You are on page 1of 5

‫المقدمة‬

‫اذا رجعنا بالتاريخ الى المجتمعات البدائية لوجدنا‪ %‬أن النشاط االقتصادي يتم بغرض االستهالك الذاتي أو بمعنى‬
‫آخر كانت فئات المجتمع سواء الفرد أو األسرة أو القبيلة تقوم باإلنتاج ذاتيا ‪ ،‬وفي مثل هذا المجتمع لم يكن التبادل‬
‫موجودا أنداك ومع مرور الزمن ونمو‪ %‬حجم السكان ظهر التخصص في اإلنتاج وبالتالي‪ %‬وجد فائض السلع مدى‬
‫الوحدات التي تنتجها ومن ناحية أخرى وجدت حاجات لهذه الوحدات تريد إشباعها ومن ثمة نشأت الحاجة إلى‬
‫مبادلة هذا الفائض باألشياء التي ينتجها اآلخرون التي تفيض بدورها عن حاجتهم‪ %‬الشخصية وكان التبادل سلعي‬
‫بين األفراد أو ما يسمى بالمقايضة ولكن وجدت عدة صعوبات دفعت إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة‬
‫للتغلب على معوقات المبادلة على أساس المقايضة خاصة بعد ظهور‪ %‬التخصص وتقسيم العمل وتطور‪ %‬اإلقتصاد‬
‫وتفتق الفكر اإلنساني إلى البحث عن قاعدة تقاس على أساسها قيم السلع المختلفة وأنتهى‪ %‬األمر بوجود وسيلة‬
‫للمبادلة لها قيمة ذاتية يقبلها الجميع في المعامالت و يمكن تخزينها ونقلها من حيث الزمان والمكان والمتمثلة في‬
‫‪.‬النقود‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية النقود‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة النقود وتطورها‪%.‬‬


‫إن إكتشاف‪ %‬النقود من الخطوات األساسية في تطور‪ %‬اإلنسان وحضارته حيث مكنته من ترشيد سلوكه اإلقتصادي‪%‬‬
‫فكان لديها أثر كبير في تقدمه ‪ ،‬لم يتم تطور النقود دفعة واحدة حيث جاء بإزدياد‪ %‬حاجة الجماعات إلى توسيع‬
‫التبادل فيما بينها فتولدت‪ %‬الحاجة إلى نقود من خالل تطور‪ %‬العالقات اإلقتصادية من مرحلة اإلنتاج الذاتي إلى‬
‫مرحلة اإلنتاج المتخصص وهنا برز دورها الفعال في تسيير‪ %‬اإلقتصاد الذي النستطيع معرفته دون التطرق إلى‬
‫نشأتها مع إقتصاد‪ %‬المبادلة فتاريخيا‪ %‬مرت النقود بثالثة مراحل‪:‬‬
‫‪ 1‬نظام المبادالت على اساس المقايضة ‪.‬‬
‫‪ 2‬المبادالت النقدية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المبادالت على أساس المقايضة‬


‫مع تقدم اإلنتاج تمكن اإلنسان من أن يتعدى المراحل التي كان فيها اإلنتاج لذاته ويكفي بالكاد لحفظ حياته فقد‬
‫كانت الغاية من اإلنتاج عندئذ هي إشباع الحاجات مباشرة ثم انتقل بعدها إلى المرحلة التي اصبح فيها إنتاج الفرد‬
‫اكبر من سد حاجاته‬
‫فإرتفاع مستوى‪ %‬اإلنتاجية يؤدي غالبا إلى تحقيق فائض في السلعة المنتجة و لتكن السلعة (أ) حتى يفوق الحاجة‬
‫الخاصة لهؤالء االفراد وفي نفس الوقت تعاني من النقص في سلع أخرى و لتكن السلعة (ب) ومن جهة اخرى‬
‫توجد أفراد تتخصص في إنتاج سلعة (ب) محققة بذلك فائضا عنها ومحتاجة في الوقت نفسه إلي السلعة (أ)‪ .‬ومن‬
‫هنا نشأت الحاجة إلى التبادل االقتصادي‪ %‬فظهرت المبادالت االقتصادية في صورتها‪ %‬األولى أي مبادلة الفائض‬
‫على سلعة ما مقابل الفائض لسلعة اخرى ويطلق على هذه عملية بنظام المقايضة‬
‫فالمقايضة تعني مبادلة سلعة بسلعة آو خدمة بخدمة كمبادلة القمح بالماشية مثال ‪.‬‬
‫و تتضح صعوبات المقايضة التي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬صعوبة توافق‪ %‬رغبات المتبادلين لتحقيق المبادلة على أساس المقايضة سيتوجب ضرورة توافق الرغبات أي‬
‫رغبة كل طرف في الحصول على السلعة المقدمة من الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪-2‬صعوبة تحديد نسب التبادل‪ :‬حيث ال توجد‪ %‬طريقة تقاس بها السلع والخدمات المبادلة بين األفراد‬
‫‪-3‬صعوبة تجزئة السلع والخدمات‪ :‬وتتمثل في اختالف السلع من حيث التجزئة و من حيث حجمها وطبيعتها‪%‬‬
‫والوقت الذي استغرق إلنتاجها‬
‫‪-4‬مكان وزن االنتقاء المبادلة فمن ناحية المكان يجب توفر‪ %‬مكان مناسب ومن ناحية الزمان فاألمر‪ %‬يتعلق بموعد‬
‫إنتاج السلع وخاصة في مجال الزراعة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المبادلة النقدية‬
‫دفعت الصعوبات السابقة إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة للتغلب على المعوقات التي أساسها إمكانية‬
‫تبادل السلع فيما بينها مباشرة يترتب عليه تعدد معدالت المبادلة كنتيجة لكثرة السلع األمر الذي ينبغي معه إدخال‬
‫وسيط ترد إليه قيم األشياء المتبادلة و مهمة الوسيط‪ %‬الرئيسية هي تقسيم عملية المبادلة إلى عمليتين متتاليتين و هما‬
‫البيع و الشراء األولى يتم فيها التخلي عن شيئ ما في مقابل الحصول على شيء آخر (الشراء) و هكذا يحل البيع‬
‫و الشراء محل المقايضة ‪ ,‬و قد اختلفت نوع الوسيلة التي إستخدمتها‪ %‬المجتمعات القديمة لتلعب دور الوسيط‬
‫لتسهيل عملية التبادل‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية النقود‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف النقود‬


‫النقود هي الشيء الذي يلقي قبوال عاما في التداول و يستخدم وسيطا‪ %‬للتبادل و مقياسا للقيم و مستودعا لها كما‬
‫يستخدم وسيلة للمدفوعات اآلجلة و احتياطي لقروض البنك أي أن ( النقود هو كل ما تفعله النقود خصائص‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الوحدة النقدية‬
‫هناك عدد من المعايير التي يجب توفرها في النقود حتى تقوم بوظائفها كاملة ‪:‬‬
‫إوال ‪ :‬أن تتمتع بالقبول العام من طرف كافة أفراد المجتمع الذي تستخدم فيه ‪ ,‬أي يكون لها صفة العمومية سواء‬
‫كان هذا القبول إختياريا‪ %‬أو إجباريا تفرضه الدولة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن تكون قابلة للدوام أي أن تكون قابلة للبقاء بصورة نسبية دون أن تتلف نتيجة لتداولها من يد ألخرى ‪ ,‬أو‬
‫لمجرد مرور الوقت عليها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن تتمتع بثبات نسبي في قيمتها ‪ ,‬و هذه نتيجة طبيعة إلرتباط‪ %‬المعامالت بعنصر‪ %‬الزمن ‪ ,‬و يؤدي‪ %‬عدم‬
‫الثبات إلى فقدان الثقة ‪ ,‬مما يترتب عليه إضطراب‪ %‬في المعامالت ‪ ,‬و تصبح طبقا لمفهوم << فيكسل و كينز >>‬
‫عنصر أمان مطلوبة لذاته ‪ ,‬و ما يعرف في الرغبة في اإلحتفاض بها إلعتبارات نفسية و شخصية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أن تكون نادرة مثل إختيار األشكال األولية للنقود في صورة معادن نفيسة (ذهب و فضة ) مؤسسا‪ %‬على ما‬
‫تتمتع به من ندرة نسبية في الطبيعة ‪ ,‬و لكن بعد قوى نفوذ الدولة فرضت الندرة عن طريق فرض القيود على‬
‫اإلصدار النقدي الورقي ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬أن تكون وحداتها متماثلة تماما ‪ ,‬أي أنه تشابه كل وحدة تماما باقي الوحدات المساوية لها في القيمة ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬أن تكون قابلة لإلنقسام دون أن يكون هناك ضياع لقيمتها ‪ ,‬أي أن تكون وحدتها األساسية قابلة ألن تنقسم‬
‫إلى عدد من الوحدات الصغيرة القيمة تتناسب مع حاجة التعامل في عمليات المبادلة التي يكون محلها أشياء ضئيلة‬
‫القيمة ‪ ,‬و يجب أن يتبع هذا اإلنقسام التكافؤ‪ %‬بين قيمة مجموع األجزاء المنقسمة و وحدة النقد الكلية ‪.‬‬
‫فضال عما سبق هناك بعض الخصائص األخرى ذات األهمية البالغة ‪ ,‬منها ضرورة التوحيد و التصنيف للوحدات‬
‫النقدية ‪ ,‬و سهولة التعرف على وحداتها و سهولة حملها‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أنواع النقود و وظائفها‬

‫المبحث األول ‪ :‬أنواع النقود ‪.‬‬


‫إن دراستنا‪ %‬للصور المختلفة للنقود كما ظهرت في المراحل التاريخية المتتابعة يقودنا إذا التطرق لمختلف األنواع‬
‫التي ميزتها‪ %‬إن طالقا من النقود السلعية ثم النقود المعدنية فالورقة ثم ألي النقود المصرفية و يفسر لنا كيف تقوم‬
‫النقود بوظائفها‪ %‬على اختالف أنواعها وإذا كان التطور المتقدم يمثال مراحل متعاقبة فإن ذالك ال يسمح اجتماع‬
‫أكثر من نوع في مرحلة واحدة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬النقود السلعية ‪.‬‬
‫دفعت صعوبات وعيوب نظام‪ %‬المقايضة إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة للممكنة للتغلب على صعوبات‪%‬‬
‫المبادلة وقد تم اإلختيار في المبادالت على تلك السلعة التي تنال فيه أهمية خاصة كالنقود وتتمتع بقيمة عالية تحوز‪%‬‬
‫على اكبر تقدير من كل األفراد مثل ‪ .‬الماشية عند الرحال ‪ .‬والقمح عند المصريين و الحرير في الصين و السكر‬
‫في الهند ‪.‬إذا كانت النقود السلعة خطوة بدائية في تطور‪ %‬النظم النقدية ‪ .‬فقد يعود إليها األفراد‪ %‬في ظروف استثنائية‬
‫حيث نجد انه بعد الحرب العالمية‪ .‬وبعد انهيار‪ %‬قيمة المارك األلماني المستمرة نشأت ظاهرة الهروب من هده‬
‫العملية و استخدام‪ %‬السجائر بدال من النقود لدى الكثير من األفراد ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النقود المعدنية ‪.‬‬
‫‪.‬ظهرت النقود المعدنية مند العصور‪ %‬القديمة وهي الواقع نقود سلعية تحت ضغط ازدياد المبادالت والرغبة‬
‫المستمرة في تسيرها‪ %‬و اتخذت أوال من المعدن كالذهب والفضة اللذان قاما بوظائف النقود خالل فترة طويلة نسبنا‬
‫في تاريخ البشرية ودلك لسهولة نقلها وضالة تلفها وقبيلتها التجزئة فضال عن الثبات النسبي في قيمتها مقارنة مع‬
‫غيرها من السلع وقد تدرج استعمال المعادن النفيسة قفي المرحلة األول اخدت شكل سبائك تختلف من حيث‬
‫الوزن ودرجة النقاء وفي مرحلة ثانية اهتمت السلطة العليا على وزن ودرجة نقاء قطعة وسبيكة الذهب أو الفضة‬
‫وقد احتكرت السلطة العليا دائما عملية سك النقود باعتبارها مظهر من مظاهر السيادة ووسيلة ناجحة لتحقيق‬
‫السياسة االقتصادية بكل نجاعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬النقود الورقية ‪.‬‬
‫تاريخيا يمكن إرجاع أصول النقود الورقية إلى عهد الرومان حيث إعتاد األفراد‪ %‬على إيداع ما لديهم من معادن‬
‫نفيسة إلى الصياغ لإلحتفاض بها لديهم و أن يحصلوا مقابل ذالك على إيصاالت أو شهادات يتعهد بها الصائغ برد‬
‫ما أودع لديه من معدن بمجرد طلبه وقد ساعد على تحقيق ذالك سهولة حمل اإليصاالت و التقليل من مخاطر‬
‫سرقة الذهب و الثقة المتوفرة في الصائغ الذي يحتفظ بالذهب‪ ،‬و الذي ينتقل إليه ملكية اإليصال له إمكانية‬
‫الحصول على الذهب بمجرد تقديمه إلى الصائغ الذي أصدره ‪ .‬ثم ما لبث أن حدث تطورا‪ %‬سريعا مقتضاه أن يقوم‬
‫البنك بتسليم الذهب و إصدار اإليصاالت بدال من الصائـغ ‪ .‬وأول محاولة إلصدار نقود ورقية تمت في السويد عام‬
‫‪. 1656‬وتنحصر‪ %‬النقود الورقية في ثالثة أنواع ‪ .‬نائبة و وثيقية و إلزامية ‪.‬فالنقود الورقية النائبة تمثل كمية من‬
‫الذهب و الفضة المودعة ببنك معين في صورة نقود و سبائك تعادل قيمتها‪ %‬المعدنية قيمة هذه الصكوك‪ %‬التي‬
‫تصرف عند الطلب ‪.‬أما النقود الورقية الوثيقة فهي صكوك تحمل تعهدا من الموقع عليها بأن يدفع لحاملها عند‬
‫الطلب مبلغا عينا‬
‫‪.‬‬
‫أما النقود الورقية اإللزامية فهي غير قابلة للصرف بالمعدن النفيس و نميز منها نوعان ‪.‬‬
‫‪ -‬نقود ورقية حكومية تصدرها الحكومات و تجعلها نقودا ‪.‬‬
‫‪ -‬نقودا ورقية مصرفية يصدر‪ %‬بشأنها قانون يعفي بنك اإلصدار من إلتزام صرفها بالمعدن النفيس‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬النقود الكتابية أو نقود الودائع ‪:‬‬
‫تتمثل في النوع الحالي من النقود و الذي يمثل أعلى درجات التطور‪ %‬النقدي إذ شهد القرن ‪ 19‬إزدياد‪ %‬أهمية الودائع‬
‫الجارية كأداة لتسوية الديون في كثير من البلدان حيث صارت نقود الودائع أهم وسائط‪ %‬الدفع في النظم المصرفية‬
‫المتقدمة و أصبح الشيك (باعتباره األداة الرئيسية التي تنتقل بها ملكية هذه النقود ) أهـم أدوات اإلئـتـمان فـي‬
‫العـصـر الحديـث إذا أصـبحـت الـشـيـكات تستعمل نـطـاق واسـع حـتـى فـي سـداد أثـمان الـمشـتريـات فـي‬
‫الـمـحالت التـجاريـة إذ أنـهـا تـمـثـل مابيـن ‪ 60‬إلـى ‪ %80‬من عـرض النقـود فـي التـداول فـي الدول المتقدمـة و‬
‫تنخفـض هـذه النسبـة إلـى مابيـن ‪30‬و ‪ %50‬فـي الـدول النامية ‪.‬‬
‫و هـكـذا شـهـد العالـم تـطورا‪ %‬مسـتـمـرا فـي ماهيـة األشـيـاء التـي إرتفعـت إلـى مرتبـة النقــود بغيـة الـتغلـب على‬
‫العقبات التي تواجه إتمام المبادالت و التخفيض قدر اإلمكان من نفقات المعامالت ‪ ,‬فمن السلع بصفة عامة إلى‬
‫إستخدام المعادن ‪ ,‬و من المعادن إلى التركيز‪ %‬على الذهب و الفضة ‪ ,‬و من الذهب و الفضة إلى النقود الورقية ‪,‬‬
‫ومن النقود الورقية إلى نقود الودائع ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬وظائف‪ %‬النقود ‪.‬‬
‫للنقود عدة وظائف في اإلقتصاد الحديث فهي التي تتحكم في مدى كفاءة النظام النقدي ‪,‬فتوفيق‪ %‬النقود في أداء‬
‫وظائفها األساسية يتوقف‪ %‬على مدى إتصاف النقود بالشروط االزمة لحسن إضطالعها بتلك الوظائف‪ %‬المختلفة من‬
‫حيث المصدر و أولوية الهدف ‪ ,‬و نطاق التطبيق ‪ ,‬فهناك وظائف تقليدية ذات طابع نقدي بحت مرتبطة أصال‬
‫بالنشأة التاريخية للنقود‪.‬‬
‫و هناك الوظائف األكثر عمومية و المرتبطة بالنشاط االقتصادي و تطوره ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬وظائف النقود التقليدية ‪.‬‬
‫تقوم النقود بآداء عدد من الوظائف التقليدية مرتبطة ‪ ,‬سنتطرق‪ %‬إليها فيما يلي و سيتبين خالل ذالك عدة خصائص‬
‫جوهرية لإلقتصاد الحديث ‪ ,‬كتقسيم العمل ‪ ,‬اإلنتاج الكبير و التبادل الواسع للمنتجات‬
‫‪ -1‬النقود وسيلة للمبادلة ‪ :‬تتمتع النقود بقوة شرائية عامة أي أنها تعطي حائزها حقا عاما في الحصول على أي‬
‫نوع يشاء من السلع و الخدمات مقابلها ‪ ,‬و منه فالنقود آداة يمكن من خاللها مبادلة السلع و الخدمات المختلفة ‪.‬‬
‫من خالل هذه الوظيفة قسمت المبادلة البدائية إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬مبادلة النقود في سبيل سلعة الشراء ‪.‬‬
‫‪ -‬مبادلة سلعة في سبيل النقود بالبيع ‪.‬‬
‫من خالل قيام النقود بهذه الوظيفة ظهرت في المبادلة مرحلة لم توجد‪ %‬في نظام المقايضة و هي إمكان اإلحتفاض‬
‫بالنقود لفترة من الزمن بين إجراء عملية البيع و الشراء ‪.‬‬
‫و النقود قوة شرائية ألنها ال تقبل لذاتها و إنما لقدرتها‪ %‬على شراء السلع و الخدمات و التوسط بين المتبادلين فهي‬
‫تتوسط بين عمليتين من عمليات المبادلة حيث يضن الفرد أنه يتحصل على النقود نتيجة لعملية المبادلة واحدة و‬
‫لكن في الحقيقة أنه يحصل عليها ليتوسطها في مبادلة أخرى (الشراء )‬
‫‪ -2‬النقود مقياس عام للقيم‪ :‬و هي الوظيفة األساسية للنقود حيث تتحمل هذه الوظيفة في قيامها بمهمة قياس قيم‬
‫األشياء أي بكونها وحدة معيارية ترد إليها قيم مختلف السلع و الخدمات وهي وظيفة محاسبية فقط كا‪Guinea.‬‬
‫اإلنجليزي و هي وحدة للقياس تستخدم أحيانا رغم أنها غير موجودة في التعامل و حيث تتداول وحدات من‬
‫‪Pound‬‬
‫و النقود في قيامها بهذا الدور تشبه المتر في دور قياس األطوال إال أن المتر و الغرام يبقيان ثابتا القيمة أما الدينار‬
‫و الجنيه فهما متغيرا القيمة‪.‬‬
‫‪ -3‬النقود مخزن للقيمة‪ :‬ترتبط هذه الوظيفة بخاصية الدوام و الثبات و تعتبر أكثر وظائف‪ %‬النقود أهمية في‬
‫اإلقتصاد‪ %‬الحديث ‪ ,‬و تعني هذه الوظيفة للنقود إمكان تأجيل تبادلها مقابل السلع و الخدمات التي يرغب فيها حاملها‬
‫إلى وقت الحق في المستقبل حيث قال اإلقتصادي‪ %‬الفرنسي شارل ريست <<أنها جسر بين الحاضر و المستقبل‬
‫>> ‪ ,‬أما كينز فقال عنها أن‪ <<:‬أهميتها تنبع من كونها رابطة بين الحاضر‪ %‬و المستقبل >> يمكن أن تكتنز النقود‬
‫( اإلحتفاظ بسيولتها‪ ) %‬في وقت معين لتنفق في وقت الحق ‪ ,‬و تلعب النقود دورا‪ %‬هاما في تحقيق اإلدخار و تراكم‬
‫رؤوس األموال ‪ ,‬و النقود ال تطـلـب فقـط لـوسـاطتهـا فـي المبادالت و إنـها أيـضـا لـكونهـا أصـال من األصـول‬
‫التـي تحتـفـظ فيـهـا الثـروة و يتوقـف‪ %‬نجـاح النقـود فـي أداء وظيفتهـا على إعتباريـن ‪:‬‬
‫األولـى ‪ :‬خاص بالسـلـع و الـخدمـات أي أن النقـود ليـست فـي ذاتـهـا سـلـعـا بـل هـي أدات للحـصـول عليـها‬
‫فانعدام المنتجات = إنعـدام قيـمـة و أهميـة النقود‪.‬‬
‫الثانـي ‪ :‬خاص بقيـمـة النقـود نفسـها و ثباتهـا إذ تـؤدي‪ %‬التقلبات السريـعـة فـي قيمـة الـنقـود فـي األسـعـار إلـى‬
‫إضـعاف دور النـقـود ‪.‬‬
‫‪ - 4‬النقـود أداة للدفـع الـمؤجـل ‪:‬‬
‫تتمـثـل هـذه الـوظـيفـة في كـون النـقـود أداة لـتسـديـد كافـة لإللتـزامات باإلضـافـة إلـى تسـهيـل عمليـة‬
‫اإلقـتـراض ‪ ،‬تـسـتـخدم‪ %‬النقـود فـي دفـع الـضـرائـب أو تـقديـم اإلعـانات و دفـع األجـور و المرتـبـات و بـفـضـل‬
‫هـذه الـوظيـفـة أمـكـن إيـجاد سـوق لـرأس المال و بهـذا تلـعـب النقـود دورا‪ %‬كبيـرا فـي اإلدخار و تراكم رؤوس‬
‫األموال ‪ ,‬و كذا يتم اإلستثمار‪ %‬و اإلنتاج ‪ ,‬و تعتبر هذه الوظيفة األقدم‪ %‬من أنواعها ‪ ,‬فيعود‪ %‬ظهورها منذ بداية حاجة‬
‫اإلنسان للنقود دليل الصعوبات‪ %‬في المقايضة و تسهيل عملية التبادل بين أفراد المجتمع‬

‫الـخاتـمـة‬

‫مما سـبـق و من خالل دراستـنـا و تـحليليـنا لـمختـلـف الـعناصـر الـمتعلقـة بالنقـود يـمكننـا من الـوصـول‪ %‬إلـى‬
‫معرفـة األهميـة البالغـة للنقـود و الـدور الـجهـوي الـذي تلعبـه فـي مخـتلـف األنظـمـة اإلقتـصـاديـة و مـدى‬
‫تـدخـلهـا فـي تنظـيـم الـعالقـات اإلقـتصاديـة ‪.‬‬
‫و هـكـذا شـهـد العالـم تـطـورا‪ %‬مسـتـمرا فـي ماهيـة األشـيـاء التـي إرتفعـت إلـى مرتبـة النـقـود بغيـة التـغلب علـى‬
‫العقبـات الـتـي تـواجـه إتمـام الـمبادالت و التـخفيـض قـدر اإلمكـان من نفقـات المعامالت ‪ .‬و الواقع أن البحث في‬
‫طبيعة النقود أو ماهيتها هو بحث ضئيل األهمية سواء من الناحية النظرية أو العلمية ‪ ,‬و إذا كان الكتاب يختلفون‬
‫فبما بينهم إختالفا كبيرا في تعريف النقود فإنهم يتفقون جميعا على تعريفها بالنظر إلى وظائفها‪ %‬فاألمر الجوهري‬
‫هو أن أي شيء يعتبر نقودا في الحدود التي ينال فيها قبوال عاما بين أفراد المجتمع كوسيط في المبادالت و‬
‫كمقياس للقيم و‬
‫كأداة لإلحتفاظ بالقيم ووسيلة للمدفوعات اآلجلة ‪.‬‬

You might also like