Professional Documents
Culture Documents
رغم اختالف المدارس االقتصادية بـشأن دور النقـود وآثارها ،ما بين مدرسة تهمش دورها وتقلل من آثارها على مجريات الحياة االقتصادية
وأخ رى ت رى له ا دوراﹰ لكن فـى ح دود معين ة ،وثالث ة تعطى لهـا أعظـم األدوار وتـرى أن تغيراته ا هى ص احبة ال دور األك بر فى الت أثير على
المتغيرات االقتصادية األخرى .رغم هذا االختالف تمثل النقـود فـى تطورها ودورها وآثارها إحدى أهم الظواهر االقتصادية .
والتطور النقدى يمثل أحد ميادين االستجابة اإلنـسانية للتحديات حيث تطورت النظم النقدية من سلعية إلى ائتمانية ،أى من نقود تمثل قيمتها
السلعية ج زءاﹰ من قيمته ا النقدي ة إلى نق ود ال تمث ل قيمته ا الس لعية أهمية فى تحديد قيمتهـا النقديـة سواء ك انت أوراق اﹰ نقديـة تـص دره ا البنـوك
المركزيـة أو حسابات جارية فى دفاتر بنك تجارى .
ولهذا كان هدف هذا الكتاب تحليل المفاهيم واألسـاليب العلمية فى معرفة النظم النقدية .
وينقسم الكتاب إلى جزئين ،الجزء األول خاص بدراسة النقود والذى ينقسم إلى أربعة فصول يتناول الفـصل األول نظام المقاي ضة ونشأة
النقود والفصل الثانى طبيعـة النقـود وأنواعها والفصل الثالث وظائف النقود وأنواعها والفـصل الرابع األنظمة النقدية ( المفهوم والعناصر ) و
الجزء الثانى من الكتاب والخاص بالبنوك التجارية ويتناول خمسة فصول يتناول الفصل األول نشأة وتاريخ البنوك التجارية وال فـصل الثانى
تعريف البنوك التجارية ووظائفها والفصل الثالث خلق االئتمان واعدامه والفصل الرابع تعريف ووظـائف البنـك المركزى والفصل الخامس
البنك المركزى ودوره فى مراقبة وإ دارة االئتمان .
المؤلف
د .میراندا زغلول رزق
الفصل األول
نظام المقايضة ونشأة النقود
إن دراس ة موض وع النق ود من الدراسـات االقتـصادية األساس ية والهام ة الرتباطه ا وتأثيره ا بكث ير مـن المـشكالت االقتص ادية وانعك اس ألهم
النشاطات االقتصادية والمظـاهر االجتماعية .وإ ذا نظرنا إلى المجتمع الذى نعيش فيه اليـوم لوجدنا أن النقود تمثل طرف اﹰ فى معظم ما يدور
بيننـا مـن مع امالت يع بر به ا الن اس عن قيم م ا يتب اد لونـه مـن الـسلع والخ دمات ويقبلونه ا فى الوف اء بكاف ة الم دفوعات ،وتـستغل بانتقاله ا من
شخص إلى آخر فى كل زاوية من زوايا النظام االقتصادى .ولهذا كان للنقود من األهميـة مـا هيـأ لهـا االستقالل كفرع من فروع الدراسات
االقتصادية وكانـت اإلدارة السليمة للنقود تمثل هدفاﹰ جوهرياﹰ من أهداف السياسة االقتصادية الرشيدة .
ويستهدف اإلنسان فى نشاطه االقتصادى إشباع حاجاته المتعددة معتمداﹰ فى ذلك على ما يوفره لنفسه أو ما يقدمه له أفراد المجتمع من السلع
والخدمات ،من خالل اتساع نطاقالتخصص وتقسيم العمل باتساع نطاق التبادل بين األفـر اد ،حيث يستطيع الفرد أن يشبع حاجاته من الـسلع
والخـدمات المختلفة عن طريق مبادلة ما تخصص فى إنتاج مع ما ينتجه غيره من األفراد .
م رت النق ود خالل تاريخه ا الطوي ل بتط ور ت دريج ى ح تى بلغت الص ورة ال تى نعرفه ا الي وم مت أثرة فـى ذلـك بتطـور الظ روف االقتص ادية
واالجتماعية التى سادت البشرية منـذ العصور األولى ،ومؤثرة فى الوقت نفسه فى اتجاهات ذلك التطور ،فقد كان للنقود دور مهم أيض اﹰ فى
توجي ه وتنظـيم الحي اة االقتص ادية واالجتماعي ة س واء ك ان ذل ك على مـستوى الف رد فى تس يير متطلبات ه المعاش ية أو على مس توى المجتمـع
عموماﹰ .
وهك ذا نش أ بالفع ل " نظ ام التب ادل " وبـ دأت المجتمعـات تتح ول من مرحلـة "االنعزاليـة االقتـصادية البدائيـة " و "االكتف اء الـذاتى " Self -
Sufficiency Economyإلـى مرحل ة جدي دة هى مرحلـة اقتـصاد المبادلـة . Exchange Economyفق د ك انت أول ص ورة من ص ور
المبادلة التى عرفها اإلنسان هى "المقايـضة " Barter Systemوالـذ ى استمر فيها فترة طويلة حتى ظهر التاجر المتخصص ،ثم بدأ اقتصاد
التبادل يفرض وجوده مع استقرار نظام السوق ،ومع تعدد السلع المنتجة وتباين حاجات األفراد واختالف أذواقهم ،بدأت صعوبات هذا النظام
تتزاي د تدريجياﹰ ح تى أصـبح مـن المستحيل استمراره ،وب ات من الـضرورى ا لبحـث عـن صورة أخ رى للتبادل تح ل محل ه ،وهكذا اكتـشف
اإلنـسان بالتجربة فكرة النقود كوسيلة للتبادل أولتها ضرورات تطور طويل فى العالقات االقتصادية لألفراد والجماعات .
نظام المقايضة :
كان كل فرد ينتج ما يحتاجه شخصياﹰ بنفسه ،ومن هنا نشأت المقايضة كأول صورة من صو ر التبادل التى عرفهـا اإلنسان فى مراحل تطوره
األولى ،وعلى ه ذا ،فالمقايض ة م ا هى إال عملي ة تب ادل الس لع والخ دمات إن أمكـن بالـسلع وبالخ دمات إن أمكن ،ومهم ا ك انت عي وب نظ ام
المقايـضة ،فالذى ال شك فيه أنها نظام أدى دوره التاريخى بنجاح عندما كان عدد السلع قليالﹰ وأنواعها محدودة وحاجات اإلنسان سهلة وغير
معقدة ،األمر الذى أدى إلى انهيار هذا النظام تماماﹰ .
وعن دما دعت مقتض يات النمـو األقتـصادى وانتـشار ظ اهرتى التخص ص وتقس يم العم ل واتس اع نط اق المبادل ة ،أن نح اط علم ا ب العيوب ال تى
لحقت بالمقايضة وجعلتهـا نظامـاﹰ جامداﹰ غير صالح للوفاء بمستلزمات النظم االقتصادية الحديثة .وينطوى أسلوب المقايضة على تقديم األفراد
لسلع وخدمات نظير حصولهم على سلع وخدمات مقابلها من غيـرهم مـن األفراد ،وحيث أن وظيفة النقود هى تسهيل عمليات التبادل وإ حالل
التب ادل النق دي مح ل المقايض ة ،فق د ج رى الع رف فى كتب النق ود والبن وك الدراس ية على تأكي د فاعلي ة النق ود كوس يلةللتبادل ،ببي ان م دى
الصعوبات الناشئة عن المقايضة .
-١صعوبة إيجاد التوافق بين رغبات األفراد :
إن أول الص عوبات ال تى تواجهه ا عملي ات المقايض ة هى ض رورة تحق ق التواف ق الم زدوج للرغبـات عنـد التبـادل ،فالش خص ال ذى ي رغب فى
مبادلة سلعة الصوف بسلعة القمح البد وأن يبحث عن منتج للقمح ويرغب فى نفس الوقت فى الحصول على سلعة الصوف .
وعلينا أن نتصور مقدار الجهد والعناء الـذى يتحملـه الفرد فى سبيل البحث عن غيرهم ممن توافق معهم الرغبـة فى الحصول على نفس السلع
محل التبادل .
وتتزايد صعوبة توافق الرغبات إذا علمنا أن هذا التوافقيجب أن يكون ليس فقط فى نوع السلع محل التبادل بل يكونالتوافق فى جودة السلع
وزمان ومكان االستالم والتبـادل ،إن هذا نادراﹰ ما يتواجد ،وفى ذلك بيان لمدى الـصعوبات المتوقعة الحتماالت التوافق فى الرغبات .
ص عوبة تجزئ ة كث ير •
من السلع والخـدمات
وإ يجاد معيار تقاس به قيم هذه السلع والخدمات :
قد تحول صعوبة وأحيانا استحالة تجزئة أنواع عديـدةمن السلع من إنجاز المقايضة ،فقد يرى مربى الماشية الذىيرغب فى الحصول على قمح
أن رأساﹰ من ماشيته تـساوىخمسين كيلة من القمح .وإ ذا كان هو ال يحتاج إال إلى خمسعشرين كيلة من القمح ،فكيف تتم عمليـة المقايـضة ومـا
يحتاج ه م ن القمح ال يس اوى إال نص ف رأس من الماش ية وهى ال تقب ل التجزئ ة وهك ذا ،فالص عوبة الثالثـة مـن صـعوبات المقايض ة هى ع دم
قابلية بعض السلع للتجزئة .
صعوبة تخزين
السلع والخدمات :
هناك صعوبات أخرى تنشأ عن غياب النقود ،فـإذا أراد شخص أن يدخر جزءاﹰ من إنتاجه ليـستهلكه أو يبادلـه بغيره من السلع فى المستقبل
فالب د أن يحتف ظ ب ه فى صـورة س لعية ،ولكن كث يراﹰ م ا ال يس تطيع الف رد ذل ك ألن الس لعة ال تى ينتجه ا ق د يص عب تخزينه ا ،فق د تك ون س لعة
زراعيـة ربمـا يصيبها التخزين ب التلف أو العطب أو تنقص قيمتهـا .وقـد يؤدى به إلى أن يندفع فى استهالك ها بـسرعة أو أن يقـوم بمبادلتها
بسلعة أخرى قد ال يكون بحاجة إليها أو قـد يقبـل شروطاﹰ للمقايضة ما كان ليقبلها لو كانت سلعته قابلة للتخزينلفترة طويلة ومن هذا يتضح
صعوبة تخزين بعـض الـسلعنتيجة لصعوبة نقل هذه السلع من مكان آلخر كذلك .
الفصـل الثـانى
طبيعـة النقـود وأنواعهـا
وضح لنا كيف أن النقود تعتبر بحق اكتشافاﹰ اجتماعيـاﹰ مثمراﹰ يرجع -أساس اﹰ -إلى أهمية الوظائف العديـدة التـى تلعبها فى عالم اليوم ،سواء
على المستوى المحلى ( داخـل كل مجتمع ) أو حتى على الصعيد الدولى ،ولذلك نجـد أن أكثر التعريفات شيوعاﹰ للنقود فى ا لوقت الحاضر
هو تعريفها بداللة وظائفها حيث يقال "أن النقود هى ما تفعله أو تؤديه
ولهذا نجد أن تعريف النقود يعتمد على ما تقوم به النقود من الوظائف ،فهى تعريفات وظيفية وليست وصفية ،فعلى سبيل المثال المشكلة
فهى تثير الحيرة عند وصفها ،ولكـن يسهل كثيراﹰ معرفتها عند ذكر وظيفتها .ومع ذلك يمكن أن نعرف النقود أكثر دقة وتحديداﹰ بأنها " كل ما
يلقى قبوال عماﹰكوسيط للتبادل ومقياس للقيمة " .
الفصل الثالث
وظائف النقود وأنواعها
وظائف النقود :
ترجع أهمية اكتشاف النقود -أساسـاﹰ -إلـى أهميـة الوظائف العديدة التى تلعبها فى عالم اليوم ،سـواء علـى المستوى المحلى (داخل كل مجتمع
) أو حتى على الـصعيد الدولى .ومن ثم ،فالنقود ليست غاية فى حد ذاتها ،بقدر ما هى وسيلة تنجز العديد من الوظائف الهامة المختلفة . .
أوالﹰ :الوظائف الفنية الحيادية للنقود :
إن الوظ ائف األساس ية للنق ود هى تل ك ال وظ ائف التقليدي ة ذات الط ابع النق دى البص ت وال تى ارتبطت أص ال بنش أة النق ود كوس يلة للتغلب على
نظـام المقايـضة ،وسـبب تـسميتها بالوظائف الفنية أو الحيادية ألنها متعلقة بطبيعة النقود ولكنها ضرورية لسير واستمرار النشاط االقتصادى
ولكنها ال تؤثر فى مجراه أو معدل نموه .
وتنحصر هذه الوظائف أساسا فى وظيفتين أصليتين هما النقود كمقياس أو معيار للقيمة وكوسيلة للمبـادالت .ومـن هاتين الوظيفتين األصليتين
تشتق وظيفتان آخريتان هما النقود كمقياس للمدفوعات المؤجلة وكمستودع للقيمة .وسـنتناول باختصار كل وظيفة من هذه الوظائف .
ل ذلك ف إن فك رة النق ود تط ورت على م ر العـصور مـنكونها س لعة له ا كي ان م ادى ملم وس وقيم ة ذاتي ه حقيقي ة ،إلى أن أص بحت فى ال وقت
الحاض ر مج رد مفه وم ق د ال يك ون لهكي ان م ادى أو أى قيم ة ذاتي ة على اإلطالق طالم ا اتف ق أفرادالجماع ة على قبول ه كنق ود ،وألن الص ور
الرئيسية للنقود ذات خصائص مشتركة ،فقد أمكن تقسيمها إلى عدد محدود مـن األنواع ،وأفضل هذه التقسيمات هى تتبع التطور التـاريخى
لطبيع ة النق ود ولمص در قيمته ا ،ويمكنن ا أن نم يز بـين عـدة أن واع أو ص ور للنق ود لع ل من أهمه ا ،النق ود الس لعية ،النق ود الورقي ة والنق ود
المصرفية والتى سنتناوله ا بالتفصيل كل نوع على حدة .
ومعنى هذا أن السلعة التى كانت تستخدم نقداﹰ كانت لها قيمة فى التبادل مبنية على سبب آخر غيـر كونهـا وسـيط للتبادل ولكن كونها شيئاﹰ نافع اﹰ
فى الجماعة كلها ،لقد كا نـت النقود األولى سلعة مطلوبة على نطاق واسع وكان يمكن عند الحاجة االنتفاع بها مباشرة فى أغراض االستهالك
أو الدفاع أو الزينة كالماشية واألسلحة واألصواف .
فالتاريخ النقدى يذكر مثﹰال أن اإلغريق استخدموا الماشيةللنقود ،بينما استخدم الهنـود الحمـر التبـغ ،والـصي نيونالسكاكين والمصريون القمح .
وفى الجزي رة العربي ة اعتم دتاإلبل له ذا الغ رض وفى الحبش ة الملح وفى الهن د الـصوف ،وح تى إلى عه د ق ريب بع د ت دهور اقتص اديات بعض
البلـدان التى خاضت الحرب العالمية الثانية خصوص اﹰ ألمانيا حيـث عجز النظام النقدى فيها كقوة شرائية فى الحصول على السلع والخدمات ،
فقد اعتمدت مثالﹰ السجائر كنقـود فـى بعـض عمليات التبادل السلعى .
ومن ذل ك نت بين الش روط ال تى كفلت له ذه الس لع أن تك ون نق داﹰ ،فق د ك انت موض ع طلب م زدوج ،س هلة التجزئ ة نـسبياﹰ بغ ير أن تفق د قيمتها ،
ص الحة للبق اء نس بياﹰ ،وثابت ة القيمـة أو ن ادرة وقت اس تعمالها .وم ع ذل ك دعت الحاج ة إلى اختيـار س لعة أو س لعتين فق ط الس تعمالها كنق ود .
وأطل ق على مث ل ه ذه الس لع اس م " النقـود الحـسابية " " Accounting Moneyوأدى انتش ارها إلى انقس ام عملي ة المقايـضة إلـى عمليتـين
منفصلتين فى الزمان والمكان فى الخطوة األولى يـتم بيـع السلع مقابل النقود ويتم فى الثانية شراء النقود مقابل السلع .وتحت ضغط ازدياد
المبادالت والرغبة فى تيـسيرها ،بدأت النقود السلعية تدخل عصراﹰ جديداﹰ بعد اكتشاف المعادن ،فقد استخدم اإلنسان النحاس كوحدة نقدية ثم
الفضة والذهبوالحديد والزنك والقصدي .
واستمر قيام هذه المعادن النفيسة بدور الوسيط النقـدى فى غالبية المجتمعات لفترة طويلة جداﹰ حتى الحرب العالمية األولى عام ، ١٩١٤على
ال رغم من منافس ة النق ود الورقيـة له ا من ذ ظه ور األخ يرة فى منتص ف الق رن الـسابع عـشر ،حيث ك انت تس تخدم ال دول التجاري ة المس كوكات
النقدية السلعية فى عمليات التبادل لغرض الح صول على المعدات الحربيـة من الدول األخرى أو كإحتياطى للنظام النقدى لديها ،إلى أن بدأ
هذا من الدول األخرى أو كإحتياطى للنظام النقدى لديها ،إلى أن بدأ هذا الدور يضعف تدريجياﹰ بسبب األزمات الحادةالتى أصابته حتى انهار
تماماﹰ فى أوائل الثالثينات من القرنالتاسع عشر .
وتعتبر النقود المصرفية أحدث أشكال النقود وأكثرهـا تطوراﹰ وارتقاء وأوسعها انتشاراﹰ كوسيلة للدفع وإ براء الـذمم فى التعامل فى الدول النامية
والنقود المصرفية هى بالتحديد الودائع الجارية ( تحت الطلب ) لدى المـصارف التجاريـة والتى يتم تداولها وانتقال ملكيتها من شخص آلخر
عن طريق الشيكات
الفصل الرابع
األنظمة النقدية (المفهوم والعناصر)
يقصد بالنظام النقدى مجموعة القواعد واإلجراءات التى تحكم خلق النقود وإ عدامها فى مجتمع معـين ،ويعـ د هـذا التعريف الضيق ألنه يرتكز
على مجموعة القواعـد التـى تتضمن تعيين وحدة التحاسب النقدية والتى تـضبط إصـدار وسحب النقد األساسى أو االنتهائى من التداول .أما
المفه وم الواس ع للنظ ام النق دى فيتض من باإلض افة إلـى مـا يحتويـه التعري ف الض يق ،تل ك القواع د الض ابطة لخل ق وإ لغ اء األن واع األخ رى
المتداولة من النقد إلى جانب النقد األساسى ،علـى سبيل المثال أنواع النقد االحتياطى كنقود الودائع .غير أن أهم ما يميز نظام نقدى عن نظام
نقدى آخر هى تلك القواعد التى يتضمنها التعريف الضيق للنظام والتى تتمشى فـى تعيـين وحدة التحاسب النقدية وت عريفها بالنسبة لـسلعة
معينـة ،أو بالنسبة لعملة أجنبية ،أو بالنسبة لنفسها .
وعندما يتحدد هذا الجانب من النظـام النقـدى تتحـددطبيعة القاعدة النقدية ،وبالتالى أس لوب تطبيقهـا ،والـذىيعكس نفسه فى شكل النظام الذى
يضبط إصدار وسحب النقد األساسى من التداول ويتركز م سئولية إدارة هذا النظام فى يد سلطة واحدة مزودة بأسلحة نقدية معينة يصبح لهذه
الـسلطة النقدية القدرة على وضع حد أقصى لحجم المتداول من النقود االختيارية أو التابعة مع التأثير فى معدل تغييرها .
ولعل السؤال األساسى فى دراسة النظام النقدى هو ذلك الذى يتصل باختيا ر وحدة النقود ونوعها ،ولمـاذا يفـضل المجتمع استخدام شئ معين
كنقود عن غيره مـن األشـياء األخرى ،وحيث أن نوع النقود المستخدمة هـى المحـور األساسى فى دراسة النظم النقدية ،لهذا سميت هـذه الـنظم
نسبة إلى نوع النقود المستخدمة .
وفى ضوء هذا التعريف ومن زاوية التطور ا لتـاريخى للنظام النقدى تصنف القواعد النقدية – من الناحية العامـة – إلى قاعدتين هما:
أما النظ ام النقدى المعدنى ،فهو قائم علـى اعتبـار أن كمية معينة من معدن معين هى التى تستخدم كوحـدة نقـد أساسية كاعتبار أن ٥جرام من
الذهب تك ون الوح دة النقدي ة األساس ية والتى قد يطل ق عليه ا مثالﹰ الجنية وق ديماﹰ ك انت كـل دول ة تختار وح دتها النقدي ة فى البداية على أسـاس
معـدنى فتنسب الوحدة إلى المعدن طبقاﹰ لما يسمى بقاعدة النقد .فلما اندثرت العملة المعدنية وانتقلت إلى الورق والودائع لم تعـد القاعدة النقدية
قاعدة معدنية بل تحولت بدورها إلى الورق ،وهذا النظام النقدى الورقى يقوم على عدم ثبات ارتباط وحدة تتصف بصفة القبول العام ولك نها
تصبح إلزامية بقوة القانونوحينئذ يسمى النظام النقدى الورقى اإللزامى .
وهكذا قامت القاعدة النقدية بوظيفتها فربطـت أنـواع العملة فى الداخل بعضها ببعض ،كما ربطت العملة الداخلية بالعملة فى الخارج .
وهذه هى النقود الم تداولة فى المجتمع وخارج الجهـاز المصرفى ألن الجهة التى تصدرها هى المصرف المركزى ،لكن هناك نقود أخرى
يتعام ل به ا هى نقـود الودائـع التـى توفره ا المص ارف التجاري ة فى كـال البلـدين متمثلـة فـى الش يكات ال تى تس تخدم فى تس وية الم دفوعات
والمبادالت .فيما يتصل بالنقود المتد اولة ينطبق على كل البلدان األخرى التى لديها عمالتها الوطنية مثل الجنيه الصرى والدينار التونـسى
وال دوالر األم ريكى وال دينار الجزائ رى وغيره ا ،باإلضـافة إلى فئ ات وأج زاء العمل ة الوطني ة وك ذلك نق ود الودائ ع التـى تت ولى مس ئوليتها
بالمصارف التجارية .
ثانياﹰ :مجموعة التشريعات والتنظيمات المنظمـة ألداء النقود لوظائفها المختلفة :
وهذه القوانين واإلجراءات هادفة إلى توجيـه وتنظـيم وتحسين كفاءة إدارة النقود واالئتمان فى داخل المجتمع بمـا يضمن تسهيل وتيسير تحقيق
األهداف االقتصادية التى تبغيهاالدولة ،مثل رفع معدالت النمو فى الناتج القومى وتحقيـق االستقرار فى قيمة العملة الوطنية محلياﹰ وخارجياﹰ
وغيرها من األهداف االقتصادية والنقدية األخرى .
ثالثاﹰ :مجموعة المؤسسات النقدية والمـصرفية التـى تتولى مهمة اإلصدار النقدى وتنظيمه ،والـتحكم فـى كميته ،زيادة ونقصاﹰ :
ه ذه المؤسس ات تتمث ل فى الس لطة النقدي ة ال تى يترأسـها المص رف المرك زى مث ل ( مص رف ليبيـا المركـزى ) و ( البن ك المرك زى
المص رى ) ،بص فته الجه ة المس ئولة وح دها دون غيره ا عن اإلص دار النق دى وتحدي د كميت ه ،وغالب اﹰ مـا تش اركه ه ذه الس لطة أمان ة الخزان ة
( وزارة المالي ة ) ،إال أن البنك المركز ى يكون مس ئوالﹰ عن الرقاب ة واإلشـراف علـى نش اط المص ارف التجاري ة التى تقوم بخل ق الودائع أو
النقـود المصرفية .
$ •
الفصل األول
نشأة وتاريخ البنوك التجارية
لفهم طبيعة ونش اط البن وك التجارية ،يجب األش ارة الى تاريخ نش أتها وتطورها عبر ف ترة طويلة نس بياﹰ الى ان اخذت الص ورة الراهنة
وال تى س تظل تتط ور ،فق د ع رف الع الم الق ديم مؤسس ات االي داع والتعام ل باألئتم ان من ذ العص ور األولى ،حيث يرج ع الفض ل لألغري ق فى
النهوض بالفن المصرفى وانتشار العمل باألموال المصرفية االغريقية فى أنحاء العالم القديم واتساع دائرة النفوذ الرومانى .
وفى خالل عصر النهضة ،فقد كان لنمو المبادالت والتجارة فرصة لتوسيع نشاط االعمال على اساس االئتمان ،ومنذ ذلك الوقت اصبح
واض ﹰحا انه اذا امكن تحقيق ارباح بواسطة المبالغ المقترض ة ،فانه يسلم جزء منها الى المقرض الذى بدون تعامله ما كان يمكن ان يتحقق
ﹰاوال يجب ان يعوض هذا الربح ،ومع الوقت اصبحت حق له ،النه
المقرض عن قبول المخاطرة التى تنجم فيما لو لم تعاد اليـه النقود التى اقرضها ،ثانيا اذا لم يقم المقرض باقراض النقـود الـى المدين ،فانه قد
يستغل هذه النقود فى مشروع تجارى يعـود اليـه باالرباح ،وهكذا اصبح الجو مشجعاﹰ لتطور مؤسسات االقراض فيما بعد.
ولهذا فان اول البنوك بالمفهوم الحديث كانوا الصياغ الـذين كانوا يقبلون السبائك او المسكوكات وذلك لتخزينها .وقـد وجـدوا هؤالء المقرضين
ان ارب احهم من عمليات االقراض فاقت اربـاحهم من تجارتهم االصلية ،وبالتالى اصبح الصائغون بنوك اﹰ وذلك بعد ان استبدلوا نشاطهم
الصناعى بنشاطهم فيما يتعلق بـسياسات االئتمـان ونشاطات االقراض ،حيث اكتشفوا مبك رﹰا ،وبالرغم من ان اصدار االوراق غير المحدود
تكون سياسة غير ح كيمة ،اال ان بامكانهم ان يصدروا اوراق اﹰ مقدارها عدة مرات مقدار ما لديهم من عملة معدنية،طالما ان هذا التوسع فى
منح االئتمان انما يتم تـدريجياﹰ ،حيـث انعامة االفراد يمكن التحويل عليهم فى امتصاص االوراق االضـافيةوابقائها فى التداول .
وفى االصل ،فان االوراق التى كانت بمثابة اوراق بنكنوت ،
،فلكـل جني ه من ال ورق يحتف ظ ب ه العام ة ،ك ان يوج د جني ة من الـذهب فـى الخزين ة، انم ا ك انت نق وداﹰ ممثل ة Representative Money
وعندما قام الصائغون باقراض جزء مـن الـذهب ،فـاناالحتياطى اصبح جزئي اﹰ وليس كامالﹰ ،فاوراق البنكنـوت اصـبحتنقوداﹰ ائتمانية Credit
Moneyمحمية بواسطة احتياطى جزئى
.
وبع د ذل ك ف ان الص ائغين تعلم وا طريق ة اكثـر كفـاءة لوضـع نق ودهم االئتماني ة فى الت داول ،فلج أوا الى االقـراض عـن طريـق اص دار اوراق
بنكنوت اضافية وذلك بدالﹰ من الدفع بالذهب ،وبـذلك اصبحوا يحص لون من عمالئهم على اوراقهم التى تقضى بدفع فائـدة لهم وذلك فى دفع
اوراق ال يستحق عليها اى ف ائدة ،بمعنى آخر فـان كل منهم انما كان يقترض من االخر والجميع كـانو ا مـسرورين .وميزة االجراء االخير
الذى يقضى باقراض اوراق بدال من الـذهب ،ان اوراق اﹰ اكثر من الممكن اصدارها لو أن الذهب ظل فـى خـزائن الصائغين .وما كان يمكن
لالوراق ان تصبح نقوداﹰ ائتمانية وما كا ن يمكن لمبدأ االحتياطى الجزئى ان يطبق عمالﹰ لوال حقيقة واحدة ،ذلك انه بمجرد ان يودع الذهب
لدى الصائغين ،فانه عادة ال يطلب منـه اال قدراﹰ ضئيالﹰ كل يوم او كل اسبوع .وهكذا اص بحت االوراق تقوم بوظائف النقود ،حيث وجد
الصائغون ان االحتياطى الجزئى هو كل ما يمكن ان يكون ضرورياﹰ ،طالما ان االفراد كانوا واثقين ان الذهب انما يكون موجوداﹰ هناك وانه
يمكنهم الحصول عليه عندما يرغبوا فى ذلك .
وعلي ه فمن خالل مب دأ اص دار اوراق البنكن وت ،تعلمت البنوكخل ق النق ود عن طري ق تك وين خص ومها ،وعن دما ت وقفت البن وك م ؤخراﹰعن
اص دار ا وراق البنكن وت ،فق د وج دوا ان ه يمكنهم خل ق الودائـع – وال تى هى اح د اش كال النق ود – بنفس المب دأ ال ذى اتب ع فـى اصـدار اوراق
البنكنوت .ويمكننا اعطاء مثال لتصوير بداية البنوك بعـد ان قام بعض الصائغين بتحويل منشآتهم الى بنوك ،و قام بعض االفراد باالشتراك
معا وساهموا ب مقدار ٠٠٠,١٠٠جنية النشاء بنـك وهـذا المبلغ قد تم دفعه كله فى صورة عملة معدنية .
وكانت هذه النظرية و المعروفة " بنظريــة الق ــروض التجاريــة " Commercial loan Theoryاو نظريــة "الفاتورة الحقيقية " Real Bill
Theoryش ائعة فى ك ل مـن الوالي ات المتح دة وبريطاني ا .وم ع ذل ك ف ان البن وك لم تع د بع د ملتزم ة بنظري ة الق رض التج ارى ،فهى تق دم
القروض حالياﹰ لالفراد وتمـنحقروضها طويلة االجل وتعطى قروضاﹰ لقطاع اال عمال بدون ضـمانسلعى او انواع اخرى من الرهائن .
اما بنوك االئتمان متوسطة االجل او طويلة فهى تختلف عـن بنوك الودائع ،من حيث ان نشاطها الرئيسى يقتـصر علـى مـنح االئتمان لمدة ال
تقل عن سنتين فقط .وال يمكنها قبول ودائع جاريـة اال بأذن خاص .والجدير باالشارة ان منح االئتمان متوسط او طويل االجل ليس حك رﹰا
على بنوك االئتمان بل ايضاﹰ تمارسة بنوك الودائع .
-٢نظرية التبديل -:وهذه النظرية اكثر تطوراﹰ حيث تمثل صـورة اكثر عمومية و تهتم بتوسيع قاعدة التوظيف او االصول وما تعبـر عنة من
عمليات ،فهى ال ترى فى القروض التجاريـة انهـا غيـر صالحة ،ولكنها تريد ان تقصر عمل يات البنوك التجارية على تلـك االصول كما ال
تعتبرها االكثر مناسبة لمركز البنك ونشاط ه ،فعندما يقوم البنك بعمليات عديدة من قروض قـصيرة او اسـتثمارات فـى الس وق المفتوحة او
تدعيم محفظة اوراق ه المالية ،ثم يطالب اصحاب الودائع بسحب اموالهم ،فان مركز البنك التجارى لن يتأثر اذا كـان يتمتع بمرونة التبديل
والتحويل ،والقدرة على بيع االوراق او اعـادة خصم بعض االوراق الخاصة او تسييل بعض االصـول للمحافظـة على سيولته وتدعيم مركزه
المالى .وهذه المرونة فـى التحويـل والتبديل تتوقف على تنوع وتعدد حجم االصول والعمليات التى يقوم بها البنك .
-٣نظري ة ال دخل المتوق ع -:ه ذه النظري ة تختل ف عن نظري ة القروض التجارية ،من حيث تش جيعها للق روض طويلـة االجـل
والقـروضاالستثمارية وغير المتعلقة بالتمويل الجارى .وبذلك فهـى تـدعماالوراق المالية الحقيقية ،وتبدأ تلك النظرية تحليلها بانتقـاد نظريـة
الق روض التجاري ة (القـروض قـصيرة االجـل ) وخاصـة فكـرة اس تمرارية الس يولة من خالل امكاني ة الس داد .فليس هن اك ايه ض مانات فى ان
بعض القروض وخاصة المتعلقة بتجارة السلع تحقق امكانيـة السداد فى المواعيد المقررة وتحافظ بالتالى على مركز السيولة للبنك التجارى .
فال يمكن توافر ضم ان مؤكد لبيع الـسلع ،ناهيـك عـن مخاطر االفالس وتقلبات االسعار ومخاطر التضخم وتغيرات مرونة الطلب وغيرها
من العوامل التى قد تؤثر فى امكانية السداد واستيراد قيمة القرض .
والش ئ اله ام فى هذه النظرية ،ه و ان منح االئتم ان او القرض يتوقف على دراس ة البنك لم دى جديه العملي ة ،ومقدار ال دخل المتوقع .فهذه
الدراسة هى التى يجب ان تقود سياسة البنك نحو منح القرض او رفضة .اما كون القرض لمده قصيرة او لمده طويلة فلـيس هـذا بضمانة
كافية .فقد تكون هناك قروض اﹰ للمدة الطويلة لمش روعات او استثمارات متوقع نجاحها ،عندئ ذ تعطى االولوية .ومن ثـم لـيس هناك اى
سبب يجعل منح القروض مقتصراﹰ على القروض التجارية ،وهكذا يمكن للبنوك ان تمنح قروضها لرجال االعمال والمستثمرينوالمستهلكين
والقروض العقاريـة والقـروض الخاصـة لمواجهـةاالستهالكات وغيرها .
-٤نظرية ادارة الخص وم -:وهذه النظرية الحديثة التى تختلف عن النظريات السابقة من حيث انها تركز االهتمام فى تبرير نشاط البنوك
التجاري ة على ج انب االص ول او العملي ات ،فالنظري ة تعتـرف بـان ج انب االص ول وطبيع ة تكوين ه تلعب دوراﹰ هام اﹰ فى توف ير واس تمرارية
السيولة فى البنك ،ولكنها ترى فى نفس الوقت ان الـسيولة تعتمـ د ايضاﹰ على مصادر التغذية الرئيسية واالساسية ،اى على الخـصوم وخاصة
الودائع ،وعند التساؤل لماذا يحتاج البنـك التجـارى الـى السيولة ؟ تجيب هذه النظرية بوضع سببين لذلك ،اوالﹰ هو مخاطر طلبات السحب
من جانب المودعين ،و ثانياﹰ برغبة البنـك لتـوفير السيولة لالستجا بة لرغبات طالب القرض بمختلف انواعها وخاصـة ان مثل هذا التوظيف
هو الذى يحقـق االربـاح للبنـك التجـارى ،وبالطبع من غير المتصور ان يحتفظ البنك بـالودائع جامـدة ودون توظيف .
الفصل الثانى
تعريف البنوك التجارية ووظائفها
يمكن تعريف البنوك التجاريـة ببنـوك الودائـع المـصرفية " "Commercial Bankفقد أستخدمت هـذه التـسمية أصـالﹰ لألعتقاد بأن هذه
البنوك يجب أن تعقد فقط القروض التجارية القصيرة األجل ،أى أن القروض التى تمنحها هذه البنوك يجب اال تتجاوز مدة قدرها سنة ،ويجب
أن تعقد فقط للتجار لتمويل عمليات نقل البضائع فى التجارة الداخلية أو الخارجية أو بغرض تمويل تكوين المخـزون السلعى الذى تطلبه حاجة
مبيعاتهم .ثم كان األعتقاد أن هذه البنـو ك يمكن أن تمنح القروض القصيرة األجل للمزارعين ألغراض مشابهه ولمواجهة المصاريف الجارية
للزراعة وتكاليف تسويق المحاصيل ،ولما نمت الصناعه فان هذه النظرية تطورت فاصبحت هذه البنـوك تقوم بعقد القروض القصيرة األجل
للمنتجين لسداد األجور وتمويـل المخزون وسد أحتياجات رأس المال العامل .ولهـذا تقـوم البنـوك التجارية حالي اﹰ بمنح القروض القصيرة األجل
سواء أكانت قروضـ اﹰ تجارية أو صناعية أو زراعية ،ثم أمتد هذا النشاط ولم يعد يقتـصر نشاط االقراض على المنشآت األقتصاديه ،بل أمتـد
الـى أقـراضالمستهلكين والم وظفين والمؤسس ات الحكومي ه .وأصـبحنا نجـد أن الكثير من البن وك التجاري ة تمتل ك أص والﹰ ذات عائـد يتـراوح
مـدةأستحقاقها من ي وم الى ره ون طويل ه األج ل وك ذلك سـندات طويلـةاألجل ،ه ذه األص ول يتم الحص ول عليه ا مباش رة من العام ه والبعض
األخر من سوق النقود.
-٣ان العالقة بين البنك والعميل ،بالرغم من انهـا مـن الناحيـة القانونية هى عالقة بين مدين ودائن ،اال انها من الناحية العملية هى عالقة
لصي قة اى بمثابة عالقة شخصية مبنية على الثقة والـسرية .
والدفع من حساب الود ائع تحت الطلب – سواء أكان نقداﹰ او بشيكات -يتم فى اى فرع من فروع البنك ،وفى حالة تجاوز العميل لرصيدة
الدائن ،فان البنك يتقاضى فائدة على الرصيد المدين .اما اذا تجاوز العميل رصيد حسابه الجارى الدائن دون سابق اتفاق بينه وبين البنك ،
فان العميل يعرض نفسه للجزاء القانونى المترتب على تحرير شيك بدون رصيد .
وفى بداية عمل البنوك التجارية كانت الودائع الجاريةهى اهم انواع الودائع ،فقد تعددت انواعها واشـكالها مـع تطـور اعمـال الوساطة المالية
بفضل التقدم التكنولوجى وعادة البنوك تمنح ائتمانها بطريقتين-:
الطريقة االولى -:هى ان يقوم البنك بدفع قيمة القرض للمقترضين مرة واحدة او على دفعات فى شكل نقود قانونية من كمية النقود القانونية
التى فى حوزته من قبل وداخل خزائنه .وفى هذه الحالة يكون كل ما يحدث هو مجرد عملية نقل مبلغ من النقود من حوزة المقترض دون ان
يطرأ اى تغيير على اجمالى كمية النقود المقروضة التى كانت موجودة من قبل هذه العملية االئتمانية .
الطريق ة الثاني ة -:هى ان يق وم البن ك باعط اء المق ترض الح ق فى ان يس حب علي ه مب الغ فى ح دود قرض ة وذلـك بواسـطة الـشيكات او
الح واالت ،والمق ترض يمكن ه اس تخدام ه ذه المب الغ بواس طه الش يكا ت و الح واالت فى تس ديد قيم ة المبل غ والخدم ة ال تى يري د الحص ول
عليهـاتماماﹰ ،كم ا ل و اس تخدم النق ود القانوني ة طالم ا ان الش يكات والحواالتك النقود القانوني ة تقب ل وتس تخدم لل دفع والس داد .هن ا نج د مجموع ة
منالمدفوعات قد تمت دون استخدام النقود القانونية وذلك باستخدا م نقود اخرى خلقتها البنوك هى نقود الودائع اى رصيد المقترض او الودائع
التى خلقها البنك بقيوده المحاسبية فـ ــى الدفاتر .ولـسنا هنـا بصدد دراسة كيفية خلق البنوك التجارية لنقود الودائع ،فان الهميـة هذه الوظيفة
سنخصص الفصل التالى للدراسة التفصيلية لها .
وهكذا يتضح خطأ االعتقاد بان مصدر الودائـع المـصرفية الوحيد هو ايداع االفراد ارصدتهم النقدية فى صورة نقود قانونية لدى البنوك ،اذ
ان الودائع االصلية التى تنشأ لدى هذه البنوك ال تمثـل سوى نسبه محدودة من مجموعة الودائع القابلة للسحب لدى الطلب .
ب-الودائع الجل Time Depositsوهى ودائع محددة المـدة ،ومستندها هو قيد فى دفاتر البنك التجارى ،وتكفل لـصاحبها حـقالحصول على
فائدة يختلف سعرها باختالف االجل ،وقد يكون هذاالسعر ثابتاﹰ او متغيراﹰ .
واهم
خصائص
معينة لكى يشجع اصحاب التوفير الى التحويل الـى شهادات االيداع ذات االستحقاق المحدد .
واذا كانت شهادات االيداع هى اهم االشكال الجديـدة التـى ابتدعت فى عالم الوساطة المالية للحصول على االموال ،حيث يعتبر البنك االهلى
المص رى اول من ابتك ر ش هادات االسـتثمار .وحاليـاﹰ هن اك اح دث اال بتك ارات فى ه ذا المج ال ،ن ذكر نوع ان لحس ابات ذات اوام ر الـسحب
) المـشروطة والمعروفـة باسـم حـسابات
)Negotiable order of withdrawal nowوهى ودائـع ادخارية تستحق فائدة وتعطى لصاحبها الحق فى السحب عليها باوامر البنك
وهى من الناحية العملية فى حكم الشيكات .
اما النوع الثانى وهو حـسابات خـدمات التحويـل التلقـائى ) Automatic Transfer Services (ATSوهى حـسابات تكفل لصاحبها وضع
رص يد معمالت فى حس اب ادخـار بفائـدة ،بحيث يتم تحوي ل مقاب ل الش يكات ال تى يكتبه ا ص احب الحـساب الـى حس اب ج ار ى ل دفع قيم ة
الشيك المسحوب بطريقـة تلقائيـ ة ،وال يكون هناك سحب على المكشوف.
ج – الودائ ع االئتماني ة -:وهى ليس ت نتيج ة اي داع حقيقى ،وانمـاهىناشئة عن فتح حس ابات ائتماني ة ،واس تخدام ه ذا االئتم ان من جانـباالفراد
والمشروعات للقيام بنشاطهم االقتـصادى ،واحتمـال تقـدماصحاب الشيكات المسحوبة على هذه الحسابا ت للمطالبة بسداد قيمتها
.
وباالضافة الى حساب الودائع تحت الطلب وحساب الودائـع الجل والودائع االئتمانية ،فان هناك انواع اخرى من الحسابات التى يقوم البنك
بفتحها للعمالء .
حس ابات الق روض •
، Loan Accountsان سـحب العميـل لمبالغ تزيد عن مقدار رصيدة الدائن فى الحساب الجارى ،انما هـو احد الوسائل المضادة القراض
النقود ،ولكن فى كثير من االحوال ما يقوم البنك باقراض العمالء مبالغ محددة وذلك عـن طريـق قـتح حسابات القروض ،وفى هذه الحالة ف ان
الحساب الجـارى للعميـل يصبح دائنا بمقدار رصيد هذا القرض ،ويتم حساب الفائدة المست حقة على مبلغ القرض على اساس يومى ،وعادة
فان سداد القرض انمـا يتم دورياﹰ وذلك عن طريق تحويل مبالغ ثابتة من الحساب الجـارى للعميل الى حساب القرض.
حسابات القروض الشخـصية Personal Loan Account
،وال تى تتميز بع دم وجود ضمان مطلوب له ذه القـروض ،كمـا ان الترتيبات يتم اع دادها لسداد الق رض م ع الفائ دة وذل ك علـى اقـساطشهرية
متساوية وذلك خالل فترة معينة يتفق عليها مسبقا – ومثل هذهالحسابات يكون الغرض االساسى منها تمويل بعض نفقات االفـرادفيما يتعلق
بشراء السيارات واالثاث واالدوات المنزلية المختلفة .
-٣نظام االئتمـان الـدا ئر ، Revolving Credit Schemesحيث تقدم بعض البنوك التجارية هذا النظام الذى يتـضمن قروضـاﹰ تدفع بواسطة
اقساط شهرية منتظمة ولكن هذا النظام يختلف عن بقية القروض التى تسدد باالقساط من ناحيتين -:
اوالﹰ :ان المقترض ليس من الضرورى ان ي حـ صل علـى مقـدار القرض منذ البداية .
ثاني اﹰ :كلم ا ادى الس داد الى نقص مديوني ة المق ترض ،ف ان االخيـر يس تطيع ان يق ترض ليعي د الق رض الى ح ده االقص ى ه ذا بش رط ان ال
تتجاوز مقدار مديونية المقترض حد المديونية المتفق عليه مسبقﹰا .
-٤حس ابات الميزاني ة ، Budget Accountsففى انجل ترا مثالﹰ ،بعض البن وك ق دمت ه ذا الحس اب ال ذى يمكن عمالء البن ك من االف راد من
معادلة وموازنة االنفاق الشخصى على الكهرباء والمياه والتأمين على السيارة ومصاريف المدارس ومـصاريف المالبـس الـصيفية والشتوية ...
الخ ،فكل هذه المصاريف يحسب مقدارها فـى الـسنة ويقوم العميل بالسداد من هذا الحساب عندما يحل ميعاد استحقاق هذهالمدفوعات .وفى
نفس الوقت ،فان العميل يقوم كل شهر بتحويـل١/١٢من المقدار الكلى لهذه المصاريف المقدرة عن السنة وذلك منحسابه الجارى ،بحيث انه
بعد مضى ١٢شهراﹰ فان كل مقدار هذهالمصاريف تكون قد سددت .
ﹰثانيا :خلق النقود -:
احد الوظائف الهامة التى تميز البنوك التجارية عن غيرها من المؤسسات المالية االخرى ،وهى ا ن هذه البنـوك ال تـستطيع ان تخلق النقود او
تمحوها .حيث سبقت االئارة عـن ان االمنـاء قـد اكتشفوا ان جزءاﹰ فقط من المبالغ المودعة لديهم هو الذى يتم سـحبه فى اى لحظة ،وان هذا
ات اح لهم ان يحتفظ وا باحتي اطى ج زئى ،ب دالﹰ من االحتي اطى الكام ل لمواجه ة طلب ات الم ودعين بالس حب ،وه ذا فتح الطري ق لخل ق نق ود
مصرفية تعادل عدة اضـعاف الموجـود مـن احتياطيات لدى الجهاز المصرفى .فعلى سبيل المثال ،نفترض ان الخبرة قد علمت البنوك ان
واح داﹰ فق ط من ك ل خمس ة جنيهـات هـو ال ذى يتم س حبه فى اى وقت ،ف ان البنـوك لكـى تقابـل طلبـات الم ودعين بالس حب دون ت أخير او
مماطل ة ،عليه ا ان تحتف ظ باحتي اطى يع ادل % ٢٠من قيم ة الودائ ع القائم ة ،واذا افترض نا ان االفـراد ال يحتفظ ون بأي ة نق ود س ائلة خ ارج
الجهاز المصرفى وبالتالى لن يكون هناك تسرب للسيولة من البنوك ككل .فما يسحب من احدها البد ان يعاد ايداعة فى بنك آخر ،ولنفترض
كذلك ان البنوك فـى سـعيهالتعظيم االرباح ،تقوم باقراض كل ما يزيد على المبـالغ المطلوبـةكاحتياطى وانها دائما تجد من يقترض .وسيتضح
ذلك بالتفصيل فىالفصل التال ى عن اهمية وظيفة خلق النقود للبنوك التجارية ،اال انه يمكننا اعطاء مثال بسيط لتصور هذا الخلق ،فاذا كان
هناك شخص باع سندات حكومية بمبلغ ١٠٠٠جنية ،واستلمها نقداﹰ مقابل تخليـه للبنك المركزى عن هذه االوراق المالية ،ما الذى سيفعلة
بهذا المبلغ؟ دعنا نتصور ان ه تخلص من هذه االوراق التى لديه تحـسباﹰ لظـرف طارئ قد يحتاج فيه الى السيولة ،ولكنه ال يعرف متى على
وجـه التحديد ،لذلك فهو يقوم بايداع هذا المبلغ تحت الطلب فى بنكه وليكن بنك مصر ،فماذا يفعل بنك مصر بهذا المبلغ ؟ بالطبع لن يحتفظ
به كله فى خزائنة ،النه لو فعل ذلك لما حقق اى عائد وبالتالى سيسوء مركز ادارة البنك فى نظر مالكه ( حملة االسهم ) ،لذلك فان البنـك
سيس عى الس تثمار اك بر ق در من ه ذه الوديع ة فى اح د االص ول ال تى ت در عائ دا ،لكن ة لن يس تطيع اس تثمار مبل غ الوديع ة بالكام ل ،فهـو ملـزم
بموجب القانون باالحتفاظ بالخمس على االقـل (اى ٢٠٠جنيهـاﹰ ) لمواجهة طلبات المودعين بالسحب .
د
د
والكمبي االت ال تى تـستعمل دوليـاﹰ يمكـن تقـسيمها الىكمبي االت مص رفية Bank Billsوكمبيـاالت تجاريـة ، Trade Billsام ا الكمبي االت
المص رفية فانمـا تـستعمل بدرج ة كب يرة فى تس ويق المـديوني ات الدوليـة عنهـا فـى المع امالت الداخلي ة ،بينم ا الكمبي االت التجاريـة هـى التـى
تسحب بواسطة منشأة تجارية او تاجر فرد على منشأة اخرى او تاجر اخر وعادة ال تتداول فى اى سوق خـصم وانمـا يتحملها البنك ويقوم
بتحصيلها والذى يقوم بشرائها من المالك االول٠
وهناك ايضا نظام القبول System of acceptancesوالذى يكون مناسبأ من وجهه نظر البنك ،حيث نـارداﹰ مـا يتخلى البنك عن نقود فعلية،
حيث تكون العملية كلها مبنيـة على االئتمان المصرفى وليس على اساس الـدفع النقـدى ٠ويقوم البنك بتقاضى عمولة نتيجة الستخدام السمعة
التى تمتع بها ،ويحصل ال بنك على عمولة قبول نظير السماح باستخدام اسمه وسمعته ،والتكاليف الكلية للتمويل بالنـسبة للـشركات التجارية
تتك ون من عمول ة القب ول ال تى يحص ل عليه ا البنـك مض افاﹰ اليه ا تكلف ة خص م الورق ة ٠وفى بعض االحي ان تكـون ه ذه الوس يلة ارخص من
الحصول على قرض عـادة مـن البنك ،والميزة هى ان قبول البنك انما يكون بمثابة اقـراض السمه بدالﹰ مالبنوك التجارية هى مؤسـسات نقديـة
تستخدم ودائعها تحت الطلب كوسيلة للسداد ،باالضافة الـى انها تقبل الودائع الجل والودائع االدخارية ،كما تقوم بتمويل التجارة فهى تقوم بمـنح
القـروض الزراعيـة والعقاريـة وقروض المستهلكين وتدريجياﹰ فقد اتس عت االنشطة التمويليةلها لتشمل االستثمارات والخدمات المالية االخـرى
٠هـذاباالضافة الى وظائفها النقدية والتجارية ٠اما بنوك االدخـار فهى مؤسسات متخصصة تقبل فقط الودائع االدخارية ،وكما نعرف ان احد
مصادر القروض فى النظام المصرفى نـاتج من الخلط بين الودائع تحت الط لـب والودائـع االدخاريـة وعندما تقوم بنوك االدخار بعقد قروض،
انما تقوم باقراض ارصدة موجودة فعالﹰ سبق ان اودعت لـديها ،امـا البنـوك التجارية فتقوم باقراض االئتمان حيث يترتب على القـرض وديعة
تحت الطلب ،وبذلك تكون البنوك التجارية قد خلقـت وسيلة للدفع٠
الفصل الثالث
خلق االئتمان واعدامه
منذ انشاء البنوك من القرن السابع عشر ،وظهور نظام االئتمان ،فان معظم مدفوعاتنا انما تـتم بواسـطة الودائـع المصرفية ،واالكثر اهمية ان
نشأة البنوك جعل من الممكـن للم رة االولى تحقيق الرقابة الرش يدة على النقـود والـسياسة النقدية ٠وحتى اختراع خلق االئتمان المصرفى ،لم
يكن هن اك الوس يلة ال تى يمكن بواس طتها تحقيـق مرونـة فـى توسـع وانكم اش النق ود وال تى يمكن بواس طتها مواءم ة اس عار الفائـدة بلط ف تبع اﹰ
للحاج ة الى االئتم ان ٠وح تى بع د ان تـم انـشاء البن وك التجاري ة الحديث ة فى الق رن الث امن عش ر ،فان ه لم يكـن من الممكن ايج اد سياس ة نقدي ة
موح دة ،حيث ك ان ه ذا يتطلب االنتظ ار ح تى المرحل ة الثاني ة من تط ور النظـام المـصرفى والخ اص بانش اء البن وك المركزي ة ال تى له ا س لطة
الرقابة على جميع البنوك التجارية المتنافسة٠
ما هو االئتمان ؟
وسنبدأ دراستنا لخلق الودائـع المـصرفية ،بدراسة نشأة نظام االئتمان وادواته ،حيث نـشأ هـذا النظام تدريجياﹰ وبطيئاﹰ ،فان عمل البنـوك
هـو فـى االصل شراء وبيع االئتمان ،وادوات االئتمـان هـى رصيد السلع التى يتم االتجار فيها ،وايـضاﹰ ،علـى اساس االئتمان الذاتى للبنوك،
فـان البنـك اصـبح يس تطيع خلق النق ود كما يمكن تحو يلها بواس طة ادوات االئتم ان ،حيث معظم النـشاطات االقتـصادية لهـا وجه ان ،فلو ك ان
هن اك ص فقة ،فالبد وان يك ون هن اك ب ائع ومش ترى ،مالك ومس تأجر ،رب عمل وموظ ف ،انف اق نق ود ودخـل مـن النقـود ،وكـذلك الحـال
ايضا جنية من الم ديو نية يخلق ولكل اصل دائن هن اك خصم م دين ،ف اذا لم يكن هن اك
ﹰ بالنس بةلالئتمان ،فلكل جنية من االئتم ان يخل ق ،هن اك
مقترض ،ما كان يمكن ان يكون هنا مقرض٠
وهن اك اعتق اد غ ريب ل دى تفك ير الكث يرين فيم ا يتعل ق باالئتم ان (الدائني ة والمديوني ة ) ،ف الكثيرون يعتق دون ان المديوني ة انم ا هى عبء ،ش ئ
يض عف او يعم ل على ت أخير االقتص اد الق و مى ،وفى نفس ال وقت ينظ رون الى الدائني ة على انه ا ش ئ مفي د حيث هـو شـريان الحيـاة للتج ارة،
حيث تزداد الودائع المصرفية ،ولكن يصيبهم القلق عنـدما يعلمون ان الحكومة او منـشأت االعمـال او المـستهلكين تـزداد مديونيتهم ٠وهذا الخلط
والقلق ينشأ من اختالف وجهه نظر الفرد ما اذا كان دائن اﹰ او مديناﹰ ،اما بالنسبة للمجتمع ككل ،فان هذه المدفوعات كلها تلغى بعضها البعض
حيث ان فكرة االئتمان هى انـه يجـب ان يكون هناك طرفين التمام الصفقة ،المقترض هو المدين ،والمقـرض هو الدائن ،فاالئتمان (المديونية)
يتضمن اعطاء واستالم سلع او قـوة شرائية االن فى مقابل وعد باستالم ( سداد ) السلع او القوة الشرائية فى تاريخ الحق ٠واالئتمان عادة ما
يعبر عنه بالوحدات النقدية ،فقد يكون هدف المقترض هو المضاربة ،او التوسع فى نشاط االعمال او سداد اجور او ربما شراء بعض االدوات
المنزليـة والـذى يتحقـق بالحصول على قرض نقدى ي سدد نقداﹰ فى تاريخ االستحقاق مع الفوائد المستحقة٠
ثالث اﹰ :رأس الم ال Capitalحيث يش ير الـى صـافى حقـوق المس اهمين ،إذ يطلب ال دائن بعض الق وائم المالي ة وذل ك اليض اح مق دار م ا ه و
مملوك ومقدار ما هو مدين به مقدم الطلب ٠فمث ﹰال رجل االعمال الذى توضح قوائمه المالية ان مقـدار صـافى حقوق المساهمين هو نصف
مليون جنية يكون فى مرتبة اعلى من حيث المركز االئتمانى بالمقارنة برجـل ا عمـال توضـح قوائمه المالية ان صافى حقوق المساهمين هـى
ربـع مليـون جنية٠
رابعاﹰ :الضمان Collateralففى بعض االحيان قد يطالـب المدين بتقديم ضمان للقرض يسهل فيما بعد بتسييله ،وقد يكون مقدار القرض
اكبر ومدة استحقاقه اطول وسعر الفائدة اقل من خالل تقديم الضمان الكافى٠
ثاني اﹰ :االئتم ان على اس اس المس تندات الرس مية وا لـذى يـسمى ادوات االئتم ان ، Credit Instrumentsوه ذه المس تندات من ن وعين ،ام ا
وعود بالدفع او اوامر بالـدفع ،ومعظمهـم يمكـن تحويلهم بسهولة من حامل الى اخر ،وبعضها تكـون جـاهزة للتحويل فهى تستخدم بانتظام كأداء
للمدفوعات حيث تحل محـل العملة فى كل العمليات ما عدا الصغيرة منها ٠وكال النوعين من ادوات االئتمان لهما تاريخ قديم حتى قبل سك
النق ود حيث ك انت مس تخدمة ومعروف ة ل دى االش وريين والب ابليين ،ل ذلك ف ان البن وك التجاري ة والمؤسس ات المالي ة االخ رى تتك ون اص ولهم
الرئيـسية من ادوات االئتمان المذكورة التى يقومون بشرائها وبيعها٠
وتتصف ادوات االئتمان هذه على قابليتها للتداول ،فان كال من منشأت االعمال وعامة المستهلكين يعتمدون على االئتمـان ،بعـضه ائتمان قصير
االجل واكثره ائتمان طويل االجل ،فعلى سبيل المثـال،اذا رغبت شركة فى توسيع مصانعها ومعداتها ،فان امامهـا ثـالثبدائل عامة ،فاما انها
تستطيع ان تتوسع باعادة استثمار ارباحهـا ،اوتقوم بطرح اسهم جديدة لالكتتاب ،او انها تقوم بالحصول على ائتمانطويل االجل عن طريق
اصدار سـندات ،وتفـضل الـشركات ذات االرباح المستقرة والقادرة على تحمل مخاطر معقولة فى اقتـراض النقود مثل شركات السكك الحديديـة
وشـركات الم نـافع العامـة ٠باالضافة الى ائتمان المستهلكين الذى يفيد كال من المنتج والمستهلك٠
لذلك يجب وجود رقابة وتنظيم الدارة االئتمان ،الن االئتمـان كالنار ،خادم خطير لالنسان فنتائجه قد تكون مدمرة ،فيجب ان يبقى االئتمان فى
الحدود االمنة حيث يساهم فى تحقيق الرواج وزيا دة تدفق السلع وزيادة العملة ،ولكن اذا ما استمر فى هذا االتجاه فانه قد يخرج عن حدوده
ويؤدى الى حدوث تضخم الذى عادة ما يتبع بكساد مؤلم ٠وال شك ان مهمة تنظيم ومراقبة االئتمان انما تقع على عاتق البنـك المركزى الذى
يستطيع ان يفرض رقابة على البنوك التجارية التـى تقوم بمنح االئتمان ،وهنا يستطيع البنك المركزى ان يشجع او يقرض ويجبر البنوك على
تقليص االئتمان٠
فعندما تكون الضغوط التضخمية قوية ،فان المسئولية االولى انما تقع على الجهاز المصرفى فى احتواء هذه الضغوط وذلك عـن طريق وضع
الفرامل على التوسع فى منح االئتمان ٠وفـى اوقـاتالركود ،فان البنوك تستطيع ان تعيد الى االقتصاد القـومى نـشاطه وذلك عن طريق التساهل
فى منح االئتمان ،وهنا تكمن اهمية الجهاز المصرفى فى االقتصاد القومى التى ليس فقط فى امكانية هذا الجهازعلى توفير االئتمان لتشحيم اله
االقتصاد ولكن تكمن ايضاﹰ فى سلطته على توفير القوى التى تحقق االستقرار فـى االقتـصاد القـومى ٠وكخالق للنقود وكمؤسسات مالية
مسيطرة فان البنوك تستطيع بدرجة كبيرة تحديد مقدار االئتمان الذى سيمنح ومن الذى سيحصل على هذا االئتمان ولهذا فان دور البنوك
رئيسى ومركزى وقرارتهم ذات اهمية كبرى٠
د
وال يخفى بعد ذلك على احد كيف ال تتأتى هذه المقدرة الواسعة على خلق ال ودائع لدى بنك بمفرده ،ما لم يكن هذا البنك هـو البنـك الوحيد ،اذ
يتعرض البنك الى انتقال احتياطات نقدية حاضـرة الـى غيره من البنوك عند انشائه ودائع لالفراد على دفاتره بمناسـبة مـا يعقده من قروض او
ما يشتريه من اوراق مالية فطالما يشترك مـع البنك فى قبول ودائع االفرا د عدد غير قليل من البنوك ،فـان لمـن المتوقع ان يسحب االشخاص
الذين انشئت هذه الودائع لهم شـيكات على البنك لصالح اشخاص يتعاملون مع البنوك االخرى ٠لهذا السبب ال يستطيع البنك الواحد ان يس تثمر
بصفة عامة ما يتجاوز ما بحوزته بالفعل من نقود او ما لحسابه بالبنوك االخر ى من ودائع ٠ولهذا تزيد البنوك مجتمعه مقدار ودائعها الى
عدة اضعاف ،ايـه زيـادة فـى ارصدتها النقدية لما يتسرب من احتياطى نقدى من بنك الى بنك ثان من خالل قيام البنك االول بعمليات اقراض
او استثمار يتسرب مـن البنك الثانى الى بنك ثالث بعد ما يستعمله ذلك البنك الثان ى فى زيادة ودائعه من خالل التوسع فى عمليات االستثمار
واالقتراض ٠وهكـذا تتوالى العمليات وتتوالى تبعاﹰ لذلك زيـادة الودائـع نتيجـة تـسرب االرصدة وتعاقب الطلبات فى داخل النظام المصرفى فى
مجموعه ٠وهناك نقطتان هامتان يجب التأكيد عليهما حتى نستطيع تفهم اعمـال البنوك التجارية-:
-١اغلب الودائع تحت الطلب انما هى ودائع مشتقة ،اى ودائـع تـم خلقها عن طريق شراء البنك لمستحقات من الديون قبل االخرين -٢ ٠ان
الودائع تحت الطلب التى تخلق للدفع فى مقابل الحصول على هذه االصول ،انماهو اضافة صافية لمقدار النقود المعروضة٠
ومن خالل تحليلنا للعوامل التى تحدد حجم مـضاعف التوسـع واالنكماش وذلك بواسطة البنك الفرد ٠فالبنك المفرد مثـل النظـام المصرفى ككل
اال انه يكون معرضاﹰ "لفقد بالغ فـى االحتيـاطى " و" مكسب تابع فى االحتياطى " والى ال ينطبـق بالنـسبة الـى النظـام المصرفى ككل ٠ان البنك
المفرد قد يتعرض الى تسرب بالغ للنقـود الحاضرة من البنك الى التداول وتدفق فى النقود الحاضرة من التداول الى داخل البنك ،كما انه قد
يكون محل فقد تابع فى االحتياطى للقي امبمدفوعات صافية للبنوك االخرى ،كما انه قد حصل كسب تابع فـىاالحتياطى وذلك عندما تقوم البنوك
االخ رى بم دفوعات له ذا البنـك،وبس بب ه ذا الفق د الت ابع او المكس ب الت ابع فى االحتي اطى مـن خـالاللمدفوعات الى او المقبوض ات من البن وك
االخرى ،فان البنك الفـرد الذى يحصل على زيادة اولية فى احتياطيه عادة ال يستطيع ان يتوسع فى خلق الودائع وفى الحصول على االصـول
ذات العائـد بمقـدار مضاعف ٠كما انه قد ال يك ون فى حاجة الى احداث انكمـاش فـى ودائعه وفى مقدار اصوله ذات العائد بمقدار مضاعف
نتيجة الـنقص فى مقدار احتياطياته٠
الفصل الرابع
تعريف ووظائف البنك المركزى
اشرنا ان المؤسسات التى تعتبـر اشـخاص النظريـة النقدية ،هى وحدها القادرة على خلق النقود ( النقود القانونية نقوداﹰ للودائع) ،او بمعنى اخر
هى تلك التى تستطيع ان تحول االصول الحقيقية الى اصول نقدية والعكس ،فهى مؤسـسات خالقة للنقود ومحوله لها ٠والهدف االساسى من
وجوده ا ليس س وى تهيئ ة الظ روف لكى ت ؤدى النق ود وظائفه ا وم ا يـستتبع ذل ك من عملي ات نقدي ة ومالي ة ( اق راض ،تمويل ،واقتـراض ٠٠٠
الخ ) ٠ومن مجموع هذه المؤسسات يتكـون الجهـاز المصرفى القتصاد ما ،والذى يهـيمن علـى شـئون النقـد واالئتمان فى هذا االقتصاد٠
فالبن ك المرك زى كم ا عرف ه " " R.P. Kentه و المؤسس ة ال تى تلقى عليه ا مس ئولية ادارة التوس ع واالنكم اش فى حجم النق ود وذلـك بغ رض
تحقيق الرفاهية العامة .
ولذلك فان البنك المركزى هو المؤسسة النقدية التـى تتـولى مسئولية تنظيم عرض النقود وتوفيرها وتكلفتها وذلك كلـه لتحقيـق الصالح العام،
حيث ه و المؤسس ة التـى ت كـون وظيفتهـا الرئيـسية المس اعدة والرقاب ة واس تقرار النظ ام المص رفى فى الدولـة بغـرض تحقي ق الص الح الع ام
للدولة ،وعليه فان البنك المركزى انما ينظر اليه على انه السلطة المالية التى تدير بطريقة موضوعية نـشاط جميـعالمؤسسات المالية االخرى
فى الجهاز النقد
من التع اري ف الس ابقة يتض ح لن ا م دى اهمي ة الحاج ة الى وجـودالبنك المرك زى ،فالنظ ام المص رفى يمكن ه ان يعم ل بانس جام اذا كـان هن اك
مؤسسة عليا توجه وتنظم اجهزة هذا النظام ،وبدونه ال يـصبح هذا النظام شئ سوى مجموعة من الوحدات غير المترابطة كل يتبع سياسته
المس تقلة وال تى غالب اﹰ م ا تك ون متعارض ة م ع بعض ها الـبعض ،فه و الزم لتنظيم انش طة ه ذه البن وك ويجعله ا انظم ة متكاملـة تتفـق والمص لحة
االقتصادية العامة للدولة٠
اهمية البنك المركزى تكمن فى وظيفته فى ادارة الجهاز النقدى للدولة ،الن غيابه يضع ادارة الجهاز النقدى فى يد الحكومة والتى ال تستطيع
ان تق وم بمهم ة ادارة الجه از النقـدى بـنفس كفـاءة البنـك المرك زى لع دم درايته ا ب احوال س وق النق ود والمتطلبـات الواجـب اتخاذه ا فى ك ل
الظ روف المختلفة ،باالض افة الى ان الحكومة قد تتبع سياسة نقدية تتفق مع ميولها السياسية والتى ربمـا تتعـارض مـع المصلحة االقتصادية
العامة ٠فالبنك المركزى مؤمم فى معظـم دول العالم كى يكون بعيداﹰ عن تأثير االحزاب السياسية ،ولذلك فهو جـزء ال يمكن االستغناء عن ه من
االدارة النقدي ة والمالي ة فى الدولة ٠ان البن ك المرك زى منظم ة ذات طبيعة خاص ة ووظائف ه تختلـفعن وظ ائف البن وك التجارية ٠فعلى س بيل
المثال الب نك المركـزى اليتعامل مع عامة االفراد كما هو الحال بالنسبة للبنوك التجارية ،حيثيهتم بتنظيم ورقابة عمليات البنوك التجارية،
حيث عادة مـا يكـونمجبراﹰ على عدم منافسة البنوك التجارية فى مقدار االرصـدة التـى يجب ان تحتفظ بها هذه البنوك لدى البنك المركزى وفقـاﹰ
للقـان ون ٠وك ذلك ع دم المنافس ة على مق دار م ا يص دره من اوراق نقدي ة قانوني ة ،واال س يكون ق د خ رج عن وظيفت ه كبن ك للبن وك واعتبـاره
كمقـرض للبنوك التجارية ،فهو له سلطة قانونية يستطيع بها ان يجعـل هـذه البنوك تنفذ السياسة النقدية التى يرغبها ٠وفى نفس الوقت هو بنـك
للحكومة حيث ي قبل الودائع لحساب الحكومة كمـا يقـوم بـاقراض الحكومة ،بينما البنوك التجارية تقوم بالوظيفة المصرفية لعامة االفراد عن
طريق قبول ودائعهم واقراضهم ٠فالبنك المركزى هـو البنـك الوحيد الذى يحتكر اصدار اوراق البنكنوت ،ويحتفظ لديه باحتيـاطى الدولة من
العمالت االجنبية ،حي ث قد يستخدمه فى العمل على تحقيق استقرار فى سعر الصرف٠
ويخضع اصدار البنكنوت لقيود قانونية متعددة ،حيـث تتعلـق بنوع االصول التى يجب تغطية البنكنوت بها ونسبة الرصيد الـذهبى او العمالت
االجنبي ة ال تى يجب االحتف اظ به ا فى غطـاء االصـدار ٠وه ذا الغط اء ق د يتك ون من الس ندات الحكومي ة على ان يغطى مـازاد عن ذل ك الق در
بالذهب ،وهذا هو "االساس االول" والذى اتبعته انجلترا بقانون عام ،١٨٤٤ويعترض عليه بعدم مرونته ،اذ يجد البنك نفسه مقيداﹰ فى اصدار
البنكنوت فيما يزيد على الحد االئتمـانى برصـيده الذهبى ،فال يستطيع مواجهة اش تداد الطلب على اوراق البنكنوت فىحاالت الذعر او الضيق
الم الى ٠ام ا " االس اس الث انى " فيح دد المش رعحد اقص ى لالص دار دون ال زام البن ك المرك زى باالحتفـاظ برصـيدذهبى معين فى الغط اء ،وق د
اتبعت فرنسا هذا النظـام حتـى عـام ،١٩٢٨حتى عدلت عنه لعدم مرونته بالقدر الكافى والذى يتفق مـع سرعة حاجات السوق النقدى ٠وهناك "
االساس الثالث" مـن خـالل تحديد نسبة مئوية معينة بين الرصـيد الـذهبى وجملـة البنكنـوت المص در ،على ان يغطى الباقى بانواع معينة من
االصول كالـسندات واالذون الحكومية والكمبياالت التجارية ،وقد سبقت المانيا الى اتباع هذا النظام عام ١٨٧٥وتبعتها دول كثيرة منها مـصر
٠ويعتـرض على ه ذا النظ ام بتض خيم اي ة زي ادة او نقص ان فى الرص يد ال ذهبى الى ع دة اضعافها م ن الزي ادة او النقص ان فى البنكن وت ،بم ا
يترتب علـى ذلك من زيادة االثر التضخمى لـدخول الـذهب ومـضاعفة االثـر االنكماشى لخروجه بما ال تقتضيه االصول دائماﹰ٠
وبالنسبة لمصر فقد حدد القانون فيما يخص غطـاء االصـدار "يجب ان يقابل اوراق النقد المتداولة بصفة دائمة ويقدر قي متها رصيد مكون من
ذهب ونقد اجنبى وصكوك اجنبيـة وسـندات الحكومـة المصرية واذونات وسندات مصرية تضمنها الحكومةواوراق تجارية قابلة للخصم ،ويحدد
مق دار ال ذهب الالزم لغط اء االص دار بق رار مـن رئيس الجمهوري ة وتح دد ان واع ونس ب االص ول االخ رى بق رار مـن وزي ر المالي ة واالقتص اد
وبعد اخذ رأى البنك " ٠ويبرر هـذا االتجـاهالحديث وهو تفويض السلطة التنفيذية وعـدم تقييـد سـلطة البنـكالمركزى بقيود قانونية جامدة حتى
يمكنه ا س رعة مواجه ة الظـروفالمتغيرة ٠ومن ذ ع ام ١٩٨٨بلغت نس بة الغط اء ال ذهبى فـى مـصر ،%٥بينم ا ش كلت اذون الخزان ة وص كوك
الحكومة والمض مونة منها
٩٥%٠
وهناك فلسفتان تقوم عليهما قواعد االصدار ،الفلـسفة االولـى وترى اعطاء الحرية للبنك المركزى فى اصدار مقدار البنكنوت فى اى وقت ،اما
الفلسفة الثانية فترى تقييد البنك المركزى فى اصـدار كمية البنكنوت٠
ويعيب هذا الرأى حدوث حالة من التضخم وان تتدهور قيمـة العملة فى اوقات الرواج والعكس فى اوقات الكساد فيؤدى ذلك الـى تفاقم حالة
الكساد
انصار تقييد االصدار:
اما انصار تقييد االصدار فيرون انه ال يجب ان تكـون هنـاك حرية كاملة للبنك فى اصدار مقدار البنكنوت وفقاﹰ ل حاجـة االفـراد للسبب السابق،
باالضافة الى ان البنك المركز ى لديه من االسـلحة االخرى ،ما يمكن من زيادة مقدرة البنوك على خلق الودائع فيـزداد مقدار المعروض من
النق ود فى اوق ات ال رواج ،وم ا يمكن من جعـل البن وك التجاري ة تتب ع سياس ة انكماش ية وذل ك باس تخدام اس لحة اخـرى ٠وتك ون المس ائلة هى
الموازنة بين مقدار طلب النقود وعرض النقـود فى صورها المختلفة٠
وهكذا فان نظام االصدار الحر الذى اصبحت تتبعه معظم دواللعالم االن اعطى المرونة الكاملة للبنوك المركزية لرسـم الـسياسةالنقدية بما يتفق
وظروف الدولة االقتصادية ،اذ بمقتضى هذا النظـا ملن يكون هناك حد اقصى لالصدار ،كما انه لن يكون هناك احتياطىذهبى يطالب البنك
المركزى االحتفاظ به٠
وكبنك للحكومة ،فان البنك المركزى يحتفظ بحسابات المصالح والهيئات والمؤسسات والمنشآت الحكومية ،ويقوم بنفس الوظائف التى يقوم بها
البن ك التج ارى لعمالئ ه ،فه و يق وم بقب ول الودائ ع من الجهاتالحكومي ة المختلف ة ويق وم بتحص يل الش يكات الخاص ة ب ه ا ومـسحوباتهامن البن وك
االخرى ،كما انه يمولها بالنقود الالزمـة لـدفع االجـوروالمرتبات ويقوم بتحويل ارصدة الحكومة من حساب الى اخر ومـنمكان الى اخر ٠هذا
باالضافة الى اقراض الحكومة قروض اﹰ قـصيرة االجل وقروض اﹰ غير عادية خالل اوقات الكـساد والحـروب وفـى الظروف الوطني ة العاجلة،
فانه كذلك يقدم خدمة هامة للحكومة وذلك بامدادها بالعمالت االجنبية لمواجهة التزاماتها الخارجية مـن سـداد لقيمة الخدمات المدنية او شراء
الس لع وغ ير ذل ك مـن المـدفوعات الخارجي ة ،ويق وم بش راء العمل ة االجنبي ة الفائض ة من الحكوم ة وال تى ق د تحص ل عليه ا من الق روض او اى
موارد اخرى٠
والبنك المركزى كممثل للحكومة ووكيل عنها ،عادة ما يكون مسئوالﹰ عن ادارة الدين العام ،وعقد قروض جديدة واصدار اذونـات الخزانة نيابة
عنها ،كما يقوم بضمان السندات الحكومية التى لم يـتم بيعها ،وهو الذى يتسلم حصيلة الـضرائب والمـدفوعات االخـرى لحساب الحكومة ،وهنا
يق وم بوظيف ة المستش ار الم الى للحكوم ة ،فيق دم النص يحة فى المس ائل المتعلق ة ب العجز فى الميزانيـة لتمويـل خطـة التنمي ة ،والنص ائح الخاص ة
بتخفيض قيمة العملة والمـسائل المتعلقـة بالسياسة التجارية وسياسة الصرف االجنبى ،وكذلك يمثل الحكومـة فى المسائل المال ية الدولية ،مثل
توفير احتياطى الدولة من العمـالت االجنبية ،تحقيق استقرار فى سعر الصرف ،تقدير كميات احتياطاتالدولة من العمالت ،عالوة على انه قد
يدير العالقات مع المؤسساتالمالية الدولية ،حيث يستمد البنك المركزى اهميته من العالقة التـىتربطه بالبنوك المركزية االخرى وبسوق المال
العالمى٠
أ -تركيز االحتياطى النقدى فى البنك المركزى هو مصدر قوة كبيرة للنظام المصرفى فى الدولة لزيادة ثقة االفراد فيه٠
- ٢البنك المركزى هو الملجأ االخير لالقراض فى اوقات الطوارئ ،من خالل توفير االصول المالية للبنوك التجارية عن طريق اعادة خصم
ما يحملونه من اذونات واذا كان البنـك المركـزى هـو المورد االخير للنقود فى ظل نظام االئتمان الحديث ،فان وظيفـة البنك المركزى كملجأ
لالقراض تعنى انه يقبل مسئولية مواجهـة الطلبات المعقولة لتوفير االصول المالية للبنوك التجارية بطريق مباشر او غير مباشر ولهذا هو بنك
البنوك ،يؤدى الى حـدوث المرونة والسيولة لهيكل االئتمان ككل ٠كما انه يمكن من تحقيق درجة عالية من االقتصاد فى استخدام االحتياطى
النق دى ،حيـث تتمكن ه ذه البن وك من ادارة حجم كب ير من االعم ال بنفس القـدر من االحتي اطى ورأس الم ال ،وكم ا يق ول " " Hawtreyانهـا
الوظيف ة االساس ية للبن ك المرك زى كالملج أ االخ ير لالق راض وهوتغطي ة النقص فى االحتي اطى بين البن وك التجاري ة المتنافسة -٣ ٠بن ك
المقاص ة المركزي ة والتس ويات والتح ويالت ،حيث تتطلب هذهالعمليات المص رفية الس رعة فى التنفي ذ مع ض رورة تع اون البن وك التجارية م ع
بعضها سواء على المستوى المحلـى او المـستوى الدولى ٠فالبنك المركزى المحتفظ بحسابات البنوك التجاري ة يكون مهيئ اﹰ قادراﹰ على تحمل
المقاص ة بين الص كوك المختلفـة للبنـوك وتحقي ق التس ويات المطلوب ة فى أرص دة حس ابات البن وك التجاري ة المحتف ظ به ا ولن يك ون هن اك اى
حاجة للنقود ،هذا بجانب تقوية النظام المصرفى عن طريق تخفيض سحب النقود الحاضرة فـى االزمات٠
كما يتولى الب نك المركزى االش راف على عقد االتفاقيات الثنائية للتجارة والدفع ومسك الحسابات الخاصة بها واالش راف على تنفيذها مع
دول االتفاقيات ٠واالشراف على عمليات القروض االجنبية بـين الدولة وغيرها واالتصال بالهيئات الدولية والتفـاوض معهـا مثـل صندوق النقد
الدولى والبنك الدولى وغيرها٠
رابعاﹰ :تنظيم وادارة االئتمان:
يعت بر التحكم فى االئتم ان من اهم الوظ ائف ال تى يق وم به ا البنك المركزى واخطره ا ،حيث ان االئتم ان المص رفى يك ون مايزي د عـن %٧٠من
وسائل الدفع فى الدول المتقدمة ،كما يكون نـسبة ليـست بالقليلة فى الدول االقل تقدماﹰ ،حيث انها الوظيفة التى يستطيع بموجبها ان يقوم برسم
السياسة النقدية للدولة ،وبما ان اى تغير فـى وسـائل الدفع البد وان تؤدى الى تغير فى النشاط االقتـصادى فـى نفـس االتجاه ،فزيادة وسائل الدفع
تؤدى الـى ارتفـاع مـستوى النـشاط االقتصادى ،فيزداد مستوى التشغيل ويرتفع الدخل الق ومى ،كما يؤدى الى ارتفاع االسعار ايض اﹰ فيصيب
االقتـصاد القـومى بحالـة مـن التضخم ،اما نقص كمية وسائل الدفع تؤدى الى انخفـاض مـستوى النشاط االقتصادى ،فتزداد البطالة ويقل الدخل
القومى ويأخذ مستوى االسعار فى االنخفاض فيصيب المجتمع بحالة من الكساد ٠ولهذا كان هناك اتفاق عام على ان االئتمان يجب ان يكون
تحت الرقابة منه٠
وفى ظل قاعدة الذهب فان الرقابة على االئتمان كانـت هامـة بغرض استقرار سعر الصرف بصرف النظر عما اذا كانت تـسفر عن تضخم
اوانكم اش ٠ام ا فى وقتن ا الحاض ر ف ان اله دف من الرقابـة على االئتم ان ه و ازال ة ال دورات االقتص ادي ة وتحقي ق مس توى ع الى من النش اط
االقتص ادى والتوظي ف لتحقي ق هـدف اسـتقرار المبـادالت الدولية ٠وله ذا يس تطيع البن ك المرك زى تغي ير كمي ة النق ود الموجـودة م ع االف راد،
وبالتالى تغيير مقدار الودائـع لـدى البنـوك وتغييـر االحتياطيات النقدية والتأثير على انشطة البنوك التجاري ة فيما يتعلـقبخلق االئتمان٠
ويمكن التمييز بين ثالثة ا نواع من وسائل البنك فى التحكم فـى االئتمان وهى الوسائل الكمية مثل تغيير نسبة االحتياطى ، Reserve Ratio
او عمليـات الـسوق المفتوحـة Open Market
Operationوس عر البن ك Bank Rateوس عر اع ادة الخـصم ، Rediscount Rateاو الوس ائل النوعي ة (الكميـة ) ،و اخيـراﹰالوسائل
المباشرة٠
ولهذا يرى كثير من االقتصاديين ضرورة وجود البنـك المركزى والتى تكمن فى االحتكار الكلى او الجزئـى فـى اصدار اوراق بنكنوت ،هذا
باالضافة الى ان نظام مصرفى يتصف بالكفاءة والمنافسة يحتاج الى بنك مركزى ليقوم بهذه المهمة ٠اال ان هناك بعض االقتصاديين يـرون
انـه غيـر ضرورى النه ليس ناتج طبيعى لتكوين النظام المـصرفى ،حيث هو مفروض عليه من الخارج او يتم انشاؤه عن طريق تشريعات
حكومي ة ،حيث يوض حون ان ه ليس هن اك من س بب الن يوج د بن ك معين يس تحوذ على مرك ز قي ادى ال ذى بمقتض اه ت تركز لدي ه ق در كب ير من
الذهب واالحتياطى النقدى الخاصبالبنوك االخرى٠
وهن اك من بين االقتص اديين المح دثين فري د مـان " "MFriedman..ومنتس " ،" Myntsيش يروا الـ ى ان البنـوك المركزي ة فى الس نوات
القريبة اصبحت اكثر فـاكثر تحـت سيطرة الحكومة وخاصة وزارة الخزانة ،وان هناك صعوبة اآلن فى الفصل بين البنك والحكومة ،وقـد رأى
بروفـسور "فريد مان " الغاء نظام االحتياطى الفدرالى ٠ولكن يرد علـى
"فريد مان " بانه حتى اذا كانت وزارة الخزا نـة قـد قامـت بوظائف هذا البنك فان الحاجة اليه لن تختفى ،فهو سيظل بنك اﹰ مركزي اﹰ حتى اذا وقع
تحت تأثير وزارة الخزانة والذى ازداد فى هذه االيام لعدة اسباب منها- :
-١ترك قاعدة الذهب وما ترتب على ذلك من احتياج الـى وجود ادارة نقدية والتى تتضمن وجود الحكومة ايض اﹰ -٢ ٠انتشار وتبنـى سياسـة
النقـود الرخيـصة Cheap Money Policyاى السياس ة التوس عية لعالج الكس اد الكب ير فى الثالثين ات وكوس يلة لتموي ل الح روب وحركـة
التعمير بعد هذه الحروب٠
-٣االتجاهات الحديثة للرأى العام نحو االشتراكية ورفاهيةالمجتمع والذى تتطلب تدخل الدولـة لتحقيـق التوظـف الكام ل والعدالة االجتماعية
والنمو االقتصادى٠
وهنـاك بعـض االراء المعارضـة التـى تـرى ان االجراءات التى يتخذها البنك المركزى تكـون تحكميـة وال تتناسب مـع متطلبـات الـسوق الحـرة
فـى اقتـصاديات المشروعات الحرة ،ولكن هذا التدخل انما يكون بهدف تحقيق قدر من ا الس تقرار والتنظيم والذى يمكن قوى الس وق من ان
تعم ل بدرج ة اك بر من الـسهولة والفاعليـة ٠وكمـا يقـول " "Sayersان ه يجب ان يك ون هن اك بن ك مرك زى ليك ون لـه ت أثير ذاتى على الوض ع
االقتصادى ،فالمجتمع الذى بدون بنك مركزى وبمجموعة من القوانين المنظمة للـسياسة النقديـة سوف يكون مجتمعﹰا غير قادر علـى مواءمـة
نفـسه مـع التغيرات التى تحدث فى المحيط النقدى والمالى ،فعدم امكان وجود نظام نقدى يعمل تلقائي اﹰ هو الذى يدعونا الى الحاجـة الى بنك
مرك زى ،و ح تى يمكن تحقي ق سياس ة نقدي ة رشـيدة ،فالب د من وج ود س لطة نقدي ة مركزي ة ،كم ا انـه اداة لتحقيـق التع اون ال دولى فى السياس ة
النقدية ٠وكثيـر مـن البنـوك المركزية فى الدول النامية تقوم بدور فعال مع الحكومة فيمايتعلق بالتمويل بالعجز وتوفير النقود لخطط التنمية
والمساهمة فى عمليات التخطيط ،كما ان وظيفة البنك المركزى كالملجأ االخير لالقراض انما لها اهمية كبيرة للب نوك التجارية فـى الدول
النامية حتى تجنب هذه البنوك االفالس وتمكنهـا مـن التغلب على مشكلة انخفاض نسبة السيولة ،كما انه الـضمان الصحاب الودائع ويعطى لهم
الثق ة فى التعام ل مـع الجهـاز المص رفى ٠وله ذا ف ان وج ود البن وك المركزي ة يك ون ذا فائ دة حيوي ة لتنمي ة االقتص اد الق ومى س واء فى الـدول
الناميـة او المتقدمة٠
وكما اوضحنا فى دراسة الوظائف المختلفة للبنـك المركـزى بصفة عامة ،تظهر هذه الوظائف التى يضطلع بها البنك المركـزى المصرى ج ﹰليا
فى بنود ميزانيته ،خاصة فيما يتعلق بالوظائف الثالث االولى ،اما الوظيفة الرابعـة واكثـرهم اهميـة وهـى ادارة النقـد واالئتمان ،فهى لطبيعتها ال
تظهر فى بنود الميزانية حيـث تتعلـق بادوات السياسة النقدية المستهدفة وهو ما سنتعرض له بالتفصيل فى الفصل التالى٠
الفصل الخامس
البنك المركزى ودوره فىمراقبة وادارة االئتمان
فى ظ ل نظ ام ت درجى ورئاس ى ،نج دنا ام ام ن وعين مـن المؤسس ات ،مؤسس ات الدرج ة االولى -اى البن ك المرك زى -خ الق النق ود القانوني ة
والممثل لقمـة الـسيولة ٠ومؤسـسات الدرجة الثانية -اى البنوك التجارية -التـى تخلـق نقـو د الودائع ٠ومن النوعين ( النقود القانونية -نقـود
الودائـع ) يتكون حجم وسائل الدفع الالزمة لمواجهة المعامالت٠
ولقد رأينا ان البنك المركزى قادر على خلـق النقـود القانونية بال حدود اال ما يتعلق منها بغطاء االصدار ،وغالب اﹰ يتقرر حجم هذه النقود طبق اﹰ
لسياس ة نقديـة معينـة لتحقيـق اه داف اقتص ادية للدول ة ٠وب ذلك يص بح البن ك المرك زى هـو المس ئول عن السياس ة النقدي ة واالئتماني ة للجهـاز
المـصرفى ككل ،حيث يجب ان يكون لديه من الوسائل المؤثرة ما يمكنه من تطبيق هذه السياسة النقدية واالئتمانية ،والتى سندرسـها فيما بعد
لمعرفة مظاهرها وادواتها وكيفية تأثيرها٠
وكما اوضحنا ان البنوك التجارية ال يحدها فـى خلـق نقود الودائع سوى امكانية السيولة ،اى ان تتوافر لديها كميات النقود الالزمة ،او ان يكون
البنك المركزى مستعداﹰ المدادها بهذه النقود القانونية لمواجهة التزاماتها الناتجة عن خلق نقود الودائع ،ثم تحول هذه النقود الى نقـود قانونيـة ٠
وبالتـالى نتصور امكانية الرقابة من جانب البنك المركـزى لتحقيـق سياسة نقدية وائتمانية معينة ،متمثلة دائم اﹰ فى قدرتـه علـى التأثير فى سيولة
البنوك التجارية وفى اسعار خدماتها (سعر الفائدة) وعن طريق ذلك التحكم فى حجم وسائل الدفع الخاص بنقود الودائع٠
وال شك ان النشاط االقتصادى فى العصر الحاضر قائم على االئتمان ٠فاالئتمان يعلب دوراﹰ متزايداﹰ وهاماﹰ ،بل يعتبر االساس الذى تقوم عليه
النظم االقتصادية الحديثـة ٠فمظـم المعامالت الكبيرة حالي اﹰ انما تتم بالكامـل باسـتخدام ادوات االئتمان وله ذا يعتبر االئتمان شـريان الحيـاة فـى
نـشاط االعم ال ٠واالئتم ان مثل ه مث ل النق ود س الح اذا اس ئ اس تخدامه فان ه ي ودى بالنظ ام االقتص ادى ،واذا لم ي دار وي راقب يـصبح مص دراﹰ
للفوضى واالرتباك ،وكما انه يلعب دوراﹰ هاماﹰ فـى اتمام المعامالت التجارية ،فيجب ان يكـون محـل رقابـة وتوجيه ٠ولهذا تعتبر مراقبة وتوجيه
االئتمان هى الوظيفـة االساسية للبنك المركزى وفى نفس الوقت فهى قلب السياسة النقدية٠
أوالﹰ :استقرار سعر الص رف ،وهو هدف تقليدى لمراقبـة االئتمـان والعمل على االحتفاظ باستقرار اسعار الصرف مـن خـالل اتبـاع القواعد
النقدي ة المعدني ة ،حيث ك ان الس بب الرئيـسى لهـذه الـسياسة العام ة ال تى ته دف الى اس تقرار الص رف قب ل س نة ١٩٣١ه و االعتق اد الس ائد ب ان
اس تقرار سعر الص رف ضـرورى والزم لتحقيـق الثقـة الدولي ة واس اس لقيام التج ارة الدولية على اوسع نطاق ،وبالتالى تحقيق اك بر ق در من
الرفاهية االقتصادية٠
ثانياﹰ :استقرار مستوى االسعار العام وتقليل حدة التقلبات االقتص ادية ،حيث يعتبر "كاسل وكينز" ان استقرار مستوى االسـعار العـام هـو الهدف
المقص ود م ن سياس ة البن ك المرك زى فى الرقاب ة على االئتم ان وبالت الى االس تقرار فى قيم ة النق ود ليعم ل النظ ام االقتص ادى بـسالسة ويحق ق
الرفاهية االقتصادية ،الن التغير فى المستوى الع ام لالسـعار ي ؤدى الى ح دوث تغيرات واضطرابات كب يرة فىالعالقات االقتص ادية بين ال دائن
والمدين وبين المنتج والمستهلك وبين العامـل وصـاحب العمل وهكذا ٠فاالستقرار فى المستوى العام لالسـعار يـؤدى الـى القضاء على ال دورات
االقتصادية ،وذلك من خالل سياسـة النقـود الرخيصة للحصول على اكبر فائدة ممكنة من االستقرار االقتصادى النسبى٠
ثالث ﹰا :استقرار سوق النقود ،يركز اال قتصاديين على ان هدف سياسة البنك المركزى من مراقبة االئتمان هو استقرار سوق النقود والقضاء
على التقلبات الموسمية فى الطلب على االرصدة ،وتوفير االئتمان فى اوقات االزمات ،كما انه يتواءم الطلب مع العرض فى كل االوقات٠
رابعاﹰ :تشجيع النمو االقتـصادى ،يجـب ان ت هـدف سياسـة ادارة االئتمان تحقيق معدل نمو سريع والمحافظة على مستوى عالى مـن التوظف
والدخل ٠الن االتجاه الحديث فى السياسة النقدية هو الجمـع بين هدف استقرار سعر الصرف وهدف االرتقاء والمحافظـة علـى مستوى عال
من التوظف والدخل٠
والوس ائل العام ة او الكمي ة هى ال تى تل ك ال تى توج ه للت أثير على الحجم الكلى لالئتم ان فى الن ظ ام المص رفى دون االهتم ام او التركيـز بص فة
خاص ة على ن وع االئتم ان او الغ رض ال ذى يس تخدم فيه ٠امـا الوس ائل النوعي ة لمراقب ة االئتم ان ،فهى تل ك الوس ائل ال تى توج ه الـى اس تخدام
معين لالئتمان ،وليس الى الحجم الكلى لالئتمان ٠واالسلحة الكمية تتكون من سعر البنك او سـعر الخـ صم ، Bank rate or Discount rate
ايضاﹰ عمليـات الـسوق المفتوحـة Open
، Market Operationsكذلك التغيرات فى نسبة االحتيـاطى
٠Variations in Reserve Ratio
وكل هذه االسلحة الكمية لها اثار عامة فى تنظـيم االئتمـان ،تستخدم لتغيير حجم االئتمان او السعر الذى يتم على اس اسه االئتمـان بغض النظر
عن الغرض الذى من اجله يستخدم بواسطة المقترضين ٠كذلك تستخدم البنوك المركزية بعض االسلحة النوعيـة او المختـارة التى بواسطتها
توجيهه فى اتجاهات معينه باألضافه الى تأثيرها على حجم األئتمان.
من ذل ك ن رى أن الت أثير على حجم األئتم ان أو اتجاه ه يعت بر من أهم العوام ل ال تى ت ؤثر على النش اط األقتـصادى ،فيـزداد بزيادتـه وينخفض
بنقص انه .ل ذلك ف ان من أهم الوظ ائف ال تى تق وم به ا البنـوك المركزي ه فى ال وقت الحاض ر ه و الت دخل دائمـا بوسـيله واحـده أو بمجموع ه من
الوسائل حسبما تقتضى الظروف ،وذلك للتـأثير علـى االئتمان بما ي حقق االستقرار فىمستوى االسعار ،وبالتالى المحافظـة على القوة الشرائية
للنقود او تحقيق االستقرار فى مستوى التـشغيل والدخل القومى او دفعها الى اعلى بما يحقـق مزيـداﹰ مـن النمـو االقتصادى٠
وتهدف هذه السياسة الى التأثير على حجم االحتياطيات النقدية المتوافرة للنظام المصرفى وذلك عن طريقين-:
أ -تحديد االمكانيات المتاحة للبنوك لتعزيز احت ياطياتها النقدية بتعديل الشروط التى يجب ان تتوافر فى االوراق التـى يقبـل البنـك المركزى
اعادة خصمها او يرتضى ان يقرض البنوك بضمانها ٠ب -تعديل النفقة التى تتحملها البنوك فى تعزيز احتياطياتهـا عـن طريق االقتراض
من البن ك المرك زى وذل ك بتغي ير سـعر اعـادة الخص م ،ال ذى ي ؤدى ب دوره الى اح داث تغي ير فـى الـثمن الـذى تتقض اه البن وك مقاب ل اقراض ها
لعمالئها ،االمر الذى ينعكس على حجم االئتمان ،فانه يترتب على تغيير سعر اعادة الخصم تغييـر وفىنفس االتجاه السعار الفائدة السائدة فى
الس وق ،االم ر الـذى يجع ل اك ثر تكلف ة او ارخص مم ا ك ان وي ؤثر ع ل ى طلب وع رض االئتم ان ،وباختص ار ف ان ارتف اع س عر البن ك س وف
يـؤدى الـى ارتفاع فى سعر الفائدة والى انكماش فى االئتمان والذى بـدوره
سوف يكون له اثار عكسية على النشاط االستثمارى وبالتالى علىاالقتصاد القومى ككل٠
وبالمثل فان انخفاض سعر البنك انما يفتـرض ان لـه اثـار عكسية ،فعندما يخفض البنك المركزى سعر البنك فان سعر الفائـدة السائد فى سوق
النقود سوف ينخفض ،واالئتمان يصبح متوافراﹰ بتكلفة منخفضة ،وبالتالى فان رجال االعمال يقدمون على االقتراض وتزداد معه االستثمارات
والتوظف والناتج والدخل ،ثم يزداد معـه الطلـب الكلى وتتجه االس عار الى االرتفاع ،ونتيجة لذلك فان اتجاه اﹰ تصاعدياﹰ متراكما سوف يحدث
فى النشاط االقتصادى٠
اما التاثير الثانى للتغيير فى سعر الخصم فيرتبط بكمية وسائل الدفع (السيولة) ،فال شك ان البنوك التجارية تخلـق نقـود الودائـع بمناسبة عمليات
االئتم ان وعليه ا ان تتوق ع ض رورة تحوي ل ج زء مـن اص ولها من نق ود ودائ ع الى نق ود قانوني ة ،والطريق ة الوحي دة ل ذلك ه و الطلب من البنك
المرك زى اع ادة خـصم بعـض االوراق التجاريـة والس ندات ال تى فى حوزته ا ،وعلى ذل ك فعن دما يك ون س عر الخص م ل دى البن ك المرك زى
منخفض اﹰ ،فه ذا يش جع البن وك التجاري ة علـى تحويـل ج زء م ن اص ولها المتمثل ة فى اوراق تجاري ة وس ندات ممثل ة لق روض الى نق ود قانوني ة،
وبالتالى يؤدى الى زيادة امكانيات البنوك التجاريـة فى خلق نقود الودائع وبالتالى زيادة االئتمان والعكس صحيح ،هـذا باالضافة الى ان سياسة
سعر البنك اعترف بها االن كوسيلة تقليديـةضد التضخم ،فالبنك المركزى عادة ما يلجأ الى رفع سعر البنك وذلكللحد من حدة التضخم٠
ان سياسة سعر البنك انما تعتبر نظريـﹰا سـالح هـام وذلـك بغرض-:
تنظيم كمية االئتمان عموماﹰ٠
ازالة االختالل فى •
الهيكل االقتصادى للدولة وذلك عـن طريـق تحقيق التوازن بين معدالت االدخار واالستثما ر ،فرفع سعر البنك يشجع االدخار ويثبط االستثمار
والعكس فى حالة انخفاضه٠
تصحيح وضع ميزان •
المدفوعات٠
تحقيق سعر صرف •
مستقر٠
اال ان فاعلية سعر البنك فى تحقيق هذه االغراض انما يتوقف على ظروف معينة-:
أ -يجب ان يكون لسعر البنك اثره الفورى والحازم على سعر الفائ دة وعلى ظروف االئتمان٠
ب -ان هيكل االقتصاد يجـب ان يكـون مـن المرونـة بالقـدر الكافىبحيث ان التغيرات فى ظروف االئتمـان يجـب ان تتبـع بسرعة بتغيرات فى
االسعار واالجور وفـى الـدخل واالنتـاج والتوظف٠
جـ -ان التدفق الدولى لرأس المال يجب اال يعاق بقيـود تحكميـةوبعوائق م صطنعة ،واذا لم تتوافر مثل هذه الظروف فان سياسةسعر البنك لن
تكون فعالة فى تحقيق االغراض السابق ايضاحها٠
وكان ل ـ " "Hawtreyثقة كبيرة فى سياسة سعر البنـك ،فهو يعتقد ان اوقات الرواج والكساد يمكن ازالتها لـو ان الـسلطات النقدية استخدمت
سعر البنك فى الوقت الم ناسب وبدرجة كافية ،واذا كان هناك الكثيرين الذين يعارضون " " Hawtreyاال انه ال يمكن انكار ان سعر البنك
هو احد الوسائل ضد التقلبات الدورية التى يمكن اتباعها من وقت الخر ،وحتى اولئك الذين ينكرون فعالية سياسة سعر البنك فى الرقابة على
الدورات االقتصادية ،فانه م يعترفون بانه سالح فعال فى حالة المضاربات والتضخم ،حيث يفترض االلتجاء الى هذه السياسة فى وجود اسواق
نامية للتعامل فى ادوات االئتمـان قـصير االجل كأذون الخزانة واالوراق التجارية ،ولكنها وسيلة ناقصة تحتاج الى عدة اساليب مكملة لتحقيق
فاعلية اكثر٠
فهو يتدخل فى السوق النقدية باعتباره عارضا او بائعا لـبعض االصول الحقيقية كاذون الخزانة او بعض االوراق المالية والتجارية ،والهدف
من ذلك تحويلها الى اصول نقدية ،اى يمتص قيمتها النقديـة القانونية من السوق ويؤثر على سيولة الـسوق النقديـة ،او يتـدخل باعتباره طالبا او
مش تريا له ذه االصـول (ألذون الخزانـة ،االوراق المالي ة والتجاري ة ) واله دف من ذلـك تنقيـدها ،اى ان يقـوم الب نـك المرك زى بأم داد الس وق
النقدية بالسيولة الالزمة بقيمة هذه االصول ٠والبنوك التجارية هى التى تعتبر اهم عناصر السوق النقديـة وهـى غالب اﹰ التى تدخل فى عالقات
البيع والشراء مع البنك المركزى ،فعندما تكون البنوك التجارية مشترية لها تقل سيولتها ومن ثم مقدرتها على خلق االئتمان ،وعندما تكون
بائعة فهى تحصل على قيمة االصـول المقدمة منها فى شكل نقود قانونية فتزيد من سيولتها وترتفع مقدرتها على االقراض وخلق االئتمان ،وال
شك ان التغير فى كمية النقـود انما تؤدى الى تغيرات تابعة فى سعر الفائدة وفى ظروف االئتمـان والتى تساعد بدو رها فى تحقيق المواءمة
المطلوبـة فـى االسـعار والتكاليف واالنتاج والتوظف٠
واخ يراﹰ ف ان البن ك المرك زى يتب ع سياس ة بي ع الس ندات فى الس وقالمفتوحة وذل ك عن دما يك ون انكم اش االئتم ان مرغوب اﹰ في ه وخاص ة فىاوق ات
الرواج ،وذلك عندما يصبح استقرار سـوق النقـود مهـدداﹰ بالتوسع الزائد فى االئتمان بواسطة البنوك التجارية ،وبالعكس فانـه فى فترات الكساد
عندما يكون سوق النقود خفيف اﹰ والتوسع فى االئتمان مرغوب اﹰ فيه فان البنك المركزى يتبع سياسة شراء السندات من السوق المفتوحة ،ونجاح
هذه السياسة محدود فى حاالت االزمات ،حيث تتجه البنوك التج ارية فى هذه االوقات الى االحجام عن استعمال ما يضعه البنك المركزى من
موارد تحت تصرفها فى خلق االئتمان الى اقصى حد مستطاع ،كما ان نجاحها محدود ايض اﹰ فى حاالت التضخم بمقدار ما فى محفظة البنك
المركزى من سندات ،ومع ذلك فليس هناك مـا يحول دون اصدار الحكومة سندات جديدة لتضعها تحـت تـصرف البنك المركزى للقيام بعمليات
البيع فى هذه االحوال٠
وحتى يمكن نجاح سياسة السوق المفتوحة فانها تتطلب الظروف االتية:
ات ان االحتياطي •
النقدية للنبوك التجارية وكمية النقود المعروضة فى التداول يجب ان تتغير وفقاﹰ لطبيعة ومدى عمليـات الـسو ق المفتوحة بواسطة البنوك٠
ان البن وك التجاري ة •
سوف تعمل على زيـادة او نقـص مقـدار قروضهم واستثماراتهم وفقاﹰ لزيادة او انخفاض مقدار االحتياطى
النقدى ،ويعنى ذلك ان هناك نسبة احتياطى نقدى ثابتة يجـب انتعمل البنوك التجارية على تحقيقها٠
اق الطلب على نط •
االئتم ان المصرفى سوف يزداد او يـنخفض وفقاﹰ لزيادة او انخفاض االحتياطى النقدى وانخفاض او ارتفـاع سعر الفائدة ،حيث يعنى ان الطلب
على االئتمان يجب ان يتغيـر مع تغير سعر الفائدة٠
ع داول الودائ ت •
المصرفية والنقود القانونية لها سرعة دوران ثابتة وهذه العالقة من الصعب تحقيقها فى الحياة التطبيقية٠
البن وك التجاري ة •
تتوسع فى منح االئتمان او تحدث انكماشا فيـه وفقا لتغيرات االحتياطى النقدى٠
ان نظري ة الس وق •
المفتوحة قائمة على اساس ان الطلـب علـى االئتمان انما هو مرن بالنسبة لسعر الفائدة ،ولكن قد ال تكون هذه الحقيقة٠
وعليه فان هذ ه الفروض التى تقـوم عليهـا سياسـة الـسوق المفتوحة ،ليست صحيحة بالكامل ،وفى حدود مدى صـحتها سـوف تكون هناك ايض اﹰ
حدود على فعالية سياسة السوق المحدودة٠
كما يعطى قانون البنوك واالئتمان للبنك المركزى عندنا حـق مزاولة عمليات السوق المفتوحة ( ،)٢ومع ذلك يكاد يكون االخ ذ بهـذه
السياسة على نطاق فعال امرا مستبعداﹰ فى الوقـت الحـالى لـضيقالسوق المالية وقلة نشاطها بحيث ال يكفـى الموجـود مـن االوراق المالية للقيام
بهذه العمليات ٠كما البد ان يترتب على ايـة محاولـة واسطة للبيع او الشراء احداث تقلبات عنيفة فى قيم السندات٠
وبالرغم من هذ ه الحدود فان سياسة السوق المفتوحة انما هـى اداة مفيدة للسياسة النقدية ،فهى اداة مباشرة واكثر فاعلية للرقابة على االئتمان
اذا ما قورنت بسياسة سعر البنك٠
ولذلك تتجه الجهود فى كثير من البلدان الحديثة العهد بالنظـام المصرفى الى انماء سوق نقدى فى اذون الخزانة ،ح يث نطاق سياسة السوق
المفتوحة محدود ليس الن السندات اليمكن شـراؤها وبيعهـا بواسطة البنك المركزى ،ولكن الن حجمها عادة ما يكـون صـغيراﹰ بدرجة انها لن
يكون لها تأثير على سياسة االئتمان بالنـسبة للبنـوك التجارية ،هذا باالضافة الى ان احدى متطلبات نجاح سياسة الـسوق المفتوحة هو ثبات نسبة
االحتي اطى ،وان ك ان ع ادة فى ال دول الناميـة البن وك التجاري ة تحتف ظ بق در من االحتي اطى النقـدى يفـوق النـسبة القانوني ة وان ف ائض ه ذا
االحتياطى يتذبذب موسمياﹰ ،حيث يعـد هـذا عامالﹰ مقيداﹰ لنجاح هذه السياسة الن بيع السندات فى السوق المفتوحة سوف يؤدى فقط الى تخفيض
مقدار فائض احتياطى البنوك التجارية ٠كما يمكن استخدام سياسة السوق المفتوحة بغـرض مـساعدةالحكومة فى االقتراض وتحقيق االس تقرار
فى سوق السندات الحكوميةبدالﹰ من استخدامها فى التأثير على مقدار االئتمان ومشكلته٠
-٣تغيير نسبة االحتياطى القانونى:
يلتزم كل بنك تجارى باالحتفاظ بجزء او نسبة معينة من اصوله النقدية وودائعه فى شكل رصيد دائن ودائم لدى البنـك المركـزى ،بهدف حماية
الم ودعين ض د اخط اء تص رفات البن وك التجاريـة فـى البداي ة ،ثم اص بحت وس يلة فني ة من ش أنها الت اثير فـى قـدرة البنـوك التجاري ة على خل ق
االئتمان٠
وان تغيير نسبة االحتياطى كاداة لتحقيق الرقابة على االئتمـان انما تعتبر اداة حديثة نسبياﹰ فقد استخدمها البنك المركزى فى االوقات الحديثة،
وفى الدول التى ال يكون فيها سوق النقود سوقاﹰ متقدماﹰ ،فان هذا السالح يصبح مناسباﹰ لالستخدام ٠وقد كـان نظـام االحتيـاطى المرك زى ( البنك
المرك زى ) فى الوالي ات المتح دة اول من اش ار الـى ان نس بة االحتي اطى انم ا يمكن ان تس تخدم كوس يلة لتحقيـق الرقابـة وادارة االئتم ان
المصرفى ،ومقدار الحد االدنى من هذا االحتيـاطى الذى يجب ان تحتفظ به البنوك التجارية لدى البنك المركـزى انمـا يحدد بالقانون ،ويعطى
البنك سلطة قانونية فى تغيير مقدار تلك النسبة من االحتياطى النقدى ،وهذا يزيد او يقلل من مقدار السيولة وبالتالى من مقدرة النبوك التجارية
على االق راض ،واعتبـاراﹰ مـن ديـسمبر ١٩٧٧ق رر مجلس ادارة البن ك المرك زى المص رى تعـديل قواعـداحتساب نس بة االحتي اطى الق انونى
لتصبح-:
النقدية بخزائن
البنك بالعملة المحلية +ارصدة البنك لدى البنك المركزى
الودائع =
بالعملة المحلية
بالعملة المحلية والعمالت الحرة ( والتى ال يتقاضى عنها البنك اى فائدة) وتم تحديدها بواقع %٢٥اعتباراﹰ من اول ابريل ٠ ١٩٧٨
واصبحت نسبة االحتياطى القانونى وسيلة فنية من شانها التاثير فى قدرة البنوك التجارية على خلق االئتمان ،فرفع هذه النسبة يعتبرا اجراءاﹰ
انكماش ياﹰ بقص د االقالل من س يولة البن ك التج ارى وتجمي د ج زء كب ير من احتياطيات ه النقدي ة فيقل ل من مقدرتـه علـى التوسـع فـى االق راض،
والعكس عندما يقلل البنك المركزى من هذه النسبة ،والذى يعنى االفراج عن جزء كبير من اصول البنـك التجـارى الـسائلة ،ويمكنه بالتالى من
الحصول على الغطاء النقدى القانونى الالزم لقيامه بعمليات االئتمان٠
ولهذا كان الغرض من وراء عمليات الوسائل النوعية للرقابـة على االئتمان هو التمييز بين االستخدام ات المختلفة لالئتمان وبالتالى التمييز بين
القطاعات المختلفة لالقتصاد القومى ،فالبنك المركزى يتبع سياسة تهدف الى التاثير على بعض القطاعات دون االخرى فتـشجع بعض االنشطة
وتحد من البعض االخر ٠فهدفها هو توجيـه تـدفق االئتمان من االستخدامات غير المرغوب فيهـا الـى اال سـتخدامات المرغوب فيها ،بجانب
خاص ية اخ رى مم يزة لالس اليب النوعي ة فـى الرقاب ة على االئتم ان هى انه ا ت ؤثر على س لوك المقترض ين من خالل تفض يلهم الق روض ذات
الشروط االفض ل لهم ومقدار االئتم ان الـذى يحصل عليه بج انب اثارها التى تقع اساس اﹰ على س لوك المقرضين ٠وفى ال دول المتقدمة فان
االساليب النوعية للرقابة على االئتمانتستخدم بغرض الحد من مدى الدورات االقتصادية بدافع منع زيـادةالطلب على السلع االستهالكية المعمرة
عن مقدار المعروض منهـالتجنب ضغوط تضخمية فى االقتصاد القومى٠
والخالص ة ان الوس ائل النوعي ة لرقاب ة االئتم ان انم ا تمث ل ج زءا هام ا من االدارة النقدي ة بواس طة البن ك المرك زى ،حيث يتف ق كث ير من
االقتصاديين على انها تكون مفيدة كوسائل مكملة للوسـائل العامـة للرقابة ٠وان هذه الوسائل مناسب ة بوجه خاص للدول الناميـة التـى تكون
الطريقة التقليدية فيها لها اثر ضعيف ،فعلى سبيل المثال ،فـىبعض الدول النامية فان الهدف الرئيسى من الرقابة النوعية لالئتمانهو العمل على
منع اى زيادة الزمة فى ارتفاع اسعار المواد االوليةاالساسية والسلع الزراعية وذلك بمنع ت خزين مثل هذه السلع بغرض المضاربة ،بل وفى
بعض االحيان مراقبة انشطة المـضاربات فـى البورصات٠
وفى البن ك المرك زى المص رى فقـد اعطـى قـانون البنـوك واالئتم ان رقم ١٦٣لس نة ١٩٥٧س لطة "تحدي د الح د االقص ى لـسعر الفائ دة الدائن ة
والمدين ة وفوائ د الت أخير " ،باالض افة الى "تحدي د النـسب ال واجب مراعاته ا بين قيم ة الس لف والقيم ة التس ليفية للض مان وتحديـد ن وع الض مان
وتحديد آجال االسـتحقاق " ٠وبـذلك يـستطيع البنـك المركزى المصرى تخفيض سعر الفائدة على القـروض الممنوحـة لبعض القطاعات المرغوب
فى تشجيعها ،وفى نفس الوقـت زيـادة اسعار الفائدة على قروض بع ض القطاعات التى ينبغى الحـد مـن توسعها ٠ففى عام ١٩٨٢اعلن البنك
المركـزى المـصرى هيكـل متفاوت السعار الفائدة المدينة لقطاعى الصناعة والزراعة بالمقارنـة بقطاعى الخدمات والتجارة ،حيث بلغت اسعار
الفائدة على قـروض قطاع التجارة %١٦سنوياﹰ كحد ادنى ،بينما بلغت هذه النـس بة %١٣فى قطاعى الصناعة والتجارة سنوياﹰ كحد اقصى ٠
كما ابقـى علـى التمييز المعطى من قبل البنوك لبعض االنشطة مثل عمليات التصديرواالسكان االقتصادى والمتوسط٠
Prather, Money and Banking, Home wood Illinois, Rechard D.Irwin Inc., 1969.
• Dennis
• Dictionary of
Banking, MacDonald & Evans, .9791
• Dictionary of
Business & Economics, .7791
• Hawtery R.G.,
• Ivan C.
Johnson and William W. Roberts, Money and Banking, A Market - Oriented Approach, Chicago, The
Dryden, press, 1982.
• Kent R.P.,
• M.H. De Kock,
Control Banking.