You are on page 1of 38

‫مقدمة‬

‫رغم اختالف المدارس االقتصادية بـشأن دور النقـود وآثارها ‪ ،‬ما بين مدرسة تهمش دورها وتقلل من آثارها على مجريات الحياة االقتصادية‬
‫وأخ رى ت رى له ا دوراﹰ لكن فـى ح دود معين ة ‪ ،‬وثالث ة تعطى لهـا أعظـم األدوار وتـرى أن تغيراته ا هى ص احبة ال دور األك بر فى الت أثير على‬
‫المتغيرات االقتصادية األخرى ‪ .‬رغم هذا االختالف تمثل النقـود فـى تطورها ودورها وآثارها إحدى أهم الظواهر االقتصادية ‪.‬‬

‫والتطور النقدى يمثل أحد ميادين االستجابة اإلنـسانية للتحديات حيث تطورت النظم النقدية من سلعية إلى ائتمانية ‪ ،‬أى من نقود تمثل قيمتها‬
‫السلعية ج زءاﹰ من قيمته ا النقدي ة إلى نق ود ال تمث ل قيمته ا الس لعية أهمية فى تحديد قيمتهـا النقديـة سواء ك انت أوراق اﹰ نقديـة تـص دره ا البنـوك‬
‫المركزيـة أو حسابات جارية فى دفاتر بنك تجارى ‪.‬‬

‫ولهذا كان هدف هذا الكتاب تحليل المفاهيم واألسـاليب العلمية فى معرفة النظم النقدية ‪.‬‬
‫وينقسم الكتاب إلى جزئين ‪ ،‬الجزء األول خاص بدراسة النقود والذى ينقسم إلى أربعة فصول يتناول الفـصل األول نظام المقاي ضة ونشأة‬
‫النقود والفصل الثانى طبيعـة النقـود وأنواعها والفصل الثالث وظائف النقود وأنواعها والفـصل الرابع األنظمة النقدية ( المفهوم والعناصر ) و‬
‫الجزء الثانى من الكتاب والخاص بالبنوك التجارية ويتناول خمسة فصول يتناول الفصل األول نشأة وتاريخ البنوك التجارية وال فـصل الثانى‬
‫تعريف البنوك التجارية ووظائفها والفصل الثالث خلق االئتمان واعدامه والفصل الرابع تعريف ووظـائف البنـك المركزى والفصل الخامس‬
‫البنك المركزى ودوره فى مراقبة وإ دارة االئتمان ‪.‬‬

‫واﷲ ولى التوفيق ‪،‬‬

‫مصر الجديدة فى سبتمبر ‪٢٠٠٣‬‬

‫المؤلف‬
‫د‪ .‬میراندا زغلول رزق‬
‫الفصل األول‬
‫نظام المقايضة ونشأة النقود‬
‫إن دراس ة موض وع النق ود من الدراسـات االقتـصادية األساس ية والهام ة الرتباطه ا وتأثيره ا بكث ير مـن المـشكالت االقتص ادية وانعك اس ألهم‬
‫النشاطات االقتصادية والمظـاهر االجتماعية ‪ .‬وإ ذا نظرنا إلى المجتمع الذى نعيش فيه اليـوم لوجدنا أن النقود تمثل طرف اﹰ فى معظم ما يدور‬
‫بيننـا مـن مع امالت يع بر به ا الن اس عن قيم م ا يتب اد لونـه مـن الـسلع والخ دمات ويقبلونه ا فى الوف اء بكاف ة الم دفوعات ‪ ،‬وتـستغل بانتقاله ا من‬
‫شخص إلى آخر فى كل زاوية من زوايا النظام االقتصادى ‪ .‬ولهذا كان للنقود من األهميـة مـا هيـأ لهـا االستقالل كفرع من فروع الدراسات‬
‫االقتصادية وكانـت اإلدارة السليمة للنقود تمثل هدفاﹰ جوهرياﹰ من أهداف السياسة االقتصادية الرشيدة ‪.‬‬

‫ويستهدف اإلنسان فى نشاطه االقتصادى إشباع حاجاته المتعددة معتمداﹰ فى ذلك على ما يوفره لنفسه أو ما يقدمه له أفراد المجتمع من السلع‬
‫والخدمات ‪ ،‬من خالل اتساع نطاقالتخصص وتقسيم العمل باتساع نطاق التبادل بين األفـر اد ‪،‬حيث يستطيع الفرد أن يشبع حاجاته من الـسلع‬
‫والخـدمات المختلفة عن طريق مبادلة ما تخصص فى إنتاج مع ما ينتجه غيره من األفراد ‪.‬‬
‫م رت النق ود خالل تاريخه ا الطوي ل بتط ور ت دريج ى ح تى بلغت الص ورة ال تى نعرفه ا الي وم مت أثرة فـى ذلـك بتطـور الظ روف االقتص ادية‬
‫واالجتماعية التى سادت البشرية منـذ العصور األولى ‪ ،‬ومؤثرة فى الوقت نفسه فى اتجاهات ذلك التطور ‪ ،‬فقد كان للنقود دور مهم أيض اﹰ فى‬
‫توجي ه وتنظـيم الحي اة االقتص ادية واالجتماعي ة س واء ك ان ذل ك على مـستوى الف رد فى تس يير متطلبات ه المعاش ية أو على مس توى المجتمـع‬
‫عموماﹰ ‪.‬‬
‫وهك ذا نش أ بالفع ل " نظ ام التب ادل " وبـ دأت المجتمعـات تتح ول من مرحلـة "االنعزاليـة االقتـصادية البدائيـة " و "االكتف اء الـذاتى " ‪Self -‬‬
‫‪ Sufficiency Economy‬إلـى مرحل ة جدي دة هى مرحلـة اقتـصاد المبادلـة ‪ . Exchange Economy‬فق د ك انت أول ص ورة من ص ور‬
‫المبادلة التى عرفها اإلنسان هى "المقايـضة " ‪ Barter System‬والـذ ى استمر فيها فترة طويلة حتى ظهر التاجر المتخصص ‪ ،‬ثم بدأ اقتصاد‬
‫التبادل يفرض وجوده مع استقرار نظام السوق ‪ ،‬ومع تعدد السلع المنتجة وتباين حاجات األفراد واختالف أذواقهم ‪ ،‬بدأت صعوبات هذا النظام‬
‫تتزاي د تدريجياﹰ ح تى أصـبح مـن المستحيل استمراره ‪ ،‬وب ات من الـضرورى ا لبحـث عـن صورة أخ رى للتبادل تح ل محل ه ‪ ،‬وهكذا اكتـشف‬
‫اإلنـسان بالتجربة فكرة النقود كوسيلة للتبادل أولتها ضرورات تطور طويل فى العالقات االقتصادية لألفراد والجماعات ‪.‬‬
‫نظام المقايضة ‪:‬‬
‫كان كل فرد ينتج ما يحتاجه شخصياﹰ بنفسه ‪ ،‬ومن هنا نشأت المقايضة كأول صورة من صو ر التبادل التى عرفهـا اإلنسان فى مراحل تطوره‬
‫األولى ‪ ،‬وعلى ه ذا ‪ ،‬فالمقايض ة م ا هى إال عملي ة تب ادل الس لع والخ دمات إن أمكـن بالـسلع وبالخ دمات إن أمكن ‪ ،‬ومهم ا ك انت عي وب نظ ام‬
‫المقايـضة ‪ ،‬فالذى ال شك فيه أنها نظام أدى دوره التاريخى بنجاح عندما كان عدد السلع قليالﹰ وأنواعها محدودة وحاجات اإلنسان سهلة وغير‬
‫معقدة ‪ ،‬األمر الذى أدى إلى انهيار هذا النظام تماماﹰ ‪.‬‬

‫وعن دما دعت مقتض يات النمـو األقتـصادى وانتـشار ظ اهرتى التخص ص وتقس يم العم ل واتس اع نط اق المبادل ة ‪ ،‬أن نح اط علم ا ب العيوب ال تى‬
‫لحقت بالمقايضة وجعلتهـا نظامـاﹰ جامداﹰ غير صالح للوفاء بمستلزمات النظم االقتصادية الحديثة ‪ .‬وينطوى أسلوب المقايضة على تقديم األفراد‬
‫لسلع وخدمات نظير حصولهم على سلع وخدمات مقابلها من غيـرهم مـن األفراد ‪ ،‬وحيث أن وظيفة النقود هى تسهيل عمليات التبادل وإ حالل‬
‫التب ادل النق دي مح ل المقايض ة ‪ ،‬فق د ج رى الع رف فى كتب النق ود والبن وك الدراس ية على تأكي د فاعلي ة النق ود كوس يلةللتبادل‪ ،‬ببي ان م دى‬
‫الصعوبات الناشئة عن المقايضة ‪.‬‬
‫‪ -١‬صعوبة إيجاد التوافق بين رغبات األفراد ‪:‬‬
‫إن أول الص عوبات ال تى تواجهه ا عملي ات المقايض ة هى ض رورة تحق ق التواف ق الم زدوج للرغبـات عنـد التبـادل ‪ ،‬فالش خص ال ذى ي رغب فى‬
‫مبادلة سلعة الصوف بسلعة القمح البد وأن يبحث عن منتج للقمح ويرغب فى نفس الوقت فى الحصول على سلعة الصوف ‪.‬‬
‫وعلينا أن نتصور مقدار الجهد والعناء الـذى يتحملـه الفرد فى سبيل البحث عن غيرهم ممن توافق معهم الرغبـة فى الحصول على نفس السلع‬
‫محل التبادل ‪.‬‬
‫وتتزايد صعوبة توافق الرغبات إذا علمنا أن هذا التوافقيجب أن يكون ليس فقط فى نوع السلع محل التبادل بل يكونالتوافق فى جودة السلع‬
‫وزمان ومكان االستالم والتبـادل ‪،‬إن هذا نادراﹰ ما يتواجد ‪ ،‬وفى ذلك بيان لمدى الـصعوبات المتوقعة الحتماالت التوافق فى الرغبات ‪.‬‬
‫ص عوبة تجزئ ة كث ير‬ ‫•‬
‫من السلع والخـدمات‬
‫وإ يجاد معيار تقاس به قيم هذه السلع والخدمات ‪:‬‬
‫قد تحول صعوبة وأحيانا استحالة تجزئة أنواع عديـدةمن السلع من إنجاز المقايضة ‪ ،‬فقد يرى مربى الماشية الذىيرغب فى الحصول على قمح‬
‫أن رأساﹰ من ماشيته تـساوىخمسين كيلة من القمح ‪ .‬وإ ذا كان هو ال يحتاج إال إلى خمسعشرين كيلة من القمح ‪ ،‬فكيف تتم عمليـة المقايـضة ومـا‬
‫يحتاج ه م ن القمح ال يس اوى إال نص ف رأس من الماش ية وهى ال تقب ل التجزئ ة وهك ذا ‪ ،‬فالص عوبة الثالثـة مـن صـعوبات المقايض ة هى ع دم‬
‫قابلية بعض السلع للتجزئة ‪.‬‬
‫صعوبة تخزين‬
‫السلع والخدمات ‪:‬‬
‫هناك صعوبات أخرى تنشأ عن غياب النقود ‪ ،‬فـإذا أراد شخص أن يدخر جزءاﹰ من إنتاجه ليـستهلكه أو يبادلـه بغيره من السلع فى المستقبل‬
‫فالب د أن يحتف ظ ب ه فى صـورة س لعية ‪ ،‬ولكن كث يراﹰ م ا ال يس تطيع الف رد ذل ك ألن الس لعة ال تى ينتجه ا ق د يص عب تخزينه ا ‪ ،‬فق د تك ون س لعة‬
‫زراعيـة ربمـا يصيبها التخزين ب التلف أو العطب أو تنقص قيمتهـا ‪ .‬وقـد يؤدى به إلى أن يندفع فى استهالك ها بـسرعة أو أن يقـوم بمبادلتها‬
‫بسلعة أخرى قد ال يكون بحاجة إليها أو قـد يقبـل شروطاﹰ للمقايضة ما كان ليقبلها لو كانت سلعته قابلة للتخزينلفترة طويلة ومن هذا يتضح‬
‫صعوبة تخزين بعـض الـسلعنتيجة لصعوبة نقل هذه السلع من مكان آلخر كذلك ‪.‬‬

‫ص عوبة إيج اد مقي اس‬ ‫•‬


‫للدفع المؤجل ‪:‬‬
‫فى ظل نظام المقايضة نجد أيضاﹰ صعوبة عند وجـود عملية دفع مؤجل ‪ ،‬ففى مثالنـا الـسابق إذا أعطـى منـتج الصوف إنتاجه من الصوف إلى‬
‫منتج القمح ‪ ،‬ثم تعهد منتج القمح بتقديم القمح سداداﹰ للصوف ولكن فـى فتـرة زمنيـة مستقبلة ‪ ،‬فإن هناك عديداﹰ من المخاطر تنشأ فى هذه الحا لة‬
‫‪ ،‬فإنه من المحتمل أن تزداد قيمة إحدى السلعتين أو تـنخفض وبالتالى يتحمل واحداﹰ من المتعاملين خسارة فى هذه الحالة ‪ ،‬كذلك قد يحدث أن‬
‫تتلف السلعة التى سيتم الـدفع بهـا لـو تدهورت جودتها بسبب االحتفاظ بها ألوقات طويلة ‪..‬‬
‫ولهذا اتفق الناس على النقود كأداة لتسهيل عملية تبادل السلع والخدمات فيما بينه م ‪ ،‬فقد مـرت بمراحـل طويلـة استطاعت من خاللها أن تـؤثر‬
‫فـى الحيـاة االقتـصاديةواالجتماعية وأن تتأثر بها ‪ ،‬فقد استخدمت بعض المجتمعاتسلعاﹰ عادية كنقود مثل الذهب والفضة والنحاس والـسجائر(كما‬
‫يحدث فى معسكرات أسرى الحروب ) ‪ ،‬واسـتخدمت مجتمعات أخرى أشياء ذات قيمة ذاتية ضئيلة مثـل النقـود الورقية ونقود الودائع ‪ ،‬ومهم ا‬
‫يكن فإن النقود الورقية مهما تعددت أشكالها فإنها تخفض بشدة النفقات المرتبطة بعمليـة التبادل بكفاءة عالية ‪ .‬كما استطاعت النقود تخفيض‬
‫نفقـات التخزين بشكل كبير نتيجة تخفيض نفقات التبادل من خـالل تخفيض نسبة المخزون ا لسلعى وبالتالى تقليل نـسبة التلـف والعطب نتيجة‬
‫التخزين والنقل ‪ ،‬وهذا يعنى أيض اﹰ انخفـاض رأس المال المتجمد فى عمليات التخـزين واسـتثماره فـى مجاالت أخرى ‪ ،‬األمر الذى يحقق فى‬
‫النهاي ة مزيـد مـن اإلنت اج واألرب اح ‪ ،‬وه ذه هى إح دى الـسمات الهامـة فـى االقتص اد النق دى حيث ينخ ف ض المخ زون الـسلعى ارتباطـاﹰ بحجم‬
‫اإلنتاج واالستهالك المتوقعة ‪.‬‬
‫ولهذا كان ظهور النقود نتيجة تطور طويل فى العالقات االقتصادية لألفراد والجماعات فى كل مرحلة من مراحل هذا التطور كان اإلنسان‬
‫يكتشف شكالﹰ متميزاﹰ ونوعاﹰ جديداﹰ مـنأنواع النقود وفق ما كانت عليه ظروف كل مرحلة ‪.‬‬
‫أهمية اختراع النقود وتطوير المجتمع ‪:‬‬
‫ليس هناك أدنى مبالغة عندما يشير الـبعض إلـى أن اختراع النقود كان أعظم ما توصلت إليه البشرية ‪ ،‬يـستوى فى ذلك اختراع حروف الكتابة‬
‫أو اكتشاف اإلنـسان كيفيـة إشعال النار عندما يريد ذلك ‪ .‬وقد ترتـب علـى ذلـك أن أصبحت ا لنقود هامة لكل أفراد المجتمع المستهلك وللمـنظم‬
‫على السواء ‪.‬‬
‫فهى من جه ه‬ ‫‪-‬‬ ‫•‬
‫تسمح للمستهلك بأن يعبء قوته الـشرائية ويحتفظ بدخله فى صورة قوة شرائية عامة ‪ ،‬وإ ال كـان دخله عينياﹰ ‪ ،‬ذلك أن الدخل ال يكون عامـاﹰ إال‬
‫إذا اتخـذ صورة نقدية ‪ ،‬وال ريب أن كل فرد يفضل أن يكون دخله نقداﹰ لكى يتصرف فيه كيفما يشاء ‪ .‬واعتمـاد االقتـصاد الحديث على النقود‬
‫يسمح فى الواقـع بتحديـد رغبـات المستهلكين وتحديد المقادير التى يرغبون فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬كم ا أن النق ود من‬ ‫•‬
‫وجهة أخرى تمكن المنظم من تقريرأى المنتجات أولى باإلنتاج وأى الكميات التى يحسن أنتنتج منها ‪.‬‬
‫أن النقود سلعة فوق كل السلع ‪ ،‬تتميز عنها بكثير من األمور ‪ ،‬وبخاصة من حيث القوة الشرائية ‪ ،‬وبناء عليه فيمكننا أن نعرفها بأنها وسيط‬
‫للتبادل ذات قبـول عام من جمهور المتعاملين ‪ ،‬أو بأنها القوة الشرائية العاملـة التى تنتسب إليها جميع القيم أو بأنها أكثر األصول سيولة فى‬
‫األوقات العادية ‪.‬‬

‫الفصـل الثـانى‬
‫طبيعـة النقـود وأنواعهـا‬

‫وضح لنا كيف أن النقود تعتبر بحق اكتشافاﹰ اجتماعيـاﹰ مثمراﹰ يرجع ‪ -‬أساس اﹰ ‪ -‬إلى أهمية الوظائف العديـدة التـى تلعبها فى عالم اليوم ‪ ،‬سواء‬
‫على المستوى المحلى ( داخـل كل مجتمع ) أو حتى على الصعيد الدولى ‪ ،‬ولذلك نجـد أن أكثر التعريفات شيوعاﹰ للنقود فى ا لوقت الحاضر‬
‫هو تعريفها بداللة وظائفها حيث يقال "أن النقود هى ما تفعله أو تؤديه‬

‫'" ‪" Money is What Money Does‬‬

‫ولهذا نجد أن تعريف النقود يعتمد على ما تقوم به النقود من الوظائف ‪ ،‬فهى تعريفات وظيفية وليست وصفية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال المشكلة‬
‫فهى تثير الحيرة عند وصفها ‪ ،‬ولكـن يسهل كثيراﹰ معرفتها عند ذكر وظيفتها ‪ .‬ومع ذلك يمكن أن نعرف النقود أكثر دقة وتحديداﹰ بأنها " كل ما‬
‫يلقى قبوال عماﹰكوسيط للتبادل ومقياس للقيمة " ‪.‬‬

‫النقود والثروة ‪:‬‬ ‫•‬


‫حيث أن النقود أصل من األصول النقدية والثروة أصل من األصول الحقيقية ‪ ،‬وهى السلع المادية الملموسة بينمـا األصول النقدية والمالية هى‬
‫النقود غير الـسلعية واألسـهم والسندات ووعود الدفع عموما ‪ ،‬فعلى سبيل المثال إن امتالك الفرد لسيارة هو مثال المتالكه ألصل من األصول‬
‫الحقيقي ة ‪ ،‬وعلى م ر حي اة األص ل يحص ل مالك ه على دخ ل فى صـورةخدمة المواص الت ‪ ،‬وإ ذا ك ان ص احب الس يارة ق د اشـتراهاعن طري ق‬
‫ق رض من البنك ‪ ،‬وأنه أصدر وعداﹰ بالدفع لصالحالبنك يتعهد بدفع قيمة القرض فى تاريخ الحق وهذا الوعـدبالدفع الذى يمتلكه البنك يعتبر‬
‫أصال من األصـول الماليـة ويطلق عليها لفظ " حقوق " ‪ Claims‬حيث أنها تعطى الحق لمن يحوزها على السيطرة على ج زء من األصول‬
‫الحقيقيـة أو ناتج المجتمع الحقيقى ‪ .‬والجـدير باإلشـارة أن ثـروة المجتمع تتكون من األصول الحقيقية فقط أما األصول النقدية والمالية فإنها ال‬
‫تحس ب ض من ث روة المجتم ع ولكن فى ع داد ث روة األف راد كأعض اء فى المجتم ع ‪ .‬ول ذلك ف إن التغي يرات فى حجم النق ود أو فى حجم الحق وق‬
‫العامة والخاصة ال يـساوى بالضرورة التغيرات فى ثروة المجتمع الحقيقية ‪ ،‬فمثالﹰ السهم فى البورصة ال يخفض مباشرة من الثروة الحقيقية‬
‫للمجتمع ‪ ،‬ولكن تؤدى فقط إلى مجرد تغيير قيمة ونسبة الحقوق القائمة إلى مقدار الثروة وهذا يؤثر مباشرة وفـوراﹰ علـى توزيـع الثروة وليس‬
‫على مجموع هذه الثروة القومية ‪.‬‬
‫النقود والسيولة ‪:‬‬ ‫•‬
‫وكلمة سيولة تشير إلى مدى درجـة الـسهولة وعـدم المخاطرة فى تحويل قيمة األصل إلى نقود دون خ سارة تذكر ‪ ،‬فمثال إذا كان لدينا منزال‬
‫قيمته ‪ ١٥‬ألف جنيه وحسابا بالبنك له نفس القيمة ‪ ،‬فنحن نفترض عادة أن القيمة التبادلية لهـذا المنزل هى ‪ ١٥‬ألف جنيه من األشياء األخرى ‪،‬‬
‫وإ ذا عقـدنا مقارنة استخدام هذه األصول ‪ ،‬نجد أن الحساب الجارى ببنك يمكن استخدامه فوراﹰ لل حصول على أشياء أخرى لها نفـس القيمة ‪،‬‬
‫أما المنزل البد من تحويله أوال إلى نقود ‪ ،‬بما فـى ذلك من مخاطرة الخسارة فى قيمته الرأسمالية ‪ ،‬وكذا التأخير فى الحصول على النقود ‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك تحـول النقـود إلـى غيرها من األشياء ‪ .‬وهكذا نجد أن الحساب الجارى بالبنـك هو فى غاية السيولة ‪ ،‬بينما نجد أن المنزل هو أصـل‬
‫أقـل سيولة من غيره ‪ .‬وعلى ذلك نجـد أن النقـود علـى قمـة األصول السائلة ‪ ،‬ثم يليها عددا آخر من األصول سيرد ذكرهالحقاﹰ‪.‬‬
‫النقود وأشباه النقود ‪:‬‬ ‫•‬
‫هناك ما يسمى بشبه النقود وهى تشمل الودائع اآلجلة بالبنوك وغيرها من المدخرات النقديـة ‪ . Time Deposits‬وشبه النقود مع غيرها من‬
‫األصول األخرى األكثر سـيولة تكون ما يسمى بالعوامل المؤثرة فى وسائل الدفع تسمى كذلك ألنها تتحول إلى نقود أو أن تعود إلى حالتها ‪،‬‬
‫مؤثرة بـذلك فى كمية النقود فى المجتمع ‪ ،‬والجدير باإلشارة أن وسـائل الدفع فى كمية النقود فى المجتمع ‪ ،‬والجـدير باإلشـارة أنوسائل الدفع‬
‫مضافاﹰ إليها العوامل المؤثرة فيها تقـيس فـى مجموعها مقدار السيولة فى المجتمع ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫وظائف النقود وأنواعها‬
‫وظائف النقود ‪:‬‬
‫ترجع أهمية اكتشاف النقود ‪ -‬أساسـاﹰ ‪ -‬إلـى أهميـة الوظائف العديدة التى تلعبها فى عالم اليوم ‪ ،‬سـواء علـى المستوى المحلى (داخل كل مجتمع‬
‫) أو حتى على الـصعيد الدولى ‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فالنقود ليست غاية فى حد ذاتها ‪ ،‬بقدر ما هى وسيلة تنجز العديد من الوظائف الهامة المختلفة ‪. .‬‬
‫أوالﹰ ‪ :‬الوظائف الفنية الحيادية للنقود ‪:‬‬

‫إن الوظ ائف األساس ية للنق ود هى تل ك ال وظ ائف التقليدي ة ذات الط ابع النق دى البص ت وال تى ارتبطت أص ال بنش أة النق ود كوس يلة للتغلب على‬
‫نظـام المقايـضة ‪ ،‬وسـبب تـسميتها بالوظائف الفنية أو الحيادية ألنها متعلقة بطبيعة النقود ولكنها ضرورية لسير واستمرار النشاط االقتصادى‬
‫ولكنها ال تؤثر فى مجراه أو معدل نموه ‪.‬‬

‫وتنحصر هذه الوظائف أساسا فى وظيفتين أصليتين هما النقود كمقياس أو معيار للقيمة وكوسيلة للمبـادالت ‪ .‬ومـن هاتين الوظيفتين األصليتين‬
‫تشتق وظيفتان آخريتان هما النقود كمقياس للمدفوعات المؤجلة وكمستودع للقيمة ‪ .‬وسـنتناول باختصار كل وظيفة من هذه الوظائف ‪.‬‬

‫‪ -١‬الوظائف الفنية األصلية للنقود ‪:‬‬


‫هناك وظيفتان أصليتان للنقود هما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬النقود كوحدة للتحاسب ومقياس للقيم ‪:‬‬
‫ك ان من أهم عيوب نظ ام المقايضة هـو عـدم وجـود مقياس مش ترك للقيم إذ يجب أن يتخذ المجتمع مقياس مش ترك للقيم أو وحدة متف ق عليها‬
‫لحساب القيم ‪ ،‬حيث من المعروف أن معظم الظ واهر تتطلب وحدة لقياسها ‪ ،‬فاألوزان مث ﹰال تقاس بالجرام أو الرطل ‪ ،‬كما تقاس المسافات‬
‫بالميل أو المتـر ‪ ،‬بينما تقاس الحرارة بالدرجات المئوية أو الفهرنهيت ‪ .‬ويجب أن تتمتع وحدة القياس بالقبول العام والثبات النسبى فى قيمتها‬
‫بصرف النظر عن الزمان والمكان ‪ .‬وحين اهتد ى اإلنـسان إلى فكرة " النقود الحسابية " ‪ Accounting Money‬أمكن تخفيض نسب التبادل‬
‫أو المقايضة إلى أدنـى حـد ممكـن وأصبح كل ما يحتاجه هو أن ينـسب أى سـلعة أو خدمـة يحتاجها فى التبادل إلى "معادل شامل للقيمـة " يلعـب‬
‫دور وحدة التحاسب ‪ Unit of Account‬وتكون وحدة التحاسب هذه هى النقود المعيارية ‪ Standard Money‬والتى يمكـن أن تكون نقودﹰا‬
‫فعلية ‪ Actual Money‬متداولـة أو تكـون مجرد " فكرة تجريدية " يصطلح األفراد علـى اسـتخدامهاكأداة للقياس والمقارنة ‪.‬‬

‫النقود كوسيط للتبادل ‪:‬‬


‫إ أدت ه ذه الوظيف ة إلى اس تقرار االقتص اد وازدي اد حجم المع امالت وخاص ة وأن النق ود تك ون مقس مة إلى وح دات ص غيرة ‪ ،‬وه ذا م ا س اعد‬
‫أيضا على تطور شكل النقود ‪ .‬كذلك فإن النقود بصفتها قوة شرائية عامة تكفل الحرية االقتصادية لألفراد بمعنى ح ريتهم فى اختيار أنواع‬
‫السلع التى يرغبـون الحصول عليها وبالكميات التـى يرغبونهـا وفـى المكـانوالزمان الذى يرغبونه ‪.‬‬

‫‪$‬النقود كمستودع للقيمة ومخزن لها ‪:‬‬


‫هناك سلع للتلف ‪ ،‬ومنها ما يقتضى حفظه بذل عنايـة مرهقة ومنها ما يصعب تخزينه لما تتعرض له قيمتـه مـن تقلبات واسعة ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أنه يتسنى للمرء أن يتنبأ بنوع السلع والخدمات التى قد يحتاج إليها فى المستقبل ليعمل على تخزينها فى الحال ‪ .‬من هنا تبدو فائدة النقود كأداة‬
‫الختـزان القيم أو كمستودع للقيمة ‪ ،‬أى أداة الختزان القوة الـشرائية الستخدامها عند الحاجة فى المستقبل ‪.‬‬
‫النقود كمعيار للمدفوعات اآلجلة‬
‫كما تؤدى النقود وظيفتها للقيم الحالية ‪ ،‬فإنهـا تـؤدى دورها كم قياس للقيم المستقبلة ‪ ،‬وفـى الـنظم االقتـصادية الحديثة فإن األمر ال يخلو من قيام‬
‫تعاقـدات بـين األفـراد والجماعات لسداد حقوق مس تقبلة يتم دفعها بالنقود ‪ .‬فكثيراﹰ ما تقوم الحكومة باالقتراض من األفراد عـن طريـق بيعهـا‬
‫للسندات ‪ ،‬فبيع الحكومة لسند قدرة مائة جنيـه ‪ ،‬وتعهـد ها بسداد قيمته بعد عشر سنوات مع الفوائد الالزمة ‪ ،‬يعنى أن النقود قد استخدمت فى‬
‫هذه الحالة كوسيلة لمدفوعات مؤجلة ‪ .‬ومن المالحظ أن استخدام النقود كوسيلة للدفع المؤجل ينطوىعلى اعتقاد راسخ بأن قيمة النقود لن تتغير‬
‫فى المستقبل وهذايتطلب وجود الثقة بين األفراد فى أن قيمة النقود سوف تتميزبثبات نسبى ‪.‬‬
‫مع المحافظة على السلوك والعالقات النقديةالذاتية لكل إقليم ‪.‬‬
‫أنـواع النقـود ‪:‬‬
‫ذكرنا أن النقود هى أ ى شيء يتمتع بقبـول عـام فـى الوفاء بااللتزاما ت‪ ،‬أيا كان نوعه وآيا كانت صفاته ‪ ،‬ويعتبر فى العرف االقتصادى نقوداﹰ‬
‫‪ .‬ولقد عرفت البشرية من صور النقود وأشكالها المتباين ة ‪ ،‬بحيث ال يمكن القول أن هناك مـا يتمتع وحده دون غيره بصالحية مطلقة للقيام‬
‫بدور النقـود ‪ ،‬وإ نما ي توقف األمر فى اختيار المجتمع لنقوده على عوامـل متعددة منها مرحلة النمو االقتصادى ‪ ،‬مدى توافر مختلـف األشياء‬
‫ال تى يمكن اسـتعمالها كنقـود ‪ ،‬وطبيعـة العـادات االجتماعي ة وخاص ة الديني ة وم دى انتش ار التعليم ومرحل ة نم و النظم المالي ة وع برات تج ارب‬
‫المانى النقدية ‪.‬‬

‫ل ذلك ف إن فك رة النق ود تط ورت على م ر العـصور مـنكونها س لعة له ا كي ان م ادى ملم وس وقيم ة ذاتي ه حقيقي ة ‪ ،‬إلى أن أص بحت فى ال وقت‬
‫الحاض ر مج رد مفه وم ق د ال يك ون لهكي ان م ادى أو أى قيم ة ذاتي ة على اإلطالق طالم ا اتف ق أفرادالجماع ة على قبول ه كنق ود ‪ ،‬وألن الص ور‬
‫الرئيسية للنقود ذات خصائص مشتركة ‪ ،‬فقد أمكن تقسيمها إلى عدد محدود مـن األنواع ‪ ،‬وأفضل هذه التقسيمات هى تتبع التطور التـاريخى‬
‫لطبيع ة النق ود ولمص در قيمته ا ‪ ،‬ويمكنن ا أن نم يز بـين عـدة أن واع أو ص ور للنق ود لع ل من أهمه ا ‪ ،‬النق ود الس لعية ‪ ،‬النق ود الورقي ة والنق ود‬
‫المصرفية والتى سنتناوله ا بالتفصيل كل نوع على حدة ‪.‬‬

‫أوالﹰ ‪ :‬النقود السلعية ‪:‬‬


‫إن اتس اع عمليـات التبـادل الـسلعى بـين األفـراد والجماع ات وتعق د ه ذه العملي ة ‪ ،‬دف ع بالجماعات اإلنس انية إلى التفك ير باختي ار س لعة معياري ة‬
‫يس تطيعون من خاللهـا تقـويم الس لع األخ رى ‪ .‬وق د تح ددت الس لعة المعياري ة حس ب طبيعـة المجتمع ات والنم ط االنت اجى الس ائد فيه ا ‪ ،‬ففـى‬
‫المجتمعـات الزراعية اعتمدت كمية من القمح أو الشعير كوحدة معياريةيتبادل الناس على أساسها سلعهم ‪ ،‬وفى المجتمعات الرعويةكانت هذه‬
‫الوح دة هى رأس القـيم ‪ ،‬كمـا أن تباعـد هـذهالمجتمعات عن بعض ها جعله ا تعتم د وح دات متب اينـة وغيـرمتجانسة لتع بر عن طبيع ة الحي اة‬
‫االجتماعي ة الـسائدة آنـذاك وتبع اﹰ لعوام ل تم يز البيئ ات المختلف ة من الن واحى االقتـصادية واالجتماعي ة كإمكاني ة الحص ول على الس لع بكمي ات‬
‫كافيـة ‪ ،‬ودرجة تمثلها للثروات المعروفة فى ذلك الحين ‪ ،‬كمـا أن اختيار مثل هذه السلع البد و أن يكون قد خضع العتبـارات تتصل بمستوى‬
‫التفكير السائد وأذواق الجمهـور وعـادات وطبيعة الشعائر الدينية‪.‬‬

‫ومعنى هذا أن السلعة التى كانت تستخدم نقداﹰ كانت لها قيمة فى التبادل مبنية على سبب آخر غيـر كونهـا وسـيط للتبادل ولكن كونها شيئاﹰ نافع اﹰ‬
‫فى الجماعة كلها ‪ ،‬لقد كا نـت النقود األولى سلعة مطلوبة على نطاق واسع وكان يمكن عند الحاجة االنتفاع بها مباشرة فى أغراض االستهالك‬
‫أو الدفاع أو الزينة كالماشية واألسلحة واألصواف ‪.‬‬

‫فالتاريخ النقدى يذكر مثﹰال أن اإلغريق استخدموا الماشيةللنقود‪ ،‬بينما استخدم الهنـود الحمـر التبـغ ‪ ،‬والـصي نيونالسكاكين والمصريون القمح ‪.‬‬
‫وفى الجزي رة العربي ة اعتم دتاإلبل له ذا الغ رض وفى الحبش ة الملح وفى الهن د الـصوف ‪،‬وح تى إلى عه د ق ريب بع د ت دهور اقتص اديات بعض‬
‫البلـدان التى خاضت الحرب العالمية الثانية خصوص اﹰ ألمانيا حيـث عجز النظام النقدى فيها كقوة شرائية فى الحصول على السلع والخدمات ‪،‬‬
‫فقد اعتمدت مثالﹰ السجائر كنقـود فـى بعـض عمليات التبادل السلعى ‪.‬‬

‫ومن ذل ك نت بين الش روط ال تى كفلت له ذه الس لع أن تك ون نق داﹰ ‪ ،‬فق د ك انت موض ع طلب م زدوج ‪ ،‬س هلة التجزئ ة نـسبياﹰ بغ ير أن تفق د قيمتها ‪،‬‬
‫ص الحة للبق اء نس بياﹰ ‪ ،‬وثابت ة القيمـة أو ن ادرة وقت اس تعمالها ‪ .‬وم ع ذل ك دعت الحاج ة إلى اختيـار س لعة أو س لعتين فق ط الس تعمالها كنق ود ‪.‬‬
‫وأطل ق على مث ل ه ذه الس لع اس م " النقـود الحـسابية " ‪ " Accounting Money‬وأدى انتش ارها إلى انقس ام عملي ة المقايـضة إلـى عمليتـين‬
‫منفصلتين فى الزمان والمكان فى الخطوة األولى يـتم بيـع السلع مقابل النقود ويتم فى الثانية شراء النقود مقابل السلع ‪ .‬وتحت ضغط ازدياد‬
‫المبادالت والرغبة فى تيـسيرها ‪،‬بدأت النقود السلعية تدخل عصراﹰ جديداﹰ بعد اكتشاف المعادن‪ ،‬فقد استخدم اإلنسان النحاس كوحدة نقدية ثم‬
‫الفضة والذهبوالحديد والزنك والقصدي ‪.‬‬

‫ثانياﹰ ‪ :‬النقود المعدنية ‪:‬‬


‫إن إقرار استعمال هذه المعادن كوحدات نقدية قـد زاد من قيمتها من خالل خلق نوع جدي د من الطلب النقدى علـى هذه الوحدات المصنوعة‬
‫وخصوصاﹰ من الذهب فأصبح طلباﹰ مركباﹰ يتضمن الطلب عليه ألغراض صـناعية وألغـراضالزينة مما زاد فى القوة الشرائية عليه كوحدة نقدي ة‬
‫‪.‬‬

‫واستمر قيام هذه المعادن النفيسة بدور الوسيط النقـدى فى غالبية المجتمعات لفترة طويلة جداﹰ حتى الحرب العالمية األولى عام ‪ ، ١٩١٤‬على‬
‫ال رغم من منافس ة النق ود الورقيـة له ا من ذ ظه ور األخ يرة فى منتص ف الق رن الـسابع عـشر ‪ ،‬حيث ك انت تس تخدم ال دول التجاري ة المس كوكات‬
‫النقدية السلعية فى عمليات التبادل لغرض الح صول على المعدات الحربيـة من الدول األخرى أو كإحتياطى للنظام النقدى لديها ‪ ،‬إلى أن بدأ‬
‫هذا من الدول األخرى أو كإحتياطى للنظام النقدى لديها ‪،‬إلى أن بدأ هذا الدور يضعف تدريجياﹰ بسبب األزمات الحادةالتى أصابته حتى انهار‬
‫تماماﹰ فى أوائل الثالثينات من القرنالتاسع عشر ‪.‬‬

‫ثالثﹰا ‪ :‬النقود الورقية ‪:‬‬


‫مع توسع العمليات التجارية وازدياد حجـم معـامالت التبادل السلعى وتراكم الثروات لدى التجار نتيجة لذلك ‪ ،‬فقد لجأ هؤالء إلى إيداع أموالهم‬
‫لدى الصاغة لالحتفاظ بها فى خزانتهم خشية السرقة أو التلـف مقابـل حـصول هـؤالء المودعون على أوراق (شيكات) تدل علـى قيمـة الوديعـة‬
‫يزودهم بها الصاغة وبناء عليه تتم عملية السحب واإليـداع عند الضرورة ‪.‬‬
‫يرجع ظهور النقود الورقية إلى القرن السابع عـشر ‪ ،‬حيث تأصلت عادة معينة فى المجتمعات األوربية تمثلت فى أن يحمل األفراد ما لديهم‬
‫من عمالت معدني ة أو س بائك ن فيس ة أو أي ة أش ياء ذات قيم ة ويعه دون به ا إلـى بعـض األفـراد كالتج ار والص اغة والص يارفة ممن يملك ون‬
‫بطبيعـة عملهـمخزائن حديدية قوية لالحتفاظ بتلك األشياء النفيسة فى مكـانآمن من مخاطر السرقة والضياع نظير مبلغ معين (فائـدة ) يدفعونه‬
‫لهم مقابل هذه الخدمة ‪ ،‬ويقومـوا هـؤالء التجـار بتحرير " شهادة ورقية " يتعهدون فيها برد مـا أودع لـديهم بمجرد طلبهم ‪.‬وكانت هذه الشهادات‬
‫تصدر فـى البدايـة " إسمية " إلى أى باسم المودع ‪ .‬ومع انتشار اسـتخدام هـذه الشهادات وذيوعها بين األفراد سرعان ما تخلوا عن حمـل الذهب‬
‫فى كل مرة إلنجاز صفقات البيع أو الش راء أو فـى تسوية الديون ‪ ،‬اكتفوا " بتظهيرها " لبعضهم البعض كوسيلة لنقل الملكية لهذه الشهادة ‪.‬‬
‫ومع استقرار الثقـة فـى قـدرة مؤسسات تلقى الودائع (التجار ‪ ،‬الصاغة ‪ ،‬الصيارفة ) على الوفاء بقيمتها فى صورة معدن نفيس فى أى وقت ‪،‬‬
‫ازدادت انتشار استخدام الشهادات الورقية فى تسوية المبادالت بـدالﹰ من استخدام النقود المعدنية ذاتها وتعريضها للسرقة والضياع ‪ .‬بعد ذلك‬
‫رأت هذه المؤسسات تسهيالت من جانبها أن تقوم بإصدار " شهادات لحاملها " بحيث تنقل ملكيتها بمجرد انتقال حيازتها دون حاجة للتظهير ‪.‬‬

‫وهكذا لم تعد أوراق البنكنوت " نقود اختياريـة " بـل‬


‫أصبحت نقوداﹰ قانونية ‪ ، Legal Tender‬إلى أن أصبحت " نقود انتهائية " حتى نجد أنه مع الثالثينات من القرن التاسـع عشر كل دو ل العالم‬
‫قد تخلت تمامـاﹰ عـن قاعـدة الـذهب وفرضت السعر اإللزامى على عمالتها ‪ ،‬وهكذا أصبحت كل‬
‫العمالت الورقية المتداولة حالياﹰ فى كل دول العالم من قبيل " النقود االستبدادية " ‪ Fiat Money‬أى نقوداﹰ قانونية إلزامية ‪ ،‬فهى استبدادية ألنه‬
‫ال يح ق ألى ف رد فى مجتم ع االم تن اع عن قبوله ا ألنه ا قانوني ة من ناحي ة ‪ ،‬ومن ناحي ة أخ رى ال يحـق لحائزه ا أن يط الب جه ة إص دارها‬
‫بتحويلها إلى ذهب ألنهـا أصبحت إلزامية انتهائية ‪ .‬وفى مصر حدث فرض السعران فى نفس الوقت فى ‪ ٢‬أغسطس ‪ . ١٩١٤‬وبدأت بالفعل‬
‫مـن ذلك التاريخ عصر الورق كنقود ‪ ،‬وأصبح لكل بلد فى العالم الحديث نقده الورقى (االستبدادى ) الـذى يـستمد وضـعه كوسيط للمبادالت من‬
‫القانون المحلى الذى يلزم المـواطنين بقبوله ‪ .‬ومن ذلك يتضح لنا أن النقود الورقية اشتملت على ثالثة أنواع ‪ ،‬نقود ورقية نائبة وهى عبارة‬
‫عن شـهادات أو ش يكات ورقي ة تع ادل قيمته ا قيم ة النق ود أو ال ذهب أو الس بائك المودع ة فى المص رف وتتم عملي ة ت داول ه ذه الودائـع دون‬
‫الحاجة إلى انتقالها من الخزانة ‪ .‬ونقود ورقية وثيقة وهى ما يسمى بالبنكنوت التى تحمل تعهداﹰ بالدفع عند الطلب يصدرها مصرف مركزى‬
‫واحد ‪ ،‬وتتوقف قوتها على رصيدها الذهبى وثقة الجمهور بها ورقا بة الدولة عليها ‪ .‬ونق ود إلزامية ورقية وهى النقود التى يقابلها رصيد‬
‫معدنى وتكون لها صفة إلزامالجمهور بقبولها من خالل سلطة الدولة ودعمها ‪.‬‬

‫رابعاﹰ ‪ :‬النقود المصرفية ( نقود الودائع الجارية ) ‪:‬‬


‫لقد شهد القرن التاسع عشر ازدياد الودائـع الجاريـة لتسوية الديون ف ى كثير من البلدان حتى أصبح أهم وسـائط الدفع فى النظم المصرفية‬
‫المتقدمة ‪ .‬وأصبح الشيك أهم أدوات االئتمان فى العـصر الحـديث والوسـيلة األولـى للوفـاء بالمدفوعات النقدية الكبيرة فى معظم الدول ‪.‬‬

‫وتعتبر النقود المصرفية أحدث أشكال النقود وأكثرهـا تطوراﹰ وارتقاء وأوسعها انتشاراﹰ كوسيلة للدفع وإ براء الـذمم فى التعامل فى الدول النامية‬
‫والنقود المصرفية هى بالتحديد الودائع الجارية ( تحت الطلب ) لدى المـصارف التجاريـة والتى يتم تداولها وانتقال ملكيتها من شخص آلخر‬
‫عن طريق الشيكات‬
‫الفصل الرابع‬
‫األنظمة النقدية (المفهوم والعناصر)‬
‫يقصد بالنظام النقدى مجموعة القواعد واإلجراءات التى تحكم خلق النقود وإ عدامها فى مجتمع معـين ‪ ،‬ويعـ د هـذا التعريف الضيق ألنه يرتكز‬
‫على مجموعة القواعـد التـى تتضمن تعيين وحدة التحاسب النقدية والتى تـضبط إصـدار وسحب النقد األساسى أو االنتهائى من التداول ‪ .‬أما‬
‫المفه وم الواس ع للنظ ام النق دى فيتض من باإلض افة إلـى مـا يحتويـه التعري ف الض يق ‪ ،‬تل ك القواع د الض ابطة لخل ق وإ لغ اء األن واع األخ رى‬
‫المتداولة من النقد إلى جانب النقد األساسى ‪ ،‬علـى سبيل المثال أنواع النقد االحتياطى كنقود الودائع‪ .‬غير أن أهم ما يميز نظام نقدى عن نظام‬
‫نقدى آخر هى تلك القواعد التى يتضمنها التعريف الضيق للنظام والتى تتمشى فـى تعيـين وحدة التحاسب النقدية وت عريفها بالنسبة لـسلعة‬
‫معينـة ‪ ،‬أو بالنسبة لعملة أجنبية ‪ ،‬أو بالنسبة لنفسها ‪.‬‬

‫وعندما يتحدد هذا الجانب من النظـام النقـدى تتحـددطبيعة القاعدة النقدية ‪ ،‬وبالتالى أس لوب تطبيقهـا ‪ ،‬والـذىيعكس نفسه فى شكل النظام الذى‬
‫يضبط إصدار وسحب النقد األساسى من التداول ويتركز م سئولية إدارة هذا النظام فى يد سلطة واحدة مزودة بأسلحة نقدية معينة يصبح لهذه‬
‫الـسلطة النقدية القدرة على وضع حد أقصى لحجم المتداول من النقود االختيارية أو التابعة مع التأثير فى معدل تغييرها ‪.‬‬

‫ولعل السؤال األساسى فى دراسة النظام النقدى هو ذلك الذى يتصل باختيا ر وحدة النقود ونوعها ‪ ،‬ولمـاذا يفـضل المجتمع استخدام شئ معين‬
‫كنقود عن غيره مـن األشـياء األخرى ‪ ،‬وحيث أن نوع النقود المستخدمة هـى المحـور األساسى فى دراسة النظم النقدية ‪ ،‬لهذا سميت هـذه الـنظم‬
‫نسبة إلى نوع النقود المستخدمة ‪.‬‬

‫وفى ضوء هذا التعريف ومن زاوية التطور ا لتـاريخى للنظام النقدى تصنف القواعد النقدية – من الناحية العامـة – إلى قاعدتين هما‪:‬‬

‫قاعدة النقد السلعية وقاعدة النقد االئتمانية ‪.‬‬


‫ولكل نظام نقدى قاعدة موضـوعية يتخـذها المجتمـع مقياساﹰ للقيم االقتصادية فيه وتعتبر هذه القاعدة أهم العناصر التى يتألف منها النظام النقدى‬
‫على اإلطالق ‪ ،‬وعلى هذا فإن النظام النقدى فى كل دولة يحدد الوحدة النقدية ويبين صـلة النقود المتداولة بها ‪ ،‬إذ ليست كل هذه النقود علـى‬
‫درجـة واحدة من األهمية ‪ ،‬ومن هنا عرف نظامان نقديان حتى اآلن هما النظام النقدى المعدنى والنظام النقدى الورقى‪.‬‬

‫أما النظ ام النقدى المعدنى ‪ ،‬فهو قائم علـى اعتبـار أن كمية معينة من معدن معين هى التى تستخدم كوحـدة نقـد أساسية كاعتبار أن ‪ ٥‬جرام من‬
‫الذهب تك ون الوح دة النقدي ة األساس ية والتى قد يطل ق عليه ا مثالﹰ الجنية وق ديماﹰ ك انت كـل دول ة تختار وح دتها النقدي ة فى البداية على أسـاس‬
‫معـدنى فتنسب الوحدة إلى المعدن طبقاﹰ لما يسمى بقاعدة النقد ‪ .‬فلما اندثرت العملة المعدنية وانتقلت إلى الورق والودائع لم تعـد القاعدة النقدية‬
‫قاعدة معدنية بل تحولت بدورها إلى الورق ‪ ،‬وهذا النظام النقدى الورقى يقوم على عدم ثبات ارتباط وحدة تتصف بصفة القبول العام ولك نها‬
‫تصبح إلزامية بقوة القانونوحينئذ يسمى النظام النقدى الورقى اإللزامى ‪.‬‬

‫وهكذا قامت القاعدة النقدية بوظيفتها فربطـت أنـواع العملة فى الداخل بعضها ببعض ‪ ،‬كما ربطت العملة الداخلية بالعملة فى الخارج ‪.‬‬

‫وعلى النحو يتألف كل نظام نقدى من ثـالث عناصـر رئيسية هم ‪:‬‬


‫أوالﹰ ‪ :‬النقود المتداولة فى المجتمع ‪:‬‬
‫والمقصود بها تسمية المعروض النقدى (عرض النقد ) من مختلف أنواع النقود السائدة فى التداول داخل المجتمع فى فترة زمنية معينة ‪ ،‬فإذا‬
‫أخذنا النقود المتداولـة فـى وقتنـا الحاضر والسائدة مثالﹰ فى ليبيا والعراق فسنجدها متكونة من العملة الورقية (الدينار الليبى والدينار العراقى‬
‫وأجزائهمـا ) وهذه الفئات أو أجزاء الدينار لها شكالن األول ورقى والثانى معدنى مثل فئة الخمسة أو العشرة دنانير الورقيـة ‪ ،‬كـذلك أجزاء‬
‫مثل نصف وربع دينار ‪ ،‬المعدنية مائة فلساﹰ أو مائـةدرهماﹰ ‪.‬‬

‫وهذه هى النقود الم تداولة فى المجتمع وخارج الجهـاز المصرفى ألن الجهة التى تصدرها هى المصرف المركزى ‪ ،‬لكن هناك نقود أخرى‬
‫يتعام ل به ا هى نقـود الودائـع التـى توفره ا المص ارف التجاري ة فى كـال البلـدين متمثلـة فـى الش يكات ال تى تس تخدم فى تس وية الم دفوعات‬
‫والمبادالت ‪ .‬فيما يتصل بالنقود المتد اولة ينطبق على كل البلدان األخرى التى لديها عمالتها الوطنية مثل الجنيه الصرى والدينار التونـسى‬
‫وال دوالر األم ريكى وال دينار الجزائ رى وغيره ا ‪ ،‬باإلضـافة إلى فئ ات وأج زاء العمل ة الوطني ة وك ذلك نق ود الودائ ع التـى تت ولى مس ئوليتها‬
‫بالمصارف التجارية ‪.‬‬
‫ثانياﹰ ‪ :‬مجموعة التشريعات والتنظيمات المنظمـة ألداء النقود لوظائفها المختلفة ‪:‬‬
‫وهذه القوانين واإلجراءات هادفة إلى توجيـه وتنظـيم وتحسين كفاءة إدارة النقود واالئتمان فى داخل المجتمع بمـا يضمن تسهيل وتيسير تحقيق‬
‫األهداف االقتصادية التى تبغيهاالدولة ‪ ،‬مثل رفع معدالت النمو فى الناتج القومى وتحقيـق االستقرار فى قيمة العملة الوطنية محلياﹰ وخارجياﹰ‬
‫وغيرها من األهداف االقتصادية والنقدية األخرى ‪.‬‬
‫ثالثاﹰ ‪ :‬مجموعة المؤسسات النقدية والمـصرفية التـى تتولى مهمة اإلصدار النقدى وتنظيمه ‪ ،‬والـتحكم فـى كميته ‪ ،‬زيادة ونقصاﹰ ‪:‬‬
‫ه ذه المؤسس ات تتمث ل فى الس لطة النقدي ة ال تى يترأسـها المص رف المرك زى مث ل ( مص رف ليبيـا المركـزى ) و ( البن ك المرك زى‬
‫المص رى ) ‪ ،‬بص فته الجه ة المس ئولة وح دها دون غيره ا عن اإلص دار النق دى وتحدي د كميت ه ‪ ،‬وغالب اﹰ مـا تش اركه ه ذه الس لطة أمان ة الخزان ة‬
‫( وزارة المالي ة ) ‪ ،‬إال أن البنك المركز ى يكون مس ئوالﹰ عن الرقاب ة واإلشـراف علـى نش اط المص ارف التجاري ة التى تقوم بخل ق الودائع أو‬
‫النقـود المصرفية ‪.‬‬
‫‪$‬‬ ‫•‬

‫الفصل األول‬
‫نشأة وتاريخ البنوك التجارية‬

‫لفهم طبيعة ونش اط البن وك التجارية ‪ ،‬يجب األش ارة الى تاريخ نش أتها وتطورها عبر ف ترة طويلة نس بياﹰ الى ان اخذت الص ورة الراهنة‬
‫وال تى س تظل تتط ور ‪ ،‬فق د ع رف الع الم الق ديم مؤسس ات االي داع والتعام ل باألئتم ان من ذ العص ور األولى ‪ ،‬حيث يرج ع الفض ل لألغري ق فى‬
‫النهوض بالفن المصرفى وانتشار العمل باألموال المصرفية االغريقية فى أنحاء العالم القديم واتساع دائرة النفوذ الرومانى ‪.‬‬

‫البنيان األئتمانى والبنيان المصرفى ‪-:‬‬


‫واذا كان يطلق على سوق التعامل فى االئتمان او القروض القصيرة األجل اصطالح "السوق النقدى" على حين يعرف سوق االقتراض الجل‬
‫طويل "بالسوق المالى " ‪ ،‬فان باالمكان القول ان النظام االئتمانى انما يتالف من جملة المؤسسات التىتعمل بالسوقين النقدى والم الى ‪ .‬وحيث ان‬
‫معظم الشركات الصناعية والتجارية تحتاج بصفة دائمة او مؤقتة الى القيام بنشاط انتاجى او استهالكى يفوق قدرتها المالية ‪ ،‬بحيث تكون فى‬
‫حاجه الى وسيلة لتمويل هذه العمليات ‪ ،‬وسوق المال هو المصدر االساسى المدادها بوسائل التمويل ‪.‬‬
‫وتعب ير س وق الم ال يطل ق ع ادة على جمي ع المؤسس ات ال تى تق وم بطري ق مباش ر او غ ير مباش ر بمرحل ة او اك ثر من مراح ل التوس ط بين‬
‫المقرضين والمقنرضين ‪ ،‬وعلى هذا يمكن اعتبار البنوك بانواعها المختلفه‪ ،‬وشركات التأمين والمؤسسات االدخارية وسوق االوراق المالية ‪،‬‬
‫جزء من سوق المال ‪.‬‬
‫د هناك ثـالث اسـباب رئيـسية توضح لماذا لم تنشأ البنوك مبكراﹰ عن ذلك ‪-:‬‬
‫اوال ‪ -:‬ان حجر الزاوية فى البنوك هو االئتمان ‪ ،‬فالبنوك تـستطيع ان تعمل فقط عندما تك ون هناك ثقة فيها من جانب عامة االفراد ‪ .‬اما‬
‫فى غياب العدالة وقوانين الملكية المالئمة وتطبيق القوانين بالنـسبة للجميع‪ ،‬وفى ظل العجز الناتج من وسائل االتصال البدائية ووسـائل االنتقال‬
‫غير المؤكدة ‪.‬‬
‫ثانياﹰ ‪ -:‬لم تكن هناك حاجة الى البنوك كمؤسسات تخلق االئتمـان ‪ ،‬فخالل القرون الطويلة من سقوط روما الى عصر النهضة فقط كان هناك‬
‫اهتمام قليل بالتجارة حيث يسود الجهل واالمية ‪ ،‬لهـذا كـان النوع الوحيد من النقود الذى كان يمكن قبوله هو المعادن ‪ ،‬ولما كان نظام االقطاع‬
‫يقوم على اساس االكتفاء الذاتى بدالﹰ مـن التخـصص والتبادل‪ ،‬فان القليل من النقود كانت مطلوبة والعملة المسكوكة كانت كافية فقط ‪.‬‬
‫ثال ﹸثا ‪ -:‬لم يكن هناك قروض من الممكن ان تكون مربحـة ‪ ،‬فقـد عارض العلماء والحكماء ورجال الدين من زمن بعيد الحصول على فائدة ‪،‬‬
‫ولهذا فى ظل هذه الظروف لم يكن من المستغرب ان تفـشل مؤسسات االقراض فى الظهور ‪ ،‬حيـث كـان معظـم االقـراضالغراض االستهالك‬
‫وليس بغر ض زيادة االرباح التجارية ‪.‬‬

‫وفى خالل عصر النهضة ‪ ،‬فقد كان لنمو المبادالت والتجارة فرصة لتوسيع نشاط االعمال على اساس االئتمان ‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت اصبح‬
‫واض ﹰحا انه اذا امكن تحقيق ارباح بواسطة المبالغ المقترض ة ‪ ،‬فانه يسلم جزء منها الى المقرض الذى بدون تعامله ما كان يمكن ان يتحقق‬
‫ﹰاوال يجب ان يعوض‬ ‫هذا الربح ‪ ،‬ومع الوقت اصبحت حق له ‪ ،‬النه‬
‫المقرض عن قبول المخاطرة التى تنجم فيما لو لم تعاد اليـه النقود التى اقرضها ‪ ،‬ثانيا اذا لم يقم المقرض باقراض النقـود الـى المدين ‪ ،‬فانه قد‬
‫يستغل هذه النقود فى مشروع تجارى يعـود اليـه باالرباح ‪ ،‬وهكذا اصبح الجو مشجعاﹰ لتطور مؤسسات االقراض فيما بعد‪.‬‬

‫ولهذا فان اول البنوك بالمفهوم الحديث كانوا الصياغ الـذين كانوا يقبلون السبائك او المسكوكات وذلك لتخزينها ‪ .‬وقـد وجـدوا هؤالء المقرضين‬
‫ان ارب احهم من عمليات االقراض فاقت اربـاحهم من تجارتهم االصلية ‪ ،‬وبالتالى اصبح الصائغون بنوك اﹰ وذلك بعد ان استبدلوا نشاطهم‬
‫الصناعى بنشاطهم فيما يتعلق بـسياسات االئتمـان ونشاطات االقراض ‪ ،‬حيث اكتشفوا مبك رﹰا ‪ ،‬وبالرغم من ان اصدار االوراق غير المحدود‬
‫تكون سياسة غير ح كيمة ‪ ،‬اال ان بامكانهم ان يصدروا اوراق اﹰ مقدارها عدة مرات مقدار ما لديهم من عملة معدنية‪،‬طالما ان هذا التوسع فى‬
‫منح االئتمان انما يتم تـدريجياﹰ ‪ ،‬حيـث انعامة االفراد يمكن التحويل عليهم فى امتصاص االوراق االضـافيةوابقائها فى التداول ‪.‬‬

‫بداية البنوك ‪-:‬‬


‫اشرنا الى انه فى اول االمر ‪ ،‬فان الصائغين كان يطلب منهم ان يعيدوا ليس نفس المسكوكات التى تركت معهـم لحمايتهـا مـن السرقة والضياع‬
‫وانما نفس العدد من المسكوكات والتى ترتب على ذلك شيئين‪-:‬‬

‫دوا انهم‬ ‫انهم وج‬ ‫•‬


‫يستطيعون ان يستخدموا جز ﹰءا من الذهب وذلك فى منح القروض القصيرة االجل ‪.‬‬

‫انهم وجدوا ان اوراق‬ ‫•‬


‫وعود الدفع ‪ ،‬التى كانوا يحرروهـا فـى مقابل ما تسلموه من الذهب اصبحت بصورة مفضلة عن الذهب نفسه النها كانت اكثر مالءمة ‪.‬‬

‫وفى االصل ‪ ،‬فان االوراق التى كانت بمثابة اوراق بنكنوت ‪،‬‬
‫‪ ،‬فلكـل جني ه من ال ورق يحتف ظ ب ه العام ة‪ ،‬ك ان يوج د جني ة من الـذهب فـى الخزين ة‪،‬‬ ‫انم ا ك انت نق وداﹰ ممثل ة ‪Representative Money‬‬
‫وعندما قام الصائغون باقراض جزء مـن الـذهب ‪ ،‬فـاناالحتياطى اصبح جزئي اﹰ وليس كامالﹰ ‪ ،‬فاوراق البنكنـوت اصـبحتنقوداﹰ ائتمانية ‪Credit‬‬
‫‪ Money‬محمية بواسطة احتياطى جزئى‬
‫‪.‬‬

‫وبع د ذل ك ف ان الص ائغين تعلم وا طريق ة اكثـر كفـاءة لوضـع نق ودهم االئتماني ة فى الت داول ‪ ،‬فلج أوا الى االقـراض عـن طريـق اص دار اوراق‬
‫بنكنوت اضافية وذلك بدالﹰ من الدفع بالذهب ‪ ،‬وبـذلك اصبحوا يحص لون من عمالئهم على اوراقهم التى تقضى بدفع فائـدة لهم وذلك فى دفع‬
‫اوراق ال يستحق عليها اى ف ائدة‪ ،‬بمعنى آخر فـان كل منهم انما كان يقترض من االخر والجميع كـانو ا مـسرورين ‪ .‬وميزة االجراء االخير‬
‫الذى يقضى باقراض اوراق بدال من الـذهب‪ ،‬ان اوراق اﹰ اكثر من الممكن اصدارها لو أن الذهب ظل فـى خـزائن الصائغين ‪ .‬وما كان يمكن‬
‫لالوراق ان تصبح نقوداﹰ ائتمانية وما كا ن يمكن لمبدأ االحتياطى الجزئى ان يطبق عمالﹰ لوال حقيقة واحدة ‪ ،‬ذلك انه بمجرد ان يودع الذهب‬
‫لدى الصائغين ‪ ،‬فانه عادة ال يطلب منـه اال قدراﹰ ضئيالﹰ كل يوم او كل اسبوع ‪.‬وهكذا اص بحت االوراق تقوم بوظائف النقود ‪ ،‬حيث وجد‬
‫الصائغون ان االحتياطى الجزئى هو كل ما يمكن ان يكون ضرورياﹰ ‪ ،‬طالما ان االفراد كانوا واثقين ان الذهب انما يكون موجوداﹰ هناك وانه‬
‫يمكنهم الحصول عليه عندما يرغبوا فى ذلك ‪.‬‬

‫وعلي ه فمن خالل مب دأ اص دار اوراق البنكن وت ‪ ،‬تعلمت البنوكخل ق النق ود عن طري ق تك وين خص ومها ‪،‬وعن دما ت وقفت البن وك م ؤخراﹰعن‬
‫اص دار ا وراق البنكن وت ‪ ،‬فق د وج دوا ان ه يمكنهم خل ق الودائـع – وال تى هى اح د اش كال النق ود – بنفس المب دأ ال ذى اتب ع فـى اصـدار اوراق‬
‫البنكنوت ‪.‬ويمكننا اعطاء مثال لتصوير بداية البنوك بعـد ان قام بعض الصائغين بتحويل منشآتهم الى بنوك ‪ ،‬و قام بعض االفراد باالشتراك‬
‫معا وساهموا ب مقدار ‪ ٠٠٠,١٠٠‬جنية النشاء بنـك وهـذا المبلغ قد تم دفعه كله فى صورة عملة معدنية ‪.‬‬

‫نشأة اصطالح البنك التجارى ‪-:‬‬


‫ان البن ك التج ارى ش ركه ينط وى عمله ا على اسـتالم ودائـع تحت الطلب من عمالئه ا وت دفع ش يكات العمالء المس حوبه على هـذه الودائ ع‬
‫وتس تلم ودائع ادخ ار وت دفع مقابلها س عر الفائ دة ‪ ،‬وتق وم بمـنح قط اع األعم ال واألف راد قروضﹰا وتس تثمر الس ندات الحكومي ة وتحصل ش يكات‬
‫العمليات األئتمانيه لعمالئها وتصدق شيكات مودعيها وتصدر شيكات على نفسها ‪ .‬كما قد تقوم اضافه ل ذلك باصدار بطاقات ائتمان وتدير‬
‫جدول الرواتب لعمالئها من قطاع األعمـال وتـدفع فـواتير عمالئها من األفراد وتقوم بالمناقصات لبيع اسهم شركات ‪ ،‬وتنـشىء دوائر االمانات‬
‫(‪ )Trusts‬ألستثمار اموال عمالئها األثرياء ‪ ،‬وتبيع وتشترى العمالت األجنبيه وغيرها من األعمال ‪.‬‬
‫وتنفرد البنوك التجارية بامتياز آخر عـن المنـشات الماليـة األخرى التى تقوم بهذه األنشطه ايض اﹰ ‪ ،‬بمدى تخصصها فـى قبـول وخلق الودائع‬
‫الجارية وبذلك تقوم ودائع البنـوك التجاريـة بوظيفـة وسيط للتبادل بدرجة تتعدى اى خصوم ودائعية لدى اى وسيط مالى‬
‫البنوك التجارية كمنشآت ‪-:‬‬
‫لقد ظهر مصطلح ( البنوك التجارية ) فى القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث اعتقد هؤالء االقتـصاديون ان علـى المـصارف ان تقـصر قروضها على‬
‫القروض قصيرة االجل وذات االهداف التجارية مثل قروض المزارعين حتى يحـصدوا محاصـيلهم وقـروض تمويـل المخزون السلعى للتجار‬
‫والعـاملين فـى الـصناعات التحويليـة ‪ .‬واعتق دوا ب ان هذا الن وع من الق روض يتس م بص فة التص فية الذاتي ة الن الس لع ال تى توضع كرهين ة على‬
‫القروض ستؤدى عنـد بيعهـا فـى المستقبل القريب الى توفير النقود الالزمة لدفع القروض ‪.‬‬

‫وكانت هذه النظرية و المعروفة " بنظريــة الق ــروض التجاريــة " ‪ Commercial loan Theory‬او نظريــة "الفاتورة الحقيقية " ‪Real Bill‬‬
‫‪ Theory‬ش ائعة فى ك ل مـن الوالي ات المتح دة وبريطاني ا ‪ .‬وم ع ذل ك ف ان البن وك لم تع د بع د ملتزم ة بنظري ة الق رض التج ارى ‪ ،‬فهى تق دم‬
‫القروض حالياﹰ لالفراد وتمـنحقروضها طويلة االجل وتعطى قروضاﹰ لقطاع اال عمال بدون ضـمانسلعى او انواع اخرى من الرهائن ‪.‬‬

‫تصنيف وتمييز البنوك التجارية ‪-:‬‬

‫التفرقة بين البنوك‬ ‫•‬


‫التجارية والمؤسسات المالية ‪-:‬‬
‫حيث ان كل البنوك التجارية والمؤسسات المالية تتشابة فـى كثير من اوجه انشطتها والخاصة باالئتمان وتوفير مصادر التمويـل للمشروعات وا‬
‫الفراد ‪ .‬اما الخالف الحقيقى فهو يتعلق اوالﹰ بمصادر االستخدام والتوظف او العمليات ‪ ،‬ففيما يتعلق بمصادر االستخدام ‪ ،‬فاننا نجد ان البنوك‬
‫التجاري ة تعتم د اساس اﹰ على االم وال ال تى حص لت عليه ا من الغ ير فى ش كل ودائ ع ‪ .‬ام ا المؤسس ات المالي ة فهى تعتمـد اساس اﹰ على رؤوس‬
‫اموالها ‪ ،‬حيث هـى تعمـل لحـسابها الخـاص وتستخدم اموالها المملوكة لها ‪ ،‬وفى الغالب تـستخدم تلـك الودائـع الخاصة لحساب اصحابها مقابل‬
‫عمولة او مشاركة ‪ .‬امـا العامـل الثانى فهو يتعلق بطبيعة العمليات وهو اقل اهمية ‪ ،‬فالعمليات التـى تقوم بها البنوك التجارية تركز فى االئت‬
‫مان قصير االجل اى االئتمان التجارى ‪ ،‬اما المؤسات المالية فهى تقوم بعمليات االستثمار ‪ .‬وقـد انحصرت الى حدها االدنى هذه التفرقة ح‬
‫ديثاﹰ نتيجة اقتراب وظـائفكل من النوعين من المؤسسات ‪.‬‬
‫التفرقة بين البنوك‬ ‫•‬
‫العامة والبنوك الخاصة‪-:‬‬
‫عرفنا ان القطاع العام قطاع حديث نسبياﹰ فى اطار ظـروف تاريخية معينة وارتبط بتطور النظام الرأسمالى وتحولة من الليبرالية الى االقتصاد‬
‫المختل ط او االقتص اد الموج ه ولم ا ك انت البنـوك تقـوم ب دور خط ير فى تجمي ع الم دخرات و خل ق االئتم ان وتوف ير احتياجـات التموي ل للنش اط‬
‫االقتصادى ‪ ،‬لهذا خضعت الكثير من تلك المؤسسات المصرفية للدولة ورقابتها وتكون قطاع عام مصرفى ‪ .‬ولهذا فالقطاع العام المصرفى‬
‫ينصرف الى المؤسسات التى تخضع لرقابةوسـيطرة الدولة ‪ ،‬كما يمكن للدولة ان تؤ ثر فى البنوك التجارية مـن خـالل الودائع الحكومية او من‬
‫خالل رقابة البنك المركزى عليهـا ‪ .‬امـا البنوك الخاصة فهى مؤسسات ذات رؤوس اموال خاصة ‪ ،‬تتخذ شكل شركات مساهمة ومؤسسات‬
‫تعاونية او غيرها من االشكال القانونية ‪.‬‬

‫التفرقة بين البنوك‬ ‫•‬


‫التجاريـة ( بنـوك الودائـع‬
‫‪،‬بنوك االعمال‪ ،‬بنوك االئتمـان متوسـطة او طويلـة االجل )‪- :‬‬
‫يطلق على البنوك التجارية احيان اﹰ و صـف بنـوك الودائـعالجارية والجل قصير ‪ ،‬وهى بذلك تختلف عن بنوك االعمال وبنـوكاالئتمان طويلة‬
‫او متوس طة االج ل ‪ .‬حيث ان بن وك االعم ال يتركـزنشاطها الرئيس ى فى منح الق روض واص دار الس ندات والمش اركة فـىالمشروعات للحص ول‬
‫على انص بة فيه ا ‪ ،‬ول ذلك نج د بعـض الـدول تح رم على البن وك التجاري ة الحص ول على انص بة فـى المـشروعات التجاري ة او المالي ة او‬
‫الصناعية ‪ ،‬وبينما العكس تشجع بعض البلدان االخرى البنوك التجارية على التوسع فى االستثمار للمـساهمة فـى التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫اما بنوك االئتمان متوسطة االجل او طويلة فهى تختلف عـن بنوك الودائع ‪ ،‬من حيث ان نشاطها الرئيسى يقتـصر علـى مـنح االئتمان لمدة ال‬
‫تقل عن سنتين فقط ‪ .‬وال يمكنها قبول ودائع جاريـة اال بأذن خاص ‪ .‬والجدير باالشارة ان منح االئتمان متوسط او طويل االجل ليس حك رﹰا‬
‫على بنوك االئتمان بل ايضاﹰ تمارسة بنوك الودائع ‪.‬‬

‫التفرقة بين البنوك‬ ‫•‬


‫الوطنية والبنوك االجنبية ‪-:‬‬
‫فالبن ك االجن بى يع نى خض وع رأس الم ال لس لطة االج انب ‪ ،‬فق د يك ون البن ك ممل وكﹰا الج انب يقيم ون فى اقليم الدول ة او يكـون تابعـاﹰ لمؤسس ة‬
‫متع ددة الجنس يات ‪ ،‬او الج انب خ ارج اقليم الدول ة‪ ،‬او مج رد مش اركة باغلبي ة اجنبي ة ‪ ،‬او مج رد ف رع لبن ك اجنب ى مرك زة الرئيـسى خ ارج‬
‫االقليم‪ .‬وهذه البنوك قد تخضع او ال تخضع لرقابـة البنـكالمركزى الوطنى تبع اﹰ للتنظيم االقتصادى السائد ‪ .‬ويمكن لهذه البنوكان تمارس كافة‬
‫االنش طة للبن وك التجاري ة ‪ ،‬بم ا فى ذل ك تلقى الودائعالوطني ة ‪ ،‬باالض افة الى الودائ ع االجنبي ة وان تس تخدم تلـك الودائـعسواء فى منح االئتم ان‬
‫داخل الحدود الوطنية ‪ ،‬او تحويلها الى الخارج الستثمارها فى اسواق النقد والمال الدولية ‪ ،‬او تودعها فى مراكزها الرئيسية فى الخارج فى‬
‫شكل ودائع بنكية ‪ ،‬ويمكنها داخـل الحـدود الوطنية ان تفتح حسابات اجنبية ‪.‬‬

‫النظريات المفسرة لنشاط البنك التجارى ‪-:‬‬


‫‪-١‬نظرية القرض التجا رى ‪ -:‬وهى تعد اول نظرية من حيث التطور التاريخى وهى متأثرة بالتقاليد االنجلو ساكسونية وبفكر آدم سميث منذ‬
‫كتاب ه الش هير " ث روة االمم " ‪ .‬وت رى ه ذه النظري ة ان البن وك التجاري ة يجب ان تقتص ر فى قروض ها على " الم دة القص يرة " والمحافظ ة على‬
‫السيولة والتعامل باالوراق والمعامالت التجارية ‪ .‬و القروض قصيرة االجل يجب اال يتجاوز اجلها مـدة الـسنة ‪ ،‬وان تكـون موسـمية ومتكررة‬
‫ومتناس بة م ع تقلب ات االعم ال واس عار الفائ دة ‪ .‬وهى ال ت ؤدى الى تك وين رؤوس ام وال او المس اهمة فى المش روعات ‪ ،‬بمع نى ع دم وج ود‬
‫طبيعتها التجارية ‪ ،‬وانما تنص رف الى االوراق التجارية مثـل الكمبيالة او الس ند اال ذنى او فتح االعتماد او االعتمادات المـستندية ‪ .‬ومن هنا‬
‫جاء اسمها القروض التجارية‪ ،‬فهـى ال تنـصرف الـى المضاربة او االعمال او شراء االوراق المالية ‪ .‬وهى تقـوم علـىفكرة ان القرض ال بد ان‬
‫يتضمن امكانية السداد فى المـدة المقـررةوباسرع وسيلة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬شراء بضاعة معينة وت صريفهاخالل مدة معينة ‪ ،‬فمن وجهة‬
‫نظر هذه المدرسة ‪ ،‬هذا يحقق ثبـاتوتدعيم مركز البنك وضمان حقوق المودعين وتحقيق اكبر قدر من االرباح ‪ ،‬ولكن هذه االفكار لم تكن ت‬
‫تفـق مـع التطـور والثـورة الصناعية والتقدم التكنولوجى‪.‬‬

‫‪-٢‬نظرية التبديل ‪ -:‬وهذه النظرية اكثر تطوراﹰ حيث تمثل صـورة اكثر عمومية و تهتم بتوسيع قاعدة التوظيف او االصول وما تعبـر عنة من‬
‫عمليات ‪ ،‬فهى ال ترى فى القروض التجاريـة انهـا غيـر صالحة ‪ ،‬ولكنها تريد ان تقصر عمل يات البنوك التجارية على تلـك االصول كما ال‬
‫تعتبرها االكثر مناسبة لمركز البنك ونشاط ه‪ ،‬فعندما يقوم البنك بعمليات عديدة من قروض قـصيرة او اسـتثمارات فـى الس وق المفتوحة او‬
‫تدعيم محفظة اوراق ه المالية ‪ ،‬ثم يطالب اصحاب الودائع بسحب اموالهم ‪ ،‬فان مركز البنك التجارى لن يتأثر اذا كـان يتمتع بمرونة التبديل‬
‫والتحويل ‪ ،‬والقدرة على بيع االوراق او اعـادة خصم بعض االوراق الخاصة او تسييل بعض االصـول للمحافظـة على سيولته وتدعيم مركزه‬
‫المالى ‪ .‬وهذه المرونة فـى التحويـل والتبديل تتوقف على تنوع وتعدد حجم االصول والعمليات التى يقوم بها البنك ‪.‬‬

‫‪-٣‬نظري ة ال دخل المتوق ع ‪ -:‬ه ذه النظري ة تختل ف عن نظري ة القروض التجارية ‪ ،‬من حيث تش جيعها للق روض طويلـة االجـل‬
‫والقـروضاالستثمارية وغير المتعلقة بالتمويل الجارى ‪ .‬وبذلك فهـى تـدعماالوراق المالية الحقيقية ‪ ،‬وتبدأ تلك النظرية تحليلها بانتقـاد نظريـة‬
‫الق روض التجاري ة (القـروض قـصيرة االجـل ) وخاصـة فكـرة اس تمرارية الس يولة من خالل امكاني ة الس داد ‪ .‬فليس هن اك ايه ض مانات فى ان‬
‫بعض القروض وخاصة المتعلقة بتجارة السلع تحقق امكانيـة السداد فى المواعيد المقررة وتحافظ بالتالى على مركز السيولة للبنك التجارى ‪.‬‬
‫فال يمكن توافر ضم ان مؤكد لبيع الـسلع ‪ ،‬ناهيـك عـن مخاطر االفالس وتقلبات االسعار ومخاطر التضخم وتغيرات مرونة الطلب وغيرها‬
‫من العوامل التى قد تؤثر فى امكانية السداد واستيراد قيمة القرض ‪.‬‬

‫والش ئ اله ام فى هذه النظرية ‪ ،‬ه و ان منح االئتم ان او القرض يتوقف على دراس ة البنك لم دى جديه العملي ة ‪ ،‬ومقدار ال دخل المتوقع‪ .‬فهذه‬
‫الدراسة هى التى يجب ان تقود سياسة البنك نحو منح القرض او رفضة ‪ .‬اما كون القرض لمده قصيرة او لمده طويلة فلـيس هـذا بضمانة‬
‫كافية ‪ .‬فقد تكون هناك قروض اﹰ للمدة الطويلة لمش روعات او استثمارات متوقع نجاحها ‪ ،‬عندئ ذ تعطى االولوية ‪ .‬ومن ثـم لـيس هناك اى‬
‫سبب يجعل منح القروض مقتصراﹰ على القروض التجارية ‪ ،‬وهكذا يمكن للبنوك ان تمنح قروضها لرجال االعمال والمستثمرينوالمستهلكين‬
‫والقروض العقاريـة والقـروض الخاصـة لمواجهـةاالستهالكات وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -٤‬نظرية ادارة الخص وم ‪ -:‬وهذه النظرية الحديثة التى تختلف عن النظريات السابقة من حيث انها تركز االهتمام فى تبرير نشاط البنوك‬
‫التجاري ة على ج انب االص ول او العملي ات ‪ ،‬فالنظري ة تعتـرف بـان ج انب االص ول وطبيع ة تكوين ه تلعب دوراﹰ هام اﹰ فى توف ير واس تمرارية‬
‫السيولة فى البنك ‪ ،‬ولكنها ترى فى نفس الوقت ان الـسيولة تعتمـ د ايضاﹰ على مصادر التغذية الرئيسية واالساسية ‪ ،‬اى على الخـصوم وخاصة‬
‫الودائع ‪ ،‬وعند التساؤل لماذا يحتاج البنـك التجـارى الـى السيولة ؟ تجيب هذه النظرية بوضع سببين لذلك ‪ ،‬اوالﹰ هو مخاطر طلبات السحب‬
‫من جانب المودعين ‪ ،‬و ثانياﹰ برغبة البنـك لتـوفير السيولة لالستجا بة لرغبات طالب القرض بمختلف انواعها وخاصـة ان مثل هذا التوظيف‬
‫هو الذى يحقـق االربـاح للبنـك التجـارى ‪ ،‬وبالطبع من غير المتصور ان يحتفظ البنك بـالودائع جامـدة ودون توظيف ‪.‬‬

‫وترى هذه النظرية‬


‫الحديثة انه فى حالة افتـراض ان هنـاك طلباﹰ للسحب من جانب المودعين او انخفا ض فى حجم الودائع‪ ،‬او ان هناك طلبات عاجلة للقروض‬
‫تحتاج الى سيولة حاليـة ‪ .‬واذا كانـت التقاليد المصرفية التقليدية سوف تحتم عليه ا الـتخلص مـن بعـضاالصول ذات السيولة المرتفعة وتحويلها‬
‫الى نقود عن طريق الخصمواعادة الخصم الى االوراق التجارية او بيع االوراق الحكومية ‪ ،‬فعلىالعكس من ذلك ‪ ،‬على البنك فى هذه الحالة‬
‫ان يذهب ويـشترى مـايحتاج اليه من سيولة ‪ ،‬فيستطيع البنك ان يقترض من السوق النقدية من البنوك االخرى‪ ،‬او اقتراض االموال العامـة‬
‫والحكوميـة ‪ ،‬او اصدار شهادات ايداع وشهادات ادخارية متعددة االنواع وغيرهـا ‪ ،‬وهو يستطيع ان يستخدم هذه االموال المقترضة لمواجهة‬
‫احتياجـات زبائنة طالبى القروض ‪.‬‬
‫وس وف يفع ل البن ك ذل ك ويش ترى الس يولة ال تى يحتاجه ا مـادام يتقاض ى ثمن اﹰ مرتفع اﹰ على الق روض ال تى يمنحه ا يتج اوز م ا دفع ه مـن‬
‫اقتراضات ‪ ،‬محققاﹰ بذلك االرباح التى يريدها ‪ .‬وهذه الـسياسة هـى التى تف سر فى العصر الحاضر زيـادة الودائـع مـا بـين البنـوك ‪Interbank‬‬
‫‪ ، Deposits‬وتن وع وتع دد اش كال الودائ ع‪ ،‬وشـهادات االدخ ار واالي داع المختلف ة واالختالف فى اس عارها ونمـو عمليـات البن وك وت وافر‬
‫السيولة ‪.‬‬

‫الفصل الثانى‬
‫تعريف البنوك التجارية ووظائفها‬

‫تعريف البنك التجارى‪-:‬‬

‫يمكن تعريف البنوك التجاريـة ببنـوك الودائـع المـصرفية " ‪ "Commercial Bank‬فقد أستخدمت هـذه التـسمية أصـالﹰ لألعتقاد بأن هذه‬
‫البنوك يجب أن تعقد فقط القروض التجارية القصيرة األجل‪ ،‬أى أن القروض التى تمنحها هذه البنوك يجب اال تتجاوز مدة قدرها سنة ‪ ،‬ويجب‬
‫أن تعقد فقط للتجار لتمويل عمليات نقل البضائع فى التجارة الداخلية أو الخارجية أو بغرض تمويل تكوين المخـزون السلعى الذى تطلبه حاجة‬
‫مبيعاتهم ‪ .‬ثم كان األعتقاد أن هذه البنـو ك يمكن أن تمنح القروض القصيرة األجل للمزارعين ألغراض مشابهه ولمواجهة المصاريف الجارية‬
‫للزراعة وتكاليف تسويق المحاصيل ‪ ،‬ولما نمت الصناعه فان هذه النظرية تطورت فاصبحت هذه البنـوك تقوم بعقد القروض القصيرة األجل‬
‫للمنتجين لسداد األجور وتمويـل المخزون وسد أحتياجات رأس المال العامل ‪.‬ولهـذا تقـوم البنـوك التجارية حالي اﹰ بمنح القروض القصيرة األجل‬
‫سواء أكانت قروضـ اﹰ تجارية أو صناعية أو زراعية ‪ ،‬ثم أمتد هذا النشاط ولم يعد يقتـصر نشاط االقراض على المنشآت األقتصاديه‪ ،‬بل أمتـد‬
‫الـى أقـراضالمستهلكين والم وظفين والمؤسس ات الحكومي ه ‪ .‬وأصـبحنا نجـد أن الكثير من البن وك التجاري ة تمتل ك أص والﹰ ذات عائـد يتـراوح‬
‫مـدةأستحقاقها من ي وم الى ره ون طويل ه األج ل وك ذلك سـندات طويلـةاألجل ‪ ،‬ه ذه األص ول يتم الحص ول عليه ا مباش رة من العام ه والبعض‬
‫األخر من سوق النقود‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬قبول الودائع ‪-:‬‬


‫ان الودائع قوام حياة‬
‫البنوك التجارية والتى تكون المصدر الرئيسى الموالها ‪ ،‬حيث تقوم هذه البنوك بقبول الودائع من عامة االفراد ومن الشركات ومن المؤسسات‬
‫من خالل فتح حسابات الودائع لعمالئها وتحويل النقود الحاضرة الى ودائع ‪ .‬والودائع فى نفس الوقت من خلق الجهاز المصرفى ‪ ،‬فهى‬
‫مصادر لالموال بالنسبة لبنك بمفردة وهى نتاج النشاط بالنسبة لمجموعة البنوك متضافرة ‪ .‬والودائع هى ابهى صور االئتمان ‪ ،‬فما هى اال‬
‫تعهد مصرفى بالدفع وهى على انواع شتى ‪ ،‬فهناك الودائع بالعملة المحلية والودائع بعمالت اجنبية ‪.‬‬
‫والودائع اما ان‬
‫تكون ‪-:‬‬
‫أ – ودائع تحت الطلب ‪ Demand Deposits‬او ما يعرف بالحساب الجارى وهى الودائع التى تتيح لصاحبها حق سحب جزء منها ‪ -‬او‬
‫سحبها كلها – فى اى وقت يشاء ‪ ،‬ومن الممكن ان يتم السحب فى شكل سحب نقدى ‪ ،‬سحب بشيكات او تحويل مباشر لحسابات اخرى‪.‬‬

‫واهم خصائص هذه الودائع او هذا الحساب هو‪-:‬‬


‫‪- ١‬ان هذه الودائع قابلة للدفع بواسطة البنك عند الطلب ‪ ،‬وللعميل الحق بالسحب من حساب الودائع بواسطة الشيكات‪.‬‬
‫‪- ٢‬يمكن للبنك ان يمنح العميل حق السحب بما يزيد عن مقدار ماله من ودائع تحت الطلب ‪ ، Overdraft‬ويعنى ذلك انه يمكن االتفاق على‬
‫ان تتجاوز قيمة الشيكات المسحوبة ح ﹰدا متفق عليه يتجاوز مقدار الحساب الجارى الدائن للعميل‪ ،‬وعادة فان البنوك ال تقوم بدفع اى فائدة‬
‫على الرصيد الدائن لهذا الحساب ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ان العالقة بين البنك والعميل ‪ ،‬بالرغم من انهـا مـن الناحيـة القانونية هى عالقة بين مدين ودائن ‪ ،‬اال انها من الناحية العملية هى عالقة‬
‫لصي قة اى بمثابة عالقة شخصية مبنية على الثقة والـسرية ‪.‬‬
‫والدفع من حساب الود ائع تحت الطلب – سواء أكان نقداﹰ او بشيكات ‪ -‬يتم فى اى فرع من فروع البنك ‪ ،‬وفى حالة تجاوز العميل لرصيدة‬
‫الدائن ‪ ،‬فان البنك يتقاضى فائدة على الرصيد المدين ‪ .‬اما اذا تجاوز العميل رصيد حسابه الجارى الدائن دون سابق اتفاق بينه وبين البنك ‪،‬‬
‫فان العميل يعرض نفسه للجزاء القانونى المترتب على تحرير شيك بدون رصيد ‪.‬‬

‫وفى بداية عمل البنوك التجارية كانت الودائع الجاريةهى اهم انواع الودائع ‪ ،‬فقد تعددت انواعها واشـكالها مـع تطـور اعمـال الوساطة المالية‬
‫بفضل التقدم التكنولوجى وعادة البنوك تمنح ائتمانها بطريقتين‪-:‬‬

‫الطريقة االولى ‪ -:‬هى ان يقوم البنك بدفع قيمة القرض للمقترضين مرة واحدة او على دفعات فى شكل نقود قانونية من كمية النقود القانونية‬
‫التى فى حوزته من قبل وداخل خزائنه ‪ .‬وفى هذه الحالة يكون كل ما يحدث هو مجرد عملية نقل مبلغ من النقود من حوزة المقترض دون ان‬
‫يطرأ اى تغيير على اجمالى كمية النقود المقروضة التى كانت موجودة من قبل هذه العملية االئتمانية ‪.‬‬

‫الطريق ة الثاني ة ‪ -:‬هى ان يق وم البن ك باعط اء المق ترض الح ق فى ان يس حب علي ه مب الغ فى ح دود قرض ة وذلـك بواسـطة الـشيكات او‬
‫الح واالت‪ ،‬والمق ترض يمكن ه اس تخدام ه ذه المب الغ بواس طه الش يكا ت و الح واالت فى تس ديد قيم ة المبل غ والخدم ة ال تى يري د الحص ول‬
‫عليهـاتماماﹰ ‪ ،‬كم ا ل و اس تخدم النق ود القانوني ة طالم ا ان الش يكات والحواالتك النقود القانوني ة تقب ل وتس تخدم لل دفع والس داد ‪ .‬هن ا نج د مجموع ة‬
‫منالمدفوعات قد تمت دون استخدام النقود القانونية وذلك باستخدا م نقود اخرى خلقتها البنوك هى نقود الودائع اى رصيد المقترض او الودائع‬
‫التى خلقها البنك بقيوده المحاسبية فـ ــى الدفاتر ‪ .‬ولـسنا هنـا بصدد دراسة كيفية خلق البنوك التجارية لنقود الودائع ‪ ،‬فان الهميـة هذه الوظيفة‬
‫سنخصص الفصل التالى للدراسة التفصيلية لها ‪.‬‬

‫وهكذا يتضح خطأ االعتقاد بان مصدر الودائـع المـصرفية الوحيد هو ايداع االفراد ارصدتهم النقدية فى صورة نقود قانونية لدى البنوك ‪ ،‬اذ‬
‫ان الودائع االصلية التى تنشأ لدى هذه البنوك ال تمثـل سوى نسبه محدودة من مجموعة الودائع القابلة للسحب لدى الطلب ‪.‬‬

‫ولما كانت الودائع‬


‫هى المصد ر الرئيسى لالموال فى البنوك‪ ،‬ولما كانت هذه الودائع هى مصدر االقراض واالستثمار ‪ ،‬فان كل بنك يحاول ان ينمى ودائعه‬
‫بشتى الطرق ‪ ،‬اذ ان البنوك التجارية تستطيع ان تنمى ودائعها من خالل دفع فوائد للمودعين وهذه طريقة مباشرة‪ ،‬كما يمكنها تنمية ودائعها‬
‫من خالل فائدة مستترة وذلك بمزيد من‬
‫التسهيالت للمودعين ‪ ،‬مزيد من الخدمات المجانية ‪ ،‬مزيد من الخدمات الرخيصة وربما مكافأت وجوائز او خدمات اخرى متنوعة ‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال تنص معظم القوانين المصرفية على عدم دفع فوائد على الحسابات الجارية خشية قيام منافسة بين البنوك تخل بالنظام المصرفى‬
‫والمالى او بتوجيه االموال الى مدن بعينها او بنوك بعينها ‪ ،‬كما ان منع البنوك من دفع فوائد على الحسابات الجارية يشجعها على التوصل‬
‫الى مصادر جديدة للودائع غير الودائع تحت الطلب ‪.‬‬
‫وهناك العديد من المحاوالت تسعى اليها البنـوك التجاريـة لتنمية الودائع تحت الطلب منها اآلتى ‪-:‬‬
‫يل‬ ‫ة تحص‬ ‫خدم‬ ‫•‬
‫الشيكات المقدمة اليها من عمالئها ‪ ،‬حيث تدخل البنوك فى شبكة قومية لتحصيل الشيكات من خالل ما يعرف "بغرفة المقاصة "‪.‬‬
‫التحوي ل البري دى‬ ‫•‬
‫وال رقمى االلك ترونى لالمـوال ‪ ،‬حيـث تقـوم البن وك التجاري ة بخدمة عمالئها وذل ك بتوف ير نظ ام التحويل لالمـوال س واء بالبري د او بالبرق او‬
‫بالحس ابات اآللي ة (االلكتروني ة) عن طريـق اتص ال اجه زة الكم بيوتر ببعض ها فى البن وك المش تركة فى النظ ام ‪ -٣ .‬االالت المص رفية‬
‫االتوماتيكي ة المعروف ة باس م (‪ ) ATM‬حيـثتقدم مجموع ة كب يرة من الخ دمات المص رفية للعمالء يمكن من خاللهاس حب نقدي ة من الحس ابات‬
‫الجارية او حتى من االعتمادات المفتوحة ‪،‬او ايداع نقدية فى الحسابات الجارية‪ ،‬ايـداع شـيكات للتحـصيل ‪ ،‬تحويل اموال لحسابات اخرى ‪ ،‬دفع‬
‫اقس اط ‪ ،‬او طلب رص يد لحس اب او كش ف حس اب التعام ل م ع ه ذه اآلل ة من خالل اسـتخدام العميـل بطاق ة بالس تيكية م دون به ا رقم الحس اب‬
‫وتاريخ صـالحية البطاقـة وبيانات اخرى ‪ ،‬وهذه الخدمة توفر وقت العميل علـى الـشباك‪ ،‬او تقديم هذه الخدمه فى غير ساعات العمل او فى‬
‫مكان ليس به فـرع للبنك‪.‬‬
‫تح اول بعض البن وك‬ ‫•‬
‫التجارية محاسبة اصحاب الحسابات الجارية باتعاب عن الخدمات المصرفي ة اقل مما تحاسب عليه اآلخرين الذين ليس لهم حسابات جارية ‪،‬‬
‫خاص ة اذا ك انت حس اباتهم الجاريـة ذات ارص دة كب يرة ومجم دة او قليل ة الحرك ة ‪ ،‬ويعت بر ه ذا الف رق ن وع من الفوائ د غ ير المدفوع ة بش كل‬
‫مباشر الصحاب الحسابات الجارية ‪.‬‬

‫ان البن وك التجاري ة‬ ‫•‬


‫عندما تقوم باختيار اما كن لفروعها بحيـث تستطيع ان تصل الى العمالء وتكون قريبة منهم ‪ ،‬فهذه الحدمة لهـا بعدين لراحة العمالء ‪ ،‬االول‬
‫ه و س هولة الص رف واالي داع والثـانى ه و س هولة القي ام بالخ دمات المص رفية االخ رى وسـهولة االتـصال بالمس ئولين فى البن ك لتنفي ذ االم ور‬
‫المعق دة او غ ير الروتيني ة ‪ ،‬وذ لـك من خالل اس تخدام الحاس بات اآللي ة فى ص رف الش يكات مـع عـدممضاهاة امض اء العمي ل على الش يك ‪،‬‬
‫لالمضاء المحفوظة لدى البنك ‪ ،‬وهكذا اصبحت البنوك تعلن عن نفسها بانها " بنوك كل الخدمات "‪.‬‬

‫تق دم بعض البن وك‬ ‫•‬


‫خدمات خاصة مثل فتح حسابات بارقام دون ان يكون اصحابها معروفين للغير ويطلق عليها حسابات سرية وهذا النظام ابتكرته بعض البنوك‬
‫الس و يس رية وفى هـذه الحالـة يكـون اص حاب ه ذه الحس ابات غ ير مع روفين اال لم دير البن ك او لمـساعدة ويك ون التعام ل معهم ب رقم الحس اب‬
‫فقط ‪.‬وقد تنتقـل البنـوك الـى عمالئها فى منازلهم ومعهم قيمة الشيكات او خطابات ا لضمان التـى طلبوها بالتليفون ‪ ،‬وهذه الخدمات ال تقدم اال‬
‫لعمالء معي نين بالـذات تك ون حس اباتهم الجاري ة كب يرة م ع البن ك ‪ .‬كم ا تس عى بعض البنـوك الى ت أجير خزائنه ا برس وم اق ل الولئ ك ال ذين‬
‫يحتفظون بحسابات كبيرة ‪ ،‬الى غير ذلك من الخدمات المصرفية و المالية ‪.‬‬

‫داي ا‬ ‫ديم ه‬ ‫تق‬ ‫•‬


‫ومكاف أت فى المواس م لعمالئه ا ‪ ،‬كم ا تس عى كث ير مـن البن وك للقي ام ب برامج دعاي ة من خالل دع وة الص حفيين ورج ال االعالم لتش جيعهم عن‬
‫الكتاب ة عنه ا وتص وير حلق ات خاص ة به ا ‪ ،‬كم ا تـسعى بعض البن وك الى اس تخدام البري د المباش ر من خالل ارس ال خطابـات لعمالء ج دد‬
‫لتعريفهم بخدمات البنك‪٠‬‬

‫ب‪-‬الودائع الجل ‪ Time Deposits‬وهى ودائع محددة المـدة ‪،‬ومستندها هو قيد فى دفاتر البنك التجارى ‪ ،‬وتكفل لـصاحبها حـقالحصول على‬
‫فائدة يختلف سعرها باختالف االجل ‪ ،‬وقد يكون هذاالسعر ثابتاﹰ او متغيراﹰ ‪.‬‬
‫واهم‬
‫خصائص‬
‫معينة لكى يشجع اصحاب التوفير الى التحويل الـى شهادات االيداع ذات االستحقاق المحدد ‪.‬‬
‫واذا كانت شهادات االيداع هى اهم االشكال الجديـدة التـى ابتدعت فى عالم الوساطة المالية للحصول على االموال ‪ ،‬حيث يعتبر البنك االهلى‬
‫المص رى اول من ابتك ر ش هادات االسـتثمار ‪ .‬وحاليـاﹰ هن اك اح دث اال بتك ارات فى ه ذا المج ال ‪ ،‬ن ذكر نوع ان لحس ابات ذات اوام ر الـسحب‬
‫)‬ ‫المـشروطة والمعروفـة باسـم حـسابات‬
‫‪ )Negotiable order of withdrawal now‬وهى ودائـع ادخارية تستحق فائدة وتعطى لصاحبها الحق فى السحب عليها باوامر البنك‬
‫وهى من الناحية العملية فى حكم الشيكات ‪.‬‬

‫اما النوع الثانى وهو حـسابات خـدمات التحويـل التلقـائى )‪ Automatic Transfer Services (ATS‬وهى حـسابات تكفل لصاحبها وضع‬
‫رص يد معمالت فى حس اب ادخـار بفائـدة ‪ ،‬بحيث يتم تحوي ل مقاب ل الش يكات ال تى يكتبه ا ص احب الحـساب الـى حس اب ج ار ى ل دفع قيم ة‬
‫الشيك المسحوب بطريقـة تلقائيـ ة ‪ ،‬وال يكون هناك سحب على المكشوف‪.‬‬

‫ج – الودائ ع االئتماني ة ‪-:‬وهى ليس ت نتيج ة اي داع حقيقى ‪ ،‬وانمـاهىناشئة عن فتح حس ابات ائتماني ة ‪ ،‬واس تخدام ه ذا االئتم ان من جانـباالفراد‬
‫والمشروعات للقيام بنشاطهم االقتـصادى ‪ ،‬واحتمـال تقـدماصحاب الشيكات المسحوبة على هذه الحسابا ت للمطالبة بسداد قيمتها‬
‫‪.‬‬

‫وباالضافة الى حساب الودائع تحت الطلب وحساب الودائـع الجل والودائع االئتمانية ‪ ،‬فان هناك انواع اخرى من الحسابات التى يقوم البنك‬
‫بفتحها للعمالء ‪.‬‬
‫حس ابات الق روض‬ ‫•‬
‫‪ ، Loan Accounts‬ان سـحب العميـل لمبالغ تزيد عن مقدار رصيدة الدائن فى الحساب الجارى ‪ ،‬انما هـو احد الوسائل المضادة القراض‬
‫النقود ‪ ،‬ولكن فى كثير من االحوال ما يقوم البنك باقراض العمالء مبالغ محددة وذلك عـن طريـق قـتح حسابات القروض ‪ ،‬وفى هذه الحالة ف ان‬
‫الحساب الجـارى للعميـل يصبح دائنا بمقدار رصيد هذا القرض ‪ ،‬ويتم حساب الفائدة المست حقة على مبلغ القرض على اساس يومى ‪ ،‬وعادة‬
‫فان سداد القرض انمـا يتم دورياﹰ وذلك عن طريق تحويل مبالغ ثابتة من الحساب الجـارى للعميل الى حساب القرض‪.‬‬
‫حسابات القروض الشخـصية ‪Personal Loan Account‬‬
‫‪ ،‬وال تى تتميز بع دم وجود ضمان مطلوب له ذه القـروض ‪ ،‬كمـا ان الترتيبات يتم اع دادها لسداد الق رض م ع الفائ دة وذل ك علـى اقـساطشهرية‬
‫متساوية وذلك خالل فترة معينة يتفق عليها مسبقا – ومثل هذهالحسابات يكون الغرض االساسى منها تمويل بعض نفقات االفـرادفيما يتعلق‬
‫بشراء السيارات واالثاث واالدوات المنزلية المختلفة ‪.‬‬

‫‪-٣‬نظام االئتمـان الـدا ئر ‪ ، Revolving Credit Schemes‬حيث تقدم بعض البنوك التجارية هذا النظام الذى يتـضمن قروضـاﹰ تدفع بواسطة‬
‫اقساط شهرية منتظمة ولكن هذا النظام يختلف عن بقية القروض التى تسدد باالقساط من ناحيتين ‪-:‬‬

‫اوالﹰ ‪ :‬ان المقترض ليس من الضرورى ان ي حـ صل علـى مقـدار القرض منذ البداية ‪.‬‬
‫ثاني اﹰ ‪ :‬كلم ا ادى الس داد الى نقص مديوني ة المق ترض ‪ ،‬ف ان االخيـر يس تطيع ان يق ترض ليعي د الق رض الى ح ده االقص ى ه ذا بش رط ان ال‬
‫تتجاوز مقدار مديونية المقترض حد المديونية المتفق عليه مسبقﹰا ‪.‬‬

‫‪-٤‬حس ابات الميزاني ة ‪ ، Budget Accounts‬ففى انجل ترا مثالﹰ‪ ،‬بعض البن وك ق دمت ه ذا الحس اب ال ذى يمكن عمالء البن ك من االف راد من‬
‫معادلة وموازنة االنفاق الشخصى على الكهرباء والمياه والتأمين على السيارة ومصاريف المدارس ومـصاريف المالبـس الـصيفية والشتوية ‪...‬‬
‫الخ‪ ،‬فكل هذه المصاريف يحسب مقدارها فـى الـسنة ويقوم العميل بالسداد من هذا الحساب عندما يحل ميعاد استحقاق هذهالمدفوعات ‪ .‬وفى‬
‫نفس الوقت ‪ ،‬فان العميل يقوم كل شهر بتحويـل‪١/١٢‬من المقدار الكلى لهذه المصاريف المقدرة عن السنة وذلك منحسابه الجارى ‪ ،‬بحيث انه‬
‫بعد مضى ‪ ١٢‬شهراﹰ فان كل مقدار هذهالمصاريف تكون قد سددت ‪.‬‬
‫ﹰثانيا ‪ :‬خلق النقود ‪-:‬‬
‫احد الوظائف الهامة التى تميز البنوك التجارية عن غيرها من المؤسسات المالية االخرى ‪ ،‬وهى ا ن هذه البنـوك ال تـستطيع ان تخلق النقود او‬
‫تمحوها ‪ .‬حيث سبقت االئارة عـن ان االمنـاء قـد اكتشفوا ان جزءاﹰ فقط من المبالغ المودعة لديهم هو الذى يتم سـحبه فى اى لحظة‪ ،‬وان هذا‬
‫ات اح لهم ان يحتفظ وا باحتي اطى ج زئى ‪ ،‬ب دالﹰ من االحتي اطى الكام ل لمواجه ة طلب ات الم ودعين بالس حب ‪ ،‬وه ذا فتح الطري ق لخل ق نق ود‬
‫مصرفية تعادل عدة اضـعاف الموجـود مـن احتياطيات لدى الجهاز المصرفى ‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬نفترض ان الخبرة قد علمت البنوك ان‬
‫واح داﹰ فق ط من ك ل خمس ة جنيهـات هـو ال ذى يتم س حبه فى اى وقت ‪ ،‬ف ان البنـوك لكـى تقابـل طلبـات الم ودعين بالس حب دون ت أخير او‬
‫مماطل ة ‪ ،‬عليه ا ان تحتف ظ باحتي اطى يع ادل ‪ % ٢٠‬من قيم ة الودائ ع القائم ة ‪ ،‬واذا افترض نا ان االفـراد ال يحتفظ ون بأي ة نق ود س ائلة خ ارج‬
‫الجهاز المصرفى وبالتالى لن يكون هناك تسرب للسيولة من البنوك ككل ‪ .‬فما يسحب من احدها البد ان يعاد ايداعة فى بنك آخر ‪ ،‬ولنفترض‬
‫كذلك ان البنوك فـى سـعيهالتعظيم االرباح ‪ ،‬تقوم باقراض كل ما يزيد على المبـالغ المطلوبـةكاحتياطى وانها دائما تجد من يقترض ‪ .‬وسيتضح‬
‫ذلك بالتفصيل فىالفصل التال ى عن اهمية وظيفة خلق النقود للبنوك التجارية ‪ ،‬اال انه يمكننا اعطاء مثال بسيط لتصور هذا الخلق ‪ ،‬فاذا كان‬
‫هناك شخص باع سندات حكومية بمبلغ ‪ ١٠٠٠‬جنية ‪ ،‬واستلمها نقداﹰ مقابل تخليـه للبنك المركزى عن هذه االوراق المالية ‪ ،‬ما الذى سيفعلة‬
‫بهذا المبلغ؟ دعنا نتصور ان ه تخلص من هذه االوراق التى لديه تحـسباﹰ لظـرف طارئ قد يحتاج فيه الى السيولة ‪ ،‬ولكنه ال يعرف متى على‬
‫وجـه التحديد‪ ،‬لذلك فهو يقوم بايداع هذا المبلغ تحت الطلب فى بنكه وليكن بنك مصر ‪ ،‬فماذا يفعل بنك مصر بهذا المبلغ ؟ بالطبع لن يحتفظ‬
‫به كله فى خزائنة ‪ ،‬النه لو فعل ذلك لما حقق اى عائد وبالتالى سيسوء مركز ادارة البنك فى نظر مالكه ( حملة االسهم ) ‪ ،‬لذلك فان البنـك‬
‫سيس عى الس تثمار اك بر ق در من ه ذه الوديع ة فى اح د االص ول ال تى ت در عائ دا ‪ ،‬لكن ة لن يس تطيع اس تثمار مبل غ الوديع ة بالكام ل ‪ ،‬فهـو ملـزم‬
‫بموجب القانون باالحتفاظ بالخمس على االقـل (اى ‪ ٢٠٠‬جنيهـاﹰ ) لمواجهة طلبات المودعين بالسحب ‪.‬‬
‫د‬

‫د‬

‫م‬ ‫الخص‬ ‫•‬


‫‪ -: Discounting‬وهى تعتبر طريقة خاصـة لالقتراض ذات خصائص معينة ‪ ،‬وقد ال يعترف بها من اول وهلة على انها عملية ا قتراض ‪،‬‬
‫اال ان فى جوهرها شـكلمن اشكال االقتراض ‪ .‬والقرض يتم فى هـذه الحالـة عـن طريق تقديم العميل الكمبيالة ‪ Bill of Exchange‬او السند‬
‫االذنى ‪ Promissory note‬الى البنك الذى يقوم بـاقراض العميل الق يمة االسمية لهذه االوراق بعد ان يتقاضـى البنـك مصاريف خصم هذه‬
‫االو راق ‪ .‬وتكون هذه االوراق بمثابـة ضمان للقرض ولذلك يطلب البنك من العميـل تظه يرهـذه االوراق ‪.‬‬

‫ان الق رض ع ادة م ا‬ ‫•‬


‫يكون لفترة قصيرة على اساس ان الكمبياالت والسندات االذنية انما هى اوراقﹰا تجارية تمثل عمليات تجارية ومتعلقة برأس المال العامل ‪.‬‬
‫ان ه ذه الق روض‬ ‫•‬
‫تتـصف بالتـسييل الـذاتى ‪ ، Self- liquidating‬بمعنى ان سداد القيمة االسمية لهـذه االوراق فى ميعاد االستحقاق انما هى بمثابـة سـداد‬
‫للقرض ‪.‬‬

‫ان البن ك يس تطيع ان‬ ‫•‬


‫ينظم محفظة االوراق ‪ ،‬بحيـث ان بعض هذه اال وراق انما تكون مستحقة تقريب اﹰ كل يـوم ‪ ،‬وبذلك يحقق الخاصية المرغوبة وهى اسـتمرار‬
‫دوران االرصدة ‪.‬‬
‫ان ه ذا الن وع من‬ ‫•‬
‫االقـراض يتـصف باالمـان نظـراﹰ للمس ئولية القانوني ة لجميع االطراف ‪ ،‬فاسماء قابلى الورقة واسم الساحب انم ا هم ضمان للعمي ل المقتـرض‬
‫والـذى يوقع بدورة الورقة لتظهيرها لصالح البنك ‪.‬‬

‫الق روض المباش رة‬ ‫•‬


‫‪ -: Direct Loans‬وس واء كانـت قروض اﹰ طويل ة االج ل او قص يرة االج ل من الممكـن ان يق وم البن ك بمنحه ا مقاب ل ض مان وذل ك للتج ار‬
‫والمنتجين ‪ ،‬وهنا يقوم البنك بدور الوسيط بين المدخرين والمقترضين ‪ ،‬فالبنوك تقوم بتوظيف رأس ا لمال العاطل فى اغراض انتاجية وبذلك‬
‫فهى ال تؤثر على حجم رصيد النقود ولكن ايضاﹰ على الكيفية التى يتم بها توزيـع هـذه االرصـدة وبالتالى تؤثر على توجيه الموارد االقتصادية‬
‫للمجتمـع وهكذا تلعب دوراﹰ هامﹰا فى تحديد النشاط الكلى للمجتمع‬
‫‪.‬‬

‫رابعا‪ - :‬استخدام نظام الشيكات ‪-:‬‬


‫تق دم البن وك التجاري ة خدم ة هام ة وذل ك بتوف ير وس يط فىالتب ادل غ ير مكل ف ه و الش يكات ‪ ،‬ففى العص ر الح ديث فـانالصفقات التجاري ة يفض ل‬
‫اتمامها عن طريق الشيكات فهـى اكثر مالءمة من السداد النقدى‪ ،‬حيث يعتبر الـشيك اكثـر ادوات االئتمان تقدماﹰ ‪ .‬وفى حدود العالقة الق ائمة‬
‫بين البنـك والعميل ‪ ،‬فان هناك واجباﹰ على البنـك ان يقبـل الـشيكات المسحوبة عليه بواسطة عميلة وذلك فى حدود الرصيد الدائن لهذا العميل او‬
‫فى حدود الحد االقـصى لتجـاوز رصـيد الحساب الدائن ‪ .‬واحد الشروط الالزم توافرها فى الشيك هو ان يكون غير مشروطاﹰ ‪ ،‬فاذا كان امر‬
‫الدفع معلقاﹰ على شرط معين ‪ ،‬فان هذا المحرر ال يعتبر شيكاﹰ ‪ ،‬كما انه يجـب ان يكون هذا االمر كتابة ‪.‬‬

‫خامساﹰ‪ :‬المعامالت الدولية ‪-:‬‬

‫درى‬ ‫تمكن مص‬ ‫•‬


‫البضاعة من الحصول علـى ث منهـا باسرع ما يمكن بعد تصدير البضاعة ‪.‬‬
‫توردى‬ ‫تمكن مس‬ ‫•‬
‫البضاعة من تأجيل الدفع حتى يـتم تسليمها‪.‬‬
‫ار من‬ ‫تمكن التج‬ ‫•‬
‫تأجيل الدفع حتى يحـصلوا علـى ثمنها‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق خصم الكمبيـاالة او تحويلها‪٠‬‬
‫ولهذا ففى المعامالت الدولية فـان امـا المـصدر او المس تورد س يتعامل بعملت ه تارك اﹰ للطرف االخـر ان يتحمـل مخ اطر الص رف االجنبى ‪٠‬‬
‫ولذلك فالمستورد يفضل ان يحدد مقدار مسئولية من يستطيع على ضوء ذلك ان يحدد الـسعر الذى سيتم به شراء البـضاعة المـستوردة‪ ،‬وبالمثـل‬
‫فـان المصدر يرغب فى تحديد مقدار ايراداته من المبيعات النه قد يتحمل خسارة ما فى حالة انخفاض قيمة العملة االجنبية ‪ ٠‬كما يقوم البنك‬
‫بدروه بحماية موقفه ضد الخسارة التى قد تترتب على تقلبات سعر الصرف على الوجه األتى‪:‬‬

‫تغطي ة ك ل عملي ة‬ ‫•‬


‫شراء بعملية بيع فورية‪ ،‬وكل عملية بيع بعملية شراء فورية‪٠‬‬
‫االحتفاظ بقدر محدود‬ ‫•‬
‫من االرصدة العاملة فى حسابات البنك بالخارج‪٠‬‬
‫والمعامالت الدولية تتم عن طريق اما حسابات نقـودالعمالء المحتفظ بها فى الخارج ( ‪ ، ) CMHA‬والدفع منهذه الحسابات انما يتم بواسطة‬
‫النبك نيابة عن العميل ويكونذلك عن طريق التحويل بالبريد او التلغراف او عن طريـق اصدار الحواالت‪ ،‬او عن طريق الكمبياالت الدولية‪،‬‬
‫وهـى اكثر الطرق اهمية فى مجال تمويل الصادرات هى تحصيل وتداول الكمبياالت‪٠‬‬

‫والكمبي االت ال تى تـستعمل دوليـاﹰ يمكـن تقـسيمها الىكمبي االت مص رفية ‪ Bank Bills‬وكمبيـاالت تجاريـة ‪ ، Trade Bills‬ام ا الكمبي االت‬
‫المص رفية فانمـا تـستعمل بدرج ة كب يرة فى تس ويق المـديوني ات الدوليـة عنهـا فـى المع امالت الداخلي ة‪ ،‬بينم ا الكمبي االت التجاريـة هـى التـى‬
‫تسحب بواسطة منشأة تجارية او تاجر فرد على منشأة اخرى او تاجر اخر وعادة ال تتداول فى اى سوق خـصم وانمـا يتحملها البنك ويقوم‬
‫بتحصيلها والذى يقوم بشرائها من المالك االول‪٠‬‬

‫وهناك ايضا نظام القبول ‪ System of acceptances‬والذى يكون مناسبأ من وجهه نظر البنك‪ ،‬حيث نـارداﹰ مـا يتخلى البنك عن نقود فعلية‪،‬‬
‫حيث تكون العملية كلها مبنيـة على االئتمان المصرفى وليس على اساس الـدفع النقـدى ‪ ٠‬ويقوم البنك بتقاضى عمولة نتيجة الستخدام السمعة‬
‫التى تمتع بها‪ ،‬ويحصل ال بنك على عمولة قبول نظير السماح باستخدام اسمه وسمعته‪ ،‬والتكاليف الكلية للتمويل بالنـسبة للـشركات التجارية‬
‫تتك ون من عمول ة القب ول ال تى يحص ل عليه ا البنـك مض افاﹰ اليه ا تكلف ة خص م الورق ة ‪ ٠‬وفى بعض االحي ان تكـون ه ذه الوس يلة ارخص من‬
‫الحصول على قرض عـادة مـن البنك‪ ،‬والميزة هى ان قبول البنك انما يكون بمثابة اقـراض السمه بدالﹰ مالبنوك التجارية هى مؤسـسات نقديـة‬
‫تستخدم ودائعها تحت الطلب كوسيلة للسداد‪ ،‬باالضافة الـى انها تقبل الودائع الجل والودائع االدخارية‪ ،‬كما تقوم بتمويل التجارة فهى تقوم بمـنح‬
‫القـروض الزراعيـة والعقاريـة وقروض المستهلكين وتدريجياﹰ فقد اتس عت االنشطة التمويليةلها لتشمل االستثمارات والخدمات المالية االخـرى‬
‫‪ ٠‬هـذاباالضافة الى وظائفها النقدية والتجارية ‪ ٠‬اما بنوك االدخـار فهى مؤسسات متخصصة تقبل فقط الودائع االدخارية‪ ،‬وكما نعرف ان احد‬
‫مصادر القروض فى النظام المصرفى نـاتج من الخلط بين الودائع تحت الط لـب والودائـع االدخاريـة وعندما تقوم بنوك االدخار بعقد قروض‪،‬‬
‫انما تقوم باقراض ارصدة موجودة فعالﹰ سبق ان اودعت لـديها‪ ،‬امـا البنـوك التجارية فتقوم باقراض االئتمان حيث يترتب على القـرض وديعة‬
‫تحت الطلب‪ ،‬وبذلك تكون البنوك التجارية قد خلقـت وسيلة للدفع‪٠‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫خلق االئتمان واعدامه‬

‫منذ انشاء البنوك من القرن السابع عشر‪ ،‬وظهور نظام االئتمان‪ ،‬فان معظم مدفوعاتنا انما تـتم بواسـطة الودائـع المصرفية‪ ،‬واالكثر اهمية ان‬
‫نشأة البنوك جعل من الممكـن للم رة االولى تحقيق الرقابة الرش يدة على النقـود والـسياسة النقدية ‪ ٠‬وحتى اختراع خلق االئتمان المصرفى‪ ،‬لم‬
‫يكن هن اك الوس يلة ال تى يمكن بواس طتها تحقيـق مرونـة فـى توسـع وانكم اش النق ود وال تى يمكن بواس طتها مواءم ة اس عار الفائـدة بلط ف تبع اﹰ‬
‫للحاج ة الى االئتم ان ‪ ٠‬وح تى بع د ان تـم انـشاء البن وك التجاري ة الحديث ة فى الق رن الث امن عش ر‪ ،‬فان ه لم يكـن من الممكن ايج اد سياس ة نقدي ة‬
‫موح دة‪ ،‬حيث ك ان ه ذا يتطلب االنتظ ار ح تى المرحل ة الثاني ة من تط ور النظـام المـصرفى والخ اص بانش اء البن وك المركزي ة ال تى له ا س لطة‬
‫الرقابة على جميع البنوك التجارية المتنافسة‪٠‬‬

‫ما هو االئتمان ؟‬

‫وسنبدأ دراستنا لخلق الودائـع المـصرفية‪ ،‬بدراسة نشأة نظام االئتمان وادواته‪ ،‬حيث نـشأ هـذا النظام تدريجياﹰ وبطيئاﹰ‪ ،‬فان عمل البنـوك‬
‫هـو فـى االصل شراء وبيع االئتمان‪ ،‬وادوات االئتمـان هـى رصيد السلع التى يتم االتجار فيها‪ ،‬وايـضاﹰ ‪ ،‬علـى اساس االئتمان الذاتى للبنوك‪،‬‬
‫فـان البنـك اصـبح يس تطيع خلق النق ود كما يمكن تحو يلها بواس طة ادوات االئتم ان‪ ،‬حيث معظم النـشاطات االقتـصادية لهـا وجه ان‪ ،‬فلو ك ان‬
‫هن اك ص فقة‪ ،‬فالبد وان يك ون هن اك ب ائع ومش ترى‪ ،‬مالك ومس تأجر‪ ،‬رب عمل وموظ ف‪ ،‬انف اق نق ود ودخـل مـن النقـود‪ ،‬وكـذلك الحـال‬
‫ايضا جنية من الم ديو نية يخلق ولكل اصل دائن هن اك خصم م دين‪ ،‬ف اذا لم يكن هن اك‬
‫ﹰ‬ ‫بالنس بةلالئتمان‪ ،‬فلكل جنية من االئتم ان يخل ق‪ ،‬هن اك‬
‫مقترض‪ ،‬ما كان يمكن ان يكون هنا مقرض‪٠‬‬
‫وهن اك اعتق اد غ ريب ل دى تفك ير الكث يرين فيم ا يتعل ق باالئتم ان (الدائني ة والمديوني ة )‪ ،‬ف الكثيرون يعتق دون ان المديوني ة انم ا هى عبء‪ ،‬ش ئ‬
‫يض عف او يعم ل على ت أخير االقتص اد الق و مى‪ ،‬وفى نفس ال وقت ينظ رون الى الدائني ة على انه ا ش ئ مفي د حيث هـو شـريان الحيـاة للتج ارة‪،‬‬
‫حيث تزداد الودائع المصرفية‪ ،‬ولكن يصيبهم القلق عنـدما يعلمون ان الحكومة او منـشأت االعمـال او المـستهلكين تـزداد مديونيتهم‪ ٠‬وهذا الخلط‬
‫والقلق ينشأ من اختالف وجهه نظر الفرد ما اذا كان دائن اﹰ او مديناﹰ‪ ،‬اما بالنسبة للمجتمع ككل‪ ،‬فان هذه المدفوعات كلها تلغى بعضها البعض‬
‫حيث ان فكرة االئتمان هى انـه يجـب ان يكون هناك طرفين التمام الصفقة‪ ،‬المقترض هو المدين‪ ،‬والمقـرض هو الدائن‪ ،‬فاالئتمان (المديونية)‬
‫يتضمن اعطاء واستالم سلع او قـوة شرائية االن فى مقابل وعد باستالم ( سداد ) السلع او القوة الشرائية فى تاريخ الحق ‪ ٠‬واالئتمان عادة ما‬
‫يعبر عنه بالوحدات النقدية‪ ،‬فقد يكون هدف المقترض هو المضاربة‪ ،‬او التوسع فى نشاط االعمال او سداد اجور او ربما شراء بعض االدوات‬
‫المنزليـة والـذى يتحقـق بالحصول على قرض نقدى ي سدد نقداﹰ فى تاريخ االستحقاق مع الفوائد المستحقة‪٠‬‬

‫وهناك اربعة معايير يجب ان تراعى فى االئتمان وهى ‪:‬‬


‫أوالﹰ‪ :‬الشخص ية ‪ ، Character‬اى يجب التحق ق عـن تـاريخ الم دين فيم ا يتعل ق بموقف ه تج اه التزامات ه فى مواعي د اس تحقاقها‪،‬معرف ة ج وانب‬
‫اخرى من شخصيته‪ ،‬ان يكون مقام راﹰ مـثالﹰ اوسجله فى الشرطة‪ ،‬اصدقائه ومراكزهم المالية واالجتماعية‪ ،‬اوحاالت االفالس الشخصية‪٠‬‬
‫ثانياﹰ‪ :‬المقدرة ‪ Capacity‬وقدرته على السداد‪ ،‬ولذلك فان الدائن عليه ان يدرس مقدار الدخل المنتظر للمدين‪٠‬‬

‫ثالث اﹰ‪ :‬رأس الم ال ‪ Capital‬حيث يش ير الـى صـافى حقـوق المس اهمين‪ ،‬إذ يطلب ال دائن بعض الق وائم المالي ة وذل ك اليض اح مق دار م ا ه و‬
‫مملوك ومقدار ما هو مدين به مقدم الطلب ‪ ٠‬فمث ﹰال رجل االعمال الذى توضح قوائمه المالية ان مقـدار صـافى حقوق المساهمين هو نصف‬
‫مليون جنية يكون فى مرتبة اعلى من حيث المركز االئتمانى بالمقارنة برجـل ا عمـال توضـح قوائمه المالية ان صافى حقوق المساهمين هـى‬
‫ربـع مليـون جنية‪٠‬‬

‫رابعاﹰ‪ :‬الضمان ‪ Collateral‬ففى بعض االحيان قد يطالـب المدين بتقديم ضمان للقرض يسهل فيما بعد بتسييله‪ ،‬وقد يكون مقدار القرض‬
‫اكبر ومدة استحقاقه اطول وسعر الفائدة اقل من خالل تقديم الضمان الكافى‪٠‬‬

‫انواع االئتمان المختلفة ‪-:‬‬


‫اذا اردنا تقسيم االنواع المختلفة من االئتمان‪ ،‬فاننا نجد علـى االقل اربعة اقسام سنذكرهم بايجاز‪:‬‬
‫‪ -٣‬االنت اج مقاب ل االس تهالك‪ ،‬حيث يتوق ف الن وع االول لالئتم ان على م ا اذا ك ان بغ رض االنت اج او بغ رض االسـتهالك‪ ،‬وال شـك ان البن وك‬
‫التجارية تهتم اوالﹰ بذلك االئتمان الـذى يكـون بغـرض االنتاج‪ ،‬اال انه فى القرن العشرين ازدادت القروض االستهالكية اهمية فى كثير من دول‬
‫الع الم‪ ،‬نتيج ة الزدي اد االدوات الكهربائي ة والس لع االس تهالكية المعم رة والس يارات‪ ،‬كـذلك نتيجـة النمـو المتزاي د الس ريع للمؤسس ات المالي ة‬
‫االخرى وماليـين الجنيهـات التى تقرضها هذه المؤسـسات فـى معظـم دول العـالم الـى المستهلكين‪ ،‬فان البنوك بدأت ليس فقط قبـول مـنح االئتمـان‬
‫االس تهالكى ب ل تس عى جاه دة لمنح ه ذا الن وع من االئتم ان‪ -٤ ٠‬االئتم ان قص ير وطوي ل ومتوس ط االج ل‪ ،‬حيث مـن الممكـن ان يمنح لف ترة‬
‫قصيرة جدﹰا كجزء من اليوم او متوسط االجل حتى ‪ ٥‬سنوات او لمدة طويلة قد تصل الى ‪ ٥٠‬سنة او اكثر‪٠‬‬
‫‪ - ٥‬ائتمان خاص مقابل عام‪ ،‬وهو قد يمنح الى القطاع الخاص فـى االقتصاد القومى‪ ،‬او الى افراد او شركات اعمال‪ ،‬كما انه يمنح للقطاع‬
‫العام بما فى ذلك الوحدات الحكومية علىكافة المست ويات من محلية الى اقليمية الى مركزية‪ ،‬مثالﹰ خالل الحـروب فـان‬
‫الحكومات الوطنية تقترض بشدة‪ ،‬حتى فى وقت السلم‪ ،‬كذلك فىاوقات الكساد‪ ،‬كما تقترض لعدة اغراض منها الطرق ورصـفهااو بناء المدارس‬
‫او الكب ارى ‪ ٠٠٠‬الـخ ‪ ٠‬ويجـب مالحظـة اناالئتم ان ال ذى يمنح للقط اع الع ام يتوق ف اساس اﹰ على المق درة علىف رض الض رائب حيث يمث ل‬
‫امكانيات هذا القطـاع ‪ ٠‬واالئتمـان العام مثله مثل االئتمان الخاص‪ ،‬ما عـدا ان معظـم العمليـات الحكومية ال تنفذ بغرض تحقيق ربـح‪ ،‬فعلـى‬
‫سـبيل المثـال‪ ،‬االرصدة التى تقترضها الحكومة لالنفاق الحربى انما ينظر اليها على انها ائتما ن استهالكى مع ان الفوائد التى تعود على الدولـة‬
‫من تحقي ق النص ر اك ثر اهمي ة بكث ير من المزاي ا المترتبـة علـى انت اج الس يارات والط ائرات الكب يرة وال تى تعتبر ائتم ان انتاجى‪ -٦ ٠‬ائتمان‬
‫مباشر مقابل غير مباشر‪ ،‬فان كثير من االئتمان فى ايامنا هذه نجعله متوافراﹰ مباشراﹰ ‪ ٠‬ولكـن احـد الخـصائص الهامـة للمجتمعات الحديثة هى‬
‫المؤسسات المالية والتى نشأت بغـرض منح االئتمان غير المباشر‪ ،‬فاالرصدة تترك مع بنوك االدخـار التى تحمل مسئولية ايجاد فرص اقراض‬
‫مريحة امنة‪ ،‬وكذلك فان شركات التأمين على الحياة انما تقوم بمنح قدر كبير من االئتمان وكذلك شركات االدخار واالقراض‪ ،‬اال ان اهم هذه‬
‫المؤسسات قد ادى الى زيادة كلية فى الدائنية والمديونية‪ ،‬كذلك هناك اخـتالف اساسى بين االئتمان غير المباشر الذى يمنحه البنـك التجـارى‬
‫واالئتمان غير المباشر الذى تمنحه المؤسسات المالية االخرى‪٠‬‬

‫اشكال االئتمان ‪-:‬‬


‫تنقسم اشكال االئتمان الى قسمين‪:‬‬
‫أوالﹰ‪ :‬االئتمان غير الرسـمى ‪ ، Informal credit‬حيـث انبعض االئتمان يمنح على اساس غير رسمى بدون اثبات فعلـى او قليل منه‪ ،‬حيث‬
‫ان مثل هذا النوع من االئتمان عادة غير قابل للتحويل‪٠‬‬

‫ثاني اﹰ‪ :‬االئتم ان على اس اس المس تندات الرس مية وا لـذى يـسمى ادوات االئتم ان ‪ ، Credit Instruments‬وه ذه المس تندات من ن وعين‪ ،‬ام ا‬
‫وعود بالدفع او اوامر بالـدفع‪ ،‬ومعظمهـم يمكـن تحويلهم بسهولة من حامل الى اخر‪ ،‬وبعضها تكـون جـاهزة للتحويل فهى تستخدم بانتظام كأداء‬
‫للمدفوعات حيث تحل محـل العملة فى كل العمليات ما عدا الصغيرة منها‪ ٠‬وكال النوعين من ادوات االئتمان لهما تاريخ قديم حتى قبل سك‬
‫النق ود حيث ك انت مس تخدمة ومعروف ة ل دى االش وريين والب ابليين‪ ،‬ل ذلك ف ان البن وك التجاري ة والمؤسس ات المالي ة االخ رى تتك ون اص ولهم‬
‫الرئيـسية من ادوات االئتمان المذكورة التى يقومون بشرائها وبيعها‪٠‬‬

‫وتتصف ادوات االئتمان هذه على قابليتها للتداول‪ ،‬فان كال من منشأت االعمال وعامة المستهلكين يعتمدون على االئتمـان‪ ،‬بعـضه ائتمان قصير‬
‫االجل واكثره ائتمان طويل االجل‪ ،‬فعلى سبيل المثـال‪،‬اذا رغبت شركة فى توسيع مصانعها ومعداتها‪ ،‬فان امامهـا ثـالثبدائل عامة‪ ،‬فاما انها‬
‫تستطيع ان تتوسع باعادة استثمار ارباحهـا‪ ،‬اوتقوم بطرح اسهم جديدة لالكتتاب‪ ،‬او انها تقوم بالحصول على ائتمانطويل االجل عن طريق‬
‫اصدار سـندات‪ ،‬وتفـضل الـشركات ذات االرباح المستقرة والقادرة على تحمل مخاطر معقولة فى اقتـراض النقود مثل شركات السكك الحديديـة‬
‫وشـركات الم نـافع العامـة ‪ ٠‬باالضافة الى ائتمان المستهلكين الذى يفيد كال من المنتج والمستهلك‪٠‬‬

‫لذلك يجب وجود رقابة وتنظيم الدارة االئتمان‪ ،‬الن االئتمـان كالنار‪ ،‬خادم خطير لالنسان فنتائجه قد تكون مدمرة‪ ،‬فيجب ان يبقى االئتمان فى‬
‫الحدود االمنة حيث يساهم فى تحقيق الرواج وزيا دة تدفق السلع وزيادة العملة‪ ،‬ولكن اذا ما استمر فى هذا االتجاه فانه قد يخرج عن حدوده‬
‫ويؤدى الى حدوث تضخم الذى عادة ما يتبع بكساد مؤلم ‪ ٠‬وال شك ان مهمة تنظيم ومراقبة االئتمان انما تقع على عاتق البنـك المركزى الذى‬
‫يستطيع ان يفرض رقابة على البنوك التجارية التـى تقوم بمنح االئتمان‪ ،‬وهنا يستطيع البنك المركزى ان يشجع او يقرض ويجبر البنوك على‬
‫تقليص االئتمان‪٠‬‬

‫فعندما تكون الضغوط التضخمية قوية‪ ،‬فان المسئولية االولى انما تقع على الجهاز المصرفى فى احتواء هذه الضغوط وذلك عـن طريق وضع‬
‫الفرامل على التوسع فى منح االئتمان ‪ ٠‬وفـى اوقـاتالركود‪ ،‬فان البنوك تستطيع ان تعيد الى االقتصاد القـومى نـشاطه وذلك عن طريق التساهل‬
‫فى منح االئتمان‪ ،‬وهنا تكمن اهمية الجهاز المصرفى فى االقتصاد القومى التى ليس فقط فى امكانية هذا الجهازعلى توفير االئتمان لتشحيم اله‬
‫االقتصاد ولكن تكمن ايضاﹰ فى سلطته على توفير القوى التى تحقق االستقرار فـى االقتـصاد القـومى ‪ ٠‬وكخالق للنقود وكمؤسسات مالية‬
‫مسيطرة فان البنوك تستطيع بدرجة كبيرة تحديد مقدار االئتمان الذى سيمنح ومن الذى سيحصل على هذا االئتمان ولهذا فان دور البنوك‬
‫رئيسى ومركزى وقرارتهم ذات اهمية كبرى‪٠‬‬
‫د‬
‫وال يخفى بعد ذلك على احد كيف ال تتأتى هذه المقدرة الواسعة على خلق ال ودائع لدى بنك بمفرده‪ ،‬ما لم يكن هذا البنك هـو البنـك الوحيد‪ ،‬اذ‬
‫يتعرض البنك الى انتقال احتياطات نقدية حاضـرة الـى غيره من البنوك عند انشائه ودائع لالفراد على دفاتره بمناسـبة مـا يعقده من قروض او‬
‫ما يشتريه من اوراق مالية فطالما يشترك مـع البنك فى قبول ودائع االفرا د عدد غير قليل من البنوك‪ ،‬فـان لمـن المتوقع ان يسحب االشخاص‬
‫الذين انشئت هذه الودائع لهم شـيكات على البنك لصالح اشخاص يتعاملون مع البنوك االخرى ‪ ٠‬لهذا السبب ال يستطيع البنك الواحد ان يس تثمر‬
‫بصفة عامة ما يتجاوز ما بحوزته بالفعل من نقود او ما لحسابه بالبنوك االخر ى من ودائع ‪ ٠‬ولهذا تزيد البنوك مجتمعه مقدار ودائعها الى‬
‫عدة اضعاف‪ ،‬ايـه زيـادة فـى ارصدتها النقدية لما يتسرب من احتياطى نقدى من بنك الى بنك ثان من خالل قيام البنك االول بعمليات اقراض‬
‫او استثمار يتسرب مـن البنك الثانى الى بنك ثالث بعد ما يستعمله ذلك البنك الثان ى فى زيادة ودائعه من خالل التوسع فى عمليات االستثمار‬
‫واالقتراض ‪ ٠‬وهكـذا تتوالى العمليات وتتوالى تبعاﹰ لذلك زيـادة الودائـع نتيجـة تـسرب االرصدة وتعاقب الطلبات فى داخل النظام المصرفى فى‬
‫مجموعه ‪ ٠‬وهناك نقطتان هامتان يجب التأكيد عليهما حتى نستطيع تفهم اعمـال البنوك التجارية‪-:‬‬

‫‪ -١‬اغلب الودائع تحت الطلب انما هى ودائع مشتقة‪ ،‬اى ودائـع تـم خلقها عن طريق شراء البنك لمستحقات من الديون قبل االخرين‪ -٢ ٠‬ان‬
‫الودائع تحت الطلب التى تخلق للدفع فى مقابل الحصول على هذه االصول‪ ،‬انماهو اضافة صافية لمقدار النقود المعروضة‪٠‬‬

‫ومن خالل تحليلنا للعوامل التى تحدد حجم مـضاعف التوسـع واالنكماش وذلك بواسطة البنك الفرد ‪ ٠‬فالبنك المفرد مثـل النظـام المصرفى ككل‬
‫اال انه يكون معرضاﹰ "لفقد بالغ فـى االحتيـاطى " و" مكسب تابع فى االحتياطى " والى ال ينطبـق بالنـسبة الـى النظـام المصرفى ككل ‪ ٠‬ان البنك‬
‫المفرد قد يتعرض الى تسرب بالغ للنقـود الحاضرة من البنك الى التداول وتدفق فى النقود الحاضرة من التداول الى داخل البنك‪ ،‬كما انه قد‬
‫يكون محل فقد تابع فى االحتياطى للقي امبمدفوعات صافية للبنوك االخرى‪ ،‬كما انه قد حصل كسب تابع فـىاالحتياطى وذلك عندما تقوم البنوك‬
‫االخ رى بم دفوعات له ذا البنـك‪،‬وبس بب ه ذا الفق د الت ابع او المكس ب الت ابع فى االحتي اطى مـن خـالاللمدفوعات الى او المقبوض ات من البن وك‬
‫االخرى‪ ،‬فان البنك الفـرد الذى يحصل على زيادة اولية فى احتياطيه عادة ال يستطيع ان يتوسع فى خلق الودائع وفى الحصول على االصـول‬
‫ذات العائـد بمقـدار مضاعف‪ ٠‬كما انه قد ال يك ون فى حاجة الى احداث انكمـاش فـى ودائعه وفى مقدار اصوله ذات العائد بمقدار مضاعف‬
‫نتيجة الـنقص فى مقدار احتياطياته‪٠‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تعريف ووظائف البنك المركزى‬

‫اشرنا ان المؤسسات التى تعتبـر اشـخاص النظريـة النقدية‪ ،‬هى وحدها القادرة على خلق النقود ( النقود القانونية نقوداﹰ للودائع)‪ ،‬او بمعنى اخر‬
‫هى تلك التى تستطيع ان تحول االصول الحقيقية الى اصول نقدية والعكس‪ ،‬فهى مؤسـسات خالقة للنقود ومحوله لها‪ ٠‬والهدف االساسى من‬
‫وجوده ا ليس س وى تهيئ ة الظ روف لكى ت ؤدى النق ود وظائفه ا وم ا يـستتبع ذل ك من عملي ات نقدي ة ومالي ة ( اق راض‪ ،‬تمويل‪ ،‬واقتـراض ‪٠٠٠‬‬
‫الخ ) ‪ ٠‬ومن مجموع هذه المؤسسات يتكـون الجهـاز المصرفى القتصاد ما‪ ،‬والذى يهـيمن علـى شـئون النقـد واالئتمان فى هذا االقتصاد‪٠‬‬

‫فالبن ك المرك زى كم ا عرف ه " ‪ " R.P. Kent‬ه و المؤسس ة ال تى تلقى عليه ا مس ئولية ادارة التوس ع واالنكم اش فى حجم النق ود وذلـك بغ رض‬
‫تحقيق الرفاهية العامة ‪.‬‬

‫ولذلك فان البنك المركزى هو المؤسسة النقدية التـى تتـولى مسئولية تنظيم عرض النقود وتوفيرها وتكلفتها وذلك كلـه لتحقيـق الصالح العام‪،‬‬
‫حيث ه و المؤسس ة التـى ت كـون وظيفتهـا الرئيـسية المس اعدة والرقاب ة واس تقرار النظ ام المص رفى فى الدولـة بغـرض تحقي ق الص الح الع ام‬
‫للدولة‪ ،‬وعليه فان البنك المركزى انما ينظر اليه على انه السلطة المالية التى تدير بطريقة موضوعية نـشاط جميـعالمؤسسات المالية االخرى‬
‫فى الجهاز النقد‬
‫من التع اري ف الس ابقة يتض ح لن ا م دى اهمي ة الحاج ة الى وجـودالبنك المرك زى‪ ،‬فالنظ ام المص رفى يمكن ه ان يعم ل بانس جام اذا كـان هن اك‬
‫مؤسسة عليا توجه وتنظم اجهزة هذا النظام‪ ،‬وبدونه ال يـصبح هذا النظام شئ سوى مجموعة من الوحدات غير المترابطة كل يتبع سياسته‬
‫المس تقلة وال تى غالب اﹰ م ا تك ون متعارض ة م ع بعض ها الـبعض‪ ،‬فه و الزم لتنظيم انش طة ه ذه البن وك ويجعله ا انظم ة متكاملـة تتفـق والمص لحة‬
‫االقتصادية العامة للدولة‪٠‬‬

‫اهمية البنك المركزى تكمن فى وظيفته فى ادارة الجهاز النقدى للدولة‪ ،‬الن غيابه يضع ادارة الجهاز النقدى فى يد الحكومة والتى ال تستطيع‬
‫ان تق وم بمهم ة ادارة الجه از النقـدى بـنفس كفـاءة البنـك المرك زى لع دم درايته ا ب احوال س وق النق ود والمتطلبـات الواجـب اتخاذه ا فى ك ل‬
‫الظ روف المختلفة‪ ،‬باالض افة الى ان الحكومة قد تتبع سياسة نقدية تتفق مع ميولها السياسية والتى ربمـا تتعـارض مـع المصلحة االقتصادية‬
‫العامة ‪ ٠‬فالبنك المركزى مؤمم فى معظـم دول العالم كى يكون بعيداﹰ عن تأثير االحزاب السياسية‪ ،‬ولذلك فهو جـزء ال يمكن االستغناء عن ه من‬
‫االدارة النقدي ة والمالي ة فى الدولة‪ ٠‬ان البن ك المرك زى منظم ة ذات طبيعة خاص ة ووظائف ه تختلـفعن وظ ائف البن وك التجارية ‪ ٠‬فعلى س بيل‬
‫المثال الب نك المركـزى اليتعامل مع عامة االفراد كما هو الحال بالنسبة للبنوك التجارية‪ ،‬حيثيهتم بتنظيم ورقابة عمليات البنوك التجارية‪،‬‬
‫حيث عادة مـا يكـونمجبراﹰ على عدم منافسة البنوك التجارية فى مقدار االرصـدة التـى يجب ان تحتفظ بها هذه البنوك لدى البنك المركزى وفقـاﹰ‬
‫للقـان ون‪ ٠‬وك ذلك ع دم المنافس ة على مق دار م ا يص دره من اوراق نقدي ة قانوني ة‪ ،‬واال س يكون ق د خ رج عن وظيفت ه كبن ك للبن وك واعتبـاره‬
‫كمقـرض للبنوك التجارية‪ ،‬فهو له سلطة قانونية يستطيع بها ان يجعـل هـذه البنوك تنفذ السياسة النقدية التى يرغبها ‪ ٠‬وفى نفس الوقت هو بنـك‬
‫للحكومة حيث ي قبل الودائع لحساب الحكومة كمـا يقـوم بـاقراض الحكومة‪ ،‬بينما البنوك التجارية تقوم بالوظيفة المصرفية لعامة االفراد عن‬
‫طريق قبول ودائعهم واقراضهم ‪ ٠‬فالبنك المركزى هـو البنـك الوحيد الذى يحتكر اصدار اوراق البنكنوت‪ ،‬ويحتفظ لديه باحتيـاطى الدولة من‬
‫العمالت االجنبية‪ ،‬حي ث قد يستخدمه فى العمل على تحقيق استقرار فى سعر الصرف‪٠‬‬

‫وظائف البنك المركزى‪:‬‬


‫مما سبق يتضح لنا المكانة التى يحتلها البنك المركـزى فـى المجتمع‪ ،‬ولذلك سنقوم بدراسة وتحديد الوظائف التى يقوم بها البنـك المركزى‪،‬‬
‫وعلى ال رغم ان ه ذه الوظ ائف ق د تختل ف من مجتم ع الـى اخ ر‪ ،‬فالوظ ائف ال تى تتطلب من البن ك المرك زى القي ام به ا والسياس اتالتى يجب ان‬
‫يرسمها واالجراءات التى يتخذها انمـا تختلـف تبعـاﹰالختالف طبيعة االوضاع االقتصادية الموجودة فى الدولة التى يوجدفيها هذا البنك ‪ ٠‬اال ان‬
‫هناك وظائف معينة عادة ما تقوم بها البنـوكالمركزية ت قريباﹰ فى كل دول العالم‪ ،‬سوف نقوم بدراسة كل وظيفـة بشئ من التفصيل‪٠‬‬
‫أوالﹰ‪ :‬بنك االصدار‪:‬‬
‫كان اصدار البنكنوت هو اسبق وظائف البنك المركـزى الـى الظهور‪ ،‬فقد عرف باصطالح بنك االصدار حتى اوائل القرن الحالى‪ ،‬ولعل النش أة‬
‫االولى للبنك المركزى كانت اساس اﹰ بغرض قيامه بهـذه الوظيفة‪ ،‬حيث يعتبر محتكراﹰ لهذه العملية وال يشاركه فيها اية جهـة اخرى‪ ٠‬ووفق اﹰ ل ـ‬
‫‪ M.H. De Kock‬فان االسباب الرئيـسية لتركيز حق اصدار اوراق البنكنوت فـى البنـك المركـزى يمكـن ارجاعها لالسباب التالية‪-:‬‬
‫توحي د جه ة االص دار‬ ‫•‬
‫يؤدى الى توحيد نوع النقود الـسائدة فـى المجتمع وحتى ان اختلفت فئاتها‪ ،‬فان ذلك يؤدى الى تماثل اوراق البنكنوت التى تصدر داخل الدولة‬
‫والى رقابة افضل على اصدار هذا النوع من النقود‪ ،‬ومنع التعقيدات التى يمكن ان تنـشأ مـن تحويل انواع مختلفة من النقود فيما بينها‪٠‬‬
‫ان ذل ك يعطى منزل ه‬ ‫•‬
‫رفيعة الوراق البنكنوت‪٠‬‬
‫ان ه ذا يمكن الدول ة‬ ‫•‬
‫من ان تم ارس نوع اﹰ من االشـراف علـىالتزام البن ك المرك زى بقواع د اص دار اوراق البنكنـوت‪ ،‬حيـثيعطى المزي د من الثق ة لالف راد فى تقبلهم‬
‫للنقود‪ ،‬مما يؤدى الـىنوع من االستقرار فى التعامل‪٠‬‬
‫ان ه ذا يعطى للبن ك‬ ‫•‬
‫المركزى بعض وسائل الرقابة ع لى البنـوك التجارية فيما يتعلق بتوسعها وانكماشها فى مقدار ما تصدره من ائتمان‪ ،‬إذ ان ذلك يتوقف على‬
‫مقدار ما لدى هذه البنـوك مـن احتياطى نقدى (اى اوراق بنكنوت )‪ ،‬باالضافة الى ان عدم جعل حق اصدار النقود الورقية فى يد الحكومة قد‬
‫القى تأييداﹰ كبيـراﹰ‪ ،‬خوف اﹰ من االفر اط فى اصدار اوراق البنكنوت‪ ،‬الن االعتبـارات السياسة وحاجة الحكومة للنقود ستسبق اعتبارات السياسة‬
‫النقدية السليمة التى تتفق مع الظروف االقتصادية للدولة وستصبح هـى العوامل المحددة فى تقدير مقدار االصدار‪٠‬‬

‫ويخضع اصدار البنكنوت لقيود قانونية متعددة‪ ،‬حيـث تتعلـق بنوع االصول التى يجب تغطية البنكنوت بها ونسبة الرصيد الـذهبى او العمالت‬
‫االجنبي ة ال تى يجب االحتف اظ به ا فى غطـاء االصـدار ‪ ٠‬وه ذا الغط اء ق د يتك ون من الس ندات الحكومي ة على ان يغطى مـازاد عن ذل ك الق در‬
‫بالذهب‪ ،‬وهذا هو "االساس االول" والذى اتبعته انجلترا بقانون عام ‪ ،١٨٤٤‬ويعترض عليه بعدم مرونته‪ ،‬اذ يجد البنك نفسه مقيداﹰ فى اصدار‬
‫البنكنوت فيما يزيد على الحد االئتمـانى برصـيده الذهبى‪ ،‬فال يستطيع مواجهة اش تداد الطلب على اوراق البنكنوت فىحاالت الذعر او الضيق‬
‫الم الى ‪ ٠‬ام ا " االس اس الث انى " فيح دد المش رعحد اقص ى لالص دار دون ال زام البن ك المرك زى باالحتفـاظ برصـيدذهبى معين فى الغط اء‪ ،‬وق د‬
‫اتبعت فرنسا هذا النظـام حتـى عـام‪ ،١٩٢٨‬حتى عدلت عنه لعدم مرونته بالقدر الكافى والذى يتفق مـع سرعة حاجات السوق النقدى ‪ ٠‬وهناك "‬
‫االساس الثالث" مـن خـالل تحديد نسبة مئوية معينة بين الرصـيد الـذهبى وجملـة البنكنـوت المص در‪ ،‬على ان يغطى الباقى بانواع معينة من‬
‫االصول كالـسندات واالذون الحكومية والكمبياالت التجارية‪ ،‬وقد سبقت المانيا الى اتباع هذا النظام عام ‪ ١٨٧٥‬وتبعتها دول كثيرة منها مـصر‬
‫‪ ٠‬ويعتـرض على ه ذا النظ ام بتض خيم اي ة زي ادة او نقص ان فى الرص يد ال ذهبى الى ع دة اضعافها م ن الزي ادة او النقص ان فى البنكن وت‪ ،‬بم ا‬
‫يترتب علـى ذلك من زيادة االثر التضخمى لـدخول الـذهب ومـضاعفة االثـر االنكماشى لخروجه بما ال تقتضيه االصول دائماﹰ‪٠‬‬

‫وبالنسبة لمصر فقد حدد القانون فيما يخص غطـاء االصـدار "يجب ان يقابل اوراق النقد المتداولة بصفة دائمة ويقدر قي متها رصيد مكون من‬
‫ذهب ونقد اجنبى وصكوك اجنبيـة وسـندات الحكومـة المصرية واذونات وسندات مصرية تضمنها الحكومةواوراق تجارية قابلة للخصم‪ ،‬ويحدد‬
‫مق دار ال ذهب الالزم لغط اء االص دار بق رار مـن رئيس الجمهوري ة وتح دد ان واع ونس ب االص ول االخ رى بق رار مـن وزي ر المالي ة واالقتص اد‬
‫وبعد اخذ رأى البنك "‪ ٠‬ويبرر هـذا االتجـاهالحديث وهو تفويض السلطة التنفيذية وعـدم تقييـد سـلطة البنـكالمركزى بقيود قانونية جامدة حتى‬
‫يمكنه ا س رعة مواجه ة الظـروفالمتغيرة‪ ٠‬ومن ذ ع ام ‪ ١٩٨٨‬بلغت نس بة الغط اء ال ذهبى فـى مـصر‪ ،%٥‬بينم ا ش كلت اذون الخزان ة وص كوك‬
‫الحكومة والمض مونة منها‬
‫‪٩٥%٠‬‬
‫وهناك فلسفتان تقوم عليهما قواعد االصدار‪ ،‬الفلـسفة االولـى وترى اعطاء الحرية للبنك المركزى فى اصدار مقدار البنكنوت فى اى وقت‪ ،‬اما‬
‫الفلسفة الثانية فترى تقييد البنك المركزى فى اصـدار كمية البنكنوت‪٠‬‬

‫انصار حرية‬ ‫•‬


‫االصدار‪:‬‬
‫حيث ي رى ه ذا الفري ق ان ه فى اوق ات ال رواج تنـشط االحـوال التجاري ة وت زداد المش روعات ومن ثم ي زداد طلب االف راد على النق ود وبالت الى‬
‫ت زداد حاج ة البن وك التجاري ة الى اتب اع سياس ة توس عية حيـث ت زداد الحاج ة الى اوراق البنكن وت‪ ،‬ول ذلك يجب ان تك ون ل دى البنـك المرك زى‬
‫الحرية فى اصدار كمية اوراق البنك نوت التـى تقتـضيها الظروف واالحوال االقتصادية فى ذلك الوقت‪ ،‬والعكس فى اوقـات الكساد فانه يسود‬
‫حالة من الكساد التجارى ويقل نشاط رجال االعمال وتقل المعامالت وبالتالى يقل طلب االفراد علـى اوراق البنكنـوت وعلى النقود عامة ‪ ٠‬ففى‬
‫هذه الحالة يقوم البنك المركـزى بتخفـيض حجم المصدر من النقود ‪ ٠‬ولهذا ووفق اﹰ النصار حرية االصدار اننا لوقيدنا اصدار اوراق البنكنوت‬
‫على اساس مقدار ما يحتفظ به البنـكالمركزى من ذهب فان قدرته على االصدار لن تكون وفق اﹰ لظـروفالنشاط االقتصادى السائد فى المجتمع‬
‫دائماﹰ وفقاﹰ لما يحتفظ بـه مـنذهب‪٠‬‬

‫ويعيب هذا الرأى حدوث حالة من التضخم وان تتدهور قيمـة العملة فى اوقات الرواج والعكس فى اوقات الكساد فيؤدى ذلك الـى تفاقم حالة‬
‫الكساد‬
‫انصار تقييد االصدار‪:‬‬
‫اما انصار تقييد االصدار فيرون انه ال يجب ان تكـون هنـاك حرية كاملة للبنك فى اصدار مقدار البنكنوت وفقاﹰ ل حاجـة االفـراد للسبب السابق‪،‬‬
‫باالضافة الى ان البنك المركز ى لديه من االسـلحة االخرى‪ ،‬ما يمكن من زيادة مقدرة البنوك على خلق الودائع فيـزداد مقدار المعروض من‬
‫النق ود فى اوق ات ال رواج‪ ،‬وم ا يمكن من جعـل البن وك التجاري ة تتب ع سياس ة انكماش ية وذل ك باس تخدام اس لحة اخـرى ‪ ٠‬وتك ون المس ائلة هى‬
‫الموازنة بين مقدار طلب النقود وعرض النقـود فى صورها المختلفة‪٠‬‬

‫وهكذا فان نظام االصدار الحر الذى اصبحت تتبعه معظم دواللعالم االن اعطى المرونة الكاملة للبنوك المركزية لرسـم الـسياسةالنقدية بما يتفق‬
‫وظروف الدولة االقتصادية‪ ،‬اذ بمقتضى هذا النظـا ملن يكون هناك حد اقصى لالصدار‪ ،‬كما انه لن يكون هناك احتياطىذهبى يطالب البنك‬
‫المركزى االحتفاظ به‪٠‬‬

‫ثانيﹰا ‪ :‬بنك الحكومة ومستشارها المالى ‪:‬‬


‫يعت بر البن ك المرك زى ه و بن ك الحكوم ة حيث تحـتفظ بجميـع حس اباتها لدي ه‪ ،‬فه و وكي ل الحكوم ة ومستش ارها فى الـشئون النقديـة والمالي ة ب ل‬
‫واالقتصادية عموماﹰ‪ ،‬كما يقدم البنك للحكومة سلفاﹰ قصيرة االجل فى حاالت العجز الموسـمى او العجـز المؤقـت للميزانيـة وقروض اﹰ استثنائية فى‬
‫حاالت الضرورة الملحة ‪ ٠‬فقد نـص قـانون البنوك واالئتمان لعام ‪ ١٩٥٧‬على انه "ال يجوز ان يقدم البنك قروضاﹰ للحكومة لتغطية ما يكون فى‬
‫الميزاني ة العام ة من عج ز موس مى بش رط اال تزي د قيم ة ه ذه الق روض على ‪ %١٠‬من متوس ط اي رادات الميزاني ة العام ة فى خالل الس نوات‬
‫الثالثة السابقة‪ ،‬وتكون هذه القروض لمـدة ثالثة شهور قابلة للتجديد لثالثة اشهر اخرى‪ ،‬وهكذا على ان تـؤدى خالل اثنى عشر شهراﹰ على‬
‫االكثر من تاريخ تقديمها"‪٠‬‬

‫وكبنك للحكومة‪ ،‬فان البنك المركزى يحتفظ بحسابات المصالح والهيئات والمؤسسات والمنشآت الحكومية‪ ،‬ويقوم بنفس الوظائف التى يقوم بها‬
‫البن ك التج ارى لعمالئ ه‪ ،‬فه و يق وم بقب ول الودائ ع من الجهاتالحكومي ة المختلف ة ويق وم بتحص يل الش يكات الخاص ة ب ه ا ومـسحوباتهامن البن وك‬
‫االخرى‪ ،‬كما انه يمولها بالنقود الالزمـة لـدفع االجـوروالمرتبات ويقوم بتحويل ارصدة الحكومة من حساب الى اخر ومـنمكان الى اخر ‪ ٠‬هذا‬
‫باالضافة الى اقراض الحكومة قروض اﹰ قـصيرة االجل وقروض اﹰ غير عادية خالل اوقات الكـساد والحـروب وفـى الظروف الوطني ة العاجلة‪،‬‬
‫فانه كذلك يقدم خدمة هامة للحكومة وذلك بامدادها بالعمالت االجنبية لمواجهة التزاماتها الخارجية مـن سـداد لقيمة الخدمات المدنية او شراء‬
‫الس لع وغ ير ذل ك مـن المـدفوعات الخارجي ة‪ ،‬ويق وم بش راء العمل ة االجنبي ة الفائض ة من الحكوم ة وال تى ق د تحص ل عليه ا من الق روض او اى‬
‫موارد اخرى‪٠‬‬

‫والبنك المركزى كممثل للحكومة ووكيل عنها‪ ،‬عادة ما يكون مسئوالﹰ عن ادارة الدين العام‪ ،‬وعقد قروض جديدة واصدار اذونـات الخزانة نيابة‬
‫عنها‪ ،‬كما يقوم بضمان السندات الحكومية التى لم يـتم بيعها‪ ،‬وهو الذى يتسلم حصيلة الـضرائب والمـدفوعات االخـرى لحساب الحكومة‪ ،‬وهنا‬
‫يق وم بوظيف ة المستش ار الم الى للحكوم ة‪ ،‬فيق دم النص يحة فى المس ائل المتعلق ة ب العجز فى الميزانيـة لتمويـل خطـة التنمي ة‪ ،‬والنص ائح الخاص ة‬
‫بتخفيض قيمة العملة والمـسائل المتعلقـة بالسياسة التجارية وسياسة الصرف االجنبى‪ ،‬وكذلك يمثل الحكومـة فى المسائل المال ية الدولية‪ ،‬مثل‬
‫توفير احتياطى الدولة من العمـالت االجنبية‪ ،‬تحقيق استقرار فى سعر الصرف‪ ،‬تقدير كميات احتياطاتالدولة من العمالت‪ ،‬عالوة على انه قد‬
‫يدير العالقات مع المؤسساتالمالية الدولية ‪ ،‬حيث يستمد البنك المركزى اهميته من العالقة التـىتربطه بالبنوك المركزية االخرى وبسوق المال‬
‫العالمى‪٠‬‬

‫ثالثاﹰ‪ :‬بنك البنوك‪:‬‬


‫يعتبر البنك المركزى مصرف او بنك البنوك االخـرى مـن ثالثة نواحى‪:‬‬
‫‪ -١‬البن ك المرك زى ه و ال ذى يحتف ظ باالحتيـاطى النقـدى للبنـوك التجاري ة‪ ،‬كتط ور لوظيفت ه كبن ك لالص دار ومن وظيفتـه كبنـك للحكومة‪ ،‬فقد‬
‫وجدت البنوك التجار ية انه من االفضل االحتفـاظ باحتياطيها النقدى القانونى مع البنـك المركـزى (‪ ،)١‬حيـث ان الودائع تكون ذات ثقة ومنزلة‬
‫عالية‪ ،‬وعلى هذا فان فكرة انـشاء البنك المركزى جعل من الممكن للنظام المصرفى ان يحقق مزايا من تركز االحتياطى النقدى والتى تنحصر‬
‫فى االتى‪:‬‬

‫أ‪ -‬تركيز االحتياطى النقدى فى البنك المركزى هو مصدر قوة كبيرة للنظام المصرفى فى الدولة لزيادة ثقة االفراد فيه‪٠‬‬

‫ب ‪ -‬يتخذ كذلك اساساﹰ لهيكل من االئتمان اطول مدة واكثر مرونـة‬


‫وبالطريقة التى تكون اكثر فعالية وفى اوقات االزمات المالية‪ ٠‬جـ‪ -‬يساعد على توفير ارصدة اضافية ل تلك البنوك التى تواجههـا مشاكل‬
‫مؤقتة‪٠‬‬
‫د ‪ -‬تقديم تسهيالت مترتبة على اعادة الخصم ليتحقق للبنوك التجارية درجة عالية من السيولة دون وجود قدر كبير من االصول‪ ٠‬هـ‪ -‬يمكن‬
‫البنك المركزى من ان يدير ويراقـب خلـق االئتمـان بواسطة البنوك التجاريـة عـن طريـق زيـادة او تخفـيض هـذ ه االحتياطيات النقدية من خالل‬
‫سالح تغيير نسبة االحتياطى‪٠‬‬

‫‪ - ٢‬البنك المركزى هو الملجأ االخير لالقراض فى اوقات الطوارئ‪ ،‬من خالل توفير االصول المالية للبنوك التجارية عن طريق اعادة خصم‬
‫ما يحملونه من اذونات واذا كان البنـك المركـزى هـو المورد االخير للنقود فى ظل نظام االئتمان الحديث‪ ،‬فان وظيفـة البنك المركزى كملجأ‬
‫لالقراض تعنى انه يقبل مسئولية مواجهـة الطلبات المعقولة لتوفير االصول المالية للبنوك التجارية بطريق مباشر او غير مباشر ولهذا هو بنك‬
‫البنوك‪ ،‬يؤدى الى حـدوث المرونة والسيولة لهيكل االئتمان ككل ‪ ٠‬كما انه يمكن من تحقيق درجة عالية من االقتصاد فى استخدام االحتياطى‬
‫النق دى‪ ،‬حيـث تتمكن ه ذه البن وك من ادارة حجم كب ير من االعم ال بنفس القـدر من االحتي اطى ورأس الم ال‪ ،‬وكم ا يق ول " ‪ " Hawtrey‬انهـا‬
‫الوظيف ة االساس ية للبن ك المرك زى كالملج أ االخ ير لالق راض وهوتغطي ة النقص فى االحتي اطى بين البن وك التجاري ة المتنافسة ‪ -٣ ٠‬بن ك‬
‫المقاص ة المركزي ة والتس ويات والتح ويالت‪ ،‬حيث تتطلب هذهالعمليات المص رفية الس رعة فى التنفي ذ مع ض رورة تع اون البن وك التجارية م ع‬
‫بعضها سواء على المستوى المحلـى او المـستوى الدولى‪ ٠‬فالبنك المركزى المحتفظ بحسابات البنوك التجاري ة يكون مهيئ اﹰ قادراﹰ على تحمل‬
‫المقاص ة بين الص كوك المختلفـة للبنـوك وتحقي ق التس ويات المطلوب ة فى أرص دة حس ابات البن وك التجاري ة المحتف ظ به ا ولن يك ون هن اك اى‬
‫حاجة للنقود‪ ،‬هذا بجانب تقوية النظام المصرفى عن طريق تخفيض سحب النقود الحاضرة فـى االزمات‪٠‬‬

‫كما يتولى الب نك المركزى االش راف على عقد االتفاقيات الثنائية للتجارة والدفع ومسك الحسابات الخاصة بها واالش راف على تنفيذها مع‬
‫دول االتفاقيات ‪ ٠‬واالشراف على عمليات القروض االجنبية بـين الدولة وغيرها واالتصال بالهيئات الدولية والتفـاوض معهـا مثـل صندوق النقد‬
‫الدولى والبنك الدولى وغيرها‪٠‬‬
‫رابعاﹰ‪ :‬تنظيم وادارة االئتمان‪:‬‬
‫يعت بر التحكم فى االئتم ان من اهم الوظ ائف ال تى يق وم به ا البنك المركزى واخطره ا‪ ،‬حيث ان االئتم ان المص رفى يك ون مايزي د عـن ‪ %٧٠‬من‬
‫وسائل الدفع فى الدول المتقدمة‪ ،‬كما يكون نـسبة ليـست بالقليلة فى الدول االقل تقدماﹰ‪ ،‬حيث انها الوظيفة التى يستطيع بموجبها ان يقوم برسم‬
‫السياسة النقدية للدولة‪ ،‬وبما ان اى تغير فـى وسـائل الدفع البد وان تؤدى الى تغير فى النشاط االقتـصادى فـى نفـس االتجاه‪ ،‬فزيادة وسائل الدفع‬
‫تؤدى الـى ارتفـاع مـستوى النـشاط االقتصادى‪ ،‬فيزداد مستوى التشغيل ويرتفع الدخل الق ومى‪ ،‬كما يؤدى الى ارتفاع االسعار ايض اﹰ فيصيب‬
‫االقتـصاد القـومى بحالـة مـن التضخم‪ ،‬اما نقص كمية وسائل الدفع تؤدى الى انخفـاض مـستوى النشاط االقتصادى‪ ،‬فتزداد البطالة ويقل الدخل‬
‫القومى ويأخذ مستوى االسعار فى االنخفاض فيصيب المجتمع بحالة من الكساد ‪ ٠‬ولهذا كان هناك اتفاق عام على ان االئتمان يجب ان يكون‬
‫تحت الرقابة منه‪٠‬‬
‫وفى ظل قاعدة الذهب فان الرقابة على االئتمان كانـت هامـة بغرض استقرار سعر الصرف بصرف النظر عما اذا كانت تـسفر عن تضخم‬
‫اوانكم اش ‪ ٠‬ام ا فى وقتن ا الحاض ر ف ان اله دف من الرقابـة على االئتم ان ه و ازال ة ال دورات االقتص ادي ة وتحقي ق مس توى ع الى من النش اط‬
‫االقتص ادى والتوظي ف لتحقي ق هـدف اسـتقرار المبـادالت الدولية‪ ٠‬وله ذا يس تطيع البن ك المرك زى تغي ير كمي ة النق ود الموجـودة م ع االف راد‪،‬‬
‫وبالتالى تغيير مقدار الودائـع لـدى البنـوك وتغييـر االحتياطيات النقدية والتأثير على انشطة البنوك التجاري ة فيما يتعلـقبخلق االئتمان‪٠‬‬

‫ويمكن التمييز بين ثالثة ا نواع من وسائل البنك فى التحكم فـى االئتمان وهى الوسائل الكمية مثل تغيير نسبة االحتياطى ‪، Reserve Ratio‬‬
‫او عمليـات الـسوق المفتوحـة ‪Open Market‬‬
‫‪ Operation‬وس عر البن ك ‪ Bank Rate‬وس عر اع ادة الخـصم ‪ ، Rediscount Rate‬او الوس ائل النوعي ة (الكميـة )‪ ،‬و اخيـراﹰالوسائل‬
‫المباشرة‪٠‬‬

‫خامساﹰ‪ :‬تنفيذ السياسة النقدية‪:‬‬


‫ان البنك المركزى باعتباره خالقاﹰ للنقود القانونية ومؤثراﹰ فـى قدرة البنوك التجارية على خلق نقود الودائع‪ ،‬يستطيع ان يتحكم فـى حجم وسائل‬
‫الدفع والذى يؤثر فى تأدية النقـود لوظائفهـا (وسـيط للمبادلة ومقياس للقيمة ومخزن ل ها)‪ ،‬ويؤثر فى كمية النقود فى الدخل القومى واالسعار‬
‫والتوزيع وبصفة عامة فى النشاط االقتصادى ككل‪ ٠‬ولهذا يقال دائماﹰ ان البنك المركزى ينفذ سياسة نقدية معينة لتحقيـق اهداف اقتصادية‪ ،‬كما‬
‫تضع الدولة السياسة النقدية الموازيـة وعلـى البنك المركزى ان يسعى من جانبه لتحقيقها فى احد االتجاهات الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االتجاه االول‬ ‫•‬


‫توسعى‪:‬‬
‫بمعنى ان التغير فى قيمة النقود يجب ان تتجه نحو تحقيق زيادة النشاط االقتصادى‪ ،‬حتى اذا كان من نتيجته معدل تضخمى مقبـول سيؤدى الى‬
‫زي ادة معين ة فى االس عار‪ ،‬اال انه س يؤدى الى زي ادة القوة الش رائية وا لطلب االس تثمارى وتحقي ق التش غيل الش امل‪ ،‬وله ذا الب د من س عى البنك‬
‫حجم لزيادة وسائل الدفع وتشجيع االئتمان وخفض سـعر الفائدة‪٠‬‬
‫‪ -‬االتجاه الثانى‬ ‫•‬
‫تقييدى‪:‬‬
‫حيث ت ر ى الس لطة التنفيذي ة ان هن اك مع دالﹰ تـضخمياﹰ مرتفعـاﹰ وزي ادة فى االس عار تقابله ا دائم اﹰ مطالب ة بزي ادة فى اال ج ور‪ ،‬فتـسعى الس لطات‬
‫النقدي ة لتقيي د االنف اق واالئتم ان‪ ،‬حيث يعم ل البن ك المرك زى على االقالل من حجم وس ائل ال دفع وتقيي د االئتم ان واالق راض لتث بيت االج ور‬
‫واالسعار ويقوم كذلك برفع سعر الفائدة لتشجيع االفراد على االدخار واالقالل من حجم االستهالك‪ ٠‬جـ‪ -‬االتجاه الثالث‪:‬‬
‫ويتعلق بالسياسة النقدية فى الدول النامية‪ ،‬حيث تتمتع هذه الدول غالب اﹰ باقتصاديات زراعية موسمية تعتمد على محصول واحد وعلـى تصدير‬
‫المواد االولية الى الخارج‪ ،‬فى هذا االطار تـدور الـسياسة النقدية فيزيد البنك المركزى من حجم وسائل الدفع عند مرحلة بـدء الزراعة وتم ويل‬
‫المحصول‪ ،‬ثم يقلل من حجم وسـائل الـدفع عنـد مرحلة بيع المحصول فى محاولة لحصر آثار التضخم وارتباط حجم وسائل الدفع مع التغيرات‬
‫الموس مية‪ ،‬وق د تكـون الـسياسة النقديـة مرتبط ة بسياس ة التنمي ة االقتص ادية طويل ة االم د وتك ون قائمـة علـى اس اس تجمي ع علمى للم دخرات‬
‫ومحاولة ل تمويل االنتاج حيث تحدد حجم النقود اتفاقا مع هذه االهداف‪٠‬‬

‫سادساﹰ‪ :‬البنك المركزى ناهض بالتنمية االقتصادية‪:‬‬


‫كما اوضحنا نجد البنك المركزى يقوم بمجموعـة مـن الوظائف الالزمة لتحقيق التنمية والنهوض بها‪ ،‬ففى كث ير من دول العالم اصبح البنك‬
‫المرك زى ينظ ر الي ه ك وكي ل للحكوم ة فى النه وض ب النمو االقتص ادى‪ ،‬حيث يع د مؤسس ة مس ئولة عن االحتف اظ باالس تقرار االقتص ادى‬
‫والمساعدة على نمو االقتصاد القومى فى اطار السياسة االقتصادية العامة ‪ ٠‬لذلك فهو يقـع على عاتقه مسئولية توفير نظام مـصرفى مناسـب‬
‫وسـليم لتحقيق ليس فقط حاجات التجارة والمعا مالت وانمـا حاجـة الزراعة والصناعة‪ ،‬واذا كانت الوظيفة االساسية له يمكن ان ينظر على انها‬
‫توفير اسواق مالية ونقدية منظمة والتى تعمل على االسراع بالتقدم االقتصادى وعلى المساعدة فى تـوفير النشاط االستثمارى وتحقيق التراكم‬
‫الرأسمالى المطلوب فـى النواحى االنتاجية الم ختلفة‪ ،‬كذلك على البنك المركـزى دور هام يجب ان يؤديه فى خطوات التنمية وخاصة للدول‬
‫النامي ة‪ ،‬اذ يجب علي ه ان يتحم ل تق ديم التـسهيالت المـصرفية عـن طري ق توف ير االئتم ان عن د مع دالت منخفض ة للنش اط ال زراعى والص ناعى‬
‫والعمل على حماية سوق السندات الحكومية وان يوجه االئتمان فى االتجاهات المرغوبة‪ ،‬وفى كثير من الدواللنامية توجد نقائص فى االسواق‬
‫المالي ة والنقدي ة وال تى تك ون عقب ه فى س بيل النم و االقتص ادى‪ ،‬فعلي ه تـوفير المؤسـسات المتكامل ة والمنتظم ة والمؤسسات المالي ة والنقدي ة التى‬
‫تج ذب م دخرات االف راد وتوجهه ا لتجعله ا فى خدمـة االسـتثمارا ت المنتج ة‪ ،‬ح تى يزي د مع دل ال تراكم الرأس مالى والـذى يعتبـر مفت اح التنمي ة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ولهذا فهو يقوم فى بنـاء الهيكـل االساسى للنشاط المالى الالزم للتنمية االقتصادية‪٠‬‬

‫ولهذا يرى كثير من االقتصاديين ضرورة وجود البنـك المركزى والتى تكمن فى االحتكار الكلى او الجزئـى فـى اصدار اوراق بنكنوت‪ ،‬هذا‬
‫باالضافة الى ان نظام مصرفى يتصف بالكفاءة والمنافسة يحتاج الى بنك مركزى ليقوم بهذه المهمة‪ ٠‬اال ان هناك بعض االقتصاديين يـرون‬
‫انـه غيـر ضرورى النه ليس ناتج طبيعى لتكوين النظام المـصرفى‪ ،‬حيث هو مفروض عليه من الخارج او يتم انشاؤه عن طريق تشريعات‬
‫حكومي ة‪ ،‬حيث يوض حون ان ه ليس هن اك من س بب الن يوج د بن ك معين يس تحوذ على مرك ز قي ادى ال ذى بمقتض اه ت تركز لدي ه ق در كب ير من‬
‫الذهب واالحتياطى النقدى الخاصبالبنوك االخرى‪٠‬‬

‫وهن اك من بين االقتص اديين المح دثين فري د مـان " ‪ "MFriedman..‬ومنتس "‪ ،" Mynts‬يش يروا الـ ى ان البنـوك المركزي ة فى الس نوات‬
‫القريبة اصبحت اكثر فـاكثر تحـت سيطرة الحكومة وخاصة وزارة الخزانة‪ ،‬وان هناك صعوبة اآلن فى الفصل بين البنك والحكومة‪ ،‬وقـد رأى‬
‫بروفـسور "فريد مان " الغاء نظام االحتياطى الفدرالى ‪ ٠‬ولكن يرد علـى‬
‫"فريد مان " بانه حتى اذا كانت وزارة الخزا نـة قـد قامـت بوظائف هذا البنك فان الحاجة اليه لن تختفى‪ ،‬فهو سيظل بنك اﹰ مركزي اﹰ حتى اذا وقع‬
‫تحت تأثير وزارة الخزانة والذى ازداد فى هذه االيام لعدة اسباب منها‪- :‬‬
‫‪ -١‬ترك قاعدة الذهب وما ترتب على ذلك من احتياج الـى وجود ادارة نقدية والتى تتضمن وجود الحكومة ايض اﹰ‪ -٢ ٠‬انتشار وتبنـى سياسـة‬
‫النقـود الرخيـصة ‪ Cheap Money Policy‬اى السياس ة التوس عية لعالج الكس اد الكب ير فى الثالثين ات وكوس يلة لتموي ل الح روب وحركـة‬
‫التعمير بعد هذه الحروب‪٠‬‬
‫‪ -٣‬االتجاهات الحديثة للرأى العام نحو االشتراكية ورفاهيةالمجتمع والذى تتطلب تدخل الدولـة لتحقيـق التوظـف الكام ل والعدالة االجتماعية‬
‫والنمو االقتصادى‪٠‬‬

‫وهنـاك بعـض االراء المعارضـة التـى تـرى ان االجراءات التى يتخذها البنك المركزى تكـون تحكميـة وال تتناسب مـع متطلبـات الـسوق الحـرة‬
‫فـى اقتـصاديات المشروعات الحرة‪ ،‬ولكن هذا التدخل انما يكون بهدف تحقيق قدر من ا الس تقرار والتنظيم والذى يمكن قوى الس وق من ان‬
‫تعم ل بدرج ة اك بر من الـسهولة والفاعليـة ‪ ٠‬وكمـا يقـول "‪ "Sayers‬ان ه يجب ان يك ون هن اك بن ك مرك زى ليك ون لـه ت أثير ذاتى على الوض ع‬
‫االقتصادى‪ ،‬فالمجتمع الذى بدون بنك مركزى وبمجموعة من القوانين المنظمة للـسياسة النقديـة سوف يكون مجتمعﹰا غير قادر علـى مواءمـة‬
‫نفـسه مـع التغيرات التى تحدث فى المحيط النقدى والمالى‪ ،‬فعدم امكان وجود نظام نقدى يعمل تلقائي اﹰ هو الذى يدعونا الى الحاجـة الى بنك‬
‫مرك زى‪ ،‬و ح تى يمكن تحقي ق سياس ة نقدي ة رشـيدة‪ ،‬فالب د من وج ود س لطة نقدي ة مركزي ة‪ ،‬كم ا انـه اداة لتحقيـق التع اون ال دولى فى السياس ة‬
‫النقدية ‪ ٠‬وكثيـر مـن البنـوك المركزية فى الدول النامية تقوم بدور فعال مع الحكومة فيمايتعلق بالتمويل بالعجز وتوفير النقود لخطط التنمية‬
‫والمساهمة فى عمليات التخطيط‪ ،‬كما ان وظيفة البنك المركزى كالملجأ االخير لالقراض انما لها اهمية كبيرة للب نوك التجارية فـى الدول‬
‫النامية حتى تجنب هذه البنوك االفالس وتمكنهـا مـن التغلب على مشكلة انخفاض نسبة السيولة‪ ،‬كما انه الـضمان الصحاب الودائع ويعطى لهم‬
‫الثق ة فى التعام ل مـع الجهـاز المص رفى‪ ٠‬وله ذا ف ان وج ود البن وك المركزي ة يك ون ذا فائ دة حيوي ة لتنمي ة االقتص اد الق ومى س واء فى الـدول‬
‫الناميـة او المتقدمة‪٠‬‬
‫وكما اوضحنا فى دراسة الوظائف المختلفة للبنـك المركـزى بصفة عامة‪ ،‬تظهر هذه الوظائف التى يضطلع بها البنك المركـزى المصرى ج ﹰليا‬
‫فى بنود ميزانيته‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالوظائف الثالث االولى‪ ،‬اما الوظيفة الرابعـة واكثـرهم اهميـة وهـى ادارة النقـد واالئتمان‪ ،‬فهى لطبيعتها ال‬
‫تظهر فى بنود الميزانية حيـث تتعلـق بادوات السياسة النقدية المستهدفة وهو ما سنتعرض له بالتفصيل فى الفصل التالى‪٠‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫البنك المركزى ودوره فىمراقبة وادارة االئتمان‬

‫فى ظ ل نظ ام ت درجى ورئاس ى‪ ،‬نج دنا ام ام ن وعين مـن المؤسس ات‪ ،‬مؤسس ات الدرج ة االولى ‪ -‬اى البن ك المرك زى ‪ -‬خ الق النق ود القانوني ة‬
‫والممثل لقمـة الـسيولة ‪ ٠‬ومؤسـسات الدرجة الثانية ‪ -‬اى البنوك التجارية ‪ -‬التـى تخلـق نقـو د الودائع‪ ٠‬ومن النوعين ( النقود القانونية ‪ -‬نقـود‬
‫الودائـع ) يتكون حجم وسائل الدفع الالزمة لمواجهة المعامالت‪٠‬‬

‫ولقد رأينا ان البنك المركزى قادر على خلـق النقـود القانونية بال حدود اال ما يتعلق منها بغطاء االصدار‪ ،‬وغالب اﹰ يتقرر حجم هذه النقود طبق اﹰ‬
‫لسياس ة نقديـة معينـة لتحقيـق اه داف اقتص ادية للدول ة ‪ ٠‬وب ذلك يص بح البن ك المرك زى هـو المس ئول عن السياس ة النقدي ة واالئتماني ة للجهـاز‬
‫المـصرفى ككل‪ ،‬حيث يجب ان يكون لديه من الوسائل المؤثرة ما يمكنه من تطبيق هذه السياسة النقدية واالئتمانية‪ ،‬والتى سندرسـها فيما بعد‬
‫لمعرفة مظاهرها وادواتها وكيفية تأثيرها‪٠‬‬
‫وكما اوضحنا ان البنوك التجارية ال يحدها فـى خلـق نقود الودائع سوى امكانية السيولة‪ ،‬اى ان تتوافر لديها كميات النقود الالزمة‪ ،‬او ان يكون‬
‫البنك المركزى مستعداﹰ المدادها بهذه النقود القانونية لمواجهة التزاماتها الناتجة عن خلق نقود الودائع‪ ،‬ثم تحول هذه النقود الى نقـود قانونيـة ‪٠‬‬
‫وبالتـالى نتصور امكانية الرقابة من جانب البنك المركـزى لتحقيـق سياسة نقدية وائتمانية معينة‪ ،‬متمثلة دائم اﹰ فى قدرتـه علـى التأثير فى سيولة‬
‫البنوك التجارية وفى اسعار خدماتها (سعر الفائدة) وعن طريق ذلك التحكم فى حجم وسائل الدفع الخاص بنقود الودائع‪٠‬‬

‫وال شك ان النشاط االقتصادى فى العصر الحاضر قائم على االئتمان ‪ ٠‬فاالئتمان يعلب دوراﹰ متزايداﹰ وهاماﹰ‪ ،‬بل يعتبر االساس الذى تقوم عليه‬
‫النظم االقتصادية الحديثـة ‪ ٠‬فمظـم المعامالت الكبيرة حالي اﹰ انما تتم بالكامـل باسـتخدام ادوات االئتمان وله ذا يعتبر االئتمان شـريان الحيـاة فـى‬
‫نـشاط االعم ال‪ ٠‬واالئتم ان مثل ه مث ل النق ود س الح اذا اس ئ اس تخدامه فان ه ي ودى بالنظ ام االقتص ادى‪ ،‬واذا لم ي دار وي راقب يـصبح مص دراﹰ‬
‫للفوضى واالرتباك‪ ،‬وكما انه يلعب دوراﹰ هاماﹰ فـى اتمام المعامالت التجارية‪ ،‬فيجب ان يكـون محـل رقابـة وتوجيه‪ ٠‬ولهذا تعتبر مراقبة وتوجيه‬
‫االئتمان هى الوظيفـة االساسية للبنك المركزى وفى نفس الوقت فهى قلب السياسة النقدية‪٠‬‬

‫االهداف المنشودة من ادارة وتوجيه االئتمان‪:‬‬


‫هناك عدة اهداف لمراقبة وادارة االئتمـان مـن قبـل البنـك المركزى تتمثل فى االتى‪:‬‬

‫أوالﹰ‪ :‬استقرار سعر الص رف‪ ،‬وهو هدف تقليدى لمراقبـة االئتمـان والعمل على االحتفاظ باستقرار اسعار الصرف مـن خـالل اتبـاع القواعد‬
‫النقدي ة المعدني ة‪ ،‬حيث ك ان الس بب الرئيـسى لهـذه الـسياسة العام ة ال تى ته دف الى اس تقرار الص رف قب ل س نة ‪ ١٩٣١‬ه و االعتق اد الس ائد ب ان‬
‫اس تقرار سعر الص رف ضـرورى والزم لتحقيـق الثقـة الدولي ة واس اس لقيام التج ارة الدولية على اوسع نطاق‪ ،‬وبالتالى تحقيق اك بر ق در من‬
‫الرفاهية االقتصادية‪٠‬‬

‫ثانياﹰ‪ :‬استقرار مستوى االسعار العام وتقليل حدة التقلبات االقتص ادية‪ ،‬حيث يعتبر "كاسل وكينز" ان استقرار مستوى االسـعار العـام هـو الهدف‬
‫المقص ود م ن سياس ة البن ك المرك زى فى الرقاب ة على االئتم ان وبالت الى االس تقرار فى قيم ة النق ود ليعم ل النظ ام االقتص ادى بـسالسة ويحق ق‬
‫الرفاهية االقتصادية‪ ،‬الن التغير فى المستوى الع ام لالسـعار ي ؤدى الى ح دوث تغيرات واضطرابات كب يرة فىالعالقات االقتص ادية بين ال دائن‬
‫والمدين وبين المنتج والمستهلك وبين العامـل وصـاحب العمل وهكذا ‪ ٠‬فاالستقرار فى المستوى العام لالسـعار يـؤدى الـى القضاء على ال دورات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل سياسـة النقـود الرخيصة للحصول على اكبر فائدة ممكنة من االستقرار االقتصادى النسبى‪٠‬‬

‫ثالث ﹰا ‪ :‬استقرار سوق النقود‪ ،‬يركز اال قتصاديين على ان هدف سياسة البنك المركزى من مراقبة االئتمان هو استقرار سوق النقود والقضاء‬
‫على التقلبات الموسمية فى الطلب على االرصدة‪ ،‬وتوفير االئتمان فى اوقات االزمات‪ ،‬كما انه يتواءم الطلب مع العرض فى كل االوقات‪٠‬‬

‫رابعاﹰ‪ :‬تشجيع النمو االقتـصادى‪ ،‬يجـب ان ت هـدف سياسـة ادارة االئتمان تحقيق معدل نمو سريع والمحافظة على مستوى عالى مـن التوظف‬
‫والدخل ‪ ٠‬الن االتجاه الحديث فى السياسة النقدية هو الجمـع بين هدف استقرار سعر الصرف وهدف االرتقاء والمحافظـة علـى مستوى عال‬
‫من التوظف والدخل‪٠‬‬

‫وسائل رقابة وادارة االئتمان فـى الـنظم الرأسـمالية والمختلطة‪:‬‬


‫عرفنا ان مراقبة االئتمان تعنى الجهود المبذولة فى الت أثير على التوسع فى منح االئتمان فى بعض الوقت وتقييده فى وقـت اخـر ‪ ٠‬وتمارس‬
‫البنوك المركزية فى النظم الرأسمالية والنظم المختلطة ثالثة انواع رئيسية من الرقابة على النشاط االئتمانى للبنوك التجارية‪-:‬‬
‫وسائل او ادوات كمية او عامة ‪Quantitative or general ١-‬‬

‫وسائل او ادوات‬ ‫•‬


‫‪Qualitative or‬‬ ‫نوعية او مختـارة‬
‫‪selective‬‬
‫وسائل الرقابة‬ ‫•‬
‫المباشرة‪٠‬‬

‫والوس ائل العام ة او الكمي ة هى ال تى تل ك ال تى توج ه للت أثير على الحجم الكلى لالئتم ان فى الن ظ ام المص رفى دون االهتم ام او التركيـز بص فة‬
‫خاص ة على ن وع االئتم ان او الغ رض ال ذى يس تخدم فيه ‪ ٠‬امـا الوس ائل النوعي ة لمراقب ة االئتم ان‪ ،‬فهى تل ك الوس ائل ال تى توج ه الـى اس تخدام‬
‫معين لالئتمان‪ ،‬وليس الى الحجم الكلى لالئتمان ‪ ٠‬واالسلحة الكمية تتكون من سعر البنك او سـعر الخـ صم ‪، Bank rate or Discount rate‬‬
‫ايضاﹰ عمليـات الـسوق المفتوحـة ‪Open‬‬
‫‪ ، Market Operations‬كذلك التغيرات فى نسبة االحتيـاطى‬
‫‪٠Variations in Reserve Ratio‬‬

‫وكل هذه االسلحة الكمية لها اثار عامة فى تنظـيم االئتمـان‪ ،‬تستخدم لتغيير حجم االئتمان او السعر الذى يتم على اس اسه االئتمـان بغض النظر‬
‫عن الغرض الذى من اجله يستخدم بواسطة المقترضين‪ ٠‬كذلك تستخدم البنوك المركزية بعض االسلحة النوعيـة او المختـارة التى بواسطتها‬
‫توجيهه فى اتجاهات معينه باألضافه الى تأثيرها على حجم األئتمان‪.‬‬
‫من ذل ك ن رى أن الت أثير على حجم األئتم ان أو اتجاه ه يعت بر من أهم العوام ل ال تى ت ؤثر على النش اط األقتـصادى‪ ،‬فيـزداد بزيادتـه وينخفض‬
‫بنقص انه ‪ .‬ل ذلك ف ان من أهم الوظ ائف ال تى تق وم به ا البنـوك المركزي ه فى ال وقت الحاض ر ه و الت دخل دائمـا بوسـيله واحـده أو بمجموع ه من‬
‫الوسائل حسبما تقتضى الظروف‪ ،‬وذلك للتـأثير علـى االئتمان بما ي حقق االستقرار فىمستوى االسعار‪ ،‬وبالتالى المحافظـة على القوة الشرائية‬
‫للنقود او تحقيق االستقرار فى مستوى التـشغيل والدخل القومى او دفعها الى اعلى بما يحقـق مزيـداﹰ مـن النمـو االقتصادى‪٠‬‬

‫اوالﹰ‪ :‬وسائل الرقابة الكمية علـى االئتمـان (وسـائل الرقابة العامة)‪:‬‬


‫يمكن ا جم ال وس ائل البن ك المرك زى فى مباش رة الرقاب ة الكمي ة على االئتم ان فى ثالث سياس ات‪ ،‬سياس ة الخـصم‪ ،‬سياسـة الـسوق المفتوح ة‪،‬‬
‫وسياسة تعديل نسبة االحتياطى القانونى ‪ ٠‬فالرقابة الكيفيـة على االئتمان انما تهدف الى تنظيم ( اغراء او الحد ) االسـتخدامات التى توجه اليها‬
‫االئتمان فى النظام المصرفى وكما عرفنا ان الثالث سياسات هى االسلحة المستخدمة فى هذه الحالة‪ ،‬تهدف الى التـاثير على كمية االئتمان عن‬
‫طريق تغير حجم فائض االحتياطى المتـوافر لدى البنوك التى على اساسه يتحدد حجم الودائع التى تخلقهـا هـذه البنوك‪ ،‬فهذه االسلحة انما هى‬
‫وس ائل مخت لف ة وال تى بواسـطتها مـن الممكن زي ادة او انق اص مق دار ف ائض االحتي اطى الخـاص بـالبنوك التجاري ة‪ ،‬فهى تس تخدم للت اثير على‬
‫الحجم الكلى وعلى توفير وتكلفـة االئتمان عامة‪٠‬‬

‫‪ -١‬سياسة سعر البنك او سعر الخصم‪:‬‬


‫ان سياسة سعر البنك تعتبر من االسلحة التقليدية للرقابة علـى االئتمان والتى تستخدم بواسطة البنك المركزى‪ ،‬وقد كان بنك انجلترا اول من‬
‫استخدم هذا السالح ‪ ٠‬وسعر اعادة الخصم عبارة عن سـعر الفائدة الذى يتقضاه البنك المركزى من البنوك التجارية نظير اعـادة خصم ما لديها‬
‫من كمبياالت واذون او الغاء ما يقدمـه اليهـا مـن قروض وسلف مضمونة بم ثل هذه االوراق او بغيرها‬

‫وتهدف هذه السياسة الى التأثير على حجم االحتياطيات النقدية المتوافرة للنظام المصرفى وذلك عن طريقين‪-:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد االمكانيات المتاحة للبنوك لتعزيز احت ياطياتها النقدية بتعديل الشروط التى يجب ان تتوافر فى االوراق التـى يقبـل البنـك المركزى‬
‫اعادة خصمها او يرتضى ان يقرض البنوك بضمانها ‪ ٠‬ب‪ -‬تعديل النفقة التى تتحملها البنوك فى تعزيز احتياطياتهـا عـن طريق االقتراض‬
‫من البن ك المرك زى وذل ك بتغي ير سـعر اعـادة الخص م‪ ،‬ال ذى ي ؤدى ب دوره الى اح داث تغي ير فـى الـثمن الـذى تتقض اه البن وك مقاب ل اقراض ها‬
‫لعمالئها‪ ،‬االمر الذى ينعكس على حجم االئتمان‪ ،‬فانه يترتب على تغيير سعر اعادة الخصم تغييـر وفىنفس االتجاه السعار الفائدة السائدة فى‬
‫الس وق‪ ،‬االم ر الـذى يجع ل اك ثر تكلف ة او ارخص مم ا ك ان وي ؤثر ع ل ى طلب وع رض االئتم ان‪ ،‬وباختص ار ف ان ارتف اع س عر البن ك س وف‬
‫يـؤدى الـى ارتفاع فى سعر الفائدة والى انكماش فى االئتمان والذى بـدوره‬

‫سوف يكون له اثار عكسية على النشاط االستثمارى وبالتالى علىاالقتصاد القومى ككل‪٠‬‬
‫وبالمثل فان انخفاض سعر البنك انما يفتـرض ان لـه اثـار عكسية‪ ،‬فعندما يخفض البنك المركزى سعر البنك فان سعر الفائـدة السائد فى سوق‬
‫النقود سوف ينخفض‪ ،‬واالئتمان يصبح متوافراﹰ بتكلفة منخفضة‪ ،‬وبالتالى فان رجال االعمال يقدمون على االقتراض وتزداد معه االستثمارات‬
‫والتوظف والناتج والدخل‪ ،‬ثم يزداد معـه الطلـب الكلى وتتجه االس عار الى االرتفاع‪ ،‬ونتيجة لذلك فان اتجاه اﹰ تصاعدياﹰ متراكما سوف يحدث‬
‫فى النشاط االقتصادى‪٠‬‬

‫اما التاثير الثانى للتغيير فى سعر الخصم فيرتبط بكمية وسائل الدفع (السيولة)‪ ،‬فال شك ان البنوك التجارية تخلـق نقـود الودائـع بمناسبة عمليات‬
‫االئتم ان وعليه ا ان تتوق ع ض رورة تحوي ل ج زء مـن اص ولها من نق ود ودائ ع الى نق ود قانوني ة‪ ،‬والطريق ة الوحي دة ل ذلك ه و الطلب من البنك‬
‫المرك زى اع ادة خـصم بعـض االوراق التجاريـة والس ندات ال تى فى حوزته ا‪ ،‬وعلى ذل ك فعن دما يك ون س عر الخص م ل دى البن ك المرك زى‬
‫منخفض اﹰ‪ ،‬فه ذا يش جع البن وك التجاري ة علـى تحويـل ج زء م ن اص ولها المتمثل ة فى اوراق تجاري ة وس ندات ممثل ة لق روض الى نق ود قانوني ة‪،‬‬
‫وبالتالى يؤدى الى زيادة امكانيات البنوك التجاريـة فى خلق نقود الودائع وبالتالى زيادة االئتمان والعكس صحيح‪ ،‬هـذا باالضافة الى ان سياسة‬
‫سعر البنك اعترف بها االن كوسيلة تقليديـةضد التضخم‪ ،‬فالبنك المركزى عادة ما يلجأ الى رفع سعر البنك وذلكللحد من حدة التضخم‪٠‬‬

‫ان سياسة سعر البنك انما تعتبر نظريـﹰا سـالح هـام وذلـك بغرض‪-:‬‬
‫تنظيم كمية االئتمان عموماﹰ‪٠‬‬
‫ازالة االختالل فى‬ ‫•‬
‫الهيكل االقتصادى للدولة وذلك عـن طريـق تحقيق التوازن بين معدالت االدخار واالستثما ر‪ ،‬فرفع سعر البنك يشجع االدخار ويثبط االستثمار‬
‫والعكس فى حالة انخفاضه‪٠‬‬
‫تصحيح وضع ميزان‬ ‫•‬
‫المدفوعات‪٠‬‬
‫تحقيق سعر صرف‬ ‫•‬
‫مستقر‪٠‬‬
‫اال ان فاعلية سعر البنك فى تحقيق هذه االغراض انما يتوقف على ظروف معينة‪-:‬‬
‫أ‪ -‬يجب ان يكون لسعر البنك اثره الفورى والحازم على سعر الفائ دة وعلى ظروف االئتمان‪٠‬‬
‫ب ‪ -‬ان هيكل االقتصاد يجـب ان يكـون مـن المرونـة بالقـدر الكافىبحيث ان التغيرات فى ظروف االئتمـان يجـب ان تتبـع بسرعة بتغيرات فى‬
‫االسعار واالجور وفـى الـدخل واالنتـاج والتوظف‪٠‬‬
‫جـ‪ -‬ان التدفق الدولى لرأس المال يجب اال يعاق بقيـود تحكميـةوبعوائق م صطنعة‪ ،‬واذا لم تتوافر مثل هذه الظروف فان سياسةسعر البنك لن‬
‫تكون فعالة فى تحقيق االغراض السابق ايضاحها‪٠‬‬

‫وكان ل ـ " ‪ "Hawtrey‬ثقة كبيرة فى سياسة سعر البنـك‪ ،‬فهو يعتقد ان اوقات الرواج والكساد يمكن ازالتها لـو ان الـسلطات النقدية استخدمت‬
‫سعر البنك فى الوقت الم ناسب وبدرجة كافية‪ ،‬واذا كان هناك الكثيرين الذين يعارضون " ‪ " Hawtrey‬اال انه ال يمكن انكار ان سعر البنك‬
‫هو احد الوسائل ضد التقلبات الدورية التى يمكن اتباعها من وقت الخر‪ ،‬وحتى اولئك الذين ينكرون فعالية سياسة سعر البنك فى الرقابة على‬
‫الدورات االقتصادية‪ ،‬فانه م يعترفون بانه سالح فعال فى حالة المضاربات والتضخم‪ ،‬حيث يفترض االلتجاء الى هذه السياسة فى وجود اسواق‬
‫نامية للتعامل فى ادوات االئتمـان قـصير االجل كأذون الخزانة واالوراق التجارية‪ ،‬ولكنها وسيلة ناقصة تحتاج الى عدة اساليب مكملة لتحقيق‬
‫فاعلية اكثر‪٠‬‬

‫‪ -٢‬سياسة السوق المفتوحة ‪:‬‬


‫تعنى هذه السياسة الشراء والبيع المباشرين والمتعمدين للسندات واالذونات فى السوق بواسطة البنك المركزى بدوافع تحقيق الرقابـة على حجم‬
‫االئتمان ‪ ٠‬وفى المعنى الواسع فان عمليات الس وق المفتوحة تعنى الشراء او البيع بواسطة البنك المركـزى الى ورقـة قانون يـة كالسندات‬
‫الحكومي ة او س ندات عامـة او اذونـات تجاريـة (اوراقتجاري ة)‪ ٠‬وله ذا الغ رض تحتف ظ البن وك المركزي ة بمحفظ ة ض خمة منالس ندات الحكومي ة‬
‫المتفاوتة اآلجال‪٠‬‬

‫فهو يتدخل فى السوق النقدية باعتباره عارضا او بائعا لـبعض االصول الحقيقية كاذون الخزانة او بعض االوراق المالية والتجارية‪ ،‬والهدف‬
‫من ذلك تحويلها الى اصول نقدية‪ ،‬اى يمتص قيمتها النقديـة القانونية من السوق ويؤثر على سيولة الـسوق النقديـة‪ ،‬او يتـدخل باعتباره طالبا او‬
‫مش تريا له ذه االصـول (ألذون الخزانـة‪ ،‬االوراق المالي ة والتجاري ة ) واله دف من ذلـك تنقيـدها‪ ،‬اى ان يقـوم الب نـك المرك زى بأم داد الس وق‬
‫النقدية بالسيولة الالزمة بقيمة هذه االصول ‪ ٠‬والبنوك التجارية هى التى تعتبر اهم عناصر السوق النقديـة وهـى غالب اﹰ التى تدخل فى عالقات‬
‫البيع والشراء مع البنك المركزى‪ ،‬فعندما تكون البنوك التجارية مشترية لها تقل سيولتها ومن ثم مقدرتها على خلق االئتمان‪ ،‬وعندما تكون‬
‫بائعة فهى تحصل على قيمة االصـول المقدمة منها فى شكل نقود قانونية فتزيد من سيولتها وترتفع مقدرتها على االقراض وخلق االئتمان‪ ،‬وال‬
‫شك ان التغير فى كمية النقـود انما تؤدى الى تغيرات تابعة فى سعر الفائدة وفى ظروف االئتمـان والتى تساعد بدو رها فى تحقيق المواءمة‬
‫المطلوبـة فـى االسـعار والتكاليف واالنتاج والتوظف‪٠‬‬
‫واخ يراﹰ ف ان البن ك المرك زى يتب ع سياس ة بي ع الس ندات فى الس وقالمفتوحة وذل ك عن دما يك ون انكم اش االئتم ان مرغوب اﹰ في ه وخاص ة فىاوق ات‬
‫الرواج‪ ،‬وذلك عندما يصبح استقرار سـوق النقـود مهـدداﹰ بالتوسع الزائد فى االئتمان بواسطة البنوك التجارية‪ ،‬وبالعكس فانـه فى فترات الكساد‬
‫عندما يكون سوق النقود خفيف اﹰ والتوسع فى االئتمان مرغوب اﹰ فيه فان البنك المركزى يتبع سياسة شراء السندات من السوق المفتوحة‪ ،‬ونجاح‬
‫هذه السياسة محدود فى حاالت االزمات‪ ،‬حيث تتجه البنوك التج ارية فى هذه االوقات الى االحجام عن استعمال ما يضعه البنك المركزى من‬
‫موارد تحت تصرفها فى خلق االئتمان الى اقصى حد مستطاع‪ ،‬كما ان نجاحها محدود ايض اﹰ فى حاالت التضخم بمقدار ما فى محفظة البنك‬
‫المركزى من سندات‪ ،‬ومع ذلك فليس هناك مـا يحول دون اصدار الحكومة سندات جديدة لتضعها تحـت تـصرف البنك المركزى للقيام بعمليات‬
‫البيع فى هذه االحوال‪٠‬‬

‫وحتى يمكن نجاح سياسة السوق المفتوحة فانها تتطلب الظروف االتية‪:‬‬
‫ات‬ ‫ان االحتياطي‬ ‫•‬
‫النقدية للنبوك التجارية وكمية النقود المعروضة فى التداول يجب ان تتغير وفقاﹰ لطبيعة ومدى عمليـات الـسو ق المفتوحة بواسطة البنوك‪٠‬‬
‫ان البن وك التجاري ة‬ ‫•‬
‫سوف تعمل على زيـادة او نقـص مقـدار قروضهم واستثماراتهم وفقاﹰ لزيادة او انخفاض مقدار االحتياطى‬
‫النقدى‪ ،‬ويعنى ذلك ان هناك نسبة احتياطى نقدى ثابتة يجـب انتعمل البنوك التجارية على تحقيقها‪٠‬‬
‫اق الطلب على‬ ‫نط‬ ‫•‬
‫االئتم ان المصرفى سوف يزداد او يـنخفض وفقاﹰ لزيادة او انخفاض االحتياطى النقدى وانخفاض او ارتفـاع سعر الفائدة‪ ،‬حيث يعنى ان الطلب‬
‫على االئتمان يجب ان يتغيـر مع تغير سعر الفائدة‪٠‬‬
‫ع‬ ‫داول الودائ‬ ‫ت‬ ‫•‬
‫المصرفية والنقود القانونية لها سرعة دوران ثابتة وهذه العالقة من الصعب تحقيقها فى الحياة التطبيقية‪٠‬‬
‫البن وك التجاري ة‬ ‫•‬
‫تتوسع فى منح االئتمان او تحدث انكماشا فيـه وفقا لتغيرات االحتياطى النقدى‪٠‬‬
‫ان نظري ة الس وق‬ ‫•‬
‫المفتوحة قائمة على اساس ان الطلـب علـى االئتمان انما هو مرن بالنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬ولكن قد ال تكون هذه الحقيقة‪٠‬‬

‫وعليه فان هذ ه الفروض التى تقـوم عليهـا سياسـة الـسوق المفتوحة‪ ،‬ليست صحيحة بالكامل‪ ،‬وفى حدود مدى صـحتها سـوف تكون هناك ايض اﹰ‬
‫حدود على فعالية سياسة السوق المحدودة‪٠‬‬

‫كما يعطى قانون البنوك واالئتمان للبنك المركزى عندنا حـق مزاولة عمليات السوق المفتوحة (‪ ،)٢‬ومع ذلك يكاد يكون االخ ذ بهـذه‬

‫السياسة على نطاق فعال امرا مستبعداﹰ فى الوقـت الحـالى لـضيقالسوق المالية وقلة نشاطها بحيث ال يكفـى الموجـود مـن االوراق المالية للقيام‬
‫بهذه العمليات ‪ ٠‬كما البد ان يترتب على ايـة محاولـة واسطة للبيع او الشراء احداث تقلبات عنيفة فى قيم السندات‪٠‬‬
‫وبالرغم من هذ ه الحدود فان سياسة السوق المفتوحة انما هـى اداة مفيدة للسياسة النقدية‪ ،‬فهى اداة مباشرة واكثر فاعلية للرقابة على االئتمان‬
‫اذا ما قورنت بسياسة سعر البنك‪٠‬‬
‫ولذلك تتجه الجهود فى كثير من البلدان الحديثة العهد بالنظـام المصرفى الى انماء سوق نقدى فى اذون الخزانة‪ ،‬ح يث نطاق سياسة السوق‬
‫المفتوحة محدود ليس الن السندات اليمكن شـراؤها وبيعهـا بواسطة البنك المركزى‪ ،‬ولكن الن حجمها عادة ما يكـون صـغيراﹰ بدرجة انها لن‬
‫يكون لها تأثير على سياسة االئتمان بالنـسبة للبنـوك التجارية‪ ،‬هذا باالضافة الى ان احدى متطلبات نجاح سياسة الـسوق المفتوحة هو ثبات نسبة‬
‫االحتي اطى‪ ،‬وان ك ان ع ادة فى ال دول الناميـة البن وك التجاري ة تحتف ظ بق در من االحتي اطى النقـدى يفـوق النـسبة القانوني ة وان ف ائض ه ذا‬
‫االحتياطى يتذبذب موسمياﹰ‪ ،‬حيث يعـد هـذا عامالﹰ مقيداﹰ لنجاح هذه السياسة الن بيع السندات فى السوق المفتوحة سوف يؤدى فقط الى تخفيض‬
‫مقدار فائض احتياطى البنوك التجارية‪ ٠‬كما يمكن استخدام سياسة السوق المفتوحة بغـرض مـساعدةالحكومة فى االقتراض وتحقيق االس تقرار‬
‫فى سوق السندات الحكوميةبدالﹰ من استخدامها فى التأثير على مقدار االئتمان ومشكلته‪٠‬‬
‫‪ -٣‬تغيير نسبة االحتياطى القانونى‪:‬‬
‫يلتزم كل بنك تجارى باالحتفاظ بجزء او نسبة معينة من اصوله النقدية وودائعه فى شكل رصيد دائن ودائم لدى البنـك المركـزى‪ ،‬بهدف حماية‬
‫الم ودعين ض د اخط اء تص رفات البن وك التجاريـة فـى البداي ة‪ ،‬ثم اص بحت وس يلة فني ة من ش أنها الت اثير فـى قـدرة البنـوك التجاري ة على خل ق‬
‫االئتمان‪٠‬‬

‫وان تغيير نسبة االحتياطى كاداة لتحقيق الرقابة على االئتمـان انما تعتبر اداة حديثة نسبياﹰ فقد استخدمها البنك المركزى فى االوقات الحديثة‪،‬‬
‫وفى الدول التى ال يكون فيها سوق النقود سوقاﹰ متقدماﹰ‪ ،‬فان هذا السالح يصبح مناسباﹰ لالستخدام ‪ ٠‬وقد كـان نظـام االحتيـاطى المرك زى ( البنك‬
‫المرك زى ) فى الوالي ات المتح دة اول من اش ار الـى ان نس بة االحتي اطى انم ا يمكن ان تس تخدم كوس يلة لتحقيـق الرقابـة وادارة االئتم ان‬
‫المصرفى‪ ،‬ومقدار الحد االدنى من هذا االحتيـاطى الذى يجب ان تحتفظ به البنوك التجارية لدى البنك المركـزى انمـا يحدد بالقانون‪ ،‬ويعطى‬
‫البنك سلطة قانونية فى تغيير مقدار تلك النسبة من االحتياطى النقدى‪ ،‬وهذا يزيد او يقلل من مقدار السيولة وبالتالى من مقدرة النبوك التجارية‬
‫على االق راض‪ ،‬واعتبـاراﹰ مـن ديـسمبر ‪ ١٩٧٧‬ق رر مجلس ادارة البن ك المرك زى المص رى تعـديل قواعـداحتساب نس بة االحتي اطى الق انونى‬
‫لتصبح‪-:‬‬

‫النقدية بخزائن‬
‫البنك بالعملة المحلية ‪ +‬ارصدة البنك لدى البنك المركزى‬
‫الودائع‬ ‫=‬
‫بالعملة المحلية‬

‫بالعملة المحلية والعمالت الحرة ( والتى ال يتقاضى عنها البنك اى فائدة) وتم تحديدها بواقع ‪ %٢٥‬اعتباراﹰ من اول ابريل ‪٠ ١٩٧٨‬‬

‫واصبحت نسبة االحتياطى القانونى وسيلة فنية من شانها التاثير فى قدرة البنوك التجارية على خلق االئتمان‪ ،‬فرفع هذه النسبة يعتبرا اجراءاﹰ‬
‫انكماش ياﹰ بقص د االقالل من س يولة البن ك التج ارى وتجمي د ج زء كب ير من احتياطيات ه النقدي ة فيقل ل من مقدرتـه علـى التوسـع فـى االق راض‪،‬‬
‫والعكس عندما يقلل البنك المركزى من هذه النسبة‪ ،‬والذى يعنى االفراج عن جزء كبير من اصول البنـك التجـارى الـسائلة‪ ،‬ويمكنه بالتالى من‬
‫الحصول على الغطاء النقدى القانونى الالزم لقيامه بعمليات االئتمان‪٠‬‬

‫وتؤدى تغيير نسبة االحتيـاطى النقـدى القـانونى وظيفتـين اساسيتين‪:‬‬


‫االولى‪ :‬رفع هذه النسبة المطلوبة او خفضها‪ ،‬فان رفع هـذه النـسبة سوف تؤدى فوراﹰ فى نفس الوقت الى تخفيض مقدرة البنوك التجارية على‬
‫عقد القروض‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فان انخفاض هذه النسبة تزيـد فورﹰا م قدرة البنوك على منح القروض ‪ ٠‬اما الثانية‪ :‬هى االحتفاظ بهذهالنقود‬
‫لدى البنك المركزى كخط دفاع ثان لتمويل السحب الشديد علىالودائع من جانب العمالء‪٠‬‬

‫ثانياﹰ‪ :‬الوسائل النوعية لرقابة االئتمان‪:‬‬


‫رأينا كيف تهدف الرقابة الكمية على االئتمان ال ى التأثير على كمية او حجم االئتمان المصرفى عموماﹰ بغض النظر عن اوجـه او مجاالت‬
‫استخدامه ‪ ٠‬اما الرقابة الكيفية فتهدف الـى التـاثير علـىمجاالت استخدام االئتمان المصرفى‪ ،‬او التمييز بين االنواع المختلفةلالئتمان‪ ،‬حيث تتم‬
‫الرقابة الكيفية فى تنظيم االئتمان لتحقيـق عـد ةاهداف منها تالفى العيوب التى تتولد عن االعتماد على الرقابة الكمية وحدها فى التاثير على‬
‫حجم االئتمان‪ ،‬بجانب تحقيق اهـداف غيـر مستطاعة على االساليب الخاصة بالرقابة الكمية وحدها‪ ،‬ففى اوقـات التضخم يكون من المناسب مثال‬
‫الحد من نشاط معين من االنـشطة االقتصادية وا لعمل على تنمية نشاط اخر‪ ،‬كالحـد مـن االسـتهالك وتشجيع االستثمار‪ ،‬الن الوسائل الكمية ال‬
‫تفرق بين انـواع النـشاط المختلفة‪ ،‬بل انها تؤثر اثارها على الحجم الكلى لالئتمان‪٠‬‬

‫ولهذا كان الغرض من وراء عمليات الوسائل النوعية للرقابـة على االئتمان هو التمييز بين االستخدام ات المختلفة لالئتمان وبالتالى التمييز بين‬
‫القطاعات المختلفة لالقتصاد القومى‪ ،‬فالبنك المركزى يتبع سياسة تهدف الى التاثير على بعض القطاعات دون االخرى فتـشجع بعض االنشطة‬
‫وتحد من البعض االخر ‪ ٠‬فهدفها هو توجيـه تـدفق االئتمان من االستخدامات غير المرغوب فيهـا الـى اال سـتخدامات المرغوب فيها‪ ،‬بجانب‬
‫خاص ية اخ رى مم يزة لالس اليب النوعي ة فـى الرقاب ة على االئتم ان هى انه ا ت ؤثر على س لوك المقترض ين من خالل تفض يلهم الق روض ذات‬
‫الشروط االفض ل لهم ومقدار االئتم ان الـذى يحصل عليه بج انب اثارها التى تقع اساس اﹰ على س لوك المقرضين ‪ ٠‬وفى ال دول المتقدمة فان‬
‫االساليب النوعية للرقابة على االئتمانتستخدم بغرض الحد من مدى الدورات االقتصادية بدافع منع زيـادةالطلب على السلع االستهالكية المعمرة‬
‫عن مقدار المعروض منهـالتجنب ضغوط تضخمية فى االقتصاد القومى‪٠‬‬
‫والخالص ة ان الوس ائل النوعي ة لرقاب ة االئتم ان انم ا تمث ل ج زءا هام ا من االدارة النقدي ة بواس طة البن ك المرك زى‪ ،‬حيث يتف ق كث ير من‬
‫االقتصاديين على انها تكون مفيدة كوسائل مكملة للوسـائل العامـة للرقابة‪ ٠‬وان هذه الوسائل مناسب ة بوجه خاص للدول الناميـة التـى تكون‬
‫الطريقة التقليدية فيها لها اثر ضعيف‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬فـىبعض الدول النامية فان الهدف الرئيسى من الرقابة النوعية لالئتمانهو العمل على‬
‫منع اى زيادة الزمة فى ارتفاع اسعار المواد االوليةاالساسية والسلع الزراعية وذلك بمنع ت خزين مثل هذه السلع بغرض المضاربة‪ ،‬بل وفى‬
‫بعض االحيان مراقبة انشطة المـضاربات فـى البورصات‪٠‬‬

‫وفى البن ك المرك زى المص رى فقـد اعطـى قـانون البنـوك واالئتم ان رقم ‪ ١٦٣‬لس نة ‪ ١٩٥٧‬س لطة "تحدي د الح د االقص ى لـسعر الفائ دة الدائن ة‬
‫والمدين ة وفوائ د الت أخير "‪ ،‬باالض افة الى "تحدي د النـسب ال واجب مراعاته ا بين قيم ة الس لف والقيم ة التس ليفية للض مان وتحديـد ن وع الض مان‬
‫وتحديد آجال االسـتحقاق "‪ ٠‬وبـذلك يـستطيع البنـك المركزى المصرى تخفيض سعر الفائدة على القـروض الممنوحـة لبعض القطاعات المرغوب‬
‫فى تشجيعها‪ ،‬وفى نفس الوقـت زيـادة اسعار الفائدة على قروض بع ض القطاعات التى ينبغى الحـد مـن توسعها‪ ٠‬ففى عام ‪ ١٩٨٢‬اعلن البنك‬
‫المركـزى المـصرى هيكـل متفاوت السعار الفائدة المدينة لقطاعى الصناعة والزراعة بالمقارنـة بقطاعى الخدمات والتجارة‪ ،‬حيث بلغت اسعار‬
‫الفائدة على قـروض قطاع التجارة ‪ %١٦‬سنوياﹰ كحد ادنى‪ ،‬بينما بلغت هذه النـس بة ‪ %١٣‬فى قطاعى الصناعة والتجارة سنوياﹰ كحد اقصى ‪٠‬‬
‫كما ابقـى علـى التمييز المعطى من قبل البنوك لبعض االنشطة مثل عمليات التصديرواالسكان االقتصادى والمتوسط‪٠‬‬

‫ثالثاﹰ‪ :‬الرقابة المباشرة على االئتمان‪-:‬‬


‫تعتمد البنوك المركزية على الرقابة المباشرة لتعزيـز الرقابـة الكمية او الكيفية على االئتمان‪ ،‬كما قد تستخدمها بدي ﹰال عـن هـذين النوعين من‬
‫انواع الرقابة فى تنظيم النشاط االئتمانى للنبوك‪٠‬‬
‫ويقصد بالرقابة المباشرة للبنك المركزى‪ ،‬التأثير أو الـسلطان األدبى لألوامر والتعليمات المباشرة للبنوك التجارية‪ ،‬وحيث تكـون هذه األوامر‬
‫ملزمة لهذه البنوك وال يمكن تجاهلهـا واال تعرضـت لبعض انواع العقوبات التى تفرضها البنـوك المركزيـة ‪ ٠‬وتتمثـل األوامر والتعليمات فى‬
‫تحديد حد أقصى للقروض التى تمنحها البنوك التجارية‪ ،‬أو فى تحديد حد أدنى للقروض الممنوحة لنوع معين مـن انواع االنشطة االقتصادية‬
‫به دف الت وس ع في ه‪ ،‬أو اجب ار البن وك علـى توجي ه ج زء من موارده ا نح و ن وع معين من أن واع األس تثمار كش راء س ندات حكومي ة أو أذون‬
‫خزانة(‪ ٠)٣‬وتتمث ل العقوب ات ال تى يمكن ان يفرض ها البن ك المرك زى علـىالبنوك التجاري ة فى حال ة ع دم تنفي ذ تعليمات ه فى االمتن اع عن‬
‫اقراضهااو رفع سعر الفائدة بالنسبة للقروض الممنوحة لها‪٠‬‬
• Charles L.

Prather, Money and Banking, Home wood Illinois, Rechard D.Irwin Inc., 1969.

• Day & Beza,

Money and Income, New York, Oxford University Press, 1960.

• Dennis

Robertson, Money, Cambridge, The University Press, 1966.

• Dictionary of
Banking, MacDonald & Evans, .9791

• Dictionary of
Business & Economics, .7791

• Hawtery R.G.,

The Art of Central Banking, Bank Cass, London, 1962.

• Ivan C.

Johnson and William W. Roberts, Money and Banking, A Market - Oriented Approach, Chicago, The
Dryden, press, 1982.

• Kent R.P.,

Money and Banking, 6th Ed., New York, Inc., 1972.

• M.H. De Kock,
Control Banking.

-01 Pritchard, Money and Banking.

-11 Running press, Glossary of Banking Language, 1977.


-21 Walter W. Hainess, Money, Prices and Policy, New York, McGraw-Hill Book Company, 1961.
-31 Whilttesey, Money and Banking.

You might also like