Professional Documents
Culture Documents
اذا رجعنا بالتاريخ الى المجتمعات البدائية لوجدنا %أن النشاط االقتصادي يتم بغرض االستهالك الذاتي أو بمعنى
آخر كانت فئات المجتمع سواء الفرد أو األسرة أو القبيلة تقوم باإلنتاج ذاتيا ،وفي مثل هذا المجتمع لم يكن التبادل
موجودا أنداك ومع مرور الزمن ونمو %حجم السكان ظهر التخصص في اإلنتاج وبالتالي %وجد فائض السلع مدى
الوحدات التي تنتجها ومن ناحية أخرى وجدت حاجات لهذه الوحدات تريد إشباعها ومن ثمة نشأت الحاجة إلى
مبادلة هذا الفائض باألشياء التي ينتجها اآلخرون التي تفيض بدورها عن حاجتهم %الشخصية وكان التبادل سلعي
بين األفراد أو ما يسمى بالمقايضة ولكن وجدت عدة صعوبات دفعت إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة
للتغلب على معوقات المبادلة على أساس المقايضة خاصة بعد ظهور %التخصص وتقسيم العمل وتطور %اإلقتصاد
وتفتق الفكر اإلنساني إلى البحث عن قاعدة تقاس على أساسها قيم السلع المختلفة وأنتهى %األمر بوجود وسيلة
للمبادلة لها قيمة ذاتية يقبلها الجميع في المعامالت و يمكن تخزينها ونقلها من حيث الزمان والمكان والمتمثلة في
.النقود
الـخاتـمـة
مما سـبـق و من خالل دراستـنـا و تـحليليـنا لـمختـلـف الـعناصـر الـمتعلقـة بالنقـود يـمكننـا من الـوصـول %إلـى
معرفـة األهميـة البالغـة للنقـود و الـدور الـجهـوي الـذي تلعبـه فـي مخـتلـف األنظـمـة اإلقتـصـاديـة و مـدى
تـدخـلهـا فـي تنظـيـم الـعالقـات اإلقـتصاديـة .
و هـكـذا شـهـد العالـم تـطـورا %مسـتـمرا فـي ماهيـة األشـيـاء التـي إرتفعـت إلـى مرتبـة النـقـود بغيـة التـغلب علـى
العقبـات الـتـي تـواجـه إتمـام الـمبادالت و التـخفيـض قـدر اإلمكـان من نفقـات المعامالت .و الواقع أن البحث في
طبيعة النقود أو ماهيتها هو بحث ضئيل األهمية سواء من الناحية النظرية أو العلمية ,و إذا كان الكتاب يختلفون
فبما بينهم إختالفا كبيرا في تعريف النقود فإنهم يتفقون جميعا على تعريفها بالنظر إلى وظائفها %فاألمر الجوهري
هو أن أي شيء يعتبر نقودا في الحدود التي ينال فيها قبوال عاما بين أفراد المجتمع كوسيط في المبادالت و
كمقياس للقيم و
كأداة لإلحتفاظ بالقيم ووسيلة للمدفوعات اآلجلة .