ‪:‬‬

‫‪BM = AEN + CNG + CNE – APN‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫تمثل ‪ BM‬القاعدة النقدية و التي تعبر عن النقود القانونية التي يصدرىا البنك المركزي لتنقيد األصول التي سبق‬
‫شرحيا ‪ ،‬و تعبر المعادلة عن مخزون بالنسبة لكل البنود المشكمة ليا ‪.‬‬
‫و يمكن التغبير عن المعادلة أيضا في شكل تدفقات (تغير في المخزون) ‪ ،‬و بالتالي يمكن اعادة كتابتيا كالتالي ‪:‬‬
‫‪∆BM = ∆AEN + ∆CNG + ∆CNE – ∆APN‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫نحصل عمى مساىمة كل عنصر من‬ ‫إذا قسمنا طرفي المعادلة (‪ )2‬عمى القاعدة النقدية لمفترة السابقة‬
‫العناصر المقابمة لإلصدار النقدي في تغير القاعدة النقدية‪ ،‬و نعبر عن ذلك بالعالقة التالية ‪:‬‬

‫يسمح لنا حساب مساىمة كل عنصر في االصدار النقدي معرفة تفاعل العالقات النقدية األساسية في االقتصاد و‬
‫اتخاذ االجراءات المالئمة لكل موقف ‪:‬‬
‫‪ :‬يعبر عن زيادة القروض لصالح ىذا األخير و‬ ‫* فإصدار الحصة الكبرى من النقود لصالح االقتصاد‬
‫بالتالي بيو دليل عمى حيوية النشاط االقتصادي كما قد يعتبر مؤش ار عن ضغوط تضخمية باالخص في ظل‬
‫االقتراب من مستوى التشغيل الكامل أو جمود الجياز االنتاجي ‪.‬‬
‫‪ :‬يش ّكل دليال عمى العجز المالي‬ ‫* فيما يعتبر كبر الحصة من اصدار النقود في شكل ديون لمحكومة‬
‫ليذه األخيرة ‪ ،‬مؤش ار أيضا عن خطر التضخم باالخص اذا تم توجيو تمك االموال الى االستيالك النيائي ‪ ،‬و دليل‬
‫لمزاحمتيا لمقطاع الخاص سواء في تعبئة التمويل مما يرفع من تكمفتو ‪.‬‬
‫‪ :‬فبقدر ما يدل ذلك عمى‬ ‫* أما إذا كان االصدار النقدي نابعا بصورة كبيرة في مقابل األصول الخارجية‬
‫اندماج االقتصاد الوطني في االقتصاد العالمي و حركية تجارتو الخارجية ‪ ،‬بقدر ما يدل أيضا عمى مدى ىشاشة ىذا‬
‫االقتصاد تجاه الصدمات الخارجية (باألخص إذا كانت ىذه األصول ذات مصدر وحيد مثل صادرات المحروقات في‬
‫حالة الجزائر)‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ .3-1‬حدود عممية االصدار ‪:‬‬


‫من الناحية المبدئية ال يمكن لمبنك المركزي اصدار نقود قانونية إال في حدود قيمة االصول التي يحصل عمييا‬
‫كمقابل ‪ ،‬ما يجعل االصدار إذن مرتبطا ب‪ * :‬مقدرة األعوان االقتصاديين عمى تقديم ىذه األصول ‪ * ،‬سمطة البنك‬
‫المركزي في قبوليا من عدمو ‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يخص األصول الخارجية ‪ ،‬ال يرتبط األمر بالبنك المركزي و إنما بمدى كثافة العالقات االقتصادية‬
‫الخارجية لمبمد و قدرة االقتصاد الوطني عمى تحقيق أرصدة خارجية موجبة من خالل الصادرات مثال ‪ ،‬متى تدفقت‬
‫ىذه االصول داخل االقتصاد يقوم البنك المركزي تمقائيا و اجباريا بتنقيدىا (اصدار نقدي) ‪ ،‬و يقوم بالعممية المعاكسة‬
‫في حالة خروجيا (تدمير النقود) مما يجعل ىذا العنصر (االصول الخارجية) مستقال عن سمطة البنك المركزي ‪ ،‬و‬
‫لو أن بام كانو استعمال تدابير الرقابة عمى الصرف لمتأثير عمى خروج العممة الصعبة (قابمية التحويل الجارية لمعممة‬
‫المحمية كما ىو الحال في الجزائر ‪ ،‬استخدام أسعار صرف متعددة لمتحكم في وتيرة تآكل احتياطي الصرف او تقديم‬
‫تحفيزات لممستثمرين االجانب‪...‬الخ) ‪.‬‬
‫تظير السمطة الحقيقية لمبنك المركزي عندما يتعمق االمر بالعناصر الداخمية المقابمة لإلصدار النقدي و المتمثمة في‬
‫القروض الداخمية التي يمنحيا لألعوان االقتصاديين ‪ :‬قروض لالقتصاد و قروض لمحكومة ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتعمق االمر بالقروض الممنوحة لمحكومة ‪ ،‬فالبنك المركزي قد يساىم في تمويل نشاط الحكومة من‬
‫خالل اقراضيا و تنقيد سندات الخزينة العمومية في المقابل ‪ ،‬عمى أالّ يشكل ذلك تيديدا لالستقرار النقدي (خطر‬
‫التضخم)‪.‬‬
‫ففي حالة الجزائر مثال ‪ ،‬وفق القانون النقدي ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 2003/08/26‬يمكن لمبنك المركزي خالل سنة‬
‫مالية معينة وفق اساس تعاقدي تقديم تسبيقات (قروض عمى بياض) لمخزينة في حدود ‪ %10‬من االيرادات العادية‬
‫لمدولة المسجمة خالل السنة المالية السابقة ‪ ،‬كما يمكنو أن يقوم بعمميات (بيع وشراء و تسميف و استعمال كضمان)‬
‫عمى سندات الخزينة في السوق النقدي (بشرط اال يتم ذلك بشكل مباشر لفائدة الخزينة) وفق اىداف السياسة النقدية‬
‫التي يحددىا ‪.‬‬
‫لكن جاء الحقا القانون ‪ 10-17‬المؤرخ في ‪ 11‬اكتوبر ‪ 2017‬ليعدل و يتمم االمر ‪ 03-11‬المتعمق بالنقد و‬
‫نص صراحة عمى قيام بنك الج ازئر بصورة استثنائية و مخالفة لمقوانين السائدة و لمدة خمس سنوات‬ ‫القرض ‪ ،‬حيث ّ‬
‫بشراء السندات المالية مباشرة عن الخزينة العامة لغرض ‪:‬‬
‫‪ -‬تمويل الدين العام الداخمي – تمويل الصندوق الوطني لالستثمار‬ ‫‪ -‬تغطية احتياجات تمويل الخزينة‬
‫* بخصوص تمويل االقتصاد ‪ ،‬ال يوجد قيد موضوعي أو قانوني يحدد طبيعة و حجم السيولة المقرضة (النقود‬
‫المركزية ) التي يمنحيا البنك المركزي لمبنوك التجارية ‪ ،‬و التي بدورىا تعتمد عمييا في منح قروض ائتمانية لالقتصاد‬
‫و بالتالي خمق النقود الكتابية ‪ ،‬فالبنك المركزي ىو الذي يحدد طبيعة السندات التي يقبميا العادة الخصم أو إعادة‬
‫التمويل في السوق النقدي و متى و مبمغ القروض التي يمنحيا لمبنوك التجارية في حساباتيا الجارية لديو ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫يبقى ان سموك البنك المركزي ال تحكمو اعتبارات تجارية ‪ ،‬و إنما يحدده‪ *:‬تقديره لموضع االقتصادي و النقدي و‬
‫المصرح بيا * و مدى فعاليتو و استقالليتو في متابعة تمك االىداف ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تطوراتو المحتممة * و أىداف سياستو النقدية‬

‫‪ .2-1‬إنشاء النقود من طرف البنوك التجارية ‪:‬‬


‫عمى خالف النقود القانونية فإن النقود الكتابية يتم إنشائيا من طرف البنوك التجارية و ليس ليا في الحقيقة وجود‬
‫مادي و إنما ىي نقود ائتمانية تظير من خالل التسجيالت المحاسبية لمودائع و القروض ‪.‬‬
‫فالبنك التجاري ليس في حاجة إلى منح الوديعة النقدية (سيولة) كقرض مادام باستطاعتو خمق نقود كتابية في شكل‬
‫قروض باالعتماد عمى ىذه الوديعة ‪ ،‬و من خالل منح القروض يخمق القطاع البنكي كل النقود االئتمانية التي‬
‫يحتاجيا االقتصاد ‪.‬‬
‫و لفيم كيفية انشاء النقود الكتابية (نقود الودائع‪ /‬االئتمانية) نفترض في الحالة األولى عدم وجود تسرب نقدي ‪ ،‬ثم‬
‫في حالة وجود تسرب لمنقود القانونية خارج الدائرة البنكية ‪.‬‬
‫‪ .1-2-1‬كيفية إنشاء النقود في حالة عدم وجود تسرب نقدي ‪:‬‬
‫يقوم البنك التجاري بانشاء نقود الودائع باالعتماد عمى عنصرين اثنين ‪:‬‬
‫‪ -‬مبمغ الوديعة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة االحتياطي االجباري ‪ :‬حيث يفرض البنك المركزي عمى البنوك أن تودع لديو ضمن حساب جاري بدون فوائد‬
‫( تعرف المبالغ المسجمة ضمن الحسابات الجارية لمبنوك التجارية لدى البنك المركزي بالنقود المركزية ‪la monnaie‬‬
‫‪ )centrale‬جزءا من الودائع تعرف باسم االحتياطي االجباري (‪ ، )réserves obligatoires RO‬و ىي النسبة‬
‫من النقود (من مبمغ الوديعة أو الودائع النقدية عموما) التي يحتفظ بيا البنك التجاري في شكل سائل لمواجية طمبات‬
‫معدل االحتياطي االجباري )‪ (r‬من طرف البنك المركزي و‬
‫السحب المحتممة من طرف المودعين ‪ ،‬و يتم تحديد ّ‬
‫نكتب ‪:‬‬
‫‪ = r‬قيمة االحتياطات االجبارية‪ /‬قيمة الودائع‬

‫تحصل عمى وديعة مقدارىا ‪ 1000‬دج و كانت نسبة االحتياطي االجباري أي النقود‬
‫ّ‬ ‫فإذا افترضنا أن البنك التجاري‬
‫الواجب االحتفاظ بيا في شكل سائل ىي ‪ ، %10‬في البدأ يمكن تصور وضعية البنك كالتالي ‪:‬‬

‫الخصوم‬ ‫االصول‬
‫الوديعة‪1000...............‬دج‬ ‫نقود سائمة في الصندوق ‪1000 ...........‬دج‬

‫المجموع‪1000................‬دج‬ ‫المجموع‪1000...........................‬دج‬

‫‪16‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫و لكن بما انو يجب عمى البنك االحتفاظ بـ ‪ % 10‬عمى االقل من مبمغ الوديعة في شكل سائل (نقود قانونية) ‪،‬‬
‫يمكنو ان يمنح الباقي كقروض ‪ ،‬و بالتالي تصبح وضعية ميزانيتو كالتالي ‪:‬‬
‫الخصوم‬ ‫االصول‬
‫الوديعة‪1000...............‬دج‬ ‫نقود سائمة في الصندوق ‪100 ...........‬دج‬
‫(احتياطي اجباري)‬
‫قرض (نقود كتابية) ‪900...............‬دج‬

‫المجموع‪1000................‬دج‬ ‫المجموع‪1000...........................‬دج‬

‫ثم ان القرض بقيمة ‪ 900‬دج سيستعممو الشخص الذي حصل عميو في شراء سمع و خدمات من السوق و سيسدد‬
‫من خالل شيك يسحب عمى حسابو ‪ ،‬عمى فرض أن البائع يممك حسابا بنفس البنك فإن ذلك المبمغ ‪ 900‬دج‬
‫سينتقل من حساب المشتري الحاصل عمى القرض إلى حساب البائع في شكل وديعة جديدة سيستعمميا البنك ‪،‬‬
‫فيحتفظ البنك بقيمة ‪ %10‬أي ‪ 90‬دج كاحتياطي اجباري و يمنح ما تبقى أي ‪ 810‬دج كقرض جديد ‪ ،‬فنكتب‬
‫الميزانية الجديدة لمبنك كالتالي ‪:‬‬
‫الخصوم‬ ‫االصول‬
‫وديعة‪1000...............‬دج‬ ‫نقود سائمة في الصندوق ‪ 90+ 100 ...........‬دج‬
‫(احتياطي اجباري)‬
‫وديعة‪ 900...............‬دج‬ ‫قروض (نقود كتابية) ‪ 810 + 900..............‬دج‬

‫المجموع‪1900.............‬دج‬ ‫المجموع‪ 1900............................‬دج‬

‫نالحظ في ىذه الحالة أيضا أن نسبة النقود المحتفظ بيا في شكل سائل أي كاحتياطي اجباري ال تقل عن ‪% 10‬‬
‫من مبمغ الودائع المنصوص عمييا قانونيا ‪:‬‬
‫نسبة االحتياطي االجباري ( ‪( = ) r‬النقود السائمة في الصندوق كاحتياطي اجباري ‪ /‬مجموع الودائع) ‪100 .‬‬
‫= ( ‪% 10 = 100 . )1900/190‬‬
‫و تستمر عممية خمق النقود الكتابية في شكل قروض بنفس النسق ‪ ،‬فيعود القرض بقيمة ‪ 810‬دج في شكل وديعة‬
‫فيحتفظ البنك بـ ‪ %10‬أي ‪ 81‬دج في شكل احتياطي و يمنح الباقي أي ‪ 729‬دج في شكل قرض جديد ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫و تستمر موجات منح القروض و رجوعيا في شكل ودائع إلى غاية تآكل الوديعة االبتدائية ‪ ،‬حيث يصبح حجم‬
‫االحتياطي االجباري المتراكم بقيمة ىاتو الوديعة و ال يتبقى منيا فائض لمنح قروض أي خمق نقود كتابية جديدة ‪ ،‬و‬
‫تصبح ميزانية البنك التجاري عند ىاتو المرحمة كالتالي ‪:‬‬
‫الخصوم‬ ‫االصول‬
‫الوديعة النقدية‪ 1000................‬دج‬ ‫نقود سائمة في الصندوق ‪ 1000 ...........‬دج‬
‫(احتياطي اجباري)‬
‫الودائع االئتمانية‪ 9000..............‬دج‬ ‫قروض ائتمانية‪ 9000 ....................‬دج‬
‫(نقود كتابية)‬

‫المجموع‪10000.....................‬دج‬ ‫المجموع‪10000...........................‬دج‬

‫نالحظ في ىذه الحالة أيضا أن مبمغ النقود المحتفظ بيا كاحتياطي اجباري (‪ 1000‬دج) ال تقل عن ‪ % 10‬من‬
‫مجموع الودائع الكمية (‪ 10000‬دج) ‪ ،‬كما أن البنك قام بمنح قروض ائتمانية بقيمة ‪ 9000‬دج عادت إليو في شكل‬
‫ودائع بنفس القيمة ‪ ،‬و ىي في الحقيقة ليست ودائع نقدية حقيقية (نقود قانونية) و انما عبارة عن نقود كتابية‬
‫(ائتمانية) ‪ ،‬و الشكل الموالي يشرح آلية خمق النقود الكتابية من طرف البنك التجاري ‪:‬‬

‫القروض الممنوحة‬ ‫الودائع‬ ‫االحتياطي االجباري‬


‫‪1000‬‬
‫‪900‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪900‬‬
‫‪810‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪810‬‬
‫‪729‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪729‬‬
‫‪656.1‬‬ ‫‪72.9‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪9000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪1000‬‬


‫‪18‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫و منو انطالقا وديعة أولية بقيمة ‪ 1000‬دج باستطاعة البنك أن يخمق ودائع أي سيولة بنكية اجمالية بقيمة‬
‫‪ 10000‬دج أي ما يعادل عشر مرات ضعف الوديعة االصمية ‪ ،‬و يسمى ىذا المضاعف بالمضاعف البسيط‬
‫لمودائع (‪ )m‬و يساوي إلى مقموب االحتياطي االجباري ) ‪ ، ( r‬و نكتب ‪:‬‬
‫‪m = 1/r‬‬
‫و بالتالي عمى فرض أن مبمغ الوديعة االصمية ‪ ، D‬فإن المبمغ االجمالي لمسيولة الموجودة بحوزة البنك ‪ M‬يكتب‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪D = D.1/r = D.m‬‬
‫في المثال السابق ‪:‬‬
‫‪M = D.1/r = 1000 . (1/10%) = 1000.(1/0.1) = 1000.10 = 10000 da‬‬
‫و يمثل قيمة الودائع الكمية الموجودة بحوزة البنك (الوديعة النقدية االبتدائية ‪ +‬الودائع الكتابية الناتجة عن القروض‬
‫الممنوحة ) ‪.‬‬
‫و بالتالي فحجم النقود الكتابية التي بامكان البنك إنشائيا )‪ (Ms‬ىو كما يمي ‪:‬‬
‫‪Ms = M-D‬‬
‫‪ .2-2-1‬إنشاء النقود الكتابية في حالة وجود تسرب نقدي ‪:‬‬
‫ىناك ظاىرة أخرى تحدد إلى مدى بعيد قدرة البنوك التجارية عمى انشاء النقود الكتابية و ىي ظاىرة التسرب النقدي ‪،‬‬
‫و تحدث ىاتو الظاىرة مثال عندما يقرض البنك شخصا معينا ثم يقوم ىذا االخير بسحب نقوده أو جزء منيا خارج‬
‫الدائرة البنكية فيحرم النظام البنكي بالتالي من استعماليا ‪.‬‬
‫يمكن تعريف التسرب النقدي اذن بأنو تمك النسبة من النقود القانونية المصدرة من طرف البنك المركزي المستعممة‬
‫معدل تفضيل السيولة ‪ ،‬و نكتب عبارتو كالتالي ‪:‬‬
‫خارج دائرة النظام البنكي و ىناك من يسميو ايضا ّ‬
‫معدل التسرب النقدي )‪ = (b‬حجم االوراق النقدية ‪ /‬الكتمة النقدية ‪M1‬‬
‫و تتحكم في ىذه النسبة عوامل كثيرة من أىميا عدم انتشار العادات البنكية بين حائزي النقود و تفضيميم تسوية‬
‫المبادالت من خالل استعمال النقود القانونية ‪ ،‬غياب الثقة ضمن النظام المصرفي‪ ،‬تضخم االقتصاد الموازي‪....‬الخ‪.‬‬

‫و يؤثر معدل التسرب النقدي عمى قدرة البنوك التجارية عمى انشاء النقود الكتابية بنفس الشكل الذي يؤثر بو‬
‫االحتياطي االجباري عمى ذلك ‪ ،‬فكمما زادت نسبة التسرب النقدي كمما قمت مقدرة ىاتو البنوك عمى انشاء نقود‬
‫الودائع و العكس صحيح ‪ ،‬و نكتب عبارة مضاعف الودائع في حالة وجود تسرب نقدي ‪:‬‬

‫)‪m = 1/(r+b-rb‬‬
‫‪ =b‬معدل التسرب النقدي (تفضيل السيولة)‬ ‫‪ =r‬معدل االحتياطي االجباري‬ ‫‪ =m‬مضاعف الودائع‬

‫‪19‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫و عميو تصبح عبارة مجموع الودائع لدى البنك التجاري (سيولة البنك التجاري) ‪ M‬تكتب كالتالي ‪:‬‬
‫)‪M = D. 1/(r+b-rb‬‬
‫و ان النقود الكتابية التي يستطيع النظام البنكي إنشاءىا في شكل قروض ىي ‪:‬‬
‫‪Ms = M-D‬‬
‫لو أخدنا معطيات المثال السابق ‪ ،‬و اعتبرنا أن نسبة التسرب النقدي من الدائرة المصرفية ىي ‪ %20‬فإن مضاعف‬
‫القروض (المضاعف البسيط لمودائع) يساوي إلى ‪:‬‬
‫‪m = 1/( r+b-rb) = 1/ (0.1 + 0.2 – (0.1*0.2)) = 3.57‬‬
‫و بالتالي فسيولة النظام البنكي أي مجموعة الودائع الكمية لديو تحسب كالتالي ‪:‬‬
‫‪M = D.m = D.1/(r+b-rb) = 1000 . 3.57 = 3570 da‬‬
‫و منو فنقود الودائع (الكتابية) الممكن إنشاءىا من طرف البنك انطالقا من الوديعة االصمية (‪ 1000‬دج) وفق‬
‫تسرب نقدي بـ ‪ % 20‬ىي ‪:‬‬
‫معدل ّ‬
‫معدل احتياطي اجباري بـ ‪ %10‬و ّ‬
‫‪Ms = M – D = 3570 – 1000 = 2570 da‬‬

‫‪ .3-2-1‬حدود خمق النقود الكتابية من طرف البنوك ‪:‬‬


‫إن خمق النقود الكتابية من طرف البنوك محدد بثالثة عوامل ‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬قيد الطمب عمى القروض ‪:‬‬
‫ال تقوم البنوك بخمق النقود الكتابية لالحتفاظ بيا و إنما بيدف منحيا كقروض لممؤسسات و االفراد حيث يكون ىذا‬
‫الطمب مرتفعا في فترات توسع النشاط االقتصادي لكن ىذا الطمب ينخفض أثناء تراجع وتيرة النمو االقتصادي ‪ ،‬و‬
‫بالتالي مبدئيا ال يمكن لمبنوك خمق نقود كتابية إالّ إذا كان ىناك طمب عمى القروض حتى و إن كانت تمتمك فوائض‬
‫كبيرة من النقود المركزية (االحتياطات الفائضة ‪. ) réserves excédentaires‬‬
‫ب – حاجة البنوك لمسيولة الورقية ‪:‬‬
‫يقوم زبائن البنك بتداول جزء من السيولة التي ينشئيا و لكن ليس في شكل نقود كتابية و إنما في شكل نقود ورقية‬
‫(قانونية) ‪ ،‬غير أن البنوك التجارية ال يمكنيا اصدار النقود الورقية و لكنيا تقوم بسحبيا من حساباتيا الجارية بالبنك‬
‫المركزي ‪.‬‬
‫و تقوم البنوك بتغدية ىذه الحسابات سواء من خالل جزء من الودائع النقدية لزبائنيا ‪ ،‬أو عمميات تحويل من‬
‫البنوك المدينة ليا كتسوية لقيمة الشيكات المكتوبة لصالح زبائنيا ‪ ،‬أو ثالثا من خالل اقتراض النقود المركزية (النقود‬
‫المسجمة ضمن الحسابات الجارية لمبنوك التجارية لدى البنك المركزي) عمى مستوى السوق النقدي ما بين البنوك ‪.‬‬
‫و بالتالي كمما كان التسرب النقدي من الدائرة المصرفية كبي ار كمما كانت مقدرة البنوك عمى خمق االئتمان صغيرة ‪ ،‬و‬
‫يظير ذلك من خالل عبارة مضاعف القروض فكمما كانت ‪ b‬كبيرة كمما كانت قيمة المضاعف ‪ m‬صغيرة و بالتالي‬
‫تكون القدرة عمى خمق النقود الكتابية صغيرة ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫لكن ما ىي العوامل المستقمة التي تؤثر عمى السيولة البنكية ؟‬


‫‪ ‬االوراق النقدية محل تداول خارج البنوك (التسرب النقدي) ‪:‬‬
‫إن عممية سحب النقود القانونية (االوراق النقدية) من شانيا تقميص ما يحوزه البنك التجاري من سيولة ورقية في‬
‫ّ‬
‫حين أن عمميات الدفع و االيداع تزيد من ىذا االحتياطي ‪ ،‬و يختمف طمب االفراد عمى ىذه السيولة موسميا (أثناء‬
‫االعياد ‪ ،‬العطل ‪ ،‬رمضان ‪ ، ).....‬و بالتالي فارتفاع السيولة المتداولة لدى االفراد ينعكس سمبيا عمى سيولة البنوك‪.‬‬
‫‪ ‬رصيد الحساب الجاري لمخزينة العمومية ‪:‬‬
‫تتأثر السيولة البنكية بالسياسة المالية لمدولة ‪ ،‬فمثال عند تحصيل الضرائب فنحن بصدد تسرب لمنقود من الدائرة‬
‫المصرفية نحو الحساب الجاري لمخزينة العامة لدى البنك المركزي و بالتالي سينعكس االمر سمبا عمى سيولة البنك‬
‫‪ ،‬كذلك الحال عند اصدار سندات قرض عام و بيعيا لمجميور ‪ ،‬و بالتالي نقول أن تغي ار موجبا في الرصيد الجاري‬
‫لمخزينة العامة يقابمو تغير سمبي في حجم السيولة البنكية و العكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬الممتمكات الصافية من العممة الصعبة ‪:‬‬
‫ك ّل عممية بيع لمعممة الصعبة من طرف البنوك التجارية لفائدة البنك المركزي من شأنيا زيادة حجم سيولتيا ‪ ،‬و‬
‫أن عممية شراء البنوك لمعممة الصعبة لدى البنك المركزي من شأنيا خفض حجم السيولة‬ ‫العكس صحيح حيث ّ‬
‫البنكية‪.‬‬
‫ج – رقابة البنك المركزي ‪:‬‬
‫بإمكان البنك المركزي أن يؤثّر عمى عممية خمق النقود الكتابية من خالل تقميص حجم إعادة تمويل البنوك عمى‬
‫مستوى السوق النقدي ‪ ،‬من خالل رفع معدل إعادة الخصم مثال و بالتالي تثبيط قيام البنوك بإعادة خصم األوراق‬
‫التجارية الموجودة بحوزتيا لدى البنك المركزي مما سينعكس سمبيا عمى سيولتيا ‪.‬‬
‫بامكان البنك المركزي تقميص السيولة الموجودة عمى مستوى السوق النقدي باستخدام سياسة السوق المفتوح أيضا ‪،‬‬
‫من خالل بيع أذونات الخزينة العامة لممتدخمين عمى مستوى السوق كالبنوك التجارية مما سيؤدي إلى امتصاص جزء‬
‫من السيولة المتداولة و ىو االمر الذي سيرفع سعرىا أي معدل الفائدة السائد ‪ ،‬و بالتالي ارتفاع تكمفة اعادة تمويل‬
‫البنوك التجارية و قمّة اقباليا عمى االقتراض االمر الذي سيضعف االحتياطات (النقود) السائمة لدييا ‪.‬‬
‫‪ .3-1‬العالقة بين الكتمة النقدية و القاعدة النقدية ‪:‬‬
‫تمثل القاعدة النقدية مجموع النقود المركزية التي يحوزىا االعوان الماليون (البنوك بكل أنواعيا) و غير الماليون‬
‫)‪H = B + R …………………….(1‬‬ ‫(االفراد و المؤسسات) حيث ‪:‬‬
‫‪ : H‬القاعدة النقدية‬
‫المتسربة خارج البنوك) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ : B‬النقود القانونية محل تداول (االوراق النقدية‬
‫‪ : R‬احتياطات البنوك لدى البنك المركزي (النقد المركزي)‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫أن احتياطات البنوك التجارية لدى البنك المركزي متكونة فقط من االحتياطات االجبارية (‪ )RO‬و التي‬
‫نفترض ّ‬
‫نحسبيا فقط عمى الودائع تحت الطمب لدى البنوك التجارية (‪ )DAV‬وفق معدل احتياطي اجباري (‪ ، )r‬و بالتالي‬
‫نكتب ‪:‬‬
‫‪RO = r . DAV‬‬
‫ىذا و تشكل االوراق النقدية المتداولة خارج البنوك جزءا من الكتمة النقدية بمفيوم ‪ M1‬و بالتالي نكتب ‪:‬‬
‫‪B = b . M1‬‬
‫و نعمم أن الكتمة النقدية بمفيوم ‪ M1‬تتكون من سيولة ورقية و نقود كتابية في شكل ودائع تحت الطمب و نكتب ‪:‬‬
‫)‪M1= B + DAV……………………...(2‬‬
‫و بالتالي يمكن أن نكتب المعادلة (‪ )1‬كالتالي ‪:‬‬
‫)‪H = b.M1 + r.DAV …………………(3‬‬
‫و من المعادلة (‪ )2‬لدينا ‪:‬‬
‫)‪DAV = M1 – B.M1 = (1-b).M1……..(4‬‬
‫و بتعويض المعادلة (‪ )4‬ضمن المعادلة (‪ )3‬يصبح لدينا ‪:‬‬
‫‪H = b.M1 + r(1-b).M1= (r+b-rb).M1‬‬
‫و بالتالي نحصل عمى ‪:‬‬
‫)‪M1 = 1/(r+b-rb).H = m.H ……….(5‬‬

‫)‪m = 1/(r+b-rb‬‬ ‫حيث ‪:‬‬

‫يسمى ‪ m‬بمضاعف القاعدة النقدية و المالحظ أنو ىو نفسو المضاعف البسيط لمودائع الذي يخمق من خاللو البنك‬
‫التجاري نقودا كتابية انطالقا من وديعة نقدية ابتدائية في حالة وجود تسري نقدي (ارجع الى فصل خمق النقود‬
‫الكتابية) ‪.‬‬
‫تعبر المعادلة (‪ ) 5‬عن العالقة بين القاعدة النقدية و الكتمة النقدية ‪ ،‬فكمما زادت القاعدة النقدية بوحدة واحدة‬
‫و ّ‬
‫تتضاعف الكتمة النقدية بمفيوم ‪ M1‬بـ ‪ m‬وحدة ‪ ،‬و بالتالي بامكان البنك المركزي المراقبة و التحكم في نمو الكتمة‬
‫النقدية من خالل التحكم في القاعدة النقدية (السيولة الورقية لدى البنوك و في التداول فيو الذي يصدرىا) ‪ ،‬و من‬
‫خالل أيضا التحكم في مضاعف القاعدة النقدية ‪ ، m‬و ىنا ضمن عبارة المضاعف يتحكم البنك المركزي أساسا في‬
‫معدل االحتياطي االجباري ‪ r‬عمى أساس أن معدل التسرب النقدي ‪ b‬خارج عن سيطرة البنك المركزي ‪.‬‬
‫من خالل المعادلة (‪ )5‬نالحظ أن البنك المركزي يتحكم في حجم الكتمة النقدية ‪ M1‬انطالقا من التأثير عمى‬
‫القاعدة النقدية ‪ ، H‬في ىذه الحالة نقول أن عرض النقود ىو متغير خارجي مادامت السمطة النقدية (مجمس النقد و‬
‫القرض في حالة الجزائر) ىي التي تحدده خارج االقتصاد ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬الطمب عمى النقود ‪.‬‬


‫إن دراسة الطمب عمى النقود يدفعنا لتحميل العوامل التي تدفع االعوان االقتصاديين المتالك و حيازة النقود ‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫اختالف تحديد ىاتو الدوافع من شأنو أن ينعكس عمى إجراءات السياسة النقدية التي تيدف لمتأثير عمى عرض و‬
‫الطمب عمى النقد ‪.‬‬
‫في ىذا االطار سنحاول تحميل الطمب عمى النقود عند الكالسيك ‪ ،‬عند كينز و عند ميمتون فريدمان (النقدويون) ‪:‬‬
‫‪ -1‬النظرية الكمية لمنقود (‪: )la théorie quantitative de la monnaie‬‬
‫تم تطوير ىاتو النظرية من طرف االقتصاديين الكالسيك خالل القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬
‫تصف كيفية تحديد القيمة االسمية لمدخل الكمي ‪ ،‬كما انيا نظرية لمطمب عمى النقود في نفس الوقت ‪.‬‬
‫‪ .1-1‬صيغة التبادل لفيشر ‪:‬‬
‫قدم االقتصادي االمريكي )‪ irving fisher (1911‬الصيغة الكالسيكية لياتو النظرية ‪ ،‬من خالل المتساوية التالية ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪M . Vt = P . T‬‬
‫حيث ‪:‬‬
‫‪ : M‬كمية النقود (‪ )la masse monétaire‬المتداولة في االقتصاد في المتوسط خالل سنة ‪.‬‬
‫‪ ، PT/M = )vitesse transaction( Vt‬و تمثل سرعة النقود في المبادالت ‪.‬‬
‫‪ : P‬السعر)‪ (Prix‬المتوسط لممبادالت ‪.‬‬
‫‪ : T‬عدد المبادالت )‪(Transactions‬التي يتم القيام بيا في السنة ‪.‬‬
‫تم إعادة صياغة النظرية الكمية من خالل استعمال‬
‫بسبب صعوبة تحديد القيمة االسمية لممبادالت )‪ّ ، ( PT‬‬
‫الناتج الكمّي ‪ (Y‬عمى فرض أن حجم المبادالت الحقيقية ‪ T‬تناسبي مع االنتاج أو الدخل الحقيقي ‪ Y‬بحيث ‪T = vY‬‬
‫أين ‪ v‬ىو معامل تناسب ) ‪ ،‬نقوم باستبدال ‪ T‬بـ ‪ vY‬ضمن متساوية فيشر فنحصل عمى ‪:‬‬
‫‪M.Vt = v.PY‬‬
‫و مع استبدال ‪ V = Vt /v‬أي أننا ننتقل من سرعة النقود في المبادالت (‪ )vitesse transaction‬نحو سرعة‬
‫النقود الدخمية )‪ (vitesse revenu‬تأخذ المتساوية السابقة صيغة جديدة تعرف بصيغة التبادل لفيشر ‪ ،‬و نكتب ‪:‬‬
‫‪M.V = P.Y‬‬
‫‪ : M‬كمية النقود المتداولة في االقتصاد في المتوسط خالل فترة معينة ‪ ،‬مثال سنة ‪.‬‬
‫‪ : V‬سرعة حركة النقود (معامل دورانيا) ‪ ،‬تمثل عدد المرات التي يتم فييا انفاق وحدة نقدية معينة عند شراء بضائع‬
‫و خدمات منتجة في االقتصاد ‪ ،‬خالل فترة معينة مثال سنة ‪.‬‬
‫‪ : P‬المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫‪ : Y‬الناتج الكمي (الدخل)‬

‫‪23‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫ىاتو الصيغة تدرس العالقة بين الكمية الشاممة لمنقود أي عرض النقود (‪ )M.V‬و القيمة الكمية لإلنفاق عمى السمع‬
‫النيائية المنتجة في االقتصاد ) ‪ ، ( P.Y‬و الذي يمكن اعتباره كذلك أنو بمثابة الدخل الكمي االسمي لالقتصاد أو‬
‫الناتج الداخمي الخام االسمي (‪. )PIBn‬‬
‫توضح معادلة التبادل أن كمية النقود مضروبة في عدد المرات التي يتم انفاقيا فييا في السنة ينبغي أن تكون‬
‫مساوية لمدخل االسمي( أو االنفاق االسمي عمى السمع و الخدمات المنتجة خالل تمك السنة) ‪.‬‬
‫مبدئيا ىاتو المعادلة عبارة عن متطابقة رياضية و من أجل تحويميا إلى معادلة حول تش ّكل الدخل االسمي ينبغي‬
‫االحتكام إلى مجموعة من االفتراضات ‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لفيشر فإن سرعة دوران النقود مرتبطة بالجوانب المؤسساتية (التنظيمية) لالقتصاد و التي تؤثر عمى‬
‫أنماط المبادالت التي يقوم بيا االفراد ‪ ،‬لكن ىاتو الجوانب التكنولوجية و المؤسساتية (وسائل و طرق الدفع)‬
‫ال تؤثر إالّ بصورة بطيئة عمى سرعة دوران النقود ‪ ،‬بحيث يمكننا اعتبار ىاتو االخيرة ثابتة تقريبا عمى المدى‬
‫القصير ‪.‬‬
‫فرضية المرونة التامة لألسعار و االجور التي يؤمن بيا الكالسيك تقود نحو فرضية أخرى و ىي انو في‬ ‫‪‬‬
‫االوقات العادية يكون االنتاج الكمي عند مستوى التشغيل التام ‪ ،‬و بالتالي فيو ثابت عمى المدى القصير ‪.‬‬

‫حسب ىاتين الفرضيتين ‪ ،‬يمكن كتابة عبارة معادلة التبادل لفيشر كالتالي ‪:‬‬

‫‪M.‬‬ ‫‪= P.‬‬

‫و انطالقا من ىاتو المعادلة الجديدة يمكن الخروج بنتيجتين حسب الكالسيك ‪:‬‬

‫فإن الدخل االسمي ) ‪ )y=P‬يتحدد و فقط تبعا لمتغيرات‬


‫‪ ‬حسب فيشر ‪ ،‬مادامت سرعة دوران النقود ‪ V‬ثابتة ّ‬
‫ضمن الكتمة النقدية ‪ ، M‬فمثال إذا تضاعفت كمية النقود في االقتصاد يتحتّم عمى الدخل االسمي أن‬
‫يتضاعف حسب المعادلة ‪.‬‬
‫‪ ‬حسب الكالسيك ‪ ،‬في ظل ثبات سرعة دوران النقود و الدخل الكمي عمى المدى القصير ‪ ،‬كل تغير ضمن‬
‫كمية النقود سينتج عنو تغير مكافئ في المستوى العام لألسعار في نفس االتجاه و بنفس القوة ‪ ،‬عمى المدى‬
‫القصير ‪.‬‬
‫‪ .2-1‬النظرية الكمية لمطمب عمى النقود ‪:‬‬

‫يمكن لممعادلة الكمية لمنقود ان تتحول إلى معادلة لمطمب عمى النقود أي تسمح بتحديد كمية النقود التي نحوزىا‬
‫معين من الدخل ‪ ،‬فمن خالل قسمة طرفي معادلة التبادل عمى ‪ V‬نحصل عمى ‪:‬‬
‫(‪ )détention‬عند ك ّل مستوى ّ‬

‫= ‪M.V = P.Y ⇔ M‬‬

‫‪24‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫حيث نعاود كتابة الدخل االسمي ‪ P.Y‬في شكل ‪ ، PY‬عند توازن السوق النقدي فإن كمية النقود ‪ M‬التي يحوزىا‬
‫‪ ،‬نقوم‬ ‫و بالتالي يمكن تعويض ‪ M‬بـ‬ ‫االعوان االقتصاديون يساوي إلى كمية الطمب عمى النقود‬
‫( بـ ‪ k‬و الذي يطمق عميو أحيانا معامل التفضيل النقدي و بما أن ‪ V‬ثابتة فإن ‪ k‬ايضا ثابت ‪ ،‬و‬ ‫بتعويض )‬
‫بالتالي يمكننا كتابة المعادلة السابقة كالتالي ‪:‬‬

‫أن ‪ k‬ثابت فإن حجم المبادالت الناتج عن مستوى معين من الدخل االسمي ‪ PY‬سيحدد حجم الطمب عمى‬
‫بما ّ‬
‫من طرف االعوان في االقتصاد ‪ ،‬دون أي تأثير يذكر لمعدل الفائدة ‪.‬‬ ‫النقود‬

‫‪ -2‬النظرية الكينزية في تفضيل السيولة ‪:‬‬


‫ضمن كتابو " النظرية العامة لمتشغيل ‪ ،‬الفائدة و النقود " سنة ‪ ، 1936‬تخمّى كينز عن المقاربة الكالسيكية‬
‫لمنقد – التي تفترض ثبات سرعة دوران النقود ‪ -‬لتطوير نظرية لمطمب عمى النقود ترتكز عمى أىمية معدل الفائدة‬
‫سماىا " نظرية تفضيل السيولة " ‪ ،‬لكنو في البداية رّكز عمى تحديد األسباب التي تدفع األعوان لالحتفاظ (حيازة)‬
‫ّ‬
‫النقود و ىي ‪:‬‬
‫‪ .1-2‬دوافع الطمب عمى النقود عند كينز ‪:‬‬
‫* دافع المعامالت ‪:‬‬
‫يرى الكالسيك أن االفراد يطمبون النقود من منطمق وظيفتيا كوسيط لمتبادل الجراء المعامالت اليومية ‪ ،‬و استم ار ار‬
‫أن ىاتو الكمية المطموبة من النقود تتوقف أساسا عمى حجم المبادالت التي يقوم بيا‬
‫ضمن ىذا الطرح يرى كينز ّ‬
‫االعوان االقتصاديون و التي بدورىا ترتبط بشكل تناسبي بمستوى الدخل ‪ ،‬أي أن الطمب عمى النقود لغرض‬
‫المعامالت متناسب طرديا مع الدخل ‪.‬‬
‫* دافع االحتياط ‪:‬‬
‫ىنا يتجاوز كينز التحميل الكالسيكي ‪ ،‬حيث يحتفظ االعوان االقتصاديون بالنقود ليس فقط التمام معامالتيم العادية‬
‫و لكن لمواجية حاجات غير متوقعة أيضا كفرص شراء (تنزيالت) ‪ ،‬أعطاب السيارة أو مصاريف صحية ‪ ..‬الخ ‪،‬‬
‫حسب كينز حجم ىاتو النقود المحتفظ بيا لالحتياط مرتبط بحجم المعامالت العادية التي يتوقع الفرد القيام بيا و ىي‬
‫تابعة بدورىا لمدخل ‪ ،‬مما يجعل الطمب عى النقود بدافع االحتياط مرتبط أيضا بصورة تناسبية طردية بالدخل ‪.‬‬
‫* دافع المضاربة ‪:‬‬
‫أضاف كينز دافعا ثالثا ىو المضاربة )‪ (spéculation‬حيث تعتبر النقود مخزنا لمثروة (القيمة) إلى جانب أصول‬
‫أخرى مثل االصول المالية (السندات) ‪ ،‬و يرى كينز أن االفراد يحتفظون بالنقود كأصل من أصول الثروة إذا كان‬
‫العائد المتوقع من حيازتيا أكبر من عائد حيازة السندات ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫حيث افترض كينز بداية أن ‪:‬‬


‫‪ ‬العائد االسمي لحيازة النقود سواء كانت سيولة نقدية أو نقود كتابية (في شكل حسابات جارية) منعدم ‪.‬‬
‫المحصمة عمى السندات * التغيرات المتوقعة ضمن‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬العائد المتوقع لحيازة السندات ينقسم إلى ‪ * :‬الفوائد‬
‫االرباح الرأسمالية مقيمة بنسبة مئوية (ارتفاع سعر تداول السند مقارنة مع سعر شرائو)‪.‬‬

‫يفترض كينز أن االفراد لدييم توقعات بشأن تقمب أسعار الفائدة لمسندات صعودا و ىبوطا حول قيمة عادية ‪ ،‬و‬
‫بالتالي اذا انخفض معدل الفائدة تحت تمك القيمة بنسبة كبيرة ‪ ،‬سيتوقع االفراد أنو سيرتفع حتما مستقبال مما سينتج‬
‫عنو انخفاض في أسعار السندات و بالتالي سيعاني حائز السند من خسارة رأسمالية ‪ ،‬و ىنا العائد المتوقع من حيازة‬
‫النقود و إن كان منعدما فيو أفضل من الخسارة المتوقعة من حيازة السندات ‪ ،‬وبالتالي سيقل الطمب عمى السندات‬
‫لصالح ارتفاع الطمب (حيازة) عمى النقود ‪.‬‬
‫بالمقابل لما يرتفع معدل الفائدة فوق القيمة العادية باالخص لما يكون االرتفاع كبي ار ‪ ،‬سيبني االفراد في ىاتو الحالة‬
‫توقعات بشأن انخفاضو الحتمي مستقبال و بالتالي ارتفاع قيمة السندات (سعر التداول) كنتيجة آلية و حصول أرباح‬
‫رأسمالية لحائزييا ‪ ،‬مما يعني أن العائد المتوقع لمسندات في ىاتو الحالة موجب مقارنة مع العائد المنعدم من حيازة‬
‫النقد ‪ ،‬و بالتالي سيقل الطمب عمى النقود لصالح زيادة الطمب و شراء السندات ‪.‬‬
‫مما يقودنا إلى النتيجة التي مفادىا ان الطمب عمى النقود لغرض المضاربة دالة عكسية لمستوى معدالت الفائدة ‪.‬‬
‫‪ .2-2‬معادلة تفضيل السيولة ‪:‬‬
‫يميز ما بين‬
‫يجمع كينز ما بين الدوافع الثالث السابقة ضمن معادلة وحيدة لمطمب عمى النقود ‪ ،‬لكنو قبل ذلك ّ‬
‫يقيم وفق قوتو الشرائية و ليس قيمتو‬
‫القيمة االسمية و القيمة الحقيقية لألرصدة النقدية‪ ،‬فالطمب عمى النقود يجب أن ّ‬
‫( تابع‬ ‫أن الطمب عمى االرصدة النقدية الحقيقية )‬
‫االسمية ‪ ،‬و بالتالي يقترح كينز المعادلة التي تنص عمى ّ‬
‫طرديا لمستوى الدخل الحقيقي ‪ Y‬وعكسيا لمعدل الفائدة ‪ ، i‬حيث أطمق عمييا تسمية "معادلة تفضيل السيولة" و‬
‫نكتب عبارتيا كالتالي ‪:‬‬

‫بالنسبة لكينز فإن الطمب عمى النقود تابع ايجابيا لمدخل لكنو مرتبط أيضا سمبيا بمعدل الفائدة ‪ ،‬و ىنا فيو يبتعد‬
‫عن التحميل الكالسيكي لفيشر الذي يعتبر أن معدل الفائدة ليس لو دور ‪.‬‬
‫‪ -3‬النظرية الكمية لمنقود في صورتها الحديثة ‪ :‬ميمتون فريدمان‬
‫أن تحميمو لدور النقود ىو استمرار لمقاربة فيشر و النظرية الكمية التقميدية لمنقود ‪ ،‬حيث يحاول‬
‫يرى ميمتون فريدمان ّ‬
‫كسابقيو فيم أسباب حيازة االفراد لمنقود ‪ ،‬لكنو بدل التركيز عمى الدوافع الخاصة (المعامالت ‪ ،‬االحتياط ‪ ،‬المضاربة)‬
‫يعتمد مقاربة بسيطة مفادىا ‪ :‬النقود أصل من أصول الثروة و بالتالي فدالة الطمب عمى النقود مشابية لدالة الطمب‬
‫عمى أي أصل من االصول االخرى ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫تبعا لذلك ‪ ،‬فإن الطمب عمى النقود يجب أن يكون دالة تابعة لمموارد الموجودة بحوزة الشخص (الثروة) و لمعوائد‬
‫المتوقعة لألصول االخرى مقارنة بالنقود ‪ ،‬و ىنا فريدمان مثل كينز ييتم باألرصدة النقدية الحقيقية – القدرة الشرائية‬
‫التي يريد االفراد حيازتيا في شكل نقدي – بدال من االرصدة النقدية االسمية ‪ ،‬و بالتالي فمعادلة الطمب عمى النقود‬
‫لدى فريدمان تأخذ الشكل التالي ‪:‬‬

‫=‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث ‪:‬‬
‫‪ :‬الطمب عمى االرصدة النقدية الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ :‬أداة لقياس الثروة بمفيوم فريدمان تعرف بالدخل الحقيقي (تساوي إلى القيمة الحالية لكل المداخيل المستقبمية‬
‫المتوقعة و تعبر عن الدخل المتوسط عمى المدى الطويل) ‪.‬‬
‫‪ :‬العائد المتوقع لمنقود‪.‬‬
‫‪ :‬العائد المتوقع لألوراق المالية (ماعدا األسيم)‪.‬‬
‫‪ :‬العائد المتوقع لألسيم ‪.‬‬
‫‪ :‬معدل التضخم المتوقع ‪.‬‬

‫العالمات (‪ )-‬و (‪ )+‬تبين طبيعة العالقة ما بين الطمب عمى االرصدة النقدية الحقيقية و المتغيرات المختمفة‬
‫الموجودة في الدالة ‪.‬‬
‫يرتبط الطمب عمى أصل معين بصورة طردية مع مستوى ثروة الشخص و بالتالي فالطمب عمى النقود دالة طردية‬
‫لمثروة ‪ ،‬و الثروة ىنا حسب مفيوم فريدمان تأخذ صورة الدخل الدائم ‪ Y‬ضمن المعادلة أي الدخل المتوسط المتوقع‬
‫عمى المدى الطويل ‪ ،‬حيث أن ىذا الدخل أقل تقمبا من الدخل الجاري (الربح السنوي لمتاجر مثال) الذي يعرف‬
‫حركات ارتفاع و انخفاض كبيرة لكنيا عرضية و غير مستمرة ‪ ،‬لذلك أثناء فترة الرواج من الدورة االقتصادية يرتفع‬
‫الدخل الجاري بصورة كبيرة بالمقابل فإن ارتفاع الدخل الدائم يكون بنسبة أقل ‪ ،‬و أثناء فترة التراجع من الدورة‬
‫االقتصادية ينخفض الدخل الجاري بنسبة كبيرة لكن انخفاض الدخل الدائم يكون بنسبة أقل ‪ ،‬لذلك نقول ان الطمب‬
‫عمى النقود و الذي يرتبط بالدخل الدائم و ليس الدخل الجاري قميل التغير أثناء الدورة االقتصادية ‪.‬‬
‫قسميا‬
‫بجانب النقود كأصل يحتفظ بو الشخص ‪ ،‬ىناك أصول أخرى يرى فريدمان أنيا تشكل ثروة الفرد و قد ّ‬
‫إلى ‪ :‬السندات ‪ ،‬االسيم و االصول المادية ‪ .‬حيث أن الفروقات (‪ )différentiels‬ما بين العوائد المتوقعة من حيازة‬
‫ىاتو االصول و العائد المتوقع من حيازة النقود تش ّكل العوامل الثالث المتبقية المتحكمة في الطمب عمى النقود ‪ ،‬و‬
‫يفسر االشارة السالبة (‪ )-‬تحتيا ضمن المعادلة‬
‫بالتالي فعند ارتفاع أحد ىاتو الفوارق ينخفض الطمب عمى النقود مما ّ‬
‫‪ ،‬و الذي ىو بدوره تابع لعاممين ‪:‬‬ ‫‪ ،‬و نالحظ أن ىاتو الفوارق الثالث مرتبطة بالعائد المتوقع لمنقود‬

‫‪27‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من إعداد األستاذ ‪ :‬بودخدخ مسعود‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال‬

‫‪ ‬الخدمات المقدمة من طرف البنوك (دفع آلي ‪ ،‬مسك الحساب‪.....‬الخ) بخصوص الودائع الداخمة ضمن‬
‫العرض النقدي ‪ ،‬فعندما تزيد كمية و نوعية ىاتو الخدمات دون ارتفاع ضمن تكمفتيا ‪ ،‬فإن العائد المتوقع‬
‫من حيازة النقود سيرتفع ‪.‬‬
‫‪ ‬الفوائد المدفوعة عمى االرصدة النقدية ‪ ،‬حيث انو ضمن غالبية الدول ذات النظام البنكي العصري يتم دفع‬
‫فوائد عمى مختمف الحسابات البنكية بما فييا الجارية ‪ ،‬و بالتالي فالعائد المتوقع من حيازة النقد سيرتفع مع‬
‫ىاتو الفوائد المدفوعة ‪.‬‬
‫تمثل الفروقات ما بين العوائد المتوقعة من السندات و االسيم و العائد‬ ‫و‬ ‫و بالتالي فالعبارات‬
‫المتوقع لمنقد ‪ ،‬فعندما ترتفع قيمة ىاتو العبارات (الفروقات) فذلك يعني تراجعا ضمن العائد النسبي المتوقع لمنقد و‬
‫بالتالي تراجعا ضمن الطمب عمى النقود ‪.‬‬

‫العائد النسبي المتوقع لألصول المادية (عقارات ‪ ،‬سيارات‪ )..‬بالمقارنة مع‬ ‫في حين تمثل العبارة االخيرة‬
‫بمثابة تقدير تقريبي لمعدل العائد المتوقع من‬ ‫النقود ‪ ،‬حيث يمكننا في الحقيقة اعتبار معدل التضخم المتوقع‬
‫حيازة ىذا االصل ‪ ،‬و بالتالي فإن تزايدا ضمن التوقعات التضخمية سيؤدي إلى اعادة توزيع لثروة الشخص لفائدة‬
‫ىاتو االصول المادية عمى أساس أن ال تضخم سيؤدي إلى تآكل ضمن قيمة النقود في حين أن ىاتو االصول المادية‬
‫فذلك يعني أن العائد النسبي المتوقع‬ ‫ستحتفظ بقيمتيا بل قد ترتفع ‪ ،‬و بالتالي نقول انو عندما يرتفع‬
‫لألصول المادية سيرتفع بالمقارنة مع النقود مما سيؤدي إلى تراجع في الطمب عمى النقود ‪.‬‬

‫يعبر عن النسبة ما بين الثروة‬


‫يضيف فريدمان عبارة ‪ h‬إلى معادلتو كعامل متحكم في الطمب عمى النقد و الذي ّ‬
‫البشرية و الثروة المادية ‪ ،‬حيث ان االرتفاع في ىذه النسبة يدل عمى االنخفاض ضمن الموارد السائمة بحوزة‬
‫الشخص ‪ :‬فالقيمة الدائمة لمداخيل العمل (رأس المال البشري) أقل سيولة من القيمة الدائمة لممداخيل المالية (الثروة‬
‫يفضل االعوان حيازة المزيد من النقود ألنو االصل االكثر سيولة من األصول‬
‫المادية) ‪ ،‬و بالتالي في ىاتو الحالة ّ‬
‫تم اسقاطو ضمن معادلة الطمب‬
‫االخرى مما يعني زيادة طمب عمى النقود ‪ ،‬غير ان أىمية ىذا العامل ضعيفة لذلك ّ‬
‫عمى االرصدة النقدية الحقيقية لدى فريدمان ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫الفصل األول ‪ :‬نشأة النقود ‪ ،‬االنواع و الوظائف‬


‫‪ -1‬من اقتصاد المقايضة إلى االقتصاد النقدي‬
‫‪ -2‬أشكال النقود‬
‫‪ -3‬وظائف النقود‬

‫‪ -1‬من اقتصاد المقايضة إلى االقتصاد النقدي ‪:‬‬


‫تبنى المجتمع االنساني في بداياتو نظاما اقتصاديا قائما عمى االنتاج المعيشي ( ‪économie de‬‬
‫‪ )subsistance‬أي ينتج الفرد ما يحتاجو الستيالكو الشخصي و العائمي فقط ‪ ،‬مما يفسر غياب التبادل‬
‫و الحاجة لمنقود ‪.‬‬
‫مع التطور االنساني ‪ ،‬ظير تقسيم العمل و التخصص و التعاون بين المنتجين ‪ ،‬مما أدى إلى زيادة‬
‫تم توجييو نحو حاجة جماعات‬‫االنتاج عن حاجة االكتفاء الذاتي و ظيور الفائض االنتاجي ‪ ،‬الذي ّ‬
‫أخرى في مقابل فوائض سمعيا المنتجة أيضا ‪ ،‬و سميت ىذه العممية أي تبادل سمعة في مقابل أخرى‬
‫بصورة مباشرة بالمقايضة )‪.(troc/barter‬‬
‫لكن مع التطور االقتصادي و تطور حاجات االنسانية تنوعت و تضاعف عدد السمع المنتجة و المتبادلة‬
‫مما ادى إلى صعوبة و تعقد اتمام عمميات المقايضة بسبب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة توافق ارادة العرض و الطمب بين أطراف التبادل ‪ :‬سواء في المكان ‪ ،‬او الزمن ‪ ،‬أو طبيعة‬
‫البضائع المراد تبادليا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبة تقييم البضائع المراد تبادليا ‪ ،‬أي كيف نحدد قيمة بضاعة معينة و كم تساوي في مقابل‬
‫أخرى (باالخص في حالة عدم القابمية لمتجزئة) ‪.‬‬
‫فالتقييم في نظام المقايضة ثنائي (كم من سمعة س تساوي من سمعة ع) و االمر مقبول مادام عدد السمع‬
‫المتبادلة في السوق محدود ‪ ،‬لكن مع تطور رغبات الناس و زيادة عدد البضائع و انفجار عمميات‬
‫التبادل أصبح عدد االسعار وفق التقييم الثنائي كبي ار جدا‪ ،‬فإذا افترضنا عدد السمع المتبادلة في االقتصاد‬
‫‪ n‬فإن عدد االسعار‪ P‬يساوي عدد عمميات التبادل الممكنة ‪:R‬‬

‫بالمقابل في اقتصاد نقدي فإن عدد االسعار في السوق ‪:‬‬


‫وبالتالي فاقتصاد المقايضة فيو مضيعة و تبذير لمجيد و الوقت (الوقت يعتبر موردا ناد ار في االقتصاد ‪،‬‬
‫بامكان االفراد استخدامو الكتساب ثروات جديدة أو انفاقو في الترفيو)‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫‪ -2‬أشكال النقود ‪:‬‬


‫‪.1-2‬النقود السمعية (البدائية) ‪(la monnaie merchandise/primitive) :‬‬
‫ىي سمعة تختار من بين السمع االخرى تتمتع بالقبول العام نظ ار ألىميتيا سواء في االستيالك او التزيين‬
‫‪ ،‬فيتم استعماليا لقياس القيم و تبادل السمع االخرى ‪ ،‬و قد تباين ىذا النوع من النقود بتباين المجتمعات‬
‫االنسانية فنجد من استعمل الممح ‪ ،‬الماشية ‪ ،‬الشاي ‪ ،‬النسيج ‪ ،‬الذرى و حتى السجائر في السجون في‬
‫الوقت المعاصر ‪.‬‬
‫ميزة ىذا النظام النقدي أنو مادي فقيمة الوحدة النقدية مرتبط بالقيمة الذاتية ليذه السمعة النقدية أي قيمتيا‬
‫االستعمالية و قدرتيا عمى اشباع الحاجة و كذلك ندرتيا النسبية في الطبيعة ‪.‬‬
‫‪ .2-2‬النقود المعدنية ‪(la monnaie métallique):‬‬
‫ىي نوع خاص من النقود السمعية ‪ ،‬حيث يتم استعمال أحد المعدنين الذىب أو الفضة (نظام معدني‬
‫أحادي) او االثنين معا (نظام معدني ثنائي) كوحدات نقدية ‪ ،‬و تنقسم عادة إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬النقود الموزونة )‪(pesée‬‬
‫حيث تأخد أشكال مختمفة كالكرات ‪ ،‬الخواتم ‪ ،‬الحمي‪ ...‬فيتم تعييرىا و فحصيا عند كل عممية تبادل مما‬
‫ينتج تكاليف في جانب أطراف العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬النقود المحسوبة )‪(comptée‬‬
‫ىي نقود معدنية في شكل قطع متساوية تقريبا يتم حسابيا عند التبادل ‪ ،‬كما يتم التأكد من وزنيا و‬
‫معدنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬النقود المسكوكة )‪(frappée‬‬
‫ىذا النوع من النقود يتم ضمانو من طرف االمير او أي سمطة ذات مكانة اجتماعية (مما يخفض من‬
‫تكاليف التبادل) ‪ ،‬و صورة االمير (السمطة المصدرة) أو رموز دينية مطبوعة عمييا تمنحيا ىالة روحية‬
‫تعزز استعمال الناس ليا ‪.‬‬
‫ّ‬
‫* قانون » ‪ : « gresham‬النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة‬
‫بمعنى أن األفراد يحتفظون بالقطع النقدية ذات القيمة المرتفعة كمعدن في السوق ‪ ،‬أو غير المغشوشة‬
‫أو ذات الطمب الكبير عمييا فيقومون بتخزينيا (‪ ، )thésaurisée‬في حين يطرحون لمتداول القطع‬
‫المعدنية األقل قيمة و طمبا ‪.‬‬
‫قانون قريشام إذن قانون نفسي و اقتصادي في نفس الوقت ‪ ،‬فيو نفسي ألنو يعتمد عمى ميزة بشرية و‬
‫ىي أن االفراد يفضمون دائما االحتفاظ بالجيد من األشياء ألنفسيم ‪ ،‬و اقتصادي ألن األفراد يريدون‬
‫تحقيق ربح من وراء اعادة تذويب القطع المعدنية ذات المعدن األغمى لبيعيا في سوق المعادن بقيمة أكبر‬
‫من قيمتيا كقطعة نقدية ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫‪ .3-2‬النقود االئتمانية (‪: )fiduciaire‬‬


‫‪Fiduciaire :fiduciaris : fiducias :confiance‬‬
‫ىي النقود القائمة عمى الثقة ‪ ،‬فعمى خالف النقود المعدنية التي ىي كمية من المعدن ذو تكمفة انتاج‬
‫و قيمة ‪ ،‬فإن النقود االئتمانية تتميز بخاصية أساسية و ىي انيا تمثل قيمة بدال من ان تحتوي في ذاتيا‬
‫تمك القيمة ‪ ،‬فالقيمة الحقيقية أو الذاتية تترك مكانيا لقيمة مبنية عمى ثقة الجميور‪ ،‬فالنقود في ىذه الحالة‬
‫أصبحت المادية (‪.)dématérialisation‬‬
‫و مصطمح النقود االئتمانية ينطبق عمى النقود المعدنية الحالية (‪)la monnaie divisionnaire‬‬
‫أو االوراق النقدية ( ‪banknotes/billets de‬‬ ‫المصنوعة من معادن غير ثمينة (كالكروم)‬
‫‪ )banque/monnaie papier‬المتداولة حاليا و الصادرة عن البنك المركزي ‪ ،‬و التي ظيرت في‬
‫بدايتيا فمن اجل تجنب المساوئ المرتبطة باستعمال النقود المعدنية (السرقة ‪ ،‬تكاليف النقل و‬
‫التخزين‪...‬إلخ) ‪ ،‬حيث يقوم حائزو ىذه النقود (من ذىب و فضة) بايداعيا لدى الصاغة (‪)orfévres‬‬
‫(أجداد رجال المصارف الحاليين)في مقابل شيادات )‪ )cértificats d’or‬و تستعمل ىذه االخيرة في‬
‫التبادل فيي تمثل قيمة ما يقابميا من ذىب أو فضة ‪ ،‬تطورت مع مرور الوقت لتصبح األوراق النقدية‬
‫الحالية‪ 2‬الصادرة عن البنك المركزي في مقابل مقابالت الكتمة النقدية‪.‬‬
‫و حتى النقود الكتابية فيي أيضا غير ذات وجود مادي و تستمد قيمتيا من الثقة و االمان في النظام‬
‫المصرفي و البنك المركزي بأعمى ىرم ىذا النظام ‪ ،‬فيي أيضا نوع من النقود االئتمانية ‪.‬‬
‫‪ .4-2‬النقود الكتابية (النقود بالكتابة) ‪monnaie scripturale‬‬
‫تعرف النقود الكتابية بانيا النقود التي توجد بالكتابة (القيد) و الموجودة في الحسابات البنكية أو البريدية ‪،‬‬
‫و ىناك من يميز بين نوعين من ىاتو النقود ‪:‬‬
‫* النقود الكتابية التمثيمية ‪:‬‬
‫إن عممية ايداع مبمغ من السيولة من طرف زبون تقابميا كتابة محاسبية بسجمو عمى مستوى البنك او‬
‫مركز البريد ‪ ،‬فحسابو سيصبح دائنا بذلك المبمغ الذي يعتبر بمثابة نقود كتابية تمثيمية ‪.‬‬
‫* النقود الكتابية االئتمانية ‪:‬‬
‫ىي نقود القرض ‪ ،‬حيث تخمق نفس الكتابة المحاسبية السابقة (حساب صاحب القرض يصبح دائنا‬
‫بالمبمغ) ‪ ،‬و العمميتان (ايداع السيولة ‪ ،‬منح القرض) يظيران معا في ميزانية البنك (موارد‪/‬استخدامات)‪.‬‬
‫‪ .5-2‬النقود الرمزية ‪:‬‬
‫يقصد بيا وسائل الدفع التي قيمتيا و قدرتيا الشرائية تتجاوز بكثير تكمفتيا ضمن استعماالت اخرى ‪ ،‬و‬
‫تأخذ شكل اوراق و قطع النقدية (‪ ، )monnaie divisionnaire‬و تتميز بثالث خصائص ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫‪ -‬وحدة جهة االصدار ‪:‬‬


‫وحده البنك المركزي يتمتع بامتياز اصدار االوراق و القطع النقدية المتداولة كنقود قانونية بالتراب الوطني‬
‫‪ ،‬و القانون يمنحو صالحية تسييرىا (التوزيع و الصيانة) ‪ ،‬حيث تعددت جيات اصدار ىذا النوع من‬
‫النقود قديما لكن الفوضى التي نتجت عن ذلك دفعت السمطات العمومية إلى تركيز ىذه الوظيفة في يد‬
‫بنك وحيد ىو البنك المركزي ‪ ،‬الذي يمنحيا بالمقابل تسبيقات (قروض)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القابمية لمتحويل )‪: (le cours forcé‬‬
‫إن ىذه النقود غير قابمة لمتحويل إلى ذىب ‪ ،‬في االصل كانت ىذه النقود مضمونة بمعدن ثمين (الذىب‬
‫) حيث بنياية الحرب العالمية الثانية خمف الدوالر االمريكي الجنيو االسترليني كعممة دولية محورية و‬
‫كان قابل التحويل إلى ذىب ‪ ،‬لكن بتاريخ ‪51‬اوت‪ 5795‬أنيى الرئيس االمريكي نيكسون قابمية التحويل‬
‫ىاتو ‪.‬‬
‫‪ -‬القوة االبرائية )‪: (le cours légal‬‬
‫النيا تتمتع بقوة ابرائية قانونية ال يمكن رفض ىذه النقود في التداوالت ‪ ،‬فالقانون يمزم االعوان‬
‫االقتصاديين بقبوليا في عمميات التبادل ‪.‬‬
‫‪ .6-2‬النقود االلكترونية ‪:‬‬
‫ىي تمك االموال المحولة عبر طريق افتراضي سواء ما بين البنوك او بين البنوك و االفراد باستخدام سبل‬
‫الكترونية ‪ ،‬فيي تحل محل النقود التقميدية (ورقية او كتابية) ‪ ،‬و تتطمب ىذه النقود حامال الكترونيا‬
‫)‪ (support électronique‬ينطوي عمى قيمة (نقدية) تمثل حقا لصاحبيا عمى مصدر ىذا النقد ‪ ،‬فالنقد‬
‫االلكتروني قائم عمى مبدا الدفع المسبق)‪ ، (le principe de prépaiement‬كما يجب أن يحظى‬
‫بالقبول بين المتعاممين ‪ .‬و تنتقل النقود االلكترونية باستخدام الوسائل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقة السحب (‪ : )carte de retrait‬تسمح ىذه البطاقة لحامميا بسحب مبالغ نقدية من الموزعات‬
‫اآللية لالوراق النقدية (‪ )D.A.B‬او شبابيك البنوك و مراكز البريد‪ ،‬مثال ‪ :‬بطاقة السحب البريدية ‪،‬‬
‫بطاقات‬
‫‪ -‬بطاقة االقراض )‪ : (carte de crédit‬في الغالب قد تكون ىذه البطاقات محمية أو دولية ‪ ،‬و ىي‬
‫أداة دفع حقيقية حيث يستخدميا االفراد عند شراء السمع و الخدمات ‪ ،‬فتنتقل المبالغ النقدية (الوحدات‬
‫النقدة االلكترونية) من حساب صاحب البطاقة نحو حساب المستفيد (التاجر) ‪ ،‬و بالجزائر نجد البطاقة‬
‫المصرفية بين البنوك )‪ (C.I.B‬و تعتبر بطاقة سحب و دفع محمية ‪ ،‬و كذلك بطاقة ‪ VISA‬الدولية التي‬
‫يصدرىا القرض الشعبي الجزائري ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫‪ -3‬وظائف النقود ‪:‬‬


‫منذ أرسطو ‪ ،‬عرفت لمنقود ثالثة وظائف أساسية ‪:‬‬
‫‪.1-3‬النقود وحدة حساب )‪: (unit of account/unité de compte‬‬
‫تسمح ىذه الوظيفة بالتعبير عن قيمة كل سمعة عمى أساس قاعدة موحدة (عمى خالف المقايضة أين‬
‫االسعار ثنائية دائما) مما يسيل المقارنة بين مختمف السمع و المفاضمة بينيا ‪ ،‬مسك المحاسبة و اجراء‬
‫الحساب االقتصادي من تكمفة و ربح و خسارة ‪ ،‬و اتخاذ الق اررات االقتصادية تبعا لذلك من طرف‬
‫المستيمكين او المنتجين ‪.‬‬
‫و حتى تقوم النقود بوظيفة الحساب فإن ليا سع ار ‪ ،‬لكن يمكن التمييز بين االسعار التالية لوحدة النقد ‪:‬‬
‫* السعر المطمق(االسمي) ‪ :‬بمعنى أن قيمة وحدة نقدية ىي قيمتيا االسمية المكتوبة عمييا‪ ،‬قيمة واحد‬
‫دينار جزائري ىي واحد دينار جزائري‬
‫*السعر النسبي ‪ :‬ىو سعر النقود معبر عنو بالسمع االخرى (القدرة الشرائية لمنقود) ‪ ،‬و التضخم ىو‬
‫اختالل يتجسد في التدىور المستمر في ىذا السعر ‪.‬‬
‫* سعر الفائدة ‪ :‬و ىو سعر الحصول عمى النقود ‪ ،‬و نميز ىنا بين سعر الفائدة االسمي و الحقيقي ‪،‬‬
‫قصير االجل و طويل األجل ‪ ،‬االسعار المطبقة من طرف الوسطاء الماليين و االسعار السائدة في‬
‫السوق (السوق النقدي ‪ ،‬السوق المالي)‪.‬‬
‫نقيميا بعممة أخرى ‪ ،‬و يتم التمييز بين سعر الصرف االسمي‬
‫* سعر الصرف ‪ :‬ىو سعر العممة عندما ّ‬
‫و الحقيقي ‪ ،‬الثنائي و الفعمي (المتعدد) ‪ ،‬اآلني و ألجل ‪.‬‬
‫‪ .2-3‬النقود وسيط لمتبادل )‪:(medium of exchange/moyen d’échange‬‬
‫تعتبر ىذه الوظيفة من اىم أسباب الحاجة إلى النقود حيث تسمح بتجنب المقايضة و مساوئيا‪ ،‬فدخول‬
‫النقود في عممية التبادل يسمح بفك عمميتي البيع الشراء المتداخمتين أثناء المقايضة ‪ ،‬فبدال من مقايضة‬
‫سمعة باخرى فإننا نبيع االولى بالنقود و التي بواسطتيا نشتري السمعة الثانية او سمعة اخرى او نؤجل‬
‫عممية الشراء او نمغييا و نحتفظ بالقيمة المخزنة في النقود (ادخار)‪.‬‬
‫و من خالل التوسط في المبادالت فإن النقود يتم تداوليا وفق سرعة معينة ‪ ،‬مع وجود عالقة رياضية ما‬
‫بين ىذه السرعة و كمية النقود في االقتصاد (معادلة فيشر لمتبادل ‪ )M.V=P.T :‬ـ‬
‫و حتى تقوم النقود بيذا الدور يجب ان تكون مقبولة لدى الجميع ‪ ،‬حيث كان ىذا القبول في البداية‬
‫مستمدا من قيمتيا االستعمالية (قيمتيا الذاتية كسمعة تستيمك او تستعمل لمتزيين كالقمح أو الممح أو‬
‫المعادن كالذىب) ‪ ،‬لكن حاليا فإن قيمة النقود مستمدة من القيمة القانونية التي تمنحيا اياىا الدولة (سمطة‬
‫االصدار)‪.‬‬
‫في االقتصاديات الحديثة تعتبر النقود الكتابية الشكل االكثر استعماال في اتمام المبادالت التجارية ‪ ،‬و‬
‫ذلك باستعمال الشيكات ‪ ،‬أوامر التحويل و بطاقات الدفع ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫من اعداد أ‪.‬بودخدخ مسعود‪ /‬جامعة جيجل‬ ‫محاضرات االقتصاد النقدي و أسواق المال ‪ /‬السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫‪ .3-3‬النقود مخزن لمقيمة)‪: (store of value/réserve de valeur‬‬


‫تخزن و تنقل القدرة الشرائية عبر الزمن ‪ ،‬فحائز النقود‬
‫نقصد بيذه الوظيفة أن النقود باستطاعتيا أن ّ‬
‫باستطاعتو أن يشتري السمع حاليا لكن بإمكانو تأجيل ذلك لممستقبل و أثناء االنتظار تختزن القيمة في‬
‫وحدة النقد ‪ ،‬و قد سمح ىذا األمر بحل االشكال المرتبط بعدم التوافق الزمني بين الحصول عمى المداخيل‬
‫و انفاقيا ‪.‬‬
‫و بالرغم من تعدد وسائل تخزين القيمة (االدخار) في االقتصاد الحديث (المعادن النفيسة ‪ ،‬السمع‬
‫الثمينة ‪ ،‬العقارات ‪ ،‬االوراق المالية) لكنيا ال تقوم مقام النقود ألن ىذه االخيرة ذات سيولة تامة (أي‬
‫امكانية استعماليا فوريا في الشراء دون تكمفة) و نيائية (أعمى أشكال السيولة) عمى خالف االصول‬
‫االخرى التي استعماليا في التبادل يتضمن في الغالب تكمفة (وقت ‪ ،‬مال ‪ ،‬فرصة) ‪.‬‬
‫و قدرة النقود عمى حفظ و تخزين القيم مرتبط بقيمتيا عبر الزمن ‪ ،‬و ىو أمر مرتبط عكسيا بالتغير في‬
‫المدخرين في فترات التضخم الى االنتقال نحو أشكال تخزين القيمة‬
‫المستوى العام لألسعار ‪ ،‬مما يدفع ّ‬
‫االخرى (االصول المادية ‪ ،‬المالية‪. )...‬‬

‫‪6‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like